ومن ذلك تقديم العناية بعلوم الآلة وحفظُ ما تيسر من متون في النحو ومصطلح الحديث ووفيات العلماء والفرائض، وأَوْليْتُ علوم اللغة وعلم أصول الفقه عنايةً خاصةً ولله الحمد، وطالعت في كل منهما من مختصرات الفن ومطولاته عشرات من الكتب واقتنصت مئات من نفائس دررها ونواصع غررها ولله الحمد، وقد نصحنا بعض مشايخنا رحمهم الله أن نجعل لكل فن من هذه الفنون كتاباً أو كتابين يكونان عمدةً في الفن يعكف الطالب على تفهم مسائله ويكرر مطالعته، ثم يضيف إليه ما يحصله من الفوائد من غيره من الكتب، فانتخبت للنحو: الآجرُّومية، وقطرَ الندى، وألفيةَ ابن مالك بشرح ابن عقيل، وفي علوم اللغة: فقهَ اللغة للثعالبي، وأدبَ الكاتب لابن قتيبة، وفي أصول الفقه الورقات للجويني، وروضةَ الناظر، وأكاد أستظهرهما حفظاً ولله الحمد. وقد جعلت لهذا الفن كناشاً خاصاً التقطت فيه فوائده من عشرات من الكتب وجعلته كالشرح لورقات الجويني فالحمدلله الذي تتم بنعمته الصالحات.
ومن ذلك تقديم العناية بفقه الحديث على فقه المذاهب، فطالعت شروح المتون الحديثية المختصرة: كعمدة الأحكام، وبلوغ المرام والمنتقى، ثم شروح الكتب الستة مقدماً في ذلك صحيح البخاري وسنن أبي داود رحمه الله، واعلم أن شيخنا أبا محمد السندي عليه رحمة الله تعالى كان قد دلني على فائدة مهمة في الطلب، وهي أن الصواب في قراءة الكتب الستة جعلُ صحيح البخاري آخرَها، قال رحمه الله: لأن البخاري إنما صنف صحيحه للأئمة المجتهدين لا للطلبة المبتدئين، ولذا أكثر فيه من النكات الفقهية حتى قيل: فقه البخاري في تراجمه رحمه الله، والصواب أن يبدأ الطالب بسنن أبي داود أولاً، لأنه اقتصر على أحاديث الأحكام ولم يكثر فيه من ذكر الخلافات المذهبية كما صنع الترمذي رحم الله الجميع.
ثم رأيت النهج المتبع عند علماء هذه البلاد البَدء بسنن أبي داود ثم الترمذي ثم النسائي ثم ابن ماجة إن أمكن وإلا فمسلم ثم البخاري، ومن شيوخنا من يقدم النسائي على الترمذي لتقدم النسائي في الصنعة الحديثية وتساهل الترمذي وإكثاره من ذكر الخلاف، ومنهم من يضم إلى النسائي أو بعده موطأ مالك ولكل وجهة هو موليها.
وثنيت بفقه المذاهب الأربعة مقدماً العناية بمذهب أحمد رحمه الله لتأثري به منذ النشأة الأولى، ثم بفقه المالكية والحنفية لأسباب أذكرها إن شاء الله في غير هذا الموضع وبالله التوفيق.
ومَنّ الله تعالى علي بصنعة التدريس فدرّست جميع ما قرأته على المشايخ أيام الطلب مراراً وغيرَه من الكتب، ودرّست أصول التفسير بتلخيص مباحث البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي والتحبير له أيضا، وكنت أطالع وقت تدريسه نحو أربعين تفسيراً ولله الحمد مضافاً الى ما أفدناه من مشايخنا رحمهم الله، ثم شرعت في تفسير الفاتحة إلى نهاية قوله تعالى " إياك نعبد وإياك نستعين "، ولو جمع ذلك كان في نحو مجلد إن شاء الله.
ثم لما منّ الله تعالى علي بالهجرة الميمونة من نحو سبعة أعوام عقدت في ثغر كابل ردها الله إلى المسلمين مجالس حديثيةً في سنن أبي داود مع إملاء كثير من الفوائد على الطلاب، فتمّ تمامه بحمد الله تعالى في نحو خمسين مجلساً، مع إثبات السماعات لكل مجلس ولمن حضر من الطلاب، ثم في سنن الترمذي فتمّ بحمد الله في نحو خمسة وخمسين مجلساً، سوى أحاديث يسيرة تستغرق مجلساً واحداً حال دون تمامه هذه الحرب الصليبية فلعنة الله على الظالمين، وقد حضر جميع مجالس الكتابين ولدي نفع الله به، وأضفت إلى هذا كله إسماع الطلاب كثيراً من الأجزاء الحديثية، ودروساً في النحو والمصطلح وأصول الفقه، واستمر الحال على ذلك عاماً كاملاً أو يزيد، وأعقد في الغالب مجالس الدرس والإملاء من بعد صلاة الفجر إلى قرب الظهر وربما استمر الدرس إلى ما بعد الظهر وأحياناً إلى المغرب، وفي رمضان من بعد التراويح إلى صلاة الفجر، والحمد لله كثيراً كثيرا.
وقد اختار الله تعالى كثيراً من التلامذة المذكورين وقتلوا أوائل هذه الحملة الصليبية دفاعاً عن الدين وصيانةً للحرمات، رحمهم الله وتقبلهم من الشهداء وجمع لنا ولهم بين شرفي العلم والجهاد في سبيله إنه تعالى جواد كريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما فتح الله به عليّ بعد أن اشتد عود العلم واستوى على سوقه ورزقني الله تعالى ما أميز به بين الحق والباطل والصواب والخطأ أن سلكت مسلك كثير من متقدمي العلماء في الطلب، وهو أنني لا أدع علماً إلا وولجت بابه حاشا علماً دلّ الشرع على حرمة النظر فيه كالسحر والتنجيم ونحو ذلك، وما سوى ذلك فالقاعدة فيه ما ذكره الشوكاني في أدب الطلب وهو من نفائس كتبه أن العلم بالشيء أولى من الجهل به، ومتى كان الطالب عالماً بالفن كان حاكماً عليه، فإن جهله كان محكوماً عليه وشتان بينهما، ولكن ينبغي أن لا يقدم الطالب على ذلك حتى يتشبع بمعرفة مذاهب أهل السنة والجماعة رحمهم الله وما كان عليه سلف الأمة عقيدة وعبادة وفقهاً وسلوكاً حذراً من الوقوع في مسالك البدع ومداحض الأهواء.
وقد نفعني الله تعالى بذلك نفعاً عظيما وله وحده الفضل والمنة، فطالعت كل كتاب وقع تحت يدي في كل فن من الفنون مطالعةً تامةً ولله الحمد وقيدت فوائده حتى اجتمعت لدي آلاف من الفوائد وكثيرٌ منها من غير مظانها والفضل لله وحده.
ولما وقعت المحنة بهذه الحملة الصليبية كانت منحة من الله تعالى وإن رغمت أنوف أعداء الدين، فعكفت في هذه السنين على المطالعة وجمع الفوائد وتقييدها وفهرستها ولم يكن لي شغلٌ سوى ذلك، فطالعت مما وقعت عليه يدي من كتب العلوم والفنون مئات من المجلدات بل لعلها تبلغ الألف إن شاء الله تعالى مطالعةً تامةً حرفاً حرفاً، مع تقييد النكات ونفائس الفوائد وضم النظير إلى نظيره، وغالب وقتي ولله الحمد معمور بذلك إلا فيما لابدّ منه من ضرورات الحياة، وكثيراً ما أطالع المجلدة بتمامها من بعد صلاة الفجر إلى منتصف الليل، فالحمد لله الذي وفقني لهذا من غير حول مني ولا قوة، وأسأله تعالى المزيد من فضله والله ذو الفضل العظيم.
ومما أنعم الله تعالى به علي أن ألهمني منذ بداية الطلب تقييد فوائد لجملة من التصانيف هي من أعمال العمر، فاجتمع بفضل الله تعالى من مادتها عرائس النفائس، إن فسح الله تعالى في الأجل حبرتها لأهل الإسلام تحبيراً، والله ينفعني بها ومن شاء من عباده وييسر لي إتمامها، ويجعلها مباركاً فيها مباركاً عليها إنه تعالى رؤوف رحيم.
وهذه إشارة إلى أهمها:
1 - ترتيب مسند أحمد رحمه الله على أبواب صحيح البخاري مع حذف التكرار ودراسة الأسانيد وشرح متوسط عليه يتناول مسائل النوازل تناولاً أولياً. وقد فتح الله عليّ به من وصية الإمام الذهبي بالمسند رحمه الله.
2 - كتاب في دلالة الكتاب والسنة على القواعد الأصولية، عرضت فكرته على شيخنا أبي محمد السندي رحمه الله فاستحسنها جدا، وعلى شيخنا أبي المعالي فحثني عليه واستطاله، وبالله وحده أستعين.
3 - دلالة الكتاب والسنة على القواعد الحديثية.
4 - نظم في وفيات رجال البخاري ومسلم رحمهم الله.
5 - كتاب قواعد تعبير الرؤيا من الكتاب والسنة على منهج السلف رضي الله عنهم، وغير ذلك وبالله التوفيق.
أما ما هو قيد التصنيف وأسأل الله أن يتم قريبا فهو:
أولا: نوازل الجهاد: أسئلة وأجوبة يبلغ الموجود منها مجلداً إن شاء الله.
ثانياً: رسائل الثغور: ويشمل مواضيع شتى.
ثالثاً: شرح علمي وعملي لحديث: الحرب خدعة.
رابعاً: جزءٌ في حديث: للشهيد عند الله سبع خصال.
خامساً: كتاب العلم والجهاد.
سادساً: شرح على منظومتي: يمانيُّ اليلب في أحكام الغنائم والفيء والسلب.
سابعاً: كتاب اغتيال الجهاد: وهو كتاب لا يستغني عنه مجاهد إن شاء الله.
ثامناً: أرائك الحكمة.
تاسعاً: درة المغازي وتاج كل فارس وغازي: نظم في مغازي النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه يتضمن تاريخ الغزوة والسرية وغير ذلك من الفوائد.
عاشراً: نظم القواعد الفقهية: يتضمن قواعد مجلة الأحكام وغيرها من القواعد.
الحادي عشر: سمر المجاهد: سلسلة أقيد منها الآن رسالة في قهوة البن تاريخها وحكمها وما صنف فيها وما قيل فيها من الأشعار المستحسنة والطرائف المستملحة.
الثاني عشر: كتاب الرمي قديمه وحديثه وبيان أحكامه.
الثالث عشر: الحسنى وزيادة في تراجم من جمع بين شرف العلم وشرف الجهاد والشهادة.
الرابع عشر: الحوليات الأنصارية: على طريقة الفوائد لابن القيم وصيد الخاطر لابن الجوزي.
وغير هذا مما لا يتسع المقام لذكره، وغالبه يحتاج إلى مزيد وقت وسعة في الحال وراحة في البال، والله أسأل أن يذلل لي الصعاب، وأن يجعل جميع ذلك لي لا علي وسبباً لدخولي الجنة من الثمانية الأبواب، إنه تعالى سميع قريب.
وبعد، فأقول تحدثاً بنعمة الله تعالى: إنني والله الذي لا إله إلا هو ما أعلم في هذه الدنيا أحلى ولا أفضل من مجلسين، مجلس علم أقعد فيه بين يدي عالم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أطارحه مسائل العلم، وأقيد ما يفتح الله عليه به من الفوائد، ومجلس في ثغر من الثغور في نحر العدو يجمع نُزَّاعاً من القبائل يجتمعون على محبة الله ويفترقون على طاعته.
والحمد لله الذي أكرمني بذلك وأسأله تعالى ألا يحرمني منهما ما حييت، وأن يزيدني علماً ويوفقني إلى كل عمل صالح يرضيه.
والمرجو ممن اطلع عليه من الإخوان، أن ينظر إليه بعين الإحسان، وأن يغض الطرف عما فيه من شين وعيب، فإنما الإنسان قرين النقصان ولا ريب، والله يعلم أنني في نفسي أقل ممن أذكر، وما أجهله أزيد مما أعلمه وأكثر، ولولا ما أسلفت ذكره، واستباحة الكثيرين حرمةَ سكان الثغور من المجاهدين ورميُهم بالجهل لما اقتحمت هذا الباب ولا حمت حوله ولو بالفكرة، والله يغفر لي خطأي وعمدي، وتقصيري وجهلي، وكل ذلك عندي، وأسأله تعالى أن يجعل حياتنا سعادة، وموتنا شهادة وآخرتنا الحسنى وزيادة.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب من بعض الثغور
خادم العلم وأهله
أبو الوليد الأنصاري/ كان الله له
في أوائل سنة 1428
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 10:08]ـ
اللهم بارك .. فأين هو الشيخ الان؟
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 02:32]ـ
الحمدلله .. جزاكم الله خيرا وحفظ الله شيخنا ابا الوليد ..
هو في عرين الاسود وعش النسور يا اخي امام الاندلس .. وهو بخير لله الحمد اولا واخيرا .. وحفظه الله تعالى هو وبقية المشائخ وطلبة العلم هناك ..
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 09:18]ـ
للرفع ..
رفع الله قدر مشائخنا .. آمين.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 03:04]ـ
بارك الله فيكم
و شكرا على المرور
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[05 - Apr-2009, صباحاً 05:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي هل الشيخ الذي ذكرت سيرته هو نفسه الشيخ أبو الوليد صاحب الشيخ عمر محمود- فك الله أسره- في بريطانيا ... و جزاك الله خيرا
ـ[إبن رجب الحنبلي]ــــــــ[05 - Apr-2009, صباحاً 07:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الآن في أفغانستان العز ألحقنا الله به
ـ[آبومصعب المجآهد]ــــــــ[05 - Apr-2009, صباحاً 08:26]ـ
هم أبائي فجئني بمثلهم * اذا جمعتنا يا جرير المجامع ..
حفظه الله ووفقه ومكن لهم ..
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[05 - Apr-2009, صباحاً 09:01]ـ
جزاك الله خيرا ... و آمين على دعاءك
هل أنت متأكد أخي أنه نفس الشخض, لأن الشيخ أبا الوليد رفيق الشيخ أبي عمر قد مكث مدة ما في بريطانيا و لم يأت ذكرها في الترجمة ... و بارك الله فيك
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 04:45]ـ
أخي عبد الله, لا أظن انه نفس الشيخ فصاحب الشيخ ابي قتادة عرف بأبي الوليد الفلسطيني وليس الانصاري.
و الله أعلم.
أبو معاذ.
ـ[آبومصعب المجآهد]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 02:03]ـ
جزاك الله خيرا ... و آمين على دعاءك
هل أنت متأكد أخي أنه نفس الشخض, لأن الشيخ أبا الوليد رفيق الشيخ أبي عمر قد مكث مدة ما في بريطانيا و لم يأت ذكرها في الترجمة ... و بارك الله فيك
أبو الوليد خالد بن فتحيِّ بن خالد بن حسين بن قاسم بن خليل بن خالد بن محمد بن حسين بن إبراهيم الآغا الغزّيُّ الأنصاري
غير ابو قتاده الفلسطيني وهو عمر محمود أبو عمر أردني من أصل فلسطيني
.. والله اعلم ..
ـ[الوليد النجدي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 03:41]ـ
إخوتي الأفاضل الشيخ أبو الوليد هو الشيخ خالد بن فتحي بن خالد الأغا الغزي الانصاري
وفي حد علمي أن الشيخ أقام في بريطانيا لعدة سنوات في حقبة التسعينات ثم هاجر إلى بلاد أفغانستان في حكومة الطالبان، وقد عثرت على الرابط التالي لموقع خاص بالشيخ أبي الوليد الأنصاري ويمكنكم الاستفادة منه على الرابط التالي: www.aknafansari.com (http://www.aknafansari.com)
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 04:20]ـ
أخي النجدي بارك الله فيك على رابط موقع الشيخ.
أبو معاذ.(/)
الذي يبدأ بعدو القلوب قبل عدو الأرض يأتي عنده أربع قبل أربع .. !!!!
ـ[أقدار]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 06:46]ـ
إبليس وجنوده غزوا قلوبنا ثم غزا اليهود والنصارى أرضنا والذي يبدأ بعدو القلوب قبل عدو الأرض يأتي عنده أربع قبل أربع فتضبطه:
الولاء قبل البراء: فيضبطه.
الحب في الله قبل البغض في الله: فيضبطه.
الرحمه قبل الغضب: فيضبطه.
الذله على المؤمنين قبل العزة على الكافرين: فيضبطه.
ثم تنتج عنده أربع أمهات الأخلاق وصواريخ القلوب:
1. يعفوا عن من ظلمه. 2.يصل من قطعه. 3. يعطي من حرمه. 4. يحسن إلى من أساء إليه.
والذي يبدأ بعدو الأرض قبل عدو القلوب تنتج عنده أربع قبل أربع فتمنعها:
البراء قبل الولاء: فتمنعها.
البغض في الله قبل الحب في الله: فتمنعها.
الغضب قبل الرحمة: فتمنعها.
العزة على الكافرين قبل الذلة على المؤمنين: فتمنعها. [/ color] ثم تنتج عنده أربع مدمرات الصحوة:
1. تكفير. 2.تفسيق. 3. تبديع. 4. تفجير.
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 07:27]ـ
زدنا من هذه المفاهيم أيها الأخ الكريم ..
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 09:05]ـ
أشدّ ما يراوغ النفس هو ذلك الأخفى؟! ... فمهما تشخّص بالمجاهدة ...... تخفّى!!(/)
ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها
ـ[الخميس]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 10:05]ـ
يسر موقع المسلم أن ينقل لكم وعلى الهواء مباشرة محاضرة بعنوان
ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها
لفضيلة الشيخ ناصر بن سليمان العمر
يوم الجمعة الموافق 7/ 4 / 1430 هـ
بعد صلاة المغرب في جامع خالد بن الوليد
بحي البساتين في مدينة جدة
على هذا الرابط ( http://almoslim.net/node/109116)(/)
تضعيف ابن عثيمين قول من لم يرتل القران فهو اثم
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 01:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد يقول الأمام ابن عثيمين في حكم قراءة كتاب الله بالترتيل {ينبغي للأنسان اذا قرأ القران ان يترسل فيه والا يستعجل عجلة توجب سقوط بعض الحروف فان بعض الناس يهذه هذا حتى يسقط بعض الحروف هذا ما تلاه كما انزل لابد من بيان الحروف لكن التجويد المصطلح عليه في كتب التجويد ليس بواجب لكنه من كمال تحسين الصوت الواجب الا تسقط حرفا من الحروف ولا شدة من الشدات واما قواعد التجويد المعروفة فهي من باب التحسين والتكميل وليست من باب الواجبات ولهذا يضعف القول بأن التجويد واجب وان من لم يجود القران اثم فان هذا قول ضعيف جدا} شرح رياض الصالحين
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 03:36]ـ
من موقع الشيخ محمد حسين يعقوب
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - الأدلة على وجوب تعلم التجويد
- أدلة من القرآن
- أدلة من السنة
- نقل الإجماع
- أدلة عامة
2 - من يرون عدم الوجوب
- كلام شيخ الإسلام
- كلام ابن القيم و ابن الجوزي
- كلام الشيخ ابن عثيمين
3 - من يرون الوجوب
- مذهب المالكية
- مذهب الشافعية
- مذهب الحنابلة
4 - الخلاصة
الأدلة على وجوب التجويد
من الكتاب الكريم:
1 - قوله تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا). وترتيل القرآن لا يكون بغير تعلم التجويد وإعطاء كل حرف حقه ومستحقه.
2 - قوله تعالى: (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ). إذا فهناك من يتلون القرآن حق التلاوة وهناك من يتلوه دون ذلك.
3 - قوله تعالى: (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ)
4 - قوله تعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ *فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ) و واضح أن القرآن أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلفظه وأحكام تلاوته.
5 - قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ)
6 - قوله تعالى: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ)
7 - قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
8 - قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا)
9 - قوله تعالى: (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ)
10 - قوله تعالى: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ)
كل هذه الآيات من كتاب الله تدل دلالة واضحة على أن الله عز وجل أنزل القرآن وبيّن أحكام التلاوة، فهي وحي من الله. ولا يزال عمل القراء من لدن نزوله إلى يومنا هذا على مراعاة هذه الأحكام؛ تلقوها من أفواه المشايخ والعلماء جيلا بعد جيل في أكبر تواتر عرفته الدنيا.
الأدلة من السنة:
1. منها ما ثبت عن موسى بن يزيد الكندي –رضي الله عنه – قال: كان ابن مسعود رضي الله عنه يقرئ رجلا فقرأ الرجل " إنما الصدقات للفقراء و المساكين " مرسلة أي مقصورة، فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها رسول الله. فقال الرجل: و كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أقرأنيها هكذا " إنما الصدقات للفقراء و المساكين " و مدها.
(ذكره ابن الجزري في النشر، و قال: رواه الطبراني في معجمه الكبير و رجال إسناده ثقات. وحسّنه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (5/ 279)
و هذا دليل على أن القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول، و هكذا أنكر ابن مسعود قراءة القصر لأن النبي أقرأه إياها بالمد، فدل ذلك على وجوب تلاوة القرآن تلاوة صحيحة موافقة لأحكام التجويد.
2. عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه وهو عليه شاق له أجران)
(رواه أحمد وأبو داود و صححه الألباني)
3. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن أبا بكر وعمر بشراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)
(رواه ابن ماجة وصحّحه الألباني)
(يُتْبَعُ)
(/)
4. وعن علي – رضي الله عنه - في قوله تعالى (وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا) قال: الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف (الإتقان1/ 221)
نقل الإجماع على وجوب التجويد
أجمعت الأمة المعصومة على وجوب التجويد، و ذلك من زمن النبي إلى زماننا، و لم يختلف فيه منهم أحد، و هذا من أقوى الحجج (غاية المريد ص 35)
و إلى ذلك أشار ابن الجزري:
و الأخذ بالتجويد حتم لازم ... من لم يجود القرآن آثم
لأنه به الإله أنزلا ... و هكذا منه إلينا وصلا
كما قال الخاقاني (ت 325 هـ) في رائيته:
وإن لنا أخذ القراءة سنة * عن الأولين المقرئين ذوي الستر
قال صاحب نهاية القول المفيد
قوله تعالى " وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا " المزمل 4، و الترتيل هو قراءة القرآن بتؤدة و طمأنينة و تمهل و تدبر، مع مراعاة قواعد التجويد من مد الممدود و إظهار المظهر إلى غير ذلك.
و الأمر في الآية للوجوب، كما هو الأصل في الأمر إلا أن تكون قرينة تصرف هذا الوجوب إلى الندب أو الإباحة و لاقرينة هنا، فبقي على الأصل و هو الوجوب. و لم يقتصر سبحانه و تعالى على الأمر بالفعل حتى أكده بالمصدر اهتماما به و تعظيما لشأنه و ترغيبا في ثوابه. (نهاية القول المفيد ص 7)
وقال مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ):
"وليس قول المقرئ والقارئ: أنا أقرأ بطبعي وأجد الصواب بعادتي في القراءة لهذه الحروف من غير أن أعرف شيئاً مما ذكرته بحجة، بل ذلك نقص ظاهر فيهما لأن من كانت حجته هذه يصيب ولا يدري، ويخطئ ولا يدري، إذ علمه واعتماده على طبعه وعادة لسانه يمضي معه أينما مضى به من اللفظ، ويذهب معه أينما ذهب، ولا يبني على أصل، ولا يقرأ على علم، ولا يقرأ عن فهم ... فلا يرضين امرؤ لنفسه في كتاب الله جل ذكره وتجويد ألفاظه إلا بأعلى الأمور وأسلمها من الخطأ والزلل " (الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة لمكي بن أبي طالب صـ 254)
ومن أدلة وجوب تعلم علم التجويد
أدلة وجوب قراءة القرآن مجودا وعدم جواز تعمد اللحن فيه كثيرة، منها:
1 - أن الأسانيد المتواترة التي نقلت بها قراءات القرآن عن القراء العشرة وفيها أنهم رفعوا هذا أو نصبوه أو جروه أو قرؤوه بالتاء أو بالياء إلى آخره هي نفس الأسانيد التي فيها أنهم فخموا هذا أورققوه أو أدغموه أو مدوه إلى آخره، فمادام لا يجوز مخالفة الرواية في فتح أو ضم فلا يجوز مخالفتها في صفة النطق بالحرف وهي التجويد.
2 - من أحكام التجويد ما تؤدي مخالفته إلى تحريف معاني القرآن كمن قرأ مستورا بتفخيم التاء أو مسطورا بترقيق الطاء فإنه يلبس إحدى الكلمتين بالأخرى، وكذلك من فخم محذورا أو رقق محظورا، لايمكن لعاقل أن يقول بجواز هذا.
3 - كلام الفقهاء من المذاهب الأربعة في بطلان صلاة من ائتم بمن يلحن في الفاتحة وتمثيلهم للحن بأشياء فيها إخلال بأحكام التجويد دليل على أنهم يقولون بوجوب قراءة القرآن مجودا.
4 - أثر ابن مسعود وقد صححه الألباني واحتج به أن ابن مسعود سمع قارئا يقرأ "إنما الصدقات للفقراء" فقصرها، فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها صلى الله عليه وسلم إنما أقرأنيها هكذا، فمد الفقراء.
5 - قوله تعالى (وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا)، قال عليّ: هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف.
6 - قول بعضهم ليس هناك حديث فيه ذكر الغنة أو الإدغام، فنقول هذه مصطلحات حادثة لأشياء معروفة عندهم مثل مصطلحات سائر العلوم، فلا يلزم من حدوث المصطلح حدوث مدلوله.
*****************
كلام من يرون عدم الوجوب
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن؛ إما بالوسوسة فى خروج حروفه وترقيقها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك، فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، وكذلك شغل النطق ب "أأنذرتهم" وضم الميم من عليهم، ووصلها بالواو، وكسر الهاء أو ضمها ونحو ذلك، وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت) (مجموع الفتاوى) (16/ 50)
وقال ابن القيم:
((فصل: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها، ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم))
قال أبو الفرج بن الجوزي:
(يُتْبَعُ)
(/)
قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف، فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة، وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب. قال: ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده، والمراد تحقيق الحرف فحسب، وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق، ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة، وكل هذه الوساوس من إبليس.
وقال محمد بن قتيبة
)) وقد كان الناس يقرؤن القرآن بلغاتهم ثم خلف من بعدهم قوم من أهل الأمصار وأبناء العجم ليس لهم طبع اللغة ولا علم التكلف، فهفوا في كثير من الحروف، وذلوا فأخلوا ومنهم رجل ستر الله عليه عند العوام بالصلاح وقربه من القلوب بالدين، فلم أر فيمن تتبعت في وجوه قراءته أكثر تخليطا ولا أشد اضطرابا منه لأنه يستعمل في الحرف ما يدعه في نظيره، ثم يؤصل أصلا ويخالف إلى غيره بغير علة، ويختار في كثير من الحروف ما لا مخرج له إلا على طلب الحيلة الضعيفة، هذا إلى نبذه في قراءته مذاهب العرب وأهل الحجاز بإفراطه في المد والهمز والإشباع وإفحاشه في الإضجاع والإدغام، وحمله المتعلمين على المذهب الصعب، وتعسيره على الأمة ما يسره الله تعالى وتضييقه ما فسحه، ومن العجب أنه يقرىء الناس بهذه المذاهب ويكره الصلاة بها، ففي أي موضع يستعمل هذه القراءة إن كانت الصلاة لا تجوز بها، وكان ابن عيينة يرى لمن قرأ في صلاته بحرفه أو ائتم بإمام يقرأ بقراءته أن يعيد. ووافقه على ذلك كثير من خيار المسلمين منهم بشر بن الحارث والإمام أحمد بن حنبل، وقد شغف بقراءته عوام الناس وسوقتهم، وليس ذلك إلا لما يرونه من مشقتها وصعوبتها وطول اختلاف المتعلم إلى المقرىء فيها، فإذا رأوه قد اختلف في أم الكتاب عشرا وفي مائة آية شهرا وفي السبع الطوال حولا، ورأوه عند قراءته مائل الشدقين دار الوريدين راشح الجبين، توهموا أن ذلك لفضله في القراءة وحذقه بها. وليس هكذا كانت قراءة رسول الله ولا خيار السلف ولا التابعين ولا القراء العالمين، بل كانت سهلة رسلة.وقال الخلال في الجامع عن أبي عبدالله إنه قال: لا أحب قراءة فلان يعني هذا الذي أشار إليه ابن قتيبة، وكرهها كراهية شديدة وجعل يعجب من قراءته وقال: لا يعجبني فإن كان رجل يقبل منك فانهه، وحكى عن ابن المبارك عن الربيع بن أنس أنه نهاه عنها. وقال الفضل بن زياد إن رجلا قال لأبي عبدالله: فما أترك من قراءته؟ قال الإدغام والكسر ليس يعرف في لغة من لغات العرب، وسأله عبدالله ابنه عنها فقال: أكره الكسر الشديد والإضجاع، وقال في موضع آخر: إن لم يدغم ولم يضجع ذلك الإضجاع فلا بأس به، وسأله الحسن بن محمد بن الحارث؛ أتكره أن يتعلم الرجل تلك القراءة؟ قال أكرهه أشد كراهة، إنما هي قراءة محدثة. وكرهها كرها شديدا حتى غضب. وروى عنه ابن سنيد أنه سئل عنها فقال: أكرهها أشد الكراهة. قيل له: ما تكره منها؟ قال: هي قراءة محدثة ما قرأ بها أحد. وروى جعفر بن محمد عنه أنه سئل عنها فكرهها وقال: كرهها ابن إدريس، وأراه قال: وعبدالرحمن بن مهدي، وقال: ما أدري إيش هذه القراءة، ثم قال: وقراءتهم ليست تشبه كلام العرب. وقال عبدالرحمن بن مهدي لو صليت خلف من يقرأ بها لأعدت الصلاة)) إغاثة اللهفان (1\ 160)
فتوى الشيخ ابن عثيميين رحمه الله
سئل الشيخ –رحمه الله تعالى – ما رأي فضيلتكم في تعلم التجويد والالتزام به؟ وهل صحيح ما يذكر عن فضيلتكم حفظكم الله تعالى – من الوقوف بالتاء في نحو (الصلاة – الزكاة)؟
فأجاب قائلاً: لا أرى وجوب الالتزام بأحكام التجويد التي فصلت بكتب التجويد، وإنما أرى أنها من تحسين القراءة، وباب التحسين غير باب الإلزام، وقد ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك – رضي الله عنهما – أنه سئل كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مداً؛قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم، والمد هنا طبيعي لا يحتاج إلى تعمده، والنص عليه هنا يدل على أنه فوق الطبيعي.
ولو قيل بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب للزم تأثيم أكثر المسلمين اليوم ولقلنا لمن أراد التحدث باللغة الفصحى: طبق أحكام التجويد في نطقك بالحديث وكتب أهل العلم وتعليمك ومواعظك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج إلى دليل نبرأ به الذمة أمام الله عز وجل في إلزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو إجماع المسلمين، وقد ذكر شيخنا عبدالرحمن بن سعدي – رحمه الله – في جواب له أن التجويد حسب القواعد المفصلة في كتب التجويد غير واجب.
وقد أطلعت على كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حول حكم التجويد قال فيه ص 50مجلد 16 من مجموع ابن قاسم للفتاوى: " و لا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن إما بالوسوسة في خروج حروفه وترقيمها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك، فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، وكذلك شغل النطق ب " أأنذرتهم" وضم الميم من "عليهم" ووصلها بالواو، وكسر الهاء أو ضمها، ونحو ذلك وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت " ا 0 هـ
*****************
مذاهب الأئمة الأربعة في حكم التجويد
مذهب المالكية
مواهب الجليل (من كتب المالكية 2/ 101)
.. فتحصل أن في صلاة المقتدي باللحّان ستة أقوال: الأول: أنها باطلة سواء كان لحنه في الفاتحة أو غيرها وسواء غير المعنى أو لا، وهذا القول الذي ذكره ابن يونس عن ابن القابسي وأنه تأوله على المدونة، وقال: إنه أصح قال المصنف في التوضيح: وفي قول ابن الحاجب: والشاذ الصحة إشارة إلى أن المشهور البطلان، لكن لا أعلم من صرح بتشهيره. قال القابسي: وهو الصحيح واحتج له بقوله في المدونة: ولا يصلي من يحسن خلف من لا يحسن القراءة، وهو أشد من تركها قال: ولم يفرق في المدونة بين فاتحة وغيرها، ولا بين من يغير المعنى وغيره. انتهى.
ونقل ابن عرفة عن ابن يونس أنه نقل هذا القول عن ابن القابسي وزاد فيه إن لم تستو حالهما. قلت: ولم أقف في كلام ابن يونس على هذه الزيادة في هذا القول، وإنما ذكرها في قول ابن اللباد كما تقدم، وهذا القول هو الذي قدمه المصنف معتمدا على تصحيح عبد الحق وابن يونس، وإن كان ابن رشد قد ضعفه ورده.
(القول الثاني): إن كان لحنه في أم القرآن لم يصح الاقتداء به، وإن كان لحنه في غيرها صحت الصلاة خلفه، وهذا قول ابن اللباد وابن أبي زيد وابن شبلون قال في التوضيح ابن عبد السلام: وبهذا كان كثير من أدركنا يفتي. انتهى.
قال ابن ناجي في شرح المدونة: وشاهدت شيخنا الشبيبي يفتي به بالقيروان، وكذلك أفتى به غير واحد. انتهى.
وقيده ابن يونس بأن لا تستوي حال الإمام والمأموم كما تقدم في كلامه، وهذا هو القول الثاني في كلام المصنف (القول الثالث): إن كان لحنه يغير المعنى لم تصح الصلاة خلفه، وإن لم يغير المعنى صحت إمامته، وهذا قول ابن القصار والقاضي عبد الوهاب.
(والقول الرابع): أن الصلاة خلفه مكروهة ابتداءً، فإن وقع ونزل لم تجب الإعادة، وهذا قول ابن حبيب، وقال ابن رشد إنه أصح الأقوال كما تقدم.
(القول الخامس): أن إمامته ممنوعة ابتداء مع وجود غيره، فإن أمّ مع وجود غيره صحت صلاته وصلاتهم، وهذا اختيار اللخمي كما تقدم.
(القول السادس): أن الصلاة خلف اللحان جائزة ابتداءً، وهذا القول حكاه اللخمي كما تقدم وأنكره المازري، وقال: لم أقف عليه كما تقدم، وقال ابن عرفة: قال المازري: نقل اللخمي الجواز مطلقا لا أعرفه.
مذهب الشافعية
قال الإمام الشافعي في (الأم 1/ 109) باب كيف قراءة المصلي:
قال الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا} (قال الشافعي): وأقل الترتيل ترك العجلة في القرآن عن الإبانة، وكلما زاد على أقل الإبانة في القراءة كان أحب إلي ما لم يبلغ أن تكون الزيادة فيها تمطيطا، وأحب ما وصفت لكل قارئ في صلاة وغيرها وأنا له في المصلي أشد استحبابا منه للقارئ في غير صلاة، فإذا أيقن المصلي أن لم يبق من القراءة شيء إلا نطق به أجزأته قراءته، ولا يجزئه أن يقرأ في صدره القرآن ولم ينطق به لسانه، ولو كانت بالرجل تمتمة لا تبين معها القراءة أجزأته قراءته إذا بلغ منها ما لا يطيق أكثر منه، وأكره أن يكون إماما، وإن أم أجزأ إذا أيقن أنه قرأ ما تجزئه به صلاته، وكذلك الفأفاء أكره أن يؤم، فإن أم أجزأه وأحب أن لا يكون الإمام أرت ولا ألثغ وإن صلى لنفسه أجزأه، وأكره أن يكون الإمام لحانا؛ لأن اللحان قد يحيل
(يُتْبَعُ)
(/)
معاني القرآن، فإن لم يلحن لحنا يحيل معنى القرآن أجزأته صلاته. وإن لحن في أم القرآن لحانا يحيل معنى شيء منها لم أر صلاته مجزئة عنه ولا عمن خلفه وإن لحن في غيرها كرهته ولم أر عليه إعادة؛ لأنه لو ترك قراءة غير أم القرآن وأتى بأم القرآن رجوت أن تجزئه صلاته، وإذا أجزأته أجزأت من خلفه إن شاء الله تعالى، وإن كان لحنه في أم القرآن وغيرها لا يحيل المعنى أجزأت صلاته، وأكره أن يكون إماما بحال.
قال الإمام النووي في (المجموع 3/ 347)
تجب قراءة الفاتحة في الصلاة بجميع حروفها وتشديداتها، وهن أربع عشرة تشديدة، في البسملة منهن ثلاث، فلو أسقط حرفا منها أو خفف مشددا أو أبدل حرفا بحرف مع صحة لسانه لم تصح قراءته، ولو أبدل الضاد بالظاء ففي صحة قراءته وصلاته وجهان للشيخ أبي محمد الجويني.
قال إمام الحرمين والغزالي في البسيط والرافعي وغيرهم: أصحهما لا تصح، وبه قطع القاضي أبو الطيب، قال الشيخ أبو حامد: كما لو أبدل غيره، (والثاني): تصح لعسر إدراك مخرجهما على العوام وشبههم. (الثالثة): إذا لحن في الفاتحة لحنا يخل المعنى بأن ضم تاء أنعمت أو كسرها، أو كسر كاف إياك نعبد أو قال: إياء بهمزتين لم تصح قراءته وصلاته إن تعمد، وتجب إعادة القراءة إن لم يتعمد، وإن لم يخل المعنى كفتح دال نعبد ونون نستعين وصاد صراط ونحو ذلك لم تبطل صلاته ولا قراءته، ولكنه مكروه ويحرم تعمده. ولو تعمده لم تبطل قراءته ولا صلاته. هذا هو الصحيح وبه قطع الجمهور.
قال أبو محمد الجويني في التبصرة: شرط السين من البسملة وسائر الفاتحة أن تكون صافية غير مشوبة بغيرها لطيفة المخرج من بين الثنايا - يعني وأطراف اللسان، فإن كان به لثغة تمنعه من إصفاء السين فجعلها مشوبة بالثاء، فإن كانت لثغة فاحشة لم يجز للفصيح الاقتداء به، وإن كانت لثغة يسيرة ليس فيها إبدال السين جازت إمامته، ويجب إظهار التشديد في الحرف المشدد، فإن بالغ في التشديد لم تبطل صلاته، لكن الأحسن اقتصاره على الحد المعروف للقراءة، وهو أن يشدد التشديد الحاصل في الروح، وليس من شرط الفاتحة فصل كل كلمة عن الأخرى كما يفعله المتقشفون المتجاوزون للحد، بل البصريون يعدون هذا من العجز والعي، ولو أراد أن يفصل في قراءته بين البسملة {والحمد لله رب العالمين} قطع همزة الحمد وخففها، والأولى أن يصل البسملة بالحمد لله؛ لأنها آية منها، والأولى أن لا يقف على أنعمت عليهم؛ لأن هذا ليس بوقف ولا منتهى آية أيضا عند الشافعي رحمه الله.
و قال الشربيني في الإقناع 1/ 167:
و إن كان اللحن في غير الفاتحة كجر لام رسوله صحت صلاته و القدوة به حيث كان عاجزا عن التعلم أو جاهلا بالتحريم أو ناسيا، أما القادر العالم العامد فلا تصح صلاته و لا القدوة به للعالم بحاله
مذهب الحنابلة
وقال صاحب (كشاف القناع من كتب الحنابلة 1/ 337):
وفيها أي: الفاتحة (إحدى عشرة تشديدة) وذلك في: لله، ورب، والرحمن، والرحيم، والدين، وإياك، وإياك، والصراط، والذين، وفي الضالين ثنتان. وأما البسملة ففيها ثلاث تشديدات (فإن ترك ترتيبها) أي الفاتحة، بأن قدم بعض الآيات على بعض لم يعتد بها لأن ترتيبها شرط صحة قراءتها فإن من نكسها لا يسمى قارئا لها عرفا وقال في الشرح عن القاضي: وإن قدم آية منها في غير موضعها عمدا أبطلها. وإن كان غلطا رجع فأتمها (أو) ترك حرفا منها) أي الفاتحة، لم يعتد بها لأنه لم يقرأها، وإنما قرأ بعضها، (أو ترك (تشديدة) منها (لم يعتد بها) لأن التشديدة بمنزلة حرف، فإن الحرف المشدد قائم مقام حرفين، فإذا أخل بها فقد أخل بحرف قال في شرح الفروع: وهذا إذا فات محلها وبعد عنه بحيث يخل بالموالاة، أما لو كان قريبا منه فأعاد الكلمة أجزأه ذلك، لأنه يكون بمثابة من نطق بها على غير الصواب فيأتي بها على وجه الصواب. قال: وهذا كله يقتضي عدم بطلان صلاته، ومقتضى ذلك: أن يكون ترك التشديدة سهوا أو خطأ، أما لو تركها عمدا فقاعدة المذهب تقتضي بطلان صلاته إن انتقل عن محلها، كغيرها من الأركان، فأما ما دام في محلها، وهو حرفها لم تبطل صلاته. ا هـ
الإنصاف (من كتب الحنابلة2/ 272)
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله (وتكره إمامة اللحان) يعني الذي لا يحيل المعنى، وهذا المذهب، وعليه الأصحاب، ونقل إسماعيل بن إسحاق الثقفي: لا يصلى خلفه. تنبيهان. أحدهما: قال في مجمع البحرين: وقول الشيخ " ويكره إمامة اللحان " أي الكثير اللحن، لا من يسبق لسانه باليسير فقد لا يخلو من ذلك إمام أو غيره. الثاني: أفادنا المصنف بقوله " وتكره إمامة اللحان " صحة إمامته مع الكراهة، وهو المذهب مطلقا والمشهور عند الأصحاب. وقال ابن منجا في شرحه: فإن تعمد ذلك، لم تصح صلاته؛ لأنه مستهزئ ومتعمد قال في الفروع: وهو ظاهر كلام ابن عقيل في الفصول قال: وكلامهم في تحريمه يحتمل وجهين أولهما: يحرم، وقال ابن عقيل في الفنون، في التلحين المغير للنظم: يكره، لقوله يحرم؛ لأنه أكثر من اللحن قال الشيخ تقي الدين: ولا بأس بقراءته عجزا قال في الفروع: ومراده غير المصلي. قوله (والفأفاء الذي يكرر الفاء (والتمتام) الذي يكرر التاء، ولا يفصح ببعض الحروف، تكره إمامتهم، وهو المذهب، وعليه الأصحاب، وحكي قول: لا تصح إمامتهم. حكاه ابن تميم قلت: قال في المبهج: والتمتام والفأفاء تصح إمامتهم بمثلهم، ولا تصح بمن هو أكمل منهم قلت: وهو بعيد. تنبيه: قوله (ومن لا يفصح ببعض الحروف) كالقاف والضاد، وتقدم قريبا إذا أبدل الضاد ظاء.
و قال ابن قدامة (الكافي 1/ 183):
من تصح إمامته بمثله و لا تصح بغيره و هم ثلاثة أنواع: الثاني: الأمي، و هو من لا يحسن الفاتحة أو يخل بترتيبها أو بحرف منها أو يبدله بغيره
***************
::: الخلاصة:::
يتضح مما سبق أن قراءة القرآن الكريم بالتجويد واجب وأن ترك ذلك للقادر على تعلمه حرام يأثم عليه، وذلك للأدلة الكثيرة التي صدرنا بها البحث.
وأما كلام العلماء الذين قالوا بعدم الوجوب فهو في الغالب يدور على مقاصد ثلاثة:
1 - أن المذموم هو المبالغة في التجويد والتمطيط والتشدق به، وهذا مذموم أيضا عند القائلين بالوجوب.
2 - أن المذموم هو الانشغال بمراعاة أحكام التجويد على حساب التدبر والتفهم للمعاني.
3 - أن المذموم هو الانشغال بجمع طرق الروايات على حساب العلوم الشرعية الأخرى
- ومما يدل على أن مقصودهم يدور على هذا المعنى أن ابن الجوزي رحمه الله برغم ذمه الشديد وتشنيعه على المنشغلين بهذا العلم كما سبق بيانه، قد طلب هو نفسه القراءات العشر في آخر حياته وهو ابن ثمانين سنة.
- وكذا برغم كلام شيخ الإسلام السابق آنفا فقد أفتى ببطلان صلاة من لحن في الفاتحة.
- فتكون الخلاصة أنه يجب تعلم التجويد لمعرفة القراءة الصحيحة التي نزل بها القرآن، ولكن بغير مبالغة ولا تشدق ولا تمطيط، وبغير أن يكون ذلك على حساب التدبر والتفهم لآيات الذكر الحكيم، وبغير أن يشغله جمع القراءات عن طلب العلوم الشرعية النافعة من الفقه والحديث والتفسير وغيرهما.
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 07:30]ـ
التجويد حسب ((المصطلح المتأخر))
ليس كله واجب
هنا
أسئلة مطلوب ممن يوجبه أن يجيب عليها
http://attjweed.blogspot.com
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 10:25]ـ
إن قيل بأنَّهُ ليس بواجب .. فهذا يعني أنَّه بدعة!
و إلا، فما الدليل على استحبابه؟
سنجد أنها أوامر تدل على الوجوب! فأين صارفُها إلى الندب؟
بالمناسبة: هناك قومٌ قالوا بأن التجويد بدعة.
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[14 - Apr-2009, مساء 09:25]ـ
هذا الكلام لفضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي في حكم التجويد التجويد والتزام أحكامه التي ذكرها أهل التجويد مستحب وليس بواجب فليُعلم، وأما قول ابن الجزري:
والأخذ بالتجويد حتم لازم
من لم يجوِّد القرآن آثم
فهذا قول لبعضهم، والصواب: أنه مستحب لا واجب.
التجويد والالتزام بأحكام التجويد مستحب وليس بواجب؛ لأنه تحسين للقراءة، وإنما الواجب إخراج الحروف من مخارجها، ويقرأ قراءة صحيحة، فلا يرفع منصوبًا ولا ينصب مرفوعًا ونحو ذلك.
آية الزمر: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا هذه الآية عامة مطلقة، فهي للتائبين.
وأما آية النساء: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ فهي عامة مخصوصة مقيدة.
فلما عمم -سبحانه وتعالى- وأطلق في آية الزمر، وخصص وقيد في آية النساء علم أن آية الزمر في التائبين من الشرك وما دونه، وأن آية النساء عامة في جميع الذنوب التي لم يتب منها، وهي دون الشرك فهي تحت المشيئة.
قوله تعالى: إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً المراد: الإكراه، فإذا أكره على الكفر، جاز له ذلك إذا كان قلبه مطمئنًا بالإيمان، ويفسر ذلك قوله تعالى: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ.(/)
بشرى لطلاب أصول الفقه والمذهب الحنبلي في مصر
ـ[مصطفى عجوة]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 02:52]ـ
بدأ د. محمد السيد في شرح كتاب (نهاية السول) للإسنوي، وكتاب (الروض المربع) للبهوتي الحنبلي بمسجد الأزهر الشريف في يومي السبت والأحد في الساعة السابعة صباحا.
ـ[مصطفى عجوة]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 11:54]ـ
سيبدأ د. محمد السيد السبت القادم في الحكم الشرعي من كتاب الإسنوي (نهاية السول).(/)
المقصود بالكمال في حديث لم يكمل من النساء إلا أربعة
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 05:28]ـ
المقصود بالكمال في حديث لم يكمل من النساء إلا أربعة
السؤال:
هل لكم أن تزودوني بمعلومات إضافية عن الحديث التالي، جزاك الله خيرا،
"حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) صحيح البخاري، المجلد 5 (كتاب 62).
الجواب:
أولاً:- اختلف العلماء في معنى كمال النساء، فقال بعضهم: يعني: كمال النبوة.
قال ابن حجر في " الفتح ":
.. فكأنه قال: لم ينبأ من النساء إلا فلانة وفلانة. " الفتح " (6/ 447).
وهذا القول خطأ!
والرد عليه:
أنه وقع في بعض الروايات " وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ". أخرجه الطبراني.
وقد علمنا يقيناً أن خديجة وفاطمة ليستا نبيتين، وهما ممن كمل من النساء، فيكون المراد بـ " كمل من النساء " كمال الولاية وليس كمال النبوة.
قال النووي:
قال القاضي: هذا الحديث يستدل به من يقول بنبوة النساء ونبوة آسية ومريم!!
والجمهور: على أنهما ليستا نبيتين , بل هما صدِّيقتان ووليَّتان من أولياء الله تعالى.
ولفظة (الكمال) تطلق على تمام الشيء وتناهيه في بابه.
والمراد هنا: التناهي في جميع الفضائل وخصال البر والتقوى.
.. والله أعلم. " شرح مسلم " (15/ 198، 199).
قال شيخ الإسلام:
وقد ذكر القاضي أبو بكر، والقاضي أبو يعلى، وأبو المعالي، وغيرهم: الإجماع على أنه ليس في النساء نبيَّة.
والقرآن والسنة دلا على ذلك، كما في قوله تعالى {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى}، وقوله {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صدِّيقة}.
ذكر أن غاية ما انتهت إليه أمه: الصدِّيقيَّة. " مجموع الفتاوى " (4/ 396).
ثانياً: حديث " فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران ". رواه احمد (11347)، وحسَّن الحافظ ابن حجر إسناده في " الفتح " (7/ 111).
فقد ثبت بهذا أن فاطمة خير من آسية ولو كانت آسية نبية: لما كانت فاطمة خيراً منها؛ لاٌن فاطمة ليست نبيَّة.
ثالثاً: قال الكرماني:
لا يلزم من لفظة الكمال ثبوت نبوتها لأنه يطلق لكمال الشيء أو تناهيه في بابه فالمراد بلوغها النهاية في جميع الفضائل التي للنساء. " الفتح " (6/ 447). وهذا هو الراجح في كمال النساء المقصود في الحديث.
رابعاً: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام:
قال ابن القيم:
الثريد مركَّب من لحم وخبز واللحم سيد الآدام، والخبز سيد الأقوات، فإذا اجتمعا لم يكن بعدها غاية. زاد المعاد (4/ 271).
وقال النووي:
قال العلماء: معناه أن الثريد من كلّ الطعام أفضل من المرق , فثريد اللحم أفضل من مرقه بلا ثريد , وثريد ما لا لحم فيه أفضل من مرقه , والمراد بالفضيلة نفعه , والشبع منه , وسهولة مساغه , والالتذاذ به , وتيسر تناوله , وتمكن الإنسان من أخذ كفايته منه بسرعة , وغير ذلك , فهو أفضل من المرق كله ومن سائر الأطعمة، وفضل عائشة على النساء زائد كزيادة فضل الثريد على غيره من الأطعمة. وليس في هذا تصريح بتفضيلها على مريم وآسية ; لاحتمال أن المراد تفضيلها على نساء هذه الأمة. " شرح مسلم " (15/ 199).
قال ابن القيم - في مبحث التفضيل بين عائشة وفاطمة -:
فالتفضيل بدون التفصيل لا يستقيم، فإن أريد بالفضل كثرة الثواب عند الله عز وجل: فذلك أمر لا يطلع عليه إلا بالنص؛ لأنه بحسب تفاضل أعمال القلوب لا بمجرد أعمال الجوارح وكم من عاملين أحدهما أكثر عملا بجوارحه والآخر أرفع درجة منه في الجنة.
وإن أريد بالتفضيل التفضيل بالعلم فلا ريب أن عائشة أعلم وأنفع للأمة وأدّت إلى الأمة من العلم ما لم يؤد غيرها واحتاج إليها خاص الأمة وعامتها.
وإن أريد بالتفضيل شرف الأصل وجلالة النسب: فلا ريب أن فاطمة أفضل فإنها بضعة من النبي صلى الله عليه وسلم وذلك اختصاص لم يشركها فيه غير أخواتها.
وإن أريد السيادة: ففاطمة سيدة نساء الأمة.
وإذا ثبتت وجوه التفضيل وموارد الفضل وأسبابه صار الكلام بعلم وعدل.
وأكثر الناس إذا تكلم في التفضيل لم يُفصِّل جهات الفضل ولم يوازن بينهما فيبخس الحق، وإن انضاف إلى ذلك نوع تعصب وهوى لمن يفضِّله تكلم بالجهل والظلم. " بدائع الفوائد " (3/ 682، 683).
والله تعالى أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
http://www.islamqa.com/ar/ref/7181
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 09:55]ـ
سبحان اللهم وبحمدك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 11:36]ـ
للفائدة: ورد هذا الحديث بألفظ متتعددة صحيحة:
1 - عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَام
2 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا هَذَا قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ
3 - عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ
4 - عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بنتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بنتُ مُزَاحِمٍ، وَخَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بنتُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلامُ.
5 - عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ لِفَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلا أُبَشِّرُكَ، أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: سَيِّدَاتُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَآسِيَةُ
6 - عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
ملاحظة: لم ترد جملة " إلا أربعة" في "لم يكمل من النساء إلا .... " في مصادر الحديث إلا ما قاله أبو منصور عبد الرحمن بن عساكر في (الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين):
[هذا حديث صحيح رواه البخاري بزيادة عن آدم عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري رواه مسلم أيضا عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن شعبة ورواه رزين في مجموع الصحاح وزاد فيه جملة (كمل) من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع فاطمة بنت محمد وخديجة بنت خويلد وآسية إمرأة فرعون ومريم ابنة عمران)] ا. هـ
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[01 - Aug-2009, مساء 02:58]ـ
ملاحظة: لم ترد جملة " إلا أربعة" في "لم يكمل من النساء إلا .... " في مصادر الحديث إلا ما قاله أبو منصور عبد الرحمن بن عساكر في (الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين):
نعم أصبتم .. (و أعتقد تختلف ألفاظ الحديث)(/)
التحزبات والاختلافات بين الشباب كلام نفيس لفضيلة الشيخ الخضير
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 05:48]ـ
التحزبات والاختلافات بين الشباب
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
يقول: كَثُر في هذهِ الأوقات اختلاف النَّاس وتَحَزُّبُهم حتّى لا نكاد نجلس في مجلس إلاّ ونرى الاختلاف بين الشّباب.
هذا الاختلاف وهذا التَّحريش بين أهل المُعتقد الواحد سبّبَ في القطيعة والهجر، وأوجد الضَّغائن والأحقاد بين الأخيار مع الأسف الشديد، وهذا مما يرضى به الشيطان وهو التَّحريش؛ لأنه أَيِسَ أنْ يُعْبَدَ في جزيرة العرب، والتَّجربة والواقع يشهد أنَّ من كان هذا دَيْدَنُهُ الانشغال بالنَّاس بفلان وعلاَّن والغفلة عن عُيُوبِهِ، وعن تكميل ما ينقُصُهُ من علمٍ وعمل، التَّجربة أثبتت أنَّهُ سببٌ مُباشر لحرمان العلم والعمل معاً، بعض النَّاس يَرضَى بهذا، يُقابلُ أخاهُ الذِّي لا يختلف معهُ في شيء إلاّ في أُمورٍ لا تكاد تُذكر، وبعضُها مبني على ظُنُون وعلى أوهام، وبعضُها على وشايات ونقل كلام يُقابل وجههُ بوجهٍ مُكْفَهِرٍّ مُعربد، لا يُقابل بِهِ أعْدَى النَّاس لهُ -نسأل الله السَّلامة والعافية-.
على الإنسان أنْ يكون سليم الصَّدر، أمَّا إذا وُجِد مُبتدع ويُخشى من تَعدِّي بِدعتِهِ إلى غيرِهِ مثل هذا يُحذَّر منهُ بقدْر الحاجة، ولا يكون الغرض من التَّحذير منهُ التَّشفِّي بعرضِهِ، جاء النَّصُّ بأنَّ ((مطل الغنيِّ ظُلم يُبيحُ عِرضهُ وعُقُوبتُه)) أهلُ العلم يقولون: أنَّ المُباح من عِرْض المُماطل أنْ تقول: " مَطَلَني " فقط، ما تقول: " الخبيث "، لا، بقدْر الحاجة {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ} [(148) سورة النساء] يعني بقدْر المَظلمة؛ لأنَّهُ إذا زادَ عن المظلمة صار ظالم.
فعلى طالب العلم أنْ يُعنى بنفسِهِ، وأنْ يحرص على حِفظ ما يكتسِبُهُ من أُجُور؛ لئَلاّ يأتي يوم القيامة مُفلِساً، ويكُونُ ممَّن تَعِبَ ونَصب وعَمِل في الدُّنيا، ثُمَّ يكونُ عملُهُ وبالاً عليه {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [(47) سورة الزمر] يظن أنَّ هذا في ميزان حسناتِهِ، وهو في الحقيقة العكس، فعلى الإنسان أنْ يحرص أشدَّ الحِرص على المُحافظة على ما يكتسِبُهُ من أُجُور، وأنْ يسعَ جاهِداً في تحصيل الأُجُور، واللهُ المُستعان.
المصدر:
http://www.khudheir.com/ref/371
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 07:16]ـ
حفظ الله شيخنا الحبيب الخضير وأطال في عمره بالعمل الصالح
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 04:41]ـ
حفظ الله شيخنا الحبيب الخضير وأطال في عمره بالعمل الصالح
اللهم آمين
ـ[طالب العلم البلجيكي]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 05:25]ـ
ما أجمل الانصاف
فالشيخ في مقاله وسط بين هؤلاء و هؤلاء
حفظ الله الشيخ
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 09:20]ـ
بارك الله في هذا الشيخ الجليل
يا ليت قومي يعلمون
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[08 - May-2009, صباحاً 04:04]ـ
بارك الله فيكم جميعا على المرور والتعليق
وحفظ الله الشيخ الفاضل عبد الكريم الخضير(/)
النصيحة الذهبية في نبذ الآراء والأقوال المخالفة لقول خير البرية (للعلامة الفوزان)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 05:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه حقا نصيحة ذهبية ألفاظها ومعانيها، وبماء الذهب تكتب حروفها ومبانيها
قال شيخنا الشيخ العالم العلامة صالح بن فوزان الفوزان أمد الله عليه نعمه وأسبغها ظاهرة وباطنة:
(لا بد أن يكون هناك خلاف بين العلماء في المسائل؛ هذا يقول: هذا حلال، وهذا يقول: هذا حرام. وهكذا يجري الخلاف بين العلماء في المسائل الاعتقادية، والمسائل العملية، والمعاملات، فالخلاف يقع بلا شك، وهذه طبيعة البشر، {ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم}.
ولكن لا يجوز لنا أن نأخذ ما نريد من الأقوال وما يوافق رغبتنا وشهوتنا، وإنما نأخذ ما قام عليه الدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا كما في قوله تعالى: {يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا}.
{فردوه إلى الله}: إلى كتاب الله (القرآن)، {والرسول}: ويرجع إليه في حياته عليه الصلاة والسلام ويسأل، أما بعد موته فيرجع إلى سنته، فكأنه موجود عليه الصلاة والسلام بوجود سنته؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "ومن يشع منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين"، وقال عليه الصلاة والسلام: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي".
فلا يجوز أن نأخذ من الأقوال ما نشتهي أو يوافق رغباتنا، أو أهواءنا، أو نقول: هذا أوسع للناس وأيسر للناس، والمرونة مطلوبة!
فهذا كلام باطل، كما يقوله كثير من الكتّاب اليوم وأصحاب الأهواء.
ويقولون: الاختلاف رحمة!
ونقول: الاختلاف ليس برحمة، الاجتماع هو الرحمة والاتفاق هو الرحمة، أما الاختلاف فإنه عذاب وشر؛ كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (الخلاف شر).
فالاختلاف موجود، ولكن ليس معنى ذلك أن نقول: هذا من سعة الدين؛ لأن الدين ليس في أقوال العلماء، إنما الدين بالدليل، قال تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} هذا هو الميزان الذي بين أيدينا، لم يكلنا الله للخلاف أو إلى رأي فلان وقول فلان، بل امرنا بأن نرجع إلى الميزان، وهو: الكتاب والسنة.
فمن كان من أهل العلم ويستطيع أن يعرف الراجح من المرجوح فإنه لا يسعه أن يأخذ القول على علاته حتى يعرضه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأما إن كان من العوام أو من المبتدئين في طلب العلم، فهذا يسأل أهل العلم، قال تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}.
والأئمة يحذرون من أخذ أقوالهم بدون معرفة الدليل:
فالإمام مالك رحمه الله تعالى يقول: (كلنا راد ومردود عليه، إلا صاحب هذا القبر)، يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول: (أوكلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم لجدل هؤلاء).
والإمام الشافعي رحمه الله تعالى يقول: (إذا صح الحديث فهو مذهبي)، ويقول: (إذا خالف قولي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضربوا بقولي عرض الحائط، وخذوا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ويقول: (أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد).
والإمام أحمد رحمه الله تعالى يقول: (عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان! والله تعالى يقول: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}، أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك).
فلا قول لأحد مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، والواجب علينا عند الاختلاف أن نرجع إلى الميزان، وهذا من رحمة الله بنا، أنه لم يكلنا إلى الاختلاف وأقوال الناس، وإنما أمرنا أن نزن الأقوال بالكتاب والسنة، وهذا يكون للعلماء، وأما العوام فعليهم أن يسألوا أهل العلم {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، فيسأل العامي من يثق بعلمه ودينه ويأخذ بقوله؛ ولهذا يقولون: مذهب العامي مذهب من أفتاه. فهذا هو الضابط في هذه المسألة.
والآن الصحف والكتابات كلها تنادي بالأخذ بالآراء والتوسعة على الناس، وأنهم إذا ردوا إلى الدليل فهذا حرج وضيق، هكذا يقولون!
وهذا القول كفر؛ لأن قائله يرى أن الأخذ بالدليل يكون حرجا! والذي يقول هذا يكفر. والأخذ بالدليل هو الفرج وليس حرجا، وهو التيسير من الله سبحانه وتعالى.
فهذا هو الكلام في مسألة اختلاف العلماء، وماذا نأخذ من الأقوال المختلفة في المسائل).
ـ[التقرتي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 06:03]ـ
لا يوجد عالم يصله الدليل و يقول بخلافه انما الخلاف في فهمه ففي كل الأحوال هو فهم الدليل الذي يختلف بين العلماء فما قاله الشيخ لا يمكن تطبيقة في كل الأحوال و خاصة في هذه الأزمنة المتأخرة التي عرف الناس كلهم الدليل و وصلهم و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 06:10]ـ
لا يوجد عالم يصله الدليل و يقول بخلافه انما الخلاف في فهمه ففي كل الأحوال هو فهم الدليل الذي يختلف بين العلماء فما قاله الشيخ لا يمكن تطبيقة في كل الأحوال و خاصة في هذه الأزمنة المتأخرة التي عرف الناس كلهم الدليل و وصلهم و الله اعلم
عين الصواب بارك الله فيك ..
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 06:13]ـ
حقا كلمات قيمة .. جزاك الله خيرا شيخنا التميمي .. وحفظ الله الشيخ الفوزان ووفقه لكل خير يريده وسدد خطاه ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 06:14]ـ
فما قاله الشيخ لا يمكن تطبيقة في كل الأحوال و خاصة في هذه الأزمنة المتأخرة التي عرف الناس كلهم الدليل و وصلهم و الله اعلم
أبدا يا (أبا الأمين) ما والله ما أصبت الهدف هنا رحمك الله.
كل الناس في هذه الأزمنة المتأخرة عرف الدليل!! يعلم الله ما عرفوه ولا طلبوه، ولأنهم أبعد الناس من أي زمان آخر عنه.
وما الشيخ سدده الله وكلامه هذا إلا في هذا الزمان، أوتراه يترك الكلام على زمانه الذي يحتاج إلى بيان ويتكلم عن زمان مضى لا يهمنا ما حصل منهم؟
لا والله ما عنى إلا زمانه وما تكلم بهذا إلا لما لمس الخطر الذي يهدد من العمل بما حذر منه.
فكن منصفا (أبا الأمين)
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 06:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخانا التميمي .... كلام قيم ... حفظ الله العلامة الشيخ صالح الفوزان
لكن الطامة الكبرى والداهية الدهياء ... أن يتصدر لفهم النصوص من الكتاب أو السنة من لم يعرف أصول الإستدلال وما اكتمل ذهنه بعد ... فتراه يخالف الأكابر ويرد عليهم-بغير أدب- ويزجر كل من خالفه وإذا قيل له خالفت فهم الأكابر للأدلة-وهم الذين تعلم منهم- ... تراه يرميك بالتعصب ... والله المستعان
فالله نسأل أن يرزقنا اتباع الكتاب والسنة ... وأن يكفينا التعصب للرجال ... ويكفينا التعالم على أهل العلم
إنه ولي ذلك ومولاه
خلاصة القول: كلام الشيخ صالح هو عين الصواب ... وهو يتكلم عن واقع نعيشه.
والله أعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 06:33]ـ
أبدا يا (أبا الأمين) ما والله ما أصبت الهدف هنا رحمك الله.
كل الناس في هذه الأزمنة المتأخرة عرف الدليل!! يعلم الله ما عرفوه ولا طلبوه، ولأنهم أبعد الناس من أي زمان آخر عنه.
وما الشيخ سدده الله وكلامه هذا إلا في هذا الزمان، أوتراه يترك الكلام على زمانه الذي يحتاج إلى بيان ويتكلم عن زمان مضى لا يهمنا ما حصل منهم؟
لا والله ما عنى إلا زمانه وما تكلم بهذا إلا لما لمس الخطر الذي يهدد من العمل بما حذر منه.
فكن منصفا (أبا الأمين)
بل هو عين الصواب ما ذهبت اليه اخي، الخلاف قائم في فهم الأدلة ليس إلا و ان عنى الشيخ ما عنى ففي هذه النقطة الأمر مختلف.
فما قد يسميه الشيخ خلاف للدليل عند غيره هو الدليل بعينه فالاختلاف في الفهم و ليس في معارضة الدليل.
و لا اعرف عالما منصفا يلحقه الدليل فيقول بخلافه هذا امر محال.
لكن المشكلة هو حمل الغير على نفس فهم الدليل و هذا واضح في العديد من الأمور التي نراها في الساحة.
ذلك هو عين التعصب المذهبي.
في هذه النقطة نخالفك اخي و لا حرج فهذا في الواقع المعاش و الواقع المعاش كلنا نشترك فيه فكل يدلي برأيه و الله اعلم
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 06:41]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[القضاعي]ــــــــ[17 - Jan-2010, صباحاً 11:30]ـ
لا يوجد عالم يصله الدليل و يقول بخلافه انما الخلاف في فهمه ففي كل الأحوال هو فهم الدليل الذي يختلف بين العلماء فما قاله الشيخ لا يمكن تطبيقة في كل الأحوال و خاصة في هذه الأزمنة المتأخرة التي عرف الناس كلهم الدليل و وصلهم و الله اعلم
أما قال عالم: الكسوف والخسوف ليستا بآيتين يخوف الله بهما عباده , والدليل في صحيح البخاري يقول: بل هما أيتان يخوف الله بهما عباده؟!
وما قال أخر: بجواز أعياد الميلاد والأعياد الوطنية , والدليل من الصحيحين (قد أبدلكم الله بعيدي الفطر والأضحى).
وما قال ثالث: بجواز الربا النفعي زعم.
وما قال رابع: بجواز حل السحر بالسحر.
وما قال خامس: جواز محبة الكفار فطريًا.
:
:
:
الخ(/)
الفاظ العرب والروم والفرس اشتقاقها ومعانيها عند شيخ الأسلام ابن تيمية
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 08:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال شيخ الأسلام ابن تيمية في بيان معنى واشتقاق لفظة العرب والروم والفرس حيث قال رحمه الله {غلب على العرب القوة العقلية النطقية واشتق اسمها من وسفها فقيل لهم عرب من الأعرب وهو البيان والاظهار وذلك خاصية المنطقية وغلب على الروم القوة الشهوانية من الطعام والنكاح ونحوهما واشتق اسمها من ذلك فقيل لهم الروم فانه يقال رمت هذا ارومه اذا طلبته واشتهيته وغلب على الفرس القوة الغضبية من الدفع والنع والأستعلاء والرياسة واشتق اسمها من ذلك فقيل فرس كما يقال فرسه يفرسه اذا قهره وغلبه} مجموع الفتاوى
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 05:21]ـ
واقع نعيش معانيه ..
جزيت خيرا اخي ..
وفي نقلك اخطاء املائية فلنصححها بعد اذنك وفقك الله:
فغلب على العرب القوة العقلية النطقية، واشتق اسمها من وصفها، فقيل لهم: عرب من الأعراب، وهو البيان والإظهار، وذلك خاصة القوة المنطقية.
وغلب على الروم القوة الشهوية من الطعام والنكاح ونحوهما، واشتق اسمها من ذلك فقيل لهم: الروم، فإنه يقال: رمت هذا أرومه إذا طلبته واشتهيته.
وغلب على الفرس القوة الغضبية من الدفع والمنع والاستعلاء والرياسة، واشتق اسمها من ذلك، فقيل: فرس، كما يقال: فرسه يفرسه إذا قهره وغلبه.
ولهذا توجد هذه الصفات الثلاث غالبة على الأمم الثلاث حاضرتها وباديتها؛ ولهذا كانت العرب أفضل الأمم، وتليها الفرس؛ لأن القوة الدفعية أرفع، وتليها الروم.(/)
دعوة المودة والإتلاف لا الفرقة والاختلاف!!
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 11:45]ـ
الحمد لله الذي أبان لعباده صراطه المستقيم، وجعل الفلاح في اتباع سبيل المؤمنين، رَغبَ في الرفق عبادَه الموحدين، وجعله هديا لسيد البشر أجمعين
والصلاة والسلام على النبي الامين من كان له الرفق والحلم طبعا، فلا تزيد شدة الجهل عليه إلا حلما، ولا تزيد شدة البأس عليه إلا كرما
أما بعد:
فإننا لنرى الدعوة السلفية اليوم وقد عكر صفوها الدخلاء الذي لا يدخلون على أهل صنعة إلا ورجعوا بهم إلى الوراء فإنه لحق لا يفسد الصنعة على أهلها إلا الدخلاء الحمقة الاغبياء
فدلخوا في صفوف السلفيين ليفسدوا عليهم دعوتهم وليعكروا صفو مودتهم
أردوا بث الشقاق والفراق ومساوئ الاخلاق
ولا يدرون أن هذه الدعوة هي دعوة المودة والاتلاف وليست دعوة الفرقة والاختلاف
ولكن هؤلاء الدخلاء لا يدرون ولا يفقهون لأنهم ليسو من أهل هذه الدعوة وإنما هم دخلاء عليها أرادوا أن تشتعل النيران فيها ثم ارادوا منا ان نزيدها اشتعالا ولا نأتي بالامور التي تطفئ تلكم الحرائق وإننا إذا اتينا بها يرموننا بالتميع!
وهذا هو دائهم وذلك دأبهم التبديع والرمي بالتميع لكل من خالفهم أو رأى غير رأيهم
فيا ايها الدخلاء اليكم عنا لا نريدكم بيننا
فإن هذه الدعوة التي ننتسب اليها دعوة التأخي وأهلها كالبنيان يشد بعضه بعضا روح الاخاء تسود بينهم وينبذون كل من اردا أن يفرق بينهم ويمزق شملهم ويشتت جمعهم
وينبذون كل من اراد نشر الاحن والبغضاء والفرقة والتنافر
ويقتدون بالاثار الواردة في طريق الدعوة إلى الله التي تحثهم على الحكمة والصبر والحلم والصفح والعفو واللين والرفق
فلما كانت هذه صفات أهلها وتلك سيماهم التي عرفوا بها انتشرت هذه الدعوة على ايدهم
وأما الان فإننا لنرى الدعوة في تراجع وفي تقلص لأنه قد دخل إلى صفوف أهلها اناس لا يريدون منا ان نقول لين وحكمة ... رفق وفطنة
وإنما يردون فظاظة وغلظة ... تعنيف وشده
إلى اخر تلكم الصفات التي تنفر الناس عن هذه الدعوة
فهؤلاء يخالفون أمر ربهم وسنة رسولهم
فقد أمر الله بالحكمة في الدعوة وبالموعظة الحسنة فقال: ((ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)) وقال ((ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا) ويقول: (إن منكم منفرين) تحذيرا من هذا الفعل الشنيع
وفي المقابل هذه الأخلاق الكريمة إذا ذكرت وذكر بها كالحكمة والرفق واللين والحلم والصفح التي هي من ضرورية الدعوة إلى الله تبارك وتعالى ومن العوامل التي تجذب الناس إلى الدعوة الصحيحة فإن الناتج ان يدخل الناس في دين الله أفوجا ولكن هؤلاء لا يدركون
يضيعون الدعوة ويضيعون المنهج يضرون بالدعوة ويضرون بالمنهج
مفسدون لا مصلحون ضالون ولكن لا يشعرون
يا ايها الدخلاء اليكم عنا أريحونا بالله عليكم
فإن هذه الدعوة هي دعوة المودة والاتلاف لا الفرقية والاختلاف.
والله المستعان وعليه التكلان
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتب
أبو زياد النعماني
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 12:14]ـ
اسوأ ما يقترفه مصلح أو محاول الإصلاح أن لا يفصح عن هدفه بوضوح تام .. قل اقصد فلانا وعلانا والطائفة الفلانية والعلانية ..
أما عبارة: إليكم عنا أيها الدخلاء!!! فلا محل لها من الإعراب.
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 12:28]ـ
إيه ... !! وينك ابا عبد الرحمن
بارك الله فيك قد لا يحسن التصريح ويفضل التلميح في بعض الاحيان
وإنك تعلم أن الصالح للدعوة التحذير من الخطأ لا صاحبه إلا اذا استدعى الامر
ولو صرحت فسأقول أقصد الحدادية!!
فهل كفاك ذاك؟!
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 12:38]ـ
لا والله ... الحدادية طائفة مغمورة لم يقو شأنها إلا بعض الدعاة المهولين من كل شئ ... لكن المشكل في بعض من يكاد يشابههم وهم كثرة كاثرة ولمنتدياتهم رواج وسلعة نافقة لكنها عند التحقيق بائرة ...
ـ[أشجعي]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 12:46]ـ
المشكلة أخي أن هؤلاء "عايشين الدور"
(يُتْبَعُ)
(/)
ظن الواحد فيهم أنه أصبح سلفيا بمجرد اضافة كلمة "السلفي" او "الأثري" الى اسمه,
اتبعوا سياسة "اذا لم تكن مثلي فأنت ضدي" لذلك ما سلم منهم لا عالم ولا طالب علم ولا حتى المواقع والمنتديات.
واذا خالفتهم في مسألة فأنت لست سلفيا!
يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله:
((ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف لا الانتماء إلى حزب معين
يسمى السلفيين. والواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح لا التحزب إلى ما يسمى
(السلفيون) فهناك طريق السلف وهناك حزب يسمى (السلفيون) والمطلوب اتباع السلف)) .. ))
اما الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله فقال:
" وفي عصرنا الحاضر يأخذ الدور في هذه الفتنة دورته في مسلاخ من المنتسبين إلى السنة،
متلفعين بمرط ينسبونه إلى السلفية ظلماً لها، فنصبوا أنفسهم لرمي الدعاة بالتهم الفاجرة المبنية على
الحجج الواهية، واشتغلوا بضلالة التصنيف "
وقال الشيخ الفوزان:
" هناك من يدعي أنه على مذهب السلف لكن يخالفهم، يغلوا ويزيد، ويخرج عن طريقة السلف،
ومنهم من يدعي أنه على مذهب السلف ويتساهل ويضيع ويكتفي بالانتساب.
الذي على منهج السلف يعتدل ويستقيم بين الإفراط والتفريط، هذه طريقة السلف لا غلو ولا تساهل،
ولهذا قال الله تعالى: "والذين اتبعوهم بإحسان "
فإذا أردت أن تتبع السلف لا بد أن تعرف طريقتهم، فلا يمكن أن تتبع السلف إلا إذا عرفت طريقتهم
وأتقنت منهجهم من أجل أن تسير عليه، وأما مع الجهل فلا يمكن أن تسير على طريقتهم وأنت
تجهلها ولا تعرفها، أو تنسب إليهم ما لم يقولوه ولم يعتقدوه، تقول: هذا مذهب السلف، كما يحصل
من بعض الجهال – الآن – الذين يسمون أنفسهم (سلفيين) ثم يخالفون السلف،ويشتدون ويكفرون،
ويفسقون ويبدعون. السلف ما كانوا يبدعون ويكفرون ويفسقون إلا بدليل وبرهان، ما هو بالهوى أو الجهل، إنك تخط
خطة وتقول: من خالفها فهو مبتدع، فهو ضال، لا – يا أخي – ما هذا بمنهج السلف.
منهج السلف العلم والعمل، العلم أولاً ثم العمل على هدى، فإذا أردت أن تكون سلفياً حقاً فعليك أن
تدرس مذهب السلف بإتقان، وتعرفه ببصيرة، ثم تعمل به من غير غلو ومن غير تساهل، هذا
منهج السلف الصحيح، أما الإدعاء والانتساب من غير حقيقة فهو يضر ولا ينفع "
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 07:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي الأشجعي و الكلام موجه للجميع أيضا
ـ[أشجعي]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 04:12]ـ
وفيك بارك الله أخي محمد,
وعافانا الله من هؤلاء القوم.
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 11:33]ـ
اللهم امين وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 06:59]ـ
الان بضاعتهم ردت اليهم
و الله المستعان
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 05:33]ـ
الان بضاعتهم ردت اليهم
و الله المستعان
ماذا يقصد أخونا محمد بهذا؟(/)
فقه التحضر الإسلامي (قراءة في كتاب عبد المجيد النجار)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 11:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
يقع الكتاب في ثلاثة أجزاء لكل جزء عنوان تغطي بمجموعها موضوع معينا هو: "التحضر الإسلامي"
والتحضر يحمل في اللغة معاني الإستقرار والرفاه وهذا هو الذي اختاره الإمام ابن خلدون فيقول:"نمط من الحياة المستقرة ينشئ القرى والأمصار ويضفي على حياة اصحابه فنونا منتظمة من العيش والعمل والإجتماع والعلم والصناعة ... "
والحضارة مفهوم وصفي وليس قيمي: بمعنى أن الحضارة نمط حياة لا يحمل في مضمونه أي معنى للخير أو الشر: بمعنى آخر الحضارة حالة اجتماعية فقط ... وإن اعتبار الحضارة مفهوما قيما يترتب عليه كثير من المحاذير في إدخال بعض الحضارات القائمة إلى قائمة أهل الخير ...
...
إن التحضر لاينشأ إلا بعوامل فاعلة يرجع بعضها إلى الإنسان ذاته وبعضها إلى البيئة الطبيعية التي يعيشها الإنسان ...
وقد حصرها مالك بن نبي رحمه الله في أربعة عوامل:
*الأفكار (بصورة عامة) * الإنسان *التراب *الزمن
وأول هذه الشروط هي الفكرة: اي ان قوما ما يؤمنون بفكرة واحدة ثم ينطلقون لتطبيقها في الواقع بحماس يوازي قوة إيمانهم بها ...
وفي حالة الحضارة الإسلامية فإنها قامت على التوحيد (ولا يصح أن نطلق عليه فكرة) فإن غاية المسلمين التي كانت متمثلة في إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد دفعتهم بقوة في الزمن الحضاري ومارسوا خلافيتهم على الآرض (بغض النظر عن صحة العبارة)
يتبع ....(/)
من فضلكم أريد جوابا بارك الله فيكم
ـ[نور السلفية]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 12:08]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السؤال: شاب لديه ديون طلب من شخص ان يساعده من اموال الزكاة و ذلك الشخص ليس لديه اموال الزكاة و لكن قال له اساعدك من مالي الخاص و أحاول ان اطلب من بعض الإخوة مساعدتك و كل هذه المساعدت طبعا ليست من أموال الزكاة فهل يا ترى يكون هذا الشاب صاحب الدين من الذين يسألون الناس إلحافا أم لا؟؟؟؟؟؟؟؟
بارك الله فيكم جاوبوني
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 01:25]ـ
كيف يسأل الناس الحافا و هو محتاج؟
قال بن كثير في تفسيره
لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ
وَقَوْله " لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيل اللَّه " يَعْنِي الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ قَدْ اِنْقَطَعُوا إِلَى اللَّه وَإِلَى رَسُوله وَسَكَنُوا الْمَدِينَة وَلَيْسَ لَهُمْ سَبَب يَرُدُّونَ بِهِ عَلَى أَنْفُسهمْ مَا يُغْنِيهِمْ" وَلَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْض " يَعْنِي سَفَرًا لِلتَّسَبُّبِ فِي طَلَب الْمَعَاش وَالضَّرْب فِي الْأَرْض هُوَ السَّفَر قَالَ اللَّه تَعَالَى " وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْض فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاح أَنْ تَقْصُرُوا مِنْ الصَّلَاة " وَقَالَ تَعَالَى " عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْض يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْل اللَّه وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيل اللَّه " الْآيَة. وَقَوْله " يَحْسِبهُمْ الْجَاهِل أَغْنِيَاء مِنْ التَّعَفُّف " أَيْ الْجَاهِل بِأَمْرِهِمْ وَحَالهمْ يَحْسِبهُمْ أَغْنِيَاء مِنْ تَعَفُّفهمْ فِي لِبَاسهمْ وَحَالهمْ وَمَقَالهمْ وَفِي هَذَا الْمَعْنَى الْحَدِيث الْمُتَّفَق عَلَى صِحَّته عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه ء صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ء لَيْسَ الْمِسْكِين بِهَذَا الطَّوَّاف الَّذِي تَرُدّهُ التَّمْرَة وَالتَّمْرَتَانِ وَاللُّقْمَة وَاللُّقْمَتَانِ وَالْأَكْلَة وَالْأَكْلَتَانِ وَلَكِنَّ الْمِسْكِين الَّذِي لَا يَجِد غِنًى يُغْنِيه وَلَا يُفْطَن لَهُ فَيُتَصَدَّق عَلَيْهِ وَلَا يَسْأَل النَّاس شَيْئًا وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَد مِنْ حَدِيث اِبْن مَسْعُود أَيْضًا. وَقَوْله " تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ " أَيْ بِمَا يَظْهَر لِذَوِي الْأَلْبَاب مِنْ صِفَاتهمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى " سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههمْ " وَقَالَ " وَلَتَعْرِفَنَّهُم فِي لَحْن الْقَوْل " وَفِي الْحَدِيث الَّذِي فِي السُّنَن " اِتَّقُوا فَرَاسَة الْمُؤْمِن فَإِنَّهُ يَنْظُر بِنُورِ اللَّه ثُمَّ قَرَأَ " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ". وَقَوْله " لَا يَسْأَلُونَ النَّاس إِلْحَافًا " أَيْ لَا يُلِحُّونَ فِي الْمَسْأَلَة وَيُكَلِّفُونَ النَّاس مَا لَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فَإِنَّ مَنْ سَأَلَ وَلَهُ مَا يُغْنِيه عَنْ الْمَسْأَلَة فَقَدْ أَلْحَفَ فِي الْمَسْأَلَة قَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي مَرْيَم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا شَرِيك بْن أَبِي نَمِر أَنَّ عَطَاء بْن يَسَار وَعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَمْرَة الْأَنْصَارِيّ قَالَا: سَمِعْنَا أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ الْمِسْكِين الَّذِي تَرُدّهُ التَّمْرَة وَالتَّمْرَتَانِ وَلَا اللُّقْمَة وَاللُّقْمَتَانِ إِنَّمَا الْمِسْكِين الَّذِي يَتَعَفَّف اِقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ يَعْنِي قَوْله " لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا "
و قال القرطبي:
لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
" لَا يَسْأَلُونَ النَّاس إِلْحَافًا " مَصْدَر فِي مَوْضِع الْحَال أَيْ مُلْحِفِينَ يُقَال: أَلْحَفَ وَأَحْفَى وَأَلَحَّ فِي الْمَسْأَلَة سَوَاء وَيُقَال: وَلَيْسَ لِلْمُلْحِفِ مِثْل الرَّدّ وَاشْتِقَاق الْإِلْحَاف مِنْ اللِّحَاف، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِاشْتِمَالِهِ عَلَى وُجُوه الطَّلَب فِي الْمَسْأَلَة كَاشْتِمَالِ اللِّحَاف مِنْ التَّغْطِيَة، أَيْ هَذَا السَّائِل يَعُمّ النَّاس بِسُؤَالِهِ فَيُلْحِفهُمْ ذَلِكَ، وَمِنْهُ قَوْل اِبْن أَحْمَر: فَظَلَّ يَحُفّهُنَّ بِقَفْقَفَيْهِ وَيَلْحَفهُنَّ هَفْهَافًا ثَخِينَا يَصِف ذَكَر النَّعَام يَحْضُن بِيضًا بِجَنَاحَيْهِ وَيَجْعَل جَنَاحه لَهَا كَاللِّحَافِ وَهُوَ رَقِيق مَعَ ثِخَنه. وَرَوَى النَّسَائِيّ وَمُسْلِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَيْسَ الْمِسْكِين الَّذِي تَرُدّهُ التَّمْرَة وَالتَّمْرَتَانِ وَاللُّقْمَة وَاللُّقْمَتَانِ إِنَّمَا الْمِسْكِين الْمُتَعَفِّف اِقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ " لَا يَسْأَلُونَ النَّاس إِلْحَافًا ".
وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي مَعْنَى قَوْله " لَا يَسْأَلُونَ النَّاس إِلْحَافًا " عَلَى قَوْلَيْنِ، فَقَالَ قَوْم مِنْهُمْ الطَّبَرِيّ وَالزَّجَّاج: إِنَّ الْمَعْنَى لَا يَسْأَلُونَ الْبَتَّة، وَهَذَا عَلَى أَنَّهُمْ مُتَعَفِّفُونَ عَنْ، الْمَسْأَلَة عِفَّة تَامَّة، وَعَلَى هَذَا جُمْهُور الْمُفَسِّرِينَ، وَيَكُون التَّعَفُّف صِفَة ثَابِتَة لَهُمْ، أَيْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاس إِلْحَاحًا وَلَا غَيْر إِلْحَاح. وَقَالَ قَوْم: إِنَّ الْمُرَاد نَفْي الْإِلْحَاف، أَيْ أَنَّهُمْ يَسْأَلُونَ غَيْر إِلْحَاف، وَهَذَا هُوَ السَّابِق لِلْفَهْمِ، أَيْ يَسْأَلُونَ غَيْر مُلْحِفِينَ. وَفِي هَذَا تَنْبِيه عَلَى سُوء حَالَة مَنْ يَسْأَل النَّاس إِلْحَافًا رَوَى الْأَئِمَّة وَاللَّفْظ لِمُسْلِمٍ عَنْ مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تُلْحِفُوا فِي الْمَسْأَلَة فَوَاَللَّهِ لَا يَسْأَلنِي أَحَد مِنْكُمْ شَيْئًا فَتُخْرِج لَهُ مَسْأَلَته مِنِّي شَيْئًا وَأَنَا لَهُ كَارِه فَيُبَارَك لَهُ فِيمَا أَعْطَيْته). وَفِي الْمُوَطَّأ " عَنْ زَيْد بْن أَسْلَم عَنْ عَطَاء بْن يَسَار عَنْ رَجُل مِنْ بَنِي أَسَد أَنَّهُ قَالَ: نَزَلْت أَنَا وَأَهْلِي بِبَقِيعِ الْغَرْقَد فَقَالَ لِي أَهْلِي: اِذْهَبْ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْأَلْهُ لَنَا شَيْئًا نَأْكُلهُ، وَجَعَلُوا يَذْكُرُونَ مِنْ حَاجَتهمْ، فَذَهَبْت إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْت عِنْده رَجُلًا يَسْأَلهُ وَرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: (لَا أَجِد مَا أُعْطِيك) فَتَوَلَّى الرَّجُل عَنْهُ وَهُوَ مُغْضَب وَهُوَ يَقُول: لَعَمْرِي إِنَّك لَتُعْطِي مَنْ شِئْت! فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّهُ يَغْضَب عَلَيَّ أَلَّا أَجِد مَا أُعْطِيه مَنْ سَأَلَ مِنْكُمْ وَلَهُ أُوقِيَّة أَوْ عَدْلهَا فَقَدْ سَأَلَ إِلْحَافًا). قَالَ الْأَسَدِيّ: فَقُلْت لَلِقْحَة لَنَا خَيْر مِنْ أُوقِيَّة ء قَالَ مَالِك: وَالْأُوقِيَّة أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا ء قَالَ: فَرَجَعْت وَلَمْ أَسْأَلهُ، فَقُدِمَ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْد ذَلِكَ بِشَعِيرٍ وَزَبِيب فَقَسَمَ لَنَا مِنْهُ حَتَّى أَغْنَانَا اللَّه ". قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ: هَكَذَا رَوَاهُ مَالِك وَتَابَعَهُ هِشَام بْن سَعْد وَغَيْره، وَهُوَ حَدِيث صَحِيح، وَلَيْسَ حُكْم الصَّحَابِيّ إِذَا لَمْ يُسَمَّ كَحُكْمِ مَنْ دُونه إِذَا لَمْ يُسَمَّ عِنْد الْعُلَمَاء، لِارْتِفَاعِ الْجُرْحَة عَنْ جَمِيعهمْ وَثُبُوت الْعَدَالَة لَهُمْ. وَهَذَا الْحَدِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّ السُّؤَال مَكْرُوه لِمَنْ لَهُ أُوقِيَّة مِنْ فِضَّة، فَمَنْ سَأَلَ وَلَهُ هَذَا الْحَدّ وَالْعَدَد وَالْقَدْر مِنْ الْفِضَّة أَوْ مَا يَقُوم مَقَامهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
وَيَكُون عَدْلًا مِنْهَا فَهُوَ مُلْحِف، وَمَا عَلِمْت أَحَدًا مِنْ أَهْل الْعِلْم إِلَّا وَهُوَ يَكْرَه السُّؤَال لِمَنْ لَهُ هَذَا الْمِقْدَار مِنْ الْفِضَّة أَوْ عَدْلهَا مِنْ الذَّهَب عَلَى ظَاهِر هَذَا الْحَدِيث. وَمَا جَاءَهُ مِنْ غَيْر مَسْأَلَة فَجَائِز لَهُ أَنْ يَأْكُلهُ، إِنْ كَانَ مِنْ غَيْر الزَّكَاة، وَهَذَا مِمَّا لَا أَعْلَم فِيهِ خِلَافًا، فَإِنْ كَانَ مِنْ الزَّكَاة فَفِيهِ خِلَاف يَأْتِي بَيَانه فِي آيَة الصَّدَقَات إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ: مِنْ أَحْسَن مَا رُوِيَ مِنْ أَجْوِبَة الْفُقَهَاء فِي مَعَانِي السُّؤَال وَكَرَاهِيَته وَمَذْهَب أَهْل الْوَرَع فِيهِ مَا حَكَاهُ الْأَثْرَم عَنْ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَقَدْ سُئِلَ عَنْ الْمَسْأَلَة مَتَى تَحِلّ قَالَ: إِذَا لَمْ يَكُنْ مَا يُغَذِّيه وَيُعَشِّيه عَلَى حَدِيث سَهْل بْن الْحَنْظَلِيَّة. قِيلَ لِأَبِي عَبْد اللَّه: فَإِنْ اُضْطُرَّ إِلَى الْمَسْأَلَة؟ قَالَ: هِيَ مُبَاحَة لَهُ إِذَا اُضْطُرَّ. قِيلَ لَهُ: فَإِنْ تَعَفَّفَ؟ قَالَ: ذَلِكَ خَيْر لَهُ. ثُمَّ قَالَ: مَا أَظُنّ أَحَدًا يَمُوت مِنْ الْجُوع اللَّه يَأْتِيه بِرِزْقِهِ. ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيث أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ (مَنْ اِسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللَّه). وَحَدِيث أَبِي ذَرّ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: (تَعَفَّفْ). قَالَ أَبُو بَكْر: وَسَمِعْته يَسْأَل عَنْ الرَّجُل لَا يَجِد شَيْئًا أَيَسْأَلُ النَّاس أَمْ يَأْكُل الْمَيْتَة؟ فَقَالَ: أَيَأْكُلُ الْمَيْتَة وَهُوَ يَجِد مَنْ يَسْأَلهُ، هَذَا شَنِيع. قَالَ: وَسَمِعْته يَسْأَلهُ هَلْ يَسْأَل الرَّجُل لِغَيْرِهِ؟ قَالَ لَا، وَلَكِنْ يُعَرِّض، كَمَا قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين جَاءَهُ قَوْم حُفَاة عُرَاة مُجْتَابِي النِّمَار فَقَالَ: (تَصَدَّقُوا) وَلَمْ يَقُلْ أَعْطُوهُمْ. قَالَ أَبُو عُمَر: قَدْ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (اِشْفَعُوا تُؤْجَرُوا). وَفِيهِ إِطْلَاق السُّؤَال لِغَيْرِهِ. وَاَللَّه أَعْلَم. وَقَالَ: (أَلَا رَجُل يَتَصَدَّق عَلَى هَذَا)؟ قَالَ أَبُو بَكْر: قِيلَ لَهُ ء يَعْنِي أَحْمَد بْن حَنْبَل ء فَالرَّجُل يَذْكُر الرَّجُل فَيَقُول: إِنَّهُ مُحْتَاج؟ فَقَالَ: هَذَا تَعْرِيض وَلَيْسَ بِهِ بَأْس، إِنَّمَا الْمَسْأَلَة أَنْ يَقُول أَعْطِهِ. ثُمَّ قَالَ: لَا يُعْجِبنِي أَنْ يَسْأَل الْمَرْء لِنَفْسِهِ فَكَيْف لِغَيْرِهِ؟ وَالتَّعْرِيض هُنَا أَحَبّ إِلَيَّ.
قُلْت: قَدْ رَوَى أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَغَيْرهمَا أَنَّ الْفِرَاسِيّ قَالَ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَسْأَل يَا رَسُول اللَّه؟ قَالَ: (لَا وَإِنْ كُنْت سَائِلًا لَا بُدّ فَاسْأَلْ الصَّالِحِينَ). فَأَبَاحَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُؤَال أَهْل الْفَضْل وَالصَّلَاح عِنْد الْحَاجَة إِلَى ذَلِكَ، وَإِنْ أَوْقَعَ حَاجَته، بِاَللَّهِ فَهُوَ أَعْلَى. قَالَ إِبْرَاهِيم بْن أَدْهَم: سُؤَال الْحَاجَات مِنْ النَّاس هِيَ الْحِجَاب بَيْنك وَبَيْن اللَّه تَعَالَى، فَأَنْزِلْ حَاجَتك بِمَنْ يَمْلِك الضُّرّ وَالنَّفْع، وَلْيَكُنْ مَفْزَعك إِلَى اللَّه تَعَالَى يَكْفِيك اللَّه مَا سِوَاهُ وَتَعِيش مَسْرُورًا.
فَإِنْ جَاءَهُ شَيْء مِنْ غَيْر سُؤَال فَلَهُ أَنْ يَقْبَلهُ وَلَا يَرُدّهُ، إِذْ هُوَ رِزْق رَزَقَهُ اللَّه. رَوَى مَالِك عَنْ زَيْد بْن أَسْلَم عَنْ عَطَاء بْن يَسَار أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ إِلَى عُمَر بْن الْخَطَّاب بِعَطَاءٍ فَرَدَّهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لِمَ رَدَدْته)؟ فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّه، أَلَيْسَ أَخْبَرْتنَا أَنَّ أَحَدنَا خَيْر لَهُ أَلَّا يَأْخُذ شَيْئًا؟ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّمَا ذَاكَ عَنْ الْمَسْأَلَة فَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ غَيْر مَسْأَلَة
(يُتْبَعُ)
(/)
فَإِنَّمَا هُوَ رِزْق رَزَقَكَهُ اللَّه). فَقَالَ عُمَر بْن الْخَطَّاب: وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا أَسْأَل أَحَدًا شَيْئًا وَلَا يَأْتِينِي بِشَيْءٍ مِنْ غَيْر مَسْأَلَة إِلَّا أَخَذْته. وَهَذَا نَصّ. وَخَرَّجَ مُسْلِم فِي صَحِيحه وَالنَّسَائِيّ فِي سُنَنه وَغَيْرهمَا عَنْ اِبْن عُمَر قَالَ سَمِعْت عُمَر يَقُول: كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِينِي الْعَطَاء فَأَقُول: أَعْطِهِ أَفْقَر إِلَيْهِ مِنِّي، حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّة مَالًا فَقُلْت: أَعْطِهِ أَفْقَر إِلَيْهِ مِنِّي، فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خُذْهُ وَمَا جَاءَك مِنْ هَذَا الْمَال وَأَنْتَ غَيْر مُشْرِف وَلَا سَائِل فَخُذْهُ وَمَا لَا فَلَا تُتْبِعهُ نَفْسك). زَادَ النَّسَائِيّ ء بَعْد قَوْله (خُذْهُ ء فَتَمَوَّلْهُ أَوْ تَصَدَّقْ بِهِ). وَرَوَى مُسْلِم مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن السَّعْدِيّ الْمَالِكِيّ عَنْ عُمَر فَقَالَ لِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا أُعْطِيت شَيْئًا مِنْ غَيْر أَنْ تَسْأَل فَكُلْ وَتَصَدَّقْ). وَهَذَا يُصَحِّح لَك حَدِيث مَالِك الْمُرْسَل. قَالَ الْأَثْرَم: سَمِعْت أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حَنْبَل يَسْأَل عَنْ قَوْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا أَتَاك مِنْ غَيْر مَسْأَلَة وَلَا إِشْرَاف) أَيّ الْإِشْرَاف أَرَادَ؟ فَقَالَ: أَنْ تَسْتَشْرِفهُ وَتَقُول: لَعَلَّهُ يُبْعَث إِلَيَّ بِقَلْبِك. قِيلَ لَهُ: وَإِنْ لَمْ يَتَعَرَّض، قَالَ نَعَمْ إِنَّمَا هُوَ بِالْقَلْبِ. قِيلَ لَهُ: هَذَا شَدِيد قَالَ: وَإِنْ كَانَ شَدِيدًا فَهُوَ هَكَذَا. قِيلَ لَهُ: فَإِنْ كَانَ الرَّجُل لَمْ يُعَوِّدنِي أَنْ يُرْسِل إِلَيَّ شَيْئًا إِلَّا أَنَّهُ قَدْ عُرِضَ بِقَلْبِي فَقُلْت: عَسَى أَنْ يَبْعَث إِلَيَّ. قَالَ: هَذَا إِشْرَاف، فَأَمَّا إِذَا جَاءَك مِنْ غَيْر أَنْ تَحْتَسِبهُ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبك فَهَذَا الْآن لَيْسَ فِيهِ إِشْرَاف. قَالَ أَبُو عُمَر: الْإِشْرَاف فِي اللُّغَة رَفْع الرَّأْس إِلَى الْمَطْمُوع، عِنْده وَالْمَطْمُوع فِيهِ، وَأَنْ يَهَشّ الْإِنْسَان وَيَتَعَرَّض. وَمَا قَالَهُ أَحْمَد فِي تَأْوِيل الْإِشْرَاف تَضْيِيق وَتَشْدِيد وَهُوَ عِنْدِي بَعِيد، لِأَنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لِهَذِهِ الْأُمَّة عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسهَا مَا لَمْ يَنْطِق بِهِ لِسَان أَوْ تَعْمَلهُ جَارِحَة. وَأَمَّا مَا اِعْتَقَدَهُ الْقَلْب مِنْ الْمَعَاصِي مَا خَلَا الْكُفْر فَلَيْسَ بِشَيْءٍ حَتَّى يَعْمَل بِهِ، وَخَطِرَات النَّفْس مُتَجَاوَز عَنْهَا بِإِجْمَاعٍ.
الْإِلْحَاح فِي الْمَسْأَلَة وَالْإِلْحَاف فِيهَا مَعَ الْغِنَى عَنْهَا حَرَام لَا يَحِلّ. قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ سَأَلَ النَّاس أَمْوَالهمْ تَكَثُّرًا فَإِنَّمَا يَسْأَل جَمْرًا فَلْيَسْتَقِلّ أَوْ لِيَسْتَكْثِر) رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَة خَرَّجَهُ مُسْلِم. وَعَنْ اِبْن عُمَر أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا تَزَال الْمَسْأَلَة بِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَلْقَى اللَّه وَلَيْسَ فِي وَجْهه مُزْعَة لَحْم) رَوَاهُ مُسْلِم أَيْضًا.
السَّائِل إِذَا كَانَ مُحْتَاجًا فَلَا بَأْس أَنْ يُكَرِّر الْمَسْأَلَة ثَلَاثًا إِعْذَارًا وَإِنْذَارًا وَالْأَفْضَل تَرْكه. فَإِنْ كَانَ الْمَسْئُول يَعْلَم بِذَلِكَ وَهُوَ قَادِر عَلَى مَا سَأَلَهُ وَجَبَ عَلَيْهِ الْإِعْطَاء، وَإِنْ كَانَ جَاهِلًا بِهِ فَيُعْطِيه مَخَافَة أَنْ يَكُون صَادِقًا فِي سُؤَاله فَلَا يُفْلِح فِي رَدّه.
فَإِنْ كَانَ مُحْتَاجًا إِلَى مَا يُقِيم بِهِ سُنَّة كَالتَّجَمُّلِ بِثَوْبٍ يَلْبَسهُ فِي الْعِيد وَالْجُمُعَة فَذَكَرَ اِبْن الْعَرَبِيّ: سَمِعْت بِجَامِعِ الْخَلِيفَة بِبَغْدَاد رَجُلًا يَقُول: هَذَا أَخُوكُمْ يَحْضُر الْجُمُعَة مَعَكُمْ وَلَيْسَ عِنْده ثِيَاب يُقِيم بِهَا سُنَّة الْجُمُعَة. فَلَمَّا كَانَ فِي الْجُمُعَة الْأُخْرَى رَأَيْت عَلَيْهِ ثِيَابًا أُخَر، فَقِيلَ لِي: كَسَاهُ إِيَّاهَا أَبُو الطَّاهِر البرسني أَخْذ الثَّنَاء
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 08:10]ـ
اذكر بقول النبى صلى الله عليه وسلم لقبيصة ابن المخارق
إن المسألة لاتحل إلا لثلاث لذى فقر مدقع ولذى غرم مفظع ولذى دم موجع)
فقر مدقع ___ شديد
غرم مفظع__ مدين بدين كبير
دم موجع __ عليه دية فوق طاقته
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 10:57]ـ
الشاب سأل صديقه المساعدة و لم يسأل الناس الحافا فلا بأس عليه ان شاء الله. فإن حلت له الزكاة تحل له المساعدة من غيرها.
من فرج على مومن كربه من كرب الدنيا فرج الله له كربه من كرب يوم القيامه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نور السلفية]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 02:21]ـ
شكر الكم إخواتي بارك الله فيكم(/)
طلب كتاب إعراب القرآن للنحاس
ـ[سيبويه الوادي]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 12:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الأعزاء سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
رجاء من يملك نسخة مصورة من إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس فليضعها لنا فقد كللت ومللت من البحث عن هذا الكتاب بلا جدوى
ورجاء من أحد الأبطال إن لم يكن مصور فليصوره لنا ويرفعه وليجزه الله عنا خير الجزاء فهو ولي ذلك والقادر عليه
وبارك الله في الجميع من قدر على ذلك ومن لم يقدر
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[سيبويه الوادي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 06:50]ـ
أين أنتم أيها السادة أرى أن طلب كتاب إعراب القرآن للنحاس قد تكرر من كثير من الإخوة ولا مجيب فأين فرسان الميدان أين المساهم وأبو مالك وأين فريد سعيد وأين الإخوان جميعا
أرجو الله أن ييسر لكم أمر تصوير الكتاب ورفعه بارك الله في الجميع من استطاع ومن لم يقدر
وشكرا جزيلا
ـ[سيبويه الوادي]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 12:35]ـ
أين أنتم يا أهل الخير والعلم
ـ[سيبويه الوادي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 07:34]ـ
أما من مجيب يا أفاضل
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 08:58]ـ
أبشر أخي ومعذرة على التأخير
خذ المرفق
وانظر في الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=29798
ـ[سيبويه الوادي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 11:22]ـ
شكرا أخي على مجهودك ولكن معذرة أنا أريده Pdf
وليس وورد فشكرا جزيلا(/)
فائدة: لماذا سميت مكة ببكة؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 12:59]ـ
السؤال
لماذا سميت مكة ببكة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن بكة بالباء لغة في مكة أبدلت الميم باء؛ كما في قولهم: لازب ولازم .. وبكة موضع المسجد، وهو مشتق من بكه إذا زحمه، أو من بكه إذا دقه، فإنها تبك أعناق الجبابرة أي تقطعها. ونقل ابن العربي عن قتادة قال: إن الله سبحانه بكَّ بها الناس (جمعهم بها) فتصلي النساء أمام الرجال ولا يكون ذلك في بلد غيرها، وصورة ذلك أن الناس يستديرون بالبيت فيكون وجوه البعض إلى البعض، فلا بد من استقبال النساء من حيث صلوا.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[الذاب عن السنة]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 10:36]ـ
بارك الله فيك وفي علمكم
وأيضاً قيل أن العرب تستخدم الباء بدل الميم أحياناً ...
ـ[أشجعي]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 04:13]ـ
بارك الله فيك وفي علمكم
وأيضاً قيل أن العرب تستخدم الباء بدل الميم أحياناً ...
بارك الله فيك اخي الذاب عن السنة,
اتحفنا بأمثلة بارك الله فيك.
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 09:49]ـ
بوركت أخي ونفع المولى بك
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 11:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ اشجعي
ممكن تعرفنا بالشيخ عبدالله الفقيه (اي ترجمته)
جزاك الله خير
ـ[أشجعي]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 12:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ اشجعي
ممكن تعرفنا بالشيخ عبدالله الفقيه (اي ترجمته)
جزاك الله خير
هذا هو شيخنا الشنقيطي, فأبشر بالترجمة الموجزة.
ـ[أشجعي]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 12:48]ـ
هو عبد الله بن محمد بن الفقيه الجكني الشنقيطي، ولد بموريتانيا عام 1964م. تعلم مبادئ العلوم العقدية والفقهية واللغوية في بيت والده وهو لا يزال في سن مبكرة. ثم انتقل إلى محظرة أهل يحظيه بن عبد الودود -أكبر وأشهر وأعرق محظرة عرفت في تاريخ محاظر شنقيط- وهناك انقطع لطلب العلم وتفرغ له متعلمًا ومعلمًا، حتى استوعب جميع الفنون التي تدرس في هذه المحظرة، وحاز الشهادة المعروفة هناك بإجازة أهل يحظيه، تلك الشهادة التي لم يحصل عليها إلا أفراد قلة خلال أكثر من ستين سنة، على الرغم من عراقة هذه المحظرة وكثرة من تخرجوا منها من العلماء. وذلك لأن مشايخ هذه المحظرة لا يمنحون تلك الشهادة إلا لمن تميز بذكاء خارق وملكة فائقة، بالإضافة إلى استيعاب كل ما يدرسونه من شتى أنواع العلوم الشرعية، ثم هي عندهم بمثابة التزكية، فمن أوليات شروط استحقاقها الورع والالتزام، ومع هذا كله فقد حازها مترجَمنا بجدارة، ولا غرو، فقد نشأ الشيخ في وسط علمي وبيئة صالحة، فهو من أسرة عرفت بالعلم والصلاح؛ بالإضافة إلى ما خصه الله تعالى به من الاستعداد الفطري والذكاء المفرط، بارك الله فيه وحَفِظه، وأكثر من أمثاله في الأمة الإسلامية.
ثم ذهب إلى السودان ودرس هناك ودرَّس، وحاز على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة القرآن الكريم للعلوم الإسلامية بالسودان، وعمل مدرسًا جامعيًّا في بلده موريتانيا والسودان ما يقارب سبع سنين؛ وهو الآن رئيس فريق الفتوى بالشبكة الإسلامية بدولة قطر.
نقلاً عن الشبكة الاسلامية
ـ[أبومروة]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 12:51]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الذاب عن السنة]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 02:00]ـ
بارك الله فيك اخي الذاب عن السنة,
اتحفنا بأمثلة بارك الله فيك.
هلا بك
يقول جمهور أهل اللغة:بكة ومكة سواء ويجوز أن تكون الميم مبدلة من الباء،وهو كقول العرب لازب ولازم،وسبد شعره وسمَدَه إذا استأصله.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 02:06]ـ
مكة مذكورة في التوراة باسم (بكَّة)
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 10:03]ـ
نقلاً عن أبي جعفر الطبري في كتاب التفسير:
قال أبو جعفر: وأما قوله: " للذي ببكة مباركا "،، فإنه يعني: للبيت الذي بمُزْدَحم الناس لطوافهم في حجهم وعمَرهم.
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
وأصل " البكّ ": الزحم، يقال: منه: " بكّ فلانٌ فلانًا " إذا زحمه وصدمه - " فهو يَبُكه بَكًّا، وهم يتباكُّون فيه "، يعني به: يتزاحمون ويتصادمون فيه. فكأن " بَكَّة " " فَعْلة " من " بَكَّ فلان فلانًا " زحمه، سُميت البقعة بفعل المزدحمين بها.
* * *
فإذا كانت " بكة " ما وصفنا، وكان موضع ازدحام الناس حَوْل البيت، وكان لا طوافَ يجوز خارج المسجد كان معلومًا بذلك أن يكون ما حَوْل الكعبة من داخل المسجد، وأن ما كان خارجَ المسجد فمكة، لا " بكة ". لأنه لا معنى خارجَه يوجب على الناس التَّباكَّ فيه. وإذْ كان ذلك كذلك، كان بيّنًا بذلك فسادُ قول من قال: " بكة " اسم لبطن " مكة "، ومكة اسم للحرم. (1).
* * *
*ذكر من قال في ذلك ما قلنا: من أن " بكة " موضع مزدحم الناس للطواف:
__________
(1) انتهى جزء من التقسيم القديم، وفي المخطوطة ما نصه:
" يتلوهُ ذكر مَنْ قال في ذلك ما قُلنا من أن بكة موضع مزدحم الناس للطواف والحمد لله على عونه وإحسانه، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وسلم تسليمًا " ثم يتلوه ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ يَسِّر
أَخبرنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان البغدادي قال حدثنا محمد بن جرير " فأعاد إسناد المخطوطة التي نقل عنها، كما سلف في تعليقنا 6: 495، 496 رقم: 5، وهذا هو الموضع الثاني لذكر هذا الإسناد الجديد.
(7/ 23)
______________________________ __________
7435 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال،: حدثنا هشيم، عن حصين، عن أبي مالك الغفاري في قوله: " إن أوّل بيت وضع للناس للذي ببكة " قال، " بكة " موضع البيت، " ومكة " ما سوى ذلك.
7436 - حدثني يعقوب قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم مثله.
7437 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام، عن عمرو، عن عطاء، عن أبي جعفر قال: مرت امرأة بين يدي رجل وهو يصلي وهي تطوف بالبيت، فدفعها. قال أبو جعفر: إنها بَكَّةٌ، يبكّ بعضُها بعضًا.
7438 - حدثنا ابن المثني قال: حدثنا عبد الصمد قال،: حدثنا شعبة قال، حدثنا سلمة، عن مجاهد قال: إنما سميت " بكة "، لأن الناس يتباكُّون فيها، الرجالَ والنساءَ.
7439 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن حماد، عن سعيد قال، قلت لأي شيء سُميت " بكة "؟ قال: لأنهم يتباكُّون فيها قال: يعني: يزدحمون. (1)
7440 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن الأسود بن قيس، عن أبيه، عن ابن الزبير قال، إنما سميت " بكة "، لأنهم يأتونها حُجّاجًا. (2)
7441 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: " إنّ أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا "، فإن الله بَكَّ به الناس جميعًا، فيصلي النساءُ قدّام الرجال، ولا يصلح ببلد غيره.
7442 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة: " بكة "، بكّ الناس بعضهم بعضًا، الرجال والنساء، يصلي بعضُهم بين يدَيْ بعض، لا يصلح ذلك إلا بمكة.
__________
(1) في المطبوعة: " يتزاحمون "، وأثبت ما في المخطوطة.
(2) الأثر: 7440 - " الأسود بن قيس العبدي "، روى عن أبيه وجماعة، وروى عنه شعبة والثوري وشريك وغيرهم. وأبوه: " قيس العبدي " الكوفي، مترجم في الكبير 4/ 1 / 149. وكان في المطبوعة والمخطوطة: " عن أخيه "، وهو تصحيف والصواب ما أثبت.
(7/ 24)
______________________________ __________
7443 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي قال: " بكة "، موضع البيت، و " مكة ": ما حولها.
7444 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، أخبرني يحيى بن أزهر، عن غالب بن عبيد الله: أنه سأل ابن شهاب عن " بكة " قال، " بكة " البيت، والمسجد. وسأله عن " مكة "، فقال ابن شهاب: " مكة ": الحرم كله.
7445 - حدثنا الحسين قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا حجاج، عن عطاء ومجاهد قالا " بكة ": بكّ فيها الرجالَ والنساءَ.
7446 - حدثني عبد الجبار بن يحيى الرملي. قال: قال ضمرة بن ربيعة، " بكة ": المسجد،. و " مكة ": البيوت. (1)
__________
(1) الأثر: 7446 - " عبد الجبار بن يحيى الرملي " شيخ الطبري، مضى برقم: 7425.
(2) هذا كلام الفراء في معاني القرآن 1: 227.
(3) " الخروج " هنا، كأنه الحال، وقد سلف في 5: 253، 254 ما يشبه أن يكون أيضا بمعنى الحال. وانظر ما سلف 6: 586 " أن الحال يجيء بعد فعل قد شغل بفاعله، فينصب كما ينصب المفعول الذي يأتي بعد الفعل الذي شغل بفاعله ".
(7/ 25)
/// قلت: ونستفيد من معنى بكة واختصاص الحرم بمزاحمة الرجال للنساء أن الأصل في الإسلام أن النساء لا يتزاحمن ويخالطن الرجال
والله أعلم
ـ[أشجعي]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 01:41]ـ
جزاك الله خيرا شيخي,
وقد قرأت في غريب الحديث للخطابي "يتباكون" فاستغربت, -ولم تكن الكاف مشددة-
ثم علمت ان معناها يتزاحمون.
وبارك الله فيك وفي نقلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 03:41]ـ
بارك الله فيكم أيها الأحبة ..
والإمام النووي (في المجموع) قد أطال في معاني وأصل اسم (مكة وبكة وغيرها من الأسماء) قد أنزّل كلامه في الملتقى فيما بعد إن شاء الله.
ـ[أشجعي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 03:47]ـ
بانتظار مشاركتك شيخي
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[15 - Aug-2009, صباحاً 01:40]ـ
اعتذر وبعد غيابٍ طويل في رد هذه الشاركة لعدم انتباهي , فأقول:
قال النووي رحمه الله في المجموع باب صفة الحج:
(واما) مكة فلها أسماء كثيرة وقد قالوا كثرة الاسماء تدل على شرف المسمى ولهذا كثرت أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال بعضهم لله تعالى الف اسم وللنبي صلى الله عليه وسلم (1) وقد أشرت إلى هذا في أول تهذيب الاسماء واللغات في أول ترجمة النبي صلى الله عليه وسلم فمما حضرني من أسماء مكة ستة عشر اسما (أحدها) مكة - والثاني بكة ... إلى قوله .... (وأما) مكة وبكة فقيل هما اسمان للبلدة وقيل مكة الحرم كله وبكة المسجد خاصة وهو محكي عن الزهري وزيد بن أسلم وقيل مكة إسم للبلد وبكة اسم البيت وهو قول ابراهيم النخعي وغيره وقيل مكة البلد وبكة
البيت وموضوع الطواف سميت بكة لازدحام الناس فيها يبك بعضهم بعضا أي يدفعه في زحمة الطواف وقيل لانهاتبك - أعناق الجبابرة اي تدقها والبك الدق. اهـ.
وقال النووي - رحمه الله - في تهذيب الأسماء واللغات: بكة: زادها الله شرفًا، جاء ذكرها في القرآن العزيز: بكة، ومكة بالباء والميم، فقال جماعات من العلماء: هما لغتان بمعنى واحد. وقال آخرون: هما بمعنيين، واختلفوا على هذا، فقيل: مكة الحرم كله، وبكة بالباء المسجد خاصة، حكاه الماوردي في "الأحكام السلطانية" عن الزهري، وزيد بن سالم، وقيل: مكة اسم للبلد، وبكة اسم للبيت، حكاه الماوردي عن النخعي وغيره، وقيل: مكة البلد، وبكة البيت، وموضع الطواف، سميت بكة لازدحام الناس بها يبك بعضهم بعضًا، أي يدفعه في زحمة الطواف. اهـ
وفي أخبار مكة للأزرقي حيث يقول - بتصرف -: عن علي بن أبي طالب في حديث حدث به عن زمزم قال: ثم نزلت السكينة كأنها غمامة أو ضبابة في وسطها كهيئة الرأس يتكلم يقول: يا إبراهيم,, خذ قدري من الأرض، لا تزد ولا تنقص، فخط فذلك بكة وما حواليه مكة. ووجد في حجر في الحجر كتاب من خلقة الحجر: "أنا الله ذو بكة الحرام، وضعتها يوم صنعت الشمس والقمر, وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزول حتى تزول أخشباها, مبارك لأهلها في اللحم والماء".
عن مجاهد, عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: إنما سميت بكة؛ لأنه يجتمع فيها الرجال والنساء.
عن ابن جريج أنه كان يقول: إنما سميت بكة؛ لتباك الناس بأقدامهم قدام الكعبة. اهـ.
وقال شاعر بني تميم في البك بمكة ** يا مكة الفاجر مكي مكا ** ** ولا تمكي مذحجا وعكا **. اهـ.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[15 - Aug-2009, صباحاً 01:41]ـ
اعتذر وبعد غيابٍ طويل في رد هذه الشاركة لعدم انتباهي , فأقول:
قال النووي رحمه الله في المجموع باب صفة الحج:
(واما) مكة فلها أسماء كثيرة وقد قالوا كثرة الاسماء تدل على شرف المسمى ولهذا كثرت أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال بعضهم لله تعالى الف اسم وللنبي صلى الله عليه وسلم (1) وقد أشرت إلى هذا في أول تهذيب الاسماء واللغات في أول ترجمة النبي صلى الله عليه وسلم فمما حضرني من أسماء مكة ستة عشر اسما (أحدها) مكة - والثاني بكة ... إلى قوله .... (وأما) مكة وبكة فقيل هما اسمان للبلدة وقيل مكة الحرم كله وبكة المسجد خاصة وهو محكي عن الزهري وزيد بن أسلم وقيل مكة إسم للبلد وبكة اسم البيت وهو قول ابراهيم النخعي وغيره وقيل مكة البلد وبكة
البيت وموضوع الطواف سميت بكة لازدحام الناس فيها يبك بعضهم بعضا أي يدفعه في زحمة الطواف وقيل لانهاتبك - أعناق الجبابرة اي تدقها والبك الدق. اهـ.
وقال النووي - رحمه الله - في تهذيب الأسماء واللغات: بكة: زادها الله شرفًا، جاء ذكرها في القرآن العزيز: بكة، ومكة بالباء والميم، فقال جماعات من العلماء: هما لغتان بمعنى واحد. وقال آخرون: هما بمعنيين، واختلفوا على هذا، فقيل: مكة الحرم كله، وبكة بالباء المسجد خاصة، حكاه الماوردي في "الأحكام السلطانية" عن الزهري، وزيد بن سالم، وقيل: مكة اسم للبلد، وبكة اسم للبيت، حكاه الماوردي عن النخعي وغيره، وقيل: مكة البلد، وبكة البيت، وموضع الطواف، سميت بكة لازدحام الناس بها يبك بعضهم بعضًا، أي يدفعه في زحمة الطواف. اهـ
وفي أخبار مكة للأزرقي حيث يقول - بتصرف -: عن علي بن أبي طالب في حديث حدث به عن زمزم قال: ثم نزلت السكينة كأنها غمامة أو ضبابة في وسطها كهيئة الرأس يتكلم يقول: يا إبراهيم,, خذ قدري من الأرض، لا تزد ولا تنقص، فخط فذلك بكة وما حواليه مكة. ووجد في حجر في الحجر كتاب من خلقة الحجر: "أنا الله ذو بكة الحرام، وضعتها يوم صنعت الشمس والقمر, وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزول حتى تزول أخشباها, مبارك لأهلها في اللحم والماء".
عن مجاهد, عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: إنما سميت بكة؛ لأنه يجتمع فيها الرجال والنساء.
عن ابن جريج أنه كان يقول: إنما سميت بكة؛ لتباك الناس بأقدامهم قدام الكعبة. اهـ.
وقال شاعر بني تميم في البك بمكة ** يا مكة الفاجر مكي مكا ** ** ولا تمكي مذحجا وعكا **. اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[15 - Aug-2009, صباحاً 08:11]ـ
اتحفنا بأمثلة بارك الله فيك.
أظن إبدال الميم باءً لغةَ مازِنِ ربيعةَ رهط الإمام المازني النحوي، وقصته مع الواثق في خبر البيت:
أظُلَيمُ إن مُصابَكُمْ رَجُلاً _ أهدَى السّلامَ تَحِيّةً ظُلْمُ
مشهورة، ومنها في الأغاني:
( ... فسأل الواثقُ عَمّن بقِيَ مِن رؤساء النحويين فذُكِرْتُ له، فأمَر بِحملي. فَلَمّا وصلتُ إليه قال: مِمن الرجلُ؟ قلتُ: مِن بَنِي مازن. قال: أمِنْ مازِنِ تَميمٍ أم مَازِن قَيسٍ أم مازنِ رَبيعةَ أم مازنِ اليَمَن؟ قلتُ: مِن مازنِ ربيعةَ. فقال لي: بَا اسْمُك؟، يريد ما اسْمُك وهِي لغةٌ كثيرة في قومنا، فقلتُ على القياس: مَكرٌ، أي بَكرٌ، فضحك فقال: اجْلِس واطَبِئِنَّ، يريد: اطمئن، فجلستُ. فسَألَنِي عن البيت .... ) الخ
وفي وفيات الأعيان ( ... قال: فكرهتُ أن أجيبَه على لُغة قومي كيلا أواجهه بالمكر، فقلتُ: بَكرٌ يا أمير المؤمنين، ففَطِنَ لِما قصدته، وأعجِبَ به ... )
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 04:44]ـ
بارك الله فيكم.
قال الشيخ أحمد السُجاعي –رحمه الله تعالى- ت:1197:
((بكة:
بالباء الموحدة، سماها الله تعالى بذلك؛ قيل:
لازدحام الناس فيها، يبكُّ بعضهم بعضا، أي: يدفع في زحمة الطواف.
و قيل:
لأنها تبكُّ أعناق الجبابرة، أي: تدقها، و ما قصدها جبّار إلا قصمه الله تعالى.
قال الضحّاك:
إن مكة و بكة اسمان للبلد، و صححه ابن قتيبة: بأنّ الباء تُبدل من الميم.
و قيل:
بكة-بالباء- اسم لموضع البيت و لما حوله، و مكة: اسم لما وراء ذلك.
و قيل:
بكة –بالباء- اسم للبيت و المسجد، ومكة: اسم للحرم كله.
و قيل:
بكة-بالباء-: اسم موضع البيت، و مكة: القرية.
حكاه ابن الحاج في "مناسكه" عن الإمام مالك.
و في "المجموع": في مكة و بكة أقوال:
أحدهما: أنهما اسمان للبلد.
ثانيهما: بالميم اسم للحرم كله، و بالباء اسم للمسجد.
ثالثها: بالميم اسم للبلد، و بالباء للبيت و المطاف.
رابعها: كالثالث لكن بإسقاط المطاف.
و قد نظمها شيخنا الشيخ حسن المدابغي فقال:
في مكة و بكة أقوالُ ** كلاهما لبلدة يُقالُ
و قيل بالميم يُسمّى الحرمُ ** و البا في اسم مسجد تُلتزمُ
و قيل بالميم لتلك البلدِ ** و البا للبيت الحرام الأمجدِ
و قيل يدخل المطاف يا فتى ** في البا مع البيت فكن مُستثبتا)) اهـ. من: "رسالة في أسماء مكة المشرفة".
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 12:32]ـ
كل ما سبق من تعليلات وتفسيرات لم يعد مقبولا اليوم؛ فقد ثبت في علم اللغة الحديث - خاصة علم الدلالة المقارن - أن أصل الاشتقاق هو الشيء المادي الحسي، ومنه اشتق المعنوي المجرد. فمثلا: الأناقة من الناقة، والجمال من الجمل، والثورة من الثور، والصبر من الصبار، والعظمة من العظم، والعقل من العقال ..
ويعضد هذا قوله تعالى "وعلم آدم الأسماء كلها"
وعلى هذا، فلم يعد مقبولا اليوم زعم القدامى: أن القلب من التقلب، والإنسان من النسيان .. بل العكس هو الصحيح.
ونعم إن مكة وبكة شيء واحد، ولكن يمكن أن يقال: بكة .. الحرم فقط، ومكة .. المدينة كلها. ولكنها تظل مجرد اجتهادات وفلسفات، لا يعضدها دليل علمي.(/)
التعليل ثابت بالإستقراء عند الشاطبي رحمه الله
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 01:44]ـ
اقتضب الشاطبي الكلام على التعليل واعتبره من المسلمات لكنه ناقض نفسه لما قال هي مسألة تحتاج لإقامة الدليل ثم عاد ليناقض نفسه لما قال إنها مسألة وقع الخلاف فيها في علم الكلام وان الرازي قال إن أحكام الله تعالى ليست معللة أبدا ...
أما كونها مسلمة عنده فاعتماده بالأساس كان على اساس استقراء تفاصيل الشريعة التي تفيد أنها وضعت للمصالح فيقول:" المعلوم من الشريعة انها وضعت لمصالح العباد فالتكليف كله إما درء للمفسدة او جلب لمصلحة او لهما معا"
واستكمالا لموقفه يرى أن الصل في العادات والمعاملات هو التعليل والدليل هو الإستقراء وجاء في أمرين:
1 - "أولاها الإستقراء فإنا وجدنا الشارع قاصدا لمصالح العباد والأحكام العادية تدور معها حيث دارت فتنرى الشئ الواحد يمنع في حال لاتكون فيه مصلحة فإذا كانت فيه مصلحة جاز.
2 - والثاني ان الشارع توسع في بيان العلل والحكم في تشريع العبادات كما تقدم تمثيله واكثر ما علل فيها المناسب الذي إذا عرض على العقول تلقته بالقبول ... "
ثم قرر ان الأصل في العبادات التعبد والتزام الحدود المنصوصة ودليله الإستقراء ايضا إذ إن كثيرا من الأحكام لايمكن تعليله تعليلا عقليا أبدا واعتبر أن ما يقوم به بعضهم من إعطاء حكم وأسرار لبعض الأحكام العبادية قائم على غير أساس واعتبره من "ملح العلم"
(ملخص من نظرية المقاصد للريسوني)(/)
التحذير من كذبة نيسان (ابريل) - د. عاصم بن عبدالله القريوتي
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 02:58]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين إمام المتقين وبعد:
فإن الكذب داء عظيم إذ يعد من قبائح الذنوب وفواحش العيوب وقد جُعل من آيات النفاق وعلاماته، ويُعد صاحبه مجانبًا للإيمان، ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبغض الخلق إليه الكذب، فالكذب والإيمان لا يتفقان إلا وأحدهما بحساب الآخر والكذب ريبة ومفسدة على صاحبه.
وإنّ التشبه بالكفرة منهي عنه في ديننا بل أمرنا بمخالفتهم، ولأنّ المشابهة ولو ظاهرًا لها علاقة بالباطن كما ترشد إلى ذلك الأدلة القرآنية والنبوية وحسبنا قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".
ومن أعظم الخطر في المشابهة مع الكافرين أن يكون الأمر عندهم متعلقًا بأمر اعتقادي.
ومن صور التقليد الأعمى ما يعرف بكذبة (ابريل) نيسان، وكم رأينا وسمعنا لهذه الكذبة من عواقب سيئة وحقد وضغائن وتقاطع وتدابر بين الناس،وكم جرت هذه الكذبة على الناس من ويلات بين الأخوة وبين أهل البيت،وكم عطلت على الناس من مصالح نتيجة ذلك، وكم أوقعتهم في خسائر مادية ومعنوية وغير ذلك، بسبب هذا التقليد المتبع من عهد قديم في معظم الدول الأوروبية.
وأما شهر إبريل نيسان فهو الشهر الرابع من السنة الإفرنجية،وإبريل اسم مشتق من الأصل اللاتيني "ابريليس" Aprilis في التقويم الروماني القديم، وقد يكون مشتقًا من الفعل اللاتيني "فتح" Arerire دلالة على ابتداء موسم الربيع، وظهور البراعم وتفتح الأزهار.
وكان شهر ابريل هو مبدأ السنة بدل شهر يُناير (كانون الثاني) في فرنسا. وفي عام 1654م أمر شارل التاسع ملك فرنسا بجعل أول السنة يناير بدل ابريل. وهناك تعليلات أخرى يعود بعضها إلى الإغريق،لأن شهر إبريل يمثل مطلع الربيع، فكان الرومان قد خصصوا اليوم الأول من شهر ابريل لاحتفالات "فينوس" وهي رمز الحب والجمال والمرح والضحك والسعادة عندهم. وقد كانت الأرامل والعذارى يجتمعن في روما وفي معبد فينوس، ويكشفن لها عن عاهاتهن الجسمية والنفسية، ويبتهلن إليها لتخفيها عن أنظار أزواجهن.
وأما الأقوام الساكسونية فكانت تحتفل في هذا الشهر بعيد آلهتهم "ايستر" وهي إحدى آلهتهم القديمة وهو الاسم الذي يطلق عليه الآن عيد الفصح عند النصارى في اللغة الإنجليزية.
وبعد ما تقدم يظهر لنا ما لشهر ابريل من أهمية خاصة عند الأقوام الأوروبية في العصور القديمة.
ولم يعرف أصل هذه الكذبة على وجه التحديد وهناك أراء بذلك، فذكر بعضهم أنها نشأت مع احتفالات الربيع, عند تعادل الليل والنهار في 21 آذار (مارس).
ويرى بعضهم أن هذه البدعة بدأت في فرنسا عام 1564م بعد فرض التقويم الجديد كما سبق، إذ كان الشخص الذي يرفض بهذا التقويم الجديد يصبح في اليوم الأول من شهر ابريل ضحية لبعض الناس الذين كانوا يعرضونه لمواقف محرجة، ويسخرون منه فيصبح محل سخرية للآخرين.
ويرى بعضهم أن هذه البدعة تمتد إلى عصور قديمة واحتفالات وثنية، لارتباطه بتاريخ معين في بداية فصل الربيع، إذ هي بقايا طقوس وثنية.
ويقال أن الصيد في بعض البلاد يكون قليلاً في أول أيام الصيد في الغالب، فكان هذا قاعدة لهذه الأكاذيب التي تختلق في أول شهر ابريل.
يطلق الإنجليز على اليوم الأول من شهر ابريل اسم "يوم جميع المغفلين والحمقى " All Fools Day لما يفعلونه من أكاذيب حيث قد يصدقهم من يسمع فيصبح ضحية لذلك فيسخرون منه.
وأول كذبة ابريل ورد ذكرها في اللغة الإنجليزية في مجلة كانت تعرف بـ "مجلة دريك" DRAKES NEWSLETTERS ففي اليوم الثاني من ابريل عام 1698م ذكرت هذه المجلة أن عددًا من الناس استلموا دعوة لمشاهدة عملية غسل الأسود في برج لندن في صباح اليوم الأول من شهر ابريل.
ومن أشهر ما حدث في أوروبا في أول ابريل أن جريدة "ايفننج ستار" الإنجليزية أعلنت في 31 مارس (آذار) سنة 1846م أن غدًا -أول ابريل- سيقام معرض حمير عام في غرفة الزراعة لمدينة اسلنجتون من البلاد الإنجليزية فهرع الناس لمشاهدة تلك الحيوانات واحتشدوا احتشادًا عظيمًا، وظلوا ينتظرون، فلما أعياهم الانتظار سألوا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا شيئا فعلموا أنهم أنما جاؤوا يستعرضون أنفسهم فكأنهم هم الحمير!!! وإن تعجب فعجب ما يزعمه بعض الناس في هذه الكذبة عندما يحبكونها، حيث يقولون هذه "كذبة ابريل"، وكأنهم يستحلون هذا الكذب والعياذ بالله من ذلك، ونحن نعلم أن الكذب لا يجوز ولو على سبيل المداعبة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له".
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يمزح ولكنه لا يقول في مزاحه إلا حقًا وهذا المزاح الذي كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تطييب لنفس الصحابة، وتوثيق للمحبة، وزيادة في الألفة، وتجديد للنشاط والمثابرة، ويرشد إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لو تداومون على ما تكونون عندي من الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة"، ثلاث مرات.
ويجدر الإشارة إلى أن كثرة المزاح مخلة بالمروءة والوقار كما أن التنزه عنه بالمرة وتركه مخل بالسنة والسيرة النبوية، وخير الأمور أوسطها ومن مفاسد كثرته أنه يشتغل عن ذكر الله، ويؤدي إلى قسوة القلب، ويؤدي إلى الحقد وسقوط المهابة، ويورث كثرة الضحك المؤدي إلى قسوة القلب، وبالجملة فالمزاح ينبغي أن لا يتخذ حرفة ودندنًا.
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين(/)
سؤال لأخينا الكريم: (أشجعي) في مسألة (مشي الرجل حافيا)!
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 03:19]ـ
أخي الفاضل (أشجعي):
لقد قرأت عبارة لك منذ أيام، وتذكرت فورا ما قاله الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في مسألة مشي الرجل حافيا، وأنها سنة قد هُجرت، فأردت التعقيب، ثم شُغلت، ثم نسيت، والآن رأيت عبارتك مرة أخرى، فقصدت الرد، وإذا بالموضوع قد أغلق!
أردت أن استفسر منك - وربما خانني الفهم -؛ من أجل ذلك جئت لسؤالك، حتى يُرفع اللبس الذي التبس علي، وأعرف ما ترمي إليه ..
سؤالي: هل في عبارتك (المشي حافياً, هل هذا حرام؟؟؟؟ لا) أن مشي الرجل حافيا من خوارم المروءة؟!
مقتبس من موضوع (هل زواج الرجل الملتزم من امرأة غير متحجبة يقدح الرجل في التزامه؟) مشاركة رقم (84) ..
((وأصحاب الفضل والمروءة والورع هم القدوة, والخوارم أو القوادح لا علاقة بكونها حرام أو حلال لتكون قادحا.
مثال:
المشي حافياً, هل هذا حرام؟؟؟؟ لا
الأكل في الطريق هل هو حرام؟ لا
كما قال الشاعر:
وما أبيح وهو في العيان @@@@يقدح في مروءة الإنسان
وللعلماء كلام طويل في قوادح وخوارم المروءة أكثرها من المباح وليس من الحرام, هل ستقول لهؤلاء العلماء أين الأحكام التكليفية من ذلك؟؟؟؟
وبارك الله فيك,)) انتهى كلامك - يحفظك الله - ..
ولكم وافر التقدير والاحترام ..
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 12:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بالنسبة للمروءة فان خرمها قدح في العدال لأن العلماء لما عرفوا العدالة اشترطوا في قيامها بالشخص ان يجتنب ما يخرم مروءته وانصحك بكتاب قيم الفه الشيخ مشهور وهو المروءة وخوارمها فعليك به
ـ[أشجعي]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 12:39]ـ
بارك الله في الأُخية,
بالتأكيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مشى حافيا وطاف حافيا ومنتعلاً,
وبالنسبة لخوارم المروءة فهي تختلف من بلد لبلد ومن زمان لزمان, فهي نسبية , وقد كتبت ما كان عالقاً في عقلي أيام طرح المسألة,
فمثلاً ,التلفت بالطريق قديما كان من خوارم المروءة فهو مظنة السرقة,
ولكن في زماننا من لا يتلفت ربما تدهسه سيارة,
حالق اللحية كانت تُرد شهادته وكان يتهم بالفسق والخنوثة, وكانت تعتبر من قوادح المروءة,
الآن أغلب الناس حليقين, لو رددنا شهاداتهم لما شهد احد اذن, ............ وهكذا,
يقول الشيخ ميارة في الاتقان والاحكام:
والعدل هو الذي يجتبب الذنوب الكبائر دائماً، كالشرب والسرقة ... ويتقي أيضاً الذنوب الصغائر في غالب أحواله، ويتقي أيضاً الأمر المباح الذي يقدح في المروءة كالأكل في السوق والمشي حافياً ... إذا كان ذلك في بلد لا يفعل أهله ذلك ... وكذلك صغائر الخسة كتطفيف حبة أو سرقة لقمة ...
وقال أيضا ابن جزي المالكي في القوانين الفقهية:
..... وتسقط أيضا الشهادة بفعل ما يسقط المروءة وإن كان مباحا كالأكل في الطريق والمشي حافيا.
وجزاك الله خيرا فلم أكن أعلم انها سنة مهجورة, فاذا كانت من أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يمُنح احد الحق ان يقول هي من خوارم المروءة -وهذا عندي وبنظري-
وقلت هذا, لأن هناك فرق بين أفعال رسول الله التعبدية وأفعاله على سبيل العادة,
فهناك سنن عادة وسنن عبادة, فمثلاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شعره طويل, وقال احلقوه كله او اتركوه كله, وقال عنه الامام احمد سنه تمنينا ان نفعلها -او شيء من هذا القبيل-,
ولكن بعض مشايخنا يعتبرها قدحا مثلاً, لأنها لا تناسب زماننا , أو ربما لأنه أصبح من فعل الفساق, مع العلم أن هذا الرأي للبلاد التي لا تشتهر بهذا الفعل.
ولكلٍ رأي ووجهة نظر, فلا يوجد عندي أي فعل من افعال رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي هو وأمي يقدح في المروءة.
وبارك الله فيكم وفي المعلومة المطروحة.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 12:58]ـ
أخي الفاضل (أبو عبد الأكرم الجزائري):
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أشكر لك نصيحتك القيمة، بارك الله فيك ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 01:21]ـ
وجزاك الله خيرا فلم أكن أعلم انها سنة مهجورة, فاذا كانت من أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يمُنح احد الحق ان يقول هي من خوارم المروءة -وهذا عندي وبنظري-
وقلت هذا, لأن هناك فرق بين أفعال رسول الله التعبدية وأفعاله على سبيل العادة
ولكلٍ رأي ووجهة نظر, فلا يوجد عندي أي فعل من افعال رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي هو وأمي يقدح في المروءة.
وبارك الله فيكم وفي المعلومة المطروحة.
وفيك بارك الله، وخيرا جزيت ..
وقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله وغفر له - تجده في كتاب (شرح رياض الصالحين)، باب: (كراهة المشي في نعل واحدة أو خف واحد لغير عذر، وكراهة لبس النعل والخف قائمًا لغير عذر) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 01:28]ـ
حالق اللحية كانت تُرد شهادته وكان يتهم بالفسق والخنوثة, وكانت تعتبر من قوادح المروءة,
الآن أغلب الناس حليقين, لو رددنا شهاداتهم لما شهد احد اذن, ............ وهكذا,
حلق اللحية معصية ظاهرة يا أخي الكريم، ليس من جنس المباحات التي تخدش المروءة ويحسن بالكرام تركها! وعليه فحالقها تنخرم عدالته لا مروءته، وترد شهادته الآن كما كان في القديم ولا فرق، والله أعلم.
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 01:31]ـ
حلق اللحية معصية ظاهرة يا أخي الكريم، ليس من جنس المباحات التي تخدش المروءة ويحسن بالكرام تركها! وعليه فحالقها تنخرم عدالته لا مروءته، وترد شهادته الآن كما كان في القديم ولا فرق، والله أعلم.
لم ترد الرواية من اصحاب البدع الذين لا يدعون لبدعتهم فكيف ترد شهادة من يظن ان حلق اللحية ليس بحرام!!!!
ـ[أشجعي]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 01:31]ـ
وفيك بارك الله، وخيرا جزيت ..
وقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله وغفر له - تجده في كتاب (شرح رياض الصالحين)، باب: (كراهة المشي في نعل واحدة أو خف واحد لغير عذر، وكراهة لبس النعل والخف قائمًا لغير عذر) ..
وفيكم بارك الله وفي معلوماتكم.
ورحم الله شيخنا بن عثيمين ورفع قدره بالمهديين.
ـ[أشجعي]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 01:36]ـ
حلق اللحية معصية ظاهرة يا أخي الكريم، ليس من جنس المباحات التي تخدش المروءة ويحسن بالكرام تركها! وعليه فحالقها تنخرم عدالته لا مروءته، وترد شهادته الآن كما كان في القديم ولا فرق، والله أعلم.
بارك الله فيك شيخي,
لا شك ان حلقها محرم, وليست من المباحات,
وهي ان قدحت في عدالته فمن باب أولى ان تقدح في مروءته.
واذا كان القضاة انفسهم حليقين, وكان من ينتسب الى العلم حليق ويقدم شيخه على رسوله,
كيف يرد شاهداً وهو أصلا حليق.
هذا واقعنا شيخي, وكلامك هو منُانا.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 01:38]ـ
وفقك الله أخي ..
دونكم، أفردت كلامه في موضوع مستقل، لعموم الفائدة ..
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=210652#post21 0652
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 01:47]ـ
لم ترد الرواية من اصحاب البدع الذين لا يدعون لبدعتهم فكيف ترد شهادة من يظن ان حلق اللحية ليس بحرام!!!!
أخي الكريم، السلامة من البدعة - إلا المكفرة - ليست من شروط العدالة لا في الشهادة ولا في الرواية، بخلاف المعصية الظاهرة (المجاهرة) .. فمجرد الوقوع في البدعة ليس قرينة على انتفاء الصدق والأمانة في النقل والرواية، ولهذا قبل العلماء رواية وشهادة المبتدع الذي علم عنه صدقه وأمانته ومروءته، أما العاصي المتعلق بشهوته والذي يجاهر بذلك ويظهر عليه، فإنه لا يؤمن من مثله الكذب.
وعلى أي حال فحالق اللحية إن عرف عنه أنه من أهل الديانة والورع وأنه على تأول في أمر حلقها - مثلا - فلا يراه حراما، فلعله ألا يرد القاضي شهادته .. والله أعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 01:50]ـ
أخي الكريم، السلامة من البدعة - إلا المفكرة - ليست من شروط العدالة لا في الشهادة ولا في الرواية، بخلاف المعصية الظاهرة (المجاهرة) .. فمجرد الوقوع في البدعة ليس قرينة على انتفاء الصدق والأمانة في النقل والرواية، ولهذا قبل العلماء رواية وشهادة المبتدع الذي علم عنه صدقه وأمانته ومروءته، أما العاصي المتعلق بشهوته والذي يجاهر بذلك ويظهر عليه، فإنه لا يؤمن من مثله الكذب، والله أعلم.
ليست معصية اخي ان جهل صاحبها و ظن حلتها فأنت تعلم ان كثير من المتأخرين قالوا بالكراهة فقط فلكي تطعن في العدالة لا بد من اعتقاد المعصية و الله اعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 01:55]ـ
بارك الله فيك .. قد حررت مشاركتي قبل أن تكتب أنت جوابك الأخير، فراجعها الآن غير مأمور (ابتسامة)
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 01:57]ـ
وعلى أي حال فحالق اللحية إن عرف عنه أنه من أهل الديانة والورع وأنه على تأول في أمر حلقها - مثلا - فلا يراه حراما، فلعله ألا يرد القاضي شهادته .. والله أعلم
اتفقنا في هذه النقطة (ابتسامة)
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 10:40]ـ
وكان شيخنا ابن عثيمين رحمه ربي وجمعنا به في جنتة يمشي حافيا احيانا
رايته مرارا ياتي من بيته لصلاة الفجر حافيا وكذلك ياتي لصلاة المغرب في رمضان حافيا رايته اكثر من مره
ورايته مره في الشتاء ياتي الى الجامع في صلاة الظهر
رحم الله شيخنا اذا ثبتت عنه سنه يطبقها مباشره
وفي اختيار الشيخ لهذه الاوقات والله اعلم التمس منه انها من فقه الشيخ حيث الفجر الغالب يصلى معه طلاب العلم والشارع خالى وكذلك اختياره المغرب في رمضان قلة الناس في هذا ا لوقت وكذلك الظهر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 01:35]ـ
وكان شيخنا ابن عثيمين رحمه ربي وجمعنا به في جنتة يمشي حافيا احيانا
رايته مرارا ياتي من بيته لصلاة الفجر حافيا وكذلك ياتي لصلاة المغرب في رمضان حافيا رايته اكثر من مره
ورايته مره في الشتاء ياتي الى الجامع في صلاة الظهر
رحم الله شيخنا اذا ثبتت عنه سنه يطبقها مباشره
وفي اختيار الشيخ لهذه الاوقات والله اعلم التمس منه انها من فقه الشيخ حيث الفجر الغالب يصلى معه طلاب العلم والشارع خالى وكذلك اختياره المغرب في رمضان قلة الناس في هذا ا لوقت وكذلك الظهر
رحم الله شيخنا ورفع قدره في المهديين
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[23 - Jun-2009, صباحاً 02:14]ـ
" أما العاصي المتعلق بشهوته والذي يجاهر بذلك ويظهر عليه، فإنه لا يؤمن من مثله الكذب. "
كلام لم يقنعني.
يعني تقبل من وقع في البدع - و هي أكبر من الكبائر -، و ترفض من وقع في الذي هو أقل من البدع؟
و تقول لأن المبتدع يؤمن من مثله الكذب، أما الواقع في المعاصي لا يؤمن من مثله الكذب؟
لعلك عكست!؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - Jun-2009, صباحاً 02:40]ـ
لقد وقع في نفسي ماوقع
لك ياابو خالد الكمالي
لكن الرجل حرر مشاركته
وعاد لما رءاه حقا
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 05:16]ـ
" أما العاصي المتعلق بشهوته والذي يجاهر بذلك ويظهر عليه، فإنه لا يؤمن من مثله الكذب. "
كلام لم يقنعني.
يعني تقبل من وقع في البدع - و هي أكبر من الكبائر -، و ترفض من وقع في الذي هو أقل من البدع؟
و تقول لأن المبتدع يؤمن من مثله الكذب، أما الواقع في المعاصي لا يؤمن من مثله الكذب؟
لعلك عكست!؟
أخي الكريم، مسألة قبول رواية - وشهادة - المبتدع الذي لا ينتصر لبدعته متفق عليها بين علماء الحديث، ليست من كيسي، والفرق بين المبتدع الذي لم يعلم عنه الكذب والعناد انتصارا لبدعته والعاصي المجاهر بالمعصية، أن الأول قد يكون مجتهدا متأولا فيحسب أنه على حق، فلا يتنافى تورطه بالبدعة مع كونه صادقا مريدا للحق في ذات الأمر، فلا تنخرم عدالته بمجرد ذلك .. أما العاصي المجاهر بالمعصية مع علمه بأنها معصية، فهذا فاسق لا يراعي الحلال والحرام ولا خشية فيه، فلا يؤمن كذبه في الرواية والشهادة، فتأمل الفرق بارك الله فيك.(/)
هل صاحب مدين هو شعيب النبي المعروف أم لا؟
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 04:10]ـ
قال الشيخ العلامة: (عبد الرحمن السعدي) - رحمه الله تعالى - في تفسير سورة القصص بعدما ذُكرت قصة موسى - عليه السلام - مع صاحب مدين، عدد الآيات (22 – 28)، فارجع لها إن شئت:
((وهذا الرجل أبو المرأتين صاحب مدين ليس بشعيب النبي المعروف كما اشتُهِر عند كثير من الناس، فإن هذا قولُ لم يدل عليه دليل، وغاية ما يكون أن شعيبًا عليه السلام قد كانت بلده مدين، وهذه القضية جرت في مدين، فأين الملازمة بين الأمرين؟! وأيضا فإنه غير معلوم أن موسى أدرك زمان شعيب، فكيف بشخصه؟!
ولو كان ذلك الرجل شعيبا؛ لذكره الله تعالى ولسمَّتْه المرأتان، وأيضا فإن شعيبا عليه الصلاة والسلام قد أهلك الله قومه بتكذيبهم إيّاه، ولم يبقَ إلا من آمن به، وقد أعاذ الله المؤمنين به أن يرضَوْا لبنتي نبيّهم بمنعهما عن الماء وصدّ ماشيتهما حتى يأتيهما رجل غريب فيُحسِن إليهما ويسقي ماشيتهما، وما كان شعيب ليرضى أن يرعى موسى عنده ويكون خادما له وهو أفضل منه وأعلى درجة؛ إلا أن يقال: هذا قبل نبوة موسى؛ فلا منافاة. وعلى كل حال، لا يُعتَمد على أنه شعيب النّبي بغير نقل صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم)) انتهى.
انظر: (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، المجلد الثالث " 5 - 6 "، ص 1278 – 1279).
السلفية النجدية ..
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 06:34]ـ
بارك الله فيك فائدة طيبة وفعلا هذا شائع عند الناس
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 07:00]ـ
بارك الله فيك .. هو كما قال الشيخ رحمه الله وطيب ثراه .. غير أنه استوقفني قوله:
وما كان شعيب ليرضى أن يرعى موسى عنده ويكون خادما له وهو أفضل منه وأعلى درجة
فهذا الكلام يُفهم منه وجود تلازم في عرف أهل تلك البلاد في زمانهم بين العمل كراع أجير عند واحد من الناس، وبين كون الأجير أدنى منزلة من المستأجر، وهذا غير معلوم لنا! ومن المعلوم أن هناك فرقا بين كون الرجل راعيا مستأجرا وبين كونه خادما .. فصحيح أن الخادم يكون في منزلة أدنى من المخدوم غالبا، ولكن أين ما منه يفهم أن الرجل استأجره عليه السلام ليكون عنده خادما؟ النص دل على أنه استأجره ليعمل عنده ولكن لم يدل على أنه جعله خادما له. وفي الحقيقة فلو قلنا أنه يمتنع أن يكون هذا الرجل هو نبي الله شعيب لهذه العلة، فمن باب أولى أن يمتنع كونه رجلا من عامة المؤمنين في زمان موسى لذات العلة، فإن لم يرض نبي باستعمال موسى لكونه أرفع منه منزلة في النبوة، أفيرضى بذلك رجل مؤمن من عامة الناس من دون الأنبياء؟
فالحاصل أن استدلال الشيخ رحمه الله بهذا التلازم ليس بصحيح، والحجة على أصحاب هذا القول عدم الدليل كما ذكر رحمه الله، والله أعلم.
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 10:03]ـ
رحم الله العلامة الشيخ السعدي رحمة واسعة ..
وسؤال لطلبة العلم:
ولو كان ذلك الرجل شعيبا؛ لذكره الله تعالى ولسمَّتْه المرأتان
هل من شارح لهذه العبارة.؟! وكيف السبيل الى هذه الفرضية.؟
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 12:28]ـ
بارك الله فيكم على الفائدة
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 12:44]ـ
جامع الرسائل: ابن تيمية
رسالة في قصة شعيب عليه السلام:
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
أما بعد فقد ذكر الله سبحانه وتعالى قصة شعيب النبي في غير موضع من كتابه وإرساله إلى أهل مدين وقال في موضع آخر كذب أصحاب الأيكة المرسلين سورة الشعراء 176 فأكثر الناس يقولون إنهم أهل مدين ومن الناس من يجعلها قصتين
شيخ مدين لم يكن شعيبا
وذكر في قصة موسى أنه ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما الآية سورة القصص 23 إلى آخر القصة فموسى عليه السلام قضى أكمل الأجلين ولم يذكر عن هذا الشيخ أنه كان شعيبا ولا أنه كان نبيا ولا عند أهل الكتابين أنه كان نبيا ولا نقل عن أحد من الصحابة أن هذا الشيخ الذي صاهر موسى كان شعيبا النبي لا عن ابن عباس ولا غيره بل المنقول عن الصحابة أنه لم يكن هو شعيب
(يُتْبَعُ)
(/)
قال سنيد بن داود شيخ البخاري في تفسيره بإسناده عن ابن عباس قال اسمه يثرى قال حجاج وقال غيره يثرون وعن شعيب الجبائي أنه قال اسم الجاريتين ليا وصغوره وامرأة موسى صغوره ابنة يثرون كاهن مدين والكاهن الحبر وفي رواية عن ابن عباس أن اسمه يثرون أو يثرى
وقال ابن جرير اسم إحدى الجاريتين ليا ويقال شرفا والأخرى صغورة وقال أيضا وأما أبوهما فمختلف في اسمه فقال بعضهم اسمه يثرون وقال ابن مسعود الذي استأجر موسى ابن أخي شعيب يثرون وقال أبو عبيدة هو يثرون ابن أخي شعيب النبي
وقال آخرون اسمه يثرى وهو منقول عن ابن عباس
وقال الحسن يقولون هو شعيب النبي لا ولكنه سيد أهل الماء يومئذ
قال ابن جرير وهذا لا يدرك علمه إلا بخبر عن معصوم ولا خبر في ذلك
وقيل اسمه أثرون
فهذه كتب التفسير التي تروي بالأسانيد المعروفة عن النبي والتابعين لم يذكر فيها عن أحد أنه شعيب النبي ولكن نقلوا بالأسانيد الثابتة عن الحسن البصري أنه قال يقولون إنه شعيب وليس بشعيب ولكنه سيد الماء يومئذ
فالحسن يذكر أنه شعيب عمن لا يعرف ويرد عليهم ذلك ويقول ليس هو شعيب
وإن كان الثعلبي قد ذكر أنه شعيب فلا يلتفت إلى قوله فإنه ينقل الغث والسمين فمن جزم بأنه شعيب النبي فقد قال ما ليس له به علم وما لم ينقل عن النبي ولا عن الصحابة ولا عمن يحتج بقوله من علماء المسلمين وخالف في ذلك ما ثبت عن ابن عباس والحسن البصري مع مخالفته أيضا لأهل الكتابين فإنهم متفقون على أنه ليس هو شعيب النبي فإن ما في التوراة التي عند اليهود والإنجيل الذي عند النصارى أن اسمه يثرون وليس لشعيب النبي عندهم ذكر في التوراة
كان شعيب عربيا وموسى عبرانيا
وقد ذكر غير واحد من العلماء أن شعيبا كان عربيا بل قد روي عن أبي ذر مرفوعا إلى النبي رواه أبو حاتم وغيره أن شعيبا كان عربيا وكذلك هود وصالح وموسى كان عبرانيا فلم يكن يعرف لسانه
وظاهر القرآن يدل على مخاطبة موسى للمرأتين وأبيهما بغير ترجمان
وإنما شبهة من ظن ذلك أنه وجد في القرآن قصة شعيب وإرساله إلى أهل مدين ووجد في القرآن مجيء موسى إلى مدين ومصاهرته لهذا فظن أنه هو
والقرآن يدل أن الله أهلك قوم شعيب بالظلة فحينئذ لم يبق في مدين من قوم شعيب أحد وشعيب لا يقيم بقريه ليس بها أحد وقد ذكروا أن الأنبياء كانوا إذا هلكت أممهم ذهبوا إلى مكة فأقامة بها إلى الموت كما ذكر أن قبر شعيب بمكة وقبر هود بمكة وكذلك غيرهما
وموسى لما جاء إلى مدين كانت معمورة بهذا الشيخ الذي صاهره ولم يكن هؤلاء قوم شعيب المذكورين في القرآن بل ومن قال إنه كان ابن أخي شعيب أو ابن عمه لم ينقل ذلك عن ثبت والنقل الثابت عن ابن عباس لا يعارض بمثل قول هؤلاء
وما يذكرونه في عصا موسى وأن شعيبا أعطاه إياها وقيل أعطاه إياها هذا الشيخ وقيل جبريل وكل ذلك لا يثبت
وعن أبي بكر أظنه الهذلي قال سألت عكرمة عن عصا موسى قال هي عصا خرج بها آدم من الجنة ثم قبضها بعد ذلك جبريل فلقي بها موسى ليلا فدفعها إليه
وقال السدي في تفسيره المعروف أمر أبو المرأتين ابنته أن يأتي موسى بعصا وكانت تلك العصا عصا استودعها ملك في صورة رجل إلى آخر القصة استودعه إياها ملك في سورة رجل وأن حماه خاصمه وحكما بينهما رجلا وأن موسى أطاق حملها دون حميه وذكر عن موسى أنه أحق بالوفاء من حميه
ولو كان هذا هو شعيبا النبي لم ينازع موسى ولم يندم على إعطائه إياها ولم يحاكمه ولم يكن موسى قبل أن ينبأ أحق بالوفاء منه فإن شعيبا كان نبيا وموسى لم يكن نبيا فلم يكن موسى قبل أن ينبأ أكمل من نبي وما ذكره زيد من أنه كان يعرف أن موسى نبي إن كان ثابتا فالأحبار والرهبان كانت عندهم علامات الأنبياء وكانوا يخبرون بأخبارهم قبل أن يبعثوا والله سبحانه أعلم
فصل
وأما شياع كون حمى موسى شعيبا النبي عند كثير من الناس الذين لا خبرة لهم بحقائق العلم ودلائله وطرقه السمعية والعقلية فهذا مما لا يغتر به عاقل فإن غاية مثل ذلك أن يكون منقولا عن بعض المنتسبين إلى العلم وقد خالفه غيره من أهل العلم وقول العالم الذي يخالفه نظيره ليس حجة بل يجب رد ما تنازعا فيه إلى الأدلة
ومثال ذلك ما ذكره بعضهم أو كثير منهم من أن الرسل المذكورين في سورة يس هم من حواريي المسيح عليه السلام وأن حبيب النجار آمن بهم وهذا أمر باطل عند أجلاء علماء المسلمين وعند أهل الكتاب فإن الله قد أخبر عن هذه القرية التي جاءها المرسلون أنه قد أهلك أهلها فقال تعالى إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون الآية 29
وأنطاكية لما جاءها اثنان من الحواريين بعد رفع المسيح آمنوا بهما وهي أول مدينة اتبعت المسيح ولم يهلكهم الله بعد المسيح باتفاق المسلمين وأهل الكتاب فكيف يجوز أن يقال هؤلاء هم رسل المسيح
وأيضا فإن الذين أتوهم كانا اثنين من الحواريين وأهل الكتاب معترفون بذلك ولم يكن حبيب النجار موجودا حينئذ بل هؤلاء رسل أرسلهم الله قبل المسيح وأهلك أهل تلك القرية وقد قيل إنها أنطاكية وآمن حبيب بأولئك الرسل ثم بعد هذا عمرت أنطاكية وجاءتهم رسل المسيح بعد ذلك
والحواريون ليسوا رسل الله عند المسلمين بل هم رسل المسيح كالصحابة الذين كان النبي يرسلهم إلى الملوك ومن زعم أن هؤلاء حواريون فقد جعل للنصارى حجة لا يحسن أن يجيب عنها وقد بسطنا ذلك في الرد على النصارى وبينا أن الحواريين لم يكونوا رسلا فإن النصارى يزعمون أن الحواريين رسل الله مثل إبراهيم وموسى وقد يفضلونهم على إبراهيم وموسى وهذا كفر عند المسلمين وقد بينا ضلال النصارى في ذلك
(آخره والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه)
http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9_%D8%A 7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%A 6%D9%84/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9 _%D9%81%D9%8A_%D9%82%D8%B5%D8% A9_%D8%B4%D8%B9%D9%8A%D8%A8_%D 8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D8%A7% D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 01:40]ـ
رحم الله العلامة الشيخ السعدي رحمة واسعة ..
وسؤال لطلبة العلم:
ولو كان ذلك الرجل شعيبا؛ لذكره الله تعالى ولسمَّتْه المرأتان
هل من شارح لهذه العبارة.؟! وكيف السبيل الى هذه الفرضية.؟
أي لذكره الله -عز وجل باسمه- وكذلك ابنتاه.
ولشيخ الإسلام رسالة نصر فيها ما اختاره الشيخ السعدي -رحمهما الله-.
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 03:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنتم أحسن الله إليكم طالما كنا نظن أن شعيباً هو المقصود في قصة موسى عليه السلام مع المرأتين
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 04:48]ـ
أخي الكريم ابو حازم رعاك الله ..
أفهم العبارة .. ومنذ عشرين سنة "او اكثر" ادري ولله الحمد انه ليس بشعيب النبي عليه الصلاة والسلام .. ولكن العبارة مشكلة.! بهذا الجزم لوكان شعيبا لذكره الله.! ولسمته ابنتاه.! لا اكاد افهم ..
واضيف: ان الله تعالى لم يسم صاحب موسى "الخضر" ولم يسمه موسى كذلك في القرآن ومع ذلك هو خضر .. ؟!
وبانتظار حل الاشكال ..
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 05:08]ـ
أخي الكريم ابو حازم رعاك الله ..
أفهم العبارة .. ومنذ عشرين سنة "او اكثر" ادري ولله الحمد انه ليس بشعيب النبي عليه الصلاة والسلام .. ولكن العبارة مشكلة.! بهذا الجزم لوكان شعيبا لذكره الله.! ولسمته ابنتاه.! لا اكاد افهم ..
واضيف: ان الله تعالى لم يسم صاحب موسى "الخضر" ولم يسمه موسى كذلك في القرآن ومع ذلك هو خضر .. ؟!
وبانتظار حل الاشكال ..
الله سبحانه و تعالى لم يذكر الخضر باسمه بعكس شعيب فهو مذكور في العديد من الآيات لذلك لو كانت هذه الآية تخصه لكان ذكر اسمه كما ذكره في العديد من المواضع
و الله اعلم
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 05:45]ـ
الموضوع وسياق الاية هو موسى في كلا القصتين عليه السلام .. ولا داعي لذكر الامور الاخرى.!
والاشكال باق فمن له.؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 06:30]ـ
ولكن العبارة مشكلة.! بهذا الجزم لوكان شعيبا لذكره الله.! ولسمته ابنتاه.! لا اكاد افهم ..
واضيف: ان الله تعالى لم يسم صاحب موسى "الخضر" ولم يسمه موسى كذلك في القرآن ومع ذلك هو خضر .. ؟!
وبانتظار حل الاشكال ..
كلامك واضح أخي (حفيد صلاح الدين) وإشكالك وصل.
والجواب على النحو الآتي:
أن الله سبحانه وتعالى لمّا أراد أن يظهر لموسى أنه يوجد من هو أعلم منه، أخبره أن هناك رجلا لا يعرفه موسى عليه السلام من قبل، فناسب أن يعبر عنه بصيغة النكرة، لعدم حصول سابق علم لموسى بهذا الرجل، وفي هذا زيادة دهشة من الله لموسى، بمعنى رجل غريب لا يعرفه يعلم وموسى الرجل المعروف النبي يجهل، فكانت هذه مناسبة التنكير وعدم ذكر الخضر في القصة.
أما بالنسبة لقصة شيخ مدين، فلشهرة نبي الله شعيب في المدينة واشتهار أمره وسكنى هذا الشيخ أيضا معه في نفس البلدة أراد الله سبحانه وتعالى أن لا يحصل لبس بينهما ففارق في الوصف، وأن الشيخ شخص آخر غير نبي الله شعيب. فلذلك قالوا: لو كان شعيبا لذكره الله.
وغفر الله لي ولكم أجمعين
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 06:43]ـ
نعم الكلام .. هكذا يكون رفع الاشكال ..
جزاك الله خيرا شيخنا التميمي وزادك بسطة في العلم .. الامر واضح الان .. وكنتَ له حقا.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 07:27]ـ
أخي (حفيد)، الأمر هين إن شاء الله .. فهذا لم يذكره الشيخ من باب الاستدلال وإنما من باب الاستئناس أو الاعتضاد.
فقوله رحمه الله
ولو كان ذلك الرجل شعيبا؛ لذكره الله تعالى ولسمَّتْه المرأتان
يريد أن النبي شعيبا عليه السلام من الأنبياء الذين ذكرهم الله في القرءان مرارا وذكر قصصهم مع أقوامهم، فلو كان هو ذاك الرجل الذي لقيه موسى ووقع معه ما وقع من قصته تلك فلماذا لم يذكره بالاسم ولو لمرة واحدة في سياق القصة، مع عدم ظهور ما يمنع من ذلك؟ فإن قيل أن الخضر نبي كذلك - على الراجح - وقد وقع منه مع موسى ما هو أعظم مما وقع مع ذلك الرجل ومع ذلك لم يُسمه القرءان، فمن باب أولى ألا يسمي شعيبا في هذه القصة، قلنا لعل سبب عدم تسميته أن الخضر لم تكن له قصته المنفردة التي أفرد الله ذكره فيها مع قومه في القرءان، ولم يأت ذكره إلا في سياق درس واحد علمه الله لنبيه موسى، ولم يكن هناك ما يدعو إلى ذكر المزيد من خبره فوق ذلك .. فلا يقاس حاله في القصص في كتاب الله على حال شعيب عليه السلام! فلو قسنا لقلنا أنه قد يدعو لتسمية شعيب هنا - إن كان هو حقا - ما لا يدعو مثله لتسمية الخضر في قصته .. ولكن لا قياس.
وقد يقال أن مدار القصة هنا - كما في قصة الخضر - على موسى عليه السلام، فلا يدعو داع لذكر اسم الخضر في سياق قصته كما لا يدعو إلى ذكر اسم هذا الرجل هنا، وهذا وجيه، ولكن قد يجاب عنه بأن شعيبا ممن عالجوا قومهم وابتلوا بهم ابتلاءا شديدا، وليس مكث موسى عليه السلام معه فيهم عشر سنين مما يتصور أن يمر هكذا دون أن يكون له أثر في قصة كل من النبيين وفي قصة أهل مدين نفسها .. والله أعلم
لهذا فمن باب تتبع أحوال ذكر الأنبياء وقصصهم في القرءان، يرى الشيخ رحمه الله أن مجرد عدم التسمية هنا قد يكون قرينة إضافية للاستئناس تعضد قوله بأنه لم يكن هو ذلك الرجل .. وليست دليلا منفردا أو حجة يُرتكن إليها في ذلك، فالأمر هين إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 07:39]ـ
أما بالنسبة لقصة شيخ مدين، فلشهرة نبي الله شعيب في المدينة واشتهار أمره وسكنى هذا الشيخ أيضا معه في نفس البلدة أراد الله سبحانه وتعالى أن لا يحصل لبس بينهما ففارق في الوصف، وأن الشيخ شخص آخر غير نبي الله شعيب. فلذلك قالوا: لو كان شعيبا لذكره الله.
بارك الله فيك .. كلام طيب، وهو أخصر وأقصد وأقل تكلفا مما كتبته أنا، وما رأيته إلا الآن (ابتسامة)
ويمكن أن يضاف إليه ما يبين أن اشتراك النبي شعيب وهذا الرجل في كونهما من أهل مدين، لا يلزم منه تعاصرهما، (أعني شعيبا والشيخ الذي لقيه موسى) لأن تعاصرهما في زمان تلك القصة يأول بنا إلى الإشكال الذي ذكرتُه في المشاركة الآنفة، والله أعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 07:55]ـ
رفع الله قدرك يا شيخ (أبا الفداء)
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 07:59]ـ
جزاك الله خيرا استاذنا "ابو الفداء" على ماتفضلت به من افادة طيبة .. الحمد لله الامور واضحة .. !
ومن المهم ان الفت نظركم الى اننا عندنا نقول هناك اشكال .. او ملاحظة او التباس فانما هو لقصور فهمنا وقلة بضاعتنا .. ونرفعه اليكم كي نتجاوزه .. وليس قصدنا الاستدراك على العلامة السعدي رحمه الله تعالى رحمة واسعة وامثاله من اعلام الامة .. !
وبارك الله فيكم.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 11:43]ـ
إخواني الكرام:
إضافات مشرقة قد أضفتموها هنا ..
فبارك الله فيكم ..(/)
في هذه القصة فوائد وأحكام وقواعد ثمينة ينبغي التنبه لها
ـ[الحافظة]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 07:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
...
.......
..............
قال الشيخ السعدي رحمه الله في "تفسيره" عند قصة موسى عليه السلام و الخضر:
وفي هذه القصة العجيبة الجليلة، من الفوائد، والأحكام، والقواعد، شيء كثير، ننبه على بعضه بعون الله.
فمنها: فضيلة العلم، والرحلة في طلبه، وأنه أهم الأمور، فإن موسى عليه السلام، رحل مسافة طويلة، ولقي النصب في طلبه، وترك القعود عند بني إسرائيل، لتعليمهم وإرشادهم، واختار السفر لزيادة العلم على ذلك.
ومنها: البداءة بالأهم فالأهم، فإن زيادة العلم وعلم الإنسان، أهم من ترك ذلك، والاشتغال بالتعليم، من دون تزود من العلم، والجمع بين الأمرين أكمل.
ومنها: جواز أخذ الخادم في الحضر والسفر لكفاية المؤن، وطلب الراحة، كما فعل موسى.
ومنها: أن المسافر لطلب علم أو جهاد أو نحوه، إذا اقتضت المصلحة الإخبار بمطلبه، وأين يريده، فإنه أكمل من كتمه، فإن في إظهاره، فوائد من الاستعداد له، واتخاذ عدته، وإتيان الأمر على بصيرة، وإظهار الشوق لهذه العبادة الجليلة، كما قال موسى: " لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا " وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، أصحابه حين غزا تبوك، بوجهه، مع أن عادته التورية، وذلك تبع للمصلحة.
ومنها: إضافة الشر وأسبابه إلى الشيطان، على وجه التسويل والتزيين، وإن كان الكل بقضاء الله وقدره، لقول فتى موسى: " وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره "
ومنها: جواز إخبار الإنسان عما هو من مقتضى طبيعة النفس، من نصب وجوع، أو عطش، إذا لم يكن على وجه التسخط وكان صدقا، لقول موسى: " لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا "
. ومنها: استحباب كون خادم الإنسان، ذكيا فطنا كيسا، ليتم له أمره الذي يريده.
ومنها: استحباب إطعام الإنسان خادمه من مأكله، وأكلهما جميعا، لأن ظاهر قوله: " آتنا غداءنا " إضافة إلى الجميع، أنه أكل هو، وهو جميعا.
ومنها: أن المعونة تنزل على العبد على حسب قيامه بالمأمور به، وأن الموافق لأمر الله، يعان ما لا يعان غيره لقوله: " لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا "
والإشارة إلى السفر المجاوز، لمجمع البحرين. وأما الأول، فلم يشتك منه التعب، مع طوله، لأنه هو السفر على الحقيقة. وأما الأخير، فالظاهر أنه بعض يوم، لأنهم فقدوا الحوت حتى أووا إلى الصخرة. فالظاهر أنهم باتوا عندها، ثم ساروا من الغد، حتى إذا جاء وقت الغداء قال موسى لفتاه: " آتنا غداءنا "، فحينئذ تذكر أنه نسيه، في الموضع الذي إليه منتهى قصده.
ومنها: أن ذلك العبد الذي لقياه، ليس نبيا، بل عبدا صالحا، لأنه وصفه بالعبودية، وذكر منة الله عليه بالرحمة والعلم، ولم يذكر رسالته ولا نبوته، ولو كان نبيا، لذكر ذلك، كما ذكره غيره. وأما قوله في آخر القصة: " وما فعلته عن أمري " فإنه لا يدل على أنه نبي، وإنما يدل على الإلهام والتحديث، كما يكون لغير الأنبياء، كما قال تعالى: " وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه "
" وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا "
. ومنها: أن العلم الذي يعلمه الله لعباده نوعان: علم مكتسب يدركه العبد بجهده واجتهاده، ونوع علم لدني، يهبه الله لمن يمن عليه من عباده لقوله: " وعلمناه من لدنا علما "
. ومنها: التأدب مع المعلم، وخطاب المتعلم إياه ألطف خطاب، لقول موسى عليه السلام: " هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا " فأخرج الكلام بصورة الملاطفة والمشاورة، وأنك هل تأذن لي في ذلك أم لا، وإقراره بأنه يتعلم منه، بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكبر، الذين لا يظهرون للمعلم افتقارهم إلى علمه بل يدعون أنه يتعاونون هم وإياه، بل ربما ظن أحدهم أنه يعلم معلمه، وهو جاهل جدا، فالذل للمعلم، وإظهار الحاجة إلى تعليمه، من أنفع شيء للمتعلم.
ومنها: تواضع الفاضل للتعلم ممن دونه فإن موسى ـ بلا شك ـ أفضل من الخضر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها: تعلم العالم الفاضل، للعلم الذي لم يتمهر فيه، ممن مهر فيه، وإن كان دونه في العلم بدرجات كثيرة. فإن موسى عليه السلام من أولي العزم من المرسلين، الذين منحهم الله، وأعطاهم من العلم، ما لم يعط سواهم، ولكن في هذا العلم الخاص، كان عند الخضر، ما ليس عنده، فلهذا حرص على التعلم منه. فعلى هذا، لا ينبغي للفقيه المحدث، إذا كان قاصرا في علم النحو، أو الصرف، أو نحوهما من العلوم، أن يتعلمه ممن مهر فيه، وإن لم يكن محدثا ولا فقيها.
ومنها: إضافة العلم وغيره من الفضائل، لله تعالى، والإقرار بذلك، وشكر الله عليها لقوله: " تعلمن مما علمت " أي: مما علمك الله تعالى.
ومنها: أن العلم النافع، هو العلم المرشد إلى الخير، فكل علم يكون فيه رشد وهداية لطريق الخير، وتحذير عن طريق الشر، أو وسيلة لذلك، فإنه من العلم النافع، وما سوى ذلك، فإما أن يكون ضارا، أو ليس فيه فائدة لقوله:
" أن تعلمن مما علمت رشدا "
. ومنها: أن من ليس له قوة الصبر على صحبة العالم والعلم، وحسن الثبات على ذلك، أنه ليس بأهل لتلقي العلم، فمن لا صبر له، لا يدرك العلم، ومن استعمل الصبر ولازمه، أدرك به كل أمر سعى فيه، لقول الخضر ـ يعتذر عن موسى بذكر المانع لموسى في الأخذ عنه: إنه لا يصبر معه.
ومنها: أن السبب الكبير لحصول الصبر، إحاطة الإنسان علما وخبرة، بذلك الأمر، الذي أمر بالصبر عليه، وإلا فالذي لا يدريه، أو لا يدري غايته ولا نتيجته، ولا فائدته وثمرته ليس عنده سبب الصبر لقوله: " وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا " فجعل الموجب لعدم صبره، عدم إحاطته خبرا بالأمر.
ومنها: الأمر بالتأني والتثبت، وعدم المبادرة إلى الحكم على الشيء، حتى يعرف ما يراد منه، وما هو المقصود.
ومنها: تعليق الأمور المستقبلة التي من أفعال العباد بالمشيئة، وأن لا يقول الإنسان للشيء: إني فاعل ذلك في المستقبل، إلا أن يقول «إن شاء الله».
ومنها: أن العزم على فعل الشيء، ليس بمنزلة فعله، فإن موسى قال:
" ستجدني إن شاء الله صابرا " فوطن نفسه على الصبر ولم يفعل.
ومنها: أن المعلم إذا رأى المصلحة في إيزاعه للمتعلم، أن يترك الابتداء في السؤال عن بعض الأشياء، حتى يكون المعلم هو الذي يوقفه عليها، فإن المصلحة تتبع، كما إذا كان فهمه قاصرا، أو نهاه عن الدقيق في سؤال الأشياء التي غيرها أهم منها، أو لا يدركها ذهنه، أو يسأل سؤالا، لا يتعلق بموضع البحث.
ومنها: جواز ركوب البحر، في غير الحالة التي يخاف منها.
ومنها: أن الناسي غير مؤاخذ بنسيانه، لا في حق الله، ولا في حقوق العباد لقوله: " لا تؤاخذني بما نسيت "
ومنها: أنه ينبغي للإنسان أن يأخذ من أخلاق الناس ومعاملاتهم، العفو منها، وما سمحت به أنفسهم، ولا ينبغي له أن يكلفهم ما لا يطيقون، أو يشق عليهم، ويرهقهم، فإن هذا، مدعاة إلى النفور منه والسآمة، بل يأخذ المتيسر، ليتيسر له الأمر.
ومنها: أن الأمور تجري أحكامها على ظاهرها، وتعلق بها الأحكام الدنيوية، في الأموال، والدماء وغيرها، فإن موسى عليه السلام، أنكر على الخضر خرقه السفينة، وقتل الغلام، وأن هذه الأمور ظاهرها، أنها من المنكر، وموسى عليه السلام لا يسعه السكوت عنها، في غير هذه الحال، التي صحب عليها الخضر، فاستعجل عليه السلام، وبادر إلى الحكم في حالتها العامة، ولم يلتفت إلى هذا العارض، الذي يوجب عليه الصبر، وعدم المبادرة إلى الإنكار.
ومنها: القاعدة الكبيرة الجليلة وهو أنه «يدفع الشر الكبير بارتكاب الشر الصغير» ويراعي أكبر المصلحتين، بتفويت أدناهما، فإن قتل الغلام شر، ولكن بقاءه حتى يفتن أبويه عن دينهما، أعظم شرا منه. وبقاء الغلام من دون قتل وعصمته، وإن كان يظن أنه خير، فالخير ببقاء دين أبويه، وإيمانهما، خير من ذلك، فلذلك قتله الخضر، وتحت هذه القاعدة من الفروع والفوائد، ما لا يدخل تحت الحصر، فتزاحم المصالح والمفاسد كلها، داخل في هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها: القاعدة الكبيرة أيضا وهي أن «عمل الإنسان في مال غيره، إذا كان على وجه المصلحة وإزالة المفسدة، أنه يجوز، ولو بلا إذن حتى ولو ترتب على عمله، إتلاف بعض مال الغير، كما خرق الخضر السفينة لتعيب، فتسلم من غصب الملك الظالم. فعلى هذا لو وقع حرق، أو غرق، أو نحوهما، في دار إنسان أو ماله، وكان إتلاف بعض المال، أو هدم بعض الدار، فيه سلامة للباقي، جاز للإنسان بل شرع له ذلك، حفظا لمال الغير، وكذلك لو أراد ظالم أخذ مال الغير، ودفع إليه إنسان بعض المال، افتداء للباقي، جاز ولو من غير إذن.
ومنها: أن العمل يجوز في البحر، كما يجوز في البر لقوله: " يعملون في البحر " ولم ينكر عليهم عملهم.
ومنها: أن المسكين قد يكون له مال لا يبلغ كفايته، ولا يخرج بذلك عن اسم المسكنة، لأن الله أخبر أن هؤلاء المساكين، لهم سفينة.
ومنها: أن القتل من أكبر الذنوب لقوله في قتل الغلام:" لقد جئت شيئا نكرا "
ومنها: أن القتل قصاصا غير منكر لقوله: " بغير نفس "
ومنها: أن العبد الصالح يحفظه الله، في نفسه، وفي ذريته.
ومنها: أن خدمة الصالحين، أو من يتعلق بهم، أفضل من غيرها، لأنه علل استخراج كنزهما، وإقامة جدارهما، بأن أباهما صالح.
ومنها: استعمال الأدب مع الله تعالى في الألفاظ، فإن الخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه بقوله: " فأردت أن أعيبها " وأما الخير، فأضافه إلى الله تعالى لقوله: " فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك "، كما قال إبراهيم عليه السلام: " وإذا مرضت فهو يشفين "، وقالت الجن: " وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا " مع أن الكل بقضاء الله وقدره.
ومنها: أنه ينبغي للصاحب أن لا يفارق صاحبه، في حالة من الأحوال، ويترك صحبته، حتى يعتبه، ويعذر منه، كما فعل الخضر مع موسى.
ومنها: أن موافقة الصاحب لصاحبه، في غير الأمور المحذورة، مدعاة، وسبب لبقاء الصحبة، وتأكدها، كما أن عدم الموافقة، سبب لقطع المرافقة.
انتهى كلامه رحمه الله ...
(ملاحظة)
اختلف العلماء في نبوة الخضر ...
والشيخ السعدي رحمه الله هنا رجح أن الخضر ليس بنبي ...
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 01:38]ـ
ما شاء الله تبارك الله
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم , رحم الله الشيخ السِّعدي رحمة واسعة , وغفر له ذنوبه , وأسكنه فسيح جنانه.
ـ[الحافظة]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 03:28]ـ
.. بارك الله فيكم وزادكم من فضله ..(/)
قاعدة عموم البلوى و دس أوراق المصحف التي بها أخطاء مطبعية بالأقدام؟!
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 11:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الاخوة ما حكم الشرع في هذا الكلام ان صحت نسبته الى قاءله:
{ومن جانب آخر يوضح د. هلال أن مثل هذه الرنات تدخل في نطاق ما عمت به البلوى في الفقه الإسلامي، وهي تأخذ الجواز مثل أعمال الذين يعملون في مطابع المصحف الشريف .. حيث من الممكن أن يطأ الواحد منهم بقدمه على بعض الأوراق التي بها أخطاء في الطباعة، أو التي تكون طباعتها غير جيدة ويتعامل معها عمال المهملات، وليس في هذا إهانة لأنها جاءت عرضا، وللضرورة، وقد قال عز وجل: {ما جعل الله عليكم في الدين من حرج}.} اه
المصدر: http://uaesm.maktoob.com/vb/uae102436/
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 12:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسأل احدا في المطابع لمعرفة قدر الحرج في التعامل مع هذه الأوراق فليس السامع كالمشاهد(/)
بارك الله فيكم من يوضح لي قول ابن تيمية بخصوص (حياة الخضر)
ـ[الحافظة]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 08:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رحمه الله في مجموع الفتاوى:
هل كان الخضر عليه السلام نبيًا أو وليًا؟ وهل هو حي إلى الآن؟ وإن كان حيًا فما تقولون فيما روى عن النبي أنه قال: «لو كان حيًا لزارني» هل هذا الحديث صحيح أم لا؟
فأجَاب:
أما نبوته: فمن بعد مبعث رسول الله لم يوح إليه ولا إلى غيره من الناس، وأما قبل مبعث النبي فقد اختلف في نبوته، ومن قال: إنه نبي، لم يقل: إنه سلب النبوة، بل يقول: هو كإلياس نبي، لكنه لم يوح إليه في هذه الأوقات، وترك الوحي إليه في مدة معينة ليس نفيًا لحقيقة النبوة، كما لو فتر الوحي عن النبي في أثناء مدة رسالته.
وأكثر العلماء على أنه لم يكن نبيًا، مع أن نبوة من قبلنا يقرب كثير منها من الكرامة والكمال في الأمة، وإن كان كل واحد من النبيين أفضل من كل واحد من الصديقين كما رتبه القرآن، وكما روى عن النبي أنه قال: «ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر الصديق»، وروى عنه أنه قال: «إن كان الرجل ليسمع الصوت فيكون نبيًا».
وفي هذه الأمة من يسمعه ويرى الضوء وليس بنبي؛ لأن ما يراه ويسمعه يجب أن يعرضه على ما جاء به محمد، فإن وافقه فهو حق، وإن خالفه تيقن أن الذي جاء من عند الله يقين لا يخالطه ريب، ولا يحوجه أن يشهد عليه بموافقة غيره.
وأما حياته: فهو حي. والحديث المذكور لا أصل له، ولا يعرف له إسناد، بل المروي في مسند الشافعي وغيره: أنه اجتمع بالنبي، ومن قال: إنه لم يجتمع بالنبي فقد قال ما لا علم له به، فإنه من العلم الذي لا يحاط به.
ومن احتج على وفاته بقول النبي: «أرأيتكم ليلتكم هذه، فإنه على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد» فلا حجة فيه، فإنه يمكن أن يكون الخضر إذ ذاك على وجه الأرض.
ولأن الدجال وكذلك الجساسة الصحيح أنه كان حيا موجودا على عهد النبي، وهو باق إلى اليوم لم يخرج، وكان في جزيرة من جزائر البحر.
فما كان من الجواب عنه كان هو الجواب عن الخضر، وهو أن يكون لفظ الأرض لم يدخل في هذا الخبر، أو يكون أراد الآدميين المعروفين، وأما من خرج عن العادة فلم يدخل في العموم، كما لم تدخل الجن، وإن كان لفظًا ينتظم الجن والإنس. وتخصيص مثل هذا من مثل هذا العموم كثير معتاد. والله أعلم.
انتهى كلامه رحمه الله ...
أردت توضيحا لهذه الفقرة بارك الله فيكم ووفقكم لمرضاته
وأما حياته: فهو حي. والحديث المذكور لا أصل له، ولا يعرف له إسناد، بل المروي في مسند الشافعي وغيره: أنه اجتمع بالنبي، ومن قال: إنه لم يجتمع بالنبي فقد قال ما لا علم له به، فإنه من العلم الذي لا يحاط به.
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 09:05]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته: راجع كلام الشيخ ابي اسحاق على الرابط التالي:
http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=103626
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 09:12]ـ
منقول عن احد الاخوة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذا بحث مختصر إقتبسته من كتاب المنار المنيف للإمام ابن القيم حيث أحكم الخبر في مسألة الخضر وحياته لعل الله أن ينفع به المسلمين وأسأل الله القبول.
يقول ابن القيم: " الأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته كلها كذب ولا يصح في حياته حديث واحد
كحديث إن رسول الله كان في المسجد فسمع كلاما من ورائه فذهبوا ينظرون فإذا هو الخضر
وحديث يلتقي الخضر وإلياس كل عام
وحديث يجتمع بعرفة جبريل وميكائيل والخضر الحديث المفترى الطويل
سئل إبراهيم الحربي عن تعمير الخضر وأنه باق فقال من أحال على غائب لم ينتصف منه وما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان
وسئل البخاري عن الخضر وإلياس هل هما أحياء فقال كيف يكون هذا وقد قال النبي لا يبقى على رأس مئة سنة ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد
وسئل عن ذلك كثير غيرهما من الأئمة فقالوا (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون)
(يُتْبَعُ)
(/)
وسئل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال لو كان الخضر حيا لوجب عليه أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويجاهد بين يديه ويتعلم منه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض وكانوا ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلا معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم فأين كان الخضر حينئذ
قال أبو الفرج بن الجوزي والدليل على أن الخضر ليس بباق في الدنيا أربعة أشياء القرآن والسنة وإجماع المحققين من العلماء والمعقول
أما القرآن فقوله تعالى (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد) فلو دام الخضر كان خالدا
وأما السنة فذكر حديث أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مئة سنة منها لا يبقى على ظهر الأرض ممن هو اليوم عليها أحد متفق عليه
وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بقليل ما من نفس منفوسة يأتي عليها مئة سنة وهي يومئذ حية
وأما إجماع المحققين من العلماء فقد ذكر عن البخاري وعلي بن موسى الرضا أن الخضر مات وأن البخاري سئل عن حياته فقال وكيف يكون ذلك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مئة سنة منها لا يبقى ممن على ظهر الأرض أحد
قال وممن قال إن الخضر مات إبراهيم بن إسحاق الحربي وأبو الحسين بن المنادي وهما إمامان وكان ابن المنادي يقبح قول من يقول إنه حي
وحكى القاضي أبو يعلى موته عن بعض أصحاب أحمد وذكر عن بعض أهل العلم أنه احتج بأنه لو كان حيا لوجب عليه أن يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقال حدثنا أحمد حدثنا شريح بن النعمان حدثنا هشيم أخبرنا مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني فكيف يكون حيا ولا يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة والجماعة
ويجاهد معه
ألا ترى أن عيسى عليه السلام إذا نزل إلى الأرض يصلي خلف إمام هذه الأمة ولا يتقدم لئلا يكون ذلك خدشا في نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم
قال أبو الفرج وما أبعد فهم من يثبت وجود الخضر وينسى ما في طي إثباته من الإعراض عن هذه الشريعة
أما الدليل من المعقول فمن عشرة أوجه
أحدها أن الذي أثبت حياته يقول إنه ولد آدم لصلبه وهذا فاسد لوجهين
أحدهما أن يكون عمره الآن ستة آلاف سنة فيما ذكر في كتاب يوحنا المؤرخ ومثل هذا بعيد في العادات أن يقع في حق البشر
والثاني أنه لو كان ولده لصلبه أو الرابع من ولد ولده كما زعموا
و أنه كان وزير ذي القرنين فإن تلك الخلقة ليست على خلقتنا بل مفرط في الطول والعرض
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال خلق الله آدم طوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص بعد وما ذكر أحد ممن رأى الخضر أنه رآه على خلقة عظيمة وهو من أقدم الناس
الوجه الثالث أنه لو كان الخضر قبل نوح لركب معه في السفينة ولم ينقل هذا أحد
الوجه الرابع أنه قد اتفق العلماء أن نوحا لما نزل من السفينة مات من كان معه ثم مات نسلهم ولم يبق غير نسل نوح والدليل على هذا قوله تعالى (وجعلنا ذريته هم الباقين) وهذا يبطل قول من قال إنه كان قبل نوح
والوجه الخامس أن هذا لو كان صحيحا أن بشرا من بني آدم يعيش من حين يولد إلى آخر الدهر ومولده قبل نوح لكان هذا من أعظم الآيات والعجائب وكان خبره في القرآن مذكورا في غير موضع لأنه من أعظم آيات الربوبية وقد ذكر الله سبحانه وتعالى من أحياه ألف سنة إلا خمسين عاما وجعله آية فكيف بمن أحياه إلى آخر الدهر ولهذا قال بعض أهل
العلم ما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان
والوجه السادس أن القول بحياة الخضر قول على الله بلا علم وذلك حرام بنص القرآن
أما المقدمة الثانية فظاهره وأما الأولى فإن حياته لو كانت ثابتة لدل عليها القرآن أو السنة أو إجماع الأمة فهذا كتاب الله تعالى فأين فيه حياة الخضر وهذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين فيها ما يدل على ذلك بوجه وهؤلاء علماء الأمة هل أجمعوا على حياته
الوجه السابع أن غاية ما يتمسك به من ذهب إلى حياته حكايات منقولة يخبر الرجل بها أنه رأى الخضر فيا لله العجب هل للخضر علامة يعرفه بها من رآه وكثير من هؤلاء يغتر بقوله أنا الخضر ومعلوم أنه لا يجوز تصديق قائل ذلك بلا برهان من الله فأين للرائي أن المخبر له صادق لا يكذب
الوجه الثامن أن الخضر فارق موسى بن عمران كليم الرحمن ولم يصاحبه وقال له (هذا فراق بيني وبينك) فكيف يرضى لنفسه بمفارقته لمثل موسى ثم يجتمع بجهلة العباد الخارجين عن الشريعة الذين لا يحضرون جمعة ولا جماعة ولا مجلس علم ولا يعرفون من الشريعة شيئا وكل منهم يقول قال الخضر وجاءني الخضر وأوصاني الخضر
فيا عجبا له يفارق كليم الله تعالى ويدور على صحبة الجهال ومن لا يعرف
كيف يتوضأ ولا كيف يصلي
الوجه التاسع أن الأمة مجمعة على أن الذي يقول أنا الخضر لو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا لم يلتفت إلى قوله ولم يحتج به في الدين إلا أن يقال إنه لم يأت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بايعه أو يقول هذا الجاهل إنه لم يرسل إليه وفي هذا من الكفر ما فيه
الوجه العاشر أنه لو كان حيا لكان جهاده الكفار ورباطه في سبيل الله ومقامه في الصف ساعة وحضوره الجمعة والجماعة وتعليمه العلم أفضل له بكثير من سياحته بين الوحوش في القفار والفلوات وهل هذا إلا من أعظم الطعن عليه والعيب له. انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 09:14]ـ
الشيخ يرى أن الخضر عليه السلام مازال حيا أما الحديث الذي استدل به البعض عن وفاته فلم يصح حسبما ذكر الشيخ و الله اعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 09:25]ـ
أحبتي الكرام
قد تكلم الشيخ (صلاح الدين مقبول أحمد) في مقدمته لكتاب [الزهر النضر في حال الخضر] ص72 عن هذه الفتوى وتكلم عنها بما لايتكلم به بعده.
فارجعوا إليها لزاما لزاما
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 09:27]ـ
هل من رابط للكتاب يا شيخنا التميمي.؟!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 09:39]ـ
والله يا أخي العزيز لا أعلم أنها على الشبكة أم لا.
فإن لم تجد شيئا فأسأل الله أن ينشطني لأقوم بكتابة ما قاله الشيخ، أو ينشط أحد الإخوة الكرام غيري ممن لديه الكتاب.
طبعة غراس/ الطبعة الثانية
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 09:44]ـ
جيد شيخنا لا تتعب نفسك ربما نحاول الحصول عليه في المكتبات قريبا باذن الله .. وجزاكم الله خيرا وبارك في وقتكم
ـ[الحافظة]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 12:32]ـ
بارك الله فيكم وزادكم من فضله على هذا التوضيح وجعله الله في ميزان حسناتكم
ـ[الحافظة]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 12:35]ـ
أحبتي الكرام
قد تكلم الشيخ (صلاح الدين مقبول أحمد) في مقدمته لكتاب [الزهر النضر في حال الخضر] ص72 عن هذه الفتوى وتكلم عنها بما لايتكلم به بعده.
فارجعوا إليها لزاما لزاما
بارك الله فيكم وزادكم من فضله .. شيخنا الفاضل
وأسأل الله أن يقيض لنا من يكتب كلام الشيخ وتوضيحه لهذه الفتوى هنا ..
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 02:53]ـ
ورد في مجموع الفتاوي المجلد الرابع هذين السؤالين:
وَسُئلَ ـ رَحمَهُ اللَّهُ ـ عن الخضر والياس، هل هما معمران؟ بينوا لنا ـ رحمكم اللّه تعالى.
فاجاب:
انهما ليسا في الاحياء، ولا معمران، وقد سال ابراهيم الحربي احمد بن حنبل عن تعمير الخضر والياس، وانهما باقيان يريان ويروى عنهما، فقال الامام احمد: من احال على غائب لم ينصف منه، وما القى هذا الا شيطان.
وسئل البخاري عن الخضر والياس: هل هما في الاحياء؟ فقال: كيف يكون هذا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يبقى على راس مائة سنة ممن هو على وجه الارض احد؟).
وقال ابو الفرج ابن الجوزي: قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ} ( http://java******:openquran(20,34,34) ) [ الانبياء: 34] وليس هما في الاحياء. واللّه اعلم.
/ http://www.al-eman.com/islamlib/images/up.gif (http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=252&CID=76&SW= الخضر# TOP) سُئلَ الشَّيْخُ ـ رَحمَهُ اللَّهُ:
هل كان الخضر ـ عليه السلام ـ نبيًا او وليًا؟ وهل هو حي الى الان؟ وان كان حيًا فما تقولون فيما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (لو كان حيًا لزارني) هل هذا الحديث صحيح ام لا؟
فاجَاب:
اما نبوته: فمن بعد مبعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لم يوح اليه ولا الى غيره من الناس، واما قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم فقد اختلف في نبوته، ومن قال: انه نبي، لم يقل: انه سلب النبوة، بل يقول: هو كالياس نبي، لكنه لم يوح اليه في هذه الاوقات، وترك الوحي اليه في مدة معينة ليس نفيًا لحقيقة النبوة، كما لو فتر الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم في اثناء مدة رسالته.
واكثر العلماء على انه لم يكن نبيًا، مع ان نبوة من قبلنا يقرب كثير منها من الكرامة والكمال في الامة، وان كان كل واحد من النبيين افضل من كل /واحد من الصديقين كما رتبه القران، وكما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (ما طلعت الشمس ولا غربت على احد بعد النبيين والمرسلين افضل من ابي بكر الصديق)، وروى عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: (ان كان الرجل ليسمع الصوت فيكون نبيًا).
وفي هذه الامة من يسمعه ويرى الضوء وليس بنبي؛ لان ما يراه ويسمعه يجب ان يعرضه على ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فان وافقه فهو حق، وان خالفه تيقن ان الذي جاء من عند اللّه يقين لا يخالطه ريب، ولا يحوجه ان يشهد عليه بموافقة غيره.
واما حياته: فهو حي. والحديث المذكور لا اصل له، ولا يعرف له اسناد، بل المروي في مسند الشافعي وغيره: انه اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومن قال: انه لم يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد قال ما لا علم له به، فانه من العلم الذي لا يحاط به.
ومن احتج على وفاته بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ارايتكم ليلتكم هذه، فانه على راس مائة سنة لا يبقى على وجه الارض ممن هو عليها اليوم احد) فلا حجة فيه، فانه يمكن ان يكون الخضر اذ ذاك على وجه الارض.
ولان الدجال ـ وكذلك الجساسة ـ الصحيح انه كان حيا موجودا /على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو باق الى اليوم لم يخرج، وكان في جزيرة من جزائر البحر. فما كان من الجواب عنه كان هو الجواب عن الخضر، وهو ان يكون لفظ الارض لم يدخل في هذا الخبر، او يكون اراد صلى الله عليه وسلم الادميين المعروفين، واما من خرج عن العادة فلم يدخل في العموم، كما لم تدخل الجن، وان كان لفظًا ينتظم الجن والانس. وتخصيص مثل هذا من مثل هذا العموم كثير معتاد. واللّه اعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 05:10]ـ
قال الشيخ بكر أبو زيد_رحمه الله_:
وهذه الفتوى لم نرى من نقلها عن شيخ الاسلام ابن تيمية _رحمه الله تعالى_ قبل الشيخ ابن قاسم _رحمه الله تعالى_ , وقد علق عليها بقوله (4/ 338): (هكذا وجدت الرسالة) ا. هـ ,
ومعلوم أن الشيخ ابن قاسم -رحمه الله تعالى_ لايعلق على الفتاوى بمثل ذلك, فلولا أنه في شك من هذه الفتوى لما علق عليها لآنها تخالف سائر أقواله وفتاويه في الخضر, وما ينقله عنه الكافة, وبخاصة أخص تلاميذه ابن القيم_رحمه الله تعالى_ .. ) [الردود ص357]
قال الشيخ ناصر الفهد _فك الله أسره_: [صيانة مجموع الفتاوى من السقط والتصحيف]
والذي يظهر أنها ليست له, فهي تخالف ما قرره الشيخ رحمه الله في مواضع من أن الخضر قد مات:
1_ منها: ماذكره قبل هذه الفتوى بصفحة حين سئل عن حياة الخضر وإلياس, فقال: (إنهما ليسا من الأحياء ولامعمران).
2_ ومنها قوله في الفتاوى:1/ 249: (فإن خضر موسى مات كما بين هذا في غير هذا الموضع).
3_ ومنها قوله في (المنهاج):4/ 93: (والذي عليه سائر العلماء المحققون أنه مات).
4_ ومنها قوله في الفتاوى:27/ 100_101 (والصواب الذي عليه المحققون أنه ميت, وأنه لم يدرك الاسلام, ولو كان موجودا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لوجب عليه أن يؤمن به, ويجاهد معه, كما أوجب الله ذلك عليه وعلى غيره, ولكان يكون في مكة والمدينة, ولكان يكون حضوره مع الصحابة للجهاد معهم وإعانتهم على الدين أولى به من حضوره عند قوم كفار ليرقع لهم سفينتهم, ولم يكن مختفيا عن خير أمة أخرجت للناس .... إلى أن قال: وإذا كان الخضر حيا دائما فكيف لم يذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك قط, ولا أخبر به أمته, و لاخلفاؤه الراشدون؟!).
5_ ومنها ما ذكره ابن عبد الهادي _رحمه الله_ في (العقود الدرية) أثناء الكلام على مؤلفات الشيخ ص70: (وجواب في الخضر: هل مات أو هو حي, واختار أنه مات). [صيانة مجموع الفتاوى ص35_37].
والله أعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 06:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل كل شيء جزا الله كل من كتب حرفا هنا خير الجزاء ورفع قدره وأعلى ذكره آمين.
وبالنسبة لما قد وعدت به قبلا فهذا هو بعد أن يسره الله تعالى:
كل من له إلمام بكتابات ابن تيمية رحمه الله التي تردّ على استمرار حياة الخضر، يفاجأ بالجزء الأخير من هذه الفتوى، الذي يثبت حياته، ولا يوجد له مثنى في جميع آرائه وكتاباته.
فهذه الفتوى لا تخلو من إحدى ثلاث أحوال:
1) إما أن يقال بأن قول ابن تيمية بحياة الخضر، قوله الأخير الراجح.
وهذا مدفوع بأن استدلاله على إنكار حياته أقوى وأدل منه على بقائه. وكذلك آراؤه في إنكار حياته كثيرة، وفي أكثر من موضع، وقوله في بقائه لا يوجد إلا في موضع واحد.
وهذا خلاف منهج ابن تيمية المعروف، وذلك لأنه لما يرى شيئا يذكره في مواضع متعددة وبأدنى المناسبات.
2) وإما أن يقال بأن القول بحياته قوله المتقدم، والقول المتأخر الراجح هو إنكار حياته، ولذلك يوجد الرأي الأخير في أكثر من موضع.
وهذا أقرب إلى الصحة والتحقيق، نظرا إلى صلابة ابن تيمية في الأمور العقائدية، وتمسكه بالكتاب والسنة الصحيحة.
وأيضا بدليل أن ابن القيم نقل عنه إنكار حياته، فلو كان مرجوحا، أو رأيا متقدما لما نقل عنه. وقد مضى أنه ذكر في كتاب (أسماء مؤلفات ابن تيمية) كتابين له في الخضر.
3) وإما أن يقال بأنه لم تثبت صحة نسبة القول بحياة الخضر إلى ابن تيمية بتاتا، فيعتبر مدسوسا عليه.
مهما يكن من الأمر، توجد عدة أسباب تقوي أحد الرأيين الأخيرين، ومن أهمها:
· تعليق الشيخ/ عبد الرحمن بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي (جامع فتاوى شيخ الإسلام) على هذه الفتوى بقوله: "هكذا وجدت هذه الرسالة".
ومن عادة جامع الفتاوى بأنه لا يعلق مثل هذه التعليقات، ولكنه في نظري اضطر إلى هذا التعليق في هذا المكان، لما رأى فيه من رأي شاذ حول حياة الخضر، يخالف جميع آراء شيخ الإسلام، فنبه عليه.
وهذا التعليق من مرتب الفتاوى الذي له إطلاع واسع ودقيق على جميع كتابات ابن تيمية الموجودة، مثير للشك، ولا ريب أنه تعليق دقيق ووجيه في محله، ولا بد منه.
انتهى باختصار من كلام الشيخ/ صلاح الدين مقبول أحمد.
ـ[الحافظة]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 08:39]ـ
بارك الله فيكم وزادكم من فضله على هذه الإضافات القيمة وجعلها الله في ميزان حسناتكم ....
جزاك الله خيرا شيخنا التميمي على إراد كلام الشيخ صلاح الدين مقبول بخصوص الفتوى والذي انتظرناه ... وهو كلام قيم جدا ومهم يلزم معرفته .. فبارك الله فيك شيخنا ورفع الله قدرك ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 11:29]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6017&highlight=%C7%E1%CE%D6%D1+%CA% ED%E3%ED%C9
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 04:26]ـ
انسخوا:
عنوان الكتاب: الزهر النضر في حال الخضر
المؤلف: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
المحقق: صلاح الدين مقبول أحمد
حالة الفهرسة: غير مفهرس
الناشر: مكتبة أهل الأثر - الكويت
سنة النشر: 1425 - 2004
عدد المجلدات: 1
رقم الطبعة: 2
عدد الصفحات: 262
الحجم (بالميجا): 4
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2456 (http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2456)
ـ[الحافظة]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 04:45]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6017&highlight=%c7%e1%ce%d6%d1+%ca% ed%e3%ed%c9
بارك الله فيكم وزادكم من فضله على ماأضفتم وجعله الله في ميزان حسناتكم
ـ[الحافظة]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 04:51]ـ
انسخوا:
عنوان الكتاب: الزهر النضر في حال الخضر
المؤلف: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
المحقق: صلاح الدين مقبول أحمد
حالة الفهرسة: غير مفهرس
الناشر: مكتبة أهل الأثر - الكويت
سنة النشر: 1425 - 2004
عدد المجلدات: 1
رقم الطبعة: 2
عدد الصفحات: 262
الحجم (بالميجا): 4
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2456 (http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2456)
الحمد لله أن وفقكم لإيجاد رابط لتحميل الكتاب لإعانة طلبة العلم والراغبين في الإلمام بالموضوع ..
.. وبارك الله فيكم وزادكم من فضله ووفقكم لمرضاته ..(/)
حرمان العلم بمجادلة السائل
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 09:19]ـ
روى بن عبد البر رحمه الله في كتابه جامع بيان العلم عن مؤمل بن إهاب، نا عبد الرزاق، عن معمر عن الزهري: " كان أبو سلمة يماري ابن عباس فحرم بذلك علما كثيرا"
و قال: قال أحمد بن زهير: ونا يحيى بن يوسف الزمي، ثنا أبو المليح، عن ميمون بن مهران قال: " لا تمار من هو أعلم منك، فإذا فعلت ذلك خزن عنك علمه ولم يضره ما قلت شيئا "
و قال حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، نا أبو المليح، عن ميمون قال: " لا تمار من هو أعلم منك؛ فإنك إن ماريته خزن عنك علمه ولم يبال ما صنعت "
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 11:31]ـ
جميل ..
جزيتَ خيرا ..
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 12:11]ـ
جميل ..
جزيتَ خيرا ..
نعم اختي انصحك بقراءة كتاب جامع بيان العلم فهو جيد جدا رغم ما فيه من الاحاديث الضعيفة
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 04:04]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل التقرتي ....
فعندما قرأت عنوان الموضوع قلت: صدق الكاتب , ولما رغبتَ في قراءة كتاب الإمام ابن عبد البر قلت: أصبت.
فجزاك الله خيرا ...
ـ[التقرتي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 04:26]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل التقرتي ....
فعندما قرأت عنوان الموضوع قلت: صدق الكاتب , ولما رغبتَ في قراءة كتاب الإمام ابن عبد البر قلت: أصبت.
فجزاك الله خيرا ...
بارك الله فيك اخي و رحم الله علماءنا و الفضل لله وحده عز و جل
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 04:33]ـ
جزاك الله خيراً .. وعندي سؤال
إن لم يفهم طالب العلم كلام الشيخ أو استشكلت عليه بعض المسائل المتعلقة، ماذا يفعل؟
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 04:39]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[التقرتي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 04:43]ـ
جزاك الله خيراً .. وعندي سؤال
إن لم يفهم طالب العلم كلام الشيخ أو استشكلت عليه بعض المسائل المتعلقة، ماذا يفعل؟
هذا يستفسر انما الذي لا يجب فعله المجادلة اي مغالطة الشيخ و محاولة تتبع عثراته.
كمن يصحح للشيخ خطأ بسيطا في كلامه لا ينبني عليه علما كأن يلحن الشيخ مثلا في كلمة فينصب الفاعل و لا يغير الخطأ شيئا فالتصحيح للشيخ هنا من قلة الادب الا اذا كان قرآنا و لهذه الحالة احكام ايضا.
او أن يقول للشيخ فلان يقول بغير قولك و قوله اصح او ما شابه كل هذا من المجادلة.
سمعت يوما درسا لاحمد حطيبة ارسل له شاب رسالة طويلة في درس لكي يقول له فيها انك تستدل باحاديث ضعيفة و اخد يسرد كذا و كذا!! هذا لا يقال في درس فكان جزاء الشاب ان اشبعه الشيخ كلاما في التعالم.
و المناقش للشيخ يناقش بلطف فلا يكثر عليه و ان رأى انزعاج الشيخ يكف عن مساءلته.
اما الاستفسار عن ما هو غامض او ما شابه فهذا ليس من باب المجادلة.
و لمن اراد الزيادة عليه بكتاب بن عبد البر المذكور و كتاب حلية طالب العلم للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد و شرح فصل اداب طالب الحديث من الفية العراقي للشيخ الخضير حفظه الله و الله اعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 06:08]ـ
للفائدة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 12:39]ـ
ولذلك قال بن عباس أُوتيت العلم بلسان سؤول
وقال الشيخ المقدم ان علامة الطالب الذى يستفيد من الدرس أن يخرج من الدرس بأسئلة كثيرة أكثر من الاجابات التى حصل عليها
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 02:42]ـ
روى بن عبد البر رحمه الله في كتابه جامع بيان العلم عن مؤمل بن إهاب، نا عبد الرزاق، عن معمر عن الزهري: " كان أبو سلمة يماري ابن عباس فحرم بذلك علما كثيرا"
و قال: قال أحمد بن زهير: ونا يحيى بن يوسف الزمي، ثنا أبو المليح، عن ميمون بن مهران قال: " لا تمار من هو أعلم منك، فإذا فعلت ذلك خزن عنك علمه ولم يضره ما قلت شيئا "
و قال حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، نا أبو المليح، عن ميمون قال: " لا تمار من هو أعلم منك؛ فإنك إن ماريته خزن عنك علمه ولم يبال ما صنعت "
...................
جزاك الله خيرا وبارك فيك ...
ورحم الله علماءنا ورزقنا نحن العلم النافع والعمل الصالح ...
ممكن تساعدني هنا؟
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=30913
وجزاك الله خيرا
ـ[عاصم طلال]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 11:00]ـ
مشكور شيخنا التقرتي على الموضوع الجميل .....
وجزاك الله خيراً ... في ميزان حسناتك ..
ـ[الرجل المحترم]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 04:09]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
مبتدعة الأسلام أشد من الملحدين
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 03:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد قال ابن الجوزي قال ابو الوفاء علي بن عقيل الفقيه قال شيخنا ابو الفضل الهمذاني مبتدعة الاسلام والوضاعون للاحاديث اشد من الملحدين قصدوا افساد الدين من الخارج وهؤلاء قصدوا افساده من الداخل فهم كأهل بلد سعوا في افساد احواله والملحدون كالمحاصرين من الخارج فالدخلاء يفتحون الحصن فهم شر على الاسلام من غير الملابسين له(/)
حكم نشر أخبار الفساد كما حدث في قضية اللاعب الشهير الذي قبض عليه قريباً؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 11:49]ـ
سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله
ما حكم نشر أخبار الفساد كما حدث في قضية اللاعب الشهير الذي قبض عليه قريباً؟ وهل نشرها يعتبر خطأ وتتبع لعورات المسلمين، أم هو صواب وتبيان لزيف بعض المشاهير؟ أفتنا أثابكم الله.
الحمد لله، المجاهر بالفواحش والجرائم وهو الذي يتحدث بها عن نفسه في المجالس والصحف أو في مؤلفات يكتبها ليس من أهل العافية كما قال صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاًثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يافلان عملت البارحة كذا وكذا. وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عليه" [متفق عليه، البخاري (5721)، ومسلم (2990)]
ومثل هذا يجب الإنكار عليه والإغلاظ ولو مع ذكر اسمه، ومن الإنكار عليه فضحه بذكر ما ثبت من أقواله مسموعة أو مقروءة، وما ثبت من أفعاله.
أما المستتر المستسر بذنبه فيجب على من اطلع عليه الإنكار عليه بالطرق التي تردعه، وتقطع دابر الفساد عن الأمة، وهذا يختلف بحسب عظم الجرم وعظم المفاسد المترتبة عليه، ومثل هذا لا يجوز التشهير به بذكر اسمه أو بذكر ما يعينه، فالتشهير به وفضحه زائد على العقوبة التي يمكن أن يقررها الحاكم من حد أو تعزير، وما دام أنه لم يجاهر بجرمه فهو من أهل العافية بالجملة للحديث المتقدم، والواجب على الجميع تقوى الله والوقوف عند حدوده، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأخذ بما يشرع في معاملة أصحاب الذنوب، أصلح الله أحوال المسلمين، ومَنّ على الجميع بالتوبة النصوح، والاستقامة على صراطه المستقيم، والله أعلم.
http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=31225&catid=&Itemid=35
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[21 - Apr-2009, مساء 02:23]ـ
سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله
ما حكم نشر أخبار الفساد كما حدث في قضية اللاعب الشهير الذي قبض عليه قريباً؟ وهل نشرها يعتبر خطأ وتتبع لعورات المسلمين، أم هو صواب وتبيان لزيف بعض المشاهير؟ أفتنا أثابكم الله.
الحمد لله، المجاهر بالفواحش والجرائم وهو الذي يتحدث بها عن نفسه في المجالس والصحف أو في مؤلفات يكتبها ليس من أهل العافية كما قال صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاًثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يافلان عملت البارحة كذا وكذا. وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عليه" [متفق عليه، البخاري (5721)، ومسلم (2990)]
ومثل هذا يجب الإنكار عليه والإغلاظ ولو مع ذكر اسمه، ومن الإنكار عليه فضحه بذكر ما ثبت من أقواله مسموعة أو مقروءة، وما ثبت من أفعاله.
أما المستتر المستسر بذنبه فيجب على من اطلع عليه الإنكار عليه بالطرق التي تردعه، وتقطع دابر الفساد عن الأمة، وهذا يختلف بحسب عظم الجرم وعظم المفاسد المترتبة عليه، ومثل هذا لا يجوز التشهير به بذكر اسمه أو بذكر ما يعينه، فالتشهير به وفضحه زائد على العقوبة التي يمكن أن يقررها الحاكم من حد أو تعزير، وما دام أنه لم يجاهر بجرمه فهو من أهل العافية بالجملة للحديث المتقدم، والواجب على الجميع تقوى الله والوقوف عند حدوده، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأخذ بما يشرع في معاملة أصحاب الذنوب، أصلح الله أحوال المسلمين، ومَنّ على الجميع بالتوبة النصوح، والاستقامة على صراطه المستقيم، والله أعلم.
http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=31225&catid=&itemid=35
بارك الله فيك يا أبا عبد الله
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[21 - Apr-2009, مساء 02:32]ـ
ألا يخشى من نشر هذه الأخبار بين الناس أن تقتدي بهم الناس في أفعالهم؟
والوجه الثاني ألا يكون من اعانة الشيطان على هذا المسلم العاصي؟
والوجه الثالث: ألا يسبب ذلك حرجا لعائلة هذا العاصي؟
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[21 - Apr-2009, مساء 02:44]ـ
كلام مؤصل من شيخنا البراك، لكن لابد أن نعرف أن من نشر الخبر ليس الهيئة.
ـ[فهد العبر]ــــــــ[21 - Apr-2009, مساء 05:48]ـ
الله اكبر لقد اجاد وافاد شيخنا البراك وقعد القواعد العلميةفى المسالة وشكر الله لك ياابا عبدالله على النقل واختيارك طرح المسالة
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Apr-2009, مساء 09:04]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن للشيخ. وليت أمثال هؤلاء يقرؤون هذه الفتوى ليعرفوا للعلماء فضلهم في الذب عن أعراضهم مع أنهم من أهل الشهوات والهوى.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[22 - Apr-2009, مساء 03:28]ـ
الذي قبض على اللاعب ليس الهيئة، بل السلطات الأمنية المحلية بتوجيهات المحافظ!
وقد اتضح للمسؤولين أنها مؤامرة مدبرة للإيقاع بلاعب الفريق المنافس!
ومن نظر في ملابسات الموضوع أدرك ذلك تمام الإدراك
واللاعب هداه الله كأمثاله في هذه الأمور، ولكنه مظلوم في هذه الواقعة بالذات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 06:01]ـ
الستر مطلوب على المسلمين خاصة في مثل هذه الأمور التي لايُعلم مدى صحة الخبر فيها، فالشائعات والأخبار الكاذبة لاحد لها لاسيما في هذا الزمن.
والأولى بالإنسان أن يشتغل بمحاسبة نفسه ويترك عنه الناس فقد جاء في الحديث: "رحم الله امراءً لزم بيته وأبكته خطيئته وسلم منه الناس"(/)
الفتوى وأهلها لفضيلة الشيخ الفقيه أحمد حماني رحمه الله
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 03:54]ـ
الفتوى وأهلها
(منقول عن موقع منار الجزائر)
بقلم الشيخ أحمد حماني رحمه الله
رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر / سابقا
"إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، و لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم و أضلوا" حديث صحيح رواه البخاري و مسلم و غيرهما.
الفتوى – لغة – من مادة الفتاء بمعنى الشباب عنوان القوة كما حققه اللسان، و هي اسم مصدر الإفتاء، و الفتيا – كما قال – تبين المشكل من الأحكام، و أفتى المفتي إذا أحدث حكما أو جعل لمن استفتاه رخصة و جوازا. وإنما يبين المشكل و يوضحه، ويصدر الحكم و يشرعه، و يوسعما ضاق من الأمر و يشرحه من كان عليما بالأمور، خبيرا يحل العويص منها، عارفا بطرق علاج العسير و ذلك ما يعالجه المفتي في الإسلام.
منصب المفتي:
هذاالمنصب في الإسلام من أعظم المناصب و أخطرها، لا يتولاه – في الأصل – إلا العالم الذي بلغ درجة الاجتهاد في الشريعة، لأنه قائم مقام صاحبها عليه الصلاة و السلام في إصدار الأحكام و بيان الحلال و الحرام. قال الشاطبى في الموافقات " المفتي قائم في الأمة مقام النبي صلى الله عليه و سلم " و ساق على هذا أدلة كثيرة منها قوله عليه الصلاة و السلام "إن العلماء ورثة الأنبياء، و إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما و إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر" رواه أبو داود و الترمذي من حديث أبي الدر داء رضي الله عنه و منها قوله صلى الله عليه و سلم "بلغوا عني و لو آية" رواه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو، و التبليغ وظيفة النبوة، و منها قول الله سبحانه "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم" و النذارة – كالبشارة – من مهام النبوة.ثم ذكر الشاطبى أن المفتي مخبر عن الله، و موقع على أفعال المكلفين بحسب نظره ن و نافذ أمره في الأمة.
و هو في هذه الأمور كالنبي وارث له قائم مقامه واجب أن يطاع. وأن العلماء هم أولو الأمر في قوله تعالى
" يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم "فهذه منزلة خطيرة تبوأها المفتي أو المجتهد كما هو اسمه أيضا عند أهل الأصول.
المفتي لا يكون إلا عالما:
فمن البديهي أن المفتي لا يكون إلا عالما لأنه مبين لأحكام الشريعة و موضح لما أشكل منها على المستفتي. و إنما ورث من النبوءة العلم كما صرح به الحديث و الآية توجب طلبه، فالتفقه في الدين فرض على المفتين و إجابة الرؤساء الجهال بغير علم لما سئلوا جعلهم من الضالين المضلين.
و لهذا أجمع علماء الأصول على أنه لاينتصب للإفتاء إلا من كان جامعا لعلوم شتى، و شروط معدودة إن اختل واحد منها لم يجز أن يستفتى و لا أن يفتي. و كان مالك بن أنس و شيوخه لا يسمحون لكل من شاء أن يجلس في المسجد للأخذ عنه حتى يكون أهلا لذلك.
أما شروط المفتي أو المجتهد التي لابد أن تتوفر فيه و أجمع عليها الأصليون فهي:
أولا: أن يكون عالما بنصوص الكتاب و السنة فإذا قصر في أحدهما لم يكن أهلا للإفتاء.
قالوا و لا يشترط فيه الإحاطة يهما و بعلومهما، و إنما الشرط فيه أن يعرف كل ما يتعلق بحكم الشرع. و بالغ بعضهم فاشترط أن يحفظ المفتي خمسمائة حديث، و نسب إلى الأمام أحمد، ونسب إليه أيضا أنه قال:"أقل ما ينبغي معرفته الأصول التي يدور عليها العلم على النبي صلى الله عليه و سلم و ينبغي أن تكون ألفا و مائتين " اهـ.
و قال الشكاني في "إرشاد الفحول ": " أن الحق الذي لا شبهة فيه أن المجتهد لا يكون إلا عالما بما اشتملت عليه السنن التي صنفها أهل السنن كالأمهات الست ... وأن يكون ممن له تمييز بين الصحيح منها و الحسن و الضعيف"
ثانيا: أن يكون عارفا بمسائل الإجماع – أي بالمسائل التي انعقد عليها الإجماع في عصر من العصور السابقة حتى لايفتي بخلافها لأن وقوع الإجماع دليل على أنه الحق فما خالفه باطل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثا: أن يكون عالما بلسان العرب بحيث يمكنه تفسير ما ورد في الكتاب و السنة من الغريب، و إنما يعرف ذلك من كان عالما بالنحو و التصريف و المعاني و البيان حتى يصير في كل منها ذا ملكة راسخة يستحضر بها كل ما يحتاج إليه عند وروده عليه، و لا تنبت له هذه الملكة القوية في هذه العلوم إلا بطول الممارسة و كثرة الملازمة لشيوخ هذا الفن.
رابعا: أن يكون عالما بأصول الفقه، طويل الباع بهذا العلم، مطلع على ما قرره فيه علماؤه مختصراتهم ومطولاتهم. فإن هذا العلم هو عماد الاجتهاد و أساسه.
خامسا: أن يكون عارفا بالناسخ و المنسوخ بحيث لا يخفى عليه شيء من ذلك مخافة أن يقع في الحكم المنسوخ.
فهذه الشروط الخمسة متفق عليها، و زاد بعضهم شروطا لم يجمع عليها كالعلم بأصول الدين " علم الكلام "
و كالعلم بفروع الفقه و التبحر في كتبه.
ثم لا بد بعد أن استكمل في المفتي شرائط الاجتهاد المتقدم ذكرها – من شروط العدالة و من الكف عن الترخص و التساهل.
مجال نظر المفتي:
و أما مجال نظر المفتي (المجتهد) و ميدان اجتهاده فهو كل حكم شرعي ليس فيه دليل قاطع،فما كان دليله قاطعا، و حكمه معلوما بالضرورة انه من الدين كوجوب الصلوات الخمس، الزكاة، و الحج على من استطاع، و كحرمة الزنا، و الخمر و الربا و عقوق الوالدين فلا نظر فيه للمجتهد، فالحق قد تعين، و منكر وجوب الواجب أو حرمة المحرم كافر لأنه أنكر معلوما من الدين بالضرورة.
فتوى من لا يبلغ درجة الاجتهاد:
أجاز الأصوليون لمن كان عالما و لم يستكمل شروط الاجتهاد السابق ذكرها أن يفتي بمذهب مجتهد من المجتهدين، بشرط أن يكون أهلا للنظر مطلعا على مأخذ ذلك القول الذي أفتى به متبحرا في مذهب إمامه متمكنا من ترجيح أحد قوليه على الآخر.
و على المستفتي أن يسأل – إذا نزلت به نازلة – أهل الديانة و الورع عن العالم بالكتاب العارف بالسنة المطلع على ما يحتاج إليه في فهمهما ليسأله عما نزل به. إذا لم يكن في البلد عالم اشتهر عند الناس بالفتوى و هو أهل لها.و اتفق علماء الأصول على أنه لا يجوز أن يستفتى مجهول الحال حتى يمتحن من العلماء و يراجع و تثبت أهليته.
ثقل مسؤولية المفتي:
شدد العلماء في شروط المفتي (المجتهد) احتياطا لدين الله، و حماية للشريعة من تلاعب الجهال و الزنادقة، و الفساق، لأن قول المفتي يصبح شريعة يحكم بها، و قد تهرب العلماء من إفتاء و مناصبه خوفا من الله و مهابته، و خشية أن يقولوا- و لو مرة – بغير علم. و من انتصب منهم للفتوى كان شديد الاحتياط،يتوقف كثيرا قبل الإجابة، و لا يتسرع، فإن بان له وجه الحكم نطق به،وإن أشكل عليه أو غاب عنه أجاب بقوله "لا أدري" و لا يخشى من إعلان جهله أمام الناس، فإن ذلك أولى من أن يقول بغير علم فيضل و يضل غيره.وقد اشتهر عن - مالك ابن أنس – و هو عالم المدينة و إمام الأئمة أنه سئل عن ثمان و أربعين مسألة فأجاب في اثنتين و ثلاثين منها قوله " لا أدري " قال ابن وهب سمعته يعيب كثرة الجواب من العالم حين يسأل و سمعته عند ما يكثر عليه السؤال يكف و يقول" حسبكم، من أكثر أخطأ" و يعيب كثرة ذلك، نقل هذا أبو إسحاق الشاطبى.
باب الاجتهاد مازال مفتوحا و لكن ...
الإسلام دين العلم، و الدعوة إلى التفكير و التدبير و استعمال العقل لا يمكن أن يحجر على المسلمين الاجتهاد، و قدنص علماؤنا على أن باب الاجتهاد يبقى مفتوحا.
و مذهب الأمام احمد أنه لايجوز أن يخلو عصر من العصور من وجود مجتهدين، و هذا يستلزم بقاء بابه مفتوحا لكل من بلغ درجته، و استكمل شروطه أن يجتهد، و لا يجوز له أن يقلد قال أبو إسحاق الشاطبى في الموافقات: " الاجتهاد على ضربين: احدهما لا ينقطع حتى ينقطع أصل التكليف و ذلك عند قيام الساعة. والثاني (يمكن) أن يقطع قبل فناء الدنيا ... ا هـ. فهذا الأصولي العظيم عندما ذكر انقطاعه ذكر كلمة (يمكن) مجرد الإمكان و لم يجعله حتما. فما على من أراد أن يطرق الاجتهاد أن يشمر على ساق الجد حتى يستكمل شرائطه و ينتصب حبرا أعظم في مجتمع المسلمين ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن إذا قلنا أن باب الاجتهاد مفتوح فليس معنى هذا أنه (يجوز) لكل أحد أن يلج منه، و يتربع على كرسي المفتي ليكون قائما مقام النبي صلى الله عليه و سلم يشرع للناس ما لم يأذن به الله، و يحل ما حرم الله،و يحرم ما أحل الله، إن هذا الباب محجور دخوله إلا على من ملك و سائله و توفرت فيه شروطه، من التبحر في علوم الشريعة المتقدم ذكرها و من التزام أحكام الدين والاتصاف بالعدالة، و البعد عن التساهل و تتبع الرخص،
صنفان خطيران من مجتهدى العصر:
صنفان من مجتهدي العصر نبتت نبتتهما في مجتمعنا المعاصر في الشرق و الغرب، أحداهما عن سوء نية و سبق إصرار، و الأخرى من حسن نية و (تقليد) و جهالة بالإخطار.
نحن حرب على الأولى، و دعاة للهداية و الإرشاد للثانية.
الطائفة الأولى قالت: إن الإسلام فتح باب الاجتهاد فنحن أهله و أولى الناس به فتعالوا نجتهد و نجدد، إذ لا خروج لنا من التخلف إلا بالاجتهاد و التجديد، فيم نجتهد و ماذا نجدد؟ في النظر فيما عُلِم من الدين بالضرورة كركن أو واجب أو حلال أو حرام، ينسخون و يمسخون و يبدلون كلام الله و (يجتهدون). و اقتحموا- فيما اقتحموا صوم رمضان، و إباحة تعدد الزوجات في الإسلام، و قضية الميراث، وأحكام الزواج و الطلاق و العدة و إباحة ما حرم من المأكل و المشروبات. و لهؤلاء نقول ليس هذا اجتهادا و لا تجديدا وإنما هو إلحاد وزيغ، لا اجتهاد فيما فيه النص، و ما علم من الدين بالضرورة و لستم ممن توفرت فيه شروط. الاجتهاد من الرسوخ في العلم، و لا ممن اتصف بالعدالة التي هي أول شروطه و كيف يتصف بها من أنكر وجوب الأركان، و عطل آيات القرآن؟
و أما الطائفة الثانية فاجتهدت في العبادة و تهجدت، و التصقت بالسنة وتزمتت ثم قالت: نرفض الأحكام المنصوصة في مذاهب الأئمة المجتهدين، وفي كتب العلماء و الفقهاء المؤلفين و نأخذ الأحكام مباشرة بما جاء في الكتاب المبين أو في حديث خاتم النبيين و اخذوا يحكمون بالبدعة في ما هو موطن خلاف،و يحدثون الفرقة بين جماعة المسلمين، و نحن نقول مرحى لشبيبة الإسلام المفلحين، إن في كلامكم هذا مسحة من الحق قد تؤدي إلى الهلاك المبين، إن هذا القول يوهم أن ما تركه مالك و أبو حنيفة و الشافعي و أحمد و أصحابهم من العلماء المحققين قسيم للكتاب و السنة، و على كل مسلم: إما أن يأخذ بالكتاب و السنة أو يأخذ بما تركه هؤلاء الأئمة من ارث في الدين و ليس هذا هو الحق، و إنما اجتهد هؤلاء الأئمة و بينوا و استنبطوا الأحكام و أزالوا الشبهات. و هم أوولوا العلم الذين أرشدنا ربنا إلى رد الأمور إليهم في قوله تعالى: "و لو ردوه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" فهم اللذين يكشفون لنا من الشبهات ما يخفى على كثير من الناس كما جاء في قوله صلى الله عليه و سلم: "الحلال بين و الحرام بين و بينهما أمور متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس" كل من هؤلاء العلماء و الأئمة التزم الكتاب و السنة و ترك لتلاميذه وصية " إذا وجدتم قولي يخالف الكتاب أو السنة فاضربوا به عرض الحائط". و إنما نقلدهم فيما اجتهدوا فيه – دون أن نتعصب لواحد مخصوص فيهم – لأنهم بلغوا درجة الاجتهاد و قصرنا.
و ليس لأحد منكم أو منا أن يقول أن باستطاعته - في حالته الحاضرة- أن يستنبط بنفسه في الكتاب و السنة، فإن زعم ذلك فقد ادعى الاجتهاد و صدق عليه أنه ترأس قوما لم يبق فيهم عالم فسئل فأجاب بغير علم فأضل و أضل فخذوا إرث هؤلاء المجتهدين، و حذار من كتب حديثة ودعاوي مدعين فإنهم وضعوا أنفسهم موضع المجتهدين، و قالوا لكم خذوا بأقوالنا، و ذروا أقوال المتقدمين، و حكموا على كل من خالفهم بالابتداع، مع أنه له مستندا، و فسقوا المثقفين، و من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما كما جاء في سنة الرسول الأمين.
إننا ننصح لهؤلاء الأبناء و الإخوان أن يطلبوا العلم حتى يتمكنوا من فنونه و يكونوا من أهله، و يصبح لهم ملكة راسخة يكتشفون بها ما أشكل و يعرفون رجاله الحقيقيين، و الأدعياء المزيفين، و الكتب الصحيحة المعتمدة في الفتوى عند أهلها و أهل العلم. و ليكن التصدي لتفسير القرآن و شرح الحديث بعد التمكن من فنون العلم و استكمال الأدوات و ليكن الانتصاب للفتوى بعد توفر الشرائط، و قد سمعنا تحذير النبي صلى الله عليه و سلم من انتصاب الرؤساء الجهال و إقدامهم على الجواب بغير علم، فاتهم نفسك يا أخي، و اسألها، و لا تركن إليها فإنها لأمارة بالسوء.
* نشرت بمجلة الرسالة التي كانت تصدر عن وزارة الشؤون الدينية بالجزائر العدد الأول سنة 1400هـ/1980م
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 04:05]ـ
رحم الله الشيخ حماني، انصحكم بقراءة كتابة صراع بين البدعة والسنة و السنة فهو مفيد جدا
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 08:34]ـ
رحم الله الشيخ حماني، انصحكم بقراءة كتابة صراع بين البدعة والسنة و السنة فهو مفيد جدا
تقبل الله دعائك للشيخ رحمه الله أما عن الكتاب الذي ذكرته فقد قرأته من مدة ولعلي أنشط لتحرير بعض الفوائد والله هو الهادي الى سواء السبيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[03 - Apr-2009, صباحاً 12:52]ـ
رحم الله الشيخ حماني وبارك في الأخ العاصمي.
وإن شاء الله عما قريب نرى الفوائد المستقاة من كتاب "صراع بين البدعة و السنة".
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 12:50]ـ
رحم الله الشيخ حماني وبارك في الأخ العاصمي.
وإن شاء الله عما قريب نرى الفوائد المستقاة من كتاب "صراع بين البدعة و السنة".
أحسن الله إليك أخي الكريم
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[09 - Jul-2009, مساء 09:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الله بارك الله في جهدك الذي تقوم به.
فقد لاحظت أخي من المواضيع التي تنتقيها أنك تسعى أخي إلى التعريف بما يكتبه علماءنا في الجزائر.
ولكني أرجو منك فقد أن تدلني على دار نشر عندكم في العاصمة تطبع كتب الشيخ حماني.
جزاك الله عني ألف خير أخي.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[10 - Jul-2009, مساء 06:01]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم وابن البلد
العجيب أن جل طبعات كتب الشيخ قديمة وآخر ما نشر له تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية فهي فتاواه من ثلاثة أجزاء والتي من مشاريعي البسيطة تصويرها على الشبكة ونسخ بعض فتاواه ومقالاته على الوورد بإذن الله أما إن كنت متواجدا بالعصمة فعليك بالمكتبة المتواجدة في أقصى الرواق الأيمن من باب عزون إذا كنت داخلا من ساحة الشهداء أو في بدايته إن كنت داخلا من الحديقة أو في المكتبة العتيقة أمام مسجد كتشاوة والمسمات بمكتبة عمي حنفي أو تلك المتواجدة بالأبيار (العصرية) مقابل ساحة كيندي أمام مسجد لخلفاء الراشدين هذا والله أعلم
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[11 - Jul-2009, صباحاً 12:42]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم وابن البلد
العجيب أن جل طبعات كتب الشيخ قديمة وآخر ما نشر له تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية فهي فتاواه من ثلاثة أجزاء والتي من مشاريعي البسيطة تصويرها على الشبكة ونسخ بعض فتاواه ومقالاته على الوورد بإذن الله أما إن كنت متواجدا بالعصمة فعليك بالمكتبة المتواجدة في أقصى الرواق الأيمن من باب عزون إذا كنت داخلا من ساحة الشهداء أو في بدايته إن كنت داخلا من الحديقة أو في المكتبة العتيقة أمام مسجد كتشاوة والمسمات بمكتبة عمي حنفي أو تلك المتواجدة بالأبيار (العصرية) مقابل ساحة كيندي أمام مسجد لخلفاء الراشدين هذا والله أعلم
أخي تحية طيبة.
ولكن الوصف الذي أعطيتنيه لم أعهده، فأنا لست من نفس منطقتك.
فلو تكرمت بذكر الدار التي تنشر للشيخ لعلي أرقبها في المعارض المحلية التّي تزور مدينتنا.
وجزاك الله خيراً.(/)
«حكم التّيمم وجمع الصَّلاة لأجل البرد»،لشيخِنا عبد الرَّحمن البرَّاك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 05:56]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُئِلَ صَاحِبُ الفَضِيْلَةِ العَلاَّمَةُ عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَاصِرٍ البَرَّاك ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ:
فضيلة الشيخ لا يخفاكم ما يمر ببعض مناطق المملكة هذه الأيام من موجات برد شديدة، ولأن لمثل هذه الأحوال أحكاماً جاءت الشريعة بها وقد كثر السؤال عنها، رأينا أن نتقدم إليكم بها رجاء أن تحرروها لنا، والأسئلة هي:
أولاً: ما حكم الصلاة في الرحال ولاسيما الفجر في تلك الحال؟
ثانياً: يصبح الناس في بعض المناطق وقد تجمد الماء فلا يسيل إلاّ قرب الظهر وهذا وقع في بعض قرى القصيم فهل لهم التيمم نظراً لبرودة الجو، ولتجمد الماء الذي تستغرق إسالته وقتاً؟
ثالثاً: ما حكم الجمع بين الظهرين، وهل يستحب في هذه الحالة؟
رابعاً: أيهما أفضل جمع الظهرين أم الصلاة في الرحال؟
خامساً: يكثر طلب المأمومين من الإمام الجمع، فما هو الضابط في جمع العشائين؟
سادساً: ما حكم غسل الجنابة إذا وجب وخيف الضرر؟ وهل يتوضأ ويتيمم أم يكفيه التيمم؟
وجزاكم الله عنّا وعن المسلمين خيرًا.
فأجاب ـ رَفَعَ اللَّهُ قَدرهُ ـ:
الحمدُ للَّهِ وحدَهُ والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى مَن لا نبي بعده. أما بعد.
فمعلوم أن الأصل في الصلوات الخمس هو التوقيت؛ أي فعل كل صلاة في وقتها، وقد أجمع العلماء على جواز الجمع بين الظهر والعصر للحاج بعرفة، وبين المغرب والعشاء بالمزدلفة، وذهب الجمهور إلى جواز الجمع للمسافر تقديماً وتأخيراً ولاسيما إذا جد به السير، أما إذا كان نازلاً فالسنة هي التوقيت ويجوز له الجمع، كما يدل لذلك حديث أنس رضي الله عنه فقد روى البخاري ومسلم من حديث أنس أنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر ثم نزل فجمع بينهما»، وعن معاذ رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين الظهر والعصر، وإن يرتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر حتى ينزل للعصر، وفي المغرب مثل ذلك؛ إن غابت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين المغرب والعشاء، وإن يرتحل قبل أن تغيب الشمس أخر المغرب حتى ينزل للعشاء ثم جمع بينهما».
وأما الجمع في الحضر فاستدل له بحديث ابن عباس كما في صحيح مسلم قال: «جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر»، قيل لابن عباس: ما أراد إلى ذلك؟ قال: «أراد أن لا يحرج أمته».
وقد قال بظاهره بعض العلماء بشرط ألا يكون عادة، كما ذكر النووي والشوكاني ونقله عن الحافظ بن حجر، وذهب الجمهور إلى عدم جواز الجمع من غير عذر وهو الصواب، فإن أحاديث توقيت الصلوات الخمس صحيحة محكمة، ولهذا حمله من لا يرى الجمع بين الصلاتين في وقت إحداهما على الجمع الصوري؛ وهو فعل الصلاة الأولى في آخر وقتها، والثانية في أول وقتها.
وقال من ذهب إلى جواز الجمع في الحضر: لابد أن يكون هناك سبب اقتضى الجمع، ونفي الخوف والمطر لايدل على نفي السبب مطلقاً.
يدل لذلك أن ابن عباس قال: أراد أن لا يحرج أمته. فعلم أنه صلى الله عليه وسلم جمع لرفع حرج، وحديث ابن عباس هذا هو عمدة من قال بجواز الجمع في المطر بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء.
ومعلوم أن المطر الذي يجوز معه الجمع، هو المطر الذي تحصل به المشقة والحرج في حضور الجماعة ويبيح التخلف عنها.
وقد ضبطه الفقهاء بأنه المطر الذي يبل الثياب بللاً يتأذى به الإنسان، ويلحقه الحرج به. وخص الإمام أحمد في المشهور إباحة الجمع للمطر بالمغرب والعشاء، وألحق في مذهبه بالمطر الوَحَل لمشقة السير عليه، والريح الشديدة الباردة، وعليه فلا يجوز عنده الجمع بين الظهر والعصر لشيء من هذه الأسباب، والموجب لتخصيص الجمع بالمغرب والعشاء حديث يروى في ذلك وهو ضعيف جداً، قالوا: والجمع بين المغرب والعشاء هو الذي نقل عن بعض الصحابة وجمع من التابعين، منهم الفقهاء السبعة وعمر بن عبدالعزيز.
والصواب جواز الجمع بين الظهرين وبين العشاءين إذا وجد المقتضي وهو الحرج والمشقة بمطر أو وحل أو ريح باردة شديدة أو غير ذلك من الأعذار العامة.
وأما مجرد شدة البرد فلا تبيح الجمع لإمكان توقيه بالملابس المناسبة الواقية، والعبرة في هذا كله بالحال العامة الغالبة، فلا اعتبار بالحالات الفردية، وعليه فإذا كان الغالب الفقر وقلة الملابس الواقية فإنه يباح الجمع حينئذ؛ لوجود المقتضي للجمع وهو الحرج والمشقة غير المعتادة.
ويدل لعدم مشروعية الجمع في البرد أنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم الجمع لذلك، ولو وقع لكان كثيراً ولنقل؛ لأن البرد من الأمور المعتادة في الشتاء من كل عام.
وأما من قام به عذر يبيح له التخلف عن الجماعة فقد يباح له الجمع كالمريض الذي يشق عليه ترك الجمع، وقد لا يباح له الجمع كالخائف من عدو أو غريم يلازمه ولا وفاء عنده.
فعلم أن العذر المبيح للجمع في الحضر هو العذر العام الذي يبيح التخلف عن صلاة الجماعة، وإذا أمكن الجمع فهو أفضل من فعل كل صلاة في وقتها في البيت.
وأما ما يتعلق بالتيمم فلا يخفى أن المبيح للتيمم هو عدم الماء أو العجز عن استعماله لخشية الضرر، والماء إذا تجمد ولم يقدر على إسالته في الوقت فهو في حكم المعدوم.
ومن أصبح عليه غسل الجنابة وخشي على نفسه فيكفيه التيمم ولا يلزمه الوضوء معه، كما في حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب»؟ فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال، وقلت: إني سمعت الله يقول: ? وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ? [سورة النِّساء، الآية: 29]، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئاً.
والحَمْدُ للَّهِ على تَيسيرِهِ ورحمتِهِ بعبادِهِ إنَّهُ رؤوفٌ رحيمٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 05:57]ـ
المصدر.
( http://almoslim.net/node/104044)
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 06:06]ـ
المصدر.
( http://almoslim.net/node/104044)
http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=29942
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - Apr-2009, مساء 06:20]ـ
جزاكُم اللَّهُ خَيْرًا،وباركَ فيكُم.(/)
عجبت لأمر المؤمن
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[03 - Apr-2009, صباحاً 12:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل منا مبتلى ويكون الابتلاء على قدر المحبة.
ما هي فنون التعامل مع الابتلاء؟
سؤال مفتوح أضعه بين أيديكم بارك الله فيكم
أعاننا الله على الصبر والثبات في هذه الدنيا الفانية ونسأله أن نكون من أصحاب الآخرة (آمين)(/)
هل انصف الشيخ أبو أويس محمد بوخبزة في قوله ان المالكية لم تخدم مذهبها من ناحية الأدلة
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 02:07]ـ
قال الشيخ أبو أويس محمد بن الأمين بوخبزة التطواني رحمه الله:
وترى المالكية يتواردون في ترجيح مذهبهم على حديث الترمذي: «يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة» ويعتقدون أنه صحيح،ويحتجون به في فضل مذهب الإمام مالك، والحديث موجود في جامع الترمذي وغيره، وفي مسند أحمد،وهو ضعيف، وينقلون عن "سفيان بن عيينة"،وعبد الرزاق بن هَمام الصنعاني صاحب "المصنف" أن المراد به مالك، ويدفعون قول مَن قال:إنه عبد العزيز العُمري الزاهد، على أن الحديث ضعيف كما قال الألباني في الضعيفة وهناك بيّن علته اهـ
و قال
وقد زادت وضوحاً في السنين الأخيرة بعد أن قَذَفت المطابع بعدد لا يستهان به من كتب المالكية، وفيها أمهات الكتب، فإذا بها لا تخرج عن سوابقها إلاَّ بما لا يُسمن ولا يغني من جُوع، وهذا بخلاف المذاهب الأخرى بما فيها المذهب الحنفي الذي اشتُهِر بالقياس والرأي، وذلك لأنها من حُسن حظها امتازت بكوكبة من المحدثين النَّقَدة الذين خَدَموها بإخلاص، رَغم التعصب والانحياز الذي يكاد يكون من خصائص المذهبية. والمالكية فقراء من هذه الناحية، والمحدثون النقاد منهم قليلون، فلهذا لا تكاد تجد فيهم مَن عُني بتخريج أحاديث كتاب مهم عندهم، فهذه رسالة بن أبي زيد وهي من المتون الشهيرة القديمة المقررة للدراسة والحفظ،وشروحُها تناهز المائة، لا تكاد تجد في شرُوحها مَن يتكفل بالاستدلال لعُشُر مسائلها، حتى جاء بالأمس القريب شيخُنا أحمد بن الصديق الغماري الطنجي فشَرَحها بالدليل في كتابه " مسالك الدِلالة" وهو الأول من نوعه، وهذا رَجَز ابن عاشر " المرشد المعين " وهو من المتون المدروسة والمحفوظة عند صِغار الطلبة، وشروحُه بالعشرات، كلها خالية من الدليل والتعليل، حتى اعتنَى به الأستاذ أحمد الورايني من خريجي دار الحديث بالرباط فشَرَحه شرحاً جيداً سماه:" التمكين، لأدلة المرشد المعين"، وشَرَح عبد العزيز بن الصديق "العشماوية" بالدليل اعتمد فيه على شقيقه أحمد، وخَرَّج هذا أحاديث" بداية المجتهد" لابن رشد فأجاد وأفاد وطبع الآن. وهذا بقطع النظر عن صحة هذه الأدلة وسَلاَمتها من الطعن، لأن المقصودَ هو الاستدلال لمسائل المذهب حسب أصوله، وهذا مختصر خليل المبيِّن لِمَا به الفتوى، ومعلوم شدة عناية المالكية به، وخدمتها له بمختلف الوجوه إلا بالاستدلال والتأصيل، وقد تجاوزت شروحُه وحواشيه المائة، إلا محاولات مُحتَشمة لا تقوم على رجليها، قام بها بعضُ الشناقطة أخيرا. وحدثني الأخ الدكتور توفيق الغلبزوري أنه لقي بالجزائر الدكتور وهبة الزحيلي فشكا إليه هذا ما لقيه من عنت في تصيد دلائل فقه مالك من كتب غيره عند تأليفه كتابه "الفقه الإسلامي وأدلته" المطبوع. وبالمقارنة نجد عند فقهاء المذاهب الأخرى دواوين حافلة بالتأصيل، والاستدلال والتعليل، بل حتى كثير من المتون الصغيرة لا تخلو من ذلك. والكلام في هذا الموضوع طويل الذيل. فلنكتف بهذا الإلماع، لِنَخْلُصَ للإشارة إلى أدلة مذهب مالك فنقول بادئ ذي بدء:
بإنها لا تبلُغ عند الآخرين ما بَلَغت عند المالكية الذين أَوصَلُوها إلى ستة عشر أو سبعةَ عشَر دليلاً، وهي إنما عُرفت بالاستقراء، لا بنص الإمام، أو كبار أصحابه: كابن القاسم، وأشهب، وابن وهب، والمغيرة. وإذا تأملها القارئ الواعي وَجَدها تنزل إلى النصف لتداخل بعضِها، وقد انفرد المذهب المالكي بعمل أهل المدينة، ونُوزع في ذلك مالك رحمه الله عَلَى أن الصواب فيه: أنه في غير ما يتناوله الاجتهادُ والرأي، وإنما هو فيما سبيلُه التوقيف كالصاع والمد، ومَن وَقَف على نقد أبي محمد ابن حزم في كتابه الممتع: "الإحكام، في أصول الأحكام"، جزم بضعف هذا الأصل عن الوقوف أمام الوحيين، والإجماع، والقياس الجَلِي، وهذا ما أجمع عليه المسلمون من أهل السنة والجماعة حتى الظاهرية نفاة القياس، فإنهم إنما ينفون القياسَ الخفي. وقد عاب الناسُ غلو المالكية في دَعوَى عمل أهل المدينة، بينما لم تتجاوز مسائل العمل عند الإمام في الموطأ المائتين ونيفاً، وبلغ مجموعُها في أمهات المذهب
(يُتْبَعُ)
(/)
نحوَ الأربعمائة، ومن الواضح أن استكثار الإمام من هذه الأدلة، كان بسبب قلةَ حديثه، فهذا الموطأ وهو الأصل الأول من أصول الحديث، لا تتجاوز أحاديثه المسندة الصحيحة خمسمائة، ودَعك من المبالغات، ومنها: زَعمُ المالكية: أن رواية عَتِيق للموطأ بَلََغت عشرةَ آلاف حديث، وهذا العدد لا يكاد يُوجد في الحديث الصحيح جملة. وقد كان من عادة الرواة الأولين: أنهم يَعُدون الأسانيدَ، والطرقَ، والآثار الموقوفة، وفتاوي الصحابة، أحاديث، وقد ظهر الآن من روايات الموطأ خمسة، أوسعُها روايةُ محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة، وأحاديثها نحو الألف، وفيها ما ليس من حديث مالك على ما فيها من الأحاديث الضعيفة وهذا أبو عمر بن عبد البر – وليس للمالكية مثلُه- شرح الموطأ ب"الاستذكار"، و"التمهيد"، معتمدا ثماني روايات على رأسها: رواية يحيى بن يحيى السائدة بالأندلس، والمغرب، لم يَتجاوز حديثه ما قلنا، ومن الجدير بالذكر: أن عمل أهل المدينة، فَتَح لمالكية الأندلس والمغرب فقط بابَ العمل وجريانِه، والاعتماد عليه، وتقديمه على الراجح والمشهور، جُمعت مسائله بالأندلس وهي كثيرة، نظمها الفيلالي السجلماسي في أرجوزة "العمل المطلق" وهي مطبوعة في مجموع المتون الفاسية، ونظم عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي عملَ أهل فاس في أرجوزة مشهورة ومشروحة بلغت مسائلها المئات، وسمعنا أن الفقيه أحمد الرهوني التطواني وهو شيخنا، جَمَع نحو سبعين مسألة جَرَى بها العمل بتطوان. اهـ
هل انصف الشيخ؟
قال بن تيمية رحمه الله:
مالك أقوم الناس بمذهب أهل المدينة
أما أحوال الحجاز فلم يكن بعد عصر مالك وأصحابه من علماء الحجاز من يفضل على علماء المشرق والعراق والمغرب.
وهذا باب يطول تتبعه ولو استقصينا فضل علماء أهل المدينة وصحة أصولهم لطال الكلام. إذا تبين ذلك، فلا ريب عند أحد أن مالكًا - رضي الله عنه - أقوم الناس بمذهب أهل المدينة رواية ورأيا، فإنه لم يكن في عصره ولا بعده أقوم بذلك منه كان له من المكانة عند أهل الإسلام - الخاص منهم والعام - ما لا يخفى على من له بالعلم أدنى إلمام وقد جمع الحافظ أبو بكر الخطيب أخبار الرواة عن مالك فبلغوا ألفا وسبعمائة أو نحوها وهؤلاء الذين اتصل إلى الخطيب حديثهم بعد قريب من ثلاثمائة سنة فكيف بمن انقطعت أخبارهم أو لم يتصل إليه خبرهم فإن الخطيب توفي سنة اثنتين وستين وأربعمائة وعصره وعصر ابن عبد البر، والبيهقي، والقاضي أبي يعلى، وأمثال هؤلاء واحد ومالك، توفي سنة تسع وسبعين ومائة، وتوفي أبو حنيفة سنة خمسين ومائة، وتوفي الشافعي سنة أربع ومائتين وتوفي أحمد بن حنبل سنة إحدى وأربعين ومائتين؛ ولهذا قال الشافعي - رحمه الله - ما تحت أديم السماء كتاب أكثر صوابًا بعد كتاب الله من موطأ مالك.
وهو كما قال الشافعي رضي الله عنه. وهذا لا يعارض ما عليه أئمة الإسلام من أنه ليس بعد القرآن كتاب أصح من صحيح البخاري ومسلم مع أن الأئمة على أن البخاري أصح من مسلم ومن رجح مسلمًا فإنه رجحه بجمعه ألفاظ أحاديث في مكان واحد فإن، ذلك أيسر على من يريد جمع ألفاظ الحديث.
وأما من زعم أن الأحاديث التي انفرد بها مسلم أو الرجال الذين انفرد بهم أصح من الأحاديث التي انفرد بها البخاري ومن الرجال الذين انفرد بهم، فهذا غلط لا يشك فيه عالم كما لا يشك أحد أن البخاري أعلم من مسلم بالحديث والعلل والتاريخ وأنه أفقه منه، إذ البخاري وأبو داود أفقه أهل الصحيح والسنن المشهورة وإن كان قد يتفق لبعض ما انفرد به مسلم أن يرجع على بعض ما انفرد به البخاري فهذا قليل والغالب بخلاف ذلك فإن الذي اتفق عليه أهل العلم أنه ليس بعد القرآن كتاب أصح من كتاب البخاري ومسلم.
وإنما كان هذان الكتابان كذلك لأنه جرد فيهما الحديث الصحيح المسند ولم يكن القصد بتصنيفهما ذكر آثار الصحابة والتابعين ولا سائر الحديث من الحسن والمرسل وشبه ذلك ولا ريب أن ما جرد فيه الحديث الصحيح المسند عن رسول الله فهو أصح الكتب؛ لأنه أصح منقولا عن المعصوم من الكتب المصنفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الموطأ ونحوه فإنه صنف على طريقة العلماء المصنفين إذ ذاك فإن الناس على عهد رسول الله كانوا يكتبون القرآن وكان النبي قد نهاهم أن يكتبوا عنه غير القرآن وقال: «من كتب عني شيئًا غير القرآن فليمحه». ثم نسخ ذلك عند جمهور العلماء، حيث «أذن في الكتابة لعبد الله بن عمرو وقال: اكتبوا لأبي شاه».
وكتب لعمرو بن حزم كتابًا قالوا: وكان النهي أولًا خوفًا من اشتباه القرآن بغيره ثم أذن لما أمن ذلك فكان الناس يكتبون من حديث رسول الله ما يكتبون وكتبوا أيضا غيره.
ولم يكونوا يصنفون ذلك في كتب مصنفة إلى زمن تابع التابعين فصنف العلم فأول من صنف ابن جريج شيئًا في التفسير وشيئًا في الأموات.
وصنف سعيد بن أبي عروبة وحماد بن سلمة ومعمر وأمثال هؤلاء يصنفون ما في الباب عن النبي والصحابة والتابعين.
وهذه هي كانت كتب الفقه والعلم والأصول والفروع بعد القرآن فصنف مالك الموطأ على هذه الطريقة. وصنف بعد عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب، ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وغير هؤلاء فهذه الكتب التي كانوا يعدونها في ذلك الزمان هي التي أشار إليها الشافعي - رحمه الله - فقال: ليس بعد القرآن كتاب أكثر صوابًا من موطأ مالك فإن حديثه أصح من حديث نظرائه وكذلك الإمام أحمد لما سئل عن حديث مالك ورأيه وحديث غيره ورأيهم؟ رجح حديث مالك ورأيه على حديث أولئك ورأيهم.
وهذا يصدق الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن النبي أنه قال: «يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالمًا أعلم من عالم المدينة».
فقد روي عن غير واحد كابن جريج وابن عيينة وغيرهما أنهم قالوا: هو مالك. والذين نازعوا في هذا لهم مأخذان: أحدهما: الطعن في الحديث فزعم بعضهم أن فيه انقطاعًا.
والثاني: أنه أراد غير مالك كالعمري الزاهد ونحوه. فيقال: ما دل عليه الحديث وأنه مالك أمر متقرر لمن كان موجودا وبالتواتر لمن كان غائبا، فإنه لا ريب أنه لم يكن في عصر مالك أحد ضرب إليه الناس أكباد الإبل أكثر من مالك.
وهذا يقرر بوجهين: أحدهما: بطلب تقديمه على مثل الثوري والأوزاعي والليث وأبي حنيفة وهذا فيه نزاع ولا حاجة إليه في هذا المقام. والثاني: أن يقال: أن مالكا تأخر موته عن هؤلاء كلهم فإنه توفي سنة تسع وسبعين ومائة وهؤلاء كلهم ماتوا قبل ذلك. فمعلوم أنه بعد موت هؤلاء لم يكن في الأمة أعلم من مالك في ذلك العصر وهذا لا ينازع فيه أحد من المسلمين ولا رحل إلى أحد من علماء المدينة ما رحل إلى مالك لا قبله ولا بعده رحل إليه من المشرق والمغرب ورحل إليه الناس على اختلاف طبقاتهم من العلماء والزهاد والملوك والعامة. وانتشر موطؤه في الأرض حتى لا يعرف في ذلك العصر كتاب بعد القرآن كان أكثر انتشارًا من الموطأ وأخذ الموطأ عنه أهل الحجاز والشام والعراق ومن أصغر من أخذ عنه الشافعي ومحمد بن الحسن وأمثالهما وكان محمد بن الحسن إذا حدث بالعراق عن مالك والحجازيين تمتلئ داره وإذا حدث عن أهل العراق يقل الناس لعلمهم بأن علم مالك وأهل المدينة أصح وأثبت. وأجل من أخذ عنه الشافعي العلم اثنان مالك وابن عيينة.
ومعلوم عند كل أحد أن مالكًا أجل من ابن عيينة حتى إنه كان يقول: إني ومالك كما قال القائل:
وابن اللبون إذا ما لز في قرن ** لم يستطع صولة البزل القناعيس
ومن زعم أن الذي ضربت إليه أكباد الإبل في طلب العلم هو العمري الزاهد مع كونه كان رجلًا صالحًا زاهدًا آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر لم يعرف أن الناس احتاجوا إلى شيء من علمه، ولا رحلوا إليه فيه. وكان إذا أراد أمرًا يستشير مالكًا ويستفتيه كما نقل أنه استشاره لما كتب إليه من العراق أن يتولى الخلافة فقال: حتى أشاور مالكًا فلما استشاره أشار عليه أن لا يدخل في ذلك وأخبره أن هذا لا يتركه ولد العباس حتى تراق فيه دماء كثيرة وذكر له ما ذكره عمر بن عبد العزيز - لما قيل له: ولِ القاسم بن محمد - أن بني أمية لا يدعون هذا الأمر حتى تراق فيه دماء كثيرة. وهذه علوم التفسير والحديث والفتيا وغيرها من العلوم، لم يعلم أن الناس أخذوا عن العمري الزاهد منها ما يذكر فكيف يقرن هذا بمالك في العلم ورحلة الناس إليه؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم هذه كتب الصحيح التي أجل ما فيها كتاب البخاري أول ما يستفتح الباب بحديث مالك وإن كان في الباب شيء من حديث مالك لا يقدم على حديثه غيره ونحن نعلم أن الناس ضربوا أكباد الإبل في طلب العلم فلم يجدوا عالمًا أعلم من مالك في وقته.
والناس كلهم مع مالك وأهل المدينة: إما موافق، وإما منازع فالموافق لهم عضد ونصير والمنازع لهم معظم لهم مبجل لهم عارف بمقدارهم.
وما تجد من يستخف بأقوالهم ومذاهبهم إلا من ليس معدودًا من أئمة العلم وذلك لعلمهم أن مالكًا هو القائم بمذهب أهل المدينة.
وهو أظهر عند الخاصة والعامة من رجحان مذهب أهل المدينة على سائر الأمصار، فإن موطأه مشحون: إما بحديث أهل المدينة، وإما بما اجتمع عليه أهل المدينة: إما قديما، وإما حديثا، وإما مسألة تنازع فيها أهل المدينة وغيرهم فيختار فيها قولا ويقول: هذا أحسن ما سمعت.
فأما بآثار معروفة عند علماء المدينة ولو قدر أنه كان في الأزمان المتقدمة من هو أتبع لمذهب أهل المدينة من مالك فقد انقطع ذلك.
ولسنا ننكر أن من الناس من أنكر على مالك مخالفته أولا لأحاديثهم في بعض المسائل كما يذكر عن عبد العزيز الدراوردي أنه قال له في مسألة تقدير المهر بنصاب السرقة: تعرقت يا أبا عبد الله أي: صرت فيها إلى قول أهل العراق الذين يقدرون أقل المهر بنصاب السرقة لكن النصاب عند أبي حنيفة وأصحابه عشرة دراهم.
وأما مالك والشافعي وأحمد فالنصاب عندهم ثلاثة دراهم، أو ربع دينار كما جاءت بذلك الأحاديث الصحاح. فيقال: أولا: أن مثل هذه الحكاية تدل على ضعف أقاويل أهل العراق عند أهل المدينة، وإنهم كانوا يكرهون للرجل أن يوافقهم وهذا مشهور عندهم يعيبون الرجل بذلك كما قال ابن عمر لما استفتاه عن دم البعوض وكما قال ابن المسيب لربيعة لما سأله عن عقل أصابع المرأة.
وأما ثانيًا: فمثل هذا في قول مالك قليل جدا وما من عالم إلا وله ما يرد عليه وما أحسن ما قال ابن خويز منداد في مسألة بيع كتب الرأي والإجارة عليها: لا فرق عندنا بين رأي صاحبنا مالك وغيره في هذا الحكم، لكنه أقل خطأ من غيره.
وأما الحديث فأكثره نجد مالكا قد قال به في إحدى الروايتين وإنما تركه طائفة من أصحابه كمسألة رفع اليدين عند الركوع والرفع منه.
وأهل المدينة رووا عن مالك الرفع موافقًا للحديث الصحيح الذي رواه، لكن ابن القاسم ونحوه من البصريين هم الذين قالوا بالرواية الأولى ومعلوم أن مدونة ابن القاسم أصلها مسائل أسد بن الفرات التي فرعها أهل العراق ثم سأل عنها أسد ابن القاسم. فأجابه بالنقل عن مالك وتارة بالقياس على قوله ثم أصلها في رواية سحنون فلهذا يقع في كلام ابن القاسم طائفة من الميل إلى أقوال أهل العراق وإن لم يكن ذلك من أصول أهل المدينة.
ثم اتفق أنه لما انتشر مذهب مالك بالأندلس وكان يحيى بن يحيى عامل الأندلس والولاة يستشيرونه فكانوا يأمرون القضاة أن لا يقضوا إلا بروايته عن مالك ثم رواية غيره فانتشرت رواية ابن القاسم عن مالك لأجل من عمل بها وقد تكون مرجوحة في المذهب وعمل أهل المدينة والسنة حتى صاروا يتركون رواية الموطأ الذي هو متواتر عن مالك وما زال يحدث به إلى أن مات لرواية ابن القاسم وإن كان طائفة من أئمة المالكية أنكروا ذلك فمثل هذا أن كان فيه عيب فإنما هو على من نقل ذلك لا على مالك ويمكن المتبع لمذهبه أن يتبع السنة في عامة الأمور، إذ قل من سنة إلا وله قول يوافقها بخلاف كثير من مذهب أهل الكوفة، فإنهم كثيرا ما يخالفون السنة وإن لم يتعمدوا ذلك. اهـ
اين قول الشيخ من كتب المالكية مثل الإشراف للقاضي عبدالوهاب و كتاب الذخيرة للقرافي و الجامع لأحكام القرآن للعربي و احكام القرآن للقرطبي و اكمال المعلم للقاضي عياض.
بل جمع كل من الغرياني في كتابه مدونة الفقه المالكي و حبيب الطاهر في كتابه ادلة الفقه المالكي حجما لا يستهان به من ادلة المالكية الموجودة في كتبهم.
فهل انصف الشيخ في كلامه؟
ـ[الحُميدي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 02:13]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل .. ،وحفظ الله شيخنا العلامة محمد بوخبزة و بارك في علمه و عمره.،
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 04:09]ـ
للتذكير و المناقشة: من يتحفنا بكتب ادلة المالكية
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 04:27]ـ
فهل انصف الشيخ في كلامه؟
لا أرى الشيخ حفظه الله أنصف المالكية غفر الله للجميع
كتب المالكية المعتنية بالدليل كثيرة أخي التقرتي
وكذلك العلماء المالكية المعتنون بالأدلة كثر
وفي المالكية من نقاد الحديث كثر
ومن يقول بأن نقاد الحديث من المالكية قلائل فكأنه يقول بأن نقاد الحديث في المغرب والأندلس قلائل إذ أغلب علماء تلك البلاد منذ عهد زياد بن عبد الرحمن المعروف بشبطون تـ سنة 204 إلى الآن موالك
وينبغي أولا تحرير معنى (الدليل) فبعتض الناس يقصره على الأحاديث أو المنقولات وليس كذلك فأدلة الفقه كثيرة بعد المنقولات القياس والتعليل والإجماع والمصالح المرسلة والأشباه والنظائر والمعقول وغير ذلك
أما كتب المالكية التي اعتنت بذكر الأدلة:
/// فأولها موطأ مالك
/// ثم الواضحة لابن حبيب
/// ومصنفات القاضي إسماعيل كأحكام القرآن والرد على محمد بن الحسن وغيرها
يتبع بعد الصلاة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 04:33]ـ
نعم اخي و كذلك البيان و التحصيل ثم بداية المجتهد كلها ذكرت الأدلة بل كتاب الذخيرة للقرافي من اجودها و لم ارى له مثيلا من حيث الناحية الأصولية في كتب المذاهب الأخرى
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 06:45]ـ
نعم أخي الكريم
/// فالبيان والتحصيل يعتني بذكر الأدلة كذلك ذكر بعض الباحثين أنه جرد المجلد الأول والثاني فوجد فيهما سبع مئة حديث مرفوع.
/// وكذلك من الناحية الأصولية ابن رشد في المقدمات
/// بداية المجتهد
/// كتب أبي عمر ابن عبد البر كالتمهيد وغيره
/// وشرح التلقين للمازري
/// والذخيرة للقرافي
/// ولا ننسى المدونة ففيها نثر لأدلة المالكية
/// وكذلك النوادر لأبي زيد
/// وكذلك شروحهم على كتب الحديث كشروحهم على البخاري كشرح الداودي وابن بطال وغيرهما وشروحهم على مسلم كشرح المازري وعياض والقرطبي وغيرهم وشرح ابن العربي على الموطأ والترمذي
/// وكمصنفاتهم في أحكام القرآن ككتاب ابن العربي والقرطبي
/// والمنتقى للباجي وأصله
/// واهتمام بعضهم في الرد على الشافعي ككتاب ابن عبد الحكم وغيره
/// وكتب محمد بن سحنون كالجامع والجوابات في الرد على الشافعي وأهل العراق
/// رد القاضي إسماعيل على أبي حنيفة والشافعي
/// رد ابن عبد الحكم على أهل العراق
/// وكتب ابن الوراق تـ 329 كالرد على محمد بن الحسن والحجةوبيان السنة وهي محشوة بالآثار والرد على المخالف
/// وكردود بكر القشيري تـ334 على المزني والطحاوي
/// وكتب الأبهري كمسلك الجلالة في مسند الرسالة حيث رفعجميع مسائل الرسالة التي تبلغ 4000 مسألة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكان غاية في الاحتجاج للمذهب وله الرد على المزني وغيرها
/// والذب عن مذهب مالك للقيرواني أبي زيد
/// والدلائل للأصيلي أبي محمد
/// وعيون الأدلة لابن القصار
/// وكتب القاضي عبد الوهاب كالإشراف والنصرة
/// ولابن العربي كتاب كبير في الخلاف اسمه الإنصاف
/// وكتاب تهذيب المسالك في نصرة مذهب مالك على منهج العدل والإنصاف في شرح مسائل الخلاف الفندلاوي
/// ومناهج التحصيل للرجراجي كان حياً في أواسط القرن القرن السابع
وفي شروح الموطأ والمدونة من أدلة المالكية ما يجلو عن الوصف
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 06:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأفاضل قد أقلكم علما و فضلا و اطلاعا و هذا هو الواقع
لكن لي تجربة مقاربة لتجربة الشيخ وهبة الزحيلي حفظه الله في البحث عن الكتب التي تحتوي على أدلة أخواننا في مذهب الامام مالك و رغم أني أرى نفسي مقصرا و لم أستوعب في بحثي حتى هذه اللحظة كل ما هو مطبوع من مصنفات المذهب المالكي الا أنني في الوقت الحالي أوافق الشيخ فيما ذكره و انا هنا أتكلم عن الكتب التي تربط الحكم بدليله و تعليله و ليست تلك التي عنيت بجمع و تخريج الأحاديث
و ليس هناك أفضل من كتابي القاضي البغدادي في هذا الصدد المعون و الاشراف رغم أنه يمثل مالكية العراق الا أنه أفضل من صنف في مثل هذا الباب و كذلك لا ننسى كتاب الذخيرة الذي ذكره الاخ التقرتي و الذي اعده من كتب الاسلام الكبار و هو مفخرة لكل مالكي هذا و كتب البيان و التحصيل لابن رشد الجد هذا من ناحية كتب الفقه التي احتوت على الاستدلال و التعليل للمسائل و لا أدري حقيقة عن كتاب التوضيح لخليل فانا لم اطلع الا على جزء منه و كذلك كتاب المازري شرح التلقين ليت الاخوة يعطوننا رايهم فيها
من شروحات الاحاديث التي عنيت بالاستدلال للمسائل المنتقى للباجي و الذي هو على منهج العراقيين و الامام ابن عبدالبر في كتابيه الماتعين التمهيد و الاستذكار
هذا ما استحضرته الان ننتظر مشاركات الاخوة وخصوصا المالكية
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 07:04]ـ
وغيرها من الكتب
///فكل من نظر في هذه الكتب وقرأ كلام العلماء في وصفها علم مدى اهتمام علماء المالكية بالأدلة
وهذا واضح جلي
/// استفدت ذكر بعض كتب المالكية التي تهتم بالأدلة من كتاب اصطلاح المذهب لمحمد علي ومن هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=59205
وغير ذلك
/// فالقول الشائع أن المذهب المالكي يفتقر إلى الأدلة قول عار عن الصحة والله أعلم
/// نعم الاهتمام بالأدلة عند المتأخرين (بداية القرن الثامن) أقل منه عند المتقدمين ولا يعني ذلك عدمها مطلقا
وفي الرابط السابق بعض كتب المتأخرين التي اهتمت بالأدلة
في هذه المشاركة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=321295&postcount=29
/// وينبغي التفريق بين أغراض التأليف فبعض العلماء يكون قادرا على الاستدلال للمذهب ولكنه غرضه من التصنيف الفلاني تحرير المذهب والخلاف فيه وأقوال الإمام أو تصوير المسائل وضبطها واختصارها للحفظ وغير ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 07:06]ـ
لقد أصاب العلامة أبو خبزة - رحمه الله - في ما قال وهو من أعلم الناس بالمالكية وبتراثهم وبكتبهم المخطوطة والمطبوعة والمفقودة. والشيخ أبو خبزة قارن المذهب المالكي ببقية المذاهب الأخرى. ولاشك أن الباحث في الفقه إذا أراد أن يقف على حجج المالكية في مسألة انفردوا بها يتعسر عليه الأمر كما نقله الشيخ أبو خبزة عن الشيخ وهبة الزحيلي. وذلك مما دفع بعض المعاصرين لتأليف كتب تعتني بحجج المالكية الفقهية كالشيخ الصادق الغرباني في كتابه " مدونة الفقه المالكي " وكذلك أحمد نور سيف المالكي كان له مشروع أظنه معلمة الفقه المالكي , وهناك بحوث أخرى لهم. بخلاف الحنفية فتجد حججهم واضح في كثير من شروح الهداية كشرح العيني وغيره وفي البدائع والمبسوط فلهم عناية بذكر حججهم وكذلك الشافعية والحنابلة فلهم اليد الطولى في هذا الباب. وأما ذكره شيخنا أمجد من بعض كتب المالكية فبعضها مفقود غير موجود كشرح الأبهري على الرسالة , وبعضها ليس بعمدة عن المالكية كشروح ابن عبدالبر على الموطأ، بل هم يقدمون رواية ابن القاسم على الموطأ والعتيبة التي شرحها ابن رشد في البيان والتحصيل ليست بعمدة عندهم ففيها غرائب وشذوذات كما قاله بعض المالكية. ومن أجمل الكتب المالكية التي طبعت مؤخرا وعنيت بحجج هو كتاب "مناهج التحصيل " وكتب القاضي عبدالوهاب عموما كالمعونة وشرح الرسالة. والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 07:13]ـ
ما ذكرته أخي أبو عبد الرحمن حول كتب ابن عبد البر وغيره تجد الرد عليه في الرابط المحال عليه فقد رد بعض الأفاضل على ذلك
وكون بعض الكتب مفقودة لا يعني فقد الأدلة في المذهب المالكي لأن أغلب الكتب التي ذكرتها غير مفقودة
أضف أن العلماء يأخذ بعضهم عن بعض خاصة علماء المذهب الواحد فما فقد من بعض الكتب المذكورة قد حفظ لنا في ما وجد من الكتب وإن لم بكن كله بل أغلبه
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 08:27]ـ
أما قول الشيخ حفظه الله:
والمحدثون النقاد منهم قليلون، فلهذا لا تكاد تجد فيهم مَن عُني بتخريج أحاديث كتاب مهم عندهم
فكونهم لا يوجد عندهم كتاب تخريج كما عند الشافعية والحنفية لا يصلح دليلا على ندرة وقلة وجود نقاد للحديث فيهم
لأنهم قد يكونوا اكتفوا بغيره من كتب الأدلة التي عندهم
ولا أعلم للحنابلة أنهم قاموا بتخريج أحد كتبهم المشهورة وهذا لا يعني قلة وجود نقاد للحديث فيهم
كما يدل عليه الواقع
/// ونقاد الحديث المالكية كثر منهم الإمام وابن وهب وأصبغ وابن الجباب وابن عبد البر والأصيلي والمازري وعياض وعبد الحق وابن رشيد والداني صاحب الأطراف وابن القطان وغيرهم كثير
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 08:55]ـ
لقد أصاب العلامة أبو خبزة - رحمه الله - في ما قال وهو من أعلم الناس بالمالكية وبتراثهم وبكتبهم المخطوطة والمطبوعة والمفقودة. والشيخ أبو خبزة قارن المذهب المالكي ببقية المذاهب الأخرى. ولاشك أن الباحث في الفقه إذا أراد أن يقف على حجج المالكية في مسألة انفردوا بها يتعسر عليه الأمر كما نقله الشيخ أبو خبزة عن الشيخ وهبة الزحيلي. وذلك مما دفع بعض المعاصرين لتأليف كتب تعتني بحجج المالكية الفقهية كالشيخ الصادق الغرباني في كتابه " مدونة الفقه المالكي " وكذلك أحمد نور سيف المالكي كان له مشروع أظنه معلمة الفقه المالكي , وهناك بحوث أخرى لهم. بخلاف الحنفية فتجد حججهم واضح في كثير من شروح الهداية كشرح العيني وغيره وفي البدائع والمبسوط فلهم عناية بذكر حججهم وكذلك الشافعية والحنابلة فلهم اليد الطولى في هذا الباب. وأما ذكره شيخنا أمجد من بعض كتب المالكية فبعضها مفقود غير موجود كشرح الأبهري على الرسالة , وبعضها ليس بعمدة عن المالكية كشروح ابن عبدالبر على الموطأ، بل هم يقدمون رواية ابن القاسم على الموطأ والعتيبة التي شرحها ابن رشد في البيان والتحصيل ليست بعمدة عندهم ففيها غرائب وشذوذات كما قاله بعض المالكية. ومن أجمل الكتب المالكية التي طبعت مؤخرا وعنيت بحجج هو كتاب "مناهج التحصيل " وكتب القاضي عبدالوهاب عموما كالمعونة وشرح الرسالة. والله أعلم
بل لم يصب اخي هناك فرق بين القول ان ادلتهم غير مجموعة في مكان واحد - و في هذا القول نظر - و بين القول ان كتبهم تخلو من الادلة.
كيف ذلك و كتاب التمهيد و الذخيرة مطبوعان و متداولان.
اما اصحاب المذاهب الأخرى فشيئ عادي ان لا يعثروا على ادلة المالكية فهم لم يعتادوا على فقهم و لم يدرسوا كتبهم. و ما هذا إلا لبحثهم في كتب المتأخرين و تركهم كتب المتقدمين.
نحن في بلدنا درسنا فقه المالكية و فروعهم و درسناه بالدليل فلم نسمع يوما احدا اشتكى من نقص الدليل عندهم إلا من عند غير المالكية و اظن ان الشيخ بوخبزة تأثر بأقوال غيره من علماء المذاهب الأخرى. فانظروا كتاب الغرياني و الحبيب الطاهر جمعوا اضعاف ما جاء به الزحيلي من ادلة و ما هذا الا لقلة علمه بفقه المالكية (و في كل الاحوال لا يعتمد على الزحيلي في الفقه المالكي).
عمدة فقه المالكية الموطأ و هذا كاف فلا تجد مثله في المذاهب الأخرى فحسبك ان فقههم يدور على كتاب حديث.
و قد شهد لذلك شيخ الاسلام بن تيمية فارجع للفتاوي فقد عقد فصلا كاملا في هذا الباب
بل يكفي دراسة كتاب بداية المجتهد للتأكد من صحة ذلك فقد اورد ادلة جميع المذاهب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 10:43]ـ
جزى الله خيرا أخانا التقرتي على هذا الموضوع الجيد.
وقد نوقش مثل هذا الموضوع قبل في هذا المنتدى المبارك و كذا في ملتقى أهل الحديث على ما أذكر ,الا أنه ينبغي تحديد ما المقصود بالدليل؟ هل هو الدليل الذي استدل به المالكية للمسألة أو هو الدليل من الكتاب و السنة ,لأن بعض المتأخرين يتكلف في ايراد الدليل على المسألة و يعزوه للمذهب و الحق أن هذا الدليل لا أثر له في كتب المالكية.
كما أن بعض المذاهب الموافقة للمذهب المالكي في حكم مسألة معينة قد يستدلون بدليل لم يستدل به المالكية ’ فهل يصح منهجيا أن أخذ هذا الدليل الذي استدل به المذهب الأخر و أحشره ضمن أدلة المالكية على المسألة ما دام أنهم اتفقوا على الحكم.
كل هذه الاشكالات كانت ترد علي عندما درست متن الرسالة على أحد المشايخ - بالدليل - فكنت ألمس منه بعض التكلف في الاستدلال للمسألة.
فأرجوا من الاخوة المتخصصين المشاركة و اثراء النقاش.
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 10:45]ـ
جزى الله خيرا أخانا التقرتي على هذا الموضوع الجيد.
وقد نوقش مثل هذا الموضوع قبل في هذا المنتدى المبارك و كذا في ملتقى أهل الحديث على ما أذكر ,الا أنه ينبغي تحديد ما المقصود بالدليل؟ هل هو الدليل الذي استدل به المالكية للمسألة أو هو الدليل من الكتاب و السنة ,لأن بعض المتأخرين يتكلف في ايراد الدليل على المسألة و يعزوه للمذهب و الحق أن هذا الدليل لا أثر له في كتب المالكية.
كما أن بعض المذاهب الموافقة للمذهب المالكي في حكم مسألة معينة قد يستدلون بدليل لم يستدل به المالكية ’ فهل يصح منهجيا أن أخذ هذا الدليل الذي استدل به المذهب الأخر و أحشره ضمن أدلة المالكية على المسألة ما دام أنهم اتفقوا على الحكم.
كل هذه الاشكالات كانت ترد علي عندما درست متن الرسالة على أحد المشايخ - بالدليل - فكنت ألمس منه بعض التكلف في الاستدلال للمسألة.
فأرجوا من الاخوة المتخصصين المشاركة و اثراء النقاش.
اما هذه فهي مسألة فرعية لا دخل لها في نقاشنا فنرجوا عدم الخروج عن النقاش.
ان اردت فهم ادلة المالكية و ما هي ارجع لكتاب الغرياني او حبيب الطاهر فسيتضح لك ما هو الدليل عندهم و اين تجده في مصادره
بارك الله فيك اخي
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 02:25]ـ
اما كون الشيخ بوخبزة مطلع على الفقه المالكي فهذا لا يعني انه لا يخطئ و لو تمعنت كلام بن تيمية جيدا فقد لونت باللون الاحمر ما قصدته منه و هو كون الامام مالك المقصود بحديث عالم المدينة و كذلك ذكرته لتبيان اصول الامام مالك و دقتها فهو مخالف لما ذهب اليه بوخبزة , لا كما فهمته اخي فهما ظاهريا على اني نقلته من اجل القول ان في كتب المالكية ادلة اظنك قرأت العنوان فقط ثم حكمت.
كلامك اخي و عذرا على هذه الكلمة فارغ لا معنى له فلم تأتي الا بمدح الرجل فقط!!! و لا شيئ يذكر فان كان الرجل عليم بمذهب المالكية فكذالك الغرياني و حبيب الطاهر فقد خالفوه فيما يقول.
يبقى الدليل معنا في وجود كتب كثيرة اعتنت بالدليل بل لو انصف الشيخ لذكر الذخيرة في كلامه فتمعن كلامه جيدا و هل يغفل مالكي على كتاب الذخيرة عند ذكر ادلة المالكية؟
بل حتى العلامة الخضير الذي قال قولا شبيها بقول بوخبزة عقب فذكر كتاب الذحيرة و ما فيه من ادلة فكيف لغير مالكي ان يذكر الكتاب اما المالكي فينساه؟
اما قولك ان المالكية لم يكن فيهم من يعتني بالدليل فاقول لك يكفينا بن عبد البر و القاضي عياض فهما محدثان.
اما اعتناء المالكية بالدليل فمشهور عند المتقدمين انما غفل عليه المتأخرون فقط.
فراجع بداية المجتهد و البيان و التحصيل و التمهيد و الذخيرة و احكام القرآن و غيرها .... انظر الفقه المالكي و ادلته فسترى كثرة الكتب التي ذكرت الادلة و ما من مسألة الا و لها دليلها
فعلى هذا كلام الشيخ بوخبزة خال من الانصاف للأسف و يرده ما قدمه الغرياني في كتابه فارجع اليه، اذن العبرة بما ايدينا من كتب ملييئة بالادلة.
اما خلو اكثر كتب المتأخرين من الادلة لا لشيئ الا لأن الفقه المالكي مبني على الموطأ فهم على خلاف غيرهم من المذاهب الاخرى ادلتهم محفوظة في كتاب منفصل انما المشكلة في ربط الادلة بالمسائل مباشرة. و هذا لا بد له من شروح الموطأ!!! فمن اراد البحث عن الادلة يرجع اليها.
لذلك اتصفت كتب المالكية بالصعوبة فهذه الصعوبة ممدحة لها وليست منقصة إنما صعب الامر على المعاصرين لبعدهم عن قوة استدلال المتقدمين و المتأمل في كتاب ككتاب الطاهر بن عاشور و اضواء البيان للشنقيطي يعرف قوة فقهاء المالكية و ادلتهم.
فالغرياني قد جمعها و قدمها للجميع فالعبرة بالموجود و ليس القائل بعدمه فقد اثبت لنا اكثر من عالم وجود الادلة في كتب المالكية فكيف لنا ان نأخد بقول بوخبزة الذي هو خال من الادلة؟ و نترك ما جمعه الغرياني و حبيب الطاهر من بطون كتب المالكية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 09:26]ـ
اخي الفاضل التقرتي و هل كتابي الشيخين الغرياني و الطاهر من معتمدات المذهب
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 10:38]ـ
فائدة:
يقول العلامة ابن باديس رحمه الله:
«كما أُدخِلت على مذهب أهل العلم بدعة التقليد العامّ الجامد التي أماتت الأفكار، وحالت بين طلاّب العلم وبين السنّة والكتاب، وصيّرتها -في زعم قومٍ- غير محتاج إليهما من نهاية القرن الرابع إلى قيام الساعة، لا في فقه ولا في استنباط ولا تشريع، استغناءً عنهما زعموا بكتب الفروع من المتون والمختصرات، فأعرض الطلاّب عن التفقّه في الكتاب والسنّة وكتب الأئمّة، وصارت معانيها الظاهرة، بَلْهَ الخفية مجهولة حتى عند كبار المتصدّرين» (2 - بسم الله الرحمن الرحيم) ?- الآثار (5/ 38).
ويقول العلامة العربي التبسي رحمه الله:
«ان رد السنن النبوية قولية او عملية بمجرد مخالفتها لمذهب من المذاهب محادة لرسول الله عليه الصلاة والسلام وخروج ايضا عن امتثال حديث {لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به} وعصيان لوصايا ائمة الاسلام الثابتة عنهم وفي مقدمة اولئك الائمة مالك بن انس الذي روى عنه اصحابه كمعين بن عيسى انه كان يقول {انما انا بشر اخطىء واصيب فانظروا في رايي فكلما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكلما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه} وكم له ولغيره من هذه العبارات في هذا المعنى مناديتا بعرض اقوال الرجال على سنة خير الانام ولكن وصاياهم عطلها بل نبذها الخلف الذي انتسب اليهم بعد الف سنة او تزيد انتسابا لو قدر لمالك ان يبعث من قيره لقال في نسبة هذا الرهط اليه المخالفين لوصاياه المعطلين لروح مذهبه ما قال عيسى عليه السلام في اولئك الذين كذبهم بقوله {ماقلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء قدير}
والله يشهد والوا العلم ان مالكا بريء من كل نابذ لسنة قولية او عملية بدعوى التمذهب بمذهب مالك او ان كتب المالكية ليس فيها مايصدق تلك السنة وحاشا مالكا ان يقول صدقوا ما يقول ابن شامس في الجواهر واكفروا بصحيح الحديث الذي يرويه احمد وابو داوود والنسائي والبيهقي والطحاوي
واذا كان الفقهاء كلهم او جلهم يذهبون الى ان العبادات يتبع فيها النص وياخذ فيها بالوارد واننا نرى ان مذهبهم كلهم يقوم بالاحاديث التي يصح سندها او يحسن عن كل راي وكل قياس واذا وجد خلاف بينهم في فرع من فروع العبادات فان حكم الله مع من يشهد له النص ويايده الدليل النقلي و القول الاخر صاحبه مجتهد مخطىء معذور له اجتهاده وكل ماجاء بعد ذللك ممن اطلع على القولين ان بيد احد القولين حديث عن رسول الله صحيح وليس بيد الاخر شىء او مايسميه الخياليون او العقلانيون بالقواعد والاقيسة التي لا دخل لها في باب العبادات فانه يجب عليه ان لا يعدل عن قول المبني على الدليل والا كان صاحب هوى جدير بان يذكر بقول النبي عليه الصلاة والسلام اعوذ بالله من علم لا ينفع» 1 محرم 1357هجري العدد 102 من جريدة البصائر
ويقول العلامة أحمد حماني رحمه الله
صنفان خطيران من مجتهدى العصر:
صنفان من مجتهدي العصر نبتت نبتتهما في مجتمعنا المعاصر في الشرق و الغرب، أحداهما عن سوء نية و سبق إصرار، و الأخرى من حسن نية و (تقليد) و جهالة بالإخطار.
نحن حرب على الأولى، و دعاة للهداية و الإرشاد للثانية.
الطائفة الأولى قالت: إن الإسلام فتح باب الاجتهاد فنحن أهله و أولى الناس به فتعالوا نجتهد و نجدد، إذ لا خروج لنا من التخلف إلا بالاجتهاد و التجديد، فيم نجتهد و ماذا نجدد؟ في النظر فيما عُلِم من الدين بالضرورة كركن أو واجب أو حلال أو حرام، ينسخون و يمسخون و يبدلون كلام الله و (يجتهدون). و اقتحموا- فيما اقتحموا صوم رمضان، و إباحة تعدد الزوجات في الإسلام، و قضية الميراث، وأحكام الزواج و الطلاق و العدة و إباحة ما حرم من المأكل و المشروبات. و لهؤلاء نقول ليس هذا اجتهادا و لا تجديدا وإنما هو إلحاد وزيغ، لا اجتهاد فيما فيه النص، و ما علم من الدين بالضرورة و لستم ممن توفرت فيه شروط. الاجتهاد من الرسوخ في العلم، و لا ممن اتصف بالعدالة التي هي أول شروطه و كيف يتصف بها من أنكر
(يُتْبَعُ)
(/)
وجوب الأركان، و عطل آيات القرآن؟
و أما الطائفة الثانية فاجتهدت في العبادة و تهجدت، و التصقت بالسنة وتزمتت ثم قالت: نرفض الأحكام المنصوصة في مذاهب الأئمة المجتهدين، وفي كتب العلماء و الفقهاء المؤلفين و نأخذ الأحكام مباشرة بما جاء في الكتاب المبين أو في حديث خاتم النبيين و اخذوا يحكمون بالبدعة في ما هو موطن خلاف،و يحدثون الفرقة بين جماعة المسلمين، و نحن نقول مرحى لشبيبة الإسلام المفلحين، إن في كلامكم هذا مسحة من الحق قد تؤدي إلى الهلاك المبين، إن هذا القول يوهم أن ما تركه مالك و أبو حنيفة و الشافعي و أحمد و أصحابهم من العلماء المحققين قسيم للكتاب و السنة، و على كل مسلم: إما أن يأخذ بالكتاب و السنة أو يأخذ بما تركه هؤلاء الأئمة من ارث في الدين و ليس هذا هو الحق، و إنما اجتهد هؤلاء الأئمة و بينوا و استنبطوا الأحكام و أزالوا الشبهات. و هم أوولوا العلم الذين أرشدنا ربنا إلى رد الأمور إليهم في قوله تعالى: "و لو ردوه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" فهم اللذين يكشفون لنا من الشبهات ما يخفى على كثير من الناس كما جاء في قوله صلى الله عليه و سلم: "الحلال بين و الحرام بين و بينهما أمور متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس" كل من هؤلاء العلماء و الأئمة التزم الكتاب و السنة و ترك لتلاميذه وصية " إذا وجدتم قولي يخالف الكتاب أو السنة فاضربوا به عرض الحائط". و إنما نقلدهم فيما اجتهدوا فيه – دون أن نتعصب لواحد مخصوص فيهم – لأنهم بلغوا درجة الاجتهاد و قصرنا.
و ليس لأحد منكم أو منا أن يقول أن باستطاعته - في حالته الحاضرة- أن يستنبط بنفسه في الكتاب و السنة، فإن زعم ذلك فقد ادعى الاجتهاد و صدق عليه أنه ترأس قوما لم يبق فيهم عالم فسئل فأجاب بغير علم فأضل و أضل فخذوا إرث هؤلاء المجتهدين، و حذار من كتب حديثة ودعاوي مدعين فإنهم وضعوا أنفسهم موضع المجتهدين، و قالوا لكم خذوا بأقوالنا، و ذروا أقوال المتقدمين، و حكموا على كل من خالفهم بالابتداع، مع أنه له مستندا، و فسقوا المثقفين، و من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما كما جاء في سنة الرسول الأمين.
إننا ننصح لهؤلاء الأبناء و الإخوان أن يطلبوا العلم حتى يتمكنوا من فنونه و يكونوا من أهله، و يصبح لهم ملكة راسخة يكتشفون بها ما أشكل و يعرفون رجاله الحقيقيين، و الأدعياء المزيفين، و الكتب الصحيحة المعتمدة في الفتوى عند أهلها و أهل العلم. و ليكن التصدي لتفسير القرآن و شرح الحديث بعد التمكن من فنون العلم و استكمال الأدوات و ليكن الانتصاب للفتوى بعد توفر الشرائط، و قد سمعنا تحذير النبي صلى الله عليه و سلم من انتصاب الرؤساء الجهال و إقدامهم على الجواب بغير علم، فاتهم نفسك يا أخي، و اسألها، و لا تركن إليها فإنها لأمارة بالسوء.
* نشرت بمجلة الرسالة التي كانت تصدر عن وزارة الشؤون الدينية بالجزائر العدد الأول سنة 1400هـ/1980م]
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 11:45]ـ
المالكية أكثر اعتماد مذهبهم على المدونة ليس على الموطأ
جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر - (ج 3 / ص 414)
(أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، ثنا أحمد بن سعيد بن حزم، ثنا عبيد الله بن يحيى، عن أبيه يحيى بن يحيى قال: كنت آتي ابن القاسم فيقول لي: من أين؟ فأقول: من عند ابن وهب فيقول: الله الله اتق الله فإن أكثر هذه الأحاديث ليس عليها العمل قال: ثم آتي ابن وهب فيقول: من أين؟ فأقول من عند ابن القاسم فيقول: اتق الله فإن أكثر هذه المسائل رأي)
وأما الشيخ الصادق الغرباني: ذكر من أسباب تأليفه "مدونة الفقه المالكي" قال عن كتب المالكية المتوفرة في المغرب والمشرق
(الغموض وصعوبة التراكيب / فلا ينال ما فيها إلا بكد وجهد ولا يستفيد منها إلا المتخصص بعد عناء و طول بحث.
خلو أكثر من ترجيع المسائل إلى أدلتها من الكتاب والسنة والقواعد والأصول المعتمدة) (مدونة الفقه ص 5)
ونحوه قال الحبيب بن طاهر في مقدمة كتابه "الفقه المالكي وأدلته " (وقد أخترت أن يكون مذهب مالك رضي الله عنه موضوع العمل لأنه المذهب المنتشر بالبلاد التونسية ولفقدان كتاب فقه متدوال بهذا الأسلوب ... ) (1 - ص 7)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 11:52]ـ
بارك الله فيكم
الذي لا حظته من كلام الأفاضل خلط
فالذي يقصده أخي الحميدي والشيخ أبو خبزة هو عدم ذكر الأدلة وخلو كتب المالكية منها ولا يقصد أبدا عدم وجود الإدلة للمالكية، بخالف أخي التقرتي فإنه يدافع على شيء المخالف فيه جاله وهو أن المالكية عندهم أدلة
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 12:36]ـ
بارك الله فيكم
الذي لا حظته من كلام الأفاضل خلط
فالذي يقصده أخي الحميدي والشيخ أبو خبزة هو عدم ذكر الأدلة وخلو كتب المالكية منها ولا يقصد أبدا عدم وجود الإدلة للمالكية، بخالف أخي التقرتي فإنه يدافع على شيء المخالف فيه جاله وهو أن المالكية عندهم أدلة
بارك الله فيك اخي لكن كلام الشيخ واضح لقد عمم و ليس كما قلت و الدليل انه ذكر كتاب الغماري في ادلة الرسالة فأقرأ كلامه جيدا كأنه لم توجد كتب فيها ادلة إلا في عصرنا الحالي هذا هو الظاهر من كلامه و يا ليته توقف عند ذلك بل نفى فضل عالم المدينة فأخد يضعف حديثا و هو مقبول عند الامة سلفا و خلفا و هذا كافي لتصحيحه و لا تضره كل العلل التي اعلها الشيخ الالباني به.
فانظر لكلامه جيدا. انا اوافق الشيخ ان هناك الكثير من المتعصبين و هذا لا يجوز فلا بد من الرجوع إلى الادلة لكن لا اوافقه في ما نفاه عن فضل الامام مالك و خلو كتبهم من الدليل حتى يقول ان بعض المتأخرين حاولوا محاولات محتشمة لجمع الادلة فاين الذخيرة من كل هذا؟
انظر ما قاله: قَذَفت المطابع بعدد لا يستهان به من كتب المالكية، وفيها أمهات الكتب، فإذا بها لا تخرج عن سوابقها إلاَّ بما لا يُسمن ولا يغني من جُوع
هل الذخيرة لا يسمن و لا يغني من جوع!!!!
انظر ما قاله في الامام مالك: ومن الواضح أن استكثار الإمام من هذه الأدلة، كان بسبب قلةَ حديثه.
هل هذا كلام منصف؟ كلام لم ù اسمع من سبق الشيخ له!!! اعطني عالما من السلف قال ما قاله الشيخ هل هذا يقال من عالم فضلا ان يقال من مالكي؟
بل ذهب ليقلل من حديث الموطأ و الكل يعرف ان الامام مالك كان يحفظ اضعاف اضعاف ما في الموطأ الا انه كان شديد الانتقاء فهل هذا كلام منصف بالله عليك؟
الشيخ لم ينصف و للاسف في كلامه و نلتمس له العذر بانتقادة للمتعصبة من المالكية لكن هذا لا يخول له التقليل من فضل الامام مالك و موطئه فقد شهد له من هو اعلم و اكبر منه شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله و هذا كاف لإبطال كلام بوخبزة
ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 12:51]ـ
بارك الله فيكم
كثير من أصناف الخلاف مرجعه عدم تحرير مواطن النزاع.
1 - لا يشكك عاقل في أن من المالكية حفاظا ومحدثين من الجهابذة. وهم في هذا كغيرهم. وأيضا لا شك في أن لهم اعتناء بالغا بشروح الحديث. فشراح الموطأ مالكية، وشراح مسلم (قبل النووي) مالكية، وشراح البخاري (قبل ابن حجر) مالكية.
2 - لا يمكن أن يقول عاقل إن المذهب المالكي ليست له أدلة، لأن هذا يعني أن مالكا ومن بعده كانوا يحكمون بمجرد التشهي. إذن الشأن في إبراز هذه الأدلة لا في وجودها في نفس الأمر.
3 - من الواضح جدا أن كتب المالكية المتقدمين مليئة بأصناف من الأدلة الحديثية وغيرها. (ومقصودي بالمتقدمين هنا مَن قبل أبي المودة رحمه الله، لا من قبل ابن أبي زيد رحمه الله على ما هو اصطلاح المالكية). وقد ذكر الإخوة من تلك الكتب طائفة حسنة.
4 - ما بقي إذن إلا كتب المتأخرين، أي الذين عكفوا على مختصر خليل في عصور الجمود الفقهي. (ليست المشكلة في مختصر خليل وإنما في المتعصبين له مطلقا)
الحق أن هذه الكتب - في الغالب - لا تلقي بالا للاستدلال، بل همها تحرير مشهور المذهب. ولعل سبب ذلك ما يلي:
* الجمود الذي أصاب الأمة في العلوم كلها، وهذا ليس خاصا بالمذهب المالكي.
* عدم وجود بيئة التنافس الفقهي، فإن المذهب المالكي حكم بلاد الغرب الإسلامي لقرون طويلة، دون وجود أدنى مخالف من المذاهب الأخرى. فأئمة المالكية لم يجدوا حاجة إلى الاستدلال، لعدم الحاجة إلى النقاش الفقهي أصلا.
ما يقوله الشيخ بوخبزة - نفع الله به - أخذه من أمثال تقي الدين الهلالي وأحمد بن الصديق الغماري. وهم ينطلقون من وصف بيئة مالكية مغرقة في الجمود والتقليد الأعمى.
عالمهم يقول: البناني والرهوني والزقاقية والعمل المطلق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاهلهم: يقول ابن عاشر وميارة.
ولا يكاد يُعرف عندهم أمثال ابن رشد والباجي وابن عبد البر وابن العربي.
ولذلك فإن إنكار دعاة السنة هؤلاء منصب في الغالب على كتب المذهب المتأخرة، وقد يبالغ بعضهم فيعمم على مذهب المالكية كله، نكاية في الخصوم المذهبيين.
ومن المعلوم أن التعصب المقيت، خاصة إن شفع بمساندة السلطان، قد يولد مبالغة في الرد.
والله أعلم.
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 01:07]ـ
بارك الله فيكم
كثير من أصناف الخلاف مرجعه عدم تحرير مواطن النزاع.
1 - لا يشكك عاقل في أن من المالكية حفاظا ومحدثين من الجهابذة. وهم في هذا كغيرهم. وأيضا لا شك في أن لهم اعتناء بالغا بشروح الحديث. فشراح الموطأ مالكية، وشراح مسلم (قبل النووي) مالكية، وشراح البخاري (قبل ابن حجر) مالكية.
2 - لا يمكن أن يقول عاقل إن المذهب المالكي ليست له أدلة، لأن هذا يعني أن مالكا ومن بعده كانوا يحكمون بمجرد التشهي. إذن الشأن في إبراز هذه الأدلة لا في وجودها في نفس الأمر.
3 - من الواضح جدا أن كتب المالكية المتقدمين مليئة بأصناف من الأدلة الحديثية وغيرها. (ومقصودي بالمتقدمين هنا مَن قبل أبي المودة رحمه الله، لا من قبل ابن أبي زيد رحمه الله على ما هو اصطلاح المالكية). وقد ذكر الإخوة من تلك الكتب طائفة حسنة.
4 - ما بقي إذن إلا كتب المتأخرين، أي الذين عكفوا على مختصر خليل في عصور الجمود الفقهي. (ليست المشكلة في مختصر خليل وإنما في المتعصبين له مطلقا)
الحق أن هذه الكتب - في الغالب - لا تلقي بالا للاستدلال، بل همها تحرير مشهور المذهب. ولعل سبب ذلك ما يلي:
* الجمود الذي أصاب الأمة في العلوم كلها، وهذا ليس خاصا بالمذهب المالكي.
* عدم وجود بيئة التنافس الفقهي، فإن المذهب المالكي حكم بلاد الغرب الإسلامي لقرون طويلة، دون وجود أدنى مخالف من المذاهب الأخرى. فأئمة المالكية لم يجدوا حاجة إلى الاستدلال، لعدم الحاجة إلى النقاش الفقهي أصلا.
ما يقوله الشيخ بوخبزة - نفع الله به - أخذه من أمثال تقي الدين الهلالي وأحمد بن الصديق الغماري. وهم ينطلقون من وصف بيئة مالكية مغرقة في الجمود والتقليد الأعمى.
عالمهم يقول: البناني والرهوني والزقاقية والعمل المطلق.
وجاهلهم: يقول ابن عاشر وميارة.
ولا يكاد يُعرف عندهم أمثال ابن رشد والباجي وابن عبد البر وابن العربي.
ولذلك فإن إنكار دعاة السنة هؤلاء منصب في الغالب على كتب المذهب المتأخرة، وقد يبالغ بعضهم فيعمم على مذهب المالكية كله، نكاية في الخصوم المذهبيين.
ومن المعلوم أن التعصب المقيت، خاصة إن شفع بمساندة السلطان، قد يولد مبالغة في الرد.
والله أعلم.
بارك الله فيك اخي لكن لاحظ جيدا ما لونته بالاحمر سابقا فالشيخ تعدى ذلك للامام مالك فوصفه بقلة الرواية و نقد اصوله و نفى فضله؟ هذا اكثر من مسألة المتاخرين فلو بقي في نقد المتعصبة من المتأخرين لوافقناه لكن تعدى ذلك لاصول المذهب هذا نقد في صميم المذهب و ليس مسألة المتأخرين فقط!!!
ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 03:45]ـ
بارك الله فيك
قد أشرت إلى سبب ذلك في آخر مشاركتي السابقة.
المبالغة في الرد لأجل المبالغة في التعصب. كذا المدرسة الهلالية الغمارية. والشيخ بوخبزة منها ينهل كلامه هذا.
وبعبارة أخرى فكلام الشيخ ينبغي أن يلحظ فيه سياقه، ولا يؤخذ فيه إطلاقه.
ومن محاسن الاتفاق أنني - بعد نحو الساعتين من مشاركتي تلك - بدأت القراءة في شرح الأمير على المختصر، فوجدت لمحققه عبد الله بن الصديق الكلام التالي:
( .. لأن كتب المالكية خالية من ذكر الدليل ليس فيها إلا الفقه المحض، والآراء المجردة، وما كان هذا ليليق بمذهب إمام اعترف له الجميع بالتقدم في السنة، وسلموا له الإمامة في علم الحديث، وكان الإمام الشافعي يفاخر به.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم ما كان يليق بمذهب الإمام مالك أن تكون كتب الفقه فيه مجردة عن الدليل، خالية من ذكر الاستنباط والتعليل. ولعل عذر المالكية في ذلك اعتمادهم على أن متقدميهم تكفلوا بالتدليل كابن عبد البر والباجي وابن رشد وأضرابهم، مع تسليم باقي المذاهب لمالك وعدم منازعتهم له، بخلاف المذاهب الثلاثة الباقية فإنه حصل بين أهلها نزاع مذهبي، تطور في كثير من الحالات إلى نزاع سياسي استعمل فيه السلاح، وأزهقت فيه الأرواح، كما يعلم لمن تتبع كتب التاريخ وسير الحوادث).
وأستفيد من هذا الكلام أمرين:
1 - يذكر خلو كتب المالكية من الدليل، ثم يقول إن متقدميهم تكفلوا بالاستدلال. وهذا يفيدنا أنهم حين يذكرون غياب الأدلة من كتب المالكية، إنما يقصدون متأخريهم.
2 - إشارة لطيفة لسبب الظاهرة، قريب مما ذكرت في مشاركتي، لكن بينهما فرق يسير يصلح لجعلهما سببين مختلفين.
والله أعلم.
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 03:55]ـ
بارك الله فيك
قد أشرت إلى سبب ذلك في آخر مشاركتي السابقة.
المبالغة في الرد لأجل المبالغة في التعصب. كذا المدرسة الهلالية الغمارية. والشيخ بوخبزة منها ينهل كلامه هذا.
وبعبارة أخرى فكلام الشيخ ينبغي أن يلحظ فيه سياقه، ولا يؤخذ فيه إطلاقه.
ومن محاسن الاتفاق أنني - بعد نحو الساعتين من مشاركتي تلك - بدأت القراءة في شرح الأمير على المختصر، فوجدت لمحققه عبد الله بن الصديق الكلام التالي:
( .. لأن كتب المالكية خالية من ذكر الدليل ليس فيها إلا الفقه المحض، والآراء المجردة، وما كان هذا ليليق بمذهب إمام اعترف له الجميع بالتقدم في السنة، وسلموا له الإمامة في علم الحديث، وكان الإمام الشافعي يفاخر به.
نعم ما كان يليق بمذهب الإمام مالك أن تكون كتب الفقه فيه مجردة عن الدليل، خالية من ذكر الاستنباط والتعليل. ولعل عذر المالكية في ذلك اعتمادهم على أن متقدميهم تكفلوا بالتدليل كابن عبد البر والباجي وابن رشد وأضرابهم، مع تسليم باقي المذاهب لمالك وعدم منازعتهم له، بخلاف المذاهب الثلاثة الباقية فإنه حصل بين أهلها نزاع مذهبي، تطور في كثير من الحالات إلى نزاع سياسي استعمل فيه السلاح، وأزهقت فيه الأرواح، كما يعلم لمن تتبع كتب التاريخ وسير الحوادث).
وأستفيد من هذا الكلام أمرين:
1 - يذكر خلو كتب المالكية من الدليل، ثم يقول إن متقدميهم تكفلوا بالاستدلال. وهذا يفيدنا أنهم حين يذكرون غياب الأدلة من كتب المالكية، إنما يقصدون متأخريهم.
2 - إشارة لطيفة لسبب الظاهرة، قريب مما ذكرت في مشاركتي، لكن بينهما فرق يسير يصلح لجعلهما سببين مختلفين.
والله أعلم.
نعم اخي فالكلام يفهم من سياقه فالشيخ لم يكتفي بالقول بخلو الدليل من كتبهم المتاخرة فراجع ما قاله بل ذهب لابعد من هذا انتقض اصول المذهب و قال ان الامام مالك قليل الحديث لذلك كثرت اصوله فما رأيك بكلامه في الامام مالك هل هذا انصاف؟
اشرح لي كلامه هذا:
وترى المالكية يتواردون في ترجيح مذهبهم على حديث الترمذي: «يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة» ويعتقدون أنه صحيح،ويحتجون به في فضل مذهب الإمام مالك، والحديث موجود في جامع الترمذي وغيره، وفي مسند أحمد،وهو ضعيف، وينقلون عن "سفيان بن عيينة"،وعبد الرزاق بن هَمام الصنعاني صاحب "المصنف" أن المراد به مالك، ويدفعون قول مَن قال:إنه عبد العزيز العُمري الزاهد، على أن الحديث ضعيف كما قال الألباني في الضعيفة وهناك بيّن علته اهـ
و هذا:
فلنكتف بهذا الإلماع، لِنَخْلُصَ للإشارة إلى أدلة مذهب مالك فنقول بادئ ذي بدء:
بإنها لا تبلُغ عند الآخرين ما بَلَغت عند المالكية الذين أَوصَلُوها إلى ستة عشر أو سبعةَ عشَر دليلاً، وهي إنما عُرفت بالاستقراء، لا بنص الإمام، أو كبار أصحابه: كابن القاسم، وأشهب، وابن وهب، والمغيرة. وإذا تأملها القارئ الواعي وَجَدها تنزل إلى النصف لتداخل بعضِها، وقد انفرد المذهب المالكي بعمل أهل المدينة، ونُوزع في ذلك مالك رحمه الله عَلَى أن الصواب فيه: أنه في غير ما يتناوله الاجتهادُ والرأي، وإنما هو فيما سبيلُه التوقيف كالصاع والمد، ومَن وَقَف على نقد أبي محمد ابن حزم في كتابه الممتع: "الإحكام، في أصول الأحكام"، جزم بضعف هذا الأصل عن الوقوف أمام
(يُتْبَعُ)
(/)
الوحيين، والإجماع، والقياس الجَلِي، وهذا ما أجمع عليه المسلمون من أهل السنة والجماعة حتى الظاهرية نفاة القياس، فإنهم إنما ينفون القياسَ الخفي. وقد عاب الناسُ غلو المالكية في دَعوَى عمل أهل المدينة، بينما لم تتجاوز مسائل العمل عند الإمام في الموطأ المائتين ونيفاً، وبلغ مجموعُها في أمهات المذهب نحوَ الأربعمائة، ومن الواضح أن استكثار الإمام من هذه الأدلة، كان بسبب قلةَ حديثه
و انظر لكلام بن تيمية:
أنه أراد غير مالك كالعمري الزاهد ونحوه. فيقال: ما دل عليه الحديث وأنه مالك أمر متقرر لمن كان موجودا وبالتواتر لمن كان غائبا، فإنه لا ريب أنه لم يكن في عصر مالك أحد ضرب إليه الناس أكباد الإبل أكثر من مالك.
وهذا يقرر بوجهين: أحدهما: بطلب تقديمه على مثل الثوري والأوزاعي والليث وأبي حنيفة وهذا فيه نزاع ولا حاجة إليه في هذا المقام. والثاني: أن يقال: أن مالكا تأخر موته عن هؤلاء كلهم فإنه توفي سنة تسع وسبعين ومائة وهؤلاء كلهم ماتوا قبل ذلك. فمعلوم أنه بعد موت هؤلاء لم يكن في الأمة أعلم من مالك في ذلك العصر وهذا لا ينازع فيه أحد من المسلمين ولا رحل إلى أحد من علماء المدينة ما رحل إلى مالك لا قبله ولا بعده رحل إليه من المشرق والمغرب ورحل إليه الناس على اختلاف طبقاتهم من العلماء والزهاد والملوك والعامة.
ومن زعم أن الذي ضربت إليه أكباد الإبل في طلب العلم هو العمري الزاهد مع كونه كان رجلًا صالحًا زاهدًا آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر لم يعرف أن الناس احتاجوا إلى شيء من علمه، ولا رحلوا إليه فيه
وما تجد من يستخف بأقوالهم ومذاهبهم إلا من ليس معدودًا من أئمة العلم وذلك لعلمهم أن مالكًا هو القائم بمذهب أهل المدينة.
وهو أظهر عند الخاصة والعامة من رجحان مذهب أهل المدينة على سائر الأمصار، فإن موطأه مشحون: إما بحديث أهل المدينة، وإما بما اجتمع عليه أهل المدينة: إما قديما، وإما حديثا، وإما مسألة تنازع فيها أهل المدينة وغيرهم فيختار فيها قولا ويقول: هذا أحسن ما سمعت.
فأما بآثار معروفة عند علماء المدينة ولو قدر أنه كان في الأزمان المتقدمة من هو أتبع لمذهب أهل المدينة من مالك فقد انقطع ذلك.
فاين هو انصاف بوخبزة و كلامه من كلام شيخ الاسلام بن تيمية؟
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 07:38]ـ
يا طلاب العلم ماهكذا يكون النقاش
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 07:42]ـ
بارك الله في الشيخ عصام لو كانت المشاركات تنتهي دائما بهذا الرقي العلمي و الأخلاقي ..
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 07:43]ـ
يا طلاب العلم ماهكذا يكون النقاش
احيانا ينزغ الشيطان بين الاخوة اخي لكن دع الاخ قليلا سيهدأ من غضبه و يعود لرشده.
قد يكون لكل رأي في القضية. الذي نبحث عنه توضيح الامور و ليس الزام الكل برأي واحد.
الكل يدافع عن رأيه بالادلة فلا حرج ان يستميت كل واحد في الاستدلال حتى يتضح الحق.
لكن الرجاء الابتعاد عن اللمز و السب و الشتام فاتركوا اماكنكم نضيفة في المنتديات اخوتي بارك الله فيكم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Apr-2009, صباحاً 01:45]ـ
بارك الله في الجميع
الذي انتشر في الآونة الأخيرة مقولة: أن المذهب المالكي يفتقر إلى أدلة أو أن المالكية لا يهتمون بالدليل أو أن كتب المالكية خالية من الأدلة
فهذه العبارة ونحوها قائلها إما أن يكون مراده:
/// المتقدمين والمتأخرين منهم ويريد بذلك الطعن فيهم وفي تراثهم والتحذير منهم بدعوى التعصب ونحوه
فهذا القول حكايته تغني عن رده وفي الغالب يكون صاحبه عدوا لتراث باقي المذاهب
/// أو يكون مراده جميع المالكية ولا يريد بذلك الطعن بهم وبتراثهم ولكن ظن ذلك لعدم خبرته بكتب المالكية ووصفها
فهذا القول تقدم نقضه بما تقدم من ذكر كثير من كتب المالكية المعتنية بالأدلة كباقي المذاهب
/// أو يكون مراده المتأخرين منهم دون المتقدمين فلا يعمم المقولة على المذهب وأهله وكتبهم وإنما يخص بذلك المتأخرين منهم
فهذا لا خلاف بيننا وبينه إلا إذا كان يقصد أن كتب المتأخرين معدومة الأدلة
فالواقع للناظر فيها أنها لا غير خالية من الأدلة ولكنها قليلة بالنسبة إلى كتب المتقدمين
مع التنبيه إلى ما تقدم ذكره وهو معرفة الغرض من تصنيف الكتاب
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا وضُحَ هذا التفصيل لم يعد يعنينا الكلام حول مراد الشيخ أبي أويس حفظ الله لأنه وإن كان ظاهر كلامه وصريحه التعميم فإذا علمنا قصده من كلام آخر منفصل
انتهى النقاش حول مراده لعدم جدواه وانتقلنا إلى مناقشة صحة القول من عدمه
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Apr-2009, صباحاً 02:24]ـ
أما قول أخي أبو عبد الرحمن:
المالكية أكثر اعتماد مذهبهم على المدونة ليس على الموطأ
جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر - (ج 3 / ص 414)
(أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، ثنا أحمد بن سعيد بن حزم، ثنا عبيد الله بن يحيى، عن أبيه يحيى بن يحيى قال: كنت آتي ابن القاسم فيقول لي: من أين؟ فأقول: من عند ابن وهب فيقول: الله الله اتق الله فإن أكثر هذه الأحاديث ليس عليها العمل قال: ثم آتي ابن وهب فيقول: من أين؟ فأقول من عند ابن القاسم فيقول: اتق الله فإن أكثر هذه المسائل رأي)
أما كون أكثر اعتمادهم على المدونة فالمدونة فيها أدلة
ثم إن الاعتماد في تقرير المذهب على كتاب أو أقوال ابن القاسم غير الاحتجاج للمذهب
لأنه ليس كل الأحاديث يعمل بها لاحتمال المعارض
بمعنى أن تحرير المذهب يكون بالنظر في أصح الروايات عن مالك أو التي مات عليها أو التي هي أقرب لأصوله أو غير ذلك مما هو مقرر في موطنه
ولا يكون بالنظر في الأدلة من الكتاب والسنة
ولكن يكون النظر فيها عند الاحتجاج للمذهب
ومعلوم أن مالكا ومن بعده ممن لم يكونوا يتكلمون في المسائل_ التي أخذ تقرير المذهب منها_ بالتشهي والهوى بل بالأدلة
أرجو أن يكون اتضح مرادي
والمالكية يعتمدون على الموطأ وغيره من كتب الحديث في الاحتجاج للمذهب
ولكنهم يتركون بعض الأحاديث إما لكون العمل على خلافها إما عمل السلف أو عمل أهل المدينة أو لوجود المعارض
أما عمل السلف أو المعارض فواضح ويشاركهم فيه أهل العلم من غيرهم
وأما عمل أهل المدينة فإنهم لا يقدمونه على الحديث مطلقا
بل عندهم في ذلك تفصيل وليسوا على رأي واحد فيه
ذكر هذا كله أبو العباس ابن تيمية في كتابه عن أهل المدينة وقسم القول بالعمل إلى خمسة أقسام وذكر أن بعض الأقسام يشاركهم اهل العلم كالشافعي وأحمد الرأي فيها
بالجملة كتاب الموطأ من الكتب المعتمدة عند المالكية وتقديم غيره عليه عند تحرير المذهب لا يعني أنه غير معتمد عندهم
لأن تقديم غيره عليه في بعض المسائل
كمسألة رفع اليدين مثلا مع أن كثير من المالكية قال بما في الموطأ بها
فهذا التقديم لأمر خارج أو عارض كم تقدم عند ذكر مسألة تحرير المذهب وهو في مسألة تحرير المذهب لا في الاحتجاج
وقد أكثر المالكية من الاحتجاج بما في الموطأ
وأكثروا من شرحه وإقرائه
أبعد هذا كله لا يكون عندهم معتمدا؟!!
الخلاصة/ أن ترجيح بعض مسائل المدونة على الموطأ لا يعني أنه غير معتمد عندهم فهو كترجيح بعض مسائل المدونة على أي كتاب آخر معتمد عندهم فلا يقول أحد أن ترجيح بعض مسائل المدونة على كتاب آخر من كتبهم يجعله غير معتمد
وعلى التنزل فلا يعني ذلك أنهم لا يرجعون له عند الاحتجاج ونصرة المذهب
والكلام هنا أصلا عن الاستدلال والمحاججة عندهم
بارك الله فيكم
يتبع التدليل عليى كون كتب أبي عمر ابن عبد البر من كتب المالكية المعتمدة في الاحتجاج للمذهب وفي تقريره وتحريره أيضا
وإن كنت قد كفيت ذلك من المشايخ في الرابط المحال عليه
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Apr-2009, صباحاً 02:29]ـ
/// وأعتذر عن التقدم على إخواني المالكية في المجلس ومن هم أعلم مني بهذه الأمور
ـ[التقرتي]ــــــــ[05 - Apr-2009, صباحاً 02:49]ـ
كتاب التمهيد لابن عبد البر من احسن شروح الموطأ و من قال انه ليس من كتب المالكية فكلامه مجانب للصواب.
الامام بن عبد البر من اعلم الائمة بالمذهب فقد الف كتاب اختلاف اصحاب مالك فبين فيه ما خالف المالكية امامهم.
اما من قال ان المدونة مقدمة على الموطأ عند المالكية فهذا خطأ ان عممه انما هو العمل عند متأخري المغاربة اما مالكية الاندلس و غيرهم فهم يقدمون الموطأ بلا شك.
و لو فحصنا امهات كتب المالكية نجدها:
الموطأ: كتاب احاديث
المدونة: مليئة بالاحاديث المسندة ايضا
التمهيد و الاستذكار: مليئ بالادلة
الذخيرة: مليئ بالادلة
مختصر خليل: خال من الدليل (كغيره من المختصرات)
الرسالة: خال من الادلة (لانها وضعت اصلا للاختصار)
النوادر: مليئ بالادلة
البيان و التحصيل: مليئ بالادلة
المنتقى: و هو شرح للموطأ
شرح الزرقاني: و هو كسابقه
الكافي في فقه اهل المدينة: خال من الدليل
بداية المجتهد: كتاب اصولي و مليئ بالادلة
اقرب المسالك إلى مذهب الامام مالك:
احكام القرآن للعربي: تفسير للقرآن
المعونة: خال من الدليل
شروح مختصر خليل: خالية من الدليل غالبا
الملاحظ لكل هذه الكتب يدرك جيدا ان اغلبها مليئ بالادلة فان كان للاخوة كتب غير هذه فليتفضل و سنعدها ثم ننظر هل فيها ادلة ام لا و بارك الله في الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[05 - Apr-2009, صباحاً 08:13]ـ
هل كلام الشيخ بو خبزه هنا صحيح؟
فهذا الموطأ وهو الأصل الأول من أصول الحديث، لا تتجاوز أحاديثه المسندة الصحيحة خمسمائة
علماً بان القابسي في كتابه الملخص لمسند موطأ مالك بن أنس، ذكر اكثر من خمسمائة حديث بقليل وفيها بعض الموقوفات
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[05 - Apr-2009, صباحاً 09:41]ـ
المعونة: خال من الدليل (ليس تماما)
وأين انت من كتب العلامة عبد القاهر البغدادي الاخرى وهي تقابل مكانة كتب ابن قدامة رحمه الله عند الحنابلة فللمبتدئين كتاب التلقين (وقد كان يحفظ عن ظهر قلب ايام المرابطين) وللمرحلة المتوسطة كتاب المعونة (وهو غير عار من الدليل) وللمرحلة المتقدمة كتاب الاشراف ..
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[05 - Apr-2009, صباحاً 09:42]ـ
يبدوا أنك أخي التقرتي قد وهمت فالمعونه ليس خاليا من الادلة بل هو مليء بالادلة و وضعه القاضي للاستدلال للمذهب
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[05 - Apr-2009, صباحاً 11:34]ـ
يبدوا أنك أخي التقرتي قد وهمت فالمعونه ليس خاليا من الادلة بل هو مليء بالادلة و وضعه القاضي للاستدلال للمذهب هو كذلك وهو من أنفع كتب المالكية في تقرير الأدلة
ـ[عصام البشير]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 12:21]ـ
يتبع التدليل على كون كتب أبي عمر ابن عبد البر من كتب المالكية المعتمدة في الاحتجاج للمذهب وفي تقريره وتحريره أيضا
بارك الله فيكم
فائدة إحصائية (من الشاملة) تكمل ما كنتُ ذكرته في ملتقى أهل الحديث من قبل:
في مواهب الجليل وهو من أعظم شروح خليل:
عدد مرات ذكر ابن عبد البر: 70 (كثير منها في المسائل الحديثية، أو نقل الإجماعات خارج المذهب).
وعدد مرات ذكر ابن رشد: 1578.
في شرح الخرشي على خليل وهو من الشروح المعتمدة:
ابن عبد البر: 16
ابن رشد: 584
ويمكنك أن تكمل الإحصاء في كتب المالكية الأخرى.
وفائدة طريفة:
ورد ذكر ابن عبد البر:
في تحفة المحتاج: 28 مرة
وفي مغني المحتاج: 19 مرة
وهي من كتب الشافعية.
كتب ابن عبد البر الحديثية كالتمهيد والاستذكار، تعتني بشرح الحديث وبالخلاف العالي. ويعتني بها أهل المذاهب كلها، ولا اختصاص للمالكية بها.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 12:44]ـ
ولو قيل إن ابن عبد البر كان إماما مجتهدا لما بعد.
وقد ذكر جمع ممن ترجم له أنه كان ظاهريا أولا ثم تحول إلى المذهب المالكي، وقالوا عنه إنه يميل إلى مذهب الشافعي كما قال الحميدي وغيره.
وله - رحمه الله - اختيارات كثيرة تخالف مشهور المذهب، يمشي فيها مع ظاهر الحديث.
أما المعتمدون في المذهب فأمثال ابن رشد وابن أبي زيد واللخمي والمازري وابن يونس وابن الحاجب وأضرابهم، وهم كثير.
وكل من مارس كتب المالكية يعرف جيدا من هم المؤلفون الذين يتكرر ذكرهم، والاعتداد بأقوالهم إثباتا أو نفيا.
ـ[التقرتي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 01:05]ـ
يبدوا أنك أخي التقرتي قد وهمت فالمعونه ليس خاليا من الادلة بل هو مليء بالادلة و وضعه القاضي للاستدلال للمذهب
بارك الله فيك اخي، نعم هو وهم كنت اقصد التفريع
كما لاحظتم اخوتي العدد الهائل للكتب المالكية التي فيها ادلة انما قال ما قاله بعض اصحاب المذاهب الاخرى ـ لكن اعجب ان يقولها بو خبزة و هو مالكي ـ لأنهم يهتمون بكتب المتأخرين و شروح خليل لذلك ظنوا ان كتبهم لا دليل فيها و لو أنهم رجعوا لأصل مختصر خليل لوجدوا مبتغاهم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 07:16]ـ
كتب ابن عبد البر الحديثية كالتمهيد والاستذكار، تعتني بشرح الحديث وبالخلاف العالي. ويعتني بها أهل المذاهب كلها، ولا اختصاص للمالكية بها.
بارك الله فيكم ورفع قدركم
الكلام هنا في عدة محاور:
/// الأول: في اعتماد المالكية على كتب أبي عمر في الاحتجاج للمذهب وهو المقصود الأكبر لأن الموضوع طرح لإثبات اعتناء المالكية بالأدلة
فلا شك أن من صنف في الاحتجاج للمذهب ولقول مالك قد استفاد من ابن عبد البر سواء ذكر اسمه أم لم يذكر
وقد اعتنى أبو عمر في مصنفاته بالاحتجاج لمالك كما سيأتي
وكون غير المالكية استفادوا من كتبه في الاحتجاج لمذهبهم وغيره من أنواع الإفادات لا يعني عدم اختصاص المالكية بها
(يُتْبَعُ)
(/)
كالبيهقي لما صنف المعرفة والخلافيات والنووي لما صنف المجموع والمقدسي لما صنف المغني وأمثال ذلك
/// الثاني: أن من أغراض أبي عمر في تصنيف كتبه الاحتجاج لمالك والتدليل للمذهب
وهذا واضح لمن طالع التمهيد فكثيرا ما يردد ويكرر:
"ومن الحجة لمالك" "والحجة لمالك" "والحجة لهذا المذهب" أي مذهب مالك ومن وافقه
ونحو هذه العبارات
يل قال في الاستذكار 378/ 7 _ولا تخفى علاقته بالتمهيد_:"قد جهل بعض من ألف في الحجة لمالك من أصحابنا أو تجاهل ... " ثم ذكر قول المذكور ورده
وكونه يذكر الخلاف العالي ويحتج لغير مالك لا يعني عدم اختصاص المالكية بها كما سبق وإلا لزم القول بعدم اختصاص الشافعية بالمعرفة والمجموع والبيان والحنابلة بالمغني وأمثال ذلك
ولا قائل بذلك
/// الثالث: في كون أبي عمر مالكي المذهب
/// فهذا رأي أكثر العلماء
/// وهو ظاهر من كتبه
/// وقد صنف أبو عمر الكافي على مذهب مالك بعد التمهيد والاستذكار فتراه يحيل على التمهيد فيه وهذا بعد نضج واكتمال حصيلته التعليمية
/// وتراه يخرج بعض الأقوال في المذهب اعتمادا على بعض أقوال أصحاب مالك
/// وكونه يخالف المذهب في مسائل لا يسلب منه أحقية الانتساب له كما لا يخفى كغيره من العلماء كاللخمي والنووي وأبي شامة وابن تيمية وأمثالهم
فلم يقل أحد أنه بمجرد مخالفة اللخمي للمذهب أنه ليس بمالكي
/// الرابع: في كون أبي عمر من كبار فقهاء المالكية ومن أصحاب الأقوال والوجوه
ودليله ماسبق بالإضافة إلى أنهم يعتنون باختياراته وأقواله ويذكرون تصحيحه لبعض الروايات وإن لم يعتمدوها
فيقولون:
/// وطريقة أبي عمر ابن عبد البر كذا
/// ويذكرون قولا ثم يقولون واختاره ابن عبد البر
/// وعن ابن عبد البر كذا وكذا
/// وصحح ابن عبد البر التحريم
/// واقتصر عليه ابن عبد البر في الكافي
/// وهو قول فلان وفلان وابن عبد البر
/// وشهره (أي أحد القولين في المذهب) ابن بشير وابن الحاجب وعبد الوهاب وابن عبد البر
/// ويذكرون قولا ثم يتبعونه بتصحيح أبي عمر له
/// وغير ذلك من العبارات مما تركته اختصارا
فهذا كله _مع ماسبق_ يدل على أن ابن عبد البر من كبار فقهاء المالكية ومن أصحاب الأقوال والوجوه
/// الخامس: نعم ليس ابن عبد البر عندهم في الاعتماد في تحرير المذهب كابن بشير واللخمي والمازري وأمثالهم ممن هم معروفون في المذهب
فعو لا يصل إلى درجتهم عندهم في تقرير المعتمد في المذهب
لكن الأمر كما وصف من قبل
من منزلته والله أعلم
ومجموع ما تقدم كاف والله أعلم في التدليل على أصل الموضوع (صحة عد أبي عمر وكتبه عند رد قول من يتهم المالكية بعدهم الاهتمام بالأدلة)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 10:03]ـ
بارك الله فيكم ونفع بهذه الفوائد.
وكأن الخلاف بيننا لفظي.
من النافع أن تجمع المسائل التي خالف فيها ابن عبد البر رحمه الله مشهور المذهب (أي كما استقر عليه بعد مرحلة خليل رحمه الله).
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 12:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد
فقد تابعت النقاش على أمل أن يجد بعض الإخوة لهذا مخرجا, خصوصا وأنني لاحظت الأخ التقرتي حريصا على معاودة ذكر الشيخ بوخبزة ومحاولة إظهار خطئه.
وعلى كل حال.
فإنه لا ينبغي الحديث في هذه الأمور التراثية إلا من خبير مستقرئ.
وكلام شيخنا بوخبزة صحيح. ولا عبرة بمن يتعاملون مع ظواهر الألفاظ بغير تأمل خبرة ومراس. على أنني راغب إلى الأخ التقرتي أن يراجع مطابقة عنوان المقال للمقال!!!
أود تنبيه أخينا عصام البشير حفظه الله تعالى أن الشيخ قال هذا عن ممارسته لكتب المالكية لا عن تأثر بالهلالي أو أحمد ابن الصديق
وأنبه الإخوة الذين خاضوا في هذا أنني أعرف قصد شيخنا بوخبزة حفظه الله تعالى من هذا كله.
ولي خبرة بكتاباته ومذهبه. كيف ومنه استفدنا هذا.
الشيخ يقصد معشر الأحباب كتب الفقه المالكية التي تولت ذكر الفروع المتكاثرة المخرجة بعضها على بعض. والمعتمد فيها على قال فلان وعلان. وإن شئت فراجع شرح خليل للزرقاني وحاشيتي البناني والرهوني. وتأمل عقيدة الفقهاء المالكية في هؤلاء الثلاثة. فإنهم يقولون: الفقه - ويقصدون مختصر خليل للأسف - إن شرحه الزرقاني وسلمه البناني والرهوني فشد عليه. ولا عبرة عندهم بالدليل.
ولذلك أقول للإخوة: قصد الشيخ كتب الفروع أمثال: الرسالة وابن عاشر والعشماوية ومختصر خليل والعمل المطلق والعمل الفاسي والعمل ... التطواني .. !! وتحفة ابن عاصم الطويلة جدا!! ومختصرات المدونة كمختصر البراذعي الذي طبع مؤخرا, وكتب في الفروع اعتمد عليها القرافي في الذخيرة. بل من راجع الذخيرة وجد بها ذكرا لمئات الفروع من غير ذكر دليل لها سوى قال فلان وعلان.!! وكذلك مختصرات المشارقة كالتلقين للقاضي عبد الوهاب الذي ذكر الأخ التقريتي أن شرح المازري له بالدليل. وإني اسأله: أين رأى شرحه!!؟؟
بل من ذلك كتاب الكافي لابن عبد البر فإنه جرده عن الدليل ولم يوجد من استدل له
ومما ينبئك عن سياسة أصحاب المختصرات أنهم جعلوا في ما ينقل عن مالك المشهور والراجح والضعيف, وكأن قول مالك هو الدليل. وانظر إن أردت أن تعرف فلسفة المالكية – الفروعية – كتاب المعيار المعرب , ومن اللطيف أن تعرف أنهم كانوا يلقبون الجامع للفروع الفقهية التي يقيسون بعضها على بعض بالحافظ كما هو حال الحافظ ابن الجد الفهري, وكذلك الحافظ أبي عمران الفاسي وغيرهما!!!
لم يقصد الشيخ حفظه الله تعالى التمهيد والاستذكار وأمثالهما لأنهما شروح للحديث أي أنهما يصنفان على أنهما فقه للحديث وليسا كتابان في فروع الفقه المالكي. والفرق بينهما واضح.
ودع عنك أخي التقرتي محاولاتك. فالشيخ بوخبزة والشيخ وهبة الزحيلي والشيخ عبد الله ابن الصديق وغيرهما أولى منك في هذا. ولا عبرة بما أوردتموه فإنه ليس مورد النزاع كما قال الأخ الفاضل عصام البشير. فكفوا عن المشاغبة حفظكم الله تعالى. وليتكلم كل فيما يحسنه وإلا ليصمت أو ليستفسر.
بارك الله في الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 12:29]ـ
وأما عن عدد أحاديث الموطأ فراجع مقدمة محمد عبد الله ولد كريم على القبس لابن العربي ص 58.وانظر ما نقله عن ابن حزم عن طريق الحوالك وابن حزم إمام مطلع له معرفة بروايات الموطأ.
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 12:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد
فقد تابعت النقاش على أمل أن يجد بعض الإخوة لهذا مخرجا, خصوصا وأنني لاحظت الأخ التقرتي حريصا على معاودة ذكر الشيخ بوخبزة ومحاولة إظهار خطئه.
وعلى كل حال.
فإنه لا ينبغي الحديث في هذه الأمور التراثية إلا من خبير مستقرئ.
وكلام شيخنا بوخبزة صحيح. ولا عبرة بمن يتعاملون مع ظواهر الألفاظ بغير تأمل خبرة ومراس. على أنني راغب إلى الأخ التقرتي أن يراجع مطابقة عنوان المقال للمقال!!!
أود تنبيه أخينا عصام البشير حفظه الله تعالى أن الشيخ قال هذا عن ممارسته لكتب المالكية لا عن تأثر بالهلالي أو أحمد ابن الصديق
وأنبه الإخوة الذين خاضوا في هذا أنني أعرف قصد شيخنا بوخبزة حفظه الله تعالى من هذا كله.
ولي خبرة بكتاباته ومذهبه. كيف ومنه استفدنا هذا.
الشيخ يقصد معشر الأحباب كتب الفقه المالكية التي تولت ذكر الفروع المتكاثرة المخرجة بعضها على بعض. والمعتمد فيها على قال فلان وعلان. وإن شئت فراجع شرح خليل للزرقاني وحاشيتي البناني والرهوني. وتأمل عقيدة الفقهاء المالكية في هؤلاء الثلاثة. فإنهم يقولون: الفقه - ويقصدون مختصر خليل للأسف - إن شرحه الزرقاني وسلمه البناني والرهوني فشد عليه. ولا عبرة عندهم بالدليل.
ولذلك أقول للإخوة: قصد الشيخ كتب الفروع أمثال: الرسالة وابن عاشر والعشماوية ومختصر خليل والعمل المطلق والعمل الفاسي والعمل ... التطواني .. !! وتحفة ابن عاصم الطويلة جدا!! ومختصرات المدونة كمختصر البراذعي الذي طبع مؤخرا, وكتب في الفروع اعتمد عليها القرافي في الذخيرة. بل من راجع الذخيرة وجد بها ذكرا لمئات الفروع من غير ذكر دليل لها سوى قال فلان وعلان.!! وكذلك مختصرات المشارقة كالتلقين للقاضي عبد الوهاب الذي ذكر الأخ التقريتي أن شرح المازري له بالدليل. وإني اسأله: أين رأى شرحه!!؟؟
بل من ذلك كتاب الكافي لابن عبد البر فإنه جرده عن الدليل ولم يوجد من استدل له
ومما ينبئك عن سياسة أصحاب المختصرات أنه جعلوا في ما ينقل عن مالك المشهور والراجح والضعيف, وكأن قول مالك هو الدليل. وانظر إن أردت أن تعرف فلسفة المالكية – الفروعية – كتاب المعيار المعرب , ومن اللطيف أن تعرف أنهم كانوا يلقبون الجامع للفروع الفقهية التي يقيسون بعضها على بعض بالحافظ كما هو حال الحافظ ابن الجد الفهري, وكذلك الحافظ أبي عمران الفاسي وغيرهما!!!
لم يقصد الشيخ حفظه الله تعالى التمهيد والاستذكار وأمثالهما لأنهما شروح للحديث أي أنهما يصنفان على أنهما فقه للحديث وليسا كتابان في فروع الفقه المالكي. والفرق بينهما واضح.
ودع عنك أخي التقرتي محاولاتك. فالشيخ بوخبزة والشيخ وهبة الزحيلي والشيخ عبد الله ابن الصديق وغيرهما أولى منك في هذا. ولا عبرة بما أوردتموه فإنه ليس مورد النزاع كما قال الأخ الفاضل عصام البشير. فكفوا عن المشاغبة حفظكم الله تعالى. وليتكلم كل فيما يحسنه وإلا ليصمت أو ليستفسر.
بارك الله في الجميع.
دع عنك التهم اخي و حاسبنا بالادلة فلا جديد في كلامك الا التماس الاعذار للشيخ.
كلنا يعرف ما هي امهات الكتب المالكية و كلام الشيخ مفهوم ان اردت الاعتذار للشيخ افعل اما ان تتهم الاخوة فلا حاجة لنا بذلك و فيما اتينا به القدر الكافي لرد كلامك.
و يكفي لذلك كتاب الذخيرة الذي اهتم بتخريج الفروع بالادلة اما مختصر خليل فهذا مختصر و من غير المعقول ان يطالب صاحب مختصر بالادلة هل سمعت متن زاد المستقنع بالادلة؟ اظن انه لا احد اتهم الحنابلة بقلة الادلة.
اما شروح خليل تبقى شروح و العبرة بالاصل الذي اختصر منه و ليس بالشرح
اما من لا يعتبر كتاب التمهيد كتاب فقه مالكي فهو واهم و عليه اعادة دراسة الفقه و هل الفقه المالكي الا شرحا للموطأ!!!!! فربما ستقول لنا ان الموطأ ليس كتاب فقه لانه احاديث فلا يصلح كمصدر للادلة للفقه المالكي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
و من اراد ان ينظر في الادلة عليه بكتاب الغرياني و حبيب بن طاهر فمن اين اتو بالادلة على الفروع لم يبتدعوها اكيد سحبوها من امهات الكتب اما عن محاولات الزحيلي الفاشلة فهذه لا تقاس عليها و لا ينبني عليها حكم فهو ليس مالكي اصلا و كم غلط في كتابه بالنقل عن المالكية بل لم يأتي بجديد حتى قال فيه احد المشايخ هذا فقه حنفي و ليس مالكي فراجع كلام العلماء في كتبه فهو يغني عن كلامك.
و لا ادري اي منطق في قولك على كتاب الكافي الم تدري انه جمع لما في الاستدكار و التمهيد و الدليل هناك بل يحيل عليه فانظر لخطئك
اما كتاب التلقين للقاضي فدلني اين ذكرته في مشاركاتي!!!!
و بارك الله في اخينا امجد فقد جاء بالكثير من كتب المالكية و التي تهتم بالفروع و المليئة بالادلة
فالشيخ انتقص حتى من قدر الامام مالك بالتشكيك في اصوله و بانه ليس عالم المدينة فاين انت من هذا الانتقاص الذي لم يقل به احد من قبل حتى من غير المالكية بل ذهب للقول ان باع الامام مالك في الحديث قليل كيف ذلك و قد انتقل اليه علم اهل المدينة و كيف يطعن في اصوله و امتدحها غيره. ثم ينتقد احاديث الموطأ و الدارس للموطأ يعرف مراحل تطوره و ان الامام مالك حذف منه احاديث على مر اربعين سنة و هذا لا يخفى على اقل طالب علم مهتم بالموطآت المختلفة.
ادن تكلم بالادلة او لتصمت اخي لا نحتاج تعصبا لشيخ فكلام الشيخ واضح نفى تماما الادلة من امهات كتب المالكية هذا ما قاله في كلامه و لم يقل شروح خليل او كتب المتأخرين بل لم يذكر اي كتاب من كتب الادلة و هذا ما يدل على تعميم كلامه.
و لا ادري من المشاغب من يريد ان يصحح قول الشيخ و ان كان خطؤه بائن او من يأتي بهذا الكم الهائل من الكتب.
على الاقل الاخوة استفادوا بمعرفة كتب المالكية هنا فبماذا افدتنا انت؟ لم نستفد منك الا تهمة و كأن كلام بن تيمية في عالم المدينة لم يكفك لبيان قدره و خطأ ما ذهب اليه الشيخ بوخبزة.
العلماء بشر و البشر قد يخطئ و انا لا اشك ان نية الشيخ سليمية و هي انتقاد المتعصبة و المقلدة لكنه في كلامه ذهب بعيدا لاكثر من هذا و هذا ما لا نقبله لذلك جعلت عناون المقال هل انصف، فانا اتكلم من ناحية الانصاف.
فالمتأمل في كلام الشيخ لا يجد انصافا فيه فهو لم يترك شيئا في المذهب المالكي الا انتقده انتقد الكتب و الاصول و علم الامام مالك و حديثه و فضله فهل من خطئ اكبر من هذا؟ ان سلم من واحدة لا يسلم من الجميع و ان كنت ترى غير الذي قلته في هذه الاخطاء فتفضل بينها كلها. ما اظنك تقدر على هذا فخطؤه بين على الاقل في فضل عالم المدينة فلا يوجد عالم الا شهد للامام مالك و اصوله.
و الله المستعان
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 09:00]ـ
عدد أحاديث الموطأ:
اختُلف في عدد أحاديث الموطأ، فنُقل عن سليمان بن بلال قوله: لقد وضع مالك الموطأ وفيه أربعة آلاف حديث، أو قال أكثر، فمات وهي: ألف حديث ونيّف، يخلّصها عامًا عامًا بقدر ما يرى أنه أصلح للمسلمين وأمثل في الدين.
وقال أبو بكر الأبهري: جملة ما في الموطأ من الآثار عن النبي –صلى الله عليه وسلم- وعن الصحابة والتابعين: ألف وسبعمئة وعشرون حديثًا، المسند منها ستمئة حديث، والمرسل مئتان واثنان وعشرون حديثًا، والموقوف ستمئة وثلاثة عشر، ومن قول التابعين مئتان وخمس وثمانون.
وقال ابن حزم: أحصيت ما في موطأ مالك فوجدت فيه من المسند خمسمئة ونيفًا، وفيه ثلاثمئة ونيف مرسلاً، وفيه نيف وسبعون حديثًا قد ترك مالك نفسه العمل بها.
اظن ان الشيخ بوخبزة اخد باقل الروايات في عدد احاديث الموطأ؟ بل قال لا تتجاوز عدد احاديثة المسندة و الصحيحة 500 حديثا فاين هو من قول بن حزم انها 500 و زيادة؟ مع العلم ان بن حزم من الاندلس و انهم لم تبلغهم كل روايات الموطأ. بل هناك احاديث لم يطلع عليها بن عبد البر و قال انها ليست في الموطأ فعلى هذا احاديث الموطأ 600 كما قال الابهري.
و كما شهد سليمان بن بلال انها كانت اكثر من ذلك ثم حذف منها الامام مالك
وقد بلغ عدد شيوخه على ما قيل 300 من التابعين و 600 من أتباع التابعين فلو روى ثلاث احاديث عن كل شيخ فقط لبلغت 1800 حديثا
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال الذي يطرح نفسه كذلك هل علم ابو حنيفة و الشافعي اكثر من الامام مالك في الحديث؟ الجواب لا، فلماذا اذن علل الشيخ كثرة اصول مالك من قلة حديثه؟ ها هو ابو حنيفة اقل منه حديثا و لم يكثر من اصوله؟
بل اصول المذهب سليمة و مدحها اكثر من عالم و منهم شيخ الاسلام بن تيمية
فاين انصاف الشيخ من كل هذا لما التقليل من احاديث الموطأ و من علم الامام مالك بالحديث؟.
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 10:17]ـ
قلت: اما من لا يعتبر كتاب التمهيد كتاب فقه مالكي فهو واهم
حديثي عن فقه الفروع المذهبية لا عن فقه الدليل أخي التقرتي
قلت: (اما ان تتهم الاخوة فلا حاجة لنا بذلك)
أنا لم أتهم الإخوة إنما كان حديثي موجها إليك أخي التقرتي , فدع الأمر بيني وبينك ولا تدخل معنا أحدا ...
قلت: (و يكفي لذلك كتاب الذخيرة الذي اهتم بتخريج الفروع بالادلة)
عجيب أمرك, ألا تعلم بأن كتاب الذخيرة مليء بالفروع التي ليس لها دليل وهي بالمئات.
قلت: (ولا ادري اي منطق في قولك على كتاب الكافي الم تدري انه جمع لما في الاستدكار و التمهيد و الدليل هناك بل يحيل عليه فانظر لخطئك)
أنا قلت: لم يقم أحد بشرحه بالدليل ولم أقل إنه ليس لما فيه من فقه دليل.
قلت: (فالشيخ انتقص حتى من قدر الامام مالك بالتشكيك في أصوله و بأنه ليس عالم المدينة)
هذا ظلم للشيخ.فالشيخ يبجل الإمام مالك. ولو راجعت كلامه لوجدته إنما يشكك في كون كل تلك الأصول الكثيرة من نصه, وإنما استنبطها أتباعه بملاحظة فتاويه. وأما أنه نفى أن يكون مالك عالم المدينة فظلم للشيخ أيضا, إنما نفى الشيخ أن يكون الحديث واردا فيه أصالة إن صح وإلا فقد رايته يضعفه. وأما أنه عالم المدينة فمرارا سمعت الشيخ يؤكد ذلك كغيره
قلت: (لوم الشيخ واضح نفى تماما الادلة من امهات كتب المالكية هذا ما قاله في كلامه و لم يقل شروح خليل او كتب المتأخرين)
قصد الشيخ ذكرته لك. وعنه أخذت هذا فلماذا الإصرار أخي التقرتي.
نعم كل الناس يخطئون. ولكنني بينت قصده. وللشيخ مقالات أخرى تظهر هذا. فلماذا الحكم على الشيخ من مقال واحد. لماذا لم تعرض المسألة على الإخوة مستفسرا قبل أن تبدأ في كتابة شيء أصلا.
أما عن شرح المازري للتلقين فخطأ في حقك, إنما ذكره الأخ أمجد الفلسطيني فأعتذر وأرد المسألة إلى صاحبها.
قلت: (فبماذا افدتنا انت؟ لم نستفد منك الا تهمة)
غفر الله الله لي ولك
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 10:54]ـ
حديثي عن فقه الفروع المذهبية لا عن فقه الدليل أخي التقرتي
اولا الشيخ لم يفصل حتى تجعلها على الفروع اخي ثانيا و هل نتكلم عن الادلة لما نتكلم عن الفروع؟
الشيخ تكلم عن الدليل و الدليل في الفقه نقصد به الايات و الاحاديث و ما شابه ذلك هذه نسميها اصول و ليست فروع فلا تخلط لنا هذا مع الفروع اخي عافاك الله و هذا الكلام موجه لكلامك ايضا في الذخيرة.
أنا لم أتهم الإخوة إنما كان حديثي موجها إليك أخي التقرتي , فدع الأمر بيني وبينك ولا تدخل معنا أحدا ...
الكلام للجميع ان كان عندك كلام شخصي معي فعلى الخاص و ليس هنا
عجيب أمرك, ألا تعلم بأن كتاب الذخيرة مليء بالفروع التي ليس لها دليل وهي بالمئات.
عجيب امرك , اخبرني بالله عليك هل اكثر المسائل بالادلة او اكثرها بلا ادلة او انك حكمت بالنقص و تغاضيت على المزايا؟ لا يضر كون بعضها بلا دليل لكن الكثير منها بالدليل و هذا ما قصدناه.
قلت: (ولا ادري اي منطق في قولك على كتاب الكافي الم تدري انه جمع لما في الاستدكار و التمهيد و الدليل هناك بل يحيل عليه فانظر لخطئك)
أنا قلت: لم يقم أحد بشرحه بالدليل ولم أقل إنه ليس لما فيه من فقه دليل.
اظن ان هذه مزحة؟ قلنا لك اصله التمهيد فلماذا الشرح و الشيخ يوجه للتمهيد؟ اتشرحه لاعادة كتابة التمهيد؟ هل هذا منطق اخي
قلت: (فالشيخ انتقص حتى من قدر الامام مالك بالتشكيك في أصوله و بأنه ليس عالم المدينة)
هذا ظلم للشيخ.فالشيخ يبجل الإمام مالك. ولو راجعت كلامه لوجدته إنما يشكك في كون كل تلك الأصول الكثيرة من نصه, وإنما استنبطها أتباعه بملاحظة فتاويه.
كيف ذلك و هو القائل:
ومن الواضح أن استكثار الإمام من هذه الأدلة، كان بسبب قلةَ حديثه
(يُتْبَعُ)
(/)
هل هذا تبجيل؟ كثرة اصول مالك من مفاخر مذهبه و لم يقل بما قاله الشيخ احد و احاسبك بسلف له في هذا القول ان كنت منصفا.
وأما أنه نفى أن يكون مالك عالم المدينة فظلم للشيخ أيضا, إنما نفى الشيخ أن يكون الحديث واردا فيه أصالة إن صح وإلا فقد رايته يضعفه. وأما أنه عالم المدينة فمرارا سمعت الشيخ يؤكد ذلك كغيره
قد كفانا شيخ الاسلام بن تيمية الجواب فالصغير كالكبير يعلم انه المقصود بالحديث بغض النظر عن صحته او ضعفه و التصحيح خلاف بين العلماء في هذا الحديث
و اظنك قرأت كلام شيخ الاسلام فهل نعتبر ان كلام بوخبزة في نقد علماء المالكية هو نفسه موجه لابن تيمية في ترجيحه كون الحديث في الامام مالك؟ كن منصفا اخي بالله عليك
هل القول بانه ليس الامام مالك قول معتبر؟؟ اجبني بصراحة و اتباعا للحق و لا تأخدك في هذه عصبية.
قلت: (لوم الشيخ واضح نفى تماما الادلة من امهات كتب المالكية هذا ما قاله في كلامه و لم يقل شروح خليل او كتب المتأخرين)
قصد الشيخ ذكرته لك. وعنه أخذت هذا فلماذا الإصرار أخي التقرتي.
قصد الشيخ ليس مكتوبا في كلامه اخي لا علم لي بنيات الناس، لكن احكم بالقول و ما اقرؤه وما قرأته غير ما ذكرت اخي لذلك نحن نجيب هنا فان كان للشيخ قصد اخر الاحسن ان يعبر عليه بغير ما ذكر و لو كان منصفا لذكر الذحيرة فهذا اقل ما يذكر في هذا المجال.
بل ذهب للتقليل من احاديث الموطأ هل هم 500 حديث مسندة اجبني بصراحة اخي لم تبلغ 500 حديث؟
استحلفك باسم الله اخي ان تجبني بالحق هل كثرة اصول مالك لقلة حديثه؟
استحلفك بالله اخي ان تجيبني بالحق ماذا تريد ان نفهم من قول كهذا:
وقد زادت وضوحاً في السنين الأخيرة بعد أن قَذَفت المطابع بعدد لا يستهان به من كتب المالكية، وفيها أمهات الكتب، فإذا بها لا تخرج عن سوابقها إلاَّ بما لا يُسمن ولا يغني من جُوع
ماذا تريد ان نفهم منه ما هي امهات الكتب المالكية اخي؟
اجمع اسماءها اخي ثم انظر ايها يذكر الدليل و ايها خال من الدليل ثم احكم و لو ان الشيخ قال متأخري المالكية لانتهى الاشكال لكنه جال و صال من الموطأ حتى متن بن عاشر!!!!
لم يترك شيئا اخي فكيف تريد ان نحسن الظن به و نقول انه قصد كتب متأخري المالكية!!!!
انتقد عدد احاديث الموطأ، كثرة اصول المالك و عللها بقلة حديثه، انتقد كتب المالكية و جعلها خالية من الدليل و انتقد كون المالكية يذهبون ان عالم المدينة هو الامام مالك؟
فاخبرني ان كنت تريد الحق ماذا ترك في المذهب المالكي لم ينتقده؟ اهذا انصاف اخي؟؟؟
يا اخي لا يصح ان نتخد سببا كون متأخري المالكي تعصبوا و تركوا الدليل ان ننتقد كل المذهب لا بد من الاعتدال و نعطي لكل حقه.
و الله المستعان
انصافا للشيخ بوخبزة اعطي مصدر المقال كاملا حتى يطلع الجميع على كل الكلام:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104746
و هذه اجابة احد الاخوة لمن اراد الاطلاع عليها انقلها هنا:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86730&highlight=%C7%E1%E3%D0%C7%E5%C 8
نقلا عن بن وهب من منتدى اهل الحديث:
جزاكم الله خيرا
وحفظ الله الشيخ العلامة بوخبزة
ولكن الشيخ وقع في أخطاء علمية في هذا الموضوع
أخطاء تاريخية وفيه المقال تحامل على الإمام مالك
فمثلا
قوله
(ومن الواضح أن استكثار الإمام من هذه الأدلة، كان بسبب قلةَ حديثه، فهذا الموطأ وهو الأصل الأول من أصول الحديث، لا تتجاوز أحاديثه المسندة الصحيحة خمسمائة)
وهذا خطأ لا ريب فيه
والذي دعى الإمام مالك إلى تقليل حديثه هو الانتقاء
أما أن يصحح الإمام مالك أحاديث العراقيين الغريبة والتي صححها أمثال ابن حبان والحاكم و الاسفرايني وغيرهم
فمالك النجم إمام الصنعة لا يمكن أن يصحح هذه الأحاديث فضلا عن أن يعمل بها
أو ياخذ بها
فضلا عن تصحيحات المتأخرين
ومالك ترك العمل بأحاديث خرجها
وترك العمل بأحاديث (لم يضعها في الموطأ) هو نفسه أشار إلى أنه ترك العمل بها
فمقاييس النقد عند إمام الصنعة مالك لاتقارن بأي إمام
وحسبك أن إمام العلل عبدالرحمن بن مهدي قد اختار مذهب المدنيين
فهل أصبح تشدد مالك هو السبب في أن يقال (لقاة حديثه)
سبحان الله
لا ينكر أن النجم قد فاته أحاديث من أحاديث العراقيين وغيرهم
(يُتْبَعُ)
(/)
وفوق كل ذي علم عليم
ولكن أن يقال (لقة حديثه) فهذا خطأ بلا ريب ولا شك
و هناك أخطاء علمية تاريخية وقع فيها الشيخ العلامة - حفظه الله
ثم إن موضع الموضوع ليس منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة
بل يوضع في المنتديات العلمية المتخصصة
والدفاع عن الإمام مالك ومذهبه قديم قبل ابن أبي زيد القيرواني
وقد صنف الأئمة في الذب عن مذهب مالك
فقد صنف إسماعيل القاضي كتابه في الرد على محمد بن الحسن والانتصار لعمل أهل المدينة
وقبله ابن عبدالحكم وغيره
وفالانتصار لمذهب مالك قديم
ومن ذلك قوله عن كتاب مؤلف في الانتصار لمذهب الإمام أحمد
فقد صنف كثير من الحنابلة في الانتصار لمذهب الحنابلة
ومن ذلك أنه لم يذكر العراق ضمن ديار الحنابلة
ومن ذلك أنه لم يذكر البصرة والخليج ضمن ديار المالكية
ومن ذلك قول الشيخ - وفقه عن المذهب الحنفي
(لأن الحنفية كان وجودهم كان تابعا للحكم العثماني التركي)
فوجود المذهب الحنفي في شمال إفريقية بالتعبير الحديث أقدم من الوجود العثماني وإنما أخذ مساحة بسب الحكم العثماني
فالوجود قديم
ومن ذلك قوله
(والمالكية فقراء من هذه الناحية، والمحدثون النقاد منهم قليلون،)
فلا ندري هل يتكلم عن المتقدمين أم المتأخرين
فإن كان الأول فنظرة في كتب العلل التي صنفها علماء الأندلس
تعطيك فكرة عن هولاء النقاد
فهذا الكلام غير صحيح إطلاقا
ومن ذلك مسألة انتشار مذهب مالك بقوة السلطان
ومن ذلك مسائل كثيرة ذكرها الشيخ
ليته ما ذكرها
فذم التعصب المذهبي شيء وأما الكلام على المذهب المالكي بماذكره الشيخ فخطأ وغير صحيح
والشيخ حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا منه
ومن ذلك قوله
(المَكارمة باليمن وموجودون مع الأسف حتى بالمدينة إلى الآن، ويسمون بالنَّخاولة، ولهم حي هناك بالقرب من قباء)
النخاولة ليس من الاسماعيلية بل هم من الرافضة
(فهذا الكرخي الحنفي يقول: كل آية أو حديث يخالف مذهبنا، فهو مؤول أو منسوخ)
لشيخنا الفقيه ماهر الشامي - وفقه الله- توجيه حسن لهذا وقد نقل نص عبارة الكرخي
والنص يوضح كلامه
ولشيخنا الفهم الصحيح - وفقه الله كلام حسن ورد على كثثير مما ورد في الموضزع
ويعلم الله أني تألمت لما جاء في الموضوع
وهناك أمور تاريخية أخطأ فيها الشيخ العلامة المجاهد بوخبزة - وفقه الله اهـ
فلينصف من كان منصفا فليس غرضنا الانتقاص من فضل الشيخ بوخبزة لكن هذا المقال جانب الصواب و الحق احب الينا
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 11:46]ـ
إن كان التمهيد والاستذكار فقهي مالكي فكتاب فتح الباري لابن حجر فقه شافعي
والمشكلة هي عبارة الشيخ أبي خبزة في (قلة حديث مالك) فإن قصد حديثه في الموطأ مقارنة بالمسانيد والسنن فهو كلام صحيح وإن قصد غير ذلك فلا أظنه يصح. والله أعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 11:50]ـ
إن كان التمهيد والاستذكار فقهي مالكي فكتاب فتح الباري لابن حجر فقه شافعي
والمشكلة هي عبارة الشيخ أبي خبزة في (قلة حديث مالك) فإن قصد حديثه في الموطأ مقارنة بالمسانيد والسنن فهو كلام صحيح وإن قصد غير ذلك فلا أظنه يصح. والله أعلم
المشكل انه لم يقل قلة حديثه اخي انما قال كثرة اصوله تعود سببها لقلة حديثه؟ فهل هذا معقول؟ الامام ابو حنيفة اقل منه حديثا و لم يستكثر بالاصول.
المفروض نقارن احاديثه مع اصحاب المذاهب و ليس كتب الحديث و في هذا لا يمكن القول انه اقلهم حديثا
و اغلب اصول الامام مالك متفق عليها و عندها دليل من الشرع
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 11:52]ـ
إن كان التمهيد والاستذكار فقهي مالكي فكتاب فتح الباري لابن حجر فقه شافعي
والمشكلة هي عبارة الشيخ أبي خبزة في (قلة حديث مالك) فإن قصد حديثه في الموطأ مقارنة بالمسانيد والسنن فهو كلام صحيح وإن قصد غير ذلك فلا أظنه يصح. والله أعلم
ملاحظة صائبة اخي بالنسبة لفتح الباري و اضيف ايضا شرح النووي لصحيح مسلم فهو فقه شافعي ايضا
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 01:37]ـ
بارك الله فيكم على هذه المذاكرة النافعة والمفيدة إن شاء الله ...
ومما يمكن أن أضيفه هو أن للشيخ محمد باي بلعالم القبلاوي الجزائري كتابا بعنوان " إقامة الحجة بالدليل شرح على نظم ابن بادي لمختصر خليل " طبع في 4 مجلدات عند دار ابن حزم، وقد اهتم بذكر أدلة المالكية في كل مسألة، وذكر في المقدمة بعض الكتب التي اعتنت بسرد أدلة المالكية على مذهبهم، ومن ذلك (غير ما ساقه الإخوة في مشاركاتهم السابقة):
" مواهب الجليل من أدلة خليل " للشيخ أحمد بن أحمد المختار الشنقيطي الجكني. ط
" تبيين المسالك شرح تدريب السالك إلى أقرب المسالك " للشيخ محمد الشيباني بن محمد بن أحمد الشنقيطي. ط
" سنن المهتدين من كلام سيد المرسلين " للشيخ باي الكنتي، اعتنى فيه بربط الفروع بأصولها. خ
" ملتقى الأدلة الأصلية والفرعية الموضحة للسالك فتح الرحيم المالك على مذهب الإمام مالك " للشيخ محمد باي بلعالم. خ
" الاستدلال بالكتاب والسنة النبوية على نثر العزية ونظمها الجواهر الكنزية " للشيخ محمد باي بلعالم أيضا. خ
وصدق شيخ الإسلام في قوله - رحمه الله -: (ويمكن المتبع لمذهبه - أي الإمام مالك - أن يتبع السنة في عامة أموره؛ إذ قل من سنة إلا وله قول يوافقها)، عن " تفضيل مذهب الإمام مالك وأهل المدينة وصحة أصوله " (ص 71).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 01:49]ـ
بارك الله فيكم على هذه المذاكرة النافعة والمفيدة إن شاء الله ...
ومما يمكن أن أضيفه هو أن للشيخ محمد باي بلعالم القبلاوي الجزائري كتابا بعنوان " إقامة الحجة بالدليل شرح على نظم ابن بادي لمختصر خليل " طبع في 4 مجلدات عند دار ابن حزم، وقد اهتم بذكر أدلة المالكية في كل مسألة، وذكر في المقدمة بعض الكتب التي اعتنت بسرد أدلة المالكية على مذهبهم، ومن ذلك (غير ما ساقه الإخوة في مشاركاتهم السابقة):
" مواهب الجليل من أدلة خليل " للشيخ أحمد بن أحمد المختار الشنقيطي الجكني. ط
" تبيين المسالك شرح تدريب السالك إلى أقرب المسالك " للشيخ محمد الشيباني بن محمد بن أحمد الشنقيطي. ط
" سنن المهتدين من كلام سيد المرسلين " للشيخ باي الكنتي، اعتنى فيه بربط الفروع بأصولها. خ
" ملتقى الأدلة الأصلية والفرعية الموضحة للسالك فتح الرحيم المالك على مذهب الإمام مالك " للشيخ محمد باي بلعالم. خ
" الاستدلال بالكتاب والسنة النبوية على نثر العزية ونظمها الجواهر الكنزية " للشيخ محمد باي بلعالم أيضا. خ
وصدق شيخ الإسلام في قوله - رحمه الله -: (ويمكن المتبع لمذهبه - أي الإمام مالك - أن يتبع السنة في عامة أموره؛ إذ قل من سنة إلا وله قول يوافقها)، عن " تفضيل مذهب الإمام مالك وأهل المدينة وصحة أصوله " (ص 71).
بارك الله فيك اخي و قد شهد شيخ الاسلام بن تيمية شهادة عظيمة لاصول مالك، يكفي ان مذهبه قائم على اتباع السنة
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 02:05]ـ
تنبيه الطالب لفهم كلام ابن الحاجب، للشيخ محمد بن عبد السلام الهواري المتوفى 749هـ
الفروق للقرافي
عيون الأدلة في مسائل الخلاف بين فقهاء الأمصار/ لأبى الحسن القصار ت 397ه. توجد بعض الأجزاء من الكتاب في خزانة القرويين،
التعليق على المدونة / لابن الصائغ القيرواني ت486ه، انظر فهرس مخطوطات القرويين 1/ 378
مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة/ للإمام أبي الحسن على بن سعيد الرجراجي من علماء القرن السابع
التاج الأغر شرح نظم نضار المختصر لمؤلفه نظماً وشرحاً الشيخ مختار بن محمد امحيمدات الشنقيطي
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 04:34]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
نسأل الله العفو والعافية
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 04:44]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
نسأل الله العفو والعافية
الحمد لله الذي حبب لنا الحق و جعله في قلوبنا فوق حب الرجال
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 07:39]ـ
عدد الاحاديث المرفوعة في الموطأ
في الموطأ 801 حديث مرفوع و 3 احاديث موقوفة لها حكم المرفوع
و اخرج للامام مالك اصحاب السنن 1778 حديثا بالمكرر منها عند مسلم 335 حديث و عند البخاري 609 حديث بالمكرر
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 11:32]ـ
لمن يشكك في كون التمهيد ليس كتابا لادلة المالكية:
ذكر العلامة عبد المحسن العباد في محاضرة بعنوان " أهمية العناية بالفقه و الحديث " أنه سأل شيخه العلامة محمد الأمين الشنقيطي قائلا له: هل للمالكية كتب على منوال المغني لابن قدامة، و المجموع للنووي، فأجابه الشيخ: بأنه لا يعرف كتابا كذلك، اللهم إلا ما كان من كتاب الاستذكار لابن عبد البر.
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 11:33]ـ
منقول:
مصطفى ولد ادوم أحمد غالي:
رد: أدلة المذهب المالكي
--------------------------------------------------------------------------------
أستغفر الله العظيم قال تعالى: و لا تقفو ما ليس لك به علم ان السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا و قيل من جهل شيئا عاداه كل ما كتب قبلي هنا افتراء فحفاظ المذهب المالكي في الحديث من أفضل المذاهب خدمة للسنة نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر ابن عبد البر في التمهيد و الاستذكار ثم الامام المازري التونسي و هو أول من شرح صحيح مسلم في كتاب قيم سماه:المعلم شرح صحيح مسلم ثم جاء بعده القاضي عياض فذيله بما سماه: اكمال المعلم و جاء القرطبي شيخ المفسر و ألف كتاب: المفهم فجاء بعد هؤلاء من المالكية النووي الشافعي و شرح صحيح مسلم انطلاقا من شروح هؤلاء ثم جاء الأبي فألف:اكمال اكمال المعلم ثم جاء السنوسي و
(يُتْبَعُ)
(/)
جعل له حاشية و كل هؤلاء تركوا ذخيرة من الأحكام الزاخرة التي ما زال الباحثون يرجعون اليها دون أن ننسى الباجي في شرحه القيم لموطا مالك و الذي سماه المنتقى ثم ابن العربي الذي ألف القبس في شرح موطأ مالك بن أنس و له عارضة الأحوذي شرح الترمذي دون أن ننسى ابن بطال في شرحه القيم لصحيح البخاري و كذلك عبد الحق الاشبيلي في كتبه الثلاثة: الأحكام الصغرى و الوسطى و الكبرى علما بأن الأحكام الوسطى قد تعقبها ابن القطان الفاسي بالتدقيق و التمحيص في كتاب سماه: بيان الوهم و الايهام الواقعين في كتاب الأحكام فكان كل من أراد تأصيل أحكام مذهبه عالة عليه نذكر من أولئك: الزيلعي في نصب الراية و ابن حجر في تلخيص الحبير كما أن الذهبي قام بتهذيب كتابه المذكور و لقد قارنت تخريج أحمد بن محمد بن الصديق الغماري لكتابه الهداية تخريج أحاديث البداية يعني بداية المجتهد مع تخريج الألباني ارواء الغليل تخريج أحاديث منار السبيل فوجدت أن الغماري من حيث التخريج أطول نفسا مع تعبه أحيانا الا أن الألباني أكثر تدقيقا من حيث الحكم على الحديث و كلاهما يتعب أحيانا انظر كتابنا تدريب الطالب بالتدريج على علم الأطراف و التخريج و كتابنا رسالة الحثيث الى ضرورة التعريف بعلوم الحديث كما أن من الكتب التي اعتنت بالدليل كتاب الشيباني بن محمد أحمد الشنقيطي:تبيين المسالك لتدريب السالك الى أقرب المسالك و هو اربع مجلدات طبع في الامارات حيث كان يعمل المغفور له مؤلف الكتاب كما لنا كتاب سميناه: الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماع قمنا فيه بنقاش الاجماعات الواردة في كتب ابن المنذر و ابن حزم و ابن القطان الفاسي و ابن عبد البر و غيرهم فبينا المتيقن منها مع دليله من الكتاب و السنة بحيث دفعنا ذلك الى التأليف في المتواتر من الحديث و الواهم منها حيث بينا أنه قول الجمهور مع الدليل و دليل المخالف نرجو من الله أن يجد من يطبعه و كنا نرغب في أن نسميه:فقه بلا حدود لأنه صالح لجميع المذاهب بما في ذلك الزيدية و الامامية من الشيعة و الله الموفق الى الصواب دون أن ننسى ابريز الرهوني فانه نقل فيه من الجامع الصحيح للسيوطي الخ ....
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=59205&page=2
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 02:43]ـ
بارك الله في الجميع
/// لا يشك أحد أن الشيخ أبا أويس حفظه الله من أعلم أهل العصر بتراث المالكية والمغاربة وهذا ما لم ننازع فيه
لكن لا يعني ذلك نفي احتمال بعض الخطأ عنه في ذلك
خاصة وقد خالفه من شاركه في الاعتناء بهذا الأمر وتخصص فيه
/// قد أسلفت أنه إذا كان مراد الشيخ متأخري المالكية فلا نختلف معه في قلة الاعتناء بالأدلة عندهم بالنسبة إلى متقدميهم إلا إذا قصد أنها خالية تماما من ذلك
ففرق بين أن نقول كتب متأخري المالكية خالية من الدليل وبين أن نقول هي قليلة الاعتناء بالدليل
وهذه القلة مقيسة بالنسبة لمتقدميهم أو للشافعية مثلا الذين تميزوا بذلك عن باقي المذاهب
فإذا كان كذلك فلا فائدة من مناقشة مراد الشيخ ولنلتفت إلى تقييم المقالة وما يتعلق بها
أما من أراد نسف تراث المالكية والتحذير منه بدعوى التعصب والمذهبية والرجوع إلى الكتاب والسنة _كما يريده بعضهم هداهم الله_ فقد أسلفت أن صاحب هذا المذهب يسقط معه الكلام وحكاية مذهبه تغني عن رده
/// لا يظنن أحد أن من خالف قول بعضهم "كتب المالكية تفتقر إلى ادلة" أنه يدعو إلى التعصب أو يقر التعصب عند بعض متأخريهم أو يظن أنه عدو للنصوص والاهتمام بالأدلة
فهذا تفكير قاصر من صاحبه
لا يعرف كيف يتوسط في الأمور
والفرق بين هذا وذاك واضح لا يحتاج إلى تقرير
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 03:33]ـ
الشيخ يقصد معشر الأحباب كتب الفقه المالكية التي تولت ذكر الفروع المتكاثرة المخرجة بعضها على بعض. والمعتمد فيها على قال فلان وعلان. وإن شئت فراجع شرح خليل للزرقاني وحاشيتي البناني والرهوني. وتأمل عقيدة الفقهاء المالكية في هؤلاء الثلاثة. فإنهم يقولون: الفقه - ويقصدون مختصر خليل للأسف - إن شرحه الزرقاني وسلمه البناني والرهوني فشد عليه. ولا عبرة عندهم بالدليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك أقول للإخوة: قصد الشيخ كتب الفروع أمثال: الرسالة وابن عاشر والعشماوية ومختصر خليل والعمل المطلق والعمل الفاسي والعمل ... التطواني .. !! وتحفة ابن عاصم الطويلة جدا!! ومختصرات المدونة كمختصر البراذعي الذي طبع مؤخرا, وكتب في الفروع اعتمد عليها القرافي في الذخيرة. بل من راجع الذخيرة وجد بها ذكرا لمئات الفروع من غير ذكر دليل لها سوى قال فلان وعلان.!! وكذلك مختصرات المشارقة كالتلقين للقاضي عبد الوهاب الذي ذكر الأخ التقريتي أن شرح المازري له بالدليل. وإني اسأله: أين رأى شرحه!!؟؟
بل من ذلك كتاب الكافي لابن عبد البر فإنه جرده عن الدليل ولم يوجد من استدل له
بارك الله فيكم
الكلام هنا في محاور:
/// الأول: أنه قد تقدم _قبل مشاركة الأخ طارق_ التنبيه على أننا لا نخالف في وجود التعصب عند بعض متأخري المالكية
وأن الشيخ أبا أويس إن كان يقصد بكلامه متأخري المالكية فلا نختلف معه إلا إلا إذا قصد أنها خالية تماما من ذلك
ففرق بين أن نقول كتب متأخري المالكية خالية من الدليل وبين أن نقول هي قليلة الاعتناء بالدليل
وهذه القلة مقيسة بالنسبة لمتقدميهم أو للشافعية مثلا الذين تميزوا بذلك عن باقي المذاهب
فيكون الخلل فقط في تعميم العبارة لا غير
/// الثاني: وهو مهم جدا
أنه ما هو المقصود بالدليل؟ _وقد تقدم التنبيه عليه_ الدليل عند أهل العلم لا يقتصر على الأحاديث
الدليل يشمل الآيات والأحاديث والأقيسة الصحيحة والإجماع والمعقول والقواعد سواء كانت قواعد عامة أو قواعد المذهب والمصالح وغير ذلم مما هو مقرر في كتب الأصول
فإذا كان مراد المخالف إلزام المالكية بأن يستدلوا لكل فرع من فروع المذهب بحديث أو آية فقد حملوهم فوق طاقتهم
بل لا يستطيع ذلك أكثر العلماء من غيرهم
بل ملزم هذا الإلزام لا يستطيعه
لأن الشرع أصول وفروع
فدليل الفروع تلك الأصول
بمعنى أنك قد ترى في كتب الفقهاء (المالكية وغيرهم) كثيرا من الفروع غير متبوعة بالدليل
مع أن دليل هذه الفروع موجود لكن لا يعرفه إلا من كان أهلا لذلك
ما هي ادلة هذه الفروع؟
الجواب: إما قاعدة عامة أو قاعدة من قواعد المذهب أو قياس على فرع آخر دليله معلوم
وإنما يتبعون الفرع بقول أحد أئمة المذهب لتحرير المذهب لا للاحتجاج بقول فلان
لأنهم يعلمون أن مالكا وابن القاسم مثلا لا يتكلمون في الدين بالتشهي
فأصل كلام الإمام مالك وابن القسم ونحوهما في الغالب يرجع إلى أدلة بغض النظر عن رجحانها في نفس الأمر أم لا
/// الثالث: أنه ينبغي معرفة مراد العالم وهدفه من التصنيف
فمن صنف المختصر لا لوم عليه إذا جرده من الأدلة لأمور:
الأول أن الغرض من المختصرات ليس الاجتهاد والترجيح بل تصور المسألة ومعرفة حكمها
الثاني أن مظان الأدلة موجودة في غير هذا الموطن من كتب المذهب فإذا تأهل الطالب للنظر في الأدلة فليعتني بها فإنها موجودة
الثالث: أن ربط الطالب المبتديء بالأدلة قد تحقق عند نصحه بحفظ القرآن وبعض متون الحديث
فلا داعي لذكر الأدلة في المختصر الفقهي حتى يسهل عليه حفظ المسائل وتصورها ويكون متجردا لذلك
فلا ينبغي أن نقتطف بعض المراحل من منهجية العلماء في التحصيل ونحاكمها بعيدا عن باقي المراحل
إذا هو منهج متكامل
ولا أدل على ذلك من صنيع خليل بن إسحاق إذ جرد المختصر من الأدلة وأكثر منها في شرح المختصر الحاجبي وقد طبع حديثا
/// الرابع أن شرح التلقين للمازري قد اطلعتُ على ثلاث مجلدات منه طبع في دار الغرب وهو كتاب أدلة وليس للمالكية مثله ومن أنفس الكتب كما قال العلماء
وطبع حديثا طبعة أكمل
/// أما قولك أن ابن عبد البر جرد الكافي عن الدليل فقد تقدم التنبيه على معرفة غرض المؤلف من التصنيف
وإن لم يذكر أبو عمر أدلة مسائل الكافي فيه فقد ذكرها في شرحيه على الموطأ
أما الزام المالكية بالاستدلال لكل متون المذهب فلا يصح يكفي الاستدلال لبعض المتون أو أشهرها لأنها مكملة لبعضها بعضا
وهذا ما وقع للمالكية ولغيرهم من باقي المذاهب
قولك:
ومما ينبئك عن سياسة أصحاب المختصرات أنهم جعلوا في ما ينقل عن مالك المشهور والراجح والضعيف, وكأن قول مالك هو الدليل.
هذا قصور فهم لصنيع العلماء
فهذا وقع في جميع المذاهب
ولا يقصدون الاستدلال هنا ولكن يقصدون تحرير المذهب لمن قلد مذهب عالم المدينة
أما موطن الترجيح والأخذ بالدليل الراجح فذاك شيء آخر
وانظر إن أردت أن تعرف فلسفة المالكية – الفروعية – كتاب المعيار المعرب ,
تقدم الجواب عن هذا
ومن اللطيف أن تعرف أنهم كانوا يلقبون الجامع للفروع الفقهية التي يقيسون بعضها على بعض بالحافظ كما هو حال الحافظ ابن الجد الفهري, وكذلك الحافظ أبي عمران الفاسي وغيرهما!!!
لا مشاحة في الاصطلاح
فإنهم لا يقصدون بالحافظ هنا ما يقصده أهل الحديث
ولا عيب بحفظ الفروع الفقهية عند جميع أهل العلم والعقلاء
وفي المالكية حفاظ لحديث رسول الله (ص) ما يفخرون به على غيرهم لا يشك في ذلك _أي كثرة حفاظ المالكية ونقادهم في الحديث_ من له ادنى خبرة بكتب التراجم والسير
ودع عنك أخي التقرتي محاولاتك. فالشيخ بوخبزة والشيخ وهبة الزحيلي والشيخ عبد الله ابن الصديق وغيرهما أولى منك في هذا. ولا عبرة بما أوردتموه فإنه ليس مورد النزاع كما قال الأخ الفاضل عصام البشير. فكفوا عن المشاغبة حفظكم الله تعالى. وليتكلم كل فيما يحسنه وإلا ليصمت أو ليستفسر.
غفر الله لك
ونسأله تعالى أن يجنبنا التعصب للشيوخ ويرزقنا الإنصاف آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 04:42]ـ
الاختلاف الجوهري بين الفقه المالكي و اصحاب المذاهب الاخرى ان الفقه مالكي بني في الاساس على الموطأ فكان أساسا مبني على كتاب مليئ بالادلة و بذلك لم يحتج لحملات استدلال في تخريج الاحاديث كما فعل اصحاب المذاهب الاخرى.
ربما هذا ما أوقع البعض في اوهام ان الفقه المالكي خالي من الادلة لأنهم لم يأخدوا بعين الاعتبار نقطة خلاف هذا المذهب مع المذاهب الاخرى و الملاحظ ان كل المذاهب الاخرى احتاجت حملات لتبيان الراجح في المذهب على خلاف المذهب المالكي الذي استقر قبل المذاهب الاخرى بقرون
فلو لاحظنا الكتب المعتمدة في المذهب المالكي للاحظنا انها قديمة جدا مقارنة مع كتب المذاهب الاخرى
و هذا كله ما يدل إلا على السبق في المذهب المالكي فلولا ان المتأخرين جنحوا إلى التقليد لكان هناك الخير الكثير.
كذلك في اصول الفقه فالمالكية اصحاب الريادة في هذا الميدان فهم من الأوائل الذين جمعوا فتات هذا العلم و كتاب بن الحاجب مازال يشهد على عملهم. و كتاب الشاطبي و كتاب القرافي كذلك.
بل اصول المذهب المالكي كثيرة جدا و هذا يدل على بلوغ المذهب و نبوغه من بداية تأسيسه.
ربما لهذا لحقه الركود قبل المذاهب الاخرى لأنه كان سابقا لهم في البلوغ و في الهرم ايضا
و المتمعن للمغني و المجموع للنووي يجد لمسة كتاب التمهيد و الاستذكار لابن عبد البر بل هو اصل لهما
و المتمعن في شرح البخاري وجد شرح بن البطال و كذلك في شرح مسلم وجد شرح المعلم و الاكمال
و في التفسير نجد تفسير القرطبي الذي ينقل عنه بن كثير و في علم الحديث نجد الاستيعاب لابن عبد البر الذي هو اصل كل كتب الصحابة
اما في العقيدة فكان للقيرواني سبقا في كل هذا
و لا يكاد مجال يخلوا من لمستهم فكل هذا يدل على اجتهادهم
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 04:53]ـ
على كل حال
فقد عرضت هذا الانتقاد على شيخنا محمد بوخبزة حفظه الله تعالى فكان أن استنكر كونه يحط من الجبل الإمام مالك.
خلاف ما ذكره بعضهم من انه (نفى فضله)
قلت: ولسنا نقبل أن يزايدنا أحد في حبه واحترامه
والشيخ يتكلم بعلم. وقد قال لي: قد أبالغ لكنني لا أكذب.
فقد ذكر الشيخ أن أحاديث الموطأ لم تصل إلى الخمسمائة. واستغرب بعضهم هذا , واحتج بعضهم بابن حزم الذي ذكر أن أحاديث الموطأ خمسمائة ونيف. وكلاهما صواب. لكن الصغار لا ينتبهون.
فإن الشيخ قيد إحصاءه لأحاديثه بـ (الصحيحة المسندة) فيخرج بهذا المعلقات والمراسيل وغيرها مما انتقد.
ثم سألت الشيخ عن قصده بكتب المالكية التي لم تهتم بالدليل. فأجاب بأنه يقصد أمثال النوادر والزيادات والذخيرة على أنه ذكر أن الإمام القرافي بذل وسعه في ذكر الأدلة لكن الفروع متكاثرة وقصد أيضا مختصر خليل وأمثاله وشروحها وإن حاول بعض الشناقطة كما قال لكنه لم يوف.
وقصده كما قال لي بالدليل أصالة الكتاب والسنة أو ما يقوم مقامهما في قوتهما.
واستنكار الشيخ على المالكية عدم انتباههم لذكر أدلة بعض المختصرات أو المصنفات الفروعية مبني على مقارنته لهم بغيرهم من المذاهب الأخرى.
وأخبرني أنه قصد الحديث عن قلة أدلة مذهب المالكية بمقارنتهم بغيرهم لا أنه ينكر احتجاجهم بالأدلة في مواطن كثيرة.
وأخبرني أنه لم يقصد الحديث عن التمهيد وأمثاله فإنها في فقه الدليل
هكذا قال كما أخبرت سابقا
ثم ذكر أن شروحهم للموطأ لم تخل أيضا من تعكير الصفو بالاحتجاج بأقوال الناس المجردة عن الدليل وذكر مثال ذلك المنتقى للباجي رحمه الله تعالى للموطأ.
وقد عرضت عليه دعوى بعضهم أن الكافي اختصار للتمهيد والاستذكار فاستنكر ذلك وذكر أنه كتاب في فروع مالك. ودليل ذلك أن ابن عبد البر في المقدمة ذكر أصوله وهي: فقال:
(واقتطعه من كتب المالكيين ومذهب المدنيين واقتصرت على الأصح علما والأوثق نقلا فعولت منها على سبعة قوانين دون ما سواها وهي الموطأ والمدونة وكتاب ابن عبد الحكم والمبسوط لإسماعيل القاضي والحاوي لأبي الفرج ومختصر أبي مصعب وموطأ ابن وهب وفيه من كتاب ابن الموازي ومختصر الوقار ومن العتبة والواضحة فقر صالحة)
فقد بانت بهذا مقاصد الشيخ الذي يؤخذ من كلامه ويرد. وبقي الكلام في نفس الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا عبرة بما ذكر من كتب المالكية المتكاثرة فإن غالبها في فقه الفروع التي عرف بتتبع العلماء أن لا دليل عليها إلا قياسات غريبة أو فتاوى علماء مالكية مقدمين في الفتوى. ومن شاء راجع نظم الطليحية فإنه دليل بين في هذا ليعرف الطالب حقيقة مذهب المالكية المتأخرين.
وأشير مرة أخرى إلى أن حديث ضرب الأكباد لم يصح
فلنرح أنفسنا من عناء تفسيره
فالأصل إثبات العرش ثم النقش!!
ـ[التقرتي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 05:11]ـ
على كل حال
فقد عرضت هذا الانتقاد على شيخنا محمد بوخبزة حفظه الله تعالى فكان أن استنكر كونه يحط من الجبل الإمام مالك.
خلاف ما ذكره بعضهم من انه (نفى فضله)
قلت: ولسنا نقبل أن يزايدنا أحد في حبه واحترامه
والشيخ يتكلم بعلم. وقد قال لي: قد أبالغ لكنني لا أكذب.
فقد ذكر الشيخ أن أحاديث الموطأ لم تصل إلى الخمسمائة. واستغرب بعضهم هذا , واحتج بعضهم بابن حزم الذي ذكر أن أحاديث الموطأ خمسمائة ونيف. وكلاهما صواب. لكن الصغار لا ينتبهون.
فإن الشيخ قيد إحصاءه لأحاديثه بـ (الصحيحة المسندة) فيخرج بهذا المعلقات والمراسيل وغيرها مما انتقد.
ثم سألت الشيخ عن قصده بكتب المالكية التي لم تهتم بالدليل. فأجاب بأنه يقصد أمثال النوادر والزيادات والذخيرة على أنه ذكر أن الإمام القرافي بذل وسعه في ذكر الأدلة لكن الفروع متكاثرة وقصد أيضا مختصر خليل وأمثاله وشروحها وإن حاول بعض الشناقطة كما قال لكنه لم يوف.
وقصده كما قال لي بالدليل أصالة الكتاب والسنة أو ما يقوم مقامهما في قوتهما.
واستنكار الشيخ على المالكية عدم انتباههم لذكر أدلة بعض المختصرات أو المصنفات الفروعية مبني على مقارنته لهم بغيرهم من المذاهب الأخرى.
وأخبرني أنه قصد الحديث عن قلة أدلة مذهب المالكية بمقارنتهم بغيرهم لا أنه ينكر احتجاجهم بالأدلة في مواطن كثيرة.
وأخبرني أنه لم يقصد الحديث عن التمهيد وأمثاله فإنها في فقه الدليل
هكذا قال كما أخبرت سابقا
ثم ذكر أن شروحهم للموطأ لم تخل أيضا من تعكير الصفو بالاحتجاج بأقوال الناس المجردة عن الدليل وذكر مثال ذلك المنتقى للباجي رحمه الله تعالى للموطأ.
وقد عرضت عليه دعوى بعضهم أن الكافي اختصار للتمهيد والاستذكار فاستنكر ذلك وذكر أنه كتاب في فروع مالك. ودليل ذلك أن ابن عبد البر في المقدمة ذكر أصوله وهي: فقال:
(واقتطعه من كتب المالكيين ومذهب المدنيين واقتصرت على الأصح علما والأوثق نقلا فعولت منها على سبعة قوانين دون ما سواها وهي الموطأ والمدونة وكتاب ابن عبد الحكم والمبسوط لإسماعيل القاضي والحاوي لأبي الفرج ومختصر أبي مصعب وموطأ ابن وهب وفيه من كتاب ابن الموازي ومختصر الوقار ومن العتبة والواضحة فقر صالحة)
فقد بانت بهذا مقاصد الشيخ الذي يؤخذ من كلامه ويرد. وبقي الكلام في نفس الموضوع.
ولا عبرة بما ذكر من كتب المالكية المتكاثرة فإن غالبها في فقه الفروع التي عرف بتتبع العلماء أن لا دليل عليها إلا قياسات غريبة أو فتاوى علماء مالكية مقدمين في الفتوى. ومن شاء راجع نظم الطليحية فإنه دليل بين في هذا ليعرف الطالب حقيقة مذهب المالكية المتأخرين.
وأشير مرة أخرى إلى أن حديث ضرب الأكباد لم يصح
فلنرح أنفسنا من عناء تفسيره
فالأصل إثبات العرش ثم النقش!!
كلامك جميل اخي و بارك الله في الشيخ لكن ليس هو فحوى كلام الشيخ في المقال الاول فالقارئ يفهم غير هذا
اما كون ان بعض امهات الكتب تذكر الدليل و تخلط باقوال الرجال لا ينفي ذكرها للدليل
اما احاديث الموطأ فساعدها ان شاء الله و ان كنت قد فعلتها ببرنامج فوصلت عندي الست مئة حديث مرفوع. و لو تكرم احد لمساعدتي في تأليف مستخرج للموطأ، الدعوة مفتوحة للجميع للمشاركة. ارجوا المراسلة على الخاص.
اما قول بن حزم فواضح قال ابن حزم: أحصيت ما في موطأ مالك فوجدت فيه من المسند خمسمئة ونيفًا، اذن هي المسندة اللهم الا اذا كان قصد الشيخ المسندة الصحيحة و هذا لم يذكر في كلامه السابق.
اما تصحيح الاحاديث ففيه خلاف بين العلماء و لو تتبعنا ما استدل عليه عند المذاهب الاخرى لمذهبهم بالاحاديث الضعيفة لاحصينا عجبا فلا ادري لماذا اقحام صحة الاحاديث هنا الا لغرض ما.
اما حديث ضرب الاكباد فلم يصح عند الشيخ لكنه تلقته الامة بالقبول فهذا يغنينا عن البحث في صحته كما اتفق عليه العلماء مع ان ضعفه ليس في عدالة الرواة انما لتهمة التدليس. فكلام الشيخ يؤخد منه و يرد في هذا ايضا و قد اطلعت على علتي الالباني في الحديث فوجدت احداهما باطلة لتصريح بن جريح بالسماع في رواية اخرى و سابحث في هذا الموضوع ايضا ان شاء الله فلم يطعن في الحديث الا المتأخرون اما السلف فقد تقبلوه فلا معنى لتضعيفه.
بل الحديث معروف قبل ظهور الامام مالك فهذا يدل على وجود اصل له.
اما قول الشيخ انه قد يبالغ و لكن لا يكذب فهذا هو بيت القصيد فحاشا لله ان يتهم احد هنا الشيخ بالكذب انما قلنا انه يبالغ و قد اعترف بنفسه
اما تخريج الفروع على الاصول فهذا غريب جدا الم يتكلم الشيخ عن الحديث و الادلة و عن كتب المذاهب الاخرى مثل نصب الراية فما دخل الفروع هنا بل لو تمعنا كتب المذاهب لوجدنا المالكية اكثرهم اهتماما بتخريج الفروع على الاصول و كتاب الذخيرة و بداية المجتهد امامنا و كذلك مفتاح الوصول للتلمساني و في حد علمي لم يوجد كتاب مثل هذه الكتب في تخريج الفروع على الاصول عند المذاهب الاخرى و الله اعلم
ربما كان المجموع للنووي من هذا القبيل.
اما قول الشيخ ان تخريج المالكية للفروع يتم بأقيسة غريبة نقول هذا كلام الشيخ امام جهابذة المالكية من السابقين فان كنا صغارا امام الشيخ فالشيخ صغير امام جهابذة المالكية من السابقين فعلى هذا قوله يحتاج دليلا خاصة و انه قد عارضه قول سلفنا.
و المتمعن في كتاب البيوع مثلا عند المالكية فهم قوتهم و رجاحتهم هنا فلا عبرة بما قاله الشيخ بل كيف يقال هذا على فروع المالكية و ينسى فروع الحنفية؟ هذا ليس من العدل في أي شيئ.
اقول ان الشيخ بالغ كثيرا بل نذكر بمقولته: كثرة اصول الامام مالك من قلة حديثه. هذه وحدها زلة لا ادري كيف وقع فيها الشيخ.
و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 09:17]ـ
هنا بعض المشاركات حول الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=140352
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 10:06]ـ
بارك الله فيك
في الرابط المحال عليه حق وباطل
تقدم التنبيه على بعضه
ـ[التقرتي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 10:34]ـ
يريد تخريج احاديث المالكية فلا ادري هل سيعيد تخريج الموطأ؟!!!!
ـ[التقرتي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 10:47]ـ
مشكل الآثار للطحاوي - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه
حديث: 3381
حدثنا أبو أيوب عبيد الله بن عبيد بن عمران الطبراني المعروف بابن خلف، قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج، قال: حدثنا أبو الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم، لا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة.
لقد ضعف هذا الحديث الإمام الألباني في عدة كتب و الشيخ أبي إسحاق الحويني كذلك من طريق ابن جريج عن أبي الزبير المكي لأن كلاهما كان يدلس و قد عنعنا في هذا السند الذي تفردا به من طريق أبي هريرة رضي الله عنه.
الا ان بن جريح صرح بالسماع عند الطحاوي فأنتفت علة التدليس بقي حال ابي الزبير:
قال الشيخ عبد الله السعد في إحد دروسة في شرح الترمذي (و الكلام منقول) و هو كتاب يشرحه الشيخ منذ سنوات:
أبو الزبير ..
محمد بن مسلم بن تدرس القرشي مولاهم المكي من الرابعة توفي سنة 126هـ.
و قد أختلف فيه على قولين:
# القول الأول:
أنه ثقة، و هو الراجح بل هو ثقة حافظ، قال علي بن المدين (ثقة ثبت) و قال ابن عبد البر (ثقة حافظ)، و سئل ابن معين عن أبي الزبير و محمد بن المنكدر أيهما أحب إليك فقال (كلاهما ثقتان) و كذا وثقه النسائي و أحمد و ابن عدي.
و قال ابن عدي: هو في نفسه ثقة، إلا أنه يروي عنه بعضُ الضعفاء، فيكون الضعف من جهتهم.
و مما يدل على حفظه ما قاله عطاء: كنا نكون عند جابر فيحدثنا فإا خرجنا تذاكرنا و كان أبو الزبير أفحظنا للحديث.
# القول الثاني:
أنه ضعيف، و نقل ذلك عن أبو أيوب السختياني، و الشافعي و أبي حاتم و أبي زرعة.
• أما أيوب فقال (حدثنا أبو الزبير، و أبو الزبير أبو الزبير) قال أحمد بن حنبل (يضعفه بذلك) و هعذا التضعيف ليس بظاهر من كلامه و حتى لو حمل على التضعيف فهو تضعيف مجمل غير مفسر و كذا فهو مخالف بمن ذكرنا من الحفاظ الذين وثقوه.
• و اما الشافعي فقال (يحتاج إلى دعامة) و يجاب عن لك بأجوبة:
1 - أنه قد خالفه غيره من الحفاظ الذين سبق ذكرهم.
2 - أن هذا تضعيف مجمل غير مفسر.
3 - أن من وثقه أمكن منه في هذا المجال ء أي مجال نقد الرجال و الجرح و التعديل ء.
4 - أن الشافعي قال ذلك في حالة غضب حيث احتج عليه رجل بحديث أبي الزبير فغضب و قال ذلك، و معلوم أن الإنسان إذا غضب قد يقول ما لا يريد أن يقوله.
5 - أن الشافعي احتج بجملة من الأحاديث فيها أبو الزبير.
• أما تضعيف أبو حاتم الرازي له، فيجاب عن ذلك بأجوبة:
1 - أن أبا حاتم الرازي شديد التزكية للرجال، و قد وصفه بذلك جماعة من أهل العلم كشيخ الإسلام و الحافظ الذهبي، و الحافظ ابن حجر، و من تتبع كلامه في الرجال تبين له ذلك بجلاء، و مما يدل على تشدده ما قاله عن الإماما الشافعي و الإمام مسلم و أبو حفص الفلاس حيث قال عن كل واحد منهم (صدوق) و من المعلوم ان هؤلاء أئمة حفاظ.
و كذا قوله عن عبد الرزاق (يكتب حديثه و لا يحتج به).
2 - أن هذه اللفظه كثيراً ما يستخدمها أبو حاتم و هي ليست صريحة في التضعيف، بل أحجياناً يقولها في أئمة حفاظ كمنا تقد فيما قاله عن عبد الرزاق فلعل هذا التضعيف محمول على التضعيف النسبي أي أنهم كذلك بالنسبة للثوري و شعبة و مالك مثلاً.
و قد روي عن بعضهم أنه قال (إنما الحجة الثوري و شعبة مالك).
• و أما أبو زرعة فهز كذلك يتشدد في الرواة احياناً.
هذا مجمل ما يمكن أن يجاب به على القائلين بتضعيف أبي الزبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثن إني تتبعت حديثه منذ سنوات فوجدتها مستقيمة سواء عنعن أم لم يعنعن و حتى لو قيل بأنه مدلس كما وصفه بذلك النسائي ء و لا أعلم أحد نص على ذلك سواه ء فهو قل جداً من التدليس، و مما جعل بعض أهل العلم يضعفه بالتدليس قصته مع الليث بن سعد حيث قال سيعد بن أبي مريم حدثنا الليث قال: [جئت أبا الزبير فدفع إليّ كتابين فانقلبت بهما ثم قلت في نفسي لو انني عاودته فسألته أسمع هذا كله من جابر؟
فسألته فقال منه ما سمعت و منه ما حدثت عنه فقلت له أعلم لي على ما سمعت منه، فأعلم لي على هذا الذي عندي.]
و الصحيح أن روايته عن جابر حجة مطلقاً سواء من طريق الليث أم غيره و سواء صريح بالتحديث أم لم يصرح، و هذه الأحاديث التي لم يسمعها من جابر إنما أخذها من صحيفة سلميان بن قيس اليشكري كما قاله أبو حاتم، و سليمان اليشكري ثة فإذا علمت الواسطة و كان ثقة انتقى تعليل رواية الزبير عن جابر بالإنقطاع.
و قد احتج برواية ابي الزبير عن جابر و لو بالعنعنة أكثر المتقدمين منهم مسلم و الترمذي و ابن خزيمة و ابن حبان.
و مما يؤيد و يقوي روايته بالعنعنة أنه ليس لأبي الزبير شيوخ ضعفاء كما قال ابن القيم و هو كما قال.
و قد تتبعت حديثه و لم أتوقف إلأا في حديثين أو ثلاثة قد تكلم فيها .. و منها:
1 - قصة ابن عمر عندما طلق زوجته، و هي حائض، حيث تفرد من دون أصحاب ابن عمر بزيادة (فردها عليه و لم يرها شيئاً)) أي أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يحتسب هذه الطلقة التي وقعت حال حيضتها، و ذكر ابو داود أن أبا الزبير قد تفرد بذلك حيث قال (و الأحاديث كلها على خالف ما قاله أبو الزبير)
و قال ابن عبد البر في التمهيد (إنه قد خالف أصحاب ابن عمر).
2 - و بالفعل فإن أكثر الروايات عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم احتسب هذه الطلقة كما هي رواية أنس بن سيرين و سعيد بن جبير و يونس بن جبير و سالم بن عمر. أنتهى كلام الشيخ عبد الله السعد في رواية أبو الزبير المكي عن جابر و الكلام عن أبي الزبير و حاله في الرواية و ترجيح الشيخ عبد الله السعد لكونه ثقة حافظ كما تقدم و هذا كلام قديم للشيخ عبد السعد حفظه الله من أيام دروسه في الترمذي، و هو كذلك نفس مذهبه في ما قاله في درسه يوم الاثنين الموافق 23/ 2/1423هـ
و كون الحديث متقدم عن الامام مالك فهذا يقويه و للحديث شاهد:
طريق الحديث: أخبرنا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر السلمي بحران حدثنا أحمد بن المبارك الاسماعيلي، حدثنا أبو مسلم المستملي، حدثنا معن بن عيسى القزاز أبو يحيى المدني،حدثني زهير بن محمد أبو المنذر، حدثني عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله: يخرج الناس من المشرق و المغرب في طلب العلم فلا يجدون عالمأ أعلم من عالم المدينه (عوالي مالك بن أنس لأبي أحمد الحاكم (1/ 55) حديث رقم 114.
و ان كان سعيد بن أبي هند لم يلق أبا موسى الأشعري كما في المراسيل لابن أبي حاتم 1/ 75 الا ان هذا الاثر يقوي الحديث مع ان سعيد بن أبي هند حجازي جليل من موالي سمرة بن جندب حدث عن ابن عباس
صحيح البخاري - كتاب الرقاق
باب: لا عيش إلا عيش الآخرة - حديث: 6058
حدثنا المكي بن إبراهيم، أخبرنا عبد الله بن سعيد هو ابن أبي هند، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ " قال عباس العنبري: حدثنا صفوان بن عيسى، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، سمعت ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
فعلى هذا الاثر قوي يقوي الحديث الاخر و اذا زدنا على كل هذا قبول الامة لهذا الحديث و حمله على الامام مالك سلفا و خلفا
فقد صحح حديث عالم المدينة اكثر من عالم:
قال الشّيخ المحدّث سليمان بن ناصر العلوان:
هذا الخبر رجّح الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ وقفه على أبي هريرة،
و قال أبو عيسى التّرمذي عقبه: هذا حديث حسن صحيح،
و قال سفيان و جماعة: يراد به الإمام مالك،
و هذا الذي اختاره شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى.
قال هذا في شريط له بعنوان " الحثّ على طلب العلم
فعلى هذا الحديث اقل احواله الحسن بل يرتقي إلى الصحيح ان شاء الله و الله اعلم
و قال اخي السكران التميمي:
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي هريرة رضي الله عنه:
• أخرجه الحاكم في (المستدرك) حديث [307]. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه [ووافقه الذهبي]، وقد كان ابن عيينة ربما يجعله رواية (أي: عن أبي هريرة رضي الله عنه) انظر حديث [308] وقال بعده: وليس هذا مما يوهن الحديث؛ فإن الحميدي هو الحكم في حديثه؛ لمعرفته به وكثرة ملازمته له، وقد كان ابن عيينة يقول: نرى هذا العالم مالك بن أنس.
• وأخرجه ابن حبان في (الصحيح) حديث [3736].
• وأخرجه الإمام أحمد في (المسند) حديث [7967].
• وأخرجه النسائي في (السنن) حديث [4291].
• وأخرجه البيهقي في (الكبرى) حديث [1681].
• وأخرجه الترمذي في (السنن) رواية، حديث [2680] وقال: هذا حديث حسن، وهو حديث ابن عيينة، وقد روي عن ابن عيينة أنه قال في هذا: سئل من عالم المدينة؟ فقال: أنه مالك بن أنس. وقال إسحاق بن موسى: سمعت ابن عيينة يقول: هو العمري عبد العزيز بن عبد الله الزاهد، وسمعت يحيى بن موسى يقول: قال عبد الرزاق: هو مالك بن أنس.
• وأخرجه الحميدي في (المسند) حديث [1147].
• وأخرجه أبو الشيخ في (أحاديث أبي الزبير) حديث [80] [81] [82].
• وأخرجه محمد بن مخلد في (ما رواه الأكابر) حديث [44] [45] [46] وقال: قال أبو موسى: فقلت لسفيان: أكان ابن جريج يقول: نرى أنه مالك بن أنس؟ فقال: إنما العالم من يخشى الله عز وجل، ولا نعلم أحدا كان أخشى لله عز وجل من العمري. يعني: عبد الله بن عبد العزيز العمري.
• وأخرجه ابن عبد البر في (التمهيد) [ج1/ص84].
• وأخرجه ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) [ج1/ص12].
• وأخرجه الذهبي في (السير) [ج8/ص55] وقال: هذا حديث نظيف الإسناد غريب المتن رواه عدة عن سفيان بن عيينة.
• وأخرجه الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) [ج5/ص306] [ج6/ص376] [ج13/ص16] وقال: قال أبو موسى: فقلت لسفيان: أكان ابن جريج يقول: نرى أنه مالك بن أنس؟ فقال: إنما العالم من يخشى الله، ولا نعلم أحدا كان أخشى لله من العمري. يعنى: عبد الله بن عبد العزيز العمري.
• وأخرجه ابن حزم في (الإحكام) [ج6/ص284] وقال: قال البزار: لم يرو ابن جريج عن أبي صالح غير هذا الحديث. [وقد رد الحديث رحمه الله وأطال في ذلك].
• وأخرجه الفسوي في (المعرفة والحديث) [ج1/ص166].
• وأخرجه ابن عبد الغني في (التقييد) [ج1/ص436].
• وأخرجه ابن المبارك في (الزهد) حديث [412] وقال: قيل لسفيان: فمن تراه؟ قال نعيم: فسمعته مرارا أكثر من ثلاثين مرة يقول: إن كان أحد فهو العمري. وهو العابد بالمدينة يكنى أبا عبد الرحمن عبد الله بن عبد العزيز.
• وأخرجه القزويني في (تاريخ قزوين) [ج3/ص176].
• وأخرجه الخليلي في (الإرشاد) [ج1/ص210].
• وأخرجه الطبراني في (الكبير) كما قاله الهيثمي في (المجمع) ولم أجده في المعجم المطبوع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى ج20/ص322):
فهذه الكتب التي كانوا يعدونها في ذلك الزمان هي التي أشار إليها الشافعي رحمه الله فقال: ليس بعد القرآن كتاب أكثر صوابا من موطأ مالك؛ فإن حديثه أصح من حديث نظرائه. وكذلك الإمام أحمد لما سئل عن حديث مالك ورأيه وحديث غيره ورأيهم رجح حديث مالك ورأيه على حديث أولئك ورأيهم.
وهذا يصدق الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن النبي أنه قال: "يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة"، فقد روى عن غير واحد كابن جريج وابن عيينة وغيرهما أنهم قالوا: هو مالك.
والذين نازعوا في هذا لهم مأخذان: أحدهما: الطعن في الحديث؛ فزعم بعضهم أن فيه انقطاعا. والثاني: أنه أراد غير مالك كالعمري الزاهد ونحوه.
فيقال: ما دل عليه الحديث وأنه مالك أمر متقرر لمن كان موجودا، وبالتواتر لمن كان غائبا، فإنه لا ريب أنه لم يكن في عصر مالك أحد ضرب إليه الناس أكباد الإبل أكثر من مالك، وهذا يقرر بوجهين:
أحدهما: بطلب تقديمه على مثل الثوري والأوزاعي والليث وأبى حنيفة، وهذا فيه نزاع ولا حاجة إليه في هذا المقام.
والثاني: أن يقال أن مالكا تأخر موته عن هؤلاء كلهم فانه توفى سنة تسع وسبعين ومائة وهؤلاء كلهم ماتوا قبل ذلك، فمعلوم أنه بعد موت هؤلاء لم يكن في الأمة أعلم من مالك في ذلك العصر.
وهذا لا ينازع فيه أحد من المسلمين ولا رحل إلى أحد من علماء المدينة ما رحل إلى مالك لا قبله ولا بعده رحل إليه من المشرق والمغرب، ورحل إليه الناس على اختلاف طبقاتهم من العلماء والزهاد والملوك والعامة وانتشر موطئه في الأرض حتى لا يعرف في ذلك العصر كتاب بعد القرآن كان أكثر انتشارا من الموطأ، وأخذ الموطأ عنه أهل الحجاز والشام والعراق.
وأجل من أخذ عنه الشافعي العلم اثنان: مالك وابن عيينة، ومعلوم عند كل أحد أن مالكا أجل من ابن عيينة، حتى إنه كان يقول إني ومالكا كما قال القائل:
(وابن اللبون إذا ما لز في قرن .......... لم يستطع صولة البزل القناعيس)
ومن زعم أن الذي ضربت إليه أكباد الإبل في طلب العلم هو العمري الزاهد مع كونه كان رجلا صالحا زاهدا آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر؛ لم يعرف أن الناس احتاجوا إلى شيء من علمه، ولا رحلوا إليه فيه، وكان إذا أراد أمرا يستشير مالكا ويستفتيه، كما نقل أنه استشاره لما كتب إليه من العراق أن يتولى الخلافة فقال: حتى أشاور مالكا. فلما استشارة أشار عليه أن لا يدخل في ذلك واخبره أن هذا لا يتركه ولد العباس حتى تراق فيه دماء كثيرة وذكر له ما ذكره عمر بن عبد العزيز.
وهذه علوم التفسير والحديث والفتيا وغيرها من العلوم لم يعلم أن الناس اخذوا عن العمري الزاهد منها ما يذكر فكيف يقرن هذا بمالك في العلم ورحلة الناس إليه. انتهى [والكلام طويل تركت أكثره]
وله شاهد من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه:
• أخرجه السلفي في (معجم السفر) [ص365].
• وأخرجه ابن حزم في (الإحكام ج6/ص284).
• وأخرجه الفسوي في (المعرفة والتاريخ ج1/ص166).
• وأخرجه ابن عبد الغني في (التقييد ج1/ص437).
ملاحظة: لم يرد التصريح بالسماع في كل الروايات التي ذكرتها لك، فكأنها مما تفرد بروايته الإمام الطحاوي رحمه الله.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=30921
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 10:36]ـ
هناك استدلالات لبعض متأخرى المالكية بالقرآن والحديث في غير موضعها فهى كعدم وجود الاستدلال بها
بل ترك المسألة بدون دليل أفضل
قال الشيخ بوخبزة حفظه الله:
..... ،استدلال البعض الآخر .... بقوله تعالى:" والمنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم ". على كراهة القبض في الصلاة واستحباب إرسال اليدين،وكنت أسمع هذا وأظن أنه من تخريف الطلبة المتعصبين وأشباه العامة الجاهلين حتى رأيتُ المسمى الطاهر بن عبد السلام اللّْْهيوي العروسي ذكر هذا الاستدلال واعتمده ودافع عنه زاعماً أنه المراد بالآية في رسالة له سماها "القول الفصل بين صلاة القبض وصلاة السدل " فعلمتُ أن الله تخلى عن هذه الأمة بسبب داء التعصب المذهبي العُضال الذي لا يمكن للمسلمين أن ينهضوا ويستعيدوا مجدهم ما دام ينخر في عقولهم هذا الوباء الوبيل،وفي قلوبهم ووجدانهم هوس التصوف وتخريف المتصوفة الذي أهلك الحرث والنسل وأفسد العقول وأمرض القلوب،وقعد بالناس عن العمل الصالح والعلم النافع وللّه الأمر من قبل ومن بعد. الجراب 1/ 71
ـ[التقرتي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 12:19]ـ
هناك استدلالات لبعض متأخرى المالكية بالقرآن والحديث في غير موضعها فهى كعدم وجود الاستدلال بها
بل ترك المسألة بدون دليل أفضل
قال الشيخ بوخبزة حفظه الله:
..... ،استدلال البعض الآخر .... بقوله تعالى:" والمنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم ". على كراهة القبض في الصلاة واستحباب إرسال اليدين،وكنت أسمع هذا وأظن أنه من تخريف الطلبة المتعصبين وأشباه العامة الجاهلين حتى رأيتُ المسمى الطاهر بن عبد السلام اللّْْهيوي العروسي ذكر هذا الاستدلال واعتمده ودافع عنه زاعماً أنه المراد بالآية في رسالة له سماها "القول الفصل بين صلاة القبض وصلاة السدل " فعلمتُ أن الله تخلى عن هذه الأمة بسبب داء التعصب المذهبي العُضال الذي لا يمكن للمسلمين أن ينهضوا ويستعيدوا مجدهم ما دام ينخر في عقولهم هذا الوباء الوبيل،وفي قلوبهم ووجدانهم هوس التصوف وتخريف المتصوفة الذي أهلك الحرث والنسل وأفسد العقول وأمرض القلوب،وقعد بالناس عن العمل الصالح والعلم النافع وللّه الأمر من قبل ومن بعد. الجراب 1/ 71
مذهب المالكية في القبض انه سنة و كان الامام مالك رحمه الله يقبض حتى مات فلا التفات لما ابتدعه متأخري المالكية، لا يمكن ان ننسب للمذهب ما ليس فيه لأن متأخري المالكية زاغوا عن الحق.
بل يكفي ان حديث القبض في الموطأ و الله اعلم
ـ[البدراوي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 01:14]ـ
بارك الله فيفيكم
ارى ان الشيخ حفظه الله قد صدق بقوله ذاك لانه ظاهر جلي لمن درس المذهب بانصاف
قال احمد السوداني تعقيبا على قول احمد اللقاني انما نحن خليليون ان ظل ظللنا
قال: وذلك دليل على دروس العلم وذهابه فقد صار المالكية من مصر الى المحيط خليليون لا مالكيةولو اقتصرنا على ترجمة خليل ولم نزد احد بعده ما ظلمنا جل الباقي لان غالبيتهم تابعون له
قال الشاطبي وابن خلدون:ان ابن شاس وابن بشير وابن الحاجب افسدوا الفقهلكونهم الفوا فيه المختصرات فاذا هم اجهز عليه ولكن في الحقيقة ان الذين اجهزوا عليه هم الذين جعلوه ديوان.
و القارئ لكتب المالكية احيانا لا يكاد يعثر علي نص انما هي احالات للمتون وبارك الله هذا المجلس
ـ[التقرتي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 01:18]ـ
بارك الله فيفيكم
ارى ان الشيخ حفظه الله قد صدق بقوله ذاك لانه ظاهر جلي لمن درس المذهب بانصاف
قال احمد السوداني تعقيبا على قول احمد اللقاني انما نحن خليليون ان ظل ظللنا
قال: وذلك دليل على دروس العلم وذهابه فقد صار المالكية من مصر الى المحيط خليليون لا مالكيةولو اقتصرنا على ترجمة خليل ولم نزد احد بعده ما ظلمنا جل الباقي لان غالبيتهم تابعون له
قال الشاطبي وابن خلدون:ان ابن شاس وابن بشير وابن الحاجب افسدوا الفقهلكونهم الفوا فيه المختصرات فاذا هم اجهز عليه ولكن في الحقيقة ان الذين اجهزوا عليه هم الذين جعلوه ديوان.
(يُتْبَعُ)
(/)
و القارئ لكتب المالكية احيانا لا يكاد يعثر علي نص انما هي احالات للمتون وبارك الله هذا المجلس
قد اجبنا بما فيه الكفاية على هذه الدعاوي و لقد تتبعت الفقه المالكي و انا مالكي مند نشأتي ثلاثين سنة و لم اجد ما تقولونه، ما تذكرونه ناشئ عن بيئتكم لاهتمامكم بالشروح و نسيانكم كتب الادلة فلا ترموا المذهب بطريقة دراستكم له.
بل الادلة موجودة لمن ارادها كل و منهجه فمن اهتم بكتب المتأخرين لم يجد الادلة و من اهتم بكتب المتقدمين وجدها.
فطريقة دراستكم للمذهب التي يلزم تغييرها المشكلة هنا.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 01:21]ـ
.... لأن متأخري المالكية زاغوا عن الحق.
بل يكفي ان حديث القبض في الموطأ و الله اعلم
بارك الله فيكم
لكن أخى الكريم ليس من الإنصاف وصم جميع متأخريهم بالزيغ وتعميمه.
فمنهم من يشتبه عليه الأمر للتقليد أو عدم فهم دليل المخالف أو اعتقاد ضعفه ... إلخ الأعذار المعروفة.
قال ابن حزم رحمه الله في الإحكام:
ثم أتى بعد التابعين فقهاء الامصار: كأبي حنيفة، وسفيان، وابن أبي ليلى بالكوفة، وابن جريج بمكة، ومالك وابن الماجشون بالمدينة، وعثمان البتي وسوار بالبصرة، والاوزاعي بالشام، والليث بمصر، فجروا على تلك الطريقة من أخذ كل واحد منهم عن التابعين من أهل بلده فيما كان عندهم، واجتهادهم فيما لم يجدوا عندهم، وهو موجود عند غيرهم، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وكل ما ذكرنا مأجور على ما أصاب فيه حكم النبي (ص) أجرين ومأجور فيما خفي عنه منه أجرا واحدا، وقد يبلغ الرجل مما ذكرنا حديثان ظاهرهما التعارض، فيميل إلى أحدهما دون الثاني بضرب من الترجيحات التي صححنا أو أبطلنا قبل هذا في هذا الباب ويميل غيره إلى الحديث الذي ترك هذا بضرب من تلك الترجيحات كما روي عن عثمان في الجمع بين الاختين، حرمتهما آية، وأحلتهما آية، وكما مال ابن عمر إلى تحريم نساء أهل الكتاب جملة بقوله: * (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن قال ولا أعلم شركا أعظم من قول المرأة: إ ن عيسى ربها.
وغلب ذلك على الاباحة المنصوصة في الآية الاخرى، وكما جعل ابن عباس عدة الحامل آخر الاجلين من وضع الحمل، أو تمام أربعة أشهر وعشر، وكما تأول بعض الصحابة في الحمر الاهلية أنها إنما حرمت لانها لم تخمس، وتأول آخر منهم أنها حرمت لانها حمولة الناس، وتأول آخر منهم أنها حرمت لانها كانت تأكل العذرة، وقال بعضهم: بل حرمت لعينها، وكما تأول قدامة في شرب الخمر، قول الله تعالى: * (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا فعلى هذه الوجوه ترك مالك ومن كان قبله ما تركوا من الاحاديث والآيات، وعلى هذه الوجوه خالفهم نظراؤهم، فأخذ هؤلاء ما ترك أولئك، وأخذ أولئك ما ترك هؤلاء، فهي وجوه عشرة كما ذكرنا:
أحدها: ألا يبلغ العالم الخبر فيفتي فيه بنص آخر بلغه، كما قال عمر في خبر الاستئذان: خفي علي هذا من رسول الله (ص) ألهاني الصفق بالاسواق.
وقد أوردناه بإسناده من طريق البخاري في غير هذا المكان.
وثانيها: أن يقع في نفسه أن راوي الخبر لم يحفظ، وأنه وهم كفعل عمر في خبر فاطمة بنت قيس، وكفعل عائشة في خبر الميت يعذب ببكاء أهله، وهذا ظن لا معنى له، إن أطلق بطلت الاخبار كلها وإن خص به مكان دون مكان كان تحكما بالباطل.
وثالثها: أن يقع في نفسه أنه منسوخ كما ظن ابن عمر في آية نكاح الكتابيات.
ورابعها: أن يغلب نصا على نص بأنه أحوط وهذا لا معنى له، إذ لا يوجبه قرآن ولا سنة.
وخامسها: أن يغلب نصا على نص لكثرة العاملين به أو لجلالتهم، وهذا لا معنى له لما قد أفدناه قبلا في ترجيح الاخبار.
وسادسها: أن يغلب نصا لم يصح على نص صحيح، وهو لا يعلم بفساد الذي غلب.
وسابعها: أن يخصص عموما بظنه.
وثامنها: أن يأخذ بعموم لم يجب الاخذ به، ويترك الذي يثبت تخصيصه.
وتاسعها: أن يتأول في الخبر غير ظاهره بغير برهان لعله ظنها بغير برهان.
وعاشرها: أن يترك نصا صحيحا لقول صاحب بلغه، فيظن أنه لم يترك ذلك النص إلا لعلم كان عنده.
فهذه ظنون توجب الاختلاف الذي سبق في علم الله عز وجل، أنه سيكون، ونسأل الله تعالى التثبيت على الحق بمنه آمين
ـ[التقرتي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 01:26]ـ
بارك الله فيكم
لكن أخى الكريم ليس من الإنصاف وصم جميع متأخريهم بالزيغ وتعميمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمنهم من يشتبه عليه الأمر للتقليد أو عدم فهم دليل المخالف أو اعتقاد ضعفه ... إلخ الأعذار المعروفة.
قال ابن حزم رحمه الله في الإحكام:
ثم أتى بعد التابعين فقهاء الامصار: كأبي حنيفة، وسفيان، وابن أبي ليلى بالكوفة، وابن جريج بمكة، ومالك وابن الماجشون بالمدينة، وعثمان البتي وسوار بالبصرة، والاوزاعي بالشام، والليث بمصر، فجروا على تلك الطريقة من أخذ كل واحد منهم عن التابعين من أهل بلده فيما كان عندهم، واجتهادهم فيما لم يجدوا عندهم، وهو موجود عند غيرهم، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وكل ما ذكرنا مأجور على ما أصاب فيه حكم النبي (ص) أجرين ومأجور فيما خفي عنه منه أجرا واحدا، وقد يبلغ الرجل مما ذكرنا حديثان ظاهرهما التعارض، فيميل إلى أحدهما دون الثاني بضرب من الترجيحات التي صححنا أو أبطلنا قبل هذا في هذا الباب ويميل غيره إلى الحديث الذي ترك هذا بضرب من تلك الترجيحات كما روي عن عثمان في الجمع بين الاختين، حرمتهما آية، وأحلتهما آية، وكما مال ابن عمر إلى تحريم نساء أهل الكتاب جملة بقوله: * (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن قال ولا أعلم شركا أعظم من قول المرأة: إ ن عيسى ربها.
وغلب ذلك على الاباحة المنصوصة في الآية الاخرى، وكما جعل ابن عباس عدة الحامل آخر الاجلين من وضع الحمل، أو تمام أربعة أشهر وعشر، وكما تأول بعض الصحابة في الحمر الاهلية أنها إنما حرمت لانها لم تخمس، وتأول آخر منهم أنها حرمت لانها حمولة الناس، وتأول آخر منهم أنها حرمت لانها كانت تأكل العذرة، وقال بعضهم: بل حرمت لعينها، وكما تأول قدامة في شرب الخمر، قول الله تعالى: * (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا فعلى هذه الوجوه ترك مالك ومن كان قبله ما تركوا من الاحاديث والآيات، وعلى هذه الوجوه خالفهم نظراؤهم، فأخذ هؤلاء ما ترك أولئك، وأخذ أولئك ما ترك هؤلاء، فهي وجوه عشرة كما ذكرنا:
أحدها: ألا يبلغ العالم الخبر فيفتي فيه بنص آخر بلغه، كما قال عمر في خبر الاستئذان: خفي علي هذا من رسول الله (ص) ألهاني الصفق بالاسواق.
وقد أوردناه بإسناده من طريق البخاري في غير هذا المكان.
وثانيها: أن يقع في نفسه أن راوي الخبر لم يحفظ، وأنه وهم كفعل عمر في خبر فاطمة بنت قيس، وكفعل عائشة في خبر الميت يعذب ببكاء أهله، وهذا ظن لا معنى له، إن أطلق بطلت الاخبار كلها وإن خص به مكان دون مكان كان تحكما بالباطل.
وثالثها: أن يقع في نفسه أنه منسوخ كما ظن ابن عمر في آية نكاح الكتابيات.
ورابعها: أن يغلب نصا على نص بأنه أحوط وهذا لا معنى له، إذ لا يوجبه قرآن ولا سنة.
وخامسها: أن يغلب نصا على نص لكثرة العاملين به أو لجلالتهم، وهذا لا معنى له لما قد أفدناه قبلا في ترجيح الاخبار.
وسادسها: أن يغلب نصا لم يصح على نص صحيح، وهو لا يعلم بفساد الذي غلب.
وسابعها: أن يخصص عموما بظنه.
وثامنها: أن يأخذ بعموم لم يجب الاخذ به، ويترك الذي يثبت تخصيصه.
وتاسعها: أن يتأول في الخبر غير ظاهره بغير برهان لعله ظنها بغير برهان.
وعاشرها: أن يترك نصا صحيحا لقول صاحب بلغه، فيظن أنه لم يترك ذلك النص إلا لعلم كان عنده.
فهذه ظنون توجب الاختلاف الذي سبق في علم الله عز وجل، أنه سيكون، ونسأل الله تعالى التثبيت على الحق بمنه آمين
لم نقصد التعميم اخي انما قصدنا المتعصبة للسدل و انت تعرفهم جيدا
ـ[البدراوي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 02:06]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين اين مشاركتي ... بارك الله فيك ...
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 03:18]ـ
بارك الله فيك
سبقت برقم 69 ولم أر لك غيرها
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 08:17]ـ
المختصرات والمتون المشهورة التي تعنى بالفقه المالكي عندنا في المغرب تكاد تكون خالية من الأدلة وكذا شراحها لايكادون يذكرون
الأدلة. وكذا من يتولى شرحها للطلبة من الفقهاء الجامدين المتعصبين لا يعرفون شيئا يسمى الدليل.
وإذا سقت دليلا مخالفا لما عليه بعض المالكية المعتمدين كالشيخ خليل وابن عاشر وابن أبي زيد. أرعدوا أزبدوا.
بل تجد الفقيه من هؤلاء يحفظ كثيرا من المنظومات كتحفة ابن عاصم وابن عاشر ونظم مختصر خليل ونظم العمل الفاسي ونظم مقدمةابن رشد
ولا تجده يحفظ جزءا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
فالشيخ بوخبزة يقصد هؤلاء والله أعلم.
ـ[اويس المغربي]ــــــــ[18 - Jul-2009, مساء 12:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم , يقول الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري في سبيل التوفيق:
"وقرأت شرح الخطيب على أبي شجاع على الفقيه الشيخ عبد المجيد الشرقاوي حفيد الشيخ عبد الله الشرقاوي، وهو يتقن الفقه اتقانا. ووجدت الشافعية يذكرون في مصنفاتهم الدليل لفروع فقههم فلا يخلو فرع لهم من دليل بخلاف المالكية, فإنهم لا يذكرون في كتبهم دليلا. ولما كنت أحضر شرح الخرشي على الشيخ محمد الصنهاجي بجامع القرويين مر على حضورنا أربعة أشهر, وإذا بالشيخ الخرشي يذكر حديثا, فتعجبنا كلنا الشيخ والطلبة لذكره هذا الحديث, وهذا إهمال غير لائق, بل الواجب ذكر الدليل كما يفعل الشافعية و الحنفية ليعرف الطالب الحكم بدليله".
وكلام الشيخ بو خبزة يتنزل بالاساس على متاخري المالكية والله , بل تجد منهم من يرجح قولا في المذهب قائلا خلافا للحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الليبي]ــــــــ[18 - Jul-2009, مساء 04:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الي الاخ التقرتي ممكن المساعده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام اطلب منكم مساعده هي كيف التواصل مع الشيخ اببي اويس محمد بن الأمين بوخبزة الحسني واود ارسال اليه رساله او الى موقعه قبل نشرها هل من مساعدة فقد فتحت على موقعه فلم اجد ايميلا ووجدت اتصل بنا لا يتفعل
مطلوب ارقام هواتف او ايميلا الخاص
والسلام
ـ[البربري]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 02:55]ـ
بارك الله فيكم، نقاش ممتع، ولكن لي بعض الملاحظات والإضافات.
- من الأخطاء العلمية تحكيم قول واحد أو ثلاثة من الشيوخ المعاصرين في أمر خطير والتسليم بذلك كأنه من العلم الضروري الذي لا يحتاج إلى نظر وإعمال فكر. فالشيخ بوخبزة لا يحتاج كلامه إلى تأويل متعسف، فهو لا يقصد المتأخرين بكلامه وإنما عمم الحكم الباطل على المذهب كلية، وهو في هذا ينحو منحى المدرسة الغمارية الكارهة للتمذهب والمالكية أساسا واحتفاؤهم بفقه الحديث وتشنيعهم على التقليد، وأبغض الناس عند الحافظ أبي الفيض رحمه الله المقلد الصرف الذي لا يخرج عن مذهب مالك بوجه، لذلك ترى قوله في المفاضلة بين ابن العربي والباجي: (وابن العربي خير من ملء الأرض من الباجي)! لا لشيء إلا لأن المعافري تفرد باختيارات خارجة عن أصول المذهب. أما شيخ شيخنا الدكتور تقي الدين الهلالي رحمه الله فبضاعته في الفقه عموما قليلة، وليس من الاطلاع والتبحر كما هو الشأن عنده في علوم العربية.
هذا والحال أن بلاد المغرب وغيرها حبلى بالفقهاء المالكية والأساتذة الباحثين الذين لا بد من استقصاء أحكامهم في المسألة بدل الاكتفاء بحكم رجل واحد.
ثم أمر آخر قد لا يروق لبعض الإخوة وهو أن الشيخ بوخبزة - متع الله بحياته وعلمه - لا يعني سعة اطلاعه نبوغه وتقدمه في صنعة الفقه والأصول، وإنما المشار إليه بهذا الوصف من اشتغل بالتدريس وسلك كتب المذهب وفتش عن الدليل الذي عريت منه كتب المتاخرين لا لعدم وجوده ولكن لقصور همة الفقهاء على طلبه وفق أصول وقواعد المذهب.
- خلو كتب المتأخرين من الدليل - كما يزعم البعض - ليس نقصا في المذهب، لأن المتقدمين كفوا الناس المؤمنة، ثم لأن بلاد المغرب خاصة كانت قلعة مالكية حصينة، استقر فيها المذهب منذ زمن بعيد، مع انعدام المعارض الذي يتطلب الجدال والاستدلال، ومع وجوده فالأمر مختلف، ومناظرة الباجي لابن حزم مثال على ذلك.
- من حكم بهذا الحكم الباطل إنما جال بصره في المختصر والرسالة وابن عاشر وبعض شروحها والمدونة (بدون شروحها)، ولم يعتبر الاستذكار والتمهيد والمنتقى كتبا فقهية، وتجاهل الذخيرة والبيان والتحصيل ولا وقع بصره على المخطوط كالواضحة والموازية وجامع ابن يونس والفندلاوي قبل طبعه وابن القصار وابن عرفة وشروح المدونة ومختصراتها وشرح التلقين وتعليقة المازري على الكتاب وغيرها مما يطول ذكره.
- القصور في فهم الدليل عند البعض، والحال أنهم يخالونه نصا من القرآن أو من السنة، فحيثما لم تقع أعينهم على نصوص الوحيين قالوا: كتب القوم عارية عن الدليل.
ألا فليعمن قوم أن مذهب إمامنا مالك رضي الله عنه هو أوسع المذاهب أصولا، وأكثرها فروعا ومرونة في باب المعاملات خاصة، مع التوسع في باب المصالح، والاختصاص بأصل عمل أهل المدينة. وزد على ذلك تاثير إمامنا في المدرسة الحنفيه (تتلمذ محمد بن الحسن على مالك ومناظراته للقاضي أبي يوسف) وخروج مذهب الشافعي رضي الله عنه من رحم المالكية.
- يجب ألا يمنعنا تتلمذنا على المشايخ وحبنا لهم من التزام العلمية والحياد في مسائل كهذه، وأنا أستغرب كيف مر على الإخوة الأفاضل شهادة ابن تيمية رحمه الله للمذهب ونصرته لطرقة أهل المدينة وصحة أصولهم.
- لقد أساء بعض المتأخرين إلى المذهب بسبب قصور همتهم عن طلب الدليل والتنقيب عنه، وكلما وضع مختصر هجر الذي قبله كالنسخ فتركوا المدونة والموطأ لمختصر ابن أبي زيد، وتركوا هذا للبرادعي، وتركوا البرادعي لابن الحاجب، وهجروا ابن الحاجب لخليل، وقس على ذلك كتب كثيرة جليلة خلال هذه المراحل من تطور المذهب. ولما خلت البلاد من منتسبين إلى المذاهب الأخرى لم يحتج الفقهاء إلى دليل لنصرة المذهب أمام المخالف، فلم يطلبوه، بل ذم المتعصبون منهم السؤال عنه والنظر في الصلين، حتى قال اللقاني: نحن خليليون إن اهتدى اهتدينا وإن ضل ضللنا. وبمثل هذه المقالات الباطلة يذم المذهب.
ـ[القاضي ابن نصر]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 04:06]ـ
اخي ابا يوسف المالكي بورك فيكم وربما اضع ردا هنا ليعلم ان المالكيين ليسوا كبقية اهل المذاهب
ـ[البربري]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 04:40]ـ
البربري أبو يوسف المالكي.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[08 - Aug-2009, مساء 10:24]ـ
قال عتيق الزبيدي: وضع مالك الموطأ على نحو من عشرة آلاف حديث، فلم يزل ينظر فيه كل سنة ويسقط منه حتى بقي هذا، ولو بقي قليلا لأسقطه كله.
فالقول أن استكثار الإمام من هذه الأدلة، كان بسبب قلة حديثه لم يسبق إليه أحد من السلف بل هذه زلة عظيمة من قائلها كيف ذلك و أصول المالكية و الحنابلة متقاربة فهل كانت كثرة أصول الامام احمد من قلة حديثه؟
كثرة أصول الامام مالك ممدحة لمذهبه كما قال شيخ الإسلام لا نقص في حديثه بل العلماء مجتمعون على أن الامام مالك عليم بالسنة حتى قال السلف إذا اجتمع مالك والثوري والاوزاعي على امر فاعلم انه سنة.
قلة عدد الأحاديث في الموطأ من قوة تحري الإمام مالك لا من قلة حديثه فلو جمع كل ما سمع لكتب مؤلفات في السنن لكنه تحرى و نقح و هذا التاريخ يشهد على كتابه من أقدم الكتب المتداولة بين أيدي الناس كتب الله له القبول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الغنائم المالكي]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 05:16]ـ
قال عتيق الزبيدي: وضع مالك الموطأ على نحو من عشرة آلاف حديث، فلم يزل ينظر فيه كل سنة ويسقط منه حتى بقي هذا، ولو بقي قليلا لأسقطه كله.
فالقول أن استكثار الإمام من هذه الأدلة، كان بسبب قلة حديثه لم يسبق إليه أحد من السلف بل هذه زلة عظيمة من قائلها كيف ذلك و أصول المالكية و الحنابلة متقاربة فهل كانت كثرة أصول الامام احمد من قلة حديثه؟
كثرة أصول الامام مالك ممدحة لمذهبه كما قال شيخ الإسلام لا نقص في حديثه بل العلماء مجتمعون على أن الامام مالك عليم بالسنة حتى قال السلف إذا اجتمع مالك والثوري والاوزاعي على امر فاعلم انه سنة.
قلة عدد الأحاديث في الموطأ من قوة تحري الإمام مالك لا من قلة حديثه فلو جمع كل ما سمع لكتب مؤلفات في السنن لكنه تحرى و نقح و هذا التاريخ يشهد على كتابه من أقدم الكتب المتداولة بين أيدي الناس كتب الله له القبول.
أحسنتم الرد، هو كذلك بارك الله فيكم.
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 05:38]ـ
بارك الله فيكم، نقاش ممتع، ولكن لي بعض الملاحظات والإضافات.
- من الأخطاء العلمية تحكيم قول واحد أو ثلاثة من الشيوخ المعاصرين في أمر خطير والتسليم بذلك كأنه من العلم الضروري الذي لا يحتاج إلى نظر وإعمال فكر. فالشيخ بوخبزة لا يحتاج كلامه إلى تأويل متعسف، فهو لا يقصد المتأخرين بكلامه وإنما عمم الحكم الباطل على المذهب كلية، وهو في هذا ينحو منحى المدرسة الغمارية الكارهة للتمذهب والمالكية أساسا واحتفاؤهم بفقه الحديث وتشنيعهم على التقليد، وأبغض الناس عند الحافظ أبي الفيض رحمه الله المقلد الصرف الذي لا يخرج عن مذهب مالك بوجه، لذلك ترى قوله في المفاضلة بين ابن العربي والباجي: (وابن العربي خير من ملء الأرض من الباجي)! لا لشيء إلا لأن المعافري تفرد باختيارات خارجة عن أصول المذهب. أما شيخ شيخنا الدكتور تقي الدين الهلالي رحمه الله فبضاعته في الفقه عموما قليلة، وليس من الاطلاع والتبحر كما هو الشأن عنده في علوم العربية.
هذا والحال أن بلاد المغرب وغيرها حبلى بالفقهاء المالكية والأساتذة الباحثين الذين لا بد من استقصاء أحكامهم في المسألة بدل الاكتفاء بحكم رجل واحد.
ثم أمر آخر قد لا يروق لبعض الإخوة وهو أن الشيخ بوخبزة - متع الله بحياته وعلمه - لا يعني سعة اطلاعه نبوغه وتقدمه في صنعة الفقه والأصول، وإنما المشار إليه بهذا الوصف من اشتغل بالتدريس وسلك كتب المذهب وفتش عن الدليل الذي عريت منه كتب المتاخرين لا لعدم وجوده ولكن لقصور همة الفقهاء على طلبه وفق أصول وقواعد المذهب.
- خلو كتب المتأخرين من الدليل - كما يزعم البعض - ليس نقصا في المذهب، لأن المتقدمين كفوا الناس المؤمنة، ثم لأن بلاد المغرب خاصة كانت قلعة مالكية حصينة، استقر فيها المذهب منذ زمن بعيد، مع انعدام المعارض الذي يتطلب الجدال والاستدلال، ومع وجوده فالأمر مختلف، ومناظرة الباجي لابن حزم مثال على ذلك.
- من حكم بهذا الحكم الباطل إنما جال بصره في المختصر والرسالة وابن عاشر وبعض شروحها والمدونة (بدون شروحها)، ولم يعتبر الاستذكار والتمهيد والمنتقى كتبا فقهية، وتجاهل الذخيرة والبيان والتحصيل ولا وقع بصره على المخطوط كالواضحة والموازية وجامع ابن يونس والفندلاوي قبل طبعه وابن القصار وابن عرفة وشروح المدونة ومختصراتها وشرح التلقين وتعليقة المازري على الكتاب وغيرها مما يطول ذكره.
- القصور في فهم الدليل عند البعض، والحال أنهم يخالونه نصا من القرآن أو من السنة، فحيثما لم تقع أعينهم على نصوص الوحيين قالوا: كتب القوم عارية عن الدليل.
ألا فليعمن قوم أن مذهب إمامنا مالك رضي الله عنه هو أوسع المذاهب أصولا، وأكثرها فروعا ومرونة في باب المعاملات خاصة، مع التوسع في باب المصالح، والاختصاص بأصل عمل أهل المدينة. وزد على ذلك تاثير إمامنا في المدرسة الحنفيه (تتلمذ محمد بن الحسن على مالك ومناظراته للقاضي أبي يوسف) وخروج مذهب الشافعي رضي الله عنه من رحم المالكية.
- يجب ألا يمنعنا تتلمذنا على المشايخ وحبنا لهم من التزام العلمية والحياد في مسائل كهذه، وأنا أستغرب كيف مر على الإخوة الأفاضل شهادة ابن تيمية رحمه الله للمذهب ونصرته لطرقة أهل المدينة وصحة أصولهم.
- لقد أساء بعض المتأخرين إلى المذهب بسبب قصور همتهم عن طلب الدليل والتنقيب عنه، وكلما وضع مختصر هجر الذي قبله كالنسخ فتركوا المدونة والموطأ لمختصر ابن أبي زيد، وتركوا هذا للبرادعي، وتركوا البرادعي لابن الحاجب، وهجروا ابن الحاجب لخليل، وقس على ذلك كتب كثيرة جليلة خلال هذه المراحل من تطور المذهب. ولما خلت البلاد من منتسبين إلى المذاهب الأخرى لم يحتج الفقهاء إلى دليل لنصرة المذهب أمام المخالف، فلم يطلبوه، بل ذم المتعصبون منهم السؤال عنه والنظر في الصلين، حتى قال اللقاني: نحن خليليون إن اهتدى اهتدينا وإن ضل ضللنا. وبمثل هذه المقالات الباطلة يذم المذهب.
بارك الله فيكم شيخنا ورفع الله قدركم
كلام يكتب بماء الذهب.
فصحيح أن بعض الناس لا يرى الدليل إلا في النص، وبالضبط الحديث
نفع الله بكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الغنائم المالكي]ــــــــ[30 - Aug-2009, مساء 07:06]ـ
وفيكم بارك الله، وفي كلام ابن تيمية رحمه الله في صحة أصول أهل المدينة شفاء لما في الصدور.(/)
مبطلات الصلاة
ـ[الرياني]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 03:07]ـ
قال في دليل الطالب في مبطلات الصلاة
(وبالدعاء بملاذ الدنيا)
فهل عند الإخوة الكرام إيضاح و كلام لعلماء الحنابلة في هذه المسألة؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 05:09]ـ
أحسنت أخي الكريم المبارك
(الملاذّ) هنا: هي الشهوات والكماليات الدنيوية، كأن يدعو بسيارة حسنة، أو جوال (هاتف محمول) جميل، وهكذا.
وهو ما يشبه كلام الآدميين، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القران" رواه مسلم.
هل وضحت العبارة الآن؟
ـ[الرياني]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 06:34]ـ
أحسن الله إليكم وجزاكم خيرا
ـ[طارق زاخو]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 10:33]ـ
جزاك الله خيرا اخي
ـ[ريم الغامدي]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 07:10]ـ
ولأهل العلم مذهبان في شأن الدعاء في الصلاة إذا كان الدعاء مشتملا على طلب بعض ملذات الدنيا أو شهواتها من كل ما يشبه كلام الآدميين.
فعند الحنابلة والحنفية تبطل الصلاة في هذه الحالة خلافا للشافعية والمالكية، ففي دقائق أولي النهى وهو حنبلي: وعلم من قوله أو بأمر الآخرة أنه ليس له الدعاء بما يقصد منه ملاذ الدنيا وشهواتها كاللهم ارزقني جارية حسناء أو طعاما طيبا أو بستانا أنيقا فتبطل به لحديث إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن. رواه مسلم انتهى.
وفي تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق للزيلعي وهو حنفي: كقولك أعطني مالا وأطعمني واقض ديني وزوجني امرأة وما يقصد به ملاذ الدنيا وشهواتها فإن ذلك يفسد الصلاة. انتهى.
وقال الخرشي في شرحه لمختصر خليل وهو مالكي: أي حيث جاز الدعاء دعا الشخص المصلي بما أحب مما هو ممكن من أمر أخراه أو دنياه كتوسعة رزق وزوجة حسناء. انتهى.
وقال النووي في المجموع: مذهبنا أنه يجوز أن يدعو فيها أي الصلاة بكل ما يجوز الدعاء به خارج الصلاة من أمور الدين والدنيا وله اللهم ارزقني كسبا طيبا وولدا ودارا وجارية حسناء يصفها واللهم خلص فلانا من السجن وأهلك فلانا وغير ذلك، ولا يبطل الصلاة شيء من ذلك عندنا ...
ـ[ريم الغامدي]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 07:10]ـ
عمدة القائلين "بعدم جواز الدعاء بأمور الدنيا في الصلاة" هو ما رواه مسلم من حديث معاوية بن الحكم السلمي أنه صلى الله عيه وسلم قال: ( ... إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن) الحديث.
ومعلوم لغةً وعرفاً واصطلاحاً .. أن (دعاءَ اللهِ) غير (كلامِ الناسِ)!
وحديث مسلم ليس من العام المخصوص كما يتصوره البعض .. بل هو باقٍ على عمومه فيما يتخاطب بمثله الناس .. كتشميت العاطس ورد السلام ونحوه.
والصلاة هي مناجاة العبد ربه فلا يصلح فيها مخاطبة الناس حتى ولو بالدعاء لهم كما هو واقع في حديث مسلم، فـ (إن في الصلاة لشغلاً) كما صح من حديث ابن مسعود. قال "العظيم آبادي" في "عون المعبود" (3/ 135): "والتنكير في "شغلاً" للتنويع أي بقراءة القرآن والذكر والدعاء أو للتعظيم أي شغلاً وأي شغل لأنها مناجاة مع الله تستدعي الاستغراق بخدمته فلا يصلح الاشتغال بغيره، وقال النووي معناه أن وظيفة المصلي الاشتغال بصلاته وتدبر ما يقوله فلا ينبغي أن يعرج على غيرها من رد السلام ونحوه" ا. هـ
* قال "الملا على القاري" في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (4/ 69): "لا يصلح فيها شيء من كلام الناس قال القاضي أضاف الكلام إلى الناس ليخرج منه الدعاء والتسبيح والذكر فإنه لا يراد بها خطاب الناس وإفهامهم قال النووي وفيه إن من حلف أن لا يتكلم فسبح أو كبر أو قرأ القرآن لا يحنث".
** أما القائلون "بجواز الدعاء بأمور الدنيا في الصلاة" فهم في فسحةٍ من أمرهم:
وهاك طرفاً من أدلتهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
1. ما رواه البخاري من حديث ابن مسعود قال: كنا إذا كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في صلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلان وفلان فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام ولكن قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنكم إذا قلتم أصاب كل عبد في السماء أو بين السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعوه).
2. ما رواه مسلم من حديث ابن عباس قال: كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال: "أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم".
3. ما رواه مسلم أيضاً من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه و سلم قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء".
4. ما رواه مسلم أيضاً من حديث حذيفة قال: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعة فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلاً إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ ... " الحديث .. قال "المناوي" في "فيض القدير" (5/ 160): (كان إذا مر بآية فيها ذكر النار قال ويل لأهل النار أعوذ بالله من النار) فيسن ذلك لكل قارئ الاقتداء به ... إلى أن قال: وقال ابن حجر: أقصى ما تمسك به المانع حديث إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، وهو محمول على ما عدا الدعاء جمعاً بين الأخبار".
5. ما رواه النسائي وصححه الألباني من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا تشهد أحدكم فليتعوذ بالله من أربع من عذاب جهنم وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال ثم يدعو لنفسه بما بدا له".
6. وكذا دعاؤه صلى الله عليه وسلم في القنوت على رعلٍ وذكوان وبني لحيان وغيرهم.
مما يدل دلالة واضحة على "جواز الدعاء بأمور الدنيا في الصلاة" مطلقاً .. الشيء الذي يُشعرك أن القائلين "بعدم جواز الدعاء بأمور الدنيا في الصلاة" قد أبعدوا النجعة!
ـ[ريم الغامدي]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 07:15]ـ
العنوان: سمعت أحد المشايخ يقول إنه لا يجوز الدعاء بالأمور الدنيوية في الصلاة المفروضة، فهل هذا الحكم صحيح، أفيدونا؟ السؤال30/ 03/2008التاريخأ. د حسام الدين بن موسى عفانة - أستاذ الفقه وأصوله - جامعة القدس.
الحل:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الدعاء هو العبادة، ووردت في مشروعيته آيات وأحاديث كثيرة، وهو مندوب إليه في الفرائض، خاصة الصلاة، ولا فرق بين الدعاء بأمور الآخرة أو أمور الدنيا فيها.
يقول فضيلة الدكتور حسام الدين عفانة:
مشروعية الدعاء:
لا شك أن الدعاء عبادة عظيمة بل ورد في الحديث عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: (الدعاء هو العبادة) رواه أصحاب السنن الأربعة، وقال الإمام الترمذي حديث حسن صحيح، وصححه الإمام النووي في الأذكار ص333. قال الإمام ابن العربي المالكي: [وجه تسمية الدعاء عبادة بيِّن، لأن فيه الإقرار بالعجز من العبد والقدرة لله وذلك غاية الذل والخضوع] عارضة الأحوذي 12/ 90.
وقد وردت نصوص كثيرة في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحض على الدعاء بشكل عام كما في قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} سورة غافر الآية 60. وكما في قوله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} سورة الأعراف الآيتان 55 - 56.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: (ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء) رواه الترمذي وابن ماجة وهو حديث حسن كما قال الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي 3/ 138.وعنه أيضاً أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: (من سرّه أن يستجيب الله تعالى له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء) رواه الترمذي وقال الشيخ الألباني حديث حسن انظر صحيح سنن الترمذي 3/ 140.
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: (الدعاء هو العبادة) ثم قرأ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} سورة غافر الآية 60، رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وصححه العلامة الألباني في المصدر السابق. وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم يقول: (ما من أحدٍ يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل أو كف عنه من سوء مثله ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) رواه الترمذي وحسنه الشيخ الألباني المصدر السابق 3/ 140. وغير ذلك من النصوص.
مواطن الدعاء:
ومن أعظم مواطن الدعاء الصلاة – فرضها ونفلها – فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم.) رواه مسلم. وقوله (فقمن) قال الإمام النووي: هو بفتح القاف وفتح الميم وكسرها لغتان مشهورتان فمن فتح فهو عنده مصدر لا يثنى ولا يجمع ومن كسر فهو وصف يثنى ويجمع قال: وفيه لغة ثالثة قمين بزيادة الياء وفتح القاف وكسر الميم ومعناه حقيق وجدير. شرح النووي على صحيح مسلم 2/ 148. وقد ثبت في الحديث أنه صلى اللَّه عليه وسلم قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) رواه مسلم.
الدعاء بالأمور الدنيوية:
إذا ثبت هذا فإنه يجوز للمصلي أن يدعو في صلاته – الفرض والنافلة - بخيري الدنيا والآخرة على الراجح من أقوال أهل العلم، قال الإمام النووي [قال الشافعي والأصحاب: وله أن يدعو بما شاء من أمور الآخرة والدنيا، ولكن أمور الآخرة أفضل وله الدعاء بالدعوات المأثورة في هذا الموطن والمأثورة في غيره وله أن يدعو بغير المأثور ومما يريده من أمور الآخرة والدنيا] ثم نقل عن بعض الشافعية تردده في جواز الدعاء بالأمور الدنيوية ثم قال: [والصواب الذي عليه جمهور الأصحاب أنه يجوز كل ذلك ولا تبطل الصلاة بشيء منه ودليله الأحاديث الصحيحة ... منها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثم ليتخير من الدعاء ما شاء) ونحو ذلك من الأحاديث] المجموع 3/ 470.
وقال الإمام النووي أيضاً [: مذهبنا أنه يجوز أن يدعو فيها بكل ما يجوز الدعاء به خارج الصلاة من أمور الدين والدنيا كقوله اللهم ارزقني كسباً طيباً وولداً وداراً ... واللهم خلص فلاناً من السجن وأهلك فلاناً وغير ذلك، ولا يبطل صلاته شيء من ذلك عندنا وبه قال مالك والثوري وأبو ثور واسحق ... واحتج أصحابنا بقوله صلى الله عليه وسلم " وأما السجود فاجتهدوا فيه من الدعاء " وفي الحديث الآخر " فأكثروا الدعاء " وهما صحيحان ... فأطلق الأمر بالدعاء ولم يقيده فتناول كل ما يسمى دعاءً، ولأنه صلى الله عليه وسلم دعا في مواضع بأدعية مختلفة فدل على أنه لا حجر فيه، وفى الصحيحين في حديث ابن مسعود رضي الله تعالي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر التشهد " ثم ليتخير من الدعاء ما أعجبه وأحب إليه وما شاء " وفى رواية مسلم كما سبق في الفرع قبله وفى رواية أبي هريرة " ثم يدعو لنفسه ما بدا له " قال النسائي وإسناده صحيح كما سبق] المجموع 3/ 471.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يدل على جواز الدعاء بالأمور الدنيوية في الصلاة مطلقاً أعني فرضاً كانت أم نافلة ما يلي: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كنا إذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلان وفلان فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تقولوا السلام على الله، فإن الله هو السلام ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتم أصاب كل عبد في السماء أو بين السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعوه) رواه البخاري قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: [قوله: (ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو) زاد أبو داود عن مسدد شيخ البخاري فيه " فيدعو به " ونحوه النسائي من وجه آخر بلفظ " فليدع به " ولإسحاق عن عيسى عن الأعمش " ثم ليتخير من الدعاء ما أحب " وفي رواية منصور عن أبي وائل عند المصنف في الدعوات " ثم ليتخير من الثناء ما شاء " ونحوه لمسلم بلفظ " من المسألة ".
واستدل به على جواز الدعاء في الصلاة بما اختار المصلي من أمر الدنيا والآخرة، قال ابن بطال: خالف في ذلك النخعي وطاووس وأبو حنيفة فقالوا: لا يدعو في الصلاة إلا بما يوجد في القرآن، كذا أطلق هو ومن تبعه عن أبي حنيفة، والمعروف في كتب الحنفية أنه لا يدعو في الصلاة إلا بما جاء في القرآن أو ثبت في الحديث، وعبارة بعضهم: ما كان مأثوراً، قال قائلهم: والمأثور أعم من أن يكون مرفوعاً أو غير مرفوع، لكن ظاهر حديث الباب يرد عليهم، وكذا يرد على قول ابن سيرين: لا يدعو في الصلاة إلا بأمر الآخرة، واستثنى بعض الشافعية ما يقبح في أمر الدنيا، فإن أراد الفاحش من اللفظ فمحتمل، وإلا فلا شك أن الدعاء بالأمور المحرمة مطلقاً لا يجوز.] فتح الباري 2/ 415. وجاء في رواية عند مسلم: (ثم يتخير من المسألة ما شاء) قال الإمام النووي: [قوله صلى الله عليه وسلم: (ثم يتخير من المسألة ما شاء) فيه استحباب الدعاء في آخر الصلاة قبل السلام، وفيه أنه يجوز الدعاء بما شاء من أمور الآخرة والدنيا ما لم يكن إثماً، وهذا مذهبنا ومذهب الجمهور، وقال أبو حنيفة رحمه الله تعالى: لا يجوز إلا بالدعوات الواردة في القرآن والسنة] شرح النووي على صحيح مسلم 2/ 89.
واختار القول بجواز الدعاء بالأمور الدنيوية جماعة من أهل العلم المتقدمين والمتأخرين منهم الشيخ ابن قدامة المقدسي حيث قال: [وحكى عنه ابن المنذر – أي عن الإمام أحمد - أنه قال: لا بأس أن يدعو الرجل بجميع حوائجه؛ من حوائج دنياه وآخرته. وهذا هو الصحيح، إن شاء الله تعالى؛ لظواهر الأحاديث، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثم ليتخير من الدعاء “، وقوله: " ثم يدعو لنفسه بما بدا له “. وقوله: " ثم ليدع بعد بما شاء “ ... ولأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يدعون في صلاتهم بما لم يتعلموه، فلم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ... ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما السجود فأكثروا فيه من الدعاء) لم يعين لهم ما يدعون به، فدل على أنه أباح لهم كل الدعاء ... ] المغني 1/ 493 - 494.
واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال بعد أن ذكر أقوال العلماء: [وهذا هو الصواب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه) ولم يوقت في دعاء الجنازة شيئاً، ولم يوقت لأصحابه دعاءً معيناً، كما وقت لهم الذكر، فكيف يقيد ما أطلقه الرسول صلى الله عليه وسلم من الدعاء] مجموع الفتاوى 22/ 478.
واختار هذا القول أيضاً الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز حيث قال بعد أن ساق الأدلة السابقة: [وهي تدل على شرعية الدعاء في هذه المواضع بما أحبه المسلم من الدعاء سواء كان يتعلق بالآخرة أو يتعلق بمصالحه الدنيوية بشرط ألا يكون في دعائه إثم ولا قطيعة رحم والأفضل أن يكثر من الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم] فتاوى الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز.
واختاره أيضاً الشيخ العلامة العثيمين حيث قال جواباً على السؤال التالي: هل يصح أن يدعو بشيء يتعلق بالدنيا؟ فيقول مثلاً: اللهم ارزقني زوجة صالحة، أو داراً واسعة أو ما أشبه ذلك؟ فأجاب: نعم يصح؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في حديث ابن مسعود: "ثم ليتخير من الدعاء ما شاء) والإنسان مفتقر إلى ربه في حوائج دينه ودنياه. ومن قال من أهل العلم إنه لا يدعو بأمر يتعلق بالدنيا، فقوله ضعيف؛ لأنه يخالف عموم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ثم ليتخير من الدعاء ما شاء)] فتاوى الشيخ العلامة العثيمين.
وخلاصة الأمر أن الدعاء في الصلاة مشروع بل مندوب إليه، ولا فرق بين صلاة الفريضة والنافلة، ويجوز الدعاء بأمور الآخرة والدنيا، ولكن أفضل الدعاء هو الدعاء المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ريم الغامدي]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 07:18]ـ
السؤال: هل يجوز للإنسان أن يدعو في صلاته بالدعوات التي لا تخالف الشرع مثل إصلاح الذرية أو شفاء مريضه أو غير ذلك؟
المفتي: محمد الحسن ولد الددو
الإجابة:
إن الصلاة محلٌ للدعاء، وعلى الإنسان أن يدعو فيها بما أهمه من أمور الدنيا والآخرة، وقد كان عروة بن الزبير رضي الله عنهما يسأل الله الملح للطعام في سجوده، إذا عدم ملحاً سأل الله الملح للطعام في سجوده، ولذلك فإن كثيراً من الناس يدعو بأدعية يحفظها دون أن يفكر فيها، فلا يستفيد منها لأنها أصبحت روتيناً معتاداً في حياته، بينما الذي يدعو بحاجته سيحضر قلبه وقت الدعاء ويستفيد من دعائه، والذي يجعل الأدعية ألفاظاً يتعبد بتلاوتها فقط دون أن يتدبر معانيها لا يستفيد منها في الغالب.
((نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.))
ـ[ريم الغامدي]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 07:28]ـ
السؤال والإجابة:
هل يجوز أن أدعو في السجود أو بعد التشهد بشيء من أمور الدنيا، مثل: أن أقول: اللهم إني أسألك أن ترزقني سيارة جديدة أو امرأة جميلة، أو بيتا واسعا؟؟
نقول يجوز إذا سألت فسأل الله، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: ثم ليتخير من الدعاء، والدعاء عبادة حتى في أمور الدنيا، ما لم تدع بإثم أو قطيعة رحم
الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
فتاوي الحرم المدني - شريط (25 - b - ، د 14)
نقلا من الملتقى السلفي
ـ[احميشان]ــــــــ[29 - Apr-2010, صباحاً 03:32]ـ
احسنت
احسن الله اليك
لا تبطل الصلاة بالدعاء بامور الدنيا الى جانب امور الاخرة
وانما يبطلها كلام الناس الخارج عن نطاق الصلاة
او غيره من المبطلات
والله الهادي الى سواء السبيل
جازاك الله خيرا على ما بذلت من مجهود لتحقيق هذه المسالة(/)
الشريعه الدوليه ومناقضتها لشريعه الاسلاميه
ـ[محمد الليبي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 06:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في أزمنة الردة المعاصرة والجاهليات الحديثة أمسينا نسمع كثيرا من المصطلحات التي لا يحل للمسلم أن يقبلها أويسلم بها تسليم سائمة الأنعام، فالمسلم يتميز عن غيره بأن له مرجعية معصومة يرد إليها كل نازلة أو مصطلح، فمتى عرض له شيء من ذلك لم يبادر إلى متابعته أوترديده والتغني به كالببغاوات؛ بل يعرف حقيقته وماهيته ثم يعرضه على شرع الله فإن وافقه فبها ونعمت وإلا فليس له إلا الرد ..
إذ أن من القواعد الشرعية الأصيلة في ديننا أن؛ (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد).
ومن المصطلحات الحادثة التي تعمل أجهزة الإعلام الدولية العالمية على تكريسها وتابعها في بلادنا على ذلك كثير ممن لا خلاق لهم مصطلح "الشرعية الدولية"، فالجميع ينادي بترسيخ هذا المصطلح؛ "احترام الشرعية الدولية"، "تحريم الخروج على الشرعية الدولية"، و "الإلتزام بقرارات الشرعية الدولية".
فهل هذه "الشرعية الدولية"؛ شرعية في ديننا؟
إن الشرعية الدولية؛ مصطلح يرمي إلى الإحتكام والإلتزام بشرع وضعي وضعته الدول الكبرى الكافرة يحكم علاقات الدول في عالمنا وفقا لتشريعاتهم ومعاييرهم وأعرافهم ومصالحهم هم.
ومعلوم في ديننا حكم التحاكم إلى القوانين الوضعية - محلية كانت أم دولية - وحكم قبولها كتشريع وقانون.
وسميت "شرعية" مضاهاة بالشرع الإلهي ولتعطى صبغة القداسة التي لا يجوز انتهكاها، فالشرعة أو الشريعة هي الطريقة والمنهاج والدين المعظم الذي لا يجوز أن يخالف أو يعارض أو تنتهك حدوده وأوامره ... وكذلك يريد هؤلاء المشركون للشرعية الدولية أن تكون ... ولذلك تراهم يصفون القرارات التي تخرج من تحت مظلتها بأنها شرعية؛ وكل ما يخالفها أو يعارضها - ولو كان من صميم دين الله وشرعه - فليس بشرعي عندهم.
وكذلك يتعامل معها سائمة الأنعام الذين ينادون باحترامها وتطبيقها، وكذلك يفعلون مع شرعياتهم الدستورية المحلية فالقوانين والقرارات والمعاهدات والحكومات المنبثقة من دساتيرهم شرعية لا مطعن فيها في دينهم الشركي هذا!! أما شرع الله الحق فليس له في حكوماتهم ومحاكمهم وعلاقاتهم وسياساتهم مكان .. {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}؟!
الشرعية الدولية؛ هي القوانين التي وضعتها الدول الكافرة التي أسست "منظمة الأمم المتحدة"، إثر انتصارها في الحرب العالمية الثانية - أمريكا وبريطانيا وروسيا - ومعها بعد ذلك فرنسا والصين، وصاغت قوانينها طبقا لمصالحها ومصالح حلفاءها في تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ، فوضعت ما سمته بـ "ميثاق الأمم المتحدة"؛ لتكون له المرجعية الأولى في كل قضية من قضايا العالم، حيث تستمد "الشرعية الدولية" منه الأحكام والقرارات وتستند إليه في الخلافات والنازعات والإجراءات والتحركات [1].
وليس عجيبا أن تسلم بهذا الميثاق وتصدق عليه كافة دول العالم المرتدة اليوم وفي مقدمتها الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين، فمن انسلخ عن ملة التوحيد ودين الله لا يستغرب منه هذا؛ وإنما العجيب والغريب أن يثني على هذا الميثاق ويدعو إلى الالتزام به وينادي بتطبيق قراراته واحترام شرعيتها الدولية ويجرم كل من خالفها وخرج عليها؛ أناس ينتسبون إلى الدعوة إلى الله ويدّعون السعي لتحكيم شرع الله!!
قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً} [النساء:60].
يقول الحافظ ابن كثير تفسيره: (هذه الآية ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنّة وتحاكموا إلى ما سواهما من الباطل، وهو المراد بالطّاغوت هاهنا) اهـ.
ويقول ابن القيم في إعلام الموقعين: (من تحاكم أو حاكم إلى غير ما جاء به الرّسول صلى الله عليه وسلم، فقد حكم الطّاغوت وتحاكم إليه) اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في فتواه حول تحكيم القوانين: (كذَّب الله إيمانهم بقوله {يزعمون}، فكل من تحاكم إلى غير ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فقد آمن بالطاغوت؛ الإيمان الموجب لكفره بالله) اهـ.
ويقول الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان: (وكلّ تحاكم إلى غير شرع الله فهو تحاكم إلى الطاّغوت) أهـ من تفسير سورة الشّورى.
فلا شرع يحترم ويتحاكم إليه في دين المسلمين إلا شرع الله، ولا مشرع عندهم إلا الله الواحد القهار ... وكل احتكام لغير شرع الله فيما لم يأذن به الله؛ فهو التحاكم للطاغوت الذي يناقض ملة التوحيد ... فاحترام الشرعية الدولية وميثاقها والتحاكم إليه؛ هو تحاكم للطاغوت ورضى به لا يجادل في ذلك مسلم يعرف دينه.
بل إن ميثاق "الأمم المتحدة"؛ طاغوت وقانون ليس كأي قانون وضعي عادي وليس هو مجرد وثيقة تأسيسية لمنظمة الأمم المتحدة؛ فقد جعله واضعوه أكبر من ذلك بكثير، إن خبراء القانون الدولي وفقهاؤه يعلنون بوضوح وصراحة؛ أن الميثاق هو أعلى مراتب المعاهدات الدولية، وأعظم قواعد القانون الدولي مكانة! ولذلك نصت المادة (103) من هذا الميثاق نفسه على أنه: (إذا تعارضت الالتزامات التي يرتبط بها أعضاء الأمم المتحدة وفقاً لأحكام هذا الميثاق مع أي التزام دولي يرتبطون به، فالعبرة بالتزاماتهم المترتبة على هذا الميثاق).
ومعنى ذلك؛ أنه لا يجوز لأي دولة ملتزمة بهذا الميثاق أن تبرم أي اتفاق دولي أو تختار وتلتزم بشرع بينها وبين دولة أخرى تتعارض أحكامه مع القواعد والأحكام الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، ولو كان شرع الله العزيز الجبار!
فكل من انتسب إلى هذه المنظمة الخبيثة وتعهد بالالتزام بميثاقها وكذا كل من ينادي بالشرعية الدولية والالتزام بها واحترام قراراتها؛ يقر بهذا الكفر البواح صراحة أو بالإلزام شاء أم أبى.
ومعلوم أنه لا يمكن لأي دولة الإنتساب لعضوية الأمم المتحدة حتى تعلن التزامها واحترامها لهذا الميثاق وتسلم له تسليما ... إذ أن إجراءات الانضمام للأمم المتحدة تتلخص في أن تقدم الدولة التي ترغب في الانضمام للأمم المتحدة طلباً بذلك إلى الأمين العام للمنظمة الدولية ويكون ذلك الطلب مصحوباً بإعلان قبول الإلتزام بميثاق الأمم المتحدة.
وكذلك الأمر بالنسبة للفصل من الأمم المتحدة، فإن "المادة السادسة" من الميثاق تنص على؛ أنّه يجوز للجمعية العامة أن تفصل عضواً من الأعضاء إذا أمعن في انتهاك مبادئ الميثاق.
طبعا هذا البند قد يطبق على أي أحد إلا الدول الكبرى التي وضعت الأمم المتحدة لرعاية مصالحها أصلا، ولذلك فهي تتمتع بحق الفيتو الذي يضمن لها ذلك، وعلى رأسها أمريكا التي ترعى مصالح حليفتها إسرائيل من خلاله؛ بل إن الميثاق وأممه المتحدة قد أمست شرطيا يحرس مصالح هاتين الدولتين على كل صعيد، ولا يجادل في هذا حتى العميان.
وعلى كل حال؛ فهيئة الأمم المتحدة منظمة خاضعة للنفوذ اليهودي الصليبي منذ تأسيسها، ومن يراجع أقسامها وإداراتها وأسماء القائمين عليها يعرف هذا معرفة اليقين… وهي التي أشرفت على تقسيم فلسطين عام 1947م، وطعن هذه المنظمة وطعن إداراتها ومنظماتها المختلفة في دين الإسلام وشرائع القرآن بيّن واضح مكشوف، واسمها "الأمم المتحدة" من أعظم الأدلة على اتحاد وتناصر وتعاضد وتعاون المائة والتسعة وخمسين دولة المشتركة فيها!! فكل دولة تشارك فيها فهي متحدة مع أمم الكفر الأخرى على اختلاف مللها ونحلها ملتزمة - ولا بد - بميثاقها الكفري.
فالذين يطنطنون ويهرفون بالشرعية الدولية ويدعون إلى الالتزام بها واحترامها وتنفيذ قراراتها والالتزام بها يتعامون عن هذه الحقائق الدامغة والدواهي المدهية.
يقول الله تعالى: {إن الذين ارتدّوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوَّل لهم وأملى لهم * ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزَّل الله سنُطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم}
يقول العلامة محمد الأمين الشنقيطي في كتابه القيم "أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن" في تفسير هذه الآيات: (اعلم؛ أن كل مسلم يجب عليه في هذا الزمان تأمّل هذه الآيات من سورة محمد وتدبّرها، والحذر التام مما تضمنته من الوعيد الشديد، لأن كثيراً ممن ينتسبون للمسلمين داخلون بلا شك فيما تضمنته من الوعيد الشديد، لأن عامة الكفار من شرقيين وغربيين كارهون لما نزل الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو هذا القرآن وما يبينه به النبي صلى الله عليه وسلم من السنة.
فكل من قال لهؤلاء الكفار الكارهين لما نزل الله؛ سنطيعكم في بعض الأمر، فهو داخل في وعيد الآية، وأحرى من ذلك من يقول لهم؛ سنطيعكم في كل الأمر، كالذين يتبعون القوانين الوضعية مطيعين بذلك للذين كرهوا ما نزّل الله، فإن هؤلاء لاشك أنهم ممن تتوفاهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم، وأنّهم اتّبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه وأنّه محبط أعمالهم) أهـ.
أبو محمد المقدسي
شعبان 1423هـ
من يريد المراجعه
http://www.tawhed.ws/c?i=36
http://file13.9q9q.net/Download/79473384/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو الحسن العلوان]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 02:42]ـ
بارك الله فيك على هذا التوضيح
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 10:43]ـ
أخي الكريم محمد الليبي جزاك الله خيراً على نقل هذا المقال الطيب للشيخ المقدسي حفظه الله ورعاه.
وفي الحقيقة أخي الكريم هذا الطاغوت المعاصر المٌسمّى بـ (الشرعية الدولية) يجب على كل موحد أن يكفر به، ويجتنب عبادته من دون الله، ويتبرأ من أهله حتى يحقق بذلك شرط الإيمان بالله عزجل كما قال تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ... الآية) سورة البقرة.
فبيّن الله تبارك وتعالى أن شرط التمسك بالعروة الوثقى (وهي الإسلام) إنما يتحقق بشرطين وهما:
الإيمان بالله .. والكفر بالطاغوت ..
بل إن الله قد قدم في هذه الآية الكريمة (الكفر بالطاغوت على الإيمان به) لأن الأول مهم جداً في تحقيق شرط التمسك بالعروة الوثقى، فقد يؤمن المرء بالله ولكنه لا يكفر بالطاغوت فلا يكون محققاً لشرط التمسك بالعروة الوثقى، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه)
وكما ترى فقد جعل العاصم للدم والمال شرطان: الإيمان بالله .. والكفر بما يعبد من دون الله وهو (الطواغيت والأنداد والأرباب الباطلة على اختلاف صورها وأشكالها في كل زمان ومكان).
لذا فقضية الكفر بالطواغيت على اختلاف أنواعها ومنها هذا الطاغوت المعاصر (الشرعية الدولية) واجب على كل فرد أو جماعة أو هيئة أو حزب أو حكومة أو دولة حتى تحقق بذلك وصف الإسلام وينطبق عليها قوله تعالى: (والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى ... الآية) سورة الزمر.
وفي المقابل الذي لا يكفر بالطاغوت ويجتنب عبادته من دون الله سواء كان فرد أو جماعة أو هيئة أو حزب أو حكومة أو دولة يكون من أولياء الطاغوت كما قال الله تعالى: (والذين كفروا أوليائهم الطاغوت) سورة النساء.
فدعوى الإيمان والإسلام مع عدم الكفر بالطاغوت واجتناب عبادته من دون الله لا ينفع بل هو مجرد كذب مردود على صاحبه
كما قال تعالى: (ألم ترى إلى الذين يزعمون أنهم أمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يُضلهم ضلالاً ... الآية) سورة النساء
فانظر وفقك الله تعالى كيف أن الله جعل دعواهم الإيمان مجرد زعم وكذب وليس حقيقة .. وبذلك ضلوا عن سواء السبيل
فمن لا يكفر بالطاغوت فهو من أهل الكفر وليس من أهل الإيمان
قال الله تعالى: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذي أمنوا سبيلا أؤلئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً .. الآية) سورة النساء.
فهذه الدول والجماعات والاحزاب وغيرها التي تدعي الإسلام ثم تنادي بتطبيق الشرعية الدولية وتكريسها في حياتهم وتحكيمها في واقعهم وعلاقاتهم الدولية ينبغي عليهم أن يُراجعوا إيمانهم من الأول حتى ويعرفوا أين هم من الإسلام والكفر.
فهذا الطاغوت اللعين (الشرعية الدولية) وكل من ينادي بحترامه وتطبيقه في واقع الحياة يصدق فيه هذه الأبيات الشعرية للشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله:
وإذا أردت ترى مصارع من ثوى * ممن تربص وارتضى بهوان
وتروم مصداق الذي قد قاله * شيخ الوجود العالم الربان
فاستقرئ الأخبار ممن جاءهم * ماذا رأوا من أُمة الكفران
نبذوا الكتاب وراءهم واستبدلوا * عن ذاك بالقانون ذي الطغيان
وعن الأذان استبدلوا من زيغهم * بالبوق تشريعاً من الشيطان
وكذا مسبة ربنا سبحانه * والجعلُ للأنداد للرحمان
وكذلك شرب المسكرات مع الزنى * وكذا اللوطُ وسائر النكران
وكذلك الإرفاض قام شعارهم * بل أظهروا كفرانهم بأمان
هل يُرتضى بالمكث بين ظهورهم * عبد يشم روائح الإيمان
والله ما يرضى بهذا مؤمن * أنى يكون وليس في الإمكان
حاشى الذي ما استطاع يوماً هجرة * أو مظهراً للدين ذا تبيان
لكنّما المقصود من لم يرفعوا * رأساً بما قد جاء في القرآن
أو صح في الأخبار عن خير الورى * والصحب والأتباع بالإحسان
ورضوا ولاية دولة قد عارضت * أحكامه بزبالة الأذهان
(يُتْبَعُ)
(/)
وضعوا قوانيناً تخالف وحيه * واستبدلوا الإيمان بالكفران
فسل المقيم بضلِهم وحماهمُو * هل أنكروا ما فيه من ظغيان
أو زايلوا أصحابه أو قاطعوا * أخدانهم من كل ذي خسران
لكنهم قد آثروا الدنيا على الأخرى * قيا سحقاً لذى العصيان
بل ليتهم كفوا عن استجلابهم * من غاب من صحب ومن إخوان
بل صح عن بعض الملا تسفيههم * أحلام أهل الحق والإيمان
تباً لهاتيك العقول وما رأت * واستحسنت من طاعة الشيطان
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Apr-2009, مساء 08:51]ـ
أخي الكريم جزاك الله خيراً
-------------------
واسمح لي مرة أخرى أن أرفع موضوعك بهذا النقل الرائع.
يقول الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله: (من كان منتسباً للإسلام عالماً بأحكامه، ثم وضع للناس أحكاماً وهيأ لهم نظماً ليعملوا بها ويتحاكموا إليها، وهو يعلم أنها تخالف أحكام الإسلام فهو كافر خارج من ملة الإسلام، وكذا الحكم فيمن أمر بتشكيل لجنة أو لجان لذلك، ومن أمر الناس بالتحاكم إلى تلك النظم والقوانين، أو حملهم على التحاكم إليها وهو يعلم أنها مخالفة لشريعة الإسلام، وكذا من يتولى الحكم بها وطبقها في القضايا، ومن أطاعهم في التحاكم إليها باختياره مع علمه بمخالفتها للإسلام، فجميع هؤلاء شركاء في الإعراض عن حكم الله.
لكن بعضهم يضع تشريعاً يضاهي به تشريع الإسلام ويناقضه على علم منه وبينة، وبعضهم بالأمر بتطبيقه أو حمل الأمة على العمل به، أو ولِيَ الحكم به بين الناس، أو نفذ الحكم بمقتضاه، وبعضهم بطاعة الولاة والرضى بما شرعوا لهم ما لم يأذن به الله، ولم ينزل به سلطاناً.
فكلهم قد اتبع هواه بغيرهدى من الله، وصدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه، وكانوا شركاء في الزيغ والإلحاد والكفر والطغيان، ولا ينفعهم علمهم بشرع الله واعتقادهم ما فيه، مع إعراضهم عنه، وتجافيهم لأحكامه، بتشريع من عند أنفسهم، وتطبيقه والتحاكم إليه، كما لم ينفع إبليس علمه بالحق واعتقاده إياه مع إعراضه عنه، وعدم الإستسلام والإنقياد إليه) إهـ الحكم بغير ما أنزل الله (64). للشيخ عبد الرزاق عفيفي.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[19 - Apr-2009, مساء 08:23]ـ
يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله: ( .. وأهم ما يبدأ به في التعليم، هو معرفة أصول الدين وقواعد الإسلام، التي لا يحصل بدونها، ولا يستقيم بناؤه إلا عليها لا سيما معرفة ما دلت عليه كلمة التوحيد، شهادة أن لا إله إلا الله، من الإيمان بالله ومعرفته وتوحيده، بإخلاص العبادة بأنواعها له سبحانه، والبراءة من كل معبود سواه، والقيام بذلك علما وعملا.
فإن هذا هو أصل الدين وقاعدته، وهو الحكمة التي لأجلها خلقت الخليقة، وشرعت الطريقة، وأرسلت لأجلها الرسل، وبها أنزلت الكتب؛ وجميع أحكام الأمر والنهي تدور عليها، وترجع إليها.
وقد رأيتم ما حدث في هذا الأصل العظيم من الإضاعة والإهمال، والإعراض عن حقائقه، وواجباته حتى ظهر الشرك، وظهرت وسائله وذرائعه، ممن ينتسب إلى الإسلام، ويزعم أنه من أهله، وذلك بأسباب.
منها: الجهل بحقيقة ما أمر الله به ورضيه لعباده، من أصول التوحيد والإسلام، وعدم معرفة ما ينافيه ويناقضه، أو يضاد الكمال والتمام، من موالاة أعداء الله على اختلاف شعبها ومراتبه.
فمنها: المكفرات والموبقات، ومنها ما دون ذلك، وأكبر ذنب وأضله، وأعظمه منافاة لأصل الإسلام: نصرة أعداء الله ومعاونتهم، والسعي فيما يظهر به دينهم وما هم عليه من التعطيل والشرك والموبقات العظام.
وكذلك انشراح الصدر لهم، وطاعتهم والثناء عليهم، ومدح من دخل تحت أمرهم، وانضم في سلكهم، وكذلك ترك جهادهم، ومسالمتهم وعقد الأخوة والطاعة لهم، وما هو دون ذلك، من تكثير سوادهم، ومساكنتهم ومجامعتهم.
ويلتحق بالقسم الأول: حضور المجالس المشتملة على رد أحكام الله وأحكام رسوله، والحكم بقانون الإفرنج والنصارى والمعطلة، ومشاهدة الاستهزاء بأحكام الإسلام وأهله، ومن في قلبه أدنى غيرة لله وتعظيم له، يأنف ويشمئز من هذه القبائح، ومجامعة أهلها ومساكنتهم، ولكن: ما لجرح بميت إيلام
فليتق الله عبد يؤمن بالله واليوم الآخر، وليجتهد فيما يحفظ إيمانه وتوحيده، قبل أن تزل القدم، فلا ينفع حينئذ الأسف والندم) إهـ الدرر السنية في الأجوبة النجدية (14/ 199).(/)
الحكمة في الدعوة إلي الله تعالي
ـ[الأعمش سليمان بن مهران]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 06:23]ـ
- أهمية الموضوع وأسباب اختياره:
1 - قد بيّن القرآن الكريم طرق الدعوة إلى الله تعالى، ويأتي في مقدمة هذه الطرق: الحكمة في الدعوة إلى الله - عز وجل - وقد أمر الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله تعالى بالحكمة، فقال: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.
2 - من تتبع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وجد أنه كان يلازم الحكمة في جميع أموره، وخاصة في دعوته إلى اللّه عز وجل، فأقبل الناس ودخلوا في دين الله أفواجا بفضل الله تعالى، ثم بفضل هذا النبي الحكيم صلى الله عليه وسلم الذي ملأ الله قلبه بالِإيمان والحكمة، فعن أنس - رضي الله عنه - قال: «كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " فُرِجَ سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل فَفَرجَ صدري ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه في صدري، ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج بي. . .» الحديث.
وهذا يُثبتُ أن الحكمة من أعظم الأمور الأساسية في منهج الدعوة إلى الله تعالى، حيث امتلأ بها صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صاحب الدعوة، مع الِإيمان، وهو قضية الدعوة في لحظة واحدة، كما يؤكد قيمة وأهمية الحكمة من خلال مجيئها يحملها جبريل وهو روح القدس، في طست من ذهب، وهو أغلى المعادن، في مكة المكرمة، وهي البقعة المباركة، ليمتلئ بها صدر محمد رسول صلى الله عليه وسلم وهو خير الخلق، بعد غسله بماء زمزم وهو أطهر الماء وأفضله.
كل هذا يؤكد أن الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى أمرها عظيم وشأنها كبير، وقد قال تعالى: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}.
ثم سار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على طريقه وهديه في الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة، فانتشر الِإسلام في عهدهم - رضي الله عنهم - انتشارًا عظيمًا، ودخل في الِإسلام خلق لا يحصي عددهم إلا الله تعالى، وجاء التابعون، وكملوا السير على هذا الطريق في الدعوة إلى الله بالحكمة، وهكذا سارت القرون الثلاثة المفضلة ومن بعدهم من أهل العلم والِإيمان، فأظهر الله الِإسلام وأهله، وأذَلَّ الشرك وأهله وأعوانه.
3 - من الناس من يظن أو يعتقد أن الحكمة تقتصر على الكلام اللين، والرفق، والعفو، والحلم. . . فحسب. وهذا نقص وقصور ظاهر لمفهوم الحكمة؛ فإن الحكمة قد تكون:
باستخدام الرفق واللين، والحلم والعفو، مع بيان الحق علمًا وعملاً واعتقادًا بالأدلة، وهذه المرتبة تستخدم لجميع الأذكياء من البشر الذين يقبلون الحق ولا يعاندون.
وتارة تكون الحكمة باستخدام الموعظة الحسنة المشتملة على الترغيب في الحق والترهيب من الباطل، وهذه المرتبة تستخدم مع القابل للحق المعترف به، ولكن عنده غفلة وشهوات وأهواء تصده عن اتباع الحق.
وتارة تكون الحكمة باستخدام القوة: بالكلام القوي، وبالضرب والتأديب وإقامة الحدود لمن كان له قوة وسلطة مشروعة، وبالجهاد في سبيل الله تعالى بالسيف والسنان تحت لواء ولي أمر المسلمين مع مراعاة الضوابط والشروط التي دلَّ عليها الكتاب والسنة. وهذه المرتبة تستخدم لكل معاند جاحد ظلم وطغى، ولم يرجع للحق بل رده ووقف في طريقه.
وما أحسن ما قاله الشاعر:
دعا المصطفى دهرًا بمكةَ لم يُجب ... وقد لان منه جانبٌ وخطابُ
فلما دعا والسيفُ صلتٌ بِكفِّهِ ... له أسلموا واستسلموا وأنابوا
وصدق هذا القائل فقد قال: قولًا صادقًا مطابقًا للحق؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من الشعرِ حكمة».
4 - الحكمة تجعل الداعي إلى الله يقدر الأمور قدرها فلا يزهد في الدنيا والناس بحاجة إلى النشاط والجد والعمل، ولا يدعو إلى التبتل والانقطاع والمسلمون في حاجة إلى الدفاع عن عقيدتهم وبلادهم، ولا يبدأ بتعليم الناس البيع والشراء وهم في مسيس الحاجة إلى تعلم الوضوء والصلاة.
وتارة تكون الحكمة باستخدام الجدال بالتي هي أحسن، بحُسن خلق، ولطف، ولين كلام، ودعوة إلى الحق، وتحسينه بالأدلة العقَلية وَالنقلية، ورد الباطل بأقرب طريق وأنسب عبارة، وأن لا يكون القصد من ذلك مجرد المجادلة والمغالبة وحب العلو، بل لا بدَّ أن يكون القصد بيان الحق وهداية الخلق، وهذه المرتبة تستخدم لكل معاند جاحد.
5 - الحكمة تجعل الداعية إلى الله يتأمل ويراعي أحوال المدعوين وظروفهم وأخلاقهم وطبائعهم، والوسائل التي يُؤتَون من قبلها، والقدر الذي يبين لهم في كل مرة حتى لا يثقل عليهم، ولا يشق بالتكاليف قبل استعداد النفوس لها، والطريقة التي يخاطبهم بها، والتنويع والتشويق في هذه الطريقة حسب مقتضياتها، ويدعو إلى الله بالعلم لا بالجهل، ويبدأ بالمهم فالذي يليه، ويُعلم العامة ما يحتاجونه بألفاظ وعبارات قريبة من أفهامهم ومستوياتهم، ويخاطبهم على قدر عقولهم، فالحكمة تجعل الداعية ينظر ببصيرة المؤمن، فيرى حاجة الناس فيعالجها بحسب ما يقتضيه الحال، وبذلك ينفذ إلى قلوب الناس من أوسع الأبواب، وتنشرح له صدورهم، ويرون فيه المنقذ الحريص على سعادتهم ورفاهيتهم وأمنهم واطمئنانهم، وهذا كله من الدعوة إلى الله بالحكمة التي هي الطريق الوحيد للنجاح.
والمهم أن تكون أقوال الداعية إلى الله - تعالى - وأفعاله وتدبيراته وأفكاره نابعة من الحكمة، موافقة للصواب، غير متقدمة على أوانها ولا متأخرة، لا زيادة فيها عما ينبغي ولا نقص، مجتهدًا في معرفة نفعه وصلاحه، سالكًا أقرب طريق يوصل إلى ذلك.
أسأل الله عز وجل أن يرزقنا الحكمة في كل قول وعمل ......
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمد]ــــــــ[20 - Jul-2009, مساء 03:19]ـ
جزاك الله خيراً.
ومما ينبغي لمن ينه شخصاً عن شيء تطلبه نفسُه، أن يوجهه ويرشده إلى ما ينشغل به عن التفكير فيه، من الطاعات.
كالصلاة مع إقامتها، وإيتاء الزكاة. وغيرها من الخير الذي يقدمه الإنسان لنفسه.(/)
حكم السواك أثناء الصلاة.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 01:10]ـ
السؤال: بارك الله فيكم المستمع من جازان يحي قاسم يقول ما حكم السواك أثناء الصلاة؟
فأجاب الشيخ - رحمه الله -: ((بدعة إن قصد الإنسان أن يتعبد لله بالسواك حال الصلاة، وعبث وحركة مكروهة إن كان الإنسان لا يريد هذا ولكنه يريد أن يطهر فمه والسواك المشروع إنما ما يكون قبل الصلاة إذا أراد فعلها وكذلك عند الوضوء فالسواك عند الوضوء سنة والسواك عند الصلاة سنة وأما السواك في الصلاة في أثناء الصلاة فهو إما عبث مكروه وإما بدعة يكون بدعة إن قصد الإنسان التعبد لله به ويكون عبثاً مكروهاً إن لم يقصد التعبد وعلى كل حال فلا يتسوك الإنسان وهو يصلي، وإنني بهذه المناسبة أحب أن أتوسع قليلاً في حكم الحركات في الصلاة.
الحركات في الصلاة قال العلماء إنها تنقسم إلى خمسة أقسام:
1 - حركة واجبة.
2 - وحركة مستحبة.
3 - وحركة مباحة.
4 - وحركة مكروهة.
5 - وحركة محرمة.
1 - فأما الحركة الواجبة: فهي التي تتوقف عليها صحة الصلاة أي الحركة التي إن فعلتها صحت صلاتك وإن لم تفعلها بطلت، مثال ذلك: (رجل يصلي فرأى في غترته نجاسة فهنا يجب عليه أن يتحرك ليخلع غترته حتى لا يكون حاملاً للنجاسة)، ودليل ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم: (صلى بأصحابه ذات يوم وعليه نعلاه فخلعهما في أثناء الصلاة ثم خلع الناس نعالهم فلما سلم سألهم لماذا خلعوا نعالهم قالوا رأيناك خلعت نعليك فخلعنا نعالنا فقال إن جبريل أتاني وأخبرني إن فيها قذرا) وكذلك: (لو كان الإنسان يصلي إلى غير القبلة فجاء رجل فقال له: إن القبلة على يمينك فهنا يجب عليه أن ينحرف إلى جهة القبلة) وهذه الحركة واجبة؛ لأنه لو بقي على مستقبله أولاً لبطلت صلاته، ودليل ذلك: (أن أهل مسجد قباء كانوا يصلون صلاة الصبح إلى جهة الشام فجاءهم آتي فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه القرآن وأمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها واستداروا إلى الكعبة وصارت القبلة التي كانوا يصلون إليها أولاً خلفهم لأن مستقبل الشام مستدبر الكعبة ومستقبل الكعبة مستدبر الشام وكان النبي صلى الله عليه وسلم أول ما قدم المدينة يصلي إلى بيت المقدس وبقي على ذلك سنة وأربعة أشهر أو سنة وسبعة أشهر ثم بعد هذا أمر أن يتوجه إلى الكعبة قال الله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}) إذن الحركة الواجبة هي التي يتوقف عليها صحة الصلاة.
2 - الحركة المستحبة: هي التي يتوقف عليها تمام الصلاة لا صحتها، ومن ذلك: (فعل النبي عليه الصلاة والسلام لابن عباس رضي الله عنهما فإن ابن عباس رضي الله عنهما من حرصه على العلم بات ذات ليلة عند خالته ميمونة أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل قام ابن عباس رضي الله عنهما فوقف عن يساره فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأسه من ورائه فجعله عن يمينه) فهذه حركة من النبي صلى الله عليه وسلم ومن ابن عباس لكنها لإكمال الصلاة، وكذلك: (لو كان المصلي يصلي في الصف فرأى فرجة في الصف الذي أمامه فإنه يستحب له أن يتقدم إلى هذه الفرجة لأن ذلك من تمام الصلاة)، وكذلك: (لو كان في جيبه أي في مخباته شيء يؤذيه في صلاته ويشوش عليه فأخرجه من جيبه ووضعه في الأرض) فإن هذه الحركة مستحبة لأنها من تكميل صلاته.
3 - أما الحركة المباحة: وهي القسم الثالث فهي الحركة اليسيرة إذا كانت لحاجة، حركة يسيرة لحاجة فإنها تكون مباحة، ومن ذلك: (لو أن رجلاً من الناس أتى إليك وأنت تصلي فقال أعطني القلم من فضلك لأكتب به فاخذته من جيبك وأعطيته إياه فلا حرج) فهذه حركة يسيرة لحاجة، ومن ذلك أيضاً: (أن النبي صلى الله عليه وسلم فتح الباب لعائشة وهو يصلي، ومن ذلك: (أيضًا أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالناس وهو يحمل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جدها من قبل أمها فكان يحملها وهو يصلي بالناس فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها على الأرض) هذه حركة لكنها يسيرة لحاجة فهي جائزة.
4 - وأما الحركة المكروهة: وهي الرابعة وهي القسم الرابع فهي الحركة اليسيرة إذا لم يكن لها حاجة كما يفعله كثير من الناس (تجده يخرج الساعة ينظر إليها بدون حاجة يخرج القلم من جيبه بدون حاجة يعدل إستيك الساعة بدون حاجة ربما يتجرأ لأعظم من هذا ربما يكون قد نسي شيئاً فذكره وهو يصلي فأخرج القلم وكتب ما نسيه إما براحته وإما بورقة يخرجها من جيبه) كل هذا مكروه لأنه عبث لم يحتاج إليه الإنسان ولا تتعلق به مصلحة الصلاة.
5 - وأما المحرّم من الحركات: وهو القسم الخامس فهو كل حركة كثيرة متوالية لغير ضرورة، مثل: (أن يتحرك الإنسان حركات كثيرة في حال القيام في حال القعود وتتوالى هذه الحركات بدون ضرورة فإنها محرمة وتبطل الصلاة) أما إذا كانت لضرورة كما لو هاجمه أسد أو هاجمته حية فعمل عملا كثيرًا لمدافعتها فإن ذلك لا يضره لقول الله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ})) انتهى.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1178.shtml
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شهاب الدين السعدي]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 01:29]ـ
(تتمة: لو نسي السواك قبل الصلاة هل يتسوك في أثنائها؟)
سئلت اللجنة الدائمة
س: رجل ترك السواك سهوا قبل الصلاة، فهل من السنة أن يتسوك في أثنائها؟
ج: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد:
لا يشرع للمصلي أن يتسوك وهو في صلاته، سواء ترك التسوك قبل الصلاة سهوا أو عمدا وإنما يشرع السواك عند الدخول فيها قبل التكبير.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبد الله بن سليمان بن منيع، عضو: عبد الله بن غديان، نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي، الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز 0 (فتاوى اللجنة الدائمة السؤال الثالث من الفتوى رقم 687، وورد مثله في الفتوى رقم (9328))
نقلاً عن بغية النساك في أحكام السواك لمحمد بن محمود بن عبد الهادي.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 07:16]ـ
بورك فيك، ونفع بك ..
نقل سديد ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 05:12]ـ
وللفائدة يُرفع ..
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 02:03]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[25 - Apr-2009, صباحاً 03:44]ـ
جزاك الله خيرا ..
نقل موفق,,,,,,,(/)
اريد توضيح اخواني
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 01:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من عَلّم علماً، أو أجرى نهراً، أو حفر بئراً، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجداً، أو ورّث مصحفاً، أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته} [حسّنه الألباني في صحيح الجامع:3596].
اريد توضيح اخواني
كيف تكلم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على المصحف وهو لم يكن موجود؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 06:29]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل
قد اختلف في ألفاظ هذا الحديث في تحديد هذه الأمور اختلافا كبيرا، وبالنسبة لما ذكرت من لفظة؛ فإنها لم تأت في بعض طرقه، وأتت في بعضها.
والحديث حقيقة ليس فيه استغراب، فنحن نتكلم عن نبي لله يجوز أن يطلعه على الغيب.
ثم إنه من المعلوم لديهم أن هذا القرآن الذي بين أديهم مفرقا في ذلك الوقت كان يسمى مصحفا فيما لو كان مجتمعا، فلا مجال للإستغراب.
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 06:38]ـ
الحديث حسن و هذا يدل ان هناك راوي في السند لا يضبط فلا يمكن اخد الحديث على انه مروي باللفظ فربما هو مروي بالمعنى فلا بد من الرجوع إلى رواياته المختلفة و الله اعلم
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 08:17]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل
قد اختلف في ألفاظ هذا الحديث في تحديد هذه الأمور اختلافا كبيرا، وبالنسبة لما ذكرت من لفظة؛ فإنها لم تأت في بعض طرقه، وأتت في بعضها.
والحديث حقيقة ليس فيه استغراب، فنحن نتكلم عن نبي لله يجوز أن يطلعه على الغيب.
ثم إنه من المعلوم لديهم أن هذا القرآن الذي بين أديهم مفرقا في ذلك الوقت كان يسمى مصحفا فيما لو كان مجتمعا، فلا مجال للإستغراب.
جزاكم الله خيرا شيخنا
نعم كما ذكرت لعله من الامور الغيبية التي اطلع عليها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 10:35]ـ
- بقطع النظر عن درجة الحديث -
فائدة:
(الجاحظ كا يسمِّي كلَّ جزء من أجزاء "الحيوان": مصحفا. وفي النسخة الشنقيطية من "الحيوان، نجد مكتوبا في نهاية كل جزء: تم المصحف .. من كتاب الحيوان، ويليه المصحف ... ). عبد السلام هارون: الحيوان: التقديم: 26.
وقال الجاحظ في "البيان والتبيُّن" 3: 302: (كانت العادة في كُتب "الحيوان": أنْ أجعل في كلّ مصحف من مصاحفها عشر ورقات من مقطّعات الأعراب، ونوادر الأشعار .. ).
قال عبد السلام هارون: هكذا يَستعمل الجاحظ المصحف بمعناه اللغوي، وإنْ كان قد خُصِّص منذ جمع القرآن بكتاب الله. وإنّما سُمِّي المصحف مصحفا: لأنه أصحف، أي: جعل جامعا للصحف المكتوبة بين الدفتين). "البيان والتبيُّن": 3: 302: ح: 1.
وعليه: فيمكننا الاستفادة من هذه المادة في تفسير الحديث - على فرض صحته - والله أعلم.(/)
علاقة طالب الدراسات العليا مع مشرفه، ساهم بما عندك.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 09:42]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
فلا يخفى عليكم أخواني ما لعلاقة الطالب في مرحلة الدراسات العليا مع الاستاذ المشرف على بحثه من أهمية.
ومنذ فترة تراودني فكرة الكتابة في هذا الموضوع لعلمي بأهميته وتأثيره على شريحة كبيرة من مرتادي هذا الموقع المبارك وأمثاله.
ونظراً لتواجد بعض أفاضل الشيوخ المشرفين على الدرسات العليا بيننا والكثير ممن أنهى دراسته أو لا يزال في مرحلة البحث وتحت الإشراف، فإنني أطمع أن يجود علينا من له أدنى خبرة في هذا المجال من الفئات الثلاث، وغيرهم.
والمشاركات قد تأخذ أكثر من شكل:
/// الحديث عن أهمية هذه العلاقة بشكلٍ عام.
/// كيف يختار الطالب من يمشرف على البحث؟
/// ما الذي يجب أن يتوقعه الطالب من المشرف على بحثه؟
/// ما هي مقومات ديمومة العلاقة الطيبة مع المشرف؟
/// ما هي حدود هذه العلاقة؟
والكثير الكثير، أترك الحديث لكم، ولا تحرمونا فوائدكم.
ـ[شموع]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 12:58]ـ
موضوع مهم ننتظر رأي أهل الخبرة كي نستفيد
نفع الله بالجميع(/)
كثرة النقد تضجر
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 11:00]ـ
كثرة النقد تضجر
مقال للكاتبة الفاضلة _لبنى شرف
---------------------------------------
النقد شيء تنفر منه النُّفوس، فلا أحدَ يُحبُّ أن يكون مثارَ انتِقاد الآخرين، لكن هناك من يتَّخذه منهجًا له في الحياة، وفي معاملة الناس، فتراه دائمًا ينتقِد مَن حوله ومَن يتعامل معهم، حتَّى إنَّه ليستخرج السيِّئة منهم استخراجًا بأسلوبه المنفِّر ونقده اللاذع، وطبعًا هذا النقد لن يأتيَ بأي نتائجَ إيجابيَّة، بل على العكس، سينفر النَّاس من صاحبه ومن التعامل معه.
ولكنَّه لو اتَّبع أسلوبًا آخَر أفضل من النقد، فحتمًا ستكون النَّتائج مختلفة، على الأقلِّ مع بعض الأشخاص، وهذا الأسلوب الآخَر يحتاج كلُّ واحدٍ منَّا أن يدرِّب نفسه عليه، إن أراد فعلاً أن يغير في المجتمع والناس.
كلنا مثلاً، يرى شبابًا ممتلئين طاقة وحيوية ونشاطًا، ولكن في ماذا؟ في أمورٍ لا طائل تحتها، فلو أنَّنا وجَّهنا لهم الانتقاد، فهذا ربَّما يستفزُّهم ويزيدهم تعنُّتًا وإصرارًا على ما هم عليه من الخطأ، ولكن لو أنَّنا حاولنا أن نتحاور معهم، ونُناقشهم بأسلوب يُخاطب عقولَهم وقلوبَهم، ونفهم ظروفَهم وأحوالهم، حتَّى نضَعَهم على أوَّل الطَّريق - لوجدْنا أنَّ لديْهِم طاقاتٍ مكنونة، وأنَّ لكل واحد منهم ما يحسنه، إلاَّ أنَّ أحدًا لم يهتمَّ بتوجيهِهم أو مساعدتِهم بطريقةٍ عمليَّة، أو كان إلاَّ أن أسلوبه منفِّر.
فلا ينبغي أن نغفل أثر البيئة التي نشؤوا فيها، ومدى تأثيرها عليهم، وتأثير البيئة هذا ربَّما يكون هو نفسه السَّببَ وراء وجودِ أُناس - كما ذكرنا - يتَّخذون النَّقد أسلوبًا لهم في الحياة، وفي معاملة الآخَرين، فالَّذي ينتقِد النَّاس ربَّما تربَّى بأسلوب النَّقد، وعاش في بيئةٍ لا تعرف سوى النَّقد.
ذكرتْ مرَّة إحْدى الفتيات أنَّ جيرانهم يتركون القمامة أمام البيت، ولا يُلْقونها في الحاوية، مع أنَّها ليست بعيدة، فقدَّموا لهم النصيحة، بأنَّ وجود القمامة أمام البيت أمر غيرُ مرغوب به، هذا إلى جانب قبح منظرها ونتن رائحتِها، فلم يستجيبوا لهم، فوجدوا أن لا فائدةَ من الكلام، وطبعًا لو أنَّهم انتقدوهم لكسبوا عداوَتَهم؛ إذ إنَّ النَّصيحة لم تُجْدِ معهم، فهل سيجدي معهم النَّقد؟!
ولكنَّ الموقف أحيانًا يتطلَّب فعلاً وليس قولاً، وهذا ما كان، صاروا كلَّما ذهبوا لإلْقاء قمامتهم في الحاوية، أخذوا معهم قمامة جيرانهم، وبعد أيَّام، يبدو أنَّ الجيران شعروا بالخجَل، فصاروا يُلْقُون بقمامتِهم في الحاوية، ولا يتركونَها أمام البيت، وانتهت المشكلة.
هذا الموقف يُشير إلى أنَّ الفعل أحيانًا يكون أجْدى من القول، وأبلغ تأثيرًا، وهو الَّذي يقود إلى التَّغيير، وهذا هو المطلوب.
إنَّ حسن تقدير الموقِف، ومعرفة مدخل ومفتاح الشَّخص الذي أمامك، وظروفه وأحواله، وكيفيَّة مخاطبته - من الأُسُس المهمَّة في عمليَّة التَّغيير، وهي كذلك قواعدُ أساسيَّة في منهج الدعوة؛ {ادْعُ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بالحِكْمَةِ والموْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].
يقول سيد قطب - يرحمه الله -: "والدعوة بالحكمة، والنَّظر في أحوال المخاطبين وظروفهم، والقدْر الذي يبيِّنه لهم في كلِّ مرَّة، حتى لا يُثْقِل عليهم، ولا يشقّ بالتَّكاليف قبل استِعْداد النفوس لها، والطَّريقة التي يُخاطِبُهم بها، والتَّنويع في هذه الطَّريقة حسب مقتضياتِها، فلا تستبدُّ به الحماسة والاندِفاع والغيرة، فيتجاوز الحكمة في هذا كلِّه وفي سواه".
وبالموعِظة الحسنة التي تدخل إلى القلوب برِفْق، وتتعمَّق المشاعر بلُطْف، لا بالزَّجر والتَّأنيب في غير مُوجب، ولا بفَضْحِ الأخْطاء التي قد تقَعُ عن جهل أو حسن نيَّة؛ فإنَّ الرِّفْق في الموعِظة كثيرًا ما يَهْدِي القلوب الشارِدة، ويؤلِّف القلوب النَّافرة، ويأتي بِخير من الزَّجر والتَّأنيب والتَّوبيخ.
وبالجدل بالَّتي هي أحسن، بلا تَحامل على المخالف، ولا ترْذيل له ولا تقْبيح، حتَّى يطمئنَّ إلى الدَّاعي، ويشعُر أن ليس هدفه هو الغلبة في الجدل، ولكن الإقناع والوصول إلى الحقِّ، فالنَّفس البشريَّة لها كبرياؤُها وعنادها، وهي لا تنزِل عن الرَّأْي الذي تُدافع عنْه إلا بالرِّفق، حتَّى لا تشعر بالهزيمة، وسرعان ما تختلِط على النَّفس قيمة الرَّأي وقيمتها هي عند الناس، فتعتبر التَّنازل عن الرأي تنازُلاً عن هيبتها واحترامها وكيانِها، والجدَل بالحُسنى هو الَّذي يُطامن من هذه الكبرياء الحسَّاسة، ويُشعر المجادِل أنَّ ذاتَه مصونة، وقيمتَه كريمة، وأنَّ الدَّاعي لا يقصد إلا كشْف الحقيقة في ذاتِها، والاهتِداء إليْها، في سبيل الله، لا في سبيل ذاتِه ونصرة رأيه، وهزيمة الرأي الآخر".
اللَّهُمَّ مغفرتك أوسَعُ من ذنوبنا، ورحمتك أرْجى عندنا من أعمالنا، والحمد لله رب العالمين.
المصدر http://www.alukah.net/articles/1/5621.aspx?showNote=true
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 11:27]ـ
جزاك الله خير
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 03:37]ـ
وكثرته خطر على المجموع السمبتاوى فى جسم الانسان
ـ[أبو الصادق]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 08:24]ـ
نفع الله بك و أستمحيك عذراً في الأقتباس التالي:
فإنَّ الرِّفْق في الموعِظة كثيرًا ما يَهْدِي القلوب الشارِدة، ويؤلِّف القلوب النَّافرة
لو علمتم بصنيع بعض القوم
اللهم سلم سلم(/)
طنين الأذن وماذا يعني
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 11:33]ـ
السؤال
بعض الأوقات أذني اليمنى أو اليسرى ترن (أسمع طنيناً) بعض الناس يقولون شخص ما يتكلم عليك إذا رنت الأذن اليمنى فهذا معناه يتكلمون عليك بالخير أما الأذن اليسرى فيتكلمون عليك بالشر هل هذا صحيح؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد بشأن طنين الأذن حديث رواه الطبراني في معجميه الكبير والأوسط عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل عليّ، وليقل ذكر الله بخير من ذكرني. وقد حسن بعض أهل العلم إسناده كالهيثمي في مجمع الزوائد، وذهب بعضهم إلى تضعيفه كالعراقي في تخريجه لأحاديث إحياء علوم الدين، ومنهم من حكم بأنه موضوع كالشيخ الألباني في ضعيف الجامع الصغير، وهو إذا صح دال على أنه تشرع عنده الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذكره عليه الصلاة والسلام، ومشروعية قول هذا الدعاء وهو: ذكر الله بخير من ذكرني، ولا نعلم ما يدل على التفريق بين الأذن اليمنى واليسرى كما هو وارد في السؤال.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 11:34]ـ
السؤال:
بعض الناس يتفاءل أو يتشاءم عند شعوره بصوت في إحدى أذنيه، أو إذا رفّ له جفن أو نحو ذلك. فهل لهذا أصل؟
الجواب:
الحمد لله
لا أصل لهذا، والواجب على المسلم أن يتوكل على الله سبحانه وتعالى والتشاؤم من الطيرة، وقد أبطلها النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر أنها شرك، وإذا أحس الإنسان بشيء منها فليدفعه وليمض في شأنه ولا يتردد، قال صلى الله عليه وسلم: " الطيرة ما أمضاك أو ردك " وعلى المسلم أن يدعوا بهذا الدعاء: " اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك " وأما الفأل فإنه طيب، وكان الفأل يعجب النبي صلى الله عليه وسلم، والفأل حسن ظن بالله عز وجل.
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
من مجلة الدعوة العدد 1809 ص 58
المصدر:سؤال وجواب
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 11:38]ـ
اقتباس من كتاب الشيخ الألباني رحمه الله (السلسلة الضعيفة / المكتبة الشاملة):
____________
2631 - (إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي وليقل: ذكر الله من ذكرني بخير).
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/ 137:
(موضوع)
رواه الروياني في " مسنده " (25/ 141/2)، والبزار (3125): أخبرنا أبو الخطاب: أخبرنا معمر بن محمد: أخبرني أبي عن جدي عن أبي رافع مرفوعا.ورواه الطبراني في " الصغير " (ص 229 - هندية) و " الأوسط " (9222)، والشجري في " الأمالي " (1/ 129) من طريق أخرى عن معمر به.
قلت: وهذا سند ضعيف جدا؛ وفيه علتان:
الأولى: محمد هذا - وهو ابن عبيد الله بن أبي رفاع - وهو ضعيف جدا.
الثانية: ابنه معمر؛ وهو أيضا ضعيف جدا، قال البخاري:
" منكر الحديث ".
قلت: ولكنه قد توبع، فأخرجه ابن أبي عاصم في " الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " (62/ 81)، وابن حبان في " الضعفاء "
(2/ 250)،والطبراني في " الكبير " (1/ 48/2) عن حبان بن علي عن محمد بن عبيد الله به.وحبان هو العنزي؛ وهو ضعيف. ومن طريقه أخرجه أبو موسى المديني في " اللطائف " (6/ 93/2)، وكذا العقيلي في " الضعفاء " (390) وقال:" ليس له أصل، محمد بن عبيد الله بن أبي رافع قال البخاري: منكر الحديث، قال يحيى: ليس بشيء ". وقال الدارقطني:
" متروك له معضلات ".
ومن طريقه رواه ابن عدي (285/ 1) وابن حبان في المجروحين (2/ 250).
والحديث أورده ابن قيم الجوزية في " المنار " (ص 25) في فصل من فصول أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعا فقال:
" ومنها أن يكون الحديث بوصف الأطباء والطرقية أشبه وأليق "، فذكر أحاديث هذا أحدها وقال:" وكل حديث في طنين الأذن فهو كذب ".
وتعقبه أبو غدة الكوثري الحلبي في تعليقه عليه (ص 65 - 66) فقال:
" قلت: هذه الكلية معترضة بثبوت هذا الحديث المذكور، وهو حديث أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: الحافظ الهيثمي في" مجمع الزوائد " (10/ 138): " رواه الطبراني في - المعاجم - الثلاثة، والبزار باختصار كثير، وإسناد الطبراني في الكبير حسن ".
وقال المناوي في " فيض القدير " (1/ 399) بعد نقله قول الهيثمي هذا: " وبه بطل قول من زعم ضعفه فضلا عن وضعه. بل أقول: المتن صحيح، فقد رواه ابن خزيمة في " صحيحه " باللفظ المذكور عن أبي رافع. وهو ممن التزم تخريج الصحيح، وبه شنعوا على ابن الجوزي ".
قلت: ويعني لأن ابن الجوزي أورده في " الموضوعات " وهو الصواب عندي. وكلام المناوي الذي اغتر به ذاك الكوثري مما لا طائل تحته، بل هو
(بقبقة في زقزقة)، لأنه قائم على مجرد التقليد، الذي ليس فيه أي تحقيق؛ وبيانه من وجهين:
الأول: أن الهيثمي وهم في تحسين إسناد " الكبير "، لأن مداره أيضا على محمد بن عبيد الله بن أبي رافع - كما رأيت -، وقد قال في " الصغير " و " الأوسط ":
" لا يروى عن رافع إلا بهذا الإسناد "!
والآخر: أن ابن خزيمة إن كان رواه بهذا الإسناد كما هو الغالب فلا قيمة له، وقد يكون هو نفسه قد أعله، كما هي عادته في " صحيحه " أحيانا، وإن كان رواه من طريق أخرى - وهذا بعيد جدا - فما هو؟ وقد بسطت الكلام على هذا في كتابي " الروض النضير "
(960).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 11:41]ـ
المعجم الأوسط للطبراني - باب العين
باب النون - من اسمه: نصر
حديث: 9398
حدثنا نصر بن عبد الملك، ثنا معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، حدثني محمد، عن أبيه عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه أبي رافع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني، وليصل علي، وليقل: ذكر الله بخير من ذكرني " لا يروى هذا الحديث عن أبي رافع إلا بهذا الإسناد، تفرد به معمر بن محمد *
الضعفاء الكبير للعقيلي - باب الميم
محمد بن عبيد الله بن أبي رافع - حديث: 1827
من حديثه , ما حدثناه محمد بن أحمد بن النضر الأزدي , حدثنا يحيى بن يوسف الزمي , حدثنا حبان بن علي , عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع , عن أخيه , عن أبيه , عن جده أبي رافع , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا طنت أذن أحدكم فليصل علي , وليقل ذكر الله بخير من ذكرني "، ليس له أصل
محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ضعيف
اما ابنه معمر فقال فيه الذهبي: كان أبوه ضعيف الحديث فكان لا يترك أباه بضعفه حتى يحدث عنه ما يزيد نفسه ويزيد أباه ضعفا
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 11:41]ـ
حديث: «إذا طنت أذن أحدكم ... ».
قال ابن علان في الفتوحات الربانية شرح الأذكار النواوية ج6 ص 198: قال السخاوي في القول البديع: رواه الطبراني وابن عدي وابن السني في اليوم والليلة، والخرائطي في المكارم، وأبو موسى المديني وابن بشكوال، وسنده ضعيف. وفي رواية بعضهم: «إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني, وليصل علي, وليقل: ذكر الله من ذكرني بخير». قلت: وهي رواية ابن السني. قال السخاوي: وقد أخرجه ابن خزيمة في صحيحه. ومن طريقه أبو اليمن بن عساكر وذلك عجيب؛ لأن إسناده غريب كما صرح به أبو اليمن وغيره. وفي ثبوته نظر. وقد قال أبو جعفر العقيلي: إنه ليس له أصل .. ا هـ.
وأخرجه ابن أبي عاصم أيضا، كما نقله القسطلاني في مسالك الخفاء: قال ابن حجر الهيتمي في الدر المنظور. الحديث أخرجه جميع بسند ضعيف.وإخراج ابن خزيمة له في صحيحه متعجب منه فإن إسناده غريب، بل قال العقيلي: ليس له أصل. ا هـ.
مجموع فتاوى بن باز رحمه الله
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 11:44]ـ
السؤال:
ما مدى صحة حديث: "إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي، وليقل: ذكر الله من ذكرني"؟
الجواب:
لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو ضعيف.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 11:46]ـ
من باب الفائدة
___________________
من أسباب طنين الأذن:
///صمغ الأذن (إنسداد الأذن بالشمع)
///جسم غريب.
///عدوى.
///التعرض لصوت مرتفع.
///إستهلاك جرعات مرتفعة من الأسبرين.
///إستهلاك جرعات كبيرة من الكافيين.
///في بعض الحالات يكون الطنين عارضآ لإضطرابات أكثر خطورة خاصة إن ترافق معها أعراض أخرى كفقدان السمع أو الدوار.
///معظم حالات الطنين لها علاقة بالتقدم في السن.
///فقر الدم
///فرط نشاط الغدة الدرقية.
وبالرغم أن معظم أسباب الطنين حميدة إلا ان علاج الحالة صعب وحبط في بعض الأحيان.
___________________
نقلا عن موقع (طبيب. كوم)
ـ[شهاب الدين السعدي]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 11:46]ـ
قال الشيخ العلامة أبو إسحاق الحويني في كتاب النافلة:
ضعيف جداً.
أخرجه الطبراني في ((الصغير)) (2/ 120)، والبزار (ج 4/ رقم 3125)، والعقيلي (4/ 261)، وابن عدي (6/ 2443)، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (3/ 76)، من طريق معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه محمد، عن أبيه عبيد الله، عن أبي رافع مرفوعاً به قال الطبراني: ((لا يروي عن أبي رافع إلا بهذا الإسناد، تفرد به معمر بن محمد)).
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وهذا سند واه. ومعمر بن محمد، قال فيه البخاري: ((منكر الحديث)). وهذا جرح شديد عنده. وقال العقيلي: ((لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به)). وأبوه محمد بن عبيد. قال ابن معين في ((تاريخه)) (2/ 529): ((ليس بشيء)). ونقل العقيلي عنه: ((هو ولا ابنه معمر)).
وقال البخاري في ((التاريخ)) (1/ 1/ 171): ((منكر الحديث)). وكذا قال أبو حاتم وزاد: ((جداً، ذاهب))، ولكن معمر لم يتفرد به، بل تابعه حبان بن علي، حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي رافع. أخرجه ابن السني في ((اليوم والليلة))، (166)، والخرائطي في ((المكارم)) ((437))، وابن حبان في ((المجروحين)) (2/ 250) وحبان هذا ضعيف عندهم. وتابعه أخوه مندل بن علي، أخرجه الخرائطي أيضاً، ومندل أحسن حالاً من أخيه. وقد اختلف على محمد بن عبيد الله بن أبي رافع فيه: فرواه مرة عن أبيه، كما مرَّ في الوجه السابق. ومرة يرويه عن أخيه عبد الله بن عبيد الله. أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (ج 1/ رقم 958)، وابن عدي (6/ 2126). وعبد الله روى لهُ مسلم والنسائي حديثاً واحداً، ووثقه ابن حبان. ولكن تبقى الآفة، وهي محمد بن عبيد الله بن أبي رافع. ولذا قال العقيلي (ق 197/ 2). ((ليس له أصل)). يعني الحديث.
ومما يتعجب منه حقاً قول الحافظ الهيثمي في ((المجمع)) (10/ 138): ((رواه الطبراني في الثلاثة 000 وإسناد الطبراني في الكبير حسن!! فهذه غفلة من الهيثمي رحمه الله - وكم له من مثلها - عن حال محمد بن عبيد الله - فإنه متروك وأضعف منه قول السيوطي في ((اللآلئ)) متعقباً ابن الجوزي: ((محمد بن عبيد الله بن أبي رافع من رجال ابن ماجة، ولم يتهم بكذب)) أ. ه. وقد أقر الحافظ ابن حجر بأنه= =متهم كما قال ابن عراق في ((تنزيه الشريعة)) (2/ 293). ثم سعى ابن عراق إلى تقوية الحديث بما لا طائل تحته، فقال: ((احتج به النووي في ((الأذكار)) لاستحباب ذلك عند طنين الأذن، فهو عنده ضعيف لا موضوع. وذكره ابن الجوزي في ((الحصن الحصين)) وقدْ قالَ في أوله: أرجو أن يكون جميع ما فيهِ صحيحاً، ويؤيده أن ابن خزيمة أخرجه في ((صحيحة)) وهو عجب، فإن الحديث ليس على شرط الصحيح، والله تعالى أعلم)) أ. ه. قلت: احتجاجه بصنيع النووي رحمه الله احتجاج ضعيف. والنووي نفسه رخو في الحكم على الحديث في ((كتاب الأذكار)) خلافاً لطريقته في ((المجموع)). وأوقعه في غالب أحكامه اعتباره العمل بالضعيف في فضائل الأعمال، خلافاً لأهل التحقيق من العلماء كما ذكرته في كتابه: ((الظل الوريف في حكم العمل بالحديث الضعيف)) وابن الجوزي على جلالته لم يكن من أهل الفن، ومع ذلكَ فهوَ لم يقطع بصحة كل ما هو في كتابه. وأما ابن خزيمة فلا نعلم هل أعلَّ الحديث أم لا؟! وحتى وأن لم يعله فليس كل ما في ((صحيح ابن خزيمة)) ويكون صحيحاً، ولا حسناً كما يعلمه من أدمن النظر في القسم المطبوع من ((صحيحه)). والله الموفق.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[05 - Apr-2009, صباحاً 12:24]ـ
أخي الفاضل:
لو اقتصرت على نقل فتاوى أهل العلم المعتبر بهم، كنقلك لفتوى (ابن باز والألباني والفوزان واللجنة الدائمة) لكفى ..
وكان ينبغي أن تضعهم في القائمة لا من بعد فتوى (مركز الفتوى)، فهو لم يجزم بعدم ثبوته، بل قال: ((وهو إذا صح دال على أنه تشرع عنده الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذكره عليه الصلاة والسلام، ومشروعية قول هذا الدعاء وهو: ذكر الله بخير من ذكرني)) بخلاف الكثير من العلماء.
ولنا في كلام من لهم قدم علم راسخة غنى وكفاية، ومن اتق الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ..
جزاك الله خيرا أخي الكريم ..
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 03:50]ـ
بارك الله في مشاركات الأخوة / التقرتي وشهاب الدين.
*الأخت النجدية:
هذا الموضوع أصله في الملتقى ورُفعت المشاركات تباعا, ورأيت ان ارفعه هنا للفائدة, فرفعته كما هو -دون التنبه للترتيب-
والشيخ الفقيه الجكني الشنقيطي حفظه الله من أصحاب "الأقدام الراسخة".
وقولك "اقتصر" على كلام كبار مشايخنا وحسب, فأقول "زيادة الخير خير" فلا حرج بإذن الله.
وبارك الله فيك وفي حرصك وفي تقديرك لأهل العلم.
ـ[أشجعي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 07:55]ـ
جزاك الله خير شيخي,
كنا قديما اذا طنت اليمين دعونا لمن ذكرنا بخير
واذا طنت الأخرى دعونا -على- من ذكرنا بِشر:) , -ولا حول ولا قوة الا بالله-
نحمد الله أن كل هذا لا يصح.
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 03:07]ـ
بارك الله فيك أخي اشجعي
الظاهر انك -كنت- (بإذن الله) من أصحاب "البال القصير":)(/)
تدوين السنة النبوية - العلامة محمد إسماعيل المقدم
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[05 - Apr-2009, صباحاً 01:11]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=26854
تفريغ المحاضرة بتصرف يسير:
تدوين السنة النبوية
الحمد لله و كفى، و سلام على عباده الذين اصطفى، لا سيما عبده و رسوله المصطفى، و على آله المستكملين الشرفا، أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، و أحسن الهدي هدي محمد – صلى الله عليه و سلم –، و شر الأمور محدثاتها، و كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار. ثم أما بعد:
فنتوقف اليوم مع قضية علمية؛ من علم الحديث، وهي المتعلقة بتدوين السنة النبوية الشريفة. و مسألة تدوين السنة النبوية أحيانا تكون مجالا للطعن في حجية سنة الرسول – صلى الله عليه و سلم – من قبل المستشرقين و أذنابهم.
بادئ ذي بدء نبيّن أن الرسول – صلى الله عليه و سلم – قد أذن بكتابة السنة، و ثبت ذلك الإذن عنه – صلى الله عليه و سلم –، إذ أنه أباح الكتابة في أوقات مختلفة، و لمواضيع عدة، و في مناسبات كثيرة خاصة و عامة. من الأحاديث التي تدل على ذلك ما رواه أبو الطفيل، قال سئل علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –: "أخصّكم رسول الله – صلى الله عليه و سلم – بشيء؟ "، فقال: "ما خصنا رسول الله – صلى الله عليه و سلم – بشيء لم يعمّ به الناس كافّة، إلا ما كان في قراب سيفي هذا"، فأخرج صحيفة مكتوبا فيها: "لعن الله من ذبح لغير الله، و لعن الله من سرق منار الأرض، و لعن الله من لعن والده، و لعن الله من آوى محدثا". رواه مسلم. و واضح من هذا الحديث من قول أمير المؤمنين علي – رضي الله عنه –: "ما خصنا رسول الله – صلى الله عليه و سلم – بشيء لم يعم به الناس كافة، إلا ما كان في قراب سيفي هذا" فهذا يبطل قول الشيعة – قبحهم الله – الذين يزعمون أن هناك علما اختص به من يزعمونهم الأئمة و أهل البيت، حتى إنهم كانوا يزعمون أن جبريل كان ينزل على فاطمة – رضي الله عنها – بعد وفاة النبي – صلى الله عليه و سلم – ... إلى آخر خزعبلاتهم و خرافاتهم.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه لما فتح الله على رسوله – صلى الله عليه و سلم – مكة، قام رسول الله – صلى الله عليه و سلم – و خطب في الناس، فقام رجل من أهل اليمن يقال له: أبو شاه، فقال: "يا رسول الله، اكتبوا لي"، فقال – صلى الله عليه و سلم –: "اكتبوا لأبي شاه". رواه الإمام أحمد و الشيخان. و كان هذا في السنة الثامنة في عام فتح مكة.
و قال أبو عبد الرحمن – و هو عبد الله بن الإمام أحمد – قال: ليس يروى في كتابة الحديث شيء أصح من هذا الحديث لأن النبي – صلى الله عليه و سلم – أمرهم، قال: "اكتبوا لأبي شاه". و هذا الحديث في بحث تدوين السنة؛ حديث من الأحاديث الأساسية، و هو مشهور بحديث أبي شاه، و فيه أمره المباشر: "اكتبوا لأبي شاه".
و عن مجاهد و المغيرة بن حكيم، قالا: سمعنا أبا هريرة – رضي الله عنه – يقول: "ما كان أحد أعلم بحديث رسول الله – صلى الله عليه و سلم – مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – فإنه كان يكتب بيده، و يعي بقلبه، و كنت أعي و لا أكتب. استأذن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – في الكتابة؛ فأذن له". رواه الإمام أحمد و البيهقي، و حسنه الحافظ ابن حجر – رحمه الله –. و طبعا؛ معلوم أن إسلام أبي هريرة متأخر، و هذا الحديث يدل على أن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – كان يكتب الحديث بعد إسلام أبي هريرة – رضي الله عنه –. سمعنا أبا هريرة – رضي الله عنه – يقول: "ما كان أحد أعلم بحديث رسول الله – صلى الله عليه و سلم – مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – فإنه كان يكتب بيده، و يعي بقلبه" كان يضم إلى الحفظ: التدوين و الكتابة، وهذا محل الشاهد. يقول أبو هريرة: "و كنت أعي و لا أكتب. استأذن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – في الكتابة؛ فأذن له".
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – قال: "كنت أكتب كل شيء سمعته من رسول الله – صلى الله عليه و سلم – أريد حفظه" كل ما كان يريد أن يحفظه كان يقيده و يثبته كتابة، قال: "فنهتني قريش، و قالوا: تكتب كل شيء سمعته من رسول الله – صلى الله عليه و سلم –، و رسول الله – صلى الله عليه و سلم – بشر يتكلم في الغضب و الرضا. فأمسكت عن الكتابة، و ذكرت ذلك لرسول الله – صلى الله عليه و سلم –، فأومأ بإصبعه إلى فيه، قال: اكتب، فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق". "اكتب، فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق". وهذا الحديث رواه أبو داود و الحاكم، و صححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وقال الحاكم: هو أصل في نسخ الحديث عن رسول الله – صلى الله عليه و سلم –. وهذا الحديث عام، لا سبيل إلى تخصيصه، فبهذا الإذن – بل الأمر – النبوي الصريح استأنف عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – كتابته للحديث النبوي، حتى اجتمع له من هذا كتب ثلاثة، وكانت الصحيفة التي معه كانت مشهورة باسم الصحيفة الصادقة التي كان يكتب فيها و هي أشهر هذه الكتب، و الثانية قضاء رسول الله – صلى الله عليه و سلم – و بعض أحواله، أما الثالثة فمجموعة ما يكون من الأحداث إلى يوم القيامة.
و عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رجلا من الأنصار شكى إلى النبي – صلى الله عليه و سلم –، فقال: إني أسمع منك الحديث ولا أحفظه. فقال – صلى الله عليه و سلم –: "استعن بيمينك، و أومأ بيده للخط". "استعن بيمينك" يعني اكتب وقيد العلم حتى لا تنساه، "استعن بيمينك، و أومأ بيده للخط". وهذا رواه البيهقي و الترمذي وغيرهما.
و عن عطاء عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما –، قال: "قلت يا رسول الله، أأقيد العلم؟ "، قال: "قيد العلم". قال عطاء: و ما تقييد العلم؟ قال: كتابته. و في رواية، قال: "يا رسول الله، وما تقييده؟ " قال: "الكتاب". طبعا الكتاب هنا مصدر، ولذلك سيأتي لفظ آخر في حديث أنس – رضي الله عنه – مرفوعا: "قيدوا العلم بالكتاب"، ولا شك أن الظاهر من السياق هنا: "يا رسول الله، أأقيد العلم؟ "، المراد من العلم هنا: خصوص الحديث الشريف، بالذات أحاديث الرسول – صلى الله عليه و سلم –. وعن أنس – رضي الله عنه – مرفوعا: "قيدوا العلم بالكتاب" و صححه الألباني – رحمه الله –.
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: لما اشتد بالنبي – صلى الله عليه و سلم – وجعه، قال: "ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده"، قال عمر: "إن النبي – صلى الله عليه و سلم – غلبه الوجع، و عندنا كتاب الله حسبنا"، فاختلفوا، و كثر اللغط، قال: "قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع". وهذا الحديث رواه الإمام أحمد و الشيخان و غيرهم. و في هذا الحديث أنه – صلى الله عليه و سلم – هم بأن يكتب شيئا غير القرآن، و ما كان سيكتبه لا شك أنه كان سيكون من السنة، و عدم كتابته لمرضه لا ينسخ أنه قد همّ به، و الرسول – صلى الله عليه و سلم – لا يهمّ إلا بما هو مشروع، و كان ذلك قبل وفاته – صلى الله عليه و سلم – بأيام، فإذا أضفنا إلى ذلك أن أبا هريرة – رضي الله عنه – أسلم سنة سبع من الهجرة، و أن حديث أبي شاه كان في السنة الثامنة قبل الفتح؛ علمنا تأخر الأحاديث المبيحة للكتابة في الزمن، و فيه رد على صاحب المنار، و للأسف الشديد الشيخ رشيد رضا – رحمه الله – تأثر بصورة أو بأخرى بكلام مدرسة الشيخ محمد عبده في موقفه من السنة، و هو موقف مدخول ليس نقيا، فللأسف الشيخ رشيد رضا – رحمه الله – تأثر بالشيخ محمد عبده – رحمه الله، و عفا عنه – في بعض مواقفه من السنة، و كان من أشدها تجاسر الشيخ محمد عبده على رد بعض الأحاديث المتواترة، كأحاديث نزول المسيح – عليه السلام – إلى غير ذلك من خصائص المدرسة العقلية المعروفة، فمما ادعاه الشيخ رشيد رضا أن الإذن وقع أولا بالكتابة، ثم نسخ ذلك الإذن بالنهي عن الكتابة، لأن هناك أحاديث متعارضة في هذا الباب.
لكن هناك من الأدلة ما يدل على ثبوت إذنه بالكتابة في أواخر عمره – صلى الله عليه و سلم –، سواء قبل موته بثلاثة أيام في حديث عمر الآنف الذكر، أو في قصة أبي شاه، أو في حديث أبي هريرة، فدل ذلك على أن الناسخ هو أحاديث الإذن بالكتابة، و أما المنسوخ فهو أحاديث المنع من الكتابة كما سنبينها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان الشيخ رشيد رضا – رحمه الله – كما هو معروف عنه أنه كان كلما أمعن في تقدم السن و العمر؛ كان كلما يقترب من السلفية أكثر، واضح؟ و مع ذلك هو له جهود مشكورة في خدمة الكتاب و السنة على فهم السلف، له جهود مشكورة حتى لقب بأبي السلفيين في مصر، لأنه كان له دور تأسيسي في نصرة المذهب السلفي هنا في مصر، فهذا جهد لا يجحد له، و نسأل الله أن يغفر له ما اجتهد فيه فأخطأ من القضايا العلمية.
ثبت أن النبي – صلى الله عليه و سلم – كتب كتبا كثيرة، في بيان ديات النفس و الأطراف والفرائض و غير ذلك من الأحكام، كما وقع لعمرو بن حزم حين بعثه إلى نجران، ومعاذ بن جبل لما أرسله إلى اليمن، و غيرهما – رضي الله عنهما –، كذلك كتب إلى ملوك عصره و أمراء جزيرة العرب كتبا يدعوهم فيها إلى الإسلام، وكان ينفذ مع بعض أمراء سراياه كتبا و يأمرهم ألا يقرؤوها؛ إلا بعد أن يجاوزوا موضعا معينا.
إذا ما الحكمة في أن هناك أحاديث فيها أمر النبي – صلى الله عليه و سلم – بكتابة القرآن وحده؟ هناك أحاديث يأمر فيها بكتابة القرآن فقط دون السنة، ما الحكمة في ورود هذا الأمر؟
لا يختلف اثنان من علماء السنة في أن القرآن الكريم قد لقي من عناية رسول الله – صلى الله عليه و سلم – والصحابة – رضي الله عنهم – ما جعله محفوظا في الصدور و مكتوبا في الرقاع و السعف و الحجارة و غيرها، حتى إذا توفي رسول الله – صلى الله عليه و سلم – كان القرآن محفوظا مرتبا لا ينقصه إلا جمعه في مصحف واحد. أما السنة المشرفة؛ فلم يكن شأنها كذلك، رغم أنها أصل هام من أصول الشريعة، و هي تتفق مع القرآن في كونها حجة أيضا شرعية، و لم يختلف أحد في أنها لم تدون تدوينا رسميا كما دون القرآن في عهد رسول الله – صلى الله عليه و سلم –. يعني تدوين السنة في حياة الرسول – صلى الله عليه و سلم – لم يكن مماثلا لتدوين القرآن، القرآن كان فيه اهتمام بالغ بتدوينه و حفظه في الألواح، العظام، الجلد، الرقاع، الجريد و هكذا ... فحصل اهتمام شديد و بليغ في تدوين القرآن الكريم، و كان القرآن قد رتب ترتيبا توقيفيا، فلم يتبق سوى أن يجمع القرآن الكريم في مصحف واحد، و قد جاء من حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن الرسول – صلى الله عليه و سلم – قال: "لا تكتبوا شيئا عني إلا القرآن، و من كتب عني شيئا فليمحه". واضح؟ و في هذا الحديث: "و حدثوا عني و لا حرج". فهذه كانت مرحلة من المراحل، ليس فقط فيها عدم الإذن بتدوين السنة؛ بل الاقتصار في التدوين على القرآن الكريم، و محو ما كان بخلاف القرآن الكريم. "لا تكتبوا شيئا عني إلا القرآن، و من كتب عني شيئا فليمحه"، و إن كان بعض الأئمة يضعفون هذا الحديث. طبعا القول في نفس هذا الحديث: "و حدثوا عني و لا حرج" يفهم منه الحث على تبليغ السنة، و هناك حديث: "نضر الله امرأ سمع مني حديثا فحفظه، فبلغه كما سمعه" ... إلى آخر الحديث.
و قد نشر الصحابة – رضي الله عنهم – السنة و بذلك بلغتنا، غير أنهم بالصفة الأساسية نشروا السنة و بلغوها عن طريق حفظها في الصدور، ثم نقلها بالتحديث إلى الأجيال التالية، بخلاف القرآن الكريم؛ فإنه حفظ في الصدور و حفظ في السطور، {إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون}، فالقرآن الكريم أولا كان محفوظا في اللوح المحفوظ، و بعد ذلك نزل فحفظ في الصدور.
فمن ثم أخذ بعض العلماء حجية ما كانت تنتهجه المناهج القديمة – للأسف الشديد التي حرمنا من منهجها الآن – يعني الطالب حينما يتعلم أو الصبي الصغير حينما يتعلم لا يتعلم فقط أن يحفظ؛ بل يحفظ حفظ الصدور و يحفظ حفظ السطور، فكان علم تدوين القرآن و طريقة كتابة القرآن الكريم علما مستقلا، و كان يهتم به اهتماما بليغا، وكانوا في الكتاب لا يحفظ الطالب هكذا كما يحصل الآن، بل يذهب كل طالب و معه اللوح و الطباشير و يكتب عليه حزب يومه و يحفظه و في نفس الوقت يتعلم كيفية كتابة القرآن الكريم، فطبعا هذا من التقصير الموجود الآن، و هو إهمال علم رسم القرآن و كيف تكتب حروفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعود إلى السؤال: ما الحكمة في أمر النبي – صلى الله عليه و سلم – بكتابة القرآن الكريم وحده؟ طبعا الحكمة هي بيان ترتيب الآيات ووضع بعضها بجانب بعض، فإنه توقيفي بالاتفاق، فترتيب سور القرآن الكريم من حيث ترتيب السور بالنسبة لبعضها أو ترتيب الآيات بالنسبة للسورة الواحدة فهذا ترتيب توقيفي، و لن تأخذ الصورة الكاملة المطلوبة إلا بالتدوين حتى يحفظ أن السورة الأولى هي الفاتحة، يليها البقرة فآل عمران ... إلخ، فإذا الحكمة في أمره بكتابة القرآن؛ هي حتى يبين لهم النبي – صلى الله عليه و سلم – ترتيب الآيات، و وضع بعضها بجانب بعض فإنه توقيفي بالاتفاق، نزل به جبريل – عليه السلام – في آخر زمنه – صلى الله عليه و سلم –. فكانت هناك حاجة إلى هذا، و قد كان القرآن ينزل من قبل حسب الوقائع. و كذا بيان ترتيب السور فإنه توقيفي على الراجح.
فموضوع الاحترام و الالتزام بترتيب القرآن شيء أساسي جدا لأنه توقيفي، مع أن ترتيب السور بحسب نزولها يختلف عن ترتيب القرآن من حيث وجودها في المصحف الشريف. قال الشيخ محمد بن إسماعيل: و لم يخالف في هذا المنهج في كتب التفسير سوى تفسير لعالم من علماء الشام و اسمه تقريبا: محمد عزت زرودة، وهو الوحيد الذي صنع تفسيرا للقرآن الكريم بترتيب نزول السور، وهذا مخالف لمنهج العلماء كافة في الالتزام بالترتيب التوقيفي لسور القرآن الكريم.
أيضا، كتابة القرآن كانت لزيادة التأكيد، فإن الكتابة وسيلة من وسائل الإثبات، و هي و إن كانت أضعف من السماع – يعني الكتابة من حيث القوة و الإثبات أضعف من السماع فضلا عن التواتر اللفظي –، فإنها إذا انضمت إلى ما هو أقوى منها في الإثبات؛ زادته قوة على قوة، يعني الكتابة أضعف من السماع، و السماع أقوى منها، و التواتر اللفظي أقوى و أقوى، لما تنضم لما هو أقوى منها في الإثبات فإنها تزيده قوة على قوة.
و بالنسبة لموضوع أن الكتابة أضعف من السماع، نرى مظهر ذلك جليا حينما نرى علماء الأصول: إذا تعارض حديث مسموع، و حديث مكتوب، فماذا يرجحون؟ يرجحون الحديث المسموع. و إنما احتيج إلى زيادة التأكيد في القرآن الكريم، لكونه كتاب الله تعالى، و أعظم معجزات رسول الله – صلى الله عليه و سلم –، و لكونه المعجزة الباقية إلى يوم الدين، و لتبقى دليلا ساطعا على نبوته، و برهانا قاطعا على رسالته – صلى الله عليه و سلم –، و لكونه أساس الشريعة الإسلامية، و به ثبتت جميع العقائد الدينية التي لابد منها، و أمهات الأحكام الفرعية، و لكونه قد تعبدنا الله بتلاوة لفظه في الصلاة و غيرها، و لم يجز لنا أن نبدل حرفا منه بحرف آخر، فهذه خصائص القرآن التي تؤكد حتمية الاهتمام بكتابته و تدوينه بخلاف السنة، و لذلك لا يجوز أبدا لإنسان أن يروي القرآن الكريم بالمعنى، السنة فيها خلاف: يجوز أم لا يجوز؛ فمن مانع مطلقا ومن مجيز بشروط، أما القرآن فلا يمكن، يعني لا يجوز أن يقول أحد ما: وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم ما معناه كذا و كذا، أو تذكر الآية و تقول: أو كما قال الله تعالى، و لكن يمكن أن تقال في الحديث احتياطا، لكن في القرآن لا يجوز، إما أن تذكر نص الآية و إما لا تقل شيئا، أما أن تحكي آية بالمعنى فهذا لا يجوز في القرآن الكريم.
فإذا لكون القرآن الكريم مشتملا على هذه الأمور الجليلة العظيمة الخطر اهتم الشارع بأمره أعظم اهتمام، و أحاطه بعنايته أجل حياطة، فأثبته للناس إلى يوم الدين بكل الطرق الممكنة التي يتأتى بها الإثبات مهما تفاوتت مراتبها في القوة للمحافظة على لفظه و نظمه.
أما الأحاديث النبوية الشريفة فليست بهذه المثابة، فلا ترتيب بين الأحاديث بعضها مع بعض، بخلاف القرآن فلا بد من مراعاة ترتيب الآيات مع بعضها البعض، أما السنة و الأحاديث فلا ترتيب بين الأحاديث بعضها مع بعض، ثم إن الأحاديث ليست بمعجزة يتحدى بها، و لم يتعبدنا الله بتلاوة لفظها لا في الصلاة و لا خارج الصلاة، فلا ترتل أو تتلى كما يتلى القرآن، و المقصود بالتلاوة هنا التلاوة المعروفة الموعود عليها بالثواب، وليس معنى ذلك أن ختم البخاري أو مسلم مثلا ليس بعبادة! فهذه عبادة من أجل العبادات: قراءة الأحاديث، وجاز لنا روايتها بالمعنى بشروطها لأنه هو المقصود منها، لأن السنة المقصود منها أساسا توصيل المعنى، أما القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمقصود اللفظ و المعنى معا لأن في هذا إعجازا و في ذاك أيضا إعجاز.
و قد عاش رسول الله – صلى الله عليه و سلم – بين أصحابه – رضي الله عنهم – ثلاثا و عشرين سنة، فكان تدوين كلماته و أعماله و معاملاته تدوينا محفوظا في الصحف والرقاع من العسر بمكان لما يحتاج ذلك من تفرغ أناس كثير من الصحابة – رضي الله عنهم – لهذا العمل الشاق، و من المعلوم أن الكاتبين الذين يحسنون الكتابة كانوا قلة نادرة في حياة رسول الله – صلى الله عليه و سلم –، فلذلك كان الأولى أن يتوفر هؤلاء القلة على كتابة القرآن دون السنة، و لأن القرآن كان ينزل شيئا فشيئا، أما السنة بأقسامها فهي لا تكاد تنقطع خلال الثلاث و عشرين سنة كلها تشريع، كلها أفعال للرسول – صلى الله عليه و سلم – و أقوال وتقريرات، كلها تشريع، بجانب أن أدوات الكتابة كانت عزيزة و لا سيما ما يكتب فيه، لم هناك ورق بالصورة الموجودة من بعد، و لكن كان الأمر فيه نوع من الصعوبة، و كان الصحابة – رضي الله عنهم – محتاجين إلى السعي في مصالحهم، فكانوا في المدينة منهم من يعمل في حائطه، ومنهم من يبايع في الأسواق، فكان التكليف بالكتابة شاقا.
و قد كان العرب أمة أمية، يعتمدون على ذاكرتهم وحدها فيما يودون حفظه و استظهاره، و هذه من خصائص العرب، من خصائصهم الذاكرة القوية جدا في حفظ الأشعار و هذه الأشياء، فتركيزهم على الحفظ بجانب الملكات الفطرية عندهم كان الحفظ عندهم شيئا مدهشا، الإنسان لما يعتمد على الذاكرة كثيرا، ويشغلها أكثر فإنها تحتد، كلما شغلتها أكثر كلما تقوى أكثر، فهم ما كانوا يعتمدون على الكتابة، لأنه ممكن الإنسان حتى لو أنه يحضر درس علم مثلا و يسجل بالكتابة ربما لم يركز في كلام الشيخ على أمل أنه لما يرجع إلى منزله سيجد الكلام مكتوبا، واضح؟ فربما أدى ذلك إلى نقص في انتباهه، لكن لو تأكد أن هذه هي الفرصة الوحيدة، لوفاته السماع المركز فسيفوته هذا العلم ولن يستطيع تحصيله، فالشاهد أن هذا أدى بهم إلى التركيز. فمثلا بعض الناس ممن يكونون بصيرين بقلوبهم لا بأعينهم نجد عندهم الذاكرة في الغالب تكون قوية جدا لأنه لم يتشتت مع شيء آخر لأن تركيزه هي الوسيلة الوحيدة للتحصيل، لذلك تجد الذاكرة – ما شاء الله – في غاية القوة، ولذلك رأينا علماء كثيرين من فطاحل العلماء ممن هم بصراء بقلوبهم بسبب تعويض الله – سبحانه و تعالى – إياهم في حدة الذاكرة. فالشاهد أن العرب لما كانوا أمة أمية يعتمدون على الذاكرة وحدها فيما يودون حفظه و استظهاره، فإذا التوفر على حفظ القرآن مع نزوله منجما على آيات و سور قصيرة ميسور لهم، وداعية إلى استذكاره في صدورهم، فلو دونت السنة كما دون القرآن و هي واسعة الأرجاء كثيرة النواحي شاملة لأعمال رسول الله – صلى الله عليه و سلم – التشريعية و أقواله منذ بدء الرسالة إلى أن لحق بربه؛ للزم انكبابهم على حفظ السنة مع حفظ القرآن، و فيه من الحرج ما فيه، مع أنه لا يؤمن حينئذ اختلاط بعض الأحاديث بالقرآن سهوا من غير عمد في وقت كانوا حديثي عهد بالقرآن و أسلوبه، فكان لا يؤمن أن يختلط شيء من السنة بشيء من القرآن الكريم لأنه ما كان ترسخ الأسلوب القرآني بالذات في المرحلة الأولى بحيث يحصل التمييز.
أما السنة فقد تكفل الله بحفظها أيضا، لأن تكفله سبحانه بحفظ القرآن يستلزم تكفله بحفظ بيانه الذي هو السنة {إنا نحن نزلنا الذكر} تشمل القرآن و السنة، لكن هناك أسباب للحفظ تختلف في السنة عن القرآن، فالمقصود هو بقاء الحجة فيها قائمة على الناس، و بقاء الهداية بحيث ينالها كل من يطلبها، فحفظ الله السنة في صدور الصحابة و التابعين حتى كتبت و دونت، فحفظ الله – سبحانه و تعالى – السنة منقولة شفاها عن طريق الرواية و التحمل في صدور الصحابة ثم في صدور التابعين إلى أن كتبت و دونت فيما بعد.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول بعض العلماء: "المعول عليه في المحافظة على ما هو حجة و صيانته من التبديل و الخطأ هو أن يحمله الثقة العدل حتى يوصله لمن هو مثله في هذه الصفة وهكذا، سواء أكان الحمل له على سبيل الحفظ للفظه أو بالكتابة له أو الفهم لمعناه فهما دقيقا مع التعبير عن ذلك المعنى بلفظ واضح الدلالة عليه بدون لبس ولا إبهام". يعني ما المقصود أساسا في موضوع المحافظة على السنة؟ هو ألا يحصل فيها تبديل ولا خطأ، و تنقل من جيل إلى جيل عن طريق العدول الثقات، العدل الضابط عن مثله، سواء كان الحفظ عن طريق حفظ اللفظ ثم تأديته، أو عن طريق التدوين و الكتابة، أو عن طريق الفهم الدقيق لمعنى الحديث مع التعبير عنه بمعنى واضح الدلالة عليه بدون لبس ولا إبهام. فأي نوع من هذه الأنواع الثلاثة يكفي في الصيانة مادامت صفة العدالة متحققة، فإذا اجتمعت هذه الثلاثة مع العدالة؛ كان ذلك الغاية و النهاية في المحافظة، و إذا اجتمعت و انتفت العدالة لم يجد اجتماعها نفعا، ولم يغن فتيلا، ولن نأمن حينئذ من التبديل و العبث بالحجة. و من باب أولى إذا انفردت الكتابة عن الحفظ و الفهم و عدالة الكاتب أو الحامل للمكتوب فإنا لا نثق حينئذ بشيء من المكتوب. ألا ترى أن اليهود و النصارى كانوا يكتبون التوراة و الإنجيل؟ و مع ذلك وقع التبديل و التغيير فيهما لما تجردوا من صفة العدالة حتى لا يمكننا أن نجزم و لا أن نظن بصحة شيء منهما، بل قد نجزم بمخالفة أصلهما، قال الله تعالى: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا، فويل لهم مما كتبت أيديهم، و ويل لهم مما يكسبون}.
بعض الناس يثير شبهة فيقول: كون السنة لم تكتب يدل على أنها ليست بحجة، إذ لو كانت السنة حجة؛ لأمر النبي – صلى الله عليه و سلم – بكتابتها. فالجواب على هذه الشبهة: هو أن الكتابة ليست من لوازم الحجية، بمعنى أنه إذا كان المهم في المحافظة على الحجة عدالة الحامل لها – وهذا أهم شيء، أن يكون الحامل عدلا ضابطا – على أي وجه كان الحمل، سواء كان يتحمل عن طريق اللفظ الشفاهي، أو تحمل عن طريق الكتابة، أو الفهم. فإذا كان المهم في المحافظة على الحجة عدالة الحامل لها على أي وجه كان حملها؛ تحققنا أن الكتابة ليست من لوازم الحجية، و أن صيانة الحجة غير متوقفة عليها، و أنها ليست السبيل الوحيد لذلك، أضف إلى ذلك أن النبي – صلى الله عليه و سلم – كان يرسل سفراءه من الصحابة إلى الآفاق ليدعوا الناس إلى الإسلام، و يعلمونهم أحكامه، و يقيموا بينهم شعائره، ولم يكن يزودهم بمكتوب يقيم الحجة على جميع الأحكام التي يبلغها السفير للمرسل إليه، و ما ذاك إلا لأن النبي – صلى الله عليه و سلم – كان يرى في عدالة السفير و حفظه لما حفظ من القرآن و السنة الذين لم يكتبهما لكن وثق في عدالته وفي حفظه و أنه سينقل القرآن و السنة، فكان يرى في ذلك الكفاية في إقامة الحجة على المرسل إليهم و إلزامهم اتباعه.
أيضا، الصلاة و هي الركن الثاني في الإسلام، لا يمكن للمجتهد أن يهتدي إلى كيفيتها من القرآن وحده، بل لا بد من بيان رسول الله – صلى الله عليه و سلم –، ولم يثبت أنه – صلى الله عليه و سلم – أمر بكتابة كيفيتها التي شرحها بقوله و فعله، فلو كانت الكتابة من لوازم الحجية لما جاز أن يتركها النبي – صلى الله عليه و سلم – دون أن يأمر بكتابتها التي تقنعهم بالحجية، فدل ذلك على أن الكتابة ليست من لوازم الحجية، بل هناك وسائل أخرى لنقل العلم و ثبوت الحجة.
أيضا، ثبتت حجية السنة الشريفة قطعا، و أنها ضرورة دينية، و مع ذلك لم يأمر النبي – صلى الله عليه و سلم – أمر إيجاب بكتابة كل ما صدر منه، فلو كانت الحجية متوقفة على الكتابة لما ترك النبي – صلى الله عليه و سلم – الأمر بها و إيجابها على الصحابة – رضي الله عنهم –.
(يُتْبَعُ)
(/)
نتوقف قليلا عند ملكة الحفظ عند العرب، وكيف أن الله – سبحانه و تعالى – اختص العرب بهذه الملكة العجيبة في الحفظ بما لا يعرف في أمة غير العرب، فقد تلقى المسلمون الأوائل دعوة النبي – صلى الله عليه و سلم – كما يتلقى الظمآن الماء الزلال، فما يكاد – صلى الله عليه و سلم – يفعل فعلا، أو يفرغ من قول حتى ينطبع ذلك في نفوسهم، فتعيه ذاكرتهم، و تحفظه أذهانهم. ولا عجب في ذلك فقد كان العرب أمة يضرب بها المثل في الذكاء و صفاء الطبع، و حسبك أن تعلم أن رؤوسهم كانت دواوين شعرهم، فالآن تجد مئات دواوين الشعر في المكتبات، فهل هناك من يحفظها؟ فلو وجد واحدا يحفظ المعلقات السبع فإنه يكون قد جاوز القنطرة! أما هم فكانت دواوين شعرهم في رؤوسهم، و كانت أذهانهم سجل أنسابهم، و صدورهم أوعية تاريخهم و وقائع أيامهم، فلما جاء الإسلام أرهف فيهم هذه القوى، فصقل طباعهم، وطهر قلوبهم، و نور عقولهم، فكانوا على أوفر حظ من صفاء الذهن وقوة الحفظ، لا سيما إذا كان ما يسمعونه هو أفضل الحديث و أحسنه: كتاب الله – عز وجل – و ما يرونه أو يسمعونه هو خير الهدي: هدي محمد – صلى الله عليه و سلم –.
من أخبار العرب في ذلك أن عمر بن أبي ربيعة المخزومي أنشد عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قصيدته:
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر غداة غد أم رائح فمهجر
... هذه القصيدة تقرب من سبعين بيتا، وكان نافع بن الأزرق الخارجي يسمع، فلما انتهى عمر بن أبي ربيعة من إنشاد قصيدته قال ابن الأزرق: لله أنت يا ابن عباس، أيضرب الناس إليك أكباد الإبل يسئلونك عن الدين، و يأتيك غلام من قريش ينشدك سفها فتسمعه؟ قال ابن عباس – رضي الله عنهما –: تالله ما سمعت سفها. قال ابن الأزرق: أما أنشدك:
رأت رجلا أما إذا الشمس قابلت فيهدى، و أما بالعشي فيخسر
قال ابن عباس: ما هكذا قال! إنما قال:
رأت رجلا أما إذا الشمس قابلت فيضحى، و أما بالعشي فيخصر
فقال ابن الأزرق: أوتحفظ الذي قال؟ قال ابن عباس: و الله ما سمعتها إلا ساعتي هذه، ولو شئت أن أردها لرددتها. قال نافع: فارددها. فأنشدهم ابن عباس القصيدة – وهي سبعون بيتا – من ذاكرته سمعها مرة واحدة – رضي الله عنه –.
فموضوع أن العرب كانوا أمة أمية جعلهم أساسا يعتمدون على الحفظ دون الكتابة، و هذا أدى إلى قوة ملكة الحفظ عندهم بخلاف من يعتمد على الكتابة فإنه تضعف فيه ملكة الحفظ، و يكثر عنده الخطأ والنسيان لما حفظه و هذا مشاهد، فالأعمى أقوى حفظا لما يسمعه من البصير، لأنه جعل كل اعتماده على ملكة الحفظ، بخلاف البصير فإنه يعتمد على الكتاب، و أنه سينظر فيه عند الحاجة. و كذلك التاجر الأمي قد يعقد من الصفقات في اليوم الواحد نحو المئة، و مع ذلك نجده يحفظ جميع ما له عند الغير بالتفصيل، وما عليه له بدون خطأ أو نسيان لقرش واحد، بخلاف التاجر المتعلم الذي يتخذ الدفاتر في متجره و يعتمد عليها في معرفة الصفقات وما له و ما عليه، فإنا نجده سريع النسيان لما يكتبه كثير الخطأ فيه، و لذلك كانت موضوع استخدام الآلة الحاسبة كارثة على الأطفال، الآن الأولاد لا يكادون يحفظون جدول الضرب.
مما يرجح الحفظ على الكتابة كوسيلة من وسائل الإثبات؛ أن الحفظ في الغالب لا يكون إلا مع الفهم و إدراك المعنى، إلى جانب سهولة استدعاءه، سهولة استدعاء المعلومة من العقل في أي وقت أو مكان، لأنه يكفي أن كل أجهزة الحاسوب هذه بكل إمكانياتها هي أصلا مقتبسة من نظام العقل البشري أو المخ و اتصالاته في الجسم، حتى قال بعضهم أن العمليات التي يقوم بها العقل البشري لإنسان واحد تحتاج كي تقوم بها اجهزة الحاسوب إلى سبعمائة مليون جهاز يغطون كل سطح الكرة الأرضية، واضح؟ فالعقل البشري أعطاه الله – سبحانه و تعالى – من الإمكانات الشيء العجيب. قال منصور الفقيه: علمي معي، حيثما يممت أحمل، بطني وعاء له، لا بطن صندوق، إن كنت في البيت كان العلم فيه معي، أو كنت في السوق كان العلم في السوق. ومن أجل هذا كره من كره من السلف كتابة الحديث، فإنهم خافوا ضياع العلم بالاتكال على الكتابة، وعدم تفهم المكتوب. قال إبراهيم النخعي – رحمه الله –: "لا تكتبوا فتتكلوا". يقول الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم – حفظه الله –: كنت أحضر لفضيلة الشيخ بديع الدين السندي – رحمه الله – من علماء الحديث الكبار، و
(يُتْبَعُ)
(/)
كنا ندرس عليه شرح الترمذي، فكان يتضايق جدا من وجود جهاز تسجيل، يقول: وجود جهاز تسجيل سيجعلكم تنامون و أنتم في الدرس ولا تركزون، على أساس أن الإنسان مؤمن أنه عندما يرجع إلى بيته سيجد الفرصة لسماع الدرس من جديد، فمتى ما لم تركز و تنتبه للمحاضرة مباشرة من الشيخ فإن هذا ينقص تركيزك وهذه فرصة لا تعوض. و لذلك كان من نصائح الشيخ ابن بدران – رحمه الله – صاحب المدخل إلى مذهب ابن حنبل، كان ينصح طالب العلم إذا أراد أن يحفظ شيئا، أو يقرأ كتابا قراءة جيدة، فعليه أن يفترض أنه لا توجد فرصة ثانية بعد هذه الفرصة التي يقرأ فيها الكتاب، أنه مثلا سيحترق أو سيضيع أو سيتبخر ولن يبقى معه، فتقبل على قراءة الكتاب على أساس أن هذه المرة التي سيدرسه فيها هي المرة الوحيدة، أو هذا الدرس هي المرة الوحيدة التي سأحضره، فتستجمع كل قواك حتى لا تتكل على شيء خارج من عقلك، لكن خزنه في عقلك. يقول إبراهيم النخعي – رحمه الله –: "لا تكتبوا فتتكلوا"، تعتمد على أن هناك كتابا أو ورقا مكتوبا و بالتالي لا تركز فهذا يؤثر على حفظك.
يقول أعداء السنة: إن نهي النبي – صلى الله عليه و سلم – عن كتابة الأحاديث يدل على عدم رغبته في نقلها، وعلى عدم حجيتها. فهذا كلام للمستشرقين أو أعداء السنة. طبعا الجواب:
أولا: بما سبق من أن الكتابة ليست من لوازم الحجية، يعنى الكتابة إحدى لوازم الحجية، لكن ليست هي الوسيلة الوحيدة بحيث إذا عدمت الكتابة لم يثبت شيء، لا بل الحفظ أقوى من الكتابة و له مزيات على الكتابة كما ذكرنا.
ثانيا: الجواب هو من نفس حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – الذي يستدلون به، وفيه قول النبي – صلى الله عليه و سلم –: "لا تكتبوا شيئا عني إلا القرآن، و من كتب عني شيئا فليمحه، و حدثوا عني ولا حرج"، إذا عقب – صلى الله عليه و سلم – النهي عن الكتابة مباشرة بأمر أصحابه بالتحديث عنه، و الذي هو أبلغ في النقل و أقوى، ثم في نفس الحديث يتوعد من يكذب عليه متعمدا بأشد الوعيد: "و من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"، طيب لم الكذب على الرسول – صلى الله عليه و سلم – بالذات من أكبر الكبائر؟ وهناك حتى علماء بالغوا حتى كفروا متعمد الكذب عليه – صلى الله عليه و سلم –، لماذا؟ الجواب موجود في حديث آخر، وهو: "إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" لأن اختلاق الأحاديث أو وضع الأحاديث يستلزم تبديل الأحكام الشرعية، ولهذا كان في هذا الحديث أحد أدلة حجية السنة، وهو الوعيد الشديد على تعمد الكذب على النبي – صلى الله عليه و سلم – لأن هذا سيؤدي إلى تبديل الحكم الشرعي، أو إثبات حكم هو غير ثابت أصلا، و اعتقاد الحرام حلالا، و الحلال حراما، و هذا فرع عن حجية السنة.
يقول النبي – صلى الله عليه و سلم –: "يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آبائكم، فإياكم و إياهم، لا يضلونكم و لا يفتنونكم" رواه مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه –، فإذا لم يكن الحديث حجة، فعلام هذا التحذير من الأحاديث المكتوبة عنه؟ و لم يحصل بها الضلال و الفتنة؟ "يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آبائكم، فإياكم و إياهم، لا يضلونكم و لا يفتنونكم". إذا اختراع الأحاديث فيه إضلال و فيه فتنة للناس لأن السنة حجة. كذلك قول النبي – صلى الله عليه و سلم –: "نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه فأداه كما سمعه، فرب حامل فقه ليس بفقيه، و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه"، فالتركيز على صفة "أفقه" و "فقيه" يدل على أن المقصود من الأحاديث استنباط الأحكام. وقال – صلى الله عليه و سلم – فيما رواه الشيخان عن أبي بكرة – رضي الله عنه –: "ليبلغ الشاهد الغائب، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه". و روى الإمام أحمد عن زيد بن ثابت – رضي الله عنه – بلفظ: "نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، و رب حامل فقه ليس بفقيه". و قال – صلى الله عليه و سلم – فيما روى الترمذي عن ابن مسعود – رضي الله عنه –: "نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه، ورب مبلَغ أوعى من سامع". و روى البخاري قول النبي – صلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الله عليه و سلم – لوفد عبد القيس بعدما أمرهم بأربع و نهاهم عن أربع، قال: "احفظوا و أخبروا من وراءكم". و يقول فيما رواه الشافعي و غيره عن أبي رافع – رضي الله عنه – مرفوعا: "لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته، يأتيه الأمر من أمري مما نهيت عنه أو أمرت به، فيقول: لا ندري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه". و ما إلى ذلك من الأحاديث، و قد سبق الرد على هذه الفرقة الضالة، فرقة القرآنيين بما يكفي من قبل.
أما نهي النبي – صلى الله عليه و سلم –، فأولا: أن الرسول – صلى الله عليه و سلم – نهى عن كتابة الحديث الشريف مع القرآن في صحيفة واحدة، يعني بعض العلماء حملوا حديث النهي: "لاتكتبوا عني شيئا إلا القرآن" على أن هذا نهي عن أن يكتب القرآن مع الأحاديث في صحيفة واحدة خوفا من الالتباس، و ربما يكون نهيه عن كتابة الحديث على الصحف أول الإسلام، حتى لا يشغل المسملون بالحديث عن القرآن الكريم، و أراد – صلى الله عليه و سلم – أن يحفظ المسلمون الرآن في صدورهم وعلى الألواح و في الصحف و العظام توكيدا لحفظه، وترك الحديث للممارسة العملية لأنهم كانوا يطبقونه، يرون الرسول – صلى الله عليه و سلم – فيتأسون به، و يسمعون منه فيتبعونه، و إلى جانب هذا سمح النبي – صلى الله عليه و سلم – لمن لا يختلط عليه القرآن بالسنة أن يدون السنة كعبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما –، و أباح لمن يصعب عليه الحفظ أن يستعين بيده، حتى إذا حفظ المسلمون قرآنهم وميزوه عن الحديث جاء نسخ النهي بالإباحة العامة، وإن وجود علة من علل النهي السابقة لا ينفي وجود غيرها و لا يتعارض معه، فالنهي عن الكتابة لم يكن عاما، و الإباحة أيضا لم تكن عامة في أول الإسلام، فحيث ما تحققت علة النهي منعت الكتابة، وحيث ما زالت أبيحت الكتابة. يعني الذي كان حفظه قويا ولا يحتاج لكتابة فيحمل عليه أنه ينهى عن الكتابة، وشخص بخلاف ذلك ضعيف الحفظ أذن له في الكتابة.
أما عن التدوين في عصر الصحابة – رضي الله عنهم –، فمع ما ثبت من إباحة النبي – صلى الله عليه و سلم – الكتابة، و مع ما كتب في عهده من الأحاديث على يدي من سمح له بالكتابة نرى الصحابة – رضي الله عنهم – يحجمون عن الكتابة، و لا يقدمون عليها في عهد الخلافة الراشدة، حرصا منهم على سلامة القرآن الكريم والسنة الشريفة، و صرفوا عنايتهم إلى حفظ القرآن الكريم في الصدور و في السفور، و جمعوه في عهد الصديق – رضي الله عنه –، و نسخوه في عهد عثمان – رضي الله عنه –، و بعثوا به إلى الآفاق، ليضمنوا حفظ المصدر التشريعي الأول من أن يشوبه أية شائبة، ثم حافظوا على السنة بدراستها و مذاكرتها وكتابتها أحيانا عند زوال مانع الكراهة. فثبت عن كثير من الصحابة – رضي الله عنهم – الحث على كتابة السنة و إجازة تدوين الحديث.
و قد هم الفاروق عمر – رضي الله عنه – أن يجمع الأحاديث و يقيدها بالكتابة، و استشار أصحاب رسول الله – صلى الله عليه و سلم – فأشاروا عليه بكتابتها، وطفق يستخير الله في ذلك مدة، و لكن الله لم يرد له ذلك. روى البيهقي عن عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أراد أن يكتب السنن، فاستشار في ذلك أصحاب رسول الله – صلى الله عليه و سلم – فأشاروا عليه، فطفق عمر يتخير الله فيها شهرا، ثم أصبح و قد عزم، فقال إني أردت أن أكتب السنن، و إني ذكرت قول من كانوا قبلكم، كتبوا كتبا فأكبوا عليها و تركوا كتاب الله، و إني و الله لا ألبس كتاب الله بشيء أبدا، خشي أن يحصل لبس، و لذلك لم يأمر أمرا رسميا بتدوين السنة، و هذا المعنى يعبر عنه أصدق تعبير عروة بن الزبير – وهو من التابعين – حيث يقول: كنا نقول: لا تتخذ كتابا مع كتاب الله، فمحوت كتبي، فوالله لوددت أن كتبي عندي، إن كتاب الله قد استمرت مريرته – يعني صار راسخا و ثابتا و قويا و المسلمون حفظوا لغته و أسلوبه بحيث أمن من اختلاطه أو التباسه بشيء –.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا رأينا الصحابة يحجمون عن الكتابة، ولا يقدمون عليها في عهد الخلافة الراشدة، حرصا منهم على سلامة القرآن الكريم و السنة الشريفة. فنجد بينهم – رضي الله عنهم – من كره كتابة السنة، ومنهم من أباحها، ثم ما لبث أن كثر المجيزون للكتابة، بل ورد عن أكثر من كره الكتابة أولا أنه أباحها آخرا، وذلك حين زالت علة الكراهة، وخاصة بعد أن جمع القرآن في المصاحف و أرسل إلى الآفاق.
يقول ذهبي العصر، العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني – رحمه الله –: "فالدلائل و القرائن التي فهم منها الصحابة – رضي الله عنهم – أن عليهم أن يصنعوا ما صنعوا من جمع القرآن، لم يتوفر لهم مثلها ولا ما يقاربها لكي يفهموا منه أن عليهم أن يجمعوا السنة، على أنهم كانوا إذا فكروا في جمعها بدا لهم احتمال اشتماله على مفسدة" فهم كانوا يرون أنه يصعب جمعها كلها، وأنهم إذا جمعوا ما أمكنهم خشوا أن يكون ذلك سببا لرد من بعدهم ما فاتهم منها (*)، فقد روي عن أبي بكر – رضي الله عنه – أنه أحرق ما جمعه من الأحاديث، و علل ذلك بقوله: أو يكون قد بقي حديث لم أجده، فيقال: لو كان قاله رسول الله – صلى الله عليه و سلم – ما خفي على أبي بكر. طبعا لا بد من استصحاب معنى مهم جدا في هذا الكلام وهو أن المانع من التدوين الرسمي لم يمنع من التدوين الشخصي – الجهود الفردية لآحاد من الناس – واضح؟ يعني كان يدون سواء في عهد الصحابة أو التابعين أو تابعي التابعين، لكن نحن نتكلم عن التدوين الرسمي بأمر الخليفة، فهذا لم يحصل في عهد الخلفاء الراشدين – رضي الله عنهم –.
يقول الشيخ المعلمي: "على أنهم كانوا إذا فكروا في جمعها بدا لهم احتمال اشتماله على مفسدة، و كذلك كان فيه تفويت حكم و مصالح عظيمة، و توقفهم عن الجمع لما تقدم لا يعني عدم العناية بالأحاديث، فقد ثبت بالتواتر تدينهم بها، و انقيادهم لها، وبحثهم عنها، ولكنهم كانوا يؤمنون بتكفل الله تبارك و تعالى بحفظها، ويكرهون أن يعملوا من قبلهم غير ما وضح لهم أنه مصلحة محضة، و يعلمون أنه سيأتي زمان تتوفر فيه دواعي الجمع، و تزول الموانع عنه، وقد رأوا بشائر ذلك من انتشار الإسلام، و شدة إقبال الناس على تلقي العلم، و حفظه و العمل به وقد أتم الله ذلك كما اقتضته حكمته عز و جل". يعني حتى في جمع القرآن أصلا حصل نظر للمصالح في هذا الأمر و المفاسد و تعارضت الأقوال، فأبو بكر – رضي الله عنه – قال لعمر – رضي الله عنه –: "كيف نفعل ما لم يفعله رسول الله – صلى الله عليه و سلم –؟ " فقال عمر: "هو و الله خير" يريد أنه عمل بما يوافق مقصود الشرع من حفظ القرآن، لأن القتل كان استحر بقراء اليمامة، فقتل عدد كبير في حروب الردة من حفاظ القرآن، فهذا نبه المسلمين إلى ضرورة جمع القرآن الكريم في مصحف واحد، كذلك اختلافات الناس في القراءات بدأت تظهر بدأت تظهر و يختلفون، و ربما يؤول الأمر إلى أن يكفر بعضهم بعضا بعد ذلك، فاقتضت هذه المصالح أن يفعلوا هذا الأمر، فإذا عدم فعل النبي – صلى الله عليه و سلم – لهذا الشيء إنما كان عدم تحقق المقتضي الذي يقتضيه، فتغيرت الظروف و تحقق هذا المقتضي، و لم يكن يترتب على جمع المصحف محذور، فإذا هو خير محض، واضح؟
أما عصر التابعين، فقد خالط التابعون الصحابة – رضي الله عنهم –، وتلقوا الحديث و غيره على أيديهم، وعرفوا متى كره هؤلاء كتابة الحديث، ففهموا من معاشرتهم للصحابة و تلمذتهم عليهم متى كرهوا كتابة الحديث و متى أباحوه. فتأسى التابعون بهم في ذلك، و كانت النتيجة أن اتفقت آراءهم حول حكم التدوين، لأن الأسباب في العصرين كانت واحدة. فإذا بالتابعين يكرهون الكتابة مادامت أسباب الكراهة قائمة، و يجمعون على جواز الكتابة عند زوال تلك الأسباب، بل إن أكثرهم ليحض على التدوين و يشجع عليه. و من هنا فلا عجب أن نرى خبرين عن تابعي، أحدهما يمنع الكتابة، والآخر يبيحها، ما دمنا نوجه كل خبر وجهة تلائم الأسباب التي أدت إليه، فنستطيع أن نفهم أن النهي كان بسبب معين، و أن الإذن كان لزوال هذا السبب، لكننا نلاحظ أن سبيل الصحابة المتأخرين و كبار التابعين إباحة تقييد الحديث بشروط تمتنع معها كراهته المأثورة عند النبي – صلى الله عليه و سلم – و كبار الصحابة – رضي الله عنهم –.
(يُتْبَعُ)
(/)
كان أهم أسباب كراهية التابعين للكتابة، اشتهار آرائهم الفقهية، فخافوا أن يدونها طلابهم مع الحديث، وهو سبب جديد لم يكن موجودا من قبل، فكما كان الصحابة الأولون يخافون من الحديث أن يختلط بالقرآن، أصبح التابعون يخافون من الرأي أن يختلط بالحديث.
حتى إذا فرق طلاب العلم بين النهي عن تدوين الرأي و بين النهي عن تدوين الرأي مع الحديث نشطت حركة الكتابة و شاعت حتى لم يعد ينكرها أحد في أواخر القرن الأول الهجري و أوائل القرن الثاني، ووصل طلبة العلم و المحدثين إلى مستوى أمن فيه أن يختلط الرأي بالحديث، و أيضا نهوا عن تدوين الرأي، وأمنوا وقوع ذلك، فمن ثم نشطت حركة الكتابة. هذا ما في ما يتعلق بالقرن الأول في أواخره.
أما في القرن الثاني، فقد وجدت هناك أسباب لتدوين الحديث، وأولها: زوال الخوف من أن يلتبس القرآن بالسنة سيما بعد أن كتبت المصاحف على عهد عثمان – رضي الله عنه – و أرسلت إلى الآفاق و الأمصار، كذلك أيضا زال الخوف من أن تلتبس السنة بالآراء.
ثانيا: امتداد الفتوحات، وكثرة اختلاط العرب بالعجم، فتنوعت أنماط المعرفة، وتوفرت وسائل الكتابة، وازداد عدد الكتاب، ومست الحاجة إلى حماية السنة بسياج من الحصانة نظرا لتفرق الرواة كلما اتسعت الدولة، و موت العلماء.
ثالثا: ظهور وضع الحديث، فبدأت ضلالة لم يكن للمسلمين بها عهد من قبل، فالصحابة ما يعرفون قط الكذب ولا التابعين، ولكن بدأ في القرن الثاني ظهور وضع الحديث بسبب الخلافات السياسية و المذهبية، قال ابن شهاب الزهري – رحمه الله –: "لولا أحاديث تأتينا من قبل المشرق ننكرها لا نعرفها، ما كتبت حديثا ولا أذنت في كتابته".
وقد كان حرص العلماء – رضي الله عنهم – في ذلك العصر على حديث رسول الله – صلى الله عليه و سلم – أن يدرُس لا يقل على حرصهم على سلامته من الكذب و الوضع، و من هنا مست الحاجة إلى أمرين، الأول: تدوين المروي عن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – تدوينا رسميا عاما، بحيث يكون الرجوع إليه و الصدور عنه، وهذا ما أسس علم الحديث رواية، و هو الخاص بنقل ما أضيف إلى النبي – صلى الله عليه و سلم – من قول أو فعل أو تقرير.
الثاني: نقد الرواية، و تحقيق صحة السند، و تمييز المقبول من المردود، و هذا ما أسس لعلم الحديث درايته.
فالأول هو الرواية، و الثاني هو الدراية وهو الخاص بالقواعد و القوانين التي يعرف بها أحوال السند و المتن لتمييز المقبول من غيره.
فسلوك العلماء كان طبيعيا و عاديا، ولا يقبل غيره، فلا هم رفضوا الأحاديث كلها، و لا هم قبلوا الأحاديث كلها، و إنما ميزوها و محصوها و دونوها. فانتقل الأمر في القرن الثاني إلى تبني التدوين بصورة رسمية بأمر الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز (*)، فتبنت الدولة رسميا موضوع كتابة الحديث في عهد الخليفة الصالح العادل عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – حين اتخذ خطوة حاسمة، بأن كتب إلى الآفاق: انظروا حديث رسول الله – صلى الله عليه و سلم – فاكتبوه، فإني خفت دروس العلم، و ذهاب أهله. وكان فيما كتب إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عامله على المدينة: أن اكتب إلي بما ثبت عندك من الحديث عن رسول الله – صلى الله عليه و سلم –، وحديث عمرة، فإني خشيت دروس العلم و ذهابه. وهي عمرة بنت عبد الرحمن خالة أبي بكر بن حزم، نشأت في حجر عائشة – رضي الله عنها –، وكانت من أثبت التابعين في حديث أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها –، كذلك أمر القاسم بن محمد بنفس الشيء ففعل، كما أمر ابن شهاب الزهري وغيره بجمع السنن، و أرسل كتبا إلى الآفاق يحثهم على تشجيع أهل العلم على مدارسة السنة و إحيائها وإشاعتها في الناس، فقد جاء في بعض كتبه: "وليفشوا العلم، وليجلسوا حتى يعلم من لا يعلم، فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا". و عن عكرمة بن عمار قال: سمعت كتاب عمر بن عبد العزيز يقول: "أما بعد فأمروا أهل العلم أن ينتشروا في مساجدهم فإن السنة كانت قد أميتت"، وطبعا هذه من أبرز مظاهر التجديد في عهد عمر بن عبد العزيز – رحمه الله –، وقال محمد بن شهاب الزهري: أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن، فكتبناها دفترا دفترا، فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفترا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا كانت نهاية القرن الأول الهجري (99 - 101)، وبداية الثاني خاتمة حاسمة لما كان من كراهة الكتابة و إباحتها، فدونت السنة في صحف و كراريس و دفاتر، وكثرت الصحف في أيدي طلاب الحديث، إلا أن انتشار التدوين، و إشراف الدولة عليه لم يمنعا بعض الأصوات المعارضة أن ترتفع محذرة من الاعتماد على الكتب و إهمال الحفظ و الانشغال عن القرآن، لكن الأغلبية تحولت، ففي الأول كانت الأغلبية ضد التدوين، ثم صارت الأغلبية مع التدوين.
و طبعا في عصرنا هذا عندنا مشكلة الآن في الاعتماد على الحاسوب و برامجه في التعامل مع السنة، في حين أن الإنسان لو كان يبحث بنفسه في الكتب و يتعامل مع الكتب فإن ذاكرته تشتغل أكثر، صحيح أنه سيوفر له وقته، لكن من حيث الواقع فإنه مع الوقت سيؤثر على ملكات طالب العلم أو الباحث لأنه يعتمد على الآلة، يستدعي منها يتأتيه الأشياء، لكن لو هو الذي يبحث بنفسه سيكون له وقع آخر.
قال الضحاك بن مزاحم – رحمه الله –: "يأتي على الناس زمان تكثر فيه الأحاديث حتى يبقى المصحف بغباره لا ينظر فيه"، يتوقع أنه بعد التدوين سيبدأ الناس ينشغلون عن القرآن حتى أنه يقول: "يأتي على الناس زمان تكثر فيه الأحاديث حتى يبقى المصحف بغباره لا ينظر فيه"، فيتراكم عليه الغبار بسبب أن صاحبه لا ينظر فيه بسبب اشتغاله بالسنة عن القرآن الكريم، و في رواية عنه: "يأتي على الناس زمان يعلق فيه المصحف حتى يعشش عليه العنكبوت، لا ينتفع بما فيه، و تكون أعمال الناس بالروايات و الأحاديث"، ومن هنا ارتفع صوته محذرا: "لا تتخذوا الحديث كراريس، ككراريس المصاحف".
بعض الناس قالوا أن حديث أبي سعيد – رضي الله عنه – موقوف عليه، فلا يصح للاحتجاج به، وللرد على هذا فإن الحديث في صحيح مسلم فهو حديث صحيح، كما أن النهي كما قلنا هو خاص بنزول القرآن خشية التباسه بغيره، و الإذن في غير ذلك الوقت، وبعض العلماء قالو أن النهي خاص بكتابة القرآن مع الحديث في صحيفة واحدة لأنهم كانوا يسمعون تأويل الآيات، فربما كتبوه معه، فنهوا عن ذلك خوف الاشتباه، و الإذن إنما كان في كتابة الحديث في صحف مستقلة ليس فيها شيء من القرآن، أيضا النهي خاص بكتاب الوحي المتلوّ، الذين كانوا يكتبونه في صحف لتحفظ في بيت النبوة، فلو أنه أجاز لهم كتابة الحديث لم يؤمن أن يختلط القرآن به، و كان الإذن لغيرهم (*). أيضا قيل أن النهي لمن أمن عليه النسيان، و وثق بحفظه وخيف اتكاله على الخط إذا كتب، و الإذن لمن خيف نسيانه، ولم يوثق بحفظه أو لم يخف اتكاله على الخط إذا كتب.
إذا رجح بعض المتأخرين أنه لا نسخ في الحقيقة، و كل ما في الأمر أنه انتهى تعلق الحكم بانتهاء علته، و عدم وجودها فيما بعد، و هذا لا يسمى نسخا، لأن النسخ رفع حكم شرعي بخطاب شرعي آخر، فالنهي دائر مع الخوف، و الإذن دائر مع الأمن، وجودا و عدما، و أن الخوف قد يحصل في أي زمن فيتوجه النهي، و الأمن قد يحصل في أي زمن فيتوجه الإذن، و الواجب ألا نقول بالنسخ إلا عند عدم إمكان الجمع بغيره، و قد أمكننا الجمع بتخصيص النهي بحالة الخوف، و الإذن بحالة الأمن، وهو جمع معقول المعنى.
وأيضا أجابوا عن العارض بين الأحاديث بأن النبي – صلى الله عليه و سلم – خص بالإذن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – لأنه كان قارئا للكتب المتقدمة و يكتب السريانية و العربية، و كان غيره من الصحابة أميين لا يكتب منهم إلا الواحد و الاثنان، و إذا كتب لم يتقن ولم يصب التهجي، فلما خاف عليهم الغلط فيما يكتبون نهاهم، ولما أمن على عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – ذلك أذن له.
أيضا من هذه الأجوبة و هو مذهب جمهور العلماء أن يكون النهي من نسخ السنة بالسنة، كأنه نهى في أول الأمر أن يكتب قوله، ثم رأى لما علم أن السنة تكثر ويفوت الحفظ أن تكتب و تقيد. قال الخطابي – رحمه الله –: يشبه أن يكون النهي متقدما، و آخر الأمرين الإباحة. و قال ابن حجر: إن النهي متقدم، و الإذن ناسخ له عند الأمن من الاشتباه. و يفهم من تقرير الحافظ بن حجر أن النهي بقي مستمرا في حالة الخوف كما بينا و فصلنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
استمر بعض التابعين على كراهة الكتابة، لكن هذا لم يخفف من نشاط التدوين، فقد كان تيار إباحة الكتابة أقوى بكثير من تيار كراهته، ثم ما لبث التياران أن توحدا و ألحت الحاجة القاهرة إلى الكتابة على هؤلاء المانعين أن يجاروا التيار العام، و يعتمدوا في حفظ السنة على الحفظ و الكتابة معا. قال ابن الصلاح – رحمه الله –: "ثم إنه زال ذلك الخلاف، و أجمع المسلمون على تسويغ ذلك، وإباحته، ولولا تدوينه في الكتب لدرس في الأعصر الآخرة".
ثم جاء بعد ذلك العصر الذهبي لتدوين السنة، فبعد انقضاء عصر التابعين، عني العلماء بإفراد أحاديث النبي – صلى الله عليه و سلم – وحدها، و تجريدها من الفتاوى و أقوال الصحابة و التابعين، فكانت كتب عديدة في السنة، و كان منها المسانيد، وهي كتب تورد الأحاديث خالية من فتاوى العلماء، وهي مرتبة على حسب أسماء رواتها من الصحابة، و أول المسانيد مسند أبي داود الطياليسي، و أوفاها مسند الإمام أحمد – رحمه الله –، لكن ما إن جاء القرن الثالث الذي يعتبر العصر الذهبي لتدوين السنة – طبعا لا يفهم من كلمة العصر الذهبي أن القرنين السابقين هما أقل اهتماما بالسنة، فنحن نتكلم عن التدوين فقط، ولا نتكلم عن الاهتمام و العلم بالسنة، فلا شك أن القرون الأولى من الصحابة و التابعين أعلم و أشد اهتماما بالسنة واتباعا لها .. "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم"، لكن نحن نتكلم عن موضوع التدوين، ونسلط الضوء فقط على قضية التدوين –، فما إن جاء القرن الثالث الذي يعتبر العصر الذهبي لتدوين السنة حتى نبغ جهابذة أفذاذ و عمالقة كبار، أصحاب طاقات ضخمة، وقفوا حياتهم و جهودهم على طلب السنة، و الرحلة من أجلها، يحفظون و يكتبون و ينقحون و يؤلفون الجوامع و المصنفات، نعد منهم: البخاري (من بخارى)، و مسلما (من نيسابور)، والترمذي (من كابل) – وهذه كانت من بلاد المسلمين و تعج بالعلماء، ولا حول و لا قوة إلا بالله –، و أبا داود، و النسائي، وأحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، وأمثالهم ممن خدم السنة أعظم خدمة و أوفاها، رضي الله عنهم و أرضاهم و جزاهم عن الإسلام و السنة خيرا.
نختم الكلام بفائدة نحتاجها، أشار إليها العلامة الألباني – رحمه الله – في مقدمة تحقيقه لكتاب اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي، إذا أردنا أن نستعير لها عنوانا فأنسب عنوان هو قول بعض السلف: "سيندم المنتخب". فما علاقة هذه الكلمة بموضوعنا؟
مابالنا نرى كثيرا من كتب السنة التي لم تمحص بالصحيح؟ مثل السنن مثلا، وغيرها، نرى فيها كما لا بأس به من الأحاديث الضعيفة و أحيانا قد تكون موضوعة؟ مع أننا نرى بعض المؤلفين في منزلة عالية من المعرفة بصحيح الحديث و متروكه؟
كلمة: "سيندم المنتخب" فيها الجواب في الحقيقة، و تهديد لمن كان يشتغل فقط بتدوين الصحيح، واضح؟ فنحن نريد أن نجيب على شبه بعض الناس: أن مثلا سنن الترمذي فيها بعض الأحاديث الضعيفة فنشطب على سنن الترمذي .. وكذا سنن ابن ماجة ..
طبعا هذا المسلك لا يسلكه إلا إنسان جاهل تماما بعلم الحديث، للأسباب التي سنذكرها:
أولا: يقول العلامة الألباني – رحمه الله –: "قد يقول قائل إذا كان المؤلف وهو الخطيب البغدادي بتلك المنزلة العالية في المعرفة بصحيح الحديث و مطروحه، فما بالنا نرى كتابه هذا – كتاب اقتضاء العلم العمل – وغيره من كتبه قد شحنها بالأحاديث الواهية؟ والجواب: أن القاعدة عند علماء الحديث أن المحدث إذا ساق الحديث بسنده فقد برئت عهدته منه، أدى ما عليه، ولا مسؤولية عليه في روايته، ما دام أنه قد قرن معه الوسيلة التي تمكن العالم من معرفة ما إذا كان الحديث صحيحا، أو غير صحيح: ألا و هي الإسناد، يعني لا تثريب على أي إمام من الأئمة مادام قد روى الحديث مقرونا بسنده، فهذا لا عهدة عليه، و إنما العهدة على الرواة، و إنما الذي يقرأ الكتاب ممن عنده خبرة هو المطالب في هذه الحالة بتصحيح الحديث و تضعيفه". فإذا وجود الحديث مع السند يعفي المؤلف من العهدة، إلا إذا كان اشترط أنه لا يضمّن كتابه إلا ما صح، كصحيح البخاري مثلا أو مسلم، لكن باقي السنن بخلاف ذلك. يقول العلامة الألباني: "نعم كان الأولى بهم أن يتبعوا كل حديث ببيان درجته من الصحة أو الضعف، ولكن الواقع يشهد أن ذلك غير ممكن بالنسبة لكل واحد منهم، و في جميع أحاديثه على كثرتها، لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها الآن، لكن أذكر منها أهمها، وهي: طبعا الرواة متوافرون في البلاد، والعلماء يرحلون لطلب الحديث، فهذا العالم ألا يمكن أن يموت؟ أو يصيبه الخرق أو الاختلاط؟ فحينها يذهب حديثه و يضيع، فلا بد أن يبادر الفرصة أولا و يدون الذي عنده مع ذكر السند ثم يأتي التحقيق لهذه الأسانيد بعد ذلك، فهي مسابقة مع الزمن. و كذلك فأهم أسباب الانشغال بالتدوين و تأجيل التحقيق: هو لجمع طرق الحديث، فيأخذ الحديث من طريق هذا الشيخ أو الراوي، ومعلوم أن الحديث لا يحكم عليه بصحة أو ضعف بمجرد تدوين رواية أو طريق واحدة، لكن كثير من الأحاديث كما يقول العلامة الألباني لا تظهر صحتها أو ضعفها إلا بجمع الطرق و الأسانيد، فإن ذلك إما يساعد على معرفة علل الحديث وما يصح لغيره من الأحاديث، ولو أن المحدثين كلهم انصرفوا إلى التحقيق و تمييز الصحيح من الضعيف لما استطاعوا – والله أعلم – أن يحفظوا لنا هذه الثروة الضخمة من الأحاديث و الأسانيد، ولذلك انصبت همم جمهورهم على مجرد الرواية إلا فيما شاء الله، وانصرف سائرهم إلى النقد و التحقيق مع الحفظ و الرواية و قليل ما هم، ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات.
فهذا هو معنى العنوان الذي ذكرناه: "سيندم المنتخب"، يعني الصواب أن يجمع الحديث ثم يتفرغ بعد ذلك للتحقيق و الحكم بالصحة و الضعف على السند. فعلماء الحديث كانوا يتسابقون مع الزمن خشية حضور الأجل، و تركوا لنا هذه الثروة مقرونة بآلة الحكم على الحديث وهي السند.
أقول قولي هذا و أستغفر الله لي ولكم، سبحانك اللهم ربنا و بحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك و أتوب إليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Mar-2010, مساء 12:58]ـ
بارك الله فيكم. هل تم عرضه على الشيخ المقدم؟(/)
موقع الشيخ عبد الآخر الغنيمي
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[05 - Apr-2009, صباحاً 02:33]ـ
موقع الشيخ عبد الآخر حماد الغنيمي
http://rahmah.de/(/)
خاطرة:: نعمة الشعور بالالم .... !! ... هل شكرت الله عليها؟!
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 03:13]ـ
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد:
فهذه خاطره خطرت لي وانا بين يدي (الدكتور البشري) بعد ان اصاب قدمي المرض واهملت فيه ولم أتعجله بطلب الدواء مع أن النبي امر به ... !
فلما ذهبت إلى الطبيب عنفني جدا واشتد على في الكلام وقال كل هذا الوقت مر ولم تأيني!!
فقلت حسبتها خفيفة!
فقال وما الذي اتى بك الان؟
قلت اشتد على الالم جدا
فقال لو لم تأتيني الان لما استطعت أن تضع قدمك على الارض ثانية!
فحينها قلت سبحان الله الذي أنعم على بنعمة الالم والشعور به فلو لم أشعر بألم المرض لنتشر السم في سائر الجسد!!
فاللهم لك الحمد على هذه النعم التي تنعم علينا بها
اللهم إن نسألك ان ترزقنا شكرها وأن تغفر لنا تقصيرنا
وأسألكم الدعاء بالشفاء أيها الاخوة الكرام
والله المستعان وعليه التكلان
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أخوكم
أبو زياد النعماني
شفاه الله!(/)
هل كل ما يُعلم يُقال؟ للشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 10:40]ـ
هل كل ما يُعلم يُقال؟
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وهل كُلّ ما يُقال يصلح أن يُقال في كل زمان أو في كل مكان؟
في أحد المجالس تحدثت عن مسألة رأيتها مهمة
وهي أن من الناس من يفتح فمه، فما جرى على لسانه نطق به!!!
دون سابق علم أو قراءة في المسألة
فهم كما تقول العامة: "افتح فمك يرزقك الله".
فالواحد منهم في أي مجال يتكلّم!!
وفي كل مجال يخوض!!
يُصدر الأحكام ربما جزافاً
يُحدّث بكلّ ما سمع!!
وكفى بالمرء كذبا أن يُحدّث بكل ما سمع. كما قال - صلى الله عليه وسلم -.
فكان مما قلته آنذاك: أنه ما كلّ ما يُعلم يُقال.
فردّ أحد الأصدقاء بدعابته المعهودة
فقال: البيّنة أو حَدّ في ظهرك!
فقلت: حُبّاً وكرامة
هي بيّنات وليست بيّنة واحدة.
هذا راوية الإسلام، وحافظ الأمة ..
هذا أبو هريرة - رضي الله عنه - يقول: حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعاءين؛ فأما أحدهما فبثثتُه، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم. رواه البخاري.
قال ابن حجر - رحمه الله -: حمل العلماء الوعاء الذي لم يبثُّه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم.
هذه واحدة.
وبيّنة أخرى عن فاروق الأمة، وباب الإسلام ..
عن عمر - رضي الله عنه -.
قال ابن عباس: كنت أقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف، فبينما أنا في منزله بمنى وهو عند عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في آخر حجة حجّها، إذ رجع إليّ عبد الرحمن فقال: لو رأيتَ رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال: يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا! فو الله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فَلْتَة، فتمّت، فغضب عمر ثم قال: إني إن شاء الله لقائم العشيّة في الناس فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم.
قال عبد الرحمن: فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل، فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيّرها عنك كل مُطيّر، وأن لا يَعوها وأن لا يضعوها على مواضعها، فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكّنا، فيَعِي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها، فقال عمر: والله إن شاء الله لأقومنّ بذلك أول مقام أقومه بالمدينة.
قال ابن عباس: فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة، فلما كان يوم الجمعة عجّلت الرواح حين زاغت الشمس حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر فجلست حوله تمس ركبتي ركبته، فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب، فلما رأيته مقبلا قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: ليقولن العشيّة مقالة لم يقلها منذ استخلف، فأنكر عليّ وقال: ما عسيت أن يقول ما لم يَتقُلْ قبله؟
فجلس عمر على المنبر، فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال:
أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قُدّر لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن عقلها ووعاها فليُحدّث بها حيث انتهت به راحلته، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب عليّ.
إن الله بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالحق وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل الله آية الرّجم، فقرأناها وعقلناها ووعيناها. رجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيَضِلّوا بترك فريضة أنزلها الله، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف. إنّا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله: أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفرٌ بكم أن ترغبوا عن آبائكم - أو إنّ كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم - ألا ثمّ إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تطروني كما أُطريَ عيسى ابن مريم، وقولوا عبد الله ورسوله. ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول: والله لو قد مات عمر بايعت فلانا، فلا يَغترنّ امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمّت، ألا وإنها قد كانت كذلك، ولكن الله وقى شرّها، وليس فيكم مّنْ تُقطع الأعناق
(يُتْبَعُ)
(/)
إليه مثل أبي بكر، من بايع رجلا مِن غير مشورة من المسلمين فلا يُبابع هو ولا الذي تابعه تغرّة أن يقتلا (1).
الحديث بأطول مما هنا أخرجه البخاري.
فهذا عمر - رضي الله عنه -على مكانته وقِدم قَدّمِه وعلو كَعبه في الإسلام يأخذ بمشورة ابن عوف فلم يتكلّم في الموسم الذي يجمع رعاع الناس وغوغاءهم.
بل أمهل فما تكلّم إلا في دار الهجرة والسنة.
فما كل ما يُعلم يُقال، وما كُلّ ما يُقال يصلح أن يُقال في كل زمان وكل مكان.
ولقد خاض أُناس فيما يخوضون فيه، أمام العامة والرعاع والغوغاء حتى إنك ترى جُفاة الأعراب يتكلّمون فيما لم يتكلّم فيه السلف ولا الخلف!
بل قال بعضهم لأحد العلماء: الحديث متناقض!
وهو يقصد بذلك القرآن!
إنهم ليتكلّمون في مسائل لو عُرِضت على عمر - رضي الله عنه - لجمع لها أهل بدر يستشيرهم ويستنير بآرائهم.
رحمك الله أبا حصين. ألست القائل: إن أحدهم ليفتي في المسألة ولو وردت على عمر لجمع لها أهل بدر؟
أين أنت من أُناس يهرفون بما لا يعرفون؟
وأين أنت من أُناس يُحكّمون عقولهم في نصوص الوحيين على مسامع عامة الناس؟؟
فإلى الله المشتكى.
ورحم الله ابن القيّم إذ يقول عن أمثال هؤلاء:
ثقُل الكتاب عليهم لما رأوا **** تقييده بشرائع الإيمان
واللهو خف عليهم لما رأوا **** ما فيه من طرب ومن ألحان
فيا أخوتاه
ويا أُخيّاتي
ما كل ما يُعلم يُقال ...
إنك تدخل بعض المنتديات فتخرج وأنت تكاد تتقيأ من غثائية وسخف بعض الموضوعات المطروحة على مرأى ومسمع من الصغير والكبير والرجل والمرأة والعالم والجاهل ..
في كل شيء يتكلّمون!
وفي كل مسألة عظيمة أو حقيرة يتناقشون!
وفي كل نازلة يُفتون!
"ولعل بعضكم ألحن بحجّته من بعض".
فتؤخذ الأقوال المتهافتة أحياناً على أنها مسلّمات وثوابت قاطعة لا تحتمل النقاش، بل ربما طُيّرت كل مُطيّر فبلغت كذبة أحدهم الآفاق فيكون أكذب الناس!
وحينئذٍ لا يستطيع أن يتداركها
ولا أن يقول: رجعت عنها
ويندم ولات ساعة مندم
فاحبسوا ألسنتكم عباد الله أن تتكلّم في كل نازلة، وفي كل موضوع، وفي كل مصيبة.
وتفقّهوا قبل أن تُسوّدوا
كما قال عمر - رضي الله عنه -.
وإتماما للفائدة:
قال الإمام البخاري - رحمه الله -:
باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه.
ثم ساق بإسناده عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال لي قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا عائشة لولا قومك حديث عهدهم بكفر لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين، باب يدخل الناس، وباب يخرجون.
ثم قال - رحمه الله -:
باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا
وقال علي: حدثوا الناس بما يعرفون. أتحبون أن يكذب الله ورسوله.
حدثنا عبيد الله بن موسى عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن عليّ بذلك.
أي أن أثر عليّ - رضي الله عنه - موصول بهذا الإسناد.
ثم ساق بإسناده عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعاذ رديفه على الرحل قال: يا معاذ بن جبل. قال: لبيك يا رسول الله وسعديك. قال: يا معاذ. قال: لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا. قال: ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار. قال: يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال: إذا يتّكلوا. وأخبر بها معاذ ثم موته تأثما.
وروى مسلم في المقدمة عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة.
والله يحفظكم ويرعاكم.
_____________________
(1) تغرّة أن يُقتلا: أي حذرا من أن يُغرِّر بنفسه، فيتعرّض للقتل.
ولمزيد من شرحه يُراجع فتح الباري لابن حجر جـ 12 ص 148 – 162.
ـ[أبوصلاح الدين]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 10:53]ـ
مقال جد رائع بارك الله فيكم. كم يغتر الواحد منا بما عنده من معلومات فيتهور ويسارع إلي القول بما سكت عنه الاخرون ثم يتبين له انه لو سكت لكان احسن له. شكرااخي الكريم.
بخصوص حديث أبي هريرة رضي الله عنه يتخذه البعض من الصوفية كدليل لهم ان رسول اله حدث اباهريرة بأمور لو سمعها الناس لانكروها ولنحروه. كيف يمكن دفع مثل هذه الشبهة.
ـ[التقرتي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 10:59]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=212268#post21 2268
ـ[فاطمة الطالبة]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 11:16]ـ
بارك الله فيك
مقال رائع
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 03:15]ـ
مقال جد رائع بارك الله فيكم. كم يغتر الواحد منا بما عنده من معلومات فيتهور ويسارع إلي القول بما سكت عنه الاخرون ثم يتبين له انه لو سكت لكان احسن له. شكرااخي الكريم.
بخصوص حديث أبي هريرة رضي الله عنه يتخذه البعض من الصوفية كدليل لهم ان رسول اله حدث اباهريرة بأمور لو سمعها الناس لانكروها ولنحروه. كيف يمكن دفع مثل هذه الشبهة.
ان وجدت الرد فى الصفحة التى أحالنا اليها الاخ النقرتى فليتك تتحفنى به
وأقول من باب المذاكرة
انه ما نهى عن التحديث به لكل الناس بدون تفريق لا لكونه ضلال فى نفسه ولكن لكون بعض من له مآرب أو فى قلبه مرض أو فى عقله خلل أو فى علمه بالأصول والأطر العامة نقص أو لغير ذلك من الاسباب قد يتأول الكلام على معنى يريده فى نفسه
أما الصوفية فقد يكتمون أحاديثهم لكونها ضلال فى نفسها ككتمانهم القول بسقوط التكاليف مثلا على المريد والسالك الى أن يصل لدرجة الواصل فوقتئذ يحدثوه بسقوط التكاليف فهذا وأمثاله لا يحدثون به كل الناس لأنه ضلال فى نفسه
وأيضا انك تجد فى كلام كل البشر أنبياءا كانوا أو أناسا عاديين فى كلامهم ما لايجوز التحديث به لكل الناس بلا فروق والا لخربت الدنيا وهذا واضح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 03:20]ـ
ان وجدت الرد فى الصفحة التى أحالنا اليها الاخ النقرتى فليتك تتحفنى به
وأقول من باب المذاكرة
انه ما نهى عن التحديث به لكل الناس بدون تفريق لا لكونه ضلال فى نفسه ولكن لكون بعض من له مآرب أو فى قلبه مرض أو فى عقله خلل أو فى علمه بالأصول والأطر العامة نقص أو لغير ذلك من الاسباب قد يتأول الكلام على معنى يريده فى نفسه
أما الصوفية فقد يكتمون أحاديثهم لكونها ضلال فى نفسها ككتمانهم القول بسقوط التكاليف مثلا على المريد والسالك الى أن يصل لدرجة الواصل فوقتئذ يحدثوه بسقوط التكاليف فهذا وأمثاله لا يحدثون به كل الناس لأنه ضلال فى نفسه
وأيضا انك تجد فى كلام كل البشر أنبياءا كانوا أو أناسا عاديين فى كلامهم ما لايجوز التحديث به لكل الناس بلا فروق والا لخربت الدنيا وهذا واضح
المقال ليس للرد انما فيه مواضيع مشابهة لما طرحته
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 03:21]ـ
وان أردت التفصيل فانظر فهرس كتاب أصول بلا أصول للشيخ محمد اسماعيل وانظر فهرس شرحه على صوتيات طريق الاسلام فى صفحة الشيخ لعل الشيخ تلكلم عن هذه الجزيءة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 04:41]ـ
ولذلك يقولون أن لابد للمريد من التشرع بشرع الله فى البداية لئلا ينكر عليه الناس فلا يتحمل ويترك جماعة الصوفية
فيتدرجون مع المبتدى الى ان يقوى عوده تدريجيا مع تلقينه أفكارهم تدريجيا الى أن يجدوه يتحمل انكار الناس عليه فيعلموه ان التكاليف ساقطة(/)
أفضل الأعمال بعد الواجبات
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 04:30]ـ
قال صلى الله عليه وسلم: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك، ومن قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر) رواه البخاري ومسلم
لا بد أن يكون هذا الحديث هو أفضل حديث صحيح في فضائل الأعمال بعد الواجبات لحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ "(/)
هل الأرض كروية؟؟؟؟؟
ـ[أبو أميمة العباسي]ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 11:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهي حقيقة كروية الأرض، وهل هي تدور؟ أرجوا الإجابة على ذلك بالأدلة الشرعية، والمقنعة، مع أني أعلم أنها مسألة لا طائل بعدها؟ ولكن لنقاش دار بيني وبني أحدهم؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 12:07]ـ
قال شيخ الإسلام: (((ثبت بالكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة أن الأفلاك مستديرة، قال الله تعالى: {وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ والنَّهارُ والشَّمْسُ والقَمَرُ} (1)، وقال: {وَهُوَ الذي خَلَقَ اللَّيْلَ والنَّهارَ والشَّمْسَ والقَمَرَ كُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحونَ} (2)، وقال تعالى: {لا الشَّمْسُ يَنْبَغي لَهَا أنْ تُدْرِكَ القَمَرَ ولا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحونَ} (3).
قال ابن عباس: في فلكة مثل فلكة المغزل. وهكذا هو في ((لسان العرب)): الفلك الشيء المستدير، ومنه يقال: تفلك ثدي الجارية إذا استدار، قال تعالى: {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ ويُكّوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ} (4)، والتكوير: هو التدوير، ومنه قيل: كار العمامة، وكورها إذا أدارها، ومنه قيل للكرة كرة، وهي الجسم المستدير، ولهذا يقال للأفلاك: كروية الشكل؛ لأن أصل الكرة كورة، تحركت الواو وانفتح ما قلبها فقلبت ألفاً، وكورت الكارة إذا دورتها، ومنه الحديث: ((إن الشمس والقمر يكوران يوم القيامة كأنهما ثوران في نار جهنم)) (5)، وقال تعالى: {الشَّمْسُ وَالقَمَرُ بِحُسْبانٍ} (6) مثل حسبان الرحا، وقال: {مَّا تَرَى في خَلْقِ الرَّحْمَنِ مَنْ تَفَاوتٍ} (1)، وهذا إنما يكون فيما يستدير من أشكال الأجسام دون المضلعات من المثلث أو المربع أو غيرهما؛ فإنه يتفاوت لأن زواياه مخالفة لقوائمه، والجسم المستدير متشابه الجوانب والنواحي، ليس بعضه مخالفاً لبعض.
وقال النبي (للأعرابي الذي قال: إنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك. فقال: ((ويحك! إن الله لا يُستشفع به على أحد من خلقه، إن شأنه أعظم من ذلك، إن عرشه على سماواته هكذا)) وقال بيده مثل القبة: ((وإنه ليئط به أطيط الرحل الجديد براكبه)) (2). رواه أبو داود وغيره من حديث جبير بن مطعم عن النبي (، وفي ((الصحيحين)) عن أبي هريرة عن النبي (أنه قال: ((إذا سألتم الله الجنة؛ فاسألوه الفردوس؛ فإنها أعلى الجنة، وأوسط الجنة، وسقفها عرش الرحمن)) (3)؛ فقد أخبر أن الفردوس هي الأعلى والأوسط، وهذا لا يكون إلا في الصورة المستديرة، فأما المربع ونحوه؛ فليس أوسطه أعلاه، بل هو متساوٍ.
وأما إجماع العلماء؛ فقال إياس بن معاوية - الإمام المشهور قاضي البصرة من التابعين -: السماء على الأرض مثل القبة.
وقال الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي من أعيان العلماء المشهورين بمعرفة الآثار والتصانيف الكبار في فنون العلوم الدينية من الطبقة الثانية من أصحاب أحمد: لا خلاف بين العلماء أن السماء على مثال الكرة، وأنها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدورة الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين: أحدهما في ناحية الشمال، والآخر في ناحية الجنوب.
قال: ويدل على ذلك أن الكواكب جميعها تدور من المشرق تقع قليلاً على ترتيب واحد في حركاتها ومقادير أجزائها إلى أن تتوسط السماء، ثم تنحدر على ذلك الترتيب كأنها ثابتة في كرة تديرها جميعها دوراً واحداً.
قال: وكذلك أجمعوا على أن الأرض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة.
قال: ويدل عليه أن الشمس والقمر والكواكب لا يوجد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد، بل على المشرق قبل المغرب.
قال: فكرة الأرض مثبتة في وسط كرة السماء كالنقطة في الدائرة، يدل على ذلك أن جرم كل كوكب يُرى في جميع نواحي السماء على قدر واحد، فيدل ذلك على بُعْد ما بين السماء والأرض من جميع الجهات بقدر واحد، فاضطرار أن تكون الأرض وسط السماء ....
إذا تبين أنا نعرف ما قد عُرف من استدارة الأفلاك؛ عُلم أن المنكِر له مخالف لجميع الأدلة، لكن المتوقف في ذلك قبل البيان فعل الواجب، وكذلك من لم يزل يستفيد ذلك من جهة لا يثق بها؛ فإن النبي (قال: ((إذا حدثكم أهل الكتاب؛ فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم)) (1)، وإن كون بعض الحركات العالية سبب لبعض الحوادث مما لا يُنكَر، بل إما أن يُقبَل أو لا يُردَّ) *.)).
ـ[الغُندر]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 11:55]ـ
قال شيخ الإسلام: (([ color=navy لا خلاف بين العلماء أن السماء على مثال الكرة، وأنها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدورة الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين: أحدهما في ناحية الشمال، والآخر في ناحية الجنوب. [/ color]
هل الارض تدور؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 07:02]ـ
سبق مناقشة هذه المسألة هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19983&highlight=%CF%E6%D1%C7%E4(/)
في فرض الالتزام بمذهب مُعيَّنٍ للشيخ فركوس
ـ[التقرتي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 02:17]ـ
فضيلة الشيخ فركوس حفظه الله
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فإنَّ ما يجري حاليًا في وسط الجامعيِّين وعمومِ المثقَّفين من دعوةٍ إلى العودة من جديدٍ إلى الانتساب لأحد المذاهب الفقهية، وبالتعيين مذهب مالك ?رحمه الله? وتحكيم فقهه بدراسة المختصرات خاصَّة والشروح التي عليها، والتزام قواعده في الاستنباط، جريًا على ما كانت عليه العصور السابقة في عموم أقطاب المغرب العربي من استحكامٍ للمذهب في جميع المجالات، قبل أن تبدِّل القوانين الوضعية معظم المجالات الحيوية بما في ذلك المجال القضائي، فإنَّ صورة الانتساب القلقة للمذهب تتمحور في اتخاذ أصل «المذهب» مجهرًا للنصوص الشرعية، فإن وافقت نصوص الوحي من آية أو حديث عمل بها، وإن خالفت فهي إمَّا منسوخة أو مؤوَّلة، شبيه بتأصيل المعتزلة للعقل باتخاذه كمعيار للنصوص الشرعية، فعلى تقعيد المقلِّدة وأهل التعصُّب المذهبي أنَّ «الحقّ يتعيَّن في المذهب».
والذي ينبغي ?في هذا المقام? أن يعلم أنَّ الفقيهَ المحقِّقَ أو العالم الممكّن ممَّن بلغوا درجة النظر والاستدلال الذين يمكنهم أن يقفوا على الأدلة التفصيليةِ، ومعرفةِ أصول الاستنباطِ وطرائقِ الاستدلالِ لا يجوز في حقِّهم الالتزامُ بمذهبٍ مُعيَّنٍ إذا وُجِدَ الحقُّ في غيره؛ ذلك لأنَّ من صفات أهل العلم رؤيتَهم الحق والهداية في اتباع ما أنزل الله تعالى، فلا يتبعون القول بالرأي ولا يتخذون ذوات الأشخاص أصلاً لهم ومرجعًا للسؤال والفتوى، قال الله تعالى: ?وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ? [سبأ: 6]، وقال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» (1 - أخرجه البخاري كتاب «العلم»، باب كيف يقبض العلم: (100)، ومسلم كتاب «العلم»: (6796)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما)، ولأنَّ الواجبَ أن يكون رائد طالبِ الشريعةِ هو الحقّ لذاتِ الحقِّ، والحقُّ لا يُعرف بأسماء الرجال بل يُعرف الحقُّ بأهله؛ إذ لا يسوغ للفقيه أو العالم أن يترك حديثًا صحيحًا لقول إمامٍ من الأئمة مهما بلغت مَنْزِلتُه وإمامتُه في الدِّين، قال الشافعي ?رحمه الله?: «أجمع الناس على أن من استبانت له سُنَّة رسول الله لم يكن له أن يدعها لقول أحد» (2 - «الروح» لابن القيم (356 - 357)، و «إعلام الموقعين» له (2/ 282))، وقال ابن خزيمة ?رحمه الله?: «ويحرم على العالم أن يخالف السنة بعد علمه بها» (3 - «فتح الباري» لابن حجر: (3/ 95))، وقد يتبع الفقيه المحقِّق أو المتعلم الممكَّن دليل المذهب الذي درسه في أصول مذهب معيَّن إذا تعذّر عليه الوقوف في المسألة على دليل، وقد يتبيَّن له الدليل ?بعد حين? على خلاف المذهب فيجب عليه الأخذ بأقوى الدليلين وأصحِّهما نظرًا.
فهذا في الاجتهاد والاتباع بحَسَب حاله في نظره واجتهاده.
ومن المعلوم أنَّ أقوال الأئمة قابلةٌ للردِّ بخلاف أقوال النبيِّ صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم فهي وحيٌ يوحى، وقد سمَّى اللهُ العمل بالوحي اتباعًا في قوله تعالى: ?اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ? [الأعراف: 3]، وقولِه تعالى: ?اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ? [الأنعام: 106]، وقولِه تعالى: ?وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ? [الأنعام: 155]، فكلُّ حُكْمٍ ظهر دليله من الكتاب والسُّنَّة والإجماع ولم تثبت المعارضة بمثلها من الأدلة فهي أصولٌ معصومةٌ ومحلُّ اتباع، ويجب قَبولها والعمل بمقتضاها، قال ابن تيمية ?رحمه الله?: «إنّ أهلَ السنةِ لم يقل أحدٌ منهم: إنَّ إجماع الأئمة الأربعة حُجَّة معصومة، ولا قال إنَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
الحقَّ منحصرٌ فيها، وأنَّ ما خرج عنها باطلٌ، بل إذا قال من ليس من أتباع الأئمة كسفيان الثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد، ومن قبلهم من المجتهدين قولاً يخالف قولَ الأئمة الأربعة ردّ ما تنازعوا فيه إلى الله ورسوله، وكان القول الراجح هو الذي قام عليه الدليل» (4 - «منهاج السنة» لابن تيمية: (3/ 412))، ومَنْ ترك اتباع الوحي لقول إمامٍ فقد جعل الأصل فرعًا، والفرعَ أصلاً، ويكون إصراره على ترك الحق لقول إمام تعصُّبًا مذهبيًّا وجمودًا فكريًّا على غير هُدًى من الله، واتباعًا لهوى نفسه، قال تعالى: ?أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ? [الجاثية: 23]، كما لا يلزم العامي أن يتمذهب بمذهب أحد الأئمة الأربعة أو غيرهم؛ لأنَّه لا واجب إلاَّ ما أوجبه اللهُ ورسولُه، ولم يوجب الله ولا رسوله على أحدٍ من الناس أن يتمذهب بمذهب رجلٍ من الأُمَّة فيقلّده دينه دون غيره، لكنه في حالة ما إذا لم يستطع العامي تعلُّم دينه إلاَّ بالتزام مذهبٍ مُعَيِّن جاز له التقيُّد بأقوال أحد الأئمة –اضطرارا? دفعًا لمفسدة تضييع دينه الذي لا يتحقَّق دفعه إلاَّ بهذا الالتزام، لقوله تعالى: ?فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ? [التغابن: 16]، «إذ لا خلاف بين أهل العلم في أنَّ الضرورة لها أحوالٌ خاصَّةٌ تستوجب أحكامًا غير أحكام الاختيار، فكلُّ مسلمٍ ألجأته الضرورة إلى شيءٍ إلجاء صحيحًا حقيقيًّا، فهو في سعة من أمره فيه» (5 - «أضواء البيان» للشنقيطي: (7/ 553))، قال محمَّد الأمين الشنقيطي ?رحمه الله-: «وبهذا تعلم أنَّ المضطر للتقليد الأعمى اضطرارًا حقيقيًّا بحيث يكون لا قدرة له البتة على غيره مع عدم التفريط لكونه لا قدرة له أصلاً على الفهم، أو له قدرة على الفهم وقد عاقته عوائق قاهرة عن التعلُّم، أو هو في أثناء التعلُّم ولكنه يتعلُّم تدريجيًّا فهو معذورٌ في التقليد المذكور للضرورة؛ لأنه لا مندوحة له عنه، أمَّا القادر على التعلُّم المفرِّط فيه، والمقدم آراء الرجال على ما علم من الوحي، فهذا الذي ليس بمعذور» (6 - المصدر السابق: (7/ 554)).
قلت: ويبقى هذا الجواز للضرورة مشروطًا بأن يعتقد أنَّ الطاعة المطلقة لله ورسوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وأنَّ إمامه ليس له من الطاعة إلاَّ لأنه مُبلِّغ عن الله دينَه وحكمَه، ولا يجوز ?شرعًا? أن يجعل إمامَه أو كلامَ إمامه دعوةً يوالي عليها ويعادي، فمن الجهل والضلال أن يعتقد صوابَ قول إمامه في كُلِّ المسائل والأحكام، وأنه يجب اتباعه فيها دون أقوال سائر مَنْ خالفه من الأئمة والمجتهدين، لذلك فالحيطة تقتضي الاحتراز من الوقوع في بعض المحاذير التي وقع فيها بعض المنتسبين للمذاهب كَتَنْزِيلهم الإمام المتبوع في أتباعه مَنْزلة النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في أُمَّته، وما يترتَّب عليه من الإعراض عَمَّا أنزل الله من الحقِّ والهدى، وعدم الانتفاع بنصوص الوحيين، وتركهما تعصُّبًا لإمام المذهب، ووقوفهم جامدين على رأي إمامهم، ولو أدركوا خطأه وظهرت لهم زلَّته، فيعملون على تقويم الكتاب والسُّنَّة، ووزنهما بآراء إمامهم المتبوع ومعياره، والانتصار له بالأحاديث الضعيفة والآراء الفاسدة، هذا الجمود الفكري والتعصُّب المذهبي سبب التفرُّق، ووقوع الفتن بين مختلف المذاهب الأمر الذي أدَّى إلى الخروج عن جماعة المسلمين وتفكُّك وحدةِ صفِّهم، وتسلُّط الأعداد عليهم.
هذا، ولا يخفى أنَّ اعتقاد الطاعة العامة المطلقة في الإمام المتبوع، والاستغناء عن نصوص الكتاب والسُّنَّة بأقواله، واتباعه في كلِّ ما يقول ولو خالفت الحقَّ، شبيهٌ بمن اتخذ الأحبار والرهبان أربابًا من دون الله تعالى. قال ابن تيمية ?رحمه الله?: «وهذا تبديل للدِّين، يشبه ما عاب اللهُ به النصارى في قوله: ?اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ? [التوبة: 31]» (7 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (20/ 216)).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالحاصل أنَّ معرفة فضل الأئمة لا يوجب قَبول كلِّ ما قالوه؛ إذ الجهد المبذول في البحث والاستنباط لابد أن يعتريه النقص والخطأ، والخطأ طبيعة بشرية لا يسلم منه إلاَّ الأنبياء عليهم السلام فيما يبلّغونه عن الله تعالى، ذلك لأنَّ فقهاء الإسلام ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام، الذين عنوا بضبط قواعد الحلال والحرام، وخصوا باستنباط الأحكام فإنَّ الخطأ والسهو والغفلة والهفوة والزلة يقع منهم كسائر أهل الاجتهاد والنظر، ولهم أجر الإصابة وأجر الاجتهاد، فإن أصابوا في اجتهادهم فهم مأجورون فيه على الاجتهاد ومعذورون في خطئهم، فلا نثبت لهم العصمة ولا نأخذ بآرائهم التي خالفوا فيها الحقّ، وليس في ذلك تنقُّصٌ لهم ولمكانتهم، ولا نهدر جميع أقوالهم ولو وافقت الحقّ، ولا نؤثمهم ونقع فيهم، بل نحسن الظنَّ بهم ونعترف بفضلهم وحقوقهم، ونقرّ بدرجاتهم التي رفعهم الله بها بما آتاهم من العلم، قال تعالى: ?يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ? [المجادلة: 11]، ونُجِلُّهم ونعظِّمهم ونثني عليهم بما هم عليه من العلم والتقوى، لكن يبقى كتاب الله وسُنَّة نبيه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم حاكمين عليهم وعلى أقوالهم.
قال ابن القيم ?رحمه الله?: «لا قول مع قول الله وقولِ الرسول، ولابُدَّ من أمرين أحدهما أعظم من الآخر، وهو النصيحة لله ولرسوله وكتابه ودينِه، وتَنْزِيهه عن الأقوال الباطلة المناقضة لما بعث الله به رسوله من الهدى والبيِّنات التي هي خلاف الحكمة والمصلحة والرحمة والعدل وبيان نفيها عن الدِّين وإخراجها منه وإن أدخلها فيه من أدخلها بنوع تأويل.
والثاني: معرفة فضل أئمَّة الإسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم وأنَّ فضلهم وعلمهم ونصحهم لله ورسوله لا يوجب قَبول كلِّ ما قالوه وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفي عليهم فيها ما جاء به الرسول فقالوا بمبلغ علمهم والحقّ في خلافها لا يوجب اطراح أقوالهم جملةً وتنقُّصهم والوقيعة فيهم، فهذان طرفان جائران عن القصد، وقصد السبيل بينهما، فلا نؤثم ولا نعصم، ولا نسلك بهم مسلك الرافضة في عليٍّ، ولا مسلكهم في الشيخين، بل نسلك مسلكهم أنفسهم فيمن قبلهم من الصحابة، فإنهم لا يؤثمونهم ولا يعصمونهم، ولا يقبلون كلَّ أقوالهم ولا يهدرونها، فكيف ينكرون علينا في الأئمَّة الأربعة مسلكًا يسلكونه هم في الخلفاء الأربعة وسائر الصحابة؟! ولا منافاة بين هذين الأمرين لمن شرح الله صدره للإسلام، وإنما يتنافيان عند أحد رجلين جاهل بمقدار الأئمة وفضلهم، أو جاهلٍ بحقيقة الشريعة التي بعث الله بها رسوله، ومن له علمٌ بالشرع والواقع يعلم قطعًا أنَّ الرجل الجليل الذي له في الإسلام قَدَمٌ صالحٌ وآثارٌ حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكان، قد تكون منه الهَفوَة والزَّلَّة، هو فيها معذور، بل مأجورٌ لاجتهاده، فلا يجوز أن يتبع فيها، ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومَنْزلته في قلوب المسلمين» (8 - «إعلام الموقعين» لابن القيم: (3/ 282 - 283)).
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 12 المحرم 1430ه
الموافق ل: 08 جانفي 2009م
المصدر ( http://www.ferkous.com/rep/M38.php)
ـ[التقرتي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 06:07]ـ
للفائدة
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 02:41]ـ
بارك الله فيك وحفظ الله شيخنا - الشيخ محمّد على فركوس وسدّد خطاه
ـ[حيدرب]ــــــــ[28 - Sep-2009, صباحاً 12:31]ـ
جزاك الله خيرا و بارك الله في شيخنا الفاضل الكريم محمد علي فركوس.(/)
حقيقة العلم عند الشاطبي (2)
ـ[عادل المرشدي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 02:30]ـ
الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فقد سبق بيان شئ من حقيقة العلم ومناهج التعليم عند الشاطبي من خلال كتاب الموافقات:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=4441
والناظر في طرق تلقي العلم والتعريف بحقيقته يجد الحاجة إلى (ملكة علمية) تكشف عن النقاب عن مراد الشريعة بالعلم وعلاقة التعلم بالسلوك، وللشاطبي من هذه الملكة نصيب ظاهر.
ومن ذلك حقيقة العلم المحمود في الشريعة، فقد قرر الشاطبي رحمه الله في هذا الباب كليات كثيرة، كقوله: (كل ما ورد في فضل العلم فإنما هو ثابت للعلم من جهة ما هو مكلف بالعمل به)
وقد بنى هذا القول على حقيقة قررها وهي:
العلم وسيلة من الوسائل ليس مقصودا لنفسه من حيث النظر الشرعى وإنما هو وسيلة إلى العمل:
كل علم شرعى ليس بمطلوب إلا من جهة ما يتوسل به إليه وهو العمل، ولا ينكر فضل العلم في الجملة إلا جاهل ولكن له قصد أصلى وقصد تابع فالقصد الأصلى ما تقدم ذكره - كونه وسيلة للعمل - وأما التابع فهو الذي يذكره الجمهور من كون صاحبه شريفا وإن لم يكن في أصله كذلك وان الجاهل دنىء وإن كان في أصله شريفا وأن قوله نافذ في الأشعار والأبشار وحكمه ماض على الخلق وأن تعظيمه واجب على جميع المكلفين إذ قام لهم مقام النبى لأن العلماء ورثة الأنبياء وأن العلم جمال ومال ورتبة لا توازيها رتبة وأهله أحياء أبد الدهر إلى سائر ماله في الدنيا من المناقب الحميدة والمآثر الحسنة والمنازل الرفيعة فذلك كله غير مقصود من العلم شرعا كما أنه غير مقصود من العبادة والانقطاع إلى الله تعالى وإن كان صاحبه يناله وأيضا فإن في العلم بالأشياء لذة لا توازيها لذة إذ هو نوع من الاستيلاء على المعلوم والحوز له ومحبة الاستيلاء قد جبلت عليها النفوس وميلت إليها القلوب وهو مطلب خاص برهانه التجربة التامة والاستقراء العام فقد يطلب العلم للتفكه به والتلذذ بمحادثته ولا سيما العلوم التى للعقول فيها مجال وللنظر في أطرافها متسع ولاستنباط المجهول من المعلوم فيها طريق متبع ولكن كل تابع من هذه التوابع:
إما أن يكون خادما للقصد الأصلى أو لا فإن كان خادما له فالقصد إليه ابتداء صحيح وقد قال تعالى فىمعرض المدح (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)
وجاء عن بعض السلف الصالح اللهم اجعلنى من أئمة المتقين وقال عمر لابنه حين وقع في نفسه أن الشجرة التى هى مثل لمؤمن النخلة لأن تكون قلتها أحب إلى من كذا وكذا وفى القرآن عن إبراهيم عليه السلام (واجعل لي لسان صدق في الآخرين) كذلك إذا طلبه لما فيه من الثواب الجزيل في الآخرة وأشباه ذلك وإن كان غير خادم له فالقصد إليه ابتداء غير صحيح كتعلمه رياء أو ليمارى به السفهاء أويباهى به العلماء أو يستميل به قلوب العباد أو لينال من دنياهم أو ما أشبه ذلك فإن مثل هذا إذا لاح له شىء مما طلب زهد في التعلم ورغب في التقدم وصعب عليه إحكام ما ابتدأ فيه وأنف من الإعتراف بالتقصير فرضى بحاكم عقله وقاس بجهله فصار ممن سئل فأفتى بغير علم فضل وأضل أعاذنا الله من ذلك بفضله وفى الحديث لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا لتماروا به السفهاء ولا لتحتازوا به المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار وقال من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة وفى بعض الحديث سئل عليه السلام عن الشهوة الخفية فقال هوالرجل يتعلم العلم يريد أن يجلس إليه الحديث وفى القرآن العظيم إن الذين يكتمون ما أنرل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار الآية والأدلة في المعنى كثيرة
فالعلم الذي هو العلم المعتبر شرعا أعني الذي مدح الله ورسوله أهله على الإطلاق هو العلم الباعث على العمل الذي لا يخلي صاحبه جاريا مع هواه كيفما كان بل هو المقيد لصاحبه بمقتضاه الحامل له على قوانينه طوعا أو كرها ومعنى هذه الجملة أن أهل العلم في طلبه وتحصيله على ثلاث مراتب:
(يُتْبَعُ)
(/)
المرتبة الأولى الطالبون له ولما يحصلوا على كماله بعد وإنما هم في طلبه في رتبة التقليد فهؤلاء إذا دخلوا في العمل به فبمقتضى الحمل التكليفي والحث الترغيبي والترهيبي وعلى مقدار شدة التصديق يخف ثقل التكليف فلا يكتفي العلم ههنا بالحمل دون أمر آخر خارج مقوله من زجر أو قصاص أو حد أو تعزير أو ما جرى هذا المجرى ولا إحتياج ههنا إلى إقامة برهان على ذلك إذ التجربة الجارية في الخلق قد أعطت في هذه المرتبة برهانا لا يحتمل متعلقه النقيض بوجه.
المرتبة الثانية: الواقفون منه على براهينه إرتفاعا عن حضيض التقليد المجرد واستبصارا فيه حسبما أعطاه شاهد النقل الذي يصدقه العقل تصديقا يطمئن إليه ويعتمد عليه إلا أنه بعد منسوب إلى العقل لا إلى النفس بمعنى أنه لم يصر كالوصف الثابت للإنسان وإنما هو كالأشياء المكتسبة والعلوم المحفوظة التي يتحكم عليها العقل وعليه يعتمد في استجلابها حتى تصير من جملة مودعاته فهؤلاء إذا دخلوا في العمل خف عليهم خفة أخرى زائدة على مجرد التصديق في المرتبة الأولى بل لا نسبة بينهما إذ هؤلآء يأبى لهم البرهان المصدق أن يكذبوا ومن جملة التكذيب الخفي العمل على مخالفة لعلم الحاصل لهم ولكنهم حين لم يصر لهم كالوصف ربما كانت أوصافهم الثابتة من الهوى والشهوة الباعثة الغالبة أقوى الباعثين فلا بد من الإفتقار إلى أمر زائد من خارج غير أنه يتسع في حقهم فلا يقتصر فيه على مجرد الحدود والتعزيرات بل ثم أمور أخر كمحاسن العادات ومطالبة المراتب التي بلغوها بما يليق بها وأشباه ذلك وهذه المرتبة أيضا يقوم البرهان عليها من التجربة إلا إنها أخفى مما قبلها فيحتاج إلى فضل نظر موكول إلى ذوي النباهة في العلوم الشرعية والأخذ في الإتصافات السلوكية
والمرتبة الثالثة الذين صار لهم العلم وصفا من الأوصاف الثابتة بمثابة الأمور البديهية في المعقولات الأول أو تقاربها ولا ينظر إلى طريق حصولها فإن ذلك لا يحتاج إليه فهؤلاء لا يخليهم العلم وأهواءهم إذا تبين لهم الحق بل يرجعون إليه رجوعهم إلى دواعيهم البشرية وأوصافهم الخلقية وهذه المرتبة هي المترجم لها والدليل على صحتها من الشريعة كثير كقوله تعالى أمن هو قآنت آنآء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ثم قال قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون الآية فنسب هذه المحاسن إلى أولي العلم من أجل العلم لا من أجل غيره وقال تعالى الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم
والذين يخشون ربهم هم العلماء لقوله إنما يخشى الله من عباده العلماء وقال تعالى وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق الآية ولما كان السحرة قد بلغوا في علم السحر مبلغ الرسوخ فيه وهو معنى هذه المرتبة بادروا إلى الإنقياد والإيمان حين عرفوا من علمهم أن ما جاء به موسى عليه السلام حق ليس بالسحر ولا الشعوذة ولم يمنعهم من ذلك التخويف ولا التعذيب الذي توعدهم به فرعون وقال تعالى وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون فحصر تعقلها في العالمين وهو قصد الشارع من ضرب الأمثال وقال أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى ثم وصف أهل العلم بقوله الذين يوفون بعهد الله إلى آخر الأوصاف وحاصلها يرجع إلى أن العلماء هم العاملون وقال في أهل الإيمان والإيمان من فوائد العلم إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم إلى أن قال أولئك هم المؤمنون حقا ومن هنا قرن العلماء في العمل بمقتضى العلم بالملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون فقال تعالى شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لآ اله إلا هو فشهادة الله تعالى وفق علمه ظاهرة التوافق إذ التخالف محال وشهادة الملائكة على وفق ما علموا صحيحة لأنهم محفوظون من المعاصي وأولو العلم أيضا كذلك من حيث حفظوا بالعلم وقد كان الصحابة رضي الله عنهم إذا نزلت عليهم آية فيها تخويف أحزنهم ذلك وأقلقهم حتى يسألوا النبي كنزول آية البقرة وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه الآية وقوله الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم الآية وإنما القلق والخوف من آثار العلم بالمنزل والأدلة أكثر من إحصائها هنا وجميعها يدل على أن العلم المعتبر هو الملجىء إلى العمل به
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قيل هذا غير ظاهر من وجهين أحدهما أن الرسوخ في العلم إما أن يكون صاحبه محفوظا به من المخالفة أولا فإن لم يكن كذلك فقد استوى أهل هذه المرتبة مع من قبلهم ومعناه أن العلم بمجرده غير كاف في العمل به ولا ملجىء إليه وإن كان محفوظا به من المخالفة لزم أن لا يعصي العالم إذا كان من الراسخين فيه لكن العلماء تقع منهم المعاصي ما عدا الأنبياء عليهم السلام ويشهد لهذا في أعلى الأمور قوله تعالى في الكفار وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا وقال الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون وقال وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وقال ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ثم قال ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون وسائر ما في هذا المعنى فأثبت لهم المعاصي والمخالفات مع العلم فلو كان العلم صادا عن ذلك لم يقع
والثاني ما جاء من ذم العلماء السوء وهو كثير ومن أشد ما فيه قوله عليه السلام إن أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه وفي القرآن أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب وقال إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى الآية وقال إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا الآية وحديث الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار يوم القيامة والأدلة فيه ثيرة وهو ظاهر في أن أهل العلم غير معصومين بعلمهم ولا هو مما يمنعهم عن إتيان الذنوب فكيف يقال إن العلم مانع من العصيان فالجواب عن الأول أن الرسوخ في العلم يأبى للعالم أن يخالفه بالأدلة المتقدمة وبدليل التجربة العادية لأن ما صار كالوصف الثابت لا يتصرف صاحبه إلا على وفقه اعتيادا فإن تخلف فعلى أحد ثلاثة أوجه
الأول مجرد العناد فقد يخالف فيه مقتضى الطبع الجبلي فغيره أولى وعلى ذلك دل قوله تعالى وجحدوا بها الآية وقوله تعالى ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق وأشباه ذلك والغالب على هذا الوجه أن لا يقع إلا لغلبة هوى من حب دنيا أو جاه أو غير ذلك بحيث يكون وصف الهوى قد غمر القلب حتى لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا
والثاني الفلتات الناشئة عن الغفلات التي لا ينجو منها البشر فقد يصير العالم بدخول الغفلة غير عالم وعليه يدل عند جماعة قوله تعالى إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب الآية وقال تعالى إن الذين اتقو إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ومثل هذا الوجه لا يعترض على أصل المسألة كما لا يعترض نحوه على سائر الأوصاف الجبلية فقد لا تبصر العين ولا تسمع الأذن لغلبة فكر أو غفلة أو غيرهما فترتفع في الحال منفعة العين والأذن حتى يصاب ومع ذلك لا يقال إنه غير مجبول على السمع والإبصار فما نحن فيه كذلك
والثالث كونه ليس من أهل هذه المرتبة فلم يصر العلم له وصفا أو كالوصف مع عده من أهلها وهذا يرجع إلى غلط في اعتقاد العالم في نفسه أو اعتقاد غيره فيه في الحديث إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس إلى أن قال اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا فهؤلاء وقعوا في المخالفة بسبب ظن الجهل علما فليسوا من الراسخين في العلم ولا ممن صار لهم كالوصف وعند ذلك لا حفظ لهم في العلم فلا اعتراض بهم فأما من خلا عن هذه الأوجه الثلاثة فهو الداخل تحت حفظ العلم حسبما نصته الأدلة وقال مالك:الحكمة والعلم نور يهدي به الله من يشاء وليس بكثرة المسائل ولكن عليه علامة ظاهرة وهو التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود وذلك عبارة عن العمل بالعلم من غير مخالفة وسيلة من الوسائل ليس مقصودا لنفسه من حيث النظر الشرعى وإنما هو وسيلة إلى العمل وفي هذا المعنى من كلام السلف كثير.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 11:07]ـ
بارك الله فيكم وفي جهودكم وأوقاتكم يا شيخ عادل ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 11:26]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عادل ..
والأصوب والأصح: أن العلم المجرد الخالي عن العمل لا يُقال له في اللسان الأول: علم .. إلا مع التقييد كأن يُقيد بكون لا ينفع ..
أما العلم الممدوح في الشريعة وهو الغالب في استعمالاتها فهو العلم الملازم للعمل .. وهو العلم إذا لم يُقرن بذم ..
ـ[هشام المحيميد]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 12:44]ـ
جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع
ـ[عادل المرشدي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 06:46]ـ
الأخ الفاضل فريد المرادي:
بارك الله فيك
الأخ الفاضل أبو فهر السلفي:
نقل ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة أن الفقه في لسان السلف لايطلق على غير عامل
ولعل لفظ العلم أعم من لفظ الفقه، وجزيت خيرا على الاضافة.
الأخ الكريم هشام المحيميد:
نفع الله بك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 12:05]ـ
بوركت أيها الغالي ...
ولا أرى العلم إلا من جنس الفقه من هذه الجهة وإلا فالفقه أخص من العلم من جهة أخرى ..(/)
سلسلة الفوائد والنكت: وخالق الناس بخلق حسن للشيخ سيد بن حسين العفّاني
ـ[عبدالحي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 02:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- ما أقسم الله عز وجل في القرآن أحد عشر قسما متتاليا إلا على التزكية و فضلها و أن الفلاح منوط بتزكية النفوس (قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها). ص 5
- كُن بالخير موصوفا و لا تكن للخير وصّافا. ص 6
- تزكية النفوس ملاك دعوة الرسول بعد الوحيد , فهذا موسى عليه السلام يقول لفرعون (فقل هل لّك إلى أن تزكّى وأهديك إلى ربّك فتخشى). ص 8
- قال ابن القيم: (تزكية النفوس أصعب من علاج الأبدان و أشدّ , فمن ذكى نفسه بالرياضة و المجهادة و الخلوة , التي لم يجيء بها الرسل , فهو كالمريض الذي يعالج نفسه برأيه , و أين يقع رأيه من معرفة الطبيب؟! فالرسل أطباء القلوب , فلا سبيل إلى تزكيتها و صلاحها إلا من طريقهم , و على أيديهم , و بمحض الإنقياد , و التسليم لهم , و الله المستعان). ص 9
- قال عبد الله بن الزبير: أمر الله نبيه أن يأخذ العفو من أخلاق الناس. قال مجاهد: يعني خُذ العفو من أخلاق الناس و أعمالهم من غير تخسيس , مثل: قبول الأعذار و العفو و المساهلة , و ترك الإستقصاء في البحث , و التفتيش عن حقائق بواطنهم. ص 15
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 02:37]ـ
بارك الله فيك، و أحيا الله قلبك يا عبد الحي!
وبارك الله في شيخنا و سيدنا و تاج رؤوسنا، مولانا الشيخ السيد، الذي تعلمنا منه عمليا التواضع، فجعلنا نرى التواضع بأعيننا مثالا حيا في نفسه.
حفظ الله الشيخ و رفع قدره، و للعلم فالشيخ سيد ليس منكفئا على العبادة فقط وإصلاح نفسه، بل في بلده و أي مكان يحله هو رجل عامة، يحل مشاكل الناس، و يسعى في إطعام الفقراء و كسوتهم، و يعلم الطلاب العلم الممنهج و قبله الأدب، ويدعوا الفساق والظلمة و يأمرهم بالمعروف، و يرشد العامة و الجماهير في دروسه في المساجد و يوجههم، و الشيخ له قبول عند الناس.
هذا الشيخ بحّ صوته و تغير بسبب نشاطه البالغ في الدعوة إلى الله، فلا تكاد تجد مدينة أو جامعة إلا وقد ألقى فيها درسا .. حتى في السجن .. حتى تغير صوته و ضعف بسبب عدم التزامه الراحة كما أمره الطبيب، و كيف يفعل ذلك و هو لا يجد الراحة أو النعيم إلا في الدعوة إلى الله؟!
هذا الشيخ صبر و سجن و ابتلي في ذات الله .. وله سر مع الله ..
من ذلك أنه كان يدخل على البعداء الذين يهملون الناس في الانتظار لمدة 3 - 5 ساعات؛ لمجرد أن يدخلوا عليهم ليحققوا معهم عن تاريخ التزامهم .. إلخ. فكان عندما يُستدعى يذهب ولا ينتظر هناك، بل يزأر في حُجّابهم وهو عند البوابة بصوت عال يسمعه كل الطابق: "فين الظابط اللي هنا؟؟ احنا فاضينلكم بقى! " فيسرعون إلى تهدئته، و يستلطفونه و يدخلونه فورا بدون انتظار!
و تجد منه قمة إنكاره لذاته، حتى أن بعض الإخوة حديثي الأسنان لا يقدرون الشيخ قدره بسبب تواضعه، فيحضرون درسه و يعترضون على أسلوب الدرس (أمام الناس) بعد الدرس، و يقترحون عليه أن يفعل كذا و كذا و أن يغير من كيت .. وهو يستشيرهم و يجيبهم و لا يرد لهم طلبا أيا كان .. مع أنه مدرسة في الدعوة و الخطابة، و ربما كان يخطب على المنابر قبل أن يولد هذا الشاب الذي يقترح أن يغير كذا و كذا في الدرس!
والله لا أستطيع أن أستوعب حسنات الشيخ .. لكن من رآه عرف أنه رجل له سر مع الله .. رجل له خبيئة .. إذا رأيته ذكرت الله.
ـ[شهاب الدين السعدي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 03:32]ـ
بارك الله فيكم
وحفظ الله شيخنا العفاني من كل سوء
ـ[عبدالحي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 07:13]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله تعالى كل خير و أحسن إليكم
و أسأله تعالى أن يحفظ شيخنا و يبارك فيه
ـ[عبدالحي]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 01:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال يحيى بن معاذ: (سوء الخلق سيّئة من لا تنفع معها كثرة الحسنات , و حسن الخلق حسنة لا تضرّ معها كثرة السيئات) ص 23
- قال ابن القيم: و حسن الخلق يقوم على أربعة أركان , لا يتصور قيام ساقه إلا عليها: الصبر , و العفة و الشجاعة و العدل.
فالصبر: يحمله على الإحتمال و كظم الغيظ , و كفّ الأذى , و الحلم و الأناة و الرفق , و عدم الطيش و العجلة.
و العفة: تحمله على اجتناب الرذائل و القبائح من القول والفعل , و تحمله على الحياء و هو رأس كلّ خير .....
و الشجاعة: تحمله على عزّة النفس , وإيثار معالي الأخلاق و الشّيم , و على البذل و الندى ....
و العدل: يحمله على اعتدال أخلاقه , و توسّطه فيها بين طرفي الإفراط و التفريط .....
و منشأ جميع الأخلاق الفاضلة من هذه الأربعة.
و منشأ جميع الأخلاق السافلة و بناؤها على أربعة أركان: الجهل و الظلم و الشهوة و الغضب.
فالجهل: يُريه الحسن في صورة القبيح , و القبيح في صورة الحسن , و الكمال نقصا , و النقص كمالا.
و الظلم: يحمله على وضع الشيء في غير موضعه , فيغضب في موضع الرضا , و يرضى في موضع الغضب , و يجهل في موضع الأناة ....
و الشهوة: تحمله على الحرص و الشحّ و البخل , وعدم العفّة و النّهمه و الجشع , و الذلّ و الدناءات كلها.
و الغضب: يحمله على الكبر و الحقد و الحسد , و العدوان و السفه. ص 23 إلى ص 25
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[17 - Apr-2009, مساء 06:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- كل خلق محمود مكتنف بخلقين ذميمين , و هو وسط بينهما و طرفاه خلقان ذميمان .... فإن النفس متى انحرفت عن التوسط , انحرفت إلى أحد الخُلقين الذميمين و لابدّ , فإذا انحرفت عن خلق التواضع انحرفت إمّا إلى كبر و علو , وإما إلى ذلّ و مهانة و حقارة. ص 26
- قال أبو الدرداء: (إن من فقه الرجل أن يعلم نزغات الشيطان , متى تأتيه؟ و من أين تأتيه؟). ص 30
- قال الحسن البصري: (لا يزال العبد بخير ما علم الذي يفسد عليه عمله). ص 30
- قال ابن الجوزي: (إعلم أن الباب الأعظم الذي يدخل منه إبليس على الناس هو الجهل , فهو يدخل منه على الجُهّال بأمان , و أما العالم فلايدخل عليه إلا مسارَقَة , و قد لبس إبليس على كثير من المتعبدين بقلة علمه , لأن جمهورهم يشتغل بالتعبّد , و لم يحكم العلم). ص 30
- شتم رجل سلمان الفارسي , فقال له: (إن خفّت موازيني فأنا شرّ مما تقول , وإن ثقُلت موازيني لم يضرّني ما تقول). ص 43
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[19 - Apr-2009, صباحاً 04:05]ـ
بارك الله فيك.
الرافضة رفعوا قضية على الشيخ سيد العفاني ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=31582)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 11:13]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله تعالى كل خير
ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 11:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الأحنف رحمه الله تعالى: وجدت الحلم أنصر لي من الرجال.
و قال له رجل: علّمني الحلم يا أبا حر: فقال: هو الذلّ يا ابن أخي , أتصبر عليه؟!
و قال رحمه الله تعالى: (لست حليما و لكنني أتحالم).
و قال رحمه الله تعالى: (من لم يصبر على كلمة سمع كلمات , و رُبَّ غيظ قد تجرَّعته مخافة ما هو أشدّ منها). ص 44
- قال الحسن: (اطلبوا العلم و زيّنوه بالوقار و الحلم). ص 45
- قال معاوية رضي الله عنه: (لا يبلغ الرَّجلُ مبلغ الرأي حتى يغلب حلمُهُ جهلَه و صبرُه شهوتَه , و لا يبلغ ذلك إلا بقوَّة العلم. ص 45
- قال محمود الوراق:
سأُلزِمُ نفسي الصفحَ عن كلِّ مذنب ... و إن كثرتْ منه عليَّ الجرائمُ
و ما الناس إلا واحدا من ثلاثة ... شريف و مشروف و مثلي مقاومُ
فأمَّا الذي فوقي فأعرف قدره ... و اتبع فيه الحقَّ و الحقُّ لازمُ
و أمَّا الذي دوني فإن قال صنت عنْ ... إجابته عرضي و إن لامَ لائمُ
و أما الذي مثلي فإنْ زلَّ أو هفا ... تفضَّلت إنَّ الفضلَ بالحلْم حاكم ص 46
ـ[عبدالحي]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 03:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال بعضهم: ليس الحليم من ظُلِم فحلَم حتى إذا قدر انتقم و لكنّ الحليم من ظلم فحلم , حتى إذا قدر عفا , قال الله تعالى (و أن تعفوا أقرب للتقوى). ص 46
- من أجلِك جعلتُ خدِّي أرضَا ... للشامت و الحسودِ حتى ترضى. ص 47
- من لم يرض لما يصيبه في سبيل محبوبه , فلينزل عن درجة المحبة و ليتأخر فليس من ذا الشأن. ص 47
- سبَّ رجل ابن عباس رضي الله عنه , فلمّا فرغ قال: يا عكرمة , هل للرجل حاجة فتقضيها؟ فنكس الرجل رأسه و استحى. ص 48
- قال يوسف بن أسباط: علامة حُسن الخلق عشر خصال: 1 - قلّة الخلاف 2 - و حسن الإنصاف 3 - و ترك طلب العثرات 4 - و تحسين ما يبدو من السيئات 5 - و إلتماس المعذرة 6 - و احتمال الأذى 7 - و الرجوع بالملامة على النفس 8 - و التفرد بمعرفة عيوب نفسه دون غيره 9 - و طلاقة الوجه للصغير و الكبير 10 - و لطف الكلام لمن دونه و لمن فوقه. ص 60
ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 11:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال السري السقطي: الحلم على خمسة أقسام: 1 - حلم غريزي: و هو هبة من الله تعالى للعبد , به يعفو عمّن ظلمه , و يعطي من حرمه ويصل به رحمه و إن قطعه 2 - حلم تحالم: و هو أن يكظم العبد غيظه رجاء الثواب , و في القلب كراهة 3 - حلم مذموم: و هو حلم العبد على من جنى عليه , رياء و سمعة , يعني يرائي به جلساءَه و هو حاقد ساكت 4 - حلم كِبْر: و هو أن الشخص لا يراه أهلا بأن يجاوبه 5 - حلم مهابة و مذَلة ص 61
- قال سفيان بن عيينة: سمعت مساورا الورّاق يقول: ما كنت لأقول - لرجل: إني أحبّك في الله - عز وجل - فأمنعه شيئا من الدنيا. ص 83
- قال عمرو بن عبد الرحمن: جاءت يزيد بن عبد الملك غلِّة من عَمَلته , فجعل يصررها و يبعث بها إلى إخوانه , فقال: إني أستحي من الله - تعالى - أن أسأل الجنة لأخ من إخواني , وأبخل عنه بدينار أو درهم. ص 83
- قال ابن عمر رضي الله عنه: (لقد رأيتنا و ما أحدنا بأحق بديناره و درهمه من أخيه المسلم). ص 88
- قال الحسن: (كُنَّا نعدّ البخيل الذي يُقرض أخاه)!! و قال: (ليس من المروءة أن يربح الرجل على صديقه). ص 88
- قال الحسن: (كان الرجل في الجاهلية يقول: و الله , لا يُؤْذَى كلب جاري , هذا في الجاهلية فكيف الإسلام). ص 89
الحمد لله تعالى أولا وأخرا , فقد إنتهيت بمنه و كرمه و حوله و قوته من هذه السلسلة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 12:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله عنا خير الجزاء
ـ[الرضاب/]ــــــــ[11 - Feb-2010, صباحاً 01:55]ـ
أحسن الله إليك .. وأجزل لك الأجر والمثوبة ..
ـ[أبوصلاح الدين]ــــــــ[11 - Feb-2010, صباحاً 02:48]ـ
بارك الله فيك
هل الكتاب متوفر علي النت؟
لازلنا نحب هذا الشيخ الجليل المتواضع صاحب الهمة الكبري والتآليف النادرة
لعله أبن أبي الدنيا لهذا العصر
لم نعرف عالما في عصرنا ألف موسوعات في الوعظ والإرشاد كهذا الشيخ الجليل
لانملك إلا أن نقف له محترمين وجزاكم الله كل خير(/)
سؤال عن السنة كوحى
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 07:10]ـ
ما معنى ان السنة وحى غير صريح بخلاف القرءان فهو وحى صريح
وما معنى ان درجة السنة فى الترتيب الثانى بعد القرءان اذا كان كلاهما وحى من الله يجب العمل به؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 07:14]ـ
ما معنى ان السنة وحى غير صريح بخلاف القرءان فهو وحى صريح
وما معنى ان درجة السنة فى الترتيب الثانى بعد القرءان اذا كان كلاهما وحى من الله يجب العمل به؟
السنة ليست في الدرجة الثانية اخي بعد القرآن انما يقصد بالترتيب بعض السنة في بعض الامور التي لا توجد في القرآن اما ما يوجد في القرآن و السنة فهو معا.
الامر الثاني القرآن قطعي متواتر اما السنة فمنها الاحاد
الامر الثالث القرآن كلام الله اما السنة فهي وحي من الله. و الكلام اخص من الوحي.
و الله اعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 07:19]ـ
قال تعالى: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 01:44]ـ
أريد تحديد الاجابة على سؤالى الاول
وبالنسبة للثانى فسمعت ان السنة المصدر الثانى فى التشريع الاسلامى هكذا سمعت أكثر من مرة
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 02:17]ـ
أريد تحديد الاجابة على سؤالى الاول
وبالنسبة للثانى فسمعت ان السنة المصدر الثانى فى التشريع الاسلامى هكذا سمعت أكثر من مرة
عليك باصول الفقه
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 02:45]ـ
السنة وحي في معناها .. أما لفظها فليس وحيا، لذلك لم تكتب كتابة رسمية في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و إنما حفظت في الصدور ووعيت في الأفئدة حتى أداها الصحابة لمن بعدهم (مع استمرار الكتاية لكن ليست على مستوى عام أو رسمي) ثم لما خيف عليها من الضياع بدأ التدوين الرسمي من قبل الدولة في عهد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله.
للمزيد: تدوين السنة النبوية - العلامة محمد إسماعيل المقدم ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=30519)
أما أنها في المنزلة الثانية فلأنها في الأصل شارحة للقرآن و مبينة لمعانيه، و إن كانت تستقل أحيانا بأحكام ليت في القرآن أصلا مثل (الذهب و الحرير للرجال .. المسح على الخف .. إلى آخره مما استقلت به السنة في التشريع عن القرآن) و إن كنا أصلا اتبعنا السنة لأن القرآن أمرنا بذلك {وما آتاكم الرسول فخذوه}.
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 02:48]ـ
السنة وحي في معناها .. أما لفظها فليس وحيا، لذلك لم تكتب كتابة رسمية في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و إنما حفظت في الصدور ووعيت في الأفئدة حتى أداها الصحابة لمن بعدهم (مع استمرار الكتاية لكن ليست على مستوى عام أو رسمي) ثم لما خيف عليها من الضياع بدأ التدوين الرسمي من قبل الدولة في عهد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله.
للمزيد: تدوين السنة النبوية - العلامة محمد إسماعيل المقدم ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=30519)
أما أنها في المنزلة الثانية فلأنها في الأصل شارحة للقرآن و مبينة لمعانيه، و إن كانت تستقل أحيانا بأحكام ليت في القرآن أصلا مثل (الذهب و الحرير للرجال .. المسح على الخف .. إلى آخره مما استقلت به السنة في التشريع عن القرآن) و إن كنا أصلا اتبعنا السنة لأن القرآن أمرنا بذلك {وما آتاكم الرسول فخذوه}.
المسح على الخف له اصل في القرآن اخي
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 02:53]ـ
تقصد على القراءة بالجر؟ نعم لكنه قد قيل أن الجر للمجاورة .. مثل: رأيت جحر ضبٍّ خربٍ .. ليست الآية صريحة في المسح .. أليس كذلك؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 03:01]ـ
تقصد على القراءة بالجر؟ نعم لكنه قد قيل أن الجر للمجاورة .. مثل: رأيت جحر ضبٍّ خربٍ .. ليست الآية صريحة في المسح .. أليس كذلك؟
الاية نزلت بعد الوضوء بست سنوات و القول بالمجاورة رأي لكن المسح اقوى خاصة و ان كل ما يخص الوضوء و التيمم قيل في القرآن فلم يبقى الا المسح و هذا موضعه. لذلك شذ الطبري فقال بالمسح على الارجل.
اما كون السنة في المرتبة الثانية بعد القرآن فالامر ليس مطلق السنة بعضها مع القرآن و بعضها في المرتبة الثانية اي ما ليس له اصل مباشر في القرآن
مع ان الصحابة كانوا لا يقدمون هكذا و مثاله حديث الرضعات عن عائشة التي قالت فيها انها مما يتلى من القرآن و تعني بذلك حكمها فهم يجعلون السنة و القرآن في مرتبة واحدة و كذلك قصة عبد الله بن مسعود مع الواشمة مشهورة
و الله اعلم
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 12:26]ـ
بارك الله فيك أخي التقرتي.
نعم من حيث الحجية هما في مرتبة واحدة، لكن من حيث الإعجاز و التحدي فإنه في القرآن باللفظ و المعنى، أما في السنة فبالمعنى فقط.
وفقنا الله لما يحبه و يرضاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 06:34]ـ
باركط الله فيك يا أخ التقرتى
هل هذا
الامر الثالث القرآن كلام الله اما السنة فهي وحي من الله. و الكلام اخص من الوحي.
بالتحديد هو جواب سؤالى الاول
ثم لا أظن أن أحدا من المسلمين يقدم القرءان على السنة من حيث الوحى فقطعا كلاهما وحى من الله
لكن مالسبب فى تقديم العلماء القرءان على السنة فى الكلام على مصادر التشريع الاسلامى؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 06:23]ـ
باركط الله فيك يا أخ التقرتى
هل هذا
بالتحديد هو جواب سؤالى الاول
ثم لا أظن أن أحدا من المسلمين يقدم القرءان على السنة من حيث الوحى فقطعا كلاهما وحى من الله
لكن مالسبب فى تقديم العلماء القرءان على السنة فى الكلام على مصادر التشريع الاسلامى؟
الله هو الذى قدم وجعل بعض البيان آكد من بعض ابتلاء للعباد
وقال الشافعى عن انواع البيان وان بعضها اشد تأكيد من بيان بعض لكنها كلها متقاربة الاستواء عند المخاطب بها ويقصد انها متفاربة الاستواء فى الحجية ووجوب الطاعة اذ كل انواع البيان هذه من عند الله
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 04:58]ـ
سبحان الله ..... ما هذا التخبط في أمر أكثر من واضح
القرآن هو الأصل وهو المرجع حتى قال بعض السلف كل ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم إنما استوحاه من القرآن أو دار في فلكه
والسنة وإن كانت مصدراً للتشريع مثل القرآن إلا أنها تالية له وتابعة له وما مثلهما إلا مثل الدستور والقانون في نظم الحكم الحالية،
والفارق بينهما كبير وإن خفي على الأكثرين الذين لم يسلكوا سبل السالفين في طلب العلم الشرعي والتي كان يبدأ فيها أولاً وقبل كل شيء بحفظ القرآن حتى يتشرب قواعده وأحكامه وقصصه ومواعظه وتوجيهاته وآدابه ثم يتعلم بعد ذلك الحديث والفقه والمتون وغير ذلك.
أما الآن فتجد الكثيرين يتعلمون المصطلح والفقه والحديث ولا يحفظون كتاب الله عز وجل، بل قد يقدم أحدهم على حفظ متون أحاديث البخاري ومسلم ولا يحفظ القرآن، فينشأ علمه مبتوراً وفهمه قاصراً ورؤيته حائدة.
ولمن يستكثر تقديم القرآن على السنة - اليه هذه الفروق:
القرآن آية الله وبرهانه على دين الاسلام الذي تحدى به الأولين والآخرين، والسنة ليست كذلك
القرآن كلام الله لفظاً ومعنى والسنة ليست كذلك بل رويت بالمعنى في أكثرها.
القرآن لا يعتريه التحريف ولا التصحيف ولا التبديل وتكفل الله بحفظه، وحفظ السنة بمجهود بشري
القرآن وصل الينا بالتواتر الذي ييقطع بثبوته، والسنة قليل منها ما وصلنا بهذه الصورة، وما وصل الينا منها بالتواتر لا يقارب تواتر القرآن - كل آية في القرآن نقلها في كل طبقة عشرات أو مئات الألوف -.
تلاوة القرآن مندوب اليها مرتب عليها ثواباً جليلا والسنة ليست كذلك.
تلاوة القرآن شرط في صحة الصلاة، ولا تجوز بغيرها ولا حتى بنصوص السنة المتفق عليها.
عشرات الآيات القرآنية تؤكد وتوضح وتثبت أن القرآن هو الهدى والنور والرحمة والبيان والتبيان والفرقان وأن النبي إنما أرسل به داعياً اليه مستمسكاً به غير مخالف لما فيه متبعاً اياه، وليس ذلك لغير القرآن.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[28 - Jun-2009, صباحاً 11:14]ـ
للرفع
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Jun-2009, مساء 01:06]ـ
استدراك
والايمان بالقرآن كتاباً من عند الله ركن من أركان الايمان الستة يكفر من أنكر آية منه، والسنة ليست كذلك.(/)
ومضات ... (2) إنَّ هذا من صِدْقٍ = قليل ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 08:48]ـ
ومضات ... (2) إنَّ هذا من صِدْقٍ = قليل ..
حدث يونس بن حبيب قال: ((دخلت على أبي عمرو الشيباني، وبين يديه قمطر فيه أشياء من الكتب يسيرة، فقلت له أيها الشيخ: هذا علمك؟ فتبسم إلي وقال: إنه من صِدْقٍ = كثير)).
لله درك يا أبا عمر فما أكثر الكتب والمرويات والحكايات والأقوال وما أقل الصدق الصريح ..
فكتب أبي عمرو التي تستقلها يا يونس= يُنبيك أبو عمرو أن هذا القليل في عينيك لهو والله كثير كثير: إن كان صدقاً ..
وأين هو ذياك الصدق (؟؟)
فالصدق فيما بين أيدي الناس قليل ولا يبلغ الصدق أن يكون كل هذا الذي تراه يا يونس ..
وكأنك يا أبا عمرو ترمي إلى ما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((العلم نقطة كَثَرَها الجاهلون)).
إي والله لقد صدقتم ..
والنور الأول والصدق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وكان عليه أصحابه ونجهدُ ويجهد كل عامل في طلبه = لم يضعف أو يتناقص ليكون ضعفه أو تناقصه هو سبب جهدنا اليوم ..
وإنما نجهد ونشقى؛ أن ترادفت من حوله الظُلم وأفراد الكذب فهي تحوطه من كل جانب وتُكاثره في قلوب العباد .. تُجلب بخيلها ورجلها عليه وتزيد في الركام المتطاول حتى تُنَقِبَ عن هذا الصدق القليل والنور الأول وسط ركام ما يكتبه الناس = فإذا هو قليل مبارك وإذا ما عداه من تكثير الجاهلين وتهويش المضلين ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين ..
فاللهم إنا نسألك الهداية لهذا النور الأول ونسألك التوفيق لهذا الصدق القليل،ونعوذ بك من الفرح بالكذب والاشتغال بالباطل،ونعوذ بك من باطل يستخفي وكذب يتوارى، ونعوذ بك أن نكون ممن ألهاهم التكاثر .. وشغلتهم عن الصدق المفاخر ..
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 10:52]ـ
بارك الله فيك يا أبا فهر على هذه الومضة النفيسة، ورحم الله تلك الأرواح، وليس الصحيح إذا مشى كالمقعد، غير أن المرء مع من أحب، فنسأل الله من فضله ...
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 12:14]ـ
بارك الله فيك أخي أبو فهر،
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الصدق.
يقال أن أكثر كتاب طُبِعَ بعد كتاب الله في العالم الإسلامي هو كتاب "رياض الصالحين " للإمام النووي ـ رحمه الله ـ مع أنه لم يكن أعلم الناس بعلم الحديث فهذا ابن حجر العسقلاني فاقه في هذا الفن، كما يقال. لكن لحكمة الله يعلمها أظهر تأليفه واحتفى به الجمهور على سائر الكتب.
وهذا صاحب الألفية، أقصد ألفية ابن مالك قد اشتهرت مع وجود من هم أعلم من ابن مالك بكثير، لكن شاء الله أن يظهرها لحكمة هو يعلمها، وما أظن الأمر إلا لسرِّ صدقهم مع الله.
وهذه القيم لابد أن تنشر بين الناس، خاصة بين من تصدروا لتعليم الناس.
حينما منَّ الله عليّ بالجلوس إلى أحد الشيوخ الشناقطة ـ أسأل الله أن يجمعني به مجددا في القريب العاجل ـ لدراسة الألفية، جلس الحصة الأولى بأكملها لترسيخ هذه المعاني في نفوسنا.
خاصة عند تطرقه للبيت:
وتقتضي رضا بغير سخط ///////// فائقة ألفية ابن معطي
وهو بسبق حائز تفضيلا ///////// مستوجب ثنائي الجميلا
والله يقضي بهبات وافرة ///////// لي وله في درجات الآخره
اللهم إنا نسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 02:19]ـ
بارك الله في النابه الناصح فريد المرادي ...
أخي الجزائري جزاك الله خيراً ..
والصدق هاهنا في موضع الحق والصواب ..
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 06:43]ـ
بارك الله فيك يا شيخ ابافهر ونفع الله بك ايها الفاضل.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 12:01]ـ
وفيك بارك الله ...
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 06:08]ـ
أحسن الله إليك أيها الفاضل ... وهكذا يكون النصح ... على أنني لم أر إلا ومضتين: اتراهما كافيتين ..
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 07:14]ـ
أحسن الله إليك يا أبا فهر على تلك البَرْقَةِ المضيئة.
لكنَّ: الأثر لا يصح عن يونس بن حبيب فضلاً عن ابن مرار الكوفي؟!
فقد أسنده إليه أبو بكر ابن ثابت الحافظ في (تاريخه) بإسناد فيه حيَّةٌ رقْطَاء!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 07:38]ـ
بوركتَ وأخوك لا يشترطُ صحة الأسانيد في تلك الأخبار إذا رأى صحة المعنى ... ولم نك في مقام تقرير الحجج ..
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 08:09]ـ
وأخوك لا يشترطُ صحة الأسانيد في تلك الأخبار إذا رأى صحة المعنى ... ولم نك في مقام تقرير الحجج ..
نعم: لكني أراك قد جزمت بثبوت الكلام إلى مَنْ نُسِبَ إليه! وهذا لا يستقيم وشرطك!
فأراك تقول بصيغة الجزم: (حدَّث يونس بن حبيب!) والأصل عدمه! لسقوط إسناده إلى ابن حبيب!
وتقول: (لله درك يا أبا عمرو .... يُنبِيك أبو عمرو ... وكأنك يا أبا عمرو .... !).
وأبو عمرو: ما درَّ درُّه فيما نُسِبَ إليه! ولا أنبأ بشيء مما كُذِب فيه عليه!
فكان الأولى أن يُقال: (رُويَ عن يونس بن حبيب أنه قال ..... ) إلخ.
والله المستعان لا رب سواه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 08:20]ـ
لا .. فأنا لا أحترز في نسبة القول لقائله في هذه المواضع .. ولا أشترط أن أحكي بصيغة التمريض في هذا الجنس من الأخبار .. ولا حرج عندي في حكايته على هذه الصورة ولا أشترط صحة سند ولا أُبدلها بالتمريض ..
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 08:35]ـ
لا .. فأنا لا أحترز في نسبة القول لقائله في هذه المواضع .. ولا أشترط أن أحكي بصيغة التمريض في هذا الجنس من الأخبار .. ولا حرج عندي في حكايته على هذه الصورة ولا أشترط صحة سند ولا أُبدلها بالتمريض ..
ما أدعوك إليه: هو التصوُّن؛ خروجًا من تبعة الجزم بنسبة كلامٍ إلى ما لم يقلْه!
وعلى كل حال: لا ألجم الله لك في الحق فاهًا يا عبد الله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 09:10]ـ
آمين ..(/)
أهم كتب الإسلام
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 10:46]ـ
أهم كتب الإسلام
قال العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد_رحمه الله وأسكنه فسيح جناته _ ـ في سياق كلامه عن أهمية المغني_)) قال ابن بدران في " المدخل ص215":
قال ابن مفلح في "المقصد الأرشد": اشتغل الموفق بتأليف المغني أحد كتب الإسلام, فبلغ الأمل في إنهائه , وهو كتاب بليغ في المذهب , تعب فيه وأجاد فيه , وجمل به المذهب , وقرأه عليه جماعة , وأثنى ابن نغيمة على مؤلفه فقال: ما أعرف أحدا في زماننا أدرك درجة الاجتهاد إلا الموفق.
وقال الشيخ عز الدين ابن عبد السلام: ما رأيت في كتب الإسلام مثل " المحلى و" المجلى " لابن حزم ,وكتاب المغني للشيخ موفق الدين في جودتها , وتحقيق ما فيهما ,
ونقل عنه أنه قال: لم تطب نفسي بالإفتاء حتى صارت عندي نسخة من المغني ,
نقل ذلك ابن مفلح , وحكي أيضا في ترجمة الزريراني صاحب الوجيز, أنه طالع المغني ثلاثا وعشرين مرة , وعلق عليه حواشي " انتهى.
وقال الذهبي _ رحمه الله_:
" قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام _ وكان أحد المجتهدين_: ما رأيت في كتب الإسلام مثل: المحلى لابن حزم , وكتاب المغني للشيخ موفق الدين,
قلت _ القائل الذهبي- لقد صدق الشيخ عز الدين, وثالثهما: "السنن الكبرى" للبيهقي , ورابعهما "التمهيد" لابن عبد البر , فمن حصل هذه الدواوين, وكان من أذكيا المفتين وأدمن المطالعة فيها, فهو العال حقا " انتهى
قلت _ القائل الشيخ بكر_: وخامسها , وسادسها: مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية , ومؤلفات ابن قيم الجوزية , وهما عندي في الكتب بمنزلة السمع والبصر.
وصدق الشوكاني _ رحمه الله_ في قوله: لو أن رجلا في الإسلام ليس عنده من الكتب إلا كتب هذين الشيخين لكفتاه.
وسابعها: " فتح الباري " لابن حجر".
وعند كل خير _ رحم الله علماء ملة الإسلام_))} المدخل المفصل2/ 695 {
والمقصود بعد كتب السنة.
رحم الله الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد وأسكنه فسيح جناته.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[التقرتي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 11:08]ـ
و زد عليها الاستذكار لابن عبد البر و المجموع للنووي
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 04:34]ـ
و زد عليه
حاوي الماوردي
بدائع الكاشاني
ذخيرة القرافي
الفتح للحافظ
المجموع لابن تيمية
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[18 - Nov-2009, صباحاً 12:51]ـ
و زد عليها الاستذكار لابن عبد البر و المجموع للنووي
و زد عليه
حاوي الماوردي
بدائع الكاشاني
ذخيرة القرافي
الفتح للحافظ
المجموع لابن تيمية
الأخوان الكريمان ..
بورك فيكما.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[18 - Nov-2009, مساء 12:25]ـ
من اهم كتب الاسلام موطأ الامام مالك بن انس رحمه الله ورضي عنه.(/)
فائدة: رب المشرق، رب المشرقين، رب المشارق، ما الفرق؟
ـ[الورقات]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 06:34]ـ
سئل الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- في برنامج فتاوى مختارة يوم السبت 22 - 1 - 1428هـ هذا السؤال التالي:
قال الله تعالى": {رب المشرق و المغرب}، و قال تعالى: {رب المشرقين و رب المغربين}، و قال تعالى: {فلا أقسم برب المشارق و المغارب} فما معنى هذه الآيات؟
أجاب الشيخ -رحمه الله-:
نرى المشرق و المغرب بعضها ذكر بالإفراد و بعضها بالتثنية وبعضها بالجمع، و قد يفهم الإنسان بادئ ذي بدء أن هناك تعارض بين هذه الآيات و أقول:
إنه لا تعارض في القرآن الكريم، فالقرآن الكريم لا يتعارض بعضه مع بعض و لا يتعارض مع ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا وجدت شيئا متعارضا فاطلب وجه الجمع بين هذه التي تظن أنها متعارضة، فإن اهتديت إلى ذلك فذلك المطلوب، و إن لم تهتدِ إليه فالواجب عليك أن تقول كما قال الراسخون في العلم {آمنا به كل من عند ربنا}.
واعلم أنه إنما يظهر التعارض بين القرآن أو بينه و بين ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يتوهم التعارض من كان قاصرًا في العلم، أو مقصرًا في التدبر، و إلا فإن الله يقول {و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}
وإنما قدّمت بهذه المقدمة لتعمّ الفائدة.
أما الجواب عن السؤال فنقول:
إن الإفراد في قوله تعالى: {رب المشرق و المغرب} يُراد به: الجنس و ما أُريد به الجنس فإنه لا يُنافي التعدد.
و أما قوله: {رب المشرقين ورب المغربين} فإن المراد بالمشرقين: ما يكون في الصيف و الشتاء.
يعني: آخر مشرق للشمس في الصيف و آخر مشرق للشمس في أيام الشتاء.
يعني معناه: مدار الشمس أو انتقال الشمس من مدار الجدي إلى مدار السرطان.
و هذا أكبر دليل على قدرة الله حيث ينقل هذا الجرم العظيم وهو الشمس من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال و بالعكس فهذا من تمام قدرته تعالى.
و أما قوله: {رب المشارق و المغارب} فقيل: إن المراد بالجمع: مشرق الشمس و مغربها كل يوم، فإن لها في كل يوم مشرقًا و مغربًا غير المشرق و المغرب في اليوم الذي قبله أو اليوم الذي يليه و الله تعالى على كل شيء قدير.
و قيل المراد: مشارق الشمس والنجوم و القمر فإنها تختلف، فيكون الجمع هنا باعتبار ما في السماء من الشمس و القمر و النجوم.
و على كل حال فالله تعالى رب هذا كله و هو مدبره سبحانه وتعالى و المتصرف فيه كما تقتضي حكمته. اهـ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 06:37]ـ
/// بارك الله فيك .. أعلى منه مرجعًا ما ذكره بنحوه الإمام أحمد فيما نسب إليه من كتاب الرد على الجهمية والزنادقة.
ـ[الذاب عن السنة]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 08:53]ـ
بارك الله فيك
لكن أين أجدها في كتب الشيخ -رحمه الله-؟
ـ[الورقات]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 11:54]ـ
وفيك بارك ونفع أخي عدنان،
ولا ادري اين تجدها يا اخي الذاب فقد وصلتي عن طريق الايميل ونقلتها للفائدة(/)
رسائل دعوية للشيخ فيصل المبارك.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 07:50]ـ
1ـ رسالة من الشيخ فيصل المبارك إلى بعض رؤساء القبائل.
بسم الله الرحمن الرحيم
من فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك إلى جناب ... المكرم ............... وكافَّة ....... سلَّمهم الله تعالى وهداهم آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
و الموجِِب لهذا الكتاب النصيحة لله و لكتابه ولرسوله و لأئمة المسلمين وعامَّتهم.
و قد قال الله تعالى:
{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان} سورة المائدة - آية 2.
ـ و الذي أوصيكم ونفسي به تقوى الله في السر و العلانية، و الأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر، و المحافظة على الصلوات في الجُمع و الجماعات، والاجتماع لها في المساجد، والأذان في الأوقات.
واجتناب الزنا و الربا و سائر المنكرات، و النهي عن عقوق الوالدين، و قطيعة الأرحام، و البغي بغير الحق.
ـ و عليكم بالشفقة في الدين، و إكرام الضيف و الجار، و الإحسان الى الفقراء و الأيتام، والتأدب بآداب الشريعة، و اجتناب الكبر والخيلاء و بطر الحق.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(لا تحاسدوا و لا تدابروا ولا تناجشوا، و لا يبع بعضكم على بيع بعض، و كونوا عباد الله اخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يٌسلِمُه و لا يحقره، التقوى ههنا ـ و يشير الى صدره ثلاث مرات ـ، بحسب امرئٍ من الشر أن يحقرَ أخاه المسلم، كلُّ المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه)
وقد قال تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم} سورة التوبة - آية 71
و قد قال النبي صلى الله و سلم:
(لا يخلو رجل بامرأة إلاَّ و الشيطان ثالثهما).
و قال: (لا يبيتن رجل عند امرأة إلاَّ أن يكون ناكحا أو ذا محرم).
ـ و الذي في ذِمَّتنا قد جعلناه إلى ذِمَّة أمرائكم و مشايخكم ونُوَّابِكم ينصحون الجاهل و يقيمون على المخالف.
ومن عاند بعد النصيحة يرفعون أمره إلى الولاية فتؤدبه بما يردع أمثاله.
نرجو الله أن يهديَنا وإياكم إلى الصراط المستقيم، و يُجَنِّبِنا و إياكم طريقَ أهل الجحيم، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
عن كتاب " الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك مدرسة ذات منهج " د. عارف المسعر ـ ص 102. "
ـ[سعيد يوسف]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 12:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا ورحم الله العلامة فيصل المبارك خير الجزاء
وجزاك الله خيرا أخي الكريم على هذا النقل والإختيار الطيب
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 03:30]ـ
بارك الله فيك أخي سعيد يوسف
وفقك الله
ـ[الرسالة]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 02:07]ـ
بارك الله فيك أباحسن!
هل هذه الرسالة لها سبب أم هي نصيحة عامة؟
وهل هناك اشكال في إخفاء اسم رئيس القبيلة .. ؟
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 12:45]ـ
و اياكم اخي الكريم
مناسبة الرسالة أن الشيخ كان قاضيا في تلك المنطقة
و كانت هنالك بعض المخالفات الشرعية عند بعض أهالي تلك المنطقة بسبب الجهل
و من هنا يتبين سبب إغفال ذكر القبيلة لحساسية مثل هذه الأمور
بارك الله فيكم(/)
افضل طريقه لحفظ الصحيحين اتمنى من الجميع يذكر ماعنده
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 09:09]ـ
لمن رغب في حفظ الصحيحين هل يحفظها من طريق كتب الجمع
الجميع بين الصحيحين ان كان كذلك فما هو افضل كتاب جمع بين الصحيحين
او يحفظها من المختصر لكل صحيح
اتمنى من الجميع ان يذكر ما عنده في هذا الباب
وجزاكم ربي خيرا
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 09:30]ـ
لمن رغب في حفظ الصحيحين هل يحفظها من طريق كتب الجمع
الجميع بين الصحيحين ان كان كذلك فما هو افضل كتاب جمع بين الصحيحين
او يحفظها من المختصر لكل صحيح
اتمنى من الجميع ان يذكر ما عنده في هذا الباب
وجزاكم ربي خيرا
الاحسن هو حفظ ما في البخاري (هناك مختصرات له خد مثلا المختصر الذي علق عليه الشيخ الالباني رحمه الله) ثم الانتقال لحفظ الزيادات من صحيح مسلم و الله اعلم
ملاحظة: اظن الاخ حفظ القرآن؟
ـ[العرب]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 01:28]ـ
مختصرات الشيخ اليحي نفع الله بها وقد شاركت فيها وانتفعت
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 01:40]ـ
مختصرات الشيخ اليحي نفع الله بها وقد شاركت فيها وانتفعت
ما هي طريقه الشيخ اليحي في مختصره
وعلى حسب علمي الشيخ لا ينشرها الا لمن يشارك معه
وهل المشاركه مع متيسره في كل وقت ام فقط في الصيف
وهل لديك عنوان الشيخ
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 12:03]ـ
الجمع بين الصحيحين للشيخ يحيى ولكن تبقى مشكلة المراجعة
ولذا أنصحك بالالتحاق بالدورة الصيفية ثم الاعتكاف شهراً كاملاً للتكرار والمراجعة وإلا يذهب الكثير منه
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[15 - Apr-2009, مساء 01:16]ـ
بورك فيكم
هل يفضل حفظ المختصر
وما هو افضل مختصر للبخاري ومسلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - Apr-2009, مساء 02:43]ـ
أقضل مختصر للكتابين هو مختصرك أنت
فعليك بحفظه
نصح بذلك أهل العلم
ودلت على نفعه التجربة
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[15 - Apr-2009, مساء 08:21]ـ
بارك الله فيكم ...
حفظ (كتب الشيخ يحيى بن عبد العزيز اليحيى) نافعة جدا لطالب العلم.
فإذا لم يستطع الإنسان أن يحصل كتب الشيخ (لأن الشيخ يشترط لالتحاق بالدورة: 1: تزكية 2 من طلاب العلم 2: حفظ القرآن. فإذا لم تستطع التحصيل فاحفظ الأربعين النووية ثم عمدة الأحكام ثم بلوغ المرام (مع تعليقات الشيخ الألباني) ثم الإلمام لابن دقيق العيد ثم كتاب المنتقى لجد شيخ الإسلام. وطريقة الحفظ تكون على حسب الحافظ (إما متفرّغ أو لديه وقت قصير للحفظ) وأحسن من يُحسن له الطريقة لكي يحفظ شيخ من مشايخه في حيّه. وأيضا الحافظ أعلمُ بنفسه من غيره.
وأنصح الذي يحفظ أن يُكثر من المراجعة , وأيضا أن يكون معه طالب علم مثله يحفظان معاً، حتى يستمرّا بإذن الله , فإن المتابعة تستمر المثابرة , إن شاء الله.
http://www.alwahyain.net/ http://www.alwhyyn.net//
ـ[أشجعي]ــــــــ[15 - Apr-2009, مساء 09:56]ـ
بارك الله فيكم ...
حفظ (كتب الشيخ يحيى بن عبد العزيز اليحيى) نافعة جدا لطالب العلم.
فإذا لم يستطع الإنسان أن يحصل كتب الشيخ (لأن الشيخ يشترط لالتحاق بالدورة: 1: تزكية 2 من طلاب العلم 2: حفظ القرآن. فإذا لم تستطع التحصيل فاحفظ الأربعين النووية ثم عمدة الأحكام ثم بلوغ المرام (مع تعليقات الشيخ الألباني) ثم الإلمام لابن دقيق العيد ثم كتاب المنتقى لجد شيخ الإسلام. وطريقة الحفظ تكون على حسب الحافظ (إما متفرّغ أو لديه وقت قصير للحفظ) وأحسن من يُحسن له الطريقة لكي يحفظ شيخ من مشايخه في حيّه. وأيضا الحافظ أعلمُ بنفسه من غيره.
وأنصح الذي يحفظ أن يُكثر من المراجعة , وأيضا أن يكون معه طالب علم مثله يحفظان معاً، حتى يستمرّا بإذن الله , فإن المتابعة تستمر المثابرة , إن شاء الله.
http://www.alwahyain.net/ http://www.alwhyyn.net//
نصيحة قيمة شيخي,
بارك الله فيك.
ـ[أبومعاذ الناصري]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 06:18]ـ
السلام عليكم لماذا لاينشر الشيخ يحيى بن عبد العزيز اليحيى جمعه القيم ليستفيد منه الجميع؟
علما أني كلمت طلابه قبل ست سنوات أوأكثر وقالوا سيطبع بعد أشهر ولم أرى شيئا؟
هل يخشى من النقد أم ماذا؟ أريد الجواب مشكورا؟
كم كنت حريصا على الإطلاع على هذا الجمع والشروع في الحفظ من سنين؟(/)
ليس في الدين من حرج .... فماهو الحكم في هذه الحاله .. ؟
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 04:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يمن على الجميع بالعلم النافع والتفقه في الدين
ولاحياء لمن يشكل عليه أمر أن يسأل فيه
فمن يعلم ليخبرني ويخبرالجميع لكي يستفيد
وإلا الذي ليس لديه علم لايتحدث.
لكي لايشكل على الأخرين الجواب أو الحكم الشرعي فيه .. يرحمكم الله
مالحكم في تلك الحالتين؟
1|شخص أحتلم ونزل معه المني.؟
2|شخص أخر أستعمل العادة السريه ولم ينزل منه شي؟؟
بينما الثالث نفس الحاله الثانيه ولكن نزل بعد مدة؟؟؟
أفتوني في أمري
يرحمكم الله
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 04:48]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
1|شخص أحتلم ونزل معه المني.؟
هذا يغتسل الغسل الاكبر
2|شخص أخر أستعمل العادة السريه ولم ينزل منه شي؟؟
لا غسل عليه لكن يغسل ذكره و يتوضأ
بينما الثالث نفس الحاله الثانيه ولكن نزل بعد مدة؟؟؟
يغتسل الغسل الاكبر
و الله اعلم
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 04:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - يغتسل
2 - ليس عليه غسل
3 - لا أدري
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 05:22]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده,
لا حياء في الدين
بارك الله فيكم, الدين كله حياء, والحياء خير كله, والأولى أن يقال إن الله لا يستحيي من الحق كما ورد بالحديث.
|شخص أحتلم ونزل معه المني.؟
من احتلم ووجد بللا فعليه الاغتسال ومن لم يجد فلا شيء عليه, فالبتالي ,,,الجواب هو كما أشار اخونا التقرتي,
وقد نقل بن المنذر الاجماع على هذا ففي البحر الرائق:
وَأَمَّا الِاحْتِلَامُ فَهُوَ افْتِعَالٌ مِنْ الْحُلْمِ بِضَمِّ الْحَاءِ وَإِسْكَانِ اللَّامِ، وَهُوَ مَا يَرَاهُ النَّائِمُ مِنْ الْمَنَامَاتِ يُقَالُ: حَلَمَ فِي مَنَامِهِ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَاللَّامِ وَاحْتَلَمَ وَحَلَمْت كَذَا وَحَلَمْت بِكَذَا هَذَا أَصْلُهُ ثُمَّ جُعِلَ اسْمًا لِمَا يَرَاهُ النَّائِمُ مِنْ الْجِمَاعِ فَيَحْدُثُ مَعَهُ إنْزَالُ الْمَنِيِّ غَالِبًا فَغَلَبَ لَفْظُ الِاحْتِلَامِ فِي هَذَا دُونَ غَيْرِهِ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَنَامِ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ وَحُكْمُهُ عَدَمُ وُجُوبِ الْغُسْلِ إذَا لَمْ يُنْزِلْ لِمَا رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ {جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ امْرَأَةُ أَبِي طَلْحَةَ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إذَا هِيَ احْتَلَمَتْ قَالَ نَعَمْ إذَا رَأَتْ الْمَاءَ} وَنَقَلَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ الْمُهَذَّبِ عَنْ ابْنِ الْمُنْذِرِ الْإِجْمَاعَ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مَا اسْتَدَلَّ بِهِ فِي بَعْضِ الشَّرْحِ وَمِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ الرَّجُلِ يَجِدُ الْبَلَلَ وَلَا يَذْكُرُ الِاحْتِلَامَ قَالَ يَغْتَسِلُ وَعَنْ الرَّجُلِ يَرَى أَنَّهُ احْتَلَمَ وَلَا يَجِدُ الْبَلَلَ قَالَ لَا غُسْلَ عَلَيْهِ} فَهُوَ وَإِنْ كَانَ مَشْهُورًا رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُمْ لَكِنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ لَا يُحْتَجُّ بِرِوَايَتِهِ ....
شخص أخر أستعمل العادة السريه ولم ينزل منه شي؟؟
لمس الذكر بباطن اليد يقتضي الوضوء ومن الأدلة على ذلك حديث "من مس ذكره فليتوضأ".
نفس الحاله الثانيه ولكن نزل بعد مدة؟؟؟
اذا كان النازل منيا كان عليه الاغتسال,
اذا كان النازل مذيا وجب عليه الوضوء لحديث الصحيحين عن المقداد بن الأسود أن علياً رضي الله عنه قال: " كنت رجلاً مذاءً فاستحييت أن أسال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته مني فأمرت المقداد فسأله فقال: "يغسل ذكره ويتوضأ".
وينضح بالماء ما أصاب ثوبه أو بدنه.
والله أعلم.
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 05:39]ـ
نفس الحاله الثانيه ولكن نزل بعد مدة؟؟؟
أنا ما أعلم كم المدة بالضبط,
ولكن للفائدة , اذا كانت المدة طويلة جداً, أو نزل المني لوحده وبدون شهوة فلا يجب الغسل هنا, انما يستنجي ويتوضأ.
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 09:55]ـ
أسأل الله بمنه وكرمه أن يرزقكم فقه العلم
بوركتم
وأعتذر لو طرحت الموضوع في غير محله
ولكن لأن هناك طالبات ينتظرنا الاجابه بسرعه
جزاكم المولى كل خير
أجابه واضحه وكافيه
ـ[فدوه]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 11:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجابات موفقة يستفيد منها كل ناظر
لكن الأجدى وقبل البدء في الفتوى في المسائلة الثانية والثالثة أن يظُهر من تصدر للأفتاء حكم العادة السرية وموقف الشرع منها قبل بيان موجب الغسل فيها
وجزاكم الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فتاة التوحيد و السنة]ــــــــ[09 - Jul-2009, مساء 06:15]ـ
جزى الله خيرا الاخوة الذين تولوا الاجابة على سؤالكاختي الكريمة
فقط لدي تعقيب بخصوص العنوان: لا نقول لا حياء في الدين لأن الدين كله حياء بل نقول لا حرج في الدين ... وفقك الله اختي الكريمة
ـ[أم مها]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 12:06]ـ
المعذرة اخواتي الكريمات الي هذا المكان مخصص لنساء فقط؟؟
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 12:47]ـ
أخواي نعم معكم في أختلاف الموضوع قليلا ولكن لابأس
المعذرة اخواتي الكريمات الي هذا المكان مخصص لنساء فقط؟؟
غاليتي أعتقد أردتي قول اليس هذا المكان مخصص لنساء!:)
حسنا لابأس سأخبرك
قد أنزلت هذا الموضوع في المجلس الشرعي
ونقله احد المشرفين هنا
وترك الردود المجابه على السؤال فقط
على الرحب والسعه غاليتي
ـ[أم مها]ــــــــ[16 - Jul-2009, صباحاً 01:49]ـ
فعلا استغربت حبيبيتي ردود الاخوة؟؟
فهمت الان .. عذرا على الاخطاء المطبعية التي لن تنتهي:)
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[16 - Jul-2009, مساء 11:08]ـ
لابأس جيد
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 11:07]ـ
عفواً ..
ولكن الآن اطلعت على المشاركة .. وعلى إجابات الإخوة .. ولا يهمني الآن إلا إجابتهم على الحالة الثالثة فقط .. فهي غير محررة ولا مضبوطة بل هي استعجال منهما رحمهما الله.
لتعلمي رحمني الله تعالى وإياك أن الصحيح الصواب المعتمد في المسألة أنه متى ما كان انتقال المني بشهوة ثم خرج بعد ذلك لزمه الغسل؛ سواء اغتسل قبل خروجه أو لم يغتسل.
لأنه مني خرج بسبب الشهوة فأوجب الغسل كما لو خرج حال انتقاله.
وقد قال الإمام أحمد رحمه الله في الرجل يجامع ولم ينزل؛ فيغتسل ثم يخرج منه المني: عليه الغسل.
وسئل عن رجل رأى في المنام أنه يجامع فاستيقظ فلم يجد شيئا؛ فلما مشى خرج منه المني. قال: يغتسل.
والله تعالى أعلم
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 11:17]ـ
عفواً ..
ولكن الآن اطلعت على المشاركة .. وعلى إجابات الإخوة .. ولا يهمني الآن إلا إجابتهم على الحالة الثالثة فقط .. فهي غير محررة ولا مضبوطة بل هي استعجال منهما رحمهما الله.
لتعلمي رحمني الله تعالى وإياك أن الصحيح الصواب المعتمد في المسألة أنه متى ما كان انتقال المني بشهوة ثم خرج بعد ذلك لزمه الغسل؛ سواء اغتسل قبل خروجه أو لم يغتسل.
لأنه مني خرج بسبب الشهوة فأوجب الغسل كما لو خرج حال انتقاله.
وقد قال الإمام أحمد رحمه الله في الرجل يجامع ولم ينزل؛ فيغتسل ثم يخرج منه المني: عليه الغسل.
وسئل عن رجل رأى في المنام أنه يجامع فاستيقظ فلم يجد شيئا؛ فلما مشى خرج منه المني. قال: يغتسل.
والله تعالى أعلم
جزاك الله خيرا
ـ[صبر الرمال]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 11:22]ـ
يعيش المرءُ ما استحيا بخير .. !(/)
دعوات رائقة!
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 06:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.
(إلهي: لو أردت إهانتنا لم تهدنا، ولو أردت فضيحتنا لم تسترنا، فتم اللهم ما به بدأتنا، ولا تسلبنا ما به أكرمتنا.
إلهي: عرفتنا بربوبيتك، وغرقتنا في بحار نعمتك، ودعوتنا إلى دار قدسك، ونعمتنا بذكرك وأنسك.
إلهي: إن ظلمة ظلمنا لأنفسنا قد عمت، وبحار الغفلة على قلوبنا قد طمت؛ فالعجز شامل، والحصر حاصل، والتسليم أسلم، وأنت بالحال أعلم.
إلهي: ما عصيناك جهلا بعقابك، ولا تعرضا لعذابك، ولا استخفافا بنظرك؛ ولكن سولت لنا أنفسنا، وأعانتنا شقوتنا، وغرنا سترك علينا، وأطمعنا في عفوك برك بنا؛ فالآن من عذابك من يستنقذنا؟! وبحبل من نعتصم إن أنت قطعت حبلك عنا؟!
واخجلتنا من الوقوف بين يديك!
وافضيحتنا إذا عرضت أعمالنا القبيحة عليك!
اللهم اغفر لنا ما علمت، ولا تهتك ما سترت.
إلهي: إن كنا قد عصيناك بجهل؛ فقد دعوناك بعقل، حيث علمنا أن لنا ربا يغفر ولا يبالي.
إلهي: أنت أعلم بالحال والشكوى، وأنت قادر على كشف البلوى.
اللهم يا من سترت الزلات، وغفرت السيئات، أجرنا من مكرك، ووفقنا لشكرك.
إلهي: أتحرق بالنار وجه كان لك مصليا، ولسانا كان لك ذاكرا أو داعيا؟!
فارحم - اللهم - عبادا غرهم طول إمهالك، وأطمعهم كثرة أفضالك، وذلوا لعزك وجلالك، ومدوا أكفهم لطلب نوالك، ولولا هدايتك لم يصلوا إلى ذلك)
.
آمين آمين آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
====
ختام طبعة بولاق (1301 هـ) من كتاب " فتح الباري " (3/ 474)، نقلا عن مجلة " الأصالة " (العدد 46 / رجب 1425 هـ).
ـ[أم البشرى]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 08:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ... اخي الفاضل
وجعل مثوانا ومثواك جنه الخلد وكل المسلمين اجمعين
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 09:51]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وفيك بارك الله، وتقبل الله دعاءك ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 03:57]ـ
آمين آمين آمين
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 04:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.
(إلهي: لو أردت إهانتنا لم تهدنا، ولو أردت فضيحتنا لم تسترنا، فتم اللهم ما به بدأتنا، ولا تسلبنا ما به أكرمتنا.
إلهي: عرفتنا بربوبيتك، وغرقتنا في بحار نعمتك، ودعوتنا إلى دار قدسك، ونعمتنا بذكرك وأنسك.
إلهي: إن ظلمة ظلمنا لأنفسنا قد عمت، وبحار الغفلة على قلوبنا قد طمت؛ فالعجز شامل، والحصر حاصل، والتسليم أسلم، وأنت بالحال أعلم.
إلهي: ما عصيناك جهلا بعقابك، ولا تعرضا لعذابك، ولا استخفافا بنظرك؛ ولكن سولت لنا أنفسنا، وأعانتنا شقوتنا، وغرنا سترك علينا، وأطمعنا في عفوك برك بنا؛ فالآن من عذابك من يستنقذنا؟! وبحبل من نعتصم إن أنت قطعت حبلك عنا؟!
واخجلتنا من الوقوف بين يديك!
وافضيحتنا إذا عرضت أعمالنا القبيحة عليك!
اللهم اغفر لنا ما علمت، ولا تهتك ما سترت.
إلهي: إن كنا قد عصيناك بجهل؛ فقد دعوناك بعقل، حيث علمنا أن لنا ربا يغفر ولا يبالي.
إلهي: أنت أعلم بالحال والشكوى، وأنت قادر على كشف البلوى.
اللهم يا من سترت الزلات، وغفرت السيئات، أجرنا من مكرك، ووفقنا لشكرك.
إلهي: أتحرق بالنار وجه كان لك مصليا، ولسانا كان لك ذاكرا أو داعيا؟!
فارحم - اللهم - عبادا غرهم طول إمهالك، وأطمعهم كثرة أفضالك، وذلوا لعزك وجلالك، ومدوا أكفهم لطلب نوالك، ولولا هدايتك لم يصلوا إلى ذلك)
.
آمين آمين آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
====
ختام طبعة بولاق (1301 هـ) من كتاب " فتح الباري " (3/ 474)، نقلا عن مجلة " الأصالة " (العدد 46 / رجب 1425 هـ).
آمين، آمين ,آمين
وفقكم الله أخي الفاضل
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 07:05]ـ
بارك الله فيك أخي حمدان ...
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 05:28]ـ
إلهي: ما عصيناك جهلا بعقابك، ولا تعرضا لعذابك، ولا استخفافا بنظرك؛ ولكن سولت لنا أنفسنا، وأعانتنا شقوتنا، وغرنا سترك علينا، وأطمعنا في عفوك برك بنا؛ فالآن من عذابك من يستنقذنا؟! وبحبل من نعتصم إن أنت قطعت حبلك عنا؟!
واخجلتنا من الوقوف بين يديك!
وافضيحتنا إذا عرضت أعمالنا القبيحة عليك!
اللهم اغفر لنا ما علمت، ولا تهتك ما سترت.
اللهم آمين، آمين، آمين ..
.. رفع الله قدرك وغفر ذنبك وفرج كربك ..
ورزقنا وإياكم حسن الخاتمة ..
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 05:40]ـ
آمين، ولك بمثل ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 03:32]ـ
أثابك الله
قال شيخنا الدهش حفظه الله:
عليك بالدعاء الوارد ودع عنك الجمل الشوارد
وفق الله الجميع
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[03 - Jun-2009, صباحاً 09:13]ـ
أثابك الله(/)
ما الفرق بين كون البدعة تذهب بكمال التوحيد الواجب وبين أن المعصية تنقصه؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 06:31]ـ
قال الشيخ محمد ابراهيم الحمد
ما ضد توحيد الألوهية؟
1 - الشرك؛ الذي يذهب به بالكلية.
2 - البدع؛ التي تذهب بكماله الواجب.
3 - المعاصي؛ التي تقدح فيه، وتنقص ثوابه
وسؤالى أن مالفرق بين الثانية والثالثة؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 12:10]ـ
جاء في الحديث القدسي: ((لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة))
اُستدل به على فضائل التوحيد فما المراد بلا تشرك بى من نواقضها للشيخ الحمد؟(/)
محاضرة جديدة لفضيلة الشيخ د. عبد الكريم الخضير
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 07:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
: " **في الحديث: وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده} ".
دعوه عامة في بيت من بيوت الله
تقام بمشئة الله مغرب يوم الأربعاء 12 - 4 - 1430
(تفسير أخر سورة ق)
درس لفضيلة الشيخ د/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
عضو هيئة كبار العلماء
في جامع خادم الحرمين الشريفين بحائل.
كما نلفت انتباهكم إلى أن الشيخ حفظه الله تعالى سيلقي محاضرة أخرى
في جامع الراجحي ببريدة يوم الجمعة 14/ 4/1430هـ بعد صلاة المغرب.
بعنوان (معالم منهجية في طلب العلم)
إن شاء الله تعالى
البث المباشر:
- قسم البث في موقع الشيخ حفظه الله http://www.khudheir.com/live
- موقع البث المباشر http://www.liveislam.net/
- غرفة رياض المسك الرئيسية في البالتوك
(0 o0 Riyadh ALmisk ChanneL 0o0 )
والله ولي الهداية والتوفيق(/)
تشنيع وتكذيب ابن حزم لمقولة (يحدث للناس أحكام بقدر .. ) المنسوبة لعمر بن عبد العزيز
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 07:57]ـ
قال ابن حزم رحمه الله:
" وأتى بعضهم بعظيمة فقال: إن عمر بن عبد العزيز قال: يحدث للناس أحكام بمقدار أحدثوا من الفجور.
قال أبو محمد: هذا من توليد من لا دين له، ولو قال عمر ذلك لكان مرتدا عن الاسلام، وقد أعاذه الله تعالى من ذلك وبرأه منه، فإنه لا يجيز تبديل أحكام الدين إلا كافر.
والصحيح عن عمر بن عبد العزيز ما حدثناه حمام بن أحمد، عن عبد الله بن إبراهيم، عن أبي أحمد الجرجاني، عن الفربري، عن البخاري، ثنا العلاء بن عبد الجبار، ثنا عبد العزيز بن مسلم، عن عبد الله بن دينار قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم: انظر ما كان من حديث رسول الله (ص) فاكتبه، فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء، ولا يقبل إلا حديث رسول الله (ص).
قال أبو محمد: فهذا عمر بن عبد العزيز لا يأمر ولا يجيز إلا حديث النبي (ص) وحده.
وروي أيضا أن عمر بن عبد العزيز كتب إليه عدي بن عدي الكندي عامله على الموصل يقول: إن وجدتها أكثر البلاد سرقا ونقبا، أفآخذهم بالظنة أم أحكم بمر الحق؟ فكتب إليه عمر بن عبد العزيز: إن أخذتم بمر الحق، فمن لم يصلحه الحق فلا أصلحه الله.
قال: فما خرجت منها إلا وهي أصلح البلاد.
قال أبو محمد: والذي اخترع هذه الكذبة على عمر بن عبد العزيز لا يخلو من أحد وجهين: إما إن يكون كافرا أو زنديقا ينصب للاسلام الحبائل.
أو يكون جاهلا لم يدرك مقدار ما أخرج من رأسه، لان إحداث الاحكام لا يخلو من أحد أربعة أوجه: إما إسقاط فرض لازم، كإسقاط بعض الصلاة أو بعض الصيام أو بعض الزكاة أو بعض الحج أو بعد حد الزنى أو حد القذف، أو إسقاط جميع ذلك، وإما زيادة في شئ منها، أو إحداث فرض جديد، وإما إحلال محرم كتحليل لحم الخنزير والخمر والميتة، وإما تحريم محلل كتحريم لحم الكبش وما أشبه ذلك.
وأي هذه الوجوه كان، فالقائل به مشرك، لاحق باليهود والنصارى، والفرض على كل مسلم قتل من أجاز شيئا من هذا دون استتابة ولا قبول توبة إن تاب، واستصفاء ماله لبيت مال المسلمين، لانه مبدل لدينه، وقد قال عليه السلام: من بدل دينه فاقتلوه ومن الله تعالى نعوذ من غضبه لباطل أدت إلى مثل هذه المهالك " انتهى كلامه من الإحكام.
والإشكال أن هذه المقولة استشهد بها بعض أهل العلم على مسائل من السياسة الشرعية, مع أن النص الذي يطرق الأسماع هو (يحدث للناس أقضية .. آلخ) لا أحكام, فهل ينحل الإشكال إذا ردينا كلام ابن حزم لتحرف النص الذي انتقده؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 08:33]ـ
بارك الله فيك
كلام أبي محمد ابن حزم رحمه لا ينطبق على عمل الفقهاء بهذا الأصل
فهذا الفهم من ابن حزم لهذا الأثر لم يفصده عمر ولا العلماء الذين احتجوا به
ولا شك أن أي عالم بل أي مسلم يوافق ابن حزم على بطلان هذا الأصل إذا فهم على فهم ابن حزم
أما العلماء ففهموا شيئا آخر وإليك البيان:
قال البدر الزركشي في البحر المحيط في مسألة أحكام الشرع ثابتة إلى يوم القيامة:
"ونقل عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام أنه قال يحدث للناس في كل زمان من الأحكام ما يناسبهم وقد يتأيد هذا بما في البخاري عن عائشة أنها قالت لو علم النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدثته النساء بعده لمنعهن من المساجد وقول عمر بن عبد العزيز يحدث للناس أقضية على قدر ما أحدثوا من الفجور أي يجددون أسبابا يقضي الشرع فيها أمورا لم تكن قبل ذلك لأجل عدمه منها قبل ذلك لا لأنها شرع مجدد فلا نقول إن الأحكام تتغير بتغير الزمان بل باختلاف الصورة الحادثة.
وقال الشيخ نجم الدين البالسي وكنت أنفر من هذا القول وأعلل فساده بأن صاحب الشرع شرع شرعا مستمرا إلى قيام الساعة مع علمه بفساد الأمر فيهم ثم رأيت في النهاية قد قرر ما في نفسي فقال قدس الله روحه لو كانت قضايا الشرع تختلف باختلاف الناس وتناسخ العصور لانحل رباط الشرع قال ولما ذكر صاحب التقريب مقالات الأصحاب في التعزير روي الحديث في نفي الزيادة على عشرة أسواط ثم قال ولو بلغ الشافعي لقال به انتهى وقد أكثر الروياني في الحلية من اختيارات خلاف مذهب الشافعي ويقول في هذا الزمان وقال العبادي في فتاويه الصدقة أفضل من حج التطوع في قول أبي حنيفة وهي تحتمل في هذا الزمان وأفتى الشيخ عز الدين بالقيام للناس وقال لو قيل بوجوبه في هذه الأزمنة لما كان بعيدا وكل ذلك فإنما هو استنباط من قواعد الشرع لا أنه خارج عن الأحكام المشروعة فاعلم ذلك فإنه عجيب".
ونقل السيوطي في الحبل الوثيق في نصرة الصديق عن السبكي تفسيره لمقولة عمر فقال:
"قال السبكي: ليس مراده _أي عمر رحمه الله_ أن الأحكام الشرعية تتغير بتغير الزمان بل باختلاف الصور الحادثة فإنه قد يحصل بمجموع أمور حكم لا يحصل لكل واحد منها فإذا حدثت صورة على صفة خاصة علينا أن ننظر فيها فقد يكون مجموعها يقتضي الشرع له حكما خاصا هذا كلام السبكي قرره في كتاب ألفه في شأن رافضي حكم بقتله وسماه غيرة الإيمان الجلى لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي".
يتبع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 05:56]ـ
بارك الله فيك
هل كلام ابن حزم ينسحب على الاستدلال بالمصلحة المرسلة وسد الذرائع ونحو ذلك؟ لا سيما وهو ينكر حجية هذه الأدلة.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 07:52]ـ
قال ابن حزم رحمه الله:
" ........
إحداث الاحكام لا يخلو من أحد أربعة أوجه: إما إسقاط فرض لازم، كإسقاط بعض الصلاة أو بعض الصيام أو بعض الزكاة أو بعض الحج أو بعد حد الزنى أو حد القذف، أو إسقاط جميع ذلك، وإما زيادة في شئ منها، أو إحداث فرض جديد، وإما إحلال محرم كتحليل لحم الخنزير والخمر والميتة، وإما تحريم محلل كتحريم لحم الكبش وما أشبه ذلك.
وأي هذه الوجوه كان، فالقائل به مشرك، لاحق باليهود والنصارى، والفرض على كل مسلم قتل من أجاز شيئا من هذا دون استتابة ولا قبول توبة إن تاب، واستصفاء ماله لبيت مال المسلمين، لانه مبدل لدينه، وقد قال عليه السلام: من بدل دينه فاقتلوه ومن الله تعالى نعوذ من غضبه لباطل أدت إلى مثل هذه المهالك " انتهى كلامه من الإحكام.
والإشكال أن هذه المقولة استشهد بها بعض أهل العلم على مسائل من السياسة الشرعية, مع أن النص الذي يطرق الأسماع هو (يحدث للناس أقضية .. آلخ) لا أحكام, فهل ينحل الإشكال إذا ردينا كلام ابن حزم لتحرف النص الذي انتقده؟
ربما يتعلق هذا الكلام بالمصلحة الملغاة لكوها غريبة لا تلائم تصرفات الشارع (القسم الثاني من المصالح المسكوت عنها عند الشاطبي) , قال الغزالي في المستصفى:
" فَكُلُّ مَصْلَحَةٍ لَا تَرْجِعُ إلَى حِفْظِ مَقْصُودٍ فُهِمَ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ وَكَانَتْ مِنْ الْمَصَالِحِ الْغَرِيبَةِ الَّتِي لَا تُلَائِمُ تَصَرُّفَاتِ الشَّرْعِ فَهِيَ بَاطِلَةٌ مُطَّرِحَةٌ، وَمَنْ صَارَ إلَيْهَا فَقَدْ شَرَّعَ كَمَا أَنَّ مَنْ اسْتَحْسَنَ فَقَدْ شَرَّعَ ".
فالغزالي هنا كلامه قريب من كلام ابن حزم لأنه جعل من صار للمصالح الغريبة مشرعا.
وما دام ابن حزم لا يرى تعليل الأحكام, فقد لا يقتصر ذلك عنده على المصالح الغريبة, بل يتوسع ذلك عنده ليشمل القول بالمصالح المرسلة التي ترجع لحفظ مقصد شرعي فهمت مراعاة الشارع له لا بأصل معين, ولكن بأدلة كثيرة لا تنحصر من الكتاب والسنة والإجماع.
لكن ربما لا ينسحب كلام ابن حزم على هذا, لأنه يعلم أن مخالفيه في هذه المسألة يرون أنهم يستمدون الأحكام التي يثبتونها بهذا الأصل استنادا لأدلة الشرع, ولا يرون أنفسهم محدثين للأحكام, فلعل ابن حزم لا يدخل هؤلاء في كلامه الشديد بالحكم بالردة, مع كونه مخطئا لهم ويراهم على باطل.
أما المصالح الملغاة لمخالفتها نص الشرع فمفروغ منها كما هو معلوم.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 05:36]ـ
المعذرة, فبالتو رأيت قولك (يتبع)
بانتظارك نفع الله بك ..
ـ[الدكتوره]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 03:51]ـ
لكن ربما لا ينسحب كلام ابن حزم على هذا, لأنه يعلم أن مخالفيه في هذه المسألة يرون أنهم يستمدون الأحكام التي يثبتونها بهذا الأصل استنادا لأدلة الشرع, ولا يرون أنفسهم محدثين للأحكام, فلعل ابن حزم لا يدخل هؤلاء في كلامه الشديد بالحكم بالردة, مع كونه مخطئا لهم ويراهم على باطل.
أما المصالح الملغاة لمخالفتها نص الشرع فمفروغ منها كما هو معلوم.
بل كلام ابن حزم يشمل هؤلاء، ولا داعي لتأويل كلامه، وهذا مذهبه وأصوله، قبلها من قبلها ورفضها من رفضها.
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 04:56]ـ
قد ردَّ الإمام أحمد شاكر على ما فهمه شيخ الإسلام أبو محمد الفارسي بكلام قوي في تعليقه على (الإحكام) وحاصله هو ما نقل بعضه أخونا أمجد.
وقد توسع كثير من المالكية في استخدام المصالح المرسلة؛ اتكاءً على كلام عمر بن عبد العزيز هنا! بل وجعلوه قاعدة يفزعون إليها عند الحاجة! فقال أحمد بن الشيخ محمد الزرقا في (شرح القواعد الفقهية): (وجوزوا أيضاً إحداث أحكام سياسية لقمع الدعار وأرباب الجرائم عند كثرة فساد الزمان وأول من فعله عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فإنه قال ستحدث للناس أقضية بقدر ما أحدثوا من الفجور).
قلت: وقد كان محتسب الأندلس في وقته القاضي ابن عاصم المالكي -من أصحاب ابن القاسم وأشهب - يُحلِّف من الناس من يرتاب فيه بالطلاق! قال ابن وضاح: (وذكرت ذلك لسحنون فقال: من أين أخذ ذلك؟ فقلت له من الأثر المروى عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: تحدث للناس أقضية يقدر ما أحدثوا من الفجور. فقال سحنون: مثل ابن عاصم يتأول هذا، تعظيما لشأن ابن عاصم. لأنه ممن أخذ عن ابن القاسم). نقله عنه ابن فرحون وغيره.
وفي الشرح الكبير: (وقال ابن فرحون: للقاضي تحليف الشاهد بالطلاق ان اتهمه، أي لقاعدة تحدث للناس أقضية بقدر ما أحدثوا من الفجور وهو من كلام عمر بن عبد العزيز استحسنه مالك لأن من قواعد مذهبه مراعاة المصالح العامة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 02:08]ـ
بل كلام ابن حزم يشمل هؤلاء، ولا داعي لتأويل كلامه، وهذا مذهبه وأصوله، قبلها من قبلها ورفضها من رفضها.
هل تستطيع الدكتورة اثبات دعواها؟ وكيف خرجت هذا على أصول ابن حزم ومذهبه التى يبدو من كلامها أنها تحيط بها علماً؟(/)
يا من تنشرون الأدعية المخالفة لهدي خير البرية دونكم قول الإمام ابن تيمية!
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 10:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
إخواني وأخواتي في الله:
إن من المؤسف وربي أن نترك منهاج خير البشر محمد - صلى الله عليه وسلم - وننتهج منهاج من دونه من البشر، وهو بأبي وأمي يقول: ((وأنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة)) رواه ابن ماجة، وصححه الألباني / صحيح ابن ماجة / 40.
فكيف بنا نخترع أحاديثا مبتدعة ابتدعناها من تلقاء أنفسنا، ونترك السنة الغرّاء الناصعة البياض المأمورين باتباعها؟!
اعلموا - رحمكم الله - أن الأصل في العبادات الوقف، فلا يجوز أن نُقدم على عبادة؛ حتى يكون ثمة دليل يثبت مشروعيته سواء من القرآن الكريم أو من السنة النبوية الصحيحة، وكما تعلمون أن الدعاء هو العبادة، بل هو من أجل العبادات وأفضلها، فكيف ندعو ربنا عز وجل بأدعية لم ترد لا في القرآن الكريم ولا في السنة الصحيحة؟ بل كيف نقيّد العبادة بوقت معلوم أو بمكان مخصوص أو على هيئة معينة أو بكمية معدودة ونعمل بها ونلزم الناس بها ونتواصى على فعلها؟ ومن نحن حتى ننصب أنفسنا للتشريع ونشركها مع الله جلّ جلاله وتقدست أسماؤه؟
ومع هذا نحن لا ننكر أن يدعو الإنسان ربه بأي دعاء شاء ما ليس فيه إثم ولا قطيعة رحم؛ لقول الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) سورة البقرة؛ وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم؛ إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث، إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذا نكثر؟ قال: الله أكثر)) قال الألباني " إسناده صحيح " / مشكاة المصابيح / 2199.
لكن أن تنشروا أدعية مبتدعة مخترعة ابتدعها الداعون إلى الله سبحانه وتعالى على جهل وضلالة لا على علم وبصيرة في مشارق الأرض ومغاربها، لا وألف لا، فلا تفسدوا على الناس دينهم كما يفسد الخل العسل وتأفكوا عليهم وتخدعوهم، وحذار ِ أن تكونوا ممن ينبثق بالعبادات التي لا أصل لها ولا برهان ويبنّقها ويزينها، فيبثّها بين عامة الخلق حتى يُلبس عليهم أمر دينهم ويُدخلهم في أمور هم بغنى عنها ومن كان هذا دأبه فقد بار بورا عظيما، إذًا انتبهوا - بارك الله فيكم - لهذا الأمر العظيم والخطير، وفرّوا بعقيدتكم كفراركم من الأسد.
ومما يجدر ذكره أن هناك شرطان لقبول العمل لا ينفك أحدهما عن الآخر:
1 - أن يكون خالصا لله تعالى، ليس لأحد نصيب منه؛ لقوله عز وجل: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) سورة البينة آية رقم (5).
2 - أن يكون موافقا لسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لقوله: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق على صحته، وفي رواية لمسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد).
وأخيرا: سئل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - كما في {مجموع الفتاوى} (22/ 510):
(عمن يقول: أنا أعتقد أن من أحدث شيئا من الأذكار غير ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرح عنه أنه قد أساء وأخطأ، إذ لو ارتضى أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيه وإمامه ودليله لاكتفى بما صح عنه من الأذكار، فعدوله إلى رأيه واختراعه جهل، وتزيين من الشيطان، وخلاف للسنة، إذ الرسول لم يترك خيرا إلا دلنا عليه وشرعه لنا، ولم يدخر الله عنه خيرا، بدليل إعطائه خير الدنيا والآخرة، إذ هو أكرم الخلق على الله، فهل الأمر كذلك أم لا؟
فأجاب رحمه الله:
" الحمد لله، لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات، والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع، لا على الهوى والابتداع، فالأدعية والأذكار النبوية هى أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء، وسالكها على سبيل أمان وسلامة، والفوائد والنتائج التي تحصل لا يعبر عنه لسان، ولا يحيط به إنسان، وما سواها من الأذكار قد يكون محرَّمًا، وقد يكون مكروها، وقد يكون فيه شرك مما لا يهتدي إليه أكثر الناس.
وليس لأحد أن يسن للناس نوعا من الأذكار والأدعية غير المسنون، ويجعلها عبادة راتبة يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس، بل هذا ابتداع دين لم يأذن الله به، بخلاف ما يدعو به المرء أحيانا من غير أن يجعله للناس سنة، فهذا إذا لم يعلم أنه يتضمن معنًى محرمًا لم يجز الجزم بتحريمه، لكن قد يكون فيه ذلك والإنسان لا يشعر به، وهذا كما أن الإنسان عند الضرورة يدعو بأدعية تفتح عليه ذلك الوقت، فهذا وأمثاله قريب، وأما اتخاذ ورد غير شرعي، واستنان ذكر غير شرعي فهذا مما ينهى عنه، ومع هذا ففي الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية غاية المطالب الصحيحة، ونهاية المقاصد العلية، ولا يعدل عنها إلى غيرها من الأذكار المحدثة المبتدعة إلا جاهل أو مفرط أو متعد " انتهى.
ربما لم أتوسع بالتعريف عن شأن (الابتداع في الدين) أكثر، ولكن من أراد ذلك فكتب أهل العلم الذين لهم قدم علم راسخة معلومة، فليهرول إليها من خاف على دينه ووجل، بدلا من اتباع بدع الضالين المضلين المائلين عن الطريق المستبين.
هذا، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن ينافح عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرزقنا شربة هنية لا نظمأ بعدها أبدا من نهر الكوثر يوم القيامة وأن لا يجعلنا من أهل البدع المحرومين من هذا الشرف العظيم إنه جواد كريم.
وكتبته: السلفية النجدية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 08:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكِ أختاه الفاضلة،، لو تضعي مثال عن هذه الأدعية المبتدعة
ليزداد الموضوع ثراء.
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 08:48]ـ
موضوع جيد في هاتيك الأيام التي بثت فيها الأدعية التي سنت من قبل رهط من القوم هم من البدعة أقرب منهم إلى السنة،
وذلك لانخرطهم في الهواء وإخلادهم إلى الأرض، فبئساً وتعساً لعمل لا يكون على الهدي النبوي الذي ارتضاه الرب جلَّ وعلا
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 01:49]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وفيكما بارك الله أخواي الفاضلان ..
الأدعية المخترعة التي انتشرت، كانتشار النار في الهشيم، كثيرة ولا تكاد تحصى، مما دفعني لتحبير هذه الكلمات ..
فقد طفح الكيل، والله المستعان ..
ولي عودة - بإذن الله تعالى - لوضع بعض الأدعية المبتدعة هنا ..
والله يحفظكم من كل شر ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 02:32]ـ
من الأدعية المنتشرة، وهي لم ترد لا في الكتاب ولا في السنة الصحيحة، أنقلها لكم كما هي من المنتديات ..
عنوان الموضوع: (دعاء للوالدين فلا تبخل عليهما):
((اللهم يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت أن تبسط على والداي من بركاتك ورحمتك ورزقك
اللهم ألبسهما العافية حتى يهنئا بالمعيشة , واختم لهما بالمغفرة حتى لا تضرهما الذنوب , اللهم اكفيهما كل هول دون الجنة حتى تُبَلِّغْهما إياها .. برحمتك يا ارحم الراحمين
اللهم لا تجعل لهما ذنبا إلا غفرته , ولا هما إلافرجته , ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولهما فيها صلاح إلا قضيتها
اللهم ولا تجعل لهما حاجة عند أحد غيرك
اللهم وأقر أعينهما بما يتمنياه لنا في الدنيا
اللهم إجعل أوقاتهما بذكرك معمورة
اللهم أسعدهما بتقواك
اللهم اجعلهما في ضمانك وأمانك وإحسانك
اللهم ارزقهما عيشا قارا , ورزقا دارا , وعملا بارا
اللهم ارزقهما الجنة وما يقربهما إليها من قول اوعمل, وباعد بينهما وبين النار وبين ما يقربهما إليها من قول أوعمل
اللهم اجعلهما من الذاكرين لك , الشاكرين لك ,الطائعين لك , المنيبين لك
اللهم واجعل أوسع رزقهما عند كبر سنهما وإنقطاع عمرهما
اللهم واغفر لهما جميع ما مضى من ذنوبهما , واعصمهما فيما بقي من عمرهما , و ارزقهما عملا زاكيا ترضى به عنهما
اللهم تقبل توبتهما , وأجب دعوتهما
اللهم إنا نعوذ بك أن تردهما إلى أرذل العمر
اللهم واختم بالحسنات اعمالهما ..... اللهم آمين
اللهم وأعنا على برهما حتى يرضيا عنا فترضى , اللهم اعنا على الإحسان إليهما في كبرهما
اللهم ورضهم علينا , اللهم ولا تتوافهما إلا وهماراضيان عنا تمام الرضى , اللهم و اعنا على خدمتهما كما يبغي لهما علينا, اللهم اجعلنا بارين طائعين لهما
اللهم ارزقنا رضاهما ونعوذ بك من عقوقهما
اللهم ارزقنا رضاهما ونعوذ بك من عقوقهما
اللهم ارزقنا رضاهما ونعوذ بك من عقوقهما
اللهم آمين
اللهم آمين
اللهم آمين).
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 02:50]ـ
عنوان الموضوع: (أدعية قبل الدخول إلى الاختبار):
أدعية نقولها قبل المذاكرة:
- اللهم أني أسالك فهم النبيين و حفظ المرسلين والملائكة المقربين اللهم اجعل ألسنتنا عامرة بذكرك وقلوبنا بخشيتك وأسرارنا بطاعتك إنك على كل شي قدير، وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
- اللهم افتح لي أبواب حكمتك وانشر علي رحمتك وامنن علي بالحفظ والفهم، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم.
- ربي اشرح لي صدري و يسر لي أمري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.
- اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم أكرمنا اللهم بنور الفهم و افتح علينا بمعرفة العلم وحسن أخلاقنا بالحلم و سهل لنا أبواب فضلك وانشر علينا من خزائن رحمتك يا ارحم الراحمين.
الاستحضار أول الدرس:
" اللهم استودعك ما أتعلمه فارده إلي عند حاجتي إليه ولا تنسينه يا رب العالمين ".
بعد المذاكرة:
- اللهم أني استودعك ماقرات وما حفظت وما تعلمت فرده إلى عند حاجتي إليه انك على كل شي قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل.
عند التوجه إلى الامتحان:
- اللهم أنى توكلت عليك وسلمت أمري إليك ولا منجى ولا ملجأ إلا إليك.
عند الدخول إلى اللجنة:
- رب أدخلني مدخل صدق و أخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا
نصيرا.
عند البدء في حل الامتحان:
- اللهم افتح علي فتوح العارفين بحكمتك و انشر علي رحمتك وذكرني ما نسيت يا ذا الجلال و الإكرام.
- ويقول الرسول عليه الصلاة و السلام من خشي أن ينسى القران بعد حفظه والعلم بعد درسه فليقل: الله نور بالكتاب بصري واشرح به صدري واستعمل به بدني وأطلق به لساني وقوي به عزمي بحولك وقوتك فانه لا حول ولا قوة إلا بك يا ارحم الراحمين ".
- ومن الدعاء:
" يا حي يا قيوم يا رب موسى و هارون و نوح و إبراهيم و عيسى ومحمد صلى الله عليه و سلم أكرمني بجودة الحفظ و سرعة الفهم وارزقني الحكمة والمعرفة و العلم و ثبات الذهن و العقل والحلم بحق محمد صلى الله عليه وسلم يا رب العالمين".
وقبل البدء بالحل:
- رب أشرح لي صدري و يسر لي أمري و احلل عقدة من لساني يفقه قولي.
- بسم الله الفتاح، اللهم لا سهل ألا ما جعلته سهلا و انت تجعل الحزن اذا شئت سهلا يا ارحم الراحمين ..
أثناء الامتحان:
- لا إله الا انت سبحانك أني كنت من الظالمين يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، رب إني مسني الضر وأنك أرحم الراحمين ..
عند النسيان:
- اللهم يا جامع الناس في يوم لا ريب فيه أجمع علي ضالتي ..
بعد الانتهاء:
- الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 03:00]ـ
عنوان الموضوع: (أدعية عشر الأواخر من رمضان):
.............................. .......................
دعاء اليوم الحادي والعشرين
اللهم اجعل لي فيه إلى مرضاتك دليلاً ولا تجعل للشيطان فيه عليّ سبيلاً واجعل الجنة لي منزلاً ومقيلاً يا قاضي حوائج الطالبين.
دعاء اليوم الثاني العشرين
اللهم افتح لي فيه أبواب فضلك وأنزل عليّ فيه بركاتك ووفقني فيه لموجبات مرضاتك وأسكنّي فيه بحبوات جناتك يا مجيب دعوة المضطرين.
دعاء اليوم الثالث العشرين
اللهم اغسلني فيه من الذنوب وطهرني فيه من العيوب وامتحن قلبي فيه بتقوى القلوب يا مقيل عثرات المذنبين.
دعاء اليوم الرابع والعشرين
اللهم إني أسألك فيه ما يرضيك وأعوذ بك مما يؤذيك وأسألك التوفيق فيه لأن أطيعك ولا أعصيك يا جواد السائلين.
دعاء اليوم الخامس والعشرين
اللهم اجعلني فيه محباً لأوليائك ومعادياً لأعدائك مستناً بسنة خاتم أنبيائك يا عاصم قلوب النبيين.
دعاء اليوم السادس والعشرين
اللهم اجعل سعيي فيه مشكوراً وذنبي فيه مغفوراً وعملي فيه مقبولاً وعيبي فيه مستوراً يا أسمع السامعين.
دعاء اليوم السابع والعشرين
اللهم ارزقني فيه فضل ليلة القدر وصيّر اموري فيه من الاسر الى اليسر و اقبل معاذيري وحطّ عني الذنب والوزر يا رئوف بعباده الصالحين.
دعاء اليوم الثامن والعشرين
اللهم وفر حظي فيه من النوافل واكرمني فيه باحضار المسائل و قرب فيه وسيلتي اليك من بين الوسائل يا من لا يشغله الحاح الملحين
دعاء اليوم التاسع والعشرين
اللهم غشني فيه بالرحمة وارزقني فيه التوفيق والعصمة وطهر قلبي من غياب التهمة يا رحيما بعباده المؤمنين
دعاء اليوم الثلاثين
اللهم اجعل صيامي فيه بالشكر والقبول على ما ترضاه و يرضاه الرسول محكمة فروعه بالاصول بحق سيدنا محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين).
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 03:07]ـ
عنوان الموضوع: (أدعية جميلة ادخل بسرعة) ..
اللهم اجعل حبك احب الاشياء الى ,واجعل خشيتك أخوف الأشياء عندى واقطع عنى حاجات الدنيا بالشوق الى لقائك ,واذا أقررت أعين أهل الدنيا من دنياهم فأقرر عينى من عبادتك.
اللهم طهر قلبى من النفاق , وعملى من الرياء ولسانى من الكذب وعينى من الخيانه , فانك تعلم خائنه الأعين وما تخفى الصدور
اللهم انى أسألك ايمانا يباشر قلبى حتى أعلم أنه لا يصيبنى الا ما كتبت لى , ورضنى من العيش بما قسمت لى.
اللهم انى أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم اليك أشكو ضعف قوتى ,وقله حيلتى وهوانى على الناس يا أرحم الراحمين الى من تكلنى الى عدو يتجهمنى أم الى قريب ملكته أمرى أن لم تكن ساخطا على فلا أبالى غير أن عافيتك أوسع لى، أعوذ بنور وجهك الكريم الذى أضاءت له السموات والأرض وأشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والاخره أن تحل على غضبك أو تنزل على سخطك ولك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوه الا بك.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 03:49]ـ
عنوان الموضوع: (دعاء):
ا (للهم يا من لا تراه العيون ولا تخالطه الظنون ولا يصفه الواصفون ولا تغيره الحوادث ولا الدهور ويعلم مثاقيل الجبال ومكاييل البحار وعدد قطر الأمطار وعدد ورق الأشجار وعدد ما يظلم عليه الليل ويشرق عليه النهار ولا توارى منه سماء سماء ولا ارض ارض ولا جبل إلا ما يعلم ما في قعره وسهله ولا بحر إلا يعلم ما في قعره وسهله اللهم إني أسألك ان تجعل خير عملي آخرة وخير أيامي يوم ألقاك فيه انك على شئ قديم اللهم من عادني فعاده ومن كادني فكده ومن بغى علي بهلكه فأهلكه ومن أرادني بسوء فخذه وأطفئ عني نار من أشب لي ناره واكفني هم من ادخل علي همه وأدخلني في درعك الحصينة واسترني بسترك الواقي يامن يامن كافي كل شيء اكفني ما أهمني من أمر الدنيا والآخرة وصدق قولي وفعلي بالتحقيق يا شفيق يا رفيق فرج عني كل ضيق ولا تحملني ما لا أطيق أنت الهي الحق الحقيق يا مشرق البرهان يا قوي الإمكان يا من رحمته في كل مكان وفي هذا المكان يا من لا يخلو منه مكان احرسني بعينك التي لا تنام و اكنفني بكفنك الذي لا يرام انه قد تيقن قلبي أن لا اله إلا أنت واني لا اهلك و أنت معي يا رجائي فارحمني بقدرتك علي يا عظيماً يرجى لكل عظيم يا حليم يا عليم أنت بحاجتي عليم وعلى خلاصي قدير وهو عليك يسير فأمنن علي بقضائها يا أكرم الأكرمين ويا أجود الاجودين ويا أسرع الحاسبين ويا رب العالمين ارحمني وارحمن جميع المذنبين اللهم انك قلت وقولك الحق دعوني استجب لكم وها أنا يا رب دعوتك فاستجب لي اللهم استجب لنا كما استجبت لهم بقدرتك عجل علينا بفرج من عندك بجودك وكرمك وارتفاعك في علو سمائك يا ارحم الراحمين).
وبما أننا ذكرنا هذا الدعاء، وددت أن أنقل لكم فتوى الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - عليه ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=54186
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 04:08]ـ
اللهم انى أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
تنبيه: هذا الحديث، رواه مسلم، ونقلته هنا سهوا مني، فلم أنتبه أنه من بين السطور، فالمعذرة ..
اللهم اليك أشكو ضعف قوتى ,وقله حيلتى وهوانى على الناس يا أرحم الراحمين الى من تكلنى الى عدو يتجهمنى أم الى قريب ملكته أمرى أن لم تكن ساخطا على فلا أبالى غير أن عافيتك أوسع لى، أعوذ بنور وجهك الكريم الذى أضاءت له السموات والأرض وأشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والاخره أن تحل على غضبك أو تنزل على سخطك ولك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوه الا بك.
كما أن هذا الحديث، ضعفه الألباني - رحمه الله - في السلسلة الضعيفة، وكذلك في ضعيف الجامع ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 04:24]ـ
عنوان الموضوع: (دعاء يجعل حياتك جنة):
* *لا إله إلا الله الحليم الكريم* *لا اله إلا الله العلى العظيم* *لا اله إلا الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم* *
اللهم إنا نسألك زيادة في الدين*
*وبركة في العمر*
*وصحة في الجسد*
*وسعة في الرزق*
*وتوبة قبل الموت*
*وشهادة عند الموت*
*ومغفرة بعد الموت*
*وعفوا عند الحساب*
*وأمانا من العذاب*
*ونصيبا من الجنة*
*وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم*
*اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين واشف مرضانا ومرضى المسلمين*
*اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات*
* اللهم ارزقني قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة*
*اللهم ارزقني حسن الخاتمة*
*اللهم ارزقني الموت وأنا ساجد لك يا ارحم الراحمين*
*اللهم ثبتني عند سؤال الملكين*
*اللهم اجعل قبري روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار*
*اللهم إني أعوذ بك من فتن الدنيا*
*اللهم أني أعوذ بك من فتن الدنيا*
*اللهم أني أعوذ بك من فتن الدنيا*
*اللهم قوِّ إيماننا ووحد كلمتنا وانصرنا على أعدائك أعداء الدين*
*اللهم شتت شملهم واجعل الدائرة عليهم*
*اللهم انصر إخواننا المسلمين في كل مكان*
*اللهم ارحم اباءنا وأمهاتنا واغفر لهما وتجاوز عن سيئاتهم وأدخلهم فسيح جناتك**
*وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم*(/)
سؤال عن حديث تزين أم سليم لزوجها عند وفاة ابنهما
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 12:06]ـ
كان ابن لأبي طلحة رضي الله عنه يشتكي فخرج أبو طلحة
44 - وعن أنس رضي الله عنه قال: كان ابن لأبي طلحة رضي الله عنه يشتكي فخرج أبو طلحة فقبض الصبي فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني؟ قالت أم سليم وهي أم الصبي: هو أسكن ما كان فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب منها، فلما فرغ قالت: واروا الصبي فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال أعرستم الليلة قال نعم قال اللهم بارك لهما فولدت غلاماً فقال لي أبو طلحة احمله حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم وبعث معه بتمرات فقال أمعه شيء قال نعم تمرات فأخذها النبي رضي الله عنهم فمضغها ثم أخذها من فيه فجعلها في فى الصبي ثم حنكه وسماه عبد الله متفق عليه وفي رواية للبخاري قال ابن عيينة فقال رجل من الأنصار فرأيت تسعة أولاد كلهم قد قرؤوا القرآن يعني من أولاد عبد الله المولود. وفي رواية لمسلم مات ابن لأبي طلحة من أم سليم فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه، فجاء فقربت إليه عشاء فأكل وشرب ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك فوقع بها، فلما أن رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم؟ قال لا فقالت فاحتسب ابنك
قال الشيخ العثيمين فى جواب السؤال الاتى
تجمل أم أنس لزوجها أبى طلحة يدل على القوة وعدم الحزن مع ان هذا يناف العادة فهل هذا موقف قسوم ام موقف ضعف؟
فأجاب لا فهذه تريد معاملة الزوج لا لنفسها انتهى
وقال بن حجر
وكان الحامل لم سليم على ذلك المبالغة فى الصبر والتسليم لأمر الله ورجاء اخلافه عليها ما فات منها اذ لو أعلمت أبا طلحة بالأمر فى أول الحال لتنكد عليه وقته ولم تبلغ الغرض الذى أرادته انتهى
وسؤالى هو
هل الصبر الذى اشار له بن حجر بهذه الطريقة يُحمد لأنه ثبت ان النبى كان يبكى فى مثل ذلك وهو المثل العلى فى الصبر
ثم مامعنى الكلام الملون عليه بالأحمر بالضبط
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 12:13]ـ
ورجاء اخلافه عليها ما فات منها اذ لو أعلمت أبا طلحة بالأمر فى أول الحال لتنكد عليه وقته ولم تبلغ الغرض الذى أرادته
هذا جواب سؤالك وأن الأمر لا يتعلق بالقسوة أكثر من تعلقه برجاء الولد والتسكين من نفس الزوج بحيث لو حزن بعد ذلك فستقول له ادع الله أن يبارك لنا في ليلتنا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 11:17]ـ
هل سمعت هذا الكلام من احد العلماء؟(/)
حكم تخصيص لمدرس كل مادة دعاءً خاصا (أدعية يتناقلها بعض الطلاب)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 04:48]ـ
سئل فضيلة الشيخ: هناك أدعية يتناقلها بعض الطلاب فيما بينهم على سبيل الطرفة والضحك، بحيث يخصصوا لمدرس كل مادة دعاءً خاصا، فما حكم هذا العمل؟
ومن الأمثلة: دعاء مدرس اللغة العربية: (اللهم اجعلني فاعلا للخير، ومرفوعًا عن الشر)، دعاء مدرس الرياضيات: (اللهم اجعلني مستقيمًا في حياتي ولا تجعل الدنيا حادة عليّ)، دعاء مدرس الجيولوجيا: (اللهم أبعدني عن العوامل المؤثرة في النفوس، واجعلني في حبك بركانًا، ولكلمتك زلزالا، واجعلني من معدن صلب، وصخر قوي واجعل لي صلابة عالية).
فأجاب بقوله: دعاء الله – تعالى – عبادة يتقرب بها العبد إلى الله – عز وجل – لقوله – تعالى – {وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جنهم داخرين} ولا يحل للمسلم أن يتخذ دعاء الله – تعالى – هزءًا يتندر به ويتنطع به، فإن هذا خطير عظيم وخطأ جسيم.
والواجب على العبد إن كان صادقا في دعاء ربه أن يدعو الله – عز وجل – بأدب وصدق وافتقار إليه، وأن يدعو الله بما يحتاجه من أمور دينه ودنياه على الوجه الذي جاءت به السنة.
أما هذه الصيغ التي ذكرها السائل ففيها عدة محاذير:
الأول: أنها تقال على سبيل التندر والتنطع، وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((هلك المتنطّعون)) قالها ثلاثا.
الثاني: أنها لا تنم عن داع يعتبر نفسه مفتقر إلى الله – تعالى – يدعوه دعاء خائف راجي.
الثالث: أن بعضها يحمل معاني فاسدة أو معاني أشبه ما تكون باللغو كما في دعاء مدرس الجيولوجيا.
ونصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله ويخافوا مقامه، وأن لا يتخذوا آيات الله هزؤا، وأن يعلموا أن مقام الرب عظيم، لا يخاطب – جل وعلا – بمثل هذه الكلمات السخيفة المتكلفة، نسأل الله لنا ولهم الهداية) انتهى كلامه، يرحمه الله.
راجع: مجموع فتاوى ورسائل، فضيلة الشيخ (محمد بن صالح العثيمين) – رحمه الله – المجلد الأول – فتاوى العقيدة -، صفحة (96 – 97).
السلفية النجدية ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 04:57]ـ
وهذا أيضا دعاء غير لائق، شبيه بالدعاء الذي سئل عنه الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - ..
(اللهم املأ بطوننا بالطبيخ وارحمنا من الجغرافيا والتاريخ
اللهم ضيع دفتر العلامات من المعلمين والمعلمات
الله أكبر كبيرا دخلت الامتحان بلا تحضيرا
فكان السؤال الأول كبيرا
والسؤال الثاني ليس له حلا ولا تفسيرا
والسؤال الثالث كاد عقلي أن يطيرا
اللهم قرب ورقة الجار منا وابعد نظر الأستاذ عنا
خذ الصفر ولا تبالي إن الصفر من شيم الرجالي
اللهم عذب معلم الرياضيات واحصره في غرفة العمليات
اللهم عذب معلم الجغرافيا لأنه كان من شلة مافيا
اللهم عذب معلم التاريخ وأرسله إلى كوكب المريخ
اللهم عذب معلم العلوم واحصره بين الفك والبلعوم
اللهم اطلق قنبلة ذرية واجعلها فرصة أبدية).
نعوذ بالله سبحانه من الجهل المركب!
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 11:56]ـ
يُرفع للفائدة ..
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[21 - May-2009, صباحاً 04:41]ـ
الله يرضى عنك يا أُخية ..
وفقكِ الله إلى طريق الهُدى والنُّور،
ويسَّر حسابكِ، ويمَّن كتابكِ ..(/)
فكرة تخدم طلبة العلم والباحثين عن المتون العلمية في جميع الفنون.
ـ[أبو أميمة العباسي]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 10:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المباركون: مارأي الأخوة الأفاضل أن نقوم بفكرة تخدم طلبة العلم والباحثين عن المتون العلمية في جميع الفنون ابتداء من الصغير الكبير، حتى يتسنى لطلبة العلم أن يأخذوا العلم بتأصيل رصين.
بدل الفوضى التي يعيشها كثير من الشباب.
أنا اراه مشوار طيب أن نبدأ به، فلا تقصروا ياشباب. من استطاع منكم أن يقوم تنزيل المتن مع الشرح فهو أفضل, وإلا فبالروابط، أو إنزال المتن مع الشرح؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 01:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المباركون: مارأي الأخوة الأفاضل أن نقوم بفكرة تخدم طلبة العلم والباحثين عن المتون العلمية في جميع الفنون ابتداء من الصغير الكبير، حتى يتسنى لطلبة العلم أن يأخذوا العلم بتأصيل رصين.
بدل الفوضى التي يعيشها كثير من الشباب.
أنا اراه مشوار طيب أن نبدأ به، فلا تقصروا ياشباب. من استطاع منكم أن يقوم تنزيل المتن مع الشرح فهو أفضل, وإلا فبالروابط، أو إنزال المتن مع الشرح؟
كن قدوة فسن سنة حسنة هنا، ابدأ انت و سنلحق ان شاء الله
ـ[أبو أميمة العباسي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 02:04]ـ
كن قدوة فسن سنة حسنة هنا، ابدأ انت و سنلحق ان شاء الله
أشكرك أخي المبارك: لكني كتبت الموضوع وانشغلت تماماً عن ذلك مع أنه في بالي:
وإليكم هذا الرابط لمجموعة من المتون العلمية في مصطلح الحديث مع شروحها ... http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=4882
أرجوا من الأخوة الشباب التفاعل
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 03:19]ـ
نفع المولى بك ... أحسنت وسددالله خطاك
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 06:48]ـ
السلام عليكم
هنالك كتاب اسمه (المنهج العلمي لطلاب العلم الشرعي) للشيخ / ذياب الغامدي
قد أجاد فيه مؤلفه وأفاد في هذا الموضوع (أعني موضوع كيفية طلب العلم وطريقة التدرج فيه)
ـ[الورقات]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 07:40]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير، لكنها فكره عامة، وليست واضحه بالنسبة لي،
ما هي الفكرة بالضبط؟ جمع المتون العلمية وشروحها؟
وأتقصد محاولة جمع جميع الشروح المكتوبة والمسموعة مثلا، أم كيف؟
أرجو أن توضح فكرتك رفع الله قدرك
ـ[أبو أميمة العباسي]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 08:00]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير، لكنها فكره عامة، وليست واضحه بالنسبة لي،
ما هي الفكرة بالضبط؟ جمع المتون العلمية وشروحها؟
وأتقصد محاولة جمع جميع الشروح المكتوبة والمسموعة مثلا، أم كيف؟
أرجو أن توضح فكرتك رفع الله قدرك
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكركم أيها الأخوة: وما أقصده هو أن نذهب إلى كل فن في العلوم الشرعية، ثم نقوم بالتدرج في ما يجب على طالب العلم المبتدى عمله تجاه هذه العلوم.
ما أشاهده من خلال تعايشي مع كثير من الطلبة هو العشوائية ـ فتجد أحدهم يقرأ في متن أبي شجاع مثلاً، وبعد أسبوع تراه يقفز إلى المجموع للنووي، أو يأخذ العمدة في الفقه، ثم يقفز مباشرة إلى المغني، و هكذا.
فلو استطعنا بالمجهود الجماعي أن نقوم بفكرة التأصيل العلمي للفنون من ناحية اختيا المتون وتوفيرها، فهذا حسن.
إذ مما يعيبه علينا كثير من المعاصرين وأهل الطرق والمناهج الأخرى، وأخص بالذكر الأشاعرة في زماننا هو عدم التأصيل، وأخص بالذكر كذلك من تتلمذ على شيخ اسمه صالح الأسمري، ولذا كنت قد طلبت تعريفاً به من قبل فلم أجد ما يكفي للقراءة عنه والرد عليه.
ـ[أبو أميمة العباسي]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 10:31]ـ
هذا كتاب شرح لمتن أبي شجاع اشتهر اسمه بشرح ابن القاسم على متن أبي شجاع وهو من أحسن الكتب في فك ألفاظ المتن.
والله يرعاكم
ـ[الورقات]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 05:32]ـ
بارك الله فيك
لعل إخوانك المشرفين على هذا الموقع http://www.almtoon.com/ قد سبقوك إلى فكرتك هذه في خدمة المتون العلمية.(/)
محاضرة قبل صعود الامام يوم الجمعة .. ؟؟؟
ـ[أقدار]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 01:13]ـ
لاحظت أن بعض الدول الاسلامية يقام في جوامعها من يوم الجمعة درسا يقوم به إمام المسجد أو من ينيبه ويستمر لمدة قد تطول وقد تقصر ...
ثم يؤذن المؤذن، ومن ثم يصعد الخطيب على المنبر ..
السؤال: هل هناك دليل من السنة على حقيقة هذا الفعل .. ؟؟؟؟
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 10:09]ـ
لا على حد علمي .. ولم ار شيئا في السنة يؤيد ذلك مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان احرص الناس على امته "حريص عليكم" .. والصحابة رضي الله عنهم كانوا احرص منا على فعل الخير "كنتم خير امة اخرجت للناس" .. واتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم .. !
ومن عنده شيء اكثر من هذا فليفدنا به شاكرين ..(/)
ما الحكم فيمن يقول في موضوعه: "أقسمت عليكم أن تدخلوا وتروا"؟
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 04:03]ـ
ما رأيكم فيمن يقول أقسمت عليكم أن تدخلوا وتروا
السؤال:
ما رأيكم فيمن يقول أقسمت عليكم أن تدخلوا وتروا .. الموضوع
فلو ان احداً من الاعضاء قرأ العنوان ولم يدخل فهل يكون هذا حنث باليمين ام لا؟؟؟
وما رأيكم بفعله هذا هل يصح
وفقكم الله
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يجوز الإقسام بهذه الصورة، ومن قرأ العنوان ولم يدخل فليس عليه شيء
والله أعلم
الشيخ محمد العويد
ـ[الذاكرة لله]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 04:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك المولى خيرا على هده المعلومة
بارك الله فيك اختي أمة الله أم عبد الله
ـ[الهاجرية]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 04:26]ـ
ما رأيكم فيمن يقول أقسمت عليكم أن تدخلوا وتروا
السؤال:
ما رأيكم فيمن يقول أقسمت عليكم أن تدخلوا وتروا .. الموضوع
فلو ان احداً من الاعضاء قرأ العنوان ولم يدخل فهل يكون هذا حنث باليمين ام لا؟؟؟
وما رأيكم بفعله هذا هل يصح
وفقكم الله
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يجوز الإقسام بهذه الصورة، ومن قرأ العنوان ولم يدخل فليس عليه شيء
والله أعلم
الشيخ محمد العويد
بارك الله فيك لكن لماذا أقسمتي علينا إذا كان الإقسام بهذه الصورة لا يجوز
وقعت في الأمر المنهي عنه وفقك الله
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 04:31]ـ
جزاكن الله خيراً على المرور أخواتي الفاضلات ..
أختي الهاجرية سامحك الله لم اقع في الخطأ المنهي عنه ولكن قصدت وتعمدت ان يكون عنوان موضوعي هو نفس الفتوى المنهي عنها لسببين. الأول جذب القاريء للدخول للموضوع حتى يقرأ الفتوى الهامة .. والثاني ان يعلم الجميع الصيغه الغير صحيحه والتي لا تجوز كتابتها في عناوين المواضيع ..
اي لا اقول ما لا أفعل بارك الله فيكِ
ـ[التقرتي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 04:34]ـ
ما رأيكم فيمن يقول أقسمت عليكم أن تدخلوا وتروا
السؤال:
ما رأيكم فيمن يقول أقسمت عليكم أن تدخلوا وتروا .. الموضوع
فلو ان احداً من الاعضاء قرأ العنوان ولم يدخل فهل يكون هذا حنث باليمين ام لا؟؟؟
وما رأيكم بفعله هذا هل يصح
وفقكم الله
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يجوز الإقسام بهذه الصورة، ومن قرأ العنوان ولم يدخل فليس عليه شيء
والله أعلم
الشيخ محمد العويد
هذا من اللغو هو قسم عرفي لا ينوي به صاحبه القسم كمن يقول لصاحبه اقسمت بالله عليك ان تتغدى معي. فهذا لا ينوي القسم انما هي عادة القوم فعلى هذا لا حنث عليه ان شاء الله
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 05:04]ـ
جزاكم الله خيرا,
نقرأها كثيرا في الرسائل الالكترونية "الايميل" وغيرها مثل "أمانة في عنقك"
وهي تدخل في باب تلزيم ما لا يلزم كما قال المشايخ وفيها تكليف بما لم يكلف الله عباده,
والله أعلم.
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[24 - Apr-2009, صباحاً 04:42]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
هل قوله في الاستخارة: "اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر" يعني تشكيكا في علم الله؟
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 04:07]ـ
هل قوله في الاستخارة: "اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر" يعني تشكيكا في علم الله؟
السؤال: في دعاء الاستخارة المروي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وردت هذه الجملة (اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ويسمي الإنسان حاجته .......... إلى آخر الدعاء) هل في قول (إن كنت تعلم) تشكيك في علم الله سبحانه وتعالى؟
الجواب:
الحمد لله
ليس هذا تشكيكاً في علم الله تعالى، وكيف يكون تشكيكاً والعبد يريد بهذا الكلام طلب الخير من الله عز وجل، وأن يرشده إليه؟
وكيف يكون تشكيكاً وهو يقول في هذا الدعاء: (إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ)؟
وكيف يكون تشكيكاً وهو يقول: (فَإِنَّكَ تَقْدِرُ، وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)؟
قال الحافظ في "الفتح":
" وَقَوْله (إِنْ كُنْت) اِسْتَشْكَلَ الْكَرْمَانِيُّ الْإِتْيَان بِصِيغَةِ الشَّكّ هُنَا وَلَا يَجُوز الشَّكّ فِي كَوْن اللَّه عَالِمًا، وَأَجَابَ بِأَنَّ الشَّكّ فِي أَنَّ الْعِلْم مُتَعَلِّق بِالْخَيْرِ أَوْ الشَّرّ لَا فِي أَصْل الْعِلْم ".
فالمعنى: أنك يا رب إما أن تكون تعلم هذا الأمر خيراً لي أو تعلمه شراً لي، فإن كان خيراً فيسره.
وليس المعني: إما أن تكون تعلم هذا الأمر خيراً لي، أو لا تعلم - حاشا لله -.
قال في تحفة الأحوذي:
قَالَ الطِّيبِيُّ: " مَعْنَاهُ: اللَّهُمَّ إِنَّك تَعْلَمُ , فَأَوْقَعَ الْكَلَامَ مَوْقِعَ الشَّكِّ عَلَى مَعْنَى التَّفْوِيضِ إِلَيْهِ وَالرِّضَا بِعِلْمِهِ فِيهِ , وَهَذَا النَّوْعُ يُسَمِّيهِ أَهْلُ الْبَلَاغَةِ تَجَاهُلَ الْعَارِفِ وَمَزْجَ الشَّكِّ بِالْيَقِينِ. ويُحْتَمَلُ: أَنَّ الشَّكَّ فِي أَنَّ الْعِلْمَ مُتَعَلِّقٌ بِالْخَيْرِ أَوْ الشَّرِّ لَا فِي أَصْلِ الْعِلْمِ اِنْتَهَى. قَالَ الْقَارِي: وَالْقَوْلُ الْآخَرُ هُوَ الظَّاهِرُ، وَنَتَوَقَّفُ فِي جَوَازِ الْأَوَّلِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى " اِنْتَهَى.
وهذا الأسلوب معروف مشهور في الأحاديث، وفي كلام العرب:
ففي حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة، قال كل واحد منهم: (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا) متفق عليه، واللفظ للبخاري (3215).
قال الحافظ في "الفتح" (6/ 507):
" قوله: (اللهم إن كنت تعلم) فيه إشكال؛ لأن المؤمن يعلم قطعا أن الله يعلم ذلك. وأجيب بأنه تردد في عمله ذلك هل له اعتبار عند الله أم لا؟ وكأنه قال: إن كان عملي ذلك مقبولا فأجب دعائي " انتهى.
وروى البخاري (7029) عن ابْن عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ إِنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَرَوْنَ الرُّؤْيَا ... الحديث، وفيه: (فلما اضْطَجَعْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ فِيَّ خَيْرًا فَأَرِنِي رُؤْيَا).
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 05:59]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[24 - Apr-2009, صباحاً 04:41]ـ
جزانا الله وإياكم(/)
إمام مسجد لا يرى كفر اليهود والنصارى! ويرد الحديث المخالف لعقله!
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 04:08]ـ
إمام مسجد لا يرى كفر اليهود والنصارى! ويرد الحديث المخالف لعقله!
السؤال: بينما كنت أتكلم مع إمام مسجدنا في بعض الأمور: ذكرت له أن اليهود والنصارى مخلدون في نار جهنم , فكان يخالف ذلك الأمر، ويقول: إنه أعلم بالقرآن مني، فزوجة هذا الإمام نصرانية، وأفضل صديق عنده يهوديّ، ويقول أيضاً: إن الحديث يجب أن يكون منطقيّاً حتى نتبعه، أما إذا كان مخالفاً للمنطق: فلا يؤخذ به، فما حكم هذا الرجل؟ هل هو كافر، أم منافق، أم مبتدع؟
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
لا ندري كيف يجهل مثل الأمر إن كان يقرأ الفاتحة في صلاته، وكيف يجهل أن (المغضوب عليهم) هم اليهود، وأن (الضالين) هم النصارى؟!
ولا ندري كيف يكون أعلم بالقرآن منك وهو يقرأ فيه قوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) المائدة/ 17، وقوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) المائدة/ 72، وقوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) المائدة/ 73، وقوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ. اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) التوبة/ 30، 31.
فهل قرأ ذلك الإمام تلك الآيات؟ وهل فيها غموض حتى يجهل معناها؟ وهل علم هذا الإمام أن الإجماع قائم لا على كفر اليهود والنصارى فحسب، بل على كفر من شكَّ في كفرهم!
ثم هب أن هذا الإمام لا يعلم ذلك، أو يظن أن اليهود والنصارى الذين يتعامل معهم، أو يصادقهم ولا يكفرهم، لا يشركون بالله، ولا يعتقدون أن المسيح ابن الله، أو غير ذلك من عقائدهم الشركية؛ فماذا يعلم عن موقفهم من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ هل هم مؤمنون به، مصدقون له في دينه، متبعون له في شرعه؟ أو هم كفار به، مكذبون له ولرسالته؟
قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً) النساء /150 - 151.
وفي صحيح مسلم (153) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
(وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار).
قال الإمام النووي رحمه الله:
" َأَمَّا الْحَدِيثُ فَفِيهِ نَسْخُ الْمِلَلِ كُلِّهَا بِرِسَالَةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ): أَيْ مِمَّنْ هُوَ مَوْجُودٌ فِي زَمَنِي وَبَعْدِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَكُلُّهُمْ يَجِبُ عَلَيْهِ الدُّخُولُ فِي طَاعَتِهِ. وَإِنَّمَا ذَكَرَ الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيَّ تَنْبِيهًا عَلَى مَنْ سِوَاهُمَا، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَهُمْ كِتَابٌ؛ فَإِذَا كَانَ هَذَا شَأْنَهُمْ مَعَ أَنَّ لَهُمْ كِتَابًا، فَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ لَا كِتَابَ لَهُ أَوْلَى. وَاللَّهُ أَعْلَمُ." انتهى.
فمثل هذا لا يخفى على موحِّد، إلا أن يكون التوحيد والشرك عنده سواء، وإذا كان لا يرى كفر اليهود والنصارى: فما حكم المسلمين عنده؟! لأن المسلمين عند اليهود والنصارى كفار مخلدون في نار جهنم! فهل يرى رأيهم، ويعتقد اعتقادهم؟!.
والذي نقوله أنا لا نشك في أن ما قاله ردة عن الدين، وكفر بإجماع المسلمين، فإن كان مكلَّفاً يدري ما يقول، وقد علم حكم ذلك في الإسلام، فقد خرج من ملة الإسلام، وكفر باعتقاده ذلك.
1. قال ابن حزم – رحمه الله -: واتفقوا على تسمية اليهود والنصارى كفاراً.
" مراتب الإجماع " (ص 119).
2. وقال القاضي عياض – رحمه الله -: ولهذا نكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل، أو وقف فيهم، أو شك، أو صحح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك الإسلام، واعتقده، واعتقد إبطال كل مذهب سواه: فهو كافر بإظهار ما أظهره من خلاف ذلك.
" الشفا في أحوال المصطفى " (2/ 610).
3. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: قد ثبت في الكتاب، والسنَّة، والإجماع: أن من بلغته رسالته صلى الله عليه وسلم فلم يؤمن به: فهو كافر، لا يقبل منه الاعتذار بالاجتهاد؛ لظهور أدلة الرسالة، وأعلام النبوة.
" مجموع الفتاوى " (12/ 496).
4. وقال – رحمه الله – أيضاً -: إن اليهود والنصارى كفار كفراً معلوماً بالاضطرار من دين الإسلام.
" مجموع الفتاوى " (35/ 201).
5. وقال الحجاوي - رحمه الله -: من لم يكفر من دان بغير الإسلام، كالنصارى، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم: فهو كافر.
" كشاف القناع " (6/ 170).
07 وفي الإقناع ـ أيضا ـ للحجاوي، وشرحه، للبهوتي (6/ 170): " (وقال الشيخ [أي: شيخ الإسلام ابن تيمية]: من اعتقد أن الكنائس بيوت الله، وأن الله يُعبد فيها، وأن ما يفعل اليهود والنصارى عبادة لله وطاعة له ولرسوله، أو أنه يحب ذلك أو يرضاه) فهو كافر، لأنه يتضمن اعتقاد صحة دينهم، وذلك كفر كما تقدم (أو أعانهم على فتحها) أي الكنائس (وإقامة دينهم، و) اعتقد (أن ذلك قربة أو طاعة: فهو كافر)؛ لتضمنه اعتقادَ صحة دينهم. (وقال) الشيخ (في موضع آخر: من اعتقد أن زيارة أهل الذمة في كنائسهم قربة إلى الله: فهو مرتد. وإن جهل أن ذلك محرم: عُرِّف ذلك؛ فإن أصر: صار مرتدا)، لتضمنه تكذيب قوله تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام} ". انتهى.
6. وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله -: ما حكم مَن لم يكفِّر اليهود والنصارى؟.
فأجاب:
هو مثلهم، مَن لم يكفر الكفار: فهو مثلهم، الإيمان بالله هو تكفير من كفر به، ولهذا جاء في الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من وحَّد الله وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه وحسابه على الله)، ويقول جل وعلا: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
فلا بد من الإيمان بالله، وتوحيده والإخلاص له، والإيمان بإيمان المؤمنين، ولا بد من تكفير الكافرين، الذين بلغتهم الشريعة ولم يؤمنوا، كاليهود، والنصارى، والمجوس، والشيوعيين، وغيرهم، ممن يوجد اليوم، وقبل اليوم، ممن بلغتهم رسالة الله ولم يؤمنوا، فهم من أهل النار كفار، نسأل الله العافية.
" فتاوى الشيخ ابن باز " (28/ 46، 47).
7. وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: عمَّا زعمه أحد الوعاظ في مسجد من مساجد " أوربا " من أنه لا يجوز تكفير اليهود والنصارى؟.
فأجاب – بعد أن ساق بعض الآيات السابقة -:
(يُتْبَعُ)
(/)
.. فمَّن أنكر كفر اليهود والنصارى الذين لم يؤمنوا بمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وكذبوه: فقد كذَّب الله عز وجل، وتكذيب الله: كفر، ومن شك في كفرهم: فلا شك في كفره هو.
ويا سبحان الله! كيف يرضى هذا الرجل أن يقول: إنه لا يجوز إطلاق الكفر على هؤلاء وهم يقولون: " إن الله ثالث ثلاثة "، وقد كفرهم خالقهم عز وجل؟ وكيف لا يرضى أن يكفر هؤلاء وهم يقولون: " إن المسيح ابن الله "، ويقولون: " يد الله مغلولة "، ويقولون: " إن الله فقير ونحن أغنياء "؟! كيف لا يرضى أن يكفر هؤلاء وأن يطلق كلمة الكفر عليهم وهم يصفون ربهم بهذه الأوصاف السيئة التي كلها عيب، وشتم، وسب؟!.
وإني أدعو هذا الرجل، أدعوه: أن يتوب إلى الله عز وجل، وأن يقرأ قول الله تعالى: (ودوا لو تدهن فيدهنون) وألا يداهن هؤلاء في كفرهم، وأن يبين لكل أحد أن هؤلاء كفار، وأنهم من أصحاب النار، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني من هذه الأمة - أي: أمة الدعوة - ثم لا يتبع ما جئت به - أو قال: لا يؤمن بما جئت به - إلا كان من أصحاب النار).
فعلى هذا القائل أن يتوب إلى ربه من هذا القول العظيم الفرية، وأن يعلن إعلاناً صريحاً بأن هؤلاء كفرة، وأنهم من أصحاب النار، وأن الواجب عليهم أن يتبعوا النبي الأمي محمَّداً صلى الله عليه وسلم، فإنه مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل (يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) ...
وإني أقول: إن كل مَن زعم أن في الأرض ديناً يقبله الله سوى دين الإسلام: فإنه كافر، لا شك في كفره؛ لأن الله عز وجل يقول في كتابه: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)، ويقول عز وجل: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً).
وعلى هذا - وأكررها مرة ثالثة -: على هذا القائل أن يتوب إلى الله عز وجل، وأن يبين للناس جميعاً أن هؤلاء اليهود والنصارى كفار؛ لأن الحجة قد قامت عليهم، وبلغتهم الرسالة، ولكنهم كفروا عناداً ... وهذا أمر لا إشكال فيه، والله المستعان.
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " (3 / جواب السؤال رقم: 386) باختصار.
وانظر جواب السؤال (6688 ( http://islamqa.com/ar/ref/6688) ) ففيه زيادات مهمة.
ثانياً:
وأما قوله: إن الحديث ينبغي رده إذا كان مخالفاً للمنطق: فهي دعوى فارغة، لا تستحق الالتفات لها، فمنطق من نعرض عليه الحديث؟ هؤلاء الذين تزوج منهم، وصادقهم، ومن لم يكفرهم: من منطقهم: الشذوذ، والربا، والزنا، وشرب الخمر، وعبادة الدولار، فأي حديث شريف فيه تحريم الربا، وتحريم الخمر، وحرمة البيع على البيع، وحرمة كسب الحرام، وحرمة الاختلاط، والنظر إلى المحرمات: أي شيء من ذلك سيقبلونه؟
أو من منطق من تأثر ببلاد الكفر وما يراه فيها، أو منطق أهل البدع والضلال، أو منطق من؟!
وإذا كان الرجل يعجبه كلام أهل العقول، فنذكر له هنا نصا مهما، ليس لأحد أئمة أهل الحديث، بل لأحد أصحاب المنهج العقلي، وهو الفيلسوف المعروف: أبو الحسن العامري (ت: 381هـ)، يقول:
" وليس يُشَك أن أصحاب الحديث هم المعنيّون بمعرفة التواريخ العائدة بالمنافع والمضار، وهم العارفون لرجال السلف بأنسابهم وأماكنهم، ومقادير أعمارهم، ومن اختلف إليهم وأخذ العلم عنهم. بل هم المتحققون لما يصِحّ من الأحاديث الدينية وما يسْقَم، وما يقوى منها وما يضعف؛ بل هم المتجشمون للحِلّ والترحال في أقاصي البلدان وأدانيها، ليأخذوا عن الثقات سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هم المجتهدون أن يصيروا نُقَّاد الآثار، وجهابذة الأخبار، فيعرفوا الموقوف منها والمرفوع، والمسند والمرسل، والمتصل والمنقطع، والنسيب والمُلْصق، والمشهور والمدلس، وأن يصونوا صناعتهم صيانة لو رام أحد أن يفتعل حديثا مُزَوَّرا، أو يغير إسنادا، أو يحرف متنا، أو يروج فيها ما روج في الأخبار الأدبية، كالفتوح والسير والأسمار والوقائع: للحقه من جماعتهم أعنف النكير.
وإذا كان هذا سعيهم، وعليه مدار أمرهم: فمن الواجب أن نعتقد لهم فيما أكَّدوا من العناية أعظم الحق، وأوفر الشكر، وأتم الإحماد، وأبلغ التقريط ". انتهى.
الإعلام بمناقب الإسلام، لأبي الحسن العامري (113).
وينظر جواب السؤال رقم: (115125 ( http://islamqa.com/ar/ref/115125) ) ففيه زيادة بيان.
لكن إذا كان الرجل يشك في كفر اليهود والنصارى، ويجادل عنهم؛ فأي شيء تنتظر منه بعد ذلك؟!
لكن، لأن هذا الرجل مقيم في بلاد الكفر، ونخشى أن يكون قد وقر في قلبه شيء من الشبهة في كفر هؤلاء، أو ألقى عليه بعض أهل الضلالة شيئا من بدعهم وضلالالتهم، لا سيما وقد وجدنا منذ سنوات من يتكلم بذلك الضلال: فبيِّن له ما ذكرناه لك، وذكر بما زعم أنه عارف به من نصوص القرآن والسنة، واعرض عليه نصوص أهل العلم على ذلك: فإن أبى وأصر على موقفه، فليس هذا بمسلم أصلا، فضلا عن أن يكون إماما.
والذي ننصحك به، على كل حال: ألا تصلي خلفه مثل هذا الرجل، جمعة ولا جماعة، ولا فرضا ولا نفلا؛ وابحث لك عن مكان آخر، إمامه سالم من تلك الضلالات.
والله أعلم
موقع الإسلام سؤال وجواب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 04:25]ـ
لقد حق لنا اليوم البكاء على حال امتنا(/)
الهداية تجر الهداية والضلال يجر الضلال
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 04:18]ـ
الهداية تجر الهداية والضلال يجر الضلال
تكرر في القرآن جعل الأعمال القائمة بالقلب والجوارح سبب الهداية والإضلال فيقوم بالقلب والجوارح أعمال تقتضي الهدى اقتضاء السبب لمسببه والمؤثر لأثره، وكذلك الضلال، فأعمال البر تثمر الهدى، وكلما ازداد منها ازداد هدى، وأعمال الفجور بالضد، وذلك أن الله سبحانه يحب أعمال البر فيجازي عليها بالهدى والفلاح ويبغض أعمال الفجور ويجازي عليها بالضلال والشقاء.
وأيضا فإنه البر ويحب أهل البر فيقرب قلوبهم منه بحسب ما قاموا به من البر، ويبغض الفجور وأهله فيبعد قلوبهم منه بحسب ما اتصفوا به من الفجور، فمن الأصل قوله تعالى: «الم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين» البقرة: 1 - 2 وهذا يتضمن أمرين:
«أحدهما:» أنه يهدي به من اتقى مساخطه قبل نزول الكتاب. فإن الناس على اختلاف مللهم ونحلهم قد استقر عندهم أن الله سبحانه يكره الظلم والفواحش والفساد في الأرض ويمقت فاعل ذلك، ويحب العدل والإحسان والجود والصدق والإصلاح في الأرض ويحب فاعل ذلك، فلما نزل الكتاب أثاب سبحانه أهل البر بأن وفقهم للإيمان به جزاء لهم على برهم وطاعتهم، وخذل أهل الفجور والفحش والظلم بأن حال بينهم وبين الاهتداء به.
من كتاب الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 05:31]ـ
فتاوى الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله-
في التلفاز
سؤال: ما حكم اقتناء التلفاز والنظر اليه لاجل معرفة الاخبار؟
الشيخ: لا يجوز , من اجل الصورة , ومن اجل ما يحصل فيه من الفجور والفسوق وتعليم السرقة , والنبي -صلى الله عليه وعلى اله وسلم- يقول (لا تدخل الملائكة بيتا فيه ... ولا صورة) , واراد ان يدخل حجرة عائشة فوجدها قد سترت سهوة لها بقرام فيه تصاوير فقال (ان من اشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور) وشققها , وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وعلى اله وسلم- انه قال (يقول الله سبحانه وتعالى (ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي , فليخلقوا ذرة , او ليخلقوا حبة , او شعيرة) , وكذا نظر الرجل إلى المرأة اذا كانت هي التي تلقي الأخبار , والله عز وجل يقول ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يعملون)) , او اذا كان المذيع رجلا وكانت المرأة تنظر اليه , يقول الله عز وجل ((وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن)). انتهى
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[16 - Apr-2009, صباحاً 03:32]ـ
بارك الله فيكم(/)
اصول مذهب الشيخ الالباني رحمه الله
ـ[التقرتي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 05:44]ـ
الشيخ الالباني رحمه الله صاحب باع طويل في الحديث و الفقه.
اتمنى مشاركة الاخوة لوضع بعض الخطوط العريضة على اختيارات الشيخ الاصولية.
الشيخ يرى ان القرآن و السنة المصدر الاول للتشريع و لا يقدم القرآن على السنة اما بالنسبة للاجماع فيراه في المرتبة الثانية فمتى تعارض النص مع الاجماع فالنص مقدم على الاجماع.
للشيخ نظرة خاصية ايضا للعام و الخاص و لقبول الاجماع.
من يتكرم فيثري لنا الموضوع باستنباط بعض اصول الشيخ من كلامه او من استقراء فتاويه و بارك الله في الجميع
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 02:21]ـ
لابد النقل من المصادر كما هو منهجك لأن هذا فهم منك ثم مسألة أن الشيخ يقدم النص على الإجماع هذا بعيد لذا عليك التوثيق أو السكوت. لأنه لايتعارض النص مع الإجماع.
ـ[التقرتي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 06:07]ـ
للمشاركات الجادة
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 04:52]ـ
ما منهج الشيخ فيما يخص الإجماع وتفاصيله؟ بارك الله فيكم.
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 05:01]ـ
وما موقفه من قول الصحابي هل هو حجة عنده؟
ـ[جهاد بن دالي]ــــــــ[12 - Jun-2009, صباحاً 08:25]ـ
أصول أهل الحديث العلمية والعملية
ـ[تلميذ الأشرطة الألبانية]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 08:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛
يشرفني أن أنضم إليكم في هذا الجمع الطيب، وأتمنى أن أقدم لكم ما علمته من إمامنا المجدد رحمة الله عليه.
قبل كل شيء أرغب بتحذير الجميع من أن يعتمد كلامي إعتماداً نهائياً إعتقاداً منه أني من طلاب العلم أو ماشابه.
فما أنا إلا رجلاً كدتُ أن أنزلق في العقليات، ولكن تداركني الله برحمة منه اسمه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمة الله تعالى عليه وعلى جميع علماءنا وموتانا المسلمين.
تتلمذتُ على أشرطته حتى عشقتها فلم أعد أستطيع ركوب السيارة والسفر بدون كمية من أشرطته آخذ منها أصول التفكير والتحليل والأدب والعلم، لقد تعلمتُ منه حتى كيف أفكر.
سمعته يذكر أن إجماع الصحابة مُقدَّم على صريح القرآن، وأظنه ذكر أن صريح القرآن لن يخالفه الصحابة إلا بعلم منهم بنسخ ما ورد بصريح القرآن، فهم بلا شك أعلم الناس بالقرآن وأحكامه وتفسيره.
وسمعته يوم يذكر أن الصحابي حجة، إلا إذا عارض صحابياً أوثق منه وأكثر مصاحبة للرسول صلى الله عليه وسلم، أو خالف إجماع الصحابة، حينها فإنه لا يحتج بالصحابي الأول رضوان الله عليهم أجمعين.
أرجو أني قد نقلتها كما قلها رحمة الله عليه، وسأتحرى مصادفة هذه المقاطع من أشرطته، فيما بعد وإحضارها لكم إن شاء الله تعالى، وأعتذر شديد الإعتذار عن الإطالة.
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 11:01]ـ
أظن أن ما خالف فيه الحق إنما هو خطأ في التطبيق فقط ولا علاقة له بالمنهج.(/)
موقف أهل السنة من أصحاب الخلاف غير السائغ ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 08:42]ـ
منهج السلف وأهل السنة في التعامل مع أصحاب الخلاف غير السائغ
الحمد لله وحده ..
أما بعد ..
فلابد من جواب بعض الأسئلة قبل الدخول في تلك الأصول ..
السؤال الأول: ما هو ضابط الخلاف غير السائغ (؟؟)
يكون الخلاف غير سائغ إذا توفرت فيه هذه الشرط:
أولاً: أن يصدر الخلاف من غير عالم توفرت فيه آلية الاجتهاد في الجملة.
ثانياً: أن يكون القول مخالفاً للإجماع الصحيح واضح القطعية،.
ثالثاً: أن يكون القول مخالفا لدليل واضح القطعية في الدلالة أو إجماع ظني ليس عند المخالف ما يدفعه من خلاف معتبر أو دليل مقاوم. (ولا يشترط في الحديث أن يكون قطعي الثبوت بل يكفي مجرد التسليم بصحته في الجملة)
رابعاً: أن يكون القول مبنياً على أصل غير معتبر ثبت عدم اعتباره بالدليل القاطع واضح القطعية.
فمتى صدر القول ممن له حق الاجتهاد وبناه على أصل معتبر ولم يُخالف به دليلاً ثابتاً واضح القطعية في دلالته = كان قولاً سائغاً معتبراً وإلا كان غير سائغ.
السؤال الثاني: كيف يكون خلاف مخالف القطعيات السابقة = خلافاً غير سائغ فقط (؟؟)
قلت: هذا باب خلط فيه كثير من الناس حتى أوقعهم ذلك في تكفير مخالف القطعيات ضربة لازب ..
وهذا باطل محض ولا يَكفر إلا من أنكر القطعي الواضح المعلوم من الدين بالضرورة ..
أما مطلق القطعيات فهي مما يتفاوت في ضبطه والحكم عليه =الناس ...
ولا يكفر منكر القطعي إلا إذا لم يكن عنده حجة يدفع بها ذلك القطعي ... أي: لا يكفر إلا إذا سلم بقطعيتها ثم أنكرها ..
أما من خالف القطعي فلا تخلو هذه القطعية من أن تكون ظاهرة أو غير ظاهرة ..
فغير الظاهرة أي التي هي ارتفاع درجة اطمئنان صاحب القول لقوله ولدليله فهذه لا تجعل خلاف مخالفه غير سائغ ..
أما القطعية الواضحة فهي التي تجعل الخلاف غير سائغ ..
وضبط هاتين الرتبتين من موارد الاجتهاد وفيه الطرفان والوسط ..
ولذا عبرنا في الكلام بوصف القطعية بالوضوح وإلا فالباحث قد ينظر في الدليل فيراه قطعياً ولا تكون هذه القطعية بمنزلة القطعية الواضحة لكل أحد.
قال شيخ الإسلام رداً على من نفى الوصول للقطعية بالاجتهاد: ((تضمن هذا الكلام أن ما علم بالاجتهاد لا يكون قطعياً قط، وليس الأمر كذلك، فرب دليل خفي قطعي)).
قال الجويني: ((ثم القواطع: منها الجلي ومنها خفي ... )).
ولذا لا يأثم مخالف القطعي لمجرد مخالفته له .. قال شيخ الإسلام: ((وَالصَّوَابُ الَّذِي عَلَيْهِ الْأَئِمَّةُ أَنَّ مَسَائِلَ الِاجْتِهَادِ لَمْ يَكُنْ فِيهَا دَلِيلٌ يَجِبُ الْعَمَلُ بِهِ وُجُوبًا ظَاهِرًا، مِثْلُ حَدِيثٍ صَحِيحٍ لَا مُعَارِضَ مِنْ جِنْسِهِ فَيَسُوغُ لَهُ - إذَا عَدِمَ ذَلِكَ فِيهَا - الِاجْتِهَادُ لِتَعَارُضِ الْأَدِلَّةِ الْمُتَقَارِبَةِ.أَوْ لِخَفَاءِ الْأَدِلَّةِ فِيهَا.وَلَيْسَ فِي ذِكْرِ كَوْنِ الْمَسْأَلَةِ قَطْعِيَّةً طَعْنٌ عَلَى مَنْ خَالَفَهَا مِنْ الْمُجْتَهِدِينَ كَسَائِرِ الْمَسَائِلِ الَّتِي اخْتَلَفَ فِيهَا السَّلَفُ)).
ثم نبدأ الكلام عن هذه الأصول بحول الله وقوته ..
الأصل الأول: أن الخلاف غير السائغ هو من المحرمات،يجب اجتنابه، وعدم تقليد صاحبه.ولا يُفتى به.
أما كونه حراماً فقد قال الشافعي: ((الاختلاف من وجهين: أحدهما محرم،ولا أقول ذلك في الآخر)).
وأما وجوب اجتنابه فقد قال الأوزاعي: ((نجتنب أو نترك من قول أهل العراق خمسا ومن قول أهل الحجاز خمسا من قول أهل العراق شرب المسكر والأكل في الفجر في رمضان ولا جمعة إلا في سبعة أمصار وتأخير صلاة العصر حتى يكون ظل كل شيء أربعة أمثاله والفرار يوم الزحف ومن قول أهل الحجاز استماع الملاهي والجمع بين الصلاتين من غير عذر والمتعة بالنساء والدرهم بالدرهمين والدينار بالدينارين يدا بيد وإتيان النساء في أدبارهن)).
وقال ابن مجاهد والحكم بن عتيبة ومالك وغيرهم: ((ليس أحد من خلق الله إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه و سلم وقال سليمان التيمي إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله قال ابن عبد البر هذا إجماع لا أعلم فيه خلافا)).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشاطبي: ((زلة العالم لا يصح اعتمادها من جهة ولا الأخذ بها تقليدا له وذلك لأنها موضوعة على المخالفة للشرع ولذلك عدت زلة وإلا فلو كانت معتدا بها لم يجعل لها هذه الرتبة ولا نسب إلى صاحبها الزلل فيها)).
الأصل الثاني: أن تلك القطعية لا تمنع إعذار المخالفين لها؛ لما لهم من الشبهة والتأويل، ومخالفتهم للقطعيات لا تمنع إعذارهم.
قال شيخ الإسلام: ((فمن قال إن المخطىء في مسألة قطعية أو ظنية يأثم فقد خالف الكتاب والسنة والإجماع القديم، قالوا وأيضا فكون المسألة قطعية أو ظنية هو أمر إضافي بحسب حال المعتقدين ليس هو وصفا للقول في نفسه فإن الإنسان قد يقطع بأشياء علمها بالضرورة أو بالنقل المعلوم صدقه عنده وغيره لا يعرف ذلك لا قطعا ولا ظنا وقد يكون الإنسان ذكيا قوي الذهن سريع الإدراك علما وظنا فيعرف من الحق ويقطع به ما لا يتصوره غيره ولا يعرفه لا علما ولا ظنا فالقطع والظن يكون بحسب ما وصل إلى الإنسان من الأدلة وبحسب قدرته على الإستدلال، والناس يختلفون في هذا وهذا فكون المسألة قطعية أو ظنية ليس هو صفة ملازمة للقول المتنازع فيه حتى يقال كل من خالفه قد خالف القطعي بل هو صفة لحال الناظر المستدل المعتقد وهذا مما يختلف فيه الناس فعلم أن هذا الفرق لا يطرد ولا ينعكس)).
قال شيخ الإسلام: ((إن القول بتحريم الحيل قطعي ليس من مسائل الاجتهاد كما قد بيناه وبينا إجماع الصحابة على المنع منها بكلام غليظ يخرجها من مسائل الاجتهاد واتفاق السلف على أنها بدعة محدثة وكل بدعة تخالف السنة وآثار الصحابة فإنها ضلالة وهذا منصوص الإمام أحمد وغيره، وحينئذ فلا يجوز تقليد من يفتي بها ويجب نقض حكمه ولا يجوز الدلالة لأحد من المقلدين على من يفتي بها مع جواز ذلك في مسائل الاجتهاد وقد نص أحمد على هذه المسائل في مثل هذا وإن كنا نعذر من اجتهد من المتقدمين في بعضها وهذا كما أن أعيان المكيين والكوفيين لا يجوز تقليدهم في مسألة المتعة والصرف والنبيذ ونحوها)).
قال الشاطبي: ((كما أنه لا ينبغي أن ينسب صاحبها إلى التقصير ولا أن يشنع عليه بها ولا ينتقص من أجلها أو يعتقد فيه الإقدام على المخالفة بحتا فإن هذا كله خلاف ما تقتضي رتبته في الدين)).
ويقول الشيخ عمن خالف ما في عقيدته الواسطية (وجل خلاف ما في الواسطية إنما هو من الخلاف غير السائغ): ((وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ خَالَفَ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا الِاعْتِقَادِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَالِكًا فَإِنَّ الْمُنَازِعَ قَدْ يَكُونُ مُجْتَهِدًا مُخْطِئًا يَغْفِرُ اللَّهُ خَطَأَهُ وَقَدْ لَا يَكُونُ بَلَغَهُ فِي ذَلِكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا تَقُومُ بِهِ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ وَقَدْ يَكُونُ لَهُ مِنْ الْحَسَنَاتِ مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ سَيِّئَاتِهِ، وَإِذَا كَانَتْ أَلْفَاظُ الْوَعِيدِ الْمُتَنَاوَلَةُ لَهُ لَا يَجِبُ أَنْ يَدْخُلَ فِيهَا الْمُتَأَوِّلُ وَالْقَانِتُ وَذُو الْحَسَنَاتِ الْمَاحِيَةِ وَالْمَغْفُورُ لَهُ وَغَيْرُ ذَلِكَ: فَهَذَا أَوْلَى، بَلْ مُوجِبُ هَذَا الْكَلَامِ أَنَّ مَنْ اعْتَقَدَ ذَلِكَ نَجَا فِي هَذَا الِاعْتِقَادِ وَمَنْ اعْتَقَدَ ضِدَّهُ فَقَدْ يَكُونُ نَاجِيًا وَقَدْ لَا يَكُونُ نَاجِيًا كَمَا يُقَالُ مَنْ صَمَتَ نَجَا)).
وانظر: ((مجموع الفتاوى)) (1/ 113،12)، (4/ 501)، (5/ 306)،و ((جامع المسائل)) (3/ 151)،و ((الدرر السنية)) (10/ 93 - 95).
الأصل الثالث:الموقف من قائل القول غير السائغ هو نفس الموقف من المسلم إذا ارتكب محرماً يغلب على الظن تأوله فيه.فنصيحته واجبة، وحفظ حرمته قائم. فما دام مسلماً فله من حقوق المسلم .. تزيد كلما زادت موجبات الإسلام عنده.
فلا يجوز شتمه ولا سبه، ولا الكذب عليه، ولا البغي عليه ولا تحميل كلامه مالا يحتمل مع إدامة إنصافه والعدل فيه ومعه.
وأبدأ هذا بذكر تقرير شيخ الإسلام لعدل أهل السنة مع الرافضة، ولم يقل وأين أنتم من ظلم الرافضة وبغيهم، بل قرر: ليس لنا مثل السوء وأنا لا ننزل لدركات الظالمين، وليس من شذ شراً من الرافضة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الشيخ: ((ومع هذا فأهل السنة يستعملون معهم العدل والإنصاف ولا يظلمونهم فإن الظلم حرام مطلقا كما تقدم بل أهل السنة لكل طائفة من هؤلاء خير من بعضهم لبعض بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض)).
الإخنائي عندي أشر وأفسد من جل من يشذ .. فانظر إلى عدل شيخ الإسلام معه واعتباره لإسلامه حين يقول: ((وهذا الموضع يغلط فيه هذا المعترض وأمثاله، ليس الغلط فيه من خصائصه، ونحن نعدل فيه ونقصد قول الحق والعدل فيه كما أمر الله تعالى فإنه أمر بالقسط على أعدائنا الكفار .... فكيف بإخواننا المسلمين،والمسلمون أخوة والله يغفر له ويسدده ويوفقه وسائر إخواننا المسلمين)).
ويقول الشيخ في ابن مخلوف وهو أضر وأشر من مئة كالذين يشذون: ((وَابْنُ مَخْلُوفٍ لَوْ عَمِلَ مَهْمَا عَمِلَ وَاَللَّهِ مَا أَقْدِرُ عَلَى خَيْرٍ إلَّا وَأَعْمَلُهُ مَعَهُ وَلَا أُعِينُ عَلَيْهِ عَدُوَّهُ قَطُّ. وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ. هَذِهِ نِيَّتِي وَعَزْمِي، مَعَ عِلْمِي بِجَمِيعِ الْأُمُورِ. فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَلَنْ أَكُونَ عَوْنًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى إخْوَانِي الْمُسْلِمِينَ)).
لما تكلم أحد العلماء في محمد بن طاهر بكلام خشن رد عليه الذهبي وقال في رده عليه فيما نسبه إلى ابن طاهر من أنه كان يرى الإباحة: ((قُلْتُ: مَا تَعْنِي بِالإِباحَةِ؟ إِن أَردتَ بِهَا الإِباحَة المطلقَة، فَحَاشَا ابْن طَاهِر، هُوَ - وَاللهِ - مُسْلِمٌ أَثرِيٌّ، مُعَظِّمٌ لِحُرُمَاتِ الدِّينِ، وَإِنْ أَخْطَأَ أَوْ شَذَّ، وَإِن عَنِيتَ إِباحَةً خَاصَّةً، كَإِباحَةِ السَّمَاعِ، وَإِباحَةِ النَّظَر إِلَى المُرْدِ، فَهَذِهِ مَعصيَةٌ، وَقول لِلظَاهِرِيَة بِإِباحتهَا مرجوح
ثم قال ابن ناصر: كان يذهب مذهب الإباحة. يعني في النظر إلى الملاح. وإلا فلو كان يذهب إلى إباحة مطلقة لكان كافراً، والرجل مسلم متبع للأثر، سني. وإن كان قد خالف في أمور مثل جواز السماع، وقد صنف فيه مصنفاً ليته لا صنفه)).
فأنظر كيف عدل معه حتى حرر مذهبه وحفظ له حقه!!
وقال الذهبي: ((قلت: غلاة المعتزلة، وغلاة الشيعة، وغلاة الحنابلة، وغلاة الاشاعرة، وغلاة المرجئة، وغلاة الجهمية، وغلاة الكرامية، قد ماجت بهم الدنيا، وكثروا، وفيهم أذكياء وعباد وعلماء، نسأل الله العفو والمغفرة، لاهل التوحيد، ونبرأ إلى الله من الهوى والبدع، ونحب السنة وأهلها، ونحب العالم على ما فيه من الاتباع والصفات الحميدة، ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ، وإنما العبرة بكثرة المحاسن))
فتأمل كيف أثبت العلم والعذر بالتأويل حتى لغلاة أهل البدع.
ولا يقال له أحللت الحرام .. ليس كما اعتاد االبعض من وصف مخالفيه بالإباحية!!!!
قال الشافعي: ((و المستحل لنكاح المتعة و المفتي بها و العامل بها ممن لا ترد شهادته و كذلك لو كان موسرا فنكح أمة مستحلا لنكاحها مسلمة أو مشركة لأنا نجد من مفتي الناس و أعلامهم من يستحل هذا و هكذا المستحل الدينار بالدينارين و الدرهم بالدرهمين يدا بيد و العامل به لأنا نجد من أعلام الناس من يفتي به و يعمل به و يرويه و كذلك المستحل لإتيان النساء في أدبارهن فهذا كله عندنا مكروه محرم و إن خالفنا الناس فيه فرغبنا عن قولهم و لم يدعنا هذا إلى أن نجرحهم و نقول لهم: إنكم حللتم ما حرم الله و أخطأتم لأنهم يدعون علينا الخطأ كما ندعيه عليهم و ينسبون من قال قولنا إلى أنه حرم ما أحل الله عز و جل)).
وقال ابن المبارك لمناظريه منكراً عليهم: ((فَمَا قَوْلُكُمْ فِي عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ، وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ قَالُوا: كَانُوا خِيَارًا، قُلْت: فَمَا قَوْلُكُمْ فِي الدِّرْهَمِ بِالدِّرْهَمَيْنِ يَدًا بِيَدٍ فَقَالُوا: حَرَامٌ، فَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: إنَّ هَؤُلَاءِ رَأَوْهُ حَلَالًا فَمَاتُوا وَهُمْ يَأْكُلُونَ الْحَرَامَ (؟؟!!!))).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال شيخ الإسلام: ((علماء المسلمين وأئمة الدين ما زالوا يتنازعون في بعض المسائل فيبيح هذا من الفروج ما يحرمه هذا كما يبيح كثير نكاح أم المزني بها وابنتها ولا يرون الزنا ينشر حرمة المصاهرة وهو قول الشافعي وغيره .... وتنازعوا فيما سوى ذلك وهم كلهم مجتهدون مصيبون بمعنى أنهم مطيعون لله وأما بمعنى العلم بحكمه في نفس الأمر فالمصيب واحد وله أجران والآخر له أجر وخطأه مغفور له لا يطلق القول على أحدهم إنه أحل ما حرم الله وحرم ما أحل الله بمعنى الاستحلال والتعمد وإذا أريد أن ذلك وقع على وجه التأويل فعامة العلماء وقعوا في مثل هذا والله يأجرهم ولا يؤاخذهم على خطأهم))
قال شيخ الإسلام: ((وأئمة السنة والجماعة و أهل العلم والإيمان فيهم العلم و العدل و الرحمة فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة و يعدلون على من خرج عنها ولو ظلمهم
كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
و يرحمون الخلق فيريدون لهم الخير و الهدى و العلم لا يقصدون الشر لهم ابتداء بل إذا عاقبوهم و بينوا خطأهم و جهلهم و ظلمهم كان قصدهم بذلك بيان الحق و رحمة الخلق و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا)).
وقال: ((فنهى أن يحمل المؤمنين بغضهم للكفار على ألا يعدلوا عليهم فكيف إذا كان البغض لفاسق أو مبتدع متأول من أهل الإيمان فهو أولى أن يجب عليه ألا يحمله ذلك على ألا يعدل على مؤمن وإن كان ظالما له)).
الأصل الرابع: الحكم على الظاهر والله يتولى السرائر.
وهذا أصل متين من أصول الشرع الكريم، ومحله هنا: أن من نازع نزاعاً غير سائغ وأظهر الاستدلال والرجوع لنصوص الشرع في الجملة = عذرناه،ولم نحكم عليه بأنه صاحب هوى، أو نحوه بغير بينة ظاهرة،وأن مرجع ذلك الحكم في الجملة لأهل العلم لا لآحاد الناس والطلبة.
ونحن لا نمنع أن يكون بعض من يشذ =أصحاب هوى،ولكنا نمنع التصدي لإصدار مثل هذه الأحكام القضائية الباطنية من غير بينات ظاهرة، وأهل العلم من السلف ما كانوا يهجمون على الحكم على أعيان العلماء بمثل ذلك في الجملة، ومن وقع منه ذلك منهم أنكره عليه من بعده من أهل العلم صيانة لهذا الأصل الكريم أن ينتهك.
قال شيخ الإسلام: ((وربما اختلف قولهم فى المسألة العلمية والعملية مع بقاء الألفة والعصمة واخوة الدين نعم من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافا لا يعذر فيه فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع))
فتأمل حرصه على نفس القيد حتى مع من خالف القطعيات.
وانظر إليه لما تسور بعضهم على باطن الرازي (وليس جل من يشذ بأعظم خطأ من الفخر الرازي) كيف رد: ((وَلَيْسَ هَذَا تَعَمُّدًا مِنْهُ لِنَصْرِ الْبَاطِلِ؛ بَلْ يَقُولُ بِحَسَبِ مَا تُوَافِقُهُ الْأَدِلَّةُ الْعَقْلِيَّةُ فِي نَظَرِهِ وَبَحْثِهِ. فَإِذَا وُجِدَ فِي الْمَعْقُولِ بِحَسَبِ نَظَرِهِ مَا يَقْدَحُ بِهِ فِي كَلَامِ الْفَلَاسِفَةِ قَدَحَ بِهِ فَإِنَّ مِنْ شَأْنِهِ الْبَحْثَ الْمُطْلَقَ بِحَسَبِ مَا يَظْهَرُ لَهُ فَهُوَ يَقْدَحُ فِي كَلَامِ هَؤُلَاءِ بِمَا يَظْهَرُ لَهُ أَنَّهُ قَادِحٌ فِيهِ مِنْ كَلَامِ هَؤُلَاءِ وَكَذَلِكَ يَصْنَعُ بِالْآخَرِينَ وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُسِيءُ بِهِ الظَّنَّ وَهُوَ أَنَّهُ يَتَعَمَّدُ الْكَلَامَ الْبَاطِلَ؛ وَلَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ تَكَلَّمَ بِحَسَبِ مَبْلَغِهِ مِنْ الْعِلْمِ وَالنَّظَرِ وَالْبَحْثِ فِي كُلِّ مَقَامٍ بِمَا يَظْهَرُ لَهُ)).
الأصل الخامس: أن صورة الرد على أصحاب الخلاف غير السائغ –فيما ليس من مقاطع الحقوق التي قدمناها- ترجع لاجتهاد العالم.
هل يُذكر اسمه أم لا؟
هل يُفرد بالرد في كتاب أم لا؟
تستعمل معه الشدة أم الرفق (تنبه: لم نقل العدل أو البغي فهذا لا تخيير فيه).
كل ذلك يختلف:
باختلاف المردود عليه وعلمه وفضله
هل يدعو إلى باطله أم لا (؟؟)
وباختلاف حال السنة والإسلام
وباختلاف الباب الذي وقع فيه الخطأ
وباختلاف درجة الضرر الناجم عن الفتوى الشاذة
وباختلاف حال المفتي بالقول الشاذ هل يكثر ذلك منه أو يقل ..
في اعتبارات كثيرة يُقدرها العالم ويضبطها ولا تترك لأهواء الناس تتصرف فيها ..
ومن هنا تعلم خطأ من يطلب التسوية في المعاملة بين زلات ابن منيع مثلاً أو الألباني أو شيخ الإسلام =وبين زلات القرضاوي والجديع والعلواني وذلك الحزب كله ..
لا بالطبع .. ليسوا سواء فزلات الآخرين أكثر وقدرها وعظم بُعدها أكبر وجنايتها أعظم .. والتسوية بين المتفرقات من تطفيف الميزان ...
المهم أن تعقلَ أن جهة عدم التسوية هي في الأبواب الاجتهادية التي مثلتُ لك .. أما مقاطع الحقوق وأبواب العدل والظلم والإنصاف والبغي وتحريم السب وحرمة انتهاك الأعراض ووجوب الإعذار،وترك التسور على البواطن= فهذه الجميع (من شيخ الإسلام إلى القرضاوي) = فيها سواء وهي من المتماثلات التي لا تفريق بينها.
والحمد لله رب العالمين
(ما هاهنا مستفاد من مقالي جنايات .. (7) ومن اختلاف المفتين للشريف العوني ومن فقه الرد على المخالف لخالد السبت))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 09:12]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا
ـ[واحد مسلم]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 04:07]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ ابو فهر
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 05:09]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبو فهر السلفي،
استوقفتني هذه العبارة لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ
قال شيخ الإسلام رداً على من نفى الوصول للقطعية بالاجتهاد: ((تضمن هذا الكلام أن ما علم بالاجتهاد لا يكون قطعياً قط، وليس الأمر كذلك، فرب دليل خفي قطعي)).
لكن أليس تعريف الاجتهاد: هو بذل الفقيه الجهد لتحصيل ظن بحكم شرعي من دليل تفصيلي من الأدلة الشرعية؟
أوليس مجاله ما لا نصّ فيه أصلا، وما فيه نص غير قطعي؟
هل يقصد ابن تيمية اجتهادا تعضض بإجماع فصار حكمه حكم القطع؟
و بالله التوفيق لما يحبه ويرضاه،،
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 05:20]ـ
الفاضل رياض النضرة .. شكراً على المرور ..
الحبيب واحد مسلم .. جزاك الله خير الجزاء وأفاه ..
أبا هارون المحب: هذا التعريف عينه الذي يقصر الاجتهاد على الوصول للظن = هو نفسه ما ينقضه الشيخ ويرده مبيناً أن بعض القطعي يحتاج لنظر واجتهاد للوصول لحكمه وقطعيته ..
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 03:36]ـ
أيها الأخ الفاضل أبو فهر السلفي ..
أخوك يستنجدك هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=30853(/)
دعوة لسرد أسماء العلماء الذين كف بصرهم سواء من المعاصرين أو المتقدمين
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 01:09]ـ
رغبة في شحذ همم طلاب العلم أردت ان أفتح موضوعا نسرد فيه اسماء العلماء و الشيوخ الذين كف بصرهم سواء منذ الصغر أو بعد.
و في هذا تشجيع لطالب العلم لمزيد من الإجتهاد و المثابرة في تحصيل العلم الشرعي.
لن يأخذ الموضوع من وقتكم كثيرا
من كان يعرف شيئا يدخل يكتب اسم الشيخ و يخرج فلن اكون سببا في إشغالكم عن ما ينفع بإذن الله.
أبو معاذ.
ـ[التقرتي]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 01:15]ـ
رغبة في شحذ همم طلاب العلم أردت ان أفتح موضوعا نسرد فيه اسماء العلماء و الشيوخ الذين كف بصرهم سواء منذ الصغر أو بعد.
و في هذا تشجيع لطالب العلم لمزيد من الإجتهاد و المثابرة في تحصيل العلم الشرعي.
لن يأخذ الموضوع من وقت كثيرا
من كان يعرف شيئا يدخل يكتب اسم الشيخ و يخرج فلن اكون سببا في إشغالكم عن ما ينفع بإذن الله.
أبو معاذ.
بن الباز رحمه الله
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 01:30]ـ
بارك الله فيك
-الشيخ محمد إبراهيم آل الشيخ رحمه الله مفتي المملكة قديما.
فقد بصره لما بلغ السابعة عشر بعد مرض أصابه في عينيه
-الشيخ حمود بن عقلاء الشيعبي رحمه الله
كف بصره في السابعة بسبب مرض الجدري.
أبو معاذ.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 01:35]ـ
اقتراح رائع وإذا يسر الله لي الأمر جمعت علماء كثر ممن كف بصرهم ولكن أمهلني أخي حتى آتيك بما يقر عينك
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 01:44]ـ
اقتراح رائع وإذا يسر الله لي الأمر جمعت علماء كثر ممن كف بصرهم ولكن أمهلني أخي حتى آتيك بما يقر عينك
بانتظارك أخي الفاضل, و لكن ليس على حساب الأهم (ابتسامة)
أبو معاذ.
ـ[فارس الأزدي]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 03:01]ـ
الشيخ عبدالرحمن البراك -لست متأكداً-.
الشيخ عبدالحميد كشك رحمه الله.
هذين الذين أعرفهما والله.
بارك الله فيك على الموضوع
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 03:41]ـ
الإمام العلامة الحافظ الأديب قتادة بن دعامة السودسي: {118:ت}:
قال الإمام أحمدبن حنبل: قتادة عالم بالتفسير وبااختلاف العلماء، ثم قال عنه بعد أن أطنب في ذكره: قلَّ أن تجد من يتقدمه
وقال معمر بن راشد: سمعت قتادة يقول: ما في القرآن آية إلا وقد سمعت فيها شيئا.
وكان قتادة كما هو المعلوم من أهل البصيرة دون البصر
=====
أبو جعفر محمد بن سعدان الكوفي النحوي المقرئ: {321:ت}:
كان على مذهب أهل الكوفة والنحو وقد كان من أهل البصيرة بالنحو دون البصير
====
أبو بكر محمد بن وسيم الطليطلي: {352:ت}:
العلامة كان رأساً في كل فن، له كتاب في الناسخ والمنسوخ، ومن نوادره أن دخل عليه داخل عند وفاته وقرأ {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} فقال أبوبكر: نزلت في الكفار، وفيها {إنهم كانوا في شك مريب}
ومنهم
الفقيه المقرئ أبو محمد جعفر بن علي البغدادي: {373:ت}:
من الفقهاء الأجلاء كان يصلي بالناس إماماً في جامع المنصور ببغداد يوم الجمعة له " المنتهى في الخمسة عشر: يشتمل على مئتين وخمسين رواية "
الشيخ المقرئ الحسين بن عثمان البغدادي: {387:ت}:
نظم كتاباً في القراءات السبع، وهو أول من نظمها! وهذا سبقٌ ادخره الله له، وكان حافظاً ذكياً، ولد أعمى
المقرئ النحوي المفسر هبة الله بن سلامة البغدادي: {410:ت}
قال ياقوت: كان من أحفظ الناس لتفسير القرآن والنحو، وكان له حلقة بجامع المنصور ..
صنف: "" التفسير""، "" الناسخ والمنسوخ ""، " المسائل المنثورة في النحو "
العالم المفيد المبارك أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري: {430:ت} أو بعدها:
كان من الأئمة العاملين وصاحب التصانيف السامية في " القرآن، الحديث،، والوعظ والتذكير "
وله تفسير سماه السبكي " الكفاية "
المفسر أبو الحسن الأزجي: {445:ت}:
كان عالما بالتفسير صنف كتاباً سماه حاجي خليفة: " مجمع البحرين "
الشيخ العلامة جامع العلوم أبو الحسن الباقولي: {543:ت}:
ذكره أبو الحسن البيهقي في كتاب " الوشاح":فقال: " هو في النحو والإعراب كعبة أفاضل العصر سدنة، ولفضل بعد خفائه أسوة حسنة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
له من التصانيف: " شرح اللمع "، " كشف المشكلات وإيضاح المعضلات في إعراب القرآن وعل القراءات" وكتاب " البيان في شواهد القرآن"
الإمام البارع عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي: {581:ت}:
قال ابن الزبير: " كان عالماً بالقراءات، بارعاً في ذلك، جامعاً بين الرواية والدراية، نحوياً متقدماً، أديباً عالماً بالتفسير وصناعة الحديث، حافظاً للرجال والأنساب، عارفاً بعلم الكلام والأصول، حافظاً للتاريخ،واسع المعرفة، غزيرا لعلم، نبيهاً ذكياً، صاحب اختراعات واستنباطات، تصدر للإقراء والتدريس، وبعد صيته .. كف بصره وهو ابن سبع عشرة سنة، ومن تصانيفه:
" الروض الأنف " في شرح السيرة النبوية لابن هشام
" التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام ": وهو أول من ألف في هذا العلم من علوم القرآن
الإمام المفسر الحافظ الأديب الفقيه أبو جعفر أحمد بن عبد الصمد: {582:ت}
ولد بقرطبة ... ثم استوطن فاس وتصدر لإسماع الحديث والتكلم بجامع القرويين، وكف بصره في آخر عمره من كتبه:
" نَفَس الصباح في غريب القرآن وناسخه ومنسوخه "
الإمام الكبير العلم القاسم بن فِيرُّه الشاطبي القاهري: {590:ت}:
قال السيوطي: كان إماماً فاضلاً في النحو القراءات والتفسير والحديث، علامة نبيلاً، محققاً ذكياً، كثير المحفوظ بارعاً في القراءات، أستاذاً في العربية، حافظاً للحديث، شافعياً، صالحاً صدوقاً كرامات الصالحين " وقد ولد أعمى
له: قصيدة " حرز الأماني ووجه التهاني، والرائية في الرسم
قال الذهبي: " وقد سارت الركبان بقصيدتيه: " حرز الأماني "، و" عقيلة أتراب القصائد " اللتين في القراءات والرسم، وحفظهما خلق لا يحصون، وخضع لهم فحول الشعراء، وكبار البلغاء، وحذاق القراء، فلقد أبدع وأوجز، وسهل الصعب "
وقال ابن كثير: " مصنف " الشاطبية " في القراءات السبع،فلم يسبق إليها، ولا يلحق فيها من الرموز كنوز لا يهتدى إليها إلا كل ناقد بصير، هذا مع أنه ضرير! "
وفيه يقول أبو عبد الله الأبار: " المبصر قلبه لأن القرآن نوره، والإيمان مشكاة فهمه إذا اشتبهت أموره "
وقد تبارى العلماء في شرح الشاطبية، وعد لها حاجي خليفة إلى عصره أكثر من 25شرحاً.
الإمام العلامة النحوي الفرضي أبو البقاء عبد الله بن الحسين العكبري البغدادي الأزجي الحنبلي: {616:ت}:
قال الصفدي: " برع في الفقه والأصول، وحاز قصب السبق في العربية،و صار فيها من الرؤساء المتقدمين، وقصده الناس من الأقطار، وأقرأ المذهب والنحو واللغة والخلاف والفرائض والحساب.
أضر في صباه بالجدري، وكان إذا أراد أن يصنف شيئاً أحضرت إليه مصنفات ذلك الفن وقرئت عليه، وإذا حصل ما يريده الخاطر أملاه، وكان يقال: أبو البقاء تلميذ تلاميذه ـ قال الذهبي:يعني هو تبع لهم فيما يقرؤون ويكتبون ـ
وكان ينظم الشعر .. وكان رقيق القلب سريع الدمعة .. قال ابن النجار: وكان ثقة صدوقاً فيما ينقله ويحكيه، غزير الفضل، كامل الأوصاف، كثير المحفوظ،متديناً، حسن الأخلاق، متواضعاً، ذكر أنه تقرأ له زوجته.
وتصانيفه كثيرة منها:
" تفسير القرآن "، " التبيان في إعراب القرآن "، " ومتشابه القرآن "، و" عدد آي القرآن "
رئيس علم القراءات في زمانه عبد الظاهر بن نشوان المصري: {694:ت}:
قال الذهبي:" برع في العربية، وتصدر للإقراء مدة، وأخذ عنه القراءات طائفة من الأعيان، وكان ذا حرمة وافرة، وجلالة ظاهرة، وخبرة تامة بوجوه القراءات، انتهت إليه رئاسة الفن في زمانه "
وله "شرح العنوان ":قال ابن الجزري: هو في مجلدات، وقفت على الأول منها
* قبضة العجلان في مخارج الحروف
* شرح بعض المفصل،و غير ذلك
الشيخ الإمام العلم العلامة نور الدين أبو طالب عبد الرحمن بن عمر العبدلياني البصري البغدادي الحنبلي: {684:ت}:
كف بصره وله عشر سنين، وقدم بغداد وتفقه ولازم الاشتغال حتى أذن له في الفتوى سنة " 684هـ "، وترقى حتى عين مدرساً للحنابلة في المدرسة المستنصرية سنة 681هـ
قال الصفدي:" كان محققاً للمسائل عارفاً بالخلاف، صحيح النقل لمذهبه، ومذهب غيره، تام الأنس، حسن العشرة والخلق، ينبسط مع جلسائه بحسب أحوالهم، وكان لا يكاد يُغلب في البحث والمجادلة والمعارضة "، من تصانيفه:
(يُتْبَعُ)
(/)
" جامع العلوم في تفسير كتاب الله الحي القيوم " أربع مجلدات
" الحاوي في الفقه " كتاب جليل القدر، كثير الفوائد
شيخ الإسلام قاضي القضاة زكريا بن محمد الأنصاري السنيكي المصري: {926:ت}:
ولد في سنيكة " شرقية مصر " ونشأ بها، ثم تحول إلى القاهرة سنة (841هـ)
وسكن الأزهر، وأخذ عن علمائه، كان فقير الحال يجوع في الجامع، فيخرج ليلاً ويجمع قشور البِطيخ ـ بكسر الباء ـ فيغسلها، ويأكلها، واشتهر فولاه قايتباي المحمودي قضاء القضاة سنة (886)، فلم يقبله إلا بعد مراجعة وإلحاح، ثم عزل سنة (906هـ)، وفي هذه السنة كف بصره، فعاد اشتغاله بالعلم إلى أن توفي ـ أي بقى كفيفاً عشرين سنة ـ
من مصنفاته:
" فتح الجليل ببيان خفي أنوار التنزيل " " حاشية على تفسير البيضاوي "
قال الشعراني: " إن الأنصاري علق على هذه الحاشية إملاءً بعد أن كف بصره، وغالبها بخطي وخط ولده جمال الدين "، والكتاب مازال مخطوطاً وله نسخ كثيرة
وقال الشعراني: " لازمته وطالعت عليه ـ لما كف بصره ـ عشر سنين كأنها من طيبها كانت سنة، لكوني ما كنت أجد عند أحد غيره ما أجد عنده، بل أقول: طوبى لعين نظرته ولو مرة واحدة.
ومن الكتب التي ألفها في هذه المرحلة من عمره
" تحفة الباري بشرح صحيح البخاري "
مفتي تونس العلامة الجليل الإمام محمد بن عبد الله المعروف ((بزيتونة)) المنستيري: {1138:ت}:
ولد بالمنستير، وأصيب بفقد بصره في صغره، وتفقه بالقيروان وتونس، وحج وأخذ عن علماء مصر والحجاز، وعاد فاستقر بتونس، وتخرج بها على كثير من علمائها.
من تصانيفه:
حاشية على تفسير أبي السعود جاوز بها نصفه في (16) جزءاً سماها: " مطالع السعود وفتح الودود على إرشاد شيخ الإسلام أبي السعود "
وفي "كتاب العمر " للعلامة حسن حسني عبد الوهاب أنه أكمل الحاشية المذكورة، وأنه رأى منها نسخة كاملة.
العالم الشيخ المفسر صالح بن عمر الإباضي الجزائري: {1347:ت}:
ولد في ((بني يسقن)) ويا نشأ وتعلم، فقد بصره في الخامسة من عمره، وحج مرتين، واجتمع مع علماء الحجاز المهاجرين، وبحث معهم في المسائل العلمية، وجالس عدداً من كبار العلماء أثناء رحلته
من آثاره:
((القول الوجيز في كلام الله العزيز، في التفسير)) لم يكمله
الشيخ العلامة الخطيب عبد الحميد كشك المصري الشبراخيتي البحيري المصري: {1417:ت}
ولد بمصر عام 1933م في قرية شبرا خيت من أعمال محافظة البحيرة بجمهورية مصر العربية. وبسبب المرض فقد نعمة البصر. وقد ولد في أسرة فقيرة وكان أبوه بالإسكندرية وحفظ القرآن الكريم ولم يبلغ الثامنة من عمره،وحصل على الشهادة الابتدائية، ثم حصل على الشهادة الثانوية الأزهرية بتفوق والتحق بكلية أصول الدين وحصل على شهادتها بتفوق أيضًا.
وفي أوائل الستينيات عين خطيبًا في مسجد الطيبي التابع لوزارة الأوقاف بحي السيدة بالقاهرة ومثل الأزهر في عيد العام عام 1961، وفي عام 1964 صدر قرار بتعيينه إمامًا لمسجد عين الحياة بشارع مصر والسودان في منطقة دير الملاك بعد أن تعرض للاعتقال عام 1966 خلال محنة الإسلاميين في ذلك الوقت في عهد الرئيس جمال عبد الناصر. وقد أودع سجن القلعة ثم نقل بعد ذلك إلى سجن طرة وأُطلق سراحه عام 1968. وقد تعرض لتعذيب وحشي في هذه الأثناء ورغم ذلك احتفظ بوظيفته إمامًا لمسجد عين الحياة.
وفي عام 1972 بدأ يكثف خطبه وزادت شهرته بصورة واسعة وكان يحضر الصلاة معه حشود هائلة من المصلين. ومنذ عام 1976 بدأ الاصطدام بالسلطة وخاصة بعد معاهدة كامب ديفيد حيث اتهم الحكومة بالخيانة للإسلام وأخذ يستعرض صور الفساد في مصر من الناحية الاجتماعية والفنية والحياة العامة. وقد ألقى القبض عليه في عام 1981 مع عدد من المعارضين السياسيين ضمن قرارات سبتمبر الشهيرة للرئيس المصري محمد أنور السادات، وقد أفرج عنه عام 1982 ولم يعد إلى مسجده الذي منع منه كما منع من الخطابة أو إلقاء الدروس.
(يُتْبَعُ)
(/)
رفض الشيخ عبد الحميد كشك مغادرة مصر إلى أي من البلاد العربية أو الإسلامية رغم الإغراء إلا لحج بيت الله الحرام عام 1973م. وتفرغ للتأليف حتى بلغت مؤلفاته 115مؤلفًا، على مدى 12 عامًا أي في الفترة ما بين 1982 وحتى صيف 1994، منها كتاب عن قصص الأنبياء وآخر عن الفتاوى وقد أتم تفسير القرآن الكريم تحت عنوان (في رحاب القرآن)، كما أن له حوالي ألفي شريط كاسيت هي جملة الخطب التي ألقاها على منبر مسجد (عين الحياة). وكان للشيخ كشك بعض من آرائه الإصلاحية لللأزهر إذ كان ينادي بأن يكون منصب شيخ الأزهر بالانتخابات لا بالتعيين وأن يعود الأزهر إلى ما كان عليه قبل قانون التطوير عام 1961 وأن تقتصر الدراسة فيه على الكليات الشرعية وهي أصول الدين واللغة العربية والدعوة، وكان الشيخ عبد الحميد يرى أن الوظيفة الرئيسية للأزهر هي تخريج دعاة وخطباء للمساجد التي يزيد عددها في مصر على مائة ألف مسجد. ورفض كذلك أن تكون رسالة المسجد تعبدية فقط، وكان ينادي بأن تكون المساجد منارات للإشعاع فكريًا واجتماعيًا.
وقد لقي ربه وهو ساجد قبيل صلاة الجمعة في 6/ 12/1996 وهو في الثالثة والستين من عمره رحمه الله رحمة واسعة.
الشيخ الفاضل والعلامة سماحة الوالد عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد بن عبد الله بن باز: {1420:ت}
كان علامة عصره وداعية مصره وشيخ الإسلام الجليل ولد في الثاني عشر من ذي الحجة سنة 1330هـ بمدينة الرياض، وكان بصيرا ثم أصابه مرض الجدري المنتشر في تلك الفترة عام 1346هـ وضعف بصره ثم فقده عام 1350هـ
قال الشيخ في أحد مجالسه ـ رحمه الله ـ: لما فقدت بصري سمعت خالتي تقول لأمي ـ وظنتني نائما ـ: مسكين عبدالعزيز كيف سيحصل على عمل يعيش منه؟!!
ثم إنه حفظ القرآن الكريم قبل سن البلوغ ثم جد في طلب العلم على العلماء في الرياض، وأخذ على علماء كثر حتى صار إماماً يعول عليه، عين في القضاء عام 1350هـ ولم ينقطع عن طلب العلم، حيث لازم البحث والتدريس ليل نهار ولم تشغله المناصب عن ذلك مما جعله يزداد بصيرة ورسوخا في كثير من العلوم، وقد عني عناية خاصة بالحديث وعلومه حتى أصبح حكمه على الحديث من حيث الصحة والضعف محل اعتبار وهي درجة قل أن يبلغها أحد خاصة في هذا العصر وظهر أثر ذلك على كتاباته وفتواه حيث كان يتخير من الأقوال ما يسنده الدليل.
في عام 1372هـ انتقل إلى الرياض للتدريس في معهد الرياض العلمي, ثم في كلية الشريعة بعد إنشائها سنة 1373هـ في علوم الفقه والحديث والتوحيد، إلى أن نقل نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1381هـ. وقد أسس حلقة للتدريس في الجامع الكبير بالرياض منذ انتقل إليها، وإن كانت في السنوات الأخيرة اقتصرت على بعض أيام الأسبوع بسبب كثرة الأعمال ولازمها كثير من طلبة العلم، وأثناء وجوده بالمدينة المنورة من عام 1381هـ نائبا لرئيس الجامعة ورئيسا لها من عام 1390هـ إلى 1395هـ عقد حلقة للتدريس في المسجد النبوي ومن الملاحظ أنه إذا انتقل إلى غير مقر إقامته استمرت إقامة الحلقة في المكان الذي ينتقل إليه مثل الطائف أيام الصيف, وقد نفع الله بهذه الحلقات.
وفاته:توفي قبيل فجر يوم الخميس الموافق 27/ 1/1420هـ
الأستاذ الدكتور فضل بن حسن عباس أستاذ التفسير وعلوم القرآن في الجامعة الأردنية:
ولد عام (1932) في بلدة صفورية في فلسطين وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين، ثم انتقل إلى عكا ودرس في المدرسة إلى أن تخرج في كلية أصول الدين بالأزهر سنة (1952)، وحصل على درجة الماجستير من الأزهر عام 1967، ثم الدكتوراة سنة 1972، وله مرؤلفات كثيرة منها:
((القصص القرآني: إيحاؤه ونفحاته))
((لطائف المنان وروائع البيان في دعوى الزيادة في القرآن))
((وإتقان البرهان في علوم القرآن))
((قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية))
((إعجاز القرآن))
للاستزاده: انظرمجلة الأحمدية (العدد 17/عام 2004))
وسأكمل باقي الموضوع إن شاء الله، أرجو أن تدعو لي فلقد كتبت هذه الأسطر وأنا أعاني من تعب شديد في العظام لمرض أصابني
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 04:00]ـ
الشيخ عبدالرحمن البراك -لست متأكداً-.
وهو كذلك
الشيخ كف بصره في التاسعة من عمره.
ابو معاذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 04:07]ـ
-الشيخ الاسير المجاهد عمر عبد الرحمان فك الله أسره
-الشيخ المقرئ سعيد الحسي كف بصره في السادسة.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 11:46]ـ
ابن جدعان
(000 - 129 هـ = 000 - 747 م)
أبو الحسن علي بن زيد بن أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان القرشي التيمي: فقيه ضرير، من حفاظ الحديث الأئمة وليس بالثقة القوي. من أهل البصرة. قال الذهبي: " أحد أوعية العلم في زمانه "
===
أبو الحكم الكلبي
(000 - 147 هـ = 000 - 764 م)
عوانة بن الحكم بن عوانة بن عياض، من بني كلب، أبو الحكم: مؤرخ، من أهل الكوفة. ضرير. كان عالما بالأنساب والشعر، فصيحا. واتهم بوضع الأخبار لبني أمية.
قال ياقوت: وعامة أخبار المدائني عنه. له كتاب في " التاريخ " و " سيرة معاوية "
===
هشام بن معاوية
(000 - 209 هـ = 000 - 824 م)
هشام بن معاوية، أبو عبد الله، الكوفي: نحوي، ضرير. من أهل الكوفة. من كتبه " الحدود " و " المختصر " و " القياس " كلها في النحو
===
الوكيعي
(000 - 215 هـ = 000 - 830 م)
أحمد بن جعفر الوكيعي، أبو عبد الرحمن: من كبار حفاظ الحديث. ضرير. من أهل بغداد. سمي الوكيعي لملازمته وكيع بن الجراح. قال إبراهيم ابن إسحاق الحربي، كان الوكيعي يحفظ مئة ألف حديث، ما أحسبه سمع حديثا قط إلا حفظه!
===
البغدادي
(000 - نحو 250 هـ = 000 - نحو 864 م)
عبد الله بن عبد العزيز، أبو موسى البغدادي: أديب نحوي ضرير، من أهل بغداد. كان يؤدب ولد المهتدي بالله العباسي (المتوفى سنة 256) وأملى كتبا صغيرة، منها " الكتاب وصفة الدواة والقلم وتصريفها - ط " وسكن مصر وحدث بها
===
الفضل النخعي
(000 - 255 هـ = 000 - 869 م)
الفضل بن جعفر بن الفضل بن يونس، أبو علي النخعي: شاعر، ضرير، من الكتاب البلغاء المترسلين الظرفاء. ويعرف ب أبي علي " البصير ".فارسي الج أصل، انتقل أسلافه من الأنبار إلى الكوفة وجاوروا بني النخع، فنسبوا إليهم. ونشأ الفضل بالكوفة. ثم سكن بغداد أول خلافة المعتصم، ومدحه، ومدح المتوكل والفتح ابن خاقان وبعض القواد، وتوفي بسر من رأى.
جمع يونس أحمد السامرائي، ما ظفر به من شعره ونشره في مجلة المورد
===
منصور بن إسماعيل
(000 - 306 هـ = 000 - 918 م)
منصور بن إسماعيل بن عمر التميمي، أبو الحسن: فقيه شافعي، من الشعراء. ضرير.
أصله من رأس العين (بالجزيرة) سافر إلى بغداد في شبابه، ومدح بها الخليفة (المعتز) ثم سكن مصر وتوفى بها. وهو صاحب البيتين المشهورين: (لي حيلة فيمن ينم - الخ) وكان خبيث اللسان في الهجو. ونقل عنه كلام في الدين، وشهد عليه بذلك شاهدا، فقال القاضى (أبو عبيد): إن شهد عليه ثان ضربت عنقه، فاستولى عليه الخوف ومات. له كتب، منها:
(الواجب) و (المستعمل) و (الهداية) في الفقه، و (زاد المسافر)
===
أحمد الاسفراييني
(كان حيا " قبل 413 ه) (1022 م)
أحمد بن الحسن الاسفراييني (أبو العباس) مفسر ضرير.
له المصابيح في ذكر ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام، وهو كتاب كبير، اخبر به محمد بن محمد بن النعمان المفيد المتوفى سنة 413 ه.
===
ابن الحناط
(000 - 437 هـ = 000 - 1045 م)
محمد بن سليمان الرعيني القرطبي، أبو عبد الله، ابن الحناط: طبيب شاعر ضرير، أندلسي.
كان أبوه يبيع (الحنطة) فنسب إليها. شعره كثير (مدون). ولد أعشى البصر، وكف بصره بعد أن تعلم. وكفاه بنو ذكوان (من أعيان قرطبة) مؤنته، فتفرغ للعلم. وغلب عليه المنطق، واتهم في دينه، فنفي أو فر من قرطبة. واستقر بالجزيرة الخضراء، عند أميرها محمد بن القاسم بن حمود.
ومات بها. وكانت بينه وبين أبي عامر أحمد بن عبد الملك بن شهيد مناقضات، نظما ونثرا.
له رسالة سماها (وشي القلم وحلي الكرم) بعث بها إلى الحاجب المظفر أبي بكر بن الأفطس.
وأورد ابن بسام جملة من نثره وشعره، وقال: تطبب عنده الأعيان والملوك. وأخباره كثيرة
===
الثمانيني
(000 - 442 هـ = 000 - 1051 م)
عمر بن ثابت الثمانيني، أبو القاسم: عالم بالعربية. ضرير، من سكان بغداد. نسبته إلى " الثمانين " من قرى جزيرة ابن عمر. له " شرح اللمع لابن جني - خ " في أربع مجلدات، و " المقيد " في النحو، و " شرح التصريف الملوكي "
===
القصباني
(000 - 444 هـ = 000 - 1052 م)
(يُتْبَعُ)
(/)
الفضل بن محمد بن علي القصباني البصري: عالم باللغة والأدب، من أهل البصرة. ضرير.
له كتاب في " النحو " و " حواشي الصحاح " و " الأمالي " و " الصفوة في أشعار العرب "
===
الكلبي
(000 - 520 هـ = 000 - 1126 م)
يوسف بن موسى الكلبي، أبو الحجاج: عالم بالنحو والتوحيد والاعتقادات، ضرير. من أهل سرقسطة. انتقل في أعوامه الأخيرة إلى العدوة. وتوفي بغرناطة. قال ابن بشكوال: له تصانيف حسان وأراجيز مشهورة
===
علوان الأسدي
(000 - 528 هـ = 000 - 1134 م)
علوان بن علي بن مطارد، الأسدي: شاعر ضرير، اشتهر في عصره. أورد له ابن شاكر قصيدة وأبياتا
===
ابن موهوب
(000 - 530 هـ = 000 - 1136 م)
محمد بن موهوب بن عبد الله، أبو نصر: فرضى ضرير. من أهل بغداد. كانت له معرفة جيدة بالحساب والفرائض وقسمة التركات، وله في
ذلك (مصنفات) حسنة
===
الخضر بن ثروان
(505 - 580 هـ = 1111 - 1184 م)
الخضر بن ثروان بن أحمد الثعلبي التوماثي الفارقي الجزري، أبو العباس: نحوي ضرير، كان له علم بالأدب وشعر حسن. أصله من توماثا (قرب برقعيد من بقعاء الموصل) ومولده بالجزيرة، ومنشأه بميافارقين، ووفاته في بخاري. أثنى عليه ياقوت في معجميه وأورد شيئا من شعره
===
مكي بن ريان
(000 - 603 هـ = 000 - 1207 م)
مكي بن ريان بن شبة الماكسيني، صائن الدين، أبو الحرم: شاعر ضرير، عالم بالقراآت.
ولد ونشأ بماكسين (من أعمال الجزيرة على نهر الخابور) وذهب بصره وهو ابن ثمان أو تسع سنين. ورحل إلى بغداد والشام واستقر وتوفي في الموصل.
قال ابن المستوفي: كان يتعصب لأبي العلاء المعري، للجامع بينهما من الأدب والعمى
====
الاسكندري
(563 - 638 هـ = 1168 - 1241 م)
عبد المعطي بن محمود بن عبد المعطي ابن عبد الخالق، أبو محمد، ابن أبي الثناء اللخمي الاسكندري: فقيه مالكي، صوفي ضرير. ولد وعاش بالاسكندرية، وكان له فيها رباط مشهور به. توفي بمكة ودفن بالمعلى. له كتب أملاها، منها " شرح الدلالة على فوائد الرسالة
للقشيري - خ " و " شرح منازل السائرين لهروي - ط " و " شرح الرعاية للمحاسبي "
===
ابن الخباز
(000 - 639 هـ = 000 - 1241 م)
أحمد بن الحسين بن أحمد الإربلي الموصلي، أبو عبد الله، شمس الدين ابن الخباز: نحوي ضرير. له تصانيف، منها (الغرة المخفية في شرح الدرة الألفية - خ) وهو شرح لالفية ابن معطي، و (توجيه اللمع - خ) شرح لكتاب اللمع لابن جني، في الأزهر. وانظر شستربتي (5093) وله شعر
===
المرسي
(570 - 655 هـ = 1174 - 1257 م)
محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل السلمي المرسي، أبو عبد الله، شرف الدين: عالم بالأدب والتفسير والحديث. ضرير. أصله من مرسية. ومولده بها. تنقل في الأندلس، وزار خراسان وبغداد، وأقام مدة في حلب ودمشق، وحج وعاد إلى دمشق. وسكن المدينة، ثم انتقل إلى مصر (سنة 624) وتوفي متوجها إلى دمشق بين العريش والزعقة. من كتبه (التفسير الكبير) يزيد على عشرين جزءا، سماه (ري الظمآن) و (التفسير الأوسط) عشرة أجزاء، و (التفسير الصغير) ثلاثة، و (الكافي) في النحو، و (الإملاء على المفصل) انتقد فيه نحو سبعين خطأ
===
لؤلؤ بن أحمد
(600 - 672 هـ = 1204 - 1274 م)
لؤلؤ بن أحمد بن عبد الله، أبو الدر، نجيب الدين: نحوي، ضرير. مولده بدمشق. تصدر الإقراء بالجامع الحاكمي (بالقاهرة) وتوفي بها. له " جزء - خ " في الحديث خرجه محمد بن عثمان الزرزاري (12 صفحة) منه نسخة في دار الكتب المصرية (25569 ب)
===
حسين الشيرازي
(كان حيا قبل 695 ه) (1296 م)
حسين الزبداني، الشيرازي.
لغوي ضرير.
من آثاره: شرح المقامات للحريري.
===
المسحرائي
(760 - 825 هـ = 1358 - 1422 م)
صدقة بن سلامة بن حسين، شرف الدين المسحرائي: عالم بالقراآت، ضرير. من أهل (مسحرا) من أعمال الجيدور، على مقربة من دمشق، من جهة حوران. تعلم واشتهر وتوفي بدمشق. أملى كتبا منها (التتمة في قراآت الثلاثة الأئمة) (وشرح على أصول الشاطبية في القراءات - خ) في الأزهرية
===
المرحومي
(000 - بعد 1140 هـ؟ = 000 - بعد 1728 م)
علي بن علي، أبو محمد نور الدين المرحومي المصري نزيل اليمن: فقيه شافعي ضرير.
(يُتْبَعُ)
(/)
هاجر من مصر، ونزل بمدينة زبيد. ثم في بندرالمخا. له تصانيف، منها فهرسة سماها " عقد اللآلي في الأسانيد العوالي - خ " رواها بسند عنه عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، وكتاب " تشنيف الأسماع في حكم الذكر ولسماع - خ " رآه صاحب نشر العرف. وقال: لعل وفاته بعد 1140
===
النفراوي
(000 - 1168 هـ = 000 - 1754 م)
سالم بن محمد النفراوي، أبوالنجا: فقيه مالكي ضرير مصري. تعلم بالأزهر. وتفوق في فروع المذهب وأجيز له بالإفتاء. له (سند - خ) صغير، في دار الكتب ضمن مجموعة (230 طلعت) توفي عن سن عالية. نسبته إلى (نفرى) من أعمال جزيرة قويسنا، بمصر
===
الأجهوري
(000 - 1190 هـ = 000 - 1776 م)
عطية الله بن عطية البرهاني الشافعي: فقيه، فاضل، ضرير. من أهل أجهور (بقرب القليوبية بمصر) تعلم وتوفي بالقاهرة. من كتبه " إرشاد الرحمن لأسباب النزول والنسخ والمتشابه من القرآن - خ " و "كتاب الكوكبين النيرين في حل ألفاظ الجلالين - خ " حاشية على تفسير الجلالين، و " شرح مختصر السنوسي " في المنطق، و " حاشية على شرح البيقونية - ط " في مصطلح الحديث، وغير ذلك
===
الغزي
(000 - 1290 هـ = 000 - 1873 م)
يوسف الغزي: فاضل ضرير. ولد بغزة، وتعلم بالأزهر وجاور بالمدينة إلى أن توفي. له كتب، منها " منظومة في مصطلح الحديث " و " حاشية " عليها، و " مختصر جامع الاصول لابن الأثير " في الحديث
===
السوداني
(000 - 1302 هـ = 000 - 1885 م)
الأمين بن محمد، أبو البركات السوداني: متفقه مصري، ضرير، عارف بالفرائض. سوداني الأصل أملى رسائل، منها (تهوين القدير الوارث، في تبيين ما يستحقه كل وارث - ط) 10 صفحات و (توصيل من جد، إلى تحصيل إرث الجد - ط) 9 صفحات و (قصيدة - ط) في نسب الرسول 6 صفحات
===
المرصفي
(000 - 1307 هـ = 000 - 1889 م)
حسين بن أحمد بن حسين المرصفي: أديب محاضر أزهري مصري، ضرير. تولى التدريس بالأزهر، ثم كان أستاذاً للأدب العربي وتاريخه في دار العلوم (بالقاهرة) سنة 1288 هـ
وتعلم اللغة الفرنسية. له (الكلم الثمان - ط) في الأمة والوطن والحكومة والعدل والظلم والسياسة والحرية والتربية، و (الوسيلة الأدبية في العلوم العربية - ط) مجلدان، وهو مجموع محاضراته في دار العلوم، و (زهرة الرسائل - ط) و (دليل المسترشد، في فن الإنشاء - خ) ثلاثة أجزاء.
نسبته إلى مرصفى (من قرى القليوبية، بمصر) ولمحمد عبد الجواد، كتاب (الحسين بن أحمد المرصفي الأستاذ الأول للعلوم الأدبية بدار العلوم - ط) جاء فيه وصف (دليل المسترشد)
===
متولي
(000 - 1313 هـ = 000 - 1895 م)
محمد بن أحمد بن عبد الله الشهير بمتولي، وينعت بشيخ القراء: عالم بالقراآت، مصري أزهري، ضرير.
أسندت إليه مشيخة الإقراء سنة 1293 هـ مولده ووفاته بالقاهرة. من كتبه (بديعة الغرر في أسانيد الأئمة الأربعة عشر - ط) و (مقدمة في قراءة ورش - ط) و (منظومة في القراءات - ط) نظم بها رسالة ورش، و (الوجوه المسفرة في إتمام القراءات الثلاث المتممة للعشرة - ط) و (الروض النضير - خ) و (الضاد والظاء - خ) رسالة، و (توضيح المقام - خ) رسالة، و (تحقيق البيان في عد آي القرآن - خ) رسالة، و (مقدمة في فوائد لابد من معرفتها للقارئ - خ)
رسالة
===
ابن عكاس
(1268 - 1338 هـ = 1825 - 1920 م)
عيسى بن عبد الله بن عيسى بن حسن، ابن عكاس: قاض ضرير من فقهاء نجد من قبيلة سبيع.
مولده ووفاته في الإحساء. ولي قضاءها (1334 هـ إلى آخر حياته.
وقرأ عليه كثيرون. من إملائه " إجابة السائل على أهل المسائل - ط " رسالة
===
الرخاوي
(000 - 1344 هـ = 000 - 1925 م)
محمد بن ماضي بن محمد الرخاوي الشافعي: فاضل مصري، ضرير. مولده ووفاته في هورين (التابعة للسنطة بمصر) تعلم بها و بالأزهر. ونسبته إلى بلدة (منية الرخا). له رسائل، منها (الحق المتبع في معنى البدع - ط) و (كنوز البر في أحكام زكاة الفطر - ط) و (الفتح الداني - ط) حاشية في علوم البلاغة
===
الشاوي
(1313 - 1354 هـ = 1895 - 1935 م)
محمد بن عثمان بن محمد البقمي الأزدي (من أزد شنوءة): قاض ضرير، من شعراء نجد.
ولد ونشأ في البكيرية وعمي في الثالثة من عمره. ورحل إلى الرياض فأخذ عن علمائها وتولى القضاء وعمره 20 سنة فكان في بعض الهجر، ومنها الغطغط. وحضر غزوة (تربة) ودخول مكة (1343) ثم عمل مدرسا في المعهد العلمي السعودي بمكة مع التدريس في المسجد الحرام (1346 - 49) وتولى القضاء في تربة ونقل منها إلى قضاء شقراء وبها توفي
===
الدجوي
(1287 - 1365 هـ = 1870 - 1946 م)
يوسف بن أحمد بن نصر بن سويلم الدجوي: مدرس من علماء الأزهر، ضرير. من فقهاء المالكية. ولد في قرية " دجوة " من أعمال القليوبية. وكف بصره في طفولته، بمرض الجدري.
وتعلم بالأزهر (1301 - 1317 هـ وتوفي بعزبة النخل (من ضواحي القاهرة) ودفن في عين شمس. له كتب، منها " خلاصة علم
الوضع - ط " و " تنبيه المؤمنين لمحاسن الدين - ط " و " سبيل السعادة - ط " في الأخلاق، و " الجواب المنيف في الرد على مدعي التحريف في الكتاب الشريف - ط " و " رسائل السلام
ورسل الإسلام - ط " ورسالة في تفسير: لا يسأل عما يفعل - ط " و " الرد على
كتاب الإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرزاق - ط "
===
الشيخ محمد رفعت
(1300 - 1369 هـ = 1882 - 1950 م)
محمد بن محمود رفعت: أشهر القراء في العصر الأخير. وأعلم قراء مصر بمواضع (الوقف) من الآيات. ولد وتوفى بالقاهرة. وكف بصره في السادسة من عمره. وامتاز بإبداع في الترتيل وإتقان للتجويد، في صوت عذب ينفذ إلى القلوب وتطمئن إليه النفوس. سجلت إذاعتا مصر ولندن بعض ما كان يتلوه.
===
للاستزادة انظر: الأعلام للزركلي، معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 03:07]ـ
النجاد
(253 - 348 هـ = 867 - 960 م)
أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل، أبو بكر النجاد: شيخ العلماء ببغداد في عصره.
حنبلي، من حفاظ الحديث. كانت له في جامع المنصور يوم الجمعة حلقتان: الأولى قبل الصلاة، للفتوى على مذهب الإمام أحمد، والثانية بعد الصلاة لإملاء الحديث، ويكثر الناس لسماعه حتى يغلق بابان من أبواب الجامع، مما يلي حلقته
*وكف بصره في أواخر عمره
له تصانيف منها:
كتاب في (السنن)،قال الزركلي:"كبير".
* وكتاب (الخلاف)، قال الزركلي:"نحو مئتي جزء".
===
ابن سوار
(000 - 496 هـ = 000 - 1103 م)
أحمد بن علي بن عبيد الله، أبو طاهر ابن سوار: عالم بالقراآت، من أحناف بغداد، كف بصره في أواخر عمره. له (المستنير) في القراآت العشر
===
ابن اللحام
(558 - 614 هـ = 1163 - 1217 م)
محمد بن أحمد بن محمد اللخمي، أبو عبد الله، ابن اللحام: فاضل، كان واعظ عصره في المغرب.
ولد اشتهر بتلمسان، واستقدمه المنصور يعقوب ابن يوسف إلى مراكش، فاستوطنها. وحظي عنده وعند ملكيها الناصر والمستنصر، وكان يتصد ويجهز ضعيفات البنات بما يحسنون به إليه. كف بصره. وتوفي بمراكش. له " حجة الحافظين ومحجة الواعظين " كبير، في الوعظ
===
ابن خلفون
(555 - 636 هـ = 1160 - 1239 م)
محمد بن إسماعيل بن محمد، ابن خلفون الازدي الأونبي، أبو بكر: عالم برجال الحديث. أندلسي، من أهل أونبة (في غربي الأندلس) مولده ووفاته فيها. سكن إشبيلية مدة. وولي القضاء في بعض النواحي وحمدت سيرته. له (المنتقى) في رجال الحديث، خمس مجلدات، و (المعلم بأسماء شيوخ البخاري ومسلم - خ) مجلدان منه، في معهد المخطوطات، وكتاب في (علوم الحديث وصفات نقله) و (كتاب فيه أسماء شيوخ مالك بن أنس الأصبحي - خ) في الاسكوريال ( Cas 1742) و (مسند حديث مالك بن أنس) و (تلخيص أحاديث الموطأ) و (التعريف بأسماء أصحاب النبي عليه السلام، المخرج حديثهم في كتاب الجامع للبخاري، والمسند الصحيح لمسلم بن الحجاج) و (شيوخ أبي داود السجستاني) و (شيوخ أبي عيسى الترمذي) و (رفع التماري في من تكلم فيه من رجال البخاري) و (شيوخ مالك بن أنس) وكتاب في (الفقه) وجيز، وغير ذلك. قال الرعيني: وكف بصره في كبره.
===
ابن نعمة
(575 - 668 هـ = 1179 - 1270 م)
أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي، أبو العباس، زين الدين: نساخ، من شيوخ الحنابلة، عالم بالحديث. ولد بفندق الشيوخ (من أرض نابلس) وانتقل إلى دمشق، وتوفي بها.
له كتاب:
(مشيخة - خ) قال الزركلي:15 ورقة في معهد المخطوطات (801 تاريخ) و (تاريخ) جمعه لنفسه.
وكان حسن الخط سريعا فيه، مكثرا من نسخ الكتب له وبالأجرة. لازم الكتابة أكثر من 50 سنة.
وكان يكتب في اليوم إذا تفرغ تسعة كراريس
*ويقال إنه كتب بيده ألفي مجلدة،
منها:
* تاريخ الشام لابن عساكر مرتين
*والمغني لموفق الدين، مرات.
وكف بصره في آخر عمره.
===
ابن أبي القاسم
(624 - 684 هـ = 1227 - 1285 م)
عبد الرحمن بن عمر بن أبي القاسم البصري الحنبلي نور الدين، أبو طالب: فقيه، مفسر، من العلماء. ولد في قرية (عبدليا) من نواحي البصرة، ويقال له (العبدلياني) نسبة إليها. وتعلم وعلم بالبصرة. وكف بصره سنة 634 هـ وأذن له بالإفتاء سنة 648 ورحل إلى بغداد سنة 657 ففوض إليه التدريس للحنابلة في المدرسة البشيرية، ثم في المستنصرية سنة 681 هـ من تصانيفه (جامع العلوم) في التفسير، أربع مجلدات، و (الواضح في شرح المتخصر - خ) في شستربتي (3286). و (الحاوي) و (الشافي) كلاهما في الفقه.
===
ابن حمدان
(603 - 695 هـ = 1206 - 1295 م)
أحمد بن حمدان بن شبيب بن حمدان النميري الحراني، أبو عبد الله: فقيه حنبلي أديب.
ولد ونشأ بحران، ورحل إلى حلب ودمشق، وولي نيابة القضاء في القاهرة، فسكنها وأسن وكف بصره وتوفي بها. من كتبه:
* (الرعاية الكبرى - خ) قال الزركلي:منه نسخة كتبت سنة 706 هـ في شستربتي (3541)
*و (الرعاية الصغرى) قال الزركلي:كلاهما في الفقه
* و (صفة المفتي والمستفتي - ط)
*و (مقدمة في أصول الدين)
* و (جامع الفنون وسلوة المحزون - خ) قال الزركلي:"أدب"
===
ابن بنت العراقي
(623 - 704 هـ = 1226 - 1304 م)
(يُتْبَعُ)
(/)
عبد الكريم بن علي بن عمر الأنصاري، علم الدين ابن بنت العراقي:
مفسر فقيه كف بصره في أواخر عمره. أصله من وادي آش (بالأندلس) ومولده ووفاته بمصر.
له مختصر في: أصول الفقه " ومختصر في " تفسير القرآن " قال فيه الصفدي: احتوى على فوائد. وله " الإنصاف من الانتصاف بين الزمخشري وابن المنير - خ " قال الزركلي:اقتنيت منه نسخة قديمة متقنة جديرة بالنشر.
===
محمد السعدي
(؟، بعد 705 =؟، 1284)
محمد بن محمد بن أبي بكر بن عيسى بن بدران الاخنائى
ابن القاضي علم الدين السعدي
*درس في حياة والده بدمشق وهو صغير بالصارمية، ثم استمر معه إلى أن نزل عنها لما أضر في سنة 705.
===
أحمد جبريل
(؟، 709هـ =؟، 1288)
أحمد بن عبيد الله بن جبريل كاتب الإنشاء أبو يوسف كتب في الإنشاء دهرا طويلا من أول الدولة التركية إلى أواخر أيامه وكانت وفاته في شهر رمضان سنة 709 بعدما أضر
===
الحسين بن فزارة الحنفي
(637،719هـ = 1216، 1298م)
شهاب الدين الحسين بن سليمان بن فزارة الكفري الدمشقي الحنفي تلا بالسبع على:
*علم الدين القاسم
وسمع من:
* ابن طلحة
*وابن عبد الدائم
ودروس بالطرخانية
*وقرأ بنفسه على إسماعيل بن أبي اليسر
*وكتب الطباق
*وناب في الحكم
*وكان خيراً عالماً أضر بأخرة فلزم داره يفتي ويقرئ حتى مات.
===
علي الخلاطي
(635، 727هـ = 1214، 1306م)
على بن عمر بن أبى بكر الواني الخلاطي الصوفي المعروف "بابن الصلاح "نزيل مصر، سمع من:
* ابن رواج والسبط
*والمرسى وغيرهم
*وخرج له أبو الحسين بن أيبك وكان صالحاً سهل القياد وتفرد في عصره برواية حديث السلفي بالسماع بغير إجازة ولا حضور وقد تأخر بعده الختني لكن كان سماعه وهو محضر وكان قد أضر بأخره ثم عولج فأبصر ومات في المحرم، قال ابن رافع في جزء شيوخ مصر سنة عشرين:هو أسند من بقى من الشيوخ،
قال ابن حجر: حدثنا عنه الصردي وابن القربى والمهدوي ومريم بالسماع وغيرهم بالإجازة.
===
محمد الفرجوطي
(؟، 737هـ =؟، 1316م)
محمد بن محمد الفرجوطي اشتغل في الفقه والقراءات والآداب وكان حسن الخلق خفيف الرمح أضر بآخرة وهو القائل
وشاعر يزعم من غرة ** وفرط جهل أنه يشعر
وينظم الشعر ولكنه** يحدث من فيه ولا يشعر
قال ابن حجر:مات بفرجوط.
===
أبو المفاخر الرازي
(652، 745هـ = 1231، 1344م)
أبو المفاخر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أنوشروان الرازي الرومي الحنفي ابن أبي الفضائل جلال الدين ابن قاضي القضاة حسام الدين ابن تاج الدين
قرأ القرآن واشتغل في النحو والتفسير والفقه.
قال القطب في "تاريخ مصر": "اشتغل كثيرا وكان جامعا للفضائل ويحب أهل العلم مع السخاء وحسن العشرة وقد ولي القضاء وهو صغير ابن سبع عشرة سنة "بخرت برت " ودرس بدمشق وقدم مصر سنة 730 ".
وقال البرزالي: ولي قضاء الشام وناب عن والده قبل ذلك ودرس بالخاتونية والقصاعين وكانت له عناية " بجامع الأصول" ألقاه دروساً ويحفظ منه كثيراً وكان محبوبا إلى الناس كثير الصدقة جواداً مُتِعَ بحواسه إلا السمع وكتب الخط المنسوب على الولي الذي كان ببلاد الروم ومات
سنة 691 هـ، وكان قد انحنى من الكبر وإذا مرض يقول: أخبرني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المنام أنى أعمر فكان كذلك فإنه أكمل التسعين وزاد وكان سمع الحديث من الفخر ابن البخاري وحدث قليلاً، وكان يحفظ في كل يوم من أيام الدروس "ثلاثمائة سطر"
وقد أضر، قال الشهاب ابن فضل الله: " إنه كان كثير المروءة حسن المعاشرة سخي النفس أقام فوق السبعين سنة يدرس بدمشق وغالب رؤساء مذهبه من الحكام والمدرسين كانوا طلبة عنده وقل منهم من أفتى ودرس بغير خطه.
===
أبو حيان النحوي
(654 - 745 هـ = 1256 - 1344 م)
محمد بن يوسف بن على بن يوسف ابن حيان الغرناطي الأندلسي الجيانى، النفزي، أثير الدين، أبو حيان: من كبار العلماء بالعربية والتفسير والحديث والتراجم واللغات. ولد في إحدى جهات غرناطة، ورحل إلى مالقة. وتنقل إلى أن أقام بالقاهرة. وتوفى فيها، بعد أن كف بصره.
(يُتْبَعُ)
(/)
واشتهرت تصانيفه في حياته وقرئت عليه. من كتبه (البحر المحيط - ط) في تفسير القرآن، ثمانى مجلدات و (النهر - ط) اختصر به البحر المحيط، و (مجاني العصر) في تراجم رجال عصره، ذكره ابن حجر في مقدمة الدرر وقال إنه نقل عنه، ولم يذكره في ترجمة أبى حيان، و (طبقات نحاة الأندلس) و (زهو الملك في نحو الترك) و (الإدراك للسان الأتراك - ط) و (منطق الخرس في لسان الفرس) و (نور الغبش في لسان الحبش) و (تحفة الأريب - ط) في غريب القرآن، و (منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك - خ) في شستربتى (3342) ومنه المجلد الأول في خزانة الرباط (224 أوقاف) و (التذييل والتكميل - خ) السفر الرابع منه، في الرباط (212 ق) في شرح التسهيل لابن مالك، نحو، و (عقد اللآلي - خ) في القراآت، و (الحلل الحالية في أسانيد القرآن العالية) و (التقريب - خ) بخطه، و (المبدع - خ) في التصريف، و (النضار) مجلد ضخم ترجم به نفسه وكثيرا من أشياخه، و (ارتشاف الضرب من لسان العرب - خ) و (اللمحة البدرية في علم العربية - خ) وله شعر في (ديوان - خ) مرتب على الحروف رأيته في خزانة الرباط (69 أوقاف) ونشر أحمد مطلوب، وخديجة الحديثي، في بغداد، كتابا سمياه (من شعر أبى
حيان الأندلسي)
===
الذهبي
(673 - 748 هـ = 1274 - 1348 م)
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله الذهبي الفارقي التركماني الدمشقي الشافعي
قال الشوكاني: المؤرخ صاحب التصانيف السائرة في الأقطار
أجاز له في سنة مولده جماعة بعناية أخيه من الرضاع وطلب بنفسه بعد سنة 690 فأكثر عن ابن عساكر وطبقته ثم رحل إلى القاهرة وأخذ عن الدمياطي وابن الصواف وغيرهما وخرج لنفسه ثلاثين بلدا ومهر في فن الحديث وجمع فيه المجاميع المفيدة الكثيرة.
قال ابن حجر:حتى كان أكثر أهل عصره تصنيفا وجمع:
* تاريخ الإسلام: فأربى فيه على من تقدمه بتحرير أخبار المحدثين خصوصا انتهى.
قال الشوكاني:أى لا باعتبار تحرير أخبار غيرهم فإن غيره ابسط منه واختصر منه مختصرات كثيرة منها:
* النبلاء
*والعبر
*وتلخيص التاريخ
*وطبقات الحفاظ
*وطبقات القراء
ولعل تاريخ الإسلام في زيادة على عشرين مجلدا وقفت منه على أجزاء
والنبلاء في نحو العشرين مجلدا وقفت منه على أجزاء وهو مختصر من تاريخ الإسلام باعتبار أن الأصل لمن نبل ولمن لم ينبل في الغالب
والنبلاء ليس إلا لمن نبل لكنه أطال تراجم النبلاء فيه بما لم يكن في تاريخ الإسلام ومن مصنفاته:
*الميزان في نقد الرجال جعله مختصا بالضعفاء الذين قد تكلم فيهم متكلم وهو كتاب مفيد في ثلاثة مجلدات كبار
*وله كتاب الكاشف المعروف
* ومختصر سنن البيهقي الكبرى
*ومختصر تهذيب الكمال لشيخه المزي
*وخرج لنفسه:المعجم الصغير والكبير
والمختص بالمحدثين فذكر فيه غالب الطلبة من أهل ذلك العصر وعاش الكثير منهم بعده إلى نحو أربعين سنة وخرج لغيره
*من شيوخه وأقرانه وتلامذته:
* أراء العلماء فيه:
قال البدر النابلسي في مشيخته: كان علامة زمانه في الرجال وأحوالهم جيد الفهم ثاقب الذهن وشهرته تغنى عن الإطناب فيه.
قال الشوكاني: وقد تصدر للتدريس بمواضع من دمشق وكان قد اضر قبل موته بسنوات وكان يغضب إذا قيل له يقدح عينيه ويقول ما زلت أعرف بصرى ينقص قليلا ًقليلاً إلى أن تكامل عدمه
قال الصفدي: لم يكن عنده جمود المحدثين بل كان فقيه النفس له دراية بأقوال الناس وهو القائل مضمنا:
إذا قرأ الحديث على شخص ** وأخلى موضعا لوفاة مثلي
فما جازى بإحسان لأني ** أريد حياته ويريد قتلي
قال الصفدي فأنشدته لنفسي:
خليك ماله في ذا مراد ** فدم كالشمس في أعلى محل
وحظي أن تعيس مدى الليالي ** وأنك لا تمل وأنت تملى
قال الصفدي: فأعجبه قولي خليك لأن فيه إشارة إلى بقية البيت الذي ضمنه هو مع الاتفاق في اسم "خليل".
===
محمد بن عبد الله الدمشقي
(؟، 771هـ =؟، 1371)
محمد بن عبد الله بن علي بن المعافى بن إسماعيل بن الحسين بن الحسن ابن أبي السنان شمس الدين بن تاج الدين بن عز الدين الموصلي الدمشقي
* سمع بالموصل ودمشق
*وحدث عن أبي نصر بن الشيرازي
*وولى إمامة العادلية بدمشق
*وكان له "حانوت "يتجر فيه، ثم اضر وكان خيّراً ساكناً يلازم مواعيد الحديث - قاله ابن رافع
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن حجر: وهو من طبقة الرافعي وقد أجاز للتقى سليمان وآخر من حدث عنه بالسماع الخضر بن عبد الرحمن الأزدي الدمشقي وهو مصنف كتاب "أنس المنقطعين "
*وله في التفسير "كتاب البيان"
وكان فاضلا دينا عارفا بالمذهب مات بالموصل سنة ثلاثين وقد قارب الثمانين.
===
ابن كثير
(701 - 774 هـ = 1302 - 1373 م)
أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن درع القرشي البصروي الدمشقي الشافعي
ولد بمجدل القرية من أعمال مدينة بصرى في سنة إحدى وسبعمائة إذ كان أبوه خطيبًا بها ثم انتقل إلى دمشق في سنة ست وسبعمائة وتفقه بالشيخ برهان الدين الفزاري وغيره وسمع ابن السويدي والقاسم بن عساكر وخلقًا، وصاهر شيخنا الحافظ المزي فأكثر عنه وأفتى ودرس وناظر وبرع في الفقه والتفسير والنحو، وأمعن النظر في الرجال والعلل وولي مشيخة أم الصالح والتنكزية بعد الذهبي.
آراء العلماء وأهل التأريخ فيه:
قال:أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله الذهبي الفارقي التركماني الدمشقي الشافعي: {748:ت}:
فقيه متقن ومحدث محقق ومفسر نقاد وله تصانيف مفيدة.
قال المؤرخ أبو المحاسن شمس الدين محمد بن علي بن الحسن بن حمزة بن محمد بن محمد بن ناصر الحسيني الدمشقي: {765:ت}:
الشيخ الإمام العالم الحافظ المفيد البارع، وأفتى ودرس وناظر وبرع في الفقه والتفسير والنحو، وأمعن النظر في الرجال والعلل.
قال المؤرخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الأسدي الدمشقي الشافعي (ابن قاضي شهبة): {790:ت}:
وأخذ الكثير عن ابن تيمية وقرأ الأصول على الأصفهاني وسمع الكثير وأقبل على حفظ المتون ومعرفة الأسانيد والعلل والرجال والتأريخ حتى برع في ذلك وهو شاب وصنف في صغره كتاب الأحكام.
قال شيخ الإسلام المؤرخ أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد الكناني بن علي بن أحمد بن حجر العسقلاني الفلسطيني الشافعي: {852:ت}:
وكان كثير الاستحضار حسن المفاكهة سارت تصانيفه في البلاد في حياته وانتفع بها الناس بعد وفاته.
قال أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن عبد الله الظاهري الحنفي بن تغري بردي الأتابكي: {874:ت}:
قال العيني رحمه الله: كان قدوة العلماء والحفاظ، وعمدة أهل المعاني والألفاظ. وسمع وجمع وصنف ودرس وحدث وألف. وكان له إطلاع عظيم في الحديث والتفسير والتاريخ، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهى إليه علم التاريخ والحديث والتفسير، وله مصنفات عديدة مفيدة. انتهى كلام العيني رحمه الله.
قال: أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد بن خليل ابن نصر بن الخضر بن الهمام الجلال بن الكمال بن ناصر الدين السيوطي الأصل الطولوني الشافعي {911:ت}:
الإمام المحدث الحافظ ذو الفضائل، له التفسير الذي لم يؤلف على نمطه مثله.
قال: عبد القادر بن محمد النعيمي الدمشقي: {927:ت}:
قال الحافظ ابن حجي السعدي كان أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث وأعرفهم بتخريجها ورجالها وصحيحها وسقيمها وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك وكان يستحضر شيئا كثيرا من التفسير والتاريخ قليل النسيان وكان فقيها جيد الفهم صحيح الدين ويحفظ التنبيه إلى آخر وقت ويشارك في العربية مشاركة جيدة ونظم الشعر وما أعرف أني اجتمعت به على كثرة ترددي إليه إلا وأخذت منه.
قال أبو الفلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد بن العماد العكري الحنبلي الدمشقي: {1089:ت}:
الحافظ الكبير عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير، حفظ التنبيه وعرضه سنة ثمان عشرة وحفظ مختصر ابن الحاجب وتفقه بالبرهان الفزاري والكمال بن قاضي شهبة ثم صاهر المزي وصحب ابن تيمية وقرأ في الأصول على الأصبهاني وألف في صغره أحكام التنبيه وكان كثير الاستحضار قليل النسيان جيد الفهم يشارك في العربية وينظم نظما وسطاً.
قال: الإمام المؤرخ أبو علي بدر الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد صلاح بن إبراهيم بن محمد العفيف بن محمد رزق الشوكاني الخشني اليماني الصنعاني: {1250:ت}:
(يُتْبَعُ)
(/)
تفقه بالشيخ برهان الدين الفزاري وغيره وسمع من القاسم بن عساكر والمزي وغيرهما وبرع في الفقه والتفسير والنحو وأمعن النظر في الرجال والعلل ومن جملة مشايخه شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية ولازمه وأحبه حباً عظيماً، وأفتى ودرس وله تصانيف مفيدة منها التفسير المشهور وهو في مجلدات وقد جمع فيه فأوعى ونقل المذاهب والأخبار والآثار وتكلم بأحسن كلام وأنفسه وهو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها.
قال: أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي بن لطف الله الحسيني البخاري القنوجي الباهوبالي الهندي: {1307:ت}:
قال ابن حبيب فيه: إمام ذوي التسبيح والتهليل وزعيم أرباب التأويل سمع وجمع وصنف وأطرب الأسماع بأقواله وشنف وحدث وأفاد وطارت أوراق فتاويه إلى البلاد واشتهر بالضبط والتحرير وانتهت إليه رياسة العلم في التاريخ والحديث والتفسير.
قال المؤرخ عمر رضا بن عبد الغني محمد بن راغب كحالة الدمشقي: {1408:ت}:
محدث، مؤرخ، مفسر، فقيه.
قال ابن حجر: مات في شعبان سنة 774 وكان قد أضر في أواخر عمره.
===
محمد الأطرياني
(702، 776هـ = 1281، 1375م)
محمد تقي الدين بن عبد الله بن علي بن عبد القادر "الأطرياني"
قال ابن حجر:أجاز له
*الدمياطي
*وأسمع البخاري على وزيرة
*والحجار
*وزينب بنت شكر وغيرهم
*ومسلماً على الشريف الموسوي
* وحدث بصحيح البخاري
*ومسند عبد والدارمي عن زينب بنت شكر
*وكان متواضعا حسن الأخلاق كثير البذل والإيثار ثم أضر بآخرة ولزم بيته.
قال ابن حجر أيضاً:أخذ عنه شيخنا العراقي وابن ظهيرة.
===
المشبب
(715؟ - 801 هـ = 1315 - 1398 م)
خليل بن عثمان بن عبد الرحمن، أبو الصفاء القرافي المصري، المعروف بالمشبب: من كبار القراء من سكان القرافة يظن أنه حنبلي. كف بصره وأقعد في أواخر حياته وانقطع بسفح الجبل.
وكان للظاهر برقوق وغيره اعتقاد كبير فيه. له (تحفة الإخوان فيما تصح فيه تلاوة القرآن - خ) رسالة.
===
البلبيسي
(728 - 802 هـ = 1328 - 1399 م)
إسماعيل بن إبراهيم بن محمد الكناني البلبيسي، مجد الدين: قاض حنفي، من الفضلاء.
من أهل بلبيس (بمصر) صنف كتابا في (الفرائض) واختصر (الأنساب) للرشاطي، وسماه (قدس الأنوار) وأضاف إليه زيادات في ثلاثة أجزاء بخطه، منه مسودته في مكتبة عاشر أفندي باستنبول، الرقم 594 (كما في مذكرات الميمني - خ) و (شرح التلقين) ل أبي البقاء، في النحو.
و (شرح عقيدة الطحاوي - خ)
بالأزهر. وله نظم كثير. وولي قضاء الحنفية بالقاهرة. وكف بصره في كبره، وساءت حاله
===
ابن القباقبي
(778 - 849 هـ = 1376 - 1445 م)
محمد بن خليل بن أبي بكر، المعروف بابن القباقبي، شمس الدين: عالم بالقراآت. ولد وتعلم في حلب. ورحل إلى القاهرة، ثم استوطن غزة. وانتقل إلى بيت المقدس فمات فيه، وقد كف بصره. له كتب، منها (إيضاح الرموز - خ) شرح به منظومته (مجمع السرور - خ) في مذاهب القراء الأربعة عشر، و (بديعية) عارض بها الصفي الحلي، و (تخميس البردة - خ)
===
ابن سلطان
(870 - 950 هـ = 1465 - 1544 م)
محمد بن محمد بن عمر بن سلطان الدمشقي الصالحي الحنفي، أبو عبد الله، قطب الدين: مؤرخ.
كان مفتي الشام. وولي القضاء بمصر في زمن الغوري، نيابة عن شيخه ابن الشحنة. وكف بصره. وتوفى بدمشق. له كتب، منها (الجواهر المضية في أحوال السلطان محمد سليم الفاتح للبلاد العربية - خ) و (فتح الملك العليم المنان على الملك المظفر سليمان - خ) وكتاب في (الفقه) وآخر سماه (البرق اللامع في المنع من البركة في الجامع) ورسالة في (تحريم الأفيون)
===
ابن الديري
(768 - 867 هـ = 1367 - 1463 م)
سعد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح، أبو السعادات، المكنى سعد الدين، النابلسي الأصل، المقدسي الحنفي، نزيل القاهرة، المعروف بابن الديري: جد الأسرة الخالدية بفلسطين. ولد في القدس (ونسبته إلى قرية الدير، في مردا، بجبل نابلس) وانتقل إلى مصر،
فولي فيها قضاة الحنيفة سنة 842هـ واستمر 25 سنة. ضعف بصره، فاعتزل القضاء.
وتوفي بمصر. له كتاب (الحبس في التهمة - ط) و (السهام المارقة في كبد الزنادقة - خ) و (تكملة شرح الهداية للسروجي) ست مجلدات، ولم يكمله، و (شرح العقائد) المنسوبة للنسفي، و (النعمانية) منظومة طويلة، فيها فوائد نثرية، وغير ذلك
===
طاش كبري زاده
(يُتْبَعُ)
(/)
(901 - 968 هـ = 1495 - 1561 م)
أحمد بن مصطفى بن خليل: أبو الخير، عصام الدين طاش كبري زاده: مؤرخ. تركي الأصل، مستعرب. ولد في بروسة، ونشأ في أنقرة، وتأدب وتفقه، وتنقل في البلاد التركية مدرسا للفقه والحديث وعلوم العربية. وولي القضاء بالقسطنطينية سنة 958هـ فرمد وكف بصره سنة 961 قال صاحب العقد المنظوم: إذا جاء (القضاء) عمي البصر! له كتاب (الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - ط) انتهى من إملائه سنة 965 بالقسطنطينية، و (مفتاح السعادة - ط) و (نوادر الأخبار في مناقب الأخيار - خ) معجم تراجم، و (الشفاء لا دواء الوباء - ط) رسالة، و (الرسالة الجامعة لوصف العلوم النافعة - خ) وغير ذلك.
===
ابن زياد
(900 - 975 هـ = 1494 - 1568 م)
عبد الرحمن بن عبد الكريم بن إبراهيم، ابن زياد الغيثي المقصري - نسبة إلى المقاصرة من بطون عك بن عدنان - أبو الضياء: فقيه شافعي، من أهل زبيد، مولدا ووفاة. تفقه وأفتى واشتهر.
وكف بصره سنة 964 هـ فاستمر على عادته في التدريس والإفتاء والتصنيف. له (الفتاوي) ونحو ثلاثين رسالة (مخطوطة) في تحقيق بعض الأبحاث الفقهية، من معاملات وعبادات
===
أبو ذاكر الخلوتي
(؟، 1107هـ =؟، 1686)
محمد بن عبد الحافظ أفندي أبو ذاكر الخلوتي الحنفي المصري
قال عبد الرازق البيطار عنه:الأجل الصالح والناسك الفالح، العارف بالله.
* أخذ الطريق عن السيد مصطفى البكري
*والشيخ الحفني
* وحضر الفقه على العلامة الشيخ محمد الدلجي
*الشيخ أحمد الحماقي
* وأدرك الاسقاطي
*والمنصوري
* ولم يتزوج قط، وكف بصره سنة إحدى وثمانين ومائة وألف، وانقطع في بيته إحدى وعشرين سنة بمفرده، وليس عنده قريب ولا غريب ولا جارية ولا عبد، ولا من يخدمه في شيء مطلقاً، وبيته متسع جهة التبانة، وبابه مفتوح دائماً، وعنده الأغنام والدجاج والأوز والبط والجميع مطلوقون في الحوش، وهو يباشر علفهم وإطعامهم وسقيهم الماء بنفسه، ويطبخ طعامه بنفسه، وكذلك يغسل ثيابه
*وكان له يد طولى في كل شيء، ومشاركة جيدة في العلوم والمعارف، والأسماء والروحانيات والأوفاق، واستحضار تام في كل ما يسأل عنه، وعنده عدة كثيرة من السنانير، ويعرفها بالواحدة بأسمائها وأنسابها وألوانها، ويقول هذه تحفة بنت بستانة، وهذه كمونة بنت ياسمين، وهذه فلانة أخت فلانة، إلى غير ذلك.
توفي رحمه الله تعالى في شهر شوال
===
الشبراملسي
(997 - 1087 هـ = 1588 - 1676 م)
علي بن علي الشبراملسي، أبو الضياء، نور الدين: فقيه شافعي مصري. كف بصره في طفولته وهومن أهل شبراملس بالغربية، بمصر) تعلم وعلم بالأزهر. وصنف كتبا، منها " حاشية على المواهب اللدنية للقسطلاني - خ " أربعة مجلدات، و " حاشية على الشمائل - خ " باسم " حواش على متن الشمائل وشرحها لابن حجر المكي، في خزانة الرباط (1513 ك) و " حاشية على نهاية المحتاج - ط " في فقه الشافعية
===
الداوودي
(000 - 1168 هـ = 000 - 1755 م)
محمد بن عبد الحي بن رجب الداوودي: من علماء دمشق. ولد فيها، وأخذ عن أعلامها.
وصنف (حاشية على شرح المنهج) جمعت كل حواشيه مع التحقيق، و (حاشية على ابن عقيل على الالفية) في النحو. وفقد بصره في آخر عمره، وتوفي بدمشق
===
محمد سعيد المدني
(؟، 1190هـ =؟، 1769م)
الشيخ محمد سعيد بن محمد صفر بن محمد بن أمين المدني الحنفي
*نزيل مكة والمدرس بحرمها
يقول الجبرتي: تفقه على جماعة من فضلاء مكة
*وسمع الحديث على الشيخ محمد بن عقيلة
*والشيخ تاج الدين القلعي وطبقتهما وبالمدينة على:
* الشيخ أبي الحسن السندي الكبير وغيره وكان حسن التقرير لما يمليه في دروسه حضره السيد العيدروس في بعض دروسه وأثنى عليه
وفي آخر عمره كف بصره حزنا على فقد ولده
*وكان من نجباء عصره أرسله إلى الروم وكان زوجا لابنة الشيخ ابن الطيب فغرق في البحر
وفي أثناء سنة 1174 ورد مصر ثم توجه إلى الروم على طريق حلب فقرأ هناك شيئا من الحديث وحضره علماؤها ومنهم الشيخ السيد أحمد بن محمد الحلوى وذكره في جملة شيوخه وأثنى عليه ورجع إلى الحرمين وقطن بالمدينة المنورة
ومن مؤلفاته الأربعة أنهار في مدح النبي المختار صلى الله عليه و سلم وله قصيدة مدح بها الشيخ العيدروس
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما حج الشيخ أحمد الحلوى في سنة تسعين اجتمع به بالمدينة المنورة وذاكره بالعهد القديم فهش له وبش واستجاز منه ثانيا فأجازه ولم يزل على حاله المرضية من عبادة وإفادة حتى توفي في هذه السنة رحمه الله تعالى.
===
علي بن قنيش العوني
(؟، 1204هـ=؟، 1783)
علي بن عمر بن أحمد بن عمر بن ناجي بن قنيش العوني البهي الشافعي المصري
قال عبد الرازق البيطار:
الإمام الفاضل الفالح والهمام الناسك الصالح القانع المتجرد والتقي المتعبد
* ولد بالمنية إحدى قرى مصر وأول من قدمها جده قنيش،
*وكان مجذوباً من بني العونه العرب المشهورين بالبحيرة، فتزوج بها. *حفظ المترجم القرآن
*وقدم الجامع الأزهر
*وجوده على بعض القراء
* واشتغل بالعلم على مشايخ عصره
*ونزل طندتا
* ودرس العلم بالمسجد المجاور للمقام الأحمدي
*وانتفع به الطلبة وآل به الأمر إلى أن صار شيخ العلماء هناك
*وتعلم غالب من بالبلد علم التجويد منه
* وهو فقيه مجود ماهر حسن التقرير جيد الحافظة
* يحفظ كثيراً من النقول الغريبة
*وفيه أنس وتواضع وتقشف وانكسار
* وكان كفيف البصر لا البصيرة
* وورد مصر أيضاً في المحرم من سنة وفاته
* ثم عاد إلى طندتا وتوفي بها في ثاني عشر ربيع الأول
* ولم يمرض كثيراً
* ودفن بجانب قبر سيدي مرزوق من أولاد غازي في مقام مبني عليه.
==
سليمان البيجرمي
(1031، 1220هـ = 1610، 1799)
سليمان بن محمد بن عمر البجيرمي الشافعي الأزهري
*ولد ببجيرم قرية من الغربية
*وحضر إلى مصر صغيراً دون البلوغ
* ورباه قريبه الشيخ موسى البجيرمي
*حفظ القرآن ولازم الشيخ المذكور حتى تأهل لطلب العلوم
* وحضر على الشيخ العشماوي في الصحيحين وأبي داوود والترمذي والشفا والمواهب، وشرح المنهج لشيخ الإسلام، وشرحي المنهاج لكل من الرملي وابن حجر
*وحضر دروس الشيخ الحفني
* وأجازه الملوي
*والجوهري
*والمدابغي
* وأخذ عن الديربي وغيره
* وحضر أيضاً دروس الشيخ علي الصميدي
* والسيد البليدي
*وشارك كثيراً من الأشياخ كالشيخ عطية الأجهوري وغيره.
قال الشيخ عبد الرزاق البيطار:"وكان إنساناً حسناً حميد الأخلاق متجمعاً عن مخالطة الناس مقبلاً على شأنه، وقد انتفع به أناس كثيرون، وكف بصره في آخر عمره"
* ومن تآليفه:
* حاشيته على شرح المنهج أربع مجلدات
* وأخرى على الخطيب وغير ذلك
* وقبل وفاته سافر إلى مصطية بالقرب من بجيرم فتوفي بها ليلة الاثنين وقت السحر ثالث عشر رمضان، ودفن هناك.
===
أحمد البرماوي
(1138، 1222هـ = 1717، 1801)
أحمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن علاء الدين البرماوي الشافعي الذهبي الأزهري
يقول عبد الرازق البيطار: الشيخ العلامة، والفاضل الفهامة، بقية العلماء، ونخبة الفضلاء، وزبدة الصالحين، وصفوة الأفراد الناجحين، محرر المذهب، ومقرر ما يؤلف ويرغب، ذو التصانيف المحبوبة والتآليف المرغوبة، والآثار الحسنة، والشمائل المستحسنة،
*ولد ببلدة برما بالمنوفية سنة
* ونشأ بها وحفظ القرآن والمتون على الشيخ المعاصري
* ثم انتقل إلى مصر فجاور في المدرسة الشيخونية بالصليبة
*وتخرج في الحديث على الشيخ أحمد البرماوي
*وحضر دروس مشايخ الأزهر
*كالشيخ محمد فارس
*والشيخ علي قايتباي
*والشيخ الدفري
*والشيخ سليمان الزيات
*والشيخ الملوي
*والشيخ المدابغي
*والشيخ الغنيمي
*والشيخ محمد الحفني وأخيه الشيخ يوسف
*والشيخ عبد الكريم الزيات
*والشيخ عمر الطحلاوي
*والشيخ سالم النفراوي
*والشيخ عمر الشنواني
*والشيخ أحمد رزه
*والشيخ سليمان البسوسي
*والشيخ علي الصعيدي
*وأقرأ الدروس وأفاد الطلبة ولازم الإقراء.
وكان منجمعاً عن الناس قانعاً راضياً بما قسم له، لا يزاحم على الدنيا ولا يتداخل في أمورها
* وأخبر ولده العلامة الفاضل الشيخ مصطفى أن والده المترجم ولد بصيراً فأصابه الجدري فطمس بصره في صغره فأخذه عم أبيه الشيخ صالح الذهبي ودعا له فقال في دعائه: اللهم كما أعميت بصره نور بصيرته فاستجاب الله دعاءه.
*وكان قوي الإدراك ويمشي وحده من غير قائد؛ ويركب من غير خادم، ويذهب في حوائجه المسافة البعيدة
* ويأتي إلى الأزهر ولا يخطىء الطريق،
*ويتنحى عما عساه يصيبه من راكب أو جمل أو حمار مقبل عليه أو شيء معترض في طريقه
* أقوى من ذي بصر، فكان يضرب به المثل في ذلك مع شدة التعجب كما قال القائل:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما عمى العيون مثل عمى القلب ... فهذا هو العمى والبلاء
فعماء العيون تغميض عين ... وعماء القلوب فهو الشقاء
ولم يزل ملازماً على حالته من الانجماع والاشتغال بالعلم والعمل به وتلاوة القرآن وقيام الليل، فكان يقرأ كل ليلة نصف القرآن. إلى أن توفي، وصلي عليه بجامع ابن طولون ودفن بجوار المشهد المعلوم بالسيدة سكينة رضي الله عنها بجانب الشيخ البرماوي.
===
إسماعيل الحافظ
(000 - 1228 هـ = 000 - 1871 م)
إسماعيل بن أحمد الأحمدي: فقيه طرابلس الشام ومحدثها في عصره.
مولده ووفاته بها. تعلم في الأزهر، وجاور بمكة مدة قصيرة، وعاد إلى طرابلس فعكف على التدريس والإفتاء، واختير أمينا للفتوى فيها، وكف بصره في كبره. له (حواش وتعاليق على شرح الدر) في فقه الحنفية، ورسالة في (علم الفرائض) ونظم ومقامات. والأحمدي نسبة إلى بلدة بني أحمد (من مديرية المنيا بمصر)
===
الجبرتي
(1167 - 1237 هـ = 1754 - 1822 م)
عبد الرحمن بن حسن الجبرتي: مؤرخ مصر، ومدون وقائعها وسير رجالها، في عصره.
ولد في القاهرة وتعلم في الأزهر، وجعله (نابليون) حين احتلاله مصر من كتبة الديوان.
وولي إفتاء الحنفية في عهد محمد علي. وقتل له ولد فبكاه كثيرا حتى ذهب بصره، ولم يطل عماه فقد عاجلته وفاته، مخنوقا. وهو مؤلف (عجائب الآثار في التراجم والأخبار - ط) أربعة أجزاء، ويعرف بتاريخ الجبرتي، ابتدأه بحوادث سنة 1100هـ وانتهى سنة 1236 هـ وقد ترجم إلى الفرنسية. وله (مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس - ط) في جزأين وترجم إلى الفرنسية وطبع بها. ونسبة الجبرتي إلى (جبرت) وهي الزيلع في بلاد الحبشة. ولخليل شيبوب، كتاب (عبد الرحمن الجبرتي - ط) في سيرته.
===
السيد جبر دويدار
(؟، 1285 هـ =؟،1864م)
هو: جبر بن خليل دويدار الحسيني التركي المصري
جد أمي المبارك ولد ونشأ بدمياط بعد نزوح أهله من تركيا إلى مصر وتتلمذ على علماء عصره وتزوج، وما أنجب إلا في سنٍ متأخرة بعد دعائه لربه فرزق أكثر من سبعة غلمان و بعض البنات لا أذكر منهم سوى اثنتين، ثم إنه فقد بصره في أواخر عمره وكان ذا بصيرة يقظة، كان إذا طرق أحدهم الباب قال له أنت فلان، فيعجب الطارق لذلك أيما عجب، وكان قوي الفراسة صادق العزيمة، وكان صهره يكتب في مجلة الهلال، وتوفي عليه الرحمه في العام المذكور، بيد أن زوجه عاشت أكثر من مائة رحمهما الله.
===
رشيد أحمد
(1244 - 1323 هـ = 1828 - 1905 م)
رشيد بن هداية أحمد الأنصاري الكنكوهي: عالم بالحديث، ينتهي بنسبه إلى أبي أيوب الأنصاري.
ولد في (كنكوه) من توابع سهانفور، في الهند. وتفقه في دهلي. وشارك في الثورة على الإنجليز سنة 1273 هـ (1857) وسجن ستة أشهر. وانقطع للتدريس والإفتاء. وحج ثلاث مرات. وكف بصره، فعكف على العبادة إلى أن توفي. له تآليف، منها بالعربية (العرف الشذي - ط) حاشية على سنن الترمذي، وهي تقريرات له في أثناء دروسه، جمعها بعض تلاميذه. وبقية مؤلفاته بالأردية.
===
حمزة فتح الله
(1266 - 1336 هـ = 1849 - 1918 م)
حمزة فتح الله المصري ابن السيد حسين بن محمد شريف التونسي: أديب، من علماء مصر.
ولد في الإسكندرية. وانتقل إلى القاهرة، فتعلم في الأزهر. وسافر إلى تونس فتولى إنشاء جريدة (الرائد التونسي) الرسمية، وأقام ثماني سنوات. وعاد إلى الاسكندرية فحرر جريدة (البرهان) ثم جريدة (الاعتدال) وعين مفتشا أول للغة العربية في وزارة المعارف. وانتدبته حكومة مصر لحضور مؤتمر المستشرقين في فينة (عاصمة النمسة) ثم في استوكهلم (عاصمة السويد) فحضرهما. وقضى في وزارة المعارف نحو ثلاثين عاما، ثم أحيل إلى المعاش سنة1330 هـ فعكف على البحث إلى أن توفي وقد كف بصره. له (باكورة الكلام على حقوق النساء في الإسلام - ط) و (المواهب الفتحية - ط) مجلدان، و (هداية الفهم إلى بعض أنواع الوسم - ط) رسالة في وسم الإبل والخيل وغيرها عند العرب، و (العقود الدرية في العقائد التوحيدية - ط) و (الترجمة والتعريب - ط) رسالة، و (التحفة السنية في التواريخ العربية - ط)
===
الحافظ عثمان الموصلي المولي
(1271 - 1341 هـ = 1854 - 1923 م)
الحاج عثمان بن الحاج عبد الله بن الحاج فتحي بن عليوي (بالحافظ عثمان الموصلي المولوي)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: أحمد عزت باشا العمري الموصلي: ولد في بلدة الموصل الخضراء،وقبل أن يبلغ من العمر سبع سنين توفي أبوه وبقي يتيماً وفقد نور بصره على صغره
* فرآه والدنا المرحوم محمود أفندي الفاروقي
*وكان إذ ذاك طفلاً
* وتغرس به أن يكون للتربية أهلاً ومحلاً، أخذه إلى بيته العامر
* وأعطاه منها إلى أحد الدوائر، وخصص له فيها من يحفظه القرآن بصورة الإتقان، مع ما ينضم إلى ذلك من طيب الألحان، فأتقنها كلها، *وحفظ أيضاً جانباً وافراً من الأحاديث النبوية، والسير المصطفوية، ورتب له من يلقي عليه علم الموسيقى حيث أنه قد رزق الصوت الحسن
* وحفظ إذ ذاك من رقائق الأشعار، وغرائب الآثار، ما جمع فأوعى لأنه كان سريع الحفظ، لكيف اللفظ، فنشأ قطعة من أدب، وفرز دقة من لباب العرب
* لأنه في الحقيقة ضرير
* لكنه بكل شيء بصير، ينظر بعين الخاطر، ما يراه غيره بالناظر، وبقي بخدمة المرحوم الوالد إلى أن توفاه الله، وجعل الجنة مثواه
* توجه إلى بغداد، وكنت إذ ذاك فيها فنزل عندي، يعيد ويبدي، وفاء للحقوق التي لا زال يبديها، ولا يخفيها، متردياً بظاهرها وخافيها، فتلقيته ملاقاة الأب والأخ، وقلت له:بخ بخ، فتهادته فيها أكف الأكابر وحفت به عيون الأصاغر، فأصبح في بغداد فاكهة الأدباء، ونقل الظرفاء، وشمامة الأوداء، واشتهر بحسن قراءة المولد الكريم، على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم، فأومض فيها برق اسمه، وعلا مبارك كعبه ورسمه، فتركته على هذه الصورة في الزوراء، تهب عليه ريح الرخاء، حيث يشاء، وأمسى عند كل ذي عين، جلدة ما بين الأنف والعين
*وحفظ فيها نصف صحيح الإمام البخاري على المرحوم الشيخ داود أفندي
* وبعد وفاته أكمل حفظ النصف الثاني على بهاء الحق أفندي الهندي مدرس الثاني في الحضرة الأعظمية
* ثم أنه بعد ما قضى فريضة الحج، وفاز بالعج والثج،
*رجع إلى مسقط رأسه الموصل الخضراء قرأ فيها القراءات السبع على حيدرة الوطن، محمد أفندي الحاجي حسن،
*وأخذ الطريقة القادرية من حضرة المرشد الكامل العارف الفاضل المرحوم السيد محمد أفندي النوري
* وأخذ الطريقة الرفاعية، من حضرة صاحب السماحة الصارم الهندي، الشيخ أبي الهدى السيد محمد أفندي
===
عبد القادر بدران
(000 - 1346 هـ = 000 - 1927 م)
عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بدران:
فقيه أصولي حنبلي، عارف بالأدب والتاريخ، له شعر.
ولد في " دومة " بقرب دمشق، وعاش وتوفي في دمشق. كان سلفي العقيدة، فيه نزعة فلسفية، حسن المحاضرة، كارها للمظاهر، قانعا بالكفاف، لا يعنى بملبس أو بمأكل، يصبغ لحيته بالحناء، وربما ظهر أثر الصبغ على أطراف عمامته. ضعف بصره قبل الكهولة، وفلج في أعوامه الأخيرة. ولي إفتاء الحنابلة. وانصرف مدة إلى البحث عما بقي من الآثار، في مباني دمشق القديمة، فكان أحيانا يستعير سلما خشبيا، وينقله بيديه ليقرأ كتابة على جدار أو اسما فوق باب.
وزار المغرب، فنظم قصيدة همزية يفضل بها مناظر المشرق: من قال إن الغرب أحسن منظرا فلقد رآه بمقلة عمياء له تصانيف، منها " المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل - ط "
و " شرح روضة الناظر لابن قدامة - ط " في الاصول، جزآن، و " تهذيب تاريخ ابن عساكر - ط " سبعة أجزاء من 13 جزءا، ولا تزال بقيته مخطوطة، و " ذيل طبقات الحنابلة لابن الجوزي - خ " لم يكمله، و " موارد الأفهام من سلسبيل عمدة الاحكام - خ " مجلدان، في الحديث، و " الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية - خ " تاريخ، و " منادمة الأطلال ومسامرة الخيال - ط " في معاهد الشام الدينية القديمة، و " ديوان خطب - خ " و " الكواكب الدرية - ط " رسالة في عبد الرحمن اليوسف والأسرة الزركلية، و " تسلية الكئيب عن ذكرى حبيب - خ " ديوان شعره، و " سبيل الرشاد إلى حقيقة الوعظ والإرشاد " جزآن، و " فتاوى على أسئلة من الكويت " و " إيضاح المعالم من شرح ابن الناظم " على الألفية ثلاثة أجزاء، وغير ذلك.
ابن ضويان
(1275 - 1353 هـ = 1858 - 1935 م)
إبراهيم بن محمد بن سالم بن ضويان، من بني زيد سكان شقراء بنجد: فقيه، له علم بالأنساب واشتغال بالتاريخ. من أهل (الرس) بنجد. كانوا يرجعون إليه في حل معضلاتهم وتولى القضاء بها. وكان ملازما للمسجد.
وألف كتبا:
* منها (منار السبيل - ط) مجلدان، في شرح (دليل الطالب) لمرعي بن يوسف الكرمي، في فقه ابن حنبل
* ورسالة في (أنساب أهل نجد - خ) قال الزركلي: كانت عند رشدي ملحس بالرياض
* ورسالة مختصرة (في التاريخ - خ) في الرياض،قال الزركلي ذكر فيها بعض الغزوات والوفيات من سنة 750 هـ إلى استيلاء الملك عبد العزيز آل سعود على الرياض سنة 1319 هـ
*و (رفع النقاب عن تراجم الأصحاب أي الحنابلة - خ) قال الزركلي: اقتنيت تصويره. وكف بصره عام 1350.
===
ابن إبراهيم
(1311 - 1389 هـ = 1893 - 1969 م)
محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف، من آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب: فقيه حنبلي. كان المفتي الأول للبلاد العربية السعودية. مولده ووفاته في الرياض: تعلم بها وفقد بصره في الحادية عشرة من عمره. فتابع الدراسة إلى أن أتم حفظ القرآن.
وكثير من الكتب والمتون، وتصدر للتدريس، وعين مفتيا للمملكة، ثم رئيسا للقضاة. فرئيسا للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ورئيسا للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، ورئيسا لتعليم البنات في المملكة (1380 هـ وفي سنة 1373 هـ أنشأ " المكتبة السعودية " العامة، في الرياض وجمع فيها حوالي 15000 كتاب مطبوع و 117 مخطوطا، وأملى من تأليفه كتبا، منها " الجواب المستقيم - ط " و " تحكيم القوانين - ط " رسالة، و "مجموعة من أحاديث الأحكام - خ و " الفتاوى - خ " عدة مجلدات، ما زالت في دار الإفتاء بمكة. وكان الملك عبد العزيز قد أمر بجمعها وطبعها.
للاستزادة انظر: الأعلام للزركلي، معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة، حلية البشر للبيطار، عجائب الآثار للجبرتي، الدرر الكامنة لابن حجر، البدر الطالع للشوكاني، أبجد العلوم للقنوجي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب بالماجستير]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 10:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
كم هو موضوع جميل
ـ[كعب بن زهير]ــــــــ[12 - Apr-2009, مساء 04:48]ـ
أذكر هنا الدكتور وهو أستاذي في الجامعة وأنا افتخر به جدا
الدكتور محمد البع حفظه الله وهو فلسطيني مثلي من سكان غزة
فقد بصره في الثانية عشر من عمره
وكان يأخد الأول على الطلبه
حتى في الجامعة درس في مصر الشقيقة وكان يسكن الشقه لوحده وكان يأخذها الأول على الدفعة
وأكمل الماجستير والدكتوراه
وهو متمكن جدا في النحو وعلم اللغة أنا أعتبره معجم متحرك
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 05:50]ـ
بالطبع فهو أستاذ من قال:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 11:05]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
أبو معاذ.
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 06:08]ـ
1 - الشيخ عبدالله بن حميد - رحمه الله -.
2 - الشيخ عبدالعزيز بن صالح - رحمه الله -، إمام المسجد النبوي - سابقًا -.
3 - سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ - حفظه الله -.
4 - الشيخ صالح بن سعد السحيمي - حفظه الله -، المدرس بالمسجد النبوي، ورئيس قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية -سابقًا -.
5 - الشيخ صالح الحديثي - حفظه الله -، المدرس بالمسجد النبوي.
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 06:19]ـ
من المعاصرين:
1/ الشيخ عبدالله الركبان حفظه الله. عضو هيئة كبار العلماء سابقا.
2/ الشيخ عبدالعزيز الداوود حفظه الله. وهو عضو إفتاء في دار الإفتاء ومكتبه بجانب مكتب الشيخ صالح الفوزان.
ـ[هشام المحيميد]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 10:34]ـ
الشيخ صالح الاطرم رحمه الله
الشيخ صالح السدلان رحمه الله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 12:34]ـ
ترجمان القرآن إمام المفسرين: ابن عباس رضي الله عنه
كف بصره في آخر عمره
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 12:46]ـ
الإمام الحافظ المزي رحمه الله كف بصره في آخر عمره
الإمام الحافظ الحجة البخاري محمد بن اسماعيل رحمه الله كف بصره في صغره ثم عاد بصره بدعوة من أمه المباركة رحمها الله
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 01:02]ـ
الشيخ العلامة عبد الله بن حميد والد الشيخ صالح بن حميد إمام الحرم المكي توفي ـ رحمه الله ـ سنة 1402 هـ
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 06:04]ـ
موضوع فيه شحذ للهمم وشد للعزيمة ان شاء الله
اضيف الحكيم الترمذى
رحمهم الله اجمعين
ـ[سعود الزيد]ــــــــ[05 - May-2009, مساء 10:59]ـ
الشيخ / علي بن سليمان الرومي ( http://www.moj.gov.sa/adl/topic_d_d.aspx?ID=6&IDd=124)- رحمه الله. نائب رئيس محكمة التمييز بالرياض سابقاً
كان بارع جدا في علم الفرائض. وهو من حذاق المعبرين في عصره. وابن أخيه الشيخ الدكتور محمد الرومي معبر الرؤى المعروف.
وأذكر أن الشيخ محمد الرومي يذكر لنا قصة تدل على فطنة وذكاء الشيخ علي الرومي رحمه الله. رأت امراة في الخرج أن شبابيك منزلها مفتحة والأبواب كذلك فقصت الرؤيا على الشيخ علي الرومي فقال من يسكن في منزلكم قالت أنا وبنتي وأخي قال ليست رؤيا ثم تكررت الرؤيا مع المرأة ثانية وثالثة فتصلت علي الشيخ علي فكرر عليها السؤال من يسكن في منزلكم فقالت أنا وبنتي وأخي والخادمة قال فتشو على الخادمة فأني أظن أنه رجل وفعلا كان رجل يتلبس بثوب خادمة فكشف وكان ينوي أن يقع ببنت الرائية.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 01:45]ـ
للصفدي كتاب نكت الهميان في نكت العميان جمع فيه أسماء المشهورين
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 05:04]ـ
الشيخ صالح السدلان رحمه الله
الشيخ حفظه الله ورعاه ونفع به مايزال حياً وهو ليس كفيفا كما يظن بعضهم
ولكن بصره ضعبف جدا يكاد لا يرى
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[08 - May-2009, مساء 06:58]ـ
بارك الله فيكم
وأيضا الصحابي ابن عمر والتابعي الأعمش.
وأحد مشايخ الأردن الشيخ الدكتور أحمد المناعي. وكُثر. الحمد لله على السلامة.
والبرفسور الدكتور (فضل عباس) ولكنه من أئمة الأشاعرة والمعتزلة والله المستعان.
ـ[محب المساكين]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 07:12]ـ
هل رايت:
" نَكْت الهِمْيَان في نُكَتِ العُمْيَان "
لصلاح الدين بن أيبك الصفدي؟؟
ـ[الناصرلدين الله]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 05:13]ـ
بارك الله في الجميع
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 12:49]ـ
لو بدأتم في ذكر العلماء بأهل القرآن والقراءات لأحسنتم وأجدتم.
وكنتم كمن يغترف من بحر.
صحيح ذكرتم: الشاطبي والمتولي والشيخ محمد رفعت - رحمهم الله.
لكن يبقى الكثير، منهم:
البصير بقلبه
الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات
الشيخ أحمد بن أحمد بن مصطفى أبو الحسن المليجي(/)
تجديد علم الأصول عند الشوكاني رحمه الله تعالى
ـ[السيل الجرار]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 02:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كان الأساس الثاني الذي أقام عليه الشوكاني تجديد المنهج الفقهي هو تجديد علم أصول الفقه بتحقيق الحق منه. وتمثلت مبررات هذا العمل المنهجي في أمرين:
الأول: أن أصول الفقه هو منهج استنباط الأحكام الفقهية، وأي تجديد في الفقه يقتضي تجديداً في أصوله.
الثاني: أن التراث الأصولي صار يؤخذ مسلمات لا مجال لنقاشها، وبالتحقيق والتمحيص يتبيّن أن منه ما لا مستند له من الشرع، وقد عبّر عن ذلك بقوله: «علم أصول الفقه لما كان هو العلم الذي يأوي إليه الأعلام، والملجأ الذي يلجأ إليه عند تحرير المسائل وتقرير الدلائل في غالب الأحكام، وكانت مسائله المقررة وقواعده المحررة تؤخذ مسلمة عند كثير من الناظرين، كما تراه في مباحث الباحثين وتصانيف المصنفين، فإن أحدهم إذا استشهد لما قاله بكلمة من كلام أهل الأصول، أذعن له المنازعون وإن كانوا من الفحول، لاعتقادهم أن مسائل هذا الفن قواعد مؤسسة على الحق الحقيق بالقبول، مربوطة بأدلة علمية من المعقول والمنقول، تقصر عن القدح في شيء منه أيدي الفحول وإن تبالغت في الطول»
وقد نتج عن هذا التصور الذي استقر في العقل الفقهي والأصولي عن علم أصول الفقه تكريس التقليد، وهو ما جعل الرأي البحت في نظر الشوكاني يحل محل الدليل في التفكير الأصولي والفقهي حيث قال: « .... هذا الفن الذي رجع كثير من المجتهدين بالرجوع إليه إلى التقليد من حيث لا يشعرون، ووقع غالب المتمسكين بالأدلة بسببه في الرأي البحت وهم لا يعلمون.
فهذه المبررات حملت الشوكاني على تصنيف كتابه "إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول "، والذي التزم فيه منهجاً خاصاً قوامه عدم ذكر «المبادئ التي يذكرها المصنفون في هذا الفن، إلا ما كان لذكره مزيد فائدة يتعلق بها تعلقاً تاماً وينتفع بها فيه انتفاعاً زائداً "
مجالات تجديد علم الأصول عند الشوكاني.
لقد أفصح الإمام الشوكاني في مقدمة كتابه إرشاد الفحول عن المقصد الذي توخاه من تحقيق علم أصول الفقه، وعن مجالات هذا التحقيق فقال: «حملني ذلك بعد سؤال جماعة لي من أهل العلم على هذا التصنيف في هذا العلم الشريف قاصداً به إيضاح راجحه من مرجوحه، وبيان سقيمه من صحيحه، موضحاً لما يصلح منه للرد إليه وما لا يصلح للتعويل عليه، ليكون العالم على بصيرة في علمه، يتضح له بها الصواب، ولا يبقى بينه وبين درك الحق الحقيق بالقبول حجاب»
وهذه المقالة تبين أن تجديد علم أصول الفقه عنده هو تحقيقه وتمحيصه، وأنه يكون من خلال مجالين اثنين:
المجال الأول: بيان الراجح من المرجوح والسقيم من الصحيح.
والمجال الثاني: بيان ما يصلح للرد إلى علم أصول الفقه وما لا يصلح.
وفي الآتي تفصيل المجالين:
المجال الأول: بيان الراجح من المرجوح والسقيم من الصحيح:
وأهم ما قام به الشوكاني في هذا المجال تحقيق بعض المفردات الأصولية نظراً لأهميتها، ويمكن الاكتفاء في هذا المقام بالتمثيل لأهم المفردات التي تساعد على تصور فكره الأصولي.
المفردة الأولى: نظرية الاجتهاد:
وتناولها من زوايا متعددة أهمها:
أولاً: ضبط مفهوم الاجتهاد والمجتهد:
لقد أورد الشوكاني في تحديده لمفهوم الاجتهاد تعريفات عديدة، منها تعريف ابن الحاجب: استفراغ الفقيه الوسع لتحصيل ظن بحكم شرعي»، وتعريف الآمدي: «استفراغ الوسع في طلب الظن بشيء من الأحكام الشرعية على وجه يحس من النفس العجز عن المزيد عليه»
وغيرها من التعريفات التي اشتملت على قيود مانعة من دخول أفراد غير المعرّف فيها.
لكن التعريف الذي ارتضاه الإمام الشوكاني وتولى شرح قيوده قيداً قيداً هو: «بذل الوسع في سبيل حكم شرعي عملي بطريق الاستنباط " والفارق بين التعريفات التي ساقها وبين هذا التعريف الذي تبناه أن الأولى ليست شاملة لجميع أفراد المعرّف، إذ أنها ركزت على عنصرين: المستثمر للحكم، أي المجتهد، وثمرة الاجتهاد، ولم تتضمن طرق استثمار الأحكام أي الاستنباط، وهو ما اشتمل عليه التعريف الذي تبناه. وقد استثمر الشوكاني هذا القيد في ضبط مفهوم المجتهد حيث قال: «ويخرج بطريق الاستنباط نيل الأحكام من النصوص ظاهراً، أو حفظ المسائل، أو استعلامها من المفتي، أو
(يُتْبَعُ)
(/)
بالكشف عنها في كتب العلم، فإن ذلك وإن كان يصدق عليه الاجتهاد اللغوي، فإنه لا يصدق عليه الاجتهاد الاصطلاحي».
وفحوى كلامه هذا أن المجتهد هو الذي يستطيع نيل الحكم الشرعي بطريق الاستنباط من الكتاب والسنة، وأن مجرد حفظ فروع الفقه ومسائله في مذهب ما، لا يجعل من صاحبه مجتهداً. من هذا المنطلق لم يعد الشوكاني ما اصطلح على تسميته - بعد استقرار المذاهب وشيوع التقليد- بمجتهدي المذهب (وهم نوعان: مجتهدو التخريج ومجتهدو الفتيا) من أهل الاجتهاد.
والسبب في ذلك أن النوع الأول يقتصر عمله على تطبيق العلل الفقهية التي استخرجها إمامه فيما لم يعرض له من مسائل، وليس له أن يجتهد في مسائل قد نص عليها في المذهب إلا في دائرة معيّنة، وهي أن يكون استنباط الإمام فيها مبنياً على اعتبارات لا وجود لها في عرف المتأخرين
فالاستنباط عند هذا النوع من العلماء لا يكون من الكتاب والسنة، بل من أقوال الإمام المتبّع. أما النوع الثاني أي مجتهدو الفتيا فعملهم يقتصر على ترجيح بعض الأقوال على بعض بقوة الدليل أو بغيره مما لا يعد استنباطاً أصلاً.
ثانياً: ضبط شروط الاجتهاد:
تعرض الإمام الشافعي في كتابه "الرسالة " إلى شروط الاجتهاد بشكل إجمالي، ثم توسّع الأصوليون بعده في تفصيل هذه الشروط، ويعد عمل الإمام الغزالي خلاصة ما انتهى إليه العلماء السابقون في ضبط شروط الاجتهاد، كما أصبح قدوة لمن بعده في اعتماد منهج التخفيف في الشروط الأساسية. وبعد استقرار المذاهب وشيوع التقليد توسعت كتب المتأخرين في الحديث عن شروط الاجتهاد، وسبب ذلك أن العلماء قسّموا الاجتهاد بالنسبة إلى المجتهد إلى: اجتهاد مطلق، واجتهاد مقيّد، وقسّموا هذا الأخير إلى مراتب، الأمر الذي اقتضى منهم بيان شروط كل مرتبة.
أما الشوكاني فقد اعتمد منهجاً خاصاً في بيان شروط الاجتهاد يتوافق ونظريته العامة في التقليد والاجتهاد، ويخدم دعوته التجديدية للفقه وأصوله .. ويمكن تحديد معالم هذه المنهجية في النقاط الآتية:
- حصر حديثه في شروط الاجتهاد على المجتهد المطلق، لأنه لا يدرج باقي الأقسام والمراتب ضمن دائرة الاجتهاد.
- تأكيده الشروط التأهيلية الأساسية التي يجب تحققها في المجتهد، بحيث إذا تخلف أحدها لم يكن أهلاً لهذا المنصب، وهي: العلم بنصوص الكتاب والسنة؛ معرفة مسائل الإجماع لمن يقول بحجيته؛ العلم باللغة العربية؛ العلم بأصول الفقه؛ العلم بالناسخ والمنسوخ؛ وأعرض عن الشروط التي لا يتوقف عليها وجود ملكة الاجتهاد، وبلوغ درجة المجتهد، وإنما تسمو بصاحبها إلى درجة الكمال. وهي شروط أدى التمسك بها عند المتأخرين إلى الحكم باستحالة تحقيق جميعها في عالم واحد، ومن ثمّ الإعلان عن شغور منصب الاجتهاد.
- عدم الإطناب في شرح الشروط غير المكتسبة، كالبلوغ، والعقل، والاكتفاء بذكرها فقط لأنها شروط التكليف فهي بدهية.
- النظر الاجتهادي في مناقشة الشروط الأساسية، وتحقيق ما يراه الحق بعد مناقشة آراء العلماء في تفاصيل هذه الشروط.
ففي الشرط الأول، وهو العلم بنصوص الكتاب والسنة، وافق ما استقر عليه العلماء من تخفيف فقال: «ولا يشترط معرفته بجميع الكتاب والسنة بل بما يتعلق منهما بالأحكام» ولكن كانت له بعض الاعتراضات في التفاصيل. ففي العلم بالكتاب، اعترض على الغزالي وابن العربي تقديرهما آيات الأحكام بخمسمائة آية فقال: «ودعوى الانحصار في هذا المقدار إنما هي باعتبار الظاهر للقطع بأن في الكتاب العزيز من الآيات التي تستخرج منها الأحكام الشرعية أضعاف أضعاف ذلك، بل من له فهم صحيح، وتدبر كامل يستخرج الأحكام من الآيات الواردة لمجرد القصص والأمثال.
وفي العلم بالسنة، علّق على اختلاف العلماء في القدر الذي يكفي المجتهد من السنة، إذ قيل خمسمائة، وقيل ألفٌ ومائتين، وقيل غير ذلك، فقال: «ولا يخفاك أن كلام أهل العلم في هذا الباب من قبيل الإفراط، وبعضه من قبيل التفريط. والحق الذي لا شك فيه، ولا شبهة أن المجتهد لابد أن يكون عالماً بما اشتملت عليه مجاميع السنة التي صنفها أهل الفن، كالأمهات الست وما يلحق بها، مشرفاً على ما اشتملت عليه المسانيد، والمستخرجات، والكتب التي التزم مصنفوها الصحة، ولا يشترط في هذا أن تكون محفوظة له مستحضرة في ذهنه، بل يكون ممن يتمكن من استخراجها من مواضعها
(يُتْبَعُ)
(/)
بالبحث عنها عند الحاجة إلى ذلك.
وقد ردّ الشوكاني بكلامه هذا على ما ذهب إليه الغزالي، وجماعة من الأصوليين، من أن المجتهد يكفيه أن يكون عنده أصلٌ يجمع أحاديث الأحكام كسنن أبي داود كما عدّ الشوكاني من مستلزمات العلم بالسنة، العلم بمصطلح الحديث فقال: «وأن يكون ممن له تمييز بين الصحيح منها والحسن والضعيف، بحيث يعرف حال رجال الإسناد معرفة يتمكن بها من الحكم على الحديث بأحد الأوصاف المذكورة»، وذكر تخفيفاً في هذا الشرط فقال:
«وليس من شرط ذلك أن يكون حافظاً لحال الرجال عن ظهر قلب، بل المعتبر أن يتمكن بالبحث في كتب الجرح والتعديل من معرفة حال الرجال مع كونه ممن له معرفة تامة بما يوجب الجرح وما لا يوجبه من الأسباب، وما هو مقبول منها، وما هو مردود، وما هو قادح من العلل، وما هو غير قادح».
وفي الشرط الثالث وهو العلم باللغة العربية، أكد أنه على المجتهد «أن يكون عالماً بلسان العرب، بحيث يمكنه تفسير ما ورد في الكتاب والسنة من الغريب ونحوه» ولا يشترط في نظره «أن يكون حافظاً لها عن ظهر قلب، بل المعتبر أن يكون متمكناً من استخراجها من مؤلفات الأئمة المشتغلين بذلك»، ولكنه رفض التخفيف الذي هو محل اتفاق جميع الأصوليين، وهو أنه يكفي المجتهد أن يعلم من اللغة والنحو القدر الذي يفهم به خطاب العرب، وعاداتهم في الاستعمال، ولا يشترط أن يبلغ درجة الخليل والمبرّد. وإنما اشترط على المجتهد في الأحكام أن يبلغ درجة الاجتهاد في العربية وعلومها إذ قال:
«وإنما يتمكن من معرفة معانيها، وخواص تراكيبها، وما اشتملت عليه من لطائف المزايا، من كان عالماً بعلم النحو والصرف والمعاني والبيان، حتى يثبت له في كل فن من هذه ملكة يستحضر بها كل ما يحتاج إليه عند وروده عليه، فإنه عند ذلك ينظر في الدليل نظراً صحيحاً، ويستخرج منه الأحكام استخراجاً قوياً».
ومما تجدر الإشارة إليه أن هذا الرأي لم يذهب إليه من الأصوليين غير الإمام الشوكاني والإمام الشاطبي , وإذا حاولنا فهم خلفية هذا الموقف من خلال كلامه السابق يتبيّن أن الشوكاني اشترط الاجتهاد في علم اللغة للمجتهد، لأن ذلك يمكنّه من النظر المستقل في الأدلة، ويعصمه من التقليد. ذلك لأنه إذا وقع نزاع، أو خلاف في معنى، أو حكم توقف عليه فهم نص شرعي، تعيّن عليه بذل الوسع في معرفة الحق بين المختلفين، ولا يسوغ له أن يعمل على أحد المذاهب النحوية، أو البيانية في تقرير حكم إلاّ أن يستبين له رجحانه بدليل، وإلا كان مقلداً. فالتقليد في اللغة في نظر الشوكاني يخلّ بحقيقة الاجتهاد.
ومما ترتب على موقفه هذا، رفض ما ذهب إليه بعض الأصوليين، كابن عرفة وابن الوزير من جواز اكتفاء المجتهد بقراءة مختصر في اللغة العربية، فقال: «ومن جعل المقدار المحتاج إليه من هذه الفنون - النحو والصرف والبيان - هو معرفة مختصراتها أو كتاب متوسط من المؤلفات الموضوعة فيها فقد أبعد، بل الاستكثار من الممارسة لها والتوسع في الإطلاع على مطوّلاتها مما يزيد المجتهد قوة في البحث، وبصراً في الاستخراج، وبصيرة في حصول مطلوبه. والحاصل أنه لابد أن تثبت له الملكة القوية في هذه العلوم، وإنما تثبت هذه الملكة بطول الممارسة وكثرة الملازمة لشيوخ هذا الفن».
واستثنى الشوكاني من علوم اللغة علم البلاغة، فلم ير ضرورة الإحاطة به لفهم كتاب الله تعالى، لأنها ليست لازمة لاستخراج الأحكام، وإنما هي لمعرفة بلاغة القرآن الكريم وما عليه من إعجاز.
أما في الشرط الرابع وهو العلم بأصول الفقه، فقد أكد الشوكاني أنه على المجتهد «أن يكون عالماً بعلم أصول الفقه؛ لأنه عماد الاجتهاد، وأساسه الذي تقوم عليه أركان بنائه»
ومقصوده بالعلم هنا هو النظر المستقل وعدم التقليد، وهو ما جعله يقول: «وعليه أن ينظر في كل مسألة من مسائله نظراً يوصل إلى ما هو الحق فيها، فإنه إذا فعل ذاك تمكن من رد الفروع إلى أصولها بأيسر عمل، وإذا قصر في هذا الفن صعب عليه الرد وخبط فيه وخلط»
وفحوى كلام الشوكاني أنه من كان مقلداً في القضايا الأصولية، لن يكون مستقلاً في استنباطه للفروع الفقهية، ذلك لأن النتائج تتبع المقدمات، فمن لم يكن مجتهداً في إحدى مقدمات الاجتهاد، فليس بمجتهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الدراسة التحليلية لشروط الاجتهاد عند الشوكاني تبيّن أن العلوم التي ضمّنها تلك الشروط هي المطلوبة لبلوغ رتبة الاجتهاد، وأن التبحر في غيرها ليس مراداً للقدرة على الاجتهاد، ولا مانع منه عند الإمكان، فإن به فقط يظهر التفاوت بين المجتهدين، وهذا يؤكد قناعة أساسية في فكر الشوكاني التجديدي، وهي أن الاجتهاد يسّره الله تعالى لعباده وشروطه مقتدر على تحصيلها، فلا رخصة في التزام التقليد، ولا مبرر للحكم بغلق باب الاجتهاد بدعوى عدم وجود من هو أهل لممارسته، وهو ما لخصه بقوله:
«والذي أدين الله به أنه: لا رخصة لمن علم لغة العرب، ما يفهم به كتاب الله، بعد أن يقيم لسانه بشيء من علم النحو والصرف، وشطر من مهمات كليات أصول الفقه في العمل بما يفهمه من آيات الكتاب العزيز، أو السنة المطهرة، ولا يحل التمسك بما يخالفه من الرأي، سواء كان قائله واحداً أو جماعة أو الجمهور»
ثالثاً: مراتب الاجتهاد:
فرق الشوكاني في حديثه عن شروط الاجتهاد بين نوعين من العلوم: علوم مطلوبة لبلوغ رتبة الاجتهاد، وهي التي ضمّها شروط الاجتهاد الخمسة، وعلوم ليست شرطاً لبلوغ رتبة الاجتهاد، ولكن يظهر بها التفاوت بين المجتهدين. من هذا المنطلق جعل مراتب الاجتهاد مرتبتين:
المرتبة الأولى: هو المجتهد الذي كملت له جميع أنواع علوم الدين، وصار قادراً على استخراج الأحكام من الأدلة متى شاء، وكيف شاء، فيصير ببلوغه هذه المرتبة من العلم إماماً مرجوعاً إليه، مستفاداً منه مأخوذاً بقوله، مدرساً ومفتياً ومصنفاً، وهذه الطبقة العالية من طبقات المجتهدين
وعلو هذه المرتبة تقتضي في نظر الشوكاني الإحاطة بعلوم أخرى غير تلك التي حوتها شروط الاجتهاد، منها علم المنطق الذي يمكّن المجتهد من إدراك الحجج العقلية واستيعاب المباحث المنطقية التي يوردها المؤلفون في علوم الاجتهاد.ومنها علم الكلام لمعرفة حقيقة الاعتقادات وإنصاف كل فرقة بالترجيح أو التجريح على بصيرة،كما يفيد في حسن فهم علوم أخرى كعلم التفسير وعلم تفسير الحديث. ومنها علم التاريخ، عده من العلوم المطلوبة لهذه الطبقة من المجتهدين.وكثيراً ما يوظّف الشوكاني هذا العلم في تحقيق بعض المسائل الفقهية أو الأصولية، كما فعل في مسألة خلو العصر عن المجتهد، إذ أثبت بالدليل التاريخي عدم وقوع الخلو، كما سيأتي بيانه.ومنها العلوم الفلسفية كالعلم الرياضي والطبيعي والهندسة والهيئة والطب.
هذا، وقد حذر المجتهد من أن يثنيه تنفير بعض أهل العلم من هذه العلوم عن الاشتغال بها قائلاً: «ودع عنك ما تسمعه من التشنيعات، فإنها كما قدمنا لك من التقليد، وأنت بعد العلم بأي علم من العلوم حاكم عليه بما لديك من العلم، غير محكوم عليك، واختر لنفسك ما يحلو، وليس يخشى على من قد ثبت قدمه في علم الشرع من شيء»
كما رفض أن يحصر مجتهد هذه المرتبة نفسه في دائرة العلوم الشرعية دون التفتح على باقي العلوم، فقال: «ولقد وجدنا لكثير من العلوم التي ليست من علم الشرع نفعاً عظيماً وفائدة جليلة في دفع المبطلين، والمتعصبين، وأهل الرأي البحت، ومن لا اشتغال له بالدليل». وقرر في الأخير أن «العلم بكل فن خير من الجهل به بكثير، ولا سيما من رشح نفسه للطبقة العلية والمنزلة الرفيعة».
المرتبة الثانية: المجتهد الذي بإمكانه معرفة ما طلبه منه الشارع من أحكام التكليف والوضع على وجه يستقل فيه بنفسه، ولا يحتاج إلى غيره، ودون أن تتعدى فوائد معارفه إلى غيره كما هو الحال عند مجتهد المرتبة الأولى. وشروط هذا الصنف من المجتهدين هي شروط الاجتهاد الخمسة التي حددها الشوكاني، إذ قال:
«فمن علم بهذه العلوم علماً متوسطاً يوجب ثبوت مطلق الملكة في كل واحد منها صار مجتهداً مستغنياً عن غيره، ممنوعاً من العمل بغير دليل، وعليه أن يبحث عند كل حادثة يحتاج إليها في دينه عن أقوال أهل العلم وكيفية استدلالهم في تلك الحادثة، وما قالوه، وما رد عليهم به، فإنه ينتفع بذلك انتفاعاً كاملاً، ويضم إلى علمه علوماً، وإلى فهمه فهوماً، وهو وإن قصر عن أهل الطبقة الأولى فليس بمحتاج فيما يتعلق به من أمر الدين إلى زيادة على هذا المقدار».
رابعاً: إشكالية جواز خلو العصر عن المجتهد:
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أخذت إشكالية جواز خلو العصر عن المجتهد حيزاً كبيراً في نظرية الاجتهاد عند الشوكاني، وذلك لاعتبارات ثلاثة:
الاعتبار الأول: أنها كانت المقدمة النظرية التي أُسست عليها دعوى غلق باب الاجتهاد. فقد ادعى من قال بخلو العصر عن المجتهد بجواز ذلك شرعاً وعقلاً من هنا أقام الشوكاني استدلاله ببطلان هذه الدعوى على عدم جوازها شرعاً وعقلاً.
أما الأول فقد استفاده من الحكم الشرعي للاجتهاد، وهو أنه فرض كفاية إذا لم يوجد من يقوم به أثم الجميع، فهو إذن واجب على الأمة الإسلامية، وقد لخص هذا في قوله: «لا يخفاك أن القول بكون الاجتهاد فرضاً يستلزم عدم خلو الزمان عن مجتهد، ويدل على ذلك ما صح عنه e من قوله: «ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين حتى تقوم الساعة». وأما عدم الجواز العقلي فاحتج له بأن من طبيعة العلوم والمعارف أن تزداد وتتطور، فقال معترضاً على من ادعوا جواز خلو العصر من مجتهد:
«إن قالوا ذلك باعتبار أن الله عز وجلّ رفع ما تفضل به على من قبل هؤلاء من هذه الأئمة من كمال الفهم، وقوة الإدراك، والاستعداد للمعارف، فهذه دعوى من أبطل الباطلات، بل هي جهالة من الجهالات، وإن كان ذلك باعتبار تيسر العلم لمن قبل هؤلاء المنكرين وصعوبته عليهم، وعلى أهل عصورهم، فهذه أيضاً دعوى باطلة، فإنه لا يخفى على من له أدنى فهم أن الاجتهاد قد يسره الله للمتأخرين تيسيراً لم يكن للسابقين، لأن التفاسير للكتاب العزيز قد دوّنت، وصارت في الكثرة إلى حد لا يمكن حصره، والسنة المطهرة قد دوّنت، وتكلم الأئمة على التفسير والتخريج والتصحيح والترجيح بما هو زيادة على ما يحتاج إليه المجتهد، وقد كان السلف الصالح من قَبْل هؤلاء المنكرين، يرحل للحديث الواحد من قطر إلى قطر. فالاجتهاد على المتأخرين أيسر وأسهل من الاجتهاد على المتقدمين، ولا يخالف في هذا من له فهم صحيح وعقل سوي».
الاعتبار الثاني: تغيّر مضمون الإشكالية من جواز الخلو وعدمه إلى جواز وجود المجتهد وعدمه. ذلك لأن الذين قالوا بجواز خلو العصر عن مجتهد لم يكتفوا به، بل تجاوزوا ذلك في الواقع إلى عدم جواز وجود مجتهد في عصرهم، وما بعده، فقد نقل الشوكاني عن الرافعي قوله: «الخلق كالمتفقين على أنه لا مجتهد اليوم»، كما نقل عن القَفّال والغزالي والرازي أنه قد خلا العصر عن المجتهد.
والملاحظ هنا أن الإشكالية قد أخذت بعداً آخر، إضافة إلى الإمكان الشرعي والعقليّ، وهو الوقوع التاريخي، وما دام الأمر تعلق بالوقوع الفعلي، لم يجد الشوكاني بداً من الاستناد إلى علم التاريخ لإبطال هذه الدعوى فقال: «إن قالوا ذلك باعتبار المعاصرين لهم فقد عاصر القفال والغزالي والرازي والرافعي من الأئمة القائمين بعلوم الاجتهاد على الوفاء والكمال جماعة منهم. ومن كان له إلمام بعلم التاريخ والإطلاع على أحوال علماء الإسلام في كل عصر لا يخفى عليه مثل هذا، بل قد جاء بعدهم من أهل العلم من جمع الله له من العلوم فوق ما اعتده أهل العلم في الاجتهاد».
وزيادة في البيان والتأكيد، لم يقف الشوكاني عند حد استقراء التاريخ الإسلامي عموماً، بل انتقل إلى تاريخ المذهب الشافعي، باعتبار أن العلماء الذين صرحوا بعدم وجود مجتهد شافعية، فقال:
«ولما كان هؤلاء الذين صرحوا بعدم وجود المجتهدين شافعية فها نحن نصرّح لك من وجد من الشافعية بعد عصرهم ممن لا يخالف مخالف في أنه جمع أضعاف علوم الاجتهاد، فمنهم ابن عبد السلام، وتلميذه ابن دقيق العيد، ثم تلميذه ابن سيد الناس، ثم تلميذه زين الدين العراقي، ثم تلميذه ابن حجر العسقلاني، ثم تلميذه السيوطي. فهؤلاء ستة أعلام، كلُ واحدٍ منهم تلميذ من قبله، قد بلغوا من المعارف العلمية ما يعرفه من يعرف مصنفاتهم حق معرفتها، وكل واحد منهم إمام كبير في الكتاب والسنة، محيط بعلوم الاجتهاد إحاطة متضاعفة، عالم بعلوم خارجة عنها. ثم في المعاصرين لهؤلاء كثير من المماثلين لهم، وجاء بعدهم من لا يقصر عن بلوغ مراتبهم، والتعداد لبعضهم فضلاً عن كلهم يحتاج إلى بسط طويل».
(يُتْبَعُ)
(/)
كما حاول الشوكاني أن يفنّد دعوى عدم وجود مجتهد من داخل المذهب الشافعي ذاته، إذ نقل عن الزركشي قوله: «ولم يختلف اثنان في أن ابن عبد السلام بلغ رتبة الاجتهاد، وكذلك ابن دقيق العيد»، ثم علّق قائلاً: «وهذا الإجماع من هذا الشافعي يكفي في مقابلة حكاية الاتفاق من ذلك الشافعي الرافعي» يقصد قول الرافعي: «الخلق كالمتفقين على أنه لا مجتهد اليوم».
الاعتبار الثالث: إن القول بعدم جواز وجود مجتهد اقتضى القول بوجوب تقليد المذاهب المبتدعة وحصر الحق فيها وحدها واستقر في العقل الفقهي، كما قال الشوكاني: «أنه لا اجتهاد بعد استقرار المذاهب وانقراض أئمتها" فأصبح التقليد أمراً واجباً، والاجتهاد أمرًا منكراً.
يؤكد هذا ما نقله الشوكاني على لسان أنصار المذاهب إذ قال: «فقالت طائفة منهم ليس لأحد أن يجتهد بعد أبي حنيفة، وأبي يوسف، وزفر، والهذيل، ومحمد بن الحسن الشيباني، والحسن ابن زياد اللؤلؤي، وإلى هذا ذهب غالب المقلدة من الحنفية، وقال بكر بن العلاء القشيري المالكي: \"ليس لأحد أن يجتهد بعد المائتين من الهجرة\"، وقال آخرون: ليس لأحد أن يجتهد بعد الأوزاعي، وسفيان الثوري، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن المبارك، وقال آخرون ليس لأحد أن يجتهد بعد الشافعي»
والملاحظ في هذا الاستشهاد أن الشوكاني ركز على مدعي خلو العصر عن المجتهد المطلق المستقل، لأنه لا يعتبر غيره من مجتهدي المذاهب من أهل الاجتهاد كما سبق بيانه. ولكن في الحقيقة، الأمر تعدى الحكم بانعدام المجتهد المطلق إلى الحكم بانعدام مجتهد المذهب أيضاً. قال صاحب \"فواتح الرحموت شرح مسلم الثبوت\": «ثم إن من الناس من حكم بوجوب الخلو من بعد العلامة النسفي، واختتم الاجتهاد به، وعنوا الاجتهاد في المذهب. وأما الاجتهاد المطلق، فقالوا اختتم بالأئمة الأربعة، حتى أوجبوا تقليد واحد من هؤلاء الأربعة "
وقال عالم الأقطار الشامية ابن أبي الدم، بعد سرده شروط الاجتهاد المطلق: «هذه الشرائط يعز وجودها في زماننا في شخص من العلماء، بل لا يوجد في البسيطة اليوم مجتهد مطلق ... بل ولا مجتهد في مذهب إمام تعتبر أقواله وجوهاً مخرجة على مذهب إمامه»
والحاصل أن الشوكاني بعد دراسته التحليلية لأبعاد ومرتكزات إشكالية جواز خلو العصر عن المجتهد، خلص إلى أن وقوع الخلو ممنوع شرعاً وعقلاً وواقعاً، و أنها دعوى باطلة لا يلزم بها أحد فقال:
«وبالجملة فتطويل البحث في مثل هذا لا يأتي بكثير فائدة، فإن أمره أوضح من كل واضح، وليس ما يقوله من كان من أُسراء التقليد بلازم لمن فتح الله عليه أبواب المعارف، ورزقه من العلم ما يخرج به عن تقليد الرجال .. ومن حصر فضل الله على بعض خلقه، وقصر فهم هذه الشريعة المطهرة على من تقدم عصره، فقد تجرأ على الله عزّ وجلّ، ثم على شريعته الموضوعة لكل عباده، ثم على عباده الذين تعبّدهم الله بالكتاب وبالسنة»
خامساً: تجزؤ الاجتهاد:
من المسائل التي ميّزت نظرية الاجتهاد عند الشوكاني وجعلتها أساس التجديد الفقهي، قضية تجزؤ الاجتهاد. والمقصود بتجزؤ الاجتهاد أن يجتهد العالم في استنباط بعض الأحكام دون بعض.وأول من أثار هذه الإشكالية وحكم بجوازها الإمام الغزالي في كتابه المستصفى ([117]) وتبعه في ذلك جمهور الأصوليين كالآمدي، والقرافي، وابن القيم، وابن الهمام، وابن دقيق العيد، وابن السبكي، وابن قدامة، وغيرهم. حجتهم في ذلك أنه قد تمْكُن العناية بباب من الأبواب الفقهية حتى تحصل المعرفة بمأخذ أحكامه، وإذا حصلت المعرفة بالمآخذ أمكن الاجتهاد.
أما الإمام الشوكاني فقد ذهب إلى عدم جواز تجزئة الاجتهاد لسببين: أولهما: تعلق علوم الاجتهاد بعضها ببعض .. وثانيهما: أن ثبوت ملكة الاجتهاد تجعل العالم قادراً على الاجتهاد في جميع أبواب ومسائل الفقه. وهو ما سطره في قوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
«إن من لا يقتدر على الاجتهاد في بعض المسائل لا يقتدر عليه في البعض الآخر، وأكثر علوم الاجتهاد يتعلق بعضها ببعض، ويأخذ بعضها بحجزة بعض، ولا سيما ما كان من علومه مرجعه إلى ثبوت الملكة، فإنها إذا تمت كان مقتدراً على الاجتهاد في جميع المسائل، وإن احتاج بعضها إلى فريد بحث، وإن نقصت لم يقتدر على شيء من ذلك، ولا يثق من نفسه لتقصيره، ولا يثق به الغير. لذلك فإن ادعى بعض المقصرين بأنه قد اجتهد في مسألة، فتلك الدعوى تبين بطلانها بأن يبحث معه من هو مجتهد اجتهاداً مطلقاً، فإنه يورد عليه من المسالك والمآخذ ما لا يتعقله»
ثم إن شدة تمسك الشوكاني بمنع تجزء الاجتهاد جعلته يرفض التفريق بين معرفة باب من أبواب الفقه، وبين معرفة مسألة من مسائله، إذ أجاز بعض العلماء الاجتهاد في الأول ومنعوا من الثاني. وقد سجل هذا الرفض بقوله:
«ولا فرق عند التحقيق في امتناع تجزؤ الاجتهاد، فإنهم قد اتفقوا على أن المجتهد لا يجوز له الحكم بالدليل حتى يحصل له غلبة الظن بحصول المقتضى وعدم المانع، وإنما يحصل ذلك للمجتهد المطلق، وأما من ادعى الإحاطة بما يحتاج إليه في باب دون باب، أو في مسألة دون مسألة، فلا يحصل له شيء من غلبة الظن بذلك، لأنه لا يزال يجوّز الغير ما قد بلغ إليه علمه، فإن قال قد غلب ظنه بذلك فهو مجازف، وتتضح مجازفته بالبحث معه»
إن محاولة فهم موقف الشوكاني هذا فهماً يحقق الارتباط العضوي والانسجام الداخلي بين هذا العنصر والعناصر السابقة في نظرية الاجتهاد، يؤكد أن رفض الإمام الشوكاني لمبدأ تجزؤ الاجتهاد سببه أمرين: أولهما: إزالة فكرة صعوبة الاجتهاد وتعذره، وتأكيد يسر شروطه، وتحصيل ملكته، فإذا ثبتت ملكة الاجتهاد، تمكن العالم من الاجتهاد في كل الأحكام. ثانيهما: أن الاجتهاد الجزئي كان هو المنفذ الذي يتنفس منه العلماء بعد غلق باب الاجتهاد. قال الزحيلي: « .... كان - الاجتهاد الجزئي- هو النافذة التي استطاع بها العلماء تخفيف غلو أو سد باب الاجتهاد، نزولاً تحت عامل الضرورة أو الحاجة التي تصادف العلماء في كل زمن للإفتاء في حكم الحوادث المتجددة»
وحيث إن الإمام الشوكاني قد أبطل هذه الدعوى وفنّد مرتكزها الشرعي، وهو جواز خلو العصر عن المجتهد، فما الداعي إلى فتح هذا المنفذ - القول بتجزؤ الاجتهاد - خاصة وأنه لا يرى قيام فرض الاجتهاد إلاّ بالمجتهد المطلق، وغيره ليس معدوداً من أهل الاجتهاد؟
يتبع ان شاء الله ...
هذا المبحث منقول عن كتاب: معالم تجديد المنهجي الفقهي الشوكاني نموذجا.
للباحثة: حليمه بوكروشه وفقها الله.
ـ[أبو محمد صلاح الدين]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 03:58]ـ
يُنظر هذا البحث/ الكتاب:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=390250#post39 0250
ففيه طرح أصولي تجديدي أحسبه عميقاً(/)
هل يصح إشهاد أربع نسوة على الطلاق أو الرجعة؟ (للمدارسة)
ـ[حمد]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 07:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
هل يصح إشهاد أربع نسوة عدول على الطلاق أو الرجعة؟
بناء على أنّ شهادة الرجل بشهادة امرأتين
ـ[حمد]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 10:37]ـ
من كتاب الطرق الحكمية:
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: حَدَّثَنَا خِرَاشُ بْنُ مَالِكٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ عُمَانَ ثَمِلَ مِنْ الشَّرَابِ، فَطَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا، فَشَهِدَ عَلَيْهِ نِسْوَةٌ، فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ إلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَأَجَازَ شَهَادَةَ النِّسْوَةِ، وَأَثْبَتَ عَلَيْهِ الطَّلَاقَ.(/)
نصيحة تكتب بماء الذهب للعلامة بكر ابو زيد الى كل من احترف في تصنيف الناس
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 08:19]ـ
نصيحة ذهبية إلى كل من احترف تصنيف الناس , أو صنف من قبل غيره؟!
قال العلامة بكر أبو زيد –رحمه الله- في كتابه الماتع النافع: (تصنيف الناس بين الظن واليقين):
"إلى كُل مسلم. إلى كُل من احترف التصنيف فتاب. إلى من رُمي بالتصنيف فصبر. إلى كُل عبد مسلم شحيح بدينه، يخشى الله، والدار الآخرة. إلى هؤلاء جميعاً مسلمين، قانتين، باحثين عن الحق على منهاج النبوة، وأنوار الرسالة - أسوق التذكير والنصيحة - علماً وعملاً - بالأصول الآتية:
1 - الأصل الشرعي: تحريم النيل من عرض المسلم.
وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة في إطار الضروريات الخمس التي جاءت من أجلها الشرائع، ومنها: " حفظُ العرض ".
فيجب على كل مسلم قدر الله حق قدره، وعظم دينه وشرعه، أن تعظم في نفسه حرمة المسلم: في دينه. ودمه. وماله. ونسبه. وعرضه.
2 - والأصل: بناء حال المسلم على السلامة، والستر، لأن اليقين لا يزيله الشك، وإنما يُزالُ بيقين مثله.
فاحذر - رحمك الله - ظاهرة التصنيف هذه، واحذر
الاتهامات الباطلة، واستسهال الرمي بها هنا وهناك، وانفض يدك منها، يخل لك وجه الحق، وأنت به قرير العين، رضي النفس.
3 - لا يُخرجُ عن هذين الأصلين إلا بدليل مثل الشمس في رائعة النهار على مثلها فاشهد أو دع. فالتزام واجب "التبين " للأخبار، والتثبت منها، إذ الأصل البراءة.
وكم من خبر لا يصح أصلاً.
وكم من خبر صحيح لكن حصل عليه من الإضافات مالا يصح أصلاً، أو حرف، وغير، وبدل. وهكذا.
وبالجملة فلا تُقرر المؤاخذة إلا بعد أن تأذن لك الحُجة، ويقوم عندك قائم البرهان كقائم الظهيرة.
وقد أمرنا الله تعالى بالتبيُن فقال سبحانه: (يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على مافعلتم نادمين) [الحجرات:6].
وقال تعالى: (وإذا جآءهُم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمهُ الذين يستنبطونه منهم ولولا فضلُ الله عليكم ورحمتهُ لأتبعتُمُ الشيطان إلا
قليلاً) [النساء: 83].
قال السيوطي - رحمه الله تعالى -: (نزلت الآية في جماعة من المنافقين، أو في ضعفاء المؤمنين كانوا يفعلون ذلك فتضعف قلوب المؤمنين، ويتأذى النبيُ - - صلى الله عليه وسلم --).
4 - من تجاوزهما بغير حق مُتيقن فهو خارقٌ حُرمة الشرع بالنيل ظلماً من "عرض أخيه المسلم " وهذا " مفتون ".
5 - يجب أن يكون المسلم على جانب كريم من سُمُو الخلق وعلو الهمة، وأن لا يكون معبراً تمررُ عليه الواردات والمُختلقات.
6 - يوجد أفراد شُغلهم الشاغل: " تطيير الأخبار كُل مطار " يتلقى لسان عن لسان بلا تثبت ولا روية، ثم ينشره بفمه ولسانه بلا وعي ولا تعقل، فتراه يقذف بالكلام، ويطير به هنا وهناك، فاحذر طريقتهم، وادفع في وجهها، واعمل على استصلاح حالهم.
ومن وقع في حبالهم فعليه سل يده من رابطتهم هذه.
7 - التزم " الإنصاف الأدبي " بأن لا تجحد ما للإنسان من فضل، وإذا أذنب فلا تفرح بذنبه، ولا تتخذ الوقائع العارضة منهية لحال الشخص، واتخاذها رصيداً يُنفق منه الجراح في الثلب، والطعن. وأن تدعو له بالهداية، أما التزيد عليه، وأما البحث عن هفواته، وتصيدها، فذنوب مضافة أخرى.
والرسوخ في الإنصاف بحاجة إلى قدر كبير من خلق رفيع، ودين متين.
وعليه فاحذر قلة الإنصاف:
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة
بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم.
8 - احذر " الفتانين " دعاة " الفتنة " الذين يتصيدون العثرات وسيماهُم:
جعل الدعاة تحت مطارق النقد، وقوارع التصنيف، موظفين لذلك: الحرص على تصيد الخطأ، وحمل المحتملات على المؤاخذات، والفرح بالزلات والعثرات، ليمسكوا بها بالحسد والثلب، واتخاذها ديدناً.
وهذا من أعظم التجني على أعراض المسلمين عامة، وعلى الدعاة منهم خاصة.
وسيماهم أيضاً: توظيف النصوص في غير مجالها، وإخراجها في غير براقعها، لتكثير الجمع، والبحث عن الأنصار، وتغرير الناس بذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا رأيت هذا القطيع فكبر عليهم، وولهم ظهرك، وإن استطعت صد هجومهم وصيالهم فهو من دفع الصائل.
9 - اعلم أن " تصنيف العالم الداعية " - وهو من أهل السنة - ورميهُ بالنقائص: ناقض من نواقض الدعوة وإسهام في تقويض الدعوة، ونكث الثقة، وصرف الناس عن الخير، وبقدر هذا الصد، ينفتح السبيل للزائغين.
فاحذر الوقوع في ذلك ... .
10 - قد ترى الرجل العظيم يشار إليه بالعلم والدين، وققز القنطرة في أبواب التوحيد على أصول الإسلام والسنة وجادة سلف الأمة، ثم يحصل منه هفوة، أو هفوات، أو زلة، أو زلات.
فلتعلم هنا: أنه ماكل عالم ولا داعية كذلك يؤخذ بهفوته، ولا يُتبع بزلته، فلو عُمل ذلك لما بقي معنا داعية قط، وكُلٌ رادٌ ومردُودٌ عليه، والعصمة لأنبياء الله ورسله.
نعم: يُنبه على خطئه، ولا يُجرم به، فيُحرمُ الناسُ من علمه ودعوته، وما يحصل على يديه من الخير.
ومن جرم المخطئ في خطئه الصادر عن اجتهاد له فيه مسرحٌ
شرعاً، فهو صاحب هوى يحمل التبعة مرتين:
تبعة التجريم، وتبعة حرمان الناس من علمه، بل عليه عدة تبعات معلومة لمن تأملها.
11 - قد ترى الرجل العظيم، يشار إليه بالعلم والدين، وقد ينضاف إلى ذلك نزاله في ساحات الجهاد، وشُهود سنابك الجياد، وبارقة السيوف، ويكون له بجانب ذلك هنات وهنات في توحيد العبادة، أو توحيد الأسماء والصفات، ومع هذا فترى نظراءه من أهل العلم والإيمان ممن سلم من هذه الهنات، يشهدون بفضله ويقرون بعلمه، ويدينون لفقهه، وعلو كعبه، فيعتمدون كتبه وأقواله، ولا يصرفهم هذا عن هذا: " وإذا بلغ الماء قُلتين لم يحمل الخبث".
ولا تمنعه الاستفادة منه من البيان بلطف عما حصل له من عثرات، بل يبينونها ويسألون الله أن يُقيل عثرته، وأن يغفرها بجانب فضله وفضيلته.
وخذ شاهداً في حال المعاصرة: إن شداة اعتقاد السلف - كثر الله جمعهم - يكُدُون ليلهم، ونهارهم، ويبذلون وُكدهم في تحضير الرسائل الجامعية لعدد من وجوه أهل العلم في دراسة حياتهم، وسيرهم، وجمع شمائلهم، وتحقيق كتبهم، ونشرها بين الناس، ويرون هذا قربة بعلمٍ يُنتفع به.
وتتسابق كلمة علماء العصر بالمدح والثناء.
وبهذا تعلم أن تلك البادرة " الملعونة " من تكفير الأئمة: النووي، وابن دقيق العيد، وابن حجر العسقلاني - رحمهم الله تعالى - أو الحط من أقدارهم، أو أنهم مبتدعة ضلال. كل هذا من عمل الشيطان، وباب ضلالة وإضلال، وفساد وإفساد، وإذا جُرح شهود الشرع جُرح المشهود به، لكن الأغرار لا يفقهون ولا يتثبتون، فهل من مُنفذٍ في الواقعين نصيحة زياد فيما ساقه ابن عبد البر - رحمه الله تعالى - بسنده أن زياداً خطب على منبر الكوفة فقال: " أيها الناس إني بُتُ ليلتي هذه مُهتماً بخلال ثلاث رأيت أن أتقدم إليكم فيهن بالنصيحة:
رأيت إعظام ذوي الشرف، وإجلال ذوي العلم، وتوقير ذوي الأسنان.
والله لا أوتى برجل رد على ذي علم ليضع بذلك منه إلا
عاقبته ....... إلى أن قال:
إنما الناس بأعلامهم، وعلمائهم، وذوي أسنانهم ".
12 - وإن سألت عن الموقف الشرعي من انشقاق هؤلاء بظاهرة التجريح، فأقول:
أ - احذر هذا الانشقاق لا تقع في مثله مع " المنشقين الجراحين " المبذرين للوقت والجهد والنشاط في قيل وقال، وكثرة السؤال عن " تصنيف العباد "، وذلك فيما انشقوا فيه، فهو ذنب تلبسوا به، وبلوى وقعوا فيها، وادع لهم بالعافية.
ب - إذا بُليت بالذين يأتون في مجالسهم هذا المنكر " تصنيف الناس بغير حق " واللهث وراءه، فبادر بإنفاذ أمر الله في مثل من قال الله فيهم: ((وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين)) [الأنعام: 68].
وفي هذا القدر كفاية - إن شاء الله تعالى - وفيما كتبت في: " حلية طالب العلم "، و "التعالم "، و "هجر المبتدع" و "حكم الانتماء "، و "الرد على المخالف " أصول نافعة.
والله تعالى أعلم".
ـ[مشبب آل ناصر]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 11:14]ـ
رحم الله شيخنا بكر أبو زيد على كلماته التي تمثل لنا نجوم نهتدي يها في متلاطم الحياة وظلمات التصنيف وفتنة التكفير
ربي ارحم الشيخ بكر أبو زياد واعف عنه
شكر الله لك أخي الكريم
مشبب
ـ[عالي السند]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 07:52]ـ
كلمات حقها أن تدرس للأجيال، وتنشر في كل مكان، ويعيها كل من أغواه الشيطان
وركب موجة التجريح لأهل السنة، رحم الله العلامة بكر أبوزيد فقد شخص الحال
وأحسن النصح والتوجيه، نفعنا الله بما قال، وكتب ذلك في ميزان حسناته.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 09:42]ـ
رحم الله الشيخ العلامة بكر ابو زيد وغفر له نحسبه والله حسيبه من الناصحين المخلصين
ونسأل الله ان يهدي من ابتلي بفتنة تصنيف الناس واكل لحوم العلماء والدعاة او ان يكفي شره
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 09:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله شيخنا - رحمه الله - خير الجزاء وعلينا أن نذكّر تلك الشرذمة من ضعاف النفوس أن لحوم علمائنا مسمومة فليتقوا النيل منها وليتقوا الله في أنفسهم وفي غيرهم فيكونوا سبب فتنة بين الناس فيبوؤوا بالإثم العظيم
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 01:43]ـ
رحم الله الشيخ بكر ابو زيد رحمة واسعة.
وكلام الشيخ فيمن هم داخل صف اهل السنة اما من زاغ عن منهج اهل السنة في الاصول او الفروع فيُصنَّف و يحذر منه.
أليس هو نفسه الذي الف كتاب " تحريف النصوص من مآخذ أهل الأهواء" و ذكر فيه أسماءاً لو ذكرت الآن للنصيحة لشُنِّع على صاحبها!
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[14 - Apr-2009, مساء 02:59]ـ
بارك الله بكم ونفعنا الله واياكم
ـ[فيصل الخالدي]ــــــــ[14 - Apr-2009, مساء 04:05]ـ
رحم الله الشيخ بكر ابو زيد واسكنه فسيح جناته
لقد تصدى الشيخ لظاهرة الطعن بالعلماء والمشايخ وقد ألف كتب قيمه نافعه
وهناك كتاب لفضيلة الشيخ عبدالمحسن العباد وأسمه ^ الحث على اتباع السنه ^
كتاب قيم في هذا الباب(/)
مسألة في الصدقة
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 12:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخوان اختلفا في مسألة: جُمع مال لأخ محتاج فاستعفف و طلب الدعاء فحسب، و اتفق أن ثمة أخاً آخر محتاجاً مثله. فقال أحدهما يُعطى هذا المال لهذا الأخ المحتاج وقال الآخر ينبغي أن يستشار الإخوة المتصدقون حيث بذلوا أموالهم بنية التصدق على الأول. فمن كان له علم بهذه المسألة أو بنظيرتها فليتصدق علينا والله يوفقه ويبارك في عمله.
ـ[التقرتي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 12:41]ـ
هل المتصدقون يعرفون الاخ الذي تصدقوا عليه؟
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 12:44]ـ
مجرد تساؤل
إذا كان المال جمع على ذمة هذا الشخص واستعفف فكيف يصرف لغيره
وفي الظاهر أن هذا المستعفف هو الذي أخذه
أليس هذا قلب للحقيقة فينظر لهذا المسكين على أنه قد تصدق عليه وهو من ذلك براء
والذي أخذ المال في الظاهر خلاف ذلك
أوليس من تصدقوا على الأخ أولى بالرجوع إليهم ليستشاروا في أموالهم
وما الضير في ذلك
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 05:58]ـ
بارك الله فيكما.
نعم أخي التقرتي، المتصدقون يعرفون الأخ.
ـ[التقرتي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 06:37]ـ
بارك الله فيكما.
نعم أخي التقرتي، المتصدقون يعرفون الأخ.
لا بد من استئذانهم اذن
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 08:27]ـ
بارك الله فيك يا أخي،
ما وجه وجوب الاستئذان؟
ثم في هذه الحالة عندما أبى الأخ أن يستلم المال، هل لهم أن يسترجعوا أموالهم أم لا يجوز العود فيها لعموم الحديث؟
(العائد في هبته ... )
ـ[التقرتي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 08:32]ـ
بارك الله فيك يا أخي،
ما وجه وجوب الاستئذان؟
ثم في هذه الحالة عندما أبى الأخ أن يستلم المال، هل لهم أن يسترجعوا أموالهم أم لا يجوز العود فيها لعموم الحديث؟
(العائد في هبته ... )
هي صدقة مبنية على نية اغناء الطالب فمتى اغني الطالب المال الباقي لهم لأنهم لو علموا ان ما اعطوه اكثر من المطلوب لربما رجعوا في الزائد.
الامر الثاني نووا المال لانسان معين فلأخده لغيره لابد من اذنهم فربما كان ذلك يسوؤهم و الله اعلم(/)
فتوى في التحذير من الغلو في التكفير للشيخ الفاضل أبي الحسن السليماني حفظه الله
ـ[مأرب]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 01:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فتوى في التحذير من الغلو في التكفير
سؤال نقدمه لوالدنا الشيخ الفاضل أبي الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني حفظه الله تعالى ورعاه وسدد على طريق الخير خطانا وخطاه:
فضيلة الشيخ ظهر في هذه الأيام لاسيما مع وجود الفوضى في بعض الأماكن من بعض الشباب الذين قد درسوا في بعض مراكز السنة قبل عدّة سنوات بعض الأقوال بتكفير الحاكم والحكومة، ويرون أن المجتمع كافر، وأن من خرج على الحكومة وحاربها فهو مجاهد في سبيل الله، ولا يجوز التحذير منه، بل تجب مناصرته، وأن من حذَّر من هذا الفكر فيكون مواليًا للدولة وحكمه حُكْمُها، وقد سمعنا أنك ناصحت بعض هؤلاء الشباب منذ عدّة أشهر، لكنهم لم ينتفعوا بالنصيحة، فما هو الموقف الصحيح الذي يجب علينا تجاه هؤلاء الشباب؟
سائلين المولى عز وجل أن يبارك فيكم، وأن ينصر بكم الحق.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
فلا شك أن طريق الدعوة إلى الله تعالى طريق طويل وشاق، وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: [إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا] {المزمل:5} ولا يثبت على الحق في هذا الطريق إلا من ثبّته الله تعالى، ورزقه البصيرة والحكمة والفهم الصحيح، وعافاه من الشبهات وأهلها.
ومنذ سلكنا طريق الدعوة إلى الله ونحن نرى أناسًا تتخطفهم الأفكار المنحرفة بين حين وآخر هنا وهناك، والسبب في هذا سوء الفهم، والإعجاب بالرأي، واتهام كبار أهل العلم، وأخْذ نُتف من العلم من هنا وهناك دون دراسة تأصيلية للمسألة قائمة على الاستقراء والتجرد، فيقرأ أحدهم آية أو حديثًا ثم يفهم منهما فهمًا معينًا، ثم يترك دعوته وطريقته التي كان عليها منذ سنوات لشبهة عرضت له، أو أشكال فهمها عليه، ويميل هنا وهناك، ثم يظن أنه قد هُدي إلى صراط مستقيم، والواقع أنه قد انحرف عن سواء السبيل في هذا الباب الخطير، وجَلَب على نفسه ودعوته شرًّا، وصَدَّ من اغْترَّ به عن سواء الصراط، وأدخلهم في نفق مظلم موحش، ويكفيه شؤمًا أنه يحوم أو قد تورّط في أمر التكفير الذي حذّر منه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أيما تحذير، إذا صدر في حق مسلم بعينه دون مراعاة الضوابط الشرعية لذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "أيما امرئ قال لأخيه: يا كافر؛ فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال؛ وإلا رجعت عليه" رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وبعض الناس يكون مفتاح خير على بلده، ثم يُحْرم ذلك فيندفع في طريق التكفير بالجملة والأعيان، وقد حذَّر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من هذا الصنف، فعن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "إن مما أتخوَّف عليكم: رجل قرأ القرآن، حتى إذا رُؤيتْ بَهْجَتُه عليه، وكان رِدْءَ الإسلام؛ اعتراه إلى ما شاء الله، فانسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك" قال حذيفة: قلت: يا رسول الله، أيهما أوْلى بالشرك: المرْمي أم الرامي؟ قال: "بل الرامي" حديث حسن بمجموع طرقه، أخرجه الطحاوي والطبراني.
ويقول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إياكم والغلو في الدين" أخرجه النسائي بسند صحيح، ويقول: "هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون" أخرجه مسلم.
ولا زال علماؤنا السابقون واللاحقون يحذّرون من التهوّر والتشنّج والاندفاع والهرولة في باب تكفير من ينتمي إلى دين الإسلام إلا بأمر لنا فيه من عند الله برهان، مع التفرقة بين الحكم العام وتنزيله على المعين، لأن هذا الحكم العظيم سبب في قطْع أوصال المجتمع، وتفككه وتنازعه، ويؤول إلى أن كل طائفة تُكفّر الأخرى، مرة بلازم قولهم، ومرة بهوى وحمية جاهلية، والله عز وجل يقول: [وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ] {الأنفال:46}، وإذا كان لعْن المؤمن كقتله، فكيف بتكفيره وإخراجه بعينه من ملّة الإسلام، وطرده من دائرة المسلمين، وإلحاقه بدوائر الشرك دون الأخذ بقيود هذا الحكم في تنزيله على آحاد الناس؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان تكفير أصغر مسلم بدون وجه حق من المحرمات الكبرى والجرائم العظمى؛ فكيف بتكفير ولاة الأمر وهم لا زالوا في دائرة الإسلام مع ما صدر منهم من أمور منكرة؟ إن تكفير هذه الطبقة دون الوقوف عند شروط أهل العلم المفصَّلة في ذلك يُدْخِل البلاد والعباد في فتن لا أول لها ولا آخر، ويكون من فتح هذا الباب على الأمة متحمّلاً للدماء والأشلاء والدمار والنيار التي تأكل الأخضر واليابس، فهنيئًا لمن مات وماتت معه ذنوبه، أما من بذر بذور الفتن والدمار في البلاد والعباد؛ فسيجني ذلك في قبره ما بقي أحد قد ضل بسببه وإن طال العهد، وقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا" أخرجه مسلم، حتى وإن سلّمنا ـ على أسوأ تقدير ـ بأن أحد العلماء قد ترجّح عنده أن أحد الحكام قد كفر كُفْرًا أكبر قولاً أو فعلاً أو اعتقادًا؛ فهل من الحكمة أن يُشاع هذا الحكم بين العوام وصغار الطلاب، ومن لا يحسن فهم الأمور؟ إن العلماء لهم نظرة في الدليل الشرعي، وفي المعيّن الذي تنزَّل عليه الأحكام، وفي المصالح والمفاسد المترتبة على إذاعة هذا الأمر أو طيِّه، وهذا ما لا نجده عند كثير من الشباب الذين تحملهم الغيرة على التهور وإصدار الأحكام العظمى التي يهاب الراسخون في العلم من الولوغ فيها!!.
والعجب أن هذا الفكر وهذه الأدلة التي يستدل بها من انحرف من الشباب هذه الأيام ليست بجديدة عليهم، فلربما سمع بعضهم الرد عليها عدّة مرات منذ عدة سنوات، وقد أُشْبِعتْ أكثر هذه المسائل بحثًا ونظرًا واستدلالاً وتفنيدًا وتوضيحًا، لكن الهداية بيد الله.
وإن مما يتخذه بعض هؤلاء الشباب وسيلة لينفِّق باطله: أنهم يقولون: معنا فتاوى من كبار أهل العلم بذلك، وإذا قلت لهم: أنتم لم تقفوا عند فتاوى هؤلاء العلماء، بل أدخلتم عليها تكفير أناس بأعيانهم، ومن كبار العلماء من سُئلوا عن هؤلاء أو عن بعض من هو أسوأ حالاً منهم فحكموا عليهم بأنهم حكام مسلمون، يُسمع لهم ويُطاع في المعروف لا في المعصية، فلماذا تحتجون بكلام العلماء وأنتم تخالفونه في تنزيله على الواقع والأفراد؟ يقولون: نحن لا نقلد العلماء!! وعلى ذلك يجب أن يعلم الناس أن هؤلاء يتبعون آراءهم وأفهامهم وفهم من لبَّس عليهم أمر دينهم فقط لا فهم كبار أهل العلم، والله عز وجل يقول: [وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ] {النساء:83} فلم يردوا هذا الأمر الخطير الذي ينبني عليه شر مستطير إلى أهل الاستنباط والاجتهاد في المسائل العامة والمصيرية، إنما فرحوا بما عندهم من نتف علمية ملفلفة من هنا وهناك، مع أن بعضهم لو سُئل عن بعض أحكام المسح على الخفين، قال: الله أعلم، نبحث المسألة، أو اسألوا العلماء، أما فتاوى التكفير المفضي إلى القتل وضرب الرقاب فتراهم قد جرّأوا عليها الصغار، والله المستعان!! وإذا ناقشت بعضهم تراه متذبذبًا، يقول قولاً وينقضه في المجلس نفسه، فليس كثير منهم على يقين من هذا الأمر الخطير، فهل من الحفاظ على الديانة وصيانتها مما يخدشها أن يبني المرء هذا الأمر الخطير على مسألة متردد فيها، أو هي موضع نزاع بين أهل العلم، أو محل مزيد بحث بين هؤلاء الشباب أنفسهم؟ أليس الخطأ في العفو خيرًا من الخطأ في العقوبة؟ أليس قد قال بعض العلماء ما خلاصته: إذا كان الأمر يحتمل تكفير المسلم من تسعة وتسعين وجهًا، وهناك وجه واحد يحتمل عدم تكفيره؛ فلا نكفِّره؟ والخطأ في الحكم عليه بالإسلام أهون من الخطأ في الحكم عليه بالكفر، لما هو معروف من الأدلة والسيرة النبوية، أليس قد قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ لا تكفير مع الاحتمال؟! أليس الخائف على نفسه ودينه وحسناته ينأى بنفسه عن الخوض في أمر لم تكتمل فيه أهليته، ولا زال البحث عنده يتطور من طور لآخر، ولا يدري بماذا يُختم له فيه؟ أليس من الحصافة والتزوّد بزاد الآخرة الابتعاد عن مواضع الشبهات والاحتمال، لاسيما وهذا الباب يتعين على كبار العلماء والقضاة لا على صغار طلاب
(يُتْبَعُ)
(/)
العلم؟!! أليس من الورع في الديانة السكوت عن أمر يترتب عليه فتن الدماء، وقطع السُّبُل وهلاك الحرث والنسل، والاعتبار بحال حُذّاق وعمالقة هذا الباب الذين ذهب علم كثير منهم، وتركوا الساحة لأهل البدع، وهربوا، وطلبوا اللجوء السياسي عند النصارى؟ فإما أن يبقوا في البلاد بالتفجيرات والاغتيالات، وإما الهروب وترك الساحة فارغة لدعاة الأهواء!!
وإذا سألت بعض هؤلاء: هل أنتم مستقلون بفهم الأدلة دون الرجوع للعلماء؟ قالوا: لا، وإذا قلت لهم: من كبار العلماء المشهورين الذي يوافقكم على تكفير مجتمعنا وولاة أمره، وتكفير الجنود وغيرهم، وأنَّ من لم يكفِّرهم فحكمه حكمهم ـ كما ورد في السؤال ـ؟ قالوا: لا نعلم أحدًا، ولا يلزم ذلك!! وبهذا يتضح أنهم متناقضون، وأنهم ليسوا على فهم السلف الصالح وأتباعهم من كبار العلماء في هذا الباب، إنما هم يسيرون على فهمهم أو فهم الذين أفسدوا عليهم أمرهم، ثم ينسبون ذلك لكبار أهل العلم، حتى يقبل طلاب العلم منهم، فإن كثيرًا من صغار الطلاب لا يميزون، ومن لم يكن أمينًا في تربيتهم أو كان متهورًا في أمر له فيه أناة وسعة؛ فهم في ذمته، ومعلوم أن فتوى العالم على العموم لا يلزم منها أنه يفتي بذلك على كل شخص بعينه، وأن هناك فرقًا بين القول ولازمه، والقول وقائله، وهؤلاء وإن تمسحوا بالعلماء الكبار اليوم فما أقرب تنكّرهم لهم إذا أوغلوا في هذا الطريق، كما حدث لمن سبقهم في هذا الباب ـ إلا أن يرحمنا الله وإياهم ـ[وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ] {ص:88}.
وأما عن كون دراسة بعض هؤلاء في فترة ما في بعض مراكز السنة في اليمن، فهذا ليس عيبًا في دعوتنا ولا في مراكز السنة التي علمت الناس خيرًا كثيرًا، إنما العيب في انحراف من انحرف عن الدعوة الصحيحة لا فيمن ثبت عليها، واستمر مدافعًا عنها بالحق، ويرد على من خالفها وإن كان من أبنائها، بل هذا مما تمتاز به هذه الدعوة ـ في الجملة ـ وأن الحق أعز علينا من كل عزيز، وأن الدفاع عن الحق أحب إلينا من الدفاع عن صاحب لنا أو صديق أو تلميذ جانَبَ الصواب.
وما من دعوة حق إلا وقد انحرف من أتباعها بعض من لم يُكتب له السداد في أمر ما أو أكثر ـ هذا مع الفارق بين من يمثَّل بهم وبين هؤلاء الشباب، إنما المراد وجه الشبه ـ: فهذا علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ إمام عظيم المناقب، رفيع الفضائل، وفيه من خصال الخير والرفعة في الدنيا والآخرة ما الله به عليم، ومع ذلك فقد انشق عن دعوته طائفتان: إحداهما: الخوارج، وهم يكفّرون عليًّا وكثيرًا من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ والأخرى: وهم غلاة الرافضة، الذين جعلوه إلهًا آخر، فقاتل الطائفة الأولى، وحَرَّق كثيرًا من الطائفة الثانية، فهل يلحق عليًّا أي عيب لانحراف من انحرف من صفّه؟ الجواب: لا؛ لأنه ثابت على الحق، مدافع عنه، واقف في وجه من خالفه وإن كان من صفِّه وجنده.
وهذا الحسن البصري ـ رحمه الله ـ سيد التابعين قد اعتزل مجلسه واصل بن عطاء رأس المعتزلة، وخرج ببدعته وضلالته في الاعتزال، فهل هذا يعني أن الحسن البصري علّمه عقيدة الاعتزال؟!
وكثير من حملة هذه الأفكار الغالية في التكفير ممن درسوا بعض الوقت عند كبار أهل العلم، فهل يلحقهم لوْم بسبب ذلك، مع أن مؤلفاتهم ومجالسهم وفتاواهم تصرخ بالتحذير من هذا الفكر وغيره من الأفكار المنحرفة؟
والزيدية في اليمن قد غلا بعض أبنائها وذهب إلى الرفض والإمامية، فهل نقول: كل مشايخ الزيدية إمامية رافضة، لوجود من غلا من طلابهم؟
وهذه الجامعات والمدارس المنتشرة في طول البلاد وعرضها قد انحرف بعض خريجيها، فهل نقول هذه جامعات ومدارس منحرفة من الأصل لانحراف من انحرف من خريجيها؟ دون النظر في الألوف المؤلفة من الخريجين، وهم رجال صالحون في مجتمعاتهم حسب تخصصاتهم!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا بقية المؤسسات الدينية، والجامعات الإسلامية، والمنظمات الدعوية في العالم الإسلامي، وكم من رجل أحسن الظن في رجل آخر، وقد كان مستقيمًا على الجادة سنوات عديدة، ثم ظهر منه خلاف ذلك عندما وردت عليه بعض الشبهات، وكم من رجل وثقت فيه الدولة وعيّنته سفيرًا للبلاد في بعض الدول، ثم اتضحت خيانته، أو مخالفته لما حلف عليه اليمين، ثم طلب اللجوء السياسي هنا أو هناك، وقلَب ظَهْر المجنّ لحكومة بلاده، فهل هذا يعني ان من عيّنه سفيرًا كان موافقًا له على أفكاره الجديدة التي ظهرت مؤخرًا؟
إن انحراف من انحرف من الشباب المنتمي للدعوة ناشئ عن سوء فهمهم لكلام العلماء، وإذا كان القرآن الكريم الذي هو كلام الله عز وجل، وقد نزل بلسان عربي مبين، و [لَا يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ] {فصِّلت:42}؛ وهناك من يسيء فهمه، ويتأوله على غير وجهه، فهل يُسْتبعد أن يوجد من يسيء فهم كلام العلماء، وهم غير معصومين؟!
إن الله عز وجل يقول: [أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الجَزَاءَ الأَوْفَى (41)] {النَّجم} ويقول سبحانه: [كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ] {المدَّثر:38}.
ثم إذا وُجد مثال شاذ بانحراف من انحرف من الشباب؛ فهناك عشرات الألوف من طلاب العلم في جميع المحافظات ضد هذا الفكر الغالي في التكفير، وضد الفكر الذي يؤول بأصحابه إلى الحالة السيئة التي وردت في السؤال، ولهم عقود من الزمان وهم رجال صالحون مصلحون، ويعيشون هموم مجتمعهم ومشاكله وأزماته، ويسعون في علاجها بالحكمة لا بالاحتقانات والفتن، فهل من الإنصاف: أن ننظر إلى مثال شاذ أو عشرة أمثلة أو عشرات ولا نحكم على الدعوة إلا من خلال هذه الأمثلة الشاذة، ونغُض الطرف أو نتعامى أو نتغافل عن عشرات الألوف من الشباب من أهل الاعتدال والوسطية، الذين امتلأت كتبهم ومحاضراتهم ومجالسهم ونصائحهم بالتحذير من أفكار الإفراط والتفريط، أو الغلو والجفاء؟ وهل هذه الألوف الرشيدة إلا ثمرة جهود متواصلة ليلاً ونهارًا في تقرير المنهج المعتدل، وترسيخ دعائمه ودلائله؟!.
نعم، لقد نصحنا بعض هؤلاء الشباب، وأخلصنا لهم في النصح، وحذّرناهم من مغبَّة هذا الفكر الذي أعلن كثير من كبار معتنقيه تراجعهم عنه ورجوعهم إلى ما نصحهم به العلماء قبل ثلاثين عامًا أو دون ذلك بعدما اتضح لهم فساد فهمهم، وزلّة قدمهم، ورغَّبْناهم في لزوم دعوة الاعتدال، وعدم إشغال الشباب بما يفرق صفوفهم، ويُفسد وُدّهم، ويعرقل مسيرتهم العلمية والتربوية، ولكن القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن، يقلِّبها كيف يشاء، وكنا نحب أن يبقى مجال البحث العلمي مفتوحًا ـ كما هو المتفق عليه بيني وبين من ناصحتهم ـ حتى يتضح الحق لكل ذي عينين، بشرط الكف عن نشر هذا الفكر بين العامة والشباب حتى يأخذ البحث العلمي حقه من الطرفين وإن طالت المدَّة لظروف تنزل بالجميع؛ لكن غليان هذا الفكر في قلوب بعضهم حمله على هذا الاندفاع العشوائي، والتنصُّل من الاتفاق، والمؤمنون على شروطهم، والله المستعان.
وعلى كل حال: فكتبي ومؤلفاتي وفتاواي واضحة وضوح الشمس في التحذير من هذا الفكر ـ ولله الحمد ـ وكذا مواقف غيري من علماء ودعاة السنة في اليمن، ولو سُئل هؤلاء الذين أحدثوا ما أحدثوا عن موقفي وموقف عدد من كبار الدعاة من دعوتهم الجديدة لقالوا جميعًا: إنهم ضد ما ذهبنا إليه، بل ربما قالوا قولاً قبيحًا، وقد اعتدْنا ذلك من كثير ممن أحسن إليهم المحسنون!!
وعلى ذلك فكل من سلك هذا المسلك فإنما يُعبّر عن نفسه لا عن دعوتنا، وإني أعلن مؤكّدًا ما سبق عني وعن غيري من دعاة السنة من براءتنا من فكر الغلو في التكفير، وأعلن مؤكدًا أيضًا تحذيري من هذا الفكر ومن السير فيه، أو الاغترار بحملته ودعاته، أو حضور مجالسهم التي ينشرون فيها هذه الأفكار إلا لمتأهل يستطيع أن يرد الباطل وينصر الحق، وأوصي طلاب العلم بالصبر على جادة الطريق، واتباع طريقة كبار العلماء في العالم الإسلامي سلفًا وخلفًا، وأن لا يكثروا الجدل مع هؤلاء وغيرهم، فمن أكثر الجدل أكثر التنقُّل، وأن لا يكونوا ممن تقلب عليهم الحصاة قطار
(يُتْبَعُ)
(/)
دعوتهم، فيستبدلوا دعوتهم وأدلتهم وشيوخهم لأدنى شبهة، قد شاع وذاع الرد عليها من قبل، وعليهم الاستمرار في الاشتغال بطلب العلم، وتعليم المسلمين ما يحتاجون إليه من أمور دينهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وتربيتهم على الإسلام المصفَّى من كل شائبة تُنسب إليه زورًا وبهتانًا، وعدم الاشتغال بمن سلك نفقًا مظلمًا ومصيرًا قاتمًا، وفكرًا متهورًا، وفي الساحة ما يكفينا من أمور تحتاج إلى تقويم وإصلاح، واليمن ليس بحاجة إلى مزيد من الجراحات والفتن، ففيه من أسباب الدمار وتغلغل الأفكار المنحرفة ما لو قُسّم على أهل الأرض لوسعهم، لكن الرجاء في الله أن يلطف به وبأهله وبجميع المسلمين وبلادهم، فمن كان مصلحًا مباركًا معينًا للمصلحين على مواصلة مسيرتهم فحيهلاً به، وإلا فالمفسدون كثر ـ لا كثّرهم الله ـ ولسنا بحاجة إليه، فإما أن يقول خيرًا أو يصمت، فلا يزيد الطين بِلّة، والمريض علة.
وإن كثيرًا من الشباب ينطلق في هذا الطريق الموحش المظلم بزعم إصلاح الفساد، ومحاربة المفسدين!! ونحن نعلن بأعلى صوت أن الفساد والمفسدين ضررهما عظيم، وخطرهما جسيم؛ على البلاد والعباد في الدين والدنيا، إلا أن الطريق للعلاج لا يكون بزيادة الفساد، فهذا عمل العابثين لا المصلحين، وقد أصلحت الدعوة الهادئة خلال عقود من الزمان كثيرًا من الفساد العقدي، والعلمي الثقافي، والأخلاقي والسلوكي في المجتمع، وأخبرونا ماذا صلح في البلاد من وراء التفجيرات والاغتيالات والغلو في التكفير، فإن الناس يُعرفون بآثارهم، والسعيد من وعظ بغيره، ولا يتم العلاج إلا بمواصلة التصحيح القائم على العلم بالحق، والرفق بالخلق، والموازنة بين المصالح والمفاسد العاجلة والآجلة، والاعتبار بحال دول وأفراد لمّا خيّمت فوقهم سحائب الفتن والفوضى ماذا حصل لهم، فكل مصلح غيور يجب أن يحارب الفساد بقدر استطاعته وفي حدود ما يعطِّل الفساد أو يقلله،، ولا يدافع عن الفساد إلا مفسد أو جاهل، لكن ليس علاج العور بالعمى، فنكون كمن أراد أن يعالج زكامًا فأحدث جذامًا، أو أراد أن يبني قصْرًا فهدم مَصْرًا، ولنعتبر بالتاريخ فإن باب الخروج على ولاة الأمر وإن كانوا ظلمة سبب لكل فساد، وقد نقلتُ كلام العلماء وأصول أهل السنة في هذا الباب في كتابي: "فتنة التفجيرات والاغتيالات: الأسباب، والآثار، والعلاج" وقد طُبع عدّة طبعات، ونفع الله به ما شاء من خلقه، وفيه النصوص الصريحة على أن عدم الخروج على الولي الظالم أصل أصيل من أصول أهل السنة، وانعقد الإجماع عليه، وأنه لم يخالفهم بعد إجماعهم على ذلك إلا أهل البدع والأهواء والفساد، وليعتبر هؤلاء الشباب بجماعة التكفير في مصر ومصيرها، وبأصحاب هذا الفكر في بالجزائر وما آل إليه أمرهم من تكفيرهم لبعضهم البعض وقتل بعضهم بعضًا، وليتعظوا بحال كثير من أصحاب هذا الفكر الذين ألجأتهم الظروف والحاجة إلى قبول المساعدات والتعاون مع الرافضة المكفِّرين لجمهور الصحابة، وهذا مصير من فتح على نفسه بابًا قبل أن يتأهل له، فإنه بعد ذلك إذا ضاقت عليه الأمور يرتمي في أحضان من هو أشر وأضر، وبعد أن يثير الفتن والفوضى في بلاد السنة، تأتي الرافضة وتستولي على الجميع ـ لا قدّر الله بسوء على السنة وأهلها وبلادها ـ فلا تدخلوا أنفسكم في دهاليز مظلمة ضيقة، ثم تضطرون إلى الاستنصار بالأضل على الضال، فيكون حالكم كما قيل:
المستجير بعمروٍ عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار
هذا ما لزم بيانه براءة للذمة، وزيادة في النصح، فإن نفع الله بذلك؛ وإلا [فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالعِبَادِ] {غافر:44} [إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ] {هود:88}
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه
أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
دار الحديث بمأرب
1 / ربيع أول / 1430هـ
المرجع:
http://www.sulaymani.net/play.php?catsmktba=1458(/)
مقدمة لكتاب أدمعت عيني
ـ[أبوصهيب الأثري]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 04:59]ـ
الحمد لله رب العالمين
المرء منا إذا ما أراد أن يرقق قلبه فأول ما يخطر بخاطرته أن يذهب إلي كتاب الله أو إلي كتب الرقائق فيرق قلبه لكن لا يتصور أحد - غالبا - أن يجد كلاما يحوي هذا في كتاب من الكتبة المعنية بتبين الأحاديث الضعيفة والتي غالبها الجرح في الرواة , حقيقة لا أجد لكلامي حاجة. فهذا جزء من مقدمة قرأتها في كتاب تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع
للشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف رحمه الله تعالي:
قال رحمه الله: ( ....... ومن الملاحظ أنني قد تطرقت في هذا الكتاب ـ خاصة ـ إلى أمور ليس لها صلة مباشرة بالتخريج، كالحط على أدعياء التحقيق ـ ممن هم عنه بمنأى عدالة وضبطاً! ـ وإبداء الحرف والتخويف من الاغترار بالألقاب والتحصيل العلمي، ومن استمراء التردي في آفات القلوب كالعجب والرياء والسمعة والدعوى في العلم، وحب الرياسة والمشيخة نجانا الله بفضله ومنه وكرمه منها، وأعاننا على أنفسنا بالصد عنها، ولعل هذا الاتجاه مني ـ بما يتضمن التذكير لنفسي قبل الآخرين ـ، ناتج عما يراه المرء ويسمعه ويقرؤه ويبلغه لدى احتكاكه بساحة الواقع العلمي للمسلمين من مصر وغيرها، من باب القول المشهور المنسوب لأبي الدرداء رضي الله عنه: ((وجدت الناس: اخبر تقله)). فهذا يقطع عنق أخيه ـ الناشئ في طلب العلم ـ بقوله عنه: ((ما رأيت مثله، وما رأى مثل نفسه)) كأنه ابن تيمية آخر! وآخر يجاهر، أو يفاخر، والله أعلم ـ وهو يطالبني برؤية إجازة شيخي رحمه الله إلى الإمام النووي رحمه الله ـ بأن ستة ـ فقط ـ من شيوخه بالإجازة مبتدعون، ويذكر كلاماً فيه أن الشيخ الفلاني قد أجازه رواية جمسع مصنفات ابن أبي الدنيا، يقولها ضاحكاً متعجباً. وثالث فتان، بدلاً من أن يقول للآباء الذين يلاحقون بناتهم، بل منهم من جرى وراءهن بالسكاكين كما حدثني الثقة المأمون! ـ: ((ارفعوا أيديكم عنهن، أعينوهن على الصون والعفاف))، يجلس لى الملأ قائلاً: ((خروجاً من الخلاف في مسألة الحجاب والنقاب، نأذن للمرأة أن تستر جميع جسدها إلا الوجه والكفين))، كما أخبرني أخو الشدة والرخاء عفا الله عنه. ما هذا الفقه المتين، والقريحة الفاذة التي خرجت على الناس بهذا الهذيان؟! أفلا يعلم هذا الكائن أن معنى القاعدة الشرعية التي قررها الفقهاء: ((الخروج من الخلاف مستحب ما لم يوقع في خلاف آخر)) أن معنى ذلك الأخذ بأحوط الأقوال التي يتفق الجميع على مشروعيتها.
أم هو يقصد أن الأنقياء والنقيات من أهل الصيانة والديانة سوف يرضخون لما قال، وبذلك يذوب الخلاف بين المسلمين في المسألة؟! احتمالان، أحلاهما مر، وقديماً قال أحدهم:
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة أو كنت تدري فالمصيبة أعظم
ورابع يقول ـ عقب خطبته في الناس ـ: ((من كان عنده سؤال في كذا وكذا أو استفسار عن صحة حديث، فليذكره)). مع أن هذا الخطيب نفسه ـ سامحه الله ـ قد حشا خطبته بأحاديث لا يحل ذكرها البتة. بل هو شاهد على نفسه أن أصاب في جميع العلوم خطأ، سوى ((علم الجرح والتعديل))، هكذا بالضم والله.
فيا عباد الله، رحم الله امرأ عرف قدر نفسه (1)، فلم يبخسها حقها، ولم يتعد حدوده أيضاً فيرفعها فوق قدرها. فهل آن لهؤلاء أن يكفوا عن الدعاوى العريضة، والمديح المردي، والألقاب الضارة. هل آن لنا أن نراقب القلوب، ونصلح من الألسن، ونتقي الله فنقول قولاً سديداً؟ هل آن لغير المختص في علم من العلوم أن يكف عن تلفيق قواعد وأصول لا سلف له فيها، ولم يحسن فهمها، حتى لا يأتي بالمضحكات المبكيات، قبل العرض على جبار الأرضين والسموات؟ وأن يتوب من دعوى استعداده الإجابة في كل ما يسأل عنه من تفسير أو حكم أو حديث بغير مسوغ؟ وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه فيما راوه الدارمي وغيره بإسناد صحيح عنه ـ: ((إن الذي يفتي الناس في كل ما يستفتى لمجنون)): هذا ـ عباد الله ـ فيمن هو أهل، فكيف بمن ليس بأهل؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذ لا يستطيع مسلم أن يرد القول بأن: ((النية هي المطية))، كما يردد أحد الأحبة دائماً، ولا أن ينفي أن رأس مال كل مسلم من عالم وطالب علم وعابد هو إخلاص العمل لله عز وجل، ومعالجة النية وتصحيحيها على الدوام. وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( ... ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصح لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن
دعوتهم تحوط من وراءهم (2)).
وثبت أيضاً أن صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((بشر هذه الأمة بالسناء، والدين، والرفعة، والنصر، والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة من نصيب (3). وقد كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يحترزون من أقوال وأفعال، نعدها نحن في هذه الأيام من التوافه والمحقرات. قيل لأحدهم: أدع الله لنا. قال: لا تحضرني لذلك نية. وكان شيخ الإسلام الأوزاعي رحمه الله ـ على إمامته وجلالته ـ يكره أن يرى معتماً يوم الجمعة وحده مخافة الشهرة، فكان يرسل إلى تلاميذه: الهقل وابن أبي العشرين وعقبة بن علقمة أن اعتموا اليوم فإني أكره أن أعتم. فيا سبحان الله، هلك الذين كانوا يحبون الخمول ويمقتون الشهرة، وكثرت عمائم العجب والخيلاء حتى ظن بعض من أرخى أربع أصابع أنه قد صار بذلك إمام المسلمين ـ وفيهم ـ يا أسفى ـ شباب في مقتبل العمر. وبعد كل ذلك، فلا يظنن ظان أنني أدعى لنفسي الإخلاص أو التجرد أو الرسوخ في العلم أو طهارة القلب من الآفات.حاشا وكلا، على أنني أسألها الله عز وجل على الدوام، عسى أو يرزقنيها يوماً من الأيام، ويهديني فيمن هدى، فلا يطردني عن بابه، ولا يحرمني من جنابه ...... ) أهـ
_________
(1) جعله الشيخ محمد الغزالي عفا الله عنه حديثاً نبوياً في جريدة ((الشعب)) ليوم الثلاثاء 30 جمادى الآخر 1409هـ، 7 فبراير 1989م، ولا أعلم له أصلاً عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بل هو أثر عن عمر بن عبدالعزيز لم أتحقق من صحته.
_________
(2) قطعة من حديث صحيح، رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة عن زيد بن ثابت، وأحمد وابن ماجة والحاكم عن
جبير بن مطعم، وأحمد بن أنس. وبقيت له طرق لا مجال لذكرها هنا.
(3) حديث جيد الإسناد، رواه أحمد وابن حبان والحاكم والبيهقي وغيرهم عن أبي، وصححه غير واحد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
ـ[أبوصهيب الأثري]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 05:16]ـ
ترقيم الحواشي من صنعي حتي يتناسب مع صفحة المنتدي لكنّ الكلام كلامه رحمه الله
والحمد لله(/)
سلع التجارة الرابحة ... فلازمها تربح حياتك ...
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 05:34]ـ
الحمدلله المحمود بالعوائد، المأمول منه الزوائد، المرتجى منه الثواب، المستعان عل النوائب، أحمد وأستعينه في الأمور التي تحير دونها الألباب، وأشهد أن لاإله إلا الله كل شيء هالك إلا وجهه له الملك وإليه ترجعون، وأشهد أن محمدا خيرالبرية، ومعلم الإنسانية، وهادي البشرية، عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين وعلى زوجاته مهات المؤمنين وعلى الآل والصحب أجمعين أما بعد:
إن الله تعالى بوده وحبه لعباده المؤمنين المخبتين كرر من نداءه لهم في كتابه المجيد – ياأيها الذين آمنوا- أكثر من ثمانين مرة، ومن هذه النداءات الربانية المتكررة، قوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل لله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ..... ) في هذه الآية الكريم يرشدنا رب العزة إلى نوع من التجارات الرابحة، إذ التجارة تجارتان، تجارة مع الخلق وتجارة مع الخالق، فالتجارة مع الخلق، تجارة محتملة الربح والخسارة لكن التجارة مع الخالق مضمونة الربح والطهارة، التجارة مع الخلق تجارة في الحسيات والماديات لكن التجارة مع الخالق تجارة في المعنويات والروحيات فهي تجارة لن تبور، تجارة تزكي النفوس، تجارة تورث ولاية الله، تجارة، البائع فيها هو العبد المؤمن الضعيف المحتاج والمشتري هو الله رب العزة، إله الأولين والآخرين، والبضاعة هي النفس البشرية وما كلفت من أوامر وزواجر، (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا .... )
ولذلك بين النبي عليه الصلاة والسلام بأن العبد المؤمن في هذه البسيطة محبوس في سجن (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) فلا يأكل ويشرب لهوه ولا يتكلم لهواه بل لا يحرك ولا يسكن لهواه لأنه مكلف (بفتح اللام) فحركاته وسكناته حسب ما يرضي المكلف (بكسر اللام) كما بين عليه الصلاة والصلاة، أنه ما من عبد في هذه الحياة إلا وهو بائع نفسه –إيجابا أو سلبا- (كل الناس يغدوا فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) ..
إن سلع التجارة الرابحة التي دلنا عليها ربنا في الآية هي أولا:
الإيمان بالله ورسوله (تؤمنون بالله ورسوله) فالإيمان أساس كل التكاليف الإلهية، وهو يورث الإطمئنان والسكينة والوقار، ولذلك عرفه بعض العلماء بالراحة، إذ المؤمن في راحة مستمرة، أموره مفوضة إلى رب العالمين، لا يذهب عند الكهنة والمشعوذين ولا عند السحرة والعرافين، أمره دائما عجيب كما نطق به الحديث (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير .... ) يؤمن إيمانا جازما بجميع أركان الإيمان، يؤمن أن ما أصابه لم يكن ليخطأه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، يؤمن بأن الأقلام قد رفعت وأن الصحف قد جفت، يؤمن بألوهية الله وهي أنه الإله الأحد الصمد المستحق للعبادة وحده، ويؤمن بربوبية الله تعالى وهي أن الخالق الرازق والمدبر لشؤون الكون، ويؤمن بأسماءه وصفاته (الحسنى ولله الأسماء فادعوه بها)
إن السعادة الحقيقية في الدنيا التي هي اطمئنان القلب والفؤاد وراحة الوجدان، لا تتحقق للمكلف إلا بتحقيق العبودية الحق لله، ولا تتحقق ذلك إلا بالإيمان الراسخ الذي لا يزعزعه شك ولا تخدشه شبهة ولا تذهب به عاصفة الشهوات (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولذلك حصر العلماء النجاة في أربعة كلمات:
أولا: معرفة الرب الذي تعبده.
ثانيا: ومعرفة ماذا صنع الله بك.
ثالثا: ومعرفة ماذا أراد الله منك. رابعا: ومعرفة كيف تخرج من ذنبك وخطيئتك إن أنت وقعت فيها. وهذه الكلمات الأربعة، مجتمعة في كلمة واحدة ..
في كلمة التوحيد، كلمة الشهادة، كلمة الإيمان وهي: (لاإله إلا الله محمد رسول الله) هذه الكلمة كلمة عظيمة، هي صبغة الله، لا يلقى الله بها عبد يوم القيامة مؤمنا بها إلا ودخل الجنة، هي مفتاح دار السلام، بها تصح السنن والفرض، بها جردت سيوف الجهاد من غمدها (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله)
قال موسى عليه السلام يارب أسألك شيئا أذكرك به، فقال الله تعالى: يا موسى! قل لاإله إلا الله فقال موسى: يارب كل عبادك يقولون لاإله إلا الله إنما أريد شيئا تخصني به، فقال تعالى: ياموسى لوكانت السموات السبع والأرضين السبع في كفة ولاإله إلا الله في كفة، لمالت بهن لاإله إلا الله.
فهي كلمة عظيمة وتعني باختصار، توحيد المعبود وتوحيد الطريق إلى المعبود.
ثم قال سبحان وتعالى (وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم)
وهذه هي السلعة الثانية لهذه التجارة الربانية الرابحة، وهي الجهاد في سبيل الله، والجهاد من الجهد أي المشقة. ولا يعنى فقط حمل السلاح ضد الكفار، فالمحافظة على الصلوات في أوقاتها وخشوعها ومع الجماعة، جهاد في سبيل الله، كذا إلجام النفس عن شهواتها وملذاتها، جهاد في سبيل الله، بل هو من أأكد الجهاد وخاصة في هذه البلاد المجتهد معظم أهلها في الفحشاء والمنكر.
ولما كانت العبادات، إما بدنية محضة أو مالية محضة أو بدنية ومالية معا، أمر سبحانه بالجهاد في سبيله بالمال والنفس وهما جامعان لكل الأعمال الصالحة (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ..... ) وهي لقوله تعالى (وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم).
والآن عرفنا سلعة التجارة، وهي:
الإيمان بالله ورسوله و الجهاد في سبيل الله بأموالنا وأنفسنا. وأما الربح فهو قوله تعالى: (يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ... )
فمن منا لا يريد غفران الذنوب؟
من منا لا يريد الجنة ونعيمها وأنهارها؟
فها هو الطريق أمامنا بينه سبحانه وتعالى، لعباده المؤمنين، فياباغي الخير أقبل .. أقبل ... أقبل ... فإن سلعة الله غالية ... ألا إن سلعة الله الجنة!! ألا إن سلعة الله الجنة ...
جعلني الله وإياكم من أهل الجنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 01:32]ـ
(وَذَكَّر فَإنَّ الذّكرَى تَنفَعُ المُؤمِنِين)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 05:00]ـ
جزاك الله خيرا
مقال رائع
نفع الله بك
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[20 - May-2009, صباحاً 02:48]ـ
جعله الله لوجهه خالصا ولخلقه نافعا ..
وجزاك الله خيرا أخي عبدالله
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[20 - May-2009, صباحاً 07:14]ـ
جعله الله لوجهه خالصا ولخلقه نافعا ..
وجزاك الله خيرا أخي عبدالله
وإياكم(/)
البكر: دلالة سكوتها و اعتبار العرف؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 11:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الاخوة الكرام, هل اذا تعارف قوم ما على أن سكوت البكر دليل على رفضها لا على رضاها و كانوا حديثي عهد باسلام فجهلوا الحكم الشرعي, هل يصح في هذه الحالة أن يقال أن سكوت البكر دليل رفضها لا رضاها و بالتالي نصحح الأنكحة التي بنيت على هذا التقدير و هذا العرف الساءد؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[12 - Apr-2009, مساء 01:16]ـ
للرفع
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[01 - Jun-2009, صباحاً 07:55]ـ
للرفع(/)
حكم تفريق الدين الى فروع واصول للشيخ فركوس
ـ[البدراوي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 12:55]ـ
حكم تقسيم الدين إلى أصول وفروع، تبريره والآثار المترتبة عليه
السؤال: الأصوليون كالمجمعين على تقسيم الدين إلى مسائل أصول ومسائل فروع وضابط التفريق بينهما من جهة كون مسائل الأصول يطلب فيها العلم والاعتقاد وعليها دليل قاطع وهي معلومة بالعقل، بينما مسائل الفروع يطلب فيها العمل ومسائلها ظنية وهي معلومة بالشرع لا بالعقل، نرجو من الشيخ أبي عبد المعز أن يفصل لنا ما مدى صحة هذا التقسيم وقوة تبريره وهل له من أثر ناتج عنه؟، أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد:
فالذي ينبغي معرفته هو أن القاضي الباقلاني هو أوّل من صرح من المتكلمين بالتفريق بين مسائل الأصول ومسائل الفروع، وإن كان هذا التفريق أحدثه الجهميّة وأهل الاعتزال، وسرى بعده إلى كافة المتكلمين من أهل الأصول، لذلك ما صدرتم به سؤالكم بأنّ الأصوليين كالمجمعين على هذا التقسيم فثابت عند معظم المصنفين من أهل الأصول إن لم يكن جميعهم، والذي ثبت في نظرهم لو كان مجرد اصطلاح وتقسيم جديد يدلّ على معان صحيحة كالاصطلاح على ألفاظ وتقسيمات العلوم الصحيحة لما ذُمَّ هذا النظر، بل يستحسن القول به لاشتماله على الصحة ودلالته على الحق، لكن هذا المتقرر عندهم مشتمل على حق وباطل بل هذه المقدمة التقسيمية رتبت عليها آثار كاذبة للحق مخالفة للشرع الصريح والعقل الصحيح، ذلك لأنّ حقيقة هذا التقسيم -فضلا على كونها منتفية شرعا- فإنّه يلزم القول بصحتها نتائج خطيرة بعيدة على المنهج القويم بل في شقٍّ عنه.
أمّا من حيث انتفاء ثبوت هذا التقسيم والتفريق بين مسائل الأصول ومسائل الفروع فلكونه حادثا لم يكن معروفا عند الرعيل الأول من الصحابة والتابعين حيث إنّه لم يفرق أحد من السلف والأئمة بين أصول الدين وفروعه فكان إجماعا منهم على عدم تسويغ التفريق بينهما، وإنّما كان أول ظهوره محدثا عند أهل الاعتزال وأدرجه الباقلاني في تقريبه ثمّ أخذ مجراه إلى من تكلم في أصول الفقه مع الغفلة عن حقيقته وما يترتب عليه من باطل. ومنه يظهر أنّ أول خطإ فيه مناقضته للإجماع القديم.
أمّا من حيث ترتب الآثار الفاسدة على هذا القول فعديدة يظهر منها عدم التسوية في رفع إثم الخطأ من المجتهد بين مسائل الأصول والفروع، ذلك لأنّ معظم الأصوليين من المتكلمين والفقهاء يؤثمون المجتهد المخطئ في الأصول لأنّها من المسائل القطعية العلمية المعلومة بالعقل على نحو ما تفضلتم به في سؤالكم، وبناء على هذا التفريق فلا يساور من ارتضاه أدنى شك في تأثيم المخطئ في الأصول وتفسيقه وتضليله مع اختلافهم في تكفيره، وقد ذكر الزركشي هذا المعنى ونسب للأشعري فيه قولين (?) بل ادّعي الإجماع على تكفيره إن كان على خلاف ملة الإسلام، فإن لم يكن فمُضَلَّل ومبتدع، كأصحاب الأهواء من أهل القبلة (?) ولا تخفى ما في هذه النتيجة من حكم خطير وباطل ظاهر، بل إنّ ما زعموه من إجماع على تكفير وتخطئة المخطئ في الأصول مدفوع بإجماع السلف من الصحابة والتابعين وأئمة الفتوى والدين فكلهم يعذرون المجتهد المخطئ مطلقا في العقائد أو في غيرها، ولا يكفرونه ولا يفسقونه سواء كان خطؤه في مسألة علمية أصولية أو في مسألة علمية فرعية. ذلك لأنّ العذر بالخطإ حكم شرعي خاص بهذه الأمّة لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إنّ الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه» (?) لأنّ الإثم مرتب على المقاصد والنيات، والمخطئ لا قصد له فلا إثم عليه إذ في اجتهاده صدق النية في إرادة الحق والوصول إلى الصواب، أمّا أهل الأغراض السيئة وأصحاب المقاصد الخبيثة فلكل منهم ما نوى، والحكم للظاهر، والله يتولى السرائر، وهذا الأمر إنّما يدور حديثه على المجتهد المؤمن بالله ولو جملة وثبت بيقين إيمانه فإن استفرغ طاقته الاجتهادية وبذل وسعه واتقى الله قدر الاستطاعة، ثمّ أخطأ لعدم بلوغ الحجة أو لقيام شبهة أو لتأويل سائغ فهو معذور لا يترتب عليه إثم ما لم يفرِّط في شيء من ذلك فلا يعذر، وعليه الإثم بقدر تفريطه ويستصحب إيمانه ولا يزال بالشك، وإنّما يزول بعد إقامة الحجة
(يُتْبَعُ)
(/)
وإيضاح المحجة وإزالة الشبهة إذ لا يزول يقين إلاّ بمثله.
أمّا إن كان غير مؤمن أصلا فهو كافر واعتذاره غير مقبول بالاجتهاد لقيام أدلة الرسالة وظهور أعلام النبوة.
ويؤيد ما ذكرنا أنّه نقل في بعض المسائل العلمية العقدية اختلاف السلف فيها كرؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لربه وعروجه صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء، وسماع الميت نداء الحي، وإنكار بعض السلف صفة العجب الواردة في قراءة ثابتة متواترة (4) مع كلّ ذلك لم ينقل من أحد منهم القول بتكفير أو تأثيم أو تفسيق من أخطأوا في اجتهادهم، لما تقدم ذكره ولم يرد نص يفرق بين خطأ وآخر في الحديث السابق أو في قوله تعالى: ?وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ? [الأحزاب:5] وقوله تعالى: ?رَبَنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا? [البقرة:286] ولا يسع الاستدلال بقوله تعالى: ?لاَ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الخَاطِئُونَ? [الحاقة:37]، وقوله تعالى: ?وَإِن كنَََّا لَخَاطِئِينَ? [يوسف:91]، وقوله تعالى: ?وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الخَاطِئِينَ? [يوسف:29] للتفريق بين خطأ وآخر، ذلك لأنّ المراد بالخطأ في هذا المقام هو ما يقابل الصواب أي ضده، وهو من الرباعي أخطأ يخطئ وفاعله يسمى: مخطئا أي لم يصب الحق، أمّا الخطأ في الآية فثلاثي من خطأ يخطأ فهو خاطئ فهو بمعنى أذنب. والمعلوم أيضا أنّه قد تأتي خطئ بمعنى أخطأ لكن يختلف مقصود كلا منهما من تعمد الفعل من عدمه حيث لا يقال أخطأ إلاّ لمن لم يتعمد الفعل والفاعل مخطئ، والاسم منه الخطأ، فيقال لمن تعمّد الفعل: خطئ فهو خاطئ والاسم منه الخطيئة (5).
هذا، ومن نتائج هذا التفريق أن العاجز عن معرفة الحق في مسائل الأصول غير معذور وأنّ الظنّ والتقليد في العقائد أو الأصول ممّا هو ثابت قطعا غير معتبر أي: إنّه لا يجوز التقليد في مسائل الأصول بل يجب تحصيلها بالاعتماد على النظر والفكر لا على مجرد المحاكات والتشبه بالآخرين، وقد ادّعي في ذلك إجماع أهل العلم من أهل الحق وغيرهم من الطوائف، بل ذهب الأستاذ أبو إسحاق الإسفرائيني إلى القول أنّه:"من اعتقد ما يجب عليه من عقيدة دينه بغير دليل لا يستحق بذلك اسم الإيمان ولا دخول الجنّة والخلوص من الخلود في النيران" (6).
هذا، ومع كون هذا التفريق السابق الحادث منقوضا بإجماع السلف فالبناء عليه لا يثبت، لأنّ إيمان المقلد معتبر غير مشروط فيه النظر والاستدلال، إذ لو كان واجبا لفعله الصحابة رضي الله عنهم وأمروا به، لكنّهم لم يفعلوا ولو فعلوا لنقل عنهم، والاعتراض بأنّ الصحابة رضي الله عنهم كانت معرفتهم بالعقائد مبنية على الدليل اكتفاء بصفاء أذهانهم واعتمادهم على السليقة ومشاهدتهم الوحي يرده أنّ الصحابة رضي الله عنهم لمّا فتحو البلدان والأمصار قبلوا إيمان العَجَم والأعراب والعوام وإن كان تحت السيف أو تبعا لكبير منهم أسلم، ولم يأمروا أحدا منهم بترديد نظره ولا سألوه عن دليل تصديقه، ولا أرجؤوا أمره حتى يَنْظُر، بل لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لأحد لا أقبل إسلامك حتى أعلم أنّك نظرت واستدللت، قال ابن حزم:"فإذا لم يقل عليه الصلاة والسلام ذلك فالقول به واعتقاده إفك وضلال، وكذلك أجمع جميع الصحابة رضي الله عنهم على الدعاء إلى الإسلام وقبوله من كل أحد دون ذكر الاستدلال، ثمّ هكذا جيلا فجيلا حتى حدث من لا وزن له" (7). ولأنّ الاستدلال والنظر ليس هو المقصود في نفسه، وإنّما هو طريق إلى حصول العلم حتى يصير بحيث لا يتردد، فمن حصل له هذا الاعتقاد الذي لا شك فيه من غير دلالة، فقد صار مؤمنا وزال عنه كلفة طلب الأدلة، ولو كان النظر في معرفة الله واجبا لأدى إلى الدور، لأنّ وجوب النظر المأمور به متوقف على معرفة الله، ومعرفة الله متوقفة على النظر، ومن أنعم الله عليه بالاعتقاد الصافي من الشبه والشكوك فقد أنعم الله عليه بكلّ أنواع النعم وأجلها، حتى لم يكله إلى النظر والاستدلال لاسيما العوام، فإنّ كثيرا منهم تجد الإيمان في صدره كالجبال الراسيات أكثر ممّن شاهد ذلك بالأدلة، ومن كان هذا وصفه كان مقلدا في الدليل. وقد جاء في شرح العقيد الطحاوية قوله: "ولهذا كان الصحيح أنّ أول واجب يجب على المكلّف شهادة أن لا إله إلا الله، لا النظر ولا القصد إلى النظر ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
الشك، كما هي أقوال أرباب الكلام المذموم، بل أئمة السلف كلّهم متفقون على أنّ أول ما يؤمر به العبد الشهادتان، ومتفقون على أنّ من فعل ذلك قبل البلوغ لم يؤمر بتجديد ذلك عقيب بلوغه، بل يؤمر بالطهارة والصلاة إذا بلغ أو ميز عند من يرى ذلك، ولم يوجب أحد منهم على وليه أنّه يخاطبه حينئذ بتجديد الشهادتين، وإن كان الاقرار بالشهادتين واجبا باتفاق المسلمين ووجوبه يسبق وجوب الصلاة، لكن هو أدى هذا الواجب قبل ذلك" (?).
أمّا ما ورد في سؤالكم من تبرير للقسمة الثنائية بين الأصول والفروع ممّا ذكرتم من وجوه التفريق بين القطع والظنّ والعلم والعمل والشرع فإنّه لا يشهد على هذا التقسيم دليل من كتاب ولا سنة ولا نقل عن أحد السلف وأئمة الفتوى والدين، فإن كان دليل القسمة هو ادعاء القطعية في مسائل الأصول دون الفروع فهو فرق يظهر بطلانه ممّا هو معلوم من المسائل الفرعية العملية التي عليها أدلة قاطعة بالإجماع كتحريم المحرمات ووجوب الواجبات الظاهرة وهي المسائل الفقهية المعلومة من الدين بالضرورة وغيرها، ومع وجود قطعية الدليل عليها لم يحكم بكفر من أوَّلها أو أنكرها بجهل حتى تقام عليه الحجة وتزال عنه الشبهة، كما هو حال خطأ من أكل بعد طلوع الفجر متأولا أو جاهلا في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا شك أنّ خطأه عليه دليل قطعي ومع ذلك لم يصدر منه صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ البيان دون تأثيم فضلا عن التكفير وكذلك الطائفة التي استحلت شرب الخمر على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولم يكفرهم الصحابة رضي الله عنهم بل بينوا لهم الحكم فتابوا ورجعوا إلى الحق.
هذا والقطع والظن من الأمور النسبية فكون المسألة قطعية أو ظنية أمر إضافي بحسب حال المعتقدين وليس هو صفة ملازمة للقول المتنازع فيه، فالقطع والظن يكون بحسب ما وصل إلى الإنسان من الأدلة وبحسب قدرته على الاستدلال، إذ العبد قد يقطع بأشياء علمها بالضرورة أو بالنقل المعلوم صدقه عنه، وغيره لا يعرف ذلك لا قطعا ولا ظنا، وقد يحصل القطع لإنسان ولا يحصل لغيره سوى الظنّ على ما حققه ابن تيمية (?) وابن القيم (10) رحمهما الله تعالى.
وأما تبرير القسمة بأنّ مسائل الأصول يطلب فيها العلم والاعتقاد دون مسائل الفروع المطلوب فيها العمل ففساد هذا الفرق يظهر جليا من ناحية كون الحكم الشرعي يجب اعتقاده، إذ يجب اعتقاد وجوب الواجبات وحرمة المحرمات واستحباب المستحبات وكراهة المكروهات وإباحة المباحات ومن جهة ثانية أنّ من أنكر حكما شرعيا معلوما من الدين بالضرورة فهو كافر كفرا مخرجا من الملة كوجوب الصلاة المفروضة والزكاة وصوم رمضان وتحريم الزنا والقتل وغيرها من الأحكام فدلّ ذلك على أنّ المسائل التي يطلب فيها العمل يطلب فيها أيضا العلم والاعتقاد، وبالمقابل فإنّ من مسائل الأصول ما لا يترتب عليها تأثيم ولا تفسيق ولا تكفير كما تقدم من اختلاف الصحابة وتنازعهم في بعض مسائل الأصول. وعليه فإذا تقرر أن الخطأ في المسائل العملية الفرعية التي يطلب فيها العلم والعمل يكون فيها المخطئ معذورا فإنّ الخطأ في مسائل الأصول التي فيها علم بلا عمل أولى أن يكون المخطئ معذورا فيها.
وأمّا من جعل المسائل العملية هي المعلومة بالشرع والمسائل العلمية المعلومة بالعقل المستقل بدركها فهو تفريق غير ناهض، ذلك لأنّ صفة الكفر والفسق والإيمان والإسلام وغيرها من مسائل الأصول إذا اقترنت بذوات فلا تستحق هذه الصفات إلاّ بوصف الله ورسوله فهي صفات ثابتة بالشرع أي أحكام شرعية لم يستقل العقل بدركها.
أمّا مثال ما استقل العقل بدركه فكالطبيعيات والتجريبيات ومسائل الهندسة والحساب وغيرها، ومنه تدرك أنّ كلا من مسائل الأصول والفروع ثابتة بالشرع وليست الأصول من المسائل العقلية التي يكفر أو يفسق في نفسها إذ يلزم القول بذلك تكفير المخطئ في مسائل الطب والهندسة والحساب وغيرها من المسائل العقلية؟
هذا، وفي الأخير ينبغي أن تعلم أنّ ما تمسك به المفرقون من المتكلمين وممّن أحدثوه قبلهم بين مسائل الأصول والفروع التي يسمون الأولى يقينية والثانية ظنية غاية في السقوط لا يشهد لهم دليل من الشرع وما استدلوا به لا يقوى على النهوض بل إنّ الآثار المترتبة على هذا التفريق مخالفة للكتاب والسنة والإجماع القديم.
والعلم عند الله تعالى وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما(/)
حال العبد في الفاتحة
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 08:05]ـ
حال العبد في الفاتحة *
فينبغي بالمصلي أن يقف عند كل آية من الفاتحة وقفة يسيرة، ينتظر جواب ربِّه له، و كأنه يسمعه
و هو يقول: " حمدني عبدي " إذا قال: {الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ}.
فإذا قال: {الرَّحمن الرَّحيم} وقفَ لحظة ينتظر قوله: " أثنى عليَّ عبدي ".
فإذا قال: {مالكِ يومِ الدِّينِ} انتظر قوله: " مجَّدني عبدي ".
فإذا قال: {إيَّاك نَعبدُ و إيَّاك نَستعين} انتظر قوله تعالى: " هذا بيني و بين عبدي ".
فإذا قال: {اهدِنا الصِّراط المُستقيم} إلى آخرها انتظر قوله: " هذا لعبدي و لعبدي ما قال ".
و مَن ذاق طعم الصلاة عَلِمَ أنه لا يقوم مقام التكبير و الفاتحة غيرهما مقامها، كما لا يقوم غير
القيام و الركوع و السجود مقامها، فلكلٍّ عبوديته من عبودية الصلاة سرٌّ و تأثيرٌ و عبودية لا
تحصل في غيرها، ثمَّ لكل آية من آيات الفاتحة عبودية و ذوق و وجد يخُصُّها لا يوجد في غيرها.
فعند قوله: {الحمد لله رب العالمين} تجد تحت هذه الكلمة إثبات كللّ كمال للرب و وصفا و اسما، و تنزيهه سُبحَانه و بحمده عن كلِّ سوء، فعلاً و وصفاً و اسماً، و إنما هو محمود في أفعاله و أوصافه و أسمائه، مُنزَّه عن العيوب و النقائص في أفعاله و أوصافه و أسمائه.
فأفعاله كلّها حكمة و رحمة و مصلحة و عدل و لا تخرج عن ذلك، و أوصافه كلها أوصاف كمال، و نعوت جلال، و أسماؤه كلّها حُسنى.
* كتاب أسرار الصلاة / لإبن قيم الجوزية رحمه الله.(/)
تقسيم النصوص المتعلقة بالصفات بحسب الإستقراء في كلام السلف
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 09:08]ـ
من خلال الاستقراء في كلام السلف في نصوص الكتاب والسنة المتعلقة بالصفات تبين لي أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 - نصوص ظاهرها أنها صفات وأثبت السلف أنها صفات، مثل اليد والإستواء والحياة والعلم وغيرها.
2 - نصوص ظاهرها أنها صفات ولم يثبت السلف أنها صفات مثل الجنب في قوله تعالى: (أن تقول نفس ياحسرتى على مافرطت في جنب الله)
فالجنب بالإجماع المراد به حق الله.
3 - نصوص ظاهرها أنها صفات واختلف السلف في اثباتها هل هي من الصفات أم لا؟
مثل: قول صلى الله عليه وسلم في الصحيحين: "لله أفرح بتوبة عبده من هذه بولدها"
والفرح يرد في كلام العرب على أكثر من معنى منها السرور،ومنها الرضا، ومنها التكبر. وقد وردت هذه المعاني في القرآن:
قال تعالى: (وفرحوا بها) أي سُروا بها.
قال تعالى: (كل حزب بما لديهم فرحون) أي راضون.
قال تعالى: (إن الله لا يحب الفرحين). أي المتكبرين.
واختلف السلف في معنى الفرح في الحديث فاختار بعضهم الرضا وقال هذا المعنى الأليق بالله.
وقال بعضهم السرور فالله تعالى يُسَر بتوبة عبده.
الفائدة من هذا التقسيم أمران:
1 - التقريب والتسهيل لكلام السلف.
2 - أن لايستعجل الإنسان في الحكم على الآخرين، فحينما يسمع شخصا يفسر الفرح بمعنى الرضا يظن أنه متأول،وإذا قرأ لشخص يفسر النور في قوله تعالى: الله نور السموات بمعنى هادي السموات والارض قال هذا متأول وماعلم أن هذا تفسير ابن عباس رضي الله عنه.
وهذا التقسيم يريح كثيرا عند التعامل مع النصوص المتعلقة بالصفات، والعبرة في كل ذلك كلام السلف.
لأني رأيت بعض طلبة العلم لايعرف يعمل القاعدة المعروفة عند أهل السنة وهي: أننا نثبت صفات الله كما جاءت في الكتاب والسنة من غير تحريف ولاتعطيل ومن غير تشبيه ولاتمثيل.
فيُمِر كل لفظ ظاهره أنه صفة دون النظر في تفسير السلف لهذا النص، وهذا لاشك أنه خطأ لأنك قد تثبت من الصفات ماليس بصفة.
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 09:45]ـ
3 - نصوص ظاهرها أنها صفات واختلف السلف في اثباتها هل هي من الصفات أم لا؟.
اخي ابا ابراهيم السلام عليكم
سؤالان:
الاول / هل تعني ان الفرح ليست صفة لله.
الثاني / هل من الممكن ان تبين مَن مِن السلف اختلف فيها؟
وفقك الله.
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 10:40]ـ
عليكم السلام:
أنا أقصد وفقك الله أنهم اختلفوا في المعنى؟ وإلا فالفرح صفة مثل اليد وإن كانت تطلق في اللغة على اليد الحقيقية وعلى النعمة؟ لكن اختلفوا في الفرح هل هو بمعنى السرور الذي هو حقيقة في اللفظ أم الرضا والذي هو مجاز في اللفظ، والذي أقصده قد يختار شخص معنى الرضا ويشنع عليه الآخرين لأن المتبادر للذهن أنه السرور باعتبار أنه حقيقة في اللفظ فيظنون أنه تأول حينما اختار الرضا؟؟ لأن الرضا مجاز في اللفظ مع أنه تفسير لبعض السلف رحمهم الله.
وأما المرجع فانظر في كتب الشروح لهذا الحديث لاسيما شرح ابن بطال فقد اختار معنى الرضا.
لكن لعلي أوضح هذا القسم بمثال أوضح من السابق وأدق وهو:
اختلافهم في الساق في قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق) قال بعضهم عن شده ولم يثبتوا هذا اللفظ صفة لله تعالى، وبعضهم قال: يكشف عن ساق الله ويؤيده مافي صحيح البخاري فأثبت هذا صفة لله.
أيضا الظل في قوله صلى الله عليه وسلم "يوم لا ظل إلاظله" اختلفوا فيه فقال الشخ ابن باز رحمه الله صفة لله وقال الشيخ ابن عثيمين ليس صفة بل يخلق الله ظلاً لأننا لوأثبتنا لله ظلا لقلنا أن الشمس فوق الله والله يتنزه عن ذلك.
وبعضهم قال بمعنى الرحمة وقد ذكره الإمام ابن عبدالبر.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 10:47]ـ
ومثل هذا الكلام ينطبق على الهرولة
ولعل البعض ينبغى ألا يضيق عطنه ويتهم العلماء مثل النووي وابن حجر بالأشعرية
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 11:04]ـ
وهذا ماوقع فيه بعض طلبة العلم في زماننا اليوم حيث حكموا على أئمة كبار بأنهم أشاعرة او فيهم أشعرية كالإمام الكبيرالحافظ النحرير ابن عبدالبر رحمه الله والإمام ابن بطال رحمه الله والإمام ابن العربي .... وأنا لا أنكر على غير هؤلاء من وصف على أن فيه أشعرية إذا ثبت ذلك وأما كيف نعرف من عنده أشعرية من غيره هو بالرجوع إلى السلف بصراحة سنرتاح كثيرا كثيرا فهم الضابط في ذلك.
أيه الإخوة كنت أتذاكر مع أحد طلبة العلم قوله تعالى: (أن تقول نفس ياحسرتى على مافرطت في جنب الله .. ) في معنى الجنب فقال: الأولى أن نمرها كما جاءت ونثبت الجنب لله، فقلت بإجماع السلف الجنب بمعنى حق الله.
فانظروا رحمكم الله أهمية الرجوع لكلام السلف حتى لايتخبط الإنسان في إعمال قاعدة الصفات عند السلف وهي: أن نثبت الصفات كما جاءت في الكتاب والسنة من غير تعطيل ولاتكيف ولاتمثيل ولاتشبيه. بأن نثبت أولاً هل هي صفة أم لا؟ وذلك بالرجوع لكلام السلف ومن ثم نعمل القاعدة.
أما الحكم من دون رجوع للسلف بحجة الإستناد لهذه القاعدة هذا ليس بصحيح.
والتخبط سيحصل في غير هذا إذا لم نرجع للسلف. والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 11:10]ـ
وينبغى أن نبحث أيضاً في سند النقل عن السلف
فلا نكون كحطاب الليل
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 11:16]ـ
وينبغي العلم أن قضية الأسماء والصفات بولغ في الاهتمام بها على حساب قضايا أخرى أهم في حياة المسلم وعقيدته (1)
فمثلاً التفويض في المعنى والكيف نفر البعض منه بشدة
كذلك بعض التأويل
مما نتج عنه مطالبة البعض بحرق كتب النووي وابن حجر لثبوت ما سبق عنهما!
رغم أن ثبوته عنهما لا يخرجهما من أهل السنة والجماعة.
****************************** *
(1) عندما تعلمنا التوحيد قديماً عرفنا معنى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات ... وهذا مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله ..
وللأسف لا نهتم بتوحيد الاتباع وهو مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله ..
قال ابن حزم رحمه الله في الإحكام ج1 ص 89
قال تعالى: * (وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب) * فوجدنا الله تعالى يردنا إلى كلام نبيه على ما قدمنا آنفا، فلم يسمع مسلما يقر بالتوحيد أن يرجع عند التنازع إلى غير القرآن والخبر على رسول الله ولا أن يأتي عما وجد فيهما فإن فعل ذلك بعد قيام الحجة عليه فهو فاسق، وأما من فعله مستحلا للخروج عن أمرهما وموجبا لطاعة أحد دونهما، فهو كافر لا شك عندنا في ذلك.
وقد ذكرنا محمد بن نصر المروزي أن إسحاق بن راهويه كان يقول: من بلغه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خبر يقر بصحته ثم رده بغير تقية فهو كافر، ولم نحتج في هذا بإسحاق، وإنما أوردناه لئلا يظن جاهل أننا منفردون بهذا القول، وإنما احتججنا في تكفيرنا من استحل خلاف ما صح عنده عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقول الله تعالى مخاطبا لنبيه: * (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) *.
قال أبو محمد بن حزم: هذه كافية لمن عقل وحذر وآمن بالله واليوم الآخر، وأيقن أن هذا العهد عهد ربه تعالى إليه، ووصيته عز وجل الواردة عليه، فليفتش الانسان نفسه، فإن وجد في نفسه مما قضاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في كل خبر يصححه مما قد بلغه، أو وجد نفسه غير مسلمة لما جاءه عن رسول الله، ووجد نفسه مائلة إلى قول فلان وفلان، أو قياسه واستحسانه، وأوجد نفسه تحكم فيما نازعت فيه أحدا دون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) متى صاحت فمن دونه، فليعلم أن الله تعالى قد أقسم، وقوله الحق إنه ليس مؤمنا وصدق الله تعالى، وإذا لم يكن مؤمنا فهو كافر، ولا سبيل إلى قسم ثالث. .
وليعلم أن كل من قلد، من صاحب أو تابع أو مالكا أو أبو حنيفة والشافعي وسفيان والاوزاعي وأحمد وداود رضي الله عنهم متبرئون منه في الدنيا والآخرة، ويوم يقوم الاشهاد.
اللهم إنك تعلم أنا لا نحكم أحدا إلا كلامك وكلام نبيك - الذي صليت عليه وسلمت - في كل شئ مما شجر بيننا، وفي كل ما تنازعنا فيه، واختلفنا في حكمه، وأننا لا نجد في أنفسنا حرجا مما قضى به نبيك، ولو أسخطنا بذلك جميع من في الارض وخالفناهم، وصرنا دونهم حزبا وعليهم حربا، وإننا مسلمون لذلك طيبة أنفسنا عليه، مبادرون نحوه لا نتردد ولا نتلكأ، عاصون لكل من خالف ذلك، موقنون أنه على خطأ عندك، وأنا على صواب لديك.
اللهم فثبتنا على ذلك ولا تخالف بنا عنه، وأسألك اللهم بأبنائنا وإخواننا المسلمين هذه الطريقة حتى ننقل جميعا ونحن مستمسكون بها إلى دار الجزاء، آمين ... بمنك يا أرحم الراحمين ... أ. هـ
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 11:31]ـ
ياأخي السند مهم جدا لاشك في ذلك لاسيما نحن لن نقرر هذا من عندنا بل يرجع في ذلك إلى أهل الشأن من المحديثين المتقدمين في التصحيح والتضعيف وأيضانرجع إلى تلاميذ السلف الذين ألفوا في العقائد كابن بطة والآجري وابن منده وابن خزيمة وغيرهم من الأئمة في شروح الأحاديث،
وواضح من خلال كلامك أنك لم تتصور،وأما قولك بولغ فيها على حساب غيرها لابد تعرف أن الأسماء والصفات من أجل قضايا الدين وماضل من ضل من أهل البدع إلابسبب تخبطهم في هذا الباب، فكيف نهمل هذا الباب وهو من اهم أبواب الدين لاسيما أنه متعلق بصفات الله واسمائه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ينبغي أن تعرف أن هذا المنتدى وضع لطرح النقاشات العلمية،
ثم ينبغي لطالب العلم أن يحرص على فهم جميع مسائل الدين وتصورها والرجوع فيها للسلف الصالح رحمه الله والرجوع إلى تلاميذهم في الإجماع والخلاف والرجوع إلى تلاميذهم في التصحيح والتضعيف.
ثم ياللعجب منك هل هذه المسائل أقل أهمية من مواضيعك "كتاب ابن حزم حياته وفلسفته "وموضوع "افهم الازمة المالية بيسر"
وإنني أشفق عليك إن كان هذا تصورك للعلم. والسلام
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 11:45]ـ
ياأخي السند مهم جدا لاشك في ذلك لاسيما نحن لن نقرر هذا من عندنا بل يرجع في ذلك إلى أهل الشأن من المحديثين المتقدمين في التصحيح والتضعيف وأيضانرجع إلى تلاميذ السلف الذين ألفوا في العقائد كابن بطة والآجري وابن منده وابن خزيمة وغيرهم من الأئمة في شروح الأحاديث،
وواضح من خلال كلامك أنك لم تتصور،وأما قولك بولغ فيها على حساب غيرها لابد تعرف أن الأسماء والصفات من أجل قضايا الدين وماضل من ضل من أهل البدع إلابسبب تخبطهم في هذا الباب، فكيف نهمل هذا الباب وهو من اهم أبواب الدين لاسيما أنه متعلق بصفات الله واسمائه.
ثم ينبغي أن تعرف أن هذا المنتدى وضع لطرح النقاشات العلمية،
ثم ينبغي لطالب العلم أن يحرص على فهم جميع مسائل الدين وتصورها والرجوع فيها للسلف الصالح رحمه الله والرجوع إلى تلاميذهم في الإجماع والخلاف والرجوع إلى تلاميذهم في التصحيح والتضعيف .....
لا أخالفك أخى الكريم في هذا
ما قصدته ألا نقدم توحيد الأسماء والصفات على توحيد الألوهية أو الاتباع السليم للنبي صلى الله عليه وسلم.
وكلامى واضح جداً ولكنك تسرعت
أما قولك:
ثم ياللعجب منك هل هذه المسائل أقل أهمية من مواضيعك "كتاب ابن حزم حياته وفلسفته "وموضوع "افهم الازمة المالية بيسر"
وإنني أشفق عليك إن كان هذا تصورك للعلم. والسلام
لا تشفق على تصوري ... بل أنا من أشفق على فهمك
فأنا لم أقدم هذه المواضيع على التوحيد ولم أذكر ذلك
والمرء قد يكتب موضوعات مهمة أو موضوعات غير هامة ولكن أن يقوله أحد ما لم يقله فغريب!
فأنا لم أقل أن الأزمة المالية أهم من الأسماء والصفات!
فهمك هذا عجيب.
ـ[التقرتي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 11:51]ـ
اخي أبو محمد العمري "تأويل"؟ الست ظاهريا في فهم النصوص (ابتسامة)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 11:56]ـ
اخي أبو محمد العمري "تأويل"؟ الست ظاهريا في فهم النصوص (ابتسامة)
أنا لم أقل إنى مؤول
بل ذكرت أن بعض من أول بعض الصفات كالنووي وابن حجر لا يخرجه هذا من أهل السنة ولا ينبغي القدح في عقيدته لذلك.
فهذا نص كلامي فخذه على ظاهره:)
فمثلاً التفويض في المعنى والكيف نفر البعض منه بشدة
كذلك بعض التأويل
مما نتج عنه مطالبة البعض بحرق كتب النووي وابن حجر لثبوت ما سبق عنهما!
رغم أن ثبوته عنهما لا يخرجهما من أهل السنة والجماعة.
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 12:29]ـ
أنا أقصد مادام أن موضوع الأسماء والصفات موضوع مهم فينبغي عدم إغفاله وبغض النظر قلت أقل أهمية من مواضيعك (الرنانة) أم لا؟ فأنت قلت بولغ؟ إن كنت تقصد بولغ في إخراج أناس من دائرة أهل السنة فنعم مع أن هذا لايُفهم من كلامك لأنك قلت: (بولغ في الإهتمام بها) لماذا لانبالغ الاهتمام بها أليست من أساسيات الدين، أمَّا أن تقلل من أهمية الموضوع فلا؟ لأن موضوع الأسماء والصفات بحاجة إلى إثراء كبير، والآن نحن بحاجة لطرحه أكثر لأن التخبط فيه حاصل،،،والسلام.
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 12:40]ـ
اخي ابا ابراهيم ..
فهمت من كلامك في صفة الفرح انك تتكلم عن معناها , ثم سقت مثالا على ذلك بصفة الساق , فهل تعني ان اختلاف السلف في صفة الساق هو من ناحية المعنى .. ؟
وهل يصح من ناحية السند اختلاف السلف في صفة الساق؟
رعاك الله.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 12:40]ـ
... فأنت قلت بولغ؟ إن كنت تقصد بولغ في إخراج أناس من دائرة أهل السنة فنعم مع أن هذا لايُفهم من كلامك لأنك قلت: (بولغ في الإهتمام بها) لماذا لانبالغ الاهتمام بها أليست من أساسيات الدين، أما أن تقلل من أهمية الموضوع فلا؟ لأن موضوع الأسماء والصفات بحاجة إلى إثراء كبير، والآن نحن بحاجة لطرحه أكثر لأن التخبط فيه حاصل،،،والسلام.
أنا قلت بالنص:
وينبغي العلم أن قضية الأسماء والصفات بولغ في الاهتمام بها على حساب قضايا أخرى أهم في حياة المسلم وعقيدته (1)
وتحت توضيح (1) أسفل المشاركة
فحصرت المبالغة في الاهتمام بها على حساب أنواع العقيدة الأخرى من توحيد ألوهية وتوحيد اتباع.
وأولى بطالب العلم إذا تسرع ألا يكابر ويدور يمنة ويسرى.
معلش يا مولانا ... نعديهالك المرة دي
مع خالص حبي.:)
نرجع إلى لب موضوعك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 12:57]ـ
أما من جهة اختلافهم في صفة الساق فهوليس من قبيل المعنى بل هم اختلفوا في كونها صفة أم لا؟
أما من ناحية السند فلاشك أنه يصح بل الجمهور على أن لفظ الساق ليس بصفة وإنما المراد يوم يكشف عن شدة.
الخلاصة أن الخلاف قد يرد في المعنى وقد يرد في أصل الصفة.
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 03:31]ـ
ابو ابراهيم
حتى تتضح لي الصورة , هل صفة الساق صفة ثابتة لله , او انها تأول.؟
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 07:32]ـ
فيه خلاف هل هي صفة أم لا؟ فبعضهم أثبتها صفة، وبعضهم لم يثبتها وإنما قال يوم يكشف عن ساق أي عن شدة ذلك اليوم.
فإن شئت قلت تأويل لأن التأويل يطلق على التفسير عند السلف لكن لابد نتنبه أنه ليس من التأويل المذموم.
لأن هناك من التأويل ماهو محرم وهو نفي ماأثبته السلف من الصفات كاليد فتأول بأنها النعمة أو الإستواء يأول بأنه الاستيلاء وهكذا ...
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 12:50]ـ
الأخ أبو إبراهيم
نعم الاية اختلف في تاويلها , لكن حديث ابي سعيد في الصحيحين هل اختلف في تاويله؟
إذا كنت تعتقد أن إثبات المثبتين لصفة الساق كان متعلقهم بقوله تعالى (يوم يكشف عن ساق) فأنت مخطئ , لان الآية لا تدل على الصفة لكونها لم تضف الصفة لله , فلابد أن تنتبه أن إثبات السلف لصفة الساق كان بالسنة , وقد أضيفت الصفة لله تعالى بما جاء في الصحيح من حديث أبي سعيد الذي قال فيه: فيكشف الرب عن ساقه , وقد ذكر ابن تيمية نحوا من هذا في الفتاوى 6/ 394 395 وابن القيم في الصواعق 1/ 252 , فإذا كنت ترى أن المسألة خلافية لهذه الآية فهذا غلط , وخلاف قول السلف , الا ان كنت تقول انهم اختلفوا حتى في حديث ابي سعيد فأرجو اثبات ذلك.
ثم أنت بارك الله فيك أخطأت في أول المشاركة في صفة الفرح , ثم قلت إنني اعني المعنى , فاستشهدت بصفة الساق للتدليل على قولك انك تقصد المعنى ثم تبين في الأخير انك تتكلم عن التأويل وليس معنى صفة الساق مما يعني انك باستشهادك لم تقصد المعنى وقد تضاربت في ذلك.
ومع المعذرة أخي الكريم الاستعجال في مثل هذه الأمور والتهوين للمتاولين في هذه الصفة - ممن أصوله في الأسماء والصفات سلفية أرى انه خطأ منهجي.
وفقك الله.
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 02:09]ـ
هون عليك يا أخي السلف اختلفوا في الحديث أيضا كما أنهم اختلفوا في الآية؟ لكنك لم تنتبه لذلك حينما قلت لك "ويؤيده مافي البخاري" أي حينما أثبت بعضهم صفة الساق.
ثم لايعني أنني ذكرت الفرح ثم ذكرت بعده الساق أن في كلامي اضطرابا أبدا .. لأنني ذكرت الفرح كمثال للقسم الثالث وهو مثال صحيح فيما اختلف فيه السلف من نصوص الصفات لكن خشيت أن لاتتصور اكثر لانه متعلق بالمعنى فذكرت لك مثالا أدق وهو صفة الساق لأنه متعلق بأصل الصفة وكلا المثالين صحيح لكن الفرح متعلق بالمعنى والساق متعلق باصل الصفة وليس في كلامي اضطرابا.
فأنا أقول أليست في اللغة تطلق اليد على اليد حقيقة وعلى النعمة مجازا؟ أليس من قال أنها النعمة يعتبر متأول مخطئ.
أليس الفرح يطلق في اللغة على السرور حقيقة وعلى الرضا مجازا؟ وقد نبهتك على هذا حينما استشكلت ذلك، فهو يصلح إذا أن يكون مثالا لمااختلف فيه السلف في نصوص الصفات، بدليل لوفسرت الفرح بالرضا لأنكر عليك بعض المنتسبين للعلم لأنهم بقرارة أنفسهم أنك صرفت اللفظ عن حقيقته، لكن الصحيح أن المسألة اجتهادية لان السلف اختلفوا فيها
وكذلك الساق هم اختلفوا فيها لاختلافات الروايات فبعضها مضافة الصفة لله وبعضها مضمرة.
لكن الفرق بين الساق والفرح أن الساق اختلفوا في اثبات اصل الصفة أما الفرح ففي المعنى وكلاهما يترتب عليه تبديع من بعض الجهلة فلو قلت بنفي صفة الساق عن الله لانكر عليك ولو قلت الفرح بمعنى الرضا لقال صرف اللفظ عن ظاهره الحقيقي ولبدعك وماعلم أن هذين القولين للسلف.
ثم ياأخي ليس في تصرفي استعجالا بل هذا الكلام في نفسي منذ أمد وناتج عن استقراء وليس بدعا من القول إنما هو تقريب وتسهيل لكلام السلف وأيضا ليس في هذا تهوينا لأهل السنة ممن أصوله الأسماء والصفات سلفية بل هذا هو عين اتباع السلف فماأثبته السلف أنه صفة أثبتناه وما لم يثبته السلف طرحناه ومااختلفوا فيه فبابه واسع. والسلام.(/)
من لا يرحم الناس: لا يرحمه الله.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 03:21]ـ
عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لا يرحم الناس: لا يرحمه الله)) (1). متفق عليه.
يدل هذا الحديث بمنطوقه على أن من لا يرحم الناس لا يرحمه الله، وبمفهومه على أن من يرحم الناس يرحمه الله، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض؛ يرحمكم من في السماء)) (2).
فرحمة العبد للخلق من أكبر الأسباب التي تنال بها رحمة الله، التي من آثارها خيرات الدنيا، وخيرات الآخرة، وفقدها من أكبر القواطع والموانع لرحمة الله، والعبد في غاية الضرورة والافتقار إلى رحمة الله، لا يستغني عنها طرفة عين، وكل ما هو فيه من النعم واندفاع النقم: من رحمة الله.
فمتى أراد أن يستبقيها ويستزيد منها؛ فليعمل جميع الأسباب التي تنال بها رحمته، وتجتمع كلها في قوله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} (3)، وهم المحسنون في عبادة الله، المحسنون إلى عباد الله، والإحسان إلى الخلق أثر من آثار رحمة الله بهم.
والرحمة التي يتصف بها العبد نوعان:
النوع الأول: رحمة غريزية، قد جبل الله بعض العباد عليها، وجعل في قلوبهم الرأفة والرحمة والحنان على الخلق، ففعلوا بمقتضى هذه الرحمة جميع ما يقدرون عليه من نفعهم بحسب استطاعتهم، فهم محمودون مثابون على ما قاموا به، معذورون على ما عجزوا عنه، وربما كتب الله لهم بنياتهم الصادقة ما عجزت عنه قواهم.
والنوع الثاني: رحمة يكتسبها العبد بسلوكه كل طريق ووسيلة، تجعل قلبه على هذا الوصف، فيعلم العبد أن هذا الوصف من أجلِّ مكارم الأخلاق وأكملها، فيجاهد نفسه على الاتصاف به، ويعلم ما رتب الله عليه من الثواب، وما في فوته من حرمان الثواب؛ فيرغب في فضل ربه، ويسعى بالسبب الذي ينال به ذلك ويعلم أن الجزاء من جنس العمل، ويعلم أن الأخوة الدينية والمحبة الإيمانية، قد عقدها الله وربطها بين المؤمنين، وأمرهم أن يكونوا إخواناً متحابين، وأن ينبذوا كل ما ينافي ذلك من البغضاء، والعداوات، والتدابر.
فلا يزال العبد يتعرّف الأسباب التي يدرك بها هذا الوصف الجليل ويجتهد في التحقق به، حتى يمتلئ قلبه من الرحمة، والحنان على الخلق، ويا حبذا هذا الخلق الفاضل، والوصف الجليل الكامل.
وهذه الرحمة التي في القلوب، تظهر آثارها على الجوارح واللسان، في السعي في إيصال البر والخير والمنافع إلى الناس، وإزالة الأضرار والمكاره عنهم.
وعلامة الرحمة الموجودة في قلب العبد: أن يكون محباً لوصول الخير لكافة الخلق عموماً، وللمؤمنين خصوصاً، كارهاً حصول الشر والضرر عليهم، فبقدر هذه المحبة والكراهة تكون رحمته.
ومن أصيب حبيبه بموت أو غيره من المصائب، فإن كان حزنه عليه لرحمة؛ فهو محمود، ولا ينافي الصبر والرضى؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لمّا بكى لموت ولد ابنته، قال له سعد: ((ما هذا يا رسول الله؟)) فأتبع ذلك بعبرة أخرى، وقال: ((هذه رحمة يجعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)) (4) وقال عند موت ابنه إبراهيم: ((القلب يحزن، والعين تدمع، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون)) (5).
وكذلك رحمة الأطفال والرقة عليهم، وإدخال السرور عليهم من الرحمة، وأما عدم المبالاة بهم، وعدم الرقة عليهم، فمن الجفاء والغلظة والقسوة، كما قال بعض جُفاة الأعراب حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقبّلون أولادهم الصغار، فقال ذك الأعرابي: ((إن لي عشرة من الولد ما قبّلت واحداً منهم))، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أو أملك لك شيئاً أن نزع الله من قلبك الرحمة؟)) (6).
ومن الرحمة: رحمة المرأة البغي حين سقت الكلب، الذي كاد يأكل الثرى من العطش، فغفر الله لها بسبب تلك الرحمة (7).
وضدها: تعذيب المرأة التي ربطت الهرّة، لا هي أطعمتها وسقتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، حتى ماتت (8).
ومن ذلك ما هو مشاهد مجرب، أن من أحسن إلى بهائمه بالإطعام والسقي والملاحظة النافعة: أن الله يبارك له فيها، ومن أساء إليها عوقب في الدنيا قبل الآخرة، وقال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} (9)، وذلك لما في قلب الأول من القسوة والغلظة والشر، وما في قلب الآخر من الرحمة والرقة والرأفة؛ إذ هو بصدد إحياء كل من له قدرة على إحيائه من الناس، كما أن ما في قلب الأول من القسوة، مستعد لقتل النفوس كلها.
فنسأل الله أن يجعل في قلوبنا رحمة توجب لنا سلوك كل باب من أبواب رحمة الله، ونحنو بها على جميع خلق الله، وأن يجعلها موصلة لنا إلى رحمته وكرامته، إنه جواد كريم.
قال ذلك معلّقها: عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله آل سعدي في كتابه القيم " بهجة قلوب الأبرار وقرَّة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار، ص: (219 – 222) غفر الله له ولوالديه ووالديهم، وجميع المسلمين.
السلفية النجدية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 09:29]ـ
جزاك الله خيرا
والامر اعم من ذلك
فالله يعامل عبده كما يعامل العبد اخوانه
فمن احسن احسن الله اليه
ومن ستر ستر الله عليه
ومن فرج عن اخيه فرج الله عنه
وهكذا فالجزاء من جنس العمل
وهذا والله احد مفاتح النجا ح في الحياة لمن وفقه الله
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[12 - Apr-2009, مساء 01:51]ـ
بارك الله فيك أختي
ونفع بما نقلتي
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[13 - Apr-2009, صباحاً 10:25]ـ
وخيرا جزيتما، وفيكما بارك الله ..
شكرا لمروركما الكريم ..
وفقتما وسددت خطاكما ..
ـ[ابوعبدالله السعدي]ــــــــ[18 - Mar-2010, مساء 06:25]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[18 - Mar-2010, مساء 08:07]ـ
جزاكم الله خيرا.
ونسأل الله الرحمة للعلامة السعدي ولجميع موتى المسلمين
اللهمّ ارحمهم
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[19 - Mar-2010, مساء 05:24]ـ
السلفية النجدية معكم أخوكم محمد بن القاسم من السلفية الجزائرية.
بارك الله فيكم على الموضوع القيم، راجيا من الله تعالى أن ينفعنا وإياكم لما يحب ويرضى.
أخوكم في الله محمد بن القاسم.(/)
الطرف الثاني من الإشكالية (بين مصحف أبي بكر ومصحف عثمان) رضي الله عنهما
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 04:00]ـ
الحمدلله وكفى وصلاة وسلاما على نبيه المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى وبعد:
الطرف الثاني من الإشكالية: في الطرف الأول وقد حذفته الإدارة جزاها الله خيرا على كل حال، وإن كنت في الواقع لم أبل حلقومي من فيضان علم الإخوة، لكن ولله الحمد أدركت على الأقل أن المسألة معقدة جدا جدا، واستفدت من نصيحة الأخ الفاضل أبي فهر السلفي التي مفادها، ادخار البحث ريثما تستقيم ساقي، كذا وسؤال أصحاب العلم في الباب وعرض البحث عليهم، كما استفدت من مداخلة الأخوين الفاضلين: التقرتي والسكران التميمي ... لكن مشكلتي أنني ببلد سحيق جدا عن الوطن العربي .. وهذا كله ما دعاني لطرحه هنا وباسم مستعار حتى يتسنى لي مجانبة سهام الإتهامات ... وهو أي (البحث) سيظل معي إن شاء الله حتى أتمكن من تمييز يميني من شمالي في مسألته .. ولن أنشره في مدونتي حتى أكون في بينة منه ... والله أسأل التوفيق والرشاد والإخلاص في القول والفعل.
.............
وهنا أنزل الطرف الثاني مباشرة، بغية الإستفادة، فأرجو علمية الحوار وهدوءه وأظن أن هذه المسألة غيار السالفة .. والله الذي نفسي بيده لا أرمي التشكيك في القرآن كما نطق به بعض الإخوة في الطرف الأول من البحث، ولكني أريد مدارسة علمية للإستفادة، وإلا بوسعي أن أنشر الموضوع في مدونتي مباشرة ولا أبالي ولكن رحم الله امرءا عرف قدر نفسه.
.................
أقول مستعينا بالله: خلال بحثي المتواضع وجدت –لعل لقلة باعي في العلم أيضا- أن مصحف عثمان نسخة من مصحف أبي بكر رضي الله عنهما، ولكن ليس طبق أصله، إذ الذي جمعه زيد بعد موت سبعين من القراء في غزوة أهل اليمامة بأمر من أبي بكر كان مشتملة على الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ..
وظل الأمر كذلك في عهد أبي بكر ثم عمر رضي الله عنهما، وفي عهد عثمان تفرق القراء في المدن والأمصار واختلف الناس في القراءة ولحن بعضهم بها فخاف عثمان فأصدر أمرا بجمع القرآن على قراءة واحدة (حرف واحد) فأمر حفصة بنت أبي بكر بارسال الصحف التي جمعها زيد بن الثابت في عهد أبي بكر فأرسلت ..
ثم أمر زيدا الأنصاري وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام القرشيين .. أمرهم بنسخها ..
لكن السؤال: هل كان هذا النسخ طبق أصله؟
الجواب الذي توصلت إليه –والعلم عند ربي- هو لا .. نعم لا
لأن عثمان حين أمرهم بالنسخ قال لزيد أن يكتب ما اختلف فيه مع رهط القرشيين الثلاثة بلسان قريش فإنه نزل بلسانهم ..
وهذا يدل دلالة واضحة على أن ما جمع أبي بكر قد ضم وجها للقراءة ما لا توجد في مصحف عثمان (الإمام) ولذلك بقي المصحف الذي جمعه أبو بكر عند حفصة حتى وفاتها ثم تم تمزيقه أو إحراقه أو مسحه على خلاف بين العلماء، فلو كان ما جمعه عثمان طبقا له لبقي متداولا ...
بل وأوضح من ذلك أن زيدا اختلف مع القرشيين في كتابة (التابوت) فقال زيد (التابوه) وقالوا (التابوت) فأمر عثمان بكتابة (التابوت) وقال: إنما انزل القرآن على لسان قريش.
وهذا باختصار ما توصلت إليه، أن المصحف (الإمام) وهو ما جمعه عثمان، نسخة من المصحف الذي جمعه أبو بكر وفي المصحف الذي جمعه أبوبكر ما ليس فيما جمعه عثمان = الذي بأيدينا.
لأن مصحف أبي بكر جمع الأحرف السبعة كلها ومصحف عثمان جمع حرفا واحدا فقط. والله أعلى وأعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 12:24]ـ
لأن مصحف أبي بكر جمع الأحرف السبعة كلها ومصحف عثمان جمع حرفا واحدا فقط\\هذا قول بعض الأئمة كالطبري، والجمهور على خلافه وقد شدد ابن حزم النكير على هذا القول .. وراجع الإتقان والنشر ...
ومرة أخرى وأخيرة:
اترك هذا البحث الآن (طرحاً وعرضاً وكتابة) وواصل القراءة فيه وسيفتح الله عليك بإذن الله،اتركه ولا داعي لنشره مطلقاً،وفي باقي أبواب العلم سعة للنظر وسلامة للقلب ..
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 02:24]ـ
قال ابن حجر في الفتح: ونقل أبو شامة عن بعض الشيوخ أنه قال: أنزل القرآن أولا بلسان قريش، ومن جاورهم من العرب الفصحاء، ثم أبيح للعرب أن يقرؤوه بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها على اختلافهم في الألفاظ والإعراب، ولم يكلف أحد منهم الانتقال من لغته إلى لغة أخرى للمشقة، ولما كان فيهم من الحمية، ولطلب تسهيل فهم المراد، كل ذلك من اتفاق المعنى ..
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 03:13]ـ
\\هذا قول بعض الأئمة كالطبري، والجمهور على خلافه وقد شدد ابن حزم النكير على هذا القول .. وراجع الإتقان والنشر ...
ومرة أخرى وأخيرة:
اترك هذا البحث الآن (طرحاً وعرضاً وكتابة) وواصل القراءة فيه وسيفتح الله عليك بإذن الله،اتركه ولا داعي لنشره مطلقاً،وفي باقي أبواب العلم سعة للنظر وسلامة للقلب ..
................
جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك ...
هذا الذي طرحته ياأخي الفاضل ليس جديدا عندي بل مذ فترة ولست أصل إلى إقناع ولعل لعدم توفر المصادر عندي، وأدركت هنا أن الإمام الطبري وبعض الإئمة قالوا به وهو خلاف قول الجمهور وأن ابن حزم شدد النكير على القائلين به فالحمدلله هذا علم وجدته ..
أما الكتاب: (الإتقان) فإني أعرفه فما هو (النشر) أخي الكريم؟
ونصيحتك على العين والرأس، واسمح لي أخي إن كنت قد تسببت في إيقاعك فيما لا تحب من مد وجزر مع بعض الإخوة فما أريد والله إلا الوصول إلى الحق في هذا الأمر ...
وشكرالله لك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 04:29]ـ
الفاضل رياض النضرة .. النشر في القراءات العشر لابن الجزري ...
ولا عليك من المد والجزر فقد اعتدته ... وهو شيء يُذكر المرء بنعمة الله عليه ومعافاته له ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 06:18]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
\\هذا قول بعض الأئمة كالطبري، والجمهور على خلافه وقد شدد ابن حزم النكير على هذا القول .. وراجع الإتقان والنشر ...
....
هذا كلام ابن حزم منقولاً من الإحكام:
وأما دعواهم أن عثمان رضي الله عنه أسقط ستة أحرف من جملة الأحرف السبعة المنزل بها القرآن من عند الله عز و جل فعظيمة من عظائم الإفك والكذب ويعيذ الله تعالى عثمان رضي الله عنه من الردة بعد الإسلام
ولقد أنكر أهل التعسف على عثمان رضي الله عنه أقل من هذا مما لا نكره فيه أصلا فكيف لو ظفروا له بمثل هذه العظيمة ومعاذ الله من ذلك وسواء عند كل ذي عقل إسقاط قراءة أنزلها الله تعالى أو إسقاط آية أنزلها الله تعالى ولا فرق وتالله إن من أجاز هذا غافلا ثم وقف عليه وعلى برهان المنع من ذلك وأصر فإنه خروج عن الإسلام لا شك فيه لأنه تكذيب لله تعالى في قوله الصادق لنا {إنا نحن نزلنا لذكر وإنا له لحافظون}
وفي قوله الصادق {إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه} فالكل مأمورون باتباع قرآنه الذي أنزله الله تعالى عليه وجمعه
فمن أجاز خلاف ذلك فقد أجاز خلاف الله تعالى وهذه ردة صحيحة لا مرية فيها وما رامت غلاة الروافض وأهل الإلحاد الكائدون للإسلام إلا بعض هذا
وهذه الآية تبين ضرورة أن جميع القرآن كما هو من ترتيب حروفه وكلماته وآياته وسوره حتى جمع كما هو فإنه من فعل الله عز و جل وتوليه جمعه أوحى به إلى نبيه عليه السلام وبينه عليه السلام للناس فلا يسع أحدا تقديم مؤخر من ذلك ولا تأخير مقدم أصلا
ونحن نبين فعل عثمان رضي الله عنه ذلك بيانا لا يخفى على مؤمن ولا على كافر وهو أنه رضي الله عنه علم أن الوهم لا يعزى منه بشر وأن في الناس منافقين يظهرون الإسلام ويكنون الكفر هذا أمر يعلم وجوده في العالم ضرورة فجمع من حضره من الصحابة رضي الله عنهم على نسخ مصاحف مصححة كسائر مصاحف المسلمين ولا فرق
إلا أنها نسخت بحضرة الجماعة فقط
ثم بعث إلى كل مصر مصحفا يكون عندهم فإن وهم واهم في نسخ مصحف وتعمد ملحد تبديل كلمة في المصحف أو في القراءة رجع إلى المصحف المشهور المتفق على نقله ونسخه
فعلم أن الذي فيه هو الحق وكيف كان يقدر عثمان على ما ظنه أهل الجهل والإسلام قد انتشر من خراسان إلى برقة ومن اليمن إلى أذربيجان وعند المسلمين أزيد من مائة ألف مصحف وليست قرية ولا حلة ولا مدينة إلا والمعلمون للقرآن موجودون فيها يعلمونه من تعلمه من صبي أو امرأة ويؤمهم به في الصلوات في المساجد
وقد حدثني يونس بن عبد الله بن مغيث قال أدركت بقرطبة مقرئا يعرف بالقرشي أحد مقرئين ثلاثة للعامة كانوا فيها وكان هذا القرشي لا يحسن النحو فقرأ عليه قارىء يوما في سورة ق {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} فرده عليه القرشي تحيد التنوين فراجعه القارىء وكان يحسن النحو فلج المقرىء وثبت على التنوين وانتشر ذلك الخبر إلى أن بلغ إلى يحيى بن مجاهد الفزاري الألبيري وكان منقطع القرين في الزهد والخير والعقل وكان صديقا لهذا المقرىء فمضى إليه فدخل عليه وسلم عليه وسأله عن حاله
ثم قال له إنه بعد عهدي بقراءة القرآن على مقرىء فأردت تجديد ذلك عليك فسارع المقرىء إلى ذلك فقال له الفزاري أريد أن أبتدىء بالمفصل فهو الذي يتردد في الصلوات فقال له المقرىء ما شئت فبدأ عليه من أول المفصل فلما بلغ سورة ق وبلغ الآية المذكورة ردها عليه المقرىء بالتنوين فقال له يحيى بن مجاهد لا تفعل ما هي إلا غير منوتة بلا شك فلج المقرىء
فلما رأى يحيى بن مجاهد لجاجه قال له يا أخي إنه لم يحملني على القراءة عليك إلا لترجع إلى الحق في لطف وهذه عظيمة أوقعك فيها قلة علمك بالنحو فإن الأفعال لا يدخلها تنوين البتة فتحير المقرىء إلا أنه لم يقنع بهذا فقال يحيى بن مجاهد بيني وبينك المصاحف فبعثوا فأحضرت جملة من مصاحف الجيران فوجدوها مشكولة بلا تنوين فرجع المقرىء إلى الحق
(يُتْبَعُ)
(/)
وحدثني حمام بن أحمد بن حمام قال حدثني عبد الله بن محمد بن علي عن اللخمي الباجي قال نا محمد بن لبانة قال أدركت محمد بن يوسف بن مطروح الأعرج يتولى صلاة الجمعة في جامع قرطبة وكان عديم الورع بعيدا عن الصلاح قال فخطبنا يوم الجمعة فتلا في خطبته {لقد جآءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بلمؤمنين رءوف رحيم} فقرأها بنونين عننتم
قال فلما انصرف أتيناه وكنا نأخذ عنه رأي مالك فذكرنا له قراءته للآية وأنكرناها فقال نعم هكذا أقرأناها وهكذا هي فلج فحاكمناه إلى المصحف فقام ليخرج المصحف ففتحه في بيته وتأمله فلما وجد الآية بخلاف ما قرأها عليه أنف الفاسق من رجوعه إلى الحق فأخذ القلم وألحق ضرسا زائدا قال محمد بن عمر فوالله لقد خرج إلينا والنون لم يتم بعد جفوف مدادها
قال أبو محمد فالأول واهم مغفل والثاني فاسق خبيث فلولا كثرة المصاحف بأيدي الناس لتشكك كثير من الناس في مثل هذا إذا شاهدوه ممن يظنون به خيرا أو علما ولخفي الخطأ والتعمد
فمثل هذا تخويف عثمان رضي الله عنه ولقد عظمت منفعة فعله ذلك أحسن الله جزاءه
وأما الأحرف السبعة فباقية كما كانت إلى يوم القيامة مثبوتة في القراءات المشهورة من المشرق إلى المغرب ومن الجنوب إلى الشمال فما بين ذلك لأنها من الذكر المنزل الذي تكفل الله تعالى بحفظه وضمان الله تعالى لا يخيس أصلا وكفالته تعالى لا يمكن أن تضيع
ومن البرهان على كذب أهل الجهل وأهل الإفك على عثمان رضي الله عنه في هذا أنبأناه عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني نا إبراهيم بن أحمد البلخي نا الفربري نا البخاري نا أمية هو ابن بسطام نا يزيد بن ربيع عن حبيب بن الشهيد عن ابن مليكة عن ابن الزبير قال قلت لعثمان {ولذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بلمعروف ولله بما تعملون خبير} قال قد نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها أو تدعها قال يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه
وبه إلى البخاري نا موسى بن إسماعيل نا إبراهيم حدثنا أن أنس بن مالك حدثه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق
فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى
فأرسل عثمان إلى حفصة أم المؤمنين أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بهما إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف
وقال عثمان للرهط القريشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق
فهذان الخبران عن عثمان إذا جمعا صححا قولنا وهو أنه لم يحل شيئا من القرآن عن مكانه الذي أنزله الله تعالى عليه وأنه أحرق ما سوى ذلك مما وهم فيه واهم أو تعمد تبديله متعمد
نا عبد الله بن الربيع التميمي نا عمر بن عبد الملك الخولاني نا أبو سعيد الأعرابي العزي نا سليمان بن الأشعث نا محمد بن المثنى نا محمد بن جعفر نا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن أبي ليلى عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه و سلم كان عند أضاة بني غفار فأتاه جبريل عليه السلام فقال له إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك على حرف
فقال أسأل الله معافاته ومغفرته إن أمتي لا تطيق على ذلك ثم أتاه الثانية فذكر نحو هذا حتى بلغ سبعة أحرف فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك على سبعة أحرف قرؤوا عليه فقد أصابوا
(يُتْبَعُ)
(/)
وبه إلى سليمان بن الأشعث نا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أقرأنيها فكدت أن أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف ثم لففته بردائه فجئت به رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم اقرأ القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هكذا أنزلت ثم قال لي اقرأ فقرأت فقال هكذا نزلت ثم قال صلى الله عليه و سلم إن القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه
قال أبو محمد فحرام على كل أحد أن يظن أن شيئا أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أمته لا تطيق ذلك أتى عثمان فحمل الناس عليه فأطاقوه ومن أجاز هذا فقد كذب رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله لله تعالى إن أمته لا تطيق ذلك ولم ينكر الله تعالى عليه ذلك ولا جبريل عليه السلام وقال هؤلاء المجرمون إنهم يطيقون ذلك وقد أطاقوه فيا لله ويا للمسلمين أليس هذا اعتراضا مجردا على الله عز و جل مع التكذيب لرسوله صلى الله عليه و سلم فهل الكفر إلا هذا نعوذ بالله العظيم أن يمر بأوهامنا فكيف أن نعتقده
وأيضا فإن الله تعالى آتانا تلك الأحرف فضيلة لنا فيقول من لا يحصل ما يقول إن تلك الفضيلة بطلت فالبلية إذا قد نزلت حاشا لله من هذا
قال أبو محمد ولقد وقفت على هذا مكي بن أبي طالب المقرىء رحمه الله فمرة سلك هذه السبيل الفاسدة فلما وقفته على ما فيها رجع ومرة قال بالحق في ذلك كما تقول ومرة قال لي ما كان من الأحرف السبعة موافقا لخط المصحف فهو باق وما كان منها مخالفا لخط المصحف فقد رفع فقلت له إن البلية التي فررت منها في رفع السبعة الأحرف باقية بحسبها في إجازتك رفع حركة واحدة من حركات جميع الأحرف السبعة أكثر من ذلك فمن أين وجب أن يراعى خط المصحف وليس هو من تعليم رسول الله لأنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب واتباع عمل من دونه من غير توقيف منه عليه السلام لا حجة فيه ولا يجب قبوله وقد صححت القراءة من طريق أبي عمرو بن العلاء التميمي مسنده إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم {إن هذان لساحران} وهو خلاف خط المصحف وما أنكرها مسلم قط فاضطرب وتلجلج
قال أبو محمد وقد قال بعض من خالفنا في هذا إن الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم كانوا عربا يصعب على كل طائفة منهم القراءة بلغة غيرهم فلذلك فسح لهم في القراءة على أحرف شتى من بعدهم كذلك فقلنا كذب هؤلاء مرتين إحداهما على الله تعالى والثانية على جميع الناس كذبا مفضوحا جهارا لا يخفى على أحد
أما كذبهم على الله عز و جل فإخبارهم بأنه تعالى إنما جعله يقرأ على أحرف شتى لأجل صعوبة انتقال القبيلة إلى لغة غيرها فمن أخبرهم بها عن الله تعالى أنه من أجل ذلك حكم بما صح أنه تعالى حكم به وهل يستجيز مثل هذا ذو دين أو مسكة عقل وهل يعلم مراد الله تعالى في ذلك إلا بخبر وارد من عنده عز و جل اللهم عياذك من مثل هذا الترامي من حالق إلى المهالك
ومن أخبر عن مراد غيره بغير أن يطلعه ذلك المخبر عنه على ما في نفسه فهو كاذب بلا شك والكذب على الله تعالى أشد من الكذب على خلقه
وأما كذبهم على الناس فبالمشاهدة يدري كل أحد صعوبة القراءة على الأعجمي المسلم من الترك والفرس والروم والنبط والقبط والبربر والديلم والأكراد وسائر قبائل العجم بلغة العرب التي بها نزل القرآن أشد مراما من صعوبة قراءة اليماني على لغة المضري والربعي على لغة القرشي بلا شك وأن تعلم العربي للغة قبيلة من العرب غير قبيلته أمكن وأسهل من تعلم الأعجمي للعربية بلا شك والأمر الآن أشد مما كان حينئذ أضعافا مضاعفة فالحاجة إلى بقاء الأحرف الآن أشد منها حينئذ على قول المستسهلين للكذب في عللهم التي يستخرجونها نصرا لضلالهم ولتقليدهم من غلط قاصد إلى خلاف الحق ولاتباعهم وله عالم قد حدروا عنها ونسأل الله تعالى العصمة والتوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
وبرهان كذبهم في دعواهم المذكورة أنه لو كان ما قالوه حقا لم يكن لاقتضاء نزوله على سبعة أحرف معنى بل كان الحكم أن تطلق كل قبيلة على لغتها وبرهان آخر على كذبهم في ذلك أيضا أن المختلفين في الخبر المذكور الذي أوردناه آنفا أنهما قرآ سورة الفرقان بحرفين مختلفين كانا جميعا بني عم قرشيين من قريش البطاح من قبيلة واحدة جاران ساكنان في مدينة واحدة وهي مكة لغتهما واحدة وهما عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قريظ بن رزاح بن عدي بن كعب وهشام بن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن كلاب بن مرة بن كعب ويجتمعان جميعا في كعب بن لؤي بين كل واحد منهما وبين كعب بن لؤي ثمانية آباء فقط فظهر كذب من ادعى أن اختلاف الأحرف إنما كان لاختلاف لغات قبائل العرب وأبى ربك إلا أن يحق الحق ويبطل الباطل ويظهر كذب الكاذب ونعوذ بالله العظيم من الضلال والعصبية للخطأ
قال أبو محمد وقال آخرون منهم الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها إنما هي وعد ووعيد وحكم وزادوا من هذا التقسيم حتى بلغوا سبعة معان
قال أبو محمد المقلدون كالغرقى فأي شيء وجدوه تعلقوا به
قال أبو محمد وكذب هذا القول أظهر من الشمس لأن خبر أبي الذي ذكرنا وخبر عمر الذي أوردناه شاهدان بكذبه مخبران بأن الأحرف إنما هي اختلاف ألفاظ القراءات لا تغير القرآن ولا يجوز أن يقال في هذه الأقسام التي ذكرنا أيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا وأيضا فإنهم ليسوا في تقسيمهم هذا بأولى من آخر اقتصر على مبادىء الكلام الأول فجعل القرآن ثلاثة أقسام فقط خبرا وتقديرا وأمرا بشرع وجعل الوعد والوعيد تحت قسم الخبر ولا هم أيضا بأولى من آخر قسم الأنواع التي في اشخاص المعاني فجعل القرآن أقساما كثيرة أكثر من عشرة فقال فرض وندب ومباح ومكروه وحرام ووعد ووعيد والخبر عن الأمم السالفة وخبر عما يأتي من القيامة والحساب وذكر الله تعالى وأسمائه وذكر النبوة ونحو هذا فظهر فساد هذا وأيضا فإن هذه الأقسام التي ذكروا هي في قراءة عمر كما هي في قراءة هشام بن حكيم ولا فرق فهذا بيان زائد في كذب هذا التقسيم
قال أبو محمد فإن ذكر ذاكر الرواية الثابتة بقراءات منكرة صححت عن طائفة من الصحابة رضي الله عنهم مثل ما روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} ومثل ما صح عن عمر رضي الله عنه من قراءة {صراط لذين أنعمت عليهم غير لمغضوب عليهم ولا لضآلين} ومن أن ابن مسعود رضي الله عنه لم يعد المعوذتين من القرآن وأن أبيا رضي الله عنه كان يعد القنوت من القرآن ونحو هذا
قلنا كل ذلك موقوف على من روى عنه شيء ليس منه عن النبي صلى الله عليه و سلم البتة ونحن لا ننكر على من دون رسول الله صلى الله عليه و سلم الخطأ فقد هتفنا به هتفا ولا حجة فيما روي عن أحد دونه عليه السلام ولم يكلفنا الله تعالى الطاعة له ولا أمرنا بالعمل به ولا تكفل بحفظه فالخطأ فيه واقع فيما يكون من الصاحب فمن دونه ممن روى عن الصاحب والتابع ولا معارضة لنا بشيء من ذلك وبالله تعالى التوفيق
وإنما تلزم هذه المعارضة من يقول بتقليد الصاحب على ما صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلى القرآن فهم الذين يلزمهم التخلص من هذه المذلة وأما نحن فلا والحمد لله رب العالمين إلا خبرا واحدا وهو الذي رويناه من طريق النخعي والشعبي كلاهما عن علقمة بن مسعود وأبي الدرداء كلاهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه أقرأهما {ولليل إذا يغشى ولنهار إذا تجلى وما خلق لذكر ولأنثى} قال أبو محمد وهذا خبر صحيح مسند عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال أبو محمد إلا أنهما قراءة منسوخة لأن قراءة عاصم المشهورة المأثورة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم وقراءة ابن عامر مسندة إلى أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فيهما جميعا {وما خلق لذكر ولأنثى} فهي زيادة لا يجوز تركها وأنبأنا يونس بن عبد الله بن مغيث القاضي قال حدثنا يحيى بن مالك بن عابد الطرطوشي أخبرنا الحسن بن أحمد بن أبي خليفة أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي نا إبراهيم بن أبي داود نا حفص بن عمر الحوضي نا أيوب السختياني عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال اختلفوا في القراءات على عهد عثمان بن عفان حتى اقتتل الغلمان
(يُتْبَعُ)
(/)
والمعلمون فبلغ ذلك عثمان فقال عندي تكذبون به وتختلفون فيه فما تأبى عني كان أشد تكذيبا وأكثر لحنا يا صحابة محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس قال فكتبوا قال فحدثني أنهم كانوا إذا تراودوا في آية قالوا هذه أقرأها رسول الله صلى الله عليه و سلم فلانا فيرسل إليه وهو على ثلاثة من المدينة فيقول كيف أقرأك رسول الله صلى الله عليه و سلم فيقول كذا وكذا فيكتبونها وقد تركوا لها مكانا
قال أبو محمد فهذه صفة عمل عثمان رضي الله عنه بحضرة الصحابة رضي الله عنهم في نسخ المصاحف وحرق ما حرق منها مما غير عمدا وخطأ ومن العجب أن جمهرة من المعارضين لنا وهم المالكيون قد صح عن صاحبهم ما ناه المهلب بن أبي صفرة الأسدي التميمي قال ابن مناس نا ابن مسرور نا يحيى نا يونس بن عبد الأعلى نا ابن وهب حدثني ابن أنس قال أقرأ عبد الله بن مسعود رجلا {إن شجرة لزقوم طعام لأثيم} فجعل الرجل يقول طعام اليتيم فقال له ابن مسعود طعام الفاجر
قال ابن وهب قلت لمالك أترى أن يقرأ كذلك قال نعم أرى ذلك واسعا فقيل لمالك أفترى أن يقرأ بمثل ما قرأ عمر بن الخطاب فامضوا إلى ذكر الله قال مالك ذلك جائز قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنزل القرآن على سبعة أحرف فاقرؤوا منه ما تيسر مثل تعلمون يعلمون قال مالك لا أرى في اختلافهم في مثل هذا بأسا ولقد كان الناس ولهم مصاحف والستة الذين أوصى لهم عمر بن الخطاب كانت لهم مصاحف
قال أبو محمد فكيف يقولون مثل هذا أيجيزون القراءة هكذا فلعمري لقد هلكوا وأهلكوا وأطلقوا كل بائقة في القرآن أو يمنعون من هذا فيخالفون صاحبهم في أعظم الأشياء وهذا إسناد عنه في غاية الصحة وهو مما أخطأ فيه مالك مما لم يتدبره لكن قاصدا إلى الخير ولو أن أمرا ثبت على هذا وجازه بعد التنبيه له على ما فيه وقيام حجة الله تعالى عليه في ورود القرآن بخلاف هذا لكان كافرا ونعوذ بالله من الضلال
قال أبو محمد فبطل ما قالوه في الإجماع بأوضع بيان والحمد لله رب العالمين .. أ. هـ الإحكام ج4
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 08:00]ـ
أخي رياض النضرة أسأل الله تعالى أن يرزقك رياض الجنة، إن البحث في مثل هذه المسائل لاثمرة له، لأن من المعلوم بالضرورة أن المصحف العثماني قد أجمع الصحابة رضي الله عنهم عليه حيث أجمعوا على حرف واحد من الأحرف السبعة وتحريق ماسواه من الأحرف فما الثمرة المرجوة حينما نقول يختلف مع مصحف أبي بكر رضي الله عنه؟
قال الإمام ابن رجب: وبكل حال: فلاتختلف الأمة أنه لوقرأ أحد بقراءة ابن مسعود ونحوها مما يخالف هذا المصحف المجتمع عليه،وادعى أن ذلك الحرف الذي قرأ به هو حرف زيد بن ثابت الذي جمع عليه عثمان المة،أو أنه أولى بالقراءة من حرف زيد:لكان ظالماً متعديا مستحقاً للعقوبة،وهذا لا يختلف فيه اثنان من المسلمين. انتهى.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 08:11]ـ
قد أجمع الصحابة رضي الله عنهم عليه حيث أجمعوا على حرف واحد من الأحرف السبعة وتحريق ماسواه من الأحرف
هذا قول الطبري وجماعة والجمهور على خلاف ذلك ..
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 08:36]ـ
بغض النظر هل هو قول الطبري أم لا، الكلام يكمن في هل يجوز الإدعاء بأن المصحف العثماني فيه نقص بعد أن أجمع الصحابة عليه بحجة أنه لا يحوي على جميع الأحرف السبعة؟ الجواب: لا.
أما مسألة هل يحوي جميع الأحرف أم لا؟ فلايترتب عليه كبير فائدة.
لأن المصحف العثماني أجمعت الأمة من لدن الصحابة إلى عصرنا هذا عليه.
فالخلاف بين الطبري والجمهور في هل يحوي المصحف العثماني على الأحرف السبعة لايضر كما اختلفوا في معنى الأحرف السبعة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 08:52]ـ
لست أحقق الآن هل للخلاف أثر أم لا ..
أنت عزوت قولاً وجعلته إجماعاً وهذا الذي جعلته إجماع يكاد يكون هو أضعف قول في المسألة والمشاركة التي سبقتك مباشرة كانت في توهينه فنبهتك .. والصواب أن تنتبه لا أن تغض النظر ..
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 08:53]ـ
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=76
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 10:23]ـ
إذن لابد تتحقق أخي من نسبتك هذا القول للطبري وأن الجمهور على خلافه لأن هناك من نقل إجماع الصحابة رضي الله عنهم على حرف واحد من هذه الأحرف وتحريق ماسواه.
قال الإمام ابن رجب رحمه الله في رسالته الرد على من اتبع غير الأئمة الأربعة: فأجمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في عهد عثمان على جمع الأمة على حرف واحد، خشية أن تختلف هذه الأمة في كتابها كما اختلف الأمم قبلهم في كتبهم ورأوا أن المصلحة تقتضي ذلك،وحرقوا ماعدا هذا الحرف الواحد من المصاحف،وكان هذا من محاسن أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه التي حمده عليها علي وحذيفة وأعيان الصحابة. انتهى.
فكيف تنسب هذا القول إلى الطبري مع أن هذا قول الجمهور بل أجمع عليه الصحابة رضوان الله عليهم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 10:41]ـ
أتحقق من إيه بس؟؟
هذا يقين ومن لا يعرفه ويطلب التحقق منه علام يزج بنفسه هاهنا؟؟
وهل قول ابن رجب يمنع نسبة هذا القول للطبري ونسبة مخالفته للجمهور؟؟
!!
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 11:09]ـ
يمنع ونصف. الآن نقلت كلام الإمام ابن رجب في نقله للإجماع وهو من هو في التمحيص اذكر من نقل أن هذا القول خلاف قول الجمهور أما أن تهذي بما لاتعلم وتتفوه بما لاتعقل فهذا لايصلح.
ثم لو فرضنا جدلا هناك من نسب هذا القول للطبري وأثبت مخالفته للجمهور يعتبر هذا من اختلاف النقل في حكاية الأقوال فلابأس حينئذ الترجيح وكل يرجح على حسب القرائن التي ترجحت له فلشخص أن يقول: قول الجمهور هو ماذكره الإمام ابن رجب أما أن تلزمنا برأيك فلا.
ـ[الهاجرية]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 11:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نصيحة للأخ رياض النضرة بارك الله فيه
يقول الشيخ بكر أبو زيد رحمة الله في الحلية
((وللعُلماءِ في هذا أقوالٌ ومَوقفٌ بَيَّنْتُ طَرَفًا منها في الْمَبْحَثِ الأَوَّلِ من كتابِ (التعالُمِ) ويُزادُ عليه نَهْيُ العلماءِ عن (الطَّبُولِيَّاتِ) وهي المسائلُ التي يُرادُ بها الشُّهْرَةُ.))
جزاك الله خيرا
ـ[التقرتي]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 12:12]ـ
للاخوة الكرام لو اطلعتم على الرسالة التي اعطيتكم رابطها ربما وجدتم ما تبحثون عنه لكن لا تدخلونا من فضلكم في الجدال في القرآن فهذا صعب جدا هداكم الله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 12:14]ـ
ليست المسألة في أن أنقل لك من ذكر أن هذا هو خلاف قول الجمهور .. فهذا على طرف الثمام .. ولكن المشكلة أنك إذا كنت لا تعرف هذا معرفة يحويها صدرك = فلم تتجرأ على الكلام؟
وإذا كان إبطال هذا القول في المشاركة السابقة لك مباشرة مما يدل على أنك لم تتمعن في المشاركات= فلم تتجرأ على الكلام؟
وإذا كنت لم تنهض همتك لتحقيق نسب الأقوال وقد نبهك لها أخوك= فلم تتجرأ على الكلام؟
وكلام ابن رجب خطأ قاده عليه ما يرمي إلى تأسيسه في رسالته تلك .. والقول بأن الصحابة تركوا جميع الأحرف إلا حرف = ربما نسبه البعض لجمهور أهل الحديث وهي نسبة غير محققة أما أن يُحكى كإجماع للصحابة فهذا ظاهر الدلالة في أنه فهم فهمه ابن رجب وليس نقلاً ليُعارض به نقولات أخرى ..
عموماً ..
يقول ابن الجزري: ((قالابن الجزري: وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أنَّ هذه المصاحف العثمانية مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط، جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي على جبريل، متضمنة لَها، لم تترك حرفًا منها)).
ويُراجع في موقف الطبري ومن وافقه: ((رسم المصحف)) للدكتور غانم الحمد (ص/146).
وقد سبق الأخ العمري بالنقل عن ابن حزم في إبطال هذا القول الذي زعمتَه (ظناً منك وعدم إحاطة بالمسألة لا ترجيحاً) = إجماعاً للصحابة ..
ويقول الشيخ مساعد الطيار: ((إن القول بأن القراءات على حرف واحد لادليل عليه البتة بل هو اجتهاد عالم قال به وتبعه عليه آخرون، والاجتهاد يخطئ ويصيب، ويظهر هنا أن الصواب لم يكن حليف من رأى هذه القراءات على حرف واحد)).
فما بال شيخنا بمن يقول هو إجماع الصحابة؟؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 12:25]ـ
اختلف العلماء في بقاء الأحرف السبعة في المصاحف العثمانية -بناءً على اختلافهم في المراد بالأحرف السبعة- على ثلاثة أقوال:
القول الأول:
أن المصاحف العثمانية اشتملت على حرف واحد فقط من الأحرف السبعة، وهو حرف قريش، وأن الأحرف الباقية إما نسخت في زمن النَّبِيّ ?، أو اتفق الصحابة على تركها درءًا للفتنة التي كادت تفتك بالأمة عندما اختلف الناس في قراءة القرآن.
وإلى ذلك ذهب ابن جرير الطبري، وأبو جعفر الطحاوي، وابن حبان، والحارث المحاسبي، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو عبيد الله بن أبي صفرة. (1)
وقال أبو شامة: وصرَّح أبو جعفر الطبري والأكثرون من بعده بأنه حرف منها. (2)
قال ابن عبد البر: فهذا معنى الأحرف السبعة المذكورة (3) في الأحاديث عند جمهور أهل الفقه والحديث، منهم سفيان بن عيينة، وابن وهب، ومحمد بن جرير الطبري، والطحاوي وغيرهم، وفي مصحف عثمان الذي بأيدي الناس منها حرفٌ واحد. (4)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو عبيد الله بن أبي صفرة: هذه القراءات السبع إنما شرعت من حرف واحد من السبعة المذكورة في الحديث، وهو الذي جمع عثمان عليه المصحف، وهذا ذكره النحاس وغيره. (5)
وهذا القول مبني على القول بأن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات في الكلمة الواحدة باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني، وهو قول ابن جرير ومن وافقه.
فقد رأى القائلون بِهذا القول ندرة الكلمات القرآنية التي يصدق عليها ما رأوه في المراد بالأحرف السبعة، فقالوا إنَّها نسخت، أو اتفق الصحابة على منع القراءة بِها، وكتبوا المصاحف على حرف واحد، هو لسان قريش.
واحتج القائلون بِهذا القول بأدلة منها:
قول عثمان: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا ذَلِكَ. (6)
قالوا: وهذا يدل على أنَّهم جمعوا القرآن على حرف واحد، وهو لسان قريش، وتركوا ما سوى ذلك من الأحرف الستة.
أن الأحرف السبعة كانت في أول الأمر خاصة؛ للضرورة؛ لاختلاف لغة العرب ومشقة أخذ جميع الطوائف بلغة واحدة، فلما كثر الناس والكتاب، وارتفعت الضرورة ارتفع حكم هذه السبعة، ورجَّح ذلك قيامُ الخلاف بين القراء، بما كاد يؤدي إلى فتنة عظيمة، فأجمعت الأمة بقيادة إمامها الناصح الشفيق عثمان بن عفان ? على أن تقتصر على حرف واحد من الأحرف السبعة، جمعًا لكلمة المسلمين، فأخذت به، وأهملت كل ما عداه، فعاد ما يُقرأ به القرآن على حرفٍ واحدٍ. (7)
أن القراءة على الأحرف السبعة لم تكن واجبةً على الأمة، وإنما كانت جائزةً لهم مرخصًا لهم فيها، وقد جعل إليهم الاختيار في أي حرف اختاروه، فلما رأى الصحابة أن الأمة تفترق وتختلف إذا لم يجتمعوا على حرف واحد، اجتمعوا على ذلك اجتماعًا شائعًا، وهم معصومون من الضلالة، ولم يكن في ذلك ترك واجب ولا فعل حرام. (8)
ثم اختلف القائلون بأن الباقي من الأحرف السبعة هو حرف واحد، هل نسخت الأحرف الستة في حياة النَّبِيّ ?، أو أن الصحابة اتفقوا على تركها؟ فذهب أكثرهم إلى أنَّها نسخت في حياة النَّبِيّ ?، واستقر الأمر على حرف واحد، وذلك بعدما لانت ألسنة العرب بالقرآن، وتمكن الناس من الاقتصار على الطريقة الواحدة.
قال القرطبي: ثم اختلفوا: هل استقر في حياته ? أو بعد وفاته؟ والأكثرون على الأول. (9)
القول الثاني:
أن المصاحف العثمانية اشتملت على جميع الأحرف السبعة، ولم تُهمل منها حرفًا واحدًا. وهو ما ذهب إليه جماعات من القراءة والفقهاء والمتكلمين، وهو الذي اختاره القاضي الباقلاني وابن حزم والداودي وغيرهم.
قال القاضي الباقلاني: الصحيح أن هذه الأحرف السبعة ظهرت واستفاضت عن رَسُول اللهِ ?، وضبطها عنه الأئمة، وأثبتها عثمان والجماعة في المصحف، وأخبروا بصحتها، وإنَّما حذفوا منها ما لم يثبت متواترًا، وأن هذه الأحرف تختلف معانيها تارة وألفاظها أخرى، وليست متضاربة ولا متنافية. (10)
وقال الداودي: وهذه القراءات السبع التي يقرأ الناس اليوم بِها ليس كل حرف منها هو أحد تلك السبعة، بل تكون مفرقة فيها. (11)
واستدلوا على ذلك بأدلة منها:
أنه لا يجوز على الأمة أن تُهمل نقل شيء من الأحرف السبعة؛ لأنَّها قرآن منَزَّل.
أن الصحابة ? أجمعوا على نقل المصاحف العثمانية من الصحف التي كتبها أبو بكر، وقد كانت مشتملة على الأحرف السبعة، وأجمعوا على ترك ما سوى ذلك. (12)
أن الأحرف السبعة كان مرخصًا فيها، ولا يجوز أن يُنهى عن القراءة ببعض المرخص فيه، إذ ليس بعضه بأولى من بعضٍ. (13)
أن الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف كانت التيسير على الأمة في تلاوة القرآن، والتيسير ما زال محتاجًا إليه، إذ لم تكن قراءة القرآن على حرف واحد، في العصر الأول بين العرب الأقحاح -أصعب منها على من أتى بعدهم من المسلمين في العصور المتأخرة، وقد فشا فيهم اللحن والعجمة، فهم أحوج إلى التيسير من العرب الأُوَل.
القول الثالث:
أن المصاحف العثمانية اشتملت على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة، متضمنة لما ثبت في العرضة الأخيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن الجزري: وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أنَّ هذه المصاحف العثمانية مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط، جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي ? على جبريل ?، متضمنة لَها، لم تترك حرفًا منها.
قال: وهذا القول هو الذي يظهر صوابه؛ لأن الأحاديث الصحيحة، والآثار المستفيضة تدلُّ عليه، وتشهد له. (14) واحتج أصحاب هذا القول بِما احتج به أصحاب المذهب الثاني على بقاء بعض الأحرف السبعة، والحاجة إليها، واحتجوا على أن السبعة لم تبق كلها بِما ورد من الآثار التي تدل على حدوث النسخ في العرضة الأخيرة لبعض أوجه القراءة، فكتب الصحابة في المصاحف عند الجمع ما تيقنوا أنه قرآن ثابت في العرضة الأخيرة، وتركوا ما سوى ذلك.
قال السيوطي: ولا شك أن القرآن نُسخ منه في العرضة الأخيرة وغُيِّر، فاتفق الصحابة على أن كتبوا ما تحققوا أنه قرآن مستقرٌّ في العرضة الأخيرة، وتركوا ما سوى ذلك. (15)
وقال البغوي في شرح السنة: يُقال إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بين فيها ما نُسخ وما بقي، وكتبِها لرسول الله ?، وقرأها عليه، وكان يُقرئ بِها الناس حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتب المصاحف. (16)
وقد وردت الآثار بأن القرآن قد نسخ منه وغُيِّر في العرضة الأخيرة، وأن قراءتنا التي جمعها الصحابة هي ما كان في تلك العرضة.
فَعَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ أنه قال: القراءة التي عُرِضَت على رسول الله ? في العام الذي قبض فيه -هذا القراءة التي يقرأها الناس. (17) يعني بذلك قراءة زيد بن ثابت ?.
وعن سمرة ? قال: عُرض القرآنُ على رَسُول اللهِ ? عرضات، فيقولون: إن قراءتنا هذه العرضة الأخيرة. (18)
وعن ابن سيرين، قال: كان جبريل يعارض النبي ? كل سنة في شهر رمضان مرةً، فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه مرتين، فيرون أن تكون قراءتنا هذه على العرضة الأخيرة. (19)
(1) انظر البرهان في علوم القرآن (1/ 224،226،239،241)، وشرح النووي على صحيح مسلم (6/ 100).
(2) البرهان في علوم القرآن (1/ 223).
(3) يعني القول بأنَّها أوجه من المعاني المتفقة، بالألفاظ المختلفة، نحو أقبل، وهلم، وتعال… الخ.
(4) انظر البرهان في علوم القرآن (1/ 220).
(5) صحيح مسلم بشرح النووي (6/ 100).
(6) رواه البخاري في صحيحه: كتاب المناقب باب نزل القرآن بلسان قريشٍ (6/ 621) ح 3506.
(7) تأويل مشكل الآثار للطحاوي (4/ 190 - 191)، وانظر: صحيح مسلم بشرح النووي (6/ 100).
(8) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (13/ 395 - 396).
(9) انظر البرهان في علوم القرآن (1/ 213).
(10) صحيح مسلم بشرح النووي (6/ 100)، والبرهان في علوم القرآن (1/ 223 - 224)
(11) صحيح مسلم بشرح النووي (6/ 100).
(12) الإتقان في علوم القرآن (1/ 141 - 142).
(13) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (13/ 395 - 396).
(14) النشر في القراءات العشر (1/ 31)، وانظر الإتقان في علوم القرآن (1/ 141 - 142).
(15) الإتقان في علوم القرآن (1/ 142).
(16) شرح السنة للإمام البغوي (4/ 525 - 526).
(17) رواه البيهقي في دلائل النبوة (7/ 155 - 156).
(18) رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. مستدرك الحاكم (2/ 230)، ورواه البزار في مسنده، قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد (7/ 154).
(19) أخرجه ابن أشتة، انظر الإتقان في علوم القرآن (1/ 142).
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 01:05]ـ
أبو فهر (السلفي؟؟؟؟؟؟): من أنت حتى تصوب وتلزم الآخرين برأيك،"فرحم الله امراءً عرف قدر نفسه "، وأنا أظن أن النقل الذي ذكره التقرتي فيه كفاية، ولاداعي للإزباد والإرعاد، فمن الذي لم يتصور المسألة جيدا؟؟؟؟
ففي نقله: قال أبوشامة: وقدصرح الطبري والأكثرون ....
وأنا لاأنكر أن ابن جرير يرى هذا الرأي بأن المصحف العثماني على حرف واحد وإنما الذي ذكرته بأنه لم يخالف الجمهور بل هذا هو قول الجمهور أعني انهم يرون أن المصحف العثماني على حرف واحد.
ومع ذلك تنزلت معك وقلت قد يختلف العلماء في حكايتهم للخلاف فبعضهم ينسب للجمهور كلاما والآخر ينفي ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا يحدث بين الأئمة لاسيما أئمة الإجماع والخلاف وليس بمستغرب فحينئذ إذا اختلاف الأئمة الذين يحكون الخلاف فيمابينهم يرجح الشخص بحسب مايراه صحيحا وذلك بالنظر في القرائن.
واعلم أنك أنت التي لم تنهض همتك لتحقيق الأقوال فأين ذهب ابن عبدالبر والطحاوي وابن أبي صفرة وغيرهم وهم من ائمة الإجماع والخلاف.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 01:10]ـ
مصمم برضه ...
عموماً كويس من الإجماع للجمهور خطوة ممتازة ..
باقي لك خطوة: من الجمهور إلى: قول بعض العلماء ..
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 01:33]ـ
المشكلة عندك التصور لايعينك على فهم مراد الآخرين:
أولا: كل هذا تنزل معك لايعني أني أنفي الإجماع.
ثانياً: أن الجمهور قد يطلق أحيانا ويراد به الإجماع. وهذا يحدث كثيرا في كلام الأئمة كابن عبدالبر و ابن رجب وابن بطال وابن جرير وغيرهم. حتى بعضهم يصرح ويقول وقد ذهب الجمهور الذين لايجوز خلافهم. إلى آخره من العبارت. فهم يرون الخلاف موجودا لكنه ليس معتبرا لشذوذه لذلك يعبرون بالجمهور وأنا فعلت مثلهم.
ولايمنع ان يختلف أئمة الإجماع كما ذكرت في حكاية الإجماع والخلاف كما يختلف اهل الحديث في تصحيح وتضعيف الأحاديث
وإذا اختلف تلاميذ السلف من أئمة الإجماع والخلاف في حكايتهم للخلاف والإجماع أو أهل الحديث من المتقدمين في التصحيح والتضعيف يرجح الشخص عنداختلافهم بمايراه مناسبا.
وأنا من البداية قلت: أنا اذهب إلى مانقله الإمام ابن رجب ولايمنع ذلك في حال لواختلف مع غيره،ومن قديم كنت أرجح هذا القول وقد أيده من العلماء ماقدرأيت.
أما كون الآخرين كابن حزم (ظاهري؟؟؟؟؟؟؟) والباقلاني (أشعري؟؟؟؟؟؟؟؟) وابن الجزري وغيرهم ذهبوا إلى مايخالف قول الجمهور لاينفي عندي صحة مانقله الإمام ابن رجب من إجماع الصحابة على أن المصحف العثماني يحوي حرفا واحدا فقط.
فلايمنع أن يكون من نسب قول الجمهور كابن الجزري اخطأ وكذلك ابن حزم أخطأ.
وقلت فيما سبق هذا نوع من الترجيح.
أخيرا: ترفع عن الكلمات التي لاتليق في المجلس العلمي (كويس) (برضه) أنت في مجلس علمي.
وليس بعيدا أن ترسل وتقول هذه كلمات معربة أو عربية فصيحة وهي موجوده في المعجم؟؟؟ (ابتسامة)
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 02:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نصيحة للأخ رياض النضرة بارك الله فيه
يقول الشيخ بكر أبو زيد رحمة الله في الحلية
((وللعُلماءِ في هذا أقوالٌ ومَوقفٌ بَيَّنْتُ طَرَفًا منها في الْمَبْحَثِ الأَوَّلِ من كتابِ (التعالُمِ) ويُزادُ عليه نَهْيُ العلماءِ عن (الطَّبُولِيَّاتِ) وهي المسائلُ التي يُرادُ بها الشُّهْرَةُ.))
جزاك الله خيرا
.....................
لا حول ولا قوة إلا بالله!
هل تقبلـ (ين) أن أخاصمك يوم القيامة (يوم لا ينفع مال ولا بنون) على سوء ظنك هذا بي؟
ـ[الهاجرية]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 03:03]ـ
.....................
لا حول ولا قوة إلا بالله!
هل تقبلـ (ين) أن أخاصمك يوم القيامة (يوم لا ينفع مال ولا بنون) على سوء ظنك هذا بي؟
ولكن لا تحبون الناصحين
انا لم أسئ الظن بك لكني نصحتك بأن تترك مثل هذه المسائل
فكما تزعم أنك طالب علم مبتدئ
وتخوض في مسئلة مثل هذه
غفرالله لك
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 03:31]ـ
اللهم ربنا عالم السر وأخفى، أنت تعلم ما أخبئ وما أعلن، أمد كفي الضارع إليك قائلا:
يا الله! إني أَستَكْفي بكَ الانتِصابَ لإزْراء القادِحِ. وهتْكِ الفاضِحِ. وأسْتغْفِرُك منْ سَوْقِ الشَّهَواتِ. الى سوقِ الشُّبُهاتِ. كما أستغْفِرُكَ منْ نقْلِ الخطَواتِ. الى خِطَطِ الخَطيئَاتِ. وأسْتَوْهِبُ منْكَ توفيقاً قائِداً الى الرُشْدِ. وقَلْباً متقلِّباً معَ الحقّ. ولِساناً متحلّياً بالصّدْقِ. ونُطْقاً مؤيَّداً بالحُجّةِ. وإصابةً ذائِدَةً عنِ الزَّيْغِ. وعَزيمةً قاهِرةً هَوى النّفْسِ. وبصيرةً نُدْرِكُ بها عِرْفانَ القَدْرِ. وأنْ تُسعِدَني بالهِدايَةِ. الى الدِّرايةِ. وتَعْضُدَني بالإعانَةِ. على الإبانَةِ. وتعْصِمَني منَ الغَوايَةِ في الرّوايَةِ. وتصرِفَني عنِ السّفاهَةِ في الفُكاهَةِ. حتى أأمَنَ حصائِدَ الألْسِنَةِ. وأكْفَى غَوائِلَ الزّخْرفَةِ. فلا أرِدَ موْرِدَ مأثَمةٍ. ولا أقِفَ موْقِفَ مَنْدمَةٍ. ولا أرْهَقَ بتَبِعةٍ ولا مَعتَبَةٍ. ولا ألْجَأَ الى معْذِرَةٍ عنْ بادِرَةٍ. اللهُمّ فحقِّقْ لَي هذِهِ المُنْيَةَ. وأنِلْني هذِه البُغْيَةَ. ولا تُضْحِني عنْ ظِلّكَ السّابِغِ. ولا تجْعَلْني مُضغَةً للماضِغِ. فقدْ مدَدْت إليْكَ يدَ المسْألَةِ. وبخَعْت بالاسْتِكانَةِ لكَ والمَسْكَنةِ. واستَنْزَلْت كرَمَك الجَمّ. وفضْلَكَ الذي عمّ. بضَراعَةِ الطّلَبِ. وبِضاعَةِ الأمَلِ ....
...................
آمين(/)
الدعوة إلى الله .. وما ينبغي لها
ـ[أقدار]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 07:09]ـ
بقلم: فضيلة الشيخ معوض عوض إبراهيم
إن الدعوة إلى الله تعالى أشرف المهام، وأجل الأعمال، بعد الإيمان بالله سبحانه .. قال تعالى ?وَمن أحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إلى? اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَال إنَّنِيْ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ? فصلت: آية33.
وهي تذكير بالله وبمراده منذ خُلق آدم وحواء – عليهما السلام – وَبَثَّ مِنْهُمَا رَجَالاً كَثِيْرًا وَّنِسَاءً قال تعالى: ?وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُوْنِ? الذاريات: آية 56، وقال: ?وَمَا أُمِرُوْا إِلاَّ لِيَعْبُدُوْا اللهَ مُخْلِصِيْنَ لَهُ الدِّيْنَ حُنَفَاءَ وَيُقِيْمُوْا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوْا الزَّكَاةَ وَذ?لِكَ دِيْنُ الْقَيِّمَةِ? البينة: آية 5.
وكل شيء وراء الإنس والجن مسيَّر بمشيئة الله وتقديره، وحكمته وتدبيره خَلقًا ووجودًا وحركةً في نفسه وفيما وراءه من الكائنات علوًا وسفلاً، وبرَّا وبحرًا وليلاً ونهارًا قال تعالى: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَه تَقْدِيْرًا? الفرقان: آية2، وقال سبحانه: ?وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ? الأنعام: آية38.
ولقد كانت الدعوة إلى الله عمل رجال اصطفاهم الله من خيرة أقوامهم وأزمانهم، خُلقًا وسيرةً، ألم يقل قوم صالح عليه السلام له: ?يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِيْنَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا? هود: آية66، وكذلك فعلتْ يهود للنبي صلى الله عليه وسلم إذ كانوا يعرفونه بصفاته الكريمة من كُتُبهم، ويرجونه متممًا لسلسلة أنبيائهم ?كَمَا يَعْرِفُوْنَ أبْنَاءَهُمْ? البقرة: آية 146، ?فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوْا كَفَرُوْا بِهِ? البقرة: آية 89.
وكان المرسَلون – صلوات الله عليهم – أهل الصدق والأمانة والتبليغ والفطانة حتى قال الله تعالى لمصطفاه صلى الله عليه وسلم: ?فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوْا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ? الأحقاف: آية 35.
وفي الآية تنويه بقدر الصبر فهو من أمهات فضائل، أئمة المرسلين أصحاب الشرائع الذين ذكرهم الله مع خاتمهم في قوله: ?وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّيْنَ مِيْثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوْحٍ وَّإِبْرَاهِيْمَ وَمُوْسى? وَعِيْسَى? ابْنِ مَرْيَمَ? الأحزاب: آية7.
وقوله سبحانه: ?شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ? الشورى: آية13.
ومن أجل دلالة "وَمِنْكَ" في الآية الأولى، ?وَالَّذِيْ أوْحَيْنَا إلَيْكَ? في الآية الثانية، أنهما يجلوان فضله على سائر المرسلين – صلوات الله عليهم – وأنه خاتم المرسلين حين ذكره في الآية الثانية بعد أول المرسلين نوح على? ما أكدت النصوص الأخر?ى من عموم رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم، إن فضيلة الصبر خليقة بأن تلحظ في أمر الله تعالى لمصطفاه: ?فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوْ الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ? الأحقاف: آية 35.
فهي تستعلن في حياتهم الراشدة، وفي دعواتهم الهادية إلى الله، وما يعوزهم من صبر وجلد، وفيما واجهوا من أذى الطغاة، وغير الحياة حتى قصَّ الله قصصهم للعبرة والتأسي، لا للتسلي وإزجاء الفراغ. قال تعالى: ?وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ? هود: آية120.
والدعاة إلى الله على أقدام المرسلين وخاتمهم – صلوات الله عليهم أجمعين – والله تعالى يقول: ?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا? الأحزاب: آية 21.
وما من نبي إلا دعا قومه إلى الله كما تحدث جل شأنه بذلك فقال سبحانه: ?لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوْحًا إِلى? قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوْا اللهَ مَالَكُمْ مِنْ إِلـ?ـهٍ غَيْرُهُ? الأعراف: آية59.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال: ?وَإلى? عَادٍ أَخَاهُمْ هُوْدًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوْا اللهَ مَالَكُمْ مِنْ إِلـ?ـهٍ غَيْرُهُ? الأعراف: آية65.
وقال: ?وَإِلى? ثَمُوْدَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوْا اللهَ مَالَكُمْ مِنْ إِلـ?ـهٍ غَيْرُه? الأعراف: آية73.
وقال: ?وَإِلَى? مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوْا اللهَ مَالَكُمْ مِنْ إِلـ?ـهٍ غَيْرُهُ? الأعراف: آية85.
إن تتبع دعوات المرسلين إلى الله مؤقد أنهم صلوات الله عليهم كانت دعوتهم واحدة ولم تتعدد إلا شرائعهم المناسبة لعصورهم وما قال أحد منهم كلمة وأثر السلامة واعتزل قومه فما اعتزلوا إلا شركهم وكفرهم وفساد طبائعهم وسوء أعمالهم.
وهذا شعيب عليه السلام يواجه بكل ثبات وإصرار وعيد الملأ من قومه بقوله: ?قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللهُ مِنْهَا? الأعراف: آية89.
وما يأس المرسلين صلف الملأ من أقوامهم، ولا فتَّ في أعضادهم أذى، لكن ذلك كان يذكي هممهم ويضاعف من يقينهم في نصر الله وإن تراخى الزمن واستحر الأذى واستطال العذاب وتأخرت مصارع الظالمين.
?وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِيْنَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُوْرُوْنَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُوْنَ? الصافات: الآيات 171 - 173.
ولما يئس يونس من قومه وجرى عليه قدر مولاه تداركته رحمته لأنه كان من المسبحين!!
ولقد اجتمع المرسلون على كلمة التوحيد، ودعوة الإيمان في أممهم، وأقاموا حجج الله بذلك عبر التاريخ ?لِئَلاَّ يَكُوْنَ لِلنَّاسِ عَلى? اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ? النساء: آية 165.
ولله عز وجل الحجة البالغة والمنة التامة وهو يقول: ?يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? المائدة: آية19.
وجل الله الذي لا يحصى المحصون أنعمه، وهو يقول: ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ? الأنبياء: آية25.
ويقول: ?وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ? النحل: آية36.
وقال: ?وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ? الرعد: آية7.
وقال: ?وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيْهَا نَذِيْرٌ? فاطر: آية 34.
إنها كلمة التوحيد ودعوة الإيمان، تجتمعان في الرسالة الخاتمة التي جاء بها رحمة الله للعالمين محمد صلى الله عليه وسلم، فكمل الدين وتمت النعمة، وجلت سنة الله على البشرية بأسرها، وعلى العالمين جميعًا ?وَأُوْحِيَ إِلَىَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ? الأنعام: آية 19.
أخرج الشوكاني بسنده عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من بلغه القرآن فقد شافهته". ثم قرأ: ?وَأُوْحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ .. ? وعن سعيد بن جبير "وَمَنْ بَلَغَهُ الْقُرْآن فَكَأَنَّهُ رَأ?ى مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم ".
فأين البشرية جمعاء من شرف المقاسمة في منة الله تعالى وهو يوحي من فوق عرفات في حجة الوداع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا? المائدة: آية3.
ولقد آزر اللهُ رسوله في دعوته بمن آمنوا على من لم يؤمنوا، سنة الله التي قد خلت في رسله، وانقضت في ذلك أجال، وأنفقت أموال، وتتابعت أعمال، وكانت صوالحها من همم المصطفين الأخيار – صلوات الله عليهم – ومن اتبعوهم بإحسان في مواجهة هوى متبع، ودنيا مؤثرة ورؤى أنفس ناكبة عن الرشد، وواسي الله مصطفاه من مثلها في قوله: ?أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ? فاطر: آية8.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومضى الذين آمنوا معه صلى الله عليه وسلم يحملون راية الدعوة ويجاهدون فيها بأموالهم وأنفسهم، وما أعظم دلالة تقديم الأموال على الأنفس في هذا السياق في كل آياة الجهاد في سبيل الله، والكلمة في أحيان هي من أفضل الجهاد.
والناس إن ظلموا البرهان واعتسفوا
فالحرب أجدى على الدنيا من السلم
وما كان القتال في الإسلام إلا للذين يقاتلونكم .. ?وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ? البقرة: آية 190.
وهو مشروع في الإسلام في حدود تأمين الدعوة، وإذعان الناس لكلمات الله: ?وَلاَ تَعْتَدُوْا إنَّ اللهَ لاَيُحِبُّ الْمُعْتَدِيْنَ?.
والله تعالى يدعو العقلاء أن يدخلوا في السِّلم كافَّةً ويقول لمصطفاه: ?وَإِنْ جَنَحُوا لِلسِّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ? الأنفال: آية 61.
ومرة أخرى? فإن تقديم المال على الأنفس في إعداد الله المؤمنين للجهاد، تقديم ضروري، فلا جهاد إلا بزاد وعتاد والمال سبيلهما، وهو تقديم يساوق الفطرة فإن الناس ربما عرضوا أنفسهم للشدائد والمهالك في طلب المال من وجوهه المشروعة وفي الذياد عنه والدفاع من دون سلامته وبقائه ومن طابت أنفسهم بإعطائه لله وبذله في سبيله هانت عليهم أنفسهم يعطونها لله وبذله في سبيله هانت عليهم أنفسهم يعطونها لله بالجنة وشرف الشهادة والحياة التي هي عدة الله لشهداء مع ما تضمنته آيات: ?وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ .. ? آل عمران: آية 169.
وقد ندب الله عباده إلى إسداء المعروف وإغاثة الملهوف ورد عوادي الدهر عمن نعرف ومن لا نعرف، وذلك يتضاعف إيجابه للذين يجمعنا وإيَّاهم الإسلام؛ فإن لهم في أموال الواجدين حقًّا، لاينبغي إمساكه عنهم، ولا منة فيه لمعط ولا هضيمة على آخذ ورضى الله عن أبي الحسن علي بن أبي طالب فقد قال: "واعلم أنك لا تكسب شيئًا فوق قوتك إلا كنت خازنًا لغيرك فيه".
ولقد فضل الله بعضنا على بعض في الرّزق ?لِيَبْلُوَكُمْ فِيْمَا آتَاكُمْ?، وليفيد الأغنياء ودّ الذين كفكفوا مدامعهم، بإيتائهم الحق المعلوم في مال الله الذي استخلفهم فيه، وداول فيه بين أيديهم فقال تعالى: ?آمِنُوْا بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ وَأَنْفِقُوْا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِيْنَ فِيْهِ? الحديد: آية7، ولقد أبصر ذلك الرجل الذي كان يرعى إبلاً سماناً فمرّ به من سأله لمن هذه الإبل؟ فقال: "هي لله في يدي".
ويقول مالي من يقول واعبدي
مَهْ، فالعبيد لربّنا والدارُ
إن شر مافي الإنسان شح هالع وجبن خالع، ودنيا مؤثرة .. والله تعالى يقول:
?هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ? محمد: آية38.
والبخل عن النفس الأمارة بالسوء لا عن النفس الموقنة بوعد الله أن ينفق على من أنفق، وبعملى من أعملى واتقى وصدق بالحسنى.
والله الذي يعلم من خلق يقول: ?إنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوْعًا * إذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوْعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوْعًا * إِلاَّ الْمُصَلِّيْنَ * الَّذِيْنَ هُمْ عَلى? صَلاَتِهِمْ دَائِمُوْنَ * وَالَّذِيْنَ فِيْ أمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُوْمٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُوْمِ? المعارج: الآيات 19 - 25.
ويذكر الله تعالى من صفات المتقين: ?وَفِيْ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُوْمِ? الذاريات: آية19.
إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف يوم القيامة والنبي صلى الله عليه وسلم يوجب فعل الخير للخير فيقول "اصنع الخيرَ في أهله وفي غير أهله، فإن وجدتَ أهله وجدت أهله وإن لم تجد أهله كنت أنت أهله".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد اشترى الخليفة عمر t أعراض المسلمين من الحطيئة الذي لم يدع من هجوه أباه وأمه وخاله وعمه وزوجه ونفسه، ولكن فساد دخيلة الرجل غلبت عليه فخان الصفة، ونقض عهده للخليفة، فأودعه السجن، ليقي المسلمين من شره، ولم يلبث أن استعتب الخليفة فأعتبه وأفرج عنه من أجل أفراخ زغب الحواصل من زوج وولد خاف عليهم الضياع؛ فلمَّا مثل بين يدي الخليفة أنشده من شعره:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
وكان في مجلس عمر t صحابي أسلم من يهودية وهو وهب بن منبه t فقال يا أمير المؤمنين، إن هذا الذي يقوله لفي التوراة يقول الله فيها: "عبدي افعل الخير تجده عندي، لا يذهب العرف بيني وبين عبدي"، هذا هو الخير في الفطرة السليمة، وهو الخير في دين الخير والدعوة إلى الله تعالى حاجتها ماسة إلى الأخيار يعينون بحق الله الذي آتاهم مالم يؤت سواهم على إبلاغ كلمات الله إلى عباد الله، وليتألفوا إخوة، ..... عنهم في أقطار وديار، قال تعالى: ?فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى? وَاتَّقَى? * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى? * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى? * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى? * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى?? الليل: الآيات 5 - 11.
وقال سبحانه: ?فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى? * لا يَصْلاهَا إِلا الأشْقَى? * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى? * وَسَيُجَنَّبُهَا الأتْقَى? * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى? * وَمَا لأحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى? * إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعْلَى? * وَلَسَوْفَ يَرْضَى?? الليل: الآيات 14 - 21.
فهيا إلى الدعوة إلى الله ومقتضياتها عن رضى وارتياح، ليرضى الله عنا، وعنكم في عاجل وآجل.
وما أحسبنا ونحن نتواصي بالدعوة وما ينبغي لها يغيب عن آذاننا دعوات تأتينا من الأرض المقدسة كالرعود والعواصف أيها المسلمون، أيها العرب هاتيك أقداس عيسى عليه السلام وأقداس الأرض المقدسة تعفي عليها قوي الشر وتحموا آثارها من فوق الأرض في جنين ومخيمها وفي نابلس، ورام الله وطولكرم والخليل وغزة.
إننا نحسن الظن ويقوي بين أعطافنا الرجاء في أن نكون على قلب رجل واحد مع قادتنا وولاة أمرنا في شتى دورنا ومختلف منازلنا في غضبة لله على أولئك الذين كانوا بالأمس مشردى البقاع وشذاذ الآفاق ثم استنشر البغاث ونحن في غفلة ساهون فجاسوا خلال الديار مكبلين في دباباتهم وعرباتهم المصفحة فهم وإن أتوا ظاهر انتصار في الأرض المقدسة سيبقون كما قال الله ?لاَ يُقَاتِلُوْنَكُمْ جِمِيْعًا إِلاَّ فِيْ قُرىً مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جِدَارٍ? الحشر: آية 14.
وإننا وإياهم لكما قال الله الذي يعلم من خلق ?وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ? المنافقون: آية4.
وجل الله الذي يقول: ?لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِيْ صُدُوْرِهِمْ مِنَ اللهِ? الحشر: آية 12.
ألا ليتنا نتعرف على ما ينبغي للدعوة إلى الله عز وجل من حوافظ وقوة وطاقة نعرف عدونا ومن يؤازره ويناصره فنظاهر هؤلاء جميعًا في ركضه يعين الله عز وجل عليها في ساعة من نهار، أجل في ساعة من نهار يعلم فيها عدونا أننا صرنا على قلب رجل واحد نحرص على الموت لتحيا عقيدتنا وتسلم مقدساتنا ويعلو الحق على الباطل ?وَعَدَ اللهُ لاَيُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ? الروم: آية6.
* * *
ـ[خلوصي]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 11:46]ـ
ألا ليتنا نتعرف على ما ينبغي للدعوة إلى الله عز وجل من حوافظ وقوة وطاقة نعرف عدونا ومن يؤازره ويناصره فنظاهر هؤلاء جميعًا في ركضه يعين الله عز وجل عليها في ساعة من نهار، أجل في ساعة من نهار يعلم فيها عدونا أننا صرنا على قلب رجل واحد نحرص على الموت لتحيا عقيدتنا وتسلم مقدساتنا ويعلو الحق على الباطل ?وَعَدَ اللهُ لاَيُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ? الروم: آية6.
* * *
جزاك الله خيرا ........(/)
دخول الجنّة أمرٌ اختياريّ
ـ[أقدار]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 07:18]ـ
بقلم: الشيخ الجليل المربي الكبير العلامة أشرف علي التهانوي، المعروف بـ "حكيم الأمة" المتوفى 1362هـ / 1943م
دخولُ الجنّة أمر اختياريّ بمعنى أن أسبابه بمستطاع العبد. إذا درستَ الكتابَ والسنَّةَ علمتَ أن الله دلَّنا على أسباب وتدابير تُجَنِّبنا النارَ وتُدْخِلنا الجنَّةَ، إذا اخترناها جَنَّبَنَا اللهُ النارَ وأَدْخَلَنا الجنَّةَ؛ فقال:
"وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ" (آل عمران/131).
فدّلَّنَا على أن الكفر مُؤَدٍّ إلى النّار.
وقال:
"سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمـ?ـواتُ وَالأَرْضُ" (آل عمران/ 133) وأعقبها بقوله: "أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" (آل عمران/131).
فعُلِمَ أنّ التقوى مُؤَدِّيةٌ إلى الجنَّة. ثم إن القرآنَ ذكر تفاصيلَ التقوى في مواضع كثيرة؛ ففي الآية المذكورة نفسها:
"الَّذِيْنَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (آل عمران/134).
وفي موضع آخر:
"لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتـ?ـبِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلو?ةَ وَآتَى الزَّكَو?ةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصّـ?ـبِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولـ?ـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولـ?ـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" (البقرة/177).
هذه الآية الكريمةُ تتضمّن بيانَ جميع أبواب التقوى مجملاً، وبدأت بالمنع عن الاكتفاء بالصورة الفارغة من المعنى؛ حيث قالت: "ليس البِرُّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُم الخ" كما أن المنافقين واليهود كانوا قد اتخذوا الحديثَ عن تحويل القبلة شغلَهم الشاغلَ. ثم ذكرتِ الأمرَ بالإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتب السماويَّة والأنبياء. وهذه الأمورُ كلُّها تتعلق بالمعتقدات. ثم ذكرت الأمرَ بإزالة حبّ المال عن طريق إنفاقه. وهذا الأمرُ يتعلق بإصلاح القلب، وأعقبته بذكر الأمر بإقامة الصلاة. وذلك طاعة بدنيَّة. وتلتْه بذكر الأمر بإيتاء الزكاة. وذلك طاعة ماليَّة. أما الأمرُ بإنفاق المال الذي جاء ذكره فيما أعلاه، فذلك إنفاقٌ تطوُّعًا، نصّ عليه الحديث الذي رواه الترمذيّ: إنَّ في المال لحقًّا سوى الزكاة. ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية المذكورة "الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاء والضَرَّاءِ الخ" (1) و "عَلَى حُبِّه" قرينة لكونه إنفاقَ التطوّع؛ لأن الضمير إن كان راجعًا إلى المال، فإنّ إزالة حبّ المال لاتتحقق بإيتاء الزكاة فقط، وإنما تتحقق إلى جانب ذلك بالإنفاق الزائد. وإن كان الضمير راجعًا إلى الله تعالى، فإنّ حبَّه تعالى أيضًا يقتضي أن يُنْفَق المال فوق القدر المفروض بموجب حبّه. ثم ذكرت الآية الأمرَ بالوفاء بالعهد. وذلك يتعلق بالأمور الاجتماعيَّة. ثم ذكرت الأمرَ بالصبر. وذلك يتعلق بإحسان السيرة والسلوك؛ فالآية أجملت ذكرَ أبواب التقوى كلها؛ لذلك انتهت بقوله تعالى: "اُولـ?ـئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ".
فقل لى: أفليس الله تعالى دَلَّنا على هذه التدابير لدخول الجنّة؟ وهذه التدابيرُ أليست اخيتاريَّةً؛ فدخولُ الجنَّة – يا تُرَى? – اختياريًّا كان أم غيرَ اختياريٍّ؟. أما القول بأنّ التدابيرَ فَصَّلَها لنا اللهُ؛ ولكن العمل بها والأخذ بها إنما هو مُتَوَقِّفٌ على مشيئته تعالى، ولا يمكن العمل بها بدون مشيئته عزّ وجلَّ. فلا شكّ أن الإيمان بالمشيئة جزءٌ من عقيدتنا. ولكن هذه المشيئة لاتتعلق فقط بقضية دخول الجنّة أو النار؛ بل إن جميع الأمور في الدنيا متوقفة على مشيئته تعالى، من القيام بالزراعة، وممارسة الوظيفة؛ فلماذا نسعى لهما دون أن نُفَكِّر في قضية المشيئة الإلهيَّة؟ وكذلك فالموت أيضًا متوقف على مشيئته تعالى؛
(يُتْبَعُ)
(/)
فلماذا نتجنّب الحيَّات والعقارب، ونتخذ لك تدابيرَ الوقاية؟!.
التوكل وحقيقته
لماذا نستند إلى التوكل فيما يتعلق بالآخرة فقط؟ إذا كنّا نؤمن بالتوكل، ينبغي أن نُعْمِله فيما يتصل بالأمور الدنيويَّة أيضًا. ألا! إنّي لا أمنعكم عن التوكل، وإنما أودّ أن أبدي لكم الخطأَ الذي ترتكبونه: إن التوكّلَ لايعني ترك الأسباب والابتعاد عن اتخاذها، وإنما الطريق الصحيح في ذلك أن نجمع بين التدبير والتقدير، أي نتخذ التدابير ونأخذ بالأسباب ثم نتوكّل. وفيما يتعلق بالدنيا أيضًا نُوَجِّه بذلك ونقول: إِزْرَعْ الأرض ثم توكل على الله فيما يتعلق بالثمار والحاصلات؛ فالزراعةُ، بشأنها تُتَّخذ الأسبابُ، والثمارُ والحاصلات، بشأنها يؤخذ بالتوكّل؛ فكلُّ إنسان يتخذ هذا الموقفَ وحده في الأمور الدنيويَّة؛ ولكني لا أدري لماذا يعملون بالتوكّل فقط في الأمور الأخرويَّة فيما يتعلّق بالعمل والثمرة كليهما، على حين كان ينبغي أن يقفوا ههنا أيضًا الموقفَ الذي يقفونه في الأمور الدنيويَّة. وإذا كان هناك فرق بينهما، ينبغي أن يوضحوه حتى يعلمه الجميعُ. ولو تأمَّلنا وجدنا أن الفرقَ الواضحَ بين الدنيا والآخرة يقتضي أنّ هناك مُبَرِّرًا لترك الأسباب وإهمال التدابير فيما يتعلق بالأغراض الدنيويَّة، أما الأهداف الأخرويَّة فليس هناك في شأنها مُبَرِّرٌ لإهمال الأسباب؛ لأنّ التوكّل أي ترك الأسباب إنّما يعني تركَ الأسباب المظنونة غير المأمور بها، أي الأسباب التي لاتُؤَدِّي عادةً إلى المُسَبَّب بشكل قاطع مُؤَكَّد، ولا تكون مأمورًا بها شرعًا بشكل واحبٍ؛ فيجوز تركُها وإهمال اتخاذها. أمّا الأسباب التي تُؤَدِّي عادةً إلى المُسبَّب بشكل مُحَتَّم، فلا يجوز تركها؛ فلا يُسَمَّى توَكُّلاً أن تقعد مكتوف اليدين وأنت جائع وتقول: إذا أراد الله أن يطعمني، فسيطعمني فورًا؛ لأنك إذا مُتَّ جوعًا كنت آثمًا تستحق العقاب من الله. ثم إن تركَ الأسباب المظنونة إنما يجوز لمن يكون قويّ الهمّة وكذلك أهله وأولاده يكونون أقوياء العزم أو لايكون لديه عيال، ولايجوز تركُها لمن يكون ضعيف الهمة وعياله أيضا ضعفاء الهمة. أمّا تركُ الأسباب المأمور بها من قبل الشريعة لايُسَمَّى تَوكُّلاً.
السعي للآخرة
إذا علمتَ حقيقة التوكّل، فتَأَمَّلْ: هل الأسباب التي هدى إليها الشريعةُ للثمرات الأخرويَّة، كيف هي؟ هل هي مأمورٌ بها من قبل الشريعة أو ليست كذلك؟ إنّها مأمور بها في الشريعة بالتأكيد، ثم إنّ ترتّب المُسبَّب عليها قطعيّ ومُحَتَّم شرعًا، وليس مظنونًا غير قاطع، كما يُؤَكِّد ذلك النصوص الشرعيَّة؛ فيقول تعالى:
"وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصّـ?ـلِحـ?ـتِ مِنْ ذَكر أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولـ?ـئِكَ يَدْخُلُونَ الجنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا" (النساء/124).
ويقول:
"فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَه وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرَّا يَرَه" (الزلزلة / 7 - 8).
وهناك نصوص كثيرة تتضمّن وعدًا صريحًا بلزوم ترتّب الجزاء على أعمال الآخرة. أمّا فيما يتعلق بالدنيا فليس هناك وعدٌ ولاصراحة بلزوم ترتّب المُسَبَّب على معظم الأسباب؛ ففي الحديث الشريف: "ما أنزل اللهُ داءً إلاّ أنزل له شفاءً" (2) ومن ثمّ شُرِعَ اتخاذ التدبير؛ ولكن الله لم يَعِد بترتّب النتيجة عليه؛ ولذلك قد يتخلّف التدبير عن النتيجة؛ حيث قد نزرع الأرض فلا تُغِلّ، ونتداوى ولا نُشْفَى. وترتّبُ النتيجة على أمثال هذه التدابير لايلزم عادةً، وليس بشرط أن لايحصل الشفاءُ بدون الدواء، ولا أن يحصل الشفاءُ بالضرورة كلّما تُنُووِل الدواءُ، بالعكس من أعمال الآخرة التي بينها وبين نتائجها علاقة علّة وشرط معًا، مهما لم تكن هذه العلة والشرط مفهومين عادةً؛ فجميعُ أعمال الآخرة في لزوم ترتّب النتائج كبعض الأسباب الدنيويَّة التي نتائجها تكون قطعيَّة مُؤَكِّدةً وترتُّبُها عليها يكون لازمًا عادةً، كحصول الشبع الذي يترتب على الأكل، وكالريّ الذي يترتّب على الشرب؛ ولكن الوعدَ الوارد في النصوص الشرعيَّة بتحقق النتائج على الأعمال الأخرويَّة وعدمَ ورود الوعد بذلك في شأن الأعمال الدنيويّة، يجعلان أعمال الآخرة ألصق بنتائجها من أعمال الدنيا؛ فكما أن الأسباب المُؤَكَّدة نتائجها، لايجوز تركُها، فكذلك جميعُ أعمال الآخرة لايجوز تركُها؛ لأنّها قطعيّة النتائج، وقد وَرَدَ بترتبها الوعدُ في النصوص؛ أ فليس من المدهش أن الأسباب التي لم يرد الوعدُ بترتب النتائج عليها يُهْتَمُّ بأن لايفوت اتخاذ أيّ سبب منها مهما صَغُرَ؛ ولكنّ الأسباب التي وَرَدَ الوعد بتحقق نتائجها بشكل لايوجد احتمال للتخلّف، يُؤْخَذ بشأنها بالتوكّل.
على كلّ فلو وُضِعَ في الاعتبار الفرقُ الواضحُ بين الدنيا والآخرة لجاز أن يُعْمَل بالتوكل في شأن بعض أسباب الدنيا، وما جاز في شأن سبب من أسباب الآخرة. وكان هذا الحديث فيما يتعلق بالأسباب. أمّا المُسَبَّبَاتُ والثمراتُ فالتوكلُ فيها واجبٌ لامحالةَ سواء أكانت تتعلق بالدنيا أو بالآخرة. أي يجب أن لايعتقد أحدٌ أن الثمرات والنتائج ناشئة عن الأسباب، وإنما يعتقد أنها فضل من الله وحده؛ فتَأَمَّلْ ذلك جيِّدًا.
* * *
* *
*(/)
خطأ قول العامة: " أوعدنا يا رب "، وسؤال عن حكم عدنا؟
ـ[أم شهد]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 09:12]ـ
أحيانًا يرى العاميّ عندنا شيئًا يعجبه من متاع الدنيا فيقول أوعدنا يا رب، وهذا خطأ (كما قال شيخ عندنا)؛
لأن أَوْعَدَ، يُوعِدُ، من الوَعيدِ
والوَعِيدُ والتَّوَعُّدُ: التَّهَدُّدُ (لسان العرب)
قال الجوهري: الوَعْدُ يستعمل في الخير والشرّ، قال ابن سيده: وفي الخير
الوَعْدُ والعِدةُ، وفي الشر الإِيعادُ والوَعِيدُ، فإِذا قالوا أَوْعَدْتُه
بالشر أَثبتوا الأَلف مع الباء؛ وأَنشد لبعض الرُّجاز:
أَوعَدَني بالسِّجْنِ والأَداهِمِ
رِجْلي، ورِجْلي شثْنةُ المَناسِمِ
قال الجوهري: تقديرهُ أَوعدني بالسجن وأَوعَدَ رجلي بالأَداهم ورجلي شَثْنة أَي قويّة على القَيْد. قال الأَزهري: كلام العرب وعدْتُ الرجلَ
خَيراً ووعدته شرّاً، وأَوْعَدْتُه خيراً وأَوعَدْتُه شرّاً، فإِذا لم يذكروا الشر قالوا: وعدته ولم يدخلوا أَلفاً، وإِذا لم يذكروا الشر قالوا:
أَوعدته ولم يسقطوا الأَلف؛ وأَنشد لعامر بن الطفيل:
وإِنّي، إِنْ أَوعَدْتُه، أَو وَعَدْتُه،
لأُخْلِفُ إِيعادِي وأُنْجِزُ مَوْعِدِي
وإِذا أَدخلوا الباء لم يكن إِلا في الشر، كقولك: أَوعَدُتُه بالضرب؛
وقال ابن الأَعرابي: أَوعَدْتُه خيراً، وهو نادر؛ وأَنشد:
يَبْسُطُني مَرَّةً، ويُوعِدُني
فَضْلاً طَرِيفاً إِلى أَيادِيهِ
قال الأَزهري: هو الوَعْدُ والعِدةُ في الخَيْر والشرّ؛ قال القطامي:
أَلا عَلِّلاني، كُلُّ حَيٍّ مُعَلَّلُ،
ولا تَعِداني الخَيْرَ، والشرُّ مُقْبِلُ
وهذا البيت ذكره الجوهري:
ولا تعداني الشرّ، والخير مُقبل
ويقال: اتَّعَدْتُ الرجلَ إِذا أَوْعَدْتَه؛ قال الأَعشى:
فإِنْ تَتَّعِدْني أَتَّعِدْك بِمِثْلها
وقال بعضهم: فلان يَتَّعِدُ إِذا وثقِ بِعِدَتكَ؛ وقال:
إِني ائْتَمَمْتُ أَبا الصَّبّاحِ فاتَّعِدي،
واسْتَبْشِرِي بِنوالٍ غير مَنْزُورِ
أَبو الهيثم: أَوْعَدْتُ الرجل أَتَوَعَّدُه إِيعاداً وتَوَعَّدْتُه
تَوَعُّداً واتَّعَدْتُ اتِّعاداً.
--------------------
لكن أتساءل ماذا عن قول عدنا يارب؟؟
مثلًا يقول يا رب عدنا بمسكن واسع ورزق كثير، هل ورد فيها شيء؟؟
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 09:45]ـ
المهم المعنى، والأعمال بالنيات
والعامة يقصدون الوعد وليس الوعيد
وكل ما في الأمر أنهم ينطقون فعل الأمر الثنائي بهذا الشكل
مثل (مُرْ) يقولون (أُومر) .. الخ
ـ[أم شهد]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 11:58]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
لكن ماذا عن المعنى العام لهذا الدعاء؟؟؟
أنا سألت هل يصح أن يدعو الإنسان ويقول: يا رب عدني بكذا (من متاع الدنيا)؟؟؟
ـ[الرجل المحترم]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 02:24]ـ
ارى الدعاء ب (اللهم ارزقنى ب)
ـ[أم شهد]ــــــــ[13 - Apr-2009, صباحاً 06:41]ـ
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 09:33]ـ
المهم المعنى، والأعمال بالنيات
والعامة يقصدون الوعد وليس الوعيد
وكل ما في الأمر أنهم ينطقون فعل الأمر الثنائي بهذا الشكل
مثل (مُرْ) يقولون (أُومر) .. الخ
كلام سليم، وتحرير جيد؛
وبالرجوع إلى كتب اللغة نجد أن:
الفيروزآبادي في القاموس المحيط (ص 416) يقول: وعَدَه الأَمْرَ وبه يَعِدُ عِدَةً ووَعْداً ومَوْعِداً ومَوْعِدَةً ومَوْعوداً ومَوْعودَةً و خَيْراً وشرًّا.
فإذا أُسْقِطَا قيلَ في الخَيْرِ: وعَدَ وفي الشَّرِّ: أوعَدَ.
وقالوا: أوعَدَ الخَيْرَ وبالشَّرِّ.
قال الزبيدي في تاج العروس:
قلت: وصَرَّح الزمخشريّ في الأَساس بأَن قولَهم وَعَدْتُه شَرًّا وكذا قول الله تعالى " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ " من المَجاز فَإِذا أُسْقِطَا أَي الخير والشَّرّ قِيلَ في الخَيْرِ وَعَدَ بلا أَلف وفي الشَّرِّ أَوْعَدَ بالأَلف قاله المُطرّز وحكاه القُتَيْبِيّ عن الفرَّاءِ وقال اللَّبْلِيّ في شَرْح الفَصِيح: وهذا هو المَشْهُورُ عند أَئِمَّةِ اللغَةِ. وفي التهذيب: كلامُ العَرَب: وَعَدْتُ الرجُلَ خَيْراً ووعَدْتُه شَرًّا وأَوْعَدْتُه خَيْراً وأَوْعَدْتُه شَرًّا فإِذا لم يَذْكُرُوا الخَيْرَ قالُوا وَعَدْتُه ولم يُدْخِلُوا أَلِفاً وإِذا لم يَذْكروا الشّرَّ قَالُوا أَوْعَدْتُه ولم
(يُتْبَعُ)
(/)
يُسْقِطُوا الأَلف وأَنْشَدَ لِعَامِرِ بنِ الطفَيْل:
وَإِنِّي وَإِنْ أَوْعَدْتُه أَوْ وَعَدْتُهُ ... لأَخْلِفُ إِيعَادِي وأُنْجِزُ مَوْعِدِي
وقالوا: أَوْعَدَ الخَيْرَ حكاه ابنُ سِيدَه عن ابنِ الأَعرابِيِّ وهو نادِرٌ
وأَنشد:
يَبْسُطُنِي مَرَّةً ويُوعِدُنِي ... فَضْلاً طَرِيفاً إِلى أَيَادِيه
وأَوْعَدَه بالشَّرِّ أَي إِذا أَخَلوا الباءَ لم يكن إِلاَّ في الشَّرِّ كقولك: أَوْعَدْتُه بالضَّرْبِ
وعبارةُ الفَصِيحِ: فإِذا أَدْخَلْتَ الباءَ.
قُلْتَ: أَوْعَدْتُه بِكَذا وكَذَا تَعْنِي مِن الوَعِيد قال شُرَّاحُه: معناه أَنهم إِذا أَدْخَلوا الباءَ أَتَوْا بالأَلفِ مَعَهَا فقالوا أَوْعَدْتُه: بِكَذَا ولا تَدْخُلُ البَاءُ في وَعَدَ بغيرِ أَلِفٍ فلا تَقُلْ وَعَدْتُه بِخَيْرٍ وبِشَرًّ وعلى هذا القولِ أَكثَرُ أَهلِ اللغةِ.
قلت: وفي المحكم: وفي الخَيْرِ الوَعْدُ والعِدَةُ وفي الشرِّ الإِيعادُ والوَعِيدُ فإِذا قالوا أَوْعَدْتُه بالشّر أَثبتُوا الأَلِفَ مع الباءَ وأَنْشَد لبْعضِ الرُّجَّازِ:
" أَوْعَدَنِي بِالسِّجْنِ والأَدَاهِمِ ... رِجْلِي وَرِجْلِي شَثْنَةُ المَنَاسِمِ
قال الجوهريُّ: تقديرهُ أَوْعَدَني بالسِّجْنِ وأَوْعَدَ رِجْلِي بالأَدَاهِم ورِجْلي شَثْنَةٌ أَي قَوِيَّة على القَيْدِ. قلت وحكَى ابنُ القُوطِيَّة وَعَدْتُهُ خَيْراً وشَرًّا وبِخَيْر وبِشَرٍّ فعلى هذا لا تَخْتَصُّ الباءُ بأَوْعَدَ بل تكون مَعَهَا ومع وَعَدَ فتقول: أَوْعَدْته بِشرٍّ ووعَدْته بِخَيْرٍ ولكن الأَكْثَر ما مَرَّ. وحكى قُطْرُب في كِتاب فَعَلْت وأَفعلْت: وَعَدْت الرَّجُلَ خَيْراً وأَوْعَدْته خَيْراً ووَعَدْتُه شَرًّا وأَوْعَدْتُه شَرًّا.انتهى
قال أبو البقاء الكفومى في كتاب الكليات: وقال بعضهم أَوْعَد إذا أُطلق فهو في الشر وأما وعد فيقال {وعده الأمر ووعده به} خيراً وشراً فإذا أطلقا قيل في الخير وعد وفي الشر أوعد أو حكماً بجعله أمراً مبهماً يحتمل الخير والشر وكذا المزيد فيه ويؤيد استعمال الإيعاد في الخير حديث إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق ولما كان الشأن في الوعد تقليل الكلام هرباً من شائبة الامتنان ناسبه تقليل حروف فعله بخلاف الإيعاد فإن مقام الترهيب يقتضي مزيد التشديد والتأكيد الأكيد فيناسبه تكثير حروف الوعيد. انتهى.
ـ[أم شهد]ــــــــ[14 - May-2009, صباحاً 02:23]ـ
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.(/)
الضَّوابطُ المُثلَى في كيفيِّةِ التعامُلِ مع الدعاةِ والعلماءِ
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 01:14]ـ
منقول من احد المشائخ الكرام حفظه الله:
الضَّوابطُ المُثلَى في كيفيِّةِ التعامُلِ مع الدعاةِ والعلماءِ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فقد كثر الحديث والسؤال عن حقوق الدعاة والعلماء .. وما يجب لهم وما يجب عليهم .. وعن اللحوم المسمومة وغير المسمومة!
وكثير من الناس ـ كعادتهم ـ فريقان: فريق يجنح إلى الإفراط والغلو في الطاعة والولاء والتقديس .. وعلى حساب الحق .. فلا يقبل أن يُقال في شيخه .. أو الداعية الذي يهواه .. نقداً .. ولا نصحاً .. ولا توجيهاً .. ولا أن يُقال عنه أخطأ والصواب كذا .. فشيخه ـ في نظره ـ فوق النص .. وفوق المساءلة والمحاسبة أو أن يُقال له أخطأت!
وهو ما إن يسمع أي نقدٍ أو توجيه أو نصح ـ وإن كان حقاً ـ يقال عن شيخه أو لشيخه الذي يهواه .. إلا وتراه يرتجف .. ويزبد .. ويصيح .. وتنتفخ أوداجه .. ويفجر في الخلاف والخصام .. ويكلمك عن ضرورة احترام العلماء .. وعن اللحوم المسمومة .. !
وهو في تعصبه لشيخه الذي يهواه .. لا يتورع عن الطعن والتجريح في الشيوخ الآخرين الذين لا يهواهم .. إذا دعت ضرورة الدفاع عن شيخه المحبوب إلى ذلك!
وأذكر في ذلك رجلاً كتب إلي زاعماً مناصحتي فيما كتبته ـ ناصحاً ومشفقاً ـ عن أحد الدعاة وأسلوبه الدعوي .. مستهجناً علي جرأتي وقلة أدبي في توجيه النصح لذلك الداعية .. فأين أنا منه .. ومن أكون أنا حتى أنصحه .. وهو في نصيحته الغضبية ـ المزعومة ـ هذه لي لم يفته الإكثار من السب، والطعن، والتهكم، والتحقير بي .. علماً أنني أكبر سناً من ذاك الداعية الذي يغضب لأجله، ويدافع عنه .. ولا أود أن أزيد!
فقلت: يا سبحان الله .. ينهى عن خلق ـ بزعمه ـ ويأتي أسوأ ما فيه .. !
يُطالبني بالأدب والتأدب .. والحوار الراقي والمتحضر .. مع الآخرين .. وهو في نصيحته المزعومة هذه .. يكثر من السب والطعن، والتجريح بي .. ؟!
ما الذي حمله على هذا الغضب الشديد .. وهذه الأخلاق .. أهو حقاً الغضب لله ومن أجل حرمات الله .. أم أنه الغضب والعصبية العمياء لمحبوبه الذي يهواه .. ويهوى فيه .. والذي لا يطيق أن يسمع فيه كلمة واحدة لا تروق لمزاجه!
أهو فعلاً الحرص على ضرورة التأدب مع العلماء والدعاة .. أم أنه التعصب الأعمى للرجال في الحق والباطل سواء .. وعلى حساب الحق المسطور في الكتاب والسنة؟!
هذا الرجل مَثَلٌ ونموذج عن الفريق الذي يمثل الغلو والإفراط في الطاعة والولاء لذوات الدعاة .. وما أكثر الأمثال والنماذج ـ في أمتنا ـ التي تماثل وتُطابق هذا المثل والنموذج في أخلاقه وعصبيته وإفراطه!
أما الفريق الآخر الذي يجنح للتفريط .. يتمثل في شريحة من الناس لا تقيم للعلماء العاملين وزناً ولا قيمة ولا احتراماً .. فأحدهم لأدنى خلاف .. أو لأي اجتهاد معتبر يصدر عن ذاك العالم أو الداعية لا يفهمه أو قد لا يروق له .. تراه لا يتورع عن الطعن والتشهير والاستخفاف به .. وبعلمه .. ويعلن البراء منه .. والحرب عليه!
وهذا أيضاً منهج باطل وخاطئ .. وهو خلق يبرأ منه الإسلام!
والحق وسط بين الفريقين والمنهجين .. لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء .. ومن غير جنوح إلى إفراطٍ ولا تفريط .. نجتهد في أن نُظهر هذا المنهج الوسطي الحق الذي يحدد صفة وكيفية التعامل مع الدعاة والعلماء .. ويبين ما لهم وما عليهم .. من خلال ذكر الضوابط التالية .. راجياً من الله تعالى السداد والتوفيق.
الضابط الأول: يجب أن يعلم الجميع أن للعلماء العاملين الصادعين بالحق مكانتهم الرفيعة، وحقوقهم المحفوظة في الإسلام.
فهم أولي الأمر .. وهم القادة .. وهم الأمناء على دين الله في الأرض .. وهم الطليعة النخبة الذين يتقدمون الأمة في ميادين الجهاد والصدع بالحق .. ونحو كل خير .. وهم الطائفة المنصورة الظاهرة بالحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم .. لذا فلهم من الأمة التوقير، والاحترام، والإكرام، والإجلال.
قال تعالى:? وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ?فصلت:33.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهؤلاء بشهادة الله تعالى لا أحد أحسنَ منهم ديناً، ولا أجراً، ولا مكانة ولا مقاماً .. وأحسن من دعا إلى الله وعمل صالحاً .. وقام بواجب الدعوة إلى الله تعالى .. هم الأنبياء والرسل صلوات ربي وسلامه عليهم .. وأحسن من دعا إلى الله وعمل صالحاً من الأنبياء والرسل هم ألوا العزم من الرسل .. وأحسن من دعا إلى الله وعمل صالحاً من أولي العزم من الرسل هو نبينا وقدوتنا محمد ?.
وقد صح عن النبي ? أنه قال:" إن العالِمَ ليستغفرُ له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماءِ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائرِ الكواكب، وإن العلماءَ ورثةُ الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلمَ، فمن أخذه أخذ بحظٍ وافرٍ
" [].
وقال ?:" فضل العالمِ على العابد كفضلي على أدناكم، إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملةَ في جُحرها، وحتى الحوتَ ليصلون على معلمي الناس الخيرَ " [].
قلت: هذا فضل العالم على العابد .. فكيف بفضله على من سوى العبَّاد من عامة المسلمين .. لا شك أنه أعظم بكثير!
وقال ?:" سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتلَه " [].
وقال ?:" ليس من أمتي من لم يُجِلَّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا " []. أي يعرف لعالمنا حقه من توقير وتكريم واحترام.
وقال ?:" إن من إجلال الله إكرامَ ذي الشيبةِ المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المُقسِط " [].
فالذي يتطاول على هذا الصنف من العلماء العاملين بالطعن، والسب، والتهكم، أو التشهير .. أثمه مغلظ ومضاعف .. فقد صح عن النبي ? أنه قال:" إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب " البخاري. وفي رواية:" من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة "، وفي رواية:" من أهان لي ولياً، فقد بارزني بالمحاربة ". نسأل الله تعالى السلامة والعفو والعافية.
الضابط الثاني: إن إجلال واحترام وإكرام العلماء يتفاضل ويزيد وينقص بحسب قِدم السيرة العلمية، والدعوية، والجهادية لكل عالم؛ فحق العالم العامل المجاهد أعظم وأغلظ من حق العالم القاعد عن الجهاد .. ولكل فضله .. وكذلك من كان له السبق في الدعوة إلى الله تعالى والجهاد في سبيله .. فله زيادة حق وفضل على من كان حديث عهد مع العلم والدعوة إلى الله تعالى والجهاد في سبيله .. والنصوص الشرعية قد دلت على ذلك.
قال تعالى:? لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ?الحديد: من الآية10. فميز الله تعالى ـ من حيث الأجر والمثوبة والدرجة ـ بين من آمن وأنفق وقاتل في سبيل الله قبل
فتح مكة ـ فهؤلاء أعظم أجراً وأرفع مكانة ـ وبين من آمن وأنفق وقاتل في سبيل الله بعد فتح مكة، وكلاً وعد اللهُ الجنة.
وقال تعالى:? لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ?النساء:95. فالآية صريحة في تفضيل المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين من المؤمنين.
وفي الحديث المتفق عليه، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف شيء، فسبه خالد، فقال رسول الله ?:" لا تسبوا أحداً من أصحابي؛ فلو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهباً، ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه ".
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول النبي ? ذلك لخالد بن الوليد علماً أن خالد بن الوليد ? من أصحاب النبي ? ولكن لما كان إسلام وإيمان وجهاد عبد الرحمن بن عوف ? متقدماً على إسلام وإيمان وجهاد خالد بن الوليد .. فرق بينهما في المنزلة والأجر، وعد ما يُنفقه من تأخر إسلامه وجهاده إلى الفتح أو ما بعد الفتح ولو كان مثل جبل أحد ذهباً .. فإنه لا يوازي ولا يُساوي مدَّاً واحداً ولا نصيفه مما كان يُنفقه الصحابة ممن كان لهم السبق في الصحبة والإيمان والجهاد في سبيل الله .. !
حتى في خلاف حصل بين أبي بكر الصديق ? وبين عمر بن الخطاب ? .. نجد أن النبي ? يراعي هذا الضابط والمقياس، فيقول ? لعمر بن الخطاب ? زاجراً وناهياً ـ والفاروق عمر هو هو ـ:" إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبتَ، وقال أبو بكرٍ: صدقتَ، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي .. فهل أنتم تاركو لي صاحبي " مرتين، فما أُوذي بعدها. والحديث مخرج عند البخاري في صحيحه، وفيه أن أبا بكر ? لما رأى من غضب النبي ? على عمر، أشفق على عمر .. وأخذ يهدئ من غضب النبي ? ويقول:" يا رسولَ الله، والله أنا كنتُ أظلمُ .. والله أنا كنت أظلمُ " مرتين!
والأحاديث النبوية التي تبين فضل أهل موقعة بدر على من سواهم من الصحابة .. ومن جاء بعدهم .. كثيرة جداً .. وهي كذلك تصلح كدليل على الضابط الآنف الذكر.
وفي الأثر عن ابن عباس ? قال: لا تسبوا أصحاب محمدٍ؛ فلمقام أحدهم ساعة ـ يعني مع النبي ? ـ خير من عمل أحدكم أربعين سنة " []. وفي رواية:" خير من عبادة أحدكم عُمُرَه ". يقول ابن عباس ذلك لمعاصريه من الصحابة والتابعين .. فكيف بمن جاء بعدهم .. فكيف بزماننا هذا الذي فشا فيه الكذب .. وفقدت فيه الأمانة .. وساد الغدر .. لا شك أنه من باب أولى أن نمسك عن الخوض فيمن تقدموننا بالإيمان والعمل الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان .. وبخاصة القرون الثلاثة الأولى المشهود لها بالخيرية والفضل، وفي الحديث فقد صح عن النبي ? أنه قال:" إذا ذُكر أصحابي فأمسكوا " []. أي أمسكوا عن الخوض فيهم واحذروا أن تتوسعوا في الحديث عنهم بغير علم .. حتى لا تقعوا بالمحظور!
خلاصة القول: مما تقدم نستفيد أن المسلمين في كل عصر من عصورهم .. لا بد من أن يُراعوا في تعديلهم وتجريحهم .. ودرجة توقيرهم واحترامهم .. للآخرين علماء كانوا أو غيرهم .. ضابط الأقدمية والأسبقية في الطلب، والدعوة إلى الله تعالى، والجهاد والبلاء في سبيل الله .. فلا يستوي المجاهدون والقاعدون .. ولا الصادع بالحق من أهل العلم والساكت عن الحق .. كما لا يستوي الأقدمون في الدعوة والجهاد وبذل العلم والحديثو عهدٍ في الدعوة والجهاد .. فهذا أمر بيِّنٌ لا يحتاج ـ ولله الحمد ـ إلى مزيد تفصيل وبيان.
الضابط الثالث: من عقيدة أهل السنة والجماعة أن كل إنسان مهما كانت مرتبته ودرجة تحصيله العلمية، يُخطئ ويُصيب، يؤخذ منه ما أصاب فيه، ويُرد عليه ما أخطأ فيه .. عدا النبي المصطفى ? الذي لا ينطق عن الهوى ? إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ?النجم:4.
لذا جاءت النصوص الشرعية مبينة أن الطاعة لا تكون على الإطلاق، وإنما تكون في المعروف، وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، كما في الحديث فقد صح عن النبي ? أنه قال:" لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعةُ في المعروف " متفق عليه. وقال ?:" من أمركم من الولاة بمعصية فلا تُطيعوه " []. وقال ?:" السمعُ والطاعة على المرء المسلم فيما أحبَّ أو كره، ما لم يُؤمر بمعصيةٍ، فإذا أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة " متفق عليه. وقال ?:" لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ".
ومن الشرك الذي وقع فيه أهل الكتاب أنهم أطاعوا علماءهم وأحبارهم ورهبانهم طاعة مطلقة في كل ما يصدر عنهم من حق أو باطل، فاتخذوهم بذلك أرباباً من دون الله، كما قال تعالى عنهم:? اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ ?التوبة:31. وذلك لما أحلوا لهم الحرام فاتبعوهم وأطاعوهم على التحليل، وحرموا عليهم الحلال فاتبعوهم وأطاعوهم على التحريم .. ذلك معنى اتخاذهم إياهم أرباباً من دون الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا معتقد سيئ وباطل ينبغي على المسلمين أن يحذروه ويجتنبوه .. فمن وقع فيه وتخلق به من المسلمين، وتعامل مع العلماء كما تعامل أهل الكتاب مع أحبارهم ورهبانهم فأطاعهم في كل ما يصدر عنهم من حق أو باطل، من صواب أو خطأ، فقد وقع في الشرك، واتخذ العلماء أرباباً من دون الله تعالى.
ومنه نستفيد أن الحق أولى بالاتباع والالتزام .. وأنه لا بد من أن يُقال للعالم أصبت فيما قد أصاب فيه ووافق الحق، وأخطأت فيما قد أخطأ فيه وخالف الحق .. وهذا لا يتعارض أبداً مع حقوقه المحفوظة المشار إليها في الضابط الأول؛ فاحترام العالم شيء وإنصاف الحق منه شيء آخر.
فديننا قائم على النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما في الحديث فقد صح عن النبي ? أنه قال:" الدين النصيحة " قلنا: لمن؟ قال:" لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم " مسلم.
بعض المغفلين من المتعصبة يظنون أن مجرد التعقيب على العلماء أو الدعاة .. وبيان الحق فيما قد أخطؤوا فيه .. يتعارض مع ما يجب لهم من التوقير والاحترام .. لذا فأحدهم لا يقبل أن يُقال عن شيخه الذي يحبه قد أخطأ والصواب كذا .. وهو على استعداد أن يرد قول النبي ? ويتكلف الجدال والتأويل والتحريف .. ولا أن يُقال عن شيخه أخطأ .. وهذا لا شك أنه من الجهل المركب .. والعصبية الجاهلية .. قد يودي به إلى المهالك!
قال الإمام أحمد: نظرت في المصحف فوجدت طاعة الرسول ? في ثلاثة وثلاثين موضعاً، ثم جعل يتلو:? فليحذر الذين يُخالفون عن أمره أن تُصيبهم فتنة ? وجعل يكررها، ويقول: وما الفتنة؟ الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيزيغ قلبه فيهلكه.
وقيل له إن قوماً يدعون الحديث، ويذهبون إلى رأي سفيان! فقال: أعجب لقومٍ سمعوا الحديث وعرفوا الإسناد وصِحته يدعونه ويذهبون إلى رأي سفيان وغيره! قال الله تعالى:? فليحذر الذين يُخالفون عن أمره أن تُصيبهم فتنة ? وتدري ما الفتنة؟ الكفر. قال الله تعالى:? والفتنة أكبر من القتل ? فيدعون الحديث عن رسول الله ?، وتغلبهم أهواؤهم إلى الرأي؟! [].
الضابط الرابع: فإن قيل قد عرفنا حق العلماء العاملين .. فما بال العلماء الذين يخلطون في دعوتهم ومنهجهم حقاً وباطلاً .. سنة وبدعة .. فهل لهم من التوقير والاحترام والإكرام .. ما قيل عن العلماء العاملين في الضابط الأول .. وهل النصوص التي قيلت هناك تُحمل عليهم؟
أقول: لا بد من النظر إلى كمية ونوعية البدعة أو الباطل الذي يتصف به منهج أولئك العلماء المراد تقييمهم؛ وهم ثلاثة أصناف:
أولاً: عالم تغلب حسناته على سيئاته، والبدع التي يتصف بها هي بدع عملية أو بدع لا مساس لها بالتوحيد والأصول .. وكانت أصوله يغلب عليها السلامة والصحة، فعالم هذا وصفه يُحذر من بدعته ومن أخطائه .. ومن ضلالاته وانحرافاته .. ويُحكم على شذوذاته بالأوصاف الشرعية التي تستحقها .. مع بقاء الاحترام والتقدير لشخصه كعالم من علماء المسلمين بقدر ما يُظهر من خير يعم على الإسلام والمسلمين .. وإن كان لا يجوز أن يحظى من التقدير والاحترام الذي يحظاه العالم العامل المجاهد.
فالولاية والمحبة وكذلك الاحترام والإكرام والتقدير يتذبذب صعوداً وهبوطاً، زيادة ونقصاناً بحسب ما يظهر من ذاك العالم أو الداعية من تقوى وعمل صالح يرتد على نفسه والأمة بالخير والاستقامة والصلاح.
قال تعالى:? إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ?الحجرات:13.
وفي الحديث فقد صح عن النبي ? أنه قال:" إن أوليائي منكم المتقون، من كانوا وحيث كانوا " [].
فكما أن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالذنوب والآثام .. كذلك الولاء والبراء، والمحبة والجفاء فإنه يتذبذب بين الزيادة والنقصان بحسب ما يظهر لنا من ذاك العالم أو الشخص المراد موالاته من تقوى وصلاح أو خلاف ذلك؛ فإن أظهر لنا اليوم مواقف إيمانية صالحة .. مباشرة يزداد حبنا وولاؤنا له، فإن أظهر لنا في اليوم التالي خلاف ذلك من المواقف الآثمة والمنحرفة مباشرة يضعف حبنا وولاؤنا له بقدر ما يُظهر لنا من تلك المواقف المنحرفة، وهذا هو المراد من قوله ?:" أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله " []. وقوله ?:" من أحبَّ لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان " [].
(يُتْبَعُ)
(/)
وما أقل من يفعل ذلك في زماننا!
ثانياً: عالم تغلب سيئاته على حسناته، والبدع والأهواء التي يدعو إليها، لها مساس بالتوحيد والأصول، وكانت أصوله التي ينطلق منها أغلبها يغلب عليها الفساد والبطلان .. لكنها لم تبلغ به درجة الكفر والخروج من الإسلام.
فعالم هذا وصفه لا أرى أن يؤخذ عنه علم؛ لتوفر هذا العلم عند غيره من العلماء ومن مصادر أخرى تخلو مما يتصف به من بدع وأهواء وانحرافات، ولأن الأخذ عنه كذلك في كثير من الأحيان لا يمكن من دون الوقوف على شيء من بدعه وأهوائه وشذوذاته .. أي أن العلم لا يمكن أن يصل لطالبه صافياً من دون أن تتخلله الشوائب والشبه .. ورحم الله امرأً لم يرع ولم يحم حول الحمى!
كما لا أرى جواز احترامه وتبجيله أو إضفاء ألقاب المديح والثناء الحسن عليه؛ لأن ذلك فيه عون له على باطله وبدعته، ومنهجه الفاسد الباطل، كما وفيه إضلال للأتباع الذين قد يفسرون هذا المديح أو الاحترام عبارة عن تعديل لمنهجه وباطله وبدعته!
لذلك جاء في الحديث:" يليكم عمال من بعدي يقولون ما لا يعلمون، ويعملون مالا يعرفون، فمن ناصحهم، ووازرهم، وشد على أعضادهم، فأولئك قد هلكوا وأهلكوا .. " [].
فقد هلك؛ لأنه قد آزر مبطلاً على باطله، وأهلك غيره؛ لأنه بثنائه واحترامه وتبجيله لذاك المبطل الظالم ـ وبخاصة إن كان ممن يُقتدى به ـ يكون قد أضلهم وغشهم حول حقيقة ذلك المبطل الظالم.
وفي الأثر:" من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ". لأنه بتوقيره لصاحب البدعة يكون عوناً للمبتدع على بدعته، كما يكون سبباً لنشر بدعته وضلالاته بين الناس .. وما من بدعة تنتشر وتسود إلا وتندرس مقابلها سنة من السنن!
قال الشافعي رحمه الله:" حكمي في أهل الكلام أن يُضربوا بالجريد والنعال، ويُطاف بهم في العشائر والقبائل، ويُقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام " ا- هـ.
هذا الحكم من الشافعي رحمه الله يطال شيوخ وعلماء أهل الكلام الذين يتكلمون عن الإسلام وباسم الإسلام .. بغير سلطان من الكتاب والسنة .. وما أكثرهم في زماننا!
والسؤال: أي احترام وتبجيل يبقى لهم مع ضربهم بالجريد والنعال أمام الناس .. ؟!
ثالثاً: عالم ـ ونحن هنا نسميه عالماً تجاوزاً ـ بلغ به طغيانه وانحرافه درجة أن يكون ركناً من أركان أنظمة الحكم والكفر .. وبوقاً من أبواق الطواغيت الظالمين يبرر لهم كفرهم وطغيانهم، وظلمهم .. ورضي لنفسه أن يكون بيدهم تلك الأداة والعصاة التي يؤدبون بها الشعوب المقهورة المغلوب على أمرها .. ويمنعون بها أي عمل جاد يستهدف استنهاض الأمة، واستئناف حياة إسلامية من جديد .. وما أكثر علماء السوء هؤلاء في زماننا!
فهؤلاء لا غيبة لهم ولا حرمة .. فضلاً عن أن نلزم الناس باحترامهم وتبجيلهم وإكرامهم لكونهم يرتدون ثوب وعمامة العلماء .. ويُنادَون بألقاب العلماء!
من الظلم والجهل كل الجهل أن تُحمل النصوص الشرعية التي قيلت في العلماء العاملين
المجاهدين الصادعين بالحق ـ كما هو مبين في الضابط الأول ـ على هذا الصنف من الشيوخ أو الناس .. وتُحمل عليهم مقولة لحوم العلماء مسمومة!
هؤلاء علماء السوء والضلالة .. والشقاق والنفاق .. هم السبب الأكبر في انتكاسة الأمة واستعلاء أنظمة الكفر على سدة الحكم في بلاد المسلمين .. لعنهم جائز بنص الكتاب .. وهم يدخلون دخولاً كلياً في الملعونين الوارد ذكرهم في قوله تعالى:? إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ?البقرة:159. هذا جزاء من يكتم العلم فقط، فكيف بمن يضم إلى كتمان العلم نصرة الطواغيت الظالمين على المسلمين الموحدين .. وتزيين الباطل والحرام في أعين الناس؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهم كذلك مثلهم وسلفهم في القرآن مثل ذاك الشيخ العالم " بلعام " الذي انسلخ من آيات الله بعد أن آتاه اللهُ إياها، بدعاء قاله للكافرين على المسلمين الموحدين، كما قال تعالى عنه:? وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ. وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ?الأعراف:175 - 176. وما أكثر بلاعمة العصر ـ في زماننا ـ الذين مثلهم مثل الكلب ? إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ? الذين يخلدون إلى الأرض، والفُتات الذي يُرمى لهم على العتبات من قبل الطواغيت الظالمين .. ويتسمون بالدعاة والعلماء!!
وفي الحديث فقد صح عن النبي ? أنه قال:" اسمعوا هل سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدَّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولستُ منه، وليس بواردٍ علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يُعنهم على ظلمهم، ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه، وهو واردٌ علي الحوض " []. هذا فيمن يدخل على أئمة الجور من المسلمين فيصدقهم بكذبهم، فكيف بمن يدخل على أئمة الكفر والظلم والطغيان فيصدقهم بكفرهم وكذبهم .. ؟!!
وقال ?:" إن أخوف ما أخاف على أمتي كلَّ منافق عليم اللسان " []. فالنبي ? يخافه على أمته ويُحذِّر منه؛ لأن عامة المسلمين يظنونه عالماً يستحق التوقير والاحترام والإكرام والمتابعة لما يرون من طلاقة وفصاحة في لسانه وهو يتكلم .. ولما يرون عليه من لباس وسمت العلماء .. وهو في حقيقته يكون منافقاً متذبذباً لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء .. تارة تراه يؤصل للكفر ويدعو له .. وتارة تراه يؤصل للإيمان ويدعو له .. فالحذر الحذر!
الضابط الخامس: وهو يتعلق بمسألة الطعن والسب، واللعن .. فهل هو محرم على الإطلاق أم لا .. وإن كان لا .. فما هو المحرم منه .. وما هو الجائز .. وهل يليق بالمسلم أن يطعن أو يسب أو يلعن الآخرين .. ؟!
كثير من الناس مجرد أن يسمعوا من مسلم ـ وبخاصة إن كان داعية أو من أهل العلم ـ كلمة سبٍّ أو طعن أو لعنٍ .. سرعان ما يُنكرون عليه صنيعه .. ويشنعون عليه أشد التشنيع .. وأن فعله هذا لا يليق به .. فهل هذا المنطق صحيح على إطلاقه؟!
وللجواب عن هذه الأسئلة نحدد أولاً المساحة المحظورة المتفق عليها التي لا يجوز الاقتراب منها، وتكمن في النقطتين التاليتين:
أولاً: لعن وسبّ من لا يجوز لعنه وسبه شرعاً .. وهذه مساحة واسعة جداً لا يجوز الاقتراب منها، ومن يفعل ويتجرأ فهو ظالم لنفسه ولغيره قد تعدى الحدود المشروعة، ولعنه وسبه يعود وزره عليه ليبوء بإثمه، كما في الحديث، فقد صح عن النبي ? أنه قال:" إذا خرجت اللعنة من فِي صاحبها نظرت، فإن وجدت مسلكاً في الذي وُجهت إليه، وإلا عادت إلى الذي خرجت منه " []. وقال ?:" لا تلعن الريح فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه " [].
ثانياً: أن لا يكون السب واللعن ديدن المسلم وعادته؛ أي كثير اللعن والطعن، ولأتفه الأسباب تراه يطعن ويلعن .. فهذا لا يليق بأخلاق المسلم، ومن كان اللعن والطعن ديدنه وعادته فهو واقع بالمحظور ولعن وشتم من لا يجوز لعنه وشتمه لا محالة .. لذا فقد صح عن النبي ? أنه قال:" ليس المؤمن بالطعَّان ولا باللعَّان، ولا بالفاحش، ولا بالبذيء " []. والطعَّان واللعَّان من صيغ المبالغة؛ أي كثير الطعن واللعن، فيلعن من لا يجوز له لعنه.
وقال ?:" إن اللعَّانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة " مسلم. أي كثيري اللعن! وقال ?:" لا ينبغي لصديقٍ أن يكون لعَّاناً "مسلم. وفي رواية:" لا ينبغي لمؤمنٍ أن يكون لعَّاناً "؛ أي كثير اللعن ويلعن من لا يستحق اللعن شرعاً.
وفي صحيح البخاري، عن أنس ? قال:" لم يكن رسول الله ? فاحشاً، ولا لعَّاناً، ولا سبَّاباً، كان يقول عند المعتبة: مالَه تَرِبَ جبينُه ".
فإن قيل: عرفنا المساحة المحظورة التي يحرم فيها الطعن واللعن .. فما هي المساحة المباحة
(يُتْبَعُ)
(/)
التي يجوز فيها الطعن، والسبُّ، واللعن؟
أقول: يجوز الطعن، والسبُّ، واللعن بضوابط أربعة:
أولاً: أن يكون المطعون والملعون ممن أجاز الشارع لعنه والطعن به.
ثانياً: أن يكون الطعن والسب واللعن مبعثه الغضب لحرمات الله تعالى.
ثالثاً: أن يكون الطعن واللعن والسب سبباً معيناً على زجر المطعون والملعون من الاسترسال في غيه وظلمه، وفجوره.
رابعاً: أن لا يؤدي سب ولعن من يجوز سبه ولعنه إلى أن يسب الآخرُ اللهَ ? أو دينَه أو رسولَه، لقوله تعالى:? وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ?الأنعام: 108. فالله تعالى نهى عن سبهم لعلة وليس لذات السبِّ، وهي ? فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ? فإن انتفت هذه العلة، وأُمن عدم وقوعها .. جاز سبهم والطعن بهم.
بهذه الضوابط الأربعة يجوز الطعن، والسب، واللعن، وإليك بعض الأدلة على ذلك:
أخرج البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: استأذن رهطٌ من اليهود على النبي ? فقالوا: السامُ عليكم ـ والسام الموت ـ فقلت: بل عليكم السام واللعنة، فقال ?:" يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله " قلت: أولم تسمع ما قالوا؟ قال:" قلت: وعليكم ". أي أن النبي ? رد عليهم سلامهم الخبيث وما أرادوه من سوء بكلمة واحدة وهي " وعليكم " أي وعليكم ما قلتم! وفي رواية عند مسلم:" قالت عائشة: قلت بل عليكم السَّام والذَّام ".
والشاهد من الحديث أن النبي ? قد دل عائشة رضي الله عنها على التعبير الأفضل والأقرب إلى الرفق، ولم ينكر عليها مقولتها .. وذلك أن عائشة رضي الله عنها قالت ما قالته لأولئك الرهط من اليهود غضباً لله ? ولحرمات رسوله ?.
ومن الأدلة كذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه عن صلح الحديبية، وفيه أن عروة بن مسعود موفد قريش إلى النبي ? لمفاوضته، يقول للنبي ?: فإني والله لأرى وجوهاً، وإني لأرى أوشاباً من الناس خليقاً أن يفروا ويدعوك، فقال أبو بكر الصديق ?:" امصص ببظر اللات، أنحنُ نفر عنه وندَعه .. ؟! ".
يقول أبو بكر ? ذلك ـ وهو سب صريح ـ في حضرة النبي ? ومع ذلك لا ينكر عليه؛ لأنه قال ما قاله غضباً لله ودفاعاً عن رسوله ? .. وفي موطن يُستحسن أن يشعر الكفار بسوء ظنهم بأصحاب رسول الله ?.
وكذلك قوله ?:" إذا رأيتم الرجل يتعزى بعزاء الجاهلية، فأعضوه بِهَنِ أبيه ولا تكنوا
" [].
قال ابن الأثير في " النهاية ": التعزي الانتماء والانتساب إلى القوم. " فأعضوا بهن أبيه " أي قولوا عضَّ أير أبيك ا- هـ.
هذا هو علاج ودواء من ترونه يتفاخر ويتماجد ويتعصب لقومه أو قبيلته أو آبائه في الباطل .. أن تقولوا له بكل صراحة ووضوح: اذهب " عض أير أبيك " فهو أزجر له وأبكت عن استرساله وتماجده بالباطل .. وبجاهليته!
احذر يا عبد الله أن تتكلف الأدب وتُزاود وتقول: من العيب أن نقول للآخرين ذلك .. فأنت بذلك تنسب العيب للنبي ? .. فتكفر!
وعن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله إن لي جاراً يؤذيني، فقال:" انطلق فأخرج متاعك في الطريق "، فانطلق فأخرج متاعه، فاجتمع الناس عليه، فقالوا: ما شأنك؟ قال: لي جار يؤذيني، فذكرت للنبي ? فقال:" انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق " فجعلوا يقولون: اللهم العنه، اللهم أخزه، فبلغه فأتاه فقال: ارجع إلى منزلك، فوالله لا أوذيك []. وفي رواية:" فقال النبي ? ثلاث مرات: اصبر، ثم قال له في الرابعة أو الثالثة: اطرح متاعك في الطريق ".
فتأمل كيف أن الصحابة لعنوا هذا المؤذي لجاره .. وكيف أن لعنه أتى بثماره، وكان سبباً في نهي ذاك المؤذي لجاره عن غيه وظلمه!
وفي صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود ? قال:" لعن الله الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات والمتفلجات للحُسن، المغيرات لخلق الله، مالي لا ألعن من لعن رسولُ الله، وهو في كتاب الله؟!
فما دام اللعن مشروعاً .. ومأذوناً به في مواضع وحالات محددة .. لا ينبغي التردد أو المنع منه أو إلغاؤه، وعبد الله بن مسعود ? إذ قال:" مالي لا ألعن من لعن رسولُ الله، وهو في كتاب الله " كان بذلك يرد على امرأة من بني أسد يُقال لها أم يعقوب قد أنكرت عليه لعنه من تقدم ذكرهن في الحديث!
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الصحيح كذلك، قال ?:" المدينة حرَمٌ ما بين عائرٍ إلى كذا، من أحدث فيها حدثاً، أو آوى مُحدثاً، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبل منه صرف ولا عدل ".
وقال ?:" من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم " []. أي حقت.
وقال ?:" من سب أصحابي فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين " []. وغيرها كثير من الأحاديث التي تجيز اللعن في مواضع وصفات محددة.
فإن قيل: هل اللعن العام يستلزم دائماً لعن المعين الذي يقع بما يستدعي اللعن .. أم أن هناك موانع تمنع من لعن المعين رغم إتيانه لفعلٍ يستوجب اللعن؟
أقول: لا يمكن أن نعطل النصوص الشرعية .. ونجعل اللعن دائماً لعناً عاماً لا يمكن أن يتنزل على أصحابه ومستحقيه .. فهذا بخلاف السنة كما تقدم .. كما لا يصح أن نحمل اللعن العام على الأشخاص بأعيانهم مطلقاً ودائماً من دون النظر في الشروط والموانع.
هذه الشروط والموانع ألخصها في النقاط التالية:
1 - أن يكون اللعن في موضع قد أجاز الشارع لعنه .. فمن لعن من لا يُشرع لعنه .. عاد عليه لعنه، كما تقدم في الحديث:" إذا خرجت اللعنة من فِي صاحبها نظرت، فإن وجدت مسلكاً في الذي وُجهت إليه، وإلا عادت إلى الذي خرجت منه ".
2 - أن لا يكون من وقع في الفعل الذي يستوجب اللعن .. متأولاً أو جاهلاً لا يقدر أن يدفع عن نفسه الجهل فيما قد خالف فيه مما يستدعي اللعن؛ فمن وقع في مخالفة عن جهل معجز لا يمكن دفعه يُرفع عنه التكليف والمؤاخذة إلى حين توفر القدرة على دفع الجهل بالعلم، كالأعرابي الذي بال في مسجد الرسول ? .. فنهى النبي ? عن زرمه وتوبيخه واكتفى بتعليمه، ولقوله تعالى:? فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ?التغابن: 16. وقال تعالى:? لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ?البقرة: 233. وقال تعالى:? لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ?البقرة:286.
3 - مما يمنع اللعن كذلك عن المعين أن يكون هذا المعين ـ ممن وقع فيما يستوجب اللعن ـ من ذوي الحسنات الكثيرة، وله سابقة بلاء وجهاد في سبيل الله .. فالحسنات ـ في كثير من الأحيان ـ كلما تعاظمت كلما تشفعت لصاحبها عند موارد الشبهات وحصول الزلل والوقوع في الخطأ، كما في قصة حاطب بن أبي بلتعة عندما راسل كفار قريش يخبرهم فيها عن توجه النبي ? لغزو مكة .. فقد تذكر له النبي ? مشاهدته لموقعة بدر العظيمة، فقال ?:" إنه شهد بدراً، وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ". وقال ?:" لن يدخل النارَ رجلٌ شهد بدراً والحديبية ". وحاطب ممن شهد بدراً والحديبية .. فجمع الخيرين معاً.
وفي الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه، عن عمر بن الخطاب ? أن رجلاً كان
على عهد النبي ? كان اسمه عبد الله، وكان يُلقب حماراً، وكان يُضحك رسولَ الله ?، وكان النبي ? قد جلده في الشراب، فأتي به يوماً فأمر به فجُلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي ?:" لا تلعنوه فوالله ما علمتُ إلا أنه يُحبُّ اللهَ ورسولَه ".
فرغم أن شارب الخمر قد لُعن ـ في نصوص أخرى ـ لعناً عاماً إلا أن النبي ? منع من حمل هذا اللعن على هذا الصحابي لوجود حسنة عظيمة عنده؛ وهي أنه يحب الله ورسوله، وكذلك لقيام الحد عليه، فالحد يُكفر الذنب عن صاحبه ويُطهره.
وفي رواية أخرى عن أبي هريرة ? أن رسول الله ? أُتي برجل قد شرب، فقال:" اضربوه ". فقال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف، قال بعض القوم: أخزاك الله، فقال رسول الله ?:" لا تقولوا هكذا، ولا تُعينوا عليه الشيطان .. ولكن قولوا: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه " [].
وقال تعالى:? وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ?هود:114.
4 - أن يكون الفعل الذي يستوجب اللعن صفة لازمة للفاعل .. يستعلن به ويُباهي .. ولا يستحي من سوء وقبح صنيعه .. فهذا الذي يستحق اللعن .. وليس من تصدر عنه المخالفة على وجه الندرة مع الاستحياء من فعله .. وسرعة المبادرة إلى الاستغفار والتوبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الذي نفهمه من قوله ? للرجل الذي كان يؤذيه جاره:" ثلاث مرات: اصبر، ثم قال له في الرابعة أو الثالثة: اطرح متاعك في الطريق ". ولم يقل له من أول مرة " اطرح متاعك في الطريق " لاحتمال أن يكون أذاه قد وقع هفوة أو زلة .. ثم تاب وأناب .. ولكن لما شكاه ثلاثاً .. وتبين أن أذاه لجاره صفة لازمة له .. لا يستحي من قبح وسوء صنيعه .. عندئذٍ أمره النبي ? بأن يطرح متاعه في الطريق .. ليملأ أذنيه لعناً وشتماً من الناس!
وهذا الذي نفهمه ونستفيده كذلك من النصوص الشرعية التي تدل أن العفو يدرك كل مسلم من أمة محمد ? إلا المجاهر بذنبه ومعصيته المستعلن بها، كما في الحديث الصحيح:" كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه " البخاري.
وكذلك النصوص التي تلزم بوجوب ستر المسلم عند وقوعه في الزلات والهفوات، كما في الحديث الصحيح:" من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة "البخاري. ومن لوازم الستر عدم
لعنه على الملأ وبين الناس، إذ لا يمكن أن يجتمع لعن وستر في آنٍ معاً.
وهنا يأتي السؤال: إذاً كيف نوفق بين العمل بالنصوص التي توجب اللعن .. وبين العمل بالنصوص التي توجب ستر المسلم؟
التوفيق هو ما ذكرناه: يُعمل بالنصوص التي توجب اللعن عندما يمارس الفعل الذي يستوجب اللعن على وجه العادة والوقاحة والمجاهرة .. وعدم الاستحياء من الله تعالى ولا من عباد الله تعالى، بينما يُعمل بالنصوص التي توجب ستر المسلم عندما يقع المسلم بالذنب أو المخالفة ـ التي تستوجب اللعن ـ على وجه الندرة .. وهي بالنسبة لمسلكه المستقيم تُعد هفوة وزلة يستحي من ظهورها، والاستعلان بها أمام الناس.
ألا ترون فرقاً بين من يضطر لقضاء الحاجة خارج بيته، فيجتهد أن يلتمس زاوية لا يراه فيها أحد من الناس .. وهو يتحرج أشد الحرج من أن يراه أحد .. ثم هو بعد بذل جهده المستطاع هذا يراه واحد أو أكثر من عباد الله .. وبين من يقضي حاجته على وجه العادة والتكرار في وسط الطريق مع علمه المسبق أن الناس سيمرون به، ويرونه ويتأذون به .. ومع ذلك فهو لا يبالي .. فالأول يجب ستره، ولا يجوز لعنه .. بخلاف الثاني فإنه يجوز لعنه، هذا هو المراد وهكذا ينبغي أن نفهم قوله ?:" من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم ".
يوجد فرق بين من تقع منه بعض الأوساخ في طريق المسلمين على غير وجه العادة ولا القصد .. فهذا لا يجوز لعنه .. وبين من يجمع أوساخ بيته ودكانه ليضعها في كل يومٍ ـ عن سابق إصرار وعمد ـ في طريق الناس يؤذيهم بها .. لا يبالي بنقد ولا نصح .. فهذا يجوز لعنه عملاً بالحديث.
بمراعاة هذه الشروط الأربعة الآنفة الذكر .. يجوز لعن المعين .. وإلا فلا .. والله تعالى أعلم.
ـ تنبيه: اعلم أن اللعن غير التكفير؛ فلا يلزم من لعن المعين تكفيره، فاللعن شيء والتكفير شيء آخر، فالتكفير وتبعاته أغلظ من اللعن؛ لذا فإن احتياطات التكفير أشد وأغلظ من احتياطات اللعن.
ويمكن القول كذلك: ليس كل من استحق اللعن يكون كافراً، وهو في الآخرة من المخلدين في النار، بينما كل كافر ـ يموت على الكفر ـ فهو ملعون، ومطرود من رحمة الله، وهو في الآخرة من المخلدين في نار جهنم والعياذ بالله، كما قال تعالى:? إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ?النساء: 48.
الضابط السادس: من يتتبع سيرة بعض الصحابة، ومن تبعهم من بعض أهل العلم، يجد أحياناً أن لهم بعض الملاسنات والاطلاقات الشديدة بحق بعضهم البعض .. قد تكون لحكمة نعرفها أولا نعرفها، أو لعلة ومآرب في نفوسهم نعرفها أو لا نعرفها .. وأنا هنا لا أريد أن أناقش الحق منها من المبطل، وإنما أريد أن أجيب عن سؤال يرد على بعض الألسنة: إذا كنا نحن المسلمين مطالبين باحترام العلماء وإكرامهم فعلام لا نجد أحياناً مثل هذا الاحترام المتبادل للعلماء بعضهم مع بعض؛ حيث نجد بعض الملاسنات والاطلاقات الشديدة بحق بعضهم البعض .. ؟!
هذا سؤال أجيب عنه من أوجه:
(يُتْبَعُ)
(/)
منها: هذه الملاسنات التي تحصل بينهم .. لا تمنعك يا عبد الله يا مسلم من احترامهم وإكرامهم كما لا تبرر لك عدم احترامهم .. فإن سلَّمنا أن هذا الذي يحصل بينهم خطأ .. فخطأ الآخرين لا يبرر لك فعل الخطأ.
ومنها: هذه الشدة والملاسنة التي تحصل من عالم نحو عالم آخر .. قد تكون لما يعلمه هذا العالم عن العالم الآخر من مزالق، وانحرافات، أو بدع، أو تقصير ونحو ذلك .. هو يعلمها ونحن لا نعلمها .. تستدعي وتبرر له شرعاً ـ من قبيل تحذير العامة من أخطائه وانحرافاته وإنصاف الحق ـ مثل هذه الاطلاقات الشديدة بحق ذلك العالم.
ومن ذلك ما نعرفه عن علم الجرح والتعديل الذي تميزت به أمة الإسلام، والمليء بالاطلاقات الشديدة على بعض أهل العلم .. لضرورة ضبط النقل .. وتمييز الحديث الصحيح من الحسن، من الضعيف، من الموضوع!
ومنها: أن هذه الشدة والملاسنة قد تكون من قبيل التذكير أو النصح والزجر للعالم الآخر الذي وقع في التقصير أو المخالفة، وهذا يقع أحياناً، وبخاصة من جهة الفاضل نحو المفضول، فالعالم إن لم يجد عالماً آخر يذكره عند النسيان، وينصحه ويسدده عند وقوعه في الخطأ والزلل .. قد يتمادى في باطله ولا تؤمن عليه فتنة الطغيان، فها هو عبادة بن الصامت ? يقول لمعاوية بن أبي سفيان ? ـ بسبب خلاف بينهما على معنى الربا ـ:" أحدثك عن رسول الله ? وتحدثني عن رأيك، لئن أخرجني الله لا أساكنك بأرض لك علي فيها إمرة " [].
وهاهو العالم المجاهد الزاهد عبد الله بن المبارك يقول لابن علية وهو من كبار أهل العلم، لما رضي الآخر لنفسه أن يتولى القضاء عند هارون الرشيد، وقيل صدقات البصرة:
يا جاعلَ العلمِ له بازياً ... يصطادُ أموالَ المساكينِ
احتلتَ للدُّنيا ولذَّاتها ... بحيلةٍ تذهبُ بالدينِ
فصرتَ مجنوناً بها بعدَ ما ... كنتَ دواءَ المجانينِ
أين رواياتُك فيما مضى ... عن ابن عونٍ وابن سيرينِ
أين رواياتُك في سردِها ... في تركِ أبوابِ السلاطينِ
إن قلتَ أُكرهتَ فذا باطلٌ ... زلَّ حمارُ العلمِ في الطينِ
فلما وقف على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء فوطئ بساط الرشيد، وقال: الله، الله، ارحم شيبتي فإني لا أصبر على القضاء [].
كانت كلمات ابن المبارك رحمه الله شديدةً وقاسية .. لكنها آتت أكلها وثمارها!
الشاهد أن مثل هذه الشدة والملاسنة قد تحصل بين أهل العلم .. فلا ينبغي أن نضخم الأمور ونثير الشغب عصبية لطرف على طرف، أو لعالم على عالم .. فإن أدركنا الحكمة منها يكون ذلك خيراً .. وإن لم ندرك الحكمة منها .. وقصرت أفهامنا عن إدراك المراد منها .. فالواجب حينئذٍ يحتم علينا أن نحسن الظن بالجميع .. ونحترم الجميع .. وندعو للجميع .. ونترحم على الجميع.
وفي الختام أعود فأذكر القارئ بأن من لوازم حسن التعامل مع الدعاة والعلماء، وفهم المسألة جيداً .. أخذ ومراعاة جميع الضوابط الآنفة الذكر، وإعمالها بعضها مع بعض من دون إهمال شيء منها؛ فالإفراط وكذلك التفريط غالباً ما يكونا بسبب إعمال ضابط أو بعض الضوابط الآنفة الذكر وإهمال بعضها الآخر .. فتنبه!
? رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ?الحشر:10.
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
6/ 1/1425 هـ. عبد المنعم مصطفى حليمة
27/ 2/2004 م. أبو بصير الطرطوسي
www.abubaseer.com(/)
مراحل جمع القرآن
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 05:10]ـ
القسم الاول الاحرف السبعة: منقول من موقع اسلام ويب
ثبت في صحاح الأخبار قوله صلى الله عليه وسلم (إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه) وعند مسلم من حديث أُبيٍّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هوِّن على أمتي، فأرسل إليَّ أن اقرأ على حرفين، فرددت إليه أن هوِّن على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف).
وأخرج أبو يعلى في "مسنده" أن عثمان رضي الله عنه قال وهو على المنبر: " أُذَكِّرُ الله رجلاً سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلها شافٍ كافٍ) لَمَّا قام، فقاموا حتى لم يُحْصَوا، فشهدوا بذلك، فقال: وأنا أشهد معهم " وقد ورد معنى هذا الحديث من رواية جمع من الصحابة، ونص بعض أهل العلم على تواتره.
غير أن أهل العلم ذهبوا في معنى الحديث مذاهب شتى، بعضها فيه نظر لا يُعوَّل عليه، وبعضها الآخر داخل في غيره وعائد إليه. ونحن نختار من أقوالهم أهم قولين، ونحيل من أراد الاستزادة في ذلك إلى كتب القراءات:
القول الأول: أن المراد بالأحرف السبعة لغات قبائل من العرب، وليس معناه أن يُقرأ الحرف الواحد على سبعة أوجه. وهذا القول هو اختيار القاسم بن سلاَّم، وآخرون، وصححه البيهقي، واختاره ابن عطية، قال ابن الجزري: وأكثر العلماء على أنها لغات.
القول الثاني: أن المراد بالأحرف السبعة سبعة أوجه من المعاني المتفقة، بالألفاظ المختلفة، نحو: أقبل، هلُمَّ، تعال، عجِّل، أسرع ... ونسب ابن عبد البر هذا القول إلى أكثر العلماء، وأسند عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ قوله تعالى: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} (البقرة:20) (سعوا فيه) قال: فهذا معنى السبعة الأحرف المذكورة في الأحاديث عند جمهور أهل الفقه والحديث، قال: وفي مصحف عثمان رضي الله عنه الذي بأيدي الناس اليوم منها حرف واحد، وهذا القول اختيار الإمام الطبري.
ثم إن المحققين من أهل العلم ذهبوا إلى أن القراءات السبع المتواترة التي يتداولها الناس اليوم هي غير الأحرف السبعة التي وردت بها الأحاديث، بل هذه القراءات اختيارات أولئك الأئمة القراء؛ حيث اختار كل واحد منهم طريقة في القراءة مما نُقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أقرأها غيره حتى عُرف بها، ونُسبت إليه، ويدل على ما ذكرنا ما نُقل عن أهل العلم في ذلك، إذ قالوا: "فأما من ظن أن قراءة كل واحد من هؤلاء القراء .. أحد الحروف السبعة التي نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك منه غلط عظيم". ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا المعنى: " لا نزاع بين العلماء المعتبرين أن الأحرف السبعة التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن نزل عليها ليست هي قراءات القراء السبعة المشهورة .. ".
غير أن القراءات التي يُقرأ بها اليوم غير خارجة عن الأحرف السبعة. وهذا الذي عليه جمهور المسلمين من السلف والخلف.
وبناء على هذا الاختيار، فإن المصاحف العثمانية التي بين أيدينا اليوم - كما قال السيوطي - تشتمل على ما يحتمل رسمها من الأحرف السبعة فقط، وهي جامعة للعرضة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام، متضمنة لها.
ومن المفيد التنبيه في هذا السياق، إلى أن القراءة التي عُرضت على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي قُبض فيه، هي القراءة التي يقرأ بها الناس اليوم.
والحاصل من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، أن المقصود بالأحرف السبعة لغات للعرب على أرجح الأقوال، وأن عثمان رضي الله عنه ومن كان معه من الصحابة جمعوا القرآن على حرف واحد من تلك الأحرف، وهو حرف قريش، وصار المصحف العثماني شاملاً لحرف قريش، ولِمَا يحتمله رسمه من الأحرف الستة المتبقية؛ وأن القراءات المتواترة ما هي إلا قراءات ضمن حرف قريش، احتملها الرسم العثماني الذي لم يكن منقوطًا ولا مشكولاً حينذاك. كما أن نسبة القراءات السبع إلى القراء السبعة إنما هي نسبة اختيار وشهرة، واتباع للنقل والأثر ليس إلا. والله أعلم بالصواب.
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 05:12]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد استقر بنا المقام في مقال سابق إلى أن القول المعتمد عند علماء القراءات أن المقصود من الأحرف السبعة التي ورد الحديث بها؛ أنها لغات سبع من لغات العرب؛ وأن القراءة التي يقرأ الناس بها اليوم، هي القراءة التي اعتمدها عثمان رضي الله عنه، وأمر زيدًا بجمعها وإرسالها إلى أقطار المسلمين، وأجمع المسلمون عليها خلفًا عن سلف، واستقر العمل عليها فيما بعد.
ثم لسائل أن يسأل بعد هذا: لماذا لم ينزل القرآن على حرف واحد فقط؟ وما هي الحكمة وراء تعدد الأحرف القرآنية؟ والإجابة على هذا السؤال هو المحور الذي يعالجه هذا المقال.
لقد ذكر علماء القراءات العديد من الوجوه التي تبين الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف. ونحن - في مقامنا هذا - نقتطف من تلك الوجوه أوضحها وأظهرها، فمن ذلك:
- الدلالة على حفظ كتاب الله سبحانه من التبديل والتحريف؛ ووجه ذلك أنه على الرغم من نزول القرآن بأكثر من حرف، غير أنه بقي محفوظاً بحفظ الله له، فلم يتطرق إليه تغيير ولا تبديل، لأنه محفوظ بحفظ الله.
- ومن الحِكَم التخفيف عن الأمة والتيسير عليها؛ فقد كانت الأمة التي تشرَّفت بنزول القرآن عليها أمة ذات قبائل كثيرة، وكان بينها اختلاف في اللهجات والأصوات وطرق الأداء ... ولو أخذت كلها بقراءة القرآن على حرف واحد لشقَّ الأمر عليها ... والشريعة مبناها ومجراها على رفع الحرج والتخفيف عن العباد، يقول المحقق ابن الجزري - وهو من أئمة علماء القراءات -: " أما سبب وروده على سبعة أحرف فالتخفيف على هذه الأمة، وإرادة اليسر بها والتهوين عليها وتوسعة ورحمة ... " وقد جاء في الصحيح أن جبريل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه يأمره أن يقرأ القرآن على حرف فطلب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهون على هذه الأمة فأمره أن يقرأه على حرفين فطلب منه التخفيف إلى أن أمره أن يقرأه على سبعه أحرف .. والحديث في "صحيح مسلم ".
- ومنها إظهار فضل هذه الأمة على غيرها من الأمم؛ إذ لم ينزل كتاب سماوي على أمة إلا على وجه واحد، ونزل القرآن على سبعة أوجه، وفي هذه ما يدل على فضل هذه الأمة وخيريتها.
- ومن الحكم أيضًا، بيان إعجاز القرآن للفطرة اللغوية عند العرب، فعلى الرغم من نزول القرآن على لغات متعددة من لغات العرب، غير أن أرباب تلك اللغات وفرسانها لم يستطيعوا مقارعة القرآن ومعارضته، فدلَّ ذلك على عجز الفِطَر اللغوية العربية بمجموعها على الإتيان ولو بآية من مثل آيات القرآن الكريم.
- ثم نضيف فوق ما تقدم فنقول: إن من حِكَم نزول القرآن على تلك الشاكلة تعدد استنباط الأحكام الشرعية، ومسايرتها لظروف الزمان والمكان والتطور .. ولهذا وجدنا الفقهاء يعتمدون في الاستنباط والاجتهاد على علم القراءات - والقراءات جزء من الأحرف السبع التي نزل القرآن عليها - الذي يمدهم بالأحكام الشرعية، ويفتح لهم من الآفاق ما لم يكن كذلك لو نزل القرآن على حرف واحد. وعلى هذا يكون تعدد الأحرف وتنوعها مقام تعدد الآيات.
ونختم مقالنا بالقول: إن تعدد تلك الحروف القرآنية وتنوعها يحمل دلالة قاطعة على أن القرآن الكريم ليس من قول البشر، بل هو كلام رب العالمين؛ فعلى الرغم من نزوله على سبعة أحرف، إلا أن الأمر لم يؤدِ إلى تناقض أو تضاد في القرآن، بل بقي القرآن الكريم يصدق بعضه بعضًا، ويُبيِّن بعضه بعضًا، ويشهد بعضه لبعض، فهو يسير على نسق واحد في علو الأسلوب والتعبير، ويسعى لهدف واحد يتمثل في هداية الناس أجمعين.
وصدق الله القائل في محكم كتابه: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} (النساء:82) فلو كان القرآن مفتعلاً مختلقًا، كما يقوله من يقول من الجهلة والمضللين لوجدوا فيه اختلافًا، أي: اضطرابًا وتضاداً كثيراً، أما وإنه ليس كذلك، تعين بالضرورة أن يكون سالمًا من الاختلاف والتضاد. وهذا مقتضى أن يكون من عند الله سبحانه وتعالى.
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 05:15]ـ
اضيف على ذلك ان العرب كانوا فصحاء فكان من الاستحالة على احدهم ان يلحن في الكلام و لو اراد تعمد ذلك، فكان لابد للتخفيف على الناس من الاحرف السبع.
هذه السبب انتفى بعد اتساع رقعة العالم الاسلامي و اختفاء فصاحة العرب تدريجيا مما دفع عثمان بن عفان على جمع القرآن بحرف قريش
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 05:16]ـ
جمع القرآن في العهد النبوي:
شرَّف الله أمة الإسلام بخصيصة لم تكن لأحد غيرهم، وهي حفظهم لكتاب ربهم عن ظهر قلب. وكان من أسباب حفظ الله لكتابه أن وفَّق هذه الأمة إلى حفظ قرآنها واستظهاره.
وقد تظاهرت الأدلة من السنة على فضل حفظ القرآن واستظهاره. وكان صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يحث أصحابه على حفظ ما ينزل عليه من القرآن، فكان الصحابة يحفظونه بسماعه منه صلى الله عليه وسلم، فهذه أم هشام رضي الله عنها تروي كيف أنها حفظت سورة {ق} من رسول لله صلى الله عليه وسلم، فتقول: (كان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحداً سنتين، وما أخذتُ {ق والقرآن المجيد} إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه مسلم.
وكان من حرصه صلى الله عليه وسلم على تعليم صحابته للقرآن وحفظهم له أنه كان يتعاهد كل من يلتحق بدار الإسلام فيدفعه إلى من يعلمه القرآن، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشغَل، فإذا قَدِمَ رجل مهاجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن " رواه أحمد.
وقد حفظ القرآن الكريم جَمَعٌ من الصحابة يصعب حصرهم، عُرف منهم الخلفاء الراشدون، وطلحة، وسعد، وابن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبو موسى الأشعري، وسالم مولى أبي حذيفة، وعبد الله بن عمر، وغيرهم كثير. وفي حديث قتادة قال: قلت لأنس من جَمَع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أربعة كلهم من الأنصار: أُبي بن كعب، ومعاذ، وزيد بن ثابت، ورجل من الأنصار، يُكنى أبا زيد. متفق عليه.
ومن الصحابيات اللاتي جمعن القرآن أم ورقة رضي الله عنها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرها أن تؤمَّ أهل دارها. والحديث في "مسند" أحمد.
وكان من مزيد عناية النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالقرآن أن اعنتوا بكتابته وتدوينه، كي يكون ذلك حصناً ثانياً لحمايته من الضياع والتغيير. فبعد أن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بحفظ القرآن في صدورهم طلب منهم حفظه في السطور، ونهى في بداية الأمر عن كتابة شيء غير القرآن حتى لا يلتبس بغيره من الكلام.
ففي "صحيح مسلم" من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه) قال النووي في توجيه ذلك: وكان النهي حين خيف اختلاطه بالقرآن، فلما أمن ذلك أذن في الكتابة. وقال ابن حجر: إن النهي خاص بوقت نزول القرآن خشية التباسه بغيره.
وقد بلغ من عناية النبي صلى الله عليه وسلم بتدوين القرآن أنه كان إذا نزل عليه شيء من القرآن دعا أحد كُتَّابه، وأمره بكتابة ما نزل عليه، ففي الحديث عن زيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} (النساء:95) فجاءه ابن أم مكتوم وهو يُمِلُّها عليه. متفق عليه.
وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعملون في كتابة القرآن ما تيسر لهم وما توفر في بيئتهم من أدوات لذلك، فكانوا يستعملون الجلود والعظام والألواح والحجارة ونحوها، كأدوات للكتابة، فعن البراء رضي الله عنه قال: (لما نزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} قال النبي صلى الله عليه وسلم: ادعُ لي زيداً، وليجئ باللوح والدواة والكتف، ثم قال اكتب) رواه البخاري. وفي حديث زيد عندما أمره أبو بكر رضي الله عنه بجمع القرآن قال: (فتتبعتُ القرآن أجمعه من العسب واللحاف والأضلاع والأقتاب) رواه البخاري. والعسب: جريد النخيل. واللحاف: صفائح الحجارة. والأقتاب: الخشب الذي يوضع على ظهر البعير.
هذه الآثار وغيرها تدلنا على عظيم بلاء الصحابة رضي الله عنهم في كتابة القرآن، وما تحملوه من المشاق لتدوينه والحفاظ عليه. وبقي القرآن مكتوباً على هذه الأشياء محفوظاً عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولم يجمع في صحف أو مصاحف في عهده صلى الله عليه وسلم. قال القسطلاني: وقد كان القرآن كله مكتوباً في عهده صلى الله عليه وسلم، غير مجموع في موضع واحد، ولا مرتب السور، وقُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وحال كتابة القرآن على ما ذكرنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولسائل أن يسأل: لماذا لم يَجمع النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في مصحف واحد كما فعل أبو بكر وعثمان فيما بعد؟ وقد أجاب العلماء أن مرد ذلك كان لاعتبارات عدة منها ما يأتي:
- أنه لم يوجد من دواعي كتابته مجموعاً في مصحف مثل واحد ما وجد على عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما.
- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بصدد أن ينزل عليه من الوحي ما قد يكون ناسخاً لبعض آيات القرآن.
- أن القرآن لم ينزل جملة واحدة بل نزَّل مفرقاً، ولم يكن ترتيب الآيات والسور على ترتيب النزول، ولو جُمِعَ القرآن في مصحف واحد وقتئذ لكان عرضة للتغير المصاحف كلها كلما نزلت آية أو سورة.
ومن المسائل التي بحثها العلماء هنا مسألة ترتيب الآيات في السورة، ومسألة ترتيب سور القرآن في المصحف، وحاصل القول في المسألة الأولى، أن الإجماع منعقد على أن ترتيب الآيات في السورة كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا مجال للرأي والاجتهاد فيه، ولم يُعلم مخالف لذلك، والنصوص الدالة على ذلك كثيرة سبق أن ذكرنا بعضاً منها، ونضيف هنا حديث ابن الزبير رضي الله عنه قال: (قلت لعثمان: هذه الآية التي في البقرة {والذين يُتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج} (البقرة:240) قد نسختها الآية الأخرى، فَلِمَ تكتبها، قال: يا ابن أخي، لا أغيِّرُ شيئاً منه في مكانه) رواه البخاري.
أما ترتيب السور، فالقول الأرجح عند أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم فوَّض أمره إلى أمته من بعده، يعني أن هذا الترتيب فعله الصحابة رضي الله عنهم.
وبعد، فهذا جملة القول في مسألة جمع القرآن في عهده صلى الله عليه وسلم، ومنه يتبيَّن أن القرآن قد دُوِّن في عهده صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك ردٌّ على من زعم أن القرآن لم يدون في عهده صلى الله عليه وسلم. نسأله تعالى أن يجعلنا من الحافظين لكتابه والمحافظين عليه، والقائمين عليه حق القيام آمين.
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 05:18]ـ
جمع القرآن في عهد أبي بكر:
توفي النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم لم يُجمع في مصحف واحد مكتوب، وإنما كان متفرقاً في الصدور والألواح ونحوها من وسائل الكتابة، حيث لم تكن ثمة دواع في حياته صلى الله عليه وسلم استدعت جمع القرآن في مصحف واحد.
وبعد أن تولى أبو بكر رضي الله عنه الخلافة كان هناك من الأسباب والبواعث، التي دفعت الصحابة رضي الله عنهم إلى القيام بجمع القرآن في الصحف.
وكان من أولى تلك الدوافع لحوق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، الذي ترتب عليه انقطاع الوحي، فكان ذاك المصاب الجَلَل من البواعث المهمة التي دفعت الصحابة لجمع القرآن.
ثم كانت واقعة اليمامة التي قُتل فيها عدد كبير من الصحابة، وكان من بينهم عدد كبير من القراء، مما دفع عمر رضي الله عنه إلى أن يذهب إلى أبي بكر ويطلب منه الإسراع في جمع القرآن وتدوينه، حتى لا يذهب القرآن بذهاب حفاظه. وهذا الذي فعله أبو بكر رضي الله عنه، بعد أن تردد في البداية في أن يعمل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا شك أن وقعة اليمامة كانت من أهم الأحداث التي حملت الصحابة على تدوين القرآن، وحفظه في المصاحف.
وقد دلت عامة الروايات على أن أول من أمر بجمع القرآن من الصحابة، أبو بكر رضي الله عنه عن مشورة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأن الذي قام بهذا الجمع زيد بن ثابت رضي الله عنه، فقد روى البخاري في "صحيحه" عن زيد رضي الله عنه أنه قال: أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرَّ - أي اشتد وكثر - يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحرَّ القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، إلا إن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن، قال أبو بكر: قلت لعمر كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله صدري، ورأيت الذي رأى عمر. قال زيد: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتَتَبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من
(يُتْبَعُ)
(/)
جمع القرآن، قلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: هو والله خير، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعُسب وصدور الرجال…وكانت الصحف التي جُمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر. رواه البخاري.
والذي عليه أكثر أهل العلم أن أولية أبي بكر رضي عنه في جمع القرآن أولية خاصة، إذ قد كان للصحابة مصاحف كتبوا فيها القرآن أو بعضه، قبل جمع أبي بكر، إلا أن تلك الجهود كانت أعمالاً فردية، لم تظفر بما ظفر به مصحف الصديق من دقة البحث والتحري، ومن الاقتصار على ما لم تنسخ تلاوته، ومن بلوغها حد التواتر، والإجماع عليها من الصحابة، إلى غير ذلك من المزايا التي كانت لمصحف الصديق رضي الله عنه.
ولك أخي الكريم أن تسأل: لماذا وقع اختيار أبي بكر على زيد بن ثابت لجمع القرآن الكريم دون غيره من الصحابة؟ وفي الإجابة نقول: إن مرد ذلك يرجع إلى أسباب منها:
- أنه كان شاباً يافعاً، وهذه الصفات تؤهله للقيام بمثل هذا العمل الصعب، كما أن الشاب لا يكون شديد الاعتداد برأيه، فعند حصول الخلاف يسهل قبوله النصح والتوجيه.
- أن زيداً كان معروفاً بوفرة عقله، وهذا مما يؤهله لإتمام هذه المهمة.
- أن زيداً كان يلي كتابة الوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد شاهد من أحوال القرآن ما لم يشاهده غيره.
- أنه لم يكن متهماً في دينه، فقد كان معروفاً بشدة الورع والأمانة وكمال الخلق والاستقامة في الدين.
- أنه كان حافظاً للقرآن الكريم عن ظهر قلب، وكان حفظه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفق العرضة الأخيرة، فقد رُوي أنه شهد العرضة الأخيرة للقرآن، قال أبو عبد الرحمن السلمي: قرأ زيد بن ثابت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفاه الله فيه مرتين، وإنما سُميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت، لأنه كتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأها عليه وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمد عليه أبو بكر وعمر في جمع القرآن، وولاه عثمان كتابة المصاحف.
وقد شرع زيد في جمع القرآن من الرقاع واللخاف والعظام والجلود وصدور الرجال، وأشرف عليه وعاونه في ذلك أبو بكر وعمر وكبار الصحابة، فعن عروة بن الزبير قال: لما استحرَّ القتل بالقراء يومئذ، فرِقَ أبو بكر على القرآن أن يضيع - أي خاف عليه - فقال لعمر بن الخطاب وزيد ابن ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه. قال ابن حجر: رجاله ثقات مع انقطاعه.
وبهذه المشاركة من الصحابة أخذ هذا الجمع للقرآن الصفة الإجماعية، حيث اتفق عليه الصحابة، ونال قبولهم كافة، فجُمِعَ القرآن على أكمل وجه وأتمه.
ونختم هذا المقال بما رُوي عن علي رضي الله عنه أنه قال: رحمة الله على أبي بكر، كان أعظم الناس أجراً في جمع المصاحف، وهو أول من جمع بين اللوحين، قال ابن حجر: وإذا تأمل المنصف ما فعله أبو بكر من ذلك جزم بأنه يُعدُّ في فضائله، ويُنوِّه بعظيم منقبته، لثبوت قوله صلى الله عليه وسلم: (من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) رواه مسلم. ثم قال: فما جمع أحد بعده إلا كان له مثل أجره إلى يوم القيامة.
وهكذا فإن الله سبحانه قد هيأ لحفظ قرآنه رجالاً حفظوه وحافظوا عليه، تصديقاً لقوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} (الحجر:9) وكان أبو بكر على رأس هؤلاء الرجال الذين اختارهم الله للقيام بهذه المهمة، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجمعنا وإياه في مستقر رحمته، إنه سميع الدعاء.
* ينظر في مادة هذا المقال كتاب (جمع القرآن في مراحله التاريخية) محمد شرعي أبو زيد
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 05:20]ـ
اذن جمع ابو بكر الصديق رضي الله عنه للقرآن كان جمعا لما كتب في العهد النبوي من الواح و عظام فالقرآن محفوظ في صدور الرجال انما اريد بهذا الجمع جمع ما كتب بين يدي الرسول عليه الصلاة و السلام فكان رسول الله عليه الصلاة و السلام عندما ينزل الوحي يدعوا كتاب الوحي لكتابته بين يديه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 05:26]ـ
منهج أبي بكر في جمع القرآن: من كتاب جمع القرآن في مراحله التاريخية من العصر النبوي إلى العصر الحديث:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=76
المبحث الأول: منهج أبي بكر في جمع القرآن
بلغ اهتمام الصحابة ? بالْمحافظة على القرآن الغايةَ القصوى، فمع أنَّهم شاهدوا تلاوة القرآن من النَّبِيّ ? عشرين سنة، ومع أن القرآن كان بالفعل مكتوبًا على عهد النَّبِيّ ?، إلا أنه كان مفرَّقًا، ومع أن تزوير ما ليس منه كان مأمونًا، ومع أن زيد بن ثابت (الذي قام بالجمع) كان هو وغيره من الصحابة يَحفظون القرآن -فقد اتَّبعُوا في جمع القرآن على عهد أبي بكرٍ ? منهجًا دقيقًا حريصًا، أعان على وقاية القرآن من كل ما لَحق النصوص الأخرى من مظنة الوضع والانتحال.
ويُمكن تلخيص ذلك المنهج في النقاط الآتية:
1 - أن يأتي كلُّ من تلَقَّى شيئًا من القرآن من رَسُول اللهِ ? به إلى زيد بن ثابت ومن معه.
ويدل لذلك ما رواه ابن أبي داود من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أن عمر بن الخطاب قام في الناس فقال: من كان تلقى من رَسُول اللهِ ? شيئًا من القرآن فليأتنا به وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح و العُسُب، وكان لا يقبل من أحد شيئًا حتى يشهد شهيدان. (1)
2 - أن لا يُقبل من أحدٍ شيءٌ حتى يشهد عليه شهيدان، أي أنه لم يكن يكتفي بِمجرد وجدان الشيء مكتوبًا حتى يشهد عليه شهيدان.
ويدل على ذلك أثر عمر السابق، وكذلك قول أبي بكرٍ لعمر بن الخطاب ولزيد ابن ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه. (2)
وقد اختلف في المراد بالشهادة هنا:
فقال السخاوي: (3) المراد أنَّهما يشهدان على أنَّ ذلك المكتوب كُتِب بين يدي رَسُول اللهِ ?، أو المراد أنَّهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه التي نزل بِها القرآن.
وقال ابن حجر: وكأن الْمراد بالشاهدين الحفظ والكتاب. (4) ثم ذكر احتمال الوجهين الأولين.
قال السيوطي: أو المراد أنَّهما يشهدان على أن ذلك مِمَّا عُرض على النَّبِيّ ? عام وفاته. (5)
والذي يظهر -والله أعلم- أن المراد الشهادة على كتابته بين يدي النَّبِيّ ?، وأنه مِمَّا عُرض على جبريل في العام الذي توفي فيه رَسُول اللهِ ?، إذ القرآن كان مَحفوظًا في صدور كثير من الصحابة ?، فلو أرادوا الإشهاد على حفظه لوجدوا العشرات.
3 - أن يكتب ما يؤتى به في الصحف.
ويدلُّ عليه قول زيدٍ في حديث جمع القرآن السابق: وَكَانَتِ الصُّحُفُ الَّتِي جُمِعَ فِيهَا الْقُرْآنُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ. (6)
وما في موطَّأ ابن وهب عن ابن عمر قال: جمع أبو بكر القرآن في قراطيس.
وفي مغازي موسى بن عقبة عن الزهري قال: لَمّا أصيب المسلمون باليمامة فزع أبو بكر، وخاف أن يذهب من القرآن طائفة، فأقبل الناسُ بما كان معهم وعندهم، حتى جُمِع على عهد أبي بكر في الورق، فكان أبو بكر أول من جمع القرآن في الصحف. (7)
4 - أن لا يُقبل مِمَّا يُؤتى به إلا ما تحقق فيه الشروط الآتية:
أ- أن يكون مكتوبًا بين يدي النَّبِيّ ?، لا من مُجرد الحفظ، مع المبالغة في الاستظهار والوقوف عند هذا الشرط.
قال أبو شامة: (8) وكان غرضهم ألا يُكتب إلا من عين ما كُتب بين يدي النَّبِيّ ?، لا من مجرد الحفظ. (9)
ب- أن يكون مما ثبت عرضه على النَّبِيّ ? عام وفاته، أي في العرضة الأخيرة.
وذلك أن ما لم يثبت عرضه في العرضة الأخيرة لم تثبت قرآنيته، وقد مرَّ قريبًا احتمال كون الإشهاد على أن المكتوب كان مِمَّا عرض في العرضة الأخيرة.
وعن محمد بن سيرين عن كَثِير بن أفلَحَ قال: لَمَّا أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، فيهم أُبَيُّ بن كعبٍ وزيد بن ثابت، قال: فبعثوا إلى الرَّبعَةِ التي في بيت عُمَرَ، فجِيء بِها، قال: وكان عثمانُ يتعاهدهم، فكانوا إذا تدارءوا في شيء أخَّروه، قال محمد: فقلت لكَثِيرٍ -وكان فيهم فيمن يكتب: هل تدرون لم كانوا يُؤَخِّرونه؟ قال: لا، قال محمد: فظننت أنَّهم إنَّما كانوا يُؤَخِّرونه لينظروا أحدثهم عهدًا بالعرضة الآخرة، فيكتبونَها على قوله. (10)
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - أن تكتب الآيات في سورها على الترتيب والضبط اللذين تلقاهما المسلمون عن النَّبِيّ ?. (11)
وقد التُزم في هذا الجمع كل الضوابط السابقة بدقة صارمة، حتى إنه روي أَنَّ عمر بن الخطاب أتى بآية الرجم، فلم تُقْبل منه؛ لأنه كان وحده.
فقد أخرج ابن أشتة في كتاب المصاحف عن الليث بن سعد، قال: أوَّل من جمع القرآن أبو بكر، وكتبه زيدٌ، وكان الناس يأتون زيد بن ثابت، فكان لا يكتب آية إلا بشاهدي عدل، وإن آخر سورة براءة لم توجد إلا مع خزيْمة بن ثابت، فقال: اكتبوها؛ فإن رَسُول اللهِ ? جعل شهادته بشهادة رجلين، فكتب. وإن عمر أتى بآية الرجم، فلم يكتبها؛ لأنه كان وحده. (12)
المبحث الثاني: مزايا جمع القرآن في عهد أبي بكر ?
كان لِجمع القرآن في عهد أبي بكر ? منزلة عظيمة بين المسلمين، فلم يَحصل خلاف على شيء مِمَّا فيه، وامتاز بِمزايا عديدة، منها: (13)
1. أنه جمع القرآن على أدقِّ وجوه البحث والتحري، وأسلم أصول التثبت العلمي، كما مرَّ بنا في منهج أبي بكر في جمع القرآن.
2. حصول إجماع الأمة على قبوله، ورضى جميع المسلمين به.
3. بلوغ ما جُمِع في هذا الجمع حدّ التواتر، إذ حضره وشهد عليه ما يزيد على عدد التواتر من الصحابة ?.
4. أنه اقتصر في جمع القرآن على ما ثبت قرآنيته من الأحرف السبعة، بثبوت عرضه في العرضة الأخيرة، فكان شاملاً لما بقي من الأحرف السبعة، ولم يكن فيه شيء مِمَّا نُسِخَت تلاوته.
5. أنه كان مرتب الآيات دون السور.
ولقد حظي هذا الجمع المبارك برضى المسلمين، وحصل عليه إجماع الصحابة ?، ولقي منهم العناية الفائقة.
فقد حفظت الصحف التي جُمع فيها القرآن عند أبي بكر ? حتى وفاته، ثم انتقلت إلى عمر ? حتى تُوُفِّي، ثم كانت بعد ذلك عند ابنته حفصة زوج رَسُول اللهِ ?، فطلبها منها عثمان بن عفان ?، فنسخ منها المصاحف إلى الأمصار ثم أرجعها إليها، فكانت الصحف المجموعة في عهد أبي بكر ? هي الأساس لنسخ المصاحف في زمن عثمان ?، وهذا مِمَّا يدل على مكانة هذا الجمع عند الصحابة ?.
قال زيد بن ثابت ?: وَكَانَتِ الصُّحُفُ الَّتِي جُمِعَ فِيهَا الْقُرْآنُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ. (6)
وعن علِيٍّ ? قال: رحمةُ اللهِ على أبي بكرٍ؛ كانَ أعظمَ الناسِ أجرًا في جمع المصاحفِ، وهو أوَّل من جمع بين اللَّوْحَيْنِ. (14)
قال ابن حجر: وإذا تأمَّل المنصف ما فعله أبو بكرٍ من ذلك جزم بأنه يعد في فضائله، ويُنوِّه بعظيم منقبته؛ لثبوت قوله ?: من سنَّ سنة حسنةً فله أجرها وأجر من عمل بِها. (15)
ثم قال: فما جمع القرآن أحدٌ بعده إلا وكان له مثل أجره إلى يوم القيامة. (16)
(1) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عمر بن الخطاب ? القرآن ص 17.
(2) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع أبي بكر القرآن في المصاحف ص 12، قال الحافظ ابن حجر: رجاله ثقات مع انقطاعه. فتح الباري (8/ 630).
(3) هو الشيخ الإمام العلامة، شيخ القراء والأدباء، علم الدين أبو الحسن علي بن محمد، أقرأ الناس دهرًا، وكان إمامًا في العربية، بصيرًا باللغة، عالمًا بالقراءات وعللها، مجودًا لها، بارعًا في التفسير، وكان مع سعة علومه وفضائله دينًا حسن الأخلاق محببًا إلى الناس، وافر الحرمة، ليس له شغل إلا العلم ونشره. توفي سنة 643هـ. سير أعلام النبلاء (23/ 122)، وشذرات الذهب (5/ 222)، والأعلام للزركلي (4/ 332).
(4) فتح الباري (8/ 630).
(5) الإتقان في علوم القرآن (1/ 167)، وانظر أيضًا نفس المرجع (1/ 142).
(6) سبق تخريجه قريبًا.
(7) انظر الإتقان في علوم القرآن (1/ 169)، وذكر هذين الأثرين ابن حجر في فتح الباري (8/ 631)، وأشار إلى أنهما أصح ما نقل فيما جمع فيه القرآن في عهد أبي بكر ?.
(8) عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي الدمشقي، أبو القاسم شهاب الدين، المؤرخ المحدث، ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية، له تصانيف غزيرة، وقد وقفها جميعًا. توفي سنة 665هـ. الأعلام للزركلي (3/ 299).
(9) انظر الإتقان في علوم القرآن (1/ 167)، وفتح الباري (8/ 630).
(10) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان رحمة الله عليه المصاحف ص 33.
(11) انظر فتح الباري (8/ 634).
(يُتْبَعُ)
(/)
(12) انظر الإتقان في علوم القرآن (1/ 167 - 168).
(13) وانظر مناهل العرفان في علوم القرآن (1/ 253).
(14) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف، باب جمع القرآن. ص 11 - 12.
(15) رواه مسلم عن جرير بن عبد الله: باب العلم، باب من سن سنة حسنة. صحيح مسلم مع شرح النووي (16/ 225 - 226).
(16) فتح الباري بشرح صحيح البخاري (8/ 628).
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 05:28]ـ
جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه:
الفصل الأول
الأسباب الباعثة على جمع القرآن الكريم
في عهد عثمان ?
1 - اتساع بلاد المسلمين وتفرق الصحابة فيها
2 - غزو أرمينية وأذربيجان
تَوَلَّى عمرُ بن الخطاب الخلافة بعد وفاة أبي بكرٍ الصديق ?، وامتدّت خلافته عشر سنين، اتسعت فيها بلاد المسلمين، ودان الشرق والغرب لحكمهم، ولَمّا طُعِن عمر بن الخطاب ? سنة ثلاث وعشرين من الهجرة النبوية، وأيقن بدنو الأجل، جعل أمر المسلمين شورى بين ستةٍ من الصحابة، هم: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقّاص، وانتهى أمر الشورى بين هؤلاء الستة إلى اختيار عثمان ?، فتَوَلَّى عثمان بن عفان ? خلافة المسلمين في الأيام الأخيرة من سنة ثلاثٍ وعشرين من الهجرة النبوية (1)
وحدثت في زمنه ? أحداثٌ أدّت إلى التفكير في جمع القرآن مرة ثانية، وإرسال نسخٍ منه إلى الأمصار، وكانت أهم أسباب هذا الجمع:
1 - اتساع بلاد المسلمين وتفرق الصحابة فيها
كانت رقعة بلاد المسلمين قد اتسعت في أيام عمر بن الخطاب ?، حتى وصلت إلى بلاد ما وراء النهر شرقًا، وإلى طرابُلُس غربًا.
وامتدت الفتوحات التي ابتدأها عمر بن الخطاب في أيام عثمان بن عفان، فاستمرت طيلة فترة خلافته، تفتح بلادًا جديدة، وتوطِّد للمسلمين فيما فتح من قبل من البلدان. (2)
وباتساع دولة الإسلام كثُر المسلمون، وتفرق الصحابة في الأمصار، يدعون إلى الله، ويعلِّمون العلم، ويُقرِئون القرآن.
وكان الناس يقرؤون كما عُلِّموا، فأهل الشام يقرؤون بقراءة أبي بن كعب، وأهل الكوفة يقرؤون بقراءة عبد الله بن مسعود، وأهل البصرة يقرؤون بقراءة أبي موسى الأشعري، وهكذا. (3)
فعن حذيفة قال: أهل البصرة يقرؤون قراءة أبي موسى، وأهل الكوفة يقرؤون قراءة عبد الله. (4)
وكان هؤلاء القراء من الصحابة ? قد شهدوا نزول القرآن، وسمعوه من النَّبِيّ ?، وعلموا وجوه قراءته، ولم يكن شيءٌ من ذلك لِمن تعلَّم منهم في الأمصار، فكانوا إذا اجتمع الواحد منهم مع من قرأ على غير الوجه الذي قرأ عليه يعجبون من ذلك، وينكر بعضهم على بعض، وقد يصل الأمر إلى تأثيم أو تكفير بعضهم البعض.
عن يزيد بن معاوية النخعي قال: إني لفي المسجد زمنَ الوليد بن عقبة في حلْقةٍ فيها حذيفة، إذ هَتَفَ هاتفٌ: مَن كانَ يقرأ على قراءة أبي موسى فليأتِ الزاويةَ التي عند أبواب كِنْدةَ، ومن كان يقرأ على قراءة عبد الله بن مسعودٍ فليأتِ هذه الزاويةَ التي عند دار عبد الله، واختلفا في آية من سورة البقرة، قرأ هذا: (وأتِمُّوا الحج والعمرة للبيت)، وقرأ هذا:} وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للهِ {، (5) فغضب حذيفةُ واحمرَّت عيناه، ثم قام ففرز قميصَهُ في حُجْزَتِهِ (6) وهو في المسجد، وذاك في زمن عثمان، فقال: إمَّا أن يَرْكبَ إلىَّ أميرُ المؤمنين، وإمَّا أن أرْكبَ، فهكذا كان مَن قبلَكم … (7)
عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ أنَّ عثمان قال: فقد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خيرٌ من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كُفْرًا. (8) قلنا: فماذا ترى؟ قال: نرى أن نجمع الناس على مصحفٍ واحدٍ، فلا تكون فرقةٌ، ولا يكون اختلافٌ. قلنا: فنعم ما رأيت. (9)
وانتشرت حلقات تعليم القرآن، فانتقل الخلاف إلى الغلمان والمعلمين، فخطَّأ بعضهم بعضًا، وأنكر بعضهم قراءة بعض.
فعن أبي قلابة قال: لَمَّا كان في خلافة عثمان، جعل الْمعلِّم يُعلِّم قراءةَ الرَّجل، والمعلِّم يُعلِّم قراءةَ الرَّجل، فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون، حتى ارتفع ذلك إلى المعلِّمين، قال: حتى كَفَر بعضهم بقراءة بعضٍ، فبلغ ذلك عثمان، فقام خطيبًا، فقال: أنتم عندي تختلفون وتلحنون، فمن نأى عني من الأمصار أشدُّ فيه اختلافًا ولحنًا. اجتمعوا يا أصحاب محمدٍ، فاكتبوا للناس إمامًا. (10)
(يُتْبَعُ)
(/)
والظاهر أن هذه الأحداث كانت قبل غزو أرمينية وأذربيجان، ولَمَّا وقع ما وقع من الخلاف الشديد والفتنة العظيمة بين المسلمين في غزو أرمينية وأذربيجان، تأكدت الحاجة إلى جمع جديد للقرآن، يُلَمُّ به شمل المسلمين، وتجتثُّ به جذور تلك الفتنة.
قال الحافظ ابن حجر: وهذه القصة لحذيفة يظهر لي أنَّها كانت متقدمة على القصة التي وقعت له في القراءة، (11) فكأنه لَمَّا رأى الاختلاف أيضًا بين أهل الشام والعراق، اشتدَّ خوفه، فركب إلى عثمان، وصادف أن عثمان أيضًا وقع له نحو ذلك. (12)
2 - غزو أرمينية (13) وأذربيجان (14)
في عام خمس وعشرين من الهجرة النبوية اجتمع أهل الشام وأهل العراق في غزو أرمينية وأذربيجان.
قال الذهبي: جاشت الروم، حتى استمدَّ أمراء الشام من عثمان مددًا، فأمدَّهم بثمانية آلافٍ من العراق. (15)
وكان أمير جند الشام في ذلك العسكر حبيب بن مسلمة الفهري، وكان أمير جند العراق سلمان بن ربيعة الباهلي، وكان حذيفةُ بن اليمان من جملة من غزا معهم، وكان على أهل المدائن من أعمال العراق. (16)
وكان أهل الشام يقرؤون بقراءة أبي بن كعب، وكان أهل العراق يقرؤون بقراءة عبد الله بن مسعود، فتنازع أهل الشام وأهل العراق في القراءة، حتى خطَّأ بعضهم بعضًا، وأظهر بعضهم إكفار بعضٍ، والبراءة منه، وكادت تكون فتنة عظيمة.
وكان السبب وراء هذا الخلاف عدم مشاهدة هؤلاء نزولَ القرآن، وبُعْدهم عن معاينة إباحة قراءته بأوجه مختلفة، فظنَّ كلٌّ منهم أن ما يقرأ به غيره خطأ لا يَجوز في كتاب الله، فكادت تكون تلك الفتنة.
قال مكي بن أبي طالب: وكان قد تعارف بين الصحابة على عهد النَّبِيّ ?، فلم يكن ينكر أحدٌ ذلك على أحدٍ، لمشاهدتهم من أباح ذلك، وهو النَّبِيّ ?، فلمَّا انتهى ذلك الاختلاف إلى ما لم يعاين صاحبَ الشرع، ولا علِم بِما أباح من ذلك، أنكر كلُّ قومٍ على الآخرين قراءتَهم، واشتد الْخصام بينهم. (17)
رأى هذا الخلاف العظيم حذيفة بن اليمان، إضافةً إلى ما رآه من الاختلاف بين الناس في القراءة في العراق، ففزع إلى عثمان بن عفان، وأنذره بالخطر الداهم، وانضم ذلك إلى ما عاينه عثمان ? من الخلاف بين المعلمين وكذلك بين الغلمان، فصدّق ذلك ما كان استنبطه من أن من كان أبعد من دار الخلافة بالمدينة فهو أشدُّ اختلافًا.
عن ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ، وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّأْمِ فِي فَتْحِ أَرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلاَفُهُمْ فِي الْقِرَاءةِ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَانَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَدْرِكْ هَذِهِ الأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْكِتَابِ اخْتِلاَفَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى. (18)
وعن زيد بن ثابت أنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ مِنْ غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَلَمْ يَدْخُلْ بَيْتَهُ حَتَّى أَتَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَدْرِكْ النَّاسَ! فَقَالَ عُثْمَانُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: غَزَوْت فَرْجَ أَرْمِينِيَةَ، فَحَضَرَهَا أَهْلُ الْعِرَاقِ وَأَهْلُ الشَّامِ، فَإِذَا أَهْلُ الشَّامِ يقرؤون بِقِرَاءةِ أُبَيٍّ، فَيَأْتُونَ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ أَهْلُ الْعِرَاقِ، فَيُكَفِّرُهُمْ أَهْلُ الْعِرَاقِ، وَإِذَا أَهْلُ الْعِرَاقِ يقرؤون بِقِرَاءةِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَيَأْتُونَ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ أَهْلُ الشَّامِ، فَيُكَفِّرُهُمْ أَهْلُ الشَّامِ. قَالَ زَيْدٌ: فَأَمَرَنِي عُثْمَانُ أَنْ أَكْتُبَ لَهُ مُصْحَفًا. (19)
فكانت هذه الْحادثة هي أهم الأسباب التي بعثت على جمع القرآن في زمن عثمان، فقد أكدت ما ظنه ? من أن أهل الأمصار أشد اختلافًا مِمَّن كان بدار الخلافة بالْمدينة وما حولَها.
(1) انظر: التاريخ الإسلامي (الخلفاء الراشدون) (3/ 190)، (3/ 234).
(2) انظر: التاريخ الإسلامي (الخلفاء الراشدون) (3/ 190)، (3/ 234).
(3) انظر تأويل مشكل الآثار (4/ 193)، وفتح الباري (8/ 633 - 634)، ومناهل العرفان (1/ 255).
(4) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف. باب كراهية عبد الله بن مسعود ذلك. ص 20.
(5) سورة البقرة من الآية 196.
(6) الحُجْزة موضع شدّ الإزار، وهو الوسط .. النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 344).
(7) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف ص 18.
(8) عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ? قَالَ: نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، عَلَى أَيِّ حَرْفٍ قَرَأْتُمْ فَقَدْ أَصَبْتُمْ، فَلاَ تَتَمَارَوْا فِيهِ فَإِنَّ الْمِرَاءَ فِيهِ كُفْرٌ. رواه أحمد في مسنده: مسند الشاميين (5/ 232) ح17364.
(9) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان المصاحف ص 30. قال الحافظ ابن حجر: بإسناد صحيح. فتح الباري (8/ 634).
(10) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان المصاحف ص 28 - 29.
(11) يعني في غزو أرمينية وأذربيجان.
(12) فتح الباري (8/ 634).
(13) قال ابن حجر: وأرمينية بفتح الهمزة عند ابن السمعاني، وبكسرها عند غيره … وبسكون الراء، وكسر الميم، بعدها تحتانية ساكنة، ثم نون مكسورة، ثم تحتانية مفتوحة خفيفة، وقد تثقل، قاله ياقوت. فتح الباري (8/ 632). وهي صقع عظيم في جهة الشمال، ومن مدائنها تفليس. معجم البلدان (1/ 191).
(14) بالفتح ثم السكون، وفتح الراء، وكسر الباء الموحدة، وياء ساكنة، وجيم. إقليم مشهورٌ بنواحي جبال العراق، غربي أرمينية. معجم البلدان (1/ 155 - 156).
(15) تاريخ الإسلام - عهد الخلفاء الراشدين ص 309.
(16) انظر فتح الباري (8/ 632)، والبداية والنهاية (7/ 150).
(17) انظر الإبانة عن معاني القراءات ص 48 - 49.
(18) رواه البخاري في صحيحه: كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن (8/ 626) ح 4987.
(19) رواه الطحاوي في تأويل مشكل الآثار، باب بَيَانُ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ ? مِنْ قَوْلِهِ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ. (4/ 193). وذكره الحافظ في الفتح (8/ 633).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 05:30]ـ
الفصل الثاني
من قام بجمع القرآن الكريم
في عهد عثمان ?
انعقد عزم الصحابة ? -بعد ما رأوا من اختلاف الناس في القراءة- على أن يجمعوا القرآن، ويرسلوا منه نُسَخًا إلى الأمصار، لتكون مرجعًا للناس يرجعون إليه عند الاختلاف.
فانتدب عثمان بن عفان ? لذلك اثني عشر رجلاً، وأمرهم بأن يكتبوا القرآن في الْمصاحف، وأن يرجعوا عند الاختلاف إلى لغة قريش.
عن محمد بن سيرين عن كَثِير بن أفلَحَ قال: لَمَّا أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، فيهم أُبَيُّ بن كعبٍ وزيد بن ثابت. (1)
والذي يظهر أن عثمان ? انتدب رجلين فقط أول الأمر، هما زيد بن ثابت وسعيد بن العاص.
كما جاء عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ -في قصة جمع القرآن زمن عثمان- أنه قال: فقيل: أيُّ الناس أفصح؟ وأي الناس أقرأُ؟ قالوا: أفصح الناس سعيد بن العاص، وأقرؤهم زيد بن ثابت. فقال عثمان: ليكتبْ أحدهُما ويُملي الآخر، ففعلا، وُجمِع الناسُ على مصحفٍ. (2)
قال الحافظ ابن حجر: بإسنادٍ صحيح. (3)
فالظاهر أنَّهم اقتصروا عليهما أول الأمر للمعنى المذكور في هذا الأثر، ثم لَمَّا احتاجوا إلى من يساعد في الكتابة بِحسب الحاجة إلى عدد المصاحف التي تُرسل إلى الآفاق أضافوا إلى زيدٍ وسعيدٍ عبدَ الله بنَ الزبير وعبدَ الرحمن بنَ الحارث بن هشام.
فعَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُثْمَانَ دَعَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَنَسَخُوهَا (4) فِي الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا ذَلِكَ. (5)
ثم أضافوا بعد ذلك آخَرِينَ بحسب ما كانوا يحتاجون إليه من الإملاء والكتابة، وكان منهم أبيُّ بن كعب الذي احتاجوا إليه للاستظهار، كما ورد في رواية محمد بن سيرين السابقة.
وقد وقع في الروايات الواردة تسمية تسعةٍ من هؤلاء الاثني عشر رجلاً، وهم:
1 - زَيْد بْن ثَابِتٍ.
2 - عَبْد اللهِ بْن الزُّبَيْرِ.
3 - سَعِيد بْن الْعَاصِ. (6)
4 - عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ. (7)
وهؤلاء هم الأربعة المذكورون في حديث أنسبن مالك السابق قريبًا.
5 - أبي بن كعب، كما في حديث كثير المتقدم أيضًا.
6 - أنس بن مالك.
7 - عبد الله بن عباس. (8)
8 - مالك بن أبي عامر، (9) جد مالك بن أنس، ثبت ذلك من روايته. (10)
وقال الإمام مالك بن أنس: كان جدِّي مالك بن أبي عامرٍ مِمَّن قرأ في زمان عثمان، وكان يُكتبه المصاحفَ. (11)
9 - كثير بن أفلح، (12) كما في حديث ابن سيرين المتقدم.
وفيه قول محمد بن سيرين: فقلت لكَثِيرٍ -وكان فيهم (فيمن يكتب): هل تدرون لم كانوا يُؤَخِّرونه؟ قال: لا، قال محمد: فظننت أنَّهم إنَّما كانوا يُؤَخِّرونه لينظروا أحدثهم عهدًا بالعرضة الآخرة، فيكتبونَها على قوله. (13)
وقد روي عن أبي المليح عن عثمان ? أنه حين أراد أن يكتب المصحف قال: تُمِلُّ (14) هُذيلٌ، وتكتبُ ثَقِيفٌ. (15)
وعن عمر بن الخطاب أنه قال: لا يُمْلِيَنَّ في مصَاحِفِنا إلاَّ غِلمانُ قُرَيشٍ وثَقِيفٍ. (16)
أما الأثر الوارد عن عمر بن الخطاب، فلا مدخل له هنا، إذ عمر قد مات قبل أن تكتب المصاحف في عهد عثمان ?.
وأما الأثر الوارد عن عثمان، فإنه منقطعٌ؛ لأن أبا المليح لم يلق عثمان، (17) كما أن فيه نَكارةٌ، لأنه مخالف للواقع، فليس فيمن ورد تسميتهم في الروايات أحدٌ من ثَقِيفٍ أو هُذَيْلٍ، بل كلهم إما قُرَشِيٌّ، وإمَّا أنصاريٌّ. (18)
ومِمَّن ورد تسميتهم أيضًا فيمن شارك في هذا الجمع بالكتابة أو الإملاء:
عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبان بن سعيد بن العاص. (19)
وأبان بن سعيد بن العاص، هو عمُّ سعيد بن العاص - أحد الأربعة الذين اختيروا للجمع، وقد ورد أنه شارك في هذا الجمع:
(يُتْبَعُ)
(/)
فعن عُمارة بن غَزِيَّة عن ابن شهابٍ عن خارجة بن زيدٍ عن زيد بن ثابت أنَّهُ قَالَ: فَأَمَرَنِي عُثْمَانُ أَنْ أَكْتُبَ لَهُ مُصْحَفًا. وَقَالَ إنِّي جَاعِلٌ مَعَك رَجُلاً لَبِيبًا فَصِيحًا، فَمَا اجْتَمَعْتُمَا عَلَيْهِ فَاكْتُبَاهُ، وَمَا اخْتَلَفْتُمَا فِيهِ فَارْفَعَاهُ إلَيَّ، فَجَعَلَ مَعَهُ أَبَانَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ. (20)
وأبان بن سعيد بن العاص قتل في سنة اثنتي عشرة يوم أجنادين، قبل وفاة أبي بكر بقليل، أو سنة أربع عشرة يوم مرْج الصُّفْر، في صدر خلافة عمر، وقيل إنه توفي سنة تسع وعشرين، والأول قول أكثر أهل النسب. (21)
قال الحافظ: ووقع في رواية عُمارة بن غَزِيَّة "أبان بن سعيد بن العاص" بدل "سعيد"، قال الخطيب: ووهِم عُمارة في ذلك؛ لأن أبان قُتِل بالشام في خلافة عمر، ولا مدخل له في هذه القصة، والذي أقامه عثمان في ذلك هو سعيد بن العاص - ابن أخي أبان المذكور اهـ. (22)
(1) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان رحمة الله عليه المصاحف ص 33، وأورده الحافظ ابن كثير من طريق ابن أبي داود، وقال: إسناده صحيح. فضائل القرآن ص 45.
(2) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان المصاحف ص 30.
(3) فتح الباري (8/ 634).
(4) يعني الصحف التي كتبت في عهد أبي بكرٍ ?.
(5) رواه البخاري في صحيحه: كتاب المناقب باب نزل القرآن بلسان قريشٍ (6/ 621) ح 3506.
(6) هو سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، له صحبة، توفي النَّبِيّ ? وله تسع سنين، وكان أميرًا شريفًا، ذا حلم وعقل يصلح للخلافة، ولي إمرة المدينة لمعاوية ? ثم ولي إمرة الكوفة، وغزا طبرستان ففتحها، وكان أحد من ندبهم عثمان ? لكتابة المصاحف؛ لفصاحته وشبه لهجته بلهجة رَسُول اللهِ ?، مات سنة سبع أو ثمان وخمسين. سير أعلام النبلاء للذهبي (3/ 444)، وطبقات ابن سعد (5/ 30)، وأسد الغابة في معرفة الصحابة (2/ 391).
(7) من أشراف بني مخزوم، توفي النَّبِيّ ? وهو ابن عشر سنين، وكان من نبلاء الرجال، ومن فضلاء المسلمين وخيارهم علمًا ودينًا وعلو قدرٍ، شهد الجمل مع عائشة، وكان صهرًا لعثمان. توفي في خلافة معاوية. أسد الغابة (3/ 327)، وسير أعلام النبلاء (3/ 484).
(8) قال الحافظ ابن حجر عن مشاركة ابن عباس وأنس بن مالك في الكتابة: وقع ذلك في رواية إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن ابن شهاب. فتح الباري (8/ 635).
(9) من كبار التابعين وعلمائهم، وأبوه أبو عامر بن عمرو بن الحارث، صحابي شهد المغازي كلها ما خلا بدرًا، وهو أحد الذين حملوا الخليفة عثمان بن عفان ? ليلاً إلى قبره. تهذيب التهذيب (10/ 19).
(10) انظر المصاحف لابن أبي داود ص 29.
(11) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان المصاحف ص 34.
(12) مولى أبي أيوب الأنصاري، قُتِل في وقعة الحرة سنة 63هـ. شذرات الذهب (1/ 71).
(13) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان رحمة الله عليه المصاحف ص 33، وأورده الحافظ ابن كثير من طريق ابن أبي داود، وقال: إسناده صحيح. فضائل القرآن ص 45.
(14) أي تُملي، قال تعالى:} فليكتب وليُمْلِلِ الذي عليه الحقُّ {. البقرة 282. قال الجوهري في الصحاح: وأملَّ عليه أيضًا، بمعنى أملى. يُقال: أمللتُ عليه الكتابَ. الصحاح (ملل) (5/ 1821).
(15) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان المصاحف ص 34.
(16) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف: باب جمع عمر بن الخطاب ? القرآن في المصحف ص 17.
(17) انظر ترجمته في تهذيب الكمال (34/ 316 - 317).
(18) انظر فتح الباري (8/ 635).
(19) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 258، شيخ القراء محمد بن علي بن خلف الحسيني الشهير بالحداد في كتابه: الكواكب الدرية ص 21.
(20) رواه الطحاوي في تأويل مشكل الآثار. (4/ 193).
(21) أسد الغابة في معرفة الصحابة (1/ 47).
(22) فتح الباري (8/ 635)، وانظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/ 39).
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 05:31]ـ
منهج جمع القرآن
في عهد عثمان ? ومزاياه
المبحث الأول: منهج عثمان في جمع القرآن
1 - عمل عثمان t في جمع القرآن
2 - خطة العمل
المبحث الأول: منهج عثمان في جمع القرآن
1 - عمل عثمان ? في جمع القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
كان المقصود من جمع القرآن زمن عثمان قطع دابر الفتنة التي طرأت على المسلمين من الاختلاف في كتاب الله، بجمع وتحديد الأوجه المتواترة المجمع عليها في تلاوة القرآن، وإبعاد كل ما لم تثبت قرآنيته، سواء بنسخ، أو بأن لم يكن قرآنًا أصلاً.
قال القاضي الباقلاني: لم يقصد عثمانُ قَصْدَ أبي بكرٍ في جمع نفس القرآن بين لوحين، وإنما قصد جمعَهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النَّبِيّ ?، وإلغاء ما ليس كذلك، وأخْذَهُم بِمصحفٍ لا تقديم فيه ولا تأخير، ولا تأويل أُثبِت مع تنزيلٍ، ولا منسوخ تلاوته كُتِبَ مع مُثْبَت رسمه ومفروضٍ قراءتُه وحفظُه؛ خشية وقوع الفساد والشبهة على من يأتي بعد. (1)
فأراد عثمان ? أن ينسخ من الصحف التي جمعها أبو بكر ? مصاحف مجمعًا عليها تكون أئمة للناس في تلاوة القرآن.
قال ابن حزم: خشي عثمان ? أن يأتي فاسقٌ يسعى في كيد الدين، أو أن يهِمَ واهمٌ من أهل الخير، فيبدِّل شيئًا من المصحف، فيكون اختلاف يؤدي إلى الضلال، فكتب مصاحف مجمعًا عليها، وبعث إلى كل أفق مصحفًا، لكي -إن وهم واهمٌ، أو بدَّل مبدِّل- رُجِع إلى المصحف المجمع عليه، فانكشف الحق، وبطل الكيد والوهم. (2)
فلم يكن قصد عثمان جمع ما ليس مجموعًا، فقد كان القرآن زمن الصديق قد جُمِع، وإنما قصَدَ نسخَ ما كان مجموعًا منه زمن الصديق في مصاحف يقتدي بِها المسلمون.
قال النووي: خاف عثمان ? وقوع الاختلاف المؤدي إلى ترك شيء من القرآن، أو الزيادة فيه، فنسخ من ذلك المجموع الذي عند حفصة، الذي أجمعت الصحابة عليه مصاحفَ، وبعث بِها إلى البلدان، وأمر بإتلاف ما خالفها، وكان فعله هذا باتفاق منه ومن علي بن أبي طالب، وسائر الصحابة، وغيرهم ?.ـ (3)
قال البيهقي: ثم نسخ (زيدٌ) ما جمعه في الصحف (في عهد أبي بكر) في مصاحف بإشارة عثمان بن عفان ? على ما رسم المصطفى ?.ـ (4)
2 - خطة العمل
شرع الصحابة الموكلون بجمع القرآن في كتابة المصحف الإمام، الذي نسخوا منه بعد ذلك المصاحف المرسلة إلى الأمصار، وكان الخليفة عثمان ? يتعاهدهم ويشرف عليهم، وكان الموجودون من الصحابة جميعًا يشاركون في هذا العمل.
ويُمكن أن يلخص منهج الجمع العثماني فيما يأتي:
1 - الاعتماد على جمع أبي بكر الصديق ?، ويظهر هذا جليًّا في طلب عثمان ? الصحف التي جمع فيها أبو بكرٍ القرآن من حفصة -رضي الله عنها، وقد كانت هذه الصحف -كما مرَّ- مستندةً إلى الأصل المكتوب بين يدي النَّبِيّ ?.
وبذلك ينسد باب القالة، فلا يزعم زاعم أن في الصحف المكتوبة في زمن أبي بكر ما لم يُكتب في المصحف العثماني، أو أنه قد كتب في مصاحف عثمان ما لم يكن في صحف أبي بكر. (5)
عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: … فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ: أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ، فَأَرْسَلَتْ بِها حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ، فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ. (6)
2 - أن يتعاهد لجنة الجمع ويشرف عليها خليفة المسلمين بنفسه:
فعن كَثِير بن أفلَحَ قال: لَمَّا أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، فيهم أُبَيُّ بن كعبٍ وزيد بن ثابت، قال: فبعثوا إلى الرَّبْعَةِ (7) التي في بيت عُمَرَ، فجِيء بِها، قال: وكان عثمانُ يتعاهدهم. (8)
3 - أن يأتي كلُّ مَن عنده شيءٌ من القرآن سمعه من الرَّسُول ? بِما عنده، وأن يشترك الجميع في علم ما جُمِع، فلا يغيب عن جمع القرآن أحدٌ عنده شيء منه، ولا يرتاب أحدٌ فيما يودَع المصحف، ولا يُشَكُّ في أنه جمِع عن ملأٍ منهم. (9)
ويدل على ذلك ما صحَّ عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ أنه قال: يا أيها الناسُ، لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيرًا في المصاحف وإحراق المصاحف، فوالله ما فَعَلَ الذي فَعَلَ في المصاحفِ إلاَّ عن ملأٍ منَّا جميعًا، فقال: ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خيرٌ من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كُفْرًا. قلنا: فماذا ترى؟ قال: نرى أن نجمع الناس على مصحفٍ واحدٍ، فلا تكون فرقةٌ، ولا يكون اختلافٌ. قلنا: فنعم ما رأيت. (10)
(يُتْبَعُ)
(/)
وورد كذلك أن عثمان ? دعا الناس إلى أن يأتوا بِما عندهم من القرآن المكتوب بين يدي النَّبِيّ ?، وأنه كان يستوثق لذلك أشد الاستيثاق.
فعن مصعب بن سعد قال: قام عثمان ? فخطب الناس فقال: أيها الناس! عهدكم بنبيكم منذ ثلاث عشرة سنةً، وأنتم تَمترون في القرآن… فأَعْزِم على كل رجل منكم ما كان معه من القرآن شيءٌ لَمَا جاء به، وكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن، حتى جمع من ذلك كثرةً، ثم دخل عثمان، فدعاهم رجلاً رجلاً، فناشدهم: لَسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ ?، وهو أملاه عليك؟ فيقول: نعم. (11)
4 - الاقتصار عند الاختلاف على لغة قريش.
كما جاء في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا. (12)
والمقصود من الجمع على لغة واحدة: الجمع على القراءة المتواترة المعلوم عند الجميع ثبوتُها عن النَّبِيّ ?، وإن اختلفت وجوهها، حتى لا تكون فرقةٌ ولا اختلاف، فإن ما يعلم الجميع أنه قراءة ثابتة عن رَسُول اللهِ ? لا يختلفون فيها، ولا ينكر أحدٌ منهم القراءة بِها.
قال أبو شامة: يحتمل أن يكون قوله: نزل بلسان قريش، أي: ابتداء نزوله، ثم أبيح أن يقرأ بلغة غيرهم. (13)
فلعلَّ عثمان ? عندما جمع القرآن رأى الحرف الذي نزل القرآن أولاً بلسانه أولى الأحرف، فحمل الناس عليه عند الاختلاف. (14)
وقد اختلف الصحابة في كلمة (التابوت) هل هي بالتاء أم بالهاء.
كما قال الزهري: واختلفوا يومئذٍ في (التابوت) و (التابوه)، فقال النفر القرشيون: (التابوت)، وقال زيدٌ: (التابوه)، فرُفِع اختلافهم إلى عثمان، فقال: اكتبوه (التابوت)، فإنه بلسان قريشٍ. (15)
على أنه قد ورد أن الذي رأى أنَّها بالتاء هو زيدٌ، كما روى الطحاوي عن زيد ابن ثابت أنَّه لَمَّا بَلَغَ:} إنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ {، (16) قَالَ زَيْدٌ: فَقُلْت أَنَا: (التَّابُوتُ)، فَرَفَعْنَا ذَلِكَ إلَى عُثْمَانَ، فَكَتَبَ (التَّابُوتُ). (17)
5 - أن يُمنع كتابة ما نُسخت تلاوته، وما لم يكن في العرضة الأخيرة، وما كانت روايته آحادًا، وما لم تُعلم قرآنيته، أو ما ليس بقرآن، كالذي كان يكتبه بعض الصحابة في مصاحفهم الخاصة، شرحًا لمعنىً، أو بيانًا لناسخ أو منسوخٍ، أو نحو ذلك. (18)
ومِمَّا يدل لذلك ما ورد عن محمد بن سيرين عن كَثِير بن أفلَحَ قال: فكانوا إذا تدارؤوا في شيء أخَّروه، قال محمد: فقلت لكَثِيرٍ -وكان فيهم (فيمن يكتب): هل تدرون لم كانوا يُؤَخِّرونه؟ قال: لا. قال محمد: فظننت أنَّهم إنَّما كانوا يُؤَخِّرونه لينظروا أحدثهم عهدًا بالعرضة الآخرة، فيكتبونَها على قوله. (19)
6 - أن يشتمل الجمع على الأحرف التي نزل بِها القرآن، والتي ثبت عرضها في العرضة الأخيرة (20) مع مراعاة ما يأتي:
أ- عند كتابة اللفظ الذي تواتر النطق به على أوجهٍ مختلفةٍ عن النَّبِيّ ?، يبقيه الكَتَبَةُ خاليًا عن أية علامة تقصِر النطق به على وجه واحد؛ لتكون دلالة المكتوب على كلا اللفظين المنقولين المسموعين متساوية، (21) فتكتب هذه الكلمات برسم واحدٍ في جميع المصاحف، محتمل لما فيها من الأوجه المتواترة، ومن أمثلة ذلك:
1 - قوله تعالى:} كَيْفَ نُنْشِزُهَا {، (22) بالزاي المنقوطة، فقد قرأها أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب} نُنْشِرُهَا {، بالراء المهملة. (23)
2 - وقوله ?:} هُنَالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ {، (24) بالباء الموحدة من البلوى، فقد قرأ حمزة والكسائي وخلف:} هُنَالِكَ تَتْلُوا كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ {، بالتاء المثناة من التلاوة، مكان الباء الموحدة. (25)
3 - وقوله تعالى:} فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ {، (26) بفتح العين والميم، فقد قرأ حمزة والكسائي وخلف وشعبة:} فِي عُمُدٍ مُمَدَّدَةٍ {، بضم العين والميم. (27)
(يُتْبَعُ)
(/)
ب- ما لا يحتمله الرسم الواحد، كالكلمات التي تضمنت قراءتين أو أكثر، ولم تنسخ في العرضة الأخيرة، ورسمُها على صورة واحدة لا يكون محتملاً لما فيها من أوجه القراء، فمثل هذه الكلمات ترسم في بعض المصاحف على صورة تدل على قراءة، وفي بعضها برسم آخر يدل على القراءة الأخرى. (28)
ولم يكتب الصحابة تلك الكلمات برسمين أحدهما في الأصل والآخر في الحاشية؛ لئلا يُتَوَهَّم أن الثاني تصحيحٌ للأول، وأن الأول خطأ، وكذلك لأن جعل إحدى القراءات في الأصل والقراءات الأخرى في الحاشية تحكُّمٌ، وترجيحٌ بلا مرجِّح؛ إذ إنَّهم تلقَّوْا جميع تلك الأوجه عن النَّبِيّ ?، وليست إحداها بأولى من غيرها. (29)
ومن الأمثلة على ذلك:
1 - قوله تعالى:} وقالوا اتخذ الله ولدًا {، (30) فقد قرأها عبد الله بن عامرٍ الشامي:} قالوا اتخذ الله ولدًا {بغير واو. وهي كذلك في مصاحف أهل الشام. (31)
2 - قوله ?:} وَوَصَّى بِها إِبْرَاهِيمُ {، (32) فقد قرأها أبو جعفرٍ، ونافعٌ، وابن عامرٍ:} وَأَوْصَى بِها إِبْرَاهِيمُ {من الإيصاء. وقد رسمت في مصاحف أهل المدينة والشام بإثبات ألف بين الواوين. قال أبو عبيد: وكذلك رأيتها في الإمام مصحف عثمان ?، ورسمت في بقية المصاحف بواوين قبل الصاد، من غير ألفٍ بينهما. (33)
3 - وقوله تعالى:} وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ {، (34) فقد قرأها عبد الله بن كثير المكي:} وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ {، بزيادة (مِنْ) قبل (تَحْتِهَا). وهي كذلك في المصحف المكي، وفي بقية المصاحف بحذفها. (35)
4 - وقوله تعالى:} وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ {، (36) في قراءة أبي جعفر، ونافع، ورواية حفص عن عاصم بِهاء بعد الياء في (تَشْتَهِيهِ)، وقد قرأها بقية القراء:} وَفِيهَا مَا تَشْتَهِي الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ {، دون الهاء الأخيرة. (37)
قال أبو عمرو الداني: في مصاحف أهل المدينة والشام (تَشْتَهِيهِ) بِهاءين، ورأيت بعض شيوخنا يقول: إن ذلك كذلك في مصاحف أهل الكوفة، وغلط.
وقال أبو عبيد: وبِهاءين رأيته في الإمام. وفي سائر المصاحف (تَشْتَهِي) بِهاء واحدة اهـ. (38)
7 - بعد الفراغ من كتابة المصحف الإمام يراجعه زيد بن ثابت، ثم يراجعه عثمان ? بنفسه.
عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: فَقَدْتُ آيَةً مِنَ الأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْنَا الْمُصْحَفَ، قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ ? يَقْرَأُ بِها، فَالْتَمَسْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ} مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ {، (39) فَأَلْحَقْنَاهَا فِي سُورَتِهَا فِي الْمُصْحَفِ. (40)
كانت هذه هي المراجعة الأولى لزيدٍ ?، ويظهر من الروايات أنه عرضه مرتين أخريين، فأظهرت الثانية الاختلاف في لفظ (التابوت)، ولم تكشف الثالثة عن شيء.
فعن زيد بن ثابت أنَّه لَمَّا بَلَغَ:} إنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ {قَالَ زَيْدٌ: فَقُلْت أَنَا: التَّابُوتُ، فَرَفَعْنَا ذَلِكَ إلَى عُثْمَانَ، فَكَتَبَ التَّابُوتَ، ثُمَّ عَرَضَهُ -يَعْنِي الْمُصْحَفَ- عَرْضَةً أُخْرَى، فَلَمْ أَجِدْ فِيهِ شَيْئًا، فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إلَى حَفْصَةَ أَنْ تُعْطِيَهُ الصَّحِيفَةَ، وَحَلَفَ لَهَا لَيَرُدَّنَّ الصَّحِيفَةَ إلَيْهَا، فَأَعْطَتْهُ فَعَرَضْتُ الْمُصْحَفَ عَلَيْهَا، فَلَمْ يَخْتَلِفَا فِي شَيْءٍ، فَرَدَّهَا إلَيْهَا وَطَابَتْ نَفْسُهُ، وَأَمَرَ النَّاسَ يَكْتُبُونَ مَصَاحِفَ. (41)
وفي هذا الأثر ما يدل على أن المعارضة بِما جمعه الصديق كانت بعد الانتهاء من كتابة المصحف الإمام، لِمزيد الاطمئنان، وفي هذا ما يدل على بقاء الأوجه الثابتة من القراءة بغير اختلافٍ بين الحفَّاظ والعلماء.
وقد نفَّذ الصحابة ? هذه الضوابط أدقَّ تنفيذٍ، فكانوا ربَّما انتظروا الغائب الذي عنده الشيء من القرآن زمانًا، حتى يستثبتوا مِمَّا عنده، على الرغم من أن القائمين بالكتابة والإملاء كانوا من الحفاظ القراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
عن مالك بن أبي عامر، قال: كنتُ فيمن أملى عليهم، فربَّما اختلفوا في الآية، فيذكرون الرجل قد تلقَّاها من رَسُول اللهِ ?، ولعله أن يكون غائبًا أو في بعض البوادي، فيكتبون ما قبلها وما بعدها، ويدعون موضعها حتى يجيء، أو يُرسَل إليه. (42)
ثم أمر عثمان ? بعد ذلك بنسخ المصاحف عن المصحف الإمام، وإرسالها إلى الأمصار، وهي التي عرفت فيما بعدُ بالمصاحف العثمانية، وحولها يدور الحديث في الفصل الآتي -إن شاء الله.
(1) البرهان في علوم القرآن (1/ 235 - 236)، والإتقان في علوم القرآن (1/ 171).
(2) الفصل في الملل والأهواء والنحل (2/ 212 - 213).
(3) التبيان في آداب حملة القرآن ص 96.
(4) دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة (7/ 148).
(5) الكواكب الدرية ص 21.
(6) رواه البخاري في صحيحه: كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن (8/ 626) ح 4987.
(7) الرَّبْعَة: جُونة العطَّار، وصندوق أجزاء المصحف. القاموس المحيط (ربع) ص 929.
(8) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان رحمة الله عليه المصاحف ص 33، وأورده الحافظ ابن كثير من طريق ابن أبي داود، وقال: إسناده صحيح. فضائل القرآن ص 45.
(9) انظر البرهان في علوم القرآن (1/ 238 - 239).
(10) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان المصاحف ص 30. وقال الحافظ ابن حجر: بإسنادٍ صحيح. فتح الباري (8/ 634).
(11) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان ? القرآن في المصاحف. ص 31.
(12) رواه البخاري في صحيحه: كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن (8/ 626) ح 4987.
(13) فتح الباري (8/ 625).
(14) فتح الباري (8/ 625).
(15) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان ? القرآن في المصاحف ص 26، وانظر فتح الباري (8/ 635).
(16) سورة البقرة من الآية 248.
(17) رواه الطحاوي في تأويل مشكل الآثار، باب بَيَانُ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ ? مِنْ قَوْلِهِ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ. (4/ 193).
(18) انظر البرهان في علوم القرآن (1/ 235 - 236)، والإتقان في علوم القرآن (1/ 171).
(19) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان رحمة الله عليه المصاحف ص 33، وأورده الحافظ ابن كثير من طريق ابن أبي داود، وقال: إسناده صحيح. فضائل القرآن ص 45.
(20) انظر نكت الانتصار لنقل القرآن ص 387 - 388.
(21) النشر في القراءات العشر (1/ 33).
(22) سورة البقرة من الآية 259.
(23) النشر في القراءات العشر (2/ 231).
(24) سورة يونس ?، من الآية 30.
(25) النشر في القراءت العشر (2/ 283).
(26) سورة الهمزة، آية 9.
(27) النشر في القراءات العشر (2/ 403).
(28) سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين، للشيخ على محمد الضباع. ص 101 - 106،وانظر أيضًا شرح الإعلان بتكميل مورد الظمآن لإبراهيم المارغني التونسي ص 436 وما بعدها.
(29) مناهل العرفان (1/ 259)، والكواكب الدرية ص 22 - 23.
(30) سورة البقرة، من الآية 116.
(31) كتاب المصاحف لابن أبي داود ص 54، والنشر في القراءات العشر (1/ 11)، وشرح الإعلان بتكميل مورد الظمآن ص 442.
(32) سورة البقرة، من الآية 132.
(33) كتاب المصاحف لابن أبي داود ص 49، 51، 54، وشرح الإعلان بتكميل مورد الظمآن ص 442.
(34) سورة التوبة من الآية 100.
(35) النشر في القراءات العشر (1/ 11)، و (2/ 280)، وشرح الإعلان بتكميل مورد الظمآن ص 448، وكتاب المصاحف لابن أبي داود ص 57.
(36) من الآية 71 من سورة الزخرف.
(37) النشر في القراءات العشر (2/ 370)، وكتاب المصاحف لابن أبي داود ص 49، 53، 56.
(38) شرح الإعلان بتكميل مورد الظمآن ص 455 - 456.
(39) سورة الأحزاب، من الآية 23.
(40) رواه البخاري في الصحيح كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن (8/ 626) ح 4988.
(41) رواه الطحاوي في تأويل مشكل الآثار، باب بَيَانُ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ ? مِنْ قَوْلِهِ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ. (4/ 193).
(42) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان ? القرآن في المصاحف. ص 29.
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 05:31]ـ
منهج جمع القرآن
في عهد عثمان ? ومزاياه
المبحث الثاني: مزايا جمع القرآن في عهد عثمان t
المبحث الثالث: الفرق بين جمع القرآن في مراحله الثلاث
(يُتْبَعُ)
(/)
المبحث الثاني: مزايا جمع القرآن في عهد عثمان ?
كان نسخ القرآن في المصاحف في زمن عثمان بن عفان ? تحقيقًا لوعد الله ? بحفظ كتابه العزيز، قال تعالى:} إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {، (1) فقد وحَّد هذا الجمع صف المسلمين وكلمتهم، وردَّ عنهم ما كان محدقًا بِهم من الفتنة العظيمة، واجتث بذور الشقاق من بينهم.
ومِمَّا سبق ذكره من خطة عمل الصحابة في جمع القرآن زمن عثمان يتبين لنا مزايا ذلك الجمع المبارك، (2) ويمكن تلخيص بعضها فيما يأتي:
1. مشاركة جميع من شهد الجمع من الصحابة فيه، وإشراف الخليفة عليه بنفسه.
2. بلوغ من شهد هذا الجمع وأقرّه عدد التواتر.
3. الاقتصار على ما ثبت بالتواتر، دون ما كانت روايته آحادًا.
4. إهمال ما نسخت تلاوته، وما لم يستقرَّ في العرضة الأخيرة. (3)
5. ترتيب السور والآيات على الوجه المعروف الآن، بخلاف صحف أبي بكر ?، فقد كانت مرتبة الآيات دون السور.
6. كتابة عدد من المصاحف يجمع وجوه القراءات المختلفة التي نزل بِها القرآن الكريم.
7. تجريد هذه المصاحف من كل ما ليس من القرآن، كالذي كان يكتبه بعض الصحابة من تفسير للفظ، أو بيان لناسخ أو منسوخ، أو نحو ذلك.
ولقد حظي الجمع العثماني برضى من شهده من أصحاب النَّبِيّ ? والتابعين، وقطع الله به دابر الفتنة التي كادت تشتعل في بلاد المسلمين، إذ جمعهم ? على ما ثبتت قرآنيته، فانتهى بذلك ما كان حاصلاً من الاختلاف بين المسلمين.
عن مصعب بن سعد قال: أدركت الناس حين شقَّق عثمان ? المصاحف، فأعجبهم ذلك، أو قال: لم يعِبْ ذلك أحدٌ. (4)
وقد عُدَّ جمعُ القرآن في المصاحف في زمن عثمان ? من أعظم مناقبه.
فعن عبد الرحمن بن مهديٍّ (5) قال: خصلتان لعثمان بن عفَّانَ ليستا لأبي بكر، ولا لِعُمَرَ: صبرُهُ نفسَه حتَّى قُتِل مظلومًا، وجمعُهُ الناسَ على المصحف. (6)
وقد دافع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? عن عثمان في جمع القرآن وإحراق المصاحف؛ لئلا يتهمه من لا فقه له بتضييع القرآن، أو الجرأة عليه، وأخبر أنه فعل ذلك عن رضى من شهده من الصحابة، وأنه لو كان واليًا إذ ذاك لفعل مثل الذي فعل عثمان ?.
عن سويد بن غفلة قال: سمعت عليَّ بنَ أبي طالبٍ يقول: يا أيها الناسُ، لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيرًا في المصاحف وإحراق المصاحف، فوالله ما فَعَلَ الذي فَعَلَ في المصاحفِ إلاَّ عن ملأٍ منَّا جميعًا … قال: قال عليُّ: والله لو وليت لفعَلْتُ مثلَ الذي فَعَلَ. (7)
المبحث الثالث: الفرق بين جمع القرآن في مراحله الثلاث
نستطيع بعد هذا العرض أن نتبين الفرق بين جمع القرآن في مراحله الثلاث، فقد كان لكل مرة من مرات جمع القرآن أسباب خاصة، وكان لكل مرة أيضًا كيفية خاصة، فالفرق بين المراحل الثلاث كان من حيث الأسباب والكيفيات:
الفرق بين المراحل الثلاث من حيث الأسباب:
1. أسباب جمع القرآن في عهد النَّبِيّ ?: زيادة التوثق للقرآن، والتحري في ضبط ألفاظه، وحفظ كلماته، وإن كان التعويل في ذلك الوقت إنما كان على الحفظ والاستظهار، وتبليغ الوحي على الوجه الأكمل.
2. سبب جمع القرآن في زمن أبي بكر ?: الخوف على ضياع شيء من القرآن بِهلاك حفَّاظه، وضياع ما عندهم مِمَّا كُتِب بين يدي النبي ?.
3. سبب جمع القرآن في عهد عثمان ?: خوف الفتنة التي وقع فيها المسلمون بسبب اختلافهم في القراءة بحسب ما تعلموه من الأحرف التي نزل بِها القرآن، والمحافظة على كتاب الله من التبديل والتغيير.
الفرق بين المراحل الثلاث من حيث الكيفية:
1. كيفية جمع القرآن في عهد النَّبِيّ ?: ترتيب الآيات في سورها، وكتابة الآيات فيما تيسر من مواد الكتابة، مع بعثرة ذلك المكتوب، وعدم جمعه في مكان واحد.
2. كيفية جمع القرآن في زمن أبي بكر ?: جمع المكتوب في عهد النَّبِيّ ? ونقله في صحفٍ، وهي أوراق مجردة، مرتب الآيات أيضًا، وبحيث تجتمع كل سورة متتابعة في تلك الصحف، لكن من غير أن تجمع تلك الصحف في مجلد أو مصحفٍ واحد.
3. كيفية جمع القرآن في عهد عثمان ?: نقل ما في صحف أبي بكر في مصحف إمامٍ، ونسخ مصاحف منه، وإرسالها إلى الآفاق، لتكون مرجعًا للناس عند الاختلاف. (8)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال البيهقي (بعد حديث زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ? نُؤَلِّفُ الْقُرْآنَ مِنَ الرِّقَاع) ِ (9): وهذا يشبه أن يكون أراد به تأليف ما نزل من الكتاب: الآيات المتفرقة في سورها، وجمعها فيها بإشارة النبي ?، ثم كانت مثبتة في الصدور، مكتوبة في الرقاع واللخاف والعسب، فجمعها منها في صحفٍ بإشارة أبي بكرٍ وعمر، ثم نسخ ما جمعه في الصحف (10) في مصاحف بإشارة عثمان بن عفان ? على ما رسم المصطفى ?.ـ (11)
قال القاضي الباقلاني: لم يقصد عثمانُ قَصْدَ أبي بكرٍ في جمع نفس القرآن بين لوحين، وإنما قصد جمعَهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النَّبِيّ ?، وإلغاء ما ليس كذلك، وأخْذَهُم بِمصحفٍ لا تقديم فيه ولا تأخير، ولا تأويل أُثبِت مع تنْزِيلٍ، ولا منسوخ تلاوته كُتِبَ مع مُثْبَت رسمه ومفروضٍ قراءتُه وحفظُه؛ خشية وقوع الفساد والشبهة على من يأتي بعد. (12)
وقال ابن حزم: خشي عثمان ? أن يأتي فاسقٌ يسعى في كيد الدين، أو أن يهِمَ واهمٌ من أهل الخير، فيبدِّل شيئًا من المصحف، فيكون اختلاف يؤدي إلى الضلال، فكتب مصاحف مجمعًا عليها، وبعث إلى كل أفق مصحفًا، لكي -إن وهم واهمٌ، أو بدَّل مبدِّل رُجِع إلى المصحف المجمع عليه، فانكشف الحق، وبطل الكيد والوهم. (13)
(1) سورة الحجر آية 9.
(2) انظر مناهل العرفان (1/ 260 - 261).
(3) انظر نكت الانتصار لنقل القرآن ص 383.
(4) رواه الداني في المقنع في معرفة رسم مصاحف الأمصار ص 18، ورواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب اتفاق الناس مع عثمان على جمع المصاحف، ص 19، ولفظه: ولم ينكر ذلك منهم أحدٌ.
(5) هو الإمام الكبير، والحافظ العلم: أبو سعيد العنبري، قال على بن المديني: ما رأيت أعلم منه. توفي سنة 198 هـ. انظر تقريب التهذيب (1/ 499)، وتذكرة الحفاظ (1/ 329).
(6) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف، باب اتفاق الناس مع عثمان على جمع المصاحف، ص 19.
(7) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان المصاحف ص 30، قال الحافظ ابن حجر: بإسنادٍ صحيح. فتح الباري (8/ 634).
(8) انظر: الإتقان في علوم القرآن (1/ 171/172)، ومناهل العرفان في علوم القرآن (1/ 262 - 263)، والكواكب الدرية ص 26 - 27.
(9) رواه الترمذي في جامعه كتاب المناقب باب في فضل الشام واليمن (5/ 734) ح 3954 وقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، والبيهقي في دلائل النبوة (7/ 147).
(10) يعني في عهد أبي بكر.
(11) دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة (7/ 147 - 148).
(12) البرهان في علوم القرآن (1/ 235 - 236)، والإتقان في علوم القرآن (1/ 171).
(13) الفصل في الملل والأهواء والنحل (2/ 212 - 213).
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 05:32]ـ
المصاحف العثمانية
المبحث الأول: عدد المصاحف العثمانية
فيما مرَّ علينا في الفصل السابق من نسخ المصاحف في زمن عثمان ?، علمنا أنه ? نسخ عددًا من المصاحف وأرسل بِها إلى الأمصار، وعرفت هذه المصاحف فيما بعدُ بالمصاحف العثمانية، نسبة إلى من أمر بنسخها، وهو الخليفة الراشد عثمان ابن عفّان ?.
وفي هذا الفصل نتناول بالبحث عدد المصاحف التي نسخها عثمان ?، والتعريف بالرسم العثماني، وحكم اتباع ذلك الرسم.
المبحث الأول: عدد المصاحف العثمانية
لَمَّا انتهى زيد بن ثابت ومن معه من نسخ المصاحف، أرسل عثمان ? إلى كل أفقٍ بِمصحف، وأمر الناس بإتلاف ما خالف هذه المصاحف.
عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أنه قال: حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ، رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ، وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا. (1)
قال النووي: خاف عثمان ? وقوع الاختلاف المؤدي إلى ترك شيء من القرآن، أو الزيادة فيه، فنسخ من ذلك المجموع الذي عند حفصة، الذي أجمعت الصحابة عليه مصاحفَ، وبعث بِها إلى البلدان، وأمر بإتلاف ما خالفها، وكان فعله هذا باتفاق منه ومن علي بن أبي طالب، وسائر الصحابة، وغيرهم ?.ـ (2)
ولَمَّا كان الاعتماد في نقل القرآن على المشافهة والتلقِّي من صدور الرجال، ولم تكن المصاحف كافية في نقل القرآن وتعلُّمه، فقد أرسل عثمان ? مع كل مصحف من المصاحف قارئًا يعلِّم الناس على ما يوافق المصحف الذي أرسل به، وكان يتخير لكل قارئٍ المصحف الذي يوافق قراءته في الأكثر. (3)
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد روي أن عثمان ? أمر زيد بن ثابت أن يقرئ بالمدني، وبعث عبد الله بن السائب مع المكيّ، وبعث المغيرة بن أبي شهاب مع الشاميّ، وأبا عبد الرحمن السلمي مع الكوفيّ، وعامر بن عبد قيسٍ مع البصري. (4)
وقد اختلف العلماء في عدد المصاحف التي بعث بِها عثمان إلى البلدان، فالذي عليه الأكثر أنَّها أربعةٌ، أرسل منها عثمان ? مصحفًا إلى الشام، وآخر إلى الكوفة، وآخر إلى البصرة، وأبقى الرابع بالمدينة.
وقيل كتب خمسة مصاحف، الأربعة المذكورة، وأرسل الخامس إلى مكة.
وقيل ستةٌ، الخمسة المذكورة، وأرسل السادس إلى البحرين.
وقيل سبعة، الستة السابقة، وأرسل السابع إلى اليمن.
وقيل ثَمانية، والثامن هو الذي جمع القرآن فيه أولاً، ثم نسخ منه المصاحف، وهو المسمى بالإمام، وكان يقرأ فيه، وكان في حجره حين قُتِل. (5)
وقيل إنه ? أنفذ مصحفًا إلى مصر. (6)
عن حمزة الزيات قال: كتب عثمان أربعة مصاحف، فبعث بِمصحفٍ منها إلى الكوفة، فوُضِع عند رجل من مُرادٍ، فبقي حتى كتبتُ مصحفي عليه. (7)
وقال أبو حاتم السجستاني: لَمَّا كتب عثمان المصاحف حين جمع القرآن، كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدًا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدًا. (8)
قال الإمام أبو عمرو الداني: أكثر العلماء على أن عثمان ? لَمَّا كتب المصاحف، جعله على أربع نسخ، وبعث إلى كل ناحية من النواحي بواحدةٍ منهن: فوجّه إلى الكوفة إحداهنَّ، وإلى البصرة أخرى، وإلى الشام الثالثة، وأمسك عند نفسه واحدةً، وقد قيل إنه جعله سبع نسخٍ، ووجَّه من ذلك أيضًا نسخةً إلى مكةَ، ونسخة إلى اليمن، ونسخة إلى البحرين، والأول أصحُّ، وعليه الأئمة. (9)
وقال الحافظ ابن حجر والسيوطي: فالْمشهور أنَّها خمسة. (10)
وقال الْجعبري: حبس مصحفًا بالْمدينة للناس، وآخر لنفسه، وسيَّر باقيَها إلى أمرائه. (11)
والْمتعارف عند علماء رسم القرآن ستة مصاحف:
الأول: الْمصحف الإمام، وهو الْمصحف الذي احتبسه عثمان ? لنفسه، وينقل عنه أبو عبيد القاسم بن سلاَّم.
الثاني: الْمصحف الْمدني، وهو الْمصحف الذي كان بأيدي أهل المدينة، وعنه ينقل الإمام نافع.
الثالث: الْمصحف الْمكي.
ويطلق على الإمام والمدني والمكي: الْمصاحف الحجازية، أو الحرمية. (12)
الرابع: الْمصحف الشامي.
الخامس: الْمصحف الكوفي.
السادس: الْمصحف البصري.
والكوفي والبصري عراقيان، وهما الْمرادان بِمصاحف أهل العراق. (13)
ولعل الصواب في ذلك هو الْمتعارف عند علماء القراءات، إذ قد كثر نقلهم عن هذه المصاحف الستة. (14)
قال الحدَّاد: (15) واختلف في عدد الْمصاحف التي كتبها عثمان، فقيل -وهو الذي صوَّبه ابن عاشرٍ في شرح الإعلان: أنَّها ستةٌ: الْمكي والشامي والبصري والكوفي، والْمدني العامُّ، الذي سيَّره عثمان من محلِّ نسْخِه إلى مقرِّه، والْمدني الخاصُّ به، الذي حبسه لنفسه، وهو الْمسمَّى بالإمام. (16)
(1) رواه البخاري في الصحيح كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن (8/ 626) 4987.
(2) التبيان في آداب حملة القرآن ص 96.
(3) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/ 40).
(4) دليل الحيران شرح مورد الظمآن ص 18 - 19، والكواكب الدرية ص 24، ومناهل العرفان (1/ 403 - 404).
(5) دليل الحيران شرح مورد الظمآن ص 11.
(6) الكواكب الدرية ص 26، ومناهل العرفان (1/ 403).
(7) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب ما كتب عثمان ? من المصاحف ص 43.
(8) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب ما كتب عثمان ? من المصاحف ص 43، وانظر التبيان في آداب حملة القرآن ص 97.
(9) المقنع في معرفة رسم مصاحف الأمصار ص 19، وانظر: البرهان في علوم القرآن (1/ 240)، والتبيان في آداب حملة القرآن ص 96 - 97.
(10) فتح الباري (8/ 636)، والإتقان في علوم القرآن (1/ 172).
(11) انظر: الكواكب الدرية ص 2.
(12) نسبة إلى الحرم.
(13) انظر شرح الإعلان بتكملة مورد الظمآن. ص 437.
(14) انظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر ص 197، ومناهل العرفان (1/ 403).
(15) هو الشيخ محمد بن علي بن خلف الحسيني، المعروف بالحدَّاد، من فقهاء المالكية بِمصر، ولد بالصعيد سنة 1282 هـ، وتعلم بالأزهر، ثم عيِّن شيخًا للمقارئ المصرية سنة 1323 هـ، وتوفي سنة 1357 هـ. الأعلام (6/ 304).
(16) الكواكب الدرية ص 26.
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 06:38]ـ
للفائدة
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 06:57]ـ
والحاصل من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، أن المقصود بالأحرف السبعة لغات للعرب على أرجح الأقوال، وأن عثمان رضي الله عنه ومن كان معه من الصحابة جمعوا القرآن على حرف واحد من تلك الأحرف، وهو حرف قريش، وصار المصحف العثماني شاملاً لحرف قريش، ولِمَا يحتمله رسمه من الأحرف الستة المتبقية؛ وأن القراءات المتواترة ما هي إلا قراءات ضمن حرف قريش، احتملها الرسم العثماني الذي لم يكن منقوطًا ولا مشكولاً حينذاك. كما أن نسبة القراءات السبع إلى القراء السبعة إنما هي نسبة اختيار وشهرة، واتباع للنقل والأثر ليس إلا. والله أعلم بالصواب.
طيب وباقي الأحرف السبعة التي لم يحتملها حرف قريش أليست قرآنا متواترا نزل على النبي محمد كيف أخرجوها من المصحف والأصل أن تحفظ؟
هل عندك جواب أخ تقرتي أو بمعنى أصح هل عند من تنقل عنه جواب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 07:11]ـ
طيب وباقي الأحرف السبعة التي لم يحتملها حرف قريش أليست قرآنا متواترا نزل على النبي محمد كيف أخرجوها من المصحف والأصل أن تحفظ؟
هل عندك جواب أخ تقرتي أو بمعنى أصح هل عند من تنقل عنه جواب؟
تقول انها قرآن متواتر اذن هي وصلت اليك فما معنى قولك أخرجوها من المصحف؟
الامر الثاني القرآن نزل بلغة قريش و قد وصلت الينا فهو محفوظ
الامر الثالث الاحرف السبعة كانت في اول الاسلام إلا ان جبريل نزل في العرضة الاخيرة للرسول عليه الصلاة و السلام فاثبت ما اثبت و هذه العرضة هي التي وصلت الينا تواترا فالعبرة بهذه العرضة لا بما اشتهر قبلها من قراء ا ت كقراءة عبد الله بن مسعود و غيرها
فما في المصحف هو ما يوافق العرضة الاخيرة و كل ما عداها من الاحرف السبعة نسخ بها و الدليل ان عثمان بن عفان امر زيدا بجمع القرآن لأنه ممن حفظ هذه العرضة الاخيرة فعلى هذا وصل الينا من الاحرف السبعة الغير منسوخ اي المثبت فقط
الامر الرابع: ان عثمان بن عفان عند وجود اكثر من قراءة يثبت ذلك في المصحف لذلك تجد القراءة تقرأ باكثر من شكل بل احيانا عند استحالة الاثبات في نفس الكتابة يثبتها في مصحف دون الاخر و الله اعلم
لكي يتبين لك ذلك جيدا ساقتبس لك بعضا من الكتاب المذكور اعلاه:
الأحرف السبعة في الجمع النَّبويّ وجمع أبي بكر للقرآن
مرَّ بنا أن النَّبِيّ ? أُمر أن يُقرئ أمته القرآن على سبعة أحرفٍ، فلا شك أنه ? قد قرأ على هذه الأحرف السبعة؛ ليتعلمها منه أصحابه، وينقلوها إلى الأمة من بعده.
وكان النَّبِيّ ? يعرض القرآن على جبريل ?، في رمضان من كلِّ سنة، فيُثْبِت الله ما يشاء وينسخ ما يشاء، أو يأمر بالقراءة على حرف أو أكثر من الأحرف السبعة. (1)
قال ابن عبد البَرِّ: وقد يُشكل هذا القول على بعض الناس، فيقول: هل كان جبريل يلفظ باللفظ الواحد سبع مرات؟ فيُقال له: إنَّما يلزم هذا إن قلنا إن السبعة الأحرف تجتمع في حرف واحد، ونحن قلنا كان جبريل يأتي في كل عرضةٍ بحرف، إلى أن تَمُرَّ سبعةٌ. (2)
وقد مرَّ بنا أنًّ النَّبِيّ ? عرض القرآن على جبريل ? في العام الذي توفي فيه مرتين، ولا شكَّ أنه قد نسخ بعض القرآن في تلك العرضة، كما نسخت بعض الأحرف السبعة التي نزل بِها القرآن.
ومن أمثلة ذلك حديث عائشة السابق في عدد الرضعات المحرمات.
فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ، ثُمَّ نُسِخْنَ بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ ? وَهُنَّ فِيمَا يُقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ. (3)
ففيه أن النَّبِيّ ? توفي، وكانت هذه الآيات المنسوخات مما يتلى من القرآن، مِمَّا يدل على أنَّها نسخت في آخر حياة النَّبِيّ ?، وأغلب الظنِّ أن ذلك إنَّما كان في العرضة الأخيرة.
فقد كانت العرضة الأخيرة مراجعة أخيرة للكتاب الحكيم، عرض فيها القرآن مرتين، فنسخ الله من ما شاء، وأثبت فيه ما كتب له البقاء.
وقد وردت الروايات بحدوث النسخ لبعض آيات الكتاب في العرضة الأخيرة.
فَعَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَيُّ الْقِرَاءتَيْنِ تَعُدُّونَ أَوَّلَ؟ قَالُوا: قِرَاءةَ عَبْدِ اللهِ. قَالَ: لا بَلْ هِيَ الآخِرَةُ، كَانَ يُعْرَضُ الْقُرْآنُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ? فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، فَشَهِدَهُ عَبْدُ اللهِ فَعَلِمَ مَا نُسِخَ مِنْهُ وَمَا بُدِّلَ. (4)
وقال البغوي: يُقال إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة، التي بُيِّن فيها ما نُسِخ وما بَقِي. (5)
وقال ابن الجزري: ولا شك أن القرآن نُسخ منه وغُيِّر في العرضة الأخيرة، فقد صحَّ بذلك النصُّ عن غير واحدٍ من الصحابة. (6)
وكل ما نسخ في العرضة الأخيرة من القرآن أو من أوجه القراءة لم يُثبَت في الجمعين النبوي والبكري.
ونستطيع أن نستخلص من العرض السابق الأمور الآتية:
1 - أن النسخ قد شمل بعض الأحرف السبعة في العرضة الأخيرة، ويدل على ذلك عدم ورود كلمة من الكلمات القرآنية تقرأ على أكثر من ستة أوجه من طريق متواتر.
وقد اعترض بعض على ذلك بأن موضوع النسخ لا يشمل الألفاظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن قدامة: وأحال قومٌ نسخ اللفظ، فإن اللفظ إنَّما نزل ليُتلى ويُثاب عليه، فكيف يُرفع؟
والمقصود من ذلك أن النسخ: هو رفع حكم شرعي بخطاب متراخ عنه، وليس في نسخ تلاوة اللفظ رفع حكم شرعي. (7)
ثم أجاب ابن قدامة عن ذلك فقال: فإن التلاوة، وكتابتها في القرآن، وانعقاد الصلاة بِها، من أحكامها، وكل حكمٍ فهو قابل للنسخ، وأما تعلقها بالمكلَّف في الإيجاب وغيره فهو حكم أيضًا يقبل النسخ. (8)
2 - أن الأحرف السبعة لم تنسخ كلها، لأن الأصل إباحة القراءة بِها، ولم يدل دليلٌ على نسخ تلك الإباحة في زمن النَّبِيّ ?.
3 - أنَّه لا يُعلم قدر ما نسخ من الأحرف السبعة في حياة النَّبِيّ ?، إذ لا دليل عليه، ويرى بعض العلماء أن المنسوخ من تلك الأحرف أكثر مِما بقي، نظرًا لِما يرونه من الكثرة العظيمة في الروايات التي تعج بِها كتب التفسير من القراءات غير الثابتة، باعتبار أنَّها في أحسن أحوالها قراءات منسوخة.
وقد اتفق العلماء على أن جمع القرآن في زمن أبي بكر الصديق ?، بقي على نفس الصورة التي تركها عليه النَّبِيّ ?، ولم يتغير منه شيء، سواء في ذلك من رأى أن الأحرف السبعة باقية كلها، ومن قال إن الأحرف نسخت ولم يبق إلا واحدٌ، ومن ذهب إلى أن الباقي بعض الأحرف السبعة. (9)
(1) انظر الفصل الرابع من الباب الأول، وهو العرضة الأخيرة.
(2) انظر البرهان في علوم القرآن (1/ 220).
(3) رواه مسلم في صحيحه كتاب الرضاع باب التحريم بخمس رضعات (10/ 29 - 31) ح 1452.
(4) رواه أحمد في مسنده، مسند بني هاشم (1/ 598) ح 3412، ورواه النسائي في السنن الكبرى كتاب فضائل القرآن (3/ 7)، وكتاب المناقب (4/ 36).
(5) شرح السنة (4/ 525).
(6) النشر في القراءات العشر (1/ 32)، وانظر الإتقان في علوم القرآن (1/ 142).
(7) انظر روضة الناظر وجنة المناظر لابن قدامة (1/ 190).
(8) روضة الناظر وجنة المناظر لابن قدامة (1/ 201 - 202).
(9) انظر: البرهان في علوم القرآن (1/ 223)، ومناهل العرفان (1/ 253 - 254).
المبحث الثاني: الأحرف السبعة في المصاحف العثمانية
اختلف العلماء في بقاء الأحرف السبعة في المصاحف العثمانية -بناءً على اختلافهم في المراد بالأحرف السبعة- على ثلاثة أقوال:
القول الأول:
أن المصاحف العثمانية اشتملت على حرف واحد فقط من الأحرف السبعة، وهو حرف قريش، وأن الأحرف الباقية إما نسخت في زمن النَّبِيّ ?، أو اتفق الصحابة على تركها درءًا للفتنة التي كادت تفتك بالأمة عندما اختلف الناس في قراءة القرآن.
وإلى ذلك ذهب ابن جرير الطبري، وأبو جعفر الطحاوي، وابن حبان، والحارث المحاسبي، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو عبيد الله بن أبي صفرة. (1)
وقال أبو شامة: وصرَّح أبو جعفر الطبري والأكثرون من بعده بأنه حرف منها. (2)
قال ابن عبد البر: فهذا معنى الأحرف السبعة المذكورة (3) في الأحاديث عند جمهور أهل الفقه والحديث، منهم سفيان بن عيينة، وابن وهب، ومحمد بن جرير الطبري، والطحاوي وغيرهم، وفي مصحف عثمان الذي بأيدي الناس منها حرفٌ واحد. (4)
وقال أبو عبيد الله بن أبي صفرة: هذه القراءات السبع إنما شرعت من حرف واحد من السبعة المذكورة في الحديث، وهو الذي جمع عثمان عليه المصحف، وهذا ذكره النحاس وغيره. (5)
وهذا القول مبني على القول بأن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات في الكلمة الواحدة باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني، وهو قول ابن جرير ومن وافقه.
فقد رأى القائلون بِهذا القول ندرة الكلمات القرآنية التي يصدق عليها ما رأوه في المراد بالأحرف السبعة، فقالوا إنَّها نسخت، أو اتفق الصحابة على منع القراءة بِها، وكتبوا المصاحف على حرف واحد، هو لسان قريش.
واحتج القائلون بِهذا القول بأدلة منها:
قول عثمان ? لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا ذَلِكَ. (6)
قالوا: وهذا يدل على أنَّهم جمعوا القرآن على حرف واحد، وهو لسان قريش، وتركوا ما سوى ذلك من الأحرف الستة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أن الأحرف السبعة كانت في أول الأمر خاصة؛ للضرورة؛ لاختلاف لغة العرب ومشقة أخذ جميع الطوائف بلغة واحدة، فلما كثر الناس والكتاب، وارتفعت الضرورة ارتفع حكم هذه السبعة، ورجَّح ذلك قيامُ الخلاف بين القراء، بما كاد يؤدي إلى فتنة عظيمة، فأجمعت الأمة بقيادة إمامها الناصح الشفيق عثمان بن عفان ? على أن تقتصر على حرف واحد من الأحرف السبعة، جمعًا لكلمة المسلمين، فأخذت به، وأهملت كل ما عداه، فعاد ما يُقرأ به القرآن على حرفٍ واحدٍ. (7)
أن القراءة على الأحرف السبعة لم تكن واجبةً على الأمة، وإنما كانت جائزةً لهم مرخصًا لهم فيها، وقد جعل إليهم الاختيار في أي حرف اختاروه، فلما رأى الصحابة أن الأمة تفترق وتختلف إذا لم يجتمعوا على حرف واحد، اجتمعوا على ذلك اجتماعًا شائعًا، وهم معصومون من الضلالة، ولم يكن في ذلك ترك واجب ولا فعل حرام. (8)
ثم اختلف القائلون بأن الباقي من الأحرف السبعة هو حرف واحد، هل نسخت الأحرف الستة في حياة النَّبِيّ ?، أو أن الصحابة اتفقوا على تركها؟ فذهب أكثرهم إلى أنَّها نسخت في حياة النَّبِيّ ?، واستقر الأمر على حرف واحد، وذلك بعدما لانت ألسنة العرب بالقرآن، وتمكن الناس من الاقتصار على الطريقة الواحدة.
قال القرطبي: ثم اختلفوا: هل استقر في حياته ? أو بعد وفاته؟ والأكثرون على الأول. (9)
القول الثاني:
أن المصاحف العثمانية اشتملت على جميع الأحرف السبعة، ولم تُهمل منها حرفًا واحدًا.
وهو ما ذهب إليه جماعات من القراءة والفقهاء والمتكلمين، وهو الذي اختاره القاضي الباقلاني وابن حزم والداودي وغيرهم.
قال القاضي الباقلاني: الصحيح أن هذه الأحرف السبعة ظهرت واستفاضت عن رَسُول اللهِ ?، وضبطها عنه الأئمة، وأثبتها عثمان والجماعة في المصحف، وأخبروا بصحتها، وإنَّما حذفوا منها ما لم يثبت متواترًا، وأن هذه الأحرف تختلف معانيها تارة وألفاظها أخرى، وليست متضاربة ولا متنافية. (10)
وقال الداودي: وهذه القراءات السبع التي يقرأ الناس اليوم بِها ليس كل حرف منها هو أحد تلك السبعة، بل تكون مفرقة فيها. (11)
واستدلوا على ذلك بأدلة منها:
أنه لا يجوز على الأمة أن تُهمل نقل شيء من الأحرف السبعة؛ لأنَّها قرآن منَزَّل.
أن الصحابة ? أجمعوا على نقل المصاحف العثمانية من الصحف التي كتبها أبو بكر، وقد كانت مشتملة على الأحرف السبعة، وأجمعوا على ترك ما سوى ذلك. (12)
أن الأحرف السبعة كان مرخصًا فيها، ولا يجوز أن يُنهى عن القراءة ببعض المرخص فيه، إذ ليس بعضه بأولى من بعضٍ. (13)
أن الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف كانت التيسير على الأمة في تلاوة القرآن، والتيسير ما زال محتاجًا إليه، إذ لم تكن قراءة القرآن على حرف واحد، في العصر الأول بين العرب الأقحاح -أصعب منها على من أتى بعدهم من المسلمين في العصور المتأخرة، وقد فشا فيهم اللحن والعجمة، فهم أحوج إلى التيسير من العرب الأُوَل.
القول الثالث:
أن المصاحف العثمانية اشتملت على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة، متضمنة لما ثبت في العرضة الأخيرة.
قال ابن الجزري: وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أنَّ هذه المصاحف العثمانية مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط، جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي ? على جبريل ?، متضمنة لَها، لم تترك حرفًا منها.
قال: وهذا القول هو الذي يظهر صوابه؛ لأن الأحاديث الصحيحة، والآثار المستفيضة تدلُّ عليه، وتشهد له. (14)
واحتج أصحاب هذا القول بِما احتج به أصحاب المذهب الثاني على بقاء بعض الأحرف السبعة، والحاجة إليها، واحتجوا على أن السبعة لم تبق كلها بِما ورد من الآثار التي تدل على حدوث النسخ في العرضة الأخيرة لبعض أوجه القراءة، فكتب الصحابة في المصاحف عند الجمع ما تيقنوا أنه قرآن ثابت في العرضة الأخيرة، وتركوا ما سوى ذلك.
قال السيوطي: ولا شك أن القرآن نُسخ منه في العرضة الأخيرة وغُيِّر، فاتفق الصحابة على أن كتبوا ما تحققوا أنه قرآن مستقرٌّ في العرضة الأخيرة، وتركوا ما سوى ذلك. (15)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال البغوي في شرح السنة: يُقال إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بين فيها ما نُسخ وما بقي، وكتبِها لرسول الله ?، وقرأها عليه، وكان يُقرئ بِها الناس حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتب المصاحف. (16)
وقد وردت الآثار بأن القرآن قد نسخ منه وغُيِّر في العرضة الأخيرة، وأن قراءتنا التي جمعها الصحابة هي ما كان في تلك العرضة.
فَعَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ أنه قال: القراءة التي عُرِضَت على رسول الله ? في العام الذي قبض فيه -هذا القراءة التي يقرأها الناس. (17) يعني بذلك قراءة زيد بن ثابت ?.
وعن سمرة ? قال: عُرض القرآنُ على رَسُول اللهِ ? عرضات، فيقولون: إن قراءتنا هذه العرضة الأخيرة. (18)
وعن ابن سيرين، قال: كان جبريل يعارض النبي ? كل سنة في شهر رمضان مرةً، فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه مرتين، فيرون أن تكون قراءتنا هذه على العرضة الأخيرة. (19)
(1) انظر البرهان في علوم القرآن (1/ 224،226،239،241)، وشرح النووي على صحيح مسلم (6/ 100).
(2) البرهان في علوم القرآن (1/ 223).
(3) يعني القول بأنَّها أوجه من المعاني المتفقة، بالألفاظ المختلفة، نحو أقبل، وهلم، وتعال… الخ.
(4) انظر البرهان في علوم القرآن (1/ 220).
(5) صحيح مسلم بشرح النووي (6/ 100).
(6) رواه البخاري في صحيحه: كتاب المناقب باب نزل القرآن بلسان قريشٍ (6/ 621) ح 3506.
(7) تأويل مشكل الآثار للطحاوي (4/ 190 - 191)، وانظر: صحيح مسلم بشرح النووي (6/ 100).
(8) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (13/ 395 - 396).
(9) انظر البرهان في علوم القرآن (1/ 213).
(10) صحيح مسلم بشرح النووي (6/ 100)، والبرهان في علوم القرآن (1/ 223 - 224)
(11) صحيح مسلم بشرح النووي (6/ 100).
(12) الإتقان في علوم القرآن (1/ 141 - 142).
(13) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (13/ 395 - 396).
(14) النشر في القراءات العشر (1/ 31)، وانظر الإتقان في علوم القرآن (1/ 141 - 142).
(15) الإتقان في علوم القرآن (1/ 142).
(16) شرح السنة للإمام البغوي (4/ 525 - 526).
(17) رواه البيهقي في دلائل النبوة (7/ 155 - 156).
(18) رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. مستدرك الحاكم (2/ 230)، ورواه البزار في مسنده، قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد (7/ 154).
(19) أخرجه ابن أشتة، انظر الإتقان في علوم القرآن (1/ 142).
: الأحرف السبعة في المصاحف العثمانية
القول الراجح
والقول الذي يظهر صوابه هو ما ذهب إليه جماهير العلماء من السلف والخلف من أن الباقي من الأحرف السبعة هو ما ثبت في العرضة الأخيرة، وأن الصحابة ? لم يختاروا بعض الأحرف الثابتة دون بعض، بل دونوا ونقلوا كل ما ثبتت قرآنيته، وتركوا ما سوى ذلك.
ولكن ينبغي التنبه إلى أن قولهم: إن المصاحف غير مشتملة إلاَّ على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة، جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي ? على جبريل، متضمنة لها، لم تترك حرفًا منها -فيه نوع تناقض، إذ قد يُفهم منه أن هناك شيئًا من الأحرف السبعة عرضه النَّبِيّ ? على جبريل في العرضة الأخيرة، ولم يكتبه الصحابة في المصاحف العثمانية.
فالأولى أن يقال جامعة للعرضة الأخيرة، ويلغى التقييد بِما يحتمله رسم المصاحف، إذ قد علمنا أن الصحابة ? قد كتبوا مصاحف متعددة، وفاوتوا بينها ليحتمل البعض منها من أوجه القراءة ما لا يحتمله البعض الآخر.
ويدل على صحة هذا القول مجموع الأدلة السابقة، فلا شكَّ أن الحكم ببقاء الأحرف السبعة أو عدم بقائها مبنيٌّ على المراد بالأحرف السبعة، ونحن إذا نظرنا إلى كافة الأقوال التي ذكرناها في المراد بالأحرف السبعة، بقطع النظر عن الراجح منها وجدنا في القرآن بعض تلك الأوجه بلا شكٍّ.
أمَّا على القول بأن الحديث مشكلٌ لا يُدرى معناه، فلا إشكال في بقاء الأحرف السبعة أو عدم بقائها، فليس لهذا القول -على ضعفه الشديد- أثرٌ على اعتبار الأحرف السبعة باقية أو غير باقية.
وأمَّا على القول الثاني القائل بأن حقيقة العدد غير مرادةٍ، بل المراد الكثرة، فلا إشكال أيضًا، إذ القراءات المتواترة التي نقلت إلينا فيها كثرةٌ ظاهرةٌ، لا يمكن معها الزعم بأن كل هذه الاختلافات هي حرفٌ واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمَّا على القول الثالث القائل بأن المقصود سبعة أصناف من المعاني والأحكام، وهي: الحلال والحرام، والأمر والزجر، والْمحكم والمتشابه، والأمثال، فلا شكَّ أن القرآن المنقول إلينا فيه كل ذلك، وهو أمر ظاهر جلي.
على أن كل الأوجه السابقة في غاية الضعف.
وأمَّا على القول الرابع القائل بأن المراد سبع لغات من لغات العرب الفصحى متفرقة في القرآن لا تجتمع في الكلمة الواحدة، فذلك أيضًا كثيرٌ في القرآن، فقد ورد فيه من غير لسان قريش شيء كثير، وقد أفرده بعض العلماء بالتصنيف، ونقل السيوطي من ذلك الكثير في باب أفرده فيما وقع بغير لغة الحجاز، وذكر فيه ما وقع في القرآن على نحو ثلاثين لغة من لغات العرب. (1)
وقد سبق الرد على هذا القول وبيان ضعفه.
وأمَّا على القول الخامس القائل بأن المراد سبع لغات تكون في الكلمة الواحدة باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني، فهو الذي دعا أصحاب القول الأول إلى زعم أن الأحرف الستة غير باقية في القرآن، وعلى فرض التسليم بأن قولهم هو الصواب في المراد بالأحرف السبعة في الحديث، فإنه ما زال في القرآن كلمات تقرأ باختلاف في اللفظ، مع اتفاق المعنى، ومن أمثلة ذلك من القراءات المتواترة:
قوله -جلَّ ذِكْرُهُ:} قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ {، (2) فقرأ حمزة والكسائي بالثاء المثلثة، والباقون بالباء، واللفظان متوافقان في المعنى. (3)
قوله تعالى:} إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا {، (4) وقوله:} إِنْ جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا {، (5) فقد قرأها الجمهور هكذا من التبيُّن، وقرأ حمزة والكسائي وخلف في اختياره:} فَتثَبَّتُوا {من التثبت، والتبين والتثبت متفقان في المعنى. (6)
قوله ?:} وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ {، (7) فقد قرأ عاصمٌ هكذا من البشر، جمع بشير، وقرأ الباقون من النشر، فقرأ حمزة والكسائي وخلف في اختياره:} نَشْرًا {على أنه حال، أي: ناشرةً، أو منشورةً، أو ذات نَشْرٍ، وقرأ أبو جعفرٍ ونافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب:} نُشُرًا {، بضم النون والشين جمع ناشر، وقرأ عبد الله بن عامر:} نُشْرًا {بضم النون وسكون الشين، كالسابق مع التخفيف بتسكين الشين، والبشر والنشر متوافقان في المعنى. (8)
وأمَّا على القول السادس بأن المراد بالأحرف السبعة الأنواع التي يقع بِها التغاير والاختلاف في القراءات القرآنية، أو في لغات العرب، فالموجود منها في القراءات المتواترة يفوق الحصر، وهو كل ما اختلف فيه القراء، من فتح وإمالة، وإثبات وحذف، واختلاف حركات الإعراب، والزيادة والنقصان. (9)
ومن أظهر الأدلة على أن الصحابة عندما نسخوا المصاحف في زمن عثمان ? كتبوا كل ما ثبت عرضه في العرضة الأخيرة من الأحرف السبعة -اختلافُ المصاحف العثمانية وتفاوتُها، كما مرَّ بنا، (10) إذ لو كانت مكتوبة بلغة واحدة، على حرف واحد لَما كان بينها اختلافٌ.
وأمَّا القول الأول القائل بأن الأحرف السبعة قد ذهبت ولم يبق إلا حرفٌ واحدٌ، فيجاب عن أدلته بِما يأتي:
أما استدلالهم بقول عثمان ?: فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ. فقد سبق بيان أن ما نقل إلينا متواترًا من القرآن فيه الكثير من غير لغة قريش، وسبق أيضًا بيان أن مراد عثمان ? من ذلك أن أكثر القرآن ومعظمه نزل بلسانِهم، أو أن ابتداء نزوله كان كذلك، وعليه فلا إشكال في هذا الأثر على القول بأن بعض الأحرف باقٍ، إذ ليس فيه أن عثمان ? أمر بإلغاء تلك الأحرف. (11)
قال الباقلاني: ومعنى قول عثمان: إنه أنزل بلسان هذا الحي من قريش، أي: معظمه وأكثره نزل بلغتها، ولم تقم حجة قاطعة على أن القرآن بأسْرِه نزل بلغة قريش… ويجزئ من الدليل قوله تعالى:} إنا جعلناه قرآنًا عربيًّا {، (12) ولم يقل قرشيًّا… (13)
كما أن قول عثمان ?: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ… يدل على أنه لم يأمر بإلغاء الأحرف السبعة، فاللفظ صريحٌ في أنه أمر بإثبات لغة قريش عند الاختلاف فقط، أما عند الاتفاق فليكتبوا بأي لغة صحَّ أن النَّبِيّ ? قرأ بِها في العرضة الأخيرة، ولم ينقل إلينا أنَّهم اختلفوا في شيء إلا في لفظ (التابوت) كما مرَّ. (14)
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما احتجاجهم بأن الأحرف السبعة كانت في أول الأمر ضرورة لاختلاف لغات العرب، ومشقة أخذ جميعهم بلغة واحدة، فقد سبق الكلام على أن المشقة ما زالت باقية، فما زال في الأمَّةِ: (الْعَجُوزُ وَالشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْغُلامُ وَالْجَارِيَةُ، وَالرَّجُلُ الَّذِي لَمْ يَقْرَأْ كِتَابًا قَطُّ)، بل لعلها الآن أشد مِمَّا كانت عليه فيما مضى.
وأما قولهم إن القراءة على الأحرف السبعة لم تكن واجبة على الأمة، فنحن نوافق على ذلك، ولكن نخالف في أن القراءة غير الحفظ، فإنه وإن لم يكن واجبًا على الأمة أن تقرأ بالأحرف السبعة جميعها، فإنه لا شكَّ أن حفظ هذه الأحرف التي هي بعض القرآن من الضياع واجبٌ على الأمة.
ويدل على بقاء الأحرف التي ثبتت في العرضة الأخيرة أيضًا أنه قد ثبت أن كُتَّاب المصاحف في زمن عثمان إنما انتسخوا ما كتبه الصديق في الصحف في مصاحف وأرسلوها إلى الأمصار، وقد علمنا أن جمع أبي بكر للقرآن لم يلغ شيئًا مِمَّا ثبت في العرضة الأخيرة باتفاق، فثبت بذلك أن جمع عثمان لم ينقص شيئًا مِمَّا جمع في زمن أبي بكر ?.
عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: … فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ: أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ، فَأَرْسَلَتْ بِها حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ، فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ ابْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ. (15)
ويردُّ دعوى أن عثمان ? إذ نسخ المصاحف ألغى الأحرف الستة واقتصر على حرف واحد -أنه لم يرد في خبر صحيح، ولا ضعيف أنه ? أمر كُتَّاب المصاحف أن يقتصروا في كتابتها على حرف واحد، ويلغوا الستة الباقية. (16)
ويردُّ هذه الدعوى أيضًا أنه لو صحَّ أن عثمان ? جمع الناس على حرف واحد، وألغى الستة الباقية، وأجمع معه على ذلك الصحابة لكان ذلك كافيًا في القطع بالْمراد بالأحرف الستة، ولَمَا اختلف العلماء بعد ذلك في المراد منها كل هذا الاختلاف، ولَمَا حصل خلاف بعد الإجماع الأول في بقاء الأحرف السبعة من عدمه، إذ الإجماع حجة عند المسلمين، ولا يسوغ بعده خلافٌ. (17)
ومِمًّا يرد به هذا القول أيضًا أنه يحمل طعنًا في الصحابة ?، واتِّهامًا لهم بالتصرف برأيهم في كتاب الله تعالى، ولا يكاد يصدق مؤمنٌ يعلم قدر الخليفة الراشد عثمان بن عفان ? أنَّه قرر برأيه إلغاء الأحرف الستة والإبقاء على حرف واحد، ولا يكاد يتصور أيضًا أن الصحابة ? وهم كثرة كاثرةٌ في ذلك الوقت يقرونه على ذلك الفعل.
والخلاف الذي زعموا أنه استدعى إلغاء تلك الأحرف كان قد حصل مثله في زمن النَّبِيّ ?، كما جاء في الروايات التي أوردناها قريبًا في أول هذا الباب، فلم يؤدِّ إلى إلغاء الأحرف المنَزلة، بل أرشدهم النَّبِيّ ? إلى أن القرآن أنزل على جميع تلك الأوجه، وأقر كل واحد من المختلفين على قراءته. (18)
ويدل أيضًا على عدم صحة هذه الدعوى أن عثمان ? لو أراد أن يجمع مصاحف الناس جميعًا لَما استطاع، ولو استطاع لَمَا قدر على أن يسلبهم ما يحفظون من الكتاب، إذ قد كانت دولة الإسلام في ذلك الوقت متسعة إلى حدِّ يستحيل معه مثل هذا، فجمعه ? كان أن كتب للناس مصاحف أئمة يُرجع إليها عند الاختلاف.
قال ابن حزم: كل هذا (19) باطلٌ ببرهان كالشمس، وهو أن عثمان ? لم يلِ إلاَّ وجزيرة العرب كلها مَملوءة بالمسلمين والمصاحف والمساجد، والقراء يعلمون الصبيان والنساء، وكل من هبَّ ودبَّ، واليمن كلها في أيامه مدن وقرى، والبحرين كذلك، وعُمان كذلك، وهي بلاد واسعة، مدن وقرى وملكها عظيم، ومكة والطائف، والمدينة والشام كلها كذلك، في كل هذه البلاد من المصاحف والقراء ما لا يحصي عددهم إلا الله تعالى وحده، فلو رام عثمان ما ذكروا ما قدروا على ذلك أصلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قولهم: إنه جمع الناس على مصحف، فباطلٌ، ما كان يقدر على ذلك لِمَا ذكرنا، ولا ذهب عثمان قطُّ إلى جمع الناس على مصحف كتبه، إنما خشي عثمان ? أن يأتي فاسقٌ يسعى في كيد الدين، أو أن يهِمَ واهمٌ من أهل الخير، فيبدِّل شيئًا من المصحف، فيكون اختلاف يؤدي إلى الضلال، فكتب مصاحف مجمعًا عليها، وبعث إلى كل أفق مصحفًا، لكي -إن وهم واهمٌ، أو بدَّل مبدِّل -رُجِع إلى المصحف المجمع عليه، فانكشف الحق، وبطل الكيد والوهم.
وأما قول من قال أبطل الأحرف الستة، فقد كذب من قال ذلك، ولو فعل عثمان ذلك وأراده لخرج عن الإسلام، ولَمَا مطل ساعة، بل الأحرف السبعة عندنا موجودة كلها قائمة كما كانت، مبثوثة في القراءات المشهورة المأثورة، والحمد لله رب العالمين. (20)
وأما القول الثاني القائل بأن جميع الأحرف السبعة باقية فيُرَدُّ بِما مرَّ من ثبوت وقوع النسخ لبعض وجوه القراءة في العرضة الأخيرة، وكذلك بأنه لا يوجد في القرآن ما يقرأ على سبعة أوجه بالنظر إلى الخلاف في المراد بالأحرف السبعة على أغلب الأقوال، إلا باعتبار وجوه القراءة الشاذَّة، ولا يخفى أنَّ الشاذَّ لا يثبت له الحكم بالقرآنية حتى تبنى عليه مثل هذه المسألة.
والخلاصة أننا إذا نظرنا إلى حقيقة الخلاف بين الفريقين الثاني والثالث وجدناه خلافًا شكليًّا، إذ كلاهما متفقٌ على أن الصحابة لم يزيدوا ولم ينقصوا مِمَّا عرض في العرضة الأخيرة شيئًا، وإنما اختلفوا هل الأحرف كلها بقيت في العرضة الأخيرة أم لا، ولا يخفى أن النسخ قد ورد على كثير من تلك الأحرف كما مرّ بنا، فخلافهم إذن هو في حصول ذلك النسخ أو عدم حصوله.
وأما الفريق الأول القائل بأن الباقي حرف واحد، فأكثرهم يرى أن ذلك لثبوت النسخ وعدم العرض في العرضة الأخيرة، وهو ما يوافق القولين الثاني والثالث، وإذًا يصبح الخلاف شكليًّا أيضًا، باعتبار أن البعض يرى أن اختلاف القراء هو الأحرف السبعة المذكورة في الحديث، والبعض يرى أن هذا الاختلاف هو حرف واحد، مع اتفاق الجميع على أن الصحابة ? لم ينقصوا مِمَّا عرض في العرضة الأخيرة شيئًا.
وأما الذين يرون أن الصحابة ? اتفقوا على أن تركوا ستة أحرف، وجمعوا الناس على حرف واحد بتصرف منهم واتفاق، بعد أن ترك النَّبِيّ ? الأحرف السبعة وقرأ الناس بِها زمن أبي بكر وعمر وصدرًا من خلافة عثمان، فهؤلاء هم الذين اختلفنا معهم، وناقشنا أدلتهم ورددنا عليها.
(1) انظر الإتقان في علوم القرآن (1/ 89 - 104)، والبرهان في علوم القرآن (1/ 283 - 286).
(2) من الآية 219 من سورة البقرة.
(3) انظر إتحاف فضلاء البشر ص 157، والنشر في القراءات العشر (2/ 227).
(4) من الآية 94 من سورة النساء.
(5) من الآية 6 من سورة الحجرات.
(6) النشر في القراءات العشر (2/ 251).
(7) من الآية 57 من سورة الأعراف.
(8) انظر النشر في القراءات العشر (2/ 269 - 270)، وإتحاف فضلاء البشر ص 226.
(9) انظر: والنشر في القراءات العشر (1/ 25 - 28)، تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص 36 - 38، والإتقان في علوم القرآن (1/ 132 - 134).
(10) انظر المبحث الأول من الفصل الثالث من باب جمع القرآن في زمن عثمان ?.
(11) انظر البرهان في علوم القرآن (1/ 284)، ونكت الانتصار لنقل القرآن ص 385، وفتح الباري (8/ 625).
(12) من الآية 3 من سورة الزخرف.
(13) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 385.
(14) انظر: كتاب المصاحف لابن أبي داود ص 26، وفتح الباري (8/ 635). وتأويل مشكل الآثار للطحاوي (4/ 193)، وقد مرّ الحديث عن ذلك في الفصل الثالث من الباب الثالث.
(15) رواه البخاري في صحيحه: كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن (8/ 626) ح 4987.
(16) لا يخفى أن الحديث الذي هو عمدة القائلين بذلك القول في أمر عثمان الكتاب بأن يرجعوا إلى لغة قريش عند الاختلاف لا يدل على الأمر بإلغاء الأحرف الستة، إذ قصارى ما فيه -كما أسلفنا- الاقتصار على لغة قريش عند الاختلاف فقط.
(17) انظر مناهل العرفان (1/ 178).
(18) انظر مناهل العرفان (1/ 177).
(19) يعني دعوى أن عثمان ? جمع الناس على حرف واحد وترك الأحرف الستة.
(20) الفصل في الملل والأهواء والنحل (2/ 212 - 213).
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 07:18]ـ
وقد مرَّ بنا أنًّ النَّبِيّ ? عرض القرآن على جبريل ? في العام الذي توفي فيه مرتين، ولا شكَّ أنه قد نسخ بعض القرآن في تلك العرضة
ما هو الدليل على هذا؟؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 07:22]ـ
ما هو الدليل على هذا؟؟
ذكر الدليل انظر المقال:
وقد وردت الروايات بحدوث النسخ لبعض آيات الكتاب في العرضة الأخيرة.
فَعَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَيُّ الْقِرَاءتَيْنِ تَعُدُّونَ أَوَّلَ؟ قَالُوا: قِرَاءةَ عَبْدِ اللهِ. قَالَ: لا بَلْ هِيَ الآخِرَةُ، كَانَ يُعْرَضُ الْقُرْآنُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ? فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، فَشَهِدَهُ عَبْدُ اللهِ فَعَلِمَ مَا نُسِخَ مِنْهُ وَمَا بُدِّلَ. (4)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 07:26]ـ
هل لهذا الأثر إسناد صحيح؟
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 07:33]ـ
وإذا كان صحيح الإسناد تبقى الأسئلة التالية
أ- هل هذا النسخ محل إجماع؟
ب-إذا كان ابن مسعود بنص ابن عباس قد شهد العرضة الأخيرة فهو يعلم ما نسخ وما بدل فكيف يقرأ بأشياء غير موجودة في المصحف العثماني؟
ج-هل تقول إن الأحرف المتروكة شرط تركها هو النسخ.يعني العلة الوحيدة لترك حرف وإخراجه عن مصحف عثمان هي أن يكون هذا الحرف منسوخا؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 07:38]ـ
مسند أحمد بن حنبل - ومن مسند بني هاشم
مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب - حديث: 3319
حدثنا يعلى، ومحمد المعنى، قالا: حدثنا الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، قال: أي القراءتين تعدون أول؟ قالوا: قراءة عبد الله، قال: لا، بل هي الآخرة، " كان يعرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل عام مرة، فلما كان العام الذي قبض فيه، عرض عليه مرتين، فشهده عبد الله، فعلم ما نسخ منه وما بدل"
رجال السند ثقات و الاعمش و ان كان يرسل إلا انه حدث عن حصين بن جندب بن عمرو أبي ظبيان بدليل وقوع السند في البخاري و هذا نص الحديث:
صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن
سورة البقرة - باب قوله: الذين جعلوا القرآن عضين
حديث: 4436
حدثنا عبيد الله بن موسى، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس رضي الله عنهما، كما أنزلنا على المقتسمين قال: " آمنوا ببعض وكفروا ببعض، اليهود والنصارى"
فعلى هذا الحديث صحيح و له العديد من الشواهد من طرق اخرى في الصحيحين و كتب السنة
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 07:42]ـ
وإذا كان صحيح الإسناد تبقى الأسئلة التالية
أ- هل هذا النسخ محل إجماع؟
ب-إذا كان ابن مسعود بنص ابن عباس قد شهد العرضة الأخيرة فهو يعلم ما نسخ وما بدل فكيف يقرأ بأشياء غير موجودة في المصحف العثماني؟
ج-وما الدليل على أن النسخ في هذا الأثر كان نسخاً للأحرف؟
د-هل تقول إن الأحرف المتروكة شرط تركها هو النسخ.يعني العلة الوحيدة لترك حرف وإخراجه عن مصحف عثمان هي أن يكون هذا الحرف منسوخا؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 07:45]ـ
وإذا كان صحيح الإسناد تبقى الأسئلة التالية
أ- هل هذا النسخ محل إجماع؟
ب-إذا كان ابن مسعود بنص ابن عباس قد شهد العرضة الأخيرة فهو يعلم ما نسخ وما بدل فكيف يقرأ بأشياء غير موجودة في المصحف العثماني؟
ج-هل تقول إن الأحرف المتروكة شرط تركها هو النسخ.يعني العلة الوحيدة لترك حرف وإخراجه عن مصحف عثمان هي أن يكون هذا الحرف منسوخا؟
النسخ محل اجماع لاجماع الصحابة هذا كاف لاثبات النسخ
اما الاحرف السبعة فلم نقل انها متروكة انما قلنا ان بعضها نسخ في العرضة الاخيرة و هذه ليست علة لترك قراءتها فبعضها موجود في الاحاديث متناثر هنا و هناك، لكن لا يصلى بها فانتبه للفرق
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 07:45]ـ
وإذا كان صحيح الإسناد تبقى الأسئلة التالية
أ- هل هذا النسخ محل إجماع؟
ب-إذا كان ابن مسعود بنص ابن عباس قد شهد العرضة الأخيرة فهو يعلم ما نسخ وما بدل فكيف يقرأ بأشياء غير موجودة في المصحف العثماني؟
ج-وما الدليل على أن النسخ في هذا الأثر كان نسخاً للأحرف؟
د-هل تقول إن الأحرف المتروكة شرط تركها هو النسخ.يعني العلة الوحيدة لترك حرف وإخراجه عن مصحف عثمان هي أن يكون هذا الحرف منسوخا؟
ان لم يكن نسخا للاحرف فهو نسخ لماذا؟
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 08:01]ـ
اما الاحرف السبعة فلم نقل انها متروكة انما قلنا ان بعضها نسخ في العرضة الاخيرة و هذه ليست علة لترك قراءتها فبعضها موجود في الاحاديث متناثر هنا و هناك، لكن لا يصلى بها فانتبه للفرق
1 - يعني هناك قرآن يقرأ ولا يصلى به وهذا القرآن خارج مصحف عثمان وهذا القرآن منسوخ وأن هذا النسخ لا يمنع من القراءة به؟
2 - ما الذي يمنع أن يكون نسخاً للتلاوة كالمعهود في الشرع ما هو الدليل المعين أن هذا النسخ وقع على الأحرف التي نزلت للتيسير (؟؟)
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - كيف يكون نسخ الأحرف إجماع وهناك من أهل العلم من قال إن المصحف العثماني قد احتوى على جميع الأحرف لم يغادر منها شيئاً وقد قال صاحب البحث الذي تنقل عنه: ((فخلافهم إذن هو في حصول ذلك النسخ أو عدم حصوله)).
4 - لم تجبني: هل المتروك لم يجعل في المصحف العثماني هو فقط المنسوخ أم أن هناك شرطاً آخر؟
5 - لم تجبني: إذا كان ابن مسعود بنص ابن عباس قد شهد العرضة الأخيرة فهو يعلم ما نسخ وما بدل فكيف يقرأ بأشياء غير موجودة في المصحف العثماني؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 08:05]ـ
1 - يعني هناك قرآن يقرأ ولا يصلى به وهذا القرآن خارج مصحف عثمان وهذا القرآن منسوخ وأن هذا النسخ لا يمنع من القراءة به؟
2 - ما الذي يمنع أن يكون نسخاً للتلاوة كالمعهود في الشرع ما هو الدليل المعين أن هذا النسخ وقع على الأحرف التي نزلت للتيسير (؟؟)
3 - كيف يكون نسخ الأحرف إجماع وهناك من أهل العلم من قال إن المصحف العثماني قد احتوى على جميع الأحرف لم يغادر منها شيئاً وقد قال صاحب البحث الذي تنقل عنه: ((فخلافهم إذن هو في حصول ذلك النسخ أو عدم حصوله)).
4 - لم تجبني: هل المتروك لم يجعل في المصحف العثماني هو فقط المنسوخ أم أن هناك شرطاً آخر؟
5 - لم تجبني: إذا كان ابن مسعود بنص ابن عباس قد شهد العرضة الأخيرة فهو يعلم ما نسخ وما بدل فكيف يقرأ بأشياء غير موجودة في المصحف العثماني؟
قد اجبتك اخي فاعد قراءة ما كتبته جيدا , ارجوا ان تدرس اولا ما هي شروط القراء ا ت العشر فقد اوقعت نفسك في خلط في القرآن الذي لا يقرأ به و ما شابه مما لم اقله بتاتا انما ما فهمته انت.
ارجع اولا لشروط القراء ات الصحيحة و افهمها جيدا ثم نواصل ان شاء الله
ثانيا راجع النسخ و معناه عند السلف
ثالثا راجع معنى الاجماع و متى يعني الاجماع نسخا و لماذا نعتبر اجماع الصحابة في جمع القرآن نسخا للقراأت التي تخالف المصحف العثماني (المبحت اصولي لا بد لك من الرجوع لدراسات الاصول لفهم ذلك)
رابعا راجع معنى القراأت الشاذة و الفرق بين اعتبار اية قرآنا و ان نسخت و بين تلاوتها
خامسا راجع معنى قراءة عبد الله بن مسعود و هل كان يقرأ بخلاف المصحف في الصلاة؟ اثبت ذلك
سادسا لم اقل انه ترك شيئ من القرآن حاشا لله
بعد ان تضبط كل هذا نواصل ان شاء الله
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 08:16]ـ
لا علاقة لأسئلتي بشروط القراءة ولا غيرها أرجو الإجابة وعدم الهروب
أنت قلت
اما الاحرف السبعة فلم نقل انها متروكة انما قلنا ان بعضها نسخ في العرضة الاخيرة و هذه ليست علة لترك قراءتها فبعضها موجود في الاحاديث متناثر هنا و هناك، لكن لا يصلى بها فانتبه للفرق
وهذا نص في أن الأحرف المنسوخة لا يمنع كونها منسوخة من قراءتها وأن هذه الأحرف المتناثرة يجوز قراءتها ولكن لا تجوز الصلاة بها
أ-من قال من أهل العلم أن هذه الأحرف المنسوخة لا يمنع نسخها من قراءتها؟
ب-هل يثاب قارئها ثواب قاريء القرآن؟
ج-لا يجوز العمل بالحكم بعد معرفة نسخه فكيف تجوز قراءة الحرف بعد معرفة نسخه؟
ثم أجب بقية الأسئلة التي لا علاقة لها بالقراءة
2 - ما الذي يمنع أن يكون نسخاً للتلاوة كالمعهود في الشرع ما هو الدليل المعين أن هذا النسخ وقع على الأحرف التي نزلت للتيسير (؟؟)
3 - كيف يكون نسخ الأحرف إجماع وهناك من أهل العلم من قال إن المصحف العثماني قد احتوى على جميع الأحرف لم يغادر منها شيئاً وقد قال صاحب البحث الذي تنقل عنه: ((فخلافهم إذن هو في حصول ذلك النسخ أو عدم حصوله)).
4 - لم تجبني: هل المتروك لم يجعل في المصحف العثماني هو فقط المنسوخ أم أن هناك شرطاً آخر؟
5 - لم تجبني: إذا كان ابن مسعود بنص ابن عباس قد شهد العرضة الأخيرة فهو يعلم ما نسخ وما بدل فكيف يقرأ بأشياء غير موجودة في المصحف العثماني؟
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 08:41]ـ
أرجو جواب الأسئلة وعدم الهروب وأنا منذ البداية سألتك عن قصدك بالقراءة أنت الذي تهربت ولم تجب والآن تجيب أنك تقصد مطلق القراءة وهذا عجيب فأنت قلت في بداية جوابك الذي استشكلته أنا: ((لم نقل إنها متروكة)) ثم ذكرتَ تعليلاً لعدم الترك: أنها تُقرأ فلو كنت تريد مطلق القراءة لكان هذا هو عينه الترك فمعنى أنها في الأحاديث وأنها تقرأ كقراءة الشيخ والشيخة معنى هذا أنها أحرف متروكة فلم صدرت جوابك بقولك: لم نقل إنها متروكة؟
والكتاب الذي تنقل عنه حملته وقرأته منذ زمن بعيد ويمكنك أن تعتذر بأنك نقلت ولست محررا لما نقلت فلا بأس عليك وهذه هي الأسئلة ثانية فنرجو الجواب أو الاعتذار بعدم التحرير أما الهروب فقبيح:
2 - ما الذي يمنع أن يكون نسخاً للتلاوة كالمعهود في الشرع ما هو الدليل المعين أن هذا النسخ وقع على الأحرف التي نزلت للتيسير (؟؟)
3 - كيف يكون نسخ الأحرف إجماع وهناك من أهل العلم من قال إن المصحف العثماني قد احتوى على جميع الأحرف لم يغادر منها شيئاً وقد قال صاحب البحث الذي تنقل عنه: ((فخلافهم إذن هو في حصول ذلك النسخ أو عدم حصوله)).
4 - لم تجبني: هل المتروك لم يجعل في المصحف العثماني هو فقط المنسوخ أم أن هناك شرطاً آخر؟
5 - لم تجبني: إذا كان ابن مسعود بنص ابن عباس قد شهد العرضة الأخيرة فهو يعلم ما نسخ وما بدل فكيف يقرأ بأشياء غير موجودة في المصحف العثماني؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 08:45]ـ
ولم لا تجيب أنت ألست مستوعبا لهذا الذي نقلته؟
ألست محررا له؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 08:57]ـ
دفع الاعتراض على عثمان ? في جمع القرآن
ورد الشبهات المثارة حول هذا الجمع
المبحث الأول: اعتراض ابن مسعود t على عدم توليه الجمع
مصحف ابن مسعود t يوافق مصاحف الجماعة
المبحث الأول: اعتراض ابن مسعود ? على عدم توليه الجمع
كان عبد الله بن مسعود ? أحد أئمة القراءة من أصحاب النَّبِيّ ?،ـ (1) وكان أول من جهر بالقرآن بين المشركين في مكة، (2) وكان أحد الأربعة الذين أمر النَّبِيّ ? بأخذ القرآن عنهم.
فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنُ عَمْرٍو أنه ذَكَرَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ: لاَ أَزَالُ أُحبُّهُ؛ سَمِعْتُ النَّبِيَّ ? يَقُولُ: خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالِمٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. (3)
فلمَّا جمع عثمان ? القرآن، ونسخه في المصاحف، وأرسلها إلى الأمصار، كَرِه ذلك ابن مسعودٍ ?، فقد كان يكره أن يُمنع أحدٌ من قراءة شيء سمعه من رَسُول اللهِ ?.
عن أبي الشعثاء قال: كنا جلوسًا في المسجد، وعبد الله يقرأ، فجاء حذيفة، فقال: قراءة ابن أم عبدٍ، وقراءة أبي موسى الأشعري! والله إن بقِيتُ حتى آتِيَ أمير المؤمنين (يعني عثمان) لأمرتُهُ أن يجعلها قراءةً واحدةً. قال: فغضب عبد الله، فقال لحذيفة كلمةً شديدةً. قال: فسكت حذيفة. (4)
ولَمَّا أرسل عثمان ? المصحف إلى الكوفة مع حذيفة بن اليمان كره ذلك ابن مسعود، (5) وكان يرى أنه أحق بأن يقوم بجمع القرآن، لِما له من المكانة في القراءة، والتلقِّي عن رَسُول اللهِ ?.
عن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أنه قَالَ: عَلَى قِرَاءةِ مَنْ تَأْمُرُونِّي أَقْرَأُ؟ لَقَدْ قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ? بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَإِنَّ زَيْدًا لَصَاحِبُ ذُؤَابَتَيْنِ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ. (6)
ولَمَّا أمر عثمان ? بانتزاع المصاحف المخالفة وإحراقها، رفض ذلك ابن مسعودٍ ?، وأمر الناس بأن يغلُّوا المصاحف.
فعَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ قَالَ:} وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ {، (7) ثُمَّ قَالَ: عَلَى قِرَاءةِ مَنْ تَأْمُرُونِي أَنْ أَقْرَأَ؟ فَلَقَدْ قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ? بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَلَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ ? أَنِّي أَعْلَمُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا أَعْلَمُ مِنِّي لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ. قَالَ شَقِيقٌ: فَجَلَسْتُ فِي حَلَقِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ? فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَرُدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَلاَ يَعِيبُهُ. (8)
وقَالَ الزُّهْرِيُّ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَرِهَ لِزَيْدِ ابْنِ ثَابِتٍ نَسْخَ الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أُعْزَلُ عَنْ نَسْخِ كِتَابَةِ الْمُصْحَفِ، وَيَتَوَلاَّهَا رَجُلٌ، وَاللهِ، لَقَدْ أَسْلَمْتُ وَإِنَّهُ لَفِي صُلْبِ رَجُلٍ كَافِرٍ، يُرِيدُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَلِذَلِكَ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ اكْتُمُوا الْمَصَاحِفَ الَّتِي عِنْدَكُمْ وَغُلُّوهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ:} وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ {، فَالْقُوا اللهَ بِالْمَصَاحِفِ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَبَلَغَنِي أَنَّ ذَلِكَ كَرِهَهُ مِنْ مَقَالَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ رِجَالٌ مِنْ أَفَاضِلِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ?.ـ (9)
كان هذا هو مجمل اعتراض عبد الله بن مسعودٍ ? على عثمان في تولية زيدٍ نسخ المصاحف.
ولا شك أن اختيار عثمان ? زيدًا لنسخ المصاحف كان نظرًا منه لمصلحة الإسلام والمسلمين، لِما يرى من أهليته دون غيره لذلك العمل الجليل، ولو أنه ? ظنَّ بعبد الله بن مسعودٍ مثل ذلك وعلمه منه، لترتَّب عليه فَرْضُ توليته دون غيره.
ولو حدث ذلك لساغ لآخر أن يقول: ولم اختار ابن مسعود دون غيره؟ ولمَ عدل عن أبيِّ بن كعبٍ مع ما فيه من الفضائل؟ ولمَ ترك زيد بن ثابت، وهو كاتب النَّبِيّ ?؟ وهذا باب لا طريق إلى سدِّه. (10)
(يُتْبَعُ)
(/)
فاختيار زيد لِهَذِهِ المهمة كان اجتهادًا من الخليفة الراشد عثمان ?، وكان نظرًا منه لِمصلحة الأمة، وقد وافقه على هذا الاجتهاد كل من شهده، إلا ما ورد عن ابن مسعود من كراهية ذلك.
ولقد صوَّب العلماء اختيار عثمان زيدَ بن ثابتٍ لِهذا العمل، وعللوا ذلك بأمور، منها:
الأول: أن زيدًا كان هو الذي قام بجمع القرآن في عهد أبي بكر، لكونه كاتبَ الوحي، ولَمَّا كانت المهمة الجديدة، وهي نسخ المصاحف، مرتبطة بالمهمة الأولى -كان اختار زيد أولى من اختيار ابن مسعودٍ، فقد كان لزيد في ذلك أوليةً ليست لغيره. (11)
وقد روى ثعلبة بن مالك عن عثمان ? أنه قال: من يعْذِرُني من ابن مسعودٍ، يدعو الناس إلى الخلاف والشبهة والتعصب عليَّ إذ لم أوَلِّه نسخ القرآن، فهلاَّ عتب على أبي بكر وعمر، هما عزلاه عن نسخ القرآن وولياه زيدَ بن ثابت، واتَّبعت أثرهما فيما بقيَ من أصحاب النَّبِيّ ?.ـ (12)
الثاني: أن جمع القرآن في زمن عثمان كان بالمدينة، وكان ابن مسعودٍ إذ ذاك بالكوفة، ولم يؤخر عثمان ما عزم إليه من ذلك إلى أن يرسل إليه ويحضر، فقد كانت الفتنة تدق الأبواب بعنفٍ، وكان لا بد من معاجلتها قبل أن تستشري. (13)
الثالث: أن فضل ابن مسعود على زيد بن ثابت لا يسوِّغ تقديمه عليه في نسخ المصاحف، فقد كان ابن مسعود إمامًا في الأداء، وكان زيدٌ إمامًا في الخط والكتابة، مع كونه في المحل الشريف في حفظ القرآن، وحسن الخط والضبط، وكان من خواص كتبة النَّبِيّ ?، فكان اختيار الأعلم بالكتابة والخط والضبط أولى من اختيار الأقدم في التلقي والحفظ.
فلو أن أحدنا أراد أن يكتب اليوم مصحفًا، فلن يلتمس له أقدم أهل عصره حفظًا، أو أقواهم أو أشجعهم، وإنَّما يلتمس أحسنهم ضبطًا وخطًّا، وأحضرهم فهمًا. (14)
وقد ورد أن عبد الله بن مسعود لم يكن قد حفظ كل القرآن في حياة النَّبِيّ ?، بل ورد أيضًا أنه مات ولم يختمه، فكان زيدٌ بذلك أولى منه، إذ قد كان حفظ القرآن كله في حياة النَّبِيّ ?.
قال القرطبي: فالشائع الذائع الْمتَعالَم عند أهل الرواية والنقل أن عبد الله بن مسعود تعلَّم بقية القرآن بعد وفاة رَسُول اللهِ ?، وقد قال بعض الأئمة: مات عبد الله بن مسعود قبل أن يختم القرآن. (15)
ويضاف إلى هذا ما كان لزيد بن ثابت من الخصال التي أهلته لجمع القرآن على عهد الصدِّيق، كما مرَّ بنا. (16)
وقد كان يكفي لاختياره لِهذا العمل ثقة النَّبِيّ ? فيه، إذ أمره أن يتعلم كتاب يهودٍ، فتعلمه في سبعةَ عشرَ يومًا، فضرب بذلك أروع مثلٍ في الفطنة والذكاء، مع حداثة سِنِّه ?.
عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ ?، فَتَعَلَّمْتُ لَهُ كِتَابَ يَهُودَ، وَقَالَ: إِنِّي وَاللهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي، فَتَعَلَّمْتُهُ، فَلَمْ يَمُرَّ بِي إِلاَّ نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى حَذَقْتُهُ، فَكُنْتُ أَكْتُبُ لَهُ إِذَا كَتَبَ، وَأَقْرَأُ لَهُ إِذَا كُتِبَ إِلَيْهِ. (17)
وفي رواية أنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ ?: تُحْسِنُ السُّرْيَانِيَّةَ؟ إِنَّهَا تَأْتِينِي كُتُبٌ. قَالَ: قُلْتُ: لاَ. قَالَ: فَتَعَلَّمْهَا. فَتَعَلَّمْتُهَا فِي سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا. (18)
وقد أنكر الصحابة على ابن مسعود ما فعله من منافرة الجماعة فيما رأوا من نسخ المصاحف واختيار زيد لذلك العمل، ومن تحريضه الناس على عدم تحريق مصاحفهم، كما مرَّ قريبًا في حديث الزهري، وفيه:
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَبَلَغَنِي أَنَّ ذَلِكَ كَرِهَهُ مِنْ مَقَالَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ رِجَالٌ مِنْ أَفَاضِلِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ?.ـ (19)
على أن ما جاء عن ابن مسعود من كراهة ذلك إنما كان ظنًّا منه أنه يَمنع من قراءة القرآن على وجه مما صحَّ عن النَّبِيّ ? أنه قرآن منَزل، مستقرٌّ في العرضة الأخيرة، فلمَّا تبين له عدم المنع مِمَّا صح من القراءة رجع عن رأيه إلى رأي الجماعة.
قال الباقلاني: وقد وردت الروايات أن عثمان وعظه، وحذَّره الفُرقة، فرجع واستجاب إلى الجماعة، وحثَّ أصحابه على ذلك، فروي عنه في حديث طويل، أنه قال: … فمن قرأ على قراءتي، فلا يدعها رغبةً عنها، ومن قرأ عليَّ شيئًا من هذه الحروف، فلا يدعَنْه رغبةً عنه؛ فإنه من جحد بحرف منه فقد جحده كله. (20)
مصحف ابن مسعود يوافق مصاحف الجماعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ومِمَّا يدل على أن ابن مسعودٍ ? قد رجع إلى رأي الجماعة أن قراءته قد رواها عاصم وحمزة والكسائي، وغيرهم، كما مرَّ بنا، (21) وقراءة هؤلاء الأئمة موافقة للمصاحف العثمانية -بلا شكٍّ.
ولا شك أيضًا أن قراءة ابن مسعود كانت موافقة لِمصحفه، فدل ذلك على أنه رجع إلى ما اتفقت عليه جماعة المسلمين، بعد أن ظهر له صوابُهم في ذلك.
قال أبو محمد بن حزم: وأما قولُهم إن مصحف عبد الله بن مسعود ? خلاف مصحفنا فباطلٌ وكذبٌ وإفكٌ. مصحف عبد الله بن مسعود إنَّما فيه قراءته بلا شكٍّ، وقراءتُه هي قراءة عاصمٍ المشهورة عند جميع أهل الإسلام في شرق الأرض وغربِها، نقرأ بِها كما ذكرنا، كما نقرأ بغيرها مما صحَّ أنه كل منَزلٌ من عند الله تعالى. (22)
قال البلاقلاني: ولو كان في قراءة ابن مسعود ما يُخالف مصحف عثمان لظهر ذلك في قراءة حمزة خاصةً … إلى أن قال: ولو لقي أحدٌ من أصحاب عبد الله أحدًا مِمَّن قرأ عليه خلاف قراءة الجماعة، لوجب أن ينقل ذلك نقلاً ظاهرًا مشهورًا، وفي عدم ذلك دليلٌ على فساد هذا. (23)
(1) مرَّ ذكره في المبحث الرابع من الفصل الأول من الباب الأول (الحفاظ من الصحابة).
(2) السيرة النبوية لابن هشام (1/ 275).
(3) رواه البخاري في فضائل القرآن باب القراء من أصحاب النبي ? ح 4999.انظر الصحيح مع فتح الباري (8/ 662).
(4) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب كراهية عبد الله بن مسعود ذلك ص 20.
(5) انظر المصاحف لابن أبي داود ص 44.
(6) رواه النسائي في سننه، كتاب الزينة، باب الذؤابة (8/ 134) ح 5063، وابن أبي داود في كتاب المصاحف باب كراهية عبد الله بن مسعود ذلك ص 21،22.
(7) سورة آل عمران، من الآية 161.
(8) رواه مسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، بَاب مِنْ فَضَائِلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ (16/ 16) ح 2462، وابن أبي داود في كتاب المصاحف باب كراهية عبد الله بن مسعود ذلك ص 23.
(9) رواه الترمذي في جامعه، كتاب تفسير القرآن باب ومن سورة التوبة (4/ 348 - 349) ح 3104، وابن أبي داود في كتاب المصاحف باب كراهية عبد الله بن مسعود ذلك ص 24 - 25.
(10) انظر نكت الانتصار لنقل القرآن ص 369 - 370.
(11) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 363، و ص 368، وفتح الباري (8/ 635).
(12) ذكر هذا الخبر القاضي الباقلاني في الانتصار، انظر: نكت الانتصار لنقل القرآن ص 363.
(13) فتح الباري (8/ 635)، ونكت الانتصار لنقل القرآن ص 372.
(14) انظر نكت الانتصار لنقل القرآن ص 368 - 369.
(15) الجامع لأحكام القرآن (1/ 39).
(16) انظر: من قام بالجمع في عهد أبي بكر، وهو الفصل الثالث من الباب الثاني.
(17) رواه أبو داود في سننه، كتاب العلم باب رواية حديث أهل الكتاب (3/ 318) ح 3645.
(18) رواه أحمد في مسنده، مسند الأنصار (6/ 223) ح 21077.
(19) رواه الترمذي في جامعه، كتاب تفسير القرآن باب ومن سورة التوبة (4/ 348 - 349) ح 3104، وابن أبي داود في كتاب المصاحف باب كراهية عبد الله بن مسعود ذلك ص 24 - 25.
(20) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 264، وروى نحوه الإمام أحمد في مسنده: مسند المكثرين من الصحابة، (1/ 669) ح 3835.
(21) انظر مبحث الحفاظ من الصحابة، وهو المبحث الرابع من الفصل الأول من الباب الأول.
(22) الفصل في الملل والأهواء والنحل (2/ 212).
(23) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 380 - 382.
المبحث الثاني: رد الشبهات التي أثيرت حول الجمع العثماني
الشبهة الأولى: الطعن باستنكار ابن مسعود ? تولي زيد الجمع
وقد طعن بعض الطاعنين على كتاب الله في جمع القرآن في زمن عثمان ? بِما ورد عن ابن مسعودٍ من استنكار تولي زيدٍ هذا الجمع، وعدم توليه إياه، مع كونه أعلم أصحاب النَّبِيّ ? بكتاب الله، واستدلوا على ذلك بالأحاديث السابقة في اعتراض ابن مسعود على عثمان، ومنها:
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ قَالَ:} وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ {، (1) ثُمَّ قَالَ: عَلَى قِرَاءةِ مَنْ تَأْمُرُونِي أَنْ أَقْرَأَ؟ فَلَقَدْ قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ? بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَلَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ ? أَنِّي أَعْلَمُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا أَعْلَمُ مِنِّي لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ. قَالَ شَقِيقٌ: فَجَلَسْتُ فِي حَلَقِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ? فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَرُدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَلاَ يَعِيبُهُ. (2)
وقالوا: إن استنكار ابن مسعودٍ طعنٌ في جمع القرآن، وهو دليلٌ على أن القرآن الذي بين أيدينا ليس موثوقًا، وهو أيضًا طعنٌ في تواتر القرآن، إذ لو كان ما كتبه عثمان متواترًا لَما وسع ابن مسعود استنكاره. (3)
والجواب عن هذه الشبهة:
أولاً: أن الاستنكار المروي عن ابن مسعودٍ لم يكن طعنًا في جمع القرآن، ولا استنكارًا لفعل الصحابة، وإنَّما كان استنكارًا لاختيار من يقوم بِهذا الجمع، إذ كان يرى في نفسه أنه الأولى أن يسند إليه هذا الجمع، مع كمال ثقته في زيدٍ وأهليتِه للنهوض بِما أسند إليه.
ومسألة اختيار من يقوم بجمع القرآن تقديرية، ولا شكَّ أن تقدير عثمان، ومن قبله أبو بكر وعمر أن زيدًا أكفأ من غيره للقيام بِهذا العمل -أصدق من تقدير ابن مسعودٍ له، كما مرَّ بنا قريبًا في تصويب اختيار عثمان زيدًا على غيره لجمع القرآن. (4)
وأما حداثة سِنِّ زيدٍ ?، فليست مطعنًا، فكم من صغيرٍ فاق من هو أكبر منه، وقد كان في ثقة النَّبِيّ ? بزيد -كما مرَّ قريبًا- ما يدل على أهليته وكفايته، وقد قدَّم النَّبِيّ ? بعض صغار السِنِّ على من هم أكبر منهم لَمَّا رأى من كفايتهم وأهليتهم فيما قدَّمهم فيه، كما قدَّم أسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه كبار المهاجرين والأنصار، وهو ابن ست عشرة سنة، رغم طعن بعض الناس في إمارته، وأنفذ هذا الجيش أبو بكر ?، ولم يأبه لاستنكار بعض ذوي السن من الصحابة، محتجًّا في ذلك بتقديم الرَّسُول ? إياه.
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ ? سَبْعَ غَزَوَاتٍ، وَخَرَجْتُ فِيمَا يَبْعَثُ مِنَ الْبُعُوثِ تِسْعَ غَزَوَاتٍ، مَرَّةً عَلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ وَمَرَّةً عَلَيْنَا أُسَامَةُ. (5)
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِي الله عَنْهمَا، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ ? بَعْثًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ?: إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ، فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَايْمُ اللهِ، إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ. (6)
ولما طلب الناس تأمير من هو أسنُّ من أسامة بعد وفاة النَّبِيّ ?، قال أبو بكر ? لعمر لما كلمه في ذلك: ثكلتك أمُّك يا ابن الخطاب! استعمله رَسُول اللهِ ?، وتأمرني أن أنزعه. (7)
ثانيًا: أن استنكار ابن مسعود أن يترك حرفه، هو شهادة لحرفه بالصحة، لأنه أخذه عن رَسُول اللهِ ?، وليس في ذلك طعنٌ على حرف زيد من حيث هو، وإنَّما غاية ما هنالك أنه لا يرى ترك حرفه لحرف أحدٍ غيره.
قال الباقلاني: ليست شهادة عبد الله لحرفه وأنه أخذه من فم رَسُول اللهِ ? طعنًا على حرف غيره، ولكنه عنده حجةٌ في أنه لا يَجِب عليه تركه، وتحريق مصحف هو فيه. (8)
ثالثًا: أنه على فرض كون استنكار ابن مسعودٍ طعنًا في صحة جمع القرآن وتواتره، فقد ثبت بِما لا مجال للشك معه أنه قد رجع عن ذلك -كما مرَّ قريبًا. (9)
رابعًا: أننا لو سلَّمنا أن ابن مسعود استمرَّ على استنكاره، وأن استنكاره كان طعنًا في تواتر القرآن وصحة جمعه في زمن عثمان، فإننا نجيب بأن طعن ابن مسعود في التواتر لا يقدح فيه، فإن التواتر حجة قاطعة بصحة ما روي متواترًا، وإذا كان الجماعة الذين اتفقوا على صحة جمع القرآن في زمن عثمان قد بلغوا حدَّ التواتر وأكثر، فإن إنكار الواحد أو الاثنين لا يقدح في ذلك التواتر، فإن من شهد حجةٌ على من لم يشهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامسًا: أن قول ابن مسعود: وَلَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ ? أَنِّي أَعْلَمُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا أَعْلَمُ مِنِّي لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ. ليس قطعًا على أنه ليس فيهم من هو أعلم منه بكتاب الله، وإنما هو اعتقاد ابن مسعود، وهو غير معصوم في هذا الاعتقاد. (10)
(1) سورة آل عمران، من الآية 161.
(2) رواه مسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، بَاب مِنْ فَضَائِلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ (16/ 16) ح 2462، وابن أبي داود في كتاب المصاحف باب كراهية عبد الله بن مسعود ذلك ص 23.
(3) مناهل العرفان (1/ 283).
(4) انظر مناهل العرفان (1/ 283).
(5) رواه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب بعث النَّبِيّ ? أسامة إلى الحرقات (7/ 590) ح 4271.
(6) رواه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة باب مناقب زيد بن حارثة (7/ 108 - 109) ح 3730.
(7) تاريخ الطبري (2/ 246)، وانظر فتح الباري (7/ 759).
(8) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 364.
(9) انظر المبحث السابق، ومناهل العرفان (1/ 284).
(10) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 364.
تابع المبحث الثاني: رد الشبهات التي أثيرت حول الجمع العثماني
الشبهة الثانية: الفاتحة والمعوذتان عند ابن مسعود ?.
طعن بعض الطاعنين على جمع القرآن بأن عبد الله بن مسعود ? أنكر أن المعوذتين من القرآن، وكان يَمحوهما من المصحف، وأنه لم يكتب فاتحة الكتاب في مصحفه، وزعموا أن في ذلك قدحًا في تواتر القرآن. (1)
وقد ثبت أن عبد الله بن مسعودٍ ? كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه، وروي عنه أنه كان لا يكتب فاتحة الكتاب كذلك.
فعَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، قُلْتُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، (2) فَقَالَ أُبَيٌّ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ?، فَقَالَ لِي: قِيلَ لِي فَقُلْتُ. قَالَ: فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ ?.ـ (3)
وَعَنْه أيضًا أنه قَالَ: قُلْتُ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ لاَ يَكْتُبُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ فِي مُصْحَفِهِ. فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ? أَخْبَرَنِي أَنَّ جِبْرِيلَ ? قَالَ لَهُ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، فَقُلْتُهَا، فَقَالَ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فَقُلْتُهَا، فَنَحْنُ نَقُولُ مَا قَالَ النَّبِيُّ ?.ـ (4)
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ كَانَ عَبْدُ اللهِ يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ مَصَاحِفِهِ، وَيَقُولُ: إِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْ كِتَابِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى. (5)
وروى الأعمش عن إبراهيم قال: قيل لابن مسعودٍ لِمَ لَمْ تكتب الفاتحة في مصحفك؟ فقال: لو كتبتها لكتبتها في أول كل سورة. (6)
وعن ابن سيرين أن أُبَيَّ بن كعبٍ وعثمانَ كانا يكتبان فاتحة الكتاب والمعوذتين، ولم يكتب ابن مسعودٍ شيئًا منهن. (7)
الجواب عن هذه الشبهة:
أمَّا فاتحة الكتاب، فإن عدم كتابتها في مصحف ابن مسعود مشكوكٌ فيه، غير مسلم بصحته.
والخبر الذي تعلَّق به أصحاب هذه الشبهة ليس فيه إنكار قرآنية الفاتحة، وإنَّما قصارى ما فيه أن ابن مسعود لم يكن يكتبها، وليس في ذلك جحدٌ بأنَّها من القرآن.
ولو صحَّ عن ابن مسعود هذا الخبر، فإنه لا يجوز لمسلمٍ أن يَظُن خفاء قرآنية الفاتحة على ابن مسعود، فضلاً عن أن يَظُنَّ به إنكار قرآنيتها، وكيف يُظَن به ذلك، وهو من أشد الصحابة عناية بالقرآن، وقد أوصى النَّبِيّ ? بقراءة القرآن على قراءته. (8)
فَعَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بَشَّرَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ? قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ. (9)
كما أن ابن مسعود ? من السابقين إلى الإسلام، ولم يزل يسمع النَّبِيّ ? يقرأ بالفاتحة في الصلاة، ويقول: لا صَلاَةَ إِلاَّ بِقِرَاءةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ. (10)
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو صحَّ عنه هذا النقل، وجب أن يُحمل على أكمل أحواله ?، وذلك بأن يُقال: إنه كان يرى أن القرآن كتب في المصاحف مخافة الشك والنسيان، أو الزيادة والنقصان، فلمَّا رأى ذلك مأمونًا في فاتحة الكتاب؛ لأنَّها تثنى في الصلاة، ولأنه لا يجوز لأحد من المسلمين ترك تعلمها -ترك كتابتها، وهو يعلم أنَّها من القرآن، وذلك لانتفاء علة الكتابة -وهي خوف النسيان- في شأنِها.
فكان سبب عدم كتابتها في مصحفه وضوح أنَّها من القرآن، وعدم الخوف عليها من الشك والنسيان، والزيادة والنقصان. (11)
قال أبو بكر الأنباري تعليقًا على قول ابن مسعود: "لو كتبتها لكتبتها في أول كل سورة" قال: يعني أن كلَّ ركعةٍ سبيلُها أن تفتتح بأم القرآن، قبل السورة المتلوَّة بعدها، فقال: اختصرت بإسقاطها، ووثقت بحفظ المسلمين لَهَا، ولم أثبتها في موضعٍ فيلزمني أن أكتبها مع كل سورةٍ، إذ كانت تتقدمها في الصلاة. (12)
ويدل على ذلك أيضًا أنه قد صحَّ عن ابن مسعود قراءة عاصم وغيره، وفيها الفاتحة، وهذا نقلٌ متواتر يوجب العلم.
وأما المعوذتان، فقد ثبت بِما لا مجال للشك معه أنَّهما قرآنٌ منَزَّلٌ.
فقد ورد التصريح بقرآنيتهما عن النَّبِيّ ?.
كما جاء عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ?: أُنْزِلَتْ عَلَيَّ سُورَتَانِ، فَتَعَوَّذُوا بِهِنَّ فَإِنَّهُ لَمْ يُتَعَوَّذْ بِمِثْلِهِنَّ، يَعْنِي الْمُعَوِّذَتَيْنِ. (13)
وعَنْه أيضًا أنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ ?: أُنْزِلَ أَوْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَاتٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ، الْمُعَوِّذَتَيْنِ. (14)
كما ورد أنه ? صلى بِهما صلاة الصبح، وفي قراءتِهما في الصلاة دليلٌ صريح على كونِهما من القرآن العظيم.
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: بَيْنَا أَقُودُ بِرَسُولِ اللهِ ? فِي نَقَبٍ مِنْ تِلْكَ النِّقَابِ، إِذْ قَالَ: أَلاَ تَرْكَبُ يَا عُقْبَةُ؟ فَأَجْلَلْتُ رَسُولَ اللهِ ? أَنْ أَرْكَبْ مَرْكَبَ رَسُولِ اللهِ ?، ثُمَّ قَالَ: أَلاَ تَرْكَبُ يَا عُقْبَةُ؟ فَأَشْفَقْتُ أَنْ يَكُونَ مَعْصِيَةً، فَنَزَلَ وَرَكِبْتُ هُنَيْهَةً، وَنَزَلْتُ وَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ ?، ثُمَّ قَالَ: أَلاَ أُعَلِّمُكَ سُورَتَيْنِ مِنْ خَيْرِ سُورَتَيْنِ قَرَأَ بِهِمَا النَّاسُ؟ فَأَقْرَأَنِي:} قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ {، وَ} قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ {، فَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَتَقَدَّمَ فَقَرَأَ بِهِمَا، ثُمَّ مَرَّ بِي فَقَالَ: كَيْفَ رَأَيْتَ يَا عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ؟ اقْرَأْ بِهِمَا كُلَّمَا نِمْتَ وَقُمْتَ. (15)
وقد أنكر كثيرٌ من أهل العلم صحة النقل عن ابن مسعود في إنكاره قرآنية المعوذتين، وفي عدم إثباتِهما في مصحفه.
قال الباقلاني: وأما المعوذتان، فكل من ادَّعى أن عبد الله بن مسعودٍ أنكر أن تكونا من القرآن، فقد جهل، وبعُد عن التحصيل. (16)
وقال ابن حزم: وكل ما روي عن ابن مسعود من أن المعوذتين وأم القرآن لم تكن في مصحفه فكذبٌ موضوع، لا يصح، وإنَّما صحَّت عنه قراءة عاصمٍ عن زِرِّ ابن حبيش عن ابن مسعود، وفيها أم القرآن والمعوذتان. (17)
وقال النووي: أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن، وأن من جحد شيئًا منه كفر، وما نُقِل عن ابن مسعودٍ في الفاتحة والمعوذتين باطلٌ، ليس بصحيح عنه. (18)
وقد فنَّد هؤلاء العلماء ما ورد عن ابن مسعود من الإنكار أو الْمَحْوِ من المصاحف، وتطلبوا لذلك وجوهًا كثيرةً في الردِّ، منها:
1. أن سبيلَ نقل المعوذتين سبيلُ نقل القرآن، وهو ظاهرٌ مشهورٌ، وأن فيهما من الإعجاز الذي لا خفاء لذي فهمٍ عنه، فكيف يحمل على ابن مسعودٍ إنكار كونِهما قرآنًا، مع ما ذكر من النقل والإعجاز؟
2. أن ابن مسعودٍ لو أنكر أن المعوذتين من القرآن لأنكر عليه الصحابة، ولنقل إلينا نقلاً مستفيضًا، كما أنكروا عليه ما هو أقل من ذلك، وهو اعتراضه على اختيار زيد لجمع القرآن. (19)
3. أن ابن مسعود كان مشهورًا بإتقان القراءة، منتصبًا للإقراء، وقد صحَّ عنه قراءة عاصم وغيره، وفيها المعوذتان، ولو كان أقرأ تلاميذه القرآن دون المعوذتين لنُقل إلينا، فلمَّا لم يروَ عنه، ولا نُقل مع جريان العادة، دلَّ على بطلانه وفساده. (20)
(يُتْبَعُ)
(/)
4. أنه لو صحَّ أنه أسقط المعوذتين من مصحفه، فإن ذلك لا يدل على إنكاره كونَهما من القرآن، بل لعله أن يكون أسقطهما لعدم خوف النسيان عليهما، وظن من رأى ذلك مِمن لم يعرف ما دعاه إليه أنه أسقطهما لأنَّهما ليستا عنده بقرآن. (21)
5. ويحتمل أن يكون سمع جواب النَّبِيّ ? لأُبيٍّ لما سأله عنها، وأنه قال: قيل لي، فقلت، فلما سمع هذا أو أخبر به اعتقد أنَّهما من كلام الله ?، غير أنه لا يجب أن تسميا قرآنًا؛ لأنه ? لم يسمهما بذلك، أو أنه سمع جواب النَّبِيّ ? لعقبة لما سأله: أقرآنٌ هما؟ فلم يجبه، وأصبح فصلَّى الصبح بِهما، فاعتقد أنَّهما كلام الله تعالى، ولم يسمهما قرآنًا لما لم يسمهما النَّبِيّ ? بذلك.
6. ويحتمل أن يكون لم ير النَّبِيّ ? يقرأ بِهما في الصلاة قطُّ، فظن به لأجل ذلك أنه يعتقد أنَّهما ليستا من القرآن. (22)
7. وأنه يُمكن أن يكون سئل عن عوذة من العوذ رواها عن النَّبِيّ ?، وظن السائل عنها أنَّها من القرآن، فقال عبد الله: إن تلك العوذة ليست من القرآن، وظن سامع ذلك أو راويه أنه أراد المعوذتين، ويُمكن أن يحمل على ذلك أيضًا جوابه لِمن قال له في المعوذتين: أهي من القرآن؟ فقال بأنها ليست من القرآن، فإنه يحتمل أن يكون سأله عن معوذتين أخريين غير سورة الفلق وسورة الناس. (23)
8. وأما ما روي من حكِّه إياهما من المصحف فذلك بعيدٌ، لأنه لا يَخلو أن يكون حكَّهما من مصحفه، أو من مصاحف أصحابه الذين أخذوا عنه، أو من مصحف عثمان، وما كُتِب منه.
فمحالٌ أن يكون حكَّهما من مصحفه؛ لأنَّهما لم يكونا فيه، لأنه لم يكتبهما.
وكذلك مصاحف من أخذ عنه من أصحابه، فهي بالضرورة موافقة لمصحفه، فلا يُتَصَوَّرُ أن يكون فيها المعوذتان.
وإن كان من مصحف عثمان ?، فذلك بعيدٌ، لأنه شقُّ العصا، وخلافٌ شديدٌ يطول فيه الخطب بينهما، ولو حصل ذلك لنقل إلينا، وفي عدم العلم بذلك دليلٌ على بطلانه.
9. وأما قول الراوي: إنه كان يَحكهما، ويقول: لا تخلطوا به ما ليس منه. يعني المعوذتين، فهذا تفسير من الراوي، ويحتمل أنه كان يَحكُّ الفواتح والفواصل. (24)
ويدل على ذلك ما رواه ابن أبي داود عن أبي جمرة قال: أتيت إبراهيم بمصحفٍ لي مكتوبٍ فيه: سورة كذا، وكذا آية، قال إبراهيم: امحُ هذا، فإن ابن مسعودٍ كان يكره هذا، ويقول: لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس منه. (25)
10. ولو ثبت عنه بنصٍّ لا يحتمل الرد أنه حكَّهما، فإن ذلك يَحتمل وجوهًا من التأويل، منها:
أ- أن يكون رآها مكتوبةً في غير موضعها الذي يجب أن تكتب فيه، وأراد بقوله: لا تخلطوا به ما ليس منه: التأليف الفاسد.
ب- أو أنه رآها كتبت مغيَّرةً بضرْبٍ من التغيير، فحكَّها، وقال: لا تخلطوا به ما ليس منه. يعني فساد النظم. (26)
وهذه التأويلات التي ذكروها حسنةٌ، ولكن الرواية بإنكار ابن مسعودٍ قرآنية المعوذتين ومحوهما من المصاحف صحيحة، فلا ينبغي أن تُرَدَّ بغير مستندٍ، ولا محظور حينئذٍ، فتأويل فعل ابن مسعود مُمكن مع صحة هذه الروايات عنه.
قال الحافظ: وأما قول النووي: أجمع المسلمون… ففيه نظر، وقد سبقه لنحو ذلك أبو محمد بن حزم… ثم قال: والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستندٍ لا يقبل، بل الرواية صحيحة، والتأويل مُحتملٌ، والإجماع الذي نقله إن أراد شموله لكل عصر، فهو مخدوش، وإن أراد استقراره، فهو مقبول. (27)
وقال ابن كثير: وهذا مشهور عند كثير من القراء والفقهاء أن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه، فلعله لم يسمعهما من النَّبِيّ ?، ولم يتواتر عنده، ثم قد رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة، فإن الصحابة ? أثبتوهما في المصاحف الأئمة، ونفذوها إلى سائر الآفاق كذلك، ولله الحمد والمنَّة. (28)
وعلى صحة هذا النقل يكون الجواب عن هذه الشبهة بوجوه، منها -إضافةً إلى ما سبق:
1 - أن ترك كتابة ابن مسعودٍ المعوذتين في مصحفه ليس بالضرورة إنكارًا لقرآنيتهما، إذ ليس يجب على الإنسان أن يكتب جميع القرآن، فلو أنه كتب بعضًا وترك بعضًا، فليس عليه عيب ولا إثم. (29)
2 - أنه يحتمل أن يكون ابن مسعودٍ ? لم يسمع المعوذتين من النَّبِيّ ?، ولم تتواترا عنده، فتوقف في أمرهما.
فإن قيل: ولِمَ لَمْ ينكر عليه الصحابة، يجاب بأنَّهم لم ينكروا عليه لأنه كان بصدد البحث والتثبت في هذا الأمر. (30)
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أنه يَحتمل أنه كان يسمعهما من النَّبِيّ ?، وكان يراه ? يعوِّذ الحسن والحسين بِهما، فظن أنَّهما ليستا من القرآن، وأقام على ظنه ومخالفة الصحابة جميعًا، ثم لَمَّا تيقن قرآنيتهما رجع إلى قول الجماعة. (31)
عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: … وَلَيْسَا فِي مُصْحَفِ ابْنِ مَسْعُودٍ، (32) كَانَ يَرَى رَسُولَ اللهِ ? يُعَوِّذُ بِهِمَا الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ يَقْرَؤُهُمَا فِي شَيْءٍ مِنْ صَلاَتِهِ، فَظَنَّ أَنَّهُمَا عُوذَتَانِ، وَأَصَرَّ عَلَى ظَنِّهِ، وَتَحَقَّقَ الْبَاقُونَ كَوْنَهُمَا مِنَ الْقُرْآنِ فَأَوْدَعُوهُمَا إِيَّاهُ. (33)
ومِمَّا يؤيد أنه رجع إلى قول الجماعة، ما ذكرناه آنفًا من صحة قراءة عاصم وغيره عنه، وأن فيها المعوذتين.
4 - أنه على فرض استمرار عبد الله بن مسعودٍ على إنكار قرآنية المعوذتين، ومَحوهما من المصاحف، يُجاب بأنه ? انفرد بِهذا الإنكار، ولم يتابعه عليه أحدٌ من الصحابة ولا غيرهم، وانفراده على فرض استمراره عليه لا يطعن في تواتر القرآن، فإنه ليس من شرط التواتر ألاَّ يُخالف فيه مخالفٌ، وإلا لأمكن هدم كل تواتر، وإبطال كل علم قام عليه بمجرد أن يُخالف فيه مخالفٌ.
فلو أنه ثبت أن ابن مسعود ? أنكر المعوذتين، بل أنكر القرآن كله، واستمر على ذلك، فإن إنكاره لا يقدح في تواتر القرآن.
قال البزار: لم يتابع عبدَ الله أحدٌ من الصحابة. (34)
ولا شكَّ أن إجماع الصحابة على قرآنيتهما كافٍ في الردِّ على هذا الطعن، ولا يضرُّ ذلك الإجماع مخالفة ابن مسعود، فإنه لا يُعقل تصويب رأي ابن مسعودٍ وتخطئة الصحابة كلهم، بل الأمة كلها. (35)
وقد استشكل الفخر الرازي على فرض صحة النقل عن ابن مسعودٍ في إنكاره قرآنية المعوذتين أنه إن قيل إن قرآنية المعوذتين كانت متواترةً في عصر ابن مسعودٍ، لزم تكفير من أنكرهما، وإن قيل إن قرآنيتهما لم تكن متواترةً في عصره، لزم أن بعض القرآن لم يتواتر في بعض الزمان، قال: وهذه عقدة صعبة. (36)
ويجاب عن هذا الاستشكال بأن تواتر قرآنية المعوذتين في عصر ابن مسعودٍ لا شكَّ فيه، ولا يلزم من ذلك تكفيره ?، إذ إن التواتر -وإن كان يفيد العلم الضروري- فإنه نفسه ليس علمًا ضروريًّا -أي أنه قد يخفى على بعض الناس، فليس من الضروري أن يعلم كلُّ واحدٍ من أهل العصر بتواتر الشيء، فإن خفي عليه هذا التواتر كان معذورًا، فلا يُكَفَّر.
قال ابن حجر: وأجيب باحتمال أنه كان متواترًا في عصر ابن مسعودٍ، لكن لم يتواتر عند ابن مسعود، فانحلَّت العقدة بعون الله تعالى. (37)
(1) مناهل العرفان (1/ 275).
(2) قال الحافظ ابن حجر: هكذا وقع هذا اللفظ مبهمًا، وكأن بعض الرواة أبْهمه استعظامًا له، وأظن ذلك سفيان، فإن الإسماعيلي أخرجه من طريق عبد الجبار بن العلاء عن سفيان كذلك على الإبْهام. فتح الباري (8/ 615).
(3) رواه البخاري في صحيحه، كتاب تفسير القرآن، باب سورة (قل أعوذ برب الناس) (8/ 614) ح 4977.
(4) رواه أحمد في مسنده، مسند الأنصار (6/ 154) ح 20682.
(5) رواه أحمد في مسنده، مسند الأنصار (6/ 154) ح 20683. قال الهيثمي: رواه عبد الله بن أحمد والطبراني، ورجال عبد الله رجال الصحيح، ورجال الطبراني ثقات. مجمع الزوائد (7/ 152).
(6) رواه عبد بن حميد في مسنده، انظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير (1/ 9)، وفتح القدير للشوكاني (1/ 62)، ورواه أبو بكر الأنباري، انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/ 81).
(7) رواه عبد بن حميد في مسنده، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة، انظر فتح القدير (1/ 62).
(8) انظر مناهل العرفان (1/ 276).
(9) رواه ابن ماجه في سننه كتاب المقدمة، باب فضل عبد الله بن مسعود (1/ 49) ح 138، وابن أبي داود في كتاب المصاحف، باب كتابة المصاحف حفظًا ص 152 - 153.
(10) رواه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب (1/ 216) ح 820.
(11) انظر تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص 47 - 49، ومناهل العرفان (1/ 276).
(12) انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/ 81)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (1/ 9).
(13) رواه أحمد في مسنده، مسند الشاميين (5/ 137) ح 16848.
(14) رواه مسلم في صحيحه كتاب صلاة المسافرين باب فضل قراءة المعوذتين (6/ 96) ح 814.
(يُتْبَعُ)
(/)
(15) رواه النسائي في سننه، كتاب الاستعاذة، (8/ 253) ح 5437، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب في المعوذتين (2/ 73) ح 1462.
(16) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 90.
(17) المحلى (1/ 13).
(18) المجموع شرح المهذب (3/ 363).
(19) كما مرَّ في المبحث السابق.
(20) انظر المحلى (1/ 13)، ونكت الانتصار لنقل القرآن ص 90 - 91، والفصل في الملل والأهواء و النحل (2/ 212).
(21) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 91.
(22) انظر نكت الانتصار لنقل القرآن ص 92، وتأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص 43.
(23) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 92 - 93.
(24) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 93.
(25) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف، باب كتابة الفواتح والعدد في المصاحف ص 154.
(26) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 93 - 94.
(27) فتح الباري (8/ 615).
(28) تفسير القرآن العظيم للحافظ عماد الدين بن كثير (4/ 571).
(29) انظر تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص 49.
(30) انظر مناهل العرفان (1/ 276)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (4/ 571).
(31) تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص 43.
(32) يعني المعوذتين.
(33) رواه أحمد في مسنده، مسند الأنصار (6/ 154) ح 20684.
(34) مجمع الزوائد (7/ 152)، وفتح الباري (8/ 615).
(35) مناهل العرفان (1/ 276 - 277).
(36) فتح الباري (8/ 616).
(37) فتح الباري (8/ 616).
تابع المبحث الثاني: رد الشبهات التي أثيرت حول الجمع العثماني
الشبهة الثالثة: سورتا الخلع والحفد عند أُبَيِّ بنِ كعبٍ
وردت بعض الآثار التي توحي بأن أُبَيَّ بنَ كعبٍ كان يقرأ دعاء القنوت المعروف بسورتي أُبَيِّ بن كعبٍ على أنه من القرآن:
فعن الأعمش أنه قال: في قراءة أُبَيِّ بن كعبٍ: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك. ونثني عليك ولا نكفرك. ونخلع ونترك من يفجرك. (1) اللهم إياك نعبد. ولك نصلي ونسجد. وإليك نسعى ونحفد. نرجو رحمتك ونخشى عذابك. إن عذابك بالكفار ملحِق. (2)
كما ورد أنه كان يكتبهما في مصحفه:
فعن ابن سيرين قال: كتب أُبَيُّ بن كعبٍ في مصحفه فاتحة الكتاب والمعوذتين، واللهم إنا نستعينك، واللهم إياك نعبد، وتركهن ابن مسعودٍ، وكتب عثمان منهن فاتحة الكتاب والمعوذتين. (3)
وعن أُبَيِّ بن كعبٍ أنه كان يقنت بالسورتين، فذكرهما، وأنه كان يكتبهما في مصحفه. (4)
وعن عبد الرحمن بن أبزى أنه قال: في مصحف ابن عباس قراءةُ أُبَيِّ بن كعبٍ وأبي موسى: بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم إنا نستعينك ونستغفرك. ونثني عليك الخير ولا نكفرك. ونخلع ونترك من يفجرك. وفيه: اللهم إياك نعبد. ولك نصلي ونسجد. وإليك نسعى ونحفِد. نخشى عذابك ونرجو رحمتك. إن عذابك بالكفار ملحِق. (5)
كما ورد أن بعض الصحابة كان يقنت بِهاتين السورتين:
فعن عمر بن الخطاب أنه قنت بعد الركوع، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم إنا نستعينك ونستغفرك. ونثني عليك ولا نكفرك. ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم إياك نعبد. ولك نصلي ونسجد. وإليك نسعى ونحفد. نرجو رحمتك ونخشى عذابك. إن عذابك الجد بالكافرين ملحِق. (6)
قال ابن جريج: حكمة البسملة أنَّهما سورتان في مصحف بعض الصحابة. (7)
فزعم بعض الطاعنين أن ما روي من إثبات أُبَيٍّ القنوت في مصحفه يطعن على جمع الصحابة للقرآن، ويدل على أنَّهم نقصوا منه، وزعموا أن اشتباه القنوت بالقرآن عند أُبَيٍّ دليلٌ على عدم اشتهار أمر القرآن وعدم انتشاره، وإمكانية التباسه بغيره من الكلام، إذ قد التبس على أُبَيِّ بن كعبٍ، مع كونه من أعلم الناس به، وأحفظهم له. (8)
ويجاب عن هذه الشبهة بوجوه:
الأول: أن الروايات التي وردت عن أُبَيٍّ في أمر القنوت غير مسلَّم بصحتها، وهي معارَضة بِما عُرِف من فضل أُبَيٍّ، وعقله، وحسن هديه، وكثرة علمه، ومعرفته بنظم القرآن. (9)
الثاني: أن القنوت ليس من القرآن، لأنه لو كان منه لأثبته الرَّسُول ? وأظهره. ولأن نظمه قاصر عن نظم القرآن، يعلم ذلك أهل البلاغة والفصاحة، فلعل أبيًّا إن كان قال ذلك أو كتبه في مصحفه، إنَّما قاله أو كتبه سهوًا، ثم استدرك وأثبت أنه ليس من القرآن.
وقد يعترض على هذا بأن يقال كيف يُشْكِل على أُبَيٍّ أمر هذا الدعاء، وبأنه يلزم من ذلك أنه ? لم يكن على معرفةٍ بوزن القرآن من غيره من الكلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويجاب عن ذلك بأنه قد يكون قد ظنَّ أن القنوت -وإن قصر عن رتبة باقي السور في الجزالة والفصاحة، إلا أنه يجوز أن يكون قرآنًا، وأنه يبعد أن يُؤتى بمثله، وإن كان غيره من القرآن أبلغ منه، كما قيل: قد يكون بعض القرآن أفصح من بعضٍ. (10)
الثالث: أنه مِمَّا يدل على ضعف هذا الخبر عن أُبَيٍّ ما عُلِم من أن عثمان ? تشدد في قبض المصاحف المخالفة لمصحفه، وتحريقها، والعادة توجب أن مصحف أُبَيٍّ كان من أول ما يُقبض، وأن تكون سرعة عثمان إلى مطالبته به أشدَّ من سرعته إلى مطالبة غيره بِمصحفه؛ لأنه كان مِمَّن شارك في ذلك الجمع. (11)
وقد صحت الرواية بِما يدل على أن عثمان قد قبض مصحف أُبَيٍّ ?.
فعن محمد بن أُبَيٍّ أن ناسًا من أهل العراق قدموا إليه، فقالوا: إنَّما تحمَّلْنا إليك من العراق، فأخْرِجْ لنا مصحفَ أُبَيٍّ. قال محمدٌ: قد قبضَه عثمان. قالوا: سبحان الله! أخْرِجْه لنا. قال: قد قبضَه عثمان. (12)
الرابع: أن ما روي عن أُبَيٍّ ليس فيه أن دعاء القنوت قرآنٌ منَزَّل، وإنَّما غاية ما فيه أنه أثبته في مصحفه.
فإن صحَّ أنه أثبته في مصحفه، فلعله أثبته لأنه دعاءٌ لا استغناء عنه، وهو سنة مؤكدة يجب المواظبة عليه، وأثبته في آخر مصحفه أو تضاعيفه لأجل ذلك، لا على أنه قرآن منَزل قامت به الحجة، وقد كان الصحابة يثبتون في مصاحفهم ما ليس بقرآن من التأويل والمعاني والأدعية، اعتمادًا على أنه لا يُشكل عليهم أنَّها ليست بقرآن. (13)
الخامس: أنه يحتمل أن يكون بعض هذا الدعاء كان قرآنًا منَزلاً، ثم نُسخ، وأُبيح الدعاء به، وخُلط به ما ليس بقرآنٍ، فكان إثبات أُبَيٍّ هذا الدعاء أولاً فنُقِل عنه. (14)
السادس: أنه على فرض التسليم بأن أُبَيًّا كان يرى أن القنوت من القرآن، وأنه استمر على ذلك الرأي، فليس ذلك بِمطعنٍ في صحة نقل القرآن، فإنه على هذا الفرض كان منفردًا بذلك الرأي، ويدل على ذلك عدم إثباته في صحف أبي بكر ?، ولا في مصاحف عثمان، إذ كانت كتابة القرآن في عهد أبي بكر في غاية الدقة والالتزام، بحيث لم تقبل قراءة إلا بشاهدين، فلما كانت قراءته ? فردية لم تقبلْ، كما رُدَّت قراءة عمر في آية الرجم. (15)
فلو سلَّمنا أن أُبَيًّا ظنَّ دعاء القنوت قرآنًا، فأثبته في مصحفه، فإن ذلك لا يطعن في تواتر القرآن، لأنه انفرد به، وقد حصل الإجماع على ما بين الدفتين وتواتره، فلا يضر بعد ذلك مخالفة من خالف.
السابع: أننا لو سلَّمنا أن أُبَيًّا كان يعتقد أن القنوت من القرآن، فقد ثبت أنه رجع إلى حرف الجماعة، واتفق معهم، والدليل على ذلك قراءته التي رواها نافع وابن كثير وأبو عمرو، وغيرهم، وليس فيها سورتا الحفد والخلع -كما هو معلوم، (16) كما أن مصحفه كان موافقًا لمصحف الجماعة.
قال أبو الحسن الأشعري: قد رأيت أنا مصحف أنسٍ بالبصرة، عند قومٍ من ولدِه، فوجدتُه مساويًا لمصحف الجماعة، وكان ولد أنسٍ يروي أنه خطُّ أنسٍ وإملاء أُبَيٍّ. (17)
الشبهة الرابعة: دعوى تصرف مروان في قراءة الفاتحة (18)
جاء في بعض الآثار أن مروان بن الحكم (19) كان أول من قرأ قوله تعالى:} مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ {بدون ألف. (20)
فعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ? وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ يَقْرَؤُونَ:} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ {وَأَوَّلُ مَنْ قَرَأَهَا:} مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ {مَرْوَانُ. (21)
وَعَنِ الزُّهْرِيِّ أيضًا أنه بلغه أنَّ النَّبِيَّ ? وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ ومعاوية وابنه يزيد كانوا يَقْرَؤُونَ:} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ {قال الزُّهْرِيُّ: وَأَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ:} مَلِكِ {مَرْوَانُ. (22)
فزعم بعض الطاعنين على نقل القرآن أن مروان قد فعل ذلك من تلقاء نفسه، وأنه حذف الألف دون أن يَرِدَ ذلك عن النَّبِيّ ?، فضلاً عن أن يتواتر عنه.
ويجاب عن هذه الشبهة بوجوه:
الأول: أن هذا كذب فاضح، لا حجة عليه، فإن الآثار الواردة في هذا ليس فيها أن مروان قد فعل من تلقاء نفسه دون ورود القراءة به عن النَّبِيّ ?، وإنما غاية ما فيها أنه كان يقرأ دون ألفٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أن قول الزهري إن مروان كان أول من قرأ} مَلِكِ {، لا يعدو أن يكون خبرًا شخصيًّا لم يسنده إلى من قبله من الصحابة ?، وعدم علم الزهري بِهذه القراءة -على فرض التسليم به- لا يجعلها غير متواترة.
قال ابن كثير: مروان عنده علم بصحة ما قرأه، لم يطلع عليه ابن شهاب، والله أعلم. (23)
الثالث: أنه قد انعقد الإجماع على صحة نقل القرآن، وتم له التواتر، ومنه هذه القراءة، حيث قد قرأ بِها أبو الدرداء، وابن عباس، وابن عمر، وهؤلاء قرؤوا ونقلت عنهم تلك القراءة (24) قبل أن يقرأ مروان، وإخبار الزهري أن مروان أول من قرأ بِها لا يُردُّ به الثابت القطعي من القرآن الكريم. (25)
الرابع: أن المراد أن مروان كان أول من قرأ بِهذه القراءة من الأمراء في الصلاة بجماعة، وليس في ذلك أن الزهري لم يعلم قراءة:} ملك يوم الدين {قبل مروان مطلقًا، فمن البعيد عن الزهري مع جلالته أن تخفى عنه تلك القراءة المتواترة. (26)
الخامس: أنه قد وردت الروايات أيضًا عند من أخرج خبر الزهري بأن النَّبِيّ ? كان يقرأ:} مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ {بدون ألف:
فَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا ذَكَرَتْ قِرَاءةَ رَسُولِ اللهِ:} بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ! الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ! الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ! مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ {، يُقَطِّعُ قِرَاءتَهُ آيَةً آيَةً. (27)
وعَنْها أيضًا أنَّها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ? يُقَطِّعُ قِرَاءتَهُ، يَقُولُ:} الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {، ثُمَّ يَقِفُ،} الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {، ثُمَّ يَقِفُ، وَكَانَ يَقْرَؤُهَا:} مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ {. (28)
السادس: أن المصاحف العثمانية اتفقت جميعها على رسم (ملك) هكذا دون ألف، وهذا الرسم محتمل للقراءتين بالمد والقصر جميعًا. (29)
دعوى أن الصحابة تصرفوا واختاروا ما شاءوا في كتابة القرآن.
وقريب من الشبهة السابقة ما تُوُهِّم من تصرف بعض الصحابة في اختيار وجه القراءة.
وتعلقوا في ذلك بما روي عن خارجة بن زيد بن ثابت أنه قال: قالوا لزيدٍ: يا أبا سعيد أوْهَمْتَ! إنَّما هي (ثمانية أزواجٍ من الضأن اثنين اثنين ومن المعز اثنين اثنين ومن الإبل اثنين اثنين ومن البقر اثنين اثنين)، فقال: لا، إن الله تعالى يقول:} فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى {، فهما زوجان، كل واحدٍ منهما زوج: الذكر زوجٌ، والأنثى زوجٌ. (30)
قيل: فهذه الرواية تدل على تصرُّف النُّسَّاخ في المصاحف، واختيارهم ما شاءوا في تلاوة القرآن وكتابته.
والجواب أن كلام زيدٍ في هذا الأثر لا يدل على تصرُّفٍ في اختيار القراءة، وإنَّما بيانٌ لوجه القراءة التي قرأ بِها بعد سماعها من النَّبِيّ ?، وكتابتها بين يديه. (31)
(1) قال ابن الأثير: أي: يعصيكَ ويُخالِفكَ. النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 414).
(2) رواه ابن أبي شيبة في المصنف، باب ما يدعو به في قنوت الفجر (2/ 106) ح 7030.
(3) رواه أبو عبيد، انظر الإتقان في علوم القرآن (1/ 184).
(4) أخرجه محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة، انظر الإتقان في علوم القرآن (1/ 185).
(5) رواه ابن الضريس، انظر الإتقان في علوم القرآن (1/ 185).
(6) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى، باب دعاء القنوت (2/ 211)، وابن أبي شيبة في المصنف باب ما يدعو به في قنوت الفجر (2/ 106) ح 7031، وفيه أيضًا عن عبد الملك بن سويد الكاهلي أن عليًّا ? قنت في الفجر بِهاتين السورتين، فذكرهما، ح 7029.
(7) انظر الإتقان في علوم القرآن (1/ 185).
(8) انظر نكت الانتصار لنقل القرآن ص 79، ومناهل العرفان (1/ 264).
(9) انظر: نكت الانتصار لنقل القرآن ص 80.
(10) تأويل مشكل القرآن ص 47، ونكت الانتصار لنقل القرآن ص 79 - 81، ومناهل العرفان (1/ 271).
(11) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 80.
(12) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان المصاحف ص 32 - 33.
(13) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 80، مناهل العرفان (1/ 271)، وتأويل مشكل القرآن ص 47، والبرهان في علوم القرآن (1/ 251).
(14) مناهل العرفان (1/ 271)، ومعجم القراءات القرآنية (1/ 25).
(15) انظر الإتقان في علوم القرآن (1/ 167 - 168)، ومعجم القراءات القرآنية (1/ 25).
(16) انظر مبحث الحفاظ من الصحابة، وهو المبحث الرابع من الفصل الأول من الباب الأول.
(يُتْبَعُ)
(/)
(17) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 81.
(18) هذه الشبهة، وإن لم تكن متعلقة مباشرة بجمع القرآن، إلا أنَّها تتعلق بنقل القرآن، وهو مقصود الجمع، فرأيت أنه من الحسن إثباتها هنا؛ لأن في الرد عليها ردًّا على من زعم أن القرآن لم ينقل إلينا على الوجه الذي جمع الصحابة، وقرأ به النَّبِيّ ? من قبلهم.
(19) هو مروان بن الحكم بن أبي العاص، مرت ترجمته في (حرق المصاحف المخالفة).
(20) اختلف القراء في هذا اللفظ، فقرأه نافع وأبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة (ملك) بدون ألف، وقرأه عاصم والكسائي ويعقوب وخلف في اختياره (مالك) بالألف. انظر النشر في القراءات العشر (1/ 271).
(21) رواه أبو داود في سننه، كتاب الحروف والقراءات (4/ 37) ح 4000، ورواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب ما روي عن رَسُول اللهِ ? من القرآن فهو كمصحفه ص 103، وانظر الدر المنثور في التفسير المأثور (1/ 35 - 36).
(22) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب ما روي عن رَسُول اللهِ ? من القرآن فهو كمصحفه ص 104، وانظر الدر المنثور في التفسير المأثور (1/ 36).
(23) تفسير القرآن العظيم (1/ 24).
(24) وقد قرأ بِها جمهور القراء، كما مر، انظر النشر في القراءات العشر (1/ 271).
(25) مناهل العرفان (1/ 396).
(26) بذل المجهود في حل سنن أبي داود (16/ 328).
(27) رواه أبو داود في سننه، كتاب الحروف والقراءات (4/ 37) ح 4001، ورواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب ما روي عن رَسُول اللهِ ? من القرآن فهو كمصحفه ص 105.
(28) رواه الترمذي في جامعه، كتاب القراءات باب في فاتحة الكتاب (5/ 185) ح 2927.
(29) انظر: كتاب المصاحف لابن أبي داود باب ما اجتمع عليه كُتَّاب المصاحف، ص 117 - 118، ومناهل العرفان (1/ 396).
(30) رواه ابن أشتة في كتاب المصاحف، انظر الإتقان في علوم القرآن (2/ 277).
(31) مناهل العرفان (1/ 395).
تابع المبحث الثاني: رد الشبهات التي أثيرت حول الجمع العثماني
الشبهة الخامسة: دعوى أن في المصاحف العثمانية لحنًا
وردت آثار عن بعض الصحابة والتابعين فيها أن القرآن العظيم قد وقع فيه لحنٌ عند جمعه في زمن عثمان ?.
فعن عكرمة الطائي قال: لَمَّا كتبت المصاحف عُرِضَتْ على عثمانَ، فوجدَ فيها حروفًا من اللَّحْن، فقال: لا تُغَيِّرُوها؛ فإن العرب ستُغَيِّرُها- أو قال ستعربُها- بألسنتها، لو كان الكاتب من ثقيفٍ، والمملي من هذيلٍ لم توجد فيه هذه الحروف. (1)
وعن سعيد بن جبيرٍ، قال: في القرآن أربعة أحرفٍ لحنٌ:} وَالصَّابِئُونَ {، (2)} وَالْمُقِيمِينَ {، (3)} فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ {، (4) و} إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ {. (5)
قال السيوطي: وهذه الآثار مشكلة جدًّا. (6)
وقد تعلَّق بِها بعض الطاعنين على القرآن ونقله، وزعموا أنَّها تدل على أن جمع الصحابة للقرآن لا يوثق به.
والجواب عن هذه الشبهة من وجوه:
الأول: أن ذلك لا يصح عن عثمان، فإن إسناده ضعيف مضطرب منقطع. (7)
الثاني: مِمَّا يدل على ضعف هذه الآثار أن وقوع اللحن في القرآن وسكوت الصحابة عنه مِمَّا يستحيل عقلاً وشرعًا وعادةً، لوجوه:
1. أنه لا يُظَنُّ بالصحابة أنَّهم يلحنون في الكلام، فضلاً عن القرآن، فقد كانوا أهل الفصاحة والبيان.
2. أنه لا يُظَنُّ بِهم اللحن في القرآن الذي تلقوه من النَّبِيّ ? كما أنزل، وحفظوه وضبطوه وأتقنوه.
3. أن افتراض صحة هذا النقل يعني أن الصحابة اجتمعوا على الخطأ وكتابته، وهذا مما لا يُظَنُّ بِهم.
4. أنه لا يُظَنُّ بِهم عدم تنبههم للخطأ ورجوعهم عنه، مع كثرتهم، وحرصهم، وتوافر الدواعي إلى حفظ الكتاب الكريم.
5. أنه لا يُظَنُّ بعثمان أنه ينهى عن تغيير الخطأ، ولو فعل ذلك لَما سكت عنه الصحابة ?.
6. أنه لا يُظَنُّ أن القراءة استمرت على مقتضى ذلك الخطأ، وهي مروية بالتواتر خلفًا عن سلفٍ. (8)
فقد جَعَلَ عثمانُ للناسِ إمامًا يقتدون به، فكيف يرى فيه لحنًا ويتركه تقيمه العرب بألسنتها؟ فإذا كان الذين تولَّوا جمعه لم يقيموا ذلك -وهم الخيار- فكيف يقيمه غيرهم؟ فهذه الأوجه مِما يدل على أن هذه الآثار غير صحيحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن الأنباري (9) في الأحاديث المروية في ذلك عن عثمان ?: لا تقوم بِها حجةٌ؛ لأنَّها منقطعةٌ غير متصلة، وما يشهد عقلٌ بأن عثمان -وهو إمام الأمة الذي هو إمام الناس في وقته، وقدوتُهم- يجمعهم على المصحف الذي هو الإمام، فيتبينُ فيه خللاً، ويشاهد في خطه زللاً، فلا يصلحه، كلاَّ والله، ما يَتَوَهَّم عليه هذا ذو إنصافٍ وتمييزٍ، ولا يعتقد أنه أخَّر الخطأ في الكتاب ليصلحه من بعده، وسبيل الجائين من بعده البناء على رسمه، والوقوف عند حكمه.
ومن زعم أن عثمان أراد بقوله: "أرى فيه لحنًا": أرى في خطه لحنًا، إذا أقمناه بألسنتنا كان لحن الخط غير مفسدٍ ولا محرِّفٍ، من جهة تحريف الألفاظ وفساد الإعراب -فقد أبطل ولم يُصِبْ؛ لأن الخط منبئ عن النطق، فمن لحن في كتبه، فهو لاحنٌ في نطقه، ولم يكن عثمان ليؤخر فسادًا في هجاء ألفاظ القرآن من جهة كتبٍ ولا نطقٍ، ومعلومٌ أنه كان مواصلاً لدرس القرآن، متقنًا لألفاظه، موافقًا على ما رسم في المصاحف المنفذة إلى الأمصار والنواحي. (10)
ثم أيد ذلك بما أخرجه أبو عبيد عن هانئ البربري مولى عثمان، قال: كنت عند عثمان وهم يعرضون المصاحف، فأرسلني بكتف شاةٍ إلى أُبَيِّ بن كعبٍ، فيها: (لَمْ يَتَسَنَّ)، وفيها: (لاَتَبْدِيلَ لِلْخَلْقِ)، وفيها: (فَأَمْهٍلِ الْكَافِرِينَ)، قال: فدعا بالدواة، فمحا أحد اللامين، فكتب:} لِخَلْقِ اللهِ {، (11) ومحا (فَأَمْهٍلِ) وكتب:} فَمَهِّلِ {، (12) وكتب:} لَمْ يَتَسَنَّهْ {، (13) ألحق فيها الهاء. (14)
قال ابن الأنباري: فكيف يُدَّعى عليه أنه رأى فسادًا فأمضاه، وهو يوقَف على ما كُتِب، ويُرْفع الخلافُ إليه الواقع من الناسخين، ليحكم بالحق، ويُلزمهم إثبات الصواب وتخليده. (15)
قال السيوطي: ويؤيد ذلك أيضًا ما رواه ابن أشتة في كتاب المصاحف عن عبد الله بن الزبير أنه قال: فجمع عثمان المصاحف، ثم بعثني إلى عائشة، فجئت بالصحف، فعرضناها عليها، حتى قوَّمناها، ثم أمر بسائرها فشققت.
فهذا يدل على أنَّهم ضبطوها وأتقنوها، ولم يتركوا فيها ما يحتاج إلى إصلاح ولا تقويم. (16)
الثالث: أن عثمان لَم يكتب مصحفًا واحدًا، بل كتب عدة مصاحف، فإن قيل: إن اللحن وقع في جميعها، فبعيد اتفاقها على ذلك، أو في بعضها، فهو اعترافٌ بصحة البعض، ولم يذكر أحدٌ من الناس أن اللحن كان في مصحفٍ دون مصحفٍ، ولم تأت المصاحف قطُّ مختلفة إلا فيما هو من وجوه القراءة، وليس ذلك بلحنٍ. (17)
الرابع: على تقدير صحة الرواية أن ذلك محمولٌ على الرَّمْز والإشارة، ومواضع الحذف، نحو (الصبرين)، و (الكتب) وما أشبه ذلك.
الخامس: أن المراد به أن فيه لحنًا عند من تَوَهَّم ذلك، وخفي عليه وجه إعرابه، وأنه أراد بقوله: "وستقيمه العرب بألسنتها"، أي: محتجين عليه، مظهرين لوجهه. (18)
السادس: أن المراد باللحن ليس الخطأ، بل هو مؤول على أشياء خالف لفظها رسمها، كما كتبوا:} لاأذبحنه {، (19) بألفٍ بعد (لا)، و} جزاؤا الظالمين {، (20) بواو وألف، و} بأييدٍ {، (21) بيائين، فلو قرئ بظاهر الخط كان لحنًا، وبِهذا الجواب وما قبله جزم ابن أشتة في كتاب المصاحف. (22)
السابع: أن المراد باللحن القراءة واللغة، وليس المراد به الخطأ، فيكون المراد بكلمة (لحن) في الروايات المذكورة: قراءة، ولغة، كقوله تعالى:} وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ {. (23)
والمعنى أن في القرآن ورسم مصحفه وجهًا في القراءة لا تلين به ألسنة جميع العرب، ولكنها لا تلبث أن تلين بالمران وكثرة تلاوة القرآن بِهذا الوجه.
ويكون قول سعيد ابن جبير: "لحن"، بمعنى أنَّها لغة الذي كتبها وقراءته، وأن فيها قراءةً أخرى. (24)
ويدل على ذلك الوجه قول عمر ? في الحديث عن قراءة أُبَيٍّ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ ?: عَلِيٌّ أَقْضَانَا، وَأُبَيٌّ أَقْرَؤُنَا، وَإِنَّا لَنَدَعُ كَثِيرًا مِنْ لَحْنِ أُبَيٍّ … الحديث. (25)
وقد روى أثر عثمان هذا ابن أشتة في كتاب المصاحف بلفظ خالٍ من هذا الإشكال.
فعن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر، قال: لَمَّا فُرِغ من المصحف، أُتِي به عثمانُ، فنظر فيه، فقال: أحسنتم وأجملتم! أرى شيئًا سنقيمه بألسنتنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال السيوطي: فهذا الأثر لا إشكال فيه، وبه يتضح معنى ما تقدم، فكأنه عرض عليه عقب الفراغ من كتابته، فرأى فيه شيئًا كُتِب على غير لسان قريشٍ، كما وقع لهم في (التابوة) و (التابوت)، فوعد بأنه سيقيمه على لسان قريشٍ، ثم وفَّى بذلك عند العرض والتقويم، ولم يترك فيه شيئًا، ولعل من روى تلك الآثار السابقة عنه حرَّفها، ولم يتقن اللفظ الذي صدر عن عثمان، فلزم منه ما لزم من الإشكال، فهذا أقوى ما يجاب عن ذلك، ولله الحمد. (26)
(1) رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وابن الأنباري في كتاب الردِّ على من خالف عثمان وابن أشتة في كتاب المصاحف، انظر الإتقان في علوم القرآن (2/ 269 - 270)، ورواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف، باب اختلاف ألحان العرب في المصاحف، عن يحيى ابن يعمر وقتادة وعكرمة. ص 41 - 42.
(2) من الآية 69 من سورة المائدة.
(3) من الآية 162 من سورة النساء.
(4) من الآية 10 من سورة المنافقون.
(5) من الآية 63 من سورة طه. أخرجه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب اختلاف ألحان العرب في المصاحف ص 42، ورواه ابن الأنباري أيضًا، انظر الإتقان في علوم القرآن (2/ 270).
(6) الإتقان في علوم القرآن (2/ 270).
(7) فقد رواه قتادة عن عثمان مرسلاً، ورواه نصر بن عاصم عنه مسندًا، ولكن فيه عبد الله بن فطيمة، وهو مجهول، لا يُقبل خبره. انظر نكت الانتصار لنقل القرآن ص 125، والإتقان في علوم القرآن (2/ 270).
(8) الإتقان في علوم القرآن (2/ 270).
(9) في كتاب الرد على من خالف مصحف عثمان.
(10) انظر الإتقان في علوم القرآن (2/ 271).
(11) من الآية 30 من سورة الروم.
(12) من الآية 17 من سورة الطارق.
(13) من الآية 209 من سورة البقرة.
(14) رواه أبو عبيد، انظر الإتقان في علوم القرآن (2/ 271).
(15) انظر الإتقان في علوم القرآن (2/ 272).
(16) انظر الإتقان في علوم القرآن (2/ 272).
(17) الإتقان في علوم القرآن (2/ 270)، وجامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري) (6/ 26 - 27).
(18) انظر نكت الانتصار لنقل القرآن ص 128.
(19) سورة النمل من الآية 21.
(20) سورة المائدة من الآية 29.
(21) سورة الذاريات من الآية 47.
(22) نكت الانتصار لنق القرآن ص 128 - 129، والإتقان في علوم القرآن (2/ 270)، وانظر تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص 51.
(23) من الآية 30 من سورة محمد ?.
(24) انظر نكت الانتصار لنقل القرآن ص 125، ومناهل العرفان (1/ 387 - 388)، والإتقان في علوم القرآن (2/ 273).
(25) رواه أحمد في مسنده، مسند الأنصار (6/ 131) ح 20581.
(26) انظر الإتقان في علوم القرآن (2/ 272).
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 08:57]ـ
تابع المبحث الثاني: رد الشبهات التي أثيرت حول الجمع العثماني
الشبهة السادسة: دعوى الخطأ على الكُتَّاب في المصاحف العثمانية
ادَّعى بعض الطاعنين على نقل القرآن الكريم أن هذا النقل قد حصل فيه خطأ من الكُتَّاب والقراء عند كتب المصاحف العثمانية، وتعلَّقوا في ذلك بآثارٍ رويت عن بعض الصحابة في ذلك، منها:
1. عن عروة بن الزبير أنه سأل (1) عائشة عن قوله تعالى:} وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ {، (2) وعن قوله:} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ {، (3) وعن قوله:} إنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ {، (4) فقالت: يا ابن أختي، هذا عمل الكُتَّاب، أخطؤوا في الكتاب. (5)
2. عن أَبي عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أنَّه دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: جِئْتُ أَنْ أَسْأَلَكِ عَنْ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ ? كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ ? يَقْرَؤُهَا. فَقَالَتْ: أَيَّةُ آيَةٍ؟ فَقَالَ:} الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءَاتَوْا {، (6) أَوِ (الَّذِينَ يَأْتُونَ مَا أَتَوْا)؟ فَقَالَتْ: أَيَّتُهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لإِحْدَاهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا، أَوِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. قَالَتْ: أَيَّتُهُمَا؟ قُلْتُ: (الَّذِينَ يَأْتُونَ مَا أَتَوْا). قَالَتْ: أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ? كَذَلِكَ كَانَ يَقْرَؤُهَا، وَكَذَلِكَ أُنْزِلَتْ. أَوْ قَالَتْ: أَشْهَدُ لَكَذَلِكَ أُنْزِلَتْ، وَكَذَلِكَ كَانَ رَسُولُ اللهِ ? يَقْرَؤُهَا، وَلَكِنَّ الْهِجَاءَ حُرِّفَ. (7)
(يُتْبَعُ)
(/)
3. عن ابن عباس أنه كان يقرأ:} لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا {، (8) قال: وإنَّما (تستأنسوا) وهم من الكُتَّاب. (9)
4. عن ابن عباس أنه قرأ: (أَفَلَمْ يتبيَّن الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعًا)، فقيل له: إنَّها في المصحف:} أَفَلَمْ يَيْأَس {، (10) فقال: أظن الكاتب كتبها وهو ناعس. (11)
5. عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله تعالى:} وَقَضَى رَبُّكَ {: (12) إنَّما هي (ووصى ربُّك)، التزقت الواو بالصاد. (13)
6. عن ابن عباس، أنه كان يقرأ: (ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان ضياءً)، (14) ويقول: خذوا هذا الواو واجعلوها هنا: (والذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم). (15)
7. عن ابن عباس في قوله تعالى:} مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ {، (16) قال: هي خطأ من الكاتب، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة، إنَّما هي: (مثل نور المؤمن كمشكاة). (17)
فزعموا أن هذه الآثار دلت على أن كتاب المصاحف قد أخطؤوا وجه الصواب في كتابة المصاحف، وانبنى على تلك الأخطاء قراءة القراء بعد ذلك.
ويُجاب عن هذه الشبهة بطريقين:
أولاً: الأجوبة العامة:
فقد أجاب العلماء عن هذه الأحاديث في الجملة بوجوه عامة، منها:
1 - جنح ابن الأنباري وغيره إلى تضعيف هذه الروايات، ومعارضتها بروايات أخرى عن ابن عباس وغيره بثبوت هذه الأحرف في القراءة. (18)
ويدل على ضعف هذه الروايات كما سبق في الشبهة السابقة إحالة العادة خفاءَ الخطأ في مثل القرآن، الذي توافرت الْهمم على نقله وحفظه، وعدمَ انتباه الصحابة إليه، وتركَه إذا انتبهوا إليه دون تصحيح لِما زُعم فيه من الخطأ.
قال الزمخشري: وهذا ونحوه مِمَّا لا يصدق في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكيف يخفى مثل هذا حتى يبقى ثابتًا بين دفتي الإمام، وكان متقلبًا في أيدي أولئك الأعلام المحتاطين في دين الله، المهتمين عليه، لا يغفلون عن جلائله ودقائقه، خصوصًا عن القانون الذي إليه المرجع، والقاعدة التي عليها البناء، هذه -والله- فريةٌ ما فيها مريةٌ. (19)
2 - ما سبق في ردود الشبهة السابقة من أن الصحابة لم يكتبوا مصحفًا واحدًا، بل كتبوا عدة مصاحف، وأن أحدًا لم يذكر أي المصاحف الذي كان فيه الخطأ، ويبعد اتفاق جميع المصاحف على ذلك الخطأ المزعوم. (20)
قال الطبري: فلو كان ذلك خطأً من الكاتب لكان الواجب أن يكون في كل المصاحف -غير مصحفنا الذي كتبه لنا الكاتب الذي أخطأ في كتابه- بخلاف ما هو في مصحفنا، وفي اتفاق مصحفنا ومصحف أُبَيٍّ في ذلك ما يدل على أن الذي في مصحفنا من ذلك صوابٌ غير خطأٍ، مع أن ذلك لو كان خطأً من جهة الخط، لم يكن الذين أخذ عنهم القرآن من أصحاب رَسُول اللهِ ? يُعَلِّمون من علَّموا ذلك من المسلمين على وجه اللحن، ولأصلحوه بألسنتهم، ولقَّنُوه للأمة على وجه الصواب، وفي نقل المسلمين جميعًا ذلك قراءةً على ما هو به في الخط مرسومًا أدلُّ الدليل على صحة ذلك وصوابه، وأن لا صنع في ذلك للكاتب. (21)
3 - إذا سلمنا صحة تلك الروايات، فإننا نردُّها برغم دعوى صحتها، لأنَّها معارضةٌ للقاطع المتواتر من القرآن الكريم، ومعارض القاطع ساقط، لا يلتفت إليه، والقراءة التي تخالف رسم المصحف شاذَّةٌ لا يلتفت إليها، ولا يُعوَّل عليها. (22)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ومن زعم أن الكاتب غلط، فهو الغالط غلطًا منكرًا؛ فإن المصحف منقولٌ بالتواتر، وقد كتبت عدة مصاحف، فكيف يُتَصَوَّرُ في هذا غلطٌ. (23)
4 - وتُدفع الروايات الواردة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- بوجهٍ عامٍّ بأنه ? قد أخذ القرآن عن زيد بن ثابت وأُبَيِّ بن كعبٍ، وهما كان في جمع المصاحف في زمن عثمان ?، وكان زيدٌ هو الذي جمع القرآن بأمر أبي بكر ? أيضًا، وكان كاتبَ الوحي، وكان يكتب بأمر النَّبِيّ ? وإقراره، وابن عباس كان يعرف له ذلك، فمن غير المعقول أن يأخذ عنهما القرآن، ويطعن في ما كتباه في المصاحف. (24)
(يُتْبَعُ)
(/)
ويدل على ذلك أن عبد الله بن عباس كان من صغار الصحابة، وقد قرأ القرآن على أبي بن كعب ?، وزيد ابن ثابت ?،ـ (25) وقد روى القراءة عن عبد الله بن عباس أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو وغيرهم من القراء، وليس في قراءتِهم شيءٌ مِمَّا تعلق به هؤلاء، بلقراءته موافقة لقراءة الجماعة. (26)
ثانيًا: الجواب عن كل أثرٍ على حدة:
الأثر الأول:
أن الرواية الواردة عن عائشة في ذلك ضعيفة لا تثبت. (27)
قال أبو حيان في قوله تعالى:} وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ {: وذُكِر عن عائشة وأبان ابن عثمان أن كتبها بالياء من خطأ كاتب المصحف، ولا يصح عنهما ذلك؛ لأنَّهما عربيان فصيحان، وقطع النعوت مشهورٌ في لسان العرب. (28)
وقال الزمخشري: ولا نلتفت إلى ما زعموا من وقوعه لحنًا في خط المصحف، وربَّما التفت إليه من لم ينظر في الكتاب، (29) ولم يعرف مذاهب العرب، وما لهم في النصب على الاختصاص من الافتنان، وخفي عليه أن السابقين الأولين، الذين مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل، كانوا أبعد همةً في الغيرة على الإسلام، وذبِّ الْمطاعن عنه، من أن يتركوا في كتاب الله ثُلمةً يسدها من بعدهم، وخرقًا يَرْفُوهُ من يلحق بِهم. (30)
أنه مِمَّا يدل على ضعف الرواية عن عائشة -رضي الله عنها- في تخطئة الكاتب في رسم} إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ {، (31) أن المصاحف العثمانية اتفقت على رسم (هذان) بغير ألف، ولا ياء، (32) ليحتمل أوجه القراءة المختلفة فيها، وإذن فلا يُعقل أن يُقال أخطأ الكاتب، فإن الكاتب لم يكتب ألفًا ولا ياءً.
ولو كان هناك خطأٌ تعتقده عائشة ما كانت لتنسبه إلى الكاتب، بل كانت تنسبه إلى من قرأ بالتشديد في (إنَّ) مع القراءة بالألف في (هذان). (33)
أنه لم ينقل عن عائشة تخطئة من قرأ:} وَالصَّابِئُونَ {، (34) بالواو، ولم ينقل عنها أنَّها كانت تقرؤها بالياء، فلا يعقل أن تكون خطَّأت من كتبها بالواو. (35)
أننا إذا سلَّمنا بصحة هذا الخبر، فإنه يحتمل أن سؤال عروة لعائشة لم يكن عن اللحن (36) في الكتاب الذي هو الخطأ والزلل والوهم، وإنما سألها عن الحروف المختلفة الألفاظ، المحتملة للوجوه على اختلاف اللغات، وإنما سمَّى عروة ذلك لحنًا، وأطلقت عليه عائشة الخطأ على جهة الاتساع في الأخبار، وطريق المجاز في العبارة، إذ كان ذلك مخالفًا لمذهبهما، وخارجًا عن اختيارهما، وكان خلافه هو الأولى عندهما. (37)
أنه يحتمل أيضًا أن قول عائشة: " أخطؤوا في الكتاب" أي في اختيار الأولى من الأحرف السبعة لجمع الناس عليه.
أي أن الوجه الظاهر المعروف في هذه الحروف غير ما جاء به المصحف، وأن استعماله على ذلك الوجه غامضٌ أو غلطٌ عند كثير من الناس، ولحن عند من لا يعرف الوجه فيه، لا أن الذي كتبوه من ذلك خطأٌ خارج عن القرآن، والدليل على ذلك أن غير الجائز من كلِّ شيءٍ مردودٌ بإجماع، وإن طالت مدة وقوعه. (38)
الأثر الثاني:
أن كلام عائشة في قوله تعالى:} يُؤْتُونَ مَا ءَاتَوْا {، (39) ليس فيه إنكار هذه القراءة المتواترة، وإنما غاية ما فيه أن ما قرأت هي به كان مسموعًا عن رَسُول اللهِ ? منَزَّلاً من عند الله.
أن قولَها: "وَلَكِنَّ الْهِجَاءَ حُرِّفَ" يحتمل أن يكون المراد به أنه ألقي إلى الكاتب هجاءٌ غيرُ ما كان الأولى أن يُلْقَى إليه من الأحرف السبعة.
أنه يحتمل أيضًا أن يكون مأخوذًا من الحرف، الذي هو بمعنى القراءة واللغة، وأنَّها أرادت أن هذه القراءة المتواترة التي رُسم بِها المصحف لغةٌ ووجهٌ من وجوه أداء القرآن الكريم. (40)
الأثر الثالث:
أن هذه الرواية غير ثابتة عن ابن عباس.
قال أبو حيان: ومن روى عن ابن عباس أن قوله: (تستأنسوا) خطأ، أو وهم من الكاتب، وأنه قرأ: (حتى تستأذنوا)، فهو طاعنٌ في الإسلام، ملحدٌ في الدين، وابن عباسٍ بريءٌ من هذا القول، وتستأنسوا متمكنةٌ في المعنى، بيِّنَةٌ الوجه في كلام العرب. (41)
أن ابن عباس قرأها} تستأنسوا {وفسرها بالاستئذان.
فعن ابن عباس في قوله:} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا {، (42) قال: الاستئناسُ: الاستئذانُ. (43)
الأثر الرابع:
أن الرواية بذلك عن ابن عباس غير ثابتة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو حيان: وأما قول من قال: إنَّما كتبه الكاتب وهو ناعسٌ، فسوَّى أسنان السين، فقول زنديقٍ ملحدٍ. (44)
أنه يحتمل أن قول ابن عباس: "كتبها وهو ناعس"، بِمعنى أنه لم يتدبر الوجه الذي هو أولى من الآخر، وهذا الرد محتمل في كثير من تلك الروايات.
الأثر الخامس:
أنه قد استفاض عن ابن عباس أنه قرأ} وقضى {، (45) وذلك دليل على أن ما نسب إليه في تلك الروايات من الدسائس التي لفَّقها أعداء الإسلام. (46)
قال أبو حيان: والمتواتر هو:} وقضى {، وهو المستفيض عن ابن مسعود وابن عباس وغيرهم في أسانيد القراء السبعة. (47)
الأثر السادس:
في قوله تعالى:} ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياءً {، (48) فالرواية الواردة عن ابن عباس في تغيير موضع الواو ضعيفة، لا تصح. (49)
الأثر السابع:
أنه لم ينقل أحدٌ من رواة القراءة أن ابن عباس كان يقرأ: (مثل نور المؤمن)، وهذا يدل على عدم صحة هذا النقل عنه، إذ كيف يقرأ ما يعتقد أنه خطأ ويترك ما يعتقد أنه الصواب.
على أنه قد روي أن أُبَيًّا ? كان يقرأ: (مثل نور المؤمن)، وهي قراءة شاذة مخالفة لرسم المصاحف، وينبغي أن تحمل على أنه ? أراد تفسير الضمير في القراءة المتواترة، أو على أنَّها قراءة منسوخة. (50)
(1) وفي بعض الروايات سألت عائشة عن لحن القرآن، عن قول الله … الحديث.
(2) من الآية 162 من سورة النساء.
(3) من الآية 69 من سورة المائدة.
(4) من الآية 63 من سورة طه.
(5) رواه الطبري في تفسيره (6/ 25)، وابن أبي داود في كتاب المصاحف، باب اختلاف ألحان العرب في المصاحف ص 43، وذكره السيوطي في الإتقان (2/ 269)، وقال: صحيحٌ على شرط الشيخين.
(6) من الآية 60 من سورة المؤمنون.
(7) رواه أحمد في مسنده، باقي مسند الأنصار (7/ 138) ح 24120، (7/ 208) 24591، وفيه أبو خلف مولى بني جُمَحٍ، وهو مجهول. انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 366).
(8) سورة النور، من الآية 27.
(9) رواه الطبري في تفسيره (18/ 109 - 110).
(10) سورة الرعد من الآية 31.
(11) أخرجه ابن الأنباري، انظر الإتقان في علوم القرآن (2/ 275)، ورواه الطبري أيضًا في التفسير (13/ 154) بنحوه.
(12) سورة الإسراء من الآية 23.
(13) رواه سعيد بن منصور، انظر الإتقان في علوم القرآن (2/ 275)، وروى نحوه الطبري في التفسير عن الضحاك بن مزاحم (15/ 63).
(14) والآية في المصحف:} ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياءً {، من الآية 48 من سورة الأنبياء.
(15) رواه سعيد بن منصور وغيره، انظر الإتقان في علوم القرآن (2/ 276)، والآية في المصحف:} الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم {، من الآية 173 من سورة آل عمران.
(16) من الآية 35 من سورة النور.
(17) أخرجه ابن أشتة وابن أبي حاتم، انظر الإتقان في علوم القرآن (2/ 276).
(18) الإتقان في علوم القرآن (2/ 276).
(19) تفسير البحر المحيط (5/ 383 - 384).
(20) راجع الرد الثالث على الشبهة السابقة، وانظر الإتقان في علوم القرآن (2/ 270).
(21) جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري) (6/ 26 - 27).
(22) انظر مناهل العرفان (1/ 389).
(23) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (15/ 255).
(24) مناهل العرفان (1/ 392).
(25) انظر النشر في القراءات العشر (1/ 112،178)، ومعرفة القراء الكبار (1/ 45،57).
(26) راجع مبحث الحفاظ من الصحابة، وهو المبحث الرابع من الفصل الأول من الباب الأول.
(27) مرَّ بنا أن السيوطي -رحمه الله- قال في الإتقان (2/ 269): صحيحٌ على شرط الشيخين. ولا يخفى أن صحة السند لا تكفي ليصح الحديث، إذ يشترط إلى ذلك سلامة الحديث متنًا وسندًا من العلة القادحة، انظر نزهة النظر في شرح نخبة الفكر ص 29، ولا يخفى أن متن هذه الرواية فيه عدد من العلل، منها هذه، وهي الطعن في فصاحة الصحابة ومعرفتهم بوجوه كلام العرب، والعلة الثانية التي تأتي في الجواب التالي، وهي أنه في قوله تعالى:} إن هذان {لم يكتب الكاتب ألفًا ولا ياءً حتى ينسب إليه خطأٌ في ذلك، وهذا كافٍ -إن شاء الله- في إثبات ضعف هذه الرواية.
(28) تفسير البحر المحيط (3/ 411).
(29) قال أبو حيان: يريد كتاب سيبويه -رحمه الله. البحر المحيط (3/ 412).
(30) الكشاف (1/ 590)، وانظر تفسير البحر المحيط (3/ 411 - 412).
(31) من الآية 63 من سورة طه.
(يُتْبَعُ)
(/)
(32) انظر المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار ص 15، وإتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر ص 304.
(33) مناهل العرفان (1/ 393).
(34) من الآية 69 من سورة المائدة.
(35) مناهل العرفان (1/ 394).
(36) كما جاء في بعض الروايات: سألت عائشة عن لحن القرآن، عن قوله … الأثر، كما مرَّ.
(37) انظر المقنع في معرفة مرسوم مصاحف الأمصار ص 121 - 122.
(38) الإتقان في علوم القرآن (1/ 273)، ونكت الانتصار لنقل القرآن ص 129 - 130.
(39) من الآية 60 من سورة المؤمنون.
(40) مناهل العرفان (1/ 395).
(41) تفسير البحر المحيط (6/ 410)، وانظر الإتقان في علوم القرآن (2/ 276).
(42) سورة النور، من الآية 27.
(43) رواه الطبري في تفسيره (18/ 110).
(44) تفسير البحر المحيط (5/ 383 - 384)، وانظر الإتقان في علوم القرآن (2/ 276).
(45) سورة الإسراء من الآية 23.
(46) مناهل العرفان (1/ 391).
(47) تفسير البحر المحيط (6/ 23).
(48) من الآية 48 من سورة الأنبياء.
(49) انظر الإتقان في علوم القرآن (2/ 276).
(50) انظر البحر المحيط (6/ 418)، ومناهل العرفان (1/ 392).
تابع المبحث الثاني: رد الشبهات التي أثيرت حول الجمع العثماني
الشبهة السابعة: دعوى تغيير الحجاج بن يوسف مصحف عثمان
ادعى بعض الطاعنين في القرآن الكريم أن الحجاج بن يوسف الثقفي غيَّر حروفًا من مصحف عثمان، وأسقط حروفًا كانت فيه، وأنه كتب ستة مصاحف وجه بِها إلى الأمصار، وجمع المصاحف المتقدمة، وأغلى لَها الخل حتى تقطعت، وأنه قصد بذلك التزلف إلى بني أمية بإثبات خلافتهم، وإبطال خلافة ولد عليٍّ والعباس. (1)
وتعلقوا في ذلك بنحو ما روي عن عوف بن أبي جميلة أن الحجاج بن يوسف غيَّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفًا، قال:
كانت في البقرة: (لم يتسنَّ وانظر)، بغير هاء، فغيَّرها:} لَمْ يَتَسَنَّهْ {، (2) بالهاء. (3)
وكانت في المائدة: (شريعة ومنهاجًا)، فغيَّرها:} شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا {. (4)
وكانت في يونس:} يَنْشُرُكُمْ {، فغيَّرها:} يُسَيِّرُكُمْ {. (5)
وكانت في يوسف: (أَنَا آتِيكُم بِتَأْوِيلِهِ)، فغيَّرها:} أَنَا أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ {. (6)
وكانت في المؤمنين: (سيقولون لله، لله، لله)، ثلاثتهن، فجعل الأخريين: (الله، الله). (7)
وكانت في الشعراء، في قصة نوح ?: (مِنَ الْمُخْرَجِينَ)، وفي قصة لوط ?: (مِنَ الْمَرْجُومِينَ)، فغيَّر قصة نوح:} مِنَ الْمَرْجُومِينَ {، (8) وقصة لوط:} مِنَ الْمُخْرَجِينَ {. (9)
وكانت في الزخرف: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَعَايِشَهُم)، فغيَّرها:} مَعِيشَتَهُمْ {. (10)
وكانت في الذين كفروا: (مِن مَاءٍ غَيْرِ يَاسِنٍ)، فغيَّرها:} مِن مَاءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ {. (11)
وكانت في الحديد: (فالذين منكم واتقوا لهم أجرٌ كبير)، فغيَّرها:} وَأَنْفَقُوا {. (12)
وكانت في إذا الشمس كُوِّرَتْ:} وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ {، (13) فغيَّرها:} بِضَنِينٍ {. (14)
وهذه شبهة باردة لا تستحق الردَّ؛ فإنَّها تحمل في طيَّاتِها أمارات بطلانِها وردها، ولكن نذكر ما أجاب به أهل العلم عن هذه الكذبة، وهي أجوبة كثيرة، منها:
1. أن الروايات التي تعلقوا بِها في هذه الشبهة في غاية الضعف، ولا تقوم بمثلها حجة، فهذا الأثر المروي عن عوف بن أبي جميلة ضعيف جدًّا، ففيه عبّاد بن صهيب، وهو متروكٌ، ضعيف الحديث، وكان قدريًّا داعيةً، (15) وكذلك عوف بن أبي جميلة، وإن كان ثقةً، إلا أنه متهم بالقدر والتشيع، وهذا الأثر -إن ثبت عنه- مما يؤيد دعوى الشيعة وقوع التحريف في القرآن، فهو متهم فيه. (16)
2. أنه لو حصل مثل ذلك لنقل إلينا نقلاً متواترًا، لأنه مِمَّا تتوافر الدواعي على نقله وتواتره. فلما لم ينقل إلينا بالنقل الصحيح، علم أنه كذب لا أصل له.
3. أنه من الْمحال عقلا وعادةً سكوت جميع الأمة عن تغيير شخص لكتابِها الذين تدين الله به، وأئمة الدين والحكم إذ ذاك متوافرون، فكيف لا ينكرون، ولا يدافعون عن كتاب ربِهم؟
4. أن الحجاج لم يكن إلا عاملاً على بعض أقطار الإسلام، ومن المحال أن يقدر على جمع المصاحف التي انتشرت في بلاد المسلمين شرقها وغربِها، فذلك مِمَّا لا يقدر عليه أحدٌ لو أراده.
(يُتْبَعُ)
(/)
5. أن الحجاج لو فرض أنه استطاع جمع كل المصاحف وإحراقها، فإنه من المحال أيضًا أن يتحكم في قلوب الآلاف المؤلفة من الحفاظ، فيمحو منها ما حفظته من كتاب الله. (17)
ويدل على ذلك أن أكثر المواضع التي ادُّعي أن الحجاج غيَّرها هي في جميع المصاحف على تلك الصورة التي زعموا أن الحجاج غيرها إليها، وقرأها القراء بِهذا الوجه، وبعضها رسم على الصورتين في المصاحف وقرئ بقراءتين، كما نقله إلينا القراء وعلماء الرسم العثماني، كما أن جل هذه المواضع لم ينقل إلينا نقلاً متواترًا قراءة أحد من القراء بِما يوافق الوجه الذي يزعمون أنه كان ثم غُيِّر، مثل: (شريعة ومنهاجًا)، و (أَنَا آتِيكُم بِتَأْوِيلِهِ)، و (مِنَ الْمُخْرَجِينَ)، في قصة نوح ?، و (مِنَ الْمَرْجُومِينَ) في قصة لوط ?، و (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَعَايِشَهُم)، فلو صحَّ هذا النقل لنُقِل إلينا من القراءات في هذه المواضع ما يوافق ما كانت مكتوبةً به أوَّلاً.
6. أنه بفرض أن الحجاج كان له من الشوكة والمنعة ما أسكت به جميع الأمة على ذلك التعدي المزعوم على الكتاب الكريم، فما الذي أسكت المسلمين بعد انقضاء عهده. (18)
7. أنه يحتمل أن الحجاج إنَّما غيَّر حروفًا من بعض المصاحف التي تخالف مصحف عثمان، فقد روي أنه لَمَّا قدم العراق وجد الناس يكتبون في مصاحفهم أشياء، كانوا يكتبون: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما)، و (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم في مواسم الحج) وأشياء غير هذا، فبعث إلى حفاظ البصرة وخطاطها، فأمر نصر بن عاصم وأبا العالية وعليَّ بن أصمعَ ومالك بن دينار والحسن البصري وأمرهم أن يكتبوا مصاحف ويعرضوها على مصحف عثمان. (19)
وقد كان -فيما روي- من أشد الأمراء نظرًا في المصاحف، وكان شديد الحرص على أن يتَّبع الناس مصحف عثمان، فوكَّلَ عاصمًا الجحدري وناجية ابن رُمْحٍ وعليَّ بن أصمعَ بتتَبُّع المصاحفِ، وأمرهم أن يقطعوا كل مصحفٍ وجدوه مخالفًا لمصحف عثمان، ويعطوا صاحبه ستين درهمًا. (20)
8. أن الحروف التي زعموا أن الحجاج غيَّرها ليس فيها حرفٌ واحد في إثبات خلافة بني أمية وإبطال خلافة بني العباس. (21)
(1) مناهل العرفان (1/ 264).
(2) سورة البقرة من الآية 259.
(3) وقد قرأ حمزة والكسائي ويعقوب وخلف بحذف الهاء في الوصل، ولا خلاف في إثباتها وقفًا لثبوتها في الخط. انظر النشر في القراءات العشر (2/ 142)، وإتحاف فضلاء البشر ص 163.
(4) سورة المائدة من الآية 48، ولم يقرأ أحدٌ من القراء (شريعة) بالياء، ولو شاذًّا!
(5) سورة يونس من الآية 22، وقد قرأها أبو جعفر وابن عامر} يَنْشُرُكُمْ {، من النشر، قال ابن الجزري: وكذلك هي في مصاحف أهل الشام وغيرها، وقرأ بقية القراء:} يُسَيِّرُكُمْ {، من التسيير، قال ابن الجزري: وكذلك هي في مصاحفهم، وكذلك روى أبو عمرو الداني في المقنع، في باب ذكر ما اختلفت فيه مصاحف أهل الحجاز والعراق والشام. والذي يظهر -والله إأعلم- أنه لا فرق في الخط بين القراءتين، ففيها أربع أسنان، فتكون عند أبي جعفر وابن عامر واحدة للنون وثلاث للشين، وعند الباقين ثلاث للسين وواحدة للياء. انظر النشر في القراءات العشر (2/ 282)، وإتحاف فضلاء البشر ص 248، والمقنع في معرفة مرسوم مصاحف الأمصار ص 108، وانظر تنبيه الخلان إلى شرح الإعلان بتكميل مورد الظمآن ص 448.
(6) سورة يوسف من الآية 45، وفي مصحف أبي بن كعب (أنا آتيكم بتأويله)، وهي قراءة شاذة، وقد قرأ بها الحسن. انظر تفسير البحر المحيط (5/ 314)
(7) سورة المؤمنين من الآية 85، ومن الآية 87، ومن الآية 89. وقد اتفق القراء على قراءة الموضع الأول (لله) بغير ألف؛ لأن قبله} لمن الأرض ومن فيها {، فجاء الجواب على لفظ السؤال، وقرأ أبو عمرو ويعقوب البصريان في الموضعين الأخيرين (الله) بالألف، وهكذا رسما في المصاحف البصرية، نص على ذلك الحافظ أبو عمرو، وقرأ باقي القراء (لله) بغير ألف، وكذا رسما في مصاحف الشام والعراق. انظر النشر في القراءات العشر (2/ 329). فأي تغيير ذلك الذي فعله للحجاج في هذه الآيات، وقد رسمتا على الوجهين كليهما؟
(8) سورة الشعراء من الآية 116.
(9) سورة الشعراء من الآية 167.
(10) سورة الزخرف من الآية 32، وقرأ ابن مسعود وابن عباس والأعمش (معايشهم)، وهي قراءة شاذة. انظر تفسير البحر المحيط (8/ 14).
(11) سورة محمد ? من الآية 15، وذكر فيها أبو حيان قراءة شاذة (ياسن) بالياء، ولم ينسبها لأحد. انظر تفسير البحر المحيط (8/ 79).
(12) سورة الحديد من الآية 7.
(13) سورة التكوير من الآية 24، وقد قرأ أبو عمرو وابن كثير بالظاء المشالة، وقرأ الباقون بالضاد، ولا فرق بينهما في الرسم، إذ لا مخالفة بين الضاد والظاء إلا تطويل رأس الظاء على الضاد، وهي في جميع المصاحف العثمانية بالضاد، وفي مصحف ابن مسعود بالظاء. انظر النشر في القراءات العشر (2/ 398 - 399)، وإتحاف فضلاء البشر ص 434.
(14) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف، باب ما كتب الحجاج بن يوسف في المصحف ص 59، وباب ما غيَّر الحجاج في مصحف عثمان ص 129.
(15) انظر لسان الميزان (3/ 279 - 280).
(16) وقد أخرج له البخاري في الصحيح. انظر تقريب التهذيب (2/ 89)، وهدي الساري مقدمة فتح الباري ص 455.
(17) انظر نكت الانتصار لنقل القرآن ص 399.
(18) مناهل العرفان (1/ 273 - 274).
(19) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 396.
(20) انظر تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص 51 - 52، ونكت الانتصار لنقل القرآن ص 397.
(21) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 399.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 09:02]ـ
أنا لا أجادلك إنما يجادل الإنسان من يفهم عما يتكلم أما أنت أخ تقرتي فواضح أنك مبتديء من عوام طلبة العلم أعجبك القص واللصق ثم لم تنتبه إلى أنه قص ولصق فأخذت ترد على الناس وتخبط خبط عشواء كنت أتابع الحوار الآخر حتى دخلت أنت فلوثته وقلت إنك ستفتح موضوعا فلما رأيت موضوعك رأيت قص ولصق طويل من كتاب موجود كانت تكفيك الإحالة عليه فقلت فلأشارك-على قلة ما أفعل-لأنظر هل يعقل هذا الأخ التقرتي ما ينقله وأوردت لك إشكالات مشهورة جدا عند دارسي هذه المسألة فلم تحسن الإجابة بل وصرت تخترع أشياء
عموما أخ تقرتي المبتديء في الطلب مثلك الأولى به أن يكثر من السماع والقراءة لأهل العلم ويصبر حتى يريش ولا يشتغل بالمحاورة والمناظرة ويحشر نفسه مع الباحثين فيكون كالفروج يصيح بين الديكة
فلا أنت ستتعلم ولا أنت ستعلم ولا أنت ستسلم من الإثم والعدوان
وشغل الأطفال الذي تعمله الآن من إعادة قص الموضوع ولصقه هو شيء لا يفعله إلا مغبون الفراغ فاتق الله في وقتك واحفظ متون العلم وادرس شروحه وسل الله التوفيق.
أخوك المحب الناصح أبو خالد
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 09:18]ـ
نرجو من المشرفين تطهير الموضوع من الجدال العقيم و كلمات بعضهم التي لا تليق بطالب علم و شكرا
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 09:25]ـ
الفوائد المستقاة من الكتاب:
الاحرف السبعه نسخ بعضها او اثبت نسخها في العرضة الاخيرة للرسول عليه الصلاة و السلم
جمع عثمان بن عفان للمصحف كان باجماع الصحابة
مصحف عبد الله بن مسعود لم يخالف محتواه المصحف العثماني
عبد الله بن مسعود كان عليم بالقراء ات و اختلافاتها
مصحف عثمان بن عفان اثبت كل ما في العرضة الاخيرة للرسول عليه الصلاة و السلام
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 09:37]ـ
الذي يجب معرفته ان القرآن نقل الينا متواترا مشافهة فسلسلة السند تصل إلى الرسول عليه الصلاة و السلام عن جبريل عن رب العزة
اخدها منه مشافهة الصحابة و عنهم التابعين إلى ان وصلت الينا تواترا.
اما جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه للمصحف كان خشية ان يدخل الزنادقة فيه ما ليس منه فجعل لهم اماما يرجعون اليه للفصل.
فلا يتصور احد انه ضاع من القرآن شيئ و ان كان قوله تعالى نَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ. كافيا لاثبات ذلك إلا اننا نسوق البحث للرد على شبهات الطاعنين في القرآن
فها هي القراء ات العشرة متاوترة من اربعة عشر قرنا لم يضع منها شيئ و سنورد تعريفا موجزا للقرا ء ات العشرة ان شاء الله لتعميم الفائدة، فنرجوا من الاخوة الذين يشاركنا اخلاص النية للاستفادة و الابتعاد عن الأسئلة الجدلية التي لا هدف منها الا التعالم و حب الظهور.
فكفى بالمرء سوء ا ان يطرح الاسئلة للامتحان، هذا ليس من هدي السلف في شيئ انما يفعله مريض القلب و الله المستعان
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 09:46]ـ
نشأ علم القراءات أول ما نشأ منذ اللحظات الأولى لتلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم لكلام ربه بواسطة جبريل الأمين عليه السلام. فكان عليه الصلاة والسلام يقرؤه مرتّلاً مجوَّداً على أصحابه‘ مصداق قول الله سبحانه {ورتل القرآن ترتيلا} (المزمل/4) وقوله عز وجل {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا} (الإسراء/106).
وقد أتقن الصحابة رضوان الله عليهم تلاوته من واقع عربيتهم الفصيحة السليمة من كل شائبة، ومن واقع تلقيهم للقرآن غضاً طرياً من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن ثم قاموا هم بتعليمه لمن وراءهم على النحو الذي سمعوه وتلقوه.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يراعي لهجات القبائل العربية في النطق واللفظ، وذلك من فضل الله على الأمة ومن توسعته لها، حيث أنزل الله سبحانه القرآن الكريم على سبعة أحرف.
وقد احتفى المسلمون بقراءة القرآن وضبطه في كل العصور، واشتهر في كل زمن من الأزمنة وجيل من الناس وبلد من البلدان أناس عرفوا باسم القُرّاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
كان أشهرهم في عهد الصحابة: الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم، الذين كان لأبي بكر منهم شرف جمع القرآن في مصحف واحد لأول مرة، بعد أن كان متفرقاً في العظام والألواح والرقاع، كما كان لعثمان شرف الجمع الثاني الذي أخرج فيه من القرآن كل ما هو ليس منه من شرح أو منسوخ أو تعليق، وضبط القراءة على لغة قريش، وعمم مصحفه على سائل الأمصار ..
وإضافة إلى الخلفاء الأربعة فقد اشتهر من الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين بالقراءة أبيُّ بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود وابن عباس وأبو موسى الأشعري وغيرهم. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى سبق هؤلاء غيرَهم في القراءة بمثل قوله " أقرؤكم أبيّ" (رواه الترمذي والدارقطني) وقوله لأبي موسى بعد أن استمع إليه " لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود". وقوله لابن مسعود: " اقرأْ علي القرآن". (رواه البخاري وغيره).
وفي عهد التابعين اشتهر كثير من الفضلاء ووجوه المسلمين بالقراءة، وكانوا منتشرين في المدن والأمصار. ففي المدينة ظهر سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وابن شهاب وعمر بن عبد العزيز، وفي مكة مجاهد وعطاء وطاووس، وفي الكوفة علقمة والأسود بن يزيد وأبو عبد الرحمن السلمي وسعيد بن جبير وفي البصرة الحسن البصري وابن سيرين وقتادة، وفي الشام المغيرة بن أبي شهاب وخليفة بن سعد.
ثم ظهر متخصصون في القراآت:
"أسماء أئمة القراءة ورواتهم"
1 - نافع: "المدنى" ابن عبد الرحمن بن أبى نعيم (70 - 169 هـ) أحد الأعلام ثقة صالح أصله من أصبهان وروى عنه:-
قالون: أبو موسى عيسى بن مينا الرزقى مولى بنى زهرة (120 - 220 ه) قارئ المدينة ونحويها.
ورش: عثمان بن سعيد القبطي المصري مولى قريش (197 - 110 هـ) شيخ القراء المحققين
2 - إبن كثير: "المكى" عبدالله أبو معبد العطار الدارى الفارسي الأصل " " إمام اهل مكة في القراءة وروى عنه:-
البزى:أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدالله (170 - 250 هـ) مقرئ مكة ومؤذن المسجد الحرام.
قنبل: أبو عمرو محمد بن عبد الرحمن المخزومى بالولاء (165 - 291 هـ) شيخ القراء بالحجاز.
3 - أبو عمرو بن علاء: زبان بن العلاء المازني البصرى (68 - 154 هـ) إمام العربية والأقراء- وروى عنه:-
حفص الدورى: ابن عمر بن عبد العزيز أبو عمرو الأزدى البغدادي "توفي سنة 246 هـ" إمام القراء وشيخ الناس في زمانه.
السوسى: صالح بن زياد، أبو شعيب السوسى توفي سنة "261 هـ" مقرئ ضابط محرر ثقة
4 - ابن عامر الدمشقى: أبو عمران عبدالله اليحصبى "توفي سنة 118 هـ" إمام أهل الشام ومقرئهم وروى عنه:-
هشام بن عمار: أبو الوليد السلمى الدمشقى "توفي سنة 245 هـ" إمام أهل دمشق وخطيبهم.
ابن ذكوان: أبو عمرو عبدالله بن أحمد الفهدى الدمشقي "توفي سنة 242 هـ"
5 - عاصم بن أبي النجود الكوفي: أبوبكر مولى بني أسد "توفي سنة 127 هـ" الإمام الراوى الثقة وروى عنه:-
شعبة: أبو بكر بن عياش الأسدي الكوفي "95 - 193 هـ" إمام علم من أئمة أهل السنة.
حفص بن سليمان: أبو عمرو الأسدى الكوفي "90 - 180 هـ" شيخ الإقراء بالكوفة
6 - حمزة بن حبيب الزيات: أبو عمارة الكوفي التميمي بالولاء "80 - 165 هـ" حبر القرآن زاهد عابد وروى عنه:-
خلف بن هشام: أبو محمد الأسدى البغدادى "150 - 229 هـ" الإمام العلم الثقة كبير زاهد عابد.
خلاد: أبو عيسى بن خالد الشيباني بالولاد الكوفي "توفي سنة 220 هـ" وهو إمام في القراءة ثقة محقق.
7 - الكسائى: أبو الحسن على بن حمزة، فارسي الأصل أسدي الولاد "119 - 189 هـ" إنتهت إليه رياسة الأقراء بعد حمزة وروى عنه:-
أبو الحارث: الليث بن خالد البغدادى "توفي سنة 240هـ" وهو ثقة معروف حاذق ضابط.
حفص الدورى: وهو راوى أبى عمرو بن العلاء أيضاً كما تقدم.
فهؤلاء هم السبعة المشهورون أصحاب القراءات المتواترة ولهم ثلاثة متممون لهم حتى تكتمل القراءات إلى عشر وهم:
8 - او جعفر يزيد بن القعقاع: المخزومى المدنى توفي سنة 130هـ وهو إمام تابعي مشهور وروى عنه:-
عيسى بن وردان: أبو الحارث المدنى توفى سنة 160 هـ.
ابن جماز: أبو الربيع سليمان بن مسلم بن جماز الزهري المدني توفى سنة 171 هـ وهو مقرئ جليل.
9 - يعقوب الحضرمى: ابن اسحاق بن يزيد أبو محمد "117 - 205 هـ" إمام أهل البصرة ومقرئها ثقة صالح وروى عنه:-
رويس: أبو عبدالله محمد بن المتوكل البصرى "توفي سنة 238 هـ" مقرئ حاذق ضابط.
روح بن عبد المؤمن: أبو الحسن البصرى النحوي الهندلى "توفي سنة 234 هـ" مقرئ ضابط.
10 - خلف بن هشام البزار: وهو راوى حمزة المتقدم وروى عنه:-
إسحاق الوراق: أبو يعقوب المروزى البغدادى "توفي سنة 286 هـ" إمام ضابط متقن ثقة.
إدريس الحداد: أبوالحسن بن عبد الكريم البغدادى "توفي سنة 292 هـ" وهو إمام ثقة ضابط متقن.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 09:50]ـ
الأخ الفاضل/ التقرتي
وفقه الله
نحن نحب طرح موضوعات في علم القراءات، بل وطالبنا المشرفين بفتح مجلس خاص بهذا العلم.
لكن سرد موضوع طويل كهذا بطريقة النسخ واللصق لن يفتح الباب للنقاش العلمي الجاد والمفيد.
أولا: ينبغي الاقتصار في النقل على كتب الفن الأصيلة، لا من هذه الأبحاث التي تجمع من هنا وهنا.
ثانيا: لا داعي لسرد الشبهات والرد عليها، بل الذي يطلبه الجميع هو تعلُّم هذا الفن أولاً.
ثالثا: نُجِلُّ هذا العلم الشريف عن أسلوب غير راقٍ في المحاورة، قد ينتج هذا عن عدم الاتفاق على أساسيات العلم ومبادئه.
والله ولي التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)