ـ[السكران التميمي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 12:57]ـ
ننتظر الجزء الثاني حفظك الله
فأمنن علينا به
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[05 - Oct-2009, صباحاً 06:18]ـ
إن شاء الله تعالى
ـ[عملى هباء منثور]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 01:00]ـ
عندى سؤال فى حديث أبى بكره
ألم يقل النبى صلى الله عليه و سلم لأبى بكره (رضى الله عنه زادك الله حرصا و لا تعد) و أختلف الشراح فى لفظة لا تعد هل هى بمعنى (لا تعيد فعلتك هذه) أم (لا تعيد الركعه) و لم يقل النبى صلى الله عليه و سلم أعد الركعه ومعلوم أنها الركعه الأولى لأنه كان حريص على إدراك الصلاه فمشى إلى الصف راكعا من دخوله الباب إلى الصف.
كما نعلم أئئمه كبار مجتهدين و أهل فتوى يعملون بإدراك الركعه بالركوع.
وأصلا الموضوع محل خلاف.
ولم ينكر العلماء الكبار على بعضهم فى هذه المسأله فكل يعمل بما صح عنده و يسأل عنه أمام ربه.
هذا ما علمت على حد جهلى و الأمر على سبيل الإستفسار و الأمر مفوض إلى المجتهدين أهل الإجتهاد.(/)
إياكم ومحقرات الذنوب: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 02:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إياكم ومحقرات الذنوب
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2085 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2085)
http://www.rslan.com/images/index/Mo7aqerat.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2085)
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2085[/ ... ]
ـ[أبا الوليد]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 02:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
ضابط التفريق بين العبادات المحضة و غيرها ... ساعدوني من فضلكم
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 05:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الاخوة الفضلاء ما هو ضابط التفريق بين العبادات المحضة و غيرها ...
و جزاكم الله خير الجزاء
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 12:54]ـ
أخي الكريم وفقك الله تعالى:
--------------
هذا الكلام فيه توضيح لهذه المسألة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ( ... ومما يُسأل عنه: أنه إذا كان ما أوجبه اللّه من الأعمال الظاهرة أكثر من هذه الخمس، فلماذا قال: الإسلام هذه الخمس، وقد أجاب بعض الناس بأن هذه أظهر شعائر الإسلام وأعظمها، وبقيام العبد بها يتم إسلامه، وتركه لها يشعر
بانحلال قيد القيادة.
والتحقيق أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدين الذي هو استسلام العبد لربه مطلقاً، الذي يجب للّه عبادة محضة على الأعيان، فيجب على كل من كان قادراً عليه ليعبد اللّه بها مخلصاً له الدين.
وهذه هي الخمس، وما سوى ذلك فإنما يجب بأسباب لمصالح، فلا يعم وجوبها جميع الناس،
بل إما: أن يكون فرضاً على الكفاية، كالجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وما يتبع ذلك من إمارة، وحكم، وفتيا، وإقراء، وتحديث، وغير ذلك.
وإما: أن يجب بسبب حق للآدميين يختص به من وجب له وعليه، وقد يسقط بإسقاطه، وإذا حصلت المصلحة أو الإبراء، إما بإبرائه، وإما بحصول المصلحة، فحقوق العباد مثل قضاء الديون ورد الغصوب، و العَوَارِي والودائع، والإنصاف من المظالم من الدماء والأموال والأعراض، إنما هي حقوق الآدميين.
وإذا أبرئوا منها سقطت، وتجب على شخص دون شخص في حال دون حال، لم تجب عبادة محضة للّه على كل عبد قادر؛ ولهذا يشترك فيها المسلمون واليهود والنصارى، بخلاف الخمسة فإنها من خصائص المسلمين.
وكذلك ما يجب من صلة الأرحام، وحقوق الزوجة، والأولاد والجيران والشركاء، والفقراء، وما يجب من أداء الشهادة، والفتيا، والقضاء، والإمارة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد، كل ذلك يجب بأسباب عارضة على بعض الناس دون بعض لجلب منافع ودفع مضار، لو حصلت بدون فعل الإنسان لم تجب، فما كان مشتركاً فهو واجب على الكفاية، وما كان مختصاً فإنما يجب على زيد دون عمرو، لا يشترك الناس في وجوب عمل بعينه على كل أحد قادر سوى الخمس، فإن زوجة زيد وأقاربه ليست زوجة عمرو وأقاربه، فليس الواجب على هذا مثل الواجب على هذا، بخلاف صوم رمضان، وحج البيت، والصلوات الخمس، والزكاة؛ فإن الزكاة وإن كانت حقاً مالياً فإنها واجبة للّه، والأصناف الثمانية مصارفها؛ ولهذا وجبت فيها النية، ولم يجز أن يفعلها الغير عنه بلا إذنه، ولم تطلب من الكفار، وحقوق العباد لا يشترط لها النية، ولو أداها غيره عنه بغير إذنه برئت ذمته، ويطالب بها الكفار، وما يجب حقاً للّه تعالى كالكفارات هو بسبب من العبد، وفيها شوب العقوبات.
فإن الواجب للّه ثلاثة أنواع: عبادة محضة كالصلوات، وعقوبات محضة كالحدود، وما يشبهها كالكفارات، وكذلك كفارات الحج، وما يجب بالنذر فإن ذلك يجب بسبب فعل من العبد، وهو واجب في ذمته. وأما الزكاة فإنها تجب حقا للّه في ماله؛ ولهذا يقال: ليس في المال حق سوى الزكاة، أي ليس فيه حق يجب بسبب المال سوى الزكاة، وإلا ففيه واجبات بغير سبب المال، كما تجب النفقات للأقارب، والزوجة، والرقيق والبهائم، ويجب حمل العاقلة، ويجب قضاء الديون، ويجب الإعطاء في النائبة، ويجب إطعام الجائع وكسوة العاري فرضاً على الكفاية، إلى غير ذلك من الواجبات المالية، لكن بسبب عارض، والمال شرط وجوبها، كالاستطاعة في الحج، فإن البدن سبب الوجوب والإستطاعة شرط، والمال في الزكاة هو السبب والوجوب معه، حتى لو لم يكن في بلده من يستحقها حملها إلى بلد أخرى، وهي حق وجب للّه تعالى؛ ولهذا قال من قال من الفقهاء: إن التكليف شرط فيها، فلا تجب على الصغير والمجنون، وأما عامة الصحابة والجمهور، كمالك والشافعي وأحمد، فأوجبوها في مال الصغير والمجنون؛ لأن مالهما من جنس مال غيرهما ووليهما يقوم مقامهما، بخلاف بدنهما، فإنه إنما يتصرف بعقلهما، وعقلهما ناقص. وصار هذا كما يجب العشر في أرضهما مع أنه إنما يستحقه الثمانية، وكذلك إيجاب الكفارة في مالهما، والصلاة والصيام. إنما تسقط لعجز العقل عن الإيجاب، لا سيما إذا انضم إلى عجز البدن كالصغير. وهذا المعنى منتف في المال فإن الولي قام مقامهما في الفهم كما يقوم مقامهما في جميع ما يجب في المال، وأما بدنهما فلا يجب عليهما فيه شيء) إهـ مجموع الفتاوى (7/ 314 وما بعدها).
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 05:28]ـ
جزاكم الله خير الجزاء أخي الفاضل و جعله في ميزان حسناتكم سوم تلقاه(/)
الموت الناشئ عن التقصير مراقبة الصبي
ـ[نبض القلم]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 05:30]ـ
هل هناك من الفقهاء قديماً أو حديثاً من تكلم عن هذه المسألة بشيء من التفصيل والتحرير؟
وشكراً لكم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 05:38]ـ
وفقك الله
بحثت في بعض المجامع والهيئات العلمية، وأصدر فيها قرار
ولا أستحضر الآن أي المجامع تحديداً، ولست في منزلي
ولعلي إذا قفلت بحثت عن المصدر بمشيئة الله
كما أذكر أن بعض الفقهاء قديماً أشاروا إليها، وكذا بعض الباحثين المعاصرين
وسأراجع ذلك كله بمشيئة الله
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 05:50]ـ
راجعت ما تيسر لي من مصادر فوجدت جملة فتاوى للجنة الدائمة للإفتاء
وهي مجموعةٌ في الجزء الحادي والعشرين في أبواب الكفارات، فلهم جملة فتاوى لكنها مفرقة في أبواب الكفارات
فتحتاج إلى جمع.
وينظر على سبيل المثال الفتاوى (21/ 418، 419، 422، 467، 468، 483) ومواضع أخرى.
ولم أقف على بحوث أخرى للمعاصرين
وأذكر أن فيها شيئاً، ولعل بعض الأحباب يفيد في ذلك.
وقد تكلم الفقهاء قديماً في أبواب الديات على الكلام عمن تجب الدية بقتله وضابط ذلك
ومن المواضع التي يمكن الإفادة منها فيما طلبت:
الاستذكار لابن عبد البر (25/ 217، 218) والبيان للعمراني (11/ 467)
والمغني (12/ 99، 100) والفروع (9/ 420، 424، 435) وشرح المنتهى (6/ 83، 84، 90 - 93)
الشرح الكبير مع الإنصاف (25/ 330، 331، 359، 363)
وغيرها من المصادر الفقهية.
وإن وقفت على مصادر أخرى أفدت بها إن شاء الله.
ـ[نبض القلم]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 08:50]ـ
جزيتَ خيراً أخي الشيخ الحمادي.
شكر الله لك.
ـ[نبض القلم]ــــــــ[22 - Mar-2009, صباحاً 12:42]ـ
هل من جديدٍ أيها الأفاضل؟(/)
ومضات ... (1) أما واحد واثنان فأرجو ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 08:56]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
وبعد ..
فهذه سلسلة من المقالات أرجو من الله الإعانة على تمام نشرها ..
وأرجو منه سبحانه أن يكون فيها من عظيم المعاني ما يُعوض عن قصير الألفاظ ..
ولستُ أطمع من إخواني بأكثر من وقفة تأمل .. ولعلي أجعلها أسبوعية إفساحاً لنظر العقول وتأميلاً لتدبر القلوب ..
(1)
أما واحد واثنان فأرجو
هذا خبر قديم من جهة زمانه،قديم من جهة تاريخ اطلاعي عليه (ويا بعد ما بين القِدمين) =ولستُ أذكر من توثيقه شيئاً،ولا أضبط إلا خاتمة لفظه، والعبرة بما فيه من المعنى ..
((أتى بعض المحدثين أخاه في مجلس للتحديث، قد غص المسجد بالطلبة،وضج الحصى لصرير أقلامهم ..
فأبدى عجبه لشيخ الجمع من كثرة الطلاب ..
فأجابه الشيخ: لا يغرنك ما ترى = فعما قريب لن تحس منهم أحداً ..
قال الرجل للشيخ وقد أخذه العجب: ولم (؟)
قال الشيخ: أما الثلث فيموت، وأما الثلث فتشغله الدنيا، وأما الثلث فيقف بأبواب السلاطين ..
وأما واحد واثنان فأرجو .. )).
إيه أيتها الطريق الطويلة .. ما أقل من يصبر على لأوائك ..
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 06:11]ـ
يرفع.
ـ[أبو إسحاق السبيعي]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 06:42]ـ
زدنا زادك الله من فضله(/)
مطلوب باحثين شرعيين للعمل من بعد
ـ[الخطاب]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 10:48]ـ
السلام عليكم
مطلوب باحثين شرعيين للعمل من بعد من مصر
على من يرغب إرسال السيرة الذاتية على
hadeth60@yahoo.com
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[27 - Mar-2009, صباحاً 05:41]ـ
انظر الرابط التالي:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=207435&posted=1#post207435
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Mar-2009, صباحاً 08:14]ـ
أية التخصصات مطلوبة(/)
أشرف أنواع الأقلام: ((قٌلم الرد على المبطلين))
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 11:08]ـ
أشرف أنواع الأقلام
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في بيان أنواع الأقلام:
((القلم الثاني عشر: القلم الجامع، وهو قلم الرد على المبطلين، ورفع سنّة المحقين، وكشف أباطيل المبطلين على اختلاف أنواعها وأجناسها، وبيان تناقضهم، وتهافتهم، وخروجهم عن الحق، ودخولهم في الباطل، وهذا القلم في الأقلام نظير الملوك في الأنام، وأصحابه أهل الحجة الناصرون لما جاءت به الرسل، المحاربون لأعدائهم.
وهم الداعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، المجادلون لمن خرج عن سبيله بأنواع الجدال.
وأصحاب هذا القلم حرب لكل مبطل، وعدو لكل مخالف للرسل.
فهم في شأن وغيرهم من أصحاب الأقلام في شأن)).
التبيان في أقسام القرآن (ص:132)
رحمك الله كم كنت إماما
ويالالعجب من ذاك الزمان
ماذا تقول - رحمك الله - إذا خرجت علينا ورأيت هؤلاء القوم الذين أردوا التكتيل والتجميع على الباطل وأنحرافات المنهج وشذوذ الفكر
قالوا زاعمين ان بيان خطا المخطئ، وبدعة المبتدع، من التفريق، من اسباب الفرقه بين المسلمين وضعف الإمة
وهي أحوج ما يكون إلى الإتلاف
ألا هداكم الله
لا يصح الا الصحيح
وما ينفعكم إتلاف الظهار واختلاف الباطن
وما ينفعكم توحيد الصفوف واختلاف القلوب
عودوا الى رشدكم والزموا نهج سلفكم
كيف كانوا على أهل البدع والأهواء
إن من اعظم اسباب الضعف والهوان هو السكوت عن الباطل ذاك الداء العظيم الذي اصاب بعض الناس فاعمى ابصارهم وختم على قلوبهم فصار الحق عندهم باطلا والباطل حقا
فسد مذاقهم
فصاروا إبليسا ابكما
!!!!!!!
وإلى الله المشتكى
********
المتوجع
أبو زياد النعماني
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 12:20]ـ
وهم الداعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، المجادلون لمن خرج عن سبيله بأنواع الجدال
رحم الله ابن القيم
و لا ننسى أن ذلك يجب ان يكون بعلم و ذكاء فليس الكل أهلا لأن يرد
و لا عذر لمخالف كائنا من كان و لكن بحلم و علم و عدل و ليس بغضب و جهل و جور
و الأهم هو عدم جعل مدار الردود هو الانتصار للنفس
و لا يفوتنا أن هناك الأهم فالمهم
و الأولى فالأولى
و أنه لا إلزام في مسائل الخلاف و لتكن مبدأنا (كلامي صواب يحتمل الخطأ و كلام غيري خطأ يحتمل الصواب)
و قبل هذا كله
تكون قاعدتنا
دين الله يجمعنا و الكتاب و السنة مرجعنا(/)
معان ثلاثة عظيمة جليلة أكثر الأحيان نغفل عنها!
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 01:45]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
((وبهذه المناسبة أودّ أن أذكر نفسي وإياكم بمسألة مهمة وهي:
كلنا يتوضأ إذا أراد الصلاة، لكن أكثر الأحيان يريد الإنسان أن يقوم بشرط العبادة فقط، وهذا لا بأس به، ويحصل به المقصود؛ لكن هناك شيء أعلى وأتم:
أولًا: إذا أردت أن تتوضأ استشعر أنك ممتثل لأمر الله في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} المائدة6، حتى يتحقق لك معنى العبادة.
ثانيًا: إذا توضأت استشعر أنك متبع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنه قال: ((مَنْ توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين .... )) (1) حينئذ يكون الإخلاص والمتابعة.
ثالثًا: احتسب الأجر على الله - عز وجل - بهذا الوضوء؛ لأن هذا الوضوء يكفر الخطايا، فتخرج خطايا اليد مع آخر قطرة من قطرات الماء بعد غسل اليد، وهكذا بقية أعضاء الوضوء.
هذه المعاني الثلاثة العظيمة الجليلة أكثر الأحيان نغفل عنها، كذلك إذا أردت أن تصلي وقمت للصلاة استشعر أمر الله بقوله: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ} البقرة43، ثم استشعر أنك تابع لرسول – صلى الله عليه وسلم – حيث قال: ((صلّوا كما رأيتموني أصلي)) (2) ثم احتسب الأجر؛ لأن هذه الصلاة كفارة لما بينها وبين الصلاة الأخرى، وهلم جرا.
يفوتنا هذا كثيرًا ولذلك تجدنا – نسأل الله أن يعاملنا بعفوه – لا نصطبغ بآثار العبادة كما ينبغي وإلا فنحن نشهد بالله أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولكن مَنْ مِنَ الناس إذا صلى تغير فكره ونهته صلاته عن الفحشاء والمنكر؟! اللهم إلا قليل؛ لأن المعاني المقصودة مفقودة)) انتهى.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري، كتاب الوضوء، باب الوضوء ثلاثا ثلاثا " 159 "، ومسلم، كتاب الطهارة، باب: صفة الوضوء وكماله، " 226 "، " 3 ".
(2) أخرجه البخاري، كتاب الأذان، باب الأذان للمسافر " 605 ".
انظر: كتاب " شرح الأربعين النووية " لفضيلة الشيخ: " محمد بن صالح العثيمين " - رحمه الله -، صفحة " 252 – 254 ".
السلفية النجدية ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 01:53]ـ
ولتتمة الفائدة، أنقل لكم هذه من أخ لي كريم ..
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في (الشرح الممتع / الجزء الأول / باب الغسل).
(والنِّيَّة نيَّتان:
الأولى: نِيَّة العمل، ويتكلَّم عليها الفقهاء ـ رحمهم الله ـ، لأنها هي المصحِّحة للعمل.
الثانية: نِيَّة المعمول له، وهذه يتكلَّم عليها أهل التَّوحيد، وأرباب السُّلوك لأنها تتعلَّق بالإخلاص.
مثاله: عند إرادة الإنسان الغسل ينوي الغُسْل فهذه نِيَّة العمل. لكن إذا نَوى الغُسْل تقرُّباً إلى الله تعالى، وطاعة له، فهذه نيَّة المعمول له، أي: قصَد وجهه سبحانه وتعالى، وهذه الأخيرة هي التي نَغْفُلُ عنها كثيراً، فلا نستحضر نيَّة التقرُّب، فالغالب أنَّنا نفعل العبادة على أننا ملزَمون بها، فننويها لتصحيح العمل، وهذا نَقْصٌ، ولهذا يقول الله تعالى عند ذِكْرِ العمل: {ابتغاء وجه ربهم} {الرعد: 22} و {إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى} {الليل: 20} و {والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم} {الرعد: 22} و {يبتغون فضلا من الله ورضوانا} {الحشر: 8}.
ـ[ابو جندل المغربي]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 01:56]ـ
جزاك الله خيرا اختي
و بارك فيك ووفقك لما يحبه و يرضاه
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 09:02]ـ
وخيرًا جزيتَ أخي الموقر، وفيكَ بارك الله ..
أشكر لكم حضوركم الكريم ..
أكرمكم الله بدار كرامته ..
ـ[علي الزيود]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 10:49]ـ
جزاك الله خيرا اختي
هل عدم العلم بالاجر والثواب يمنع من اخذه؟
اي لو توضأ الرجل لصلاة على انه شرط لصلاة وهو لا يعلم انه يكفر به خطاياه وانه لا تقربه الشياطين و ....
فهل له اجر ذلك؟
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 11:28]ـ
بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[خلوصي]ــــــــ[02 - May-2009, صباحاً 12:54]ـ
مثل هذه المعاني هي التي يركز عليها كما قال الشيخ رحمه الله أرباب السلوك ... و كتب السلوك مهجورة للأسف!
شكرا لكم حضرة الأخت الفاضلة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - May-2009, صباحاً 01:55]ـ
أختي السلفية .. وفقها الله تعالى, جزاكم الله خيرا على هذه التذكرة النافعة
تنبيه: هل هي معاني أم معان؟ ..
أخي خلوصي: الكتب ليست مهجورة .. السلوك نفسه هو المهجور عند الكثير ولاسيما عند أدعياء السلوك أنفسهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[02 - May-2009, صباحاً 03:53]ـ
جزاك الله عنا في كل خير أختنا في الله ونفع بك الأمة
ـ[خلوصي]ــــــــ[02 - May-2009, صباحاً 09:17]ـ
أخي خلوصي: الكتب ليست مهجورة .. السلوك نفسه هو المهجور عند الكثير ولاسيما عند أدعياء السلوك أنفسهم
أ ُو ليش ما بتؤوول أخي الكريم خلوصي؟!
شِبك يا زوول خليك كريم ... ولك و الله بحبك:):)
أهلا بشيخنا أبي القاسم إلي ربعو صوفي بس بيخبيه:)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 01:46]ـ
جزاك الله خيرا اختي
هل عدم العلم بالاجر والثواب يمنع من اخذه؟
اي لو توضأ الرجل لصلاة على انه شرط لصلاة وهو لا يعلم انه يكفر به خطاياه وانه لا تقربه الشياطين و ....
فهل له اجر ذلك؟
وخيرا جزاك الله ..
أخي الفاضل:
قال الشعبي - رحمه الله -: (لا أدري؛ نصف العلم)، وسئل عن مسألة، فقال: (لا علم لي بها)؛ لذلك أقول لك: (لا أدري، ولا علم لي بها) ..
وفقكم الله لكل خير وهدى ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 01:50]ـ
وخيرا جزيتَ يا أبا القاسم:
أخي الكريم:
(معاني) صحيحة و (معانٍ) أيضا صحيحة؛ لكن كل منهما يختلف إعرابها عن الأخرى ..
وجزى الله الأخوة الفضلاء على الحضور والمشاركة ..
بورك فيكم أينما كنتم ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 04:56]ـ
فهذه المعاني و أشباهها هي التي سميت في تاريخنا التربوي باللطائف و الأذواق و سواها ... !
و ليس واردا ههنا أن نعترض متوهمين أن السلف الصالح و الصحابة الكرام رضي الله عنهم ما عرفوها أو ذكروها؟!
ذلك أن هذا كله يأتي محاولة لرصد حال الصحابة و السلف من التحقق بهذه المعاني أصلا من خلال تربيتهم الفذة .... ؟!
لذلك يصح القول لمن يتعجب أو يعترض: " الصحابة تحققوا و التابعون حققوا!! "
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 05:20]ـ
أختي السلفية .. في الموضع الذي ذكرت فيه كلمة "معان" لا يصح كتابتها كما فعلت
إلا أن تكون منصوبة .. أو محلاة بالألف واللام
والله يرعاكم
ـ[أم رميساء]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 05:32]ـ
جزاك الله خير أختي الكريمة
أحسن الله إليك ...........
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 09:01]ـ
أخي خلوصي:أحبك الله تعالى الذي أحببتني فيه
وهداني وإياك لسلوك طريق أهل الحق
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 11:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك غاليتي السلفية على ما تتحفيننا به من درر
أما بالنسبة لمعان فكانت الإجابة غاليتي كما ذكر أخونا أبو القاسم بارك الله فيه ولم تكن كإجابتك أنت غاليتي بارك الله فيك وثبت على طريق الحق خطانا وخطاك
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 11:21]ـ
أختي السلفية .. في الموضع الذي ذكرت فيه كلمة "معان" لا يصح كتابتها كما فعلت
إلا أن تكون منصوبة .. أو محلاة بالألف واللام
والله يرعاكم
نعم، لقد استبان لي الحق في ذلك ..
نفع الله بكم ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 - Apr-2010, مساء 02:47]ـ
للرفع لمناسبة هذا الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=28415(/)
سؤال للإخوة الأحناف
ـ[السرخسي المصري]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 01:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال أوجهه إن شاء الله للإخوة وأرجوا أن يجيبوني عليها فلاً لا أمراً
1 - هل استتيب الإمام أبو حنيفة مرتين لقوله 0 إذا شك رجلٌ أبيت الله هو الذي في خراسان أم الذي في مكة فلا يكفر!!
نرجو الرد من الإخوة مع بيان المراجع
جزيتم خيراً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 11:21]ـ
http://alukah.net/Fatawa/(/)
الجدال و [المراء] واللدد
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 05:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: {أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه}.سنن أبي داود.
هذا اقتباس من كتاب الكبائر للعالم الكبير الإمام الذهبي رحمه الله تعالى.
الكبيرة الستون:
قال الله تعالى
((ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام)) ((وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد))
ومما يذم من الألفاظ المراء والجدال والخصومة
قال الإمام حجة الإسلام الغزالي رحمه الله المراء طعنك في كلام لإظهار خلل فيه لغير غرض سوى تحقير قائله وأظهار مزيتك عليه
وقال وأما الجدال فعبارة عن أمر يتعلق بإظهار المذاهب وتقريرها قال وأما الخصومة فلجاج في الكلام ليستوفي به مقصودا من مال أو غيره وتارة يكون ابتداء وتارة يكون اعتراضا والمراء لا يكون إلا اعتراضا هذا كلام الغزالي
وقال النووي رحمه الله اعلم أن الجدال قد يكون بحق وقد يكون بباطل قال الله تعالى ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن
وقال تعالى ((وجادلهم بالتي هي أحسن)) وقال الله تعالى ((ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا))
قال فإن كان الجدال للوقوف على الحق وتقريره كان محمودا وإن كان في مدافعة الحق أو كان جدالا بغير علم كان مذموما وعلى هذا التفصيل تنزل النصوص الواردة في إباحته وذمه والمجادلة والجدال بمعنى واحد قال بعضهم ما رأيت شيئا أذهب للدين ولا أنقص للمروءة ولا أشغل للقلب من الخصومة فإن قلت لا بد للإنسان من الخصومة لاستيفاء حقوقه فالجواب ما أجاب به الغزالي رحمه الله اعلم أن الذم المتأكد إنما هو لمن خاصم بالباطل وبغير علم ****ل القاضي فإنه يتوكل في الخصومة قبل أن يعرف الحق في أي جانب هو فيخاصم بغير علم ويدخل في الذم أيضا من يطلب حقه لأنه لا يقتصر على قدر الحاجة بل يظهر اللدد والكذب والإيذاء والتسليط على خصمه كذلك من خلط بالخصومة كلمات تؤذي وليس له إليها حاجة في تحصيل حقه كذلك من يحمله على الخصومة محض العناد لقهر الخصم وكسره فهذا هو المذموم وأما المظلوم الذي ينصر حجته بطريق الشرع من غير لدد وإسراف وزيادة لجاج على الحاجة من غير قصد عناد ولا إيذاء ففعل هذا ليس حراما ولكن الأولى تركه ما وجد إليه سبيلا لأن ضبط اللسان في الخصومة على حد الاعتدال متعذر والخصومة توغر الصدور وتهيج الغضب وإذا هاج الغضب حصل الحقد بينهما حتى يفرح كل واحد منهما بمساءة الأخر ويحزن لمسرته ويطلق لسانه في عرضه فمن خاصم فقد تعرض لهذه الآفات وأقل ما فيها اشتغال القلب حتى أنه يكون في صلاته وخاطره متعلق بالمحاججة والخصومة فلا تبقى حاله على الاستقامة والخصومة مبدأ الشر وكذا الجدال والمراء فينبغي للإنسان ألا يفتح عليه باب الخصومة إلا لضرورة لا بد منها
روينا في كتاب الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((كفى بك إثما أن لا تزال مخاصما))
وجاء عن علي رضي الله عنه قال إن الخصومة لها قحم قلت القحم بضم القاف وفتح الحاء المهملة وهي المهالك فصل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من جادل في خصومة بغير علم لم يزل في سخط حتى ينزع))
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
((ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدال (ثم تلا ما ضربوه لك إلا جدلا الآية)) وقال
((أخوف ما أخاف عليكم زلة عالم وجدال منافق في القرآن ودنيا تقطع أعناقكم)) رواه ابن عمر
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((المراء في القرآن كفر فصل يكره التغيير في الكلام بالتشدق وتكلف السجع بالفصاحة بالمقدمات التي يعتادها المتفاصحون فكل ذلك من التكلف لمذموم بل ينبغي أن يقصد في مخاطبته لفظا يفهمه جليا ولا يثقله روينا في كتاب الترمذي عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
((إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة)) قال الترمذي حديث حسن
وروينا فيه أيضا عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
((إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون)) قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون قال المتكبرون قال الترمذي حديث حسن
قال والثرثار هو كثير الكلام والمتشدق من يتطاول على الناس في الكلام ويبذو عليهم واعلم أنه لا يدخل في الذم تحسين ألفاظ الخطب والمواعظ إذا لم يكن فيها إفراط وأغراب إلا أن المقصود منها تهييج القلوب إلى طاعة الله تعالى ولحسن اللفظ في هذا أثر ظاهر والله أعلم(/)
حكم دفع الرشوة لإسترجاع الحق المغتصب للشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 12:45]ـ
فضيلة الشيخ سليمان العلوان بارك الله فيه ونفع به المسلمين في كل مكان.
لدي أرض ثمينة فيها زروع وثمار سطا عليها بعض أهل الظلم فلم استطع استخلاصها منه وقد رفعت أمره إلى أهل الشأن فلم يقوموا بالمطلوب وقد سمعت أنهم يقبلون الرشوة فهل يجوز أن أدفع الرشوة لآخذ حقي من هذا الظالم المعتدي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
من أسباب خراب البلاد وفساد العباد انتشارُ الرشوة في المجتمع فهي من الظلم المتفق على تحريمه ومن الأمراض الموروثة عن المفسدين في الأرض وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي)) صححه الترمذي (1337) من حديث الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو وصححه ابن حبان والحاكم وغيرهما.
والراشي من يُعطي المال لإبطال حق أو إحقاق باطل والمرتشي الآخذ وقد شمله اللعن لأنه شريك للراشي ومعين على الظلم والفساد.
ومن كان له حق من عقار وغيره لا يستطيع أخذه ولا الوصول إليه إلا بدفع الرشوة فلا بأس بذلك للراشي دون المرتشي فقد رخص فيه جماعة من السلف قال ابن الأثير رحمه الله في كتابه النهاية (2/ 226) فأمّا ما يُعطى توصلاً إلى أخذ حق أو دفع ظلم فغير داخل فيه … وروى عن جماعة من أئمة التابعين قالوا: لابأس أن يصانع الرجل عن نفسه وماله إذا خاف الظلم)).
وقال الخطابي رحمه الله في المعالم [5/ 207] إذا أَعطى ليتوصل به إلى حقه أو يدفع عن نفسه ظلماً فإنه غير داخل في هذا الوعيد .. )
وهذا الأمر مما عمت به البلوى في بعض البلاد فلا يقدرون على أخذ حقوقهم وقضاء حوائجهم إلا بشيء من الرشوة ويعتبر ذلك من باب الضرورة فيجوز للدافع ويحرم على الآخذ.
يدل على ذلك حديث أبي سعيد رواه أحمد في مسنده (3/ 4) من طريق أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال قال عمر يا رسول الله لقد سمعت فلاناً وفلاناً يحسنان الثناء يذكران أنك أعطيتهما دينارين قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكن والله فلاناً ما هو كذلك لقد أعطيته من عشرة إلى مائة فما يقول ذاك أما والله إن أحدكم ليخرج مسألته من عندي يتأبطها يعني تكون تحت إبطه يعني ناراً قال فقال عمر يا رسول الله لِمَ تعطيها إياهم قال فما أصنع يأبون إلا ذاك ويأبى الله لي البخل)) وصححه ابن حبان والحاكم والديث في صحيح مسلم (1056) بغير هذا اللفظ رواه من طريق جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن سلمان بن ربيعة قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسماً فقلت والله يارسول الله لغيرُ هؤلاء كان أحقَّ به منهم قال (إنهم خيّروني أن يسألوني بالفحش أو يبخلوني فلستُ بباخل)) وهذا أصح.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (31/ 187) ويجوز للمهدي أن يبذل في ذلك ما يتوصل به إلى أخذ حقه أو دفع الظلم عنه هذا هو المنقول عن السلف والأئمة الكبار …).
وهذا من دقائق فقه السلف وعظيم علمهم فهذا الباب فيه حاجة من جهة وصعوبة الاجتناب من جهة أخرى فاستدعى النظر تجويز ذلك مراعاة لمصالح العباد ودفع الضرر عنهم والصبر في مثل هذه المسائل فيه خير كثير وفضل عظيم، والله سبحانه وتعالى أعلم.
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
15/ 3 / 1421 هـ
ـ[السرخسي المصري]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 03:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عفواً أخي ممكن تضع كل ما عندك للشيخ المحدِّث
وجزاك الله خيراً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 04:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عفواً أخي ممكن تضع كل ما عندك للشيخ المحدِّث
وجزاك الله خيراً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي اليك هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=423664#post42 3664(/)
لحى غوانم .... لحى فواين ....
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 05:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لحى غوانم .... لحى فواين ....
قال العلامة الشيخ حمد بن عتيق ـ رحمه الله تعالى ـ: فلو قدر أن رجلاً يصوم النهار , ويقوم الليل , ويزهد في الدنيا كلها , وهو مع ذلك لا يغضب لله تعالى , ولا يتمعر وجهه , ولا يحمر , فلا يأمر بالمعروف , ولا ينهى عن المنكر , فهذا الرجل من أبغض الناس عند الله , وأقلهم ديناً , وأصحاب الكبائر أحسن عند الله منه , وقد حدثني من لا أتهم عن شيخ الإسلام إمام المسلمين , ومجدد القرن الثاني عشر , محمد بن عبدا لوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ أنه قال مرة: [[أرى ناساً يجلسون في المسجد على مصاحفهم يقرؤون ويبكون , فإذا رأوا المعروف لم يأمروا به , وإذا رأوا المنكر لم ينهوا عنه , وأشوف أناساً يعكفون عندهم يقولون هؤلاء لحى غوانم. وأنا أقول: إنهم لحى فواين.
فقال السامع: أنا ما أقدر أقول: إنهم لحى فواين. فقال الشيخ: إنهم من الصم البكم]]
ويشهد لهذا ما جاء عن بعض السلف أن الساكت عن الحق شيطان أخرس , والمتكلم بالباطل شيطان ناطق , فلو علم المداهن الساكت أنه أبغض الناس عند الله تعالى ـ وإن كان يرى أنه طيب ـ لتكلم وصدع , ولو علم طالب رضا الخلق بترك الإنكار عليهم أن صاحب الكبائر أحسن حالاً عند الله و ليس من شروط القائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يكون عدلاً عند أهل السنة, لأن العدالة محصورة في قليل من الخلق والنهي عن المنكر عام في جميع الناس.
قال الجَصَّاص: (لما ثبت وجوب فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وبينَّا أنه فرض على الكفاية .. وجب أن لا يختلف في لزوم فرضه البَرُّ والفاجِر لأن ترك الإنسان لبعض الفروض لا يسقط عنه فروضاً أخرى .. ألا ترى أن تركه للصلاة لا يُسقِطُ عنه فرض الصوم وسائر العبادات, فكذلك من لم يفعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير ساقط عنه)
مجموعة رسائل الشيخ حمد بن عتيق (40 - 41)
الدرر السنية (8/ 78).
معنى لحى فواين.
1 - (فواين): كلمة عامية، وتعني: الذلة والْهَوان والخسران.
قال بهذا عبدالكريم الحميد في رسالته (إمعان النظر في مشروعية البغض و الهجر) ص89.
2 - جمع "فاين" وهي تطلق عندهم على المرأة البغي والسيئة.
قال بهذا المعنى عبدالملك القاسم في رسالته (انهلك وفينا الصالحون) ص 26.
3 - أي لحى خبيثة.
قال بهذا المعنى مجموعة من العلماء في بيان بإسم (دفعاً للعقوبة ومعذرة إلى ربكم)
والبيان موجود في موقع (عودة و دعوة).
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 04:25]ـ
للفائدة(/)
ماحكم الشريعة في هذه المسئلة
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 07:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
هل يجوز أن أشتري الكتب الاسلاميةبمال الزكاة وأعطيها للعلماء الفقراء وللمتعلمين الفقراء
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 08:37]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27931(/)
الردود السنية على طائفة الأحباش المخزية
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 10:07]ـ
الردود السنية على طائفة الأحباش المخزية
قال الله تعالى: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون}.
صدق الله تعالى .. والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ..
فكما عرفنا خبث فرقة الأحباش و ضلال أصولهم، سنبين بإذن الله ضلالهم في فروعهم، فنرد على رسالة على موقعهم بعنوان:
" تُحفةُ اللَّبيب في الرَّدِ عَلَى مَن أنكَرَ الاحْتِفالَ بِذِكْرى مَوْلِدِ الحبيب"
1 - قولهم:
البِدعَةُ: لُغَةً هيَ مَا أُحْدِثَ على غَيْرِ مِثالٍ سابِقٍ وشَرْعًا الْمُحْدَثُ الَّذي لَمْ يَنُصَّ عليهِ القُرءانُ ولا الْحَديثُ.
تعريف ناقص لمعنى البدعة شرعا.
فالبدعة الشرعية هي ما أحدث في الدين ولم يكن له على عهد النبي – صلى الله عليه و سلم – مقتضى، ولم يكن له مانع.
وإلا فإن جمع القرآن – كمثال – في مصحف واحد لم يكن على عهد النبي –صلى الله عليه و سلم – و إنما كان في عهد أبي يكر – رضي الله عنه – و ليس ببدعة اتفاقا، لأن المانع كان موجودا على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وهو استمرار نزول الآيات و حدوث النسخ فيها.
قال شيخ الإسلام في الاقتضاء عن الضابط الذي تتميز به المصلحة المرسلة عن البدع المحدثة:
" والضابط في هذا ـ والله أعلم ـ أن يقال: إن الناس لا يحدثون شيئاً إلا لأنهم يرونه مصلحةً، إذ لو اعتقدوه مفسدةً لم يحدثوه؛ فإنه لا يدعو إليه عقل ولا دين، فما رآه الناس مصلحةً؛ نظر في السبب المحوج إليه: فإن كان السبب المحوج إليه أمراً حدث بعد النبي ص لكن من غير تفريط منه؛ فهنا قد يجوز إحداث ما تدعو الحاجة إليه.
وكذلك إن كان المقتضي لفعله قائماً على عهد رسول الله ص، لكن تركه النبي ص لعارضٍ زال بموته وأما ما لم يحدث سبب يحوج إليه، أو كان السبب المحوج إليه بعض ذنوب العباد فهنا لا يجوز الإحداث.
فكل أمر يكون المقتضي لفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم موجوداً، لو كان مصلحة ولم يُفعل: يُعلم أنه ليس بمصلحة. و أما ما حدث المقتضي له بعد موته من غير معصية الخالق؛ فقد يكون مصلحة."
2 - قولهم:
الدَّليلُ مِنَ القُرءانِ الكَريمِ على البِدْعَةِ الْحَسَنَةِ: قَوْلُهُ تعالى في مَدْحِ الْمُؤمنينَ مِنْ أمَّةِ سَيِّدِنا عيسى: ? قَالَ تعالى وَجَعَلْنَا في قُلُوب الَّذينَ اتَّبَعُوهُ رَأفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاها عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ الله ? [سورة الحديد، u27]، فاللهُ امتَدَحَ الْمُسْلِمِينَ الَّذينَ كانُوا على شَريعَةِ عيسى لأنَّهُمْ كانُوا أَهْلَ رَحْمَةٍ ورأفَةٍ ولأنَّهُمْ ابْتَدَعُوا الرَّهْبانيةَ وَهِيَ الانْقِطاعُ عنِ الشَّهواتِ الْمُباحَةِ زيادَةً على تَجَنُّبِ الْمُحرَّماتِ، حَتَّى إنَّهُمْ انَقطَعُوا عنِ الزِّواجِ وتَرَكُوا الَّلذائِذَ مِنَ الْمَطْعُومَاتِ والثِّيابِ الفاخِرَةِ وأقْبَلُوا على الآخِرَةِ اقْبالاً تامًّا، فاللهُ امْتَدَحَهُمْ عَلَى لَمْ يَنُصَّ لَهُم عَلَيْهَا.uهَذِهِ الرَّهْبانِيَّةِ مَعَ أنَّ عيسى أمَّا قوْلُهُ تعالى في بَقِيَّةِ الآيةِ: ? فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ? [سورة الحديد، 27] فَلَيْسَ فيها ذَمٌّ لَهُمْ وَلا لِلرَّهبانِيَّةِ الَّتي ابتَدَعَهَا أولَئِكَ الصَّادِقُونَ الْمُؤمِنُونَ بَلْ ذَمٌ لِمَنْ جاءَ بَعْدَهُم مِمَّنْ قَلَّدَهُم في ُuالانْقِطاعِ عَنِ الشَّهواتِ مَعَ الشِّرْكِ أي مَعَ عِبادَةِ عيسى وأُمِّهِ.
تفسير مخالف لتفسير أئمة التفسير و أهله.
تفسير الآية: قال الحافظ ابن كثير:
(يُتْبَعُ)
(/)
" يخبر تعالى أنه منذ بعث نوحا – عليه السلام - لم يرسل بعده رسولا ولا نبيا إلا من ذريته وكذلك إبراهيم عليه السلام ـ خليل الرحمن ـ لم ينزل من السماء كتابا ولا أرسل رسولا ولا أوحى إلى بشر من بعده إلا وهو من سلالته، حتى كان آخر أنبياء بني إسرائيل عيسى ابن مريم الذي بَشَّرَ مَنْ بعده بمحمد صلوات الله وسلامه عليهما ولهذا قال تعالى: {ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ} وهو الكتاب الذي أوحاه الله إليه {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} وهم الحواريون {رَأْفَةً} أي رقة وهي الخشية {وَرَحْمَةً} بالخلق، وقوله: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا} أي ابتدعتها أمة النصارى {مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} أي ما شرعناها لهم وإنما هم التزموها من تلقاء أنفسهم، وقوله تعالى: {إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ} فيه قولان:
أحدهما: أنهم قصدوا بذلك رضوان الله، قاله سعيد بن جبير وقتادة.
والآخر: ما كتبنا عليهم ذلك إنما كتبنا عليهم رضوان الله.
وقوله تعالى: {فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} أي فما قاموا بما التزموه حق القيام وهذا ذم لهم من وجهين:
أحدهما: الابتداع في دين الله ما لم يأمر به الله.
والثاني: في عدم قيامهم بما التزموه مما زعموا أنه قربة يقربهم إلى الله عز و جل." [تفسير القرآن العظيم، جزء 8، ص 29].
قال الشيخ شحاتة صقر:
"ليس في الآية دليل على جواز الابتداع في الدين أو أن في الإسلام بدعة حسنة فقد تبين من كلام الحافظ ابن كثير أن الله قد ذم ابتداعهم في دين الله ما لم يأمر به الله، و لو فرض أن هذا جائز في شرع من قبلنا (النصارى) فقد جاء شرعنا بنسخه لقوله – صلى الله عليه و سلم -: "كل بدعة ضلالة"." [كشف البدع و الرد على اللمع، ص99].
3 - قولهم:
الدَّليلُ مِنَ السُّنةِ الْمُطَهَّرَةِ على البِدْعَةِ الْحَسَنَةِ: قَوْلُهُ ?: "مَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِها بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنقُصَ مِنْ أُجورِهِم شىْءٌ، وَمَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً سَيِّئةً كانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِن بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِم شىْءٌ"، رواهُ مُسْلِمٌ في صَحيحِهِ مِنْ حَديثِ جَريرِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ رَضيَ اللهُ عَنْهُ. فأفْهَمَ هَذا الْحَديثُ أنَّ الرَّسُولَ ? هُوَ الَّذي عَلَّمَ أُمَّتَهُ أنَّ البِدْعَةَ على ضَرْبَيْنِ: بدعَةُ ضَلالةٍ: وَهِيَ الْمُحْدَثَةُ الْمُخَالِفَةُ لِلْقُرءانِ والسُّنَّةِ. وَبِدْعَةُ هُدًى: وَهِيَ الْمُحْدَثَةُ الْمُوافِقَةُ لِلْقُرءانِ والسُّنَّةِ. فإنْ قيلَ: هَذا مَعْناهُ مَنْ سَنَّ في حياةِ رَسُولِ اللهِ أمَّا بَعْدَ وَفاتِهِ فلا، فالْجوابُ أنْ يُقالَ: "لا تَثْبُتُ الْخُصُوصِيَّةُ إلا بِدَلِيلٍ" وَهُنا الدَّليلُ يُعْطِي خِلافَ ما يَدَّعونَ حَيْثُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ ? قال: "مَنْ سَنَّ في الإسلام" وَلَمْ يَقُلْ مَنْ سَنَّ في حياتِي ولا قالَ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أنا عَمِلْتُهُ فأحْياهُ، وَلَمْ يَكُنِْ الإسلامُ مَقْصورًا على الزَّمَنِ الَّذي كانَ فيهِ رسولُ الله، فَبَطَلَ زَعْمُهُم. فإِنْ قالُوا: الْحَديثُ سَبَبُهُ أنَّ أُناسًا فُقَراءَ شديدي الفَقْرِ يَلْبَسُونَ النِّمارَ جاؤوا فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رسولِ اللهِ لِما رأى مِنْ بُؤسِهِم فَتَصَدَّق النَّاسُ حَتَّى جَمَعُوا لَهُم شيئًا كثيرًا فَتَهَلَّلَ وَجْهُ رسولِ اللهِ فقالَ: "مَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِها"، فالْجَوَابُ أَنْ يُقالَ: العِبْرَةُ بِعُمُومِ اللَّفْظِ لا بِخُصُوصِ السَّبَبِ كَمَا ذَكَرَ عُلَمَاءُ الأُصُولِ
هذا جَمْعُ حاطبُ ليلٍ يتشدق بألفاظ القواعد الشرعية ليُوهِم بها الناس أنه على شيء، و ما هو على شيء.
قال الإمام الشاطبي – رحمه الله -:
"ليس المراد بالحديث الاستنان بمعنى الاختراع وإنما المراد العمل بما ثبت من السنة النبوية، وذلك من وجهين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدهما: أن السبب الذي جاء لأجله الحديث هو الصدقة المشروعة بدليل ما ثبت في الصحيح ... " ثم ساق حديث من سن في الإسلام سنة حسنة، إلى أن قال:
"فتأملوا أين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "من سن سنة حسنة ومن سن سنة سيئة ... " تجدوا ذلك فيمن عمل بمقتضى المذكور على أبلغ ما يقدر عليه حتى بتلك الصرة فانفتح بسببه باب الصدقة على الوجه الأبلغ، فسُرَّ بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى قال: "من سن في الإسلام سنة حسنة ... " الحديث، فدل على أن السنة ها هنا مثل ما فعل ذلك الصحابي، وهو العمل بما ثبت كونه سنة.
الوجه الثاني من وجهي الجواب: أن قوله صلى الله عليه و سلم: "من سن سنة حسنة ومن سن سنة سيئة ... " لا يمكن حمله على الاختراع من أصل، لأن كونها حسنة أو سيئة لا يعرف إلا من جهة الشرع؛ لأن التحسين والتقبيح مختص بالشرع، لا مدخل للعقل فيه وهو مذهب جماعة أهل السنة، وإنما يقول به المبتدعة، أعنى: التحسين والتقبيح بالعقل، فلزم أن تكون السنة في الحديث إما حسنة في الشرع وإما قبيحة بالشرع فلا يصدق إلا على مثل الصدقة المذكورة، وما أشبهها من السنن المشروعة وتبقى السنة السيئة مُنَزّلة على المعاصي التي ثبت بالشرع كونها معاصي، كالقتل في حديث ابن آدم حيث قال صلى الله عليه و سلم: "لأنه أول من سَنَّ القتل" وعلى البدع لأنه قد ثبت ذمها والنهي عنها بالشرع كما تقدم". [الاعتصام، جزء 1، ص 179 - 181 بتصرف].
وقولهم أن هذا دليل على البدعة الحسنة، نقول: من أين لهم هذا؟ و قد قال النبي – صلى الله عليه و سلم -: "من سن في الإسلام سنة حسنة" و لم يقل: "بدعة حسنة"؟
ثم لماذا رد النبي صلى الله عليه و سلم الثلاثة الذين قال أحدهم: "أما أنا فأصلي الليل أبدا"، و قال آخر: "أصوم الدهر و لا أفطر"، و قال آخر: "لا أتزوج أبدا"، و قال لهم: "من رغب عن سنتي فليس مني" مع أن لفعلهم هذا أصلا في الشرع من الصلاة و الصيام؟
ثم قولهم أن العبرة بعموم اللفظ، فنقول نعم، فاجمعوا كل النصوص الواردة في الباب و لا تأخذوا بعضها و تتركوا البعض الآخر ثم ألفوا بينها و اتبعوا الشرع كله، و من ذلك قول النبي - صلى الله عليه و سلم -: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" .. إذا هذا يخصص عموم اللفظ في الحديث الآخر، أي أنه: من سن سنة هي من عمل النبي ...
4 - قولهم:
الدَّليلُ مِنْ أَقوالِ وأفعالِ الْخُلَفاءِ الرَّاشدينَ على البِدْعَةِ الْحَسَنَةِ: فَقَدْ أَحْدَثَ الخُلَفاءُ الرَّاشدُونَ الْمَرْضِيُّونَ أَشْياءَ لَمْ يَفْعَلْها الرَّسولُ ? ولا أمَرَ بِها مِمَّا يُوافِقُ الْكِتابَ والسُّنَّةَ فكانوا قُدْوَةً لنا فيها، فَهَذا أبو بَكْرٍ الصِّديقُ يَجْمَعُ القُرءانَ ويُسَمِّيهِ بِالْمُصْحَفِ، وهَذا عُمَرُ بنُ الْخطَّابِ يَجْمَعُ النَّاسَ في صلاةِ التَّراويحِ على إمامٍ واحِدٍ وَيَقولُ عَنْها: "نِعْمَتِ البِدْعَةُ هَذِهِ"، وهَذا عُثمانُ بنُ عَفَّانَ يأمُرُ بِالأَذانِ الأوَّلِ لِصَلاةِ الْجُمَعَةِ، وهَذا الإمامُ عليٌّ يُنْقَطُ الْمُصْحَفُ وَيُشَكَّلُ في زمانِهِ على يَدِ يَحْيى بنِ يَعْمَرَ، وهَذا عُمَرُ بنُ عَبِدِ العزيزِ يعْمَلُ الْمَحارِيبَ والْمآذِنَ لِلْمَساجِدِ. كُلُّ هَذِهِ لَمْ تَكُنْ في زَمانِ رَسُولِ اللهِ
جميع هذه الأفعال تدخل تحت القاعدة التي ذكرتها من قبل في تعريف البدعة، وهي ما كان له مقتضى في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و لم يكن له مانع و مع ذلك تُرِك.
- أما جمع القرآن، فهو أصلا داخل تحت قول الله عز و جل: {إن علينا جمعه و قرآنه}، ثم كان له مانع وهو استمرار النزول و حدوث النسخ في الآيات في عهد النبي صلى الله عليه و سلم.
- أما صلاة التراويح، فقد كانت من فعل النبي صلى الله عليه و سلم، و لكنه تركها لوجود مانع و هو خوف أن تفرض عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: " وأما قول عمر رضي الله عنه: "نعمت البدعة هذه" فأكثر ما فيه تسمية عمر تلك بدعة، مع حسنها، وهذه تسمية لغوية، لا تسمية شرعية. وذلك أن البدعة في اللغة تعم كل ما فعل ابتداء من غير مثال سابق، وأما البدعة الشرعية: فما لم يدل عليه دليل شرعي، فإذا كان نص رسول الله صلى الله عليه و سلم قد دل على استحباب فعل، أو إيجابه بعد موته، أو دل عليه مطلقا، ولم يعمل به إلا بعد موته ككتاب الصدقة، الذي أخرجه أبو بكر رضي الله عنه، فإذا عمل ذلك العمل بعد موته، صح أن يسمي بدعة في اللغة، لأنه عمل مبتَدَأ، كما أن نفس الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه و سلم يسمى بدعة، ويسمى محدثا في اللغة.
ثم ذلك العمل الذي دل عليه الكتاب والسنة: ليس بدعة في الشريعة، وإن سمي بدعة في اللغة. فلفظ البدعة في اللغة أعم من لفظ البدعة في الشريعة. وقد علم أن قول النبي صلى الله عليه و سلم: "كل بدعة ضلالة" لم يُرَدْ به كل عمل مُبتَدَأ، فإن دين الإسلام ـ بل كل دين جاءت به الرسل ـ فهو عمل مبتدأ، وإنما أراد ما ابتُدِئ من الأعمال التي لم يشرعها هو صلى الله عليه و سلم.
وإذا كان كذلك فالنبي صلى الله عليه و سلم قد كانوا يصلون قيام رمضان على عهده جماعة وفرادي، وقد قال لهم في الليلة الثالثة، أو الرابعة، لما اجتمعوا: "إنه لم يمنعني أن أخرج إليكم، إلا كراهة أن تفرض عليكم، فصلوا في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" فعلل صلى الله عليه و سلم عدم الخروج بخشية الافتراض، فعُلم بذلك أن المقتضي للخروج قائم، وأنه لولا خوف الافتراض لخرج إليهم، فلما كان في عهد عمر رضي الله عنه جمعهم على قارئ واحد، وأسرج المسجد. فصارت هذه الهيئة، وهي اجتماعهم في المسجد وعلى إمام واحد مع الإسراج عملًا لم يكونوا يعملونه من قبل، فسُمِّي بدعة؛ لأنه في اللغة يسمى بذلك. ولم يكن بدعة شرعية، لأن السنة اقتضت أنه عمل صالح، لولا خوف الافتراض، وخوف الافتراض زال بموته صلى الله عليه و سلم فانتفى المعارض". [اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم، ص 250].
أما الأذان الثاني، فوجد له مقتضى لم يكن موجودا على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وهو اتساع المدينة و تباعد الناس (الشرح الممتع لابن عثيمين بتصرف)، وقد أقره علي بن أبي طالب و استمر عمل المسلمين عليه (جامع العلوم و الحكم)، فهو من سنة الخلفاء الراشدين التي أمرنا باتباعها.
أما تشكيل المصحف، فهو ليس من العبادات ولا يتعبد بها، إنما هو داخل تحت الأمر بإتقان التلاوة تعلما و تعليما، فهو من المصالح المرسلة.
أما المآذن فوجد لها مقتضى وهو اتساع المدن و لها أصل في السنة و هو ارتقاء بلال على سطح المسجد ليؤذن.
أما المحاريب ففيها خلاف بين أهل العلم، راجع: (إعلام الأريب بحدوث بدعة المحاريب) للسيوطي.
و فعل الخلفية العادل عمر بن عبد العزيز رحمه الله ليس من مصادر التشريع؛ فهو ليس صحابيا.
5 - قولهم:
الدَّليلُ مِنَ أقْوالِ عُلَمَاءِ السَّلَف على البِدْعَةِ الْحَسَنَةِ: قالَ الإمامُ الشَّافِعيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "الْمُحْدَثَاتُ مِنَ الأُمورِ ضَرْبَانِ أَحَدُهُما ما أُحْدِثَ مِمَّا يُخالِفُ كِتابًا أو سُنَّةً أو إِجْماعًا أوْ أَثَرًا فَهَذِهِ البِدْعَةُ الضَّلالةُ والثَّانِيَةُ ما أُحْدِثَ مِنَ الْخَيْرِ ولا يُخالِفُ كِتابًا أوْ سُنَّةً أَو إِجْماعًا وهَذِهِ مُحْدَثَةٌ غَيْرُ مَذْمُومَةٍ"
قال الشيخ سليم الهلالي راداً على من يستدل بهذا القول للإمام الشافعي:
"أولاً: بالنسبة لما أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 113) ففي سنده عبدالله بن محمد العطشي، ذكره الخطيب البغدادي في تاريخه والسمعاني في (الأنساب) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأما بالنسبة لما أخرجه البيهقي ففيه محمد بن موسى الفضل، لم أجد له ترجمة.
ثانياً: قول الإمام الشافعي ـ إن صح ـ لا يصح أن يكون معارضاً أو مخصصاً لعموم حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم، والإمام الشافعي نفسه رحمه الله نقل عنه أصحابه أن قول الصحابي إذا انفرد ليس حجة، ولا يجب على من بعده تقليده، فكيف يكون قول الإمام الشافعي حجة، وقول الصحابي ليس بحجة؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثاً: كيف يقول الإمام الشافعي رحمه الله بالبدعة الحسنة وهو القائل: "من استحسن فقد شرع"، والقائل في (الرسالة: ص507): "إنما الاستحسان تلذذ"، وعقد فصلاً في كتابه (الأم: 7/ 293 - 304) بعنوان: "إبطال الاستحسان"، لذلك من أراد أن يفسر كلام الإمام الشافعي رحمه الله فلْيفعل ضمن قواعد وأصول الإمام الشافعي، وهذا يقتضي أن يفهم أصوله، وهذا الأمر مشهود في كل العلوم، فمن جهل اصطلاحات أربابها جهل معنى أقاويلهم، وإن المتأمل في كلام الإمام الشافعي رحمه الله لا يشك أنه قصد بالبدعة المحمودة البدعة في اللغة، وهذا واضح في احتجاج الشافعي رحمه الله بقول عمر رضي الله عنه وعلى هذا الأصل يفسر كلام الإمام الشافعي، وأنه أراد ما أراده عمر بن الخطاب رضي الله عنه أي: البدعة اللغوية لا الشرعية؛ فإنها كلها ضلالة؛ لأنها تخالف الكتاب والسنة والإجماع والأثر" ا. هـ بتصرف [البدعة و أثرها السيء في الأمة، ص 63 - 66].
قال الحافظ ابن رجب: "فقوله صلى الله عليه و سلم: "كل بدعة ضلالة" من جوامع الكلم، لا يخرج عنه شيء، وهو أصل عظيم من أصول الدين، وهو شبيه بقوله: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد" فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة، والدين برئ منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات، أو الأعمال، أو الأقوال الظاهرة والباطنة، وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية، لا الشرعية". [جامع العلوم و الحكم، ص 466].
6 - قولهم:
الْموْلدُ هُوَ شُكْرٌ للهِ تعالى عَلَى أنَّهُ أَظْهَرَ مُحَمَّدًا في مِثْلِ هَذا الشَّهر
من قال أن الشكر لله يكون سنويا؟ مع العلم أن الشكر لله عبادة توقيفية مثل سائر العبادات {بل الله فاعبد و كن من الشاكرين} الزمر.
فنقول لهم و لمن سلك سبيلهم: {قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ إن تتبعون إلا الظن و إن أنتم إلا تخرصون} الأنعام.
قولهم:
واللهُ تعالى امْتَدَحَ الَّذينَ ءامنُوا بِهِ ? وَعَزَّرُوهُ أي عظَّمُوهُ فَقالَ عَزَّ وَجَلَّ: ? فَالَّذِينَ ءامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون ? [سورة الأعراف، 157]. الْمَوْلِدُ فيهِ اجْتِمَاعٌ على طاعَةِ اللهِ، اجْتِمَاعٌ على حُبِّ اللهِ وحُبِّ رسُولِ اللهِ ?، اجْتِمَاعٌ على ذِكْرِ اللهِ وَذِكْرِ شَىْءٍ مِنْ سيرَةِ رَسولِ اللهِ ? ونَسَبِهِ الشَّريفِ، وشَىْءٍ مِنْ صِفَاتِهِ الْخَلْقِيَّةِ والْخُلُقِيَّةِ، وَفيهِ إِطْعامُ الطَّعامِ لِوجْهِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى واللهُ تعالى يَقول: ? وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ? [سورة الإنسان، 8]، بَعْدَ هذا كَيْفَ يُحَرِّمُ شَخْصٌ يَدَّعي العِلْمَ عَمَلَ الْمَوْلِدِ فَرَحًا بِوِلادَةِ رَسُولِ اللهِ ?؟!
فنقول: هل هذا التعظيم إن قصد به الاحتفال بالمولد، إن تركه الصحابة و التابعون ألا يعد هذا تقصيرا منهم؟؟ أم أننا أفضل منهم و أكثر حبا و تعظيما للنبي صلى الله عليه و سلم منهم؟؟
والأعمال الصالحة في حد ذاتها كتذكر سيرة النبي صلى الله عليه و سلم و إطعام الطعام، ما الذي يمنع من فعلها طوال العام؟؟
إن تخصيص هذه الأعمال بهذا الوقت أو المناسبة مع ترك الصحابة لذلك مع وجود المقتضي عندهم وهو تعظيم النبي صلى الله عليه و سلم في صدورهم و انتفاء المانع لهو دليل على بدعية هذا العمل و أنه محرم.
7 - قولهم:
الأصْلُ الذي اسْتَخْرَجَهُ الْحافِظُ ابنُ حَجَرٍ مِنَ السُّنةِ على جَوازِ عَمَلِ الْمَوْلِدِ في كِتَابِهِ الْحَاوِي لِلْفَتَاوَي (1/ 189 - 197): مَا رَوَاهُ ابنِ عَبَّاسٍ رضيَ اللهُ عَنْهُمَا قال: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ ? الْمَدينةَ وَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عاشُوراءَ، فَسُئلوا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالوا: "هُوَ الْيَومُ الَّذي أَظْهَرَ اللهُ مُوسى وَبَني إسْرائيلَ على فِرْعَوْنَ وَنَحْنُ نصُومُهُ تَعْظيمًا لَهُ"، فقالَ رسولُ اللهِ ?: "نَحْنُ أوْلى بِموسى" وَأَمَرَ بِصَوْمِهِ أَمْرَ اسْتِحْبابٍ. فَيُسْتَفَادُ مِنْ هَذَا الْحَديثِ فِعْلُ الشُّكْرِ للهِ تعالى على ما تفَضَّلَ بِهِ في يَوْمٍ مُعَيَّنٍ مِن حُصُولِ نِعْمَةٍ أَو
(يُتْبَعُ)
(/)
رَفْعِ نِقْمَةٍ، ويُعادُ ذَلِكَ في نَظيرِ ذَلِكَ اليَوْمِ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ
تخريج الحافظ ابن حجر عمل المولد على صيام عاشوراء لا يمكن الجمع بينه وبين جزمه بأن ذلك بدعة لم تُنقل عن أحد من السلف من القرون الثلاثة، فإنّ عدم عمل السلف الصالح بالنص على الوجه الذي يفهمه مَنْ بعدهم، يمنع اعتبار ذلك الفهم صحيحاً، إذ لو كان صحيحاً لم يعزب عن فهم السلف الصالح ويفهمه من بعدهم، كما يمنع اعتبار ذلك النص دليلاً عليه إذ لو كان دليلاً لعمل به السلف الصالح، فاستنباط الحافظ ابن حجر الاحتفال بالمولد النبوي ـ ما دام الأمر كذلك ـ من حديث صوم يوم عاشوراء أو من أي نص آخر، مخالف لما أجمع عليه السلف الصالح من ناحية فهمه ومن ناحية العمل به، وما خالف إجماعهم فهو خطأ، لأنهم لا يجتمعون إلا على هدى، وقد بسط الإمام الشاطبي الكلام على تقرير هذه القاعدة في كتابه (الموافقات) وأتى في كلامه بما لا شك في أن الحافظ ابن حجر العسقلانى لو تنبه له لما خرّج عمل المولد على حديث صوم يوم عاشوراء ما دام السلف لم يفهموا تخريجه عليه منه ولم يعملوا به على ذلك الوجه الذي فهمه منه. [القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل لإسماعيل الأنصاري، ص 78 - 79]
8 - قولهم:
الأصْلُ الذي اسْتَخْرَجَهُ الْحَافِظُ السِّيوطِيُّ مِنَ السُّنةِ على جَوازِ عَمَلِ الْمَوْلِدِ في رِسَالَتِهِ"حُسْنُ الْمَقْصِدِ في عَمَلِ الْمَوْلِدِ": قَولُهُ ?: "ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فيهِ وفيهِ أُنْزِلَ عَلَيّ"، لَمَّا سُئِلَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ عَنْ سَبَبِ صِيامِهِ لِيوْمِ الاثنينِ. وفي هَذَا الْحديثِ إِشارَةٌ إِلى اسْتِحْبابِ صِيامِ الأيَّامِ الَّتي تَتَجَدَّدُ فِيها نِعَمُ اللهِ تعالى على عِبادِهِ، وإنَّ مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ الَّتي أَنْعَمَ اللهُ بِهَا عَلَيْنا إِظْهَارَهُ ? وَبِعْثَتَهُ وإرسالَهُ إِلَيْنَا، وَدَليلُ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ? لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِم ? [سورة ءال عمران، 164]. قالَ الْحافِظُ السِّيوطيُّ في رِسَالَتِهِ "وقَدِ اسْتَخْرَجَ لَهُ - أي الْمَوْلِدِ - إِمامُ الْحُفَّاظِ أبو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ حَجَرٍ أَصْلاً مِنَ السُّنَّةِ واسْتَخْرَجْتُ لَهُ أَنا أَصْلاً ثانيًا
رد على ذلك الشيخ شحاتة صقر:
"- ما الدليل على أن الاحتفال بالمولد من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها؟ وما هو مقدار هذا الثواب؟ وهل نحن أحرص من الصحابة والتابعين على هذا الثواب؟ وهل نحن أكثر تعظيماً لقدر النبي صلى الله عليه و سلم منهم؟ فهم لم يحتفلوا، ولو كان خيراً لسبقونا إليه.
- تعظيم قدر النبي صلى الله عليه و سلم يكون باتباع هديه وليس باختراع عبادات لم يشرعها فإن ذلك فيه اتهام له بأنه قصَّر في تبليغ الرسالة أو أن الرسالة لم تكتمل، وإذا كان الصحابة لم يفعلوا المولد فهل معنى ذلك أنهم كانوا لا يعظمون قدر النبي صلى الله عليه و سلم؟
- قال ابن الحاج: توفي النبي صلى الله عليه و سلم يوم الاثنين 12ربيع الأول سنة 11هجرية في نفس الشهر الذي ولد فيه فكيف يحتفلون ويأكلون ويشربون، ولا يبكون ولا يحزنون من أجل فَقْد النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك اليوم، مع أنهم لو فعلوا ذلك والتزموه لكان بدعة أيضاً، وإن كان الحزن عليه صلى الله عليه و سلم واجباً على كل مسلم دائماً لكن لا يكون على سبيل الاجتماع لذلك." [كشف البدع، ص 153].
9 - قولهم:
فَقَدْ ذَكَرَ الْحُفَّاظُ والعُلَمَاءُ مِنْ أَصْحابِ التَّوارِيخِ وغَيْرِهِم أنَّ أَوَّلَ مَنِ اسْتَحْدَثَ عَمَلَ الْمَوْلِدِ هُوَ الْمَلِكُ الْمُظَفَّرُ الَّذي كانَ يَحْكُمُ إِرْبِلَ، وَهُوَ وَرِعٌ، صالِحٌ، عالِمٌ، شُجَاعٌ، ذُو عِنَايَةٍ بِالْجِهَادِ، كانَ من الأَبْطالِ، مَاتَ وَهُوَ يُحَاصِرُ الفِرِنْجَ بِعَكَّا، هُوَ أَوَّلُ مَنْ اسْتَحْدَثَ هَذَا الأَمْرَ
فلننظر في كتب التاريخ كيف كان يحتفل هذا الزاهد الورع بالمولد:
"قال أبو شامة: وكان أول من فعل ذلك بالموصل الشيخ عمر بن محمد الملا أحد الصالحين المشهورين، وبه اقتدى في ذلك صاحب إربل وغيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية في ترجمة أبي سعيد كوكبوري: وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً ... إلى أن قال: قال السبط: حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد أنه كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي، وعشرة آلاف دجاجة، ومائة ألف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلوى ... إلى أن قال: ويعمل للصوفية سماعاً من الظهر إلى الفجر ويرقص بنفسه معهم ا. هـ.
وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان: فإذا كان أول صفر زينوا تلك القباب بأنواع الزينة الفاخرة المتجملة، وقعد في كل قبة جوق من الأغاني، وجوق من أرباب الخيال ومن أصحاب الملاهي، ولم يتركوا طبقة من تلك الطبقات (طبقات القباب) حتى رتبوا فيها جوقاً.
وتبطل معايش الناس في تلك المدة، وما يبقى لهم شغل إلا التفرج والدوران عليهم ... إلى أن قال: فإذا كان قبل يوم المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئاً كثيراً زائداً عن الوصف وزفها بجميع ما عنده من الطبول والأغاني والملاهي، حتى يأتي بها إلى الميدان ... إلى أن قال: فإذا كانت ليلة المولد عمل السماعات بعد أن يصلي المغرب في القلعة. ا. هـ.
فهذا مبدأ حدوث الاحتفال بمناسبة ذكرى المولد، حدث متأخراً ومقترناً باللهو والسرف وإضاعة الأموال والأوقات، وراء بدعة ما أنزل الله بها من سلطان." [حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي – صالح الفوزان].
قولهم:
ثُمَّ وافَقَهُ العُلَماءُ والفُقَهاءُ، حَتَّى عُلَمَاءُ غَيْرِ بَلَدِهِ الَّذينَ لا يَحْكُمُهُ، ذَكَرَ ذَلِكَ الْحافِظُ السِّيوطِيُّ في كِتابِهِ الأوائِلِ، ولا زالَ الْمُسْلِمونَ على ذَلِكَ مُنْذُ ثَمانِمِائةِ سَنَةٍ حَتَّى الآنَ. فأيُّ أَمرٍ اسْتَحْسَنَهُ عُلَمَاءُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وأَجْمَعوا عَلَيْهِ فَهُوَ حَسَنٌ وَأَيُّ شىءٍ اسْتَقْبَحَهُ عُلَمَاءُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ فَهُوَ قَبيحٌ، ومَعْلومٌ أنَّ عُلَمَاءَ الأُمَّةِ لا يَجْتَمِعُونَ على ضَلالَةٍ
هذا كذب صريح، و بهتان عظيم، ما أقبح الكذب بأهله!
الأمة اجتمعت ولم يكن خير هذه الأمة وهو النبي –صلى الله عليه و سلم – داخلا في الإجماع؟؟
الأمة اجتمعت و لم يكن أحد من الصحابة ولا التابعين –خير الناس- داخلا في الإجماع؟؟
ثم إن كثيرا جدا من العلماء لا يحصى عددهم قد أنكر هذا المولد بعد استحداثه، فأين هم من شيخ الإسلام ابن تيمية و ابن القيم و الذهبي و ابن كثير و الزملكاني و الملا علي القاري، و الآلوسي، و اليماني، و الشاطبي، و محب الدين الخطيب، و الهلالي، و من المعاصرين مثل الشيخ عبد العزيز بن باز و الألباني و محمد صالح بن عثيمين و الشنقيطي و عبد الرزاق عفيفي و حامد الفقي و محمد صفوت نور الدين و غيرهم الكثير و الكثير من العلماء الذين يصرحون بإنكار الاحتفال بالمولد و أنه بدعة و ضلالة ..
فأين هذا الإجماع السرابي؟؟ ألا قبح الله أهل الخيانة و الزور.
قولهم:
الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ وَلَيْسَ فيهِ إشارَةٌ إلى أنَّ الدِّينَ لَمْ يَكْتَمِلْ وَلا تَكذيبًا لِقَولِهِ تعالى: ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ? [سورة المائدة، 2]: لأنَّ مَعْناها أنَّ قواعِدَ الدِّينِ تَمَّت، قالَ القُرطُبِيُّ في تَفْسيرِهِ: "وَقالَ الْجُمْهُورُ: الْمُرادُ مُعْظَمُ الفَرَائِضِ والتَّحليلِ والتَّحْريمِ، قالوا: وقَد نَزَلَ بَعْدَ ذَلِكَ قُرءانٌ كثيرٌ، ونَزَلَتْ ءايةُ الرِّبا وَنَزَلَت ءايةُ الكَلالَةِ إلى غَيْرِ ذَلِكَ". ثُمَّ إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ لَيْسَتْ هِيَ ءاخِرَ ءايَةٍ نَزَلَت مِنَ القُرءانِ بَلْ ءاخِرُ ءايَةٍ نَزَلَتْ هِيَ قولُهُ تعالى: ? وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فيهِ إِلى اللهِ ثُمَّ تُوفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُون ? [سورة البقرة، 285] ذَكَرَ ذَلِكَ القُرطُبِيُّ في تَفْسيرِهِ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما.
وهذا تدليس خفي ..
فعندما قال القرطبي أن قول الجمهور هو أن معظم الفرائض و التحليل والتحريم قد نزل، و أنه قد نزل بعد ذلك كثير، فهل قال القرطبي أنه يجوز لغير النبي صلى الله عليه و سلم ان يشرع؟؟؟
لو قال أحد أنه يجوز لغير النبي – صلى الله عليه و سلم – أن ينسب إلى الشريعة شيئا من تلقاء نفسه لكفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله تعالى: {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم}.
قال الله تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُون}.
انظر إلى تفسير ابن كثير رحمه الله لهذه الآيات:
"قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} هذه أكبر نعم الله، عز وجل، على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، صلوات الله وسلامه عليه؛ ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خُلْف، كما قال تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا} أي: صدقا في الأخبار، وعدلا في الأوامر والنواهي، فلما أكمل الدين لهم تمت النعمة عليهم؛ ولهذا قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} أي: فارضوه أنتم لأنفسكم، فإنه الدين الذي رضيه الله وأحبه وبعث به أفضل رسله الكرام، وأنزل به أشرف كتبه.
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} وهو الإسلام، أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أنه أكمل لهم الإيمان، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدا، وقد رضيه الله فلا يَسْخَطُه أبدا." [تفسير القرآن العظيم، جزء 3، ص 26].
قولهم:
أمَّا استِشهادُكُم بِما تَنْسُبُونَهُ للإمامِ مالِكٍ مِنْ أنهُ قالَ: "مَنِ ابْتَدَعَ في الإسْلامِ بِدْعَةً خانَ الرِّسالةَ"rيَراهَا حَسَنَةً فَقَد زَعَمَ أنَّ مُحَمَّدًا فَمَعْناهُ البِدْعَةُ الْمُحَرَّمَةُ كَعقيدَةِ التَّشبيهِ والتَّجسيم ولَيْسَ في الْمَوْلِدِ وما أَشْبَه. ثُمَّ أَنْتُمْ تَسْتَشْهِدُونَ بِقَوْلِ الإمامِ مالِكٍ وأَنْتُم تُكَفِّرونَهُ مَعْنًى وإنْ لَمْ تُكَفِّروهُ لَفْظًا، لأنَّ الْخَليفةَ الْمَنْصورَ لَمَّا جاءَ الْمَدينةَ سَأَلَهُ: "يا أَبا عبدِ الله أسْتَقْبِلُ القِبْلَةَ وأدْعو؟ قالَ: وَلِمَ تَصْرِفُ وَجْهَكَ عَنْهُrأم أسْتَقبِلُ رَسُولَ الله ُ إلى اللهِ تعالى؟ بَلِuوَهُوَ وَسِيلَتُكَ وَوَسيلَةُ أبيكَ ءادَمَ اسْتَقْبِلْهُ واسْتَشْفِع بِهِ فَيُشَفِّعَهُ اللهُ"، وهَذا عِنْدَكُم شِرْكٌ وضلالٌ مُبين. رَمَيْتُم عُلَماءَ الأمَّةِ بالشِّركِ ثُمَّ اسْتَشْهَدْتُم بِأقْوالِهِم
ها قد تكرر الكذب أمام أعيننا فلا نملك إلا أن نشحذ أذهاننا لمزيد من الحذر من ألاعيب هؤلاء الضلال، و أن ندعوا الله عز و جل أن يرد كيدهم عن الأمة.
أما بالنسبة للقصة الشنيعة المكذوبة عن الإمام مالك، فهاكم العلامة ابن عبدالهادي رحمه الله في "الصارم المنكي" يقول:
"وهذه الحكاية التي ذكرها القاضي عياض ورواها باسناده عن مالك ليست بصحيحة عنه، وقد ذكر المعترض في موضع من كتابه أن إسنادها إسناد جيد، وهو مخطئ في هذا القول خطأ فاحشاً، بل إسناده إسناد ليس بجيد؛ بل هو إسناد مظلم منقطع، وهو مشتمل على من يتهم بالكذب وعلى من يجهل حاله، وابن حميد هو محمد بن حميد الرازي، وهو ضعيف كثير المناكير غير محتج بروايته، ولم يسمع من مالك شيئاً ولم يلقه؛ بل روايته عنه منقطعة غير متصلة؛ وقد ظن المعترض أنه أبو سفيان محمد بن حميد المعمري أحد الثقات المخرج لهم في صحيح مسلم قال فإن الخطيب ذكره في الرواة عن مالك، وقد أخطأ فيما ظنه خطأ فاحشاً ووهم وهماً قبيحاً.
... إلى أن قال:
والذي ينبغي أن يقال: فأنظر هذه الحكاية وضعفها وانقطاعها ونكارتها وجهالة بعض رواتها ونسبة بعضهم إلى الكذب ومخالفتها لما ثبت عن مالك وغيره من العلماء".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"الجواب عن هذا من وجهين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدهما: المطالبة بصحة هذه الحكاية وليس معه ولا مع من ينقلها بها إسناد صحيح ولا ضعيف وإنما غايته أن يعزوها إلى الشفا أو إلى من نقلها منه وكل عالم بالحديث يعلم أن في هذا الكتاب من الأحاديث والآثار ما ليس له أصل ولا يجوز الاعتماد عليه فإذا قال القاضي عياض ذكره فلان في كتابه فهو الصادق في خطابه وإذا لم يذكره من أين نقله لم نتهمه ولكن نتهم من فوقه وقد رأيناه ينقل من كتب فيها كذب كثير وهو صادق في نقله منها لكن ما فوقه لا يجوز الاعتماد عليهم.
الوجه الثاني: أن يقال هذه الحكاية كذب بلا ريب من وجوه:
منها أنها مخالفة لمذهب مالك ومذهب سائر الأئمة فإنهم متفقون على أن من سلم على النبي صلى الله عليه و سلم ثم أراد الدعاء فإنه يستقبل القبلة كما روى ذلك عن الصحابة.
وتنازعوا وقت السلام عليه هل يستقبل القبلة أو القبر على قولين فقال أبو حنيفة يستقبل القبلة أيضا وقال غيره يستقبل القبر وقت السلام عليه.
وأما وقت الدعاء فما أعلم إماما خالف في أنه يستقبل القبلة بل الأئمة متفقون على أن قبلة المسلمين التي يستقبلونها في جميع أدعيتهم وأمكنتهم هي الكعبة ويستحب لكل من دعا الله أن يستقبل الكعبة حيث كان وأين كان كما كان النبي صلى الله عليه و سلم يستقبلها فيستقبل وقت الذكر والدعاء بعرفة ومزدلفة وبين الجمرات وعلى الصفا والمروة وعقب الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم وغيره.
وما جعل أحد من الأئمة قبر أحد من الأنبياء قبلة للدعاء وإنما يستقبل قبورهم أهل الجهل عند عباداتهم.
ومن هؤلاء الغلاة من يستقبل قبورهم ويصلي إليها وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها.
ومنهم من يستقبل قبر شيخه وقت الصلاة ويستدبر الكعبة ويقول هذا قبلة الخاصة والكعبة قبلة العامة وهذا كفر صريح يوجب استتابة قائله مع أنه يفعله طائفة من الزهاد والعباد وبعضهم يسجد لقبورهم.
وكذلك قصد قبورهم للصلاة والدعاء بدعة وقد ثبت عن مالك وغيره من الأئمة أنهم جعلوا ذلك من البدع التي لم يفعلها أحد من الصحابة ولا التابعين، فعلم أن هذا كذب على مالك مخالف لمذهبه كما كذبوا عليه أنه كان يأخذ طنبورا يضرب به ويغني لما كان في المدينة من يغني حتى إن أكثر المصنفين في إباحة السماع كأبي عبدالرحمن السلمي والقشيري وأبي حامد ومحمد بن طاهر المقدسي وغيرهم يذكرون إباحته عن مالك وأهل المدينة وهو كذب فإنه قد علم بالتواتر من مذهبه النهي عن ذلك حتى قال إسحاق بن الطباع سألت مالكا عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء فقال إنما يفعله عندنا الفساق، ومنها أن مالكا من قوة متابعته للسنة كره أن يقال زرت قبر النبي صلى الله عليه و سلم وهذا مما لا يستريب أحد في ثبوته عنه مع أن لفظ زيارة القبور في الجملة مما جاءت به السنة في غير قبره كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال زار النبي صلى الله عليه و سلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن فزوروا القبور فإنها تذكر الموت، والأحاديث في ذلك كثيرة." [الرد على البكري].
قولهم:
قالَ النَّوَوَيُّ في شَرحِ صَحيحِ مُسْلِمٍ (الْمُجَلَّدِ السَّادِسِ في صَحيفَةِ مِائَةٍ وأَرْبَعَةٍ وخَمْسينَ) ما نَصُّهُ: "قَوْلُهُ ?: "وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ" هَذا عامٌّ مَخْصُوصٌ (أي لَفْظُهُ عامٌّ وَمَعناهُ مَخْصوصٌ)، والْمُرادُ بِهِ غالِبُ البِدَعِ" وقالَ أيْضًا: "ولا يَمْنَعُ مِنْ كَوْنِ الْحَديثِ عامًّا مَخْصُوصًا قَوْلُهُ: "كُلُّ بِدْعَةٍ" مُؤَكِّدًا بِكُلُّ، بَلْ يَدْخُلُهُ التَّخْصيصُ مَعَ ذَلِكَ
فنقول، نعم هذا كلام الإمام النووي ولكن هو يقصد التفريق بين البدع اللغوية و البدع الشرعية، كما قال الحافظ ابن رجب:
(يُتْبَعُ)
(/)
"فقوله صلى الله عليه و سلم: "كل بدعة ضلالة" من جوامع الكلم، لا يخرج عنه شيء، وهو أصل عظيم من أصول الدين، وهو شبيه بقوله: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد" فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة، والدين برئ منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات، أو الأعمال، أو الأقوال الظاهرة والباطنة، وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية، لا الشرعية". [جامع العلوم و الحكم، ص 466].
و مما يعضد ذلك أن النووي رحمه الله قد كره – والكراهة عند الشافيعة تعني التحريم – صلاة ركعتين على المروة بعد الفراغ من السعي كما في المجموع، جزء 8، ص 102، و أيضا كره الجلوس للتعزية كما في الأذكار، ص 136.
قولهم:
الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ وَلَيْسَ r في يَوْمٍ واحِدٍ: ألَيْسَ الرَّسُولُ rفيهِ اخْتِزَالٌ لِمَحَبَّتِهِ قال لِليهُودِ: "نَحْنُ أوْلى بِمُوسَى مِنْكُم" وَأَمَرَ بِصَوْمِ عاشُورَاءَ، فَهَلْ يَكُونُ الرَّسولُ بِذَلِكَ اخْتَزَلَ مَحَبَّةَ في يومٍ واحِدٍ فَقَط؟! uمُوسَى
فقد أجاز النبي صلى الله عليه و سلم أن نشكر الله على نجاة موسى بهذه الطريقة، و لم يجز أن نفعل ما استحدثوه من الموالد كشكر لله، و لماذا ترك الصحابة ذلك؟؟ لماذا ترك الصحابة السنة الحسنة؟؟ سبحان الله ما أحلمه!
الأصل في العبادات المنع
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "الأصل الذي بنى الإمام أحمد وغيره من الأئمة عليه مذاهبهم أن أعمال الخلق تنقسم إلى عبادات يتخذونها دينًا ينتفعون بها في الآخرة أو في الدنيا والآخرة، وإلى عادات ينتفعون بها في معايشهم.
فالأصل في العبادات أن لا يشرع منها إلا ما شرعه الله.
والأصل في العادات أن لا يحظر منها إلا ما حظره الله". [الاقتضاء].
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ومعلوم أنه لا حرام إلا ما حرمه الله ورسوله، ولا تأثيم إلا ما أثم الله ورسوله به فاعله، كما أنه لا واجب إلا ما أوجبه الله، ولا حرام إلا ما حرمه الله، ولا دينًا إلا ما شرعه الله فالأصل في العبادات البطلان حتى يقوم دليل على الأمر، والأصل في العقود والمعاملات الصحة حتى يقوم دليل على البطلان والتحريم." [إعلام الموقعين].
قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} [الأحقاف: 11]، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "أي قالوا عن المؤمنين بالقرآن لو كان القرآن خيراً ما سبقنا هؤلاء إليه، يعنون بلالاً وعماراً وصهيباً وخباباً رضي الله عنهم وأشباهم من المستضعفين والعبيد والإماء ... وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة رضي الله عنهم هو بدعة، لأنه لو كان خيراً لسبقونا إليه؛ لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها".
روى الإمام أبو داود في سننه بسند حسن عن مجاهد؛ قال: "كنت مع ابن عمر، فثوب رجل في الظهرِ أو العصر، فقال: اخرج بنا؛ فإن هذه بدعة". [رواه أبو داود و حسنه الألباني].
و معنى التثويب: هؤلاء الَذين يقومون على أبواب المساجد، فينادون: الصلاة، الصلاة، فلو جاء أحد قائلاً: هل من ضيرٍ على من ذكّر بالصلاة والله يقول: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}؟! لمَاَ قُبِلَ قولُه، بل رُدَّ عليه فهمُه، إذ لم يفهم السلف رضي الله عنهم من هذه الآية هذا الإطلاق وهذا العموم.
عن نافع أن رجلاً عطس إلى جنب ابن عمر رضي الله عنه، فقال: "الحمد لله، والسلام على رسوله"، قال ابن عمر: "وأنا أقول: الحمد لله والسلام على رسول الله، وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم، علمنا أن نقول: الحمد لله على كل حالٍ" [رواه الترمذي و حسنه الألباني]، فقد أنكر ابن عمر رضي الله عنه على هذا الرجل مع أن عموم قولِ الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} تدخل فيه تلك الصلاة، ولكن ما هكذا فهمها الصحابة فمَن بعدهم وما هكذا طبقها السلف الصالح رضي الله عنهم، وفهمُهم أوْلى، ومرتبتهم أعلى.
و صل اللهم و بارك على محمد و آله و سلم تسليما كثيرا و على أصحابه و من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، و الحمد لله رب العالمين.
كتبه حامدا لربه راجيا لفضله،،،
ياسر بن عبد رب الرسول بن أحمد
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 09:16]ـ
للعلم؛ معظم هذه الرسالة مستفاد من كتاب الشيخ شحاتة صقر "كشف البدع و الرد على اللمع"، و هو كتاب نفيس في التأصيل للرد على معظم الشبهات الخاصة بالبدع المنتشرة في عصرنا، فجزاه الله خيرا عنا و عن الإسلام و المسلمين.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 11:58]ـ
بارك الله فيك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 09:50]ـ
بارك الله فيك ..
وفيك بارك الله يا أخي الكريم.(/)
إشكال في كلام الشيخ عبدالكريم الخضير (سؤال)
ـ[ثابت]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 07:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سئل الشيخ وفقه الله عن (أفضل طريقة عملية لضبط التقريب)
فأجاب وذكر كتب منها الكاشف لذهبي وتقريب لابن حجر وذكر الخلاصة ..
هل الخلاصة لزرخي أما لاخر وهل هي مرفوعة على الشبكة (أي الخلاصة) إذا كانت مرفوعة اتمنى رفعة.
وأسأل الله ألا يحرمكم الأجر
وهذا رابط السؤال
http://www.khudheir.com/ref/3250
ـ[ثابت]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 08:34]ـ
أين طلاب العلم .. وأخص طلاب الشيخ الخضير ..
من هو صاحب الخلاصة أهو الزرخي أم الإسم غلط أم غيره
أرجو الأفادة ياطلاب العلم ..
ـ[أبوعلي العنزي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 12:52]ـ
أحمد بن عبدالله الانصاري الخزرجي
وكتابه خلاصة تهذيب الكمال ويسمى اختصارا الخلاصة
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 01:22]ـ
وهذا هو الكتاب من موقع الوقفية:
http://s203841464.onlinehome.us/waqfeya/books/pdf/02/112/kttk.rar
ورابطه الأساس:
http://www.waqfeya.com/category.php?cid=14&st=30(/)
الاحتفال بالمولد ليس سنة حسنة
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 12:13]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كلما أطل علينا شهر ربيع الأول إلا وانبرى للناس بعض من يكتب على صفحات الجرائد يثير الجدل ويستثير الخلاف، ويسعى إلى هدم ما بناه شباب الصحوة وأتباع السنة.
ولعمري! إن طالب الحق المخلص في طلبه، الجاد في البحث عنه، ليدعو الناس إلى الوفاق لا إلى الخلاف، وإلى السنة لا إلى البدعة، وإلى الحكم لا إلى المتشابه.
فمن علامات الخذلان أن يشغل المرء بتتبع الفرطات، وتصيد الهفوات، ونصرة الغريب المهجور. وحق من كان هذا هو منهجه ودينه أن يضرب ظهره بالجريد ويطاف به في الأسواق حتى يعرف شره ويتصور ضرره.
هذا، وإني لأشعر بأن كثيرا من إخواني طلبة العلم ورواد المعرفة قد نأوا بأوقاتهم من أن تصرف في الرد على هذا الذنَب، وأنا معهم في ذلك، غير أنني رأيت أن ما أثاره الشيخ شمس الدين من الشبهات قد انطلى على بعض العامة وأشباه العامة، فرأيت المصلحة في رد عواره وكشف تلبيسه، لأنه من يركب متن عمياء، ويخبط خبط عشواء، فحق على أهل العلم تقويم اعوجاجه، وتمييز حلوه من أجاجه تحذيرا للمطالع، وتنزيلا في البرج والطالع.
وأملي في القائمين على الجريدة أن ينشروا ردي هذا تكريسا لمبدأ الحرية في النقد وإبداء الرأي فإليك أخي القارئ الرد محصورا في النقاط التالية:
1 - زعمه أن علماء السنة سكتوا عن الأعياد البدعية:
قال: (وهكذا يحتفل الناس بعيد العمال وعيد المرأة وعيد الطلبة ... كل هذه الأعياد والحشوية ساكتون صامتون).
قلت: من قال لك إننا ساكتون عن مثل هذه الأعياد المحدثة، فلا يزال علماء السنة يحذرون من مغبة ابتداع الأعياد في دين الله، ولاسيما الأعياد التي يظهر الناس فيها جانب التعبد كالاحتفال بالمولد. أما ما ذكرته من الأعياد الدنيوية، وإن كنا لا نقر الاحتفال بها كما زعمت، إلا أن ضررها ليس كضرر النوع الأول، فتنبه! وعدم علمك بما كتبه علماؤنا الأجلاء من النصح والبيان في شأن هذه الأعياد لا يستلزم عدم الوجود، ولا أكتم عليك سرا وهو: أن المرء إذا كان مولعا بتتبع الشذوذ، وتبني الغرائب، فأنى له أن يسمع بالعلم المحكم الصحيح!
فالاشتغال بالباطل حجاب عن الحق، والخوض وفي المتشابه إعراض عن المحكم، واستحسان البدعة زهد في السنة، وهكذا فتدبر!
2 - استدلاله بوجوب الفرح به صلى الله عليه وسلم على مشروعية الاحتفال بمولده.
قال: (الفرح بمولوده واجب) ثم انطلق يثبت مشروعية الاحتفال بمولده.
أقول: نعم هذا حق لا يعترض عليه أحد، ولكن من أعظم صور التقصير في حقه صلى الله عليه وسلم أن لا نفرح به إلا مرة في السنة، بينما الفرح الصادق بالنبي صلى الله عليه وسلم يكون بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع، لا بتحكيم الأهواء، والاختراع في الدين.
فالفرح كل الفرح في انتهاج منهجه، واقتفاء أثره، والذب عن سنته، فأهل السنة هم أسعد الناس به صلوات ربي وسلامه عليه، فحبهم للنبي صلى الله عليه وسلم حب شرعي مضبوط بنصوص الشرع وقواعد الاقتداء.
3 - استدلاله بفرح أبي لهب بمولوده صلى الله عليه وسلم: قال: (أبو لهب وقصة فرحة بمولده صلى الله عليه وسلم، ورد في كتب السنة والسيرة أن أبا لهب أعتق جاريته ''ثويبة'' من شدة فرحه لما بشرته بولادة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رآه العباس بن عبد المطلب في النوم بعد وفاته فسأله عن حاله، قال: لم ألق خيرا بعدكم، غير أني سقيت في هذه بعاتقتي ثويبة، وإنه ليخفف عني في كل يوم اثنين ... )
قلت: والجواب عن هذه الشبهة من أوجه:
الأول: أن الأحكام الشرعية لا تثبت بالرؤى والمنامات، فديننا مكتمل ولله الحمد ولا يحتاج إلى مثل هذه الظنون والأوهام.
وإنك لتعجب من صاحبنا هذا حين ناقض نفسه بعد أسطر بقوله: ''ونحن لا نثبت حكما شرعيا بالمنامات).
أقول: إن كنت كذلك فلم أوردت هذه القصة لتقرر بها بدعة منكرة؟!
الوجه الثاني: أن فرح أبي لهب فرح طبيعي، فلا مانع أن يفرح الوالد بمولده، ولا القريب بقريبه .. هذا أمر جبل عليه الخلق، ففرح أبي لهب فرح طبيعي جبلي، وليس فرحا شرعيا، فتعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الثالث: أنه لم يثبت في الشرع أن فرح الكافر بالنبي صلى الله عليه وسلم يخفف عنه العذاب يوم القيامة، ومخففات العذاب ومنجياته توقيفية.
- عدم تفريقه بين البدعة والمصلحة المرسلة:
قال: (ولمن يقول: المولد النبوي الشريف بدعة لأن السلف لم يفعلوه، نقول له ولكن السلف أيضا لم يحرموه فيبقى على أصل جوازه حتى تدخل عليه الأحكام، ثم لا يشترط لأي عمل كي يكون مشروعا أن يعمله السلف، بل يكفي فيه أن يندرج تحت أصل شرعي. ألا ترى أن الملايين من حجاج بيت الله يرجمون الشيطان من فوق جسر الجمرات، وهذه عبادة لم يفعلها السلف على هذا الوجه، ولا أحد يحرم أو يبدع فاعل ذلك، وقد جمع سيدنا عثمان المصحف في كتاب وهو مجموع الآن في أشرطة وأقراص مضغوطة وهذا فعل لم يفعله السلف ولا أحد يقول: جمع المصحف في أشرطة حرام. لأنه مخالف لفعل السلف).
أقول: إن ما ذكرته في هذه الأمثلة إنما هو من قبيل المصلحة المرسلة، وما نحن فيه إنما هو من قبيل البدعة، ويقبح بمن تصدى للكتابة في أمور الدين أن يجهل ما بينهما من الفرق، لكنه- والله- زمن الرويبضة، والله المستعان.
ولضبط التفريق بينهما يقال:
إن المصلحة المرسلة هي التي احتيج إليها في عهد صلى الله عليه وسلم، لكنه لم يقدر على فعلها لقيام المانع، كصنع الأسلحة الفتاكة، وركوب المراكب المتطورة ... ولا يشك من له مسكة من عقل أن النبي صلى الله عليه وسلم لو قدر على هذه المذكورات لفعلها.
وأما البدعة فهي كل ما احتيج إليه في عهده صلى الله عليه وسلم ولم يفعله، ففِعْله الآن استدراك على الشرع، واختراع في الدين.
إذا تقرر هذا، فلا يصح قياس الاحتفال بمولده الذي قام مقتضاه في عهده ولم يفعله هو ولا صحابته برمي الجمرات من على الجسر، وجمع القرآن على الأقراص المضغوطة.
- وأما عن عدم اشتراط عمل السلف، فأقول: إنّ الخير كل الخير فيمن سلف كما قال الإمام مالك رحمه الله، فكيف يسمح المرء لنفسه أن يقوم بعمل في دين الله لم يفعله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
أترى الصحابة غفلوا عن هذا الواجب (الفرح بمولده والاحتفال به) وهم أعظم الناس حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يطلّ علينا (شمس الدين) بظلمته في القرن الحادي والعشرين فيكتشف هذه السنة ويقول: (الاحتفال بالمولد سُنة حسنة) ما شاء الله، ولا قوة إلا بالله!
- لزوم الإنكار على المخالف:
قال: (وإذا كان بعض مشايخ الوهابية لا يحبون الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم فرأيهم لا يلزم أحدا).
أقول: بل نلزمكموها حتى وإن كنتم لها كارهين، ولن نسكت على بدعة واحدة في دين الله، وقد عرف كثير من الناس بدعية الاحتفال بالمولد بفضل الله تعالى، ثم بفضل شباب السنة الذين يتعبدون الله بقمع البدع، وإظهار الهدي، والحمد لله أولا وأخيرا.
- تمسكه ببعض من جانب الصواب قوله:
قال: (يكفينا أن كبار علماء الإسلام ومنهم الحافظ ابن حجر، والسيوطي والهيثمي ... )
أقول: حتى وإن ذكرت لنا ألفا منهم فلن نقبل منك، لأن الحق لا يعرف بالرجال، فأعرف الحق تعرف رجاله، فالواجب على كل من بلغه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وعرفه أن يبينه للأمة وينصح لهم ويأمرهم باتباع أمره وإن خالف ذلك رأيَ عظيم من الأمة فإن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يعظم ويقتدى به من رأى أي معظم قد خالف أمره في بعض الأشياء خطأ ومن هنا رد الصحابة ومن بعدهم على كل مخالف سنة صحيحة وربما أغلظوا في الرد لا بغضا له، بل هو محبوب عندهم معظّم في نفوسهم، لكن رسول الله أحب إليهم وأمره فوق أمر كل مخلوق، فإذا تعارض أمر الرسول وأمر غيره فأمر الرسول أولى أن يقدم ويتبع).
وفد أفتى كثير من أهل العلم قبل حوالي قرن من الزمن بجواز التدخين، بل إن بعضهم ذهب إلى مشروعيته، لأنه ينشط النفس وينبه الفكر، ثم استقر الإجماع على منعه بعد ذلك، فهل لشيخنا شمس الدين أن يكتب لنا مقالا في جواز التدخين أو استحبابه!
اللّهم إنا نسألك توفيقا قائدا إلى الرشد، وقلبا متقلبا مع الحق، ولسانا متحليا بالصدق، ونطقا مؤيدا بالحجة، وصل اللّهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
*باحث في الشريعة الإسلامية
?
المصدر:أحمد ذيب*
نقلا عن جريدة الخبر الجزائرية. انتهى.
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 12:59]ـ
بارك الله فيك استاذنا .. ولكن لم هذا الخلط بين الامور الدينية والامور الدنيوية عندما قلتم:
ولضبط التفريق بينهما يقال:
إن المصلحة المرسلة هي التي احتيج إليها في عهد صلى الله عليه وسلم، لكنه لم يقدر على فعلها لقيام المانع، كصنع الأسلحة الفتاكة، وركوب المراكب المتطورة ... ولا يشك من له مسكة من عقل أن النبي صلى الله عليه وسلم لو قدر على هذه المذكورات لفعلها.
وأما البدعة فهي كل ما احتيج إليه في عهده صلى الله عليه وسلم ولم يفعله، ففِعْله الآن استدراك على الشرع، واختراع في الدين.
هذا بالاضافة الى ان المسلم مكلف شرعا بالاعداد اللازم ما استطاع اليه سبيلا .. وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة .. فاتقوا الله ما استطعتم .. ! كما لا يخفى على امثالكم ..
واخيرا نقول لهؤلآء المبتدعة:
إتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم .. عليكم بالامر العتيق.!
وجزاك الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 05:15]ـ
وفيك بارك أخي الكريم،،
أخي الكريم حفيد صلاح الدين جعلك الله مثل جدك في الذود عن حياض الإسلام، لست أنا كاتب المقال بل لا أعدو عن كوني مجرد ناقل. تمعنت في تعليقك والظاهر أنه وقع خلط. فالإعداد المادي يشهد له نص مستقل ولا يدخل في باب المصالح المرسلة ـ والله أعلم ـ
على كل حال، البدعة هي طريقة محدثة مخترعة في الدين يقصد بها زيادة التعبد والتقرب بها إلى الله وليس لها في الشرع ما يشهد لها بالصحة لذلك سميت محدثة.
" والمصلحة المرسلة أو الاستصلاح ـ هي المصالح الملائمة لمقاصد الشارع الإسلامي، ولا يشهد لها أصل خاص بالاعتبار أو الإلغاء، فإن كان يشهد لها أصل خاص دخلت في عموم القياس، وإن كان يشهد لها أصل خاص بالإلغاء باطلة، والأخذ بها مناهضة لمقاصد الشارع ". انتهى. مقتبس من كتاب أصول الفقه لأبو زهرة.
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 12:22]ـ
نعم اخي الكريم اعتذراليك فانتم نقلتم فقط .. واسال الله ان يجيب دعوتك "ابتسامة" ... آمين.
وارجو قراءة تعليقي مرة اخرى والتبين من مرادي ايها الفاضل .. كنت اقصد: الاختراع في الامور الدنيوية وما يخدم مصالح المسلمين شيء جميل ومحمود ..
اما احداث شيء في الدين فذاك ممنوع ومردود ..
اما صنع الاسلحة الفتاكة لصالح الجهاد فهو من باب الاعداد المامور به نصا .. ! وقد انتقدت ماتحته خط في تعليقي السابق .. !
وغفر الله لي ولك .. وجمعنا واياكم على الحوض.
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 12:57]ـ
أنا موافق لك أخي الكريم.(/)
تنبيه الأمة على وجوب الأخذ بالكتاب والسنة للشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 04:42]ـ
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن الواجب على جميع العباد امتثال أمر رب الأرض والسموات، وأمر المبعوث رحمة للعباد، وطرح كل قول يخالف الكتاب والسنة دون شقاق أو عناد، فإن ذلك تمام الانقياد الذي هو شرط من شروط لا إله إلا الله.
فلا توحيد إلا بطاعة الله ورسوله، ولا فوز ولا فلاح إلا بتقديم الكتاب والسنة على آراء الرجال، التي هي محط أنظار قابلة للرد والقبول، وما من أحد إلا ويؤخذ من قوله ويرد سوى المبعوث بالفرقان، وما من إمام من الأئمة إلا وله أقوال مرغوب عنها عند أولى النهى والأبصار، فالسعيد من تمسك بالوحيين وان جفاه الطغام. والشقي من نبذهما من أجل التمسك بآراء الرجال.
وإني لما رأيت كثيرا من الناس،نبذوا كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم تعضيما لمحض الآراء،وتعصبا لمذهب من هو عرضة للنسيان والخطأ،وعادوا من لا يتعصب لمذهب معين ويلتزمه جهلا منهم بكتاب ربهم الذي أنزل على خير الورى أحببت أن اكتب هذه الرسالة في وجوب الأخذ بالكتاب والسنة ورد المسائل المتنازع فيها إليهما،كي تتوحد الأقوال على وفق الأدلة الشرعية،ويقل الخلاف بل يضمحل عند الرجوع إلى حبل الله المتين المنزل على الرسول الأمين وتستقيم الأرض على طاعة رب الأرض والسموات على رغم أنوف المبطلين لأنه مما لا يخفى أن أعظم شيء أضر بكثير من أهل العلم والدين وأخرهم عن اللحوق بسلفهم هو التعصب المذهبي والجمود على مذهب من ينتمون إليه دون نظر في الأدلة الشرعية وترجيح ما يقتضي الدليل ترجيحه.
وكم جر هذه التعصب من سقوط بلاد إسلامية بسبب تفرقها وتعصبها وعدم تمسكها واعتصامها بالكتاب والسنة.
وثم مصيبة يندى لها الجبين وهي أن الكثير من المتعصبين لأئمة المذاهب الأربعة وغيرهم جمعوا مع الحشف سوء الكيل فهم يعادون أهل التجرد للدليل ويلمزونهم بذلك، بل يرمونهم بالمنكرات وعظائم الأمور زورا وبهتانا كي ينفروا عنهم لما من الله عليهم به من تجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم.
ولكن لا ضير على أهل التوحيد الخالص من جعجعة المرجفين، ولمز المبطلين فصيحتهم كمثل دخان، وهذه سنة الله في عباده المؤمنين، وما على المسلم إلا الصبر والاحتساب حتى يجعل الله له فرجا ومخرجا وليتأس بمن قبله فقد تناولتهم الألسنة البذيئة من أعدائهم وخصومهم واخرجوا من ديارهم وأوطانهم كما جرى ذلك لأئمة الإسلام وهداة الأنام فكيف بمن كان في آخر الزمان مع غربة الدين بين الأنام، قال الرسول الأمين المبعوث رحمة للعالمين صلى عليه ربنا إلى يوم الدين: (بدا الإسلام غريبا وسيعود كما بدا فطوبى للغرباء).
فالمسلم غريب بين الكفار والسني غريب بين أهل البدع، وكلما قوي إيمان العبد قويت غربته.
فالمتمسك بالسنة حق التمسك في هذا الزمان غريب بين الناس يشار إليه بالأصابع لتباين منهجه مع مناهجهم وطريقته مع طريقتهم وسبيله مع سبيلهم.
قال سهل بن عبد الله:
(عليكم بالأثر والسنة، فإني أخاف أنه سيأتي عن قليل زمان إذا ذكر إنسان النبي صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به في جميع أحواله ذموه ونفروا عنه وتبرؤوا منه، وأذلوه وأهانوه).
قال العلامة سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب – رحمهم الله –:
(رحم الله سهلا ما اصدق فراسته، فلقد كان ذلك وأعظم، وهو أن يكفر الإنسان بتجريد التوحيد والمتابعة، والأمر بإخلاص العبادة لله، وترك عبادة ما سواه والأمر بطاعة رسول الله صلى الله علية وسلم، وتحكيمه في الدقيق والجليل).
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(يأتي على الناس زمان، الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر)
وهؤلاء هم الغرباء حقا.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وأهل هذه الغربة، هم أهل الله حقا فإنهم لم يأووا إلى غير الله، ولم ينتسبوا إلى غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يدعوا إلى غير ما جاء به، وهم الذين فارقوا الناس أحوج ما كانوا إليهم، فإذا انطلق الناس يوم القيامة مع آلهتهم، بقوا في مكانهم، فيقال لهم: " ألا تنطلقون حيث انطلق الناس؟ فيقولون: فارقنا الناس، ونحن أحوج إليهم منا اليوم وإنا ننتظر ربنا الذي كنا نعبده" فهذه الغربة لا وحشة على صاحبها بل هو أنس ما يكون إذا استوحش الناس، وأشد ما تكون وحشته إذا استأنسوا، فوليه الله ورسوله والذين آمنوا، وان عاداه اكثر الناس وجفوه).
وهؤلاء الغرباء هم: (القابضون على الجمر حقا، واكثر الناس بل كلهم لائم لهم، فلغربتهم بين هذا الخلق يعدونهم أهل شذوذ وبدعة ومفارقة للسواد الأعظم).
والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الفصل الاخير من الرسالة
فصل
وبما تقدم ذكره من وجوب الأخذ بالكتاب والسنة ومن ذم التقليد والتعصي لآراء الرجال. لا يظن بنا ظان أننا نبطل النظر في كتب الأئمة الأربعة أو غيرهم من الأئمة أو نهدر حقوقهم ونهظمهم حقهم فإن هذا لا نقول به ولا نرتضيه وإنما نطالب بتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم لأن ذلك شرط من شروط لا إله إلا الله.
فلا يستقيم إسلام المرء حتى يجرد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.
وهذا مع حفظ مراتب العلماء وموالاتهم واعتقاد حرمتهم وأمانتهم واجتهادهم في حفظ الدين وضبطه،فهم دائرون بين الأجر والأجرين والمغفرة ولكن لا يوجب هذا إهدار النصوص وتقديم قول الواحد منهم عليها لشبهة أنه أعلم بها منك فإن كان كذلك فمن ذهب إلى النص أعلم به منك فهلا وافقته إن كنت صادقا.
فمن عرض أقوال العلماء على النصوص ووزنها بها وخالف منها ما خالف النص لم يهدر أقوالهم ولم يهضم جانبهم، بل اقتدى بهم، فإنهم أمروا بذلك فمتبعهم حقا من امتثل ما وصوا به لا من خالفهم في القول الذي جاء النص بخلافه أسهل من مخالفتهم في القاعدة الكلية التي أمروا ودعوا إليها من تقديم النص على أقوالهم ومن هنا يتبين الفرق بين تقليد العالم في كل ما قال، بين الاستعانة بفهمه والاستضاءة بنور علمه، فالأول يأخذ قوله من غير نظر فيه ولا طلب لدليله من الكتاب والسنة، بل يجعل ذلك كالحبل الذي يلقيه في عنقه يقلده به ولذلك سمي تقليدا بخلاف من استعان بفهمه واستضاء بنور علمه في الوصول إلى الرسول صلوات الله وسلامه عليه فإنه يجعلهم بمنزلة الدليل إلى الدليل الأول، فإذا وصل إليه استغنى بدلالته عن الاستدلال بغيره فمن استدل بالنجم على القبلة فإنه إذا شاهدها لم يبق لاستدلاله بالنجم معنى.
قال الشيخ العلامة سليمان بن عبد الله رحمه الله: (فإن قلت: فماذا يجوز للإنسان من قراءة هذه الكتب المصنفة في المذاهب؟
قيل: يجوز من ذلك قراءتها على سبيل الاستعانة بها على فهم المتاب والسنة،وتصوير المسائل فتكون من نوع الكتب الآلية، أما أن تكون هي المقدمة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الحاكمة بين الناس فيما اختلفوا فيه المدعو إلى التحاكم إليها دون التحاكم إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا ريب أن ذلك مناف للإيمان مضاد له كما قال تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) سورة النساء
وهذا آخر ما تيسر إيراده على سبيل الاختصار نصحا للمسلمين وغيرة عليهم أن تذهب أعمارهم تطلبا لقول فلان وفلان وشفاؤهم قريب منهم لو طلبوه لوجدوه.
ومن لم يشفه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويشفيه قول فلان وفلان فهذا على شفا جرف هار وهو في الغي والضلال الهائم.
ورحم الله العلامة ابن القيم حيث يقول:
من لم يكفيه ذان فلا كفا ه الله شر حوادث الزمان
من لم يكن يشفيه ذان فلا شفاه الله في قلب ولاأبدان
من لم يكن يغنيه ذان رماه رب العرش بالإعدام والحرمان
من لم يكن يهديه ذان فلا هداه الله سبل الحق والإيمان
ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية حيث يقول: (فالحذر الحذر أيها الرجل من أن تكره شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أو ترده لأجل هواك أو انتصارا لمذهبك أو لشيخك أو لأجل اشتغالك بالشهوات أو الدنيا فإن الله لم يوجب على أحد طاعة أحد إلا طاعة رسوله والأخذ بما جاء به بحيث لو خالف العبد جميع الخلق واتبع الرسول ما سأله الله عز وجل عن مخالفة أحد فإن من يطيع
أو يطاع تبعا للرسول وإلا لو أمر بخلاف ما أمر به الرسول ما أطيع فاعلم واسمع وأطع واتبع ولا تبتدع تكن أبتر مردودا عليك عملك بل لا خير في عمل أبتر من الاتباع ولا خير في عامله والله أعلم).
تمت الرسالة بحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه الفقير إلى الله
سليمان بن ناصر العلوان
في شهر شوال الموافق 26/ 10/1412هـ
القصيم - بريدة
الرسالة مرفقة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 10:05]ـ
سلمت يمين من كتب و لا شلت يدي من نقل
يعلم الله يا أبا عبدالله كم لك في قلبي من حب و ليشهد الثقلان أني لك من المحبين في الله
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 02:25]ـ
فك الله قيد الشيخ المحدث سليمان العلوان .. وغفر له وختم له بالحسنى .. آمين وجزيت خيرا اخي.(/)
ما معنى هذا الكلام
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 07:05]ـ
الشيخ خالد الرومى لما أراد أن يطفئ ظمأه الروحى ويقوى ايمانه باوامر الله وحقائقه الغيبية مثل الايمان بالبديهيات ونتائج العلوم الرياضية قصد الهند ووصل
قاله الشيخ الندوى
ـ[عبيد السلمي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 02:51]ـ
الكلام يفهم من السياق(/)
لسان أهل الدار الآخرة: من مسائل الفضول ولكن بحثتها بحثا لعله لا يخلو من فائدة
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 09:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عونك يا رب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد ...
حقيقة هذه مسألة قد تكون من فضل المسائل والكلام، ولولا أنه قد سألني عنها بعض الأحبة ما تعرضت لها، ولكن وجدت أني أمام أمر لا أقدر على رده ورفضه، فاستعنت الله تعالى في محاولة تحرير هذه المسألة وبيان أقوال أهل العلم فيها وحولها.
هذه المسألة هي مسألة (لسان أهل الجنة) أو قل: (لغة أهل الجنة)، ومع ذلك فإنها بإذن الله لا تخلو من فوائد قد لا تراها إلا هنا بحمد الله تعالى؛ ولا أدعي الاستيعاب أو الشمول، إنما هي إلماحة وكشف غموض لها، فأقول وبالله التوفيق:
قد ورد في هذا الباب أحاديث مسندة، وآثار موقوفة، وحقيقة كلها لا تخلوا من مقال أو طعن، وقد جمعت طرفا منها، إليك بيانها:
وقفت في الباب على أربعة روايات مسندة عن أربعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه هي:
أولا: رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
وقد انفرد بإخراجها عنه فيما وقفت عليه ابن حبان في (المجروحين ج2/ص101) قال:
أخبرنا الحسن بن سفيان؛ قال: حدثنا حميد بن زنجويه؛ قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن؛ قال: حدثنا عثمان بن فائد، عن جعفر بن برقان، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كلام أهل الجنة بالعربية، وكلام أهل النار بالعربية، وكلام أهل الموقف بين يدي الله يوم القيامة بالعربية".
قال ابن حبان: عثمان بن فائد أبو لبابة القرشي؛ يروي عن جعفر بن برقان والشاميين العجائب، روى عنه سليمان بن عبد الرحمن. يأتي عن الثقات بالأشياء المعضلات، حتى يسبق إلى القلب أنه كان يعملها تعمدا. لا يجوز الاحتجاج به. انتهى
* وقال الذهبي في (ميزان الاعتدال ج5/ص65):
عثمان بن فائد، عن جعفر بن برقان، قال ابن حبان: لا يحتج به.
قلت: هذا موضوع، والآفة عثمان. قال البخاري: عثمان بن فائد القرشي بصري روى عنه سليمان، في حديثه نظر. انتهى
ثانيا: رواية عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
وهي لا تروى عنه إلا من طريق ابن جريج عن عطاء.
ثم هي تروى عن ابن جريج من طريقين:
• أولا: طريق يحيى بن بريد الأشعري:
(1) رواه الحاكم في (المستدرك على الصحيحين ج4/ص97) قال:
حدثنا أبو محمد المزني وأبو سعيد الثقفي في آخرين قالوا: ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، ثنا العلاء بن عمرو الحنفي، ثنا يحيى بن يزيد (بريد) الأشعري، أنبأ ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي". تابعه محمد بن الفضل عن ابن جريج.
(2) ورواه الحاكم أيضا في (معرفة علوم الحديث ص161) قال:
حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي؛ قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان؛ قال: حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي؛ قال: ثنا يحيى بن بريد الأشعري؛ قال: أخبرنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي".
ومن طريقه أخرجه عنه:
• البيهقي في (شعب الإيمان ج2/ص159) قال:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة، ثنا محمد بن الحسن الشيباني أبو جعفر، ثنا العلاء بن عمرو الحنفي، ثنا يحيى بن بريدة ومحمد بن الفضل الخرساني، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبوا العرب لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي".
(3) ورواه العقيلي في (الضعفاء ج3/ص348) قال:
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي؛ قال: حدثنا العلاء بن عمر الحنفي؛ قال: حدثنا يحيى بن بريد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي".
قال العقيلي: منكر لا أصل له.
ومن طريقه أخرجه عنه:
• ابن الجوزي في (الموضوعات ج2/ص292) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنبأنا عبد الوهاب الحافظ؛ قال: أنبأنا محمد بن المظفر؛ قال: أنبأنا العتيقي؛ قال: حدثنا يوسف بن أحمد؛ قال: حدثنا العقيلي؛ قال: حدثنا المطين؛ قال: حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي؛ قال: حدثنا يحيى بن بريد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله عليه وسلم: "أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي".
(4) ورواه الطبراني في (المعجم الأوسط ج5/ص369) قال:
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي؛ قال: حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي؛ قال: حدثنا يحيى بن بريد الأشعري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي".
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا يحيى بن بريد، تفرد به [عنه] العلاء بن عمرو.
* قال ابن الملقن: قلت: ولم يتفرد به يحيى بن بريد عن ابن جريج، بل تابعه عليه محمد بن الفضل، كما قال الحاكم في المستدرك.
(5) ورواه الطبراني أيضا في (المعجم الكبير ج11/ص185) قال:
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا العلاء بن عمرو الحنفي، ثنا يحيى بن يزيد (بريد) الأشعري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي".
ومن طريقه أخرجه عنه:
• ابن الملقن في (محجة القرب ص87) قال:
أخبرنا الشيخ الإمام قاضي القضاة أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي بدمشق مشافهة؛ قال: أخبرني إسحاق بن أبي بكر الأسدي. (ح) وأخبرني الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن علي الهمداني إذنا؛ قال: أخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ؛ قالا: أخبرنا أحمد بن الحسين بن فاذشاه؛ قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني.
(ح) وأخبرنا به عاليا محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز الأيوبي مشافهة؛ قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد المنعم الحراني؛ قال: أخبرتنا عفيفة بنت أحمد الفارفانية إجازة؛ قالت: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية؛ قالت: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة؛ قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني؛ قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي؛ قال: حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي؛ قال: حدثنا يحيى بن بريد الأشعري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي".
(6) ورواه أبو نعيم في (صفة الجنة رقم 268) قال:
حدثنا عيسى بن حامد بن بشر الدخجي، ثنا الحسن ابن أبي الأحوص، ثنا العلاء بن عمرو الحنفي، ثنا يحيى بن يزيد (بريد) الأشعري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبوا العرب لثلاث: لاني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي".
(7) ورواه الواحدي في (الوسيط ج2/ص599) قال:
اخبرنا عبد القاهر بن طاهر، أنا محمد بن الحسن بن أحمد السراج، نا العلاء بن عمرو الحنفي، نا يحيى بن بريد الأشعري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبوا العرب لثلاث: لاني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي".
(8) ورواه تمام في (الفوائد ج1/ص61) قال:
حدثنا أبو أحمد زهير بن محمد بن يعقوب الموصلي، ثنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن أبي الأحوص الكوفي، ثنا العلاء بن عمرو الحنفي، ثنا يحيى بن بريد الأشعري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي".
ومن طريقه أخرجه عنه:
• ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج19/ص115) قال:
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز، نا تمام بن محمد الرازي، حدثني أبو الخير زهير بن محمد بن يعقوب الموصلي، نا أبو عبد الله الحسين بن عمرو بن أبي الأحوص الكوفي، نا العلاء بن عمرو الحنفي، نا يحيى بن يزيد (بريد) الأشعري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي".
• وابن الملقن في (محجة القرب ص87) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرني علي بن أحمد بن محمد بن صالح بقراءتي عليه؛ قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عبد الواحد بن البخاري، وعبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك؛ قالا: أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني؛ قال: أخبرنا عبد الكريم بن حمزة إجازة؛ قال: أخبرنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني؛ قال: حدثنا تمام بن محمد الرازي؛ قال: حدثنا أبو الخير زهير بن محمد بن يعقوب الموصلي، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن الأحوص الكوفي، حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي؛ قال: حدثنا يحيى بن بريد الأشعري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي".
(9) ورواه البيهقي أيضا في (شعب الإيمان ج2/ص230) قال:
أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الحسن بن إسماعيل السراج، ثنا مطين، ثنا العلاء بن عمرو الحنفي، ثنا يحيى بن يزيد (بريد) الأشعري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي". تفرد به العلاء بن عمرو عن يحيى بن يزيد (بريد).
(10) ورواه ابن عساكر أيضا في (تاريخ مدينة دمشق ج20/ص139) من طريق أبي بكر الأنباري؛ قال:
أخبرنا أبو الوحش سبيع بن المسلم سنة خمس وخمسمائة، أنبأ رشأ بن نظيف قراءة عليه سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، أنبأ أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي البغدادي الكاتب؛ قال: قرئ على أبي بكر محمد بن القاسم بن الأنباري، نا أبو حصين الكوفي، نا العلاء بن عمرو الحنفي، نا يحيى بن بريد الأشعري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي".
قلت: وقد رواه الأنباري في كتاب (الوقف والابتداء) بسنده. ولم أقف عليه.
(11) ورواه الدارقطني في (أطراف الغرائب والأفراد ج3/ص275) قال:
حديث: "أحبوا العرب لثلاث ... " الحديث. تفرد به العلاء بن عمرو، عن يحيى بن يزيد (بريد) عنه.
• قال ابن أبي حاتم في (علل الحديث ج2/ص375):
سألت أبي عن حديث رواه العلاء بن عمرو الحنفي، عن يحيى بن يزيد (بريد) الأشعري، عن ابن جريح، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أحبوا العرب لثلاث: لاني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي"، فسمعت أبي يقول: هذا حديث كذب.
• وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج10/ص52):
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، إلا أنه قال: "ولسان أهل الجنة عربي"، وفيه: العلاء بن عمرو الحنفي وهو مجمع على ضعفه.
• قال ابن حجر في (لسان الميزان ج4/ص185):
العلاء بن عمرو الحنفي الكوفي؛ متروك. وقال بن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال عبد الله بن عمر بن أبان: سمعت أنا والعلاء بن عمرو من رجل حديثا عن سعيد بن سلمة، فسألوا العلاء عنه بحضرتي فقال: حدثنا سعيد بن سلمة؛ وقال العقيلي: حدثنا مطين، حدثنا العلاء بن عمرو، حدثنا يحيى بن يزيد (بريد)، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا: "أحبوا العرب لثلاث لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي". هذا موضوع، قال أبو حاتم: هذا كذب. وقال الأزدي: لا يكتب حديثه.
وذكره ابن حبان في الثقات فقال: يروي عن بن إدريس، ربما خالف. وقال النسائي: ضعيف، نقله عنه أبو العرب في تأليفه. ونقل الحاكم في تاريخ نيسابور عن صالح جزرة أنه سئل عنه فقال: لا بأس به. وقال أبو حاتم: كتبت عنه وما رأيت إلا خيرا. وأخرج حديثه المذكور أولا في حب العرب؛ الحاكم في مستدركه، وقال العقيلي بعد تخريجه: منكر ضعيف المتن لا أصل له. انتهى
• قال الذهبي في (تلخيص الموضوعات ص157): يحيى تالف. انتهى
قلت: الصواب الصحيح في اسم يحيى؛ هو: يحيى بن بريد الأشعري، وليس (يزيد). قال الذهبي في (ميزان الاعتدال ج4/ ص415): يحيى بن يزيد الأشعري، صحفه البعض، وإنما هو ابن بريد.
قلت: وبهذا بان خطأ من استشهد بقول ابن حبان في (يحيى بن يزيد) الآخر، وجعله من الحكم على (بريد) في هذا الحديث.
وبريد هذا قال أحمد وابن معين: ضعيف. وقال أبي زرعة: واهي الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ليس بالمتروك، ويكتب حديثه. قال صالح جزره: ضعيف. وقال الدارقطني: ليس بالقوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
• ثانيا: طريق محمد بن الفضل:
وقد رواه كلٌ من:
(1) أبو نعيم في (صفة الجنة رقم 268) قال:
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا محمد بن الفضل، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لسان أهل الجنة عربي".
(2) ورواه الحاكم في (المستدرك على الصحيحين ج4/ص98) قال:
حدثنا أبو عبد الله محمد بن بطة الأصبهاني، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا إسماعيل بن عمرو، ثنا محمد بن الفضل، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احفظوني في العرب لثلاث خصال: لأني عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي".
قال الحاكم رحمه الله تعالى: حديث يحيى بن يزيد (بريد)، عن ابن جريج حديث صحيح، وإنما ذكرت حديث محمد بن الفضل متابعا له. والمتأمل بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "كلام أهل الجنة عربي" متهاون بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإن شواهده تنذر بالوعيد منه صلى الله عليه وسلم لمن يختار الفارسية على العربية نطقا وكتابة، وقد روينا في ذلك أحاديث. انتهى
* قال الذهبي في التلخيص: قال المؤلف: حديث ابن بريد صحيح. قلت: بل يحيى ضعفه أحمد وغيره، وهو من رواية العلاء بن عمرو الحنفي وليس بعمدة، وأما محمد بن الفضل فهو متهم. وأظن الحديث موضوعا. انتهى
* وقال ابن الملقن: قال الحاكم: حديث بن بريد، عن ابن جريج صحيح. قلت: وليس كما قال، بل هو ضعيف؛ لأن يحيى بن بريد بن أبي بردة ضعيف عندهم، وكذلك راويه عنه: العلاء بن عمرو الحنفي.
وحديث محمد بن الفضل لا يصلح للمتابعة، ولا يعتبر بحديثه، ومحمد بن الفضل بن عطية متفق على ضعفه، متهم بالكذب، وإنما ذكرته لقول الطبراني: إنه تفرد به عن ابن جريج؛ يحيى بن بريد، فأردت ذكره لزيادة الفائدة. انتهى
* قال المناوي في (فيض القدير ج1/ص179):
وقال السخاوي: ابن بريدة والراوي عنه ضعيفان، وقد تفردا به كما قال البيهقي، ومتابعة ابن الفضل لا يعتد به؛ لاتهامه بالكذب. أهـ
وأما قول السلفي: هذا حديث حسن، فمراده به كما قال ابن تيمية؛ حسن متنه على الاصطلاح العام لا حسن إسناده على طريقة المحدثين. انتهى
قلت: ومحمد بن الفضل قال أحمد: ليس بشيء، حديثه حديث أهل الكذب. وقال الجوزجاني: كان كذابا، سألت ابن حنبل عنه فقال: ذاك عجب، يجيئك بالطامات. وقال ابن معين: ضعيف، وفي رواية: ليس بشيء، وفي رواية: كان كذابا. وقال الفلاس: متروك الحديث كذاب. وغيرهم الكثير مما اتفق فيها على ضعفه.
ومن طريق الحاكم أخرجه عنه:
• البيهقي في (شعب الإيمان ج2/ص159) قال:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة، ثنا محمد بن الحسن الشيباني أبو جعفر، ثنا العلاء بن عمرو الحنفي، ثنا يحيى بن بريدة ومحمد بن الفضل الخرساني، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبوا العرب لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي".
قال ابن القيم في نونيته:
فصل في لسان أهل الجنة
ولقد أتى أثر بأن لسانهم بالمنطق العربي خير لسان
لكن في إسناده نظر ففيـ ـه راويان وما هما ثبتان
أعني العلاء هو ابن عمرو ثم يحـ ـيى الأشعري وذان مغموران
ثالثا: رواية أبي هريرة رضي الله عنه:
رواها كلٌ من:
(1) الطبراني في (المعجم الأوسط ج9/ص69) قال:
حدثنا مسعدة بن سعد، نا إبراهيم بن المنذر، نا عبد العزيز بن عمران، ثنا شبل بن العلاء، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي".
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن شبل إلا عبد العزيز بن عمران. تفرد به إبراهيم بن المنذر. ولا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد.
ومن طريقه أخرجه عنه:
• ابن الملقن في (محجة القرب ص435) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم البكري مشافهة عن عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني؛ قال: أنبأنا خليل بن أبي الرجاء الراراني، أخبرنا الحسن بن أحمد الحداد، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا الطبراني قال: حدثنا مسعود بن سعيد، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا عبد العزيز بن عمران، حدثنا شبل بن العلاء، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي".
* قال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج10/ص53):
رواه الطبراني في الأوسط؛ وفيه: عبد العزيز بن عمران وهو متروك. انتهى
* وقال الذهبي في (المغني): شبل بن العلاء بن عبد الرحمن، قال ابن عدي: له مناكير. انتهى
* قال ابن الملقن: وشبل بن العلاء احتج به أبو حاتم ابن حبان في صحيحه؛ وقال: إنه مستقيم الأمر في الحديث. وأبوه وجده احتج بهما مسلم.
لكن الراوي له عنه: عبد العزيز بن عمران الزهري؛ ويقال له: عبد العزيز بن أبي ثابت؛ متروك، قاله النسائي وغيره. وقال البخاري: لا يكتب حديثه.
وعلى هذا فلا يصح هذا الحديث. لكنه قال عنه في مرة في ص92: وهذا أصح من حديث ابن عباس المتقدم. انتهى
قلت: ولم أظفر برواية أبو نعيم عن الطبراني هذه.
(2) أبو نعيم في (صفة الجنة رقم 269) قال:
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، ثنا إبراهيم بن الهيثم، ثنا أبي الهيثم بن مهلب، ثنا العباس بن الفضل، عن سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كلام أهل الجنة العربية".
رابعا: رواية أنس بن مالك رضي الله عنه:
وانفرد بروايته عنه على ما وقفت عليه ابن أبي الدنيا؛ في (صفة الجنة رقم 215) قال:
حدثنا القاسم بن هاشم، حدثنا صفوان بن صالح، قال: حدثنا رواد بن الجراح العسقلاني، حدثنا الأوزاعي، عن هارون بن رئاب، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستون ذراعا بذراع الملك، على حسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثون سنة، وعلى لسان محمد، جرد مرد مكحلون".
ومن طريقه أخرجه عنه:
• ابن طولون في (الأحاديث المائة المشتملة على مائة نسبة إلى الصنائع ص84):
أخبرنا البرهان إبراهيم بن عثمان المرداوي، أنا النظام عمر بن إبراهيم ابن مفلح، أنا أبو بكر بن المحب، أنا أبو محمد المطعم؛ والأكثر على أنه كان يطعم الأشجار، والقاضي سليمان بن حمزىة قالا: أنا الحافظ ضياء الدين المقدسي.
(ح) وأباح لي عاليا أبو زكريا يحيى بن محمد الحنفي، عن أم محمد عائشة ابنة محمد المقدسي، عن ست الفقهاء بنت الواسطي، عن الحافظ ضياء الدين المقدسي، أنا عمر بن محمد، أنا أحمد بن الحسن، أنا جابر بن ياسين، ثنا الحسن بن عثمان، ثنا أبو بكر النجاد، ثنا ابن أبى الدنيا، ثنا القاسم بن هاشم، ثنا صفوان بن صالح، حدثني رواد بن الجراح، ثنا الأوزاعي، عن هارون بن رئاب، عن أنس بن مالك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعا بذراع الملك، على حسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين سنة، وعلى لسان محمد، جرد مرد مكحلون". قال: إسناده ضعيف.
ثم ظفرت بنص عند البخاري في (التاريخ الكبير ج8/ص4) قال:
محجن بن عبد الرحمن الكوفي؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يقولون لسلمان: ما نسبك؟ فقال سلمان: ما نسبة رجل خلق من التراب وإلى التراب يعود، إن ثقلت موازيني فما أكرم نسبي، وإن خفت موازيني فما أذل نسبي، ثم تلا الآية: {فمن ثقلت موازينه}، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويحك يا سلمان أحبب العرب لثلاث نبيك عربي وقرآنك عربي ولسانك في الجنة عربي".
قلت: لم أر غير الإمام البخاري ذكر هذا الحديث فيما وقفت عليه.
ثم ظفرت بنص آخر قد اختلف في روايته ما بين أبي هريرة وبين عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، ويمكن أن يكون الحديث مرويا من روايتيهما جميعا:
فقد رواه عن أبي هريرة رضي الله عنه ابن حبان في (المجروحين ج1/ص129) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
إسماعيل بن زياد؛ شيخ دجال لا يحل ذكره في الحديث إلا على سبيل القدح فيه. روى عن غالب القطان، عن المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أبغض الكلام إلى الله الفارسية، وكلام الشياطين الخوزية، وكلام أهل النار البخارية، وكلام أهل الجنة العربية".
رواه عنه أبو عصمة عاصم بن عبد الله البلخي، وهذا موضوع لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبو هريرة حدث به، ولا المقبري رواه، ولا غالب القطان ذكره بهذا الإسناد. انتهى
ورواه عن عبد الله بن عمرو بن العاص الديلمي في (الفردوس بمأثور الخطاب ج1/ص368) قال:
عبد الله بن عمرو: "أبغض الكلام إلى الله عز وجل الفارسية، وكلام الشياطين الخوزية، وكلام أهل النار النجارية، وكلام أهل الجنة العربية".
ومما وقفت عليه من الآثار ما يلي:
• ما رواه ابن المبارك في (الزهد ص71) قال:
أنا سعيد بن أبي أيوب؛ قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: (لسان أهل الجنة عربي).
ومن طريقه أخرجه عنه:
ابن أبي الدنيا في (صفة الجنة رقم 214) قال:
حدثني حمزة بن العباس، أنا عبد الله بن عثمان، أنا عبد الله بن المبارك، أنا سعيد بن أبي أيوب؛ قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: (لسام أهل الجنة عربي).
• وما رواه ابن أبي الدنيا في (صفة الجنة رقم 212) قال:
حدثنا هارون بن سفيان، أنا محمد بن عمر، أنا عبد الرحمن بن عبد العزيز، قال: سألت الزهري عن لسان أهل الجنة فقال: بلغني أنه عربي.
• وقال: حدثني هارون، ثنا محمد بن عمر، أنا سليمان بن داود بن الحصين، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: (لسان أهل الجنة عربي).
• وقال: حدثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا أبو عبد الرحمن المقبري، عن حيوة، عن عقيل، عن الزهري قال: (لسان أهل الجنة عربي).
قلت: ومثله مروي عن مجاهد.
• وروى ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج7/ص406) قال:
أنبأنا أبو طاهر الحنائي وأبو محمد بن الأكفاني وابن السمرقندي قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد. (ح) وأخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد الله، أنا أبي أبو الحسن، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا عبد السلام بن أحمد بن محمد القرشي، أنا محمد بن إسماعيل التميمي، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد، نا موسى بن إبراهيم المروزي، نا نوح بن دراج، عن أبي روق الهمداني، عن عكرمة، عن ابن عباس: (أن آدم كان لغته في الجنة العربية، فلما عصى ربه سلبه الله العربية فتكلم بالسريانية، فلما تاب الله عليه رد عليه العربية).
قلت: ويشهد ل ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وهذا لفظ البخاري قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا، ثم قال: اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك تحيتك وتحية ذريتك. فقال: السلام عليكم. فقالوا: السلام عليك ورحمة الله. فزادوه ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن".
وفي (مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج4/ص300) قال رحمه الله:
سأل سائل: بماذا يخاطب الناس يوم البعث؟ وهل يخاطبهم الله تعالى بلسان العرب؟ وهل صح أن لسان أهل النار الفارسية وأن لسان أهل الجنة العربية؟
فأجبته بعد الحمد لله رب العالمين: لا يعلم بأي لغة يتكلم الناس يومئذ، ولا بأي لغة يسمعون خطاب الرب جل وعلا؛ لأن الله تعالى لم يخبرنا بشيء من ذلك، ولا رسوله عليه الصلاة والسلام، ولم يصح أن الفارسية لغة الجهنميين، ولا أن العربية لغة أهل النعيم الأبدي، ولا نعلم نزاعا في ذلك بين الصحابة رضي الله عنهم، بل كلهم يكفون عن ذلك؛ لأن الكلام في مثل هذا من فضول القول، ولا قال الله تعالى لأصحاب الثرى، ولكن حدث في ذلك خلاف بين المتأخرين.
فقال ناس: يتخاطبون بالعربية. وقال آخرون: إلا أهل النار فإنهم يجيبون بالفارسية، وهى لغتهم في النار.
وقال آخرون: يتخاطبون بالسريانية؛ لأنها لغة آدم، وعنها تفرعت اللغات. وقال آخرون: إلا أهل الجنة فإنهم يتكلمون بالعربية.
وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها؛ لا من طريق عقل ولا نقل، بل هي دعاوى عارية عن الأدلة. والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم.
وقال أيضا في (جامع الرسائل ج1/ص287):
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى أبو جعفر الحافظ الكوفي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبوا العرب لثلاث لأني عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي"، قال الحافظ السلفي: هذا حديث حسن. فما أدري أراد حسن إسناده على طريقة المحدثين، أو حسن متنه على الاصطلاح العام؟ وأبو الفرج بن الجوزي ذكره في الموضوعات.
وقريبا من كلامه هذا تماما ذكره في (اقتضاء الصراط المستقيم ج1/ ص442).
قال القسطلاني: ومما سئل عنه شيخنا شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: سؤال الملكين في القبر هل هو بحسب لغته ولسانه كالتركي والتكروري مثلا أم لا يسأل إلا بلسان العرب ويلهم المسئول معرفة العربي حينئذ؟ وعن الملكين الكاتبين هل يكتبان ما يقع من الإنسان عربيا كان أو غيره كما هو ويدونانه كذلك؟ وعن الصغير هل يحصل له من السؤال جزع ورعب وإن قل؟ وعن الحساب للأطفال هل يعمم به جميع الأطفال أم يختص بالمسلمين؟
وأجاب: أما ما يتعلق باللسان فلا أعرف فيه نقلا، إلا أن الذي يقطع به أن الحافظين يعرفان لسان من وكلا به.
وأما كتابتهما لذلك فيحتمل أن تكون بذلك اللسان ويحتمل أن تكون بغيره، وورد في حديث ضعيف أن لسان أهل الجنة عربي، فيمكن أن يستأنس به لكون الملكين يعرفان ما يكتبانه.
وأما سؤال الملكين؛ فظاهر الحديث الصحيح أنه بالعربي لأن فيه أنهما يقولان له: (ما علمك بهذا الرجل) إلى آخر الحديث، ويحتمل مع ذلك أن يكون خطاب كل أحد بلسانه.
وأما الأطفال من المسلمين فلا حساب عليهم، وأما أطفال المشركين فالخلاف فيهم مشهور: فمن يقول أن حكمهم حكم أطفال المسلمين فقضيته أنه يلحقهم بهم في ذلك، ومن يقول بخلاف ذلك فقضيته أن يقول إن عليهم الحساب، وورد في حديث قوي أن من لم تبلغه الدعوة ونحوه يمتحن في العرض.
والأولى في مثل هذه الأمور التوقف حتى يوجد ما يجب الرجوع إليه، وفي الاهتمام بفروض العيان شغل شاغل عن ذلك. انتهى
وسئل سماحة الوالد الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله: ما هي اللغة التي يتكلم بها الله عز وجل يوم القيامة لعباده, وضحوا لنا ذلك؟
فأجاب: ظاهر النصوص أنها اللغة العربية، ظاهر النصوص الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يكلم الناس باللغة العربية، والله أعلم جل وعلا، ظاهر النصوص الواردة في كلامه جل وعلا باللغة بالعربية، ولا أعلم مانعاً من أنه يتكلم بغيرها وهو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى، يعلم كل شيء، ويعلم جميع اللغات، ولا تخفى عليه خافية جل وعلا، لكن ظاهر النصوص أنه يخاطب الناس يوم القيامة باللغة العربية، وأن لغة أهل الجنة هي اللغة العربية، يتخاطبون بهذه اللغة المعروفة أهل الجنة، والله يخاطبهم بذلك كما هو ظاهر النصوص، وهو سبحانه يعلم كل شيء ويقدر على كل شيء وعلى جميع اللغات سبحانه وتعالى، ويعلم أحوال أهلها، ويجازيهم على أعمالهم بما يستحقون سبحانه وتعالى. (من فتاوى نور على الدرب)
وسئل الشيخ المنجد حفظه الله: نريد أن نعرف ما هي لغة أهل الجنة وهل هي العربية؟
فأجاب: الحمد لله؛ لم يرد في القرآن أو في السنة الصحيحة فيما نعلم بيان اللغة التي يتكلم بها أهل الجنة، والوارد في ذلك حديث لا يصح عن نبينا صلى الله عليه وسلم، وبعض الآثار.
والحاصل أنه لم يرد دليل صحيح يبين اللغة التي يتكلم بها أهل الجنة، ولهذا يتعين السكوت عن هذه المسألة وعدم الخوض فيها وتفويض علمها إلى الله تعالى؛ والانشغال بما يترتب عليه عمل ينفع في تلك الدار. والله أعلم
هذا ما أراد الله أن أرقمه حول هذه المسألة، قد بذلت في تحريرها الوسع والطاقة، وسجلت حولها من كل لطيف قول وعبارة، وما توفيقي إلا بالله بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 09:15]ـ
بارك الله فيك لقد كشفت الخفا يا عجلوني الحديث وأتيتنا بالصحيح غير المعضل، مع الإطلالة السعيدة المتواترة، وكذلك من أصمى رميته وسدد نحو بغيته والخبر على ذلك مقبول ورجال هذا الأمر ثقات عدول.
ـ[الحافظة]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 09:25]ـ
... بارك الله فيكم ورفع قدركم على هذا العمل القيم وجعله الله في ميزان حسناتكم ...
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 01:25]ـ
ماشاء الله .. !! أفدت وأجدت يا شيخ "السكران التميمي" .. أحسنتم وجزاك الله خيرا ..
لا شك أن القلب يميل الى ترجيح العربية لأكثر من سبب .. ولكن الوقوف على إختيار شيخ الاسلام رحمه الله تعالى أولى وأسلم .. والسلام
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 02:02]ـ
شكر الله لك أخانا الكريم وسددك للخير.
وأقترح أن يحرر العنوان ليكون كالتالي:
"لسان أهل الدار الآخرة: من مسائل الفضول ولكن بحثتها بحثا لعله لا يخلو من فائدة."
فهذه الزيادة في مقدم العنوان أقصَد في معرفة محتوى الموضوع قبل قراءته، فما قولك؟
أما بخصوص مسألة لسان أهل الجنة فكما تفضلت بالبيان، لا حجة من جهة النقل ولا من جهة العقل على تعيينها .. واحتجاج بعضهم بظاهر القرءان ليس بصحيح .. ذلك أن الله تعالى قد حكى في كتابه كلام أنبياء ورسل وأناس نقطع بأنهم ما كانوا يتكلمون بلسان العرب! والله تعالى يقول: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) [إبراهيم: 4] فمعلوم أن المروي هو معنى كلامهم دون لفظه .. بل قد روى سبحانه كلام النملة والهدد لسليمان عليه السلام، وهذا كلام لم يكن بمنطق لسان البشر أصلا! فلا نقول بأن ظاهر النصوص يلزم منه أن يكون كلام الرب للعباد في الآخرة، أو كلام الملكين في القبر أو نحو ذلك، بلسان العرب بعين اللفظ المروي، والله أعلم! وما دام أن الموضوع لم يصح فيه دليل، فلا نتكلف السؤال عنه .. نسأل الله أن نكون ممن يأتيهم تأويله في الآخرة وهم في حال غبطة ونعيم ... آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 02:10]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا على ما تفضلتم به عفر الله لكم
وبالنسبة لمقترحك أخي (أبا الفداء) لا أعرف حقيقة كيف أبدل العنوان، والمشاركة برمتها تحت تصرفك إفعل بها ما أردت
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 03:30]ـ
أكرمك الله .. المراد رأيك في العنوان الجديد حتى أحرره أنا إن اتفقنا عليه (ابتسامة)(/)
هل يلزم في الربا اشتراطه؟
ـ[حمد]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 10:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
للمدارسة ونقل كلام أهل العلم
صحيح البخاري:
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه: أتيت المدينة فلقيت عبد الله بن سلام رضي الله عنه فقال: ألا تجيء فأطعمك سويقاً وتمراً وتدخل في بيت،
ثم قال: إنك بأرض الربا بها فاش، إذا كان لك على رجل حق فأهدى إليك حمل تبن أو حمل شعير أو حمل قت فلا تأخذه؛ فإنه ربا.
السؤال: نلاحظ هنا أنّ عبد الله بن سلام يرى أنّ هذه الهدايا ربا - إن قصد صاحبها تأخير السداد بها - مع أنّ الآخذ للهدية لم يشترطها!
انقلوا لنا رأي الفقهاء في ذلك؟
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 09:40]ـ
الربا يكون باشتراط أو مايقوم مقام الاشتراط, كأن يكون العرف في ذلك البلد الزيادة على الدين فعندئذ يكون المعروف عرفا كالمشروط شرطا فيحرم.
ـ[حمد]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 01:55]ـ
روى ابن أبي شيبة: عن داود بن أبي عاصم أنه باع من أخته [أي باع لها] بيعاً إلى أجل، ثم أمَرَتْه أن يبيعه، فباعه [أي: لنفسه نقداً]. قال: فسألتُ سعيد بن المسيب فقال: (أبصر ألا يكون هو أنت؟) قلت: أنا هو. قال: (ذلك الربا، فلا تأخذ منها إلا رأس مالك).
هذه الفتوى مشكلة عليّ، حيث أنهما لم يشترطا بيع العينة، فلِمَ كان شراؤه لما باعه لأخته: ربا؟
أفيدونا جزاكم الله خيراً
ـ[حمد]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 10:48]ـ
الحمد لله، وجدت الشافعي خالف سعيداً رحمهما الله.(/)
هل يجوز أن أصلي صلاة الاستخارة لغيري؟
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 12:53]ـ
السؤال: هل يجوز أن أصلي صلاة الاستخارة لغيري وأغير صيغة الدعاء، بحيث يأتي على هذا النمط: [[اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر هو خيرٌ لها أو له، في دينه أو دنياها، وهكذا .. ]]؟
الجواب: ((لا أعلم في هذا دليلا إنما جاءت السنة فيمن أراد الشيء، (إذا هم أحدكم بأمر فليصلِّ ركعتين ثم ليقل ... ) فالسنة لمن هم بالأمر وأشكل عليه يستخر هو، أما فلان يستخير لفلان لا أعلم له أصلا، لا أعلم لهذا أصلا ولكن الرجل أوالمرأة كلٌ منهم يستخير لنفسه ويدعو بالدعاء الذي يعرف، إذا كان ما يعرف الدعاء الوارد في الحديث يسأل ربه اللهم يسر لي الأصلح اللهم اشرح صدري للأصلح للأحب إليك، لما فيه صلاحي يدعو بالدعوات التي تناسبه والحمد لله)) انتهى.
منقول من موقع فضيلة الشيخ (عبد العزيز بن باز) - رحمه الله - ..
http://www.binbaz.org.sa/mat/15597
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 12:57]ـ
هذا رأي الشيخ ابن باز - رحمه الله - في هذه المسألة: (لا يعلم في هذا دليلا، ولا يعلم له أصلا)، فمن يأتيني بأقوال أهل العلم غير رأي العلامة (ابن باز)؟
وسأكون له من الشاكرات ..
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 01:14]ـ
هل يجوز أن أصلي صلاة الاستخارة عن أمي؟
السؤال: هل يجوز أن أصلي صلاة الاستخارة عن أمي وإن جازت كيف أصليها؟
الجواب:
لا يجوز أن تصلي صلاة الاستخارة عن أمك فالصلاة لا تقبل النيابة، ولكن إن دعا الإنسان لأمه أن ييسر الله لها ما فيه مصلحتها في دينها ودنياها، أو يدفع عنها ما فيه ضرر في دينها أو بدنها أو غير ذلك فلا بأس.
http://www.khudheir.com/ref/1657
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 01:15]ـ
السؤال: فضيلة الشيخ صلاة الاستخارة هل تجوز للغير، أي: أن يستخير المرء لغيره قياساً دعا الأخ لأخيه؟
الجواب: الاستخارة لا تجوز إلا ممن أراد وهمَّ، ولا يصلح أن يستخير لغيره حتى لو وكله وقال: استخر الله لي؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (إذا هم أحدكم فليركع ركعتين ثم يقول: .. ) وذكر الحديث، كما أنه لو دخل اثنان المسجد وقال أحدهم للآخر: صل عني ركعتين تحية المسجد وأنا سأجلس، لا يصح هذا، فصلاة الاستخارة متعلقة بنفس المستخير الذي يريد أن يفعل.
(الشيخ بن عثيمين- لقاءات الباب المفتوح)
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 01:25]ـ
والاستخارة يجب أن يؤديها صاحبها -ولو اجاز ذلك بعض العلماء-,فهي مثل حبة الدواء, لا يأخذها إلا صاحبها,
وهي عبادة فلا يجوز أن يفعلها غيره, لأن الأصل في العبادة التوقيف,
ولو كان يجوز ان تؤدى من الغير لكان أولى الأشخاص بذلك المرأة الحائض,
والحائض تستطيع ان تستخير بالدعاء فقط دون الصلاة (على مذهب الجمهور)
والله أعلم.
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 01:31]ـ
السؤال:
أرسلت سؤالاً عما إذا كان يجوز أن يستخير شخص متق مثلا لشخص آخر وأجبتموني جزاكم الله خيراً، بأنه لا يجوز الإنابة في الاستخارة ولكن -ولا أقصد أن أقلل من شأنكم ولكن اختلط علي الأمر- قرأت في أحد الفتاوى وليس في شبكتكم سؤالا لأحد السائلين عن نفس الموضوع وكان سؤاله: هل يجوز أن يؤدي الاستخارة شخص غير صاحب الشأن، أقصد كأخ أو أخت للمستخير مثلا وكان الجواب كالتالي: وقد أجاز بعض أهل العلم أن يستخير الإنسان عن غيره؛ استناداً إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه) (أخرجه مسلم). فما رأي الشرع في ذلك؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن الإنسان هو الذي يستخير لنفسه كما ورد في حديث الاستخارة ولما ذكرناه سابقاً عن العلامة ابن القيم، وهذا هو الذي رجحناه في الفتوى المشار إليها، وقد رأى بعض العلماء صحة النيابة في الاستخارة، ففي حاشية العدوي المالكي على شرح الخرشي لخليل: تنبيه: كان بعض المشايخ يستخير للغير، وقال بعض الفضلاء: يؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه. أن الإنسان يستخير لغيره، والحديث في الجامع الصغير، وفي الاستدلال بما ذكر شيء كما في بعض الشراح. انتهى.
وقال سليمان الجمل الشافعي في فتوحات الوهاب: تنبيه: ظاهر الحديث -أي الوارد في تعليم الاستخارة- أن الإنسان لا يستخير لغيره، وجعله الشيخ محمد الحطاب المالكي محل نظر، فقال: هل ورد أن الإنسان يستخير لغيره؟ لم أقف في ذلك على شيء، ورأيت بعض المشايخ يفعله. انتهى، قلت: قال بعض الفضلاء: ربما يؤخذ من قوله عليه السلام: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه أن الإنسان يستخير لغيره. انتهى.
والله أعلم.
مركز الفتوى - الشبكة الاسلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 01:36]ـ
فاستنتاج بعض المالكية والشافعية على جواز استخارة الغير من حديث (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه)
فيه نظر كما تقدم, وهو استدلال بعيد, لأن العبادات توقيفية , ونفع الانسان لأخيه الانسان أو المسلم لأخيه المسلم ليس محصورا ولا مقيداً في إنابة العبادات.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 02:07]ـ
ما شاء الله تبارك الله!
يا أخوتاه غمرتموني بفضلكم ..
لا حرمكم الله الأجر الوفير، ولا الثواب الكثير، ولا الجزاء الغزير ..
بورك فيكم ..
أخواي الفاضلان: هل تسمحا لي بنقله؛ لأنها مجهوداتكما؟(/)
سؤال مهم؟؟
ـ[أبو أنس الشامي]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 01:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركلته وبعد:
سؤال سألنيه أحد الإخوة ولم أعرف الجواب فهل أحد يساعدني فيه؟؟
بارك الله فيكم .....
السؤال هو: أم لأيتام نذرت إن أمات الله أبنائها هؤلاء أن تذبح شاة - وقد كانوا معاقين - أي أبنائها! فهل عليها نذر أم؟؟؟ ماذا؟؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 01:35]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27931(/)
بعض أنواع الحجاب هل هو حجاب شرعيٌّ؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 07:37]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ,,
أنا أكاد ان أصاب بشيء من الجنون؟
ما الهدف من الحجاب؟ ولماذا شُرع؟ وما الغاية منه؟
بعض الأسئلة التي أسئلها للنساء وخاصة الخليجيات. فأنا أستغرب عندما أرى رأس امرأة نصفه محجب ونصفه الآخر ظاهر ومسشور ومصبوغ! ,
إذا كان الهدف من الحجاب الستر, والتغطية, فلماذا تتحجب هذه؟
موضة!!
يعني لا هي محجبة حجاب كامل ولا هي كاشفة كشف كامل,
يعني (حجاب نص كم).
هل هذا حجاب يا مشايخ؟
وما الحل؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 07:47]ـ
أكرمك الله .. فكيف إذا رأيت حجاب بعض المصريات، هداهن الله؟! "إيشارب" أو "باندانة" أو نحو ذلك، يلف به الشعر، فما سوى ذلك فالبنطلون والبودي وأمورا يندى لها الجبين، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
لا يجوز أن يقال لهذه الموضات "حجاب"، وهو من جملة البدع الذميمة لأن صاحبته تظن أنها تتقرب إلى الله وتؤدي ما عليها من فريضة الحجاب بلبسها ذلك الشيء فوق رأسها، والله المستعان!!
نسأل الله الهداية لنساء المسلمين ..
ـ[التبريزي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 08:15]ـ
وعند ركوب الطائرات ترى العجب العجاب
عشرات النساء لا ترى وجوههن ولابسات عباءات حسب الموضة أو حسب العادة
فإذا نزلت الطائرة في بلد الوصول لا ترى إلا بضع نساء بقين على حالهن!!
هناك فارق بين الحجاب الشرعي وحجاب العادة والموضة ..
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 09:41]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ,,
أنا أكاد ان أصاب بشيء من الجنون؟
وما الحل؟
يا (أشجعي) فقهك الله في دينه وجعلك من جنده.
إن كنت ستصاب بشيء من الجنون، فقد جن غيرك تمامًا!!
الحل: واضح ومعروف ... أن يخشى المرء الله في نفسه، وكذلك المرأة ..
لكن: أصبح كثير من المنتسبين إلى الفقه يتفننون في إيجاد (حلول التيسير)، يظنون أنهم برعوا في أصول الفقه، والقواعد الفقهية، ومقاصد الشريعة ...
ـ[أشجعي]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 01:32]ـ
جزاكم الله خيرا مشايخي
/// ما رأيت المصريات, ولكنني أستطيع ان اتصور, وفعلا جزاك الله خيرا شيخي, لا يجوز أن يسمى هذا حجاب,
وهو كما تفضلت, ما الهدف من الحجاب إذا كانت تلبس المرأة بودي أو سترتش او الى آخره؟؟
ناس عجيبين.
اتمنى ان ادخل الى رأس أحدهم وأعرف تفكيره, ماذا؟
هل هو الكسل حتى لا تسرح شعرها مثلاً, او لعل شعرها قبيح فتخفيه بالحجاب وتُظهر للناس المفاتن الأخرى؟
/// لم اركب طيارة بحياتي ولكني سمعت الكثير من القصص التي سردها الأخوة.
///شاكرا لك دعائك ولك بالمثل, وهو كما تفضلت (المنتسبين الى الفقه) والمتعالمين كالداعية! الشاب الذي يقول: (ما تتحجبيش بس البسي كويس) , أو كالخرف الذي يدعي الوسطية ويقول لك ان الحجاب ليس واجبا وخلعه ليس كبيرة.
أنا ما أعرف لماذا طرحت الموضوع أصلاً, فليس فيه أي فائدة علمية,
انما كانت فضفضة بعد ان رأيت فتيات بهذا المنظر وتعجبت من هذا الفعل الغريب واستهجنت,
ولم اجد سوى اخواني ومشايخي لافضفض لهم واشاركهم بما نرى ونعاني.
وللمشايخ أن يحذفوا الموضوع ان أرادوا.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 06:54]ـ
- رحمك الله - ماذا تقول عن اللاتي كنت أتوسطهن، وذلك في مكان الدراسة!
وأذكر سابقا سألتْ طالبة طالبة أخرى متحجبة للتو، وهي مستغربة: (هل تحجبتِ؟) فردّت عليها: (مو لله)!! أي: حجابي ليس لله، إنما هو للموضة ..
وحقا ليس لله، لأنه ليس هو الحجاب الذي أمرنا الله به ..
وإذا كنت ضقت بالمحجبات ذرعا، فما أنت فاعل عندما ترى المنقبات عندنا!! (هوايل وعلوم)
يتفنن في رسم العيون وإبرازها على أجمل صورة، حتى يفتتن بها من يراها، ويحسب أنها كلها جميلة، ولا يعلم المسكين أنه مخدوع ..
لا والآن موضة أخرى لمن يرتدين العباءة، سواء كانت كتف أم التي توضع على الرأس ..
أتعلم ما هي؟ لمعة (الشوار فسكي)، يعني عباءة كتف نقول لم تلبسها إلا من أجل الزينة، أما عباءة رأس وشوار فسكي!! لا تصلح أبدا، والله المستعان، يعني تخرج من بيتها وعباءتها تلمع تلمع وتبرق، فتلفت الأنظار إليها ..
لكن أرجو أن لا يكون ما رأيته قد جعلك تأخذ فكرة أن كل الخليجيات هذا لباسهن، بل كثير منهن محتشمات ..
لماذا الحذف أخي الكريم؟! نعم فضفض وأخرج ما بداخلك من أسى على حال فتياتنا اليوم، ويحقّ لك ذلك ..
أسأل الله لي ولهن وللجميع الهداية ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 07:57]ـ
وهناك فتوى للعلامة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - بعنوان: (الفوزان يحرّم استغلال المرأة الحجاب مظهرًا للزينة وفتن الرجال) نقلا عن جريدة المدينة ..
وكل ذلك لخطورة الأمر الذي انتشر بيننا، ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 04:00]ـ
بارك الله فيك أختي,
أماكن الدراسة هذه سواء الجامعات او الكليات مصايب وطوام سواء عندنا أم عندكم,
وقد علمت عن (المنتقبة!) التي تلون عيونها او تكشفها ,, وقرأت فتوى الشيخ الفوزان حفظه الله عن تحريم هذا النوع,
أما الشوارفسكي فهذه جديدة علي ولا حول ولا قوة إلا بالله,
والله المستعان وعليه التكلان,
كل يوم موضة وفن ,,حتى الحجاب والخمار والنقاب والعباءة ما سلمت من الموضة.
وبالطبع أنا لا أعمم وليست هذه الصورة المطبوعة عن نساء الخليج, فهناك الكثير من المختمرات وطالبات العلم والملتزمات,
ولكن ما نشاهده نحن في بلاد الشام من الطالبات المغتربات او قديما بالتلفاز, لا نرى لا هؤلاء ولا هؤلاء إلا من رحم ربي.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 04:11]ـ
من تستغل الحجاب لاستخدامه للزينة أو تستغل بعض الفتاوى باستعمال البرقع وتتفنن في تجميل العينين مجرمة تستغل ما أمر به الشرع لفتنة الرجال.
والنقاب الشرعى الذى أراه مناسباً هو نوع غير منتشر لكنه موجود وهو قطعة قماش توضع على الوجه وبها ثقبان صغيران تتمكن المرأة بهما من الرؤية ولا يظهر جمال عينيها بل لا يظهرهما أصلاً ... وسمى النقاب بهذا أصلاً لأن النقب هو الثقب كما نعلم.
والبرقع المنتشر بين أدعياء الستر والمستغل في تزيين العيون أسوأ وأكثر فتنة من كشف الوجه لو كان جميلاً لأن البرقع مع زينة العيون يفتن الناظر ويظهر الشوهاء فاتنة.
اللهم اهد الضال والمفتون من المسلمين والمسلمات.
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 12:01]ـ
إذا كان الهدف من الحجاب الستر, والتغطية, فلماذا تتحجب هذه؟
موضة!!
يعني لا هي محجبة حجاب كامل ولا هي كاشفة كشف كامل,
يعني (حجاب نص كم).
هل هذا حجاب يا مشايخ؟
بارك الله فيك أخي.
فأنت تعجبت أخي من العباءة الخليجية، وأنا تعجبت منك أخي.
فوالله، إن كان حجاب المتبرجات عندهم كشف لنصف الرأس، فالحجاب عندنا هو تغطية الرأس
صدق أو لا تصدق.
ـ[جمانة انس]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 01:53]ـ
عندما اكلم طالباتي عن الحجاب اول معنى اغرسه في قلو بهن
الاجابة على السؤال التالي
لماذا نتحجب؟
فابين ان الحجاب لطلب ررضا الله
فاذا تحجبت بهذه النية فانت في عبادة طالما كنت تلبيس الحجاب
مما يكسبك عناية خاصة من الله اكثر ممن قصرت بالحجاب
لان الله يتولى بفضله العباد على قدر الصلاح
(وهو يتو لى الصالحين)
---------
و من هنا لن يكون حجا بنا تقليد يا انما حجابا شر عيا نر اقب فيه رضا الله
------------------------
فما لذي يطلبه الشر ع منا؟
الحجاب التقليدي كل يوم يتطور مظهره
هل تدرون يا شيو خنا الكرام من يطوره
انهم التجار لقد اصبح الا مر بيدهم بدلا من ان يكون لملاحظاتكم دورا تصو يبيا
فالتاجر لو باع عباءة سوداء بلا زخارف ربحه بسيط
و ليس كما لو باع عباءة مز خرفة فمجال الر بح او سع و متطور بتطور الزخارف
ومن هنا ادخلوا زخارف بسيطة
ثم تطور الحال رويدا رويدا الى ان اصبحت العباءة المزخرفة تفوق احيانا فسا تين السهرة
وان كان معظم النسوة يلبسنها للحفلات فقط
لكن ستصبح يوما لباسا عاما الا اذا كان لاهل العلم راي ما؟
فمعظم النسوة لا يعرفن شيئا تفصيليا عن معاني الحجاب
فهل تلام ام يلام اهل العلم اماالا ثنان معا
لا شك هناك دراسات لاهل العلم لكن بسيطة
-------------------------
و السؤال هل وضع الزخاف على العباءة من الز ينة المباحة ام المحرمة
--------------------------------
من انواع العباءات- وهو الاكثر انتشارا -ما لا يغلق من الو سط الا ببنستين فقط من الا على
و بالتالي تظهر الملابس من تحت العباءة
فهل هذا جائزام يجب ان تغلق تماما اين تو ضيحات اهل العلم
--------------------------------
هل يجوز ان يكون لون العباءة لامعا لا فتا للانظار
فما الغاية منها
-----------------------
و هكذا نرى ان لادور لاهل العلم في تحد يد معالم الحجاب الشر عي
انما ترك ذلك لتجار الملابس
و انصر فت ابحا ث شيو خنا الى كثير من تكرار الكلام حول مو ضو عات اخرى
----------------------------
كشف الو جه ام ستره؟
سا تجاوز ذلك الى اسئلة ادق
هل يجوز تز يين الو جه او العيون اذا كان الو جه مكشو فااو العينين
البر امج الد ينية المتلفزة والمقدمة من نساء نرى معظمهن في مكياج كامل
فهل هذا جا ئز
لو كان جائز فالحمد لله
================
غطاء الر اس الشرعي
هل يطلب غطاء قسم من الشعر ام كامله
و هل يجوز كشف جزء منه
------------------------
لا بد ان يدرس اهل العلم معاني الحجاب التي تلا حظ فيه
ثم تطبيق هذه المعاني لا يحدد بشكل معين انما يترك حسب اعراف البلدان
و ليلا حظ اهل العلم الو اقع التطبيقي
فتو ضع ملا حظات تنبيهية
و اهم شيء ان لا يوجه التجار حجاب المراة
انما ليكن لاهل العلم دراسات
مع تنبيه للدافع
لانه يحبب الحجاب للمراة
و يجعلها تحس معه بمتعة ايمانية
لانها تر ضي الله
(و الله ورسوله احق ان ير ضوه ان كانوا مؤ منيين)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الشيخين]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 04:09]ـ
الله المستعان أللهم احفظ نسائنا ونساء المسلمين يا رب "
فعلآ موضوع يحرق قلوب أهل الدين والغيرة "
الموضوع جميل مع تحفظي على بعض ما جاء في ردود بعض الأحبة من قول الخليجيات والمصريات، وما أجمل أن نقول بعض وهكذا.
اعلم أن الأحبة الذين ذكروا ذلك قصدهم البعض ولكن الوصف كان في وجهة نظري وصف خاطئ "
ويعلم الله لا أقول ذلك تعصبآ لمكان أو عنصرية لكن حتى نبتعد من التعميم المذموم "
نفع الله بكم "
محب الشيخين """"""""""""""
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 04:24]ـ
لابد أن يعلم أن الحجاب فريضة مثله مثل: الصلاة،الزكاة،الصوم .... هذا الفهم لابد من تثبيته عند المسلمات اليوم
إذا علم أنها من أجل العبادات لابد من الإخلاص في لبس الحجاب ولابد متابعة أمهاتنا (أزواج نبينا عليه الصلاة والسلام) ف لبس الحجاب مع مراعاة شروط هذا الخجاب: لا يصف،لا يشف، ليش بلباس شهرة ......
أسأل الله العظيم أن يستر أمهاتنا واخواتنا
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[02 - Jul-2009, مساء 06:41]ـ
الحجاب هو لباس شرعي حدده الشرع وجعل له ضوابط وهي مذكورة في كتب الفقهاء ومن احسن من الف في ذلك الشيخ العلامة المحدث محمد نا صر الدين الالباني رحمه الله كتابا اسماه جلباب المراءة المسلمة وقد ذكر الشروط والضوابط لهذا اللباس فمن خالف ضابطا من ذلك فلا يعد حجابا شرعي وان سماه الناس حجابا فالعبرة بما ثبت من الكتاب والسنة لا بما عليه الناس او الذي اشتهر بينهم وتعارفوا عليه فالشرع هو الحاكمن وغيره محكوم عليه بصرنا الله بأمور ديننا ومن المْسف ان ترى اشباه العلماء من يفتي للناس ان لباس البنطلون عليه قميص طويل يعد لباس شرعي فالله المستعان
ـ[أم البشرى]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 05:50]ـ
إنه مما يدمي القلب ويفطر النفس رؤية الحجاب في عصرنا هذا حيث بانت المتحجاب أكثر فتنة من العاريات
لقد فرض الله الحجاب على المرأة تكريما لها وحفاظا على كرامتها وصونا لعفتها لأنها جوهرة ثمينة يجب أن تصان, كما أنه يمنع أيضا الرجال من الوقوع في الفتنة
ولكن الحجاب الشرعي الحقيقي لم نعد نراه اليوم في وقتنا هذا
هذا الحجاب الذي يسمونه حجابا لا يبت للحجاب بصلة لا شكلا ولا مضمونا لأنه لا يقيم ما أمر الله به من شكل ولا مظهر
للأسف هذا أصبح واقعنا , والطامة الكبرى أنه في نظر البعض أن التي لا تمشي على موضة الحجاب ليست من النخبة الذوق أو الشياكة ,ويعتبرونها متأخرة عن مواكبة الموضة
لقد أصبح الحجاب مجرد زي ترتديه المرأة ويتغير من عام الي عام حسب آخر صيحات الموضة أصبح ديكور بدل أن يكون وسيلة احتشام ووقار
والله والله عندما نخرج الي الشارع والله يغمرنا شعور رهيب بالرغبة في البكاء على حال الفتيات بل حتى النساء
ولا حول ولا قوة الا بالله إنا لله وأنا اليه راجون
اللهم اهدينا واهدي بنات المسلمين إلى صراط المستقيم
نسأل الله التثبيت والهداية وحسن الخاتمة
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[10 - Jul-2009, مساء 09:00]ـ
وأين الرجل الذي ربى المرأة من كل هذا؟ بل المصيبة في أشباه الرجال!!(/)
بيان خطأ من أنكر على من مدح نفسه لا على وجه الإعجاب ونحوه
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 12:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
من الدارج عند إخواننا أن من مدح نفسه بادروه بالإنكار والقدح في نيته محتجين بقوله تعالى (فلا تزكوا أنفسكم) [النجم: 32] وقد يكون المادح نفسه أحيانا يمدح نفسه للحاجة ولا يقصد الرياء والسمعة فتؤدي تلك المواجهة للمشقة والضرر.
وفي الحقيقة مدح النفس مسألة فيها تفصيل فليس الإنكار فيها على وجه مطلق من الصواب في شيء فالمذموم هو أن يمدح الإنسان نفسه بقصد الفخر والخيلاء والمن على الله تعالى ونحو ذلك من المقاصد السيئة وهو المقصود – فيما يظهر- بقوله تعالى (فلا تزكوا أنفسكم) جمعا بين النصوص في هذه المسألة.
قد جاء في تفسير الجلالين (ج 10 / ص 314):" {فَلاَ تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ} لا تمدحوها أي على سبيل الإِعجاب، أما على سبيل الاعتراف بالنعمة فحسن "
وقال أبو بكر الجزائري – رفع الله قدره- في أيسر التفاسير (ج 4 / ص 164):" {فلا تزكوا أنفسكم}: أي فلا تمدحوها على سبيل الفخر والإِعجاب".
والذي يدعو إلى تفسير هذه الآية بهذا التفسير ورود نصوص أخرى تدل على جواز مدح النفس كذكره تعالى عن يوسف قوله للملك: (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) وقوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث) فهي تشمل النعم الدينية والدنيوية كما يقول ابن سعدي في تفسيره.
وأما الأحاديث والآثار التي تدل على إباحة مدح النفس فهي كثيرة سيأتي قسط منها في كلام الإمام النووي.
ومن المعلوم عند أهل العلم أن النصوص يجب الجمع بينها عند التعارض والجمع بين هذه النصوص جاء توضيحه في كتاب الأذكار للإمام النووي (ج 1 / ص 616) بما يلي: "223 - بابُ مدح الإِنسان نفسه وذكر محاسنه
قال اللّه تعالى: {فَلا تُزَكُّوا أنْفُسَكُمْ} [النجم: 32] اعلم أن ذكرَ محاسن نفسه ضربان: مذموم ومحبوب فالمذمومُ أن يذكرَه للافتخار وإظهار الارتفاع والتميّز على الأقران وشبه ذلك والمحبوبُ أن يكونَ فيه مصلحة دينية وذلك بأن يكون آمراً بمعروف أو ناهياً عن منكر أو ناصحاً أو مشيراً بمصلحة أو معلماً أو مؤدباً أو واعظاً أو مذكِّراً أو مُصلحاً بين اثنين أو يَدفعُ عن نفسه شرّاً أو نحو ذلك فيذكر محاسنَه ناوياً بذلك أن يكون هذا أقربَ إلى قَبول قوله واعتماد ما يذكُره أوأن هذا الكلام الذي أقوله لا تجدونه عند غيري فاحتفظوا به أو نحو ذلك وقد جاء في هذا لهذا المعنى ما لا يحصى من النصوص كقول النبيّ صلى اللّه عليه وسلم " أنا النَّبِي لا كَذِبْ " " أنا سَيِّدُ وَلَد آدَم " " أنا أوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأرْضُ ": أنا أعْلَمُكُمْ باللَّهِ وأتْقاكُمْ " " إني أبِيتُ عنْدَ ربي " وأشباهه كثيرة وقال يوسف صلى اللّه عليه وسلم: " {اجْعَلْني على خَزَائِنِ الأرْضِ إني حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55] وقال شعيب صلى اللّه عليه وسلم: {سَتَجِدُنِي إنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} [القصص: 27] وقال عثمان رضي اللّه عنه حين حُصر ما رويناه في صحيح البخاري أنه قال: ألستم تعلمون أنَّ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: " مَنْ جَهّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ فَلَهُ الجَنَّةُ؟ " فجهّزتهم ألستم تعلمون أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: " مَنْ حَفَرَ بِئرَ رُومَة فَلَهُ الجَنَّةُ " فحفرتها؟ فصدّقوه بما قاله وروينا في صحيحيهما عن سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه أنه قال حين شكاه أهل الكوفة إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه وقالوا: لا يُحسن يصلي فقال سعد: واللّه إنّي لأول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل اللّه تعالى ولقد كنّا نغزو مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وذكر تمام الحديث وروينا في صحيح مسلم عن عليّ رضي اللّه عنه قال:
والذي فلق الحبَّة وبرأَ النسمةَ إنه لعهدُ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم إليّ " أنه لا يحبني إلا مؤمنٌ ولا يبغضني إلا منافق " قلتُ: بَرَأَ مهموز معناه خلق والنسمة: النفس وروينا في صحيحيهما عن أبي وائل قال: خطبنا ابنُ مسعود رضي اللّه عنه فقال: واللّه لقد أخذتُ من في رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بضعاً وسبعين سورة ولقد علمَ أصحابُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أني مِنْ أعلمهم بكتاب اللّه تعالى وما أنا بخيرهم ولو أعلم أن أحداً أعلمُ منّي لرحلتُ إليه
وروينا في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما
أنه سئل عن البدنة إذا أزحفت فقال: على الخبير سقطتَ يعني نفسَه وذكر تمام الحديث ونظائر هذا كثيرة لا تنحصر وكلُّها محمولة على ما ذكرنا وباللّه التوفيق " انتهى من كتاب الأذكار.
ويبرز لنا العلامة ابن عثيمين تفصيلا دقيقا في المسألة حين يقول في "فتاوى نور على الدرب النصية" - (ج 12 / ص 31):
" فالأحوال إذاً في مثل هذا الكلام الذي فيه ثناء المرء على نفسه أربع: الحال الأولى: أن يريد بذلك التحدث بنعمة الله عليه فيما حباه من نعمة الإيمان والثبات، الثانية: أنه يريد بذلك تنشيط أمثاله ونظرائه على مثل ما كان عليه، فهاتان الحالان محمودتان؛ لما تشتملان عليه من هذه النية الطيبة. الحال الثالثة: أن يريد بذلك الفخر والتباهي والإدلال على الله عز وجل بما هو عليه من الإيمان والثبات، وهذا غير محمود؛ لما ذكرناه من الآية. الحال الرابعة: أن يريد بذلك مجرد خبر عن نفسه لما هو عليه من الإيمان والثبات، فهذا جائز ولكن الأولى تركه "انتهى كلامه.
فمدح النفس باب لا يجوز أن يفتح على مصراعيه من شاء ولج منه بدون استئذان ولا أن يغلق إغلاقا تاما بحيث يتهم كل من ولجه بالرياء فالوسط هو خير الأمور فلا يصلح الحيد عنه إلى جانب الغلو أو التفريط والتساهل والله تعالى أعلم
كتبه غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com(/)
كلمة الشيخ محمد علي فركوس الشهرية
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 01:12]ـ
كلمة الشيخ محمد علي فركوس الشهرية
http://www.ferkous.com/rep/M.php
في رد شبهة قبوري بآية: ?لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا? [الكهف: 21]
في شبهة إلحاق المسلم بالكافر في التعامل بالكسب الحرام
في ضوابط مسألة العذر بالجهل
في وجه دفع التعارض بين النصوص المثبِتة والنافية للضلال قبل البيان
في حكم التفجيرات ومخلفاتها السيِّئة
توضيح المقال في بيان الفرق بين أهل الاعتدال من منهج أهل الاستئص
قاعدة في الموازنة بين المحاسن والمساوئ
العلاقة التلازمية بين العقيدة والمنهج
نصيحة إلى مغرور
مَكمنُ عِزِّ الداعية وجوالبُ مَحبَّتِه
أوليات الداعية إلى الله
دعوى نسبة التشبيه والتجسيم لابن تيمية وبراءته من ترويج المغرضين لها
تقويم الصراط في توضيح حالات الاختلاط
السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وفساد
نقد وتوضيح في تحديد أهل الإصلاح وسبب تفرّق الأمة
الإصلاحُ النفسيُّ للفرد أساسُ استقامَتِهِ وصلاحُ أُمَّتِه
الإخلاص بركة العلم وسر التوفيق
نصيحة إلى طبيب مسلم ضمن ضوابط شرعية يلتزم بها في عيادته
في تربية الأولاد وأسس تأهيله
المنطق الأرسطي وأثر اختلاطه بالعلوم الشرعية
في إناطة المقاطعة الجماعية بولي الأمر
في محظورية القول بالتخلق بأسماء الله والتشبه بصفاته والاقتداء بأفعاله
العلمانية حقيقتها وخطورتها
ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدابه
طرق الخلاص من الذنوب وتكفير السيئات
شرك النصارى وأثره على أمّة الإسلام
منهج أهل السنة والجماعة في الحكم بالتكفير بين الإفراط والتفريط
من سمات دعوة الأنبياء
في حكم الاحتفال بالمولد النبوي
نصيحة للتاجر
حديث تبييت النية من «سلسلة فقه أحاديث الصيام»
منزلة الأخلاق في الإسلام
المنهج القويم في معاملة الحكام
حال الأمة الإسلامية والسبيل الصحيح لصلحها
التوحيد والإتباع سبيل الوحدة والاجتماع(/)
المحاضرات الدينية بمساجد الشارقة غدا الخميس 19 - 3 - 2009 (لا تفوت الأجر)
ـ[العوضي]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 08:29]ـ
مجموعة محاضرات بمساجد الشارقة الخميس 22 - ربيع الأول - 1430 هـ , الموافق 19 - مارس - 2009:-
- الحسد وخطره على المسلم , المحاضر: سالم الدوبي , مسجد البحيرة , مقابل مركز شرطة البحيرة
- الخوف من الله , المحاضر: محمد غيث بن غيث العبيدلي , جامع عمر بن الخطاب , مقابل المطافي.
- الخوف من الله , المحاضر: عبد الله الكمالي , مسجد جابر بن عبد الله , منطقة أم خنور - المسجد على شارع الأسفلت الذي يقسم أم خنور
- الخوف من الله , المحاضر: ضياء الدين رجب شهاب الدين, جامع التقوى , في حديقة المجاز.
- الخوف من الله , المحاضر: محمود إسماعيل علي بربوش , مسجد مالك بن أوس , خلف فندق ملينيوم على كورنيش البحيرة
- الخوف من الله , المحاضر: جلال عباس محمد ابوالعباس , جامع السلام , منطقة أبوشغارة , خلف إي ماكس.
- الخوف من الله , المحاضر: علي يوسف آل علي , مسجد أبو الحسن الأشعري , منطقة الغافية آخر مسجد في الغافية إن سلكت طريق الغافية والعزرة ويكون على يسارك.
- الخوف من الله , المحاضر: جاسم حسين اسلامي , مسجد خديجة أم المؤمنين – على شارع الإمارات مقابل معسكر الفلاح منطقة الدراري.
- الخوف من الله, المحاضر: أنور فيصل سالم بن علي سعيد الكثيري , مسجد جابر بن سمره , منطقة الموافجة مقابل المحمية.
- الخوف من الله, المحاضر: ضياء راشد غافل السويدان , مسجد أسماء بنت ابي بكر , منطقة حلوان على الشارع بين مسجد الصحابة ومسجد الشيخ سعود.
جميع المحاضرات بعد صلاة العشاء
كما أرجو نشر الإعلان في بقية المنتديات لتعم الفائدة والله الموفق(/)
الجمعة الدرس الشهري للشيخ / ناصر العمر
ـ[الخميس]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 09:45]ـ
http://www.almoslim.net/files/drsmuslem.png
على هذا الرابط ( http://www.almoslim.net/node/94122)(/)
بحث في حكم التعزير بالمال.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 10:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اختلف العلماء في مسألة التعزير بالمال على ثلاثة أقوال:
القول الأول: الجواز مطلقاً
وهو قول أبي يوسف، وأحد قولي الأحناف، وهو قول الشافعي في القديم، وقول عند المالكية وأحمد في مواضع مخصوصة من مذهبيهما. ونصره تقي الدين ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم. وعزاه أبو رخية ([1]) لإسحاق بن راهويه وقال: وقال به نفر من المحدثين. وعزا الخطابي للحسن البصري، والأوزاعي وأحمد وإسحاق القول بعقوبة الغال في ماله ([2]). وعزاه الأخميمي ([3])، وكذا الشوكاني في النيل ([4]) للإمام يحيى والهادوية من الزيدية.
توثيق قول أبي يوسف وأحد قولي الأحناف:
قال الزيلعي في تبيين الحقائق (3/ 208): (وعن أبي يوسف أن التعزير بأخذ الأموال جائز للإمام).
قال علاء الدين الطرابلسي في معين الحكام (ص/195): (يجوز التعزير بأخذ المال وهو مذهب أبي يوسف وبه قال مالك).
قال ابن نجيم في البحر الرائق (5/ 45): ولم يذكر محمد التعزير بأخذ المال وقد قيل روي عن أبي يوسف أن التعزير من السلطان بأخذ المال جائز كذا في الظهيرية وفي الخلاصة سمعت عن ثقة أن التعزير بأخذ المال إن رأى القاضي ذلك أو الوالي جاز ومن جملة ذلك رجل لا يحضر الجماعة يجوز تعزيره بأخذ المال). ([5])
قال نجم الدين الطرسوسي (ت 759هـ) في تحفة الترك فيما يجب أن يعمل في الملك: (فالذي يبرطل على القضاء، يستحق عندي التعزير بالمال والضرب).
توثيق قول المالكية:
قال العدوي في حاشيته على شرح مختصر خليل للخرشي (8/ 110): (ويكون التعزير
بالنفي فيمن يزور الوثائق وبالمال كأخذ أجرة العون من المطلوب الظالم وبالإخراج عن الملك كتعزير الفاسق ببيع داره).
قال ابن فرحون في تبصرة الحكام (2/ 291: 294): (فصل والتعزير لا يختص بفعل معين ولا قول معين ... والتعزير بالمال: قال به المالكية فيه , ولهم تفصيل ذكرت منه في كتاب الحسبة طرفا , فمن ذلك سئل مالك عن اللبن المغشوش أيهراق؟ قال: لا , ولكن أرى أن يتصدق به إذا كان هو الذي غشه. وقال في الزعفران والمسك المغشوش مثل ذلك قليلا أو كثيرا , وخالفه ابن القاسم في الكثير. وقال يباع المسك والزعفران على من لا يغش به ويتصدق بالثمن أدبا للغاش. مسألة: وأفتى ابن القطان الأندلسي في الملاحف الرديئة النسج بأن تحرق , وأفتى عتاب بتقطيعها والصدقة بها خرقا. مسألة: وإذا اشترى عامل القراض من معتق على رب المال عالما بأنه قريبه , فإنه إن كان موسرا عتق العبد وغرم العامل ثمنه , وحصة رب المال من الربح إن كان في المال يوم الشراء ربح وولاؤه لرب المال , وذلك لتعديه فيما فعل. مسألة: ومن وطئ أمة له من محارمه ممن لا يعتق عليه بالملك , فإنه يعاقب وتباع عليه وإخراجها من ملكه كرها من العقوبة بالمال.
ثم قال: مسألة: والفاسق إذا آذى جاره ولم ينته , تباع عليه داره وهو عقوبة في المال والبدن. مسألة: ومن مثل بأمته عتقت عليه وذلك عقوبة بالمال).
قال القرطبي في تفسيره (4/ 260): (لم يختلف مذهب مالك في العقوبة على البدن فأما في المال فقال في الذمي يبيع الخمر من المسلم: تراق الخمر على المسلم وينزع الثمن من الذمي عقوبة له لئلا يبيع الخمر من المسلمين فعلى هذا يجوز أن يقال: تجوز العقوبة في المال وقد أراق عمر رضي الله عنه لبنا شيب بماء).
توثيق قول الشافعية القديم:
قال ابن الأخوة القرشي (ت 729 هـ) في معالم القربة في طلب الحسبة (ص/194 - 195): (وأما التعزير في الأموال فجائز عند مالك رحمه الله وهو قول قديم عند الشافعي رضي الله عنه).
توثيق كلام ابن تيمية وتلميذه، وقول الحنابلة ([6]):
قال تقي الدين في الاختيارات العلمية (5/ 530 - الفتاوى الكبرى): (والتعزير بالمال
سائغ إتلافا وأخذا وهو جار على أصل أحمد لأنه لم يختلف أصحابه أن العقوبات في الأموال غير منسوخة كلها وقول الشيخ أبي محمد المقدسي ولا يجوز أخذ مال المعزر فإشارة منه إلى
ما يفعله الولاة الظلمة).
قال ابن القيم في الطرق الحكمية (ص/224: 228): (وأما التعزير بالعقوبات المالية ,
(يُتْبَعُ)
(/)
فمشروع أيضا في مواضع مخصوصة في مذهب مالك وأحمد , وأحد قولي الشافعي , وقد جاءت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه بذلك في مواضع ... ) ثم أخذ يعدد هذه المواضع وسوف تأتي في مبحث الأدلة.
تنبيه:
قسم تقي الدين ابن تيمية التعزير المالي بوجه عام إلى ثلاثة أقسام حيث قال في مجموع الفتاوى (28/ 113: 118): (وكما أن العقوبات البدنية تارة تكون جزاء على ما مضى كقطع السارق وتارة تكون دفعا عن المستقبل كقتل القاتل فكذلك المالية فان منها ما هو من باب إزالة المنكر وهى تنقسم كالبدنية إلى إتلاف والى تغيير والى تمليك الغير.
فالأول المنكرات من الأعيان والصفات يجوز إتلاف محلها تبعا لها مثل الأصنام المعبودة من دون الله لما كانت صورها منكرة جاز إتلاف مادتها فإذا كانت حجرا أو خشبا ونحو ذلك جاز تكسيرها وتحريقها وكذلك آلات الملاهي مثل الطنبور يجوز إتلافها عند أكثر الفقهاء وهو مذهب مالك واشهر الروايتين عن أحمد ....
وأما التغيير فمثل ما روى أبو داود عن عبد الله بن عمر عن النبي (أنه نهى عن كسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس). فإذا كانت الدراهم أو الدنانير الجائزة فيها بأس كسرت ومثل تغيير الصورة المجسمة وغير المجسمة إذا لم تكن موطوءة ([7]) ...
وأما التغريم فمثل ما روى أبو داود وغيره من أهل السنن عن النبى فيمن سرق من الثمر المعلق قبل أن يؤويه إلى الجرين أن عليه جلدات نكال وغرمه مرتين وفيمن سرق من الماشية قبل أن تؤوى إلى المراح أن عليه جلدات نكال وغرمه مرتين ... ).
ولا يخفى على المتأمل أن كلا النوعين الأولين من باب التعزير في المال، واما النوع الثالث فهو من باب التعزير بالمال، وجميع هذه الأنواع جائز عند ابن تيمية فإنه لا يقصد التفرقة بين التعزير في المال والتعزير بالمال، حتى أن تلميذه ابن القيم قد دمج هذه الأنواع
ولم يميز بين أنواعها وقسمها قسمة أخرى فقسمها إلى نوع منضبط، ونوع غير منضبط.
قال ابن القيم في إعلام الموقعين (2/ 117): (وأما تغريم المال - وهو العقوبة المالية –
فشرعها في مواضع: منها تحريق متاع الغال من الغنيمة , ومنها حرمان سهمه , ومنها إضعاف الغرم على سارق الثمار المعلقة .... وهذا الجنس من العقوبات نوعان: نوع مضبوط , ونوع غير مضبوط ; فالمضبوط ما قابل المتلف إما لحق الله سبحانه كإتلاف الصيد في الإحرام أو لحق الآدمي كإتلاف ماله , وقد نبه الله سبحانه على أن تضمين الصيد متضمن للعقوبة بقوله: {ليذوق وبال أمره} ومنه مقابلة الجاني بنقيض قصده من الحرمان , كعقوبة القاتل لمورثه بحرمان ميراثه , وعقوبة المدبر إذا قتل سيده ببطلان تدبيره , وعقوبة الموصى له ببطلان وصيته , ومن هذا الباب عقوبة الزوجة الناشزة بسقوط نفقتها وكسوتها. وأما النوع الثاني غير المقدر فهذا الذي يدخله اجتهاد الأئمة بحسب المصالح , ولذلك لم تأت فيه الشريعة بأمر عام , وقدر لا يزاد فيه ولا ينقص كالحدود , ولهذا اختلف الفقهاء فيه: هل حكمه منسوخ أو ثابت؟ والصواب أنه يختلف باختلاف المصالح , ويرجع فيه إلى اجتهاد الأئمة في كل زمان ومكان بحسب المصلحة ; إذ لا دليل على النسخ , وقد فعله الخلفاء الراشدون ومن بعدهم من الأئمة ... ).
القول الثاني: المنع مطلقاً ([8])
وهو قول جمهور أصحاب المذاهب من الأئمة الأربعة.
توثيق قول الأحناف:
قال ابن الهمام في فتح القدير (5/ 345): (وعن أبي يوسف: يجوز التعزير
للسلطان بأخذ المال , وعندهما وباقي الأئمة الثلاثة لا يجوز).
توثيق قول المالكية:
وجاء في حاشية الصاوي على الشرح الصغير (4/ 504 - 505): قوله: ([وبإخراج من الحارة]: أي وببيع ملكه. قوله: [وبالتصدق عليه بما غش]: أي وأما التعزير بأخذ المال فلا يجوز إجماعا , وما روي عن الإمام أبي يوسف صاحب أبي حنيفة من جواز التعزير للسلطان بأخذ المال فمعناه كما قال البرادعي من أئمة الحنفية أن يمسك المال عنده مدة لينزجر ثم يعيده إليه لا أنه يأخذ لنفسه أو لبيت المال كما يتوهمه الظلمة , إذ لا يجوز أخذ مال مسلم بغير سبب شرعي وفي نظم العمليات: ولم تجز عقوبة بالمال أو فيه عن قول من
الأقوال. ([9])
توثيق مذهب الشافعية الجديد:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال البيهقي في سننه الكبرى (8/ 279): (قال الشافعي: لا تضعف الغرامة على أحد في شيء إنما العقوبة في الأبدان لا في الأموال).
قال الجمل في حاشيته (5/ 164): (لا يجوز بأخذ المال).
قال الخطابي في معالم السنن (2/ 260): (وقال الشافعي: لا يحرق رحله ولا يعاقب الرجل في ماله إنما يعاقب في بدنه جعل الله الحدود على الأبدان لا على الأموال، وإلى هذا ذهب مالك، ولا أراه إلا قول أصحاب الرأي).
توثيق مذهب الحنابلة:
قال ابن قدامة في المغني: (9/ 149): والتعزير يكون بالضرب والحبس والتوبيخ ولا يجوز قطع شيء منه ولا جرحه ولا أخذ ماله لأن الشرع لم يرد بشيء من ذلك عن أحد يقتدي به ولأن الواجب أدب والتأديب لا يكون بالإتلاف).
قال الرحيباني في مطالب أولي النهى (6/ 224): (وحرم تعزير بحلق لحية وقطع طرف وجرح) لأنه مثلة (وكذا) يحرم تعزير (بأخذ مال أو إتلافه) لأن الشرع لم يرد بشيء من ذلك عمن يقتدى به , ولأن الواجب أدبه والأدب لا يكون بالإتلاف (خلافا للشيخ) تقي الدين ; فإن عنده التعزير بالمال سائغ إتلافا وأخذا).
القول الثالث: منع التعزير بالمال، وتجويزه في المال.
وهو قول عند المالكية:
قال الأخميمي في فصل الأقوال (ص/3 - 4): (قال أبو إسحاق الشاطبي: العقوبة
المالية عند مالك ضربان، أخذه عقوبة عن الحناية، وإتلاف ما فيه جناية، أو عوضع عقوبة للجاني، والأول العقوبة بالمال، ولا مرية في أنه غير صحيح، والثاني العقوبة فيه وهي ثابتة عنده انتهى. وقال الشيخ محمد العربي الفاسي: العقوبة المالية قسمان اتلاف ما وقعت به المعصية، وأخذ ما لا تعلق له بالجناية، فالأول عقوبة في المال وهي ثابتة عند مالك، والثاني عقوبة بالمال وهي ممنوعة انتهى. وقال مؤلف كتاب المغارسة: العقوبة بالمال هي أن من فعل شيئا من الجنايات الموجبة للعقوبة يعاقبه السلطان أو نائبه بأخذ مال قليل أو كثير، والعقوبة في المال هي أن يعاقب الجاني في ماله باتلافه عليه والأولى حرام والثانية فيها تفصيل. انتهى).
الأدلة والمناقشة
أدلة القول الأول ([10]):
الدليل الأول:
استدلوا بما رواه أبو داود (1575) (1/ 494)، والنسائي (2444) (1/ 554)، (2449) (5/ 25)، وأحمد (5/ 2، 4)، والدارمي (1677) (1/ 486)، وعبد الرزاق (6824) (4/ 18)، وأبو عبيد في الأموال (988) (1/ 446)، وابن زنجويه في الأموال (1133)، وابن الجارود في المنتقي (341) (1/ 93)، والروياني في مسنده (913) (2/ 109)، وابن خزيمة (2266) (4/ 18)، والطحاوي في معاني الآثار (2/ 9)، (3/ 297)، والطبراني في الكبير (16655) (19/ 410)، والحاكم (1448) (1/ 554)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والبيهقي في سننه (4/ 116)، وفي معرفة السنن والآثار (2254) (3/ 241) – كلهم – من طرق كثيرة عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعاً: (في كل إبل سائمة في كل أربعين ابنة لبون لا تفرق إبل عن حسابها من أعطاها مؤتجرا فله أجرها ومن منعها فانا آخذوها منه وشطر إبله عزمة من عزمات ربنا جل وعز لا يحل لآل محمد منها شيء) واللفظ لأحمد.
وجه الاستدلال من الحديث:
هذا الحديث ظاهر الدلالة في تقرر العقوبة بأخذ المال، حيث أنه صلى الله عليه
وسلم قضى على من منع زكاة ماله بأخذ شطر ماله زيادة علة المستحق عليه.
مناقشة الدليل:
اعترض المانعون من العقوبة المالية على الاستدلال بهذا الحديث بعدة اعتراضات:
الاعتراض الأول: الاختلاف في رواية بهز عن أبيه عن جده، وتضعيفها مطلقاً.
قال ابن حجر في تلخيص الحبير (2/ 161): (وقال الشافعي ليس بحجة وهذا
الحديث لا يثبته أهل العلم بالحديث ولو ثبت لقلنا به).
الاعتراض الثاني: الاختلاف في الاستدلال بالحديث.
ولهم في ذلك وجوه:
1 - قال البيهقي في معرفة السنن والآثار (3/ 242): (وقرأت في كتاب الغرمين لأبي عبيد الهروي: قال الحربي: غلط بهز في لفظ الرواية وإنما هو: 'وشطر ماله' ([11]) يعني أنه يجعل ماله شطرين فيتخير عليه المصدق ويأخذ الصدقة ويأخذ الصدقة من خير الشطرين عقوبة لمنعه الزكاة. فأما مالاً يلزمه فلا).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن قدامة في المغني (2/ 229): (وحكى الخطابي , عن إبراهيم الحربي أنه يؤخذ منه السن الواجبة عليه من خيار ماله , من غير زيادة في سن ولا عدد , لكن ينتقي من خير ماله ما تزيد به صدقته في القيمة بقدر شطر قيمة الواجب عليه. فيكون المراد ب " ما له " هاهنا الواجب عليه من ماله , فيزاد عليه في القيمة بقدر شطره , والله أعلم.).
2 - وقد عرض الشيخ العثيمين وجهاً آخر في تقدير هذه الغرامة فقال في الشرح الممتع: (وشطر المال أي: نصفه. ولكن هل هو شطر ماله عموماً أو شطر ماله الذي منع منه زكاته؟
الجواب: في هذا قولان للعلماء:
الأول: أننا نأخذ الزكاة ونصف ماله الذي منع زكاته.
الثاني: أننا نأخذ الزكاة ونصف ماله كله.
مثال ذلك: إذا كان عند رجل مائة من الإبل ومائة من الغنم، ومنع زكاة الغنم. فعلى القول الأول: نأخذ منه خمسين من الغنم، وزكاة الغنم. وعلى القول الثاني: نأخذ منه خمسين من الغنم، وخمسين من الإبل وزكاة الغنم؛ لأن المراد المال كله، والنص محتمل. فإذا كان محتملاً، فالظاهر أننا نأخذ بأيسر الاحتمالين؛ لأن ما زاد على الأيسر فمشكوك فيه، والأصل احترام مال المسلم. ولكن إذا انهمك الناس وتمردوا في ذلك ومنعوا الزكاة، ورأى ولي الأمر أن يأخذ بالاحتمال الآخر فيأخذ الزكاة ونصف المال كله فله ذلك).
3 - قال السيوطي في شرحه لسنن النسائي (5/ 16): (وقيل معناه أن الحق مستوفي منه غير متروك وان تلف شطر ماله كرجل كان له ألف شاة فتلفت حتى لم يبق له إلا عشرون فإنه يؤخذ منه عشر شياه لصدقة الألف وهو شطر ماله الباقي)
الاعتراض الثالث: أن هذا الحديث منسوخ.
قال البيهقي في معرفة السنن والآثار (3//241): (واستدل الشافعي على نسخه بحديث البراء بن عازب فيما أفسدت ناقته ([12]). فلم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم في
تلك القصة أنه أضعف الغرامة بل نقل فيها حكمه بالضمان فقط. فيحتمل أن يكون هذا من ذاك).
الاعتراض الرابع: وهو يقوي معنى النسخ وذلك بأن هذا الحديث متروك الظاهر.
قال ابن حجر في فتح الباري (13/ 355): (ويؤيده أطباق فقهاء الأمصار على ترك العمل به فدل على أن له معارضا راجحا وقول من قال بمقتضاه يعد في ندرة المخالف).
قلت: وهناك مسلك آخر يؤيد هذا الوجه، وهو أن الصحابة رضي الله عنهم لم يعملوا بظاهر هذا الحديث، فقد حصل منع الزكاة أيام أبي بكر رضي الله عنه ولم ينقل عنه ولا عن غيره من الصحابة القول بموجب هذا الحديث فكان واقعهم العملي بمثابة إجماع على عدم أخذ الزيادة. ([13])
مناقشة هذه الاعتراضات:
الاعتراض الأول:
ويجاب عن هذا الاعتراض بذكر كلام العلماء في إسناد بهز عن أبيه عن جده،
ومن صحح هذا الحديث من العلماء.
هو بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة، أبو عبد الملك القشيري.
وهو موثق عند الجمهور كما قال الحافظ في الفتح (13/ 355)، فقد وثقه: يحيى بن معين، وعلي بن المديني، والنسائي، والترمذي، والحاكم، وغيرهم.
وقال عنه ابن عدي: [قد روى عنه ثقات الناس، و قد روى عنه الزهري، وجماعة من الثقات، وأرجو أنه لا بأس به، و لم أر له حديثا منكرا، وإذا حدث عنه ثقة، فلا بأس به].
وقد تكلم فيه بعض الأئمة بما ليس بقادح: منهم شعبة، وابن حبان.
- قال أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادى فى كتاب " التمييز ": قلت لأحمد ـ يعنى ابن حنبل ـ: ما تقول فى بهز بن حكيم؟ قال: [سألت غندرا عنه فقال: قد كان شعبة مسّه، لم يبين معناه، فكتبت عنه].
والظاهر من هذه العبارة أن الإمام أحمد لم يقبل هذا الجرح؛ لأنه غير مفسر، وكتب عن بهز.
وقد وردت هذه العبارة على نحو آخر في نسخة أخرى من التهذيب ولفظها: [كان شعبة مسه، ثم تبين معناه، فكتب عنه.] وظاهر هذه العبارة رجوع الإمام شعبة عن تضعيف بهز.
- قال ابن حبان: [قال ابن حبان: كان يخطىء كثيرا، فأما أحمد وإسحاق فهما يحتجان به، وتركه جماعة من أئمتنا، و لولا حديثه: " إنا آخذوها و شطر ماله " لأدخلناه في" الثقات "، وهو ممن استخير الله فيه.].
وقد تعقب الذهبي مقالة ابن حبان هذه حيث قال في تاريخ الإسلام (9/ 80 – 81): [قلت علي بن حاتم البستي في قوله هذا مأخوذات.
(يُتْبَعُ)
(/)
إحداهما- قوله: كان يخطئ كثيراً وإنما يعرف خطأ الرجل بمخالفة رفاقه له، وهذا انفرد بالنسخة المذكورة وما شاركه فيها، ولا له في عامتها رفيق، فمن أين لك أنه أخطأ ([14]).
الثاني- قولك: تركه جماعة، فما علمت أحداً تركه أبداً، بل قد يتركون الاحتجاج بخبره، فهلا أفصحت بالحق.
الثالث- ولولا حديث: إنا آخذوها، فهو حديث أنفرد به بهز أصلاً ورأساً، وقال به بعض المجتهدين ([15])، ويقع بهز غالباً في جزء الأنصاري، وموته مقارب لموت هشام بن عروة، وحديثه قريب من الصحة.]
- وأما قول الحاكم: [كان من الثقات، ممن يجمع حديثه، و إنما أسقط من الصحيح روايته عن أبيه عن جده، لأنها شاذة، لا متابع له فيها].
وإنني لن أتوقف هنا لتحرير مذهب الحاكم في الشاذ، وهل أنه يشترط للحكم بالشذوذ مجرد التفرد، أما أن صنيعه في يلزم منه تقييد كلامه بالمخالفة مع التفرد، وذلك لأن كلامه هنا على رواية بهز بأنه لا متابع له في روايته عن أبيه عن جده مدفوع من أصله، لوجود متابع له فيها.
قال محمد علي بن الصديق في رسالته"صحيفتا عمرو بن شعيب وبهز بن حكيم عند المحدثين والفقهاء": [كما أن صحيفة معاوية بن حيدة لم تصلنا إلا من طريق حفيده بهز، ولهذه الصحيفة أيضاً متابعة جيدة]. إلا أنني لم أقف من هذه الرسالة إلا على خاتمتها الذي سجل فيه هذه النتيجة، فمن أراد التثبت فليراجع الرسالة المذكورة.
Z وأما حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري البصري، فقد قال عنه أحمد بن عبد الله العجلي: تابعي ثقة، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في" الثقات "، استشهد به البخاري في "الصحيح".
ومثله ومثل هذا الإسناد لا ينزل عن منزلة الحسن.
الجواب عن الاعتراض الثاني:
ويجاب عن الوجه الأول فيه تكلف وبعد ([16])، وعلى فرض صحته ففيه أيضاً دلالة على التعزير المالي لأن العدول عن أخذ الزكاة من وسط إبله إلى خيارها فيه أيضاً تعزير مالى بالفرق بين الصفتين ([17]).
والأمر واضح بالنسبة لأي من الاحتمالين الذين ذكرهما الشيخ العثيمين.
وأما الوجه الثالث فقال السيوطي عقب ذكره: (وهذا أيضا بعيد لأنه قال إنا آخذوها وشطر ماله ولم يقل انا آخذوا شطر ماله).
الجواب عن الاعتراض الثالث:
قال ابن القيم في تهذيب السنن (4/ 319): (وأما معارضته بحديث البراء في قصة ناقته ففي غاية الضعف فإن العقوبة إنما تسوغ إذا كان المعاقب متعديا بمنع واجب أو
ارتكاب محظور وأما ما تولد من غير جنايته وقصده فلا يسوغ أحد عقوبته عليه).
وقال الشوكاني في نيل الأوطار (4/ 180): (وزعم الشافعي أن الناسخ حديث ناقة البراء لأنه صلى الله عليه وسلم حكم عليه بضمان ما أفسدت ولم ينقل أنه صلى الله عليه وسلم في تلك القضية أضعف الغرامة ولا يخفى أن تركه صلى الله عليه وسلم للمعاقبة بأخذ المال في هذه القضية لا يستلزم الترك مطلقا ولا يصلح للتمسك به على عدم الجواز وجعله ناسخا البتة).
قلت: ولا يصح القول بالنسخ لعدم المعارضة بين الحديثين، ولإمكان الجمع بينهما وإنما يتجه القول بالنسخ إن كان حديث البراء فيه ترك التضمين مطلقاً، وليس الأمر كذلك فحديث البراء فيه التضمين في حالة النهار فقط دون حالة الليل، فلم تصح المعارضة، وإلى نحو ذلك نحا الإمام الشافعي، قال ابن حجر في فتح الباري (12/ 258): (قول الشافعي أخذنا بحديث البراء لثبوته ومعرفة رجاله ولا يخالفه حديث (العجماء جبار) لأنه من العام والمراد به الخاص فلما قال العجماء جبار وقضى فيما أفسدت العجماء بشيء في حال دون حال دل ذلك على أن ما أصابت العجماء من جرح وغيره في حال جبار وفي حال غير جبار).
الجواب عن الاعتراض الرابع:
وهذا الاعتراض الذي ذكره ابن حجر غير سديد؛ لأن فيه استدلال بمحل النزاع، بمعنى أن كل من قال بجواز التعزير المالي فقد قال بظاهر هذا الحديث، كما قال ابن القيم في تهذيب السنن (4/ 318): (وقال بظاهر الحديث الأوزاعي والإمام أحمد وإسحاق بن راهويه على ما فصل عنهم وقال الشافعي في القديم من منع زكاة ماله أخذت منه وأخذ شطر ماله عقوبة على منعه واستدل بهذا الحديث وقال في الجديد لا يؤخذ منه إلا الزكاة لا غير وجعل هذا الحديث منسوخا وقال كان ذلك حين كانت
العقوبات في المال ثم نسخت).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما بالنسبة لترك الصحابة العمل به في زمن الردة فلا يعارض الحديث لأنه يحمل على من لم تكن لهم شوكة ومنعة، وأما من كان لهم شوكة ومنعة فيفعل بهم من التأديب بالمقاتلة من الإمام كما فعل سيدنا أب بكر والصحابة. ([18])
تنبيه:
وأما مار واه عبد الرزاق في مصنفه (6825) (4/ 18) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري (أن عمر بن الخطاب كان يخمس مال من غيب ماله من الصدقة) فهو ضعيف وعلته عنععة الزهري وقد وصفه الشافعي، والدارقطني وغير واحد بالتدليس، كما أنه منقطع بين الزهري وعمر.
وعلى فرض صحته فإنه يشهد لصحة قول من قال بالتغريم المالي لمانع الزكاة، ويبقي وجه الجمع بين الحديث المرفوع، وهذا الأثر، وهو خارج عن محل النزاع، وليس هذا محل بسطه.
الدليل الثاني:
واستدلوا بما أخرجه أبو داود (1710) (1/ 534)، والترمذي مختصرأ (1289) (3/ 584) وقال: حديث حسن، والنسائي (4958) (8/ 85)، وابن ماجه (2596) (2/ 865)، وأحمد (2/ 180)، وابن الجارود في المنتقي (827) (1/ 210)، والحاكم (8151) (4/ 423)، والبيهقي (9/ 359)، وغيرهم من طرق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو قال سمعت رجلا من مزينة يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الحريسة التي توجد في مراتعها قال فيها ثمنها مرتين وضرب نكال وما أخذ من عطنه ففيه القطع إذا بلغ ما يؤخذ من ذلك ثمن المجن قال يا رسول الله فالثمار وما أخذ منها في أكمامها قال من أخذ بفمه ولم يتخذ خبنة فليس عليه شيء ومن احتمل فعليه ثمنه مرتين وضربا ونكالا وما أخذ من أجرانه ففيه القطع إذا بلغ ما يؤخذ من ذلك ثمن المجن) ([19]).
وجه الاستدلال بالحديث:
ووجه الاستدلال بالحديث ظاهر في إثبات غرامة المثل على من سرق مما يحرس
بالجبل من غير حرز، وعلى من احتمل من الثمار المعلقة وخرج بها.
مناقشة الدليل:
وقد عارض المانعون هذا الحديث بما أخرجه أبو داود (4388) (2/ 541)، والترمذي (1449) (4/ 52)، والنسائي (8/ 87)، وابن ماجه (2563) (2/ 865)، وأحمد (3/ 463)، (4/ 140، 142)، والدارمي (2304) (3/ 228)، غيرهم من حديث رافع بن خديج رضي الله عنه مرفوعا: (لا قطع في ثمر ولا كثر ([20])). ([21])
مناقشة هذا الاعتراض:
ولا معارضة بين الحديثين والجمع بينهما بأن يقال أنه لا قطع في الثمر لمن أخذ بفمه ولم يتخذ خبنة، وأيضاً في حق من احتمل من الثمار المعلقة وخرج بها، وأما القطع فهو في حق من أخذ من أجرانه إذا بلغ ما يؤخذ من ذلك ثمن المجن.
وقد أخذ ابن قدامة بهذا الحديث حيث قال في المغني (9/ 105): (وإن سرق من الثمر المعلق , فعليه غرامة مثليه. وبه قال إسحاق ; للخبر المذكور. وقال أحمد: لا أعلم سببا يدفعه. وقال أكثر الفقهاء: لا يجب فيه أكثر من مثله. قال ابن عبد البر: لا أعلم أحدا من الفقهاء قال بوجوب غرامة مثليه. واعتذر بعض أصحاب الشافعي عن هذا الخبر , بأنه كان حين كانت العقوبة في الأموال , ثم نسخ ذلك. ولنا قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو حجة لا تجوز مخالفته , إلا بمعارضة مثله أو أقوى منه , وهذا الذي اعتذر به هذا القائل دعوى للنسخ بالاحتمال من غير دليل عليه , وهو فاسد بالإجماع ... لنا أن الأصل وجوب غرامة المثلي بمثله , والمتقوم بقيمته بدليل المتلف والمغصوب , والمنتهب والمختلس , وسائر ما تجب غرامته , خولف في هذين الموضعين للأثر , ففيما عداه يبقى على الأصل.).
99 وبعد فقد بقيت بقية أخرى من أدلة أصحاب القول الأول ذكرها ابن القيم في الطرق الحكمية (ص/225) وما بعدها، وابن تيمية في الفتاوي (28/ 118) وانظر أيضا الأدلة التي ذكرها د. ماجد أبو رخية في بحثه (ص/ 198: 200)، والسحية في رسالته العقوبات المالية، وهناك بعض الأدلة الأخرى الت وقفت عليها أثناء البحث كحرمان القاتل من الآرث، وأيضاً أمره صلى الله عليه وسلم من ذبح قبل العيد بأن بذبح مكانها أخرى، وأيضاً عقوبة من لطم عبده أو أمته بعتقها عليه، إلى غير ذلك من الأدلة، إلا أنه نظراً لضيق الوقت ولظهور الدلالة بالدليلين الذين ذكرتهما، وسلامتهما من المعارضة فإنني أكتفي بما ذكرت، ولعل الله عز وجل أن يمّن بفضل وقت حتى يتثنى استيعاب ذلك، والله الموفق.
أدلة القول الثاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - قوله تعالى في سورة البقرة: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188)).
2 - قوله تعالى في سورة النساء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ (29)).
3 - بما رواه البخاري (1654) (2/ 620)، ومسلم (1679) (3/ 1305) من حديث أبي بكرة رضي الله عنه مرفوعاً: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا فليبلغ الشاهد الغائب).
إلى غير ذلك من الأدلة العامة.
4 - استدلوا بأن هذه الأدلة التي ذكرها أهل القول الأول كانت في بداية الإسلام وأنها نسخت، وقد قال بذلك جماعة من العلماء منهم: الماوردي كما في الحاوي (13/ 184)، والبيهقي في معرفة السنن، وابن عبد البر في الاستذكار (6/ 536)، والبهوتي في شرح منتهى الإرادات (1/ 446)، ونقل عليه الطحاوي والغزالي الإجماع.
مناقشة هذه الأدلة:
ونوقشت هذه الأدلة بأنها عامة، وأدلة الفريق الأول أخص فيجمع بينهما ببناء العام على الخاص، فتحمل الأدلة العامة على غير حال مرتكب المعاصي التي تستوجب التعزير.
وأما الإجماع فلا يصح بدون معرفة التاريخ، والنسخ لا يثبت بالإحتمال، ومما يؤكد بطلان دعوى النسخ عمل الخلفاء وأكابر الصحابة بالعقوبة المالية بعد موته صلى الله عليه وسلم، وأما ما نقل من إجماع على النسخ فهو نظر للأقوال السابقة عرف أن
هذا الإجماع مجرد دعوى، ولا يصح. ([22])
القول الراجح:
وبعد فقد لاح لك أن القول بإثبات العقوبات المالية هو الراجح.
تنبيه 1:
قال السحيم في خاتمة رسالته العقوبات المالية: (ينبغي التفريق بين العقوبات المالية وبين المكوس (الضرائب)، فالعقوبات المالية بِحقّ وقد عمل بها النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه من بعده.
أما المكوس فقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم منها أبلغ تحذير، ويكفي في هذا الباب قوله عليه الصلاة والسلام: لا يدخل الجنة صاحب مَكس. يعني: العَشَّار ([23])).
تنبيه 2:
معنى التعزير بالمال:
قال ابن نجيم في البحر الرائق (5/ 45): (وأفاد في البزازية أن معنى التعزير بأخذ المال على القول به إمساك شيء من ماله عنه مدة لينزجر ثم يعيده الحاكم إليه لا أن يأخذه الحاكم لنفسه أو لبيت المال كما يتوهمه الظلمة إذ لا يجوز لأحد من المسلمين أخذ مال أحد بغير سبب شرعي وفي المجتبى لم يذكر كيفية الأخذ وأرى أن يأخذها فيمسكها فإن أيس من توبته يصرفها إلى ما يرى).
قلت: وظاهر قوله صلى الله عليه وسلم في حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده: (ولا يحل لآل محمد منها شيء) ظاهره أن هذا الشطر المأخوذ له حكم الأصل، وهو الصدقة، لقوله صلى الله عليه وسلم: (ولا يحل لآل محمد منها شيء)، وهو ظاهر تقسيم ابن تيمية حيث جعل القسم الثالث: وهو التعزير بالمال: تمليك الغير، وهو أيضاً معنى القسمين الأولين من الإتلاف أو التغيير، فكلاهما فيه إزالة المنكر من يد فاعله.
وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج 1 / ص 225): (ويوضع مال التعزير حيث يرى الحكمان شرعًا في بيت المال أو في وجه من وجوه البر والمعروف) وهذا هو الراجح عندي.
-----------------------
([1]) مجلة الشريعة العدد الرابع ص/195.
([2]) قال الخطابي في معالم السنن (2/ 260): أما تأديبه عقوبة في نفسه على سوء فعله فلا أعلم من أهل العلم فيه خلافاً؛ وأما عقوبته في ماله فقد اختلف العلماء في ذلك، فقال الحسن البصري: يحرق من ماله إلا أن يكون حيواناً أو مصحفاً، وقال الأوزاعي: يحرق متاعه وكذلك قال أحمد وإسحاق قالوا: ولا يحرق ما غل لأن حق الغانمين يرد عليهم، فإن استهلكه غرم قيمته وقال الأوزاعي: يحرق متاعه الذي غزا به وسرجه وأكافه ولا يحرق دابته ولا نفقته إن كانت معه ولا سلاحه ولا ثيابه التي عليه. اهـ.
([3]) انظر فصل الأقوال (ص/28).
([4]) انظر نيل الأوطار (4/ 180).
([5]) وانظر أيضا: مجمع الأنهر (1/ 609)، بريقة محمودية (4/ 182)، لسان الحكام (1/ 401)، أنيس الفقهاء (ص/175).
(يُتْبَعُ)
(/)
([6]) وانظر في ذلك أيضا مجموع الفتاوى (20/ 348)، (28/ 596)، (29/ 294) وما بعدها، ومختصر الفتاوى المصرية (1/ 341)، ومنهاج السنة (3/ 439) وما بعدها.
([7]) وأعلم أن الراجح عند العلماء أنه لابد من تغيير الصورة حتى وإن كانت ممتهنة، وقد دل على ذلك إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الصورة التي في الوسادة التي جعلتها للنبي لكي يتكئ عليها، وكذلك أمر جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم بشق الستر، وأن يجعل منه وسادتين توطآن. وانظر آداب الزفاف للشيخ الألباني.
([8]) والنصوص عن الأحناف والشافعية والحنابلة في هذا القول كثيرة، وقد عرضها الأخميمي في رسالته (ص/25/ 35) ولولا خشية الإطالة لاستوعبت ذلك، وأما مذهب المالكية فالأقوال عنه كثيرة بالمنع والجواز، والتفصيل وهذا الأخير هو الذي حاول الأخميمي نصرته، بأن حمل كلام ابن فرحون ومن قال معه من المالكية بالجواز بأن محل ذلك التعزير في المال لا التعزير بالمال وانظر فصل الأقوال (ص/35) وما بعدها، وسوف يأتي بيان الحق من ذلك قريباً بمشيئة الله.
([9]) انظر حاشية الدسوقي على الشرح الكبير (4/ 355).
([10]) ولهم في ذلك عشرات الأدلة التي تدل على العقوبات المالية، وسوف أتخير أصرحها دلالة في محل النزاع، وبالأخص أدلة النوع الثالث عند ابن تيمية والتي هي العقوبة بالمال، وذلك لأن بإثباتها يثبت بها ما سواه بالأولى، والله الموفق.
([11]) شطر بضم الشين المعجمة وكسر الطاء المهملة المشددة فعل مبني للمجهول، وانظر التلخيص (2/ 161)، وشرح السيوطي على سنن النسائي (5/ 16)، وعون المعبود (4/ 317).
([12]) صحيح لغيره: أخرجه أبو داود (3570) (2/ 321)، وابن ماجه (2332) (2/ 781)، وأحمد (4/ 295)، (5/ 435، 436)، وغيرهم من طرق أن (ناقة للبراء دخلت حائطا فأفسدت فيه فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن على أهل الحوائط حفظها بالنهار وان ما أفسدت المواشي بالليل ضامن على أهلها) وصححه الألباني في الإرواء (1527)، والصحيحة (238).
([13]) انظر بحث ماجد أبو رخية (ص/202) العدد الرابع من مجلة الشريعة.
([14]) قلت: وسوف يأتي قريباً الإشارة إلى أن بهز لم ينفرد بهذه الصحيفة، بل إن له فيها متابعة. وإثبات المتابعة، لا يستلزم إثبات المخالفة فيكون أصل جواب الذهبي هنا سديد مع مخالفته في سببه، وعليه فالصحيح أن نقول: أن هذا الجرح غير مفسر، وأنه على ابن حبان بيان الأحاديث التي أخطأ فيها بهز، مع أن قول ابن حبان مخالف لقول ابن عدي عن بهز: [لم أر له حديثا منكرا].
([15]) قلت: وهذا الحديث قد صححه جماعة من الأئمة أمثال: أحمد، وابن معين، وابن المديني، وقال ابن الملقن في البدر المنير (5/ 480): إسناده صحيح إلى بهز. والحديث حسنه الألباني في الإرواء (791)، وحسن إسناده الأرناؤوط في هامش المسند، وقال حسين أسد في هامش الدارمي: إسناده جيد. .
([16]) حتى أن الخطابي قالك لا أعرف هذا الوجه. كما في شرح السيوطي للنسائي (5/ 16).
([17]) انظر نيل الأوطار 4/ 140.
([18]) وانظر بحث أبو رخية فقد عرض وجوهاً أخرى للتوجيه (ص/204: 206).
([19]) والحديث قال عنه ابن الملقن في تحفة المحتاج (2/ 472): صحيح أو حسن، وحسنه الألباني في الإرواء (2413، 2519)، والأرناؤوط في هامش المسند.
([20]) قال أبو عبيد وغيره: الكثر جمار النخل في كلام الأنصار.
([21]) والحديث صححه الألباني في الإرواء (2414)، وصححه الأرناؤوط في هامش المسند.
([22]) انظر الطرق الحكمية لابن القيم (ص/226)، رسالة العقوبات المالية للسحيم، ومعين الحكام (ص/195).
([23]) رواه الإمام أحمد (ح 17333) وقال مُحققو المسند (28/ 586): حسن لغيره. ويُنظر تخريجه هناك.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 02:32]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
إخواننا بغو علينا؛ فماذا نفعل
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 01:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وإن أتى الدهر بالخطب الفادح، و الحدث الجليل ...
أما بعد:
فالناظر إلى مايفعله (ممن ينتسبون للسلفية) في إخوانهم (أهل السنة و الجماعة) يدرك تماما (مدى الضلال و البغي الذي وصلوا إليه) ونحن على مدى سعة صدرونا لا نزال (صابرين عليهم)، وقد يتبادر إلى أذهان بعض (أنصاف المتعلمين) أننا نذافع عن أهل البدع و الأهواء، ونميع (المنهج السلفي) فنقول؛ (كلا) فمنهجنا هو (الوسطية و الإعتدال) في (الأعمال و الأقوال و الإعتقاد) أما ما (يخص الرجال وقدحهم أو سخطهم) فلسنا ممن يوهم الرعاع أو الدهماء (مالا يستحله) و (لسنا ممن يحيف بالقدح في فلان بالجزاف) و إن كان (مخالفا لنا) بل (نعطي كل إنسان ما يستحقه من الجرح و التعديل) فإنه من صحت (لنا) عدالته وكثرت (رعايته للسنن و الآثار) ورسخت قدمه (في العلم السلفي) (لكنه أخطأ في أصل من الأصول أو زل في قضية نت القايا المنهجية) فهذا لا نخرجه من (دائرة السنة) و (ندخله إلى دائرة البدعة) يقول الإمام الشاطبي - رحمة الله عليه - (أن زلة العالم لا يصح اعتمادها من جهة ولا الأخذ بها تقليدا له وذلك لأنها موضوعة على المخالفة للشرع ولذلك عدت زلة وإلا فلو كانت معتدا بها لم يجعل لها هذه الرتبة ولا نسب إلى صاحبها الزلل فيها كما أنه لا ينبغي أن ينسب صاحبها إلى التقصير ولا أن يشنع عليه بها ولا ينتقص من أجلها أو يعتقد فيه الإقدام على المخالفة بحتا فإن هذا كله خلاف ما تقتضي رتبته في الدين) انتهى.الموافقات في أصول الشريعة:إبراهيم بن موسى الشاطبي المالكي 4/ 167ومابعدها تحقيق الدكتور عبد الله دراز دار المعرفة للنشر و التوزيع بيروت - لبنان.
وقال الإمام ابن تيمية - رحمة الله عليه - (وإذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر، وفجور وطاعة ومعصية، وُسنّة وبدعة، استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحق من المعادات والعقاب بحسب ما فيه من الشر؛ فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة فيجتمع له من هذا وهذا) المجموع 209/ 28.
لكن (شأن المقلدة) و أتباع كل (ناعق) يزعمون (زعما أكيدا) أن (شيخهم) هو القول الفصل في كل قضية (حتى إذا جاء من يخالفهم من بلغ درجة الإجتهاد رموه بالنكير وفوقوا إليه سهام النقد وعدوه من الخارجين عن الجادة)
يقول الشيخ عبد الكريم الخضير عضو هيئة كبار العلماء في كلام نفيس له (وعلى طالب العلم أن يكون (منصفاً في أقواله وأحكامه على الناس، فالحق يقبل ممن جاء به)، نعم إذا وجد نظيره لشخصٍ لم يتلبس بشيءٍ من المخالفات،هذا هو الأصل،كما أن الأصل في الرواية أن تكون عن سنيٍّ لم يتلبس ببدعة،لكن إذا لم يوجد هذا الحديث وهذا الخبر إلا عند من رمي بنوعٍ من البدعة
فتحصيل مصلحة رواية هذا الخبر وحفظه للأمة مقدمة على هجر هذا المبتدع وترك الرواية عنه وكتب السنة -بما في ذلك الصحيحين- طافحة بالرواية عن المبتدعة،فالحق يقبل ممن جاء به،وتفصيل رواية المبتدع وقبولها أو ردها مبسوط في كتب علوم الحديث،والذي دعانا إلى ذلك أن مؤلف هذا الكتاب كان متلبساً ببدعة،وبعض الإخوان -وهذا من شدة حرصهم وغيرتهم على السنة ولا يظن بهم إلا خيراً- يرى أن يهجر كل ما جاء عن المبتدعة،ولهم في ذلك سلف،الإمام مالك -رحمة الله عليه- لا يجيز الرواية عن مبتدعٍ البتّة؛ إماتة لذكره وإخماداً لبدعته
لكن واقع كتب السنة كصحيح البخاري ومسلم وغيرهما من كتب السنة المعتمدة خُرِّجَ فيها لكثير من المبتدعة
وذكرنا أن تحصيل الفائدة المرتبة على الخبر الذي جاءنا من طريق هذا المبتدع
-الذي هو ليس من الغلاة في بدعته ولا يدعو إليها-مقدم على مصلحة إماتته وإخماد بدعته) انتهى من شرح الورقات.
أختم هذا الكلام بكلام قراته البارحة للإمام الشافعي - رحمة الله عليه قال (إذا كان الأغلب الطالعة فهو (المعدل) وإذا كان الأغلب (المعصية) فهو المجرح)
و الله المستعان
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
محبكم
فيصل بن المبارك أبو حزم
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 05:13]ـ
بارك الله فيك كلام طيب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى بن حسين السلفي]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 05:26]ـ
كلام طيب من اخٍ طيب
عسى ان يفهم القوم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 06:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلام صريح!!
اخي الكريم ابا حزم
المشكلة -على حد علمي-تطورت الى مستوى آخر اجمله في صورتين:
1 - داخل الصف السلفي: ظهور بوادر تعصب مضاد للتعصب القديم يخشى ان تصبح حاجزا بين الطرفين والوسط!!
2 - خارج الصف السلفي: استغلال اهل الاهواء للشقاق الحاصل لبث سمومهم فليعقل اخواننا من هؤلاء ووهؤلاء خطورة الامر وليزنوا الامور بعدل انصاف فمثلا: قد ادافع عن احد العلماء الذين اخالفهم في بعض الجزئيات واصفه بالشيخ العلامة المحقق نكاية في اعداء السنة الذين يحاولون النيل منها بالنيل من اهلها ولا يعني هذا ابدا انني اقره على اخطائه في مواطن اخرى او انني من تلاميذه الذين لا يرون عالما الا شيخهم وهذا الكلام موجه لطرفي المعادلة وليس متعلقا بطرف دون آخر فقد صار ديدن اهل البدع الطعن في .. (1) .. بكلام .. (2) ... فيه والطعن في .. (2) .. بكلام .. (1) .. فيه والنتيجة = 0 اي اسقاط الاثنين معا والحل هو ما قرره شيخ الاسلام رحمه الله بقوله:
((وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا مايلقي بينهم العداوة والبغضاء بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى كما قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة: من الآية2). وليس لأحد منهم أن يأخذ على أحد عهداً بموافقته على كل ما يريده، وموالاة من يواليه، ومعاداة من يعاديه، بل من فعل هذا كان من جنس جنكيزخان وأمثاله الذين يجعلون من وافقهم صديقا موالياً ومن خالفهم عدواً باغياً. بل عليهم وعلى أتباعهم عهد الله ورسوله بأن يطيعوا الله ورسوله، ويفعلوا ما أمر الله به ورسوله، ويحرموا ما حرم الله ورسوله ويرعوا حقوق المعلمين كما أمر الله ورسوله، فإن كان أستاذ أحد مظلوماً نصره، وإن كان ظالماً لم يعاونه على الظلم بل يمنعه منه، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما)، قيل: يا رسول الله! أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالماً؟ قال: (تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه))) ".
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 09:30]ـ
الاخوة الكرام، هؤلاء القوم المعنيون بالحديث مآلهم بإذن الله إلى الزوال.
فقد ظهروا في ظروف سياسية معينة أو بتعبير أدق في مرحلة حرب الخليج الأولى فأدوا فيه الدور المنوط بهم سواء أدركوا ذلك أم لا.
الظروف السياسية والإقليمية تغيرت وأصبح داعية الضلالة في الأمس ـ حسب أبجدياتهم ـ يظهر اليوم في القنوات الفضائية لأن أصحاب النفوذ يريدون الإعلان للعالم أنهم مع الرأي والرأي الآخر .. إلخ. وبالتالي فالحاجة إليهم قد انتهت. باستثناء بني علمان الذين قد يرون في بقائهم فائدة على أساس أنهم قد يعدون مكبح لأي مشروع إسلامي تقدمي.
هؤلاء الناس ليست لديهم رؤى مستقبلية أو دراسات استشرافية ناهيك عن تبسيطهم للمسائل المعقدة. وناس من هذا الطراز لن يكتب لهم النجاح والدوام.
هؤلاء الناس يمتازون بضيق الأفق وقصر النظر والجهل والجاهل يضيق صدره بالخلاف. لذلك تجدهم ينشطرون على أنفسهم كباقي الجماعات المتعصبة الانشطارية.
هؤلاء الناس لا تجد في صفوفهم الدكاترة ـ إلا النزر القليل ـ
ثم هل هؤلاء يصلح معهم دواء؟
سؤال وجيه، لكن مع الأسف أنا لست متفائلا. فالقوم يعانون من جهل مركب والجاهل المركب أو أنصاف العلم هم قوم لا يعلمون ولا يعلمون أنهم لا يعلمون فهؤلاء شر البلية.
كما لا يفوتني أن أذكر المثل الشعبي عندنا والذي أراه ينطبق على القوم " عبد عادم باطل شغل" أو بالتعبير الفصيح " إنسان أخرق لا عمل وراءه "
فالإنسان إذا كان بالفعل جادا في طلب العلم والرزق فلن يجد لنفسه ثانية لصرفها في توافه الأمور.
وبالله التوفيق لما يحبه ويرضاه،،
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 10:04]ـ
الله المستعان أصلح الله الجميع والأفضل الترفق بهم والنصح لهم والصبر على بغيهم حتى يعودوا عن بغيهم، فإنه متى ما خرج الرد عليهم إلى الشدة كان ذلك مانعا عن قبولهم الحق والله المستعان
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 11:39]ـ
نسأل الله ان يهديهم لانفسهم فقد جنوا على السلفية وشوهوا صورتها وقد توفى كبار علمائنا ابن باز وابن عثمين والالباني والجميع يذكرهم بالخير حتى من لا يعرفهم واما الان من لا يعرف هؤلاء الائمة العظام يعتقد انهم هم من علّم هؤلاء اكل لحوم العلماء والدعاة والفجور في الخصومة بل ان هناك شباب عاشوا وتربوا في بلاد لا تعرف سوى المنهج السلفي ولكنهم يتبرؤون منه خشية من ان يعدوا في عداد غلاة الجرح والتعديل.
وكما قال الاخ ابو عبد الرحمن الرفق بهم هو الحل الامثل وقد قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم: "من يحرم الرفق يحرم الخير كله" رواه مسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 01:49]ـ
نسأل الله أن يطهر قلوبنا
وأسأل الله أن ينجى الدعوة السلفية من هؤلاء الادعياء
وهذا أحد القوم دخل مجلسنا ولم يدخل إلا تتبعا لموضيع أبي حزم المبارك
فمنذ أن دخل وليست له مشاركات إلى في الرد على مواضيع أبي حزم
http://www.majales-alno3many.com/talk/showthread.php?t=1659
http://www.majales-alno3many.com/talk/showthread.php?t=1664
http://www.majales-alno3many.com/talk/showthread.php?t=1728
http://www.majales-alno3many.com/talk/showthread.php?t=407
ألا هداه الله
ـ[أبو خالد]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 03:41]ـ
فالإنسان إذا كان بالفعل جادا في طلب العلم والرزق فلن يجد لنفسه ثانية لصرفها في توافه الأمور.
وبالله التوفيق لما يحبه ويرضاه،،
المشكلة بعضهم فتح له على الشبكة موقعا ً فجلس فيه، وأصبح ينتظر الاخطاء والزلات والله
المستعان والله إني أعرف ُ بعضهم قد تخرج من الجامعه الإسلامية منذ أكثر من عشر سنوات
لم يخطب خطبة واحدة ولم يلق محاضرة واحدة ...
جالس ٌ في بيته يتصيد للمشايخ الزلات والله المستعان ...
وما أن يلتزم الشاب معهم حتى يتربى على الردود ...
حسبي والله ونعم الوكيل ...
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 12:19]ـ
في الحقيقة (أن أهل الغلو و الإرجاف) من الناس (الذين أخذنا الله ببغضهم و الحذر منهم) و (ألزمناه)
هؤلاء القوم (لا يعجبهم شيء) و (إذا بغضو أحدا) (نسفوا جميع حسناته) وهذا مخالف (للأصول السمعية) و (الأذواق) و (العقول)
يقول الله -تبارك و تعالى - {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}
يقول شيخ الإسلام ابن تيمة - رحمة الله تعالى - في تأويل هذه الآية (فنهى أن يحمل المؤمن بغضهم للكافر على ألا يعدلوا) أو كما قال
هذا في (الكافر الأصلي) فكيف (بالفاسق أو المبتدع أو المتأول الملي) لاشك أن (الرفق به) و (الإحسان إليه) و (التماس الأعذار له) أولى به من (الكافر)
وهذا من (محاسن الشريعة و الدين و الملة) أن يرفق المسلم باخيه المسلم، وينهض به إلى (أسمى الغايات و أشرفها)
وقد عد العلماء (الشدة التي في غير موضوعها) من سمات (أهل الأهواء و البدع)
وما نحن (بصدده من الفتنة) فقد عجز (العقلاء فيها عن دفع السفهاء)
(وهذه الفتنة التي نكابدها ونعايشها) لم يسلم منها (إلا من عصمه الله)
فنسال الله أن يعصمنا منها
و الله المستعان
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 01:40]ـ
نسأل الله أن يطهر قلوبنا
وأسأل الله أن ينجى الدعوة السلفية من هؤلاء الادعياء
وهذا أحد القوم دخل مجلسنا ولم يدخل إلا تتبعا لموضيع أبي حزم المبارك
فمنذ أن دخل وليست له مشاركات إلى في الرد على مواضيع أبي حزم
http://www.majales-alno3many.com/talk/showthread.php?t=1659
http://www.majales-alno3many.com/talk/showthread.php?t=1664
http://www.majales-alno3many.com/talk/showthread.php?t=1728
http://www.majales-alno3many.com/talk/showthread.php?t=407
ألا هداه الله
الفاضل (أبو زياد النعماني) اطرد هذا (المتطفل) فهو كـ (السوس) أو (الدود)
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 12:54]ـ
تم يا حبيب
هذا ليس له فمجلسنا مكان!
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 09:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلام صريح!!
اخي الكريم ابا حزم
المشكلة -على حد علمي-تطورت الى مستوى آخر اجمله في صورتين:
1 - داخل الصف السلفي: ظهور بوادر تعصب مضاد للتعصب القديم يخشى ان تصبح حاجزا بين الطرفين والوسط!!
2 - خارج الصف السلفي: استغلال اهل الاهواء للشقاق الحاصل لبث سمومهم فليعقل اخواننا من هؤلاء ووهؤلاء خطورة الامر وليزنوا الامور بعدل انصاف فمثلا: قد ادافع عن احد العلماء الذين اخالفهم في بعض الجزئيات واصفه بالشيخ العلامة المحقق نكاية في اعداء السنة الذين يحاولون النيل منها بالنيل من اهلها ولا يعني هذا ابدا انني اقره على اخطائه في مواطن اخرى او انني من تلاميذه الذين لا يرون عالما الا شيخهم وهذا الكلام موجه لطرفي المعادلة وليس متعلقا بطرف دون آخر فقد صار ديدن اهل البدع الطعن في .. (1) .. بكلام .. (2) ... فيه والطعن في .. (2) .. بكلام .. (1) .. فيه والنتيجة = 0 اي اسقاط الاثنين معا والحل هو ما قرره شيخ الاسلام رحمه الله بقوله:
((وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا مايلقي بينهم العداوة والبغضاء بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى كما قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة: من الآية2). وليس لأحد منهم أن يأخذ على أحد عهداً بموافقته على كل ما يريده، وموالاة من يواليه، ومعاداة من يعاديه، بل من فعل هذا كان من جنس جنكيزخان وأمثاله الذين يجعلون من وافقهم صديقا موالياً ومن خالفهم عدواً باغياً. بل عليهم وعلى أتباعهم عهد الله ورسوله بأن يطيعوا الله ورسوله، ويفعلوا ما أمر الله به ورسوله، ويحرموا ما حرم الله ورسوله ويرعوا حقوق المعلمين كما أمر الله ورسوله، فإن كان أستاذ أحد مظلوماً نصره، وإن كان ظالماً لم يعاونه على الظلم بل يمنعه منه، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما)، قيل: يا رسول الله! أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالماً؟ قال: (تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه))) ".
أيها الأكارم .. في انتظار موقفكم من هذه النقاط!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 02:13]ـ
اخي العاصمي الجزائري اضيف الى كلامك ان الليبرالي يعلمون الانقسام الحاصل بين الصحوة الاسلامية ويضربون على هذا الوتر باستمرار ويحاولون ان يزيدوا في الانقسام ويحرضوا التيارات الاسلامية على بعضها ومن اكبر الامثلة تركي الدخيل وبرنامجه اضاءات الذي يسأل كل شخصية اسلامية يقابلها عن تياره ورائيه في التيارات الاخرى وسبق ان استضاف احدهم والذي قال عن الاخوان المسلمين كلام ما سمعنا اعتى العلمانيين يقوله في برنامج تلفزيوني!!!
واذكر اني كنت مره في نقاش معى ليبرال شاب وهو طالب جامعي وما ان بدات انصحه حتى انطلق يفصل في الاحزاب والجماعات ويسب وينتقص منهم جميعاً ويقول ان الصحوة الاسلامية قامت على ايدي الجماعات الاسلامية والجماعات الاسلامية باطلة وما قام على باطل فهو باطل ... !!!
وكان يظن اني من الذي يعادون الجماعات الاسلامية برها وفاجرها وعندما اخبرته اني موقفي من الجماعات الاسلامية ما قاله الشيخ ابن جبرين حفظه الله وهو ان الجماعات السنية يغلب عليها الخير وله علينا حقين: الاول: الاخوة في الله والثاني: النصحية. انطلق يثير شبهات اخرى حول الاسلام ولم يعقب على كلامي
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 11:30]ـ
أيها الأخوة الأكارم
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
بخصوص ماقاله الأخ المفضال (العاصمي) لهو من الواقع (المرير الذي نعايشه)
دعونا جميعا ننقاش ببعض القضايا المنهجية.
هل ترون (السبب الرئيس في اختلاف الشباب في علمائهم) هو جهلهم (بقواعد و أصول في التعامل مع المخالف)
أو (فهمهم الخاطىء لنصوص السلف في التعامل مع المخالف)
قد يقرؤون عن الإمام (أحمد بن حنبل أنه كان شديدا على أهل البدع) أو (يقرؤون عن الإمام البربهاري أنه كان شوكة في حلق اهل البدع) أو (يقرؤون عن الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه يكفر أبا حنيفة) فيقولون (هؤلاء أئمتنا، وهذه مواقفهم من المخالف ظاهرة واضحة) فنحن (نسير على خطى أئمتنا في التعامل مع المخالف)
هكذا (يقولون)
في (نظركم أيها المباركون) هل هكذا تفهم نصوص السلف؛ بغض النظر عن المقاصد و الغايات، ومراعات الحال و الزمان و المكان؟
و أعجب كل العجب من كتاب لأحد طلاب العلم (و الطي بسببه حلصت الفوضى و الشحناء) بين (الشباب و علمائهم) كتاب (إجماع السلف على هجر و التحذير من أهل الأهواء و البدع) يسرد نصوص السلف في (تقرير مبدأ الهجر و الجرح) دون أدنى تفصيل لتلك (النصوص).
وهذا الكتاب (طار به أهل الجرح و التجريح كل مطار) وفتنوا به (الدهماء و الغوغاء) حتى خرج لنا جيلا (منحرفا فكريا أخلاقيا)
1: جرح المبتدع 2: وهجره 3: أو التنكيل به.
له أ: ضوابط ب: وشروط.
أترك المجال (للمباركين) لان يدلو بدلوهم
وتحية خاصة (للعاصمي)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[21 - Mar-2009, صباحاً 10:31]ـ
المشكلة عند بعض الاخوة (سلوكية) وليست (علمية) ذلك انهم يتفقون مع غيرهم من حيث (التنظير) ويخالفونهم من حيث (التطبيق) ولعل ما زاد الامر سوء هو تمكن (الادواء) النفسية من بعض المتصدرين والتفاف بعض الاحداث (المساكين) حولهم فاذا اكتمل نصاب (الاعداد) صار الهجوم حتما واجبا فتراهم وقد لعب بهم شيطان الجهل وهم يضربون عن غير وعي ذات اليمين وذات الشمال ويرمون من لم يسلم لهم زمامه ولم يترك للامر خطامه بشتى انواع الشتائم والتهم فهو (جامي) عند هؤلاء (قطبي) عند اولئك حتى صار بعض من عصمه الله من الفتن يتندر بمثل هذه الامور وشر البلية ما يضحك اما الكتاب ورغم كونه كما وصفت من حيث طيران بعض من لا عقل عنده به فهو سلاحه في وجه اخوانه يشهره كلما وكزه شيطانه الا ان الحق انه كتاب نافع لطالب العلم وتعليق الانحراف به فيه شئ من الاجحاف-عذرا- اذ هو كما اعلم جاء في مرحلة متأخرة من (المعركة) لا في بداياتها والله اعلم
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[21 - Mar-2009, صباحاً 11:32]ـ
في نظري ان اسباب هؤلاء كثيرة وعلى راسها:
1 - التشجيع والدعم والتنظيرالذي يوجه لهؤلاء الشباب ان يكونوا فرسان التوحيد واسود السنة وقامعي البدعة, فاصبح احدهم يبذل كل جهده ويرمي كل سهامه ويقضي اوقاته في تتبع المخالفين لاساتذته بدون ان يعرف حتى اصول الدين او يحفظ قصار السور.
2 - الحسد والبغض التي يختلج في النفوس فتنطق به الالسن وتخطه الايدي وتسود به الاوراق ومن الملاحظ انهم يطاردون كل ناجح او كل مخالف لهم و من يتعرض طريقهم فسوف يشنون عليه حرب شعواء لا تبقي ولا تذر وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ان ابغض الرجال إلى الله الالد الخصم" متفق عليه
3 - الجهل والحق يقال ان الكثيرين من هؤلاء نحسبه والله حسيبه صاحب غيره على الدين وحمية ولكن جاهل في الدين وقد قيل كل ما زاد علم المرء كل ما اتسع صدره للخلاف وكذلك علّم فقه الخلاف وفقه الدين وان بعض الاقوال التي يرى انها مخالفه قال بها صحابة وتابعيين!!! وكذلك ان افضل وسيلة لدعوة المخالف هي الرفق والحجة الواضحة وليس الردود الغليضة وقد قال من لا ينطق عن الهوى: "من يحرم الرفق يحرم الخير كله" رواه مسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 03:23]ـ
وعندما اخبرته اني موقفي من الجماعات الاسلامية ما قاله الشيخ ابن جبرين حفظه الله وهو ان الجماعات السنية يغلب عليها الخير وله علينا حقين: الاول: الاخوة في الله والثاني: النصحية.
هذه المسألة ككل مسائل الخلاف فهي بين طرفين ووسط.
وكل يدعي وصلا بليلى .....
فأخي ماجد يستشهد بفتوى الشيخ الجبرين في الجماعات!
وغيره يستشهد بفتوى الشيخ ابن باز في أن الاخوان والتبليغ ومن شابههم من الفرق الهالكة!
والاُخوة في الله والنصيحة ثابتة لكل مسلم , ولكن ممن هو أهل للمخالطة والنصيحة.
فلا يجوز أن تعمم الأحكام يا رعاكم الله.
فمن ينصح بفتوى الشيخ الجبرين ويعممها على طلبة العلم , فهذا ليس بناصح , لأن طالب العلم يحتاج من ينصحه وهو ليس أهلا لنصيحة فرق وجماعات قائمة على أصول وتنضيمات وبيعات في الأعناق!!
ومن يُنزّل فتوى الشيخ ابن باز في كل مخالف للسنة , فهو صاد عن سبيل الله , وغير ناصح لنفسه ولا للدعوة والله المستعان.
فالخلل كما هو عند غيرنا , لابد من أن ننظر فيما عندنا من خلل والمعصوم من عصمه الله.
وليعلم اخواني أن الواحد فينا , إذا شرع في انتقاد غيره , فهو يزكي نفسه شاء أو أبى , والعدل والقسط أن يذكر ما له وما عليه فإن الإنصاف من الإيمان , وما أبرا نفسي والله المستعان.
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 05:36]ـ
هذه المسألة ككل مسائل الخلاف فهي بين طرفين ووسط.
وكل يدعي وصلا بليلى .....
فأخي ماجد يستشهد بفتوى الشيخ الجبرين في الجماعات!
وغيره يستشهد بفتوى الشيخ ابن باز في أن الاخوان والتبليغ ومن شابههم من الفرق الهالكة!
والاُخوة في الله والنصيحة ثابتة لكل مسلم , ولكن ممن هو أهل للمخالطة والنصيحة.
فلا يجوز أن تعمم الأحكام يا رعاكم الله.
فمن ينصح بفتوى الشيخ الجبرين ويعممها على طلبة العلم , فهذا ليس بناصح , لأن طالب العلم يحتاج من ينصحه وهو ليس أهلا لنصيحة فرق وجماعات قائمة على أصول وتنضيمات وبيعات في الأعناق!!
ومن يُنزّل فتوى الشيخ ابن باز في كل مخالف للسنة , فهو صاد عن سبيل الله , وغير ناصح لنفسه ولا للدعوة والله المستعان.
فالخلل كما هو عند غيرنا , لابد من أن ننظر فيما عندنا من خلل والمعصوم من عصمه الله.
وليعلم اخواني أن الواحد فينا , إذا شرع في انتقاد غيره , فهو يزكي نفسه شاء أو أبى , والعدل والقسط أن يذكر ما له وما عليه فإن الإنصاف من الإيمان , وما أبرا نفسي والله المستعان.
كلام طيب أخي وفقك الله
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[05 - May-2009, مساء 03:00]ـ
للرفع ....
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[01 - Aug-2009, مساء 11:40]ـ
وليعلم اخواني أن الواحد فينا , إذا شرع في انتقاد غيره , فهو يزكي نفسه شاء أو أبى.
هذه أراها مجازفة منك حادة (و الله المستعان)
هل اطلعت على القلوب ورأيت مافيها
هل تعلم مايدور في نفس أخيك
انت حكمت على كل واحد منا إذا شرع في انتقاد غيره أنه يزكي نفسه؛ من أين لك هذا بالله عليك؟!!!!
هذه من بين الأدواء التي نعاني منها (سوء الظن بإخواننا)
و الله المستعان
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[02 - Aug-2009, صباحاً 12:02]ـ
المشكلة عند بعض الاخوة (سلوكية) وليست (علمية) ذلك انهم يتفقون مع غيرهم من حيث (التنظير) ويخالفونهم من حيث (التطبيق) ولعل ما زاد الامر سوء هو تمكن (الادواء) النفسية من بعض المتصدرين والتفاف بعض الاحداث (المساكين) حولهم فاذا اكتمل نصاب (الاعداد) صار الهجوم حتما واجبا فتراهم وقد لعب بهم شيطان الجهل وهم يضربون عن غير وعي ذات اليمين وذات الشمال ويرمون من لم يسلم لهم زمامه ولم يترك للامر خطامه بشتى انواع الشتائم والتهم فهو (جامي) عند هؤلاء (قطبي) عند اولئك حتى صار بعض من عصمه الله من الفتن يتندر بمثل هذه الامور وشر البلية ما يضحك اما الكتاب ورغم كونه كما وصفت من حيث طيران بعض من لا عقل عنده به فهو سلاحه في وجه اخوانه يشهره كلما وكزه شيطانه الا ان الحق انه كتاب نافع لطالب العلم وتعليق الانحراف به فيه شئ من الاجحاف-عذرا- اذ هو كما اعلم جاء في مرحلة متأخرة من (المعركة) لا في بداياتها والله اعلم
أحسنت أخي العاصمي، وبارك الله في أخي فيصل على هذا المقال الطيب
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[17 - Aug-2009, مساء 06:21]ـ
وفيكم يبارك الله
ـ[أبوصلاح الدين]ــــــــ[18 - Aug-2009, صباحاً 03:03]ـ
أخي الكريم
بغض النظر عن الانحياز لأي طائفة
مصيبة التراشق بين المتدينين وصلت إلي مرحلة خطيرة
خاصة هذا النت فتح الباب علي مصراعيه
الكل يعبر بماشاء عما شاء
صار البعض ينتقي أسوأ الكلمات وأقساها ليرمي بها إخوانه في الدين
لازلت اذكر قصة ذالك الملك الذي قال لذالك العالم الذي قال له (إني ناصحك فمشدد عليك) قال: هون عليك لست بموسي ولست بفرعون
حين تري البعض يتكلم عن اهل البدع والاهواء تري وكانه يتكلم عن ألد أعداء الله اليهود إخوة القردة والخنازير الذين استعملوا الأسلحة المحرمة لتشويه أطفالنا في غزة مثلا.
هؤلاء نكن لهم الحقد الدفين نعم
أما إخواننا فمهما اختلفنا معهم فأين الرحمة واللطف واللين وأين قول الله (فقولا له قولا لينا) من قالها ولمن ولمن تقال.قالها رب العالمين لموسي وهارون عليهما السلام وتقال لأشد أعداء الله فرعون.
أين نحن إخواني الكريم؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نبيل المعيقلي]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 02:32]ـ
بارك الله فيك ابن بلدي
وجزاك الله خيرا
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 04:41]ـ
بارك الله فيك ابن بلدي
وجزاك الله خيرا
من تقصد بابن بلدك؟
إذا كنت تقصدني؛ فدعني أتعرف عليك ...
ـ[ابو الفداء المصرى]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 05:24]ـ
اخى العزيز فيصل
بارك الله فيك و جعل ما تكتب فى ميزان حسناتك
الان و على حسب المنطق و الميزان العجيب الذى يستخدمه اهل الغلو تجد ان الاصل فى العلماء و الدعاة أنهم مبتدعة على الرغم ان الاصل عند اهل السنة و الجماعة هو براءة الذمة و ان ما ثبت اسلامه و ان شئت قل سنيته بيقين فلا تزول الا بيقين و لكن الى الله المشتكى من أناس لا هم لهم الا الطعن فى الدعاة الى الله لاخطاء وقعت منهم فخرجوا بذلك من السلفية و لا و لن يرجعوا اليها حتى يلج الجمل فى سم الخياط زعموا
الغريب فى الامر حقا ان هذه المنتديات-اقصد منتديات الطعن فى العلماء و الدعاة- فى ازدياد رهيب بل ان المتتبع لها على الشبكة العنكبوتية يجد انه خلال الثلاث سنوات الاخيرة قد ازدادت بما يعادل 700% ان لم اكن مخطئا و الموضوع الذى تقراه هنا تجده مكررا فى الاخر و هكذا الى ما لا نهاية.
و من الغرائب و الغرائب جمة ان تجد الاخ يشترك اليوم فى ذاك المنتدى و هو من هو من حيث الجهل و قلة العلم الشرعى ولا يبدأ بسؤال عقدى او فقهى و لكن السؤال المعتاد هو ما حال فلان بن فلان؟ و لا تلبث الا القليل حتى تأتيك التعليقات من كل صوب و حدب و كلها فى اتجاه واحد الا و هو الطعن الذى تتعد اشكاله و انواعه و ان كان يصب فى نفس المعنى فالى الله المشتكى.
ـ[عبد الجليل سعيد]ــــــــ[20 - Aug-2009, مساء 08:03]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
يا إخوان أما آن لكم أن تقرؤوا هذا الكتاب فهو من أحسن ما ألف حول أدعياء السلفية ممن يعبدون المشايخ ويدعون لعبادتهم ولا يبغون عن عبادتهم حولا و رحم الله المتعصبة القدامى فهم وإن تعصبوا فقد تعصبوا لخير الأئمة أبو حنيفة ومالك والشافعي و أحمد وإن دقت ساعة الخطر اتحدوا ضد عدوهم فما نعلم أن ابن تيمية قد استبعد مبتدعا في جهاده للتتار، أما المتعصبة الجدد فيتعصبون لفقهاء المارينز حتى أن كبيرهم الذي علمهم السحر قد صدرت في حقه تزكية و إجازة من هيئة عالمية معترف بها من طرف المجمعات الحاخامية الصهيونية وهي مركز مكافحة الإرهاب في أمريكا وأنتم تعلمون يا إخوان أنه لن ترضى عنك اليهود إلى إن كنت الولد البار فبئس الوالد والمولود فهم يقفون في صف كل من يسفك دماء المسلمين حتى إبان حرب غزة إخواننا تعرضوا لحرب ذات ثلاث واجهات واجهة اليهود بالأسلحة وواجهة أخرى يقف فيها الليبرالية وشبكة سحاب السلفية فأبلوا بلاءا استحقوا به التزكية المذكورة و لقد صادفنا منهم من كان يدعو على حماس بأن تبيدها اليهود،فاللهم عاملهم بأحب الأمرين إليك إما ان تهديهم سواء السبيل و أن يكونوا عونا لإخوانهم على من سواهم، وإما أن تحشرهم مع زمرة أعداء المجاخدين في سبيلك،إنك سميع قريب مجيب الدعاء
الكتاب هو فتنة أدعياء السلفية يحمل من موقع للدكتور طارق عبد الحليم http://www.tariqabdelhaleem.com (http://www.tariqabdelhaleem.com) من مؤلفات وكتب الشيخ(/)
هل زواج الرجل الملتزم من امرأة غير متحجبة يقدح في التزامه؟
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 02:27]ـ
ليس الغرض من السؤال هو البحث عن صحة هذا الزواج من عدمه بل هل زواج الرجل الملتزم من امرأة غير متحجة يقدح الرجل في التزامه؟
ـ[ابن عطاء السكندرى]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 04:50]ـ
سؤال ممتاز و الله
وهو فرصه لإعمال العقول ........
ـ[أبومروة]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 06:27]ـ
لا أعتقد أن ذلك يقدح في مروءته إذا استطاع أن يأثر فيها بأخلاقه وسلوكه، مالم تبق متبرجة؟
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 06:36]ـ
لنضع الظروف الخاصة بكل قصة من هذا النوع جانبا، ونتكلم بصفة عامة، ونضع في اعتبارنا أن كلامنا لا ينطبق على كل مرة.
وأطرح نقطة: " الملتزم " هو من يتبع تعاليم نبيه صلى الله عليه وسلم أكثر من غيره، ويراقب الله، فهل إعراضه عن قول النبي صلى الله عليه وسلم " فاظفر بذات الدين " لا يُعد قدحا في التزامه؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 06:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم:
الكثير من الفتيات الطيبات عندنا في الجزائر يتحرقن شوقا لتلك اللحظة التي يتحررن فيها من ضغط الاسر المخالفة للشرع حتى صار العرف ان حجاب المتبرجة دليل على خطبتها فان كانت الفتاة من هذا الصنف فلا اظن الامر (يقدح) بل (يمدح) ولعلك -وانت الاصولي- تخرج لنا وجه المدح بقياسه على تحرير المسلم اخاه من الاسر-وارجو ان لاتطالبني بان ابحث لك عن اسير لتحرره (ابتسامة) - اما ان كان الامرعلى غير هذه الصورة فالفرار هو الظاهر في الصورة!!
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 08:36]ـ
مصطلح الإلتزام مصطلح محدث فلم يرد لا في الكتاب ولا في السنة، لكن جرى العرف الآن أن يقصد به الرجل التقي.
على كل حال، انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الإيمان" نرى أن الإيمان يتجزؤ. وبالتالي فقد تجد الإنسان قد ضرب بأسهم كبيرة من صدقة وصوم ونصرة للمظلوم ما يجعل إيمانه يقوى. ولو أن هذا في الغالب مستبعد أن تجد إنسانا يمتلك هذه الصفات كلها ثم لا يبالي بمظهر زوجته!
ضف إلى ذلك فقوامة الرجل على زوجته تجعله مشاركا لها في مسؤولية كثير من تصرفاتها الظاهرة، فإن كانت تعصي الله جهارا كالتبرج مثلا فإنه مشارك لها في الإثم إن استطاع أن يغير الأمر ولم يفعل.
لكن قد تجد بعض الرجال مغلوب على أمرهم، فمثلا في أوروبا تجد الشاب الملتزم متزوج بمتبرجة لأن الظروف حتمت عليه ذلك ـ إن صح التعبير ـ بمعنى أن حظوظ تحصيل إقامة دائمة هناك شبه معدومة بدون الزواج. فتجده يوازن بين المصالح والمفاسد ويرى أن زواجه منها ضروري لأسباب دينية ودنيوية درء لمفاسد أكبر ـ والله أعلم ـ
لكن في البلدان العربية والإسلامية عموما الآن توجد كثير من المحجبات الطيبات، فلما العدول عنهن إلى غيرهن من الشغوفات بإظهار مفاتنهن؟!
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 10:01]ـ
لاشك أن الأصل القدح في هذا، ويستثنى أمران الأول من كان له مقصد سليم بإن ينوي أن يحجبها ولعله يتدرج معها في الحجاب. والثاني من لا يستطيع وقد تكون مصلحة امساكها أعظم من مصلحة مفارقتها وذلك عندما كان العلامة صديق حسن خان متزوجا بملكة بهوبال وكانت متبرجة ثم تدرج معها حتى حجبها رحم الله الجميع
ـ[نور السلفية]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 12:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا في رأيي إذا كان يستطيع أن يؤثر فيها قبل الزواج يعني في فترة الخطبة أو في الرؤية أن يشترط عليها الحجاب الشرعي وإن رأى أنها استجابت بعد إقناعه لها أن يرضى بها ويعلمها أمور دينها ويأخذ عليها الأجر أما إن رفضت أو لم تستجب فالمرأة الملتزمة أولى بذلك والله المستعان والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 02:14]ـ
أذكر كلاما للعلامة العثيمين معناه:
من الخطأ أن يتزوج المستقيم مثل هؤلاء النوعيات، ويقول لكي أهديها! لأنه كم وكم ممن أثرت هي على زوجها حتى صار خارجيا!! أو فاسقا ماجنا.
والله أعلم.
ـ[التقرتي]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 04:30]ـ
يا ابا عبد الرحمن هداك الله من سلم لك أن الأصل القدح؟ أم أنك تضع مقدمة لإثبات وجهة نظرك؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 04:34]ـ
قد يكون الرجل من اهل بلد اكثرهن متبرجات كتونس مثلا فهل لا يتزوج؟ قد يكون الرجل مطيعا لأبويه فيتزوج بنت عمه و هي متبرجة لإرضاء الوالدين فهل ينزع عنه الإلتزام من اجل ذلك؟ قد يمر الرجل بمرحلة نقص إيمان فيتزوج بمتبرجة ثم يفيق فهل يطلقها من أجل دلك و خاصة ان كان عنده أولاد؟
خلاصة القول هذا باب لا ينضبط فلا تلازم بين الأمرين كل و حاله و أمر كهذا يرجع لحال البلد و عرف الناس فيه و كثير من الأمور
و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 04:53]ـ
أذكر كلاما للعلامة العثيمين معناه:
من الخطأ أن يتزوج المستقيم مثل هؤلاء النوعيات، ويقول لكي أهديها! لأنه كم وكم ممن أثرت هي على زوجها حتى صار خارجيا!! أو فاسقا ماجنا.
والله أعلم.
لو تتحفنا بالمصدر أخي أبو احمد بارك الله فيك
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 05:01]ـ
هل يقدح أولا يقدح هذا متوقف على عدة عوامل:
-المحيط الاجتماعي
-استعدادات زوجته المتبرجة لتغيير حالها
-جدية الرجل والسير في تغييرها
............
وأخشى أن يتكلم في عرض الرجل وهذا منتفي في الشريعة الاسلامية فان الشريعة جاءت لسد الذرائع
ـ[عبدالله الكناني]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 05:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم:
الكثير من الفتيات الطيبات عندنا في الجزائر يتحرقن شوقا لتلك اللحظة التي يتحررن فيها من ضغط الاسر المخالفة للشرع حتى صار العرف ان حجاب المتبرجة دليل على خطبتها
لمثل هذا يذوب القلب من كمد
إن كان في القلب إسلام وإيمان
اللهم استر عوراتنا وإخواتنا المسلمات ياكريم
هذه المداخلة يا أخي الكريم مبكية أعان الله المسلمات في كل مكان على من عاداهن وسعى في مكرهن آمين
ـ[أشجعي]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 09:35]ـ
أنا أتكلم عن نفسي وعن مجتمعي,
لو رأيت ملتزما وبجانبه متبرجة سواء في السوق أو في الشارع أو في سيارته لأسأت الظن به,
ولو كان أحد معارفي أو كان من طلبة العلم ويظهر الالتزام لتنقصت منه في عقلي أيضاً,
هذا واقعنا بدون لف ولا دوران,
وقول شيخي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم:
الكثير من الفتيات الطيبات عندنا في الجزائر يتحرقن شوقا لتلك اللحظة التي يتحررن فيها من ضغط الاسر المخالفة للشرع حتى صار العرف ان حجاب المتبرجة دليل على خطبتها يلزم منه ان تتحجب بعد الزواج, وليس السؤال في التقدم للخطبة من اخت متبرجة أبوها يجبرها على السفور, فهي إن تزوجت أصبحت في حكم الزوج.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[21 - Mar-2009, صباحاً 09:49]ـ
أخي الكريم: حملك للسؤال على معنى مغاير لما حمله عليه اخوك هو سر استشكالك لمداخلته ولعل هذا راجع الى الغموض الذي يلف المشاركة الاولى فهي عامة مطلقة يفهم منها هذا كما يفهم منها ذاك
وقد قيدت مشاركتي بصورة واقعية لابراز الوجه المؤلم من الواقع وتحديد الصورة التي حاولت من خلالها تقييد الاطلاق
اما تصديرك لمداخلتك ب
وقول شيخي (يبدوا ان رياح الشام قد هبت):
[/ color][/i] يلزم منه ان تتحجب بعد الزواج, وليس السؤال في التقدم للخطبة من اخت متبرجة أبوها يجبرها على السفور, فهي إن تزوجت أصبحت في حكم الزوج.
فلا اظنها تشكل نقطة خلاف بل هي صورة متفق على انكارها ومع هذا فلا تخلوا من استثناء ..
مثلا: اخ مستقيم له ام متبرجة لقيها في الطريق وهي في طريق عودتها من العمل ونادته ليعينها على حمل الاغراض من السوق .. فكيف يتصرف صاحبنا والحال هذه؟ تراه سيعرض عن أمه كما يفعل الكثير ويعاملها معاملة الاجنبية؟ تراه سيتجاهل نداءها ويمضي الى سبيله؟ .. اظن بان المسألة معقدة نوعا ما والواقع الاجتماعي يفرز العديد من المشاكل التي نضطر للتعامل معها يوميا
ـ[نور السلفية]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 02:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي لقد ذكرت لك رايي سابقا حول موضوعك ولقد سألت لك الشيخ: جمال الشيخ حفظه الله وقد أجاب مايلي:
وقد أجاب أنه لا يجوز زواج الرجل بامرأة غير ملتزمة لانه يقدح في دينه وفي خلقه ولا يؤخذ عليه وقد اوصى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله فاظفر بذات الدين تربت يداك إذن ذات الدين أولى والله أعلم والله المستعان والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 02:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي لقد ذكرت لك رايي سابقا حول موضوعك ولقد سألت لك الشيخ: جمال الشيخ حفظه الله وقد أجاب مايلي:
وقد أجاب أنه لا يجوز زواج الرجل بامرأة غير ملتزمة لانه يقدح في دينه وفي خلقه ولا يؤخذ عليه وقد اوصى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله فاظفر بذات الدين تربت يداك إذن ذات الدين أولى والله أعلم والله المستعان والسلام عليكم ورحمة الله
أحسنت، أحسن الله إليك ..
صاحبنا في ورطة، ولم يجد لها الخرج.
و الله المستعان.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 03:56]ـ
أحسنت، أحسن الله إليك ..
صاحبنا في ورطة، ولم يجد لها الخرج.
و الله المستعان.
اخي الكريم ابا حزم: قولك هذا يقلب الامور رأسا على عقب فالمرأة لم تكن محجبة في الأول وهي الآن غير ملتزمة والفرق بين الحالين كما بين الثرى والثريا ولن ينفع صاحبك والحال كما وصفت غير الدعاء وعليه ان يعلم بأن الأنس بالله دواء كل بلوى وان الصبر مفتاح الفرج .. وان استزدتني زدتك!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 04:12]ـ
بارك الله فيك شيخي, ولا علاقة لا لرياح الشام ولا لعواصفها,
والمسألة بكل بساطة انني أقل علما من كثير من المشايخ هنا, وان لم تعجبك الكلمة فاعتبرها خارجة مني للتحبب شيخي:)
واما عن المسالة التي طرحتها, -مسألة الأم- فلعلها مختلفة من عدة جوانب,
الجانب الأول: سهولة معرفة الأم من الزوجة, فهذه كبيرة بالسن وتلك صغيرة.-هذا لو قلنا أننا لا نعرف الشخص-.
الجانب الثاني -لو عرفناه-: ليس للزوج سلطة على الأم كما هي على زوجته, نعم هو يدعوها وينصحها ولكن لا سلطة له عليها. وخروجه مع أمه لن يكون بمقدار خروجه مع زوجته, وأمه ليست من رعيته التي يُسأل عنها إنما يُسأل عن بِرها.
ومن يترك امه هكذا بلا مساعدة, فهو عندي أحمق ولا شك, فمسألة الهجر بالزجر لا تكون هكذا.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 05:16]ـ
اخي الكريم اشجعي: ليكن في علمك ان اخاك ليس شيخا لا من حيث السن ولا من حيث العلم وما قصدت بعبارتي تلك ما فهمته منها بل كل ما اردت من ورائها هو ادخال شئ من البهجة على نفسك اذ كان الظن ان اهل الشام يستخدمون هذه العبارة كثيرا في كلامهم تماما كما يستخدم الجزائريون عبارة (أخي) على اختلاف لهجاتهم في نطقها (خو) (خويا) (خيي) وغيرها وقد استخدمت لفظة (رياح) لدلالتها على الخير مفضلا اياها على لفظة (ريح!!) فلا مناسبة اذا بينها وبين أعاصيرك (ابتسامة) كما ان الشام رمز البركة وقد صحت في فضائلها آثار وألفت في معالمها رسائل وليس في كلامك ما ينقض كلامي خصوصا وقد فسرت لك سر الخلاف وانك تحمل معنى السؤال على غير ما احمله عليه وقد تعللت بال (غموض) الذي شابه في حملي اياه على صورة غير تلك التي حملته عليها وقد اقررتك وانصفتك وما كنت لارد امرا اوضح في الذهن من رؤيا سحابة بيضاء في سماء صافية اما تفصيلك القول في الفرق بين امه وزوجته فلا متعلق له بكلامي ذلك اني بسطت القول في الصورة التي اعنيها وبينت موقفي من غيرها فلا عتب ..
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 05:24]ـ
يا ابا عبد الرحمن هداك الله من سلم لك أن الأصل القدح؟ أم أنك تضع مقدمة لإثبات وجهة نظرك؟
الحجة فيما خرجه الحاكم وغيره عن أبي موسى مرفوعا (ثلاثة يدعون فلا يستجاب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها،و رجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه، و رجل آتى سفيها ماله و قد قال الله عز وجل: * (و لا تؤتوا السفهاء أموالكم) * ".) وصححه الألباني مرفوعا في الصحيحة 1805 وإن رواه بعضهم موقوفا، فهو قول صاحب له حكم الرفع لأنه مما لا يقال بالرأي. وإن كان فيه إشكال هو إيجاب الشهادة على الدين. والله أعلم
ـ[نور السلفية]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 06:48]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك ربي
أخي أدعو الله العظيم رب العرش العظيم ان يخرجك من هذه الورطة وأنا أدعو الله لك أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسرك وتقر بها عينك في الدنيا والاخرة عليك بالصبر والدعاء والله المستعان فلدينا نفس المشكل انت مع الزوجة الغير المتحجبة وأنا مع الزوج غير الملتزم الله المستعان والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[أشجعي]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 08:04]ـ
اخي الكريم اشجعي: ليكن في علمك ان اخاك ليس شيخا لا من حيث السن ولا من حيث العلم وما قصدت بعبارتي تلك ما فهمته منها بل كل ما اردت من ورائها هو ادخال شئ من البهجة على نفسك اذ كان الظن ان اهل الشام يستخدمون هذه العبارة كثيرا في كلامهم تماما كما يستخدم الجزائريون عبارة (أخي) على اختلاف لهجاتهم في نطقها (خو) (خويا) (خيي) وغيرها وقد استخدمت لفظة (رياح) لدلالتها على الخير مفضلا اياها على لفظة (ريح!!) فلا مناسبة اذا بينها وبين أعاصيرك (ابتسامة) كما ان الشام رمز البركة وقد صحت في فضائلها آثار وألفت في معالمها رسائل وليس في كلامك ما ينقض كلامي خصوصا وقد فسرت لك سر الخلاف وانك تحمل معنى السؤال على غير ما احمله عليه وقد تعللت بال (غموض) الذي شابه في حملي اياه على صورة غير تلك التي حملته عليها وقد اقررتك وانصفتك وما كنت لارد امرا اوضح في الذهن من رؤيا سحابة بيضاء في سماء صافية اما تفصيلك القول في الفرق بين امه وزوجته فلا متعلق له بكلامي ذلك اني بسطت القول في الصورة التي اعنيها وبينت موقفي من غيرها فلا عتب ..
السرور قد دخل عندما ناقشتك يا (خيي)
فبارك الله فيك ونفع.
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 05:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم فيصل اذا تزوج الاخوة الملتزمين من العاميات او المتبرجات فاخواتنا الملتزمات المتجلببات العفيفات الطاهرات من يتزوج بهن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انتبه اخي ولا يغركم الجمال فالجمال يزول وتبقى الاخلاق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 05:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم فيصل اذا تزوج الاخوة الملتزمين من العاميات او المتبرجات فاخواتنا الملتزمات المتجلببات العفيفات الطاهرات من يتزوج بهن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انتبه اخي ولا يغركم الجمال فالجمال يزول وتبقى الاخلاق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ليس هذا هو محل البحث أخي الكريم فلا تظنن باخوانك سوء ولتتصور معي حالة رجل هداه الله للاستقامة ومع هذا بقيت زوجته على أصلها السابق ما الذي يمكن ان يفعله حتى يتجنب الطلاق وهي صورة واقعية جدا جدا
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 06:12]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ليس هذا هو محل البحث أخي الكريم فلا تظنن باخوانك سوء ولتتصور معي حالة رجل هداه الله للاستقامة ومع هذا بقيت زوجته على أصلها السابق ما الذي يمكن ان يفعله حتى يتجنب الطلاق وهي صورة واقعية جدا جدا
هذا سؤال الخ الكريم فيصل
ليس الغرض من السؤال هو البحث عن صحة هذا الزواج من عدمه بل هل زواج الرجل الملتزم من امرأة غير متحجة يقدح الرجل في التزامه؟
اقرا السؤال جيدا ولد بلادي فاظنك على خطا
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 06:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
المسألة معقدة وتختلف من شخص لشخص، فلا يجوز القول ... بأنه قادح في استقامته أو لا يقدح في استقامته .. إلا بدراسة المحيط والأسباب ...
فمثلا لو أن الشاب مستقيم قبل زواجه فتزوج بفتاة متبرجة فهذا قد يقدح في استقامته، إذ لم يعمل بالأمر النبوي الشريف (فاظفر بذات الدين تربت يداك) وحتى وإن غلب على ظنه إقناعها بعد الزواج، إلا إن استطاع ذلك بعد الزواج فينتفي القدح بخصوص استقامته من هذه الناحية .. وإلا فلا ..
وأما إن تم الزواج قبل استقامة الشاب ثم حصل التحويل الإيجابي، فلا يمكن القدح في استقامته ما دام هو منكر ومحاول في تحويلها، اللهم إلا إذاكان التبرج تبرج الغربيات تماما ...
................
ومن هنا ينبثق سؤال آخر، وهو ماذا لو تزوج من كتابية، ومعلوم أنها لا تتحجب، ورب العزة سبحانه أباح لنا الزواج منهن، فهل يكون الشاب حينئذ مقدوحا في استقامته أم لا؟
................
لذا فالمسألة وكما قلت تختلف من شخص لشخص ...
وصلى الله وسلم على رسول الله
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 06:23]ـ
هذا سؤال الخ الكريم فيصل
ليس الغرض من السؤال هو البحث عن صحة هذا الزواج من عدمه بل هل زواج الرجل الملتزم من امرأة غير متحجة يقدح الرجل في التزامه؟
اقرا السؤال جيدا ولد بلادي فاظنك على خطا
هذا ما ظننته أول الأمر إلا أن مجريات الحوار قد اخذت مسارا آخر خصوصا وقد بين الأخ الكريم مراده .. ويبدوا أن نظرية تحرير الأسرى لم ترق لأحد من المشاركين (ابتسامة)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 06:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
................
ومن هنا ينبثق سؤال آخر، وهو ماذا لو تزوج من كتابية، ومعلوم أنها لا تتحجب، ورب العزة سبحانه أباح لنا الزواج منهن، فهل يكون الشاب حينئذ مقدوحا في استقامته أم لا؟
................
وصلى الله وسلم على رسول الله
اخي الكريم: هل أفهم من قولك هذا أنك ترجع الخلاف الى مسألة أصولية اي [هل الكفار مخاطبون بفروع الشريعة؟] ام ان اخاك يغط في سبات عميق؟!!
ـ[همسة]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 06:47]ـ
السلام عليكم
انا في رايي ان هذا الشخص الملتزم اكيد ممكن ياثر علي الفتاة ويقوي ايمانها ويرجعها الي الطريق الصحيح
ولو هي من داخلها راضية ومقتنعة بهذا الشئ اكيد حتنفذكلام الله ورغبة زوجها او خطيبها وترضي ربها وتكون محجبة ملتزمة
تقبل مروري
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 02:59]ـ
اخي الكريم: هل أفهم من قولك هذا أنك ترجع الخلاف الى مسألة أصولية اي [هل الكفار مخاطبون بفروع الشريعة؟] ام ان اخاك يغط في سبات عميق؟!!
.....................
لا يا أخي ما زال الأمر قائما مستقيما سائرا بطريقه ....
وما أريد القول به، هو إن كان الله تعالى أحل للمؤمنين المحصنات العفيفات من الذين أوتوا الكتاب، هذا يعني أن المؤمن حينئذ لا يقدح في استقامته بسبب نكاحه لكتابية عفيفة غير محجبة ..
.............
ولذلك قلت: إنها مسألة لا يصح فيها تعميم الحكم ..
ـ[أشجعي]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 03:48]ـ
وما علاقة الحجاب بالكتابية؟
وهل الحجاب فقط في دين الاسلام؟
يُقدح في الشخص الذي يدعي الالتزام ويُظهر السنة بزواجه من سافرة, سواء أكانت مسلمة ام كتابية,
وليس النقاش في أن نكاح الكتابيات جائز او لا, وليس هذا بيت القصيد,
الزواج من الكتابية جائز, والزواج من المسلمة العاصية أيضا جائز.
فلا يتصور ملتزم بجانبه امرأة سافرة,
ولا يتصور أيضا ملتزم بجانبه امرأة على صدرها الصليب!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 07:52]ـ
ومن هنا ينبثق سؤال آخر, أنتظر اجابتك عليه.
أيهما أفضل, المرأة المسلمة الموحدة السافرة, أم الكتابية المشركة؟
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 09:26]ـ
ومن هنا ينبثق سؤال آخر, أنتظر اجابتك عليه.
أيهما أفضل, المرأة المسلمة الموحدة السافرة, أم الكتابية المشركة؟
غفر الله لي ولك يا حبيب
ليستا سواء في الأصل فكيف بالتفضيل؟؟؟؟؟!!!
(أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون)
فالمسلمة الموحدة بلا ريب ولا شك أفضل وأولى بالمسلم من الكتابية المشركة الكافرة
بارك الله فيكم
ويبدوا أن نظرية تحرير الأسرى لم ترق لأحد من المشاركين (ابتسامة)
أخي العاصمي _محرر الأسيرات_ (ابتسامة)
إذا تأكد طالب الزواج من كون هذه الأسيرة ذات دين وعفاف
ولا يحجزها عن الحجاب إلا تعنت أهلها وشدتهم معها فزواجه منها حسن مرغوب
لكن الخطر - كل الخطر - في هؤلاء المتهورين الذين يحسبون الزواج (تمراً أنت آكله)
ويستهينون بضرورة البحث والتنقيب والحرص الشديد على الظفر بذات الدين ويقولون أتزوجها ومن ثم تتحجب فهذا يركب بحراً خوفه شديد وهوله فظيع قد يظفر في النهاية بخيبة وخسران وربما بانتكاس وعصيان.
وأما من أنعم الله عليه بالهداية بعد أن لم يكن فهذا يجب عليه أولا تحصيل أسباب هدايته ابتداء
وأن يتحقق بالاستقامة في ظاهره وباطنه وأن يتمسك بجميل الأقوال ولطيف المعاملة مع زوجته
تأليفاً لقلبها وإيناساً لروحها كي لا تستوحش من تدينه والتزامه فيقع في قلبها النفرة من الدين والالتزام
وعليه بالرفق في الأمر كله وبالصبر الجميل
وعليه بالتعلق برب العالمين الذي قلوب العباد بين أصبعيه جل وعلا والتقرب إليه سبحانه
وعليه بإدمان الدعاء في الصباح والمساء وسائر الصلوات وبين الأذانين وفي الأسحار
وعليه بأقرب باب إلى الله سبحانه عليه بالافتقار وصدق اللجوء لمن نواصي العباد بيديه وهدايتهم رهن مشيئته سبحانه
ووالله ثم والله لمن فعل ذلك حري أن يستجيب له أكرم الأكرمين ومجيب دعوة المضطرين جل جلاله
والله أعلم
ـ[ابن عطاء السكندرى]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 11:00]ـ
السلام عليكم اخوانى الكرام
عندى راى فى المسألة اود المشاركة به
و هو قياس على زواج الكتابيات
هل زواج الكتابيات مباح على كل حال؟؟؟!!!!!!!!
أرى أنه مشروط بشرط إذا توفر عندهن، توفر بالقياس عند المسلمات صاحبات الكبائر
و الشرط هو {و المحصنات من أهل الكتاب}
فى أنتظار رأيكم
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 11:34]ـ
السلام عليكم اخوانى الكرام
عندى راى فى المسألة اود المشاركة به
و هو قياس على زواج الكتابيات
هل زواج الكتابيات مباح على كل حال؟؟؟!!!!!!!!
أرى أنه مشروط بشرط إذا توفر عندهن، توفر بالقياس عند المسلمات صاحبات الكبائر
و الشرط هو {و المحصنات من أهل الكتاب}
فى أنتظار رأيكم
ما في محصنات من أهل الكتاب (ابتسامة)
{والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب}
ـ[ابن عطاء السكندرى]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 11:45]ـ
جزاك الله خيرا
اخطأت و صححت انت فلك الفضل
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 12:36]ـ
أيها المؤمنون؛ عذرا على عدم مشاركتي معكم البحث و المباحثة.
أود الاطلاع على كلامكم فقط
مع تحية غالية للإخوة (المشاركين) وبـ (خاصة الأخ العاصمي)
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 12:38]ـ
اياكم اخواني بالاغترار بجمال العاميات والمتبرجات والله يوجد الكثير من اختارواالجمال في الزواج وهم الان في مشاكل وطلاق
فالتحذروا اخواني واعملوا بوصية نبيكم
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 12:53]ـ
لقد اضطرني الأخ زكرياء للكلام و المشاركة.
القضية في نظري فيها تفصيل؛ إذا كان هذا الملتزم عاميا وليس من ذوي العلم فهذا قد يتزوج (بامرأة غير متحجبة ويحاول أن يقنعها أن ترتدي الحجاب) بخلاف الرجل إذا كان من ذوي العلم و الوقار؛ فهذا قد يستطيع أن يتزوج (بامراة غير متحجبة إذا شرط عليها الحجاب الشرعي) وإلا قد يقدح في التزامه و مرؤته.
ثانيا: قضية (زواج الملتزم بالملتزمة أو الملتزم بغير الملتزمة أوغير ملتزم بالملتزمة) هذه قضية نسبية أغلبية؛ لانه يوجد من (الملتزمات تزوجن برجال غير ملتزمين) ثم بعد الزواج (استطاعت الزوجة اقناع زوجها أن يلتزم شرع الله) و الحمد لله (أعرف رجلا عاميا، تزوج بامرأة سلفية، و لله الحمد؛ بعد مدة رأيته قد أعفى لحيته، وصار يتردد على المساجد وطلب العلم، فما سألت عن أمره قيل لي: أن زوجته سلفية) فأيقنت حينذاك أن نجاح هذه المرأة يكمن في قوة (تأثيرها على زوجها).
(ألم يكن عمران بن حطان سلفيا، لكنه لما تزوج بحرورية، أقنعته بفكرة الخروج و القتل)
فالقضية محصورة في (مدى تأثير المرء على الآخر)
الخلاصة هي:
(قوة التأثير) و (حدة الشخصية).
وفي الكلام بقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 01:04]ـ
المشكلة في بلادنا - أقولها بدون حرج - (يكثر فيهم الإشتغال بقضايا لا تعنيهم) وهذا مذموم مطلقا.
قال - صلى الله عليه وسلم - (من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه)
وهذه (ظاهرة متفشية في المجتمع الجزائري) للأسف
يعني (إذا رأو أخا يمشي مع أخته، و أخته ليست مرتدية الحجاب الشرعي) فإنهم (سيجعلونه مأدبة للطعن عليه؛ وقذف اخته) و الله المستعان.
وعلى هذا (قس) إذا (تزوج أحد الملتزمين بأمراة غير متحجبة، ومشى معها في الشارع، فإن الناس سيظنون به سوءا) و الله المستعان.
إذا المشكل الرئيس في (الناس) و إلا عندي أنا (ليس هناك حرج أن يتزوج الملتزم بامرأة غير متحجبة؛ بشط أن يقنعها بارتاداء الحجاب الشرعي)
في الكلام بقية.
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 01:13]ـ
بارك الله فيكم فيصل
واريد ان اسال سؤال فقط لماذا هذا الملتزم يريد الزواج بغير المتحجبة؟
1=لدينها ................. الاجا بة خاطئة لانها لو كانت متدينة لما كانت متبرجة
2=لاخلاقها .............. الاجاب ة خاطئة لانها لو كانت متخلقة لماخرجت من بيتها بلا حياء
3=لجمالها ................. الاج ابة 100\ 100 صحيحة
فنقول لهذا الملتزم لماذا تفكر بانانية وبشهوانية دع عنك هذا التفكير واظفر بذات الدين يا اخي العزيز تفلح في الدنيا والاخرة
لماذا يا اخي تفكر الا بنفسك الا تفكر في اخواتك الملتزمات اللواتي وصل سنهن الى25 و26 ولهن 5 او 6 سنوات التزام فتجدها لا تشاهد المسلسلات ولا تسمع الاغاني ولا اي شيء وانما تنتظر في زوج ملتزم مثلها تفرغ عنده كل حنانها وعفتها التي خبتها منذ سنين لماذا لا تفكرون فيهن لماذا؟؟؟؟؟ سبحان الله اليس لهم قلوب
ام تدعوها هذه الطاهرة العفيفة لرجل عمره كله في الملاهي والمراقص ثم يصل الى سن معينة يريد تسوية وضعيته فتزوجونه بها
لماذا؟ سبحان اله
اللهم ارزق اخواتي وبناتي الملتزمات زوجا صالحا يا رب العالمين
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 01:34]ـ
بارك الله فيكم فيصل
واريد ان اسال سؤال فقط لماذا هذا الملتزم يريد الزواج بغير المتحجبة؟
1=لدينها ................. الاجا بة خاطئة لانها لو كانت متدينة لما كانت متبرجة
2=لاخلاقها .............. الاجاب ة خاطئة لانها لو كانت متخلقة لماخرجت من بيتها بلا حياء
3=لجمالها ................. الاج ابة 100\ 100 صحيحة
فنقول لهذا الملتزم لماذا تفكر بانانية وبشهوانية دع عنك هذا التفكير واظفر بذات الدين يا اخي العزيز تفلح في الدنيا والاخرة
لماذا يا اخي تفكر الا بنفسك الا تفكر في اخواتك الملتزمات اللواتي وصل سنهن الى25 و26 ولهن 5 او 6 سنوات التزام فتجدها لا تشاهد المسلسلات ولا تسمع الاغاني ولا اي شيء وانما تنتظر في زوج ملتزم مثلها تفرغ عنده كل حنانها وعفتها التي خبتها منذ سنين لماذا لا تفكرون فيهن لماذا؟؟؟؟؟ سبحان الله اليس لهم قلوب
ام تدعوها هذه الطاهرة العفيفة لرجل عمره كله في الملاهي والمراقص ثم يصل الى سن معينة يريد تسوية وضعيته فتزوجونه بها
لماذا؟ سبحان اله
اللهم ارزق اخواتي وبناتي الملتزمات زوجا صالحا يا رب العالمين
أيها الأخ؛ أنت تناقشني وكأني (أنا المعني بالأمر) و الله المستعان.
قولك: (فنقول لهذا الملتزم لماذا تفكر بانانية وبشهوانية دع عنك هذا التفكير) هذا إيراد (بطلانه يغني تماما عن إبطاله) - فتنبه -
قولك: (لماذا يا اخي تفكر الا بنفسك الا تفكر في اخواتك الملتزمات اللواتي وصل سنهن الى25 و26 ولهن 5 او 6 سنوات التزام فتجدها لا تشاهد المسلسلات ولا تسمع الاغاني ولا اي شيء وانما تنتظر في زوج ملتزم مثلها تفرغ عنده كل حنانها وعفتها التي خبتها منذ سنين لماذا لا تفكرون فيهن لماذا؟؟؟؟؟ سبحان الله اليس لهم قلوب) تتزوج بمن ترضى دينه، فإن لم يجد فبمن ترضى خلقه.
هل الخير انعدم في الرجال كلهم (اظنك أخي لست مدركا للواقع الذي تعيش بينه)
أيها المباركون (كتجربة سابقة لي معي ومع بعض الإخوة و الناس) أقول:
يوجد من الملتزمات من لديهن سوء في (الأخلاق و السلوك) ماالفرق بينها وبين (المتبرجة) = الأخلاق.
يوجد من (المتبرجات) من لديها (اخلاق راقية وسلوك حسن) مالفرق بينها وبين (الملتزمة) = الأخلاق.
(الدين بلا إخلاق لا شيء) ألم يقل النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
ثالثا: (المراة الملتزمة) من الله عليها بالإلتزام ومعرفة الحق، و المرأة (المتبرجة غارقة في وحل الرزاية و المعاصي) أيهما يقدم (أتزوج بامراة متبرجة و اتخذ معها الأجر، لأني ساحاول إخراجها مما هي فيها من رزايا المعاصي) أو (أتزوج بامراة ملتزمة، أوترك الأخرى غارقة في المعاصي)
(المراة الملتزمة، إذا تزوجت برجل غير ملتزم ليست ملزمة ان تطيعه فيما حرم الله) إذا دعاها إلى فعل الحرام (عليها أن تقنعه بضده) وخصوصا (أنها ملتزمة) وتعرف الدين.
يتبع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 01:36]ـ
غفر الله لي ولك يا حبيب
ليستا سواء في الأصل فكيف بالتفضيل؟؟؟؟؟!!!
(أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون)
فالمسلمة الموحدة بلا ريب ولا شك أفضل وأولى بالمسلم من الكتابية المشركة الكافرة
بارك الله فيكم
أخي العاصمي _محرر الأسيرات_ (ابتسامة)
إذا تأكد طالب الزواج من كون هذه الأسيرة ذات دين وعفاف
ولا يحجزها عن الحجاب إلا تعنت أهلها وشدتهم معها فزواجه منها حسن مرغوب
لكن الخطر - كل الخطر - في هؤلاء المتهورين الذين يحسبون الزواج (تمراً أنت آكله)
ويستهينون بضرورة البحث والتنقيب والحرص الشديد على الظفر بذات الدين ويقولون أتزوجها ومن ثم تتحجب فهذا يركب بحراً خوفه شديد وهوله فظيع قد يظفر في النهاية بخيبة وخسران وربما بانتكاس وعصيان.
وأما من أنعم الله عليه بالهداية بعد أن لم يكن فهذا يجب عليه أولا تحصيل أسباب هدايته ابتداء
وأن يتحقق بالاستقامة في ظاهره وباطنه وأن يتمسك بجميل الأقوال ولطيف المعاملة مع زوجته
تأليفاً لقلبها وإيناساً لروحها كي لا تستوحش من تدينه والتزامه فيقع في قلبها النفرة من الدين والالتزام
وعليه بالرفق في الأمر كله وبالصبر الجميل
وعليه بالتعلق برب العالمين الذي قلوب العباد بين أصبعيه جل وعلا والتقرب إليه سبحانه
وعليه بإدمان الدعاء في الصباح والمساء وسائر الصلوات وبين الأذانين وفي الأسحار
وعليه بأقرب باب إلى الله سبحانه عليه بالافتقار وصدق اللجوء لمن نواصي العباد بيديه وهدايتهم رهن مشيئته سبحانه
ووالله ثم والله لمن فعل ذلك حري أن يستجيب له أكرم الأكرمين ومجيب دعوة المضطرين جل جلاله
والله أعلم
أخي الكريم واستاذي الفاضل .. ذكرتني مشاركتك بقول العرب (قطعت جهيزت قول كل خطيب) ... وان كنت سأروي لك القصة يوما ..
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 01:38]ـ
لقد اضطرني الأخ زكرياء للكلام و المشاركة.
القضية في نظري فيها تفصيل؛ إذا كان هذا الملتزم عاميا وليس من ذوي العلم فهذا قد يتزوج (بامرأة غير متحجبة ويحاول أن يقنعها أن ترتدي الحجاب) بخلاف الرجل إذا كان من ذوي العلم و الوقار؛ فهذا قد يستطيع أن يتزوج (بامراة غير متحجبة إذا شرط عليها الحجاب الشرعي) وإلا قد يقدح في التزامه و مرؤته.
ثانيا: قضية (زواج الملتزم بالملتزمة أو الملتزم بغير الملتزمة أوغير ملتزم بالملتزمة) هذه قضية نسبية أغلبية؛ لانه يوجد من (الملتزمات تزوجن برجال غير ملتزمين) ثم بعد الزواج (استطاعت الزوجة اقناع زوجها أن يلتزم شرع الله) و الحمد لله (أعرف رجلا عاميا، تزوج بامرأة سلفية، و لله الحمد؛ بعد مدة رأيته قد أعفى لحيته، وصار يتردد على المساجد وطلب العلم، فما سألت عن أمره قيل لي: أن زوجته سلفية) فأيقنت حينذاك أن نجاح هذه المرأة يكمن في قوة (تأثيرها على زوجها).
(ألم يكن عمران بن حطان سلفيا، لكنه لما تزوج بحرورية، أقنعته بفكرة الخروج و القتل)
فالقضية محصورة في (مدى تأثير المرء على الآخر)
الخلاصة هي:
(قوة التأثير) و (حدة الشخصية).
وفي الكلام بقية.
وهل سمعتنا شيخنا الفاضل بملتزمة تزوجت بعامي فأرغمها بعد الزواج على نزع الجلباب
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 01:41]ـ
أيها الأخ؛ أنت تناقشني وكأني (أنا المعني بالأمر) و الله المستعان.
قولك: (فنقول لهذا الملتزم لماذا تفكر بانانية وبشهوانية دع عنك هذا التفكير) هذا إيراد (بطلانه يغني تماما عن إبطاله) - فتنبه -
قولك: (لماذا يا اخي تفكر الا بنفسك الا تفكر في اخواتك الملتزمات اللواتي وصل سنهن الى25 و26 ولهن 5 او 6 سنوات التزام فتجدها لا تشاهد المسلسلات ولا تسمع الاغاني ولا اي شيء وانما تنتظر في زوج ملتزم مثلها تفرغ عنده كل حنانها وعفتها التي خبتها منذ سنين لماذا لا تفكرون فيهن لماذا؟؟؟؟؟ سبحان الله اليس لهم قلوب) تتزوج بمن ترضى دينه، فإن لم يجد فبمن ترضى خلقه.
هل الخير انعدم في الرجال كلهم (اظنك أخي لست مدركا للواقع الذي تعيش بينه)
أيها المباركون (كتجربة سابقة لي معي ومع بعض الإخوة و الناس) أقول:
يوجد من الملتزمات من لديهن سوء في (الأخلاق و السلوك) ماالفرق بينها وبين (المتبرجة) = الأخلاق.
يوجد من (المتبرجات) من لديها (اخلاق راقية وسلوك حسن) مالفرق بينها وبين (الملتزمة) = الأخلاق.
(الدين بلا إخلاق لا شيء) ألم يقل النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
ثالثا: (المراة الملتزمة) من الله عليها بالإلتزام ومعرفة الحق، و المرأة (المتبرجة غارقة في وحل الرزاية و المعاصي) أيهما يقدم (أتزوج بامراة متبرجة و اتخذ معها الأجر، لأني ساحاول إخراجها مما هي فيها من رزايا المعاصي) أو (أتزوج بامراة ملتزمة، أوترك الأخرى غارقة في المعاصي)
(المراة الملتزمة، إذا تزوجت برجل غير ملتزم ليست ملزمة ان تطيعه فيما حرم الله) إذا دعاها إلى فعل الحرام (عليها أن تقنعه بضده) وخصوصا (أنها ملتزمة) وتعرف الدين.
يتبع.
شيخنا الفاضل كلام غريب
وهل كل ملتزمة سيئة الأخلاق؟؟؟ الأمر سهل تزوج ملتزمة ذات اخلاق وانتهى الإشكال او هذا النوع لا يوجد؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 01:48]ـ
اياكم اخواني بالاغترار بجمال العاميات والمتبرجات والله يوجد الكثير من اختارواالجمال في الزواج وهم الان في مشاكل وطلاق
فالتحذروا اخواني واعملوا بوصية نبيكم
اخي زكريا .. لو لم تسمي نفسك بالجزائري لعرفت بأنك -حتما- من الجزائر
ولست ادري من اين لك بتلك المتلازمة الخطيرة:
التزام = بشاعة
عدم التزام = جمال
احسن ظنك باخواتك يا اخي-ابتسامة-
اما عن رأيي فلا ارى تعارضا بين الدين والجمال بل المشكلة في تصوري متعلقة بترتيب الأولويات ومصطلح (الدين) المشروط عند الزواج -كما اتصور- اخص من المتبادر الى الذهن من كلمة (دين) والله اعلم
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 01:49]ـ
وهل سمعتنا شيخنا الفاضل بملتزمة تزوجت بعامي فأرغمها بعد الزواج على نزع الجلباب
غالبا (ما يحصل هذا) لكن الذي أعرفه، وبشكل عام (أن العامي إذا تزوج بملتزمة فإنه سيستقيم) على الأقل (يحافظ على صلاته التي من تركه فقد كفر)
ثانيا: من هذا (الملتزم) أروي لكم قصة رهيبة (حصلت لأحدى الأخوات مع أحد الملتزمين)
حدثني من أثق بدينه ومروؤته أن (أختا تزوجت بأخ، ظاهره الدين و الإستقامة) لكن بعد مدة (ساءت أخلاقه كثيرا، وصار يجبرها على فعل الحرام) بل أحيانا (يأتيها في فراشها وهي مريضة) حتى طريقة (إتيانها لا يعرفها) وبسبب جهله هذا (أدخلها المستشفى عدة مرات) في الليل.
وكان (يدخل إليها، ويضربها و يشتمها، وياتيها وهو سكران)
حتى طلبت منه الطلاق، وطلقها (و الأدهى و الأمر أن هذه الأخت حديثة عهد بالإستقامة و التدين، أحبت السلفية و أهلها ....... )
التعليق لكم.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 01:52]ـ
شيخنا الفاضل كلام غريب
وهل كل ملتزمة سيئة الأخلاق؟؟؟ الأمر سهل تزوج ملتزمة ذات اخلاق وانتهى الإشكال او هذا النوع لا يوجد؟؟؟
نعم (يوجد من الملتزمات من أخلاقهن سيئة) وكثير من الإخوة (يأتون إلي لأخفف عنهم عناء ما يلاقونه جراء زوجاتهم)
و الله أعلم.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 01:53]ـ
وهل سمعتنا شيخنا الفاضل بملتزمة تزوجت بعامي فأرغمها بعد الزواج على نزع الجلباب
اما عن الواقع فهو اعمق من هذا بكثير ..
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 02:00]ـ
شكرا لك فيصل
أيها الأخ؛ أنت تناقشني وكأني (أنا المعني بالأمر) و الله المستعان. لا يا اخي فانا اتكلم عوما وان اخطات في كلامي فاعتذر منك استغفر الله واتوب اليه
(اظنك أخي لست مدركا للواقع الذي تعيش بينه) لا بل انا مدرك ما يحصل جيدا
يوجد من الملتزمات من لديهن سوء في (الأخلاق و السلوك) ماالفرق بينها وبين (المتبرجة) = الأخلاق.
يوجد من (المتبرجات) من لديها (اخلاق راقية وسلوك حسن) مالفرق بينها وبين (الملتزمة) = الأخلاق.اعتذر اخي لكن لم اكن اظن ان يكون ردك هكذا فهذا الكلام كثير ما نسمعه من الناس الذين لا هم لهم الا القدح في الاخوة والاخوات الملتزمين (وليس اعني انك تقدح لا والله لكي لا ينزغ الشيطان بيننا فيصل) لكن خاب ظني فيك اخي
ثالثا: (المراة الملتزمة) من الله عليها بالإلتزام ومعرفة الحق، و المرأة (المتبرجة غارقة في وحل الرزاية و المعاصي) أيهما يقدم (أتزوج بامراة متبرجة و اتخذ معها الأجر، لأني ساحاول إخراجها مما هي فيها من رزايا المعاصي) أو (أتزوج بامراة ملتزمة، أوترك الأخرى غارقة في المعاصي
نعم فيصل ان كانت هذه النية فما شاء الله لا قوة الا بالله
لكن لا اظن ذلك اخي فانا اقول لك تزوج بمتبرجة وليست جميلة
وصية اليكم اخواني الا تكذبوا على انفسكم فالواقع والحكايات والاخبار تدل على هذا فلماذا الكذب على الانفس ان اتزوج بها متبرجة بنية اصلاحها دعونا اخواني من هذا الكلام فهمنا الجمال الا من رحم ربي
قلي لي اريد الزواج للتمتع بجمالها وجسمها اقول لك كما تريد لكن ان يقول الانسان لاخرجها من المعاصي لا يا اخي لسنا صغار
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 02:07]ـ
غالبا (ما يحصل هذا) لكن الذي أعرفه، وبشكل عام (أن العامي إذا تزوج بملتزمة فإنه سيستقيم) على الأقل (يحافظ على صلاته التي من تركه فقد كفر)
ثانيا: من هذا (الملتزم) أروي لكم قصة رهيبة (حصلت لأحدى الأخوات مع أحد الملتزمين)
حدثني من أثق بدينه ومروؤته أن (أختا تزوجت بأخ، ظاهره الدين و الإستقامة) لكن بعد مدة (ساءت أخلاقه كثيرا، وصار يجبرها على فعل الحرام) بل أحيانا (يأتيها في فراشها وهي مريضة) حتى طريقة (إتيانها لا يعرفها) وبسبب جهله هذا (أدخلها المستشفى عدة مرات) في الليل.
وكان (يدخل إليها، ويضربها و يشتمها، وياتيها وهو سكران)
حتى طلبت منه الطلاق، وطلقها (و الأدهى و الأمر أن هذه الأخت حديثة عهد بالإستقامة و التدين، أحبت السلفية و أهلها ....... )
التعليق لكم.
وهل انكرت أنا هذا شيخنا الفاضل، وهل نحن نتناقش في الملتزم السيء الأخلاق؟؟؟ لم نتكلم عن الملتزمين إطلاقا شيخنا الفاضل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 02:09]ـ
نعم (يوجد من الملتزمات من أخلاقهن سيئة) وكثير من الإخوة (يأتون إلي لأخفف عنهم عناء ما يلاقونه جراء زوجاتهم)
و الله أعلم.
أقول لك ما قلته لك سابقا
ثم من انكر انه يوجد ملتزمات عديمي الخلاق؟؟؟
لكنا نتكلم عن الملتزمات المتخلقات شيخنا الفاضل
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 02:13]ـ
لكنا نتكلم عن الملتزمات المتخلقات شيخنا الفاضل
أضحك الله سنك (خلاص؛ سنبحث لك عن أخت ملتزمة متخلقة)
ودع (غيرك يختار مايشاء)
أحسن الله إليك.
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 02:19]ـ
أضحك الله سنك (خلاص؛ سنبحث لك عن أخت ملتزمة متخلقة)
ودع (غيرك يختار مايشاء)
أحسن الله إليك.
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
وفقك الله لكل خير
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 02:28]ـ
أضحك الله سنك (خلاص؛ سنبحث لك عن أخت ملتزمة متخلقة)
ودع (غيرك يختار مايشاء)
أحسن الله إليك.
عذرا اخي فيصل
لكن اخي ابو عبد العظيم لا تدع غيرك ياخذ ما يشاء وانما انصحه بأخذ الملتزمة الطاهرة العفيفة التي اتقت الله عزوجل ولم تتبع طريق المعاصي في زمن سهلت فيه
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 08:41]ـ
أخي أشجعي!
السلام عليكم ورحمة الله وبركانه
وما علاقة الحجاب بالكتابية؟
وهل الحجاب فقط في دين الاسلام؟
يُقدح في الشخص الذي يدعي الالتزام ويُظهر السنة بزواجه من سافرة, سواء أكانت مسلمة ام كتابية,
وليس النقاش في أن نكاح الكتابيات جائز او لا, وليس هذا بيت القصيد,
الزواج من الكتابية جائز, والزواج من المسلمة العاصية أيضا جائز.
فلا يتصور ملتزم بجانبه امرأة سافرة,
ولا يتصور أيضا ملتزم بجانبه امرأة على صدرها الصليب!
.....................
علاقة الحجاب بالكتابية هي أن الله تعالى لم يشترط في نكاحهن إلا المحصنات = العفيفات.
والغالب فيهن هو عدم ارتداء الحجاب الشرعي ..
وعليه فإن كان الله أباح للمؤمنين نكاحهن فهذا يعني أنه ليس قادحا في استقامته ..
ولكنني أشرت أن النساء الغير المحجبات على درجات، وإنما القدح هو ما لوكانت كاسية عارية ..
..............
وأما قولك فلا يتصور ملتزم بجانبه امرأة سافرة ..
فأنت مخطئ إن قصدت بالسفور معناه اللغوي المعروف ...
................
ولكي لا تنقطع صرة الإتصال بالموضوع، يجب ان تضع بالإعتبار عبارة السائل ...
فالسائل أطلق لفظ (غير المتحجبة)
فيمكن أن تكون المرأة غير متحجبة (الحجاب الشرعي) لكنها ليست كاسية عارية ... فتنبهوا ..
ويعلم ذلك من عنده أدنى خبرة بالمجتمعات ..
.............
وعليه فلا يجوز تعميم الحكم .. بل الأمر يختلف حسب الأشخاص والظروف ..
ـ[أشجعي]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 10:40]ـ
أقول أولاً شيخي, رحم الله شيخك وتجاوز عن سيئاته وزاد في حسناته,
ثانياً:
أنا ما أقول ما الغالب في الكتابيات, انا أقول أن الحجاب في دينهن موجود وهذا ما نراه في "الملتزمات! " عندهم -ان صح التعبير-.
ولو فرضنا أننا نتكلم عن الغالب ,فالغالب أن الكتابيات متبرجات والصليب دوما في صدورهم,
فهل يُتصور ملتزم بجانبه سافرة وفي صدرها الصليب.
ثم شيخي انت لم تجب عن سؤالي:
وهو أيهما أفضل المسلمة الموحدة العاصية __ أم __الكتابية المحصنة والعفيفة والمشركة؟
فاجاب أخونا الفاضل عاطف انه لا مجال للمقارنة حتى,
فأنا أقول ما دام الزواج من الأفضل اعتبرناه قدحا فما بالك بالتزوج من المفضول؟
وما دام الزواج من الموحدة العاصية قدحا في الملتزم فما بالك بالزواج من الكتابية؟
ولا يعني إباحة الشيء أنه ليس قادحا, بل يمكن ان يكون مباحا وقادحا,
كتقبيل الزوجة امام الناس او تناول الطعام أمام الناس وفي الطريق او غيره من المباحات,
فعل هذه الامور يقدح الرجل, وان كانت مباحة,
وانا أقصد بالسافرة التي كشفت شعرها ((وان لبست جلباباً)) ,
ونحن بالنهاية نتكلم عن شخص ملتزم يمشي وبجانبه امرأة غير محجبة فما بالك اذا زيد على سفورها بصليب يعلق في صدرها؟
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 06:06]ـ
أقول أولاً شيخي, رحم الله شيخك وتجاوز عن سيئاته وزاد في حسناته,
........................
آمين
جزاك الله خيرا ونفع بك وزادك علما وتواضعا =رفعة
ثانياً:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا ما أقول ما الغالب في الكتابيات, انا أقول أن الحجاب في دينهن موجود وهذا ما نراه في "الملتزمات! " عندهم -ان صح التعبير-.
ولو فرضنا أننا نتكلم عن الغالب ,فالغالب أن الكتابيات متبرجات والصليب دوما في صدورهم,
فهل يُتصور ملتزم بجانبه سافرة وفي صدرها الصليب.
..............
لا أيها الشيخ ...
الغالبية الساحقة منهن في بلاد الغرب لسن متحجبات أقصد المتدينات منهن .. واعلم أن الحجاب الشرعي شيئ والجلباب شيئ آخر، فيمكن أن تكون المرأة متجلببة وليست متحجبة حجابا شرعيا =كل متحجبة متجلببة وليست كل متجلببة بمتحجبة ..
والسائل استعمل لفظ (غير متحجبة) = قد تكن متجلببة
إذن فالأمر كما يلي:
أولا: شاب تزوج قبل استقامته بفتاة غير متحجبة ثم استقام قبل زوجته هل هذا يقدح في استقامته؟
الجواب عندي نعم إذا كانت غير متحجبة بمعنى (كاسية عارية) وأما إن كانت تلبس لباسا فضفاضا وتربط منديلا على رأسها فالجواب لا مع أنها في الحالة هذه ليست متحجبة .. وهي حالة مشاهدة عندنا كثيرا ..
ثانيا: شاب مستقيم قبل الزواج ثم تزوج بامرأة غير متحجبة، فهل هذا يقدح في استقامته؟
الجواب نعم لأنه لم يعمل بالأمر النبوي الشريف (فاظفر بذات الدين .... ) وإن غلبت على ظنه قدرته على إقناعها، فالقدح لا يرتفع إلا بعد الإقناع ..
...........................
ثم شيخي انت لم تجب عن سؤالي:
وهو أيهما أفضل المسلمة الموحدة العاصية __ أم __الكتابية المحصنة والعفيفة والمشركة؟
.....................
وأما سؤالك هذا أيها الشيخ، بهذه الصيغة فالمسلمة طبعا أفضل وهل هذا يحتاج إلى طرح؟
وأنا أسألك التالي:
أيهما أفضل المسلمة المنافقة الفاسقة (الزانية) أو الكتابية المتحجبة العفيفة؟ ...................... .....
فأنا أقول ما دام الزواج من الأفضل اعتبرناه قدحا فما بالك بالتزوج من المفضول؟
وما دام الزواج من الموحدة العاصية قدحا في الملتزم فما بالك بالزواج من الكتابية؟
.................
أيها الشيخ هذا الإعتبار، اعتبارك أنت ومن يشاركك في تعميم المسألة ..
.........................
وانا أقصد بالسافرة التي كشفت شعرها ((وان لبست جلباباً)) ,
............
تقدم ...............
ونحن بالنهاية نتكلم عن شخص ملتزم يمشي وبجانبه امرأة غير محجبة فما بالك اذا زيد على سفورها بصليب يعلق في صدرها؟
.....
تقم .......
وهل لك أن تعرف لي الملتزم من فضلك أيها الشيخ؟
وهل المؤمن هو الملتزم؟ وهل الملتزم لا يقع في كبيرة؟
مالمراد يقدح في التزامه هل هو نفي التزامه بالجملة؟
أنا أعرف شابا داعية وخطيب أحيانا، ومستقيم على المنهج السلفي، لكن زوجته غير متحجبة حجابا شرعيا = هي متجلببة وتربط فقط منديلا على رأسها ..
هل هذا ملتزم أم لا؟
وبارك الله فيك ونفع بك
ـ[أشجعي]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 06:03]ـ
لا أيها الشيخ ...
أنا شيخ يا صاحبي؟ انا والله لست حتى طويلب يا صديقي, ذكرتني بالشاعر الذي قال:
يظن الناس بي خيرا واني لشر الناس .................... الى لآخر الأبيات.
الغالبية الساحقة منهن في بلاد الغرب لسن متحجبات أقصد المتدينات منهن .. واعلم أن الحجاب الشرعي شيئ والجلباب شيئ آخر، فيمكن أن تكون المرأة متجلببة وليست متحجبة حجابا شرعيا =كل متحجبة متجلببة وليست كل متجلببة بمتحجبة ..
والسائل استعمل لفظ (غير متحجبة) = قد تكن متجلببة
إذن فالأمر كما يلي:
أولا: شاب تزوج قبل استقامته بفتاة غير متحجبة ثم استقام قبل زوجته هل هذا يقدح في استقامته؟
الجواب عندي نعم إذا كانت غير متحجبة بمعنى (كاسية عارية) وأما إن كانت تلبس لباسا فضفاضا وتربط منديلا على رأسها فالجواب لا مع أنها في الحالة هذه ليست متحجبة .. وهي حالة مشاهدة عندنا كثيرا ..
هذه الحالة لا علاقة لها بمسألتنا شيخي الآن, وانما الحالة الثانية إلا وهي:
ثانيا: شاب مستقيم قبل الزواج ثم تزوج بامرأة غير متحجبة، فهل هذا يقدح في استقامته؟
الجواب نعم لأنه لم يعمل بالأمر النبوي الشريف (فاظفر بذات الدين .... ) وإن غلبت على ظنه قدرته على إقناعها، فالقدح لا يرتفع إلا بعد الإقناع .. اذاً انت متفق معي ان هذا قادح, جميل.
وأما سؤالك هذا أيها الشيخ، بهذه الصيغة فالمسلمة طبعا أفضل وهل هذا يحتاج إلى طرح؟
وأنا أسألك التالي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أيهما أفضل المسلمة المنافقة الفاسقة (الزانية) أو الكتابية المتحجبة العفيفة؟
طبعا المسلمة المنافقة الفاسقة الزانية أفضل من: الكتابية المتحجبة المخمرة المجلببة العفيفة المحصنة الخلوقة المستورة الهادئة المحترمة الكريمة الفاضلة ......... الخ.
فالأولى موحدة والثانية مشركة,
والأولى وان دخلت النار فهي ليست مخلدة بعكس الثانية
فأنا أقول ما دام الزواج من الأفضل اعتبرناه قدحا فما بالك بالتزوج من المفضول؟
وما دام الزواج من الموحدة العاصية قدحا في الملتزم فما بالك بالزواج من الكتابية؟
.................
أيها الشيخ هذا الإعتبار، اعتبارك أنت ومن يشاركك في تعميم المسألة ..
ما انت قبل قليل اتفقت معي انه قادح, وها هو مذكور أعلاه, أم أنك لم تقصد؟
وهل لك أن تعرف لي الملتزم من فضلك أيها الشيخ؟
وهل المؤمن هو الملتزم؟ وهل الملتزم لا يقع في كبيرة؟
الملتزم عندنا هو من امتثل أوامر الدين (كتاب وسنة) واجتنب نواهيه, وأظهر مظاهر السنة ودعى اليها, وترك خوارم المروءة ونفر منها, واجتنب الشبهات واستبرأ لدينه, ونعم هو المؤمن بلا شك, ولكن اطلاق لفظ المؤمن على معين فيه تزكية لأن الله قد ذكر صفات المؤمنين في القرآن,,,,,
والملتزم يقع في الكبيرة, ما المشكلة؟ كل بني آدم خطاء, والعصمة انتهت بموت النبي صلى الله عليه وسلم.
مالمراد يقدح في التزامه هل هو نفي التزامه بالجملة؟
طبعا وقطعا لا, اسمه "قدح" (قوادح -خوارم) ,,,
أنا أعرف شابا داعية وخطيب أحيانا، ومستقيم على المنهج السلفي، لكن زوجته غير متحجبة حجابا شرعيا = هي متجلببة وتربط فقط منديلا على رأسها ..
هل هذا ملتزم أم لا؟
نرجع هنا الى كلامنا الأول, ولعل اختلاف البلاد تؤدي الى اختلاف الفهم, فأنا ما أعرف ما معنى منديل, فإن كان هذا المنديل يكشف شيئاً من شعرها فهذا قادح في التزام الرجل واظنك تؤيدني لقولك: (((ثانيا: شاب مستقيم قبل الزواج ثم تزوج بامرأة غير متحجبة، فهل هذا يقدح في استقامته؟ الجواب نعم لأنه لم يعمل بالأمر النبوي الشريف)))
واما ان كان المقصود المنديل أنها فقط كاشفة لوجهها, فهذه مسألة خلافية لا انكار فيها.
ـ[العلام]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 12:20]ـ
طبعا يقدح إذا كانت غير متحجبة فما معنى غير متحجبة ........ أي كاشفة لزينتها وهل يجوز هذا
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 12:36]ـ
هل زواج الملتزم من نصرانية يقدح في التزامه؟ ان كان نعم فكيف ادن احل زواجها الله سبحانه و تعالى؟ و كيف تزوجها رجال من السلف؟ ان كان لا فهل الملتزم يتزوج نصرانية و لا يتزوج مسلمة متبرجة؟؟؟؟؟
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 01:43]ـ
هل زواج الملتزم من نصرانية يقدح في التزامه؟ ان كان نعم فكيف ادن احل زواجها الله سبحانه و تعالى؟ و كيف تزوجها رجال من السلف؟ ان كان لا فهل الملتزم يتزوج نصرانية و لا يتزوج مسلمة متبرجة؟؟؟؟؟
السلام عليكم يا اخي الحبيب نحن لا نتكلم من الجانب الشرعي حلال ام حرام نحن نتكلم
كيف يتزوج الملتزم متبرجة ويترك الملتزمة اويعقل هذا!!!!!!!!!!!!!!
اذا تزوج الملتزم بالمتبرجة فالملتزمة من يتزوج بها؟؟؟؟؟؟؟؟؟
واين هي وصية نبينا يا اخوان
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 01:49]ـ
كيف يتزوج السلف بالنصرانيات و يتركن المسلمات الملتزمات فهل يعقل هذا؟ نعم يا أخي يعقل ما احله الله ليس لك انت ان تحرمه او تجعله مكروها و من جعله من هذا القبيل فعليه بالدليل.
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 02:10]ـ
كيف يتزوج السلف بالنصرانيات و يتركن المسلمات الملتزمات فهل يعقل هذا؟ نعم يا أخي يعقل ما احله الله ليس لك انت ان تحرمه او تجعله مكروها و من جعله من هذا القبيل فعليه بالدليل.
يا اخي نحن لم نقل لا مكروه ولا حرام وانما قلنا اذا تزوج الملتزمين بالمتبرجات فمن يتزوج بالملتزمات؟؟؟؟؟؟
أوتتركها للعوام اخي وهي امنيتها ان تتزوج رجل متدين ملتزم
لماذا اوليس هذا ظلم لها او لا؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 02:12]ـ
قد اجبتك الزواج بيد الله و ليس بيدك من ادراك انها ستبقى لغير الملتزمين قولك عقلي و لا مجال للعقل هنا
اما عندك دليل او لا يوجد
فهل عندك دليل شرعي؟
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 02:30]ـ
قد اجبتك الزواج بيد الله و ليس بيدك من ادراك انها ستبقى لغير الملتزمين قولك عقلي و لا مجال للعقل هنا
اما عندك دليل او لا يوجد
فهل عندك دليل شرعي؟
غفر الله لك اخي أوتسأل على الدليل
لكن لا ألومك
لعلك نسيت الحديث ((((((((((فاظفر بذات الدين تربت يداك))))))))))))
او ان الحديث ضغيف عندك او انكم لا تعملون بنصائح نبيكم
#######
تزوجزا من متبرجة لكن تكون غيرجميلة واقتدوا بالسلف
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 02:45]ـ
ذلك من كثرة قلة فقهك للاحاديث هذا نسميه الندب و ترك الندب لا يؤثم فاعله يا شيخ
ام ان دات الدين فرض ام ان المتبرجة ليست دات دين ام ان الحجاب هو الدين؟
#####
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 12:19]ـ
ذلك من كثرة قلة فقهك للاحاديث هذا نسميه الندب و ترك الندب لا يؤثم فاعله يا شيخ
السلام عليكم يا اخي العزيز قلتها واكررها نحن لا نتكلم على حكم الشرعي بالزواج بذات الدين هل فرض او مندوب او مكروه او يجوز او لا يجوز او تؤثم او لا تؤثم قلتها لك سابقا والأن اكررها لك
وان شاء الله تفهمني ولا تكررها مرة اخرى
ام ان دات الدين فرض ام ان المتبرجة ليست دات دين ام ان الحجاب هو الدين؟ نفس الملاحظة السابقة ويا ليت لا تكررها مرة اخرى
اما قولك
ام ان المتبرجة ليست دات دين ام ان الحجاب هو الدين؟
يا ايها التقرتي وهل المتبرجة متدينة سبحان الله ما هذا التميع سبحان الله اصبحت من ترتدي الثياب الضيقة والملابس المكشوفة ذات دين ولا حولة ولا قوة الا بالله
والتي ترتدي الحجاب واللباس الشرعي ليست متدينة
ما هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 12:37]ـ
هذا ما نسميه الله اعلم بالباطن يا اخي فقد تسبقك المتبرجة إلى الجنة و من ادراك ان المتبرجة ربما غفر الله لها ذنبها اما المتحجبة فتفعله رياءا؟
اما قولك لا نتكلم عن الحكم الشرعي فهل هناك مناقشة في غير الحكم الشرعي؟؟؟ ام انك تريد حكم العقل؟؟؟
اما الندب فلا يؤثم تاركه و هل تشك في ذلك!!! ما تعريف المندوب: ما يثاب على فعله ولا يعاقب على تركه. هل تشك في ذلك؟ سبحان الله، لك هذا الحديث عن ابن عباس أن رجلا قال: ((يا رسول الله إن تحتي امرأة لا ترد يد لامس)) قال: ((طلقها)). قال: ((إني لا أصبر عنها)). قال: ((فأمسكها)). صححه الألباني رحمهب الله في سنن النسائي و ابي داود
فأخبرني بالله عليك هل الصحابي ليس بملتزم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال تعالى ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا.
فهل النبيان عليهما السلام ليسا بملتزمين؟؟؟؟؟؟؟
ـ[حورية الجزائرية]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 12:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحقيقة الموضوع يحتاج إلى وقت للتعقيب واراني في عجلة من أمري لكن أتساءل،،
كيف اختار رجل ملتزم أصلا متبرحة؟؟؟
ما ألاحظه للأسف أن بعض الرجال يعاني أزمة حادة من جهة هو يحب الإرتباط بالمراة الفاضلة - و الحجاب والتستر للفاضلة كالملح للأكل - لكن بالمقابل تعجبه المرأة التي على طراز الغربيات لبسا وتحررا ويمني نفسه بل يعزيها بالقول أتزوجها ثم أساعدها على الإلتزام ...
تريدون توازنا في المجتمع؟؟؟ تتزوجون التبرجات ونرتبط نحن بال ... لإنشاء جيل اللاهوية ...
اسمحولي الجمال .. الجمال كل امرأة جميلة إلا من أبت .. لكن زهر الدفلى جميل وموجود في الواد واللؤلؤ أجمل لكنه في الصدف ...
آسفة .. الوقت يداهمني .. ساعاودج التدخل متى سمحت الظروف
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 12:52]ـ
هذا ما نسميه الله اعلم بالباطن يا اخي فقد تسبقك المتبرجة إلى الجنة و من ادراك ان المتبرجة ربما غفر الله لها ذنبها اما المتحجبة فتفعله رياءا؟ يا اخي العزيز انت تتكلم على امور غيبة وظنية ونحن مطالبون بالحكم بظاهر الامور ام الباطن فليس لنا دخل فيه والظن لا يغني من الحق شيئا.
اما قولك لا نتكلم عن الحكم الشرعي فهل هناك مناقشة في غير الحكم الشرعي؟؟؟ ام انك تريد حكم العقل؟؟؟ لا نتكلم عن الحكم الشرعي لان الحكم الشرعي مفروغ منه اخي العزيز وحتى صاحب الموضوع حفظه الله لم يطرح السؤال لنناقش حكمه الشرعي فلا تتسرع اخي
اما الندب فلا يؤثم تاركه و هل تشك في ذلك!!! ما تعريف المندوب: ما يثاب على فعله ولا يعاقب على تركه. هل تشك في ذلك؟ سبحان الله، لك هذا الحديث عن ابن عباس أن رجلا قال: ((يا رسول الله إن تحتي امرأة لا ترد يد لامس)) قال: ((طلقها)). قال: ((إني لا أصبر عنها)). قال: ((فأمسكها)). صححه الألباني رحمهب الله في سنن النسائي و ابي داود
فأخبرني بالله عليك هل الصحابي ليس بملتزم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ليس هذه صورة المسالة اخي العزيز التقرتي فهذه المراة فهي تحت يد الرجل اما نحن فنتكلم على من اراد الزواج اي انه ليس متزوج بعد فهمت اخي ام لا
قال تعالى ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا.
فهل النبيان عليهما السلام ليسا بملتزمين؟؟؟؟؟؟؟
نفس الملاحظة السابقة اخي التقرتي
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 12:58]ـ
انت الذي لم تفهم شيئا لو تعمقت في الاحاديث و الايات لفهمت ذلك جيدا هل المرأة التي لا ترد يد لامس كانت قبل الزواج كذلك ام لا؟ هل زوجتي النبيين كانتا قبل الزواج كذلك ام لا؟ هل هناك حكم غير الحكم الشرعي ام لا؟ يا اخي هداك الله قبل التعليق على ادلة افهم بعدها اولا او اسأل نشرح لك بعدها.
المشكلة انكم تحكمون بالظاهر و انتم تتحدثون من ايام و لم يعرف واحد منكم ماهو تعريف الشرعي للملتزم؟ هل هي العدالة؟ هل هو عكس الفسق؟ حددوا مصطلحاتكم اولا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 01:00]ـ
- لكن بالمقابل تعجبه المرأة التي على طراز الغربيات لبسا وتحررا [ SIZE="6"] ويمني نفسه بل يعزيها بالقول أتزوجها ثم أساعدها على الإلتزام ... [/ SIZE
احسنت اختي ولو تراجعي كلامي في احد الردود تجدين انني قلت لهم نفس الكلام
لو قالوا لنا نريد الجمال والله لا نلومهم فنحن نعلم ما يحدث في مجتمعاتنا اما ان يقولوا لنا نريد الاجر ونريد اخراجها من ظلمات المعاصي الى غير ذلك من الحكايات التي نسمعها دوما فنقول لهم لا تكذبوا علينا وعلى انفسكم
تريدون الاجر [ COLOR="Red"] تزوجوا من متبرجة وليست جميلة
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 01:10]ـ
هل زوجتي النبيين كانتا قبل الزواج كذلك ام لا؟
اخي العزيز التقرتي هون عليك اتعلم ما معنى خانتاهما يا اخي
فالخيانة التي حصلت من امرأة نوح وامرأة لوط فهي خيانة الملة، لأن امرأة نوح وامرأة لوط كانتا كافرتين فخانتاهما في الدين، حيث لم تدخلا في دين زوجيهما، وذلك ليس خيانة عرض، لأن فرش الأنبياء معصومة من خيانة العرض كما يذكر ذلك الشيخ الفوزان يا اخي الكريم
ولهذا قلت لك انت خارج محل النزاع وادخلتنا في كلام آخر وهو الزواج بالكافرة والنصرانية
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 01:39]ـ
لست خارجا ابدا و لم اقل انهما خانتا الفراش انما الاستدلال بالأعلى على الاءدنى و هذا من طرق الاستنباط فان خانتا الملة فليستا من الصالحين و ان كانتا كذلك فهن كذلك قبل، الزواج.
اما الزواج بالنصرانية لوجود مجتمعات فيهن نصرانيات و متبرجات كثر و متحجبات قلة ففي رأيك يتزوج احدهم بنصرانية أو متبرجة؟
المشكلة كما قلت لكم لم تعرفوا المصطلحات لذلك تتخبطون في المسألة الكل يحكم حسب مجتمعه
اولا عرفوا الالتزام هل هو قرين للعدالة؟ ان كان كذلك فشروط العدالة منها الشرعية و العرفية.
فماذا نقول عن من مجتمعه اكثرهن متبرجات؟ هل نقول له لا تتزوج؟ لا توجد متحجبات؟
هل كل متبرجة متبرجة لعدم التزامها او توجد متبرجات عادة و عرفا لعدم ادراكهن احكام الشرع؟
هناك من تظن ان الحجاب بعد الزواج
هناك من تظهر شعرها لكنها تستر بدنها و لا تضع مساحيق تجميل بل تجدها شريفة اكثر من بعض المتحجبات الذين يضعن الحجاب للتغطية عن افعالهن؟
هذا ما يحصل لما تخلطون المصطلحات انما بيت القصيد هو
هل المتبرجة ليست بملتزمة؟ هذا هو السؤال الحقيقي اجيبوا عليه تجيبوا على مسألتكم.
و الله اعلم
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 02:22]ـ
لست خارجا ابدا و لم اقل انهما خانتا الفراش انما الاستدلال بالأعلى على الاءدنى و هذا من طرق الاستنباط فان خانتا الملة فليستا من الصالحين و ان كانتا كذلك فهن كذلك قبل، الزواج. يا اياها المستنبط ما هذا الاستلزام الذي خرجت به؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ من اين لك هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هناك من اهل العلم من يقول إن خيانتهما أن امرأة نوح كانت تخبر الكفار بأسرار نوح عليه الصلاة والسلام. . وتصفه بأنه مجنون. . وخيانة امرأة لوط أنها كانت تدل قومها على أضياف لوط، ليفعلوا بهم الفاحشة. . فهما خائنتان للأمانة التي بينهما وبين زوجيهما من ناحية حفظ السر، وعدم الدلالة على ما عندهما من الأسرار ومن الأضياف. وايضا من قال لك ان نوح ولوط قبل الزواج اوحي لهما؟ ام ان هذا نوع من انواع التدليس
اما الزواج بالنصرانية لوجود مجتمعات فيهن نصرانيات و متبرجات كثر و متحجبات قلة ففي رأيك يتزوج احدهم بنصرانية أو متبرجة؟ خارج محل النزاع
فماذا نقول عن من مجتمعه اكثرهن متبرجات؟ هل نقول له لا تتزوج؟ لا توجد متحجبات؟ ما هذا الكلام سبحان الله!!!!!!!!!! وهل يوجد مجتمع لا يوجد فيه متحجبات؟؟؟؟؟؟؟ فانت جزائري وانا كذلك يعني الحمد لله من نفس البلد فلا تدلس على القراء انه لا يوجد متحجبات في مجتمعنا بل يوجد والحمد للله
هل كل متبرجة متبرجة لعدم التزامها او توجد متبرجات عادة و عرفا لعدم ادراكهن احكام الشرع؟ يا اخي انت جزائري ام ماذا؟؟؟ وهل توجد مثل ما ذكرت؟؟؟؟؟؟؟؟ كفانا اخي لف ودوران كفانا الله يجازيك خير
هناك من تظن ان الحجاب بعد الزواج!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! سبحان الله
هناك من تظهر شعرها لكنها تستر بدنها و لا تضع مساحيق تجميل بل تجدها شريفة اكثر من بعض المتحجبات الذين يضعن الحجاب للتغطية عن افعالهن؟
وهل كل من تضع الحجاب فهي تغطي عن افعالها ما بك اخي ما بك ما هذا القدح
هل المتبرجة ليست بملتزمة؟ هذا هو السؤال الحقيقي اجيبوا عليه تجيبوا على مسألتكم. بعد هذه الردود اترك تجيب انت
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 02:32]ـ
اخوتي الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
لنجعلها شعارنا في هذا الموضوع
وبالنسبه لمحور الموضوع فالنقاش فيه يطول ......... وأترك ذلك لكم وأكتفي بالمتابعه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 03:06]ـ
اتهزء بي يا اخي؟ هل نظرت في تونس هل فيهن الكثير من المتحجبات؟
هل نظرت للجزائر انظر في بن عكنون ثم اخبرني عن عدد المتحجبات التي تصلح للزواج هناك؟
ربما تنصح احدهم في لبنان ان يتزوج شيعية و يترك السنية المتبرجة؟
هداك الله كل كلامك خارج النزاع خارج النزاع اين دليلك أنه خارج النزاع أو انك جعلته من عندك؟
بل هو في النزاع و كلامي واضح لمن ترك الهوى جانبا و السلام عليكم
ـ[أشجعي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 03:39]ـ
أخي التقرتي ان تتكلم بواد ونحن بواد آخر,
ولا علاقة بالأحكام التكليفية بالمسالة هنا أولاً, ولا علاقة بالحالات الشاذة ثانياً,
وعنوان الموضوع هل زواج الملتزم من غير المتحجبة قادح فيه, دقق في "قادح" ولو عندك فهم قليل باللغة العربية لعرفت ما معنى "قادح",
ثم ما هذا التناقض في كلامك:
تقول: المشكلة انكم تحكمون بالظاهر
وتقول:
هذا ما نسميه الله اعلم بالباطن يا اخي
طبعاً نحكم على الظاهر, أم تريد ان نشق القلوب والعقول؟؟؟
وانت يا أخي بنقاشاتك انسان متعجرف لا تتقن حتى اللغة العربية , ودوما تخاطب اخوتك (انتم لا تفقهون ولا تعرفون وتجهلون ... الخ) وانت لم تتقن علم الآلة بعد.
وجميع أمثلتك التي طرحتها لا علاقة لها بالسؤال, ونحن نتكلم بالغالب ولا نتكلم عن أقليات,
والقوادح تختلف باختلاف البيئة والزمان,
ولا علاقة بكون الشيء حلال أنه لا يقدح,
فهم غريب وعجيب.
أنصحك أخي زكريا بترك النقاش لأنك تواجه "مستعرض".
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 03:58]ـ
((هل زواج الرجل الملتزم من امرأة غير متحجة يقدح الرجل في التزامه؟))
اللهم نعم ..
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 04:01]ـ
اقول لك: قادح في الالتزام هذا حكم شرعي أو لا؟ ما هو الالتزام هل هو العدالة؟ هل هو مصطلح عند السلف؟ اين تعريف الالتزام
عرفه أولا
ثانيا القادح فيه اي يخرج الانسان عن كونه ملتزما فهذا اليس حكما شرعيا؟
هداكم الله هل في الدين في غير التكليف غير الأحكام الشرعية؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 05:22]ـ
عدت شيخي لتتكلم عن الأحكام التكليفية,
وأكرر لا علاقة لها بموضوعنا هنا, فالعنوان ليس (ما حكم الزواج من متبرجة) حتى تقول أن الزواج من الكتابية جائز فكيف بمن هو دونها.
انما عنوان الموضوع (هل يقدح بالملتزم ذلك) , والقوادح كما أشرت لك تختلف باختلاف الزمان والمكان, والطابع العام بين مرتادي المجلس سواء من الخليج او بلاد الشام -الأربعة- او مصر -نوعا ما- متشابه.
وأصحاب الفضل والمروءة والورع هم القدوة, والخوارم أو القوادح لا علاقة بكونها حرام أو حلال لتكون قادحا.
مثال:
المشي حافياً, هل هذا حرام؟؟؟؟ لا
الأكل في الطريق هل هو حرام؟ لا
كما قال الشاعر:
وما أبيح وهو في العيان @@@@يقدح في مروءة الإنسان
وللعلماء كلام طويل في قوادح وخوارم المروءة أكثرها من المباح وليس من الحرام, هل ستقول لهؤلاء العلماء أين الأحكام التكليفية من ذلك؟؟؟؟
وبارك الله فيك,
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 05:42]ـ
اوجهك لدراسة موضوع الاباحة و قاعدة الامور بمقاصدها كي تدرك علاقة ما قلناه بالاحكام التكليفية.
و القوادح داخلة فيها فالقوادح افعال و الافعال تنطبق عليها الأحكام الخمسة باتفاق العلماء.
فما رأيك في اجتناب المكروهات و اتيان المندوبات؟ اليس هذا داخلا في الالتزام؟
تريثوا قليلا قبل الاجابة فادرسوا الموضوع جيدا فإنه في التكليف لا يخلو فعل عن الاحكام الخمسة. و مسألتنا متعلقة بهذا الأمر.
فاعيد و اكرر ابدؤوا بتعريف الالتزام اولا كي تتضح لكم الامور فبدون تعريف معناه لن تصلوا إلى نتيجة.
تعريف العدالة:
أولا: تعريف ابن حبان (صحيح بن حبان): هو من قارب وسدد وغلب خيره شره
ثانيا: تعريف الامام الشافعي (ثمرات النظر): هو الذي لا يجاهر بكبيرة ولا يصر على صغيرة
ثالثا: تعريف الامام الصنعاني (ثمرات النظر في علم الأثر):هو من كانت له ملكة تحمله على ملازمة التقوي والمروءة
رابعا: ترعيف الامام بن الصلاح (المقدمة): هو من ترك الكبائر وكانت محاسنة أكثر من مساوئه
خامسا: تعريف الحافظ بن حجر النزهة): هو من أتي بالواجبات وترك المحرمات
ما هو الالتزام؟ هل يمكن ان نقول الالتزام هو الاتيان بالواجبات و ترك المحرمات؟
ان كان كذلك فهو تعريف العدالة بعينها
اذن الان ما هو القادح في الالتزام هو الذي يخرجه عن الاتيان بالواجبات او ترك المحرمات
الان الزواج من متبرجة كيف يقدح في الالتزام؟
هل هو حرام فاتيانه يبطل تعريف الالتزام؟
اترك لكم اتمام الموضوع بتصحيح التعريف و القادح او زيادة شرح
ـ[أشجعي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 06:06]ـ
شيخي لو تنبهت ورجعت 25 مشاركة الى الوراء لرأيت ان تعريف الملتزم قد تقدم فقلت:
الملتزم عندنا هو من امتثل أوامر الدين (كتاب وسنة) واجتنب نواهيه, وأظهر مظاهر السنة ودعى اليها, وترك خوارم المروءة ونفر منها, واجتنب الشبهات واستبرأ لدينه,
ولا مشاحة في الاصطلاح فالمعنى متفق عليه.
وأظن أننا واياك شيخي نسير في خطوط متوازية ولن نلتقي.
والسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 06:08]ـ
الظاهر انك عدلت في مشاركتك الأخيرة شيخي, ففيها كلام لم أره قبل أن أرد,
وعلى كلٍ بارك الله في الجميع.
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 06:14]ـ
المشكل هنا اننا لم نتفق على التعريف فخوارم المروءة ليست منضبطة
اما اذا تزوج الملتزم من متبرجة هل ترك واجبا؟ هل ترك التزاما بامور الشرع؟ هل خرم المروءة؟
ام ان زواجه شبهة؟ و هنا ما هي الشبهة التي تخرج الملتزم عن الالتزام؟ هل عند تركه المتحجبات؟ هل ترجع للعرف؟
كل هذه ضوابط تدخل في التعريف.
و على هذا هل لها علاقة بالمجتمع و العرف؟
هل زواج ملتزم من متبرجة في السعودية مثلا له نفس الاثر كزواج تونسي من متبرجة؟
المعروف في تونس انهم يضايقون المتحجبات فالنساء تخاف من لبسه خوفا من الوقوع في المشاكل فهل من تزوج متبرجة هناك غير ملزم؟
-- للفائدة في بلدتنا الزواج من متبرجة خرق للمروءة لكنه ليس هكذا في كل الأعراف
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 06:20]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
حقيقة الإلتزام هو ما يمكن تعريفه: بأنه واجب فطري يقع على عاتق شخص معين، يلزمه أن يقوم بأداء عالي لصالح شخص آخر معين. [طبعا المراد به هنا الله سبحانه وتعالى]
وقد يكون المفهوم الغالب عند المسلمين أن الإلتزام إنما هو التزام الباطن وحسب ... وأن هذا الالتزام الباطني هو الأهم و هو المطلوب.
وعلى عكس هذا هناك إلتزام يغفل فيه صاحبه عن تجديد وتعاهد العبادات القلبية .. وخاصة النية ... فتجد صاحبه يمارس كل ما هو مظهر من مظاهر الالتزام الظاهري من عبادات الجوارح .. فالتزامه هنا التزام الظاهر.
إن انعدام الصلة والربط بين التزام الظاهر والتزام الباطن عند كثير من المسلمين .. أوجد ذلك الخلل في مفهوم الالتزام ... ولا يخفى على ذي بصيرة .. أنه لا يمكن بحال من الأحوال فصل مفهوم التزام الباطن عن التزام الظاهر فكلاهما مكملين ومحصلتين لبعضهما ... إن الله ينظر إلى قلوبكم ... نعم وكذلك ينظر إلى أعمالنا .. فالعمل معطوف على القلب.
فالقلب المؤمن .. نتيجته عمل صالح، والعمل الصالح لا يخرج إلا عن قلب مؤمن.
وعندما نجهل حقيقة أن القلب الصالح والمؤمن حق الإيمان يؤدي بصاحبه إلى تقوى الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ... نكون قد وقعنا فعلا في المفهوم الخاطيء للالتزام بأنه التزام للباطن وحسب ... وفي معنى الحديث لا يسرق المؤمن حين يسرق وهو مؤمن ... ما يعطي الدليل الواضح على أن المعصية لا تكون إلا حين يضعف الإيمان الذي محله القلب .. وهنا الشاهد .. حيث نرى ارتباط الأعمال القلبية بأعمال الجوارح.
وعليه أحبتي فإن مفهوم الإلتزام عبارة عن معيار أو ميزان قد ترجح كفته مرة فيطبق معه الملتزم معنى الإلتزام بحذافيره إلى حد ماء، وقد لا ترجح في أخرى مما يحصل بعض التساهل والمخالفات التي نسميها القوادح في هذا الإلتزام.
فالمقياس هنا رعاكم الله نسبي، فليس كل ملتزم يصدق عليه مسمى الإلتزام الحقيقي حتى يقوم بتطبيقه على الأقل شبه تطبيق تام، لأنه قد يكون ضعيف القلب، أو في بدايات الإلتزام، فيكون تأثره بالتيارات الخارجية ومنها موضوعكم شيئا بديهيا إذا لم يضبط إلتزامه.
ولنفرض أنه قد تزوج بإمرأة غير متحجبة فهو هنا قد قدح إلتزامه في هذه النقطة فقط، بمعنى أنه في غيرها من الأمور تجده مطبقا مراعيا للإلتزام.
وهذا مما يعاب عليه؛ لماذا؟ لأنه خالف مبدأ هو قد تمسك به وتبناه، فتحولت الأمر إلى عتاب لكنه من أجل فعل قادح فقط، أكرر قادح فقط، لا لأنه ارتكب حراما أبدا أبدا.
فمن نحن حتى نحرم ما أحل الله.
هذا بإختصار لب الأمر، وقد تراشقتم بالنبال رعاكم الله وكأن الأمر طامة كبرى لابد من حلها وإلا هلكت الأمة.
الأمر أسهل بكثير.
ورعاكم الله وحفظكم جميعا.
ـ[أشجعي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 06:21]ـ
انتهت القضية .................
وخرجت الكلمة,,,,:)
وهذا ما كنا نبحث عنه, ولا علاقة لنا في تونس وفي الحالات الشاذة كما أشرت سابقاً,,,
فها انت تقول:
للفائدة في بلدتنا الزواج من متبرجة خرق للمروءة لكنه ليس هكذا في كل الأعراف:):)
اذا عندكم هو قادح, وهذا ما نبغيه لا أكثر ولا أقل.
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 06:27]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال: هل زواج الرجل الملتزم من امرأة غير متحجبة يقدح الرجل في التزامه؟
....................
أيها الإخوة الكرام! قديما قيل: فهم السؤال نصف الجواب.
وهذا السؤال بهذه الصيغة يحمل غموضا ...
أولا: يمكن أن يكون هذا المستقيم (الملتزم) عقد على زوجه قبل استقامته ..
ثانيا: لأن قوله (غير متحجبة) لا يعني أنها متبرجة ..
وأما الأول فقد أجبت على ذلك سلفا ..
وأما الثاني:
فلو أن السائل يقصد من وراء سؤاله (غير متحجبة) متبرجة،-كاسية عارية- فهذا يقدح في استقامته (التزامه).
أما لو كان القصد من وراء قوله (غير متحجبة) كاسية في المعنى والحقيقة لكنها غير متحجبة، فهذا لا يقدح في استقامته (التزامه).
وهذا ما أشرت إليه منذ أول مشاركتي، وهذا هو الحق -عندي- الذي ليس له من دافع، بخصوص سؤال السائل ..
............................
وهنا أخاطب الشيخ (أشجعي)
قولك إن المسلمة المنافقة الزانية أفضل من الكتابية العفيفة المتحجبة و ..... من صفات الخير.
أنت في هذا أيها الشيخ مخطئ تماما، إذ نحن الآن في حظيرة الكلام عن اختيار الزوجة = ربة البيت ومربية الأولاد ...
فأي منهما صالحة في تربية الأولاد على الأخلاق الحميدة أهي هذه المسلمة المنافقة الزانية أم هي هذه الكتابية العفيفة المتحجبة و ... مما ذكرت من صفات الخير؟ والتكن على ذكر بالمثل (فاقد الشيئ لا يعطيه ..
........
وأيضا أيها الشيخ! (أشجعي)
هل زواج الرجل المستقيم (الملتزم) من كتابية عفيفة متحجبة قادح في استقامته (التزامه) أم لا؟
عند تتبع مشاركاتك يغلب على الظن أن جوابك هو لا ..
فإذا كان ذلك كذلك، فأنت إذن تفضل الكتابية العفيفة المتحجبة -في الزواج- على المسلمة المنافقة الزانية ... وإن كان هذا التفضيل على غفلة منك ..
ولكن معليش .. أنتظر الجواب منك ..
.......................
وهذا التفصيل الذي قدمته أعتقد -والله أعلم- أن لا مناص منه.= بلاش نعمم الموضوع.
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 06:28]ـ
في بلدتنا لكن في تونس ليس الأمر كذلك يا اخي الاشجعي فان كنت تبحث عن رأي الخاص فرأي الخاص ان الملتزم لا يتزوج متبرجة لكنه رأيي الخاص!!!! فهو ليس بحجة عندي و ان كان رأيي.
الحجة لا تأتي الا بأدلة.
فإطلاعي على كثير من الشباب الملتزم في تونس الذي لا يجد بناتا متحجبات جعلني اترك رأيي الخاص جانبا لعلمي بصعوبة الأمر لو عممنا فسأحكم على اناس بعدم الالتزام و انا اعرف التزامهم و لا اشك فيه إلا أنهم ليس لديهم الخيار فأغلب البنات عندهم متبرجات.
كذلك اعرف حالات كثيرة لشباب تزوجوا بمتبرجات لكن بعد الزواج اصبحن احسن العابدات.
فلذلك لا نقيس الدين على عرفنا و آرائنا.
أما ما قاله الاخ التميمي فهي وجهة للنظر ايضا فربما يكون القادح جزئيا.
لكن الذي اريد ان اقف عليه هو لماذا يقدح الزواج بالمتبرجة في الالتزام هذا الذي ابحث عنه فهل من مجيب؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 06:55]ـ
لكن الذي اريد ان اقف عليه هو لماذا يقدح الزواج بالمتبرجة في الالتزام هذا الذي ابحث عنه فهل من مجيب؟
لأن تبرجها سيؤدي إلى فتح أبواب تتنافى مع الإلتزام، منها على سبيل الإجمال:
1) الحجاب الشرعي. (بغض النظر عن حده، فالكل مجمعون على تغطية الشعر) وهي هنا ستكشف شعرها. وإلا ما معنى كلمة متبرجة؟! المكياج؟! ليس شرطا.
2) تعلق أبصار الآخرين بها، ومن ثم سيكون لدى الزوج ردة فعل قد تكون شديدة في بعض الأحيان، بخلاف ما لو كانت متحجبة. (على الأقل يعني).
3) أنه يخالف ما قد أتت به النصوص الشرعية من الأمر بالحجاب والتستر، وهو هنا بفعله هذا قد خالف ما هو قد تبناه من إلتزام، وهذا تناقض.
4) أن التبرج عادة يصحبه ملحقات نسوية من تعطر ومكياج وأصباغ وملابس قد لا تكون فضفاضة، مما لا يستقيم ومنهج الملتزم، بل بالعكس يكون سببا بوصفه بعدم الإلتزام. (طبعا هذا بالغالب وإلا لا يلزم من التبرج احيانا ما قلت).
هذه بصورة عامة مجملة ما قد يجعل الزواج بالمتبرجة قادحا.
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 07:13]ـ
لكن هذا من باب التهاون في بعض الواجبات فهو على عاتق الزوجة لماذا نحمل إختياره لها على أخطاء الزوجة؟ لاءنك كما قلت هناك باطن و ظاهر فقد يتزوج متحجبة لكنها نمامة مثلا؟ فهل هو ملتزم ام لا؟
و هل هذا الملتزم يأتي بكل الاحكام التشريعية ام يقصر في بعضها؟ اظن ان الذين لا يقعون في المعاصي قليل هم.
فهل هذا لان المعاصي التي يقع فيها الملتزم غير ظاهرة على عكس تبرج المرأة الظاهر؟
أم هو من باب الجهر بالمعصية فعلى هذا من تزوجها و أقرها على حالتها فهو كالمساعد في الجهر بالمعصية فإن كان كذلك فهل له أن يتزوجها على أن يشترط عليها حجابا؟ فإن تحجبت هل يكون حجابها شرعيا أو هو لغير الله سبحانه و تعالى.
ان قلنا أنه من باب اقرار العاصي على معصيته فهنا قادح في التزام الشخص بنفسه و الله اعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 11:17]ـ
لم أتابع كل المشاركات، لكن الذي يظهر من تعليقات الإخوة أن (زواج الرجل الملتزم بدين الله - تعالى - و أحكامه من امرأة غير متحجبة يعتبر قدح في التزامه)
سؤال مطروح للجميع:
هل هناك مانع شرعي من عدم زواج الرجل الملتزم بامرأة غير متحجبة؟
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 11:49]ـ
ما ألاحظه للأسف أن بعض الرجال يعاني أزمة حادة من جهة هو يحب الإرتباط بالمراة الفاضلة - و الحجاب والتستر للفاضلة كالملح للأكل - لكن بالمقابل تعجبه المرأة التي على طراز الغربيات لبسا وتحررا ويمني نفسه بل يعزيها بالقول أتزوجها ثم أساعدها على الإلتزام ...
هذا الكلام جعلني (اتبسم كثيرا) بل (أضحك كثيرا) لأنه (يجسد واقع كثير من الرجال)
أنا (ألوم الجنسين معا) الرجل و المرأة
هناك من الرجال من عنده جفاء وبرودة في معاملة زوجته، لا يلاطفها و لا يتودد إليها، بل يعاملها كالحيوان - عفوا - خلقة الله من أجل المتعة و العمل (فقط) وهذا من أعظم الباطل.
كذلك يوجد من النساء من عندهن برودة و جفاء تجاه أزواجهم، وهذا مما يجعل الأزواج يفكرون إما في (الحرام) أو في (الإبتعاد عن زوجاتهم).
تقول الأخت حورية (تعجبه المرأة التي على طراز الغربيات) أقول: لما لا؟
في الحقيقة (الغرب سبقوا المسلمين في عديد من المجالات) و (إذا كانت المرأة تقلد المرأة الغربية في كيفية معاملة زوجها في غير ماحرم الله) فهذا أمر لا بأس به.
ألم يستفد المسلمون قديما من الكفار؟
استفادوا في الأمور التي تخص مجالاتهم، العسكري استفاد من الكافر الأمور التي تخص الحرب، و الطبيب استفاد من الكافر الأمور التي تخص التمريض و التطبيب، و الفلاح استفاد من الكافر الأمور التي تخص الفلاحة، و المرأة استفادة من المرأة الغربية الأمور التي تخص شؤون البيت و الأزواج.
في الحقيقة (كثير من الزوجات تفتقر لعامل - لا أدري كيف أسميه - الحس) وخصوصا (الملتزمات) كثير من الأزواج الملتزمين يعيشون حياتهم الزوجية بمعزل عن الحياة، بمعنى لا يواكبون الحضارة، و أنواعها؛ يحق للمرأة أن تتمتع بالحياة الخارجية، يذهب بها زوجها إلى التنزه و الإستجمام، ويذهب بها مثلا للمطاعم العائلية هي و الأولاد، و أحيانا هما الإثنان فقط.
في الحقيقة، هناك أمورا تتعلق بهذه القضية يطول فيها الكلام، وهي قضية تخص المجتمع الأسري ككل.
أرجو من الأعضاء عدم الخروج عن صلب الموضوع؟
ـ[حورية الجزائرية]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 11:58]ـ
قضية الحس والمعاملة وفن الحياة الزوجية لا علاقة له بالإلتزام - على ما أظن - الذوق السليم واللباقة والإحساس بالآخرين و سحر إسعاد الآخرين أمور لا تجدها في الكتب , احسبها هبات ربانية وتربية أسرية ورواسب - والله أعلم -
كم من أمية تسعد زوجها وتحيل حياتها جنةى لا يمل فيها الثاوي
وكم من متعلمة بليدة الإحساس والشعور ولا تعرف كيف تدير دفة سفينها
وبالمقابل كم من أبله لا يشعر بما تقدمه زوجه ,,
قلتها ولا زلت أكررها الزواج أكبر من النظريات وبقدر عدد الزيجات في الكون يوجد عدد الحالات
واسألوا المجربين .. قبل المطببين ...
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[27 - Mar-2009, صباحاً 12:26]ـ
(الشرع الحكيم) لم يرد فيه دليل على (منع الرجل من الزواج بامرأة غير متحجبة) لكن منع (المرأة من التكشف و التبرج) و (أمرها بالستر و العفاف).
ثانيا: (عدم ارتداء المرأة للحجاب) يعتبر (إثما وكبيرة) (و بهذا تدخل في جملة العاصين المذنبين) لكن هل توقف الأمر عند هذا؟
(لا)
(من تزوج بامراة غير متحجبة يجب عليه أن ينصحها بارتداء الحجاب الشرعي) وأن لا (تبقى كاشفة الرأس و الشعر) وعليه أن (يتدرج معها في تعليمها الأحام الشرعية،حتى تتمكن، وتلتزم بالدين)(/)
سؤال إلى أئمتنا الفضلاء وساداتنا العلماء./ هل الوعد واجب قضاء أم دينا أم الإثنين معا/
ـ[أبومروة]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 04:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
هل الوفاء بالوعد واجب شرعا أم قضاء أم هو غير واجب؟
أفيدونا بارك الله في علمكم
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 04:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية في مادة وعد مايلي:
الأحكام المتعلقة بالوعد:
تتعلق بالوعد أحكام، منها:
الوفاء بالوعد:
الوعد إما أن يكون بشيء منهي عنه أو بشيء واجب أو بشيء مباح أو مندوب.
أما الوعد بشيء منهي عنه فلا خلاف بين الفقهاء في أنه لا يجوز له إنجاز وعده، بل يجب عليه إخلافه شرعا.
قال العلماء: من وعد بما لا يحل أو عاهد على معصية، فلا يحل له الوفاء بشيء من ذلك،كمن وعد بزنا أو بخمر أو بما يشبه ذلك. فصح أن ليس كل من وعد فأخلف أو عاهد فغدر مذموما ولا ملوما ولا عاصيا، بل قد يكون مطيعا مؤدي فرض.
وأما من وعد بشيء واجب شرعا، كأداء حق ثابت أو فعل أمر لازم، فإنه يجب عليه إنجاز ذلك الوعد.
وأما من وعد بفعل شيء مباح أو مندوب إليه، فينبغي عليه أن ينجز وعده، حيث إن الوفاء بالوعد من مكارم الأخلاق وخصال الإيمان، وقد أثنى المولى جل وعلا على من صدق وعده فامتدح إسماعيل عليه السلام بقوله: {إنه كان صادق الوعد}، وكفى به مدحا، وبما خالفه ذما.
وقد اختلف الفقهاء في حكم الوفاء بذلك على سبعة أقوال:
أحدها: أن إنجاز الوعد واجب.
وإلى هذا المذهب ذهب عمر بن عبد العزيز والقاضي ابن الأشوع الكوفي الهمداني وابن شبرمة، وهو وجه في مذهب أحمد اختاره تقي الدين ابن تيمية، وهو قول في مذهب المالكية.
وحجتهم على هذا الرأي قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} {كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}.
وكذلك ما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان.
القول الثاني: أن إنجاز الوعد واجب إلا لعذر، وهو رأي ابن العربي، فإنه قال: والصحيح عندي أن الوعد يجب الوفاء به على كل حال إلا لعذر.
وقال أيضا: وإذا وعد وهو ينوي أن يفي، فلا يضره إن قطع به عن الوفاء قاطع كان من غير كسب منه، أو من جهة فعل اقتضى ألا يفي للموعد بوعده، وعليه يدل حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه مرفوعا: إذا وعد الرجل وينوي أن يفي به فلم يف، فلا جناح عليه.
القول الثالث: يجب الوفاء بالوعد ديانة لا قضاء، وهو رأي تقي الدين السبكي الشافعي، قال: ولا أقول يبقى دينا حتى يقضى من تركته، وإنما أقول: يجب الوفاء تحقيقا للصدق وعدم الإخلاف.
القول الرابع: أن الوفاء بالوعد مستحب، فلو تركه فاته الفضل وارتكب المكروه كراهة تنزيه شديدة، ولكن لا يأثم. وهو رأي جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم.
قال النووي: الوفاء بالوعد مستحب استحبابا متأكدا، ويكره إخلافه كراهة شديدة، ودلائله في الكتاب والسنة معلومة ولاتفاقهم على أن الموعود لا يضارب بما وعد به مع الغرماء.
وقال برهان الدين ابن مفلح: لا يلزم الوفاء بالوعد، نص عليه الإمام أحمد، وقاله أكثر العلماء لأنه في معنى الهبة قبل القبض.
ونص أبو بكر الجصاص على أن الوعد بفعل يفعله في المستقبل وهو مباح، فإن الأولى الوفاء به مع الإمكان.
القول الخامس: أن إنجاز الوعد المجرد غير واجب، أما الوعد المعلق على شرط، فإنه يكون لازما، وهو مذهب الحنفية، حيث نقل ابن نجيم عن القنية: لا يلزم الوعد إلا إذا كان معلقا وفي الفتاوى البزازية: أن المواعيد باكتساء صور التعليق تكون لازمة. ونصت المادة (84) من مجلة الأحكام العدلية: المواعيد بصور التعاليق تكون لازمة.
مثال ذلك: لو قال شخص لآخر: ادفع ديني من مالك، فوعده الرجل بذلك، ثم امتنع عن الأداء، فإنه لا يلزم الواعد بأداء الدين، أما قول رجل لآخر: بع هذا الشيء لفلان، وإن لم يعطك ثمنه فأنا أعطيه لك، فلم يعط المشتري الثمن،لزم المواعد أداء الثمن المذكور بناء على وعده.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأساس المسألة عند الحنفية: أن الإنسان إذا أنبأ غيره بأنه سيفعل أمرا في المستقبل مرغوبا له، فإذا كان ذلك الأمر غير واجب عليه، فإنه لا يلزمه بمجرد الوعد؛ لأن الوعد لا يغير الأمور الاختيارية إلى الوجوب واللزوم. أما إذا كانت المواعيد مفرغة في قالب التعليق، فإنها تلزم لقوة الارتباط بين الشرط والجزاء، من حيث إن حصول مضمون الجزاء موقوف على حصول شرطه، وذلك يكسب الوعد قوة، كقوة الارتباط بين العلية والمعلولية، فيكون لازما.
على أن الحنفية إنما اعتبروا الوعود بصور التعاليق لازمة إذا كان الوعد مما يجوز تعليقه بالشرط شرعا حسب قواعد مذهبهم، حيث إنهم أجازوا تعليق الإطلاقات والولايات بالشرط الملائم دون غيره، وأجازوا تعليق الإسقاطات المحضة بالملائم وغيره من الشروط، أما التمليكات وكذا التقييدات، فإنه لا يصح
تعليقها بالشرط عندهم.
والنافون لوجوب الوفاء بالوعد من العلماء حملوا المحظور الذي نهى الله عنه ومقت فاعله في قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} {كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} على من وعد وفي ضميره ألا يفي بما وعد به، أو على الإنسان الذي يقول عن نفسه من الخير ما لا يفعله.
وأما حديث آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان فقالوا بأن ذم الإخلاف إنما هو من حيث تضمنه الكذب المذموم إن عزم على الإخلاف حال الوعد، لا إن طرأ له.
قال الإمام الغزالي: وهذا ينزل على من وعد وهو على عزم الخلف أو ترك الوفاء من غير عذر، فأما من عزم على الوفاء فعن له عذر منعه من الوفاء، لم يكن منافقا، وإن جرى عليه ما هو صورة النفاق.
قال الحنفية: الخلف في الوعد حرام إذا وعد وفي نيته أن لا يفي بما وعد، أما إذا وعد وفي نيته أن يفي بما وعد فلم يف، فلا إثم عليه.
القول السادس: إن الوعد إذا كان مرتبطا بسبب ودخل الموعود في السبب، فإنه يجب الوفاء به كما يجب الوفاء بالعقد، أما إذا لم يباشر الموعود السبب فلا شيء على الواعد، وذلك كما إذا وعده أن يسلفه ثمن دار يريد شراءها فاشتراها الموعود حقيقة، أو أن يقرضه مبلغ المهر في الزواج، فتزوج اعتمادا على هذا الوعد. . . ففي هاتين الحالتين وأمثالهما يلزم الواعد قضاء بإنجاز وعده. أما إذا لم يباشر الموعود السبب، فلا يلزم الواعد بشيء.
وهذا هو القول المشهور والراجح في مذهب مالك، وعزاه القرافي إلى مالك وابن القاسم وسحنون.
القول السابع: أما إذا كان الوعد مرتبطا بسبب فإنه يجب الوفاء به قضاء، سواء دخل الموعود في السبب أو لم يدخل فيه، وإن لم يكن مرتبطا بسبب فلا يجب الوفاء به، وعلى ذلك: فلو قال شخص لآخر: أعدك بأن أعيرك بقري ومحراثي لحراثة أرضك، أو أريد أن أقرضك كذا لتتزوج. أو قال الطالب لغيره: أريد أن أسافر أو أن أقضي ديني أو أن أتزوج، فأقرضني مبلغ كذا. فوعده بذلك، ثم بدا له فرجع عن وعده قبل أن يباشر الموعود السبب الذي ذكر من سفر أو زواج أو وفاء دين أو حراثة أرض. . . فإن الواعد يكون ملزما بالوفاء، ويقضى عليه بالتنفيذ جبرا إن امتنع. . أما إذا كانت العدة غير مرتبطة بسبب، كما إذا قلت لآخر: أسلفني كذا، ولم تذكر سببا، أو أعرني دابتك أو بقرتك، ولم تذكر سفرا ولا حاجة، فقال: نعم. أو قال الواعد من نفسه: أنا أسلفك كذا أو أهب لك كذا، ولم يذكر سببا، ثم رجع عن ذلك، فلا يلزم الوفاء به، وهو قول في مذهب المالكية.
وقريب من هذا قول أصبغ الذي حكاه الباجي بقوله: وأما إن كانت عدة لا تدخل من وعد بها في شيء، فلا يخلو من أن تكون مفسرة أو مبهمة فإن كانت مفسرة: مثل أن يقول الرجل للرجل: أعرني دابتك إلى موضع كذا. فيقول: أنا أعيرك غدا، أو يقول: علي دين فأسلفني مائة دينار أقضه، فيقول: أنا أسلفك فهذا قال أصبغ في العتبية: يحكم بإنجاز ما وعد به، كالذي يدخل الإنسان في عقد، وظاهر المذهب على خلاف هذا؛ لأنه لم يدخله بوعده في شيء يضطره إلى ما وعد وأما إن كانت مبهمة: مثل أن يقول له: أسلفني مائة دينار، ولا يذكر حاجته إليها، أو يقول: أعرني دابتك أركبها، ولا يذكر له موضعا ولا حاجة. فهذا قال أصبغ: لا يحكم عليه بها.
فإذا قلنا في المسألة الأولى: إنه يحكم عليه بالعدة إذا كان الأمر أدخله فيه، مثل أن يقول له: انكح وأنا أسلفك ما تصدقها. فإن رجع عن ذلك الوعد قبل أن ينكح من وعد، فهل يحكم عليه بذلك أم لا؟ قال أصبغ في العتبية: يلزمه ذلك ويحكم به عليه، ألزمه ذلك بالوعد.
الاستثناء في الوعد:
نص أكثر الفقهاء على أنه ينبغي للواعد أن يستنثي في وعده بقول: إن شاء الله، وذلك لقوله تعالى: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا} {إلا أن يشاء الله}، ولأن الواعد لا يدري هل يقع منه الوفاء أم لا، فإذا استثنى وعلق بالمشيئة الإلهية خرج عن صورة الكذب في حال التعذر.
غير أنهم اختلفوا في حكم الاستثناء في الوعد:
- فقال الغزالي: هو الأولى.
- وقال الجصاص: إن لم يقرنه بالاستثناء فهو مكروه.
- وقال الحنابلة: يحرم الوعد بغير استثناء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومروة]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 04:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نفع الله بكم أخي بندر المسعودي على سرعة إجابة وتفاعلك مع الموضوع، وعلى نقلك أيضا لهذه الإجابة السريعة من الموسوعة الفقهية،
نفع الله بكم
لكن ما ينقصني هو الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة أو قول الصحابة والتي تصرح بوجوب قضاء الدين ولو في حالة من الحالات.
لقد إطلعت على هذه المائدة من قبل جزاك الله خيرا(/)
فقه الخلافات الزوجية والحلول الوقائية//موضوع للنقاش//
ـ[أبومروة]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 06:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
? إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونستهديه ونسترشده، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) [آل عمران: 102].
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) [النساء: 1].
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما). [الأحزاب 70 – 71].
و بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار.
فقد كان من هديه افتتاحه لمجالسه بخطبة الحاجة، وهانحن قد بدأنا بحثنا هذا بخطبة الحاجة ولله الحمد والمنة، وفيها، ونستعينه ونستغفره، فقد جاء في صحيح مسلم والترمذي من حديث علي بن أبي طالب «أَنَّ رَسُولَ الله كَانَ إِذَا قَامَ في الصَّلاةِ قَالَ: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ والأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكينَ إنَّ صَلاَتي ونُسُكِي ومَحْيَايَ وَمَمَاتي لله رَبِّ العَالِمَينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمينَ. اللّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لاَ إِلَهَ إِلاّ أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلمْتُ نَفْسِي واعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبي جَمِيعاً إِنَّهُ لاَ يَغْفِر الذُّنُوبَ إلاّ أَنْتَ واهْدِني لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ لا يَهْدِي لأحْسَنِها إلاّ أنْتَ واصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا إنّه لاَ يَصْرِفُ عَنّي سَيِّئَهَا إلاّ أَنْتَ آمَنْتُ بِكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ. فإِذَا رَكَعَ قَالَ: اللّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي ومُخِّي وَعظْمِي وعَصَبِي. فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ: اللَّهّمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ والأَرَضِينَ وَمَا بَيْنَهُمَا ومِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ فَإِذَا سَجَدَ قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي للَّذِي خَلَقَهُ فَصَوَّرَهُ وشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ فَتَبَارَكَ الله أحْسَنُ الخَالِقِينَ. ثُمَّ يَكُونُ آخِرُ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ والسَّلاَمِ: اللَّهْمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أخّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأنْتَ المُؤَخِّرُ لاَ إلَهَ إلاّ أنْتَ».
رواه مسلم وأصحاب السنن وابن حبان وأحمد. وقال أبو عيسَى الترمذي: هذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وبعد:
لايختلف اثنان في كون الاسلام منهج متكامل في مختلف الجوانب، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعقائدية وكل الجوانب، إن إن الاسلام أولى أهمية بالغة لتربية المسلم وترقيته والحفاظ على تماسكه وحل مشاكله، وعلى هذا أحببت أن أفتح معكم هذه النافذة للنقاش عل وعسى تكون حلا لشخص ما وقع له ما قد يطرحه الأعضاء في هذا النقاش فيستفيد أو يفيد منه، وعلى الأقل الوقاية خير من العلاج.
إن مجلات الخلاف والنزاعات والمشاكل الزوجية بين الزوجين أكثر من أن تحصر في موضوع بسيط، فمجالها واسع وأسبابها مختلفة من أسرة لأخرى، ومن أهم هذه الأسباب تنازع الزوجين مما يسبب تضارب الأسرتين المتصاهرتين،وأهم هذه الأسباب باختصار هي:
01 - عدم انسجام الزوجين في الحياة الجنسية
02 - تدخل الأسرتين المتصاهرتين في حياة الزوجين.
03 - عدم توافق الزوجين في الجانب المادي
04 - نشوز الزوجة في الغالب وهجر الزوج في بعض الأحيان.
05 - عمل المرأة ورجوعها للبيت (تعبانة؟) متعبة.
06 - المستوى الثقافي في بعض الأحيان، إن كانت الزوجة أعلى مستوى من الزوج.
من يزيد؟
يتبع بإذن الله تعالى(/)
ماذا أفعل وماذا علي؟
ـ[يقين]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 10:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ..
أنا والدي يعطي زكاة الفطر كل سنة نيابة عني با عتباري أني إبنته،
ولكن أنا لم أرتح لأني لا أعلم ما إذا الذي أعطاه الزكاة مسلما أم مسلما بالإسم أرجو أن تكونوا قد فهمتوني ..
وأنا هذا الموضوع محيرني وقلقة بشأن ذلك وماذا أفعل وماذا علي؟ ..
مع العلم أنني أختلف مع والدي في قضية الحكم على الناس ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 11:17]ـ
http://alukah.net/Fatawa/
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 11:30]ـ
حياك الله أيتها الفاضلة ومرحبا بك عضوا جديدا بين إخوانك ..
أما بعد فقد أحالكِ أخونا الفاضل - غير مأمورة - على رابط الفتوى في الموقع لتستفي عالما مشهودا له بالعلم، تثقين في فتواه، يفتيك بما تبرأ به ذمتك إن شاء الله تعالى. أما استفتاء أعضاء المنتدى - وهم قوم لا تعرفين حظ المعين منهم من العلم والورع والديانة - فيعرضك لأن يفتيك من ليس بأهل للفتيا، فلا هذا يحل لك ولا له، بارك الله فيك
وننتظر منك مزيدا من المشاركات الطيبة، نفعنا الله بك ونفعك بنا والله الموفق.(/)
محاضرة قيمة للشيخ ناصر العمر بعنوان اثر التدبر في نهضة الأمة
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 12:08]ـ
محاضرة قيمة للشيخ ناصر العمر بعنوان اثر التدبر في نهضة الأمة
http://www.salafishare.com/arabic/26IHCEU1OVEL/JTOLFDO.rm(/)
مقصود الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن رحمه الله بكلمة " الزوار " في هذه العبارة
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 04:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الاخوة الكرام ما مقصود الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن رحمه الله بكلمة " الزوار " في هذه العبارة:
" وقد بلغ شركهم إلى تعطيل الربوبية، والصفات العلية، وإخلاص العبادات للمعبودات الوثنية ومعارضة الشريعة المحمدية، بأحكام الطواغيت، والقوانين الإفرنجية فمن جادل عمن خالط هؤلاء، ودخل لهم في الشورى، وترك الهجرة إلى الله ورسوله، وافتتن به كثير من خفافيش البصائر، فالمجادل فيه، وفي حل ما أخذ من العسكر والزوار، لا يدري ما الناس فيه من أمر دينهم، فعليه أن يصحح عقيدته، ويراجع دين الإسلام من أصله، "
و جزاكم الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 08:57]ـ
الرسالة السادسة: [شدة ظهور غربة الإسلام وأهله]
وله أيضا -قدس الله روحه ونور ضريحه- رسالة إلى الشيخ حمد بن عبد العزيز، وقد كان كتب إليه (أعني) الشيخ حمد رسالة ذكر له فيها أن الغربة اشتدت، وأنه قد أنكر عليه الفتوى بحل ما أخذ في درب العقير مع العسكر والزوار، فأجابه بما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد اللطيف بن عبد الرحمن إلى الأخ المكرم حمد بن عبد العزيز، سلمه الله تعالى وهداه، وألهمه رشده وتقواه، آمين. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد: فأحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وإن أتى الدهر بمر القضاء، والخط وصل -وصلك الله بحبله المنير، ونظمك في سلك أنصار الملة والدين-، وقد عرفت أن الله –سبحانه- ليس كمثله شيء في أفعاله أو قضائه، كما أنه ليس كمثله شيء في ذاته وصفاته. وهذه الحوادث العظام التي هدمت أركان الإسلام لله فيها سر وحكمة بالغة يطلع من يشاء من عباده على عنوان وأنموذج من سر القدر والقضاء، وأكثر الناس في خفارة جهله وكثافة طبعه كالبعير الذي يعقله أهله ثم يطلقونه، لا يدري فيم عقل ولا فيم أطلق. وتذكر أن الغربة اشتدت، والأمر كما وصفت، وأعظم مما إليه أشرت، ولكن ليكن لك على بال، ما ورد في فضل الغرباء ووصفهم؛ فاغتنم نصرة الإسلام والدعوة إليه، ونصره ونشره وتعريفه وتقريره في كل مجلس ومجمع. فإن أكثر الناس قد ضل عنه ولا يدري حقيقته ومسماه، وقد وقع ذلك ممن ينتسب إلى الدين، ونسي ما كان عليه من تقرير التوحيد وأدلته، وجاء بما يناقضه، ويقوي عضد المشركين، ويقتضي نصرة أعداء الملة والدين. وقد بلغنا عن عبد الرحمن الوهيبي وأمثاله بعد ذهابه إليهم ما تصان عن ذكره الأسماع، وصار يعترض على من أنكر طريقته وذمها. ويزعم أنه قد خالف طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وصرح بمسبة من أنكر عليه ونسبه إلى موالاتهم، فالذي يجادل عنه داخل في عموم قوله تعالى {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} 1.
وكذلك ما ذكرت عن الذي أنكر عليكم الفتوى بحل ما أخذت في درب العقير مع العسكر والزوار؛ فلا يصدر هذا الإنكار إلا عن جهل بحقيقة الإسلام وقواعده، وسرية ابن الحضرمي في عهده صلى الله عليه وسلم مشهورة معروفة، وهي أول دم أهريق في الإسلام وقصدت عير قريش. وقريش في ذلك الوقت مع كفرهم وضلالهم، أهدى من كثير من العسكر والزوار من الرافضة بكثير، فكيف وقد بلغ شركهم إلى تعطيل الربوبية والصفات العلية، وإخلاص العبادات للمعبودات الوثنية، ومعارضة الشريعة المحمدية، بأحكام الطواغيت والقوانين الإفرنجية؟ فمن جادل عمن خالط هؤلاء ودخل لهم في الشورى، وترك الهجرة إلى الله ورسوله، وافتتن به كثير من خفافيش البصائر، فالمجادل فيه وفي حل ما أخذ من العسكر والزوار لا يدري ما الناس فيه من أمر دينهم، فعليه أن يصحح عقيدته، ويراجع دين الإسلام من أصله، ويتفطن في النّزاع الذي جرى بين الرسل وأممهم في أي شيء وبأي شيء؟ {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً}.
والذي أوصيك به الثبات والغلظة على هؤلاء الجهلة الذين يسعون في هدم أركان الإسلام ومحو أساسه، وبلغ سلامنا من لديك من الإخوان والسلام.
اتضحت الآن أخي العزيز (الجنوبي)؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 06:41]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
أخي الكريم, هل" الزوار" جمع زاءر, و ان كان كذلك فما سبب تسميتهم؟
و هل المقصود من المجادل في هذين العبارتين هو من جادل و دافع عن " عبد الرحمن الوهيبي ":
" فالذي يجادل عنه داخل في عموم قوله " " فمن جادل عمن خالط هؤلاء ودخل لهم في الشورى "؟
و هل الشيخ عبداللطيق كان يكفر هذا الرجل؟ و ان كان كذلك فما موجب كفره؟ و ما المقصود من الدخول لهم في الشورى؟
وما المقصود من الجدال عن هذا الرجل-عبدالرحمن الوهيبي- أهو تصويب ما فعله أم الشهادة له بالاسلام و عدم تكفيره؟
وأخيرا أخي الفاضل- حفظكم الله تعالى- هل يؤخذ من قول الشيخ -رحمه الله تعالى-: " فمن جادل عمن خالط هؤلاء ودخل لهم في الشورى، وترك الهجرة إلى الله ورسوله، وافتتن به كثير من خفافيش البصائر، فالمجادل فيه وفي حل ما أخذ من العسكر والزوار لا يدري ما الناس فيه من أمر دينهم، فعليه أن يصحح عقيدته، ويراجع دين الإسلام من أصله " هل يفهم من قوله تكقيره للمجادل عن المشركين المدافع عن صحة اسلامهم مطلقا و ان تبرأ من شركهم و رآهم هلى باطل فيما هم عليه من الضلال، كما فهمه بعض الناس عندنا؟
أرجو توضيح ذلك و أجركم على الله أخي الفاضل
وعذرا على الاكثار.
أخوكم و محبكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 10:29]ـ
أما قولك: (هل" الزوار" جمع زائر, و ان كان كذلك فما سبب تسميتهم؟)
فأقول: نعم؛ زوار جمع زائر، وقد سموا بذلك لغرض المجيء، وهو هنا للزيارة، ومقصودهم بالزيارة هنا هو زيارة الرسول الكرم والأئمة الطاهرين في قبورهم، وعليه فالغرض من القدوم زيارت هؤلاء، ومن المعلوم أنه غرض فاسد قبيح، ولا يخفاك رعاك الله ما يقصدون من هذه الزيارة لهذه الأضرحة.
وأما قولك: (وهل المقصود من المجادل في هذين العبارتين هو من جادل و دافع عن " عبد الرحمن الوهيبي " فالذي يجادل عنه داخل في عموم قوله: " فمن جادل عمن خالط هؤلاء ودخل لهم في الشورى "؟)
فأقول: أما عبد الرحمن الوهيبي؛ فالذي أعرفه عنه أنه كان من قضاة الأحساء.
وأما المراد بالمجادلة هنا: هي مجادلة عبد الرحمن الوهيبي نفسه في تقريره للمسألة المطروح بيانها من قبل الشيخ عبد اللطيف رحمه الله. وأن مجادلته هذه مجادلة باطلة ليس الغرض منها إحقاق الحق.
وبالنسبة للمجادلة الأخرى فهي عامة في تبيين أن من وافقهم فهو داخل معهم في الحكم.
أما قولك: (وهل الشيخ عبداللطيف كان يكفر هذا الرجل؟ و ان كان كذلك فما موجب كفره؟)
فأقول: لا والله ما قصد ذلك ولا أطلقه عليه رحمه الله، ويبرأ من أن يكفر رجلا يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ولو كان عليه مآخذ.
أما قولك: (وما المقصود من الدخول لهم في الشورى؟)
فأقول: هو كما قلت لك من قبل أي: مطاوعتهم وموافقتهم فيما قرروه وقالو به.
وأما قولك: (وما المقصود من الجدال عن هذا الرجل-عبدالرحمن الوهيبي- أهو تصويب ما فعله أم الشهادة له بالاسلام و عدم تكفيره؟)
فأقول: حقيقة لم أفهم مرادك بوضوح، ولكن لعله الجواب الثاني.
وأما قولك: (هل يؤخذ من قول الشيخ -رحمه الله تعالى-: " فمن جادل عمن خالط هؤلاء ودخل لهم في الشورى، وترك الهجرة إلى الله ورسوله، وافتتن به كثير من خفافيش البصائر، فالمجادل فيه وفي حل ما أخذ من العسكر والزوار لا يدري ما الناس فيه من أمر دينهم، فعليه أن يصحح عقيدته، ويراجع دين الإسلام من أصله " هل يفهم من قوله تكقيره للمجادل عن المشركين المدافع عن صحة اسلامهم مطلقا و ان تبرأ من شركهم و رآهم هلى باطل فيما هم عليه من الضلال، كما فهمه بعض الناس عندنا؟)
فأقول: كلام الشيخ كله منصب حول فرقة معينة في جهة معينة، ومرادي أخي العزيز فرقة الرافضة من جهة شرق المملكة العربية السعودية (المنطقة الشرقية) وخاصة الحسا وتوابعها، فعليه أخي لا يمكن أن نعطي حكما هنا حتى نعرف رأي الشيخ رحمه الله فيهم، هل يكفرهم أم لا؟
وحقيقة أنا لم أقف على نص صريح للشيخ في هذا. وإن كان مفهوم كلامه أنهم لا يكفرون، بل جل ما في الأمر أن في إسلامهم دخل، وفي عقائدهم خلل، لابد من محاولة تصحيحها إن قدر، فإن لم يقدر فلا يجلس عندهم بل يهاجر من أماكنهم التي هم فيها حتى لا يفتتن بهم.
هذا ما قدر الله من بيان، وما سطره فكر وبنان، فأسأله أن يحفه بالصواب، وأن يرزقك له فهم الخطاب.
وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 11:08]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على ما تفضلت به ... و بارك الله فيك(/)
سؤال عن المسح ,,كيف يكون المسح يوم للمقيم أو ثلاثة للمسافر وما حيثياته؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 06:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
حاولت أن أقرأ في بعض كلام أهل العلم فلم أفلح,
هل يعني على الماسح ان ينزع خفه بعض انقضاء اليوم, وعلى اعتبار خلاف العلماء سواء ابتداءا من لبس الخف أو ابتداءا بالوضوء,
لو اعتبرنا انه انقضى يوم على المقيم, هل يلزم ان ينزع خفه؟
أم له أن يمسح مرة أخرى بعد انقضاء اليوم؟
هل يجوز مثلاً أن يبقى احدهم لابسا الخف اسبوع دون أن ينزعه مثلاً ويبقى يمسح عليه كلما نقض وضوئه؟
وبارك الله فيكم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 08:46]ـ
نعم أخي الفاضل؛ إذا انقضت المدة المقررة شرعا سواء للمقيم أو المسافر على لابس الجوربين أن ينزعهما ويخلعهما، ويستأنف مدة جديدة بلبس جديد ومسح جديد.
فلذلك قال الفقهاء: فلو مسح فوق يوم وليلة بطلت لبطلان الطهارة ببطلان المسح.
هذا باختصار حفظك الله زبدة المسألة
ـ[أشجعي]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 02:51]ـ
وهذا ما كنت أبحث عنه
"الزبدة"
فجزاك الله خيرا شيخي, فهذا الذي تبادر الى ذهني عندما قرأت الحديث, أن ينزع الخف بعد انقضاء اليوم ويعيد الوضوء,
ولكن بعد جلوسي مع أحد طلبة العلم وسمعت بعضا من كلامه خفت أن يكون عندي لبس بالموضوع,
فجزاك الله خيرا على التوضيح.(/)
الغلو مقابل التساهل , المفاهيم والآثار
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 08:32]ـ
الغلو مقابل التساهل، المفاهيم والآثار
في هذه الدراسة يوضح الشيخ صالح الفوزان معنى الغلو وصوره ويوضح في مقابل ذلك التساهل الذي يؤدي الى التفريط فيما ينبغي الحرص عليه ويؤكد ان من يوكل اليهم الامر في تحديد مفاهيم الغلو والتساهل هم العلماء المختصون ..
فبدأ حديثه عن الغلو، قائلاً:
"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهديه وتمسك بسنته وسار على نهجه اما بعد: فان الله امر بالاستقامة والاعتدال ونهى عن الغلو والانحلال فقال سبحانه لنبيه والمؤمنين معه:
{فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولاتطغوا إنه بما تعملون بصير} فالامر بالاستقامة من غير طغيان, والطغيان هو الغلو الذي يخرج عن الاستقامة, كما انه نهى عن التساهل والاخلال في امور الدين بالنقصان منه فقال سبحانه: {فاستقيموا اليه واستغفروه}
اي اطلبوا منه المغفرة لما يقع منكم من تقصير ومن إخلال بالاستقامة بالنقص من اتباع اوامره واجتناب نواهيه لان الانسان محل الخطأ والتقصير فهو بحاجة الى الاستغفار من ذلك, وهذه الامة وسط بين تساهل اليهود وغلو النصارى في العبادة قال تعالى: {وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}
والتساهل قد يكون بترك الواجبات وفعل المحرمات واتباع الشهوات, والغلو هو الزيادة في التدين عن الحد المشروع مأخوذ من: (غلا القدر اذا ارتفع ماؤه وفار بسبب شدة الحرارة) ويقال: غلا السعر اذا ارتفع عن الحد المعروف, والغلو قد يكون في الاشخاص بأن يرفعوا فوق منزلتهم ويجعل لهم شيء من حق الله في العبادة كما غلت النصارى في المسيح عليه السلام فقالوا:
هو ابن الله او هو الله او ثالث ثلاثة فعبدوه مع الله, ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم (لاتطروني كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)
وكما غلا قوم نوح في الصالحين فعبدوهم من دون الله: (وقالوا لاتذرن آلهتكم ولاتذرن ودا ولاسواعا ولايغوث ويعوق ونسرا) وهذه اسماء رجال صالحين كانوا فيهم ولهذا نهى نبينا صلى الله عليه وسلم امته من الغلو في الصالحين والبناء على قبورهم واتخاذ قبورهم مساجد لان هذا يؤول الى عبادتهم من دون الله كما نشاهده اليوم من بناء لأضرحة على القبور وعبادة الاموات من دون الله والاستغاثة بهم في الشدائد, وقد يكون الغلو في عبادة الله والتقرب اليه ولهذا قال تعالى: {يا اهل الكتاب لاتغلوا في دينكم غير الحق ولاتتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل}
ولما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ان ثلاثة نفر قال احدهم انا اصلي ولا انام, وقال الثاني: انا اصوم ولا افطر, وقال الثالث: انا لا اتزوج النساء غضب النبي صلى الله عليه وسلم وتبرأ من فعلهم واستنكر ذلك وقال: (اما انا فأصلي وانام, واصوم وافطر, واتزوج النساء, ومن رغب عن سنتي فليس مني)
وقد يكون الغلو في الحكم على اصحاب الذنوب الكبائر التي هي دون الشرك فيحكم على اصحابها بالكفر والخروج من الملة كما فعلت الخوارج من هذه الامة فكفروا اصحاب الكبائر التي هي دون الكفر والشرك وكما قال رجل ممن كان قبلنا لرجل يراه يرتكب بعض الذنوب فقال: والله لايغفر الله لفلان.
فقال الله تعالى (من ذا الذي يتألى علي ان لا اغفر لفلان اني قد غفرت له واحبطت عملك)
وقد يكون الغلو في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كما حصل من الخوارج والمعتزلة حين غلوا في الانكار على ولاة المسلمين فخرجوا عن طاعتهم وحملوا السلاح لقتالهم وشقوا عصا الطاعة وفرقوا الجماعة مما ترك آثارا سيئة على الامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يكون الغلو في التقليد الفقهي والحزبي وذلك بالتعصب لآراء الائمة حتى تجعل كأنها وحي منزل لايجوز العدول عنها الى الرأي الصحيح الراجح بالدليل كما هو حاصل لمن متعصبة الفقهاء, ومن قادة الحزبيين اليوم الذين يتعصبون لجماعاتهم وحزبياتهم ويحذرون ممن سواهم وان كان من سواهم على الحق, وقد يكون الغلو في الولاء والبراء فيظن اهل الغلو ان البراءة من الكفار تعني تحريم التعامل معهم فيما اباح الله مما فيه منفعة بدون مضرة ولا تنازل عن شيء من الدين وانها تعني الاعتداء على المعاهدين منهم والمستأمنين بتفجير مساكنهم وسفك دمائهم وقتل عوائلهم واتلاف اموالهم متناسين قوله صلى الله عليه وسلم (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة)
وقوله تعالى {وان احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه}
وقوله تعالى {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ان لاتعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى} "
إلى أن قال الشيخ موضحاً آثار الغلو:
"ان الغلو داء خطير, وشر مستطير له آثار قبيحة منها:
1 - انه يجر الى الشرك بالله وذلك كالغلو في الاشخاص فانه يفضي الى عبادتهم من دون الله كما حصل لقوم نوح لما غلوا في الصالحين, وكما حصل للنصارى لما غلوا في المسيح, وكما حصل لعباد القبور من هذه الامة لما غلوا في الاولياء والصالحين فأصبحت قبورهم اوثانا تعبد من دون الله في كثير من البلاد حتى آل الامر الى أن من انكر ذلك يعد من الغلاة الذين يكفرون المسلمين.
2 - انه يحمل على تكفير المسلمين وسفك دمائهم كما حصل للخوارج من هذه الامة حتى قتلوا خيارها كعثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب وكثير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3 - انه يحمل على الخروج على ولي امر المسلمين وشق عصا الطاعة وتفريق كلمة المسلمين كما حصل ويحصل من الخوارج على مدار التاريخ, وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل من يفعل ذلك في قوله (من جاءكم وامركم جميع على واحد منكم يريد تفريق جماعتكم فاقتلوه كائنا من كان).
4 - انه يزهد في السنة والوسطية والاعتدال وباعتبار ذلك تساهلا في الدين والعبادة كما في قصة الثلاثة الذين تقالوا عمل النبي صلى الله عليه وسلم.
5 - انه يحمل على القنوط من رحمة الله كما حصل من الذي قال (والله لايغفر الله لفلان).
6 - انه يسبب الانقطاع عن العمل الصالح, وقد يحمل على الزيغ والانسلاخ من الدين فان النفس تضعف مع شدة العمل وقد تعجز او تمل من العمل فتتركه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم عن المتشدد في الدين (كالمنبت لاظهرا ابقى ولا ارضا قطع)
وقد رأينا من هذا نماذج في وقتنا الحاضر."
ثم تحدث الشيخ عن مقابل الغلو، وهو التساهل قائلاً:
"هذا ويقابل الغلو في خطورته وشره التساهل في ميوعته وضرره فالتساهل في امور الدين لايقل خطورة عن الغلو بل هو شر منه ولهذا قال تعالى {والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما}
وقال تعالى {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا الا من تاب وعمل صالحا}
فالمتساهلون يصفون المتمسكين بالدين والوسطية بأنهم متشددون وغلاة ومتطرفون ويرون الاباحية والتحلل من الدين والاخلاق تقدما ورقيا وحضارة ويقولون ان التمسك بالدين فيه كبت للحريات وعائق عن الانطلاق مع الحضارة العالمية, وربما يقول بعضهم الدين يسر يريد بذلك التحلل من شرائعه
ونقول: نعم الدين يسر في تشريعاته ورخصه الشرعية فهو يشرع لكل حالة ما يناسبها من حالة المرض والسفر والخوف والضرورة لا انه يسر في التحلل من احكامه فهذا ليس يسرا وانما هو حرج وإثم والنبي صلى الله عليه وسلم (ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما مالم يكن إثما) فالتيسير الذي يوقع في الاثم خروج عن سمات الدين وهديه, وشرور الانحلال من الدين اشد من شرور الغلو فيه وهؤلاء الجهال والمغرضون ليسوا هم الذين يبينون معنى الغلو وانما الذين يبينون حدود الغلو والتطرف هم العلماء الاتقياء الراسخون في العلم على ضوء الكتاب والسنة لا الصحفيون واصحاب الشهوات والجهال او المتعالمون او اهل الضلال والله جل وعلا يقول:
{فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون}
ويقول جل وعلا {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون انما يتذكر اولوا الالباب}
فمتى خرجنا عن بيان اهل العلم الى بيان اهل الاهواء واهل الضلال امعنا في الضلال والخطأ واننا اليوم نسمع ونقرأ في وسائل الاعلام المختلفة اقوال من يتكلمون في امور الدين وامور الغلو والتساهل وهم لايحسنون القول في ذلك اما عن قصد سيئ واما عن سوء فهم يقولون حسب اهوائهم {ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن}
فيصفون التمسك بالدين بأنه تشدد ويصفون المتمسكين بالدين وبالعقيدة الصحيحة بأنهم متطرفون وغلاة -
وهكذا فالغالي يرى ان المعتدل متساهل والمتساهل يرى المعتدل غاليا ومتشددا - والحمد لله ان الله لم يجعل هؤلاء ولا هؤلاء هم الذين يحكمون في هذا الباب وتقبل اقوالهم وانما وكله الله الى العلماء الراسخين المعتدلين في حكمهم على ضوء الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح لان الحكم بالغلو او بالتساهل حكم شرعي تترتب عليه آثاره فلا يتولاه كل من هب ودب على حسب هواه لان ذلك قول على الله وعلى رسوله بغير علم او بهوى - والعلماء - ولله الحمد قد بينوا هذا ووضعوا ضوابطه قديما وحديثا في كتب العقائد وفي كتب الفقه والواجب ان يقرر ويدرس هذا الحكم الشرعي بضوابطه للطلاب في المدارس وحلق العلم".
نسأل الله ان يصلح شأن الاسلام والمسلمين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين
.
منقول(/)
الفرق بين دار الاسلام ودور المسلمين .. !
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 02:50]ـ
الحمد لله:
فهذه دعوة للمشائخ وطلاب العلم " سددهم الله " للكتابة حول هذا الموضوع والادلاء بدلوهم في هذه النازلة الخطيرة .. وهي: دار الاسلام ودور المسلمين ..
والقصد من دار الاسلام هو البلد الذي تطبق فيه شريعة الرحمن من قبل السلطان او الحكومة أو الهيئة الحاكمة هناك بغض النظر عن ساكنيه .. ودور المسلمين هي التي غالبية اهلها مسلمين ومعظمين لشعائر الاسلام من توحيد و"صلاة" وصيام وجمعة وجماعات و .. الخ .. بغض النظر عن حكامها كما هو حال كثير من البلاد الاسلامية اليوم .. !!
وسؤالي: هل هذه الدعوة في محلها اصلا .. ؟ اي هل يمكن تاصيل هذه المسالة تاصيلا شرعيا دقيقا بحيث نثبت هذا التفريق وبالتالي الجمع بين اقوال العلماء بدلا من رد بعضها .. ؟!
ساعدونا مأجورين ان شاء الله.(/)
بيان من العلامة الددو
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 03:15]ـ
وجدت هذا البيان في موقع الإسلام اليوم (المنتدى العام) , فأحببت أن أنقله لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على نبيه الكريم
الحمدلله .. أمَّا بعد فهذا بيانٌ عامٌ لكلِّ مَنْ يقف عليه من المسلمين حُكَّامًا ومحكومين، أَنَّهُ يجب عليهم شرعا أن ينصروا رئيس السودان المشير: عمر البشير ضد محكمةِ الجنايات الدولية وَيحرم عليهم شرعاً أن يخذلوه أو يُسْلِمُوهُ، ويجب عليهم التعاوُن مَعَ الحكومة السُّودانِيَّةِ في رَدِّ هذه المؤَامرة اليهودية المسيحيَّة الدَّنِيئة التِي يقصد بها إذلال المسلمين جميعًا وتخويف حُكَّامهم بمالم يتعرَّضْ له قطُّ حَاكمٌ باقٍ في حكمه لا من اليهود وَلا من النصارى، فيجب شرعًا على المسلمين جميعًا أن يقاتلوا دونه وأن يشاركوا فِي رَدِّ هذا الظلم والطغيان، كُلٌّ من موقعه بحسب مَا يستطيعه. فقد قال الله تعالى: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ.» وقال تعالى: «وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ.» وقال تعالى: «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ.» وقال تعالى: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ.» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمُهُ ولا يُسْلِمُه ولا يخذله.» أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وأخرجه مسلم أيضا من حديث أبي هريرة دون قوله: «ولا يسلمه». وأخرج أبو داوود في سننه من حديث سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حمى مؤمنا من منافق ـ أراه قال ـ بعث الله ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم .. » وأخرج أبو داوود أيضا عن جابر بن عبد الله وأبي طلحة رضي الله عنهم قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما من امرئٍ مسلم يخذل امرأً مسلمًا في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إِلا خذله اللهُ في مَوْطنٍٍ يحبُّ فيه نصرته. وما من امرئٍ مسلم ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نُصرته.»
أسأل الله أن ينصر المسلمين وأن يخذُل المعتدين وأن يردَّ كيدهم في نحورهم.
«عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا.»
كتبه محمد الحسن ابن الدَّدَوْ
بتاريخ 12/ 03/ 1430هـ
الموافق 09/ 03/ 2009 م
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 03:28]ـ
الله المستعان ............
ـ[نور الدرب]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 05:13]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 07:58]ـ
رجل عالم يعمل بعلمه.
بارك الله في الشيخ العلامة الددو وكثّر من أمثاله.
الظاهر أن رؤية الزعيم القدافي بدأت تتحق حينما أعلن محذرا بقية أصحابه من رؤساء العرب قائلا: اليوم صدام وغدا أنتم.(/)
الأحوال التي يجوز فيها الكذب
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 09:29]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
إن الكذب من أقبح الخصال وأشنع الصفات والخلال
وهو يجعل الإنسان كالبهيمة التي لا يستفاد من نطقها بل إن البهيمة لا تضر بنطقها ولكن الكذاب يضر بنطقه فالبهيمة من هذا الوجه خير منه والكذب من خلال المنافقين والصفات البغيضة لله ورسوله ومن يعتاده يكتب عند الله كذابا ويهتدي إلى كل شر بخلاف الذي يصدق ويتحرى الصدق يهديه صدقه إلى خصال الخير ويكتب عند الله صديقا فإن الإنسان الصادق كلما أراد أن يفعل خطأ تذكر أن الناس سيسألونه هل فعلت وهو لا يكذب فينزجر عن خصال الشر بسبب صدقه فيا لها من صفة ما أجملها وأعظم نفعها وأحسنها.
إلا أن الكذب يجوز في أحوال ثلاثة تعلو فيها مصلحته على مفسدته ولا يعد فاعله مذموما فيها عند الناس لظهور كون الكذب فيها من الخير لا من الشر ومن الإصلاح لا من الإفساد ويدل على رجاحة العقل وحسن التقدير لا على خلاف ذلك.
تلك الخصال الثلاثة هي المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم:
"لا يصلح الكذب إلا في ثلاث: يحدث الرجل امرأته والكذب في الحرب والكذب ليصلح بين الناس" رواه الترمذي وحسنه الألباني.
* الكذب في الحرب فلو أن الإنسان المسلم صدق مع الأعداء لعد صدقه ضعفا وجبنا مع ما فيه من ضرر على الإسلام والمسلمين.
*والحال الثانية الكذب في الإصلاح بين الناس. هل يعد من يكذب ليصلح بين متخاصمين مذموما مقترفا لما هو قبيح في العقول والفطر؟ لا والله بل هو مستحق للشكر والثناء لما في كذبه من تسكين الفتنة وطمأنينة القلوب وإراحتها من عناء فوران الحقد وشدة العداوة ولكن في هذا الزمان كثير من الناس بدل أن يكذب ليصلح بين الناس يكذب ليفسد بينهم.
*والحال الثالثة كذب الزوج على زوجته وكذب الزوجة على زوجها لو أخذنا الأمر هكذا مطلقا لكان مستبعدا في العقول والفطر فإن فتح باب الكذب بين الزوجين يفقد ثقة كل منهما بالآخر ويحط منزلته ويثير الشك والريب في كل ما يقول وفي الحقيقة ليس الأمر على إطلاقه فقد ورد ما يقيده جاء في السلسلة الصحيحة - (ج 1 / ص 897):"عن عطاء بن يسار قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله! هل علي جناح أن أكذب (على) أهلي؟ قال: لا؛ فلا يحب الله الكذب. قال يا رسول الله! أستصلحها وأستطيب نفسها. قال: لا جناح عليك. قال القاضي عياض: يحتمل أن يكون فيما يخبر به كل منهما بما له فيه من المحبة والاغتباط وإن كان كذبا؛ لما فيه من الإصلاح ودوام الألفة. وقال الألباني: وليس من الكذب المباح أن يعدها بشيء لا يريد أن يفي به لها أو يخبرها بأنه اشترى لها الحاجة الفلانية بسعر كذا يعني: أكثر من الواقع ترضية لها؛ لأن ذلك قد ينكشف لها فيكون سببا لكي تسيء ظنها بزوجها وذلك من الفساد لا الإصلاح " انتهى.
إذا الكذب الجائز من كل من الزوجين على الآخر هو الذي يستطيب القلوب ويصلح النفوس كأن يقول الزوج لزوجته إني أحبك وأنت غالية علي وأنت جميلة لا أجمل منك وهي تقول له كذلك لا شك أن هذا الكذب نفعه كبير وفيه إصلاح لشؤون الأسر ولا تصلح إلا بذلك ولو أن كل من كره زوجته صارحها بذلك وصدق معها لهدمت كثير من الأسر والبيوت التي يترتب على هدمها شرور كثيرة ومفاسد عظيمة وعواقب أليمة.
من العلماء من حمل الكذب في هذا الحديث على التورية ولكن الراجح أنه الكذب الحقيقي لأمور ثلاثة:
1 - أنه ظاهر النص والأصل التمسك بالظاهر.
2 - أنه قد ذكر فيه الكذب في الحرب وهو جائز بلا ريب.
3 - أن التورية تجوز بصورة أوسع من ذلك بكثير حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعملها في المزاح.
وهذا القول قد رجحه الإمام النووي وتبعه وأكده شيخنا الألباني رحمهما الله.
4 - ويجوز الكذب أيضا لدفع مظلمة، قال ابن حزم: "اتَّفَقُوا عَلَى تَحْرِيمِ الْكَذِبِ فِي غَيْرِ الْحَرْبِ، وَغَيْرِ مُدَارَاةِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ، أَوْ إصْلَاحٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ، أَوْ دَفْعُ مَظْلِمَةٍ".
5 - وذكر ابن القيم في زاد المعاد (ج 3 / ص 305):
"جَوَازُ كَذِبِ الْإِنْسَانِ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى غَيْرِهِ إذَا لَمْ يَتَضَمّنْ ضَرَرَ ذَلِكَ الْغَيْرِ إذَا كَانَ يَتَوَصّلُ بِالْكَذِبِ إلَى حَقّهِ كَمَا كَذَبَ الْحَجّاجُ بْنُ عِلَاطٍ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حَتّى أَخَذَ مَالَهُ مِنْ مَكّةَ مِنْ غَيْرِ مَضَرّةٍ لَحِقَتْ الْمُسْلِمِينَ مِنْ ذَلِكَ الْكَذِبِ".
6 - وعندما يكون في الصدق مفسدة تربو على مفسدة الكذب يكون الكذب جائزا -إذا لم تكن التورية ممكنة- دفعا للمفسدة الكبرى باحتمال المفسدة الصغرى ولكون الضرورات تبيح المحظورات والله تعالى أعلم.
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 11:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على التوضيح.
وهل يجوز الكذب على البهيمة؟
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 02:17]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 11:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على التوضيح.
وهل يجوز الكذب على البهيمة؟
ألم يتركْ أحدُ السلف شيخا ً له! لأنه رآه كذب على بهيمته!(/)
من أغرب ما قرأت من مسائل للإمام العلامة ابن عقيل الحنبلي
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 11:19]ـ
قال ابن عَقِيلٍ في (الْفُنُونِ) فِيمَنْ وُلِدَ بِرَأْسَيْنِ فلمّا بَلَغَ نَطَقَ أَحَدُ الرَّأْسَيْنِ بِالْكُفْرِ وَالْآخَرُ بِالْإِسْلَامِ: إنْ نَطَقَا مَعًا فَفِي أَيِّهِمَا يَغْلِبُ؟ احْتِمَالَانِ. قال: وَالصَّحِيحُ إنْ تَقَدَّمَ الْإِسْلَامُ فَمُرْتَدٌّ.
قلت: ولا يستبعد هذا وإن اتحد قلبيهما، فإن لكل رأس عقله، وبهذا يتبين قوة تأثيرالعقل على باقي أعضاء الجسم وعلى غرائزه.
والكلام عن هذا يطول وإلا فيه من الجواهر والمعاني ما يجنى منه ثمار.
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 12:21]ـ
صدقت اخي الكريم .. غريب حقاً.!
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 04:22]ـ
قلت: مع تطور علم الجراحة إذا كان فصل رأس المرتد لا يضر الرأس الآخر فيقطع ولا كرامة (ابتسامة)
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[08 - Jul-2009, صباحاً 01:46]ـ
معلومه مفيده وغريبه بعض الشي
بوركتم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Jul-2009, صباحاً 01:57]ـ
والله قد أرجعتي برفعك لهذا الموضوع ذكريات كانت قد عُدَّت من ماضي النسيان، قد تبدل الحال بعدها إلى صلح الإخوان، وقد فَقَدتُّ ذكره وطُمِسَ أثره فجددت عليّ الأحزان.
فغفر الله لي وله ولكم أجمعين آمين
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[08 - Jul-2009, صباحاً 06:03]ـ
أخواني الكرام.
هل ممكن أن نستخرج من هذا النص أنّ ابن عقيل كان يقول بأن العقل في الدماغ وليس في القلب؟
وخلاف علمائنا مشهور في المسألة.
ـ[ابن الطيب]ــــــــ[20 - Jan-2010, مساء 02:11]ـ
الكفر والإسلام يتردد في الرأس الواحد عند بعض المغرضين فكيف بمن ولد برأسين؟؟؟ (إببتسامة)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[20 - Jan-2010, مساء 03:02]ـ
الكفر والإسلام يتردد في الرأس الواحد عند بعض المغرضين فكيف بمن ولد برأسين؟؟؟ (إببتسامة)
الصواب الكفر والإسلام يتردد في قلب الواحد .....
و بما أن للمولود قلب واحد فلا بأس (إبتسامة)
ـ[ابن الطيب]ــــــــ[21 - Jan-2010, مساء 04:51]ـ
الصواب الكفر والإسلام يتردد في قلب الواحد .....
و بما أن للمولود قلب واحد فلا بأس (إبتسامة)
بورك فيك شيخنا أبا عبد الكريم على التوجيه(/)
التذكير بخطأ قول العامّة: (الدنيا ليست دار عدل)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 05:12]ـ
التذكير بخطأ قول العامّة: (الدنيا ليست دار عدل)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
شاع في لسان العامّة قول: (الدنيا ليست دار عدل)، وقد دعاهم إلى هذه المقولة - الخاطئة - ما يرونه صباح مساء من يسار أهل الكفر والمعصية، وعُسر أهل الإيمان والطاعة، وعند قليل من التأمُّل يَظهر خطأ هذه المقولة؛ وذلك للأسباب الآتية:
1 - من صفات الله عزو وجل: (العدل)، ولا تختص هذه الصفة بأمور الآخرة، دون أمور الدنيا:
- قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالْعَدْلِ) [النحل: 90].
- قال تعالى: (وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ) [الشورى: 15].
- وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه في "الصحيح"، مرفوعًا: «فمَن يَعْدِلُ إذا لم يَعْدِلِ اللهُ ورسولُه؟!».
إنّ الله سبحانه وتعالى: (العدل): في جميع أقواله وأفعاله: الجارية على سنن العدل والاستقامة، الدائرة بين الفضل والرحمة وبين العدل والحِكْمَة.
يقول ابن القيّم: (وهو العدل الذي يتصرّف به فيهم؛ فهو على صراط مستقيم في قوله وفعله، وقضائه وقدره، وأمره ونهيه، وثوابه وعقابه؛ فخبره كله صدق، وقضاؤه كله عدل، وأمره كله مصلحة، والذي نهى عنه كله مفسدة، وثوابه لمن يستحق الثواب بفضله ورحمته، وعقابه لمن يستحق العقاب بعدله وحكمته).انتهى.
والعَدْلُ مِنْ أوصافِه في فِعْلِهِ ** ومَقَالِه والحُكْمِ بالميزانِ
فَعَلَى الصِّراطِ المستقيمِ إلَهُنَا ** قولًا وفِعْلًا ذاك في القرآنِ
2 - أمر الله عز وجل عباده بتحري العدل في أمور الدنيا، وذلك في آيات كثيرة، منها:
- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ... )
إلى قوله: (فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ) [البقرة: 282].
- قوله تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً) [النساء: 3].
- قوله تعالى: (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) [النساء: 58].
- قوله تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الحجرات: 9]. إلخ ..
3 - لقد: (فاوت الله عز وجل بين خلقه فيما أعطاهم من الأموال والأرزاق والعقول والفهوم، وغير ذلك من القوى الظاهرة والباطنة) - ما بين قوسين لابن كثير -؛ وذلك وفق العدل والحِكمة، قال تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [الزخرف: 32].
وقوله: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا): أي: أفقرنا قوما وأغنينا قوما. قاله القرطبي.
ورزق المعاش في الحياة الدنيا: يتبع مواهب الأفراد، وظروف الحياة، وعلاقات المجتمع، وتختلف نِسَب التوزيع بين الأفراد والجماعات وفق تلك العوامل كلها. قاله سيِّد، وفيه تفصيل ...
وقوله: (لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا): قيل: معناه: ليسخّر بعضهم بعضا في الأعمال؛ لاحتياج هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا. قاله السدّي وغيره.
وقال قتادة والضحاك: ليملك بعضهم بعضا. وهو راجع إلى الأول.
ثم قال: (وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ): أي: رحمة الله بخلقه خير لهم مما بأيديهم من الأموال ومتاع الحياة الدنيا. ابن كثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - طيّبات الدنيا ونعيمها مشترك بين خلائق الله مؤمنهم وكافرهم، ولكن: (الَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ) [محمد: 12]، وفي "الصحيح" قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيمَا هُمَا فِيهِ وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الآخِرَةُ». قال في "المفهم": فيه حُجّة على تفضيل الفقر. انتهى، وقال في "المرقاة": "لهم الدنيا": أي موسّعة خالصة، "ولنا الآخرة": أي: مرصّعة خالصة. انتهى. وقوله صلى الله عليه وسلم: "لهم الدنيا": لا يُستفاد منه: قصر نعيمها وطيّباتها عليهم دون المؤمنين، وإنّما المراد: أنّ نعيم الكافرين في الدنيا ليس يحدّه حد، وأمّا حال المؤمنين في الحياة الدنيا: فإنّه يدور على: "الحلال بيِّن والحرام بيِّن"، وفي "الصحيحين" عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من شرب الخمر فى الدُّنيا، ثم لم يتب منها: حُرِمَهَا في الآخرة»، وفي "الصحيح" عن عمر رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن لبس الحريرَ في الدنيا: لم يلبسه في الآخرة».
5 - شرْط صحّة العبارة المتداولة في لسان العامّة: (الدنيا ليست دار عدل): أنْ يَستأثر أهل الكفر والمعصية بأموال العالَم دون المؤمنين؛ وهذا ما لم نجده، بل إنّا نجد من المؤمنين في القديم والحديث مَن رزقه الله من الأموال الشيء الكثير العظيم ..
6 - إنّ الكافر في ضنك مستمر، وإنْ ظهر في أعين الناس أنّه من أغناهم، قال تعالى: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) [طه: 123 - 124]. قال ابن عاشور: (والضّنك: الضِّيْق، يُقال: مكان ضنك، أي ضَيِّق، ويستعمل مجازًا في عسر الأمور في الحياة .. ).انتهى، وقد اختُلف في الموضع الذي يكون فيه الضنك: فقيل: في الآخرة. وقيل: في الدنيا. وقيل: في القبر واختاره الطبري. ولا مانع من الشمول، قال ابن عاشور في معنى قوله تعالى: (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا): أنّ مجامع همّه، ومطامح نظره: تكون إلى التحيّل في إيجاد الأسباب والوسائل لمطالبه؛ فهو متهالِك على الازدياد، خائف على الانتقاص، غير ملتفت إلى الكمالات، ولا مأنوس بما يسعى إليه من الفضائل، يجعله الله في تلك الحالة وهو لا يشعر، وبعضهم يبدو للناس في حالة حسنة ورفاهية عيش ولكن نفسَه غير مطمئنة).انتهى.
وأختم هذه الكلمة المختصرة بحديث:
سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدنيا تَعْدِلُ عند الله جناحَ بعوضةٍ ما سقى كافرًا منها شربة ماء». أخرجه الترمذي، وقال: صحيح غريب. انتهى، فلو قال العامّة: (لو كانت الدنيا تَعْدِلُ عند الله جناحَ بعوضةٍ ما سقى كافرًا منها شربة ماء)، لكان أحسن من قولهم: (الدنيا ليست دار عدل)، والله تعالى أعلم وأحكم.(/)
ما المقصود من كلمة {التوقيف} في كلام القاضي أبي بكر الباقلاني
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 09:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الاخوة الفضلاء, ما المقصود من كلمة {التوقيف} في كلام القاضي أبي بكر الباقلاني- رحمه الله تعالى- فيما نقله عنه القاضي عياض-رحمه الله تعالى- في كلامه التالي {قال القاضي عياض رحمه الله:
( ... وقائل هذا كله كافر بالإجماع على كفر من لم يكفر أحداً من النصارى واليهود وكل من فارق دين المسلمين أو وقف في تكفيرهم أو شك ... قال القاضي أبو بكر لأن التوقيف والإجماع اتفقا على كفرهم فمن وقف في ذلك فقد كذب النص والتوقيف أو شك فيه. والتكذيب أو الشك فيه لا يقع إلا من كافر) أ.هـ (الشفا جـ2 ص 602، 603)}
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 10:20]ـ
هذه العبارة أخي العزيز المراد بها (توقيف رسول الله صلى الله عليه وسلم) وغالبا هي ما تأتي متلازمة مع إجماع الصحابة خصوصا، لأنهم هم من شاهد هذا التوقيف منه عليه الصلاة والسلام.
فلذلك قالوا: لا يصح إجماع إلا عن توقيف.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 05:13]ـ
أخي الفاضل, هل المقصود بالتوثيف اذا هو النص النبوي؟ فان كان كذلك, فما مناسبة الاضافة في عبارة {توقيف رسول الله صلى الله عليه وسلم}؟ و جزاكم الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 08:32]ـ
أخي الفاضل, هل المقصود بالتوثيف اذا هو النص النبوي؟ فان كان كذلك, فما مناسبة الاضافة في عبارة {توقيف رسول الله صلى الله عليه وسلم}؟ و جزاكم الله خيرا
نعم حفظك الله هو النص النبوي.
وما أضفتها إلا لما سألت عنها أنت رعاك الله، إذ لم تكن منسوبة في النص الذي أوردته أنت.(/)
هل أصحاب الأناشيد يدخلون في هذا؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 09:51]ـ
حصل نقاش بيني وبين بعض الفضلاء في من رزقه الله حسن صوت بالقرآن، فأصبح يتعبد الله بالدعوة إلى الله بالإنشاد، فبينت أن هذا بدعة لا يجوز. فقال لي هذا الفاضل إن صلاح القلب يكون في معاني بعض هذه القصائد التي تنشد ولذلك كثير من الفضلاء يطلب صلاح قلبه بسماع هذه القصائد. فأحببت أن أنقل كلام شيخ الإسلام في المستمع لا في المنشد. والله المستعان
اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم - (ج 1 / ص 442)
(من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه؛ تنقص رغبته في سماع القرآن، حتى ربما كرهه، ومن أكثر من السفر إلى زيارات المشاهد ونحوها؛ لا يبقى لحج البيت الحرام في قلبه من المحبة والتعظيم ما يكون في قلب من وسعته السنة، ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم، لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع، ومن أدمن قصص الملوك وسيرهم؛ لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام، ونظير هذا كثير).
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 09:55]ـ
ولا أدل على ما تفضلت به أخي الكريم إلا المتصوفة، فهم يعلم الله من أبعد الناس عن القرآن
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 01:05]ـ
اذا كان هذا حال المستمع فكيف بالمنشد نفسه يا شيخنا .. ؟! وربما هو يتدرب على ايجاد لحن جديد او تحسين صوته 24 ساعة.!! وليس منا من لم يتغن بالقرآن .. وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 02:10]ـ
بارك الله فيكم.
الموجود الآن أغاني، وليست بمعنى الرجز إلا قليلا.
ومن سمع أسطوانة صدرت قبل سنة تقريبا للعفاسي اسمها (ذكريات) على ما أذكر، يعرف أنه لا فرق بين أدائها وأداء نبيل شعيل، فهي أغاني دون شبهة، ومعازف ولكن بطريقة مكساج الأصوات وتأثيراتها، والعبرة بالعلة، فالحكم يدور مع علته وجودا وعدما نفيا وإثباتا.
والله أعلم.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 03:17]ـ
(من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه؛ تنقص رغبته في سماع القرآن، حتى ربما كرهه).
حقا صدقت ..
وصدقني أخي الفاضل، من يحب القرآن ويتشغل بذكره وسماعه، لا يلتفت إلى هذه الأناشيد طرفة عين، ولو تعلل أنه يسمعها من أجل المعاني السامية التي ترشده إلى حسن الأخلاق، فأقول القرآن أسمى وأسمى ..
حب الكتاب وحب ألحان الغنا ... في قلب عبد ليس يجتمعان
فالآن الأناشيد أصبحت شبيهة بالأغاني؛ حتى لا تكاد تفرق بينهما ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 06:43]ـ
جزاك الله خيراً
فأصبح يتعبد الله
من الخطأ الشنيع أن تقول: تعبد الله .. لأن تعبّد بمعنى استعبد، وبذلك تكون هذه لفظة كفر.
الصواب أن تقول: تعبد لله ..
وجب التصحيح.
وبارك الله فيك
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 08:55]ـ
جزاك الله خيراً
من الخطأ الشنيع أن تقول: تعبد الله .. لأن تعبّد بمعنى استعبد، وبذلك تكون هذه لفظة كفر.
الصواب أن تقول: تعبد لله ..
وجب التصحيح.
وبارك الله فيك
أحسنت، وتقال بالعكس: تعَبّدَنا الله تعالى بكذا وكذا.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 10:35]ـ
جزاك الله خيراً
من الخطأ الشنيع أن تقول: تعبد الله .. لأن تعبّد بمعنى استعبد، وبذلك تكون هذه لفظة كفر.
الصواب أن تقول: تعبد لله ..
وجب التصحيح.
وبارك الله فيك
إغاثة اللهفان - (ج 3 / ص 152)
(بل ما أكثر من يتعبد لله عز وجل بترك ما أوجب عليه فيتخلى وينقطع عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع قدرته عليه ويزعم أنه متقرب إلى الله تعالى)
أحكام أهل الذمة - (ج 1 / ص 232)
(وهذه كنائسهم هي مواضع اللعنة والسخطة، والغضب ينزل عليهم فيها، كما قال بعض الصحابة: " اجتنبوا اليهود والنصارى في أعيادهم فإن السخطة تتنزل عليهم " وبأنها من بيوت أعداء الله، ولا يتعبد الله في بيوت أعدائه.)
فلا أدري هل ابن القيم نطق بلفظة الكفر أما لا؟ وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[21 - Mar-2009, صباحاً 06:16]ـ
السلام عليكم،
الأخ (أبو عبدالرحمن بن ناصر)،
ما تقرر لغة بإجماع علماء اللغة، كالفراهيدي، وابن منظور، والفيروز آبادي وغيرهم، هو أن تَعَبّدَ بمعنى استعبد، ولا معنى آخر لها.
لذلك نقول: تعبّد لله .. أي: تنسّك له وعبده .. بمعنى: تعبّد نفسه لله.
ونقول: تعبّدَنا اللهُ (اسم الجلالة في محل رفع فاعل) أي: استعبدنا وألزمنا بالطاعة.
هذا هو المحكم الذي يُرجع إليه في اللغة.
أما قول ابن القيم - رحمه الله -، فهو ليس حجة في اللغة .. ولعلماء العربية شروط في الاحتجاج بقول العربيّ، منها أن يكون ممن عاشوا وربوا عند العرب، ولا يعلم غير العربية، ولم يختلط عليه لفظها، ولم يُعاشر الأعاجم ..
بل حتى الأعشى (وهو شاعر جاهلي)، لم يقبلوا بعض كلامه إن تفرّد، لأنه عاشر الروم مدّة.
على أيّة حال .. المحكم من القول هو قول علماء اللغة.
أما قوله في إغاثة اللهفان - (ج 3 / ص 152)، فلا أدري ما وجه الإشكال .. فكلامه صحيح .. فهو يقول: تعبد لله، ولم يقل الله.
أما قوله في أحكام أهل الذمة - (ج 1 / ص 232)، فإما أن نقول إنه تصحيف والواجب الرجوع إلى المخطوط.
وإما أن نقول إن الناسخ وهم وأخطأ.
وإما أن نقول إن ابن القيم أخطأ.
وإما أن نأولها فنقول: تعبّد اللهُ (اسم الجلالة في محل رفع فاعل). فيكون المعنى: إن الله لم يتعبد الناسَ في بيوت أعدائه، لأنه لا يرضى بالعبادة فيها.
هذا، والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[21 - Mar-2009, صباحاً 07:50]ـ
فلا أدري هل ابن القيم نطق بلفظة الكفر أما لا؟ وجزاكم الله خيرا
يا أبا عبد الرحمن:
الذي نطقه العلامة ابن القيم هنا هو الصواب ولا غلط فيه، فشتان بين تعبد الله، وتعبد لله، فاللام هنا لام الاستحقاق وإن شئت فقل والاختصاص كذلك.
فلا تعارض بين ما نبه عليه أخونا الفاضل، وبين ما نقلته هنا، وأذكر أن العلامة ابن عثيمين له تنبيه على ذلك في بعض الدروس.
والله أعلم.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 02:06]ـ
يا أبا عبد الرحمن:
الذي نطقه العلامة ابن القيم هنا هو الصواب ولا غلط فيه، فشتان بين تعبد الله، وتعبد لله، فاللام هنا لام الاستحقاق وإن شئت فقل والاختصاص كذلك.
فلا تعارض بين ما نبه عليه أخونا الفاضل، وبين ما نقلته هنا، وأذكر أن العلامة ابن عثيمين له تنبيه على ذلك في بعض الدروس.
والله أعلم.
الذي نطقه ابن القيم الصواب في أحكام أهل الذمة؟
وأما ابن عثيمين
اللقاء الشهري - (ج 41 / ص 1)
(فكونه يذهب إلى مكة ويبقى هناك ويزعم أنه يتعبد الله وأن ذلك أفضل من رجوعه إلى أهله هذا خطأ، بل رجوعه إلى أهله وبقاؤه فيهم أفضل بكثير؛ لأنه سيؤدبهم، وسيراقبهم، وسينظر أحوالهم. القسم الثالث: يذهب الرجل بعائلته إلى مكة ويبقى فيها كل الشهر أو أكثر الشهر لكنه يترك أهله، ويترك الفتيات والفتيان والزوجات والأخوات، ويبقى في المسجد يتعبد الله، لكن يترك الواجب عليه وهو مراعاة الأهل)
جلسات وفتاوى - (ج 1 / ص 51)
السؤال] ما هو الراجح في قصة داود عليه السلام؟ وما معنى قوله تعالى وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ [ص:24] وما هذه الآثار المروية عن السلف رحمهم الله في هذه القصة؟
الجواب: الصحيح في قصة داود ما في القرآن فقط أن داود عليه الصلاة والسلام أراد أن يتعبد الله عز وجل فدخل محرابه وأغلق بابه
كتاب العلم للعثيمين - (ج 1 / ص 163)
كما لو أراد الإنسان أن يتعبد الله بعبادة
صالخ ال الشيخ
شرح الأربعين النووية - (ج 29 / ص 12)
إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعبد الله عزّ وجل على هذا الوجه، وعلى هذا فقس.
قسم العقيدة - (ج 5 / ص 21)
يعني هي في نفسها مرادة يتعبد الله بها،
قسم العقيدة - (ج 22 / ص 69)
كأن: يتعبد الله - جل وعلا - بالصلاة وهو فيها مخلص لله
فتاوى اللجنة الدائمة
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء للدويش 26 مجلد - (ج 8 / ص 280)
والمشروع في حق المسلم أن يتعبد الله بما شرعه في كتابه
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء للدويش 26 مجلد - (ج 12 / ص 352)
فلم يبق على وجه الأرض دين يتعبد الله به سوى الإسلام
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء للدويش 26 مجلد - (ج 12 / ص 352)
فلم يبق كتاب منزل يتعبد الله به سوى القرآن الكريم،
____________________
شرح العقيدة الطحاوية عبدالعزيز الراجحي - (ج 1 / ص 442)
يعني يتعبد الله بغاية الذل
__________
و آخرهم العالم اللغوي بكر أبو زيد
الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان - (ج 1 / ص 95)
أن يتعبد الله بشريعة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، ومن تعبد الله بغير هذه الشريعة الخاتمة، فهو كافر
الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان - (ج 1 / ص 102)
فلا يجوز لبشر من أفراد الخلائق أن يتعبد الله بشريعة غير شريعة الإسلام.
____________________
فكل هؤلاء الاجلاء نطقوا بكلمة الكفر.والله المستعان
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 07:54]ـ
السلام عليكم،
لو جمعت كل هؤلاء في كفة واحدة، لما كانوا حجة في لغة العرب.
لقد ذكرت لك ما قاله أساطين أهل اللغة في هذه الكلمة، وتأبى إلا أن تتبع كلام من هم دونهم في هذا الشأن.
وهذا لزيادة بيان:
جاء في تاج العروس: ((ويُقَالُ: هو يَتَحَنَّثُ أَي: يَتَعَبَّدُ لِلهِ)) [انظر كيف قال لله ولم يقل الله]
وجاء فيه أيضاً: ((وتَعَبَّدَ فُلاناً: اتَّخَذَه عَبْداً كاعْتَبَدَهُ وعَبَّده)) [يعني قولنا تعبد الله كلمة كفر، والعياذ بالله]
وجاء في لسان العرب: ((وتَعَبَّدَ الرجلَ وعَبَّده وأَعْبَدَه: صيَّره كالعَبْد. وتَعَبَّدَ اللَّهُ العَبْدَ بالطاعة أَي: استعبده))
وفيه أيضاً: ((يقال تَعَبَّدْتُ فلاناً أَي اتخذْتُه عَبْداً، مثل عَبَّدْتُه سواء))
وجاء في كتاب العين: ((وتعبَّد فلان فلاناً، أي: صيّره كالعبد له، وإن كان حراً. قال:
تَعَبَّدَني نِمْرُ بنُ سَعْدٍ، وقد أرَى ... ونِمْرُ بنُ سعدٍ لي مطيعٌ ومُهْطِعُ
وقالوا: إذا طردك الطارد وأبى أن يُنْجِمَ عنكَ - أي لا يقلع - فقد تعبّدك تعبّداً.))
كلهم مجمعون على أن تعبّد بمعنى استعبد .. وهم أساطين اللغة والحجة فيها.
وعلى أيّة حال، ما كان علينا إلا البيان، وإن شئت أن تعاند، فهو شأنك .. الله يحاسبك.
هدانا الله أجمعين إلى صراطه القويم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 09:28]ـ
وكذلك اخي الكريم ابا شعيب جاء في النهاية في غريب الحديث والاثر لابن الاثير:
ومنه الحديث: " ثلاثة أنا خصمهم: رجل اعتبد محررا ". وفي رواية: " أعبد محررا ". أي: اتخذه عبدا. وهو أن يعتقه ثم يكتمه إياه أو يعتقله بعد العتق فيستخدمه كرها، أو يأخذ حرا فيدعيه عبدا ويتملكه. يقال: أعبدته واعتبدته. أي: اتخذته عبدا. والقياس أن يكون أعبدته جعلته عبدا. ويقال: تعبده واستعبده. أي: صيره كالعبد .. !!
والرجوع الى الحق أولى يا صاحب الفضيلة ..
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[22 - Mar-2009, صباحاً 09:49]ـ
ونقول: تعبّدَنا اللهُ (اسم الجلالة في محل رفع فاعل)
أبا شعيب: إعراب لفظ الجلالة خطأ، ذلك أنها معربة وليست مبنية، وحينئذ فقولك:في محل .... خطأ، والصحيح: اسم الجلالة: فاعل مرفوع، وليس في محل رفع.
والله أعلم.
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[22 - Mar-2009, صباحاً 11:05]ـ
زيادات مفيدة باذن الله:
جاء في مقاييس اللغة لابي الحسين:
(عبد) العين والباء والدال أصلان صحيحان، كأنهما متضادان، و [الأول] من ذينك الأصلين يدل على لين وذل، والآخر على شدة وغلظ.
فالأول العبد، وهو المملوك، والجماعة العبيد، وثلاثة أعبد وهم العباد. قال الخليل: إلا أن العامة اجتمعوا على تفرقة ما بين عباد الله والعبيد المملوكين. يقال هذا عبد بين العبودة. ولم نسمعهم يشتقون منه فعلا، ولو اشتق لقيل عبد، أي صار عبدا وأقر بالعبودة، ولكنه أميت الفعل فلم يستعمل. قال: وأما عبد يعبد عبادة فلا يقال إلا لمن يعبد الله - تعالى. يقال منه عبد يعبد عبادة، وتعبد يتعبد تعبدا. فالمتعبد: المتفرد بالعبادة. واستعبدت فلانا: اتخذته عبدا. وأما عبد في معنى خدم مولاه فلا يقال عبده، ولا يقال يعبد مولاه. وتعبد فلان فلانا، إذا صيره كالعبد له وإن كان حرا. قال: تعبدني نمر بن سعد وقد أرى ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع
وكذلك في المصباح المنير للقيومي:
واستعبده وعبده بالتثقيل اتخذه عبدا وهو بين العبودية والعبدية وناقة عبدة مثال قصبة قوية وعبد عبدا مثل غضب غضبا وزنا ومعنى والاسم العبدة مثل الأنفة وبأحدهما سمي وتعبد الرجل تنسك وتعبدته دعوته إلى الطاعة
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 02:18]ـ
قال في القاموس:
(والدِّيْنُ، بالكسر: الجَزاءُ، ....... واسْمٌ لجميعِ ما يُتَعَبَّدُ الله عَزَّ وجلَّ به،) اهـ.
و تعبّد على وزن تفعّل و هذا الوزن الصرفي: تَفَعّل تدل على المعاني التالية:
1 - التكليف: ومعناه تحصيل المطلوب شيئا بعد شيء باجتهاد ورغبة نحو: تعلمت العلم مسألة مسألة، ونحو: تجلّدتُ الشدائد شدّةً شدة.
2 - المطاوعة نحو: قدمت زيدا فتقدم ونحو: علّمت عمرا فتعلم.
3 - الاتخاذ نحو: توسّدْتُ الحجر، ونحو: تغرّستُ الأرض إذا اتخذت الحجر وسادة، والأرض غراسا.
4 - الاعتقاد نحو: تكبّرته وتكمّلته إذا اعتقدت أنه كبير وكامل.
5 - التكرار والتعدد نحو: تفرعت الأشجار إذا تعددت فروعها.
6 - التدرج نحو: ترقّيت وتحفظت، أي: ترقيت بالترقية والحفظ.
7 - وروده بمعنى الوجود ذاتا نحو: تكبّر، أي: أوجد الكبر في نفسه.
8 - المصير نحو: تملّك الرجل إذا صار صاحب ملكية، ونحو: ترأس إذا صار رئيسا.
9 - التجنب نحو: تبعّدْت مصر إذا تركت السفر إليها، ونحو ترأس إذا صار رئيسا.
وفي الروض الأنف للسهيلي:
(وَالتّحَنّثُ التّبَرّر، تَفَعّلٌ مِنْ الْبِرّ، وَتَفَعّلَ يَقْتَضِي الدّخُولَ فِي الْفِعْلِ، وَهُوَ الْأَكْثَرُ فِيهَا مِثْلُ تَفَقّهَ وَتَعَبّدَ وَتَنَسّكَ .. ) اهـ.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 04:18]ـ
تركتم الموضوع الأصلي ثم تتجادلون في اللغة؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 05:38]ـ
أبا شعيب: إعراب لفظ الجلالة خطأ، ذلك أنها معربة وليست مبنية، وحينئذ فقولك:في محل .... خطأ، والصحيح: اسم الجلالة: فاعل مرفوع، وليس في محل رفع.
والله أعلم.
السلام عليكم،
صدقت، وجزاك الله خيراً
ـ[الحواسم]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 10:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة وبركاته أخي أبو شعيب ما موقف الشرع من من قال قول الكفر ثم أنكرة لكن لم يتب هل يكفي الإنكار بالقلب أم يجب الموقف بالقول والجوارح،السؤال نوعا ما خرج الموضوع
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 12:41]ـ
بارك الله فيكم.
الموجود الآن أغاني، وليست بمعنى الرجز إلا قليلا.
ومن سمع أسطوانة صدرت قبل سنة تقريبا للعفاسي اسمها (ذكريات) على ما أذكر، يعرف أنه لا فرق بين أدائها وأداء نبيل شعيل، فهي أغاني دون شبهة، ومعازف ولكن بطريقة مكساج الأصوات وتأثيراتها، والعبرة بالعلة، فالحكم يدور مع علته وجودا وعدما نفيا وإثباتا.
والله أعلم.
الاخ ابو احمد
ما هي هذه العلة التي دار معها الحكم هل هي المعازف أم حصول الطرب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 02:17]ـ
الاخ ابو احمد
ما هي هذه العلة التي دار معها الحكم هل هي المعازف أم حصول الطرب؟
العلة الثانية وهي التطريب وتأتثيرها في النفوس متحققة ولا ريب، والعلة الأولى المشابهة، ذلك أن الذي لا يعرف أن هذه عبارة عن تداخل أصوات يقطع بأنها معازف، والعبرة بالمعاني لا الأسماء.
والله أعلم.
ـ[إسلام]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 12:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم، اعتقد و الله أعلم أن هذه التي ذكرتها ليست العلة، حيث لو كانت كذلك لنهى صلى الله عليه و سلم أنجشة من الحداء جملة، فالابل طربت من حداءه فكيف بالبشر، فكان ذلك وقت الحاجة للبيان، و اعتقد و الله أعلم أن الطرب المحرم هو الداعي إلى الفواحش كما قال العلماء الغناء مفتاح الزنى.
و أما القول بأنها تجعل الإنسان يتأثر بالأناشيد و لا يتأثر بالقرآن،فما قرره العلماء أن الإكثار من المباح قد يفضي إلى محرم و هو كما قال أحد الأخوة مثل "الصوفية ". فلنكن واقعيين الانسان يحتاج ليسمع شيء في السفر خاصة إذا كان هو من يسوق السيارة لساعات طويلة فحتى لا يغفو يسمع الأناشيد التي تخلو من محضورات ...
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[27 - Mar-2009, صباحاً 07:27]ـ
و اعتقد و الله أعلم أن الطرب المحرم هو الداعي إلى الفواحش هو من يسوق السيارة لساعات طويلة فحتى لا يغفو يسمع الأناشيد التي تخلو من محضورات ...
محظورات لا محضورات!
ثم: ما شاء الله تعالى العلة هي الطرب المحرم!! لكن هناك طرب غير محرم!!
أضاف أخونا كلمة محرم إلى طرب، ومن أين تعرف هذا طرب محرم أم غير محرم؟!!
غفر الله لك.
ـ[ولد محمد]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 01:04]ـ
فيما يتعلق ب (يتعبد الله)
يزول الإشكال فيها إذا كانت مبنية للمجهول وهذا فيما أظن يوجه كلام العلماء الذين ذكروا في المشاركات السابقة ولو يرجع للأشرطة لأن كثيرا منها مفرغ
وبهذا لا يكون هناك خلاف بين الإخوة
ـ[مرثد]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 08:36]ـ
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
? يجب أن ندرك معاني الحقائق، لا مسمياتها فقط، فأكثر المحرمين ينقلون أقول ابن تيمية التي قالها في الغناء الصوفي (الذي لا يشك أحد في شناعته)، ولكننا هنا نتكلم عن الأناشيد التي أقرب ما يقال أنها من النشيد الذي قاله الصحابة رضوان الله عليهم في الخندق.
وفعل الصحابة رضوان الله عليهم والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم أحب إلينا من قول ابن تيمية وابن القيم (خصوصاً وأن كلامهما يتعلق أكثر ما يتعلق بغناء الصوفية)
? التحريم والتحليل الشرعيان لله تعالى، وبالتالي فلا يجوز - إطلاقاً - أن يستدل بكلام ابن القيم أو ابن تيمية.
نعم! يجوز له أن يعتقد بفهمها لنص معين (إن كان مقلد لهما أو لأحدهما) أما أن يجعل فهمهما هو مقتضى معنى النص الشرعي فهذا خطأ (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ)!
? لم يثبت نص (ولا حتى بالتلميح) أن العلة في التحريم هي التطريب، وقد قال العلماء: أن هناك أصوات أكثر إطراباً لم تحرّم.
نعم! النصوص واضحة في التحريم عند بعضهم بدلالة النصوص، لا بوجود العلة.
وفي ظني أن النص كافٍ في إثبات الحكم حتى وإن لم تتبين لنا الحكمة أو العلة (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة ... )
? وأما من يستدل بأن من يستمع للنشيد يكره سماع اقلرآن، فهي حجة وهاؤها يغني عن الرد عليها.
ولكن الذي دعاني للكتابة عنها هو تصوير بعضهم وكأن الإنسان مكبل، إذا سمع النشيد كبله النشيد عن سماع القرآن!!
السماع للنشيد مثله مثل باقي الأعمال المباحة، فبعض طلبة العلم من بيننا من يدمن قراءة كتب الأدب، وتجده يقضي أغلب يومه في قراءتها، وآخرون في الحديث .. ، فهل نقول: إن قراءة كتب الأدب محرمة (أو مكروهة) لأنها تلهي عن القرآن؟
? وأنا معكم بأن على الشخص أن يكون نبيهاً (رزقنا الله التوفيق دائماً) فيسمع للنشيد (الذي هو من قبل المباح بدلالة الأدلة الشرعية) بحيث لا يطغى ذلك على ما هو أوجب.
? وللشيخ ابن باز - عليه رضوان الله - فتوى في قناة العفاسي عن أن النشيد حسنه حسن وقبيحه قبيح.
أياً كان! فهي فتوى لا تلزم أحداً.
? من الغريب أن أسمع الكثيرين من المستقيمين من يقول: (تشبه الموسيقى)! وكأنه متخصص في الموسيقى!
ثم فلنفرض جدلاً أنهما يتشابهان، أفيحرم الإثنان؟!
أعلم أننا سندخل في كلام طويل في التشبه والشبه، ولكن يعلم أكثر الإخوة أنه ليس كل متشابهان (ولا أقول متماثلان) محرمان.
فلا يقال (تشبه الموسيقى خبط عشواء)، ولعل أكثر الأحبة هنا، لم يسمعوا بحمد الله الأغاني (وإن شاء الله لا يقدر الله عليهم ما يغضبه).
فالحكم على الشيء فرع عن تصوره (وليس عن تخيل صورته).
? وأحب أن أبين أن لكل شخص رأيه، وهو محترم، سواء من يرى حرمتها إطلاقاً، أو جوازها بآهات أو بدونها، أو جواز الموسيقى ... مادام أن الكل منطلق من نصوص شرعية، وفهمها بفهم له فيه وجه يعتقد أنه ينجيه عند الله تعالى.
أخيراً أحببت أن أشكر أخي أبي أحمد المهاجر جزاه الله خيراً على مشاركته، ولم أحب منه وفقه الله وصف أناشيد القارئ العفاسي بما وصفها به، فالعفاسي لا يفعل ما يفعل دون أن يكون له سند شرعي قوي يستند إليه في أعماله.
فيجب علينا احترام رأيه، وأن لا نقارن بين قارئ للقرآت العشر (العفاسي) بأخ مسلم (نبيل شعيل هدانا الله وإياه) لم تعرف عنه تلاوة لجزء من القرآن.
ومن سمع أسطوانة صدرت قبل سنة تقريبا للعفاسي اسمها (ذكريات) على ما أذكر، يعرف أنه لا فرق بين أدائها وأداء نبيل شعيل، فهي أغاني دون شبهة، ومعازف ولكن بطريقة مكساج الأصوات وتأثيراتها
وليت أخانا الكريم - جزاه الله خيراً - يعود إلى تفسير ابن القيم رحمه الله لمعنى المعازف التي نعت بها أناشيد العفاسي.
جزاكم الله خيراً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 12:34]ـ
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
? يجب أن ندرك معاني الحقائق، لا مسمياتها فقط، فأكثر المحرمين ينقلون أقول ابن تيمية التي قالها في الغناء الصوفي (الذي لا يشك أحد في شناعته)، ولكننا هنا نتكلم عن الأناشيد التي أقرب ما يقال أنها من النشيد الذي قاله الصحابة رضوان الله عليهم في الخندق.
وفعل الصحابة رضوان الله عليهم والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم أحب إلينا من قول ابن تيمية وابن القيم (خصوصاً وأن كلامهما يتعلق أكثر ما يتعلق بغناء الصوفية)
? التحريم والتحليل الشرعيان لله تعالى، وبالتالي فلا يجوز - إطلاقاً - أن يستدل بكلام ابن القيم أو ابن تيمية.
نعم! يجوز له أن يعتقد بفهمها لنص معين (إن كان مقلد لهما أو لأحدهما) أما أن يجعل فهمهما هو مقتضى معنى النص الشرعي فهذا خطأ (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ)!
? لم يثبت نص (ولا حتى بالتلميح) أن العلة في التحريم هي التطريب، وقد قال العلماء: أن هناك أصوات أكثر إطراباً لم تحرّم.
نعم! النصوص واضحة في التحريم عند بعضهم بدلالة النصوص، لا بوجود العلة.
وفي ظني أن النص كافٍ في إثبات الحكم حتى وإن لم تتبين لنا الحكمة أو العلة (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة ... )
? وأما من يستدل بأن من يستمع للنشيد يكره سماع اقلرآن، فهي حجة وهاؤها يغني عن الرد عليها.
ولكن الذي دعاني للكتابة عنها هو تصوير بعضهم وكأن الإنسان مكبل، إذا سمع النشيد كبله النشيد عن سماع القرآن!!
السماع للنشيد مثله مثل باقي الأعمال المباحة، فبعض طلبة العلم من بيننا من يدمن قراءة كتب الأدب، وتجده يقضي أغلب يومه في قراءتها، وآخرون في الحديث .. ، فهل نقول: إن قراءة كتب الأدب محرمة (أو مكروهة) لأنها تلهي عن القرآن؟
? وأنا معكم بأن على الشخص أن يكون نبيهاً (رزقنا الله التوفيق دائماً) فيسمع للنشيد (الذي هو من قبل المباح بدلالة الأدلة الشرعية) بحيث لا يطغى ذلك على ما هو أوجب.
? وللشيخ ابن باز - عليه رضوان الله - فتوى في قناة العفاسي عن أن النشيد حسنه حسن وقبيحه قبيح.
أياً كان! فهي فتوى لا تلزم أحداً.
? من الغريب أن أسمع الكثيرين من المستقيمين من يقول: (تشبه الموسيقى)! وكأنه متخصص في الموسيقى!
ثم فلنفرض جدلاً أنهما يتشابهان، أفيحرم الإثنان؟!
أعلم أننا سندخل في كلام طويل في التشبه والشبه، ولكن يعلم أكثر الإخوة أنه ليس كل متشابهان (ولا أقول متماثلان) محرمان.
فلا يقال (تشبه الموسيقى خبط عشواء)، ولعل أكثر الأحبة هنا، لم يسمعوا بحمد الله الأغاني (وإن شاء الله لا يقدر الله عليهم ما يغضبه).
فالحكم على الشيء فرع عن تصوره (وليس عن تخيل صورته).
? وأحب أن أبين أن لكل شخص رأيه، وهو محترم، سواء من يرى حرمتها إطلاقاً، أو جوازها بآهات أو بدونها، أو جواز الموسيقى ... مادام أن الكل منطلق من نصوص شرعية، وفهمها بفهم له فيه وجه يعتقد أنه ينجيه عند الله تعالى.
أخيراً أحببت أن أشكر أخي أبي أحمد المهاجر جزاه الله خيراً على مشاركته، ولم أحب منه وفقه الله وصف أناشيد القارئ العفاسي بما وصفها به، فالعفاسي لا يفعل ما يفعل دون أن يكون له سند شرعي قوي يستند إليه في أعماله.
فيجب علينا احترام رأيه، وأن لا نقارن بين قارئ للقرآت العشر (العفاسي) بأخ مسلم (نبيل شعيل هدانا الله وإياه) لم تعرف عنه تلاوة لجزء من القرآن.
وليت أخانا الكريم - جزاه الله خيراً - يعود إلى تفسير ابن القيم رحمه الله لمعنى المعازف التي نعت بها أناشيد العفاسي.
جزاكم الله خيراً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولامؤاخذة! وأنا اقرا ردك خطر ببالي المثل الشعبي ((جنازة كبيرة والميت فأر)) مايستحق الموضوع منك كل هذا الجهد , وفتوى الشيخ بن باز في واد والذي يعمله بعض الفنانين تحت مسمى النشيد في واد آخر , وحل الإشكال سهل في رأي اعرض أعمال العفاسي أو من شئت من هؤلاء المغنين على طلبة الشيخ - رحمه الله - وهم بحمد الله متوافرون ومتفرغون لنفع الناس وانظر جوابهم إن كنت حقا ومن يدافع عن هؤلاء تريدون الحق!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وإلا فكف نفسك عن تعقب العلماء في فتواهم, فلاأحد يصعب عليه التشغيب على أية فتوى في الساحة بمثل مافعلت , وليس هذا - والله - بخلق طالب علم.
ولعل لتعقب كلامك أعلاه آوان آخر إن يسر الله تعالى ذلك.
وفقك الله وردنا وإياك إلى الصواب.
ـ[مرثد]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 12:58]ـ
ولامؤاخذة! وأنا اقرا ردك خطر ببالي المثل الشعبي ((جنازة كبيرة والميت فأر)) مايستحق الموضوع منك كل هذا الجهد , وفتوى الشيخ بن باز في واد والذي يعمله بعض الفنانين تحت مسمى النشيد في واد آخر , وحل الإشكال سهل في رأي اعرض أعمال العفاسي أو من شئت من هؤلاء المغنين على طلبة الشيخ - رحمه الله - وهم بحمد الله متوافرون ومتفرغون لنفع الناس وانظر جوابهم إن كنت حقا ومن يدافع عن هؤلاء تريدون الحق!!
وإلا فكف نفسك عن تعقب العلماء في فتواهم, فلاأحد يصعب عليه التشغيب على أية فتوى في الساحة بمثل مافعلت , وليس هذا - والله - بخلق طالب علم.
ولعل لتعقب كلامك أعلاه آوان آخر إن يسر الله تعالى ذلك.
وفقك الله وردنا وإياك إلى الصواب.
جزاك الله خيراً على تفاعلك أخي:)
إلا أنني لم أجد في كلامك ما يدعوني للرد - من وجهة نظري - ..
إلا أن أبين الآتي:
? إنَّ فتوى ابن باز رحمه الله أو غيره، لا تلزم أحداً؛ إلا من قلّده، فعندئذ لا يناقش المقلِّد.
? من حقّ كل من اتضح له خطأ غيره أن يبين له، مهما كانت منزلته - حاشا الأنبياء فإنهم معصومون - ما دام أنه احترم العالم؛ فاحترام العالم وإجلاله لا يعني بالضرورة قبول رأيه!
? وأعود فأذكر - نفسي وإخواني - بأنه ما دام الجميع يرجو الحق، فيجب علينا أن نحترم آراء المخالفين.
? من لا يريد أن يسمع مثل هذه الأناشيد فله ذلك! ولكن ليس له أن يسلب حقّ العلماء الذين "أباحوا" مثل هذه الأناشيد؛ بما اتضح لديهم من أدلة شرعية.
بارك الله في مشاركتك أخي ونفع الله بالجميع
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
:)
ـ[العمطهطباوي]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 09:30]ـ
بوركت اخي(/)
رأي الإمام الشوكاني رحمه الله في الفرق بين الظن المستفاد من البينة والقرينة.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 02:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول العلامة الشوكاني رحمه الله تعالى: ( .. فإن الله جل جلاله قد تعبدنا بالعمل بالظن الحاصل عن البينة، لأنه مستفاد من طريق شرعها الله لعباده، ولم يتعبدنا بالظن الحاصل من القرينة، ولو كان الأمر كذلك لكانت الطرق المثمرة للعمل غير منحصرة، بل كلما أفاد الظن كان معمولاً به، وهذا خرق لإجماع المسلمين، وقد أرشد الله عباده إلى ترك العمل بالظنون، ونهاهم عن اتباعه كما في كتابه العزيز، وما عُمل به من الظنون كأخبار الآحاد والحكم بالشهادة واليمين، فلكون دليل العمل به مخصصاً لذلك العموم، لأنا نقول: قد عارضه ما هو أرجح منه، وهو استثباتُه - صلى الله عليه وسلم - في الحدود استثباتاً زائداً على استثباته في غيرها، حتى أنه كان يُعرض عن الرجل بعد ان يسمع منه الإقرار بالزنا مرة بعد مرة، ثم يقول له بعد ذلك: صنعت كذا وكذا، ويأتي بألفاظ تدل على الوقائع بدون كناية، كقوله لماعز: " أفَنكتها؟ " قال: نعم، وكقوله: " حتى غاب ذاك منك في ذاك منها كما يغيب المِرودُ في المكحلة، والرشا في البئر؟ " قال: نعم.
وربما استثبتَ فسأله عن عَقله، أو سأل قومه عن ذلك، كما في حديث ماعز أنه قال له: " أبك جنون " وقوله للسارق: " ما أخالُك سرقت ". وقوله: " ادرؤا الحدود بالشبهات " فإذا كانت الحدود بعد ثبوتها ثبوتاً لا يرتاب فيه تُدرأ بالشبهات، فكيف يجوز الحكم بها بمجرد الشبهة الواهية!) إهـ الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (4/ 2032).
قلت: وهذا الكلام يوضح أن الظن الذي أجاز الشارع العمل به هو المستفاد من البينة وليس الظن المستفاد من القرينة.
وقد سئل الشيخ صالح الفوزان عن الفرق بين البينة والقرينة
فأجاب: بأن البينة هي الشهود، والقرينة هي العلامة فقط.
والله أعلم.(/)
ما رأيكم بكتاب المأثورات لحسن البنا؟
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 03:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سمعت اليوم شيخاً على قناة الـ mbc يوصي بقراءة كتاب "المأثورات" لحسن البنا فهل اطلع عليه أحد الاخوة وهل الكتاب سليم أم يوجد به الضعيف و الموضوع والابتداع في الاوراد؟
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 03:49]ـ
رأيته منذ ما يقرب من عشرة سنوات، وهو عندي ويحتوي على جملة أحاديث وأوراد وضعه الأستاذ حسن البنا، ولكنني آخذ عليه أنه قيد وقت أوراده بتقيد غير مأثور أو على غير سنة النبي والخير اتباعها،وهو يورد بعض الأحاديث الضعيفة، و يذكر بعض الأحاديث بمعناها، و الخير الرجوع لكتب السنة الصحيحة، هنالك ما هو خير منه وأقرب للسنة كتاب ((حصن المسلم)) للشيخ سعيد بن وهف القحطاني وهو جيد جداً لعلك تدري به أخي، هو أفضل والمطلع على الاثنين سيدري
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 05:04]ـ
جزاك الله خيراً و مادام الكتاب فيه الضعيف لماذا نصح به و لم ينبه الى هذه الاخطاء نسأل الله ان يهدينا؟
و بالنسبة لكتاب الشيخ سعيد فأشهر من نار على علم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 05:17]ـ
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=3710&parent=3226(/)
من الذنوب ما لا يكفره الاستغفار والتوبة الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
ـ[الهاجرية]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 06:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من الذنوب ما لا يكفره الاستغفار والتوبة
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: اجتماع الحسنات والسيئات
وكثير من الناس ينظر إلى هذا الحديث -حديث تكفير الصلوات الخمس للخطايا- وينسى الحديث الآخر وهو أن هناك ما لا تكفره الصلاة, ولا الزكاة, ولا الصوم وهو حقوق العباد, لأن حقوق العباد لا تكفر إلا بأدائها إليهم أو بأخذ حسنات الآخذ، ولذلك فإذا اغتبت إنساناً ولم تستطع أن تتحلل منه فاذكره بالخير واثن عليه؛ فهذا يكافئ ذاك، لكن الخاسرين هم من قال الله عنهم: قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [الزمر:15] فأكبر خسارة هي خسارة الآخرة، أما الدنيا ففيها دراهم ودنانير, وفيها رهن وفيها شيء كثير، وكم من مؤمن ضيق الله عليه رزقه ابتلاءً؛ لكن يوم القيامة ماذا يعمل الإنسان وليس عنده إلا الحسنات أو السيئات؟! جنة أو نار, فيأتي بهذه الأعمال الصالحة فتوضع له, والله تعالى لا يظلم أحداً, وسوف نأتي -إن شاء الله- إلى وضع الميزان، وأن مذهب أهل السنة والجماعة الإيمان به وإثباته كما أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأن له كفتين, وأن الأعمال توزن, وأن الأشخاص يوزنون كما قال تعالى: وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف:8] وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ [المؤمنون:103] وقال أيضاً: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء:47] فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:8] والآيات والأحاديث في الميزان تدل على هذا الأصل من أصول أهل السنة والجماعة وهي اجتماع الحسنات والسيئات والموازنة والمفاضلة بينها؛ فمثلاً ربما يأتي الإنسان بصلاة, وصيام, وزكاة, بل ربما يأتي بجهاد ومعه غلول, أو يأتي بجهاد ومعه شرب خمر كما في قصة أبي محجن الثقفي مع سعد بن أبي وقاص فالنفس الإنسانية خلقها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مفطورة على أن يأتي منها هذا وهذا، وقل أن تتمحض لأحدهما.
فنجد -مثلاً- أنه حتى الكفار مفطورين على حب العدل, وكراهية الظلم, فالنفس الإنسانية جعلها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مرنة تقبل الخير والشر ويجتمعان فيها، وهذه من حكمة الله، ومن ابتلاء الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن جعلها هكذا.
وكما أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أصدق الأسماء حارث وهمام} لأن الإنسان دائماً يهم ويفكر ويعمل، ولكن كيف يكون هذا العمل؟ {من الملك لمة ومن الشيطان لمة} كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه, وهذا دليل على منهج أهل السنة والجماعة في اجتماع الخير والشر للإنسان؛ فتجتمع كبائر موبقات مع حسنات بالغات، فيقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {من يأتي بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وسب هذا}، وقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {سباب المسلم فسوق} وما أكثر من يشتم الناس الشتم بأنواعه! إما أن يدعو شخصاً بلقب معين, وإما أن يأتي وقد قذف هذا بمصيبة, أو أكل مالَ هذا, أو سفك دمَ هذا, وهذه أمثله قد تجتمع جميعها في واحد, وقد يقع منها ثلاثة, أو اثنين أو واحد بحسب تقوى المرء؛ إنما المراد أن هذا يقع، فهذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضرب مثلاً للصورة الذهنية المتكاملة؛ أنه في جانب الحسنات أتى بصلاة وزكاة وصيام, وفي جانب السيئات أتى بشتم, وقذف, وضرب, وسفك دم, فكيف يكون الحكم؟ فيعطى هذا من حسناته, وهذا من حسناته, فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم وطرحت عليه.
إذاً عندنا احتمال أن يعطيهم من حسناته ويبقى له حسنات فيكون ناجياً، فيحتاج الواحد منا -على الأقل- إذا كان يعرف أنه يقع في أموال الناس ودمائهم وأعراضهم أن يجتهد في كسب الحسنات حتى يبقى له منها شيء, فالعاقل من يتدبر ويفكر في عاقبته.
أما الاحتمال الآخر الذي ذكره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو أن تفنى حسناته قبل أن يقضى ما عليه، فتنتهي ولا يزال غارماً لم يقض دينه، ولا أعطاهم حقهم، والحسنات قد انتهت، فهنا لا بد من عدل, ولا بد من القصاص بين يدي الله الذي لا يُظلم أحد عنده، فيؤخذ من سيئاتهم فتطرح عليه، وقد يكون المقذوف من أهل الفسق والزنا والفجور الذين لهم سيئات, لأن الحديث يدل على هذا المذهب من الجهتين, من جهة المفلس ومن جهة أصحاب الدين، فهؤلاء أيضاً لهم سيئات, ولكن مع ذلك لا يسقط حقهم في المطالبة والمؤاخذة فيأخذون حسناته, فما الفائدة إذاً؟
كنت ترى من فضل الله عليك في الدنيا أنك كنت تقوم تصلي وهؤلاء يفسدون في الأرض, ويسرفون على أنفسهم بالمعاصي؛ فالنتيجة أن معاصيهم أخذت فطرحت عليك -نعوذ بالله من سوء الخاتمة- وكفى هذا زاجراً للمؤمن أن يكف لسانه ويده عن المسلمين، كما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه} فلو روعيت هذه الحرمات, وأعطيت حقها, وحفظها المسلمون لكان حالهم غير الحال، ولكن نرى أكثر الناس يستسهلون ذلك حتى لا يكادوا يعدونها من الذنوب .. فالحذر الحذر!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوفردوس]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 11:05]ـ
جزاك الله خيرا(/)
امراً خفي يكشفه الحافظ ابن رجب لطلاب العلم ...
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 08:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الامام الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه (جامع العلوم والحكم):
ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين وكثر تفرقهم كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم وكل منهم يظهر أنه يبغض لله وقد يكون في نفس الأمر معذورا وقد لا يكون معذورا بل يكون متبعا لهواه مقصرا في البحث عن معرفة ما يبغض عليه فإن كثيرًا من البغض كذلك إنما يقع لمخالفة متبوع يظن أنه لا يقول إلا الحق وهذا الظن خطأ قطعا وإن أريد أنه لا يقول إلا الحق فيما خولف فيه فهذا الظن قد يخطئ ويصيب وقد يكون الحامل على الميل مجرد الهوى والألفة أو العادة وكل هذا يقدح في أن يكون هذا البغض لله فالواجب على المؤمن أن ينصح لنفسه ويتحرز في هذا غاية التحرز وما أشكل منه فلا يدخل نفسه فيه خشية أن يقع فيما نهى عنه من البغض المحرم.
وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له وهو أن كثيرًا من أئمة الدين قد يقول قولًا مرجوحا ويكون مجتهدا فيه مأجورا على اجتهاده فيه موضوعا عنه خطؤه فيه ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله بحيث لو أنه قد قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ولا انتصر له ولا والي من يوافقه ولا عادي من خالفه ولا هو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه وليس كذلك فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق وإن أخطأ في اجتهاده وأما هذا التابع فقد شابه انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه وظهور كلمته وأنه لا ينسب إلى الخطأ.
وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق فافهم هذا فإنه مهم عظيم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم قوله ولا تدابروا قال أبو عبيد التدابر المصارمة والهجران مأخوذ من أن يولي الرجل صاحبه دبره ويعرض عنه بوجهه وهو التقاطع.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 08:28]ـ
فكشفته أنت لنا يا أبا مسفر، ويا خير ما كشفت، فجزاك الله عنا خير الجزاء آمين
لا شلّ الله يديك
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 08:55]ـ
شيخنا السكران التميمي جزاك الله كل خير على مرورك وبارك فيك
دائماً تشجعنا على المسير إلى الامام وان شاء الله نكون عند حسن ظنك
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 08:56]ـ
أحسنت أخا الاسلام وبارك الله فيك .. ورحم الله الامام ابن رجب.! هذه من دقايق الفروق التي لا يحسن تمييزها الا من هو بمنزلته أو اعلى:
فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق وإن أخطأ في اجتهاده وأما هذا التابع فقد شابه انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه وظهور كلمته وأنه لا ينسب إلى الخطأ.
ـ[التقرتي]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 10:18]ـ
بارك الله فيك اخي
هذه اخلاق العلماء فقد يختلفون في الإجتهادات لكنهم لا يتعصبون لمذاهبهم و لا تختلف قلوبهم
إنما يفسد المذاهب الأتباع بتعصبهم لقول معين
اسأل الله أن يهدينا إلى صراطه المستقيم
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 11:02]ـ
بارك الله فيك
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 03:32]ـ
حياكم الله يا اخوان ونسأل الله التوفيق والسداد
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 05:51]ـ
جزا الله اخانا الفضل على هدا الكشف وقد اكتشفت كلام ماتع لشيخ الاسلام في شرحه لاية من سورة القصص وهي قوله تعالى: تلك الدار الاخرة نجعلها للدين لايريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين} في كتاب المجموع يستحق ان يكتب بماء الدهب(/)
الإعجاز العلمي لا يقرّه العلماء ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[21 - Mar-2009, صباحاً 01:40]ـ
_ 1 _
س: ما حكم الشرع في التفاسير التي تسمى بالتفاسير العلمية؟ وما مدى مشروعية ربط آيات القرآن ببعض الأمور العلمية التجريبية، فقد كثر الجدل حول هذه المسائل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد:
ج: إذا كانت من جنس التفاسير التي تفسر قوله تعالى: سورة الأنبياء الآية 30 {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} بأن الأرض كانت متصلة بالشمس وجزءا منها ومن شدة دوران الشمس انفصلت عنها الأرض ثم برد سطحها وبقي جوفها حارا، وصارت من الكواكب التي تدور حول الشمس. إذا كانت التفاسير من هذا النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليها.
وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها بقوله تعالى: سورة النمل الآية 88 {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} على دوران الأرض، وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه وتخضع القرآن الكريم لما يسمونه نظريات علمية، وإنما هي ظنيات أو وهميات وخيالات.
وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها أصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة لما فيها من القول على الله بغير علم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر: اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء \ الفتوى رقم: 9247 \ (الجزء رقم: 46 \ الصفحة رقم: 151) ..
عبد الله بن قعود
عبد الله بن غديان
عبد الرزاق عفيفي
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
_ 2 _
سئل العلامة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – ((هل يجوز تفسير القرآن الكريم بالنظريات الحديثة))؟
فأجاب بقوله: ((تفسير القرآن بالنظريات العلمية له خطورته، وذلك أننا إذا فسرنا القرآن بتلك النظريات، ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها، معنى ذلك أن القرآن صار غير صحيح في نظر أعداء الإسلام، أما في نظر المسلمين فإنهم يقولون: ((إن الخطأ من تصور هذا الذي فسر القرآن بذلك))، لكن أعداء المسلمين يتربصون به الدوائر، ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القرآن بهذه الأمور العلمية، ولندع هذا الأمر للواقع، إذا ثبت في الواقع فلا حاجة إلى أن نقول: ((القرآن قد أثبته))، فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق والتدبر، يقول الله عز وجل: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} ص29، وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم، ثم إنه قد يكون خطرا عظيما فادحا في تنزيل القرآن عليها، وأضرب لهذا مثلا: قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} الرحمن33، لما حصل صعود الناس إلى القمر ذهب بعض الناس ليفسر هذه الآية، ونزلها على ما حدث وقال: ((إن المراد بالسلطان العلم)) وأنهم بعلمهم نفذوا من أقطار الأرض، وتعدوا الجاذبية، وهذا خطأ، ولا يجوز أن يفسر القرآن به وذلك لأنك إذ فسرت القرآن بمعنى، فمقتضى ذلك أنك شهدت بأن الله أراده، وهذه شهادة عظيمة ستسأل عنها، ومن تدبر وجد أن هذا التفسير باطل، لأن الآية سيقت في بيان أحوال الناس، وما يئول إليه أمرهم، اقرأ سورة الرحمن تجد أن هذه الآية ذكرت بعد قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ {26} وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ {27} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {28}.
فلنسأل هل هؤلاء القوم نفذوا من أقطار السماوات؟
الجواب: لا، والله يقول: {إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآية.
ثانيا: هل أرسل عليهم شواظ من نار ونحاس؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لا، إذن فالآية لا يصح أن تفسر بما فسر به هؤلاء ونقول: ((إن وصول هؤلاء إلى ما وصلوا إليه، هو من العلوم التجريبية التي أدركوها بتجاربهم، أما أن نحرف القرآن لنخضعه للدلالة على هذا، فهذا ليس بصحيح ولا يجوز)).
المصدر: ((كتاب العلم – ص: 142 – 143)) ..
_ 3 _
قال الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله - في كتابه الخطب المنبرية /ج/2/ 268/ طبعة مؤسسة الرسالة في أثناء الخطبة التي بعنوان " الحث على تعلم العلم النافع:
(( ... بل بلغ الأمر ببعضهم أن يفسر القرآن بالنظريات الحديثة ومنجزات الَّتقنية المعاصرة ويعتبر هذا فخراً للقرآن حيث وافق في رأيه هذه النظريات ويسمي هذا " الإعجاز العلمي " وهذا خطأ كبير لأنه لا يجوز تفسير القرآن بمثل هذه النظريات والأفكار لأنها تتغير و تتناقض ويكذب بعضها بعضا والقرآن حق ومعانيه حق لا تناقض فيه ولا تغير في معانيه مع مرور الزمن أما أفكار البشر ومعلوماتهم فهي قابلة للخطأ والصواب، وخطؤها أكثر من صوابها وكم من نظرية مسلمة اليوم تحدث نظرية تكذبها غدا فلا يجوز أن تربط القرآن بنظريات البشر وعلومهم الظنية والوهمية المتضاربة المتناقضة.
و تفسير القرآن الكريم له قواعد معروفة لدى علماء الشريعة لا يجوز تجاوزها وتفسير القرآن بغير مقتضاها وهذه القواعد هي:
أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أُجمل في موضع منه فُصِّل في موضع آخر، وما أطلق في موضع قيد في موضع، وما لم يوجد في القرآن تفسيره فإنه يفسر بسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن السنة شارحة للقرآن ومبينة له قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} النحل ـ 44/.
وما لم يوجد تفسيره في السنة فإنه يُرجع فيه إلى تفسير الصحابة لأنهم أدرى بذلك لمصاحبتهم رسول الله صلى الله عليه وعل آله وسلم وتعلمهم على يديه وتلقيهم القرآن وتفسيره منه حتى قال أحدهم: ما كنا نتجاوز عشر آيات حتى نعرف معانيهن والعمل بهن.
وما لم يوجد له تفسير عن الصحابة فكثير من الأئمة يرجع فيه إلى قول التابعين لتلقيهم العلم عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتعلمهم القرآن ومعانيه على أيديهم فما أجمعوا عليه فهو حجة وما اختلفوا فيه فإنه يرجع فيه إلى لغة العرب التي نزل بها القرآن.
وتفسير القرآن بغير هذه الأنواع الأربعة لا يجوز، فتفسيره بالنظريات الحديثة من أقوال الأطباء والجغرافيين والفلكيين وأصحاب المركبات الفضائية باطل لا يجوز لأن هذا تفسير للقرآن بالرأي وهو حرام شديد التحريم لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار" رواه ابن جرير والترمذي والنسائي و في لفظ " من قال في كتاب الله فأصاب فقد أخطأ ". انتهى المراد.
http://www.alburaie.com/new/index.ph...406a0e5e4b1f2a
السلفية النجدية ..(/)
صاحب الكبريت الأحمر .. هل من ترجمة له؟
ـ[عبدالعزيز الألمعي]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 12:42]ـ
السلام عليكم ..
الزركشي في البحر المحيط .. ينقل من كتاب باسم (الكبريت الأحمر) ..
وقمت ببحث عن مؤلف الكتاب .. ولم أجد إلا نتفاً يسيرة .. لا تروِ الغليل ..
ولقد أوضح الزركشي في بداية كتابه .. أن صاحب الكبريت الأحمر .. حنفي .. يسمى بأبي الفضل محمد بن أبي القاسم البقالي الخوارزمي ..
ولكني أريد ترجمة موسعة له ..
ونبذة عن كتابه .. هل هو مطبوع أم مخطوط أم مفقود؟؟
وشكر الله لكم ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 01:37]ـ
أهلا بك مرة أخرى أخي العزيز
الذي أعرفه عنه هو ما في كشف الظنون الآتي:
زين المشايخ الإمام أبي الفضل محمد بن أبي القاسم البقالي الخوارزمي الحنفي المتوفى سنة 562هـ، وقيل: 576هـ.
من تأليفاته:
أذكار الصلاة.
أسرار الكذب.
أسرار الفواتح. أي: فواتح السور.
الأسنى في شرح الأسماء الحسنى.
الإعجاب في علم الإعراب.
الإفتتاح لأرباب الصلاح.
افتخارالعرب.
تراجم الأعاجم. فارسي.
ترغيب العلم.
تقويم اللسان في النحو.
التنبيه على إعجاز القرآن.
جمع التفاريق في الفروع.
مفتاح التنزيل.
ونظمه (مفتاح التلخيص).
مفتاح التوحيد. فارسي.
منازل العرب.
ـ[عبدالعزيز الألمعي]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 05:57]ـ
إضافة فريدة وماتعة .. وقد وقفت على ما جاء في كشف الظنون ..
لكن ألا يوجد من ترجم له .. مكان ميلاده .. سنة ميلاده .. بعض شيوخه .. وهكذا ..
وقد نستفيد من الكتب التي أوردتها في محاولة إيجاد إضافة في سيرته ..
شكراً لك مرة أخرى .. وجزيت أعلى الجنة ..
ـ[عبدالعزيز الألمعي]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 05:51]ـ
ذكر محقق البحر المحيط .. د. محمد الدويش .. في رسالته في جامعة الإمام .. وهي رسالة دكتوراة
أنه لم يجد لأبي الفضل ترجمة، ولا ذكراً لكتابه ..
فهل هو صاحبنا؟؟
أم أننا أخطأنا .. ونسبنا السيرة لشخص يحمل نفس اسمه ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 10:19]ـ
إن صح أنه هو المقصود_ وهو الأظهر_ فترجمته معروفة:
ترجمه أبو محمد ابن أرسلان الخوارزمي الحافظ فى تاريخ خوارزم
وعنه الذهبي في المشتبه 78/ 1، والقرشي في طبقات الحنفية 372/ 2، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه260/ 1، وابن حجر في تبصير المنتبه 166/ 1، والسيوطي في البغية ص215، وغيرهم.
وترجمه أيضا ياقوت في إرشاد الأريب 415/ 5.
وانظر لقط العجلان لمحمد صديق خان ص207.
ولم يذكروا حال تعداد كتبه هذا الكتاب (الكبريت الأحمر).
والذي يظهر أن الصواب في تحديد وفاته هو سنة 562هـ
والله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 10:43]ـ
هو كما تفضلت أخي العزيز حفظك الله، وجزاك الله خير الجزاء(/)
هل يستحب إبرام عقد الزواج في المسجد؟ سؤال وجواب
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 07:58]ـ
هل يستحب إبرام عقد الزواج في المسجد؟
132420 - السؤال: هل يجوز أن يكون الزواج أو العقد داخل المسجد؟
الجواب:
الحمد لله
ذهب جمهور أهل العلم إلى أن عقد النكاح في المسجد مستحب؛ لحديث استدلوا به، ولمعنى قالوا بوجوده.
في " الموسوعة الفقهية " (37/ 214):
استحب جمهور الفقهاء عقد النكاح في المسجد؛ للبركة، ولأجل شهرته، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدفوف).
انتهى
أما الحديث: فقد رواه الترمذي (1089)، وهو حديث ضعيف، ضعفه الترمذي، وابن حجر، والألباني، وغيرهم.
وأما المعنى: فهو قولهم بأن عقد النكاح في المسجد بركة، لكن يُشْكِل على ذلك أنه لو كان الأمر كذلك لحرص النبي صلى الله عليه وسلم على عقد الأنكحة لنفسه في المسجد، ولحرص على تبيين ذلك لأصحابه.
وعليه، فالأظهر هنا أن يقال:
أن إنشاء عقد الزواج في المسجد جائز من حيث الأصل، لا سيما إن كان ذلك في بعض الأحيان، أو كان أبعد لهم عن المنكر، مما لو عقد في مكان آخر. وأما التزام ذلك في كل عقد، أو اعتقاد أن له فضلاً خاصاً: فهو بدعة، ينبغي التنبيه عليها، ونهي الناس عن فعله على هذا الوجه.
وإن كان أثناء العقد وُجد اختلاط بين الرجال والنساء، أو حصل استعمال للمعازف: صار عقده في المسجد أشد حرمة من عقده خارجه؛ لما في ذلك من التعدي على حرمة بيت الله.
ودليل مشروعية عقد النكاح في المسجد، من حيث الأصل: حديث الواهبة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، والذي رواه البخاري ومسلم، حيث ثبت أنه زوجها لأحد أصحابه في المسجد، ولا يُحفظ أنه كرر ذلك في عقدٍ غيره.
1. سئل علماء اللجنة الدائمة:
أرجو من فضيلتكم التكرم بتوضيح حكم الشرع في إقامة عقد القران في المسجد، مع العلم أن العقد سوف يكون مقروناً بالالتزام بالتعاليم الإسلامية، وهي عدم الاختلاط بين الرجال والنساء، أو اصطحاب المعازف.
فأجابوا:
إذا كان الواقع ما ذكر: فلا بأس بإجراء عقد النكاح في المسجد.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (18/ 110).
2. وسئلوا:
هل المواظبة على عقد عقود الزواج في المساجد يعتبر من السنَّة المستحبة، أم يعتبر من البدع؟.
فأجابوا:
الأمر في إبرام عقد النكاح في المساجد وغيرها: واسع شرعاً، ولم يثبت فيما نعلم دليل يدل على أن إيقاعها في المساجد خاصة سنَّة، فالتزام إبرامها في المساجد: بدعة.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (18/ 110، 111).
3. وقالوا:
ليس من السنَّة عقد النكاح بالمساجد، والمداومة على عقد النكاح داخل المسجد واعتقاده من السنَّة: بدعة من البدع؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).
وإن كان يحضر حفلة عقد النكاح نساء متبرجات، وأطفال يؤذون في المسجد: منع عقد ذلك النكاح في المسجد؛ لما في ذلك من المفسدة.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (18/ 111، 112).
4. وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:
استحباب عقد النكاح في المسجد لا أعلم له أصلاً، ولا دليلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن إذا صادف أن الزوج والولي موجودان في المسجد وعقد: فلا بأس؛ لأن هذا ليس من جنس البيع والشراء، ومن المعلوم أن البيع والشراء في المسجد حرام، لكن عقد النكاح ليس من البيع والشراء، فإذا عقد في المسجد: فلا بأس، أما استحباب ذلك بحيث نقول: اخرجوا من البيت إلى المسجد، أو تواعدوا في المسجد ليعقد فيه: فهذا يحتاج إلى دليل، ولا أعلم لذلك دليلاً.
" لقاء الباب المفتوح " (167 / السؤال رقم 12).
والله أعلم
موقع الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/132420
ـ[التقرتي]ــــــــ[14 - Apr-2009, مساء 11:02]ـ
و ربما يقال ان عقده في المسجد في عصرنا الحالي مستحب من حيث وجود الشهود العدول فعادة اهل المسجد عدول و الله اعلم
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[14 - Apr-2009, مساء 11:20]ـ
إن كان قصدت في قولك مستحب بالمستحب الشرعي فلا بد من على قولك من دليل ,
وكما يظهر أن الدليل الذي اعتمد عليها الفقهاء في استحبابهم للمسألة ضعيف:
فقد رواه الترمذي (1089)، وهو حديث ضعيف، ضعفه الترمذي، وابن حجر، والألباني، وغيرهم
والواضح:
/// أنّ إنشاء عقد الزواج في المسجد جائز من حيث الأصل، لا سيما إن كان ذلك في بعض الأحيان.
/// اللجنة الدائمة فلا بأس بإجراء عقد النكاح في المسجد.
/// اللجنة الدائمة الأمر في إبرام عقد النكاح في المساجد وغيرها: واسع شرعاً، ولم يثبت فيما نعلم دليل يدل على أن إيقاعها في المساجد خاصة سنَّة، فالتزام إبرامها في المساجد: بدعة.
/// اللجنة الدائمة ليس من السنَّة عقد النكاح بالمساجد، والمداومة على عقد النكاح داخل المسجد واعتقاده من السنَّة: بدعة من البدع؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).
/// ابن عثيمين استحباب عقد النكاح في المسجد لا أعلم له أصلاً، ولا دليلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[14 - Apr-2009, مساء 11:23]ـ
الدليل الشرعي موجود المباحات تأخد حكم المقاصد فالدليل في الاشهاد على الزواج و لا يوجد خير من الشهود العدول و لا يوجد خير من رواد المساجد فمن هنا يأتي الاستحباب حكم المقاصد و الله اعلم
ـ[محمد الليبي]ــــــــ[15 - Apr-2009, صباحاً 12:27]ـ
بارك الله فيكم
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 05:50]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
وأحد الأخوة - هداه الله - عمل عرسا للنساء في مصلى النساء وفيه من المنكرات مالله به عليم , فالحمد لله قبل بدء العرس بدقائق قد غُيّر الموقع.
ـ[أبو حمزة مأمون السوري]ــــــــ[14 - Oct-2009, صباحاً 12:39]ـ
لو كان خيراً لسبقونا إليه ... فالذي أعرفه أن من يقصد المسجد لهذا الغرض يبتغي بذلك القربى إلى الله أو البركة .... وأما إن حصل اتفاقاً عندها يكون مباحاً والله أعلم
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[15 - Oct-2009, صباحاً 11:33]ـ
هذا الموضوع سبق طرحه في هذا المجلس وربما تجد بعض المشاركات المفيدة فيه
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=9348
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[15 - Oct-2009, مساء 01:45]ـ
نعم حقاً مشاركات جميلة نستفيد منها البعد عن التقليد والإهتمام والبحث عن الدليل
بارك الله فيك ولم أعلم من قبل أن الموضوع قد طرح(/)
بلغ مصعب بن الزبير عن عريف الأنصار شيء ... أرجو توضيح هذه العبارة
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 10:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الاخوة الكرام, أرجو مساعدتكم في فهم عبارة في الحديث التالي:
روى الامام أحمد {3 - 241} عن علي بن زيد قال: {بلغ مصعب بن الزبير عن عريف الأنصار شيء, فهم به فدخل عليه أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فقال سمعت رسول الله (ص) يقول:
{استوصوا بالأنصار خيرا أو قال معروفا,، اقبلوا من محسنهم و وتجاوزوا عن مسيئهم} فألقى مصعب نفسه عن سيريره و ألزق خده بالبساط و قال {أمر رسول الله (ص) على الرأس و العين} قتركه}.
أرجو توضيح العبارات المسطرة و جزاكم الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 10:40]ـ
بسم الله
وعلى بركة الله
قوله: (عن عريف الأنصار): العريف هو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس، يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم.
قوله: (شيء): أي: أمر ما، وواقعة حصلت منه. ولم أهتد لمعرفة هذا الشيء الذي وقع منه.
قوله: (فهم به): أي: هم بعقابه ونوى به.
قوله: (بالبساط): وهو البساط المعروف من حصير أو نحوه، مما تفرش به الأرض.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 11:16]ـ
جزاكم الله خيرا أهي الفاضل على حسن عنايتكم باشكالاتي ... ان شاء الله ستجدون الله شاكرا لكم على حسن صنيعكم.
أخي هل الأنصار المذكورين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في هذا الأثر هم من تبقى منهم في خلافة عبدالله بن الزبير 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
و بارك الله فيك
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 11:43]ـ
جزاكم الله خيرا أهي الفاضل على حسن عنايتكم باشكالاتي ... ان شاء الله ستجدون الله شاكرا لكم على حسن صنيعكم.
أخي هل الأنصار المذكورين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في هذا الأثر هم من تبقى منهم في خلافة عبدالله بن الزبير 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
و بارك الله فيك
الله يرزقنا الإخلاص أخي الفاضل، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل".
وبالنسبة لسؤالك الأخير؛ فنعم هو كذلك كما تفضلت.
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 11:51]ـ
لمزيد من الفائدة نقلا من "الفائق" للزمخشري المعتزلي .. :
أنس رضي الله عنه - بلغ مصعب بن الزبير عن عريف الأنصار أمر؛ فبعث إليه وهمَّ به.
قال أنس: فقلت له: أنشدك الله في وصية رسول الله؛ فنزل عن فراشه وقعد على بساطه وتمعَّنَ عليه - وروى: وتمعَّك عليه؛ وقال: أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الرأس والعين، وأطلقه.
هو من المعان وهو المكان؛ يقال: موضع كذا معان من فلان، وجمعه معن؛ أي نزل عن دسته وتمكن على بساطه تواضعا.
أو من قولهم للأديم: معن ومعين؛ أي انبطح ساجداً على بساطه كالنطع الممدود. كقولهم: رأيته كأنه من خشية الله.
أو من المعين؛ وهو الماء الجاري على وجع الأرض. وقد معن: إذا جرى. ويروى: تمعَّك عليه؛ أي تقلَّبَ عليه وتمرَّغ.
أو من أمعن بحقِّه وأذعن إذا أقرَّ؛ أي انقاد وخشع انقياد المعترف.
أو من المعن؛ وهو الشيء اليسير؛ أي تصاغر وضاءل.(/)
[موقف المسلم من الفتن حين حدوثها] محاضرة للعلاَّمة عبدِ الرَّحمن البَرَّاك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 10:15]ـ
بسم اللَّهِ الرَّحمن الرَّحيم
[موقف المسلم من الفتن حين حدوثها]
(18 - 3 - 1430)
محاضرة
لصاحبِ الفضيلةِ الشَّيخِ العلاَّمة
عبدِ الرَّحمن بن ناصر البَرَّاك
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=60132(/)
فوائد وعبر من حياة الامام الألباني رحمه الله
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 04:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه نقولاتٌ مختارة، من كتاب الشيخ الفاضل: عبدالعزيز السدحان " الإمام الألباني رحمه الله .. دروسٌ ومواقفٌ وعِبَرٌ "، و هو الكتاب الذي قدَّم له الشيخ عبدالله بن عقيل.
هذا، و النسخة التي بين يدي من دار التوحيد للنشر.
- كلامٌ نفيس من الشيخ على من يدعو لتطبيق شرع الله، و هو لا يُطبِّقُه في نفسه!!
يقول الشيخ - رحمه الله -: " .... ولكن هناك اختلافا كبيرا بين الجماعات الإسلامية الموجودة على الساحة - ساحة الإصلاح و محاولة إعادة الحياة الإسلامية، و استئناف الحياة الإسلامية و إقامة الدولة الإسلامية - هذه الجماعات مختلفة مع الأسف الشديد أشدَّ الاختلاف حول نقطة البدء بالإصلاح؛ فنحن نخالف كل الجماعات الإسلامية في هذه النقطة، ونرى أنه لابُدَّ من التصفية و التربية معا، أما أن نبدأ بالأمور السياسية .. و الذين يشتغلون بالسياسة قد تكون عقائدُهم خرابا يبابًا، و قد يكون سلوكُهم من الناحية الإسلامية بعيدا عن الشريعة، و الذين يشتغلون بتكتيل الناس و تجميعهم على كلمة (إسلام) عامّة ليس لها مفاهيم واضحة في أذهان هؤلاء المتكتِّلين حول أؤلئك الدعاة، و من ثَمَّ ليس لهذا الإسلام أيُّ أثر في منطلقهم في حياتهم، و لهذا تجد كثيرًا من هؤلاء و هؤلاء لا يُحقِّقون الإسلام في ذوات أنفسهم فيما يمكنهم أن يطبِّقوه بكل سهولة، بحيث لا أحدَ - مهما كان متكبرًا جبّارًا - بدخل بينه و بين نفسه.
وفي الوقت نفسه يرفع هؤلاء أصواتم بأنه: لا حكم إلا لله، و لابد أن يكون الحكم بما أنزل الله .. وهذه كلمة حقٍّ، ولكن فاقدُ الشيء لا يُعطيه، فإذا كان أكثر المسلمين اليوم لا يُقيمون حكم الله في أنفسهم و يطالبون غيرهم بأن يُقيموا حكم الله في دولتهم، فإنهم لن يستطيعوا تحقيق ذلك .. ففاقد الشيء لا يُعطيه، لأن هؤلاء الحكام هم من هذه الأمة، و على الحكام و المحكومين أن يعرفوا سبب هذا الضعف الذي يعيشونه، يجب أن يعرفوا لماذا لا يحكُم حكّام المسلمين اليوم بالإسلام إلا في بعض النواحي؟ ولماذا لا يطبق هؤلاء الدعاةُ الإسلامَ في أنفسهم قبل أن يُطالبوا غيرَهم بتطبيقه في دولتهم؟!
الجواب واحد، وهو إمّا أنهم لا يعرفون الإسلام و لا يفهمونه إلا إجمالا، و إما أنهم لم يُربَّوا على هذا الإسلام في منطلقهم، و في حياتهم، و في أخلاقهم، وفي تعاملهم مع بعضهم و مع غيرهم .. و الغالب - كما نعلمه بالتجربة - أنهم يعيشون في العلة الأولى الكبرى، و هي: بُعدُهم عن فهم الإسلام فهمًا صحيحا، كيف لا؟ وفي الدعاة اليوم من يعتبر السلفيين بأنهم يُضيِّعون عُمرهم في التوحيد!! و يا سبحان الله! ما أشدّ إغراق من يقول مثل هذا الكلام في الجهل؛ لأنه يتغافل - إن لم يكن غافلا حقّا - عن أن دعوة الأنبياء و الرسل الكرام كانت أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت. صـ142.
- فائدة عن وضع الخطِّ تحت الكلام المراد لفتُ النظر إليه .. أم فوقَه؟
قال الشيخ - رحمه الله -: " إنَّ وضعَ الخطِّ فوقَ الكلمات المراد لفت النظر إليها هو صنيع علمائنا تبعا لطريقة المحدِّثين، و أمّا وضع الخط تحت الكلمة فهو من صنع الأوربيِّين، وقد أُمِرنا بمخالفتهم ". صـ149.
- قصة الشاب حديث العهد بالالتزام، والذي خاف أن يُقفِل الشيخ الهاتف في وجهه!!
" اتّصل به شابٌّ هاتفيا، فلما رفع الشيخ سماعةَ الهاتف بادره الشاب بقوله: أنا شاب حديث عهد بالالتزام، وقد سمعتُ أنّك تُغلق الهاتف بسرعة فإيّاك أن تُغلقَ الهاتف حتى أُنهي كلاميّ! فضحِكَ الشيخُ و أعطاه ما يُريد ". صـ159.
- دعوة الشيخ طلبةَ العلم للرفق و الموعظة الحسنة:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - يقول الشيخ - رحمه الله -: " ... لذلك أُكرّر القول لإخواني طلبة العلم أن يبتعدوا عن كلِّ خُلُقٍ ليس إسلاميا، ومن ذلك أن لا يغتروا بما أوتوا من علم، و أن لا يغلبهم العجب، و أن ينصحوا الناس أخيرًا بالتي هي أحسن، ويبتعدوا عن الأساليب القاسية و والشديدة في الدعوة؛ لأننا جميعا نعتقد الله - عزّ و جل - حين قال: ادعُ إلى سبيل ربِّك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن إنما قال ذلك لأن الحق في نفسه ثقيلٌ على الناس، ثقيلٌ على النفوس البشرية، و لذلك هي تستكبر قَبولَه إلا من شاء ربُّك، فإذا انضمَّ إلى ثِقَلِ الحقِّ على النفس البشريَّةِ عضوٌ آخرٌ و ثِقَلٌ آخرٌ و هو القسوة في الدعوة، كان ذلك تنفيرا للناس عن الدعوة.
وقد تعلمون قول الرسول: إن منكم لمنفرين (ثلاثا).
وختاما: أسأل الله - عز وجل - أن لا يجعل منّا منفرين، و إنما يجعلُنا حكماء عاملين بالكتاب و السنة. ". صـ164.
2 - و يقول - رحمه الله -: " ... وعلينا أن نترفقَ في دعوتنا المخالفين إليها، و أن نكون مع قوله تبارك و تعالى دائمًا و أبدًا: ادْعُ إلى سبيل ربِّك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن.
و أول من يستحق أن نستعمل معه هذه الحكمة هو من كان أشدَّ خصومةً لنا في مبدئنا و عقيدتنا، حتى لا نجمع بين ثِقَلِ دعوة الحقِّ التي امتنَّ الله - عز وجل - بها علينا، و بين ثِقَلِ أسلوب الدعوة إلى الله - عزّ وجل -. " صـ184.
- قصَّةُ محمد الخطيب الذي كاد أن يسقط من على السطح .. فبكى الألباني و سجد لله شكرًا:
يقول محمد الخطيب: " كنت مرةً أعمل على سطح بيته و أُصلح بعض الأمور، فحملت قضيبا طويلا أرفعه من مكان لآخر، فغلبني القضيب و أنا على السطح فكدت - لولا فضل الله - أن أهوي من أعلى السطح، فعَلِمَ الشيخُ بالخبر، فحمد الله على سلامتي، و سارع ساجدا لله سجدةَ شكرٍ، و ذرفت عيناه بالبكاء، و أخرج من جيبه مئةَ دينار أعطاني إيّاها. " صـ167.
- الألباني ولَّد زوجتَه بنفسه .. و قصة ولادة زوجة محمد الخطيب:
قال محمد الخطيب: " .. وكانت زوجتي على وشك الولادة، فكان الشيخ دائمَ السؤال عنها، و قبل يوم الولادة - حينما أردتُّ الانصراف من المكتبة - قال لي الشيخ: خذ سيارة أم الفضل لعلك تحتاجها في منتصف الليل، وبَقِيَت السيارة عندي يومين، وفعلا جاءت الولادة في منتصف الليل، و خرجتُ من بيتي لا أعرف أين أذهب، وبعد بحث لم أجد قابلة، فتذكّرتُ أنّ زوجة الشيخ عندها خبرة بالولادة، فتوجّهتُ نحو بيت الشيخ و أنا متردّد خشية أن أُزعِجَ الشيخ في هذا الوقت المتأخر، فطرقتُ الباب، فردَّ عليَّ الشيخ وقدّمتُ اعتذارا شديدا و أعلمتُه حاجتي، فردَّ عليَّ بلهجة المداعب: لماذا لم تصنع مثل شيخك؟ فقد قمتُ بتوليد زوجتي بنفسي، ثم أردف قائلا: لحظات و أوقظ لك أُمَّ الفضل، و ذهبت معي، و رُزقنا بولدي عبد الله. " صـ168.
- الألباني يوقِظُ تلامذته لصلاة الفجر:
قال الشيخ العوايشة: " كان الشيخ يمرُّ على بيوت تلامذته بنفسه يوقظهم لصلاة الفجر " صـ169.
- غسل الشيخ ملابسَ تلميذه:
قال عصام موسى هادي: " كان يتردَّد على شيخنا طالبٌ عُماني يدرس في الأردن كنيتُه (أبو عبدالرحمن)، فبينما هو ذات يوم في بيت شيخنا ولا يوجد إلا أنا و شيخنا و الأخ العماني قال شيخنا له: من يغسل ملابسك؟ فقال الأخ العماني: أنا.
فقال شيخنا: أحضر ملابسك إليَّ ونحن نغسلها. فقال الأخ العماني و الحياء قد أخذ بمجامعه: لا أريد أن أغلبك، أو قال: أتعبك، فقال شيخنا و هو يبتسم: لا تتعبنا و إنما تتعب الغسَّالة ". صـ173.
- المال الذي وضعه الشيخ في كتاب تلميذه:
قال عصام موسى هادي: " عمل عند شيخنا طالب علم كان يدرس في المعهد الشرعي، وفي وقت فراغه يأتي عند شيخنا فينسخ له، فحدثني هذا الطالب بأن شيخنا قال له مرَّةً: ارني هذا الكتاب الذي معك - لكتاب كان معه -، ثم أخذ شيخنا ينظر في الكتاب، ثم خرج من المكتبة ومعه الكتاب ثم عاد و أعاد الكتاب للطالب، فلما خرج الطالب من عند شيخنا قال: لاحظتُ أن في الكتاب شيئا، فلما نظرتُ و إذا بشيخنا قد وضع فيه مالا " صـ173.
- صلاة الشيخ في المسجد الأقصى عام 1385 هـ:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ - رحمه الله -: " و لقد شددت الرَّحْل إلى بيت المقدس لأول مرة بتاريخ 23/ 5/1385 هـ حين اتفقتْ حكومتا الأردن وسوريا على السماح لرعاياها بدخول أفراد كلٍّ منهما إلى الأخرى بدون جواز سفر، فاهتبلتُها فرصة فسافرتُ فصليت في المسجد الأقصى، و زرتُ الصخرة للاطلاع فقط؛ فإنه لا فضيلة لها شرعا، خلافا لزعم الجماهير من الناس، و مشايعة الحكومات لها " صـ194.
- نصيحة الشيخ للمسلمين أن يعملوا و إن لم يعلموا الحكمة من العمل:
قال الشيخ - رحمه الله -: " يجب عليك أيها السلم أن تعتقد أن لله في كل ما شرع لعباده من أمر أو نهي أو إباحة - حكمةٌ بل حِكَمًا بالغة، علمها من علمها و جهلها من جهلها، تظهر لبعضهم و تخفى على آخرين، و لذلك فالواجب على المسلم حقا أن يُبادرَ إلى طاعة الله، ولا يتلكّأ في ذلك حتى تتبين له الحكمة، فإن ذلك مما يُنافي الإيمان الذي هو التسليم المطلق للشارع الحكيم، و ولذا قال - عز وجل - في القرآن الكريم: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما.
وعلى هذا عاش سلفُنا الصالح، فأعزّهم الله، و فتح له البلاد و قلوب العباد، و لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، و لقد كان لأبي بكر الصديق قصب السبق فيه، وكان مثالا صالحا لغيره، كما يدل على ذلك موقفه الرائع في قصة صلح الحديبية .. " صـ247.
- ضرورة تركيز الجماعات الإسلامية على الدعوة للتوحيد:
قال الشيخ - رحمه الله -: " .. ولا بُدَّ من التركيز على الدعوة إلى التوحيد في كل مجتمع أو تكتُّلٍ إسلامي يسعى - حقيقةً وحثيثًا - إلى ما تُدندِن به كل الجماعات الإسلامية أو جُلُّها، وهو تحقيق المجتمع الإسلامي و إقامة الدولة المسلمة التي تحكم بما أنزل الله على أيِّ أرض لا تحكم بما أنزل الله .. هذه الجماعات أو هذه الطوائف لا يمكنها أن تحقِّق هذه الغاية التي أجمعوا على تحقيقها، وعلى السعي حقيقا إلى جعلها حقيقة واقعية إلا بالبدء بما بدأ به الرسول " صـ248.
- أمنية الشيخ الألباني في إرسال علماء دعاة للغرب:
يقول الشيخ - رحمه الله -: " ... واعتقادي أن كثيرًا من الكفار لو أُتيحَ لهم الاطِّلاع على الأصول و العقائد و العبادات التي جاء بها الإسلام لسارعوا إلى الدخول فيه أفواجا، كما وقع ذلك في أول الأمر، فليتَ أن بعض الدول الإسلامية تُرسِلُ إلى بلاد الغرب من يدعو إلى الإسلام ممن هو على علم به على حقيقته، وعلى معرفة بما أُلصِقَ به من الخرافات و البدع و الافتراءات ليحسن عرضَه على المدعوين إليه، وذلك يستدعي أن يكون على علم بالكتاب و السنة الصحيحة، ومعرفةٍ ببعض اللغات الأجنبية الرائجة، وهذا شيء عزيز يكاد يكون مفقودا، فالقضية تتطلب استعداداتٍ هامة؛ فلعلهم يفعلون " صـ248.
- نصيحة الألباني للداعية بترك الجدال إن كان المُجادّل متعصِّبا:
يقول الشيخ - رحمه الله -: " ينبغي أن يُلاحِظَ الداعية أنه إذا تبيَّنَ له أنه لا جدوى من المجادَلة مع المخالف له لتعصبه لرأيه، و أنه إذا صابره على الجدل فلربما ترتب عليه ما لا يجوز، فمن الخير له حينئذٍ أن يدعَ الجدال معه؛ لقوله: " أنا زعيم ببيت في رَبَضِ الجنّة لمن ترك المراء و إن كان مُحقّا " رواه أبو داود بسند حسن عن أبي أمامة، و للترمذي نحوه من حديث أنس وحسنّه " صـ250.
- شفاعة ابن باز للألباني عند ملك الأردن .. وقبول الملك الشفاعةَ:
قال مؤلِّف الكتاب: " و عندما بلغ الشيخ ابن باز أن حكومة الأردن قررت إخراج الشيخ من الأردن، كتب الشيخ كتابا إلى ملك الأردن السابق يشفَعُ فيه بعدم إخراج الشيخ ناصر، و يذكرهم بمقام الشيخ، فما كان من الملك إلا الموافقة، وقرّت عين الشيخ ابن باز بقبول الشفاعة، و عين الشيخ ناصر بالبقاء " صـ261.
- تسلية ابن باز للألباني لما أُنهِيّت خدماته من الجامعة الإسلامية:
قال مؤلِّف الكتاب: " و عندما حصل للإمام الألباني ما حصل من بعضهم في الجامعة الإسلامية، و قامت إدارة الجامعة بدورها على إنهاء خدماته، وبلغ ذلك الشيخ ناصر .. قال: حسبنا الله و نعم الوكيل، قال ابن باز مسليا له: (حيثما تقوم بواجب الدعوة لا فرق عندك) " صـ261.
- الألباني يرثي ابن باز:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال مؤلِّف الكتاب: " و عندما بلغ الشيخَ ناصر خبرُ موت الشيخ ابن باز لم يتمالك نفسَه من البكاء، فدمعت عيناه دمعات حارة، وتكلم عنه بكلمات رقيقة بارَّة، و قال: (إنّا لله و إنّا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي و اخلفني خيرًا منها، رحمه الله رحمةً واسعة، و جزاه عن الإسلام و المسلمين خيرا.
كل ابن أنثى و إن طال سلامتُه .. يومًا على آلة حدباء محمولُ
لقد كان الشيخ عبدالعزيز - رحمه الله - من خيرة العلماء، نسأل الله تعالى أن يجعل مأواه الجنة، و لو أن هذه الحياة دامت لأحد لدامت للمصطفى صلوات الله وسلامه عليه، رحمه الله و ألحقنا و إياه بالصالحين) " صـ262.
- قيادة الألباني للسيارات .. و رأي ابن باز:
قال مؤلِّف الكتاب: " كان أحد طلبة العلم راكبا مع الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -، كان الشيخ ناصر يُسرع في قيادته للسيارة، فقال ذاك الطالب: يا شيخ، هذه سرعة ولا تجوز، و الشيخ ابن باز أخبر أن ذلك من إلقاء النفس إلى التهلكة. أو كلاما قريبا من هذا، فضحك الشيخ الألباني، و قال: هذه فتيا من لم يجرِّب فنَّ القيادة! فقال الالب: يا شيخ، سأنقل هذا الكلام إلى الشيخ عبدالعزيز، فقال: انقله.
قال الطالب: فقابلتُ الشيخ عبدالعزيز - رحمه الله - في مكة و أخبرتُه بكلامي مع الشيخ الألباني و أخبرتُه بكلام الشيخ لي، فضحك، و قال: هذه فتوى من لم يجرِّب دفع الديّة! " صـ264.
- سميُّ ابن باز .. و الألباني:
قال مؤلّف الكتاب: " ومن لطائف الموافقات فيما يتعلق باسم الإما ابن باز فقد جاء (سير أعلام النبلاء) أن الإمام الذهبي - رحمه الله تعالى - ترجم لإمام يُشاركه الشيخ في الكنية و اللقب، فقال (ابن باز الحافظ الإمام، أبو عبدالله ... ) ثم قال: (محدّث مُتقِنٌ مفيد، وُلِد سنةَ 522 هـ، ومات 622 هـ).
ومما يتعلق باسم الإمام الألباني ما جاء في (تاريخ دمشق) لابن عساكر: (محمد بن نوح، قدم دمشق و حدّث بها و ببغداد ومصر. قال الخطيب: كان ثقة مأمونا، وما رأينا كتبا أصحَّ من كتبه و لا أحسن). " صـ264.
- الشيخ وهو كبير في السن:
" 1 - لما ثقل في مرضه الذي مات فيه كان يقول لأهله: احملوني إلى المكتبة، فإذا أدخلوه إليها قال: أجلسوني. قالوا: لا تستطيع. فكان - رحمه الله تعالى - يضطجع و يأمر بالكتاب فيُقرأ عليه.
2 - لما ضعفت يدُه عن الكتابة الطويلة كان يُملي على بعض أبنائه و حفدته ما يُخرِّجُه من أحاديث.
قال الشيخ محمد إبراهيم شقرة: (كان الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - لا يهدأ عن البحث، حتى إنه إذا أراد أن يكتب شيئا قال اكتب يا عبداللطيف ... اكتب يا عبادة .. اكتب يا لؤي).
3 - قال الشيخ علي بن حسن: (أملى الشيخ الألباني قبل وفاته بشهور قليلة ثماني عشرة صفحة في تخريج حديث ضعيف منكر حشد له بين يديه على طاولته عشرات المراجع الحديثية مخطوطة و مطبوعة).
4 - قال الشيخ علي بن حسن أيضا: (كان آخِر كتاب عمل به شيخنا - يرحمه الله - في السنتين الأخيرتين هو كتابه " تهذيب صحيح الجامع الصغير و الاستدراك عليه "، ولقد قال لي حين سألته عنه أولَ اشتغاله به: هذا مشروع اقترحه عليَّ مرضي و عجزي).
5 - ذكر الشيخ علي خشّان أن الشيخ قبل وفاته بأيام كان إذا أفاق من مرضه قال: أعطوني الجرح الثاني. يعني كتاب (الجرح و التعديل) لابن أبي حاتم.
6 - و ذكر الشيخ علي بن حسن أن عبداللطيف نجل الشيخ الألباني أخبره أن الشيخ - رحمه الله - طلب منه قبل نحو ثمانٍ و أربعين ساعة من وفاته إحضار كتاب (صحيح سنن أبي داود) لينظر فيه شيئا وقع في قلبه و ورد على ذهنه.
" صـ275 - 276.
- من أهمِّ نعم الله على الألباني:
قال الشيخ - رحمه الله -: " إن نِعَمَ الله عليَّ كثيرةٌ لا أُحصي لها عددا، و لعل من أهمها اثنتين: هجرةُ والدي إلى الشام، ثم تعليمُه إياي مهنتَه في إصلاح الساعات.
أما الأولى: فقد يسَّرتْ لي تعلم العربية، و لو ظللنا في ألبانيا لما توقعتُ أن أتعلم منها حرفا، ولا سبيل إلى كتاب الله و سنة رسوله إلا عن طريق العربية.
(يُتْبَعُ)
(/)
و أما الثانية - وهي تعلم مهنة الساعات -: فقد قيّضت لي فراغًا من الوقت أملؤُه بطلب العلم، و أتاحت لي فرص التردد على المكتبة الظاهرية و غيرها ساعات من كل يوم، و لو أني لزمت صناعة النجارة - التي حاولتُ التدرب عليها أولا - لالتهمت ووقتي كلَّه، و وبالتالي لسدّت بوجهي سُبُلّ العلم الذي لا بُدَّ لطالبه من التفرغ " صـ286.
- يكاد الألباني يتمنى الموت ......... :
قال الشيخ - رحمه الله تعالى - تحت حديث (أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، و أقلهم من يجوز ذلك). قال ابن عرفة: و أنا من ذلك الأقل - فقال الشيخ الألباني - رحمه الله - معلقا على قول ابن عرفة:
" و أنا أيضا من ذلك الأقل؛ فقد جاوزتُ الرابعة و الثمانين، سائلا المولى سبحانه و تعالى أن أكون ممن طال عمره و حسن عمله، ومع ذلك فإني أكاد أتمنى الموت؛ لما أصاب المسلمين من الانحراف عن الدين، و الذل الذي نزل بهم حتى الأذلّين، ولكن حاشا أن أتمنى و حديث أنس ماثلٌ أمامي منذ نعومة أظفاري، فليس لي أن أقول إلا كما أمرني نبيّي (اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، و توفني إذا كانت الوفاة خيرا لي). وداعيا بما علمنيه - عليه الصلاة و السلام -: (اللهم متعنا بأسماعنا و أبصارنا و قوَّتنا ما أحييتنا، و اجعلها الوارث منا).
وقد تفضل سبحانه فاستجاب و متعني بكل ذلك، فها أنا ذا لا أزال أبحث و أحقق و أكتب بنشاط قلَّ مثيلُه، و أصلي النوافل قائما، و أسوق السيارة بنفسي المسافات الشاسعة، و بسرعة ينصحني بعض الأحبة بتخفيفها، ولي في ذلك تفصيلٌ يعرفُه بعضَهم! أقول هذا من باب و أما بنعمة ربك فحدِّث، راجيا من المولى سبحانه و تعالى أن يزيدني من فضله، فيجعل ذلك كله الوارث مني، و أن يتوفاني مسلما على السنة التي نذرتُ لها حياتي دعوةً و كتابةً، و يلحقني بالشهداء و الصالحين، و حسُنَ أؤلئك رفيقا، إنه سميعٌ مجيبٌ. " صـ287.
- دفْنُ الشيخ في مقبرة قديمة .. ربما يكون الشيخُ آخر من دُفِنَ فيها:
قال تلميذُه الشيخ محمد إبراهيم شقرة: " المقبرة التي دُفِنَ فيها مقبرةٌ مغلقة مُنِعَ الدفنُ فيها، أو كانت البلدية تفكر في إزالتها، فحضر وكيل أمين العاصمة و شهد الدفن و أمر أن يُدفن الشيخ في المقبرة نفسها رغم أنها مغلقة، ثم أمروا بأن يُقام سور حولها و ألا يكون هناك دفنٌ بعد الشيخ - رحمه الله -، فربما يكون آخِرَ من دُفِنَ في هذه المقبرة، و لعل الله حفظ بوجوده فيها الأموات الذين سبقوه أن تُنْبَشَ قبورُهم ".
قال مؤلِّفُ الكتاب: " فائدة: قال ابن المنكدر - رحمه الله تعالى -: (إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده و ولد ولده و الدُّوَيْرات التي حوله، فما يزالون في حفظٍ من الله و ستر) ". صـ289.
- مسامحة الألباني لمؤلف هذا الكتاب:
قال مؤلِّف الكتاب: " قابلتُ الشيخ بعد ذلك في الحج، وكان مقيما في مخيم السكن الخاص للقائمين على مستشفى الحرس الوطني في منى، زُرتُه في خيمته بصحبة الشيخ عبدالكريم المنيف، و لم يكن أحد عنده سوى ولده - أظنه عبدالمصور -، فلما انتهت الزيارة و وقمنا من عنده و أردنا الخروج رجعتُ إليه فقلتُ: يا شيخ جرى كلامٌ فيك مع بعض المحبين لك في مكة و قلت له كلمة ليست قدحا في شخصك معاذ الله لكني ندمت على قولها، و أنا أريد مسامحتك. فلم يسألني - رحمه الله تعالى - عنها، بل قال لي كلاما أذكرُه إن شاء الله بحروفه، قال لي: (أحَلَّكَ الله فيما قلتَ، و فيما ستقول، و فيما لم تقل)، فقبّلتُ رأسه و ودَّعتُه ".
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
منقول .....
ـ[التقرتي]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 01:38]ـ
بارك الله فيك أخي
لا ينكر فضل الشيخ الألباني رحمه الله على هذه الأمة إلا متعصب أو جاهل أو حاقد و لو كان للشيخ فقط خدمته لكتب السنة الستة من بيان صحيحها و ضعيفها لكان كاف له.
فقد احيا الله به علم الحديث و ما من طالب علم إلا وهو مدان للشيخ من فضله و علمه
رحمه الله و نسأل الله أن يجعلنا على خطاه في الدب على السنة و نشر ديننا الحنيف
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 02:45]ـ
رحم الله الامام الالباني واسكنه فسيح جناته.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 06:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استوقفتني مقولة سيارة أم الفضل فهل كانت زوجة الشيخ رحمه الله تقود السيارة أم أنها مجرد مالكة لها؟
ليت أحد الأخوة يوضح لنا الأمر
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 01:01]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 04:53]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وفيكم بارك الله(/)
من أخطائنا في تربية أولادنا وطرق علاجها ((تربية البنت على الاهتمام بالمظهر))
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 01:52]ـ
الخطأ الرابع:
http://www.mahaja.com/forum/showthread.php?t=6212
الخامس:
تربية البنت على الاهتمام بالمظهر
قال د. محمد بن عبد الله السحيمي:
يَكِلُ كثير من الآباء أمر تربية البنت إلى الأم
فتربيها كما ربتها أمها إن خيرا فخير وإن شرا فشر
فتوحي إليها منذ الصغر أن تهتم بمظهرها
حتى يكون ذلك أدعى للقبول من مجتمع ابتُليَ بالتعلق بالبهرج *
* وقد يكون هذا الخطأ نتيجة لخشية الناس، وقد سبق الحديث عنه
ولولم تتولَّ هذه المسؤولية الأم؛ فإن القرينات والصواحِبَ سيقُمنَ بهذا الدور:
إما بلسان الحال وإما بلسان المقال
واستجابة لهذا التوجيه الخفي تُسرف البنت في الاهتمام بمظهرها – على حسب جوهرها –
إسرافا يخرجها من حدود المعقول * إلى حد الترف والمبالغة
* لم يغب عن ذهني قوله تعالى: (أومن ينشؤا في الحلية وهو في الخصام غير مبين)
ولكن التحلي بالزينة شيء والإسراف شيء آخر
بل قد تقضي المرأة من الساعات أمام المرآة وفي العناية بمظهرها وشراء مستلزماتها
أكثر من الساعات التي تمضيها بين يدي ربها عابدة متذللة متخشعة
بل أكثر من الساعات التي تمضيها في طلي العلم الشرعي
الذي يتحتم عليها معرفته حتى يستقيم أداؤها لدينها
ومما يؤكد هذا أمور؛ منها:
* قارن بين الحوانيت والدكاكين التي تُعنى بشؤون المرأة ...
قارن كل ذلك بمن يبيعون مستلزمات الرجل في هذا المجتمع
يتضح لك الفرق وعندما تذهلك النتيجة قد ترجع بالسؤال إلى نفسك:
هل النساء في هذا المجتمه أكثر من الرجال؟!
* انظر كم نسبة الصالحات الملتزمات في مظهرهن ومخبرهن بالهدي النبوي؟
ثم كم نسبة العالمات العاملات بهذا العلم في مجتمع التوحيد ومهبط الوحي؟
إننا في أحسن الأحوال نربي البنت لتكون ربة بيت فقط
أما أن تكون الداعية أو العالمة أو التي تحمل مشعل الهداية لبنات جنسها فهذا أقل القليل
* لما أهملنا هؤلاء البنات – تشاغلا وشغلا –
ثم أغرقناهن بالمجلة الهابطة والفلم الساقط ..
أخرجت لنا منازلنا نساء لا يميزها في مظهرها عن نساء الكفار أدنى مميز
فقصات الشعر هي هي
ونافسن الكافرات على ملابسهن فما يعلن عنه من الملابس في عواصم الكفر يلبس هنا
حتى فُقد التميز وظهر التميُّع والضياع
وتربية كهذه لا بد أن تثمر ثمارا سيئة يحصدها من زرها ويتجرع مرارتها من باشرها
وليس في وسعي حصر كل هذه الآثار ولكن سأذكر منها ما يلي:
* الإخلال بالمسؤولية وتضييع الأمانة التي حملها الإنسان وذكَّره تعالى بها في محكم تنزيله فقال:
(يأيها الذين ءامنوا لاتخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون
وأعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم)
ونبه إليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقال:
(كلكم راع ومسؤول عن رعيته ... )
فمن كان مستشعرا عظم الأمانة ومسؤولية التبعة التي وضعت في عنقه
فليتق الله في هذه الأمانات
* الجناية على الأُمة بتعطيل طاقاتها وصرف نسائها عن الغايات التي ينبغي أن تنبري لها
فإذا اشتغلت نساء الأمة بمظاهر براقة وأعراض خادعة فقد اغفلن ما سوى ذلك
وهل ترجي الأمة من نسائها إعداد الأبطال وصناعة الرجال إذا كان شغلهن الشاغل المظاهر الجوفاء؟
* أن الاهتمام بالمظاهر وإهمال السرائر وإيثار الدنيا وإهمال الآخرة وشغل النفس بالتوافه ..
أمر لا يلجأ إليه إلا من غفل عن لقاء ربه ونسي الله فأنساه الله نفسه
* أن هذا المسلك فيه مشابهة ومشاكلة للكفار
وقد تُفضي هذه المشاكلة إلى موالاتهم ومن ثم مودتهم
وهذا نقض لأوثق عُرى الإيمان وهو الحب في الله والبغض في الله
إذ أساس هذا الاهتمام هو الجري وراء لُبسٍ جديد (موضة) أو قصة شعر أو مظهر ممتع
والمرأة المسلمة ينبغي أن تكون مميزة في مظهرها كما أنها متميزة في دينها وعقيدتها وعفافها ..
* أن من كان هذا ديدنها فإن الذي دفعها إليه
هو الرغبة في أن تكون مِلءَ سمع الناس وبصرهم وعليها يدور حديثهم وثناؤهم
وهذا وهم فاسد وتصور سقيم
لأن العقول السليمة تمتدح وتعجب بمن استطاع أن يحقق التوازن في مظهره ومخبره
(يُتْبَعُ)
(/)
* أن هذا قد يجر عليها الويلات وخسارة الدنيا قبل الأخرى
وما ذاك إلا لأنها إذا كانت ممن اعتنى بالمظهر وأهمل المخبر
فسيأتيها غالبا زوج مماثل لها كل مقوماته: مظهر رائع ومخبر خاوٍ
وإذا كانت هذه كل مؤهلاته فلن يمنحها السعادة لأن فاقد الشيء لا يعطيه
أما إذا كانت صالحة بحث عنها الصالحون الذين يراقبون الله في أهليهم وما وُلّوا
فعاشت عيشة السعداء في هذه الدنيا وفازت في الدار الآخرة
* في إهمال البنات خسران في الدنيا – وقد تقدم – وخسران للآخرة
وتفويت على النفس أعظم ما ترجوه وهو الفوز بالجنة ومصاحبة النبيين والصديقين والشهداء
ولذلك لما علم النبي صلى الله عليه وسلم – بما أعلمه ربه –
بما ستكون عليه حال أمته في هذا الشأن رغبهم فقال:
(من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه)
وقال أيضا:
(من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار)
أما من أراد أن يحسن إلى بُنياته ويربيهن تربية صالحة
تجمع لهن بين سعادة الدنيا وسعادة الآخرة
وتحقيق العبودية لله في هذه الدنيا والفوز بمرضاة الله في يوم اللقاء
فأساس ذلك ما يلي:
* تربيها تربية إيمانية تربطها بالخالق سبحانه
وتجعلها تستشعر رقابته عليها في سرها وعلانيتها
وتدفعها إلى تحقيق مرضاة الله
* أن تمنحها وقتا من وقتك فتربيها على عينك
فما كان من شؤون النساء فأمها أدرى به
ولكن لا غنى عن سبرك ومراقبتك واستقصائك ..
وما سوى ذلك – كالمحافظة على شعائر الإسلام والإتيان بها على هيئاتها وأركانها وفي أوقاتها
والتخلق بأخلاق الإسلام والتأدب بآدابه والسير على منهاجه
وتعلم العلم الشرعي الذي لا يقوم دينها إلا به –
فمسؤوليتك أنت
* إذا رأيت منها اهتماما بمظهرها يفوق ما طلبه منها الشارع الحكيم
فعليك أن تعيد إليها التوازن
وأن ترسم لها منج حياة لا تفريط فيه ولا إفراط
ووسيلتك إلى ذلك: الكلمة المؤثرة والكتاب المفيد
وأن تجعل لها من أمهات المؤمنين أسوة وفي الصالحات من نساء هذه الأمة قدوة
من أخطائنا في تربية أولادنا وطرق علاجها في الإسلام
تأليف / د. محمد بن عبد الله السحيم
(ص: 56 - 62)
ـ[ام عبيدة]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 03:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك علي هذا التنبيه
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 04:35]ـ
جزاك الله عنا في كل خير أخي في الله فيصل على هذه المشاركة اللطيفة والتي حتما جميعنا كآباء وامهات نحتاجها لأبناءنا, واسمح لي أخي الفاضل بهذه المشاركة التي تصبّ في نفس البوتقة.
من لم يربيه والديه فالشيطان كفيل بتربيته
يقول المولى تبارك وتعالى في محكم تنزيله الكريم في سورة التحريم 6:
يا أيها الذين آمنوا قو أنفسَكُمْ وأهليكُمْ ناراً وَقودُها الناسُ والحجارةُ عليها ملائكةٌ غلاظٌ لا يعصونَ اللهَ ما أمرهُمْ ويفعلونَ ما يُؤمَرون
لقد حرصت جميع الأديان السماوية على أن تنأى بالناس عن الشهوات الحيوانية والأخلاق الشيطانية, والنفس البشرية بطبيعتها كثيرة التقلب والتلون, ولأننا بشر تؤثر فينا المؤثرات وتعصف بنا الأهواء, فقد حذرنا الله تبارك وتعالى من مغبة اتباع الشهوات, فالنفس البشرية مجبولة على الشهوات, والنفس بطبيعتها امارة بالسوء والنفس الامارة بالسوء دائما تلقي بصاحبها في بحور من الظلام, لذا كان حريّا على الانسان أن يلجُمها بلجام من التقوى, حتى لا تُلقي بصاحبها في متاهات الحياة, والنفس ان أطلقنا لها العنان فسَدَت, وان فسدت أهلكتنا, وهي لا تحيد عن ثلاث طرق: ان أغويناها غوت, وان فوّضنا اليها الأمر أساءت, وان حمَلناها على أمر حسن صلُحت, والناظر بعين البصر والبصيرة في عالم اليوم يرى حقيقة ما وصل اليه أبناء هذا العصر من تسيّب وحريّة خاصة بعد الاكتشافات العلمية الباهرة بكتنولوجياتها, والانجازات الحضارية, القادمة من بلاد الحريّة والتي تبيح كل شيء حرّمه الله عزوجل, ولأننا أخذنا منهم قشور حضارتهم وتركنا لهم ثمارها, فقد تهنا في متاهات الحياة حتى بات الحليم منا حيران.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولأننا أسأنا استثمار التكنواوجيا والاختراعات الغربية , نجد أنفسنا وقد تهنا في بحور الظلام وتاه معنا أبناءنا وبناتنا, وألقت بنا في جبٍّ عميق بلا قرار, وعلى سبيل المثال لا الحصر, الأطباق الفضائية, والانترنت, والهواتف بنوعيها السلكية واللاسلكية, كل هذه الاختراعات العلمية اخترعها العلماء لتكون نعمة, وهي كذلك فيما لو استخدمناها لما وجدت لها وبما يرضي الله تبارك وتعالى , ولكن لأننا استخدمناها لغير أهدافها فقد انقلبت نقمة علينا وعلى أبناءنا, وقس على ذلك , أجهزة الفيديو وكاميراته وأجهزة التفلزة, والأجهزة الخيلوية المعروفة بالموبايلات, وما الى ذلك من وسائل الترفيه على مختلف أنواعها, والتي وجدت أساسا لتعين الانسان على الحياة, لا لتنقلب عليه, ولأنّ القائمين عليها لم يحسنوا التعامل معها وسخروها لتخدم مصالحهم الدنيوية فقد أهلكونا فيها عندما أثاروا من خلالها مكامن الشهوة فينا وبأبناءنا وبناتنا, فخمّروا بها عقولنا وأفسدوا علينا أرواحنا بنشرهم للأغاني الساقطة, ومسلسلات الحب المدبلجة الوافدة على مجتمعاتنا سواء المكسيكية منها أم التركية,, ناهيك عن الأفلام الآثمة والقصص الداعرة, وأشاعة الفاحشة بنشر بواعث الشهوة ومثيراتها في بيوتنا وغرف أبناءنا المغلقة, وساعدنا بناتنا على الخروج من بيوتهنّ كاسيات عاريات مائلات مميلات مقتنيات موبايلات, وبعضهنّ يمضغن اللبان في الشوارع والأماكن العامة وكأنّ مضغ اللبان بات موضة , نرى كل تلك السلبيات على بناتنا دون أن نبالي أو نخشى الله فيهنّ وكأنهنّ لسن من بقيّة أهلنا , وكل ذلك بدعوى الحرية والحضارة والمدنية.
هذا هو واقع الأمة المرير, وهذا هو يسعى اليه الغرب وينادي به, ولقد قالها أحد الغربيين الحاقدين على الاسلام جملة على احدى شاشات التلفزة الغربية لا زال صداها يتردّد في كل مكان: كأس وغانية تفعلان بأمة الاسلام مالا يفعله ألف مدفع رشاش, ولن يستقيم حال الشرق أبدا, ولن يفيق من غفوته أبدا, طالما أننا نستطيع اخراج نساء المسلمين من بيوتهنّ سافرات.
وللحق فقد تمكن هؤلاء من تحقيق هذه النظرية, وخرجت نساءنا سافرات عاريات ولعلّ الشواطىء البحرية, والنوادىء والمراقص التي تغص بها مدننا شاهدة على ذلك, ناهيك عن مسابقات الجمال والعروض التلفزيونية المختلفة والتي تكاد تشمل جميع العواصم العربية والاسلامية الا من رحم ربي.
انّ الحرية من أنبل الكلمات وأرق المعاني وأسمى المشاعر, ذلك أنها تدفع بالانسان ليكون عبدا لله وحده عزوجل وحده لا شريك له, بكل صدق دون قلق أو اضطراب., وهي منبع للسعادة الحقيقية, وسبيل لتحقيق الغايات ونيل الأماني, وهي الكلمة المضيئة التي تبدد الظلام وتكشف الخفايا والأسرار, لتنهض بالمجتمعات والأوطان نحو العلياء والمجد.
نعم انها ابراز لشخصية الانسان, والغوص في مجاهل النفس الانسانية واخراج ما بداخلها من نيران تكاد تحرقها, لأنّ في اخراجها طعما للحياة, وفي كبتها الممات والدمار, ومن سُلب الحرية سلبت حياته, ومن امتلكها فكأنما امتلك الدنيا كلها.
ان مفهوم الحرية الذي نقصده لا يخرج عن مفهوم الحرية التي نادى به الشارع الحكيم مما يحفظ كرامتنا وأعراضنا من الامتهان, لا الحرية المائعة الخارجة تماما عن منهج الله عزوجل, وما خسراننا لبناتنا وأبناءنا الا لأننا تماشينا مع أسلوب الحرية المائعة الشاذة.
أين نحن من تلك الجاهلية التي كانت تئد البنات خوفا على أعراضها؟ وهل ضاعت أعراضنا الا بعد أن تهنا في زحمة المادة ولهثنا وراء الموضة والتقنيّة؟ فأي حال كان أفضل؟ حال الجاهلية الأولى أبناء القرون الماضية بكل ما كان يكتنفها من تخلف مع احتفاظها بالشرف؟ أم جاهليتنا نحن أبناء القرن الواحد والعشرين بكل ما يكتنفنا من تقدّم مع اضاعتنا للشرف؟
انّ الله تبارك وتعال حين خلق الذكر والأنثى أوكل لكل منهما مهام محددة, وأوكل لهما مهمة مشتركة كتربية الأبناء, والتي لا تعطي نتائج طيبة الا اذا تعاونا عليها, ومن قال أنّ الأم تعوّض الأبناء في حال غياب الأب فالى حد ما قد قال الصواب, لأنّ العكس ليس صحيحا, ولكن تكاثفهما معا يُخرج لنا جيلا نموذجيا كما أقتضته سنة الله عزوجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك أن التربية هي تلك الوظيفة الأصعب والأشق في رحلة الانسان الدنيوية, والتي هي من أشرف وأنبل وأسمى وظيفة حملها الانسان وكان بها ظلوما جهولا.
فالحياة لا يمكن أن تمضي الا أن يكون فيها الرجل رجلا, والمرأة امرأة, وان قلنا غير ذلك نكون قد خالفنا سنة الله الكريم في خلقه, والله تبارك وتعالى مُذ خلق الذكر والأنثى وقد جعل لكل منهما مهام يقوم بها كي يتكامل العمل في الحياة الدنيا, وحتى يؤدي كل منهما دوره في الحياة, فجعل المرأة وعاء للطفل, تحمل به وتضعه وتطعمه حتى يشب, وترك للرجل مهمة الكد والسعي في جنبات الأرض لتأمين الحياة الكريمة لها ولأبناءها, وان كانت المرأة اليوم قد خرجت الى العمل ونافست الرجل في الحياة, فهذا لا يعني أن تتجاهل واجباتها كأم, بل يجب ألا يمنعها عملها عن آداء واجباتها تجاه ربها وتجاه أسرتها, وان خالفت ذلك أصبح عملها حراما.
أن نركن الى تعاليم الغرب ونداءاته بتساوي المرأة مع الرجل في كل شيء , ونخالف سنة الله تبارك وتعالى في خلقه, ونفسّر ما يعنيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله أن النساء شقائق الرجال بمفهوم خاطىء فهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا.
ان شعار المساواة بين الرجل والمرأة شعارا خاطئا ومخالفا تماما لسنة الله وتشريعه, ذلك أنّ الله تبارك وتعالى قد ساوى بينهما في كل شيء عدا القوامة والميراث والشهادة ولحكمة جليلة وحده سبحانه من يعملها.
ان مسئولية المرأة الأولى في الحياة هي تربية الأبناء ورعاية زوجها, وهذه الأمانة هي التي ستُسأل عنها أمام الله عزوجل, أما أن نترك تربية الآبناء للمربيات, يتحكمون في أبناءنا وبناتنا حتى يغدو الأبناء تحت سيطرتهم يوجهونهم كيف يشاؤون اجتماعيا ودينيا وخلقيا وسلوكيا, ويغدو الآباء لا يعلمون كيف أولادهم ينشئون, ولا في أي صفّ يتعلمون, ولا أي نهج ينتهجون, ولا ماذا يدور داخل غرفهم المغلقة من مخالفات شرعية واجتماعية وخلقية, فهذا أمر يخالف سنه الله تبارك وتعالى, ويخالف سنة نبيه صلى الله عليه وسلم بما يخصّ الجانب التربوي الذي هو من أجلّ واجبات المرأة المسلمة.
أن نزرع الخدم والطباخين والسائقين في بيوتنا وتنكشف عليهم عورات النساء فلا, لأن المرأة مكلفة شرعا بأن تكون أما وخادمة ومربية لأبناءها, والأب مكلفا بأن يكون أبا وعائلا وسائقا لأولاده.
ان شعار مساواة المرأة بالرجل في كل شيء هو مبدأ وشعار علماني , من شأنه أن يجعل المرأة المسلمة تماما كالمرأة الغربية , تتخذ عشيقا لها كنوع من التغيير , أو يجعل الأبناء ينفصلون عن آبائهم بمجرّد دخولهم سن البلوغ , بحيث لا يكون للآباء أي حق في التسلط على أبناءهم متى بلغوا سن الثامنة عشرة , وهذا أمر ينادي به الغرب عموما وهو مناف تماما لشرع الله تبارك وتعالى.
ان الغرب يُصرّ وبشكل واضح على العالم الاسلامي بأن يُساوي بين الرجل والمرأة في كل شيء, ونجده يعمل بدأب على أن ينزع عنها حجابها وعفتها كي يُبيح لها الاختلاط بالرجال, وعندما فشل الى حد ما في تحقيق ذلك, لجأ الى استقطاب العقول الاسلامية المهاجرة الى بلدانه واغراءهم واغراقهم في حقوق مادية تفوق حقوق مواطنيهم, كل ذلك من أجل تذويبهم في مجتمعاته التي تبيح كل شيء حرّمه الله تبارك وتعالى, ولعل أكبر شاهد على ذلك الحقوق التي ينالها المسلمون في الدول الاسكندنافية والتي تفوق حقوق مواطنيهم بدرجات كبيرة ومتفاوتة.
ان الغباء والجهل الذي يعيشه مسلموا هذه الأيام من قَبولهم فكرة الهجرة لدول الغرب وحصولهم عى معونات تلك الدول وجنسياتها, ما هي الا بداية النهاية لتلك الأجيال الصاعدة نحو الدمار الشامل للأسرة المسلمة, والغرب يرنو الى الأجيال القادمة والتي ستولد على أراضيه ليُذيبُها ذوبانا كاملا في مجتمع غربي بحت خلال عدة سنوات قادمة, فتغدو البنت منسلخة تماما عن والديها وعن دينها وكذلك الشاب, وكما أنّ أول من سنّ القتل يتحمَّل وِزر كل نفس بريئة تُقتلُ الى يوم القيامة, كذلك مَن كان سبباً في ضلال وشذوذ أولاده وأحفاده وخروجهم عن دينهم فعليه وزرهم الى يوم القيامة, ذلك لأن رسالة الأبناء أمانة في أعناق الآباء, والأمانة مسئولة يوم القيامة, حتى أنّ الشهيد في سبيل الله سيكون مرهوناُ عن دخول الجنة بأمانته ان كان عليه أمانة في الدنيا وأدركه الموت قبل أن يؤديها أن يؤديها, كما ورد الحديث الشريف , وما خروج أطفال المسلمين في دول الغرب عن ذويهم ووقوف بعض الآباء والأمهات موقف المتفرجين بدعوى القوانين, الا سُنة سيئة يسنُّها الآباء ويتحمّلون وزرها ووزر ما يترتب عليها من آثار سلبية الى يوم القيامة, ولا أُشجع أبدا أي مسلم له ذرية بالهجرة الى دول الغرب ان لم يكن واثقا 100% بأنه سيسيطر على زمام أمور أسرته, ولن يستطيع بسبب قوانين الغرب المخالفة لسنة الله عزوجل في خلقه.
أن تنسلخ العفة والمروءة والطهارة من النفوس بدعوى الحرية والمدنية, وبدعوى اختلاف المكان والعصر والزمان, فهده أمور رفضها ديننا الحنيف رفضا قاطعا, وكل حرية بعيدة عن منهج الله تبارك وتعالى فهي مرفوشة, لأنها حتما ستدفع بسالكها الى ارتكاب المعاصي وستقوده الى الهاوية.
وأختم مقالتي هذه بالقول بأنّ من لم يربيه والديه فالشيطان كفيل بتربيته, فلا تكونوا أيها الآباء والأمهات عونا للشيطان على أبناءكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[همسة]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 07:17]ـ
جزاك الله خيرا
وجعلة الله بميزان حسناتك
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 12:34]ـ
جزاكم الله خيرا .. تنبيه دقيق .. وكم من أطفال المسلمين يتقلدون من الان: فلة .. وباربي .. وغيرهما من " الموديلات " و " العارضات " في تصرفاتهم ومظاهرهم ويطلبون قصات شعر " باربي" .. أو فساتين " فلة ".! والله المستعان ..
والمولود يولد على الفطرة ..
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 01:12]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا، وشكرا لك أخي سمير على الإضافة الراقية.
و الحمد لله(/)
طرق تحصيل مذهب السلف (شرح رائع)
ـ[الحافظة]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 08:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرق تحصيل مذهب السلف
قال الشيخ يوسف الغفيص في شرح العقيدة الطحاوية الشريط (19):
وهنا مسألة مهمة وهي: كيف يمكن تحصيل مذهب السلف؟
والجواب: أن الطريقة المعتبرة عند المحققين من أرباب السنة والجماعة هي أن مذهب السلف يُعرف بأحد وجهين, واستعمل بعض المتأخرين من متكلمة الصفاتية المعظمين للسنة والجماعة وبعض الفقهاء طريقاً ثالثاً هو الذي يستعمله المعاصرون.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فإن قيل: بمَ يُعرف مذهب السلف، ليعلم أن مذهب السلف الذي يضاف إليهم يكون لازم الاتباع, وإذا قيل في مسألة: إنها مذهب للسلف, فإن معنى هذا أنها من معاقد إجماعهم, وأن هذا من الدين اللازم الذي لا تجوز مخالفته أو الاجتهاد بخلافه, ويكون سائر ما خالفه بدعة.
ثم قال: ومذهبهم على هذا الوجه يُعرف بأحد طريقين:
الطريق الأول: إما بالنقل المتواتر عن أعيانهم, ولا يُعلم عن أحد من الأعيان ما يخالف هذا النقل. بمعنى: أن يستفيض عن أعيان السلف التعبير بجملة, كقولهم مثلاً: الإيمان قول وعمل, وكقولهم: أفعال العباد مخلوقة, وكقولهم: القرآن ليس مخلوقاً, فهذه جمل مستفيضة عن السلف, ولم ينقل عن السلف في ذلك خلاف.
الطريق الثاني: بذكر علماء الإسلام الكبار -أي: المعتبرين والمحققين- عن شيء من هذه المسائل أنه مذهب للسلف، ولا شك أن هذا الوجه إنما ينتظم إذا لم يُعرف عن أحد من السلف مخالفة لما ذكره بعض الكبار, وإلا صار هذا من التحصيل المظنون, كقول إسحاق: (أجمع الناس من زمان رسول الله إلى زماننا هذا)، ومعلوم أن إسحاق من الأكابر, لكن لم نقل: إن نقله للإجماع قطعي؛ لكون المخالفة قد ظهرت ممن هم أجل كالزهري وأمثاله). فهذان الطريقان بهما يُعرف مذهب السلف.
ثم قال شيخ الإسلام رحمه الله: (واستعمل كثير من المنتسبين إلى السنة والجماعة من أصحاب الكلام, وبعض الفقهاء من أصحاب الأئمة طريقاً ثالثاً لتحصيل مذهب السلف, وهو أنهم يعتبرون دلائل الكتاب والسنة, فإذا انتظم عندهم مقام الاستدلال على قول ولزم, جعلوا ما انتظم عليه مقام الاستدلال ولزم مذهباً للسلف, لكون السلف لا يخرجون عما لزم من دلائل الكتاب والسنة، وهذا مما يمكن أن نعبِّر عنه بأنه تحصيل مذهب السلف بالفهم).
وكتلخيص لهذه المسألة نقول: إما أن يكون مذهب السلف محصلاً بالنقل, وإما أن يكون محصلاً بالفهم. أما تحصيله بالنقل فمن وجهين:
الوجه الأول: إما النقل المتواتر المستفيض عن أعيانهم, بأن يصرحوا بعبارات تدل على مذهبهم، كما جاء عنهم في مسألة القرآن أو الرؤية أو غيرها، ولا ينقل مع ذلك خلاف عن أحد من أعيانهم.
الوجه الثاني: بتنصيص العلماء المحققين الكبار أن على هذه المسألة إجماع للسلف, أو أنها مذهب للسلف. أما تحصيل مذهب السلف بالفهم: فذلك بأن يجتهد في نصوص الكتاب والسنة، فيرى أن النصوص تحصل مذهباً واحداً لا ثاني له, فيرى أن هذا المذهب الذي تحصل باجتهاده هو وحده الممكن في المسألة ولا يمكن غيره فيجعله مذهباً للسلف؛ لأن الأدلة من الكتاب والسنة لا تدل إلا على هذا القول, والسلف لا يخرجون عن الكتاب والسنة. والتحصيل على هذا الوجه لا شك أنه غلط, ومعلوم أن القول إذا قيل: إنه مذهب للسلف، فمعناه: أن خلافه يكون بدعة.
خطأ نسبة المذهب المعين للسلف بمجرد الفهم
من فروع الوجه الثالث وهو تحصيل مذهب السلف بطريقة الفهم -وهي طريقة غير مناسبة كما ذكر شيخ الإسلام - أن بعض الناظرين في بعض مسائل فقه الشريعة إذا رجح عندهم قول بما استعملوه من الأدلة النبوية المفصلة قالوا: إن من هدي السلف ذلك، فجعلوا تلك المسألة من المسائل التي يحصل بها تمييز للسلفي من غيره، كمسألة وضع اليدين على الصدر بعد القيام من الركوع, فيجتهد بعض أهل العلم من السلفيين فيجعلون السنة في وضعها, طرداً لحديث سهل بن سعد , ويجتهد آخر فيرى أن السنة في عدم وضعها. فلا شك أن كلا الاجتهادين صحيح, ومعنى كونه صحيحاً مع أن الحق في نفس الأمر لا بد أن يكون واحداً، أن كلا القولين من الأقوال الفقهية الممكنة المعروفة عند الفقهاء, لكن الإشكال أن تُجعل السنة اللازمة السلفية هي أحد الوجهين, فمعناه: أن من ترك وضعهما يكون عند طائفة مخالف لهدي السلف, ومن وضعهما يكون عند الطائفة الأخرى مخالف لهدي السلف. ولا شك أن هذا منهج غلط؛ لأنه يلزم على ذلك أن كل من اجتهد في مسألة فقهية, فرجح قولاً هو الظاهر عنده من دلائل الكتاب والسنة؛ أن يجعله هو مذهب السلف, ولا تجد إماماً واحداً من أئمة السلف في مسائل النزاع التي كانوا يتنازعون فيها يطرد هذه الطريقة، أي: يجعل ما خالف قوله يكون بدعة؛ لأنك إن قلت: إن هذا القول هو قول السلف أو هو المذهب السلفي لزم أن يكون خلافه بدعة. فلن تجد أن أحمد كان يعد من خالفه من الفقهاء على بدعة, ولا الشافعي ولا مالكاً ولا أبا حنيفة ولا غيرهم، وإنما تستعمل عبارة: (مذهب السلف) و (الذي عليه أئمتنا) و (الإجماع) إلى غير ذلك في مسائل الأصول, وأما مسائل الفقه المفصلة التي تنازع فيها المتقدمون من السلف, فلا يصح لواحد إذا اختار قولاً من أقوالهم أن يجعله مذهباً للسلف, وهو يعلم أن بعض أئمة السلف يخالفونه في هذا، وإنما يقول: هو أحد قولي السلف, بل لكون مسائل الفقه المختلف فيها بعيدة عن هذه الإضافة السلفية، ترى أن أكثر تعبيرهم يقع باسم الفقه, فيقولون: اختلف الفقهاء, والذي عليه الفقهاء, وأحد قولي الفقهاء, إلى غير ذلك.(/)
البطن - على التحقيق _ ينبوع الشهوات
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 09:59]ـ
دائما ماكان يشتكي الكثير من كثرة النوم.الكسل.حب الدعة ... إلخ
ولما كان من أكبر الأسباب الداعية إلى ذلك الشبع وكثرة الأكل أحببت أن أجمع بعض ماورد عنه من سلفنا الكرام.
ومن الله أستمد التوفيق.
* ما يورثه الشبع:
عن المقدام بن معد كرب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ((ماملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)) رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن.
" وهذا الحديث أصل جامع لأصول الطب كلها وقد روى أن ابن أبي ماسويه الطبيب لما قرأ هذا الحديث في كتاب أبي خيثمة قال لو استعمل الناس هذه الكلمات لسلموا من الأمراض والأسقام ولتعطلت المارشايات ودكاكين الصيادلة وإنما قال هذا لأن أصل كل داء التخمة " {ابن رجب جامع العلوم والحكم ص789}. " والبطن على التحقيق ينبوع الشهوات ومنبت الأدواء والآفات إذ يتبعها شهوة الفرج وشدة الشبق إلى المنكوحات ثم تتبع شهوة الطعام والنكاح شدة الرغبة في الجاه والمال اللذين هما وسيلة إلى التوسع في المنكوحات والمطعومات ثم يتبع استكثار المال والجاه أنواع الرعونات وضروب المنافسات والمحاسدات ثم يتولد بينهما آفة الرياء وغائلة التفاخر والتكاثر والكبرياء ثم يتداعى ذلك إلى الحقد والحسد والعداوة والبغضاء ثم يفضي ذلك بصاحبه إلى اقتحام البغي والمنكر والفحشاء وكل ذلك ثمرة إهمال المعدة وما يتولد منها من بطر الشبع والامتلاء ولو ذلل العبد نفسه بالجوع وضيق به مجاري الشيطان لأذعنت لطاعة الله عز وجل ولم تسلك سبيل البطر والطغيان ولم ينجر به ذلك إلى الانهماك في الدنيا وإيثار العاجلة على العقبى ولم يتكالب كل هذا التكالب على الدنيا "
ا. هـ الغزالي (الإحياء3/ 80)
* منافع الجوع:
"وأما منافعه بالنسبة إلى القلب وصلاحه فإن قلة الغذاء توجب رقة القلب وقوة الفهم وانكسار النفس وضعف الهوى والغضب وكثرة الغذاء يوجب ضد ذلك.
قال الحسن: يا ابن آدم كل في ثلث بطنك واشرب في ثلثه ودع ثلث بطنك يتنفس ويتفكر.
وقال المروزي: جعل أبو عبد الله يعني الإمام أحمد يعظم من الجوع والفقر فقلت له يؤجر الرجل في ترك الشهوات. فقال: وكيف لا يؤجر وابن عمر يقول ما شبعت منذ ثلاثة أشهر.
قلت لأبي عبد الله: يجد الرجل من قلبه رقة وهو شبع؟ قال: ما أرى." (جامع العلوم ص791)
ومن منافع الجوع:
" 1 _ صفاء القلب وإيقاد القريحة وإنفاذ البصيرة فإن الشبع يورث البلادة ويعمي القلب ويكثر البخار في الدماغ شبه السكر حتى يحتوي على معادن الفكر فيثقل القلب بسببه عن الجريان في الأفكار وعن سرعة الإدراك بل الصبي إذا أكثر الأكل بطل حفظه وفسد ذهنه وصار بطيء الفهم والإدراك ...
2_ الانكسار والذل وزوال البطر والفرح والأشر الذي هو مبدأ الطغيان والغفلة عن الله تعالى فلا تنكسر النفس ولا تذل بشيء كما تذل بالجوع فعنده تسكن لربها وتخشع له وتقف على عجزها وذلها إذا ضعفت منتها وضاقت حيلتها بلقيمة طعام فاتتها وأظلمت عليها الدنيا لشربة ماء تأخرت عنها وما لم يشاهد الإنسان ذل نفسه وعجزه لا يرى عزة مولاه ولا قهره.
3 _ أن لا ينسى بلاء الله وعذابه ولا ينسى أهل البلاء فإن الشبعان ينسى الجائع وينسى الجوع والعبد الفطن لا يشاهد بلاء من غيره إلا ويتذكر بلاء الآخرة فيذكر من عطشه عطش الخلق في عرصات القيامة ومن جوعه جوع أهل النار.
4 _ وهي من أكبر الفوائد كسر شهوات المعاصي كلها والاستيلاء على النفس الأمارة بالسوء فإن منشأ المعاصي كلها الشهوات والقوى، ومادة القوى والشهوات لا محالة الأطعمة، فتقليلها يضعف كل شهوة وقوة وإنما السعادة كلها في أن يملك الرجل نفسه، والشقاوة في أن تملكه نفسه.
5 _ دفع النوم ودوام السهر فإن من شبع شرب كثيرا ومن كثر شربه كثر نومه ولأجل ذلك كان بعض الشيوخ يقول عند حضور الطعام ... لا تأكلوا كثيرا فتشربوا كثيرا فترقدوا كثيرا فتخسروا كثيرا ... وفي كثرة النوم ضياع العمر وفوت التهجد وبلادة الطبع وقساوة القلب.
(يُتْبَعُ)
(/)
والعمر أنفس الجواهر وهو رأس مال العبد، فيه يتجر. والنوم موت فتكثيره ينقص العمر ثم فضيلة التهجد لا تخفى وفي النوم فواتها ...
والأوقات المصروفة إلى هذا لو صرفها إلى الذكر والمناجاة وسائر العبادات لكثر ربحه.
ومن جملته الصوم فإنه يتيسر لمن تعود الجوع ... " الغزالي (الإحياء 3/ 84)
* بعض ماورد من السلف عنه:
* عن سماك بن حرب قال: سمعت النعمان يخطب قال: ذكر عمر ما أصاب الناس من الدنيا فقال: لقد رأيت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يظل اليوم يلتوي ما يجد دقلا يملأ به بطنه. مسلم (6652) الدقل: ردىء التمر.
* عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: جاء رجل إلى ابن عمر قال: ألا نصنع لك جوارشن؟ قال: وأي شيء الجوارشن؟ قال: شيء إذا كظك الطعام فأكلت منه سهل عليك ما تجد، قال ابن عمر: «ما شبعت منذ أربعة أشهر، وما ذاك ألا أكون أجده، ولكني عهدت أقواما يجوعون مرة، ويشبعون مرة» (الجوع لابن أبي الدنيا ص70)
* قال جعفر: كنا عند مالك بن دينار فجاء هشام بن حسان، فقال: أين أبو يحيى ـ كنية مالك_؟ قلنا: عند البقال، قال: قوموا بنا إليه، فحانت مني نظرة إلى هشام، فقال: «يا هشام، إني أعطي هذا البقال كل شهر درهما ودانقين، فآخذ منه كل شهر ستين رغيفا، كل ليلة رغيفين،فإذا أصبتهما سخنا فهو أدمهما. (الجوع ص80)
* قال مالك بن دينار: «إنما بطن أحدكم كلب، ألق إلى ذا الكلب كسرة ورأس جوافة يسكت عنك، ولا تجعلوا بطونكم جربا للشيطان يوعي فيها إبليس ما شاء» (الجوع ص 64)
* عن عتبة بن فرقد السلمي، قال: قدمت على عمر، وكان ينحر جزورا كل يوم أطايبها للمسلمين وأمهات المؤمنين، ويأمر بالعنق والعلباء فيأكله هو وأهله، فدعا بطعام، فأتي به، فإذا هو خبز خشن، وكسور من لحم غليظ، فجعل يقول: «كل»، فجعلت آكل البضعة فألوكها فلا أستطيع أن أسيغها، فنظرت، فإذا بضعة بيضاء، ظننت أنها من السنام، فأخذتها، فإذا هي من علباء العنق، فنظر إلي عمر، فقال: «إنه ليس يدركنك العراق الذي تأكل أنت وأصحابك» (الجوع ص71)
* و قال عمر: «أيها الناس، إياكم والبطنة من الطعام، فإنها مكسلة عن الصلاة، مفسدة للجسد، مورثة للسقم، وإن الله تبارك وتعالى يبغض الحبر السمين، ولكن عليكم بالقصد في قوتكم، فإنه أدنى من الإصلاح، وأبعد من السرف، وأقوى على عبادة الله، وإنه لن يهلك عبد حتى يؤثر شهوته على دينه» (الجوع ص 72)
* جوع يزيد الرقاشي نفسه لله ستين عاما حتى ذبل جسمه، ونهك بدنه، وتغير لونه، وكان يقول: «غلبني بطني فما أقدر له على حيلة» (الجوع ص 141)
* " وقد ندب النبي _ صلى الله عليه زسلم_ إلى التقلل من الأكل في حديث المقدام، وقال: ((حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه)).
وفي " الصحيحين " عنه _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال: المؤمن يأكل في معيِ واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء)).
و ندب - صلى الله عليه وسلم - مع التقلُّل منَ الأكل والاكتفاء ببعض الطعام إلى الإيثار بالباقي منه، فقال: ((طعامُ الواحدِ يكفي الاثنين، وطعامُ الاثنين يكفي الثَّلاثة، وطعامُ الثلاثة يكفي الأربعة)). {أخرجه البخاري ومسلم وليس عندهما " وطعام الواحد .. " وهي عند مسلم من وجه آخر}
فأحسنُ ما أكل المؤمن في ثُلُثِ بطنه، وشرِبَ في ثلث، وترك للنَّفَسِ ثُلثاً، كما ذكره النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في حديث المقدام، فإنَّ كثرة الشرب تجلِبُ النوم، وتفسد الطعام.
قال سفيان: كُلْ ما شئتَ ولا تشرب، فإذا لم تشرب، لم يجئك النوم.
وقال بعض السَّلف: كان شبابٌ يتعبَّدون في بني إسرائيل، فإذا كان عند
فطرهم، قام عليهم قائم فقال: لا تأكلوا كثيراً، فتشربوا كثيراً، فتناموا كثيراً،
فتخسروا كثيراً.
وقد كان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يجوعون كثيراً، ويتقلَّلون من أكل الشَّهوات، وإنْ كان ذلك لِعدم وجود الطَّعام، إلاَّ أنَّ الله لا يختارُ لرسوله إلا أكملَ الأحوال وأفضلها. ولهذا كان ابنُ عمر يتشبه بهم في ذلك، مع قدرته على الطَّعام، وكذلك كان أبوه من قبله.
ففي " الصحيحين ": عن عائشة، قالت: ما شبع آلُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - منذ قَدِمَ المدينة من خبز بُرٍّ ثلاث ليال تباعاً حتى قُبض، ولمسلم: قالت: ما شبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض.
وخرَّج البخاري عن أبي هريرة قال: ما شَبِعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من طعام ثلاثة أيام حتى قُبض.
وعنه قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير ..
* كيفية علاج من ابتلي بالشبع:
" وتقليل الطعام يكون بالتدريج فمن اعتاد الأكل الكثير وانتقل دفعة واحدة إلى القليل لم يحتمله مزاجه وضعف وعظمت مشقته فينبغي أن يتدرج إليه قليلا قليلا وذلك بأن ينقص قليلا قليلا من طعامه المعتاد.
فالمطلوب الأقصى في جميع الأمور والأخلاق الوسط إذ خير الأمور أوساطها وكلا طرفي قصد الأمور ذميم.
فإذا عرفت هذا فاعلم أن الأفضل بالإضافة إلى الطبع المعتدل أن يأكل بحيث لا يحس بثقل المعدة ولا يحس بألم الجوع بل ينسى بطنه فلا يؤثر فيه الجوع أصلا فإن مقصود الأكل بقاء الحياة وقوة العبادة وثقل المعدة يمنع من العبادة وألم الجوع أيضا يشغل القلب ويمنع منها فالمقصود أن يأكل أكلا لا يبقي للمأكول فيه أثر.
* وفي الختام: أود التنبيه على تأثير الشبع على طالب العلم فلا يمكنه من استيعاب مايقرأ وكثيرا ما يحوجه إلى الاسترخاء والنوم.
فإذا أردت وقادة الذهن واستيعاب ما تقرأ فعليك بالوسط.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[19 - Apr-2009, مساء 10:02]ـ
ومن ترجمة النووي"
قال الشيخ رشيد الدين .. ورأيت رجلا قشر له_ للنووي_ خيارة ليطعمه إياها , فامتنع وقال: أخشى أن ترطب جسمي وتجلب النوم؟ ََ!!
قال: وكان لايأكل في اليوم والليلة إلا أكلة بعد العشاء الآخرة" تاريخ الاسلام15/ 329 (وسأكتب عن ترجمة له قريبا بإذن الله).
فمن امتلأ بطنه بأنواع المطعومات حتى لربما كان لايتنفس إلا بمشقة , كيف يروم علما؟؟
وفقنا الله لطاعته.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 02:51]ـ
ومن حياة مالك بن دينار:
* عن جعفر بن سليمان، قال: قال رجل لمالك بن دينار: يا أبا يحيى، يكفيك في اليوم رغيفان؟!!
قال: «فأنا إذا أريد السمن. قرصان خفيفان، وشربة من الماء، فهما بلغتا المؤمن إلى أجله»
[الجوع لابن أبي الدنيا, ط: دار ابن حزم, ت: محمد خير رمضان يوسف, ص125]
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 06:59]ـ
عن سهل بن عبد الله التستري وقيل له: الرجل يأكل في اليوم أكلة، فقال أكل الصديقين. قال: فأكلتين، قال: أكل المؤمنين. قال: فثلاثة، قال: قل لأهله يبنون له معلفا.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[03 - Oct-2009, مساء 04:33]ـ
عن سهل بن عبد الله التستري وقيل له: الرجل يأكل في اليوم أكلة، فقال أكل الصديقين. قال: فأكلتين، قال: أكل المؤمنين. قال: فثلاثة، قال: قل لأهله يبنون له معلفا.
بارك الله فيك(/)
فتح المنان في نصيحة الإخوان ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 10:31]ـ
الحمد لله وحده
خلق الإنسان علمه البيان، وأنزل من السماء كتابا لا يغسله الماء يقرأه العبد نائما ويقظان .. ألهم كل نفس فجورها وتقواها وبين للناس سبيل الرشاد وسبل الضلال والكفران ..
وصلاة وسلاما بالغين أكمل ما يحبه ويرضاه الملك المنان، على عبده النبي الأمي العدنان، الذي ما ترك أمرا فيه خير لأمته إلا دلها عليه، ولا أمرا فيه شر لأمته إلا حذرها منه، وعلى آله وصبحه ومن تبعهم بإحسان ..
أما بعد، فهذه نصيحة أكتبها لنفسي أولا، ثم لنفسي ثم لنفسي، ثم لكل أخ من إخواني هداه الرب تعالى إلى سبيل الالتزام والتسنن بهدي المصطفى صلاة ربي عليه وسلامه، وإلى طرق أبواب طلب العلم الشريف الذي به النجاة في الدنيا والآخرة .. فالله أسأل ان يرزقني فيها الإخلاص وألا يكون غاية حظي من أجرها عنده التعب في إعدادها وكتابتها .. نعوذ بالله من الخذلان.
إخوتي الكرام، إعلموا أن أمر الدين عظيم! كل أمر الدين عظيم، كبيره وصغيره في ذلك سواء .. وأمر الحلال والحرام من بعد قضايا التوحيد والمعتقد، هو أخطره وأعظمه! يقول الملك جل وعلا: ((وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ)) [النحل: 116] ويقول سبحانه: ((قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)) [الأعراف: 33] فتأمل يا عبد الله كيف أن القول على الله بغير علم يأتي في شدة التحريم مقرونا – بلا فاصل – بالشرك بالله تعالى، نسأل الله العافية ..
والذي من الله عليه بالتوبة وترك سبل الغواية ومفارقة أهل الأهواء، وموافقة أهل السنة والديانة والخير ومخالطتهم ومجالستهم، فظهر عليه هدي السنة الظاهر، وصار المسلمون يرون فيه ثمرة خير ظاهرة، ويدعوه الناس في كل مكان بقولهم (شيخنا) و (يا شيخ) و"ذهب الشيخ" و"جاء الشيخ"، هذا يشتد عليه الابتلاء – ولا شك .. ولا عجب! فأشد الناس بلاءا الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل!
ومن صور هذا الابتلاء التي يغفل عنها أو يتقاصر دونها – بكل أسف – عامة الملتزمين في زماننا هذا إلا ما رحم ربك وعصم: سلامة اللسان من القول على الله بغير علم، ومن الخوض فيما لا يحسن! نسأل الله الصيانة لذلك العضو الخطير الذي يعشق كثرة الحركة في أفواهنا، ويشتهي أن يكثر من الكلام في أي شيء وفي كل شيء، والله المستعان.
ترى مجالس الإخوة الفضلاء، التي يختلط فيها ولابد حديث العهد براسخ القدم، والعالم بالجاهل، والضابط بالمنفلت، الغالب على كلامهم فيها الحديث في قضايا الدين وقضايا الأمة .. وهذا خير عظيم ولا ريب، فكل مجلس يخلو من ذكر الله فهو وبال على أهله يوم القيامة، أو كما قال عليه السلام .. فما أطيب أن يكون الكلام، جل الكلام، ذكر وتذكير، ونصح وتناصح، ووعظ وإرشاد، وتواص بالحق والصبر .. وإن لم يكن كذلك، فما الفرق بين الرفقة الصالحة ورفقة السوء؟ وما الفرق بين أهل الله وخاصته، وبين من سواهم؟ فالحمد لله على نعمة السنة والجماعة ..
ولكن كثيرا ما يقرع سمعك كلام في كثير من تلك المجالس المباركة يحزنك وتضيق له نفسك، وتود لو أن تفر منه بدينك، وهم أهل السنة والخير – نحسبهم – فإن فررت من مجالسهم فإلى أين وإلى من يكون الفرار؟؟ نسأل الله الهداية والرشاد!
تجد أخا من الجلوس يطرح موضوعا، كأن يروي حدثا وقع له، أو عملا عمله أو موقفا مر به أو شيئا من ذلك، كما يكون في عامة حديث الناس في مجالسهم، فلا يكاد يفرغ من كلامه حتى ترى أحد الإخوة الجلوس ينطلق معقبا بقوله: "ولكن يا أخي هذا لا يجوز!! سمعت الشيخ فلان يقول أن هذا الفعل حرام! " وأقول، نِعم هذا النصح والتوجيه إن كان الأخ صاحب النكير على بصيرة، وعلى علم صحيح منضبط بأن ما يتكلم فيه وينكر على فاعله لا خلاف فيه ولا متسع للمخالف .. ولكن .. (وما أثقلها من "ولكن") .. هل هو كذلك حقا؟ وهل ضبط الأخ الفاضل في ذلك علما يؤهله لأن يطلق هذه الكلمة
(يُتْبَعُ)
(/)
الثقيلة الشديدة في دين رب العالمين: يقول: هذا حرام، أو هذا لا يجوز؟؟؟ كيف وغاية ما عنده أن سمع الشيخ فلان يقول؟؟
الأخ الناصح هذا لا نسيء الظن في مقصده ونيته، بل نحسبه مخلصا في طلب النصح والإرشاد لأخيه، ونحسبه صادقا في الخوف على أخيه من الوقوع في محذور شرعي .. ولكن يا عباد الله، هل تغني النية الحسنة شيئا عن الفعل الفاسد وعن القول على الله بغير علم؟ هل أغنت النية الحسنة شيئا عن الذين كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعوا الأحاديث المكذوبة يبررونها بقولهم "نكذب له لا عليه"؟ هل أخرجتهم من الوعيد في قوله عليه السلام: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"؟؟؟
كلا والله! وكم وقع في الأمة من جرائم عظمى ومن عدوان على دين الناس عظيم بدافع من حسن النية!! ألم يخرج الخوارج على عثمان وعلى علي من بعده، وهما من هما رضي الله عنهما، بدافع من حسن النية كذلك، وتحت دعوى أن هذا الذي يفعلونه هو الدين؟؟؟ ألم يقل النبي عليه السلام في هؤلاء القوم أن الصحابة يحقرون صلاتهم إلى صلاتهم وقراءتهم إلى قراءتهم من شدة تعبدهم وتدينهم؟؟ فهل أغنى ذلك عنهم شيئا أن وصفوا بأنهم مرقة من الدين وبأنهم – أعزكم الله – كلاب النار؟؟ نسأل الله العافية!
فالشاهد أن حسن النية لا يغني عن صاحب العمل الفاسد شيئا، ولا يُعتذر له به! فلا يقولن قائل لأخيه: هذا حرام، إلا وقد برأت ذمته من القول على الله بغير علم، وإلا وقد أعد عن ذلك عند الله جوابا!!
يا عبد الله يا من غاية بضاعتك "سمعت الشيخ فلان يقول"، أنت مقلد لا حظ لك من نظر ولا علم بدليل، فألزم نفسك – وهو واجبك – بهذه الفتوى وتدين بها، ولكن إن أردت أن تتعدى أمر نفسك وتنهى غيرك عن منكر، فهممت بالنكير على أخيك المخالف لك في هذا الأمر، فهلا نظرت أو سألت هذا الذي أفتاك عما إذا كان في المسألة خلاف معتبر يخفى عليك، أو قال بالقول المخالف لك من يعتبر بقولهم في دين الله من قبل؟؟ هلا تثبت قبل النكير من كون ذاك المخالف في حرج من أمر دينه وأنه على منكر؟؟
ويرد الأخ الذي سمع ذلك النكير من أخيه – الذي هو ند له في المجلس - قائلا: "أما أنا فسمعت الشيخ فلان يقول أنه لا بأس في ذلك" .. فكان ماذا؟ يبدأ جدال بين رجلين جاهلين مقلدين، وقد تبين لهما أن مع كل منهما – وهو غاية بضاعتهما في الأمر - فتوتان متعارضتان لشيخين ممن يثقان في دينهما وورعهما وعلمهما .. ولو أحسنا إلى نفسيهما لبحثا عن شيخ ثالث يكون عندهما أعلم وأوثق من هذين الشيخين يسألانه عن المسألة وعما إذا كان فيها خلاف .. ولكن ترى أحدهما يقول للآخر في ثقة: يا أخي هذا الكلام غير صحيح، وأشك في أن يفتي الشيخ فلان بهذا، لابد أنك لم تحسن سماعه أو لم تفهم مراده .. فالأمر كذا وكذا وكذا، ويأخذ المسكين في ذكر ما يظن أنه يرجح فتيا شيخه الذي أفتاه من أمور ربما سمعها هنا وهناك، فيقرن مسائل وفتاوى ببعضها البعض، الرابط والجهة فيما بينها منفكة منعدمة، ويستدل بما لا يصح الاستدلال به بحال من الأحوال في موضوع السؤال، ويستعين بأمور واقعية يتصورها – على جهله – من القرائن التي ترجح ما قلده من فتوى شيخه الذي أفتاه، وترى الجدال يحتدم بينهما، والوتيرة تتصاعد، والنفوس تضيق، يحاول كل منهما أن يلزم أخاه المخالف بقبول فتوى شيخه الذي هو في الحقيقة ليس بأوثق ولا أعلم عنده من الشيخ الذي استفتاه مخالفه!
فهل لك يا من غايتك تقليد فتوى شيخ من الثقات عندك أنت، أن تلزم بها أو أن تنصح بها من علمت أنه يخالفك أخذا بفتيا شيخ آخر هو من الثقات عنده وعندك كذلك؟؟ كلاكما لا يضبط دليلا ولا يحسن تأويلا، ففي أي شيء تتخاصمان وتتنازعان وبأي وجه حق؟؟ أليس هذا يا أرباب العقول يا من تقدرون الله حق قدره، بالأمر الذي يجب أن ننكره وأن نعمل على تطهير مجالس الإخوة منه؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أمسك عليك لسانك يا عبد الله، إن لم تكن على علم وبصيرة بما تقول!! فمن شرط النهي عن المنكر العلم بحكم المسألة وما فيها من أقوال سائغة إن تعددت الأقوال فيها! فإن كنت لم تحط بهذا علما، فلماذا لا تسكت؟؟ ألم تعلم أن المرء لا يزال في عافية ما دام صامتا، فإذا تكلم كتبت له أو عليه؟ ألم تعلم أنك تملك كلمتك ما لم تنطق بها، فإذا أخرجتها ملكتك؟؟ إن عرض عليك أحد إخوانك أمرا أو رأيته متلبسا بأمر سمعت من شيخك فتوى بمنعه، فانقل الفتوى كما هي لأخيك .. ولكن إن جادلك بأن فيها قولا غيرا هذا قد سمعه هو ولم تسمعه أنت، فلا تدع الإجماع حيث لا إجماع، ولا تتكلم فيما لا تحسن ولا تجادل ولا تزد على ذلك النقل ما ليس لك به بينة، ولا تقل على الله بغير علم! انصحه بأن يسأل من يثق هو في علمه، إن رأيته يعارضك، فهذا من واجبه، أن يقلد من يثق في علمه، كما واجبك أنت – إن لم تكن ممن يحسنون النظر في الدليل وفي كتب أهل العلم – فإن أفتاه شيخه بخلاف ما أنت عليه فلا تلزمه بما لا يلزمه!
أما إن كنت من أهل النظر في الدليل وتضبط أدلة المسألة وكلام أهل العلم فيها، وتقدر على بيان وجه رجحان القول عندك، فبينه له، ولكن إن أصر على مخالفتك فيه فلا تشدد عليه، فقد لا يتبين له – بقدر عقله – من كلامك ما تبين لك، وقد يميل إلى ترجيح من أفتاه في المسألة، فلا يفهم الأدلة كما فهمتها أنت وإنما يوجهها كما وجهها من أفتاه، ويبقى – وهو غير أهل – الأمر عنده أن من أفتاه أوثق منك عنده وأعلم .. فلا يقبل استدلالك بتلك الأدلة ولا يرى ما تراه أنت .. فهل يكون آثما في نظرك إذا، يتبع هواه فيما أخذ به من الأمر؟؟ كلا يا عبد الله، فإياك ثم إياك ان يسوغ لك شيطانك سوء الظن به لمجرد ذلك!!
ويقول الأخ صاحب النكير على مذهب مخالفه في ثقة عجيبة: "من الذي قال لك هذا؟ من الذي أفتاك بهذا الكلام؟ من أين جئت به؟؟ " فإن ذكر أمامه إسما لشيخ لا يعرفه هو ولا يعرف حاله، قال له: "من هذا؟ هذا مجهول يا أخي! أنا أتيتك بفتوى الشيخ العلامة فلان الفلاني، فلا تردها لقول رجل مجهول هداك الله"! مع أن هذا "المجهول" قد يكون مجهولا عند هذا الجهول لجهله، معروفا عند أهل الفضل والعلم، موثوقا به وبمنهجه وورعه عندهم، فلا يضره جهل ذلك الجاهل به طرفة عين! فلا يعرف أهل الفضل إلا أهل الفضل، ومن ورد طريق العلم عرف أهله! ولكن غلو ذلك الأخ المسكين صاحب النكير في شيخه الذي أخذ عنه يعميه ويضيق عليه عطنه، فيرفع شيخه هذا ويرفع كلامه فوق الناس كافة، وكأنما كان وحيا منزلا من السماء، ولا حول ولا قوة إلا بالله! كلامه حق واجب الاتباع، وكل من يخالفه باطل محض، فلا اعتبار به، اللهم إلا أن يكون كلاما لشيخ ذلك الشيخ الذي غلا فيه، فهنا وهنا فقط يمكن لهذا الأخ أن يتراجع ويدرك أن في المسألة خلافا قد وسع الأولين!
إيه يا إخوان، والله إن في القلب لحسرة! نألم والله أيما ألم إذ نسمع أهل الزيغ والهوى يقولون: "هؤلاء العيال الواحد منهم غاية مؤهله لحية تتدلى على وجهه وقميص قصير يلبسه، ونداء الناس له في الغداة والعشي (يا عم الشيخ)!! غايته كتاب قرأه ودرس حضره، فإذا به يفتي كأنه عالم إمام! " نسمع هذا الكلام فنتألم ونصبر على الأذى ونحتسب لأننا نعلم حال القائل ووجهته الفاسدة وزيغه ونقمته على أهل الدعوة!! ولكن هل ساءلنا أنفسنا ووقفنا معها وقفة صدق، عن حالنا من العلم ومن إطلاق الفتاوى ونقلها للناس وإلزام الناس بها والتشديد فيها دونما ضبط لفقه الخلاف؟؟ هل وقفنا مع أنفسنا وقفة صدق لنرى إن كان فينا من ينطبق عليهم هذا الكلام حقا أم لا؟؟
أقولها بصدق وأحذر بها إخواني: نعم وبكل أسف، هذه الآفة موجودة وبكثرة في أوساط الإخوة الملتزمين: آفة التعالم والجرأة على الفتوى!! أقول، يا معاشر الملتزمين: اتقوا الله في دينكم وفي عامة المسلمين!!
(يُتْبَعُ)
(/)
يتكلم الأخ بكل سهولة، يشرق ويغرب ويعجن في قضايا شرعية دقيقة للغاية ويتقحم مسائل ويحشر رأسه في أمور يهابها – والله - أئمة العلم الكبار!! يدخل إلى المنتديات الإسلامية فيخالف ويجادل وينافح وغاية ما عنده أن سمع الشيخ فلان يقول كذا وكذا .. لماذا، ومن أين أتته هذه الثقة على دنو كعبه وحداثة سنه؟ لأنه "أخ"! وهذا من كلام "الإخوة"!! وكأن كل من لم يكن ملتحيا من المسلمين – وأنا أقول بوجوب إعفائها - فليس "بأخ"! واللحية تجيز هذا "الأخ" للكلام في هذه المسائل، أما من حلقها من "العامة" فليس له الخوض فيها، لأنه ليس "سلفيا"!! ولو قال الحليق أنه سمع شيخا يفتي بخلاف ما عند ذلك الأخ، لحق النكير بالشيخ المفتي كذلك، وانطلق الذم عليه وربما وصفه الأخ بأنه من أهل الأهواء أتباع الرخص، ذلك الشيخ، لأن هذا "الحليق" يثق في علمه ويستفتيه ويقلده في ذلك القول المخالف!! يظن نفسه أهلا للكلام لا لشيء إلا لأنه قد "شرع" في طلب العلم! لا لأنه على علم أو إلمام بما يتكلم فيه، كلا، ولكن لأنه شرع في طلب العلم! وقد يدخل إلى مجلس من مجالس أقرانه الحدثاء يطرح كبرى المسائل الشرعية الدقيقة للنقاش وكلهم ضعفاء جهلاء مثله، لماذا؟ لأنهم "إخوة" ملتزمون وهذه اهتماماتهم! قبل الالتزام كانت جل قضاياهم وشواغلهم كرة القدم والموبايلات والأفلام، يتسامرون بالخوض فيها والجدال حولها، فلما التزموا، ففي أي شيء يتسامرون إذا ما التقوا وتجالسوا؟؟ في مسائل العلم الشرعي وأخبار المشايخ ونزاعاتهم التي قصرت علومهم وأفهامهم عن ضبط أكثرها!!
فما قولكم في مجلس لإخوة هكذا حالهم، وغالب كلامهم على هذه الشاكلة؟؟؟ نسأل الله العافية، وإنا لله وإنا إليه راجعون!!
لا يكاد الأخ يلتزم ويبدأ في التردد على حلق العلم والتلقي عن العلماء حتى تراه يرجع إلى أهله مشرئبا منتفخا، يرمي بكل ما هم عليه عُرض الحائط، فهم عنده الآن عامة، وهو الشيخ طالب العلم السلفي الذي يجب عليهم الامتثال لأمره!!
نعم قد يكونون عامة جهالا، ولكن من أنت في نظرهم أصلا يا أخ الإسلام؟؟ أتحسب يا مسكين، أنك إذ تأمرهم بترك شيء هم عليه لقول بخلافه سمعته هنا أو هناك من شيخ من مشايخك، أتحسب أنه عندهم كما عندك ولابد أوجب للاتباع من غيره ممن سمعوا هم كلامه ووثقوا فيه في ذات الأمر؟؟ يدخل الأخ على أهله يقول لهم بكل سهولة في رجل وثقوا في دينه وعلمه لسنوات طويلة: هذا قبوري هالك، وهذا مبتدع محترق، وهذا كذا وهذا كذا، فلا تأخذوا منهم دينا، ولكن اسمعوا من فلان وفلان، ويتوقع أن يأتيه جوابهم في الحال: "سمعا وطاعة يا مولانا! " فهل هذا من فقه الدعوة في شيء؟؟
كيف يحمل رجل مقلد عند أدنى منازل التقليد، مقلدا مثله على تقليد شيخه هو، الذي ربما لم يسمع باسمه من قبل أصلا، لمجرد أنه يراه مفرطا في كثير مما اهتدى هو إلى الالتزام به، كالشروع في طلب العلم وإظهار الهدي الظاهر؟ كيف يا أخانا الحبيب وقد تكون عنده شبهة بأنك متشدد وشيوخك أهل تشدد وتضييق؟؟
ثم هذه المسألة التي تريد حمله على تقليد شيخك أنت فيها، أتحققت من أن القول فيها واحد محل إجماع لم يوجد في القرون الفاضلة من قال بخلافه؟؟ هل تحققت من أن القول الذي هو عليه فيها، الذي تريد أنت خلعه منه ليوافق مذهبك: لا سلف للقائل به ولا يسوغ فيه الخلاف؟؟
فليكن التفريق بين تحذير الناس من رجل مبتدع ضال – وهو ما يلزم له إثبات ما عند ذلك الضال من بدع ومهالك بالدليل حتى يقتنع الناس بهذا ويتركوه – وبين تحذير الناس من قول فاسد معلوم الفساد بغض النظر عن قائله .. ففساد القول لا يلزم منه فساد قائله، وصلاح القول لا يلزم منه صلاح قائله، ولكن قليل من الإخوة من أوتي من الإنصاف ما به يكون هذا التمييز.
(يُتْبَعُ)
(/)
كثيرا ما تجد الأخ الفاضل يسمع أن فلانا من العلماء المعروفين بالتصوف والقبورية والبدع، قد أفتى بقول من الأقوال في مسألة من مسائل الفروع، فإذا به ينطلق يكذب ذلك القول ويخطئ تلك الفتيا لا لشيء إلا لأن المفتي هذا من أهل الأهواء والبدع!! أولو كان القول في نفسه حقا، أو للقائل به سلف من القرون الفاضلة؟؟ أولو كان قولا معتبرا عند أئمة المذاهب وإن كان مخالفا لما أنت عليه؟؟ يقول "هذا مخالف للدليل، وفقهاء المذاهب لهم أقوال في كتبهم لا دليل عليها"، يقول هذا الكلام تشدقا وتنطعا وهو – ذلك المتعالم الجهول - لم يقف على الدليل أصلا ولا على كلام فقهاء المذاهب في المسألة، وإنما غايته أن سمع شيخه يفتي بهذا المذهب، فظن لجهله أن القول المخالف لابد وأن يكون من جنس ما خرجه الفقهاء قياسا بمعزل عن الدليل!
بل وأذم من ذلك: عدم تقدير المسائل بقدرها الصحيح!
كنت في حوار ذات يوم مع أخ من إخواني علمته حديث عهد بالطلب، فجاء ذكر شيخ من طلبة العلم الفضلاء في مصر، فوجدته يمتعض ويقول "هذا حزبي! " قلت: سبحان الله! وما ذاك يا أخي؟ قال: رأيته ذات يوم في لباس الإفرنج! قلت إنا لله وإنا إليه راجعون! أفترميه بهذه التهمة الشنعاء وتلحقه بأهل الأهواء لأجل هذا؟؟ حاولت إفهام الأخ أن الأمر فيه سعة، وأن علة التشبه غير معتبرة على اعتبار أن العرف اليوم قد غلب عليه هذا اللباس ولم يعد من علامات الكفار، فلم يسمع ولم يقبل ومن بعدها لم أره مجددا!! رجعت إلى البيت مغتما يومها في شمس يوم حار، ورأسي يؤلمني، فلا أدري أكان الألم من شدة وقع الكلام على نفسي أم من شدة نقع الشمس على رأسي ولا حول ولا قوة إلا بالله!
وأذكر أنه حدثني ذات يوم أخ لي يشكو من أنه في حديثه مع والده في يوم من أيام رمضان، أنكر عليه وشدد في النكير، فحمله الشيطان على الوقوع في كبيرة رفع الصوت على أبيه والشجار معه، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لماذا؟ لأنه سمع والده يثني على محمد علي باشا – أو شيئا من هذا القبيل - ويصفه بأنه مؤسس دولة مصر الحديثة وما إلى ذلك!!! قلت يا أخي هداك الله، ما الذي يضير والدك أن يموت إذا مات وهو يظن خيرا بذلك الهالك؟؟ أَوَقع في الشرك بذلك؟؟ أفسد دينه أو وقع في حرج من أمره بسببه؟؟ أيستحق هذا الكلام منه أن يشتد الجدال بينك وبينه حتى يوقعك الشيطان في كبيرة من الكبائر وفي نهار رمضان؟؟؟ الله المستعان!
ويحضرني أنني في يوم من الأيام سمعت أخا فاضلا يسأله أحد المصلين البسطاء بعد فراغه من الصلاة في حكم الركعة التي يدخل فيها المسبوق خلف الإمام وهو راكع، أتحسب أم لا تحسب، فرأيته يفتي بأنها لا تحسب، ولعله قال بأن عليه أن يصلي ركعة بدلا من تلك التي لم تحسب له! فلما انصرف السائل استأنست حديثا مع الأخ في ذلك، وذكرت له أن في المسألة خلافا، وأن قوله هذا قول ضعيف .. ثم إن أن السائل على مذهبه يعد جاهلا مخطئا، يعمل بما جرى عليه الناس من الاعتداد بتلك الركعة، فكيف يأمره بالإتيان بالركعة والنبي عليه السلام لم يأمر المسيء صلاته بأن يعيدها، من بعد ما بين له وجه الخطأ فيها وفصله له؟ فوجدته يشتد في الكلام ويخاطبني وكأني مخالف للسنة بكلامي هذا، وأنا أجزم بأنه ما قرأ في هذه المسألة كتابا قط! بل وجدته في لقاء لاحق به، قد جاءني بتسجيل على الهاتف لمقطع صوتي فيه الفتيا في هذه المسألة بصوت شيخه – الذي هو عالم فاضل عندنا في مصر نُجله ونوقره – فكأنما يريد أن يحملني على ترك ما أنا عليه والنزول على هذه الفتوى كما نزل هو عليها!! ولا يعنيه ما آتي به من كلام لأهل العلم وأئمة الفقه في المسألة!! فقلت "إنا لله وإنا إليه راجعون"!
لو تكلف هذا الفاضل أن يرفع سماعة الهاتف ويسأل ذلك الشيخ عن حكم من يأخذ بهذا القول الذي يخالف مذهبه، لأخبره بأنه لا نكير عليه وبأن في الأمر خلافا، ولكن هكذا سمع وهكذا نص الفتوى التي سمعها فعليها يقف وبها يعيش وعنها ينافح وبها يجب أن يعمل سائر البشر، فمن خالف فهو آثم ولابد وعبادته باطلة ولابد! فالله المستعان!!
يا إخوان أكرمكم الله،
/// ليس من السلفية في شيء أن أشدد على الناس بأن يقلدوا شيخي الذي قلدته أنا في مسألة من المسائل لمجرد أنه شيخ سلفي على الجادة هو عندي من أهل الورع والديانة، حتى وإن كان في المسألة خلاف سائغ!!
/// ليس من السلفية في شيء أن أنكر على الناس عملهم بقول يخالف ما أفتاني به شيخي، لمجرد أنه خلاف ما أفتاني به شيخي!!!
/// ليس من السلفية في شيء أن تضيق نفسي بمخالفي وأن أتهمه – ولو بلسان الحال – باتباع الهوى والزيغ أو حتى بمخالفة السنة لمجرد أنه يأخذ بالقول الأخف من بين قولين وسعهما الخلاف في مسألة من المسائل!!
/// ليس من السلفية في شيء أن نوالي ونبرأ على مواقف مشايخنا في بعض النوازل الفرعية الاجتهادية، فيمتحن بعضنا بعضا بمثل قولهم: "ما رأيك في قول الشيخ فلان في كذا وكذا أو في فلان وفلان"!!
/// ليس من السلفية في شيء أن أحتد على رجل من المسلمين لا يظهر عليه ما يظهر علي من سمت الالتزام، ولا يعرف عنه حظ من طلب العلم، فأتنقص من العالم الذي أفتاه بقول على خلاف مذهبي في مسألة من المسائل، أنكر عليه قوله هذا بدعوى أن المفتي هذا ليس من السلفيين أو أنه "من علماء البلاط" أو نحو ذلك، وأنا أصلا لم أحرر الخلاف ولا دراية لي بأبعاد تلك المسألة!! نعم واجبي ان أحذره من الأخذ عمن هكذا حالهم، إن تبين لي بالدليل أنهم هكذا حالهم، ولكن ما شأن تلك المسألة التي أحدثه فيها تحديدا؟؟ هذه قضية أخرى!!
فختاما، أقول لإخواني الكرام: يا عباد الله إرفقوا بأنفسكم وبإخوانكم، يرحمكم الله، وتحققوا من شروط الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من قبل أن تهلكوا الناس وأنتم تحسبون أنكم تحسنون صنعا .. لا تزببوا من قبل أن تحصرموا، ولا تتبوأوا ما لا تحسنون، ولا تشددوا على الخلق حيث وسع الله عليهم، وأنتم تحسبون أنكم تحسنون صنعا!!
أقول ما قرأتم وأستغفر الله لي ولكم ولوالدي والمسلمين، فما أصبت فمن الله فضلا ومنة، وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، وما توفيقي إلا بالله، والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 11:54]ـ
بارك الله فيك اخا الاسلام .. نصائح قيمة ونحن حقا بحاجة اليها.!
قال شيخ الاسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى: مسائل الاجتهاد، من عمل فيها بقول بعض العلماء لم ينكر عليه ولم يهجر، ومن عمل بأحد القولين لم ينكر عليه ..
ينقل الامام الذهبي عن يونس الصدفي قوله: "ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا، ولقيته فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة"، قال الذهبي: "هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفقه نفسه، فما زال النظراء يختلفون .. !!
أين نحن من فعل السلف .. أين نحن من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم: " فأي ذلك قرأتم أحسنتم" .. أو" فما عنف واحدا من الفريقين " .. أو " كلاكما محسن ولا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا .. !
فلنراجع انفسنا ولنصحح تصرفاتنا يا اخوان ..
وجزى الله الناصح خير الجزاء والسلام(/)
ما حكم لبس البنطال للرجل إذا كان مطلوبًا منه لبسه فى العمل؟
ـ[عبد فقير]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 02:41]ـ
وما معنى الفضفاض وغير الضيق؟
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 03:33]ـ
راجع هذا الرّابط فإنّه مهمّ http://majles.alukah.net/showthread.php?t=29433
و إلاّ فإنّي أفضّل لك هذا الرّابط http://alukah.net/Fatawa (http://alukah.net/Fatawa/)
عن الشّيخ أبي الفداء
حياك الله أيتها الفاضلة ومرحبا بك عضوا جديدا بين إخوانك ..
أما بعد فقد أحالكِ أخونا الفاضل - غير مأمورة - على رابط الفتوى في الموقع لتستفي عالما مشهودا له بالعلم، تثقين في فتواه، يفتيك بما تبرأ به ذمتك إن شاء الله تعالى. أما استفتاء أعضاء المنتدى - وهم قوم لا تعرفين حظ المعين منهم من العلم والورع والديانة - فيعرضك لأن يفتيك من ليس بأهل للفتيا، فلا هذا يحل لك ولا له، بارك الله فيك
وننتظر منك مزيدا من المشاركات الطيبة، نفعنا الله بك ونفعك بنا والله الموفق.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 03:43]ـ
أريد المزيد.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 11:31]ـ
باستعمال الباحث في اللألوكة والملتقى، تجد مدارسات كثيرة نافعة جدا. فجرِّب.
ـ[أم شهد]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 05:34]ـ
أخي السائل: لايخفي عليك أن البنطال يحجم العورة
فإن كانت عورة الرجل من السرة للركبة فعليه أن يرتدي فوق البنطال قميص طويل يصل للركبة، وبهذا ينتهي الخلاف في فضفاض وضيق.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[28 - Mar-2009, صباحاً 05:46]ـ
حكم لبس البنطال
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
ما حكم لبس البنطال للرجل، وخاصة ما يسمي بالجينز لاسيما إذا كان واسعا مريحا لا يظهر شيئا من حجم الفخذين أو العورة؟ نرجو التفصيل فى مسالة الصلاة في مثل هذا البنطال؟ كذلك هل هناك فارق بين البنطال والسروال اصطلاحا وشرعا؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
السراويل من الثياب المشتركة بين المسلمين والكفار فلا يحرم لبسه والجينز من القماش الأحب إلىّ تركه ولا أقول بالتحريم طالما كان واسعا غير مجسم للعورة ويجوز الصلاة فيه والبنطال سروال، وتفصيله على الطريقة الغربية لا يخرجه عن وصف السروال وقد لبس النبي -صلى الله عليه وسلم- جبة رومية ضيقة الكمّين.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)
http://www.salafvoice.com/article.php?a=759 (http://www.salafvoice.com/article.php?a=759)
ـ[أحمد طنطاوي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 12:53]ـ
ينسى كثير من المصممين على لبس القميص فقط أن الرسول صلوات الله عليه لبس ثياب قومه فما كان عليه من ثياب هو ما كان يرتديه أبو لهب وأبو جهل وكل الكفار وهو الزي العربي في تلك البيئة، كما ينسون أنه لبس أشياء أخرى غير القميص كلبس الإحرام مثلا فما بالهم يصممون على القميص فقط ولا يجرؤ واحد منهم على المشي بلبس الإحرام؟؟
البنطلون والبدلة والكرافتة والترنج والبيجامة كلها من زي قومنا يجوز لبسها فلا تلتفتوا للمتنطعين الذين يحرمونها
ـ[أم شهد]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 05:26]ـ
ينسى كثير من المصممين على لبس القميص فقط أن الرسول صلوات الله عليه لبس ثياب قومه فما كان عليه من ثياب هو ما كان يرتديه أبو لهب وأبو جهل وكل الكفار وهو الزي العربي في تلك البيئة، كما ينسون أنه لبس أشياء أخرى غير القميص كلبس الإحرام مثلا فما بالهم يصممون على القميص فقط ولا يجرؤ واحد منهم على المشي بلبس الإحرام؟؟
البنطلون والبدلة والكرافتة والترنج والبيجامة كلها من زي قومنا يجوز لبسها فلا تلتفتوا للمتنطعين الذين يحرمونها
نحن نتكلم عن تحجيم البنطال الضيق للعورة.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 05:36]ـ
الصحيح أن الفخذ ليس بعورة عند الرجل قال ابن حزم وهو مذهب جمهور السلف وهو رواية عن أحمد و رواية عن مالك.
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 05:53]ـ
أقول للمتفتح الذي يرمي المخالف بالتنطع! أن القميص كان من أحب الثياب لرسول الله صلى الله عليه وسلم لحديث أم سلمة الذي رواه أحمد والترمذي وأبو داود حيث قالت: "كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص",
وقد نهى رسول الله عبدالله بن عمرو بن العاص من لبس المعصفر لأنه من لباس الكفار كما في الحديث.
والبنطال لا يحجم فقط الفخذ بل يحجم العورة المغلظة, وخاصة عند السجود,
فأسأل ما هي الثياب التي اذا لبسناها قلتم انها من لباس الكفار؟
وما دام البنطال ساترا للعورة! , ألبسه لزوجتك أو لأختك.
ـ[أم شهد]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 06:00]ـ
وما دام البنطال ساترا للعورة! , ألبسه لزوجتك أو لأختك.
:) هذا صحيح
يحرمونه على النساء أمام النساء لأنه يحجم العورة، ثم يحلونه للرجال ويقولون ليس فيه شيء!
أنا كامرأة استحي أن أنظر لمرأة ترتدي بنطال ضيق!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 06:04]ـ
وقد لبس النبي -صلى الله عليه وسلم- جبة رومية ضيقة الكمّين.
لا يهم مصدر الثياب من أين!
من الروم او من الفرس,
القميص الذي نلبسه يأتينا من الصين, فلا عبرة بالصانع.
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 06:49]ـ
الفتوى مفرغة من أسئلة الامارات
حكم لبس البنطال للشيخ الألباني
السؤال: ما حكم لبس البنطلون؟ الجواب: البنطلون هو من المصائب التي أصابت المسلمين في هذا الزمان؛ بسبب غزو الكفار لبلادهم، وإتيانهم بعاداتهم وتقاليدهم إليها، وتبني بعض المسلمين لها، وهذا بحث يطول أيضاً، لكني أقول بإيجاز: إن لبس البنطلون فيه آفتان اثنتان: الأولى: أنها تحجّم العورة، وبخاصة بالنسبة للمصلين الذين لا يلبسون اللباس الطويل الذي يستر ما يحجمه البنطلون من العورة من الإليتين، بل وما بينهما في السجدتين، وهذا أمر مشاهد مع الأسف لا سيما في صلاة الجماعة، حيث يسجد الإنسان فيجد أمامه رجلاً (مبنطلاً) -إن صح التعبير- فيجد هناك الفلقتين من الفخذين، بل وقد يجد بينهما ما هو أسوأ من ذلك، فهذه الآفة الأولى أن البنطلون يحجّم العورة، ولا يجوز للرجل فضلاً عن المرأة أن يلبس أو تلبس من اللباس ما يحجم عورته أو عورتها، وهذا مما فصلت القول فيه في كتاب حجاب المرأة المسلمة. والآفة الأخرى: أنها من لباس الكفار، ولم يكن لباس البنطلون أبداً يوماً ما في كل هذه القرون الطويلة في لباس المسلمين، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: (بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم)، وجاء في صحيح مسلم: (أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إليه رجل فسلم عليه، فقال له: هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها) ولذلك فيجب على كل مسلم ابتلي بلباس البنطلون لأمر ما أن يتخذ من فوقه جاكيتاً طويلاً، أشبه بما يلبسه بعض إخواننا الباكستانيين أو الهنود، من القميص الطويل الذي يصل إلى الركبتين، هذا في الواقع مما يخفف من تحجيم البنطلون لعورة المسلم.
انتهى.
ونعلم ان هناك من مشايخنا من قال بالجواز كالشيخ بن عثيمين رحمه الله, ولكن من مشايخنا أيضا من قال بالحرمة (سواء البنطال او الجرافة كالشيخ صالح الفوزان والشيخ عبدالمحسن العباد) ,
فاطلاق كلمة "تنطع!!! " على المخالف لا يجوز.
ـ[الحواسم]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 08:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الذي بلغني و الله اعلم ان الباس المحرم هو لباس الرهبان والاساق?ه و الحخام ثم لباس خاص بالنساء ثم لباس يضهر العوره اما مدونا ذالك ?هو ليس حرام هذا ?ي التشبه وهي حرام اما المخال?ه ?يمكن للمسلم ان لا يخال? المشركين في الباس ولايتشبه ?هذه ليسه بمعصيه و الله أعلم
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 03:04]ـ
هذه بعض الفتاوى في الموضوع:
السؤال الأول والثاني من الفتوى رقم (4566)
س 1، 2 ما هي المشابهة المنهي عنها هل هي فيما يخصهم فقط أم فيما قد أصبح منتشرا ويفعله المسلمون والكفار وإن كان أصله واردا من بلاد الكفر كما هو الحال في البنطلونات والحلل الأفرنجية، وهل إذا كان يفعله فساق المسلمين فقط دون عدولهم
(الجزء رقم: 3، الصفحة رقم: 429)
يصبح أيضا من المشابهة إذا فعله عدول المسلمين ما هو حكم لبس البدل الأفرنجية على الوجه الذي يفعله غالبية الناس الآن من مسلمين وكفار، هل هو مشابهة فقط، وإن كان فيه مشابهة بالكفار فما هي درجة التحريم أو الكراهة، هل هناك كراهة أيضا حيث إن البنطلون يجسم العورة، إذا كان هناك كراهة فهل هي كراهة تحريمية أم تنزيهية وما العورة المقصودة بالتجسيم هل هي العورة المغلظة أم هي والفخذ أيضا، وإن أمكن تلافي هذا الأمر (وهو تجسيم العورة المغلظة والفخذ) بقدر الإمكان باستعمال البنطلونات الواسعة فهل تظل الكراهة موجودة، وما حكم لبس البنطلونات الضيقة أو المضبوطة تماما بحيث لا يكون فيها وسع عن الساق إلا قليلا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج1،2 المراد بمشابهة الكفار المنهي عنها مشابهتهم فيما اختصوا به من العادات وما ابتدعوه في الدين من عقائد وعبادات؛ كمشابهتهم في حلق اللحية وشد الزنار، وما اتخذوه من المواسم والأعياد والغلو في الصالحين بالاستغاثة بهم والطواف حول قبورهم والذبح لهم، ودق الناقوس وتعليق الصليب في العنق أو على البيوت أو اتخاذه وشما باليد مثلا، تعظيما له، واعتقادا لما يعتقده النصارى ويختلف حكم مشابهتهم، فقد يكون كفرا؛ كالتشبه بهم في الاستغاثة بأصحاب القبور، والتبرك بالصليب
(الجزء رقم: 3، الصفحة رقم: 430)
واتخاذه شعارا، وقد يكون محرما فقط، كحلق اللحية، وتهنئتهم بأعيادهم، وربما أفضى التساهل في مشابهتهم المحرمة إلى الكفر والعياذ بالله
أما لبس البنطلون والبدلة وأمثالهما من اللباس فالأصل في أنواع اللباس الإباحة؛ لأنه من أمور العادات، قال تعالى سورة الأعراف الآية 32 قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ الآية، ويستثنى من ذلك ما دل الدليل الشرعي على تحريمه أو كراهته كالحرير للرجال، والذي يصف العورة لكونه شفافا يرى من ورائه لون الجلد، أو ككونه ضيقا يحدد العورة؛ لأنه حينئذ في حكم كشفها وكشفها لا يجوز، وكالملابس التي هي من سيما الكفار فلا يجوز لبسها لا للرجال ولا للنساء؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم، وكلبس الرجال ملابس النساء، ولبس النساء ملابس الرجال؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وليس اللباس المسمى بالبنطلون والقميص مما يختص لبسه بالكفار، بل هو لباس عام في المسلمين والكافرين في كثير من البلاد والدول، وإنما تنفر النفوس من لبس ذلك في بعض البلاد؛ لعدم الألف ومخالفة عادة سكانها في اللباس وإن كان ذلك موافقا لعادة غيرهم من المسلمين، لكن الأولى بالمسلم إذا كان في بلد لم يعتد أهلها
(الجزء رقم: 3، الصفحة رقم: 431)
ذلك اللباس ألا يلبسه في الصلاة ولا في المجامع العامة ولا في الطرقات فتوى رقم (1620). .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
السؤال الأول من الفتوى رقم (1620)
س1: شاع في كثير من بلاد المسلمين لبس البدلة، ذلك اللباس المكون من جاكيت وبنطلون، وقد تقتصر الملابس على بنطلون وقميص أو فانيلا بكم أو بنصف كم، في الصيف لشدة الحر، فهل لبس هذا اللباس يدخل تحت باب التشبه بغير المسلمين أو لا؟
ج1: الأصل في أنواع اللباس الإباحة؛ لأنه من أمور العادات، قال تعالى: سورة الأعراف الآية 32 قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ويستثنى من ذلك ما دل الدليل الشرعي على تحريمه أو كراهته كالحرير للرجال، والذي يصف العورة؛ لكونه شفافا يرى من ورائه لون الجلد أو لكونه ضيقا يحدد العورة، لأنه حينئذ في حكم كشفها وكشفها لا يجوز، وكالملابس التي هي من سيما الكفار الخاصة بهم، فلا يجوز لبسها لا للرجال ولا للنساء؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم، وكلبس الرجال ملابس
(الجزء رقم: 24، الصفحة رقم: 39)
النساء ولبس النساء ملابس الرجال؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال.
وليس اللباس المسمى بالبنطلون والقميص مما يختص لبسه بالكفار، بل هو لباس عام في المسلمين والكافرين في كثير من البلاد والدول، وإنما تنفر النفوس من لبس ذلك في بعض البلاد لعدم الألف ومخالفة عادة سكانها في اللباس، وإن كان ذلك موافقا لعادة غيرهم من المسلمين، لكن الأولى بالمسلم إذا كان في بلد لم يعتد أهلها ذلك اللباس ألا يلبسه في الصلاة ولا في المجامع العامة ولا في الطرقات.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(/)
الوصية الجامعة لخير الدنيا والآخرة تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 12:51]ـ
الوصية الجامعة لخير الدنيا والآخرة تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية
الطبعة الثالثة
1990م ـ 1410هـ
دار البشائر الإسلامية
بيروت لبنان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين. أما بعد، فهذه رسالة شيخ اإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى والتي أجاب فيها سؤال من سأله الوصية. فجمع له فيها ما يقيم شانه في الدنيا والآخرة على اختصار وإيجاز، فجاءت الرسالة جامعة ممتعة نافعة.
ولمّا كانت هذه الوصية حاوية على فوائد كثيرة، كان من المفيد نشرها بعد مراجعة أصولها وتخريج آياتها وأحاديثها. وستكون واحدة في سلسلة من رسائل ووصايا علماء الإسلام الأجلاء.
والله نسأل أن ينفع بها وأن يوفق المسلمين للأخذ بمضمونها.
هذا هو سؤال أبي القاسم المغربي:
يتفضل الشيخ الإمام، بقية السلف، وقدوة الخلف، أعلم من لقيت ببلاد المشرق والمغرب، تقي الدين أو العباس أحمد ابن تيمية بأن يوصيني بما يكون فيه صلاح ديني ودنياي، ويرشدني الى كتاب يكون عليه اعتمادي في علم الحديث، وكذلك في غيره من العلوم الشرعية، وينبهني على أفضل الأعمال الصالحة بعد الواجبات، ويبين لي أرجح المكاسب. كل ذلك على قصد الإيماء والاختصار، والله تعالى يحفظه، والسلام الكريم عليه ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. أما الوصية، فما أعلم وصية أنفع من وصية الله ورسوله لمن عقلها واتبعها. قال تعلى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ} النساء 131.
ووصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذا لما بعثه الى اليمن فقال:" يا معاذ: اتق الله حيثما كنت، واتبع الحسنة السيئة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن" *رواه الامام أحمد في مسنده [5\ 266]. وكان معاذ رضي الله من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة عليّة، فإنه قال له: " يا معاذ: والله إني لأحبك" * رواه أبو داود [1522]، والنسائي [3\ 53] *، وكان يردفه وراءه. وروي فيه أنه أعلم الأمة بالحلال والحرام * جزء من حديث طويل رواه الترمذي [3791] وابن ماجه [154] *، وأنه يحشر امام العلماء برتوة * كما في طبقات ابن سعد [2: 347]، وابن حجر في الإصابة [3\ 427]. * أي بخطوة. ومن فضله انه بعثه النبي صلى الله عليه وسلم مبلغا عنه، * كما في حديث البخاري [1395 فتح الباري] *، داعيا ومفقها وحاكما الى أهل اليمن.
وكان يشبهه بإبراهيم الخليل عليه السلام، وإبراهيم إمام الناس. وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين، تشبيها له بإبراهيم. * الإصابة [3\ 427].
ثم إنه صلى الله عليه وسلم وصاه هذه الوصية، فعُلم أنها جامعة، وهي كذلك لمن عقلها، مع أنها تفسير الوصية القرآنية.
أما بيان جمعها، فلأن العبد عليه حقان: حق الله عز وجل، وحق لعباده. ثم الحق الذي عليه لا بد أن يخل ببعضه أحيانا، إما بترك مأمور به، أو فعل منهيّ عنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" اتق الله حيثما كنت"، وهذه كلمة جامعة، وفي قوله:" حيثما كنت"، تحقيق لحاجته الى التقوى في السر والعلانية. ثم قال:" واتبع السيئة الحسنة تمحها"، فإن الطبيب متى تناول المريض شيئا مضرا أمره بما يصلحه. والذنب للعبد كأنه أمر حتم. فالكيّس هو الذي لا يزال يأتي من الحسنات بما يمحو السيئات. وإنما قدم في لفظ الحديث "السيئة" وإن كانت مفعولة، لأن المقصود هنا محوها لا فعل الحسنة فصار كقوله في بول الأعرابي: "صبوا عليه ذنوبا من ماء" * أبو داود [380] وأصله في الصحيحين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وينبغي أن تكون الحسنات من جنس السيئات، فإنه أبلغ في المحو. والذنوب يزول موجبها بأشياء: أحدها التوبة، والثاني الاستغفار من غير توبة. فإن الله تعالى قد يغفر له إجابة لدعائه وإن لم يتب، فإذا اجتمعت التوبة والاستغفار فهو الكمال، الثالث: الأعمال الصالحة المكفرة. إما الكفارات المقدرة كما يكفّر المجامع في رمضان والمظاهر ولمرتكب لبعض محظورات الحج أو تارك بعض واجباته أو قاتل الصيد، بالكفارات المقدرة وهي أربعة أجناس: هدي وعتق وصدقة وصيام. وإما الكفارات المطلقة كما قال حذيفة لعمر: فتنة الرجل في أهله وماله وولده يكفرها الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد دلّ على ذلك القرآن والأحاديث الصحاح في التكفير بالصلوات الخمس والجمعة والصيام والحج وسائر الأعمال التي يقال فيها: من قال كذا وعمل كذا غُفر له، أو غفر له ما تقدم من ذنبه، وهي كثيرة لمن تلقاها من السنن وخصوصا ما صنف في فضائل الأعمال.
واعلم أن العناية بهذا من أشد ما بالإنسان الحاجة إليه، فإن الإنسان من حين يبلغ، خصوصا في هذه الأزمنة ونحوها ـ من أزمنة الفترات التي تشبه الجاهلية من بعض الوجوه ـ فإن الانسان الذي ينشأ بين أهل علم ودين قد يتلطخ من أمور الجاهلية بعدة أشياء، فكيف بغير هذا؟
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيد رضي الله عنه:" لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذّة بالقذة حتى لو دخلوا حجر ضبّ لدخلتموه"، قالوا: يا رسول الله، آليهود والنصارى؟ قال:" فمن؟ ". البخاري [7320] ومسلم] 2669]. هذا خبر تصديقه في قوله تعالى: {فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ} التوبة 69.، ولهذا شواهد في الصحاح والحسان.
وهذا أمر قد سري في المنتسبين الى الدين من الخاصة، كما قال غير واحد من السلف منهم ابن عيينة. فإن كثيرا من احوال اليهود قد ابتلي به بعض المنتسبين الى العلم، وكثيرا من أحوال النصارى قد ابتلي به بعض المنتسبين الى الدين، كما يبصر ذلك من فهم دين الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم، ثم نزله على أحوال الناس.
وإذا كان الأمر كذلك فمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه، وكان ميتا فأحياه الله وجعل له نورا يمشي به بين الناس، لا بد أن يلاحظ أحوال الجاهلية وطريق الأمتين المغضوب عليهم والضالين من اليهود والنصارى، فيرى إن قد ابتلي ببعض ذلك.
فأنفع ما للخاصة والعامة العلم بما يخص النفوس من هذه الورطات وهو إتباع السيئات الحسنات. والحسنات ما ندب الله إليه على لسان خاتم النبيين من الأعمال والأخلاق والصفات.
ومما يزيل موجب الذنوب المصائب المكفّرة، وهي كل ما يؤلك من هم أو حزن أو أذى في مال أو عرض أو جسد أو غير ذلك، لكن ليس هذا من فعل العبد.
فلما قضى بهاتين الكلمتين: حق الله من عمل الصالح وإصلاح الفاسد، قال:" وخالق الناس بخلق حسن" وهو حق الناس. وجماع الخلق الحسن مع الناس أن تصل من قطعك بالسلام والإكرام والدعاء له والاستغفار والثناء عليه والزيارة له، وتعطي من حرمك من التعليم والمنفعة والمال، وتعفو عمن ظلمك في دم أو مال أو عض. وبعض هذا واجب وبعضه مستحب.
وأما الخلق العظيم الذي وصف الله به محمدا صلى الله عليه وسلم فهو الدين الجامع لجميع ما أمر الله به مطلقا، هكذا قال مجاهد وغيره وهو تأويل القرآن، كما قالت عائشة رضي الله عنها: كان خلقه القرآن، * رواه مسلم [746] بنحوه في جملة حديث طويل*، وحقيقته المبادرة الى امتثال ما يحبه الله تعالى بطيب نفس وانشراح صدر.
واما بيان أن هذا كله في وصية الله، فهو أن اسم تقوى الله يجمع فعل كل ما أمر الله به إيجابا واستحبابا، وما نهى عنه تحريما وتنزيها؛ وهذا يجمع حقوق الله وحقوق العباد. لكن لما كان تارى يعني بالتقوى خشية العذاب المقتضية للانكاف عن المحارم، جاء مفسّرا في حديث معاذ، وكذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنهما الذي رواه الترمذي وصححه * انظر تحفة الأحوذي [2072]، قيل: يا رسول الله ما اكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال:" تقوى الله وحسن الخلق". قيل: وما أكثر ما يدخل الناس النار؟ قال:" الأجوفان: الفم والفرج".
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا" * لم أجد بعد كثرة التتبع هذا الحديث من رواية عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وإنما رواه أبو داود [4682] بهذا اللفظ من رواية أبي هريرة رضي الله عنه وصححه الحاكم ورواه الترمذي بزيادة [1172 تحفة الأحوذي] عنه أيضا وصححه.*.
فجعل كمال الإيمان في كمال حسن الخلق. ومعلوم أن الإيمان كله تقوى الله، وتفصيل أصول التقوى وفروعها لا يحتمله هذا الموضع، فإنها الدين كله، لكن ينبوع الخير وأصله: إخلاص العبد لربه عبادة واستعانة كما في قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} الفاتحة، وفي قوله: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} هود 123، وفي قوله: {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10)} الشورى، وفي قوله: {فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ} العنكبوت 17، بحيث يقطع العبد تعلق قلبه من المخلوقين انتفاعا بهم أو عملا لأجلهم، ويجعل همته ربه تعالى. وذلك بملازمة الدعاء له في كل مطلوب من فاقة وحاجة ومخافة غير ذلك، والعمل له بكل محبوب. ومن أحكم هذا فلا يمكن أن يوصف ما يعقبه ذلك.
وأما ما سألت عنه من أفضل الأعمال بعد الفرائض فإنه يختلف بإختلاف الناس فيما يقدرون عليه وما يناسب أوقاتهم، فلا يمكن فيه جواب جامع مفصل لكل أحد، لكن مما هو الإجماع بين العلماء باله وأمره: إن ملازمة ذكر الله دائما هو أفضل ما شغل العبد به نفسه في الجملة، وعلى ذلك دلّ حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم:" سبق المفرّدون" * [2676] *، قالوا: يا رسول الله، ومن المفرّدون؟ قال:" الذاكرون الله كثيرا والذاكرات". وفيما رواه أبو داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ "، قالوا: بلى يا رسول الله، قال:" ذكر الله" * هذا الحديث لم يخّرجه أبو داود في سننه ولكن الترمذي [3437 تحفة الأحوذي] وابن ماجه [3790]. والدلائل القرآنية والإيمانية بصرا وخبرا ونظرا على ذلك كثيرة. وأقل ذلك أن يلازم العبد الأذكار المأثورة عن معلم الخير وإمام المتقين صلى الله عليه وسلم كالأذكار المؤقتة: في أول النهار وآخره، وعند أخذ المضجع، وعند الاستيقاظ من المنام، وأدبار الصلوات، والأذكار المقيّدة: مثل ما يقال عند الأكل والشرب واللباس والجماع، ودخول المنزل والمسجد والخلاء والخروج من ذلك، وعند المطر والرعد، الى غير ذلك، وقد صنفت له الكتب المسماة بعمل يوم وليلة. * ومن احسنها وأكثرها استيعابا كتاب الأذكار لللإمام الرباني محيى الدين يحيى النووي رحمه الله وقد اختصره المؤلف وانتقى منه منتخبات في كتابه الكلم الطيب.* ثم ملازمة الذكر مطلقا، وأفضله لا اله الا الله. وقد تعرض أحوال يكون بقية الذكر مثل سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله أفضل منه.
ثم يعلم أن كل ما تكلم به اللسان وتصوره القلب مما يقرّب الى الله تعالى من تعلم علم وتعليمه، وأمر بمعروف ونهي عن منكر فهو من ذكر الله. ولهذا من اشتغل بطلب العلم النافع بعد أداء الفرائض، أو جلس مجلسا يتفقه أو يفقه فيه الفقه الذي سماه الله ورسوله فقها، فهذا أيضا من أفضل ذكر الله. وعلى ذلك إذا تدبرت ولم تجد بين الأولين في كلماتهم في أفضل الأعمال كبير اختلاف.
وما اشتبه أمره على العبد فعليه بالاستخارة المشروعة، فما ندم من استخار الله تعالى. وليكثر من ذلك ومن الدعاء، فإنه مفتاح كل خير، ولا يعجل فيقول قد دعوت فلم يستجب لي. وليتحرّ الأوقات الفاضلة كآخر الليل وأدبار الصلوات وعند الآذان، ووقت نزول المطر ونحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
واما أرجح المكاسب: فالتوكل على الله، والثقة بكفايته، وحسن الظن به. وذلك أنه ينبغي للمهتم بأمر الرزق أن يلجأ فيه الى الله ويدعوه، كما قال سبحانه فيما يأثر عن نبيّه:" كلم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم"* رواه مسلم [2577] *. وفيما رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع، فإنه إن لم ييسره له لم يتيسر" * [3682 تحفة الأحوذي].* وقد قال الله تعالى في كتابه: {وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ} النساء 32، وقال سبحانه: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)} الجمعة، وهذا وإن كان في الجمعة فمعناه قائم في جميع الصلوات. ولهذا ـ والله أعلم ـ أمر النبي صلى الله عليه وسلم للذي يدخل المسجد أن يقول:" اللهم اقتح لي أبواب رحمتك" *رواه مسلم [713]، وإذا خرج أن يقول:" اللهم أني أسألك من فضلك" *رواه مسلم [713]. وقد قال الخليل صلى الله عليه وسلم: {فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ} العنكبوت 17، وهذا أمر، والأمر يقتضي الإيجاب. فالاستعانة بالله واللجوء اليه في أمر الرزق وغيره أصل عظيم.
ثم ينبغي له أن ياخذ المال بسخاوة ليبارك له فيه، ولا يأخذه بإشراف وهلع، بل يكون المال عنده بمنزلة الخلاء الذي يحتاج اليه من غير أن يكون له في القلب مكانة، والسعي فيه إذا سعى كإصلاح الخلاء. وفي الحديث المرفوع رواه الترمذي وغيره:" من أصبح والدنيا همه شتت الله عليه شمله، وفرق عليه ضيعته، ولم ياته من الدنيا إلا ما كتب له. ومن أصبح والاخرة أكبر همّه جمع الله عليه ما شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة" * [تحفة الأحوذي 2583] وفي إسناده يزيد الرقاشي وهو ضعيف كما قال الحافظ. وأخرجه ابن ماجه من طرق أخرى صحيحة [4105] كما نقله المحقق الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي عن الزوائد.*
وقال بعض السلف: أنت محتاج الى الدنيا وأنت الى نصيبك من الاخرة أحوج، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة مر على نصيبك من الدنيا فانتظمه انتظاما. قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} الذاريات.
فأما تعيين مكسب على مكسب من صناعة أو تجارة أو بناية أو حراثة أو غير ذلك فهذا مختلف باختلاف الناس، ولا أعلم في ذلك شيئا عاما، لكن إذا عنّ للإنسان جهة فليستخر الله تعالى فيها الاستخارة المتلقاة عن معلم الخير صلى الله عليه وسلم، فإن فيها من البركة ما لا يحاط به. ثم ما تيسر له فلا يتكلف غيره إلا أن يكون منه كراهة شرعية. * روى البخاري [1162 فتح الباري] عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السور من القرآن، يقول:" إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرك، وأسألك من فضلك العظيم. فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال: بعاجل أمري وآجله ـ فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال: عاجل أمري وآجله ـ فاصرفه عني، واصرفني عنه. واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به". قال:" ويسمي حاجته".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما تعتمد عليه من الكتب والعلوم فهذا باب واسع، وهو أيضا يختلف باختلاف نشء الانسان في البلاد، فقد يتيسر له في بعض البلاد من العلم أو من طريقه ومذهبه فيه ما لا يتيسر له في بلد آخر، لكن جماع الخير أن يستعين بالله سبحانه في تلقي العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه هو الذي يستحق أن يُسمّى علما، وما سواه إما أن يكون علما فلا يكون نافعا، وإما أن لا يكون علما وإن سُمّي به. ولئن كان علما نافعا فلا بد أن يكون في ميراث محمد صلى الله عليه وسلم ما يغني عنه مما هو مثله وخير منه. ولتكن همته فهم مقاصد الرسول في أمره ونهيه وسائر كلامه. فإذا اطمأن قلبه أن هذا هو مراد الرسول فلا يعدل عنه فيما بينه وبين الله تعالى ولا مع الناس إذا أمكنه ذلك.
وليجتهد أن يعتصم في كل باب من أبواب العلم بأصل مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإذا اشتبه عليه مما قد اختلف فيه الناس فليدع ما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قام يصلي من الليل:" اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلق فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم". [مسلم 770]. فإن الله تعالى قد قال فيما رواه عنه رسوله: يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم".
وأما وصف الكتب والمصنفين، فقد سمع منا في أثناء المذاكرة ما يسّره الله سبحانه. وما في الكتب المصنفة المبوبة كتاب أنفع من صحيح محمد بن إسماعيل البخاري، لكن هو وحده لا يقوم بأصول العلم ولا يقوم بتمام المقصود للمتبحر في أبواب العلم، إذ لا بد من معرفة أحاديث أخر وكلام أهل العلم في الأمور التي يختص بعلمها بعض العلماء. وقد أوعبت الأمة في كل فن من فنون العلم إيعابا، فمن نور الله قلبه هداه بما يبلغه من ذلك، ومن أعماه لم تزده كثرة الكتب إلا حيرة وضلالا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن لبيد الأنصاري:" أوليست التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى؟ فماذا تغني عنهم؟ ". *رواه الترمذي [تحفة الأحوذي 2791].
فنسأل الله العظيم أن يرزقنا الهدى والسداد، ويلهمنا رشدنا، ويقينا شرّ أنفسنا، وان لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ويهب لنا من لدنه رحمه إنه هو الوهاب.
والحمد لله رب العالمين وصلواته على أشرف المرسلين.
ـــــــــــــــــــــــــ
المراجع المعزو إليها في التعليق:
الأذكار للامام النووي.
الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني.
تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي للمباركفوري.
الترغيب والترهيب للحافظ المنذري.
التيسير بشرح الجامع الصغير للعلامة المناوي.
الجامع الصغير للسيوطي.
سنن ابن ماجه، تحقيق الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي.
سنن أبي داود، تحقيق الشيخ محمد محيى الدين عبدالحميد.
سنن النسائي.
صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي.
طبقات ابن سعد.
فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني.
فيض القدير بشرح الجامع الصغير للمناوي.
الكلم الطيب للإمام ابن تيمية.
مجموعة الرسائل المنيرية.
مسند الإمام أحمد.(/)
ما هو التشخيص والعلاج الصحيح لهذا الداء الذي أصاب بعض من ينتسب إلى السلفية؟
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 05:28]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده واشهد أن لا إله إلا الله وحده ولا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله.
وبعد:
فقد نبتت في أرض السلفيين نبتة سوداء
متعالمين لابسين ثوبي زور جهلاء أغبياء
تزببوا قبل أن يتحصرموا ألفتهم في قلوبهم الفراق ودب إلى قلوبهم النفاق
سيماهم الوقوع في العلماء وتربصهم للأخطاء
فهذه النبتة لا بد من استأصالها من ارض السلفيين الاتقياء قبل أن تصير شجرة كبيبرة يصعب عليناء قطعها أو إزالتها على السواء
فهبوا أيها السلفيون لتصدي لهم فإن أعظم الجهاد جهاد الحجة والبيان
ولو أننا تركناهم يعبثون في جدار السنة وإن كان الجدار شامخا عاليا مأصلا قويا إلا أن كثرة العبث في أساسه تصيبه بالوهن
فلا بد من التصدي لهؤلاء حتى لا يفسدوا علينا ديننا
هؤلاء الدخلاء الذين دخلوا إلى السلفية متقنعين بقناع يشبه أهلها ليسهل عليهم خداعهم والتلبيس عليهم
يتشبثون بخيوط واهية كخيوط العنكبوت بل كمثلها خيوط العنكبوت!
هؤلاء وللإسف وإن كان عورهم ظاهر لا يخفي على ذي عين واحده إلا ان بعض الشباب قد اغتر بهم وصار على منهجهم وفي كل يوم يزدادون قوة فلابد من التصدي لهم وكما قيل إذا كان عدوك نملة - وهم احقر من ذلك - فلا تنم له
فها نحن بصدد التصدي لهم وقطع دابرهم نسأل الله التوفيق والسداد
ولكن لابد من تشخيص صحيح لهذا الداء الذي اصابهم
ولابد من استإصال اصل الداء لا عارضه فإن من يذهب يعالج العارض تاركا الاصل فقد خان الامانة وهو بذلك يضر لا ينفع
فما هو اصل دائهم؟
أهو الفهم الخطأ عن الله ورسوله؟
ام الفهم الخطأ لنصوص العلماء؟
ام هي امراض القلوب من حب الظهور ومن الرياء ومن الحقد والحسد؟!!
أم هو التعصب للأشخاص؟
ام ان هؤلاء مدسوسون علينا ليفسدوا علنا منهجنا وسلفيتنا؟
ما هو التشخيص الصحيح لهذا الداء في نظركم؟
ها قد فتحت الباب لكم وانا في انتظراكم وفقكم الله ربي وربكم
أخوكم
أبو زياد النعماني
ـ[الرجل المحترم]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 09:58]ـ
جزاك الله خيرا اخ ابوزياد
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 10:04]ـ
داؤهم العزلة حيث لا يقرؤون لغيرهم، ولا يدخلون أنفسهم أبداً في قيادة المجتمع ثم ينتقدون من يخطئ في ذلك
والله المستعان
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 12:30]ـ
جزاك الله خيرا موضوع جيد وفي محله واوانه ..
واعتقد ان داء هؤلآء مركب يا شيخ ..
الجهل وامراض القلوب وخاصة الكبر منها .. !
قال الغزالي رحمه الله:
السبب الثاني أن يخوض العبد في العلم وهو خبيث الدخلة رديء النفس سيئ الأخلاق فإنه لم يشتغل أولاً بتهذيب نفسه وتزكية قلبه بأنواع المجاهدات ولم يرض نفسه في عبادة ربه فيبقى خبيث الجوهر فإذا خاض في العلم - أي علم كان - صادف العلم من قلبه منزلاً خبيثاً فلم يطب ثمره ولم يظهر في الخير أثره ..
الى ان قال:
يقول: أنا متفنن في العلوم ومطلع على الحقائق ورأيت من الشيوخ فلاناً وفلاناً ومن أنت وما فضلك ومن لقيت وما الذي سمعت من الحديث كل ذلك ليصغره ويعظم نفسه ..
ونعوذ بالله من الكبر والعجب والغرور ..
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 01:27]ـ
المشكلة في عدم فقه علوم الآلة و التدرج في التعلم فلا يتعصب لشيخ الا جاهل او غبي.
و اغلب من رأيت من المتعصبين لم يفقهوا علوم الآلة و الاستنباط فعلى هذا ليس لديهم من حيلة الا التقليد فلا يثقون بقول من يخالف شيخهم.
و كيف توضح المسألة لمن لم يتقن طرق الاستنباط من الادلة.
و كذلك استهزاءهم بالسلف فتجده ان قلت له قال فلان من المعاصرين يفرح اما ان قلت له قال مالك و الشافعي و الامام احمد و ابو حنيفة رماك بالتقليد و اتهمك باشنع التهم ثم يقلل من قدرهم و هو لا يدري ان علماء اليوم عيال عليهم.
و السلف قد فهموا السنة و وعوها فلا يتسرع أحدهم في الحكم في مسألة حتى يلم بكل ما فيها من ادلة و يفقهها على عكس المعاصرين من الأتباع (حاشا العلماء) يأخدون دليلا واحد فيظنون انه الحق لا مخرج عنه و هم لا يدركون قدر جهلهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشعبي: العلم ثلاثة أشبار: فمن نال شبراً منه شمخ بأنفه، وظن أنَّه ناله، ومن نال منه الشبر الثاني صغرت إليه نفسه، وعلم أن لم ينله، وأما الشبر الثالث فهيهات لا يناله أحداً أبداً.
و قد وضح الشاطبي في الاعتصام مدى صعوبة ادراك الحكم في الشريعة:
يقول الإمام الشاطبى بعد ذكره مناظرة بين ناصر السنة الأمام احمد بن حنبل رحمه الله وأحمد بن أبى دؤاد المعتزلى فى بدعة القول بخلق القرآن: "ومدار الغلط في هذا الفصل إنما هو على حرف واحد، وهو الجهل بمقاصد الشرع، وعدم ضم أطرافه بعضها ببعض؛ فإن مأخذ الأدلة عند الأئمة الراسخين إنما هو على أن تؤخذ الشريعة كالصورة الواحدة بحسب ما ثبت من كلياتها وجزئياتها المرتبة عليها، وعامها المرتب على خاصها، ومطلقها المحمول على مقيدها، ومجملها المفسر ببينها. . . . إلى ما سوى ذلك من مناحيها، فإذا حصل للناظر من جملتها حكم من الأحكام؛ فذلك الذي نظمت به حين استنبطت.
وما مثلها إلا مثل الإنسان الصحيح السوي، فكما أن الإنسان لا يكون إنسانا (حتى) يستنطق فلا ينطق؛ لا باليد وحدها، ولا بالرجل وحدها، ولا بالرأس وحده، ولا باللسان وحده، بل بجملته التي سمي بها إنسان
كذلك الشريعة لا يطلب منها الحكم على حقيقة الاستنباط إلا بجملتها، لا من دليل منها أي دليل كان، وإن ظهر لبادي الرأي نطق ذلك الدليل؛ فإنما هو توهمي لا حقيقي؛ كاليد إذا استنطقت فإنما تنطق توهما لا حقيقة؛ من حيث علمت أنها يد إنسان لا من حيث هي إنسان؛ لأنه محال.
فشأن الراسخين تصور الشريعة صورة واحدة يخدم بعضها بعضا كأعضاء الإنسان إذا صورت صورة متحدة".
اهـ
و قد فهم السلف هذه القاعدة و وعوها فجمعوا السنة وحفظوها و فسروا القرآن و السنة بالقرآن و السنة و لم يضربوا الأدلة بعضها ببعض و لم يخصصوا بعضها بفهم يعارض البعض الآخر ففهم الدليل يحتاج دليلا و قد يضل الإنسان بفهم خاطئ لحرف واحد فالحكم على الشيء فرع عن تصوره.
روى أبو نعيم في كتابة «الحلية» (1) بسنده عن الربيع بن سليمان قال: سأل رجل من أهل بلخ الشافعي عن الإيمان فقال للرجل: فما تقول أنت فيه؟ قال: أقول: إن الإيمان قول. قال ومن أين قلت؟ قال: من قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ" [البقرة: 277]. فصارت الواو فصلاً بين الإيمان والعمل فالإيمان قول والأعمال شرائعه. فقال الشافعي: وعندك الواو فصل؟ قال: نعم, قال: فإذا كنت تعبد إلهين إلها في المشرق وإلها في المغرب لأن الله تعالى يقول: رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ" [الرحمن: 17] فغضب الرجل وقال: سبحان الله أجعلتني وثنياً؟! فقال الشافعي: بل أنت جعلت نفسك كذلك قال: كيف؟ قال بزعمك أن الواو فصل, فقال الرجل: فإني أستغفر الله مما قلت بل لا أعبد إلا رباً واحداً ولا أقول بعد اليوم إن الواو فصل بل أقول إن الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص، قال الربيع: فأنفق على باب الشافعي مالاً عظيماً وجمع كتب الشافعي وخرج من مصر سُنياً. اهـ
فأنظر لهذا الرجل كاد يضل بحرف واحد قطعي الثبوت لكنه فهمه بغير الفهم الصحيح و لم يفهمه بغيره من النصوص الصريحة فكيف بمن فهم حرفا ظني الثبوت بغير فهمه و عارض به غيره من النصوص الواضحة الصحيحة.
لذلك الحذر الحذر من مخالفة السلف في فهمهم للنصوص و التريث قبل مخالفة فتاوي جمهور العلماء فخطئ نفسك قبل أن تخطئهم, إن ما يفهمه السلف بالبديهة يلزمنا عمر كامل لفهمه و إدراكه.
روي أن رجلا جاء لأبي حنيفة فقال له إن ابن أبي ليلة ـ و كان قاضيا بالكوفة ـ جلد امرأة مجنونة ـ قالت لرجل: يا ابن الزانيين ـ حدين بالمسجد , و هي قائمة, فقال أبو حنفية بداهة: اخطأ من ستة أوجه.
قال ابن العربي: و هذا الذي أدركه بداهة لا يدركه بالرؤية إلا العلماء الماهرون.
قال محمد بن الحسن الحجوي رحم الله في كتابه الفكر السامي: وعن عبد الوارث بن سعد قال: قدمت مكة فوجدت فيها أبا حنيفة وابن أبي ليلى وابن شبرمة فسألت أبا حنيفة قلت: ما تقول في رجل باع بيعاً وشرط شرطاً؟ قال: البيع باطل والشرط باطل.
ثم أتيت ابن أبي ليلى فسألته؟ فقال: البيع جائز والشرط باطل.
ثم أتيت ابن شبرمة فسألته؟ فقال: البيع جائز والشرط جائز.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقلت: يا سبحان الله ثلاثة من فقهاء العراق اختلفوا علي في مسألة واحدة فأتيت أبا حنيفة فأخبرته فقال: لا أدري ما قالا حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع وشرط البيع باطل والشرط باطل.
ثم أتيت ابن أبي ليلى فأخبرته فقال: لا أدري ما قالا حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أشتري بريرة فأعتقها البيع جائز والشرط باطل.
ثم أتيت ابن شبرمة فأخبرته فقال: لا أدري ما قالا حدثني مسعر بن كدام عن محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة وشرط حملنا إلى المدينة. البيع جائز والشرط جائز.
أما مالك فقد عرف الأحاديث كلها و عمل بجميعها و قسم البيع و الشرط إلى أقسام ثلاثة: شرط يناقض المقصود كشرط العتق فيحذف.
و شرط لا تأثير له كرهن أو حميل فيجوز.
و شرط حرام كبيع جارية بشرط أنها مغنية فيبطل البيع كل, و غيره لم يمعن النظر و لا حرر المناط. اهـ
هذه حال سلفنا الأبرار كانوا يتقون الفتوى و لا يفتون إلا بعد جمع الحديث و فهمه و لا يفتون إلا بما صح عندهم و انظروا إلى اخلاقهم فلم يخطئ احدهم الاخر انما عند الاختلاف اعطى كل دليله و قال "لا ادري ما قالا" فيا عجبا ممن يسفه كلام السلف و فتاويهم و لا أقصد بذلك العلماء إنما أحداث الأسنان الذين جعلوا أنفسهم بمقام السلف.
قال النووي في مقدمته وعن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم من أفتى عن كل ما يسأل فهو مجنون. وعن الشعبي والحسن وأبي حصين بفتح الحاء التابعيين قالوا: إن أحدكم ليفتي في المسألة ولو وردت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر. وعن عطاء بن السائب التابعي: أدركت أقواما يسأل أحدهم عن الشيء فيتكلم وهو يرعد، وعن ابن عباس ومحمد بن عجلان: إذا أغفل العالم (لا أدري) أصيبت مقاتله. وعن سفيان بن عيينة وسحنون: أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما. وعن الشافعي وقد سئل عن مسألة فلم يجب، فقيل له، فقال: حتى أدري أن الفضل في السكوت أو في الجواب. وعن الأثرم: سمعت أحمد بن حنبل يكثر أن يقول: لا أدري، وذلك فيما عرف الأقاويل فيه. وعن الهيثم بن جميل: شهدت مالكا سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنتين وثلاثين منها: لا أدري. وعن مالك أيضا: أنه ربما كان يسأل عن خمسين مسألة فلا يجيب في واحدة منها، وكان يقول: من أجاب في مسألة فينبغي قبل الجواب أن يعرض نفسه على الجنة والنار وكيف خلاصه ثم يجيب. وسئل عن مسألة فقال: لا أدري، فقيل: هي مسألة خفيفة سهلة، فغضب وقال: ليس في العلم شيء خفيف. وقال الشافعي: ما رأيت أحدا جمع الله تعالى فيه من آلة الفتيا ما جمع في ابن عيينة أسكت منه عن الفتيا. وقال أبو حنيفة: لولا الفرق من الله تعالى أن يضيع العلم ما أفتيت، يكون لهم المهنأ وعلي الوزر. اهـ
قال بن حزم في الإحكام في أصول الأحكام في إبطال التقليد عن قتادة قال: من لم يعرف الاختلاف لم يشم الفقه بأنفه. اهـ
إنك لتظن المسألة واضحة و تنافح عنها حتى يأتيك قول المخالف و ادلته ,عندها تدرك قدر جهلك. لا نعني بذلك أن اقوال الرجال وحي منزل و لكن ليعرف كل احد مقامه. و ليتق الله من لا يقبل قول من يخالف إمامه ثم يشنع على الناس تقليد الامام مالك و الشافعي و ابا حنيفة و الامام احمد رحمهم الله: لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم.
فليس قول مجتهد واحد بلازم على كل الامة من دون غيره و لا يلغي الخلاف في المسألة الفقهية قول احد المجتهدين انها ليست بخلافية فالمجتهد مصيب فله اجران او مخطئ فله اجر و حمل الناس على مقولة مجتهد واحد من التعصب المذهبي الذي نبذه السلف و الخلف.
فما الفائدة من الخروج من تقليد الائمة الاربعة لتقليد غيرهم! لو كان الامر بالرجال لكان تقليد الاعلم أفضل و لا اعلم اعلم ممن وصلنا فقهه من الائمة الاربعة لكن الامر بالدليل و الحق يقال أنه لو كان هناك نص يحسم الخلاف لما اختلف فيه السلف و الخلف بل و عجبي ممن يدعي الخلاف منته بقول في مسألة قد قال بخلافه جمهور علماء المسلمين. فليس كل قول اشتهر بالصحيح ما لم يكن إجماعا. فلا تتعصبن لأقوال شيخ فذلك هو عين التقليد.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن عبد البر محدث المغرب رحمه الله: يقال لمن قال بالتقليد: لِمَ قلت به وخالفت السلف في ذلك فإنهم لم يقلدوا؟ فإن قال: قلَّدْتُ لأن كتاب الله عز وجل لا علم لي بتأويله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لمْ أحصها، والذي قلدته قد علم ذلك فقلَّدْتُ من هو أعلم مني، قيل له: أما العلماء إذا اجتمعوا على شيء من تأويل الكتاب أو حكاية سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو اجتمع رأيهم على شيء فهو الحق لاشك فيه، ولكن قد اختلفوا فيما قلَّدْتَ فيه بعضهم دون بعض وكلهم عالم، ولعل الذي رغبت عن قوله أعلم من الذي ذهبت إلى مذهبه
وقال ابن حزم رحمه الله: (فنحن نسألهم أن يعطونا في الأعصار الثلاثة المحمودة رجلاً واحداً قلَّد عالماً كان قبله فأخذ بقوله كله ولم يخالفه في شيء، فإن وجدوه - ولن يجدوه والله أبداً لأنه لم يكن قط فيهم - فلهم متعلَّق على سبيل المسامحة، وإن لم يجدوه فليوقنوا أنهم أحدثوا بدعة في دين الله تعالى لم يسبقهم إليها أحد - إلى أن قال - نسأل الله أن يثبتنا عليه - أي الأمر الأول الذي كان عليه السلف - وأن لا يعدل بنا عنه، وأن يتوب على من تورط في هذه الكبيرة من إخواننا المسلمين، وأن يفيء بهم إلى منهاج سلفهم الصالح)
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من نصب إماماً فأوجب طاعته مطلقاً اعتقاداً أو حالاً فقد ضل في ذلك - إلى أن قال - وكذلك من دعا إلى اتباع إمام من أئمة العلم في كل ما قاله وأمر به ونهى عنه مطلقا)
وقال ابن القيم رحمه الله: (وأما هدي الصحابة رضي الله عنهم فمن المعلوم بالضرورة أنه لم يكن فيهم شخص واحد يقلد رجلاً واحداً في جميع أقواله ويخالف من عداه من الصحابة بحيث لايرد من أقواله شيئاً، ولا يقبل من أقوالهم شيئاً، وهذا من أعظم البدع وأقبح الحوادث)
وقال الشاطبي رحمه الله: (تحكيم الرجال من غير التفات إلى كونهم وسائل للحكم الشرعي المطلوب شرعاً ضلال)
فالتقليد مذموم و تسفيه أقوال السلف مذموم ايضا و الإنسان اليوم يرى عجبا من جرءة الناس على تخطئة العلماء و خاصة السلف منهم.
حكى أحد العلماء أن محققا للتمهيد رأى بن عبد البر قال في حديث في الموطأ لم اجده في الموطأ فتعقبه المحقق قائلا مهلا يا بن عبد البر فالحديث موجود في الموطأ برقم كذا!!!!
هذا المسكين يظن نفسه اعلم من بن عبد البر في في الموطأ و هو لا يدري أن الموطأ روايات أما الرواية التي اشتهرت في الاندلس فهي رواية يحيى بن يحيى و الحديث ليس فيها إنما هو في روايات اخرى.
و أمثلة ذلك كثيرة فلا يدرك قدر جهله إلا الذي بحث و عانى فبعد البحث في المسائل لا تصل إلا لنتيجة واحدة هي أنا جاهل!!! لعظم ما تجده من إختلافات و ادلة.
و قد يكون لك تصور في مسألة فلما تدرس اقوال العلماء سلفا ينسف تصورك نسفا.
فنصيحة اقدمها لكل الإخوة: لا تتعجلفي الحكم على بطلان مذهب في مسألة ان قال به عالم من الكبار سلفا أو خلفا فادرس حجته أولا فالعلماء لا يحكمون في المسائل عن جهل.
فاتهم قصور فهمك قبل تخطئتهم فان خالفت فخالف تقليدا لقول عالم آخر و لا تخالف من رأيك فلا يفعل ذلك إلا المجتهد و قليل من يصل إلى هذه الدرجة.
و من بعض المسائل ما يستحسن عدم الخوض فيها لصعوبتها و لقصور علمنا فمن اراد ان يدرك مقدار جهله فليقرأ كتاب بداية المجتهد لابن رشد ليدرك قوة ادلة كل فريق.
كان احدهم يعرض رسالته الجامعية فقال في رسالته كل شبه الاشعرية سهلة و يمكن الرد عليها فقام له اشعري بين الحضور فاعطاه عشرين شبهة فما قدر ان يرد على احداهن!!!
لا تظنون انفسكم افطن من العلماء و لا تدخلوا في ما نسميه وهم الراجح و هذا امر لم يفقهه الكثير فتراه يقول لك القولا الراجح كذا و هو لا يدري ان قول كل مجتهد راجح عنده فهذا الراجح هو الراجح عند من؟
و اذكر مسألة عند الشوكاني رحمه الله كتب فيها فقرة أو اكثر قليلا فلما بحثت فيها لشرحها بلغت فيها اكثر من مئة صفحة و لم اكملها بل تركتها جانبا لاني ادركت بعدها مدى صعوبة الترجيح في المسائل.
لذلك انصحكم و نفسي بالتعلم ثم التعلم ثم التعلم فالمسائل صعبة جدا هدانا الله و إياكم إلى صراطه المستقيم و السلام عليكم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 02:03]ـ
جزاك الله خيرا أخي التقرتي
وعلاج هذا الصنف بوجه عام هو العلم وداؤهم بوجه عام هو الجهل
وبوجه خاص إضافة إلى ما ذكرت من جهل بعلوم الآلة:
/// ضيق الأفق وجهل بالخلاف ومآخذ العلماء
/// انعدام فقه الخلاف عندهم الذي من تعلمه وضع المسائل موضعها المناسب ووزنها بميزان العلماء
والذي أراه أن من وقع بيده أحد هؤلاء الشباب الذين ابتلوا بهذه اللوثة أن ينصحه بطلب العلم على المنهجية الصحيحة بأن يحفظ المتون ويقرأ بعض الكتب في آداب الطلب والخلاف
بعد أن يبين له خطئه على سبيل الإجمال
لأن إقناعه على جهة التفصيل لا يجدي هنا _في الغالب_ لأنه مشبع بآراء مشايخه
ويظن أن ما يفعله من الدفاع عن السنة وقمع البدعة
وأنه في غربة كغربة الإمام السجزي والآجري
وكلما ذكرت له شيئا استدل بنصوص عن السلف ينزلها في غير منزلها
وفي الختام سيتهمك برد النصوص السلفية والتطاول على مشايخه وبالتالي تكون عنده مخطيء في المنهج وغدا تكون من أهل البدع عنده
لذلك لا فائدة من الدخول معه في تفصيل وجدال لنقض مسلكه إلا بعد أن يطلب العلم من جديد على منهجية صحيحة تجعله يضع المسائل في مواضعها التي أرادها الشارع
والله يغفر للجميع ويسامح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 02:17]ـ
نعم اخي امجد هذا الذي كان ينصح به الشيخ الالباني رحمه الله ان وجدت مجادلا من اجل الجدال و التعصب عدم الخوض معه فلا ينفع ذلك شيئا.
فهذا نوع من الجهل المركب هو ان يظن نفسه المّ بكل ما في المسألة و اذكر مسألة ذاكرتها مع اخ فأعطاني فيها حديثين استنبط منهما حكمه فلما بحثت فيها وجدت فيها ما يقارب اربعين حديث و اثر بحذف التكرار (الاحاديث التي تفيد نفس المعنى)
ثم لما تمعنت في احد الاحاديث وجدت فيه اكثر من عشر او عشرين رواية بالفاظ مختلفة بل وجدت حتى اختلافات في الالفاظ عن نفس راوي كتب السنة كرواية اللؤلؤي و بن داسة لسنن ابي داود و رواية الموطأ عن يحيى و ابي مصعب
خلاصة البحث كانت ان ما كان يظنه الاخ منته بحديثين لا يستطيع الحكم فيه إلا من الم بكل كتب السنة مع اصول الفقه و مع الاختلافات في رواة كتب السنة نفسهم مع الرجوع إلى المخطوطات لعدم توفر كل الروايات بين ايدينا فتمعن ذلك!!!!
كل هذا لجهلنا بدقائق الأمور و الكثير ممن يتعصب و هو لا يدري كل ما قيل في المسألة فلهذا نصيحة اقدمها للجميع
لما تسمع شيخا يتحدث ففي حديثه امران الدليل و فهم الدليل أما الدليل فلا شك فيه انه حجة عند الجميع أما تخصيص فهم الدليل بفهم الشيخ فهذا ليس بحجة.
هناك من لا ينتبه لهذا فيظن أن تفسير الشيخ للدليل نص لا يجوز الخروج عنه و هو لا يدرك أن تخصيص الدليل بفهم لا يجوز إلا بقرينة.
النص هو ما لا يختلف في فهمه فكيف يكون الخلاف في مسألة ان وجد فيها نص؟ وجود الخلاف مع وجود الدليل دليل أن الدليل ليس بنص و إلا لما خالف العلماء بعضهم بعضا في المسألة.
و هذا نتعلمه في أصول الفقه إلا أن القليل من يدرس هذا العلم فضلا عن فهمه و الحق يقال أن تخريج الفروع على أصول الفقه لا يتقنه الكثير من الدكاترة فضلا عن طلبة العلم.
فلذلك استحق الشيخ العثيمين رحمه الله لقب فقيه الزمان لأنه اتقن هذه النقطة و قد سبقه لذلك شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله.
و من قرأ كتب الشوكاني لمس أصول الفقه في فتاويه.
فلذلك ثلاث علوم من لم يتقنها لن يتقن الفقه ابدا و هي أصول الفقه، مصطلح الحديث، علوم اللغة
زادنا الله فقها و إياكم اللهم آمين.
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 03:14]ـ
الله أكبر ...
ما شاء الله ... أحسنتم أحسن الله اليكم
والذي نريد البحث فيه تحديدا هو أصل الداء ومن ثمة نبحث عن الوقاية منه فقولك أخي أمجد
((لذلك لا فائدة من الدخول معه في تفصيل وجدال لنقض مسلكه إلا بعد أن يطلب العلم من جديد على منهجية صحيحة تجعله يضع المسائل في مواضعها التي أرادها الشارع)) المشكلة في انه لن يطلب على المنهج الصحيح لأنه يرى أن هذا المنهج الصحيح منهج خاطئ وهو لا يراك أصلا على منهج صحيح
فنحن نريد وقاية من هذا الداء للنشأ الجديد حتى لا تزل قدمه
فالذي يظهر أن داء هؤلاء مركب من كل ما سبق من الفهم الخاطئ سواء عن الله ورسوله أو عن العلماء
ومن مرض قلوبهم ومن تعصبهم لعلمائهم
وأنا لا اشك في ان كثيرا من هؤلاء مدسوسون علينا من أعداء الاسلام فقد فعلها قديما اليهود مع النصارى وفعلوها أيضا مع المسلمين في فتنة ابن سلول
فأرى أنهم من اعداء الاسلام والسلفية تقنعوا بقناع يشبه أهلها ليفسدوا عليهم دينهم
فحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 03:52]ـ
القول أنهم مدسوسون لا أظنه صحيها, ربما كان بعضهم لكن هناك الكثير الذي بعد المذاكرة معه تدرك مشكلته و هي عدم مقدرته على فهم النصوص.
فالسلفية ترتكز أساسا على فهم النصوص بفهم السلف. إلا أن الكثير يغفل عن هذا فيجعلها مذهبا معاصرا لعلماء معروفين. فكل ما قالوه لا يجوز الخروج عليه.
يظنون أن ترك تقليد الأئمة الأربعة يعني عدم الأخد مطلقا بأقوالهم و هنا المشكلة.
التحرر من أقوال الرجال لا يعني نبذها بالكلية فكيف نفهم النصوص بفهم السلف إن لم نأخد بالحسبان أقوال الأئمة الأربعة و أقوال العلماء الذين هم من طبقتهم.
المشكلة تكمن أساسا في تنوير الطريق الصحيح لهؤلاء الذين فهموا قصد العلماء المعاصرين على غير مدلوله.
فجعلوا الولاء و البراء متعلق بأشخاص لا بالحق فكل من خالف قول علمائهم نبذوه و كل من وافقه رفعوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
و لو تأملنا التاريخ لوجدنا هذا موجودا من القدم فما هو إلا تعصب مذهبي جديد بشكل معاصر فقط.
علاجه يبدأ بجعل الشخص ينتبه إلى أن شيخه ليس بمعصوم و قد يخطئ.
للأسف أن هذه الطريقة تقتضي دراسة أخطاء بعض الشيوخ لتوضيح الأمر للمقلد على أنه باستطاعته مخالفة شيخه ان كان الحق مع غيره و هذا ليس من باب تتبع العورات و إنما لتدريب طالب العلم على البحث بنفسه في المسائل و مخالفة شيخه ان وجد الحق مع غيره.
فهذا هو الواجب علينا كأتباع و مخالفة الشيخ ليست عن هوى إنما مخالفة قول الشيخ المرجوح لإتباع قول شيخ آخر راجح.
فان لم يتدرب طالب العلم على دراسة فتاوي شيخه فإنه لن ينفصل عن التقليد أبدا.
و كما قلت سابقا و أكررها لذلك لا بد من تعلم طريقة الدراسة و التفقه فلا يوجد هدف بدون منهجية مسبقة.
هناك درجات و مراحل و الناس تتفوات فيها فليس العلم بكثرة المسائل إنما بالفهم المعمق لها و تطبيقها.
كان الصحابة رضوان الله عليهم فقهاء بالفطرة لكونهم عاصروا الوحي و هبط بلغتهم أما نحن فأبتعدنا عن الفطرة و لغة الوحي فدخل لسانا العجمة فافسدت لغتنا و فهمنا للنصوص.
لذلك كتب العلماء في أصول الفقه و أول من ألف فيها الشافعي رحمه الله فلما دخل العجم العرب و أختلطوا بهم إضطر العلماء لوضع كتب لحفظ اللسان العربي و فهم النصوص الشرعية.
فوضعوا كتب في أصول الفقه و اللغة ثم ألفوا كتبا في الحديث لحفظ النصوص الحديثية و تنقيح السنة.
فتجد واحدا من السلف ملم بكل هذا فهذا الإمام مالك رحمه الله فقيه محدث أصولي بالفطرة و كذلك الشافعي عالم بلغة العرب و الاستنباط و ان كان في الحديث أقل إلا انه أول من نادى بالبحث في السنة و ترك المرسل و كذلك الإمام احمد محدث فقيه و كذلك ابو حنيفة النعمان كان يقول البول في المسجد خير من رأي احدهم.
ثم تتابع العلماء من بعدهم فها هو البخاري وضع كتابه الصحيح على أبواب فقهية فجاء جامعا للحديث و الفقه في آن واحد كذلك حاول بعده ابو داود و النسائي و الترمذي و غيرهم.
فكان الفقه في الماضي اصول و حديث لا تفرتق, كان قال الله و قال الرسول عليه الصلاة و السلام.
ثم جاء عصر التقليد فانكب العلماء على المختصرات و تركوا الأصل جانبا فأصبح الفقه قال فلان و قال فلان حتى غال احدهم فقال كل قول خالف ما في كتبنا فهو مؤول أو منسوخ!!!!!
اليوم نحاول اعادة مجد هذه الأمة بنفث روح التجديد فيها و هذا لا يكون إلا بالرجوع إلى طريقة السلف و فهمهم, أي البدأ من الادلة الشرعية و التجرد عن أقوال الرجال.
فلذلك لا سبيل للوصول إلى هذا إلا دراسة علم الحديث كما فعل السلف و إستنباط الأدلة من القرآن و السنة و فهمها بفهم الصحابة رضوان الله عليهم.
لا يستطيع أي طالب علم أن يستنبط مباشرة هكذا ذلك دونه و خرق القتاد فلا بد له من التقليد في البداية ثم التحرر شيئا فشيئا , حتى يستقل بنفسه لما تجتمع عنده اهلية الاستنباط و هذا يلزمه سنوات بل اقول اقلها عشر سنوات لفهم البداية فقط.
فاذا نظرنا للعلماء الكبار المتأخرين مثل بن حجر و الصنعاني و الشوكاني رحمهم الله نجدهم فعلوا كذلك, فبدؤوا بتجريد الحديث فوضع العسقلاني بلوغ المرام و استعان في ذلك بعمدة الأحكام ثم الصنعاني جاء فاختصر كتابه سبل السلام ثم الشوكاني كتابه نيل الأوطار
فهم بدؤوا من الحديث فدرسوا صحيحه من سقيمه ثم جردوه و استنبطوا الأحكام بالاستعانة بفهم السلف و دون الخروج على أقوالهم, فكانت هذه اول المرحلة جمع أحاديث الأحكام و تنقيحها فهكذا هي الشريعة لا بد من جمع كل أحاديث الباب لإظهار العلل الخفية فيها ثم فهم نصوصها فالسنة تشرح نفسها بنفسها.
هذه هي الطريق و نلخصها في نقاط:
التعلم الأدنى للأمور اللازمة من الفقه للعبادة و البداية فلا بد من قاعدة في البداية و لا عيب في التقليد في هذه المرحلة.
تعلم أصول الفقه
مصطلح الحديث
اللغة
دراسة شروح كتب السنة الستة فلا استنباط قبل فهم الحديث و دراسة شروحه.
بداية الترجيح و الاستنباط بالادلة و الاستعانة بفهم السلف و كلامهم في المسائل كذلك لا نغفل على ترجيحات العلماء المعاصرين و كلامهم في المسائل إلا اني أنصح الطلبة بدراسة كتب السلف فهي اكثر و اغزر نفعا ففيها بركة هذا العلم.
فلدراسة مسألة لا بد من جمع كل الادلة فيها و أقوال كل العلماء أو اغلبهم ثم فهمها ثم الترجيح على ضوء علوم الآلة المقررة.
هذه هي الطريق لمن اراد ان يكون فقيها كاملا
فالفقيه الكامل لا بد ان يكون أصوليا محدثا
زادنا الله و زادكم فقها في الدين و السلام عليكم.
ـ[ابن طالب]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 03:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الإنسان الذي يهمل حفظ القرآن وتحصيل العلوم والفنون وهمه تتبع العوار والكلام في فلان وعلان وقال هذا في هذا ونحوه.
إنسان جاهل لاشك في جهله ,وفوق ذلك يظن نفسه طالبا للعلم.
أقول وبحق العامي خير منه, لأنك قد تجد عاميا همه التفقه في دينه, لكن هؤلاء لا!!!!.
وللأسف ابتلينا بهم وبكثرتهم.
وسبب وجودهم وتكاثرهم حسب علمي وتجربتي هو:
تعصبهم لمجموعة من علمائهم.
حبهم التنطع والتكلم في الغير.
تتبع الفتن وإعادة إحياءها وإن ماتت منذ سنين.
وأظن أن إخارجهم من متاهتهم لا يكون إلا بحثهم على طلب العلم على المنهجية الصحيحة ومعرفة قدر العلماء الحقيقية
هذا ماعندي ومع ذلك فإن الأسباب كثيرة
ونحن للأسف في بلادنا ابتلينا بهم كثيراً.
نسأل الله لنا ولهم الهداية والسداد(/)
من لم يعذب شيطانه في الدنيا عذبه شيطانه في الاخرة؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 07:11]ـ
من لم يعذب شيطانه في الدنيا عذبه شيطانه في الاخرة؟؟؟
قال الامام ابن القيم رحمه الله
((فإن العبد إذا أغفل عن ذكر الله جثم على قلبه الشيطان، وبذر فيه الوساوس التي هي أصل الذنوب كلها، فإذا ذكر العبد ربه واستعاذ به انخنس، والانخناس تأخر ورجوع معه اختفاء. قال قتادة: (الخناس: له خرطوم كخرطوم الكلب في صدر الإنسان، فإذا ذكر العبد ربه خنس). ويقال: رأسه كرأس الحية، وهو واضعٌ رأسه على ثمرة القلب يمنّيه ويحدثه، فإذا ذكر الله خنس وإذا لم يذكره عادة و وضع رأسه يوسوس إليه، وجيء بلفظ الفعّال دون الفاعل، إعلامًا بشدة هروبه ورجوعه وعظم نفوره عند ذكر الله وأن ذلك دأبه.
فذكر الله يقمع الشيطان ويؤلمه ويؤذيه، ولهذا كان شيطان المؤمن هزيلاً لأنه يعذبه بذكر الله وطاعته. في أثر عن بعض السلف: (أن المؤمن ينضي شيطانه كما ينضي الرجل بعيره في السفر)؛ لأنه كلما اعترضه صبَّ عليه سياط الذكر والتوجه والاستغفار والطاعة، فشيطانه معه في عذاب شديد. وأما شيطان الفاجر فهو معه في راحة ودعه، ولهذا يكون قويًا عاتيًا شديدًا، فمن لم يعذب شيطانه في هذه الدار بذكر الله وتوحيده وطاعته، عذبه شيطانه في الآخرة بعذاب النار، فلابد لكل أحد أن يعذب شيطانه أو يُعذبه شيطانه.
وتأمل كيف جاء بناء الوسواس مكررًا لتكريره الوسوسة الواحدة مرارًا يعز عليها العبد. وجاء بناء الخناس على وزن الفعّال الذي يتكرر منه نوع الفعل؛ لأنه كما ذكر الله انخنس فإذن غفل العبد عادة بالوسوسة. فجاء بناء اللفظين مطابقًا لمعنيهما.))
وصدق رحمه الله فالمؤمن دائم الذكرلله فلايستطيع الشيطان الاكل معه ولاالشرب ولادخول المنزل ولادخول الخلاءولايقربه حين نومه واستيقاظه ولايتسلط عليه حين الغضب لانه يستعيذبالله منه ولا يقربه حين معاشرته لاهله فهويحترز منه في كل وقت في الصباح والمساءبالاذكار الشرعيه
بخلاف العبد الغافل فهويشاركه في ذلك كله
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 09:03]ـ
(فمن لم يعذب شيطانه في هذه الدار بذكر الله وتوحيده وطاعته، عذبه شيطانه في الآخرة بعذاب النار، فلابد لكل أحد أن يعذب شيطانه أو يُعذبه شيطانه) ..
موعظة بليغة، تُذكر الغافل، وتُعلم الجاهل ..
جزاك الله خيرا أخي الفاضل ..
فما أبلغها من موعظة!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 06:06]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبوعبدالفتاح السلفي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 05:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذه الموعظة البليغة
وهذا يذكرني بمقولة: ((من لم تبك الدنيا عليه، لم تضحك الآخرة إليه))
وجزاك الله خيرا
محبكم في الله:
أبو عبد الفتاح
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 05:54]ـ
هل الشيطان الذي يُعَذِب ْ في الآخرة أم الله سبحانه؟ ربما كانت الجملة من المجاز لكن غريب خروجها ممن لا يقر بالمجاز!!!!!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 09:51]ـ
الاخ أبوعبدالفتاح السلفي بارك الله فيك ...
واقول احبك الله الذي احببتني من اجله
الاخ عبد الحكيم بن الأمين التقرتي بارك الله فيك
اظن كلام الامام ابن القيم رحمه الله واضح والمراد ان طاعتهم له سبب لدخولهم النار
كما قال الله عن فرعون واتباعه
((يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود))
وقال عن الشيطان ((إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير))
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 10:30]ـ
كلام الشيخ واضح يا أخي ابو محمد الغامدي انما اردت مداعبة الإخوة قليلا فقط
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Sep-2009, مساء 02:45]ـ
يرفع للفائدة
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[27 - Jan-2010, صباحاً 03:02]ـ
بارك الله فيك(/)
يا هذا إخلع ذاك الرداء عنك لا تضحك الناس عليك ... نصيحه عامة
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 03:12]ـ
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عداون إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد:
في الحقيقة هذه كلمات قليلات أردت بها النصح والارشاد والحذر من الوقع في الزلات
وكلمتي هذه أوجها إلى ذاك العضو المتكبر الذي نصب نفسه فقيها للمنتدى وحاكما وناقدا للإخوة والأخوات والمواضيع والمشاركات
لقد صبرنا عليه كثيرا وتحملنا منه كثيرا ولكن طفح الكيل!
إلى متى يا هذا تفعل ما تفعل؟ أما أن لك أن تتوب إلى ربك وتعد إلى رشدك!
لقد صرت مبغوضا من الاعضاء فعليك بخلع ذاك الرداء
فمن أنت؟!!
ومن تكون؟!!
إنما أنت تراب ابن ابي تراب!
من نصبك هذا المنصب حتى تصير حكما على كلامنا؟!
لا نمنعك من النصيحه
ولكن أهكذا تكون النصيحه؟!
فظاظة وغلظة!!
تعنيف وشدة!!
وكل ذلك يقرن بالجهل!! ما هذا ... إليك عنا
أتظن اننا معجبون بك وانت على ما أنت عليه!!
أتظن أن هناك من يفرح بسبك وشتمك
أم تظن أن هناك من يسعد بتهكمك وغمزك ولمزك
أم تظن أنك قد بلغت ... والغاية حصلت!
فإن كان هذا ظنك وذلك وَهمك فاعلم أنك أجهل الناس
تدعي علما ولا تزداد إلا جهلا
لقد أتعبت قلوبنا وعكرت صفو المودة بيننا
لا يسلم أحدنا من لسانك السليط فلسانك وسيف الحجاج سواء لبأس الشبيه
يا هذا ما نزع الرفق من شئ إلا شانه وما كان في شئ إلا زانه
وقد قال ربك لنبيك (?وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)
فاخلع ذاك الرداء عنك ولا تضحك الناس عليك
والله المستعان وعليه التكلان
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتبه
أبو زياد النعماني
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 04:14]ـ
إنها كلمات رنّانة ..
وهل من معتبر!
جزيت خيرا، وللخير وُفقت ..
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 04:25]ـ
جزاك الله خيرا كلام طيب كلنا يحتاجه
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 11:16]ـ
جزاك الله خيرا .. و اسال الله ان يهدينا الى الرفق في الامر كله .. وآخر الدواء الكيّ.
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 01:10]ـ
أخانا أبا الحارث أخانا صلاح أختنا النجديه
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم ونفع الله بكم
نسال الله ان يبصرنا بحقيقة الدين
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 01:14]ـ
لَقَد أَسمَعتَ لَو نادَيتَ حَيّاً وَلَكِن لا حَياةَ لِمَن تُنادي
وَلَو نار نفخت بِها أَضاءَت وَلَكن أَنتَ تَنفخ في رَماد
إلا من رحم ربي، بارك الله فيك يا أبازياد وكثَّر من أمثالك
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 10:08]ـ
على العموم هذا المجلس للمذاكرة والحوار فالذي يناقش فيه لا يقصد الفتيا .... أما من يأتي ويأخذ هذا الحوار على أنه فتوى! فماذا نفعل له! ضر نفسه! وكان عليه أن يسأل العلماء مباشرة! فلا يصلح أن نغلق باب الحوار والنقاش لأجل الخوف من فعل جاهل!
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 02:49]ـ
جزاك الله خيرا ابا الفداء الكريم وغفر الله لنا ولك
الاخ / الأخت: سماحه
بارك الله فيك نحن لا نريد أن نغلق باب النقاش والحوار ولكن هل هذا الباب لا يفتح إلا بالغمز واللمز والسب والشتم!!
هل لا يكون حوارا إلا بالتهكم بالاخرين والسخرية منهم
إن كنت ترى ذلك فـ ... !!!
والله المستعان
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 03:57]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[28 - Mar-2009, صباحاً 01:44]ـ
وفيك بارك الله أختنا الكريمة(/)
الستر ليس محمودا على كل حال، وليس مذموما على كل حال.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 03:57]ـ
عن أبي هريرة - رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم –: ((لا يَسْترُ عبدٌ عبدًا في الدنيا إلا سَترهُ الله يوم القيامة)) رواه مسلم.
الشرح:
قال المؤلف – رحمه الله تعالى – فيما نقله عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله تعالى يوم القيامة)).
الستر: يعني: الإخفاء، وقد سبق لنا أن الستر ليس محمودا على كل حال، وليس مذموما على كل حال، فهو نوعان:
النوع الأول: ستر محمود ويكون في حق الإنسان المستقيم الذي لم يعهد منه فاحشة، ولم يحدث منه عدوان إلا نادرا، فهذا ينبغي أن يُستر ويُنصح ويبين له أنه على خطأ، فهذا الستر محمود.
والنوع الثاني: ستر شخص مستهتر متهاون في الأمور معتد على عباد الله شرير، فهذا لا يُستر، بل المشروع أن يبين أمره لولاة الأمر حتى يردعوه عما هو عليه، وحتى يكون نكالا لغيره.
فالستر يتبع المصالح، فإذا كانت المصلحة في الستر فهو أولى، وإن كانت المصلحة في الكشف فهو أولى، وإن تردد الإنسان بين هذا وهذا فالستر أولى) انتهى كلامه.
انظر: (شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين)، لفضيلة الشيخ (محمد بن صالح العثيمين) – رحمه الله – الجزء (2) – الصفحة (12 – 13).
السلفية النجدية ..
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 03:09]ـ
بارك الله فيك قل من ينتبه لهذه الدقائق من الأمور كما أن العفو ليس محمودا على كل حال ومثل هذا كثير فياليت تجمعي لنا هذه الأمور في موضوع واحد ومواطن هذه الأمور كتب الأدب وأيضا شرح الشيخ ابن عثيمين على كتاب الأدب من بلوغ المرام ففيه الفوائد الكثيرة وأظنه لم يفرغ إلى الآن لكن الاشرطة موجودة.
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 10:08]ـ
جزاك المولى كل خير أخي
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 04:27]ـ
وفيك بارك الله أخي الفاضل (المسعودي) ..
وإن شاء الله سوف أحاول جمع ما طلبتَ مني وأرشدتني إليه ..
أرشدكم المولى لكل خير ..
أختي الغالية (قلبي مملكة):
وخيرا جزيتِ ..(/)
الترغيب والترهيب لعبد الله الوجل المنيب ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 04:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله الذي أرشدنا إلى فعل الخيرات ونهانا عن ارتكاب المنكرات وأنار لمن أطاعه بنور الإيمان وحبب إلى قلبه الباقيات الصالحات، كما نحمده سبحانه أن أرسل إلينا رسولا شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
قال الله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَراًّ ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ} الحديد 20.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها؛ إلا ذكر الله وما والاه، وعالما أو متعلما)) حسنه الألباني / مشكاة المصابيح / 5103.
فإن الدنيا حلوة خضرة وظل زائل، وإنها سجن المؤمن وجنة الكافر، فالكافر يرتع ويلهو ويلعب حتى يلقى الله عز وجل مسودّ الوجه من سوء أفعاله ونتن صحيفته وقد نسي كل نعيم الدنيا، أما المؤمن التقي الذي صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على أقدار الله، فهو والله من السعداء وإن كان في نظر الناس من الأشقياء.
وهذا الفضيل بن عياض - رحمه الله - يصور لنا شأن المؤمن في هذه الدار بقوله: ((المؤمن في الدنيا مهموم حزين، همه مرمة جهازه، ومن كان في الدنيا كذلك فلا هم له إلا التزود بما ينفعه عند العود إلى وطنه فلا ينافس أهل البلد الذين هو غريب بينهم في عزّهم، ولا يجزع من الذل عندهم)) جامع العلوم والحكم / 379.
وها هو رسول الله - عليه الصلاة والسلام - يذكر لنا حال أنعم أهل الدنيا من أهل النار وحال أشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيقول: ((يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم! هل رأيت خيرا قط؟! هل مر بك نعيم قط؟! فيقول: لا والله يارب، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم! هل رأيت بؤسا قط؟! هل مر بك شدة قط؟! فيقول: لا والله يارب، ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط)) رواه مسلم / المسند الصحيح / 2807.
فو الله الذي لا إله إلا هو إن الصدر يضيق واللسان لا يكاد ينطلق من عظم ما نرى ونسمع، فقد تهافت الناس على التي لا تسوى عند الله - جلّ جلاله - جناح بعوضة، فأخذوا يلهثون وراء شهواتهم وملذاتهم كأنهم فيها يُخلدون أو إلى أبد الآبدين يبقون، حتى نسوا الذي ما خلقوا إلا لأجله، فقد قال الله سبحانه: {وَما خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ * ما أريدُ مِنْهُم من رزْقٍ وَما أريدُ أنْ يُطْعِمُونِ} الذاريات 56 - 57!!
بل نسوا - أو قل إن شئت - تناسَوا أن وراءهم موت، برزخ، بعث، نشور، ومن ثم وقوف أمام الله الواحد القهار، وبعدها إما إلى جنة وإما إلى نار، لا خيار بينهما، فيا لسعادة من زحزح عن النار وأدخل الجنة وهذا وربي هو الفوز العظيم ..
أما آن لنا عباد الله أن نرجع إلى الله الواحد الأحد ونستغفره من جميع الذنوب والخطايا ونتوب إليه، فقال الله عز وجل: {أفَلا يَتُوبونَ إلى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ واللهُ غَفُورٌ رَحيمٌ} المائدة 47.
وقال سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ} الزمر 53.
فالله الله بالأعمال الصالحات من قبل أن يأتي هادم الملذات وأنتم منغمسون في الشهوات فتكونوا وحينها فات الفوات من أهل الندامة والحسرات.
إخواني وأخواتي في الله: قال الله في محكم التنزيل: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ المُؤْمِنِينَ} الذاريات 55 ..
فنرجو من الله الرحمن الرحيم أن نكون من المؤمنين والمؤمنات الصادقين والصادقات يذكر أحدنا الآخر ونتواصى بالبر والتقوى ومن العمل ما عليه ربنا يرضى ..
لذلك وددت أن أجمع لكم بعض آيات الترغيب والترهيب مع عرض تفسيرها من كتاب (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن) للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله تعالى -.
وأختم كلامي بقول الله جل في علاه: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} الزمر 23.
هذا وأسأل الله تعالى لي ولكم أن يجعلنا ممن هدى لا ممن ضل عن الصراط السوي، فنتزود في هذه الحياة الدنيا وإن خير الزاد التقوى، وأن يصلح لنا شؤوننا كلها ولا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، كما أسأله سبحانه أن يجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون إنه أرحم بعباده من الأم بولدها ..
والله الموفق ..
وكتبته: السلفية النجدية.
12 / شعبان / 1428 هـ.
25/ 8 / 2007 م.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 12:34]ـ
بارك الله فيكم على التذكير
أسال الله ان ينفعنا به
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 03:58]ـ
سورة البقرة:
* فضلها:
1 - روى أبو عبيد عن عبد الله بن مسعود قال: ((إن الشيطان يفر من البيت يسمع فيه سورة البقرة)) أخرجه أبو عبيد في " الفضائل " (ص 229)، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " (10800)، والدارمي (3379)، والحاكم (1/ 561، 2/ 260) موقوفا ومرفوعا، وصححه شيخنا الألباني - رحمه الله - موقوفا، وحسنه مرفوعا في " صحيح الترغيب " (1463).
2 - عن أبي أمامة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرؤوا القرآن، فإنه شافع لأصحابه يوم القيامة، اقرؤوا الزهراوين، البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فِرْقان من طير صواف يحاجّان عن أهلهما)) ثم قال: ((اقرؤوا البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة)) أخرجه مسلم (804).
الزهراوان: المنيران. والغيابة: ما أظلك من فوقك. والفِرْقُ: القطعة من الشيء. والصواف: المصطفة المتضامنة. والبطلة: السحرة. ومعنى " لا تستطيعها " أي: لا يمكنهم حفظها، وقيل: لا تستطيع النفوذ في قارئها، والله أعلم.
3 - روي عن أسيد بن حضير: ((بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة، وفرسه مربوط عنده، إذ جالت الفرس، فسكت فسكتت، فقرأ فجالت الفرس، فسكت وسكتت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبا منها، فأشفق أن تصيبه، فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (اقرأ يا ابن حضير، اقرأ يا ابن حضير). قال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى، وكان منها قريبا، فرفعت رأسي فانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء، فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال: (وتدري ما ذاك). قال: لا، قال: (تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها، لا تتوارى منهم)) أخرجه البخاري " الجامع الصحيح " (5018).
المرجع: مختصر ابن كثير رحمه الله ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[18 - Apr-2009, مساء 02:00]ـ
آمين ..
وفيكم بارك الله أخي الكريم الفاضل ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[18 - Apr-2009, مساء 02:04]ـ
{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)}.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــ
(23) وهذا دليل عقلي على صدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحة ما جاء به، فقال: {وإن كنتم} معشر المعاندين للرسول , الرادين دعوته , الزاعمين كذبه في شك واشتباه , مما نزلنا على عبدنا , هل هو حق أو غيره؟ فها هنا أمر نصف، فيه الفيصلة بينكم وبينه، وهو أنه بشر مثلكم , ليس بأفصحكم ولا بأعلمكم وأنتم تعرفونه منذ نشأ بينكم , لا يكتب ولا يقرأ، فأتاكم بكتاب زعم أنه من عند الله , وقلتم أنتم أنه تقوَّله وافتراه، فإن كان الأمر كما تقولون , فأتوا بسورة من مثله , واستعينوا بمن تقدرون عليه من أعوانكم وشهدائكم , فإن هذا أمر يسير عليكم، خصوصًا وأنتم أهل الفصاحة والخطابة , والعداوة العظيمة للرسول، فإن جئتم بسورة من مثله , فهو كما زعمتم , وإن لم تأتوا بسورة من مثله وعجزتم غاية العجز , ولن تأتوا بسورة من مثله، ولكن هذا التقييم على وجه الإنصاف والتنزل معكم، فهذا آية كبرى , ودليل واضح جلي على صدقه وصدق ما جاء به , فيتعين عليكم اتباعه , واتقاء النار التي بلغت في الحرارة العظيمة والشدة، أن كانت وقودها الناس والحجارة , ليست كنار الدنيا التي إنما تتقد بالحطب , وهذه النار الموصوفة معدة ومهيأة للكافرين بالله ورسله. فاحذروا الكفر برسوله , بعد ما تبين لكم أنه رسول الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
(24) وهذه الآية ونحوها يسمونها آيات التحدي , وهو تعجيز الخلق أن يأتوا بمثل هذا القرآن، قال تعالى {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}.
وكيف يقدر المخلوق من تراب , أن يكون كلامه ككلام رب الأرباب؟ أم كيف يقدر الناقص الفقير من كل الوجوه , أن يأتي بكلام ككلام الكامل , الذي له الكمال المطلق , والغنى الواسع من كل الوجوه؟ هذا ليس في الإمكان , ولا في قدرة الإنسان، وكل من له أدنى ذوق ومعرفة بأنواع الكلام , إذا وزن هذا القرآن العظيم بغيره من كلام البلغاء , ظهر له الفرق العظيم.
وفي قوله: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ} إلى آخره , دليل على أن الذي يرجى له الهداية من الضلالة: هو الشاك الحائر الذي لم يعرف الحق من الضلال، فهذا إذا بين له الحق فهو حري بالتوفيق إن كان صادقا في طلب الحق.
وأما المعاند الذي يعرف الحق ويتركه , فهذا لا يمكن رجوعه , لأنه ترك الحق بعد ما تبين له , لم يتركه عن جهل , فلا حيلة فيه.
وكذلك الشاك غير الصادق في طلب الحق , بل هو معرض غير مجتهد في طلبه , فهذا في الغالب أنه لا يوفق.
وفي وصف الرسول بالعبودية في هذا المقام العظيم , دليل على أن أعظم أوصافه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قيامه بالعبودية , التي لا يلحقه فيها أحد من الأولين والآخرين.
كما وصفه بالعبودية في مقام الإسراء، فقال: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} وفي مقام الإنزال، فقال: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ}.
وفي قوله: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} ونحوها من الآيات , دليل لمذهب أهل السنة والجماعة , أن الجنة والنار مخلوقتان خلافا للمعتزلة، وفيها أيضًا , أن الموحدين وإن ارتكبوا بعض الكبائر لا يخلدون في النار , لأنه قال: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} فلو كان عصاة الموحدين يخلدون فيها , لم تكن معدة للكافرين وحدهم، خلافا للخوارج والمعتزلة.
وفيها دلالة على أن العذاب مستحق بأسبابه , وهو الكفر , وأنواع المعاصي على اختلافها.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[18 - Apr-2009, مساء 02:05]ـ
ملحوظة: من باب الأمانة العلمية، فإن تفسير الشيخ (عبد الرحمن السعدي) - رحمه الله -، لم أنقله من الكتاب، بل نقلته من المكتبة الإسلامية من موقع (نداء الإيمان)؛ توفيرا للوقت ..
http://www.al-eman.com/islamlib/
والله نسأل التوفيق والسداد ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 09:34]ـ
{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)}.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
(25) لما ذكر جزاء الكافرين , ذكر جزاء المؤمنين , أهل الأعمال الصالحات , على طريقته تعالى في القرآن يجمع بين الترغيب والترهيب , ليكون العبد راغبا راهبا , خائفا راجيا فقال: {وَبَشِّرِ} أي: يا أيها الرسول ومن قام مقامه {الَّذِينَ آمَنُوا} بقلوبهم {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} بجوارحهم , فصدقوا إيمانهم بأعمالهم الصالحة.
ووصفت أعمال الخير بالصالحات , لأن بها تصلح أحوال العبد , وأمور دينه ودنياه , وحياته الدنيوية والأخروية , ويزول بها عنه فساد الأحوال , فيكون بذلك من الصالحين , الذين يصلحون لمجاورة الرحمن في جنته.
فبشرهم {أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ} أي: بساتين جامعة من الأشجار العجيبة , والثمار الأنيقة , والظل المديد , والأغصان والأفنان وبذلك صارت جنة يجتن بها داخلها , وينعم فيها ساكنها.
{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} أي: أنهار الماء , واللبن , والعسل , والخمر، يفجرونها كيف شاءوا , ويصرفونها أين أرادوا , وتشرب منها تلك الأشجار فتنبت أصناف الثمار.
(يُتْبَعُ)
(/)
{كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ} أي: هذا من جنسه , وعلى وصفه , كلها متشابهة في الحسن واللذة، ليس فيها ثمرة خاصة , وليس لهم وقت خال من اللذة , فهم دائما متلذذون بأكلها.
وقوله: {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا} قيل: متشابها في الاسم , مختلف الطعوم وقيل: متشابها في اللون , مختلفا في الاسم، وقيل: يشبه بعضه بعضًا , في الحسن , واللذة , والفكاهة , ولعل هذا الصحيح.
ثم لما ذكر مسكنهم , وأقواتهم من الطعام والشراب وفواكههم , ذكر أزواجهم , فوصفهن بأكمل وصف وأوجزه , وأوضحه فقال: {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} فلم يقل: " مطهرة من العيب الفلاني " ليشمل جميع أنواع التطهير، فهن مطهرات الأخلاق , مطهرات الخلق , مطهرات اللسان , مطهرات الأبصار، فأخلاقهن , أنهن عرب متحببات إلى أزواجهن بالخلق الحسن , وحسن التبعل , والأدب القولي والفعلي , ومطهر خلقهن من الحيض والنفاس والمني , والبول والغائط , والمخاط والبصاق , والرائحة الكريهة، ومطهرات الخلق أيضًا , بكمال الجمال , فليس فيهن عيب , ولا دمامة خلق , بل هن خيرات حسان , مطهرات اللسان والطرف، قاصرات طرفهن على أزواجهن , وقاصرات ألسنتهن عن كل كلام قبيح.
ففي هذه الآية الكريمة , ذكر المبشِّر والمبشَّر , والمبشَّرُ به , والسبب الموصل لهذه البشارة، فالمبشِّر: هو الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن قام مقامه من أمته، والمبشَّر: هم المؤمنون العاملون الصالحات، والمبشَّر به: هي الجنات الموصوفات بتلك الصفات، والسبب الموصل لذلك , هو الإيمان والعمل الصالح، فلا سبيل إلى الوصول إلى هذه البشارة , إلا بهما، وهذا أعظم بشارة حاصلة , على يد أفضل الخلق , بأفضل الأسباب.
وفيه استحباب بشارة المؤمنين , وتنشيطهم على الأعمال بذكر جزائها وثمراتها، فإنها بذلك تخف وتسهل، وأعظم بشرى حاصلة للإنسان , توفيقه للإيمان والعمل الصالح، فذلك أول البشارة وأصلها، ومن بعده البشرى عند الموت، ومن بعده الوصول إلى هذا النعيم المقيم، نسأل الله أن يجعلنا منهم.
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 10:09]ـ
جزاكم الله خيرا أخية ووفقكم المولى
ـ[علي الزيود]ــــــــ[12 - May-2009, صباحاً 10:09]ـ
بارك الله فيك
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 07:40]ـ
الله يرضى عنك يا أُخية،،
وفقكِ المولى وحماكِ ..(/)
معنيا (_ اللهم _)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 07:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد.
فكلمة اللهم لها معنيان:
1_ بمعنى اللهم استجب (مثال) _ اللهم اغفر لي _ اللهم ارحمني _)
2_ الإستثناء النادر (مثال) _ والله لا أذهب إلى قريبي اللهم إلا ما اعتذر _
هناك أمثلة كثيرة ومن يقرأ للشيخ ابن عثيمين يجد أنها يستخدمها وغيره من العلماء
وعلى هذا فقِس ........
فقط أحببت أن أنبه وأنوه عليها ..
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 05:25]ـ
للرفع
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 05:22]ـ
للرفع
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 05:36]ـ
قال الحافظ العيني في عمدة القاري (2/ 21) في شرح حديث ضمام بن ثعلبة عند الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم (اللهم نعم): ((اللهم تستعمل على ثلاثة أنحاء:
الأول للنداء المحض وهو ظاهر.
والثاني للإيذان بندرة المستثنى كما يقال اللهم إلاَّ أن يكون كذا.
والثالث البدل على تيقن المجيب في الجواب المقترن هو به كقولك لمن قال أزيد قائم اللهم نعم أو اللهم لا كأنه يناديه تعالى مستشهداً على ما قاله من الجواب)).
وفي المعجم الوسيط (1/ 25): ((اللهم كلمة تستعمل في النداء مثل يا الله و قد تجيء بعدها إلا فتكون للإيذان بندرة المستثنى مثل اللهم إلا أن يكون كذا أو للدلالة على تيقن المجيب للجواب المقترن به مثل اللهم نعم)).
وفي تحفة الأحوذي (10/ 131) ((قال المطرزي قد يؤتي باللهم قبل إلا إذا كان المستثنى عزيزا نادرا وكان قصدهم بذلك الاستظهار بمشيئة الله تعالى في إثبات كونه ووجوده إيماء إلى أنه بلغ من الندور حد الشذوذ وقبل كلمتي الحجد والتصديق في جواب المستفهم كقوله اللهم لا ونعم))
ونقل هذا السيوطي بعبارة أخرى، قال في الهمع (2/ 64) ((قال المطرزي في شرح المقامات وقد يستعمل اللهم لغير النداء تمكينا للجواب ومنه الحديث اللهم أرسلك قال اللهم نعم ودليلا على الندرة كقول العلماء لا يجوز أكل الميتة اللهم إلا أن يضطر فيجوز))
وقد استعمل هذه العبارة كثير من أئمة اللغة المحتج بما تواردوا عليه مما لم يخالف أصلا من أصول اللغة، كالأزهري (ت 370) كما في تهذيب اللغة (1/ 34، 7/ 8،11/ 282) وابن جني (ت 392) كما في الخصائص (1/ 254) وغيرها، وابن سيده (ت 458) كما في (1/ 95، 364) وغيرها، ومن المتأخرين ابن هشام في مواضع كثيرة من المغني، وابن منظور في أكثر من موضع في اللسان (ناقلا وقائلا)، والزبيدي في تاج العروس كذلك
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[28 - Mar-2009, صباحاً 12:09]ـ
جزاك الله خيرا
فائدة جميلة
بارك الله فيك
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 10:54]ـ
جزاك الله خيرا أخي ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 08:15]ـ
واياك ..(/)
منهج السلف في التحرز من الوقوع في البدع
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 12:01]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
منهج السلف في التحرز من الوقوع في البدع
لقد كان للسلف رحمهم الله منهج واضح في التحرز من الوقوع في البدع والضلالات، وذلك من خلال موقفهم من البدع والمبتدعة، وذلك من خلال عدة طرق منها:
الطريقة الأولى: حثهم رضي الله عنهم الأمة على التمسك بالكتاب والسنة وعقيدة السلف:
لقد وردت أقوال كثيرة عن السلف في هذا الباب، فمن أقوالهم رضي الله عنهم في الحث على التمسك بالكتاب والسنة واتباع مذهب السلف:
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:"إتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم كل ضلالة" [البدع لأبن وضاح (37)]
وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه:"إتبعوا سبلنا ولئن اتبعتمونا لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن خالفتمونا لقد ضللتم ضلالا بعيدا" [البدع لأبن وضاح (38)]
وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله:"فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم فإنهم السابقون وإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، ... فما دونهم مقصر وما فوقهم محصر، لقد قصر أقوام دونهم فجفوا، وطمح عنهم أخرون فغلوا، إنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم"ل [البدع لأبن وضاح (66)]
الطريقة الثانية: ذمهم للبدع والمبتدعة:
للسلف رضي الله عنهم أقوال كثيرة في ذم البدعة والمبتدعة، وطرقا فمن ذلك:
1) -جعلهم البدع أعظم الذنوب التي عصي الله بها بعد الشرك:
قال الإمام الشافعي رحمه الله:"لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك أحب إلي من أن يلقاه بشيء من الأهواء" [عقيدة أصحاب الحديث للصابوني (69)]
وعن أبي بكر بنة عياش قال: كان عندنا فتى يقتل ويشرب وذكر أشياء من الفسق ثم إنه تقرأ-أي قرأ للشيعة- فدخل في التشيع، فسمعت حبيب بن أبي ثابت وهو يقول:"لأنت يوم كنت تقتل وتفعل ما تفعل خير منك اليوم" [البدع لأبن وضاح (77)]
فهم رحمهم الله جعلوا الوقوع في البدع أعظم ذنب بعد الشرك
2) -إظهارهم البدع وأهلها في شر الصور واخسها:
قال إدريس الخولاني:"لأن أسمع بناحية المسجد بنار تحترق احب إلي من أن أسمع فيه ببدعة ليس لها مغير، وما أحدثت امة في دينها بدعة إلا رفع الله بها عنهم سنة" [البدع لأبن وضاح (78)]
وقال أبو الجوزاء رحمه الله:"لأن يجاورني القردة والخنازير أحب إلي من أن يجاورني أحد منهم-يعني أصحاب البدع". [شرح إعتفاد أهل السنة للالكائي (1/ 131)].
الطريقة الثالثة: سد الذرائع الموصلة إلى البدعة:
من حرص السلف رضي الله عنهم على صيانة عقائد المسلمين من البدع قطع كل وسيلة أو سبب يوصل إلى البدعهة والوقوع فيها ومن امثلة ذلك:
قال محمد بن وضاح المالكي:"سمعت عيسى بن يونس مفتي اهل طرسوس يقول: أمر عنمر بن الخطاب رضي الله عنه بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم، فقطعها لن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها فخاف عليهم الفتنة" [البدع لأبن وضاح (88)]
الطريقة الرابعة: معاقبة المبتدعة لما هم عليه من البدع:
لقد اتخذ السلف رضي الله عنهم بعض العقوبات ضد اهل البدع وهذه العقوبات لم يتخذها السلف لذات العقوبة وإنما لحكم منها:
1: لعل المبتدع يرجع عندما يرى نفسه منبوذ عند المسلمين.
2 - فإن لم يرجع فلعلها تكون كفيلة بحصر شر بدعته عليه فلا يتأثر بها غيره من المسلمين.
ومن هذه العقوبات التي إتخذها السلف:
1) -النهي عن مجالستهم: فعن الحسن البصري رحمه الله انه قال:"لا تجالس صاحب بدعة فإنه يمرض قلبك" [البدع لأبن وضاح90]
وعن أبي قلابة رحمه الله انه قال:"لا تجالسوا اهل الأهواء ولا تجادلوهم فغني لا آمن ان يغمسوكم في ضلالتهم او يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون" [البد لأبن وضاح (99)]
2) -منع المبتدعة من الكلام في بدعهم: قال أبو أيوب رحمه الله لرجل من اهل الهواء يريد ان يساله عن كلمة:"لا ولا نصف كلمة، مرتين يشير باصبعه" [اللالكائي1/ 141]
وذكر المليطي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله منع غيلان الدمشقي عن الكلام في القدر وقال له عمر:"والله لئن بلغني انك تكلمت في شىء منه لأجعلنك للناس او للعالمين نكالا، فلم يتكلم في شىء حتى مات عمر، فلما مات عمر سال فيه سيل الماء او سيل البحر" [التنبيه للملطي (178)]
3) -عدم قبول شهادتهم: ومن ذلك رد شريك بن عبد الله القاضي رحمه الله شهادة حماد بن أبي حنيفة، فقال شريك:"لا أقبل شهادتك؟ قال حماد لما ترد شهادتي؟ فقال أما إني لا اطعن عليك في بطن ولا فرج ولكن متى تدع الخصومة في الدين أجزت شهادتك" [عقيدة ظاصحاب الحديث (31)].
4) -ضربهم: ومن ذلك ضرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لصبيغ بن عسل الغطفاني، كما في ذم الكلام للهروي (4/ 242).
5) - قتلهم إن لم يندفع أذاهم وشرهم إلا بذلك: ومن أكبر المثلة على ذلك واعظمها قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخوارج وغحراقه للسبئية. انظر [الإعتصام (1/ 176)].
ومن امثلة ذلك قتل خالد بن عبد الله القسري الجعد بن درهم، فقال فيما رواه عنه الدارمي"يا أيها الناس ارجعوا فضحوا تقبل الله منا ومنكم فإني مضح بالجعد بن درهم الذي يقول لم يتخذ الله إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليمانثم نزل فذبحه" [الرد على الجهمية 209].
6) -ترك الصلاة عليهم: ومنه ما قاله بعض السلف رضي الله عنهم:
فعن إبن عباس رضي الله عنهما انق ذكر القدرية فقال:"أولئك شرار هذه المة لا تعودو مرضاهم ولا تصلوا على موتاهم" [اللالكائي 2/ 643].
وعن الإمام مالك رحمه الله ةفي القدرية والإباضية:"لا يصلى على موتاهم ولا تتبع جنائزهم ولا تعاد مرضاهم" [المدونة1/ 182].
إلى غير ذلك من العقوبات التي اتخذها السلف ضد المبتدعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 08:57]ـ
نسأل الله تعالى أن يحيينا على الكتاب والسنة ويميتنا عليهما، وأن نكون دوما من المتبعين للسنة، المبغضين للبدعة ..
جزاك الله خيرا أخي المحترم ..
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 09:47]ـ
موضوعك أخي الكريم من أهم المواضيع التي ينبغي بحثها وتطبيقها
وهو يحتاج إلى مزيد دراسة وبيان
ويجب على جميع المؤسسات الاجتماعية والأكاديمية والإعلامية والتربوية والبحثية أن تهتم بموضوعك وتضع له الأولوية
فجزاك الله كل خير
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 05:03]ـ
بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير ونفع بكم
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 09:07]ـ
جزيت خيرا وبارك الله فيك .. وجعلنا الله من المتشبثين بالكتاب والسنه والمطهر
موفق
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 03:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ... هذا التحذير قد عرفناه وهو مهم جدا ولكن الاهم هو معرفة حقيقة البدع واحكامها واقسامها وقواعدها وأحسن مه رأيت ممن الف في ذلك من المعاصرين كتاب حقيقة البدعق واحكامها للغامدي وهي دراسة نال بها درجة الدكتورة وكذلك كتاب موقف اهل السنة من اهل البدع للشيخ سليمان الرحيلي وكذلك كتاب قواعد في معرفة البدع للجيزاني صاحب كتاب معالم اصول الفقه عند اهل السنة نسأل الله ان يعصمنا من البدع ويميتنا على السنن
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[01 - Apr-2009, مساء 12:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ... هذا التحذير قد عرفناه وهو مهم جدا ولكن الاهم هو معرفة حقيقة البدع واحكامها واقسامها وقواعدها وأحسن مه رأيت ممن الف في ذلك من المعاصرين كتاب حقيقة البدعق واحكامها للغامدي وهي دراسة نال بها درجة الدكتورة وكذلك كتاب موقف اهل السنة من اهل البدع للشيخ سليمان الرحيلي وكذلك كتاب قواعد في معرفة البدع للجيزاني صاحب كتاب معالم اصول الفقه عند اهل السنة نسأل الله ان يعصمنا من البدع ويميتنا على السنن
بارك الله فيك اخي
صدقت فنحن لانعرف حقيقة البدعة وكل ماذكرت ونحكم على الناس
لكن أسلوبك يوحي بأن في نفسك شيءوخاصة في قولك "عرفناه"
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[17 - Jul-2009, مساء 01:15]ـ
وكذلك كتاب موقف اهل السنة من اهل البدع للشيخ سليمان الرحيلي
أخطأتَ - عفا الله عنك - فكتاب (موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع) هو للشيخ إبراهيم بن عامر الرحيلي، وجزى الله كاتب الموضوع خيرًا.(/)
الموضوع الأول: فى الخطبة والزواج
ـ[السعيد شويل]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 12:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الزواج
**********
يقول الله جل علاه
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً)
ففى الزواج والمصاهرة: آية محكمة .. وسنة متبعة .. و أثر مستفيض
وبر للقريب .. وتقريب للبعيد .. وتأليف للقلوب .. وتشبيك للحقوق .. وتكثير
للعدد فى الولد لنوائب الدهر وحوادث الأمور
****
لا يرغب من دونه اللبيب .. ولا يسارع له إلا الموفق المصيب
****
وأولى الناس بالله:
من اتبع أمره .. وأنفذ حكمه .. وأمضى قضاءه .. ورجا جزاءه
****
فالله سبحانه وتعالى خلقنا من نفس واحدة .. هى: سيدنا آدم عليه
السلام
ومن هذه النفس قد خلق الله: جميع خلق الله
****
فخلق الله منها أمنا حواء: فأصبح هناك ذكرا وأنثى
****
وبسكنى الذكر والأنثى نشأت المودة والرحمة ثم أتت الرغبة
****
ومن الرغبة نزل الماء الدافق الذى يخرج من بين الصلب والترائب
****
ومن الماء الدافق نتج الحمل فحملته الأنثى وتحملته فى رحمها بأمر ربها
(فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً)
**
ومن الحمل: جاء التناسل
****
ومن التناسل: جاء التزاوج
****
ومن التزاوج: جاءت الذرية والسلالة
(بَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً)
****
ومن الذرية والسلالة: كان هذا العالم: عالم البشر أجمعين
يقول العلى العظيم
(أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ)
*****
(جَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ)
*****
والتزاوج: شرع لسكنى الرجل بالمرأة ولحفظ النسل وبقاء النوع وتعمير
الأرض ليخلف بعضنا بعضا
فنستخلف من كان قبلنا ويستخلفنا من سيأتى بعدنا
فيخلف هذا ذاك ويخلف ذاك هاك
وهكذا حتى يوم التلاق والمساق
******
والزواج هو النكاح
ويبدأ الزواج أو النكاح بالخطبة
******
والخطبة:
يجب أن تكون بعد رؤية الخاطبين بعضهما البعض ولكن دون خلوة
و تكون هذه الرؤية على سبيل القطع أو الظن الراجح
لما ورد فى الخبر: أن المغيرة بن شعبة حينما خطب امرأة
سأله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنظرت إليها؟ قال: لا
فقال صلى الله عليه وسلم: أنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما
******
يقول الله جل علاه
(وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي
أَنفُسِكُمْ
عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً
مَّعْرُوفاً)
ويقول سبحانه وتعالى
(هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ)
*****
وفى الخطبة:
لا تنكح ابنتك إلا الأتقياء فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها أنصفها
*****
وعلى الرجل أن يشرح حاله للمرأة التى يريد زواجها حتى يكون هناك
بصيرة من أمره ويقين من حاله
*****
وعلى المرء فى خطبته:
أن لا يقدم على امرأة معتدة من طلاق رجعى
لأن الزوجية بينها وبين مطلقها لا زالت قائمة حقيقة أو حكما
**
ولا على المطلقة طلاقا بائنا (بينونة صغرى أو بينونة كبرى)
ولا على من توفى عنها زوجها
**
فلا يجوز له ذلك إطلاقا لا تصريحا ولا تعريضا: إلا بعد أن يبلغ الكتاب أجله
يقول الله جل علاه
(وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ)
*****
وبلوغ الكتاب أجله يكون:
بالنسبة لمن توفى عنها زوجها:
إن كانت حاملا .. فبوضع الحمل لقوله تعالى
(وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ)
وإن كانت حائلا .. فبمضى أربعة أشهر وعشرا
لقوله سبحانه وتعالى
(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً
فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)
****
وبالنسبة للمطلقات طلاقا رجعيا:
فالنساء اللاتي انقطع عنهنَّ دم الحيض لكبر سنهنَّ: أجلهن ثلاثة أشهر
لقول الله جل علاه
(وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ
فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ)
****
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هن من ذواتى الحيض .. فأجلهن ثلاثة قروء
لقول الله جل علاه
(وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ)
****
ومن ملك جارية أو أمة:
سواء ملكها بإرث أو شراء أو هبة أو وصية أو سبى
أو عادت إليه بعد بيعها لعيب أو للتخالف أو للفسخ او للرجوع فى الهبة
فيلزمه الإستبراء
والإستبراء: هو التربص الواجب بسبب ملك اليمين وهو مقدر بأقل ما
يدل على البراءة دون عدة وهو الوارد
فى الخبر عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فى سبايا
أوطاس
فى قوله صلى الله عليه وسلم
(لا توطأ حامل حتى تضع ولا غير ذات حمل حتى تحيض حيضة)
سواء كانت صغيرة أم كبيرة .. حائلا أو حاملا .. بكرا أو ثيبا .. تملكها من
رجل أو من
امرأة .. وسواء كانت مستبرأة من قبل أم لا
*******
هذا هو بلوغ الكتاب أجله
*******
ولايجوز للمرء أيضا أن يقدم على خطبة امرأة قد خطبها غيره
لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
(لا يبع أحدكم على بيع أخيه ولا يخطب أحدكم على خطبة أخيه)
*****
وإذا ماعدل أى من الخاطبين عن الخطبة
فالضرر الذى ينشأ عن العدول إن كان للعادل دخل فيه فيكون ملزما
بالضمان
وإلا .. فلا
فالقاعدة الشرعية دالة على ذلك
فقد ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
(لا ضرر ولا ضرار)
****
أما لو كان الخاطب قد قدم مهرا
فله أن يسترده من الطرف الآخر إن كان قائما أو يسترد مثله أو قيمته إن
كان هالكا لأن المهر لا يجب إلا بالعقد
****
وقد قيل أن الأمر بالزواج فى قول الله سبحانه وتعالى
(وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ
إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
قيل: أنه للوجوب
وقيل: أنه للندب احتجاجا بحديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من استطاع منكم الباءة فليتزوج)
****
وعموما:
فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ولا يكلف الله نفسا إلا ما أتاها
فالمرء فى هذا الأمر حسيب نفسه
وسبحانه وتعالى هو علام الغيوب والمطلع على أسرار وخفايا القلوب
****
وقد أباح الله سبحانه وتعالى التعدد فى الزوجات إلى أربع:
(اثنتين وثلاثا وأربعا) فقال الله جل علاه
(فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ)
****
إلا أن تلك الإباحة ليست مطلقة
لأنه لما كان فى تعدد الزوجات
من كثرة الإنجاب .. ومن كثرة الإنفاق .. ومن الخوف من عدم القيام
بالواجبات والحقوق
الزوجية المكلف بها المرء .. والخوف من عدم القيام بالواجبات والحقوق
اللازمة لمن
يعولهم من الأولاد .. ومن ... ومن ... ومن ...
**
فعلى المرء هنا: إن خشى ألا يقيم العدل والإحسان وحسن المعاملة
فيما بينهن فعليه أن لا
يزيد على زوجة واحدة لقول الله سبحانه وتعالى
(فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ)
*****
وقد بين الله سبحانه وتعالى
أنه لن يستطيع أى من العباد إقامة العدل بين الزوجات حتى ولو بذلوا كل
ما فى وسعهم ..
أوفعلوا كل ما فى مقدرتهم
فقال سبحانه وتعالى
(وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ)
لذا:
أمرنا الله جل علاه
ألا نميل الميل الكامل لزوجة دون أخرى أو لهذه دون تلك
وليكن من المرء الصلاح والتقوى بقدر استطاعته وقدرته
يقول سبحانه وتعالى
(فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ
كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً)
فلا نترك أى واحدة منهن كما لو كانت دون زوج .. لا هى متزوجة
ولا هي مطلقة
****
وكذلك الأمر بالنسبة للأولاد
*****
واعلم أن الله سبحانه وتعالى هو الحسيب والرقيب وهو على كل شىء شهيد
****************************** ******************** ****************************** ***************
سعيد شويل(/)
لا تغتر بنسبك فالأمر أعظم من ذلك. .
ـ[ابو نصار]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 12:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأصمعي والإمام زين العابدين عليه السلام
قال الأصمعي: بينما أنا أطوف بالبيت ذات ليلة إذ رأيت شابًا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول:
يا من يجيب المضطر في الظلم ... يا كاشف الضر و البلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا ... وأنت يا حي يا قيوم لم تنم
أدعوك ربي حزينًا هائمًا قلقًا ... فارحم بكائي بحق البيت والحرم
إن كان جودك لا يرجوه ذو سفه ... فمن يجود على العاصين بالكرم
ثم بكى بكاءً شديدًا و أنشد يقول:
ألا أيها المقصود في كل حاجتي ... شكوت إليك الضّر فارحم شكايتي
ألا يا رجائي أنت تكشف كربتي ... فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتي
أتيت بأعمال قباح رديئة ... وما في الورى عبد جنى كجنايتي
أتحرقني بالنار يا غاية المنى ... فأين رجائي ثم أين مخافتي
يقول الأصمعي: فدنوت منه .. فإذا هو زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سلام الله عليهم أجمعين .. فقلت له: سيدي ما هذا البكاء والجزع؟!! .. وأنت من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة؟!! .. أليس الله تعالى يقول: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرًا}؟!!
فقال عليه السلام: " هيهات هيهات يا أصمعي إن الله خلق الجنة لمن أطاعه .. ولو كان عبدًا حبشيًا ... وخلق النار لمن عصاه ولو كان حرًا قرشيًا .. أليس الله تعالى يقول: {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون o فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون o ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم فى جهنم خالدون} ".
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 02:04]ـ
الله المستعان
والله ياأخي كنت ابحث عن من قال هذا الكلام ... فكأن الله الهمني ان أقرأ هذا الموضوع
بوركت وجزيت خير الجزاء
يا من يجيب المضطر في الظلم ... يا كاشف الضر و البلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا ... وأنت يا حي يا قيوم لم تنم
أدعوك ربي حزينًا هائمًا قلقًا ... فارحم بكائي بحق البيت والحرم
إن كان جودك لا يرجوه ذو سفه ... فمن يجود على العاصين بالكرم
ثم بكى بكاءً شديدًا و أنشد يقول:
ألا أيها المقصود في كل حاجتي ... شكوت إليك الضّر فارحم شكايتي
ألا يا رجائي أنت تكشف كربتي ... فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتي
أتيت بأعمال قباح رديئة ... وما في الورى عبد جنى كجنايتي
أتحرقني بالنار يا غاية المنى ... فأين رجائي ثم أين مخافتي
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 05:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبا نصار:
وددت أن أطرح سؤالا:
أيجوز أن نقول زين العابدين عليه السلام (ولفظة عليهم السلام جميعا)؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
لا أعلم ولكن هو مجرد سؤال!!! ألا تختص هذه الجملة بالأنبياء فقط؟؟؟!!!
أرجوكم هل من مجيب
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 06:40]ـ
السلام عليك ايها النبي و رحمه الله و بركاته السلام علينا و على عباد الله الصالحين
اللهم صلي على محمد و على آل محمد
ـ[ابو نصار]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 09:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبا نصار:
وددت أن أطرح سؤالا:
أيجوز أن نقول زين العابدين عليه السلام (ولفظة عليهم السلام جميعا)؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
لا أعلم ولكن هو مجرد سؤال!!! ألا تختص هذه الجملة بالأنبياء فقط؟؟؟!!!
أرجوكم هل من مجيب
حكم الصلاة والسلام على غير الأنبياء
ما حكم القول عليه السلام للصحابي؟
الحمد لله
استعمال لفظ " عليه السلام " لغير الأنبياء، فيه خلاف بين أهل العلم، ملحق بخلافهم في الصلاة عليه انفرادا، والراجح جوازه إذا فعل أحيانا، ولم يتخذ شعارا، يخص به صحابي عمن هو أفضل منه.
وقد بسط ابن القيم رحمه الله الكلام على هذه المسألة في كتابه: "جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، ونسب القول بالكراهة إلى ابن عباس وطاووس وعمر بن عبد العزيز وأبي حنيفة ومالك وسفيان بن عيينة وسفيان الثوري وأصحاب الشافعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونسب القول بالجواز – نقلا عن القاضي أبي يعلى – إلى: الحسن البصري وخصيف ومجاهد ومقاتل بن سليمان ومقاتل بن حيان وكثير من أهل التفسير. قال وهو قول الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه وأبي ثور ومحمد بن جرير الطبري.
وساق للمانعين عشرة أدلة، وللمجيزين أربعة عشر دليلا، وانتهى إلى قوله: " وفصل الخطاب في هذه المسألة أن الصلاة على غير النبي إما أن يكون آله وأزواجه وذريته أو غيرهم، فإن كان الأول، فالصلاة عليهم مشروعة مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وجائزة مفردة.
وأما الثاني: فإن كان الملائكة وأهل الطاعة عموما الذين يدخل فيهم الأنبياء وغيرهم جاز ذلك أيضا، فيقال اللهم صل على ملائكتك المقربين وأهل طاعتك أجمعين.
وإن كان شخصا معينا أو طائفة معينة كُره أن يتخذ الصلاة عليه شعاراً لا يخل به، ولو قيل بتحريمه لكان له وجه، ولا سيما إذا جعلها شعارا له ومنع منها نظيره أو من هو خير منه، وهذا كما تفعل الرافضة بعلي رضي الله عنه، فإنهم حيث ذكروه قالوا عليه الصلاة والسلام ولا يقولون ذلك فيمن هو خير منه، فهذا ممنوع، لا سيما إذا اتخذ شعارا لا يخل به، فتركه حينئذ متعين.
وأما إن صلى عليه أحيانا بحيث لا يجعل ذلك شعارا كما صلي على دافع الزكاة، وكما قال ابن عمر: للميت صلى الله عليه، وكما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على المرأة وزوجها، وكما روي عن علي مِن صلاته على عمر، فهذا لا بأس به، وبهذا التفصيل تتفق الأدلة وينكشف وجه الصواب، والله الموفق " انتهى من "جلاء الأفهام" ص (465 - 482).
وقال ابن كثير رحمه الله بعد ذكر الخلاف ملخصا هذا الخلاف: " وأما الصلاة على غير الأنبياء، فإن كانت على سبيل التبعية كما تقدم في الحديث: (اللهم، صل على محمد وآله وأزواجه وذريته)، فهذا جائز بالإجماع، وإنما وقع النزاع فيما إذا أفرد غير الأنبياء بالصلاة عليهم.
فقال قائلون: يجوز ذلك، واحتجوا بقوله: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ)، وبقوله: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ)، وبقوله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ)، وبحديث عبد الله بن أبي أوْفَى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: (اللهم صل عليهم) وأتاه أبي بصدقته فقال: (اللهم صل على آل أبي أوفى). أخرجاه في الصحيحين. وبحديث جابر: أن امرأته قالت: يا رسول الله، صل عَلَيَّ وعلى زوجي. فقال: (صلى الله عليكِ وعلى زوجك).
وقال الجمهور من العلماء: لا يجوز إفراد غير الأنبياء بالصلاة؛ لأن هذا قد صار شعارا للأنبياء إذا ذكروا، فلا يلحق بهم غيرهم، فلا يقال: قال أبو بكر صلى الله عليه. أوقال: علي صلى الله عليه، وإن كان المعنى صحيحا، كما لا يقال: قال محمد عز وجل، وإن كان عزيزا جليلا؛ لأن هذا من شعار ذكر الله، عز وجل. وحملوا ما ورد في ذلك من الكتاب والسنة على الدعاء لهم؛ ولهذا لم يثبت شعارا لآل أبي أوفى، ولا لجابر وامرأته، وهذا مسلك حسن.
وقال آخرون: لا يجوز ذلك؛ لأن الصلاة على غير الأنبياء قد صارت من شعار أهل الأهواء، يصلون على من يعتقدون فيهم، فلا يقتدى بهم في ذلك، والله أعلم.
ثم اختلف المانعون من ذلك: هل هو من باب التحريم، أو الكراهة التنزيهية، أو خلاف الأولى؟ على ثلاثة أقوال، حكاه الشيخ أبو زكريا النووي في كتاب الأذكار، ثم قال: والصحيح الذي عليه الأكثرون أنه مكروه كراهة تنزيه؛ لأنه شعار أهل البدع، وقد نهينا عن شعارهم، والمكروه هو ما ورد فيه نهي مقصود. قال أصحابنا: والمعتمد في ذلك أن الصلاة صارت مخصوصة في اللسان بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، كما أن قولنا: "عز وجل"، مخصوص بالله سبحانه وتعالى، فكما لا يقال: "محمد عز وجل"، وإن كان عزيزا جليلا لا يقال: "أبو بكر -أو: علي -صلى الله عليه". هذا لفظه بحروفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال [أي النووي]: وأما السلام فقال الشيخ أبو محمد الجُوَيني من أصحابنا: هو في معنى الصلاة، فلا يستعمل في الغائب، ولا يفرد به غير الأنبياء، فلا يقال: "علي عليه السلام"، وسواء في هذا الأحياء والأموات، وأما الحاضر فيخاطب به، فيقال: سلام عليكم، أو سلام عليك، أو السلام عليك أو عليكم. وهذا مجمع عليه. انتهى ما ذكره.
قلت: وقد غلب هذا في عبارة كثير من النساخ للكتب، أن يفرد علي رضي الله عنه بأن يقال: "عليه السلام"، من دون سائر الصحابة، أو: "كرم الله وجهه" وهذا وإن كان معناه صحيحا، لكن ينبغي أن يُسَاوى بين الصحابة في ذلك؛ فإن هذا من باب التعظيم والتكريم، فالشيخان وأمير المؤمنين عثمان أولى بذلك منه، رضي الله عنهم أجمعين " انتهى من "تفسير ابن كثير" لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب/56.
وقال السفاريني: " هل السلام كالصلاة خلافا ومذهبا أو ليس إلا الإباحة فيجوز أن يقول السلام على فلان وفلان عليه السلام؟
أما مذهبنا [أي الحنبلي] فقد علمت جوازه من جواز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم استقلالا بالأولى. وأما الشافعية فكرهه منهم أبو محمد الجويني فمنع أن يقال فلان عليه السلام. وفرق آخرون بينه وبين الصلاة، فقالوا: السلام يشرع في حق كل مؤمن حي وميت حاضر وغائب , فإنك تقول بلغ فلانا مني السلام , وهو تحية أهل الإسلام بخلاف الصلاة فإنها من حقوق الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا يقول المصلي: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين " انتهى من "غذاء الألباب" (1/ 33).
وينظر: الأذكار للنووي ص 274، مطالب أولي النهى (1/ 461)، الفتاوى الكبرى لابن تيمية (2/ 173)، الموسوعة الفقهية (27/ 239).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " والصلاة على غير الأنبياء تبعاً جائزة بالنص والإجماع لكن الصلاة على غير الأنبياء استقلالاً لا تبعاً هذه موضع خلاف بين أهل العلم هل تجوز أو لا؟ فالصحيح جوازها، أن يقال لشخص مؤمن صلى الله عليه وقد قال الله تبارك وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عليهم) فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على من أتى إليه بزكاته وقال: (اللهم صلى على آل أبي أوفى) حينما جاؤوا إليه بصدقاتهم، إلا إذا اتخذت شعاراً لشخص معين كلما ذكر قيل: صلى الله عليه، فهذا لا يجوز لغير الأنبياء، مثل لو كنا كلما ذكرنا أبا بكر قلنا: صلى الله عليه، أو كلما ذكرنا عمر قلنا: صلى الله عليه، أو كلما ذكرنا عثمان قلنا: صلى الله عليه، أو كلما ذكرنا علياً قلنا: صلى الله عليه، فهذا لا يجوز أن نتخذ شعاراً لشخص معين " انتهى من "فتاوى نور على الدرب".
والحاصل أنه لا حرج في الصلاة أو السلام على الصحابي منفردا أحيانا، بأن يقال: أبو بكر عليه السلام، أو علي عليه السلام، بشرط ألا يتخذ ذلك شعارا يخص به صحابي دون من هو أفضل منه.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 11:41]ـ
ما شاء الله
نحتاج جميعاً إلى مثل هذه الموضوعات التى تذكرنا
اللهم أحيي قلوبنا وأحسن خاتمتنا
استعمال لفظ " عليه السلام " لغير الأنبياء، فيه خلاف بين أهل العلم، ملحق بخلافهم في الصلاة عليه انفرادا، والراجح جوازه إذا فعل أحيانا، ولم يتخذ شعارا، يخص به صحابي عمن هو أفضل منه.
بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 08:04]ـ
هل هنا من بحث سند هذه القصة؟
فقول الإمام زين العابدين عليه السلام
أدعوك ربي حزينًا هائمًا قلقًا ... فارحم بكائي بحق البيت والحرم
فيه توسل ممنوع لا أظن أن إماماً في مكانته يقوله ولا أعلم أحداً من السلف ذكر هذا التوسل في كلامه
أرجو من لديه المزيد من التفضل بذكره.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 05:00]ـ
هل هنا من بحث سند هذه القصة؟
فقول الإمام زين العابدين عليه السلام
فيه توسل ممنوع لا أظن أن إماماً في مكانته يقوله ولا أعلم أحداً من السلف ذكر هذا التوسل في كلامه
أرجو من لديه المزيد من التفضل بذكره.
... للتذكير(/)
إشارات علماء الأمة على مر العصور على المنع من الاختلاط
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 12:48]ـ
إشارات علماء الأمة على مر العصور على المنع من الاختلاط
إعداد: منتديات شبهات وبيان
بلغت إلى الآن 83 نقل لعلماء الإسلام
هذه موضوع متجدد لمقولات علماء الأمة واستنباطاتهم التي أشارت إلى المنع من الاختلاط بين الجنسين أهديها للباحثين حول هذا الموضوع المهم وللمتعطشين لمعرفة حقيقة موقف علماء الأمة على مر العصور .. مع التنبيه على أنه ليس المقصود تحرير المسائل المذكورة وإنما تبيين موقف علماء الأمة من الاختلاط بين الجنسين .. وطريقة العرض أن تذكر المقولة وفي آخرها المرجع , وبذلك تعتبر المراجع كالفواصل بين المقولات ..
في حادثة الإفك:
1 - قال العيني: (وفيه: أن من يركب المرأة على البعير وغيره لا يكلمها إذا لم يكن محرماً إلا لحاجة، لأنهم حملوا ولم يكلموا من يظنونها فيه.
وفيه: أنه إذا أركب أجنبية ينبغي أن يمشي قدامها ولا يمشي بجنبها ولا وراءها.
وفيه: تغطية المرأة وجهها عن نظر الأجنبي، سواء كان صالحاً أو غيره.
وفيه: أنه يستحب للمرأة إذا أرادت الخروج لحاجة أن يكون معها رفيقة لها لتأنس بها ولا يتعرض لها.) (عمدة القاري كتاب الشهادات 13/ 241)
2 - عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول وهو خارج من المسجد، وقد اختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم للنساء «استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضنّ الطريق، عليكن بحافات الطريق» فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به. وقوله تعالى: {وَتُوبُو?ا? إِلَى ?للَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ?لْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} أي افعلوا ما أمركم به من هذه الصفات الجميلة والأخلاق الجليلة واتركوا ما كان عليه أهل الجاهلية من الأخلاق والصفات الرذيلة، فإن الفلاح كل الفلاح في فعل ما أمر الله به ورسوله وترك ما نهيا عنه، والله تعالى هو المستعان. (تفسير ابن كثير سورة النور 6/ 40)
3 - وقال أبو سليمان في حديث عُمر أنَّه كتب أن حَلُّوا نِساءَكم الفِضَّة، ولا تَحِلُّوا نساءَكم الذَّهب، وعَلِّمُوهنَّ سورة النور»
إنما خَصَّ النِّساءَ بتَعْليم هذه السورةَ من بَيْن سائِر السُّور ليبْعَثَهُنَّ بذلك على العِفَّةِ ولِزوم الحياء، وذلك أنهُنَّ إذا تأمَّلْن ما فيها من بيان حُكْم الزُّناةِ، وإغلاظِ العُقوبَة لهم، وتَركِ الهَوادةِ في أمْرهم ارتَدَعْن عن الفواحِش، وإذا تدبَّرن ما فيها من بَيان الحِجاب، وما أُخِذ عليهنّ من غَضِّ البَصَر، وحِفْظِ الأطراف، وتَركِ التَّبرُّجِ بالزِّينَة، لَبِسْنَ به الحياءَ، ولَزِمن الخَفَر، ومن أجل ذلك خُصَّت فاتحةُ هذه السورة بالمقدَّمة التي ليست لغَيرها من السُّوَر.
(غريب الحديث 1/ 388)
4 - قال مجاهد في تفسير قوله تعالى (ولاتبرجن تبرج الجاهلية الأولى): كانت المرأة تخرج فتمشي بين الرجال فذلك تبرج الجاهلية (الطبقانت الكبرى تسمية النساء المسلمات 8/ 157)
5 - ومنها تبرج النساء وخروج غالبهن عن الحشمة والحياء وهو أنه لما حضر الفرنسيس الى مصر ومع البعض منهم نساؤهم كانوا يمشون في الشوارع مع نسائهم وهن حاسرات الوجوه لابسات الفستانات والمناديل الحرير الملونة ويسدلن على مناكبهن الطرح الكشميري والمزركشات المصبوغة ويركبن الخيول والحمير ويسوقونها سوقًا عنيفًا مع الضحك والقهقهة ومداعبة المكارية معهم وحرافيش العامة فمالت إليهم نفوس أهل الأهواء من النساء الأسافل والفواحش فتداخلن معهم لخضوعهم للنساء وبذلك الأموال لهن وكان ذلك التداخل أولا مع بعض احتشام وخشية عار ومبالغة في إخفائه فلما وقعت الفتنة الأخيرة بمصر وحاربت الفرنسيس بولاق وفتكوا في أهلها وغنموا أموالها وأخذوا ما استحسنوه من النساء والبنات صرن مأسورات عندهم فزيوهن بزي نسائهم وأجروهن على طريقتهن في كامل الأحوال فخلع أكثرهن نقاب الحياء بالكلية وتداخل مع أولئك المأسورات غيرهن من النساء الفواجر. (عجائب الآثار في التراجم والأخبار 2/ 296)
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - وقال في نساء النبي خاصة: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقين فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً وقرن في بيوتكن، ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} فحماهن لأجل نبيه صلى الله عليه وسلم عن أن ينسب إليهن، فينسب بما يوحش رسول الله? صلى الله عليه وسلم ويسوؤه. وقال: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً} فدخل في جملة ذلك أن يحمي الرجل امرأته وبنته مخالطة الرجال ومحادثتهم والخلوة بهم. (المنهاج مختصر شعب الإيمان)
7 - وفيه: أنه لا يجوز للمرأة أن تأذن للرجل الذي ليس بمحرم لها في الدخول عليها، ويجب عليها الاحتجاب منه، وهو كذلك إجماعاً بعد أن نزلت آية الحجاب، وما ورد من بروز النساء فإنما كان قبل نزول الحجاب، وكانت قصة أفلح مع عائشة بعد نزول الحجاب .. وفيه: أن الأمر المتردد فيه بين التحريم والإباحة ليس لمن لم يترجح أحد الطرفين الإقدام عليه. (عمدة القاري 13/ 202)
8 - عن يمينه وشماله ولو محارم لئلا يساء به الظن أو بهما بل يمشيان بحافة الطرق حذراً من الإختلاط المؤدي إلى المفسدة (فيض القدير 6/ 348)
9 - قوله: (بعدما نزل الحجاب) أي بعدما نزل الأمر بالحجاب، والمراد حجاب النساء عن رؤية الرجال لهن، وكن قبل ذلك لا يمنعن، وهذا قالته كالتوطئة للسبب في كونها كانت مستترة في الهودج حتى أفضى ذلك إلى تحميله وهي ليست فيه وهم يظنون أنها فيه، بخلاف ما كان قبل الحجاب، فلعل النساء حينئذٍ كن يركبن ظهور الرواحل بغير هوادج، أو يركبن الهوادج غير مستترات، فما كان يقع لها الذي يقع، بل كان يعرف الذي كان يخدم بعيرها إن كانت ركبت أم لا.
اسم الكتاب: فتح الباري شرح صحيح البخاري 9/ 385
10 - وفيه: أنه لا يجوز للمرأة أن تأذن للرجل الذي ليس بمحرم لها في الدخول عليها، ويجب عليها الاحتجاب منه، وهو كذلك إجماعاً بعد أن نزلت آية الحجاب، وما ورد من بروز النساء فإنما كان قبل نزول الحجاب، وكانت قصة أفلح مع عائشة بعد نزول الحجاب، ... وفيه: أن الأمر المتردد فيه بين التحريم والإباحة ليس لمن لم يترجح أحد الطرفين الإقدام عليه. (عمدة القاري 13/ 202)
11 - فيه جواز خروج النساء أيام العيد إلى المصلى للصلاة مع الناس. وقالت العلماء: كان هذا في زمنه صلى الله عليه وسلّم، وأما اليوم فلا تخرج الشابة ذات الهيئة، ولهذا قالت عائشة، رضي الله تعالى عنها لو رأى رسول الله، صلى الله عليه وسلّم ما أحدث النساء بعده لمنعهن المساجد، كما منعت نساء بني إسرائيل. قلت: هذا الكلام من عائشة بعذر من يسير جداً بعد النبي صلى الله عليه وسلّم، وأما اليوم فنعوذ بالله من ذلك، فلا يرخص في خروجهن مطلقاً للعيد وغيره، ولا سيما نساء مصر، على ما لا يخفى. .... وقال الطحاوي: كان الأمر بخروجهن أول الإسلام لتكثير المسلمين في أعين العدو. قلت: كان ذلك لوجود الأمن أيضاً، واليوم قلَّ الأمنُ، والمسلمون كثير، ومذهب أصحابنا في هذا الباب ما ذكره صاحب (البدائع) أجمعوا على أنه لا يرخص للشابة الخروج في العيدين والجمعة وشيء من الصلوات، لقوله تعالى: {وقرون في بيوتكم} (سورة الأحزاب: 33) ولأن خروجهن سبب للفتنة وأما العجائز فيرخص لهن الخروج في العيدين، ولا خلاف أن الأفضل أن لا يخرجن في صلاة ما، فإذا خرجن يصلين صلاة (عمدة القاري 3/ 269)
12 - ويقال: هذا كان في ذلك الزمان لأمنهن عن المفسدة بخلاف اليوم، ولهذا صح «عن عائشة: لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما أحدث النساء لمنعهن المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل». فإذا كان الأمر قد تغير في زمن عائشة حتى قالت هذا القول، فماذا يكون اليوم الذي عم الفساد فيه وفشت المعاصي من الكبار والصغار؟ فنسأل الله العفو والتوفيق. (عمدة القاري 6/ 296)
(يُتْبَعُ)
(/)
13 - وفيه: من شأن العواتق والمخدرات عدم البروز إلاّ فيما أذن لهن فيه. وفيه: استحباب إعداد الجلباب للمرأة ومشروعية عارية الثياب. قيل: وفيه استحباب خروج النساء إلى شهود العيدين، سواء كن شواب أو ذوات هيئات أم لا. قلت: في هذا الزمان لا يفتي به لظهور الفساد وعدم الأمن، مع أن جماعة من السلف منعوا ذلك، وهم: عروة والقاسم ويحيى الأنصاري ومالك وأبو حنيفة ــــ في رواية ــــ وأبو يوسف. ومنع الشافعية ذوات الهيئات والمستحسنات لغلبة الفتنة، وكذلك الثوري منع خروجهن اليوم. (عمدة القاري 6/ 302 - 303)
14 - وروى عنه أشهب قال: تخرج المرأة المتجالة إلى المسجد ـ ولا تكثر التردد، وتخرج الشابة مرة بعد مرة، وكذلك في الجنائز يختلف في ذلك أمر العجوز والشابة في جنائز أهلها وأقاربها. وقال الثوري: ليس للمرأة خير من بيتها ـ وإن كانت عجوزًا قال الثوري: قال عبد الله: المرأة عورة، وأقرب ما تكون إلى الله في قعر بيتها فإذا خرجت استشرفها الشيطان. وقال الثوري: أكره اليوم للنساء الخروج إلى العيدين. وقال ابن المبارك: أكره اليوم الخروج للنساء في العيدين، فإن أبت المرأة إلا أن تخرج، فليأذن لها زوجها أن تخرج في أطهارها ولا تتزين، فإن أبت أن تخرج كذلك، فللزوج أن يمنعها من ذلك. وذكر محمد بن الحسن عن أبي يوسف عن أبي حنيفة قال: كان النساء يرخص لهن في الخروج إلى العيد، فأما اليوم فإني أكرهه قال: وأكره لهن شهود الجمعة والصلاة المكتوبة في الجماعة وأرخص للعجوز الكبيرة أن تشهد العشاء والفجر، فأما غير ذلك فلا. وروى بشر بن الوليد عن أبي يوسف عن أبي حنيفة أنه قال: خروج النساء في العيدين حسن، ولم يكن يرى خروجهن في شيء من الصلوات ما خلا العيدين. وقال أبو يوسف: لا بأس أن تخرج العجوز في الصلوات كلها، وأكره ذلك للشابة.
قال أبو عمر: أقوال الفقهاء في هذا الباب متقاربة المعنى، وخيرها قول ابن المبارك لأنه غير مخالف لشيء منها ويشهد له قول عائشة: لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما أحدثه النساء لمنعهن المسجد. ومع أحوال الناس اليوم ومع فضل صلاة المرأة في بيتها فتدبر ذلك. حدّثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم حدثنا إبراهيم بن إسحاق النيسابوري حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار قال: حدثنا سوار بن مصعب عن عطية العوفي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ليس للنساء نصيب في الخروج وليس لهن نصيب في الطريق إلا في جوانب الطريق.
15 - قوله: (باب اتباع النساء الجنازة) قال الزين بن المنير: فصل المصنف بين هذه الترجمة وبين فضل اتباع الجنائز بتراجم كثيرة تشعر بالتفرقة بين النساء والرجال، وأن الفضل الثابت في ذلك يختص بالرجال دون النساء لأن النهي يقتضي التحريم أو الكراهة، والفضل يدل على الاستحباب، ولا يجتمعان. وأطلق الحكم هنا لما يتطرق إليه من الاحتمال، ومن ثم اختلف العلماء في ذلك. ولا يخفى أن محل النزاع إنما هو حيث تؤمن المفسدة. (فتح الباري شرح صحيح البخاري 3/ 488)
16 - ونقل النووي في «شرح المهذب» أنه لا خلاف في هذه المسألة بين العلماء، والسبب فيه ما تقدم، ولأن الجنازة لابد أن يشيعها الرجال فلو حملها النساء لكان ذلك ذريعة الى اختلاطهن بالرجال فيفضي الى الفتنة. (فتح الباري شرح صحيح البخاري 3/ 536)
17 - قال ابن الهمام: وتخرج العجائز للعيد لا الشواب. اهـ. وهو قول عدل لكن لا بد أن يقيد بأن تكون غير مشتهاة في ثياب بذلة بإذن حليلها مع الأمن من المفسدة بأن لا يختلطن بالرجال، ويكن خالياتٍ من الحلى والحلل والبخور والشموم والتبختر والتكشف ونحوها، مما أحدثن في هذا الزمان من المفاسد. وقد قال أبو حنيفة: ملازمات البيوت لا يخرجن، ووجهه الطحاوي بأن ذلك كان أوّل الإِسلام والمسلمون قليلٌ فأريد التكثير [بهن] ترهيباً للعدوّ. اهـ. (مرقاة المفاتيح 3/ 528)
18 - قال عمر رضي الله عنه: جاءت تمشي على استحياء قائلة بثوبها على وجهها، ليست بسلفع خراجة ولاجة. هذا إسناد صحيح. قال الجوهري: السلفع من الرجال الجسور، ومن النساء الجارية السليطة، ومن النوق الشديدة. (تفسير ابن كثير 6/ 204)
(يُتْبَعُ)
(/)
19 - تشير عائشةُ – رضي الله عنها – إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرخص في بعض ما يرخص فيه حيث لم يكن في زمنه فسادٌ، ثم يطرأ الفساد ويحدث بعده، فلو أدرك ما حدث بعده لما استمر على الرخصه، بل نهى عنه؛ فإنه إنما يأمرُ بالصلاح، وينهى عن الفساد.
وشبيهٌ بهذا: ما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد أبي بكرٍ وعمر من خروج الإماء إلى الأسواق بغير خمارٍ حتى كان عمر يضرب الأمه إذا رآها منتقبةً أو مستترةً، وذلك لغلبة السلامه في ذلك الزمان، ثم زال ذلك وظهر الفساد وانتشر، فلا يرخص حينئذٍ فيما كانوا يرخصون فيه. (فتح الباري شرح صحيح البخاري-ابن رجب 8/ 73)
20 - ومهما كان الواعظ شاباً متزيناً للنساء في ثيابه وهيئته كثير الأشعار والإِشارات والحركات وقد حضر مجلسه النساء فهذا منكر يجب المنع منه، فإن الفساد فيه أكثر من الصلاح، ويتبين ذلك منه بقرائن أحواله، بل لا ينبغي أن يسلم الوعظ إلا لمن ظاهره الورع وهيئته السكينة والوقار وزيه زي الصالحين، وإلا فلا يزداد الناس به إلا تمادياً في الضلال. ويجب أن يضرب بين الرجال والنساء حائل يمنع من النظر فإن ذلك أيضاً مظنة الفساد، والعادات تشهد لهذه المنكرات، ويجب منع النساء من حضور المساجد للصلوات ومجالس الذكر إذا خيفت الفتنة بهن فقد منعتهن عائشة رضي الله عنها فقيل لها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما منعهن من الجماعات، فقالت: لو علم رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما أحدثن بعده لمنعهن. وأما اجتياز المرأة في المسجد مستترة فلا تمنع منه إلا أن الأولى أن لا تتخذ المسجد مجازاً أصلاً. (اسم الكتاب: إحياء علوم الدين 2/ 303)
21 - قال ابن دقيق العيد: ويلحق بالطيب ما في معناه لأن سبب المنع منه ما فيه من تحريك داعية الشهوة كحسن الملبس والحلي الذي يظهر والزينة الفاخرة وكذا الاختلاط بالرجال (فتح الباري شرح صحيح البخاري 2/ 620 - 622) ومثله في (تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي 3/ 541)
22 - قال ابن حجر: وقضية كلام النووي في تحقيقه، والزركشي في أحكام المساجد أنه حيث كان في خروجهن اختلاط بالرجال في المسجد أو طريقه أو قويت خشية الفتنة عليهن لتزينهنَّ وتبرجهنَّ حرم عليهن الخروج، وعلى الزوج الإذن لهنَّ ووجب على الإمام أو نائبه منعهنَّ من ذلك. (مرقاة المفاتيح 3/ 367)
23 - قال السندي: قوله: «خير صفوف الرجال» أي أكثرها أجراً «وشرها» أي أقلها أجراً وفي النساء بالعكس وذلك لأن مقاربة أنفاس الرجال للنساء يخاف منها أن تشوش المرأة على الرجل والرجل على المرأة ثم هذا التفصيل في صفوف الرجال على إطلاقه وفي صفوف النساء عند الاختلاط بالرجال كذا قيل ويمكن حمله على إطلاقه لمراعاة الستر فتأمل والله تعالى أعلم. (شرح السندي على السنن الصغرى 1/ 366)
24 - وقال ابن بطال: دل حديث عائشة على أن الجهاد غير واجب على النساء، ولكن ليس في قوله: «جهادكن الحج» أنه ليس لهن أن يتطوعن بالجهاد، وإنما لم يكن عليهن واجباً لما فيه من مغايرة المطلوب منهن من الستر ومجانبة الرجال؛ (فتح الباري شرح صحيح البخاري 6/ 168)
25 - مطابقة الحديث للترجمة في قوله: «إذا تبرزن إلى المناصع» وأشار البخاري بهذا الباب إلى أن تبرز النساء إلى البراز كان أولاً لعدم الكنف في البيوت، وكان رخصة لهن، ثم لما اتخذت الكنف في البيوت منعن عن الخروج منها إلاَّ عند الضرورة، وعقد على ذلك الباب الذي يأتي عقيب هذا الباب. (عمدة القاري باب خروج النساء إلى البراز 2/ 282)
26 - قال صاحب (الهداية): ويكره لهن حضور الجماعات. قالت الشراح: ويعني الشوابَّ منهن. وقوله: الجماعات، يتناول الجُمَعَ والأعياد والكسوف والاستسقاء، وعن الشافعي: يباح لهن الخروج. قال أصحابنا: لأن في خروجهن خوف الفتنة وهو سبب للحرام، وما يفضي إلى الحرام فهو حرام، فعلى هذا قولهم: يكره، مرادهم يحرم، لا سيما في هذا الزمان لشيوع الفساد في أهله، قال: لا بأس وللعجوز أن تخرج في الفجر والمغرب والعشاء لحصول الأمن، وهذا عند أبي حنيفة، (
عمدة القاري 6/ 156)
(يُتْبَعُ)
(/)
27 - قال ابن عبد البر: يمكن أن يكون هذا قبل الإباحة. قال: وتوقي ذلك للنساء المتجملات أحب إلي، وإما الشواب فلا يؤمن من الفتنة عليهن وبهن حيث خرجن، ولا شيء للمرأة أحسن من لزوم قعر بيتها. ولقد كره أكثر العلماء خروجهن إلى الصلوات فكيف إلى المقابر؟ وما أظن سقوط فرض الجمعة عليهن إلاَّ دليلاً على إمساكهن عن الخروج فيما عداها ....
وفرق قوم بين قواعد النساء وبين شبابهن، وبين أن ينفردن بالزيارة أو يخالطن الرجال، فقال القرطبي: أما الشواب فحرام عليهن الخروج، وأما القواعد فمباح لهن ذلك، قال: وجائز ذلك لجميعهن إذا انفردن بالخروج عن الرجال. قال: ولا يختلف في هذا إن شاء الله تعالى. وقال القرطبي أيضا: حمل بعضهم حديث الترمذي في المنع على من يكثر الزيارة لأن زوارات للمبالغة، ويمكن أن يقال: إن النساء إنما يمنعن من إكثار الزيارة لما يؤدي إليه الإكثار من تضييع حقوق الزوج والتبرج والشهرة والتشبه بمن يلازم القبور لتعظيمها، ولما يخاف عليها من الصراخ وغير ذلك من المفاسد، وعلى هذا يفرق بين الزائرات والزوارات. (عمدة القاري 8/ 67)
28 - وفرق قوم بين قواعد النساء وبين شبابهن، وبين أن ينفردن بالزيارة _ أي المقابر- أو يخالطن الرجال، فقال القرطبي: أما الشواب فحرام عليهن الخروج، وأما القواعد فمباح لهن ذلك، قال: وجائز ذلك لجميعهن إذا انفردن بالخروج عن الرجال. قال: ولا يختلف في هذا إن شاء الله تعالى. (عمدة القاري 8/ 67)
29 - «عن أنس، رضي الله تعالى عنه، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم في جنازة، فرأى نسوة فقال: أتحملنه؟ قلن: لا. قال: أتدفنه؟ قلن: لا. قال: فارجعن مأزورات غير مأجورات». لأن الرجال أقوى لذلك والنساء ضعيفات ومظنة للانكشاف غالبا، خصوصا إذا باشرن الحمل، ولأنهن إذا حملنها مع وجود الرجال لوقع اختلاطهن بالرجال، وهو محل الفتنة ومظنة الفساد. فإن قلت: إذا لم يوجد رجال؟ قلت: الضرورات مستثناة في الشرع (عمدة القاري 8/ 111)
30 - قال ابن بطال: هذا دال على أن النساء لا جهاد عليهن، وأنهن غير داخلات في قوله تعالى: {انفروا خفافاً وثقالاً} (التوبة: 14). وهو إجماع، وليس في قوله: «جهادكن الحج» أنه ليس لهن أن يتطوعن به، وإنما فيه أنه الأفضل لهن، وسببه أنهن لسن من أهل القتال للعدو، ولا قدرة لهن عليه ولا قيام به، وليس للمرأة أفضل من الاستتار وترك مباشرة الرجال بغير قتال، فكيف في حال القتال التي هي أصعب؟ والحج يمكنهن فيه بمجانبة الرجال، والاستتار عنهن، فلذلك كان أفضل لهن من الجهاد. (عمدة القاري 14/ 163)
31 - قوله: «إياكم والدخول» بالنصب على التحذير، وإياكم مفعول بفعل مضمر تقديره: اتقوا أنفسكم أن تدخلوا على النساء، ويتضمن منع مجرد الدخول منع الخلوة بها بالطريق الأولى. (عمدة القاري 20/ 213)
32 - المراد بشر الصفوف في الرجال والنساء أقلها ثواباً وفضلاً وأبعدها من مطلوب الشرع وخيرها بعكسه، وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك، وذم أول صفوفهن لعكس ذلك والله أعلم. (شرح النووي على صحيح مسلم 4/ 129)
33 - قوله صلى الله عليه وسلّم: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) هذا وشبهه من أحاديث الباب ظاهر في أنها لا تمنع المسجد لكن بشروط ذكرها العلماء مأخوذة من الأحاديث، وهو أن لا تكون متطيبة ولا متزينة ولا ذات خلاخل يسمع صوتها، ولا ثياب فاخرة، ولا مختلطة بالرجال، ولا شابة ونحوها ممن يفتتن بها، وأن لا يكون في الطريق ما يخاف به مفسدة ونحوها، (شرح النووي على صحيح مسلم 4/ 134)
34 - وفيه أن النساء إذا حضرن صلاة الرجال ومجامعهم يكن بمعزل عنهم خوفاً من فتنة أو نظرة أو فكر ونحوه. (شرح النووي على صحيح مسلم 6/ 143)
(يُتْبَعُ)
(/)
35 - قوله صلى الله عليه وسلّم: «طوفي من وراء الناس وأنت راكبة قالت فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلّم حينئذ يصلي إلى جنب البيت وهو يقرأ بالطور وكتاب مسطور» إنما أمرها صلى الله عليه وسلّم بالطواف من وراء الناس لشيئين: أحدهما أن سنة النساء التباعد عن الرجال في الطواف. والثاني أن قربها يخاف منه تأذي الناس بدابتها وكذا إذا طاف الرجل راكباً، وإنما طافت في حال صلاة النبي صلى الله عليه وسلّم ليكون أسترها وكانت هذه الصلاة صلاة الصبح والله أعلم. (شرح النووي على صحيح مسلم 90 16)
36 - قوله صلى الله عليه وسلّم: «إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان» قال العلماء: معناه الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الفتنة بها لما جعله الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والالتذاذ بنظرهن وما يتعلق بهن، فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه له، ويستنبط من هذا أنه ينبغي لها أن لا تخرج بين الرجال إلا لضرورة، وأنه ينبغي للرجال الغض عن ثيابها والإعراض عنها مطلقاً. (شرح النووي على صحيح مسلم 9/ 150)
37 - قوله: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم لا يدخل على أحد من النساء إلا على أزواجه إلا على أم سليم فإنه كان يدخل عليها فقيل له في ذلك فقال: إني أرحمها قتل أخوها معي) قد قدمنا في كتاب الجهاد عند ذكر أم حرام أخت أم سليم أنهما كانتا خالتين لرسول الله صلى الله عليه وسلّم محرمين إما من الرضاع وإما من النسب فتحل له الخلوة بهما، وكان يدخل عليهما خاصة لا يدخل على غيرهما من النساء إلا أزواجه. قال العلماء: ففيه جواز دخول المحرم على محرمه، وفيه إشارة إلى منع دخول الرجل إلى الأجنبية وإن كان صالحاً، وقد تقدمت الأحاديث الصحيحة المشهورة في تحريم الخلوة بالأجنبية، قال العلماء: أراد امتناع الأمة من الدخول على الأجنبيات (شرح النووي على صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة 16/ 9)
38 - قال أبو بكر: يقال في المرأة إذا كانت متنقبة فكشفت عن وجهها: قد أسفرت عن وجهها، (التمهيد 4/ 331)
39 - (481) مالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ، جَاءَ يَسْتَأَذِنُ عَلَيْهَا، وَهُوَ عَمُّهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ، بَعْدَ أَنْ نَزَلَ الْحِجَابُ، قَالَتْ فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّه، أَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ، فَأَمَرَنِي أَنْ آذَنَ لَهُ عليّ (30 ـ 3). قال أبو عمر: في هذا الحديث دليل على أن احتجاب النساء من الرجال لم يكن في أول الإسلام، وأنهم كانوا يرون النساء، ولا يستتر نساؤهم عن رجالهم، إلا بمثل ما كان يستتر رجالهم عن رجالهم، حتى نزلت آيات الحجاب (التمهيد 6/ 235)
40 - وفيه دليل على أن الإمام يجب عليه أن يحول بين الرجال والنساء في التأمل والنظر، وفي معنى هذا منع النساء اللواتي لا يؤمن عليهن ومنهن الفتنة من الخروج والمشي في الحواضر والأسواق، وحيث ينظرن إلى الرجال. قال: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء». وفي قول الله عز وجل: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} الآية (24 النور30) ما يكفي لمن تدبر كتاب الله ووفق للعمل به. (التمهيد 9/ 122)
41 - وفي هذا الحديث أيضًا من الفقه أن النساء في الطواف يكن خلف الرجال كهيأة الصلاة، وفيه الجهر بالقراءة في التطوع بالنهار وقد قيل ان طواف ام سلمة كان سحرًا. (التمهيد 13/ 99)
42 - وقال الشافعي: وفإن خرجوا متميزين لم أمنعهم، وكلهم كره خروج النساء الشواب إلى الاستسقاء، ورخصوا في خروج العجائز. (التمهيد 17/ 167)
43 - قال أبو عمر: الاستلام للرجال دون النساء عن عائشة، وعطاء وغيرهما، وعليه جماعة الفقهاء. (التمهيد 22/ 258)
(يُتْبَعُ)
(/)
44 - وفي هذا الحديث من الفقه إباحة دخول المخنثين من الرجال على النساء وإن لم يكونوا منهن بمحرم، والمخنث الذي لا بأس بدخوله على النساء هو المعروف عندنا اليوم بالمؤنث، وهو الذي لا أرب له في النساء ولا يهتدي إلى شيء من أمورهن فهذا هو المؤنث المخنث الذي لا بأس بدخوله على النساء فأما إذا فهم معاني النساء والرجال كما فهم هذا المخنث وهو المذكور في هذا الحديث، لم يجز للنساء أن يدخل عليهن، ولا جاز له الدخول عليهن بوجه من الوجوه، لأنه حينئذ ليس من الذين قال الله ـ عزّ وجلّ ـ فيهم: {غير أولي الإربة من الرجال}. (التمهيد 22/ 271 - 274)
45 - قوله: (إياكم والدخول) بالنصب على التحذير وهو تنبيه للمخاطب على محذور ليحترز عنه كما قيل إياك والأسد. وقوله إياكم مفعول بفعل مضمر تقديره: اتقوا. وتقدير الكلام. اتقوا أنفسكم أن تدخلوا على النساء، والنساء أن يدخلن عليكم. وفي رواية عند مسلم: لا تدخلوا على النساء. وتضمن منع الدخول منع الخلوة بها بالطريق الأولى (تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي 4/ 264)
46 - قوله: (ما تركت بعدي) أي ما أترك، وعبر بالماضي لتحقق الموت (فتنة) أي امتحاناً وبلية (أضر على الرجال من النساء) لأن الطباع كثيراً تميل إليهن وتقع في الحرام لأجلهن وتسعى للقتال والعداوة بسببهن، وأقل ذلك أن ترغبه في الدنيا، وأي فساد أضر من هذا؟ وإنما قال بعدي: لأن كونهن فتنة أضر ظهر بعده. قال الحافظ في الحديث: إن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن، ويشهد له قوله تعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء} فجعلهن من عين الشهوات وبدأ بهن قبل بقية الأنواع إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك، (تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي 8/ 287)
47 - وأما النساء. فإن هذه المصلحة وإن كانت مطلوبة منهن، لكن ما يقارن زيارتهن - أي للمقابر - من المفاسد التي يعلمها الخاص والعام ـ من من فتنة الأحياء وإيذاء الأموات والفساد الذي لا سبيل إلى دفعه إلا بمنعهن منها ـ أعظم مفسدة من مصلحة يسيرة تحصل يسيرة تحصل لهن بالزيارة والشريعة مبناها على تحريم الفعل إذا كانت مفسدته أرجح من مصلحته، ورجحان هذه المفسدة لا خفاء به، فمنعهن من الزيارة من محاسن الشريعة. (حاشية ابن القيم على سنن أبي داوود 8/ 256 - 258)
48 - وأما اجتماع الرجال والنساء للوضوء في إناء واحد فلا مانع من الاجتماع قبل نزول الحجاب، وأما بعده فيختص بالزوجات والمحارم. (عون المعبود شرح سنن أبي داوود 1/ 401)
49 - (فينصرف النساء): أي اللاتي يصلين معه (متلفعات): بالنصب على الحالية أي مستترات وجوههن وأبدانهن (عون المعبود شرح سنن أبي داوود 2/ 91)
50 - باب اعتزال النساء في المساجد عن الرجال
(108) ـ (لو تركنا هذا الباب): أي باب المسجد الذي أشار النبي صلى الله عليه وسلّم (للنساء): لكان خيراً وأحسن لئلا تختلط النساء بالرجال في الدخول والخروج من المسجد. والحديث فيه دليل أن النساء لا يختلطن في المساجد مع الرجال بل يعتزلن في جانب المسجد ويصلين هناك بالاقتداء مع امام، فكان عبدالله بن عمر أشد اتباعاً للسنة، فلم يدخل من الباب الذي جعل للنساء حتى مات، والحديث اختلف على أيوب السختياني فجعل عبدالوارث مرفوعاً من مسند ابن عمر وجعله إسماعيل موقوفاً على عمر رضي الله عنه وكذلك بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن بكير عن نافع موقوفاً على عمر رضي الله عنه. والأشبه أن يكون الحديث مرفوعاً وموقوفاً. وعبدالوارث ثقة تقبل زيادته. والله أعلم. (عون المعبود شرح سنن أبي داوود 2/ 130)
51 - وقد ثبت ذلك من حديث عروة عن عائشة موقوفاً أخرجه عبدالرزاق بإسناد صحيح ولفظه قالت «كن نساء بني إسرائيل يتخذن أرجلاً من خشب يتشرفن للرجال في المساجد فحرم الله عليهن المساجد، وسلطت عليهن الحيضة» وهذا وإن كان موقوفاً لكن حكمه حكم الرفع لأنه لا يقال بالرأي. (عون المعبود شرح سنن أبي داوود 2/ 331)
52 - باب انصراف النساء قبل الرجال من الصلاة
(إذا سلم): أي من الصلاة (كيما ينفذ): بضم الفاء وبذال المعجمة أي يمضين ويتخلصن من مزاحمة الرجال. والحديث فيه أنه يستحب للامام مراعاة أحوال المأمومين والاحتياط في الاجتناب ما قد يفضي إلى المحذور، واجتناب مواقع التهم، وكراهة مخالطة الرجال للنساء في الطرقات فضلاً من البيوت. (
(يُتْبَعُ)
(/)
عون المعبود شرح سنن أبي داوود3/ 360)
53 - قال الخطابي: أجمع الفقهاء على أن النساء لا جمعة عليهن، فأما العبيد فقد اختلفوا فيهم فكان الحسن وقتادة يوجبان على العبد الجمعة إذا كان مخارجاً، وكذا قال الأوزاعي، وأحسب أن مذهب داود إيجاب الجمعة عليه.
(عون المعبود شرح سنن أبي داوود 3/ 394)
54 - وفي هذا الحديث استحباب وعظ النساء وتذكيرهن الآخرة وأحكام الإسلام وحثهن على الصدقة وهذا إذا لم يترتب على ذلك مفسدة وخوف على الواعظ أو الموعوظ وغيرهما، ويدل على أن خطبته كانت على شيء عال. وفيه أن النساء إذا حضرن صلاة الرجال ومجامعهم يكن بمعزل عنهم خوفاً من فتنة أو نظرة أو فكر ونحوه.
(عون المعبود شرح سنن أبي داوود 3/ 491)
55 - قال ابن جرير في تفسيره. المعنى لا يأذن لأحد من الرجال الأجانب أن يدخل عليهن فيتحدث إليهن، وكان من عادة العرب لا يرون به بأساً، فلما نزلت آية الحجاب نهى عن محادثتهن والقعود (عون المعبود شرح سنن أبي داوود 5/ 360)
56 - باب في قول الله تعالى {يدنين عليهن من جلابيبهن}
الآية بتمامها في الأحزاب هكذا {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً} وقوله {جلابيهن} جمع جلباب وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة أي يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهن إلا عيناً واحدة كذا في الجلالين.
وقال في جامع البيان: الجلباب رداء فوق الخمار تستر من فوق إلى أسفل، يعني يرخينها عليهن ويغطين وجوههن وأبدانهن انتهى (ذلك أدنى): أقرب إلى (أن يعرفن): بأنهن حرائر (فلا يؤذين): بالتعرض لهن بخلاف الإماء فلا يغطين وجوههن، وكان المنافقون يتعرضون لهن.
قال السيوطي: هذه آية الحجاب في حق سائر النساء ففيها وجوب ستر الرأس. والوجه عليهن. (عون المعبود شرح سنن أبي داوود كتاب اللباس 11/ 158)
57 - قال النووي: في الحديث منع المخنث من الدخول على النساء ومنعهن من
الظهور عليه وبيان أن له حكم الرجال الفحول الراغبين في النساء في هذا المعنى، وكذا حكم الخصي والمجبوب ذكره انتهى. (عون المعبود شرح سنن أبي داوود كتاب اللباس 11/ 165)
58 - وقد حدّثنا ابن أَبي داود، قال: ثنا أَبو اليمان، الحكم بن نافع البهراني، قال: ثنا أَبو بكر بن أَبي مريم، عن راشد بن سعد، عن نافع، قال: خرج عبد اللّه بن عمر رضي الله عنهما وأنا معه على جنازة فرأى معها نساء، فوقف ثم قال: ردهن، فإنهن فتنة الحي والميت ثم مضى، فمشى خلفها. (شرح المعاني والآثار كتاب الجنائز 1/ 479)
59 - وظاهر قوله جميعاً أنهم كانوا يتناوبون الماء في حالة واحدة ولا مانع من ذلك قبل نزول الحجاب وأما بعده فيختص بالزوجات والمحارم قاله الحافظ. وقال الرافعي: يريد كل رجل مع امرأته وأنهما كانا يأخذان من إناء واحد، وكذلك ورد في بعض الروايات واستحسنه السيوطي وقال: إن غيره تخليط. (شرح الزرقاني على موطأ مالك 11/ 62)
60 - «وليخرجن تفلات» بفتح الفوقية وكسر الفاء أي غير متطيبات، وللحديث بعده: «فلا تمس طيباً» وسبب منع الطيب ما فيه من تحريك داعية الشهوة فيلحق به ما في معناه كحلي يظهر أثره وحسن ملبس وزينة فاخرة والاختلاط بالرجال، وأن لا يكون في الطريق ما يخاف منه مفسدة ونحوها، وأن لا تكون شابة مخشية الفتنة، وفيه نظر، إلا إن أخذ الخوف عليها من جهتها لأنها إذا عرت مما ذكر واستترت حصل الأمن عليها ولا سيما إذا كان ذلك بالليل، وقد ورد في بعض طرق هذا الحديث وغيره أن صلاتها في بيتها أفضل من المسجد، (شرح الزرقاني على موطأ مالك كتاب الجنائز 2/ 57)
61 - (فقال: طوفي من وراء الناس) لأن سنة النساء التباعد عن الرجال في الطواف، (شرح الزرقاني على موطأ مالك كتاب الحج 2/ 311)
62 - تقديم النساء والصبيان
(يُتْبَعُ)
(/)
(مالك عن نافع عن سالم وعبد الله) بفتح العين وفي نسخة عبيد الله بضم العين وله ولدان بتكبير العبد وتصغيره (ابني عبد الله بن عمر أن أباهما عبد الله بن عمر كان يقدم أهله) نساءه (وصبيانه من المزدلفة إلى منى) خوف التأذي بالعجلة والزحام (حتى يصلوا الصبح بمنى ويرموا قبل أن يأتي الناس) وفي الصحيحين من رواية ابن شهاب عن سالم: «كان ابن عمر يقدم ضعفة أهله فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة بليل يذكرون الله ما بدا لهم ثم يدفعون قبل أن يقف الإمام وقبل أن يدفع إلى منى، فمنهم من يقدم منى لصلاة الفجر ومنهم من يقدم بعد ذلك، فإذا قدموا رموا الجمرة» وكان ابن عمر يقول: أرخص في أولئك رسول الله صلى الله عليه وسلّم. (شرح الزرقاني على موطأ مالك كتاب الحج 2/ 340)
63 - وكره مالك ركوب النساء البحر لما يخشى من اطلاعهن على عورات الرجال وعكسه إذ يعسر الاحتراز من ذلك، وخصه أصحابه بالسفن الصغار، أما الكبار التي يمكن فيها الاستتار بأماكن تخصهنّ فلا حرج (شرح الزرقاني على موطأ مالك كتاب الجهاد 3/ 41)
64 - قال السندي: قوله: «قمن» أي خرجن إلى بيوتهن «وثبت» أي قعد صلى الله تعالى عليه وسلم في مكانه ليقعد الرجال خوفاً من الفتنة بلقاء الرجال النساء في الطريق والله تعالى أعلم. (شرح السندي على السنن الصغرى كتاب السهو 3/ 7)
65 - قوله: (طوفي من وراء الناس) لأن سنة النساء التباعد عن الرجال في الطواف وبقربها يخاف تأذي الناس بدابتها، وقطع صفوفهم. (حاشية السندي على البخاري باب طواف النساء مع الرجال 1/ 51)
66 - باب خروج النساء الى المساجد اذ لم يترتب عليه فتنة وانها لا تخرج مطيبة
[442] لا تمنعوا إماء الله مساجد الله قال النووي هذا نهي تنزيه إذا كانت المرأة ذات زوج أو سيد بشروط ذكرها العلماء مأخوذة من الأحاديث وهي 1 أن لا تكون متطيبة 2 ولا متزينة 3 ولا ذات خلاخل يسمع صوتها 4 ولا ثياب فاخرة 5 ولا مختلطة بالرجال 6 ولا شابة ونحوها ممن يفتتن بها 7 وأن لا يكون في الطريق ما يخاف به مفسدة ونحوها وإذا لم يكن لها زوج ولا سيد حرم المنع إذا وجدت الشروط (الديباج على صحيح مسلم كتاب الصلاة 2/ 154)
67 - وقد فسر عبيدة السلماني قول الله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنّ} [الأحزاب:59] بأنها تدنيه من فوق رأسها، فلا تظهر إلا عينها، وهذا كان بعد نزول الحجاب، وقد كن قبل الحجاب يظهرن بغير جلباب، ويرى من المرآة وجهها وكفاها، وكان ذلك ما ظهر منها من الزينة في قوله تعالى: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور:31].
ثم أمرت بستر وجهها وكفيها، وكان الأمر بذلك مختصا بالحرائر دون الإماء، ولهذا قال تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب:59]، يعني: حتى تعرف الحرة فلا يتعرض لها الفساق، فصارت المرآة الحرة لا تخرج بين الناس إلا بالجلباب، فلهذا سئل النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر النساء بالخروج في العيدين، وقيل له: المرآة منا ليس لها جلباب فقال: ((لتلبسها صاحبتها من جلبابها)) - يعني تعيرها جلبابا تخرج فيه. (فتح الباري شرح صحيح البخاري-ابن رجب كتاب الصلاة 2/ 334)
68 ـ وقال عمرُو بنُ عليٍّ حدَّثَنا أبو عاصمٍ قال ابنُ جُريجٍ «أخبرني عطاءٌ ـ إذ مَنَعَ ابنُ هشام النساءَ الطوافَ معَ الرجالِ ـ قال: كيفَ يَمنعُهنَّ وقد طافَ نساءُ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم معَ الرجال؟ قلتُ: أبعدَ الحِجابِ أو قبلُ؟ قال: إي لعَمرِي لقد أدركتُهُ بعدَ الحجابِ. قلت: كيف يُخالطنَ الرجالَ؟ قال: لم يَكنَّ يُخالْطنَ، كانت عائشةُ رضيَ اللّهُ عنها تطوفُ حَجْرةً منَ الرِّجالِ لا تُخالطُهم، فقالت امرأةٌ: انطلقي نستلمْ يا أمَّ المؤمنين، قالت انطلقي عنكِ، وأبَتْ. يَخرُجْنَ مُتنكِّراتٍ بالليلِ فيطُفْنَ معَ الرِّجال، ولكنهنَّ كنّ إذا دَخلن البيتَ قُمنَ حتى يدخُلنَ وأُخرِجَ الرجالُ، وكنتُ آتي عائشةَ أنا وعُبيدُ بنُ عُمَيرٍ وهي مُجاوِرةٌ في جوَفِ ثَبِير، قلتُ: وما حِجابُها؟ قال: هي في قُبَّةٍ تُركيَّةٍ لها غِشاءٌ، وما بينَنا وبينَها غيرُ ذلك، ورأيتُ عليها دِرعاً مُوَرِّداً». (الباري شرح صحيح البخاري كتاب الحج 4/ 282)
(يُتْبَعُ)
(/)
69 ـ حدّثنا سليمانُ بنُ حربٍ حدَّثَنا شعبةُ عن عبدِ الملكِ بنِ عُميرٍ عن قَزعةَ مَولى زيادٍ: سمعتُ أبا سعيدٍ ـ وقد غَزا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلّم ثِنتي عَشرةَ غَزوةً ـ قال: أربَعٌ سمِعتُهنَّ من رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلّم ـ أو قال يُحدِّثُهنَّ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم ـ فأعجبْنَني وآنَقْنَني: أن لا تُسافِرَ امرأةٌ مَسيرةَ يومَين ليس معَها زوجُها أو ذو مَحْرَم. ولا صومَ يومَينِ: الفطرِ والأضحى. ولا صلاةَ بعدَ صلاتَينِ: بعدَ العصرِ حتّى تَغرُبَ الشمسُ، وبعدَ الصُّبحِ حتّى تَطلُعَ الشمسُ. ولا تُشَدُّ الرِّحالُّ إِلاّ إِلى ثلاثةِ مَساجِدَ: مَسجدِ الحَرامِ، ومَسجدي، ومسجدِ الأقصى». (فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب الحج 4/ 552)
70 - وقال القاضي عياض: أمرنا بالمباعدة من أنفاس الرجال والنساء وكانت عادته صلى الله عليه وسلّم مباعدتهن ليقتدي به (شرح النووي على صحيح مسلم كتاب السلام 14 (136)
71 - فيستفاد منه الحث على إبعاد الأجنبي من الأجنبية مهما أمكن، لأن العشرة قد تفضي إلى الفساد، ويتسور بها الشيطان إلى الإفساد. (فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب الحدود 14/ 100)
72 - وقد أجمعوا على تأديب من وجد مع امرأة أجنبية في بيت والباب مغلق عليهما،
(فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب الحدود 14/ 149)
73 ــ (وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: من أراد أن يلقى الله طاهراً) أي من دنس الزنا (مطهراً) مبالغة في تطهيره وهو مفعول من التفعيل. وفي نسخة: متطهراً، بصيغة الفاعل من التفعل (فيلتزوّج الحرائر) خص الحرائر لأن الإماء مبتذلة غير مؤدبة، ولذا ورد: «الحرائر صلاح البيت والإماء فساد البيت». كما في مسند الفردوس عن أبى هريرة مرفوعاً. قال التوربشتي: إنما خصهن بالذكر لأن الإماء خرّاجه ولاجة غير لازمة للخدر، وإذا لم تكن مؤدبة لم يحسن تأديب أولادها وتربيتها بخلاف الحرائر. ويمكن أن يحمل الحرائر على المعنى. (مرقاة المفاتيح كتاب النكاح 6/ 273)
74ــ (وعن عمر رضي الله عنه عن النبي) وفي نسخة صحيحة أن النبي (قال: لا يخلون) أي البتة البتة (رجل بامرأة) أي أجنبية (إلا كان ثالثهما الشيطان) برفع الأول ونصب الثاني، ويجوز العكس والاستثناء مفرغ. والمعنى يكون الشيطان معهما يهيج شهوة كل منهما حتى يلقيهما في الزنا. قال الطيبي [رحمه الله]: لا يخلون جواب القسم ويشهد له الاستثناء لأنه يمنعه أن يكون نهياً، إذ التقدير: لا يخلون رجل بامرأة كائنين على حال من الأحوال إلا على هذه الحالة. وفيه تحذير عظيم في الباب (رواه الترمذي). (مرقاة المفاتيح باب النظر 6/ 280)
75 - قال تعالى: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره:
معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت وإن كان الخطاب لنساء النبي (صلى الله عليه وسلم) فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن والإنكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة على ما تقدم في غير موضع فأمر الله تعالى نساء النبي (صلى الله عليه وسلم) بملازمة بيوتهن وخاطبهن بذلك تشريفا لهن ونهاهن عن التبرج وأعلم أنه فعل الجاهلية الأولى فقال:) ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى (وقد تقدم معنى التبرج في النور وحقيقته إظهار ما ستره أحسن (14/ 178)
76 - قال بن عطية: والذي يظهر عندي أنه أشار للجاهلية التي لحقنها فأمرن بالنقلة عن سيرتهن فيها وهي ما كان قبل الشرع من سيرة الكفرة لأنهم كانوا لا غيرة عندهم وكان أمر النساء دون حجاب وجعلها أولى بالنسبة إلى ما كن عليه وليس المعنى أن ثم جاهلية أخرى وقد أوقع اسم الجاهلية على تلك المدة التي قبل الإسلام فقالوا: جاهلي في الشعراء وقال بن عباس في البخاري: سمعت أبي في الجاهلية يقول إلى غير هذا قلت: وهذا قول حسن ويعترض بأن العرب كانت أهل قشف وضنك في الغالب وأن التنعم وإظهار الزينة إنما جرى في ألأزمان السابقة وهي المراد بالجاهلية الأولى وأن المقصود من الآية مخالفة من قبلهن من المشية على تغنيج وتكسير وإظهار المحاسن للرجال إلى غير ذلك مما لا يجوز شرعا وذلك يشمل الأقوال كلها ويعمها فيلزمن البيوت فإن مست الحاجة إلى الخروج فليكن على تبذل وتستر
(يُتْبَعُ)
(/)
تام والله الموفق (تفسير القرطبي (14/ 179))
77 - ذكر الثعلبي وغيره: أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا قرأت هذه الآية (وقرن في بيوتكن) تبكي حتى تبل خمارها وذكر أن سودة قيل لها: لم لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك فقالت: قد حججت واعتمرت وأمرني الله أن أقر في بيتي قال الراوي: فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت جنازتها رضوان الله عليه (اتفسير القرطبي (14/ 180))
78 - قال بن العربي: لقد دخلت نيفا على ألف قرية فما رأيت نساء أصون عيالا ولا أعف نساء من نساء نابلس التي رمي بها الخليل (صلى الله عليه وسلم) بالنار فإني أقمت فيها فما رأيت امرأة في طريق نهارا إلا يوم الجمعة فإنهن يخرجن إليها حتى يمتلئ المسجد منهن فإذا قضيت الصلاة وانقلبن إلى منازلهن لم تقع عيني على واحدة منهن إلى الجمعة الأخرى وقد رأيت بالمسجد الأقصى عفائف ما خرجن من معتكفهن حتى استشهدن فيه (تفسير القرطبي (14/ 180))
79 - وقيل لعائشة رضي الله عنها: يا أم المؤمنين، ما تقولين في الخضاب والصباغ والتمائم والقرطين والخلخال وخاتم الذهب ورقاق الثياب؟ فقالت: يا معشر النساء، قصتكن قصة امرأة واحدة، أحل الله لكنّ الزينة غير متبرجات لمن لا يحل لكنّ أن يروا منكن محرما. (تفسير القرطبي (12/ 310))
80 - قال عطاء: هذا في بيوتهن، فإذا خرجت فلا يحل لها وضع الجلباب. وعلى هذا {غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ} غير خارجات من بيوتهن. وعلى هذا يلزم أن يقال: إذا كانت في بيتها فلا بدلها من جلبان فوق الدرع، وهذا بعيد، إلا إذا دخل عليها أجنبي. ثم ذكر تعالى أن تحفظ الجميع منهن، واستعفافهن عن وضع الثياب والتزامهن ما يلزم الشباب أفضل لهن وخير. (تفسير القرطبي (12/ 310))
81 - قال ابن العربي: فإن المرأة لا يتأتى منها أن تبرز إلى المجلس، ولا تخالط الرجال، ولا تفاوضهم مفاوضة النظير للنظير؛ لأنها إن كانت فتاة حرم النظر إليها وكلامها، لأن كانت بَرْزَة لم يجمعها والرجال مجلس واحد تزدحم فيه معهم، وتكون مناظرة لهم؛ ولن يفلح قط من تصور هذا ولا من اعتقده. (تفسير القرطبي (13/ 183))
82 - قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} {حُورٌ} جمع حوراء، وهي الشديدة بياض العين الشديدة سوادها وقد تقدم. {مَقْصُورَاتٌ} محبوسات مستورات {فِي الْخِيَامِ} في الحجال لسن بالطوافات في الطرق، قاله ابن عباس. (تفسير القرطبي (17/ 188))
83 - قال القرطبي:
قلت: زيارة القبور للرجال متفق عليه عند العلماء، مختلف فيه للنساء. أما الشواب فحرام عليهن الخروج، وأما القواعد فمباح لهن ذلك. وجائز لجميعهن. ذلك إذا انفردن بالخروج عن الرجال؛ ولا يختلف في هذا إن شاء الله. وعلى هذا المعنى يكون قوله: "زوروا القبور" عاما. وأما موضع أو وقت يخشى فيه الفتنة من اجتماع الرجال والنساء، فلا يحل ولا يجوز. فبينا الرجل يخرج ليعتبر، فيقع بصره على امرأة فيفتتن، وبالعكس فيرجع كل واحد من الرجال والنساء مأزورا غير مأجور. والله أعلم. (20/ 170)
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 01:54]ـ
نفع الله بك وزادك علما وعملا
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 10:47]ـ
نفع الله بك وزادك علما وعملا
جزاك الله خيراً على المشاركة والتفاعل(/)
أكثر من أربعين دليلاً على تحريم الاختلاط
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 12:59]ـ
إعداد منتديات شبهات وبيان
بلغت إلى الآن 46 دليلاً من الكتاب والسنة
قبل الشروع في عرض الأدلة يحسن بنا ذكر أنواع الاختلاط:
قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله مفتي الديار السعودية سابقاً:
اختلاط الرجال بالنساء له ((ثلاث حالات)):
الأولى: اختلاط النساء بمحارمهن من الرجال، وهذا لا إشكال في جوازه.
الثانية: اختلاط النساء بالأجانب لغرض الفساد، وهذا لا إشكال في تحريمه.
الثالثة: اختلاط النساء بالأجانب في: دور العلم، والحوانيت والمكاتب، والمستشفيات، والحفلات، ونحو ذلك، فهذا في الحقيقة قد يظن السائل في بادئ الأمر أنه لا يؤدي إلى إفتتان كل واحد من النوعين بالآخر، ولكشف حقيقة هذا القسم فإننا نجيب عنه من طريق: مجمل، ومفصل.
أما ((المجمل)): فهو أن الله تعالى جبل الرجال عن القوة والميل إلى النساء، وجبل النساء على الميل إلى الرجال مع وجود ضعف بان، فإذا حصل الاختلاط نشأ عن ذلك آثار تؤدي إلى حصول الغرض السيء، لأن النفوس أمارة بالسوء، والهوى يعمي ويصم، والشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر.
أما ((المفصل)): فالشريعة مبنية على المقاصد ووسائلها، ووسائل المقصود الموصلة إليه لها حكمه، فالنساء مواضع قضاء وطر الرجال، وقد سد الشارع الأبواب المفضية إلى تعلق كل فرد من أفراد النوعين بالآخر أ. هـ
الأدلة من القرآن الكريم:
قال تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (33)} سورة القصص.
في الآية أربعة أدلة على المنع من الاختلاط ..
1 - قوله تعالى: (من دونهم) إشارة إلى أنهن كن بعيدات منعزلات غير مختلطات بالرجال.
2 - قوله تعالى: (تذودان) أي يمنعن غنمهما من أن يذهبن إلى غنم القوم فيؤدي إلى اقترابهما من الرجال.
3 - قوله تعالى: (لا نسقي حتى يصدر الرعاء) تأكيد ورفض منهن أن يسقين الغنم وهن مختلطات بالرجال.
4 - قوله تعالى: (وأبونا شيخ كبير) أي يردن القول بأنهن لم يكن ليخرجن للسقيا لولا أن والدهما شيخ كبير في السن ولا يوجد أحد يقوم مقامه في السقيا فاضطررن للخروج ..
5 - قال تعالى: (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك)
قال عمر رضي الله عنه: جاءت تمشي على استحياء قائلة بثوبها على وجهها، ليست بسلفع خراجة ولاجة. هذا إسناد صحيح. (تفسير ابن كثير 6/ 204)
6 - قوله تعالى: (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن)
قال الشيخ صالح الفوزان: لأن الحجاب يمنع الاختلاط بين الرجال والنساء ويجعل النساء منعزلات من ورائه عنهم حال سؤالهم لهن ـ ومثله قوله تعالى عن مريم (فاتخذت من دونهم حجابا) أي ساتراً يعزلها عن اختلاطها بقومها. أ.هـ
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية: أي وكما نهيتكم عن الدخول عليهن كذلك لا تنظروا إليهن بالكلية ولو كان لأحدكم حاجة يريد تناولها منهن فلا ينظر إليهن ولا يسألهن حاجة إلا من وراء حجاب.
والآية عامة في جميع النساء وليست خاصة بأمهات المؤمنين , ويمكنكم مراجعة هذا الرابط ففيه بيان هذه المسألة: http://www.shobohat.com/vb/showthread.php?t=1067
7- قال تعالى: ((وراودته التي هو في بيتها عن نفسه، وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون)) [يوسف:23].
قال الشيخ محمد بن إبراهيم: وجه الدلالة: أنه لما حصل اختلاط بين إمرأة عزيز مصر وبين يوسف عليه السلام ظهر منها ما كان كامناً فطلبت منه أن يوافقها، ولكن أدركه الله برحمته فعصمه منها، وذلك في قوله تعالى: ((فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم)) [يوسف:34] وكذلك إذا حصل اختلاط بالنساء اختار كل من النوعين من يهواه من النوع الآخر، وبذلك بعد ذلك الوسائل للحصول عليه.
8 - قال تعالى: ((ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن)) [النور:31].
(يُتْبَعُ)
(/)
وجه الدلالة أنه تعالى منع النساء من الضرب بالأرجل وإن كان جائزاً في نفسه لئلا يكون سبباً إلى سماع الرجال صوت الخلخال فيثير ذلك دواعي الشهوة منهم عليهن، فمن باب أولى أن يمنع الاختلاط لما يؤدي إليه من الفساد العريض وظهور لكامل زينة المرأة في حدث يومي متكرر.
9 - قوله تعالى: ((يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)) [غافر:19]
فسرها ابن عباس وغيره: هو الرجل يدخل على أهل البيت بيتهم، ومنهم المرأة الحسناء وتمر به، فإذا غفلوا لحظها، فإذا فطنوا غض بصره عنها، فإذا غفلوا لحظ، فإذا فطنوا غمض، وقد اطلع إليه من قلبه أنه لو اطلع على فرجها، وأنه لو قدر عليها فزنى بها.
قال الشيخ محمد بن إبراهيم: وجه الدلالة: أن الله تعالى وصف العين التي تسارق النظر إلى مالا يحل النظر إليه من النساء بأنها خائنة، فكيف بالاختلاط.
10 - أنه أمرهن بالقرار في بيوتهن، قال تعالى: ((وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)) الآية [الأحزاب:23].
قال مجاهد في تفسير قوله تعالى (ولاتبرجن تبرج الجاهلية الأولى): كانت المرأة تخرج فتمشي بين الرجال فذلك تبرج الجاهلية (الطبقات الكبرى تسمية النساء المسلمات 8/ 157)
قال الشيخ محمد بن إبراهيم: وجه الأدلة: أن الله تعالى أمر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهرات المطهرات الطيبات بلزوم بيوتهن، وهذا الخطاب عام لغيرهن من نساء المسلمين، لما تقرر في علم الأصول أن خطاب المواجهة يعم إلا ما دل الدليل على تخصيصه، وليس هناك دليل يدل على الخصوص، فإذا كن مأمورات بلزوم البيوت إلا إذا اقتضت الضرورة خروجهن، فكيف يقال بجواز الاختلاط على نحو ما سبق؟. على أنه كثر في هذا الزمان طغيان النساء، وخلعهن جلبات الحياء، واستهتارهن بالتبرج والسفور عند الرجال الأجانب والتعري عندهم، وقل الوزاع عن من أنيط به الأمر من أزواجهن وغيرهم.
الأدلة من السنة النبوية:
فتنة النساء
11 - قال صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء) رواه البخاري ومسلم. فوصفهن بأنهن فتنة فكيف يجمع بين الفاتن والمفتون.
قال ابن عبدالبر: وفيه دليل على أن الإمام يجب عليه أن يحول بين الرجال والنساء في التأمل والنظر، وفي معنى هذا منع النساء اللواتي لا يؤمن عليهن ومنهن الفتنة من الخروج والمشي في الحواضر والأسواق، وحيث ينظرن إلى الرجال. (التمهيد 9/ 122)
12 - قال صلى الله عليه وسلم: ( .. فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) رواه مسلم.
قال اشيخ محمد بن إبراهيم: فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتقاء النساء وهو يقتضي الوجوب. فكيف يحصل الامتثال مع الاختلاط؟ هذا لا يجوز.
باب حضور النساء صلاة الجماعة في المسجد:
13 - الأفضل للنساءصلاتهن في قعر بيوتهن ,ففي فيض الباري شرح صحيح البخاري 3/ 48 قال الكشميري رحمه الله: واعلم أن ههنا سِرًّا وهو أَني لم أَرَ في الشريعة تَرغيبًا لهن في حضورهن الجماعة، بل عند أبي داود ما يخالِفُه، فعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا قال: «صلاةُ المرأةِ في بيتِها أَفْضَلُ مِن صلاتها في حُجْرَتِها، وصلاتُها في مَخْدَعِها أَفْضَلُ مِن صلاتِها في بيتها». ا ه. وهذا يدلُّ على أنَّ مَرْضَى الشَّرْع أن لا يَخْرُجن إلى المساجدِ.
14 - وفي حديث آخر: «إنْكان لا بُدَّ لَهُنَّ مِن الخروجِ فليخرجن تَفِلاتٍ بدونِ زينةٍ، فلايَتَعَطَّرْنَ، فإِن فَعَلْن فهنَّ كذا وكذا».
قال الكشميري في فيض الباري: يعني زوانٍ. فهذه إباحةٌ لا عن رضاءٍ منه، كإباحة الفاتحة للمُقْتَدين. فلم يرغِبْهُنَّ في الخروج، ونهى الأزواجَ عن مَنْعِهنَّ عن الخروج أيضًا.
قال ابن دقيق العبد: فيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية الرجال وشهوتهم، وربما يكون سبباً لتحريك شهوة المرأة أيضاً، قال: ويلحق بالطيب مافي معناه كحسن الملبس والحلي الذي يظهر أثره والهيئة الفاخرة، قال الحافظ ابن حجر: وكذلك الاختلاط بالرجال، وقال الخطابي في (معالم السنن): التفل سوء الرائحة، يقال: امرأة تفلة إذا لم تتطيب، ونساء تفلات.
(يُتْبَعُ)
(/)
15 - أنه صلى الله عليه وسلم نحى صفوف النساء عن الرجال في أطهر البقاع، بل في مسجده صلى الله عليه وسلم، وقال (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها)
قال النووي رحمه الله: وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن عن مخالطة الرجال"
قال السندي رحمه الله: قوله: «خير صفوف الرجال» أي أكثرها أجراً «وشرها» أي أقلها أجراً وفي النساء بالعكس وذلك لأن مقاربة أنفاس الرجال للنساء يخاف منها أن تشوش المرأة على الرجل والرجل على المرأة ثم هذا التفصيل في صفوف الرجال على إطلاقه وفي صفوف النساء عند الاختلاط بالرجال كذا قيل ويمكن حمله على إطلاقه لمراعاة الستر فتأمل والله تعالى أعلم. (شرح السندي على السنن الصغرى 1/ 366)
16 - ليس هذا فحسب بل خصص للنساء باب خاص لا يلج منه الرجال ..
روى أبو داود الطيالسي في " سننه " وغيره عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بنى المسجد جعل بابا للنساء، وقال: " لا يلج من هذا الباب من الرجال أحدا ".
وروى البخاري في " التاريخ الكبير " عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن عمر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تدخلوا المسجد من باب النساء".
ووجه الدلالة:
أن الرسول صلى الله عليه وسلم منع اختلاط الرجال والنساء في أبواب المساجد دخولا وخروجا، ومنع أصل اشتراكهما في أبواب المسجد سدا لذريعة الاختلاط. فإذا منع الاختلاط في هذه الحال، ففيه ذلك من باب أولى.
17 - وليس هذا فحسب بل كما ثبت في الحديث: (كُنَّ إذا سَلَّمْنَ مِنْ المَكْتوبةِ قُمْنَ، وَثَبت رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم وَمَنْ صَلَّى مِن الرِّجَالِ)
قال الكشميري وذلك لئلا يلزمَ الاختلاطُ في الطريق. (فيض الباري شرح صحيح البخاري3/ 48) وهكذا تتابعت تعليقات العلماء والفقهاء على هذا الحديث بأن فعل ذلك عليه الصلاة والسلام حتى لا يختلط الرجال بالنساء ..
18 - ليس هذا فحسب بل ثبت ـ عن مالك بن ربيعة - رضي الله عنه- أَنَّهُ " سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ فقال رسول الله صلى الله علي وسلم للنساء: ليس لَكُنَّ أن تحققن بالطريق. عليكن بحافات الطريق، فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالشيء في الجدار من لصوقها به "
باب حضور النساء صلاة العيد:
19 - إن النساء كن يحضرن الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن يختلطن بالرجال بل كن معزولات عن الرجال عن عبدالرحمن بن عابس قال: سمعت ابن عباس قيل له: أشهدت العيد مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، ولولا مكاني من الصغر ما شهدته حتى أتى العلم الذي عند دار كثير بن الصلت، فصلى ثم خطب ثم أتى النساء ومعه بلال فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة. رواه البخاري.
قال ابن حجر: قوله: (ثم أتى النساء) يشعر بأن النساء كن على حدة من الرجال غير مختلطات بهم.
20 - وروى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَرَج ومعه بلال فظنّ أنه لم يسمع فوعظهن وأمَرَهنّ بالصدقة.
وفي رواية للبخاري: ثم أقبل يشقهم حتى جاء النساء معه بلال.
فهذا يدل على أنه شقّ صفوف الرجال حتى أتى صفوف النساء في مؤخِّرة المصلى.
ولو كُنّ جنبا إلى جنب مع الرِّجال لما احتاج الأمر إلى أن يُسمعهنّ، ولما شق صفوف الرِّجال حتى يأتي النساء.
21 - ولما قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك. فوعدهن يوما لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن. رواه البخاري.
وقد نص الفقهاء على المنع من اختلاط الرجال بالنساء في المسجد، لما يترتب عليه من المفاسد (انظر انظر مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى 2/ 258، وغذاء الأباب في شرح منظومة الآداب 2/ 314.) ومنه الاختلاط لأجل طلب العلم.
باب التفريق بين الأولاد وهم أبناء عشر
22 - قال صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ محمد بن إبراهيم: فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتفريق بين الأولاد وعدم اختلاط ذكوراً أو إناثاً أو ذكورا وإناثا مع أنهم أبناء عشر سنين فكيف بمن هم أكبر منهم. وهذا تنبيه بالأدنى على الأعلى.
باب الحج:
23 - قال صلى الله عليه وسلم لأم سلمة رضي الله عنها: (طوفي من وراء الناس وأنت راكبة) رواه البخاري.
قال النووي: إنما أمرها صلى الله عليه وسلّم بالطواف من وراء الناس لشيئين: أحدهما أن سنة النساء التباعد عن الرجال في الطواف. (شرح النووي على صحيح مسلم 90 16)
24 - لقد فقه الصحابة رضي الله عنهم هذه الأدلة الدالة على تحريم الاختلاط وامتثلوا لها فاجتنبوه ومنعوه.
ومن ذلك ما روي أنه دخلت على أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها مولاة لها فقالت لها: (يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعاً واستلمت الركن مرتين أو ثلاثاً فقالت لها عائشة: لا آجرك الله خيراً لا آجرك الله خيراً تدافعين الرجال؟! ألا كبرت ومررت)، وعائشة رضي الله عنها تعد من الفقيهات بل إن الصحابة رضي الله عنهم يرجعون إليها في الأمور التي تشكل عليهم.
قال أبو عمر ابن عبدالبر: الاستلام للرجال دون النساء عن عائشة، وعطاء وغيرهما، وعليه جماعة الفقهاء. (التمهيد 22/ 258)
25 - وعن ابن جريج أنه قال أخبرني عطاء أن عائشة رضي الله عنها كانت تطوف بالبيت حجرة من الرجال لا تخالطهم.
26 - ولما وقع في عهد عمر رضي الله عنه شيء من اختلاط الرجال بالنساء في الطواف نهى أن يطوف الرجال مع النساء، فرأى رجلاً معهن فضربه بالدرة. (رواه الفاكهي في أخبار مكة (484).).
27 - وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه) فهذه حال الصحابيات مع الفقيهة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهم أجمعين الابتعاد عن الرجال وعدم الاختلاط بهم.
28 - قال الحافظ ابن حجر: روى الفكهاني من طريق زائدة عن إبراهيم النخعي قال: نهى عمر أن يطوف الرجال مع النساء، قال فرأى رجلا معهن فضربه بالدرة.
29 - وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال مستنكراً اختلاط النساء بالرجال: ألا تستحون ألا تغارون أن يخرج نساؤكم؟ فإني بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج.
باب من وراء حجاب
30 - قال مسروق: سمعت عائشة وهى من وراء الحجاب. رواه البخاري ومسلم.
31 - وعند البخاري من طريق يوسف بن ماهك قال: كان مروان على الحجاز استعمله معاوية فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يُبايَع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا، فقال: خذوه! فدخل بيت عائشة، فلم يقدروا، فقال مروان: إن هذا الذي أنزل الله فيه: (وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي) فقالت عائشة - من وراء الحجاب -: ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عُذري.
فالشاهد أن عائشة رضي الله عنها كانت تُكلِّم الناس من وراء حجاب.
32 - قال الإمام البخاري في ترجمة عبد الله أبي الصهباء الباهلي: ورأى سِتْر عائشة رضي الله عنها في المسجد الجامع، تُكَلِّم الناس من وراء السِّتر، وتُسأل من ورائه. اهـ.
- وليس هذا مختصاً بأمهات المؤمنين بل كانت النساء إذا تعلّمن أو عَلّمن يكون ذلك من وراء حجاب.
ففي ترجمة الحرّة البسطامية: وكان يُقرأ عليها من وراء السِّتر.
33 - وكانت النساء يَكُنّ من وراء الستور.
ففي المسند عن عبد الله أبي عبد الرحمن قال: سمعت أبي يقول: جاء قوم من أصحاب الحديث فاستأذنوا على أبي الأشهب، فأذن لهم فقالوا: حَدِّثنا. قال: سلوا. فقالوا: ما معنا شيء نسألك عنه، فقالت ابنته - من وراء السِّتْر -: سَلُوه عن حديث عرفجة بن أسعد أُصيب أنفه يوم الكُلاب.
والشواهد كثيرة على أن مجالس سلف هذه الأمة وخيارها لم تكن مفتوحة على بعض بل كان بينها السّتور.
كما أن نساء هذه الأمة لم يَكنّ يتعلّمن أو يَتعلّمن إلا من وراء حجاب وسِتر.
الأمر بغض البصر دليل على المنع من الاختلاط:
(يُتْبَعُ)
(/)
34 - أمر الله الرجال بغض البصر، وأمر النساء بذلك فقال تعالى: ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن)) [النور:30 - 31].
فلو كان الاختلاط سائغاً في الشرع لكان في هذه الأوامر الربانية تكليف بما لا يطاق؛ إذ كيف تختلط المرأة بالرجل، وتجلس بجواره في العمل أو الدراسة، ولا ينظر كل واحد منهما للآخر وهما يتبادلان الأعمال والأوراق والدروس؟!
35 - روى أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطأ " متفق عليه، واللفظ لمسلم.
قال الشيخ محمد بن إبراهيم: وإنما كان زناً لأنه تمتع بالنظر إلى محاسن المرأة ومؤد إلى دخولها في قلب ناظرها، فتعلق في قلبه، فيسعى إلى إيقاع الفاحشة بها. فإذا نهى الشارع عن النظر إليهن لما يؤدي إليه من المفسدة وهو حاصل في الاختلاط، فكذلك الاختلاط ينهى عنه لأنه وسيلة إلى ما لا تحمد عقباه من التمتع بالنظر والسعي إلى ما هو أسوأ منه.
36 - حديث أبي سعيد رضي الله عنه وفيه ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أن من حق الطريق: (غض البصر) (رواه البخاري (2333) ومسلم (2121).).
فإذا كان غض البصر واجباً على الرجال إذا مرت بمجلسهم في الطريق امرأة مروراً عابراً، فكيف يسوغ لبعض الناس أن يزعموا أن شريعة الله تعالى لا تُمانع من اختلاط الرجال بالنساء يومياً في مكان مغلق الساعات الطوال؟!
37 - حديث جَرِيرِ بن عبد الله قال: (سَأَلْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عن نَظَرِ الْفُجَاءَةِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي) (رواه مسلم (2159).).
38 - حديث بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ رضي الله عنه: (يا عَلِيُّ لَا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فإن لك الْأُولَى وَلَيْسَتْ لك الْآخِرَةُ) (رواه أبو داود (2149) وصححه ابن حبان (5570)).
قال الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله: فكيف يحصل غض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة عند نزول المرأة ميدان الرجال واختلاطها معهم في الأعمال؟ والاختلاط كفيل بالوقوع في هذه المحاذير.
وكيف يحصل للمرأة المسلمة أن تغض بصرها وهي تسير مع الرجل الأجنبي جنبا إلى جنب بحجة أنها تشاركه في الأعمال أو تساويه في جميع ما يقوم به؟. انتهى
باب
39 - حديث عُقْبَةَ بن عَامِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ على النِّسَاءِ) (رواه البخاري (4934) ومسلم (2172)).
فإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يحذر الرجال من الدخول على النساء فكيف إذاً بالمكث عندهن وأمامهن وبجوارهن في ساعات العمل والدراسة وغيرها كل يوم؟!
40 ـ أن الاختلاط بين النساء والرجال سبب لافتتان بعضهم ببعض وما كان وسيلة إلى الحرام فهو حرام. ولذلك قال الموفق ابن قدامة في المغني (3/ 372) إنه يستحب تأخير طواف المرأة إلى الليل ليكون أستر لها. ولا يستحب لها مزاحمة الرجال لاستلام الحجر. لكن تشير بيدها إليه كالذي لا يمكنه الوصول إليه.
41 - جاءت أسماء بنت السكن الأنصارية الأشهلية رضي الله عنها الملقبة بخطيبة النساء إلى رسول الله فقالت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، إن الله بعثك للرجال وللنساء كافة فآمنا بك وبإلهك، وإنا معشر النساء محصورات، مقصورات مخدورات، قواعد بيوتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجُمَع والجماعات، وفضلتم علينا بشهود الجنائز، وعيادة المرضى، وفضلتم علينا بالحج بعد الحج، وأعظم من ذلك الجهاد في سبيل الله. وإن الرجل منكم إذا خرج لحجٍ أو عمرةٍ أو جهادٍ؛ جلسنا في بيوتكم نحفظ أموالكم، ونربي أولادكم، ونغزل ثيابكم، فهل نشارككم فيما أعطاكم الله من الخير والأجر؟ فالتفت النبي بجملته وقال: ((هل تعلمون امرأة أحسن سؤالاً عن أمور دينها من هذه المرأة؟)) قالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تسأل سؤالها. فقال النبي: ((يا أسماء، افهمي عني، أخبري من وراءك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لرغباته يعدل ذلك كله)) فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر وتردد: يعدل ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
كله، يعدل ذلك كله. (أخرجه ابن عبد البر في: الاستيعاب (4 - 1788)، والبيهقي في: شعب الإيمان (8743)، وفي إسناده مسلم بن عبيد الراوي عن أسماء لم أجد له ترجمة.)
ووجه الدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم امتدح فقهها رضي الله عنها وقد وصفت النساء بأنهن محصورات مقصورات مخدورات قواعد ..
42 - استأذنت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجهاد، فقال: جهادكن الحج. رواه البخاري.
وفي رواية عن عائشة أم المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله نساؤه عن الجهاد، فقال: نِعْم الجهاد الحج. رواه البخاري.
قال ابن بطال: هذا دال على أن النساء لا جهاد عليهن، وأنهن غير داخلات في قوله تعالى: {انفروا خفافاً وثقالاً} (التوبة: 14). وهو إجماع، وليس في قوله: «جهادكن الحج» أنه ليس لهن أن يتطوعن به، وإنما فيه أنه الأفضل لهن، وسببه أنهن لسن من أهل القتال للعدو، ولا قدرة لهن عليه ولا قيام به، وليس للمرأة أفضل من الاستتار وترك مباشرة الرجال بغير قتال، فكيف في حال القتال التي هي أصعب؟ والحج يمكنهن فيه بمجانبة الرجال، والاستتار عنهن، فلذلك كان أفضل لهن من الجهاد. (عمدة القاري 14/ 163, فتح الباري شرح صحيح البخاري 6/ 168)
43 - عن أنس، رضي الله تعالى عنه، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم في جنازة، فرأى نسوة فقال: أتحملنه؟ قلن: لا. قال: أتدفنه؟ قلن: لا. قال: "فارجعن مأزورات غير مأجورات".
قال العيني: لأن الرجال أقوى لذلك والنساء ضعيفات ومظنة للانكشاف غالبا، خصوصا إذا باشرن الحمل، ولأنهن إذا حملنها مع وجود الرجال لوقع اختلاطهن بالرجال، وهو محل الفتنة ومظنة الفساد. فإن قلت: إذا لم يوجد رجال؟ قلت: الضرورات مستثناة في الشرع (عمدة القاري 8/ 111)
44 - عن مالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ، جَاءَ يَسْتَأَذِنُ عَلَيْهَا، وَهُوَ عَمُّهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ، بَعْدَ أَنْ نَزَلَ الْحِجَابُ، قَالَتْ فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّه، أَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ، فَأَمَرَنِي أَنْ آذَنَ لَهُ عليّ (30 ـ 3).
قال ابن عبدالبر: في هذا الحديث دليل على أن احتجاب النساء من الرجال لم يكن في أول الإسلام، وأنهم كانوا يرون النساء، ولا يستتر نساؤهم عن رجالهم، إلا بمثل ما كان يستتر رجالهم عن رجالهم، حتى نزلت آيات الحجاب (التمهيد 6/ 235)
قال العيني: وفيه أنه لا يجوز للمرأة أن تأذن للرجل الذي ليس بمحرم لها في الدخول عليها، ويجب عليها الاحتجاب منه، وهو كذلك إجماعاً بعد أن نزلت آية الحجاب، وما ورد من بروز النساء فإنما كان قبل نزول الحجاب، وكانت قصة أفلح مع عائشة بعد نزول الحجاب. (عمدة القاري 13/ 202)
45 - وقد ثبت ذلك من حديث عروة عن عائشة موقوفاً أخرجه عبدالرزاق بإسناد صحيح ولفظه قالت «كن نساء بني إسرائيل يتخذن أرجلاً من خشب يتشرفن للرجال في المساجد فحرم الله عليهن المساجد، وسلطت عليهن الحيضة» وهذا وإن كان موقوفاً لكن حكمه حكم الرفع لأنه لا يقال بالرأي. (عون المعبود شرح سنن أبي داوود 2/ 331)
46 - عن نافع، قال: خرج عبد اللّه بن عمر رضي الله عنهما وأنا معه على جنازة فرأى معها نساء، فوقف ثم قال: ردهن، فإنهن فتنة الحي والميت ثم مضى، فمشى خلفها. (شرح المعاني والآثار كتاب الجنائز 1/ 479)
فهذا إنكار فعلي من عبدالله بن عمر الصحابي الجليل لاختلاط الرجال بالنساء ..
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 10:50]ـ
موضوع في القمة
ولقد حارب الأعداء الحجاب حتى انطبع في أذهان الكثير أن الخلاف حوله فقط وغفلوا عن أصل المسألة وهو العفاف والحياء والستر والحشمة وعدم الاختلاط ....
وعليه فإنني أدعو طلبة العلم إلى التركيز على هذه الأمور العامة أكثر من تركيزهم على الحجاب نفسه .. فلو استقر في نفوس النساء حب الحشمة والستر والحياء والعفاف لما أنكرن الحجاب أبدا
وجزاكم الله كل خير
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[27 - Mar-2009, صباحاً 01:57]ـ
بارك الله فيك
ـ[عالي السند]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 06:03]ـ
أجدت وأفدت ونصحت، موضوع قيم ونافع
في زمن كثرت فيه الفتن، وأخذ الملبسون والمرجفون
في الفتوى في أمر قضت فيه الشريعة بالحكم المتين
كفانا الله شر وكيد وحقد دعاة الرذيلة من التغريبيين
والتنويريين والإنبطاحيين والشهوانيين واللبراليين.
شكر الله لك
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 10:28]ـ
موضوع في القمة
ولقد حارب الأعداء الحجاب حتى انطبع في أذهان الكثير أن الخلاف حوله فقط وغفلوا عن أصل المسألة وهو العفاف والحياء والستر والحشمة وعدم الاختلاط ....
وعليه فإنني أدعو طلبة العلم إلى التركيز على هذه الأمور العامة أكثر من تركيزهم على الحجاب نفسه .. فلو استقر في نفوس النساء حب الحشمة والستر والحياء والعفاف لما أنكرن الحجاب أبدا
وجزاكم الله كل خير
وبارك الله فيك
كل ما دعى إليه إسلامنا فسنجتهد في تبليغه للناس ولا بد من النظر والتأمل في إحياء الإيمان والحشمة والعفة والحياء مع الحفاظ على الحجاب والبعد عن الاختلاط ,,
وصدقت لو أنه استقر في قلوبنا الناس البحث عن كل ما يعلي من شأن المرأة في دينها لما أنكرن الحجاب ..
والله الموفق ,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[14 - Apr-2009, مساء 11:59]ـ
بارك الله فيك
وبارك الله فيك ..
شكراً على المشاركة والتفاعل ..
ـ[جذيل]ــــــــ[15 - Apr-2009, صباحاً 12:18]ـ
ياليت الموضوع يوضع على ملف وورد ولك جزيل الشكر.
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 02:26]ـ
ياليت الموضوع يوضع على ملف وورد ولك جزيل الشكر.
رفعت البحث على ملف وورد
وقد تجاوزت تحريم الاختلاط فيه الخمسين دليلاً
واعذرني على التأخر , فأنا لم أستطع تنيسق وتنظيم البحث بشكل جيد عن طريق الوورد , وقد حاولت تنسيقه مراراً إلا أني أعود بالفشل كل مرة , وإن كان هناك أحد يتفضل علينا وينسقه بشكل جيد , فله الدعاء منا بأن يكتب الله له أجره , ويصلح له عمله ..
ـ[حارث البديع]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 12:30]ـ
الذي يقول بتحريم الإختلاط لايستطيع أن يطرد في أصله
كما هو معلوم من الحديث الصحيح أن أحد الأنصار تزوج فدعا الرسول (ص) وأصحابه إلى طعامه فكانت الزوجة هي التي تخدم القوم،
ابن حجر أورد كلاما معناه:
(جواز خدمة المرأة لزوجها ومن يدعوه من أصحابه
عند أمن الفتنة)
كذلك إن أتت المرأة للشهادة
أما يستلزم الإختلاط.؟
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 01:19]ـ
الذي يقول بتحريم الإختلاط لايستطيع أن يطرد في أصله
كما هو معلوم من الحديث الصحيح أن أحد الأنصار تزوج فدعا الرسول (ص) وأصحابه إلى طعامه فكانت الزوجة هي التي تخدم القوم،
ابن حجر أورد كلاما معناه:
(جواز خدمة المرأة لزوجها ومن يدعوه من أصحابه
عند أمن الفتنة)
كذلك إن أتت المرأة للشهادة
أما يستلزم الإختلاط.؟
الأدلة متضافرة على تحريم الاختلاط
وقولك بأنها ليست مطردة , هذا راجع إليك , فهي عندك ليست مطردة ..
ومثال على ذلك .. هذا الحديث الذي ذكرته ,
قال عنه الإمام النووي أنه يحتمل أنه قبل الحجاب
وقال ابن حجر في الفتح (9/ 251): (في الحديث جواز خدمة المرأة زوجها ومن يدعوه ولا يخفى أن محل ذلك عند أمن الفتنة ومراعاة ما يجب عليها من الستر وجواز استخدام الرجل امرأته في مثل ذلك).
والأمر الآخر هو أن هذه الحادثة وغيرها من الحوداث لا تؤخذ صفة الاستمرار والتكرار بل هي معدودة محدودة بعكس الاختلاط في العمل والتعليم والذي يتصف بالاستمرار والتكرار ..
وهي معها محرمها , فالفتنة مأمونة حينئذ ..
فهل يصح أن نعادل بين لقاء محدود عابرمؤقت بلقاء مستمر متكرر والنساء فيه متبرجات متبذلات غير متسترات؟؟!
وهل اختلاط النساء بالرجال في العمل والتعليم يكون فيه محرم؟؟!
وهل التقاء النساء بالرجال في الشوارع من الاختلاط؟!
حتماً , لا ..
بينما نجد أن الرسول عليه الصلاة والسلام بالنسبة للقاء المستمر المتكرر يباعد بين الرجال والنساء على قدر الاستطاعة ..
مثل حضور النساء لصلاة الجماعة .. (راجع الأحاديث التي سيقت في ذلك) ..
فإذا فرقت بين الأمرين وعلمت ذلك جيداً. زال عنك وهم الاطراد!!
ـ[حارث البديع]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 01:45]ـ
هل هذا الحديث صحيح أم لا؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 01:46]ـ
وقضية الشهادة صحيحة أم لا
دعنا نتفق ثم نختلف؟
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 02:12]ـ
سؤال غريب
وهل تتوقع أن أجيب على شيء مما قلته؟!
وأنا أعلم أنه ضعيف ..
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 02:13]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الموضوع.
و لي ملاحظة وهي أن الكثير من الأدلة التي ذكرت لا تدل على التحريم خصوصا الآيات التي استدل بها.
مع العلم لا أخالفك في حرمة الإختلاط و مفاسده على الجنسين و الله لمستعان.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 02:27]ـ
وقضية الشهادة
على التسليم جدلا بان الحديث ضعيف
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 02:29]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الموضوع.
و لي ملاحظة وهي أن الكثير من الأدلة التي ذكرت لا تدل على التحريم خصوصا الآيات التي استدل بها.
مع العلم لا أخالفك في حرمة الإختلاط و مفاسده على الجنسين و الله لمستعان.
وفيك , بارك الله
أكثر الأدلة المذكورة إن لم يكن كلها , استدل بها أحد العلم على حرمة الاختلاط واستفاد منها ذلك ..
وظهور الأدلة وظهور قوتها , يختلف فيه الناس , فمن مستقل ومستكثر , وأسلم الناس فهوماً هم العلماء ثم الأمثل فالأمثل ..
كما قال الله تعالى: (أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها)
والله يحفظكم ويرعاكم ,,
ـ[حارث البديع]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 02:39]ـ
هذا الذي قلت عنه ضعيف هو في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال: (لما عرس أبو أسيد الساعدي دعا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فما صنع لهم لا طعاماً ولا قربه إليهم إلا امرأته أم أسد، بلت تمرات في تور "إناء" من حجارة في الليل، فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الطعام اماءته له "هرسته بيدها" فسقته تتحفه بذلك).
أخرجه في كتاب النكاح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 02:59]ـ
هذا الذي قلت عنه ضعيف هو في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال: (لما عرس أبو أسيد الساعدي دعا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فما صنع لهم لا طعاماً ولا قربه إليهم إلا امرأته أم أسد، بلت تمرات في تور "إناء" من حجارة في الليل، فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الطعام اماءته له "هرسته بيدها" فسقته تتحفه بذلك).
أخرجه في كتاب النكاح.
أظن والله أعلم أنك في تعب شديد من السهر!!
ـ[حارث البديع]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 03:28]ـ
هذا برهاننا فمابرهانكم؟
77 - (باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس)
أي هذا باب في بيان قيام المرأة على الرجال من قام فلان على الشيء إذا ثبت عليه وتمسك به قوله وخدمتهم أي وعلى خدمتهم قوله بالنفس أي بنفسه
2815 - حدثنا (سعيد بن أبي مريم) حدثنا (أبو غسان) قال حدثني (أبو حازم) عن
(سهل) قال لما عرس أبو أسيد الساعدي النبي وأصحابه فما صنع طعاما ولا قربه إليهم إلا امرأته أم أسيد بلت تمرات في تور من حجارة من الليل فلما فرغ النبي من الطعام أماثته له فسقته تنحنه بذلك
والحديث أخرجه مسلم في الأشربة عن محمد بن سهل بن عسكر عن ابن أبي مريم
قال العيني:
وفيه جواز خدمة المرأة زوجها ومن يدعوه عند الأمن من الفتنة وجواز الشرب بما لا يسكر في الوليمة وجواز إيثار كبير القوم في الوليمة بشيء دون القوم.
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 01:39]ـ
أول مرة أعرف أن البرهان يكون بهذا الشكل؟!
ولا أعرف , هل أنت مع إباحة الاختلاط أم علماء الأمة في تحريمه؟؟!
فلقد ذكرتَ في موضوع شبهة حول الرسول عليه الصلاة والسلام واستدلال فاسد بجواز الخلوة والاختلاط ..
أنكَ لاترى الاختلاط مباحاً وتعلم ذلك ..
وهنا تأتي بشبه العصرانيين ومن نحا نحوهم , وتسميها برهاناً .. لا أحب طريقة المراوغة ..
وجواباً عن هذه الشبهة التي طرحتها , فلقد ذكرت فيما سبق أن:
الأدلة متضافرة على تحريم الاختلاط
وقولك بأنها ليست مطردة , هذا راجع إليك , فهي عندك ليست مطردة ..
ومثال على ذلك .. هذا الحديث الذي ذكرته ..
قال عنه الإمام النووي أنه يحتمل أنه قبل الحجاب
وقال ابن حجر في الفتح (9/ 251): (في الحديث جواز خدمة المرأة زوجها ومن يدعوه ولا يخفى أن محل ذلك عند أمن الفتنة ومراعاة ما يجب عليها من الستر وجواز استخدام الرجل امرأته في مثل ذلك).
والأمر الآخر هو أن هذه الحادثة وغيرها من الحوداث لا تأخذ صفة الاستمرار والتكرار بل هي معدودة محدودة بعكس الاختلاط في العمل والتعليم والذي يتصف بالاستمرار والتكرار ..
وهي معها محرمها , فالفتنة مأمونة حينئذ ..
فهل يصح أن نعادل بين لقاء محدود عابرمؤقت بلقاء مستمر متكرر والنساء فيه متبرجات متبذلات غير متسترات؟؟!
وهل اختلاط النساء بالرجال في العمل والتعليم يكون فيه محرم؟؟!
وهل التقاء النساء بالرجال في الشوارع من الاختلاط؟!
حتماً , لا ..
بينما نجد أن الرسول عليه الصلاة والسلام بالنسبة للقاء المستمر المتكرر يباعد بين الرجال والنساء على قدر الاستطاعة ..
مثل حضور النساء لصلاة الجماعة .. (راجع الأحاديث التي سيقت في ذلك) ..
فإذا فرقت بين الأمرين وعلمت ذلك جيداً. زال عنك وهم الاطراد!!
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 02:21]ـ
احتجيت بقولين من الإمام بدر الدين العيني والحافظ ابن حجر , ظان أنهما معك يبيحان الاختلاط , والبرهان إن كنت صادقاً هو أن تأتي لي بنصوص مثل هذه النصوص التي سأوردها تتكلم صراحة عن الاختلاط , (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) , وهذه مجرد أمثلة بسيطة وراءها جبال من النقول عن علماء الأمة في تحريم الاختلاط ..
عن أنس، رضي الله تعالى عنه، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم في جنازة، فرأى نسوة فقال: أتحملنه؟ قلن: لا. قال: أتدفنه؟ قلن: لا. قال: "فارجعن مأزورات غير مأجورات".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال العيني: لأن الرجال أقوى لذلك والنساء ضعيفات ومظنة للانكشاف غالبا، خصوصا إذا باشرن الحمل، ولأنهن إذا حملنها مع وجود الرجال لوقع اختلاطهن بالرجال، وهو محل الفتنة ومظنة الفساد. فإن قلت: إذا لم يوجد رجال؟ قلت: الضرورات مستثناة في الشرع (عمدة القاري 8/ 111)
وقال العيني:
(وفيه: أنه لا يجوز للمرأة أن تأذن للرجل الذي ليس بمحرم لها في الدخول عليها، ويجب عليها الاحتجاب منه، وهو كذلك إجماعاً بعد أن نزلت آية الحجاب، وما ورد من بروز النساء فإنما كان قبل نزول الحجاب، وكانت قصة أفلح مع عائشة بعد نزول الحجاب،). (عمدة القاري 13/ 202)
وقال العيني:
(وفيه: من شأن العواتق والمخدرات عدم البروز إلاّ فيما أذن لهن فيه. وفيه: استحباب إعداد الجلباب للمرأة ومشروعية عارية الثياب. قيل: وفيه استحباب خروج النساء إلى شهود العيدين، سواء كن شواب أو ذوات هيئات أم لا. قلت: في هذا الزمان لا يفتي به لظهور الفساد وعدم الأمن، مع أن جماعة من السلف منعوا ذلك، وهم: عروة والقاسم ويحيى الأنصاري ومالك وأبو حنيفة ــــ في رواية ــــ وأبو يوسف. ومنع الشافعية ذوات الهيئات والمستحسنات لغلبة الفتنة، وكذلك الثوري منع خروجهن اليوم. (عمدة القاري 6/ 302 - 303)
وقال الحافظ ابن حجر:
(ونقل النووي في «شرح المهذب» أنه لا خلاف في هذه المسألة بين العلماء، والسبب فيه ما تقدم، ولأن الجنازة لابد أن يشيعها الرجال فلو حملها النساء لكان ذلك ذريعة الى اختلاطهن بالرجال فيفضي الى الفتنة). (فتح الباري شرح صحيح البخاري 3/ 536)
قال ابن حجر:
(وقضية كلام النووي في تحقيقه، والزركشي في أحكام المساجد أنه حيث كان في خروجهن اختلاط بالرجال في المسجد أو طريقه أو قويت خشية الفتنة عليهن لتزينهنَّ وتبرجهنَّ حرم عليهن الخروج، وعلى الزوج الإذن لهنَّ ووجب على الإمام أو نائبه منعهنَّ من ذلك). (مرقاة المفاتيح 3/ 367)
أفيكون الغرب الكافر أعلم بآثار الاختلاط السيئة على المجتمع ويغفل عنها علماء أمة الإسلام؟؟!
لا والله .. ليس هناك شر وشؤم على الناس إلا وتجد القرآن والسنة وعلماء الأمة أسبق من كل أحد في التحذير منه ..
ـ[محي الدين الناصر]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 03:36]ـ
أحسنت أخي المعتز لدينه و لكني لا أوافقك في بعض ما تقول و هناك شبهة لا أظنك قادرا في الوقت الراهن على ردها و هذه مقدمتها:
هل يجوز للمرأة التي غاب عنها زوجها أن تأذن لرجلين أو أكثر بالدخول عليها بدون إذن زوجها?
ـ[محي الدين الناصر]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 03:45]ـ
و إذا قلت باالتحريم فما هي أدلتك من الكتاب و السنة الصحيحة?
ـ[محي الدين الناصر]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 04:11]ـ
و هل يجوز أن يأذن الرجل لزوجته بذلك?
فإذا قلت نعم فهذا شيء مقرف أشد من الإختلاط المعروف في العمل و المدارس لأنه هنا عندنا: زوجة+أكثر من رجل+داخل البيت.!!!! و هذا دليل على جواز الإختلاط إذا كان الرجال ثقات تقات!!! و الدليل على هذا ما رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن نفرا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ فرآهم فكره ذلك فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لم أر إلا خيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد برأها من ذلك ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان.
ففي هذا الحديث جواز دخول أكثر من رجل أجنبي على المرأة و لو بغير إذن الزوج لأن:
1 - النفر دخلوا على أسماء بغير إذن أبي بكر بدليل كراهيته لذلك
2 - و الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خطب أجاز مطلقا دخول أكثر من رجل أجنبي على المرأة و لم يذكر إطلاقا شرط إذن الزوج بالرغم من أن النفر دخلوا على أسماء بغير إذن أبي بكر و كراهية أبي بكر لذلك.
فكيف ترد على كل هذا أيها اللبيب?
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 04:51]ـ
أولاً: أدلة تحريم الخلوة بالأجنبية والاختلاط:
(يُتْبَعُ)
(/)
في الصحيحين عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت}. قال الترمذي: معنى كراهية الدخول على النساء على نحو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان}.
قال الطيبي [رحمه الله]: لا يخلون جواب القسم ويشهد له الاستثناء لأنه يمنعه أن يكون نهياً، إذ التقدير: لا يخلون رجل بامرأة كائنين على حال من الأحوال إلا على هذه الحالة. وفيه تحذير عظيم في الباب (رواه الترمذي). (مرقاة المفاتيح باب النظر 6/ 280)
وفي الصحيحين أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم}. وفي الطبراني عنه مرفوعا {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينه وبينها محرم}.
قال النووي: في الحديث منع المخنث من الدخول على النساء ومنعهن من الظهور عليه وبيان أن له حكم الرجال الفحول الراغبين في النساء في هذا المعنى، وكذا حكم الخصي والمجبوب ذكره انتهى. (عون المعبود شرح سنن أبي داوود كتاب اللباس 11/ 165)
قلت: فإذا كان المخنث يحرم عليه الخلوة مع الأجنبية إن كان له اطلاع على عورات , فمن باب أولى تحريم خلوة الأجنبية مع الرجل المكتمل قوة ونشاطاً.
وقد ذكرنا ما يزيد عن خمسين دليلاً على تحريم الاختلاط فيما سبق
ثانياً: الاجماع بتحريم الخلوة:
قال الحافظ ابن حجر: " وقد أجمعوا على تأديب من وجد مع امرأة أجنبية في بيت والباب مغلق عليهما" (فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب الحدود 14/ 149)
قال العيني: " أنه لا يجوز للمرأة أن تأذن للرجل الذي ليس بمحرم لها في الدخول عليها، ويجب عليها الاحتجاب منه، وهو كذلك إجماعاً بعد أن نزلت آية الحجاب، وما ورد من بروز النساء فإنما كان قبل نزول الحجاب، وكانت قصة أفلح مع عائشة بعد نزول الحجاب .. " (عمدة القاري 13/ 202)
قال ابن جرير في تفسيره " المعنى لا يأذن لأحد من الرجال الأجانب أن يدخل عليهن فيتحدث إليهن، وكان من عادة العرب لا يرون به بأساً، فلما نزلت آية الحجاب نهى عن محادثتهن والقعود" (عون المعبود شرح سنن أبي داوود 5/ 360)
ثالثاً:
حديث عن المغيبة, فهذا يكفينا فيه قول رسولنا الكريم (لَا تَلِجُوا عَلَى الْمُغِيبَاتِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ أَحَدِكُمْ مَجْرَى الدَّمِ) خاصة أن النووي في شرح الحديث الذي أورده صاحبنا في مقاله وَالْمَشْهُور عِنْد أَصْحَابنَا تَحْرِيمه , فَيَتَأَوَّل الْحَدِيث عَلَى جَمَاعَة يَبْعُد وُقُوع الْمُوَاطَأَة مِنْهُمْ عَلَى الْفَاحِشَة لِصَلَاحِهِمْ، أَوْ مُرُوءَتهمْ، أَوْ غَيْر ذَلِكَ. وَقَدْ أَشَارَ الْقَاضِي إِلَى نَحْو هَذَا التَّأْوِيل). وقول رسولنا (إياكم والدخول على النساء) رواه مسلم عن عقبة بن عامر.
رابعاً:
قد قدما فيما سبق أكثر من خمسين دليلاً على تحريم الاختلاط , وقد كان أكثرها إن لم يكن كلها قد قال به أحد أهل العلم ..
وخطأ منهجي كبير أن تترك المحكمات من الأدلة وتعتمد المتشابهات , وقد قال الله تعالى: (فأما الذين في قلوبهم زيع فيتبعون ما تشابه منهم ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله) الآية
وخطأ منهجي كبير أن يجمع بين المتفرقات كاحتجاجهم بنصوص ليس فيها اختلاط على إباحة الاختلاط , فهي لم تكن اختلاطاً حتى يحتج بها ..
وخطأ منهجي كبير أن يقدم العقل وما يفرزه من أفكار وتوهمات على النصوص من الكتاب والسنة ..
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 05:03]ـ
أول آية في الحث عن البعد عن مخالطة الرجال , لم أنقل فيها عن أحد من أهل العلم , ولذلك فهاهي نصوصهم:
/// في النكت والعيون:
{قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعآء} والصدور الانصراف، ومنه الصدر لأن التدبير يصدر عنه، والمصدر لأن الأفعال تصدر عنه. والرعاء جمع راع.
وفي امتناعهما من السقي حتى يصدر الرعاء وجهان:
أحدهما: تصونا عن الاختلاط بالرجال.
الثاني: لضعفهما عن المزاحمة بماشيتهما.
{وأبونا شيخ كبير} وفي قولهما ذلك وجهان
(يُتْبَعُ)
(/)
: أحدهما: أنهما قالتا ذلك اعتذارا إلى موسى عن معاناتهما سقي الغنم بأنفسهما.
الثاني: قالتا ذلك ترقيقا لموسى ليعاونهما. (3/ 270)
///في البحر المديد:
{قالتا لا نسقي} غنمنا {حتى يصدر الرعاء}، أي: يصرفوا مواشيهم، يقال: أصدر عن الماء وصدر، والمضارع: يصدر ويصدر، والرعاء: جمع راع، كقائم وقيام، والمعنى: لا نستطيع مزاحمة الرجال، فإذا صدروا سقينا مواشينا ..
{فسقى لهما} أي: فسقى غنمهما لأجلهما؛ رغبة في المعروف وإغاثة الملهوف، روي أنه نحى القوم عن رأس البئر، وسألهم دلوا، فأعطوه دلوهم، وقالوا: استق به، وكانت لا ينزعها إلا أربعون، فاستقى بها، وصبها في الحوض، ودعا بالبركة. وقيل: كانت آبارهم مغطاة بحجار كبار، فعمد إلى بئر، وكان حجرها لا يرفع إلا جماعة، فرفعه وسقى للمرأتين.
ووجه مطابقة جوابهما سؤاله: أنه سألهما عن سبب الذود، فقالتا: السبب في ذلك أن امرأتان مستورتان ضعيفتان، لا نقدر على مزاحمة الرجال، ونستحي من الاختلاط بهم، فلا بد لنا من تأخير السقي إلى أن يفرغوا.
(4/ 422)
/// في المدخل لابن الحاج:
(فالجواب أن يقال إن كان ذلك على وجه السلامة من اللغط ولم يكن إلا الرجال أو الرجال والنساء منفردين بعضهم عن بعض يسمعون الدعاء فهذه البدعة التي كره مالك رحمه الله.
وأما إن كان على الوجه الذي يجري في هذا الزمان من اختلاط الرجال والنساء ومصادمة أجسادهم ومزاحمة من في قلبه مرض من أهل الريب ومعانقة بعضهم لبعض كما حكي لنا أن رجلا وجد رجلا يطأ امرأة وهم وقوف في زحام الناس وحكت لنا امرأة أن رجلا واقعها فما حال بينهما إلا الثياب وأمثال ذلك من الفسق واللغط فهذا فسوق فيفسق الذي كان سببا في اجتماعهم.
فإن قيل أليس قد روى عبد الرزاق في التفسير أن أنس بن مالك رضي الله عنه كان إذا أراد أن يختم القرآن جمع أهله.
قلنا فهذا هو الحجة عليكم بأنه كان يصلي في بيته ويجمع أهله فأين هذا من تلفيق الخطب على رءوس الأشهاد وتختلط الرجال والنساء والصبيان والغوغاء وتكثر الزعقات والصياح ويختلط الأمر ويذهب بهاء الإسلام ووقار الإيمان
وأيضا فإنه ماروي أنه دعا وإنما جمع أهله فحسب.
ولما روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمع رجلا يقول يا حبذا صفرة ماء ذراعيها لماء كان قد توضأت به امرأة فبقي فيه من أثر الزعفران فعلاه بالدرة.
وروي أنه نهى أن يجلس الرجل في مجلس المرأة عقب قيامها وكل من قال بأصل الذرائع يلزمه القول بهذا الفرع ومن أبى أصل الذرائع من العلماء يلزمه إنكاره لما يجري فيه من اختلاط الرجال والنساء انتهى
(2/ 464)
/// في الزواجر عن اقتراف الكبائر:
أما سماع أهل الوقت فحرام بلا شك ففيه من المنكرات كاختلاط الرجال بالنساء وافتتان العامة باللهو ما لا يحصى، فالواجب على الإمام قصرهم عنه.
.
(3/ 270)
/// في كشف المشكل من حدبث الصحيحين لابن الجوزي:
1762 - وفي الحديث الثلاثين قال النساء للنبي {صلى الله عليه وسلم} غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن كان النساء في ذلك الزمن يطلبن الخير ويقصدن الأجر ويصلين مع الرسول {صلى الله عليه وسلم} جماعة وكان مثل الرسول واعظهن فصلح أن يجعل لهن يوما فأما ما أحدث القصاص من جمع النساء والرجال فإنه من البدع التي تجري فيها العجائب من اختلاط النساء بالرجال ورفع النساء أصواتهن بالصياح والنواح إلى غير ذلك فأما إذا حضرت امرأة مجلس خير في خفية غير متزينة وخرجت بإذن زوجها وتباعدت عن الرجال وقصدت العمل بما يقال لا التنزه كان الأمر قريبا مع الخطر وإنما أجزنا مثل هذا لأن البعد عن سماع التذكير يقوي الغفلة فينسي الآخرة بمرة وينبغي للمذكر أن يحث على الواجبات وينهى عن المحظورات ويذكر ما ينفع العوام وما يحتاج إليه الجهال في دينهم وهيهات ما أقل هذا اليوم إنما شغل القصاص اليوم
(1/ 776)
/// في شرح ابن بطال:
(1) /216 - فيه: عائشة: كان عليه السلام، يصلي الصبح بغلس، فتنصرف نساء المؤمنين، لا يعرفن من الغلس، أو لا يعرف بعضهن بعضا.
هذه السنة المعمول بها أن تنصرف النساء فى الغلس قبل الرجال ليخفين أنفسهن، ولا يتبين لمن لقيهن من الرجال، فهذا يدل أنهن لا يقمن فى المسجد بعد تمام الصلاة، وهذا كله من باب قطع الذرائع، والتحظير على حدود الله، والمباعدة بين الرجال والنساء خوف الفتنة ودخول الحرج، ومواقعة الإثم فى الاختلاط بهن.
* * *
ـ[محي الدين الناصر]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 05:53]ـ
أحسنت أخي المعتز بدينه. الآن أجب عن هذه الشبهة العصية:
ما رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن نفرا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ فرآهم فكره ذلك فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لم أر إلا خيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد برأها من ذلك ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان.
ففي هذا الحديث جواز دخول أكثر من رجل أجنبي على المرأة و لو بغير إذن الزوج لأن:
1 - النفر دخلوا على أسماء بغير إذن أبي بكر بدليل كراهيته لذلك
2 - و الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خطب أجاز مطلقا دخول أكثر من رجل أجنبي على المرأة و لم يذكر إطلاقا شرط إذن الزوج بالرغم من أن النفر دخلوا على أسماء بغير إذن أبي بكر و كراهية أبي بكر لذلك.
هنا عندنا: زوجة+أكثر من رجل+داخل البيت.!!!! و هذا دليل على جواز الإختلاط إذا كان الرجال ثقات تقات!!!
فكيف ترد على كل هذا?
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 08:00]ـ
يا أخ العروبة والإسلام , فبماذا تجيب أيضاً عن أكثر من خمسين دليلاً مرتبطا باستنباط علماء الأمة صراحة.؟؟!!
وبماذا تجيب على أقوال علماء الأمة على مر العصور في الحث على المنع من الاختلاط ومباعدة الرجال عن النساء؟؟!
أحسنت أخي المعتز بدينه. الآن أجب عن هذه الشبهة العصية:
ما رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن نفرا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ فرآهم فكره ذلك فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لم أر إلا خيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد برأها من ذلك ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان.
ففي هذا الحديث جواز دخول أكثر من رجل أجنبي على المرأة و لو بغير إذن الزوج لأن:
1 - النفر دخلوا على أسماء بغير إذن أبي بكر بدليل كراهيته لذلك
2 - و الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خطب أجاز مطلقا دخول أكثر من رجل أجنبي على المرأة و لم يذكر إطلاقا شرط إذن الزوج بالرغم من أن النفر دخلوا على أسماء بغير إذن أبي بكر و كراهية أبي بكر لذلك.
هنا عندنا: زوجة+أكثر من رجل+داخل البيت.!!!! و هذا دليل على جواز الإختلاط إذا كان الرجال ثقات تقات!!!
فكيف ترد على كل هذا أيها اللبيب?
أجبت عنها فيما سبق وهاك جوابها مرة أخرى:
أولاً: أدلة تحريم الخلوة بالأجنبية والاختلاط:
في الصحيحين عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت}. قال الترمذي: معنى كراهية الدخول على النساء على نحو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان}.
قال الطيبي [رحمه الله]: لا يخلون جواب القسم ويشهد له الاستثناء لأنه يمنعه أن يكون نهياً، إذ التقدير: لا يخلون رجل بامرأة كائنين على حال من الأحوال إلا على هذه الحالة. وفيه تحذير عظيم في الباب (رواه الترمذي). (مرقاة المفاتيح باب النظر 6/ 280)
وفي الصحيحين أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم}. وفي الطبراني عنه مرفوعا {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينه وبينها محرم}.
قال النووي: في الحديث منع المخنث من الدخول على النساء ومنعهن من الظهور عليه وبيان أن له حكم الرجال الفحول الراغبين في النساء في هذا المعنى، وكذا حكم الخصي والمجبوب ذكره انتهى. (عون المعبود شرح سنن أبي داوود كتاب اللباس 11/ 165)
قلت: فإذا كان المخنث يحرم عليه الخلوة مع الأجنبية إن كان له اطلاع على عورات , فمن باب أولى تحريم خلوة الأجنبية مع الرجل المكتمل قوة ونشاطاً.
وقد ذكرنا ما يزيد عن خمسين دليلاً على تحريم الاختلاط فيما سبق
ثانياً: الاجماع بتحريم الخلوة:
قال الحافظ ابن حجر: " وقد أجمعوا على تأديب من وجد مع امرأة أجنبية في بيت والباب مغلق عليهما" (فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب الحدود 14/ 149)
قال العيني: " أنه لا يجوز للمرأة أن تأذن للرجل الذي ليس بمحرم لها في الدخول عليها، ويجب عليها الاحتجاب منه، وهو كذلك إجماعاً بعد أن نزلت آية الحجاب، وما ورد من بروز النساء فإنما كان قبل نزول الحجاب، وكانت قصة أفلح مع عائشة بعد نزول الحجاب .. " (عمدة القاري 13/ 202)
قال ابن جرير في تفسيره " المعنى لا يأذن لأحد من الرجال الأجانب أن يدخل عليهن فيتحدث إليهن، وكان من عادة العرب لا يرون به بأساً، فلما نزلت آية الحجاب نهى عن محادثتهن والقعود" (عون المعبود شرح سنن أبي داوود 5/ 360)
ثالثاً:
(يُتْبَعُ)
(/)
حديث عن المغيبة, فهذا يكفينا فيه قول رسولنا الكريم (لَا تَلِجُوا عَلَى الْمُغِيبَاتِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ أَحَدِكُمْ مَجْرَى الدَّمِ) خاصة أن النووي في شرح الحديث الذي أورده صاحبنا في مقاله وَالْمَشْهُور عِنْد أَصْحَابنَا تَحْرِيمه , فَيَتَأَوَّل الْحَدِيث عَلَى جَمَاعَة يَبْعُد وُقُوع الْمُوَاطَأَة مِنْهُمْ عَلَى الْفَاحِشَة لِصَلَاحِهِمْ، أَوْ مُرُوءَتهمْ، أَوْ غَيْر ذَلِكَ. وَقَدْ أَشَارَ الْقَاضِي إِلَى نَحْو هَذَا التَّأْوِيل). وقول رسولنا (إياكم والدخول على النساء) رواه مسلم عن عقبة بن عامر.
وبناءاً على ما سبق قوله من الإجابة المخصوصة بالشبهة التي أوردتها:
فهل تستطيع أن تضمن لي أن الاختلاط في العمل والتعليم الرجال ثقات تقات أصحاب عبادة وتقى صلاح بمنزلة أهل العلم؟؟!
وهل تستطيع أن تضمن لي أن الاختلاط في العمل والتعليم النساء فيه متحجبات متسترات لامتبرجات ولا متزينات؟؟!
أكثر مايستطاع به الاستدلال على هذا الحديث .. هو دخول أهل العلم والصلاح من العلماء على النساء المريضات لعيادتهن أو تفقد أحوال الأرامل أو نحو ذلك .. وأما الاستدلال بها على إباحة الاختلاط فبعيد جد بعيد ..
رابعاً:
قد قدما فيما سبق أكثر من خمسين دليلاً على تحريم الاختلاط , وقد كان أكثرها إن لم يكن كلها قد قال به أحد أهل العلم ..
وخطأ منهجي كبير أن تترك المحكمات من الأدلة وتعتمد المتشابهات , وقد قال الله تعالى: (فأما الذين في قلوبهم زيع فيتبعون ما تشابه منهم ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله) الآية
وخطأ منهجي كبير أن يجمع بين المتفرقات كاحتجاجهم بنصوص ليس فيها اختلاط على إباحة الاختلاط , فهي لم تكن اختلاطاً حتى يحتج بها ..
وخطأ منهجي كبير أن يقدم العقل وما يفرزه من أفكار وتوهمات على النصوص من الكتاب والسنة ..
وأضيف كذلك زيادة على ما سبق بعض النقول لعلك تستطيع الإجابة عنها:
/// وفي المنهاج المنهاج مختصر شعب الإيمان:
(وقال في نساء النبي خاصة: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقين فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً وقرن في بيوتكن، ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} فحماهن لأجل نبيه صلى الله عليه وسلم عن أن ينسب إليهن، فينسب بما يوحش رسول الله? صلى الله عليه وسلم ويسوؤه. وقال: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً} فدخل في جملة ذلك أن يحمي الرجل امرأته وبنته مخالطة الرجال ومحادثتهم والخلوة بهم.) (المنهاج مختصر شعب الإيمان)
///وقال الحافظ ان حجر:
قوله: (بعدما نزل الحجاب) أي بعدما نزل الأمر بالحجاب، والمراد حجاب النساء عن رؤية الرجال لهن، وكن قبل ذلك لا يمنعن، وهذا قالته كالتوطئة للسبب في كونها كانت مستترة في الهودج حتى أفضى ذلك إلى تحميله وهي ليست فيه وهم يظنون أنها فيه، بخلاف ما كان قبل الحجاب، فلعل النساء حينئذٍ كن يركبن ظهور الرواحل بغير هوادج، أو يركبن الهوادج غير مستترات، فما كان يقع لها الذي يقع، بل كان يعرف الذي كان يخدم بعيرها إن كانت ركبت أم لا.
(فتح الباري شرح صحيح البخاري 9/ 385)
///وقال العيني:
فيه جواز خروج النساء أيام العيد إلى المصلى للصلاة مع الناس. وقالت العلماء: كان هذا في زمنه صلى الله عليه وسلّم، وأما اليوم فلا تخرج الشابة ذات الهيئة، ولهذا قالت عائشة، رضي الله تعالى عنها لو رأى رسول الله، صلى الله عليه وسلّم ما أحدث النساء بعده لمنعهن المساجد، كما منعت نساء بني إسرائيل. قلت: هذا الكلام من عائشة بعذر من يسير جداً بعد النبي صلى الله عليه وسلّم، وأما اليوم فنعوذ بالله من ذلك، فلا يرخص في خروجهن مطلقاً للعيد وغيره، ولا سيما نساء مصر، على ما لا يخفى. .... وقال الطحاوي: كان الأمر بخروجهن أول الإسلام لتكثير المسلمين في أعين العدو. قلت: كان ذلك لوجود الأمن أيضاً، واليوم قلَّ الأمنُ، والمسلمون كثير، ومذهب أصحابنا في هذا الباب ما ذكره صاحب (البدائع) أجمعوا على أنه لا يرخص للشابة الخروج في العيدين والجمعة وشيء من الصلوات، لقوله تعالى: {وقرون في بيوتكم} (سورة الأحزاب: 33) ولأن خروجهن سبب للفتنة وأما العجائز فيرخص لهن الخروج في العيدين، ولا خلاف أن الأفضل أن لا يخرجن في صلاة ما، فإذا خرجن يصلين صلاة (عمدة القاري 3/ 269)
/// قال ابن الهمام: وتخرج العجائز للعيد لا الشواب. اهـ. وهو قول عدل لكن لا بد أن يقيد بأن تكون غير مشتهاة في ثياب بذلة بإذن حليلها مع الأمن من المفسدة بأن لا يختلطن بالرجال، ويكن خالياتٍ من الحلى والحلل والبخور والشموم والتبختر والتكشف ونحوها، مما أحدثن في هذا الزمان من المفاسد. وقد قال أبو حنيفة: ملازمات البيوت لا يخرجن، ووجهه الطحاوي بأن ذلك كان أوّل الإِسلام والمسلمون قليلٌ فأريد التكثير [بهن] ترهيباً للعدوّ. اهـ. (مرقاة المفاتيح 3/ 528)
///وقال الإمام أبو حامد الغزالي:
ومهما كان الواعظ شاباً متزيناً للنساء في ثيابه وهيئته كثير الأشعار والإِشارات والحركات وقد حضر مجلسه النساء فهذا منكر يجب المنع منه، فإن الفساد فيه أكثر من الصلاح، ويتبين ذلك منه بقرائن أحواله، بل لا ينبغي أن يسلم الوعظ إلا لمن ظاهره الورع وهيئته السكينة والوقار وزيه زي الصالحين، وإلا فلا يزداد الناس به إلا تمادياً في الضلال. ويجب أن يضرب بين الرجال والنساء حائل يمنع من النظر فإن ذلك أيضاً مظنة الفساد، والعادات تشهد لهذه المنكرات، ويجب منع النساء من حضور المساجد للصلوات ومجالس الذكر إذا خيفت الفتنة بهن فقد منعتهن عائشة رضي الله عنها فقيل لها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما منعهن من الجماعات، فقالت: لو علم رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما أحدثن بعده لمنعهن. وأما اجتياز المرأة في المسجد مستترة فلا تمنع منه إلا أن الأولى أن لا تتخذ المسجد مجازاً أصلاً. (اسم الكتاب: إحياء علوم الدين 2/ 303)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 10:24]ـ
الجواب:
يا أخي لايمكن أن تأتي بحديث واحد وتحصر الموضوع فيه , هذه ليست طريقة لاستنباط الأحكام , بل لابد من جمع الأدلة مع بعضها حتى يكون الحديث المقصود في إطاره الصحيح ويفهم على وجهته الصحيحة , كما فعل علماء الحديث أتوا بهذا الحديث بعد تبيين حكم الخلوة وكانت طريقتهم كالتالي:
في المجموع قال الإمام النووي:
(في أول كتاب الحج في مسائل استطاعة الحج أن الشافعي نص علي انه يحرم أن يصلي الرجل بنساء منفردات ألا أن يكون فيهن محرم له أو زوجة وقطع بانه يحرم خلوة رجل بنسوة إلا أن يكون له فيهن محرم والمذهب ما سبق وان خلا رجلان أو رجال بامرأة فالمشهور تحريمه لانه قد يقع اتفاق رجال علي فاحشة بامرأة وقيل ان كانوا ممن تبعد مواطأتهم على الفاحشة جاز وعليه يتأول حديث ابن عمرو بن العاص الآتى والخنثي مع امرأة كرجل ومع نسوة كذلك ومع رجل كامرأة ومع رجال كذلك ذكره القاضي أبو الفتوح وصاحب البيان عملا بالاحتياط وقياسا علي ما قاله الاصحاب في مسألة نظر الخنثى كما سنوضحه في أول كتاب النكاح ان شاء الله تعالي ...
وأما الاحاديث الواردة في المسألة فمنها ما روى عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إياكم والدخول علي النساء فقال رجل من الانصار أفرأيت الحمو قال الحمو الموت " رواه البخاري ومسلم الحمو قرابة الزوج والمراد هنا قريب تحل له كاخ الزوج وعمه وابنهما وخاله وغيرهم وأما أبوه وابنه وجده فهم محارم تجوز لهم الخلوة وان كانوا من الاحماء وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذى محرم " رواه البخاري ومسلم وعن بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال علي المنبر " لا يخلون رجل بعد يومي هذا سرا على مغيبة الا ومعه رجل أو إثنان رواه مسلم المغيبة - بكسر الغين - التى زوجها غائب والمراد هنا غائب عن بيتها وان كان في البلدة وعن سهل بن سعد رضى الله عنه قال " كانت فينا امرأة - وفى رواية كانت لنا عجوز - تأخذ من أصول السلق فتطرحه في القدر وتكركر حبات من شعير فإذا صلينا الجمعة انصرفنا نسلم عليها فتقدمه الينا " رواه البخاري فهذا قد يمنع دلالته لهذه المسألة لانه يحتمل أن يكون فيهم محرم لها وليس فيه تصريح بالخلوة بها والله اعلم * واعلم أن المحرم الذى يجوز القعود مع الاجنبية مع وجوده يشترط أن يكون ممن يستحي منه فان كان صغيراعن ذلك كابن سنتين وثلاث ونحو ذلك فوجوده كالعدم بلا خلاف ولا فرق في تحريم الخلوة بين الصلاة وغيرها كما سبق ويستوى فيها الاعمي والبصير ويستثنى من هذا كله مواضع الضرورة بان يجد امرأة أجنبية منقطعة في برية ونحو ذلك فيباح له استصحابها بل يجب عليه إذا خاف عليها لو تركها وهذا لا خلاف فيه ويدل عليه حديث عائشة رضى الله عنها في قصة الافك) انتهى (4/ 278)
ـــــــــــ
في شرح النووي على صحيح مسلم:
(4039 - قوله صلى الله عليه وسلم (لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو رجلان)
المغيبة بضم الميم وكسر الغين المعجمة وإسكان الياء وهي التي غاب عنها زوجها. والمراد غاب زوجها عن منزلها، سواء غاب عن البلد بأن سافر، أو غاب عن المنزل، وإن كان في البلد. هكذا ذكره القاضي وغيره، وهذا ظاهر متعين. قال القاضي: ودليله هذا الحديث، وأن القصة التي قيل الحديث بسببها وأبو بكر رضي الله عنه غائب عن منزله لا عن البلد. والله أعلم. ثم إن ظاهر هذا الحديث جواز خلوة الرجلين أو الثلاثة بالأجنبية، والمشهور عند أصحابنا تحريمه، فيتأول الحديث على جماعة يبعد وقوع المواطأة منهم على الفاحشة لصلاحهم، أو مروءتهم، أو غير ذلك. وقد أشار القاضي إلى نحو هذا التأويل.) 09
باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها)
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله صلى الله عليه و سلم [2171] (لايبتن رجل عند امرأة إلا أن يكون ناكحا أو ذا محرم) ... وذكره القاضي فقال إلا أن تكون ناكحا أو ذات محرم بالتاء المثناة فوق وقال ذات بدل ذا قال والمراد بالنا كح المرأة المزوجة وزوجها حاضر فيكون مبيت الغريب فى بيتها بحضرة زوجها ... ومعناه لايبيتن رجل عند امرأة إلا زوجها أو محرم لها قال العلماء إنما خص الثيب لكونها التى يدخل اليها غالبا وأما البكر فمصونة متصونة فى العادة مجانبة للرجال أشد مجانبة فلم يحتج إلى ذكرها ولأنه من باب التنبية لأنه اذا نهى عن الثيب التى يتساهل الناس فى الدخول عليها فى العادة فالبكر أولى وفى هذا الحديث والأحاديث بعده تحريم الخلوة بالأجنبية وإباحة الخلوة بمحارمها وهذان الأمران مجمع عليهما وقد قدمنا أن المحرم هو كل من حرم عليه نكاحها على التأبيد لسبب مباح لحرمتها فقولنا على التأبيد احتراز من أخت امرأته وعمتها وخالتها ونحوهن ومن بنتها قبل الدخول بالأم وقولنا لسبب مباح احتراز من أم الموطوءة بشبهة وبنتها فانه حرام على التأبيد لكن لالسبب مباح فان وطء الشبهة لايوصف بأنه مباح ولا محرم ولا بغيرهما من أحكام الشرع الخمسة لأنه ليس فعل مكلف وقولنا لحرمتها احتراز من الملاعنة فهي حرام على التأبيد لالحرمتها بل تغليظا عليهما والله أعلم قوله صلى الله عليه و سلم [2172] (الحمو الموت)) انتهى
(14/ 153)
وفي تحفة الأحوذي: (باب ما جاء في كراهية الدخول على المغيبات)
(قوله (على نحو ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يخلون رجل بامرأة) هذا الحديث الذي أشار إليه الترمذي أخرجه أحمد من حديث عامر بن ربيعة قاله الحافظ في الفتح (إلا كان ثالثهما الشيطان) ...
والمعنى يكون الشيطان معهما يهيج شهوة كل منهما حتى يلقيا في الزنى
[1172] 17 قوله (لا تلجوا) من الولوج أي لا تدخلوا (على المغيبات) أي الأجنبيات اللاتي غاب عنهن أزواجهن (فإن الشيطان يجري من أحدكم) أي أيها الرجال والنساء (مجرى الدم) بفتح الميم أي مثل جريانه في بدنكم من حيث لا ترونه
قال المجمع يحتمل الحقيقة بأن جعل له قدرة على الجري في باطن الإنسان ويحتمل الإستعارة لكثرة وسوسته) انتهى
(4/ 282)
وفي شرح النووي على صحيح مسلم:
(4041 - قوله في حديث صفية رضي الله عنها وزيارتها للنبي صلى الله عليه وسلم في اعتكافه عشاء، فرأى الرجلين، فقال: (إنها صفية فقالا: سبحان الله، فقال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم)
الحديث فيه فوائد منها بيان كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته، ومراعاته لمصالحهم، وصيانة قلوبهم وجوارحهم، وكان بالمؤمنين رحيما فخاف صلى الله عليه وسلم أن يلقي الشيطان في قلوبهما فيهلكا، فإن ظن السوء بالأنبياء كفر بالإجماع، والكبائر غير جائزة عليهم. وفيه أن من ظن شيئا من نحو هذا بالنبي صلى الله عليه وسلم كفر.). (7/ 311)
قلت: لو كانت الخلوة جائزة والاختلاط جائز , فلماذا نبه الرسول عليه الصلاة والسلام الصحابة أنها صفية أم المؤمنين.؟؟!.
وبناءاً على ما سبق قوله من الإجابة المخصوصة بالشبهة التي أوردتها:
فهل تستطيع أن تضمن لي أن الاختلاط في العمل والتعليم أن كل الرجال فيه ثقات تقات أصحاب عبادة وتقى صلاح؟؟!
وهل تستطيع أن تضمن لي أن الاختلاط في العمل والتعليم النساء فيه متحجبات متسترات لامتبرجات ولا متزينات؟؟!
وأقصى مايستطاع به الاستدلال على هذه الحادثة هو جواز دخول الرجلان والثلاثة من أهل الصلاح والتقى على المرأة المتسترة المتحجبة لعيادتها أو لتفقد أحوالها كأن تكون أرملة أو منقطع عنها السبيل أو نحو ذلك وذلك لضرورة ملحة ..
وأما الاستدلال بها على جواز الخلوة والاختلاط , فبعيد جد بعيد ..
ـ[حارث البديع]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 02:46]ـ
1 - قبل النقاش لابد ان نتذكر آداب الحوار
رجاء ابتعد عن الإتهامات.
2 - أمر فعلته أخي معتز أطلب منك الإستفسار فيه
وهو أنك نقلت شرحا ل ابن حجر
على كلام قلته أنا
ثم لما أتيتك بنص الحديث الذي نقلت شرحه استنكرته
واندهشت
مع انك قبل دقائق نقلت شرح العسقلاني عليه
هذا أمر حقيقة لم أفهمه؟
قبل الحكم على الحديث
تريث ثم تكلم فهل تأكدت من الحديث؟
وحكمت أم أنك سهوت؟
أول مرة أعرف أن البرهان يكون بهذا الشكل؟!
عفوا إذا لم يكن البرهان الكتاب والسنة على فهم علمائها العالمين باللغة والشرع
فماذا سيكون البرهان؟
ولا أعرف , هل أنت مع إباحة الاختلاط أم علماء الأمة في تحريمه؟؟!
أخوك لم يقل فيه براي صريح
وهناك من العلماء المعتبرين من قال بجوازه بشروط
فالمسألة ليس فيها إجماع
وهنا تأتي بشبه العصرانيين ومن نحا نحوهم , وتسميها برهاناً .. لا أحب طريقة المراوغة ..
كما قلت إن اردت حوارا مثمرا فلنبتعد عن الإتهامات
أين شبه العصرانيين
هل صحيح البخارى الذي لايمارى العامي في صحته فضلا عنكم
يكوم آتيا بالشبه
هل من يأتي بشرح كبار العلماء للحديث ك ابن حجر الحافظ العلامة
والإمام بدر العيني العلامة
يكون آتيا بالشبه؟
ودي أن أقول أننا في نقاشنا لسنا بحاجة للنقول
أريد أن أتناقش معك حول الحديث
الذي ليس في صحيح الدار قطني إنما البخاري
لو تكرمت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 08:42]ـ
1 - أتوقع أنك تتفق معي أن هذا الحديث صحيح لامرية فيه
أليس كذلك؟
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 08:45]ـ
تقول:
(أمر فعلته أخي معتز أطلب منك الإستفسار فيه
وهو أنك نقلت شرحا ل ابن حجر
على كلام قلته أنا
ثم لما أتيتك بنص الحديث الذي نقلت شرحه استنكرته
واندهشت
مع انك قبل دقائق نقلت شرح العسقلاني عليه
هذا أمر حقيقة لم أفهمه؟
قبل الحكم على الحديث
تريث ثم تكلم فهل تأكدت من الحديث؟
وحكمت أم أنك سهوت؟)
الحديث الذي ذكرته أعرف أنه صحيح , فأجبت عنه بأن هذا لايعد اختلاطاً ولايحتج به على ذلك ..
فلما أجبتُ عنه بذلك , رددت علي برد تسأل فيه سؤالاً غريباً عن صحة الحديث , لأنه لو كان الحديث المذكور أعلم أنه ضعيف , لقلت أنه ضعيف ولم أجب عليه أصلاً , فهذا كان وجه الاستغراب , وليس ما ذهب به فهمك بعيداً ..
فقبل أن تحكم على كلامي تريث وافهم ما أقوله ثم قل ما عندك ..
تقول:
(عفوا إذا لم يكن البرهان الكتاب والسنة على فهم علمائها العالمين باللغة والشرع
فماذا سيكون البرهان؟)
ليس البرهان أن تحتج بالقرآن والسنة ولكن البرهان أن أن تحتج بالقرآن والسنة ويصح استدلالك بها , واحتجاجك بهذا الحديث هو من قبيل ما قال الشاطبي:
(ولذلك لا تجد فرقةً من الفرقِ الضالة ولا أحد من المختلفين في الأحكام لا الفروعية ولا الأصولية يعجز عن الاستدلال على مذهبه بظواهر من الأدلة، وقد مرّ من ذلك أمثلة، بل قد شاهدنا ورأينا من الفساق من يستدل على مسائل الفسق بأدلة ينسبها إلى الشريعة المنزهة، وفى كتب التواريخ والأخبار من ذلك أطراف ما أشنعها في الافتئات على الشريعة، وانظر في مسألة التداوي من الخمار في درة الغواص للحريري وأشباهها بل قد استدل بعض النصارى على صحة ما هم عليه الآن بالقرآن ثم تحيل فاستدل على أنهم مع ذلك كالمسلمين في التوحيد سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا).
تقول:
(أخوك لم يقل فيه براي صريح
وهناك من العلماء المعتبرين من قال بجوازه بشروط
فالمسألة ليس فيها إجماع)
أبعد كل هذه الاعتراضات؟؟! تقول: لم أقل برأي الصريح ..
ولا أعلم أن هناك أحد من أهل المعتبرين أجاز الاختلاط
تقول:
(كما قلت إن اردت حوارا مثمرا فلنبتعد عن الإتهامات
أين شبه العصرانيين
هل صحيح البخارى الذي لايمارى العامي في صحته فضلا عنكم
يكوم آتيا بالشبه
هل من يأتي بشرح كبار العلماء للحديث ك ابن حجر الحافظ العلامة
والإمام بدر العيني العلامة
يكون آتيا بالشبه؟
ودي أن أقول أننا في نقاشنا لسنا بحاجة للنقول
أريد أن أتناقش معك حول الحديث
الذي ليس في صحيح الدار قطني إنما البخاري
لو تكرمت.)
هذه الشبه التي تطرحها , قد طرحها من قبلك العصرانيين , فهي ليست من كيسك , ولهذا قلت بأنك تطرح شبه العصرانيين , فافهم!
ولاحظت شيئاً هنا ..
1 - أنكم تطيرون فرحاً بالدليل الصحيح وكأنكم قد جئتم بشيء (يمكن) أن يحتج به على جواز الاختلاط , وليس كل ما يحتج به يصح فهم الناس له , فلا يحق لك بأن تحتج بشيء ليس فيه ما يدل على إباحة الاختلاط , وإنما هو يتكلم عن شيء آخر ,,
2 - أنه هو إذا رددت على ما احتججتم به , فلم تستطيعوا الرد عليه لجأتم إلى أسلوب التهويش والتعمية والتغطية , فتعيدون شبهتكم كما هي من دون نقص ولا زيادة , وتصيحون أجب عن ذلك .. وقد أجبت عليها إجابة تكفي كل من طلب الحق وبحث عنه .. ولكن حتى تهوشوا على الإجابة تعمدوا إلى هذه الأساليب ..
3 - أنه إذا عجزتم عن رد الأدلة الناصعة والأقوال الصريحة من العلماء بتحريم الاختلاط , قلتم نحن نتفق معك على ما قلته , حتى تستطيعوا تجاوز الإجابة عن هذه الأدلة الناصعة الواضحة والأقوال من العلماء الصريحة على تحريم الاختلاط والحث على مباعدة الرجال عن النساء , فتتجاوزون كل هذه البراهين الحقيقية لا المدعاة وتبدأون بأسلوب التشويش على الحقائق التي لايمكنكم الإجابة عنها كما أجيب عن شبهكم الضعيفة رغم صحة أدلتها لكن الفهم لها والاحتجاج بها على إباحة الاختلاط فيه من بعد الفقه والفهم مالله به عليم .. وفيه من تتبع المتشتابهات والإصرار عليها وترك المحكمات من الأدلة ما الله به عليم ..
4 - قلت لك سابقاً أنك ستفشل فشلاً ذريعاً إذا أردت الاحتجاج بأقوال أهل العلم على إباحة الاختلاط , فدعك من أقوال العلماء , واستخدم عقلك في نقض الأدلة الصحيحة , ونثر الشبهات المريضة تماماً مثل ما يفعل العصرانيين إذا أرادوا نفي حكم في الإسلام لم يعجبهم ولم يوافق هواهم ..
نسأل الله السلامة والعافية ..
ـ[حارث البديع]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 09:39]ـ
الحديث الذي ذكرته أعرف أنه صحيح , فأجبت عنه بأن هذا لايعد اختلاطاً ولايحتج به على ذلك ..
فقبل أن تحكم على كلامي تريث وافهم ما أقوله ثم قل ما عندك ..
أمل ان تطبق هذي القاعدة معي
ثم اني لم احكم انما سئلت فتامل
ليس البرهان أن تحتج بالقرآن والسنة ولكن البرهان أن أن تحتج بالقرآن والسنة ويصح استدلالك بها , واحتجاجك بهذا الحديث هو من قبيل ما قال الشاطبي:
(ولذلك لا تجد فرقةً من الفرقِ الضالة ولا أحد من المختلفين في الأحكام لا الفروعية ولا الأصولية يعجز عن الاستدلال على مذهبه بظواهر من الأدلة، وقد مرّ من ذلك أمثلة، بل قد شاهدنا ورأينا من الفساق من يستدل على مسائل الفسق بأدلة ينسبها إلى الشريعة المنزهة، وفى كتب التواريخ والأخبار من ذلك أطراف ما أشنعها في الافتئات على الشريعة، وانظر في مسألة التداوي من الخمار في درة الغواص للحريري وأشباهها بل قد استدل بعض النصارى على صحة ما هم عليه الآن بالقرآن ثم تحيل فاستدل على أنهم مع ذلك كالمسلمين
لم أفهم علاقة الكلام بما نحن فيه
سأتنازل وأعتبر نفسي لم أفهم هذا الحديث
فقل لي بربك
ماهو شرح علماء السلف للحديث
المعذرة أضطر خجلا أن أخبرك أن تلتزم بأداب الحوار
والبعد عن الإتهامات
إن كنت قادرا على النقاش
لو تكرمت
رد على أسئلتي؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 01:24]ـ
المعذرة .. أي آداب حوار تعنيه؟؟!
أتقصد أسلوب المراوغة والالتفاف كالثعالب .. ؟؟! أتسمي هذا حواراً .. ؟؟!! هذا خوار بالخاء وليس حوار ..
هل هذا من آداب الحوار .. ؟؟!!
فأنا أجبت على الحديث وأجبت عن شبهتك وذكرت لك من الشروح وأقوال العلماء ما لم تستطع ذكر عشر معشاره ..
ثم تأتي وتعيد الاسطوانة الأولى وتكررها وشبهك التي أجبت عنها ولكنك تتجاهلها تجاهلاً وتتعامى عنها كأنك لا تدري عن شيء مراوغة والتفافاً ..
وكذلك أسئلك أسئلة في صميم شبهكم .. لو أجبتم عنه لسقط احتجاجكم بها سقوطاً لا نهوض بعده .. ولكن هيهات أن تجيبوا عنها .. وإنما ستظل وغيرك تحوصون حوصاً وتثيرون شوشرة لعلكم تستطيعوا أن تلغوا فيه .. وما أنتم بقادرين .. فإن للحق نوراً وضياءاً مهما ادلهمت الظلمات وتطابقت الشبهات ..
أما علاقة كلام الشاطبي بشبهك هو أنه أهل الأهواء يحتجون بظواهر من الأدلة ويسقطونها على ما يريدونه من الآراء الشاذة والدخيلة على الإسلام .. ثم يقولون للناس .. نحن أخذنا بالكتاب والسنة ...
وهو مثل قول الله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب فمنه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ربنا آمنا كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب. ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)
فأهل الأهواء احتجوا بظواهر من القرآن والسنة الصحيحة وليس الضعيفة لكنهم حرفوها على حسب أهوائهم وآرائهم ..
وإن لم تجيب عن جواب عن شبهتك الذي ذكرته سابقاً , وتجيب عن الأسئلة التي ذكرتها لك , فأنا في شغل مهم من أناقش من يروغ روغان ويكثر من الصراخ والتهويل ..
كما أنك بذلك تقر بضعف شبهتك لأنك لو كنت صاحب حجة ومعك الدليل لكنت صريحاً وأجبت عن أسئلتي واجابتي عن الحديث .. راجع جوابي وأعطني جواباً عنها إن كنت صادقاً ..
فإن لم تفعل ذلك ..
فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا)
ولهذا سأترك المراء والجدال معك احتساباً للأجر عند الله ..
والله يحفظكم ويرعاكم ,,
وأنا أعلم أنك لن تجيب بل ستعيد الاسطوانة المعروفة المكرورة وغيرها من الاسطوانات وقد أجيب عنها
ـ[حارث البديع]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 05:11]ـ
إن كنت قادرا على النقاش
بما يكفي فابتعد عن الاتهامات والتهرب من الحوار
أنا الذي سئلتك أولا علما أني لم اقرء سؤال منك لي
فلاتجب على سؤالي بسؤال
ولك اسئلة اخرى
هل استدللت بنص لايصح؟
هل أتيت بشرح للنص من عندي يخالف
أصول الإستنباط؟
هل نقلت شرح أحد المتعالمين؟
أو الذين ليس لهم باع في الفهم والعلم؟
أجب بإختصار
والإتهامات ملاذ هش للضعفاء
ولاتخرج عن الموضوع0
ـ[أبو البراء وليد الدغاري]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 12:48]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل هل يمكن أن نسمي حضور النساء مع الرجال في المنتديات الإسلامية علي الأنترنات و الحوار مع بعض اختلاطا من وجهة نظر شرعية؟
و ماهي ضوابط هذا الإختلاط؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 10:05]ـ
بارك الله فيك
لايسمى اختلاطا لأن حقيقة
الإختلاط
اجتماع الرجال مع النساء
ـ[أم شهد]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 06:01]ـ
بارك الله فيك
لايسمى اختلاطا لأن حقيقة
الإختلاط
اجتماع الرجال مع النساء
من قال ذلك؟؟
كان يتوجب على صاحب الموضوع قبل كل شيء أن يوضح معنى (الاختلاط المحرم) كي لايحدث لبس.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 06:37]ـ
المعارض عفا الله عنه وضع نفسه
في مواجهة مع اهل العلم كان الأولى ألا يفعلها
وسأبين ذلك:
استشهد أفهمه الله بكلام الشاطبي على
أي (نستشهد بظواهر النصوص الصحيحة على
أهوائنا وبدعنا) وقال قبلها
من يفعل ذلك (فهو بعيد عن الفقه والفهم)
والآن نضع المفارقات:
1 - هل أتيت بدليل فيه ضعف؟
لا الدليل - (باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس)
أي هذا باب في بيان قيام المرأة على الرجال من قام فلان على الشيء إذا ثبت عليه وتمسك به قوله وخدمتهم أي وعلى خدمتهم قوله بالنفس أي بنفسه
(يُتْبَعُ)
(/)
2815 - حدثنا (سعيد بن أبي مريم) حدثنا (أبو غسان) قال حدثني (أبو حازم) عن
(سهل) قال لما عرس أبو أسيد الساعدي النبي وأصحابه فما صنع طعاما ولا قربه إليهم إلا امرأته أم أسيد بلت تمرات في تور من حجارة من الليل فلما فرغ النبي من الطعام أماثته له فسقته تنحنه بذلك
هذا هو الحديث
دعونا حتى نفهم الحديث
مع أنه واضح في دلالته
دعونا نعود لشروح كبار العلماء
العلمين باللغة وبالأصول والفقه
كي يعطونا البيان الشافي
ولن آتي بشرح لعلماء العصر
أو صغار أهل العلم أو مغمورين
العلامة ابن حجر العسقلاني
يفهمنا مايحتويه الحديث فيقول:وقال ابن حجر في الفتح (9/ 251): (في الحديث جواز خدمة المرأة زوجها ومن يدعوه ولا يخفى أن محل ذلك عند أمن الفتنة ومراعاة ما يجب عليها من الستر وجواز استخدام الرجل امرأته في مثل ذلك).
شرح آخر لكبار علماء الأحناف
العلامة بدر العيني
يقول: قال العيني: وفيه جواز خدمة المرأة زوجها ومن يدعوه عند الأمن من الفتنة وجواز الشرب بما لا يسكر في الوليمة وجواز إيثار كبير القوم في الوليمة بشيء دون القوم.
فهل هؤلاء الأعلام الكبار
ينطبق عليهم مانقلته عن الشاطبي
أم هؤلاء بعيدين عن الفقه والفهم؟
الذان مافتئت تنقل من شروحاتهم
إما أن تكون الإجابة بنعم
وتتضح للناس النتيجة
أو تقول لا
كذلك تتضح النتيجة
وتعرف أن إشكالا
وقذف اتهامات
جعلك لاتتروى قبل الكلام
وقبل ماتتكلم اعرف ماتقول
وشكرالك فقد استفدت منك.
وأنقل لك كلام ممن يعارض الإختلاط جملة وتفصيلا
إلا أنه في شرحه لم يطرد في أصله
وبارك الله فيه على موضوعيته
فقد نقل عن علماء المسلمين ألا ضير في ذلك,
قال:- لقد علم الفقهاء وعلماء المسلمين جميعًا أنه لا ضير في أن تتقدم المرأة بسرتها الإسلامي الكامل فتقدم إلى ضيوف في دارها طعامًا أو شرابًا تكرمهم به وزوجها أو قريبها جالس. وهذا هو الذي وقع من امرأة أبي أسيد في حفل عرسه.
وهذا هو الرابط للتوثق
http://www.alminbar.net/malafilmy/shopohat%20hawl%20almarraa/6.htm
ـ[حارث البديع]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 11:53]ـ
وإن كان ابن حجر والعيني
كبار العلماء عصرانيين
فأفتخر أن أكون عصرانيا.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 01:29]ـ
هذا الشيخ ناصر العمر
يرى جواز الإختلاط بضوابط
(وهذا ماقلناه)
فإذا فقد أحدها حرم
قال أ0د في معرض رده على السؤال
شيخنا الفاضل حفظكم الله و رعاكم.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
قد عرض علي عمل كمفتشة في مجال تخصصي – صيدلة – في الوزارة، حيث أقوم بالذهاب إلى الصيدليات و السؤال عن بعض الأدوية و الأجهزة التي عليها رقابة، و طبعاً يمكن أن يكون في الصيدلية رجال أتعامل معهم، ويمكن أيضاً في الوزارة، علماً أن حجابي ساتر لا يظهر من جسدي شيء أبداً، ومع العلم كذلك أن هناك نقص في المواطنين في هذا العمل.
فهل يجوز لي أن أعمل في هذا العمل؟
و إن كان الجواب: لا، فكيف يمكن أن أفيد أمتي بهذا التخصص؟ علماً أني تخرجت حديثاً و ليس لدي خبرة، ولكن حصلت على امتياز مع مرتبة الشرف.
فلا أريد أن يضيع تعب الدراسة هذه سدى، وقد استخرت الله كثيراً في دخول هذا التخصص، وأيضاً لا أريد أن يكون العمل على حساب الجنة، وأن يغضب الله _تعالى_ علي، فرضا الله _تعالى_ أهم عندي من كل شيء،أسأل الله الإخلاص آمين.
وما هي ضوابط الاختلاط،أي: كيف أعرف أن هذه الحالة تعد اختلاطاً فأجتنبها؟
علماً بأن في حياتنا العامة هناك تعامل مع الرجال بصورة أو بأخرى.
و جزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: ضوابط جواز اختلاط المرأة بالرجال: أولاً: ألا يكون هناك خلوة مع الرجال؛ لقول النبي _صلى الله عليه وسلم_: " ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان" أخرجه الترمذي والنسائي من حديث عمر _رضي الله عنه_ بسند صحيح، وصححه ابن حبان وأخرجه أيضاً من حديث جابر بن سمرة بلفظ:" ولا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما". ثانياً: أن تكون هناك حاجة مشروعة لهذا الأمر. ثالثاً: أن تُؤمَن الفتنة عليها وبها كذلك. فإذا فقد شرط من هذه الشروط، فالأصل هو عدم جواز الاختلاط بالأجانب.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 05:52]ـ
الشيخ د0 سليمان التويجري عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
يجيب عن حكم الإختلاط فيقول:
السؤال
من عادات أهل زوجي الجلوس في مجالس مختلطة ذكوراً وإناثاً، فهل يجوز لي شرعاً الجلوس مع أعمام وأخوال زوجي في مجالسهم المختلطة مع زوجاتهم؟ أم أن هذا هو الاختلاط الذي حذر منه الشرع؟ وما هي الضوابط الشرعية التي يجب التمسك بها أثناء الجلوس معهم؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فاختلاط الرجال بالنساء لا يجوز إذا كان هناك كشف لشيء من العورة؛ كأن تبدي زينتها يديها أو قدميها. أما إذا كان المقصود جلوس الرجال والنساء كل في ناحية والنساء متحجبات، ولا يحصل بينهم حديث فيه شيء من قلة الأدب، وإنما سؤال عن الحال والأهل وكل في جهة، ولا ينظر الرجال والنساء إلى بعضهم نظر تلذذ، وإنما غض للبصر، وستر لما يستر فهذا لا بأس به -إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 09:42]ـ
(وَيَجُوزُ الاِخْتِلاَطُ إِذَا كَانَتْ هُنَاكَ حَاجَةٌ مَشْرُوعَةٌ مَعَ مُرَاعَاةِ قَوَاعِدِ الشَّرِيعَةِ وَلِذَلِكَ جَازَ خُرُوجُ الْمَرْأَةِ لِصَلاَةِ الْجَمَاعَةِ وَصَلاَةِ الْعِيدِ، وَأَجَازَ الْبَعْضُ خُرُوجَهَا لِفَرِيضَةِ الْحَجِّ مَعَ رُفْقَةٍ مَأْمُونَةٍ مِنَ الرِّجَال.
كَذَلِكَ يَجُوزُ لِلْمَرْأَةِ مُعَامَلَةُ الرِّجَال بِبَيْعٍ أَوْ شِرَاءٍ أَوْ إِجَارَةٍ أَوْ غَيْرِه)
الموسوعة الفقهية الكويتية
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 01:39]ـ
إخواننا ... أخواتنا
إنَّ النساء شقائق الرجال
المرأة تصلي في المسجد مع الرجال دون ستر
المرأة تحج مع الرجال
المرأة تخرج لخطبة العيد مع الرجال
المرأة تقوم على خدمة الرجال
ولكن هناك ضوابط
1 - عدم الخلوة
2 - غض البصر
3 - عدم الخضوع بالقول
4 - الحجاب والستر الكامل
5 - الاختلاط يكون لحاجة أو لضرورة
6 - عدم ابداء الزينة
7 - امن الفتنة
أما منع الخلطة مطلقًا!! ففيه نظر!
؛ لأن النساء يأتين إلى النبي_صلى الله عليه وسلم_ وإلى الصحابة_رضوان الله عليهم_ ليسألن في الدين، والأدلة على ذلك كثيرة
والنساء تراهم في الشوارع والطرقات والأسواق يختلطن بالرجال، وكما ذكرتُ آنفًا أيضًا في الحج والصلوات والعيد وغيره، وفي مسائل البيع والشراء ...
فيجب التريث في المسألة وعدم العجلة!
وإذا تم الأخذ بالقيود والضوابط، زال الإشكال _إن شاء الله_
والله أعلم
وجزاكم الله خيرًا
ـ[حارث البديع]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 06:09]ـ
بارك الله فيك وجهدك مشكور
ـ[حارث البديع]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 11:07]ـ
السلام عليكم
أضع بين يدي القارئ الكريم تأصيلا نفيسا لمسألة الإختلاط
للعلامة القرضاوي
وأحسبه استوفى الأدلة في الطرح
ووفق للموضوعية أضعها بطولها لأهميتها
\س: كثرت الأقوال والفتاوى حول موضوع" الاختلاط " ويقصد به اختلاط الجنسين، الرجال والنساء.
وقد رأينا من علماء الدين، من يوجب على المرأة ألا تخرج من بيتها إلا إلى قبرها، حتى المساجد كرهوا خروجها إليها، وبعضهم حرمه، خوفًا من الفتنة، وفساد الزمان.
جـ: مشكلتنا كما ذكرت وأذكر دائمًا أننا في أكثر القضايا الاجتماعية والفكرية، نقف بين طرفي الإفراط والتفريط، وقلما نهتدي إلى " التوسط " الذي يمثل إحدى الخصائص العامة والبارزة لمنهج الإسلام ولأمة الإسلام.
وهذا أوضح ما يكون في قضيتنا هذه وقضايا المرأة المسلمة المعاصرة بصفة عامة.
فقد ظلم المرأة صنفان من الناس متقابلان بل متناقضان:.
1 - صنف المستغربين الذين يريدون أن يفرضوا عليها التقاليد الغربية، بما فيها من فساد وتحلل من القيم وأعظمها الدين ـ وانحراف عن سواء الفطرة، وبعد عن الصراط المستقيم، الذي بعث الله الرسل، وأنزل الكتب لبيانه، ودعوة الناس إليه.
وهم يريدون من المرأة المسلمة أن تتبع سنن المرأة الغربية، " شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع " كما صور الحديث النبوي: حتى لو دخلت جحر ضب لدخلته وراءها، على ما في جحر الضب من الالتواء والضيق، وسوء الرائحة، ومع هذا لو دخلته المرأة الغربية لدخلته المرأة المسلمة بعدها، أو بعبارة أخرى: لظهرت " موضة " جديدة يروج لها المروجون تسمى " موضة جحر الضب "!.
وهؤلاء يغفلون ما تشكو منه المرأة الغربية اليوم، وما جر عليها الاختلاط " المفتوح " من سوء العاقبة على المرأة وعلى الرجل، وعلى الأسرة، وعلى المجتمع كله، ويسدون آذانهم عن صيحات الاستنكار التي تجاوبت بها الآفاق في داخل العالم الغربي نفسه، وعن كتابات العلماء والأدباء، ومخاوف المفكرين والمصلحين على الحضارة كلها من جراء إلغاء القيود في الاختلاط بين الجنسين.
كما ينسى هؤلاء أن لكل أمة شخصيتها التي تكونها عقائدها وتصورها للكون والحياة والوجود ورب الوجود، وقيمها وتراثها وتقاليدها .. ولا يجوز أن يغدو مجتمع صورة مكررة من مجتمع آخر.
ـ والصنف الثاني هم الذين يفرضون على المرأة تقاليد أخرى، ولكنها تقاليد الشرق لا تقاليد الغرب، وإن صبغت في كثير من الأحيان بصبغة الدين، ونسبها من نسبها إلى ساحته، بناءً على فهم فهمه، أو رأي قلده، أو رجحه، لأنه يوافق رأيه في المرأة، وسوء ظنه بها، بدينها وبعقلها وسلوكها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكنه على أية حال لا يخرج عن كونه رأيًا لبشر غير معصوم، متأثر بمكانه وزمانه، وشيوخه ومدرسته، تعارضه آراء أخرى، تستمد حجيتها من صريح القرآن العظيم، ومن هدي النبي الكريم، ومن مواقف الصحابة وخير القرون.
وأود أن أبادر هنا فأقول: إن كلمة " الاختلاط " في مجال العلاقة بين الرجل والمرأة، كلمة دخيلة على " المعجم الإسلامي " لم يعرفها تراثنا الطويل العريض طوال القرون الماضية، ولم تعرف إلا في هذا العصر، ولعلها ترجمة لكلمة " أجنبية " في هذا المعنى، ومدلولها له إيحاء غير مريح بالنظر لحس الإنسان المسلم.
وربما كان أولى منها كلمة " لقاء " أو " مقابلة " أو " مشاركة " الرجال للنساء، ونحو ذلك.
وعلى كل حال، فإن الإسلام لا يصدر حكمًا عامًا في مثل هذا الموضوع، وإنما ينظر فيه على ضوء الهدف منه، أي المصلحة التي يحققها، والضرر الذي يخشى منه، والصورة التي يتم بها، والشروط التي تراعي فيه .. إلخ.
وخير الهَدْي في ذلك هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وهدي خلفائه الراشدين، وأصحابه المهديين.
والناظر في هذا الهدي يرى أن المرأة لم تكن مسجونة ولا معزولة كما حدث ذلك في عصور تخلف المسلمين.
فقد كانت المرأة تشهد الجماعة والجمعة، في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان عليه الصلاة والسلام يحثهن على أن يتخذن مكانهن في الصفوف الأخيرة خلف صفوف الرجال، وكلما كان الصف أقرب إلى المؤخرة كان أفضل، خشية أن يظهر من عورات الرجال شيء، وكان أكثرهم لا يعرفون السراويل .. ولم يكن بين الرجال والنساء أي حائل من بناء أو خشب أو نسيج، أو غيره.
وكانوا في أول الأمر يدخل الرجال والنساء من أي باب اتفق لهم، فيحدث نوع من التزاحم عند الدخول والخروج، فقال -عليه السلام-: " لو أنكم جعلتم هذا الباب للنساء ".فخصصوه بعد ذلك لهن، وصار يعرف إلى اليوم باسم "باب النساء".
وكان النساء في عصر النبوة يحضرن الجمعة، ويسمعن الخطبة، حتى إن إحداهن حفظت سورة "ق " من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من طول ما سمعتها من فوق منبر الجمعة.
وكان النساء يحضرن كذلك صلاة العيدين، ويشاركن في هذا المهرجان الإسلامي الكبير، الذي يضم الكبار والصغار، والرجال والنساء، في الخلاء مهللين مكبرين.
روى مسلم: عن أم عطية قالت: " كنا نؤمر بالخروج في العيدين، والمخبأة والبكر".
وفي رواية قالت: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نخرجهن في الفطر والأضحى: العواتق (جمع عاتق، وهي الجارية البالغة، أو التي قاربت البلوغ).والحُيَّض وذوات الخدور، فأما الحيَّض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين. (الخطبة والموعظة ونحوها)، قلت: يا رسول الله، إحدانا لا يكون لها جلباب، قال: " لتلبسها أختها من جلبابها ". (أي تعيرها من ثيابها ما تستغني عنه، والحديث في كتاب " صلاة العيدين " في صحيح مسلم حديث رقم 823).
وهذه سنة أماتها المسلمون في جل البلدان أو في كلها، إلا ما قام به مؤخرًا شباب الصحوة الإسلامية الذين أحيوا بعض ما مات من السنن، مثل سنة الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، وسنة شهود النساء صلاة العيد.
وكان النساء يحضرن دروس العلم، مع الرجال عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويسألن عن أمر دينهن مما قد يستحي منه الكثيرات اليوم. حتى أثنت عائشة على نساء الأنصار، أنهن لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين، فطالما سألن عن الجنابة والاحتلام والاغتسال والحيض والاستحاضة ونحوها.
ولم يشبع ذلك نهمهن لمزاحمة الرجال واستئثارهم برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فطلبن أن يجعل لهن يومًا يكون لهن خاصة، لا يغالبهن الرجال ولا يزاحمونهن وقلن في ذلك صراحة: " يا رسول الله، قد غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يومًا من نفسك " فوعدهن يومًا فلقيهن فيه ووعظهن وأمرهن. (رواه البخاري في كتاب العلم من صحيحه).
وتجاوز هذا النشاط النسائي إلى المشاركة في المجهود الحربي في خدمة الجيش والمجاهدين، بما يقدرن عليه ويُحسنَّ القيام به، من التمريض والإسعاف ورعاية الجرحى والمصابين، بجوار الخدمات الأخرى من الطهي والسقي وإعداد ما يحتاج إليه المجاهدون من أشياء مدنية.
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أم عطية قالت: " غزوت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، سبع غزوات، أخلفهم في رحالهم، فأصنع لهم الطعام وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى " رواه مسلم. (برقم 1812).
وروى مسلم عن أنس (برقم 1811).: " أن عائشة وأم سليم، كانتا في يوم أحد مشمِّرتين، تنقلان القرب على متونهما وظهورهما ثم تفرغانها في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها" ووجود عائشة هنا وهي في العقد الثاني من عمرها يرد على الذين ادعوا أن الاشتراك في الغزوات والمعارك كان مقصورًا على العجائز والمتقدمات في السن، فهذا غير مسلّم .. وماذا تغني العجائز في مثل هذه المواقف التي تتطلب القدرة البدنية والنفسية معًا؟.
وروى الإمام أحمد: أن ست نسوة من نساء المؤمنين كن مع الجيش الذي حاصر خيبر: يتناولن السهام، ويسقين السويق، ويداوين الجرحى، ويغزلن الشَّعر، ويعنّ في سبيل الله، وقد أعطاهن النبي -صلى الله عليه وسلم- نصيبًا من الغنيمة.
بل صح أن نساء بعض الصحابة شاركن في بعض الغزوات والمعارك الإسلامية بحمل السلاح، عندما أتيحت لهن الفرصة .. ومعروف ما قامت به أم عمارة نسيبة بنت كعب يوم أحد، حتى قال عنها -صلى الله عليه وسلم-: " لمقامها خير من مقام فلان وفلان ".
وكذلك اتخذت أم سليم خنجرًا يوم حنين، تبقر به بطن من يقترب منها.
روى مسلم عن أنس ابنها: أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرا، فكان معها، فرآها أبو طلحة زوجها فقال: يا رسول الله، هذه أم سليم معها خنجر! فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ما هذا الخنجر"؟ قالت: اتخذته، إن دنا مني أحد المشركين بقرت به بطنه! فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضحك. (رواه مسلم برقم 1809).
وقد عقد البخاري بابًا في صحيحه في غزو النساء وقتالهن.
ولم يقف طموح المرأة المسلمة في عهد النبوة والصحابة للمشاركة في الغزو عند المعارك المجاورة والقريبة في الأرض العربية كخيبر وحنين .. بل طمحن إلى ركوب البحار، والإسهام في فتح الأقطار البعيدة لإبلاغها رسالة الإسلام.
ففي صحيح البخاري ومسلم عن أنس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال عند أم حرام بنت ملحان خالة أنس يومًا، ثم استيقظ وهو يضحك، فقالت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: " ناس من أمتي عرضوا عليَّ غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكًا على الأسرَّة، أو مثل الملوك على الأسرة "، قالت: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها (انظر الحديث (1912) من صحيح مسلم) ... فركبت أم حرام البحر في زمن عثمان، مع زوجها عبادة بن الصامت إلى قبرص، فصرعت عن دابتها هناك، فتوفيت ودفنت هناك، كما ذكر أهل السير والتاريخ.
وفي الحياة الاجتماعية شاركت المرأة داعية إلى الخير، آمرة بالمعروف، ناهية عن المنكر، كما قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .. ). (التوبة: 71).
ومن الوقائع المشهورة رد إحدى المسلمات على عمر في المسجد في قضية المهور، ورجوعه إلى رأيها علنًا، وقوله:" أصابت المرأة وأخطأ عمر ".وقد ذكرها ابن كثير في تفسير سورة النساء، وقال: إسنادها جيد.
وقد عين عمر في خلافته الشِّفاء بنت عبد الله العدوية محتسبة على السوق .. والمتأمل في القرآن الكريم وحديثه عن المرأة في مختلف العصور، وفي حياة الرسل والأنبياء لا يشعر بهذا الستار الحديدي الذي وضعه بعض الناس بين الرجل والمرأة.
فنجد موسى وهو في ريعان شبابه وقوته يحادث الفتاتين ابنتي الشيخ الكبير، ويسألهما وتجيبانه بلا تأثم ولا حرج، ويعاونهما في شهامة ومروءة، وتأتيه إحداهما بعد ذلك مرسلة من أبيها تدعوه أن يذهب معها إلى والدها، ثم تقترح إحداهما على أبيها بعد ذلك أن يستخدمه عنده؛ لما لمست فيه من قوة وأمانة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لنقرأ في ذلك ما جاء في سورة القصص: (ولما وَرَدَ ماء مَدْيَنَ وَجَدَ عليه أُمّةً من الناس يَسْقُون ووجد من دونهم امرأ تين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نَسْقِي حتى يُصْدِرَ الرِّعَاء وأبونا شيخ كبير. فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير .. فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين .. قالت إحداهما يا أبتي استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين). (القصص: 23 - 26).
وفي قصة مريم نجد زكريا يدخل عليها المحراب، ويسألها عن الرزق الذي يجده عندها: (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب). (آل عمران: 37).
وفي قصة ملكة سبأ نراها تجمع قومها تستشيرهم في أمر سليمان: (قالت يأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرًا حتى تشهدون .. قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين .. قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعِزَّةَ أهلها أذِلَّةً وكذلك يفعلون). (النمل: 32 - 34).
وكذلك تحدثت مع سليمان -عليه السلام- وتحدث معها: (فلما جاءت قيل أهكذا عَرْشُكِ قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين .. وصَدَّهَا ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين .. قيل لها ادخلي الصَّرْحَ فلما رأته حسبته لُجَّةً وكَشَفَتْ عن ساقيها قال إنه صَرْحٌ مُمَرَّدٌ من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين). (النمل: 42 - 44).
ولا يقال: إن هذا شرع من قبلنا فلا يلزمنا؛ فإن القرآن لم يذكره لنا إلا لأن فيه هداية وذكرى وعبرة لأولي الألباب، ولهذا كان القول الصحيح: أن شرع من قبلنا المذكور في القرآن والسنة هو شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ما ينسخه .. وقد قال تعالى لرسوله: (أولئك الذين هَدَى الله فَبِهُداهم اقْتَدِه). (الأنعام:90).
إن إمساك المرأة في البيت، وإبقاءها بين جدرانه الأربعة لا تخرج منه اعتبره القرآن في مرحلة من مراحل تدرج التشريع قبل النص على حد الزنى المعروف عقوبة بالغة لمن ترتكب الفاحشة من نساء المسلمين، وفي هذا يقول تعالى في سورة النساء: (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا). (النساء: 15).
وقد جعل الله لهن سبيلاً بعد ذلك حينما شرع الحد، وهو العقوبة المقدرة في الشرع حقًا لله تعالى، وهي الجلد الذي جاء به القرآن لغير المحصن، والرجم الذي جاءت به السنة للمحصن.
فكيف يستقيم في منطق القرآن والإسلام أن يجعل الحبس في البيت صفة ملازمة للمسلمة الملتزمة المحتشمة، كأننا بهذا نعاقبها عقوبة دائمة وهي لم تقترف إثمًا؟.
والخلاصة:.
أن اللقاء بين الرجال والنساء في ذاته إذن ليس محرمًا بل هو جائز أو مطلوب إذا كان القصد منه المشاركة في هدف نبيل، من علم نافع أو عمل صالح، أو مشروع خير، أو جهاد لازم، أو غير ذلك مما يتطلب جهودًا متضافرة من الجنسين، ويتطلب تعاونا مشتركًا بينهما في التخطيط والتوجيه والتنفيذ.
ولا يعني ذلك أن تذوب الحدود بينهما، وتنسى القيود الشرعية الضابطة لكل لقاء بين الطرفين، ويزعم قوم أنهم ملائكة مطهرون لا يخشى منهم ولا عليهم، يريدون أن ينقلوا مجتمع الغرب إلينا .. إنما الواجب في ذلك هو الاشتراك في الخير، والتعاون على البر والتقوى، في إطار الحدود التي رسمها الإسلام، ومنها:.
1ـ الالتزام بغض البصر من الفريقين، فلا ينظر إلى عورة، ولا ينظر بشهوة، ولا يطيل النظر في غير حاجة، قال تعالى: (قل للمؤمنين يَغُضُّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون .. وقل للمؤمنات يَغْضُضْنَ من أبصارهن ويحفظن فروجهن). (النور 30، 31).
2ـ الالتزام من جانب المرأة باللباس الشرعي المحتشم، الذي يغطي البدن ما عدا الوجه والكفين، ولا يشف ولا يصف، قال تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ على جيُوبهن). (النور: 31).
وقد صح عن عدد من الصحابة أن ما ظهر من الزينة هو الوجه والكفان.
وقال تعالى في تعليل الأمر بالاحتشام: (ذلك أدنى أن يُعْرَفْنَ فلا يُؤْذَيْنَ) (الأحزاب: 59).أي أن هذا الزيَّ يميز المرأة الحرة العفيفة الجادة من المرأة اللعوب المستهترة، فلا يتعرض أحد للعفيفة بأذى؛ لأن زيها وأدبها يفرض على كل من يراها احترامها.
3ـ الالتزام بأدب المسلمة في كل شيء، وخصوصًا في التعامل مع الرجال:.
أ - في الكلام، بحيث يكون بعيدًا عن الإغراء والإثارة، وقد قال تعالى: (فلا تَخْضَعْنَ بالقول فيطمع الذي في قلبه مَرَضٌ وقلن قولاً معروفًا). (الأحزاب: 32).
ب - في المشي، كما قال تعالى: (ولا يضربن بأرجلهن ليُعْلَمَ ما يُخْفِين من زينتهن) (النور: 31)، وأن تكون كالتي وصفها الله بقوله: (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء). (القصص: 25).
جـ - في الحركة، فلا تتكسر ولا تتمايل، كأولئك اللائي وصفهن الحديث الشريف بـ " المميلات المائلات " ولا يصدر عنها ما يجعلها من صنف المتبرجات تبرج الجاهلية الأولى أو الأخيرة.
4ـ أن تتجنب كل ما شأنه أن يثير ويغري من الروائح العطرية، وألوان الزينة التي ينبغي أن تكون للبيت لا للطريق ولا للقاء مع الرجال.
5ـ الحذر من أن يختلي الرجل بامرأة وليس معهما محرم، فقد نهت الأحاديث الصحيحة عن ذلك، وقالت:" إن ثالثهما الشيطان " إذ لا يجوز أن يُخَلَّي بين النار والحطب.
وخصوصًا إذا كانت الخلوة مع أحد أقارب الزوج، وفيه جاء الحديث: " إياكم والدخول على النساء "، قالوا: يا رسول الله، أرأيت الحَمْو؟! قال: " الحمو الموت "! أي هو سبب الهلاك، لأنه قد يجلس ويطيل الجلوس، وفي هذا خطر شديد.
6ـ أن يكون اللقاء في حدود ما تفرضه الحاجة، وما يوجبه العمل المشترك دون إسراف أو توسع يخرج المرأة عن فطرتها الأنثوية، أو يعرضها للقيل والقال، أو يعطلها عن واجبها المقدس في رعاية البيت وتربية الأجيال.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 11:39]ـ
للرفع
بارك الله فيكم
ـ[حارث البديع]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 03:54]ـ
نستعرض احبتنا مزيدا من اقوال اهل العلم في المسألة
ليعلم انا لسنا عصرانين
وذكر الشيخ ابن حجر الهيتمي الشافعي في فتاويه الكبرى والشيخ أحمد بن يحيى المالكي في كتابه الذي جمع فيه فتاوى فقهاء المغرب المسمى "المعيار" وكان من أهل القرن العاشر توفي سنة 914هـ:"إن الاختلاط المحرم ما كان فيه تضام وتلاصق بالأجسام".
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[29 - Jun-2009, مساء 08:12]ـ
أخي الكريم: حارث البديع حفظك الله ..
لو كنت ضيفاً عندك وجاءت امرأتك في كامل حشمتها وقربت الطعام وذهبت، فهل هذا اختلاط؟ هذا ليس اختلاط يا أخي، ولو كان اختلاطاً لحرمنا خروج المرأة للسوق!!
لماذا المغالطة في حديث العيدين عندما يقول القرضاوي (مهرجان للتكبير!!)) وهل تكبر النساء؟؟ كيف يجوز لك أو للقرضاوي أن يحرف الحقيقة ويحول خروج النساء للمصلى وفي زاوية بعيدة بالمهرجان الذي يختلط فيه النساء بالرجال ويشاركونهم في التكبير ورفع الأصوات!!
فتوى دكتور أم القرى وما أشبهها من الفتاوى (وخاصة فتاوى القرضاوي) غالباً ما تأتي في مساق الحلول والبدائل في المواقف الحرجة التي لا يطبق أهلها تعاليم الإسلام (كالاختلاط لأجل الدراسة، والاختلاط الذي تجبر عليها الزوجة) ... الخ فهذه الفتاوى إنما هي من باب الضرورة، يعني إما فتوى القرضاوي وإما العذاب والتشرد والمشاكل القانونية والأسرية! فلماذا تنزِّلها هنا كأدلة على جواز الاختلاط في الأوقات العادية!
جميعكم يتفق على عدم جواز الاختلاط لغير حاجة وضرورة، فبالله عليك أين الضرورات التي تتذرع بها لتحليل المسألة؟ هل نساؤنا يعيشون في حالة حرب! أم أنهم يعيشون في أوروبا! أم أنهم مجبرون على الدراسة المختلطة! أنت تتعامل مع الأحكام الشرعية والواقع الحالي بشيء من التمطيط والتوسع، إذ حولت حديث المرأة التي قدمت الطعام إلى اختلاط ومجالسة وسواليف! وحولت واقع نسائنا إلى حالة استنفار وضرورات!
الاختلاط محرم قطعاً لا يجوز إلا حال الضرورة والحاجة! مع اشتراط عدم الفتنة وغيرها من الضوابط الأخرى
هكذا فلنتفق على ما لُوِّن بالأحمر ونرتاح من الخصام الذي يشكك في نيتك وأنك تريد تحويل المسألة إلى الإباحة المطلقة! لأن كاتب المقال لم ينكر جواز الاختلاط حال الضرورة وانتفاء الفتنة وفق الضوابط الشرعية! وأنت تأتي له بأدلة مشاركة النساء في الحرب! لتدلل به على جواز الاختلاط! لو وقع حريق في بيت جارك لا قدر الله، فهل ستبدأ باستحضار أدلة حرمة الاختلاط أم أن الوقت وقت إنقاذ؟ لا يعجبني هذه السطحية يا أخي! ديننا بريء من هذا الجمود الفقهي والسطحي، لأن أحكامه تتنوع بحسب الأحوال والمواقف، وليس على نمط واحد إما أن يحل المسألة إطلاقاً أو يحرمها إطلاقاً!
حديث ابن أم مكتوم (ولكنكن ترينه) وحديث الحبشة، وهما معروفان لديك، عند الجمع بينهما يظهر تحريم مخالطة ومجالسة الرجال، لأنه سمح لعائشة أن تنظر إلى الحبشة، ولم يسمح لنسائه أن يجالسن ابن أم مكتوم (بالرغم من وجوده صلى الله عليه وسلم معهم) لأن المجالسة تقرب بين الجنسين بخلاف النظر من بعيد أو الدخول لتقديم الطعام فقط وما شابه.
ثم هناك نصوص صريحة مثل الشمس على تحريم الدخول على النساء، وتحريم مجالستهن، والأمر بأن يكون السؤال من وراء حجاب الخ من النصوص المذكورة في أول مشاركة! بما لا يدع مجالاً للشك في حرمة الاختلاط والمجالسة والكلام واللقاء و ... لغير ضرورة، كيف أعميت عينيك عنها أنت والشيخ القرضاوي!
يا أخي ديننا دين اتباع وليس دين استسلام للضغوط! نأمر الناس بالاتباع ونبين لهم الحكم الشرعي، ثم نبين الرخصة حال الضرورة مع ضوابطها إن كان هناك حاجة!
مع بالغ اعتذاري عن القسوة في الكلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[حارث البديع]ــــــــ[29 - Jun-2009, مساء 10:10]ـ
أخي إن كان عندك رد علمي
فتفضل وناقش أدلتي واحدة واحدة
وأنا لا ولن أجعل كلام العلماء هو الحكم إنما
مساعدة للفهم واسمح لي أنك لم تضيف شيئا
جديدا على كلام الفاضل معتز
فإن كان عندك ماذكرت فحياك
وبارك الله فيك.
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 05:30]ـ
أخي إن كان عندك رد علمي
فتفضل وناقش أدلتي واحدة واحدة
وأنا لا ولن أجعل كلام العلماء هو الحكم إنما
مساعدة للفهم واسمح لي أنك لم تضيف شيئا
جديدا على كلام الفاضل معتز
فإن كان عندك ماذكرت فحياك
وبارك الله فيك.
ونعم لم آت بجديد وجزاك الله خيرا
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[01 - Jul-2009, صباحاً 11:41]ـ
جزاك الله خيرا
وهناك رسالة لشيخنا يحي الحجوري في تحريم الاختلاط
ورسالة للشيخ سعيد بن دعاس اليافعي رد فيها على شبه دعاة الاختلاط باسم الرد على الشيخ فركوس
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[02 - Jul-2009, صباحاً 08:50]ـ
بوركت
قرأت أكثر من رسالة في التحريم
وهذا القول هو المعروف عندنا
لكن ليس المقصد الزج بالرسائل
إنما المناقشة
ومن رأى حرمته فله ذلك
شريطة ألا يشنع ويبدع من رأى جوازه
مادامت له أدلة وعلماء كبار
ك ابن حجر والعيني
والمالكي والهيتمي
ومن المعاصرين القرضاوي
وناصر العمر وغيرهم
من علماء عرفوا بالعلم والصلاح.
ـ[محمد مبروك]ــــــــ[03 - Jul-2009, مساء 10:22]ـ
طلع علينا غراب جديد ينعق بما لا يفهم يدعى إسلام البحيري يكتب تحت مسمى باحث إسلامي وينشر كل أسبوعين مقالا يهاجم فيه ما اعتبره هو مما ليس من الإسلام ويبدو أنه يتابع ما يكتب في المنتديات والملتقيات الإسلامية ليكون كلامه متمشيا مع ما يدور في الحوارات الإسلامية ومجالس العلماء
وكتب عن الاختلاط في مقاله الأخير كلاما يحتاج إلى الرد والتفنيد.
جاء في مقاله:
( ...... كان النساء والرجال يخرجون للصلاة فى عهد رسول الله, وقد استشف النبى واستشرف بفراسة النبوة بوادر للجلافة البدوية، والتشدد تجاه النساء فى ذلك الأمر، فقال قولا صريحا فى حديث ثابت صحيح قال: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله «أخرجه أحمد (9362) وأبو داود (565) , ولكن اللافت للنظر أن خط التشدد الذى فاق ما قاله النبى وأقره ليس وليد اليوم، بل فى عصور قريبة العهد بالنبى، فقد جاء بإسناد صحيح عند أبى داود (2213) وغيره رواية عن: عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: إِذَا اسْتَأْذَنَتْ أَحَدَكُمُ امْرَأَتُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلاَ يَمْنَعْهَا, قَالَ بِلاَلُ بْنُ عَبْدِاللهِ بْنِ عُمَرَ: وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ، قَالَ: فَسَبَّهُ عَبْدُاللهِ بْنُ عُمَرَ أَسْوَأ مَا سَمِعْتُهُ سَبَّهُ قَطُّ، وَقَالَ: سَمِعْتَنِى قُلْتُ: قَالَ رَسُولُ, قُلْتَ: وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ».
فهذا هو «بلال» ابن الصحابى الجليل «عبدالله بن عمر» يسمع قول رسول الله بخروج النساء ثم يقسم ألا يخرج النساء, ولكن رد أبيه كان حاسما فسبه ولطمه على وجهه كما فى روايات أخرى, ..............................
ثانيا:
كان النساء والرجال يصلون فى مسجد الرسول مجتمعين صفوفا متراصة بلا ساتر ولا حاجب, ولم ينكر رسول الله ذلك الاجتماع بينهم قبل الصلاة وأثناءها وبعدها، لأن ذلك الاجتماع أصل من أصول الحياة الإنسانية عند العقلاء, وذلك لأن المجتمع حينها كان صحيا ونقيا فلم يفترض النبى أو غيره أن يشتهى رجل من المسلمين النساء اللاتى يصلين وراءه، لأن الإسلام لم ينزل إلى الدنيا لافتراض أن الرجال والنساء من مرضى القلوب، يتركون الصلاة ويتفرغون للشهوة، وحتى لو حدثت الشهوة فى هذا الموضع فى نفس أحدهم أو أحدنا فهى حالة فردية مَرَضية, والإسلام نزل لأصحاء القلوب, بل إن النبى أمر النساء فى صلاة العيدين أن يخرجن ولو كُنّ فى فترة عدم الصلاة, ولكن الآن، ولأن أجيالا تربت على دين الوهابية فلعلهم لا يستطيعون احتمال وجود المرأة معهم فى المسجد دون ساتر ولا حائل, وهكذا نجح الوهابيون فى انتزاع التواصل السليم والصحى بين الرجل والمرأة فى الإسلام، ووضعوا مكانه مفاهيم الفتنة والعورة، فأصبح العقل المسلم الذكورى لا يتخيل فى المرأة إلا وساوس وهلاوس جنسية حتى لو كانت تصلى خلفه فى المسجد, ولو كان الاختلاط رغم دناءة المصطلح - حراما لكان أولى أن يكون حراما فى مسجد رسول الله وبحضرته, بل إننا نجد الشعيرة الكبرى فى أعمدة الدين وهى الحج، قائمة فى أساسها على الاختلاط, فالنساء يطفن مع الرجال مختلطات، وقد كانت أمهات المؤمنين أنفسهن يفعلن ذلك كما ثبت ذلك عند البخارى وغيره, بل إن النساء فى الحرم يصلين قبل الرجال، وكثيرا ما يصلى الرجال خلف النساء الغرباء, ولكن الإسلام كما قلنا لم ينزل ليفترض أن كل الرجال من المرضى الذين يذهبون للحج أو العمرة لاختلاس النظر إلى النساء فى الحرم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى هذا، كان المجتمع النبوى نقيا صافيا فى تصور علاقاته الاجتماعية ولقاءات شقى المجتمع, وحتى لو أنتج اللقاء فى المسجد أو الحج أو العمل أو غيره تلاقيا وإعجابا بين الرجل والمرأة، فما ذلك بحرام ولا فحش, فالله قال فى القرآن: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ» الحجرات 13, وهذا التعارف هو التواصل الاجتماعى بين نوعى البشر من أبناء آدم, وأيضا حدثنا الله فى القرآن عن المشاعر المتولدة بين رجل وامرأة يتوقان للحلال من ورائها فقال: «عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا» البقرة 235, وكان ذلك فى النساء اللاتى توفى عنهن أزواجهن, وكذلك غيرهن, فقد علم الله أن «الذكر» وهو المشاعر والهوى - وليس الخطبة كما فسرها التراثيون - مباح، ولكنه حذر أن يتواعدا سرا، لأن ذلك لا شك مخافة ألا ينتظرا الحلال, وعلى هذا التواصل الراقى تقوم المجتمعات، فمن أين سيعرف الناس بعضهم، ومن أين سيحصل الزواج إن لم يتواصل نوعا المجتمع فى مسجد أوعمل أوجيرة, وتتولد من هذا اللقاء مشاعر دافقة تنتهى بالزواج؟ وقد رأينا عشرات بل مئات القصص التى تبدأ بمشاعر بين رجل وامرأة التقيا فى عمل أو سفر أو حتى مسجد، وتتحول إلى حب ينتهى بزواج مبارك وذرية صالحة, هذا ما أقره القرآن, وقد أقر النبى بتلك المشاعر الإنسانية ولم ينكرها, وللتدليل على ذلك يكفينا أن نقرأ القصيدة التى قرضها وألقاها «كعب بن زهير» أمام رسول الله وفى داخل باحة مسجده الشريف يطلب العفو وكان مفتتح القصيدة بغزل من «كعب» فى امرأة أعجب بها فقال:
بانت سعاد فقلبى اليوم متبول ........ متيم إثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا ...... إلا أغن غضيض الطرف مكحول
وهى قصيدة طويلة مليئة بالغزل, ولم ينكر رسول الله ذلك الغزل على «كعب» وإسناد هذه الرواية فى كتب الحديث قوى متواتر لا شك فيه ولا مطعن.
ثالثا:
كانت النساء فى العهد النبوى يعملن ويتَّجرن ويطببن الناس على سواء, وليس أدل على ذلك من التجارة التى كانت تديرها أم المؤمنين السيدة «خديجة» أول من آمنت من النساء, وهناك «الشفاء بنت عبدالله العدوية» وهى من فضليات النساء وأوائل الذين آمنوا بالإسلام وكانت تعرف القراءة والكتابة وكانت تطبب الناس بالرقى فى الجاهلية فلما أسلمت عرضت ما كانت تفعله على رسول الله فأقرها عليه فكانت فى الإسلام تطبب الرجال والنساء على سواء، وفى عهد عمر بن الخطاب ولاها «عمر» رئاسة السوق, فها نحن نجد المرأة تخرج للعمل المختلط فى زمان النبى وفى عهد كبار فقهاء الصحابة من بعده, ومازلنا لليوم نرى هؤلاء النساء الرائعات المجاهدات أصحاب قصص الكفاح الشريفة اللاتى وقفن كالسند بجانب أزواجهن لما ضيق عليهم الرزق فأعانوهم وعضدوهم وأضاعوا أعمارا فى العمل خارج وداخل بيوتهن ولم نر من الله إلا كل رضوان عليهن وعلى أسرهن رغم أن أعمالهن كانت تجمع الرجال والنساء وهؤلاء هن النساء اللاتى يستحققن لقب حفيدات الصحابيات, وليس البعائر الوهابية الذين يدَّعون أنهم أحفاد الصحابة, ولكن الوهابيين إخوة شقائق لليهود الذين قال الله فيهم: «وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ» المائدة 13 والتحريف هو تغيير القول الذى لا يوافق هواهم, بالضبط كما يفعل توائمهم الوهابيون.
وأيضا كانت النساء فى العهد النبوى ومنهن أمهات المؤمنين يحاربن صفا مع الرجال ولم ينكر النبى ذلك ولم يقل إنه اختلاط محرم بين النساء والرجال, بل إن من دافعت عن النبى فى وقعة «أُحُد» يوم أن فرَّ الرجال كانت امرأة تشارك فى الحرب بلا غضاضة ولا إنكار عليها, وقد ثبت عند البخارى فى «الجهاد والسير» وغيره عن أنس بن مالك قوله: «لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبى بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا تَنْقُزَانِ القِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا ثمَّ تُفْرِغَانِهِ فى أَفْوَاهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
القَوْمِ».
فها هن النساء المسلمات ومنهن أم المؤمنين عائشة يعملن فى الجهاد ويفرغن قِرَب الماء فى أفواه القوم من الرجال ولم ينكر ذلك عليهن رسول الله ولا على غيرهن العمل فى الجهاد ومخالطة الرجال, ولو قال الوهابيون ذلك قبل آية «وقرن فى بيوتكن» التى ذكرناها والتى نزلت فى السنة الخامسة للهجرة, لقلنا إن ذلك وقع أيضا بعد وقعة الأحزاب, وحتى لو كان كذلك فقد بينا أن الآية خاصة بنساء النبى فقط, وأن مشاركة المرأة من غير نساء النبى فى كافة مناحى الحياة مع الرجل ثابتة بالقرآن والسنة.
وكل ذلك الذى ذكرنا هو قليل من كثير يبين كيف كان المجتمع النبوى طاهرا نقيا يؤسس لمفهوم راق لعلاقة الرجال والنساء, ولكننا سنتوقف هنا مع رواية لنطيل فيها النظر لأنها ستوضح الفارق الكبير بين تصور مجتمع النبوة وتصور المجتمع الذى بناه الوهابيون عنوة فى عقول المسلمين, وهذه الرواية أخرجها البخارى ومالك فى الموطأ وأخرجها أحمد وأبوداود والنسائى وابن خزيمة.
«حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ كَانَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَتَوَضَّئُونَ فى زَمَانِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمِيعَاً» البخارى (193).
وهذه الرواية ثابتة بإسناد عال قلما نجده فى أسانيد البخارى ومسلم, والإسناد العالى ببساطة هو السند القصير فى عدد الرجال والقريب من رسول الله, ولهذا قال العقلاء من أهل الحديث إنه كلما طال الإسناد طال النظر فى الجرح والتعديل, كما أن هذا الإسناد وهو «مالك عن نافع عن ابن عمر» إنما هو من أفضل وأوثق الطرق فى كل أسانيد السنة مجتمعة, والحديث ينتهى إلى «عبدالله بن عمر» وهو ما يعنى أنه حديث موقوف على حسب مصطلحات علم الحديث, ولكن العقلاء من أهل الحديث أقروا أنه فى حكم المرفوع للنبى لأن كلام الصحابى المؤكد والذى لم يعارض بغيره هو نقل عن فعل أو إقرار للنبى.
إذن ماذا نفهم من الحديث, نفهم أن الرجال والنساء فى زمان رسول الله كانوا يتوضؤون فى مكان واحد فى وقت واحد من ماء واحد وهو ما كان يسمى «المطاهر» وذلك بلا ساتر ولا حاجب, وقد أخذت النقاشات المحتدمة بين التراثيين والمعاصرين مأخذها فى إنكار المعانى المترتبة على هذا الحديث الصحيح, ولكن مآخذ المناقشات كانت كلها تصب ناحية السؤال: هل يمكن ظهور أعضاء الوضوء من المرأة أمام الرجل؟ لذلك فإننا سنؤجل الكلام عن مقصد الحديث فى هذه الناحية إلى مقال خاص عن حكاية «الحجاب» الذى ملأ الدنيا وشغل الناس, ولكننا فى هذا الموضع سنهتم بالمفهوم الأهم الذى تناساه الجميع, وهو الاجتماع بين الرجال والنساء فى غير صلاة ولا حج ولا عمرة حيث إن الأزلام الوهابية قد أشاعت أن الاختلاط محرم إلا فى الحج والعمرة وهو ضرورة ولو أنهم يملكون لتخطوا فعل النبى وجعلوا حجا للرجال وآخر للنساء, ولكن فى هذه الرواية بالذات ظهر كذبهم ونفاقهم المعهود, وقد ورثوا الالتفاف حول هذا النص ميراثا لم يبتدعوه, لذا فيكفى أن ننقل ما قاله «ابن حجر» فى «فتح البارى» تفنيدا لهذه الرواية.
فقال: «قوله: (جميعا) ظاهره أنهم كانوا يتناولون الماء فى حالة واحدة، وحكى ابن التين عن قوم أن معناه أن الرجال والنساء كانوا يتوضؤون جميعا فى موضع واحد، هؤلاء على حدة وهؤلاء على حدة، والزيادة المتقدمة فى قوله «من إناء واحد» ترد عليه، وكأن هذا القائل استبعد اجتماع الرجال والنساء الأجانب، وقد أجاب ابن التين عنه بما حكاه عن سحنون أن معناه كان الرجال يتوضؤون ويذهبون ثم تأتى النساء فيتوضأن، وهو خلاف الظاهر من قوله «جميعا» ... ، وقد وقع مصرحا بوحدة الإناء فى صحيح ابن خزيمة فى هذا الحديث .... أنه أبصر النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتطهرون والنساء معهم من إناء واحد كلهم يتطهر منه، والأوْلى فى الجواب أن يقال: لا مانع من الاجتماع قبل نزول الحجاب، وأما بعده فيختص بالزوجات والمحارم»، فتح البارى (1/ 376).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا نرى العجب العجاب من «ابن حجر» فبرغم أنه رد وأنكر فى تعليقه على الحديث من التف ودار على المعنى الصريح منه, فبعضهم قال إن المعنى من إناء واحد كل على حدة, فرد عليهم «ابن حجر» بقوله إن ذلك مردود بجملة «من إناء واحد» , ثم قال آخرون إن معناه أن الرجال كانوا يتوضؤون ثم يذهبون ثم تأتى النساء ويتوضأن, فرد عليهم «ابن حجر» بقوله إن كلمة «جميعا» تعارض ذلك الافتراق وأكد أنهم كانوا يتوضؤون جميعا من إناء واحد فى وقت واحد, ولكن الدهشة تفرض نفسها مما فعله «ابن حجر» فى نهاية تعليقه, وهو مطابق لما فعل الذين رد هو عليهم, فقد قال: «والأوْلى فى الجواب أن يقال: لا مانع من الاجتماع قبل نزول الحجاب، وأما بعده فيختص بالزوجات والمحارم» , وهذا عمل غريب فإذا كانت مدلولات الحديث واضحة فى كل كلمة فى الحديث فلماذا إذن تناسى «ابن حجر» كلمة واضحة ترد على قوله أن ذلك الوضوء الجماعى كان قبل فرض الحجاب, فأين نص الحديث الذى يصرح فيه «ابن عمر» بالقول: «كَانَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَتَوَضَّؤُونَ فى زَمَانِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمِيعَاً» فأين جملة «فى زَمَانِ رَسُولِ الله» , وهى جملة تؤكد أن ذلك الوضوء بهذه الكيفية لم ينسخ بالحجاب ولا بغيره, ولم ينسخ أو يلغ حتى توفى رسول الله, وهو إقرار من «ابن عمر» بإسناد الفعل لكل زمان رسول الله قاطبة بلا نسخ أو إلغاء, فمعنى قوله «فى زَمَانِ رَسُولِ الله» أن ذلك ما توفى عليه رسول الله وهو لم ينكره لأنه مما لا يستحق الإنكار, بل إن ذلك ما يثبت عظمة وروعة المجتمع النبوى، فلماذا يا ترى أنكر وأغفل «ابن حجر» الجملة الواضحة التى تنفى النسخ والإلغاء؟
لأن العقلية المسلمة بعد النبى أخذت فى الارتداد شيئا فشيئا حتى عادت إلى ما لم يرده الإسلام فى شريعته، عادت لمفاهيم الجاهلية التى تعتبر المرأة فتنة وعورة.
ولكن الإسلام شريعة وفهما لم يفترض يوما أن كل الرجال ذئاب جاهزة وأن كل النساء عاهرات ينتظرن الفرصة, كما عتم الوهابيون وعكروا بهذه المفاهيم على روح الإسلام النقية.
فحكاية الوضوء ما هى إلا اجتماع طبيعى بين الرجال والنساء كما اجتماعهم فى المسجد للصلاة أو فى الحج والعمرة أو فى الجهاد أو فى العمل أو السكن, هذا الاجتماع الذى هو أصل الحياة الإنسانية.
إذن ماذا نريد من كل تلك الأمثلة وأخصها المثل الأخير، هل نريد أن يتوضأ الرجال والنساء بدءا من الغد فى مطهر واحد؟ لا نريد ولن يحدث, لأن ذلك فات أوانه فقد تربت أجيال مريضة بالهوس الجنسى ولو رأى هؤلاء النساء تشاركهم الوضوء لفروا هاربين وهلعين من المسجد حيث أقنعهم الظلاميون أن ظهور المرأة وحلولها بمكان إنما يفسد الدين والدنيا على سواء.)
عن صحيفة اليوم السابع المصرية عدد 30 يونيه 2009
ـ[محمد مبروك]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 11:04]ـ
هل من رد على هذا الكلام من أهل العلم والفقه؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 11:14]ـ
بالطبع,
بل هي ردود لا أقول مسكتة بل (مخرسة) لألسنتهم,
وقد قرأنا للشيخ الخراشي حفظه الله وغيره منه أهل العلم شيئاً منها, وصيد الفوائد مليء بهذه الردود,
فإما أرفع الردود في وقت فراغي, أو يرفعها احد الأخوة.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 11:49]ـ
ان كان عندك دليل فهاته
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 04:43]ـ
بوركت
قرأت أكثر من رسالة في التحريم
وهذا القول هو المعروف عندنا
لكن ليس المقصد الزج بالرسائل
إنما المناقشة
ومن رأى حرمته فله ذلك
شريطة ألا يشنع ويبدع من رأى جوازه
مادامت له أدلة وعلماء كبار
ك ابن حجر والعيني
والمالكي والهيتمي
ومن المعاصرين القرضاوي
وناصر العمر وغيرهم
من علماء عرفوا بالعلم والصلاح.
كل من قال بجواز الاختلاط لضرورة أو حاجة فمفهوم كلامه عدم جوازه إذا لم تكن ضرورة أو حاجة، فلا يجوز أن تنسب إليهم القول بالجواز مطلقاً، ولا أن تدعي على الآخرين أنهم لا يجيزون الاختلاط بالضوابط حال الضرورة كالحرب.
كلامي هذا ليس فيه جديد على ما قاله المعتز بدينه (ابتسامة) وإنما تذكير ببعض كلامه، فلا تكرر، حتى لا أكرر معك.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 09:38]ـ
بارك الله فيك
لم أنسب ولن لاحد كلاما ماقاله
وان رايت غير ذلك فاثبته.
ـ[محب الشيخين]ــــــــ[12 - Jul-2009, صباحاً 05:37]ـ
أبدأ مستعينآ بالله مستغفره سبحانه ,,,, وبعد:
بارك الله في كل من أدلى بفائدة مثبته لديه بتوثق "
وهذه همسة مني لأخي في الله وأخي الحبيب حارث البديع اتمنى أن يفتح لي قلبه قليلآ "
أخي بارك الله فيك أرى شيء ينبغي أن ننتبه له وهو:
1_ أنه في تفصيل المسائل دائمآ نصل إلى الحق وخاصة في مثل هذه المسائل، فمن قال بالتحريم مطلقآ لا شك مخطئ قوله، ومن قال بالتحليل مطلقآ مخطئ قوله "
وأرى أن عيب كثير من نقاشاتنا أن نمسك جزءآ من البحث ولا نفصله دومآ "
والحق أن مسألة الإختلاط فيها تفصيل "
2_ رأيتك يا أخي الحبيب تنقل عن بعض المشايخ أقوالآ وتطلق حكمهم مع أنهم كانوا يتكلمون عن حادثة لمرأة معينه وفصل في جوابه، فينبغي أن تذكر تفصيله بدون أخذ حكمآ عامآ. فلا يحق أن نأخذ حكمآ عامآ بدون ذكر تفاصيله في فتواه " فأرجو تحرير القول كلما استشهدت بقول أحد منهم "
3_ وآخر همسة في أذن حبيبي وتاج رأسي حارث البديع هو أن نعلم أن الفتوى تتغير أحيانآ حسب المكان وحسب الزمان وهذا معلوم لمن فقه الشرع " فقد يجوز لفلان ما لايجوز لغيره وهذا له بابه وتفصيله " فأرجو أن نحرر القول دومآ "
أخي حارث البديع نفع الله بك وزادني وإياك تقوى وتثبتآ وهداية للحق الذي يرتضيه، واعلم يا أخي أني استفدت منك واستقبل أي وجهة نظر لك تعدل فيها زللي إن كان هناك شطط "
ملاحظة: أنا لا أتبنى رأيآ الآن لكن تعليقي في شيء لاحظته في تفاصيل النقاش "
محبكم: محب الشيخين """""
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[12 - Jul-2009, صباحاً 08:21]ـ
نعم ذكرت فتاوى لحالات معينة
ظن المرء في اول وهلة أنها خاصة بهم
ومن تدبر وجد عكس ذلك
ثم إن ذكر حالة معينة
لايعني انها خاصة بها
اي هذي الفتوى لك انت فقط دون سواك
فمن اين اتى هذا المعنى
بل حالتها وكل من شملها
ممن شابهوا حالتها فلهم حكمها
ولم اقرا فتوى قال فيها المفتي هذي لك خاصة ثم
سارعت في زجها كي توافق قولي
ويعلم الله اني لم انقل قولا مشطورا كي يوافقني
او اجتزأته ومن قال غيره فليثبت
وعلى افتراض اني نقلت اقوالا في قضايا مخصوصة
وعممتها وهي خلاف ذلك
فهى في النهاية لاتعدوا ان تكون اقوالا
وعلى كل حال هي ليست حجة على احد
انما الحجة في الدليل
الذي نقلنا اطرافا منه (تكرموا بمراجعتها)
واما تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان
فهذي لها ضوابطها وشروطها ليس هنا محل بسطها
وان كان في بلد يستغل البعض منهم فتاوى الاختلاط لاغراض مريضة
او انهم يسيئون فهم الاختلاط بضوابطه
فهذا ليس في كل مكان ومن ثم لايمنع من قول مانراه حقا
من اجل فئة معينة اساءت فهم الكلام
بل ماعلى (الرسول الا البلاغ)
وأشكرك اخي الحبيب على ذوقك العالي في الحوار والادب
ورائحة الموضوعية وتقبل الحق تفوح منك
فثبتك الله على الحق والهمني واياك الصدق في طلبه
ولو خالفنا وهذا يحتاج لمجاهدة
(واني احبك في الله)
ووفقك الله لما تحب
واسكنك فسيح جناته
ويسر امورك وشرح صدرك
ورزقك ماتتمنى.
ولي عودة.(/)
تأملات في حياة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب للشيخ فارس العزاوي
ـ[باخريصة]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 11:24]ـ
تأملات في حياة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب:الحديث عن العلماء والدعاة إلى الله أصبح في واقعنا المعاصر أمراً ضرورياً، خاصة مع انتشار المفاهيم الخاطئة عند كثير من الناس حتى عند المتصدين للدعوة إلى الله.
والمقصود بالعلماء ??العلماء العالمون بشرع الله تعالى، المتفقهون في الدين، العاملون بعلمهم على هدى وبصيرة وهم في ذلك مقتدون بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سائرون على منهج أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمة ومن اقتدى بهم، وهم الداعون إلى الله بالحكمة التي وهبهم الله إياها، قال تعالى: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً). البقرة: 269.
والعلماء لا يمكن أن تخلو الأرض منهم، فان الله تكفل بحفظ هذا الدين، ومن مقتضيات هذا الحفظ أن تبقى طائفة من الأمة ظاهرة منصورة تدعو إلى الحق وتدافع عنه وترد الباطل.
ولا شك أن من هؤلاء العلماء الذين كان لهم الأثر الكبير في تجديد هذا الدين وقطع وإزالة ما شابه من الغبش العقدي والفكري والسلوكي: الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فقد قام رحمه الله والناس قد انتشر فيهم الشرك وعمت فيهم البدع والمحدثات، وظنوا أنهم على الحق والهدى وهم في حقيقة أمرهم على الضلال والهوى.
ولهذا سنقف مع هذا الإمام الرباني وقفات نتعرف من خلالها على حياته وعلمه وعقيدته وجهاده وشبهات خصومه، لنكون على بينة من الأمر ولا يخدعنا ما يبثه أعداء الإسلام ودعاة الضلال والانحراف لتشويه صورة هذا العلم من علماء الإسلام، فسنة التدافع بين الحق والباطل ماضية إلى قيام الساعة ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق). الأنبياء: 18.
الوقفة الأولى:ولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في العيينة شمال الرياض عام 1115من الهجرة ونشأ نشأة صالحة، فقرأ القرآن مبكرا وحفظه قبل بلوغه عشر سنين، اجتهد في الدراسة والتفقه على أبيه عبد الوهاب بن سليمان وكان فقيهاً كبيراً وقاضياً لبلدة العيينة، ولما بلغ الشيخ الحلم حج وقصد البلد الحرام، وأخذ العلم عن بعض علماء الحرم الشريف، ثم توجه إلى المدينة فاجتمع بعلمائها وأقام مدة وأخذ العلم عن عالمين كبيرين هما: الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي، والشيخ محمد حياة السندي، ثم رحل إلى العراق فقصد البصرة واجتمع بعلمائها، وأظهر الدعوة هناك إلى توحيد الله ودعا الناس إلى السنة وأظهر للناس أن الواجب على جميع المسلمين أن يأخذوا دينهم عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وناظر على أساس هذه العقيدة، واشتهر من مشايخه الشيخ محمد المجموعي. وقد ثار عليه بعض علماء السوء بالبصرة وحصل??له شئ من الأذى ولشيخه. ولما أراد أن يقصد الشام قصرت عنه النفقة فتوجه إلى الزبير ثم إلى الأحساء واجتمع بعلمائها وذاكرهم في أشياء من أصول الدين، ثم انتقل إلى العيينة وأميرها إذ ذاك عثمان بن نصار بن معمر فنزل عليه ورحب به وقال له: قم بالدعوة إلى الله ونحن معك وناصروك. وأظهر له الخير والمحبة والموافقة. ولا شك أن الدعوة تحتاج إلى أمرين هما: البيان والسنان، فالبيان هو القرآن، والسنان هو الجهاد، وعلى هذين الأمرين أسس الشيخ دعوته. وبعد استقبال أمير العيينة له بدأ يشتغل بالتعليم والإرشاد والدعوة، ثم دعا الأمير إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقام بدعوته إلى هدم قبة زيد بن الخطاب وخشي الأمير ذلك بداية الأمر فثبته الشيخ فخرجوا في ستين مقاتلاً لهدم القبة فهدمها واستجاب لأمر النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في صحيح مسلم: أن علياً رضي الله عنه قال لأبي الهياج الأسدي: " ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبراً مشرفاً إلا سويته "، فعندها بدأ الشيخ بمحاربة الشرك والبدع وذلك لان البلاد الإسلامية قد انتشر فيها الشرك الأكبر حتى عبدت القبور ووضعت القباب وقدست الأحجار والأشجار وعبد الناس من دون الله، وهذا ليس خاصاً بنجد والحجاز بل كان منتشرا في العراق واليمن ومصر والشام وغيرها من البلاد، فعندها
(يُتْبَعُ)
(/)
بدأ الشيخ بالدعوة إلى الله وتبليغ الحجة على الناس وذلك من خلال نشر العلم وتدريسه وإرسال الرسائل إلى الأمراء ورؤساء القبائل. ثم خاف أمير العيينة على نفسه من الفتنة وذلك لأن أمير الأحساء سليمان الخالدي هدده بقطع المعونة إذا بقي مؤيداً للشيخ، فخرج الشيخ من العيينة إلى الدرعية وهناك التقى بالإمام محمد بن سعود أمير الدرعية، وتبايعا على النصرة والبقاء في البلد والجهاد في سبيل الله لإيصال هذه الدعوة إلى جميع الناس بشتى الوسائل المشروعة. وقد اتبع الشيخ طريقة المكاتبات، ومن خلالها اشتهر أمره، وظل داعية إلى الله ينشر الإسلام ويحارب الشرك والبدع، وبدأ الجهاد عام 1158من الهجرة، وبقي مجاهدا حتى توفاه الله عام 1206، فرحم الله الإمام رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
ولا ينقضي العجب ونحن نتكلم عن هذا العلم الرباني، حينما نرى ونسمع ونقرأ بعض المقالات الزائغة عن الهدى وهي تشوه صورة هذا الإمام، وتبث الأكاذيب والأباطيل عنه وعن دعوته، وتصدق في ذلك كل مارق وكافر وتجعله مرجعاً للتشكيك في دعوة الشيخ رحمه الله، ويستندون في ذلك على بعض ما ألف وكتب من قبل أعداء الدعوة السلفية، وأعداء الإسلام، وأقرب مثال على ذلك، المذكرات المتداولة بين كثير من المسلمين المسماة: (مذكرات همفر)، وهي في حقيقتها مجموعة من الأكاذيب والافتراءات، ولا نستغرب حقيقة مثل هذه الكتابات، ولكن نستغرب حين يصدق بعض الجهلة من المسلمين مثل هذه الضلالات دون أن يتثبتوا من صحة مصادرها وعن حقيقة كاتبها، وكتاب الله يدعونا إلى التثبت في خبر الفاسق، حيث يقول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) الحجرات: 6، فكيف بخبر الكافر الذي لا يقبل أصلاً خاصة في شهادته على المسلم، ومعلوم عند من درس علم مصطلح الحديث أن من شروط الأداء أن يكون المؤدي له مسلماً، لذلك ندعو كل مسلم غيور على دينه وعقيدته ألا ينساق وراء أباطيل أعداء الله عز وجل، وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهجه وسنته، وأن يتثبت من الأخبار قبل الحكم على مضمونها وصدق من قال: وما آفة الأخبار إلا رواتها.
الوقفة الثانية:ما هو منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وما هي حقيقة دعوته؟
هذا الأمر ندركه من خلال الاطلاع على مصنفاته وما كتبه من رسائل أرسلها إلى الأمراء ورؤساء القبائل والعشائر والعلماء والمفتين.
قال رحمه الله وهو يقرر منهجه وعقيدته في رسالة بعثها إلى أهل القصيم بتصرف: " وأؤمن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أول شافع وأول مشفع، ولا ينكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أهل البدع والضلال ولكنها لا تكون إلا من بعد الإذن والرضى كما قال تعالى:
(ولا يشفعون إلا لمن ارتضى)، وقال: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه)، وأؤمن بأن الصراط منصوب على شفير جهنم يمر به الناس على قدر أعمالهم، وأؤمن بأن الجنة والنار مخلوقتان وأنهما اليوم موجودتان وأنهما لا تفنيان، وأؤمن بأن المؤمنين يرون ربهم بأبصارهم يوم القيامة، وأؤمن بأن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين وأن أفضل أمته أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم بقية العشرة ثم أهل بدر ثم أهل الشجرة ثم سائر الصحابة، وأتولى أصحاب رسول الله وأسكت عما شجر بينهم. وأترضى عن أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء، وأقر بكرامات الأولياء وما لهم من المكاشفات إلا أنهم لا يستحقون من حق الله تعالى شيئا ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله، ولا أشهد لأحد من المسلمين بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرى الجهاد ماضياً مع كل إمام براً كان أو فاجراً، وصلاة الجمعة خلفهم جائزة، وأرى هجر أهل البدع و مباينتهم حتى يتوبوا، وأعتقد أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وأرى وجوب الأمر بالمعروف على ما توجبه الشريعة المحمدية الظاهرة ". وقال رحمه الله في رسالة أخرى وهو يقرر عقيدة أهل السنة في الأسماء والصفات: " ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله من غير تحريف ولا تعطيل بل أعتقد أن الله سبحانه ليس كمثله شئ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو السميع البصير ".
ومن خلال ما كتبه الشيخ رحمه الله في هذه الرسائل نستطيع أن ندرك أن الإمام لم يحدث أمراً ولم يأت بشيء جديد بل قرر عقيدة ومنهج السلف وقرر ما عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يخرج عنهما. وهذا فيه رد على الذين يقولون إن الدعوة السلفية إنما بدأت بحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وهذا خطأ وجهل بحقيقة الأمر فان الذي يقرأ كتب السلف وما سطروه بل يقرأ قبل ذلك الكتاب والسنة يجد أن ما دعا إليه الشيخ لا يخرج عن ذلك كله، وارجعوا إن شئتم إلى ما كتبه السلف في هذا كمالك وأحمد بن حنبل ونعيم بن حماد وابن قتيبة والدارمي ومحمد بن نصر المروزي والنسائي والطبري وابن خزيمة واللالكائي والآجري وابن تيمية وغيرهم من أئمة السنة الذين قرروا ما قرره شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.?
الوقفة الثالثة:?
ما هي الركائز التي تأسست عليها دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟
يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في رسالته (الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته): " هي 1) إنكار الشرك والدعوة إلى التوحيد الخالص. 2) إنكار البدع والخرافات كالبناء على القبور واتخاذها مساجد ونحو ذلك كالموالد والطرق التي أحدثتها طوائف المتصوفة. 3) إنه يأمر الناس بالمعروف ويلزمهم به بالقوة، وينهى عن المنكرات ويزجرهم عنها، ويقيم حدودها ويلزم الناس بالحق ".
فلما اشتهر الشيخ بالدعوة إلى هذه الأصول والركائز ظهر كثير من حساده ومن مخالفيه الأمر الذي دفعهم إلى مواجهة الشيخ ودعوته، يقول الشيخ ابن باز رحمه الله وهو يصف خصوم هذه الدعوة: " والخصوم في الحقيقة ثلاثة أقسام:
علماء منحرفون يرون الحق باطلا والباطل حقا ويعتقدون أن البناء على القبور واتخاذ المساجد عليها ودعاءها من دون الله والاستغاثة بها وما أشبه ذلك دين وهدى. وقسم آخر من المنسوبين للعلم جهلوا حقيقة هذا الرجل ولم يعرفوا عنه الحق الذي دعا إليه بل قلدوا غيرهم وصدقوا ما قيل فيه من الخرافيين المضللين.
وقسم آخر خافوا على المناصب والمراتب فعادوه لئلا تمتد أيدي أنصار الدعوة الإسلامية إليهم ".
الوقفة الرابعة:
ما هي شبهات الخصوم على الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته؟
الشبهات لا تخرج عن أربعة أمور:
1) شبهات ذات جذور في الفرق السابقة ألصقوها بالشيخ مع أن له رأياً فيها هو رأي أهل السنة والجماعة.
2) أشياء مختلقة لا أساس لها من الصحة ولم ترد في أصل مما نقل عن نصوص ومؤلفات الشيخ ولا مؤلفات تلاميذه وأبنائه.
3) ظهور عجز من جادلوا أتباع الشيخ ومن باب الرغبة في تغطية هذا العجز بدأوا ينالون من الشيخ ودعوته وهذا من باب التلبيس على الناس.
4) كلام مبتور من أصل كلامه رحمه الله أو قول مؤول على غير معناه كمن يقرأ قوله تعالى: (فويل للمصلين) ثم لا يكمل الآية.
وتتلخص الشبهات فيما يأتي:
- وصف حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالحركة الوهابية:
وهذا الوصف خطأ من جانبين: جانب النسبة، وجانب المعتقد، فأما من جهة النسبة فان حركة الشيخ بهذا الاعتبار ترجع إلى والد الشيخ وليس إلى اسمه، ووالده لا دخل له في حركة الشيخ رحمه الله. ومن جهة المعتقد هناك خطأ تاريخي وهو أن الوهابية فرقة من فرق الخوارج الإباضية أنشأها عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم المتوفى عام 197من الهجرة بمدينة تاهرت بالشمال الأفريقي. ومن المعروف أن دعوة الشيخ سلفية وهي ضد دعوة الخوارج وأعمالهم. وفي هذا يقول الشيخ محمد بهجت الأثري في كتابه (محمد ?بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث): "هذا اللقب من وحي أعداء الإسلام الذين كانوا يظنون أن العالم الإسلامي قد صار جثة هامدة لا حراك بها ولا بد أن تكون الدول الاستعمارية هي الوارثة لأرضه وكنوزه ومعادنه وخيراته فوضعت هذه الدعوة الجديدة التي انبعثت من قلب جزيرة العرب مدوية لجمع شمل المسلمين وإنقاذهم من المهالك فنبزتها بالوهابية وأذاعت هذا النبز الأنباء الذائعة الشهرة فتلقفته الأسماع ورددته الألسن وراق للدولة العثمانية هذا النبز فأجرته على ألسنة الدراويش ومرتزقة طعام التكايا والزوايا من تنابلة السلطان ". وبهذا النقل أدركنا أن هذا اللقب لا يصح إطلاقه على دعوة الشيخ رحمه الله ـ وان كان قد جرى
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه بعض الكتاب والمؤلفين ـ سداً لذرائع النبز والقدح في هذه الدعوة.
- موقف الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الأئمة الأربعة: وهذه الشبهة قد بثها في عهده سليمان بن سحيم الذي راسله الشيخ ودعاه إلى التوحيد ونبذ الشرك، فأجاب الشيخ عن هذه الشبهة قائلا: " ثم لا يخفى عليكم انه بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم والله يعلم أن الرجل افترى علي أموراً لم أقلها ولم يأت أكثرها على بالي فمنها قوله: أنى مبطل كتب المذاهب الأربعة وأني أقول أن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شئ وأني أدعي الاجتهاد وأنى خارج من التقليد وأني أقول أن اختلاف العلماء نقمة ... " ثم قال: " سبحانك هذا بهتان عظيم ". فموقفه من الأئمة الأربعة لا يتغير ولا يتبدل وهو موقف التقدير والتكريم والتعظيم، ولا خلاف على صلاحهم وقبولهم عند الأمة قبولاً عاماً ولكن ليس معنى هذا أن أقوالهم تقبل جملة وتفصيلاً على حساب الحق، قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في فتح المجيد:
" فيجب الإنكار على من ترك الدليل لقول أحد من العلماء كائناً من كان ونصوص الأئمة على هذا وانه لا يسوغ التقليد إلا في مسائل الاجتهاد التي لا دليل فيها يرجع إليه من كتاب ولا سنة واما من خالف الكتاب والسنة فيجب الرد عليه ".
- تكفير سواد المسلمين:
وهذه من المسائل التي اضطرب فيها النقل عن الشيخ رحمه الله تعالى وذلك بسبب بعض الأقوال التي فيها ذكر التكفير والذي يقرأها يحسب أن الشيخ رحمه الله يكفر الناس بلا ضابط وأنه لا يعذر المسلم بجهله إذا صدر منه مكفر، والحقيقة أن الحكم في هذه المسألة لا بد فيها من نقل كلام الشيخ أولا ثم نقل كلام العلماء الأثبات فيها من الذين وقفوا مع أقوال الشيخ وفسروها تفسيراً يتناسب مع المنهج الحق الذي كان يدعو إليه الشيخ رحمه الله تعالى.
النص الأول: قال الشيخ رحمه الله في رسالة كشف الشبهات ص 8: " فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه، وقد يقولها وهو جاهل، فلا يعذر بالجهل " وهذا الكلام يحتمل في ظاهره التكفير ولا يعذر بالجهل، ولكن المنقول عن الشيخ في مواضع أخرى يجعل هذا الكلام في كشف الشبهات مؤولاً ولا يؤخذ على ظاهره، وقد أجاب بمثل ذلك فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين في شرحه على كشف الشبهات فقال رحمه الله: " تعليقنا على هذه الجملة من كلام المؤلف رحمه الله: أولا: لا أظن الشيخ رحمه الله لا يرى العذر بالجهل اللهم إلا أن يكون منه تفريط بترك التعلم مثل أن يسمع بالحق فلا يلتفت إليه ولا يتعلم، فهذا لا يعذر بالجهل وإنما لا أظن ذلك من الشيخ لأن له كلاماً آخر يدل على العذر بالجهل فقد سئل رحمه الله تعالى عما يقاتل عليه؟ وعما يكفر الرجل به؟ فأجاب: (أركان الإسلام الخمسة أولها الشهادتان ثم الأركان الأربعة والأربعة إذا أقر بها وتركها تهاونا فنحن وإن قاتلناه على فعلها فلا نكفره بتركها والعلماء: اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم وهو الشهادتان: وأيضاً: نكفره بعد التعريف إذا عرف وأنكر فنقول: أعدائنا على أنواع: النوع الأول: من عرف أن التوحيد دين الله ورسوله الذي أظهرناه للناس وأقر أيضاً: أن هذه الاعتقادات في الحجر والشجر والبشر الذي هو دين غالب الناس: إنه الشرك بالله الذي بعث الله رسوله ينهى عنه ويقاتل أهله ليكون الدين كله لله ومع ذلك لم يلتفت الى التوحيد ولا نعلمه ولا دخل فيه ولا ترك الشرك فهو كافر نقاتله لإنه عرف دين الرسول فلم يتبعه، وعرف الشرك فلم يتركه مع إنه لا يبغض دين الرسول ولا من دخل فيه ولا يمدح الشرك ولا يزينه للناس. النوع الثاني: من عرف ذلك ولكنه تبين في سب دين الرسول مع ادعائه أنه عامل به وتبين في مدح من عبد يوسف والأشقر ومن عبد أبا علي والخضر من أهل الكويت وفضلهم على من وحد الله وترك الشرك فهو أعظم من الأول وفيه قوله تعالى: (فلما جائهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين) وهو من قال الله فيه: (وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون). النوع الثالث: من عرف التوحيد ويحب من بقي على الشرك فهذا أيضاً كافر فيه قوله تعالى: (ذلك بأنهم كرهوا ما
(يُتْبَعُ)
(/)
أنزل الله فأحبط أعمالهم). النوع الرابع: من سلم من هذا كله ولكن أهل بلده يصرحون بعداوة أهل التوحيد واتباع أهل الشرك وساعين في قتالهم ويتعذر بأن ترك وطنه يشق عليه فيقاتل أهل التوحيد مع أهل بلده ويجاهد بماله ونفسه فهذا أيضاً كافر فإنهم لو يأمرونه بترك صوم رمضان ولا يمكنه الصيام إلا بفراقهم فعل ولو يأمرونه يتزوج امرأة أبيه ولا يمكنه ذلك إلا بفراقهم فعل، وموافقتهم على الجهاد معهم بنفسه وماله مع أنهم يريدون بذلك قطع دين الله ورسوله أكبر من ذلك بكثير كثير، فهذا أيضا كافر وهو ممن قال الله فيهم: (ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم) ... الى قوله (سلطاناً مبيناً) فهذا الذي نقول. وأما الكذب والبهتان فمثل قولهم: إنا نكفر بالعموم ونوجب الهجرة الى إلينا على من قدر على إظهار دينه وإنا نكفر من لم يكفر ومن لم يقاتل ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله. وإذا كنا: لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا أو لم يكفر ويقاتل؟ سبحانك هذا بهتان عظيم، بل نكفر تلك الأنواع الأربعة لإجل محادتهم لله ورسوله فرحم الله امرءاً نظر نفسه وعرف أنه ملاق الله الذي عنده الجنة والنار وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ".
فظهر من هذا النقل الطويل أن الشيخ لم يكفر سواد المسلمين وإنما كفر من قامت عليه الحجة والبينة وعرف الحكم الشرعي ثم أعرض أو ظاهر أهل الكفر على أهل الإسلام. ويشهد لهذا ما قاله الشيخ رحمه الله كما نقل عنه في الدرر السنية ج 1 ص 63 " فإن قال قائلهم: إنهم يكفرون بالعموم فنقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، الذي نكفر، الذي يشهد أن التوحيد دين الله ودين رسوله وأن دعوة غير الله باطلة ثم بعد هذا يكفر أهل التوحيد ويسميهم الخوارج ويتبين مع أهل القبب على أهل التوحيد "، وقال أيضا في الدرر السنية ج 1 ص 73: " وأما التكفير: فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله فهذا هو الذي أكفر ". وقال أيضا في ج 1 ص 100: " وأما القول: أنا نكفر بالعموم؟ فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون به عن هذا الدين ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم ". وقال أيضا في ج 1 ص 234: " فإن قال قائل منفر عن قبول الحق والإذعان له: يلزم من تقريركم وقطعكم في أن من قال يا رسول الله أسألك الشفاعة أنه مشرك مهدر الدم، أن يقال بكفر غالب الأمة، ولا سيما المتأخرين لتصريح علمائهم المعتبرين: إن ذلك مندوب، وشنوا الغارة على من خالف في ذلك! قلت: لا يلزم لأن لازم المذهب ليس بمذهب كما هو مقرر ومثل ذلك لا يلزم أن نكون مجسمة وإن قلنا بجهة العلو كما ورد الحديث بذلك. ونحن نقول فيمن مات: تلك أمة قد خلت ولا نكفر إلا من بلغته دعوتنا للحق ووضحت له المحجة وقامت عليه الحجة وأصر مستكبراً معانداً ". وقال رحمه الله في ج 10 ص 131 في رسالة وجهها الى عموم المسلمين: " ما ذكر لكم عني: أني أكفر بالعموم فهذا من بهتان الأعداء وكذلك قولهم: إني أقول من تبع دين الله ورسوله وهو ساكن في بلده أنه ما يكفيه حتى يجئ عندي فهذا أيضاً من البهتان، إنما المراد اتباع دين الله ورسوله في أي أرض كانت. ولكن نكفر من أقر بدين الله ورسوله ثم عاداه وصد الناس عنه وكذلك من عبد الأوثان بعدما عرف أنها دين المشركين وزينه للناس فهذا الذي أكفره ".
النص الثاني: قال رحمه الله كما نقل عنه في مجموعة مؤلفاته في العقيدة والآداب الإسلامية ص 366: " إذا عرفت هذا عرفت لا إله إلا الله، وعرفت أن من دعا نبياً أو ملكاً أو ندبه أو استغاث به فقد خرج من الإسلام ... "، وهذا النص إنما يتعلق بالتكفير بالعموم وليس تكفير المعين، وهذه مسألة مقررة عند أهل العلم فإنه يقولون: من فعل كذا فهو كافر , ومن قال كذا فهو كافر، ولا يلزم منه تكفير المعين إلا إذا توفرت فيه شروطه وانتفت موانعه، وهذه قاعدة قررها العلماء حيث يقولون: إن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين، وقد ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مواضع متعددة في الفتاوى فلتراجع ومما قاله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ رحمه الله ـ: " وسبب هذا التنازع تعارض الأدلة؛ فإنهم يرون أدلة توجب إلحاق أحكام الكفر بهم، ثم أنهم يرون من الأعيان، الذين قالوا تلك المقالات من قام به من الإيمان ما يمتنع أن يكون كافرًا، فيتعارض عندهم الدليلان.
وحقيقة الأمر: أنهم أصابهم في ألفاظ العموم في كلام الأئمة ما أصاب الأولين في ألفاظ العموم في نصوص الشارع، كلما رأوهم قالوا: من قال كذا فهو كافر، اعتقد المستمع أن هذا اللفظ شامل لكل من قاله، ولم يتدبروا أن التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق لمعين، وأن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين،
ص -488 - إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع، يبين هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة الذين أطلقوا هذه العمومات لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه.
فإن الإمام أحمد مثلا قد باشر [الجهمية] الذين دعوه إلى خلق القرآن، ونفي الصفات، وامتحنوه وسائر علماء وقته، وفتنوا الؤمنين والمؤمنات الذين لم يوافقوهم علي التجهم بالضرب والحبس، والقتل والعزل على الولايات، وقطع الأرزاق، ورد الشهادة، وترك تخليصهم من أيدى العدو، بحيث كان كثير من أولى الأمر إذ ذاك من الجهمية من الولاة والقضاة وغيرهم، يكفرون كل من لم يكن جهميًا موافقًا لهم على نفي الصفات، مثل القول بخلق القرآن، يحكمون فيه بحكمهم في الكافر، فلا يولونه ولاية، ولا يفتكونه من عدو، ولا يعطونه شيئًا من بيت المال، ولا يقبلون له شهادة، ولا فتيا ولا رواية. ويمتحنون الناس عند الولاية والشهادة، والافتكاك من الأسر وغير ذلك. فمن أقر بخلق القرآن حكموا له بالإيمان، ومن لم يقر به لم يحكموا له بحكم أهل الإيمان ومن كان داعيًا إلى غير التجهم قتلوه أو ضربوه وحبسوه.
ومعلوم أن هذا من أغلظ التجهم؛ فإن الدعاء إلى المقالة أعظم من
ص -489 - قولها، وإثابة قائلها وعقوبة تاركها أعظم من مجرد الدعاء إليها، والعقوبة بالقتل لقائلها أعظم من العقوبة بالضرب.
ثم إن الإمام أحمد دعا للخليفة وغيره، ممن ضربه وحبسه، واستغفر لهم، وحللهم مما فعلوه به من الظلم والدعاء إلى القول الذى هو كفر، ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لم يجز الاستغفار لهم؛ فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع، وهذه الأقوال والأعمال منه ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية، الذين كانوا يقولون: القرآن مخلوق، وإن الله لايرى في الآخرة. وقد نقل عن أحمد ما يدل على أنه كفّر به قومًا معينين، فأما أن يذكر عنه في المسألة روايتان، ففيه نظر أو يحمل الأمر على التفصيل. فيقال: من كفر بعينه؛ فلقيام الدليل على أنه وجدت فيه شروط التكفير، وانتفت موانعه، ومن لم يكفره بعينه فلانتفاء ذلك في حقه، هذا مع إطلاق قوله بالتكفير على سبيل العموم ". فلا حجة إذا في هذا النقل عن الشيخ رحمه الله لمن استدل على تكفير الشيخ للمعين وعدم إعذاره بالجهل لأنه محمول على الإطلاق.
النص الثالث: قوله رحمه الله في تعليقه على حديث عمران بن حصين الذي رواه أحمد وغيره: (أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر، فقال: ما هذه؟ قال: من الواهنة. فقال انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا)، قال رحمه الله: " فيه شاهد لكلام الصحابة: أن الشرك الأصغر أكبر الكبائر، وأنه لم يعذر بالجهالة " , فيجاب عن هذا الاستدلال بأن كلام الشيخ رحمه الله في الشرك الأصغر وكلامنا في الشرك الأكبر، وإذا كان الشيخ يعذر في الشرك الأكبر فمن باب أولى أنه يعذر في الشرك الأصغر، ويحمل قوله " لم يعذر بالجهالة " بعد إقامة الحجة، ويكون الوعيد متحققا فيه فيما إذا مات وهو متلبس بهذا الذنب ولم يتب منه، ومع ذلك فإن المرء حتى لو وقع في الشرك الأصغر فإنه لا يكون به مرتداً. فظهر لنا أن هذا النصوص لا يستدل بها على مذهب الشيخ في مسألة العذر بالجهل وعدمه، بل النصوص المتقدمة معنا جلت لنا منهجه فيها , وأنه رحمه الله لا يختلف قوله عن قول العلماء المحققين في هذه المسألة وهو أن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما ينبغي التنبيه عليه أن معرفة مذهب عالم في مسألة معينة لا بد أن يكون من خلال جمع أقواله فيها والنظر في معانيها، ثم بعد ذلك يتم الحكم عليها، ولا يتمسك بقول على حساب قول آخر لمجرد موافقة مذهب المستدل أو الناقل.
وبالرغم من أن الشيخ رد شبهات القوم وبين عوارها ولكن بقيت الهجمة عليه وعلى دعوته شديدة، ولهذا انبرى للرد عليها ودحض شبهاتها علماء أجلاء جلوا حقيقة الأمر وأظهروا الحق وبينوا أن دعوة الشيخ محمد رحمه الله لا تكفر المسلمين ولا تستبيح دمائهم، قال الشيخ سليمان بن سحمان في الضياء الشارق ص 372: " أما تكفير المسلم فقد قدمنا أن الوهابية لا يكفرون المسلمين والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر حتى أنه لم يجزم بتكفير الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر تاركها. قال في بعض رسائله: وإن كنا لا نكفر من عبد قبة الكواز لجهلهم وعدم من ينبههم فكيف من لم يهاجر إلينا " وقال أيضا في ص 211: " وقوله: السادس: تكفيرهم كل من خالفهم من المسلمين. فأقول وهذا أيضا كذب على الوهابية فإنهم لا يكفرون المسلمين وإنما يكفرون من كفر الله ورسوله وأهل العلم من غلاة عباد القبور وغلاة الجهمية وغلاة القدرية والمجبرة وغلاة الروافض وغلاة المعتزلة وغيرهم ممن كفره السلف الصالح بعد قيام الحجة ".
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن في منهاج التأسيس ص 65 - 66: " والشيخ محمد رحمه الله من أعظم الناس توقفا وإحجاما عن إطلاق الكفر حتى إنه لم يجزم بتكفير الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر مرتكبها ".
وبهذا يظهر لنا جلياً أن الشيخ رحمه الله إنما يكفر من قامت عليه الحجة وبينت له المحجة ثم بعد ذلك خالف وأصر على كفره، أما الجاهل الذي لم يعرف وليس هناك من ينصحه ويبين له الحجة فإنه لا يكفر بذلك وإن قام به الكفر ولكن لا يحكم بكفره على التعيين وذلك لوجود مانع الجهل وهو مانع معتبر عند العلماء ومنهم الشيخ رحمه تعالى رحمة واسعة.
وقولنا هذا في الدفاع عن الشيخ ليس تقريراً بأن الشيخ لم يخطأ أو أنه لا يخطأ ولكن قلنا ذلك بسبب الهجمة الشرسة التي وجهت الى الشيخ في حياته وبعد مماته ولا زالت، وهذا جزء من حق العلماء علينا في الذب عنهم والدفاع عن منهجهم الذي دعوا إليه وهو منهج السلف الصالح فيما نعتقد، ولا يلزم من ذلك العصمة كما قدمنا بل العصمة لله ولكتابه ولرسوله وسنته وما سوى ذلك من أقوال العلماء دائر بين المقبول والمردود، وكل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المصادر:
1 - الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته. الشيخ عبد العزيز بن باز.
2 - إمام التوحيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب. الشيخ أحمد القطان والأستاذ محمد طاهر الزين.
3 - تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية. د / محمد بن سعد الشويعر.
4 - الدرر السنية في الأجوبة النجدية. جمع الشيخ عبد الرحمن بن قاسم.
5 - شرح كشف الشبهات. الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
6 - الضياء الشارق في رد شبهات الماذق المارق. الشيخ سليمان بن سحمان.
7 - فتح المجيد شرح كتاب التوحيد. الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ.
8 - كشف الشبهات في التوحيد. الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
9 - منهاج التأسيس. الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن.
10 - نواقض الإيمان الاعتقادية وضوابط التكفير عند السلف. د / محمد بن عبد الله الوهيبي.
وكتبه: فارس بن طالب العزاوي البغدادي
المدرس بمعهد حضرموت للعلوم الشرعية
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 01:53]ـ
بارك الله فيك أخي على الموضوع(/)
محاضرة لشيخنا علي الحلبي في مسجد الجامعة الأردنية
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 03:38]ـ
السلام عليكم
محاضرة لشيخنا المحدث علي الحلبي ـ حفظه الله ـ
بعنوان
{{كيف نفهم الإسلام ونبلغه لغيرنا}}
يوم الاربعاء 1 - 4 - 2009
في مسجد الجامعة الاردنية
بين المغرب والعشاء
ملاحظة: يوجد مكان للنساء
أرجو النشر
والسلام عليكم
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 04:00]ـ
وعليكم السلام
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 04:45]ـ
بارك الله فيك(/)
التحذير المبين من خطر التدخين
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 03:41]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد:
لا ينقضي عجبي من قوم يشككون في حرمة التدخين بعد ما تبينت أضراره ووضحت أخطاره.
وكم هو مؤسف أن يعول مسلم عاقل على قول أحد من البشر يخالف الأدلة الواضحة من الكتاب والسنة الصحيحة وهو يسمع قوله تعالى:
" فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا " [النساء:59].
وإليك من الأدلة على تحريم التدخين ما يقطع شبهة كل معاند معثار:
* قوله تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " [البقرة:195]
وقوله سبحانه:" ولا تقتلوا أنفسكم " [النساء:29].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ضرر و لا ضرار "
أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني.
وقوله:" وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا"متفق عليه.
إن الدخان مشتمل على أنواع عديدة من السموم القاتلة كالنيكوتين والقطران وأول أكسيد الكربون.
وعدد من يموت سنويا بسبب التدخين في العالم أكثر من أربعة ملايين.
والذين أصيبوا بسبب التدخين بالأمراض الخطرة أعداد هائلة كبيرة لا تحصى كثرة.
فإن التدخين سبب لأنواع كثيرة من السرطانات كسرطان الرئة واللسان والحنجرة والبلعوم والبنكرياس والمثانة.
وهو يضعف السمع والبصر والشم والذوق.
ويؤدي إلى التهاب القصبات المزمن واللثة.
ويؤدي إلى انتفاخ الرئتين وجفاف في الحلق وصعوبة في التنفس وتعب عند المشي ويسرع ظهور التجاعيد في الجلد ويؤدي إلى العقم والعجز الجنسي وغير ذلك من الأمراض التي لا تحصى كثرة هكذا يقول الأطباء أهل الاختصاص.
ولكن بعض الناس لا يريد أن يقتنع حتى يموت بسبب التدخين أو يصاب بمرض من تلك الأمراض الخطرة حينئذ يصبح من الألباء المقتنعين تمام الاقتناع بعد فوات الأوان وتحقق الخذلان حين لا ينفع الندم ولا تجدي الحسرات.
يا أيها المدخن أراك تعاكس توجيهات الإسلام وإرشاداته هي تنبه على أهمية الصحة وتحث على المحافظة على الصحة بشتى السبل وتنهى عن كل ما فيه ضرر وخطر وأنت تتناول ما يضر وتترك ما ينفع.
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ ". رواه البخاري.
وقال – أيضا- عليه الصلاة والسلام-:
"لا بأس بالغنى لمن اتقى والصحة لمن اتقى خير من الغنى وطيب النفس من النعيم " رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة" رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
ويحث رسول الله على التداوي عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ". رواه أبو داود وصححه الألباني.
ويحث على تناول الأطعمة المفيدة عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام " متفق عليه.
وعن عائشة رضي الله عنها إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يجوع أهل بيت عندهم التمر ". وفي رواية: قال: " يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله " قالها مرتين أو ثلاثا. رواه مسلم.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة " رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه الألباني.
ويأمر بما ينفع البدن ويدفع عنه الضرر كقص الأظافر والاستنجاء وقص الشارب والختان.
ويحرم الإسلام كل ضار كإتيان الحائض والدبر والخمر والدم والميتة.
يا سعادة المسلم بدينه إن أخذ بأحكامه وتعاليمه فهو قد وصل لأعلى الدرجات في المحافظة على الصحة حتى رخص للمريض أن يفطر في رمضان محافظة على صحته وحماية لها مما يضرها.
*قوله تعالى: " ولا تبذر تبذيرا، إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا " [الإسراء:26 - 27].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى: " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما " [النساء:5].
وعن المغيرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات. وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ". متفق عليه
وعن خولة الأنصارية قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة ". رواه البخاري.
وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وماذا عمل فيما علم؟ ". رواه الترمذي وصححه الألباني.
فالمدخن ينفق من ماله الكثير على وجه مستمر لشراء هذا الشراب الخبيث.
والتدخين أيضا يؤدي إلى تضييع مبالغ هائلة من المال العام والخاص في علاج الأمراض الناتجة عنه وهو من أكبر أسباب الحرائق.
والمدخن قد ينفق ماله في التدخين مع حاجة أولاده له فيشمله قوله صلى الله عليه وسلم: " كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت " رواه أبو داود والنسائي والحاكم إلا أنه قال من يعول وقال صحيح الإسناد وحسنه الألباني.
*والتدخين أذى للناس وإلحاق للضرر بهم من زوجة وأولاد وجلساء فإن المدخن يحرم الناس من الهواء النقي وينقل لهم السموم ويؤذيهم برائحته المنتنة ويسبب لهم الأضرار والأخطار الكثيرة والكبيرة. قال تعالى: " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا " [الأحزاب:58].
وعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم"
رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني.
والمدخن هو جليس سوء لمن يبتلى به عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ". متفق عليه.
والمدخن يتناول ما يشبه طعام أهل النار
قال تعالى: " ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع ". والتدخين لا يسمن ولا يغني من جوع.
والمدخن يتناول الخبائث بدل الطيبات والله تعالى يقول:
"ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث" [الأعراف: 157].
ومما يدل على خبث الدخان أن الحيوانات والطيور لا تقرب شجرته وأن شاربه لا يسمي قبل شربه ولا يحمد بعد الفراغ منه ولا يقبل أن يشربه في المساجد ولكن يقبل أن يشربه في الحمام وإذا أكمل شرب السيجارة ألقى بها إلى الأرض وداسها برجله.
والمدخن مجاهر بالمعصية غالبا وقد قال صلى الله عليه وسلم: " كل أمتي معافى إلا المجاهرين " متفق عليه.
والمدخن كلما حل في مكان وسخه مع أن الإسلام يحث على النظافة قال صلى الله عليه وسلم " طهروا أفنيتكم فإن اليهود لا تطهر أفنيتها " [لسلسلة الصحيحة - (ج 1 / ص 235)].
والمدخن قدوة سيئة لغيره لا سيما أولاده الذين جبلوا على تقليد آباءهم ويا تعاستهم بمثل هؤلاء الآباء!.
والمدخن قد يموت مبكرا بسبب التدخين فيضيع أهله وأولاده من بعده في زمن الفتن والبلايا والمحن.
والمدخن مسيء لعشرة زوجته فإن التدخين له أثر سيء في العشرة الزوجية مع أن الله سبحانه وتعالى يقول: " وعاشروهن بالمعروف " وأما المرأة المدخنة فهي تضر ولدها منذ كونه جنينا في بطنها إلى أن يولد وبعد ذلك. وتضر صحتها وتفقد جمالها وأنوثتها وتنبعث منها الروائح المنتنة فلا تصلح أن تكون زوجة ولا أما.
فما أقبح صورتها وما أنتن رائحتها وما أضرها على أولادها البؤساء بها!.
والمدخن بدل أن يطيب فاه بالسواك الذي قال عنه الرسول
صلى الله عليه وسلم:"السواك مطهرة للفم مرضاة للرب" رواه النسائي وصححه الألباني.ينتن فاه برائحة الدخان المنتنة القذرة.
والمدخن بدل أن يطيب بدنه بالطيب الذي كان يحبه رسول الله يقذر بدنه برائحة منتنة خبيثة مؤذية فأين هو من سبيل رسول الله وهديه أم هو تائه في وديان المهالك.
وإذا كان من أكل الثوم والبصل مع كثرة منافعها يمنع من صلاة الجماعة حتى لا يؤذي الملائكة والمصلين حتى تذهب رائحته فما بالك بمن تنبعث منه رائحة الدخان الذي ليس فيه شيء من المنافع بل كله أضرار وأخطار وأقذار.
قد وصل أذى المدخن حتى إلى ملائكة الرحمن وصار النتن والقذارة ملازما له حيثما حل حتى في بيوت الرحمن التي أذن الله أن ترفع وفي شعائر الحج وهو في الأغلب قد تبلد إحساسه فلا يشعر مع طفل ولا امرأة ولا مع غيره من المرضى وغير المدخنين.
التدخين يسبب المشقة في الصيام حتى نجد بعض المدخنين يرتكب جريمة الإفطار في رمضان من أجل أنه لا يصبر على مفارقة الشراب الخبيث السام.
التدخين إدمان كإدمان الخمر والمخدرات فمن عافاه الله منه لم يورط نفسه به ومن ابتلي به فواجب عليه أن يتوب منه قبل أن يلقى ربه عاصيا آثما.
اللهم اهدنا وأعنا على ما يرضيك!
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 07:53]ـ
بارك الله فيك اخي(/)
سؤال: ما الفرق بين المكاتبة والعتق؟؟؟
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 09:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد.
فأريد أن أعرف الفروق بين المكاتبة والعتق من إخواننا الباحثين
أعرف ثلاث فروق بينهما لكن أريد فروقا أكثر مع ذكر بعض الأحكام
لكي يستفيد الجميع من الجواب.
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 09:58]ـ
يقول تعالى: وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا.
المراد إذا كان هناك عبد مملوك أو أمة مملوكة، وأحبت أن تتحرر وأن تخرج من هذه العبودية لمخلوق حتى تكون حرة تتصرف لنفسها أو يتصرف العبد لنفسه؛ يرغب إلى سيده ويقول: إنني أرغب أن تكاتبني، وسوف أفي بما وعدتك يشتري نفسه بثمن مؤجل كأن يكون ... مثلًا أربعة آلاف فيشتري نفسه بثمانية آلاف، ويقول: أتمكن من التكسب وأن أحترف وأتكسب وأتجر وأجمع المال وأؤدي إليك كل سنة ألفًا أو ألفين إلى أن أؤدي هذا الثمن.
ففي هذه الحال إذا عرف سيده بأنه قادر عنده حرفة يعمل خياطًا أو نجارًا أو حدادًا أو خرازًا أو جزارا أو دباغا يعرف حرفة من الحرف، أو يحسن التجارة أو، يحسن العمل بالأجرة كخدمة أو نحو ذلك ويقوت نفسه ويقدر على أن يؤدي الأقساط التي كتبت عليه في حينها، فإن على سيده أن يكاتبه: وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا.
فيقول: بعتك نفسك بثمانية آلاف بعشرة آلاف تؤدي إلي كل سنة ألفا، ثم إذا تأخر في قسط من الأقساط فله أن يلغي ما تقدم، وأن يبطل هذه الكتابة، ويقول: لم تقدر على أداء هذه الأقساط، فيعيده إلى كونه قنا ومملوكا.
قال الله تعالى: وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ يعني تصدقوا عليهم، أو أعطوهم من الأموال ما يقدرون به على فكاك أنفسهم، وقد جعل الله تعالى لهم حقًا في الزكاة في قوله تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وهم المكاتبون؛ أي وأعتقوا منهم.
وفي الحديث الذي ذكرنا قوله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم ذكر منهم المكاتب يريد الأداء؛ يعني الذي يكاتب سيده ويشتري نفسه قصده أن يؤدي الأقساط وأن يتحرر ويتخلص من رق المخلوقين.
قال بعض العلماء: وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ؛ يعني الربع أن تسقط عنه الربع، أو الثلث، أو السدس، ويكون ذلك بحسب حاجة السيد أو ثروته وغناه، مع أن الأولى أن يعتقه إعتاقًا كليًا حتى يكون عبدًا لله يعمل في مصالح الأمة.
لأنه إذا كان رقيقا فإنه ناقص القدر؛ ولأنه لا يتمكن من الأعمال التي .. نفعته متعدية، فلا يقدر على أن يجاهد ولا يغزو ولو كان مثلًا شجاعًا فاتكا، ولا يقدر على أن يتزوج بنفسه، وقالوا أيضًا: أنه لا يلزمه أداء الحج ولا أداء العمرة؛ لأنه مشغول بخدمة سيده، وأسقطوا عنه الجمعة إذا كان مكان الجمعة بعيدًا.
فالحاصل أن هذا في حق المماليك: وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ.
أما العتق ان تطلق عبدك او امتك فتصبح حرة تقول له اعتقتك اي هو تحرير رقبة عبدك فيصبح حرا من غير مقابل. و الله اعلم.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[27 - Mar-2009, صباحاً 01:10]ـ
جزاك الله خيرا
لكن يا أخي ألا يوجد فروق أخرى:؟ هذا فرق واحد أو فرقين!
وقصدت أيضا من ناحية الأحكام العملية الشرعية ما الفرق بينهما؟؟؟؟؟ و
فلو تتوسع يا شيخنا في هذا الجواب.
جزاك الله خيرا واعذرني على التطاول
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Mar-2009, صباحاً 01:17]ـ
ان اردت التعمق في المسألة فعليك احد الكتب الفقهية المعمقة اما المنتديات فهي فقط للارشاد لا اكثر.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[27 - Mar-2009, صباحاً 01:24]ـ
جزااك االله خيرا
ـ[ابوعبدالله زياد]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 10:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الولاء لمن اعتق(/)
اعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة ........ مقال للشيخ عبد الكريم خضير
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 01:14]ـ
اعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة
منقول من موقع عبد الكريم خضير-حفظه الله-
عن عائشة رصي الله عنها قالت: "دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مسندته إلى صدري، ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به، فأبده رسول الله صلى الله عليه وسلم، بصره فأخذت السواك فقضمته ونفضته وطيبته، ثم دفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستن به، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استنانا قط أحسن منه فما عدا أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده أو إصبعه ثم قال: في الرفيق الأعلى، ثلاثاً، ثم قضى". [أخرجه البخاري].
إنّ المُوفَّق لا يُفرِّطُ بشيءٍ من السُّنن حتى في أحلك الظُّرُوف والأحوال.
وكثيرٌ من النَّاس تُشاهِدُونهُ في الأوقات التِّي تضيق بالنِّسبة لهُ يُهدر كثيراً من الواجبات فضلاً عن السُّنن، فهو يتخفَّف من الواجبات لأدْنَى سبب، ويعْذُر نفسهُ بأدْنَى عُذْر بتخلفه عن الواجبات، فمثلاً: يترك الصَّلاة مع الجماعة لأدْنى عُذر، كأن يُصاب بزُكام، أووعكة خفيفة، فيترك الصَّلاة، أو يُؤخِّرها حتى يخرج وقتُها، ويتخفَّف متعللاً بقوله: الله غفورٌ رحيم!.
نعم الله غفورٌ رحيم، ورحمتُه سبحانه وتعالى وسعت كُلَّ شيء.
يقول سبحانه: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ). [سورةالأعراف، الآية: 156].
لكن السؤال: لمن سيكتبها؟!.
هل سيكتبها للمُفرِّطين للذِّين يُزاولُون المُنكرات، ويعتمدُون على سعة رحمة الله؟!.
الجواب: لا، فهو سبحانه أخبر عن نفسه أنّه غفورُ رحيم، وأخبر عن نفسِهِ أيضاً أنه شديدُ العقاب، يقول سبحانه: (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ). [سورة البقرة، الآية: 196].
والله سبحانه وتعالى يغار، ولذا حُدَّت الحُدُود، فكيف يزني الزَّاني ويقول: الله غفورٌ رحيم؟! وكيف يسرق السَّارق ويقول: الله غفورٌ رحيم، وأن ورحمة الله - جل وعلا - لا تُحد، فقد وسِعت كل شيء؟!.
نعم، إن مع هذا الوعد هناك وعيد، وعلى المُسلم أنْ ينظر إلى النُّصُوص مُجتمعة، فلا ينظر إلى الوعيد فقط فيُصاب باليأس والقُنُوط، ويسلك مسالك الخوارج، وعليه أيضاً ألا ينظر إلى نُصُوص الوعد مُعرضاً عن نُصُوص الوعيد فيسلك مسلك الإرجاء، وينسلخ من الدِّين وهو لا يشعر.
فعلى الإنسان أنْ يتوسَّط في أُمُورِهِ كما هو مذهب أهل الحق مذهب؛ أهل السُّنة والجماعة.
إذاً النبي - عليه الصلاة والسلام- ما فرَّط في هذه السنة رغم ما يُكابِدُهُ من آلام وأوجاع، ومن عرف الله، وتعرَّف على الله في الرَّخاء، عرفهُ في الشِّدَّة.
من أراد أنْ ينظر الشَّواهد الحيَّة على ذلك على ذلك فليزر المرضى في المُستشفيات، لاسيَّما من كانت أمراضُهُم شديدة مُقلِقة؛ بل
ينظر إلى أماكن العِناية، وينظر الفُرُوق.
دخلنا المُستشفى مرَّةً، فإذا بشخص عمُره أكثر من ثمانين، وهو في آخر لحظاتِ حياتِهِ، وعلى لسانِهِ اللَّعن والسَّب والشَّتم، ويلعن
باللعن بالصَّريح، لا يفترُ عن ذلك!.
وخرجنا من عندهُ وهو على هذه الحال؛ لأنَّهُ عاش أيَّام الرَّخاء على هذه الحال.
وشخصٌ، بل أشخاص بغرف العناية، لا يعرف الزَّائِرين من حوله، ويُسْمع القرآن منهُ ظاهراً، يُرتِّل القرآن ترتيلاً، وهو لا يشعر بمن
حوله، لأنه مُغمىً عليه!.
وكم من شخص في حال إغماء، فإذا جاء وقتُ الأذان أذَّن أذاناً واضحاً وظاهراً يُسْمَع منهُ؟!.
وكم من شخص يُلازم الذِّكر وهو يرقد بالعناية المركّزة، وتُرى علاماتُ الذِّكر على وجهِهِ.
قدِّم تجِد، وتعرَّف على الله في الرَّخاء يعرفك في الشِّدَّة.
أما لأدنى سبب تعذر نفسك وتترك الواجبات فضلاً عن المُستحبَّات، ففي النِّهاية لن تُعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
كثير من طُلاَّب العلم - مع الأسف الشَّديد - ليس لهم نصيب كما ينبغي من كتاب الله -عز وجل-، فإذا ذهب إلى الأماكن الفاضلة، في الأوقات المُفضَّلة في العشر الأواخر من رمضان في مكة يتفرَّغ للعبادة، فيجلس من صلاة العصر إلى أذان المغرب يتعرَّض لِنفحات الله في ذلك الوقت، يفتح المُصحف؛ لكن ليس لهُ رصيد سابق طُول عُمره، ويُريد أنْ يستغل هذه الأيام، فهل يُعان على قراءة القرآن؟!.
لا، لن يُعان أبداً على هذا موجُودة!.
تجد شخص من خيار النَّاس يفتح المُصحف بعد صلاة العصر خمس دقائق ثُم يغلق المُصحف، يمل ويتلفَّت يمنة ويسرى لعلُّه يرى أحداً يقضي معه بعض الوقت يُنفِّس عن نفسه!.
فهل أنت في كُربة حتى يُنفِّس عنك؟!.
لكن رأينا من ينظر إلى السَّاعة، وكيف أن الأوقات تنقضي بسُرعة قبل أنْ يُكمل ما حدَّدَهُ من تِّلاوة حِزبهُ الذِّي اعتادهُ!.
في الحديث: "من حجَّ فلم يرفُث ولم يَفْسُق خرج من ذُنُوبِهِ كيوم ولدتهُ أُمُّه".
والحج أربعة أيَّام، فماذا على العبد لو سكت عما لا يحل أربعة أيام؟!.
لكن: هل سيُعان على السُّكُوت، وهو طول أيَّامِهِ أيَّام الرَّخاء في قيل وقال؟!.
والله لن يُعان على السُّكُوت!.
فعلى الإنْسان أنْ يتعرَّف على الله في الرَّخاء ليُعرف في مثل هذه اللحظات.
وكما قال الله جل وعلا: (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى). [سورة الليل، الآية: 4] ففي العناية كما قلنا: شخص يلعن، ويسبُّ ويشتم، وشخص آخر يقرأ القُرآن.
فهل هذا يعني أنّ الله - جل وعلا - ظلم هذا، ولطف بهذا؟!.
أبداً، تعالى الله عن ذلك.
لكن هذا الذي يلعن و يسبُّ ويشتم ما قدَّم لنفسه، وهذا الذي يقرأ القُرآن قدَّم لنفسه، والنَّتيجة أمامه.
النَّبي - عليه الصلاة والسلام - يُكابد من المرض ما يُكابد، ومع ذلك يحرص على تطبيق السُّنَّة: "فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استنانا قط أحسن منه فما عدا أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده أو إصبعه ثم قال: في الرفيق الأعلى، ثلاثاً، ثم قضى".
فبعد ما فرغ، وبمُجرَّد فراغه - صلى الله عليه وسلم - رفع يدهُ أو إصبعه، ثُمَّ قال: "في الرفيق الأعلى، ثلاثاً، ثم قضى". - عليه الصلاة والسلام - وخرجت رُوحُهُ الشَّريفة إلى بارئِها.
وكانت عائشة تقول: "مات بين حاقنتي وذاقنتي". وهي الوهدة المُنخفضة ما بين الترقوتين، والذِّقن معروف: مكان اللحية.
قولها رضي الله عنها: "مات بين سحري ونحري". هذا من مناقبها، رضي الله عنها.
وفي لفظٍ: "فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يُحب السواك" فقلت: "آخذه لك؟ " فأشار برأسه: أن نعم". وهذا لفظُ البُخاري، ولمسلم نحوه.
فعلينا أنْ نحرص أشدَّ الحرص على الواجبات، وما تقرَّب أحدٌ إلى الله بأفضل مما افترض عليه.
وأيضاً ينبغي الحرص على تطبيق السُّنن في الرَّخاء ليُمكَّن منها العبد في الشِّدَّة، ولِيَأْلَفها، ولِيَتجاوز مرحلة الاختبار إلى مرحلة التَّلذُّذ بالطّاعة والعبادة، فيكُون لهُ نصيب من الذِّكر، ومن التِّلاوة، ومن الانكسار بين يدي الله - عز وجل – وكلُّ ذلك ليُعرف إذا احتاج فيما بعد، وليُكْتب لهُ هذا العمل إذا مرض وعجز عنهُ، فيستمر لهُ أجرُ هذا العمل، وتُجرى عليه حسناته.
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين
ـ[خادمة الإسلام]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 04:03]ـ
جزاك الله عنا كل خير اخي الفاضل ذكريا
ونفع بكل حرف تكتبه أو تقولو
سؤال:- هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد المؤمن حين موته يأتيه الشيطان فيريه والديه ليفتنه بهما؟
بارك الله فيك
كل الاحترام والتقدير
ـ[أم آمال]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 04:29]ـ
جزاك الله خير الجزاء على النقل الطيب ونفعنا الله وإياك بهذه الكلمات الطيبات
ـ[نبيل المعيقلي]ــــــــ[28 - Mar-2009, صباحاً 02:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي ونفع الله بك
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 01:10]ـ
خادمة الإسلام; جزاك الله عنا كل خير اخي الفاضل ذكريا
ونفع بكل حرف تكتبه أو تقولو
سؤال:- هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد المؤمن حين موته يأتيه الشيطان فيريه والديه ليفتنه بهما؟
بارك الله فيك
كل الاحترام والتقدير
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيكم اختي وجزاكم الله خيرا ورزقني الله واياكم العلم النافع والعمل الصالح
اما بالنسبة لقولك هذا فليس عليه دليل من الكتاب والسنة بل هو من أقوال بعض أهل العلم
يحث يتشكل الشيطان للإنسان بصورة والديه فيعرض عليه اليهودية والنصرانية وقد ذكر بعض أهل العلم أن هذا داخل في "فتنة المحيا".
فقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في "الاختيارات" (ص 85)
" وعرض الأديان على العبد عند الموت ليس عاما لكل أحد , ولا هو أيضاً منفي عن كل أحد، بل من الناس من لا تعرض عليه الأديان , ومنهم من تعرض عليه، وذلك كله من فتنة المحيا التي أمرنا الرسول أن نستعيذ في صلاتنا منها، ووقت الموت يكون الشيطان أحرص ما يكون على إغواء بني آدم "
فالشيطان يحرص دائما على اغواء الانسان مادامت روحه في جسده
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال إبليس: وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني.
رواه أحمد (10974)، وحسَّنه الألباني في "صحيح الترغيب " (1617).
ولهذا اوصانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ان نستعيذ بالله عز وجل من فتنة المحيا والممات
للحديث المعروف الذي رواه البخاري ومسلم
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال)
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في " الشرح الممتع " (3/ 185 – 188).:
" قوله: " ومن فتنة المحيا والممات " معطوفة على " من عذاب جهنم "، والمراد بالفتنة: اختبار المرء في دينه؛ في حياته وبعد مماته، وفتنة الحياة عظيمة وشديدة، وقلَّ من يتخلَّص منها إلا مَنْ شاء الله، وهي تدور على شيئين:
1 – شُبُهات.
2 – شهوات.
أما الشُّبُهات: فتعرض للإنسان في عِلْمِه ِ، فيلتبس عليه الحقُّ بالباطل، فيرى الباطل حقًّا، والحقَّ باطلاً، وإذا رأى الحقَّ باطلاً تجنَّبه، وإذا رأى الباطلَ حقّاً فَعَلَهُ.
وأمَّا الشَّهوات فتعرض للإنسان في إرادته، فيريد بشهواته ما كان محرَّماً عليه، وهذه فتنة عظيمة، فما أكثر الذين يرون الرِّبا غنيمة فينتهكونه! وما أكثر الذين يرون غِشَّ النَّاسِ شطارةً وجَودةً في البيع والشِّراء فيغشُّون! وما أكثر الذين يرون النَّظَرَ إلى النساء تلذُّذاً وتمتُّعاً وحرية، فيطلق لنفسه النظر للنساء! بل ما أكثر الذين يشربون الخمر ويرونه لذَّة وطرباً! وما أكثر الذين يرون آلاتِ اللهو والمعازف فنًّا يُدرَّسُ ويُعطى عليه شهادات ومراتب!
وأما فتنة الممات: فاختلف فيها العلماءُ على قولين:القول الأول: إن " فتنة الممات ": سؤال الملَكَين للميِّت في قَبْرِه عن ربِّه، ودينه ونبيِّه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه أُوحِيَ إليَّ أنكم تُفتنون في قبوركم مثل أو قريباً من فتنة المسيح الدَّجَّال)، فأمَّا مَنْ كان إيمانُه خالصاً فهذا يسهل عليه الجواب.
فإذا سُئل: مَنْ ربُّك؟ قال: ربِّي الله.
مَنْ نبيُّك؟ قال: نبيِّي محمَّد.
ما دينك؟ قال: ديني الإسلام، بكلِّ سُهولة.
وأما غيره - والعياذ بالله - فإذا سُئل قال: هاه ... هاه ... لا أدري؛ سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته .........................
القول الثاني: المراد بـ " فتنة الممات ": ما يكون عند الموت في آخر الحياة، ونصَّ عليها - وإنْ كانت مِن فتنة الحياة - لعظمها وأهميتها، كما نصَّ على فِتنة الدَّجَّال مع أنها مِن فتنة المحيا، فهي فِتنة ممات؛ لأنها قُرب الممات، وخصَّها بالذِّكر لأنها أشدُّ ما يكون؛ وذلك لأن الإنسان عند موته ووداع العمل صائر إما إلى سعادة، وإما إلى شقاوة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن أحدَكُم ليعملُ بعملِ أهلِ الجنَّة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتابُ؛ فيعملُ بعملِ أهل النَّارِ) فالفتنة عظيمة.
وأشدُّ ما يكون الشيطانُ حرصاً على إغواء بني آدم في تلك اللحظة، والمعصومُ مَنْ عَصَمَه الله، يأتي إليه في هذه الحال الحرجةِ التي لا يتصوَّرها إلا من وقع فيها، قال تعالى: (كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ. وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ. وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ. وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ. إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ) القيامة/26– 30، حال حرجة عظيمة، الإنسانُ فيها ضعيفُ النَّفْسِ، ضعيفُ الإِرادة، ضعيفُ القوَّة، ضيقُ الصَّدر، فيأتيه الشيطانُ ليغويه؛ لأن هذا وقت المغنم للشيطان، حتى إنه كما قال أهل العلم: قد يعرضُ للإِنسان الأديان اليهودية، والنصرانية، والإسلامية بصورة أبويه، فيعرضان عليه اليهودية والنصرانية والإسلامية، ويُشيران عليه باليهودية أو بالنصرانية، والشيطان يتمثَّلُ كُلَّ واحد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه أعظم الفِتَن ِ.
ولكن هذا - والحمد لله - لا يكون لكلِّ أحدٍ، كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وحتى لو كان الإنسان لا يتمكَّن الشيطان من أن يَصِلَ إلى هذه الدرجة معه، لكن مع ذلك يُخشى عليه منه.
يقال: إنَّ الإمام أحمد وهو في سكرات الموت كان يُسمَعُ وهو يقول: بعدُ، بعدُ، فلما أفاق قيل له في ذلك؟ قال: إنَّ الشيطان كان يعضُّ أنامله يقول: فُتَّني يا أحمد، يعضُّ أنامله ندماً وحسرة كيف لم يُغوِ الإمام أحمد! فيقول له أحمد: بعدُ، بعدُ، أي: إلى الآن ما خرجت الرُّوح، فما دامت الرُّوح في البدن فكلُّ شيء وارد ومحتمل، (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) آل عمران/8، في هذه الحال فتنة عظيمة جدّاً، ولهذا نصَّ النبي صلى الله عليه وسلم عليها قال: " مِن فِتنة المحيا والممات ".
والله أعلم أختي ولا تنسي اخوك من صالح دعاءكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 07:38]ـ
نبيل المعيقلي وفيكم بارك الله
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 06:13]ـ
بارك الله في القائل والناقل.
أسال الله تعالى جدة الإيمان، وبرد اليقين،،،،(/)
القياس الفقهي والقياس الأصولي
ـ[الحسين المالكي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 01:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفت في كثير من الكتب على مصطلح " القياس الفقهي " فماذا يعنون به، وهل هو نفسه القياس الأصولي؟
وبارك الله في الجميع
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 01:31]ـ
القياس بمفهومه الفقهي، (قياس فرع على أصل بجامع العلة بينهما)
و هو نفسه القياس الأصولي
إلا ان لفظ القياس يكون عاما قد يكون فيه القياس المنطقي ايضا و هذا من باب الاستدلال و الله اعلم
ـ[وليد شاويش]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 01:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القياس الفقهي وهو قياس الفقهاء وهو ما يعرف بقياس الشبه حيث تلحق الأشياء بأشباهها كلحوق الغسل بالوضوء في وجوب النية بجامع أنهما طهارتا تستباح بهما الصلاة وفي مجال المعاملات المعاصرة هناك كثير من الأشباه بينها وبين المعاملات المشروع أصلا كالكمبيالة فيها شبه بالحوالة والسفتجة والإقرار بالدين ففيها شبه بين هذا وذاك.
أما قياس الأصوليين فهو قياس العلة وهو الذي تعنيه كلمة القياس عند إطلاقها
مع خالص الحب والتقدير
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 01:53]ـ
اخطأت يا اخي مع احتراماتي , القياس الأصولي هو نفسه القياس الفقهي و ما ذكرته هو داخل في باب القياس فأرجع لكتاب نثر الورود على مراقي السعود فتجد الشبه مذكورا ضمن باب القياس الأصولي.
الشبه قياس ناقص العلة لكنه معتبر في القياس الأصولي ايضا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 01:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القياس الفقهي وهو قياس الفقهاء وهو ما يعرف بقياس الشبه حيث تلحق الأشياء بأشباهها كلحوق الغسل بالوضوء في وجوب النية بجامع أنهما طهارتا تستباح بهما الصلاة وفي مجال المعاملات المعاصرة هناك كثير من الأشباه بينها وبين المعاملات المشروع أصلا كالكمبيالة فيها شبه بالحوالة والسفتجة والإقرار بالدين ففيها شبه بين هذا وذاك.
أما قياس الأصوليين فهو قياس العلة وهو الذي تعنيه كلمة القياس عند إطلاقها
مع خالص الحب والتقدير
حرم الله وجهك عن النار والمسلمين آمين
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 02:11]ـ
الشبه قياس من غير معرفة العلة لوجود تشابه بين الأصل و الفرع فهذا القياس يستعمله بعض الفقهاء لكن جميع الفقهاء يقدحون فيه فهو ليس بحجة أما القياس الصحيح عند جميع الفقهاء هو نفسه القياس الأصولي و قد كتب فيه الامام الشافعي في الرسالة.
عدم بيان العلة بين الأصل و الفرع لا يعني إنتفاءها و استعمال الفقهاء للشبه لا يعني مخالفتهم للأصوليين في الأمر إنما هو قياس غير صحيح لأنه فقد بعض أركانه و هو يدخل في باب القياس عند كل الأصوليين فارجع إلى نثر الورود او ارشاد الفحول لمزيد من الفائدة و الله أعلم.
ـ[وليد شاويش]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 10:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يعني أن الأصوليين قد تحدثوا عن قياس الشبه في مصادر الأصول أن قياس الشبه ليس بقياس الفقهاء فقد تكلم الأصوليين عن حكم قياس الشبه ومدى القبول به، ولا يمكن لهذا السبب أن يقال إنه ليس قياس فقهاء، فهو وإن كان قياسا له حكمه في باب الأصول إلا أنه سمي قياس الفقهاء لأن ممارسته وإجراءه قام به الفقهاء، وكثير من صور هذا القياس وردت في كتب الفقه ومصادره، وشكرا للإخوة على حرصهم على النصيحة
ـ[التقرتي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 10:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يعني أن الأصوليين قد تحدثوا عن قياس الشبه في مصادر الأصول أن قياس الشبه ليس بقياس الفقهاء فقد تكلم الأصوليين عن حكم قياس الشبه ومدى القبول به، ولا يمكن لهذا السبب أن يقال إنه ليس قياس فقهاء، فهو وإن كان قياسا له حكمه في باب الأصول إلا أنه سمي قياس الفقهاء لأن ممارسته وإجراءه قام به الفقهاء، وكثير من صور هذا القياس وردت في كتب الفقه ومصادره، وشكرا للإخوة على حرصهم على النصيحة
اخي ان كنت تظن ان قياس الفقهاء مصطلح بذاته فهات تعريفه و المصدر الذي يعرفه و يفرق بينه و بين قياس الأصوليين!! انا في الإنتظار
ـ[محمد آل بن ناصر]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 12:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القياس الفرعي هو إلحاق فرع بفرع، أما القياس الأصولي فهو إلحاق فرع بأصل
(يُتْبَعُ)
(/)
وقياس الشبه: فهو أغلب أقيسة الفقهاء وأغمضها
قال الأبياري عن مسلك المشابهة الذي ينبني عليه هذا القياس: لست أرى في مسائل الأصول مسألة أغمض من هذه " وقال إمام الحرمين: " بل لو قلت لا يطرد على الإخالة (أي لا يستمر على المناسبة) عشر مسائل – لم يكن جزافا، وإذا لم يعم المسائل احتجنا إلى قياس الشبه ولا يلزمنا الطرد لأننا في غنى عنه، إذ هو (أي قياس الشبه) منسحب على جميع الحوادث فلم يكن من داع إلى الطرود "
وقد اختلف في تعريف قياس الشبه فقيل في تعريفه: إلحاق الفرع التردد بين أصلين بما هو أشبه منهما. ويسمي البعض قياس الشبه بهذا التعريف قياس غلبة الأشباه أو قسم من أقسامه
ومن أمثلته تردد العبد بين الحر والبهيمة في التمليك فمن قال يملك بالتمليك قال هو إنسان يثاب ويعاقب وينكح ويطلق ويكلف بأنواع العبادات ويفهم ويعقل وهو نفس ناطقة فأشبه الحر
ومن فال لا يملك قال هو حيوان يجوز بيعه ورهنه وهبته وإجارته وإرثه فأشبه الدابة
وعلى هذا خرج الخلاف في ضمانه إذا تلف بقيمته وإن جاوزت دية الحر إلحاقا له بالبهيمة والمتاع في ذلك وبما دون دية الحر بعشرة دراهم تشبيها له به وتقاعدا به عن درجة الحر
وقيل في تعريفه: هو الوصف الذي لا يناسب لذاته ويستلزم المناسب لذاته وقد شهد الشرع بتأثير جنسه القريب في جنس الحكم القريب
وبه قال القاضي أبو بكر كقولنا في الخل مائع لا تبنى عليه القنطرة على جنسه فلا توال به النجاسة كالدهن فقولنا لا تبنى القنطرة على النجاسة ليس مناسبا في ذاته (أي ليس مناسبا للحكم وهو عدم إزالة النجاسة) غير أنه مستلزم للمناسب
قال القرافي في شرح التنقيح: " فإن العادة أن القنطرة لا تبنى على الأشياء القليلة بل على الكثيرة كالأنهار فالقلة مناسبة لعدم مشروعية المتصف بها من المائعات للطهارة العامة فإن الشرع العام يقتضي أن تكون أسبابه عامة الوجود أما تكليف الكل بما لا يجده إلا البعض فبعيد عن القواعد فصار قولنا: لا تبنى القنطرة على جنسه القلة والتعذر في عدم مشروعية الطهارة، بدليل أن الماء إذا قل أو اشتدت إليه الحاجة فإنه يسقط الأمر به ويتوجه إلى التيمم
وقيل في تعريفه بأنه الجمع بين الأصل والفرع بوصف يوهم اشتماله على حكمة ما واختار هذا التعريف الآمدي رحمه الله
وسمي بذلك لتردده بالشبه بين القسمين الأولين وهما المناسب والطردي لأنه من حيث إنا لم نقطع بمناسبته واشتماله على المصلحة بل ظننا ذلك فيه، أشبه المناسب المقطوع باشتماله على المصلحة ومن حيث إنا لم نقطع بمناسبته واشتماله على المصلحة أشبه الطردي المقطوع بخلوه عن المناسبة المصلحية. وذلك كما ألحقنا نحن والحنفية مسح الرأس بمسح الخف في نفي تكرار المسح لكونه ممسوحا، فقلنا ممسوح في الطهارة فلا بسن تكراره كمسح الخف، وألحقه الشافعي بباقي أعضاء الوضوء في إثبات التكرار لكونه أصلا في الطهارة فقال: مسح الرأس أصل في طهارة الوضوء فسن تكراره قياسا على الوجه واليدين والرجلين.
وفي كل واحد من القياسين جامع وفارق إذ الأول قياس ممسوح على ممسوح، فالمسح جامع ولكنه قياس أصل على بدل فهذا هو الفرق إذ مسح الرأس أصل في الوضوء ومسح الخف بدل فيه عن غسل الرجلين والثاني قياس أصل على أصل فهذا هو الجامع لكنه قياس ممسوح على مغسول فهذا هو الفارق
ومن أمثلته: قولنا في الوضوء طهارة أو طهارة حكمية أو طهارة موجبها في غير محل موجبها – فاشترطت لها النية كالتيمم.
وإلى هذا أشار الشافعي رضي الله عنه بقوله: طهارتان فكيف يفترقان وهو كقول الصديق رضي الله عنه: لأقتلن من فرق بين الصلاة والزكاة
والله أعلم.
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 01:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القياس الفرعي هو إلحاق فرع بفرع، أما القياس الأصولي فهو إلحاق فرع بأصل
وقياس الشبه: فهو أغلب أقيسة الفقهاء وأغمضها
قال الأبياري عن مسلك المشابهة الذي ينبني عليه هذا القياس: لست أرى في مسائل الأصول مسألة أغمض من هذه " وقال إمام الحرمين: " بل لو قلت لا يطرد على الإخالة (أي لا يستمر على المناسبة) عشر مسائل – لم يكن جزافا، وإذا لم يعم المسائل احتجنا إلى قياس الشبه ولا يلزمنا الطرد لأننا في غنى عنه، إذ هو (أي قياس الشبه) منسحب على جميع الحوادث فلم يكن من داع إلى الطرود "
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد اختلف في تعريف قياس الشبه فقيل في تعريفه: إلحاق الفرع التردد بين أصلين بما هو أشبه منهما. ويسمي البعض قياس الشبه بهذا التعريف قياس غلبة الأشباه أو قسم من أقسامه
ومن أمثلته تردد العبد بين الحر والبهيمة في التمليك فمن قال يملك بالتمليك قال هو إنسان يثاب ويعاقب وينكح ويطلق ويكلف بأنواع العبادات ويفهم ويعقل وهو نفس ناطقة فأشبه الحر
ومن فال لا يملك قال هو حيوان يجوز بيعه ورهنه وهبته وإجارته وإرثه فأشبه الدابة
وعلى هذا خرج الخلاف في ضمانه إذا تلف بقيمته وإن جاوزت دية الحر إلحاقا له بالبهيمة والمتاع في ذلك وبما دون دية الحر بعشرة دراهم تشبيها له به وتقاعدا به عن درجة الحر
وقيل في تعريفه: هو الوصف الذي لا يناسب لذاته ويستلزم المناسب لذاته وقد شهد الشرع بتأثير جنسه القريب في جنس الحكم القريب
وبه قال القاضي أبو بكر كقولنا في الخل مائع لا تبنى عليه القنطرة على جنسه فلا توال به النجاسة كالدهن فقولنا لا تبنى القنطرة على النجاسة ليس مناسبا في ذاته (أي ليس مناسبا للحكم وهو عدم إزالة النجاسة) غير أنه مستلزم للمناسب
قال القرافي في شرح التنقيح: " فإن العادة أن القنطرة لا تبنى على الأشياء القليلة بل على الكثيرة كالأنهار فالقلة مناسبة لعدم مشروعية المتصف بها من المائعات للطهارة العامة فإن الشرع العام يقتضي أن تكون أسبابه عامة الوجود أما تكليف الكل بما لا يجده إلا البعض فبعيد عن القواعد فصار قولنا: لا تبنى القنطرة على جنسه القلة والتعذر في عدم مشروعية الطهارة، بدليل أن الماء إذا قل أو اشتدت إليه الحاجة فإنه يسقط الأمر به ويتوجه إلى التيمم
وقيل في تعريفه بأنه الجمع بين الأصل والفرع بوصف يوهم اشتماله على حكمة ما واختار هذا التعريف الآمدي رحمه الله
وسمي بذلك لتردده بالشبه بين القسمين الأولين وهما المناسب والطردي لأنه من حيث إنا لم نقطع بمناسبته واشتماله على المصلحة بل ظننا ذلك فيه، أشبه المناسب المقطوع باشتماله على المصلحة ومن حيث إنا لم نقطع بمناسبته واشتماله على المصلحة أشبه الطردي المقطوع بخلوه عن المناسبة المصلحية. وذلك كما ألحقنا نحن والحنفية مسح الرأس بمسح الخف في نفي تكرار المسح لكونه ممسوحا، فقلنا ممسوح في الطهارة فلا بسن تكراره كمسح الخف، وألحقه الشافعي بباقي أعضاء الوضوء في إثبات التكرار لكونه أصلا في الطهارة فقال: مسح الرأس أصل في طهارة الوضوء فسن تكراره قياسا على الوجه واليدين والرجلين.
وفي كل واحد من القياسين جامع وفارق إذ الأول قياس ممسوح على ممسوح، فالمسح جامع ولكنه قياس أصل على بدل فهذا هو الفرق إذ مسح الرأس أصل في الوضوء ومسح الخف بدل فيه عن غسل الرجلين والثاني قياس أصل على أصل فهذا هو الجامع لكنه قياس ممسوح على مغسول فهذا هو الفارق
ومن أمثلته: قولنا في الوضوء طهارة أو طهارة حكمية أو طهارة موجبها في غير محل موجبها – فاشترطت لها النية كالتيمم.
وإلى هذا أشار الشافعي رضي الله عنه بقوله: طهارتان فكيف يفترقان وهو كقول الصديق رضي الله عنه: لأقتلن من فرق بين الصلاة والزكاة
والله أعلم.
للتصحيح نتكلم عن القياس الفقهي و ليس الفرعي أما الحاق فرع بفرع فليس بمعتبر عند الجمهور و رأيت الباجي انتصر له في كتابه و الله اعلم.
ـ[وليد شاويش]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 10:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الإخوة الأعزاء على مداخلاتهم العلمية الرائعة لاسيما مداخلة ابن آل ناصر، وفي الحقيقة كنت عابر سبيل على مجلسكم الموقر ولكنني من الآن فصاعدا سأتابعه لما فيه من الفائدة وفقني الله وإياكم لخير ما يحب ويرضى(/)
الاستصحاب المقلوب ومثاله من يوضح المثال؟
ـ[معتوق]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 08:48]ـ
من المعلوم أن الأصل في الاستصحاب هو الاعتماد على وجود اليقين في الماضي وجره للحاضر أو المستقبل هذه هي صورة الاستصحاب الأصلية ..
لكن يوجد مصطلح يقال له الاستصحاب المقلوب وصورته: أن اليقين موجود في الحاضر وجره للحالة الماضية ..
وقد قال ابن السبكي لا يوجد له إلا مثال واحد وهو:
(إذا أشترى أحدهم شيئا فادعاه مدع أو انتزعه بحجة مطلقة فإنهم أثبتوا لهذا المشتري حق الرجوع بالثمن على البائع وقد قالوا إن البينة لا تنشيء الملك ولكنها تظهره فلا بد أن يكون الملك سابقا على إقامة البينة ويقدر له زمان يسير ومن المحتمل أن يكون الملك انتقل من المشتري إلى المدعي ولكنهم استصحبوا مقلوبا وهو عدم الانتقال منه فيما مضى).
سؤالي من يوضح لي الاستصحاب المقلوب في هذا المثال؟
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 10:02]ـ
قال: (ولكنهم استصحبوا مقلوبا وهو عدم الانتقال منه فيما مضى). هذا هو الإستصحاب المقلوب هنا، ومعناه:
أي: عدم إنتقال ملكه عنه فيما مضى، بل هو ثابت له إلى الآن، فنستصحب حال ملكه السابق للإدعاء الحاضر.(/)
أخي الكريم! أختي الكريمة! لعل هذا يفيدك ..
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 09:25]ـ
تعريفات فقهية
الماء الطهور: هو الماء الطاهر في نفسه، المطهر لغيره ترفع به الأحداث والنجاسات. الموسوعة الفقهية. الموسوعة الفقهية 1/ 12
الحيض: دم يرخيه الرحم إذا بلغت المرأة، ثم يعتادها في أوقات معلومة. المغني 1/ 313
المذي: هوماء أبيض لزج رقيق، يخرج بلا دفق عند الملاعبة أو تذكر الجماع أو إرادته، وقد لا يحس الإنسان بخروجه. الموسوعة1/ 28.
الودي: هو البلل اللزج الذي يخرج من الذكر بعد البول. الموسوعة 1/ 28
الوضوء: التعبد لله عز وجل بغسل الأعضاء الأربعة على صفة مخصوصة. الشرح الممتع 1/ 183.
الجنب: الذي يجب عليه الغسل بالجماع وخروج المني. النهاية.
الغسل: هو غسل جميع الأعضاء مع تمييز ما للعبادة عما للعادة. فتح الباري 1/ 432.
التيمم: هو القصد إلى الصعيد، بمسح الوجه واليدين بنية استباحة الصلاة ونحوها. فتح الباري 1/ 432.
النفاس: هو سيلان الدم من رحم المرأة بسبب الولادة. كفاية الأخيار 1/ 75.
الإستحاضة: هي أ يستمر بالمرأة خروج الدم بعد أيام حيضها المعتادة. النهاية
الصلاة: هي أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير، مختتمة بالتسليم، بشرائط مخصوصة. الفقه على المذاهب الأربعة 1/ 160.
الأذان: الإعلان بوقت الصلاة بألفاظ مخصوصة. فتح الباري 2/ 77.
الترجيع: هو أن يقول الشهادتين سرا في نفسه ثم يقولها جهرا. الشرح الممتع 2/ 56
الكسوف: هو تغيير وذهاب شعاع الشمس. فتح الباري 2/ 526بتصرف
الإستسقاء: طلب سقي الماء، من الله عند حضور الجذب على وجه مخصوص. الفتح 2/ 492
الإستنجاء: إزالة الخارج من السبيلين بماء أو حجر ونحوه. الشرح الممتع 1/ 103
النية: عزم القلب على فعل الطاعة، تقربا إلى الله تعالى. الشرح الممتع 1/ 203
الإقامة: هي التعبد لله بذكر مخصوص عند القيام للصلاة. الشرح الممتع2/ 41
الفرق بين الإقامة والأذان: هو أن الأذان بالصلاة للتهيؤ لها والإقامة إعلام للدخول فيها والإحرام بها كذلك في الصفة يختلفان. الشرح الممتع 2/ 41
السدل: أن يطرح الثوب على الكتفين ولا يردّ طرفه على كتفه الآخر. الإقناع 1/ 138
التكليف: هو إلزام مقتضى خطاب الشرح، ويتضمن وصفين: البلوغ والعقل. الممتع 2/ 12
الزكاة: هي عبادة عن إيجاب طائفة من المال في مال مخصوص لمالك مخصوص. التعريفات 83
المتربص: هو الذي يشتري السلع، وينتظر بها الأسواق. مجموع الفتاوى 25/ 16
المدير: هو الذي يبيع السلع في أثناء الحول فلا يستقر بيده. مجموع الفتاوى 25/ 16
صدقة الفطر: هي الزكاة التي تجب بالفطر من رمضان. الموسوعة.
الصيام: هو الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع بنية خالصة لله عز وجل في جميع النهار. حلية الفقهاء 99
السحور: هو بالفتح اسم ما يتسحر به من الطعام والشراب، وبالضم هو المصدر والفعل نفسه. الموسوعة 3/ 267
.............................. ..
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 09:46]ـ
جزاك الله خيرا .. افدتنا.
ـ[أم البشرى]ــــــــ[03 - Apr-2009, صباحاً 12:03]ـ
بارك الله فيك علي ما سطرت اخي الكريم في انتظار القادم ان شاء الله
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 12:02]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 06:45]ـ
جزاكم الله خيرا ونفعني وإياكم بها.
.............
الإعتكاف: هو المقام في المسجد من شخص مخصوص على صفة مخصوصة. الفتح 4/ 271
التميمة: هي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم. النهاية لابن الأثير.
النعي: هو الإخبار بموت الميت. الموسوعة الفقهية 4/ 57
التعزية: هي حمل ذوي الميت على الصبر وفضله، والإبتلاء وأجره، والمصيبة وثوابها. الموسوعة 4/ 182
الحج: القصد إلى أماكن مخصوصة للقيام بأعمال مخصوصة. الموسوعة 4/ 233
التمتع: هو أن يحرم الآفاقي بالعمرة وحدها في أشهر الحج من الميقات، قائلا (لبيك اللهم عمرة) الموسوعة بتصرف 4/ 277
القران: هو أن يحرم الآفاقي بالحج والعمرة معا قائلا: (لبيك اللهم بحج وعمرة) الموسوعة 4/ 278
الإفراد: أن يحرم مريد الحج من الميقات بالحج وحده، قائلا: (لبيك اللهم حجا ويبقى محرما حتى تنتهي أعمال الحج. الموسوعة 4/ 278 بتصرف
(يُتْبَعُ)
(/)
الإحصار: هو عدم تمكن أداء أو إتمام المناسك لمرض أونحو ذلك. الموسوعة 4/ 294 بتصرف
وقال أيضا: هو المنع عن الطواف في العمرة أو أداء الأركان أو بعضها، كالوقوف بعرفة. الموسوعة 4/ 299
العمرة: هي زيارة البيت الحرام بشروط مخصوصة مذكورة في الفقه. النهاية
النكاح: هو التزويج وربما عبر به عن الغشيان نفسه. حلية الفقهاء 165
التبتل: هو الإنقطاع عن النساء وترك النكاح، انقطاعا إلى عبادة الله. قاله الإمام النووي رحمه الله.
وأصل التبتل، القطع ومنه: مريم البتول، وفاطمة البتول لانقطاعهما عن نساء زمانهما دينا وفضلا ورغبة في الآخرة.
التبتل: هو ترك لذات الدنيا وشهواتها، والإنقطاع إلى الله تعالى بالتفرغ لعبادته. قاله الطبري رحمه الله.
الخطبة: خطب المرأة يخطبها: أي طلبها للزواج بالوسيلة المعروفة بين الناس. الموسوعة 5/ 29
المتعة: هو النكاح إلى أجل معين وهو من التمتع بالشيء، الإنتفاع به. الموسوعة 5/ 47
نكاح التحليل: هو أن يتزوج المطلقة ثلاثا بعد انقضاء عدتها أو يدخل بها ثم يطلقها ليحلها للزوج الأول. فقه السنة 2/ 364
نكاح الشغار: هو نكاح معروف في الجاهلية، كأن يقول الرجل للرجل شاغرني أي زوجني أختك أو ابنتك أو من تلي أمرها، حتى أزوجك أمتي أو بنتي أو من ألي أمرها، ولا يكون بينهما مهر، ويكون بضع كل واحدة منهما مقابلة بضع الأخرى. النهاية
لبن الفحل: هو الرجل تكون له امرأة ولدت منه ولدا ولها لبن، فكل من أرضعته من الأطفال بهذا اللبن، فهو محرم على الزوج وإخوته، فيكونون أعمامه وأولاده. النهاية
اللعان: شهادات مؤكدات بأيمان من الزوجين مقرونة بلعن أو غضب. سبل السلام 2/ 359
وقال أيضا: اللعان مأخوذ من اللعن لأنه يقول الزوج في الخامسة، لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ويقال فيه: اللعان والإلتعان والملاعنة. سبل السلام 3/ 362
الولي: هو قرابة المرأة، الأدنى فالأدنى الذين يلحقهم الغضاضة إذا تزوجت بغي كفئ وكان المزوج لها غيرهم. الروضة الندية 2/ 28
المهر أو الصداق: ما جعله الدين الحنيف للمرأة يدفع من قبل الزوج وأوجبه عليه.
النفقة: هو ما يبذله الإنسان، فيما يحتاجه هو أو غيره من الطعام والشراب وغيرهما. سبل السلام 3/ 414
.............................. .
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 12:00]ـ
يرفع علّه يفتح الشهية ريثما يتبع.(/)
هل من توضأ للنفل لصلاة الضحى - مثلاً -، ثم ... ؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أقدار]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 09:48]ـ
هل من توضأ للنفل لصلاة الضحى - مثلاً -، ثم دخل وقت صلاة الظهر، هل يجب عليه إعادة الوضوء؛ قياسًا على تحويل النية في الصلاة؟
الجواب:
ظاهر السُّنة أن من نوى شيئًا كان له، ومن لم ينوِه لم يكن له؛ لقوله-عليه الصلاة والسلام-: ((إنما الأعمال بالنيات)) فخرَّج العلماء من هذا أن من نوى وضوءه للنافلة لا يصح أن يصلي به الفرض؛ لأنه محدث، وقد رفع حدثه لاستباحة النافلة، فلا يقوى لاستباحة الفرض، وهذا هو أقوى الأقوال، وبخاصة على ظاهر حديث عمر الذي ذكرناه، فإنه إنما نوى النافلة ولم ينوِ الفرض؛ ولذلك الأفضل للإنسان إذا أراد أن يتوضأ دائمًا أن ينوي رفع الحدث، فإذا نوى رفع الحدث يصح له أن يصلي مطلقًا، أما لو نوى بالخصوص فريضة أو نافلة؛ فهذا مشكل حتى يخرج من الإشكال ينوي رفع الحدث؛ لأن نية الوضوء إما نية رفع الحدث، أو نية الأدنى، أو نية الأعلى، ولذلك جمعها بعض العلماء بقوله:
ولينوِ رفعَ حدثٍ أو مفترضْ أو استباحةً لممنوعٍ عَرَضْ
ولذلك الأولى أن ينوي رفع الحدث، حتى يخرج من الإشكال، ويكون على ظاهر الحال أنه متطهر، ويصح له أن يصلي النافلة والفريضة دون قيد، والله - تعالى - أعلم.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 11:27]ـ
جزاكم الله خيرا
وبارك الله فيكم
لكن لو نوى الإنسان في توضؤه الفريضة جاز أن يصلي النافلة؟؟ أليس هذا صحيحا؟
ولو نوى الإنسان في وضوءه النفل لصلاة الضحى ثم صلى صلى سنة الظهر ولم يصل الضحى فما الحكم؟؟ لأن النية تغيرت!
ولو نوى الإنسان في وضوءه الفريضة لصلاة مثلا ثم صلى فريضة غيرها فما الحكم؟؟؟ لأن النية تحولت
ولو نوى الإنسان في وضوءه صلاة بعينها هل يحل له صلاة غيرها فريضة كانت أو نافلة!!؟؟؟؟
هل تعبتر النية في هذه الأحوال؟؟؟
وهل الفريضة أقوى من النفل فتجوز الصلاتين؟؟
هذه أسئلة وردت ببالي! فيا حبذا لو أحد من المشايخ أجاب عنها.,
بارك الله فيكم وجزاكم الله الجنة والخير والمثوبة
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 11:30]ـ
المُفتي مجهول!
فمن المفتي بارك الله فيك؟!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[28 - Mar-2009, صباحاً 12:07]ـ
أنا لا أعلم المفتي!
ألقيت الأسئلة للمشرفين
ـ[أقدار]ــــــــ[28 - Mar-2009, صباحاً 06:48]ـ
المعذرة .. لم نضع رابط الفتوى ...
الفتوى تجدونها في موقع العلامة الشيخ محمد المختار الشنقيطي
على هذا الرابط ..
http://www.shankeety.net/Alfajr01Beta/index.php?module=Publisher§ion=Topics&action=ViewTopic&topicId=494&query= هل%20من%20توضأ%20للنفل%2 0لصلاة%20الضحى
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[28 - Mar-2009, صباحاً 06:51]ـ
جزاك الله خيرا أخوي اقدرا
إخواني المشرفين والباحثين الأسئلة لكم.
نتمنى منكم الإجابة.
جزاكم الله خيرا
ـ[أقدار]ــــــــ[28 - Mar-2009, صباحاً 06:58]ـ
الأخ البرقاوي ..
استمع لهذه الإجابة لعل فيها مايشفي بإذن الله
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=3135
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 12:01]ـ
جزاك الله خيرا.
لكن لا يشتغل عندي برنامج التشغيل المخصص للمسألة.
الله المستعان.
لعلي أحاول أن أجد للبرنامج تعريف.
بارك الله فيك
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 12:43]ـ
هل من مُبارك يدلنا على كلام أهل العلم في هذه المسألة، فإني أتعجّب من ذلك!
هل ورد في ذلك دليل شرعي؟
أإذا توضأت لصلاة الضحى، مثلا، يجب علي أن أعيد الوضوء لصلاة الظهر، ما لم أنوِ بذلك الوضوء رفع الحدث، وإنما نويته لصلاة النافلة؟!
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 12:49]ـ
وهذا رابط موضوع في ملتقى أهل الحديث، يستفسر طالب علم عن هذا الأمر ..
أضعه هنا لعله يفيدكم، خاصة مشاركة الأخ الفاضل (أبو السها) وفقك الله ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=149312
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 10:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا غاليتي السلفية النجدية لقد أوضحت الصورة جيدا فبارك الله فيك
ـ[أقدار]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 01:32]ـ
الأفاضل طلبة العلم ..
قرأنا هذه الفتوى على مجموعة من الأشخاص ممن لديهم علم قليل ..
وفوجئت بأنهم يعترضون اشد الاعتراض وقالوا لن نأخذ بها وما إلى ذلك ..
سؤالي: هل لديهم مايؤيد قولهم .. خاصة وأنهم لم يأتوا بالدليل على اعتراضهم .. ؟؟؟
ـ[أقدار]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 06:38]ـ
ننتظر الاجابة من طلبة العلم عن سؤال الأخت النجدية .......
ـ[أقدار]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 02:37]ـ
فخرَّج العلماء من هذا أن من نوى وضوءه للنافلة لا يصح أن يصلي به الفرض
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 11:46]ـ
وقعتُ على هذه الفائدة أثناء سماعي لشريط (شرح عمدة الأحكام) للشيخ: (صالح الفوزان) - حفظه الله - (الشريط الأول، الوجه الثاني)، فأنقلها لكم لعموم النفع:
س: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (هل يجوز لشخص توضّأ لصلاة الظهر مثلا، واستمرّ على وضوئه حتى صلاة العصر، ولم ينوِ في وضوئه الأول إلا الظهر، هل له أن يُصلي العصر)؟
ج: نعم له أن يُصلي ما دام وضوؤه باقيا لم ينتقض، له أن يُصلي عدة صلوات، ما دام أن وضوءه لم ينتقض؛ إلا أن العلماء يقولون يستحب له التجديد، إذا توضّأ وصلى بهذا الوضوء ما أراد أن يُصلي فريضة أخرى يستحب له التجديد، ولا يجب عليه ذلك؛ لأنه يؤخذ من الحديث الذي مرّ بنا، " لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ "، فمفهومه أنه إذا كان على وضوء ولم يُحدِث أنه يُصلي عدة صلوات، نعم).
النجدية ..
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 12:36]ـ
بارك الله فيكم يا إخوان
وهذه فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (ج 6/ ص 203 ـ 204) [رقم الفتوى في مصدرها: 8419]
السؤال: إذا توضأ الرجل لصلاة المغرب فصلى ولم ينو بهذا الوضوء إلا للمغرب، ثم جاءت صلاة العشاء ومازال على هذا الوضوء وصلى فهل صلاته جائزة أم لا؟
الجواب: تجوز الصلاة بعد الطهارة فروضا ونوافل ولو لم ينوها عند الوضوء؛ لما أخرج مسلم عن بريدة رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد وعلى هذا فصلاة العشاء بوضوء المغرب صحيحة وإن لم ينوها، وهكذا لو توضأ لصلاة الضحى ولم ينو صلاة الظهر ثم جاء الظهر وهو على طهارة فإنه يصلي بها الظهر.
(اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه)
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 01:18]ـ
فتوى العلامة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -
السائل: هل يشترط في الوضوء تسمية الصلاة التي سيصلى بها أم سيصلى به أن يصلى به حتى ينتقض وضوءه ولو كان لأكثر من صلاة؟
الشيخ: لا يشترط أن يسمي الصلاة التي توضأ لها، يعني لا يشترط أن ينويها، وكذلك لا ينطق بها بلسانه، كما هو معروف أن النطق بالنية ليس من الأمور المستحبة، لكن إذا توضأ لصلاة الظهر مثلا فله أ ن يصلي الظهر ويتنفل بهذا الوضوء، وله أن يصلي العصر والمغرب والعشاء مادام على وضوئه، ولا حاجة إلى تعيين الصلاة، كما أنه لو توضأ بنية رفع الحدث بدون أن ينوي صلاة أو غيرها فإنه يرتفع حدثه وله أن يصلي به ما شاء.
السائل: ولو سمّى لا يتقيّد بالتسمية؟
الشيخ: نعم، ولو سمّى لا يتقيّد بالتسمية
السائل: مثل لو نوى بوضوئه صلاة الظهر مثلا، يجوز له أن يصلي العصر والمغرب؟
الشيخ: نعم
السائل: نعم. بارك الله فيكم
فتاوى نور على الدرب (النية والجهر بها)
محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى -
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 03:33]ـ
في فتوى اللجنة الدائمة:
(وهكذا لو توضأ لصلاة الضحى ولم ينو صلاة الظهر ثم جاء الظهر وهو على طهارة فإنه يصلي بها الظهر).
.................
وفي فتوى الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
(لكن إذا توضأ لصلاة الظهر مثلا فله أن يصلي الظهر ويتنفل بهذا الوضوء، وله أن يصلي العصر والمغرب والعشاء مادام على وضوئه، ولا حاجة إلى تعيين الصلاة، كما أنه لو توضأ بنية رفع الحدث بدون أن ينوي صلاة أو غيرها فإنه يرتفع حدثه وله أن يصلي به ما شاء).
...................
هذا ما نريده، أنار الله بصيرتكم ..
أخي الفاضل - وفقك الله - هل تسمح لي بنقله؟!
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 08:27]ـ
أخي الفاضل - وفقك الله - هل تسمح لي بنقله؟!
لا شك يا أختي الكريمة، أسمح لك ولغيرك.
أسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى(/)
رسالة ماجستير من كلية الشريعة في دمشق
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 11:27]ـ
تمت يوم الأربعاء بتاريخ 25/ 3/2009م في مدرج نقابة المعلمين في دمشق مناقشة رسالة ماجستير في الحديث النبوي وعلومه للطالب أحمد الطاهر بعنوان (سوء الحفظ وأثره في قبول الحديث ـ دراسة تأصيلية تطبيقية) وقد حصل الباحث على تقدير جيد جداً مع صعوبة البحث وتداخلاته حيث إن الباحث قد أجاد في الحديث عن هذه الجزئية وأفاض، ورغم قلة الأخطاء بأنواعها والثناء على الباحث لم تسلم الرسالة من النقد ..... وكانت لجنة الحكم مؤلفة من الدكتور نصار نصار مشرفاً، والدكتور بديع السيد اللحام مناقشاً، والدكتور عبد القادر الحسين مناقشاً، وقد أثرت تعليقات الدكتور عبد القادر اللغوية البحث على تنوعها.
إن أحببتم أن أذكر لكم المقدمة، وأهم النتائج التي توصل إليها الباحث فلا بأس فقد أذن لي بذلك، وقد حضرت المناقشة شخصياً، وأشار الدكتور عبد القادر إلى أن شخصية الباحث كانت بارزة في البحث وأحياناً تطغى.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 08:49]ـ
هذا هو الملف
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 10:10]ـ
شكرا لك أحسن الله إليك ... لك مني أجمل تحية على الهدية الغالية ...
ـ[الحجار]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 06:35]ـ
جزاك الله خيرا فهي رسالة قيمة جدااا(/)
فوائد و عِبَر .. من حياة الألباني
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[28 - Mar-2009, صباحاً 10:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه نقولاتٌ مختارة، من كتاب الشيخ الفاضل: عبدالعزيز السدحان " الإمام الألباني رحمه الله .. دروسٌ ومواقفٌ وعِبَرٌ "، و هو الكتاب الذي قدَّم له الشيخ عبدالله بن عقيل.
هذا، و النسخة التي بين يدي من دار التوحيد للنشر.
///- كلامٌ نفيس من الشيخ على من يدعوا لتطبيق شرع الله، و هو لا يُطبِّقُه فيه نفسه!!
يقول الشيخ - رحمه الله -: " .... ولكن هناك اختلافا كبيرا بين الجماعات الإسلامية الموجودة على الساحة - ساحة الإصلاح و محاولة إعادة الحياة الإسلامية، و استئناف الحياة الإسلامية و إقامة الدولة الإسلامية - هذه الجماعات مختلفة مع الأسف الشديد أشدَّ الاختلاف حول نقطة البدء بالإصلاح؛ فنحن نخالف كل الجماعات الإسلامية في هذه النقطة، ونرى أنه لابُدَّ من التصفية و التربية معا، أما أن نبدأ بالأمور السياسية .. و الذين يشتغلون بالسياسة قد تكون عقائدُهم خرابا يبابًا، و قد يكون سلوكُهم من الناحية الإسلامية بعيدا عن الشريعة، و الذين يشتغلون بتكتيل الناس و تجميعهم على كلمة (إسلام) عامّة ليس لها مفاهيم واضحة في أذهان هؤلاء المتكتِّلين حول أؤلئك الدعاة، و من ثَمَّ ليس لهذا الإسلام أيُّ أثر في منطلقهم في حياتهم، و لهذا تجد كثيرًا من هؤلاء و هؤلاء لا يُحقِّقون الإسلام في ذوات أنفسهم فيما يمكنهم أن يطبِّقوه بكل سهولة، بحيث لا أحدَ - مهما كان متكبرًا جبّارًا - بدخل بينه و بين نفسه.
وفي الوقت نفسه يرفع هؤلاء أصواتهم بأنه: لا حكم إلا لله، و لابد أن يكون الحكم بما أنزل الله .. وهذه كلمة حقٍّ، ولكن فاقدُ الشيء لا يُعطيه، فإذا كان أكثر المسلمين اليوم لا يُقيمون حكم الله في أنفسهم و يطالبون غيرهم بأن يُقيموا حكم الله في دولتهم، فإنهم لن يستطيعوا تحقيق ذلك .. ففاقد الشيء لا يُعطيه، لأن هؤلاء الحكام هم من هذه الأمة، و على الحكام و المحكومين أن يعرفوا سبب هذا الضعف الذي يعيشونه، يجب أن يعرفوا لماذا لا يحكُم حكّام المسلمين اليوم بالإسلام إلا في بعض النواحي؟ ولماذا لا يطبق هؤلاء الدعاةُ الإسلامَ في أنفسهم قبل أن يُطالبوا غيرَهم بتطبيقه في دولتهم؟!
الجواب واحد، وهو إمّا أنهم لا يعرفون الإسلام و لا يفهمونه إلا إجمالا، و إما أنهم لم يُربَّوا على هذا الإسلام في منطلقهم، و في حياتهم، و في أخلاقهم، وفي تعاملهم مع بعضهم و مع غيرهم .. و الغالب - كما نعلمه بالتجربة - أنهم يعيشون في العلة الأولى الكبرى، و هي: بُعدُهم عن فهم الإسلام فهمًا صحيحا، كيف لا؟ وفي الدعاة اليوم من يعتبر السلفيين بأنهم يُضيِّعون عُمرهم في التوحيد!! و يا سبحان الله! ما أشدّ إغراق من يقول مثل هذا الكلام في الجهل؛ لأنه يتغافل - إن لم يكن غافلا حقّا - عن أن دعوة الأنبياء و الرسل الكرام كانت {أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت}. صـ142.
///- فائدة عن وضع الخطِّ تحت الكلام المراد لفتُ النظر إليه .. أم فوقَه؟
قال الشيخ - رحمه الله -: " إنَّ وضعَ الخطِّ فوقَ الكلمات المراد لفت النظر إليها هو صنيع علمائنا تبعا لطريقة المحدِّثين، و أمّا وضع الخط تحت الكلمة فهو من صنع الأوربيِّين، وقد أُمِرنا بمخالفتهم ". صـ149.
///- قصة الشاب حديث العهد بالالتزام، والذي خاف أن يُقفِل الشيخ الهاتف في وجهه!!
" اتّصل به شابٌّ هاتفيا، فلما رفع الشيخ سماعةَ الهاتف بادره الشاب بقوله: أنا شاب حديث عهد بالالتزام، وقد سمعتُ أنّك تُغلق الهاتف بسرعة فإيّاك أن تُغلقَ الهاتف حتى أُنهي كلاميّ! فضحِكَ الشيخُ و أعطاه ما يُريد ". صـ159.
///- دعوة الشيخ طلبةَ العلم للرفق و الموعظة الحسنة:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - يقول الشيخ - رحمه الله -: " ... لذلك أُكرّر القول لإخواني طلبة العلم أن يبتعدوا عن كلِّ خُلُقٍ ليس إسلاميا، ومن ذلك أن لا يغتروا بما أوتوا من علم، و أن لا يغلبهم العجب، و أن ينصحوا الناس أخيرًا بالتي هي أحسن، ويبتعدوا عن الأساليب القاسية و والشديدة في الدعوة؛ لأننا جميعا نعتقد الله - عزّ و جل - حين قال: {ادعُ إلى سبيل ربِّك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن} إنما قال ذلك لأن الحق في نفسه ثقيلٌ على الناس، ثقيلٌ على النفوس البشرية، و لذلك هي تستكبر قَبولَه إلا من شاء ربُّك، فإذا انضمَّ إلى ثِقَلِ الحقِّ على النفس البشريَّةِ عضوٌ آخرٌ و ثِقَلٌ آخرٌ و هو القسوة في الدعوة، كان ذلك تنفيرا للناس عن الدعوة.
وقد تعلمون قول الرسول (ص): {إن منكم لمنفرين (ثلاثا)}.
وختاما: أسأل الله - عز وجل - أن لا يجعل منّا منفرين، و إنما يجعلُنا حكماء عاملين بالكتاب و السنة. ". صـ164.
2 - و يقول - رحمه الله -: " ... وعلينا أن نترفقَ في دعوتنا المخالفين إليها، و أن نكون مع قوله تبارك و تعالى دائمًا و أبدًا: {ادْعُ إلى سبيل ربِّك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن}.
و أول من يستحق أن نستعمل معه هذه الحكمة هو من كان أشدَّ خصومةً لنا في مبدئنا و عقيدتنا، حتى لا نجمع بين ثِقَلِ دعوة الحقِّ التي امتنَّ الله - عز وجل - بها علينا، و بين ثِقَلِ أسلوب الدعوة إلى الله - عزّ وجل -. " صـ184.
///- قصَّةُ محمد الخطيب الذي كاد أن يسقط من على السطح .. فبكى الألباني و سجد لله شكرًا:
يقول محمد الخطيب: " كنت مرةً أعمل على سطح بيته و أُصلح بعض الأمور، فحملت قضيبا طويلا أرفعه من مكان لآخر، فغلبني القضيب و أنا على السطح فكدت - لولا فضل الله - أن أهوي من أعلى السطح، فعَلِمَ الشيخُ بالخبر، فحمد الله على سلامتي، و سارع ساجدا لله سجدةَ شكرٍ، و ذرفت عيناه بالبكاء، و أخرج من جيبه مئةَ دينار أعطاني إيّاها. " صـ167.
///- الألباني ولَّد زوجتَه بنفسه .. و قصة ولادة زوجة محمد الخطيب:
قال محمد الخطيب: " .. وكانت زوجتي على وشك الولادة، فكان الشيخ دائمَ السؤال عنها، و قبل يوم الولادة - حينما أردتُّ الانصراف من المكتبة - قال لي الشيخ: خذ سيارة أم الفضل لعلك تحتاجها في منتصف الليل، وبَقِيَت السيارة عندي يومين، وفعلا جاءت الولادة في منتصف الليل، و خرجتُ من بيتي لا أعرف أين أذهب، وبعد بحث لم أجد قابلة، فتذكّرتُ أنّ زوجة الشيخ عندها خبرة بالولادة، فتوجّهتُ نحو بيت الشيخ و أنا متردّد خشية أن أُزعِجَ الشيخ في هذا الوقت المتأخر، فطرقتُ الباب، فردَّ عليَّ الشيخ وقدّمتُ اعتذارا شديدا و أعلمتُه حاجتي، فردَّ عليَّ بلهجة المداعب: لماذا لم تصنع مثل شيخك؟ فقد قمتُ بتوليد زوجتي بنفسي، ثم أردف قائلا: لحظات و أوقظ لك أُمَّ الفضل، و ذهبت معي، و رُزقنا بولدي عبد الله. " صـ168.
///- الألباني يوقِظُ تلامذته لصلاة الفجر:
قال الشيخ العوايشة: " كان الشيخ يمرُّ على بيوت تلامذته بنفسه يوقظهم لصلاة الفجر " صـ169.
///- غسل الشيخ ملابسَ تلميذه:
قال عصام موسى هادي: " كان يتردَّد على شيخنا طالبٌ عُماني يدرس في الأردن كنيتُه (أبو عبدالرحمن)، فبينما هو ذات يوم في بيت شيخنا ولا يوجد إلا أنا و شيخنا و الأخ العماني قال شيخنا له: من يغسل ملابسك؟ فقال الأخ العماني: أنا.
فقال شيخنا: أحضر ملابسك إليَّ ونحن نغسلها. فقال الأخ العماني و الحياء قد أخذ بمجامعه: لا أريد أن أغلبك، أو قال: أتعبك، فقال شيخنا و هو يبتسم: لا تتعبنا و إنما تتعب الغسَّالة ". صـ173.
///- المال الذي وضعه الشيخ في كتاب تلمييذه:
قال عصام موسى هادي: " عمل عند شيخنا طالب علم كان يدرس في المعهد الشرعي، وفي وقت فراغه يأتي عند شيخنا فينسخ له، فحدثني هذا الطالب بأن شيخنا قال له مرَّةً: ارني هذا الكتاب الذي معك - لكتاب كان معه -، ثم أخذ شيخنا ينظر في الكتاب، ثم خرج من المكتبة ومعه الكتاب ثم عاد و أعاد الكتاب للطالب، فلما خرج الطالب من عند شيخنا قال: لاحظتُ أن في الكتاب شيئا، فلما نظرتُ و إذا بشيخنا قد وضع فيه مالا " صـ173.
(يُتْبَعُ)
(/)
///- صلاة الشيخ في المسجد الأقصى عام 1385 هـ:
قال الشيخ - رحمه الله -: " و لقد شددت الرَّحْل إلى بيت المقدس لأول مرة بتاريخ 23/ 5/1385 هـ حين اتفقتْ حكومتا الأردن وسوريا على السماح لرعاياها بدخول أفراد كلٍّ منهما إلى الأخرى بدون جواز سفر، فاهتبلتُها فرصة فسافرتُ فصليت في المسجد الأقصى، و زرتُ الصخرة للاطلاع فقط؛ فإنه لا فضيلة لها شرعا، خلافا لزعم الجماهير من الناس، و مشايعة الحكومات لها " صـ194.
///- نصيحة الشيخ للمسلمين أن يعملوا و إن لم يعلموا الحكمة من العمل:
قال الشيخ - رحمه الله -: " يجب عليك أيها السلم أن تعتقد أن لله في كل ما شرع لعباده من أمر أو نهي أو إباحة - حكمةٌ بل حِكَمًا بالغة، علمها من علمها و جهلها من جهلها، تظهر لبعضهم و تخفى على آخرين، و لذلك فالواجب على المسلم حقا أن يُبادرَ إلى طاعة الله، ولا يتلكّأ في ذلك حتى تتبين له الحكمة، فإن ذلك مما يُنافي الإيمان الذي هو التسليم المطلق للشارع الحكيم، و ولذا قال - عز وجل - في القرآن الكريم: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما}.
وعلى هذا عاش سلفُنا الصالح، فأعزّهم الله، و فتح له البلاد و قلوب العباد، و لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، و لقد كان لأبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قصب السبق فيه، وكان مثالا صالحا لغيره، كما يدل على ذلك موقفه الرائع في قصة صلح الحديبية .. " صـ247.
///- ضرورة تركيز الجماعات الإسلامية على الدعوة للتوحيد:
قال الشيخ - رحمه الله -: " .. ولا بُدَّ من التركيز على الدعوة إلى التوحيد في كل مجتمع أو تكتُّلٍ إسلامي يسعى - حقيقةً وحثيثًا - إلى ما تُدندِن به كل الجماعات الإسلامية أو جُلُّها، وهو تحقيق المجتمع الإسلامي و إقامة الدولة المسلمة التي تحكم بما أنزل الله على أيِّ أرض لا تحكم بما أنزل الله .. هذه الجماعات أو هذه الطوائف لا يمكنها أن تحقِّق هذه الغاية التي أجمعوا على تحقيقها، وعلى السعي حقيقا إلى جعلها حقيقة واقعية إلا بالبدء بما بدأ به الرسول " صـ248.
///- أمنية الشيخ الألباني في إرسال علماء دعاة للغرب:
يقول الشيخ - رحمه الله -: " ... واعتقادي أن كثيرًا من الكفار لو أُتيحَ لهم الاطِّلاع على الأصول و العقائد و العبادات التي جاء بها الإسلام لسارعوا إلى الدخول فيه أفواجا، كما وقع ذلك في أول الأمر، فليتَ أن بعض الدول الإسلامية تُرسِلُ إلى بلاد الغرب من يدعو إلى الإسلام ممن هو على علم به على حقيقته، وعلى معرفة بما أُلصِقَ به من الخرافات و البدع و الافتراءات ليحسن عرضَه على المدعوين إليه، وذلك يستدعي أن يكون على علم بالكتاب و السنة الصحيحة، ومعرفةٍ ببعض اللغات الأجنبية الرائجة، وهذا شيء عزيز يكاد يكون مفقودا، فالقضية تتطلب استعداداتٍ هامة؛ فلعلهم يفعلون " صـ248.
///- نصيحة الألباني للداعية بترك الجدال إن كان المُجادّل متعصِّبا:
يقول الشيخ - رحمه الله -: " ينبغي أن يُلاحِظَ الداعية أنه إذا تبيَّنَ له أنه لا جدوى من المجادَلة مع المخالف له لتعصبه لرأيه، و أنه إذا صابره على الجدل فلربما ترتب عليه ما لا يجوز، فمن الخير له حينئذٍ أن يدعَ الجدال معه؛ لقوله (ص): " أنا زعيم ببيت في رَبَضِ الجنّة لمن ترك المراء و إن كان مُحقّا " رواه أبو داود بسند حسن عن أبي أمامة، و للترمذي نحوه من حديث أنس وحسنّه " صـ250.
///- شفاعة ابن باز للألباني عند ملك الأردن .. وقبول الملك الشفاعةَ:
قال مؤلِّف الكتاب: " و عندما بلغ الشيخ ابن باز أن حكومة الأردن قررت إخراج الشيخ من الأردن، كتب الشيخ كتابا إلى ملك الأردن السابق يشفَعُ فيه بعدم إخراج الشيخ ناصر، و يذكرهم بمقام الشيخ، فما كان من الملك إلا الموافقة، وقرّت عين الشيخ ابن باز بقبول الشفاعة، و عين الشيخ ناصر بالبقاء " صـ261.
///- تسلية ابن باز للألباني لما أُنهِيّت خدماته من الجامعة الإسلامية:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال مؤلِّف الكتاب: " و عندما حصل للإمام الألباني ما حصل من بعضهم في الجامعة الإسلامية، و قامت إدارة الجامعة بدورها على إنهاء خدماته، وبلغ ذلك الشيخ ناصر .. قال: حسبنا الله و نعم الوكيل، قال ابن باز مسليا له: (حيثما تقوم بواجب الدعوة لا فرق عندك) " صـ261.
///- الألباني يرثي ابن باز:
قال مؤلِّف الكتاب: " و عندما بلغ الشيخَ ناصر خبرُ موت الشيخ ابن باز لم يتمالك نفسَه من البكاء، فدمعت عيناه دمعات حارة، وتكلم عنه بكلمات رقيقة بارَّة، و قال: (إنّا لله و إنّا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي و اخلفني خيرًا منها، رحمه الله رحمةً واسعة، و جزاه عن الإسلام و المسلمين خيرا.
كل ابن أنثى و إن طال سلامتُه .. يومًا على آلة حدباء محمولُ
لقد كان الشيخ عبدالعزيز - رحمه الله - من خيرة العلماء، نسأل الله تعالى أن يجعل مأواه الجنة، و لو أن هذه الحياة دامت لأحد لدامت للمصطفى صلوات الله وسلامه عليه، رحمه الله و ألحقنا و إياه بالصالحين) " صـ262.
///- قيادة الألباني للسيارات .. و رأي ابن باز:
قال مؤلِّف الكتاب: " كان أحد طلبة العلم راكبا مع الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -، كان الشيخ ناصر يُسرع في قيادته للسيارة، فقال ذاك الطالب: يا شيخ، هذه سرعة ولا تجوز، و الشيخ ابن باز أخبر أن ذلك من إلقاء النفس إلى التهلكة. أو كلاما قريبا من هذا، فضحك الشيخ الألباني، و قال: هذه فتيا من لم يجرِّب فنَّ القيادة! فقال الالب: يا شيخ، سأنقل هذا الكلام إلى الشيخ عبدالعزيز، فقال: انقله.
قال الطالب: فقابلتُ الشيخ عبدالعزيز - رحمه الله - في مكة و أخبرتُه بكلامي مع الشيخ الألباني و أخبرتُه بكلام الشيخ لي، فضحك، و قال: هذه فتوى من لم يجرِّب دفع الديّة! " صـ264.
///- سميُّ ابن باز .. و الألباني:
قال مؤلّف الكتاب: " ومن لطائف الموافقات فيما يتعلق باسم الإما ابن باز فقد جاء (سير أعلام النبلاء) أن الإمام الذهبي - رحمه الله تعالى - ترجم لإمام يُشاركه الشيخ في الكنية و اللقب، فقال (ابن باز الحافظ الإمام، أبو عبدالله ... ) ثم قال: (محدّث مُتقِنٌ مفيد، وُلِد سنةَ 522 هـ، ومات 622 هـ).
ومما يتعلق باسم الإمام الألباني ما جاء في (تاريخ دمشق) لابن عساكر: (محمد بن نوح، قدم دمشق و حدّث بها و ببغداد ومصر. قال الخطيب: كان ثقة مأمونا، وما رأينا كتبا أصحَّ من كتبه و لا أحسن). " صـ264.
///- الشيخ وهو كبير في السن:
" 1 - لما ثقل في مرضه الذي مات فيه كان يقول لأهله: احملوني إلى المكتبة، فإذا أدخلوه إليها قال: أجلسوني. قالوا: لا تستطيع. فكان - رحمه الله تعالى - يضطجع و يأمر بالكتاب فيُقرأ عليه.
2 - لما ضعفت يدُه عن الكتابة الطويلة كان يُملي على بعض أبنائه و حفدته ما يُخرِّجُه من أحاديث.
قال الشيخ محمد إبراهيم شقرة: (كان الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - لا يهدأ عن البحث، حتى إنه إذا أراد أن يكتب شيئا قال اكتب يا عبداللطيف ... اكتب يا عبادة .. اكتب يا لؤي).
3 - قال الشيخ علي بن حسن: (أملى الشيخ الألباني قبل وفاته بشهور قليلة ثماني عشرة صفحة في تخريج حديث ضعيف منكر حشد له بين يديه على طاولته عشرات المراجع الحديثية مخطوطة و مطبوعة).
4 - قال الشيخ علي بن حسن أيضا: (كان آخِر كتاب عمل به شيخنا - يرحمه الله - في السنتين الأخيرتين هو كتابه " تهذيب صحيح الجامع الصغير و الاستدراك عليه "، ولقد قال لي حين سألته عنه أولَ اشتغاله به: هذا مشروع اقترحه عليَّ مرضي و عجزي).
5 - ذكر الشيخ علي خشّان أن الشيخ قبل وفاته بأيام كان إذا أفاق من مرضه قال: أعطوني الجرح الثاني. يعني كتاب (الجرح و التعديل) لابن أبي حاتم.
6 - و ذكر الشيخ علي بن حسن أن عبداللطيف نجل الشيخ الألباني أخبره أن الشيخ - رحمه الله - طلب منه قبل نحو ثمانٍ و أربعين ساعة من وفاته إحضار كتاب (صحيح سنن أبي داود) لينظر فيه شيئا وقع في قلبه و ورد على ذهنه.
" صـ275 - 276.
///- من أهمِّ نعم الله على الألباني:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ - رحمه الله -: " إن نِعَمَ الله عليَّ كثيرةٌ لا أُحصي لها عددا، و لعل من أهمها اثنتين: هجرةُ والدي إلى الشام، ثم تعليمُه إياي مهنتَه في إصلاح الساعات.
أما الأولى: فقد يسَّرتْ لي تعلم العربية، و لو ظللنا في ألبانيا لما توقعتُ أن أتعلم منها حرفا، ولا سبيل إلى كتاب الله و سنة رسوله إلا عن طريق العربية.
و أما الثانية - وهي تعلم مهنة الساعات -: فقد قيّضت لي فراغًا من الوقت أملؤُه بطلب العلم، و أتاحت لي فرص التردد على المكتبة الظاهرية و غيرها ساعات من كل يوم، و لو أني لزمت صناعة النجارة - التي حاولتُ التدرب عليها أولا - لالتهمت ووقتي كلَّه، و وبالتالي لسدّت بوجهي سُبُلّ العلم الذي لا بُدَّ لطالبه من التفرغ " صـ286.
///- يكاد الألباني يتمنى الموت ......... :
قال الشيخ - رحمه الله تعالى - تحت حديث {أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، و أقلهم من يجوز ذلك}. قال ابن عرفة: و أنا من ذلك الأقل - فقال الشيخ الألباني - رحمه الله - معلقا على قول ابن عرفة:
" و أنا أيضا من ذلك الأقل؛ فقد جاوزتُ الرابعة و الثمانين، سائلا المولى سبحانه و تعالى أن أكون ممن طال عمره و حسن عمله، ومع ذلك فإني أكاد أتمنى الموت؛ لما أصاب المسلمين من الانحراف عن الدين، و الذل الذي نزل بهم حتى الأذلّين، ولكن حاشا أن أتمنى و حديث أنس ماثلٌ أمامي منذ نعومة أظفاري، فليس لي أن أقول إلا كما أمرني نبيّي (اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، و توفني إذا كانت الوفاة خيرا لي). وداعيا بما علمنيه - عليه الصلاة و السلام -: (اللهم متعنا بأسماعنا و أبصارنا و قوَّتنا ما أحييتنا، و اجعلها الوارث منا).
وقد تفضل سبحانه فاستجاب و متعني بكل ذلك، فها أنا ذا لا أزال أبحث و أحقق و أكتب بنشاط قلَّ مثيلُه، و أصلي النوافل قائما، و أسوق السيارة بنفسي المسافات الشاسعة، و بسرعة ينصحني بعض الأحبة بتخفيفها، ولي في ذلك تفصيلٌ يعرفُه بعضَهم! أقول هذا من باب و أما بنعمة ربك فحدِّث، راجيا من المولى سبحانه و تعالى أن يزيدني من فضله، فيجعل ذلك كله الوارث مني، و أن يتوفاني مسلما على السنة التي نذرتُ لها حياتي دعوةً و كتابةً، و يلحقني بالشهداء و الصالحين، و حسُنَ أؤلئك رفيقا، إنه سميعٌ مجيبٌ. " صـ287.
///- دفْنُ الشيخ في مقبرة قديمة .. ربما يكون الشيخُ آخر من دُفِنَ فيها:
قال تلميذُه الشيخ محمد إبراهيم شقرة: " المقبرة التي دُفِنَ فيها مقبرةٌ مغلقة مُنِعَ الدفنُ فيها، أو كانت البلدية تفكر في إزالتها، فحضر وكيل أمين العاصمة و شهد الدفن و أمر أن يُدفن الشيخ في المقبرة نفسها رغم أنها مغلقة، ثم أمروا بأن يُقام سور حولها و ألا يكون هناك دفنٌ بعد الشيخ - رحمه الله -، فربما يكون آخِرَ من دُفِنَ في هذه المقبرة، و لعل الله حفظ بوجوده فيها الأموات الذين سبقوه أن تُنْبَشَ قبورُهم ".
قال مؤلِّفُ الكتاب: " فائدة: قال ابن المنكدر - رحمه الله تعالى -: (إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده و ولد ولده و الدُّوَيْرات التي حوله، فما يزالون في حفظٍ من الله و ستر) ". صـ289.
///- مسامحة الألباني لمؤلف هذا الكتاب:
قال مؤلِّف الكتاب: " قابلتُ الشيخ بعد ذلك في الحج، وكان مقيما في مخيم السكن الخاص للقائمين على مستشفى الحرس الوطني في منى، زُرتُه في خيمته بصحبة الشيخ عبدالكريم المنيف، و لم يكن أحد عنده سوى ولده - أظنه عبدالمصور -، فلما انتهت الزيارة و وقمنا من عنده و أردنا الخروج رجعتُ إليه فقلتُ: يا شيخ جرى كلامٌ فيك مع بعض المحبين لك في مكة و قلت له كلمة ليست قدحا في شخصك معاذ الله لكني ندمت على قولها، و أنا أريد مسامحتك. فلم يسألني - رحمه الله تعالى - عنها، بل قال لي كلاما أذكرُه إن شاء الله بحروفه، قال لي: (أحَلَّكَ الله فيما قلتَ، و فيما ستقول، و فيما لم تقل)، فقبّلتُ رأسه و ودَّعتُه ".
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[28 - Mar-2009, صباحاً 10:55]ـ
و قد أمدّنا الأخ الفاضل: إبراهيم الابياري - من ملتقى أهل الحديث - بهذه المادة:
جنازة الشيخ الألباني، ومعها كلمة الشيخ/ محمد إبراهيم شقرة:
http://wadod.org/uber/uploads/Albani.rar (http://wadod.org/uber/uploads/Albani.rar)
نسأل الله أن يبارك فيه، و أن يجزيَه خيرا كثيرا.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[28 - Mar-2009, صباحاً 11:18]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم وبارك فيكم. ورحم الله شيخ الإسلام الألباني.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 04:06]ـ
جَزاكُم اللَّهُ خَيْرًا ـ أبا خَالِدٍ ـ،
وَرَحِمَ الإِمَامَ أَبَا عَبدِ الرَّحْمَنِ الْأَلْبَانِيَّ،
وبَاركَ في شَيْخِنَا العَلَّامَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَقِيلٍ،
وَنفَعَ بالشَّيْخِ عَبدِ العَزِيزِ السّدحانِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 04:09]ـ
رحم الله الشيخ الألباني
من يحمل عنه الأمانة و يواصل المسيرة لإصلاح هذه الأمة؟
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 05:48]ـ
يقول الشيخ - رحمه الله -: " .... ولكن هناك اختلافا كبيرا بين الجماعات الإسلامية الموجودة على الساحة - ساحة الإصلاح و محاولة إعادة الحياة الإسلامية، و استئناف الحياة الإسلامية و إقامة الدولة الإسلامية - هذه الجماعات مختلفة مع الأسف الشديد أشدَّ الاختلاف حول نقطة البدء بالإصلاح؛ فنحن نخالف كل الجماعات الإسلامية في هذه النقطة، ونرى أنه لابُدَّ من التصفية و التربية معا، أما أن نبدأ بالأمور السياسية .. و الذين يشتغلون بالسياسة قد تكون عقائدُهم خرابا يبابًا، و قد يكون سلوكُهم من الناحية الإسلامية بعيدا عن الشريعة، و الذين يشتغلون بتكتيل الناس و تجميعهم على كلمة (إسلام) عامّة ليس لها مفاهيم واضحة في أذهان هؤلاء المتكتِّلين حول أؤلئك الدعاة، و من ثَمَّ ليس لهذا الإسلام أيُّ أثر في منطلقهم في حياتهم، و لهذا تجد كثيرًا من هؤلاء و هؤلاء لا يُحقِّقون الإسلام في ذوات أنفسهم فيما يمكنهم أن يطبِّقوه بكل سهولة، بحيث لا أحدَ - مهما كان متكبرًا جبّارًا - بدخل بينه و بين نفسه.
وفي الوقت نفسه يرفع هؤلاء أصواتهم بأنه: لا حكم إلا لله، و لابد أن يكون الحكم بما أنزل الله .. وهذه كلمة حقٍّ، ولكن فاقدُ الشيء لا يُعطيه، فإذا كان أكثر المسلمين اليوم لا يُقيمون حكم الله في أنفسهم و يطالبون غيرهم بأن يُقيموا حكم الله في دولتهم، فإنهم لن يستطيعوا تحقيق ذلك .. ففاقد الشيء لا يُعطيه، لأن هؤلاء الحكام هم من هذه الأمة، و على الحكام و المحكومين أن يعرفوا سبب هذا الضعف الذي يعيشونه، يجب أن يعرفوا لماذا لا يحكُم حكّام المسلمين اليوم بالإسلام إلا في بعض النواحي؟ ولماذا لا يطبق هؤلاء الدعاةُ الإسلامَ في أنفسهم قبل أن يُطالبوا غيرَهم بتطبيقه في دولتهم؟!
الجواب واحد، وهو إمّا أنهم لا يعرفون الإسلام و لا يفهمونه إلا إجمالا، و إما أنهم لم يُربَّوا على هذا الإسلام في منطلقهم، و في حياتهم، و في أخلاقهم، وفي تعاملهم مع بعضهم و مع غيرهم .. و الغالب - كما نعلمه بالتجربة - أنهم يعيشون في العلة الأولى الكبرى، و هي: بُعدُهم عن فهم الإسلام فهمًا صحيحا، كيف لا؟ وفي الدعاة اليوم من يعتبر السلفيين بأنهم يُضيِّعون عُمرهم في التوحيد!! و يا سبحان الله! ما أشدّ إغراق من يقول مثل هذا الكلام في الجهل؛ لأنه يتغافل - إن لم يكن غافلا حقّا - عن أن دعوة الأنبياء و الرسل الكرام كانت {أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت}.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
و رحم الله الإمام امجدد رحمة واسعة
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 10:35]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 11:31]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[11 - Jul-2009, صباحاً 12:36]ـ
السلام عليكم أخي الكمالي.
جزاك الله على نقلك.
رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته.
أعجبتني أخي أنّه ولّد زوجته.
وهذا من تواضعه، رزقنا الله قربه في الجنة.
ـ[سليمان الشعلان]ــــــــ[11 - Jul-2009, صباحاً 04:46]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة
ـ[المقبولي الأهدل]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 01:14]ـ
رحم الله الإمام الألباني رحمة واسعة وألحقنابه على خير .. آمين(/)
تحولات فيها عظات
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[28 - Mar-2009, صباحاً 10:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة وبركاته
إن تقلبات الدنيا وأحوالها على مستوى الفرد والجماعة يجب ألا تمر على العاقل بدون توقف، بل الواجب عليه أن ينظر إليها بعيني قلبه ليدركها على حقيقتها ويتعامل معها بالشكل المطلوب شرعا حتى ينجو.
إن ميدان الاعتبار لدينا فسيح ومجال استخدام نظر القلب واسع وآيات الله كثيرة لم تبق لأحد عذرا، فهل من معتبر!!
يقول سبحانه وتعالى:
(فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ*وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ*وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ*لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ*فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ*وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ) الآيات 16 - 21 من سورة الانشقاق.
في هذه الآيات الكريمة أقسم الله سبحانه وتعالى بأربع آيات أفقية عظيمة على حالة واقعة مشاهدة يفترض أن تؤدي إلى نتيجة حتمية لا نزاع فيها بين (العقلاء).
أقسم سبحانه بالشفق وهو الحمرة التي تكون قبل طلوع الشمس وبعد غروبها وهذه العلامة تؤذن بتحول وقتي كبير في حياة المخلوقات عامة وفي حياة المسلم خاصة.
ثم أقسم سبحانه بالليل وما أدراك ما الليل!! هذه النعمة العظيمة التي لا يحيط بقدرها إلا من خلقها. في الليل يسكن الناس بعد عناء الكد والتعب. وفي الليل تهدأ الحياة (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) القصص72.
في الليل يتنزل الرب جل وعلا إلى سمائه الدنيا ليفتح لعباده أبواب الرجوع إليه والنيل من كرمة وجوده (يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟) حديث صحيح. ولو ذهبنا نعدد نعم الله في الليل لما انتهينا إلى حد ولعل الله أن ييسر إفراد هذا بموضوع خاص.
بعد ذلك أقسم سبحانه بما يحوي هذا الليل وبما يلفه تحت ردائه من الأرواح والمخلوقات ما بين ساكن ومتحرك. وكيف أن هذه الآية العظيمة تؤثر في نظام المخلوقات تأثيرا عجيبا.
ثم جاء القسم بالقمر حال اتساقه يعني (اكتماله) فيبدوا هلالا صغيرا لا يرى ثم يكبر شيئا فشيئا حتى يصبح زينة للناظرين ورفيقا بارا بالسامرين.
ثم جاء دور المقسم عليه وهو الشأن العظيم فقال سبحانه (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ) أي لتتبدلن بكم الأحوال حالا بعد حال.
وتبدل الأحوال على اختلاف المستويات دليل على إرادة ربانية عظيمة وتنبيه إلى حكمة العليم القدير، فأين المعتبرون!!
كان الكاتب والقارئ لا شيء. وكان غيرهم كذلك، ثم خلقوا من نطفة، فتبدلت بهم الأحوال ومرت بهم الدنيا بمراحلها المختلفة واستمرت بهم هذه المراحل وستستمر حتى المستقر الأخير إما إلى جنة وإما إلى نار ..... نسأل الله من فضله ونعوذ بالله من غضبه وناره. (أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً) مريم 67. (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) الروم 54.
وقفت كثيرا مع هذا الحديث القدسي الذي يصور حال الكثير وهو قوله سبحانه يقول الله تعالى: ابن آدم! أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذا (وقد بصق صلى الله عليه وسلم في كفه ووضع أصبعه عليه)؟ حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد (أي صوت المشيء من الخيلاء والعجب بالنفس) فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت: أتصدق وأنى أوان الصدقة؟!
تتبدل الأحوال بالأمم فتكون الأمة آمنة مطمئنة ظاهرة قاهرة فتترك أمر الله فينزل عليها سخطه وعقابه فتتفرق أيدي سبأ، (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) النحل 112.
تتبدل الأحوال بالقلوب، فتمرض بعض القلوب وتستمر في مرضها حتى تموت، ويبعث الله النور في بعض القلوب الميتة حتى تكون قلوبا مخبته رجاعة أوابة إليه.
يشعر الإنسان أحيانا بتحرك قلبه نحو الخير ونشاطه وعليه، ويشعر أحيانا أخرى بشيء من الكدر والرآن والقسوة في هذا القلب، وكل هذا بسبب بعده وقربه من ربه الذي يقلب قلوب بني آدم بين إصبعيه كما صح الحديث بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من قلب إلا وهو معلق بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه والميزان بيد الرحمن يرفع أقواما ويخفض آخرين إلى يوم القيامة).
وقوله سبحانه (فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ*وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ) دليل على أن هذه الآيات المذكورة والتغيرات المستمرة الملحوظة هي من أكبر دلائل الإيمان ودواعيه، فما أعظمها من أدله!! ولكن لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
ومما يدخل في تغير الأحوال المقسم عليه في هذه الآيات أن الدنيا لا تستقيم على طريقة ولا تصفو لأحد وليس فيها أمان لعاقل ولهذا قيل:
طبعت على كدر وأنت تريدها ............... صفوا من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها .................. متطلبا بالماء جذوة نار
ومع هذا كله فإن الله سبحانه يتعالى ضمن الحياة الطيبة والعيشة الهنية في وسط هذه الأكدار والتغيرات لمن آمن به وعمل صالحا (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) النحل 97. فبالإيمان والعمل الصالح يدخل الإنسان جنة الدنيا قبل دخول جنة الآخرة.
نسأل الله أن يرزقنا العظة والاعتبار وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه.
والسلام(/)
بحث وجمع متواضع عن الغَيرة (أرجوا به النفع).
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 12:46]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الرسلين وبعد:
فهذا غيض من فيض مما بُحث وجمع عن الغَيرة - وباشرت أنا بعمل ذلك - فأسأل الله العظيم أن نكون عند حسن ظنّنا وإليكم الرابط للتحميل:
http://www.rofof.com/3kmzxv28/Al-ghyrh.html
ـ[سعد الحسيني]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 12:58]ـ
بارك الله فيك أخي معاذ ونفع الله بك ووفقك إلى كل خير.
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 01:01]ـ
جزاكم الله خيرا .. التحميل جاري.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 01:52]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله في سعيكم.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 06:38]ـ
جزاك الله خيرا اخي معاذ
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 03:27]ـ
جزاك الله خير الجزاء,
جار* التحميل.
_________________
*أظن ان الصواب (جار) وليس (جاري) كما قال أخونا حفيد, والله أعلم.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 05:02]ـ
جزاكم الله خيرا يا أحبة .... ولقد قام أحد الأخوة الأفاضل (وهو أخي أحمد شبيب) بارك الله فيه بفهرسة الملف فجزاه الله خيرا وبارك الله فيه وفي تواضعه ....
http://www.rofof.com/4ajdun7/Al-ghyrh.html ( مفهرسا)
ـ[أشجعي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 05:32]ـ
بارك الله في الشيخين,
في الجامع:) وفي المفهرس:)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 10:30]ـ
جزاك الله خير الجزاء,
جار* التحميل.
_________________
*أظن ان الصواب (جار) وليس (جاري) كما قال أخونا حفيد, والله أعلم.
عذرا لصاحب الموضوع على الخروج ..
بيد أن تنبيه الأخ الفاضل لفت انتباهي، مما جعلني أعقّب وأسأله، فما سبب قولك أن لفظة (جار) هي الصواب، ولفظة (جاري) خاطئة؟!
طلبا للفائدة ..
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 02:54]ـ
بارك الله فيكم جميعا
_______________
بالنسبة لسؤال الأخت, فأترك الجواب لشيخنا العوضي:
أيهما الصواب جاري ام جار ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17007)
أيهما أصح معاني أم معان -رابط فرعي وضعه الشيخ- ( http://alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=25996)(/)
130 خطأ في الصلاة (تلخيص محاضرة)
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 03:22]ـ
((130 خطأ في الصلاة))
كلمة:
إن المصلي واقف بين يدي الله جلّ وعلا، مناج لربه عزّ وجلّ، فإذا فرَّغ قلبه لمناجاته، وأدى حق صلاته، وأكمل خشوعها، وقد امتلأ قلبه محبة لله وتعظيماً وإجلالاً. فإنه إذا انصرف من صلاته، وجد خفة من نفسه، وأحس بأثقال قد وضعت عنه، فوجد نشاطاً وراحة وروحاً، حتى يتمنى أنه لم يكن خرج منها، لأنها قرة عينه، ونعيم روحه، وجنة قلبه، ومستراحاً في الدنيا، فلا يزال كأنه في سجن ضيق حتى يدخل فيها، فيستريح بها، لا منها.
قال الله: (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) الحديد.
الصلاة عمود الدين.
الصلاة عبادة التي افتتح بها في سورة المؤمنون (قد افلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون) في المرض في السفر في الحضر في العنايات المركزة وغيرها.
الصلاة لعظمها تجب عليك الصلاة وأنت مريض صحيح , مسافر حاضر , نائم فاقد العقل لمدة فاعتبر أخي المسلم.
وأسباب ترك الصلاة: 1: ضعف العلم الشرعي 2: غياب القدوة في الصلاة 3: ترك الاهتمام من الآباء 4: غياب الدعاة الذين يعلمون الناس الصلاة. 5: رفض الناس العلم (خصوصا: كبار السن): يقولون: نحن الذي نعلمك الصلاة (ويتكبرون , والناس كلهم بحاجة للداعية).
(بعض من أخطاء المصلين)
(قبل الصلاة)
1: عدم اسباغ الوضوء. وقد يصل للإبطال الصلا ة اذا كان هاملا. كما جاء في الحديث (اسبغوا الوضوء وقال: ويل للأعقاب من النار.
2: عدم التجمل للصلاة.
(الذهاب للسجد والدخول)
3: الإسراع في الذهاب للصلاة (وهذا خلاف الحديث).
4: الغفلة عند دعاء الدخول. والدعاء بالغفرة لا تصح.
5: الغفلة عن التيامن.
6: عدم اطفاء الجوال: يصلي والأغاني تشتغل وقت الصلاة.
(في المسجد قبل الصلاة والأذان والإقامة) 7:
7: ترك تحية المسجد وهي سنة مؤكدة عند الجمهور
8:دم الحرص على الصف الأول.
9 الحديث بين الأذان والإقامة.
10 رفع الصوت بالقراءة والتشويش على المصلين.
11 بعضهم يقولون أقامها الله، وهذا لا دليل عليه.
12عدم الحرص على تسوية الصفوف.
13عدم إكمال الصفوف.
14 وضع اليد في الأذن للمؤذن.
15 تلحين الإقامة والسنة الإسراع بها.
16 الإطالة في الكلام قبل التكبير.
(داخل الصلاة والاستفتاح)
17 قول سووا صفوفكم والخط الأعوج.
18 التلفظ بالنية وهي بدعة.
19 قول الله أكبار.
20 عدم الانتباه لدخول الوقت.
21 التلحين والتطريب الزائد.
22: إهمال سنّة الترديد.
23: قول صدقت وبررت والذي ينبغي قول مثل ما يقول.
23 بعد الأذان قول: حقا لا اله الا الله وهذه من البدع.
24 الخروج من المسجد بعد الاذان (كما جاء عن أبي هريرة).
25: م رفع اليدين عند التكبير.
26:الاستمرار في دعاء استفتاح واحد
27 وضع اليد على الصرة والسنة وضع على الصدر 28 وضع اليد عند الرقبة.
29: سكوت الإمام عند قراءة الفاتحة ليقرا الماموم الفاتحة وهي بدعة عند بعض العلماء , والفاتحة واجبة واقرأ ولو كان الإمام يقرا
30 قول استعنّا بالله عند البدء بالصلاة.
31: عدم تحريك اللسان والشفتين.
32: قول: آمّين بتشديد الميم.
(في الركوع والسجود) 34 ترك الرفع لليدين قبل الركوع والسنة الرفع
35عدم تسوية الظهر عند الركوع والصحيح التسوية
36 وضع اليد على الركبة غير مفرجة
37 كثرة الدعاء في الركوع والسنة كثرة التسبيح
38 التنحنح في الداخل للذي يتأخر عن الصلاة وهي غير جائزة
39 رفع اليدين عند الرفع من الركوع وهذا لا دليل عليه
40 قول-ولك الحمد والشكر- عند الرفع من الركوع والشكر لا دليل عليها.
41 ترك وضع اليدين على الصدر عند الرفع
42 ترك الطمانينة عند الرفع
43 رفع اليد عند النزول للسجود.
مواطن رفع اليد: التحريمة , والرفع من الركعتين , والانتقال للداخل للصلاة.
45 تقديم الركبة على اليد وفيها هذه خلاف كبير.
46 رفع إحدى القدمين كلاهما أو يرفع احداهما.
47: بسط الذراع في السجود.
48: تفريج أصابع اليدين عند السجود.
(يُتْبَعُ)
(/)
49: رفع الرأس عند السجود لأنه يلبس ثياب جميلة وفاخرة. ويجب الزهد في الدعاء والنبي حرص على ذلك.
49عدم الالتصاق الرجلين في السجود
49: الإسراع في السجود والتفريج بين القدمين.
(السجدتين والتشهد وبعد الصلاة) 50:
50: تحريك الاصبع بين السجدتين 51: اطالة الامام في الجلوس أو الإطالة في الانصراف 52: ترك الأذكار الواجبة 53: رفع اليدين بالدعاء وهذا ليس موضع الرفع والنبي كان يدعوا بغير هذا. 54: المصافحة عقب السلام وهذا أمر لا دليل عليه 55: ورود بعض الأدعية (تباركت وتعاليت) أو الإزادة.
(اخطأء عامة في الصلاة) 56: فرقعة الأصابع 57: والتشبيك لأن النبي نهى عن ذلك
58: كثرة الحركة في الصلاة 59: اذا علمت أن الامام على خطأ ويتابعه 60: التثاوب بالصلاة بدون كظم 61:الصلاة والذهن مشغول بمواعيد 62: الصلاة حال الجوع 63: الرغبة بقضاء الحاجة وهذا للجائع والطعام حاضر وأيضا قضاء الحاجة 64: التقصير في اتخاذ السترة 65: أطراف الفرش ليست سترة 66: (التوسع) بمسألة الصلاة في النعال والسبب عدم الفرش أما المساجد مفروشة بفرش جميل وعناية كبيرة وان كانت سنة فقد يحصل أذية 67: التفريط في المرور بين يدي المصلي والنبي عاقب من فعل هذا 68: عدم الطمأنينة في الصلاة وخاصة النساء (وهذه سرقة كما قال النبي) 69: رفع البصر في الصلاة وفي هذا وعيد شديد (لينتهين أقوام عن رفع ابصارهم ... ) ....
70، 71، 72،
المتابعة: اذا كبر فكبروا اذا ركع فاركعوا وهو الفعل بعد ه مباشرة
المسابقة: وهي التي جاءت في التحذير والوعيد الشديد عن تشبيهه بالحمار.الموافقة: وهي لا تجوز تكون معه بالضبط
التأخر: وهذه حال بعض الناس , والمنهي عنه. يرفع الامام من الركوع والأخ ما زال راكع.
74: نزول قبل الإمام عند السجود 75: عدم الإطمئنان عند النزول
76: الصلاة في الثوب الشفاف لأن من شروط الصلاة ستر العورة 77: الصلاة بمكان فيه زخرفة شديدة 78: الصلاة في الثوب فيه زخرفة 79: وضع سجاد خاصة للأمام وهذا خلاف السنة 80: الصلاة مكشوف الكتف (وهو المحرم) والنبي نهى عن ذلك.
81: الصلاة بثياب النوم. 82: عدم التحري في القبلة 83: كثرة الوساوس والخواطر (أنا ما كبّرت و و و) 84: النوم عن الصلاة والتأخر عنها فلقد ورد التحذير عن ذلك. 85: عدم الحرص على السكن القريب من المسجد (حتى لا يسمع الأذان) 85: التساهل بأمر الأطفال (وهذه خصوصا للنساء) ومن فعل ذلك عمدا فصاحبها يَؤثم.86: البصاق اتجاه القبلة وقد حذّر النبي من ذلك. حتى قال العلماء: البصق اتجاه القبلة خارج الصلاة أيضا / كما في ابن خزيمة 87 الغفلة عن مناصحة الأهل في الصلاة 88 التنفل عند إقامة الصلاة 89: القيام من الصلاة بعد ما يمتلي بطنه 90: اهمال السواك قبل الصلاة 91: البسلمة عن التشهد والصلاة على النبي 92: وقول سيدنا في التشهد.93: التقدم عن الامام في الصلاة 94: تحريك السبابة عند لفظ الجلالة في الصلاة 95: يضع المسواك معه وهو قائم 96: رفع الصوت من الماموم في الصلاة يشويش على الذي جنبه 97: بعضهم يحرك رأسه عند السلام 98: تحريك اليدين عند السلام بالاشارة 99: عدم استواء الصف الكامل 100 ترك صلاة الجماعة عند العروس (تطلق للرجل والمرأة).
101: الصلاة على الغائب الذي صلي عليه ولم يكن من هدي النبي الصلاة لكل غائب (إنما من مات في بلد ولم يصل عليه).
102: تخصص بعض الليالي ببعض الصلوات 103: سجود السهو: بقول أدعية لم ترد 104: لا يدري متى يدعوا للاستخارة وهي في التشهد. وبعضهم يقول: لا بد أن ارى مناما 105: سجود التلاوة بقول أدعية لم ترد وبعضهم يضع المصحف على الأرض 106: الصلاة خلف النار لا يجوزلما فيه من التشبه 107 الصلاة في المسجد فيه قبر.
108: بعضهم لا يصلي الرواتب وبعضهم لا يصلى ولا راتبة للصلاة (وهذا محروم الأجر). 109: ترك أداء الصلاة في البيت - الرواتب إلا المكتوبة كما جاء في الحديث (حتى في المسجد الحرام). 110: الغفلة عن صفاتها وأحكامها وخصوصا سنة الفجر والسنة تخفيفها 111: تأخير الصلاة من النساء حتى ينهي الامام 112: كثرة خروجها للمساجد 113: ومنع النساء للخروج 114: الخروج متعطرة أو متبرجة 115: الصلاة في ثوب شفاف والصلاة بثياب الطبخ (والله يقول: خذو زينتكم عند كل مسجد) 115: الاسراع بالصلاة لكي تدرك ابنها أو تدرك الطبخ أو ما شابهه.
(اخطاء المريض) 116: بعض المرضى يعتقد ان الصلاة مسقوطة عنه 117: بعضهم يجهل الجمع يبن الصلاتين 118: قد يصلي جالسا وهو يستطيع القيام 119: يصلي ايماءا بإصبعه وهو يقدر على القعود ولكن أقصى الأحوال الإيماء بالقلب.
(صلاة الجمعة)
120: التأخر عن صلاة الجمعة 121: عدم التزين للجمعة والانتظار حتي ينتهي الاذان لصلاة النافلة في الجمعة ولكن يجب الصلاة حتى ولو في الأذان لأن ادراك الخطبة أهم من الصلاة النافلة 122: عدم الانصات للخطبة 123: التفريق بين المصلين 124: الحجز موضع في المسجد بلا سبب 126: رفع اليدين عند دعاء الامام في الخطبة ولكن يجوز التامين أمّا الرفع فلا 125: اذا رفع الامام ترفع وذلك في الاستسقاء وغيرها 126: بعض الخطباء لا يحضروا للخطبة 127: التاخرعن الصلاة للخطباء 126: أطالة الخطبة مخالفة للسنة وابن عثمين رخص في 13 دقيقة مقتصدة نافعة127: تحريك اليدين للخطباء والمبالغة 128: الصلاة ركعتين للخطيب.
* 129 ,, 130 *
التكلم عن الذنوب يقرأ عن الذنوب عن المموت في الصلاة عن الموت والسنة سورة الغاشية والأعلى.
(انتهى ملخصا من محاضرة للشيخ سلطان العمري _ أرجوا أن ينال به النفع وأرجوا نشره للفائدة). والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 04:26]ـ
جزاك الله خيرا استاذنا .. اوقفتني الفقرة 14 ..
ولدي سؤالان:
1 - وضع اليد في الاذن أم وضع الاصبع.؟ "ابتسامة" وكيف يضع احدنا يده في اذنه .. ؟!
2 - هل من جواب على هذا:باب ما جاء في إدخال الإصبع في الأذن عند الأذان (00:00:00) 2 - حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان الثوري عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال رأيت بلالا يؤذن ويدور ويتبع فاه هاهنا وها هنا وإصبعاه في أذنيه ورسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة له حمراء أراه قال من آدم فخرج بلال بين يديه بالعنزة فركزها بالبطحاء فصلى إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بين يديه الكلب والحمار وعليه حلة حمراء كأني أنظر إلى بريق ساقيه قال سفيان نراه حبرة قال أبو عيسى حديث أبي جحيفة حديث حسن صحيح وعليه العمل عند أهل العلم يستحبون أن يدخل المؤذن إصبعيه في أذنيه في الأذان وقال بعض أهل العلم وفي الإقامة أيضا يدخل إصبعيه في أذنيه وهو قول الأوزاعي وأبو جحيفة اسمه وهب بن عبد الله السوائي.!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 06:37]ـ
جزاك الله خيرا أخي معاذ
أحسنت اخي حفيد (ابتسامة)
وذكر الشيخ ابن عثيمين فوائد وضع الإصبع في الأذن في الأذان
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[29 - Mar-2009, صباحاً 12:34]ـ
ابتسامتك صدقة اخي الكريم "ابو الهمام" جزاك الله خيرا ..
اخي صاحب الموضوع هناك ملاحظات كثيرة على ما نقلت سأورد أرقامها باختصار ..
23 - 26 - 39 - 43 - 49 - 60 - 66 - 70 - 74 - 75 - 84 - 108 - 115 - 126 - ... فلا ادري اخي كيف نناقشها .. ؟
وعموما استفدنا منه جزاك الله خيرا .. وننتظر منكم المزيد.
كيف حالك إن شاء الله دائما بخير؟
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 03:48]ـ
جزاك الله خيرا أخي حفيد وبارك الله فيك وكتب الله أجرك ووفقك الله إلى كل ما ينفعك ويصلح وييسر أمورك. آمين
ياحبذا لو تكتب الأخطاء حتى نناقشها.
لكني اطلعت فانظر وقل رأيك أخي حفيد.؟
الأولى _23 _ قول حقا _ لا إله إلا الله ... مالإشكال فيها؟؟؟ هي بدعة
الثانية _26_ الإستمرار في دعاء الإستفتاح .. مالإشكال فيها؟؟ النبي كان يذكر أكثر من إستفتاح في الصلوات ورد عنه كثيرا من الأدعية المختلفة. وأظن خطأه بعض العلماء لكي يغير الأذكار في الصلوات للأحوط وأن لا تعتبر أن هذه الواردة فقط والله أعلم
الثالثة _39_ رفع اليدين من الركوع .. صحيح فيها اشكال!! النبي كان يرفع يده إذا قام من الركوع والله أعلم.
الرابعة _43_ رفع اليدين عند النزول إلى السجود .. ما فيها دليل اخوي حفيد أن النبي كان يرفع يده للنزول!!!!
الخامسة _49_ عدم الإلتصاق الرجلين في السجود .. صحيح الوارد إلصاق الرجلين في السجود وأن لا يفرجهما!!!!
السادسة _60 _ التثاؤب بالصلاة دون كظم .. ورد في البخاري ومسلم أن النبي امر أن يكظم الإنسان يده اذا تثائب وهذا يشمل في الصلاة وغير الصلاة!!!!!
السابعة _66_ التوسع في مسألة النعال .. ورد عن سعيد بن زيد عن أنس بن مالك أن النبي كان يصلي بنعليه والشيخ العمري يقول من الأخطاء الخوض في هذه المسألة!!!!
الثامنة _ 70 _ المتابعة __ ليس فيها اشكال لأن متابعة الإمام واجبة!!! أين الإشكال
التاسعة _74_ النزول قبل الإمام .. هذا خطأ شائع وكلام الشيخ صحيح فأين الإشكال؟؟؟
العاشرة _ 75 _ عدم الطمأنينة وقال الشيخ عدم الإطمئنان والصحيح الطمأنينة والله أعلم __ لكن ما الإشكال لأن الطمأنينة ركن من أركان الصلاة!!!
الحادية عشرة _ 84_ النوم عن الصلاة وهذا خطأ شائع لكن أخي أين الإشكال؟؟
الثانية عشرة _108_ عدم صلاة الرواتب هذا محروم أجر النوافل:: أين الإشكال؟؟
الثالثة عشرة _ 115 _ الإسراع لإدراك ولدها .. هذا صحيح إاما أن تقطع الصلاة أو تبقى ولكن لا تسرع أين الإشكال؟؟
الرابعة عشرة _126 _ إطالة الخطبة وهذا صحيح النبي قال: طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقه أي علامة فأين الإشكال؟؟؟
الخلاصة: أخي حفيد صلاح الدين كل الأرقام التي وضعتها ليس فيها إشكال بالنسبة لي غير رقم (_ 43_)
(ابتسامة) (ابتسامة)
على كل حال هذا ما عندي.
وسيطلع صاحب الموضوع ويرد.
(يُتْبَعُ)
(/)
واعذرني اخي وصاحبي حفيد لأنني اطلعت عليهن فلم أجد إشكالا أبدا. وما أدري لعل هذا من جهلي. ولله أعلم.
أنتظر الرد.
بورك فيك
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 10:44]ـ
ولك بمثله اخا الاسلام "ابو الهمام البرقاوي " وبارك الله فيك وشكرا على حوارك الراقي والمهذب .. وكثر الله من أمثالكم وزادكم حلما وصبرا وادبا آمين ..
جيد أخي الفاضل لنبدأ على بركة الله:
أولا - قلت ملاحظات .. ! ولم أقل إشكال ..
ثانيا- بالنسبة للملاحظات فاليك الجواب مستعينا بالله:
الفقرة 23 ليست في محلها .. لان الاخ حشرها ضمن "الاخطاء داخل الصلاة" .. الصواب ان يذكرها في المقطع الذي سبقها.
الفقرة 26 .. لا ارى اي خطا في مداومة العبد على ذكر واحد للاستفتاح .. ان نقول الاولى ان يتنوع ويختار بين الاذكار الواردة بين الحين والاخر شيء .. وأن نخطّيء المداوم على ذكر واحد شيء آخر أخي ..
فمثلا لو داوم العبد طول عمره على "سبحانك الله وبحمدك ... هل يكون مخطئا.؟
قال الترمذي رحمه الله:
وحديث أبي سعيد أشهر حديث في هذا الباب وقد أخذ قوم من أهل العلم بهذا الحديث وأما أكثر أهل العلم فقالوا بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك وهكذا روي عن عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من التابعين وغيرهم .. !
الفقرة 39 .. بل السنة الثابتة رفع اليدين عند الرفع من الركوع .. !
الفقرة 43 .. رفع اليدين ثابت في السنة ..
الفقرة 49 لم أفهم ما يقصد حقيقة ..
الفقرة 60 لو عمل احد بهذا الحديث تارة: عن أبى سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تثاءب أحدكم فليمسك على فيه فإن الشيطان يدخل ..
وتارة بـ: فليرده ماستطاع .. وتارة جمع بين الاثنين هل يكون مخطئا.؟!
الفقرة 66 .. ومن قال ان العلة في الصلاة في النعال هي عدم الفرش .. ؟
الفقرة 70 .. وهل متابعة الامام من الاخطاء .. ؟
الفقرة 74 .. مكررة .. ويمكن حشوها في الفقرة 71 ..
الفقرة 75 لم افهم ماذا يقصد بالاطمئنان عند النزول .. !!!
الفقرة 84 تخطئة النائم عن الصلاة اطلاقا غير دقيق ..
كان في سفره الذي ناموا فيه حتى طلعت الشمس، فقال: إنكم كنتم أمواتا فرد الله إليكم أرواحكم، فمن نام عن صلاة؛ فليصلها إذا اسيقظ، ومن نسي صلاة؛ فليصل إذا ذكر ..
الفقرة 108 تخطئة من قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان صدق دخل الجنة .. افلح ان صدق لا اراه صحيحا ..
عن طلحة بن عبيد الله قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة قال هل علي غيرهن قال لا إلا أن تطوع قال وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام شهر رمضان قال هل علي غيره قال لا إلا أن تطوع قال وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الصدقة قال فهل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح إن صدق ..
افترض الله على عباده صلوات خمسا، (قالها ثلاث)، فحلف الرجل (بالله) لا يزيد عليه شيئا، ولا ينقص منه شيئا، قال صلى الله عليه وسلم: إن صدق ليدخلن الجنة] ..
الفقرة 115 غير دقيق ..
عن أنس ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأدخل في الصلاة وإني أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم لوجد أمه ببكائه ..
الفقرة 126 وهل التحضيير للخطبة واجب او مستحب .. ؟!
هذه ملاحظاتي يا غالي ..
علما ان بعض الارقام تكرر كثيرا مثل 23 .. 49 .. وغيرهما ... !
والان جاء دورك اخي الكريم ..
والله في عونك.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 08:51]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا حفيد. بارك الله فيك.
عندي بعض الملاحظات أو الإشكالات. ولا أدري ما الفرق؟؟؟ أفدنا
23_ صدقت أخي ولم أنتبه لهذا أعتذر وجزاك الله خيرا توقعت أن الخطأ في قول صدقت وبررت
(يُتْبَعُ)
(/)
26_ قلت أن أكثر أهل العلم عن دعاء (سبحانك اللهم ... ) ما ردك أخي على حديث أبي هريرة_ أن الرسول كان يسكت هنية فسأله أبو هريرة فقال النبي: اللهم اغفر لي خطايا ... هذا دعاء استفتاح وأنا قلت لك الأحوط لا خطأ ولا صواب الأحوط والأولى لكي لا تصبح هذه العبادة عادة لم؟؟ لأنه ورد فيها أدعية أخرى _ ولكن لا يقاس عليه الذكر في السجود ولا الركوع لم؟؟ لأنه لم يصل لنا إلاا ذالك مع الزيادات طبعا فمثلا::
من صلى ولم يسبح في الركوع أو السجود فعليه ان يسجد للسهو كما قال بعض أهل العلم ولا نقول الأحوط أن يغير التسبيح. لأن بينهما فرق _ أعني _ بين دعاء الإستفتاح والسجود والفرق: أن الإستفتاح سنة ولا عكس وأن الإستفتاح ليس على من نسيه أو تعمد تركه شيء ولا عكس وعلى هذا فقس ...
39 _ قد وافقتك أخي حفيد على الخطأ ولا إشكال
43_ أين الدليل أخي على رفع اليدين عند النزول إلى السجود _ علمنا مما علمك الله بارك الله فيك
49 _ إلصاق الرجلين _ أن يسجد الإنسان وتكونا رجليه ملتصقتين ببعضهما غير منفرجتين بل يضمهما
60 _ الحديثين الذين ذكرتهما لا تعارض بينهما والله أعلم. الأول أمر بالكظم والثاني أمر برده فلم لا يحمل حديث الحكظم على رد ه فليرده ما استطاع. أستطيع أن أرده بالكظم فما الملاحظة التي وجدتها أخي المفضال؟؟
66_ يرد على مسألتك الشيخ العمري أو اخوي معاذ العتيبي لكن الخطأ الذي ذكره الشيخ العمري___ (التوسع __)
70 _ اخوي الغالي قصد الشيخ _ المتابعة: اذا كبر فكبروا اذا ركع فاركعوا وهو الفعل بعد ه مباشرة __ قصد الشيخ عدم المتابعة لأنه ذكر أخطاء المصلين _ وذكرها فهي من جملة الأخطاء اي عدم المتابعة لا المتابعة نفسها!!! والله أعلم .. ,
74_ صدقت: يمكن إدخالها في الخطأ (الواحد والسبعين) في المسابقة
75 _ يقصد النزول بهدوء وبسكينة لا بخباطة وعباطة (لأن الإطمأنينة ركن من أركان الصلاة) والدليل حديث المسيئ صلاته
84_ شيخي حفيد قصد الشيخ التفريط لا نسيان النوم وإلا فهو معروف
108_ لم أفهم عليك أخي حفيد (لكن) الذي علمته أنك تقصد أن الله أمر بالصلوات الخمس ولم يأمر بغيرهن فخطأ من قال أن الذي لا يصلي الرواتب مخطئ لأن الرسول قال خمسا __ أقصدت هذا __ إذا قصدته أرد عليك فيما بعد
115_ أخي بن صلاح الدين _ تجوز ولكن هل التجوز يعني أن تسرع ولا يكون طمأنينة في الصلاة؟؟؟ وقلت لك: إما أن تبقى طبعا أكيد مع التجوز ولكن العلة الإسراع _ وإما أن تخرج من الصلاة إن رأت أن هذه المصلحة
126 _ أظن يا أخي انك قد ذهبت إلى المغرب وانا قد ذهبت إلى مشرق (ابتسامه)
الشيخ يقصد الخطأ في من أطال في الخطبة لا في التحضير كما ذكرت أخي المبارك
هذه ملاحظاتي يا أخي المبارك .. واعذرني ان بدر مني شيئا فبالنسبة لي قد استفدت منك ومن ملاحظاتك والله شهيد على ذالك ..
دورك أخي.
وأرجوا أن نختمها بمسك
(ابتسامة) (ابتسامة) (ابتسامة) (ابتسامة) (ابتسامة) (ابتسامة) (ابتسامة)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 08:57]ـ
آسف على الإبتسامات أخذت صدقات كثيرة
لم أقصدها ولكن علق الجهاز
وشكرا لكم
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 12:08]ـ
اخي الكريم "ابو الهمام البرقاوي" حفظك الله ..
سلام عليك ورحمة الله .. واياك خيرا ..
ارجو ان لا تستعمل "شيخ" مرة اخرى ايها الفاضل .. فاني لست بشيخ ولا بطالب علم وما انا هنا الا لاجل التعليم .. اتعلم منك ومن الاخرين .. وجزاك الله على حسن ظنك ولكن ما انا بشيخ "ابتسامة" ولا تعين الشيطان على اخيك.
ثم:
الملاحظة: مُفاعلة من اللَّحْظ، وهو النظر بشِقِّ العين الذي يلي الصدغ ..
والاشكال: الالتباس والاختلاط .. !
اما الدليل على رفع اليدين عند النزول الى السجود:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الالباني غفر الله له:ومن سنن الصلاة، قوله: يستحب أن يرفع يديه في أربع حالات: الأولى: عند تكبيرة الإحرام .. والثانية والثالثة: عند الركوع والرفع منه .. والرابعة: عند القيام إلى الركعة الثالثة. قلت: قد ثبت الرفع في التكبيرات الأخرى أيضا، أما الرفع عند الهوي إلى السجود والرفع منه، ففيه أحاديث كثيرة عن عشرة من الصحابة، قد خرجتها في التعليقات الجياد، منها عن مالك بن الحويرث أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه في صلاته إذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من السجود، حتى يحاذي بهما فروع أذنيه. أخرجه النسائي وأحمد وابن حزم بسند صحيح على شرط مسلم، وأخرجه أبو عوانة في صحيحه كما في الفتح للحافظ، ثم قال: وهو أصح ما وقفت عليه من الأحاديث في الرفع في السجود. وأما الرفع في التكبيرات الأخرى ففيه عدة أحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه عند كل تكبيرة. ولا تعارض بين هذه الأحاديث وبين حديث ابن عمر المتقدم في الكتاب بلفظ: ... ولا يرفعهما بين السجدتين، لأنه ناف، وهذه مثبتة، والمثبت مقدم على النافي كما تقرر في علم الأصول. وقد ثبت الرفع بين السجدتين عن جماعة من السلف، منهم أنس رضي الله عنه، بل منهم ابن عمر نفسه، فقد روى ابن حزم من طريق نافع عنه أنه كان يرفع يديه إذا سجد وبين الركعتين. وإسناده قوي. وروى البخاري في جزء رفع اليدين من طريق سالم بن عبد الله أن أباه كان إذا رفع رأسه من السجود وإذا أراد أن يقوم رفع يديه. وسنده صحيح على شرط البخاري في الصحيح. وعمل بهذه السنة الإمام أحمد بن حنبل، كما رواه الأثرم، وروي عن الإمام الشافعي القول به، وهو مذهب ابن حزم فراجع المحلى ..
اما دعاء الاستفتاح:
فقد قلت من الخطأ تخطئة من واظب طول عمره من العوام على دعاء واحد .. كالذي تفضلت بنقله من حديث ابي هريرة الصحيح .. او حديث ابي جحيفة الصحيح كذلك .. ! اما في حق طلبة العلم والمطلعين على السنة فالاحسن والاولى والاليق بهم التنوع .. فيقرا بهذا تارة وبذاك تارة اخرى ..
الخطأ رقم 49 مكرر عدة مرات .. كنت اقصد عبارته هذه:
49: رفع الرأس عند السجود لأنه يلبس ثياب جميلة وفاخرة. ويجب الزهد في الدعاء والنبي حرص على ذلك .. !
اما فيما يخص التثاؤب: اقول: ما المانع في ان يعمل بالامساك تارة .. والكظم والرد تارة اخرة .. والجمع بينهما .. ؟ اعني يعمل بكل حديث على حدة .. فمثلا: لو اجبت حي على الصلاة بحي على الصلاة مرة .. ومرة اخرى بالحوقلة .. واحيانا تجمع بينهما كي تنال الجميع.؟!
"ابتسامة "أضحك الله سنك كيف يطمئن من يهوي الى السجود .. ؟ والاطمئنان هو السكون: قال أَبو إسحق في قوله تعالى: فإِذا اطْمَأْنَنْتُمْ فأَقِيمُوا الصلاة؛ أَي إذا سكنت قلوبكم، يقال: اطْمَأَنَّ الشيءُ إذا سكن، وطَأْمَنْتُه وطَمْأَنْتُه إذا سكَّنْته، وقد روي اطْبَأَنَّ ..
صحيح الاطمئنان لا بد منها ولكن اين .. ؟ في القيام والركوع والرفع منه والسجود ولجلسة بين السجدتين والتشهد .. لا عند الهوي الى السجود .. !! لو قلنا بهدوء وسكينة ووقار لكان اصح وادق .. فتامل اخا الاسلام.!
وبالنسبة للنوم عن الصلاة فقد اطلق القول ولم يقيد .. وانا اتكلم على ما كتب لا على ما قصد .. !
اما الفقرة 15: الاسراع بالصلاة لكي تدرك ابنها أو تدرك الطبخ أو ما شابهه ... فلا اراها دقيقة اخي .. لان التجوز والتخفيف والاسراع الغير المخل باركان وواجبات الصلاة هو امر مندوب ..
وتَجَوَّز في صلاته أَي خَفَّف؛ ومنه الحديث: أَسْمَعُ بكاء الصبي فأَتَجوَّزُ في صلاتي أَي أُخففها وأُقللها.
ومنه الحديث: تَجَوَّزُوا في الصلاة أَي خففوها وأَسرعوا بها، وقيل: إِنه من الجَوْزِ القَطْعِ والسيرِ ..
اما قوله حفظه الله: 126: بعض الخطباء لا يحضروا للخطبة .. ! فما معنى التحضيير .. ؟!
هذا ما لدي حتى الان .. وجزاك الله خيرا ورزقك كل خير ووفقك لكل خير ..
ولك مني كل الحب والتقدير والسلام
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 02:49]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على تواضعك ورفع الله قدرك في الدنيا والآخرة ..
أما في فوائدك فلا تعليق لكثرها .....
زادك الله علما. .
وأرجع عن ما قلت في رفع اليدين عند النزول إلى المسجد و التفريق بين الملاحظة والإشكال فجزاك الله خيرا.
وأما باقي الأخطاء فأظن أني سأرجع إلى الإمساك بمربط الفرس.
استفدت منك كثيرا رفع الله قدرك وزادك حسنات في الدنيا والآخرة ...
والسلام عليكم.
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 03:01]ـ
أعزك الله اخي وجمعنا واياكم على الحوض .. آمين
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 09:33]ـ
بارك الله فيكما ... وجزيتم خيرا على حسن الرد ...
إن اجتنبنا أخطاءنا نقول ما نريد .... وأولكم الكاتب ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 02:57]ـ
رائع جدا
شكر للجميع
سوف نقرأها على جماعة المسجد لكي نسفيد
موضوع مفيد جدا
ل
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 11:09]ـ
جزاك الله خيرا أن ستُكسبني - بإذن الله - الأجر , وللشيخ وأصحاب الموقع وكل من ساهم في هذا الجمع ...
فبارك الله فيك
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 01:01]ـ
حياك الله أخي في الله معاذ وجزاك الله خيرا على ما قدّمت من مخالفات وبدع في الصلاة.
هناك أخي الحبيب في الله أمر مهم جدا غفلت عنه عند ذكرك للأخطاء ألا وهو خطأ يذهب معه ثواب الصلاة بمجملها وهو أن بعض المسلمين اليوم غدت صلاتهم كصلاة المسيء صلاته, فنجدهم يصلون بلا خشوع أو اطمئنان لا بركوهم ولا بسجودهم, ولا برفعهم من الركوع ولا بجلستهم بين السجدتين, ناهيك عن غياب الثناء على الله عزوجل ودعاء الاستفتاح والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الشروع بقراءة الفاتحة.
كذلك نجد البعض يقرؤون الفاتحة على نفَسٍ واحدٍ أو نفسين , والسنة المؤكدة تقتضي أن نقرأ الفاتحة آية آية , نقف على رأس كل آية , ليتحقق بقارئها الحديث القدسي الجليل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين .. الى آخر الحديث.
أخيرا أودّ النصيحة ليس الا بألا نتسيتعجل بصلاتنا فهي أول ما ستحاسب عليها يوم القيامة, والقبر أولى منازلها, ومفتاح الأعمال كلها يوم القيامة الصلاة, فان صلحت صلح العمل كله, وان فسدت أو نقصت فسد العمل كله.
وفقنا الله واياكم لما فيه مرضاة الله عزوجل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 02:17]ـ
للرفع(/)
هل وافق احد من العلماء القدماء و المعاصرين الشيخ الحسن الددو في هذه المسائل
ـ[نبراس]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 05:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل وافق احد من العلماء القدماء و المعاصرين الشيخ الحسن الددو في هذه المسائل:
-قوله في حديث انا بريئ من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين:هذا محمول على من أسلم حديثاً و هو وسط المشركين وحده.
-قوله في الجنسية: ما لها إعتبار شرعي،هذه الوثائق كلها محدثة؛الجواز و الجنسية هذه كلها محدثة و ليس لها إعتبار شرعي و لا تقتظي ولاء و هي مجرد مصالح.
المصدر: حلقة من برنامج "فقه العصر"
ـ[التقرتي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 06:27]ـ
اولا حديث أنا بريئ اعله البخاري بالانقطاع فصحته خلاف بين اهل العلم
ثانيا حمل الحديث على كل مقيم بين المشركين مسألة خلافية بين اهل العلم فعلى ذلك قول الشيخ لا يعتبر جديدا فهو دائر في الخلاف
أما مسألة الجنسية و ما شابه هذه من النوازل و الله اعلم.
ـ[نبراس]ــــــــ[29 - Mar-2009, صباحاً 10:33]ـ
بارك الله فيك اريد تفصيل في المسألتين خاصة المسألة الثانية على العموم جزاك الله خيرا على تفاعلك
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[29 - Mar-2009, صباحاً 11:23]ـ
بارك الله فيك اريد تفصيل في المسألتين خاصة المسألة الثانية على العموم جزاك الله خيرا على تفاعلك
اخي الكريم الآثار الفقهية المترتبة على المسألة الثانية خطيرة جداً .. جداً.
ولعلك تراجع الرابط أسفله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85670
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[29 - Mar-2009, صباحاً 11:44]ـ
اخي نبراس عليك السلام ورحمة الله وبركاته ..
قضية الاقامة المنهي عنها بين ظهراني المشركين هي في حال وجود دار الاسلام .. والا اين كان الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه رضوان الله عليهم قبل المدينة.؟! الم يكونوا في مكة والحبشة وفي احضان قبائلهم .. ؟ والله اعلم.
والتجنس موضوع كثر الحديث حوله .. وللشيخ محمد الفزازي المغربي كلام جميل واختيار سديد فراجعه .. ولكنني اسالك:
مالفرق بين من يحمل الجنسية التونسية بصفتها الحالية وشروطها وبين الجنسية الفرنسية او الايطالية وغيرهما من دول الكفر.؟ والسلام.
ـ[نبراس]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 02:13]ـ
اخي الكريم الآثار الفقهية المترتبة على المسألة الثانية خطيرة جداً .. جداً.
ولعلك تراجع الرابط أسفله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85670
جزاك الله خيرا أخي فقد سبق ان إطلعت على هذا الرابط لكن سؤالي ليس عن الآثار الفقهية او غير ذلك ولكن ما أريد معرفته بالتحديد هو إذا ما كان أحد العلماء وافق الشيخ الحسن في رأيه في هذه المسألة.
ـ[نبراس]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 02:34]ـ
اخي نبراس عليك السلام ورحمة الله وبركاته ..
قضية الاقامة المنهي عنها بين ظهراني المشركين هي في حال وجود دار الاسلام .. والا اين كان الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه رضوان الله عليهم قبل المدينة.؟! الم يكونوا في مكة والحبشة وفي احضان قبائلهم .. ؟ والله اعلم.
هذا واضح لكن ماذا عن حمل معنى الحديث على أنه يختص بمن أسلم حديثا و وهو يعيش وسط المشركين.
والتجنس موضوع كثر الحديث حوله .. وللشيخ محمد الفزازي المغربي كلام جميل واختيار سديد فراجعه.
لم أطلع على رأي الشيخ لعلك تزودني بالرابط بارك الله فيك
مالفرق بين من يحمل الجنسية التونسية بصفتها الحالية وشروطها وبين الجنسية الفرنسية او الايطالية وغيرهما من دول الكفر.؟ والسلام.
انا لست تونسيا لهذا لا يمكن ان أجيبك على هذا السؤال رغم اني فهمت ما ترمي إليه حيث يشتكي كثيرا من الأخوة أحوالهم في تونس و المضيقات التي يتعرضون لها حتى ان أحد الأخوة المقيمين بفرنسا قال لأحد أقربائي أن زوجته تمنع من إرتداء النقاب في تونس و يشترطون عليها ذلك حتى تستطيع عبور الحدود في حين انها ترتديه في فرنسا.
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 02:55]ـ
ا اخي نبراس حفظك الله ..
1 - لا ادري ..
2 - كلام الشيخ الفزازي من الممكن الحصول عليه على اليوتيوب والله اعلم .. والمحاضرة متوفرة بين شباب المغرب والجاليات المقيمة في اوروبا بكثرة .. وقد استمعت الى الشريط قبل ثمانية سنوات.
3 - ليس تونس فقط يا اخي .. !
وساحاول افادتكم ان شاء الله قريبا ببعض النقولات ..
وبارك الله فيك
ـ[أشجعي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 03:12]ـ
المسلم مأمور بأن يهاجر من أي بلاد لا تقام فيها شعائر الله, فلا تستدل -يا أخي- بوجود بلاد كتونس او تركيا بأن الاقامة ببلاد الكفر والشرك ككندا او امريكا حلال!!
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 03:23]ـ
اخانا الفاضل أشجعي .. السلام عليك ورحمة الله
معاذ الله ان اقول ذلك .. ومتى قلته.؟! قصدي الجنسية وليس الاقامة.!
التجنس بجنسية دولة كافرة "كفر اصلي" ودولة كافرة " كفر طاريء" مالفرق بينهما .. ؟! علما ان ولاء التجنس لا يكون لرعايا تلك الدول وانما للانظمة .. ونعوذ بالله ان نساوي بين رعايا تلك الدول الغربية الكافرة "غير المسلمين" وبين رعايا تونس وبقية بلاد المسلمين .. فهم اخواننا هم منا ونحن منهم اينما كانوا من الاندلس الى آسام والفلبين .. ولا يلزم من ردة الحاكم ردة المحكوم .. انما الكلام على الانظمة واوراقها المحدثة اخي رعاك الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نبراس]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 12:33]ـ
انا بانتظار ما لديك أخي حفيد صلاح الدين كما أرجوا من الأخوة أن يفيدوني بما لديهم
ـ[أشجعي]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 03:16]ـ
((انا بريء من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين))
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب, والحديث يقول "من كل مسلم"
هذا ان كان الحديث أصلاً محصورا فقط في من أسلم حديثاً.
وبالنسبة للاستزادة التي طلبت:
السكنى بين ظَهرانَي الكفارِ من غيرِ ضرورةٍ وهذا محرمٌ لقولِه تعالى: ?إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (9 فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا? [النساء97 - 99] قال الحافظُ ابنُ كثيرٍ رحمه الله تعالى: "فنزلت هذه الآيةُ الكريمةُ عامةً في كلِ من أقامَ بين ظَهراني المشركينَ وهو قادرٌ على الهجرةِ، وليس متمكناً من إقامةِ الدِينِ، فهو ظالمٌ لنفسِه مُرتكبٌ حرامًا بالإجماعِ" اه _ فانظر يَا رَعَاكَ الله هذا في الذي يعيشُ بينهم ولم يُهَاجِر وهو قادرٌ على ذلك فكيف بمن يريدُ السفرَ من أجلِ العيشِ بينهم و الرسولُ صلى الله عليه و سلم قالَ: (من جَامعَ المشركَ وسكنَ معه فإنه مثلُه) وقال صلى الله عليه و سلم: {أنا بريءٌ من كل مسلمٍ يُقيمُ بين أظهرِ المشركينَ قالوا: يا رسولَ اللهِ لم؟ قال:" لا تَرَاءَى ناراهُما"}
ونقل العلامةُ أحمدُ بنُ يحيى الونشريسي التلمساني المالكي [ت 914ه] الإجماعَ على حرمةِ مساكنةِ المشركين إجابةً عن سؤالٍ ونقله كذلك عن ابنِ رشدٍ الجد فقال: قال زعيمُ الفقهاءِ القاضي أبو الوليدِ بنِ رشد رحمه الله:
(فإذا وجبَ بالكتابِ وإجماعِ الأمةِ على مَنْ أسلمَ بدارِ الحربِ أنْ يَهْجَرَهُ ويلحقَ بدارِ المسلمينَ ولا يَثْوِي بين المشركينَ ويُقيمَ بين أظهرهِم لئلا تجري عليه أحكامُهم، فكيف يباحُ حيث تجرى عليه أحكامُهم في تجارةٍ أوغيرِها؟ وقد كره مالكٌ رحمه الله أنْ يسكنَ أحدٌ ببلدٍ يُسبُّ فيه السلفُ فكيف ببلدٍ يُكفرُ فيه بالرحمن؟ وتُعبدُ فيه من دونِه الأوثانُ؟ لا تستقرُ نفسُ أحدٍ على هذا إلا مسلمٍ مريضِ الإيمان) اه
واعلموا رحمكُم اللهُ أنه لم يحرِّمِ العزيزُ الحكيمُ سبحانه وتعالى ولم ينْه الرسولُ الكريمُ صلى الله عليه و سلم عن شيءٍ إلا إذا ظهرتْ أضرارُه، وعَظُمَتْ أخطارُه، وتعددت مفاسدُه. والعبرةُ بالأخطارِ والأضرارِ الدينيةِ التي يَغْفُلُ عنها جُلُّ المهاجرينَ إلى ديارِ الكفرِ، حيث غرضُهم الأولُ والأخيرُ المصالحُ الدنيوية، والراحةُ الجسدية، والمُتَعُ الزائلة، والأوهامُ المسيطرةُ على أفهامِ وعقولِ كثيرٍ منهم على الرغمِ من أنَّ مخاطرَ الهجرةِ إلى بلادِ الكفارِ والسكنى بين ظهرانِيهِم كثيرةٌ فمنها:
أ -الفتنةُ في الدينِ على النفسِ، والأولادِ، والنساءِ، والأحفادِ ب- موالاتُهم ومحبتُهم والله جل وعلا يقول: ?لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ? [آل عمران28] ت- عدمُ التمكنِ من إظهارِ الشعائرِ التعبديةِ ث- التشبهُ بالكفارِ والتَخَلُقُ بأخلاقِهم. ج-مشاهدةُ المنكراتِ ومؤالفتها ح- فقدُ الولايةِ على الزوجِةِ والأولادِ خ- تعلقُ النساءِ والأولادِ بالدنيا يجعلُ من العسيرِ على الأبِ إذا عزمَ على الرجوعِ أنْ يُطَاوِعَهُ هؤلاءِ على ذلكَ، فإما أنْ يطاوعَهم ويبقى معهم وإما أن يتركَهم د-تركُ اللسانِ العربي.
نقلا عن أهل الحديث: الموضوع كاملاً ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=149381)
وبارك الله في أخونا حفيد.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 04:09]ـ
بسم الله الرّحمان الرّحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحيلكم على بعض الأسئلة التي وجّهت للإمام الألباني في هذا الصّدد
الجنسية
1) ما حكم تغيير الجنسية من الجنسية الإسلامية إلى الكافرة؟
أنظر: سلسلة الهدى و النّور، شريط رقم 513، الدّقيقة 37.25.
2) ما حكم من يتجنس بجنسية غير إسلامية ليعيش في بلاد إسلامية مكرما؟
أنظر: سلسلة الهدى و النّور، شريط رقم 355، الدقيقة 8.
الإقامة
1) ما حكم الإقامة في بلاد الكفر؟
أنظر: سلسلة الهدى و النّور، شريط رقم 287، الدقيقة 44.23.
2) ما حكم العمل عند الكفار الذين يمنعون من الصلاة في الوقت، وما حكم الإقامة في بلد الكفر.؟
أنظر: سلسلة الهدى و النّور، شريط رقم 344، الدقيقة 57.21.
3) ما رأيك في قول من يقول: بجواز الإقامة في بلاد الكفار من أجل الدعوة.؟
أنظر: سلسلة الهدى و النّور، شريط رقم 435، الدقيقة 18.29.
4) ما حكم الإقامة في بلاد الكفر إذا كان يستطيع أن يمارس شعائر الدين بخلاف بلده المسلم؟
أنظر: سلسلة الهدى و النّور، شريط رقم 522، الدقيقة 0.44.
5) خطأ تسمية الذهاب إلى بلد الكفر بالهجرة، وخطر الإقامة في بلد الكفر
أنظر: سلسلة الهدى و النّور، شريط رقم 522، الدقيقة 21.
6) هل يجوز الإقامة في بلاد الكفر؟ وهل يجب على الكافر إذا أسلم أن يهاجر إلى بلاد الإسلام
أنظر: سلسلة الهدى و النّور، شريط رقم 617، الدقيقة 0.39.
7) خطر الإقامة في بلاد الكفر.
أنظر: سلسلة الهدى و النّور، شريط رقم 809، الدقيقة 7.25.
8) سؤال عن حكم الإقامة في بلاد الكفر في سبيل الدعوة؟
أنظر: متفرّقات الألباني، شريط رقم 1، الدقيقة 30.15.(/)
أريد عشرة مسائل خالف فيها ابن العربي المالكية في أحكام القرآن
ـ[اسلامي حياتي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 05:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممكن مساعده منكم ,,
اريد عشرة مسائل خالف فيها ابن العربي المالكيه في كتابه احكام القرآن
اتمنى مساعدتي ولكم مني جزيل الشكر
ـ[اسلامي حياتي]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 11:07]ـ
ولا احد رد علي وانا منزله السؤال من كم يوم
سجل بهذا المنتدى من اجل التواصل بين اعضائه
والمساعده
ولم اجدها؟؟؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 12:21]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إذا كنت تملك الكتاب فابحث فيه أنت
لأنه أفضل لك فإنك ستستفيد فوائد أخرى بجانب الفائدة التي تبحث عنها
وأحرى أن لا تنسى هذه المسائل العشر إن وجدتها
لعل إخوانك تركوا الجواب عن مسألتك لهذه المصلحة
أو لعدم علمهم
فإنه إذا لم يكن هذا الأمر أفرده بعض المعتنين بالكتاب ببحث أو تصنيف صعب الوصول إليه ويحتاج إلى جهد ألا وهو جرد الكتاب كاملا
فأنت أولى بهذا الجهد
وفقك الله
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 12:38]ـ
وفقك الله إلى ما يجب ويرضى أخي الفاضل (أمجد) وقد صدقت والله بما قلته.
أما أنتي أخيتي، فيعلم الله أني لم أجد بعد بحث لك فيما طلبتي إلا هاتين المسألتين:
(1) مسألة الماء المسخن بالشمس.
(2) مسألة أن اللواط زنا وفيه الحد.
والله من وراء القصد، ووفقك الله
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 12:49]ـ
نعم أتذكر مسألة قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية والسرية، رجح ابن العربي مذهب الشافعية في وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية والسرية على مذهب المالكية في وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة السرية فقط.
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 12:54]ـ
نعم أتذكر مسألة قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية والسرية، رجح ابن العربي مذهب الشافعية في وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية والسرية على مذهب المالكية في وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة السرية فقط.
ما ذكرته اخي معارض لما رجحه بن العربي في كتاب احكام القرآن فقد قال: و الصحيح عندي وجوب قراءتها فيما يسر و تحريمها فيما يجهر إذا سمع قراءة الإمام لما عليه من فرض الإنصات له و الإستماع لقراءته
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 12:57]ـ
خالف بن العربي الإمام مالك في تأمين الإمام في الصلاة فقال الصحيح عندي تأمين الإمام جهرا. (أحكام القرآن صفحة 13)
و هذا مخالف لما ذهب اليه مالك و الله اعلم
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 02:47]ـ
أخي الكريم، كتاب أحكام القرآن ليس بين يدي، لكن في متناولي كتاب "القبس"، وتفضل بعض المسائل التي خالف فيها ابن العربي الإمام مالك:
في مسألة الوضوء من مس الذكر يقول: والعجب لإمامنا، رضي الله عنه، يرويه في كتابه (أي الحديث الوارد في ذلك) ويدرسه مدى عمره ثم لا يقول به وتختلف فيه فتواه. فتارة يضعفه وتارة يقويه وتارة يعتبر فيه الشهوة وتارة يسقطها، ونحن نقبل روايته فنقول: الحديث صحيح ولا نقبل تفريعه، فنقول: ينتقض الوضوء من مسه بقصد أو غير قصد [القبس 120].
و يتعرض لمسألة أخرى اختلف فيها رأي مالك مع غيره وهي هل كان النبي صلى الله عليه وسلم مفردا أو متمتعا أو قارنا.
فقد رأى مالك والشافعي أنه كان مفردا ويرد هو هذا القول بقوله: وأما المعاني التي تعلق بها مالك ـ رضي الله عنه ـ والشافعي، ففعل النبي صلى الله عليه وسلم يسقطها وقد كان قارنا فوجب امتثال فعله وإسقاط الاعتراضات عليه، والحق أحق أن يتبع [القبس ص 640].
هذه فائدة قيدتها من مقدمة محقق كتاب القبس الدكتور محمد عبد الله ولد الكريم.
أخي الكريم، أنت طلبت مخالفته للمالكية وقد ذكرت لك مخالفته للإمام مالك، وهذا حتى لا يقع إلتباس لأن المالكية قد يخالفون الإمام مالك.
على كل حال، مسألة انتقاض الوضوء من مس الذكر بالتفصيل المذكور للإمام مالك هو المشهور في المذهب ـ والله أعلم ـ فالظاهر أن رأيه مخالف للمشهور.
ـ[البربري]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 03:34]ـ
المعافري رحمه الله إمام مجتهد، خالف الإمام مالكا رحمه الله فيما رآه صوابا من المسائل الفقهية. ومن جملة ذلك زكاة الخضراوات، موافقا ومنتصرا لقول أبي حنيفة عليه رحمة الله بوجوب ذلك، والحال أن مذهب أهل المدينة خلافه، وهو عندهم من العمل المتواتر الذي يقدمه المالكية على خبر الواحد.
وقد أطال فيها ابن العربي النفس ورد على مخالفيه، وكل ذلك عند تفسيره الآية 141 من سورة الأنعام.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 02:07]ـ
نعم أخي التقرتي لقد وهمتُ ... وسبحان الله كنت اريد أن أكتب مسألة التأمين فإذا بك تسبقني فجزاك الله خيرا.
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 02:12]ـ
نعم أخي التقرتي لقد وهمتُ ... وسبحان الله كنت اريد أن أكتب مسألة التأمين فإذا بك تسبقني فجزاك الله خيرا.
بارك الله فيك أخي نحن هنا لنذكر بعضنا البعض لا تثريب عليك و من منا لا يهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 04:57]ـ
1) قال ابن العربي رحمه الله تعالى:
أخذ بعض الناس من عموم هذه الآية في قوله تعالى: {من رجالكم} جواز شهادة البدوي على القروي، وقد منعها أحمد بن حنبل ومالك في مشهور قوله. وقد بينا الوجوه التي منعها أشياخنا من أجلها في كتب الخلاف، والصحيح جوازها مع العدالة كشهادة القروي على القروي.
2) قوله تعالى: {فكلوا مما أمسكن عليكم} هل يتضمن ما إذا غاب عنك الصيد أم لا؟ فقال مالك: " إذا غاب عنك فليس بممسك عليك " وإذا بات فلا تأكله في أشهر القولين. وقال الشافعي: يؤكل وتعلق علماؤنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: {كل ما أصميت ودع ما أنميت}. فالإصماء في اللغة: الإسراع، أي كل ما قتل مسرعا، وأنت تراه، ودع ما أنميت: أي ما مضى من الصيد وسهمك فيه ; قال امرؤ القيس: فهو لا تنمي رميته ما له لا عد من نفره
والصحيح أكله وإن غاب ما لا تجده غريقا في الماء أو عليه أثر غير أثر سهمك
3) وقد اختلف الناس في جلد الميتة على أربعة أقوال: الأول: أنه ينتفع به على حاله، وإن لم يدبغ قال ابن شهاب، لمطلق قوله صلى الله عليه وسلم: {هلا أخذتم إهابها فانتفعتم به} ولم يذكر دباغا. الثاني: أنه يدبغ فينتفع به مدبوغا، لقوله صلى الله عليه وسلم: {هلا أخذتم إهابها فدبغتموه فانتفعتم به} قاله مالك في أحد أقواله. الثالث: أنه إذا دبغ فقد طهر، لقوله صلى الله عليه وسلم: {أيما إهاب دبغ فقد طهر}. خرجه مسلم. وخرج البخاري: {أنه صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ من قربة مدبوغة من جلد ميتة، حتى صارت شنا} قاله مالك في القول الثاني، وهو الرابع، ووراء هذه تفصيل. والصحيح جواز الطهارة على الإطلاق
ـ[اسلامي حياتي]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 12:17]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إذا كنت تملك الكتاب فابحث فيه أنت
لأنه أفضل لك فإنك ستستفيد فوائد أخرى بجانب الفائدة التي تبحث عنها
وأحرى أن لا تنسى هذه المسائل العشر إن وجدتها
لعل إخوانك تركوا الجواب عن مسألتك لهذه المصلحة
أو لعدم علمهم
فإنه إذا لم يكن هذا الأمر أفرده بعض المعتنين بالكتاب ببحث أو تصنيف صعب الوصول إليه ويحتاج إلى جهد ألا وهو جرد الكتاب كاملا
فأنت أولى بهذا الجهد
وفقك الله
اشكرك اخوي امجد على رأيك ولكني بحثت عن هذا المسائل بنفسي في هذا الكتاب واجتهدت في ذلك وكنت قد طلبت المساعده منكم للأنني لم استطع استخراج العشرة مسائل جميعها
وشكرا مره اخرى على اهتمامك وردك للموضوع
ـ[اسلامي حياتي]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 12:23]ـ
وفقك الله إلى ما يجب ويرضى أخي الفاضل (أمجد) وقد صدقت والله بما قلته.
أما أنتي أخيتي، فيعلم الله أني لم أجد بعد بحث لك فيما طلبتي إلا هاتين المسألتين:
(1) مسألة الماء المسخن بالشمس.
(2) مسألة أن اللواط زنا وفيه الحد.
والله من وراء القصد، ووفقك الله
مشكور اخوي السكران التميمي على ردك واهتمامك للموضوع
ولكن هاتين المسألتين في اي سورة؟
سابحث عنها ولكن ان كنت عالم بذلك انتظر ردك واكون شاكره لك
ـ[اسلامي حياتي]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 12:37]ـ
رشيد الحضرمي و التقرتي
اشكركم جزيل الشكر
ولكن في مسأله قراءة المأموم للفاتحه اختلف فيها على ثلاثة اقوال وقد ذكر فيها
((ولعلمائنا في ذلك ثلاثة اقوال:الاول يقرأها اذا اسر خاصة
والثاني: لا يقرأ والثالث: قال محمد بن عبد الحكم يقرأها خلف الامام فإن لم يفعل اجزأه كأنه رأى ذلك مستحب.
والصحيح عندي وجوب قراءتها فيما يسر وتحريمها فيما جهر اذا سمع قراءة الامام))
وسؤالي هو هل يعتبر رأي ابن العربي مخالف ام هو ترجيح لأحد هذه الاقوال
التقرتي
اما في مسألة تأمين الإمام في الصلاة فقال الصحيح عندي تأمين الإمام جهرا
اشكرك وقد وجدتها عندي في صفحة 25 ربما لاختلاف الطبعات:)
ـ[اسلامي حياتي]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 12:45]ـ
أخي الكريم، كتاب أحكام القرآن ليس بين يدي، لكن في متناولي كتاب "القبس"، وتفضل بعض المسائل التي خالف فيها ابن العربي الإمام مالك:
في مسألة الوضوء من مس الذكر يقول: والعجب لإمامنا، رضي الله عنه، يرويه في كتابه (أي الحديث الوارد في ذلك) ويدرسه مدى عمره ثم لا يقول به وتختلف فيه فتواه. فتارة يضعفه وتارة يقويه وتارة يعتبر فيه الشهوة وتارة يسقطها، ونحن نقبل روايته فنقول: الحديث صحيح ولا نقبل تفريعه، فنقول: ينتقض الوضوء من مسه بقصد أو غير قصد [القبس 120].
و يتعرض لمسألة أخرى اختلف فيها رأي مالك مع غيره وهي هل كان النبي صلى الله عليه وسلم مفردا أو متمتعا أو قارنا.
فقد رأى مالك والشافعي أنه كان مفردا ويرد هو هذا القول بقوله: وأما المعاني التي تعلق بها مالك ـ رضي الله عنه ـ والشافعي، ففعل النبي صلى الله عليه وسلم يسقطها وقد كان قارنا فوجب امتثال فعله وإسقاط الاعتراضات عليه، والحق أحق أن يتبع [القبس ص 640].
هذه فائدة قيدتها من مقدمة محقق كتاب القبس الدكتور محمد عبد الله ولد الكريم.
أخي الكريم، أنت طلبت مخالفته للمالكية وقد ذكرت لك مخالفته للإمام مالك، وهذا حتى لا يقع إلتباس لأن المالكية قد يخالفون الإمام مالك.
على كل حال، مسألة انتقاض الوضوء من مس الذكر بالتفصيل المذكور للإمام مالك هو المشهور في المذهب ـ والله أعلم ـ فالظاهر أن رأيه مخالف للمشهور.
مشكور اخي على اهتمامك
وجزاك الله خيرًا على ما بحثته ووضعته هنا وسأسجل
هذا الخلاف بما انه يعتبر خلافا ايضًا للماكية
دمت بخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[اسلامي حياتي]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 12:50]ـ
المعافري رحمه الله إمام مجتهد، خالف الإمام مالكا رحمه الله فيما رآه صوابا من المسائل الفقهية. ومن جملة ذلك زكاة الخضراوات، موافقا ومنتصرا لقول أبي حنيفة عليه رحمة الله بوجوب ذلك، والحال أن مذهب أهل المدينة خلافه، وهو عندهم من العمل المتواتر الذي يقدمه المالكية على خبر الواحد.
وقد أطال فيها ابن العربي النفس ورد على مخالفيه، وكل ذلك عند تفسيره الآية 141 من سورة الأنعام.
يعطيك الله العافيه
سأبحث في هذه الآيه من سورة الأنعام
وجزاك الله خيرًا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 12:52]ـ
(2) مسألة أن اللواط زنا وفيه الحد.
أحكام القرآن 1/ 458.
(1) مسألة الماء المسخن بالشمس.
عمّي عليّ فلم أهتد إليها؛ فالمعذرة.
ـ[اسلامي حياتي]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 01:06]ـ
أحكام القرآن 1/ 458.
عمّي عليّ فلم أهتد إليها؛ فالمعذرة.
عفوا اخي ولكن هل قصدت سورة النساء ايه 43
وعند ابن العربي الحاديه والثلاثون؟
فلم اجد هذه المسأله
واسفه على ازعاجك بكثرة اسألتي
ـ[اسلامي حياتي]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 01:11]ـ
1) قال ابن العربي رحمه الله تعالى:
أخذ بعض الناس من عموم هذه الآية في قوله تعالى: {من رجالكم} جواز شهادة البدوي على القروي، وقد منعها أحمد بن حنبل ومالك في مشهور قوله. وقد بينا الوجوه التي منعها أشياخنا من أجلها في كتب الخلاف، والصحيح جوازها مع العدالة كشهادة القروي على القروي.
2) قوله تعالى: {فكلوا مما أمسكن عليكم} هل يتضمن ما إذا غاب عنك الصيد أم لا؟ فقال مالك: " إذا غاب عنك فليس بممسك عليك " وإذا بات فلا تأكله في أشهر القولين. وقال الشافعي: يؤكل وتعلق علماؤنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: {كل ما أصميت ودع ما أنميت}. فالإصماء في اللغة: الإسراع، أي كل ما قتل مسرعا، وأنت تراه، ودع ما أنميت: أي ما مضى من الصيد وسهمك فيه ; قال امرؤ القيس: فهو لا تنمي رميته ما له لا عد من نفره
والصحيح أكله وإن غاب ما لا تجده غريقا في الماء أو عليه أثر غير أثر سهمك
3) وقد اختلف الناس في جلد الميتة على أربعة أقوال: الأول: أنه ينتفع به على حاله، وإن لم يدبغ قال ابن شهاب، لمطلق قوله صلى الله عليه وسلم: {هلا أخذتم إهابها فانتفعتم به} ولم يذكر دباغا. الثاني: أنه يدبغ فينتفع به مدبوغا، لقوله صلى الله عليه وسلم: {هلا أخذتم إهابها فدبغتموه فانتفعتم به} قاله مالك في أحد أقواله. الثالث: أنه إذا دبغ فقد طهر، لقوله صلى الله عليه وسلم: {أيما إهاب دبغ فقد طهر}. خرجه مسلم. وخرج البخاري: {أنه صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ من قربة مدبوغة من جلد ميتة، حتى صارت شنا} قاله مالك في القول الثاني، وهو الرابع، ووراء هذه تفصيل. والصحيح جواز الطهارة على الإطلاق
اشكرك جزيييل الشكر اخوي رشيد
وجزاك الله الف خير على هذه المسائل التي ذكرتها
:)(/)
كيف يواجه الداعي إلى الله أذى السفهاء؟
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 06:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
* قال النبي صلى الله عليه وسلم: " المسلم إذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم " [رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني].
وكل من خالط الناس لا بد أن يلحقه أذى ويزداد الأذى عليه إن كان يدعو إلى الله بعلم وبصيرة فإنه لا محالة سيجد من يقابل دعوته بالقدح والسب والأذى جهلا أو حسدا وظلما وعدوانا وقد نبه الله سبحانه إلى اقتران حصول الأذى بالدعوة إلى الحق بقوله: "وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك" [لقمان:17].
قال ابن سعدي- رحمه الله- في تفسيره هذه الآية الكريمة - (ج 1 / ص 648):" ولما علم أنه لا بد أن يبتلى إذا أمر ونهى وأن في الأمر والنهي مشقة على النفوس، أمره بالصبر على ذلك فقال: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} "انتهى كلامه.
• إن جرح اللسان شديد على النفس فقد قال الشاعر:
جراحات السنان لها التئمام ولا يلتئم ما جرح اللسان
وإن السفهاء وأهل الجهل يستفزون أهل الخير والعلم والعقل بأساليب غريبة حتى إنهم يسبونهم ثم ينسبون سوء الأدب لهم أي لمن سبوه وحسن الخلق لأنفسهم فهم يفعلون الجهل وينبزون غيرهم به وينسلون منه كما قال تعالى: " ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا" [النساء:112].
فعلى المسلم الداعي إلى الله بعلم وبصيرة وأدب وخلق أن يصبر نفسه مهما كان جهل السفيه بليغا ومؤذيا وظالما.
* ثم الأفضل من حيث الأصل هو العفو عن السفيه وعدم مقابلته بمثل قوله بل يقال له الكلام اللين الذي يشتمل على الخير ودفع إساءته بالتي هي أحسن كمخاطبته بالسلام بمعنى المتاركة والمسالمة لا التحية أو نحو ذلك من الكلام الحسن الذي فيه السلامة من الإثم والأذية والسلامة من مقابلة السفيه بمثل قوله من الجهل والسفه والفحش.
قال تعالى: " وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذاخاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " [الفرقان:63]
وعَنْ عَائِشَةَ – رضي الله عنها- قَالَتِ اسْتَأْذَنَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالُوا السَّامُ عَلَيْكُمْ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِى الأَمْرِ كُلِّهِ». قَالَتْ أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا قَالَ «قَدْ قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ» متفق عليه. والسام هو الموت.
وعن أبي هريرة: "أن رجلا شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه و سلم وقام فلحقه أبو بكر فقال يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت قال إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان ثم قال يا أبا بكر ثلاث كلهن حق ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل ألا أعز الله بها نصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله عز وجل بها قلة " رواه أحمد وصححه الألباني.
* وقال سبحانه:"وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا و لكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين" [القصص:55].
جاء في "التفسير الميسر" - (ج 7 / ص 89):
"وإذا سمع هؤلاء القوم الباطل من القول لم يُصْغوا إليه، وقالوا: لنا أعمالنا لا نحيد عنها، ولكم أعمالكم ووزرها عليكم، فنحن لا نشغل أنفسنا بالرد عليكم، ولا تسمعون منَّا إلا الخير، ولا نخاطبكم بمقتضى جهلكم; لأننا لا نريد طريق الجاهلين ولا نحبها. وهذا من خير ما يقوله الدعاة إلى الله"انتهى.
فإذا جهل عليك السفيه وآذاك بغير حق فأعرض عن قوله ولا تقابله بمثله ولا تحاول الانتقام منه ولا تلتفت إلى إساءته ولا تنشغل بها واحرص على ترك مجادلته ومواصلة الحديث معه تنزها وتكرما عن الخوض فيما لا فائدة فيه بل قد يوصل إلى الشر والضرر.وحاول مقابلة إساءته بالإحسان.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال سبحانه وتعالي: " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم" [فصلت:34 - 35].
فإن لم تصبر على أذاه وأحببت أن ترد عليه فيجوز لك أن ترد عليه بمثل قوله بدون زيادة عليه مع أن العفو عنه أفضل قال تعالى:
{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمُورِ} [الشورى: 39 - 43].
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالاَ فَعَلَى الْبَادِئِ مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُومُ» رواه مسلم.
قال النووي- رحمه الله- في شرح صحيح مسلم - (ج 16 / ص 141):
" وفي هذا جواز الانتصار ولا خلاف في جوازه وقد تظاهرت عليه دلائل الكتاب والسنة. قال الله تعالى: ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل. وقال تعالى: والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون. ومع هذا فالصبر والعفو أفضل. قال الله تعالى: ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور. وللحديث المذكور بعد هذا (مازاد الله عبدا بعفو إلا عزا) واعلم أن سباب المسلم بغير حق حرام كما قال صلى الله عليه و سلم: سباب المسلم فسوق. ولا يجوز للمسبوب أن ينتصر إلا بمثل ما سبه مالم يكن كذبا أو قذفا او سبا لأسلافه فمن صور المباح أن ينتصر بيا ظالم يا أحمق أو جافي أو نحو ذلك لأنه لا يكاد أحد ينفك من هذه الأوصاف قالوا وإذا انتصر المسبوب استوفى ظلامته وبرئ الأول من حقه وبقي عليه إثم الابتداء أو الإثم المستحق لله تعالى وقيل يرتفع عنه جميع الإثم بالانتصار منه ويكون معنى على البادئ أي عليه اللوم والذم لا الإثم "انتهى كلامه.
* أحيانا يكون مؤاخذة السفيه بإساءته هو الأفضل وذلك إذا كان العفو عنه سيؤدي إلى مفسدة أعظم من مقابلته بمثل قوله وقد أشار الله سبحانه إلى هذا المعنى بقوله: " فمن عفا وأصلح فأجره على الله".
قال ابن عثيمين - رحمه الله- في تفسيره - (ج 5 / ص 251):
"الحث [يعني على المغفرة لمن أساء إليك] مقيد بما إذا كانت المغفرة إصلاحاً؛ لقوله تعالى: {فمن عفا وأصلح فأجره على الله} [الشورى: 40]؛ أما إذا لم تكن المغفرة إصلاحاً، مثل أن أغفر لهذا الجاني، ثم يذهب، ويسيء إلى الآخرين، أو يكرر الإساءة إليَّ، فإن الغفر هنا غير مطلوب".
قال الشنقيطي-رحمه الله- في "دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب" - (ج 1 / ص 12):
"قوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} الآية, هذه الآية تدل على طلب الانتقام, وقد أذن الله في الانتقام في آيات كثيرة كقوله تعالى: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ, إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ} الآية, وكقوله: {لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ} , وكقوله: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} الآية, وقوله: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} , وقوله: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} , وقد جاءت آيات أخر تدل على العفو وترك الانتقام كقوله: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} , وقوله: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} , وقوله: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} , وقوله: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} , وكقوله: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً}. والجواب عن هذا بأمرين: أحدهما: أن الله بيّن مشروعية الانتقام ثم أرشد إلى أفضلية العفو, ويدل لهذا قوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} , وقوله: {لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ} , أذن في الانتقام بقوله: {إِلا مَنْ ظُلِمَ} , ثم أرشد إلى العفو بقوله: {إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً}.
الوجه الثاني: أنّ الانتقام له موضع يحسن فيه, والعفو له موضع كذلك, وإيضاحه أن من المظالم ما يكون في الصبر عليه انتهاك حرمة الله, ألا ترى أنّ من غصبت منه جاريته مثلا إذا كان الغاصب يزني بها فسكوته وعفوه عن هذه المظلمة قبيح وضعف وخور, تنتهك به حرمات الله, فالانتقام في مثل هذه الحالة واجب, وعليه يحمل الأمر {فَاعْتَدُوا} الآية, أي كما بدأ الكفار بالقتال فقتالهم واجب, بخلاف من أساء إليه بعض إخوانه من المسلمين بكلام قبيح, ونحو ذلك فعفوه أحسن وأفضل "انتهى كلامه.
* وعلى جميع الأحوال احرص أخي المسلم الداعي إلى الله على طيب الكلام وبذل المعروف وكف الأذى وضبط النفس ولا يحملنك سفه السفهاء عليك أن تنحرف عن هذا الطريق وإياك أن يؤثر في مزاجك وسلوكك.
وتذكر ما في حسن الخلق من الفضل والأجر العظيم قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ» رواه أبو داود وصححه الألباني.
نسأل الله أن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبدا وأن يرزقنا حسن الخلق ويعيننا عليه إنه سميع مجيب الدعاء.
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 07:29]ـ
جزيت خيرا
بوركت(/)
طلب كتاب ........
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 06:37]ـ
إخواني هل من يساعدني في الحصول عل كتاب علل الحديث من خلال كتاب الوهم والإيهام للغماري، فإنه طبع في المغرب طبعة ملكية، فهل من فاعل خير يصوره لنا، وأكون له من الشاكرين، فإنني محتاج إليه كثيراً.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 10:51]ـ
انقل طلبك لقسم الكتب، وسيعطيك الله مبتغاك بمشيئته(/)
ضوابط مشاركة الأخوات في المنتديات
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 07:49]ـ
ضوابط مشاركة الأخوات في المنتديات
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد:
إنّ من أعظم ما اشتغلت به النسوة هو طلب العلم الشرعي, لأنه مفتاح سعادتها, وعنوان مجدها, كما أنه الدرع الحصين دون الوقوع في حبائل الشهوات, وغوائل الفتن.
كما أن طلب العلم للمرأة المسلمة, هو زاد للأجيال, وعتاد للأمم, باعتبارها حاضنة الأبطال, ومربية الأجيال.
واشتغال المرأة بطلب العلم يقيها مفاسد الفراغ,
والحمد لله فالانترنت اليوم أتاحت للمرأة المسلمة طلب العلم, بل والمشاركة في الدعوة إلى الله, وهي مصونة في بيتها, قد وقيت فتنة الاختلاط, ومفاسد الخروج من البيت.
والأصل أنّ المرأة صنو الرجل في طلب العلم والتزوّد به, كما جاء في الحديث الصحيح: "طلب العلم فريضة على كلّ مسلم" (رواه الطبراني في المعجم وصححه الألباني) , ويدخل فيه المسلمة ضمناً.
كما ضربت نساء السلف والصحابيات أروع الأمثال في السعي الحثيث في طلب العلم, ومن ذلك ما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها,
قالت: " رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يسألن عن أمر دينهن، وأن يتفقهن في الدين، وقالت أيضا رأس مكارم الأخلاق الحياء" (متفق عليه).
ولم تكن المرأة فقط في موقع المتلقي المتعلِّم, بل شارك في تبليغ العلم ونشره, يكفي في ذلك, المحدثة الفقيهة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها, وبنت سعيد بن المسيب.
والناظر في مشيخة العلماء, كتب رواة الحديث, يجد أسماء لفقيهات ومحدثات تركن بصمة واضحة في العلم.
إذاً مشاركة المرأة في العلم والتعلّم لا محظور فيها, خصوصاً مع تحقق المصالح, والأمن من المفاسد.
وعليه فيجوز مشاركة المرأة في المنتديات الإسلامية العامة المختلطة, كما أفتى بذلك كثير من أهل العلم – كعبد العزيز الراجحي وغيره-
ولكن ينبغي التنبيه على بعض الضوابط الشرعية الواجب مراعاتها, تحقيقاً للغاية, وأمناً من الفتنة, ومن تلك الضوابط:
1 - أن تكون الأسماء المستعارة أثناء التسجيل, بعيدة عن أسماء الميوعة والدلع, المثيرة للفتنة, كما قال تعالى: {لا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً} (الأحزاب 32).
ولو أمكنها التسجيل بالأسماء العامة غير المحددة للجنس – كالمصادر= التقوى, السنة ... وما شابهها- لكان أولى وأبعد عن الفتنة.
2 - الالتزام بالجدية في الكتابة والردود, وتجنب ما يثير الشبهة والطمع في الذين في قلوب مرض.
3 - الحذر من تكوين العلاقات المشبوهة بين أعضاء المنتدى عن طريق الحديث المباشر.
4 - محاولة الاشتراك في المنتديات النسائية ما أمكن.
5 - والمرأة أميرة نفسها, وأعلم بحالها, ولتستفت قلبها بين كل فينة وأخرى, فمتى أحست في نيتها تحولاً, أو في قلبها تعلّقاً مما حرمه الله, فعليها أن تنأى بنفسها عن الفتنة, وأن تنسحب من المنتدى.
6 - والأصل العام في كلّ هذه الضوابط, أن تسدّ المرأة الذرائع المفضية إلى الفتنة, أو الاختلاط, أو ما كان في معناها
والله اعلم
ـ[نبيل المعيقلي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 08:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك أخي زكريا النقطة التي أشرت اليها حساسة جدا وقد يبدأ المر باعطاء رأي ثم مناقشة ثم تتولد الألفة وقد
تصل الامور الى ما يحمد عقباه
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 09:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
وقد تصل الامور الى ما يحمد عقباه
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جيّد إذا كانت الأمور ستصل الى ما يحمد عقباه (ابتسامة).
قصدُكَ إلى ما لا يحمد عقباه،
بارك الله فيك و في أخينا "زكرياء الجزائري"
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 10:23]ـ
بارك الله فيكم اخي نبيل المعيقلي
واسال الله ان يحفظ بناتنا واخواتنا في كل مكان
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 10:54]ـ
بارك الله فيك.
أما عن قضية التسجيل بالأسماء المستعارة، فأرى أن التسجيل بالاِسم الحقيقي خيرٌ للرجال و النساء ..
ـ[أم آمال]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 11:04]ـ
جزاك الله خير الجزاء على موضوعك الطيب .. ولنا فيه فائدة كبيرة جعله الله في ميزان الحسنات
ـ[نور السلفية]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 11:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم بارك الله فيك فعلا هذه النقاط التي ذكرتها مهمة جدا حتى يبتعد أو تبتعد عن كل الفتن فبارك الله فيك مرة ثانية
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 11:58]ـ
بارك الله فيك.
أما عن قضية التسجيل بالأسماء المستعارة، فأرى أن التسجيل بالاِسم الحقيقي خيرٌ للرجال و النساء ..
هذا فيه حرج للبعض وقد تستحى منه بعض النساء.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[29 - Mar-2009, صباحاً 04:03]ـ
بارك الله فيك.
أما عن قضية التسجيل بالأسماء المستعارة، فأرى أن التسجيل بالاِسم الحقيقي خيرٌ للرجال و النساء ..
وأنا أرى أنه لا خير في إشهار المرأة لاسمها، فليس هناك ضرورة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 02:48]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جيّد إذا كانت الأمور ستصل الى ما يحمد عقباه (ابتسامة).
قصدُكَ إلى ما لا يحمد عقباه،
بارك الله فيك و في أخينا "زكرياء الجزائري"
بارك الله فيك اخي العامي
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 03:22]ـ
بارك الله فيك
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 04:51]ـ
بارك الله فيكم
اللهم احفظ اخواتي من فتنة النت
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[21 - Apr-2009, مساء 12:21]ـ
بارك الله فيكم جميعا اخواني(/)
خلق الأمانة
ـ[ابو جندل المغربي]ــــــــ[29 - Mar-2009, صباحاً 03:18]ـ
حين تستقيم الفطرة و تسلم من اتباع الهوى تتمثل في صاحبها بخلق الامانة، و في تفسير قوله تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) الاحزاب.
قال القرطبي رحمه الله: " و الأمانة تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال " الفتح القدير 4/ 308 نقلا عنه، و قال في تفسير قوله تعالى: ' (و الذين هم لأماناتهم و عهدهم راعون) " و الأمانة و العهد يجمع كل ما يحمله الإنسان من أمر دينه و دنياه قولا و فعلا، و هذا يعم معاشرة الناس، و المواعيد و غير ذلك، و غاية ذلك حفظه و القيام به " الجامع لأحكام القرآن 12/ 73.
و حين يعم التعامل بالأمانة يؤدي الذي اؤتمن أمانته سواء اؤتمن على قنطار أو دينار، لأن الله امر بأداء الأمانات إلى أهلها و نهى عن خيانة الله و رسوله و خيانة الأمانات، و جعل من صفات المفلحين أنهم يرعون عهودهم و أماناتهم و النفوس البشرية بفطرتها تميل إلى الناصح الأمين، و تثق به.
من أغلى ما يرزقه الله العبد و لا يحزن بعده على أي عرض من الدنيا ما جاء في الحديث: " اربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: صدق الحديث و حفظ الامانة و حسن الخلق و عفة المطعم " صحيح الجامع.
قال المناوي رحمه الله: " (اربع) من الخصال (إذا كن فيك فلا عليك ما فتاك من الدنيا) اي: لا بأس عليك وقت فوت الدنيا إن حصلت هذه الخصال .. (و حفظ الأمانة) بأن يحفظ جوارحه و ما اؤتمن عليه فإن الكذوب و الخائن لا قدر لهما عند الله .. و أطلق الأمانة لتشيع في جنسها فيراعي أمانة الله في التكاليف و أمانة الخلق في الحفظ و الأداء" فيض القدير 1/ 461.
و الأمانة صفة مميزة لأصحاب الرسالات فقد كان كل منهم يقول لقومه: " إني لكم رسول أمين".
و كأن تلك شهادة أعدائهم فيهم، كما جاء في حوار أبي سفيان و هرقل حيث قال هرقل: " سالت ماذا يأمركم؟ فزعمت أنه يأمر بالصلاة و الصدق و العفاف و الوفاء بالعهد و أداء الأمانة، قال: و هذه صفة نبي " البخاري.
و لئن كانت هذه صفة أصحاب الدعوات فإن أتباعهم كذلك متميزون، و لذلك اقترن تعريف المؤمن بسلوكه المميز حيث قال عليه الصلاة و السلام: " و المؤمن من امنه الناس على دمائهم و أموالهم " صحيح سنن الترمذي.
و إذا تمكنت صفة الأمانة من صاحبها تعامل بها مع القريب و البعيد و المسلم و الكافر يقول ابن حجر رحمه الله: " الغدر حرام باتفاق، سواء كان في حق المسلم أو الذمي " الفتح. و كذلك حال المؤمن حتى مع من عرف بالخيانة،و اشتهر بالغدر كما في الحديث: " اد الأمانة إلى من ائتمنك و لا تخن من خانك " صحيح سنن أبي داوود. و ذلك لأن خطورة السقوط في الخيانة و فساد الفطرة بنقض العهد أشد من مجرد مقابلة الخائن بمثل فعله، و لأن السقوط مرة قد تستمرؤه النفس و تواصل في منحذر الخيانة.
و لا يكفي عديم الأمانة ما يلقاه في الدنيا من مهانة و صغار، و إنما يجدها متمثلة له يوم القيامة عند الصراط لتهوي به من فوق الصراط الى قعر جهنم لقاء ما ضيع منها فيها، كما في الحديث: " و ترسل الأمانة و الرحم فتقومان جنبتي الصراط يمينا و شمالا .. " صحيح مسلم.
قال السيوطي رحمه الله في شرحه على مسلم 1/ 266 " قال النووي: "يصوران شخصين على الصفة التي يريدها الله فتقومان ".
و هنيئا لمن قام بحق الأمانة فجرى على الصراط غير هياب و لا وجل، و الحسرة و الندامة -حيث لا تنفع حسرة و لا ندامة - على من تساهل فخان، و سقط فغدر لشهوة عارضة او لحقد اعمى.
و من الصور العملية للأمانة: ان تنصح من استشارك و ان تصدق من وثق برأيك فقد جاء في الحديث: " المستشار مؤتمن " صحيح الجامع، " .. و من أشار على أخيه بأمر يعلم ان الرشد في غيره فقد خانه " صحيح الجامع، و ماذا يكون قد بقي فيه من الخير من أشار على أخيه بما لا ينفعه بل ربما بما يضره؟
(يُتْبَعُ)
(/)
و من اخطر الأمانات شأنا حفظ أسرار الناس و ستر عوراتهم و كتمان احاديث مجالسهم فقد ورد في الحديث: " المجالس بالأمانة " صحيح الجامع، و إن لم يوص المتحدث بكتمان حديثه الخاص إليك لم يكن لك ان تشيعه إلا بإذنه و علمه لقوله عليه الصلاة و السلام: " إذا حدث رجل رجلا بحديث ثم التفت فهو أمانة " صحيح الجامع.
و من الأمانة في العمل إتقانه و كتمان اسراره، لذلك ترجم البخاري في كتاب الأحكام: " باب: يستحب للكاتب أن يكون أمينا عاقلا " مشيرا بذلك إلى قول أبي بكر لزيد بن ثابت رضي الله عنهما حين أراد أن يستعمله: " إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك " البخاري.
و من مخاطر الأزمان المتأخرة اضطراب الموازين و فساد القيم إلى الدرجة التي وصفها النبي عليه الصلاة و السلام بقوله:" سيأتي على الناس سنوات خداعات،يصدق فيها الكاذب، و يكذب فيها الصادق،و يؤتمن فيها الخائن، و يخون فيها الأمين، و ينطق فيها الرويبضة في أمر العامة، قيل و ما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه " صحيح سنن ابن ماجة.
و قد خشي النبي عليه الصلاة و السلام من انتشار الخيانة بعد قرون الخير فقال: " .. إن بعدكم قوما يخونون و لا يؤتمنون .. " البخاري.
و منذ ذللك الحين استمر مسلسل السقوط إلى أن أصبحنا نرى الأمر يوسد إلى غير أهله، و يؤتمن الخائن و يخون الأمين، و يغدو الأمناء حقا ندرة مع هذه الندرة يستبعدون و يولى غيرهم و يكون ذلك سببا في تضييع الأمانات و هو من علامات الساعة، قال عليه الصلاة و السلام: " إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال أبو هريرة: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " البخاري.
و في الفنح: قال ابن بطال معنى أسند الأمر إلى غير أهله:" أن الأئمة قد ائتمنهم الله على عباده، و فرض لهم النصيحة لهم، فينبغي لهم تولية أهل الدين، فإذا قلدوا غير أهل الدين فقد ضيعوا الأمانة التي قلدهم الله تعالى إياها ".
و من اللمحات الفقهية لتبويب البخاري أنه استشهد بحديث: " فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة " في كتاب العلم، و يعلل ابن حجر إيراده في كتاب العلم فيقول: " و مناسبة هذا المتن لكتاب العلم ان إسناد الأمر إلى غير أهله إنما يكون عند غلبة الجهل و رفع العلم و ذلك من جملة الأشراط ".
و الوفاء بحقوق الأمانة من صفات المؤمنين، و الإخلال بشيئ منها خصلة من النفاق و لذلك جاء في صفات المنافق أنه: " إذا اؤتمن خان "، و قال عليه الصلاة و السلام: " لا إيمان لمن لا أمانة له، و لا دين لمن لا عهد له " صحيح الجامع.
فصاحب خلق الأمانة حريص على أداء واجبه بعيد عن الغدر و المكر و الخيانة، حافظ للعهود، واف بالوعود.
جريدة السبيل
جريدة أسبوعية مستقل شاملة تصدر مرة في الشهر مؤقتا(/)
أتعلمون ما فضل الكلمات الأربع؟ مقالة للشيخ (عبدالرزاق بن عبد المحسن العباد)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[29 - Mar-2009, صباحاً 05:44]ـ
(فضل الكلمات الأربع) للشيخ: (عبدالرزاق بن عبد المحسن العباد) حفظه الله ..
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على إمام المرسلين , نبينا محمد وعلى أصحابه أجمعين ..
أما بعد: فأن الله عز وجل قد خص أربع كلمات بفضائل عظيمة , وميزات جليله تدل على عظم شأنهن , ورفعة قدرهن , وعلو مكانتهن , وتميزهن على ما سواهن من الكلام , وهن: " سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله اكبر ", ورد في فضلهن نصوص كثيرة تدل دلالة قويه على عظم شأن هؤلاء الكلمات وما يترتب على القيام من أجور عظيمة وأفضال كريمه وخيرات متواليه في الدنيا والآخرة , وقد رأيت أن من المفيد جمع جملة منها في مكان واحد , وهي في الأصل جزء من كتابي ((فقه الأدعية والأذكار)) رغب بعض الأفاضل الأخوة الكرام أن تفرد في رسالة مستقلة؛ ليعم نفعها , وتكثر فائدتها , بإذن الله تعالى.
فإليك – أخي المسلم – هذه الفضائل فتأملها بأناة عسى أن يكون فيها تحفيز للهمم , وتنشيط للعزائم , وعون على المحافظة على هؤلاء الكلمات , والله وحده الموفق , والمعين على كل خير , ولا حول ولا قوة إلا به العلي العظيم.
1 - فمن فضائل هؤلاء الكلمات: أنهن أحب الكلام إلى الله , فقد روى مسلم في صحيحه من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحب الكلام إلى الله تعالى أربع , لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله , والحمد لله , ولا اله إلا الله , والله اكبر)) (1) , ورواه الطيالسي في مسنده بلفظ: ((أربع هن من أطيب الكلام , وهن من القرآن, لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله اكبر)) (2).
2 - ومن فضائلهن: أن النبي صلى الله عليه وسلم اخبر إنهن أحب إليه مما طلعت عله الشمس - أي: من الدنيا وما فيها – لما روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن أقول: سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله اكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس)) (3).
3 - ومن فضائلهن: ما ثبت في مسند الإمام احمد , وشعب الإيمان للبيهقي بإسناد جيد عن عاصم بن بهدله , عن أبي صالح , عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني قد كبرت وضعفت , أو كما قالت , فمرني بعمل اعمله وأنا جالسه. قال: ((سبحي الله مائة تسبيحه , فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل , واحمدي الله مائة تحميده , تعدل لك مائة فرس مسرجه ملجمه تحملين عليها في سبيل الله , وكبري الله مائة تكبيره , فإنها تعدل لك مائة بدنه مقلده متقبله , وهللي مائة تهليله)). قال ابن خلف (الراوي عن عاصم) احسبه قال: ((تملأ ما بين السماء والأرض , ولا يرفع يومئذ لأحد عمل إلا أن يأتي بمثل ما أتيت به)) (4). قال المنذري: رواه احمد بإسناد ه حسن (5). وحسن إسناده العلامة الألباني رحمه الله (6).
وتأمل هذا الثواب العظيم المترتب على هؤلاء الكلمات , فمن سبح الله مائة مره فإنها تعدل عتق مائة رقبة من ولد إسماعيل , وخص بني إسماعيل بالذكر لأنهم اشرف العرب نسبا , ومن حمد الله مائة , أي من قال: الحمد لله مائة مره كان له من الثواب مثل ثواب من تصدق بمائة فرس مسرجه ملجمه , أي عليها سرجها ولجامها لحمل المجهادين في سبيل الله , ومن كبر الله مائة مره , أي قال: الله اكبر مائة مره كان له من الثواب مثل ثواب إنفاق مائة بدنه مقلده متقبله , ومن هلل مائة , أي قال: لا إله إلا الله مائة مره فإنها تملأ ما بين السماء والأرض , ولا يرفع لأحد عمل إلا أن يأتي بمثل ما أتى بمثل ما أتى به.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - ومن فضائل هؤلاء الكلمات: أنهن مكفرات للذنوب , فقد ثبت في المسند , وسنن الترمذي , ومستدرك الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما على الأرض رجل يقول: لا إله إلا الله , والله اكبر , وسبحان الله , والحمد لله , ولا حول ولا قوة إلا بالله , إلا كفرت عنه ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر)) , حسنه الترمذي , وصححه الحاكم وأقره الذهبي , وحسنه الألباني (7).
والمراد بالذنوب المكفرة هنا: أي الصغائر لما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((الصلوات الخمس , والجمعة إلى الجمعة , ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر)) (8) , فقيد التكفير باجتناب الكبائر , لأن الكبيرة لا يكفرها إلا التوبة.
وفي هذا المعنى ما رواه الترمذي وغيره عن انس بن مالك رضي الله عنه: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشجره يابسة الورق فضربها بعصاه فتناثر الورق , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الحمد لله , وسبحان الله , ولا إله إلا الله , والله اكبر لتساقط من ذنوب العبد كما تساقط ورق هذه الشجرة)) وحسنه الألباني (9).
5 - ومن فضائل هؤلاء الكلمات: أنهن غرس الجنة , روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: ((لقيت إبراهيم ليلة أسري بي , فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام , واخبرهم إن الجنة طيبه التربة , عذبة الماء , وأنها قيعان , غرسها سبحان الله , والحمد لله و ولا إله إلا الله , والله اكبر)) (10) , وفي إسناد هذا الحديث عبد الرحمن بن إسحاق, لكن للحديث شاهدان يتقوى بهما من حديث أبي أيوب الأنصاري , ومن حديث عبد الله بن عمر.
والقيعان جمع قاع , وهو المكان المستوي الواسع في وطاةٍ من الأرض يعلوه ماء السماء فيمسكه ويستوي نباته , كذا في النهاية لابن الأثير (11) , والمقصود أن الجنة ينمو غراسها سريعا بهذه الكلمات كما ينمو غراس القيعان من الأرض ونبتها.
6 - ومن فضائلهن: انه ليس احد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام يكثر تكبيره وتسبيحه وتهليله و تحميده , روى الإمام احمد , والنسائي في عمل اليوم والليلة بإسناد حسن عن عبد الله بن شداد: أن نفرا من بني عذرة ثلاثة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا , قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من يكفينيهم)) قال طلحة: أنا , قال: فكانوا عند طلحه فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا فخرج فيه احدهم فاستشهد , قال: ثم بعث آخر , فخرج فيهم آخر فاستشهد , قال: ثم مات الثالث على فراشه , قال طلحه: فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة , فرأيت الميت على فراشه أمامهم , ورأيت الذي استشهد أخيرا يليه , ورأيت الذي استشهد أولهم آخرهم , قال: فدخلني من ذلك. قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له , قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أنكرت من ذلك , ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام يكثر تكبيره وتسبيحه وتهليله وتحميده)) (12).
وقد دل هذا الحديث العظيم على عظم فضل من طال عمره وحسن عمله , ولم يزل لسانه رطبا بذكر الله عز وجل.
7 - ومن فضائلهن: أن الله اختار هؤلاء الكلمات واصطفاهن لعباده , ورتب على ذكر الله بهن أجورا عظيمة , وثوابا جزيلا , ففي المسند للإمام احمد ومستدرك الحاكم بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله أصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله اكبر , فمن قال: سبحان الله كتب له عشرون حسنه , وحطت عنه عشرون سيئة, ومن قال: الله اكبر فمثل ذلك , ومن قال: لا إله إلا الله فمثل ذلك , ومن قال: الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنه , وحط عنه ثلاثون خطيئة)) (13).
وقد زاد في ثواب الحمد عندما يقوله العبد من قبل نفسه عن الأربع؛ لأن الحمد لا يقع غالبا إلا بعد سبب كأكل أو شرب , أو حدوث نعمة , فكأنه وقع في مقابله ما أسدي إليه وقت الحمد من قبل نفسه دون أن يدفعه لذلك تجدد نعمة زاد ثوبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - ومن فضائلهن: أنهن جنة لقائلهن من النار و ويأتين يوم القيامة منجيات لقائلهن ومقدمات له , روى الحاكم في المستدرك , والنسائي في عمل اليوم والليلة , وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خذوا جنتكم)) قلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدو قد حضر! قال: ((لا , بل جنتكم من النار , قولوا: سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله اكبر , فإنهن يأتين يوم القيامة منجيات ومقدمات , وهن الباقيات الصالحات)) , قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم , ولم يخرجاه , ووافقه الذهبي , وصححه الألباني رحمه الله (14).
وقد تضمن هذا الحديث إضافة إلى ما تقدم وصف هؤلاء الكلمات بأنهن الباقيات الصالحات , وقد قال الله تعالى: ((والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا)) [سورة الكعف: 84].
والباقيات أي: التي يبقى ثوابها , ويدوم جزاؤها , وهذا خير أمل يؤمله العبد وأفضل ثواب.
9 - ومن فضائلهن: أنهن ينعطفن حول عرش الرحمن ولهن دوي كدوي النحل و, يذكرن بصاحبهن , ففي المسند للإمام أحمد وسنن أبن ماجه , ومستدرك الحاكم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد , ينعطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل تذكر بصاحبها , أما يحب أحدكم أن يكون له, أو لا يزال له من يذكر به)). قال البوصيري في زوائد سنن ابن ماجه: إسناده صحيح , رجاله ثقات , وصححه الحاكم (15).
فأفاد هذا الحديث هذه الفضيلة العظيمة , وهي أن هؤلاء الكلمات الأربع ينعطفن حول العرش أي يملن حوله , ولهن دوي كدوي النحل , أي صوت يشبه صوت النحل يذكرن بقائلهن , وفي هذا أعظم حض على الذكر بهذه الألفاظ , ولهذا قال في الحديث ((ألا يحب أحدكم أن يكون له أو لا يزال له من يذكر به)).
10 - ومن فضائلهن: أن النبي صلى الله عليه وسلم اخبر أنهن ثقيلات في الميزان , روى النسائي في عمل اليوم و الليلة , وابن حبان في صحيحه , والحاكم , وغيرهما عن أبي سلمى رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((بخ بخ، – وأشار بيده بخمس – ما أثقلهن في الميزان: سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله اكبر , والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه)) صححه الحاكم , ووافقه الذهبي (16) , وللحديث شاهد من حديث ثوبان رضي الله عنه , خرجه البزار في مسنده , وقال: إسناده حسن (17).
وقوله في الحديث: ((بخ بخ)) هي كلمه تقال عند الإعجاب بالشيء وبيان تفضيله.
11 - ومن فضائل هؤلاء الكلمات: أن للعبد بقول كل واحدة منهن صدقه , روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه: أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور , يصلون كما نصلي , ويصومون كما نصوم , ويتصدقون بفضول أمولهم , قال: ((أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحه صدقه , وكل تكبيره صدقه , وكل تحميده صدقه , وكل تهليله صدقه , وأمر بالمعرف صدقة , ونهي عن المنكر صدقه , وفي بضع أحدكم صدقه)) , قالوا: يا رسول الله أيأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر؟ قال: ((أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)) (18).
وقد ظن الفقراء ألا صدقة إلا بالمال , وهم عاجزون عن ذلك فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن جمع أنواع فعل المعروف والإحسان صدقة , وذكر في مقدمة ذلك هؤلاء الكلمات الأربع: سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله أكبر.
12 - ومن فضائل هؤلاء الكلمات: أن النبي صلى الله عليه وسلم جعلهن عن القرآن الكريم في حق من لا يحسنه , روى أبو داود , والنسائي , والدار قطني , وغيرهم عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني لا أستطيع أن أتعلم القرآن , فعلمني شيئا يجزي , قال: ((تقول: سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله اكبر , و لا حول ولا قوة إلا بالله)). فقال الأعرابي: هكذا وقبض يديه – فقال: هذا لله , فما لي؟ قال: تقول: ((اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني
(يُتْبَعُ)
(/)
واهدني)) فأخذها الأعرابي وقبض كفيه , فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أما هذا فقد ملأ يديه بالخير)) (19).
قال المحدث أبو العظيم آبادي في تعليقه على سنن الدار قطني: سنده صحيح. وقال الألباني رحمه الله: سنده حسن (20).
فهذه بعض الفضائل الواردة في السنة النبوية لهؤلاء الكلمات الأربع , ومن يتأمل هذه الفضائل المتقدمة يجد أنها عظيمة , وداله على عظم قدر هؤلاء الكلمات , ورفعة شأنهن , وكثرة فوائدهن , وعوائدهن على العبد المؤمن , ولعل السر في هذا الفضل العظيم – والله أعلم – ما ذكر عن بعض أهل العلم أن أسماء الله تبارك وتعالى كلها مندرجة في هذه الكلمات الأربع , فسبحان الله يندرج تحت أسماء التنزيه كالقدوس والسلام , والحمد لله مشتملة على إثبات أنواع الكمال لله تبارك في أسمائه وصفاته , والله أكبر فيها تكبير الله وتعظيمه , وأنه لا يحصي أحد الثناء علي , ومن كان كذلك فلا إله إلا هو أي لا معبود حق سواه (21).
فالتسبيح: تتريةٌ لله عن كل ما لا يليق به، والتحميدُ: إثبات لأنواع الكمال لله في أسمائه وصفاته وأفعاله، والتهليلُ: إخلاصٌ وتوحيدٌ لله وبراءةٌ من الشرك، والتكبير: إثبات لعظمة الله، وأنه لا شيء أكبرُ منه.
فلله ما أعظم هؤلاء الكلمات، وما أجل شأنهن، وما أكبر الخير المترتب عليهن، فنسأل الله أن يوفقنا للمحافظة والمداومة عليهن، وأن يجعلنا من أهلهن الذين ألسنتهم رطبةٌ بذلك، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
--------------------------------------------------------------------------------
1) صحيح مسلم , رقم 2137.
2) مسند الطيالسي , ص 122.
3) صحيح مسلم , رقم 2695.
4) المسند [6/ 344] , شعب الإيمان , رقم 612.
5) الترغيب والترهيب [2/ 409].
6) السلسلة الصحيحة [3/ 303].
7) المسند [2/ 158،210] , وسنن الترمذي رقم 3460 ومستدرك الحاكم [1/ 503] , وصحيح الجامع , رقم 5636.
8) صحيح مسلم , رقم 233.
9) سنن الترمذي , رقم [3533] , وصحيح الجامع , رقم [1601].
10) سنن الترمذي , رقم 3462, وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة , رقم 105.
11) [4/ 132].
12) المسند [1/ 136] , والسنن الكبرى للنسائي , كتاب عمل اليوم والليله [6] , رقم 10674, وحسنه الألباني في الصحيحة , رقم 654.
13) المسند [2/ 302] , والمستدرك [1/ 512] , وقال الألباني في صحيح الجامع , رقم 1718,صحيح.
14) المستدرك [1/ 541] , السنن الكبرى , كتاب: عمل اليوم والليله [6/ 212] , صحيح الجامع , رقم [3214].
15) المسند [4/ 268/271] , سنن ابن ماجه , رقم 3809, المستدرك [1/ 503].
16) السنن الكبرى , كتاب: عمل اليوم والليله [6/ 50] , صحيح ابن حبان "الإحسان " [3/ 114] , رقم 338 , المستدرك [1/ 511 - 512].
17) كشف الأستار عن زوائد البزار [4/ 9] رقم 3072.
18) صحيح مسلم رقم 1006.
19) سنن أبي داود رقم 832، وسنن النسائي [2/ 143] سنن الدار قطني [1/ 313 - 314].
20) صحيح أبي داود [1/ 157].
21) انظر: جزء في تفسير الباقيات الصالحات للعلائي ص 40.
(منقول من شبكة سحاب السلفية) ..
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[29 - Mar-2009, صباحاً 06:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي الكريمة الغالية السلفية النجدية على ما اخترته وثبتك الله ونفعك في علمك يوم لا ينفع مال أو بنون
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[29 - Mar-2009, صباحاً 11:21]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أهلا بالغالية ..
وفيك بارك الله أيتها الحبيبة ..
أتشرف بمرورك المتواصل، لا عدمناه ..
وصلك الله برحمته وهداه ..
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 03:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي الكريمة السلفية النجدية على ما اخترته وثبتك الله ونفعك في علمك يوم لا ينفع مال أو بنون
آمين
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 05:11]ـ
وإياكم أخي الفاضل ..
أشكر لك مرورك الكريم ..
ـ[علي الزيود]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 08:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
جزاك الله خيرا. اللهم اجعلنا من الذاكرين الله والذاكرات.(/)
ماالفرق بين صلاة الإشراق وصلاة الضحى؟
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[29 - Mar-2009, صباحاً 06:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* ما الفرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى؟
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[29 - Mar-2009, صباحاً 06:47]ـ
يجيبك العلامة ابن باز على هذا السؤال:
هل صلاة الإشراق هي صلاة الضحى، وكم عدد ركعات صلاة الضحى بالتفصيل؟
نعم صلاة الإشراق هي صلاة الضحى أولها صلاة الإشراق وآخرها قبيل وقوف الشمس ما بين طلوع الشمس قيد رمح إلى أن تقف هذا كله صلاة ضحى، والأفضل أن تكون صلاة الضحى حين ترمض الفصال حين يشتد الضحى هذا هو الأفضل، وإذا صلاها في أول الوقت عند ارتفاع الشمس قيد رمح في المسجد أو في البيت كل ذلك حسن، وإن كرر صلى أربع ركعات أو ست ركعات أو ثمان ركعات أو أكثر فكله خير.
http://www.binbaz.org.sa/mat/15594
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 04:19]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
(سبحان الله، سبقك بها عكاشة)!
لقد قرأت هذه الفتوى قبل فترة، ومن باب عدم كتم العلم، أسرعت بالدخول على سؤال أختنا الكريمة، أريد وضع فتوى الشيخ ابن باز، من قبل أن يأتي مجيب ويجيبها، فإذا بي أتفاجأ بمن استبقَ الموضوع، ووضع الفتوى، بل الفتوى التي أريد وضعها!
هنيئا له! وعوّضني خيرا، آمين ..
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 07:53]ـ
اسأل الله أن يوفقني واياك الى المسابقة في الخيرات
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 09:05]ـ
بارك الله في كل منكما وجعل ذلك في ميزان حسناتكما يوم القيامة(/)
إشكال (14) على ما هو به، لا عليه.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[29 - Mar-2009, صباحاً 06:51]ـ
قال الشيخ: (العلم: إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً).
ما قاله الشيخ هنا من أجود تعاريف العلم. إلا أن الأولى أن نغير كلمة (عليه) إلى (به) ليدخل فيها المعدوم، فكلمة عليه يستشعر منها أن هذا الشيء لابد وأن تكون له صفة هو عليها فلا يكون شاملا للمعدوم.
قال الباجي في "الحدود" (ص/24): (وإنما قلنا "على ما هو به" ولم نقل على صفته؛ لأن ما يحتمل الصفة لا يكون إلا موجودا، فكان ذلك أيضا يخرج المعدوم عن أن يكون معلوما).(/)
إشكال (15) لا يدخل النسخ الجزئي في تعريف النسخ عند الشيخ.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[29 - Mar-2009, صباحاً 07:37]ـ
قال الشيخ - رحمه الله - في تعريف النسخ اصطلاحا: (رفع حكم دليل شرعي أو لفظه بدليل من الكتاب والسنة).
وقال في شرح الأصول (ص/386): (التخصيص في الحقيقة نسخ لأنه - أي التخصيص - رفع الحكم عن بعض أفراد العام، فهو نسخ ولكنه جزئي).
فظاهر عبارته أنه يسوي بين النسخ الجزئي والتخصيص، وقد طلبت الفرق بينهما عند الشيخ على هذين الرابطين:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=29373
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=166527
وقال الشيخ في شرح الأصول (ص/386) وهو يشرح تعريفه للنسخ: (هل يخرج بذلك التخصيص؟
نعم يخرج؛ لأن التخصيص ليس رفعا للحكم؛ بل رفعا للحكم عن فرد من الأفراد فليس بنسخ ... ).
وقد بين النسخ أن قيد (رفع) في تعريفه للحكم يلزم من التأخر.
فقال في شرح الأصول (ص/385): (ما دمنا قلنا: "رفع" فإنه يلزم أن يكون الناسخ متأخرا عن المنسوخ؛ لأن الرافع يكون بعد المرفوع).
وعليه:
فيلزم الشيخ عدم دخول النسخ الجزئي في تعريف النسخ؛ لأنه لا فرق عنده بين النسخ الجزئي والتخصيص.
وعليه فلابد من إضافة قيد (كلي) ليخرج النسخ الجزئي من التعريف، فيكون تعريف النسخ عند الشيخ (رفع كلي لحكم دليل شرعي أو لفظه بدليل من الكتاب والسنة).
وفائدة هذا القيد إخراج التخصيص بنوعيه سواء أكان متصلا أم منفصلا، وكذلك النسخ الجزئي من تعريف النسخ.
تنبيه:
خروج النسخ الجزئي من تعريف النسخ غير سديد عندي وإنما ذكرته تنزلا مع تعريف الشيخ.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 06:25]ـ
للتذكير
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 06:28]ـ
ألم نجبك على هذا؟؟
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=29373&highlight=%C7%E1%E4%D3%CE+%C7% E1%CC%D2%C6%ED
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 07:05]ـ
يا أخي لا تتعجل أنا هنا أتكلم عن مسألة أخرى مترتبة على ما تقرر في الرابط السابق - من أن الشيخ لا يفرق بين النسخ الجزئي والتخصيص -.
وهي أن تعريف الشيخ للنسخ لا يشمل النسخ الجزئي. وقد أضفت قيدا لتعريف النسخ ليكون التعريف مانعا على اصطلاح الشيخ ...
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 07:33]ـ
لا ينفع ما ادخله كقيد اخي فالنسخ الجزئي مصطلح ارجع لما قلناه فاظنك لم تفهمه بعد.
النسخ الجزئي مصطلح غير مركب اي لا ينفع فهم من كلمة جزئي انها مضادة لكلي.
فالنسخ المتعارف عليه حاليا قد يكون لبعض الحكم اي يرفع جزء ا من الحكم فقط كعدد الرضعات في تحريم الأخت من الرضاعة.
هذا لا نسميه نسخا جزئيا.
ما يسمونه عند السلف نسخا جزئيا هو تخصيص العام و هذا أمر آخر
الفرق بينهما ان العام لم يقصد به حكم عام انما فيه جزء إلا نه من لغة تخاطب العرب فقد يعممون في القول مع ذكر التخصيص في مكان آخر. فهو رفع للحكم من الناحية اللغوية و ليس من الناحية العملية.
بعكس النسخ فهو فعلا رفع حكم. و الله اعلم
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 08:36]ـ
لا ينفع ما ادخله كقيد اخي فالنسخ الجزئي مصطلح ارجع لما قلناه فاظنك لم تفهمه بعد.
ليتك أخي الفاضل تتروي في مشاركاتك ولا تتعجل هذه نصيحة من محب.
وليتك تنتقي ألفاظك ليكون أدعى لقبول الحق الذي عندك.
وليتك توضح لي ما مقصودك (بأن النسخ الجزئي مصطلح) وتبين لي وجه الربط بين قولك هذا وبين صدر كلامك.
النسخ الجزئي مصطلح غير مركب اي لا ينفع فهم من كلمة جزئي انها مضادة لكلي.
ليتك تركز قليلا أنا لم أحاكم الشيخ لمصطلحات غيره، وغاية ما عندي أنني وجدت الشيخ يقول أن التخصيص كالنسخ الجزئي، وذكر أن كلمة رفع تخرج التخصيص من تعريف النسخ فقلت يلزم من هذا أن النسخ الجزئي غير داخل في تعريف الشيخ للنسخ من المقدمتين السابقتين.
وأراك توافق عليهما فكيف ترفض النتيجة.
ثانيا سوف أوضح لك أن النسخ الجزئي عندي هو رفع لبعض أفراد الحكم بعد العمل به، وهو يفارق التخصيص في هذه الجزئية فالتخصيص يكون رفعا قيل العمل بالدليل العام فهو حقيقة قصر للحكم على بعض أفراد العام.
وغاية ما في الأمر أنني استخدمت كلمة كلي، وهي عندي بمعنى شامل أي خروج لجميع الأفراد ليخرج النسخ الجزئي فهو لبعض الأفراد لا لجميعها.
قال الشيخ في شرح الأصول (ص/386): (ومعنى نسختها يعني خصصتها لأن التخصيص في الحقيقة نسخ لأنه أي التخصيص رفع الحكم عن بعض أفراد العام فهو نسخ ولكنه جزئي).
فالنسخ المتعارف عليه حاليا قد يكون لبعض الحكم اي يرفع جزء ا من الحكم فقط كعدد الرضعات في تحريم الأخت من الرضاعة.
هذا لا نسميه نسخا جزئيا.
ما يسمونه عند السلف نسخا جزئيا هو تخصيص العام و هذا أمر آخر
الفرق بينهما ان العام لم يقصد به حكم عام انما فيه جزء إلا نه من لغة تخاطب العرب فقد يعممون في القول مع ذكر التخصيص في مكان آخر. فهو رفع للحكم من الناحية اللغوية و ليس من الناحية العملية.
بعكس النسخ فهو فعلا رفع حكم. و الله اعلم
يعني أفهم من كلامك هذا أنك تسوي بين النسخ الجزئي والتخصيص عند السلف، بخلاف النسخ فهو ليس تخصيصا عندهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 10:02]ـ
النسخ الجزئي هو التخصيص عند السلف. أما النسخ فهو رفع حكم بعد العمل به فأنظر الفرق!
فالنسخ المتعارف عليه اليوم ليس هو نفسه مصطلح السابقين فقد يكون رفعا لجزء من الحكم كعدة المتوفي عنها زوجها من عام نسخت لأربعه اشهر و عشر.
و كالرضعات كل هذا نسخ جزئي بالمعنى اللغوي اي رفع بعض الحكم و ترك بعضه.
اما الخاص و العام فلا شرط في التوقيت بينهما اولا قد يأتي احدهما قبل الاخر و ثانيا لا يوجد عمل بينهما فان ثبت وجود عمل بالعام قبل ورود الخاص فهذا اصبح نسخا و ليس تخصيصا.
فالعام و الخاص من خطاب العرب عندما تقول مثلا الدم حرام فهذا عام لكن لا نقول انك تقصد به الكبد و الطحال و الدم الذي في العروق و دم السمك فانت تعطي الحكم بالصفة العامة الدم حرام لكن ان دخلتنا في التفصيل لا نقصد بهذا الدم دم السمك مثلا؟ فلا نقول لك لقد كذبت لان دم السمك ليس حرام انما هذا من خطاب العرب نعم الدم عامة حرام لكن هناك احوال خاصة دم السمك مثلا لا يتبادر إلى الذهن عند ذكر الدم فالدم عادة المعروف هو الذي يسيل عند الذبح , لكن كل الدم داخل في لفظ التحريم من الناحية اللغوية.
هنا يدخل التخصيص بتحليل السمك و الطحال و الكبد.
هذا العام و الخاص و لما نقول العام و الخاص نقصد كذلك المطلق و المقيد فهو من بابهما.
اما النسخ فهذا امر آخر متال ذلك الخمر كانت ممنوعة في اوقات الصلاة ثم نسخت فأصبحت حرام لكن بين الحكمين عمل بعض الصحابة بالحكم الأول فشربوها في الليل حتى جاء التحريم.
فهذا لم يعد عاما و خاصا هذا نسميه نسخ. و هو نسخ كامل.
النسخ ايضا يرفع بعض الحكم كعدة المتوفي عنها زوجها لم تنسخ العدة كاملة بل جزء منها فقط فكانت عاما اصبحت اربعة اشهر و عشر.
فهذا نسخ و ليس تخصيصا و لا يوجد فيه لفظ العام بتاتا.
و التخصيص لا يذهب بكل العام فحكم العام باق فهو اخراج بعض افراد العام من الحكم او تخصيصهم بحكم ثان.
النسخ الجزئي هو التخصيص عند السلف. أما النسخ فهو رفع حكم بعد العمل به فأنظر الفرق!
اذن لفظ العام من بدايته لم يأتي لحكم عام انما هو خطاب عام اما النسخ فالحكم من البادية جاء للتنفيد ثم رفع.
و الله اعلم
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 10:15]ـ
النسخ الجزئي هو التخصيص عند السلف. أما النسخ فهو رفع حكم بعد العمل به فأنظر الفرق!
فالنسخ المتعارف عليه اليوم ليس هو نفسه مصطلح السابقين ...
النسخ الجزئي هو التخصيص عند السلف. أما النسخ فهو رفع حكم بعد العمل به فأنظر الفرق!
بارك الله فيك أخي الكريم ...
الإشكال عندك ورد من عدم إدخالك للنسخ المتعارف عليه عند المتأخرين في النسخ عند المتقدمين ...
ولتعلم أخي الفاضل أن النسخ عند المتقدمين أعم منه عند المتأخرين فكان يطلق على مطلق البيان ويدخل فيه النسخ بالمعنى الاصطلاحي عند المتأخرين ...
قال الشيخ الشنقيطي في المذكرة (ص / 66): (أعلم أن السلف يطلقون اسم النسخ على ما يطلقه عليه الأصوليون وعلى التخصيص والتقييد، فالجميع يسمونه نسخاً كما نبه عليه غير واحد. وأما الأصوليون فلا يطلقون النسخ على التخصيص ولا التخصيص على النسخ). اهـ
قال الشيخ الجيزاني في معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة (ص / 246): (النسخ لغة: النقل، يقال: نسخت الكتاب؛ أي: نقلته.
والنسخ الإزالة: يقال نسخت الشمس الظل؛ أي: أزالته.
(وفي اصطلاح المتقدمين - عند السلف - معناه: البيان.
فيشمل تخصيص العام، وتقييد المطلق، وتبيين المجمل، ورفع الحكم بجملته وهو ما يعرف - عند المتأخرين - بالنسخ.
قال ابن القيم:
"قلت: مراده ومراد عامة السلف بالناسخ والمنسوخ: رفع الحكم بجملته تارة -وهو اصطلاح المتأخرين- ورفع دلالة العام والمطلق والظاهر وغيرها تارة، إما بتخصيص أو تقييد أو حمل مطلق على مقيد وتفسيره وتبيينه، حتى إنهم يسمون الاستثناء والشرط والصفة نسخًا لتضمن ذلك رفع دلالة الظاهر وبيان المراد.
فالنسخ عندهم وفي لسانهم هو: بيان المراد بغير ذلك اللفظ بل بأمر خارج عنه ومن تأمل كلامهم رأى من ذلك فيه ما لا يحصى، وزال عنه به إشكالات أوجبها حمل كلامهم على الاصطلاح الحادث المتأخر").اهـ
وهذا الكلام أشهر من أن نضيع الأوقات في إثباته.
أخي الفاضل بارك الله فيك على اهتمامك بالرد على مشاركاتي، وأرجو أن يكون ردك في صلب الموضوع ولا تتعجل في الرد.
واعتذر من الآن عن الرد على ما أراه خارجا عن صلب الموضوع الذي أطرحه فالأوقات قليلة والمشاغل كثيرة.
ـ[التقرتي]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 11:02]ـ
ربما أنت من تعجلت أخي فلم تفهم مقصودي، فحكمت عليه بغير المراد.
الإشكال عندك ورد من عدم إدخالك للنسخ المتعارف عليه عند المتأخرين في النسخ عند المتقدمين ...
لا اشكال عندي الذي تكلمت عليه هو النسخ الجزئي عندي المتقدمين و ليس النسخ العام اي الجزئي و المتعارف عليه اليوم. أظن أن الاشكال عندك بعدم التدقيق في ما قلته
وهذا الكلام أشهر من أن نضيع الأوقات في إثباته.
لا ادري ماذا تقصد بهذا الكلام و لا ادري حتى دخله بالموضوع ان كنا اصلا نتكلم عن النسخ الجزئي و التخصيص فانت من خرجت عن الموضوع باقحامك النسخ بمعناه العام عند المتقدمين
أعذرني لتوقفي على الرد هنا، فلا حاجة لي بمثل هذه المناقشات التي لا نجني منها نفعا، قد شرحت لك الفرق بين النسخ الجزئي و التخصيص و هي مسألة سهلة جدا لمن درس أصول الفقه، فعليك بدراسة المسألة من عند العلماء و ليس من الكتب فربما سيزال عليك اللبس
و السلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 11:26]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...(/)
إشكال (16) النسخ في مكارم الأخلاق ومساوئها.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[29 - Mar-2009, صباحاً 07:50]ـ
قال الشيخ - رحمه الله -: (الأحكام التي تكون مصلحة في كل زمان ومكان كالتوحيد وأصول الإيمان وأصول العبادات ومكارم الأخلاق من الصدق والعفاف والكرم والشجاعة ونحو ذلك فلا يمكن نسخ الأمر بها وكذلك لا يمكن نسخ النهي عما هو قبيح في كل زمان ومكان كالشرك والكفر ومساوئ الأخلاق من الكذب والفجور والبخل والجبن ونحو ذلك، إذ الشرائع كلها لمصالح العباد ودفع المفاسد عنهم).
تضمن كلام الشيخ جملة من الأحكام التي لا يدخلها النسخ، وسوف نفصل الكلام عن جزئيات الكلام.
1 - النسخ في مكارم الأخلاق ومساوئها:
قال المرداوي في "التحبير" (6/ 3109): (وأما ما قبح وحسن لذاته كمعرفة الله تعالى، وتحريم الكفر، والظلم، والكذب، والقبائح العقلية، وشكر المنعم، فهل يجوز نسخ وجوبه وتحريمه أم لا؟ فمن نفى الحسن والقبح، ورعاية الحكمة في أفعاله يجوز نسخ ذلك ومن أثبت ذلك منع النسخ، ذكره الآمدي وغيره؛ لأن المقتضى للحسن والقبح حينئذ صفات وأحكام لا تتغير بتغير الشرائع فامتنع النسخ لاستحالة الأمر بالقبيح، والنهي عن الحسن. وأما من نفى ذلك - وهو الصحيح - فإنه يجوز نسخ هذه الأمور لقول الله تعالى: (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ) ()، وقوله تعالى: (وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) ()).
والأقوى جواز النسخ لما يقبل التغير.
فمثلا الكذب قبيح، ولكن قد يبيحه الشرع لغرض المكلف من جلب مصلحة أو درء مفسدة.
قال ابن حجر في " فتح الباري" (5/ 300): (واتفقوا على جواز الكذب عند الاضطرار كما لو قصد ظالم قتل رجل وهو مختف عنده فله أن ينفي كونه عنده ويحلف على ذلك ولا يأثم).
وقال ابن حزم في " مراتب الإجماع" (ص/ 156): (واتفقوا على تحريم الغيبة والنميمة في غير النصيحة الواجبة. واتفقوا على تحريم الكذب في غير الحرب وغير مداراة الرجل امرأته وإصلاح بين اثنين ودفع مظلمة).
قال ابن حجر في " فتح الباري" (6/ 159): (قال النووي الظاهر إباحة حقيقة الكذب في الأمور الثلاثة () لكن التعريض أولى وقال بن العربي الكذب في الحرب من المستثنى الجائز بالنص رفقا بالمسلمين لحاجتهم إليه وليس للعقل فيه مجال ولو كان تحريم الكذب بالعقل ما انقلب حلالا انتهى).(/)
ها انت حريص على أن لا يرى الجنّي عورتك .. ؟
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 01:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
تذكرة وفائدة:
عن أبي جحيفة عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الكنيف أن يقول بسم الله .. ترمذي وابن ماجه "صحيح".(/)
ما حكم قراءة سور القرآن غير مرتبة أثناء الصلاة؟ والجماعة للنساء؟
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 03:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* قراءة سور القرآن غير مرتبة أثناء الصلاة كأن يقرأ المصلي في الركعة الأولى سورة التكوير وفي الركعة الثانية سورة النبأ؟
* صلاة الجماعة بالنسبة للمرأة وهل صحيح أنه لا جماعة للنساء؟
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 03:35]ـ
لا بأس بقراءة سور القرآن غير مرتبة، وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم النساء على آل عمران في القراءة.
وأما صلاة النساء جماعة ففيها خلاف فمن العلماء من قال إنها مشروعة، ومنهم من قال إنها ليست بسنة، ومال للأخير العلامة العثيمين، وقال لا بأس بفعلها أحيانا، واختار الأول العلامة الألباني.
وإمامتهن تكون وسطهن.
والله أعلم.
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 03:38]ـ
بالنسبة لقراءة السور مرتبة فالترتيب من عمل الصحابة فعلى هذا لا بأس في عدم الترتيب.
بالنسبة لصلاة الجماعة يقدم قول الألباني رحمه الله بانها جائزة لأنه اعلم بما كان عمل النساء في عصر النبي عليه الصلاة و السلام و الله اعلم.
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 03:57]ـ
وماذا عن ترتيب الآيات في الصلاة فمثلا من يتلو خواتيم سورة البقرة في الركعة الأولى ثم يعود فيقرأ آية الكرسي في الركعة الثانية بارك الله بكما
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 04:38]ـ
قال الشيخ حمد الحمد في شرح الزاد:
(وهنا مسائل في القراءة بعد الفاتحة:
اعلم أن المشروع له أن يرتب السور كما وردت في المصحف فيقرأ في الركعة الأولى سورة مقدمة على الركعة الثانية - هذا المستحب جرياً على ترتيب المصحف - الذي جرى عليه الخلفاء الراشدون.
المشهور في المذهب كراهية عكس ذلك.
وعن الإمام أحمد: أنه لا كراهية في ذلك وهذا هو الأظهر، كما ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم: (قرأ في قيام الليل بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران) (2) فهنا النبي صلى الله عليه وسلم لم يرتب بين السور فدل على جوازه.
وثبت في البخاري معلقاً: (أن عمر قرأ في الصبح في الركعة الأولى بالكهف وفي الركعة الثانية بسورة يوسف أو يونس) (3) والشك في الرواية.
وحيثما كان اليقين من الشك هنا فإن السورتين كليهما متقدمة على سورة الكهف.
فالأظهر جوازه لكن المستحب أن يرتبها على الترتيب في المصحف.
وقد يقال بكراهية المداومة على ذلك، فإن في المداومة على ذلك مخالفة صريحة ظاهرة للترتيب الذي جرى عليه المصحف عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
أما عدم الترتيب بين الآيات، وذلك بأن يقرأ في الركعة الأولى بآيات من آخر السورة وفي الثانية آيات من وسطها أو أولها: فجمهور العلماء على أن ذلك مكروه، وكراهيته أشد من كراهية الأول، لأن ترتيب الآيات ترتيب وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنص.
وأما ترتيب السور فإن المشهور عند جمهور العلماء إنه بالاجتهاد أي اجتهاد الصحابة. ثم إنه مظنة تغيير المعاني، فكان ذلك مكروهاً.
وعند الإمام أحمد أنه جائز، وهذا القول لا بأس به وهو قول قوي لكن بحيث تثبت من عدم تغيير المعاني وحيث لم يعتد ذلك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم [قال]: (ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن) وهذا ما تيسر سواء قدم أو أخر فلا حرج.
أما تنكيس الكلمات في الآية نفسها فهو محرم إجماعاً ومبطل للصلاة، لأنه يخرج عن أن يكون قرآناً حيث نكس، وحيث خرج من أن يكون قرآناً فهو كلام أجنبي عن الصلاة - وحيث كان كلاماً أجنبياً فهو مبطل للصلاة مفسد لها.
إذن: هي ثلاث صور:
تنكيس الكلمات وهذا محرم وهو مبطل للصلاة.
تنكيس الآيات وهذا مكروه عند أكثر الفقهاء وهو مذهب الجمهور، وعن الإمام أحمد عدم كراهيته.
تنكيس السور، والمشهور عند الحنابلة والشافعية أنه مكروه والأظهر عدم كراهيته) اهـ.
__________
(1) أخرجه النسائي في كتاب الافتتاح، باب (55) القراءة في الظهر (971) قال: " أخبرنا محمد بن إبراهيم بن صُدْران، قال حدثنا سَلْمُ بن قُتيبة، قال حدثنا هاشم بن البريد عن أبي إسحاق عن البراء قال: كنا نصلي خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر فنسمع منه الآية بعد الآيات من سورة لقمان والذاريات ".
(2) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب (27) استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل (772).
(3) قال البخاري: " وقرأ الأحنف بالكهف في الأولى، وفي الثانية بيوسف أو يونس، وذكر أنه صلى مع عمر رضي الله عنه الصبح بهما " في باب (106) الجمع بين السورتين في الركعة، من كتاب الأذان.
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 09:37]ـ
بالنسبة لقراءة السور مرتبة فالترتيب من عمل الصحابة فعلى هذا لا بأس في عدم الترتيب.
بالنسبة لصلاة الجماعة يقدم قول الألباني رحمه الله بانها جائزة لأنه اعلم بما كان عمل النساء في عصر النبي عليه الصلاة و السلام و الله اعلم.
ترجيح غريب
ولا نريد المناقشة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 09:41]ـ
ترجيح غريب
ولا نريد المناقشة
ما الغرابة فيه هو ترجيح بأعلمهم في علم الحديث فالمعلوم ان صلاة النساء جماعة لا بد لها من دليل فعلي و الألباني اعلم بالحديث من غيره أظن ان الترجيح واضح؟ فالشيخ اطلع على صحة الآثار الواقعة في صلاة النساء جماعة.
على عكس غيره الذي ربما لم تصله كل الأحاديث و الآثار في ذلك.
كان الأصح يا اخي أبو عبد العظيم أن تسأل و تقول ما وجه الترجيح فاشرحه لك ليس ان تسوق كلاما عاما هكذا!!!!!
ربما علينا ان نتعلم ادب الحوار قبل الحوار نفسه
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 09:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أخوتي وبارك الله لكم في علمكم
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 10:00]ـ
ما الغرابة فيه هو ترجيح بأعلمهم في علم الحديث فالمعلوم ان صلاة النساء جماعة لا بد لها من دليل فعلي و الألباني اعلم بالحديث من غيره أظن ان الترجيح واضح؟ فالشيخ اطلع على صحة الآثار الواقعة في صلاة النساء جماعة.
على عكس غيره الذي ربما لم تصله كل الأحاديث و الآثار في ذلك.
كان الأصح يا اخي أبو عبد العظيم أن تسأل و تقول ما وجه الترجيح فاشرحه لك ليس ان تسوق كلاما عاما هكذا!!!!!
ربما علينا ان نتعلم ادب الحوار قبل الحوار نفسه
سبحان الله وكأن المسالة مختلف فيها بين ابن عثيمين واللألباني رحمهم الله
أقول على عجل وهل تعلم من قال بعدم جوازها من الحفاظ الذين لا يبلغ الألباني رحمه الله ظفر أحدهم في الحديث؟؟؟ راجع المسالة جيدا ثم تكلم
وعلى كل حال الخت المباركة راجعي رسالة؟ حسن الأسوة بما ورد في إمامة النسوة؟ لعبد العزيز الغماري فقد أطال وأجاد وذهب إلى الجواز
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 10:17]ـ
سبحان الله وكأن المسالة مختلف فيها بين ابن عثيمين واللألباني رحمهم الله
أقول على عجل وهل تعلم من قال بعدم جوازها من الحفاظ الذين لا يبلغ الألباني رحمه الله ظفر أحدهم في الحديث؟؟؟ راجع المسالة جيدا ثم تكلم
وعلى كل حال الخت المباركة راجعي رسالة؟ حسن الأسوة بما ورد في إمامة النسوة؟ لعبد العزيز الغماري فقد أطال وأجاد وذهب إلى الجواز
اظنك لم تنتصح اخي الم اقل لك ادب الحوار!!! ان رأيت حفاظا اخرين قالوا بعدم جوازها فأخبرنا بهم اخي لم نكذبك.
ان كان عندك سؤال لماذا قلت بالترجيح فأسأل لكي اجيبك انك انت بنفسك نقلت الخلاف هل هي سنة أو لا!!!!
خلاصة القول اخي لسنا هنا للمجادلة نحن هنا للتعلم فأبدأ بتعلم كيفية الحوار اخي اولا ثم ناقش
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 10:23]ـ
اظنك لم تنتصح اخي الم اقل لك ادب الحوار!!! ان رأيت حفاظا اخرين قالوا بعدم جوازها فأخبرنا بهم اخي لم نكذبك.
ان كان عندك سؤال لماذا قلت بالترجيح فأسأل لكي اجيبك انك انت بنفسك نقلت الخلاف هل هي سنة أو لا!!!!
خلاصة القول اخي لسنا هنا للمجادلة نحن هنا للتعلم فأبدأ بتعلم كيفية الحوار اخي اولا ثم ناقش
ومن ادب الحوار العلم قبل القول والعمل
لكنك ظننت ان سبب الخلاف في المسالة هو إختلافهم في بلوغ السنة وخفائها على أخرين وليس كذلك هنا فانتبه.
أما من الحفاظ الذين لم يقل بها، بل من أرباب علم الحديث الإمام مالك نجم السنن كما نسبه له زروق وابن حبيب وإبراهيم، وكذلك الطحاوي والزيلعي وغيره ممن يحظرني الأن
ولن أكتب في الرد عليك
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 10:28]ـ
ومن ادب الحوار العلم قبل القول والعمل
لكنك ظننت ان سبب الخلاف في المسالة هو إختلافهم في بلوغ السنة وخفائها على أخرين وليس كذلك هنا فانتبه.
أما من الحفاظ الذين لم يقل بها، بل من أرباب علم الحديث الإمام مالك نجم السنن كما نسبه له زروق وابن حبيب وإبراهيم، وكذلك الطحاوي والزيلعي وغيره ممن يحظرني الأن
ولن أكتب في الرد عليك
و ما العيب اني اظن ذلك؟ هل انا معصوم اخي ام هذا يحل لك الإجابة بهذه الطريقة فطبق مقولتك اولا تعلم ادب الحوار ثم تعال.
أما ما اتيت به من قول الحفاظ فلا يدخل في المناقشة اصلا، هو ترجيح بين تقليد عالمين الالباني رحمه الله و العثيمين لكن من قلة فقهك لم تفهم ذلك.
لو كنت ارجح بالادلة لناقشتها لكن لعدم علمي بها رجحت ترجيح مقلد. اظن انك انت الذي لم تفقه شيئا من الكلام و تسرعت في الاجابة هذا يدل على قلة فهمك لكلام الآخرين و سطحية تفكيرك
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 11:35]ـ
وعلى كل حال الخت المباركة راجعي رسالة؟ حسن الأسوة بما ورد في إمامة النسوة؟ لعبد العزيز الغماري فقد أطال وأجاد وذهب إلى الجواز
جزاكم الله خيرا.
هناك رسالة سبقت هذه للعلامة الحنفي اللكنوي اسمها:
(تحفة النبلاء في جماعة النساء). طبعتها مؤسسة الرسالة بتحقيق أحد الإخوة العراقيين اسمه صلاح محمد سالم.
وقد ساق المصنف فيها مذاهب العلماء فقال:
(اعلم أنه وقع الاختلاف في أنه هل جماعة النساء وحدهن مشروعة أم غير مشروعة:
فذهب الشافعي إلى استحبابها، وهو قول الأوزاعي والثوري وأحمد، وحكاه ابن المنذر عن عائشة وأم سلمة.
وقال النخعي والشعبي: تؤمهن في النفل دون الفرض.
وشذ أبو ثور والمزني ومحمد بن جرير الطبري فأجازوا إمامة النساء على الإطلاق للرجال والنساء.
وعند الحسن البصري ومالك: لا تؤم المرأة أحدا لا في فرض ولا نفل، كذا ذكره العيني في "البناية".
والمشهور من مذاهب أصحابنا: أن جماعة النساء وحدهن مكروهة، وهو المذكور في كثير من الكتب الفقهية لأصحابنا الحنفية، وعللوا الكراهة بتعليلات متفرقة، وأجابوا عن الأخبار المذكورة بجوابات غير شافية.
ولنذكر قدرا من عبارات مشاهير كتبهم، وأعقبه بذكر ما لهم وما عليهم: ....... ) اهـ.
ثم ذكر وجوه كراهتها عند الحنفية ثم أجاب - رحمه الله تعالى - بإفاضة عنها، مبينا ضعف ما استندوا إليه في الكراهة - وهذا من إنصافه رحمه الله تعالى - وصراحة الأحاديث والآثار في جوازها، ولكنه رجح أنها خلاف الأولى.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 09:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال شيخنا حمد الحمد حفظه الله في شرح الزاد
لكن هذه الفريضة مخصوصة بالرجال دون النساء، لذا قال المؤلف " تلزم الرجال " أما النساء فلا تجب عليهن الصلاة جماعة باتفاق أهل العلم لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن).
بل صلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في مسجد قومها بل في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل كلما صلت فيما هو أستر من بيتها كلما كان أفضل، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - كما في مسند أحمد بإسناد جيد قال لأم حميد الساعدي، وقد قالت: (إني أحب الصلاة معك، فقال: قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، فصلاتك في بيتك أفضل من صلاتك في حجرتك " والبيت هنا أستر من الحجرة فهي الغرفة التي تكون داخل الحجرة " وصلاتك في حجرتك أفضل من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك أفضل من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك أفضل من صلاتك في مسجدي).
وفيه أن صلاة المرأة في بيتها بل فيما يكون من الغرف الداخلية في بيتها أفضل من صلاتها في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أفضل من الصلاة في الحرم المكي.
فصلاتها في البيت أفضل من صلاتها في المسجد لكنها لا تمنع من ذلك لنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن يخشى فتنة أو ضرر فينهى عن ذلك للفتنة والضرر من باب تقديم درء المفاسد على جلب المصالح
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 09:55]ـ
قال الشيخ العلامة الفقيه محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله في شرحه للزاد
قال المصنف رحمه الله تعالى: [تلزم الرجال للصلوات الخمس لا شرط].
قوله: (تلزم) الضمير عائد إلى صلاة الجماعة، أي: تجب.
والمراد بالتعبير باللزوم الدلالة على أنها واجبة لازمة في ذمة المكلف، لكنه قال: (تلزم الرجال)، ومفهوم قوله: (الرجال) أنها لا تلزم النساء، وهذا بإجماع العلماء رحمة الله عليهم، ولذلك كان من تعبير العلماء أن قالوا: ليس على النساء جمعة ولا جماعة.
أي: ليس على النساء أن يشهدن الجمعة ولا الجماعة، وهذا من باب درء المفاسد؛ إذ إنه لو أذن للنساء كلهن بالخروج لكان في ذلك مفاسد عظيمة وأضرار كثيرة لوجود العبء عليهن بالخروج.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 09:58]ـ
قال الشيخ الفقيه العلامة عبدالله بن جبرين شفاه الله و عافاه في شرحه على أخصر المختصرات
يقول: (لا تلزم إلا الرجال).
أما النساء فتجوز صلاتهن في المساجد من غير وجوب، ثبت أن النساء كنّ يشهدن صلاة الجماعة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: (خير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها)، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله)، قال: (وبيوتهن خير لهن)، وقال: (إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها)، ومع ذلك فإن بيتها خير لها؛ لأنها قد يتعرض لها الفساق ونحوهم.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 10:02]ـ
قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى
صلاة الجماعة على النساء غير واجبة، لكن إذا صلين جماعة فلا بأس حتى يتعلم بعضهن من بعض ويستفيد بعضهن من بعض، وقد جاء عن أم سلمة وعائشة رضي الله عنهما أنهما أمتا بعض النساء.
ومعلوم ما في هذا من الفضل والمصلحة إذا كان بينهن امرأة ذات علم تأمهن ويستفدن منها كثيرا ويتعلمن منها كيف يؤدين الصلاة وهي تقف وسطهن لا أمامهن وتجهر في الجهرية، فهذا مستحب إذا تيسر وليس بواجب، إنما تجب الجماعة على الرجال في بيوت الله عز
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 10:12]ـ
جزاكم الله كل الخير وبارك الله في علمكم ونفع بكم قد اتضحت الصورة الآن(/)
شمائل الأولياء عند الذهبي
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 08:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الذهبي في السير ج 12 ص 90
.. -السلوك الكامل هو الورع في القوت والورع في المنطق وحفظ اللسان وملازمة الذكر وترك مخالطة العامة والبكاء على الخطيئة والتلاوة بالترتيل والتدبر ومقت النفس وذمّها في ذات الله والاكثار من الصوم المشروع ودوام التهجد والتواضع للمسلمين وصلة الرحم والسماحة وكثرة البِشر والانفاق مع الخصاصة وقول الحق المر برفق وتُؤَدة والأمر بالعرف والاخذ بالعفو والاعراض عن الجاهلين والرباط بالثغر وجهاد العدو وحج البيت وتناول الطيبات في الأحايين وكثرة الاستغفار في السحر فهذه شمائل الاولياء و صفات المحمديّين اماتنا الله على محبتهم .. -
قال العبد الضعيف أبو عبد الأكرم الجزائري
.. - وهذا ما تحتاجه الأمة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن ومرجت فيه العهود وصار همّ الناس العلم والاكثار منه دون العمل الذي هو لب العلم ومقصوده وغايته ... فظهر منهج الاقصاء فما ترك عالما سلفيا اثريا الاّ وتكلم فيه وجرّحه من أجل هفوة أو زلّة لا علاقة لها بأصل من اصول اهل السنّة فاشتغلوا بعيوب النّاس واتبعوا عورات العلماء الذين هم ورثة الانبياء فصار هذا همّهم الاكبر وتركوا السلوك الاكمل الذي دعا اليه الذهبي وسال الله ان يميته عليه فنسال الله ان يميتنا على السنّة .. -
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 11:12]ـ
بارك الله فيك .. كلام جميل.! ورحم الله الامام الذهبي رحمة واسعة.
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 03:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد لما ذكرت منهج الاقصاء اردت به من خالف هذه القاعدة التي ذكرها شيخ الاسلام لانها مهمة جدا ينبغي لكل شخص ان يعيرها اهتماما كبيرا فيها الفاصل بين الغيبة المحرمة بنص الكتاب والسنة والجرح والتعديل الذي هو من الامر بالمعرف والنهي عن المنكر الذي به قوام هذا الدين قال شيخ الاسلام قدس الله روحه
{ ... والكلام في الناس يجب ان يكون بعلم وعدل لا بجهل وظلم كحال اهل البدع} منهاج السنة
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 11:33]ـ
عليك السلام ورحمة الله وبركاته .. أحسنت أخي .. ويضيف شيخ الاسلام رضي الله عنه:
ولما كان أَتْبَاعُ الأنبياء هم أهل العلم والعدل، كان كلام أهل الإسلام والسنة، مع الكفار وأهل البدع، بالعلم والعدل لا بالظن وما تهوى الأنفس ..
مهم جدا مراعاة هذه القاعدة في مواجهة الخصوم ايا كانوا ..(/)
إحياء المذاهب الأربعة
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 09:28]ـ
رغم وجود نهضة معاصرة لخدمة العلم و الدين الإسلام إلا أن الملاحظ ان اكثرالعلماء الذين هم في الساحة اليوم من مدرسة واحدة.
فلذلك نلاحظ كثرة التشابه بين أقوال العلماء حتى أن بعضهم ظن في بعض المسائل عدم وجود الخلاف بين العلماء أصلا.
فذهب ينكر على كل من خالف أقوال هؤلاء العلماء اشد انكار جهلا منه بوجود اراء اخرى في المذاهب التي هي كذلك تعتمد على أدلة صحيحة.
المشكلة ليست في إستعمال الدليل و انما في فهمه فقد يقول قائل ما قاله العلماء هو الحق فنقول العلماء مجتهدون و ليس العلم فقط في مدرسة واحدة بل تنوع المدارس سيعطي دفعة أكثر للبحث في ديننا الشريف، فكل يعطي نظرته حسب قواعد مذهبه.
فاجتهاد العالم ايضا متولد على ما تتلمذ عليه العالم في بداية نشأته.
أصول المذاهب - أو نسميها أصول الإستنباط - كما تعلمون بعضها مختلف فيها و هي أساس ضروري في فهم الأدلة و استنباط الأحكام.
أظن أن إحياء المذاهب الأربعة و فقهها ضرورة لابد منها لأن اختلاف الأنظار لنفس الدليل يقرب الوصول إلى الحق و لا شك فمنها تتولد غزارة الشروح و تقريب المعاني.
السؤال هو ما العمل لأحياء المذاهب الأخرى اليوم؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 01:09]ـ
أرى أن المذاهب لم تمت ولن تموت
فما زال في بلاد ما وراء النهر من يفتي ويتقن المذهب الحنفي
وفي بلاد المغرب من يفتي ويتقن ويدرس المذهب المالكي
وفي بلاد الحجاز المذهب الحنبلي
إلا الشوافع للأسف فهم أقل المذاهب حظا من الخدمة والاعتناء إلا أن الهمم متجهة لخدمته خدمة تليق به من طبع لأمهات المذهب وشرح لبعض المتون وغير ذلك
والكلام في هذه العصور بل في عصرنا فقط وإلا فلا زالت هذه المذاهب على مر التاريخ نابضة حية في جميع الأقطار
وهذا لا يخفى من دراسة تاريخ الفقه والمذاهب
أما موت هذه المذاهب (عدم الاعتناء بها والاستفادة منها) فلم أره إلا عند الضعاف من الطلبة أو فئة معينة محسوبة على أهل العلم وطلبته
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 01:16]ـ
احياء المذاهب أقصد به البحث و الجمع و ليس فقط تدريس المذهب فلو نظرنا للفقه المالكي مثلا تجدنا مند قرون و نحن واقفون عند مختصر خليل.
فلا بد من خدمة المذهب بتخريج احاديثه و جمع فروعه كما فعل القرافي مثلا في الذخيرة و النووي في المجموع.
كذلك للبحث في فقه النوازل.
و من الناحية الثراتية مازال الكثير من مخطوطات الأندلس لم تطبع فلا بد من اخراج كل هذا الثرات و جمع فروع المذاهب ثم العمل لتكوين علماء كبار , هذا سيعطي مصداقية في الفتاوي و قوة للآراء.
فلا بد من التشمير لإحياء كل هذا الثرات
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 01:28]ـ
إذا كان كذلك فنعم
لكن ظني أن هذه المذاهب مرت في مرحلة التحرير أي تحرير المذهب كما لا يخفى على العالم بتاريخها
وكذلك مرت في مرحلة الاستدلال والاحتجاج لها
فلم يبق إلا إحياؤها عن طريق نشر ما بقي من التراث
فمثلا لو تصورت معي في المذهب الشافعي هل يمكن أن يأت بعد الرافعي والنووي من يحرر المذهب أكثر وأحسن منهما؟
ممكن لكن صعب وإن وجد ففائدته قليلة لأنه سيكون في مسائل قليلة رأى أن المذهب على غير ما قرراه
أما الاستدلال لها فهو ممكن وله مجال ولكنه تكميلي
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 01:37]ـ
ولعل بعضهم يقول تركتم كتاب الله وسنة رسوله وفقه الصحابة وانشغلتم بآراء الرجال!!!
وليس الأمر كذلك لأن الشرع بني على أساسين:
نص وفهم أو نقل وعقل
وكلاهما محفوط بعناية الله جل وعلا
والمراد بالفهم فهم العلماء لهذه النصوص
وجمهور العلماء من المذاهب الأربعة
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 01:41]ـ
نعم قد عمل الكثير من العلماء في تحرير المذاهب إلا ان علم جمع الحديث يتقدم فعلى ضوء الحديث و أصول المذاهب يمكن تحرير المذهب من ناحية الاستدلال.
فكل مذهب يعيد النظر في فروعه لتخريجها حسب الأدلة و العلم الأصولي هذا سينقي المذاهب اولا مما هو مخالف للدليل ثم يعطي حجية لما هو موافق للدليل.
فالمتأمل لكتب المذاهب يجد القليل منها التي تعتمد على الدراسة الحديثية و الأصولية. فأغلبها سرد للفروع و احيانا للادلة من غير تنقيح.
بدأ القرافي كتابه الذخيرة الذي فيه الكثير من الأدلة من الناحية الأصولية إلا ان ذلك غير كاف.
كذلك بن حجر خدم المذهب الشافعي من حيث الأدلة الحديثية فخرج الأحاديث و درس طرقها.
أما في العصر الحديث فهناك محاولات جادة بدأت في الفقه المالكي من طرف الغرياني في كتابه مدونة الفقه المالكي و ادلته و من طرف حبيب الطاهر في كتابه الفقه المالكي و ادلته , الا ان هناك عيبان في الكتابين اولها عدم تصحيح الأحاديث فعزو الحديث لمصادره غير كافي.
و الثاني عدم التخريج الأصولي للمسائل.
فالشيخان اكتفيا بجمع المسائل فقط.
لذلك لبناء المذاهب و احياءها لا بد من اتباع منهج العلماء المتأخرين كالشوكاني و الصنعاني بتخريج الأحاديث و تصحيحها ثم تخريج المسائل من الناحية الأصولة حسب اصول المذاهب و الله اعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 01:47]ـ
ولعل بعضهم يقول تركتم كتاب الله وسنة رسوله وفقه الصحابة وانشغلتم بآراء الرجال!!!
وليس الأمر كذلك لأن الشرع بني على أساسين:
نص وفهم أو نقل وعقل
وكلاهما محفوط بعناية الله جل وعلا
والمراد بالفهم فهم العلماء لهذه النصوص
وجمهور العلماء من المذاهب الأربعة
هؤلاء الذين يظنون انهم يمكن ان يستقون الفقه مباشرة من الادلة لم يفقهوا من الأمر شيئا فالادلة لا يمكنك فهمها دون فهم السلف، كيف ستحكم في مسألة ان لم يكن لك سلف فيها فلا بد ان ترجع لأقوال العلماء و منهم المذاهب الأربعة.
هذا مقرر عند جميع العلماء إلا ان الأتباع فهموا ذلك بالشكل الخطأ فظنوا ان عدم تقليد المذاهب يعني ضرب اقوالهم عرض الحائط و هذا خطأ.
فمن اين جاء الامام مالك بفقهه ان لم يكن من الحديث و من وضع اول قواعد الاستنباط من علم الحديث اليس الشافعي في الرسالة؟
فأقوال المذاهب فهم لهذه الدلة لا بد من دراستها لترجيح القول الملائم للدليل و لعدم الخروج عن الاجماع.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 01:48]ـ
بارك الله فيكم
فالمتأمل لكتب المذاهب يجد القليل منها التي تعتمد على الدراسة الحديثية و الأصولية
الذي أراه خلاف ذلك والله أعلم
اعتناء المذاهب بالأدلة وبناؤه على الأصول متحقق في كثير من كتب المذاهب ولا أزعم ذلك في جميعها
إلا أن كل مذهب من هذه المذاهب قد قام بهذين العملين جيدا
ولا يعني ذلك التوقف عند هذا الحد وعدم الزيادة وتكميل الخير
ولي عودة إن شاء الله
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 02:55]ـ
الذي يعاب على متعصبة المذاهب هو معاملتهم لأقوال أإمتهم كأنها دليل يستنبط منها الأحكام و يقاس علها، و إن خالفت الدليل الصحيح الذي جاء به النبي صلى الله عليه و سلم، و هذا هو الغلو في الدين، فلا يجوز تنزيل إمام أيا كان منزلة النبي في الإحتجاج بأقواله و جعله حجة فيما بينه و بين الله سبحانه و تعالى، فمثلا يجد قولا لإمام من الأئمة دون دليل فيتكلف هو في البحث له عن دليل غايت التكلف و مثله كمثل الذي يعتقد ثم يستدل.
و الذي ينبغي فعله هو تحقيق قول النبي صلى الله عليه و سلم أولا ثم الإستعانة بفهم السلف الصالح من الإئمة المرضيين دون غلو في رفعهم.
و قد قال الإمام الشافعي رحمه الله لا يجوز لأحد إستبانت له سنة النبي صلى الله عليه و سلم أن يتركها لرأي أحد
أما قول الإمام أحمد لا تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام، فهو قول صحيح لكن لا يصح أن يخاطب بها من له قول النبي صلى الله عليه و سلم صحيحا لأنه أولا بالإتباع من غيره و لا يجوز رده.
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 11:17]ـ
الذي يعاب على متعصبة المذاهب هو معاملتهم لأقوال أإمتهم كأنها دليل يستنبط منها الأحكام و يقاس علها، و إن خالفت الدليل الصحيح الذي جاء به النبي صلى الله عليه و سلم، و هذا هو الغلو في الدين، فلا يجوز تنزيل إمام أيا كان منزلة النبي في الإحتجاج بأقواله و جعله حجة فيما بينه و بين الله سبحانه و تعالى، فمثلا يجد قولا لإمام من الأئمة دون دليل فيتكلف هو في البحث له عن دليل غايت التكلف و مثله كمثل الذي يعتقد ثم يستدل.
و الذي ينبغي فعله هو تحقيق قول النبي صلى الله عليه و سلم أولا ثم الإستعانة بفهم السلف الصالح من الإئمة المرضيين دون غلو في رفعهم.
و قد قال الإمام الشافعي رحمه الله لا يجوز لأحد إستبانت له سنة النبي صلى الله عليه و سلم أن يتركها لرأي أحد
أما قول الإمام أحمد لا تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام، فهو قول صحيح لكن لا يصح أن يخاطب بها من له قول النبي صلى الله عليه و سلم صحيحا لأنه أولا بالإتباع من غيره و لا يجوز رده.
لو تمعنت جيدا ما قصدناه أخي تجد اننا قصدنا بإحياء المذاهب احياء فهمهم للأدلة لا مجرد أقوالهم لذلك قدمنا الدليل فقلنا نستعين بالتقدم لحديث في جمع الحديث لتنقيح المذاهب و استخراج ما هو موافق للدليل فكما تعلم أن فهم الدليل بات مشكلة اليوم.
الكثير من الناس لجهلهم بالخلاف ينزل فهم شيخه للدليل منزلة النص فيظن انه الحق لا غيره.
فإخراج فهم الأئمة المختلف لنفس الدليل سيعيد النقاش في المسائل و يعطي سعة نظر.
فمن المعلوم ان وجود مدرسة واحدة فقط ستؤدي إلى الجمود و المطلوب هو احياء الإجتهاد فلا يمكن تكوين مجتهدين حقا إلا باحياء المذاهب فالمجتهد يستقي تكوينه من اختلافاتهم.
و إلا سنكون مثل الذي يحفظ المسائل و أقوال الشيوخ فقط فلن تعرف خطأ شيخ إلا اذا جالست غيره و كذلك لن تعرف خطأ مدرسة في فتوى مشتركة إلا اذا نظرت إلى إختلافها مع مدرسة إخرى
هذا هو المقصود ليس التعصب للمذاهب إنما احياء فهم السلف للأدلة من كتب المذاهب و هذا لا يمكن إلا بإحياء كل كتبهم و طبع المخطوطات و نشرها.(/)
بعض آراء شيخنا الألباني في أحكام الطعام وآدابه
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 11:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه فتاوى لشيخنا رحمه الله سمعتها منه إما في جلسة سؤال وجواب في بيوت بعض الإخوة أو من خلال سؤالي له في الهاتف أو سؤالي له مباشرة حين يتيسر لي لقاءه أو في بعض أشرطته.
وبعض هذه الآراء تنشر لأول مرة في ظني فأرجو الله سبحانه أن يكتب لي أجرا في نشرها إنه سميع مجيب.
حكم بعض الأطعمة والأشربة
الإمام الألباني رحمه الله يحرم التدخين ويجيز ترك التدخين بالتدريج من باب السياسة الشرعية.
والشيخ رحمه الله يجيز استعمال جوزة الطيب على الطعام القدر القليل الذي لا يضر كنهة لتطييب الطعام.
وقد سألته عن أكل الحية فقال حرام لأنها إذا ماتت انتشر سمها في جسدها.
وسألته عن أكل الثعلب فقال هو حرام كالكلب.
ومن أكل ثوما أو بصلا يجوز له أن يذهب إلى المسجد عند شيخنا إن أكل ما يذهب رائحتها من النعناع ونحوه.
آداب الأكل والشرب
وكان شيخنا يرى أن الأكل والشرب قائما محرم.
وسألته من أكل حبة مثلا أو شرب نقطة أي الشيء اليسير جدا فهل يلزمه القعود فقال لا.
وسألته عن أكل الفاكهة هل يلزمك أن تأكل مما يليك فقال لا يلزمك في الفاكهة أن تأكل مما يليك تتخير منها.
وسألته عن الشرب متكئا فقال مكروه كالأكل متكئا لأن العلة أنه من فعل المتكبرين.
ورأى شيخنا أن الأكل متربعا لا يدخل في كراهة الأكل متكئا لأن المقصود بالاتكاء هنا هو الاضطجاع.
وكان الشيخ الألباني رحمه الله يرى أن الأكل باليد ليس أفضل من الأكل بالملعقة ويرى أن الملعقة تقوم مقام الأصابع في الأكل ويرى أن المستحب إذا لم تأكل بالملعقة أن تأكل بثلاثة أصابع حتى ولو أكلت أ رزا.
ويرى أن الأكل على الأرض مستحب لأنه من التواضع.
اللحوم المستوردة من ديار أهل الكتاب
ويرى في اللحوم المستوردة من بلاد أهل الكتاب أن فيها تفصيلا فما كنت تعلم أنه ذبح فهو جائز وإذا كنت تعلم أنه لم يذبح فهو غير جائز وإن كنت لا تعلم كلا الأمرين فهو شبهة وكان يظن هو أنها لا تذبح ولا ينصح بها.
العقيقة والأضحية والوليمة
كان شيخنا – تغمده الله برحمته - يرى أن العقيقة والأضحية واجبة.
وكان يرى أن العقيقة لا يشترط فيها شروط الأضحية من السن والسلامة من العيوب وقد قلت له شيخنا إن ابن حزم لا يجيز العقيقة بالسخلة لأن الشاة في اللغة لا تطلق على السخلة فقال إن صح كلامه في اللغة يسلم له.
وكان لا يجيز العقيقة من غير الغنم فلا يجيزها من البقر والإبل.
وكان يرى أن للعقيقة وقتا محددا وهي الأيام التي نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم اليوم السابع أو الرابع عشر أو الحادي والعشرون فلا تجوز قبله ولا بعده مع القدرة.
وسألته عن العقيقة بشاة واحدة عن الذكر فلم يجز ذلك ورأى أنه لا بد أن يذبح عن الغلام شاتين كما في الحديث.
وسألته عن مقطوعة الأذن ومكسورة القرن هل تجوز في الأضحية قال إن كان المقطوع الأكثر فلا تجوز.
وسألته عن السن المشروع في الأضحية فقال إذا كانت ستة أشهر وسمينة بحيث إذا رآها الرائي ظن أن لها سنة فتجوز.
وقد سألته عن الكيك في حفل الزفاف هل يعد وليمة فقال نعم يعد وليمة فالكيك عنده مجزئ عن الوليمة الواجبة
وسألته إذا دعاك شخص لتناول حلوى أو فاكهة فهل يجب عليك أن تجيبه فقال نعم لعموم الحديث إذا دعاك فأجبه.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا جميعا بهذه الآراء من هذا الإمام المجتهد وأن يتغمده برحمته وفضله وإحسانه إنه سيمع مجيب.
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 10:10]ـ
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ المبارك غالب الساقي.
ورحم الله الألبانى .. وكفانا شر شائنيه.
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 12:29]ـ
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ المبارك غالب الساقي.
ورحم الله الألبانى .. وكفانا شر شائنيه.
لا يضر السحاب نبح الكلاب
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 01:43]ـ
لا يضر السحاب نبح الكلاب
لا أوافقك أخى الفاضل على لفظ الكلاب
وفعلاً السحاب لا يضره نبح الكلاب لكنه يخيف البعض فيبتعدوا ... :)
وكلنا يعلم ما قيل عن الإمام ابن حزم من افتراءات أخافت الكثيرين من القراءة له
وما زال بعض من يتبوأ كراسي العلم في عصرنا يكرر كلام السابقين المشنعين.
والله المستعان.
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 02:14]ـ
لا أوافقك أخى الفاضل على لفظ الكلاب
وفعلاً السحاب لا يضره نبح الكلاب لكنه يخيف البعض فيبتعدوا ... :)
وكلنا يعلم ما قيل عن الإمام ابن حزم من افتراءات أخافت الكثيرين من القراءة له
وما زال بعض من يتبوأ كراسي العلم في عصرنا يكرر كلام السابقين المشنعين.
والله المستعان.
ليس لدي علم بما يقوله المعاصرون فأنا من هوات اتباع كلام السلف فبين كتب السلف و كتب المعاصرين كما بين السماء و الأرض.
اما بن حزم فلا ينكر علمه إلا مكابر و الدليل كتبه التي صمدت عبر الزمن رغم كثرة اعدائه و ما زال الناس ينتفعون بها.
كل العلماء يؤخد منهم و يرد و في النهاية العبرة بالدليل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 02:33]ـ
.... كل العلماء يؤخد منهم و يرد و في النهاية العبرة بالدليل
بارك الله فيكم
هذا هو الصواب بلا شك.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 12:43]ـ
رحم الله الإمام العلامة محدث الأمة وفقيدها الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني.
ـ[الرغيد]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 06:28]ـ
رحم الله الإمام العلامة محدث الأمة وفقيدها الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني.(/)
علماء الأمة الإسلامية والدور المنتظر منهم
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 12:07]ـ
بقلم د. أحمد بن سعد ين غرم الغامدي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإنه من المسلمات شرعاً وعقلاً أن علماء الأمة الإسلامية هم خيارها عند الله تعالى، لما عرفوا من الحق كما قال تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ). [المجادلة/11]، ولما لهم من السمع والطاعة على الأمة باعتبارهم على الراجح هم ولاة أمرها كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا) [النساء/59]، قال البغوي ـ رحمه الله ـ في تفسيره اختلفوا في: {أُولِي الأمْرِ} قال ابن عباس وجابر رضي الله عنهم: (هم الفقهاء والعلماء الذين يعلِّمون الناس معالِمَ دينهم)، وهو قول الحسن والضحاك ومجاهد، ودليله قوله تعالى: "ولو رَدُّوُه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لَعَلِمَهُ الذين يَسْتَنْبِطٌونَهُ منهم" (النساء -83)، (ج 2 / ص 239)، و ما دام الشأن كذلك فإنه يجب على العلماء ما لا يجب على غيرهم لما أخذ الله عليهم من البيان وعدم الكتمان،كما قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ). [آل عمران/187] من أجل ذلك كله كان العلماء قديماً وحديثاً محط أنظار الأمة الإسلامية، الذين يؤمل فيهم ما لا يؤمل في غيرهم من النصح للأمة ورعايتها وحمايتها وتفوقها.
ـ فمن هؤلاء العلماء؟ ـ وما درجاتهم؟ ـ و ما صفاتهم؟ ـ وما هو الدور المنتظر منهم؟ ـ وكيف يمكنهم القيام به؟ هذه أسئلة مهمة للغاية الإجابة عليها بصدق و بجلاء تسهم بقوة في النهوض بالأمة الإسلامية من جديد، وإعادة دولتها وحدتها ودورها في الحياة بعامة، كما كانت من ذي قبل.
أولاً: من العلماء؟
العلماء هم الذين تعلموا العلم وأتقنوه وعقلوه، وعملوا به وعلموه، العدول الذين استقاموا لله تعالى بالدين والمروءة الذين يخشونه ولا يخشون أحداً سواه.
والمقصود بالعلم هنا علم الكتاب العزيز والسنة النبوية من حيث معرفة الأوامر والنواهي و الحلال والحرام والكراهة والاستحباب. فكل من عقل عن الله تعالى ذلك العلم وامتثل أوامره واجتنب مساخطه، وعلم من سأله، وأفرد الله تعالى بالخوف منه على وجه التعظيم له فهو العالم حقاً. وفي تفسير ابن كثير – رحمه الله ـ (ج 6 / ص 545)، قال الحسن البصري: العالم مَن خشي الرحمن بالغيب، ورغب فيما رغب الله فيه، وزهد فيما سَخط الله فيه، ثم تلا الحسن: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ). [فاطر/28].وعن ابن مسعود، رضي الله عنه، أنه قال: ليس العلم عن كثرة الحديث، ولكن العلم عن كثرة الخشية. وقال أحمد بن صالح المصري، عن ابن وهب، عن مالك قال: إن العلم ليس بكثرة الرواية، وإنما العلم نور يجعله الله في القلب. قال أحمد بن صالح المصري: معناه: أن الخشية لا تدرك بكثرة الرواية، وأما العلم الذي فرض الله، عز وجل، أن يتبع فإنما هو الكتاب والسنة، وما جاء عن الصحابة، رضي الله عنهم، ومن بعدهم من أئمة المسلمين، فهذا لا يدرك إلا بالرواية ويكون تأويل قوله: "نور" يريد به فهم العلم، ومعرفة معانيه. وقال سفيان الثوري، عن أبي حيان [التميمي]، عن رجل قال: كان يقال: العلماء ثلاثة: عالم بالله عالم بأمر الله، وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالعالم بالله وبأمر الله: الذي يخشى الله ويعلم الحدود والفرائض. والعالم بالله ليس بعالم بأمر الله: الذي يخشى الله ولا يعلم الحدود ولا الفرائض. والعالم بأمر الله ليس بعالم بالله: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى الله عز وجل. وفي تفسير القرطبي - (ج 14 / ص 343ـ 344)، قال الربيع بن أنس: من لم يخش الله تعالى فليس بعالم. وقال مجاهد: إنما العالم من خشي الله عز وجل. وعن ابن مسعود: (كفى بخشية الله تعالى علما وبالاغترار جهلاً. وقيل لسعد ابن إبراهيم: من أفقه أهل المدينة؟ قال أتقاهم لربه عز وجل. وعن مجاهد قال: إنما الفقيه من يخاف الله عز وجل. وعن علي رضي الله عنه قال: إن الفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله تعالى، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره، إنه لا خير في عبادة لا علم فيها، ولا علم لا فقه فيه، ولا قراءة لا تدبر فيها).
ومن هذا كله يتلخص لنا أن شروط العالم و هي:
1. العدالة، ونعني بها استقامة الدين بالسلامة من الفسق وخوارم المروءة.
2. الضبط، ونعني به ضبط مسائل العلم وفقهها بعيداً عن الخطأ.
3. العمل بالعلم وامتثاله باطناً وظاهراً.
4. تعليمه لمن سأل عنه.
5. الخوف من الله تعالى المشوب بتعظيمه دون سواه.
وهاهنا يجب على العالم الحذر كل الحذر من ثلاثة أمور وهي:
الأول: الحذر الشديد من حمل العلم دون العمل به حتى لا يكون كالحمار يحمل كتب العلم ولا ينتفع بها كما قال الله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ). [الجمعة/5].
والثاني: الحذر الشديد أن يكون الباعث الأصلي من تعلم العلم هو حظوظ الدنيا، ومن ذلك لصرف وجوه الناس إليه أو لقال هو عالم، أو للمماراة به، أو ليأكل به باطلاً، كما قال الله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ). [الأعراف/175 [وفي سنن ابن ماجه (ج 1 / ص 303) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ وَيُجَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ وَيَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ جَهَنَّمَ). وقال تعالى مؤكداً على تجنب ذلك كله: (وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ). [البقرة/41، 42]، وقال تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ). [المائدة/44].
(يُتْبَعُ)
(/)
والثالث: الحذر الشديد من شرك الطاعة وذلك بطلب العالم له أو لغيرهم من الحكام والكبراء الطاعة فيما حرم الله تعالى، لأن من يدعوا لذلك فقد جعل نفسه أو غيره من الكبراء والحكام طاغوتاً يعبد من دون الله تعالى، وانظر مصداق ذلك في قوله تعالى: (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ). [الأنعام/121] وفي قوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ). [آل عمران/64] وفي حديث الطبراني في المعجم الكبير - (ج 12 / ص 7) عَنْ عَدِيِّ بن حَاتِمٍ، قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ:"يَا عَدِيُّ اطْرَحْ هَذَا الْوَثَنَ مِنْ عُنُقِكَ"، فَطَرَحْتُهُ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ بَرَاءَةٌ، فَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [التوبة/31] حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا، فَقُلْتُ: إِنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهُمْ، فَقَالَ:"أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ فَتُحَرِّمُونَهُ وَيُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ، فَتَسْتَحِلُّونَهُ؟ "قُلْتُ: بَلَى، قَالَ:"فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ".
ثانياً: ما هي درجات العلماء؟
العلماء درجات بقدر تبحر العالم في العلوم والقيام بها بقدر تقدمه فيها ورفعته بين العلماء بها،لأن العلم مسائل فكل من استزاد منها مسئلة استزاد في العلم درجة.
والعلماء هنا ليسوا على حد سواء فمنهم المقلون من العلم وهم صغار العلماء، ومنهم المستكثرون منه وهم كبار العلماء، ولا يحيط بالعلم أحد مهما بذل له.
ثالثاً: ما هي صفات العلماء؟
جاء في الذكر الحكيم أن للعلماء صفتان، وهما كالآتي:
الصفة الأولى: العلماء الربانيون،كما قال الله تعالى: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ). [آل عمران/79] قال البغوي - رحمه الله ـ في تفسيره (ج 2 / ص 60) واختلفوا في قوله: (وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)، قال علي وابن عباس والحسن:" كونوا فقهاء علماء" وقال قتادة: "حكماء وعلماء" وقال سعيد بن جبير: العالم الذي يعمل بعلمه، وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس: "فقهاء معلمين". وقيل: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره، وقال عطاء: "علماء حكماء نُصحاء لله في خلقه"، قال أبو عبيدة:" سمعت رجلا عالمًا يقول: الرباني العالم بالحلال والحرام والأمر والنهي، العالم بأنباء الأمة ما كان وما يكون، وقيل: "الربانيون فوق الأحبار"، والأحبار: العلماء، والربانيون: الذين جمعوا
مع العلم البصارة بسياسة الناس. قال المؤرّج: "كونوا ربانيين تدينون لربكم، من الربوبية" ... وقال المبرد: "هم أرباب العلم سُموا به لأنهم يربون العلم، ويقومون به ويربون المتعلمين بصغار العلوم ". قلت: ولا خلاف فاللفظ محتمل ذلك كله.
والصفة الثانية: العلماء الراسخون في العلم، كما قوله تعالى: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ). [آل عمران/7] قال البغوي - رحمه الله- في تفسيره، (ج 2 / ص 10): (هم الداخلون في العلم الذين أتقنوا علمهم بحيث لا يدخل في معرفتهم شك، وأصله من رسوخ الشيء في الشيء وهو ثبوته).
رابعاً: ما هو الدور المنتظر من العلماء؟
الدور المنتظر من العلماء على سبيل الواجب أمران وهما مقتضى النصيحة الدينية:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر الأول: صيانة الكتاب والسنة من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.روى البيهقي في السنن الكبرى - (ج 10 / ص 209)، عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يرث هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين وتحريف الغالين). وأحسن ما رأيت في تأويل هذا الحديث أنه يخرج من صيغة الخبر إلى الإنشاء الطلبي أي ليرث هذا العلم من الأقوام المتأخرين العدول الذين ينفون عنه تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين وتحريف الغالين في جميع أبواب العلم.
والأمر الثاني: سياسة الأمة و رعايتها بالشريعة الإسلامية في جميع مناشط حياتها الدينية والدنيوية، لأن العلماء هم ورثة الأنبياء والأنبياء كانت تسوس الناس بالشرع، كما في صحيح البخاري - (ج 11 / ص 271) عن أبي حَازِمٍ قَالَ: قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ خَمْسَ سِنِينَ فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ). وهذا ما كان في زمن الخلفاء الراشدين فإنهم أئمة العلم وقد ساسوا الأمة بالشرع، أما من عداهم فليس سياسته بسنة لخروجها عن السنن النبوية والراشدية في الحكم، وهكذا يجب على العلماء العودة بسياسة الأمة إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون من بعده، فإن لم يقوموا بذلك اتخذ الناس أئمة ضلال يسوسونهم بغير الشرع فيضلوا عن الهدى كما جاء في صحيح البخاري - (ج 1 / ص 176) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)، وهذا الحديث صريح في وجوب رياسة أهل العلم للأمة وسياستهم شؤونها بالشرع السليم من البدع والخرافات التي لم يقم عليها دليل من الكتاب أو السنة الصحيحة.
وها هنا يجب التنبيه على أمور منها:
1. أن الحاجة ماسة للعلوم الشرعية، وكلما ازدادت الحاجة للعلم ازداد الواجب على العلماء، واليوم لا يشك عاقل في شدة حاجة الأمة لعلوم الشريعة بعد أن طمس التغريب والتبشير والبدع والخرافات كثيراً من معالم الدين لا سيما في باب السياسة والحكم.
2. أن الأمة لم تعد جسداً واحداً كما أمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، بل تقطعت دويلات ومزقت وحدتها، وتعززت القطرية والعصبية والطائفية والفئوية، وعدت الدعوت لوحدة الأمة عند كثير من المنهزمين ضرباً من الخيال الذي لا يمكن تحقيقه، متناسين أن ذلك من الواجبات على الأمة فضلاً عن علمائها.
3. أن استقلالية العالم وتحرر فتواه من هيمنة السلاطين تراجعت، وغدت مسائل من الدين وجمل من الفتاوى خادمة للقهر والاستبداد ومكرسة للظلم ومصادرة للحقوق والحريات، مما جعل الناس يفتنون في دينهم ويرتمي طائفة منهم في أحضان المذاهب الفكرية والأنظمة السياسية العلمانية وغيرها.
4. أن عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة من واجبات العلماء قبل غيرهم، وليت شعري لو أن العلماء تدبروا اشتغال علماء الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ بتنصيب الخليفة قبل دفن جثمان النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يعني ذلك؟ أليس من الدلالة بوضوح أن اشتغال العلماء بعودة الخلافة الراشدة مقدم على كثير من الواجبات والتكاليف الشرعية، باعتبار خلو الأمة من منصب الخلافة الراشدة يعطل كثيراً من المصالح الدينية والدنيوية، وهو حق في ذاته دون غيره، إذا كان الأمر كذلك فلما هذا التغييب الصارخ لمفهوم الأمة الواحدة ووجوب تنصيب الخليفة الواحد الذي توافرت فيه شروط الإمامة
(يُتْبَعُ)
(/)
وبايعته الأمة عن رضاً واختيار، والتعايش المشين مع الأنظمة السياسية القائمة على غير سنن الهدى، ففي كل قطر من أقطار المسلمين لحن بالقول يصرف الأنظار عن هذا الواجب الشرعي على العلماء والأمة بعامة.
5. أن كثيراً من العلماء بالغوا في التواضع حتى وصلوا إلى الاستخذاء، مما جعل الساسة يزيدونهم ذلة وهواناً يقربونهم عند حاجتهم ويعرضون عنهم عند الغنى عنهم، فأصبح أبناء الأمة لما يرون من هوان وضعة لكثير من العلماء يمجدون الرموز الثورية وإن كانت شيوعية، ويعرضون عن علوم الشريعة حتى لا ينالهم نصيبهم من الذلة والهوان الذي أصاب أولئك العلماء، وصدق القاضي الجرجاني حين قال:
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ****ولو عظموه في النفوس لعظم
أي لو عظموا العلم الذي يحملونه ولم يذلوه لعظم شأنهم ورفع مكانتهم.
6. أن كثيراً من العلماء المعاصرين لا يعملون بعلمهم إلا في ضوء ما يسمح به السلاطين، بل والأشد خطراً من ذلك أنهم يبررون له ذلك ويحملون الناس على وجوب طاعته في ترك الطاعات، وهذا الشأن القبيح جعل الأمة تفقد الثقة العلمية والدينية في هؤلاء العلماء، مما جعلهم يلتمسون العلم عند صغار العلماء فيختلط حينها الحابل بالنابل.
7. أن السواد الأعظم من العلماء غدوا شذر مذر لا تجمعهم رابطة وترعاهم مؤسسة بحيث يقوي بعضهم بعضاً، ويفتح بعضهم على بعض مما يجعل جنابهم أكثر صوناً وعلومهم ورياساتهم أكثر قبولاً.
8. أن كثيراً من العلماء عندما انهزم نفسياً في التعامل مع هذا الواقع المرير للأمة انعكس ذلك على أدائه في درسه وتأليفه فغدا من حيث يشعر أو لا يشعر يعزز مذهب الإرجاء، ويشجع العزلة ويحبذ ترك العامة، ويقلل من شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاحتساب على الأنظمة وأرباب السياسات والرياسات، وكأن الأمر والنهي إنما يكون من أهله على الضعفاء والمساكين، وما علم هذا العالم أن هذا من نقص الدين كما جاء في سنن أبي داود - (ج 11 / ص 412) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ـ رضي الله ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ أَوَّلَ مَا دَخَلَ النَّقْصُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ يَا هَذَا اتَّقِ اللَّهَ وَدَعْ مَا تَصْنَعُ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَكَ ثُمَّ يَلْقَاهُ مِنْ الْغَدِ فَلَا يَمْنَعُهُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَقَعِيدَهُ فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ ثُمَّ قَالَ: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79 (تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ] المائدة/78 - 82] ثُمَّ قَالَ (كَلَّا وَاللَّهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيْ الظَّالِمِ وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًا).
9. أن من العلماء من ظاهر الظالمين، وخاصم عنهم ونسي قول الله تعالى (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ). [القصص/15 - 17] وقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِي
(يُتْبَعُ)
(/)
فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85) وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86) وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آَيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87) وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).، وقوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا). [النساء/105]، وقوله تعالى: (وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا). [النساء/107 - 109].
10. أن من العلماء من يهون من شأن إخوانه العلماء، وبل ويتعدى الأمر عند قلة إلى الهمز واللمز والتنفير، لمجرد خلاف سائغ، أو اجتهاد يعذر صاحبه، أو الأخذ برخصة، أو ضعف في موقف، وهذا الأمر أبعد الشقة بين الأتباع وكان الأولى التزام أدب الخلاف والتماس العذر، والقيام بواجب النصح والإصلاح، وما علم من هذا شأنه من العلماء أن الحامل على ذلك هو الحسد المذموم أو الظن الفاسد، وأن ذلك ينقص من قدر قائله أكثر ممن المقول فيه، وأين هؤلاء من حديث الترمذي في السنن - (ج 7 / ص 166) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَخُونُهُ وَلَا يَكْذِبُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ عِرْضُهُ وَمَالُهُ وَدَمُهُ التَّقْوَى هَا هُنَا بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْتَقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ).
خامساً: كيف يمكن العلماء القيام بدورهم المنتظر منهم؟
يمكن العلماء القيام بدورهم المنتظر منهم إذا توافرت عدة أمور منها:
1. أن يتحلى العلماء بالشجاعة العلمية.
2. أن يأخذ العلماء بزمام المبادرة.
3. أن يعيد العلماء جسور التواصل مع عامة الأمة من خلال المواقف الحازمة، والسعي في مصالح الشعوب.
4. أن يتنادى العلماء عبر وسائل التواصل الحديثة لمشروع جامع للأمة.
5. أن يؤسس طليعة من العلماء رابطة علماء الأمة الإسلامية الشعبية المستوعبة للجميع دون تمييز، وأن يختار لها البلد المناسب الذي لا يتدخل أو يملي عليها شروط أياً كانت.
وهنا أسهم بمسودة مشروع يمكن أن يكون خطوطاً عريضة لرابطة علماء الأمة الإسلامية، وهو كالآتي:
أولاً:المبادئ: أن تؤمن الرابطة بالأصول التالية:
1ـ الإسلام دين الدولة والأمة مصدر السلطة والشريعة مصدر التشريع.
2ـ الخلافة الراشدة نظام الحكم بالشورى والرضا والاختيار.
3ـ وحدة الأمة واستقلالها وسيادتها حق لها وواجب عليها.
4ـ الحقوق والحريات العامة والخاصة مصونة.
5ـ العدل والمساواة والحياة الكريمة حق للجميع.
ثانياً: الأهداف: أن تسعى الرابطة إلى تحقيق الأهداف المرحلية والنهائية التالية:
1 ـ تحرير الأمة وشعوبها من الاستعمار والاستبداد بكل صوره وأسلمة كافة القوانين والتشريعات.
2ـ تحقيق الوحدة بين دولها وتعزيز التكامل السياسي والاقتصادي والتشريعي والعسكري بينها.
3ـ اختيار الأمة لحكوماتها بالتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة.
4 ـ حماية أموال الأمة وثرواتها وتوزيعها بالعدل.
5ـ تحقيق النهضة والتنمية والتطوير في جميع المجالات.
ثالثاً:الوسائل: أن تعمل الرابطة لتحقيق أهدافها بكل الوسائل السلمية والمشروعة ومن ذلك:
1ـ الدعوة العامة والخاصة للمشروع بكل وسائل النشر.
2ـ المشاركة السياسية للوصول للسلطة التشريعية والتنفيذية.
3ـ التعاون مع الجميع بما يحقق هذه الأهداف أفرادا كانوا أو جماعات.
4ـ تأسيس الأحزاب السياسية والاتحادات الطلابية والنقابات العمالية والجمعيات المهنية والمراكز الثقافية والقنوات الفضائية والصحف.
رابعاً:النظام الداخلي للرابطة:
1ـ تتكون الرابطة من الأعضاء المؤسسين كممثلين عن التنظيمات القطرية وتكون اجتماعاته دورية ويرأسه أكبر الأعضاء سنا وتتخذ قراراته بالأغلبية مع حق التحفظ لكل تنظيم.
2ـ تختار الرابطة المنسق العام الذي يقوم بترتيب اجتماعاته وجدول أعماله ودعوة أعضائه وتسجيل قراراته وتوصياته.
3ـ لكل قطر اختيار ثلاثة أعضاء ممثلين له في الرابطة بصوت واحد ويتم تزكيتهم من الأعضاء المؤسسين أو من يخلفهم ويمكن زيادة أعضاء بعض الأقطار عند الحاجة بصوت واحد.
4ـ تحدد الرابطة مواردها المالية ويضع ميزانيته السنوية وبرامج عمله.
5ـ يتم الإعلان عن الرابطة واختيار مكتبها الأمانة العامة لها بعد موافقة الثلثين.
(يُرجى العزو إلى شبكة القلم الفكرية عند نشر الموضوع في موقع آخر)
http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.con&*******Id=697(/)
الأفعال الشرعية التعبدية التي تفتقر إلى نية؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 02:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك بعض الأفعال التعبدية التي لا تحتاج إلى نية
نذكر بعضها:
الايمان بالله فهو يفتقر إلى نية
النية بحد ذاتها تفتقر إلى نية
توضيئ (من الوضوء) الانسان لعاجز فلا يحتاج إلى نية و قس على ذلك في الحج و ما شابه فقد يكون فعله مقابل ثمن.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 03:02]ـ
أخي الفاضل عنوانك مخالف لما طرحته, الإفتقار بمعنى أنه ينقصه أو يحتاج.
فظاهر عنوانك العبادات التي تحتاج إلى نية, ثم قلت (هناك بعض الأفعال التعبدية التي لا تحتاج إلى نية)
ثم لما ذكرت بعضها كتبت أمام كل واحدة (يفتقر إلى نية).
قم بالتعديل قبل ان ينتهي الوقت.
أبو معاذ.
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 11:09]ـ
أخي الفاضل عنوانك مخالف لما طرحته, الإفتقار بمعنى أنه ينقصه أو يحتاج.
فظاهر عنوانك العبادات التي تحتاج إلى نية, ثم قلت (هناك بعض الأفعال التعبدية التي لا تحتاج إلى نية)
ثم لما ذكرت بعضها كتبت أمام كل واحدة (يفتقر إلى نية).
قم بالتعديل قبل ان ينتهي الوقت.
أبو معاذ.
بارك الله فيك اختي زلة كتابة انما قصدت لا تفتقر إلى نية.(/)
هل تعرف ما هو أقبح وأشنع سجن في الوجود؟ أبعدك الله عنه آمين
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 03:34]ـ
هذا السجن يعتبر من أقبح السجون إن لم يكن أقبحها، فيه من التعذيب القاسي الشديد الذي لا يعلم قسوته إلا الله تعالى.
هذا السجن الهروب منه مستحيل، فهو محاط بالنار من جميع الجهات، كما أن هذه النار لا تنطفي أبدا.
هذا السجن هو عذاب أعده الله تعالى لنوعية من عباده العصاة، الذين قد تشبهوا ببعض صفاته جل وعز سبحانه، ولم يميزوا أن مثل هذه الصفات ليست لهم.
سأعطيك هنا فكرة موجزة عن هذا السجن، هي من إصدارات (منتدى الألوكة) لرواده الكرام فقط، فبإذن الله لن تجد هذه النشرة المفصلة عن هذا السجن إلا هنا.
بسم الله الرحمن الرحيم
والعاقبة للمتقين
روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن جهنم يقال له بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال ".
[بولس] قال في (المجمع): هو بفتح باء وسكون واو وفتح لام. وقال في (القاموس): بولس، بضم الباء وفتح اللام: سجن جهنم. وقال الحافظ المنذري: هو بضم الموحدة وسكون الواو وفتح اللام. انتهى
وهو مروي عن عمرو بن شعيب من ثلاثة طرق:
(1) طريق: محمد بن العجلان. يرويه عنه كلٌ من:
(أ) ابن المبارك في (الزهد) واللفظ السابق له. ومن طريقه أخرجه:
• البخاري في (الأدب المفرد) بلفظ: "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن من جهنم يسمى بولس تعلوهم نار الأنيار ويسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال".
• الترمذي في (السنن) بلفظ: "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال".
(ب) أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر. أخرجه كلٌ من:
• ابن أبي شيبة في (المصنف) بلفظ: "يجيء المتكبرون يوم القيامة ذرا مثل صور الرجال يعلوهم كل شيء من الصغار ثم يساقون إلى سجن جهنم يقال له بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار".
• ابن أبي الدنيا في (التواضع والخمول) بلفظ: "يحشر المتكبرون يوم القيامة ذرا في مثل صور الرجال يعلوهم كل شيء من الصغار ثم يساقون إلى سجن في جهنم يقال له بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار".
(ت) سفيان بن عيينة. أخرجه عنه كلٌ من:
• الحميدي في (المسند) بلفظ: "وسلم يحشر المتكبرون يوم القيمة أمثال الذر في صور الناس يعلوهم كل شيء من الصغار يساقون إلى سجن في النار يقال له بولس يعلوهم نار الأنيار يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار".
• المقرئ في (جزء نافع) بلفظ: "يحشر المتكبرون في صور كالذر تعلوهم الصغار ويسافرون إلى نهر يقال له بولس يعلوه نار الأنيار يسقون من طينه الخبال عصارة أهل النار".
(ث) يحيى بن سعيد. أخرجه عنه:
• الإمام أحمد بن حنبل في (المسند) بلفظ: "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس يعلوهم كل شيء من الصغار حتى يدخلوا سجنا في جهنم يقال له بولس فتعلوهم نار الأنيار يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار".
(2) طريق: داود بن شابور. يرويه عنه كلٌ من:
• الحميدي في (المسند) وقد تقدم في الطريق قبله.
• المقرئ في (جزء نافع) وقد تقدم في الطريق قبله.
(3) طريق: عيسى بن أبي عيسى الخياط. أخرجه عنه كلٌ من:
• ابن أبي حاتم كما في (تفسير ابن كثير) فلم أقف عليها في أيٍ من كتبه، بلفظ: "إن المتكبرين يحشرون يوم القيامة أشباه الذر في صور الناس يعلوهم كل شيء من الصغار حتى يدخلوا سجنا من النار في واد يقال له بولس من نار الأنيار ويسقون من عصارة أهل النار ومن طينة الخبال".
• البيهقي في (شعب الإيمان) بلفظ: "المتكبرون يحشرون يوم القيامة أشباه الذر في صور الناس يعلوهم كل صغار ثم يؤمر بهم إلى قصر في جهنم يقال له بولس فيسحبون فيه ويسقون من طينة الخبال من عصارة أهل النار".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أخرجه الديلمي في (مسند الفردوس) بلفظ: "يحشر المتكبرون في يوم القيامة في صورة الذر يعلوهم كل شيء من الصغار يساقون إلى سجن في جهنم يقال له بولس يعلوهم نار الأنيار يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار".
وعزاه المنذري في (الترغيب والترهيب) وابن رجب في (التخويف من النار) والسيوطي في (الدر المنثور) إلى النسائي ولم أجده فيه بعد طول بحث. وزاد السيوطي عزوه إلى [ابن مردويه].
كما روي موقوفا على عبد الله بن عمرو بلفظ: (إن في النار سجنا لا يدخله إلا شر الأشرار قراره نار وسقفه نار وجدرانه نار وتلفح فيه النار).
عزاه له السيوطي في (الدر المنثور) وابن رجب في (التخويف من النار) وقال:
(وقال ابن لهيعة: حدثنا أبو قبيل؛ قال: سمعت رجلا يقول: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: إن في النار سجنا لا يدخله إلا من كان شر الأشرار قراره نار وسقفه نار وجدرانه نار وتلفح منه نار).
قال ابن أبي حاتم في (علل الحديث): سألت أبي عن حديث حدثنا به حميد عن عياش الرملي عن المؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن نافع ابن عاصم بن عبد الله ابن عمرو عن أبيه عن جده أنه قال: (في الجنة قصر يقال له عدن حوله البروج والمروج لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عدل، وفي النار قصر يقال له بولس يدخله الجبارون والمتكبرون فيه نار الأنيار وأشر الأشرار وحزن الأحزان وموت الأموات والشر وأنيار الشر) فسمعت أبي يقول: هذا خطأ، إنما هو نافع عن عاصم بن عروة بن مسعود عن عبد الله بن عمرو. قلت: الكلام الأخير لا أعلمه في شيء من الحديث.
وللحديث شاهد من رواية كعب رضي الله عنه موقوفة عليه، أخرجها كلٌ من:
• البيهقي في (شعب الإيمان) بلفظ: "يأتي المتكبرون يوم القيامة مثل الذر في صور الرجال يغشاهم أو يأتيهم الذل من كل مكان يسلكون في نار الأنيار يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار".
• عبد بن حميد كما في (الدر المنثور) ولم أقف عليه بعد طول بحث بلفظ: "يحشر المتكبرون يوم القيامة رجالا في صور الذر يغشاهم الذل من كل مكان يسلكون في نار الأنيار يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار".
• أبو نعيم في (الحلية) بلفظ: "يحشر الجبارون يوم القيامة مثل الذر في صور رجال يغشاهم الذل أو قال يأتيهم من كل مكان يسلكون في نار الأنيار يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار".
وله شاهد آخر من رواية أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أخرجه عنه:
• عبد الله بن الإمام أحمد في (زوائد الزهد) بلفظ: "وسلم يجاء بالجبارين والمتكبرين رجال في صورة الذر يطؤهم الناس من هوانهم على الله عز وجل حتى يقضي بين الناس قال ثم يذهب بهم إلى نار الأنيار قال قيل يا رسول الله وما نار الأنيار قال عصارة أهل النار".
قال الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد): أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو احمد الحسين بن على التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرائيني، حدثنا أبو بكر المروذي قال: قلت: _ يعنى لأحمد بن حنبل _ تعرف عن عطاء بن مسلم الخفاف عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "يحشر المتكبرون في صور الذر يطؤهم الناس"؟ فأنكره وقال: ما أعرفه، وعطاء بن مسلم مضطرب الحديث.
وللحديث شاهد ثالث من رواية عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أخرجه عنه:
• ابن عدي في (الكامل) بلفظ: "إن الله يبعث المتكبرين يوم القيامة في صور الذر لهوانهم على الله فيطؤهم الجن والإنس والدواب بأرجلها حتى يقضي الله بين عباده فيدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ويعذبون يوم القيامة في وادي جهنم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {أليس في جهنم مثوى للمتكبرين} ".
قال الشيخ: وهذا الحديث إنما مداره على الخصيب بن جحدر ويرويه عنه الحسن.
فهل عرفت (سجن بولس) الآن؟!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 06:13]ـ
جزاك الله خيرا وأبعدنا الله واياكم منه .. آمين.
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 12:09]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
اعاذنا الله منه
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 05:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد جزاك الله خيرا ولحبذ ذكرت من صحح هذا الحديث من العاماء المعتبرين ان تكرمت يا فاضل اخوك في الله ابو عبد الأكرم الجزائري
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 06:13]ـ
أحبتي في الله (حفيد صلاح الدين) و (أبو عبد العظيم) و (أبو عبد الأكرم الجزائري) جزاكم الله عني خير الجزاء، وحرمنا وإياكم والمسلمين عن النار وعذابها آمين.
أما من ناحية ما سألتني عنه أخي (أبا عبد الأكرم) فأقول لك:
الحديث ثابت صحيح لا غبار عليه من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد اختلفت نسخ (الجامع) للإمام الترمذي في الحكم على هذا الحديث: ففي نسخ: حسن صحيح. وفي أخرى: حسن.
كما أن أسانيد الإمام أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، والحميدي، والإمام البخاري، وابن المبارك، وغيرهم؛ أسانيد صحيحة، ورجال أسانيدهم ثقات.
كما حسنه الحافظ ابن حجر في (القول المسدد).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 06:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل جزاك الله خيرا اعلم اني قد اهديت لك مقال في مجلس العقيدة لعله يعجبك حبذا لو تعاق عليه نحن في انتظارك
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 10:00]ـ
أجارنا الله وبقية المسلمين الأحياء منهم والأموات من جهنم وحرِّها وحرّم جلودنا عليها وأسأل الله الذي سبقت رحمتُه غضبَه والذي هو أرحم بعباده من الأم ِّ الرؤوم على ولدها أن يشملنا برحمته وعفوه ومغفرته يوم لا ينفع مال أو بنون
فيا قوي ارحم يوم القيامة ضعفنا
ويا عزيز ارحم يوم القيامة ذلنا
فيا الله ارحم جباها قد سجدت إليك ووجوها قد مُرّغت وجناتها في التراب ذلا وتقربا إليك
وارحم قلوبا قد فرّت منك إليك فلا ملجأ منك إلا إليك
وارحم عبادا أناخوا لك رقابهم حاجة لعطف منك وجميل عفو ومرد إليك
اللهم (آمين).
بارك الله بكم ونفع في علمكم إنه سميع ٌ مجيب الدعاء(/)
ألا أيها المديون عليك بهذا الدعاء!
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 08:03]ـ
1 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض ِ عنا الدين، وأغننا من الفقر)). وكان يروى ذلك عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه مسلم / 2713
2 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: ((فكنت أسمعه يكثر أن يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال).
رواه البخاري / 5425
كما أوصيك بأن لا تنسَ أدعية الهم والكرب، وهي لا تخفاك بلا شك ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 08:12]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 10:00]ـ
وخيرا جزيتَ أخي الكريم ..(/)
كيف تخلص النية؟
ـ[فارس الأزدي]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 09:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمدلله وكفى وصلاةً وسلاماً على المصطفى اما بعد.
يجمعنا في هذا المنتدى المبارك طلب العلم ومن أهم الأمور الباعثه فيه هي النية.
والسؤال هنا كيف أخلص نيتي لله وأعض عليها بالنواجذ؟.
خصوصاً في حالتي, وأنني مغترب في أمريكا والفراغ يكاد ينهش وقتي وهمتي قد ذبلت.
راجياً من الله أن يجعل مشاركاتكم مفيدة للجميع
ـ[فارس الأزدي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 02:18]ـ
للرفع والفائدة للجميع
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 04:55]ـ
لعل هذا الرابط يفيدك أخي العزيز
http://www.alrebat.net/vb/showthread.php?t=22748
ـ[فارس الأزدي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 08:57]ـ
لعل هذا الرابط يفيدك أخي العزيز
http://www.alrebat.net/vb/showthread.php?t=22748
بارك الله فيك.
أفدتني الكثير.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 02:45]ـ
قال الإمام (أحمد بن حنبل) - رحمه الله -: (العلم لا يعدله شيء لمن صحة نيته، قالوا: كيف ذلك يا أبا عبد الله؟ قال أن تنوي رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك).
عليك بكتب العلماء الربانيين التي ترفع الهمم إلى القمم أثناء طلب العلم ..
أذكر منها ما يستحضرني الآن:
1 - شرح كتاب حلية طالب العلم، لفضيلة الشيخ (محمد بن صالح العثيمين) - رحمه الله - ..
2 - معالم في طريق طلب العلم، لفضيلة الشيخ (عبد العزيز السدحان) - حفظه الله - ..
فذلكما الكتابان مفيدان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى؛ ولعل الله تعالى أن يجعلهما لك خير جليس، بعد كتابه العظيم، وأحاديث رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - ..
ـ[فارس الأزدي]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 09:22]ـ
قال الإمام (أحمد بن حنبل) - رحمه الله -: (العلم لا يعدله شيء لمن صحة نيته، قالوا: كيف ذلك يا أبا عبد الله؟ قال أن تنوي رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك).
عليك بكتب العلماء الربانيين التي ترفع الهمم إلى القمم أثناء طلب العلم ..
أذكر منها ما يستحضرني الآن:
1 - شرح كتاب حلية طالب العلم، لفضيلة الشيخ (محمد بن صالح العثيمين) - رحمه الله - ..
2 - معالم في طريق طلب العلم، لفضيلة الشيخ (عبد العزيز السدحان) - حفظه الله - ..
فذلكما الكتابان مفيدان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى؛ ولعل الله تعالى أن يجعلهما لك خير جليس، بعد كتابه العظيم، وأحاديث رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - ..
بارك الله فيك على الإضافة
ورحم الله علماءنا الرباننين(/)
اجلس بنا نفهم ساعة للشيخ فارس العزاوي البغدادي
ـ[ابو الحسن العلوان]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 09:48]ـ
اجلس بنا نفهم ساعة
تمثل المفاهيم منطلقاً لفهم ما يعكسه الواقع من قضايا تمر بها الأمة اليوم، وما ينبغي إدراكه في هذا السياق أن كثيراً من هذه المفاهيم قد التبست واختلطت على كثير من الناس في واقعنا المعاصر، وقد شمل ذلك بعض الخاصة فضلاً عن العامة، والواقع أن ما قرره العلماء وقعدوه في هذا الشأن من قواعد متعلقة بإدراك حقيقة المفاهيم ليس عبثاً، ومن ذلك قولهم: الحكم على الشيء فرع عن تصوره، بحكم أن ما يحكم به المرء لا يمكن أن يوافق الواقع ما لم يقف على حقيقة الأمر الذي أراد له الحكم، ولذلك نجد العلماء يقدمون بين يدي الأبواب التي يبحثون فيها تعريفات هذا الباب من أجل إدراك الأحكام فيه، ومن العجيب أن واقعنا هذا قد انقلبت فيه الصورة، وانعكست فيه الآية، حيث نجد كثيراً من الناس قد خاض في قضايا ما كان ينبغي لهم أن يخوضوا فيها؛ وذلك لعدم تحريرهم مفاهيمها أو لعدم جمعهم معارفها، وعدم الإحاطة بمقتضياتها، بل وأدهى من ذلك أن البعض يخوض فيها على جهل سواء كان جهلاً بسيطاً أم جهلاً مركباً، ولعل من المفاهيم التي يكثر الالتباس فيها مفاهيم كالجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومفاهيم الحكم والسياسة الشرعية، وغيرها مما يتعلق بالكثير من النوازل، وتبرز من أسباب شيوع هذه الظاهرة التي نعاني منها اليوم عدم الرجوع في تقعيد هذه المفاهيم إلى أهل العلم المتأهلين لها، ويبدو أمر المرجعية هنا من الأمور التي اختلطت فيها المفاهيم أيضاً، فلم يعد الناس يميزون بين الداعية الذي يحسن الوعظ والخطابة والدرس وغيرها مما يجعله في إطار طالب العلم أكثر من كونه عالماً ومرجعاً، وبين العالم الذي امتلك آلية العلم وتأهل له وأصبح ممتلكاً ناصيته وأحاط بالحكم الشرعي وعنده القدرة على الاستنباط والاستخراج للأحكام أو على أقل تقدير عنده القدرة على التعامل مع الأدلة وفهمها والترجيح في المسائل والتخريج عليها إن لم يكن مجتهداً، قال الدكتور ناصر العقل: " العلماء المقصود بهم: العالمون بشرع الله، والمتفقهون في الدين، والعاملون بعلمهم على هدى وبصيرة، على سنة رسول الله ?، وسلف الأمة "، قال تعالى: ? فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ?، وقال ?: " العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثو العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر "، ومن المهم بيانه في هذا الإطار أن الحكم الشرعي لا يمكن إدراكه فقط من خلال معرفة دليله كما هو شائع عند الكثير ـ منهم بعض طلبة العلم ـ، وهذه الصورة يمكن تقريرها في المسائل الصغيرة التي يمكن معرفتها بسهولة ويسر؛ لكونها مسائل مشتهرة في الواقع بصورة جعلتها من المسائل الضرورية التي يعلمها الكثير من الناس، أما المسائل الدقيقة فلا بد من النظر إليها من زوايا متعددة حتى نستطيع الوقوف على حقيقتها وإدراك حكمها، منها: إدراك حقيقتها في الواقع بمعنى أن نحيط بملابساتها وظروفها التي أحاطت بها، وثانياً الوقوف على الحكم الشرعي من ناحيته التكليفية وهذا يؤخذ من الدليل صراحة أو إشارة، ثم يتم تنزيله على الواقع بموجب الخطاب الوضعي من خلال ضوابط المصالح والمفاسد على قاعدة تحقيق المناط، يقول ابن القيم: " ولا يتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم: أحدهما: فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يحيط به علما والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع "، ويقول ابن عاشور: " إذا كانت بعض معاني الشريعة ظاهرة بينة، والمصلحة فيها قطعية لا خلاف فيها بين العلماء مهما اختلفت الظروف والأحوال والأزمنة والأمكنة ـ كسائر القطعيات في الشريعة ـ، فإن هناك من المعاني ما يتردد بين كونه صلاحاً تارة وفساداً تارة أخرى، وهذا معناه اختلال صفة الاطراد فيها، فهذه لا تصلح لاعتبارها مقاصد شرعية على الإطلاق، ولا لعدم اعتبارها كذلك، بل المقصد الشرعي فيها أن توكل إلى نظر علماء الأمة وولاة الأمور الأمناء على مصالحها من أهل الحل والعقد، لتعيين الوصف الجدير بالاعتبار في أحد الأحوال دون غيره صلاحاً أو فساداً "، وليس بالضرورة أن يظهر الحكم في الواقعة المراد حكمها فقد يعجز العلماء المجتهدون عن استخراج الحكم وتقريره بسبب الالتباس فيه ولذلك يتوقف العلماء في إصدار الأحكام في أمثال هذه المسائل الملتبسة، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في تقريره لمسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: " فتارة يصلح الأمر وتارة يصلح النهي، وتارة لا يصلح أمر ولا نهي حيث كان المعروف والمنكر متلازمين "، فإذا عجز أهل العلم عن إدراك الحكم في بعض الوقائع للالتباس فيها فغيرهم من باب أولى، فحاجتنا ماسة ـ من أجل إدراك المفاهيم ـ إلى تحرير المسائل والنظر فيها من زواياها المتعددة جاعلين أهل العلم مرجعاً فيها، وإلا فإننا على موعد ـ لا قدر الله ـ مع مفاسد كثيرة تجتاح الأمة بسبب الخوض في أمثال هذه القضايا دون أن يتصدى لها أهلها المتأهلون لها؛ لأن مفاسد العقول والأفكار أكثر ضرراً من مفاسد الأجسام والأبدان.
وكتبه: فارس العزاوي البغدادي
منقول(/)
فوائد جليلة في قول الشافعي رضي الله عنه: إذا صح الحديث فهو مذهبي
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 01:17]ـ
قال العلامة السبكي رحمه الله في كتابه "معنى قول المطلبي إذا صح الحديث فهو مذهبي":
"في كلام الشافعي هذا فوائد قد امتاز بها:
إحداها: الفائدة التي قدمناها من جواز نسبته إليه , وفيها ثلاثة أشياء: أحدها: مجرد جواز نقله إليه. والثاني: أنه إن أراد أحد تقليده فيه جاز له ذلك , إذا كان ممن يجوز له التقليد. والثالث: إذا كان العلماء كلهم إلا الشافعي على مقتضى حديث , والشافعي رحمه الله بخلافه لعدم اطلاعه , فغن صح صارت المسالة إجماعية , لأنه لم يكن خالف فيها الشافعي , ويبين بالحديث أن قوله مرجوع فيه , أو لا حقيقة له , فلا ينسب إليه , بل ينسب إليه خلافه موافقة لبقية العلماء فيكون إجماعا , فينقض قضاء القاضي لمخالفته النص والإجماع.
ولو اتق ذلك لغير الشافعي ممن لم يقل مثل قوله: كان نقض القاضي به لمخالفته النص فقط , لا لمخالفته الإجماع , فهذه أشياء في هذه الفائدة الواحدة.
الفائدة الثانية: أن الأحاديث الصحيحة ليس فيها شئ له معارض متفق عليه ,والذي يقوله الأصوليون من أن خبر الواحد إذا عارضه خبر متواتر , أو قرأن , أو إجماع , أو عقل إنما هو فرض , وليس شئ من ذلك واقعا , ومن ادعى ذلك فليبينه حتى نرد عليه.
وكذلك لا يوجد خبران صحيحان من أخبار الآحاد متعارضان بحيث لا يمكن الجمع بينهما.
والشافعي قد استقرأ الأحاديث فعرف أن الأمر كذلك وصرح به في غير موضع من كلامه, فلم يكن عنده ما يتوقف عليه العمل بالحديث إلا صحته, فمتى صح وجب العمل به , لأنه لا معارض له , فهذا بيان للواقع.
والذي يقوله الأصوليون مفروض وليس بواقع , وهذه فائدة عظيمة وإليها الإشارة بقوله: "إذا صح الحديث ... " حيث أطلقه ولم يجعل معه شرطا آخر.
الفائدة الثالثة: أن العلماء رضوان الله عليهم لكل منهم اصول وقواعد بنى مذهبه عليها , لأجلها رد بعض الأحاديث , وأما الشافعي فليس له قاعدة يرد بها الحديث, فمتى صح الحديث قال به , والمعارض –والمعارض الذي لو وقع كان معارضا عنده , وعند غيره وهو: المعقول أو افجماع أو القرأن أو السنة المتواترة – لم يقع اصلا , وقد صان الله شريعته عن ذلك , فكان في قول الشافعي:"إذا صح الحديث فهو مذهبي " إشارة إلى ذلك.
الفائدة الرابعة: في عموم الألف واللام من قوله (الحديث) سواء أكان حجازيا أم عراقيا لام شاميا خلافا لمن لم يقبل إلا أحاديث الحجاز."اهـ
ـ[منع الموانع]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 07:15]ـ
شكرا لك على النقل الطيب.(/)
حكم الحلف على سعر البضاعة التي زيد على سعرها الحقيقي
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 03:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد
لدي مشكله وأرجو أجد الجواب
أحدى صديقاتي أخذت بضاعه من محل .. وأخبرته أن يزيد على سعره ريالين وربما 3
وعندما عرضتها على الأخوات في الجامعه .. حلفت .. صديقتي (لزبوناته) بأن هذا سعر المحل الأصل
وبعدها أخبرتها لا يجوز الحلف بذلك ... فقالت فعلا هذا سعرها الاصلي .. !!
تقول أنا هنا كأني صاحب المحل ومن حقي الحلف بذلك ... !!
مع العلم أنها ملتزمه
أخبروني لأني أحبها في الله وأريد لها الخير
فأريد أخباري هل يجوز الحلف بإن ذلك السعر هو سعر المحل؟؟؟
أرجوكم أريد الجواب
ـ[حمد]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 04:47]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
إن أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الحلف مَنْفَقَة للسلعة مَمْحَقة للبركة) متفق عليه
إلا أن لفظ مسلم: (ممحقة للربح).
هذا الحديث ينطبق تماماً على ما تفعله أختنا.
http://209.85.229.132/search?q=cache:dvLEHf37mlIJ:mu ntada.islamtoday.net/184656-post34.html+%D9%85%D9%85%D8%AD %D9%82%D8%A9+%D8%A3%D9%8A&cd=8&hl=ar&ct=clnk&gl=sa
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 04:51]ـ
يعلم الله يا أخيتي ما هكذا يكون الكسب، وما هكذا تكون التجارة
قال الله تعالى: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم}.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "الصدق منجاة".
أمن أجل ريالين أو ثلاثة أروج لبضاعتي؟! كان بإمكانها أن تقول: أنا اشتريتها من المحل بكذا، وسأبيعها عليكن بكذا ويربح البيع بإذن الله.
على أنه أخيتي متى ما رأت زميلاتها أن الفرق بين السعرين بسيط فصدقيني سوف يشترين من زميلتهن من أجل مشوار السواق وزحمة الشوارع. فما أجمل الصدق.
وعلمها عند الله
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 07:57]ـ
أخواني بارك الله فيكم ..
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 07:44]ـ
أخواني طلاب العلم يرحمكم الله هل يلزم صاحبتي كفارة؟؟؟
علما بإنها أستغفرت لذنبها
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 03:01]ـ
أعيدو أكرر هل يلزم كفار’؟؟
فهل من مجيب؟(/)
هل صحت هذه المقالات عن القاضي السمناني (صاحب الباقلاني)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 06:10]ـ
قال وا كلهم إن الله حامل لصفاته في ذاته هذا نص قول أبي جعفر السمناني المكفوف قاضي الموصل وهو أكبر أصحاب الباقلاني ومقدم الأشعرية في وقتنا هذا و قال هذا السمناني أيضاً من سمي الله تعالى جسماً من أجل أنه حامل لصفاته في ذاته فقد أصاب المعنى وأخطأ في التسمية فقط و قال هذا السمناني أن الله تعالى مشارك للعالم في الوجود وفي قيامه بنفسه كقيام الجواهر والأجسام وفي أنه ذو صفات قائمة به موجودة بذاته كما ثبت ذلك فيما هو موصوف بهذه الصفات من جملة أجسام العالم وجواهره هذا نص كلام السمناني حرفاً حرفاً.
قال أبو محمد: ما أعلم أحداً من غلاة المشبهة أقدم على أن يطلق ما أطلق هذا المبتدع الجاهل الملحد المتهور من أن الله تعالى مشارك للعالم حاشا لله من هذا و قال السمناني عن شيوخه من الأشعرية أن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم أن الله خلق آدم على صورته إنما هو على صفة الرحمن من الحياة والعلم والاقتدار وإجماع صفات الكمال فيه وأسجد له ملائكته كما أسجدهم لنفسه وجعل له الأمر والنهي على ذريته كما كان الله تعالى كل ذلك.
قال أبو محمد: هذا نص كلامه حرفاً حرفاً وهذا كفر صريح وشرك بواح إذ صرح بأن آدم على صفة الرحمن من اجتماع صفات الكمال فيهما فالله تعالى وآدم عنده مثلان مشتبهان في اجتماع صفات الكمال فيهما ثم لم يقنع بهذه السوءة حتى صرح بأن سجود الملائكة لآدم كسجودهم لله عز وجل وحاشا لله من هذا لأن سجود الملائكة لله تعالى سجود عبادة وديانة لخالقهم وسجودهم لآدم سجود سلام وتحية وتشريف منهم لآدم وإكرام له بذلك كسجود يعقوب لابنه يوسف عليهما السلام فقط ثم زاد اللعين كفراً على كفر بنصه أن الله تعالى جعل له الأمر والنهي على ذريته كما كان لله تعالى ذلك وهذا شرك لا خفاء به كشرك النصارى في المسيح ولا فرق ونسأل الله تعالى العافية و قال هذا السمناني أن مذهب شيوخه أنهم لا يقولون أن الأمر بالشيء دال على كونه مراداً للآمر قديماً كان أو محدثاً ولا يدل النهي على كونه مكروهاً هذا نص كلامه وهذا خلاف الإسلام والإجماع والمعقول وتصريح بأن الله تعالى إذ أمر بالصلاة والزكاة والحج والصيام والجهاد وشهادة الإسلام فليس في ذلك دليل على أنه يريد شيئاً من ذلك وإذ نهى عن الكفر والزنا والبغي والسرقة وقتل النفس ظلماً فليس ذلك دليلاً على أنه يكره شيئاً من ذلك وما في الأقوال انتين من هذا القول و قال هذا السمناني أنه لا يصح القول بأن علم الله تعالى مخالف للعلوم كلها ولا أن قدرته مخالفة للقدر كلها لأنها كلها داخلة تحت قولنا ووصفنا للقدر والعلوم هذا نص كلامه وهذا بيان بأن دينهم أن علم الله تعالى وقدرته من نوع علمنا وقدرتنا وإذ الأمر كذلك عنده فعلمنا وقدرتنا عرضان فينا مخلوقان فوجب ضرورة أن علم الله تعالى وقدرته عرضان في الله مخلوقان إذ من الممتنع وقوع ما لم يزل مع المحدث المخلوق تحت حد واحد ونوع واحد ونص هذا السمناني ومحمد بن الحسن بن فورك في صدر كلامه في كتاب الأصول أن الحدود لا تختلف في قديم ولا محدث قال وا ذلك في كلامهم في علم الله تعالى في تحديدهم لمعنى العلم بصفة يقع تحتها علم الله تعالى وعلوم الناس وهذا نص منهم على أن الله تعالى محدود واقع معنا تحت الحدود وهو علمه وقدرته وهو شر من قول جهم شيخهم في الحقيقة وأبين من قول كل مشبه في الأرض ونص هذا السمناني على أن العالم والقادر والمريد من الله تعالى وخلقه إنما كان محتاجاً إلى هذه الصفات لكونه موصوفاً بها لا لجوازها عليه هذا نص كلامه وهذا تصريح منهم بلا تكلف ولا تأويل بأن الله تعالى عن كفر هذا الأرعن محتاج إلى الصفات وهذا كفر ما يدري أن أحداً بلغه ونص هذا السمناني أيضاً على أن الله تعالى لما كان حياً عالماً كان موصوفاً بالحياة والعلم والقدرة والإرادة حتى لا يختلف الحال في ذلك في الشاهد والغائب هذا نص كلامه وهذا تصريح منه على أن الله تعالى حالا لم يخالفه فيها خلقه بل هو وهم فيها سواء ونصهذا السمناني على أنه إذا كانت الصفات الواجبة لله تعالى في كونه عالماً قادراً لا يغني وجوبها له عن ما هو مصحح لها من الحياة فيه كما لا يوجب غناه عما يوجب كونه عالماً قادراً عن القدرة والعلم.
قال أبو محمد: هذا نص جلي على أن الله تعالى غير غني عن شيء هو غيره لأن الصفات عندهم هي غيره تعالى والله تعالى عندهم غير غني عنها تعالى الله وإذا لم يكن غنياً عنها فهو فقير إليها هكذا قال ت اليهود أن الله فقير تعالى الله عن هذا بل هو الغني جملة عما سواه وكل من دونه فقير إليه تعالى و قال السمناني إن قال قائل لم أنكرتم أن يكون الله مريداً لنفسه حسب ما قال ه النجار والجاحظ قيل له أنكرنا ذلك لما قدمنا ذكره من أن الواحد من الخلق مريد بإرادة ولا يخلو أن يكون حقيقة المريد من له الإرادة أو كونه مريداً وجود الإرادة له وأي الأمرين كان وجبت مساواة الغائب الشاهد في هذا الباب.
(الفصل لابن حزم)(/)
سبب تأخر الأنبياء عن الشفاعة في عرصات يوم القيامة
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 06:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.من المتواتر في السنة من عقيدة اهل السنة الشفاعة التي انكرها من اعمى الله بصيرته وخذله.والشفاعة كما دلت عليها ايات الكتاب ملكا لله الا ان المولى تفضل بها على غيره اكراما لهم لكن بشروطها الا وهي اذن الله والرضى عن الشافع والمشفوع ومن بين الذين اذن الله لهم الانبياء الا انه عند تأمل حديث الشفاعة الطويل نجد ان بعض الانبياء امتنعوا عنها مع ان الله قد غفر لهم ذنوبهم فاستوقفني هذا الامر وتساءلت عن السبب فروحت اقلب في بطون الكتب لعلي اجد جوابا يثلج صدري ويروي غليلي فوفقني الله ان وجدت بغيتي وادركت ضالة عند المجدد السلفي التقي النقي ابو العباس شيخ الاسلام ابن تيميةفي كتابه الفذ والذي يعتبر شوكة في حلوق الرافضة حيث قال رحمه الله {ان قيل فاذا كان قد غفر الله على الانبياء الذين اذنبوا فلماذا يمتنعون منالشفاعة يوم القيامة لأجل ما بدامنهم فيقول ءادم اذا طلبت منه الشفاعة يوم القيامة اني نهيت عاى اكل الشجرة واكلت منها نفسي نفسي .. قيل هذا من كمال فضلهم وخوفهم وعبوديتهم وتواضعهم فان من فوائد مايتاب منه انه يكمل عبودية العبد ويزيده خوفا وخضوعا فيرفع الله بذلك درجته وهذا الامتناع مما يرفع الله به درجاتهم وحكمة الله في ذلك ان تصير الشفاعة لمن غفر الله له ماتقدم منذنبه وما تأخر ولهذا كان ممن امتنع ولم يذكر ذنبا المسيح؛وابراهيم افضل منه وقد ذكر ذنبا ولكن المسيح قال اذهبوا الى عبد غفر الله له ماتقدم من ذنبه وما تأخر وتأخر المسيح عن المقام المحمود الذي خص به محمد هو من فضائل المسيح ومما يقربه الى الله} اه والحمد لله رب العالمين على هذه النعم
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 06:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد استسمح الاخوة الافاضل على اني نسيت كتابت المرجع منهاج السنة ج2 ص 425
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 07:34]ـ
ربما هذه الرواية تكشف عن سبب تأخر الأنبياء عن الشفاعة
مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ >> وَمِنْ مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ >> مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ >>
13382 حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُطَوَّلُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ، فَيَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّنَا، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا رَأْسَ النَّبِيِّينَ فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللَّهِ فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاهُ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ، قَالَ: فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى رُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا فَإِنَّهُ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، فَإِنَّهُ قَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَقُولُ عِيسَى أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ قَدْ خُتِمَ عَلَيْهِ، هَلْ كَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا فِي الْوِعَاءِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ؟ فَيَقُولُونَ: لَا، قَالَ: فَإِنَّ مُحَمَّدًا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ "، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلِيَقْضِ بَيْنَنَا " قَالَ: " فَأَقُولُ: نَعَمْ، فَآتِي بَابَ الْجَنَّةِ، فَآخُذُ بِحَلْقَةِ الْبَابِ فَأَسْتَفْتِحُ، فَيُقَالُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدُ فَيُفْتَحُ لِي فَأَخِرُّ سَاجِدًا، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلَا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ بَعْدِي، فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيُقَالُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ "، قَالَ: " فَأُخْرِجُهُمْ ثُمَّ أَخِرُّ سَاجِدًا، فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلَا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ بَعْدِي، فَيُقَالُ لِي: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: " أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيُقَالُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ بُرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ "، قَالَ: " فَأُخْرِجُهُمْ "، قَالَ: " ثُمَّ أَخِرُّ سَاجِدًا، فَأَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَيُقَالُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ، قَالَ: فَأُخْرِجُهُمْ *
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 09:07]ـ
أحسنت أخي الفاضل الكريم الشيخ (أبا الأكرم) على هذه النكة العظيمة حقيقة، والتي خفيت عن كثير من الناس، فلم يستشعروا المغزى من ذلك.
حقيقة إن دل هذا الأمر على شيء فوالله ما إلا بيان عظمة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتميزه عن سائر الأنبياء ومكانته الرفيعة العالية عند الله تعالى.
فلذلك ألمح شيخ الإسلام ألى طرفا من هذا في نفس سياق كلامه السابق، حيث قال:
(فعلم أن تأخرهم عن الشفاعة لم يكن لنقص درجاتهم عما كانوا عليه، بل لما علموه من عظمة المقام المحمود الذي يستدعى من كمال مغفرة الله للعبد وكمال عبودية العبد لله ما اختص به من غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
ولهذا قال المسيح: اذهبوا إلى محمد عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
فإنه إذا غفر له ما تأخر لم يخف أن يلام إذا ذهب إلى ربه ليشفع، وإن كان لم يشفع إلا بعد الإذن، بل إذا سجد وحمد ربه بمحامد يفتحها عليه لم يكن يحسنها قبل ذلك فيقال له: أي محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع، وهذا كله في الصحيحين وغيرهما.
وأما من قيل له: تقدم، ولم يعرف أنه غفر له ما تأخر؛ فيخاف أن يكون ذهابه إلى الشفاعة قبل أن يؤذن له في الشفاعة ذنبا، فتأخر لكمال خوفه من الله تعالى، ويقول: أنا قد أذنبت وما غفر لي فأخاف أن أذنب ذنبا آخر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين".
ومن معاني ذلك: أنه لا يؤتى من وجه واحد مرتين، فإذا ذاق الذائق ما في الذنب من الألم وزال عنه خاف أن يذنب ذنبا آخر فيحصل له مثل ذلك الألم، وهذا كمن مرض من أكلة ثم عوفي؛ فإذا دعي إلى أكل شيء خاف أن يكون مثل ذلك الأول لم يأكله، يقول: قد أصابني بتلك الأكلة ما أصابني فأخاف أن تكون هذه مثل تلك. ولبسط هذه الأمور موضع آخر).
جزاك الله أخي خيرا على هذا النقل المبارك(/)
سؤال عن الحكم العطائية
ـ[منع الموانع]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 07:01]ـ
السلام عليكم جميعا.
أسالكم سادتي الكرام عن كتاب الحكم العطائية (ايجابياته وسلبياته)
وإذا كان متوسطا مثلا فما هي أفضل شروحاته.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 09:12]ـ
كتاب صوفي بالجملة، لا أنصحك به، فغيره من كتب الحق تكفي وتفي
ومن أحسن شروحه شرح الشيخ زرّوق
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 09:34]ـ
شكرا لك شيخنا السكران وللأخ السائل ... ولكن ماهو الأفضل في نظرك؟ يبدو أن الحكم العطائية أفضل حالا من إحياء علوم الدين في الجملة ...
ثم هل زروق الذي اشرتم له مشكورين هو العلامة المالكي المغربي الذي يسمونه "عميد التصوف السني"
واحسن الله إليك.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 09:51]ـ
شكرا لك شيخنا السكران وللأخ السائل ... ولكن ماهو الأفضل في نظرك؟ يبدو أن الحكم العطائية أفضل حالا من إحياء علوم الدين في الجملة ...
ثم هل زروق الذي اشرتم له مشكورين هو العلامة المالكي المغربي الذي يسمونه "عميد التصوف السني"
واحسن الله إليك.
الحكم العطائية كتاب لطيف ليس بالشامل فلا يقارن بالإحياء فهو أكبر بكثير، وإلا فكلا الكتابين (من وجهت نظري) سمجين لا فائدة فيهما إلا ما قد يخرج بالمنقاش.
أما (زرّرق) فلا أعلم لقبه، ولكنه هو: أحمد بن أحمد بن محمد الفاسي. من قمم التصوف.
ـ[الرجل المحترم]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 10:46]ـ
والله يااخى عندنا زخائر من كتب السنة دعك من الحكم العطائية فانا قراته وهناك فى كتب اهل السنة افضل معنى وعقيدة وجمالا
قرات موضوع يجمع زخائر لشيخ الاسلام بن تيمية على الملتقى ولكن لااذكر عنوانه(/)
حكم الشرع حلق شعر المرأة
ـ[الحواسم]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 08:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل من الإخوة الأفاظل من يفيدن بي حكم الشرع حلق شعر المرأة من الرأس و القدمين مأجورين إنشاء الله(/)
الفرق بين غسل الحيض وغسل الجنابة عند ابن رجب
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 11:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ذكر الامام ابن رجب في كتابه فتح الباري فروق عظيم بين غسل الحيض والنفاسمع غسل الجنابة فأحببت ان سوقها لتعم الفائدة وان يجعلها الله في ميزان الحسنات وان يتقبلها مني فأقول قال ابن رجب رحمه الله { .... غسل الحيض والنفاس يفارق من وجوه.الاولى ان الوضوء في غسل الحيض لا فرق بين تقديمه وتأخيره وغسل الجنابة السنة تقديم الوضوء على الغسل.الثانية ان غسل الحيض يستحب ان يكون بماء وسدر ويتأكد استعمال السدر فيه خلاف لغسل الجنابة. الثالثة ان غسل الحيض يستحب تكراره كغسل الميتة بخلاف غسل الجنابة ولا فرق بين المرأة والرجل في غسل الجنابة .. الرابعة ان غسل الحيض يستحب ان يستعمل فيه شئ من الطيب في خرقة او قطنة او نحوهما يتبع به مجاري الدم. الخامسة ان غسل الحيض تنقض فيه شعرها اذا كان مضفورا بخلاف غسل الجنابة عند احمد ...... }(/)
تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 02:47]ـ
قال الله تعالى (تلك الدر الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين)
فإن الناس أربعة أقسام:
القسم الأول: يريدون العلو على الناس و الفساد في الأرض، و هو معصية الله، و هؤلاء الملوك و الرؤساء المفلسدون كفرعون و حزبه، و هؤلاء هم شرار الخلق، قال الله تعالى (إن فرعون علا في الأرض، و جعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم و يستحي نساءهم، إنه كان من المفسدين) و روى مسلم في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ((لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر و لا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان)) فقال رجل يا رسول الله إني أحب أن يكون ثوبي حسنا و نعلي حسنا أفمن الكبر ذاك؟ قال: ((لا، أن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق و غمط الناس)).
فبطر الحق دفعه و جحده، و غمط الناس إحتقارهم و إزدراؤهم، و هذا حال من يريد العلو و الفساد.
و القسم الثاني: الذين يريدون الفساد، بلا علو كالسارق و المجرمين من سفلة الناس.
و القسم الثالث: يريدون العلو بلا فساد، كالذين عندهم دين يريدون أن يعلوا به على غيرهم من الناس.
و أما القسم الرابع: فمنهم أهل الجنه، الذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا، مع أنهم قد يكونون إعلى من غيرهم، كما قال الله تعالى: (و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) و قال تعالى ((فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون، و الله معكم و لن يتركم أعمالكم)) و قال ((و لله العزة و رسوله و للمؤمنين))
فكم ممن يريد العلو و لا يزيده ذلك إلى سفولا ...(/)
تواضع وزهد فضيلة العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين
ـ[نبيل المعيقلي]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 03:41]ـ
ألقى أحد تلاميذ فضيلة العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - قصيدة أبياتها:
(يا أمتي! إن هذا الليل يعقبه فجر. وأنواره في الأرض تنتشر ... والخير مرتقبٌ، والفتح منتظر. والحق رغم جهود الشر منتصر ... وبصحبة بارك الباري مسيرتها. نقية ما بها شوبٌ ولا كدر ... ما دام فينا ابن صالح شيخ صحوتنا. بمثله يرتجى التأييد والظفر).
فرد الشيخ الزاهد معقبًا: أنا لا أوافق على هذا المدح؛ لأني لا أريد أن يربط الحق بالأشخاص، كل شخص يأتي ويذهب، فإذا ربطنا الحق بالأشخاص معناه أن الإنسان إذا مات قد ييئس الناس من بعده، فأقول: إذا كان يمكنك الآن تبديل البيت الأخير بقول: (ما دام منهاجنا نهج الأولى سلفوا. بمثلها يرتجى التأييد والظفر).
فهذا طيب، أنا أنصحكم ألا تجعلوا الحق مربوطًا بالرجال:
أولاً: لأنهم قد يضلون، فهذا ابن مسعود - رضي الله عنه - يقول: (من كان مستنًا فليستن بمن مات؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة).
الرجال إذا جعلتم الحق مربوطًا بهم يمكن الإنسان أن يغتر بنفسه - والعياذ بالله من ذلك -، ويسلك طرقًا غير صحيحة.
فالرجل أولاً: لا يأمن من الزلل والفتنة، نسأل الله أن يثبتنا وإياكم.
ثانيًا: أنه سيموت، ليس فينا أحد يبقى أبدًا. وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ. سورة الأنبياء، (الآية: 34).
ثالثًا: أنه ربما يغتر إذا رأى الناس يبجلونه ويكرمونه ويلتفون حوله، وربما ظن أنه معصوم، ويدعي لنفسه العصمة، وأن كل شيء يفعله فهو حق، وكل طريق يسلكه فهو مشروع، ولا شك أنه يحصل بذلك هلاكه، ولهذا امتدح رجل رجلاً عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: (ويحك قطعت عنق صاحبك).
وأنا أشكر الأخ على ما يبديه من الشعور نحوي، وأسأل الله أن يجعلني عند حسن ظنه أو أكثر، ولكن لا أحب المديح.
مفرغ من مادة صوتية بعنوان " سلسلة لقاء الباب المفتوح لقاء 47 "
ـ[التقرتي]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 11:43]ـ
للفائدة التسجيل
ـ[نبيل المعيقلي]ــــــــ[23 - Jul-2009, صباحاً 12:02]ـ
بارك الله فيك
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[23 - Jul-2009, صباحاً 12:36]ـ
رحم الله الشيخ
وبوركتم في الطرح
ـ[نبيل المعيقلي]ــــــــ[28 - Jul-2009, صباحاً 12:14]ـ
وفيكم بارك الله.(/)
ترجمة الشيخ خالد بن فتحي الآغا الأنصاري (أبو الوليد الأنصاري)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 04:39]ـ
ترجمة خادم العلم وأهله أبي الوليد الأنصاري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، القائل سبحانه وتعالى وفوق كل ذي علم عليم في محكم قرآنه، بعث إلينا رسولاً نبياً أمياً أميناً وأيده بالآيات الباهرة، والحجج القاهرة، فأسبغ به صلوات الله وسلامه عليه على البشرية كلها نعمه باطنة وظاهرة، وأمره أن يصدع بما يؤمر فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، وأوضح الحجة وبين المحجة، وما انتقل إلى ربه سبحانه حتى أكمل الله به الدين وأتم به النعمة فمن زعم أنه قد كتم شيئاً فقد كذب، فلا نجاة لعبد حتى يكون تبعاً لهديه مرادُه وهواه، ويا فوز من طلب باتباعه رضى الله تعالى وإنما الهدى هدى الله، رزقنا الله تعالى ذلك برحمته، وحشرنا تحت لوائه وفي حزبه وزمرته، وجمعنا به وبصحبه رضي الله عنهم أجمعين في فردوس جنته.
أما بعد:
فقد ألحّ عليّ كثيرٌ من الإخوان، من بعد ما ألحّت حوادث الزمان، في كتابة ترجمة لرهين كسبه وأسير ذنبه كاتب هذه السطور، أذكر فيها السيرة والطلب، عسى الله أن ينفع بها من شاء من عباده، وأن يكتب لي بها أجرا، ويجعلها لي ذخرا، إنه على كل شيء قدير.
ولولا أننا صرنا إلى زمان قل فيه رأسٌ إلا وهو ينطف تعالماً وجهلا، مع ما امتحنت به الأمة من تتابع الفتن تتابع القطر، وكان آخرَها المحنةُ بهذه الحرب الصليبية الهوجاء التي كشف بها الأعداء لأهل الإسلام عن ساق العداوة، وأطلت بسببها أفاعي النفاق من أبناء جلدتنا من جحورها، وتَبَدّى الأدعياء في ثياب جنان العلم وتَحلَّوا بحلي حورها، يُلَبّسون على عباد الله أمر دينهم، ويصدونهم عما افترضه الله تعالى عليهم بذريعة التخوف على مصالحهم، فالأمة تذبح اليوم بفتاويهم، وتهان كرامتها بجرأتهم، فلو خُلِّيَ بينهم وبينها لقتلوا فيها الحمية الدينية والغيرة الإيمانية، ولجرّعوها كؤوس المذلة والحرمان، فكان الحَجرُ على أمثالهم صيانةً للعقول والأديان، أولى من الحجر على السفهاء والمرضى صيانة للأموال والأبدان.
ومما ضاعف البلاء وعظّم الابتلاء أن سُخّرت لهؤلاء الزّمنَى كل آلة ووسيلة، وأُعملت في ترويج أباطيلهم كلُّ مكيدة وحيلة، أما دعاة الحق - وهم كثيرٌ ولله الحمد في كل بلد ومصر- فبين خائف يترقب، ومقموع مقهور، وثالث يحولون بينه وبين إيصال الحق إلى الخلق، والناس إلا من رحم الله رِعاعٌ تنطلي عليهم الحِيَل، ويظنون أن من كثر ظهوره على المنابر، وسودت بما يكتب وجوهُ الصحائف والدفاتر، فهو العالم النحرير الذي لا يشق له غبار، وإن كان في طي ما يتفوه به العار والنار، فإلى الله وحده المشتكى من غربة على غربة، فمن كان نائحاً فلينُح على الدين وأهله، ولئن طالت بأمة الإسلام حياة وكتب الله لها أن تتذوق حلاوة النصر والظفر، وتتقمص قُمصان العزة والكرامة لتَبكينّ غربتنا هذه بالدماء لا بالدموع، ولتستعيذن بالله أن يكون لها إلى مثل حالنا هذه نُكُوصٌ أو رجوع.
ومَن ركبَ الثورَ بعدَ الجوا دِ أنكرَ أظلافهُ والغبب
فلما أجلْتُ قداحَ النظر فيما صرنا إليه، رأيت لزاماً على كل غيور على حرمة الدين ألا يدع في حوزته سهماً يقدر برميه على نصرة الدين إلا رمى به وإلا عادت السهام وبالاً عليه.
وكان من المقرر في الشرع المطهر أن التواضع وخفض الجناح إنما هو لعباد الله المؤمنين، وأما أعداء الدين وحلفاؤهم من المثبطين المخذلين المرجفين ومن يعمل على شاكلتهم من المتعالمين المبطلين فإن المرء والله نِعِمَّا يقول على رؤوس الملأ منهم (ها أنا ذا) ذباً عن الشرع الحنيف، ورعايةً لحرمته، وإعلاءً لكلمته، ورفعاً لرايته، وقمعاً لعدو الدين، ودحراً للمعاندين، وتكبيتاً للمخالفين، والمعوَّلُ عليه في كل هذا قولُ النبي صلى الله عليه وسلم (إن أتقاكم لله وأعلمكم بالله أنا)، وقولُه عليه الصلاة والسلام (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأعوذ بالله تعالى من دعوى فَجّةٍ يكون علي وزرها، وإنني إذ أسطر ههنا ما أسطر وأرجو به أن يكون قرة لعيون أهل الغربة في الدين، وذرَّ رماد في عيون الخالفين، لأقرُّ إقرار معترف بذنبه بقصور الباع وقلة البضاعة، على أنني أسأل الله تعالى أن يجعل ما فتح عليّ به سبحانه مباركاً كالماء الطهور لا يضره شيئ على حد الوارد في حديث بئر بُضَاعة، ولئن جرت ألسنة بعض الإخوان عفا الله عنهم بما لست له أهلا فإنما هو لحسن ظنهم بي، وأدعوه سبحانه أن يبلغني ما يرجونه فيّ، وأن يجعلني خيرا مما يظنون، وأن يغفرلي ما لا يعلمون، وأن يفتح لي من العلم كنوزاً وكنوزا، فلست أنازع بحمد الله تعالى بأن ما أجهله أكثر مما أعلمه، وفوق كل ذي علم عليم فيارب زدني علما.
فأقول بياناً للمقصود، مستعيناً بالله الواحد المعبود:
خادم العلم وأهله أبو الوليد خالد بن فتحيِّ بن خالد بن حسين بن قاسم بن خليل بن خالد بن محمد بن حسين بن إبراهيم الآغا الغزّيُّ الأنصاري، ولدت فجر الاثنين الثانيَ عشر من ربيع الأول – وهو بحمد الله يوافق المشهور من مولد النبي صلى الله عليه وسلم – سنة (1386) في غزة هاشم من الأرض المباركة ردها الله وسائرَ بلاد المسلمين إلى المسلمين من أبوين كريمين يرجع نسبهما إلى أسرة كان جدها الأكبر يسكن حلب الشام، وكان وزيراً في الدولة العثمانية يدعى الآغا إبراهيم، والآغا لقب منحته إياه الدولة العلية ويعني (السيد أوالشريف)، كذا سمعته من نحو عشرين عاما من بعض كبارنا نقلاً عن كتاب (إتحاف الأعزة في تاريخ غزة) لعثمان الطباع رحمه الله، وذكر أن الكتاب مخطوط في بعض المكتبات التركية والله أعلم، ثم اطلعت في كتاب أعلام فلسطين لعادل مناع أن مخطوط الكتاب موجود عند ورثة المصنف في قطاع غزة، والله أعلم، وأما أصولنا فتعود إلى نجد والحجاز، ومنهم من كان يسكن المدينة المنورة وهؤلاء هاجروا إلى عاصمة الدولة العثمانية سنة 1070 من هجرة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، ولهذه القبيلة تاريخ حافل في الشام وفلسطين، وكثير من رجالاتها يشاركون في الحكم من زمن العثمانيين، وخاصة في غزة وخان يونس، كما ينتسب إليها جماعات من العلماء والصالحين، والله أعلم.
وكان جدي لوالدي رحمه الله وسَمِيِّي وكلانا سميُ سيف الله المسلول رضي الله عنه يدعوني منذ ولادتي (بالشيخ) كما سمعته من الوالد مراراً فكان هذا من حُسْن الفأل ويُمْنِ الطالع ولله الحمد والمنة.
وبعد احتلال أعداء الله اليهود لعنهم الله غزة وبقية بلاد فلسطين عام (1967 م) هاجر بنا الوالد أعزه الله الى أرض الحجاز وللمترجم من العمر دون العامين، فنشأت هناك حتى فرغت من جميع مراحل الدرس النظامي، وكان الوالد أحسن الله إليه شديد العناية بي من الصغر، أقرأني كتاب الله تعالى ولي من العمر نحوُ عشر سنين، وحفظت منه ما تيسر حتى فرغت من حفظه بعد ذلك في مدة يسيرة ولله الحمد، وكان مما نفعني الله تعالى به أن حبب إلي القراءة والمطالعة واقتناءَ الكتب منذ الصغر، وكان هذا من حسن تدبير الوالد أثابه الله، فطالعت من الكتب التي تناسب مراحل العمر نحو ألفي كتاب أو يزيد، وكثيرٌ منها في أخبار الصحابة والتابعين والسير والمغازي والفتوح، فأكسبني هذا ملكة حسنة في الإنشاء ولله الحمد، وكنت شديد الميل لعلوم اللغة والأدب والشعر، أرغبَ في علوم الشريعة مني في غيرها، حتى صنفت كتاباً ولي من العمر نحو ستة عشر عاما عنوانه (الترغيب والترهيب في الكتاب والسنة وأثرهما في تقييم النفوس) يكون في نحو مئة صفحة من القطع الصغير أثنى عليه كل من رآه والحمد الله على فضله، ورُمتُ في تلك المدة قرض الشعر فنظمت قصيدة طويلة لم يُبْقِ منها عارض النسيان غيرَ بيتين من مطلعها
علمتُ بأنَ دينَ الله باق به يُبْنى لنا المجدُ التليدُ
فعادت بالرضا أغوارُ نفسي رياضاً إذ علمتُ بما أريدُ
وقد ضمنتها ليلَ الألم وفجرَ الأمل حملني على كتابتها ما كان يترامى إلى سمعي من جراح أمتنا، وليتني وجدت يومها من يعجل بي إلى الخير الذي حُزْتُه فيما بعد لكنه أمر الله تعالى وكل شيء عنده بمقدار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورزقني الله تعالى بفضله منذ نعومة أظفاري حافظة حسنة فكنت لا أسمع درساً أو خطبة جمعة إلا وحفظتها حفظاً لا يكاد يفوت معه شيء وأذكر أنني سمعت مرة من المعلم درساً في شرح حديث (سبعة يظلهم الله بظله) في نحو عشر صفحات، ثم قرأت الشرح مكتوباً مرة أو مرتين، وبقي عالقاً بعد هذا بذاكرتي حتى ألقيته درساً بعد صلاة العشاء في بعض مساجد مكة المكرمة بعد نحو خمس سنين، وأذكر قبل هذا درساً ألقيته بعد صلاة الظهر في أحد المساجد في شرح حديث (يؤم الناس أقرأهم لكتاب الله) ولي من العمر يومها نحو عشر سنين أو يزيد قليلا.
وكان هذا مما صنع الله لي، فإنه كان خير محرض ودافع بعد فورة أيام الصبا على الاجتهاد في طلب العلم وتحصيله، والرحلة في لقاء المشيخة والأخذ عنهم واستجازتهم، فوجدت لعمر الله لذلك حلاوة لا يعرفها إلا من أسند الركب إلى الركب، ومشى في حرّ الهجير قصد الطلب وركب، ولزمت بعد الفراغ من الدراسة النظامية – وكنت قد التحقت بالجامعة في إحدى الكليات العلمية – حِلَقَ العلم نحوَ سنتين وكان أكثرها في حلق متقدمي الطلبة، فأفدت منها مبادئ العلوم خاصة من كتب العلامة ابن القيم وكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكتب العلامة الألباني رحمهم الله على ما جرت به عادة الطلاب في تلك البلاد، وهذا مع الانشغال بالأسفار للدعوة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإلقاء الدروس والمواعظ والخطب، ولله الحمد.
وفي أوائل العامين المذكورين وقع في يدي كتاب (الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان) للشيخ المجاهد أبي محمد عبدالله عزام رحمه الله، وكنت قد سمعت قبل هذا عن الجهاد الأفغاني عام (1400) فشدّني ما ذكره الشيخ في الكتاب، وكان ذلك أوائل عام (1405) ثم ثنيت بمطالعة كتابه (آيات الرحمن) فأعجبني الكتابان وآنقنني وراعني أن لازال في المسلمين من يحمل راية الجهاد في سبيل الله، وكنت أحسب أن لا وجود لهذا إلا فيما كنت أقرأه في كتب السير وأخبار الفتوح أيام الصبا، فعزمت على التوِّ على ترك الدراسة والرحيل مهاجراً إلى الله تعالى وللجهاد في سبيله، وشاء الله تعالى في هذه المدة أن أتعرف إلى فضيلة أخينا الكبير العلامة الشيخ شمس الدين السلفي الأفغاني، وهو من ولاية كونر في أفغانستان، حدثنا أن والده كان يعتني به في طلب العلم منذ الصغر، وكان يعلمه الخطبة على المنبر وله من العمر سبع سنين أو نحوها، وقد أطلعنا على بعض مصنفات له بالعربية وله من العمر دون العشرين، ومن تصانيفه المشهورة كتاب له في الرد على عقائد الماتريدية، وكتاب آخر في جهود علماء الأحناف في محاربة الشرك والبدعة، فكنا نقصده بالزيارة ومعنا بعض كبار إخواننا من الطلبة وعلى رأسهم الشيخ أبو دجانة محمد بن عثمان المصري رحمه الله، ونمكث عنده أياماً بين المدة والمدة في مكتبته العامرة بالمدينة المنورة، فأفدنا منه ومن مكتبته رحمه الله، ومما كان يقصه علينا من أخبار الجهاد والمجاهدين وأضرم فيّ نيران الشوق إلى الرحيل، وقدر الله عزوجل أن يتأخر الرحيل إلى أوائل عام (1407)، وكنت قبل سفري بأشهر يسيرة قد لقيت الشيخ أبا محمد عزام فحدثته بما عزمت عليه فأرشدني وإرشاده أمرٌ رحمه الله إلى الطريق الذي ينبغي أن أسلكه وساعدني في تيسير بعض أسبابه
وكان ما كان مما لستُ أذكره فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر
ولما وصلت إلى الثغور لم أكن أملك ولله الحمد إلا نفساً تواقةً إلى العلم وأهله والجمع بينه وبين الجهاد في سبيل الله تعالى، وكنت قد خلفت ورائي مكتبة صغيرة لم يبقَ منها بين يدي اليوم غير كتاب الروح لابن القيم رحمه الله، إلا أن الله تعالى أحسن إلي فرزقني عوضاً عنها مكتبة أخرى بعث بها إلي بعض الإخوان بعد شهرين من سفري هي نواة مكتبتي العامرة اليوم فلله الحمد والمنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان من أعظم ما يشغل بالي أن لا أنقطع عن الطلب، وسألت الله جل وعلا أن يجمع لي بين شرف العلم وشرف الجهاد في سبيله، وزادني حرصاً على متابعة الطلب أني لما قدمت إلى الثغور وجدتها مضطربة تموج موج البحر بالمناهج والجماعات والأفكار، والعلم فيها قليلٌ لا يكاد يذكر، إلا ما كان من الشيخ أبي محمد عبد الله عزام رحمه الله، فكنت مع هذه العواصف الهوجاء كالسنبلة تُميلها الريح تارة وتستقيم أخرى، بيد أني أقول تحدثاً بنعمة الله تعالى: لقد منّ الله سبحانه علي منذ النشأة الأولى في الطلب فتشبعت بمذهب السلف أهل الحديث رحمهم الله، وسلكت سبيلهم عقيدة وعلما وعملا، وما أعلم شيئاً بعد الشرك بالله تعالى أبغض إليّ من التقليد لأحد من الخلق كائناً من كان، فمن زعم شيئاً رددته عليه إلا بدليل من الكتاب والسنة، وحملني هذا على أن انتبذت من كل تلك المناهج مكاناً قصيا يمكنني من عرض أصولها ومفرداتها على محك النقد على قدر ما يفتح الله به علي ليظهر لي سانحُها من بارحِها، وليتميز عندي خطؤها من صوابها، وكثيراً ما كانت تعرض لي مسائل تشكل علي وتطرح على أنها من مسلمات الشرع التي لا تقبل نظراً ثانيا! فما كنت أقبل ذلك بل أجعلها قيد البحث والنظر حتى يفتح الله علي فيها ولو بعد سنين، فكان فضل الله علي عظيما إذ سلمني من الوقوع في سبل كل منها مَدْحَضةٌ مزِلّة، وهداني برحمته الى التي هي أقوم، وزادني نوراً على نور بما فتح لي من أبواب العلم والخير، وكنت كلما استننت في رياضه شوطاً أو شوطين ازددت معرفة وبصيرة، وتجلت أمام ناظريَّ الحقيقة واتضحت معالم الرؤية، فالحمدلله ثم الحمد الله.
وتوفي بعد وصولي أرض الهجرة بأشهر يسيرة العلامة المحدث الشيخ محمد عطاء الله حنيف الفوجياني السلفي صاحب التعليقات السلفية على سنن النسائي، وكان بعض الإخوان قد أخبرني بمرضه عند وصولي، فآلمني خبر وفاته وأن فاتني السماع والإفادة منه والله المستعان.
ثم هيأ الله تعالى لي بفضله جملة من الأسباب التي أعانتني على الجمع بين الشرفين، ولقيت العشرات من العلماء وطلاب العلم، فجالستهم وانتفعت بهم وتلمذت لعدد منهم، ومنهم من استجزته، وأنا أذكر منهم هنا من تيسر لي ذكره على وجه الاختصار، أما استيعاب تراجمهم ففي موضع آخر إن شاء الله.
فمنهم: أستاذنا وبركتنا وقدوتنا في العلم والعمل الشيخ العالم المجاهد أبو محمد عبدالله بن يوسف عزام رحمه الله، سمعت منه دروساً في أبواب الطهارة والصلاة على مذهب السادة الشافعية نحوَ شهر ونصف شهر في بعض الثغور أوائلَ الهجرة، وأفدت منه فوائدَ جمةً في مجالسَ متفرقةً بعد ذلك إلى مقتله رحمه الله، وما أفدنا منه في العمل خيرٌ مما أفدنا منه في العلم، فقد كان رحمه الله رأساً فيه، جمع الله له بين العلم والعمل وحسن الأخلاق، صواماً قواماً، كثير التلاوة والذكر، حافظاً لكتاب الله، سهل الخُلُق، سمحاً ليناً، بشوشاً في وجوه أصحابه، يظن كل من لقيه أنه أحب الناس إليه، يسيء الناس إليه وهو يحسن إليهم، قال لي مرة وقد بلغ أذى الناس به مبلغاً في دينه وأمانته وعرضه: (قد تصدقت بعرضي عليهم فليقولواٍ ما شاؤا، إنما يريدون أن يصدوني عن الجهاد في سبيل الله ولن أفعل)!، فلو حلفت بين الركن والمقام أنني ما وقعت عيني على مثله لما حنثت إن شاء الله تعالى، وليس هو بالكامل بل شأنه شأن البشر يؤخذ منه ويرد، وله هنات مغمورةٌ في بحر فضله مع ما ختم له من القتل مجاهداً مهاجراً رحمه الله وتقبله عنده شهيدا وجمعنا به في جنات عدن سبحانه.
ومنهم: شيخنا العلامة النظارُ اللغوي النحوي الأصولي الفقيه المفسر العلامة أبو المعالي نقيب أحمد الديري الرباطي السلفي المتوفى رحمه الله عن نحو خمسة وسبعين عاماً أو يزيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو من شيوخ العلامة شمس الدين الأفغاني رحمه الله، أفدنا منه نحو أربع سنين وبه تخرجنا، فكان لنا بين الشيوخ كالوالد وبقيتهم كالأعمام حاشا شيخنا أبا محمد عزام رحمه الله تعالى، وكان رحمه الله حاد الذهن، سريع البديهة، حاضر الجواب، صاحب دعابة وطرفة، مهيباً وقوراً، واسع الاطلاع، جيد الحفظ، كثير الاستحضار لشواهد الشعر، لا ينفق شيئاً من وقته في غير المطالعة والدرس، ويقول لنا: (لا أتصور حياتي من غير مطالعة وكتب، وما أعلم يوماً وضعت فيه الكتاب من يدي قبل منتصف الليل)، وله مكتبة تبلغ نحو عشرة آلاف مجلد لم يزل عاكفاً على الإفادة منها إلى وفاته رحمه الله، وكثيراً ما كان يتحفنا في الدرس بغرر النقول وفرائد الفوائد، وكان يتحسر على قضاء وقته في تدريس العجم من الطلاب ويقول: (لا ينتفعون بي كما ينبغي)، أوصانا غير مرة بتدريس ما نقرؤه عليه من الكتب، مع مطالعة كتب أخرى في الفن نفسه، فبذلك يتمكن الطالب من العلم وتتسع مداركه.
وهذا قيد بما قرأته عليه رحمه الله:
1 - علم أصول التفسير من إملاءه في مجالس عدة.
2 - تفسير الفاتحة وجزء من سورة البقرة في نحو شهرين، وله طريقة في التفسير كثيرة الفوائد لكنها مطولة جدا، حدثنا أنه ختم بها تفسير القرآن في مدة أربع سنين لخمس ساعات يومياً!
3 - الورقات في أصول الفقه بشرح شيخنا رحمه الله.
4 - (روضة الناظر وجنة المناظر) في أصول الفقه لابن قدامة رحمه الله، وأملى علينا فيها كثيراً من الفوائد رحمه الله.
5 - متن الدرر البهية في الفقه للشوكاني رحمه الله بشرح شيخنا.
6 - متن الرحبية وشرحها في علم الفرائض وضبطها قراءةً واعراباً على الشيخ.
7 - الرسالة الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
8 - الرسالة التدمرية له أيضاً وكلها في إثبات اعتقاد أهل السنة.
9 - ألفية ابن مالك بشرح ابن عقيل، وقرأت في المدة نفسها أو قريباً منها قطعة نحو النصف من كتاب (قطر الندى وبل الصدى) لابن هشام على بعض الأساتذة.
وكنت مدة القراءة على شيخنا ولله الحمد عاكفاً على مطالعة كتب رديفة لما نقرأه عليه من الفنون، وجعلت لبعض الفنون منها كناشةً أقيد فيها خلاصة مباحث الفن وأضيف إليها شوارد الفوائد المرة بعد الأخرى، كما صنعت في علمي الأصول ومصطلح الحديث، حتى اجتمع من الفوائد في كل منهما ما يجيئ في مجلد حافل ولله الحمد، فطالعت في مدة القراءة في الورقات والروضة أصولَ خلاف وزيدان ومذكرةَ الشنقيطي وشرحَ المحلي للورقات وإرشادَ الفحول للشوكاني مطالعة تامة، ولخصت جميع مباحثها أو أكثرها ولله الفضل وحده سبحانه.
وقد أجازني شيخنا رحمه الله دراسة وتدريسا وكتب لي إجازة بيده الكريمة جعلها الله تعالى في ميزان حسناته ورفع بها درجته إنه تعالى بر رؤوف رحيم.
وبعد أن وقعت المحنة بهذه الحرب الصليبية حاولت الرحلة إليه للاغتراف من معين فضله، وعقدت العزم على قراءة المحلى لابن حزم رحمه الله بتمامه عليه، بعد أن منّ الله تعالى بقراءة الكتاب وتقييد فوائده، لكن حال بيني وبينه عوارض الأيام وسهام المحنة حتى أتاه اليقين ورحل عن هذه الدنيا الدنية إلى سعة الله ورحمته، فرحمه الله ورضي عنه ولعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا.
ولما عزمت على الرحلة إليه رأيت فيما يرى النائم أنني أقف وإياه إلى جدار قصير في قرية من القرى، وفي يده صحفة من الحلوى، فوضعها بين يدي على الجدار، ثم قال لي: بقيت أربع سنين! وانصرف عني، فوقع في نفسي أنه الأجل، لكنني كنت أدافعه عن خاطري طمعاً في لقائه رحمه الله، وصدقت الرؤيا والله، ومات الشيخ رحمه الله لأربع سنوات مضين منها وأبقى في القلب لوعةً وحسرةً ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وحرّرتُ كتاباً بعثت به إليه وصله قبل وفاته بنحو عامين ضمنته نظم قصيدة أتشوق بها إليه، وأستفتيه في جملة من المسائل، وهو كتاب مطول أذكره في (الشموخ في فوائد وأسانيد الشيوخ) إن شاء الله تعالى، وهذه أبيات من مطلع القصيدة:
إلى المقدام ذي القِدْحِ المُعَلّى سميِّ البدر إنْ بدرٌ تجلّى
إلى شيخي الجليلِ أبي المعالي إلى من جاوزَ العلياء فضلا
سلام الله أبعثه إليكم وبالبركات بالدعوات تُتْلى
وبالأشواق تحدوها الأماني إلى لقياكمُ أهلاً وسهلا
تذكرني عهوداً خالياتٍ شربنا صَفْوَهُنّ الشهدَ نهْلا
(يُتْبَعُ)
(/)
نُرَوِّي من فضائلكم ظمانا فهلاّ عُدْنَ بعد اليوم هلاّ؟!
ومحلها بتمامها حيث ذكرت وبالله التوفيق.
ومنهم العلامة النحرير ابن كثير عصره شيخُ الحديث والتفسير، الشيخ أبو زكريا عبد السلام بن عبد الرؤوف الرستمي مصنفُ الموسوعة القرآنية المسماة ب (الفرائد الربانية والفوائد القرآنية) في أربع مجلدات كبار، وغيرها من المصنفات النافعة، قرأت عليه تفسير القرآن الكريم على الطريقة المتبعة عند علماء هذه البلاد التي وضع أصولَها وقواعدَها العلامة الإمام الشاه ولي الله الدهلوي رحمه الله، ثم أجازني بعد الفراغ منه إجازة مسندةً ولله الحمد، ثم قرأت عليه أطرافاً من الصحيح للإمام البخاري، ومن السنن للدارمي، ومن الموطأ لمالك رحمه الله، وغيره من كتب السنن، وأملى عليَّ إسنادَ صحيح البخاري إملاءً، وأجازني برواية كتب الحديث والسنة من طريق الإمام الدهلوي المذكور.
ومنهم العلامة المفسر الشيخ التقي الخفي الصالح إكرام الدين البدخشي السلفي له مصنف في التفسير بالعربية يبلغ نحو عشر مجلدات أو يزيد، وكتبٌ أخرى منها كتاب (الباحث عن حقيقة البدع والحوادث) بالعربية أيضا، قرأت عليه تفسير الفاتحة وسورة البقرة بتمامها ولله الحمد، وعلمَ الفرائض إملاءً من حفظه، ولشيخنا إجازة في التفسير من الشيخ محمد طاهر الفنْجفيري رحمه الله وهو بإسناده إلى الشيخ الدهلوي رحمه الله.
ومنهم الشيخ العالم الحافظ حميد الله البدخْشي السلفي رحمه الله، المتوفى في نحو سنة 1411 عن عمر يجاوز الثمانين عاما، وكان رحمه الله يستظهر صحيح البخاري حفظاً، كما أخبرنا بذلك عن نفسه، قرأنا عليه قطعة من نزهة النظر في شرح نخبة الفكر مع حاشية عليها لبعض علماء الهند وشافهنا بالإجازة بها مسندةً إلى الحافظ رحمه الله، وكانت النية معقودة على الشروع في قراءة صحيح البخاري عليه، إلا أن المنيّة حالت دون بلوغ الأمنية، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
فهذه الطبقة هم أول من تلقيت عنهم أوائل الهجرة ولله الحمد، ثم ارتحلت في نحو (1414) إلى بلاد السند وأخذت هناك عن:
العلامة الكبير خاتمة المحدثين في هذه البلاد، شيخ العرب والعجم، المحدث المسند المفسر الشهير، الذي طارت بذكره الأمصار، وضنت بمثله الأعصار، صاحب التصانيف الشهيرة الشيخ أبي محمد بديع شاه الراشدي السندي الظاهري رحمه الله، وكنت لقيته قبل ذلك عام 1407 وعقدت العزم من حينها على الرحلة إليه، لكن حالت دون ذلك عوارض هي للساعات والأيام قوارض، وأنا أسَوِّفُ في الرحلة إليه، وأقول: عساها أن تكون غداً أو بعد غد، حتى شاء الله أن تكون في السنة المذكورة، وهذا بيان لما قرأته عليه:
1 - نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر للحافظ بن حجر رحمه الله.
2 - الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
3 - قطعة في أصول التفسير تكون في نحوِ مئة صفحة، وهي مقدمة كتابه بديع التفاسير.
4 - أجوبته عن جملة من المسائل التي كنت قد سألته عنها تكون في نحو عشر صفحات أكثرها في التقليد وفروعه.
5 - صحيح البخاري قرأت عليه قطعة من أوله لعلها تكون إلى كتاب العلم.
6 - وقرأت عليه أطرافاً من بقية الكتب الستة، ومستدرك الحاكم رحمه الله، ثم استجزته فأجازني، ودفع إليّ ثبته المسمى بـ (منجد المستجيز برواية السنة والكتاب العزيز) كما دفع إليّ بعض تصانيفه المخطوطة رحمه الله ورضي الله عنه.
وعن العلامة الشيخ المحدث أبي القاسم محب الله الراشدي السندي السلفي الشقيق الأكبر للعلامة الشيخ أبي محمد السابق الذكر وأستاذه أيضاً، وهو فحل من فحول العلم في هذه البلاد حتى إن المشهور بين العلماء وطلاب العلم فيها أن العلمَ له والشهرةَ لأخيه، قرأت عليه أطرافاً من الكتب الستة، وأفدت منه في جملة من المسائل قيدت جوابه عليها، واستجزته فأجازني إجازة عامة شاملةً، وناولني ثبت الإجازة بيده ودفع إليّ بعض تصانيفه المخطوطة رحمه الله.
وهذان العلمان الشيخ أبو محمد والشيخ أبو القاسم رحمهما الله هما أجل من أروي عنهما من علماء هذه البلاد وأسانيدهما من أعلى الأسانيد، حدثني بعض تلامذة الشيخ أبي محمد قبل سنين عدة أن بين الشيخ وبين النبي صلى الله عليه وسلم نحو ستة عشر راوياً من بعض الطرق والله أعلم، ولشيخنا أبي محمد إسناد إلى البخاري مسلسل بالأئمة الحنابلة ذكره في المنجد رحم الله الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم كتبت في طلب الإجازة إلى جماعة من علماء الأمصار في نجد والحجاز وبلاد المغرب الأقصا فأجازني جماعة من علماء المغرب وصلني بعضها وفقد الآخر في الطريق، أما علماء نجد والحجاز فقد انقطع الخبر بانقطاع الصلة بالرسول والله أعلم، فممن أجازني من علماء المغرب:
الشيخ العالم العدل الناسك المقرئ المشارك محمد الطيب بن محمد المهدي بن محمد بن عبد الكبير الكتاني الإدريسي الحسني، كذا نقلته بحروفه عن غلاف الإجازة الحديثية التي بعث بها إليّ، وهي محرَّرَةٌ بخط مغربي، أولها بسم الله الرحمن الرحيم، الهادي إلى الصراط المستقيم، الحمد الله الذي أنار قلوب العارفين بنور اليقين، وأشرق صدور الواصلين بالإخلاص لرب العالمين ... الخ، ومعها كتاب من الشيخ محررٌ يوم الجمعة ثالث شوال الأبرك من عام 1421، وفي الكتاب قول الشيخ أعزه الله: وأريد قبل الختام أن ألفت نظر أبي الوليد حفظه الله إلى ضرورة العناية بحفظ كتاب الله عزوجل رواية ودراية، سماعاً ومشافهةً، إلى جانب تفسيره إنسلاكاً في روحانية قول الله عز وجل: " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" على أن يكون ذلك دَأَبَهُ ودَأَبَ كل من يضمه مجلسه العلمي، وكل من هو مسؤول عنه من قريب أو بعيد، وبخاصة منهم فلذة كبده السيد الوليد بن خالد حفظه الله وأنبته نباتاً حسناً وجعله على الأثر الصالح الحميد من المشمولين ببركات قول الله تعالى " وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ".
وكنت قد بعثت إلى الشيخ بكتاب أستجيزه فيه لنفسي ولإبني الوليد فأجازنا ولله الحمد، ويروي شيخنا صحيحي البخاري ومسلم بالإجازة العامة عام 1351 عن شيخ دار الحديث النبوية الأشرفية الحافظ محمد بدر الدين بن يوسف الحسني السبتاني، ويرويهما أيضاً باٍلإجازة العامة عن الإستاذ المحدث قاضي المدينة المنورة الشيخ محمد زكي البرزنجي عام 1350. ولي جواب على جواب الشيخ نظماً ونثراً أذكره في (الشموخ) إن شاء الله.
وكتب إليّ بالإجازة أيضا الشيخ الشريف أبو محمد الحسن بن علي الكتاني نفع الله به، حرر لي الإجازة بخطه وذكر فيها إسناد الحديث المسلسل بالأولية، وهوحديث (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) فمن طريقه أرويه ولله الحمد، كما أروي من طريقه الأربعين العجلونية، وبعث إليّ مع الإجازة بكتاب من تصنيفه وهو (استلهام رحمة الباري بترجمة الشيخ عبدالله الغماري) والشيخ أثابه الله أكبر مني قدرا وأنا أسن منه كان الله لنا وله.
ثم أخذت عن طبقة أخرى من العلماء:
فمنهم: الشيخ أبو عبد الرحمن عبد السلام بن محمد وهو من علماء أهل الحديث ومن أكابر تلامذة العلامة الشيخ محمد يوسف الكوندلوي رحمه الله، قرأت عليه في صحيح البخاري بتجزئة ثلاثة عشر جزءً، المجلس الأول منها من بداية الصحيح إلى كتاب مواقيت الصلاة من بعد صلاة الفجر إلى وقت الظهر، وسمع المجلس بتمامه ولدي نفع الله به، ثم قرأت عليه في مجالس متفرقة إلى باب ما يكره من الخداع في البيع من كتاب البيوع وهذا القدر نحو ثلث الصحيح ولله الحمد.
ومنهم الشيخ المحدث المحقق أبو عبد الرحمن عبد المنان بن عبد الحق بن عبد الوارث النورَفُوْرِيُّ، جالسته مرات عديدة، وبحثت عليه في مسائل متفرقات، وقرأت عليه نظم ترجمتين من تصنيفه لاثنين من شيوخه، هما: الشيخ الأمير أبو عبد الله الحافظ محمد بن فضل الدين بن بهاء الكوندلوي، والشيخ العلامة المحدث السيد عطاء الله حنيف صاحب التعليقات السلفية، ثم طلبت من الشيخ الإجازة لي ولولدي فأجازنا بالرواية عنه فيما تجوز له روايته ولله الحمد.
ومنهم الشيخ أبو النصر ثناء الله المدني له شرح على الترمذي باللغة العربية وغيره من الكتب، سمعت من لفظه آخر حديث من البخاري وسمع من لفظي أول حديث منه، ثم أجازني بالرواية عنه ودفع إليّ ثبته كما أجازني بمصنفاته ولله الحمد.
ولي بحمد الله تعالى روايةٌ عن غير منٍ ذكرت من العلماء أستوعبهم مع تراجمهم وأسانيدهم وذكر ما تيسر من مكاتباتهم وفوائدهم في غير هذا الموضع إن شاء الله تعالى.
ولازلت بنعمة من الله وفضل إلى يومي هذا أقصد من أستطيع الرحلة إليه من العلماء والمشايخ على اختلاف طبقاتهم للاستفادة والاستجازة تأسياً بمن مضى من سلفنا رحمهم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد فتح الله علي في مختلف مراحل الطلب، وانتهجت لنفسي خطة في التحصيل هي من توفيق الله تعالى أولاً، ومن إرشاد بعض مشايخنا ثانياً، ومما أفدته من مطالعة تراجم العلماء ثالثا أذكرها هنا عسى الله أن ينفع بها من شاء من عباده:
فمن ذلك تقديم حفظ الحديث بعد كتاب الله تعالى، فحفظت أحاديث متن عمدة الأحكام للجمّاعيلي، ونحوَ الثلثين من اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، وقطعة من بلوغ المرام، ويسر الله لي حفظ ألفاظ الحديث النبوي، وكثيراً ما أحفظ راويَ الحديث ومن أخرجه بل قلّ حديث قرأته وغاب عن حافظتي ولله الحمد، وقدمت العناية بضبط ألفاظ الحديث النبوي وأسماء الرجال على الشيوخ ومن كتب الفن حتى فقت في ذلك كثيراً ممن لقيت من المشايخ وفيهم بعض من أخذت عنه، ولست أدعي طول الباع فيه فإنه بحرٌ خِضَمٌّ ما جاوزت ساحله، وأسأل الله المزيد من فضله، وإنما نفعني الله تعالى بما كنت سمعته قديماً من العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بإدمان النظر في كتاب تقريب التهذيب للحافظ رحمه الله، ثم من شيخنا العلامة أبي محمد السندي عليه رحمة الله، الذي كان أوصاني بالمقابلة بين كلام الحافظ في التهذيب أولاً ثم في تقريب التهذيب لأتعلم من ذلك طريقة الحكم على الرواة، ثم انتفعت كذلك باستخلاص الفوائد الحديثية والإسنادية وتقييدها وجمعها في كناشات أو بطاقات أو تقييدها على هوامش الكتب فاجتمع لي منها آلاف من الفوائد ولله الحمد خاصة من فتح الباري وشرح الصحيح لمسلم والمحلى لابن حزم وتاريخ دمشق لابن عساكر وتاريخ حلب لابن العديم وشروح السنن كبذل المجهود وعون المعبود، والأول أحسن من الثاني في هذا الباب، وكتب مصطلح الحديث والطبقات والتراجم، ومن كتب المتأخرين ككتب العلامة الشوكاني و عبد الحي اللكنوي وأبي الطيب البخاري والعلامة الألباني رحمهم الله وغير ذلك من الكتب، فتحصل لي بذلك كثيرمن الفوائد من غير مظانها ولله الحمد، ولو فسح الله لي في الأجل ويسر لي جمع هذه الفوائد وترتيبَها وتبويبَها جاءت في نحو مجلدين وبالله وحده نستعين.
وقدمت قراءةَ كتب الأحاديث ومطالعةَ شروحها، المسندةِ منها كالصحيحين، والمسند، والسنن الأربعة، وشرح السنن للبغوي، والمنتقى لابن الجارود وغيرها، والجامعة لمتون الأحاديث كالمنتقى، والمشكاة، ورياض الصالحين، وصحيح الجامع للألباني، وجامع المسانيد والسنن في أربعين مجلداً للحافظ ابن كثير رحمه الله، قرأت منه نحو الربع ثم حال بيني وبينه الحل والترحال، وكُتبِ الأحاديث المشتهرةِ ككشف الخفاء للعجلوني، والمقاصد الحسنة للسخاوي، وكتب الضعيف والموضوع كالموضوعات الكبرى للقاري، وغيرها، وعشرات من الأجزاء الحديثية مع تقييد ما عنَّ من الفوائد، وسنحَ من الفرائد في ذلك كله ولله الحمد.
وحفظت كثيراً من أخبار الرواة ووفياتهم، وأعانني على ذلك أنني كنت ألتقط الفائدة وأصوغُها نظماً وأحفظها، فاجتمع عندي عشراتٌ من القطع المنظومة تحوي كثيراً من الفوائد في مختلف الأبواب.
فمن ذلك نظم في اختلاف العلماء في اسم أبي بكر بن عَياش، وهذا هو:
اختلفوا في إسم أبي بكر أعني ابنَ عَيّاش إمامَ البِرّ
فشعبةٌ يُرْوَى عن الزبيري وهو اختيار لابن عبد البر
رجحه كذاك أبو زُرعه لما روى الأشج وما رفعه
محمدٌ وسالمٌ ومسلمُ حمادُ وخداشُ لا يُسَلَّمُ
حبيبُ عبدالله ومُطَرِّفُ ورُؤْبةٌ ذا كله يضعف
وقال بعضٌ اسمهُ كنيته والحافظ ابن حجر يُثْبِتُهُ
وكنظم تواريخ وفاة بعض الرواة والعلماء مرموزاً لها بحروف أبي جاد في رأس الكلم، ومثاله
1 - هنّاد بن السَرِيّ الدارمي:
فتى السَرِيِّ الدارميْ هنّادُ محدث روَوْا له جواد
ر= 200 + م=40+ج = 3 = (ت:243).
2 - محمد بن جرير الطبري:
محمدٌ فتى جرير الطبري يروق شأن علمه المُعتبرِ
ي = 10 + ش = 300 = (ت: 310)
3 - شيخ الإسلام ابن تيمية:
ثم فتى تيمية الحرّاني حبرٌ كريمٌ ذلَلَ المعاني
ح = 8 + ك =20 + ذ = 700 = (ت: 728)
4 - الإمام النووي:
ثم الإمام الشرف النواوي عدلٌ وفى خيِّرَهُم يُساوي
ع = 70 + و = 6 + خ = 600 = (ت: 676)
5 - الإمام الذهبي:
محمد فتى عثمان الذهبي ذا حبر مِِيزَ بميزان الذهبِ
ذ= 700 + ح = 8 + م = 40 = (ت: 748).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك تقديم العناية بعلوم الآلة وحفظُ ما تيسر من متون في النحو ومصطلح الحديث ووفيات العلماء والفرائض، وأَوْليْتُ علوم اللغة وعلم أصول الفقه عنايةً خاصةً ولله الحمد، وطالعت في كل منهما من مختصرات الفن ومطولاته عشرات من الكتب واقتنصت مئات من نفائس دررها ونواصع غررها ولله الحمد، وقد نصحنا بعض مشايخنا رحمهم الله أن نجعل لكل فن من هذه الفنون كتاباً أو كتابين يكونان عمدةً في الفن يعكف الطالب على تفهم مسائله ويكرر مطالعته، ثم يضيف إليه ما يحصله من الفوائد من غيره من الكتب، فانتخبت للنحو: الآجرُّومية، وقطرَ الندى، وألفيةَ ابن مالك بشرح ابن عقيل، وفي علوم اللغة: فقهَ اللغة للثعالبي، وأدبَ الكاتب لابن قتيبة، وفي أصول الفقه الورقات للجويني، وروضةَ الناظر، وأكاد أستظهرهما حفظاً ولله الحمد. وقد جعلت لهذا الفن كناشاً خاصاً التقطت فيه فوائده من عشرات من الكتب وجعلته كالشرح لورقات الجويني فالحمدلله الذي تتم بنعمته الصالحات.
ومن ذلك تقديم العناية بفقه الحديث على فقه المذاهب، فطالعت شروح المتون الحديثية المختصرة: كعمدة الأحكام، وبلوغ المرام والمنتقى، ثم شروح الكتب الستة مقدماً في ذلك صحيح البخاري وسنن أبي داود رحمه الله، واعلم أن شيخنا أبا محمد السندي عليه رحمة الله تعالى كان قد دلني على فائدة مهمة في الطلب، وهي أن الصواب في قراءة الكتب الستة جعلُ صحيح البخاري آخرَها، قال رحمه الله: لأن البخاري إنما صنف صحيحه للأئمة المجتهدين لا للطلبة المبتدئين، ولذا أكثر فيه من النكات الفقهية حتى قيل: فقه البخاري في تراجمه رحمه الله، والصواب أن يبدأ الطالب بسنن أبي داود أولاً، لأنه اقتصر على أحاديث الأحكام ولم يكثر فيه من ذكر الخلافات المذهبية كما صنع الترمذي رحم الله الجميع.
ثم رأيت النهج المتبع عند علماء هذه البلاد البَدء بسنن أبي داود ثم الترمذي ثم النسائي ثم ابن ماجة إن أمكن وإلا فمسلم ثم البخاري، ومن شيوخنا من يقدم النسائي على الترمذي لتقدم النسائي في الصنعة الحديثية وتساهل الترمذي وإكثاره من ذكر الخلاف، ومنهم من يضم إلى النسائي أو بعده موطأ مالك ولكل وجهة هو موليها.
وثنيت بفقه المذاهب الأربعة مقدماً العناية بمذهب أحمد رحمه الله لتأثري به منذ النشأة الأولى، ثم بفقه المالكية والحنفية لأسباب أذكرها إن شاء الله في غير هذا الموضع وبالله التوفيق.
ومَنّ الله تعالى علي بصنعة التدريس فدرّست جميع ما قرأته على المشايخ أيام الطلب مراراً وغيرَه من الكتب، ودرّست أصول التفسير بتلخيص مباحث البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي والتحبير له أيضا، وكنت أطالع وقت تدريسه نحو أربعين تفسيراً ولله الحمد مضافاً الى ما أفدناه من مشايخنا رحمهم الله، ثم شرعت في تفسير الفاتحة إلى نهاية قوله تعالى " إياك نعبد وإياك نستعين "، ولو جمع ذلك كان في نحو مجلد إن شاء الله.
ثم لما منّ الله تعالى علي بالهجرة الميمونة من نحو سبعة أعوام عقدت في ثغر كابل ردها الله إلى المسلمين مجالس حديثيةً في سنن أبي داود مع إملاء كثير من الفوائد على الطلاب، فتمّ تمامه بحمد الله تعالى في نحو خمسين مجلساً، مع إثبات السماعات لكل مجلس ولمن حضر من الطلاب، ثم في سنن الترمذي فتمّ بحمد الله في نحو خمسة وخمسين مجلساً، سوى أحاديث يسيرة تستغرق مجلساً واحداً حال دون تمامه هذه الحرب الصليبية فلعنة الله على الظالمين، وقد حضر جميع مجالس الكتابين ولدي نفع الله به، وأضفت إلى هذا كله إسماع الطلاب كثيراً من الأجزاء الحديثية، ودروساً في النحو والمصطلح وأصول الفقه، واستمر الحال على ذلك عاماً كاملاً أو يزيد، وأعقد في الغالب مجالس الدرس والإملاء من بعد صلاة الفجر إلى قرب الظهر وربما استمر الدرس إلى ما بعد الظهر وأحياناً إلى المغرب، وفي رمضان من بعد التراويح إلى صلاة الفجر، والحمد لله كثيراً كثيرا.
وقد اختار الله تعالى كثيراً من التلامذة المذكورين وقتلوا أوائل هذه الحملة الصليبية دفاعاً عن الدين وصيانةً للحرمات، رحمهم الله وتقبلهم من الشهداء وجمع لنا ولهم بين شرفي العلم والجهاد في سبيله إنه تعالى جواد كريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما فتح الله به عليّ بعد أن اشتد عود العلم واستوى على سوقه ورزقني الله تعالى ما أميز به بين الحق والباطل والصواب والخطأ أن سلكت مسلك كثير من متقدمي العلماء في الطلب، وهو أنني لا أدع علماً إلا وولجت بابه حاشا علماً دلّ الشرع على حرمة النظر فيه كالسحر والتنجيم ونحو ذلك، وما سوى ذلك فالقاعدة فيه ما ذكره الشوكاني في أدب الطلب وهو من نفائس كتبه أن العلم بالشيء أولى من الجهل به، ومتى كان الطالب عالماً بالفن كان حاكماً عليه، فإن جهله كان محكوماً عليه وشتان بينهما، ولكن ينبغي أن لا يقدم الطالب على ذلك حتى يتشبع بمعرفة مذاهب أهل السنة والجماعة رحمهم الله وما كان عليه سلف الأمة عقيدة وعبادة وفقهاً وسلوكاً حذراً من الوقوع في مسالك البدع ومداحض الأهواء.
وقد نفعني الله تعالى بذلك نفعاً عظيما وله وحده الفضل والمنة، فطالعت كل كتاب وقع تحت يدي في كل فن من الفنون مطالعةً تامةً ولله الحمد وقيدت فوائده حتى اجتمعت لدي آلاف من الفوائد وكثيرٌ منها من غير مظانها والفضل لله وحده.
ولما وقعت المحنة بهذه الحملة الصليبية كانت منحة من الله تعالى وإن رغمت أنوف أعداء الدين، فعكفت في هذه السنين على المطالعة وجمع الفوائد وتقييدها وفهرستها ولم يكن لي شغلٌ سوى ذلك، فطالعت مما وقعت عليه يدي من كتب العلوم والفنون مئات من المجلدات بل لعلها تبلغ الألف إن شاء الله تعالى مطالعةً تامةً حرفاً حرفاً، مع تقييد النكات ونفائس الفوائد وضم النظير إلى نظيره، وغالب وقتي ولله الحمد معمور بذلك إلا فيما لابدّ منه من ضرورات الحياة، وكثيراً ما أطالع المجلدة بتمامها من بعد صلاة الفجر إلى منتصف الليل، فالحمد لله الذي وفقني لهذا من غير حول مني ولا قوة، وأسأله تعالى المزيد من فضله والله ذو الفضل العظيم.
ومما أنعم الله تعالى به علي أن ألهمني منذ بداية الطلب تقييد فوائد لجملة من التصانيف هي من أعمال العمر، فاجتمع بفضل الله تعالى من مادتها عرائس النفائس، إن فسح الله تعالى في الأجل حبرتها لأهل الإسلام تحبيراً، والله ينفعني بها ومن شاء من عباده وييسر لي إتمامها، ويجعلها مباركاً فيها مباركاً عليها إنه تعالى رؤوف رحيم.
وهذه إشارة إلى أهمها:
1 - ترتيب مسند أحمد رحمه الله على أبواب صحيح البخاري مع حذف التكرار ودراسة الأسانيد وشرح متوسط عليه يتناول مسائل النوازل تناولاً أولياً. وقد فتح الله عليّ به من وصية الإمام الذهبي بالمسند رحمه الله.
2 - كتاب في دلالة الكتاب والسنة على القواعد الأصولية، عرضت فكرته على شيخنا أبي محمد السندي رحمه الله فاستحسنها جدا، وعلى شيخنا أبي المعالي فحثني عليه واستطاله، وبالله وحده أستعين.
3 - دلالة الكتاب والسنة على القواعد الحديثية.
4 - نظم في وفيات رجال البخاري ومسلم رحمهم الله.
5 - كتاب قواعد تعبير الرؤيا من الكتاب والسنة على منهج السلف رضي الله عنهم، وغير ذلك وبالله التوفيق.
أما ما هو قيد التصنيف وأسأل الله أن يتم قريبا فهو:
أولا: نوازل الجهاد: أسئلة وأجوبة يبلغ الموجود منها مجلداً إن شاء الله.
ثانياً: رسائل الثغور: ويشمل مواضيع شتى.
ثالثاً: شرح علمي وعملي لحديث: الحرب خدعة.
رابعاً: جزءٌ في حديث: للشهيد عند الله سبع خصال.
خامساً: كتاب العلم والجهاد.
سادساً: شرح على منظومتي: يمانيُّ اليلب في أحكام الغنائم والفيء والسلب.
سابعاً: كتاب اغتيال الجهاد: وهو كتاب لا يستغني عنه مجاهد إن شاء الله.
ثامناً: أرائك الحكمة.
تاسعاً: درة المغازي وتاج كل فارس وغازي: نظم في مغازي النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه يتضمن تاريخ الغزوة والسرية وغير ذلك من الفوائد.
عاشراً: نظم القواعد الفقهية: يتضمن قواعد مجلة الأحكام وغيرها من القواعد.
الحادي عشر: سمر المجاهد: سلسلة أقيد منها الآن رسالة في قهوة البن تاريخها وحكمها وما صنف فيها وما قيل فيها من الأشعار المستحسنة والطرائف المستملحة.
الثاني عشر: كتاب الرمي قديمه وحديثه وبيان أحكامه.
الثالث عشر: الحسنى وزيادة في تراجم من جمع بين شرف العلم وشرف الجهاد والشهادة.
الرابع عشر: الحوليات الأنصارية: على طريقة الفوائد لابن القيم وصيد الخاطر لابن الجوزي.
وغير هذا مما لا يتسع المقام لذكره، وغالبه يحتاج إلى مزيد وقت وسعة في الحال وراحة في البال، والله أسأل أن يذلل لي الصعاب، وأن يجعل جميع ذلك لي لا علي وسبباً لدخولي الجنة من الثمانية الأبواب، إنه تعالى سميع قريب.
وبعد، فأقول تحدثاً بنعمة الله تعالى: إنني والله الذي لا إله إلا هو ما أعلم في هذه الدنيا أحلى ولا أفضل من مجلسين، مجلس علم أقعد فيه بين يدي عالم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أطارحه مسائل العلم، وأقيد ما يفتح الله عليه به من الفوائد، ومجلس في ثغر من الثغور في نحر العدو يجمع نُزَّاعاً من القبائل يجتمعون على محبة الله ويفترقون على طاعته.
والحمد لله الذي أكرمني بذلك وأسأله تعالى ألا يحرمني منهما ما حييت، وأن يزيدني علماً ويوفقني إلى كل عمل صالح يرضيه.
والمرجو ممن اطلع عليه من الإخوان، أن ينظر إليه بعين الإحسان، وأن يغض الطرف عما فيه من شين وعيب، فإنما الإنسان قرين النقصان ولا ريب، والله يعلم أنني في نفسي أقل ممن أذكر، وما أجهله أزيد مما أعلمه وأكثر، ولولا ما أسلفت ذكره، واستباحة الكثيرين حرمةَ سكان الثغور من المجاهدين ورميُهم بالجهل لما اقتحمت هذا الباب ولا حمت حوله ولو بالفكرة، والله يغفر لي خطأي وعمدي، وتقصيري وجهلي، وكل ذلك عندي، وأسأله تعالى أن يجعل حياتنا سعادة، وموتنا شهادة وآخرتنا الحسنى وزيادة.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب من بعض الثغور
خادم العلم وأهله
أبو الوليد الأنصاري/ كان الله له
في أوائل سنة 1428(/)
ترجمة الشيخ خالد بن فتحي الآغا الأنصاري (أبو الوليد الأنصاري)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 04:48]ـ
ترجمة خادم العلم وأهله أبي الوليد الأنصاري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، القائل سبحانه وتعالى وفوق كل ذي علم عليم في محكم قرآنه، بعث إلينا رسولاً نبياً أمياً أميناً وأيده بالآيات الباهرة، والحجج القاهرة، فأسبغ به صلوات الله وسلامه عليه على البشرية كلها نعمه باطنة وظاهرة، وأمره أن يصدع بما يؤمر فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، وأوضح الحجة وبين المحجة، وما انتقل إلى ربه سبحانه حتى أكمل الله به الدين وأتم به النعمة فمن زعم أنه قد كتم شيئاً فقد كذب، فلا نجاة لعبد حتى يكون تبعاً لهديه مرادُه وهواه، ويا فوز من طلب باتباعه رضى الله تعالى وإنما الهدى هدى الله، رزقنا الله تعالى ذلك برحمته، وحشرنا تحت لوائه وفي حزبه وزمرته، وجمعنا به وبصحبه رضي الله عنهم أجمعين في فردوس جنته.
أما بعد:
فقد ألحّ عليّ كثيرٌ من الإخوان، من بعد ما ألحّت حوادث الزمان، في كتابة ترجمة لرهين كسبه وأسير ذنبه كاتب هذه السطور، أذكر فيها السيرة والطلب، عسى الله أن ينفع بها من شاء من عباده، وأن يكتب لي بها أجرا، ويجعلها لي ذخرا، إنه على كل شيء قدير.
ولولا أننا صرنا إلى زمان قل فيه رأسٌ إلا وهو ينطف تعالماً وجهلا، مع ما امتحنت به الأمة من تتابع الفتن تتابع القطر، وكان آخرَها المحنةُ بهذه الحرب الصليبية الهوجاء التي كشف بها الأعداء لأهل الإسلام عن ساق العداوة، وأطلت بسببها أفاعي النفاق من أبناء جلدتنا من جحورها، وتَبَدّى الأدعياء في ثياب جنان العلم وتَحلَّوا بحلي حورها، يُلَبّسون على عباد الله أمر دينهم، ويصدونهم عما افترضه الله تعالى عليهم بذريعة التخوف على مصالحهم، فالأمة تذبح اليوم بفتاويهم، وتهان كرامتها بجرأتهم، فلو خُلِّيَ بينهم وبينها لقتلوا فيها الحمية الدينية والغيرة الإيمانية، ولجرّعوها كؤوس المذلة والحرمان، فكان الحَجرُ على أمثالهم صيانةً للعقول والأديان، أولى من الحجر على السفهاء والمرضى صيانة للأموال والأبدان.
ومما ضاعف البلاء وعظّم الابتلاء أن سُخّرت لهؤلاء الزّمنَى كل آلة ووسيلة، وأُعملت في ترويج أباطيلهم كلُّ مكيدة وحيلة، أما دعاة الحق - وهم كثيرٌ ولله الحمد في كل بلد ومصر- فبين خائف يترقب، ومقموع مقهور، وثالث يحولون بينه وبين إيصال الحق إلى الخلق، والناس إلا من رحم الله رِعاعٌ تنطلي عليهم الحِيَل، ويظنون أن من كثر ظهوره على المنابر، وسودت بما يكتب وجوهُ الصحائف والدفاتر، فهو العالم النحرير الذي لا يشق له غبار، وإن كان في طي ما يتفوه به العار والنار، فإلى الله وحده المشتكى من غربة على غربة، فمن كان نائحاً فلينُح على الدين وأهله، ولئن طالت بأمة الإسلام حياة وكتب الله لها أن تتذوق حلاوة النصر والظفر، وتتقمص قُمصان العزة والكرامة لتَبكينّ غربتنا هذه بالدماء لا بالدموع، ولتستعيذن بالله أن يكون لها إلى مثل حالنا هذه نُكُوصٌ أو رجوع.
ومَن ركبَ الثورَ بعدَ الجوا دِ أنكرَ أظلافهُ والغبب
فلما أجلْتُ قداحَ النظر فيما صرنا إليه، رأيت لزاماً على كل غيور على حرمة الدين ألا يدع في حوزته سهماً يقدر برميه على نصرة الدين إلا رمى به وإلا عادت السهام وبالاً عليه.
وكان من المقرر في الشرع المطهر أن التواضع وخفض الجناح إنما هو لعباد الله المؤمنين، وأما أعداء الدين وحلفاؤهم من المثبطين المخذلين المرجفين ومن يعمل على شاكلتهم من المتعالمين المبطلين فإن المرء والله نِعِمَّا يقول على رؤوس الملأ منهم (ها أنا ذا) ذباً عن الشرع الحنيف، ورعايةً لحرمته، وإعلاءً لكلمته، ورفعاً لرايته، وقمعاً لعدو الدين، ودحراً للمعاندين، وتكبيتاً للمخالفين، والمعوَّلُ عليه في كل هذا قولُ النبي صلى الله عليه وسلم (إن أتقاكم لله وأعلمكم بالله أنا)، وقولُه عليه الصلاة والسلام (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأعوذ بالله تعالى من دعوى فَجّةٍ يكون علي وزرها، وإنني إذ أسطر ههنا ما أسطر وأرجو به أن يكون قرة لعيون أهل الغربة في الدين، وذرَّ رماد في عيون الخالفين، لأقرُّ إقرار معترف بذنبه بقصور الباع وقلة البضاعة، على أنني أسأل الله تعالى أن يجعل ما فتح عليّ به سبحانه مباركاً كالماء الطهور لا يضره شيئ على حد الوارد في حديث بئر بُضَاعة، ولئن جرت ألسنة بعض الإخوان عفا الله عنهم بما لست له أهلا فإنما هو لحسن ظنهم بي، وأدعوه سبحانه أن يبلغني ما يرجونه فيّ، وأن يجعلني خيرا مما يظنون، وأن يغفرلي ما لا يعلمون، وأن يفتح لي من العلم كنوزاً وكنوزا، فلست أنازع بحمد الله تعالى بأن ما أجهله أكثر مما أعلمه، وفوق كل ذي علم عليم فيارب زدني علما.
فأقول بياناً للمقصود، مستعيناً بالله الواحد المعبود:
خادم العلم وأهله أبو الوليد خالد بن فتحيِّ بن خالد بن حسين بن قاسم بن خليل بن خالد بن محمد بن حسين بن إبراهيم الآغا الغزّيُّ الأنصاري، ولدت فجر الاثنين الثانيَ عشر من ربيع الأول – وهو بحمد الله يوافق المشهور من مولد النبي صلى الله عليه وسلم – سنة (1386) في غزة هاشم من الأرض المباركة ردها الله وسائرَ بلاد المسلمين إلى المسلمين من أبوين كريمين يرجع نسبهما إلى أسرة كان جدها الأكبر يسكن حلب الشام، وكان وزيراً في الدولة العثمانية يدعى الآغا إبراهيم، والآغا لقب منحته إياه الدولة العلية ويعني (السيد أوالشريف)، كذا سمعته من نحو عشرين عاما من بعض كبارنا نقلاً عن كتاب (إتحاف الأعزة في تاريخ غزة) لعثمان الطباع رحمه الله، وذكر أن الكتاب مخطوط في بعض المكتبات التركية والله أعلم، ثم اطلعت في كتاب أعلام فلسطين لعادل مناع أن مخطوط الكتاب موجود عند ورثة المصنف في قطاع غزة، والله أعلم، وأما أصولنا فتعود إلى نجد والحجاز، ومنهم من كان يسكن المدينة المنورة وهؤلاء هاجروا إلى عاصمة الدولة العثمانية سنة 1070 من هجرة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، ولهذه القبيلة تاريخ حافل في الشام وفلسطين، وكثير من رجالاتها يشاركون في الحكم من زمن العثمانيين، وخاصة في غزة وخان يونس، كما ينتسب إليها جماعات من العلماء والصالحين، والله أعلم.
وكان جدي لوالدي رحمه الله وسَمِيِّي وكلانا سميُ سيف الله المسلول رضي الله عنه يدعوني منذ ولادتي (بالشيخ) كما سمعته من الوالد مراراً فكان هذا من حُسْن الفأل ويُمْنِ الطالع ولله الحمد والمنة.
وبعد احتلال أعداء الله اليهود لعنهم الله غزة وبقية بلاد فلسطين عام (1967 م) هاجر بنا الوالد أعزه الله الى أرض الحجاز وللمترجم من العمر دون العامين، فنشأت هناك حتى فرغت من جميع مراحل الدرس النظامي، وكان الوالد أحسن الله إليه شديد العناية بي من الصغر، أقرأني كتاب الله تعالى ولي من العمر نحوُ عشر سنين، وحفظت منه ما تيسر حتى فرغت من حفظه بعد ذلك في مدة يسيرة ولله الحمد، وكان مما نفعني الله تعالى به أن حبب إلي القراءة والمطالعة واقتناءَ الكتب منذ الصغر، وكان هذا من حسن تدبير الوالد أثابه الله، فطالعت من الكتب التي تناسب مراحل العمر نحو ألفي كتاب أو يزيد، وكثيرٌ منها في أخبار الصحابة والتابعين والسير والمغازي والفتوح، فأكسبني هذا ملكة حسنة في الإنشاء ولله الحمد، وكنت شديد الميل لعلوم اللغة والأدب والشعر، أرغبَ في علوم الشريعة مني في غيرها، حتى صنفت كتاباً ولي من العمر نحو ستة عشر عاما عنوانه (الترغيب والترهيب في الكتاب والسنة وأثرهما في تقييم النفوس) يكون في نحو مئة صفحة من القطع الصغير أثنى عليه كل من رآه والحمد الله على فضله، ورُمتُ في تلك المدة قرض الشعر فنظمت قصيدة طويلة لم يُبْقِ منها عارض النسيان غيرَ بيتين من مطلعها
علمتُ بأنَ دينَ الله باق به يُبْنى لنا المجدُ التليدُ
فعادت بالرضا أغوارُ نفسي رياضاً إذ علمتُ بما أريدُ
وقد ضمنتها ليلَ الألم وفجرَ الأمل حملني على كتابتها ما كان يترامى إلى سمعي من جراح أمتنا، وليتني وجدت يومها من يعجل بي إلى الخير الذي حُزْتُه فيما بعد لكنه أمر الله تعالى وكل شيء عنده بمقدار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورزقني الله تعالى بفضله منذ نعومة أظفاري حافظة حسنة فكنت لا أسمع درساً أو خطبة جمعة إلا وحفظتها حفظاً لا يكاد يفوت معه شيء وأذكر أنني سمعت مرة من المعلم درساً في شرح حديث (سبعة يظلهم الله بظله) في نحو عشر صفحات، ثم قرأت الشرح مكتوباً مرة أو مرتين، وبقي عالقاً بعد هذا بذاكرتي حتى ألقيته درساً بعد صلاة العشاء في بعض مساجد مكة المكرمة بعد نحو خمس سنين، وأذكر قبل هذا درساً ألقيته بعد صلاة الظهر في أحد المساجد في شرح حديث (يؤم الناس أقرأهم لكتاب الله) ولي من العمر يومها نحو عشر سنين أو يزيد قليلا.
وكان هذا مما صنع الله لي، فإنه كان خير محرض ودافع بعد فورة أيام الصبا على الاجتهاد في طلب العلم وتحصيله، والرحلة في لقاء المشيخة والأخذ عنهم واستجازتهم، فوجدت لعمر الله لذلك حلاوة لا يعرفها إلا من أسند الركب إلى الركب، ومشى في حرّ الهجير قصد الطلب وركب، ولزمت بعد الفراغ من الدراسة النظامية – وكنت قد التحقت بالجامعة في إحدى الكليات العلمية – حِلَقَ العلم نحوَ سنتين وكان أكثرها في حلق متقدمي الطلبة، فأفدت منها مبادئ العلوم خاصة من كتب العلامة ابن القيم وكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكتب العلامة الألباني رحمهم الله على ما جرت به عادة الطلاب في تلك البلاد، وهذا مع الانشغال بالأسفار للدعوة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإلقاء الدروس والمواعظ والخطب، ولله الحمد.
وفي أوائل العامين المذكورين وقع في يدي كتاب (الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان) للشيخ المجاهد أبي محمد عبدالله عزام رحمه الله، وكنت قد سمعت قبل هذا عن الجهاد الأفغاني عام (1400) فشدّني ما ذكره الشيخ في الكتاب، وكان ذلك أوائل عام (1405) ثم ثنيت بمطالعة كتابه (آيات الرحمن) فأعجبني الكتابان وآنقنني وراعني أن لازال في المسلمين من يحمل راية الجهاد في سبيل الله، وكنت أحسب أن لا وجود لهذا إلا فيما كنت أقرأه في كتب السير وأخبار الفتوح أيام الصبا، فعزمت على التوِّ على ترك الدراسة والرحيل مهاجراً إلى الله تعالى وللجهاد في سبيله، وشاء الله تعالى في هذه المدة أن أتعرف إلى فضيلة أخينا الكبير العلامة الشيخ شمس الدين السلفي الأفغاني، وهو من ولاية كونر في أفغانستان، حدثنا أن والده كان يعتني به في طلب العلم منذ الصغر، وكان يعلمه الخطبة على المنبر وله من العمر سبع سنين أو نحوها، وقد أطلعنا على بعض مصنفات له بالعربية وله من العمر دون العشرين، ومن تصانيفه المشهورة كتاب له في الرد على عقائد الماتريدية، وكتاب آخر في جهود علماء الأحناف في محاربة الشرك والبدعة، فكنا نقصده بالزيارة ومعنا بعض كبار إخواننا من الطلبة وعلى رأسهم الشيخ أبو دجانة محمد بن عثمان المصري رحمه الله، ونمكث عنده أياماً بين المدة والمدة في مكتبته العامرة بالمدينة المنورة، فأفدنا منه ومن مكتبته رحمه الله، ومما كان يقصه علينا من أخبار الجهاد والمجاهدين وأضرم فيّ نيران الشوق إلى الرحيل، وقدر الله عزوجل أن يتأخر الرحيل إلى أوائل عام (1407)، وكنت قبل سفري بأشهر يسيرة قد لقيت الشيخ أبا محمد عزام فحدثته بما عزمت عليه فأرشدني وإرشاده أمرٌ رحمه الله إلى الطريق الذي ينبغي أن أسلكه وساعدني في تيسير بعض أسبابه
وكان ما كان مما لستُ أذكره فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر
ولما وصلت إلى الثغور لم أكن أملك ولله الحمد إلا نفساً تواقةً إلى العلم وأهله والجمع بينه وبين الجهاد في سبيل الله تعالى، وكنت قد خلفت ورائي مكتبة صغيرة لم يبقَ منها بين يدي اليوم غير كتاب الروح لابن القيم رحمه الله، إلا أن الله تعالى أحسن إلي فرزقني عوضاً عنها مكتبة أخرى بعث بها إلي بعض الإخوان بعد شهرين من سفري هي نواة مكتبتي العامرة اليوم فلله الحمد والمنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان من أعظم ما يشغل بالي أن لا أنقطع عن الطلب، وسألت الله جل وعلا أن يجمع لي بين شرف العلم وشرف الجهاد في سبيله، وزادني حرصاً على متابعة الطلب أني لما قدمت إلى الثغور وجدتها مضطربة تموج موج البحر بالمناهج والجماعات والأفكار، والعلم فيها قليلٌ لا يكاد يذكر، إلا ما كان من الشيخ أبي محمد عبد الله عزام رحمه الله، فكنت مع هذه العواصف الهوجاء كالسنبلة تُميلها الريح تارة وتستقيم أخرى، بيد أني أقول تحدثاً بنعمة الله تعالى: لقد منّ الله سبحانه علي منذ النشأة الأولى في الطلب فتشبعت بمذهب السلف أهل الحديث رحمهم الله، وسلكت سبيلهم عقيدة وعلما وعملا، وما أعلم شيئاً بعد الشرك بالله تعالى أبغض إليّ من التقليد لأحد من الخلق كائناً من كان، فمن زعم شيئاً رددته عليه إلا بدليل من الكتاب والسنة، وحملني هذا على أن انتبذت من كل تلك المناهج مكاناً قصيا يمكنني من عرض أصولها ومفرداتها على محك النقد على قدر ما يفتح الله به علي ليظهر لي سانحُها من بارحِها، وليتميز عندي خطؤها من صوابها، وكثيراً ما كانت تعرض لي مسائل تشكل علي وتطرح على أنها من مسلمات الشرع التي لا تقبل نظراً ثانيا! فما كنت أقبل ذلك بل أجعلها قيد البحث والنظر حتى يفتح الله علي فيها ولو بعد سنين، فكان فضل الله علي عظيما إذ سلمني من الوقوع في سبل كل منها مَدْحَضةٌ مزِلّة، وهداني برحمته الى التي هي أقوم، وزادني نوراً على نور بما فتح لي من أبواب العلم والخير، وكنت كلما استننت في رياضه شوطاً أو شوطين ازددت معرفة وبصيرة، وتجلت أمام ناظريَّ الحقيقة واتضحت معالم الرؤية، فالحمدلله ثم الحمد الله.
وتوفي بعد وصولي أرض الهجرة بأشهر يسيرة العلامة المحدث الشيخ محمد عطاء الله حنيف الفوجياني السلفي صاحب التعليقات السلفية على سنن النسائي، وكان بعض الإخوان قد أخبرني بمرضه عند وصولي، فآلمني خبر وفاته وأن فاتني السماع والإفادة منه والله المستعان.
ثم هيأ الله تعالى لي بفضله جملة من الأسباب التي أعانتني على الجمع بين الشرفين، ولقيت العشرات من العلماء وطلاب العلم، فجالستهم وانتفعت بهم وتلمذت لعدد منهم، ومنهم من استجزته، وأنا أذكر منهم هنا من تيسر لي ذكره على وجه الاختصار، أما استيعاب تراجمهم ففي موضع آخر إن شاء الله.
فمنهم: أستاذنا وبركتنا وقدوتنا في العلم والعمل الشيخ العالم المجاهد أبو محمد عبدالله بن يوسف عزام رحمه الله، سمعت منه دروساً في أبواب الطهارة والصلاة على مذهب السادة الشافعية نحوَ شهر ونصف شهر في بعض الثغور أوائلَ الهجرة، وأفدت منه فوائدَ جمةً في مجالسَ متفرقةً بعد ذلك إلى مقتله رحمه الله، وما أفدنا منه في العمل خيرٌ مما أفدنا منه في العلم، فقد كان رحمه الله رأساً فيه، جمع الله له بين العلم والعمل وحسن الأخلاق، صواماً قواماً، كثير التلاوة والذكر، حافظاً لكتاب الله، سهل الخُلُق، سمحاً ليناً، بشوشاً في وجوه أصحابه، يظن كل من لقيه أنه أحب الناس إليه، يسيء الناس إليه وهو يحسن إليهم، قال لي مرة وقد بلغ أذى الناس به مبلغاً في دينه وأمانته وعرضه: (قد تصدقت بعرضي عليهم فليقولواٍ ما شاؤا، إنما يريدون أن يصدوني عن الجهاد في سبيل الله ولن أفعل)!، فلو حلفت بين الركن والمقام أنني ما وقعت عيني على مثله لما حنثت إن شاء الله تعالى، وليس هو بالكامل بل شأنه شأن البشر يؤخذ منه ويرد، وله هنات مغمورةٌ في بحر فضله مع ما ختم له من القتل مجاهداً مهاجراً رحمه الله وتقبله عنده شهيدا وجمعنا به في جنات عدن سبحانه.
ومنهم: شيخنا العلامة النظارُ اللغوي النحوي الأصولي الفقيه المفسر العلامة أبو المعالي نقيب أحمد الديري الرباطي السلفي المتوفى رحمه الله عن نحو خمسة وسبعين عاماً أو يزيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو من شيوخ العلامة شمس الدين الأفغاني رحمه الله، أفدنا منه نحو أربع سنين وبه تخرجنا، فكان لنا بين الشيوخ كالوالد وبقيتهم كالأعمام حاشا شيخنا أبا محمد عزام رحمه الله تعالى، وكان رحمه الله حاد الذهن، سريع البديهة، حاضر الجواب، صاحب دعابة وطرفة، مهيباً وقوراً، واسع الاطلاع، جيد الحفظ، كثير الاستحضار لشواهد الشعر، لا ينفق شيئاً من وقته في غير المطالعة والدرس، ويقول لنا: (لا أتصور حياتي من غير مطالعة وكتب، وما أعلم يوماً وضعت فيه الكتاب من يدي قبل منتصف الليل)، وله مكتبة تبلغ نحو عشرة آلاف مجلد لم يزل عاكفاً على الإفادة منها إلى وفاته رحمه الله، وكثيراً ما كان يتحفنا في الدرس بغرر النقول وفرائد الفوائد، وكان يتحسر على قضاء وقته في تدريس العجم من الطلاب ويقول: (لا ينتفعون بي كما ينبغي)، أوصانا غير مرة بتدريس ما نقرؤه عليه من الكتب، مع مطالعة كتب أخرى في الفن نفسه، فبذلك يتمكن الطالب من العلم وتتسع مداركه.
وهذا قيد بما قرأته عليه رحمه الله:
1 - علم أصول التفسير من إملاءه في مجالس عدة.
2 - تفسير الفاتحة وجزء من سورة البقرة في نحو شهرين، وله طريقة في التفسير كثيرة الفوائد لكنها مطولة جدا، حدثنا أنه ختم بها تفسير القرآن في مدة أربع سنين لخمس ساعات يومياً!
3 - الورقات في أصول الفقه بشرح شيخنا رحمه الله.
4 - (روضة الناظر وجنة المناظر) في أصول الفقه لابن قدامة رحمه الله، وأملى علينا فيها كثيراً من الفوائد رحمه الله.
5 - متن الدرر البهية في الفقه للشوكاني رحمه الله بشرح شيخنا.
6 - متن الرحبية وشرحها في علم الفرائض وضبطها قراءةً واعراباً على الشيخ.
7 - الرسالة الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
8 - الرسالة التدمرية له أيضاً وكلها في إثبات اعتقاد أهل السنة.
9 - ألفية ابن مالك بشرح ابن عقيل، وقرأت في المدة نفسها أو قريباً منها قطعة نحو النصف من كتاب (قطر الندى وبل الصدى) لابن هشام على بعض الأساتذة.
وكنت مدة القراءة على شيخنا ولله الحمد عاكفاً على مطالعة كتب رديفة لما نقرأه عليه من الفنون، وجعلت لبعض الفنون منها كناشةً أقيد فيها خلاصة مباحث الفن وأضيف إليها شوارد الفوائد المرة بعد الأخرى، كما صنعت في علمي الأصول ومصطلح الحديث، حتى اجتمع من الفوائد في كل منهما ما يجيئ في مجلد حافل ولله الحمد، فطالعت في مدة القراءة في الورقات والروضة أصولَ خلاف وزيدان ومذكرةَ الشنقيطي وشرحَ المحلي للورقات وإرشادَ الفحول للشوكاني مطالعة تامة، ولخصت جميع مباحثها أو أكثرها ولله الفضل وحده سبحانه.
وقد أجازني شيخنا رحمه الله دراسة وتدريسا وكتب لي إجازة بيده الكريمة جعلها الله تعالى في ميزان حسناته ورفع بها درجته إنه تعالى بر رؤوف رحيم.
وبعد أن وقعت المحنة بهذه الحرب الصليبية حاولت الرحلة إليه للاغتراف من معين فضله، وعقدت العزم على قراءة المحلى لابن حزم رحمه الله بتمامه عليه، بعد أن منّ الله تعالى بقراءة الكتاب وتقييد فوائده، لكن حال بيني وبينه عوارض الأيام وسهام المحنة حتى أتاه اليقين ورحل عن هذه الدنيا الدنية إلى سعة الله ورحمته، فرحمه الله ورضي عنه ولعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا.
ولما عزمت على الرحلة إليه رأيت فيما يرى النائم أنني أقف وإياه إلى جدار قصير في قرية من القرى، وفي يده صحفة من الحلوى، فوضعها بين يدي على الجدار، ثم قال لي: بقيت أربع سنين! وانصرف عني، فوقع في نفسي أنه الأجل، لكنني كنت أدافعه عن خاطري طمعاً في لقائه رحمه الله، وصدقت الرؤيا والله، ومات الشيخ رحمه الله لأربع سنوات مضين منها وأبقى في القلب لوعةً وحسرةً ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وحرّرتُ كتاباً بعثت به إليه وصله قبل وفاته بنحو عامين ضمنته نظم قصيدة أتشوق بها إليه، وأستفتيه في جملة من المسائل، وهو كتاب مطول أذكره في (الشموخ في فوائد وأسانيد الشيوخ) إن شاء الله تعالى، وهذه أبيات من مطلع القصيدة:
إلى المقدام ذي القِدْحِ المُعَلّى سميِّ البدر إنْ بدرٌ تجلّى
إلى شيخي الجليلِ أبي المعالي إلى من جاوزَ العلياء فضلا
سلام الله أبعثه إليكم وبالبركات بالدعوات تُتْلى
وبالأشواق تحدوها الأماني إلى لقياكمُ أهلاً وسهلا
تذكرني عهوداً خالياتٍ شربنا صَفْوَهُنّ الشهدَ نهْلا
(يُتْبَعُ)
(/)
نُرَوِّي من فضائلكم ظمانا فهلاّ عُدْنَ بعد اليوم هلاّ؟!
ومحلها بتمامها حيث ذكرت وبالله التوفيق.
ومنهم العلامة النحرير ابن كثير عصره شيخُ الحديث والتفسير، الشيخ أبو زكريا عبد السلام بن عبد الرؤوف الرستمي مصنفُ الموسوعة القرآنية المسماة ب (الفرائد الربانية والفوائد القرآنية) في أربع مجلدات كبار، وغيرها من المصنفات النافعة، قرأت عليه تفسير القرآن الكريم على الطريقة المتبعة عند علماء هذه البلاد التي وضع أصولَها وقواعدَها العلامة الإمام الشاه ولي الله الدهلوي رحمه الله، ثم أجازني بعد الفراغ منه إجازة مسندةً ولله الحمد، ثم قرأت عليه أطرافاً من الصحيح للإمام البخاري، ومن السنن للدارمي، ومن الموطأ لمالك رحمه الله، وغيره من كتب السنن، وأملى عليَّ إسنادَ صحيح البخاري إملاءً، وأجازني برواية كتب الحديث والسنة من طريق الإمام الدهلوي المذكور.
ومنهم العلامة المفسر الشيخ التقي الخفي الصالح إكرام الدين البدخشي السلفي له مصنف في التفسير بالعربية يبلغ نحو عشر مجلدات أو يزيد، وكتبٌ أخرى منها كتاب (الباحث عن حقيقة البدع والحوادث) بالعربية أيضا، قرأت عليه تفسير الفاتحة وسورة البقرة بتمامها ولله الحمد، وعلمَ الفرائض إملاءً من حفظه، ولشيخنا إجازة في التفسير من الشيخ محمد طاهر الفنْجفيري رحمه الله وهو بإسناده إلى الشيخ الدهلوي رحمه الله.
ومنهم الشيخ العالم الحافظ حميد الله البدخْشي السلفي رحمه الله، المتوفى في نحو سنة 1411 عن عمر يجاوز الثمانين عاما، وكان رحمه الله يستظهر صحيح البخاري حفظاً، كما أخبرنا بذلك عن نفسه، قرأنا عليه قطعة من نزهة النظر في شرح نخبة الفكر مع حاشية عليها لبعض علماء الهند وشافهنا بالإجازة بها مسندةً إلى الحافظ رحمه الله، وكانت النية معقودة على الشروع في قراءة صحيح البخاري عليه، إلا أن المنيّة حالت دون بلوغ الأمنية، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
فهذه الطبقة هم أول من تلقيت عنهم أوائل الهجرة ولله الحمد، ثم ارتحلت في نحو (1414) إلى بلاد السند وأخذت هناك عن:
العلامة الكبير خاتمة المحدثين في هذه البلاد، شيخ العرب والعجم، المحدث المسند المفسر الشهير، الذي طارت بذكره الأمصار، وضنت بمثله الأعصار، صاحب التصانيف الشهيرة الشيخ أبي محمد بديع شاه الراشدي السندي الظاهري رحمه الله، وكنت لقيته قبل ذلك عام 1407 وعقدت العزم من حينها على الرحلة إليه، لكن حالت دون ذلك عوارض هي للساعات والأيام قوارض، وأنا أسَوِّفُ في الرحلة إليه، وأقول: عساها أن تكون غداً أو بعد غد، حتى شاء الله أن تكون في السنة المذكورة، وهذا بيان لما قرأته عليه:
1 - نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر للحافظ بن حجر رحمه الله.
2 - الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
3 - قطعة في أصول التفسير تكون في نحوِ مئة صفحة، وهي مقدمة كتابه بديع التفاسير.
4 - أجوبته عن جملة من المسائل التي كنت قد سألته عنها تكون في نحو عشر صفحات أكثرها في التقليد وفروعه.
5 - صحيح البخاري قرأت عليه قطعة من أوله لعلها تكون إلى كتاب العلم.
6 - وقرأت عليه أطرافاً من بقية الكتب الستة، ومستدرك الحاكم رحمه الله، ثم استجزته فأجازني، ودفع إليّ ثبته المسمى بـ (منجد المستجيز برواية السنة والكتاب العزيز) كما دفع إليّ بعض تصانيفه المخطوطة رحمه الله ورضي الله عنه.
وعن العلامة الشيخ المحدث أبي القاسم محب الله الراشدي السندي السلفي الشقيق الأكبر للعلامة الشيخ أبي محمد السابق الذكر وأستاذه أيضاً، وهو فحل من فحول العلم في هذه البلاد حتى إن المشهور بين العلماء وطلاب العلم فيها أن العلمَ له والشهرةَ لأخيه، قرأت عليه أطرافاً من الكتب الستة، وأفدت منه في جملة من المسائل قيدت جوابه عليها، واستجزته فأجازني إجازة عامة شاملةً، وناولني ثبت الإجازة بيده ودفع إليّ بعض تصانيفه المخطوطة رحمه الله.
وهذان العلمان الشيخ أبو محمد والشيخ أبو القاسم رحمهما الله هما أجل من أروي عنهما من علماء هذه البلاد وأسانيدهما من أعلى الأسانيد، حدثني بعض تلامذة الشيخ أبي محمد قبل سنين عدة أن بين الشيخ وبين النبي صلى الله عليه وسلم نحو ستة عشر راوياً من بعض الطرق والله أعلم، ولشيخنا أبي محمد إسناد إلى البخاري مسلسل بالأئمة الحنابلة ذكره في المنجد رحم الله الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم كتبت في طلب الإجازة إلى جماعة من علماء الأمصار في نجد والحجاز وبلاد المغرب الأقصا فأجازني جماعة من علماء المغرب وصلني بعضها وفقد الآخر في الطريق، أما علماء نجد والحجاز فقد انقطع الخبر بانقطاع الصلة بالرسول والله أعلم، فممن أجازني من علماء المغرب:
الشيخ العالم العدل الناسك المقرئ المشارك محمد الطيب بن محمد المهدي بن محمد بن عبد الكبير الكتاني الإدريسي الحسني، كذا نقلته بحروفه عن غلاف الإجازة الحديثية التي بعث بها إليّ، وهي محرَّرَةٌ بخط مغربي، أولها بسم الله الرحمن الرحيم، الهادي إلى الصراط المستقيم، الحمد الله الذي أنار قلوب العارفين بنور اليقين، وأشرق صدور الواصلين بالإخلاص لرب العالمين ... الخ، ومعها كتاب من الشيخ محررٌ يوم الجمعة ثالث شوال الأبرك من عام 1421، وفي الكتاب قول الشيخ أعزه الله: وأريد قبل الختام أن ألفت نظر أبي الوليد حفظه الله إلى ضرورة العناية بحفظ كتاب الله عزوجل رواية ودراية، سماعاً ومشافهةً، إلى جانب تفسيره إنسلاكاً في روحانية قول الله عز وجل: " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" على أن يكون ذلك دَأَبَهُ ودَأَبَ كل من يضمه مجلسه العلمي، وكل من هو مسؤول عنه من قريب أو بعيد، وبخاصة منهم فلذة كبده السيد الوليد بن خالد حفظه الله وأنبته نباتاً حسناً وجعله على الأثر الصالح الحميد من المشمولين ببركات قول الله تعالى " وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ".
وكنت قد بعثت إلى الشيخ بكتاب أستجيزه فيه لنفسي ولإبني الوليد فأجازنا ولله الحمد، ويروي شيخنا صحيحي البخاري ومسلم بالإجازة العامة عام 1351 عن شيخ دار الحديث النبوية الأشرفية الحافظ محمد بدر الدين بن يوسف الحسني السبتاني، ويرويهما أيضاً باٍلإجازة العامة عن الإستاذ المحدث قاضي المدينة المنورة الشيخ محمد زكي البرزنجي عام 1350. ولي جواب على جواب الشيخ نظماً ونثراً أذكره في (الشموخ) إن شاء الله.
وكتب إليّ بالإجازة أيضا الشيخ الشريف أبو محمد الحسن بن علي الكتاني نفع الله به، حرر لي الإجازة بخطه وذكر فيها إسناد الحديث المسلسل بالأولية، وهوحديث (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) فمن طريقه أرويه ولله الحمد، كما أروي من طريقه الأربعين العجلونية، وبعث إليّ مع الإجازة بكتاب من تصنيفه وهو (استلهام رحمة الباري بترجمة الشيخ عبدالله الغماري) والشيخ أثابه الله أكبر مني قدرا وأنا أسن منه كان الله لنا وله.
ثم أخذت عن طبقة أخرى من العلماء:
فمنهم: الشيخ أبو عبد الرحمن عبد السلام بن محمد وهو من علماء أهل الحديث ومن أكابر تلامذة العلامة الشيخ محمد يوسف الكوندلوي رحمه الله، قرأت عليه في صحيح البخاري بتجزئة ثلاثة عشر جزءً، المجلس الأول منها من بداية الصحيح إلى كتاب مواقيت الصلاة من بعد صلاة الفجر إلى وقت الظهر، وسمع المجلس بتمامه ولدي نفع الله به، ثم قرأت عليه في مجالس متفرقة إلى باب ما يكره من الخداع في البيع من كتاب البيوع وهذا القدر نحو ثلث الصحيح ولله الحمد.
ومنهم الشيخ المحدث المحقق أبو عبد الرحمن عبد المنان بن عبد الحق بن عبد الوارث النورَفُوْرِيُّ، جالسته مرات عديدة، وبحثت عليه في مسائل متفرقات، وقرأت عليه نظم ترجمتين من تصنيفه لاثنين من شيوخه، هما: الشيخ الأمير أبو عبد الله الحافظ محمد بن فضل الدين بن بهاء الكوندلوي، والشيخ العلامة المحدث السيد عطاء الله حنيف صاحب التعليقات السلفية، ثم طلبت من الشيخ الإجازة لي ولولدي فأجازنا بالرواية عنه فيما تجوز له روايته ولله الحمد.
ومنهم الشيخ أبو النصر ثناء الله المدني له شرح على الترمذي باللغة العربية وغيره من الكتب، سمعت من لفظه آخر حديث من البخاري وسمع من لفظي أول حديث منه، ثم أجازني بالرواية عنه ودفع إليّ ثبته كما أجازني بمصنفاته ولله الحمد.
ولي بحمد الله تعالى روايةٌ عن غير منٍ ذكرت من العلماء أستوعبهم مع تراجمهم وأسانيدهم وذكر ما تيسر من مكاتباتهم وفوائدهم في غير هذا الموضع إن شاء الله تعالى.
ولازلت بنعمة من الله وفضل إلى يومي هذا أقصد من أستطيع الرحلة إليه من العلماء والمشايخ على اختلاف طبقاتهم للاستفادة والاستجازة تأسياً بمن مضى من سلفنا رحمهم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد فتح الله علي في مختلف مراحل الطلب، وانتهجت لنفسي خطة في التحصيل هي من توفيق الله تعالى أولاً، ومن إرشاد بعض مشايخنا ثانياً، ومما أفدته من مطالعة تراجم العلماء ثالثا أذكرها هنا عسى الله أن ينفع بها من شاء من عباده:
فمن ذلك تقديم حفظ الحديث بعد كتاب الله تعالى، فحفظت أحاديث متن عمدة الأحكام للجمّاعيلي، ونحوَ الثلثين من اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، وقطعة من بلوغ المرام، ويسر الله لي حفظ ألفاظ الحديث النبوي، وكثيراً ما أحفظ راويَ الحديث ومن أخرجه بل قلّ حديث قرأته وغاب عن حافظتي ولله الحمد، وقدمت العناية بضبط ألفاظ الحديث النبوي وأسماء الرجال على الشيوخ ومن كتب الفن حتى فقت في ذلك كثيراً ممن لقيت من المشايخ وفيهم بعض من أخذت عنه، ولست أدعي طول الباع فيه فإنه بحرٌ خِضَمٌّ ما جاوزت ساحله، وأسأل الله المزيد من فضله، وإنما نفعني الله تعالى بما كنت سمعته قديماً من العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بإدمان النظر في كتاب تقريب التهذيب للحافظ رحمه الله، ثم من شيخنا العلامة أبي محمد السندي عليه رحمة الله، الذي كان أوصاني بالمقابلة بين كلام الحافظ في التهذيب أولاً ثم في تقريب التهذيب لأتعلم من ذلك طريقة الحكم على الرواة، ثم انتفعت كذلك باستخلاص الفوائد الحديثية والإسنادية وتقييدها وجمعها في كناشات أو بطاقات أو تقييدها على هوامش الكتب فاجتمع لي منها آلاف من الفوائد ولله الحمد خاصة من فتح الباري وشرح الصحيح لمسلم والمحلى لابن حزم وتاريخ دمشق لابن عساكر وتاريخ حلب لابن العديم وشروح السنن كبذل المجهود وعون المعبود، والأول أحسن من الثاني في هذا الباب، وكتب مصطلح الحديث والطبقات والتراجم، ومن كتب المتأخرين ككتب العلامة الشوكاني و عبد الحي اللكنوي وأبي الطيب البخاري والعلامة الألباني رحمهم الله وغير ذلك من الكتب، فتحصل لي بذلك كثيرمن الفوائد من غير مظانها ولله الحمد، ولو فسح الله لي في الأجل ويسر لي جمع هذه الفوائد وترتيبَها وتبويبَها جاءت في نحو مجلدين وبالله وحده نستعين.
وقدمت قراءةَ كتب الأحاديث ومطالعةَ شروحها، المسندةِ منها كالصحيحين، والمسند، والسنن الأربعة، وشرح السنن للبغوي، والمنتقى لابن الجارود وغيرها، والجامعة لمتون الأحاديث كالمنتقى، والمشكاة، ورياض الصالحين، وصحيح الجامع للألباني، وجامع المسانيد والسنن في أربعين مجلداً للحافظ ابن كثير رحمه الله، قرأت منه نحو الربع ثم حال بيني وبينه الحل والترحال، وكُتبِ الأحاديث المشتهرةِ ككشف الخفاء للعجلوني، والمقاصد الحسنة للسخاوي، وكتب الضعيف والموضوع كالموضوعات الكبرى للقاري، وغيرها، وعشرات من الأجزاء الحديثية مع تقييد ما عنَّ من الفوائد، وسنحَ من الفرائد في ذلك كله ولله الحمد.
وحفظت كثيراً من أخبار الرواة ووفياتهم، وأعانني على ذلك أنني كنت ألتقط الفائدة وأصوغُها نظماً وأحفظها، فاجتمع عندي عشراتٌ من القطع المنظومة تحوي كثيراً من الفوائد في مختلف الأبواب.
فمن ذلك نظم في اختلاف العلماء في اسم أبي بكر بن عَياش، وهذا هو:
اختلفوا في إسم أبي بكر أعني ابنَ عَيّاش إمامَ البِرّ
فشعبةٌ يُرْوَى عن الزبيري وهو اختيار لابن عبد البر
رجحه كذاك أبو زُرعه لما روى الأشج وما رفعه
محمدٌ وسالمٌ ومسلمُ حمادُ وخداشُ لا يُسَلَّمُ
حبيبُ عبدالله ومُطَرِّفُ ورُؤْبةٌ ذا كله يضعف
وقال بعضٌ اسمهُ كنيته والحافظ ابن حجر يُثْبِتُهُ
وكنظم تواريخ وفاة بعض الرواة والعلماء مرموزاً لها بحروف أبي جاد في رأس الكلم، ومثاله
1 - هنّاد بن السَرِيّ الدارمي:
فتى السَرِيِّ الدارميْ هنّادُ محدث روَوْا له جواد
ر= 200 + م=40+ج = 3 = (ت:243).
2 - محمد بن جرير الطبري:
محمدٌ فتى جرير الطبري يروق شأن علمه المُعتبرِ
ي = 10 + ش = 300 = (ت: 310)
3 - شيخ الإسلام ابن تيمية:
ثم فتى تيمية الحرّاني حبرٌ كريمٌ ذلَلَ المعاني
ح = 8 + ك =20 + ذ = 700 = (ت: 728)
4 - الإمام النووي:
ثم الإمام الشرف النواوي عدلٌ وفى خيِّرَهُم يُساوي
ع = 70 + و = 6 + خ = 600 = (ت: 676)
5 - الإمام الذهبي:
محمد فتى عثمان الذهبي ذا حبر مِِيزَ بميزان الذهبِ
ذ= 700 + ح = 8 + م = 40 = (ت: 748).
(يُتْبَعُ)
(/)