ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 07:38]ـ
حياك الله .. أستاذنا الفاضل:
نحنُ نُريدها زيارة حقيقيّة .. لا في الكتب .. فقط، و أنا بها زعيم، وأهلاً وسهلاً.
ونحنُ مشتاقون لك أكثر .. ومقصرون في حقّكم، ولكن: ما الفعل؟ "هذه هيَ تصاريف الأقدار"!
وبالمناسبة:
هل هذا البحث هوَ رسالتكم للدكتوراه ..
أسأل الله لكم التوفيق؟!
(وفقك الله .. )
- محبك في الله -
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 10:24]ـ
ياسلام .. عاد الأحباب مرة أخرى ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 12:59]ـ
شيخنا الفاضل: أبي عائشة - وفقه الله -، صديقي وعزيزي إمام الأندلس - بارك الله فيك -:
ما نسيتُ أنْ اقوله لكم أنني غيّرتُ بريدي، حتى تضيفوني - بارك الله فيكم -:
alyman_1@hotmail.com
( وفقكم الله)
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 07:49]ـ
انتظارك لجوابي دليل على تواضعك أخي الكريم وجزاك الله خيراً على التوضيح .. وأسأل الله تعالى أن يبارك لك في وقتك وعمرك ومالك وأهلك وولدك
أعجبتني هذه العبارة أو الضابط الذي ذكرته أثناء مناقشتك:
فمجرد احتمال خروجه يوما لمقاتلة المسلمين مادام مطيقا لذلك يحل دمه
حتى لا تضيع ثمرة الفتح .. لا بد من قص أجنحة الممانعة حتى لا تعود مرة أخرى .. وهو ما حدث فعلاً في بعض الفتوحات: يفتحون البلدة ثم ترجع إلى ما كانت بعد الانشغال عنها
المهم أنه لا ينبغي إيقاف عجلة الجهاد لأجل ورع بارد
المسألة لم تتضح لي بتفصيل مقنِع
إلا أن هذه الآية تغنيني عن قراءة مجلدات:
{ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض}
ولاحظ أن الآية لا تتكلم عن الجواز وإنما العزيمة على القتل!
فإذا أثخن في الأرض وظهر ذل الكفار وصغارهم بصورة نأمن فيها عودة قوتهم مرة أخرى .. فهنا تنتقل المسألة من العزيمة على القتل! إلى الجواز أو التحريم!
ما رأيك؟
كيف نوجه كلام الصحابة حول المزارعين؟ هل نقول إذا أُمنوا أمناً تاماً من القتال حاضراً ومستقبلاً؟
ترى كلامي كله نقاش سلمك الله
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 08:38]ـ
مشاركة أخرى:
فرصة الصلح لدى الكفار مرة واحدة فقط بدليل قوله تعالى: {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر} حتى لا نتعب مع الخونة
وأما من رفض الصلح واقتحمنا داره فلا نتركه حتى نستأصل شأفته وننحر قوته ونأمن غدرته مما يدعونا إلى استئصال كل مصادر القوة التي تمكنه للمحاربة مرة أخرى
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 09:46]ـ
خاطرة أخرى:
الأصل في الحربي حلية دمه، ولا يعني هذا أننا نقتله عبثاً، وإنما بهدف إعلاء كلمة الله تعالى، لأن سفك الدماء أمر ممقوت في الشريعة بشكل عام {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}.
ويشبه هذا جواز قتل الطير لأجل أكله، ولا يعني أننا نقتله عبثاً "بم قتلني؟ "
وفي الحروب رجال مطيقون للقتال، إلا أن قتلهم عبث لا فائدة منه كالفلاحين مثلاً
ومن أهداف الحرب قوله تعالى:
{فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ} أي: تملكوا بلادكم وسلكوا خلال بيوتكم، أي: بينها ووسطها، وانصرفوا ذاهبين وجائين لا يخافون أحدا. (ابن كثير)
يعني إحكام السيطرة الإسلامية على البلاد المفتوحة وضمان عدم عودتهم للقتال مرة أخرى.
واستباحة قتل الحربيين لا يعني قتلهم عبثاً قال تعالى: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}.
والكفار يختلفون في درجات العناد، وأشدهم عناداً وكبراً اليهود، خونة العهود، ومصاصو الدماء، ولذا يكون مصيرهم القتل كما في قصة بني قريظة، وما بشر به النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان، وهذا لا يعني أننا نتعامل مع الكفار الآخرين بنفس الأسلوب، فالقتل يكون على قدر الحاجة.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم في يهود بني قريظة "لقد حكمت بحكم الله" يمكن أن يكون خاصاً في يهود بني قريظة أو اليهود فقط، ويكون حكم الله في غيرهم يختلف!
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 09:49]ـ
الخلاصة:
ما رأيك بهذه العبارة:
الأصل في المطيق للقتال حلية دمه إلا أنه لا يجوز قتله عبثاً، والقتل يكون على قدر الحاجة.
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 10:25]ـ
قال ابن تيمية:
"وإذا كان أصل القتال المشروع هو الجهاد ومقصوده هو أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا فمن منع هذا قوتل باتفاق المسلمين وأما من لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة كالنساء والصبيان والراهب والشيخ الكبير والأعمى والزمن ونحوهم فلا يقتل عند جمهور العلماء إلا أن يقاتل بقوله أو فعله وإن كان بعضهم يرى إباحة قتل الجميع لمجرد الكفر إلا النساء والصبيان لكونهم مالا للمسلمين والأول هو الصواب لأن القتال هو لمن يقاتلنا إذا أردنا إظهار دين الله كما قال الله تعالى: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} "
وهو دليل على ضبط استحلال دم الحربي بأن يكون قتله لهدف لا عبثاً
وقال في المرأة:
"لكن عند الشافعي تقاتل كما يقاتل المسلم الصائل فلا يقصد قتلها بل دفعها فإذا قدر عليها لم يجز قتلها"
وهو دليل على أن القتل يكون على قدر الحاجة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 11:49]ـ
لعلي أشارككم بنقل بعض اقوال أهل العلم في المسألة,
الفقهاء أغلبهم لما يذكرون من يحرم قتله من الكفار لا يذكرون الرجل البالغ الذي لا يقاتل و لا يستثنونه, من جملة من يحرم قتلهم. و هذل يدل على أن مذهبهم هو جواز قتلهم.
و هذه بعض أقوال فقهاء المذهب الحنفي, و لعلكم تنتبهوا إلى كلامهم جيدا خاصة في تفصيلهم لمسألة قتل الشيوخ
قال ابن عابدين (حاشية الدر المحتار)
قال في الفتح: ثم المراد بالشيخ الفاني: الذي لا يقتل من لا يقدر على القتال، ولا الصياح عند التقاء الصفين ولا على الاحبال، لانه يجئ منه الولد فيكثر محارب المسلمين.
ذكره في الذخيرة.
زاد الشيخ أبو بكر الرازي أنه إذا كان
كامل العقل نقتله، ومثله نقتله إذا ارتد، والذي لا نقتله الشيخ الفاني الذي خرف وزال عن حدود العقلاء والمميزين، فهذا لا نقتله، ولا إذا ارتد اه.
قلت: ومقتضى كلام الرازي أنه إذا كان كامل العقل يقتل وإن لم يقدر على القتال والصياح والاحبال ومقتضى ما في الذخيرة أنه إذا لم يقدر على ذلك لا يقتل، وإن كان كامل العقل، وهذا هو الموافق لما في شرح السير الكبير، وهذا الظاهر، لانه إذا كان عاقلا لكنه لا يقدر على شئ مما ذكر يكون في معنى المرأة والراهب، بل أولى.
فصار الحاصل: أن الشيخ الفاني إن كان خرفان زائل العقل لا يقتل، وإن كان له صياح ونسل لانه في حكم المجنون، وإن كان عاقلا لا يقتل أيضا إن لم يقدر على القتال ونحوه، وبه تعلم م في كلام الشارح من عدم الانتظام، وكان عليه أن يقول: وشيخ فان، لا صياح ولا نسل له، أو خرفان لا يعقل فلا يقتل، ولا إذا ارتد.
والمراد بمن لا صياح له: من لا يحرض على القتال بصياحه عند التقاء الصفين.
قال محمد بن فراموز (درر الحكام شرح غرر الأحكام)
قَالَ الْكَمَالُ الْمُرَادُ بِالشَّيْخِ الْفَانِي مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى الْقِتَالِ وَلَا الصِّيَاحِ عِنْدَ الْتِقَاءِ الصَّفَّيْنِ وَلَا عَلَى الْإِحْبَالِ؛ لِأَنَّهُ يَجِيءُ مِنْهُ الْوَلَدُ فَيَكْثُرُ مُحَارِبُ الْمُسْلِمِينَ ذَكَرَهُ فِي الذَّخِيرَةِ وَزَادَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الرَّازِيّ فِي كِتَابِ الْمُرْتَدِّينَ مِنْ شَرْحِ الطَّحَاوِيِّ أَنَّهُ إذَا كَانَ كَامِلَ الْعَقْلِ فَقَتَلَهُ وَمِثْلُهُ نَقْتُلُهُ إذَا ارْتَدَّ، وَاَلَّذِي لَا نَقْتُلُهُ الشَّيْخُ الْفَانِي الَّذِي خَرَّفَ وَزَالَ عَنْ حُدُودِ الْعُقَلَاءِ وَالْمُمَيِّزِينَ فَهَذَا حِينَئِذٍ يَكُونُ بِمَنْزِلَةِ الْمَجْنُونِ فَلَا نَقْتُلُهُ وَلَا إذَا ارْتَدَّ قَالَ، وَأَمَّا الزَّمْنَى فَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الشُّيُوخِ فَيَجُوزُ قَتْلُهُمْ إذَا رَأَى الْإِمَامُ ذَلِكَ كَمَا يُقْتَلُ سَائِرُ النَّاسِ بَعْدَ أَنْ يَكُونُوا عُقَلَاءَ وَنَقْتُلُهُمْ أَيْضًا إذَا ارْتَدُّوا.
ا هـ.
وَلَا نَقْتُلُ مَقْطُوعَ الْيَدِ الْيُمْنَى وَالْمَقْطُوعَ يَدُهُ وَرِجْلُهُ مِنْ خِلَافٍ وَنَقْتُلُ مَقْطُوعَ الْيَدِ الْيُسْرَى أَوْ إحْدَى الرِّجْلَيْنِ وَإِنْ لَمْ يُقَاتِلْ.
قال الموصلي الحنفي (الإختيار لتعليل المختار)
ولا يقتلو مجنوناً، ولا امرأةً، ولا صبياً، ولا أعمى، ولا مقعداً، ولا مقطوع اليمين، ولا شيخاً فانياً، إلا أن يكون أحد هؤلاء ملكاً، أو ممن يقدر على القتال أو يحرض عليه، أو له رأي في الحرب، أو مال يحث به أو يكون الشيخ ممن يحتال.
قال السمرقندي (تحفة الفقهاء)
ثم الغزاة لهم أن يقتلوا: كل من كان من أهل القتال، وكل من
قاتل، وإن لم يكن من أهل القتا ل في الجملة، نحو الصبيان، والمجانين، والرهابين، والشيوخ الهرمى.
فأما إذا لم يقاتلوا فلا يباح قتل هؤلاء.
وأما الرهابين: فإن كانوا لا يخالطون الناس فكذلك.
وإن كانوا يخالطون الناس أو يدلون على عورات المسلمين فيباح قتلهم.
قال الطحاوي) شرح معاني الآثار
بَابُ بُلُوغِ الصَّبِيِّ بِدُونِ الِاحْتِلَامِ فَيَكُونُ بِهِ فِي مَعْنَى الْبَالِغِينَ فِي سُهْمَانِ الرِّجَالِ، وَفِي حِلِّ قَتْلِهِ فِي دَارِ الْحَرْبِ إنْ كَانَ حَرْبِيًّا
كتبه أبو معاذ.
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 12:27]ـ
قال السمرقندي (تحفة الفقهاء)
ثم الغزاة لهم أن يقتلوا: كل من كان من أهل القتال، وكل من
قاتل، وإن لم يكن من أهل القتال في الجملة، ....
وأما الرهابين: فإن كانوا لا يخالطون الناس فكذلك.
أعجبني هذا الكلام البديع:
أولاً: قوله لهم أن يقتلوا: أي إذا احتاجوا ذلك.
ثانياً: قوله في الرهابين لا يخالطون الناس: يوضح العلة في استثناء الرهابين، وهي علة مشتركة بينهم وبين بعض الفلاحين الذين يعملون في المزارع ولا علاقة لهم بما يحدث. مع أن هناك علة أخرى في عدم قتل الرهابين وهو إبقاؤهم شهداء على صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم أمام الوثنيين وأهل الإلحاد.
خاطرة:
قتل النبي صلى الله عليه وسلم ليهود بني قريظة لا يدخل في المسألة لأنه قتلهم بناءً على حكمهم على أنفسهم، فقد حكَّموا سعد بن معاذ صاحبهم في الجاهلية ورضوا بحكمه.
خاطرة أخرى:
قول النبي صلى الله عليه وسلم في فتح مكة "ومن أغلق عليه باب داره فهو آمن" يؤيد ما قلنا وأن القتل لا يكون إلا لحاجة شرعية ولا يكون عبثاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 06:15]ـ
بارك الله فيكم على التفاعل، وأنا الآن أطرح ببن أيديكم كل ما جمعت وحررت في المسألة، وأنا بانتظار تعقيباتكم وملاحظاتكم، سددكم الله ووفقكم:
من يقتل ومن لا يقتل في الحرب
الحرب في الإسلام ليست حربا همجية،ولا عدوانا سافرا، ولا قتالا مجردا من كل خلق وفضيلة، فالإسلام كما بينا وأوضحنا لا يحب سفك الدماء، ولا يدعو للحرب من أجل الحرب، ولا يهدف إلى إهلاك الخلق، ولا إلى إبادة البشرية، بل هو رسالة الرحمة والرأفة، ورسالة إنقاذ البشرية وتخليصها من الظلم والبغي والعدوان، ورسالة نشر السلم والأمن والأمان، والحرب ضرورة واستثناء، ولا أقول هذا تأثرا ببني علمان، ولا تطلعا لوصم بالاعتدال والوسطية، ولا رغبة في تزكية من أحد،ولا محاولة للتوفيق بين الواقع الدولي والتأصيل الشرعي، لكن لأنه الحق الصراح البواح، فهو صريح النصوص الداعية إلى صيانة النفوس وتعظيمها، وتخليق الحياة وتفعيلها، واستخلاف الأرض وعمارتها، وهو عين ما أكدته النصوص الداعية إلى الدخول في السلم كافة، وإلى طلب الأمن والأمان، واعتبار ذلك نعمة مسبغة، ومنة مهداة.
لكن الإسلام بطبيعة رسالته العالمية، ومهمته السامية، وغرضه بأن تكون كلمة الله هي العليا، وأن لا يعبد إلا الله وحده في سائر بقاع الأرض، وأن يعم الأمن والأمان والعدل والرخاء في كل بقاع الأرض، قد تقف في طريق رسالته بعض الأنظمة النفعية المستكبرة، التي ترى ضياع مصالحها وذهاب ريعها، فلا طريق لإزاحتها حتى تفسح الطريق لنشر نور الرسالة المحمدية إلا عن طريق الحرب، بعد استنفاد كل وسائل الإنذار والبلاغ والدعوة، وبعد عرض مغر بالدخول تحت حكم الإسلام على ماهم عليه من دين، فبعد ذلك لم يبق إلا نشر السيوف، وإعلاء الرماح، لا اختيارا، ولكن مكره أخاك لا بطل.
ودخولها ضرورة جعل الشارع يضع لها من القيود والضوابط والآداب ما لم تعرفه حرب في التاريخ، إذ ليس من غرض له في القتال إلا على قدر ما يحقق الهدف، والغرض إزاحة العدو، فلا يقتل إلا من انتصب لذلك وقام له، أما من لم ينتصب لقتال المسلمين ولم يتصور منه المحاربة فلا يتعرض له بسوء، ولا يقتل إلا أن تكون له مشاركة في القتال، بشكل من الأشكال.
وهكذا لا يجوز أثناء القتال التعرض للأصناف الآتية ما لم يباشروا القتال أو يشاركوا بتحريض أو رأي أومشورة:
1 - النساء والصبيان:
- للحديث المتفق عليه عن نافع عن عبد الله بن عمر أن امرأة وجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولة فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان.
- ما رواه أبو داود وابن ماجه عن رياح بن ربيع قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة، فرأى الناس مجتمعين على شيء، فبعث رجلا: "انظر علام اجتمع هؤلاء"؟ فقال: على امرأة قتيل، فقال: "ما كانت هذه لتقاتل" قال: وعلى المقدمة خالد بن الوليد، فبعث رجلا، فقال: "قل لخالد: لا تقتل امرأة ولا عسيفا".
- ما أخرجه النسائي وأحمد وغيرهما عن الأسود بن سريع قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزوت معه، فأصبت ظهر أفضل الناس يومئذ، حتىقتلوا الولدان _ وقال مرة: الذرية _، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (ما بال قوم جاوزهم القتل اليوم حتى قتلوا الذرية؟!)، فقال رجل: يا رسول الله! إنما هم أولاد المشركين! فقال: ألا إن خياركم ابناء المشركين. ثم قال: ألا لا تقتلوا ذرية. قال: كل نسمة تولد على الفطرة، حتى يهب عنها لسانها؛ فأبواها يهودانها وينصرانها)
وهناك أحاديث أخرى في الباب أعرضنا عنها لعدم صحتها، واغتنائنا بالحديثين السابقين، وإجماع العلماء على العمل بهما، قال النووي –رحمه الله- معلقا على حديث ابن عمر السابق: (أجمع العلماء على العمل بهذا الحديث وتحريم قتل النساء والصبيان إذا لم يقاتلوا).
2 - العسفاء:
والعسيف هو الأجير، وإنما اخترت لفظ (العسيف) موافقة للفظ النبوي الشريف، فلا يحل التعرض للأجراء المنهمكون في أعمالهم،ما لم تكن الإجارة على غرض من أغراض الحرب.
ودليل ذلك حديث رباح بن الربيع السابق، وفيه: "قل لخالد: لا تقتل امرأة ولا عسيفا".
فيدخل في هذا الصنع الفلاحون، وقد قال عمر –رضى الله عنه-:اتقوا الله في الفلاحين، فلا تقتلوهم إلا أن ينصبوا لكم الحرب).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويدخل فيه الأطباء، والمهندسون والمستخدمون بالمعامل والمصانع، وعمال النظافة بالشوارع والأزقة.
فكل هؤلاء لا يتعرض لهم بالقتل ما لم يشاركوا في القتال بأي نوع من أنواع المشاركة.
3 - الشيوخ والمرضى:
لحديث أبي داود عن وعن أنس {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: انطلقوا باسم الله وبالله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتلوا شيخا فانيا، ولا طفلا صغيرا، ولا امرأة، ولا تغلوا، وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}.
وقياسا على المرأة، فما كان للشيخ والمريض أن يقاتل كما لم يكن ذلك للمرأة.
ويندرج تحت هذا الصنف ذوو العاهات كالعميان ومقطوعي الأطراف والمعتوهين والزمنى والمقعدين، فلا يحل قتلهم إلا إن شاركوا في القتال برأي أو مشورة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من حنين بعث أبا عامر على جيش أوطاس فلقي دريد بن الصمة، وقد كان نيف على المائة وقد أحضروه ليدبر لهم الحرب، فقتله أبو عامر، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك عليه).
وعليه يحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (اقتلوا شيوخ المشركين واستحيوا شرخهم)،ولا حجة فيه للشافعية في ما ذهبوا إليه من جواز قتل الشيوخ مطلقا.
4 - الرهبان المنقطعون للعبادة وأصحاب الصوامع:
فمن حبس نفسه للتنسك، وانقطع عن الدنيا، وتخلى للعبادة،فلا يجوز التعرض له بالقتل، إلا أن يشارك بالرأي، والدليل على ذلك:
حديث ابن عباس وفيه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيوشه قال: (اخرجوا باسم الله، تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا،ولا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع).
يؤيده ما رواه مالك في الموطأ أن أبا بكر الصديق بعث جيوشا إلى الشام، فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان، فقال له: (إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله، فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له).
وقياسا على المرأة والشيخ، فما كان للراهب أن يقاتل.
فمذهب جمهور أهل العلم تحريم التعرض لهؤلاء، وتجنب قتلهم قدر الإمكان، وخالف في ذلك الشافعية والظاهرية، فرأوا أن القتال واجب في حق
كل مشرك إلا ما استثناه النص، فلم يستثنوا إلا النساء والصبيان، وزاد الشافعي الرهبان للآثار الواردة في ذلك.
وسبب الخلاف في المسألة، الاختلاف في الباعث على القتل، هل هو الكفر أم هو القتال والمحاربة، فمذهب الظاهرية والشافعية الكفر، والجمهور على أن الباعث هو المحاربة، ودليل الجمهور:
- قوله تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا).
وجه الدلالة أن الآية لم تجز قتال إلا من قاتل واعتدى، فلا يتعرض لغيرهم.
- كل الأحاديث والآثار السابقة، فالنهي عن قتل النساء والصبيان والشيوخ والرهبان لا بد له من علة جامعة، والعلة أن هؤلاء جميعا ليسوا من أهل المقاتلة والممانعة، يبينه قوله عليه الصلاة والسلام في المرأة: (ماكانت هذه لتقاتل)،فبين أن السبب الموجب لقتلها هي القتال، فكل من لم يقاتل لم يكن مستحقا للقتل.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وإذا كان أصل القتال المشروع في الجهاد ومقصوده هو أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا فمن امتنع من هذا قوتل باتفاق المسلمين، وأما من لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة كالنساء والصبيان والراهب والشيخ الكبير والأعمى ونحوهم فلا يقتل عند جمهور العلماء، إلا أن يقاتل بقوله أو فعله، لأن القتال هو لمن يقاتلنا إذا أردنا إظهار دين الله كما قال تعالى:" وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" انتهى مختصراً من مجموع الفتاوى (28/ 354).
أما الظاهرية والشافعية فدليلهم:
- عموم النصوص الداعية إلى قتال المشركين، كقوله تعالى: (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد).
- حديث: (اقتلوا شيوخ المشركين واستبقوا شرخهم).
وكلا الدليلين لا حجة فيه، فالأول عام في المشركين خص بمن لم ينتصب للقتال، بل حتى هم لا يأخذون بعمومه،بدليل تخصيصه بالجزية.
والحديث على التسليم بصحته هو فيمن شارك برأيه كدريد بن الصمة، وهذا مقاتل لا خلاف فيه.
فالراجح مذهب الجمهور في أن الباعث على القتال هو المحاربة والقتال، وليس الكفر، وهو المتفق مع مقاصد الشريعة في القتال والجهاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا ثبتت هذه العلة، فيمكننا بناء على تطور الحروب وتطور وسائلها وأساليبها،أن نلحق بما سبق ذكره بعض الأصناف التي لم تتحقق فيها علة المقاتلة، فلم يحل قتالها، وهم كالآتي:
1 - المشتغلون بالخدمات الإنسانية:
مثل موظفي الجمعيات والوفود الطبية التي تشتغل بإسعاف الجرحى ونقلهم وعلاجهم كالهلال والصليب الأحمرين،وأطباء بلا حدود، ومنظمات الدفاع المدني وغيرهم.
وكذا موظفي المنظمات الإغاثية التي تعنى بإغاثة المناطق المنكوبة ومناطق الحرب مثل الأونروا وهيئى الإغاثة العالمية وغيرهما.
فكل هؤلاء لا يجوز التعرض لهم بالقتل ما لم يشاركوا العدو أو يقدموا له أي وسيلة من وسائل الدعم، فحينذاك انتفت العلة المانعة.
2 - رجال الصحافة والإعلام:
فكل الصحفيين على اختلاف مهامهم، مراسلين أو مصورين أو تقنيين، كانوا أفرادا أو مؤسسات، لا يحل التعرض لهم بالقتل، لأنهم لا غرض لهم بمقاتلة المسلمين، ولا بمحاربتهم، ووجودهم ليس له من هدف إلا نقل الأحداث بحيادية وصدق، فأشبهوا العسفاء والأجراء لاشتغالهم بصنعتهم وعدم مشاركتهم في الحرب.
ولهذا كم كنت آسف حين كانت تصلني أخبار اختطاف بعض التيارات المقاومة في العراق لبعض الصحفيين الأجانب، خاصة من علم عنهم الدفاع عن القضية ونصرتها، مثل تلك الصحفية الإيطالية، وما يسببه هذا العمل من تشويه لصورة الجهاد الذي أجمعت كل الأديان والقوانين الوضعية علة مشروعيته، وما يسببه ذلك من حرج للمتبنين للقضية والمسوقين لها في المحافل الدولية.
ومع عدم جواز التعرض لهؤلاء لكونهم ليسوا من المحاربين، فلا يجوز أيضا لأن العرف الدولي ملزم لكل الطوائف المجاهدة، كيف وقد التزم به قائد المجاهدين وإمامهم، رسول الأمة صلى الله عليه وسلم حين بعث إليه مسيلمة مع رجلين من أصحابه، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهدان أن مسيلمة رسول الله؟ قالا: نعم.فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما)،أي لولا جريان عرف الدول بعدم قتل الرسل لفعلت، وقد جرى العرف بعدم التعرض لصحفيين فلم يجز قتلهم.
وما زاد من ألمي هو نداء علماء المسلمين سواء من أهل البلد أو من غيرهم بضرورة الإفراج عنهم، ولم يرفعوا بذلك رأسا، ولا جعلوا له موضعا.
دع عنك ما يجلبه هذا الفعل للقضية من مفاسد وسلبيات، فلو لم يكن عدم التعرض لهم إلا من باب السياسة الشرعية لكفى وشفى، فالله المستعان.
فلا يجوز التعرض إذن لرجال الإعلام والصحافة، وتركهم لأداء دورهم الريادي والحساس في نقل الحقائق واستقطاب تعاطف الرأي العام، علما أن التعرض لهم قد يسلبهم حياديتهم،مما يؤثر سلبا على سمعة القضية.
بقيت الإشارة إلى أن كل من ثبت تعاونه مع العدو، بالتجسس أو بث الإشاعات المخذلة، أو الدلالة على مواقع المجاهدين، أو اتباع أساليب الحرب النفسية، فهؤلاء يستهدفون ولا كرامة، لخطر دورهم، وشناعة جرمهم.
هل يقتل الرجل المطيق للقتال لكنه لا يشارك فيه؟
بعد أن رجحنا مذهب الجمهور في اعتبار العلة الموجبة للقتل هي المحاربة والممانعة، فخرج بذلك النساء والصبيان والشيوخ والعسفاء والرهبان والزمنى ومن كان على شاكلتهم، إلا أن هؤلاء جميعا ليسوا بمطيقين للقتال ولا يتصور منهم إلا نادرا، فالمرأة شأنها الاشتغال ببيتها وأبنائها، والصبي لاقوة له وقد اشتغل بلهوه ولعبه، والراهب انقطع لعبادته، والشيخ والزمن والمريض قد حبسه عذره، والعسيف قد انغمس في عمله، فما حكم الرجل البالغ الصحيح غير العسيف والراهب؟،أي من كان قادرا على القتال أو يتصور منه القتال ولو لم يقاتل؟.
وصراحة لم أجد من حرر هذه المسألة تحريرا دقيقا، وغالبهم لا يتعرض إلا للمستثنيات الواردة في الآثار، والذي وقفت عليه من كلام كثير من أهل العلم في الباب، تجويزهم مقاتلة كل مطيق للقتال، قاتل أو لم يقاتل،وحصرهم الاستثناء فيمن وردت بهم الآثار،المرفوعة منها والموقوفة، ومن كان في حكمهم:
يقول الكاساني –رحمه الله-: (والأصل أن كل من كان من أهل القتال يحل قتله، سواء قاتل أو لم يقاتل، وكل من لم يكن من أهل القتال لا يحل قتله إلا إذا قاتل حقيقة) إلى أن قال: (فيقتل القسيس، والسياح الذي يخالط الناس، والذي يجن ويفيق، والأصم،والأخرس، وأقطع اليد اليسرى، وأقطع إحدى الرجلين، وإن لم يقاتلوا لأنهم من أهل القتال).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي السير الكبير: (المقاتلة كل من بلغ مبلغ الرجال، لأن المقاتل من له بنية صالحة للقتال، إذا أراد القتال، وليس للنساء والصغار بنية صالحة للقتال، فلا يكونون من المقاتلة وإن باشروا قتالا بخلاف العادة، ألا ترى أن من لا يقاتل من الرجال البالغين فهو من جملة المقاتلة، باعتبار أن له بنية صالحة للقتال، وإن كان لا يباشر القتال لمعنى، وذوو الأعذار من العميان والزمنى، إن كانوا يباشرون القتال فهم من جملة المقاتلة، وإن كانوا لا يباشرون ذلك فهم من المقاتلة).
وجاء في منح الجليل شرح مختصر خليل في فقه المالكية: (ودعوا (أي الكفار) للإسلام، ثم إن امتنعوا من الإسلام دعوا إلى أداء جزية ... وإن لم يجيبوا إلى للجزية ... قوتلوا ... وإذا قدر عليهم قتلوا، أي جاز قتلهم إلا سبعة، فلا يجوز قتلهم: المرأة والصبي والمعتوه كشيخ فان وزمن وأعمى وراهب منعزل بديرأو صومعة،بلا رأي).
قال الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير: (إن اقتصار المصنف على السبعة يفيد قتل الأجراء والحراثين وأرباب الصنائع منهم).
وقال ابن العربي المالكي: (والعسفاء هم الأجراء والفلاحون ... وقد اختلف فيهم، فقال مالك في كتاب محمد: لايقتلون .... والصحيح عندي قتلهم، لأنهم إن لم يقاتلوا فهم ردء للمقاتلين).
وقال القرطبي: (أي قاتلوا الذين هم في حالة من يقاتلونكم، ولا تعتدوا في قتل النساء والصبيان والرهبان وشبههم).
ويقول ابن قدامة –رحمه الله-: (فأما المريض فيقتل إذ ا كان ممن لو كان صحيحا قاتل).
ولا حاجة لنقل أقوال الشافعية، فهم أصلا قد جعلوا العلة هي الكفر وليس القتال أو إطاقته، فكانوا مع الظاهرية أوسع الناس في هذا الباب.
فظاهر من كلام الفقهاء أنهم يرون قتال كل من يتصور منه القتال، أو كل من يطيقه ويقدر عليه، حتى ولو لم يشارك في القتال مشاركة فعلية،فمجرد احتمال خروجه يوما لمقاتلة المسلمين مادام مطيقا لذلك يحل دمه، ويجيز استهدافه، نكاية بالعدو وإثخانا فيه.
وهذا ما رجحه بعض الباحثين المعاصرين، كالدكتور محمد خير هيكل،والدكتور عبد الله العلي، بل نقل هذا الأخير الإجماع على ذلك، قال –وفقه الله-:
(فلا خلاف أعلمه بين أهل العلم في قتال وقتل كل من كان من أهل الممانعة والمقاتلة من الكفار أثناء الحرب سواء باشر القتال بالفعل أو لم يباشره، وأهل الممانعة والمقاتلة هم كل من يقاتل عادة من الرجال القادرين على تحمل أعباء القتال، وقد نقل الإجماع على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وابن رشد رحمهما الله تعالى).
و ذهب بعض العلماء المعاصرين إلا أنه لا يقتل إلا المنتصب للقتال، أي المشارك فيه مشاركة مباشرة أو غير مباشرة، فمن كف يده وألقى السلام، ولم يعتد ولم يعن على العدوان، فلا يتعرض له، قياسا على الأصناف السابقة، فإن العلة الجامعة لها هي القتال والانتصاب له، والحكم يدور مع علته وجودا وعدما، فأي صنف تحققت فيه العلة لم يجز قتله.
الراجح عندي في المسألة:
لقد تحيرت صراحة في ترجيح أحد القولين، وذلك لأن القول الأول هو مذهب جماهير العلم، مما أعطاه هيبة، ورزقه جلالة، فكيف لمثلي على قلة بضاعتي، وضحالة ما في جعبتي، أن يخالف كل تلك الفهوم الثاقبة، والقرائح النيرة؟،فكم أحتاج إلى دفعات من الجرأة، وشحنات من الإقدام، ليقرر القزم مخالفة العمالقة، والصغير مدافعة الأكابر؟.
ومن جهة أخرى فإن القول الثاني يتفق مع ما أستحضره دوما في هذا الباب من تغليب المقاصد الشرعية على التناول الحرفي للنص، ومن تغليب جانب التعليل والحكمة والمقصد على التعبد المحض، بل يتفق مع ظاهر فهم السلف لهذه النصوص، فاجتمع فيه النقل الأثري، مع النفس المقاصدي، وذلك أقصى مناي في كل اختياراتي وترجيحاتي.
إلا أنني قبل الترجيح أود التنبيه لنقطتين هامتين:
الأولى: لا بد لأي باحث في الباب مراعاة التغيرات التاريخية والهيكيلية التي عرفتها أشكال الأنظمة السياسية لدول الغرب، فلسنا في عهد القيصريات ولا الدكتاتوريات، ولا عهد مذابح ومحاكم التفتيش، ولكن في عصر الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، ومهما كانت هذه الدول غير وفية لعموم هذه المبادئ، فإننا في عصر يعلن فيه زعيم البيت الأبيض من مكتبه قيام الحرب، ثم يطل من نافذة مكتبه ليجد أقواما من رعيته على باب قصره،ينددون بقراره، ويستهترون بمذهبه، بل صنعوا دمية لها وجه مشوه من وجهه، يرمونها بالحجارة والأحذية، وهو مع كل هذا لا يحرك
(يُتْبَعُ)
(/)
ساكنا، بل يضمن بحمايته وجنوده حرية هؤلاء في صنيعهم به.
نحن في عصر يعلن فيه امبراطور انجلترة الحرب على المسلمين من مكتبه بداوننج ستريت، فيلقي نظرة على الشارع الخلفي،فيجد أكثر من مليونين من رعيته، يجوبون الشارع منددين بقراره، متهكمين بقريحته،داعين إلى عزله، وليس له إلا أن يأمر جنده بتسهيل مسيرهم، بل والمشاركة في التنظيم والتسيير.
فترجيح الأقوال واختيار المذاهب في هذا الباب لا بد فيه من مراعاة هذه التغيرات، فلقد مضى ذلك العصر الذي تقرع فيه الطبول،وتنفخ فيه الأبواق، وتدق أجراس الكنائس، ويخرج الشعب عن بكرة أبيه لتشييع الجيش وتشجيعه وتوديعه، ثم إذا ولى منتصرا استقبلته الحشود، ورمي بالورود والرياحين، ورفع أبطاله على الرقاب والأكتاف، وصرنا إلى العصر الذي لا تهتم فيه الشعوب إلا بقوت يومها، وأثاث بيوتها، ونوع مركبها، لا يعنيها خرج الجيش أو دخل، انتصر أو انهزم، إلا إذا كان بين الجيش بعض أقاربه وأحبابه، فتراه خرج معارضا منددا،مطالبا برجوع الجيش وأوبته إلى دياره، ولو جر أذيال الخيبة والهزيمة.
فلا بد للترجيح أن يتناسق مع هذه التغييرات، لا أقصد بذلك ما وقع فيه البعض من محاولة إخضاع النص للواقع،ولو بالتكلف والتعسف، ولكن مع حفظ هيبة النصوص، وعدم تحميلها ما لا يمكنها تحمله، وعدم التحرر من سلطانها وجبروتها.
الثانية: لا بد أيضا من مراعاة تغيرأشكال الحروب، وتغير طرقها وأساليبها، فلم تعد مواجهة واشتباكا بين جيشين نظاميين، ثم ينجلي الغبار، ويدفن القتلى، وينصرف كل جيش إلى مأواه، حرب اليوم تستعمل فيه البوارج والمنصات والقواعد، وترسل فيها الطائرات الجوية والغواصات البحرية فتدك ما تشاء كيف تشاء، ويقذف فيها بالقنابل الصواريخ والأسلحة الكيماوية وسائر أسلحة الدمار الشامل، ويبعث فيها رجال الكوماندو والقوات الخاصة لينفذوا المهمات القذرة، وقد تتخذ الحرب أشكالا أخرى من الحصار السياسي والإقتصادي، وأشكالا من الأحلاف و التوافقات والعمليات، فلا بد أيضا حين تقرير الحكم الشرعي من مراعاة كل هذه الأحوال والتغيرات.
والذي يظهر لي رجحانه –والله أعلم- قول من قال أن العلة هي الانتصاب للقتال والمشاركة فيه، بأي نوع من أنواع المشاركة، وذلك لما يلي:
1 - صحة ما استدلوا به من نصوص محكمة غير منسوخة، ومن أقواها قول المولى تبارك وتعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا)،وهي فيما أرى نص صريح في الموضوع، ولا أفهم من اسم الموصول وموصوله إلا القتال حقيقة وليس إطاقته أو التهيؤ له،يؤكده قوله تعالى: (ولا تعتدوا)،أي لا تعتدوا في قتال من لم يقاتل, وليس من لا يتصور منه القتال.
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في المرأة: (ما كانت هذه لتقاتل)،وأمره صلى الله عليه وسلم بقتل المرأة التي شاركت قومها في القتال، فبانت علة التفريق بينهما، وهي المشاركة.
2 - أن هذا القول هو الموافق لروح الإسلام،والمتفق مع مقاصد الشريعة، وهو المنسجم مع فضيلة العدل، العدل الذي نزل به ميزان السماء، وقامت عليه السماوات والأرض، فلا يستوي عند الله من أعلن الحرب على حزبه وجنده، ونابذه بالعداء، وجاهره بالمحاربة، ومن كف يده وألقى السلام وجاهر بالمودة، ألا ترى إلى ما يقوله المولى جل وعلا: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)،وصدق الله،ومن أصدق منه قيلا وأحسن حديثا، (إن الله يحب المقسطين).
هل من العدل الذي سنقنع الأمم بأننا حملة لوائه، أن نقتل كل مطيق للقتال،حتى لو كان هذا المطيق ممن كره قتالنا، وأعلن ذلك وجاهر وبحت حنجرته به، وتظاهر واعتصم وأضرب من أجل ذلك، وتحمل في سبيل ذلك المشاق، ونالته المتاعب، بل أحيانا قد يعرض حياته للخطر في سبيل ذلك، فما أشبهه بمن قال الله تعالى في حقه: (حصرت صدورهم أن يقاتلوكم) إلى أن قال المولى عز وجل: (فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله عليكم سبيلا).
أترى لو أن مثل هذا الرجل قيل له بأن الإسلام يبيح قتلك واستهدافك، لأنك حربي حلال الدم، أتراه ينبسط صدره وينفتح قلبه ويهش ويبش لهذا الدين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يقال أنى له أن يعرف، فسوق الترجمة نافقة، ومواقع الأنترنت حافلة، والمستشرقون يتلقفون كل ما يرونه مدخلا لنفث سمومهم وبث شرورهم، فلا يمكن إقناع غيرنا برسالة ديننا، وعدالة قضيتنا، بهذا الفقه الذي يظهر أنه كان متأثرا بواقع يخرج فيه خليفة المسلمين فيرى السحابة فوقه، فيخاطبها: (أمطري حيث شئت،فإن خراجك سوف يصلني)،أكثر من تأثره بالنص المجرد، ونحن لا نريدا فقها انهزاميا متأثرا بحال الاستضعاف والخوار، لكن نريد مزاوجة بين فهم شرعي صحيح للنصوص، واستقراء دقيق لها، وقوة في طرحها، وبين واقع بئيس نتجرع فيه غصة الذل والهوان.
3 - إن أصل النزاع في المسألة،هو تحديد علة القتل، فعند الشافعية والظاهرية الكفر، وعند الجمهور المقاتلة، لكن اختلف في المقصود بالمقاتلة، فمذهب الجمهور إطاقة القتال، ومذهب البعض الانتصاب للقتال.
ولنتأمل في كل هذه العلل سبرا وتقسيما، وتنقيحا للمناط، لنصل إلى أدقها وأكثرها اطرادا و انضباطا، بالموازين العلمية الصحيحة، والمقاييس الأصولية الصرفة:
أما التعليل بالكفر فقد سبق الرد عليه، وهي منتقضة بثبوتها في المرأة والصبي مع تخلف الحكم بالإجماع، فالتعليل بالكفر عليل.
أما التعليل بإطاقة القتال و التهييء له كما هو مذهب الجمهور فلا يظهر لي صلاحيته للتعليل لسببين:
الأول: أن أصحاب هذا القول اضطربوا اضطرابا كبيرا في تحقيق مناط علتهم، فمنهم من أجاز قتل الرهبان ومنهم من منع، ومنهم من رأى استهداف العسيف ومنهم من لم ير، ومنهم من أجاز قتل الفلاحين ومنهم من حرم، وهذا الاضطراب وعدم الانضباط دليل على ضعف القول وعدم متانته، وهذا منهج لي في كثير من مسائل الفقه والأصول، فمتى رأيت الاضطراب وعدم الانضباط دل ذلك عندي على الضعف والمرجوحية.
الثاني: أن هذه العلة المدعاة منتقضة، ومعنى النقض عند الأصوليين وجود الوصف المعلل به مع تخلف الحكم عنه، فالعلة لا بد أن تكون مطردة في كل معلولاتها، وقد تحقق وصف إطاقة القتال في العسيف،بل وفي المرأة والراهب عند البعض،ونحن نرى اليوم تتقلد المرأة أرقى المناصب العسكرية، و الراهب يرافق الجيش واعظا ومحرضا، ومع تحقق الوصف في العسيف خاصة تخلف الحكم بجواز القتل، فدل ذلك على أن هذا الوصف لا يصلح لتعليل هذا الحكم.
فلم يبق لنا إلا القول بأن العلة هي الانتصاب للقتال والمشاركة فيه، فهي العلة المنضبطة مع كل جزئياتها، الجامعة لكل فروعها، يندرج تحتها المرأة والصبي والشيخ والراهب والعسيف والفلاح والتاجر، وكل من كف يده،ولم يبادر باعتداء أو عدوان.
4 - الظاهر أن هذه العلة هي التي فهمها الصحابة من نهيه صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان، فلم يفهموا من ذلك قصر النهي على النساء والصبيان، ولا على من لا يطيق القتال، بل وعوا أن العلة متعدية لكل من لم يشارك في القتال، وهكذا منع أبو بكر التعرض للرهبان، وحذر عمر من استهداف الفلاحين، وتجنب الصحابة تجار المشركين، فدل ذلك على مرونة في فهم ذلك النهي عند الصحابة،بل والخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباع سنتهم، والاهتداء بهديهم.
فيتبين مما سبق أن علة قتل الكافر هي قتاله وممانعته، وليس مجرد كفره، أو مجرد إطاقته للقتال.
كلمة جامعة في الموضوع:
بغض النظر عن الخلاف السابق في تحديد علة القتل، فإنه لا بد من استحضار كون المسألة التي نحن بصددها، من أحكام السياسة الشرعية، وهي أحكام ليست مطلقة، بل لا بد فيها من مراعاة المقاصد العامة، واعتبار الظروف والأحوال والملابسات، فالجهاد في سبيل الله،وإن كان عبادة وقربة، بل من أشرف العبادات، وأجل القربات، فالنصوص في تفاصيل فروعه وأحكامه قليلة، إذا ما قورنت بغيره من أبواب العبادات، وذلك أمر مقصود من الشارع، ليفتح الباب لأئمة الأمة ومجتهديها، ليقرروا حسب الواقع والظروف والملابسات ما هو أصلح للمسلمين وأنفع لهم، مع التقيد بالتوجيهات الشرعية العامة، والمعالم الكبرى، وبعض الأحكام التفصيلية التي حكم فيها الشرع بنفسه، وما عدا ذلك فالأمر راجع إلى نظر الإمام ورؤيته، ألا تلحظ معي أن كثيرا من مسائل الباب التي اختلف فيها الفقهاء، الراجح فيها أن الأمر راجع للإمام، على حسب مايراه من نفع ومصلحة، مما يدل على مرونة وجب التحلي بها، وسعة فكر لزم فتح الصدور لها، بل هذا ديدن كل أبواب السياسة الشرعية، والأحكام السلطانية، سواء فيما يتعلق بالحكم وأشكاله وأنماطه، أو
(يُتْبَعُ)
(/)
المحكومين وحقوقهم والتزاماتهم، أو العلاقة بين الحاكم والمحكوم، أو تدبير النظام الاقتصادي والعلاقات الخارجية، أو التعامل مع المخالفين والأعداء، فكل هذه الأبواب مع اتساعها وشمولها وتناولها لكل جوانب الحياة، لم تتناولها إلا نصوص محدودة، لتفسح المجال لأهل الحل والعقد،ليقرروا ما يرونه صالحا للأمة، وليختاروا لها من الأنماط والأشكال ما يقدرونه نافعا لها، مستحضرين المقاصد الشرعية، والسنن الكونية، مستفيدين من كل التجارب البشرية، والحضارات الإنسانية، مع حفظ مكانة النصوص،والعناية بما ورد من بعض الأحكام التفصيلية.
وهكذا الشأن في أحكام الجهاد، وإن كانت النصوص فيه أكثر من غيره من أبواب السياسة الشرعية، إلا أن كثيرا منها خاصة أحاديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، لم تكن أحكاما شرعية لعموم الأمة، ولم تصدر منه صلوات ربي وسلامه عليه بصفته نبيا ورسولا، ولكن بصفته قائدا حربيا، يسوس جيشه، ويقود جنده، ويضع الخطط، ويرتب المواقع، ويصف الصفوف، ويعلن الجوائز، ويحرض المقاتلة، ويتقدم ويتأخر، و يقسم الغنائم،ويفيء الفيء، ويعطي العطايا، ويدفن الشهداء، ويواري التراب على قتلى العدو، ثم يقتل من الأسرى من شاء، ويفادي من شاء، ويسترق من شاء، ويمن على من شاء، ثم هو قد يقاتل قوما ويوادع آخرين، ويغزو قوما ويهادن قوما، ويعاهد هؤلاء ويصالح أولائك، وهو في كل ذلك يبين لأمته مدى مرونة الشريعة في هذا الباب، ومدى ما فتحت من مجال لولاة أمور الأمة،ليقرروا ما هو أصلح شأنا وأقوم سبيلا لأمتهم وشعوبهم.
ولهذا جماع هذا الباب، أن السياسة الشرعية لها الكلمة الفصل فيمن يقتل ومن لا يقتل، مع ضرورة استحضار رسالة الإسلام وعالميته، ومهمته المنوطة به،وهي السعي لهداية الخلق، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ولا مصلحة له في سفك الدماء، وإفناء الخلق، بل هو أحرص ما يكون على إحياء البشر، إلا إذا لم يكن بد من إفنائهم، ومع استحضار أعظم أهداف الجهاد والقتال، وهو الدعوة إلى الله تعالى، وإقناع الأمم بعظمة هذا الدين وعظمة مبادئه، فهذا هو الفصل عندي في المسألة، وهذا كان شأن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب، فقد نهى عن قتل الصبيان والنساء، وأمر بقتل المرأة التي برزت للمسلمين بفرجها، ونهى عن قتل الشيخ الفاني، وأمر بقتل دريد بن الصمة، ونهى عن قتل العسفاء،ونقض بنو قريضة العهد فقتل كل من أنبت من رجالهم، ولم يستبق منهم شيخا ولا عسيفا، لشناعة جرمهم، وعظيم غدرهم، وهكذا اختلفت تصرفاته صلى الله عليه وسلم حسب الأحوال والأغراض والظروف والملابسات.
وعلى هذا سار خلفاؤه الراشدون، فنهوا عن قتل كل من لم يروا في قتله مصلحة للإسلام والمسلمين، فاستبقوا الرهبان والفلاحين والتجار، وكانت فتوحاتهم نموذجا راقيا من الحروب، وأسلوبا بلغ الغاية في التحضر والسمو.
فإذن حتى على القول بأن العلة هي إطاقة القتال، وهو خلاف ما رجحناه، فإن للإمام أن يمنع جنده من استهداف طائفة معينة أو قوم معينين أو حتى بلد معين، ألا ترى إلى قوله صلى الله عليه وسلم: (أتركوا الترك ما تركوكم)،ولما خالف بعض الجهلة هذه الوصية النبوية كانت الكارثة العظمى على المسلمين، ولقد رآى خيرة الأمة عدم استهداف هؤلاء، فالتأسي بهم أولى وأحرى، إلا إذا رآى إمام المسلمين لظرف معين المصلحة في خلاف ذلك.
ورغم أن حديث الفقهاء في هذا الباب هو في جهاد الطلب،حيث تدخل جيوش المسلمين فاتحة فتستبقي من تشاء،وتؤلف من تشاء، إلا أن هذه المسألة لها تعلق ببعض صور الدفع أيضا، وذلك حين يكون الدفع عن طريق بعض العمليات القتالية التي تستهدف العدو، والتي يمكن فيها التحرز والاختيار، فلا بد من مراعاة هذه الأحكام،خضوعا لحكم الله تعالى، وإبرازا لمحاسن هذا الدين ومحاسن الذابين عنه، وإقناعا للأمم بعدالة القضية، واستقطابا لمزيد من الأنصار والمتعاطفين، فكل هذه أهداف مرعية، ومصالح شرعية، لزم اعتبارها، ووجب الأخذ بها.
أتوجه بهذا الحديث لبعض شباب المسلمين، الذين تأثروا –وحق لهم- بما يقع على المسلمين من ظلم واستبداد واستصغار، ونهب للخيرات والقدرات، ومس بأقدس المقدسات، فلم يروا من وسيلة لاسترداد الكرامة إلا باستهداف القطارات ومحطات الطرق، مع أنه لا يرتادها إلا النساء والصبيان،وغير المقاتلين من الرجال، بل غالبهم ممن لم يرض بفعل حكومته، ولا أحب صنيع رؤسائه، ألم تخرج جحافل من البشر في شوارع مدريد وبرشلونة منددة بالحرب على العراق، وبينما هم على ذلك حتى فجعوا شر فجعة في نسائهم وأبنائهم وشيوخهم؟،أيمكن إقناع هؤلاء بعد ذلك بعظمة الإسلام وعدالة الذب عن أراضي المسلمين؟.
ألم يخرج أكثر من مليونين في شوارع لندن يستنكرون تواطؤ بلير مع بوش على الحرب والعدوان، فما كان لهم مكافأة إلا استهداف القطارات،التي لا يستقلها إلا المرأة القاصدة عملها، والصبي الذي يريد مدرسته، والأجير الذي يقصد محل شغله ومهنته، فبأي حق جاز استهداف هؤلاء؟،وبأي شرع استبيحت دماؤهم؟؟.
مع أن هذه العلة ليست إلا السبب الأول من أسباب الحكم بعدم مشروعية العمليات، ويأتيك في غير هذا الباب أسباب أخرى، تنبيك بما في هذه العمليات من مخالفات شرعية،ومفاسد مرئية، فوفقنا الله تعالى لما يحبه ويرضاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 12:20]ـ
والذي يظهر لي رجحانه –والله أعلم- قول من قال أن العلة هي الانتصاب للقتال والمشاركة فيه، بأي نوع من أنواع المشاركة،
بارك الله فيك أخي المغربي
أود أن أعلق تعليقا قبل أن أتوجه إلى فضيلتكم بسؤال, كنت أفضل أن لا تتعرض لبعض الأعمال التي حدثت في واقعنا المعاصر, و كنت أود أن يكون الطرح شرعيا بحتا بعيدا عن المسائل الواقعية, لأن بإدراجها في الموضوع ستختلف وجهات النظر كثيرا و سنصبح في قيل و قال و لن نخرج بكبير فائدة و الله أعلم, فلا بد أن نعالج المسألة شرعيا أولا كما بدأ أول موضوعك, ثم في موضوع آخر نطرح مدى شرعية هذه الأعمال التي تقام في بعض البلدان.
هذه وجهة نظري.
أما سؤالي الموجه لك من سبقك في هذا الترجيح من العلماء؟ و بالطبع أقصد من العلماء المتقدمين و ليس المعاصرين لأن المعاصرين كما تعلم منهم لا يقر بالجهاد أصلا إلا في كتب الفقه فقط فما أدراك لو قيل له قتل مدنيين.
أرجو الإجابة بارك الله فيكم
كتبه أبو معاذ.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 06:04]ـ
أود أن أعلق تعليقا قبل أن أتوجه إلى فضيلتكم بسؤال, كنت أفضل أن لا تتعرض لبعض الأعمال التي حدثت في واقعنا المعاصر, و كنت أود أن يكون الطرح شرعيا بحتا بعيدا عن المسائل الواقعية, لأن بإدراجها في الموضوع ستختلف وجهات النظر كثيرا و سنصبح في قيل و قال و لن نخرج بكبير فائدة و الله أعلم, فلا بد أن نعالج المسألة شرعيا أولا كما بدأ أول موضوعك, ثم في موضوع آخر نطرح مدى شرعية هذه الأعمال التي تقام في بعض البلدان.
هذه وجهة نظري.
أما سؤالي الموجه لك من سبقك في هذا الترجيح من العلماء؟ و بالطبع أقصد من العلماء المتقدمين و ليس المعاصرين لأن المعاصرين كما تعلم منهم لا يقر بالجهاد أصلا إلا في كتب الفقه فقط فما أدراك لو قيل له قتل مدنيين.
أرجو الإجابة بارك الله فيكم
كتبه أبو معاذ.
أحسن الله اليك أخى
سبقتنى بها وكنت سأطرح هذا السؤال على أخينا من سلفه فى هذا القول؟؟؟
وهو عجيب جدا اذ نقل هو الاجماع على خلافه حين قال:
وهذا ما رجحه بعض الباحثين المعاصرين، كالدكتور محمد خير هيكل،والدكتور عبد الله العلي، بل نقل هذا الأخير الإجماع على ذلك، قال –وفقه الله-:
(فلا خلاف أعلمه بين أهل العلم في قتال وقتل كل من كان من أهل الممانعة والمقاتلة من الكفار أثناء الحرب سواء باشر القتال بالفعل أو لم يباشره، وأهل الممانعة والمقاتلة هم كل من يقاتل عادة من الرجال القادرين على تحمل أعباء القتال، وقد نقل الإجماع على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وابن رشد رحمهما الله تعالى).
فكيف ترجح قولا محدثا والاجماع على خلافه؟؟؟؟؟؟؟
كان الواجب عليك أن تنظر الى صحة هذا الاجماع فان صح عندك لم يجز لك مخالفته أو أن تثبت عدم صحة هذا الاجماع أصلا لا أن تخالفه هكذاجزافا!!!
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 01:15]ـ
بارك الله فيك شيخنا أباعائشة المغربي .. فقه حسن بسن ... (ابتسامة)
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 04:30]ـ
لو ثبت الإجماع لكان كلامنا لغوا، وحديثنا سفها، وأنا لم أدع إجماعا، ولكن قلت:الشيخ العلي نقل الإجماع، وليس كل من نقل صدقناه، فكم من إجماع مدعى، لا تجد له في واقع الأمر حقيقة ولا أثرا، وبالنسبة لمسألتنا هذه فلا أرى إجماعا،;ولا أعلم من ادعاه، إنما الشيخ استقرأ أقوال الفقهاء فلم يظهر له من خالف في المسألة،;وأنا أزعم أن الصحابة هم أول من نقض هذا الإجماع، بالتحذير من استهداف الفلاحين والتجار والرهبان، وهم من المطيقين، ثم إن ابن رشد وبن تيمية اللذين نسب إليهما نقل الإجماع، ينم كلامهما على خلاف ذلك، أنظر إلى ابن رشد ماذا يقول: (والسبب الموجب بالجملة لاختلافهم، اختلافهم في العلة الموجبة للقتل، فمن زعم أن العلة الموجبة لذلك هي الكفرلم يستثن أحدا من المشركين، لم يستثن أحدا من المشركين، ومن زعم أن العلة في ذلك هي إطاقة القتال، للنهي عن قتل النساء مع انهن كفار، استثنى من لم يطق القتال، ولم ينتصب إليه، [/ B] كالفلاح والعسيف)
فتأمل في قوله: ولم ينتصب إليه.
وتأمل في كلام شيخ الإسلام: (وإذا كان أصل القتال المشروع هو الجهاد ومقصوده هو أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا فمن منع هذا قوتل باتفاق المسلمين وأما من لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة كالنساء والصبيان والراهب والشيخ الكبير والأعمى والزمن ونحوهم فلا يقتل عند جمهور العلماء إلا أن يقاتل بقوله أو فعله وإن كان بعضهم يرى إباحة قتل الجميع لمجرد الكفر إلا النساء والصبيان لكونهم مالا للمسلمين والأول هو الصواب [ B] لأن القتال هو لمن يقاتلنا إذا أردنا إظهار دين الله كما قال الله تعالى: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} ; jH فتأمل في قوله: (هو لمن يقاتلنا)،فلا أرى أي إجماع في المسألة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 05:57]ـ
جزاكم الله خيراً ...
المسألة واضحة الآن عندي مع أن هناك تداخل بين المسألة الثانية والأخيرة ولكن لا إشكال المعنى واحد ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 04:25]ـ
وأنا أزعم أن الصحابة هم أول من نقض هذا الإجماع، بالتحذير من استهداف الفلاحين والتجار والرهبان، وهم من المطيقين،
صحيح كلامك هو زعم منك أخي الفاضل.
من سبقك بهذا القول أخي الكريم؟
أين نقض الإجماع أخي الفاضل؟
هب أنه ليس هناك إجماع منقول, من قال أن الذكور البالغين لا يجوز استهدافهم.
أكرر للمرة الثانية طلبي.(/)
مسألة ضرب الزوجات؟؟ وهل أثر الزبير رضي الله عنه صحيحا؟؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 09:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"هذه الأسئلة اقتبستها من أحد الردود، وأرى أنها بحاجة إلى إجابة شاقية كافية".
ـ سمعت حديثا حول أن الرجل لا يُسأل فيما ضرب زوجته
طيب كيف سيعرف من يصلح بينهما من المخطئ؟
وهل كانت تستحق الضرب أم لا؟
ـ أمر آخر قرأت أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام وكان شديدا عليها،
وسمعت من أحد طلبة العلم أن الصحابي الجليل "الزبير" رضي الله عنه كان يضرب زوجته بالعصا حتى تتكسر العصا عليها "فهل هذا الأثر يصح"؟؟
ويُنقل أن أسماء رضي الله عنها جاءت أباها فشكت شدة الزبير عليها فقال يا بنية اصبري فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها فلم تزوج بعده جمع بينهما في الجنة
كان يوصيها بالصبر على زوجها رغم أنه كان كما سمعت - لماذا لم يتدخل أبوبكر رضي الله عنه كشأن الآباء اليوم ويوجه الزوج لضرورة الرفق بزوجته؟؟
ـ وهل إن َضَرب الرجل زوجته فكسر لها سنا أو ضلعا هل يقتص منه؟
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 11:53]ـ
ضرب الزبير لاسماء رضي الله عنهما سمعت من يقول ان الذهبي ذكره في سير اعلام النبلاء والله اعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 01:14]ـ
ـ سمعت حديثا حول أن الرجل لا يُسأل فيما ضرب زوجته
طيب كيف سيعرف من يصلح بينهما من المخطئ؟
وهل كانت تستحق الضرب أم لا؟
أخي الكريم سلمه الله
سآخذ مشاركتك فقرة فقرة، وسأبدأ هنا بمسألة: (عدم سؤال الزوج: لم ضربها)، فأقول وبالله التوفيق:
إعلم أن الكلام هنا مخصص في مسألة نشوز المرأة وعصيانها، فالضرب الذي لا مبرر له ولا مسوغ فيه هو منهي عنه أصلا؛ بل قد يعزر الزوج على ذلك، لكن الكلام هنا أخي في باب نشوز المرأة وعصيانها وتغير خلقها، ولكن بشرط مراعاة شروط الضرب وحدوده.
قال الرحيباني في باب النشوز من (مطالب أولي النهى ج5/ص288):
وَلَا يُسْأَلُ لِمَ ضَرَبَهَا، وَقَالَ أَحْمَدُ: لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَسْأَلَهُ وَلَا أَبُوهَا لِمَ ضَرَبَهَا. لِمَا رَوَى أَبُو دَاوُد عَنْ الْأَشْعَثِ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: يَا أَشْعَثُ احْفَظْ عَنِّي شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ لَا تَسْأَلَنَّ رَجُلًا فِيمَ ضَرَبَ امْرَأَتَهُ.
وَلِأَنَّ فِيهِ إبْقَاءً لِلْمَوَدَّةِ، وَلِأَنَّهُ قَدْ يَضْرِبُهَا لِأَجْلِ الْفِرَاشِ فَإِنْ أَخْبَرَ بِذَلِكَ اسْتَحْيَا؛ وَإِنْ أَخْبَرَ بِغَيْرِهِ كَذَبَ. انتهى
وقال المرداوي في باب النشوز من (الإنصاف ج8/ص376):
قال الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ: لَا يَنْبَغِي سُؤَالُهُ لِمَ ضَرَبَهَا.
قال في التَّرْغِيبِ وَغَيْرِهِ: الْأَوْلَى تَرْكُ السُّؤَالِ إبْقَاءً لِلْمَوَدَّةِ، وَالْأَوْلَى أَنْ يَتْرُكَهُ عن الصَّبِيِّ لِإِصْلَاحِهِ. اهـ
فَالضَّمِيرُ في تَرْكِهِ عَائِدٌ إلَى الضَّرْبِ في كَلَامِهِ السَّابِقِ، وَيَدُلُّ عليه قَوْلُهُ بَعْدَهُ فيه: وَالْأَوْلَى أَنْ يَتْرُكَهُ عن الصَّبِيِّ.
وقد جَعَلَهُ بَعْضُهُمْ عَائِدًا إلَى السُّؤَالِ عن سَبَبِ الضَّرْبِ وهو بَعِيدٌ. وَالْمُوقِعُ له في ذلك ذِكْرُ الْفُرُوعِ فيه لِكَلَامِ التَّرْغِيبِ وَغَيْرِهِ عَقِبَ قَوْلِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَلَا يَنْبَغِي سُؤَالُهُ لِمَ ضَرَبَهَا.
أما بالنسبة للحديث فهاك من أخرجه:
النسائي في (السنن الكبرى ج5/ص372)
عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يسأل الرجل فيما ضرب امرأته".
أبي داود في (السنن ج2/ص246)
عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يسأل الرجل فيما ضرب امرأته".
البيهقي في (السنن الكبرى ج7/ص305)
عن الأشعث بن قيس قال: ضفت عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال لي: يا أشعث احفظ عني ثلاثا حفظتهن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسأل الرجل فيم ضرب امرأته، ولا تنامن إلا على وتر، ونسيت الثالثة.
الإمام أحمد بن حنبل في (المسند ج1/ص20) عن الأشعث بن قيس قال: ضفت عمر؛ فتناول امرأته فضربها وقال: يا أشعث احفظ عني ثلاثا حفظتهن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسأل الرجل فيم ضرب امرأته، ولا تنم إلا على وتر، ونسيت الثالثة.
والطيالسي في (المسند ج1/ص10)
عن الأشعث بن قيس قال: ضفت عمر بن الخطاب فقال: يا أشعث احفظ عني ثلاثا حفظتهن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسأل الرجل فيما ضرب امرأته، ولا تنامن إلا على وضوء، ونسيت الثالثة.
والحديث حسنه الضياء المقدسي في المختارة.
قال المناوي في (فيض القدير ج6/ص397):
أي: لا يسأل عن السبب الذي ضربها لأجله، لأنه يؤدي لهتك سترها، فقد يكون لما يستقبح كجماع، والنهي شامل لأبويها.
وقال ابن الملقن: سره دوام حسن الظن والمراقبة بالإعراض عن الاعتراض.
قال الطيبي: قوله لا يسأل: عبارة عن عدم التحرج والتأثم، لقوله تعالى: {فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا} أي: أزيلوا عن التوخي بالأذى والتوبيخ والهجر، واجعلوا ما كان منهن كأن لم يكن. اهـ
قال الحرالي: في إشعاره إبقاء للمروءة، في أنه لا يحتكم الزوجان عند حاكم في الدنيا. انتهى
وانتظر بإذن الله البقية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 02:09]ـ
ـ أمر آخر قرأت أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام وكان شديدا عليها،
وسمعت من أحد طلبة العلم أن الصحابي الجليل "الزبير" رضي الله عنه كان يضرب زوجته بالعصا حتى تتكسر العصا عليها "فهل هذا الأثر يصح"؟؟
ويُنقل أن أسماء رضي الله عنها جاءت أباها فشكت شدة الزبير عليها فقال يا بنية اصبري فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها فلم تزوج بعده جمع بينهما في الجنة
كان يوصيها بالصبر على زوجها رغم أنه كان كما سمعت - لماذا لم يتدخل أبوبكر رضي الله عنه كشأن الآباء اليوم ويوجه الزوج لضرورة الرفق بزوجته؟؟
أخرج ابن سعد في (الطبقات الكبرى ج8/ص251) قال: وأخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم، عن عكرمة أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام، وكان شديدا عليها، فأتت أباها فشكت ذلك إليه، فقال: يا بنية اصبري فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها فلم تزوج بعده جمع بينهما في الجنة.
وأخرج ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج69/ص15) قال:
قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري. (ح) وحدثنا عمي، أنا ابن يوسف، أنا الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا ابن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا كثير بن هشام، حدثنا الفرات بن سلمان، عن عبد الكريم، عن عكرمة أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام، وكان شديدا عليها، فأتت أباها فشكت ذلك إليه، فقال: يا بنية اصبري فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها فلم تتزوج بعده جمع بينهما في الجنة.
أما لماذا لم يتدخل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فالذي يمكن أن يقال هنا أخي الكريم:
أن حرصه على بقاء ابنته وسترها، مع من يكفلها وهو زوجها ويغني أباها عن الاهتمام بها أولى وأحب، فلقد كانوا في زمن عصيب لا يعلم الحال فيه إلا الله، ناهيك عن عظم أمر الزوج الذي تتربى عليه البت وهي في بيت أبيها.
ثم أخي الكريم لو يعلم أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن مشكلة ابنته كبيرة، أو أنها أتته والدم ينزف منها، أو أحد أعضائها مكسور، فهل تعتقد أنه سيقف مكتوف اليدين عن نصرة ابنته ولو بالتنبيه فقط للزبير ونصحه؟!!
أخي الكريم لا يمكن أن نعطي حكما أو تقريرا على مسألة ما حتى يثبت النقل فيها على الصحيح، وما ذكرته لك من الأثر لم أر من أخرجه إلا ابن سعد وابن عساكر، على طول بحث في هذا.
أما ما ذكرته من أن الزبير رضي الله عنه قد ضرب أسماء رضي الله عنها بالعصا حتى كسرها، فوالله قد بحثت عنه قدر الاستطاعة بحثا مضنيا فلم أهتد إلى راو له، أو مخرّج، أو ذاكر.
والذي هو معروف أخي الكريم أن الزبير وإن كان شديدا، فيعلم الله لم أر في الآثار لمعنى الشدة هنا إلا كونه قاسيا في الصرف والنفقة، أما شدة الضرب فلا اعتقد أن مكانة أبي بكر وابنته صغيرة إلى هذا الحد عند الزبير رضي الله عنهم جميعا.
حيث قد وردت عدة أحاديث تشتكي فيها أسماء رضي الله عنها شدة الزبير في الإنفاق.
ثم أمر آخر؛ لم لم تستمع أسماء لنصيحة أبيها ولم تتزوج بعد الزبير؟ أوليس قد تزوجت؟ يعنى ألا تريد الجنة بمخالفتها وصية أبيها؟!!!!
أخي الكريم نحن نتكلم عن منابر نتعلم منها المعاملة كما تعلموها من رسول الله صلى الله عليه.
هذا ما جرى التنبيه عليه، فما وافق صوابا فالحمد لله عليه، وما كان خطأ فمن نفسي الجاهلة سامحني الله عليه.
والله سبحانه وتعالى أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 02:12]ـ
ـ وهل إن َضَرب الرجل زوجته فكسر لها سنا أو ضلعا هل يقتص منه؟
إن كان قاصدا متعمدا، فنعم على الصحيح، وإن كان لتأديبها.
وقد فرق صلى الله عليه وسلم بين الزوجين من جراء هذا التعامل.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 08:21]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل "التميمي".
أجدت وأفدت.
الشدة والغلظة سواء مع الزوجة أو مع غيرها ليست مذمومة على إطلاقها.
قد تكون الشدة ضرورية في بعض المواطن، ولم أستغرب أبدا شدة الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه وأرضاه، ولكن عندما سمعت أثر الضرب بالعصا قلت لعل الأثر ضعيف، ويبدو أن الأمر كذلك والله أعلم.
جزاك الله خيرا.
ـ[ابو بردة]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 11:22]ـ
بارك الله فيكم
تكميل لما ذكره أخونا التميمي حفظه الله
(20599) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة
أن أسماء بنت أبي بكر أتت إلى أبيها تشكو الزبير، فقال: ارجعي يا بنية فإنك إن صبت وأحسنت صحبته، ثم مات ولم تنكحي بعده، ثم دخلتما الجنة كنت زوجته فيها.
ورواه أيضا إسحاق بن راهوية (2019) عن عبد الرزاق به
ورجاله ثقات لكن عكرمة لم يدرك القصة ولم يتبين لي هل سمع من أسماء أم لا فيتحتمل أنه أخذه منها
وقال الطبراني في الكبير (234)
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن زَيْدِ بن هَارُونَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بن يَحْيَى بن عُرْوَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، قَالَ: ضَرَبَ الزُّبَيْرُ أَسْمَاءَ بنتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، فَصَاحَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ فَأَقْبَلَ فَلَمَّا رَآهُ، قَالَ: أُمُّكُ طَالِقٌ إِنْ دَخَلْتَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: أَتَجْعَلُ أُمِّي عُرْضَةً لِيَمِينِكَ؟ فَاقْتَحَمَ عَلَيْهِ، فَخَلَّصَهَا مِنْهُ، فَبَانَتْ مِنْهُ، قَالَ: وَلَقَدْ كُنْتُ غُلامًا رُبَّمَا أَخَذْتُ بِشَعْرِ مَنْكِبِيِ الزُّبَيْرِ.
قال الهيثمي في المجمع =وفيه عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة وهو ضعيف
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 12:12]ـ
ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر يا (أبا بردة)
وجميع المسلمين آمين
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[19 - Jul-2009, مساء 07:23]ـ
بوركتم.
هل من إضافة؟
ـ[أبو أحمد بن عامرين]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 06:28]ـ
هل تقصد هذه الرواية (احكام القرآن لابن العربي): أن أسماء بنت أبي بكر الصديق امرأة الزبير بن العوام كانت تخرج حتى عوتب في ذلك. قال: وعتب عليها وعلى ضرتها، فعقد شعر واحدة بالأخرى، وضربهما ضربا شديدا، وكانت الضرة أحسن اتقاء، وكانت أسماء لا تتقي ; فكان الضرب بها أكثر وآثر ; فشكته إلى أبيها أبي بكر ; فقال لها: أي بنية اصبري ; فإن الزبير رجل صالح
أما حديث لا يسأل الرجل فيم ضرب امرأته
رواه أبو داود (رقم/2147)، والنسائي في " السنن الكبرى " (5/ 372)، وابن ماجه (رقم/1987) وأحمد في " المسند " (1/ 275) وغيرهم، جميعهم من طريق:
داود بن عبد الله الأودي، عن عبد الرحمن المسلي، عن الأشعث بن قيس، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه به.
قلنا: وهذا إسناد ضعيف بسبب عبد الرحمن المسلي، لم يوثقه أحد من أهل العلم، بل نقل ابن حجر في " تهذيب التهذيب " (6/ 304) عن أبي الفتح الأزدي إيراده له في " الضعفاء " وقوله عنه: فيه نظر. وأورد له هذا الحديث.
ولذلك حكم علماء الحديث على هذا الحديث بالضعف والرد، منهم:
قال ابن القطان رحمه الله:
" لا يصح " انتهى.
" بيان الوهم والإيهام " (5/ 524)
وقال الذهبي رحمه الله:
" فيه عبد الرحمن المسلي: لا يعرف " انتهى.
" ميزان الاعتدال " (2/ 602)
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله:
" إسناده ضعيف " انتهى.
" مسند أحمد " (1/ 77)
وكذا ضعفه محققو مسند أحمد في طبعة مؤسسة الرسالة، والشيخ الألباني في " إرواء الغليل " (7/ 98)
ـ[أبو محمد سَعد]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 11:51]ـ
الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعدُ:
كان لي أن جمعتُ يوماً بعضاً من أقوال أهل العلِم في مسألة (ضرب الزوجة) , وعملا ًبقول السَّلف: (مِن بركة العلِم عزوُهُ لأهله) أذكُرُ أنني اعتمدتُ بشكل كبير على رسالة الدكتور نايف الحَمَد المسماة: «اللّمعة في حكم ضرب الزوجة».
قال الله تعالى: ?الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا? [النساء 34]
إنَّ موضوع تأديب الزوج زوجته بالضرب أخذهُ الناس بين الإفراط والتفريط, بين مَن أنكرَهُ –تماماً- من دعاة العلمانية والمساواة –زعموا- وبين من اتخذه أسلوبَ حياة, وقاعدة تعامل مع الزوجة.
وفي هذه الأسطر, نحاولُ أن نجمَعَ كلام أهل العِلم المحققين في هذه المسألة المهمة,
قال ابن كثير: (وقوله: "واضربوهن" أي إذا لم يرتدعن بالموعظة ولا بالهجران, فلكم أن تضربوهن ضربا غير مبرح, .. قال الحسن البصري: يعني غير مؤثر, وقال الفقهاء: هو أن لا يكسر فيها عضوا ولا يؤثر فيها شيئا) اهـ
قال القرطبي: (قوله تعالى: "واضربوهن" أمر الله أن يبدأ النساء بالموعظة أولا ثم بالهجران، فإن لم ينجعا فالضرب؛ فإنه هو الذي يصلحها له ويحملها على توفية حقه. والضرب في هذه الآية هو ضرب الأدب غير المبرح، وهو الذي لا يكسر عظما ولا يشين جارحة كاللكزة ونحوها, فإن المقصود منه الصلاح لا غير, فلا جرم إذا أدى إلى الهلاك وجب الضمان) اهـ
قال النبي –صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع: (فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف) [رواه مسلم 2138].
قال النووي –رحمه الله- في شرحه على صحيح مسلم: (أما الضرب المبرح فهو الضرب الشديد الشاق، ومعناه اضربوهن ضربا ليس بشديد ولا شاق، و"البَرْح" المشقة، و"المبرِّح" بضم الميم وفتح الموحدة وكسر الراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا الحديث إباحة ضرب الرجل امرأته للتأديب، فإن ضربها الضرب المأذون فيه فماتت منه وجبت ديتها على عاقلة الضارب، ووجبت الكفارة في ماله) اهـ[4/ 312].
عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تضربوا إماء الله فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذَئِرْنَ النساء على أزواجهن فرخص في ضربهن فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم) [صححه الألباني].
قال في "عون المعبود": (بل خياركم من لا يضربهن ويتحمل عنهن أو يؤدبهن، ولا يضربهن ضربا شديدا يؤدي إلى شكايتهن.
في شرح السنة: فيه من الفقه أن ضرب النساء في منع حقوق النكاح مباح إلا أنه يضرب ضربا غير مبرح ووجه ترتب السنة على الكتاب في الضرب يحتمل أن نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ضربهن قبل نزول الآية، ثم لما ذئرن النساء أذن في ضربهن ونزل القرآن موافقا له، ثم لما بالغوا في الضرب أخبر صلى الله عليه وسلم أن الضرب وإن كان مباحا على شكاسة أخلاقهن، فالتحمل والصبر على سوء أخلاقهن وترك الضرب أفضل وأجمل) اهـ[5/ 31].
وعن عائشة –رضي الله عنها- قالت: (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل) [صحيح مسلم 4296].
قال النووي في شرحه لهذا الحديث: (فيه أن ضرب الزوجة والخادم والدابة وإن كان مباحا للأدب فتركه أفضل) اهـ[15/ 84].
وقال القاري -رحمه الله تعالى-: (خصا بالذكر اهتماماً بشأنهما ولكثرة وقوع ضرب هذين والاحتياج إليه وضربهما وإن جاز بشرطه فالأولى تركه قالوا بخلاف الولد فإن الأولى تأديبه ويوجه بأن ضربه لمصلحة تعود إليه فلم يندب العفو بخلاف ضرب هذين فإنه لحظ النفس غالباً فندب العفو عنهما مخالفة لهواها وكظماً لغيظها) اهـ[مرقاة المفاتيح 10/ 488].
قال في "كشاف القناع": (والأولى ترك ضربها إبقاء للمودة (وقيل) يضربها (بدرة أو مخراق) وهو منديل ملفوف (لا بسوط ولا بخشب) لأن المقصود التأديب وزجرها فيبدأ فيه بالأسهل فالأسهل .. ) اهـ[17/ 444].
والله أعلم, وآخرُ دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين وسلم تسليماً.
أبو محمد سَعد صَمْدَعي
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[04 - Jul-2010, صباحاً 12:05]ـ
ولكن لو فرضنا أنه ضربها ضربا لم يترك عليها أثرا ولكنه مؤلم في نفس الوقت كاللطم على الرقبة وما شابه ذلك هل عليه شيء من الوزر أو الإثم
ـ[أبو محمد سَعد]ــــــــ[04 - Jul-2010, صباحاً 01:16]ـ
الضربُ على الوجهِ لا يجوز, وعلى كلِّ حال فليَتذكَّر (الضاربُ) قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن ضَرَبَ سوطاً ظلماً اقتُصَّ منه يوم القيامة) [قال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن صحيح/برقم 2291/ط. مكتبة المعارف].
ـ[أبو أحمد بن عامرين]ــــــــ[04 - Jul-2010, مساء 06:51]ـ
لم لم يرد أحد على ما ورد في أحكام القرآن؟؟؟؟!!؟!؟!؟!؟(/)
تاجر اشترى سلعة من السوق هل يجوز له أن يبيعها بعد ذلك في نفس السوق؟
ـ[شبل القرآن]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 01:02]ـ
سؤال عاجل بارك الله فيكم
تاجر اشترى سلعة من السوق هل يجوز له أن يبيعها بعد ذلك في نفس السوق؟
أم هناك شروط؟
أرجوكم أريد الاجابة ممن عند علم في هذه المسألة
وشكرا
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 03:59]ـ
لا بد أن يتم البيعة مع الأول ويخرج من عنده (يتفرقا)
ـ[شبل القرآن]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 04:50]ـ
لا بد أن يتم البيعة مع الأول ويخرج من عنده (يتفرقا)
شكرا جزيلا لك أخي
لكن أريد أن أعرف الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم من اشترى سلعة من السوق أن لا يبيعها حتى ينقلها إلى بيته؟
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 12:13]ـ
سؤال عاجل بارك الله فيكم
تاجر اشترى سلعة من السوق هل يجوز له أن يبيعها بعد ذلك في نفس السوق؟
أم هناك شروط؟
أرجوكم أريد الاجابة ممن عند علم في هذه المسألة
وشكرا
إذا قبض السلعة ما هناك مانع يمنع من بيعها في نفس السوق والقبض يختلف من سلعة إلى أخر.
ـ[الهاجرية]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 05:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهناك شرط ان ينقل السلعة من مكانها فلايبيعها في نفس المكان
جاء في صحيح البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ((لقد رأيت الناس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبايعون جزافا -يعني الطعام -يضربون أن يبيعوه في مكانه حتى يؤووه الى رحالهم))
قال الشيخ خليل المديفر حفظه الله على قول (حتى يؤوه الى رحالهم) قال هذا على سبيل المثال لكن ليس شرطا لو نقله من طرف السوق الى طرف فلا بأس لأنه جاء في حديث (نقلوه من طرفه الى وسطه)
ومن خالف يضرب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث من يضرب المخالف(/)
من يتخلف عن صلاةٍ أو صلاتين في المسجد .. هل يعد من أهل المسجد؟
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 03:33]ـ
من يتخلف عن صلاةٍ أو صلاتين في المسجد .. هل يعد من أهل المسجد؟ نظراً إلى أن الحكم للغالب.(/)
حياة الأبرار بكلام العزيز الجبار،لفضيلة الفقيه: سعد الشثري
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 05:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين،أما بعد
فهذه محاضرة رائعة لشيخنا: سعد الشثري -حفظه الله- تكلم فيها على كلام رب البرية الذي أحيا الله به الامم واخرجها من الظلمات إلى النور،أسال الله ان ييسر لنا القرآن شفيعا يوم القيامة.
رابط المحاضرة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=63593
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 09:15]ـ
جزاك الله خير.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 01:23]ـ
جزاك الله خير.
وإياكم أخي الحبيب
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 02:24]ـ
بارك الله فيك
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 07:17]ـ
بارك الله فيك
وفيكم بارك الله(/)
البنوك الإسلامية
ـ[النيلوفر]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 10:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الكرام أسأل الله الكريم أن أستفيد من علومكم بعد أن تقبلوني بينكم ولدي سؤال إن تكرمتم:
هل تعد البنوك الإسلامية بنوكا ربوية علما بأننا سمعنا من أحد مدرائها أنها تتعامل بالربا ولكن
ما باليد حيلة فنحن نستلم رواتبنا منها ولا نستطيع تحويلها إلى دائرتنا لاستلامها منها.فما حكم ذلك وقانا الله وإياكم
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد جاسم]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 11:23]ـ
كيف تكون إسلامية و هي تتعامل بالربا؟
ألا توجد هيئة رقابة شرعية؟
ـ[النيلوفر]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 04:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم لا يوجد هيئة رقابة شرعية
فهي تحمل اسم البنك الاسلامي ....
ـ[محمد جاسم]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 04:57]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته أخي النيلوفر
ما من بنك يحمل رخصة (بنك إسلامي) إلا و لديه هيئة رقابة شرعية , فتأكد بارك الله فيك.(/)
استفسار دقيق عن حكم التمذهب بمذهب معين
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 10:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لى سؤالا على موضوع التمذهب و لكن أردت إفراد موضوع خاص به للسؤال عن جزئية معينة أرجوا من الأخوة أن يتسع صدرهم لى حتى يتضح لى الحق.
أفاد الأخوة جزاهم الله خيرا فى موضوع التمذهب و لكن ما هو حد طالب العلم الذى عنده يستطيع أن يقول أن هذه المسألة أرجح فى المذهب الفلانى عنه فى المذهب الفلانى؟.
كأن مثلا طالب علم يدرس المذهب الشافعى ثم تعرض لمسألة اللإسبال و قول الشافعى بالكراهة و لكن عند المناقشة مع بعض الأخوة أو قراءة بحث عن هذه المسألة ظهر له أن القول بالتحريم أقوى و هذا الطالب بجميع الأحوال مقلد و ليس له حق الاجتهاد و الترجيح فمذا يفعل؟؟؟! -المثال السابق للتقريب للأذهان و ليس للمباحثة-
ملاحظة: هذا الطالب مثلا درس من كل علم متن و متنين و أصبح عنده قدرة الفهم لكلام الأئمة و إن لم يكن على سبيل التفصيل الدقيق الذى يستطيع به الرد على المخالف.
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 02:13]ـ
أرجوا الرد للأهمية!!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 02:22]ـ
بارك الله فيكم
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وكذلك العامي إذا أمكنه الاجتهاد في بعض المسائل جاز له الاجتهاد فإن الاجتهاد منصب يقبل التجزي والانقسام، فالعبرة بالقدرة والعجز وقد يكون الرجل قادرا في بعض عاجزا في بعض، لكن القدرة على الاجتهاد لا تكون إلا بحصول علوم تفيد معرفة المطلوب، فأما مسألة واحدة من فن فيبعد الاجتهاد فيها والله سبحانه أعلم.
قال ابن الزملكاني: " فما كان من الشروط كلياً؛ كقوة الاستنباط، ومعرفة مجاري الكلام، وما يقبل من الأدلة، وما يُرد،ونحوه، فلا بد من استجماعه بالنسبة إلى كل دليل ومدلول فلا تتجزأ تلك الأهلية "انتهى كلامه
انظر هنا:
وجهة نظر في كون الاجتهاد يتجزأ ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=392)
وهنا زيادة:
وجهة نظر في كون الاجتهاد يتجزأ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82062)(/)
سؤال عن مريم وعن النساء عموما
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 12:07]ـ
وزوجة عمران كانت رمزاً للثبات بنصرة الإسلام (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا) وحينها كان المسجد الأقصى مأخوذاً من المؤمنين فنذرت ما في بطنها لخدمة المسجد الأقصى ووضعتها أنثى وتقبلها الله تعالى منها. وكذلك سورة آل عمران فيها نظرة عالية للمرأة بذكر زوجة عمران ومريم عليها السلام التي رفعت من الروح المعنوية لدى سيدنا زكريا ? فدعا ربه أن يهب له ذرية صالحة. وفي هذا إشارة أن رمز الثبوت هم النساء ولذا جاء ترتيب سورة النساء مباشرة بعد سورة آل عمران. هذا والله أعلم.
فكيف خدمت فى المسجد وهو محتل بل كان فيها أنبياء ولم يكن محتلا؟
وما معنى أن النساء رمز الثبوت؟
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 12:08]ـ
أخي الفاضل من أين اقتبست هذا النص؟
فائدة:
مريم بنت عمران وآسيا امرأة فرعون من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 12:17]ـ
أخي الكريم، لا أعلم من أين أتيت بمقالتك، لكني أخبرك بأمر أخي الفاضل:
هو وإن كانت النساء في بعض الأحيان لهن دور كبير في خدمة الدين على اختلاف ما هيته، لكنها هنا في مقالتك تبقى مستودعا حاضنا لمن قام بنشر الدين وقضي في العلم الإلهي حصوله بسببه. والعبرة بشرف المنبع، وعراقة المنشأ. فتنبه
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 02:56]ـ
أخي الفاضل من أين اقتبست هذا النص؟
فائدة:
مريم بنت عمران وآسيا امرأة فرعون من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.
مالدليل؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 03:02]ـ
أخي الكريم، لا أعلم من أين أتيت بمقالتك، لكني أخبرك بأمر أخي الفاضل:
هو وإن كانت النساء في بعض الأحيان لهن دور كبير في خدمة الدين على اختلاف ما هيته، لكنها هنا في مقالتك تبقى مستودعا حاضنا لمن قام بنشر الدين وقضي في العلم الإلهي حصوله بسببه. والعبرة بشرف المنبع، وعراقة المنشأ. فتنبه
اخر كلامك لاافهمه وارجو التوضيح
والكلام تجده فى هذا الملف فى اوله
http://209.85.229.132/search?q=cache:V3IA6JjxmMYJ:ww w.tafsir.net/vb/showthread.php%3Ft%3D11942+%D8 %AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1+%D 8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9+%D8%A2% D9%84+%D8%B9%D9%85%D8%B1%D8%A7 %D9%86+%D9%85%D9%84%D8%AA%D9%8 2%D9%89+%D8%A3%D9%87%D9%84+%D8 %A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9 %8A%D8%B1&hl=ar&ct=clnk&cd=4&gl=de
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 03:15]ـ
مالدليل؟
طيب ياأخي أجبني على سؤالي أولاً، ثم اطلب مني الدليل!!
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 03:21]ـ
أخي الفاضل من أين اقتبست هذا النص؟
فائدة:
مريم بنت عمران وآسيا امرأة فرعون من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.
تعديل (استدراك نقص):
مريم بنت عمران وآسيا امرأة فرعون من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 01:26]ـ
لقد أجبتك والملف عندك رابطه
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 04:52]ـ
طيب يا أخي .. خذ الجواب الآن ..
زواج النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة بآسية بنت مزاحم و مريم بنت عمران: ورد في الباب أحاديث وفيها ضعف .. ذكرها ابن كثير في تفسيره لسورة التحريم .. فقال رحمه الله:
((وقوله تعالى: {ثَيِّبَـ?تٍ وَأَبْكَاراً} أي منهن ثيبات، ومنهن أبكاراً ليكون ذلك أشهى إلى النفس، فإن التنوع يبسط النفس، ولهذا قال: {ثَيِّبَـ?تٍ وَأَبْكَاراً} وقال أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير: حدثنا أبو بكر بن صدقة، حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق، حدثنا عبد الله بن أمية، حدثنا عبد القدوس عن صالح بن حيان، عن ابن بريدة، عن أبيه: {ثَيِّبَـ?تٍ وَأَبْكَاراً} قال: وعد الله نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن يزوّجه، فالثيب آسية امرأة فرعون، وبالأبكار مريم بنت عمران.
وذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة مريم عليها السلام من طريق سويد بن سعيد: حدثنا محمد بن صالح بن عمر عن الضحاك ومجاهد عن ابن عمر قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرت خديجة، فقال: إن الله يقرئها السلام، ويبشرها ببيت في الجنّة من قصب بعيد من اللهب لا نصب فيه ولا صخب، من لؤلؤة جوفاء، بين بيت مريم بنت عمران، وبيت آسية بنت مزاحم.
ومن حديث أبي بكر الهذلي عن عكرمة عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على خديجة، وهي في الموت، فقال: " يا خديجة إذا لقيت ضرائرك، فأقرئيهن مني السلام "، فقالت: يا رسول الله وهل تزوجت قبلي؟ قال: " لا، ولكن الله زوجني مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وكلثم أخت موسى " ضعيف أيضاً، وقال أبو يعلى: حدثنا إبراهيم بن عرعرة، حدثنا عبد النور بن عبد الله، حدثنا يوسف بن شعيب عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعلمت أن الله زوّجني في الجنّة مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى وآسية امرأة فرعون؟ " فقلت: هنيئاً لك يا رسول الله وهذا أيضاً ضعيف، وروي مرسلاً عن ابن أبي داود)).(/)
ما صحة إطلاق هذه العبارة على العموم: "اني احبكم في الله"?
ـ[حاتم الحجازي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 12:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني وفقكم الله هناك من ينتسب الى العلم والعلماء يقول عند القاء الدرس او محاضرة للحضور سواء الذين امامه او الذين يشهدونه عبر التلفاز اني احبكم في الله بصغة الجمع هل هناك من حرج في هذه المقالة عند اهل العلم ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[حاتم الحجازي]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 12:31]ـ
ارجوا الرد فامر في غاية الاهمية بالنسبة لي
وجزاكم الله خيرا
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 02:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /
لا ليس فيه حرج.
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 07:05]ـ
تعجبني هذه الدقة! والتركيز على معاني الألفاظ! وكيف أنه يقول لأناس لا يعرفهم ولا يعرف أخلاقهم: أحبكم في الله!
سينتهي الإشكال عندك بهذه المعادلة الرياضية:
أحبكم في الله = أحب المسلمين في الله!
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 01:15]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بالنسبة للحضور أمامه فلا إشكال؛ إذ المرء مطالب بحب المسلمين، كلٌّ على قدر طاعته وقرب لله، والمرءُ يبغض فعل السوء من المسلم ولا يبغض المسلم نفسه.
وبالنسبة لمن يشاهده في التلفاز؛ فأغلب الظن أن من يشاهد هم من المسلمين، وغالبا ما يصدر الدعاة والعلماء، بقولهم أيها الإخوة المسلمون، أو إخوتي في الله، مما يُحَجِّم دائرة الحب عليهم، وأقولُ إن العلماء إنما يفعلون ذلك ليتألفوا من يشاهدوهم لإيصال الحق لهم.
فإن الإنسان إذا قال له أحدٌ ما: إني أحبك في الله. أزال من بينه مساحةً كبيرةً وبونًا شاسعًا من ترك التواصل والتناصر، وصار بذلك الأخُ قريبا من أخيه، فيوصل إليه الحق أو الخير الذي يريد أن يوصله إليه، فهي كلمة تهيئة للمشاهد والمستمع.
وأظن أن مثل هذه العبارات تحمل على الغالب، والغالب فيمن يشاهده أو يسمعه أو ينظر إليه أو يحضر عنده هم من المسلمين.
والله أعلم.
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[15 - May-2009, صباحاً 02:09]ـ
جزاكم الله خيرًا على هذه الإفادة(/)
اليقين عند الفقهاء
ـ[د/أحمد الصادق]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 01:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى .. أما بعد
فكثيرا ما يرد فى كلام الفقهاء لفظة ((اليقين)) بمعنى الظن الراجح، ويعرف ذلك من تصفح كلامهم كقولهم باشتراط اليقين فى الأمور التعبدية كمعرفة جهة القبلة، قال القاضي حسين (1) وصاحبه البغوي (2) وغيرهما إنه إذا كانت هناك علامات وأتقن النظر علم الجهة يقينا (3) مع أنه مهما وضع لها من علامات كالنجوم ووضع لها من آلات كالربع والاصطرلاب فإنها كما قالوا تفيد غلبة الظن للعالم بها، على أن محاريب الدنيا كلها نصبت بالتحري حتى منى. (4)
و قال الإمام الشافعى إنما يعاقب الناس على اليقين (5)، ومن المعلوم أن ما تثبت به الحقوق والحدود لا تخرج عن كونها ظواهر؛ فيكون المعنى أنه قد علم ظنيته يقينا، فقولهم يقينا وعلى اليقين يفيد أن حكمه اللزوم عملا وعلما على الظن فيلزمه أن يعلم ظنيته (6).
قال النووى: ((واعلم أنهم يطلقون العلم واليقين ويريدون الظن الظاهر لا حقيقة العلم واليقين فإن اليقين هو الاعتقاد الجازم)) (7) ..
لقد اشتهر عن الفقهاء أنهم يطلقون لفظ المعلوم على المظنون، وذهب بعض العلماء إلى أن موضوع الفقهيات الظن مطلقا وليس ثم مدخل فيها لليقين، وبالغ بعضهم فقال إنه ليس المراد باليقين - أى عند الفقهاء- القطع (8)،وعليه يكون استعمالهم لهذا اللفظ مجاز مطلقا وليس على حقيقته، وهذا فى حد ذاته مخالف للاستعمال اللغوى فالأصل استعمال اللفظ لحقيقته وليس على سبيل المجاز.
لكن هذا ليس مسلما فهناك مسائل فقهية تقوم على اليقين كقسمة الميراث، فعبارة من قبيل: ((إنه لا يقصد باليقين عند الفقهاء القطع مطلقا)) هى من إلقاء الكلام على عواهنه.
والواقع أن اليقين فى الاستعمال الفقهى يشمل: القطع، وغلبة الظن؛ أى أن هناك نوعا من توسيع دلالة اللفظ لدى الفقهاء، قال الطحاوى فى الحاشية على مراقى الفلاح فى بعض المواضع «والمراد بالتيقن هنا غلبة الظن لأن حقيقة اليقين متعذرة» (9) ومصدر ذلك أن الشرع قد أقام هذا الظاهر مقام اليقين (10) إذ لو فرضنا العمل على القطع تعطلت الأحكام لندرة القواطع وقلة مدارك اليقين كما أقام شهادة الشاهدين التي تفيد الظن مقام اليقين في شغل الذمة فأخذ غالب الظن عندهم مأخذ اليقين (11) واندرج تحت مسماه.
لكن هل معنى ذلك أن الأحكام الفقهية معظمها أو كلها ظنية؟
لا شك أن ذلك القول أقرب للبطلان لأنه يخالف مقاصد الشرع ويضعف من قوة إلزام الشريعة، والواقع أن الأحكام الشرعية يقينية بدليل أنهم يطلقون عليها ألفاظا لا تطلق إلى على ما وصل إلى درجة اليقين كلفظ التحريم والإيجاب.
لكن ذلك يوقعنا فى إشكال آخر وهو: كيف ينبنى اليقين على الظن ونحن نعرف أن النتائج تتبع أخس مقدماتها فإن كان الفقه مبناه على الظنون فكيف يفترض أن يترتب على تلك الظنون أحكاما يقينية واجبة الاتباع لدرجة أنه يمكن أن يتعلق بها مصير الإنسان فى الدارين ويحاسب على التزامه بها كما يحاسب على التزامه بالقضايا اليقينية كمسائل الإيمان؟
يجيب الأصوليون على ذلك بأن لا تنافى بين ظن المجتهد الحكم ووجوب العمل به؛ فكل مظنون للمجتهد قطعا وجب العمل به قطعا، وهذا الحكم مظنون قطعا .. فوجب العمل به قطعا؛ أما الصغرى فتعرف بالوجدان فالمرء يشعر بظنه كما يشعر بجوعه وعطشه، وأما الكبرى وهى وجوب العمل بظن المجتهد فقد اختلفوا فى مصدرها وأصح ما قيل فيها إنها معلومة بالإجماع، ذكره الشافعى فى الرسالة، والغزالى فى المستصفى، يقول صاحب كتاب تيسير التحرير والتحبير: ((الأحكام الفقهية كلها يقينية وإن كان أكثر أدلتها أمارات ظنية لانعقاد الإجماع على وجوب العمل بالظن على المجتهد إذا أدى إليه اجتهاده؛ فكل حكم كذا يجب العمل به قطعا تعلق به الخطاب قطعا ولا نعني بالقطعي إلا هذا فثبت أنها قطعية والظن في طريقها)) (12).
---------------
(1) هو أبو على الحسين بن أحمد بن محمد المروزى الفقيه الشافعى المعروف بالقاضى حسين صاحب التعليقة فى الفقه، كان إماما كبيرا صاحب وجوه غريبة فى المذهب،توفى سنى 462 بمروروذ. انظر ابن خلكان: وفيات الأعيان 2/ 134 - 135.
(2) هو أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد، المعروف بالفراء، البغوي الملقب ظهير الدين الفقيه الشافعي المحدث المفسر صاحب " التهذيب " في الفقه، وكتاب " شرح السنة "، و " معالم التنزيل "، توفي سنة 516 بمروروذ. انظر ابن خلكان: وفيات الأعيان 2/ 136
(3) محيى الدين أبى زكريا بن شرف النووى: المجموع شرح المهذب، تحقيق محمود مطرحى، دار الفكر بيروت، ط1 1417 - 1996، 1/ 242
(4) ابن عابدين: حاشية رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار في فقه مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان ويليه تكملة ابن عابدين لنجل المؤلف، مصححة بإشراف مكتب البحوث والدراسات دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع 1/ 421
(5) الشافعى محمد بن إدريس: الأم، دار المعرفة بيروت ط2، 1393، 6/ 144
(6) ابن عابدين: حاشية رد المحتار 2/ 4
(7) النووى: المجموع 1/ 245
(8) السيوطي عبد الرحمن بن أبي بكر: الأشباه والنظائر، دار الكتب العلمية بيروت ط1،1403،ص54 - 55
(9) انظر أحمد بن محمد بن إسماعيل الطحاوي الحنفي:حاشية على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح، المطبعة الكبرى الأميرية ببولاق 1318، 1/ 65،144،74.
(10) النووى: المجموع 2/ 23
(11) النووى: روضة الطالبين وعمدة المفتين، المكتب الإسلامى بيروت، ط2،1405هـ 11/ 159.
() أمير بادشاه: تيسير التحرير طبعة دار الفكر 1/ 11
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 01:25]ـ
هل معنى اليقيل عند الفقهاء أنه الضن الراجح هو المعنى الشرعى الصحيح؟
ـ[د/أحمد الصادق]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 03:17]ـ
اليقين له معنى لغوى ومعان اصطلاحية تختلف من صناعة لأخرى، وهو عند الفقهاء لفظ يتسع ليشمل اليقين وغلبة الظن.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 06:25]ـ
لكن هل معنى ذلك أن الأحكام الفقهية معظمها أو كلها ظنية؟
لا شك أن ذلك القول أقرب للبطلان لأنه يخالف مقاصد الشرع ويضعف من قوة إلزام الشريعة، والواقع أن الأحكام الشرعية يقينية بدليل أنهم يطلقون عليها ألفاظا لا تطلق إلى على ما وصل إلى درجة اليقين كلفظ التحريم والإيجاب.
بارك الله فيك .. لا إشكال إن شاء الله في أن يقال أن الأحكام الشرعية معظمها ظنية - وليس كلها - لأن الاجتهاد الذي يأتي منه ذلك الظن - الذي يدخله الفقهاء في وصف اليقين - إنما هو إفراغ الوسع في استنباط الحكم من أدلته، وبلوغ قدر من القناعة عند المجتهد - بحسب وسعه وقدرته - بصحة ما أداه إليه نظره، لا يرتاب معه في صواب ما ذهب إليه، فهذا ما يوجب عليه العمل وإن كان في حقيقته غلبة ظن وليس قطعا أو جزما مطلقا .. فمعلوم أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وأن ما يصيبه أحدهم يخطئه غيره، وأن البشر يتفاوتون في ذلك.
فلو اختلفت أنظار المجتهدين في استنباط الحكم في مسألة من المسائل، فهذا تكليفهم وواجبهم: العمل بما انتهى إليه كل منهم - والذي هو حينئذ ظن وليس جزما أو قطعا بأنه هو حكم الشرع حقا، وإلا لما وجد الخلاف! - شريطة أن يكونوا قد أفرغوا وسعهم في النظر ولم يفرطوا أو يتبعوا الهوى.
فهو ظن ولكنه ظن جاء من إفراغ المجتهد وسعه في طلب الحق، وهو إنسان مبتلً بالنقص البشري الجبلي الذي لا يسلم منه أحد .. فكان من رحمة الرب جل وعلا أن بنى الأحكام كلها على ذلك القدر الذي يُنتهى إليه عند كل مكلف، والذي لا يوصف إلا بأنه غلبة الظن .. فالحمد لله على نعمة الإسلام.
ـ[د/أحمد الصادق]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 10:18]ـ
جزاك الله خيرا وزادك علما وشكرا على مرورك أخى الكريم أبو الفداء.(/)
لمن أراد شحذ همته ..
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 04:05]ـ
مختارات من علو الهمة للمقدم (1): -- قال الحافظ أبو إسماعيل الهروي الأنصاري – رحمه الله --: ((المحدث يجب أن يكون سريعَ المشي , سريعَ الكتابة , سريع القراءة)) , ويمكن أن يزداد: ((سريع الأكل)) , قال سحنون: لا يصلح العلم لمن يأكل حتى يشبع)) وقال الخافظ السيوطي – رحمه الله --: حدثنا شيهنا الكِناني عن إبِهِ صاحب الخِطابَه
أسرع أخا العلم في ثلاثٍ الأكل , والمشي , والكتابه.!
(2): -- وروي عن الرازي ما يدهش اللب , من علو همته في الرحلة لتحصيل العلم إذ قال:
((أول ما رحلت أقمت سبع سنين , ومشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ , ثم تركت العدد , وخرجت من البحرين إلى مصر ماشيا ً , ثم إلى الرملة ماشيا ً , ثم إلى طرطوس , ولي عشرون سنة)).
سأضرب في طول البلاد وعرضها لأطلب علما ً أو أمرت غريبا ً
فإن تلفت نفسي فلله دَرُّها وإن سلمت كان الرجوع قريبا ً.!
(3): -- قال ابن القاسم: ((أفضى بمالكٍ طلبُ الحديث إلى أن نقض سقف بيته , فباع خشبه)).
وهذا ((يحيى بن معين)) – رحمه الله , خلَّف له أبوه ألف ألف درهم ٍ , فأنفقها كلَّها على تحصيل الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه)).
(4): -- قال يحيى بن القاسم: كان ((ابن سُكَينَة)) عالما ً عاملا ً , لا يُضيِّعُ شيئا ً من وقته , وكنا إذا دخلنا عليه يقول: ((لا تزيدوا على: (سلاَم ٌ عليكم) مسألة , لكثرة حرصه على المباحثة , وتقرير الأحكام.
(5): -- وقال الشيخ ((راغب الطباخ)) – رحمه الله --: (كان علامة حلب الشيخ ((أحمد الحجار)) – رحمه الله – يحب إقتناء الكتب , حتى سمعنا أنه رأى كتابا ً يُباع , ولم يكن معه دراهم , وكان عليه ثياب , فنزع بعضَها وباعه , وإشترى الكتاب في الحال).
وكان السيوطي يلقب ((ابن الكتب)) , طلب أبوهـ إلى أمه أن تأتيه بكتاب في المكتبة فأجاءها المخاض فيها , فولدته بين الكتب , فلذلك لفب , ولقد صدق عليه ذلك اللقب حتى صار أبا الكتب , فقد وصلت مصنفاته نحو ستمائة غير مارجع عنه ومحاهـ.!
(6): -- وكان الإمام ابن مالك النحوي – صاحب ((الألفيه)) وغيرها – كثير المطالعة , سريع المراجعة , لا يكتب شيئا ً من محفوظه حتى يراجعه في محله ولا يُرى إلا وهو يصلي أو يتلو أو يصنف أو يقرأ ...
حُكي / (أنه توجه يوما ً مع أصحابه للفرجه بـ دمشق , فلما بلغوا الموضع اللذي أرادوهـ , غفلو عنه بسويعة , فطلبوهـ فلم يجدوهـ , ثم فحصوا عنه فوجدوهـ منكبًّا على أوراقهـ).!
قلبٌ يطل على أفكاره , ويَدٌ تُمضي الأمورَ , ونفسٌ لهوها التعب.!!
(7): -- وقال علي بن الحسي بن شقيق: ((قمت لأخرج مع ابن المبارك في ليلة باردهـ من المسجد , فذاكرني عند الباب بحديث , أو ذاكرته , فمازلنا نتذاكر حتى جاء المؤذن للصبح)).
(8): -- يقول الإمام ابن عقيل الحنبلي صاحب كتاب ((الفنون)): ((وعصمني الله من عنفوان الشبيبة بأنواع من العصمة , وقصر محبتي على العلم وأهله , فما خالطت لعابا ً قط , ولا عاشرت إلا أمثالي من طلبة العلم)).
فالحريص الموفق اللذي يروم المعالي , لا تراهـ إلا مع أهل العلم العاملين , وأولي الفضل والمجاهده والحكمه والبصيرهـ , ليرشح عليه ما هم فيه أو بعضه , فيكون مثلهم أو قريبا ً منهم.!
(9): -- قال الإمام أبو الفرج بن الجوزي – رحمه الله --:
(تأملت عجباً , وهو أن كل شيء نفيس خطير يطول طريقه , ويكثر التعب في تحصيله.
فإن العلم لما كان أشرف الأشياء , لم يحصل إلا بالتعب والسهر والتكرار وهجر اللذات والراحة , حتى قال بعض الفقهاء: ((بقيت سنين أشتهي الهريسة لا أقدر لأن وقت بيعها وقت سماع الدرس))(/)
متى يجوز للمسلم أن يصلي وهو مستدبر الكعبة وهو عامد ذلك؟
ـ[الدرة المصونة]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 05:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ارجوا افادتنا في هذا السؤال شيوخنا الكرام بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير الجزاء
واسال الله ان لايحرمكم الاجر باذن الله
تحياتي وتقديري
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 06:29]ـ
إذا كان غير مستطيع (مقيَّد مثلاً)
إذا كان في منطقة وسط في المسافة إلى الكعبة من أمامه ومن خلفه
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 06:36]ـ
لو كان بينه و بين الكعبة ساتر كحائط أو غيره
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 06:46]ـ
لو كان بينه و بين الكعبة ساتر كحائط أو غيره
كيف؟
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 07:08]ـ
إذا تنفل و هو على راحلته لا يشترط له استقبال القبلة الا عند تكبيرة الاحرام
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 07:37]ـ
لاَ تَصِحُّ بِدُونِه إِلاَّ لِعَاجِزٍ وَمُتَنَفِّلٍ رَاكبٍ سَائِرٍ في سَفَرٍ .........
قوله: «فَلاَ تَصِحُّ بِدُونِه»، أي: لا تصحُّ الصلاة بدون استقبال القِبلة؛ لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «من عَمِل عملاً ليس عليه أمرُنا فهو رَدٌّ» (1)، ولأن استقبال القبلة شرط، والقاعدة: أنه إذا تخلَّف الشرط تخلَّف المشروط، فلا تصحُّ الصَّلاة بدونه لهذه العِلَّة.
قوله: «إلا لعاجز»، أي: لعاجز عن استقبال القبلة فيسقط عنه وجوب الاستقبال، وقد استثنى المؤلِّف مسألتين:
الأولى: العاجز؛ تصحُّ صلاته بدون استقبال القِبلة، وله أمثلة منها: أن يكون مريضاً لا يستطيع الحركة، وليس عنده أحد يوجِّهه إلى القبلة، فهنا يتَّجه حيث كان وجهه؛ لأنَّه عاجز.
ودليل ذلك قوله تعالى: {{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}} [التغابن: 16]، وقوله تعالى: {{لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}} [البقرة: 286]، وقوله تعالى: {{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}} [الأعراف: 42]. وقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم» (2).
ومن القواعد المقرَّرة عند أهل العلم المأخوذة من نصوص الكتاب والسُّنة: أنه لا واجبَ مع عَجزٍ، ولا محرَّمَ مع ضَرورة (3).
ومن الأمثلة: حال اشتداد الحرب، فيسقط استقبال القِبْلة، مثل لو كانت الحرب فيها كَرٌّ وفَرٌّ؛ فإنه يسقط عنه استقبال القِبْلة في هذه الحال.
ومنها: لو هرب الإنسان من عدوٍ، أو من سيل، أو من حريق، أو من زلازل، أو ما أشبه ذلك، فإنه يسقط عنه استقبال القِبْلة.
قوله: «ومتنفِّلٍ راكبٍ سَائرٍ في سَفَرٍ»، هذه هي المسألة الثَّانية، «المتنفِّل» أي: المصلِّي نافلة إذا كان راكباً، واشترط المؤلِّف شرطين:
أحدهما: أن يكون سائراً.
الثاني: أن يكون في سفرٍ.
فأمَّا الماشي فسيأتي حكمُه.
وعُلِمَ من كلامه أن النَّازل في السَّفر يلزمه استقبال القِبْلة، وأنَّ السَّائر في الحضر يلزمه استقبال القِبْلة.
فإذا قال قائل: هذا استثناء من عموم نصوص الكتاب والسُّنَّة، فقد قال الله تعالى: {{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}} [البقرة: 150]. وهذا عموم من أقوى العمومات، فإنَّ {{وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ}} جملة شرطيَّة من أقوى العمومات؛ فما الذي أخرج هذه الحال من هذا العموم؟
فالجواب: أخرجتها السُّنَّة؛ بفعل الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام، فقد ثبت في «الصَّحيحين» وغيرهما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يُصلِّي النَّافلة على راحلته حيثما توجَّهتْ به، غير أنَّه لا يُصلِّي عليها المكتوبة (4)، فهذه السُّنَّة خصَّصت عموم الآيات والحديث.
فإن قال قائل: أفلا يُمكن أن يكون هذا قبل وجوب استقبال القِبْلة؟
قلنا: لا يمكن؛ لأنَّ الصحابة استثنوا الفرائض، فدلَّ هذا على أنَّه بعد وجوب استقبال القِبْلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا قال قائل: ما نوع هذا التَّخصيص؟ قلنا: هذا في الحقيقة من غرائب التَّخصيصات؛ لأنه قرآنٌ خُصَّ بسُنَّةٍ، وقولٌ خُصَّ بفعلٍ، يعني: لم يقل الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم: من تنفَّلَ في السَّفر فلا يستقبل. ومعلومٌ أن تخصيص قول بفعلٍ، أضعف من تخصيص قول بقول؛ لاحتمال الخصوصية، ولاحتمال العُذر، بخلاف القول.
وأيضاً: تخصيص القرآن بالسُّنَّة أضعف من تخصيص القرآن بالقرآن.
ولكن نقول: إن السُّنَّة تكون من الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم بأمر الله الصَّريح؛ أو بأمره الحُكمي الذي يُقِرُّ الله سبحانه وتعالى فيه نبيَّه على ما قالَ أو على ما فعلَ، ولهذا إذا فعل الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام شيئاً لا يُقِرُّهُ الله عليه بَيَّنَه، كما قال الله تعالى له: {{عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ *}} [التوبة]، وقال تعالى: {{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}} [التحريم: 1]، وقال عزّ وجل: {{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ}} [الأحزاب: 37].
فإذاً؛ نقول: إن فعل الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام في تَرْكِ استقبال القِبْلة في التنفُّل في السَّفر كان بأمر الله الحُكمي؛ لأنه أقرَّه، فيكون ما جاءت به السُّنَّة كالذي جاء به القرآن تماماً في أنه حُجَّة.
فإن قيل: هل تجوز الفريضة للرَّاكب السَّائر في السَّفر بدون استقبال القِبْلة؟
فالجواب: لا؛ إلا في الحال التي يتعذَّر فيها استقبال القِبْلة.
فإن قيل: إذا كان المسافرُ نازلاً في مكان، فهل يجوز أن يتنفَّل إلى غير القبلة؟
فالجواب: لا؛ لأنَّ تخصيص العام يُقتصر فيه على الصُّورة التي وقع فيها التَّخصيص فقط.
فإن قيل: إذا كان الإنسانُ في بلده، لكن البلد متباعد الأحياء؛ فهل له أن يتنفَّل في هذه الحال إلى جهة سيره؟
فالجواب: ليس له ذلك؛ لأنه غير مسافر.
ولو قال قائل: رجل في مَكَّة يتنقَّل في سيارته، هل يجوز له أن يتنفَّل عليها غير مستقبل القبلة أو لا؟
فالجواب: إن كان من أهل مَكَّة فلا يجوز، وإن كان من غيرهم فيجوز، إذاً؛ لو ذهبت إلى مَكَّة في العُمرة، وصرت تتنقَّل من المسجد الحرام إلى بيتك على السيَّارة جاز؛ ولو كانت الكعبة خلف ظهرك؛ لأنَّك مسافر، هذا هو الظَّاهر من عمومات الأدلَّة، وفيه شيء من البحث والنَّظر.
وظاهر كلام المؤلِّف: أنه يجوز أن يتنفَّلَ على راحلته، ولو كان السَّفر قصيراً؛ فإذا خَرجتَ من البلد؛ ولو إلى بلد قريب منك لا يُعَدُّ الخروج إليه سفراً تُقصر فيه الصلاة؛ جاز لك التنفُّل على الرَّاحلة غير مستقبل القِبْلة للعموم، ولكن بعض الأصحاب رحمهم الله قالوا: لا يجوز التنفُّل على الرَّاحلة إلا في سفر يقصر فيه، فإن كان لا يقصر فيه فإنه لا يجوز (5).
من الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين رحمه
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 07:44]ـ
و قال شيخنا حمد الحمد
قال: (فلا تصح بدونه)
فلو صلى إلى غير القبلة مع قدرته على استقبالها فإن صلاته باطلة.
قال: (إلا لعاجز)
أي عاجز عن استقبالها، كمربوط أو مصلوب إلى غير القبلة فإن هذا لا يمكنه أن يستقبلها، فيجب عليه أن يصلي الصلاة على حسب حاله لقوله تعالى {فاتقوا الله ما استطعتم} (3) والحديث: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) (4)
متفق عليه.
ومثل ذلك بعض صور صلاة الخوف - وسيأتي الكلام عليها في بابها -.
قال: (ومتنفل راكب سائر في سفر)
" راكب " لا ماشي وسيأتي الكلام على الماشي.
" سائر " لا نازل، فإذا كان نازلاً فيجب أن يصلي مستقبل القبلة.
" في سفر " سواء كان السفر طويلاً أو قصيراً.
والسفر القصير عند الفقهاء: هو السفر الذي لا تقصر فيه الصلاة، وهو ما دون 4 برد أو 16 فرسخاً وهي ما تزيد على 80 كم.
فلو سافر إلى بلدة دون هذه المسافة فهذا هو السفر القصير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما إذا كان أربعة برد فهذا الذي يحل فيه قصر الصلاة - هذا هو المشهور في المذهب وهو مذهب الجمهور - من تقسيم السفر إلى سفر طويل وقصير - وسيأتي ترجيح الظاهر في هذه المسألة وأن السفر مطلق ليس منه القصير والطويل، بل متى ثبت السفر فإن القصر يكون مشروعاً ولا فرق بين طويل السفر أو قصيره.
فعلى المذهب: لو خرج إلى قرية قريبة لا يقصر فيها الصلاة فيجوز له أن يصلي النافلة على راحلته غير مستقبل القبلة وأولى منه لو سافر سفراً تقصر فيه الصلاة.
هذا مذهب جمهور العلماء وأن السفر هنا مطلق يدخل فيه القصير والطويل.
وذهب الإمام مالك: إلى أن الصلاة على الراحلة في النفل لا تشرع إلا في السفر الطويل والسفر الطويل هو ما ثبت فيه القصر، وما لم يثبت فيه القصر فلا يشرع فيه ذلك.
وعن الإمام أحمد قول ثالث: وهو جوازه في الحضر وهو قول أبي يوسف من الأحناف وهو مذهب الظاهرية ومذهب بعض الشافعية.
إذن في المسألة ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه يجوز حضراً وسفراً - وهو رواية عن الإمام أحمد -.
القول الثاني: أنه لا يجوز في الحضر، وإنما يجوز في السفر مطلقاً طويلاً كان أو قصيراً - وهذا المشهور في مذهب الحنابلة -.
القول الثالث: وهو مذهب المالكية أنه لا يشرع إلا في السفر الطويل.
والصحيح منها ما ذهب إليه المالكية، للأحاديث الواردة في هذا الباب، فمن الأحاديث الواردة في أصل الرخصة في صلاة النفل على الراحلة - ما ثبت في الصحيحين عن عامر بن ربيعة قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته حيث توجهت به) زاد البخاري: (يومئ برأسه ولم يكن يصنعه في المكتوبة) (1)
وهذا الحديث ليس فيه أن ذلك في السفر، بل هو مطلق في السفر وفي غيره. وبه استدل من رأى أن النافلة يجوز أن تصلى على الراحلة في الحضر وهو رواية عن أحمد كما تقدم.
والحديث الثاني في هذا الباب: ما ثبت في البخاري عن عبد الله بن دينار قال: (كان عبد الله بن عمر إذا كان في السفر يصلي على راحلته أينما توجهت يومئ، وذكر عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله) (2) وهنا فيه قيد السفر.
والحديث الثالث: ما ثبت في مسند أحمد وسنن أبي داود بإسناد جيد عن أنس بن مالك قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان في سفر فأراد أن يتطوع استقبل بناقته القبلة فكبر ثم صلى حيث كان وجه ركابه) (1).
وفي هذا دليل لما ذهب إليه الجمهور في أن ذلك إنما يكون في السفر، فإن مفهوم هذا الحديث أنه إن لم يكن في سفر فإنه لا يفعل ذلك - وهذا هو الأصل فإن الأصل في الصلاة أن تصلى إلى القبلة وأن يركع ويسجد وأن يفعل فيها ما يفعله المفترض إلا أن يدل دليل على ذلك، فقيد أنس هذا الفعل بأنه في السفر فيحمل عليه حديث عامر بن ربيعة فيقيد به إطلاق حديثه.
وإنما نرجح مذهب مالك؛ لأن ظاهر لفظة السفر في الشريعة السفر الذي تقصر فيه الصلاة، فإن الشارع شرع القصر في السفر، وهنا قد أتى لفظ السفر، فالأصل أن يكون هو السفر الذي رخص فيه بالقصر وغيره من الأحكام المختصة بالسفر، فيحمل لفظ السفر في حديث ابن عمر وأنس على السفر الذي يشرع فيه القصر.
وتقسيم السفر إلى طويل وقصير لا دليل عليه شرعي، وإطلاقات الشريعة ظاهرها أن السفر واحد وأن السفر الذي شرع فيه القصر هو السفر الذي شرعت فيه الصلاة على الراحلة تطوعاً حيث توجهت الراحلة.
إذن أرجح هذه المذاهب هو مذهب المالكية من أن هذا مشروع في السفر الذي تقصر فيه الصلاة، وأما ما يسميه الفقهاء من السفر القصير فلا تشرع فيه، ومثله الحضر فكذلك لا تشرع فيه.
والسنة له أن يومئ بركوعه وسجوده، كما تقدم في حديث عامر بن ربيعة (يومئ رأسه) وحديث ابن عمر في قوله (أينما توجهت يومئ) وذكر عبد الله بن عمر أن: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله أي من الصلاة والإيماء) (1).
والسجود أخفض من الركوع لما ثبت في سنن أبي داود والترمذي والحديث صحيح عن جابر قال: (بعثني النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة فجئته وهو يصلي على راحلته نحو المشرق والسجود أخفض من الركوع) (2).
ـ[مازن الغزالي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 08:25]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اذا كان المصلي في داخل الكعبة نفسها والله اعلم
عفوا ..... لست شيخا ارجو ان اكون ((طويلب علم))
ـ[الدرة المصونة]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 09:27]ـ
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[الدرة المصونة]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 10:50]ـ
بارك الله فيكم
لكن اذا كان المسلم في الحرم المكي مستدبر الكعبة وهو عالم بذلك ومع ذلك تصح صلاته إن عمل ذلك؟؟؟
المرجو الافادة، بارك الله بكم ونفع الله بكم هذه الامة
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 10:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /
المسافر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 11:19]ـ
إذا صلى في داخل الحجر؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 05:31]ـ
بارك الله فيكم
لكن اذا كان المسلم في الحرم المكي مستدبر الكعبة وهو عالم بذلك ومع ذلك تصح صلاته إن عمل ذلك؟؟؟
المرجو الافادة، بارك الله بكم ونفع الله بكم هذه الامة
/// الجواب: إذا صلَّى داخل الكعبة، إذ هو مستقبلٌ لأحد جدرانها مستدبر للأخرى منها.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 07:11]ـ
في الحقيقة ليس مستدبرا بل هو مستقبل الكعبة وللفائدة ليس الحجر كله من الكعبة فليس من الكعبة إلا مقدار ستة أذرع وشيء.(/)
تساؤلات حول أحكام تتعلق بالصلاة
ـ[النيلوفر]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 10:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - ما حكم تأخير المرضى للصلاة وأحيانا قد يضطرون إلى قضائها بعد فواتها؟
2 - ما حكم المرور أمام المصلّي حين ركوعه كما يحدث في الحرمين المكي والنبوي، فيقوم البعض وحتى أثناء ركوعه بمنع المار من إكمال مسيره من بين يدي المصلي هل هذا جائز؟
3 - ما حكم المصافحة بعد الصلاة وهل حقا ما يقال بأن الذنوب تتساقط بعد السلام من قبل المصلين بعد الانتهاء من الصلاة؟
4 - هل يشرع للنساء إقامة أثناء صلاتهن في جماعة للنساء؟
5 - ما هي عورة المرأة في الصلاة وهل كشف القدمين يبطل الصلاة بالنسبة للمرأة؟
6 - هل الرعاف المفاجيء أثناء تأدية الصلاة يبطلها؟
جزاكم الله خيرا وعافاكم وحرم وجوهكم وجلودكم على نار جهنم وطمأنكم يوم الفزع الأكبر
ـ[النيلوفر]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 10:34]ـ
بالنسبة لتساقط الذنوب قصدت أثناء المصافحة بعد انتهاء الصلاة
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 11:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - ما حكم تأخير المرضى للصلاة وأحيانا قد يضطرون إلى قضائها بعد فواتها؟
لا يجوز بحال تأخير الصلاة عن وقتها لكن يجوز لهو الجمع إذا كانت تجمع الى ما بعدها.
2 - ما حكم المرور أمام المصلّي حين ركوعه كما يحدث في الحرمين المكي والنبوي، فيقوم البعض وحتى أثناء ركوعه بمنع المار من إكمال مسيره من بين يدي المصلي هل هذا جائز؟
القول الصحيح هو جواز المرور بين يدى المصلى بالحرمين للمشقة وأظنه قولا لابن تيمية وهو قول الشيخ ابن باز.
3 - ما حكم المصافحة بعد الصلاة وهل حقا ما يقال بأن الذنوب تتساقط بعد السلام من قبل المصلين بعد الانتهاء من الصلاة؟
لا اعلم عن صحة الحديث.
4 - هل يشرع للنساء إقامة أثناء صلاتهن في جماعة للنساء؟
فيه خلاف في المسألة والراجح دائرا بين المشروعية والاباحة.
5 - ما هي عورة المرأة في الصلاة وهل كشف القدمين يبطل الصلاة بالنسبة للمرأة؟
فيه خلاف والجمهور على الجواز وهو اختيار شيخ الاسلام وعند الحنفية كلها عورة ماعدا الوجه والكفين والقدمين وهو اختيار الشيخ وايضا اختيار ابن عثيمين.
6 - هل الرعاف المفاجيء أثناء تأدية الصلاة يبطلها؟
لا يبطلها وقد ورد اثار عن الصحابة ما يدل على ذلك كابن عمر وغيره.
جزاكم الله خيرا وعافاكم وحرم وجوهكم وجلودكم على نار جهنم وطمأنكم يوم الفزع الأكبر
والسلام عليكم
ـ[النيلوفر]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 11:14]ـ
جزاك الله خيرا أخا الإسلام(/)
هذه القصة غريبة جدا؛ أوردها أحد الأفاضل!!!!!
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 11:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .... أما بعد ....
أيها المباركون؛ سمعت هذه القصة من أحد الشيوخ الأفاضل - نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا - وفيها أشياء استغربتها كثيرا -وهي ملونة باللون البني- هل عندكم تفسيرا لها.
القصة
جاء رجل إلي أمير المؤمنين عمر إبن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه وكان الرجل معه إبنه
وقال ليس هناك فرق بين الإبن وأبيه فتعجب عمر قال والله مارأيت مثل هذا اليوم عجبا
ما أشبه أحد احد أن تعده إنك ما أشبه الغراب الغراب والعرب تضرب فى أمثالها إن الغراب كثير الشبه بقرينه فقال له يا أمير المؤمنين كيف ولو عرفت إن أمه ولدنه وهي ميتة فغير عمر من جلسته.!!!!!!! وبدل من حالته وكان رضي الله عنه وأرضاه يحب غرائب الأخبار قال أخبرني
قال يا أمير المؤمين كانت زوجتي أم هذا الغلام حاملا به
فعزمت على السفر فمنعتني فلما وصلت الي الباب الحت عليا الأ أذهب قالت كيف تتركني وأنا حامل. فوضعت يدي على بطنها وقلت اللهم إني أستودعك غلامي هذا ومضيت وتأمل بقدر الله
لم يقل وأستودعك أمه.وخرجت ومضيت وقضيت في سبيل مشاء الله ليا أن امضي وأقضي
ثم عدت فلم عدت وإذا بالباب مقفل وإذا با أبناء عمومتي يحيطون بي
ويخبرونني إن زوجتي قد ماتت فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون فأخدوني ليطعموني عشاءا أعدوه لي فبينما أنا على العشاء إذ بدخان يخرج من المقابر فقلت ماهذا الدخان قالوا هذا الدخان يخرج من مقبرة زوجتك كل يوم مند أن دفنها فقال الرجل والله أنني لمن أعلم خلق الله بها كانت صوامة قوامة عفيفة لاتقر منكر وتأمر بالمعروف. ولايخزيها الله أبدا فقام وتوجه إلي المقبرة وتبعه أبناء عمومته قال فلما وصلت إليها ياامير المؤمنين أخدت أحفر حتى وصلت إليها
فإذا هي ميتة جالسة وإبنها هذا الذى معي حي عند قدميها وإذ بمنادي ينادي يامن أستودعت الله وديعة خد وديعتك قال العلماء ولو أنه أستودع الله جل وعلا الأم لوجدها كما أستودعها لكن ليمضى قدر الله لم يجرى الله على لسانه أن يودع!!!!!!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 11:53]ـ
سامحني أخي (فيصل) على هذا، لكن أعتقد أني رأيت مثل هذه القصة في التوراة المحرفة.
:):):):):)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 11:58]ـ
سامحني أخي (فيصل) على هذا، لكن أعتقد أني رأيت مثل هذه القصة في التوراة المحرفة.
:):):):):)
مصادر القصة
قال الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري - حفظه الله -
1:-المصدر الأول
كتاب الدعاء للإمام أبي القاسم سليمان إبن أحمد الطبراني اللخبي رحمه الله فإنها موجودة في كتابه ذلك بسندها. وسندها فيه عبيد إبن إسحاق العطار ويقال عطار مطلقات كوفي كنيته أبوعبدالرحمن مات بعد المئتين من الهجرة
وهذا الرجل العطار ضعفه جما غفير من الائمة قال فيه إبن عدى عامة أحاديثه منكر. وقال إبن حبان في المجروحين يحدث عن الثقات او يروي عن الثقات مالايشبه أحاديث الإتباع ولايعجبني ما أنفرد به. أقول وهذه القصة ممن انفرد بها دلكم الرجل وقال فيه البخاري له مناكير. وقال الأزدي متروك الحديث وقال فيه إبن معين ليس بشي كما ضعفه الدارقطمي والنسائي وأمثال هؤلاء الأئمة
والعلماء كثيرون أختصرتهم لإن مقصودي الإشارة التي يدرك بها السامع أن القصة ضعيفة الإسناد.
2:-المصدر الثاني
كتاب لرجل من غلاة المتصوفة وهو ابن عطاء الله الاسكنداراني وقد شرح هذا الكتب الحكم متصوفا أخر هو احمد إبن محمد إبن عجيبة الحسني. قال فيه صاحب معجم المطبوعات العربية العارف الصوفي وسمى شرحه إيقاظ الهمم شرح متن الحكم والقصة موجودة في الشرح.
فبان بهذا التقرير إن مصادر القصة ليست موثوقة حتى يعمد إليها في وعظ الناس وعظ يراد به إصلاح حالهم وترغيبهم في الخيرات وترهيبهم من المنكرات والسيئات
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 04:50]ـ
سمعت هذه القصة من الشيخ المغامسي؛ وتعجبتُ كثيراً أن يذكرها مثله، فقد كان السلف يتجنبون ذكر الغرائب حتى لو صحت.
وفيما صح، ويُعقل غُنية.
ـ[ابوسعد خالدي]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 06:25]ـ
لو كانت هذه القصه صحيحه لمن الصعب على ناقلها الاول البوح بها لقلة العقلانيه .... انا اعتذر لوقاحة ردي ولكن هذه تعتبر من المعجزات ان صح التعبير و السؤال هنا اين المؤرخين ومن هو هذا الغلام ومن هو امه وكيف عاش بالقبر طيلة هذه الفتره ومن كان ينتثر التراب ام الدخان من على القبر ..
اخي الكريم ان بعض المذاهب المعاديه لسيدنا عمر رضي الله عنه تفتعل قصص اللاعقلانيه واللا معقوله لاجل ان تهتز صوره سيدنا عمر رضي الله عنه وارضاه ... ان الله سبحانه وتعالي قال في محكم كتابه ((كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحيكم ثم إليه ترجعون)) صدق الله العظيم وقد قال يحي العظام وهي رميم و و و الخ فهل يعني هذا ان يوجد احد بيننا قد رجع للحياه بعد الموت لا والله لم اسمع في زمننا هذا هذا الشي ...
ان الله العلي القدير قادر على كل شي ولا اقصد ان اقلل من قدرة ربي الواحد الاحد ولكن الله جلى وعلا قال افلا تتفكرون .. افلا تعقلون
و عذرا منكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 02:09]ـ
إخواني الأفاضل:
لقد أخرج القصة كذلك الحافظ ابن أبي الدنيا في كتابيه: " القبور " رقم: 135 و" مجابي الدعوة " رقم: 47 وعنده متابعة لعبيد بن إسحاق
ولقد حكم محقق كتاب القبور على القصة بالقبول
قلت: وهي قصة من القصص لا ينبغي لنا التشدد في إسنادها، وإسنادها صالح في مثل هذا
وليس في القصة ما يدعوا إلى ردها فلقد دعا الرجل ربه فاستجاب لدعائه فكان ماذا؟
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 02:38]ـ
وأخرجها كذلك ابن أبي الدنيا في كتابه " من عاش بعد الموت " رقم: 25 وفي كتابه " الهواتف " رقم: 59
والطبراني في " الدعاء " رقم: 824
وقال عنها الحافظ ابن حجر بعد أن رواه من طريق الطبراني في الدعاء في كتابه تخريج الأذكار كما في " الفتوحات الربانية " (5/ 114): حديث غريب موقوف رواته موثقون إلا عبيد بن إسحاق العطار شيخ شيخ الطبراني في الحديث فضعقه الجمهور ومشاه أبو حاتم
والله أعلم وأحكم(/)
مامعنى أخذهابركة؟؟؟
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 06:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخي الكرام .....
كثيرا ماسمعت من تقرأ البقرة من أجل الحمل أو لفك السحر أوغير ذلك من حاجات
وتلتزم بقرائتها يوميا في أي ساعة وتكون قراءة متصل أو غير متصله ودليليهم على ذلك أن أخذهابركة وتركها حسرة ولاتستطيعها البطلة كما جاء في الحديث فبحثت عن معنى الحديث ولم أجده أو وجدت معنى مختصر أحتاج للتوضيح!!
فبارك الله فيكم سؤالي هو ماصحة هذا العمل الالتزام بقراءتهايوميا؟
ومامعنى الحديث بالتفصيل؟
وكيف يكون الانتفاع بفضل السورة؟
بارك الله في علمكم ونفع بكم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 11:53]ـ
إليك أختي الفاضلة ما يسر الله بيانه حول معنى هذه الفقرة:
(أخذها) يعني المواظبة على تلاوتها والعمل بها وتعلمها (بركة) أي زيادة ونماء.
فلذلك جاء من بركتها: أنها تطرد الشياطين من البيت بإذن الله تعالى.
وبالنسبة لفضل السورة فلا يتحقق أختي الفاضلة إلا إذا ثبت بالنص الصحيح إختصاصها بهذه الفضيلة أو تلك. وإلا فقد وضع من الأحاديث الكذب الباطلة في فضائل السور ما لا يعلمه إلا الله.
فإذا ثبت فضلها تحقق بإذن الله وقوعه وحصوله لمن قرأها، ولكن المراد ما يصدق عليه اسم قراءة، والمراد: الإكثار والمتابعة، فليس المرة والمرتين مما يوصف صاحبها بالقارئ، بل والله وصفه بالمفرط أولى.
فمن وجد في نفسه الهمة العالية والقدرة على القراءة اليومية فما المانع من ذلك، وما هذا إلا توفيق الله لهذا الشخص وإلقاء البركة في وقته.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما الأعمال بالنيات".
والله سبحانه وتعالى أعلم.
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 03:25]ـ
جزاكم الله خير على التوضيح وأن كنت أحتاج لشرح أكثر لمعنى الحديث!!
أفهم من ردكم أنه لاحرج من قرائتها يوميا بقصد البركة في كل شيء؟؟(/)
مشروعية استخدام مكبرات الصوت في إقامة الصلاة
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 08:51]ـ
يستحب أن يقيم المؤذن في موضع أذانه
وهو مذهب الحنابلة لما أخرجه أبو داود عنْ بِلَالٍ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ) ورجح أبو حاتم والدارقطني والبيهقي أن المحفوظ فيه الإرسال. وجه الدلالة: أن بلالا كان يقيم في موضع صلاته لما خاف أن يسبقه بالتأمين. ومن الآثار: ما خرجه عبدالرزاق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنه كان مؤذنا للعلاء بن الحضرمي بالبحرين فاشترط عليه بأن لا يسبقه بآمين)) وأخرجه البيهقي: ((عن أبي رافع أن أبا هريرة كان يؤذن لمروان بن الحكم، فاشترط أن لا يسبقه بـ (الضالين) حتى يعلم أنه دخل الصف، و كان إذا قال مروان: (و لا الضالين) قال أبو هريرة: " آمين "، يمد بها صوته،و قال: إذا وافق تأمين أهل الأرض أهل السماء غفر لهم.)) قال الألباني في الصحيحة ((سنده صحيح)). ولما جاء عن ابن عمر ((كنا إذا سمعنا الإقامة توضأنا ثم خرجنا إلى الصلاة)) أخرجه أحمد وصححه الأرنؤوط ولما خرجه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((إِذَا سَمِعْتُمْ الْإِقَامَةَ فَامْشُوا إِلَى الصَّلَاةِ وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ)) فعلم أن الإقامة كان يسمعها الغائبون ولأن الإقامة أحد الأذانين فاستحب اسماعها للغائبين.
والقول الثاني:أنه يقيمها في المسجد وهو مذهب جمهور أهل العلم. لما جاء في حديث عبدالله بن زيد في بعض طرقه في سنن أبي داود وغيره بعدما علمه الملك الآذان ((قَالَ ثُمَّ اسْتَأْخَرَ عَنِّي غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ قَالَ وَتَقُولُ إِذَا أَقَمْتَ الصَّلَاةَ) قال الألباني في " تمام المنة " عن أثر ابن عمر السابق ((أما حديث ابن عمر فلا دلالة فيه لما ذكره مطلقا لأنه من الممكن سماعه للإقامة لقربه من المسجد وذلك لا يستلزم أن تكون الإقامة في موضع الأذان كما هو ظاهر)) و قال أيضا ((وقد وجدت بعض الآثار تشهد لحديث عبد الله بن زيد فروى ابن أبي شيبة عن عبد الله بن شقيق قال: من السنة الأذان في المنارة والإقامة في المسجد وكان عبد الله يفعله وسنده صحيح)) قلت: هو مرسل لا حجة فيه، والمنارة لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. قال الألباني ((وروى عبد الرزاق أن عمر بن عبد العزيز بعث إلى المسجد رجالا: إذا أقيمت الصلاة فقوموا إليها وسنده صحيح أيضا وهو ظاهر في أن الإقامة كانت في المسجد)) قلت: ليس فيه دلالة لأنه خاطب المصلين وهم قد يسمعون الإقامة حتى لو كانت خارجا. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "شرح العمدة " ((فعلم إن الإقامة كانت حيث يسمعها الغائبون عن المسجد إما موضع الأذان أو قريبا منه)) قلت والأقوى ما قاله الحنابلة، وإن قال المرداوي في "الإنصاف " أن عمل المسلمين اليوم جرى أن يؤذن في المنارة ويقيم أسفل، ولم يقيده بداخل المسجد. هذا كله في مذهب أحمد في ما لم يشق على المؤذن. ومن هنا عُلم مشروعية استخدام مكبرات الصوت في الإقامة، والله أعلم
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 10:00]ـ
# ومن باب الفائدة (على قد الحال): على مثل ما ترجح لديك أخي الكريم,
قول شيخ الاسلام - رحمه الله - في شرح العمدة - كتاب الصلاة- المجلد الاول - , والشيخ العثيمين - رحمه الله- في الشرح الممتع, على ما أذكر!
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 04:24]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=168045
أبو معاذ
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 10:24]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
ابن تيمية: من زعم أن آدم لم يكن مذنباً فقد حرّف الكلم عن مواضعه وشابه أهل البدع
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 08:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
يقول ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 20/ 88 - 89]:
وَذَنْبُ أَبِي الْإِنْسِ كَانَ ذَنْبًا صَغِيرًا: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ}؛ وَهُوَ إنَّمَا فَعَلَ الْمَنْهِيَّ عَنْهُ، وَهُوَ الْأَكْلُ مِنْ الشَّجَرَةِ؛ وَإِنْ كَانَ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الْمُتَكَلِّمِينَ فِي الْعِلْمِ يَزْعُمُ أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِذَنْبِ؛ وَأَنَّ آدَمَ تَأَوَّلَ، حَيْثُ نُهِيَ عَنْ الْجِنْسِ بِقَوْلِهِ: {وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ}، فَظَنَّ أَنَّهُ الشَّخْصُ فَأَخْطَأَ، أَوْ نَسِيَ؛ وَالْمُخْطِئُ وَالنَّاسِي لَيْسَا مُذْنِبَيْنِ. وَهَذَا الْقَوْلُ يَقُولُهُ طَوَائِفُ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالْكَلَامِ وَالشِّيعَةِ، وَكَثِيرٌ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ، وَبَعْضُ الْأَشْعَرِيَّةِ، وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ يُوجِبُ عِصْمَةَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ الصَّغَائِرِ، وَهَؤُلَاءِ فَرُّوا مِنْ شَيْءٍ وَوَقَعُوا فِيمَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ فِي تَحْرِيفِ كَلَامِ اللَّهِ عَنْ مَوَاضِعِهِ. وَأَمَّا السَّلَفُ قَاطِبَةً مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ هُمْ خَيْرُ قُرُونِ الْأُمَّةِ؛ وَأَهْلُ الْحَدِيثِ وَالتَّفْسِيرِ؛ وَأَهْلُ كُتُبِ قِصَصِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُبْتَدَأِ وَجُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ وَالصُّوفِيَّةِ؛ وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ، كَجُمْهُورِ الْأَشْعَرِيَّة وَغَيْرِهِمْ، وَعُمُومُ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَعَلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ، مِثْلَ قَوْله تَعَالَى: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}، وَقَوْلِهِ: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، بَعْدَ أَنْ قَالَ لَهُمَا: {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ}، وقَوْله تَعَالَى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}، مَعَ أَنَّهُ عُوقِبَ بِإِخْرَاجِهِ مِنْ الْجَنَّةِ. وَهَذِهِ نُصُوصٌ لَا تُرَدُّ إلَّا بِنَوْعِ مِنْ تَحْرِيفِ الْكَلَامِ عَنْ مَوَاضِعِهِ؛ وَالْمُخْطِئُ وَالنَّاسِي إذَا كَانَا مُكَلَّفَيْنِ فِي تِلْكَ الشَّرِيعَةِ فَلَا فَرْقَ، وَإِنْ لَمْ يَكُونَا مُكَلَّفَيْنِ امْتَنَعَتْ الْعُقُوبَةُ وَوَصْفُ الْعِصْيَانِ، وَالْإِخْبَارُ بِظُلْمِ النَّفْسِ وَطَلَبِ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ. وقَوْله تَعَالَى: {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ}. وَإِنَّمَا ابْتَلَى اللَّهُ الْأَنْبِيَاءَ بِالذُّنُوبِ رَفْعًا لِدَرَجَاتِهِمْ بِالتَّوْبَةِ، وَتَبْلِيغًا لَهُمْ إلَى مَحَبَّتِهِ، وَفَرَحِهِ بِهِمْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ، وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ، وَيَفْرَحُ بِتَوْبَةِ التَّائِبِ أَشَدَّ فَرَحٍ. فَالْمَقْصُودُ كَمَالُ الْغَايَةِ لَا نَقْصُ الْبِدَايَةِ؛ فَإِنَّ الْعَبْدَ يَكُونُ لَهُ الدَّرَجَةُ لَا يَنَالُهَا إلَّا بِمَا قَدَّرَهُ اللَّهُ لَهُ مِنْ الْعَمَلِ أَوْ الْبَلَاءِ.
ـ[الحواسم]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 03:30]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركته أخي الحبيب حفضك الله و نصرك أسائل الله القدير أن يمن ليك الأمن و الأيمان, أن أحبك في الله. أعتقد و الله أعلم أدم عليه الصلاة و السلام أخطأ لا نقول ألا كما قال ربنا سبحانه و تعلى¨فعصا أدم ربه فغوى .... ¨لمأتذكر الآية كاملتآ و لكن أدلت متواتر من الكتاب و السنة.لاكن أخطاء الأنبياء و الرسل ليس كمعاصين نحن والله تعالى أعلم ,مادام أن الله قال عصى آدم ثم تاب لا تحريف و لا تعطيل. السنة الحديث الذي تحاج فيه أدم و موسى. و الله أعلم
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 10:03]ـ
آدم عليه السلام ارتكب صغيرة من الصغائر .. بدليل: وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ..
ولأن الله جل في علاه قسم الذنوب الى ثلاثة أقسام .. كفر .. ففسوق"الكبيرة" .. فعصيان " الصغائر" .. وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان .. !
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 10:35]ـ
بارك الله فيكم .. جرى من قبل سجال طويل في هذه المسألة في هذا المجلس فلا داعي لإعادته ..
وهذا رابطه:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=24347&highlight=%E6%C7%E1%E4%D3%ED%C 7%E4(/)
توجيه سديد من الامام الشاطبي رحمه الله
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 11:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام سبق وأن وقفت على هذه الفائدة الجليلة عن الامام ابي اسحاق الشاطبي رحمه الله في كتاب الاعتصام وهي جد نافعة عند مناقشة بعض من ابتلي بالتساهل في باب البدع
فصل [من البدع الإضافية كل عمل اشتبه أمره]
ويمكن أن يدخل في البدع الإضافية كل عمل اشتبه أمره فلم يتبين أهو بدعة فينهى عنه؟ أم غير بدعة فيعمل به؟ فإنا إذا اعتبرناه بالأحكام الشرعية وجدناه من المشتبهات التي قد ندبنا إلى تركها حذراً من الوقوع في المحظور، والمحظور هنا هو العمل بالبدعة، فإذاً العامل به لا يقطع أنه عمل ببدعة، كما أنه لا يقطع أنه عمل بسنة، فصار من جهة هذا التردد غير عامل ببدعة حقيقية، ولا يقال أيضاً: إنه خارج عن العمل بها جملة.
وبيان ذلك أن النهي الوارد في المشتبهات إنما هو حماية أن يقع في ذلك الممنوع الواقع فيه الاشتباه، فإذا اختلطت الميتة بالذكية نهيناه عن الإقدام، فإن أقدم أمكن عندنا أن يكون آكلاً للميتة في الاشتباه؛ فالنهي الأَخف إذاً منصرف نحو الميتة في الاشتباه، كما انصرف إليها النهي الأشد في التحقيق.
وكذلك اختلاط الرضيعة بالأجنبية: النهي في الاشتباه منصرف إلى الرضيعة كما انصرف إليها في التحقيق، وكذلك سائر المشتبهات إنما ينصرف نهي الإقدام على المشتبه إلى خصوص الممنوع المشتبه، فإذاً الفعل الدائر بين كونه سنة أو بدعة إذا نهى عنه في باب الاشتباه نهى عن البدعة في الجملة؛ فمن أقدم على منهى عنه في باب البدعة لأنه محتمل أن يكون بدعة في نفس الأمر، فصار من هذا الوجه كالعامل بالبدعة المنهي عنها، وقد مرَّ أن البدعة الإضافية هي الواقعة ذات وجهين ـ فلذلك قيل: إن هذا القسم من قبيل البدع الإضافية، ولهذا النوع أمثلة:
(أحدها): إذا تعارضت الأدلة على المجتهد في أن العمل الفلاني مشروع يتعبد به، أو غير مشروع فلا يتعبد به، ولم يتبين له جمع بين الدليلين، أو إسقاط أحدهما بنسخ أو ترجيح أو غيرهما، فالصواب الوقوف عن الحكم رأساً، وهو الفرض في حقه.
(الثاني): إذا تعارضت الأقوال على المقلد في المسألة بعينها؛ فقال بعض العلماء: يكون العمل بدعة، وقال بعضهم: ليس ببدعة، ولم يتبين له الأرجح من العالمين بأعلمه أو غيرها؛ فحقه الوقوف والسؤال عنهما حتى يتبين له الأرجح فيميل إلى تقليده دون الآخر؛ فإن أقدم على تقليد أحدهما من غير مرجح كان حكمه حكم المجتهد إذا أقدم على العمل بأحد الدليلين من غير ترجيح، فالمثالان في المعنى واحد.
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 07:53]ـ
كيف يتبين له الأرجح و هو مقلد؟ بل يقلد الأوثق و لا حرج عليه و لو كل ما تعارض فيه العلماء توقفنا فيه لوقفنا الكثير من امور الشريعة
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[27 - Mar-2009, صباحاً 09:11]ـ
عليك السلام ورحمة الله وبركاته .. بيض الله وجهك يا "العاصمي" أفدتنا .. وهي فائدة جليلة حقا ودقيقة جدا , وخاصة الفقرة المتعلقة بالمقلدين .. !
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 05:34]ـ
كيف يتبين له الأرجح و هو مقلد؟ بل يقلد الأوثق و لا حرج عليه و لو كل ما تعارض فيه العلماء توقفنا فيه لوقفنا الكثير من امور الشريعة
يا ابن الصحراء المشاكس يبدوا ان الزوابع الرملية قد اثرت على مدى الرؤية عندك (ابتسامة) والا لعلمت ان الفائدة متعلقة بالمسائل التي يتراوح الخلاف فيها بين السنة والبدعة مع تعارض الادلة والعجز عن الترجيح وهذا الذي تقدم من كلامك وهو اتباع الاوثق هو نوع من انواع المرجحات
ولا يعدم الحق من امارات تدل عليه وبما أنك ابن بلدي اهديك هذه الفائدة من اعلام الموقعين حيث يقول العلامة ابن القيم رحمه الله تحت عنوان:
حكم العامي لا يجد من يفتيه
((إذا نزلت بالعامى نازلة وهو في مكان لا يجد من يسأله عن حكمها ففيه طريقان للناس، أحدهما: أن له حكم ما قبل الشرع، على الخلاف في الحظر والإباحة والوقف؛ لأن عدم المرشِدِ في حقه بمنزلة عدم المرشد بالنسبة إلى الأمة. والطريقة الثانية: أنه يُخَرَّجُ على الخلاف في مسألة تعارض الأدلة عند المجتهد، هل يعمل بالأخف أو بالأشد أو يتخير؟ والصواب أنه يجب عليه أن يتقي الله ما استطاع، ويتحرى الحق بجهده ومعرفة مثله، وقد نصب الله تعالى على الحق أمارات كثيرة، ولم يسوِّ الله سبحانه وتعالى بين ما يحبه وبين ما يسخطه من كل وجه بحيث لا يتميز هذا من هذا، ولا بد أن تكون الفِطَرُ السليمة مائلة إلى الحق، مؤثرة له، ولا بد أن يقوم لها عليه بعض الأمارات المرجحة ولو بمنام أو بإلهام، فإن قدر ارتفاع ذلك كله وعدمت في حقه جميع الأمارات فهنا يسقط التكليف عنه في حكم هذه النازلة، ويصير بالنسبة إليها كمن لم تبلغة الدعوة، وإن كان مكلفا بالنسبة إلى غيره؛ فأحكام التكليف تتفاوت بحسب التمكن من العلم والقدرة، والله أعلم)). انتهى كلامه رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 05:37]ـ
عليك السلام ورحمة الله وبركاته .. بيض الله وجهك يا "العاصمي" أفدتنا .. وهي فائدة جليلة حقا ودقيقة جدا , وخاصة الفقرة المتعلقة بالمقلدين .. !
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
احسن الله اليك يا حفيد المجاهدين وجعلني الله واياك من اجداد الفاتحين
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 05:39]ـ
لست مشاكسا يا أخي انما نبهتك لعدم اخد الكلام على المعنى العام فأنت بنفسك قلت انعدمت المرجحات لكن ذكر كلام مقطوع هذا قد يوحي بالعموم فتنبه لذلك!!! المسائل فيها تفريعات.
فارجع لحكم التقليد عند الأصوليين فالمقلد اصلا لا يتقن قواعد الترجيح!!!!!! فكيف تطلب منه ذلك!!!!!!!
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 06:02]ـ
لست مشاكسا يا أخي انما نبهتك لعدم اخد الكلام على المعنى العام فأنت بنفسك قلت انعدمت المرجحات لكن ذكر كلام مقطوع هذا قد يوحي بالعموم فتنبه لذلك!!! المسائل فيها تفريعات.
فارجع لحكم التقليد عند الأصوليين فالمقلد اصلا لا يتقن قواعد الترجيح!!!!!! فكيف تطلب منه ذلك!!!!!!!
اعتقد ان رميك لأخيك باجتزاء الكلام هو قدح كبير يستدعي منك احد امرين:
1 - اثبات ان هذا الذي تصفه بالكلام المقطوع مخالف لتقرير العلامة الشاطبي وتوجيهه
2 - الاعتذار من اخيك لأنك وصفته بما ليس فيه
ولا يفوتني في هذه المداخلة تذكيرك بأن فهمك لمسألة التقليد مختل ولا اظنك تنكر ان المقلد مكلف بالبحث عن العالم كما ان العالم مكلف بالبحث عن الدليل وارجوا ان لا تخلط مرة اخرى بين الاستعمال اللغوي والاصطلاحي لكلمة (مرجح) فالفرق بينهما كالفرق بين الثرى والثريا وان شئت فكالفرق بين الشحمة والفحمة ولا تتعب اخاك فيضطر لتقليدك ..
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 06:06]ـ
اخي العاصمي من تجربتي في هذا الموقع اشم من كلامك الجدال من اجل الجدال اذن اقول لك السلام
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 06:11]ـ
اخي العاصمي من تجربتي في هذا الموقع اشم من كلامك الجدال من اجل الجدال اذن اقول لك السلام
ولا يخلوا الحوار من فائدة ..
فائدة عن العلامة ابن القيم رحمه الله:
صحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد:
"صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده، بل ما أعطي عبدٌ عطاء بعد الاسلام أفضل ولا أجل منهم، بل هما ساقا الاسلام، وقيامه عليهما، وبهما يأمن العبد طريق المغضوب عليهم الذين فسد قصدهم، وطريق الضالين الذين فسدت فهومهم، ويصير من المنعم عليهم الذين حسنت أفهامهم وقصودهم، وهم أهل الصراط المستقيم الذين أمرنا أن نسأل الله أن يهدينا صراطهم في كل صلاة، وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد، يميز به بين الصحيح والفاسد، والحق والباطل، والهدى والضلال، والغي والرشاد، ويمده حسن القصد، وتحرى الحق، وتقوى الرب في السر والعلانية، ويقطع مادته اتباع الهوى وإيثار الدنيا، وطلب محمدة الخلق، وترك التقوى".
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 06:16]ـ
ذهب جمهور الأصوليين إلى أن العاميَّ، وهو الذي ليس له أهلية الاجتهاد في الأحكام، وإن كان مُحصِّلًا لبعض العلوم يجب عليه اتباع قول المُجتهد، والأخْذ بفَتْواه استنادًا إلى قوله ـ تعالى ـ: (فَسْئَلُوا أهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنتمْ لَا تَعْلَمُونَ).
وهي عامَّة لكل المُخاطبين الذين لم تتوافر لهم وسائل العلم بالأحكام؛ ولأن العامة في زمن الصحابة والتابعين كانوا يَستفتون المُجتهدين منهم، ويتَّبعونهم فيما بيَّنوه لهم مِن الأحكام، وكان المُجتهدون يُبادرون إلى إفتائهم والكشْف لهم عمَّا جهلوا، ولم يُنكروا عليهم استفتاءهم إيَّاهم، فكان ذلك إجماعًا على مشروعية التقليد في الفروع، غير أن العاميَّ في الاستفتاء مُقيَّد باستفتاء مَن عُرِف بالعلْم والعدالة وأهلية النظر فيما يُستفتَى فيه، احتياطًا في أمر الدين.
كما أن المفتي لا يلزمه ذكر دليله إلى المستفتي و كما أن المستفتي لا يلزمه سؤال مفتي جديد في نفس المسألة.
فعلى هذا لا يضره إختلاف المفتين مادام سأل مفتي يثق بعدالته فأجابه.
و السلام عليكم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 07:51]ـ
غير أن العاميَّ في الاستفتاء مُقيَّد باستفتاء مَن عُرِف بالعلْم والعدالة وأهلية النظر فيما يُستفتَى فيه، احتياطًا في أمر الدين.
و السلام عليكم
لو تأمّلت فيما تنقل لرفع الخلاف وإلا فلتخبرني كيف للعامي ان يعرف من هو (العالم) المتصف ب: (العدالة) و (الأهلية) دون ان يضطر للترجيح بينه وبين غيره من العلماء ذوي (العدالة) و (الأهلية)؟!!
ثم .. هل انتشرت البدع الا بداعي التقليد!! .. اتمنى ان يكفيك هذا القدر واحرص على نسبة الاقوال لأصحابها مرّة اخرى .. تأمل
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 09:35]ـ
صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده، .. ما أحسن هذاالكلام .. !! أحسن الله اليك وزادك فهما وبصيرة يا عاصمي .. متعنا بالمزيد من هذه الاقوال والنقولات القيمة والنفيسة .. !
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 10:36]ـ
معرفة العالم بشهادة من قبله من العلماء فالسلف يشهد للخلف يا اخي.
العامي متى تعلم الضروري من الدين فرق بين العالم و غيره المشكلة اليوم أن الناس لا تعلمون الضروري من الدين.
فلا نحتاج ترجيحا بين العلماء في مثل هذه المسألة فأصلا لا نسمي عالما عالما حتى يشهد له السلف أو من هم موثوقون بأمانتهم و علمهم
العامي يعرف العالم متى حصل الضروري من العلم فيستطيع به التفريق و الله اعلم
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 11:02]ـ
جزاك الله خيرا(/)
يا عبد الله؛ انظر إلى القول ولا تنظر إلى القائل
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 11:50]ـ
قال العلامة عبد الرحمان بن ناصر السعدي رحمه الله في كتابه (المناظرات الفقهية ص68)
من فوائد ذلك أن الأقوال التي يراد المقابلة بينها ومعرفة راجحها من مرجوحها أن يقطع الناظر والمناظر النظر عن القائلين فإنه ربما كان ذكر القائلمغترا عن مخالفته وتوجب له الهيبة أن يكف عن قول ينافي ما قاله
وهذا هو العدل والإنصاف خلافا لمن يرى أن الحق لا يخرج عن اختيار إمامه وشيخه ويتمثل بقول الشاعر
إذا قالت حذام فصدقوها " فإن القول ما قالت حذام
ولذلك فإن المبطلين يبادرون من ينكر باطلهم بذكر قائله فيعزون اليه ويضربون بذكره ما يذكر لهم من الذكر الحكيم
وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في مقدمة أضواء البيان1/ 4
ونرجح ما ظهر لنا أنه الراجح بالدليل من غير تعصب لمذهب معين ولا لقول قائل معين لأننا ننظر الى ذات القول لا إلى قائله.) انتهى
هذا هو دأب العقلاء ونحن عليه سائرون
إذا كانت بينك وبين خصمك عداوة وبغضاء وشحناء فإنك ستقرأ كلامه و نفسك متوفزة متحفزة لنتقاده و الرد عليه؛ لذلك يجب أن تعود نفسك جيدا على أن تقرأ كلام خصمها بهدوء وطمئنينة.
نسأل الله لنا ولكم الهداية و التوفيق
فيصل بن المبارك أبو حزم
ـ[أبو مساعد]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 09:03]ـ
الله يجزاك خير ...
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 06:00]ـ
العلم بدلائله لا بقائليه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
مع أن دين الإسلام يوجب اتباع الحق مطلقا رواية ورأيا من غير تعيين شخص أو طائفة غير الرسول صلى الله عليه وسلم
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ {فتح المجيد ص345
فما من إمام إلا والذي معه بعض العلم لا كله فالواجب على كل مكلف إذا بلغه الدليل من كتاب الله وسنة رسوله وفهم معنى ذلك أن ينتهي إليه ويعمل به وإن خالفه من خالفه
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 06:13]ـ
جزاكم الله خيرا ... نقولات قيمة
ـ[نور السلفية]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 08:59]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أخي بارك الله فيك على هذا الموضوع جعله الله في ميزان حسانتك وجميع من استفادوا من هذا الموضوع
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 08:27]ـ
أخي الكريم، جزيت خيرا على الموضوع
وفي ظني أن الموضوع بحاجة إلى تفصيل أكثر .. لأننا في كثير من الأحيان ننظر إلى القائل وإن كان كلامه في الظاهر ضعيفا ونطرح كلام قائل آخر - في ذات الوقت - وإنْ كان كلامه في ظاهره قويا ..
مثال: لا يجوز إحداث قول ثالث ..
مثال آخر: الخلاف المتأخر لا ينقض الإجماع المتقدم ..
مثال ثالث: ننظر في كلام القائل لشخص القائل لا في القول نفسه .. ونرجّحه على قول غيره وإن كان في ظاهره وجيها .. وذلك لقرائن احتفّت بشخص القائل تجعل قوله لشخصه هو أقرب إلى إصابة الحق والصواب .. والله أعلم.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 10:33]ـ
أخي الكريم، جزيت خيرا على الموضوع
وفي ظني أن الموضوع بحاجة إلى تفصيل أكثر .. لأننا في كثير من الأحيان ننظر إلى القائل وإن كان كلامه في الظاهر ضعيفا ونطرح كلام قائل آخر - في ذات الوقت - وإنْ كان كلامه في ظاهره قويا ..
مثال: لا يجوز إحداث قول ثالث ..
مثال آخر: الخلاف المتأخر لا ينقض الإجماع المتقدم ..
مثال ثالث: ننظر في كلام القائل لشخص القائل لا في القول نفسه .. ونرجّحه على قول غيره وإن كان في ظاهره وجيها .. وذلك لقرائن احتفّت بشخص القائل تجعل قوله لشخصه هو أقرب إلى إصابة الحق والصواب .. والله أعلم.
أحسن الله إليكم جميعا
قبل قليل قرأت كلاما لشيخ الإسلام في مجموع الفتاوى قال
(و إن قيل لذلك المسترشد المستهدي: هل أنت مثل ذلك الإمام الفلاني ... ) قال (وهذه معارضة فاسدة) انتهى
دل ذلك أن الإنسان يتبع الحق ولا يلتفت إلى غيره، ويدع الباطل ولو كان من عند إمام معروف؛ فالعبرة بالحق وليس بالأشخاص.
و الله اعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 04:13]ـ
أخي الكريم/ فيصل بن المبارك أبو حزم، تحية طيبة، وبعد:
هل ترى تعارضا أو إشكالا بين مشاركتي التي اقتبستها، وبين النقل "المختصر" الذي أتيت به عن شيخ الإسلام رحمه الله؟(/)
صلاة الجماعة, وعلامات المفتون , من درر الإمام الأوزاعي
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 11:50]ـ
صلاة الجماعة وعلامات المفتون , من درر الإمام الأوزاعي
قال يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ج3 ص391: حدثني العباس بن الوليد بن مزيد قال أخبرني أبي عن الأوزاعي: أنه كتب إلى عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان: أما بعد فقد كنت بحال أبيك لي وخاصة سريرته، فرأيت أن صلتي إياه تعاهدي إياك بالنصيحة في أول ما بلغني عنك من تخلفك عن الجمعة والصلوات فجددت ولججت. ثم بررتك فوعظتك وأجبتني بما ليس لك فيه حجة ولا عذر، وقد أحببت أن أقرن بنصيحتي إياك عهداً عسى الله أن يحدث خيراً، وقد بلغنا أن خمساً كان عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم باحسان: اتباع السنة وتلاوة القرآن ولزوم الجماعة وعمارة المساجد والجهاد في سبيل الله.
وحدثني سفيان الثوري أن حذيفة بن اليمان كان يقول: من أحب أن يعلم أصابته الفتنة أولاً فلينظر، فإن رأى حلالاً كان يراه حراماً، أو يرى حراماً كان يراه حلالاً، فليعلم أن قد أصابته. وقد كنت قبل وفاة أبيك رحمه الله ترى ترك الجمعة والصلوات في الجماعة حراماً فأصبحت تراه حلالاً، وكنت ترى عمارة المساجد من شرف الأعمال فأصبحت لها هاجراً، وكنت ترى أن ترك عصابتك من الحرس في سبيل الله حرجاً فأصبحت تراه جميلاً.
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 12:06]ـ
أحسنت أخي في اختيارك حقاً إنها من درره
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 02:55]ـ
أشكرك أخي يامالئ الدنيا وشاغل الناس:)
ـ[حاتم الحجازي]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 12:12]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
(حقيقة الغيبة و أحكامها عند شيخ الإسلام ابن تيمية) مهم لكل طالب علم
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 01:09]ـ
سُئِِلَ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
عَنْ الْغِيبَةِ هَلْ تَجُوزُ عَلَى أُنَاسٍ مُعَيَّنِينَ أَوْ يُعَيَّنُ شَخْصٌ بِعَيْنِهِ؟ وَمَا حُكْمُ ذَلِكَ؟ أَفْتُونَا بِجَوَابِ بَسِيطٍ؛ لِيَعْلَمَ ذَلِكَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيَسْتَمِدُّ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ قُوَّتِهِ بِالْعِلْمِ وَالْحُكْمِ.
فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَصْلُ الْكَلَامِ فِي هَذَا أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ الْغِيبَةَ هِيَ كَمَا فَسَّرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ لَمَّا {سُئِلَ عَنْ الْغِيبَةِ فَقَالَ: هِيَ ذِكْرُك أَخَاك بِمَا يَكْرَهُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْت إنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: إنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْته وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتّه}. بَيَّنَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَرْقَ بَيْنَ الْغِيبَةِ وَالْبُهْتَانِ وَأَنَّ الْكَذِبَ عَلَيْهِ بَهْتٌ لَهُ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: {وَلَوْلَا إذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ} وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: {أَنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ}. فَالْكَذِبُ عَلَى الشَّخْصِ حَرَامٌ كُلُّهُ سَوَاءٌ كَانَ الرَّجُلُ مُسْلِمًا أَوْ كَافِرًا بَرًّا أَوْ فَاجِرًا لَكِنَّ الِافْتِرَاءَ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَشَدُّ؛ بَلْ الْكَذِبُ كُلُّهُ حَرَامٌ. وَلَكِنْ تُبَاحُ عِنْدَ الْحَاجَةِ الشَّرْعِيَّةِ " الْمَعَارِيضِ " وَقَدْ تُسَمَّى كَذِبًا؛ لِأَنَّ الْكَلَامَ يَعْنِي بِهِ الْمُتَكَلِّمُ مَعْنًى وَذَلِكَ الْمَعْنَى يُرِيدُ أَنْ يَفْهَمُهُ الْمُخَاطِبُ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَى مَا يَعْنِيهِ فَهُوَ الْكَذِبُ الْمَحْضُ وَإِنْ كَانَ عَلَى مَا يَعْنِيهِ وَلَكِنْ لَيْسَ عَلَى مَا يَفْهَمُهُ الْمُخَاطَبُ فَهَذِهِ الْمَعَارِيضُ وَهِيَ كَذِبٌ بِاعْتِبَارِ الْأَفْهَامِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ كَذِبًا بِاعْتِبَارِ الْغَايَةِ السَّائِغَةِ. وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَمْ يَكْذِبْ إبْرَاهِيمُ إلَّا ثَلَاثَ كِذْبَاتٍ كُلُّهُنَّ فِي ذَاتِ اللَّهِ: قَوْلُهُ لِسَارَّةَ: أُخْتِي وَقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} وَقَوْلُهُ {إنِّي سَقِيمٌ}} وَهَذِهِ الثَّلَاثَةُ مَعَارِيضُ. وَبِهَا احْتَجَّ الْعُلَمَاءُ عَلَى جَوَازِ التَّعْرِيضِ لِلْمَظْلُومِ وَهُوَ أَنْ يَعْنِيَ بِكَلَامِهِ مَا يَحْتَمِلُهُ اللَّفْظُ وَإِنْ لَمْ يَفْهَمْهُ الْمُخَاطَبُ؛ وَلِهَذَا قَالَ مَنْ قَالَ مِنْ الْعُلَمَاءِ: إنَّ مَا رَخَّصَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّمَا هُوَ مِنْ هَذَا كَمَا فِي حَدِيثِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {لَيْسَ الْكَاذِبُ بِاَلَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَقُولُ خَيْرًا أَوْ ينوي خَيْرًا}. وَلَمْ يُرَخِّصْ فِيمَا يَقُولُ النَّاسُ: إنَّهُ كَذِبٌ؛ إلَّا فِي ثَلَاثٍ: فِي الْإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ وَفِي الْحَرْبِ؛ وَفِي الرَّجُلِ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ. قَالَ: فَهَذَا كُلُّهُ مِنْ الْمَعَارِيضِ خَاصَّةً. وَلِهَذَا نَفَى عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمَ الْكَذِبِ بِاعْتِبَارِ الْقَصْدِ وَالْغَايَةِ كَمَا ثَبَتَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: {الْحَرْبُ خُدْعَةٌ} وَأَنَّهُ كَانَ إذَا أَرَادَ غَزْوَةً وَرَى بِغَيْرِهَا. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُ الصِّدِّيقِ فِي سَفَرِ الْهِجْرَةِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الرَّجُلُ يَهْدِينِي السَّبِيلَ. {وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى
(يُتْبَعُ)
(/)
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْكَافِرِ السَّائِلِ لَهُ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ: نَحْنُ مِنْ مَاءٍ} وَقَوْلُهُ لِلرَّجُلِ الَّذِي حَلَفَ عَلَى الْمُسْلِمِ الَّذِي أَرَادَ الْكُفَّارُ أَسْرَهُ: إنَّهُ أَخِي. وَعَنِيَ أُخُوَّةَ الدِّينِ وَفَهِمُوا مِنْهُ أُخُوَّةَ النَّسَبِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنْ كُنْت لَأَبَرَّهُمْ وَأَصْدَقَهُمْ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ}. وَالْمَقْصُودُ هُنَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَّقَ بَيْنَ الِاغْتِيَابِ وَبَيْنَ الْبُهْتَانِ وَأَخْبَرَ أَنَّ الْمُخْبِرَ بِمَا يَكْرَهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ عَنْهُ إذَا كَانَ صَادِقًا فَهُوَ الْمُغْتَابُ وَفِي قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {ذِكْرُك أَخَاك بِمَا يَكْرَهُ} مُوَافَقَةً لِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} فَجَعَلَ جِهَةَ التَّحْرِيمِ كَوْنَهُ أَخًا أُخُوَّةَ الْإِيمَانِ؛ وَلِذَلِكَ تغلظت الْغِيبَةُ بِحَسَبِ حَالِ الْمُؤْمِنِ فَكُلَّمَا كَانَ أَعْظَمَ إيمَانًا كَانَ اغْتِيَابُهُ أَشَدَّ. وَمِنْ جِنْسِ الْغِيبَةِ الْهَمْزُ وَاللَّمْزُ؛ فَإِنَّ كِلَاهُمَا فِيهِ عَيْبُ النَّاسِ وَالطَّعْنُ عَلَيْهِمْ كَمَا فِي الْغِيبَةِ؛ لَكِنَّ الْهَمْزَ هُوَ الطَّعْنُ بِشِدَّةِ وَعُنْفٍ؛ بِخِلَافِ اللَّمْزِ فَإِنَّهُ قَدْ يَخْلُو مِنْ الشِّدَّةِ وَالْعُنْفِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} أَيْ يَعِيبُك وَيَطْعَنُ عَلَيْك وَقَالَ تَعَالَى {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} أَيْ لَا يَلْمِزُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَقَالَ: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} وَقَالَ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}.
إذَا تَبَيَّنَ هَذَا فَنَقُولُ: ذِكْرُ النَّاسِ بِمَا يَكْرَهُونَ هُوَ فِي الْأَصْلِ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا ذِكْرُ النَّوْعِ: وَالثَّانِي ذِكْرُ الشَّخْصِ الْمُعَيَّنِ الْحَيِّ أَوْ الْمَيِّتِ. أَمَّا الْأَوَّلُ فَكُلُّ صِنْفٍ ذَمَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ يَجِبُ ذَمُّهُ؛ وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ الْغِيبَةِ كَمَا أَنَّ كُلَّ صِنْفٍ مَدَحَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ يَجِبُ مَدْحُهُ وَمَا لَعَنَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ لُعِنَ كَمَا أَنَّ مَنْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَمَلَائِكَتُهُ يُصَلَّى عَلَيْهِ. فَاَللَّهُ تَعَالَى ذَمَّ الْكَافِرَ وَالْفَاجِرَ وَالْفَاسِقَ وَالظَّالِمَ وَالْغَاوِيَ وَالضَّالَّ وَالْحَاسِدَ وَالْبَخِيلَ وَالسَّاحِرَ وَآكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَالسَّارِقَ وَالزَّانِيَ وَالْمُخْتَالَ وَالْفَخُورَ وَالْمُتَكَبِّرَ الْجَبَّارَ وَأَمْثَالَ هَؤُلَاءِ؛ كَمَا حَمِدَ الْمُؤْمِنَ التَّقِيَّ وَالصَّادِقَ وَالْبَارَّ وَالْعَادِلَ وَالْمُهْتَدِيَ وَالرَّاشِدَ وَالْكَرِيمَ؛ وَالْمُتَصَدِّقَ وَالرَّحِيمَ وَأَمْثَالَ هَؤُلَاءِ. {وَلَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ} وَالْمُحَلِّلَ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ وَلَعَنَ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ. وَلَعَنَ مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا وَلَعَنَ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إلَيْهِ وَبَائِعَهَا وَمُشْتَرِيَهَا وَسَاقِيَهَا وَشَارِبَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا وَلَعَنَ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى حَيْثُ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ الشُّحُومُ فَجَمَّلُوهَا فَبَاعُوهَا وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا وَلَعَنَ اللَّهُ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ الْبَيِّنَاتِ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَهُ لِلنَّاسِ وَذَكَرَ لَعْنَةَ الظَّالِمِينَ. وَاَللَّهُ هُوَ وَمَلَائِكَتُهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ وَيُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا. وَالصَّابِرُ الْمُسْتَرْجِعُ عَلَيْهِ صَلَاةٌ مِنْ رَبِّهِ وَرَحْمَةٌ. وَاَللَّهُ وَمَلَائِكَتُهُ يُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
حَتَّى الْحِيتَانُ وَالطَّيْرُ وَأَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِذَنْبِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ. فَإِذَا كَانَ الْمَقْصُودُ الْأَمْرَ بِالْخَيْرِ وَالتَّرْغِيبَ فِيهِ وَالنَّهْيَ عَنْ الشَّرِّ وَالتَّحْذِيرَ مِنْهُ: فَلَا بُدَّ مِنْ ذِكْرِ ذَلِكَ وَلِهَذَا {كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا بَلَغَهُ أَنَّ أَحَدًا فَعَلَ مَا يَنْهَى عَنْهُ يَقُولُ: مَا بَالُ رِجَالٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ مَنْ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَهُوَ بَاطِلٌ وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ} {مَا بَالُ رِجَالٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنْ أَشْيَاءَ أَتَرَخَّصُ فِيهَا؟ وَاَللَّهِ إنِّي لَأَتْقَاكُمْ لِلَّهِ وَأَعْلَمُكُمْ بِحُدُودِهِ} {مَا بَالُ رِجَالٍ يَقُولُ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَأَصُومُ وَلَا أُفْطِرُ؟ وَيَقُولُ الْآخَرُ: أَمَّا أَنَا فَأَقُومُ وَلَا أَنَامُ؟ وَيَقُولُ الْآخَرُ: لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَيَقُولُ الْآخَرُ: لَا آكُلُ اللَّحْمَ؟ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَقُومُ وَأَنَامُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَآكُلُ اللَّحْمَ؛ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي}. وَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يُعَلِّقَ الْحَمْدَ وَالذَّمَّ وَالْحُبَّ وَالْبُغْضَ وَالْمُوَالَاةَ وَالْمُعَادَاةَ وَالصَّلَاةَ وَاللَّعْنَ بِغَيْرِ الْأَسْمَاءِ الَّتِي عَلَّقَ اللَّهُ بِهَا ذَلِكَ: مِثْلَ أَسْمَاءِ الْقَبَائِلِ وَالْمَدَائِنِ وَالْمَذَاهِبِ وَالطَّرَائِقِ الْمُضَافَةِ إلَى الْأَئِمَّةِ وَالْمَشَايِخِ؛ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا يُرَادُ بِهِ التَّعْرِيفُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} وَقَالَ تَعَالَى: {أَلَا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} وَقَالَ: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ آلَ أَبِي فُلَانٍ لَيْسُوا لِي بأولياء؛ إنَّمَا وَلِيِّي اللَّهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} وَقَالَ {أَلَا إنَّ أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ حَيْثُ كَانُوا وَمَنْ كَانُوا} وَقَالَ: {إنَّ اللَّهَ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ. النَّاسُ رَجُلَانِ: مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ.النَّاسُ مِنْ آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ} وَقَالَ: {إنَّهُ لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيِّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَبْيَضَ: إلَّا بِالتَّقْوَى}. فَذَكَرَ الْأَزْمَانَ وَالْعَدْلَ بِأَسْمَاءِ الْإِيثَارِ وَالْوَلَاءِ وَالْبَلَدِ وَالِانْتِسَابِ إلَى عَالِمٍ أَوْ شَيْخٍ إنَّمَا يَقْصِدُ بِهَا التَّعْرِيفَ بِهِ لِيَتَمَيَّزَ عَنْ غَيْرِهِ فَأَمَّا الْحَمْدُ وَالذَّمُّ وَالْحُبُّ وَالْبُغْضُ وَالْمُوَالَاةُ وَالْمُعَادَاةُ فَإِنَّمَا تَكُونُ بِالْأَشْيَاءِ الَّتِي أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا سُلْطَانَهُ وَسُلْطَانُهُ كِتَابُهُ فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا وَجَبَتْ مُوَالَاتُهُ مِنْ أَيِّ صِنْفٍ كَانَ وَمَنْ كَانَ كَافِرًا وَجَبَتْ مُعَادَاتُهُ مِنْ أَيِّ صِنْفٍ كَانَ قَالَ تَعَالَى: {إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} وَقَالَ تَعَالَى: {لَا تَتَّخِذُوا
(يُتْبَعُ)
(/)
عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} وَقَالَ تَعَالَى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} وَقَالَ تَعَالَى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}. وَمَنْ كَانَ فِيهِ إيمَانٌ وَفِيهِ فُجُورٌ أُعْطِيَ مِنْ الْمُوَالَاةِ بِحَسَبِ إيمَانِهِ وَمِنْ الْبُغْضِ بِحَسَبِ فُجُورِهِ وَلَا يَخْرُجُ مِنْ الْإِيمَانِ بِالْكُلِّيَّةِ بِمُجَرَّدِ الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي كَمَا يَقُولُهُ الْخَوَارِجُ وَالْمُعْتَزِلَةُ وَلَا يُجْعَلُ الْأَنْبِيَاءُ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ وَالصَّالِحُونَ بِمَنْزِلَةِ الْفُسَّاقِ فِي الْإِيمَانِ وَالدِّينِ وَالْحُبِّ وَالْبُغْضِ وَالْمُوَالَاةِ وَالْمُعَادَاةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} {إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ} فَجَعَلَهُمْ إخْوَةً مَعَ وُجُودِ الِاقْتِتَالِ وَالْبَغْيِ وَقَالَ تَعَالَى: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} فَهَذَا الْكَلَامُ فِي الْأَنْوَاعِ.
وَأَمَّا الشَّخْصُ الْمُعَيَّنُ فَيُذْكَرُ مَا فِيهِ مِنْ الشَّرِّ فِي مَوَاضِعَ. مِنْهَا الْمَظْلُومُ لَهُ أَنْ يَذْكُرَ ظَالِمَهُ بِمَا فِيهِ. إمَّا عَلَى وَجْهِ دَفْعِ ظُلْمِهِ وَاسْتِيفَاءِ حَقِّهِ كَمَا {قَالَتْ هِنْدُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ وَأَنَّهُ لَيْسَ يُعْطِينِي مِنْ النَّفَقَةِ مَا يَكْفِينِي وَوَلَدِي. فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذِي مَا يَكْفِيك وَوَلَدَك بِالْمَعْرُوفِ} كَمَا قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ} وَقَالَ وَكِيعٌ: عِرْضُهُ شِكَايَتُهُ وَعُقُوبَتُهُ حَبْسُهُ وَقَالَ تَعَالَى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إلَّا مَنْ ظُلِمَ} وَقَدْ رُوِيَ: أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ نَزَلَ بِقَوْمِ فَلَمْ يَقْرُوهُ. فَإِذَا كَانَ هَذَا فِيمَنْ ظُلِمَ بِتَرْكِ قِرَاهُ الَّذِي تَنَازَعَ النَّاسُ فِي وُجُوبِهِ وَإِنْ كَانَ الصَّحِيحُ أَنَّهُ وَاجِبٌ فَكَيْفَ بِمَنْ ظُلِمَ بِمَنْعِ حَقِّهِ الَّذِي اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى اسْتِحْقَاقِهِ إيَّاهُ أَوْ يَذْكُرُ ظَالِمَهُ عَلَى وَجْهِ الْقِصَاصِ مِنْ غَيْرِ عُدْوَانٍ وَلَا دُخُولٍ فِي كَذِبٍ وَلَا ظُلْمِ الْغَيْرِ؛ وَتَرْكُ ذَلِكَ أَفْضَلُ. وَمِنْهَا أَنْ يَكُونَ عَلَى وَجْهِ النَّصِيحَةِ لِلْمُسْلِمِينَ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ {فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ لَمَّا اسْتَشَارَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَنْكِحُ؟ وَقَالَتْ: إنَّهُ خَطَبَنِي مُعَاوِيَةُ وَأَبُو جَهْمٍ فَقَالَ: أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ وَأَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَرَجُلٌ ضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ} وَرُوِيَ: {لَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ} فَبَيَّنَ لَهَا أَنَّ هَذَا فَقِيرٌ قَدْ يَعْجِزُ عَنْ حَقِّك وَهَذَا يُؤْذِيك بِالضَّرْبِ. وَكَانَ هَذَا نُصْحًا لَهَا - وَإِنْ تَضَمَّنَ ذِكْرَ عَيْبِ الْخَاطِبِ. وَفِي مَعْنَى هَذَا نُصْحُ الرَّجُلِ فِيمَنْ يُعَامِلُهُ وَمَنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
يُوَكِّلُهُ وَيُوَصِّي إلَيْهِ وَمَنْ يَسْتَشْهِدُهُ؛ بَلْ وَمَنْ يَتَحَاكَمُ إلَيْهِ. وَأَمْثَالُ ذَلِكَ.
إِذَا كَانَ هَذَا فِي مَصْلَحَةٍ خَاصَّةٍ فَكَيْفَ بِالنُّصْحِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ حُقُوقُ عُمُومِ الْمُسْلِمِينَ
مِنْ الْأُمَرَاءِ وَالْحُكَّامِ وَالشُّهُودِ وَالْعُمَّالِ: أَهْلِ الدِّيوَانِ وَغَيْرِهِمْ؟ فَلَا رَيْبَ أَنَّ النُّصْحَ فِي ذَلِكَ أَعْظَمُ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {الدِّينُ النَّصِيحَةُ الدِّينُ النَّصِيحَةُ قَالُوا لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ}. وَقَدْ قَالُوا لِعُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ فِي أَهْلِ الشُّورَى: أَمِّرْ فُلَانًا وَفُلَانًا فَجَعَلَ يَذْكُرُ فِي حَقِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ السِّتَّةِ - وَهُمْ أَفْضَلُ الْأُمَّةِ - أَمْرًا جَعَلَهُ مَانِعًا لَهُ مِنْ تَعْيِينِهِ. وَإِذَا كَانَ النُّصْحُ وَاجِبًا فِي الْمَصَالِحِ الدِّينِيَّةِ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ: مِثْلَ نَقَلَةِ الْحَدِيثِ الَّذِينَ يَغْلَطُونَ أَوْ يَكْذِبُونَ كَمَا قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْت مَالِكًا وَالثَّوْرِيَّ وَاللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ - أَظُنُّهُ - وَالْأَوْزَاعِي عَنْ الرَّجُلِ يُتَّهَمُ فِي الْحَدِيثِ أَوْ لَا يَحْفَظُ؟ فَقَالُوا: بَيِّنْ أَمْرَهُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: أَنَّهُ يَثْقُلُ عَلَيَّ أَنْ أَقُولَ فُلَانٌ كَذَا وَفُلَانٌ كَذَا. فَقَالَ: إذَا سَكَتّ أَنْتَ وَسَكَتّ أَنَا فَمَتَى يُعْرَفُ الْجَاهِلُ الصَّحِيحُ مِنْ السَّقِيمِ. وَمِثْلُ أَئِمَّةِ الْبِدَعِ مِنْ أَهْلِ الْمَقَالَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ الْعِبَادَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ فَإِنَّ بَيَانَ حَالِهِمْ وَتَحْذِيرَ الْأُمَّةِ مِنْهُمْ وَاجِبٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قِيلَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَعْتَكِفُ أَحَبُّ إلَيْك أَوْ يَتَكَلَّمُ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ؟ فَقَالَ: إذَا قَامَ وَصَلَّى وَاعْتَكَفَ فَإِنَّمَا هُوَ لِنَفْسِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ فَإِنَّمَا هُوَ لِلْمُسْلِمِينَ هَذَا أَفْضَلُ. فَبَيَّنَ أَنَّ نَفْعَ هَذَا عَامٌّ لِلْمُسْلِمِينَ فِي دِينِهِمْ مِنْ جِنْسِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ إذْ تَطْهِيرُ سَبِيلِ اللَّهِ وَدِينِهِ وَمِنْهَاجِهِ وَشِرْعَتِهِ وَدَفْعِ بَغْيِ هَؤُلَاءِ وَعُدْوَانِهِمْ عَلَى ذَلِكَ وَاجِبٌ عَلَى الْكِفَايَةِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَلَوْلَا مَنْ يُقِيمُهُ اللَّهُ لِدَفْعِ ضَرَرِ هَؤُلَاءِ لَفَسَدَ الدِّينُ وَكَانَ فَسَادُهُ أَعْظَمَ مِنْ فَسَادِ اسْتِيلَاءِ الْعَدُوِّ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ؛ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ إذَا اسْتَوْلَوْا لَمْ يُفْسِدُوا الْقُلُوبَ وَمَا فِيهَا مِنْ الدِّينِ إلَّا تَبَعًا وَأَمَّا أُولَئِكَ فَهُمْ يُفْسِدُونَ الْقُلُوبَ ابْتِدَاءً. وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ؛ وَإِنَّمَا يَنْظُرُ إلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ} وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ} فَأَخْبَرَ أَنَّهُ أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنَّهُ أَنْزَلَ الْحَدِيدَ كَمَا ذَكَرَهُ. فَقِوَامُ الدِّينِ بِالْكِتَابِ الْهَادِي وَالسَّيْفِ النَّاصِرِ {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا}. وَالْكِتَابُ هُوَ الْأَصْلُ؛ وَلِهَذَا أَوَّلُ مَا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ؛ وَمَكَثَ بِمَكَّةَ لَمْ يَأْمُرْهُ بِالسَّيْفِ حَتَّى هَاجَرَ وَصَارَ لَهُ أَعْوَانٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَى الْجِهَادِ.
وَأَعْدَاءُ الدِّينِ نَوْعَانِ:
الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ، وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ بِجِهَادِ الطَّائِفَتَيْنِ فِي قَوْلِهِ: {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} فِي آيَتَيْنِ مِنْ الْقُرْآنِ. فَإِذَا كَانَ أَقْوَامٌ مُنَافِقُونَ يَبْتَدِعُونَ بِدَعًا تُخَالِفُ الْكِتَابَ وَيُلْبِسُونَهَا عَلَى النَّاسِ وَلَمْ تُبَيَّنْ لِلنَّاسِ: فَسَدَ أَمْرُ الْكِتَابِ وَبُدِّلَ الدِّينُ؛ كَمَا فَسَدَ دِينُ أَهْلِ الْكِتَابِ قَبْلَنَا بِمَا وَقَعَ فِيهِ مِنْ التَّبْدِيلِ الَّذِي لَمْ يُنْكَرْ عَلَى أَهْلِهِ. وَإِذَا كَانَ أَقْوَامٌ لَيْسُوا مُنَافِقِينَ لَكِنَّهُمْ سَمَّاعُونَ لِلْمُنَافِقِينَ: قَدْ الْتَبَسَ عَلَيْهِمْ أَمْرُهُمْ حَتَّى ظَنُّوا قَوْلَهُمْ حَقًّا؛ وَهُوَ مُخَالِفٌ لِلْكِتَابِ وَصَارُوا دُعَاةً إلَى بِدَعِ الْمُنَافِقِينَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} فَلَا بُدَّ أَيْضًا مِنْ بَيَانِ حَالِ هَؤُلَاءِ؛ بَلْ الْفِتْنَةُ بِحَالِ هَؤُلَاءِ أَعْظَمُ فَإِنَّ فِيهِمْ إيمَانًا يُوجِبُ مُوَالَاتَهُمْ وَقَدْ دَخَلُوا فِي بِدَعٍ مِنْ بِدَعِ الْمُنَافِقِينَ الَّتِي تُفْسِدُ الدِّينَ فَلَا بُدَّ مِنْ التَّحْذِيرِ مِنْ تِلْكَ الْبِدَعِ وَإِنْ اقْتَضَى ذَلِكَ ذِكْرَهُمْ وَتَعْيِينَهُمْ؛ بَلْ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَلَقَّوْا تِلْكَ الْبِدْعَةَ عَنْ مُنَافِقٍ؛ لَكِنْ قَالُوهَا ظَانِّينَ أَنَّهَا هُدًى وَأَنَّهَا خَيْرٌ وَأَنَّهَا دِينٌ؛ وَلَمْ تَكُنْ كَذَلِكَ لَوَجَبَ بَيَانُ حَالِهَا. وَلِهَذَا وَجَبَ بَيَانُ حَالِ مَنْ يَغْلَطُ فِي الْحَدِيثِ وَالرِّوَايَةِ وَمَنْ يَغْلَطُ فِي الرَّأْيِ وَالْفُتْيَا وَمَنْ يَغْلَطُ فِي الزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ؛ وَإِنْ كَانَ الْمُخْطِئُ الْمُجْتَهِدُ مَغْفُورًا لَهُ خَطَؤُهُ وَهُوَ مَأْجُورٌ عَلَى اجْتِهَادِهِ. فَبَيَانُ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَاجِبٌ؛ وَإِنْ كَانَ فِي ذَلِكَ مُخَالَفَةٌ لِقَوْلِهِ وَعَمَلِهِ. وَمَنْ عُلِمَ مِنْهُ الِاجْتِهَادُ السَّائِغُ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُذْكَرُ عَلَى وَجْهِ الذَّمِّ وَالتَّأْثِيمِ لَهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ غَفَرَ لَهُ خَطَأَهُ؛ بَلْ يَجِبُ لِمَا فِيهِ مِنْ الْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى مُوَالَاتُهُ وَمَحَبَّتُهُ وَالْقِيَامُ بِمَا أَوْجَبَ اللَّهُ مِنْ حُقُوقِهِ: مِنْ ثَنَاءٍ وَدُعَاءٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ؛ وَإِنْ عُلِمَ مِنْهُ النِّفَاقُ كَمَا عُرِفَ نِفَاقُ جَمَاعَةٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي وَذَوِيهِ وَكَمَا عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ نِفَاقَ سَائِرِ الرَّافِضَةِ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَأٍ وَأَمْثَالِهِ: مِثْلَ عَبْدِ الْقُدُّوسِ بْنِ الْحَجَّاجِ وَمُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَصْلُوبِ؛ فَهَذَا يُذْكَرُ بِالنِّفَاقِ. وَإِنْ أَعْلَنَ بِالْبِدْعَةِ وَلَمْ يُعْلَمْ هَلْ كَانَ مُنَافِقًا أَوْ مُؤْمِنًا مُخْطِئًا ذُكِرَ بِمَا يُعْلَمُ مِنْهُ فَلَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يَقْفُوَ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ وَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا الْبَابِ إلَّا قَاصِدًا بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى وَأَنْ تَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَأَنْ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ. فَمَنْ تَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَوْ بِمَا يَعْلَمُ خِلَافَهُ كَانَ آثِمًا. وَكَذَلِكَ الْقَاضِي وَالشَّاهِدُ وَالْمُفْتِي كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ: قَاضِيَانِ فِي النَّارِ وَقَاضٍ فِي الْجَنَّةِ: رَجُلٌ عَلِمَ الْحَقَّ وَقَضَى بِهِ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ عَلِمَ الْحَقَّ فَقَضَى بِخِلَافِ ذَلِكَ فَهُوَ فِي النَّارِ} وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {يَا
(يُتْبَعُ)
(/)
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} وَ " اللَّيُّ " هُوَ الْكَذِبُ وَ " الْإِعْرَاضُ " كِتْمَانُ الْحَقِّ؛ وَمِثْلُهُ مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا؛ وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا}. ثُمَّ الْقَائِلُ فِي ذَلِكَ بِعِلْمِ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ حُسْنِ النِّيَّةِ فَلَوْ تَكَلَّمَ بِحَقِّ لَقَصَدَ الْعُلُوَّ فِي الْأَرْضِ أَوْ الْفَسَادَ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الَّذِي يُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَرِيَاءً. وَإِنْ تَكَلَّمَ لِأَجْلِ اللَّهِ تَعَالَى مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ كَانَ مِنْ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ وَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ خُلَفَاءِ الرُّسُلِ. وَلَيْسَ هَذَا الْبَابُ مُخَالِفًا لِقَوْلِهِ: {الْغِيبَةُ ذِكْرُك أَخَاك بِمَا يَكْرَهُ} فَإِنَّ الْأَخَ هُوَ الْمُؤْمِنُ وَالْأَخُ الْمُؤْمِنُ إنْ كَانَ صَادِقًا فِي إيمَانِهِ لَمْ يَكْرَهْ مَا قُلْته مِنْ هَذَا الْحَقِّ الَّذِي يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَإِنْ كَانَ فِيهِ شَهَادَةٌ عَلَيْهِ وَعَلَى ذَوِيهِ بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِالْقِسْطِ وَيَكُونُ شَاهِدًا لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ وَالِدَيْهِ أَوْ أَقْرَبَيْهِ وَمَتَى كَرِهَ هَذَا الْحَقَّ كَانَ نَاقِصًا فِي إيمَانِهِ يَنْقُصُ مِنْ أُخُوَّتِهِ بِقَدْرِ مَا نَقَصَ مِنْ إيمَانِهِ فَلَمْ يَعْتَبِرْ كَرَاهَتَهُ مِنْ الْجِهَةِ الَّتِي نَقَصَ مِنْهَا إيمَانُهُ؛ إذْ كَرَاهَتُهُ لِمَا لَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ تُوجِبُ تَقْدِيمَ مَحَبَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}. ثُمَّ قَدْ يُقَالُ: هَذَا لَمْ يَدْخُلْ فِي حَدِيثِ الْغِيبَةِ لَفْظًا وَمَعْنًى. وَقَدْ يُقَالُ: دَخَلَ فِي ذَلِكَ الَّذِينَ خَصَّ مِنْهُ كَمَا يَخُصُّ الْعُمُومَ اللَّفْظِيَّ وَالْعُمُومَ الْمَعْنَوِيَّ وَسَوَاءٌ زَالَ الْحُكْمُ لِزَوَالِ سَبَبِهِ أَوْ لِوُجُودِ مَانِعِهِ فَالْحُكْمُ وَاحِدٌ. وَالنِّزَاعُ فِي ذَلِكَ يُؤَوَّلُ إلَى اللَّفْظِ؛ إذْ الْعِلَّةُ قَدْ يَعْنِي بِهَا التَّامَّةَ وَقَدْ يَعْنِي بِهَا الْمُقْتَضِيَةَ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -: وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الْغِيبَةَ فِي قَوَالِبَ شَتَّى. تَارَةً فِي قَالِبِ دِيَانَةٍ وَصَلَاحٍ فَيَقُولُ: لَيْسَ لِي عَادَةً أَنْ أَذْكُرَ أَحَدًا إلَّا بِخَيْرِ وَلَا أُحِبُّ الْغِيبَةَ وَلَا الْكَذِبَ؛ وَإِنَّمَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحْوَالِهِ. وَيَقُولُ: وَاَللَّهِ إنَّهُ مِسْكِينٌ أَوْ رَجُلٌ جَيِّدٌ؛ وَلَكِنْ فِيهِ كَيْت وَكَيْت. وَرُبَّمَا يَقُولُ: دَعُونَا مِنْهُ اللَّهُ يَغْفِرُ لَنَا وَلَهُ؛ وَإِنَّمَا قَصْدُهُ اسْتِنْقَاصُهُ وَهَضْمٌ لِجَانِبِهِ. وَيُخْرِجُونَ الْغِيبَةَ فِي قَوَالِبَ صَلَاحٍ وَدِيَانَةٍ يُخَادِعُونَ اللَّهَ بِذَلِكَ كَمَا يُخَادِعُونَ مَخْلُوقًا؛ وَقَدْ رَأَيْنَا مِنْهُمْ أَلْوَانًا كَثِيرَةً مِنْ هَذَا وَأَشْبَاهِهِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْفَعُ غَيْرَهُ رِيَاءً فَيَرْفَعُ نَفْسَهُ فَيَقُولُ: لَوْ دَعَوْت الْبَارِحَةَ فِي صَلَاتِي لِفُلَانِ؛ لَمَا بَلَغَنِي عَنْهُ كَيْت وَكَيْت لِيَرْفَعَ نَفْسَهُ وَيَضَعَهُ عِنْدَ مَنْ يَعْتَقِدُهُ. أَوْ يَقُولُ: فُلَانٌ بَلِيدُ الذِّهْنِ قَلِيلُ الْفَهْمِ؛ وَقَصْدُهُ مَدْحُ نَفْسِهِ وَإِثْبَاتُ مَعْرِفَتِهِ وَأَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْمِلُهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْحَسَدُ عَلَى الْغِيبَةِ فَيَجْمَعُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَبِيحَيْنِ: الْغِيبَةِ وَالْحَسَدِ. وَإِذَا أَثْنَى عَلَى شَخْصٍ أَزَالَ ذَلِكَ عَنْهُ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ تَنَقُّصِهِ فِي قَالِبِ دِينٍ وَصَلَاحٍ أَوْ فِي قَالِبِ حَسَدٍ وَفُجُورٍ وَقَدْحٍ لِيُسْقِطَ ذَلِكَ عَنْهُ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الْغِيبَةَ فِي قَالِبِ تمسخر وَلَعِبٍ لَيُضْحِكَ غَيْرَهُ
فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَغْتَابُ مُوَافَقَةً لِجُلَسَائِهِ وَأَصْحَابِهِ وَعَشَائِرِهِ مَعَ عِلْمِهِ أَنَّ الْمُغْتَابَ بَرِيءٌ مِمَّا يَقُولُونَ أَوْ فِيهِ بَعْضُ مَا يَقُولُونَ؛ لَكِنْ يَرَى أَنَّهُ لَوْ أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ قَطَعَ الْمَجْلِسَ وَاسْتَثْقَلَهُ أَهْلُ الْمَجْلِسِ وَنَفَرُوا عَنْهُ فَيَرَى مُوَافَقَتَهُمْ مِنْ حُسْنِ الْمُعَاشَرَةِ وَطِيبِ الْمُصَاحَبَةِ وَقَدْ يَغْضَبُونَ فَيَغْضَبُ لِغَضَبِهِمْ فَيَخُوضُ مَعَهُمْ.بِاسْتِهْزَائِهِ وَمُحَاكَاتِهِ وَاسْتِصْغَارِ الْمُسْتَهْزَأِ بِهِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الْغِيبَةَ فِي قَالِبِ التَّعَجُّبِ فَيَقُولُ تَعَجَّبْت مِنْ فُلَانٍ كَيْفَ لَا يَفْعَلُ كَيْت وَكَيْت وَمِنْ فُلَانٍ كَيْفَ وَقَعَ مِنْهُ كَيْت وَكَيْت وَكَيْفَ فَعَلَ كَيْت وَكَيْت فَيُخْرِجُ اسْمَهُ فِي مَعْرِضِ تَعَجُّبِهِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الِاغْتِمَامَ فَيَقُولُ مِسْكِينٌ فُلَانٌ غَمَّنِي مَا جَرَى لَهُ وَمَا تَمَّ لَهُ فَيَظُنُّ مَنْ يَسْمَعُهُ أَنَّهُ يَغْتَمُّ لَهُ وَيَتَأَسَّفُ وَقَلْبُهُ مُنْطَوٍ عَلَى التَّشَفِّي بِهِ وَلَوْ قَدَرَ لَزَادَ عَلَى مَا بِهِ وَرُبَّمَا يَذْكُرُهُ عِنْدَ أَعْدَائِهِ لِيَشْتَفُوا بِهِ. وَهَذَا وَغَيْرُهُ مِنْ أَعْظَمِ أَمْرَاضِ الْقُلُوبِ وَالْمُخَادَعَاتِ لِلَّهِ وَلِخَلْقِهِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُظْهِرُ الْغِيبَةَ فِي قَالِبِ غَضَبٍ وَإِنْكَارِ مُنْكَرٍ فَيُظْهِرُ فِي هَذَا الْبَابِ أَشْيَاءَ مِنْ زَخَارِفِ الْقَوْلِ وَقَصْدُهُ غَيْرُ مَا أَظْهَرَ. وَاَللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.
مجموع الفتاوى 28/من الصفحة 222 إلى الصفحة 238.طبعة دار الوفاء الثالثة، 1426 هـ / 2005م المحقق: أنور الباز - عامر الجزار(/)
ما هو الفرق بين سماع الدرس من الأشرطة و بين الحضور و المجالسة؟
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 04:44]ـ
ما هو الفرق بين سماع الدرس من الأشرطة و بين الحضور و المجالسة؟
في الحقيقة لا أرى فرقا كبيرا.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 05:16]ـ
هل تستطيع حين سماع الشريط أن تستفسر الشيخ عن مسألة ذكرها ولم تستوعبها .. ؟
هل تستطيع حين سماع الشريط ان تنال أجر مجالس الذكر؟
هل تستطيع حين سماع الشريط أن تستفيد من المذاكرة والنقاش والمشاركة فيه كماهو الحال حين حضور الحلقة؟
هل جلستك حين تسمع الشريط هي مثل جلستك حين حضور الدرس.؟ بمعنى تستطيع أن تكون مستلقيا على ظهرك فوق سريرك وتضع سماعة في أذنيك وبقربك كأس عصير وممكن لابس لباس منزلي في حين لن تستطيع فعل عشر هذا في مجلس العلم إنما السكينة والوقار واحترام الشيخ والجلسة والحاضرين ..
لاننكر أن في سماع الأشرطة فائدة .. لكن لن تصل إلى عشر معشار ماتستفيده من حضور مجالس العلم .. ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي ..
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 07:54]ـ
لقد كفاني مؤنة الحديث إمام الإندلس فجزاه الله خيرا
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 08:00]ـ
كذلك تعلم الادب والسمت والأخلاق وطريقة التعامل مع المسائل هذه كلها لا تنالها إلا بالمجالسة المباشرة
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 02:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنت أخي إمام الأندلس وأود إضافة التالي:
من الأمور المستفادة من حضور مجالس طلب العلم هي التآخي في الله، والتناصح بين الأخلّاء، والتواصي بالحق والصبر بين الإخوان، والتنافس على الخير، وإفشاء السلام، والتعارف بين الطلاب، والله أسأل أن يعيننا على الطلب والعمل، والإخلاص فيهما، ودعوة الناس إليهما.
ـ[السرخسي المصري]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 02:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم ... وبارك الله فيكم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 12:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال الذي يؤرقني في مسألة الأخذ عن الشيخ عن طريق الأشرطه هل يمكن أن يقول فلان شيخي اذا اخذ العلم عن طريق اشرطته؟؟
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 05:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال الذي يؤرقني في مسألة الأخذ عن الشيخ عن طريق الأشرطه هل يمكن أن يقول فلان شيخي اذا اخذ العلم عن طريق اشرطته؟؟
سبق أن ناقشنا هذه المسألة على صفحات هذا المنتدى المبارك
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 08:28]ـ
هذا السؤال سؤله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه لحلية طالب العلم فقال: نعم بشرط الفهم.
ـ[أبو البراء القحطاني]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 08:36]ـ
جزيتم خيراً
بوجهة نظري أن الإنسان يستطيع الجمع بينهما
فيستفيد من سماع الإشرطة - خاصة اشرطة من توفى من العلماء-
و يحضر و يجالس العلماء و طلبة العلم
و أظن أن الجمع بينهما أفضل - إن أمكن -
ـ[خالد بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Feb-2010, مساء 10:26]ـ
فرق كبير بين السماع من الشريط وبين حضور مجلس العلم، فالشريط (وجادة) والحضور إما أن تقرأ فيه على الشيخ أو يقرأ غيرك وأنت تسمع أو يقرأ الشيخ نفسه عليكم ويشرح لكم وتدرك بذلك مجلسه على الحقيقة دون نقصان.
أما الشريط فهو (وجادة) كما قدمت ولا تعلم إن كان قدم فيه أو أخر أو زيد فيه أو نقص أو غير! وأنا أعرف أحدهم وكان يسجل لأحد المشايخ فكان يضع من شريط في شريط آخر ويحذف بعض أقوال الشيخ وغير ذلك.
ولذلك فينبغي أن يكون من يسمع الشريط حذراً عند النقل منه.
ـ[حسين الدعجم]ــــــــ[28 - Feb-2010, مساء 11:06]ـ
الفرق أكبر من ان يذكر ..(/)
قتل الخطاء
ـ[ابوسعد خالدي]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 08:06]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
لي صديق و يعتقد ان قتل شخص بالخطا ولا اعلم حيثيات الموضوع ولكن هذا لشخص حب ان يكفر عن ها الخطا ... و قد صام 60 يوم وليس شهرين متتابعين و قد صححت هذا له و بان يصوم شهرين عربين متتابيعين كمحرم و صفر او صفر وربيع الاول و قد قام هذا الشخص باطعام مئات من الفقراء و بيقي له الديه .. !! هو خايف ان يعطي اهل المتوفي الديه خوف ان يثبت عليه هذه التهمه و مستعد ان يفعل اي شي اخر
و انا اسف على الاطاله ارجوا من الاخوه الرد و جزاكم الله خير(/)
حكم هذا التعامل
ـ[حاتم الحجازي]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 12:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيفية هذا التعامل هو شخص تعقد مع جهة عامة لصيانة مدرسة من المدارس الحكومية اي تعاهد هو باجراء هذه الصيانة. فاذا به يوكل هذه الصيانة لشخص اخر لتنفيد مشروع العقد المذكور اعلاه.فما حكم هذا التصرف سواء كان بعلم الجهة المناحة او عدم علمها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 09:26]ـ
هذا رابط قسم الفتاوى ..
http://alukah.net/Fatawa/(/)
من يزوج المرأة إذا كان أولياؤها كفارا أو ميتون و كان السلطان كافرا؟
ـ[أبو إلياس الليبي]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 03:30]ـ
امرأة ليس لدي ولي شرعي إما بسبب كفرهم و ردتهم أو بسبب وفاتهم, على افتراض وفاة كل من تحق له الولاية على الفتاة, كما أن السلطان كافرا.
فمن يكون ولي المرأة في هذه الحال؟
أرجو نقل أقوال أهل العلم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 09:22]ـ
هذا رابط قسم الفتاوى ..
http://alukah.net/Fatawa/(/)
أسئلة من شرح الطحاوية
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 06:12]ـ
1= قال الشيخ سفر ان الارادة الكونية أمر مقضى مكتوب قبل خلق السماوات والارض وان الارادة الشرعية فانها تأتى بعد ذلك فى حق الانسان فكل نبى يأمر قومه لكن الارادة الكزنية أمر قد مضاه الله وجفت به الاقلام انتهى وسؤالى اننى لا استطيع رؤية الفرق أليس الله أيضا كتب فى اللوح المحفوظ ان النبى سيأتى قومه ويأمرهم بالتفاصيل؟ فمالفرق اذا؟
2 - فى شرح بن ابى العز لقوله (قيوم لاينام) ذكر مسألة هل قيام الله بنفسه يفيد اقامته لغيره وقيامه عليه؟ وفيها قولان والصحيح أن نعم يفيد ذلك وسؤالى أننى لم أفهم السؤال هذا ولا استطيع تصوره؟(/)
سؤال عن اللحية
ـ[صديق المجلس]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 07:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم جميعا
هذه اول مشاركة
والله يعينكم على مشاركاتي التي ستكون اسئلة
بما أن المجلس علمي
فسؤالي:
اللحية اذا قرر الرجل اعفاءها وكان هناك امتداد للشعر في الوجه؟ هل هناك محذور شرعي في ازالة هذا الشعر؟ بدون الاضرار باللحية نفسها فقط الامتداد الذي يدخل الى الوجه.
اتمنى ان يكون السؤال واضح
ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 07:37]ـ
أخي الحبيب .. مرحبا بك عضوا جديدا بيننا تفيد وتستفيد ..
أما عن الأسئلة والفتاوى فأحيلك إلى قسم الفتاوى، واسأل هناك ما بدا لك .. وفقك الله.
http://alukah.net/Fatawa/(/)
تنبيه للإخوة الأعضاء الكرام: المجلس العلمي ليس مكانا لطلب الفتيا!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 03:45]ـ
الحمد لله وحده
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد،
فهذا تنبيه ضروري للإخوة الأعضاء الكرام وفقهم الله، لا سيما الجدد منهم .. فقد لاحظنا مؤخرا كثرة تسجيل الإخوة في هذا المجلس المبارك بغرض الاستفتاء وطلب الفتيا .. ولا تكاد تجد لبعضهم نشاطا هنا إلا في هذا!
فيا إخوان هذا المجلس ليس للمناقشة بين مفتٍ ومستفتٍ، إنما هو ساحة لطلبة العلم الجادين لتبادل المعارف والفوائد، وللمناقشة في مسائل العلم وقضايا الدعوة، فمن أشكل عليه فهم نص شرعي أو نحو هذا فلا بأس بأن يطرحه ليفيده بشأنه من مر عليه من إخوانه .. أما طلب الفتوى فليس ها هنا محله لأسباب:
/// هذا المجلس ليس مخصصا للفتيا أصلا ..
/// المجلس يرتاده طلبة علم على درجات متفاوتة من العلم الشرعي والتأصيل العلمي، كما يرتاده العوام وأشباههم، فلا يدري صاحب السؤال عن حال الذي يفتيه هذا أهو أهل للفتيا أم لا .. وهذا قدر لا يجوز في حق المقلد المستفتي أن يفرط فيه كما هو مقرر في الأصول، إذ واجبه أن يسأل الأوثق والأعلم عنده من أهل العلم، وأن يحرص على تحري هذا الأمر، لا أن يضع السؤال في منتدً عام ليرى بم يرجع الأعضاء، عرفهم أم لم يعرفهم سواء!!
/// طرح السؤال من العامي على صورة موضوع للنقاش قد يكون فيه فتنة له، إذا ما أجابه طالب علم بمذهب وجاء آخر بمذهب مخالف فناقضه، ثم جرى الجدال بينهما والسائل لا ناقة له ولا جمل لا في هذا ولا في ذاك، فيظلم نفسه بذلك، بل وقد يدخل في الجدال هو الآخر ولا بضاعة له من علم فيهبط مستوى النقاش ويفتتن الناس! وقديما قال علماؤنا: لو سكت من لا يدري لسقط نصف الخلاف!
وحقيقة، لو تأمل العاقل لوجد أن أكثر ما يتسبب في طول الموضوعات وتشعبها ودخول الشدة والشحناء بل وربما التطاول والإساءة بين الأعضاء فيها في المنتديات العلمية إنما مرده إلى هذه المسألة: كلام غير المتأهل فيما لا يحسن!!
/// تجرئة الإخوة الذين هم ليسوا أهلا للفتيا على الإفتاء، وربما شجعهم على ذلك ظنهم بأنه ما دام في المنتدى بعض طلبة العلم الكبار فسيأتي منهم ولابد من يصوب كلامهم إن أخطأوا أو خالفوا، فلا بأس إذن بأن يجربوا ذلك!!! وهذا عدوان خطير على دين الناس .. فتجد قضايا كان الخلفاء الراشدون يجمعون أهل بدر للنظر في مثلها، وهذا العضو يسهل عليه أن يسطر فيها كلاما سمعه من شيخ هنا أو هناك، يجيب به على سؤال وضعه واضعه طالبا للفتيا، دون أن يكون دليل من أفتاه حاضرا في ذهنه، بل وربما من غير حتى أن يحيل على من سمع منه هذا الكلام، يكتبه على أنه من عنده!! فلا هذا له أن يفتي، ولا ذاك له أن يضع سؤاله على هذا النحو في هذا المكان!!!
فيا عباد الله ... لا يجرئ بعضكم بعضا على الفتيا وعلى الكلام في دين الله بلا بضاعة ..
فالخطب خطير خطير ...
فيا إخوة بارك الله فيكم، إن كنتم طلبة للحكمة والعلم .. فالحكمة طلب الشيء من مظانه ووضع الشيء في مكانه ..
والحمد لله رب العالمين.(/)
نرجو ذكر اقوال العلماء في المفاضلة بين البشر والملائكة.
ـ[حاتم الحجازي]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 03:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من هم العلماء الذين قالوا بأفضلية البشر على الملائكة.والذين قالوا بان الملائكة افضل. المطلب اسماء العلماء و المراجع وقول علماء السلف في هذه المسألة.وفقكم الله
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 04:00]ـ
/// راجع كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي، حيث أسهب في هذه المسألة.
/// وإن كنتُ لا أرى في المسألة ثمرة مفيدة من جهة العمل.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 12:55]ـ
- توجد رسالة دكتوراة في هذا الباب, لعلي اذكرها-ان شاء الله- لا حقا اذا ذهبت الى المكتبة!
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 01:46]ـ
راجع اخي الفاضل "الحبائك في أخبار الملائك"للسيوطي فقد ذكر الأقوال والمذاهب وأدلتها(/)
مفهوم حديث: (ما بال رجال يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله)
ـ[حمد]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 11:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
(فما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله، ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، وإن كان مائة شرط. قضاء الله أحق وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق).
هذا الحديث عن رسول الله (ص) أشكل عليّ معناه:
حيث أنه قد يُفهَم منه أنّ الأصل في الاشتراط: الحظر.
ويتضح لي أنه لم يُرَد به ذلك تحديداً.
بل هو مثل ما تقول لموظف خالف نظام الدائرة التي يعمل فيها في أمر ما:
(يا أخ، ما بالك تفعل شيئاً ليس في دستور الدائرة!، إن عملتَ شيئاً ليس في دستور الدائرة فهو محذوف -مثلاً-). تقصد بذلك أن يتقيّد بنظام الدائرة ولا يخرج عنه.
فيكون معنى الحديث: أنّ الشروط الخارجة عن معاني كتاب الله = باطلة.
كاشتراط المرأة على زوجها أن لا يتزوج عليها غيرها -على رأي بعض أهل العلم-.
والذي يرجّح هذا المعنى:
هو قوله (ص) مما بعده: (قضاء الله أحق وشرط الله أوثق) حيث أفاد أنّ الخطاب الذي قبله كان موجّهاً لأشخاص خالفوا قضاء الله.
للفائدة:
http://islamacademy.net/index.aspx?function=Item&id=3313
فالجمهور وسعوا الأمر فقالوا: إن الأصل في العقود الحل، خلافا للظاهرية الذين قالوا إن الأصل في العقود هو الحظر، فقالوا: إن الأصل في العقود الحل، ثم إن الأصل في الشروط التقيد بما ثبتت مشروعيته في كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم- بطريق النص عليها أو بطريق الاستنباط منها.
وهم بهذا يفتحون باب التعاقد ما لم يأت في الشرع ما يبطل هذه العقد أو ما يدل على فساده وعدم مشروعيته.
ثم يقولون: إن الشروط يجب أن تتقيد بالمنصوص في كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- أو ما يمكن أن يكون مستندا إلى الكتاب والسنة من الاستنباط الصحيح الظاهر.
ـ[أحمد الأحمد]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 12:17]ـ
معنى (ليس في كتاب الله)
أي: في كتاب الله ما يخالفه، فهو مثل حديث (يحدثونكم بأحاديث لم تسمعوا بها أنتم و لا آباؤكم) أي عندكم ما يخالفها
بين ذلك ابن تيمية في مجموع الفتاوى
والله أعلم
ـ[حمد]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 05:30]ـ
جزاك الله خيراً.
وهذا الحديث (من اشترط شرطاً ... ) يشبه حديث: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).(/)
لا يجوز للمرأة الولاية على الرجال للشيخ عبد المحسن العباد
ـ[مكاوي]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 10:54]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=163899
ـ[السليماني]ــــــــ[16 - Aug-2010, مساء 01:22]ـ
بارك الله فيكم
وحفظ الله الشيخ العباد(/)
الحب الذي لا ينكر ولا يذم (إبن القيم الجوزية)
ـ[طالبة الفردوس المغربية]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 06:52]ـ
الكتب» الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء»
الحب الذي لا ينكر ولا يذم
فهذا الحب لا ينكر ولا يذم، بل هو أحد أنواع الحب، وكذلك حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما نعني المحبة الخاصة، التي تشغل قلب المحب وفكره وذكره بمحبوبه، وإلا فكل مسلم في قلبه محبة الله ورسوله، لا يدخل الإسلام إلا بها، والناس متفاوتون في درجات هذه المحبة تفاوتا لا يحصيه إلا الله، فبين محبة الخليلين ومحبة غيرهما ما بينهما، فهذه المحبة هي التي تلطف وتخفف أثقال التكاليف، وتسخي البخيل، وتشجع الجبان، وتصفي الذهن، وتروض النفس، وتطيب الحياة على الحقيقة، لا محبة الصور المحرمة، وإذا بليت السرائر يوم اللقاء، وكانت سريرة صاحبها من خير سرائر العباد، كما قيل: سيبقى لكم في مضمر القلب والحشا سريرة حب يوم تبلى السرائر
وهذه المحبة هي التي تنور الوجه، وتشرح الصدر، وتحيي القلب، وكذلك محبة كلام الله، فإنه من علامة حب الله، وإذا أردت أن تعلم ما عندك وعند غيرك من محبة الله، فانظر محبة القرآن من قلبك، والتذاذك
بسماعه أعظم من التذاذ أصحاب الملاهي والغناء المطرب بسماعهم، فإن من المعلوم أن من أحب محبوبا كان كلامه وحديثه أحب شيء إليه كما قيل:
إن كنت تزعم حبي فلم هجرت كتابي؟ أما تأملت ما فيه من لذيذ خطابي
وقال عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله، وكيف يشبع المحب من كلام محبوبه وهو غاية مطلوبه؟ وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما لعبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: اقرأ علي، فقال: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال: إني أحب أن أسمعه من غيري، فاستفتح سورة النساء، حتى إذا بلغ قوله: فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا [سورة النساء: 41]، قال: حسبك الآن، فرفع رأسه فإذا عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تذرفان من البكاء.
وكان الصحابة إذا اجتمعوا وفيهم أبو موسى يقولون: يا أبا موسى ذكرنا ربنا، فيقرأ، وهم يستمعون، فلمحبي القرآن - من الوجد، والذوق، واللذة، والحلاوة، والسرور - أضعاف ما لمحبي السماع الشيطاني، فإذا رأيت الرجل، ذوقه، ووجده، وطربه، وتشوقه إلى سماع الأبيات دون سماع الآيات، وسماع الألحان دون سماع القرآن، كما قيل:
تقرأ عليك الختمة وأنت جامد كالحجر، وبيت من الشعر ينشد تميل كالسكران.
فهذا من أقوى الأدلة على فراغ قلبه من محبة الله وكلامه، وتعلقه بمحبة سماع الشيطان، والمغرور يعتقد أنه على شيء.
ففي محبة الله وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - أضعاف أضعاف ما ذكر السائل من فوائد العشق ومنافعه، بل لا حب على الحقيقة أنفع منه، وكل حب سوى ذلك باطل إن لم يعن عليه ويسق المحب إليه. [/ color[/color]]
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 11:06]ـ
جزاك الله خيرا.
تنبيه: لايقال (إبن القيم الجوزية) , ولكن يقال إما ابن القيم , أو ابن قيم الجوزية.(/)
الإسلام أباح للمرأة التزيّن
ـ[طالبة الفردوس المغربية]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 07:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده / وبعد
هل تعلمى أختى أن الإسلام أباح للمرأة التزيّن؟
فمن منّا لا تحب الزينة؟ ومَن ْمنّا لاتحب أن تكون جميلة؟
كلنا كذلك فالمرأة لا تُلَام على حب التجمّل والزينة فهى جُبِلتْ على ذلك قال تعالى:
" أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ " (الزخرف: 18)
لكن هل تكون مأجورة؟
وليس كما يدّعى البعض بِأنّ الحجاب الذى أُمِرَت به المرأة يمنعها من أن تكون جميلة ومُتَزَيّنَة،
لا والله أبداً الحجاب صوْن لِكرامة وعفّة المرأة وما أتى ليحرمها من الزينة إنما أتى لتخفى زينتها عمن ليس له حق أن يراها.
وليس معنى أنها ملتزمة بحجاب شرعى أنها لاتهتم بنفسها بل على العكس
فالمسلمة يجب أن تكون حسنة السمت والمظهر وفى نفس الوقت لاتترك مثلا ًحجابها
فاهتمى أختى الحبيبة بنضارة بشرتك وتصفيتها من الشوائب وبشعرك وحيويته ورشاقة جسمك وأناقتك
فالإسلام أباح للمرأة التزيّن بل أمرها به،لكن لمن تتزين المرأة؟؟ وكيف تتزين؟
ليس من المطلوب أن نفرّط فى المظهر بحيث تظهر المسلمة بشكل غير أنيق وغيرمرتب فى مجتمعها من النساء،ولا إفراط فى ذلك بحيث يكون المرأة شغلها الشاغل الماكياجات والعطور وآخر الموضات والقصّات فتنسى رسالتها التى خُلِقَت من أجلها وتُهَمّش اهتمامات المرأة. .
فالتزيّن مطلوب ولكنه ليس غاية فى ذاته فإنّ اللهَ عزّ وجل لاينظر إلى صوركم وأجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.
فكما تهتمى أختى الحبيبة بنضارة بشرتك وتصفيتها من الشوائب وبشعرك وحيويته ورشاقة جسمك وأناقتك
فاهتمى أيضا بتزكية نفسك وتنقية قلبك ونظفيه من الشوائب واهتمى بجمال خُلُقَك وتقوية صلتك بِمَنْ خلقك.
فوالله الذى لاإله إلا هو جمال الخُلُق وحسن التديُّن يُضفِى جمالاً غير عادياً على المرأة ..
جمالا ً لايمكن وصفه وهذا سيكون رصيدك الحقيقى من الجمال؛ جمال الروح والقلب والشكل.
وتعالى معا ً نتفق على الأسس والحدود التى لايجب أن نتعداها فى الزينة.
فحينما تلتزمى أخيتى الحبيبة بهذه الضوابط الشرعية ستكونى مأجورة بإذن الله لأنك تركت ِ الزينة المُحَرَّمَة
وتزينت ِ بما هو مُباح وبما أحل الله لكِ
ألا يكون إبداء الزينة إلا للمحارم كل بحسبه
فما يظهر للزوج ليس كالذي يظهر للأب وليس كالذي يظهر للأخ من الرضاع
وما قد يظهر من زينتها أمام المرأة المسلمة ليس كالذي يظهر أمام الكافرة أو الكتابية وهكذا
ألا يكون لباسها وزينتها سببا ًللشهرة بين النساء مما يميزها عنهن ولم يعتدن لُبس مثله فهذا محرم
لقوله (من لبس ثوب شهرة ألبسه الله إياه يوم القيامة ثم ألهب في النار).
الألباني في صحيحة.
ألا يكون في زينة المرأة ما يمنع من إتمام طهارتها من الحدث الأصغر كالذي يكون مانعاً من وصول - الماء إلى بشرتها كبعض المناكير.
التزين مطلوب لكن بالمباح فلا نلجأ للأشياء المحرّمة مثل النمص، وقد ابتلى بهذه الآفةالخطيرة-
التي هي كبيرة من كبائر الذنوب كثير من النساء اليوم والله المستعان حتى أصبح النمص كأنه من الضروريات اليومية.
فمن النساء من تحلق شعرها تماما ً أو تقصره جداً ليكون مثل الرجل، وأقل ما فى ذلك تشبه بالرجال والعياذ بالله قال صلى الله عليه وسلم " لعن رسول الله المتشبهات بالرجال من النساء.
بل قد يفوّت عليها ذلك الاهتمام الزائد والسرف المخلّ أداء حقوقٍ كثيرة للزوج.
فاجعلى أختى الحبيبة من الزينة ما يقرّبك لله عز وجل بحيث تكون الزينة وسيلة من وسائل زيادة المودة والمحبة والوئام بينك وبين زوجك،
اجعليها وسيلة من إعفاف زوجك وغض بصره عن الحرام لتنشأ بذلك الأسرة المسلمة القوية واحتسبى الأجر فى ذلك.
واهتمى بتربية نفسك وأولادك على الدين القويم حتى ينشأ من رَحِمِك مَنْ يحرر بلادنا من احتلال المعتدي.(/)
الإلمام بحكم صلاة المأموم أمام الإمام
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 07:44]ـ
الإلمام * بحكم صلاة المأموم أمام الإمام
جمعه: أبو عبد الله محمد بن
محمد المصطفى الأنصاري
المدينة النبوية
1430 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله e القائل: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون أهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) ().
والقائل: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) (2) أسأل الله عز وجل أن يفقهنا في الدين وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق إنك على كل شيء قدير،
وبعد فهذا بحث فقهي في حكم صلاة المأموم أمام الإمام ومن الدوافع لإعداد هذا البحث كثرة وقوع ذلك أي الصلاة أمام الإمام في الحرمين الشريفين وغيرهما وخاصة في أوقات الإزدحام في الحج والعمرة والعيدين وقد طلب مني أحد المشايخ حفظه الله إعداد بحث في ذلك، وسميته الإلمام * بحكم صلاة المأموم أمام الإمام أسأل الله عز وجل أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به من قرأه إنه ولي ذلك والقادر عليه. فأقول وبالله التوفيق
اختلف العلماء في حكم صلاة المأموم أمام الإمام على قولين:
القول الأول أنها باطلة وهو مذهب أبي حنيفة ()، والظاهرية ()، وقول للشافعي في الجديد () وهو المشهور من مذهب أحمد (). قال المرداوي: وأطلقهما في الفائق والرعايتين والحاويين وابن تميم ومجمع البحرين والتلخيص، قال: وهذا المذهب بلا ريب وعليه جماهير الأصحاب وقطع به كثير منهم ().
القول الثاني: أنها صحيحة مع الكراهة من غير ضرورة وهو مذهب مالك ()، وقول للشافعي في القديم ()، وقول إسحاق ()، وأبي ثور ()، والحسن البصري ()، وروية عن أحمد وهي من المفردات ().
قال المرداوي: وقيل تصح في الجمعة والعيد والجنازة ونحوها لعذر اختاره الشيخ تقي الدين وقال من تأخر بلا عذر فلما أذن جاء فصلى قدامه عذر واختاره في الفائق وقال قلت وهو مخرج من تأخر المرأة في الإمامة، وذكر الشيخ تقي الدين وجها قالوه وتصح مطلقا قال في الفروع والمراد وأمكن الاقتداء وهو متجه ().
نصوص أصحاب المذاهب مرتبة حسب ترتيبهم التاريخي
المذهب الحنفي
قال السرخسي:": " وَمَنْ وَقَفَ عَلَى الْأَطْلَالِ يَقْتَدِي بِالْإِمَامِ فِي السَّفِينَةِ صَحَّ اقْتِدَاؤُهُ إلَّا أَنْ يَكُونَ أَمَامَ الْإِمَامِ لِأَنَّ السَّفِينَةَ كَالْبَيْتِ وَاقْتِدَاءُ الْوَاقِفِ عَلَى السَّطْحِ بِمَنْ هُوَ فِي الْبَيْتِ صَحِيحٌ إذَا لَمْ يَكُنْ أَمَامَ الْإِمَامِ " ().
وقال: " وإن تقدم المقتدي على الإمام لا يصح اقتداؤه به" ().
وقال الكاساني: " وَمَنْ وَقَفَ عَلَى سَطْحِ السَّفِينَةِ يَقْتَدِي بِالْإِمَامِ فِي السَّفِينَةِ صَحَّ اقْتِدَاؤُهُ إلَّا أَنْ يَكُونَ أَمَامَ الْإِمَامِ؛ لِأَنَّ السَّفِينَةَ كَالْبَيْتِ، وَاقْتِدَاءَ الْوَاقِفِ عَلَى السَّطْحِ بِمَنْ هُوَ فِي الْبَيْتِ صَحِيحٌ إذَا لَمْ يَكُنْ أَمَامَ الْإِمَامِ " " ().
المذهب المالكي
قال خليل بن إسحاق عاطفاً على ما يكره من غير ضرورة: " وصلاة بين الأساطين أو أمام الإمام بلا ضرورة " ().
وقال الدسوقي: " قوله أو أمام الإمام أي ولو تقدم الجميع لأن مخالفة الرتبة لا تفسد الصلاة كما لو وقف عن يسار الإمام فإن صلاة المأموم لا تبطل" ().
وقال أبو الحسن في شرح الرسالة: موقف المأموم مع الإمام على ستة مراتب:
الأولى: أشار إليها بقوله والرجل الواحد فقط أو الصبي الذي يعقل الصلاة إذا كان مع الإمام فإنه يقوم عن يمينه لما في الصحيح أن ابن عباس رضي الله عنهما قال بت في بيت خالتي ميمونة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فقمت عن يساره فأخذ بيدي من وراء ظهره فعدلني كذلك من وراء ظهره إلى الشق الأيمن. الثانية: أشار إليها بقوله ويقوم الرجلان فأكثر خلفه لما في مسلم عن جابر قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي فجئت حتى قمت عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه ثم جاء جابر بن صخر فقام عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدينا جميعا
(يُتْبَعُ)
(/)
فدفعنا حتى أقامنا خلفه. الثالثة: أشار إليها بقوله: فإن كانت امرأة معهما أي مع الرجلين قامت خلفهما في مسلم قال أنس صليت أنا ويتيم في بيتنا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم سليم خلفنا. الرابعة: أشار إليها بقوله وإن كان معهما أي مع الإمام والمرأة رجل صلى الرجل عن يمين الإمام وصلت المرأة خلفهما لما في مسلم عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى به وبأمه أو خالته فأقامني عن يمينه وأقام المرأة خلفنا، وحكم جماعة النسوة مع الإمام والرجل حكم المرأة الواحدة معهما وقد أشار إلى ذلك في باب الجمعة بقوله وتكون النساء خلف صفوف الرجال
الخامسة: أشار إليها بقوله: ومن صلى بزوجته ابن العربي الأفصح فيه زوج كالرجل قال تعالى: اسكن أنت وزوجك الجنة يعني أو بمحرمه أو بأجنبية منه قامت خلفه. السادسة: أشار إليها بقوله والصبي إن صلى مع رجل واحد خلف الإمام قاما أي الصبي والرجل خلفه أي خلف الإمام دليله حديث أنس المتقدم لكن قيد أهل المذهب هذا بقيد أشار إليه بقوله: إن كان الصبي يعقل ثواب من أتم الصلاة وإثم من قطعها لا يذهب ويدع أي يترك من يقف معه فإن لم يعقل الصبي ما ذكر قام الرجل عن يمين الإمام ويترك الصبي يقف حيث شاء وحكم هذه المراتب كلها الاستحباب فمن خالف مرتبته وصلى في غيرها لا شيء عليه إلا أن المرأة إذا تقدمت إلى مرتبة الرجل أو أمام الإمام فكالرجل يتقدم فيكره له ذلك من غير عذر ولا تفسد صلاته ولا صلاة من معه إلا أن يلتذ برؤيتها أو بمماستها وإن تقدم المأموم لعذر كضيق المسجد جاز من غير كراهة ().
المذهب الشافعي
قال الشيرازي: " وإن تقدم المأموم على الإمام ففيه قولان قال في القديم لا تبطل الصلاة كما لو وقف خلف الإمام وحده، وقال في الجديد تبطل لأنه وقف في موضع ليس بموقف مؤتم بحال فأشبه إذا وقف في موضع نجس" ().
المذهب الحنبلي
قال ابن قدامة: " فصل: السنة أن يقف المأمومون خلف الإمام فإن وقفوا قدامه لم تصح " ().
وقال ابن مفلح: " باب موقف الجماعة يستحب وقوف الجماعة خلف الإمام ولا يصح قدامه بإحرام فأكثر لأنه ليس موقفا بحال وذكر شيخنا وجها تكره وتصح والمراد وأمكن الاقتداء وهو متجه وقيل تصح جمعة ونحوها لعذر اختاره شيخنا " ().
وقال المرداوي: الثانية أطلق المصنف هنا عدم صحة الصلاة قدام الإمام ومراده غير حول الكعبة فإنه إذا استداروا حول الكعبة والإمام منها على ذراعين والمقابلون له على ذراع صحت صلاتهم نص عليه قال المجد في شرحه لا أعلم فيه خلافا قال أبو المعالي وابن منجا صحت إجماعاً قال القاضي في الخلاف أومأ إليه في رواية أبي طالب انتهى هذا إذا كان في جهات أما إن كان في جهة فلا يجوز تقدم المأموم عليه على الصحيح من المذهب وقيل يجوز وهو من المفردات ().
المذهب الظاهري
قال ابن حزم:" مسألة ولا يحل لأحد أن يصلي أمام الإمام إلا لضرورة حبس فقط في سفينة حيث لا يمكن غير ذلك " ().
استدل أصحاب القول الأول بما يأتي:
الدليل الأول:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: بت ذات ليلة عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي متطوعا من الليل فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى القربة فتوضأ فقام فصلى فقمت لما رأيته صنع ذلك فتوضأت من القربة ثم قمت إلى شقه الأيسر فأخذ بيدي من وراء ظهره يعدلني كذلك من وراء ظهره إلى الشق الأيمن قلت أفي التطوع كان ذلك قال نعم ().
الدليل الثاني:
عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال أتينا جابراً يعني بن عبد الله قال سرت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة فقام يصلي وكانت علي بردة ذهبت أخالف بين طرفيها فلم تبلغ لي وكانت لها ذباذب فنكستها ثم خالفت بين طرفيها ثم تواقصت عليها لا تسقط ثم جئت حتى قمت عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه فجاء جبار بن صخر حتى قام عن يساره فأخذنا بيديه جميعاً حتى أقامنا خلفه قال: وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقني وأنا لا أشعر ثم فطنت به فأشار إلي أن أتزر بها فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا جابر قال: قلت لبيك يا رسول الله قال إذا كان واسعاً فخالف بين طرفيه وإذا كان ضيقاً فاشدده على حقوك " ().
الدليل الثالث:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى جالساً فصلوا جلوساً أجمعون وأقيموا الصف في الصلاة فإن إقامة الصف من حسن الصلاة " ().
الدليل الرابع:
لأنه يحتاج في الاقتداء إلى الالتفات إلى ورائه ().
الدليل الخامس:
لأن ذلك لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا هو في معنى المنقول فلم يصح كما لو صلى في بيته بصلاة الإمام ويفارق من خلف الإمام فإنه لا يحتاج في الاقتداء إلى الالتفات إلى ورائه ().
وجه الدلالة:
دلت هذه النصوص على أن مكان المأموم يكون خلف الإمام في حال تعدد المأمومين، ويكون يمين الإمام في حال انفراد المأموم ولا موقف للمأموم أمام الإمام ولا يساره ولذلك عدل النبي صلى الله عليه وسلم موقف ابن عباس من اليسار إلى اليمين فأداره من وراء ظهره فدل ذلك على أن يسار الإمام أو قدامه ليس مكاناً لوقوف المأموم.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: ومن القواعد أيضًا: أن التابع لا يتقدم على المتبوع، ومن هنا فإن الإمام لا يتقدم عليه، فالمأموم يحرم عليه أن يتقدم على الإمام، سواء في الزمان، بأن يفعل فعلًا قبل فعل الإمام، أو في المكان بأن يكون المأموم أمام الإمام ().
قال عبد العزيز ابن باز: " ليس لأحد أن يصلي أمام الإمام، لأن ذلك ليس موقفاً للمأموم، والله ولي التوفيق" ().
قال العيني وهو يعدد الفوائد المستنبطة من حديث ابن عباس: العشرون ما قيل إن تقدم المأموم على إمامه مبطل لأن المنقول أن الإدارة كانت من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا من قدامه كما حكاه القاضي عياض عن تفسير محمد بن حاتم ().
قال علي القارئ وهو يعدد الفوائد المستنبطة من حديث ابن عباس: " ومنها عدم جواز تقديم المأموم على الإِمام لأن النبي صلى الله عليه وسلم أداره من خلفه وكانت إدارته من بين يديه أيسر" ().
قال البيهقي معلقاً على حديث ابن عباس: "وفيه كالدلالة على منع المأموم من التقدم على الإمام حيث أداره من خلفه ولم يدره من بين يديه" ().
قلت: والمأموم مأمور بمتابعة إمامه قال صلى الله عليه وسلم إنما جل الإمام ليؤتم به ولا يمكن متابعة الإمام والإقتداء به إلا إذا كان خلفه أو محاذياً له حتى يتمكن من الرؤية أو السماع وإن كان السماع يحصل ولو لم يكن خلفه على ما سيأتي في المناقشة إن شاء الله تعالى.
استدل أصحاب القول الثاني بما يأتي:
الدليل الأول:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال:" بت ذات ليلة عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي متطوعاً من الليل فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى القربة فتوضأ فقام فصلى فقمت لما رأيته صنع ذلك فتوضأت من القربة ثم قمت إلى شقه الأيسر فأخذ بيدي من وراء ظهره يعدلني كذلك من وراء ظهره إلى الشق الأيمن قلت أفي التطوع كان ذلك قال نعم " ().
الدليل الثاني:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة وأعطيت الشفاعة " ().
الدليل الثالث:
لأن ذلك لا يمنع الاقتداء به فأشبه من خلفه ().
الدليل الرابع:
لأنه لا يحل أن يمنع أحد من الصلاة في موضع إلا موضعاً جاء النص بالمنع من الصلاة فيه فيكون مستثنى من هذه الجملة ().
قال ابن تيمية رحمه الله: " إن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لأم ورقة أن تؤم أهل دارها وجعل لها مؤذناً وتتأخر خلفهم وان كانوا مأمومين بها للحاجة وهو حجة لمن يجوز تقدم المأموم لحاجة " ().
وجه الدلالة:
(يُتْبَعُ)
(/)
دلت هذه النصوص على أن الأرض كلها مكان للصلاة إلا ما خصه النص بالمنع ولم يأت نص يمنع من الصلاة في أي جهة من جهات الإمام الأربع ولا يحل أن يمنع أحد من الصلاة في موضع إلا موضعاً جاء النص بالمنع من الصلاة فيه، والجهات بالنسبة إلى الإمام أربعاً: أمام وخلف ويمين ويسار، فوجدنا الخلف هو موقف المأمومين إن كانوا عدداً، واليمين موقف المأموم إن كان فرداً، ولا موقف في أمام ولا يسار، لكن ابن عباس لما قام ووقف عن يساره صلى الله عليه وسلم وليس بموقف، كبر ودخل في الصلاة، ولم يرفض النبي صلى الله عليه وسلم ما وقع من صلاته في اليسار وهو في غير موقفه، ولكن صححه وأخذه وجعله في الموقف الصحيح وهو الأيمن، والذي وقع من ابن عباس في غير موقفه اعتد به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعذره لوقوفه في اليسار لأن المكان متسع فصحت صلاته وهو قائم في اليسار، لأنه أوقع جزءاً من الصلاة في جهة اليسار، ثم أكملها في الموقف الصحيح.
قال ابن تيمية رحمه الله: " إن الصلاة أمام الإمام تصح مع العذر دون غيره مثل ما إذا كان زحمة فلم يمكنه أن يصلي الجمعة أو الجنازة إلا قدام الإمام فتكون صلاته قدام الإمام خيرا له من تركه للصلاة وهذا قول طائفة من العلماء وهو قول في مذهب أحمد وغيره وهو أعدل الأقوال وأرجحها وذلك لأن ترك التقدم على الإمام غايته أن يكون واجبا من واجبات الصلاة في الجماعة والواجبات كلها تسقط بالعجز وإن كانت واجبة في أصل الصلاة فالواجب في الجماعة أولى بالسقوط ولهذا يسقط عن المصلي ما يعجز عنه من القيام والقراءة واللباس والطهارة وغير ذلك وأما الجماعة فإنه يجلس في الأوتار لمتابعة الإمام ولو فعل ذلك مفردا عمدا بطلت صلاته وإن أدركه ساجدا أو قاعدا كبر وسجد، والمقصود هنا أن الجماعة تفعل بحسب الإمكان فإذا كان المأموم لا يمكنه الائتمام بإمامه إلا قدامه كان غاية ما في هذا الباب أنه قد ترك الموقف لأجل الجماعة وهذا أخف من غيره ومثل هذا أنه منهي عن الصلاة خلف الصف وحده فلو لم يجد من يصافه ولم يجذب أحدا يصلي معه صلى وحده خلف الصف ولم يدع الجماعة كما أن المرأة إذا لم تجد امرأة تصافها فإنها تقف وحدها خلف الصف باتفاق الأئمة وهو إنما أمر بالمصافة مع الإمكان لا عند العجز عن المصافة والله أعلم ().
قال الدكتور يوسف بن أحمد القاسم عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء: " إذا لم يمكن المأموم أن يصلي خلف الإمام ولا عن يمينه، أو يساره لضيق المكان، أو لزحام، فإنه يجوز له أن يصلي أمام الإمام للضرورة، وهي عذر شرعي، يسقط به الواجب، لأن الواجبات تسقط بالعذر، ولهذا يسقط عن المصلي ما يعجز عنه من القيام، والقراءة، واللباس، والطهارة، ونحو ذلك، وهذا قول في المسألة رجَّحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ().
المناقشة والترجيح
بعد النظر في أدلة أصحاب القولين تبين لي ما يأتي:
الأول: أن المسألة اجتهادية وليس فيها نص صريح لا للجواز ولا للمنع، والأصل أن الصلاة إذا اكتملت أركانها وشروطها وواجباتها صحت، فالقول ببطلانها يحتاج إلى دليل. الثاني: أن السنة الثابتة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون المأموم خلف الإمام في حال تعدد المأمومين، وأن يكون يمينه في حال انفراده، والجهات بالنسبة إلى الإمام أربعاً: أمام وخلف ويمين ويسار، فوجدنا الخلف هو موقف المأمومين إن كانوا عدداً، واليمين موقف المأموم إن كان فرداً، ولا موقف في أمام ولا يسار، لكن ابن عباس لما قام ووقف عن يساره صلى الله عليه وسلم وليس بموقف صحيح، كبر ودخل في الصلاة، فأقره صلى الله عليه وسلم على ما وقع من صلاته في اليسار وهو في غير موقفه، ولكن صححه وأخذه وجعله في الموقف الصحيح وهو الأيمن، والذي وقع من ابن عباس في غير موقفه اعتد به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعذره لوقوفه في اليسار لأن المكان متسع فصحت صلاته وهو قائم في اليسار، لأنه أوقع جزءاً من الصلاة في جهة اليسار، ثم أكملها في الموقف الصحيح فدل ذلك على أن المواقف لا تؤثر في صحة الصلاة سواء أمام الإمام أو يساره.
(يُتْبَعُ)
(/)
والغريب من تصحيحهم الصلاة أمام الإمام في مكة وبطلانها في غير مكة بل حكى المرداوي على ذلك الإجماع نقلاً عن المجد وأبي المعالي وابن منجا حيث قال: الثانية أطلق المصنف هنا عدم صحة الصلاة قدام الإمام ومراده غير حول الكعبة فإنه إذا استداروا حول الكعبة والإمام منها على ذراعين والمقابلون له على ذراع صحت صلاتهم نص عليه قال المجد في شرحه لا أعلم فيه خلافاً قال أبو المعالي وابن منجا صحت إجماعاً ().
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: ومن القواعد أيضًا: أن التابع لا يتقدم على المتبوع، ومن هنا فإن الإمام لا يتقدم عليه، فالمأموم يحرم عليه أن يتقدم على الإمام، سواء في الزمان، بأن يفعل فعلًا قبل فعل الإمام، أو في المكان بأن يكون المأموم أمام الإمام ().
قال عبد العزيز ابن باز: " ليس لأحد أن يصلي أمام الإمام، لأن ذلك ليس موقفاً للمأموم، والله ولي التوفيق" ().
قال الشيخ محمد صالح بن عثيمين في الشرح الممتع مناقشاً لبعض جوانب المسألة: قوله: «لا قدّامه»، أي: لا يَصِحُّ أن يَقِفَ المأمومون قُدَّام الإِمام، فإن وَقَفَوا قُدَّامه فصلاتُهم باطلةٌ.
ودليل ذلك أنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم كان يَقِفُ أمامَ النَّاسِ وقال: «صَلُّوا كما رأيتموني أُصلِّي» وهذا يَعمُّ الصَّلاةَ بأفعالِها وعددِها وهيئتِها وجميعِ أحوالِها، ومنها الوقوفُ، فيكون الوقوفُ قُدَّامه خلافَ السُّنَّةِ، وحينئذٍ تبطلُ الصَّلاةَ، وقال بعضُ أهل العِلْمِ: إنَّ الصَّلاةَ لا تبطلُ؛ لأنَّه لم يَرِدْ عن النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم أنَّه نَهَى عن الصَّلاةِ قُدَّامَ الإِمامِ، وغايةَ ما فيه أنَّ هذا فِعْلُه، وقد وَقَفَ معه جابرُ بن عبد الله وجَبَّارُ بن صَخْر، أحدُهما عن يمينِه والثاني عن يسارِه، فأخذَهما وردَّهما إلى خَلْفِه. فلمَّا لم يكن فيه إلا الفِعلُ كان مستحبَّاً وليس بواجبٍ، وإلى هذا ذهبَ الإِمامُ مالكٌ رحمه الله.
وتوسَّطَ شيخُ الإِسلامِ ابنُ تيميَّة رحمه الله، وقال: إنَّه إذا دَعَتِ الضَّرورةُ إلى ذلك صحَّت صلاةُ المأمومِ قُدَّامَ الإِمامِ، وإلا فلا، والضَّرورةُ تدعو إلى ذلك في أيَّامِ الجُمعة، أو في أيَّامِ الحَجِّ في المساجدِ العاديةِ، فإنَّ الأسواقَ تمتلئُ ويصلِّي الناسُ أمامَ الإِمامِ، وهذا القولُ وَسَطٌ بين القولين، وغالباً ما يكون القولُ الوسطُ هو الرَّاجح؛ لأنَّه يأخذُ بدليلِ هؤلاءِ ودليلِ هؤلاء.
فإذا قال قائلٌ: إنَّ الدَّليلَ هنا فِعليٌّ، والقاعدةُ: أنَّ الدَّليلَ الفِعليَّ لا يقتضي الوجوب؟ قلنا: هذا صحيحٌ، لكن ظاهرُ فِعْلِ الرَّسولِ عليه الصلاة والسلام حيث لم يُمَكِّنْ جابراً وجَبَّاراً مِن الوقوفِ عن يمينِه وشِمالِه، بل أخَّرهُما قد يقال: إنه يدلُّ على وجوبِ تقدُّمِ الإِمام إذا كان المأمومون اثنين فأكثر، لكن مع ذلك في النَّفْسِ منه شيءٌ، وإنَّما القولُ الوسَط أنَّه عندَ الضَّرورةِ لا بأسَ به، وإذا لم يكن هناك ضرورةٌ فلا.
قوله: «ولا عن يساره» أي: لا تَصِحُّ صلاةُ المأمومِ إنْ وَقَفَ عن يسارِ الإِمامِ، لكن بشرط خُلوِّ يمينِه، والدَّليلُ على أن هذا شرطٌ مِن كلامِ المؤلِّفِ أنَّه قال: «عن يسارِه فقط» أي: دون أن يكون عن يمينِه أحدٌ، أما صلاةُ الإِمامِ فهل تَصِحُّ أم لا؟ الجواب: إنْ بقيَ الإِمامُ على نِيَّةِ الإِمامةِ، فإنَّ صلاتَه لا تَصِحُّ؛ لأنه نَوى الإِمامةَ وهو منفردٌ، وأمَّا إن نَوى الانفرادَ، فإنَّ صلاتَه صحيحةٌ.
إذا قيل: ما الدَّليلُ على أنَّها لا تَصِحُّ عن يسارِه مع خلوِّ يمينِه؟
قلنا: دليلُ ذلك: أنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم «قام يُصلِّي ذاتَ ليلةٍ مِن الليلِ، وكان ابنُ عبَّاس رضي الله عنهما قد نامَ عندَه، فَدَخَلَ معه ابنُ عباس، ووَقفَ عن يسارِه، فأخذ النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم برأسِه مِن ورائِه فجعله عن يمينِهِ» لأنَّها لو صحَّت لأقرَّه النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم على ذلك.
فإن قال قائلٌ: هذا في النَّفْلِ؟ فالجوابُ عن ذلك مِن وجهين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الأول: أنَّ القاعدةَ: أنَّ ما ثَبَتَ في النَّفْلِ ثَبَتَ في الفرضِ إلا بدليل، ويدلُّ لهذه القاعدةِ تَصرُّفُ الصَّحابةِ رضي الله عنهم حين ذكروا أنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم كان يصلِّي على راحلتِه في السَّفَرِ، قالوا: غيرَ أنَّه لا يصلِّي عليها المكتوبةَ، فدلَّ هذا على أنَّ الأصلَ أنَّ ما ثَبَتَ في النَّفْلِ ثَبَتَ في الفَرضِ؛ ولهذا احتاجوا إلى استثناءِ الفَريضة. وهذا الحديثُ يُستفادُ منه أنَّ الصَّلاةَ عند الإطلاقِ تشمَلُ الفريضةَ والنافلةَ.
الوجه الثاني: أنَّ النَّفْلَ يُتسامحُ فيه أكثرُ مِن التَّسامحِ في الفَرضِ، فإذا لم يُتسامحْ في النَّفْلِ عن يسار الإِمامِ، فَعَدَمُ التَّسامحِ في الفَرضِ مِن باب أَولى، هذا تقريرُ كلامِ المؤلِّفِ، وأكثرُ أهلِ العِلْمِ يقولون بصحَّةِ الصَّلاةِ عن يسار الإِمامِ مع خُلُوِّ يمينِهِ، وأنَّ كون المأمومِ الواحدِ عن يمين الإِمامِ إنَّما هو على سبيلِ الأفضليَّةِ، لا على سبيلِ الوجوبِ. واختار هذا القولَ شيخُنا عبدُ الرَّحمن بن سَعدي رحمه الله، ودفعوا الاستدلالَ بحديثِ ابنِ عبَّاس: بأنَّ هذا فِعْلٌ مجرَّدٌ، والفِعلُ المجرَّدُ لا يدلُّ على الوجوبِ. هذه قاعدةٌ أصوليَّةٌ؛ أنَّ فِعْلَ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم المُجرَّدَ لا يدلُّ على الوجوبِ، لأنَّه لو كان للوجوبِ لقالَ النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم لعبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ لا تَعُدْ لمثلِ هذا. كما قال ذلك لأبي بَكْرة حين رَكَعَ قبل أنْ يدخلَ في الصَّفِّ، وهذا القولُ قولٌ جيدٌ جداً، وهو أرجحُ مِن القولِ ببطلانِ صلاتِه عن يسارِه مع خلوِّ يمينِه؛ لأنَّ القولَ بتأثيم الإِنسانِ أو ببطلانِ صلاتِهِ بدون دليلٍ تطمئنُّ إليه النَّفْسُ فيه نَظَرٌ، فإنَّ إبطالَ العبادةِ بدون نَصٍّ كتصحيحها بدون نَصٍّ ().
قلت: لم أقف على نص يفرق في ذلك بين مكة وغيرها في ذلك، وأما حديث إنما جعل الإمام ليؤتم به، المراد بالائتمام هنا هو متابعة الإمام في أقواله وأفعاله كما هو معلوم، وذلك يحصل للمأموم في كل المواقف برؤية الإمام أو سماعه، وهو أيضاً بالنسبة للمواقف في حالة الاختيار لأن السنة فيها كما سبق أن يكون خلف الإمام في حال تعدد المأمومين، ويمينه في حال انفراده، أما في حالة الضرورة فلا يلزم ذلك لأن الضرورات تبيح المحظورات ولها أحكام خاصة والرخصة في ذلك تقدر بقدرها، مع أن الصحيح أن المواقف لا تؤثر في صحة الصلاة سواء أمام الإمام أو يساره أو غير ذلك لعدم دليل يدل على ذلك.
وبهذا يتبين لي رجحان جواز الصلاة في كل المواقف في حالة الضرورة من ازدحام أو ضيق مكان أو غيرهما وهو ما ذهب إليه أصحاب القول الثاني من جواز ذلك في حالة الضرورة، وأما من غير ضرورة فلا شك أن السنة أن يكون المأمومون خلف الإمام في حال تعددهم والفرد يمينه. وسبق قول ابن تيمية رحمه الله: " إن الصلاة أمام الإمام تصح مع العذر دون غيره مثل ما إذا كان زحمة فلم يمكنه أن يصلي الجمعة أو الجنازة إلا قدام الإمام فتكون صلاته قدام الإمام خيراً له من تركه للصلاة وهذا قول طائفة من العلماء وهو قول في مذهب أحمد وغيره وهو أعدل الأقوال وأرجحها.
وسبق قول الدكتور يوسف بن أحمد القاسم عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء: " إذا لم يمكن المأموم أن يصلي خلف الإمام ولا عن يمينه، أو يساره لضيق المكان، أو لزحام، فإنه يجوز له أن يصلي أمام الإمام للضرورة، وهي عذر شرعي، يسقط به الواجب، لأن الواجبات تسقط بالعذر، ولهذا يسقط عن المصلي ما يعجز عنه من القيام، والقراءة، واللباس، والطهارة، ونحو ذلك، وهذا قول في المسألة رجَّحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ().
قال عطية محمد سالم رحمه الله: فإذا جاء إنسان ووقف أمام الإمام وهو في غير موقف نظرنا إن كان لعذر لضيق المكان وعدم التمكن صحت الصلاة وصح الاقتداء، وإذا كان يوجد مكان ولكنه قصر وترك محل الوقوف عن اليمين أو الخلف وجاء أمام الإمام فلا حق له في ذلك ().
قلت: وأما الوقوف أمام الإمام أو يساره من غير ضرورة فهو خلاف السنة ولا ينبغي فعل ذلك من غير ضرورة والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
كتبه أبو عبد الله محمد بن
محمد المصطفى الأنصاري
(يُتْبَعُ)
(/)
المدينة النبوية
10/ 1 / 1430 هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي
() أخرجه مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها رقم (770) 1/ 534، وأبو داوود رقم (767) 1/ 487، والنسائي رقم (1624) 3/ 234ـ 235، والترمذي رقم (342) 5/ 451 ـ 452، وابن ماجة رقم (1357) 1/ 431 ـ 432، و أحمد رقم (25266) 6/ 156، وابن حبان رقم (2600) 6/ 335 ـ 336، وأبو عوانة 2/ 304 ـ 305، وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم رقم (1760) 2/ 367، والبغوي في شرح السنة رقم (952) 4/ 70 ـ 71، والحاكم رقم (1760) 2/ 367، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (4444) 3/ 5.
(2) أخرجه البخاري من حديث معاوية، وابن عباس وابن عمر وأبي هريرة رقم (71) 1/ 24، (3116) 2/ 393، ورقم (7311) 4/ 366، ومسلم رقم (1037) 2/ 717 ـ 718، و أحمد 4/ 92 ـ 93، 95 ـ 99، 104، والترمذي رقم (2645) 4/ 385، رقم (220 ـ 221) 1/ 80، ومالك في الموطإ 2/ 900 ـ 901، والدارمي 1/ 74، وابن حبان رقم (89) 1/ 80، ورقم (310) 2/ 8، ورقم (3401) 8/ 193 ـ 194، والبغوي في شرح السنة رقم (131 ـ 132) 1/ 284 ـ 285، والطبراني في الكبير رقم، (729، 782 ـ 787، 792، 797، 810، 815، 860، 864، 868 ـ 869، 871، 904، 906، 911 ـ 912، 918 ـ 919)، وابن عبد البر في جامع العلم وفضله 1/ 17 ـ 19.
() المبسوط للسرخسي 1/ 42، وبدائع الصنائع للكاساني 1/ 158.
() المحلى لابن حزم 4/ 66.
() الأم للشافعي 1/ 169، والمهذب للشيرازي ص100، والمجموع للنووي 4/ 256،
() المغني لابن قدامة 2/ 23، والإنصاف للمرداوي 2/ 280، والفروع لابن مفلح 2/ 23.
() الإنصاف للمرداوي 2/ 280.
() التاج والإكليل للقاني 2/ 106، ومختصر خليل ص40، وبلغة السالك للصاوي 1/ 290، وكفاية الطالب الرباني لأبي الحسن 1/ 387، وحاشية الدسوقي 1/ 331، والثمر الداني شرح رسالة القيرواني للأزهري ص156.
() الأم للشافعي 1/ 169، والمهذب للشيرازي ص100، والمجموع للنووي 4/ 256، والأوسط لابن المنذر 6/ 366.
() الأوسط لابن المنذر 6/ 366، والمغني لابن قدامة 2/ 23.
() الأوسط لابن المنذر 6/ 366.
() الأوسط لابن المنذر 6/ 366.
() الإنصاف للمرداوي 2/ 280، والفروع لابن مفلح 2/ 23.
() الإنصاف للمرداوي 2/ 280.
() المبسوط للسرخسي 2/ 243.
() المبسوط للسرخسي 1/ 43.
() بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع للكاساني 1/ 454.
() مختصر خليل بن إسحاق ص40.
() حاشية الدسوقي 1/ 331.
() كفاية الطالب الرباني شرح رسالة أبي زيد القيرواني لأبي الحسن 1/ 385.
() المهذب للشيرازي ص100، والمجموع للنووي 4/ 256.
() المغني لابن قدامة 2/ 23.
() الفروع لابن مفلح 2/ 23.
() الإنصاف للمرداوي 2/ 280.
() المحلى لابن حزم 4/ 66.
() أخرجه البخاري رقم (4294)، ورقم (820 – 821)، ورقم (665)، ورقم (138)، ورقم (117)، ومسلم رقم (763) 1/ 531 واللفظ لمسلم.
() أخرجه مسلم رقم (3010) 4/ 2305، وأبو داود رقم (634) 1/ 171، وابن الجارود في المنتقى رقم (172) ص52، والحاكم في المستدرك رقم (932) 1/ 384.
() أخرجه البخاري رقم (689) 1/ 253، ورقم (701) 1/ 257، ومن حديث عائشة رقم (656) 1/ 244، ورقم (1062) 1/ 374، ورقم (1179) 1/ 415، ورقم (5334) 5/ 2142، ومن حديث أنس بن مالك رقم (371) 1/ 149، رقم (657) 1/ 244، ورقم (699 - 700) 1/ 257، ورقم (772) 1/ 277، ورقم (1063) 1/ 375، ومسلم من حديث أبي هريرة رقم (417) 1/ 311، ومن حديث عائشة رقم (412) 1/ 309، ومن حديث أنس بن مالك رقم (411) 1/ 308.
() المغني لابن قدامة 2/ 23.
() المغني لابن قدامة 2/ 23.
() شرح منظومة القواعد الفقهية للسعدي ص 91.
() مجموع فتاوى ابن باز 1/ 114، 12/ 115.
() عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني 2/ 257.
() مرقاة المفاتيح لعلي القارئ 3/ 164
() السنن الكبرى للبيهقي 3/ 99.
() أخرجه البخاري رقم (4294)، ورقم (820 – 821)، ورقم (665)، ورقم (138)، ورقم (117)، ومسلم رقم (763) 1/ 531 واللفظ لمسلم.
() أخرجه البخاري رقم (427) 1/ 168، ورقم (328) 1/ 128، ومسلم رقم (521) 1/ 370.
() المغني لابن قدامة 2/ 23.
() المحلى لابن حزم 5/ 76.
() مجموع فتاوى ابن تيمية 23/ 248، حديث إمامة أم ورقة لفظه: " عن عبد الرحمن بن خلاد عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحرث قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها في بيتها وجعل لها مؤذنا يؤذن لها وأمرها أن تؤم أهل دارها قال عبد الرحمن فأنا رأيت مؤذنها شيخا كبيراً. أخرجه أبو داود رقم (592) 1/ 161، وابن خزيمة رقم (1676) 3/ 89، والبيهقي الصغرى رقم (589) ص342، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (592) 1/ 161، وفي إرواء الغليل رقم (493).
هذه الزيادة التي ذكرها ابن تيمية (وتتأخر خلفهم) لم أجدها عند غيره.
() مجموع الفتاوى لابن تيمية 2/ 428 – 429.
() فتاوى واستشارات الإسلام اليوم 1/ 358.
() الإنصاف للمرداوي 2/ 280.
() شرح منظومة القواعد الفقهية للسعدي ص 91.
() مجموع فتاوى ابن باز 1/ 114، 12/ 115.
() الشرح الممتع لابن عثيمين 4/ 112.
() فتاوى واستشارات الإسلام اليوم 1/ 358.
() تتمة أضواء البيان 8/ 455، و شرح بلوغ المرام للشيخ عطية محمد سالم 2 / ص 3.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدسى]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 08:50]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابو بردة]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 12:06]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
مدارسة في حكم اشتراط المنفعة في الإقراض
ـ[حمد]ــــــــ[02 - Mar-2009, صباحاً 08:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
لو طلب شخص من آخر إقراضه مبلغاً ما، فوافق الآخر بشرط أن يخدمه بخدمة معينة، ثم بعد ذلك يقرضه.
فما حكم ذلك؟
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[02 - Mar-2009, صباحاً 08:44]ـ
أخي الفاضل:
السلام عليكم
اتفق العلماء على تحريم اشتراط الزيادة في بدل القرض للمقرض
وسواء كانت الزيادة في الصفة (كأن يشترط على المقترض رد أجود مما أخذ)،
أم عيناً (كأن يقترض مالاً ويشترط عليه رده مع هديه من مال آخر)
أم منفعة (كأن يقترض مالاً ويشترط عليه رده مع عمل المقترض عند المقرض مده).
ولم يفرقوا في الحكم بين اشتراط الزيادة في بداية العقد أو عند تأجيل الوفاء
وتسمى الزيادة المشروطة في القرض: ربا القرض، وهي من ربا الجاهلية.
وقد نقل الإجماع على تحريم الزيادة في بدل القرض
يراجع: الإجماع لابن المنذر: (120،121).
المحلى لابن حزم (8/ 77).
المغني لابن قدامة (6/ 436).
لزيادة المدارسة: http://www.kantakji.com/fiqh/Files/Finance/1501.doc
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 06:44]ـ
جزى الله خيرا من حرر العنوان وأبقى الموضوع للمدارسة ........... بوركتم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 06:56]ـ
وإياكم أخي الفاضل .. وننتظر فوائدكم (ابتسامة)
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 09:17]ـ
أكرمكم الله ... (ابتسامة)
إنما أنا مستفيد بالمدارسة والمراجعة ......... بارك الله فيكم
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 09:48]ـ
وقد يحتال بعض المرابين على هذا التحريم للمنفعة المشروطة للمقرض بحيل عديدة
منها:
البيع بشرط الخيار حيلة ليربح في قرض.
وذلك مثل أن يبيعه داراً ونحوها بألف بشرط الخيار،
لينتفع المشتري - وهو المقرض حقيقة- بالدار مدة انتفاع البائع
-وهو المقترض حقيقة- بالثمن،
ثم يرد الدار بالخيار عند رد الثمن، فهذا محرم؛
لأنه توصل بهذا الخيار ليربح في القرض،
فحقيقة الأمر: أنه أقرضه الألف بشرط الانتفاع بالدار مدة القرض.
ومن صور التحايل على أخذ المنفعة في القرض:
أن يشترط في القرض عقد بيع أو نحوه،
حتى يحابيه في الثمن فيأخذ زيادة على قرضه.
كأن يقرضه ألفاً بشرط أن يبيع له المقترض هاتفه الذي يساوي 500 ريال بـ 300 ريال
فيكون هذا الفرق في السعر هو المنفعة التي يستفيدها المقرض .... وهي منفعة محرمة
ـ[محمد جاسم]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 07:21]ـ
هل المنفعة من نفس الجنس أم لا؟
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 08:03]ـ
الإخوة الكرام:
سبق في هذا المنتدى المبارك بحث هذه المسألة في استفتاء ورد من بعض الإخوة، وكنت قد أشرتُ ثمَّة إلى مسألة تحريم القرض الجار للنفع، وإلى ذهاب بعض المحققين من الفقهاء - كالعز ابن عبد السلام وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما - إلى تقييد تحريم القرض الجار للنفع بما كان نفعه قاصرا على المقرض، دون ما كان عائدا على طرفي عقد القرض، وكان الموضوع المشار إليه بعنوان:
ما حكم هاته المعاملة (عاجل جدا) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16848&highlight=%C7%E1%D3%DD%CA%CC%C 9)
، وهذا نص مشاركتي ثمة:
أخوتي الكرام:
مسألة أخينا الكريم ظاهرٌ تخريجُها - بادِيَ الرأي - على قاعدة القرض الجارِّ للنفع.
لكن يبدو لي رجحانُ تخريجها على مسألة السُّفْتَجَةِ (بضم السين وفتحها)؛ وحقيقتها: أن يتسَلَّفَ الرجل من أخيه المال ببلد على أن يرده إليه في بلد آخر، والنفع المتوقع في السفتجة هو أن يستفيد المقرض دفع خطر الطريق ; إذ قد يخشى لو سافر بأمواله أن يسطو عليه اللصوص وقطاع الطرق فيلجأ إلى هذه المعاملة ليستفيد من وراء هذا القرض دفع الخطر المتوقَّع في الطريق؛ فهي في معناها: ((إقراض لسقوط خطر الطريق))؛ كما وصفها بذلك الإمام ابن عابدين في رد المحتار: 5/ 350.
فسؤال الأخ السائل الكريم تكييفُهُ أقرب إلى التخريج على السفتجة؛ ما دامت الخدمة المشروطة في سؤالة من غير جنس المال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقوال الفقهاء في السُّفْتَجَة غير متفقة على تخريجها على القرض الجار للنفع، إذ إنها مكروهة عند الحنفية، وأجازها الإمام مالك - في المدونة - بشرط أن يكون الغرض رفق كل من طرفي القرض بأخيه، وجواز السُّفْتَجَة رواية مرجوحة عند الحنابلة.
بل إن بعض الفقهاء قال بتخريجها على القرض الجار للنفع، وأجازها مع ذلك بلا كراهة؛ فأجازها شيخ الإسلام ابن تيمية بلا كراهة؛ قائلا: ((قَدْ يَكُونُ فِي القَرْضِ مَنْفَعَةٌ لِلْمُقْرِضِ؛ كَمَا فِي مَسْأَلَةِ السُّفْتَجَةِ؛ وَلِهَذَا كَرِهَهَا مَنْ كَرِهَهَا، وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا لاَ تُكْرَهُ؛ لأَنَّ المُقْتَرِضَ يَنْتَفِعُ بِهَا أَيْضًا؛ فَفِيهَا مَنْفَعَةٌ لَهُمَا جَمِيعًا إذَا أَقْرَضَهُ)). راجع رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية الفذة في أنه ليس في الشريعة على خلاف القياس، وذلك في مجموع الفتاوى: 20/ 515، 29/ 455، وانظر أيضا: أعلام الموقعين: 2/ 11.
وقد فرق الإمام ابن القيم بين السُّفْتَجَة، والقرض الجارِّ للنفع - تبعا لشيخ الإسلام ابن تيمية - من جهة: أن القرض الجار للنفع ربًا إذا اختص النفعُ فيه بالمُقرِض؛ فمن هاهنا أشبه الربا، أما إذا عم النفعُ المقرِضَ والمقتَرِضَ، فإنه يجوز كالسُّفْتَجَةِ:
قال الإمام ابن القيم - فارقا بين القرض الجارِّ للنفع والسُّفْتَجَة:
((اختلفتِ الروايةُ عن أحمدَ فيما لو أقرضه دراهم وشرط عليه أن يوفيه إياها ببلد إخر ولا مؤنة لحملها؛ فروى عنه أنه لا يجوز، وكرهه الحسن، وجماعة، ومالك، والأوزاعي، والشافعي، وروي عنه الجواز، نقله ابن المنذر؛ لأنه مصلحة لهما، فلم ينفرد المقترض بالمنفعة وحكاه عن عليٍّ، وابن عباس، والحسن بن علي، وابن الزبير، وابن سيرين، وعبد الرحمن بن الأسود، وأيوب، والثوري، وإسحاق، واختاره القاضي.
ونظير هذا: ما لو أفلس غريمه فأقرضه دراهم يوفيه كل شهر شيئا معلوما من ربحها جاز؛ لأن المقترض لم ينفرد بالمنفعة.
ونظيره: ما لو كان عليه حنطة فأقرضه دراهم يشتري له بها حنطة ويوفيه إياها.
ونظير ذلك أيضا: إذا أقرض فلاحه ما يشتري به بقرا يعمل بها في أرضه أو بذرا يبذره فيها، ومنعه ابن أبي موسى:
والصحيح جوازه وهو اختيار صاحب المغني؛ وذلك لأن المستقرِضَ إنما يقصد نفع نفسه ويحصل انتفاع المقرض ضمنا فأشبه أخذ السفتجة به وإيفاءه إياه في بلد آخر من حيث إنه مصلحة لهما جميعا.
وَالمَنْفَعَةُ الَّتِي تَجُرُّ إِلَى الرِّبَا فِي القَرْضِ هِيَ الَّتِي تَخُصُّ المُقْرِضَ؛ كسكنى دار المقترض، وركوب دوابِّه، واستعماله وقبول هديته؛ فإنه لا مصلحة له في ذلك، بخلاف هذه المسائل؛ فإن المنفعة مشتركة بينهما وهما متعاونان عليها فهي من جنس التعاون والمشاركة)) تهذيب سن أبي داود: 9/ 297.
والله يعلم المفسد من المصلح(/)
اشكالات علمية في اختصار وشرح الأصول من علم الأصول (للنقاش العلمي).
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 05:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بدأت منذ فترة في اختصار وشرح الأصول من علم الأصول للشيخ العثيمين رحمه الله وكانت تعرض لي وقفات مع الشيخ وسوف اعرضها في صورة اشكالات علمية لإثراء النقاش العلمي ... وليس الغرض من هذا إلا التعلم والاستفادة وافترض في نفسي عدم فهم وجه كلام الشيخ ...
والله المستعان ...
ولنبدأ على بركة الله ...
المسألة الأولى – تعريف الأصول:
قال الشيخ: (الأصول: جمع أصل وهو ما يبني عليه غيره).
بدأ الماتن – رحمه الله – في تعريف أصول الفقه باعتبار مفرديه أي كلمة أصول وكلمة فقه، وذلك لأن معرفة المركب إنما تتأتى من معرفة أفراده، فبدأ بتعريف المضاف وهي كلمة أصول فقال: (الأصول: جمع أصل وهو ما يبني عليه غيره) ومثل لها – رحمه الله – بأصل الجدار وهو أساسه، وأصل الشجرة الذي يتفرع منه أغصانها. وهذا التعريف قاله القاضي، وأبو الخطاب، وابن عقيل من الحنابلة إلا أنه غير جامع فكما تعلمون أن من شروط الحد أو التعريف أنه يكون جامعا مانعا أي جامع لأوصاف المحدود مانع من دخول غير أفراده في حده.
بيان أن هذا التعريف لكلمة أصل غير جامع:
نلاحظ أن الوالد أصل للولد، ولا يقال: إن الولد ينبني على الوالد، قال المرداوي في التحبير (1/ 147): "الأولى أن يقال: (ما يتفرع عنه غيره) فيصح أن يقال: الولد فرع عن الوالد". وتعقب هذا التعريف بأن من أصول الشرع ما هو عقيم لا يقبل الفرع ولا يقع به التوصل إلى ما وراءه بحال كدية الجنين والقسامة، وتحمل العاقلة فهذه أصول ليست لها فروع.
قال الزركشي في البحر المحيط (1/ 11): "فالأولى أن يقال الأصل: كل ما ثبت دليلا في إيجاب حكم من الأحكام؛ ليتناول ما جلب فرعا أو لم يجلب".
وعليه فالأولى في تعريف الأصل أنه (كل ما ثبت دليلا في إيجاب حكم من الأحكام) فوجود الأغضان دليل على وجود الشجرة ووجود الجدار دليلا على وجود أساسه، ووجود الابن دليلا على وجود أبيه، وهكذا فتناول الكلام ما بني على غيره، وما لم يبن، وما له فرع أو ما ليس له فرع، وهكذا.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 06:39]ـ
بدأ الماتن – رحمه الله – في تعريف أصول الفقه باعتبار مفرديه أي كلمة أصول وكلمة فقه، وذلك لأن معرفة المركب إنما تتأتى من معرفة أفراده، فبدأ بتعريف المضاف وهي كلمة أصول فقال: (الأصول: جمع أصل وهو ما يبني عليه غيره) ومثل لها – رحمه الله – بأصل الجدار وهو أساسه، وأصل الشجرة الذي يتفرع منه أغصانها
بارك الله فيك .. نقلت لنا هذا الكلام ثم عقبت عليه على أنه بيان للحد الشرعي الاصطلاحي لكلمة (الأصل) وليس كذلك، فالكلام هنا - إلى هذا الحد من كلام الماتن - منصب على المعنى اللغوي لا الاصطلاحي ..
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 07:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بدأت منذ فترة في اختصار وشرح الأصول من علم الأصول للشيخ العثيمين رحمه الله وكانت تعرض لي وقفات مع الشيخ وسوف اعرضها في صورة اشكالات علمية لإثراء النقاش العلمي ... وليس الغرض من هذا إلا التعلم والاستفادة وافترض في نفسي عدم فهم وجه كلام الشيخ ...
والله المستعان ...
ولنبدأ على بركة الله ...
المسألة الأولى – تعريف الأصول:
قال الشيخ: (الأصول: جمع أصل وهو ما يبني عليه غيره).
بدأ الماتن – رحمه الله – في تعريف أصول الفقه باعتبار مفرديه أي كلمة أصول وكلمة فقه، وذلك لأن معرفة المركب إنما تتأتى من معرفة أفراده، فبدأ بتعريف المضاف وهي كلمة أصول فقال: (الأصول: جمع أصل وهو ما يبني عليه غيره) ومثل لها – رحمه الله – بأصل الجدار وهو أساسه، وأصل الشجرة الذي يتفرع منه أغصانها. وهذا التعريف قاله القاضي، وأبو الخطاب، وابن عقيل من الحنابلة إلا أنه غير جامع فكما تعلمون أن من شروط الحد أو التعريف أنه يكون جامعا مانعا أي جامع لأوصاف المحدود مانع من دخول غير أفراده في حده.
بيان أن هذا التعريف لكلمة أصل غير جامع:
نلاحظ أن الوالد أصل للولد، ولا يقال: إن الولد ينبني على الوالد، قال المرداوي في التحبير (1/ 147): "الأولى أن يقال: (ما يتفرع عنه غيره) فيصح أن يقال: الولد فرع عن الوالد". وتعقب هذا التعريف بأن من أصول الشرع ما هو عقيم لا يقبل الفرع ولا يقع به التوصل إلى ما وراءه بحال كدية الجنين والقسامة، وتحمل العاقلة فهذه أصول ليست لها فروع.
قال الزركشي في البحر المحيط (1/ 11): "فالأولى أن يقال الأصل: كل ما ثبت دليلا في إيجاب حكم من الأحكام؛ ليتناول ما جلب فرعا أو لم يجلب".
وعليه فالأولى في تعريف الأصل أنه (كل ما ثبت دليلا في إيجاب حكم من الأحكام) فوجود الأغضان دليل على وجود الشجرة ووجود الجدار دليلا على وجود أساسه، ووجود الابن دليلا على وجود أبيه، وهكذا فتناول الكلام ما بني على غيره، وما لم يبن، وما له فرع أو ما ليس له فرع، وهكذا.
بارك الله فيك بل يقال إنه فرعه لأننا نقول لا مانع من أن نقول ذلك إذا لاحظنا المعنى وهو: أن الولد أساسه الوالد وهو أصله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 08:13]ـ
بارك الله فيك .. نقلت لنا هذا الكلام ثم عقبت عليه على أنه بيان للحد الشرعي الاصطلاحي لكلمة (الأصل) وليس كذلك، فالكلام هنا - إلى هذا الحد من كلام الماتن - منصب على المعنى اللغوي لا الاصطلاحي ..
جزاكم الله خيرا على مروركم الكريم.
لم أتكلم عن المعنى الاصطلاحي للأصل وإنما تكلمت عن المعنى اللغوي وهذا ظاهر من تعقيبي على الحد الذي ذكره الزركشي نقلا عن السمعاني.
وهناك ملازمة بين المعنى اللغوي والإصطلاحي.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 08:20]ـ
بارك الله فيك بل يقال إنه فرعه لأننا نقول لا مانع من أن نقول ذلك إذا لاحظنا المعنى وهو: أن الولد أساسه الوالد وهو أصله.
جزاكم الله خيرا على مروركم الكريم.
أنا لم أنف أن يقال أن الولد فرع عن الوالد، كما هو واضح مما ذكرته عن المرداوي.
قال المرداوي في "التحبير شرح التحرير - (1/ 148): (وقيل: ما يتفرع عنه غيره. وقال بعضهم: (هذه العبارة أحسن من قول أبي الحسين: ' ما ينبني عليه غيره '؛ لأنه لا يقال: إن الولد ينبني على الوالد، ويقال: إنه فرعه ... ).
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 10:37]ـ
جزاكم الله خيرا على مروركم الكريم.
أنا لم أنف أن يقال أن الولد فرع عن الوالد، كما هو واضح مما ذكرته عن المرداوي.
قال المرداوي في "التحبير شرح التحرير - (1/ 148): (وقيل: ما يتفرع عنه غيره. وقال بعضهم: (هذه العبارة أحسن من قول أبي الحسين: ' ما ينبني عليه غيره '؛ لأنه لا يقال: إن الولد ينبني على الوالد، ويقال: إنه فرعه ... ).
بارك الله فيك بما أنك لا تأنف أن يقال أن الولد فرع عن الوالد هذا جميل إذا هذا التعريف هو أقرب التعريفات إلى المعاني اللغوية حيث أن الأصل في اللغة هو أسفل الشيء وأساسه ولا شك أن أسفل الشيء وأساسه هو الذي يقع ويعتمد عليه في البناء وهو الموافق للتعريف الاصطلاحي للأصل.(/)
إشكال في تعريف الحكم الشرعي (من إختصار وشرح الأصول من علم الأصول)
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 08:31]ـ
قال الشيخ في تعريف الحكم الشرعي: (واصطلاحاً: ما اقتضاه خطاب الشرع المتعلق بأفعال المكلفين من طلب أو تخيير أو وضع).
قال الشيخ في الشرح: (والمراد بقولنا " المكلفين" ما من شأنهم التكليف فلا يشمل الصغير والمجنون ... هم مكلفون في الأصل، لكن وجد مانع وهو الجنون والصغر وإلا فإن من شأنهم أن يكلفوا ... ).
يُلزم الشيخ بهذا التخصيص حذف الحكم الوضعي من تعريف الحكم الشرعي – كما فعل الطوفي.
فالمجنون والصغير مرفوع عنهم القلم فلا عقاب ولا ثواب عليهم حال قيام العذر (خطاب تكليفي)، ولكنهم مخاطبون بالحكم الوضعي فمن أتلف شيئا وجب عليه ضمانه (من ماله والمخاطب بالإخراج الولي) وإن كان صغيرا أو مجنونا أو نائما.
قال الطوفي في " شرح مختصر الروضة" (1/ 254): (قوله: «وقيل: أو الوضع» أي: قال بعض الأصوليين: الحكم خطاب الله، المتعلق بأفعال المكلفين، بالاقتضاء، أو التخيير، أو الوضع. وأراد بذلك دخول الأحكام الثابتة بأسباب وضعية، وهو المسمى خطاب الوضع والإخبار، وذلك نحو صحة العقد وفساده، وقضاء العبادة وأدائها، ونصب الأسباب والشروط والموانع علامات على أحكامها، فإن هذه كلها أحكام شرعية، وليست خطابا اقتضاء ولا تخييرا، فإذا قيل: أو الوضع، دخلت تلك الأحكام في الحد المذكور فكمل، والعذر لمن لم يقل: أو الوضع، هو أن الحكم الشرعي ضربان: خطابي، أي: ثابت بالخطاب، ووضعي إخباري، أي: ثابت بالوضع والإخبار، وغرضه بالتعريف هاهنا الحكم الخطابي لا الوضعي، إذ ذلك يعقد له باب مستقل يذكر فيه.
ومأخذ الخلاف بينهما: أن أحدهما يريد تعريف الحكم الشرعي الأصلي، وهو الخطابي. أما الوضعي، فهو على خلاف الأصل، لضرورة قد بيناها عند ذكر خطاب الوضع. ولذلك قلنا: إن الأحكام السببية على خلاف الأصل، «والأولى أن يقال: مقتضى خطاب الشرع» المتعلق بأفعال المكلفين اقتضاء أو تخييرا).
ويوضحه ما قاله في "مختصر الروضة" (ص/12): (من شروط المكلف: العقل، وفهم الخطاب. فلا تكليف على صبي ولا مجنون، لعدم المصحح للامتثال منهما، وهو قصد الطاعة. ووجوب الزكاة والغرامات في ماليهما، غير وارد، إذ هو من قبيل ربط الأحكام بالأسباب، كوجوب الضمان ببعض أفعال البهائم).
وعليه فالأولى حذف القيد الأخير من التعريف وهو قوله: (أو وضع).(/)
التذكير بالشيخ المجاهد إحسان إلهي ظهير نسأل الله له الشهادة
ـ[أبو مارية البدري]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 09:51]ـ
إحسان إلهي عالم باكستاني من أولئك الذين حملوا لواء الحرب على أصحاب الفرق الضالة، وبينوا بالتحقيق والبحث الأصيل مدى ماهم فيه من انحراف عن سبيل الله وحياد عن سنةنبيه، وإن ادعوا الإسلام وملأوا مابين الخافقين نفاقاً وتقية.
ولد في "سيالكوت" عام (1363ه) ولما بلغ التاسعة كان قد حفظ القرآن كاملاً وأسرته تعرفبالانتماء إلى أهل الحديث .. وقد أكمل دراسته الابتدائية في المدارس العادية وفيالوقت نفسه كان يختلف إلى العلماء في المساجد وينهل من معين العلوم الدينيةوالشرعية.
الجامعة والنبوغ الجامعي:
لقد حصل الشيخ على الليسانس فيالشريعة من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وكان ترتيبه الأول على طلبةالجامعة وكان ذلك عام (1961م).
هذه أول مشاركة لأخيكم في الله أسال الله التوفيق لي ولكم وحفظ الله هذا المنتدى المبارك ورواده والمشرفين عليه
وبعد ذلك رجع إلى الباكستان وانتظم في جامعةالبنجاب، كلية الحقوق والعلوم السياسية، وفي ذلك الوقت عين خطيباً في أكبر مساجدأهل الحديث بلاهور. ثم حصل على الليسانس أيضاً.
وظل يدرس حتى حصل على ست شهاداتماجستير في الشريعة، واللغة العربية، والفارسية، والأردية، والسياسة. وكل ذلك منجامعة البنجاب وكذلك حصل على شهادة الحقوق من كراتشي.
المناصب والوظائفوالدعوة:
كان رحمه الله رئيساً لمجمع البحوث الإسلامية.
بالإضافة إلى رئاسةتحرير مجلة "ترجمان الحديث" التابعة لجمعية أهل الحديث بلاهور في باكستان، كذلك كانمدير التحرير بمجلة أهل الحديث الأسبوعية.
وكان رحمه الله عظيم الشأن في أمورهكلها .. رجع يوم رجع إلى بلاده ممتلئاً حماساً للدعوة الإسلامية.
وقد عرض عليهالعمل في المملكة العربية السعودية فأبى آخذاً بقوله تعالى: وما كان المؤمنونلينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهمإذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون (122) {التوبة: 122}.
يقول عنه الدكتور محمدلقمان السلفي في مجلة الدعوة (1):
"لقد عرفت هذا المجاهد الذي أوقف حياته بلباع نفسه في سبيل الله أكثر من خمس وعشرين سنة عندما جمعتني به رحمه الله مقاعدالدراسة في الجامعة الإسلامية، جلست معه جنباً إلى جنب لمدة أربع سنوات فعرفتهطالباً ذكياً يفوق أقرانه في الدراسة، والبحث، والمناظرة! وجدته يحفظ آلاف الأحاديثالنبوية عن ظهر قلب كان يخرج من الفصل .. ويتبع مفتي الديار الشامية الشيخ ناصرالدين الألباني (2) ويجلس أمامه في فناء الجامعة على الحصى يسأله في الحديث ومصطلحهورجاله ويتناقش معه، والشيخ رحب الصدر يسمع منه، ويجيب على أسئلته وكأنه لمح فيعينيه ما سيكون عليه هذا الشاب النبيه من الشأن العظيم في سبيل الدعوة إلى اللهوالجهاد في سبيله بالقلم واللسان".
وكان الشيخ رحمه الله يتصل بالدعاة والعلماءفي أيام الحج في شتى بقاع الأرض .. يتداول معهم الموضوعات الإسلامية والمشاكل التييواجهها المسلمون.
دعاة الضلالة والحقد المستعر:
لكل مجاهد مخلص .. خصوموأعداء، ولكل حق ضده من الباطل وبما أن الشيخ كان سلفي العقيدة من المنتمين لأهلالحديث فقد جعله هذا في حرب فكرية دائمة مع الطوائف الضالة كالرافضة والإسماعيليةوالقاديانية.
لقد كان يرفضها .. ويرد على ضلالاتها .. ويجابهها في كل مكان وكلمنتدى شأنه شأن كل مؤمن حقيقي الإيمان يعتقد في قرارة نفسه أن الكتاب والسنة هماالطريق الأوحد ولا طريق سواه لكل من أراد أن يكون من المنتمين لدين الإسلام. ويعتقدكذلك أن أدياناً تبنى على الكذب وتتستر خلف الترهات والأباطيل لجديرة بألا تصمدأمام النقاش وأن تتضعضع أمام سواطع الحق ونور الحقيقة.
ولهذا الأمر طفق يلقيالمحاضرات، ويعقد المناقشات والمناظرات مع أصحاب الملل الضالة، ويصنف الكتبالمعتمدة على مبدأ الموضوعية في النقل والمناقشة والتحقيق. وكثيراً ما كان يرد علىالمبطلين بأقوالهم .. ويسعى إلى كشف مقاصدهم والإبانة عن انحرافهم وضلالهم وفي كلذلك كان يخرج من المعركة منتصراً يعضده الحق، وينصره الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما أحس بهأهل الانحراف، وشعروا بأنه يخنق أنفاسهم، ويدحض كيدهم عمدوا إلى طريقة تنبئ عن جبنخالع .. عمدوا إلى التصفية الجسدية بطريقة ماكرة!
وفاته واستشهاده:
فيلاهور بجمعية أهل الحديث وبمناسبة عقد ندوة العلماء كان الشيخ يلقي محاضرة مع عددمن الدعاة والعلماء، وكان أمامه مزهرية ظاهرها الرحمة والبراءة، وداخلها قنبلةموقوتة .. انفجرت لتصيب إحسان إلهي ظهير بجروح بالغة، وتقتل سبعة من العلماء فيالحال وتلحق بهم بعد مدة اثنان آخران.
كان ذلك في 23 - 7 - 1407هـ، ليلاً.
وبقي الشيخ إحسان أربعة أيام في باكستان، ثم نقل إلى الرياض بالمملكة العربيةالسعودية على طائرة خاصة بأمر من الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله واقتراح من العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
وأدخل المستشفى العسكري، لكن روحهفاضت إلى بارئها في الأول من شعبان عام (1407ه)، فنقل بالطائرة إلى المدينة المنورةودفن بمقبرة البقيع بالقرب من صحابة رسول الله (3).
آثاره:
بالإضافةإلى محاضراته في الباكستان، والكويت، والعراق، والمملكة العربية السعودية والمراكزالإسلامية في مختلف ولايات أمريكا.
فقد كتب العديد من الكتب والمؤلفات التي سعىإلى جمع مصادرها من أماكن متفرقة كأسبانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيران، ومصر .. وإليك قائمة بأسماء تلك الكتب (4):
1 الشيعة والسنة (1393ه).
2 الشيعة وأهلالبيت (1403ه) وهي الطبعة الثالثة.
3 الشيعة والتشيع فرق وتاريخ.
4 الإسماعيلية تاريخ وعقائد (1405ه).
5 البابية عرض ونقد.
6 القاديانية (1376ه).
7 البريلوية عقائد وتاريخ (1403ه)
8 البهائية نقد وتحليل (1975م).
9 الرد الكافي على مغالطات الدكتور علي عبدالواحد وافي (1404ه).
10 التصوف، المنشأ والمصادر الجزء الأول (1406ه).
11 دراسات في التصوف وهو الجزء الثاني.
12 الشيعة والقرآن (1403ه).
13 الباطنية بفرقها المشهورة.
14 فرق شبهالقارة الهندية ومعتقداتها.
15 النصرانية.
16 القاديانية باللغةالإنجليزية.
17 الشيعة والسنة بالفارسية.
18 كتاب الوسيلة بالإنجليزيةوالأوردية.
19 كتاب التوحيد.
20 الكفر والإسلام بالأوردية.
21 الشيعةوالسنة بالفارسية والإنجليزية والتايلندية.
حوار بين الشيخ إحسان إلهي و علماء الرافضة
من منا لا يعرف العلامة الكبير الشيخ إحسان الهي ظهير رحمه الله السيف المسلول على شاتمي أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يعد بحق من أعظم من فضح الرافضة وبين عوارهم وخبث معتقدهم ومروقهم من الإسلام وعمالتهم لأعداء الملة والدين فلما ضعفوا عن مواجهة الحجة بالحجة والدليل بالدليل لأنهم بلا نقل صحيح ولا عقل صريح دبروا للشيح رحمه الله لما أعجزهم وهدم أركانهم مؤامرة قذرة أغتيل الشيخ خلالها مع بعض علماء أهل السنة بباكستان
لكن الشيخ رحمه اله مات ولم تمت كتبه ولا أشرطته وهو بحمد الله حي في القلوب وسيكون لي
إن شاء الله في مقال قادم ترجمة لهذا العلم أساءل الله سبحانه أن يتقبله مع الشهداء
وهذه مناظرة طريقة لشيخنا رحمه الله مع بعض الرافض أسوقها بلفظه
قال رحمه الله (لقيني في الحج بمكة المكرمة بعض العلماء الكبار من الشيعة وتكلموا حول كتابي وقالوا: لا ينبغي كتابة مثل هذا الكتاب في مثل هذه الظروف والآونة
فقلت لهم: نعم، ولكم حق، ولكن هل لكم أن تخبروني أن في الكتاب غير ماهو موجود في كتبكم أنتم؟
فقالوا نعم، كل مافيه من كتبنا نحن ولكن لاينبغي إثارة المسائل كهذه.
فقلت: ماذا ترون؟
قالوا: وهم يطيرون فرحاً وسروراً من استماعي و إصغائي لهم: صادر هذا الكتاب وأحرقه و لا تطبعه ثانية
قلت:موافق، ولكن بشرط؟
أجابوا وهم لايصدقون قولي من شدة الفرح: بشروط ومقبولة قبل أن تذكرها.
فقلت: ولابد من الذكر، وشرط واحد؟
هات وما هو؟
قلت: أن تصادروا جميع تلك الكتب التي نقلت عنها هذه الخرافات والخزعبلات، وإحراقها حتى لايبقى بعد ذلك خلاف قطعاً وأبدا، ولاينقل عنها أحد غيري و بعدي، فنستأصل الجذر حتى لاتطلع منها شجرة.
فرجعوا إلى أنفسهم وقالوا: إنك تعرف أن هذه الأشياء كانت مبعثرة، منتشرة في أوراق الكتب وصفحاتها، ولم يكن في متناول كل أحد، ولكنك ألفت وجمعت كلها في كتاب، وأردت أن تفرق بها كلمة المسلمين؟
نعم جمعت وألفت وجعلت هذه العقائد في متناول الجميع بعد أن كانت معروفة لدى قوم واحد، والآخرون كانوا في غفلة منها وعدم العلم، ألفت حتى يكون كلا الطرفين على بينة ومعرفة لا يخدع واحد دون أحد. حتى يكون التقارب، الحقيقي، ومن جانبين، لا من جانب واحد كما قال الفضل ابن عباس:
لا تطمعوا أن تهينونا و نكرمكم ... وأن نكف الأذى عنكم و تؤذونا
الله يعلم أنا لا نحبكم ... و لا نلومكم إن لا تحبونا
وأما أن يكون بأن نكرمكم ونكرم أكابركم وأعيانكم وأنتم تبغضونا و تبغضون أسلاف هذه الأمة و مسنيها، وبانى مجدها، و رافعي شمخها، و معلني كلمتها، الفاتحين الغزاة،المجاهدين الكماة ونصدق لكم في القول ونظهر مافي قلوبنا ونفوسنا وتستعملون التقية وتبطنون خلاف ما تعلنون فلا يكون ولن يكون.
نعم إن وجد في كتابي ملا يوجد في كتبكم، ونسبت إليكم شيئاً لم يكن فيكم فأنا مدين، وهل فيكم وفي غيركم أحد يستطيع أن يثبت شيئاً من هذا.)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 10:01]ـ
جزاك الله خيرا يا ابا مارية
فعلا الشيخ رحمه الله رائع في كتبه وتحقيقه لمذاهب المبتدعة ولقد كان رحمه الله سيفا مسلولا عليهم
نحسبه والله حسيبه من خيرة العلماء الذين ردوا على أهل البدع ودافع عن السنة وكتبه لايستغني عنها طالب علم.
وكان رحمه الله صاحب طرفه فلقد سمعت أحد أشرطته يذكر فيها قصة خرافية يذكرها الروافض عن علي رضي الله عنه وأنه حينما انكسر درعه في معركة خيبر قام وحمل باب خيبر الذي كان يحمله اربعين رجل بيد واحده (هكذا قال فيما أظن) وجعله درعا له!!!!!!!!!!!!
قال رحمه الله معلقا (والشيخ كان في لسانه عجمه لطيفه):
أنا كنت اتسائل كيف علي يقاتل من امامه وهو يحمل هذا الباب الضخم؟؟ فقلت: (يمكن طلع ايده مع شباك)!!
استمع له بنفسك
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=441
وهذا مقطع فيديو نادر له رحمه الله يلقي كلمة أمام صدام حسين حاكم العراق ويتكلم عن الروافض ويذكر قصة ابن العلقمي عليه من الله ما يستحق ..
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يغفر له ويرحمه ويدخله الفردوس الأعلى من الجنه. ويجمعنا به وبك واخوتنا في المنتدى في مستقر رحمته
ـ[أبو مارية البدري]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 10:37]ـ
جزاك الله خيرا يا ابا مارية
فعلا الشيخ رحمه الله رائع في كتبه وتحقيقه لمذاهب المبتدعة ولقد كان رحمه الله سيفا مسلولا عليهم
نحسبه والله حسيبه من خيرة العلماء الذين ردوا على أهل البدع ودافع عن السنة وكتبه لايستغني عنها طالب علم.
وإياكم أخي العزيز و بارك الله فيك على الفوائد
وجعلنا وإياكم وجميع إخواننا من الذين أنعم الله عليهم
ـ[الحافظة]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 06:57]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة ... ورزقه الله الفردوس الأعلى بغير حساب على ماقام من خدمة عظيمة لهذا الدين وجهاد أهل الفرق الضالة ... لقد أثر في كثيرا هذا الشيخ الهمام الذي جاهد بقلمه ولسانه وخنق أنفاس المبتدعة وأهل الضلال ... رحمه الله رحمة واسعة ..
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 07:55]ـ
جزاكم الله خير
هناك رسالة دكتوراة من جامعة أم القرى عن جهود الشيخ إحسان إلهي ظهير في العقيدة للد. علي الزهراني
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 02:34]ـ
جزاك الله خير(/)
صلاة التراويح
ـ[أبو الحسن المقدسي الشافعي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 11:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صلاة التراويح
المقدمة
الحمد لله حبَّب الصلاة والعبادة للمتقين، وحبَّب قلوبهم للانشغال بطاعة رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل الراكعين والساجدين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين.
أما بعد
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة 183
وقال عز من قائل:
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) البقرة 185
وقال صلى الله عليه وسلم " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه.
وقال عليه الصلاة والسلام " إن الله فرض عليكم صيام رمضان وسنَنْتُ لكم قيامه فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه " رواه أصحاب السنن.
وقد دلت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة على عِظَمِ العبادة في هذا الشهر المبارك. حيث رغب الشارع بالاكثار من العبادة في هذا الشهر.
وصلاة التراويح من النوافل والسنن المخصوصة في هذا الشهر وهي بمثابة قيام شهر رمضان المبارك حيث إن بعض الفقهاء يسميه القيام.
وقد صحَّ عن سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم أنه صلاها بعض الليالي، فلما رأى ازدياد عدد الصحابة توقف عن الخروج وأخبر أصحابه بأن تأخره كان رأفة بأمَّته وخشية أن يفترض عليها هذا القيام فيعجز الكثير عن أدائها ويصبح مخالفاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد صح بالروايات المتواترة، أن سيدنا عمر بن الخطاب جمع الناس على صلاة التراويح وأمر أن يصليها بهم سيدنا أبي بن كعب، وكان يصليها عشرين ركعة، ثم يوتر بثلاث، كما سنبين ذلك لاحقاً.
حكمها وفضلها
قال الشيخ محمد علي الصابوني حفظه الله تعالى في كتابة الهدى النبوي الصحيح في صلاة التراويح:
صلاة التروايح: هي صلاة تُؤدَّي في ليالي شهر رمضان المعظم، بعد صلاة العشاء وقبل صلاة الوتر.
وهي سُنَّة في حق الرجال والنساء، فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وحث الناس على أدائها، وواظب عليها الصحابة والتابعون من بعده، وهي شعيرة من شعائر رمضان المبارك لها جلالها في نفوس المسلمين ولها قدرها وفضلها عند رب العالمين.
ففي الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه "
ومعنى الحديث الشريف أن من أحيا ليالي رمضان بالصلاة والذكر، وتلاوة القرآن، مؤمناً بالله، محتسباً أجره وثوابه عنده، غفر الله له ذنوبه الماضية، ما كان منها من صغائر أما الكبائر فلا بد لها من توبة نصوح، كما صرح بذلك كثير من الفقهاء "
(الفقه الواضح على المذاهب الاربعة محمد بكر إسماعيل- بتصرف")
ثبوت صلاة التراويح
قال الشيخ الصابوني حفظه الله تعالى – في الهدى النبوي الصحيح:
أول من صلى التروايح رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن قدامة في كتابة:" المغني " ما نصه:
وهي سنة مؤكدة وأول من سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أ) قال أبو هريرة رضي الله عنه ": كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان، من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة فيقول:" من قام رمضان إيمناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبة " رواه مسلم
(ب) وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: صلى النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ذات ليلة، فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال:" قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم " وذلك في رمضان رواه مسلم.
(ج) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:" خرج رسول الله صلى الله وعليه وسلم فإذا الناس في رمضان يصلون في ناحية المسجد، فقال: ما هؤلاء؟
قيل: هؤلاء ناس ليس معهم قرآن، وأبي بن كعب يصلي بهم، وهم يصلون بصلاته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أصابوا ونعم ما صنعوا "
(يُتْبَعُ)
(/)
رواه أبو داود، وقال: في إسناده مسلم بن خالد المخزومي وهو ضعيف، وقال الحافظ في الفتح، والمحفوظ أن عمر رضي الله عنه هو الذي جمع الناس على أُبَيِّ بن كعب.
ونُسبت التراويح إلي عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- لأنه جمع الناس على " أبي بن كعب " فكان يصليها بهم.
فقد روى البخاري عن عبد الرحمن القارى قال:" خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان، فإذا الناس أوزاع – أي يصلون جماعات جماعات – متفرقون يصلى الر جل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط
فقال عمر: أني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل – أي أفضل وأقرب إلي الخير – ثم عزم فجمعهم على " أُبَىِّ بن كعب "
قال: ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم، فقال عمر: نِعْمَت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون – يريد آخر الليل – وكان الناس يقومون أوَّله ". اخرجه البخاري
من هذه الأحاديث الشريفةالصحيحة يتضح لنا بجلاء أن أول من صلى صلاة التراويح في قيام رمضان، هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى بهم ثلاث ليال أو أربع ليال، ثم لم يخرج بعد ذلك إليهم، رحمة بهم وشفقة عليهم لأنه – عليه الصلاة والسلام – خشى أن تفرض عليهم
ويؤيد هذا ما رواه البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من جوف الليل – وذلك في رمضان – فصلى في المسجد، فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس يتحدثون بذلك فاجتمع اكثر منهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة الثانية فصلواً بصلاته، فأصبح الناس يذكرون ذلك ... فكثر أصحاب المسجد من الليلة الثالثة
فخرج فصلوا بصلاته فلما كان الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، فلم يخرج اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفق رجال يقولون:
الصلاة، الصلاة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر فلما قضى الفجر أقبل على الناس ثم تشهد فقال:
" أما بعد: فإنه لم يخف على شأنكم الليلة ولكني خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل، فتعجزوا عنها ". رواه البخاري
وفي رواية أخرى: فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك.
لماذا سميت صلاة التراويح
تسمى صلاة قيام رمضان " صلاة التراويح " لأنها صلاة طويلة ذات ركعات عديدة يستريح فيها المُصَلُّون بعد كل أربع ركعات ثم يتابعون الصلاة فلذلك سميت صلاة التراويح.
قال ابن منظور في لسان العرب:
التراويح جمع ترويحة وهي المرة الواحدة من الراحة،مثل تسليمة من السلام،والترويحة في شهر رمضان، سميت بذلك لاستراحة القوم بعد كل أربع ركعات ثم قال والراحة ضد التعب
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال:" أرحنا بها يلا بلال" أي أذن للصلاة فنستريح بأدائها فكان يستريح بالصلاة لما فيها من مناجاة الله تعالى، ولهذا قال:" وجُعِلَتْ قرة عيني في الصلاة ".
فصلاة التراويح إذاً، هي صلاة " قيام رمضان " كما ثبت في الاحاديث الصحيحة التي ذكرنا.
عدد ركعات صلاة التراويح
قال الإمام النووي في شرح المهذب:
صلاة التراويح من النوافل المؤكدة كما دلت على ذلك الأحاديث الشريفة المتقدمة وهي عشرون ركعة من غير صلاة الوتر، ومع الوتر تصبح ثلاثا وعشرين ركعة ... على ذلك مضت السنة واتفقت الأمة، سلفا وخلفا من عهد الخليفة الراشد " عمر بن الخطاب" رضي الله عنه وأرضاه – إلي زماننا هذا ... لم يخالف في ذلك فقيه من الائمة الأربعة المجتهدين إلا ما روى عن إمام دار الهجرة"مالك بن أنس " – رضي الله عنه – القول بالزيادة فيها، إلي "36" ست وثلاثين ركعة
في الرواية الثانية عنه – محتجا بعمل أهل المدينة فقد روي عن نافع أنه قال: " أدركت الناس يقومون رمضان بتسع وثلاين ركعة يوترون منها بثلاث " ذكره في شرح المهذب.
أما الرواية المشهورة عنه، هي التي وافق فهيا الجمهور من الحنفية والشافعية والحنابلة على أنها " 20 " عشرون ركعة وعلى ذلك اتفقت المذاهب الأربعة وتم الإجماع.
ومما احتج به جماهير العلماء ما يأتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
(أ) احتج أئمة المذاهب على أنها عشرون ركعة بما رواه البيهقي وغيره بالإسناد الصريح الصحيح،عن " السائب بن يزيد" رضي الله عنه – الصحابي المشهور- أنه قال:" كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – في شهر رمضان بعشرين ركعة " رواه البيهقي في السنن الكبرى.
(ب) واحتجوا أيضا بما رواه مالك في الموطأ والبيهقي ايضا عن يزيد بن رومان " قال:" كان الناس يقومون في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه - بثلاث وعشرين ركعة ". يعني يصلّون التراويح عشرين ركعة ويوترون بثلاث ركعات.
(ج) واحتجوا كذلك بما روى عن الحسن أن عمر – رضي الله عنه – جمع الناس على " أبي بن كعب " فكان يصلي لهم عشرين ركعة ولا يقنت بهم إلا في النصف الثاني، فإذا كان العشر الأواخر، من رمضان تخلف " أبي " فصلى في بيته فكانوا يقولون: أبق أبي. ذكر أن قدامة في المغني أنه رواه ابو داود.
هذا وقد حكي ابن قدامة في المغني الإجماع على أنها عشرون ركعة ورد على مالك – رحمه الله – في روايته الثانية: أنها ستة وثلاثون ركعة فقال ما نصه:
" وقيام شهر رمضان عشرون ركعة – يعني صلاة التراويح وهي سنة مؤكدة وأول من سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسبت التراويح إلي عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لأنه جمع الناس على "أُبَيِّ بن كعب " فكان يصليها بهم
فقد روي أنه خرج ليلة في رمضان إلي المسجد فإذا الناس يصلون في المسجد أوزاعاً – أي متفرقين – فقال عمر:" لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد فجمعهم على أبي بن كعب ثم خرج ليلة أخرى والناس يصلون وراء إمامهم فقال: نعمت البدعة هذه " رواه البخاري
ثم قال:" ابن قدامة".
" والمختار عند أبي عبدالله رحمه الله – يريد أحمد بن حنبل- فيها عشرون ركعة وبهذا قال الثوري وابوحنيفة والشافعي وقال مالك: ستة وثلاثون ركعة وتعلق بفعل أهل المدينة ولنا أن عمر – رضي الله عنه – لما جمع الناس على أبي بن كعب كان يصلي لهم عشرين ركعة
وروى مالك عن " يزيد بن رومان" قال: كان الناس يقومون في زمن عمر في رمضان بثلاث وعشرين ركعة ".
وعن علي – رضي الله عنه – أنه أمر رجلاً يصلي بهم في رمضان عشرين ركعة " وهذا كالإجماع، ثم قال:
ولو ثبت أن أهل المدينة كلهم فعلوه – أي صلوا ستاً وثلاثين ركعة – لكان ما فعله عمر، وأجمع عليه الصحابة في عصره، أولى بالاتباع،
وقال بعض أهل العلم: إنما فعل هذا أهل المدينة لأنهم أرادوا مساواة أهل مكة، فإن أهل مكة يطوفون سبعاً بين كل ترويحتين فجعل أهل المدينة مكان كل سبع أربع ركعات وما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى وأحق أن يتبع
وقد روي أن علياً – رضي الله عنه- مرَّ على المساجد وفيها القناديل في شهر رمضان، فقال:
" نوَّر الله على عُمَرَ قبره، كما نوَّر علينا مساجدنا "
وقال احمد – رحمه الله:" يقرأ بالقوم في شهر رمضان ما يخف على الناس ولا يشق عليهم والأمر على ما يحتمله الناس
وقال القاضي: لا يستحب النقصان عن ختمة في الشهر ليسمع الناس جميع القرآن ولا يزيد على ختمة كراهية المشقة على من خلفه "
انتهى كلام ابن قدامة.
أقول - الشيخ الصابوني-
والمشهور في مذهب الإمام مالك أنها عشرون ركعة وبذلك يكون إجماع الأئمة المجتهدين على أفضلية العشرين فقد جاء في كتاب " أقرب المسالك على مذهب الإمام مالك " للشيخ الدردير مانصه:
" والتراويح برمضان وهي عشرون ركعة بعد صلاة العشاء يسلم من كل ركعتين غير الشفع والوتر ونُدب الختم فيها – أي التروايح – بأن يقرأ كل ليلةجزءاً يفرقه على عشرين ركعة ونُدب الانفراد بها في بيته إن لم تعطل المساجد عن صلاتها بها جماعة فإن لزم بها تعطيل المساجد فالأَوْلى إيقاعها في المساجد جماعة ".
وهكذا ذهب الشافعي وأبو حنيفة إلي أنها عشرون ركعة لإجماع الصاحبة على ذلك في عهد عمر الفاروق فقد قال الإمام ابن عبد البر:
" هو الصحيح عن أبي بن كعب أنه صلى التراويح بهم عشرين ركعة، من غير خلاف بين الصحابة ".
وفي مختصر المزني أن الإمام الشافعي – رحمه الله قال:
" رأيتهم بالمدنية يقومون بتسع وثلاثين واحب إلي عشرون لأنه روي عن عمر وكذلك بمكة يقومون عشرين ركعة يوترون بثلاث.
وتتلخص أقوال الفقهاء في صلاة التراويح على النحو التالي
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ عبد القادر عيسى دياب حفظه الله تعالى في كتابه" الميزان العادل لتمييز الحق من الباطل"
اتفقت الأمة ومنهم أئمة المذاهب الأربعة وأصحابهم وداود الظاهري إلي أن صلاة التراويح في شهر رمضان عشرين ركعة والوتر ثلاث ركعات وهذا موافق لإجماع الصحابة رضوان الله عليهم الذين وافقوا سيدنا عمر بن الخطاب في اجتهاده
وأدلتهم على ذلك ما يلي:
1 - ما رواه محمد بن نصر المروزي عن زيد بن وهب قال: " كان عبد الله بن مسعود يصلي لنا في شهر رمضان فينصرف وعليه ليل" قال الاعمش: كان يصلي عشرين ركعة ويوتر بثلاث " ذكره العيني في شرحه صحيح البخاري
2 - ما أخرجه مالك في الموطأ عن يزيد بن رومان قال " كان الناس في زمن عمر يقومون في رمضان بثلاث وعشرين ركعة ".
3 - ما رواه البيهقي وغيره بإسنادٍ صحيح عن السائب بن يزيد الصحابي قال:" كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر رمضان بعشرين ركعة وكانوا يقومون بالمئين وكانوا يتوكؤون على عصيهم في عهد عثمان من شدة القيام " صححه النووي في المجموع والعيني في شرح صحيح البخاري والسبكي في شرح المنهاج والعراقي في شرح التقريب والقسطلاني في شرح
البخاري والكمال بن الهمام في شرح الهداية.
4 - ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أن صلاة التروايح عشرون ركعة بعشر تسليمات وأخذ هؤلاء بما صح عن الصحابة أنهم صلوها في عهد عمر وعثمان وعلي عشرين ركعة قال العيني في شرحه صحيح البخاري واحتج أصحابنا " الحنفية " والشافعية والحنابلة بما رواه البيهقي باسناد صحيح عن السائب بن يزيد الصحابي قال:" كانوا يقومون على عهد عمر رضي الله عنه بعشرين ركعة وعلى عهد عثمان رضي الله عنهم مثله " عمدة القاري للعيني (ج 5،ص 357) وقال ابن الهمام الحنفي: ثبتت العشرون في زمن عمر والمشهور في مذهب الإمام مالك أنها عشرون ركعة كما ذكر ذلك الشيخ الدردير في كتاب أقرب المسالك على مذهب الإمام مالك وفي الموطأ عن يزيد بن رومان قال:" كان الناس يقومون في زمن عمر بن الخطاب بثلاث وعشرين ركعة " وروى البيهقي في المعرفة عن السائب بن يزيد قال: كنا نقوم في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنهخ بعشرين ركعة والوتر قال النووي في الخلاصة إسناده صحيح وقال الخطيب الشربيني الشافعي في شرحه على المنهاج ص 226 " التراويح عشرون ركعة بعشر تسليمات في كل ليلة من رمضان لما رواه البيهقي بإسناد صحيح أنهم كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر رمضان بعشرين ركعة ".
5 - وروى عن الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه أنها ست وثلاثون ركعة فقد روى محمد بن نصر المروزي من طريق داود بن قيس قال: أدركت الناس في إمارة أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز – يعني بالمدينة – يقومون بست وثلاثين ركعة ويوترون بثلاث وروى ابن وهب عن العمري عن نافع قال: لم ادرك الناس إلا وهم يصلون تسعا وثلاثين ويوترون منها بثلاث "
والمشهور عن الإمام مالك أنها عشرون ركعة ويتضح أن للإمام مالك رواينتن اصحهما أنه قال صلاة التراويح عشرون ركعة.
*وهناك قولٌ آخرُ ضعيفٌ لا تقوم به الحجة أن عدد صلاة التروايح ثمان ركعات واستدلوا بالأدلة التالية:
1 - أخرج ابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما عن جابر:" أنه صلى الله عليه وسلم صلى بهم ثمان ركعات الوتر ثم انتظروه في القابلة يخرج إليهم "
إلا أنه في سنده عيسى بن جارية قال فيه ابن معين " عند مناكر " وقال عنه أو داود " منكر الحديث " وقال ابن عدي عنه " أحاديثه غير محفوظة " وذكره الساجي والعقيلي في الضعفاء "
راجع التهذيب لابن حجر ج8 ص 207 وفيه يعقوب بن عبدالله القمي، قال: الدار قطني: ليس بالقوى.
2 - ما أخرجه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت: " ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على احدى عشر ركعة " وقالوا: هذه الأحدى عشر ركعة هي ثمان للتراويح وثلاث للوتر.
وقد رد جماهير الققهاء على هذا القول بالردود التالية:
أن الحديث الأول الذي رواه ابن حبان وابن خزيمة عن جابر بن عبدالله ضعيف ضعفاً شديداً فلذلك لا تقوم به حجة ولذا قال الصنعاني نقلاً عن الزركشي في كتاب الخادم: " بل الثابت في الصحيح الصلاة من غير ذكر بالعدد " سبل السلام ج2 ص10
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الحديث الثاني المروي عن عائشة رضي الله عنها فلا حجة فيه لهم وذلك للأسباب التالية:
1 - أن قولها:" ما كان صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على أحد عشرة ركعة " المراد به صلاة الوتر لا صلاة التراويح لأنه صلى الله عليه وسلم وإن كان قد صلى الوتر ثلاث ركعات لكن لا يناسب مقامه أن يكثر من ذلك وهو الذي نهى أمَّته أن يوتروا بثلاث كما روى أبو هريرة عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
لا توتروا بثلاث، أوتروا بخمس أو سبع " الحديث " رواه الدار قطني باسناده
ورواته كلهم ثقات فكيف يوتر صلى الله عليه وسلم بثلاث دائما أو غالبا وينهى المسلمين أن يوتروا بثلاث؟
هذا بعيد عن كماله وحبه للعبادة صلى الله عليه وسلم
وقال الترمذي:" وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم الوتر بثلاث عشرة وإحدى عشرة وتسع وسبع وخمس وثلاث وواحد".
فإذا كان وتره صلى الله عليه وسلم في غير رمضان ثلاث عشر أو إحدى عشر أو تسع أو سبع أو خمس فهل يناسبه أن يوتر في شهر العبادة بثلاث فقط؟ ذلك بعيد، مما يؤكد أن قولها (إحدى عشر ركعة) هي الوتر.
2 - اختلفت روايات السيدة عائشة رضي الله عنها في هذه الناحية فقد روت أنه صلى الله عليه وسلم ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على احد عشر ركعة "
وأخرج الشيخان عنها أنها قالت " كان يصلي من الليل عشر ركعات ويوتر بسجدة
وفي رواية عنها " أنه كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة ثم يصلي إذا سمع النداء ركعتين خفيتين فكانت خمس عشرة ركعة "
وقال صاحب سبل السلام:" اعلم أنه قد اختلفت الروايات عن عائشة رضي الله عنها في كيفية صلاته صلى الله عليه وسلم في الليل وعددها فقد روى عنها سبع وتسع وإحدى عشرة سوى ركعتي الفجر " ثم ذكر الروايات السابقة عنها.
وهذا مما يؤكد أنها تخبر عن وتره صلى الله عليه وسلم لا عن صلاة التراويح ولذلك أورد الحافظ ابن حجر العسقلاني روايات عائشة رضي الله عنها في كتابة " بلوغ المرام " بين أحاديث الوتر لأنها تتعلق بها
وعلى ذلك يحمل قول الترمذي " وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الوتر بثلاث عشرة وإحدى عشر وتسع وسبع وخمس وثلاثة وواحدة "
3 - إذا قلنا رواياتها تتعلق بصلاة التراويح والوتر لكان تعدد تلك الروايات واختلافها في العدد يدعونا إلي القول: بأن الحديث مضطرب وإذا قلنا باضطرابه أصبح من الحديث الضعيف فلا حجة فيه.
4 - إذا قلنا إن روايات السيدة عائشة رضي الله عنها تتعلق بالتراويح والوتر وفهمنا منها أن للتروايح عدد ثابت ثمان ركعات وأن الاختلاف في صلاة الوتر كان هذا معارضاً بفهم الصحابة وعملهم حيث ثبت وصح عنهم أنهم كانوا يصلونها عشرين ركعة في عهد عمر وعثمان وعلي وبقي عمل أهل مكة عشرين ركعة حتى عهد مالك والشافعي
فلا يعقل أن يصلي الرسول صلى الله عليه وسلم التراويح ثمان ركعات ثم يعلم الصحابة ومع ذلك يجمعون على خلاف صلاته ويصلونها عشرين ركعة
ولا يعقل أن تعلم السيدة عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم صلى التروايح ثمان ركعات ثم تسكت على مخالفة الصحابة له بصلاتهم التراويح عشرين ركعة مما يؤكد أن روايتها متعلقة بصلاة الوتر لا بصلاة التراويح ويدل هذا على خطأ من فهم من قولها خلاف ذلك.
والخلاصة
إن صلاة التراويح هي قيام الليل في شهر رمضان وهي سنة حيث صلاها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أخرج أبو داود عن السيدة عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد فصلى بصلاته ناس ثم صلى القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا في الليلة الثلاثة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم "
وروى البخاري قريبا من هذا اللفظ.
واستمر الناس على ذلك يصلون في رمضان منفردين أن يصلي بعضهم بصلاة بعض من غير التزام بعدد معين حتى مضى شطر من خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجمع الناس خلف أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد أخرج البخاري عن عبد الرحمن القارى: أن عمر بن الخطاب خرج ليلة فطاف في رمضان في المسجد وأهل المسجد أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب
ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم فقال عمر: "نعمت البدعة هذه"
فالسنة أن تُصلى عشرين ركعة، جماعةً في المسجد لأن الصحابة صلَّوْها عشرين وعلى رأسهم ثلاثة من الخلفاء الراشدين، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ... " رواه مسلم
ولأنهم صلَّوْها بناءً على رأي عمر ووافقه الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر "رواه احمد والترمذي وابن ماجه عن حذيفة
وقال: إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه " رواه احمد والترمذي وابن ماجه وقال الترمذي حسن صحيح وفي المستدرك وصححه
ولأن موافقة الصحابة له: كانت إجماعاً والإجماع مصدر ثالث بعد الكتاب والسنة من مصادر التشريع الأسلامي وأن التمسك برأي سيدنا عمر والصحابة رضي الله عنهم أجمعين تمسكٌ بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
من خلال ما تقدم يتضح أن من قال إن صلاة التراويح ثمان ركعات فقط لم يستند على دليل صحيح وإنه مخالف لما عليه الصحابة في عهد عمر وعثمان وعلي ومخالف لجماهير الفقهاء قديما وحديثا وفي ذلك يقول صاحب كتاب فقه السنةج2 ص54:
" وصح أن الناس كانوا يصلون على عهد عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم عشرين ركعة " وهو رأي جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة وداود الظاهري
قال الترمذي وأكثر أهل العلم على ما روي عن عمر وعلي وغيرهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون ركعة وهو قول الثوري وابن المبارك والشافعي وقال – أي الشافعي – هكذا أدركت الناس بمكة يصلون عشرين ركعة " وهؤلاء خير القرون وهم السلف الصالح والهداة إلي الخير فالخير في اختيارهم والهدى في نهجهم.
أقوال الأئمة في صلاة التراويح
جاء في كتاب الهدى النبوي الصحيح للشيخ الصابوني:قال الإمام الترمذي في جامعه المسمى " سنن الترمذي "
" أكثر أهل العلم على ما روي عن عمر، وعلي وغيرهما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: عشرين ركعة وهو قول سفيان الثوري وأبن المبارك والشافعي وقال الشافعي: وهكذا أدركت الناس بمكة يصلون عشرين ركعة. أهـ.
وقال ابن رشد في بداية المجتهد:
" اختار مالك – في أحد قوليه – وأبو حنيفة والشافعي وأحمد القيام بعشرين ركعة سوى الوتر".
وقال الإمام النووي في المجموع:
" مذهبنا أنها عشرون ركعة بعشر تسليمات غير الوتر وذلك خمس ترويحات والترويحة أربع ركعات بتسليمتين ".
وبه قال أبو حنيفة وأصحابه و أحمد وداودو وغيرهم ونقله القاضي عياض عن جمهور العلماء.
وقال مالك: التراويح تسع ترويحات وهي ستة وثلاثين ركعة غير الوتر
واحتج أصحابنا بما رواه البيهقي بالإسناد الصحيح عن " السائب بن يزيد " الصحابي – رضي الله عن – قال " كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – في شهر رمضان بعشرين ركعة وكانوا يقومون بالمائتين وكانوا يتوكؤون على عصيهم في عهد عثمان من شدة القيام.
وعن يزيد بن رومان قال:" بثلاث وعشرين ركعة " رواه مالك في الموطأ عن يزيد بن رومان، قال البهقي لكنه مرسل فان يزيد بن رومان لم يدرك عمر.
وقال يجمع بين الروايتين بأنهم كانوا يقومون بعشرين ركعة ويوترون بثلاث وروى البهقي عن علي – رضي الله عنه – أيضا قيام رمضان بعشرين ركعة، المجموع.
وقال الإمام ابن تيمية في الفتاوي:" ثبت أن أبي بن كعب، كان يقوم بالناس عشرين ركعة في رمضان ويوتر بثلاث فرأى كثير من العلماء أن ذلك هو السنة لأنه قام بين المهاجرين والانصار ولم ينكره منكر".
وفي مجموعة الفتاوى النجدية أن الشيخ عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب ذكر في جوابه عن عدد ركعات التروايح أن عمر – رضي الله عنه – لما جمع الناس على أبي بن كعب كانت صلاتهم عشرين ركعة.
فهذه النقول الكثيرة عن أئمة علماء المسلمين، سلفا وخلفا تثبت بما لايحتمل الشك أن ما عليه المسلمون اليوم من صلاة التروايح " عشرين ركعة " هو الحق الذي لا محيد عنه وهو الذي تأكد بعمل الصحابة – رضوان الله عليهم جميعا – وبإجماع الأئمة المجتهدين – أئمة المذاهب الأربعة – الذي هم أعلام الهدى ومناورات العلم في كل زمان وحين وهو الذي أمر به عمر الفاروق – رضي الله عنه – الذي جعل الله الحق على لسانه وقلبه كما صح بذلك الحديث الشريف
وما يفعله المسلمون اليوم في الحرمين الشريفين من أداء صلاة التراويح عشرين ركعة أدل دليل على تمسكهم بالسنة التي أجمعت عليها الأمة منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 12:14]ـ
السلام عليكم اخي اسمح لي أن استدرك عليك، صلاة قيام الليل لا حد لها فمن حدها باحد عشر فقط أخطأ و من حدها بعشرين فقد اخطأ. فقد ثبت أنهم صلوا صلاة التراويح 11 ركعة و صلوها 21 ركعة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه و كلا الحديثين محفوض عن السائب و صحيح و لا يلتفت لمن ضعف احدهما , ادن كل ما اتيت به من اقوال لا تعدوا أن تكون اقوال و العبرة بالاحاديث و عمل الصحابة رضوان الله عليهم و السلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن المقدسي الشافعي]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 01:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل: بداية أرجو أن تهون عليك، فالفقه يعظم فيه نسبة الخطأ للأئمة، وكلهم إنما يصدر عن الدليل، قبلت به أم لا، فالذي اخترتَه هو كذلك قولٌ من الأقوال، قد ترجع عنه غداً أو بعد غد، أما التأدب مع العلم وأهله فلا محيد عنه لطالب العلم.
ثم مَن هم أولاء الذين لا يُلتفت إليهم، أهم أئمة بدعة؟ أم دعاة زندقة؟ هداك الله للحق، وإلا فالعالم الواحد - وخذ مثالَ الألباني حديثاً - يصحح الحديث ثم يرجع إلى تضعيفه وبالعكس، والحديث قد يُختلف في تصحيحه، فينبني عليه خلاف في الفقه، وفي الأخير رسائل علمية رصينة.
وأما أن العبرة بالأحاديث وأقوال الصحابة فهو إنما يكون حال اتفاقها على سَنن واحد، أما إذا اختلفت، واحتملت، وتناقضت آراء الصحابة في العمل بها وما اتفقت، فمن غير المقبول أن يكون الأخذ بالبعض دون ما سواه هو الحق، وإلا كان الأمر من باب التحكم والهوى، لا الفقه المبني على الدليل، والله سبحانه أعلى وأعلم، وأجل وأحكم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 03:12]ـ
بارك الله فيكم
مراد الأخ التقرتي والله أعلم أن صلاة الليل لا حد لأكثرها وقد نقل الإجماع على ذلك أبو عمر بن عبد البر وغيره
وهذا مستفاد من فهم السلف للنصوص الواردة في المسألة
فلم يرو الزيادة على أحد عشر أو عشرين أو تسع وثلاثين بدعة ومنهي عنه
لأن الأصل في صلاة الليل الندب
ولكن اختلفوا في الأفضلية
فمنهم من يرى أن الأفضل أحد عشر ومنهم من يرى عشرين وهكذا
والله أعلم(/)
من يساعدنى فى فهم هذ التفسير؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 12:28]ـ
* (وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ (28) آل عمران) لِمَ لم يقل ويحذركم الله غضبه أو سطوته؟ (ورتل القرآن ترتيلاً)
أي رادع لك أشد من هذا اللفظ والله تعالى يحذرك من نفسه أي يحذرك من ذاته، فبهذا اللفظ كان المعنى أعم في الأحوال لأنه لو قيل ويحذركم الله غضبه لتُوهِم أن رضى الله لا يضر معه مخالفة أوامره. التعليل الاخير لاافهم المراد منه
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 12:39]ـ
* (وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) آل عمران) انظر إلى التوكيد بـ (إنّ) في (وإني أعيذها) مع أن المقام مستعمل في إنشاء الدعاء فما الظل الذي يلقيه هذا التأكيد على العبارة؟ (ورتل القرآن ترتيلاً)
إن مجيء مريم بنتاً خلافاً لما كانت ترجو أمها وتأمل يؤذن بأنها ستُعرِض عنها فلا تشتغل بها فقالت (وإني أعيذها) مؤكدة هذا الخبر والدعاء بإظهار الرضى بما قدّر الله تعالى لها ولذلك انتقلت إلى الدعاء لها تعبيراً عن الرضى والمحبة.
والملون هذا لا افهمه
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 01:39]ـ
*ما دلالة تقديم السجود على الركوع في الخطاب لمريم؟ (د, فاضل السامرائى)
الأحكام تُذكر عموماً للإناث والذكور إلا إذا كان الحكم خاصاً بالنساء مثل قوله تعالى مخاطباً مريم في سورة آل عمران (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ {43}) وفي تأخير الركوع هنا دلالة مع أنه يأتي قبل السجود في الصلاة وهذا لأنه تعالى جاء بالكثرة قبل القِلّة لأن في كل ركعة سجدتين وركوع واحد لذ قدّم السجود على الركوع في الآية. وفي الأحكام على المرأة الإقتداء بالرجال مع التخفّي.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 01:52]ـ
* لماذا وردت كلمة (وَاسْجُدِي) التي وردت لمريم مرة واحدة في القرآن؟ (د. فاضل السامرائى)
لم تتكرر لأنه لو خاطب أيّ أنثى أخرى وأمرها بالسجود لقال اسجدي وهناك كلمات عديدة لم تتكرر في القرآن مثل الصمد والنفاثات والفلق وغاسق ووقب وضيزى ولو اقتضى الأمر لكررها.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 01:56]ـ
{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} آل عمران15
هل تأويل رضوان الله هنا بأنه غير معلوم للمؤمنين فى الدنيا لكنهم سيشعروا به وبنعيمه فى الاخرة مبنى على انكار صفة الرضى لله أم ليس له علاقة؟
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 02:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الذي فهمته أخي الكريم من خلال السياق هو أن لفظ النفس أوسع لأن الله يغضب ويرضى وقد يكون الله غاضباً على العبد ثم يرضى عليه أو بالعكس، هذا في الدنيا أما في الآخرة فإن الله يحل على أهل الجنة رضواناً فلا يغضب عليهم أبداً كما أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
وعليه فعند صاحب هذا الكلام، ناسب أن يقال "نفسه" بدل غضبه حتى يظل المرء حذراً. ولأنه متى عمل خيراً أمِل أن يرضى الله عنه وإذا أعقبه بشر فإن رضى الله مشروط بالتقوى.
هذا حسب صاحب هذا الكلام، وبعض المفسرين يرى أن في الكلام حذفاً تقديره ويحذركم الله عقاب نفسه والله أعلم.
أما الكلام عن مريم فلفظه أسهل فهماً من الأول. وذلك أن المفسرين يقولون إن مريم كانت تتمنى الذكر ليقوم بشأن المعبد. فلو جاء كما تمنت لاجتهدت في تربيته ليقوم بمهامه. فلما جاءت أنثى علمت أن اشتغالها بابنتها لا يكون فيه الجِد والاجتهاد اللازمان في تربية من يقوم بتسيير شوؤن المعبد.
فهذا معنى قوله "فستعرض عنها ولا تشتغل بها" أي ستعرض عن الاجتهاد في تربيتها كما لو أنها رزقت ولداً.
والله أعلم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 02:40]ـ
أما الكلام عن مريم فلفظه أسهل فهماً من الأول. وذلك أن المفسرين يقولون إن مريم كانت تتمنى الذكر ليقوم بشأن المعبد. فلو جاء كما تمنت لاجتهدت في تربيته ليقوم بمهامه. فلما جاءت أنثى علمت أن اشتغالها بابنتها لا يكون فيه الجِد والاجتهاد اللازمان في تربية من يقوم بتسيير شوؤن المعبد.
فهذا معنى قوله "فستعرض عنها ولا تشتغل بها" أي ستعرض عن الاجتهاد في تربيتها كما لو أنها رزقت ولداً.
والله أعلم.
وما علاقة هذا بدعائها بل هو أمر طبيعى فلكل ولد قدر من التربية بحسب المستقبل الذى ينتظره؟
----------
وبخصوص السؤال الاول فلم يتضح لى ما فرق به لأن نفس الله أيضا بصفاته فقد يحب عبد ثم يبغضه وقد ينتقم من عبد ثم يرأف به وقد يهدى عبد ثم يهديه فما الفرق بين تلك الصفات وصفة الرضى التى بسببها فرق هذا الفرق؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 10:00]ـ
يارك الله فيك أخي الكريم،
أولا ً، ورد في كلامي سهو شديد وهو أني قلت "إن مريم كانت تتمنى الولد" والقصد أم مريم طبعاً، والمفسرون على أن اسمها "حنا".
ثانيا، لم تكن خدمة المسجد أو المعبد من مهام الإناث، فلما وضعت أم مريم أنثى عرفت أنها لا تقوم بتربيتها التربية اللازمة التي فيها توجيه وتعليم لخدمة المعابد. وليس المعنى أنها تعرض بالكلية. فإنك إذا أردت أن تربي ابنك ليصبح قائداً عسكرياً مثلاً فإنك تعتني به اعتناءً خاصاً منصباً على التدريب مثلاً. ولا تعتني بابنتك هذا الاعتناء لأنه في الغالب لا تقوم المرأة بهذه المهام. وهذا لا يعني أنك تهمل تربيتها بمرة وإنما لاتشتغل بتربيتها التربية الخاصة التي ذكرت لك.
وعلى كل، أخي الكريم، لم يكن قصدي تفسير الآية، فكتب التفسير موجودة وسهلة المنال وإنما كان قصدي شرح الجملة التي أوردتها وكتبتها بالأحمر.
والله أعلم
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 11:03]ـ
*ما دلالة تقديم السجود على الركوع في الخطاب لمريم؟ (د, فاضل السامرائى)
الأحكام تُذكر عموماً للإناث والذكور إلا إذا كان الحكم خاصاً بالنساء مثل قوله تعالى مخاطباً مريم في سورة آل عمران (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ {43}) وفي تأخير الركوع هنا دلالة مع أنه يأتي قبل السجود في الصلاة وهذا لأنه تعالى جاء بالكثرة قبل القِلّة لأن في كل ركعة سجدتين وركوع واحد لذ قدّم السجود على الركوع في الآية. وفي الأحكام على المرأة الإقتداء بالرجال مع التخفّي.
الأظهر في سر تقم السجود على الركوع أن المقصود بالسجود الصلاة، أما الركوع فالأصل في معناه الخضوع كما في قوله تعالى:" وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين " قال ابن جرير: أمنا الرُّكوع، فهو الخضوع لله بالطاعة. يقال منه: ركع فلانٌ لكذا وكذا، إذا خضع له،(/)
إشكال (3) في تعريف الحكم الشرعي (من إختصار وشرح الأصول من علم الأصول)
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 10:17]ـ
قال الشيخ في تعريف الحكم الشرعي: (واصطلاحاً: ما اقتضاه خطاب الشرع المتعلق بأفعال المكلفين من طلب أو تخيير أو وضع).
ينبغي التفريق بين طريقة الأصوليين والفقهاء في تعريف الحكم الشرعي، قال صاحب البيان المأمول: (الفقهاء وعلماء الفروع يعنون بالحكم الشرعي في لغتهم الأثر الذي يترتب على الدليل كالوجوب والحرمة والإباحة، وأما علماء الأصول فيعنون دليل الحكم الذي هو الآية أو الحديث أو نص الإجماع وهكذا، فمثلاً قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} () هذا هو الحكم نفسه عند الأصوليين، وأما عند الفقهاء فيعنون ما يترتب على هذا النص وهو وجوب الصلاة).
وسبب الاختلاف بين الطريقتين أن الأصولي يبحث في الأدلة ذاتها – التي هي موضوع علم الأصول - فيكون نظره لذات الدليل، وأما الفقيه فيبحث في متعلق الأدلة – إذ أن موضوع الفقه أفعال المكلفين – فيكون نظره لمتعلق الأدلة ومدلول الخطاب وأثره المترتب عليه.
وتعريف الشيخ للحكم بأنه ما اقتضاه خطاب الشرع إنما هو موافق لطريقة الفقهاء في تعريف الخطاب، والأولى اعتماد تعريف الأصوليين فيعرف الحكم لشرعي بأنه خطاب الله، إذ أننا نتكلم في علم الأصول لا الفروع.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 10:45]ـ
بارك الله فيك هذه الطريقة التي جرى عليها الشيخ هي طريقة كثير من الفقهاء كذلك هي طريقة بعض الأصوليين وممن نحى هذا المنحى وأخذ به الشيخ المطيعي رحمه الله فإنه نسب هذا الترجيح إلى المحققين وتعجب ممن لا يزال يسلك في التعريف الحكم مسلك جمهور الأصوليين الذي لا يسلم من الاعتراضات الكثيرة في ذلك حيث قال: وما أحوجنا إلى رعاية هذه التكلفات إلا اصطلاح أولئك المتأخرة من الأشاعرة ومن وافقهم على أن الحكم هو الخطاب المتعلق ... ثم قال ولو عرفنا الحكم من أول الأمر بما هو مصطلح الفقهاء لسلمنا من كل ماقاله المعتزلة وسلمنا من اعتراضاتهم ولم نحتج إلى تكلف الجواب عنهم بما هو بعيد في الحقيقة.
وأحب أن أذكرك بأنه لا مشاحة في الاصطلاح.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 11:20]ـ
تعريف الحكم الشرعي بخطاب الله المتعلق بأفعال المكلفين:
مما أجمع عليه الأصوليون، المتقدمون والمتأخرون؛ بعد الإمام الشافعي، فيما بلغنا من المصنفات الأصولية كافَّةً، على اختلاف بينهم في التقْيِيد، بين مُقِلٍّ ومستزيد؛ حتى جزم البخاري في ((التوضيح)): 1/ 21: بأنه منقول عن أبي الحسن الأشعري (ت 324 هـ).
وهذا التعريف مدخول من جهات:
منها: أن الحكم ليس هو الخطابَ نفسَهُ، بلِ الحكم مدلول الخطاب وأثره؛ على ما ينسب إلى الفقهاء من تعريف الحكم الشرعي؛ فإن قوله تعالى: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ}: خطابٌ، وليس هو حكما شرعيا؛ بل الحكم هو المدلول المستفاد من هذا الخطاب؛ الذي هو وجوب الصلاة والزكاة.
ومنها: أن التعريف غير مانع، بدخول الخطاب المتعلق بأفعال المكلفين من غيرِ المتوجه للامتثال؛ بل للاعتبار؛ كالذي صرفته القرينة عن معناه إلى معنى آخرَ ثانويٍّ؛ كقوله تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}، وقوله تعالى: {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}، فإن الحدَّ يتناوله وهو غير داخلٍ حقيقةً في الحكم الشرعي؛ من أجل هذا ينبغي تقييد حد الحكم الشرعي بِـ ((مَا كَانَ مَقْصُودُهُ الامْتِثَالَ))، ولقد خرج من هذا الاعتراض من قَيَّدَ من الأصوليين تعريفَ الحكم بِـ: ((المكلف من حيث إنه مكلف))؛ كابن السبكي في جمع الجوامع؛ فإنه في معنى قصد الامتثال.
ومنها: أن التعريف غير مانع أيضا بدخول الخطاب المتعلق ببعض المكلفين؛ نحو: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ}، {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا}، {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا}، {وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ}، ومن غير الأنبياء بالإلهام؛ نحو: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} الآيةَ، {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا
(يُتْبَعُ)
(/)
جَنِيًّا}.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 12:00]ـ
من الاعتراضات القوية المتوجهة على تعريف الحكم الشرعي عند الأصوليين اعتماد هذا التعريف على مذهب الأشاعرة في القول بالكلام النفساني، وليس مرادهم بخطاب الشارع نصوص الآيات والأحاديث الدالة على الأحكام الشرعية؛ كما توهم ذلك كثيرون، وبه قال بعض الإخوة في مشاركات هذا الموضوع، بل إن الأصوليين يعنون بالخطاب - في سياق التعريف الأصولي للحكم الشرعي - تلك المعاني القديمة المعبَّر عنها لديهم بالكلام النفساني، ولذلك يصفون الخطاب الشرعي بالقِدَم:
يقول الإمام القرافي في حد الحكم الشرعي:
((الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ: هُوَ خِطَابُ اللهِ تَعَالَى القَدِيمُ، المُتَعَلِّقُ بِأَفْعَالِ المُكَلَّفِينَ؛ بالِاقْتِضَاءِ أَوِ التَّخْيِيرِ:
فَالقَدِيمُ: احْتِرَازٌ مِنْ نُصُوصِ أَدِلَّةِ الأَحْكَامِ؛ فَإِنَّهَا خِطَابُ اللهِ تَعَالَى وَلَيْسَتْ حُكْمًا، وَإِلَّا اتَّحَدَ الدَّلِيلُ وَالمَدْلُولُ، وَهِيَ مُحْدَثَةٌ)). من شرح تنقيح الفصول.
فنراه - هاهنا- يرفض تفسير خطاب الشارع بنصوص الآيات والأحاديث، مع تقييده خطاب الشارع بالقدم.
ولا يخفى: أن القول بالكلام النفساني إنما ألجأهم إليه أصلهم الكلي العام في نفي حلول الحوادث بذات الله تعالى، حفاظا منهم على دليل حدوث الأعراض الذي اعتمدوه في إثبات الصانع، فاضطرتهم محاولة الحفاظ على هذا الأصل إلى الوقوع في كثير من الأقوال الضعيفة والمتناقضة، والتي جرت عليهم اللائمة من الموافق والمخالف.
يعلل البغدادي رفض القول بحلول الحوادث: لـ: ((ما يلزم عليه من نقض دلالة الموحدين على حدوث الأجسام، الذي يترتب عليه القول بحدوث العالم، وإذا لم يصح عندهم حدوث العالم لم يكن لهم طريق إلى معرفة صانع العالم وصاروا جاهلين به)).
ومن الحق أن اعتماد الأشاعرة على أصل نفي حلول الحوادث بذات الله تعالى، وغُلُوَّهم أحيانا في تخريج المسائل عليه أوقعهم في إشكالات كثيرة كانت مثار جدل وانتقاد من مخالفيهم؛ من هذه الإشكالات قولهم بوحدة الكلام الإلهي، وأنه أمر ونهي وخبر واستخبار ووعد ووعيد؛ مما اتخذه مخالفوهم ذريعة للطعن عليهم، وقد جرهم ذلك إلى القول بالكلام النفسيِّ، والقول بوَحدة العلم الإلهي المتعلق بالحوادث قبل خلقها وبعده، ووحدة الإرادة.
وهل الرؤية التي أثبتها جمهرة مثبتي الصفات - ومنهم الأشاعرة - إلا من قبيل تعلق الحوادث بذات القديم؟!!
ولذلك اضطرب أئمة الأشاعرة في ضبط الصفات الفعلية؛ فقد صرح الباقلاني: رسالة الحرة (المطبوع باسم: الإنصاف): 25: بأن ((صفات الأفعال هي التي سَبَقَهَا، وكان تعالى موجودا في الأزل قبلها)): وفي هذا التعريف إقرار وتجويز لحلول الحوادث، ثم عاد فقال بنفي كل ما يدل على الحدوث من الأفعال برأيه؛ فنفى الجهة، والتحول والانتقال لدلالة هذه الصفات على الحدوث. كم في رسالة الحرة (الإنصاف): 39 - 40.
انظر في انتقادات الأشاعرة فيما بنوه على هذا الأصل من فروع في: ابن رشد: مناهج الأدلة: 161 - 163، قاسم: مقدمة المناهج (في نقد وحدة العلم ووصفه بالبدعة): 54 - 55، وفي نقد القول بوحدة الإرادة: 58 - 59.
ولذلك نرى الرازي من المتأخرين يخفف من حدة هذه المسألة، بل وينتهي أخيرا إلى القول بأن تعلق الحوادث ((قال به أكثر فرق العقلاء وإن كانوا ينكرونه باللسان))، وأصرح من هذا أن القول بحلول الحوادث يلزم الطوائف جميعا بما فيهم الأشاعرة والماتريدية والفلاسفة. انظر: الرازي: الأربعين في أصول الدين: 1/ 170، المطالب العالية: 2/ 71 - 74، وشيخ الإسلام ابن تيمية: مجموع الفتاوى: 1/ 127 وفيه نَقَلَ توهينَ أبي الحسن الأشعري لهذه الطريقة، 5/ 379، 6/ 625، درء التعارض: 1/ 241، 2/ 191، ابن أبي العز: شرح الطحاوية: 124، وانظر أيضا: الزركان: الرازي وآراؤه الكلامية: 228 - 231، الشافعي: الآمدي وآراؤه الكلامية: 301، 341 - 348، 374 - 376.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المؤسف في ذلك: تَتَايُع الأصوليين على تفسير الحكم الشرعي بهذا التعريف المتفرع على الكلام النفساني حتى ممن يعتقدون عقيدة السلف في كلام الله؛ ممن لا يقولون بالكلام النفساني، ولو تبعت تعريف الحكم الشرعي في مثل: ((روضة الناظر))، و: ((مختصر التحرير))، و: ((تحرير التحبير))،،، وغيرها، وجدتهم آية تتايُعِهِم على تعريف متكلمي الأصوليين للحكم الشرعي؛ المتأثرين فيه بمذهبهم الكلامي في إثبات الكلام النفساني.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 08:21]ـ
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى ...
بداية أذكر تعريف الحكم عندي وهو: (خطاب الله المتعلق بفعل المكلف من حيث أنه مكلف به بالاقتضاء، أو التخيير).
ولا يرد عليه شيء مما ذكرتموه وإنما كلامكم يرد على من عرف الحكم بأنه كلام الله القديم كما فعل القرافي.
قال الطوفي في شرح مختصر الروضة (1/ 251): (عدل القرافي في «شرح التنقيح» عن لفظ: خطاب الله إلى لفظ: كلام الله، قال: لأن الخطاب والمخاطبة لغة، إنما يكون بين اثنين، وحكم الله تعالى قديم، فلا يصح فيه الخطاب، وإنما يكون في الحادث، وكان هذا منه بناء على أمرين: أحدهما: أن كلام الله معنى قائم بالنفس عنده، فلا يظهر منه لغيره حتى يكون خطابا.
والثاني: أن الله سبحانه وتعالى قديم، فلا يصح أن يكون معه في الأزل من يخاطبه).اهـ
وبيان أن كلا الأمرين لا يرد علي حدي أن الكلام النفسي عندهم معان قائمة بالنفس وهذا ينافي معنى الخطاب الذي ذكرته في حدي.
أنه لا يلزم من ذكر الخطاب مخاطبة المعدوم حال عدمه، فإن المعدوم حال عدمه ليس بشء وإنما يصح مخاطبته على أحد اعتبارين:
لأول أنه لما تعلقت إرادة الله بإيجاده صار تحقق وجوده كوجوده بالفعل (راجع أضواء البيان (4/ 235)، والمسائل المشتركة للأشقر (ص/149 وما بعدها، 225 وما بعدها)
الثاني: أنه يجوز مخاطبة المعدومين تبعا للموجودين، قال الشنقيدي في المذكرة (ص/200): (قد دلت النصوص الصحيحة على خطاب المعدومين من هذه الأمة تبعاً للموجودين منها كقوله صلى الله عليه وسلم: (تقاتلون اليهود. الحديث) وقوله: (تقاتلون قوماً نعالهم الشعر. الحديث) وقوله: (في قصة عيسى وامامكم منكم) فالمقصود بجميع تكل الخطابات المعدومون يومئذ بلا نزاع كما هو ظاهر , وانما ساغ خطابهم تبعاً لأسلافهم الموجودين وقت الخطاب).اهـ
هذا هو الرد الإجمالي على ما تفضلتم بذكره وسوف أعرض بإذن الله للرد على بعض ما ذكرتموه مما لم أذكر جوابه هنا.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 08:32]ـ
الشيخ المطيعي رحمه الله فإنه نسب هذا الترجيح إلى المحققين وتعجب ممن لا يزال يسلك في التعريف الحكم مسلك جمهور الأصوليين الذي لا يسلم من الاعتراضات الكثيرة في ذلك حيث قال: وما أحوجنا إلى رعاية هذه التكلفات إلا اصطلاح أولئك المتأخرة من الأشاعرة ومن وافقهم على أن الحكم هو الخطاب المتعلق ...
وهذا منه رحمه الله فيه نظر، فالأشاعره لا يعرفون الحكم بأنه الخطاب.
قال العروسي في المسائل المشتركة (ص/225) تحت عنوان هل يوصف كلام الله في الأزل بأنه خطاب: (قال الأشعري: إنه لا يسمى خطابا وتسميته بالخطاب خلاف الصحيح؛ لأنه لا يسمى خطابا إلا عند وجود المخاطب. وجزم القاضي أبو بكر بالمنع؛ لأنه لا يعقل إلا من مخاطب ومخاطب. قال: وكلامه قديم فلا يصح وصفه بالحادث. وتابعه الغزالي في المستصفى ... )
وينظر الكتاب ففيه رد على مذهب الأشاعرة من عدم تسمية الحكم بالخطاب.
وأحب أن أذكرك بأنه لا مشاحة في الاصطلاح.
وهذا عجيب منك تصدر الكلام بالتأصيل العقدي للمسألة ثم تعلله بما يقلل منه،وكأن الخلاف لفظي.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 08:59]ـ
الحكم ليس هو الخطابَ نفسَهُ، بلِ الحكم مدلول الخطاب وأثره؛ على ما ينسب إلى الفقهاء من تعريف الحكم الشرعي؛ فإن قوله تعالى: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ}: خطابٌ، وليس هو حكما شرعيا؛ بل الحكم هو المدلول المستفاد من هذا الخطاب؛ الذي هو وجوب الصلاة والزكاة.
هذا استدلال منك بمحل النزاع
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قوله تعالى: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ}: خطابٌ، وليس هو حكما شرعيا؛ بل الحكم هو المدلول المستفاد من هذا الخطاب؛ الذي هو وجوب الصلاة والزكاة.
أخي جزاك الله خيرا
قوله تعالى: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ} ليس حكما لوجوب لوجوب الصلاة نعم وإنما هو حكم شرعي لإيجاب الصلاة، وبينهما فرق فتنبه ...
قال ابن النجار في شرح الكوكب المنير (1/ 333):"فصل" "الحكم الشرعي" في اصطلاح الفقهاء: "مدلول خطاب الشرع". قال الإمام أحمد رضي الله عنه: الحكم الشرعي خطاب الشرع وقوله ... فنحو قوله تعالى: {أقم الصلاة} يسمى باعتبار النظر إلى نفسه التي هي صفة لله تعالى إيجابا، ويسمى بالنظر إلى ما تعلق به، وهو فعل مكلف: وجوبا. فهما متحدان بالذات مختلفان بالاعتبار ... ).اهـ
ولتعلم أخي الفاضل أن موضوع علم الأصول هو الأدلة فيمون نظر الأصولي لذات المصدر الذي هو موضوع علمه فناسب أن يعرف الحكم بالخطاب نفسه. وأما موضوع علم الفقه فهو فعل المكلف من حيث إثبات الأحكام الشرعية لها فناسب ذلك أن يعرف الحكم بمتعلق الخطاب ومقتضاه وأثره المترتب عليه.
أن التعريف غير مانع، بدخول الخطاب المتعلق بأفعال المكلفين من غيرِ المتوجه للامتثال؛ بل للاعتبار؛ كالذي صرفته القرينة عن معناه إلى معنى آخرَ ثانويٍّ؛ كقوله تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}، وقوله تعالى: {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}، فإن الحدَّ يتناوله وهو غير داخلٍ حقيقةً في الحكم الشرعي؛ من أجل هذا ينبغي تقييد حد الحكم الشرعي بِـ ((مَا كَانَ مَقْصُودُهُ الامْتِثَالَ))، ولقد خرج من هذا الاعتراض من قَيَّدَ من الأصوليين تعريفَ الحكم بِـ: ((المكلف من حيث إنه مكلف))؛ كابن السبكي في جمع الجوامع؛ فإنه في معنى قصد الامتثال.
ومنها: أن التعريف غير مانع أيضا بدخول الخطاب المتعلق ببعض المكلفين؛ نحو: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ}، {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا}، {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا}، {وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ}، ومن غير الأنبياء بالإلهام؛ نحو: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} الآيةَ، {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا}.
كل هذه الإعتراضات خارجه عن محل النزاع وقد ذكرتها وزدت عليها فضلا من الله ومنة عند ذكري بعض التنبيهات على كلام الشيخ في شرحي ولا يلزمني شيء منها هنا - يعني بناء على التعريف المختار عندي - فإنما الكلام كان على تعريف الحكم بالخطاب أم مقتضاه.
بارك الله فيكم ... ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 06:57]ـ
الكلام هو عن الخطاب هو عند جمهور الأصوليين نفسه وعند الفقهاء وبعض الأصوليين أثره هذا الذي عارضت عليه أليس كذلك.
إذا تعريف الشيخ ميز الحكم الشرعي عن دليله تمييزا" واضحا فجعل الحكم ما ثبت بالخطاب والدليل هو الخطاب نفسه خلافا لتعريف الجمهور الذي دمج بينهما بجعل الخطاب الشرعي دليلا وحكما في آن واحد.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 11:15]ـ
وهذا منه رحمه الله فيه نظر، فالأشاعره لا يعرفون الحكم بأنه الخطاب.
قال العروسي في المسائل المشتركة (ص/225) تحت عنوان هل يوصف كلام الله في الأزل بأنه خطاب: (قال الأشعري: إنه لا يسمى خطابا وتسميته بالخطاب خلاف الصحيح؛ لأنه لا يسمى خطابا إلا عند وجود المخاطب. وجزم القاضي أبو بكر بالمنع؛ لأنه لا يعقل إلا من مخاطب ومخاطب. قال: وكلامه قديم فلا يصح وصفه بالحادث. وتابعه الغزالي في المستصفى ... )
وينظر الكتاب ففيه رد على مذهب الأشاعرة من عدم تسمية الحكم بالخطاب.
وهذا عجيب منك تصدر الكلام بالتأصيل العقدي للمسألة ثم تعلله بما يقلل منه،وكأن الخلاف لفظي.
هات مسألة واحدة ترتبت على هذا التعريف.(/)
اسْمِ الله الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 11:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي الْحَلْقَةِ وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ يَا بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ إِنِّي أَسْأَلُكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتَدْرُونَ بِمَا دَعَا اللَّهَ؟ " قَالَ: فَقَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى".
أخرجه ابن أبى شيبة (6/ 47، رقم 29361)، وأحمد (1/ 230، رقم 13824)، وأبو داود (2/ 79، رقم 1495)، والترمذى (5/ 550، رقم 3544)، وقال: غريب. والنسائى (3/ 52، رقم 1300)، وابن ماجه (2/ 1268، رقم 3858)، وابن حبان (3/ 175، رقم 893)، والحاكم (1/ 683، رقم 1856) وقال: صحيح على شرط مسلم. والضياء (5/ 257، رقم 1885) قال الألباني: حسن صحيح (الروض النضير، 133).
قال الإمام الألباني في كتابه "التوسل أنواعه وأحكامه": اضطرب الناس في مسألة التوسل، وحكمها في الدين اضطراباً كبيراً، وقد اعتاد جمهور المسلمين منذ قرون طويلة أن يقولوا في دعائهم مثلاً: "اللهم بحق نبيك أو بجاهه أو بقدره عندك عافني واعف عني" و"اللهم بجاه الأولياء والصالحين، ومثل فلان وفلان" .. الخ. ثم وضَّح في الفصل الثالث: "التوسل المشروع وأنواعه" بأن التوسل ثلاثة أنواع لا رابع لهما وما دون ذلك شرك بالله تعالى والعياذ بالله:
1 - التوسل إلى الله تعالى باسم من أسمائه الحسنى، أو صفة من صفاته العليا (كما جاء في الحديث أعلاه).
2ـ التوسل إلى الله تعالى بعمل صالح قام به الداعي: كأن يقول المسلم: اللهم بإيماني بك، ومحبتي لك، واتباعي لرسولك اغفر لي.
3 - التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح: كأن يقول المسلم في ضيق شديد، أو تحل به مصيبة كبيرة، ويعلم من نفسه التفريط في جنب الله تبارك وتعالى، فيجب أن يأخذ بسبب قوي إلى الله، فيذهب إلى رجل يعتقد فيه الصلاح والتقوى، أو الفضل والعلم بالكتاب والسنة، فيطلب منه أن يدعوا له ربه، ليفرج عنه كربه، ويزيل عنه همه(/)
ما الفرق بين الأخذ من اللحية وقصها؟ وما حد شعث اللحية؟
ـ[أبوعثمان الكويتي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 03:06]ـ
http://www.alukah.net/UserFiles/Basmmalah22(5).gif
حكى الإمام النووي عن القاضي عياض أنه قال:
(يكره حلقها، وقصها، وأما الأخذ من طولها وعرضها فحسن ... )
فما الفرق بين قص اللحية والأخذ منها يا مشايخنا الأفاضل؟
وبالنسبة لقول بعض الفقهاء كالمالكية
بجواز أخذ ما ما تطاير وتشعث من اللحية
ما حكم من تتطاير لحيته وتتشعث قبل أن تبلغ حد القبضة؟
هل له أن يأخذ منها لتظهر حسنة و جميلة
رغم كون لحيته فيها طول ولكن دون القبضة بقليل؟
أفيدونا لا حرمنا الله من فضلكم وعلمكم وحلمكم
ـ[أبوعثمان الكويتي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 11:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله ... عدد المشاهدات طيب
ولكن لا ردود أو تعليق!!
يا مشايخ ... أنا أعلم أنكم ربما مللت تكرار الكلام
حول اللحية والمعازف والإسبال ... ألخ
في المنتدى أو خارجه
وربما يرغب أحدكم عن قراءة الموضوع أو السؤال من عنوانه
ولكن أرجو منكم الاحتساب ثم الاحتساب ثم الاحتساب
ومازلت بانتظار متفضل يفتح علينا ... فتح الله عليه فتوح العارفين ... آمين
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 11:44]ـ
يعلم الله أخي (أبا عثمان) لو تركت سؤالك هنا [طبعا مع إحترامي للجميع] وعرضته على شيخ فاضل ثبت ثقة يخاف الله فيما يستفتى به [وهم كثر ولله الحمد] لكان أولى وحسن والله.
هذه المسائل الخوض فيها شائك، وقد يغير بها مفاهيم قد أخذها الأبناء عن الآباء ومات الأجداد عليها.
فأنت هنا ستصطدم بقول وأفكار وآراء مختلفة، وقد يحصل هنا بسبب ذلك مساجلات لا أول لها ولا آخر.
فارحم نفسك وإخوتك من هذا كله. ويكفي أنك أنت أخي الكريم قد ذكرت طرفا من هذا الخوض الذي أبعد كل البعد عن الإنصاف والتحقيق والحق. في المسائل التي قد طرحت سابقا.
ليس كلامي فرضا عليك، وليس هذا المنتدى ملكي كي أصرفك أو أصرف الآخرين عنه، ولكني محب للخير يخاف الفتنة.
ودمتم جميعا بخير وسلامة
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 04:39]ـ
سبحان الله نحن من نتبع؟
نتبع محمد صلى الله عليه وسلم وقد أطلق لحيته عليه صلوات ربي وسلامه عليه وقد ذكر انه كثيف اللحية
وقد قال أعفو اللحى؟ والإعفاء من العفو وهو الترك كأنك تقول عفوت عن الشخص لوجه الله أي تركته لوجه الله
فما بالنا نبحث عن أقوال وطرق الصحابة والسلف في اللحية؟؟
ـ[فوزي أبو محمد]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 06:08]ـ
السلام عليكم وجزاك الله خيرا أبا عثمان
إليك ما قاله الحافظ في الفتح ج 10 ص 350
... قوله ووفروا اللحى، أما قوله وفروا فهو بتشديد الفاء من التوفير وهو الإبقاء أي اتركوها وافرة وفي رواية عبيد الله بن عمر عن نافع في الباب الذي يليه اعفوا وسيأتي تحريره وفي حديث أبي هريرة عند مسلم أرجئوا وضبطت بالجيم والهمزة أي أخروها وبالخاء المعجمة بلا همز أي أطيلوها وله في رواية أخرى أوفوا أي اتركوها وافية قال النووي وكل هذه الروايات بمعنى واحد واللحى بكسر اللام وحكى ضمها وبالقصر والمد جمع لحية بالكسر فقط وهي اسم لما نبت على الخدين والذقن قوله وكان بن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه هو موصول بالسند المذكور إلى نافع وقد أخرجه مالك في الموطأ عن نافع بلفظ كان بن عمر إذا حلق رأسه في حج أو عمرة أخذ من لحيته وشاربه وفي حديث الباب مقدار المأخوذ وقوله فضل بفتح الفاء والضاد المعجمة ويجوز كسر الضاد كعلم والأشهر الفتح قاله بن التين وقال الكرماني لعل بن عمر أراد الجمع بين الحلق والتقصير في النسك فحلق رأسه كله وقصر من لحيته ليدخل في عموم قوله تعالى محلقين رءوسكم ومقصرين وخص ذلك من عموم قوله وفروا اللحى فحمله على حالة غير حالة النسك قلت الذي يظهر أن بن عمر كان لا يخص هذا التخصيص بالنسك بل كان يحمل الأمر بالاعفاء على غير الحالة التي تتشوه فيها الصورة بافراط طول شعر اللحية أو عرضه فقد قال الطبري ذهب قوم إلى ظاهر الحديث فكرهوا تناول شيء من اللحية من طولها ومن عرضها وقال قوم إذا زاد على القبضة يؤخذ الزائد ثم ساق بسنده إلى بن عمر أنه فعل ذلك وإلى عمر أنه فعل ذلك برجل ومن طريق أبي هريرة أنه فعله وأخرج
(يُتْبَعُ)
(/)
أبو داود من حديث جابر بسند حسن قال كنا نعفي السبال إلا في حج أو عمرة وقوله نعفي بضم أوله وتشديد الفاء أي نتركه وافرا وهذا يؤيد ما نقل عن بن عمر فإن السبال بكسر المهملة وتخفيف الموحدة جمع سبلة بفتحتين وهي ما طال من شعر اللحية فأشار جابر إلى أنهم يقصرون منها في النسك ثم حكى الطبري اختلافا فيما يؤخذ من اللحية هل له حد أم لا فأسند عن جماعة الاقتصار على أخذ الذي يزيد منها على قدر الكف وعن الحسن البصري أنه يؤخذ من طولها وعرضها ما لم يفحش وعن عطاء نحوه قال وحمل هؤلاء النهي على منع ما كانت الأعاجم تفعله من قصها وتخفيفها قال وكره آخرون التعرض لها إلا في حج أو عمرة وأسنده عن جماعة واختار قول عطاء وقال إن الرجل لو ترك لحيته لا يتعرض لها حتى أفحش طولها وعرضها لعرض نفسه لمن يسخر به واستدل بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي e كان يأخذ من لحيته من عرضها وطولها وهذا أخرجه الترمذي ونقل عن البخاري أنه قال في رواية عمر بن هارون لا أعلم له حديثا منكرا الا هذا اه وقد ضعف عمر بن هارون مطلقا جماعة وقال عياض يكره حلق اللحية وقصها وتحذيفها وأما الأخذ من طولها وعرضها إذا عظمت فحسن بل تكره الشهرة في تعظيمها كما يكره في تقصيرها كذا قال وتعقبه النووي بأنه خلاف ظاهر الخبر في الأمر بتوفيرها قال والمختار تركها على حالها وأن لا يتعرض لها بتقصير ولا غيره وكأن مراده بذلك في غير النسك لأن الشافعي نص على استحبابه فيه وذكر النووي عن الغزالي وهو في ذلك تابع لأبي طالب المكي في القوت قال يكره في اللحية عشر خصال خضبها بالسواد لغير الجهاد وبغير السواد أيهاما للصلاح لا لقصد الأتباع وتبييضها استعجالا للشيخوخة لقصد التعاظم على الأقران ونتفها إبقاء للمرودة وكذا تحذيفها ونتف الشيب ورجح النووي تحريمه لثبوت الزجر عنه كما سيأتي قريبا وتصفيفها طاقة طاقة تصنعا ومخيلة وكذا ترجيلها والتعرض لها طولا وعرضا على ما فيه من اختلاف وتركها شعثة إيهاما للزهد والنظر إليها إعجابا وزاد النووي وعقدها لحديث رويفع رفعه من عقد لحيته فإن محمدا منه بريء الحديث أخرجه أبو داود قال الخطابي قيل المراد عقدها في الحرب وهو من زى الأعاجم وقيل المراد معالجة الشعر لينعقد وذلك من فعل أهل التأنيث تنبيه أنكر بن التين ظاهر ما نقل عن بن عمر فقال ليس المراد أنه كان يقتصر على قدر القبضة من لحيته بل كان يمسك عليها فيزيل ما شذ منها فيمسك من أسفل ذقنه بأصابعه الأربعة ملتصقة فيأخذ ما سفل عن ذلك ليتساوى طول لحيته قال أبو شامة وقد حدث قوم يحلقون لحاهم وهو أشد مما نقل عن المجوس أنهم كانوا يقصونها وقال النووي يستثنى من الأمر باعفاء اللحى ما لو نبتت للمرأة لحية فإنه يستحب لها حلقها وكذا لو نبت لها شارب أو عنفقة وسيأتي البحث فيه في باب المتنمصات.
والسلام عليكم(/)
سؤال في فقه الحنابلة؟ افيدونا و جزاكم الله خيرا
ـ[السرخسي المصري]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 11:57]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لو تفضل أحد الإخوة للإجابة عن أسئلة التالية:
1) قال الإمام بن قدامة رحمه الله في العمدة عند باب زكاة الأثمان: '' و هي نوعان: ذهب و فضة و لا زكاة في الفضة حتى تبلغ مائتي درهيم فيجب فيها خمسة دراهم و لا في الذهب حتى يبلغ عشرين مثقالا فيجب فيها نصف مثقالا ...
كيف يدفع المرء إذا كان لا يملك الا نقودا عادية ( dollars) ما هو النصاب الواجب و على أي قاعدة يبنى الجواب؟ أرجو جوابا مفصلا.
2) قال الإمام بن قدامة رحمه الله في العمدة عند باب صلاة المسافر:'' و المسافر إذا كانت مسافة سفره ستة عشر فرسخا ...
فكم يساوي ذاك في الكيلومترات؟
1
3) قال الإمام بن قدامة رحمه الله في العمدة عند باب صلاة المسافر:''و من نوى الإقامة إحدى و عشرين صلاة أتم فإن لم يجكع على ذلك قصر أبدا''
أرجو شرحا مفصلا عن عبارته تلك
أفيدوني و جزاكم الله خيرا
و السلام عليكم
ـ[السرخسي المصري]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 03:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للرفع رفع الله قدركم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[حمد]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 06:47]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لو تفضل أحد الإخوة للإجابة عن أسئلة التالية:
1) قال الإمام بن قدامة رحمه الله في العمدة عند باب زكاة الأثمان: '' و هي نوعان: ذهب و فضة و لا زكاة في الفضة حتى تبلغ مائتي درهيم فيجب فيها خمسة دراهم و لا في الذهب حتى يبلغ عشرين مثقالا فيجب فيها نصف مثقالا ...
كيف يدفع المرء إذا كان لا يملك الا نقودا عادية ( dollars) ما هو النصاب الواجب و على أي قاعدة يبنى الجواب؟ أرجو جوابا مفصلا.
http://www.yasaloonak.net/default.asp?page=fatawa&num=fatwa&types=10&typename= طظ„ط²ظƒطط©& id=716
2) قال الإمام بن قدامة رحمه الله في العمدة عند باب صلاة المسافر:'' و المسافر إذا كانت مسافة سفره ستة عشر فرسخا ...
فكم يساوي ذاك في الكيلومترات؟
والفرسخ يساوي 5544 م.
http://209.85.129.132/search?q=cache:t-UhOEpAZxwJ:passing2.wordpress. com/2008/11/28/%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85 %D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%91%D9%87-8/+%22%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D 8%B3%D8%AE+%D9%8A%D8%B3%D8%A7% D9%88%D9%8A%22&hl=ar&ct=clnk&cd=5&gl=sa
3) قال الإمام بن قدامة رحمه الله في العمدة عند باب صلاة المسافر:''و من نوى الإقامة إحدى و عشرين صلاة أتم فإن لم يجمع على ذلك قصر أبدا''
أرجو شرحا مفصلا عن عبارته تلك
http://209.85.129.132/search?q=cache:h4PsY6mi4-oJ:mdrasa.blogspot.com/2008/12/27.html+%D8%A5%D8%AD%D8%AF%D9% 89+%D9%88%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9 %8A%D9%86+%D8%B5%D9%84%D8%A7%D 8%A9+%D8%A3%D8%AA%D9%85&hl=ar&ct=clnk&cd=3&gl=sa
t.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 09:22]ـ
كيف يدفع المرء إذا كان لا يملك الا نقودا عادية ( dollars) ما هو النصاب الواجب و على أي قاعدة يبنى الجواب؟ أرجو جوابا مفصلا.
قال شيخنا حمد الحمد في شرح الزاد:
وأما الأوراق النقدية المعاصرة، وهي ما تسمى " بنك نوت "، وتسمى بالأنواط في كلام الفقهاء المعاصرين.
وهي لغة: " بنك نوت " لغة فرنسية بمعنى الأوراق النقدية.
فهذه الأوراق اختلفت فيها أنظار الناس من الفقهاء المعاصرين:
فمنهم من قال: هي وثائق دين، يعني ليست أثماناً، وإنما هي وثيقة كما لو اقترضت من رجل مالاً فأعطيته ورقة فتثبت فيها هذا الحق الذي عليك، فهي وثيقة دين.
وهذا اعتماد على ما يكتب فيها من التزام مؤسسة النقد بدفع ما يقابلها من ذهب وفضة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا ضعيف، فإن هذه الكتابة المقصود منها توثيقها وإلا فإن صاحب الورق لا يعطي قيمتها من الذهب والفضة، لكن المقصود من هذه الكتابة هو توثيق هذه الأوراق وإعطائها قيمتها. وهذا القول فيه شدة، إذ يترتب عليه الأحكام الكثيرة من عدم جواز السلم فيها، ومن مسائل كثيرة تترتب على هذا، كما أنه لا يجوز شراء الذهب الخالص بها ولا شراء الفضة الخالصة بها؛ لأنها تعتبر ديون، فلا يجوز أن يشترى ذهباً فيها وإن دفعها، ولا فضة وإن دفع هذه الأوراق النقدية؛ لأنها ديون، والواجب أن يكون الشراء يداً بيد في الأموال الربوية، فهذا مع ضعفه فيه ضيق وشدة.
وأوسع المذاهب من قال: إنها عروض تجارة، وحجته: أنها مال مرغوب فيه، وليست بذهب ولا فضة، فأشبه العقارات وغيرها من العروض كالأقمشة وغيرها التي تباع وتشترى.
وهذا أيضا ضعيف؛ لأن قيمتها في الحقيقة قيمة ثمنية، إذ لو أن السلطان أبطلها - أي أبطل التعامل بهذه الورق المعينة لم يبق لها قيمة مطلقاً. وهذا أوسع المذاهب.
ويترتب على هذا القول جواز الربا فيها بنوعيه، ربا الفضل وربا النسيئة؛ لأنها عروض تجارة، فكما لو استبدل أقمشة بأقمشة، فله أن يستبدل مئة ألف بخمسة آلاف، سواء كان ذلك حاضراً أو نسيئة؛ لأنها ليست بأثمان، بل هي عروض تجارة.
وقال بعض أهل العلم: بل هي بدل عن الذهب والفضة، فلها أحكام الذهب والفضة؛ لأنها - على رأي هذا القائل - لابد مقابلها في صندوق النقد ذهب وفضة، فتعطى حكمه.
وعليه: إذا كانت بدلاً من الذهب، فنصابها نصاب الذهب، سواء كانت .. ... (1) نحو ثلاثة آلاف ريال. وأما إن كانت بدلاً عن الفضة فنصابها نصاب الفضة، وهو نحو أربعمئة أو خمسمئة ريال، وربما زاد أو نقص. فهذا القول يقول هي بدل عن الذهب والفضة، والبدل له حكم المبدل منه، فعلى ذلك يعطى حكم الذهب والفضة. وعليه: فإنه يترتب على هذا أن الأوراق النقدية المختلفة التي تكون من بلاد مختلفة يقع الربا بينها، أي ربا الفضل وربا النسيئة؛ لأنها كلا من جنس واحد.
فمثلاً الدولارات والريالات، إن قلنا أن أصلها ذهب، فلا يجوز أن يعطيه دولارات بريالات متفاضلة؛ لأنها من جنس واحد، وهو الذهب.
وذهب بعض أهل العلم، وهو أصحها: أن الأوراق النقدية من الريالات والدولارات وغيرها أثمان مستقلة بنفسها.
أما كونها أثمان، فهذا ظاهر؛ فإن لها قيمة الذهب والفضة تماماً في البيع والشراء ونحو ذلك، ولا فرق بينها وبين الذهب والفضة في التعامل القديم، بل قد طغى التعامل بها بظهور ووضوح على التعامل بالذهب والفضة، بل لا يكاد أن يتعامل الناس بالذهب والفضة، بل ربما لا يتعاملون بها على أنها أثمان، وإنما يتعاملون بالأوراق النقدية، فهي الأثمان، ففيها البيع والشراء، فقد أخذت مكان الذهب والفضة تماماً، حتى لا تسمع في القوانين عامة الشرعية وغيرها من لم يقبلها على أنها ثمن للأشياء.
وأما كونها مستقلة - أي مستقلة عن الذهب والفضة -؛ فلأن هذا هو الواقع، فإن الواقع أن رصيدها في بيت النقد ليس بذهب على الخصوص أو فضة على الخصوص، بل يجتمع فيه الذهب والفضة والمعادن والعقارات وغير ذلك من الأموال، فليس لها رصيد محدد من ذهب أو فضة حتى نجعلها بدلاً من أحدهما، بل رصيدها من أموال مختلفة، فقد يكون رصيدها من البترول أو من بعض المعادن الأخرى ومن الذهب والفضة ومن العقارات ونحو ذلك، وربما كان رصيدها الثقة الدولية التي تعطى لهذه الدولة. فعلى ذلك: أصبحت مستقلة بنفسها، وحيث كان كذلك،فإن كل ورقٍ نقدي لبلد جنس مختلف، فعليه: يجوز التفاضل بين الريالات والدولارات أو غيرها من الأموال.
وهذا لاشك أن فيه دفعاً لحاجة الناس ورفعاً للحرج عنهم مع المحافظة على الأحكام الشرعية من وجوب الزكاة وتحريم الربا ونحو ذلك، فيثبت الربا بنوعيه، ربا الفضل وربا النسيئة فيها، وتثبت الزكوات فيها، كما أن هذا في كل جنس منفرداً، وفيما بينها لا يثبت إلا ربا النسيئة الذي هو أقبح الربا وأعظمه.
فعلى ذلك: أصح الأقوال للمعاصرين في مسألة الأوراق النقدية أنها أجناس مختلفة، وهي أثمان مستقلة عن الذهب والفضة. وحينئذ يشكل علينا نصابها، فهل يكون نصابها نصاب الذهب أو يكون نصابها نصاب الفضة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وحيث هي أثمان، فإن نصابها بالقياس الظاهر هو نصاب الأثمان، لكن هل يكون نصابها نصاب الذهب أو نصاب الفضة؟
فهل .. .. (1) الريالات خمسا وثمانين جراماً أوجبنا فيها الزكاة، أم أنها .. . . خمسمئة وخمس وتسعين جراماً من الفضة أوجبنا فيها الزكاة؟
ثلاثة أقوال أيضا للمعاصرين:
فمن المعاصرين من قال: نصابها نصاب الفضة؛ لأن نصاب الفضة مجمع عليه، ولأنه ثابت في البخاري، والأحاديث الواردة فيه أصح.
وقال بعضهم: إن الزكاة تجب إذا بلغ أدنى النصابين، فإذا ساوى الفضة وجبت فيه الزكاة، وإن لم يساو الذهب، فإن كان نصاب الذهب أقل من نصاب الفضة، فإذا بلغ نصاب الذهب وجبت فيه الزكاة، وإن لم يبلغ نصاب الفضة. وهذا أقوى في النظر؛ وذلك لأنها كليهما أثمان تجب فيه الزكاة، فإذا بلغ نصاب أحدهما، وجبت فيه الزكاة وإن لم يبلغ نصاب الآخر.
والقول الثالث: أن الواجب فيه نصاب الذهب؛ قالوا: لأن نصاب الفضة يسير لا يقارن بالأنصبة الواردة في الشرع في أربعين شاة أو خمس من الإبل وغيرها مما ورد في الشريعة من أنصبة الأموال. فإن نصاب الريالات السعودية لو حددناه بنصاب الفضة فإنه يساوي خمسمئة ريال، وهذه لا تساوي شاة واحدة، فيبعد أن يوجب الشارع في مثل هذا المبلغ الزكاة، فإن في ذلك إجحافاً بصاحب المال.
وأما الذهب، فإنه يصل كما تقدم إلى ثلاثة آلاف، وهذا يقرب أن يكون نصاباً يعرف به الغني.
وهذا القول فيما يظهر لي أقوى هذه الأقوال؛ لأنه ليس فيه إجحاف بصاحب المال، ولأن الشرع لا يعلق الزكاة بمثل هذا المبلغ اليسير، فإن الشاة كانت تساوي الدرهم ونحوه، فمئتا درهم تأتي بها مئة شاة ومئتى شاة، وأما هنا،فإنه بالنظر إلى نصاب الفضة لا تساوي الريالات إلا الشيء اليسير من الأموال. فالأظهر هو تقويمها بنصاب الذهب. كما أن الذهب أقوى في الثمنية من الفضة.
فأظهر الأقوال أن يقدر بالريالات بالذهب، وأحوطها هو القول الثاني، وهو أنها إذا ساوت أدنى النصابين من الذهب والفضة فإن الزكاة تجب فيها. الله أعلم.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 09:35]ـ
3) قال الإمام بن قدامة رحمه الله في العمدة عند باب صلاة المسافر:''و من نوى الإقامة إحدى و عشرين صلاة أتم فإن لم يجكع على ذلك قصر أبدا''
أرجو شرحا مفصلا عن عبارته تلك
قال شيخنا حفظه الله
قال المؤلف رحمه الله تعالى: (أو نوى إقامته أكثر من أربعة أيام)
هذا في سياق من يجب عليه الإتمام، فإن هذه المسألة عطف على ما قبلها من المسائل.
فإذا نوى المسافر إقامة أكثر من أربعة أي صلاة إحدى وعشرين صلاة فإنه يتم، وإذا نوى أكثر من ذلك أتم الصلاة.
واستدلوا: بما ثبت في الصحيحين عن أنس بن مالك قال: (خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة - في رواية لمسلم " إلى الحج " - فكان يصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة).
قالوا: والثابت عنه في سياق حجته أنه دخل مكة في صبيحة اليوم الرابع وأنه خرج منها إلى منى في ضحى اليوم الثامن فهذه أربعة أيام.
قالوا: فعلى ذلك يقصر إن أقام أربعة أيام فإن زاد أتم.
قال المالكية والشافعية: إذا قام ثلاثة أيام فأقل قصر فإن أقام أكثر من ثلاثة أيام فإنه يتم.
واستدلوا: بهذا الحديث أيضاً ولم يحسبوا يومي الدخول والخروج لما في حسبهما من المشقة، فإن الاعتبار إنما يكون باليوم التام في حق المسافر، وأما بعض اليوم فإن فيه مشقة.
واستدلوا بما ثبت في الصحيحين من حديث: العلاء الحضرمي - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يقيم المهاجر بعد نسكه ثلاثاً: أي ثلاثة أيام).
قالوا: فهذا الحديث فيه أن الثلاثة أيام هي الإقامة.
- وذهب إسحاق بن راهويه: إلى أنها تسعة عشر يوماً.
واستدل: بما ثبت في البخاري عن ابن عباس قال: (أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة تسعة عشر يوماً يقصر الصلاة) قال ابن عباس: (فنحن إذا أقمنا تسعة عشر يوماً قصرنا وإذا زدنا أتممنا).
والمقصود من كونه يتم من أول مكثه وإقامته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورد جمهور الفقهاء على هذا الحديث بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعزم الإقامة بل كان عليه الصلاة والسلام ينوي الخروج غداً أو بعد حتى خرجت هذه المدة فكانت اتفاقاً، ونحن وأنتم نقول: إن من مكث في بلدة ما ولم يعزم إقامة فإنه يقصر أبداً - كما سيأتي -.
ورُدَّ هذا: بأنه خلاف الظاهر، فإن الظاهر أنه أقام تسعة عشر يوماً بنية، ويؤيده القرائن:
() إن ذلك كان في فتح مكة كما في رواية لأبي داود: (وذلك في عام الفتح) فأقام فيها تلك المدة، ويبعد أن يكتفي بمدة أقل منها إذ مكة كانت محل أهل الشرك، وكان العرب يقتدون بهم في سلمهم وكفرهم حتى لما آمنوا وأسلموا، دخل الناس في دين الله أفواجاً، فهي مكة التي كان فيها صناديد الكفار فيبعد أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - نوى إقامة يوم أو يومين أو ثلاثة.
() والقرينة الأخرى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: يبعد أن يضعف في التقدير هذا الضعف من تسعة عشر يوماً إلى أربعة أو ثلاثة أيام فيقدر ثلاثة أيام أو أربعة، فتصل المدة إلى تسعة عشر يوماً.
- وذهب أهل الظاهر: إلى أنها عشرين يوماً.
واستدلوا: بما رواه أبو داود في سننه أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أقام بتبوك عشرين يوماً يقصر الصلاة) لكن الحديث قد اختلف فيه علي: (يحيى بن أبي كثير) فرواه معمر عن يحيى موصولاً، ورواه الثقات عنه مرسلاً وهو الراجح كما رجح ذلك الدار قطني وغيره فهو مرسل، والمرسل ضعيف.
واعلم أن جمهور الفقهاء إنما حددوا مدة للإقامة والسفر - كما نبه على ذلك غير واحد - بناءً على أن الأصل في الإقامة هي ترك النقلة، فمتى ترك التنقل فأقام فهو مقيم وليس بمسافر، وإنما السفر هو التنقل.
قالوا: ولو لم يثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قصر في حال مكثه لقلنا إنه في حال المكث لا يقصر كما هو مذهب الحسن البصري وهو مروي عن عائشة أو نحوه.
لكنه قصر عليه الصلاة والسلام فرأينا أن أكثر مدة لقصره هي كذا. فالقائلون أنها أربعة أيام قالوا: هي أكثر مدة قصر فيها وتأولوا الأحاديث الأخر - وكذلك الباقين.
لكن هذا المنطلق فيه ضعف فيما يظهر. ومحل ضعفه أن يقال: إن ما ذكرتموه من أن السفر ينقطع بالإقامة والمكث وترك النقلة قد عارضه الأحاديث الثابتة وكون النبي - صلى الله عليه وسلم - يقصر يوماً أو يومين أو ثلاثة باتفاقنا.
يقصر في حال كونه ماكثاً تاركاً للنقلة، يدل على أن ترك النقلة ليست منافياً للسفر، فإنه وإن ترك النقلة فيبقى مسافراً بدليل أنه - صلى الله عليه وسلم - قد قصر وهو تارك للنقلة.
فدل على أن مجرد المكث وترك النقلة أثناء السفر لا ينافي السفر، ولا يخرج المسافر عن السفر إلى الإقامة بل يبقى مسافراً، وإن ترك التنقل ومكث ما لم ينو إقامة يثبت بها حكم الإقامة.
- ولذا ذهب شيخ الإسلام وهو مذهب طائفة من أهل العلم إلى أن مرجع ذلك إلى العرف، وذلك لأن الشرع لم يثبت فيه تحديد لهذه المسألة واللغة أيضاً.
بخلاف المسألة السابقة فإنا نرى أن اللغة قد حددت السفر بأنه من حيث الانتقال من بلدة إلى أخرى.
أما كونه من حيث المدة يكون مسافراً أو مقيماً فليس للغة بحث في هذا، فيبقى العرف - كما هو اختيار شيخ الإسلام - ولو بقى شهوراً. هذا اختيار شيخ الإسلام وتلميذه، وهو مروي عن مسروق من التابعين، وهو قول قوى، وهو أظهر الأقوال السابقة لأن اللغة العربية والشرع لم يثبت فيهما تحديد للمدة التي يثبت بها كون الإنسان مسافراً أو مقيماً فوجب الرجوع إلى العرف كما هو مقرر في أصول الفقه.
وقد ثبت في سنن البيهقي يإسناد صحيح وأن ابن عمر: (أقام بأذربيجان ستة أشهر يقصر الصلاة).
ولا يصح أن يقال: أنه لم يعزم تلك المدة، فإن مثل هذه المدة قد حبسه بها الثلج، فيستبعد أن يكون قد ظن أن يذهب بيومين أو ثلاثة أو أربعة فذلك في الغالب في أول الشتاء، لكونه قد استمر هذه المدة وهي ستة أشهر. فيبعد أن يظن ذهابه في مدة يسيره.
ثم إنه - - رضي الله عنه - - لما سئل عن القصر في ذي المجاز - كما في المسند بإسناد حسن - وهو سوق يجتمع فيه ويباع فيه ويمكث فيه عشرين يوماً أو خمسة عشر يوماً؟ فقال: " يقصر الصلاة به " وقال: " إني كنت بأذربيجان فرأيتهم يصلون ركعتين ركعتين ورأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى يصلي ركعتين ركعتين ولقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) فهنا استدل بفعل أصحابه بأذربيجان وأنهم قد مكثوا شهرين أو أربعة أشهر - كما في مسند أحمد، وفي الرواية المتقدمة (ستة أشهر)، فاستدل بهذا على القصر عشرين أو خمسة عشر يوماً، فدل على أنه لم يكن ينو المكث المدة التي تقدم ذكرها عند جمهور الفقهاء.
ويدل على أنه استنبط ذلك من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لقوله: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) وفيه أنه رأى ذلك سفراً، وأن إقامته بأذربيجان شهرين أو أربعة كما في رواية أحمد، وفي رواية البيهقي " ستة أشهر ": أن ذلك سفر، وإن مكثهم بذي المجاز عشرين أو خمسة عشر يوماً سفر وأن في القصر اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم -. فقوله يخالف قول ابن عباس،
ومأخذ ابن عباس تقدم لكم وما فيه من النظر، فهو مخالف بقول ابن عمر، وهذا القول أظهر وأن مرجع ذلك إلى العرف والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو الفوائد]ــــــــ[09 - Aug-2009, مساء 04:40]ـ
وفقك الله أخي حمد وكذا محمد الجروان ونفع بكما.
لكن يبدو أن النسخة التي عندك لشرح زاد المستقنع لشيخنا حمد نسخة قديمة، وعندي - ولله الحمد - النسخة الحديثة. وهي موجودة في موقع شيخنا حمد الحمد. هنا في هذا الرابط:
http://www.al-zad.net/
ولو أحببت أرسلت لك شرح الزاد كاملا - النسخة المصححة -.
أخيرا هناك رسائل مستقلة في أحكام نصاب الذهب ... في هذا العصر منها:
" بحث في تحويل الموازين والمكاييل الشرعية إلى المقادير المعاصرة " للشيخ عبد الله المنيع في مجلة البحوث59.
والشرح الممتع لابن عثيمين.
و " فقه الزكاة " للقرضاوي.
و" أوراق النقود ونصاب الورق النقدي " بقلم: محمد بن علي بن حسين الحريري، في مجلة البحوث الإسلامية39.
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج 11 / ص 269): " نصاب الذهب بالجرام الحالي المعمول به الآن واحد وتسعون جرامًا وثلاثة أسباع جرام ".
وكذا رسالة أبي بكر الجزائري " الجمل في زكاة العمل ".(/)
دعائم منهاج النبوة:: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 02:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دعائم منهاج النبوة
جديد => (7 محاضرات بالصوت والصورة) <= جديد
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=152 (http://9i3.net/showlink.php?link=aHR0cDovL3d3 dy5yc2xhbi5jb20vdmFkL2l0ZW1zLn BocD9jaGFpbl9pZD0xNTI=)
http://www.rslan.com/images/index/Da3aem.jpg (http://9i3.net/showlink.php?link=aHR0cDovL3d3 dy5yc2xhbi5jb20vdmFkL2l0ZW1zLn BocD9jaGFpbl9pZD0xNTI=)
نبذة عن السلسلة: فهذا بيانٌ لأصولِ منهاجِ النبوةِ وقواعدِهِ, وبسطٌ لمنهجِ السلفِ وضوابطِهِ, وتحذيرٌ مِنَ التَّفَرُّقِ والتَّحَزُّبِ ونتائجِهِ.
انظر عناصر كل محاضرة لمزيد من البيان
(المحاضرات متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
أشرطة السلسلة:
م
عنوان المحاضرة
1
مميزات منهج السلف وموقفهم من أهل البدع ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2076)
2
مسميات أهل السُّنَّة والجماعة ومسميات أهل البدع والفُرقة ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2077)
3
أصول منهاج النبوة ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2078)
4
علامات أهل السُّنَّة ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2079)
5
في ذم منهج الموازنات وبيات علامات أهل البدع ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2080)
6
هل هناك فرق بين العقيدة والمنهج؟ ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2081)
7
ما هي الصفات التي إذا ما توفرت في فرقة من الفرق صارت مبتدعة؟ ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2082)(/)
ماحكم الصلاة علي القمر
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 10:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد.
ماحكم الصلاة علي القمريعني هل يجب عليه الصلاةوكيف يؤدي الصلوات الخمسةالذي يذهب علي القمر يعني الظهرفي أي وقت والعصرفي أي وقت هكذا المغرب والعشاء والفجرفي أيةأوقات يؤديها
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 10:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معذرة يا اخي على سعة صدري
هل تنوي زيارة القمر؟
لا تواخذني
(ابتسامة)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 02:27]ـ
وهل يجوز للإنسان أن يعيش في القمر؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 02:53]ـ
هذه من النوازل أحبتي، وقد تطرق إليها بعض أهل العلم. فليس سؤال أخيكم بدعا. وهي خاصة برواد الفضاء المسلمين الذين يصعدون هناك.
المسألة مبنية على القدرة على الوصول حقيقة إلى القمر. وعليه؛ فقد إختلف العلماء المعاصرين فيها على قولين:
1) أنه إن علم رجوعه قريبا، أجل صلاته إلى عودته إلى الأرض، لأنه من أهل الأعذار في هذه الحالة.
2) أنه يصلي هناك، وصلاته صلاة مسافر في هذه الحالة فيجمع ويقصر. وبالنسبة لطريقة الحساب والتقدير لمواقيت الصلاة، فهي مقررة ومحسوبة بمعرفة مقدار اليوم على سطح القمر ومن ثم محاولة تقدير الأوقات على أساس هذا اليوم.
تبقى مسألة القبلة، وهنا أيضا قد اختلفوا على قولين:
1) الإتجاه الى جهة الأرض فقط ويكفي.
2) سقوط تحديد الجهة، واعتباره كصلاة النافلة على الراحلة.
هذا ما تقرر في المسألة، وهي من مفروضات مسائل الفقه ونوازله. ولعل السؤال عن غيرها أولى.
وقد كنت رأيت بحثا حول هذه المسألة قديما؛ ولكن يعلم الله لا أعلم أين هو الآن أو مكان وجوده.
والله سبحانه وتعالى أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 03:13]ـ
عفوا
بقي مسألة الوضوء؛ فقد نسيتها. وهذه المسألة لها حظ كبير من الكلام.
فمن المعلوم أن رائد الفضاء لا يمكن أن يخلع ملابس الفضاء للوضوء وإلا انقطع عنه الأكسجين ومات؛ إلا إذا كان في غرفة مهيئة لذلك فلا بأس بخلع ملابسه الفضائية. فعليه، قالوا:
إذا استطاع الوضوء في غرفة مهيئة لذلك فلا بأس. على أنه من الصعب توفر ذلك وبكميات ماء كافية.
أما إذا لم يستطع ذلك ولم يتوفر له الماء الكافي، فإن استطاع أن يتيمم فبها ونعمت.
وكل هذه التعقيدات هي التي جعلت أصحاب القول الأول القائلين بقرب توقع رجوعه أن يبقي الصلاة حتى يرجع.
والفريق الثاني قالوا: إن لم يستطع أن يتوضأ أو يتيمم صلى بحسب حاله، ولو بلا وضوء.
والمسألة مع احترامي لكم وللسائل الموقر؛ سمجة يندر وقوعها جدا، خاصة إذا عرفنا أنه لن يوجد رائد فضاء مسلم، إلا أن يشاء الله.
ـ[أبوهناء]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 03:19]ـ
على لسان إخواننا المصريين:
(هو احنا أقمنا الصلاة على الارض حق قيامها حتى نفكر في أدائها فوق أوي أوي يعني) ... غفر الله لنا ولك
ـ[د/أحمد الصادق]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 05:56]ـ
) وبالنسبة لطريقة الحساب والتقدير لمواقيت الصلاة، فهي مقررة ومحسوبة بمعرفة مقدار اليوم على سطح القمر ومن ثم محاولة تقدير الأوقات على أساس هذا اليوم.
نريد توضيحا أكثر يا أخى لو تكرمت مع ذكر المصدر إن تيسر: هل يقدر مواقيت الصلاة بحساب اليوم على القمر أم باليوم الأرضى؟
ـ[البتيري]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 11:20]ـ
فلتبنى المساجد في طهران، ولنصلي في روما
ثم لنفكر في القمر.
ـ[أشجعي]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 05:41]ـ
بعض ردود الاخوة عجيبة
يا اخي إذا لم تزر انت القمر فغيرك يزوره
ووكالة ناسا الفضائية فيها المسلمين
فدع المهتم بهذه المسألة يسأل فهي تقع, وهي ليست من الترف العلمي الذي تظنونه
وأما انت أخي المعارض فقُم بالناس وادعوهم ليصلوا في الارض أو في روما
ـ[البتيري]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 11:13]ـ
ما بالك اخي الاشجعي غضبت كل هذا الغضب وكأنك مسافر غدا الى القمر؟
واعجب ان اكذوبة "نزول الامريكان على القمر" لا زال يصدقها البعض الى الان على الرغم من اثبات استحالة ذلك علميا خصوصا في تلك الفترة، وعدم تمكن ناسا من اثبات هذا النزول فعليا سوى بعض الصور المفبركة "والمضحكة".
وأما انت أخي المعارض فقُم بالناس وادعوهم ليصلوا في الارض أو في روما
اسال الله تعالى ان يحييني واياك لذاك اليوم الذي نحرر فيه الاقصى، ونصلي في روما، وبعدها ينتشر الاسلام ان شاء الله ونؤسس وكالة فضاء اسلامية ومن ثم نستعد للانطلاق الى القمر.
عندها ساكون (ان شاء الله) اول من يجالس العلماء ويسالهم عن حكم وطريقة الصلاة على القمر.
واسال الله تعالى ان يرينا ذاك اليوم.
ـ[أشجعي]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 12:31]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب
أنا لست غاضبا
وانما متعجب,
وكذبة صعود الامريكان الى القمر شيء وموضوعنا شيء آخر
نعم ربما كانت كذبة في حينها وربما كانت صدق ,,والاحتمال الاكبر أنها كذب
ولكنها كذب في حينها وفي زمانها
أما الآن فهناك أناس كُثر يذهبون الى الفضاء
وسواء الى القمر أو غيره
ولا يعني ندرة حدوث هذا في المسلمين او استهجاننا له انه لا يحدث
*انسان مسلم صعد الى الفضاء
كيف يصلي؟
ما أرى اشكالا في السؤال
ولو كان الامر فعلا مستهجنا لما أجاب عليه المشايخ الذين نقل عنهم التميمي,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جميل الرويلي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 10:41]ـ
مات أبو حنيفة رحمه الله و هو يقول عشر مسائل لا أعرف لها جوابا و ذكر منها الختان و مصير أطفال الكفار و غير ذلك ..
أما أنا فأقول: (ما فاتني من العلم إلا هذه!!).
رحم الله أبا حنيفة!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 10:50]ـ
مات أبو حنيفة رحمه الله و هو يقول عشر مسائل لا أعرف لها جوابا و ذكر منها الختان و مصير أطفال الكفار و غير ذلك ..
أما أنا فأقول: (ما فاتني من العلم إلا هذه!!).
رحم الله أبا حنيفة!
والله لا إجابتك ولا إجابت غيرك ممن سبقك أقول:
لم أر يعلم الله سماجة في الردود أكثر من سماجت ردودكم، فاتقوا الله واحترموا عقول الآخرين
والله لو كانت هذه التكنولوجيا في زمن الإمام أبو حنيفة لما تردد في أن يصنف فيها كتابا كاملا
إن لم يعجبكم الأمر فلا تكلفوا أنفسكم عناء القراءة والخوض هنا
الأسف والله كل الأسف(/)
ما الأولى سداد الدين أم إطعام عشرة مساكين؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 05:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخص نذر نذرا ألا يفعل فعلاً
ولكنه الآن اضطر لفعله فحنث بيمينه وهو صاحبُ دَين
وحالته كفاف
فهل يُطعم عشرة مساكين أم يصوم ثلاثة أيام؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 05:06]ـ
وهذا هو النص الوحيد الذي وجدته بعد البحث
في الفتاوى الهندية
فَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى أَحَدِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ الثَّلَاثَةِ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ وَهَذِهِ كَفَّارَةُ الْمُعْسِرِ وَالْأَوْلَى كَفَّارَةُ الْمُوسِرِ وَحَدُّ الْيَسَارِ فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ أَنْ يَكُونَ لَهُ فَضْلٌ عَلَى كَفَافِهِ مِقْدَارَ مَا يُكَفِّرُ عَنْ يَمِينِهِ وَهَذَا إذَا لَمْ يَكُنْ فِي مِلْكِهِ عَيْنُ الْمَنْصُوصِ عَلَيْهِ أَمَّا إذَا كَانَ فِي مِلْكِهِ عَيْنُ الْمَنْصُوصِ عَلَيْهِ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ فِي مِلْكِهِ عَبْدٌ أَوْ كِسْوَةٌ أَوْ طَعَامُ عَشَرَةٍ لَا يَجُوزُ أَنْ يَصُومَ سَوَاءٌ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ أَوْ لَمْ يَكُنْ وَأَمَّا إذَا لَمْ يَكُنْ فِي مِلْكِهِ عَيْنُ الْمَنْصُوصِ عَلَيْهِ فَحِينَئِذٍ يُعْتَبَرُ الْيَسَارُ وَالْإِعْسَارُ كَذَا فِي السِّرَاجِ الْوَهَّاجِ.
ـ[أشجعي]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 01:21]ـ
للرفع
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 09:35]ـ
أخي الفاضل أشجعي
إن لم يستطع الناذر الوفاء وجبت عليه كفارة يمين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كفارة النذر كفارة اليمين رواه مسلم.
ومن حنث في يمينه وجب عليه واحدة من ثلاث يتخير منها:
* إطعام عشرة مساكين
* أو كسوتهم
* أو عتق رقبة
فمن لم يستطع واحدة من الثلاث وجب عليه صيام ثلاثة أيام فقط
وأما إذا كان الحانث مديناً وليس معه إلا ما يسد به واحدة من ثنتين
(إن سدد دينه لم يجد ما يُكفِّر به أو إن كَفَّر لم يجد ما يسد به دينه)
فهذا ينظر:
... إن كان دينه حالا (وجب سداده) قدَّمه وصام ثلاثة أيام كفارة يمينه
ووجه تقديم سداد الدين الحال على الكفارة:
أن حق الله (الكفارة) مبني على المسامحة، وهو ـ سبحانه وتعالى ـ غني عنا،
وحق الآدمي (سداد الدين) مبني على المشاحة، وهو بحاجة إلى حقه،
وأيضاً لأنه لو كفَّر عن يمينه لم يجد عوضاً يسد به دينه بخلاف لو سدد دينه الحالّ فإنه يمكنه الصوم ثلاثة أيام كفارة يمينه
... وإن كان دينه مؤجلا قدم الكفارة وأطعم عشرة مساكين بما معه ولم يكن للدين أثر في الكفارة
والله أعلم
ـ[أشجعي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 04:50]ـ
بارك الله فيك شيخي
وكتب لك أجر مشاركتك(/)
تجنب مجلس صدر لايسوى بين الخصوم
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 11:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .... أما بعد ...
ذكر الإمام أبي المعالي الجويني - رحمة الله عليه - كلاما رائعا في بعض ما يتجنبه المناظر.
قال
(وتجنب مجلس صدر لايسوى بين الخصوم في الإقبال و الاستماع و إنزال كل منزلته ورتبته، فإن الكلام بين يدي مثله، سخف ودناءة واحتمال الذل و الصغار إذا رضيت به، ومورث الغم و الغضب إذا لم ترضى) انتهى.
الكافية في الجدل صـ 531.
قال شيخنا الفاضل الدكتور
حمد بن إبراهيم العثمان
و إذا قدر ان المناظرة في غير مجلسك، فلا تقدم عليها إذا لم تستو مع مناظرك في أسباب القيام بالحجة ولم ينصفك القوم
أصول الجدل و المناظرة
صـ
550
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[17 - Aug-2009, مساء 06:33]ـ
للرفع
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[19 - Aug-2009, مساء 12:12]ـ
بوركت أخي الحبيب
ورفع الله قدرك
مواضيعك متميزة
وجزاك الله خيرا على موقع جامعة قسنطينة، فقد بحثت طويلا عنه، ووجدته عنك.
تقبل تحياتي.(/)
حمل نشرة اللقاء العلمي الأول لملتقى المذاهب الفقهية
ـ[عمار مدني]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 12:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسر أسرة ملتقى المذاهب الفقهية، والدراسات العلمية أن تتحفكم بنشر أول لقاءاتها العلمية؛ التي تعتزم عقدها تباعاً مع أهل العلم.
وضيفنا في هذا اللقاء: فضيلة الشيخ الدكتور عقيل بن محمد المقطري رئيس اللجنة العلمية بجمعية الحكمة اليمانية الخيرية.
وموضوع اللقاء: (الفصام المبتدع بين أهل الفقه وأهل الحديث)
وقد سبق في حينه الإعلان عن عقد اللقاء:
ملتقى المذاهب الفقهية والدرسات العلمية يعقد أول لقاءاته العلمية مع د. عقيل المقطري ( http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php/-1640/index.html)
وهنا السيرة الذاتية لضيف اللقاء:
تهنئة من أعماق قلوبنا لشيخنا عقيل المقطري بمناسبة حصوله على شهادة الدكتوراه في الحديث ( http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php/-707/index.html?t=707&highlight=%C7%E1%E3%DE%D8%D1%E D)
ونشرة اللقاء مرفقة بهذا الموضوع؛ للاستفادة؛ ونشرها بين المنتديات، ولا مانع من طبعها وتوزيعها شريطة أن تكون بوضعها المرفق؛ لحفظ الحقوق؛ وردها لأصحابها.
وفي ذلك إسهام في نشر ملتقى المذاهب الفقهية ورسالته بين طلبة العلم والمعنيين به في كل مكان.
والله ولي التوفيق،،،
للتحميل، اتبع الرابط:
http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php/-2434/index.html?t=2434 (http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php/-2434/index.html?t=2434)(/)
أبيات زيدت في أصل نظم المراقي فهل هي منه؟
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 01:04]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
لطالما نظرت في نظم المراقي و كنت أقف على أبيات ضُمنت المتن و ليست منه إذ أني راجعت غير ما تحت يدي من طبعة للتأكد من ذلك.
و لا أدري أهي من قبيل الاحمرار أم أنها عدم عناية و سوء طبع.
من تلكم الأبيات ما ذُكر بعد قول الناظم:
و جعل الفروع و الأصولا ... لمن يروم نيلها محصولافيه:
محلوفكم مجدولكم معقول ... مصادر يزينها مفعول
كذلك المعسول و المحصول ... فأصغ ليتا أيها النبيل
كذا بعد قول الناظم:
و مثله الترك لما يحرم ... من غير قصد ذا نعم مسلمو فيه:
فما نهى عنه و مالا يطلب ... لا نية فيه اتفاقا تجب
كما تمحض من الفعل لما ... ليس عبادة كاعطاء الغرما
كقرية تعينت للرب ... كنية ذكر و فعل القلب
و أوجبتها لغير ماذكر ... إما اتفاقا أو على الذي شهرط: دار الآثار(/)
اريد رابط كتاب الانصاف في التنبيه على اسباب الاختلاف
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 01:07]ـ
السلام عليكم
اخواني اتعبني حقيقة البحث عن ايجاد رابط لتنزيل هذا الكتاب فهل يستطيع احدكم ان يضع لي الرابط وجزاه الله خير الجزاء فالدال على الخير كفاعله
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 02:02]ـ
للرفع
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 02:51]ـ
لم أجد يا أخي إلا كتاب: الإنصاف في بيان أسباب الخلاف للعلامة الدهلوي .. يوجد بصيغة كتاب إلكتروني.
ويبدو أنك تبحث عن كتاب البطليوسي: الإنصاف في التنبيه على أسباب الخلاف ... توجد مخطوطة منه في ملتقى أهل الحديث.
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 01:21]ـ
ايه نعم اقصد كتاب البطليوسي رحمه الله
اخي لو تضع لي رابط التحميل
ـ[المحقق]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 06:03]ـ
عنوان الكتاب: الإنصاف في التنبيه على المعاني والأسباب التي أوجبت الاختلاف بين المسلمين في آرائهم
تأليف: أبي محمد عبد الله بن محمد بن السيد الاندلسي البطليوسي
تحقيق: الدكتور محمد رضوان الداية
طبعة: دار الفكر ط3 1407هـ-1987م
المصدر: مكتبة المصطفى
ملحوظة هامة: تنقصه صفحتي 180، 181
الرابط: لا يدعم برامج التحميل، يحمل بالاكسبلورر مباشرة
http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=004412.pdf(/)
اللقاء العلمي الأول لملتقى المذاهب الفقهية مع فضيلة الشيخ الدكتور عقيل المقطري
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 01:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسر أسرة ملتقى المذاهب الفقهية، والدراسات العلمية أن تتحفكم بنشر أول لقاءاتها العلمية؛ التي تعتزم عقدها تباعاً مع أهل العلم.
وضيفنا في هذا اللقاء: فضيلة الشيخ الدكتور عقيل بن محمد المقطري رئيس اللجنة العلمية بجمعية الحكمة اليمانية الخيرية.
وموضوع اللقاء: (الفصام المبتدع بين أهل الفقه وأهل الحديث)
وقد سبق في حينه الإعلان عن عقد اللقاء:
ملتقى المذاهب الفقهية والدرسات العلمية يعقد أول لقاءاته العلمية مع د. عقيل المقطري ( http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php/-1640/index.html)
وهنا السيرة الذاتية لضيف اللقاء:
تهنئة من أعماق قلوبنا لشيخنا عقيل المقطري بمناسبة حصوله على شهادة الدكتوراه في الحديث ( http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php/-707/index.html?t=707&highlight=%C7%E1%E3%DE%D8%D1%E D)
ونشرة اللقاء مرفقة بهذا الموضوع؛ للاستفادة؛ ونشرها بين المنتديات، ولا مانع من طبعها وتوزيعها شريطة أن تكون بوضعها المرفق؛ لحفظ الحقوق؛ وردها لأصحابها.
وفي ذلك إسهام في نشر ملتقى المذاهب الفقهية ورسالته بين طلبة العلم والمعنيين به في كل مكان.
على هذا الرابط http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php/-2434/index.html?t=2434
والله ولي التوفيق،،،(/)
ثلاثون سببا للانتكاسه
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 08:24]ـ
حمداً لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،،، موضوعنا موضوع مهم جداً، كيف لا، وهو يتعلق بأعظم نعمة أنعمها الله على عبده، ونعم الله علينا كثيرة، إلا أن نعمة الهداية أعظم هذه النعم، وأجلها ... نعمة الهداية: الهداية إلى الإسلام، الهداية إلى الثبات على هذا الدين، ولفضل هذه النعمة أحببت الكلام عن أسباب فقدها، وإذا عرف الإنسان أسباب فقد هذه النعمة؛ فإنه يحرص أشد الحرص على الابتعاد عنها؛ حتى تدوم له هذه النعمة. ومع كثرة الملتزمين الذين نراهم- ولله الحمد- إلا أننا نرى أيضا كثرة في المنتكسين- نسأل الله العافية- لذلك لابد من التعرف على الأسباب، أو بعض الأسباب التي تؤدي إلى الانتكاس، ومن الأسباب:
• الالتحاق مع الشباب الملتزم من غير اقتناع ورغبة:
وإنما التحق بهم لأسباب معينة مثلا:
• لأنه يجد الأنس معهم، وللخروج إلى الرحلات، والذهاب إلى الأماكن البعيدة دون أن يجد ملامة في ذلك، فلما وجد أن هذا الشيء يتوفر عند هؤلاء؛ التحق بهم، ولم يلتحق بهم لأنه يرغب في الالتزام على نهج الطريق المستقيم.
• أو لأنه أعجب بشخص معين، أو أشخاص معينين، فلا يأتي للشباب الملتزم إلا لأجل هذا الشخص.
• وقد يكون التحق معهم لأجل ظروف معينة كأن يريد مثلًا تعمية الشرطة، أو غيرها عنه، فقد يكون مطالبا بأمر معين، فيلتحق بالشباب الملتزمين حتى يعمي النظر عنه، وحتى يقال عنه أنه التزم وترك ما كان عليه سابقا.
• قد يكون التحق مع الشباب بسبب صدمة هائلة حدثت له في حياته كأن يشاهد حادثاً، أو وفاة، أو رأى محتضِراً، أو غير ذلك مما يعيده إلى صوابه، فيلتحق بالشباب؛ ولأنها صدمة مؤقتة، فإن تأثيرها قد يكون مؤقتا؛ لذلك قد يرجع مرة أخرى إلى ما كان عليه سابقا.
• قد يكون التحق مع الشباب الملتزمين لغرض: كأن يريد الزواج مثلًا، فيلتحق مع الشباب حتى إذا سئل عنه قالوا: أنه شخص صالح، مستقيم، محافظ على الصلوات، ويسير مع أناس طيبين. هذه كلها قد تكون أسباب لأن يلتحق الشخص بالشباب الملتزمين مع أنه غير مقتنع، ولم يرد التوبة، وإنما أراد الالتحاق بهم لهذه الأغراض التي ذكرناها. هذا السبب الأول من أسباب الانتكاسة.
• عدم الاهتمام بتربية الشاب لنفسه:
فلا قراءة قرآن، ولا محافظة على الصلوات، ولا أداء للنوافل بأنواعها من قيام ليل، أو قراءة قرآن، أو صوم نافلة، أو غير ذلك؛ فأهمل نفسه، ورضي بأن يكتفي بأن يكون ملتزما في مظهره فقط، وهذا هو الالتزام الأجوف، يكون ملتزما شكلًا، أما مضمونا، فهو في الحقيقة منتكسا وإذا انتكس الباطن فإن الظاهر سهل جدا أن ينتكس بعد أن ينتكس الباطن، وهذا هو السر في أنك تفاجأ بانتكاس بعض الأشخاص الذين تحسبهم من أنشط الناس، وأحرصهم على عبادة الله، وهو في الحقيقة انتكس سابقا في الباطن، واحتفظ بالشكل الخارج حتى أتى اليوم الذي لم يبق للشكل الخارج فائدة فانجر الانتكاس إلى الشكل الخارج أيضا 0
• الكمال الزائف:
فقد يجد الشاب الملتزم في بداية التزامه تشجيعاً، ومدحا له من المشرف على الشباب، أو من يقوم بتربيتهم؛ مما يوهم هذا الشخص بأنه قد بلغ الكمال، فيغفل عن المحافظة على نفسه، والمشاركة في أعمال الخير، وبذلك يفتر، ثم ينتكس، والعياذ بالله.
• عدم فهم الشباب الملتزم فهما صحيحا:
وذلك أن بعض الشباب الذين بدءوا بالالتزام عندما يدخل مع الشباب الملتزمين يصور لنفسه أنه يدخل مع ملائكة لا يخطئون، ويجب أن لا يخطئوا، مع أنهم بشر كغيرهم من البشر لهم أخطاء، ونحسب أن صوابهم أكثر من خطأهم، لكن لا يعني هذا أن خطأهم غير موجود، فعندما يدخل معهم بهذا التفكير، ويفاجأ بوجود خطأ منهم، بل ربما يفاجأ بوقوع الخطأ عليه، فيولد هذا صدمة هائلة في حياته؛ تؤثر عليه تأثيرا سلبيا مما يجعله ينتكس مرة أخرى ويقول: انظر إلى هؤلاء الشباب الملتزمين ماذا يفعلون! ونسي أنهم بشر، يخطئون ويصيبون.
• سوء التربية من قبل المربي:
ونقصد بالمربين: المشرفون على أمثال التجمعات الشبابية التي يجتمعون فيها كحلق تحفيظ القرآن، أو غيرها. والخطأ في التربية جوانب متعددة فربما يكون الخطأ من المربي في:
(يُتْبَعُ)
(/)
• عدم مراعاة الجانب الوجداني في الشخص: فلا يحرص على تقوية إيمانه وربطه بالله سبحانه، بل تراه يكثر من المزاح معه، ومن جلبه مايؤنس هذا الشخص الجديد كأشرطة الأناشيد مثلا، والإكثار من النكت والطرائف وغير ذلك مما يجعل هذا الشخص يتربى على هذه الأشياء، وينسى الجانب الوجداني الذي يصله بالله.
• عدم مراعاة الجانب العلمي في الشخص: فلا يحرص على تعليمه، وتحبيبه للعلم وأهله، ولا شك أن الدخول في مجال العلم طلبا وتعليما؛ وسيلة عظيمة للثبات.
• عدم مراعاة الجانب الخلقي في الشخص: وذلك بألّا يحرص على تحسينه، وتهذيب أخلاق هذا الشخص الملتزم الجديد، فينشأ سيئ الخلق، مما قد يوصله إلى الانتكاس.
• عدم تدرج المربي مع هذا الشخص التدرج المطلوب: فربما يعامله بالشدة القاسية التي تنفر هذا الشخص، وربما يكون العكس تماما، فيربيه على التساهل، وعدم الانضباط، وهذه أيضا وسيلة للانتكاس.
• عدم طرح أسباب الانتكاس على الشباب:
إن معرفة الشر وسيلة لاجتنابه كما قال الشاعر:
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ... ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه
وحذيفة رضي الله عنه يقول:" كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي" رواه البخاري ومسلم.ولا شك أنك إذا عرفت أسباب الانتكاس، وطرحت عليك؛ فإن هذا يجعل لك وقاية، والوقاية خير من العلاج.
• التعلق ببعض قضايا الماضي:
كأن يكثر من التفكير في معاص قد اقترفها سابقا، ويتلذذ بهذا التفكير أو يحتفظ بأفلام، أو صور، أو أشرطة قديمة، أو غير ذلك مما يذكره بالماضي، بل ومن أهم ما يُذّكر الإنسان بالماضي صديق الماضي قبل الالتزام، هذا الصديق من أخطر الأسباب التي قد تجرك إلى الانتكاس لأن:
• هذا الصديق يتكلم بلسان يؤثر فيك، ثم أيضا أن هذا الصديق لا تعده عدواً، ولذلك لا تحتاط منه.
• هذا الصديق مفتاح لماضيك، فربما يذكرك بما اقترفته أنت وإياه في الماضي، حتى ولو كان هذا الشيء الذي فعلتموه مباحا، وهذا التذكير قد يحرك فيك بعض المشاعر لأن ترجع لمثل هذه الذكريات.
• هذا الصديق يوافق هواك، وبذلك تكون قد جابهت ثلاثة جيوش: الشيطان، وهذا الصديق، وهواك.
• ربما سلم لك هذا الصديق قيادة نفسه، فجعلك رئيسا عليه، وربما تكون ممن يحب الرئاسة والترأس، وبذلك ترتاح مع هذا الصديق؛ لأنك لا تجد من تترأس عليه مع الشباب الملتزمين، ولذلك تشبع هذه الرغبة بالترأس على هذا، وتكثر من مخالطته، وهذا يؤدي إلى الانتكاس.
• قد يكون في هذا الصديق شيء من الدعابة، والظرافة مما يجذبك إليه.
فهذه الأشياء التي يتصف بها صديق الماضي تجعله أخطر ما يمكن أن تحتفظ به من ذكريات الماضي.
• الإنفراد عن الشباب الصالحين:
قال الله تعالى:** وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ... (28)} سورة الكهف. والابتعاد عن الشباب الصالحين سيجعلك منفردا، ولن تستمر على هذا الانفراد بل ستبحث عن أصدقاء آخرين، فإن لم يكن لك أصدقاء طيبين، صالحين، يحثونك على الخير، فإنه سيكون لك- ولو بعد مدة- أصدقاء سيئين يحثونك على الشر.
• عدم إبراز الملتزم شخصيته الدينية:
وخصوصا إذا كان مظهره لا يدل على الالتزام، كأن يكون يلبس لباساً لا يصلح للشاب الملتزم، فإذا لم يتميز، ولم تظهر صورته الدينية واضحة؛ فإنه سيكون عرضة لوساوس شياطين الإنس والجن، فيجترئون عليه؛ لأنهم لا يعرفون أنه ملتزم، ولذلك ربما ذكروا المنكرات عنده وربما أغروه بالمنكرات. لكن إذا أظهرت شخصيتك الدينية بشكل واضح؛ لتنكر ما يقولون من الباطل، ولتأمرهم بالخير، فإذا رأوك وجدوا أنك تذكرهم بالله: تقرأ القرآن، ثوب قصير، محافظ على الالتزام بالشخصية الملتزمة بصورة واضحة، هذا يجعلهم على الأقل يحجبون ذكر المنكرات عندك، وأيضا من باب أولى ألّا يغروك باقترافها.
• التوسع في المباحات:
لأن التوسع في المباحات يؤدي إلى أن يكون التزام الشخص التزاماً أجوف، ولاشك أن الالتزام الأجوف من أسباب الانتكاس.
• الحماس الزائد غير المضبوط بضوابط معينة:
(يُتْبَعُ)
(/)
بل حماس وثورة لمدة معينة، ثم ينطفيء كسعف النخل إذا أشعلته رأيت له نارا تلظى، ولكن سرعان ما تنطفيء، وتخمد، ويذهب هذا الضوء، وهكذا سرعان ما ينتكس من يريد الشيء بسرعة كبيرة بعد أن يلتزم، يريد أن يحقق كل شيء بسرعة، وقد يصل به هذا إلى الغلو، ومن ثم التقصير؛ لأنه سيتعب، ويكل، ويمل، ثم بعد ذلك سينتكس- نسأل الله العافية-.
• الخوف من غير الله:
كالخوف من السجن، أو الفصل من الوظيفة، وهذا الخوف قد يجعله ينتكس، قال تعالى:} وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ... (10) **.
• عدم حب الانضباط بل حب التساهل والتسيب:
وهذا يؤدي به في النهاية إلى أنه لا يحصل شيئا، ولا يستفيد من أي شيء، متسيب، فينتكس؛ لأنه ليس عنده شيء يمنعه من الانتكاس.
• أن يكون في قلبه مرض، أو آفة كبرت مع الوقت:
مثل أن يكون في قلبه مثلا غرور، أو عجب، أو كبر، أو حب رئاسة، أو غير ذلك من الآفات؛ ولم يجاهد نفسه في التخلص منها، فتكون مثل النبتة الصغيرة، فتضرب بعروقها في قلبه، فتحرفه عن الطريق فيما بعد.
• عدم العمل بما يوعظ به:
يسمع الموعظة لكنه لا يعمل بها، ولو عمل بها لزاده الله ثباتا قال تعالى:} وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) {سورة النساء.إذاً بإمكانك أن تقول: من الوسائل التي تعينك على الثبات، وتمنعك من الانتكاس؛ العمل بما توعظ به من أعمال الخير العمل.
• أخيرا
أقول: أن المنتكس قد بدل نعمة الله عليه، هل تجدون نعمة أعظم من نعمة الالتزام؟ إذاً، فلنسمع لقول الله:} وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (211) {سورة البقرة ويقول تعالى:} إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) {سورة محمد نسأل الله أن يثبتنا على دينه.
من محاضرة: 30 سببا للانتكاسة للشيخ/ عبد الرحمن العايد
منقول
ـ[طويلب علم سلفي]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 12:29]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا
نسأل الله الثبات
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 02:57]ـ
{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} ..
ـ[إبراهيم صالح]ــــــــ[24 - Jul-2010, صباحاً 05:11]ـ
أنا أنصح الجميع بأستماع جميع محاضرات الشيخ فهي جيدة
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 03:24]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[عماد الدين زيدان]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 09:09]ـ
بارك الله فيكم
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[25 - Jul-2010, صباحاً 04:22]ـ
نسأل الله الثبات حتى الممات
بوركتم(/)
سؤال عن معنى العصمة والإرادة والحدث، والعلاقة بينها.
ـ[المحدث]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 08:45]ـ
أريد تعريف:- 1_العصمة.
2_والارادة.
3_ والحدث واعني بالحدث الفعل
في اللغة والاصطلاح؟
وهل هناك مبحث عن علاقة الارادة بالحدث؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 01:06]ـ
أولا: العصمة
هي: المنعة والوقاية والحفظ.
وهي: ملكة اجتناب المعاصي مع التمكن منها.
والعصمة المقومة؛ هي: التي يثبت بها للإنسان قيمة؛ بحيث من هتكها فعليه القصاص أو الدية.
والعصمة المؤثمة؛ هي: التي يجعل من هتكها آثما.
والعصمة في الدين؛ إنما هو: المنع من المعاصي. قال تعالى: {لا عاصم اليوم من أمر الله} أي: لا مانع. ويقال: قد عصمه الطعام؛ أي: منعه من الجوع.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 01:21]ـ
ثانيا: الإرادة
صفة توجب للحي حالا يقع منه الفعل على وجه دون وجه، وفي الحقيقة هي: ما لا يتعلق دائما إلا بمعدوم؛ فإنها صفة تخصص أمرا ما بحصوله ووجوده كما قال تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}.
وهي في الأصل: قوة مركبة من شهوة وحاجة وأمل، وجعلت اسما لنزوع النفس إلى شيء، وتارة في المنتهى؛ وهو الحكم فيه بأنه ينبغي فعله أو لا، فإذا استعملت في الله أريد المنتهى دون المبدأ؛ لتعاليه عن معنى النزوع، فمعنى أراد الله كذا: حكم فيه أنه كذا وليس كذا.
وقد يراد بالإرادة معنى الأمر، نحو: أريد منك كذا، ومعنى القصد، نحو: {نجعلها للذين لا يريدون علوا}.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 01:36]ـ
ثالثا: الحدث
هو: الأمر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد ولا معروف في السنة.
والحدث: كل حد لله تعالى يجب على صاحبه أن يقام عليه.
ويقال: حدث أمر؛ أي: وقع. وقد يطلق على النازلة.
ـ[المحدث]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 05:06]ـ
جزاكم الله خيرا .... هل من مرجع لهذه التعريفات؟
وهل هناك مبحث عند المتكلمه عن ارادة احداث فعل ما ويبين ان الارادة سابقه للفعل وانه يمتنع وقوع حدث من غير ارادة؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 05:36]ـ
جزاكم الله خيرا .... هل من مرجع لهذه التعريفات؟
وهل هناك مبحث عند المتكلمه عن ارادة احداث فعل ما ويبين ان الارادة سابقه للفعل وانه يمتنع وقوع حدث من غير ارادة؟
بالنسبة للتعريفات؛ فراجع:
كتب التعاريف عموما + كتب غريب الحديث عموما + كتب المعاجم اللغوية عموما
وبالنسبة لمسألة وقوع حدث من غير إرادة؛ فراجع:
منهاج السنة النبوية 1/ 297؛345؛388؛407؛ 3/ 238 + شفاء العليل 1/ 176وما بعدها + المنتقى من منهاج الإعتدال ص143 + الفصل في الملل 2/ 135 + تلخيص كتاب الإستغاثة 2/ 512.(/)
من المراد بالأمةفي هذ الحديث
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 10:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاتجتمع أمتي علي الضلالة
المطلوب
من المراد بالأمةفي هذ الحديث
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 02:25]ـ
هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين آمنوا بشريعته: أن الله ربا، والنبي رسولا، والإسلام دينا.
المتبعين سنته ومنهجه.
وقيل: هم جماعة العلماء، لأن الله عز وجل جعلهم حجة على خلقه، وإليهم تفزع العامة في دينها، وهم تبع لها. (ولعله الصواب)
وقال آخرون: هم جماعة الصحابة الذين قاموا بالدين.
وقال آخرون: إنها جماعة أهل الإسلام ما داموا مجتمعين على أمر واجب على أهل الملل، فإذا كان فيهم مخالف منهم فليسوا مجتمعين.
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 06:53]ـ
أجاب الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ على سؤال وجَّه لَهُ، وهذا نص السؤال:
ما معنى قوله عليه السلام: " لا تجتمع أمتي على ضلالة "؟
الجواب: قوله عليه السلام: " لا تجتمع أمتي على ضلالة "، لا يعني الإجماع. أي إجماع الأمة، أوإجماع علماء الأمة، أو إجماع الصحابة.
لو فرضنا أن عدد الصحابة في زمن ما وهم مجتمعون في مكان ما (100) صحابي مثلاً، وطُرِحت مسألة بين أيديهم فاختلفوا على قولين، نفترض أن (99) صحابياً كانوا على رأي، وصحابي واحد كان على رأي آخر، فهنا يمكن أن نتصور أن هذا الصحابي الحق معه، والصحابة الآخرون الخطأ معهم، هنا يصدق قوله عليه السلام " لا تجتمع أمتي على ضلالة "، فلما كان من الثابت عندنا أن الترجيح بالأكثرية ليس مرجحاً فإذن يمكن أن يكون الحق مع الأقلية، والخطأ مع الأكثرية.
فلو كان الحق مع الأكثرية، ما اجتمعت الأمة على ضلالة، ولو كان الحق مع الفرد فكما يقول يقول ابن مسعود: الجماعة من كان معه الحق ولو كان واحداً.(/)
ماحل هذ التضاد
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 10:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالي (لايخفف عنهم العذاب ولاهم ينصرون)
وورد في الحديث تخفيف العذاب عن أبي لهب وأبي طالب
فماحل هذاالتضاد
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 01:59]ـ
أخي الكريم لعل ما سأقوله صوابا، ولعله يكون مرادك
الجواب:
أن المراد بعدم التخفيف أنه لا يتخلل زمان محسوس بين خبوء النار وتخفيفها وبين التسعير.
ويمكن أن يقال أيضا: إنه تخفيف لهم من باب إكرام رسول الله صلى الله عليه وسلم منربه، ولا يلزم هذا عدم الشعور بحرارة النار.
بممعنى: أنها ضعفت وخفت عنهم من غير أن يوجد نقصان في إيلامهم، لأن الله لا يفتر عنهم.
فلذلك قال الطبري في تفسيره: لا ينقصون من العذاب شيئا في حال من الأحوال ولا ينفسون فيه.
على أنه قد قيل: بأن منع التخفيف في الآية الشريفة إنما يتعلق بذنب الكفر لا غيره.
والله تعالى أعلم(/)
هل يجوز الدعاء بأمور الدنيا في الصلاة
ـ[الحافظة]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 05:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في "الإنصاف" (1/ 81 - 82) من كتب الحنابلة:
((الدُّعَاءُ بِغَيْرِ مَا وَرَدَ , وَلَيْسَ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ: فَالصَّحِيحُ مِنْ الْمَذْهَبِ: أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الدُّعَاءُ بِذَلِكَ فِي الصَّلَاةِ , وَتَبْطُلُ الصَّلَاةُ بِهِ. وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الْأَصْحَابِ)).
قال ابن قدامة في المغني (2/ 236 - ط: هجر): ((ولا يجوز أن يدعو في صلاته بما يقصد به ملاذ الدنيا وشهواتها، بما يشبه كلام الآدميين وأمانيهم، مثل: اللهم ارزقني جارية حسناء، ودارًا قوراء، وطعامًا طيبا، وبستانا أنيقا.))
الحنابلة قالوا بعدم جواز الدعاء بأمور الدنيا في الصلاة وإن دعا فتبطل صلاته أريد توضيحاااا لهذه المسألة بارك الله فيكم وماأدلة الحنابلة على ذلك ... ومالراجح في هذه المسألة؟؟؟
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 07:14]ـ
والصحيح: أنه لا بأس أن يدعو بشيء يتعلَّق بأمور الدُّنيا؛ وذلك لأن الدُّعاء نفسه عبادة؛ ولو كان بأمور الدنيا، وليس للإنسان ملجأ إلا الله، وإذا كان الرَّسولُ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «أقربُ ما يكون العبدُ مِن ربِّه وهو ساجد» ويقول: «أمَّا السُّجودُ فأكثروا فيه مِن الدُّعاء فَقَمِنٌ أن يُستجاب لكم» ويقول في حديث ابن مسعود لما ذَكَرَ التَّشهُّدَ: «ثم ليتخيَّر مِن الدُّعاء ما شاء» والإنسان لا يجد نفسه مقبلاً تمام الإقبال على الله إلا وهو يُصلِّي، فكيف نقول: لا تسأل الله ـ وأنت تُصلِّي ـ شيئاً تحتاجه في أمور دنياك! هذا بعيد جدًّا. (3/ 62 الممتع)
ـ[فوزي أبو محمد]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 05:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد ...
فيقول العلماء: للمرء أن يدعو في سجوده بكل دعاء جائز شرعا، سواء كان متعلقا بأمور الدنيا والآخرة، لنفسه أو لغيره، ولو أن يذكر غيره باسمه، لعموم قوله _ صلى الله عليه وسلم _:" وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم" مسلم 1/ 348. وقد دعا رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ لأناس بأسمائهم في الصلاة ودعا على آخرين (البخاري مع الفتح 6/ 446. وجاء في المدونة عن: إني لأدعو الله في حوائجي كلها في الصلاة حتى في الملح" 1/ 103.
يراجع كتاب مدونة الفقه المالكي وأدلته لعلامة ليبيا الشيخ الصادق الغرياني 1/ 357
والسلام عليكم
ـ[فوزي أبو محمد]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 05:57]ـ
السلام عليكم:
عفوا سقط سهوا من مشاركتي السابقة: جاء في المدونة عن عروة بن الزبير: ... "
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 07:41]ـ
لعل هذا البحث يفيدك.
بالنسبة للترجيح فهو أمر نسبي لكل باحث ... ولعل البحث المرفق يبين لك الراجح في المسألة بغض النظر عما توصّل إليه الباحث.
ـ[الحافظة]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 07:50]ـ
بارك الله فيكم ونفع الله بكم ... بالنسبة للبحث استفدت منه كثيرا جعله الله في ميزان حسناتكم ولكن بعض الجمل وجدتها بخط غير مفهوم .. وددت لو أعرف الراجح من أقوال العلماء في هذه المسألة .... فمع أني وجدت أكثر العلماء يقولون بجواز الدعاء بأمور الدنيا في الصلاة ولكن أجد في نفسي شيء من الخوف مازال من مقولة بطلان الصلاة إن دعوت بأمور الدنيا ...
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 10:53]ـ
منقول من على هذا الرابط:
http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=69417&Option=FatwaId
ولأهل العلم مذهبان في شأن الدعاء في الصلاة إذا كان الدعاء مشتملا على طلب بعض ملذات الدنيا أو شهواتها من كل ما يشبه كلام الآدميين.
فعند الحنابلة والحنفية تبطل الصلاة في هذه الحالة خلافا للشافعية والمالكية، ففي دقائق أولي النهى وهو حنبلي: وعلم من قوله أو بأمر الآخرة أنه ليس له الدعاء بما يقصد منه ملاذ الدنيا وشهواتها كاللهم ارزقني جارية حسناء أو طعاما طيبا أو بستانا أنيقا فتبطل به لحديث إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن. رواه مسلم انتهى.
وفي تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق للزيلعي وهو حنفي: كقولك أعطني مالا وأطعمني واقض ديني وزوجني امرأة وما يقصد به ملاذ الدنيا وشهواتها فإن ذلك يفسد الصلاة. انتهى.
وقال الخرشي في شرحه لمختصر خليل وهو مالكي: أي حيث جاز الدعاء دعا الشخص المصلي بما أحب مما هو ممكن من أمر أخراه أو دنياه كتوسعة رزق وزوجة حسناء. انتهى.
وقال النووي في المجموع: مذهبنا أنه يجوز أن يدعو فيها أي الصلاة بكل ما يجوز الدعاء به خارج الصلاة من أمور الدين والدنيا وله اللهم ارزقني كسبا طيبا وولدا ودارا وجارية حسناء يصفها واللهم خلص فلانا من السجن وأهلك فلانا وغير ذلك، ولا يبطل الصلاة شيء من ذلك عندنا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمد]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 11:28]ـ
خير الهدي هدي محمد (ص)
كان يدعو في حياته بجوامع الكلم من أمور الدنيا والآخرة.
فلنلزم هديه في دعائه والصلاة صحيحة.
ولا نغرق في تفاصيل الدنيا كما أشار الفقهاء.
ـ[الحافظة]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 05:25]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرااا وجعل ماجادت به أقلامكم في ميزان حسناتكم يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم ...(/)
ما هى الأدلة العمدة فى تحريم الاحتفال بمولد النبى صلى الله عليه وسلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 08:32]ـ
هل هو الترك؟ أم ماذا
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 11:05]ـ
و أضيف - أخي - متسائلا معك في هذا الاتجاه نفسه: وهل لأحد أن يحلل أو يحرم غير الله عز وجل؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 11:19]ـ
حكم الاحتفال بالمولد النبوي للعلامة ابن باز رحمه الله
رسالة " حكم الاحتفال بالمولد النبوي "
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
فقد تكرر السؤال من كثير عن حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، والقيام له في أثناء ذلك، وإلقاء السلام عليه، وغير ذلك مما يفعل في الموالد.
والجواب أن يقال: لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا غيره؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة ـ رضوان الله على الجميع ـ ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، وهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "، أي: مردود عليه،
وقال في حديث آخر: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ". ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها. وقد قال الله سبحانه في كتابه المبين: (ومآ ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (سورة الحشر: 7)، وقال عز وجل: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) (سورة النور: 63)، وقال سبحانه: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) (سورة الأحزاب: 21)، وقال تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم) (سورة التوبة: 100)، وقال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) (سورة المائدة: 3).
والآيات في هذا المعنى كثيرة
. وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه: أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به، زاعمين: أن ذلك مما يقربهم إلى الله، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم، واعتراض على الله سبحانه، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين، وأتم عليهم النعمة. والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين، ولم يترك طريقاً يوصل إلى الجنة ويباعد من النار إلا بينه للأمة، كما ثبت في الحديث الصحيح، عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم " رواه مسلم في صحيحه.
ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأكملهم بلاغاً ونصحاً، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبيَّنه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة، أو فعله في حياته، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته، كما تقدم ذكر ذلك في الحديثين السابقين.وقد جاء في معناهما أحاديث أُُخر، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة: " أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة " رواه الإمام مسلم في صحيحه. والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها؛ عملاً بالأدلة المذكورة وغيرها.
وخالف بعض المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات؛ كالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكاختلاط النساء بالرجال، واستعمال آلات الملاهي، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر، وظنوا أنها من البدع الحسنة.
والقاعدة الشرعية: رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله، وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. كما قال الله عز وجل: (يآأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً) (سورة النساء: 59)، وقال تعالى: (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله) (سورة الشورى: 10). وقد رددنا هذه المسألة ـ وهي الاحتفال بالموالد ـ إلى كتاب الله سبحانه، فوجدنا يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ويحذرنا عما نهى عنه، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا وأمرنا باتباع الرسول فيه، وقد رددنا ذلك ـ أيضاً ـ إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم نجد فيها أنه فعله، ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم، فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين، بل هو من البدع المحدثة، ومن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم. وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق وإنصاف في طلبه أن الاحتفال بالموالد ليس من دين الإسلام، بل هو من البدع المحدثات التي أمر الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم بتركها والحذر منها. ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار، فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية، كما قال تعالى عن اليهود والنصارى: (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) (سورة البقرة: 111)، وقال تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) (سورة الأنعام: 116).
ثم إن غالب هذه الاحتفالات بالموالد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى؛ كاختلاط النساء بالرجال، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب المسكرات والمخدرات، وغير ذلك من الشرور، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك وهو الشرك الأكبر، وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو غيره من الأولياء، ودعائه والاستغاثة به وطلبه المدد، واعتقاد أنه يعلم الغيب، ونحو ذلك من الأمور الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس حين احتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ممن يسمونهم بالأولياء. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين "، وقال صلى الله عليه وسلم: " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله " أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عمر رضي الله عنه.
ومن العجائب والغرائب: أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد ي حضور هذه الاحتفالات المبتدعة، ويدافع عنها، ويتخلف عما أوجب الله عليه من حضور الجمع والجماعات، ولا يرفع بذلك رأساً، ولا يرى أنه أتي منكراً عظيماً، ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة، وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين.
ومن ذلك: أن بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد؛ ولهذا يقومون له محيين ومرحبين، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة، ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر اجتماعاتهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة، كما قال الله تعالى في سورة المؤمنون (15 ـ 16): (ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة، وأنا أول شافع، وأول مُشَفَّعٍ " عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام. فهذه الآية الكريمة والحديث الشريف وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث، كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم، فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سطان. والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به
. أما الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من أفضل القربات، ومن الأعمال الصالحات، كما قال تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يآ أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) (سورة الأحزاب: 56). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً "، وهي مشروعة في جميع الأوقات، ومتأكدة في آخر كل صلاة، بل واجبة عند جمع من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة، وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة، منها بعد الأذان، وعند ذكره عليه الصلاة والسلام، وفي يوم الجمعة وليلتها، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة. والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يمن على الجميع بلزوم السنة والحذر من البدعة، إنه جواد كريم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.
الشيخ الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 11:33]ـ
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب:
العيد يكون اسما لنفس المكان، ولنفس الزمان، ولنفس الاجتماع:
وهذه الثلاثة قد أحدث منها أشياء: أما الزمان فثلاثة أنواع، ويدخل فيها بدع أعياد المكان والأفعال:
أحدها: يوم لم تعظمه الشريعة أصلا، ولا جرى فيه ما يوجب تعظيمه، مثل ليلة الرغايب.
الثاني: ما جرى فيه حادثة كيوم الغدير، ولم يكن في السلف لا أهل البيت ولا غيرهم من يعظمه، إذ الأعياد من الشرائع فيجب فيها الاتباع. وكذلك ما أحدث في المولد إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم. ويصحب هذه الأعمال من الرياء والكبر والاشتغال عن المشروع ما يفسد حال صاحبها كما في الحديث: "ما ساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم". ومن الأعمال ما فيه خير لاشتماله على أنواع من المشروع، وفيه شر من بدعة وغيرها، فيكون ذلك العمل شرا بالنسبة إلى الإعراض عن الدين بالكلية كحال المنافقين والفاسقين، وهذا قد ابتلي به أكثر الأمة في الأزمان المتأخرة؛ فعليك هنا بأدبين:
أحدهما: الحرص على التمسك بالسنة في خاصتك ومن أطاعك، واعرف المعروف، وأنكر المنكر.
الثاني: الدعوة إلى السنة بحسب الإمكان فإذا رأيت من يعمل هذا ولا يتركه إلا إلى شر منه، فلا تدع إلى ترك منكر بفعل ما هو أنكر منه، أو بترك واجب أو مندوب تركه أضر من فعل ذلك المكروه. فإذا كان الفاعلون للبدع معيبين، فالتاركون للسنن كذلك؛ فإن منها ما يكون واجبا مطلقا، ومنها مقيدا كالنافلة، فإنها لا تجب، ولكن من أراد أن يصليها وجب عليه الإتيان بأركانها، وكما يجب على من أتى الذنوب من الكفارات، وما يجب على من كان إماما أو مفتيا من الحقوق، وعامتها يجب تعليمها، والحض عليها، والدعاء إليها. وكثير من المنكرين للبدع تجدهم مقصرين في فعل السنن، فلا ينهى عن منكر إلا ويؤمر بمعروف يغني عنه، كما يؤمر بعبادة الله عن عبادة ما سواه، والنفوس خلقت لتعمل، وإنما الترك مقصود لغيره. فتفطن لحقيقة الدين، وانظر ما اشتملت عليه الأفعال من المصالح والمفاسد، بحيث تعرف مراتب المعروف والمنكر حتى تقدم أهمها عند الازدحام؛ فإن هذا حقيقة العلم بما جاءت به الرسل، وهذا خاصة العلماء.
الثالث: ما هو معظم في الشرع كيوم عاشوراء ويوم عرفة ويومي العيدين وعشر رمضان، فيحدث فيه مما يعتقد أنه فضيلة ما يصير منكرا ينهى عنه.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 11:39]ـ
سئل الشيخ عبد الرحمن بن حسن: عما يخص به يوم المولد من النحر، وما يفعل في السابع والعشرين من رجب من تخصيصه بالصوم والنحر، وما يفعل في ليلة النصف من شعبان من النحر وصيام اليوم، وما يخص به يوم عاشوراء من النحر؟
فأجاب:
هذه الأمور المذكورة من البدع، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد "، وقوله في الحديث: " وإياكم ومحدثات الأمور! فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة "؛ والعبادات مبناها على الأمر والنهي والاتباع، وهذه الأمور لم يأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا فعلها الخلفاء الراشدون، ولا الصحابة والتابعون; وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في بعض ألفاظ الحديث الصحيح: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا، فهو رد "؛ وهذه الأمور ليس عليها أمره صلى الله عليه وسلم، فتكون به مردودة يجب إنكارها، لدخولها فيما أنكر الله ورسوله، قال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [سورة الشورى آية: 21]؛ وهذه الأمور مما أحدثها الجهال بغير هدى من الله.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 11:50]ـ
وقال الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، رحمه الله:
اعتاد كثير من الناس، في مثل هذا الشهر، شهر ربيع الأول من كل سنة، إقامة الحفلات الرائعة، لذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك ليلة الثانية عشر منه، قائلين: إنه عبارة عن إظهار الشكر لله عز وجل على وجود خاتم النبيين وأفضل المرسلين، بإظهار السرور بمثل اليوم الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم، وبما يكون فيه من الصدقات والأذكار.
(يُتْبَعُ)
(/)
فنقول: لا شك أنه سيد الخلق وأعظمهم، وأفضل من طلعت عليه الشمس; ولكن لماذا لم يقم بهذا الشكر أحد من الصحابة، والتابعين؟ ولا الأئمة المجتهدين، ولا أهل القرون الثلاثة الذين شهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالخير؟ مع أنهم أعظم محبة له منا، وهم على الخير أحرص، وعلى اتباعه أشد.
بل كمال محبته وتعظيمه، في متابعته وطاعته، واتباع أمره، واجتناب نهيه، وإحياء سنته ظاهرا وباطنا، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك، بالقلب واليد واللسان؛ فإن هذه هي طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، لا في إقامة تلك الحفلات المبتدعة، التي هي من سنن النصارى. فإنه إذا جاء الشتاء في أثناء كانون الأول، لأربع وعشرين خلت منه، بزعمهم أنه ميلاد عيسى، عليه الصلاة والسلام، أضاؤوا في ذلك الكهرباء، وصنعوا الطعام، وصار يوم سرور وفرح عندهم. وليس في الإسلام أصل لهذا؛ بل الإسلام ينهى عن مشابهتهم، ويأمر بمخالفتهم.
فقد قيل: إن أول من احتفل بالمولد النبوي، هو: كوكبوري أبو سعيد بن أبي الحسن علي بن يكتكين التركماني، صاحب "إرْبَلْ"، أحدث ذلك في أواخر القرن السادس، أو أوائل القرن السابع؛ فإنه يقيم ذلك الاحتفال ليلة التاسعة، على ما اختاره المحدثون من ولادته صلى الله عليه وسلم تلك الليلة، وتارة ليلة الثانية عشر، على ما قاله الجمهور.
فهل كان التركماني ومن تبعه أعلم وأهدى سبيلا من خيار هذه الأمة وفضلائها من الصحابة ومن بعدهم؟ في حين أنه لو قيل: إن يوم البعث أولى بهذا الشكر من يوم الولادة، لكان أحرى، لأن النعمة، والرحمة، والخير والبركة، إنما حصلت برسالته، بنص قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [سورة الأنبياء آية: 107].
ومعلوم أن كل بدعة يتعبد بها أصحابها، أو تجعل من شعائر الدين، فهي محرمة، ممنوعة، لأن الله عز وجل أكمل الدين، وأجمعت الأمة على أن الصدر الأول أكمل الناس إيمانا وإسلاما.
فالمقيمون لتلك الحفلات، وإن قصدوا بها تعظيمه صلى الله عليه وسلم فهم مخالفون لهديه، مخطئون في ذلك؛ إذ ليس من تعظيمه أن يبتدع في دينه بزيادة أو نقص أو تغيير، أو تبديل؛ وحسن النية، وصحة القصد لا يبيحان الابتداع في الدين. فإن جلّ ما أحدثه من كان قبلنا من التغيير في دينهم، عن حسن نية وقصد؛ وما زالوا يزيدون وينقصون بقصد التعظيم وحسن النية، حتى صارت أديانهم خلاف ما جاءتهم به رسلهم.
وقال الشيخ: عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله:
قرأت في صحيفة الندوة بتأريخ 16/ 4/1382?، كلمة بعنوان: "هذا ما يقوله ابن تيمية" حول الاحتفال بذكرى المولد النبوي، باسم الشيخ: محمد المصطفى الشنقيطي، ومقاله يتضمن أنه اطلع على جواب فضيلة الشيخ: يحيى عثمان المكي، وعلى جوابنا، حول إحداث بدعة ذكرى المولد النبوي.
أما نحن، فهذا ما نعتقده، وندين الله به، مستدلين بما ستراه إن شاء الله، وكما هو معنى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، وأما الشيخ يحيى، فكلامه لا شك أنه عين الصواب، وهو عين كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، لمن يعقل ويفهم كلام المحققين.
وأما دعواكم بأنه بتر كلام الشيخ فهذا غير صحيح، بل ساق منه ما هو المقصود، وما يدل على الموضوع؛ وكلام الشيخ صريح بكون ذكرى المولد بدعة، لا يجوز بما نقله الشيخ يحيى، وبما نقلتم أنتم أيضا.
فإنكم نقلتم عنه، إلى أن قلتم: قال رحمه الله: فتعظيم المولد، واتخاذه موسما، قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم، لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما قدمته لك: أنه يحسن من بعض الناس، ما يستقبح من المؤمن المسدد.
فهذا كلام الشيخ رحمه الله، الذي تزعم أن الشيخ يحيى بتره; والواقع أن هذا هو معنى كلام الشيخ السابق، وهو يؤيد ما نقله الشيخ يحيى.
وبيان ذلك: أن الشيخ ابن تيمية قال فيما نقله عنه يحيى: والله يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، لا على البدع من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدا.
فتأمل كلام الشيخ تجده قد فرق بين المحبة والاجتهاد، وبين إحداث البدعة، فرجا لهم المثوبة على المحبة والاجتهاد، وأثبت عليهم حكم الابتداع، بفعل ما لم يشرع.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمحبة للرسول مشروعة، بل واجبة، بل يجب تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على النفس؛ وهذا أيضا هو: معنى ما نقلتم; فإن الشيخ رحمه الله يقول: قد يفعله - أي المولد - بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم، لحسن قصده، وتعظيمه للرسول صلى الله عليه وسلم كما قدمته لك: أنه يحسن من بعض الناس، ما يستقبح من المؤمن المسدد. فكلام الشيخ رحمه الله، صريح بأن هذا الفعل: يستقبح من المؤمن المسدد، فهل يستقبح ما هو مشروع؟!، وهل نختار فعل المؤمن المسدد، أو نختار فعل بعض الناس الذي حسن قصده، ولكنه أخطأ الطريق بفعله؟!.
وأما ما نقله شيخ الإسلام عن الإمام أحمد، أنه قال في حق الأمير الذي أنفق على تحلية المصحف ألف دينار: هذا خير ما أنفق فيه الذهب، أو كما قال، مع أن مذهبه: إن زخرفة المصاحف مكروهة، ا?.
فنقول: لا شك أن تحلية المصحف بألف دينار، خير من إنفاقها على البغايا، والخمور، والمعازف، ونحو ذلك، وإنه لمن الإنصاف، لو أكمل الشيخ المصطفى الشنقيطي، كلام شيخ الإسلام على هذه العبارة ولم يبترها. وهو قوله: وقد تأول بعض الأصحاب انه أنفقها في تجويد الورق، والخط، وليس مقصود أحمد هذا، وإنما قصده: أن هذا العمل فيه مصلحة، وفيه أيضا مفسدة كره لأجلها.
فهؤلاء إن لم يفعلوا هذا، وإلا اعتاضوا بها الفساد، الذي لا صلاح فيه، مثل أن ينفقها في كتاب من كتب الفجور، ككتب الأسمار والأشعار، أو حكمة فارس والروم. هذا كلام ابن تيمية يبين أن تحلية المصحف بألف دينار، خير من إنفاقها في كتب الفجور، ونحوها.
ونحن نقول: إن ذكرى المولد النبوي مع اعتقادنا أنه بدعة، خير من تعطيل حكم الشريعة، وإباحة الزنى، والخمور، فمن فعل هذه الأشياء، فبدعة ذكرى المولد أسهل منها - وهي محرمة - إلا أنها خير من سواها، مما هو أشد تحريما منها؛ حنانيك إن بعض الشر أهون من بعض.
وأما قولكم: إن الاستدلال بكلام الشيخ ابن تيمية مقلوب، وأنه صريح في جواز عمل المولد، فهذا افتراء على شيخ الإسلام، وإلزام له بما لم يقل، ولا يتحمله كلامه البتة، ولم يفهمه أحد من المسلمين عنه.
ولكنه على حد فهمكم الخاطئ، الذي لم يستطع التفرقة بين حسن القصد وبين سوء الفعل، كما سبق توضيح كلام الشيخ رحمه الله.
ألم تر أنه صلى الله عليه وسلم لما صنع خالد رضي الله عنه ما صنع في بني جذيمة، لم يرض فعله صلى الله عليه وسلم وقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد" مرتين.
فتبرأ من صنيع خالد، ولم يتبرأ من خالد نفسه، لحسن قصده ونيته; فاتضح: أن المقلوب في الحقيقة هو: استدلالكم، وإذا خفي كلام الشيخ عليكم فهو لا يخفى على القراء.
وأما نقلكم عن شيخ الإسلام: أن مرتكب البدعة لا ينهى عنها، إذاً كان نهيه يحمله إلى ما هو شر منها، فهذا حق، ولكنك أردت قياسه على مسألتنا، وهو قياس مع الفارق، وليس له في بحثنا صلة.
هل إذا منعنا بدعة المولد سيحدث ما هو أعظم منكرا منها؟!.
ما هو الذي سيحدث بمنعها؟! هل سيحدث سفك دماء؟! أو شركيات؟! أو بدع أشد منها؟! لا - ولله الحمد -.
وهل إحداث المولد في ليلة أو ليلتين من السنة يمنع الناس من استعمال أغاني أم كلثوم - على حسب - زعمكم - ماذا تفعل تلك الليلة في جانب ليالي السنة كلها؟!
ولا شك أن سماع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم خير من استماع غيرها من الأشياء المباحة، فضلا عن الأشياء المنكرة، ولكن تخصيصها بليلة واحدة معينة من ليالي السنة، واتخاذها عيدا يتكرر، كالأعياد التي شرعها لنا الإسلام، لا شك أنه بدعة؛ بل ينبغي أن تكون سيرته صلى الله عليه وسلم في أغلب أيام السنة تقرأ، من غير تخصيص لوقت معين. ومما يدل على أنه بدعة، ما يأتي: أولا: أنه لم يرد في كتاب ولا سنة، والعبادات مبناها على الأمر.
ثانيا: قد ورد النهي عنها بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" 1.
ثالثا: لم يفعله أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، ولا غيرهم من الصحابة والتابعين، ولا من بعدهم من أئمة المسلمين. رابعا: هذا فيه المشابهة للنصارى بأعيادهم، وقد نهينا عن التشبه بهم في عدة أحاديث، كما لا يخفى على من عرف شيئا من الشريعة الإسلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المستغرب أنكم قلتم في مقالكم السابق، تأريخ 7/ 4/1382? في صحيفة الندوة: إن بدعة المولد تلقتة الأمة الإسلامية بالقبول، فكأنكم جعلتم فعل الناس دليلا على الجواز، وهل هذا حجة؟ والسنة تردّه؟! وهل ما يفعله العوام أو المنحرفون يحتج به على الشريعة؟! هل أجمع علماء الإسلام المحققون على جوازه؟ مع أن الأمة التي تشير إليها، قد أجمعت على وضع القانون بدلا من الشريعة، فهل يكون دليلا على جواز إباحة الخمور، والزنى عند التراضي، والبناء على القبور، والصلاة عندها؟! هل يكون فعلهم دليلا على جواز هذه الأشياء؟!
وأما قولكم: إننا اذا لم نفعل ذلك - أي إحداث المولد - نكون موضعا للوقوع في أعراضنا، و اتهامنا بعدم محبته صلى الله عليه وسلم.
فنقول: كيف نتهم بذلك، ونحن نعتقد أن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ركن من أركان الصلاة، وأن من صلى ولم يصل على النبي فصلاته غير صحيحة، فريضة كانت أو نافلة؛ وهذا مذهبنا معشر الحنابلة دون غيرنا.
وأيضا: وقوع مثل هذا لا يكون مسوغا لنا على ترك الحق وعدم التمسك به، فإن صاحب الحق قد يلقب بألقاب شنيعة تنفر عنه؛ فالمشركون قالوا في حقه صلى الله عليه وسلم إنه قطع أرحامنا، وسفه أحلامنا، وإنه كاهن، ومجنون، وساحر، إلى غير ذلك من الألقاب، ولم يزده ذلك إلا تمسكا بالحق، وكذلك أتباعه من الأئمة وغيرهم من المحققين، كشيخ الإسلام ابن تيمية، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
وأيضا: هناك ألقاب في هذا الزمن لكل متمسك بدينه، فتراه يرمى بأنه رجعي، وأنه متزمت، وضيق العطن، إلى أمثال هذه الكلمات، فهل ندع أوامر الشريعة للسلامة من هذه الألقاب؟!
ثم إنكم أيضا قلتم عن شيخ الإسلام، إنه ابتدع مؤلفات كثيرة في حماية جانب الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا في الحقيقة اتهام للشيخ خاطئ، وجهل وقصور متناه منكم. فشيخ الإسلام لم يبتدع، وإنما ينقل الآيات، والأحاديث، وكلام العلماء ويوضحها، ويبين المراد منها، وينفي عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين. وهو من أحرص الناس على الاتباع وترك الابتداع، وكذا تلميذه العلامة ابن القيم على طريقته رحمه الله.
والواقع أن بحث هذا الموضوع يستدعي كلاما أبسط من هذا، ولكن هذه إشارة; وسنكتب - إن شاء الله - كلاما أوسع، وأجمع للأدلة من هذا; وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 04:08]ـ
اصل فى جريدة الدستور قالوا ان عمدتهم الترك والترك ليس بحجة
انا فهمت من ذلك انه الخلاف ثابت بي العلماء وان كان ضعيفا أصحيح ما فهمت؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 06:51]ـ
اخي الكريم بارك الله فيك
تاصيل المسالة ان يقال الاصل في العبادات المنع الا بدليل لماثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد "، وقوله في الحديث: " وإياكم ومحدثات الأمور! فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة "؛ والعبادات مبناها على الأمر والنهي والاتباع، وهذه الأمور لم يأمر بها الله ولارسوله صلى الله عليه وسلم، ولا فعلها الخلفاء الراشدون، ولا الصحابة والتابعون; وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في بعض ألفاظ الحديث الصحيح: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا، فهو رد "؛ وهذه الأمور ليس عليها أمره صلى الله عليه وسلم، فتكون به مردودة يجب إنكارها، وقدقال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [سورة الشورى آية: 21]؛ وهذه الأمور مما أحدثها الجهال بغير هدى من الله. وفعلت بعد اكثر من خمسمائة عام من وفاته صلى الله عليه وسلم تقليدا للنصارى الذين يحتفلون بعيد ميلاد المسيح صلى الله عليه وسلم والله اعلم(/)
طبيعة خلاف المسلمين الاوائل ما هى؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 08:34]ـ
يقول أهل البدع بأن خلافهم بعد وفاة النبى كان خلافا سياسيا؟ وسؤالى مالذى ينبنى على ذلك؟ ومالرد عليهم؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 08:37]ـ
أصل الخلاف بين المسلمين
السؤال:
ما صحة هذه المقولة (إن الخلاف بين المسلمين سياسي في الأصل، ثم انتقل الأمر إلى الخلاف في العقائد والفقه، فكان لكل فرقة مميزات اعتقادية، ومذهب أو مذاهب فقهية).
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
ليست هذه المقولة صحيحة على إطلاقها، نعم أول خلاف وقع بين الصحابة كان سياسياً، لكن نشأت أنواع أخرى من الخلاف عقائدي وعملي، وأنصحك بمراجعة كتاب فقه الخلاف، وفيه فصل لأسباب الخلاف في كل نوع من أنواعه.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف(/)
من له دراية بطريقة ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد كيف تميز قول ابن القيم
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 11:06]ـ
ابن القيم رحمه الله
في كتابه البدائع ينقل من بعض الكتب فوائد جمه
مثل ما نقل عن ابن عقبل
فقد يخلط القارئ بين كلام ابن القيم وبن عقيل فينقل عن ابن القيم وابن عقيل
فهل كل مل نقله ابن القيم ولم يتعقبه موافق له فينقل عنه
وهل قوله قلت بعد نقله من كلام ابن القيم مطلقا
وكذلك عن الفوائد القصيره في جمله واحده مثل ما ذكره في كتاب الفوائد هل هي من عند ابن القيم او هي نقل من ابن غقيل او من غيره(/)
فتوى، عن خدمات السبعمائة، وبرنامج من سيربح المليون للشيخ للعلوان
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 12:52]ـ
فتوى، عن خدمات السبعمائة، وبرنامج من سيربح المليون
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ / سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتشر في هذه الأيام الاتصال على الرقم الذي يبدأ 700 وقيمة المكالمة بحدود 5 ريال للدقيقة الواحدة، وعلى ضوء الاتصال تدخل في مسابقة أو سحب فوري، وقد تكسب مبلغاً مالياً أو تخسر قيمة المكالمة 0
أرجو توضيح الحكم الشرعي مفصلاً؟ والله يحفظكم ويرعاكم 0
الجواب: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الأمر من القمار الذي حرمه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو مؤسس لجلب الأموال سواء كانت من حلال أو من حرام، وقائم على أكل أموال الناس بالباطل، واستنزاف أموالهم، بطرق ما كرة، وحيل ملتوية ومحرمة، ولهذه المسابقة سلبيات كثيرة، ومضار متعددة، فمن ذلك: تبذير مال المسابق، نتيجة المكالمات ومنها إضاعة الوقت في المكالمات الخيالية التي هي إلى ضررها أقرب منها إلى نفعها، ومنها التلاعب بعقول الناس، ومنها الاعتماد على سبب قد لا يمت للحقيقة بصلة، ومنها أن هذه المسابقة قد تعطل على بعض ضعاف النفوس من الناس أعمالهم التجارية الصحيحة فبدلاً من أن يكسب من عمل يده يجلس الأيام في متابعة هذه المسابقة ويُمضي الساعات في ملاحقة هذه الأمور الوهمية 0
ومن صور القمار أن تخاطر بدفع المال دون عين أو منفعة رجاء أن تنال أكثر كما في برنامج من سيربح المليون المبثوث عبر قناة إم بي سي، ومنها مسابقات كنز الأحلام والتي انتشرت في بعض الفضائيات العربية، ومن ذلك جوائز السحب في بعض المحلات التجارية، فيشتري أحدهم سلعة – لعله ليست له بها حاجة - بقصد أن يغنم هذه الجائزة، ومن ذلك، اللعب بالنرد، والشطرنج والبلوت ونحو ذلك على عوض، ومنه التأمين على النفس والرخصة، والبيت، والسيارة، والبضاعة، مالم تكن إكراهاً، أو اضطراراً0
وهذه البرامج، والجمعيات، والتأمينات، المؤسسة على القمار سلبياتها الاقتصادية متعددة بل توقع الاقتصاد في هوة سحيقة، ولا تضيف شيئاً يستحق الذكر إلى ثروة المجتمع، وميزانية الفرد، فلا عجب حين أجمع العلماء على تحريم القمار، وتجريم فاعله وتأديبه، أو الحجر عليه، والحث على التجارة، والترغيب في ذلك، بطرق زاكية وغايات محمودة، وليست التجارة في الإسلام نهب أموال المجتمع بالمكر والخديعة وغير ذلك من أساليب الترويج المغرية والغربية المضللة، وفي نفس الوقت ليست وظيفة مالية شأنها إنماء الثروة الاقتصادية فحسب 0
وهذا الأمر الذي جاء في السؤال هو من الميسر الذي جاء تحريمه في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ} والمتأمل في الآيات القرآنية يجد أن الله تعالى كثيراً ما يقرن الميسر بالخمر {يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ} ذلك لأن كلاً منهما يستحوذ على الفكر، ويمنعه من التفكير السليم، ويسيطر على دينه ودنياه ويورث العداوة والبغضاء، وقليله يدعو إلى كثيره، ومفاسده راجحة، ونفعه مرجوح وعاقبته سيئة 0
(يُتْبَعُ)
(/)
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في الفروسية (308) فقرن الميسر بالأصنام والأزلام والخمر، وأخبر أن الأربعة رجس من عمل الشيطان، ثم أمر باجتنابها، وعلق الفلاح باجتنابها، ثم نبه على وجوه المفسدة المقتضية للتحريم فيها، وهي ما يوقعه الشيطان بين أهلها من العداوة والبغضاء، ومن الصد عن ذكر الله، وعن الصلاة 0
وقد ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى إلى أن مفسدة الميسر أعظم من مفسدة الربا قال رحمه الله تعالى في الفتاوى (32/ 237)
فتبين أن (الميسر) اشتمل على مفسدتين: مفسدة في المال وهي أكله بالباطل. ومفسده في العمل، وهي ما فيه من مفسدة المال وفساد القلب والعقل وفساد ذات البين وكل من المفسدتين مستقلة بالنهي، فينهى عن أكل المال بالباطل مطلقاً ولو كان بغير ميسر كالربا، وينهى عما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة ويوقع العداوة والبغضاء ولو كان بغير أكل مال، فإذا اجتمعا عظم التحريم: فيكون الميسر المشتمل عليهما أعظم من الربا، ولهذا حرم ذلك قبل تحريم الربا، ومعلوم أن الله تعالى لما حرم الخمر حرمها ولو كان الشارب يتداوى بها، كما ثبت في الحديث الصحيح. وحرم بيعها لأهل الكتاب وغيرهم، وإن كان أكل ثمنها لا يصد عن ذكر الله وعن الصلاة، ولا يوقع العداوة والبغضاء؛ لأن الله تعالى إذا حرم على قوم أكل شيء حرم عليهم ثمنه، كل ذلك مبالغة في الاجتناب. فكذا الميسر منهي عن هذا وعن هذا. والمعين على الميسر كالمعين على الخمر، فإن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان. وكما أن الخمرة تحرم الإعانة عليها ببيع أو عصر أو سقي أو غير ذلك؛ فكذلك الإعانة على الميسر: كبائع آلاته، والمؤجر لها والمذبذب الذي يعين أحدهما؛ بل مجرد الحضور عند أهل الميسر كالحضور عند أهل الخمر ... ) 0
والشريعة تحارب الميسر، وتطارده في كل المجالات، ولا تبيح منه شيئاً. وفساده وقبحه يعلم بالشرع، والعقل، ولو لم يرد في تحريمه دليل من الكتاب، والسنة، والإجماع لكانت المصلحة تقتضي منعه، وزجر فاعله، فقد جاءت الشريعة بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها 0
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الفروسية (309) وإذا تأملت أحوال هذه المغالبات، رأيتها في ذلك كالخمر، قليلها يدعو إلى كثيرها، وكثيرها يصد عن ما يحبه الله ورسوله، ويوقع فيما يبغضه الله ورسوله، فلو لم يكن في تحريمها نص؛ لكانت أصول الشريعة، وقواعدها، وما اشتملت عليه من الحكم والمصالح وعدم الفرق بين المتماثلين، توجب تحريم ذلك، والنهي عنه 0
وحين كانت الشريعة الإسلامية مؤسسة على العدل، ومحاربة الظلم بكل أشكاله وصنوفه وألوانه، وجاءت بقواعد نورانية منها القاعدة العظيمة (لا ضرر ولا ضرار) وعلى هذا الأساس منعت كل المعاملات التي يتخللها ظلم ومنها الميسر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى (28/ 385)
فمن العدل فيها ما هو ظاهر، يعرفه كل أحد بعقله كوجوب تسليم الثمن على المشتري، وتسليم المبيع على البائع للمشتري ........... ومنه ما هو خفي جاءت به الشرائع أو شريعتنا – أهل الإسلام – فإن عامة ما نهى عنه الكتاب والسنة من المعاملات يعود إلى تحقيق العدل، والنهي عن الظلم دقه وجله؛ مثل أكل المال بالباطل. وجنسه الربا والميسر. وأنواع الربا والميسر التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم: مثل بيع الغرر، وبيع حبل الحبلة ........ 0
وإن المال هو عصب الحياة، وهو قوام الإنسانية، به يعمر الكون، وهو زينة الحياة الدنيا، به يحج ويجاهد، وهو المقرب إلى الجنة أو النار، أو النعيم أو العذاب، فطوبى لمن أخذه على وجهه المشروع، والطريق المتبوع، وويل ثم الويل لمن أخذه بالحيل المحرمة، والطرق المحظورة 0
إن الشريعة جاءت بتنمية الاقتصاد {فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} وذلك على وفق طرق صحيحة، ووسائل سليمة، وجاء فضل المال الصالح على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم (نعم المال الصالح للمرء الصالح) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (4/ 197) والبخاري في الأدب المفرد (112) وابن حبان في صحيحه (8/ 6) من طريق موسى بن علي، عن أبيه، عن عمرو بن العاص رضي الله عنه 0
(يُتْبَعُ)
(/)
وبينت الآيات القرآنية، والسنة النبوية، الطرق الصحيحة لتنمية الاقتصاد والحفاظ على الأموال، وجاء في ضمن إطار الضروريات الخمس التي اتفقت الشرائع على المحافظة عليها، وهي: الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال 0
فأهيب بالمسلمين أن يتحروا الكسب الحلال، والمطعم الصافي الخالص من شوائب الشبه والارتياب، وأن تكون طريقتهم المتبوعة في كسب المال، وكل شؤن الحياة كطريقة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم النبراس الأعظم، والجيل المعظم والقرن المفضل، فهم القدوة، وبهم الأسوة، وسلوكهم هو الذي يدل على هذا الفهم وبإطلالنا على سيرهم وتراجمهم نجدهم وكأنهم في عالم غير عالمنا، يأخذون بالأسباب في الكسب، ويجعلون جزءاً من أوقاتهم للعلم والدعوة وجهاد الذين كفروا، فإذا دعا داعي الجهاد فهم الرجال، ومنهم الأغنياء بلا بطر، وفيهم الفقراء بلا ضجر ومع التعفف، وفيهم من يدفع الدنيا بالراحتين والصدر، ومنهم من أتته الدنيا وهي راغمة، وكانوا أشد الناس بعداً عن توظيف كل أوقاتهم في التكالب على الدنيا، وجمع الحطام الفاني، فتحوا البلاد، وأنشئوا المدن، وأقاموا الدول 0
وقد سار على دربهم، وتبعهم على منهجهم تابعوهم بإحسان، وأين نحن من قول الإمام محمد بن المنكدر، كم من عين ساهرة في رزقي في ظلمات البر والبحر 0
وقد سئل سعيد بن عبد العزيز عن الكفاف من الرزق ما هو؟ قال: شبع يوم وجوع يوم 0
ويقول أبو سليمان الداراني من وثق في رزقه زاد في حسن خلقه، وأعقبه الحلم وسخت نفسه، وقلت وساوسه في صلاته 0
ومن شعر أبي تمام
ولو كانت الأرزاق تُجرى على الحِجى
هلكن إذاً من جهلهن البهائمُ
ولم يجتمع شرقٌ وغرب لقاصدٍ
ولا المجد في كفِّ امرىءٍ والدراهم
ودرهم من حلال خير من مئات من حرام
قليل المال تصلحه فيبقى
ولا يبقى الكثير مع الفساد
أخوك
سليمان بن ناصر العلوان
20/ 3/1424هـ(/)
النت هداية أم غواية؟!
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 03:24]ـ
النت غواية أم هداية
الحمدلله والصلاة والسلام على معلّم البشرية، الهادي إلى سبل الهداية السويّة، المحذّر من طرق الغواية الرديّة، محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله الأصحاب دوي القلوب الرضيّة ...
أما بعد:
فمما لاشك فيه أن العالم اليوم أصبح كالقرية الواحدة،تكاثرت فيها الأفكار، وتشعّبت فيها الآراء،وأصبح المسلم مشتت الفكر، لايدري عن سبيل الخير والشر .. إلا من رحم الله عزوجل.
أكتب هذا المقال والنصيحة لنفسي المسكينة المقصرة في جنب الله عزوجل،أكتب هذا المقال وفي نفسي ألم وامل،أكتبه لِثُلَّة من إخواننا وأخواتنا ممن انجروا خلف بهارج النت ومنكراته.
ياشباب ويا أخوات .. سأكون معكم صريحا؛لأن الكلمة إذا خرجت من القلب أثّرت في المستمع والقارئ ... سؤال سأضعه لنفسي ولمن تكرّم بقراءة هذا المقال الأُخوي: ماعلاقتي بالنت .. ؟ سؤال كبير يحتوي على تجارب مختلفة بين السلب والإيجاب.
شاب يقول: إن النت أصبح لي منارة هداية .. وقادني إلى الخيرات ومعرفة الطاعات .. كيف لا وهنا مَن أسلم عبر النت .. وهناك من اهتدى إلى طريق أهل السنة والجماعة .. ولكن هذه ليست هي المقصودة من هذا المقال، والمقصود منه الإجابة الثانية.
إن النت ضيّعني، كدّر حياتي .. يا أخي لو جلست معك لأحكي لك غوايتي مع النت .. كيف جرّني للمنكرات وسفاسف الأمور لطال بنا المجلس، ماذا أقول لربي الرقيب كم من نعمة أنعمها الله عليّ في السر والعلن .. ماأشد غربتي وبُعدي عن تعالمي ربي، إلى متى هذا التمادي في الغفلة عن مصيري القادم .. هل أنا أتناسى هذا المصير، أم أني أحاول نسيانه؛لأنه حقيقة لا مفر منه ...
النت .. وما أدراكم مَن النت!! فواجع ومواجع، إن غُصْتَ في النت ندمت .. هنا نساء عاريات .. يالله ما أقبحهن من نساء لايستحين من الله .. وهنا لقاءات ومشاهدات،دردشة واستِمالات .. يالله أما يخافونه سبحانه أن يسلّط عليهم سخطه .. أو يسلب عنهم نعمه .. ماهذه المعاصي أفيقوا قبل الممات، وقبل سكْب العبرات .. حين لاتنفع الحسرات .. أفيقوا أرجوكم أفيقوا فإني لا أطيق أن أرى إخوانا لي،وأخواتاً يلعب بهم الشيطان .. ليكونوا من حطب النار .. لا لا! مازال في العمر بقيّة .. وفي النفوس آمال.
هناك حل وحيد يستطيع به العاصي أن يتغلب على هذه النفس الأمارة بالسوء .. إنه القرار الشجاع الحاسم الذي لا تردد فيه،القرار الذي يجعل الإنسان قوي في إقدامه، صدقني أخي العاصي المدمن على ... إن في قلبك خيرا كثيرا،ولكن إبليس اللعين، والنفس التي بين جنبيك هما من يعميانك عن معرفة الصواب .. عفواً أقصد عن ترك المعصية ..
أخي الشاب الكريم أختي الشابة العفيفة الطاهرة .. : إن طريق النقاوة والسلامة لا يجهلها أحد إذاً لماذا الكثير من الناس لا يحبون الثبات أو الاستقامة على الطاعة .. هذه قضية نلمسها كثيرا في أوساط المسلمين والسبب في ذلك أن الاستقامة تقيّد الإنسان فلا تجعله مثلاً يسمع الغناء أو معاكسة الأخوات أو تلزمه بالقيام لصلاة الفجر في أحلى ساعات النوم .. أليس كذلك .. أليست هذه الحقيقة .. . نحن أبناء الإسلام وممن سيرفع رايته غداً .. لا بل غداً لنا موعد مع ربنا الحبيب،وأنس وحشتنا، وراحة أنفسنا .. غداً سنلقاه وسيسألنا ونجيبه .. لقاء تشوبه اللذة والحسرة .. فيا سعدَ من تلذذ بلقائه، وياشقاوة من تحسّر من لقائه .. لعل قائل يقول:أرجوك يا أخي لا تُكْثِر عليّ من هذه الكلمات المؤلمة المحزنة. نعم أخي! لئن تحرن الآن وتتفاعل خير من أن تندم غداً.
وأخيراً .. وليس بأخير .. انظر كيف يخاطبنا ربنا في القرآن.قال تعالى: يا أيها الإنسان ماغرك بربك الكريم ** الذي خلقك فسواك فعدلك** في أي صورة ماشاء ركبك ** ما أحلى هذا الخطاب الرباني!! الذي يتغلغل في سويداء القلب .. إنه خطاب الرب لمن عصاه وتعدّى حدوده .. يابن آدم لماذا تعصيني وأنا الذي ربيتك وحفظتك!!، يابن آدم لماذا تعصيني ونعمي عليك نازلة،أنسيتها!!،أهذا جزاء الإحسان عندك!! .. ياعبدالله تذكّر أن أبواب التوبة مفتوحة، وطرقه مفسوحة .. فهل تراك سالكه؟!
وهاهو القلم يلفظ آخر أنفاسه لإخوانه وأخواته .. عسى الله أن يتوب علينا .. وقبل النهاية إليكم هذه الآيات:
(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور ارحيم ** وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تُنصَرون **
واتبعوا أحسن ما أُنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتةً وأنتم لا تشعرون ** أن تقول نفس ياحسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين **أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين **أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين **
بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين **
ودمتم في حفظ الله ورعايته
أخوكم المحب الناصح
منقو ل(/)
محاربة البدع من أخلاق أهل العلم
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 03:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
فقد أهداني شيخنا المحدث البحاثة السلفي الحسن العلمي السجلماسي (أستاذ علم الحديث والفكر الإسلامي بجامعة ابن طفيل بالمغرب) عددا من مجلة النور التي يرأسها الشيخ العلامة السلفي الكبير إسماعيل الخطيب تلميذ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله .. بعد أن أرغمني بارك الله فيه على مجالسته في بيته ومشاركته في طعامه –فبالغ بذلك في إكرامي-.
وقد وقعت في المجلة على موضوع أنقل لكم أيها الأحبة هنا وهو بعنوان:"محاربة البدع والأهواء" للشيخ سعيد أعراب. فهاكم المقال عسى أن ننتفع به جميعا الإنتفاع الحق من غير إفراط –كما هو واقع اليوم ولا تفريط كما هو حاصل كذلك-.
...
من أخلاق العلماء محاربة البدع والأهواء ومحو آثار الشعوذة والتدجيل قال صلى الله عليه وسلم:"سيكون في أمتي دجالون كذابون يأتونكم ببدع من الحديث لم تسمعوه أنتم ولا أباؤكم فإياكم وإياهم لا يفتنونكم". وقال صلى الله عليه وسلم: من أحيا شيئا من سنتي كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وضم بين أصبعيه' ومن أحق ب‘حياء السنة وإماتة البدعة من العلماء؟
قيل لعمر يا أمير المؤمنين إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن فقال اللهم أمكني فيه فبينما هو ذات يوم يغدي الناس إذ جاءه رجل عليه ثياب وعمامة فتغدى ,حتى إذا فرغ قال يا أمير المؤمنين "والذاريات ذروا فالحاملات وقرا " فقال عمر أنت هو؟ فقامن إليه حاسرا عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته , فقال: والذي نفسي بيده لو وجدت محلوقا لضربت رأسك".
وكتب اسد ين موسى المعروف بأسد السنة إلى أسد بن الفرات يقول: اعلم يا أخي أن مما حملني على الكتابة إليك.ما أنكر أهل بلادك من صالح ما أعطاك الله من إنصافك للناس , وحسن حالك ومما أظهرت من السنة , وعيبك لأهل البدعة , وكثرة ذكرك لهم. وطعنك عليهم فقمعهم الله بك.وشد بك ظهر ألآهل السنة وقاك عليهم وأذلهم الله لك وصاروا ببدعتهم مستترين , فأبشر يا أخي بثواب الله واعتد به من أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج والجهاد وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله وإحياء سنة رسوله.
واسد بن الفرات هذا من قضاة العدل.كان شديدا على أهل البدع.حمل راية السنة بإفريقية وكان عالما عاملا وبطلا شجاعا تولى قيادة الجيش أيام زيادة الله الأغلبي , وهو الذي فتح جزيرة صقلية , وتوفي من اثر جراحات أصابته وهو محاصر سرقسوسة سنة213هـ.
ومن الذين كرسوا حياتهم لمحاربة البدع والأهواء: أبو محمد الهبطي , فقد جرد قلمه ولسانه لفضح عوارت المبتدعة , والتنديد بأعمالهم الشنيعة , ولقد هدى الله به خلقا كثيرا.
وله في ذلك رسائل ومؤلفات منها "الألفية السنية فيما أحدث في الملة الإسلامية". وقد جعل المبتدعة فيها قسمين: عامة وخاصة , وعدد من بدع العامة – في افيمان , والصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر المعاملات ...
إن العوام خرقوا الشريعة ... وبدلوها منكرا وبدعة
قد جمعوا خبائث الأخلاق ... كالحنث بالحرام والطلاق
****
يا ايها الأحبار والسلاطين ... ألا ترون زمرة الشياطين
قد مزقوا دين النبي محمد
.........................
كم من نصيحة لهم ادينا ... وكم خفية لهم بينا
عار عليكم أيها الأحبار ... ترك الذين للفساد صاروا
عار عليكم أيها الملوك ... ترك الذين دينهم متروك
وجعل الخاصة ثلاثة أصناف: فقهاء وصوفية وملوكا.
يقول في فقهاء عصره الذين يتولوه الفتيا والحكم بين الناس:
لو كان أهل القطر مؤمنينا ... ما بدلوا حكم الإله فينا
وانظر إلى عصبة الأبالس ... قد جعلوا الإيمان في البرانس
ويقول في ملوك عصره:
إذا نظرت في ملوك العصر ... وما فيهم من نقمة وجور
ثم نظرت إلى ملوك العدل ... ومالهم بين الورى من فضل
تمزق الفؤاد في طي الحشا ... وود لو كان مات ومشى
****
ثم يءاسف لحال المسلمين من عدم وجود حاكم عادل وعالم عامل وصوفي هاد:
من لي بواحد من الولاة ... يدعو إلى التوحيد وإلى الصلاة
أو من لنا بعالم رشيد ... يدعو إلى الصلاة والتوحيد
مؤديا لما عليه قد وجب ... من بث علمه على وفقالكتاب
أو من لنا بسيد الصوفية ... يهدي إلى الهدى بصدق النية
ولقد ضاق به ذرعا فقهاء وقته وولاة عصره فلقي في ذلك أذى كثيرا حتى لقد قال للملك بعض مستشاريه: إن هذا المبتدع دمه حلال , اقتله على رقبتي. "أشدكم بلاء الأنبياء فالأولياء ثم الأمثل فالأمثل"
ويروى عن سيد العباد أويس القرني أنه قال:" إن الأمر بالمعروف والنهي هن المنكر لم يدع للمؤمن صديقا , نأمرهم بالمعروف فيشتمون أعراضنا ويجدون في ذلك أعوانا من المفسدين.حتى والله لقد رمونا بالعظائم , وايم الله لا أدع أن أقوم فيهم بحقه" .....
قلت ولشيخنا الحسن العلمي: نظرات علمية في منهج نقد الطوائف والأفراد بالميزان الصحيح عوض ما نراه من التسيب الحاصل هذه الأيام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 08:08]ـ
تذكروا
ويروى عن سيد العباد أويس القرني أنه قال:" إن الأمر بالمعروف والنهي هن المنكر لم يدع للمؤمن صديقا , نأمرهم بالمعروف فيشتمون أعراضنا ويجدون في ذلك أعوانا من المفسدين.حتى والله لقد رمونا بالعظائم , وايم الله لا أدع أن أقوم فيهم بحقه" .....(/)
التعليق الممتع على الشرح الممتع
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 07:44]ـ
من مشاريعي العلمية التي أرجو من الله تعالى النفع بها التعليق الممتع على الشرح الممتع
ومن أراد التعقيب والتعليق فليتفضل مشكورا.
وهذا رابطه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=149950
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 09:39]ـ
قبلا من أنت؟
أبو نافع البجمعوي
أم
أبو عبد الله الزاوي
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 07:13]ـ
الأمر سهل
أردت التسجيل في المجلس ب: أبي عبد الله الزاوي فلم أفلح.
فغيرت وكتبت أبو نافع البجمعوي
هل هناك إشكال.
بارك الله فيك.
والمطلوب هو الإفادة العلمية بارك الله فيك.
ـ[المقدسى]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 12:17]ـ
وفقك الله
وإن كنت اري أن الشرح الممتع لا يحتاج للتعليق أو التوضيح لأنه واضح
وربما لو كان جهدك مصوباُ نحو مشرع أخر لم يسبقك به أحد لكان لأجود وأنفع
والله من وراء القصد
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 03:45]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك , ويوجد عندي ملاحظات عامة على كتاب الشرح الممتع أستفيضها بما يأتي:
1: الشيخ _ رحمه الله _ ينسب الأقوال إلى العلماء بقوله (ذهب العلماء الى كذا) أو (وقال بعض العلماء) ولا ينسب القول لقائله إلا ما ندر. (1)
2: الشيخ _ رحمه الله _ يذكر أحيانا أدلّة من قال بقول , ويذكر أدلّة من قال قال خلاف ذلك , ولكن هذا نادرا (2) فبالجملة شرح الشيخ: بِذكر أدلة من قال بهذا ومن قال بغير ذاك (غير متناسب) لمن أراد ذلك.
3: هذا الشرح من أجمل الشروحات على الزاد , ومن أمتعها , والسبب يرجع في ذلك (والله أعلم):: كثرة الأمثلة حيث إن الشيخ _ رحمه الله _ يكاد يذكر في كل مسألة مغموضة أو مسألة تتعلق بالبيوع أو الزكاة أو الفرائض فإنه يذكر أمثلة كثيرة , وهذا من أمتع وأفضل ما وجدتُه في الكتاب (نظرا لعلم الشيخ وإرادته لأن يسهّل الفقه للطلبة).
4: وأيضا ما تميّز به الكتاب (كثرة المسائل) فإن الشيخ يذكر في كل موضع مسائل ومنسّقي الكتاب (3) جعلوا قارئ الكتاب يتلذّذ بقراءة الكتاب من ترتيبهم المسائل وغير ذلك من الأشياء , فجزاهم الله كل الخير.
5: الجميل في هذا الشرح أن الشيخ يستطرد في كلامه (في اللغة والتفسير والعقيدة والأصول (4) وعلوم أخر) يحسّ القارئ أنه يقرأ علوماً أخرَ في هذا الكتاب.
وبعد ذلك فإني أنصح كلَّ طالب علم _ وبه نصح علماؤنا ومشايخنا _ أن نقرأ الكتاب ونفهَمه ونلخّصه لأنفسنا , والله أعلم بالصواب.
______________
(1) وقد وجدت في طبعة (آسام) عند قول الشيخ (قال العلماء) ونحوه , فإنهم يضعون في الحاشية من قاله من الأئمة.
(2) ومن ذلك مسألة زكاة الحلي , فإن الشيخ أفاض الأقوال وأدلة كل قول والرد عليهم. وذلك في موضعان في الشرح الممتع.
الموضع الأول: (6/ 126 الى 136) الموضع الثاني (6/ 274 الى 295).
(3) وأقصد بذلك طبعة ابن الجوزي السعودية فهي تتكون من (15) جزءا , بخلاف الطبعة المصرية أو طبعة (آسام) فإنها غير مكتملة وغير مرتبة.
(4) وما أكثر من ذلك , والشيخ _ خصوصا _ في مسائل الأصول يتوسّع توسّعاً كبيرا (لأنه أصلاً: أصول الفقه.
(ومن أراد من الأخوة الأفاضل سرد الميزات في هذا الكتاب فهذا خيرٌ)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 04:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /
لا أعلم شرح على الزاد أمتع وأحسن من الشرح الممتع فهو بحق ذلل الزاد لطلاب العلم ومن أراد فهم المسائل فهما صحيحا فعليه بهذا الشرح.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 06:10]ـ
الأخوان (بندر المسعودي) و (معاذ العتيبي) تحية طيبة لكما
ولكن أعتقد أنكما خلطتما شرح الشيخ (ابن عثيمين)، بشرح الأخ الفاضل (أبو نافع)، وعليه جرى التنبيه.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 08:28]ـ
الأخوان (بندر المسعودي) و (معاذ العتيبي) تحية طيبة لكما
ولكن أعتقد أنكما خلطتما شرح الشيخ (ابن عثيمين)، بشرح الأخ الفاضل (أبو نافع)، وعليه جرى التنبيه.
بارك الله فيك صحيح ولقد رأيت تعليق الأخ وهو تعليق ممتع.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 11:18]ـ
(الأخ بندر المسعودي) صدقت , والشرح غنيٌ عن الكلام عليه
(الأخ السكران التميمي) بارك الله فيك كلامي عن الشرح الممتع الأصل للشيخ ابن عثمين , وأما تعليق الأخ فلم أنظر إليه (نسأل الله التوفيق)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 05:38]ـ
ما شاء الله تعليقات موفقة
بارك الله فيك
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 04:15]ـ
للفائدة.(/)
قل باختصار أنا {سلفي}
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 11:21]ـ
قل باختصار أنا {سلفي}
محدث العصر الإمام الألباني – رحمه الله
سئل محدث العصر العلامة الشيخ محمد ناصرالدين الألباني – رحمه الله:
س: لماذا التسمي بالسلفية؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام؟
الجواب: إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها: "فاتقي الله واصبري، ونعم السلف أنا لك".
ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في اتباع من سلف
وكل شر في ابتداع من خلف.
ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول: {لايجوز للمسلم أن يقول: أنا سلفي} وكأنه يقول: {لا يجوز أن يقول مسلم: أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك}.
لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق.
والذي ينكر هذه التسمية نفسه، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب؟!
سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه؟
فهو إما أن يكون أشعرياً أو ماتريدياً، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً؛ مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة، مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة، فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك، وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون، فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين؟
وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه.
فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه ... ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح، وهي أن تقول باختصار: {أنا سلفي} ".
[مجلة الأصالة العدد التاسع ص 86 ـ87]
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 11:32]ـ
بل قل أنا مسلم:
قال جبار السموات والأرض:
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
هذا أحسن القول.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 11:37]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21022&highlight=%D3%E1%DD%ED(/)
الرد المسدد على من أجاز المولد .. الحد الفاصل بين الحق والباطل
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 01:56]ـ
الرد المسدد على من أجاز بدعة المولد
كتاب إلكتروني للتحميل
جمع وإعداد: جمال البليدي-ستر الله عيوبه-
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد: فقد كثر الكلام عن الاحتفال بالمولد وحكمه في الإسلام ما بين مجيز وبين محرم لهذا ارتئيت أن أقوم ببحث حول المسألة حيث أنني رجعت لمن كتب قبلي من بحوث ورسائل وقد اعتمدت كثيرا على بحث أخونا أبو معاذ السلفي والأخ بشير أبو عبد الرحمان وكذلك كتاب المولد للشيخ سمير المالكي كما أضفت بعض المسائل والردود على بعض الشبهات الجديدة هذا مع الأخد بعين الإعتبار أنني لا أتحدث عن المولد الذي يعم بالمنكرات والمفاسد فهذا لا يختلف فيه اثنان إنما أتحدث عن أصله وقد فصت هذا البحث إلى ثمانية فصول.
الفهرس:
المقدمة
الفصل الأول:بيان أن المولد النبوي لم يقع من السلف الصالح وأنه من البدع المحدثة.
الفصل الثاني:إثبات أن الفاطميين أول من احتفل بالموالد.
الفصل الثالث: بيان كذب من يزعم أن من ينكر الاحتفال بالمولد بأنه مبغضللرسول صلى الله عليه وسلم ومكفر لمن يحضر ذلك الاحتفال.
الفصل الرابع: المولدُ النَّبوي بين الاتّباع والابْتداع.
الفصل الخامس: أقوال علماء الأمة في بدعة المولد.
الفصل السادس:: إعتراف القائلين بجواز الاحتفال أنه من المحدثات (وكفى بها حجة).
الفصل السابع:طرق أهل البدع في الاستدلال لبدعهم.
الفصل الثامن:كشف الشبهات ورد الاعتراضات.
*الشبهة الأولى: إستدلالهم بقوله تعالى ((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ))
*الشبهة الثانية: إستدلالهم بقوله تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)) [الأحزاب: 56 [.
*الشبهة الثالثة: يقولون ان الله كرم بعض الأماكن المرتبطة بالأنبياء مثل مقام إبراهيم صلى الله عليه وسلم حيث قال الله تعالى: ((وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً)) [البقرة:125 [وهذا فيه حث على الاهتمام بكل ما يتعلق بالأنبياء ومنها الاهتمام بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
*الشبهة الرابعة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين فلما سئل عن ذلك قال: {ذلك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه} رواه أحمد ومسلم وأبو داود.
*الشبهة الخامسة: إستدلالهم بما ثبت في "الصحيحين" ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة رأى اليهود تصوم عاشوراء فقال: {ما هذا؟} قالوا: (يوم صالح نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى) فقال: {أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه}.
*الشبهة السادسة: إستدلالهم بما جاء عن عروة أنه قال في ثويبة مولاة أبي لهب: وكان أبولهب أعتقها فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حيبة قال له: ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة.
*الشبهة السابعة: إستدلالهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم في فضل يوم الجمعة: {إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض} رواه أبو داود.
*الشبهة الثامنة: إستدلالهم بما أخرجه البيهقي عن انس رضي الله عنه: {أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة}
*الشبهة التاسعة: ان جبريل عليه السلام طلب ليلة الإسراء والمعراج من النبي صلى الله عليه وسلم، أن يصلي ركعتين ببيت لحم، ثم قال: (أتدري أين صليت؟ صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى عليه السلام).
*الشبهة العاشرة: أن شعراء الصحابة كانوا يقولون قصائد المدح في الرسول صلى الله عليه وسلم مثل كعب بن زهير وحسان بن ثابت؛ فكان يرضى عملهم؛ ويكافئهم على ذلك بالصلات والطيبات.
*الشبهة الحادية عشر: أن الموالد اجتماع ذكر وصدقة ومدح وتعظيم للجناب النبوي وهذه أمور مطلوبة شرعاً وممدوحة وجاءت الآثار الصحيحة بها وبالحث عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
*الشبهة الثانية عشر: أن الاحتفال بالمولد النبوي أمر استحسنه العلماء وجرى به العمل في كل صقع فهو مطلوب شرعاً للقاعدة المأخوذة من أثر ابن مسعود رضي الله عنه: (ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح).
*الشبهة الثالثة عشر: دعوى تلقي الأوامر النبوية بالاحتفال بذلك اليوم في المنام!
*الشبهة الرابعة عشر: قول السخاوي رحمه الله في "التبر المسبوك" (ص14): (إذا كان أهل الصليب اتخذوا ليلة مولد نبيهم عيداً أكبر فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر).
*الشبهة الخامسة عشر: أن الاحتفال بالمولد يعتبر إحياء لذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا مشروع في الإسلام.
*الشبهة السادسة عشر: قالوا ان الاحتفال بالمولد ليس بدعة بل هو سنة حسنة لقوله عليه الصلاة والسلام (من سن في الاسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ..... الحديث) رواه مسلم.
الشبهة السابعة عشر: إستدلالهم بقوله تعالى {وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك}. هود [120].
*الشبهة الثامنة عشر: قالوا: إن " المولد " ليس من العبادات، التي يدخل فيها الابتداع، بل هو من العادات، التي هي في الأصل مباحة، استناداً إلى البراءة الأصلية
*الشبهة التاسعة عشر: الاحتجاج بفعل أكثر الناس، وبتأييد كثير من العلماء، وتحسينهم " للمولد
*الشبهة العشرون: إلزام القائلين ببدعية " المولد "، بالحكم على المحتفلين به، من العامة، والمؤيدين له من العلماء، بالضلال والهلاك.
*الشبهة الواحد العشرون: إحتجاجهم بقيام العلماء في السعودية بدورة حول حياة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله.
*الشبهة الثانية والعشرون: إحتجاجهم بما ورد عن الإمام الذهبي وابن كثير رحمهما الله تعالى في تواريخهم ماحكاه المؤرخون عن صاحب إربل السلطان مظفر الدين أبي سعيد كوكبري من احتفاله بالمولد النبوي وتوسعه في ذلك، فمدحاه ولم يذماه.
*الشبهة الثالثة والعشرون:نسبة جواز الإحتفال لشيخ الإسلام ابن تيمية.
*الشبهة الرابعة والعشرون:: قولهم ليس كل ما لم يعمل به السلف بدعة والمولد له حكم المقاصد الحسنة والمصالح المرسلة
*الشبهة الخامسة والعشرون: احتجاجهم بمسابقات القرآن الكريم السنوية.
الخاتمة
تحميل الكتاب:
1 - على شكل كتاب إلكتروني:
http://www7.0zz0.com/2009/03/06/22/751535540.jpg
لتحميل اضغط هنا ( http://www.salafishare.com/26HV32LU5JU0/5PZXND0.rar)
2- على شكل ملف وورد:
حمله من هنا ( http://www.salafishare.com/arabic/26XMWN5WG713/
السؤال
05IHPO.doc)
والشكر موصول للأخ بشير أبو عبد الرحمان على تصميمه للكتاب الإلكتروني.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 05:23]ـ
جزاك الله خيرا
اصل فى جريدة الدستور قالوا ان عمدتهم الترك والترك ليس بحجة
انا فهمت من ذلك انه الخلاف ثابت بي العلماء وان كان ضعيفا أصحيح ما فهمت؟
هل شبهة الترك هى ال24 فى البحث؟
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 07:26]ـ
جزاك الله خيرا
اصل فى جريدة الدستور قالوا ان عمدتهم الترك والترك ليس بحجة
انا فهمت من ذلك انه الخلاف ثابت بي العلماء وان كان ضعيفا أصحيح ما فهمت؟
هل شبهة الترك هى ال24 فى البحث؟
نعم شبهة الترك هي ال24 بحمد الله يمكنك الإطلاع على الرد فقد اوردت كلاما نفيسا للشاطبي كما يمكنك للرجوع إلى هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110146(/)
الردّ على المخالف بين الإنصاف ... والاعتساف
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 04:50]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فإنَّ (الردَّ على المخالف) مِن (أصول الإسلام والسُّنَّة)، لما يتضمَّنُه من النُّصح لله ورسوله، ومن حماية لهذه الدعوة
المباركة من الأخطاء المُشَوِّهة لجمالها وبهائها.
وقد أولاه أهلُ العلم العنايةَ التي يستحقُّها، وصنَّفوا في بيان آدابه وأحكامه.
وكان من أعظم هذه الآداب والأحكام: (تجريد الإخلاص لله -تعالى-) عند الردّ على المخالف، بعيداً عن حظوظ النفس،
كـ (حبّ الظهور)، أو (التشفِّي)، أو غير ذلك من آفات النفوس!!
ولهذا احتاج الكاتب في (أبواب الردود) -سيما على المخالفين والمخطئين من أهل السُّنَّة- إلى التقوى، ومراقبة المولى
-عزَّ وجَلَّ- في كُلِّ حرفٍ، وكلمةٍ، وجُملةٍ يسطرها.
ولا يمكن تحقيق ذلك إلا (بالعلم، والعدل) -معاً-.
على أنَّ الملاحظ (بقوة ووضوح!) على كثيرٍ من ردود المتأخِّرين خلوّها من هذَيْن الأصلَيْن!
فأكثر (!) الردود المنشورة في (المنتديات) تخلو مِن العلم والعدل، فضلاً عن خلوِّها من (الأدب، والخلق، ولغة العلم!!)
، مِمَّا زاد في اتِّساع الفجوة بين المختلفين، بعيداً عن تحقيق المصلحة المنشودة.
وقديماً قيل: «لو سكت من لا يدري؛ لزال الخلاف».
وقيل: «العلم نقطةٌ كثَّرها الجاهلون!».
وإن من أبرز سمات هذا الصِّنف من الرَّادِّين -بغير علمٍ ولا عدلٍ ولا أدبٍ-: تحميلُهم لكلام المردود عليه ما لا يحتمله
فترى أحدَهم «كُلَّما وجد كلمةً فيها إجمالٌ؛ نزَّلها على رأيه!» [«مجموع الفتاوى» 4/ 82 - 83]!!، وحمَّلها من المعاني
والمقاصد ما لا تحتمله.
مع أنَّ الواجبَ عليه: اعتبارُ أحوال المُنْتَقد عليه، والنظرُ في منهجه ودينه، ومحاكمتهُ بحسب قصده هو ومراده، لا
بحسب مراد القارئ وفهمه.
على أنَّ الأمر -كما قال شيخُ الإسلام -رحمهُ الله-: «ولكن من في قلبه مرضٌ يأخذ من كلِّ كلامٍ ما يناسب
مرضه!» [«قاعدةٌ في الفناء» (ص/53)].
وهذا كلُّه بسبب (ضعف الإخلاص)، و (عدم الصِّدق) في النُّصح لله ورسوله، و (ترك العدل في الخصومة).
وهذه الآفات إذا أصابت قلب العبد أفسدته، وأفسدت فهمه، وشوَّهت حسن الظنّ عنده.
ومن ثَمَّ تراه يغضُّ الطرف عن محاسن المردود عليه، وينسى -بل يتناسى!! - فضله وسابقته، ويتعامى عن خدماته
للسنَّة وأهلها، وبذله في توطيد وترسيخ صَرْح التوحيد في حياة الناس.
كما يتخلَّى عن الإنصاف في الردِّ، والتروِّي في النَّقد، ويركب في ذلك (الموج العالي)، فيرفع مستوى الخلاف فوق
حجمه! ويُسيء الأدب والخلق، ويترك لغة العلم، بل (والشهامة، والمروءة!).
فما أجدر من هذا حاله أن يراجع نفسه، ويرحمها من الإيغال في ظلم العباد، وهدم السنة باسم نصرتها! وإضعاف
شوكة الدعوة باسم خدمتها! وصرف الأوقات والجهود في غير ما خُلِقَت له.
وعليه أن يجدِّد توبته، ويتعاهد قلبه، ويحاسب نفسه.
كما يجب على هذا الصنف معرفةُ أحكام الردِّ والنظر في نوع الأخطاء المردود عليها.
ومنشأ الغلط فيها.
وحال صاحبها ومنزلته في السنة.
وهل ما وقع فيه من موارد النزاع أم لا؟!
وهل هو مِمَّا يسوغ فيه الاجتهاد أم لا؟!
وأنْ يفرِّق بين ما هو واردٌ في الزجر والرّدْع، وبين ما هو من باب التعقُّب والبيان؟!
وبين الكلام المسموع والمكتوب!
وبين ما خرج من جهة المُقدِّمات، وبين ما هو من جهة النتائج.
وهل الخطأ في باب (الوسائل) أم (المقاصد)؟!
... إلى غير ذلك من الأحكام المبسوطة في كتب أهل العلم المحقِّقين للعدل والإحسان.
ومن لم يعتبر هذه الأصول -وغيرها-؛ كانت ردوده: إما محرمة، أو مكروهة -كما وصف ابن القيم الكتابة المحرَّمة
بقوله: «فيها ما يخالف حكم الله ورسوله ... ولا فائدة فيها، ولا منفعة في الدنيا ولا الآخرة» [«المدارج» 1/ 121].
ومن تدبر ردود العلماء العارفين؛ ظهر له الفرق بين ما يترتب عليها من تحقيق المقاصد الشرعية، وبين الآفات
الخطيرة المترتبة على ردود أولئك المتسرِّعين، الذين شابوا ردودهم بحظوظ النفس وآفاتها!
ورحم الله شيخ الإسلام القائل في «ردّه على الأخنائي» (ص/21):
(يُتْبَعُ)
(/)
«فأما ما فيه من الافتراء والكذب على المجيب فليس المقصود الجواب عنه، وله أسوة بأمثاله من أهل الإفك والزور،
وقد قال -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ} [النور:11].
بل المقصود الانتصار لله، ولكتابه، ولرسوله، ولدينه وبيان جهل الجاهل الذي يتكلم في الدين بالباطل، وبغير علم ...
وليس المقصود -أيضاً- العدوان على أحد -لا المعترض ولا غيره- ولا بخس حقّه، ولا تخصيصه بما لا يختصُّ به مِمَّا يشاركه فيه غيره، بل المقصود الكلام بموجب العلم والعدل والدين كما قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة:8].
وليس -أيضاً- المقصود ذمّ شخص مُعيَّن، بل المقصود بيان ما يُذم ويُنهى عنه، ويحذِّر عنه من الخطأ والضلال في هذا الباب كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما بال رجال يقولون -أو يفعلون- كذا»؛ فيذمُّ ذلك الفعل، ويُحذِّر عن ذلك النوع، وليس المقصود إيذاء شخص معين ... » اهـ.
والمراد: أن أولئك الكتبة تركوا هذه الأصول بخوضهم في أعراض المردود عليهم؛ فوقعوا بسبب (الجهل!) بأنواعٍ من (الظلم!!).
وما أشبههم بقول عليّ بن أبي طالب -رضيَ الله عنه-: «هَمَجٌ رَعاعٌ أتباع كلِّ ناعق».
قد سمعوا الناس يقولون قولاً وافق (دفائنَ نفوسهم!)؛ فسارعوا لتأييده، ومدحه!!
فالأمر -كما يُقال-: (فرصة ولاحت)!!
هذا كله مع كونهم لم يفهموا الكثير من المآخذ والردود! ولا فقهوا وجه التخطئة ومنشأها!!
وعليه؛ فحيهلاً بك (كائناً من كُنتَ) و (قلتَ ما قلتَ)!!
ولهذا تجد كثيراً منهم إذا أثنى وأيّد؛ أتْبَعَ ذلك بالسَّبِّ والتجريح، وألفاظ التنقُّص والازدراء، وذلك ليشفي غيظه أكثر وأكثر!!
وهو في الوقت الذي أيد وشكر فيه، وسبَّ وطعن مظهراً ضغائنه وخوافيه، لم يتعرض للمسألة المردود عليها بأيِّ لغة علمية؛ لا من قريب ولا من بعيد!!
على الأقل (ليبين للناس) أنه أيّد الرادّ (بعلم)، وخطَّأ المردود عليه (بعلم) -أيضاً-.
أمَّا الواقع -وهو (لا في العير ولا في النفير) -: فهو يكتب تأييداً لذاك، وطعناً في ذيّاك، فلا غرض له إلا تكثير السواد (!) ولو بغير فهم ولا حلم ولا عدل!!!
ولو أنه تدبّر وأنصف؛ لعَلِمَ أنه لم ينصر بصنيعه -هذا- سنةً، ولم يكسر بفِعلِهِ -هذا- بدعةً، بل زاد في توسعة دائرة الخلاف، وتفويت فرصة الإصلاح.
بل -هو في الحقيقة- لا يعدو أن يكون حِملاً ثقيلاً، ووزراً كبيراً يُحمل على ظهر ذلك الرادّ بالباطل الذي ترك العلم والعدل والأدب.
الله أكبر ... {قل موتوا بغيظكم} ...
والله لو كتب فيهم كلّ من تهوى نفوسكم (المريضة!)، ولو طعن عليهم من تتمنَّون أن يطعن؟!!! لما زادهم ذلك -عند أهل الإنصاف! - إلا علوَّ كعبٍ ومنزلةٍ.
وبم؟!
وأين؟!
لعلَّ هذه التساؤلات وغيرها، تكون سبباً لإطلاع الغافل (!) على بعض الحقائق، لِيهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حيّ عن بيّنة ...
اللهم اهدِ كبارنا، وأرشد صغارنا، واجمعنا على السنة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه الشيخ عمر ابو طلحة حفظه الله
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 07:29]ـ
... بارك الله فيك ...
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 01:01]ـ
الموضوع جميل ومفيد وبارك الله في كاتب وناقل الموضوع
ولكن
لماذا كثرة علامات التعجب الا تكفي علامة تعجب واحدة لتفي بالغرض؟
هل هو اسلوب جديد في الكتابة؟
من سن هذا الاسلوب؟
وحتى بعض علامات التعجب ليس في مكانها الصحيح
لماذا لانرى هذا الاسلوب من الكتابة عند السلف؟ وحتى عند علمائنا في هذا الزمان؟
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 02:25]ـ
أحسن الله إليك يا عبد الله ..
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 03:02]ـ
واياكم جميعا
نفعني الله واياكم بمحتواه
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 12:53]ـ
جزاكم الله خيرا
هذه فائدة مقيّدة عندي رأيت مناسبتها لهذا الموضوع:
(وطريق الإنصاف: أنْ لا تُدْفع حُجّة العالِم بالصّدر). ابن حجر: فتح: 10/ 83.
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 05:34]ـ
واياك أخ أشرف
هل ممكن توضح الفائدة التي نقلتها عن الحافظ ابن حجر بارك الله فيك؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 02:13]ـ
(وطريق الإنصاف: أنْ لا تُدْفع حُجّة العالِم بالصّدر). ابن حجر: فتح: 10/ 83.
الأخ/ أبو الحارث السلفي - وفقه الله -
معنى: عبارة ابن حجر رحمه الله: أنّه ليس من الإنصاف - بل من الاعتساف -: دفع حُجّة العالِم أو مَن يُعتَبر قوله، بغير حُجّة ..
استطراد: وأمّا القول: العاري عن الحُجّة المعتبرة، أو: بيِّن الضعف، أو: الصادر ممّن لا يُعتبر قوله .. ، فهذا القول: قد لا يُنظَر إليه أصلا .. ، أو يُكتفَى بالإشارة إلى ضعفه، بأنْ يُقال مثلا: "وهذا قول ساقط"، أو: "شاذ"، أو: "منكر"، أو: "مهجور"، أو: "فيه نظر"، أو: "فيه بُعْد"، أو: "لا يُلتفَت إليه"، أو: "فيه ما لا يخفى" أو: "فيه ما فيه" - يعني: من الضعف والمؤاخذة -، أو: "كذا قال! " - يعني: وفيه نظر -، وهكذا .. ، وهذا ليس من الدفع بالصدر في شيء .. ؛ لاختلاف المقام والسياق .. ، والله أعلم.
هذا ما حضرني، فإنْ يكنْ صوابا فمن الله عز وجل، وإنْ يكن خطأ فمِنِّي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 02:57]ـ
أحسنت أخي أشرف
وهذا ما وقع في قلبي بعد قراءة كلام الحافظ ابن حجر في موضعه حيث كان يتكلم عن رد النووي لكلام عياض.
والله أعلم(/)
مالدليل على أن الصحابة كلهم عدول؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 06:01]ـ
لأن بعض المفسرين قال فى قوله تعالى {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} التوبة100 أن من للتبعيض لا البيانية والمقصود قدماء الصحابة من المهاجرين والانصار
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 06:56]ـ
# قال الحافظ شهاب الدين ابن حجر العسقلاني (ت852) رحمه الله: (اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة ... ). الاصابة, الفصل الثالث من المقدمة (1/ 10).
- نقلا عن كتاب " علم الرجال نشأته وتطوره" للشيخ محمد بن مطر الزهراني -رحمه الله- (87) , وللمزيد ينظر في الكتاب و مراجعه.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 05:20]ـ
{لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {88} أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {89} ... (التوبة)
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً {18} وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً {19} وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً {20} .... (الفتح)
{إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً {26} .... (الفتح)
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً {29} .... (الفتح).
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: " وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم " من هذه لبيان الجنس" مغفرة " أي لذنوبهم " وأجرا عظيما " أي ثوابا جزيلا ورزقا كريما
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
{74} وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {75} ... الأنفال.
{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {10} .... (الحديد)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 10:23]ـ
جريدة الدستور تنفى كون كلهم عدول وانا اريد ادلة مجمع عليها كما قال عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لاتجادلوهم بالقرءان فانه حمال وجوه على الخوارج وما ذكرت من تفسير لاية تفسير محتمل وله وجه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 01:05]ـ
من الأدلة: إجماع الصحابة ثم إجماع من يعتد به من أهل العلم على ذلك؛ وبيان هذا الإجماع يعرف بتتبع ما روي عنهم، فمن ذلك:
1 - ابن عباس وغيره من صغار الصحابة الذين رووا كثيرا جدا من الأحاديث ولم يسمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبينوا الواسطة بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان هناك احتمال لتطرق عدم العدالة لبينوا الواسطة.
2 - البراء ابن عازب يقول: ليس كلنا يسمع حديث رسول الله، كانت لنا ضيعة وأشغال، ولكن الناس لم يكونوا يكذبون.
3 - أنس بن مالك حدث بحديث فسأله سائل: أسمعته من رسول الله؟ قال: أو حدثني من لم يكذب، والله ما كنا نكذب ولا كنا ندري ما الكذب.
وغير ذلك من الآثار والروايات.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 01:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ تقي الدين وغيره: الذي عليه سلف الأمة وجمهور الخلف أن الصحابة رضي الله عنهم عدول بتعديل الله تعالى لهم. [المسودة، أصول ابن مفلح، شرح الكوكب المنير]
قال ابن الصلاح وغيره: الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة، ولا يعتد بخلاف من خالفهم. [مقدمة ابن الصلاح، تدريب الراوي]
وحكاه ابن عبد البر في مقدمة (الاستيعاب) إجماع أهل السنة والجماعة.
وحكى فيه إمام الحرمين الإجماع. [البرهان]
قال تعالى: {والسابقون الأولون من المهجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسن رضي الله عنهم ورضوا عنه}.
وقال تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين}.
وقال تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار}.
وقال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}.
وقال تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}.
وقد تواتر امتثالهم الأوامر والنواهي. وهذا الامتثال هو العدالة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه".
وقال صلى الله عليه وسلم: "خير القرون قرني".
وقال صلى الله عليه وسلم" إن الله اختارني واختار لي أصحابا وأنصارا، لا تؤذوني في أصحابي".
فأي تعديل أصح من تعديل علام الغيوب وتعديل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فوائد:
الأولى: ليس المراد بكونهم عدولا العصمة لهم، واستحالة المعصية عليهم، إنما المراد أن لا نتكلف البحث عن عدالتهم، ولا طلب التزكية فيهم.
الثانية: قال الحافظ المزي: من الفوائد أنه لم يوجد قط رواية عمن لمز بالنفاق من الصحابة.
الثالثة: من فوائد القول بعدالتهم مطلقا؛ إذا قيل عن رجل من الصحابة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا؛ كان ذلك كتعيينه باسمه؛ لاستواء الكل في العدالة.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 01:36]ـ
ليسوا عدولاً فقط بل هناك من العلماء كابن حزم وابن حجر شهدوا لأعيانهم جميعاً بالجنة وأنه لا يدخل النار منهم أحد
واستدلوا بالآتى:
وقد احتج ابن حجر بالآتى
قوله تعالى " لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى"
وقوله تعالى " إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون" أى مبعدون عن جهنم
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 01:38]ـ
قوله تعالى {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيداً} البقرة/143.قال النبي صلى الله عليه و سلم الوسط العدل
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 01:48]ـ
بَحْرُ الْفَوَائِدِ الْمُسَمَّى بِمَعَانِي الْأَخْيَارِ لِلْكَلَابَاذِيِّ >> حَدِيثٌ آخَرُ >>
331 قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الزَّاهِدُ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا حَدَّثَنَاهُ نَصْرُ بْنُ الْفَتْحِ، قَالَ: ح أَبُو عِيسَى، قَالَ: ح عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ح جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُدْعَى نُوحٌ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغْتَ، فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُدْعَى قَوْمُهُ، فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغَكُمْ، فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ، وَمَا أَتَانَا مِنْ أَحَدٍ، فَيُقَالُ: مَنْ شُهُودُكَ؟، فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، قَالَ: فَيُؤْتَى بِكُمْ تَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا " وَالْوَسَطُ الْعَدْلُ، فَإِذَا جَعَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَعَدَّلَهُمُ اللَّهُ بِقَوْلِهِ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا، أَيْ: عَدْلٌ، فَشَهَادَةُ الْعَدْلِ مَقْبُولَةٌ لَا تُرَدُّ، وَالْحُكْمُ بِهِ وَاجِبٌ فِي الْقَضَاءِ، فَإِذَا شَهِدُوا عَلَى إِنْسَانٍ بِصَلَاحٍ قُبِلَتْ
(يُتْبَعُ)
(/)
شَهَادَتُهُمْ، وَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ فِي الْمَغِيبِ غَيْرَ ذَلِكَ، وَإِذَا شَهِدُوا عَلَى آخَرَ بِفَسَادٍ قُبِلَتْ شَهَادَتُهُمْ، وَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ فِي الْمَغِيبِ غَيْرَ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ عَلَى الْحَاكِمِ الْقَضَاءَ بِشَهَادَةِ الْعُدُولِ. فَهَذِهِ الْأُمَّةُ شُهُودٌ، وَاللَّهُ عَدَّلَهُمْ، وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَكَّاهُمْ بِقَوْلِهِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَوَصَفَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَذِهِ الصِّفَةِ، وَقَالَ فِي غَيْرِهِمْ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ، فَغَيْرُهُمْ كَانُوا يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَهُوَ الْإِيمَانُ بِاللَّهِ تَعَالَى وَرَسُولُهُ، ثُمَّ لَا يُؤْمِنُونَ هُمْ، وَهُمُ الْيَهُودُ وَبَعْضُ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ، وَالْمُؤْمِنُونَ بِخِلَافِ ذَلِكَ، فَهُمْ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَأْتُونَهُ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيَجْتَنِبُونَهُ، فَهُمْ عُدُولٌ صَادِقُونَ بِتَعْدِيلِ اللَّهِ لَهُمْ، وَهُمْ أَزْكِيَاءُ صِدِّيقُونَ بِتَزْكِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ لَهُمْ، فَوَجَبَتِ الْقَضِيَّةُ بِشَهَادَتِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَجَبَتْ "، وَجَبَتْ إِنَّهُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ " فِي الْأَرْضِ " أَنَّهُ أَوْجَبَ عَلَى الْحُكَّامِ الْقَضَاءَ بِهَا بِشَهَادَتِهِمْ فِي الدِّمَاءِ، وَالْفُرُوجِ، وَالْأَمْوَالِ عَلَى مَا يَعْرِفُ اللَّهُ مِنْهُمْ فَهُوَ عَزَّ وَجَلَّ يَحْكُمُ بِشَهَادَتِهِمْ عَلَى مَا يُعْرَفُ مِنْهُمْ. وَقَوْلُهُ " وَجَبَتْ " فِي الثَّنَاءِ الْحَسَنِ، فَذَلِكَ سِتْرٌ مِنَ اللَّهِ وَتَجَاوُزٌ عَمَّا عَرَفَ مِنَ الْمُثْنَى عَلَيْهِ، وَذَلِكَ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَرَمٌ فِي قَبُولِ شَهَادَةِ أَوْلِيَائِهِ؛ لِئَلَّا يَقَعَ فِي شَهَادَتِهِمْ جَرْحٌ، وَتَجَاوُزٌ عَنِ الْمَشْهُودِ لَهُ وَسِتْرٌ عَلَيْهِ، وَهَذَا يَلِيقُ بِاللَّهِ وَفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ *
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 07:01]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
أرى أن هذه الأية فيها حجة دامغة ومن أصرح الأيات وهى قوله تعالى:
وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) 10 الحديد
فقوله تعالى: (وكلا وعد الله الحسنى) دلالة واضحة على تعديلهم جميعا
ويحضرنى فى هذا الموضوع حديث رواه مسلم وغيره بسنده إلى الحسن أن عائذ بن عمرو - وكان من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- - دخل على عبيد الله بن زياد فقال أى بنى إنى سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول «إن شر الرعاء الحطمة فإياك أن تكون منهم». فقال له اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-. فقال وهل كانت لهم نخالة إنما كانت النخالة بعدهم وفى غيرهم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - Apr-2009, صباحاً 08:27]ـ
اجابة الاخ أبو القاسم
إضافة لما قيل,,
قال تعالى"لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم .. "الحديث
وهذا يفيد العموم ..
وقوله تعالى"محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم .. "الآية .. والصحابة كلهم داخلون في قوله: والذين معه
لأن الكفار والمنافقين ليسوا معه بل ضده
وقوله تعالى"إن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين"
وضد الفسق العدالة ..
والله سجل رضاه عن المهاجرين والأنصار ومسلمة الفتح
وهل الصحابة إلا هؤلاء؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 06:12]ـ
ويُنظر فى فصل منهج الاستدلال على تاريخ الصحابة من كتاب فقه تاريخ الصحابة لمحمد أمحزون حفظه الله
ـ[الليث بن سعد]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 07:18]ـ
جزاك الله خيرا
سبحان الله فى هولاء
وهل يُستدل بدليل على اصل الدليل
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 11:56]ـ
ويقول الشيخ المقدم انه ما ينفع انك تقول مثلا
الصحابى الفلانى لم يرد فى فضله شئلكن تقول لم يرد فى فضله بخصوصه شئ كما أنه لايجوز القول بأن الاية كذا من كتاب الله لم يرد فى فضلها شئ لأن كلام الله كله ورد فى فضله من حيث هو كلام الله لكن تقول الاية رقم كذا لم يرد فى فضلها بخصوصها شئ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 01:03]ـ
إخواني في ملتقى الألوكة المميزة، السلام عليكم
قال الحافظ شهاب الدين ابن حجر العسقلاني (ت852) رحمه الله: (اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة ... ). الاصابة, الفصل الثالث من المقدمة (1/ 10).
قال الآمدي في الإحكام (2/ 110): "اتفق الجمهور من الأئمة على عدالة الصحابة".
وقال السخاوي في فتح المغيث (3/ 112): " ... وممن حكى الإجماع على القول بعدالتهم إمام الحرمين قال: ولعل السبب فيه أنهم نقلة الشريعة، فلو ثبت توقف في روايتهم لانحصرت الشريعة على عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولما استرسلت على سائر الأعصار.
ونحوه قول أبي محمد بن حزم: الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعاً [ ... ] ولكن قد أشار إلى الخلاف إلكيا الطبري حيث قال: إن عليه كافة أصحابنا. وكذا قال القاضي: وهو السلف وجمهور الخلف. وحكى الآمدي، وابن الحاجب قولا أنهم كغيرهم في لزوم البحث على عدالتهم مطلقاً، وهو قضية كلام أبي الحسين بن القطان من الشافعية فإنه قال: فوحشي قتل حمزة، وله صحبة، والوليد يشرب الخمر. قلنا: من ظهر منه خلاف العدالة، لا تقع عليه اسم الصحبة، والوليد ليس بصحابي، إنما أصحابه الذين كانوا على طريقته".
قلت: قد أتى السخاوي على الإشكالية من أصلها؛ فمن ظهرت مخالفته للعدالة لم يكن صحابيا، كالمنافقين، والمرجفين في المدينة، والذين في قلوبهم مرض وشك، والأعراب الذين يعبدون الله على حرف وأمثالهم.
والعجب من ابن حجر ينقل شذوذَ المبتدعة مخالفةَ الاتفاق، ثم يقول (الإصابة 1/ 07): "ولهذا قال المازري في شرح البرهان لسنا نعني بالصحابة عدول كل من رآه صلى الله عليه وسلم يوما مّا أو زاره لماما أو اجتمع به لغرض وانصرف عن كثب، وإنما نعني به الذين آزروه وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون".
فهذا الإجماع أغلبي، وقد ثبتت مخالفة أبو الحسين بن القطان من الشافعية، والمازري إمام المالكية في وقته ... والله أعلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 03:06]ـ
وهل يقال عن المخالف انه خرق الاجماع وسعيه مغفور لامشكور انشاء الله أم يُستدل بقوله على ضعف حكاية الاجماع؟؟
ثم ان المقصود بالعدالةهو عدم تعمد الكذب على النبى أما وقوعهم فى الذنوب ككل البشر فممكن وقد وقع من أحادهم وقد أقام عم1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر الحد على من استحقه - من شرح المقدم على الكتاب المشار اليه
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 03:24]ـ
والشيخ المقدم وهو يقرأ قول احد الائمة وهو ينقل اتفاق الجماهير وهم الذين يُعتد بهم ففى مُسيهل نقله عن هذا الامام قال ونقل الامام فلان الاجماع فقال - كذا وكذا - فسماه الشيخ اجماعا ولاأدرى هل هو الذى سماه أم أنه فقط يقرأ نص الكلام من الكتاب
وأئمة أخرون نقلوا الاجماع كما نقله بن حجر
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 07:52]ـ
أخي الكريم خالد، أعني نسبةَ ابن حجر الشذوذَ للمبتدعة، والمازري وابن الحسين ليسا كذلك.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 08:36]ـ
جريدة الدستور تنفى كون كلهم عدول وانا اريد ادلة مجمع عليها كما قال عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لاتجادلوهم بالقرءان فانه حمال وجوه على الخوارج وما ذكرت من تفسير لاية تفسير محتمل وله وجه
أولاً: كيف لا نجادل بالقرآن وهو الذي جعله الله نوراً وهدىً وتبياناً لكل شيء و حكماً وفصلاً حتى بيننا وبين اهل الديانات الأخرى؟ هذا إن ثبت أصلاً ما روي عن عمر رضي الله عنه.
ثانيا: قبل الحديث عن عدالة الصحابة ينبغي أن نحدد مفهوم وتعريف الصحابي وبناءً عليه يمكن تحديد الاجابة.
فلو قلنا أن الصحابي هو من صحب النبي وآمن به وطالت صحبته وهاجر أوجاهد معه فهؤلاء هم الذين تتحدث عنهم الآيات وتذكر من فضلهم وخيريتهم فلا شك في عدالتهم.
أما لو قلنا هو كل من رأى النبي وآمن به ومات على ذلك، فإن ظواهر النصوص لا تشملهم
والآثار تدل على أن من هؤلاء عصاة ومرتكبي كبائر بل ومنافقون، وقد روى مسلم في صحيحه قال:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ قُلْتُ لِعَمَّارٍ أَرَأَيْتُمْ صَنِيعَكُمْ هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمْ فِي أَمْرِ عَلِيٍّ أَرَأْيًا رَأَيْتُمُوهُ أَوْ شَيْئًا عَهِدَهُ إِلَيْكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً وَلَكِنْ حُذَيْفَةُ أَخْبَرَنِي عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا فِيهِمْ ثَمَانِيَةٌ {لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} ثَمَانِيَةٌ مِنْهُمْ تَكْفِيكَهُمُ الدُّبَيْلَةُ وَأَرْبَعَةٌ لَمْ أَحْفَظْ مَا قَالَ شُعْبَةُ فِيهِمْ.
والحديث المتفق عليه:
" فأقول أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك فأقول سحقاً سحقاً "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله بن نعمة]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 09:14]ـ
فوائد:
الأولى: ليس المراد بكونهم عدولا العصمة لهم، واستحالة المعصية عليهم، إنما المراد أن لا نتكلف البحث عن عدالتهم، ولا طلب التزكية فيهم.
الثانية: قال الحافظ المزي: من الفوائد أنه لم يوجد قط رواية عمن لمز بالنفاق من الصحابة.
الثالثة: من فوائد القول بعدالتهم مطلقا؛ إذا قيل عن رجل من الصحابة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا؛ كان ذلك كتعيينه باسمه؛ لاستواء الكل في العدالة.
السلام عليكم
هل هذا معنى العدالة؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو عبد الله بن نعمة]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 09:18]ـ
وهل يقال عن المخالف انه خرق الاجماع وسعيه مغفور لامشكور انشاء الله أم يُستدل بقوله على ضعف حكاية الاجماع؟؟
ثم ان المقصود بالعدالةهو عدم تعمد الكذب على النبى أما وقوعهم فى الذنوب ككل البشر فممكن وقد وقع من أحادهم وقد أقام عم1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر الحد على من استحقه - من شرح المقدم على الكتاب المشار اليه
السلام عليكم
هل هذا هو معنى العدالة أيضا؟؟؟؟؟
ـ[أبو عبد الله بن نعمة]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 09:20]ـ
جزاك الله خيرا
سبحان الله فى هولاء
وهل يُستدل بدليل على اصل الدليل
أخي الكريم
هلا أوضحت متعلق ردك؟؟!!
القاعدة صحيحة ولا شك
أحسنت بارك الله فيك
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 09:26]ـ
السلام عليكم
هل هذا معنى العدالة؟؟؟؟؟؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يا أخي الفاضل هداك الله، ليس هذا معنى العدالة، إنما هو متعلق العدالة ومضمونها.
ـ[أبو عبد الله بن نعمة]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 09:57]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يا أخي الفاضل هداك الله، ليس هذا معنى العدالة، إنما هو متعلق العدالة ومضمونها.
أهلا بك أخي
الجهة هنا منفكة
فالعدالة وصف للشخص، وعدم البحث والسؤال متعلق بالباحث المعدّل
ثم إن مجرد الوصف بأن الصحابة عدول هو نتيجة تزكيتهم والسؤال عن حالهم والبحث عن وصفهم من خلال ما ورد من النصوص.
لذا وجدت يا عزيزي أن هذا التعلق غير منضبط ولا يعد هو المضمون الرئيس للعدالة
والله أعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 12:48]ـ
أهلا بك أخي
الجهة هنا منفكة
فالعدالة وصف للشخص، وعدم البحث والسؤال متعلق بالباحث المعدّل
ثم إن مجرد الوصف بأن الصحابة عدول هو نتيجة تزكيتهم والسؤال عن حالهم والبحث عن وصفهم من خلال ما ورد من النصوص.
لذا وجدت يا عزيزي أن هذا التعلق غير منضبط ولا يعد هو المضمون الرئيس للعدالة
والله أعلم.
أعد النظر بارك الله فيك فيما كتبت، ففيه من العجلة الشيء الكثير. عليك بالتروي حفظك الله، فليست المسألة أنت ترى أو أنا أرى.
ثم ما كتبته أنا غفر الله لك ليس من كيسي، ولم أكن أول من قاله، بل هو ما قرره علماء الأمة وأحبارها رعاك الله.
فالقول بالعدالة شيء؛ ومتعلقها شيء آخر. فتنبه
وأنت هنا خلطت رحمك الله بين الشخص المعدل من هو، فقد عممت رحمك الله، ولم يخطر ببالك أن هؤلاء العظام ليسوا في التعديل كغيرهم من الأمة. فتأمل
ثم قلت هداك الله: (والسؤال عن حالهم والبحث عن وصفهم من خلال ما ورد من النصوص).
أقول: هذا كلام ليس بمنضبط أبدا، وهو مخالف لما قرره أهل العلم.
والله أعلم
ـ[أبو عبد الله بن نعمة]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 01:17]ـ
أعد النظر بارك الله فيك فيما كتبت، ففيه من العجلة الشيء الكثير. عليك بالتروي حفظك الله، فليست المسألة أنت ترى أو أنا أرى.
ثم ما كتبته أنا غفر الله لك ليس من كيسي، ولم أكن أول من قاله، بل هو ما قرره علماء الأمة وأحبارها رعاك الله.
فالقول بالعدالة شيء؛ ومتعلقها شيء آخر. فتنبه
وأنت هنا خلطت رحمك الله بين الشخص المعدل من هو، فقد عممت رحمك الله، ولم يخطر ببالك أن هؤلاء العظام ليسوا في التعديل كغيرهم من الأمة. فتأمل
ثم قلت هداك الله: (والسؤال عن حالهم والبحث عن وصفهم من خلال ما ورد من النصوص).
أقول: هذا كلام ليس بمنضبط أبدا، وهو مخالف لما قرره أهل العلم.
والله أعلم
أخي بارك الله فيك وهداك لما فيه الخير
أنت قلت:
: ليس المراد بكونهم عدولا العصمة لهم، واستحالة المعصية عليهم، إنما المراد أن لا نتكلف البحث عن عدالتهم، ولا طلب التزكية فيهم.
تقول ((إنما)) المراد أي بالعدالة ألا نتكلف البحث عن عدالتهم .. !!!
وتقول هنا:
ثم ما كتبته أنا غفر الله لك ليس من كيسي، ولم أكن أول من قاله، بل هو ما قرره علماء الأمة وأحبارها رعاك الله.
هلا أسعفتنا مأجورا بهذا الحصر للعدالة من أقوال أهل العلم!!
أما قولك هنا:
فالقول بالعدالة شيء؛ ومتعلقها شيء آخر. فتنبه
فهذا ما أردت بارك الله فيك ونفع بك أن تتنبه له ولكنك تقرر خلافه.
وأخيرا قلت بارك الله فيك
ثم قلت هداك الله: (والسؤال عن حالهم والبحث عن وصفهم من خلال ما ورد من النصوص).
أقول: هذا كلام ليس بمنضبط أبدا، وهو مخالف لما قرره أهل العلم.
أراك هنا استعجلت ولو راجعت كلامي لوجدت أنني أقول:
ثم إن مجرد الوصف بأن الصحابة عدول هو نتيجة تزكيتهم والسؤال عن حالهم والبحث عن وصفهم من خلال ما ورد من النصوص.
ولم أخلط بينهم وبين غيرهم وليتك تعود لكلام الأخ ابراهيم الجزائري حول من هم الصحابة
فهو مزيل للبس.
وفقك الله ونفع بك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 01:25]ـ
أخي بارك الله فيك وهداك لما فيه الخير
أنت قلت:
: ليس المراد بكونهم عدولا العصمة لهم، واستحالة المعصية عليهم، إنما المراد أن لا نتكلف البحث عن عدالتهم، ولا طلب التزكية فيهم.
تقول ((إنما)) المراد أي بالعدالة ألا نتكلف البحث عن عدالتهم .. !!!
وتقول هنا:
ثم ما كتبته أنا غفر الله لك ليس من كيسي، ولم أكن أول من قاله، بل هو ما قرره علماء الأمة وأحبارها رعاك الله.
هلا أسعفتنا مأجورا بهذا الحصر للعدالة من أقوال أهل العلم!!
أما قولك هنا:
فالقول بالعدالة شيء؛ ومتعلقها شيء آخر. فتنبه
فهذا ما أردت بارك الله فيك ونفع بك أن تتنبه له ولكنك تقرر خلافه.
وأخيرا قلت بارك الله فيك
ثم قلت هداك الله: (والسؤال عن حالهم والبحث عن وصفهم من خلال ما ورد من النصوص).
أقول: هذا كلام ليس بمنضبط أبدا، وهو مخالف لما قرره أهل العلم.
أراك هنا استعجلت ولو راجعت كلامي لوجدت أنني أقول:
ثم إن مجرد الوصف بأن الصحابة عدول هو نتيجة تزكيتهم والسؤال عن حالهم والبحث عن وصفهم من خلال ما ورد من النصوص.
ولم أخلط بينهم وبين غيرهم وليتك تعود لكلام الأخ ابراهيم الجزائري حول من هم الصحابة
فهو مزيل للبس.
وفقك الله ونفع بك
هداك الله وزادك حرصا آمين
حقيقة لا أراك هنا معي إلا مجادلا، فسامحني لست من أهل الجدال!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 03:17]ـ
قال العلماء ان الصحابة لايحتاجون من يزكيهم فان الله لم يحوجهم الى أحد ليزكيهم ولكن الله هو الذى زكاهم
ثم انى قلت لكم المقصود بقولنا ان كلهم عدول أى كلهم لايتعمد الكذب على النبى
والكلام واضح
أما المتعلق وهذا الكلام فمبحث أخر
ـ[أبو عبد الله بن نعمة]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 11:51]ـ
لا تعليق
ـ[جذيل]ــــــــ[05 - Jun-2009, صباحاً 03:26]ـ
من يقول ان من الصحابة من ليسوا عدولا ..
نقول له:
اخبرنا من هذا الصحابي الغير معدل .. !
سيبدا بأبي هريرة وحديث الطيرة , ثم ينتقل الى ابن عمر والزاملة , ويحول الى انس وكلام الكوثري ..
وهلم جرا .. حتى تتبين لنا جذور كلام الرافضة ..
السؤال المهم:
من هو الصحابي الذي ليس بعدل.!
ـ[أبو عبد الله بن نعمة]ــــــــ[05 - Jun-2009, صباحاً 03:33]ـ
ثم انى قلت لكم المقصود بقولنا ان كلهم عدول أى كلهم لايتعمد الكذب على النبى
والكلام واضح
نعم واضح يا شيخ
لكن يطرأ هنا سؤال هل معنى عدالة الصحابة يختلف عن معنى عدالة غيرهم؟؟؟؟؟؟؟
لو تأملت يا رعاك الله تعاريف المحققين للعدالة ومن هو العدل لما وجدت هذا الكلام الذي ذكرت هنا
يقول القاضي أبو بكر محمد بن الطيب أنه قال: العدالة المطلوبة في صفة الشاهد والمخبر هي العدالة الراجعة إلى استقامة دينه، وسلامة مذهبه، وسلامته من الفسق، وما يجري مجراه مما اتفق على أنه مبطل العدالة من أفعال الجوارح والقلوب المنهي عنها
والغزالي قول انها عبارة عن استقامة السيرة والدين ويرجع حاصلها إلى هيئة راسخة في النفس تحمل على ملازمة التقوى والمروءة جميعاً حتى تحصل ثقة النفوس بصدقة
ومثل هذا قال ابن الحاجب
وانظر تعريف ابن حجر للعدالة وكذلك السيوطي
فما الذي يجعلك تقول إن المقصود هو عدم تعمد الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم
ألا يكون في هذا انتقاص من قدر الصحابة وأنهم متلبسون بأمور ولكن المهم هو عدم تعمدهم للكذب
إن ما ذكرت إنما هو بعض معنى العدالة
وفقني الله وإياك لما فيه الخير
والله أعلم
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 01:26]ـ
يا اخوة حفظكم الله ارى والله أعلم بأن الحديث حول الصحابة قد تكرر في المنتدى أكثر من مرة ويدور الموضوع حول بدعية الفعل أو عدالة الفعل أو أو.
يا اخوة ترك مثل هذه المواضيع خيراً لنا ولكم والبحث فيها يوضلُنا إلى طريق قد نشك فيك في فضل القوم رضي الله عنهم فكم من شاكٍ في دينه ينظر في الأقول فيقع على قول فيه شبهة فتلصق في قلبه فينقلب على عقبه من الخاسرين، ويكون لكاتبه وزر من فهم القول بالشكل الغير الصحيح، والله لأرجو من إدارة المنتدى التنبه لهذه المسألة فهي تفتح باب شر فهل من فائدة ترجى في هذا الباب مع علم الناس بعدالة الصحابة جملةً وتفصيلا؟
فلسنا من أهل الهوى والضلالة حتى نناقش عدالتهم أو عدمها، إلا إن أتى من يدعي هذا فنناقشه ونبين له المسألة، والبحث في هذا الباب بين الأخوة بارك الله فيهم مفضي إلى الخصومة والقطيعة فما فتحت هذه الأبواب حول الصحابة إلا فتحت أبواب في التشكيك في صحة أصول الدين.
وارجو العفوا إذا كانت مداخلتي ليست في موضوعكم ولكن هي نصيحة من يخاف على نفسه النار بارك الله فيكم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 11:04]ـ
لكن يطرأ هنا سؤال هل معنى عدالة الصحابة يختلف عن معنى عدالة غيرهم؟؟؟؟؟؟؟
قال الشيخ المقدم فى تعريف عدالة الصحابة بنفس التعريف المشهور فى تعديل كل الناس
وانا أقول ان غيرهم من الناس قد يكون عدلا ثم يتزندق او يرتد او يلحد ويحارب الاسلام اما الصحابة فلا وقد نص أكثر من امام قرأت اقوالهم فى لزوم تعديلهم بالواحد
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 11:06]ـ
فما الذي يجعلك تقول إن المقصود هو عدم تعمد الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم
ألا يكون في هذا انتقاص من قدر الصحابة وأنهم متلبسون بأمور ولكن المهم هو عدم تعمدهم للكذب
إن ما ذكرت إنما هو بعض معنى العدالة
وفقني الله وإياك لما فيه الخير
والله أعلم
هذا فهمك انت لا قولى ولا هو نقلى عن المقدم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 11:10]ـ
يا اخوة حفظكم الله ارى والله أعلم بأن الحديث حول الصحابة قد تكرر في المنتدى أكثر من مرة ويدور الموضوع حول بدعية الفعل أو عدالة الفعل أو أو.
يا اخوة ترك مثل هذه المواضيع خيراً لنا ولكم والبحث فيها يوضلُنا إلى طريق قد نشك فيك في فضل القوم رضي الله عنهم فكم من شاكٍ في دينه ينظر في الأقول فيقع على قول فيه شبهة فتلصق في قلبه فينقلب على عقبه من الخاسرين، ويكون لكاتبه وزر من فهم القول بالشكل الغير الصحيح، والله لأرجو من إدارة المنتدى التنبه لهذه المسألة فهي تفتح باب شر فهل من فائدة ترجى في هذا الباب مع علم الناس بعدالة الصحابة جملةً وتفصيلا؟
فلسنا من أهل الهوى والضلالة حتى نناقش عدالتهم أو عدمها، إلا إن أتى من يدعي هذا فنناقشه ونبين له المسألة، والبحث في هذا الباب بين الأخوة بارك الله فيهم مفضي إلى الخصومة والقطيعة فما فتحت هذه الأبواب حول الصحابة إلا فتحت أبواب في التشكيك في صحة أصول الدين.
وارجو العفوا إذا كانت مداخلتي ليست في موضوعكم ولكن هي نصيحة من يخاف على نفسه النار بارك الله فيكم.
نص العلماء على انه ينبغى مناقشة الفتنة بين الصحابة- بضوابط - اذا وُجد من يدندن ويثير الشبهات حول الموضوع
ونحن طلبة العلم ان لم نعرف كيف نرد على الشبهات بكل تفاصيلها فماهى فائدتنا اذا؟؟!!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Jun-2009, صباحاً 01:01]ـ
أنا لحظت شيئا مهما
وهو
ان حتى القول بعدم عدالة الصحابة كلهم (تنزلا معهم) والا فقطعا كلهم عدول أو القول بالخلاف فى عدد الصحابة فانا سمعت من اهل العلم من قال انهم 10000 ومنهم قال 12000 ومنهم 100000 ومنهم 20000
ومع كل تلك الاقوال فانه لاثغر للشيعة ولامُتمسك لهم بتلك الاقوال
لأنهم أصلا لايقولون بعدالة المُجمع عليهم بين اهل الاسلام فى كونهم من الصحابة!!! الا 3 أو 7!!!
يعنى أقل عدد مُجمع عليه بين المسلمين انهم من الصحابة فالشيعة يكفروهم
ولو كانوا مثلا لم يقولوا بعدالة أحد ممن اختُلف فى صحبته لساغ لهم ذلك فكيف وهم يكفرون أمة محمد (ص) وكل من سيأتى الى يوم القيامة!!!
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 08:04]ـ
الإخوة الأفاضل جزاكم الله خيرا
قال المؤرخ الحافظ الناقد الذهبي: "وأما الصحابة - رضي الله عنهم - فبساطهم مطوي وإن جرى ما جرى، وإن غلطوا كما غلط غيرهم من الثقات، فما يكاد يسلم أحد من الغلط، لكنه غلط نادر لا يضر أبدا، إذ على عدالتهم وقبول ما نقلوه العمل وبه ندين الله تعالى" / (معرفة الرواة المتكلم فيه بما لا يوجب الرد، ص: 46)
قلت: إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث؛ كيف نفعل بتعديل الله لهم الذي علم ظاهرهم وباطنهم، ما بين أيديهم وما خلفهم ... مقابل هفوات وأخطاء نادرة ... كفى بالمرء فضلا أن تعدّ معايبه.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 06:32]ـ
مفهوم عدالة الصحابة - كتب إسلامية ( http://books.bdr130.net/1400.html) - 22
http://books.bdr130.net/1400.html
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[09 - Mar-2010, صباحاً 12:58]ـ
قال المؤرخ الحافظ الناقد الذهبي: "وأما الصحابة - رضي الله عنهم - فبساطهم مطوي وإن جرى ما جرى، وإن غلطوا كما غلط غيرهم من الثقات، فما يكاد يسلم أحد من الغلط، لكنه غلط نادر لا يضر أبدا، إذ على عدالتهم وقبول ما نقلوه العمل وبه ندين الله تعالى" / (معرفة الرواة المتكلم فيه بما لا يوجب الرد، ص: 46
الذهب الخالص.
ـ[ابونصر المازري الجزائري]ــــــــ[28 - Mar-2010, مساء 02:38]ـ
لي عودة لهذا الموضوع إن شاء الله
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[28 - Mar-2010, مساء 09:03]ـ
مرحبا بك في المجلس العلمي للألوكة المميزة!(/)
إشكال (4) من اختصار وشرح الأصول من علم الأصول (تعريف الحكم الوضعي).
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 08:02]ـ
إشكال في تعريف الأحكام الوضعية:
قال الشيخ: (الأحكام الوضعية: ما وضعه الشارع من أمارات لثبوت أو انتفاء أو نفوذ أو إلغاء).
وقفات مع تعريف الشيخ:
1 - من نظر في التعريف يجد أنه ما سار على طريقة الأصوليين في تعريف الحكم الوضعي فكان الأولى أن يقول: (خطاب الله ... ).
2 - من دقق في التعريف المذكور يجد أنه غامض حيث لم يتبين منه أن هذه الأحكام الموضوعة من الشارع كعلامات لثبوت أو انتفاء أو نفوذ أو إلغاء ماذا؟! فمثلا إن قلنا أن هذه الأحكام الوضعية هي (ما وضعه الشارع من أمارات لثبوت) وسكتُ ثم قلتَ لي: لثبوت ماذا؟ لكان سؤالك متجها.
3 - ذكر الشيخ كلمة (ما وضع) في تعريف الأحكام الوضعية مما يلزم منه الدَّوْر.
4 - أن هذا التعريف على كلام المناطقة في التعريف الحقيقي للحد معيب إذ أنه يحتوي على أو التشكيكية، قال الأخضري في شرحه على السلم وهو يتكلم على شروط المعرفات: (ولا يجوز أيضاً دخول "أو" في الحقيقي) أي لا تدخل في الحد الحقيقي المحتوي على الفصل والجنس، وأما في الرسمي فجائز، مثالَه تقَوْل مَا الَانسان؟ بالْحَدّ تقَوْل: حَيَوَان ناطق مَن غَيْر (أو) التشكيكية. وبالرسم تقَوْل: حَيَوَان ضاحك أو قابَل للتعلَم أو الْكِتَابَة أو. . الخ فهذا تعريف بالخاص (رسمي) وليس بالجنس والفصل (حقيقي).
5 - والأولى في تعريفه (الرسمي) أن يقال هو: خطاب الله تعالى بجعْلِ الشيء سبباً أو شرطاً أو مانعاً أو صحيحاً أو فاسداً (وهذا التعريف ذكره د. عياض السلمي في أصول الفقه الذي لا يسع الفقيهَ جهلُه).
ـ[دكتور عاصم]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 10:43]ـ
بارك الله فيك وجعلها الله فى ميزان حسناتك
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 11:09]ـ
بارك الله فيك وجعلها الله فى ميزان حسناتك
آمين وإياكم ...(/)
هل الاتفاق -عند العقد- على أمر ظني لدوام النكاح، هو من نكاح المتعة؟ (للمدارسة)
ـ[حمد]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 01:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
من المعلوم أنّ الاتفاق بين الرجل والمرأة أو وليها على أجل مسمّى للنكاح، هو كنكاح المتعة. محرم.
مثل: أتزوجكِ إلى شهر كذا، ثم سأطلقك.
لكن السؤال:
لو اتفقوا عند عقد النكاح على أمر ظني - مثل: سأطلقك لو فاز فلان بالانتخابات القادمة.
ووافقت المرأة أو وليها.
فهل هذا مثل نكاح المتعة، ما حكمه؟
للمدارسة.(/)
إشكال (6) هل النبي مفوض أم مبلغ؟ (من شرح إختصار الأصول من علم الأصول)
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 03:15]ـ
قال الشيخ في شرح الأصول (ص/46): (الشارع هو الله أو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... لكن الرسول مبلغ عن الله وشارع لعباد الله) اهـ.
الحنابلة تطلق لفظ الشارع على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهم يقولون بمسألة التفويض ويرون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - له أن يحكم برأيه من غير نظر في المستندات الشرعية، ويستشهدون بنحو قوله - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عن الحج: أهو في كل عام؟ قال: (لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم) والصواب أنه - صلى الله عليه وسلم - ليس مُشرِّعاً بل هو مبلغ ومطبق وناقل ومبيِّن للتشريع، وأنه كان يجتهد فإن أخطأ نزل الوحي بتصويبه - لأن الحق واحد لا يتعدد - كما في أسارى بدر (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ) وكما عوتب في ابن أم مكتوم وتحريمه - صلى الله عليه وسلم - العسل و مارية القبطية على نفسه، ولما رجع عن قوله في مسألة التأبير، ونحو ذلك وانظر شرح الكوكب المنير (ص/615)، وانظر أفعال الرسول للأشقر (1/ 126).(/)
الخوف من سوء الخاتمة لغالب الساقي
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 03:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
كثير من المتدينين يكون آمنا من مكر الله وهو لا يشعر ولا يخطر في باله أنه ممكن أن تكون له سوء الخاتمة فهو يستبعد أن يموت كافرا أو فاسقا أو مبتدعا مستحقا دخول النار إما مع الخلود فيها أو بدون الخلود فيها. قال تعالى: ((أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)) [الأعراف: 99].
وهذا الأمن من سوء الخاتمة ليس مما يدعمه الواقع ولا تسنده أخبار الشرع المطهر.
فلو استعرضنا التاريخ لوجدنا أن كثيرا ممن كان مسلما تحول إلى الكفر كما وقع ذلك لأكثر العرب عند موت النبي صلى الله عليه وسلم حتى قامت حروب المرتدين على يد الخليفة الصديق رضي الله عنه وأرضاه.
وكم نجد في التاريخ من إنسان كان موحدا تحول إلى عبادة غير الله أو القول بوحدة الوجود أو الحلول أو الاعتقاد بصحة عبادة الكواكب أو إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة.
ولا زالت حلقات التحول من الحق إلى الضلال ومن الكفر إلى الإيمان متواصلة حتى سمعنا بمن ألف الكتب الضخمة ورد على المخالفين للحق ثم ارتد عن دينه وألحد بعد الإسلام والعلم.
بل عرفنا شخصا كان سلفيا مقربا للشيخ الألباني رحمه الله تعالى تحول من السلفية إلى الجهمية والصوفية ثم إلى البهائية.
وكم من إنسان وقع في احتقار الله وسبه أو سب دينه ورسوله ومات على ذلك فكان من الكافرين وكم من إنسان عندما يبتلى بالابتلاءات الشديدة يتهم ربه سبحانه بالظلم ويقدح في حكمته ورحمته وعدله فيصير بذلك كافرا ويموت على ذلك فيبوء بالخسران.
ومن الناس من لا يتحول من الإسلام إلى الكفر ولكن يتحول إلى مذهب من مذاهب الفرق الضالة التي جاء الوعيد لها بالنار.
أو يتحول إلى الفسوق والعصيان فيستحق دخول النيران وإن كان تحت مشيئة الرحمن وليس من أهل الخلود في الجحيم.
فهذه الفكرة التي تستقر في نفوس كثير منا أنه سيموت على ما هو عليه من الخير والهدى والصلاح ليس لها رصيد من الواقع ولا يسندها الشرع إذ أن نبي الهدى صلى الله عليه وسلم وضح أن القلوب تتقلب كريشة بأرض فلاة يقلبها الريح ظهرا لبطن أو كما يتقلب الماء في القدر حين غليانه.
عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " فقلت: يا نبي الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ قال: " نعم إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء ". رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل القلب كريشة بأرض فلاة يقلبها الرياح ظهرا لبطن ". رواه أحمد وصححه الألباني كما في تخريجه مشكاة المصابيح.
وقال عليه الصلاة والسلام:
" إنما سمي القلب من تقلبه إنما مثل القلب مثل ريشة بالفلاة تعلقت في أصل شجرة يقلبها الريح ظهرا لبطن ". أخرجه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وقال صلى الله عليه وسلم: " لقلب ابن آدم أشد انقلابا من القدر إذا استجمعت غليانا ". رواه أحمد والحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وقد بين الله سبحانه أنه أملك لقلوب العباد من أنفسهم بقوله في كتابه العزيز: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون) [الأنفال: 24].
وهذا العلم بهذه الحقيقة التي يتفطر لها قلوب المؤمنين ليس المقصود منه أن يعيش المسلم المتدين منا حزينا شقيا فإن الحزن ليس عبادة يجوز أن يقصدها ويستجلبها المسلم بعد قوله تعالى:
(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) [آل عمران: 139]
ولا المقصود والغرض من معرفة هذه الحقيقة اليأس من رحمة الله فإن الله تعالى يقول: (قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون) [الحجر: 56]
وقال صلى الله عليه وسلم:
(يُتْبَعُ)
(/)
" الكبائر: الشرك بالله و الإياس من روح الله و القنوط من رحمة الله " رواه البزار وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
ولكن المقصود من معرفة هذه الحقيقة أن نحذر من الأسباب التي تؤدي إلى سوء الخاتمة فإن الله سبحانه لا يضل إنسانا بعد إذ هداه إلا لسبب يستحق عليه هذا المنقلِب تلك العقوبة الوخيمة نسأل الله أن يسلمنا منها.
فما هي تلك الأسباب التي تؤدي إلى سوء الخاتمة لنحذرها ونجتنبها خشية أن نقع في شراكها ونذوق نتائجها ونقطف ثمارها المرة ونجني منها الشوك والخسران.
من تلك الأسباب الاستغناء عن الله وعدم الافتقار إليه. قال تعالى: (فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى، وكذب بالحسنى، فسنيسره للعسرى) [الليل: 5 - 10].
قال ابن سعدي في تفسيره هذه الآيات الكريمات:
" {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى} [أي] ما أمر به من العبادات المالية، كالزكوات، والكفارات والنفقات، والصدقات، والإنفاق في وجوه الخير، والعبادات البدنية كالصلاة، والصوم ونحوهما.
والمركبة منهما، كالحج والعمرة [ونحوهما] {وَاتَّقَى} ما نهي عنه، من المحرمات والمعاصي، على اختلاف أجناسها.
{وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} أي: صدق بـ " لا إله إلا الله " وما دلت عليه، من جميع العقائد الدينية، وما ترتب عليها من الجزاء الأخروي.
{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} أي: نسهل عليه أمره، ونجعله ميسرا له كل خير، ميسرًا له ترك كل شر، لأنه أتى بأسباب التيسير، فيسر الله له ذلك.
{وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ} بما أمر به، فترك الإنفاق الواجب والمستحب، ولم تسمح نفسه بأداء ما وجب لله، {وَاسْتَغْنَى} عن الله، فترك عبوديته جانبًا، ولم ير نفسه مفتقرة غاية الافتقار إلى ربها، الذي لا نجاة لها ولا فوز ولا فلاح، إلا بأن يكون هو محبوبها ومعبودها، الذي تقصده وتتوجه إليه.
{وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} أي: بما أوجب الله على العباد التصديق به من العقائد الحسنة.
{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} أي: للحالة العسرة، والخصال الذميمة، بأن يكون ميسرًا للشر أينما كان، ومقيضًا له أفعال المعاصي، نسأل الله العافية".
ومن تلك الأسباب الاستكبار والعجب والغرور والحسد عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُوا.
فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى عَسْكَرِهِ وَمَالَ الآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلٌ لاَ يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً إِلاَّ اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ فَقَالُوا مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلاَنٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ». فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَنَا صَاحِبُهُ أَبَدًا. قَالَ فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ - قَالَ - فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ.
قَالَ «وَمَا ذَاكَ». قَالَ الرَّجُلُ الَّذِى ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ فَقُلْتُ أَنَا لَكُمْ بِهِ فَخَرَجْتُ فِى طَلَبِهِ حَتَّى جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عِنْدَ ذَلِكَ «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ».رواه البخاري ومسلم.
قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم":
(يُتْبَعُ)
(/)
"وقوله: ((فيما يبدو للناس)) إشارةٌ إلى أنَّ باطنَ الأمر يكونُ بخلافِ ذلك، وإنَّ خاتمة السُّوءِ تكونُ بسبب دسيسةٍ باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس، إما من جهة عمل سييء ونحو ذلك، فتلك الخصلة الخفية توجب سُوءَ الخاتمة عند الموت، وكذلك قد يعمل الرجلُ عملَ أهل النَّارِ وفي باطنه خصلةٌ خفيةٌ من خصال الخير، فتغلب عليه تلكَ الخصلةُ في آخر عمره، فتوجب له حسنَ الخاتمة ".
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِى بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ فِى ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ فِى ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِىٌّ أَوْ سَعِيدٌ فَوَالَّذِى لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا».رواه البخاري ومسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تعجبوا بعمل أحد حتى تنظروا بما يختم له، فإن العامل يعمل زمانا من دهره، أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات (عليه) دخل الجنة، ثم يتحول فيعمل عملا سيئا، و إن العبد ليعمل زمانا من دهره بعمل سيىء لو مات (عليه) دخل النار،ثم يتحول فيعمل عملا صالحا، و إذا أراد الله بعبد خير استعمله قبل موته فوفقه لعمل صالح، (ثم يقبضه عليه) ".أخرجه أحمد وصححه الالباني في " السلسلة الصحيحة ".
ومن أوضح الأمثلة على ذلك خاتمة إبليس التي كانت بسبب الكبر والعجب والحسد قال تعالى:
(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) [البقرة: 34].
وقال ابن عيينة: "من كانت معصيته في الشهوة فارج له التوبة فإن آدم عصى مشتهيا فغفر له فإذا كانت معصيته في كبر فاخش على صاحبه اللعنة فإن إبليس عصى مستكبرا فلعن".
وكذلك اليهود بعد أن فضلهم الله على العالمين كما في قوله تعالى: (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين) [البقرة: 47].
بسبب ما كان في قلوبهم من الحسد والكبر والعجب والغرور أضلهم الله وأعمى بصائرهم فكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم مع أنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وكانوا يستفتحون به على الذين كفروا فصاروا شر الأمم بعد أن كانوا خيرها.
قال تعالى: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير) [البقرة: 34].
وقال سبحانه: ((الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون)) [البقرة: 146].
وقال تبارك وتعالى: ((ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين)) [البقرة: 89].
فراقب قلبك أخي المسلم لا يدخل فيه الكبر والعجب والغرور والحسد فيكون ذلك مؤديا إلى أن يعاقبك الله على ذلك بخاتمة السوء والنهاية المرة.
فإن النفوس فيها شرور كامنة والقلوب فيها أمراض خفية إن تركت تنمو في القلب بدون تطهير له باستمرار ومراقبة وإصلاح فإنها تنمو وتزداد حتى يصل الإنسان بسببها إلى أن يصاب القلب بأمراض خطرة تؤدي إلى موته وسوء الخاتمة اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أسباب سوء الخاتمة أن يقدم الإنسان طاعة هواه على طاعة الله ورسوله وأن يعتد بعقله ورأيه أكثر من اعتداده بكتاب ربه وسنة نبيه فيحمله ذلك على أن يتبع المتشابهات ويترك المحكمات وأن يرد حديث رسول الله الصحيح عنه بتكذيبه أو تحريفه وأن يبتدع في دين الله ولا يكتفي بهدي رسول الله وسنته
قال تعالى: ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)) [النساء:115].
وقال سبحانه: ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)) [النور: 63].
وقال أيضا: ((هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) [آل عمران: 7 - 8].
وفي "الشريعة" للآجري "عن محمد بن سيرين: أنه كان يرى أن أسرع الناس ردة: أهل الأهواء".
وقال أبو حامد الغزالي "أكثر الناس شكا عند الموت أهل الكلام ".
"وحكى ابن العربي عن الزبير بن بكار قال: سمعت مالك بن أنس ـ وأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله من أين أحرم؟ ـ قال: من ذي الحليفة من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أريد أن أحرم من المسجد فقال: لا تفعل قال: فإني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر قال: لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة فقال: وأي فتنة هذه؟ إنما هي أميال أزيدها قال: وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ إني سمعت الله يقول: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} ". كذا في الاعتصام للشاطبي.
وقال الإمام أحمد: "عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، يذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة) أتدري ما الفتنة؟.
الفتنة: الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك ". ذكره ابن كثير في تفسيره.
ومن أسباب سوء الخاتمة أن يرائي الإنسان في عمله الناس ويسترسل مع هذا الرياء حتى ينمو ويزداد فيصل به إلى سوء الخاتمة قال ابْنُ أَبِى مُلَيْكَةَ:" أَدْرَكْتُ ثَلاَثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ، مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّهُ عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ ". ذكره البخاري في صحيحه.
فإنما كانوا يخافون على أنفسهم النفاق الأصغر الذي يؤدي إلى النفاق الأكبر.
وقد يتحول الإنسان من الهدى إلى الضلال لكونه بعد أن هداه الله واستقام على شرع ووصل نور القرآن والتوحيد والإيمان إلى قلبه لم يحفظ هذه النعمة ولم يقدرها قدرها فلم يحذر من الافتتان بالنساء أو بالمال أو بالمنصب والجاه أو بغير ذلك من مفاتن الدنيا ولم يأخذ أوامر الله بالامتثال والحذر من مخالفتها بل صار يستهين بمعصية الله وينال منها ما يناله عند خلوته أو في أي حال أخرى فيغير الله ما به ويحول قلبه من حال إلى حال أخرى بسبب ذلك قال تعالى: ((وإذ قال موسى لقومه ياقوم لم تؤذنني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين)) [الصف].
وقال: ((ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين، فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون، فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون)) [التوبة: 75 - 77].
وقال – أيضا -: ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) [الرعد: 11].
وقال – سبحانه -: ((ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا)) [النساء: 66].
قال الشوكاني في تفسيره:
" {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ} من اتباع الشرع والانقياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم {لَكَانَ} ذلك {خَيْراً لَّهُمْ} في الدنيا والآخرة، {وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً} لأقدامهم على الحق، فلا يضطربون في أمر دينهم ". انتهى كلام الشوكاني.
وقال صلى الله عليه وسلم:
" ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه" رواه الترمذي وصححه الألباني.
هذه بعض أسباب سوء الخاتمة فعلينا أن نحذرها وأن نفر منها كفرارنا من الأسد إن كنا نريد أن نثبت على دين الله ونستمر على هداية الله إلى الممات كما أمرنا الله تعالى بقوله: ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) [آل عمران: 102].
ومن آمن بالله واستقام على شرعه وحذر من الأسباب التي تؤدي إلى سوء الخاتمة فليبشر بالخير وليطمع برحمة الله ويرجو أن يثبته على الحق والهدى حتى يلقاه عليه فإن الله سبحانه رحيم منان جواد كريم من تقرب إليه شبرا تقرب إليه ذراعا ومن تقرب إليه ذراعا تقرب إليه باعا ومن أتاه يمشي أتاه هرولة.
ويزيد المؤمن هداية ونورا وثباتا على الحق قال تعالى:
((يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)) [إبراهيم: 27].
وقال سبحانه:
((والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم)) [محمد: 17] ,
يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك! يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك! اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه!!.
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com(/)
ادعُ ربك من أجل التقرب إليه بالدعاء، لا فقط من أجل الحصول على المطلوب.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 04:30]ـ
يا لها من فائدة عظيمة! فلا تهملوها.
(الدعاء عبادة):
مما ينبغي لمن دعا ربه في حصول مطلوب أو دفع مرهوب: أن لا يقتصر في قصده ونيته في حصول مطلوبه الذي دعا لأجله، بل يقصد بدعائه التقرب إلى الله بالدعاء وعبادته التي هي أعلى الغايات،؛ فيكون على يقين من نفع دعائه، وأن الدعاء مخ العبادة وخلاصتها؛ فإنه يجذب القلب إلى الله، وتلجئه حاجته للخضوع والتضرع لله الذي هو المقصود الأعظم في العبادة، ومن كان هذا قصده في دعائه التقرب إلى الله بالدعاء وحصول مطلوبه، فهو أكمل بكثير ممن لا يقصد إلا حصول مطلوبه فقط، كحال أكثر الناس، فإن هذا نقص وحرمان لهذا الفضل العظيم، ولمثل هذا فليتنافس المتنافسون، وهذا من ثمرات العلم النافع، فإن الجهل منع الخلق الكثير من مقاصد جليلة ووسائل جميلة، لو عرفوها؛ لقصدوها ولو شعروا بها؛ لتوسلوا إليها، والله الموفق.
انظر: (مجموعُ الفوائِد واقتناص الأوابِد) تأليف: عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي - رحمه الله -، صفحة (74).
السلفية النجدية ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 08:31]ـ
يرفع للفائدة ..
ـ[أشجعي]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 02:18]ـ
موضوع مهم,
لا حرمكم الله الأجر.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[19 - Apr-2009, صباحاً 05:54]ـ
آمين، وإياكم ..
جزاكم الله خيرا على الحضور الكريم ..
وفقكم الله لطاعته ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[16 - Jan-2010, صباحاً 02:38]ـ
للفائدة ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[02 - Apr-2010, مساء 11:03]ـ
تذكيرًا للإخوة والأخوات.
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[03 - Apr-2010, صباحاً 02:09]ـ
سبحان الله ... معلومة بديهية لكن هل تفكرنا بها و استحضرناها وقت الدعاء؟
الله المستعان من هنا و رايح بإذن الله تعالى سأستحضر هذه النية في دعائي
شوفوا دعاء موسى عليه السلام ما أجمله: چ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ژ ژ القصص: 24
دعاء في قمة الأدب و لطف الطلب من موسى عليه السلام إلى الله عز وجل
نادى موسى ربه الذي لا إله إلا هو معترفا بنعمه العظيمة عليه و بفقره وحاجته إلى الله بأن يؤويه وينصره و يطعمه ويسقيه وخلال دقائق كانت الإجابة من الله عز و جل: ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ? ? ? ?? ? ? ? ں ں ? ? ?? ? ? ہ ہ ہ القصص: 25
شكرا لك أختي وجزاك الله خيرا
ـ[ريم الغامدي]ــــــــ[03 - Apr-2010, صباحاً 08:20]ـ
جزاك الله خيراً .. معلومه في غاية الروعه ..
جعلها الله في ميزان حسناتك ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 - Apr-2010, مساء 02:41]ـ
يا لها من فائدة عظيمة! فلا تهملوها.
(الدعاء عبادة):
و هنا كذلك:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=28980
نقلت لنا الأخت الفاضلة المربية السلفية النجدية هذا القول للشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
((وبهذه المناسبة أودّ أن أذكر نفسي وإياكم بمسألة مهمة وهي:
كلنا يتوضأ إذا أراد الصلاة، لكن أكثر الأحيان يريد الإنسان أن يقوم بشرط العبادة فقط، وهذا لا بأس به، ويحصل به المقصود؛
لكن هناك شيء أعلى وأتم:
(والنِّيَّة نيَّتان:
الأولى: نِيَّة العمل، ويتكلَّم عليها الفقهاء ـ رحمهم الله ـ، لأنها هي المصحِّحة للعمل.
الثانية: نِيَّة المعمول له، وهذه يتكلَّم عليها أهل التَّوحيد، وأرباب السُّلوك لأنها تتعلَّق بالإخلاص.
مثاله: عند إرادة الإنسان الغسل ينوي الغُسْل فهذه نِيَّة العمل. لكن إذا نَوى الغُسْل تقرُّباً إلى الله تعالى، وطاعة له، فهذه نيَّة المعمول له، أي: قصَد وجهه سبحانه وتعالى،
وهذه الأخيرة هي التي نَغْفُلُ عنها كثيراً،
فلا نستحضر نيَّة التقرُّب،
فيا ليت الأخت الفاضلة تنشيء موضوعاً مستمراً تجمع فيه هذه الفوائد الجليلة!
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 06:48]ـ
فيا ليت الأخت الفاضلة تنشيء موضوعاً مستمراً تجمع فيه هذه الفوائد الجليلة!
لحث الأخت على جمع الفوائد.
ـ[أم البشرى]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 09:27]ـ
جزاكم الله خير وبارك فيكم ونفع بكم امة الإسلام وجعل مثواكم الجنه
ـ[المحدثة]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 10:23]ـ
وفقك الله
وبارك فيك
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 08:55]ـ
المعذرة أخي الفاضل: خلوصي.
لم أنتبه لمشاركتك إلا الآن، وللعلم أنت رابع أو خامس شخص يطلب مني هذا الطلب، لكن لضيق الوقت لم أتمكن من ذلك، وهناك سبب آخر وهو الأهم: بأن فوائد الإخوة التي نُشرت في هذا المجلس أنفع مما نشرته.
حسنا أيها الكريم نزولا لرغبتكم سوف أجمع الفوائد التي دونتها في موضوع واحد وأنشره هنا.
نسأل الله تعالى السداد والقبول، آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 08:56]ـ
أختاي الكريمتان:
بارك الله فيكما على مروركما الكريم.
وفقكما الله.(/)
إشكال (7) الصارف الآية لا فعل النبي (من شرح اختصار الأصول من علم الأصول)
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 06:33]ـ
مثل الشيخ للقرينة التي تصرف الأمر من الوجوب للندب بقوله: ((كقوله تعالى: (وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ) فالأمر بالإشهاد على التبايع للندب، بدليل أن النبي صلي الله عليه وسلم اشترى فرساً من أعرابي ولم يشهد).اهـ
فعل النبي صلى الله عليه وسلم هنا من عدم الإشهاد عند البيع بيَّن أن الأمر بالإشهاد للإرشاد والندب، والدليل الصارف هو قوله تعالى: (فإن أمن بعضكم بعضا)، وفي مسائل الإمام أحمد (2/ 11) مسألة رقم (1807): (قُلْتُ – والقائل هو إسحاق بن منصور صاحب المسائل -: قول اللهِ عزَّ وجلَّ (وأشهدوا إذا تبايعتم) إِذا بَاع بَالنقدِ أَيُشهدُ أمْ لا؟ قَالَ: إِنْ أشْهدَ فلا بأسَ، وإِنْ لمْ يشهدْ فلا بأسَ لقولِ الله سُبحانَهُ وتعالىَ: (فإن أمن بعضكم بعضا)).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 01:20]ـ
بوركتَ ..
إن قلتَ: إن الأمر بالإشهاد هو للوجوب عند عدم الأمانة وللندب عند الأمن = فليست الآية من باب الصوارف وإنما هي من باب القيود،والفصل بين صورة وأخرى.
وإن قلتَ: إن الأمر بالإشهاد هو للندب مطلقاً بدلالة الآية = ففعل النبي يصلح كما تصلح الآية (للصرف)
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 02:42]ـ
جزاكم الله خيرا على مروركم الكريم
بوركتَ ..
إن قلتَ: إن الأمر بالإشهاد هو للوجوب عند عدم الأمانة وللندب عند الأمن = فليست الآية من باب الصوارف وإنما هي من باب القيود،والفصل بين صورة وأخرى.
وهذا التقسيم منك إنما جاء بناء على إعمالكم مفهوم المخالفة للآية، وهذا المفهوم معطل؛ لأن تخصيص المنطوق بالذكر إنما كان لموافقته الواقع.
يوضحه أن مفهوم المخالفة لهذه الآية وهو (فإن لم يأمن بعضكم بعضا فلا يؤد الذي اؤتمن أمانته) لا يأمر بنحوه الشرع.
وقوله تعالى (فإن أمن بعضكم بعضعا) فيه دلالة صريحة على عدم وجوب الإشهاد مطلقا، ومعنى الآية أنه يجوز أن يوكل الأمر إلى الأمانة مطلقا - كما نقل عن غير واحد من السلف - وفحواها فيه إقرار من الشارع على عدم الإشهاد.
وليتك تنقل لنا من قال هذا التفريق بين حكم الإشهاد في حالة الأمن وفي حالة عدم الأمن.
فعل النبي يصلح كما تصلح الآية (للصرف)
بداية قال ابن بدران في المدخل (ص / 269): (ومنها أن يترك عليه السلام فعلا قد أمر به أو قد سبق منه فعله فيكون تركه له مبينا لعدم وجوب مثاله أنه قيل له {وأشهدوا إذا تبايعتم} ثم إنه اشترى فرسا من أعرابي ولم يشهد عليه).
ثانيا - غاية ما في الفعل الدلالة على جواز الترك؛ لأن الأفعال لا عموم لها.
بوركتم وجزاكم الله خيرا ...(/)
إشكال (9) الفرق بين التهديد والإنذار. (من شرح إختصار الأصول من علم الأصول)
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 06:52]ـ
قال الشيخ: (التهديد كقوله تعالى: (اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، (مَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً)، فذكر الوعيد بعد الأمر المذكور دليل على أنه للتهديد).اهـ
قال ابن النجار في شرح الكوكب (3/ 23) وهو يتكلم عن المعاني التي ترد لها صيغة الأمر: ((و) الحادي عشر: كونها بمعنى (تهديد) نحو قوله تعالى {اعملوا ما شئتم} وقوله تعالى {واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم}. (و) الثاني عشر: كونها بمعنى (إنذار) نحو قوله تعالى {قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار} وقد جعله قوم قسما من التهديد، وهو ظاهر البيضاوي، والصواب المغايرة.
والفرق: أن التهديد هو التخويف، والإنذار: إبلاغ المخوف. كما فسره الجوهري بهما.
وقيل: الإنذار يجب أن يكون مقرونا بالوعيد كالآية والتهديد لا يجب فيه ذلك، بل قد يكون مقرونا وقد لا يكون مقرونا ... ). اهـ
وبه تعلم ما في عبارة الشيخ من ذكره أنه الوعيد بعد الأمر دليل على أنه للتهديد.(/)
سؤال للمهتمين بأصول الفقه
ـ[مشتاقة لحلقة فقه]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 07:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يكون تحرير المذهب؟
أريد اجابة علمية كافية شافية مفصلة
جزيتم خيراً
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 10:32]ـ
بإختصار شديد أخيتي:
تحرير المذهب؛ هو: ضبطه وتنقيحه.
والمراد تتبع الروايات عن الإمام وأقوال تلاميذه، وتلاميذ تلاميذه وسبرها، ومن ثم تقعيدها، ودفع متعارضها، وبيان الناسخة منها أو التي قال بها أخيرا.
ثم من خلال هذا كله يخرج المذهب الذي كان مشتتا عبارة عن أقوال مبثوثة لا تنضبط، بصورة منسجمة متفقة مقعدة ببيان الرأي الصحيح والصواب، ومن قال به، ومن إختاره، ومن قدمه، وهكذا.
والله تعالى أعلم
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 12:24]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
جزاك الله خيرا شيخنا التميمى وبارك الله فيك أختى مشتاقة لحلقة فقه
هذا سؤال وجوابه للشيخ عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
السؤال: كيف يؤخذ تحرير المذاهب الأربعة وكيف يتم نسبة القول الصحيح للإمام؟.
الجواب: الأصل في حكاية أقوال المذاهب هو حكايتها عن أئمتها فالمذهب لدى الحنابلة هو القول الصحيح عن أحمد، ومذهب الشافعية هو القول الصحيح عن الشافعي، ومذهب الحنفية هو المذهب الصحيح عن أبي حنيفة، ومذهب المالكية هو القول الصحيح عن مالك، وهذا ما يجب التزامه، إلا أنه قد يخالف أئمة المذهب القول المختار والصحيح عن الإمام، وذلك لقولٍ قديمٍ له يعضده الدليل، أو لوجه خرّج على قول آخر له.
فيطلب رأي الشافعي في كتبه التي كتبها هو أو أملاها كالأم والرسالة والإجماع وغيرها.
ويطلب رأي أحمد في مسائله التي نقلها أصحابه من قوله، كمسائل ابنه عبد الله وابنه صالح ومسائل الفضل ومسائل الخلال وابن هانيء والكوسج ومهنا وغيرها من المسائل.
ويطلب رأي مالك في كتابه الموطأ أو ما ثبت عنه في المدونة، أو ما ينقله عنه بالسند أئمة المذهب كابن عبد البر وغيره.
ويطلب مذهب أبي حنيفة في نقل كبار أصحابه عنه كأبي يوسف ومحمد بن الحسن في مصنفاتهم.
ويكثر النقل في كتب الخلاف القول عن المذاهب مما يخالف المذهب المعتمد، وهنا يجب الاعتماد على المحققين للمذاهب المحررين له، ولا أعلم إماماً من أئمة المذاهب هو العمدة في تحرير قول مذهبة في كل قول ومسألة عند الجميع، إلا أنّ التحرير بالجملة قام به جماعة من علماء المذاهب الأربع.
فمذهب المالكية: ينظر فيه ما صح نقله عن الإمام مالك في كتب ابن عبد البر كالتمهيد والاستذكار والكافي، وما ثبت من قوله في المدونة.
وابن عبدالبر هو أكبر محرري ومحققي مذهب مالك على الإطلاق، وربما حكى قول مالك وخالفه، إلا أنه ربما يحكي القول عن أحمد والشافعي مما يخالف الصحيح عنهم.
ويليه في تحرير مذهب المالكية ابن رشد في كتابه البداية، وابن أبي زيد القيرواني في كتابيه الزيادات والرسالة، فقد فاق في جمع الأقوال وحصرها كثيراً ممن سبقه ولحقه.
ومذهب الحنفية: فالعمدة في المذهب ما رجحه ونص عليه أبو يوسف ومحمد بن الحسن، ومن أجود محرري مذهب الحنفية ابن عابدين في حاشيته، وهو عمدة المتأخرين فيما أعلم، ولا يغتر بأقوال محمد بن الحسن وأبي يوسف فإنها لا تحكي قول أبي حنيفة في كثير منها.
ذكر ابن عابدين في حاشيته أن أبو يوسف القاضي ومحمد بن الحسن قد خالفا أبا حنيفة في ثلثي المذهب.
ومذهب الشافعية: فمن أهم محرري المذهب أبو حامد الغزالي، وله مصنفات كالوسيط والوجيز والبسيط، وكان في حقبة لدى الشافعية هو العمدة في تحرير مذهبهم، ثم جاء الرافعي فالنووي رحمه الله، فدقق وحقق وحرر، في كتبه المجموع ومنهاج الطالبين والروضة، والماوردي في كتابه الحاوي الكبير والشيرازي في المهذب.
ومذهب الحنابلة: فمسائل أحمد أكثر من مسائل الأئمة الأربعة، وهي العمدة إن صح السند إلى الإمام فيها، ومن أجل محرري المذهب ابن قدامة عليه رحمة الله، وقوله هو العمدة في الأغلب.
ـ[المقدسى]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 10:55]ـ
بارك الله فيك علي هذه الكلمات المهمة لمن يريد أخذ القول الحق عند كل مذهب
ـ[مشتاقة لحلقة فقه]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 09:12]ـ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
جعل الله لكم من كل ضيق مخرج ومن كل هم فرج
جعل الله مثواكم الجنة وأجزل لكم المثوبة على كل حرف كتبتوه
ورزقنا الله وإياكم علماً نافعاً(/)
الرأي السديد لمن تشدد في أحكام التجويد!
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 06:40]ـ
سئل الشيخ - رحمه الله تعالى -: (ما رأي فضيلتكم في تعلم التجويد والالتزام به، وهل صحيح ما يذكر عن فضيلتكم من الوقف بالتاء في نحو (الصلاة، الزكاة)؟
فأجاب قائلا: ((لا أرى وجوب الالتزام بأحكام التجويد التي فصلت بكتب التجويد، وإنما أرى أنها من باب تحسين القراءة،، وباب التحسين غير باب الإلزام، وقد ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه سئل كيف كانت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: كانت مدًّا، قرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم} يمد ببسم الله، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم، والمد هنا: طبيعي لا يحتاج إلى تعمده والنص عليه، هنا يدل على أنه فوق الطبيعي.
ولو قيل: بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب، للزم تأثيم أكثر المسلمين اليوم، ولقلنا لمن أراد التحدث باللغة الفصحى: " طبّق أحكام التجويد في نطقك بالحديث وكتب أهل العلم، وتعليمك، ومواعظك "، وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج إلى دليل تُبَرأ به الذمة أمام الله - عز وجل - في إلزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به من كتاب الله - تعالى - أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، أو إجماع المسلمين.
وقد ذكر شيخنا عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله - في جواب له: " أن التجويد حسب القواعد المفصلة في كتب التجويد غير واجب ".
وقد اطلعت على كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - حول حكم التجويد، قال فيه (ص 50، مجلد 16) من مجموع ابن قاسم للفتاوى: " ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر من العلوم عن حقائق القرآن، إما بالوسوسة في خروج حروفه، وترقيقها، وتفخيمها، وإمالتها، والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط، وغير ذلك، فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، وكذلك شغل النطق بـ (أأنْذَرْتَهُمُ)، وضم الميم من (عَلَيْهِمُ)، ووصلها بالواو، وكسر الهاء أو ضمها، ونحو ذلك، وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت " اهـ.
وأما ما سمعتم من أني أقف بالتاء نحو: (الصلاة، والزكاة) فغير صحيح، بل أقف في هذا وأمثاله على الهاء)) انتهى كلامه رحمه الله.
انظر: كتاب " العلم " لفضيلة الشيخ " محمد بن صالح العثيمين " - رحمه الله تعالى - صفحة " 163 – 164 ".
السلفية النجدية ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 11:32]ـ
سئل سماحة الشيخ (عبد العزيز بن باز) - رحمه الله تعالى -:
((ما هو حكم الصلاة إذا تركنا لجهلنا أحكام التجويد في قراءة القرآن، سواء أكان في الصلاة أم خارجها؟ وهل أحكام التجويد مثل الإدغام والإقلاب والإظهار تنطبق على الترتيل أيضاً؟ جزاكم الله خيراً)).
فأجاب: ((التجويد مستحبة وليست واجبة، وإذا قرأ الإنسان القرآن بلغة العرب كفى والحمد لله، لكن يشرع له أن يقرأه على من هو أعلم منه حتى يتقنه جيداً، وإذا قرأه بالتجويد على إنسانٍ يعرف ذلك كان ذلك من باب الكمالات, ومن باب الفضل ومن باب العناية بإتقان القرآن، وأن يقرأه على الوجه المرْضِيِّ، وإلا فليس بشرط، وليس بواجب، ولا دليل على ذلك إذا قرأه بلغة العرب، وأقامه على لغة العرب ولو كان ما أدغم أو ما فخم الراء ونحوها أو رقق كذا، أو أظهر في محل الإدغام، أو أدغم في محل الإظهار لا يضره ذلك)) انتهى.
http://www.binbaz.org.sa/mat/11239
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 12:11]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و كأنّي كنتُ قد هممتُ بأن أطرح سؤالا في المنتدى يخصّ هاته المسألة، فإذا بالإجابة تأتي من عند فقيهي و علاّمتي العصر.
فبارك الله فيك أخي الكريم.
ـ[حمزه الأثري]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 02:00]ـ
الحمد لله وكفى
وبعد
هذا رأي الشيخين المجددين رحمهما الله
لكن الكثير من أهل العلم يرون الوجوب العيني لتطبيق أحكام التجويد على قارئ القرآن
ومن هؤلاء
الشيخ العلامة الألباني رحمه الله
الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي رحمه الله
الشيخ العلامةاللحيدان حفظه الله
وغيرهم ....
فلماذا هذا التزهيد في علم درج على تعلمه أجيال وأجيال من وقت الصحابة رضي الله عنهم الى وقتنا هذا ...............
نسأل الله العافية
ـ[أشجعي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 03:52]ـ
جزى الله الاخت خير الجزاء
ورحم الله المشايخ ورفع قدرهم في المهديين,
فلماذا هذا التزهيد في علم درج على تعلمه أجيال وأجيال من وقت الصحابة رضي الله عنهم الى وقتنا هذا
ما علاقة الحكم (واجب -مستحب) بالتزهيد في العلم الذي أُطلق عليه الحكم؟؟
وبما أنك ذكرت اسم الشيخ الالباني رحمه الله فقد ذكرتني بمسألة,
فالشيخ رحمه الله يقول أن الخمار مستحب وليس بواجب (هذا من ناحية الحكم)
ولكنه لا يزهد فيه ,فهو ينصح بلبسه وقد ألبسه لنسائه.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 05:57]ـ
بارك الله فيكم.
ينبغي التفصيل في هذه المسألة. فمعلوم أن اللحن في القراءة على صفتين: اللحن الخفي (وهو ما لا يفسد المعنى ولكنه يخالف أحكام التجويد) واللحن الجلي (وهو الذي ينقل المعنى ويفسده). ومعلوم أن إفساد معاني القرءان وتحريفه محرم قطعا، وعليه فالأخذ بأسباب السلامة من هذا اللحن واجب .. ولا يخفى أن ذلك لا يتطلب تعلم أحكام التجويد، ولكن يكفي أن يتعلم المرء كيف يضبط القراءة بالقدر الذي تستقيم به المعاني. أما ما زاد عن هذا القدر فهو ليس بواجب على التعيين ولكن على الكفاية، حتى لا يندرس ذلك العلم المبارك وحتى يبقى في الأمة قراء مجيدون مسندون يحفظ الله بهم كتابه، يقرأونه بقراءاته المتواترة كما قرأه الصحابة رضي الله عنهم وكما تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومما لا يحتاج إلى بيان، أن عامة المسلمين ليسوا مكلفين بتعلم القراءات العشر جميعا وإجادتها، والقائل بوجوب هذا القدر على عامة المسلمين يقول بما لم يسبقه إليه أحد، ونجزم بأن الصحابة لم يكونوا عليه، فهو هادم لعلة تعدد القراءات بينهم أصلا! فإن قال: لا أقول بهذا ولكن الواجب أن يتعلم قراءة واحدة على الأقل إلى حد الإتقان التام، قلنا له فأي تلك العشر إذا هي الواجبة على عامة المسلمين ولماذا؟ ولو أنك أوجبت واحدة دون غيرها على المسلمين جميعا وجعلتها من فروض الأعيان عليهم، لتحكمت تحكما لا دليل عليه، لأن القراءات المتواترة كلها سواء في الثبوت والحكم ولا تفريق إلا بدليل! فإن قلت حسب القراءة السائدة في كل مصر، قلنا لا يزال الإشكال قائما أن لازم كلامك بالإيجاب العيني على العامة أن من خالف منهم وتعلم غير قراءة بلده فإنه يأثم، وكل هذا لا وجه له من دليل قط!
فما حجتك في التفصيل الذي أنت قائل به لا محالة؟؟
معلوم أن الصحابة كان منهم قراء متقنون، ولكن لم يكن سائر الصحابة على هذه المنزلة .. وما جمع عمر رضي الله عنه الناس في صلاة التراويح على أبي بن كعب رضي الله عنه إلا لأنه كان أعلمهم بقراءة النبي عليه السلام لكتاب الله! فهل كانوا هم آثمين جميعا لتخلفهم عن منزلة أبي؟ ولو كانوا كلهم مثله في العلم بأحكام التلاوة، فبأي شيء تميز أبي إذا؟؟؟ فإن قالوا لقد كان الصحابة لا يلحنون تلك اللحون الفاحشة لأن لسانهم كان لسان القرءان، والكلام يخرج صحيحا منهم بالسليقة، قلنا لهم نعم لا شك في التفاوت الكبير بين حال ألسنتنا وألسنتهم رضي الله عنهم، ولكن هل علاج ذلك التخلف في المسلمين في زماننا عن لسان الصحابة أن نوجب عليهم جميعا ما لم يكن واجبا على عموم الصحابة = أن يكونوا كأبي بن كعب رضي الله عنه؟ كلا! وهذا هو القصد! ألا يفسد الناس معاني القرءان بفساد لسانهم .. وهذا ولا شك يتحقق بأقل بكثير مما يتشدد كثير من القراء في زماننا في تعليمه لعامة المسلمين ..
فلا ينبغي التشديد حيث كانت السعة في القرون الفاضلة ..
ونقول أنه من المستحب أن يتعلم الأعيان من هذا العلم قدرا لتحسين القراءة، فتحسين القراءة مستحب ولا شك، - ولكن بشرط ألا يضيعوا ما هو أولى منه في حقهم - كما يجب عليهم الحد الأدنى الذي به يجتنبون اللحن الجلي في قراءة فاتحة الكتاب، لأنها هي القدر الواجب حفظه وتلاوته تلاوة صحيحة لصحة الصلاة. فمن أراد تلاوة كتاب الله فعليه أن يتجنب اللحون المفسدة للمعنى، ولعل هذا يتطلب منه أن يقرأ القرءان كاملا على من يضبط له ذلك، ولو لمرة واحدة، أو يتابع سماع المصحف المرتل مع القراءة بعينيه من المصحف المطبوع، لا ليتعلم الأحكام ولكن ليصوب اللحون الجلية المفسدة للمعنى في قراءته إن وجدت ..
هذا - في ظني - أوسط الأقوال وأعدلها، والله أعلى وأعلم.
هذا وأنبه إلى أن القائلين بالتفصيل أو بالندب دون الوجوب لا يلزم من كلامهم - بحال من الأحوال - التهوين من أهمية هذا العلم الشريف، فليتنبه إلى هذا، وفقكم الله.
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 06:36]ـ
هل التجويد واجب كله أم بعضه
اقرأ هنا
مدونة التجويد
http://attjweed.blogspot.com/
ـ[د/أحمد الصادق]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 07:30]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فى حكم القراءة بالتجويد خلاف بين أهل العلم والراجح هو قول الجمهور بوجوب القراءة بالتجويد على المستطيع وأن تعلمه واجب، والمقصود بمراعاة التجويد موافقة إحدى الوجوه التى نقلت متواترة عن النبى صلى الله عليه وسلم ما لم يصل لحد التكلف المنهى عنه وهو ما أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية كما نقل أخونا الفاضل صاحب الموضوع.
والمتتبع لأحوال المسلمين يجد أنه لا يخلو تارك التجويد فى القراءة من أحد هؤلاء:
-إما جاهل به فإن كان مبتدئا فى الالتزام فهذا يوجه لطلب العلم وتعلم التجويد ولا يثبط خاصة وأنه سهل ميسور يتعلمه الأطفال فى شهور، وإن كان مهملا متكاسلا فهذا يرغب فى تعلمة و يؤنب على إهماله وتكاسله ولا يسول له ذلك فيتمادى فيه فإن كان ضعيف العقل عييى الذهن فعسى الله تعالى أن يعينه إن أخلص النية، وكم من أمى جود القرآن وصار معلما له.
ومعلوم أنه ما من شىء يستحق أن يشمر إليه الطالبون أفضل من تعلم كتاب الله تعالى، ولا يتعلم كتاب الله تعالى إلا فى حلق تعليم القرآن ولا يكون إلا مجودا، روى مسلم بسنده عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده).
-وإما عالم بأحكام التجويد وهذا لا يخلو عن كونه:مستكثر من القراءة مستزيد منها على حساب تجويد الحروف ومراعاة الاحكام فهذا يوجه إلى الالتزام بحال النبى صلى الله عليه وسلم وحال الصحابة رضوان الله عليهم وقد أمرنا بترتيل القرآن الكريم، وروى البيهقى عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال ((لأن أقرأ بسورة البقرة فأرتلها أحب إلي أن أقرأ القرآن كله هذرمة)).
وإما ضعيف الإيمان قليل العناية بالقرآن كحال بعض أئمة المساجد المتأكلين بالقرآن، ومعلوم أنه ما من إمام يصلى بالناس ويترك تجويد القرآن إلا سقط من أعينهم وما من شىء يصدم المصلى أكثر من سماع القرآن ممن لا يراعى أحكامه،وإما مستخف وغير مكترث بحكم التجويد لأنه لا يرى وجوبه ويتهاون فيما دون الواجبات فهذا لا ينتفع بمثل تلك الفتاوى الميسرة بل يتضرر بها غاية الضرر.
http://elislam.8k.com/Tagweed/ketab3/T31.HTM
http://www.yaqob.com/site/docs/articles_view.php?a_id=38&cat_id=13
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 10:29]ـ
الحمد لله وكفى
وبعد
هذا رأي الشيخين المجددين رحمهما الله
لكن الكثير من أهل العلم يرون الوجوب العيني لتطبيق أحكام التجويد على قارئ القرآن
ومن هؤلاء
الشيخ العلامة الألباني رحمه الله
الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي رحمه الله
الشيخ العلامةاللحيدان حفظه الله
وغيرهم ....
فلماذا هذا التزهيد في علم درج على تعلمه أجيال وأجيال من وقت الصحابة رضي الله عنهم الى وقتنا هذا ...............
نسأل الله العافية
أخي الكريم: هوّن عليك ..
فإني عنونت موضوعي بمن هو متشدد في أحكام التجويد، أي: تكلّف في تطبيق الأحكام، في أحكام النون الساكنة والتنوين (الإظهار، الإخفاء، الإقلاب، الإدغام) وكذلك في الغنة، وفي القلقلة بنوعيها، وفي المدود بأنواعه، وأيضا في إخراج الحروف من مخارجها بتنطع، هذا ما أقصده بارك الله فيك ..
وإن كنت أعمل بفتوى الشيخ ابن باز وابن عثيمين على أن حكمه مستحب؛ لكن التشدد في تطبيق الأحكام لا أظن أن أحدا من العلماء أوصى به، بل شنّع على من يعمل به ..
وسبب نقلي لفتوى الشيخ (ابن باز وابن العثيمين) - رحمهما الله - لأني أعيش هذا الواقع المرير - واقع التشدد في أحكام التجويد - وذلك في مراكز التحفيظ، والله المستعان! بحكم تخصصي في هذا الفن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
جُعلت أحكام التجويد وإتقان الحروف بإخراجها من مخرجها الصحيح شغلهم الشاغل وشكوانا إلى الله، لدرجة أنهم جعلوها واجبة (((ومن لم يجود القرآن آثم)))!!! وهذا شطر من بيت لعالم في التجويد، وأنا أعرف أناسا جلّ وقتهم في التجويد؛ لكنهم قليلو بضاعة في العلم والمعرفة، قليلو البضاعة في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى أنهم يقولون أحيانا ما يخالف الشرع، وبلا شك بسبب جهلهم في أمور الدين، وإذا سألت نفسك ما السبب؟ تلقى الجواب: انغماسهم في هذا الفن حتى ألقوا العلوم الأخرى الشرعية وراءهم ظهريا! وأنا هنا لا أعم، وأكرر أنا هنا لا أعم، بل هناك الكثير ممن يشار إليهم بالبنان، لهم باع في التجويد وفي الفنون الأخرى ..
وأذكر سابقا نصيحة من المحفظة التي كانت تحفظني وزميلاتي القرآن بأنها قالت لنا يوما: (أتُردن الوقت الذي تستطعن فيه إتقان الحروف بشكل جميل جدا وتعطين كل حرف حقّه ومستحقّه) قلنا: ماذا ائتينا به؟ قالت: (في الصلاة!!! عندما تقرأنَ القرآن!!! ركزنَ على الحروف وعلى مخارجها من أين تخرج) وأخذت تتكلم وتتكلم، فصحت بها قائلة: وأين الخشوع؟؟؟ أأترك كل الأوقات وأركز على الحروف أثناء مناجاتي لربي؟؟؟ إن هذا لشيء عجاب!! لا وعلى ماذا على أحكام التجويد التي أعطيت أكبر من حجمها؟؟، فردت علي برد ضعيف، فأسفت على حالها، وحزنت حزنا شديدا ..
الحفظ مع التفسير هو الذي يُعتنى به حق العناية لا التجويد، حتى أن هناك بنات صغيرات لم يُتقنّ الحفظ بعد؛ لأنه لم يمر على حفظ الآيات اللاتي حفظنها إلا وقتا يسيرا، ويُردن التسميع بعد الحفظ، وما أن بدأت الطفلة الصغيرة بالتسميع مبتدئة بالبسملة، حتى قالت لها المحفظة فورا: أخرجي حرف الراء جيدا، علما بأنها أخرجته ولكن ليس بالشكل الذي تريده، وأخذت قرابة الربع ساعة وهي تحاول أن تخرج حرف الراء - في الرحمن أو الرحيم - من مخرجه الصحيح، حتى نسيت الآيات التي حفظتها! طيب الآن ماذا استفادت؟ الآيات نسيتها!! وإلى الله المشتكى ..
وهذا نموذجا مما شاهدته في مراكز التحفيظ من تشدد وتزمت إلى أبعد الحدود، بدل ما أن يهتموا في الحفظ والعلوم الشرعية الأخرى أصبح التجويد أكبر همهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
ولا يسعني إلا أن أقول: صدق والله شيخ الإسلام (ابن تيمية) صدق في كل كلمة قالها وكأنه يصف حالنا ..
أعتذر أيها الفاضل على الإطالة ولكني ضقت بهم ذرعا، فأسأل الله لي ولهم وللجميع الهداية ..
ـ[د/أحمد الصادق]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 10:40]ـ
وأذكر سابقا نصيحة من المحفظة التي كانت تحفظني وزميلاتي القرآن بأنها قالت لنا يوما: (أتُردن الوقت الذي تستطعن فيه إتقان الحروف بشكل جميل جدا وتعطين كل حرف حقّه ومستحقّه) قلنا: ماذا ائتينا به؟ قالت: (في الصلاة!!! عندما تقرأنَ القرآن!!! ركزنَ على الحروف وعلى مخارجها من أين تخرج) وأخذت تتكلم وتتكلم، فصحت بها قائلة: وأين الخشوع؟؟؟ أأترك كل الأوقات وأركز على الحروف أثناء مناجاتي لربي؟؟؟ إن هذا لشيء عجاب!! لا وعلى ماذا على أحكام التجويد التي أعطيت أكبر من حجمها؟؟، فردت علي برد ضعيف، فأسفت على حالها، وحزنت حزنا شديدا ..
إعطاء الحروف حقها ومستحقها ليس هو التشدد المذموم الذى حذر منه ابن تيمية وغيره، ومراعاة مخارج الحروف وأحكام التجويد يعين على الخشوع ولا يتعارض معه، ولو أنك أيتها الأخت الفاضلة صبرت على تعلم التجويد لكان قد سهل عليك الحفظ ونفعك الله تعالى به.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 01:38]ـ
نقل الإجماع على وجوب التجويد بعض العلماء فمن نقض هذا الإجماع؟
قال الشيخ مساعد الطيار حفظه الله (مشاركة في ملتقى أهل التفسير)
التجويد من جهة العموم يراد به تحسين القراءة، وأن لا يُخرج به عن حدِّ اللفظ العربي في النطق.
ويمكن أن يقال: إنَّ التجويد إنما هو وصف للقراءة النبوية التي ورد ضبطها وحفظها من طريق أئمة القراءة كنافع وعاصم والكسائي وغيرهم.
وهؤلاء الكرام قد نقلوا حروف القرآن وكيفية نطق هذه الحروف (أي: التجويد)، وهما أمران متلازمان لا يمكن أن ينفكَّ أحدهما عن الآخر، فمن قَبِلَ عنهم نقل الحروف لزمه أن يقبل عنهم نقل الأداء (أي: التجويد).
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا صحَّت هذه المقدمة، فإن قراءة القرآن وأداءه بما نُقِلَ عن هؤلاء الأئمة سنة يلزم الأخذ بها، ولا تصحُّ مخالفتها أو تركها إلا بدليل قويِّ يعترض به المعترض على علم التجويد.
وبما أنه قد كَثُرَ الكلام عن هذا العلمِ بما لا طائل تحته، فإني سأذكر لك جُمَلاً أراها نافعةً ـ إن شاء الله ـ في تأصيل هذا العلم الذي جفاه بعض طلبة العلم، وضَعُفَ في بحثه وتحرير أصوله المتخصصون إلا القليل منهم، فأقول، وبالله التوفيق:
أولاً: نزل القرآن بلغة العرب، ولها طريقة في أداء حروفها، ولم يرد أن القرآن خالف هذا الأداء من جهة الحروف، فمن قرأ:» الحمد لله «قراها:» الهمد لله «، قيل: إنه قد لحن لحنًا جليًا لأنه لم ينطق بالمنَزَّل على وجهه الذي نزل به.
ومن قرأ:» صراط الذين أنعمت عليهم «بضم التاء من» أنعمت «، فإنه قد لحن لحنًا جليًا يخلُّ بالمعنى، ولا يكون قد قرأ المنَزَّل على وجهه الذي نزل به.
ومن ثَمَّ فإنه يلزم قارئ القرآن أن يعرف نطق الحروف عربيةً حتى لا يُخلَّ بشيء من أداء القرآن.
ويحصل ضبط الحروف من هذه الجهة بمعرفة مخارج الحروف وصفاتها، وأخص ما يُدرسُ في صفات الحروف ما له أثر في النطق، كالهمس والجهر، والشدة والرخاوة والتوسط، والاستفال والاستعلاء، والقلقلة. أما غيرها مما لا أثر له في النطق، خصوصًا صفة الذلاقة والإصمات، فإنها مما لا يدخل في النطق، وليس لها أي أثر فيه.
وليُعلم أن دراسة مخارج الحروف وصفاتها ليس مما يختص به علم التجويد، بل هو مما يُدرس في علم النحو واللغة؛ لأن كلَّ كلام عربي (من كلام العرب أو كلام الرسول ? أو كلام الله سبحانه) لا يخرج عن هذين الموضوعين، ولهذا تجد أن أعظم كتابٍ في النحو، وهو كتاب سيبوية قد فصَّل هذه المسألة، ومن تكلم في المخارج والصفات وما يترتب عليهما من الإدغام، فهم عالة عليه.
والذي يتخلَّصُ من هذا: أن دراسة المخارج والصفات لازمة لكل كلام عربيٍّ، لكي يُنطق به على وجه العربية.
ثانيًا: أن هذا العلم ككل العلوم الإسلامية من جهة ظهور التأليف فيه، إذ ليس كل العلوم الإسلامية مما قد تشكَّل وظهرت مسائله في جيل الصحابة أو التابعين وأتباعهم، بل إن بعضها مما تأخر ظهوره، ولم يُكتب فيه إلا متأخرًا، وإن كانت أصوله مما هو معروف محفوظ عند السلف، سواءً أكان ذلك مما هو مركوز في فطرهم ومن طبائع لغتهم كعلم البلاغة، أم كان مما تكلموا في جملة من مسائله، ثم دون العلم فيما بعد، كعلم الأحكام الشرعية.
وعلم التجويد مما كان مركوزًا عندهم بالفطرة والتعلم، فالفطرة؛ لنهم عربٌ خُلَّصٌ، والتعلم، لقوله ?:» خذوا القرآن عن أربعة ... «، فظهر أنَّ الرسول ? لم يكتفِ بسليقتهم العربية في قراءة القرآن، بل أرشدهم إلى قراءته على الهيئة التي نزل بها، ولذا قال:» من احب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أًُنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبدٍ «، وهذا يدل على أنَّ له هيئة قرائية مخصوصة يعلمها بعض الصحابة دون بعض، وفيها زيادة عما يعرفونه من سليقتهم العربية، وإلا لما مكان لتخصيص الأربعة، ولا لتخصيص ابن مسعود في الحديث الآخر أيُّ مزيَّة على بقية الصحابة، والله أعلم.
ومن زعم أنه لا يجب الأخذ بالتجويد، وان العربي في هذا العصر يجوز له القراءة على سليقته العربية، فإنه يشبه من سيزعم أنه لا يلزم الناس تعلم النحو، وأنهم عرب، فيجوز لهم أن يتكلموا بسليقتهم.
فإن قيل: إنَّ ألسنة الناس قد فسدت منذ جيل التابعين ومن بعدهم، وصار تعلم النحو لازمًا لمن أراد أن يعرف العربية، وأن من يزعم اليوم أنه عربي، ولا يلزمه تعلم النحو إنما هو ذو رأي فائل، وقول باطل.
فيقال: إن فساد ألسنة الناس بالعربية قد جرَّ إلى فساد ألسنتهم في أداء القرآن، ولإن كان الإنكار على من لا يرى دراسة النحو اكتفاءً بعربيته المعاصرة، فإن الإنكار على من يزعم أنه يكفي في قراءته عربيته المعاصرة كذلك.
ثمَّ يقال له: من أين لك في عربيتك أن تقرأ برواية حفص عن عاصم» مجريها «بالإمالة؟
فإن قال: لأنها هكذا رويت عنه، وأن أقرأ بقراءته؟
قيل له: فقد روي عنه الأداء (التجويد) الذي تخالف فيه ولا تراه علمًا، فَلِمَ قبلت روايته في هذا وتركته في ذاك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أليس هذا من قبيل التَّحكُّم، والتَّحكُّم ـ كما قال الطبري ـ: لا يعجز عنه أحد.
ثالثًا: إنَّ بعض علم التجويد (الأداء) لا يمكن أخذه من طريق الصُّحِفِ البتة؛ لأنه علم مشافهة، وما كان من طريق المشافهة فإنه مما ينقله الآخر عن الأول، ولا مجال للرأي في المشافهة.
واعلم أن مما يميِّز بحث القراء المجودين في هذا المجال عما تجده في كتب النحويين واللغويين أن ما عند المجودين منقول بالمشافهة إلى يومنا الحاضر، أما ما يذكره النحويون واللغويون من المباحث اللفظية التي يذكرونها مما يتعلق بكيفية النطق فإنه لا يمكن معرفة كيفية النطق بها؛ لأنه مما لا يُعرف بالقياس، ولا يُدرك بغير المشافهة، وليس لك فيها إلا نقل الكلام المدون دون كيفية نُطقِه.
رابعًا: إن علم التجويد كغيره من العلوم الإسلامية التي دوَّنَها علماء الإسلام وضبطوا أصولها، فتجد أن تقسيم العلم ومصطلحاته الفنية مما يدخلها الاجتهاد.
ثمَّ إن هذا العلم قد دخله الاجتهاد في بعض مسائله، وذلك من دقائق ما يتعلق بهذا العلم، ومما يحتاج إلى بحث ومناقشة وتحرير من المتخصصين في هذا العلم، وذلك في أمرين:
الأول: المقادير، والمقصود بذلك مقدار الغنة والمدود والسكت وغيرها مما يُقدَّر له زمن بالحركات أو بقبض الأصبع أو بغيرها من موازين المجودين للزمن المقدَّر.
وليس القول بدخول الاجتهاد في المقادير يعني أنه لا أصل لها،بل لها أصل، لكن تقدير الزمن بهذا الحد بالذات مما تختلف فيه الطبائع، ويصعب ضبطه، فيقدره هذا بذاك العدد، ويقدره آخر بغيره من العدد، لكنهم كلهم متفقون على وجود مقدار زائدٍ عن الحدِّ الطبيعي لنطق الحرف المفرد.
فاتفاقهم على وجود هذا القدر الزائد مسألة، واختلافهم في مقداره مسألة أخرى، لذا لا يُجعَل اختلافهم في المقدار سبيلاً إلى الإنكار، كما لا يُجعَلُ مقدارٌ من هذه المقادير المختلف فيها ملزمًا لعامة الناس ما داموا يأتون بشيءٍ منه، إذ ليس كل امرئ مسلم يستطيع بلوغ الإتقان في القراءة.
الثاني: التحريرات: والمراد بها الوجه القرائية الجائزة عند القراءِ عند جمع القراءات، أو عند قراءة سورة ووصلها بما بعدها، فإن ما يُذكر من الأوجه القرائية إنما هو على سبيل القياس للأوجه الجائزة، ولا يلزم أنَّ النبي ? قرأ بكل هذه الأوجه المذكورة، كما يقال: لك في وصل الفاتحة بالبقرة ثلاثة أوجه: قطع الجميع، ووصل الجميع، وقطع الأول ووصل الثاني يالثالث، فهذا من التحرير للأوجه الجائزة، وليس من بيان الأوجه لواردة عن النبي ?.
وقد أشار إلى هذين النوعين (التقديرات والتحريرات) الشيخ المحقق الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري في كتابه العظيم (حديث الأحرف السبعة، ط: مؤسسة الرسالة: 129 ـ 130).
خامسًا: إن مما يدعو إلى التأمل والنظر في صحة ما تُلُقِّي من هذا العلم عبر القرون = اتفاق المجودين شرقًا وغربًا بلا اختلاف بينهم، سوى في كيفيات أداء معدودة، وهي في غالبها مما يدخل في محيط الاجتهاد.
وهذا الاتفاق يشير بقوة إلى أن لهذا العلم أصلاً ثابتًا مُتلقًا جيلاً عن جيل من لدن الرسول ? حتى عصرنا هذا، ولو كان علم التجويد من المحدثات لوقع فيه مثل ما وقع في محدثات الصوفية من كثرة الطرق المتباينة، وكثرة الأوراد المتغايرة، ولما يقع مثل هذا الاختلاف عُلِم أنَّ المشكاة التي صدر عنها واحدة، وهي التي صدر عنها نقل حروف القرآن جيلاً عن جيل.
سادسًا: إن ما يُعاب به التجويد من وجود بعض المتنطعين في القراءة أو المتشددين في التلقين، أو المغالين في تأثيم الناس بعدم قراءتهم بالتجويد، فإنه لا ينجرُّ على أصل العلم، ولا يجعله علمًا حادثًا لا أصل له، وهؤلاء الأصناف موجودون في كل عصر ومِصر، وقد أشار إليهم المحققون من أعلام القراءة؛ كالداني (ت: 444)، وأبو العلاء الهمذاني (ت: 569)، وغيرهم.
وهؤلاء المتنطعون لا يقاس عليهم، ولا يحكم على العلم بهم، ولو سار سائر على بعض العلوم ـ كعلم النحو والبلاغة والأصول، وبعض مسائل الفقه، وبعض تعصبات الفقها لمذاهبهم ـ وأخذ ينقدها بقول المتنطعين فيها، لما سَلِم من العلوم إلا القليل، ولخرج بعض العلوم من أن تكون علومًا معتبرةً، وذلك ما لا يقول به طالب علم، ولا عالم قد مارس العلوم وتلقاها.
سابعًا: إذا تبين ما تقدَّم، فإنه يقال: إن تعلم التجويد من السنن التي دأب عليها المسلمون جيلاً بعد جيلٍ، ومن ترك تعلمه مع القدرة عليه، فقد أخلَّ بشيء من سنن القراءة، وكفى بذلك عيبًا.
وأما عدُّ ترك الأحكام لحنًا، فاللحن نوعان معروفان عند أهل الأداء، فإن كان مما يُخِلُّ ببنية الكلمة ويظهرها عن عربيتها، فهذا يُسمى اللحن الجلي، ومن كان يلحن لحنًا من هذا النوع فإنه لا يُعدُّ قارئًا للقرآن، ومثله ـ إن كان يستطيع التعلم وتركه ـ فإنه يأثمُ، أما إن كان لا يستطيع، فإن لا يأثم، بدلالة قوله ?:» الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأه ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران «.
وإن كان يتعلق بتحسين الداء كعدم الإتيان بالغنة على وجهها ومقادير المدود فهذا يسمى اللحن الخفيَّ، وتأثيم من ترك هذا الجنس من التجويد صعبٌ، لكن من ظهر له صحة هذا العلم وصحة نقله عن الأئمة القراء، فما باله يترك تعلمه وأداءه على هذا الوجه؟!
كتبه أبو معاذ,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 02:06]ـ
إعطاء الحروف حقها ومستحقها ليس هو التشدد المذموم الذى حذر منه ابن تيمية وغيره، ومراعاة مخارج الحروف وأحكام التجويد يعين على الخشوع ولا يتعارض معه، ولو أنك أيتها الأخت الفاضلة صبرت على تعلم التجويد لكان قد سهل عليك الحفظ ونفعك الله تعالى به.
أخي المحترم / الدكتور أحمد الصادق:
أنا أتفق معك في أن إعطاء الحروف حقها ومستحقها ليس مذموما وليس هو الذي حذر منه ابن تيمية وغيره؛ بيد أني أختلف معك في أنه يعين على الخشوع إذا كان في الصلاة أو في المواضع التي يتوطن بها الخشوع، فمن أراد التمرّن على أحكام التجويد فليس في مثل هذه المواضع العظيمة، كما أني أريد الإشارة إلى أن التكلف في إخراج الحروف هو الذي ذمّه أهل العلم، وهو الذي عليه مدار حديثنا، وهذا لا يخفاك بلا شك ..
وأفهم من كلامك أن التجويد يعين على الحفظ؟ فأقول: الذي أعرفه - حفظك الله - أن التجويد لتحسين القراءة ليس كما ذكرتَ لتسهيل الحفظ ..
لكني قلت ذاك الموقف حتى تعلم ويعلم غيرك أن مراكز التحفيظ تشددوا في علم التجويد، وأي تشدد، وقلما تجد من توسط واعتدل في هذا الباب، ويشدّ على قولي في ذلك كلام الشيخ ابن عثيمين في كتاب العلم، فاطلع إليه إن شئت - بورك فيك - ..
نعم أنا أعلم أن علم التجويد فن من فنون العلوم الشرعية، ومندوب تعلمه؛ لكن ليس بالصورة التي أصبحت في مراكز التحفيظ الآن، وأنا لا أقول هذا الكلام من فراغ بل لأني أتوسط من يفعل ذلك، الناس يأتون ليحفظوا كلام الله تعالى، فتضيق صدورهم لتنطع من يحفّظهم في أحكام التجويد، لو أنهم أتوا لتعلم التجويد بكل ما به من أحكام، وأرادوا ذلك وسعوا إليه، كمن يحضر لأخذ السند عن المشايخ، لقلنا، نعم، عليهم أن يصبروا، أما أنهم أتوا من أجل الحفظ وتعلم أساسيات التجويد فقط، فأقول: (لا تنفروا عباد الله من كتاب الله) ..
ويبقى ليس الخبر كاالمعاينة؛ لذلك أدعوك أن تزور مراكز التحفيظ ولو لمرة واحدة حتى ترى ما ذكرت بأم عينك ..
وجزى الله الأخوة الكرام على المداخلات المشرقة، لا حرمهم الرحمن الأجر والمثوبة ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 02:22]ـ
للفائدة، هذه فتوى العلامة صالح اللحيدان في حكم تجويد القرآن ..
http://fatawa-salafia.forumsdediscussions.co m/montada-f7/topic-t537.htm
وأختم كلامي: سواء من قال بالوجوب أو من قال بالاستحباب، أن التشدد في تجويد القرآن وكما نبه عليه العلماء، يدخلك في الوسوسة، فيضيع عليك وقتك الذي أمرت باغتنامه ..
هذا، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وسلم ..(/)
تحرير المسألة:: في تحديد سن الزواج بين العادة والعبادة::::::::
ـ[أبو جابر الغزالي]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 07:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
الأخوة الكرام
========
لن اتحدث عن سن زواج عائشة من ناحية إثارة المسألة فلعلها اشبعت تحلايلا ودراسةولا خلاف عليها.
ولكن لماذا لا ننظر إلى مسألة درسة زواج النبي صلى الله علية وسلم من عائشة رضي الله عنها وارضاها , من ناحية " اصوليه " كفعل النبي (ص) أهو سنة عادة أم سنة عبادة.
حيث يعلم الكثير ان افعال النبي صلى الله عليه وسلم منها العادة ومنها العبادة
ولعل هذا مثار نقاش فُتح اتمنى ان يدلي الجميع بدلوهم حيث قد اثيرة المسألة من هذا الباب
فالكثير قد يؤصل لمسألة العادة والعبادة في افعال الرسول صلى الله علية وسلم ضاربا امثلة كثيره كأطالة شعر رأسة وغيرها من الأمثلة مما جعل البعض يضع سن زواج عائشة رضي الله عنها من سنن العبادة.
فهنا دعوة لتحرير المسألة: هل تحديد سن زواج عائشة رضي الله عنها وعن ابيها كان من العادات وليس من العبادات.
النتظر ان تدلوا بدلوكم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 09:21]ـ
أخي، لم يقل أحد من أهل العلم ولا غيرهم بأن زواج النبي عليه السلام من عائشة رضي الله عنها في تلك السن يعتبر من العبادات، ولا قال أحدهم أنه في حقه من "العادات"!! هو لم يفعلها إلا مرة واحدة صلى الله عليه وسلم، فكيف يقال إنها "عادة"؟
إنما هذا الفعل منه عليه السلام دليل على المشروعية وفقط! فلا حاجة إلى تأصيل ولا إلى مباحثة فالمسألة واضحة ولله الحمد
وفقك الله لما يحب ويرضى.
ـ[أبو جابر الغزالي]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 10:19]ـ
أخي، لم يقل أحد من أهل العلم ولا غيرهم بأن زواج النبي عليه السلام من عائشة رضي الله عنها في تلك السن يعتبر من العبادات، ولا قال أحدهم أنه في حقه من "العادات"!! هو لم يفعلها إلا مرة واحدة صلى الله عليه وسلم، فكيف يقال إنها "عادة"؟
إنما هذا الفعل منه عليه السلام دليل على المشروعية وفقط! فلا حاجة إلى تأصيل ولا إلى مباحثة فالمسألة واضحة ولله الحمد
وفقك الله لما يحب ويرضى.
جزاك الله خيرا على ردك
اخي الحبيب ليس شرط في العادة ان تتكرر من ذات الشخص حتى تسمى عادة
بل ما تعارف علية اهل زمان ومكان ولك يخالف الشرع
وف يعهد النبي صلى الله علية وسلم عرف زواج النساء وهن صغيرات لما صارت له العادة في الجاهلية من تعجيل زواج الأنثى خشية العار , والعادة في ذلك الوقت استمرت حتى في صدر الأسلام.
ولا دليل صريح كما قلت ان الرسول نص على تحديد سن الزواج.
وفعل الرسول حتى يكون تشريعا لا بد ان يكون فعلة الرسول صلى الله علية وسلم تقربا وتعبدا لا عادة.
وفعل الرسول هنا عادة جرت عليها العرب.
والعلة المهمه هنا هو ان الرسول لم يدخل بعائشة رضي الله عنها إلى في سن التاسعة وهو السن الذي غالبا تحيض فيه النساء وهذا يعني الأستعداد التام للحمل وتبعاته.
=========
ومقصودي من كل ما سبق هو الرد على من يتهم المسلمين والرسول خصوصا بدععوته لزواج الصغيرات لأنهم ينظرون إلى الصغيرة من هذا الباب انها فقدت مقومات الطفلة وحملت اعباء الزوج وهي ليست قادرة على ذلك.
=========
وهو ايضا رد على من يدعي انها سنة اي تزويج الصغيرات او دعى اليها النبي صلى الله علية وسلم وبالتالي هي ليسة سنة ولا دعى إليها النبي صلى الله علية وسلم.
بالصريح دعوته لمن بلغ ان يتزوج والنداء في الحديث " يا معشر الشباب ... " شامل لذكر والأنثى.
والأنثى قد تبلغ في سن التاسعة وقد تبلغ في سن العشرين احيانا.
فالعلة هي سن البلوغ لا زواج الصغيرة.
تم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 03:32]ـ
أخي الحبيب وفقك الله
أولا: عنوان موضوعك: "تحديد سن الزواج"
وهنا ينبغي التقرير ابتداءا بأن الشرع لم يحدد سنا للزواج أصلا، لا بفعل النبي عليه السلام ولا بقوله ولا بغير ذلك .. وزواج المرأة نفرق في الكلام عنه - من جهة السن - بين أمرين:
- العقد
- البناء
فأما العقد فالفقهاء متفقون على جواز العقد على الفتاة الرضيعة بإذن وليها من قبل أن تعي أو أن تدرك!
وأما البناء فلا خلاف يعتبر في جواز البناء بمن تطيق الوطء، في أي سن تحققت تلك الإطاقة في الفتاة، ولا دخل لذلك بسن البلوغ .. والكلام هنا في مطلق المشروعية فتنبه.
وقد طرحت هذه المسألة للنقاش في هذا المجلس المبارك مرارا ودُفعت فيها شبهات كثيرة، فأحيلك إلى هذا الرابط إن شئت المناقشة فيها، بارك الله فيك:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18892&highlight=%C7%E1%D5%DB%ED%D1%C 9
/// أما كلامك عن العادة في مقابل العبادة، فالذي أجبتك به مرجعه إلى المعنى الاصطلاحي الشرعي لكلمة عادة إذا ما أطلقناها في الكلام عن فعل اعتاد النبي عليه السلام فعله لا من باب التعبد ولكن من باب التعود .. فإذا ما تكلم المرء عن العادة التي هي قسيمة العبادة، لم يتبادر إلى ذهن السامع إلا هذا المعنى، فتنبه وفقك الله.
/// بسط الكلام من الإخوة والمناقشة بينهم في مسألة أيهما أفضل شرعا، التزويج المبكر أم خلافه، تجده على الرابط الذي أحلتك عليه.
/// في قولك هذا مغالطات
بالصريح دعوته لمن بلغ ان يتزوج والنداء في الحديث " يا معشر الشباب ... " شامل لذكر والأنثى.
والأنثى قد تبلغ في سن التاسعة وقد تبلغ في سن العشرين احيانا.
فالعلة هي سن البلوغ لا زواج الصغيرة
فالشباب لا تطلق في العربية ويراد منها النساء، والحديث موجه للشباب القادرين على الزواج يحثهم على التعجيل منه، فمن لم يستطع منهم فإنه يدعوه إلى الصوم لأن فيه وجاءا - بمعنى خصاء أي إطفاء للشهوة - فما دخل الإناث بهذا الكلام؟؟
فيا أخي الكريم، من سبقك بتوجيه هذا الحديث إلى الذكور والإناث على السواء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جابر الغزالي]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 09:48]ـ
أخي الحبيب وفقك الله
أولا: عنوان موضوعك: "تحديد سن الزواج"
وهنا ينبغي التقرير ابتداءا بأن الشرع لم يحدد سنا للزواج أصلا، لا بفعل النبي عليه السلام ولا بقوله ولا بغير ذلك .. وزواج المرأة نفرق في الكلام عنه - من جهة السن - بين أمرين:
- العقد
- البناء
فأما العقد فالفقهاء متفقون على جواز العقد على الفتاة الرضيعة بإذن وليها من قبل أن تعي أو أن تدرك!
وأما البناء فلا خلاف يعتبر في جواز البناء بمن تطيق الوطء، في أي سن تحققت تلك الإطاقة في الفتاة، ولا دخل لذلك بسن البلوغ .. والكلام هنا في مطلق المشروعية فتنبه.
وقد طرحت هذه المسألة للنقاش في هذا المجلس المبارك مرارا ودُفعت فيها شبهات كثيرة، فأحيلك إلى هذا الرابط إن شئت المناقشة فيها، بارك الله فيك:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18892&highlight=%c7%e1%d5%db%ed%d1%c 9
/// أما كلامك عن العادة في مقابل العبادة، فالذي أجبتك به مرجعه إلى المعنى الاصطلاحي الشرعي لكلمة عادة إذا ما أطلقناها في الكلام عن فعل اعتاد النبي عليه السلام فعله لا من باب التعبد ولكن من باب التعود .. فإذا ما تكلم المرء عن العادة التي هي قسيمة العبادة، لم يتبادر إلى ذهن السامع إلا هذا المعنى، فتنبه وفقك الله.
/// بسط الكلام من الإخوة والمناقشة بينهم في مسألة أيهما أفضل شرعا، التزويج المبكر أم خلافه، تجده على الرابط الذي أحلتك عليه.
/// في قولك هذا مغالطات
فالشباب لا تطلق في العربية ويراد منها النساء، والحديث موجه للشباب القادرين على الزواج يحثهم على التعجيل منه، فمن لم يستطع منهم فإنه يدعوه إلى الصوم لأن فيه وجاءا - بمعنى خصاء أي إطفاء للشهوة - فما دخل الإناث بهذا الكلام؟؟
فيا أخي الكريم، من سبقك بتوجيه هذا الحديث إلى الذكور والإناث على السواء؟
أشكر لك ردك اخي الكريم
ولكن لم استوعب قولك " فالشباب لا تطلق في العربية ويراد منها النساء " ولا شك ان الخطاب في الحديث يراد به الرجال ولكن الا تعم لفظة الشباب الشباب من الرجال والنساء عند الإطلاق وإلا فما معنى الأحاديث الكثيرة المتناثرة في السنة كحديت " سبعة يظلهم الله في ظله فقال: أو شاب نشأ في طاعة الله ... " وحديث لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وعدَّ منها "وعن شبابه فيما أبلاه "
فهل النساء خارجات من هذا الفضل وهذا السؤال .. ؟؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 06:11]ـ
بارك الله فيك، الأصل أن كل خطاب في الشرع بصيغة المفرد المذكر أو جمع المخاطبين الذكور، يشمل الذكور والإناث على السواء، ما لم تدل قرينة على اختصاص الرجل بالخطاب دون المرأة .. والحال هنا في هذا الحديث أن الخطاب متوجه إلى الرجال دون النساء، لأنهم هم الذين يبادرون عند تحقق الاستطاعة - البدنية والمالية - فيهم بالسعي إلى هذا الأمر، وهم الذين إذا ما تعذر عليهم ذلك، كان الخير لهم في كثرة الصيام حتى تنطفئ الشهوة إلى حين يمن الله عليهم بالقدرة على الزواج، والله أعلم.
وأستأذنك أخي الكريم في غلق هذه الصفحة، حتى لا يتكرر هنا كلام قد كُتب مرارا في الرابط الذي أحلتك عليه وفي غيره .. بارك الله فيك ونفع بك.(/)
هبوط آدم عليه السلام
ـ[المحدث]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 10:27]ـ
جاء في بعض التفاسير أن هبوط آدم عليه السلام لم يكن عقوبه بل تكليف أو زجر له ولذريته فهل هذا التوجيه مقبول؟
قال الله عز وجل:
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)
تفسير القرطبي
لم يكن إخراج الله تعالى آدم من الجنة وإهباطه منها عقوبة له ; لأنه أهبطه بعد أن تاب عليه وقبل توبته وإنما أهبطه إما تأديبا وإما تغليظا للمحنة , والصحيح في إهباطه وسكناه في الأرض ما قد ظهر من الحكمة الأزلية في ذلك وهي نشر نسله فيها ليكلفهم ويمتحنهم ويرتب على ذلك ثوابهم وعقابهم الأخروي إذ الجنة والنار ليستا بدار تكليف فكانت تلك الأكلة سبب إهباطه من الجنة ولله أن يفعل ما يشاء وقد قال " إني جاعل في الأرض خليفة " وهذه منقبة عظيمة وفضيلة كريمة شريفة وقد تقدمت الإشارة إليها مع أنه خلق من الأرض , وإنما قلنا إنما أهبطه بعد أن تاب عليه
تفسير الرازي
المسألة الثالثة: اختلفوا في أن قوله: {اهبطوا} أمر أو إباحة، والأشبه أنه أمر لأن فيه مشقة شديدة لأن مفارقة ما كانا فيه من الجنة إلى موضع لا تحصل المعيشة فيه إلا بالمشقة والكد من أشق التكاليف، وإذا ثبت هذا بطل ما يظن أن ذلك عقوبة، لأن التشديد في التكليف سبب للثواب، فكيف يكون عقاباً مع ما فيه من النفع العظيم؟
نظم الدرر للبقاعي
{اهبطوا} وفي ذلك لطف لذريته بالتنفير من الخطأ والترهيب الشديد من جريرته والترغيب العظيم على تقدير الوقوع فيه في التوبة والهبوط.
تفسير النيسابوري
وإنما قيل: إنه تكليف لا عقوبة لما ترتب عليه من الثواب العظيم.
تفسير الكشاف
فإن قلت: الخطيئة التي أهبط بها آدم إن كانت كبيرة فالكبيرة لا تجوز على الأنبياء، وإن كانت صغيرة، فلم جرى عليه ما جرى بسببها من نزع اللباس والإخراج من الجنة والإهباط من السماء كما فعل بإبليس ونسبته إلى الغيّ والعصيان ونسيان العهد وعدم العزيمة والحاجة إلى التوبة؟ قلت: ما كانت إلا صغيرة مغمورة بأعمال قلبه من الإخلاص والأفكار الصالحة التي هي أجل الأعمال وأعظم الطاعات. وإنما جرى عليه ما جرى، تعظيماً للخطيئة وتفظيعاً لشأنها وتهويلاً، ليكون ذلك لطفاً له ولذريّته في اجتناب الخطايا واتقاء المآثم، والتنبيه على أنه أخرج من الجنة بخطيئة واحدة، فكيف يدخلها ذو خطايا جمة
تفسير الثعالبي
· ت *: وهذه الآية تبين أن هبوط آدم كان هبوط تَكْرِمَةٍ؛ لما ينشأ عن ذلك من أنواع الخيرات، وفنون العباداتِ.
تفسير التحرير والتنوير
· وفيه إشارة أخرى وهي أن العفو يكون من التائب في الزواجر والعقوبات. وأما تحقيق آثار المخالفة وهو العقوبة التأديبية فإن العفوعنها فساد في العالم لأن الفاعل للمخالفة إذا لم ير أثر فعله لم يتأدب في المستقبل فالتسامح معه في ذلك تفويت لمقتضى الحكمة، فإن الصبي إذا لوث موضعاً وغضب عليه مربيه ثم تاب فعفا عنه فالعفو يتعلق بالعقاب وأما تكليفه بأن يزيل بيده التلويث الذي لوث به الموضع فذلك لا يحسن التسامح فيه ولذا لما تاب الله على آدم رضي عنه ولم يؤاخذه بعقوبة ولا بزاجر في الدنيا ولكنه لم يصفح عنه في تحقق أثر مخالفته وهو الهبوط من الجنة ليرى أثر حرصه وسوء ظنه، هكذا ينبغي أن يكون التوجيه إذا كان المراد من {اهبطوا} الثاني حكاية أمر ثان بالهبوط خوطب به آدم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 12:05]ـ
نعم لم يكن هبوط آدم عليه السلام عقوبة، ولا كان لعنة مورثة كما يدعي النصارى قاتلهم الله، فآدم عليه السلام ما نزل من الجنة إلا وذنبه مغفور، كما في قوله تعالى: ((فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)) [البقرة: 37] والله ما خلقه ولا ذريته أصلا إلا لإعمار الأرض واستخلافهم فيها لينظر كيف يفعلون، وقضت حكمته جل وعلا أن يجعله أول الأمر في الجنة ثم يهبطه منها بسبب غواية إبليس، ليعلمه وذريته من بعده درسا جليلا في الطاعة والخضوع وفي عداوة الشيطان لهم .. فأين الإشكال في هذا؟؟
وقولك، "جاء في بعض التفاسير": فمن من المفسرين قال بخلاف هذا؟
ـ[المحدث]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 12:35]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
حياكم الله أخي الفاضل وجزاكم الله خيراً علي اهتمامك
نفس التفاسير التي عرضت هذه الرأي عرضت أيضا القول ان الهبوط كان عقوبة
مثل تفسير النيسابوري:
ويمكن أن يقال: نفس الإهباط عقوبة ولا ثواب عليه، وإنما الثواب على حسب العمل بعد ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 06:34]ـ
نفس التفاسير التي عرضت هذه الرأي عرضت أيضا القول ان الهبوط كان عقوبة
ليتك تنقل لنا نص ذلك القول من هذه التفاسير التي ذكرتها .. بارك الله فيك.(/)
(الوالدان إذا نادياك وأنت تصلي فإن الواجب إجابتهما لكن بشرط) ابن عثيمين
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 11:50]ـ
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى ابن مريم، وصاحب جُرَيْج، وكان جريجٌ رجلا عابدا، فاتخذ صومعة فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي فقالت: يا جُرَيْجُ، فقال: يا رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته فانصرفت، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي فقالت: يا جُرَيْجُ، فقال: يا رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته فانصرفت، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جُرَيْجُ، فقال: يا رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فقالت: " اللهم لا تُمِتْه حتى ينظر إلى وجوه المومسات " ........ إلى آخر الحديث)) متفق عليه.
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -:
((يستفاد من هذه الجملة من هذا الحديث: أن الوالدين إذا نادياك وأنت تصلي، فإن الواجب إجابتهما؛ لكن بشرط ألا تكون الصلاة فريضة، فإن كانت فريضة فلا يجوز أن تجيبهما؛ لكن إذا كانت نافلة فأجبهما.
إلا إذا كانا ممن يقدرون الأمور قدرها، وأنهما إذا علما أنك في صلاة عذراك، فهنا أشر إليهما بأنك في صلاة، إما بالنحنحة، أو بقول: سبحان الله، أو برفع صوتك في آية تقرؤها، أو دعاء تدعو به، حتى يشعر المنادي بأنك في صلاة، فإذا علمت أن هذين الأبوين الأم والأب عندهما مرونة، يعذراك إذا كنت تصلي ألا تجيب، فنبههم على أنك تصلي.
فمثلا: إذا جاءك أبوك وأنت تصلي سنة الفجر، قال: يا فلان، وأنت تصلي، فإن كان أبوك رجلا مرنًا يعذرك فتنحنح له، أو قل: سبحان الله، أو ارفع صوتك بالقراءة أو بالدعاء أو بالذكر الذي أنت فيه؛ حتى يعذرك.
وإن كان من الآخرين الذين لا يعذرون، ويريدون أن يكون قولهم هو الأعلى فاقطع صلاتك وكلمهم، وكذلك يقال في الأم.
أما الفريضة فلا تقطعها لأحد إلا عند الضرورة، كما لو رأيت شخصا تخشى أن يقع في هلكة، في بئر، أو في بحر، أو في نار، فهنا اقطع صلاتك للضرورة، وأما لغير ذلك فلا يجوز قطع الفريضة.
انظر: كتاب (شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين (، لفضيلة الشيخ (محمد بن صالح العثيمين) – رحمه الله – الجزء (2) – الصفحة (54).
السلفية النجدية ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 01:18]ـ
يرفع للفائدة ..
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 04:13]ـ
يرفع
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[15 - Apr-2009, صباحاً 01:53]ـ
رفع الله قدركم ..
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[15 - Apr-2009, صباحاً 05:46]ـ
بارك الله فيكٍ اختي وجعله في ميزان حسناتك
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 05:09]ـ
وفيكِ بارك الله أخيتي ..
حفظكِ المولى من كل شر ..(/)
حوار على خشبات الصليب
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 02:07]ـ
ان رواية الأناجيل لحادثة الصلب فيها الكثير من النقاط التي تزعج اطمئنان المرء في قبول هذا الحدث والتسليم به. . فمن ذلك:
تتفق الأناجيل الأربعة على أن المسيح صلب بين لصين، واحد على يمينه والآخر على يساره!
ولكن تختلف بينها فيما دار بين المسيح واللصين جميعاً على الصليب!
ففي متى ومرقس أنهما كانا يعيرانه. .
(وأما لوقا 23: 39) فهو يصور مشهداً روائياً مثيراً تدور فيه الأحاديث في منطق هادىء وفي حوار متئد بين اللصين، وبين المسيح، وقد اختلف أمرهما في شأن المسيح. . على هذا الوجه:
- أحد اللصين (مستهزئاً): إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا!!
- اللص الآخر (ينتهر صاحبه): أحتى أنت لا تخاف الله، وأنت تعاني العقوبة نفسها؟ أما نحنفعقوبتنا عادلة لأننا ننال الجزاء العادل لقاء ما فعلنا. وأما هذا الانسان فلم يفعل شيئاً في غير محله. ثم يلتفت إلي السيد المسيح في وداعة ولطف قائلاً: اذكرني يارب، متى جئت في ملكوتك!
-السيد المسيح: الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس!!
ونحن نسأل: أين كان هذا الحوار والحديث؟
وتجيب الأناجيل: بأن مسرح هذا الحوار كان على خشبات الصليب المعلق عليها كل من المسيح واللصين!!
ونحن نسأل العقلاء من النصارى:
هل حالة المصلوب تسمح له بأن يلتفت يمينا وشمالاً أم لا؟
الذي نعرفه أن المعلق على الصليب والذي دقت يداه ورجلاه بالمسامير على الصليب، لا يمكن أن يعي شيئاً مما حوله، فضلاً على أن يحاور ويجادل!
انه لا يعقل أبداً أن يكون عند المصلوب بقية عقل أو فضلة قوة يمكن أن ينفقها في لفته يلتفتها أو كلمة ينطق بها. . وأنه إن يكن شىء فليس غير الأنين أو الصراخ، والوجع المستمر، لا الفلسفة ولا السفسطة ولا التنكيت والتبكيت!
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 12:02]ـ
شكرا لك ..... بارك الله فيك .......
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 05:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبارك الله عليك ونفعه وجعله لك فى صالح الاعمل
اللهم امين
شكرا اخى فى الاسلام على مرورك الطيب(/)
حقيقة المسيح عليه السلام كما ذكرها القرآن
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 03:41]ـ
عرض القرآن الكريم صورة المسيح الحقيقية، من لحظة ولادته إلى نهاية وجوده على وجه الأرض، موضحاً حقيقة هذه الشخصية، وهدف دعوتها، وأركان رسالتها، وما أختصها الله سبحانه وتعالى بالمعجزات. وذلك على النحو التالي:
1 - عيسى ابن مريم - عليه السلام - هو بشر مخلوق، وعبد للخالق عز وجل، وليس هو إله، ولا بابن إله، وأمه امرأة طاهرة ظهرت براءتها على لسان رضيعها، وكانت هذه هي الحقيقة الأولى التي نطق بها المسيح وهو في المهد، حيث انطقه الله القادر على كل شيىء، وذلك قوله سبحانه وتعالى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} [مريم 29 - 30]
فالمسيح ليس إلا بشراً مخلوقاً، ونبياً مرسلاً، كما قال الله سبحانه وتعالى عنه: {إِنْ هُوَ إلا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} [الزخرف: 59] وكما قال ايضا ً: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إلا رَسُولٌ} [المائدة: 75].
نلاحظ في هاتين الآيتين وجود أداة الاستثناء والحصر (إلا) من قوله: {إِنْ هُوَ إلا عَبْدٌ} وقوله: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إلا رَسُول} فالمسيح ما هو الا عبد رسول من عند الله لا أكثر ولا أقل.
والمسيح عليه السلام لن يستكبر عن الخضوع لخالقه، بل يتشرف في كونه عبداً للخالق العظيم سبحانه وتعالى، وهذا مصداق قوله سبحانه وتعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا} [النساء: 172]
وما كانت ولادته - عليه السلام - بهذا الشكل المعجز، إلا لأنه آية للناس، على قدرة الله سبحانه وتعالى في الخلق.
ولقد سبقه في هذه الطريقة المعجزة التي خلق بها، في تميزها وغرابتها، مثل قديم، وهو آدم أبي البشر - عليه السلام -، قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: 59]
2 _ عيسى ابن مريم - عليه السلام - نبي ورسول من عند الله عز وجل، كغيره من الانبياء والمرسلين، جاء ليدعو إلى توحيد الخالق سبحانه وتعالى، ويصحح انحراف اليهود عن دينهم، وبعدهم عن شريعتهم: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المائدة: 75].
وقوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} [الزخرف: 63]
وقوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [البقرة: 253]
وقوله تعالى: {ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ} [الحديد: 27]
3_ عيسى ابن مريم - عليه السلام - إنسان بار بوالدته، ليس بجبار ولا شقي.
قال الله سبحانه وتعالى على لسانه: {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم: 32]
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الحقيقة القرآنية تنفي بوضوح كل ما جاء في الانجيل الحالي، من أن المسيح - عليه السلام - كان إنساناً مستهتراً بأمه، يناديها بكل لا مبالاه قائلاً: " مالي ولك يا إمرأة؟! " [يوحنا 2: 4] ..
4 _ عيسى ابن مريم - عليه السلام - في القرآن الكريم هو قدوة صالحة، وأنموذج رائع للإيمان والعبادة والإخلاص لله سبحانه وتعالى، يقول الله تعالى على لسانه: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} [مريم: 30 _ 31]
5_ حقيقة رسالة المسيح - عليه السلام -، ومحدوديتها، إذ بعثه الله تعالى إلى طائفة محددة من البشرية، فليست رسالته عامة لكافة الناس، وإنما هو نبي مرسل إلى بني اسرائيل، وفقط، والآيات القرآنية واضحة في هذه النقطة، حيث تبين محدودية رسالة المسيح، واختصاصها ببني اسرائيل وحدهم، يقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ} [الصف: 6] وقوله تعالى: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} [آل عمران: 48]
وهذ النصوص فيها رد واضح على كل دعوى تقول: إن المسيحية دين عالمي، وأن التبشير به من أركان ذلك الدين.
6 _ يعرض القرآن الكريم حقيقة المسيح - عليه السلام - ومهمته التي جاء لأجلها، وأن له وقتاً محدداً سوف يمضي فيه بدعوته إلى الله تعالى، حيث سيبلغ رسالة ربه المتمثله في الإنجيل، وليتابع شريعة وسيرة التوراة، يقول الله سبحانه وتعالى: {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [المائدة: 46]
7_ يذكر القرآن الكريم إحدى أهم وظائف المسيح - عليه السلام - وهي الإخبار والتبشير بمجيىء النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم وذلك في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِين} [الصف: 6]
8 _ المسيح - عليه السلام - هو كلمة الله تعالى، يقول الله عز وجل: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ .... لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا} [النساء: 171]
تأمل أخي القارىء كيف ورد قوله تعالى " وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ " في سياق واضح وقوي ينهى النصارى عن الغلو، إذ أنهم تجاوزوا الحد في المسيح حتى رفعوه فوق المنزلة التي أعطاه الله إياها فنقلوه من حيز النبوة إلى أن اتخذوه إلها. والمقصود بالكلمة هنا في قوله: " وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ": هو الأمر الإلهي، الذي صدر عن الله تعالى بلفظ (كن)، من غير واسطة أب، فالمسيح مخلوق بالكلمة وليس هو الكلمة. ولهذا قيل لعيسى إنه كلمة الله لأنه لم يكن له أب تولد منه وإنما هو ناشئ عن الكلمة التي قال له بها كن فكان: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: 47]
(يُتْبَعُ)
(/)
فالخالق العظيم وهو اللَّه يَخْلُق مَا يَشَاء إذَا قَضَى أَمْرًا أَرَادَ خَلْقه فَإِنَّمَا يَقُول لَهُ كُنْ فَيَكُون.
9_ المسيح - عليه السلام - هو روح من الله تعالى، يقول الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ .... لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا} [النساء: 171]
مرة أخرى تأمل أخي القارىء كيف ورد قوله تعالى " وَرُوحٌ مِنْهُ " في سياق واضح وقوي ينهى النصارى عن الغلو، وكيف أن المسيح لن يستنكف أن يكون عبداً لله ..
وكلمة روح هنا ليست خصيصة اختص الله تعالى بها في قرآنه المسيح - عليه السلام - فهناك معان أخرى لكلمة روح، وهناك من أطلقت عليه هذه اللفظة أيضاً:
يقول الله تعالى عن آدم عليه السلام: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر: 29]
والقرآن الكريم هو نفسه روح من أمر الله تعالى، قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52]
ووحي الله تعالى لكل أنبيائه، سمي في القرآن روحاً من أمر الله تعالى، يقول الله تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاتَّقُونِ} [النحل: 2]
وجبريل أمين الوحي - عليه السلام - سمي في القرآن روحاً من الله تعالى وذلك في قوله تعالى: {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} [مريم: 17] وقوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} [الشعراء: 192]
وقد سمى القرآن الكريم معونة الله تعالى، وتأييده، ونصره للمؤمنين، عند القتال بالروح منه، قال الله تعالى: {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} [المجادلة: 22]
وإذا انتقلنا إلي كتب النصارى نجد أن كاتب رسالة يوحنا الأولى [4: 1] قد صرح بأن الروح التي هي من الله ليست هي الله وإنما هي شخص أو إنسان فقال: " أيها الأحبة لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله؟ لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم ". (ترجمة فاندايك)
إن قول يوحنا: " لا تصدقوا كل روح " يفيد أن الروح شخص، فهو صادق إذا قامت البراهين على صدقه، وكاذب إن دلت الأدلة على كذبه.
إن إقرار القرآن الكريم بشأن المسيح عليه السلام بأنه (روح منه)، المراد بذلك أن المسيح روح خيرية علوية، وليس هو من الأرواح الشيطانية النجسة كما كان يتهمه اليهود: " لأنهم قالوا إن معه روحاً نجساً " مرقص 3: 30، " وأنه برئيس الشياطين يخرج الشياطين " مرقص 3: 22.، " وأجاب الجميع وقالوا بك شيطان " يوحنا 7: 20.
فنطق القرآن الكريم في شأن المسيح عليه السلام بما ينفي عنه وصمة ما ألصقه أعداؤه به قائلاً: " وروح منه "، مقرراً أنه ليس هو كما يقول اليهود عنه بأنه روح شيطانية أرضية شريرة، بل هو روح خيرية علوية قدسية. وهو تفنيد أيضاً لمن يعتقد بأن المسيح إله أو انه إله مع الله، فجاء الرد الإلهي بأنه روح منه أي كباقي الأرواح التي خلقها الله سبحانه وتعالى.
10_ معجزات السيد المسيح - عليه السلام -:
(يُتْبَعُ)
(/)
السيد المسيح - عليه السلام - نبي كسائر الأنبياء - عليهم السلام - دعا قومه إلى الايمان بالله تعالى، وبين لهم شرائع اختلفوا فيها، ومنهجاً للحياة السعيدة، يقول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} [الزخرف: 63]
ومع هذه الدعوى إلى الله تعالى: كان لا بد من معجزات تظهر تأييد الله عزوجل لرسوله بدعوته، وهذه المعجزات تتناسب مع أحوال كل قوم من الأقوام.
والمعجزات المذكورة في القرآن الكريم عن المسيح - عليه السلام - هي:
1. إبراء الأكمة.
2. إبراء الأبرص.
3. إحياء الموتى.
4. نزول المائدة من السماء.
5. تصوير الطين، والنفخ فيه، فيصبح حياً بإذن الله سبحانه وتعالى.
6. الإخبار ببعض المغيبات. التي اطلعه الله عليها.
7. الكلام في المهد.
وكل هذه المعجزات هي بأمر الله تعالى وإذنه، يقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} [الرعد: 38]
والآيات التي ذكرت تلك المعجزات لم تغفل هذه الناحية، حيث بينت أن هذه المعجزات هي لإثبات نبوة المسيح عليه السلام وكلها تجري بأمر الله تعالى وتأييده.
يقول الله تعالى: {وَرَسُولا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 49]
ارجو ان نتنبه إلي قوله تعالى: (بِإِذْنِ اللّهِ) فهو ينفي أن يكون المسيح فعل ذلك بذاته، والذي يفعل ذلك بإذن غيره، يدل على أنه في الأصل عاجز عن ذلك، والإله لا يوصف بالعجز أو صفات النقص، ومن يوصف بذلك ليس بإله.
ثم ان الله لم يذكر عن المسيح خلقاً مطلقاً، ولا خلقاً عاماً، كما ذكر عن نفسه تبارك وتعالى، في كثير من الآيات كقوله سبحانه: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}، و كقوله: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}، وقوله: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. وأما المسيح عليه السلام فقال فيه: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي}. . وقال المسيح عن نفسه: {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ}. . فلم يذكر إلا خلق شيء معين خاص بإذن الله، فكيف يكون هذا الخالق هو ذاك؟!
وقد ذكرنا في بداية المقال قول الله تعالى عن المسيح في سورة الزخرف: 59: {إِنْ هُوَ إِلا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ}.
مرة أخرى ارجو ان نتنبه الى أداة الحصر وهي حرف (إلا) في قوله تعالى: " إِنْ هُوَ إِلا عَبْدٌ "
فالمسيح ليس إلا عبد بشر بنص الآية الكريمة ..
11_ نهاية المسيح عليه السلام:
أراد اليهود قتل نبي الله عيسى عليه السلام فتآمروا على ذلك، إلا ان الله سبحانه وتعالى أنجاه منهم فرفعه إليه ولم يتمكنوا منه .. قال الله تعالى عن اليهود: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً} [النساء: 157]
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي قولهم - أي قول اليهود كما حكاه الله عنهم - وهو: {إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ} دلالة ظاهرة على منتهى جرأتهم وقبح أفعالهم وتمردهم على الحق فهم لم يكتفوا بتكذبيه بل سعوا إلى قتله وعزموا على ذلك وأعلنوا فعلتهم الشنعاء وأنهم قتلوا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وأشاعوا ذلك بين الناس، إلا أن الحقيقة هي ان الله سبحانه وتعالى حفظ المسيح عليه السلام ورفعه إلى السماء ولم يتمكنوا منه وكان الله عزيزاً حكيماً ..
وقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة على أن عيسى بن مريم عبدالله - عليه الصلاة والسلام - رفع إلى السماء بجسده الشريف وروحه، وأنه لم يمت ولم يقتل ولم يصلب، وأنه ينزل آخر الزمان فيقتل الدجال، ويكسر الصليب، ويحرم أكل الخنزير، ويضع الجزية بمعنى أنه لا يقبل إلا الاسلام، وثبت أن ذلك النزول من أشراط الساعة، وقد أجمع علماء الاسلام الذين يعتمد على أقوالهم على ماذكرناه، وإنما اختلفوا في معنى التوفي المذكور في قول الله عز وجل: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [آل عمران: 55] على أقوال:
أحدها: أن المراد بذلك وفاة الموت، لأنه الظاهر من الآية بالنسبة إلى من لم يتأمل بقية الأدلة والقرائن، ولأن ذلك قد تكرر في القرآن الكريم بهذا المعنى، مثل قوله تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [السجدة: 11]، وقوله سبحانه: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ} [الانفال: 50] وعلى هذا المعنى يكون في الآية تقديم وتأخير.
القول الثاني: معناه القبض، نقل ذلك ابن جرير في تفسيره عن جماعة السلف، واختاره ورجحه على ما سواه، ومن هذا المعنى قول العرب: توفيت مالي من فلان أي قبضته كله وافياً وعليه يكون معنى الآية: إني قابضك من عالم الأرض إلى عالم السماء وأنت حي ورافعك إلي.
القول الثالث: إن المراد بذلك وفاة النوم، لأن النوم يسمى وفاة، كقوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر: 42]
والقولان الأخيران أرجح من القول الاول.
ومهما يكن من أمر فالحق الذي دلت عليه الأدلة البينة، وتظاهرت عليه البراهين، أنه عليه الصلاة والسلام رفع إلي السماء حياً، وأنه لم يمت، بل لم يزل عليه السلام حياً في السماء، إلى أن ينزل في آخر الزمان ويقوم بأداء المهمة التي أسندت إليه، المبينة في أحاديث صحيحة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسيكون نزوله عليه الصلاة والسلام علامة من علامات الساعة. لقوله سبحانه وتعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} أي أن عيسى عليه السلام سينزل في آخر الزمان، ويكون نزوله، علامه من علامات الساعة.
ثم يموت بعد ذلك الموته التي كتبها الله عليه مصداقاً لقوله تعالى: {وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا}
وأما من زعم أن اليهود قد تمكنوا منه وأنهم قتلوه أو صلبوه فصريح القرآن يرد قوله ويبطله، والأدلة على ذلك كثيرة معلومة، منها قوله سبحانه وتعالى في شأن عيسى عليه السلام: {وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مبين} [المائدة: 110] فقد كف الله سبحانه اليهود عن المسيح حين هموا بقتله وانجاه من كيدهم.
ومن ذلك قوله تعالى على لسان المسيح: {وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ} ولا شك ان السلام على المسيح حين يموت لا يكون بتعليقه على الصليب ودق المسامير في يديه حتى يموت معذباً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك قوله تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} [النساء: 157]
12 _ إبطال وقوع صلب المسيح بالدليل التاريخي:
يدعي النصارى أن المسلمين بقولهم بنجاة المسيح من الصلب ينكرون حقيقة تاريخية أجمع عليها اليهود والنصارى الذين عاصروا صلب المسيح ومن بعدهم.
فكيف لنبي الإسلام وأتباعه الذين جاءوا بعد ستة قرون من الحادثة أن ينكروا ذلك?
قد يبدو الاعتراض النصراني وجيهاً لأول وهلة، لكن عند التأمل في شهادة الشهود تبين لنا تناقضها وتفكك رواياتهم.
ولدى الرجوع إلى التاريخ والتنقيب في رواياته وأخباره عن حقيقة حادثة الصلب، ومَن المصلوب فيها؟ يتبين حينذاك أمور مهمة:
- أن قدماء النصارى كثر منهم منكرو صلب المسيح، وقد ذكر المؤرخون النصارى أسماء فرق كثيرة أنكرت الصلب.
وهذه الفرق هي: الباسيليديون والكورنثيون والكاربوكرايتون والساطرينوسية والماركيونية والبارديسيانية والسيرنثييون والبارسكاليونية والبولسية والماينسية، والتايتانيسيون والدوسيتية والمارسيونية والفلنطانيائية والهرمسيون.
وبعض هذه الفرق قريبة العهد بالمسيح، إذ يرجع بعضها للقرن الميلادي الأول ففي كتابه "الأرطقات مع دحضها " ذكر القديس الفونسوس ماريا دي ليكوري أن من بدع القرن الأول قول فلوري: إن المسيح قوة غير هيولية، وكان يتشح ما شاء من الهيئات، ولذا لما أراد اليهود صلبه؛ أخذ صورة سمعان القروي، وأعطاه صورته، فصلب سمعان، بينما كان يسوع يسخر باليهود، ثم عاد غير منظور، وصعد إلى السماء.
ويبدو أن هذا القول استمر في القرن الثاني، حيث يقول فنتون شارح متى: " إن إحدى الطوائف الغنوسطية التي عاشت في القرن الثاني قالت بأن سمعان القيرواني قد صلب بدلاً من يسوع".
وقد استمر إنكار صلب المسيح، فكان من المنكرين الراهب تيودورس (560م) والأسقف يوحنا ابن حاكم قبرص (610م) وغيرهم.
ولعل أهم هذه الفرق النكرة لصلب المسيح الباسيليديون؛ الذين نقل عنهم سيوس في " عقيدة المسلمين في بعض مسائل النصرانية " والمفسر جورج سايل القول بنجاة المسيح، وأن المصلوب هو سمعان القيرواني، وسماه بعضهم سيمون السيرناي، ولعل الاسمين لواحد، وهذه الفرقة كانت تقول أيضاً ببشرية المسيح.
ويقول باسيليوس الباسليدي: " إن نفس حادثة القيامة المدعى بها بعد الصلب الموهوم هي من ضمن البراهين الدالة على عدم حصول الصلب على ذات المسيح".
ولعل هؤلاء هم الذين عناهم جرجي زيدان حين قال: " الخياليون يقولون: إن المسيح لم يصلب، وإنما صلب رجل آخر مكانه ".
ومن هذه الفرق التي قالت بصلب غير المسيح بدلاً عنه: الكورنثيون والكربوكراتيون والسيرنثيون. يقول جورج سايل: إن السيرنثيين والكربوكراتيين، وهما من أقدم فرق النصارى، قالوا: إن المسيح نفسه لم يصلب ولم يقتل، وإنما صلب واحد من تلاميذه، يشبهه شبهاً تاماً، وهناك الباسيليديون يعتقدون أن شخصاً آخر صلب بدلاً من المسيح.
وثمة فِرق نصرانية قالت بأن المسيح نجا من الصلب، وأنه رفع إلى السماء، ومنهم الروسيتية والمرسيونية والفلنطنيائية. وهذه الفرق الثلاث تعتقد ألوهية المسيح، ويرون القول بصلب المسيح وإهانته لا يلائم البنوة والإلهية.
كما تناقل علماء النصارى ومحققوهم إنكار صلب المسيح في كتبهم، وأهم من قال بذلك الحواري برنابا في إنجيله.
ويقول ارنست دي بوش الألماني في كتابه " الإسلام: أي النصرانية الحقة " ما معناه: إن جميع ما يختص بمسائل الصلب والفداء هو من مبتكرات ومخترعات بولس، ومن شابهه من الذين لم يروا المسيح، لا في أصول النصرانية الأصلية.
ويقول ملمن في كتابه " تاريخ الديانة النصرانية ": " إن تنفيذ الحكم كان وقت الغلس، وإسدال ثوب الظلام، فيستنتج من ذلك إمكان استبدال المسيح بأحد المجرمين الذين كانوا في سجون القدس منتظرين تنفيذ حكم القتل عليهم كما اعتقد بعض الطوائف، وصدقهم القرآن ".
وأخيراً نذكر بما ذكرته دائرة المعارف البريطانية في موضوع روايات الصلب حيث جعلتها أوضح مثال للتزوير في الأناجيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المنكرين أيضاً صاحب كتاب " الدم المقدس، وكأس المسيح المقدس " فقد ذكر في كتابه أن السيد المسيح لم يصلب، وأنه غادر فلسطين، وتزوج مريم المجدلية، وأنهما أنجبا أولاداً، وأنه قد عثر على قبره في جنوب فرنسا، وأن أولاده سيرثون أوربا، ويصبحون ملوكاً عليها.
وذكر أيضاً أن المصلوب هو الخائن يهوذا الأسخريوطي، الذي صلب بدلاً من المسيح المرفوع.
وإذا كان هؤلاء جميعاً من النصارى، يتبين أن لا إجماع عند النصارى على صلب المسيح، فتبطل دعواهم بذلك.
ويذكر معرِّب " الإنجيل والصليب " ما يقلل أهمية إجماع النصارى لو صح فيقول بأن أحد المبشرين قال له: كيف يُنكر وقوع الصليب، وعالم المسيحية مطبق على وقوعه؟
فأجابه: كم مضى على ظهور مذهب السبتيين؟ فأجاب القس المبشر: نحو أربعين سنة.
فقال المعرِّب: إن العالم المسيحي العظيم الذي أطبق على ترك السبت خطأ 1900 سنة، هو الذي أطبق على الصلب.
وأما إجماع اليهود فهو أيضاً لا يصح القول به، إذ أن المؤرخ اليهودي يوسيفوس المعاصر للمسيح والذي كتب تاريخه سنة 71م أمام طيطوس لم يذكر شيئاً عن قتل المسيح وصلبه.
أما تلك السطور القليلة التي تحدثت عن قتل المسيح وصلبه، فهي إلحاقات نصرانية كما جزم بذلك المحققون وقالوا: بأنها ترجع للقرن السادس عشر، وأنها لم تكن في النسخ القديمة.
ولو صح أنها أصلية فإن الخلاف بيننا وبين النصارى وغيرهم قائم في تحقيق شخصية المصلوب، وليس في وقوع حادثة الصلب. {وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه} (النساء: 157) وهذا حال اليهود والنصارى فيه.
ولكن المؤرخ الوثني تاسيتوس كتب عام 117م كتاباً تحدث فيه عن المسيح المصلوب.
وعند دراسة ما كتبه تاسيتوس، يتبين ضعف الاحتجاج بكلامه، إذ هو ينقل إشاعات ترددت هنا وهناك، ويشبه كلامه أقوال النصارى في محمد صلى الله عليه وسلم في القرون الوسطى.
ومما يدل على ضعف مصادره، ما ذكرته دائرة المعارف البريطانية، من أنه ذكراً أموراً مضحكة، فقد جعل حادثة الصلب حادثة أممية، مع أنها لا تعدو أن تكون شأناً محلياً خاصاً باليهود، ولا علاقة لروما بذلك.
ومن الجهل الفاضح عند هذا المؤرخ، أنه كان يتحدث عن اليهود - ومقصده: النصارى. فذكر أن كلوديوس طردهم من رومية، لأنهم كانوا يحدثون شغباً وقلاقل يحرضهم عليها " السامي " أو " الحسن " ويريد بذلك المسيح.
ومن الأمور المضحكة التي ذكرها تاسيتوس قوله عن اليهود والنصارى بأن لهم إلهاً، رأسه رأس حمار، وهذا هو مدى علمه بالقوم وخبرته.
كما قد شكك المؤرخون بصحة نسبة العبارة إلى تاسيتوس، ومنهم العلامة أندريسن وصاحبا كتابي " ملخص تاريخ الدين " و " شهود تاريخ يسوع ".
وقد تحدث أندريسن أن العبارة التي يحتج بها النصارى على صلب المسيح في كلامه مغايِرة لما في النسخ القديمة التي تحدثت عن CHRESTIANOS بمعنى الطيبين، فأبدلها النصارى، وحوروها إلى: CHRISTIANOS بمعنى المسيحيين.
وقد كانت الكلمة الأولى (الطيبين) تطلق على عُبّاد إله المصريين "أوزيريس"، وقد هاجر بعضهم من مصر، وعاشوا في روما، وقد مقتهم أهلها وسموهم: اليهود، لأنهم لم يميزوا بينهم وبين اليهود المهاجرين من الإسكندرية، فلما حصل حريق روما؛ ألصقوه بهم بسبب الكراهية، واضطهدوهم في عهد نيرون.
وقد ظن بعض النصارى أن تاسيتوس يريد مسيحهم الذي صلبوه، فحرف العبارة، وهو يظن أنه يصححها. ويرى العلامة أندريسن أن هذا التفسير هو الصحيح.
وإلا كان هذا المؤرخ لا يعرف الفرق بين اليهود والنصارى، ويجهل أن ليس ثمة علاقة بين المسيح وروما.
وهكذا فإن التاريخ أيضاً ناطق بالحقيقة، مُثبت لما ذكره القرآن عن نجاة المسيح وصلب غيره.
وتذكر دائرة المعارف الكتابية سفرا اسمه " اعمال يوحنا " وهو من الاسفار التي حكمت الكنيسة بعدم قراءته وانه من الاسفار الأبوكريفية. و تقول المصادر المسيحية ان هذا السفر من المحتمل أنه قد كتب فيما بين 150 - 180 ميلادية. ومما جاء في هذا السفر أن صلب يسوع كان مجرد مظهر وهمي، وأن الصعود حدث عقب الصلب الظاهري مباشرة فلا مكان لقيامة شخص لم يمت أصلاً. هذا وقد كان لأعمال يوحنا تأثير واسع كما تذكر الدائرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونجد في مخطوطات (نجع حمادي) المكتشفة في مصر؛ حيث كشف بعد الحرب العالمية الثانية عن ثلاثة وخمسين نصاً، تقع في ألف ومائة وثلاثة وخمسين صفحة، ومن هذه النصوص ما تحدث عن نجاة المسيح، وأنه لم يصلب.
ولم يرد في هذه المخطوطات أيُّ ذِكْرٍ لمحاكمة المسيح وصلبه، بل جاء في إنجيل بطرس على لسان بطرس: "رأيته يبدو كأنهم يمسكون به، وقلت: ما هذا الذي أراه يا سيد؟ هل هو أنت حقاً من يأخذون؟ .. أم أنهم يدقون قدميّ ويديّ شخص آخر؟ .. قال لي المخلص .. من يُدخلون المسامير في يديه وقدميه هو البديل، فهم يضعون الذي بقي في شبهة في العار! انظر إلي، وانظر إليه ". [رؤيا بطرس 24 - 81.4، نجع حمادي 344] ( Pagels.TGGp.72)
وفي مخطوطة أخرى من هذه المخطوطات وهي كتاب " سيت الأكبر Second Treatise of Great Seth " جاء على لسان المسيح "كان شخص آخر، هو الذي شرب المرارة والخل، لم أكن أنا ... كان آخر الذي حمل الصليب فوق كتفيه، كان آخر هو الذي وضعوا تاج الشوك على رأسه. وكنت أنا مبتهجاً في العُلا .. أضحك لجهلهم ". [رسالة شيث الكبير الثانية 19 - 56.6، نجع حمادي 332] ( Pagels.TGGp.72-73)
وفي مخطوطة " مقالة القيامة ": ما يدل على أن المسيح مات موتاً طبيعياً، وأن روحه المقدسة لا يمكن أن تموت.
يقول البرفسور بورتون ماك Burton : (( أما بالنسبة لقصة الصلب والقيامة، فإن مرقس _ أول من كتب القصة _ أخذ الفكرة الأساسية من أسطورة كريستوس غير أنه تجرأ بأن تخيل كيف يمكن أن تبدو قصة الصلب والقيامة لو كتبها تاريخاً فعلياً تمت أحداثه في القدس وهو ما كانت الأسطورة ترفضه، وهكذا يمكننا أن نفهم قصة مرقس باعتبارها دمجاً لأحداث المسيح الحقيقي مع أسطورة كريستوس)) ويقول البرفسور: ((كافة القصص في الأسفار الأخرى تبدأ من مرقس، فلا يغير أحد من المؤلفين بعد مرقس أساس القصة) وايضاً: ((ثم بعد ذلك صار المسيحيون يتخيلون قصة مرقس الخيالية كما لو كانت تاريخاً واقعاً) ( Mack WWNT p.152 )
وفوق كل ذلك نلاحظ أنه لا يوجد في سفرالأقوال
السؤال
ولا في سفر توما Thomas المكتشف حديثاً، أي اشارة لا من قريب ولا من بعيد عن قصة الآلام والصلب، مع أنهما كتبا في وقت مبكر أي حوالي ثلاثين عاماً قبل أن تكتب أي من الاسفار الاربعة القانونية.
ومن المعلوم ان المجامع الأولى قد حرمت قراءة الكتب التي تخالف الكتب الاربعة والرسائل التي اعتمدتها الكنيسة فصار أتباعها يحرقون تلك الكتب ويتلفونها، وما يدرينا أن تلك الكتب التي فقدت وحوربت كانت تنكر الصليب؟ فنحن لا ثقة لنا باختيار المجامع البشرية لما اختارته فنجعله حجة ونعد ما عداه كالعدم. وها هو مجمع (ترنت) الذي عقد في القرن الخامس عشر والذي صادق على قرارات مجمع (قرطاج Carthage ) سنة 397 بشأن الاسفار السبعة وحكم بقانونيتها، فجاءت الكنيسة البروتستنانية بعد ذلك في اوائل القرن السادس عشر ورفضت قرارات هذين المجمعين!
ومن الروعة أن نقارن كل ذلك مع ماورد في القرآن الكريم بهذا الموضوع: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} [النساء: 4/ 157]
الكاتب: خالد كروم
باحث أسلامى متخصص فى مقارنه الاديان
وعضوه هيئة عليا فى حزب الغد المصرى
وأمين الحزب عن دائرة بولاق ابوالعلاه (وسط البلد)
وعضوه شرفى فى حركة كفاية
وعضوه مؤسس لجبهة انقاذ مصر: لندن
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 04:33]ـ
ما شاء الله كل هذا
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 04:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزك الله خيرا اخى ابو الفداء وبارك الله فيك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 12:01]ـ
شكرا لك ..... بارك الله فيك .......(/)
إشكال (10) تعريف المكلف من شرح مختصر الأصول من علم الأصول
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 06:10]ـ
تعريف المكلف:
عرفه الشيخ بقوله: (هو البالغ العاقل).
وهذا التعريف غير مانع فقد عرفه المرداوي في التحبير (2/ 797): (والمراد بالمكلف: البالغ العاقل الذاكر غير الملجأ) وسوف يأتي بإذن الله الكلام على نوعي الإكراه الملجئ وغير الملجئ.
فائدة:
عرف الشيخ الحازمي في شرحه على معاقد الفصول المكلف بقوله: (الآدمي البالغ العاقل غير الملجئ بشرطه).
وهذا يجرنا للكلام على تكليف الجن، والجن مكلفون في الجملة ولكن تكليفهم لا على حد تكليف الإنس بها.
قال الطوفي في شرح الروضة (1/ 218): (وقع النزاع بين بعض الفقهاء في سنتنا هذه- وهي سنة ثمان وسبع مائة للهجرة - في أن الجن مكلفون بفروع الدين أم لا؟
واستفتي فيها شيخنا أبو العباس أحمد بن تيمية بالقاهرة- أيده الله تعالى- فأجاب فيها بما ملخصه أنهم مكلفون بها بالجملة، لكن لا على حد تكليف الإنس بها، لأنهم مخالفون للإنس بالحد فبالضرورة يخالفونهم في بعض التكاليف.
قلت: مثاله، أن الجن قد أعطي بعضهم قوة الطيران في الهواء، فهذا يخاطب بقصد البيت الحرام للحج طائرا.
والإنسان لعدم تلك القوة فيه، لا يخاطب بذلك، فهذا في طرف زيادة تكليفهم على تكليف الإنس.
وأما من جهة نقص تكليفهم عن تكليف الإنس، فكل تكليف يتعلق بخصوص طبيعة الإنس، ينتفي في حق الجن، لعدم تلك الخصوصية فيهم.
والدليل على تكليف الجن بالفروع، الإجماع على أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل بالقرآن الكريم إلى الجن والإنس، فجميع أوامره ونواهيه متوجهة إلى الجنسين، وهي مشتملة على الأصول والفروع، نحو: {آمنوا بالله}، {وأقيموا الصلاة}. وقد تضمن هذا الدليل، على أن كفار الإنس مخاطبون بها، وكذلك كفار الجن، لتوجه القرآن بجميع ما فيه إلى مؤمني الجنسين وكفارهم).اهـ
ومما سبق يعرف المكلف بأنه: (الآدمي البالغ العاقل الذاكر غير الملجأ).(/)
إشكال (11) أل العهدية لا تكون عامة. من شرح مختصر الأصول من علم الأصول
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 06:20]ـ
أل العهدية:
قال عباس حسن في"النحو الوافي" (1/ 423): (فأما"العهدية" فهي التي تدخل على النكرة فتفيدها درجة من التعريف تجعل مدلولها فردًا معينًا بعد أن كان مبهمًا شائعًا ...
فائدة:
قال ابن بدران في "نزهة الخاطر" (2/ 82): (ما عرف بلام العهد لا يكون عاما لأنه يدل على ذات معينة نحو لقيت رجلا فقلت للرجل) ().
وقال ابن النجار في "شرح الكوكب المنير" (3/ 132): (و "لا" يعم " – أي: "اسم جنس معرف تعريف جنس" - مع قرينة عهد" اتفاقا. وذلك كسبق تنكير نحو قوله تعالى: {كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول} لأنه يصرفه إلى ذلك فلا يعم إذا عرف ونحو قوله تعالى: {يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} ... ).
وقال (3/ 133): ("و"من صيغ العموم أيضا "مفرد محلى بلام غير عهدية لفظا" كالسارق والزاني والمؤمن والفاسق والعبد والحر عندنا وعند أكثر العلماء).
وقال الجويني في "البرهان في أصول الفقه" (1/ 233): (من سبق تنكيره وظهر ترتيب التعريف عليه فهو غير محمول على استغراق الجنس وفاقا).
ونحو هذا كثير في كلامهم.
تنبيه:
إذا تقرر هذا فقول الشيخ: (وأما المعرف بأل العهدية فإنه بحسب المعهود فإن كان عامّاً فالمعرف عام وإن كان خاصّاً فالمعرف خاص) قد خفي علي توجيهه،
وقد مثل الشيخ للمعهود العام بقوله تعالى (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73)) فمن يوجه لنا كلام الشيخ والمثال.(/)
إشكال (12) أل التي لبيان الجنس قد تعم الأفراد. من شرح مختصر الأصول في علم الأصول
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 06:29]ـ
أل التي لبيان الجنس:
قال الشيخ عياض السلمي في "أصول الفقه الذي لا يسع الفقيه جهله: (اسم الجنس المحلى بأل الجنسية فقد قال بعمومه كثير من العلماء وخالف فيه بعضهم، وهو قد يكون مفرداً كالرجل والمرأة، وقد يكون مما يستوي فيه القليل والكثير وهو المسمى باسم الجنس الإفرادي، كالذهب والفضة والتراب، وقد يكون مما لا واحد له من لفظه كالرهط والناس ويسمى اسم الجنس الجمعي.
وقد فصل الغزالي في الاسم المحلى بأل الجنسية تفصيلاً حسناً فقسمه إلى ما يتميز واحده عن الجمع بالتاء كالتمر والتمرة، وما لا يتميز واحده بالتاء كالرجل.
فالأول إن خلا عن التاء فهو عام () كقوله صلى الله عليه وسلم: «والتمر بالتمر ربا إلا هاء وهاء» (رواه البخاري)، فهو عام في القليل والكثير وأما ما اقترن منه بالتاء فليس بعام.
وأما الثاني ـ وهو ما لا يتميز واحده بالتاء ـ فإما أن يتشخص له واحد أو لا، فإن لم يتشخص له واحد كالذهب والفضة فيعم كقوله صلى الله عليه وسلم: «الذهب بالذهب ربا إلا هاء وهاء». وأما ما تشخص واحده كالرجل فقد يعم، كقوله صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه» (متفق عليه). وقد يفارق العموم كقولنا: الرجل خير من المرأة. فإن المراد الحقيقة بقطع النظر عن الأفراد ()) ().
تنبيه:
وبعد هذا التفصيل يحمل التعميم الذي ذكره الشيخ بقوله: (وأما المعرف بأل التي لبيان الجنس فلا يعم الأفراد) على الغالب.(/)
إشكال (13) تعريف الخاص. من شرح مختصر الأصول من علم الأصول.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 06:31]ـ
قال الشيخ: (اللفظ الدال على محصور بشخص أو عدد).
وهذا التعريف الذي ذكره الشيخ من أجود تعارف الخاص إلا أنه لا يشمل نوعا من الخاص وهو الخاص بالنوع كلفظ الإنسان فإنه خاص بالنسبة إلى لفظ الحيوان وما خرج عن كونه عاما بالنسبة إلى ما تحته.
وقد يقال أن لفظ الناس مثلا خاص بالنسبة للحيوان لأنها أحد أنواعه فالنظر إليها من ناحية كونها أحد أفراد الجنس يعطيها خصوصية نسبية لا مطلقة، ولكن لما كان لفظ (شخص) () المذكور في التعريف يدل على الخصوصية المطلقة، ودخول النسبية فيه بنوع من التكلف حسن إضافة قيد يشملهما كما سيأتي.
وقد توسع في تعريف الخاص الآمدي في الإحكام (2/ 218)، والشوكاني في إرشاد الفحول (1/ 350)، وقد اطلعت على رسالة "تخصيص العام وأثره في الأحكام الفقهية" للشيخ: علي عباس الحكمي فوجدته قد زاد استوعب غالب كلامهما وزاد عليهما وخلص إلى هذا التعريف (ص/49): الخاص هو (اللفظ الموضوع لواحد ولو بالنوع أو لمتعدد محصور) وقال قد أشار إليه صدر الشريعة وابن الهمام.
وقوله الموضوع ليخرج المهمل الذي لم يوضع لشيء ووضعه هنا كقيد تحسبا لمن عرف الخاص بأنه: (ما ليس بعام) فاعترض عليه بدخول المهمل فيه فهو ليس بعام ولا خاص.
وقال: ("ولواحد" احترازا من العام و"لو بالنوع" قيد لإدخال المطلق والنكرة في الإثبات لأنهما من الخاص باعتبار وحدة النوع، وقولنا " أو لمتعدد محصور" قيد ليشمل التعريف أسماء الأعداد والمثنى النكر لأنها وضعت لأكثر من واحد مع الحصر).
وقد اعترض الشوكاني على بعض التعريفات ومما اعترض به ما يمكن أن يعترض به على هذا التعريف المختار فقال في إرشاده (1/ 350): (يشكل عليه إخراج أفراد متعددة، نحو: أكرم القوم إلا زيدًا، وعمرًا، وبكرًا).
ويمكن أن يجاب عن هذا الاعتراض بأن قوله في التعريف (أو لمتعدد محصور) يدخل فيه المحصور بواحد أو بأكثر.
ملاحظة:
لاحظ أننا استخدمنا في تعريف الخاص هنا الحد الرسمي – الذي يجوز استخدام أو التشكيكية فيه - لا الحقيقي، وذلك لتعذر إيجاد حد حقيقي يجمع الخاص باطلاقيه، قال الآمدي في "الإحكام" (2/ 219) بعد أن عرض لعدة تعاريف للخاص وبين وجوه الاعتراض عليها: (والحق أن يقال: الخاص قد يطلق باعتبارين: الأول وهو اللفظ الواحد الذي لا يصلح مدلوله لاشتراك كثيرين فيه كأسماء الأعلام من زيد وعمرو ونحوه الثاني ما خصوصيته بالنسبة إلى ما هو أعم منه ... ).(/)
هل قول الصحابي إذا كان حجة يخصص العموم؟
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 08:38]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أما بعد:
هل قول الصحابي إذا كان حجة يخصص العموم؟
ملاحظة: الرجاء ذكر المراجع و المظان لهذه المسألة مع ذكر الجزء و الصفحة.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 11:28]ـ
على الصحيح أخي الفاضل؛ نعم. قول الصحابي إذاكان حجة جاز تخصيص العام به.
وقد نص عليه الإمام أحمد، وبه قالت الحنفية، والمالكية، وابن حزم، وعيسى بن أبان، وللشافعية قولان إذا قالوا بقوله القديم في كونه حجة.
والقول الثاني: لا يكون مخصصا ولو قلنا حجة.
انظر أخي على سبيل الإجمال ما يلي:
العدة (2/ 579)، التمهيد (2/ 119)، روضة الناظر (ص248)، المسودة (ص114)، المختصر في أصول الفقه (ص123)، أصول السرخسي (2/ 5)، فواتح الرحموت (1/ 355)، المنتهى (ص132)، شرح تنقيح الفصول (ص219)، البرهان (1/ 430)، الإحكام (2/ 485)، التحبير (6/ 2676).
ونفع الله آمين(/)
ترتيب الاسباب العشرة الموجبة لمحبة الله
ـ[ابن عطاء السكندرى]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 11:17]ـ
عدّ الإمام ابن القيم فى كتابه القيم (مدارج السالكين) فى ذكرة (منزلة المحبة) عشر أسباب توُجب حب الله للعبد، و شرحها فضيلة الشيخ / عبد العزيز مصطفى كامل فى كتابه (شرح الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله) و كان الشرح غايه فى السمو الذى يرتفع بالروح ليحلق بها عاليا و يهز الوجدان هزاً
و استكمالاً للنفع و حباً للخير و بعد عدة تجارب ناجحه فى دورات عملية قام بها الاخوان بالعمل بهذه الأسباب فى برنامج عملى لكن مع تغيير لترتيب الأسباب لتوافق هذا البرنامج و توافق وجدان الأخ و تيسر عليه العمل بعون الله جئتكم بهذا الترتيب لعل الله ينفع به:
1 - دوام ذكره على كل حال
2 - قرأة القرآن بالتدبر و الفهم
3 - مطالعة القلب لأسماءه و صفاته
4 - مشاهده بره و إحسانه و ألائه و نعمه الظاهرة و الباطنة
5 - التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض
6 - انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى
7 - الخلوة به وقت النزول الإلهى لمناجاته و تلاوة أحكامه
8 - مجالسة المحبين الصادقين و التقاط أطايب ثمرات كلامهم
9 - إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى
10 - مباعدة كل سبب يحول بين القلب و بين الله عز و جل
و على الاقل يأخذ كل سبب اسبوع فى العمل به منفردا و التركيز عليه جيدا و فى الاسبوع التالى يهتم بالسبب الثانى و لايغفل السابق بل يوفق بينهما
و الله الموفق و عليه التكلان(/)
إنه يقول: (أخشى أن تتلوث الكأس إذا شربت باليمين) عجبًا لك!
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 02:46]ـ
عن أبي حفص عمر بن أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد، ربيب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (كنت غلاما في حجر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكانت يدي تطيش في الصّحفة، فقال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " يا غلام سمِّ الله تعالى، وكل بيمينك، وكل مما يليك " فما زالت تلك طِعْمتي بعد) متفق عليه.
(وتطيش): تدور في نواحي الصَّحفة.
قال فضيلة الشيخ (محمد بن صالح العثيمين) – رحمه الله -:
(ذكر المؤلف - رحمه الله تعالى – فيما نقله عن عمر بن أبي سلمة، وكان ربيب النبي – صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه ابن زوجته أم سلمة – رضي الله عنها -، أنه كان مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في طعام يأكل فجعلت يده تطيش في الصحفة، يعني تذهب يمينا وشمالا، فقال له: النبي – صلى الله عليه وسلم -: (يا غلام، سمِّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك).
فهذه ثلاثة آداب علمها النبي – صلى الله عليه وسلم – هذا الغلام وهي:
أولا: قال: (سمِّ الله)، وهذا عند الأكل.
فعند ابتداء الأكل يجب أن يقول الإنسان " بسم الله "، ولا يَحل له أن يتركها؛ لأنه إذا تركها شاركه الشيطان في أكله، أعدى عدو له يشاركه في الأكل إذا لم يقل: " بسم الله "، ولو زاد: " الرحمن الرحيم " فلا بأس، لأن قول الرسول – صلى الله عليه وسلم – " سم الله ": يعني اذكر اسم الله.
والتسمية الكاملة هي أن يقول الإنسان: " بسم الله الرحمن الرحيم " كما ابتدأ الله بها كتابه، وكما أرسل بها سليمان – صلى الله عليه وسلم -: {إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم} النمل: 30، فإن اقتصرت على قول: " بسم الله " فلا حرج وإن زدت " الرحمن الرحيم " فلا حرج، الأمر في هذا واسع.
وأما التسمية على الذبيحة فهي شرط من شروط التذكية، إذا لم تُسمِّ على الذبيحة فهي حرام ميتة، كأنما ماتت بغير ذبح.
ولكن العلماء يقولون: لا ينبغي أن يقول: " بسم الله الرحمن الرحيم "؛ لأنه الآن يريد أن يذبحها، فالفعل ينافي القول بالنسبة لهذه الذبيحة؛ لأنها ستذبح، هكذا علل بعض العلماء، ولكن لو قالها أيضا فلا حرج.
الأدب الثاني: قوله: " وكل بيمينك ": وهذا أمر على سبيل الوجوب، فيجب على الإنسان أن يأكل بيمينه وأن يشرب بيمينه؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – نهى أن يأكل الإنسان بشماله أو أن يشرب بشماله، وقال: " إن الشيطان يفعل هذا "، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله، وقد نهينا عن اتباع خطوات الشيطان، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر} النور 21.
ولهذا كان القول الراجح وجوب الأكل باليمين، ووجوب الشرب باليمين، وأن الأكل بالشمال أو الشرب بالشمال حرام، ثم إن الأكل بالشمال والشرب بالشمال مع كونه من هدي الشطان فهو أيضا من هدي الكفار؛ لأن الكفار يأكلون بشمائلهم ويشربون بشمائلهم.
ثم إن بعض الناس إذا كان على الأكل وأراد أن يشرب فإنه يمسك الكأس باليسار ويشرب، ويقول: (أخشى أن تتلوث الكأس إذا شربت باليمين)، فنقول: (لتتلوث فإنها إذا تلوثت فإنما تتلوث بطعام، ولم تتلوث ببول ولا غائط، تلوثت بطعام ثم تغسل).
وبإمكانك أن تمسك الكأس من الأسفل بين إبهامك والسبابة، وتجعلها كالحلقة ولا يتلوث منه إلا شيء يسير، ولا عذر لأحد بالشرب بالشمال من أجل هذا؛ لأن المسألة على سبيل التحريم، والحرام لا يجوز إلا عند الضرورة، والضرورة مثل أن تكون اليد اليمنى شلاء، لا يمكن رفعها إلى فيه، أو مكسورة لا يمكن أن يرفعها إلى فيه، فهذه ضرورة، أو تكون متجرحة لا يمكن أن يأكل بها أو يشرب.
المهم إذا كان هناك ضرورة فلا بأس باليسار، وإلا فلا يحل للمسلم أن يأكل باليسار، ولا أن يشرب باليسار.
الأدب الثالث: قوله: " وكل مما يليك ": يعني لا تأكل من حافة غيرك، بل كل من الذي يليك؛ لأنك إذا اعتديت على حافة غيرك فهذا سوء أدب، فكُل من الذي يليك.
إلا إذا كان الطعام أنواعًا، مثل أن يكون هناك لحم في غير الذي يليك فلا بأس أن تأكل، أو يكون هناك قرع أو ما شابه ذلك مما يقصد، فلا بأس أن تأكل من الذي لا يليك؛ لأن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: (أكلت مع النبي – صلى الله عليه وسلم – فكان يتتبّع الدبّاء من حوالي القصعة)، الدبّاء: القرع، يتتبّعه يعني يَلقُطه من على الصحفة ليأكله، هذا لا بأس به.
انظر: كتاب (شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين) للعلامة الشيخ: (محمد بن صالح العثيمين) – رحمه الله – الجزء (2) صفحة (120 – 122).
السلفية النجدية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 03:32]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكي أيتها الأخت الفاضلة على مواضيعكي الهادفة.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 03:09]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وفيك بارك الله أخي الموقر ..
شكرا لمرورك ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 04:27]ـ
هناك الكثير من الناس يحتجّون بهذه الحجة الباهتة ..
تركوا السنة من أجل أن لا يتلوث الكأس! مع العلم أنه سوف يُغسل لا محالة ..
وإن تعجب فعجبٌ قولهم!
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 06:20]ـ
بارك الله فيك أيتها الأخت الفاضلة على مواضيعك الهادفة.
أقترح أن تفتح موضوعا مستقلاً
بعنوان
[[فوائد شرعية من كلام الأئمة والعلماء]]
على هذا النمط حتى لا تضيع هذه موضوعاتك
1
إنه يقول: (أخشى أن تتلوث الكأس إذا شربت باليمين) عجبًا لك!
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=28517
2
( الوالدان إذا نادياك وأنت تصلي فإن الواجب إجابتهما لكن بشرط) ابن عثيمين
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=28468
3
من علامات العلم النافع وغير النافع، يذكرها الحافظ (ابن رجب).
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=28687
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 07:37]ـ
بارك الله فيكم
رحم الله العثيمين ... لا تنتهى درره
ولهذا كان القول الراجح وجوب الأكل باليمين، ووجوب الشرب باليمين، وأن الأكل بالشمال أو الشرب بالشمال حرام، ثم إن الأكل بالشمال والشرب بالشمال مع كونه من هدي الشطان فهو أيضا من هدي الكفار؛ لأن الكفار يأكلون بشمائلهم ويشربون بشمائلهم.
من قال باستحباب الأكل باليمين وما هى حجته؟! (سؤال استفهام)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[29 - Mar-2009, صباحاً 04:53]ـ
أخي الفاضل (حاتم الفرائضي):
فكرة مضيئة، وإن شاء الله تعالى سوف أعمل بما اقترحتموه ..
جزاك الله خيرا ..
أخي الكريم (أبو محمد العمري):
(نصف العلم، لا أدري) لذا أقول لك: لا أدري ..
وفيك بارك الله ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[11 - Oct-2009, صباحاً 09:02]ـ
للفائدة ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[29 - Apr-2010, صباحاً 04:45]ـ
للتذكير.
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[29 - Apr-2010, صباحاً 08:41]ـ
شكر الله لكِ أخية مواضيعكِ الهادفة حقًا كما ذكر الإخوة ..
وُفقتِ وسُعدتِ ونُصرتِ في الدنيا والآخرة .. آمين
وأرجو ألا تنسني من صالح دعواتكِ، يعلم الله في عليائه: أني لأحبكِ فيه .. !
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[29 - Apr-2010, صباحاً 09:18]ـ
بارك الله فيكم
رحم الله العثيمين ... لا تنتهى درره
من قال باستحباب الأكل باليمين وما هى حجته؟! (سؤال استفهام)
حجتهم الوحيدة أن حديث 'كل بيمينك' مذكور في باب الأدب وهذا من صوارف صيغة الأمر من الوجوب إلى الإستحباب.
أما حديث الأخر الذي فيه مخالفة الشيطان قالوا ليس كل ورد في الشرع من الأمر بمخالفة الشيطان يفيد الوجوب وذكروا أمثلة مثل حديث' قيلوا فإن الشيطان لا يقيل' والله أعلم.
ـ[محب اهل الحديث]ــــــــ[29 - Apr-2010, صباحاً 10:36]ـ
ثم يخشى على القائل من الوسوسة المبتلى بها كثير من الناس
جزاك الله خيرا
ـ[ريم الغامدي]ــــــــ[29 - Apr-2010, مساء 01:50]ـ
جزى الله الأخت السلفية النجدية خيرا على جميل فوائدها
ـ[ريم الغامدي]ــــــــ[29 - Apr-2010, مساء 01:54]ـ
[
السؤال
UOTE=
من قال باستحباب الأكل باليمين وما هى حجته؟! (سؤال استفهام) [/
السؤال
UOTE]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19400&highlight=9%2F522
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 10:03]ـ
جزاكِ الله خيراً.
يلوث الكأس أفضل من أن يلوث السنة.(/)
من هو الذبيح المبارك؟ وأين هي الأرض المباركة؟
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 09:25]ـ
تتحدث التوراة عن قصة أمر الله إبراهيم بذبح ابنه الوحيد، وبدلاً من أن تسميه إسماعيل فإنها سمته إسحاق، وطبقاً لهذا التغيير تغير الزمان والمكان الذي جرت به القصة ومما جاء في القصة التوراتية " خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحاق، واذهب به إلى أرض المريا ... فلما أتيا الموضع .... لا تمد يدك إلى الغلام، ولا تفعل به شيئاً، لأني الله علمت أنك خائف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عني .... فدعا إبراهيم ذلك الموضع: "يهوه يراه" حتى إنه يقال اليوم: في جبل الرب يرى ... يقول الرب: إني من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تمسك ابنك وحيدك أباركك مباركة ...... " - التكوين 22/ 1 - 18
وفيما تقدم عدة بشارات تبشر بمجيء النبي صلى الله عليه وسلم، ونرى يد التحريف والعنصرية تحاول طمس هذه البشارات فمن التحريف البين إدراج اسم إسحاق الذي لم يكن وحيداً لإبراهيم قط، وقد تكرر وصف الذبيح بالوحيد ثلاث مرات، وقد رأينا أن إسماعيل كان و-حيداً لإبراهيم أربع عشرة سنة والبكورية لإسماعيل محفوظة وإن كان ابن هاجر -مولاة سارة- التي اتخذها زوجة فيما بعد، فمنزلة الأم لا تؤثر في بكورية الابن ولا منزلته، وقد جاء في التوراة: " إذا كان لرجل امرأتان إحداهما محبوبة، والأخرى مكروهة، فإن كان الابن البكر للمكروهة، فيوم يقسم لبنيه ما كان له لا يحل له أن يقدم ابن المحبوبة بكراً على ابن المكروهة البكر بل يعرف ابن المكروهة بكراً ليعطيه نصيب اثنين في كل ما يوجد عنده، لأنه هو أول قدرته له حق البكورية " - التثنية 21/ 15 - 17
ومما يبطل أن يكون الذبيح إسحاق أن إبراهيم قد وعد فيه بالبركة والذرية منه قبل ولادته، وأنه سيكون كعدد نجوم السماء - انظر التكوين 17/ 21 فالأمر بذبحه لا ابتلاء فيه، لأنه يعلم أنه سيكون لهذا الابن نسل مبارك وهو ما صرح به المسيح حسب إنجيل برنابا الذي نذكر الاستشهاد به استئناساً فقط فقد قال له التلاميذ: يا معلم هكذا كتب في كتاب موسى: إن العهد صنع بإسحاق؟ أجاب يسوع متأوهاً: هذا هو المكتوب، ولكن موسى لم يكتبه ولا يشوع، بل أحبارنا الذين لا يخافون الله. الحق أقول لكم: إنكم إذا أكملتم النظر في كلام الملاك جبريل تعلمون خبث كتبتنا وفقهائنا .. كيف يكون إسحاق البكر وهو لما ولد كان إسماعيل ابن سبع سنين - برنابا 44/ 1 - 11، وفي التوراة المتداولة أن بينهما أربعة عشرة سنة - انظر التكوين 16/ 16، 21/ 5
ومن ذلك كله فالذبيح هو إسماعيل، وجبل الرب في الأرض التي عاش فيها، والبركة لإبراهيم في ذريته محفوظة له بعد أن قام بالاستسلام لأمر الله وهمّ بذبح ابنه الوحيد فقد حرف أهل الكتاب اسم الذبيح، وحرفوا اسم المكان المعظم الذي جرت فيه أحداث القصة، فسمتها التوراة السامرية " الأرض المرشدة ". فيما سمته التوراة العبرانية " المريا "، ولعله تحريف لكلمة " المروة "، وهو اسم لجبل يقع داخل المسجد الحرام في مكة المكرمة اليوم، أي في المكان الذي درج فيه إسماعيل وقد اتفق النصان العبري والسامري على تسمية ذلك الموضع "جبل الله "، ولم يكن هذا الاسم مستخدماً لبقعة معينة حينذاك لذا اختلف اليهود في تحديد مكانه اختلافاً بيناً فقال السامريون: هو جبل جرزيم وقال العبرانيون: بل هو جبل أورشليم الذي بني عليه الهيكل بعد القصة بعدة قرون
والحق أن قصة الذبح جرت في الأرض المرشدة وهي أرض العبادة، وهي مكة أو بلاد فاران، واختلافهم دليل على صحة ذلك، واتفاقهم على اسم المكان بجبل الرب صحيح، لكنهم اختلفوا في تحديده، وقد ربطوه بتسميات ظهرت بعد الحادثة بقرون عدة، وتجاهلوا البيت المعظم الذي بني في تلك البقعة حينذاك، ويسمى بيت الله كما سمي الجبل الذي في تلك البقعة جبل الله وبقي هذا الاختلاف من أهم الاختلافات التي تفرق السامريين عن العبرانيين، وقد استمر في حياة المسيح، وذات مرة دخلت عليه امرأة سامرية، وسألته عن المكان الحقيقي المعد للعبادة، فأفصح لها المسيح أن المكان ليس جبل جرزيم السامري، ولا جبل عيبال العبراني الذي بني عليه الهيكل، " قالت له المرأة: يا سيد أرى أنك نبي، آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون أن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه، قال لها يسوع: يا
(يُتْبَعُ)
(/)
امرأة صدقيني، إنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون للآب، أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، أما نحن فنسجد لما نعلم، لأن الخلاص هو من اليهود ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له، الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" - يوحنا 4/ 19 - 24
فمن هم الساجدون الحقيقيون الذين يسجدون في غير قبلة السامريين والعبرانيين، إنهم الأمة الجديدة التي تولد بعد حين، إذ لم تدع أمة قداسة قبلتها سوى أمة الإسلام التي يفد إليها ملايين المسلمين سنوياً في مكة المكرمة وقوله عن ساعة قدوم الساجدين الحقيقيين" ولكن تأتي ساعة وهي الآن"، يفيد اقترابها لا حلولها، كما في متى: " أقول لكم: من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة، وآتياً على سحاب السماء" - متى 26/ 64، وقد مات المخاطبون وفنوا، ولم يروه آتياً على سحاب السماء
ومثله قول المسيح: "وقال له: الحق الحق أقول لكم، من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان" - يوحنا 1/ 51
وقد قال ميخا النبي عن مكة والبيت الحرام وعن إتيان الناس للحج عند جبل عرفات: " يكون في آخر الأيام بيت الرب مبنياً على قلل الجبال، وفي أرفع رؤوس العوالي يأتين جميع الأمم، ويقولون: تعالوا نطلع إلى جبل الرب" - ميخا 4/ 1 - 2 كما رمز النبي إشعيا لمكة في نص آخر بالعاقر، وتحدث عن الجموع الكثيرة التي تأتي إليها، ويعدها بالأمان والبركة والعزفقال: " ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد، أشيدي بالترنم أيتها التي لم تمخض، لأن بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل، قال الرب: أوسعي مكان خيمتك ولتبسط شقق مساكنك، لا تمسكي، أطيلي أطنابك وشددي أوتادك، لأنك تمتدين إلى اليمين والى اليسار، ويرث نسلك أمماً ويعمر مدناً خربة، لا تخافي لأنك لا تخزين، ولا تخجلي لأنك لا تستحين، فإنك تنسين خزي صباك، وعار ترملك لا تذكرينه بعد.قال راحمك الرب: أيتها الذليلة المضطربة غير المتعزية، هانذا أبني بالإثمد حجارتك، وبالياقوت الأزرق أؤسسك، وأجعل شرفك ياقوتاً وأبوابك حجارة بهرمانية وكل تخومك حجارة كريمة، وكل بنيك تلاميذ الرب وسلام بنيك كثيراً، بالبر تثبتين بعيدة عن الظلم فلا تخافين، وعن الارتعاب فلا يدنو منك، ها إنهم يجتمعون اجتماعاً ليس من عندي، من اجتمع عليك فإليك يسقط، هانذا قد خلقت الحداد الذي ينفخ الفحم في النار ويخرج آلة لعمله، وأنا خلقت المهلك ليخرب كل آلة صورت ضدك لا تنجح، وكل لسان يقوم عليك في القضاء تحكمين عليه، هذا هو ميراث عبيد الرب وبرهم من عندي"-إشعيا 54/ 1 - 17
في النص مقارنة لمكة بأورشليم، فسمى مكة بالعاقر لأنها لم تلد قبل محمد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز أن يريد بالعاقر بيت المقدس، لأنه بيت الأنبياء ومعدن الوحي، وقد يشكل هنا أن نبوة إسماعيل كانت في مكة، فلا تسمى حينذاك عاقراً، لكن المراد منه مقارنة نسبية مع أنبياء أورشليم.
وقوله: "لأن بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل"، يقصد فيه أن زوارها أو أبناءها أكثر من زوار أورشليم التي يسميها ذات البعل، ولفظة بنو المستوحشة يراد منها ذرية إسماعيل، الذي وصفته التوراة – كما سبق- بأنه وحشي " وقال لها ملاك الرب: ها أنت حبلى فتلدين ابناً وتدعين اسمه: إسماعيل، لأن الرب قد سمع لمذلتك، وإنه يكون إنساناً وحشياً، يده على كل واحد، ويد كل واحد عليه" - التكوين 16/ 11 - 12 كما تحدثت المزامير عن مدينة المسيح المخلص، المدينة المباركة التي فيها بيت الله، والتي تتضاعف فيها الحسنات، فالعمل فيها يعدل الألوف في سواها، وقد سماها باسمها (بكة) فجاء فيها:"طوبى للساكنين في بيتك أبداً يسبحونك، سلاه، طوبى لأناس عزهم بك، طرق بيتك في قلوبهم، عابرين في وادي البكاء في الترجمة الإنجليزية
" through the valley of Ba'ca make it a well" فذكر أن اسمها بكة، وترجمته إلى وادي البكاء صورة من التحريف كما أسلفنا يصيرونه ينبوعاً، أيضاً ببركات يغطون مورة، يذهبون من قوة إلى قوة، يرون قدام الله في صهيون، يا رب إله الجنود اسمع صلاتي وأصغ يا إله يعقوب، سلاه، يا مجننا انظر يا الله والتفت إلى وجه مسيحك، لأن يوماً واحداً في ديارك خير من ألف، اخترت الوقوف على العتبة في بيت إلهي على السكن في خيام الأشرار " - المزامير 84/ 4 - 10
والنص كما جاء في ترجمة الكاثوليك كالتالي: "يجتازون في وادي البكاء، فيجعلونه ينابيع ماء، لأن المشترع يغمرهم ببركاته، فينطلقون من قوة إلى قوة، إلى أن يتجلى لهم إله الآلهة في صهيون" - 83/ 7 - 8 وهذا الاسم العظيم (بكة) هو اسم بلد محمد صلى الله عليه وسلم، الاسم الذي استخدمه القرآن للبلد الحرام إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ - سورة آل عمران آية
96
----------------
الكاتب: خالد كروم
عضوه هيئة عليا فى حزب الغد المصرى
وأمين الحزب عن دائرة بولاق ابو العلاه. وسط البلد
وعضوه شرفى فى حركة كفاية المصرية
وعضوه فى جبهة أنقاذ مصر
ورئيس القسم الاسلامى فى منتدى بنت العراق(/)
هل يجوز لي أن أعمل سمسارا و وسيطا في مجال العقارات؟
ـ[بسام]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 05:28]ـ
الإخوة الأفاضل،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
ثم أما بعد
أرجو منكم أن تنيروا سبيلا حول موقف الشرع الحكيم من مهنة السمسار في مجال العقارات مع ضوابط عمله إن كان حلالا، و إن كان حراما، فالرجاء أن تقترحوا علي عملا حلالا علما أنني محامي و متحصل على الماجستير في قانون الأعمال.
مع فائق الشكر على مساعدتي على اختيار عمل موافق للشرع أسترزق منه
مع رجاء خاص بأن تدعو لي بأن ييسر الله تعالى لي رزقا حلالا كثيرا طيبا مباركا فيه و أن يجعلني ممن تعلموا القرآن الكريم و علموه و أن ييسر لي فعل الخيرات و يحسن لي الخاتمة،
ـ[أشجعي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 07:54]ـ
ما شاء الله عليك
وبارك الله فيك,
وأحييك على حرصك ,
لعلي أفيدك ببعض الكلمات ريثما يُعلق أحد اللمشايخ,
السمسرة جائزة بالشرع ولا حرج فيها ولعل من شروطها معرفة الطرف بأنك ستأخذ نسبة, وهي عندالفقهاء لعل اسمها "الجعل"
وأقول من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه, وأبواب العمل كثيرة,
وعلى الله التكلان.
ـ[بسام]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 09:07]ـ
جازاك الله عني خير الجزاء،
أرجو من جميع الإخوة الدعاء الصالح
ما شاء الله عليك
وبارك الله فيك,
وأحييك على حرصك ,
لعلي أفيدك ببعض الكلمات ريثما يُعلق أحد اللمشايخ,
السمسرة جائزة بالشرع ولا حرج فيها ولعل من شروطها معرفة الطرف بأنك ستأخذ نسبة, وهي عندالفقهاء لعل اسمها "الجعل"
وأقول من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه, وأبواب العمل كثيرة,
وعلى الله التكلان.
ـ[بسام]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 11:32]ـ
مشائخنا الكرام،
مع شكري للأخ الفاضل الذي تكرم بالرد، لا أزال في انتظار رأيكم الكريم، و جازاكم الله عني كل خير
ـ[أبومروة]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 11:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للفائدة أخي الكريم أنسخ لك هذا الجواب من موقع الاسلام سؤال وجواب لعله يفيدك إلا أن يتكرم أحد المشايخ الفضلاء بإجابتك بوضوح ففي الموقع علماء أجلاء حفظهم الله ولله الحمد والمنة.
--------------------
حكم السمسرة
ما حكم السمسرة؟ وهل المال الذي يأخذه السمسار حلال؟.
الحمد لله
" السمسرة: هي التوسط بين البائع والمشتري , والسمسار هو: الذي يدخل بين البائع والمشتري متوسطاً لإمضاء البيع , وهو المسمى الدلال , لأنه يدل المشتري على السلع , ويدل البائع على الأثمان " انتهى من "الموسوعة الفقهية" (10/ 151).
والسمسرة يحتاج الناس إليها كثيراً، فكثير من الناس لا يعرفون طرق المساومة في البيع والشراء، وآخرون ليس عندهم قدرة على تمحيص ما يشترون ومعرفة عيوبه، وآخرون ليس عندهم وقت لمباشرة البيع والشراء بأنفسهم.
ومن هنا كانت السمسرة عملاً نافعاً، ينتفع به البائع والمشتري والسمسار.
ولا بد في السمسار من أن يكون خبيراً فيما يتوسط فيه بين البائع والمشتري، حتى لا يضر واحداً منهما بدعواه العلم والخبرة وهو ليس كذلك.
ولا بد أن يكون بأميناً صادقاً، لا يحابي أحدهما على حساب الآخر، بل يبين عيوب السلعة ومميزاتها بأمانة وصدق، ولا يغش البائع أو المشتري.
وقد نص جمع من الأئمة على جواز السمسرة، وجواز أخذ الأجرة عليها.
وسئل الإمام مالك رحمه الله عن أجر السمسار فقال: لا بأس بذلك. "المدونة" (3/ 466).
وقال الإمام البخاري في صحيحه:
" بَاب أَجْرِ السَّمْسَرَةِ. وَلَمْ يَرَ ابْنُ سِيرِينَ وَعَطَاءٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَالْحَسَنُ بِأَجْرِ السِّمْسَارِ بَأْسًا.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ: بِعْ هَذَا الثَّوْبَ فَمَا زَادَ عَلَى كَذَا وَكَذَا فَهُوَ لَكَ.
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِذَا قَالَ بِعْهُ بِكَذَا فَمَا كَانَ مِنْ رِبْحٍ فَهُوَ لَكَ، أَوْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَلَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ) " انتهى كلام الإمام البخاري.
وقال ابن قدامة في "المغني" (8/ 42):
" ويجوز أن يستأجر سمسارا , يشتري له ثيابا , ورخص فيه ابن سيرين , وعطاء , والنخعي. . . ويجوز على مدة معلومة , مثل أن يستأجره عشرة أيام يشتري له فيها ; لأن المدة معلومة , والعمل معلوم. . . فإن عَيَّنَ العملَ دون الزمان , فجعل له من كل ألف درهم شيئاً معلوما , صح أيضا. .
وإن استأجره ليبيع له ثيابا بعينها , صح. وبه قال الشافعي، لأنه عمل مباح , تجوز النيابة فيه , وهو معلوم , فجاز الاستئجار عليه كشراء الثياب " انتهى باختصار.
وسئلت اللجنة الدائمة عن صاحب مكتب تجاري يعمل وسيطاً لبعض الشركات في تسويق منتجاتها، حيث ترسل له عينة يقوم بعرضها على التجار في الأسواق، وبيعها لهم بسعر الشركة مقابل عمولة يتم الاتفاق عليها مع الشركة. فهل يحقه في ذلك إثم؟
فأجابت:
" إذا كان الواقع كما ذكر جاز لك أخذ تلك العمولة، ولا إثم عليك " انتهى.
"فتاوى اللجنة الدائمة" (13/ 125).
وسئل الشيخ ابن باز عن حكم البحث لمستأجر عن محلٍ أو شقةٍ مقابل أجرة يدفعها لمن حقق له طلبه.
فأجاب:
" لا حرج في ذلك، فهذه أجرة وتسمى السعي، وعليك أن تجتهد في التماس المحل المناسب الذي يريد الشخص أن يستأجره، فإذا ساعدته في ذلك والتمست له المكان المناسب، وساعدته في الاتفاق مع المالك على الأجرة، فكل هذا لا بأس به إن شاء الله بشرط ألا يكون هناك خيانة ولا خديعة، بل على سبيل الأمانة والصدق، فإذا صدقت وأديت الأمانة في التماس المطلوب من غير خداع ولا ظلم لا له ولا لصاحب العقار فأنت على خير إن شاء الله " انتهى.
"فتاوى الشيخ ابن باز" (19/ 358).
الإسلام سؤال وجواب
للأمانة هذا هو الراتط: http://islamqa.com/ar/ref/45726
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بسام]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 12:14]ـ
جازاكم الله تعالى عني كل خير،
أرجو دعاءكم الصالح لي بأن ييسر لي الله تعالى أبواب الرزق الحلال و أن يجعلني من المنفقين في سبيله و ممن تعلم القرآن و علمه،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للفائدة أخي الكريم أنسخ لك هذا الجواب من موقع الاسلام سؤال وجواب لعله يفيدك إلا أن يتكرم أحد المشايخ الفضلاء بإجابتك بوضوح ففي الموقع علماء أجلاء حفظهم الله ولله الحمد والمنة.
--------------------
حكم السمسرة
ما حكم السمسرة؟ وهل المال الذي يأخذه السمسار حلال؟.
الحمد لله
" السمسرة: هي التوسط بين البائع والمشتري , والسمسار هو: الذي يدخل بين البائع والمشتري متوسطاً لإمضاء البيع , وهو المسمى الدلال , لأنه يدل المشتري على السلع , ويدل البائع على الأثمان " انتهى من "الموسوعة الفقهية" (10/ 151).
والسمسرة يحتاج الناس إليها كثيراً، فكثير من الناس لا يعرفون طرق المساومة في البيع والشراء، وآخرون ليس عندهم قدرة على تمحيص ما يشترون ومعرفة عيوبه، وآخرون ليس عندهم وقت لمباشرة البيع والشراء بأنفسهم.
ومن هنا كانت السمسرة عملاً نافعاً، ينتفع به البائع والمشتري والسمسار.
ولا بد في السمسار من أن يكون خبيراً فيما يتوسط فيه بين البائع والمشتري، حتى لا يضر واحداً منهما بدعواه العلم والخبرة وهو ليس كذلك.
ولا بد أن يكون بأميناً صادقاً، لا يحابي أحدهما على حساب الآخر، بل يبين عيوب السلعة ومميزاتها بأمانة وصدق، ولا يغش البائع أو المشتري.
وقد نص جمع من الأئمة على جواز السمسرة، وجواز أخذ الأجرة عليها.
وسئل الإمام مالك رحمه الله عن أجر السمسار فقال: لا بأس بذلك. "المدونة" (3/ 466).
وقال الإمام البخاري في صحيحه:
" بَاب أَجْرِ السَّمْسَرَةِ. وَلَمْ يَرَ ابْنُ سِيرِينَ وَعَطَاءٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَالْحَسَنُ بِأَجْرِ السِّمْسَارِ بَأْسًا.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ: بِعْ هَذَا الثَّوْبَ فَمَا زَادَ عَلَى كَذَا وَكَذَا فَهُوَ لَكَ.
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِذَا قَالَ بِعْهُ بِكَذَا فَمَا كَانَ مِنْ رِبْحٍ فَهُوَ لَكَ، أَوْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَلَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ) " انتهى كلام الإمام البخاري.
وقال ابن قدامة في "المغني" (8/ 42):
" ويجوز أن يستأجر سمسارا , يشتري له ثيابا , ورخص فيه ابن سيرين , وعطاء , والنخعي. . . ويجوز على مدة معلومة , مثل أن يستأجره عشرة أيام يشتري له فيها ; لأن المدة معلومة , والعمل معلوم. . . فإن عَيَّنَ العملَ دون الزمان , فجعل له من كل ألف درهم شيئاً معلوما , صح أيضا. .
وإن استأجره ليبيع له ثيابا بعينها , صح. وبه قال الشافعي، لأنه عمل مباح , تجوز النيابة فيه , وهو معلوم , فجاز الاستئجار عليه كشراء الثياب " انتهى باختصار.
وسئلت اللجنة الدائمة عن صاحب مكتب تجاري يعمل وسيطاً لبعض الشركات في تسويق منتجاتها، حيث ترسل له عينة يقوم بعرضها على التجار في الأسواق، وبيعها لهم بسعر الشركة مقابل عمولة يتم الاتفاق عليها مع الشركة. فهل يحقه في ذلك إثم؟
فأجابت:
" إذا كان الواقع كما ذكر جاز لك أخذ تلك العمولة، ولا إثم عليك " انتهى.
"فتاوى اللجنة الدائمة" (13/ 125).
وسئل الشيخ ابن باز عن حكم البحث لمستأجر عن محلٍ أو شقةٍ مقابل أجرة يدفعها لمن حقق له طلبه.
فأجاب:
" لا حرج في ذلك، فهذه أجرة وتسمى السعي، وعليك أن تجتهد في التماس المحل المناسب الذي يريد الشخص أن يستأجره، فإذا ساعدته في ذلك والتمست له المكان المناسب، وساعدته في الاتفاق مع المالك على الأجرة، فكل هذا لا بأس به إن شاء الله بشرط ألا يكون هناك خيانة ولا خديعة، بل على سبيل الأمانة والصدق، فإذا صدقت وأديت الأمانة في التماس المطلوب من غير خداع ولا ظلم لا له ولا لصاحب العقار فأنت على خير إن شاء الله " انتهى.
"فتاوى الشيخ ابن باز" (19/ 358).
الإسلام سؤال وجواب
للأمانة هذا هو الراتط: http://islamqa.com/ar/ref/45726
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 04:04]ـ
أخي الفاضل / بسام
أسأل الله أن ييسر لك سبل الرزق الحلال وأن يبارك لك.
الخلاصة كما قال لك الإخوة وكما هو واضح في الإجابات المنقولة، أن السمسرة بمعنى النيابة عن البائع أو المشتري في عملية البيع أو الشراء مقابل مبلغ معلوم أو أجر معلوم، أمر جائز، لكن يزهد فيه الأفاضل لكثرة الغش فيه وغلبة الكذب والخداع على من يقومون بهذه الأعمال، لكن لا شك أن من يلتزم الأمانة في مثل هذا العمل ويحرص على الصدق مع البائع والمشتري أنه على باب عظيم من أبواب الخير، وعليه أن يحرص على ذلك إلا إذا خشي على نفسه فتنة.
تنبيه للفائدة: الأفضل في مثل هذا الأمر التوجه للمواقع المتخصصة في الفتوى، ومنها قسم الفتاوى في الموقع هنا على هذا الرابط، بارك الله فيك:
http://alukah.net/Fatawa/
ونستأذنك في إغلاق الموضوع لأن المجلس للمدارسة وأما الفتوى فلها فقه آخر، لذلك يحسن بكل مسلم أن يتوجه في الفتاوى إلى جهات الفتوى المختصة، أما المنتديات فللمدارسة فقط، أحسن الله إليك.(/)
مسألة: أربع ركعات بسلام واحد في غير صلاة الليل!
ـ[أبو زهيرة]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 11:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل يجوز جمع أربع ركعات بسلام واحد في غير صلاة الليل كراتبة الظهر أو السنة قبل العصر كما في بعض الروايات: "رحم الله امرءا صلى قبل العصر أربعا" مع الدليل؟
والله يرعاكم.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 11:53]ـ
هذه المسألة تكلم بها الشيخ الألباني لعلي أستطيع نقلها ..
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 11:53]ـ
بارك الله فيك.
جاء عند أحمد وأبي داود وابن ماجة من حديث أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر أربعا لا يفصل بينهن بتسليم.
إن صح الحديث فهو مستثنى من الحديث الذي هو قاعدة عامة في أن صلاة الليل والنهار مثنى مثنى والحديث مختلف فيه.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 07:06]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
دونكم فتوى الشيخ ابن باز - رحمه الله - في هذه المسألة ..
عنوان الفتوى: (بيان صلاة النافلة أربعاً قبل الظهر وأربعاً قبل العصر):
يقول السائل: (قرأت في بعض الكتب عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه أوصى بالصلاة قبل الظهر وقبل العصر أربعاً أربعاً فهل هذا قوي. وكيف تكون هذه الركعات الأربع هل تكون اثنتين اثنتين أم أربعاً متصلة وإذا كانت اثنتين اثنتين فهل تدخل فيها تحية المسجد وجهوني جزاكم الله خيراً)؟
الجواب: (كان صلى الله عليه وسلم يصلي قبل الظهر أربعاً، اثنتين اثنتين يسلم من كل اثنتين وبعد الظهر ركعتين راتبة، ومن صلى أربعاً فهو أفضل بعد الظهر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار)) [1]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((رحم الله امرءاً صلى أربعاً قبل العصر)) [2] فالأفضل قبل العصر أربعاً لكن ليست راتبة بل مستحبة يسلم من كل اثنتين لقوله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الليل والنهار مثنى مثنى)) [3] يعني يسلم من كل اثنتين هذا هو الأفضل، وهذا هو السنة، بل يتعين في الليل؛ لأن الأحاديث الصحيحة في ذلك كثيرة وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الليل مثنى مثنى)) [4]، وهي بمعنى الأمر أما في النهار ففيه خلاف بين أهل العلم والذي ينبغي أيضاً أن يصلي اثنتين اثنتين في النهار أيضاً؛ لأن رواية: والنهار في الحديث زيادة صحيحة رواه الخمسة وهم أهل السنن الأربعة والإمام أحمد بإسناد جيد عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((صلاة الليل والنهار مثنى مثنى)) وإذا صلى أربعاً قبل الظهر أو قبل العصر كفت عن تحية المسجد، إذا صلى أربعاً قبل الظهر فقد أدى الراتبة وتكفيه عن تحية المسجد، وهكذا إذا صلى أربعاً قبل العصر كفت عن تحية المسجد، وهكذا إذا صلى ركعتين قبل الفجر نوى بها الراتبة كفت عن تحية المسجد) انتهى.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] أخرجه الترمذي في كتاب الصلاة، باب منه آخر برقم 428، والنسائي في كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب الاختلاف على إسماعيل بن أبي خالد برقم 1816.
[2] أخرجه أحمد في مسند المكثرين من الصحابة، باب باقي المسند السابق برقم 5944، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في الأربع قبل العصر برقم 430.
[3] أخرجه أحمد في مسند المكثرين من الصحابة، مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه برقم 4776، ومالك في الموطأ، كتاب النداء للصلاة، باب ما جاء في صلاة الليل.
[4] أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب الحلق والجلوس في المسجد برقم 472، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعةً من آخر الليل برقم 749.
انظر: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة _ المجلد الثلاثون.
http://www.binbaz.org.sa/mat/4540
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 08:07]ـ
كلام الإمام الشيخ الألباني - رحمه الله - في صلاة النهار مثنى مثنى ..
السؤال: ((معنى حديث: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى).وحديث صلاة الوتر ( .... أربعاً أربعاً .... ) هل يكون التشهد في الوسط؟ وكيف تكون الصلاة؟ وهل تقاس صلاة النهار على صلاة الليل.؟))
http://www.alalbany.net/fatawa_view.php?id=3897
وللزيادة، فقد تكلم حول حكم زيادة النهار في حديث: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى) ..
http://www.alalbany.net/fatawa_results.php?search= مثنى %20مثنى
ـ[أبو زهيرة]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 07:17]ـ
السلفية النجدية
بندر المسعودي
جزيتما الخير والتوفيق ..
هل يفهم مما سبق أنّ الشيخ ابن باز -رحمه الله- يرى صلاة النهار اثنتين اثنتين، وأما الشيخ الألباني -رحمه الله- يرى قياسها على صلاة الليل فتجمع الركعات بتسليم واحد ..(/)
هل يجوز أن أصلي أربع ركعات في تسليمة واحدة في صلاة الليل؟
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 12:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه فتوى للشيخ ابن باز - رحمه الله - بخصوص هذا الأمر:
عنوان الفتوى: (حكم جمع أربع ركعات في صلاة التراويح في تسليمة واحدة).
السؤال: (بعض الأئمة في صلاة التراويح يجمعون أربع ركعات أو أكثر في تسليمةٍ واحدة دون جلوس بعد الركعتين ويدّعون بأن ذلك من السنة فهل لهذا العمل أصل في شرعنا المطهّر؟ [1])
الجواب: (هذا العمل غير مشروع بل مكروه أو محرم عند أكثر أهل العلم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الليل مثنى مثنى)) [2] متفق على صحته من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، ولما ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يسلم من كل اثنتين ويوتر بواحدة) [3] متفق على صحته والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. وأما حديث عائشة المشهور: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهم وطولهن) [4] الحديث متفق عليه، فمرادها أنه يسلم من كل اثنتين وليس مرادها أنه يسرد الأربع بسلام واحد لحديثها السابق، ولما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من قوله: ((صلاة الليل مثنى مثنى)) كما تقدم والأحاديث يصدق بعضها بعضاً ويفسر بعضها بعضاً، فالواجب على المسلم أن يأخذ بها كلها وأن يفسر المجمل بالمبين، والله ولي التوفيق) انتهى كلامه.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] نشر في مجلة الدعوة العدد 1578 في 21/ 9/1417هـ.
[2] أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب الحلق والجلوس في المسجد برقم 472، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعةً من آخر الليل برقم 749.
[3] أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم برقم 736.
[4] أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم برقم 1147، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم برقم 738.
المصدر: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثلاثون.
http://www.binbaz.org.sa/mat/4524
( منقول من شبكة سحاب السلفية).
*************
وهذه أيضا فتوى للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - من موقعه لا يجيز جمع أربع ركعات في تسليمة واحدة ..
((أيها المسلمون فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى أي ثنتين، ثنتين) هكذا حددها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى هذا فلا يجوز للإنسان أن يصلي أربع ركعات في الليل وأعني بذلك التطوع لأن الفرائض معروفة لا يجوز للإنسان أن يتجاوز اثنتين في صلاة التطوع الا في الوتر في بعض صوره وأما صلاة التراويح فانه لا يجوز أن يزيد فيها على ركعتين.
قال الإمام أحمد في الرجل يقوم إلى ثالثة إلى صلاة التراويح قال عليه أن يرجع ولو كان قد بدأ في القراءة لأنه لا بد أن يسلم من ركعتين لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (صلاة الليل مثنى) هكذا قال الإمام احمد رحمه الله واستدل لذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وروي عنه أنه قال: (إذا قام إلى ثالثة في صلاة الليل فكأنما قام إلى ثالثة في صلاة الفجر ومن المعلوم أن من قام إلى ركعة ثالثة في صلاة الفجر ولم يرجع فان صلاته تكون باطلة وهكذا من قام إلى ثالثة في صلاة الليل في التراويح أو غيرها غير الوتر فإن صلاته تبطل وذلك لأنه تعدى ما حده الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث قال: (صلاة الليل مثنى) وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد).
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا زاد الإنسان على ركعتين فقد عمل عملا ليس عليه أمر الله ورسوله فيكون مردودا وان بعض الناس يزيد في التراويح على ركعتين إما نسيانا وإما تأويلا وإما جهلا أما النسيان فانه يجب عليه إذا علم فانه يجب عليه إذا ذكر أن يرجع حتى ولو كان قد شرع في القراءة كما سمعتم من نص الإمام احمد رحمه الله واستدلاله بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأما الجهل فان عليه أن يتعلم وإذا علم فليس له أن يعدل عما جاءت به السنة وأما التأويل فإن بعض الناس أول قول عائشة رضي الله عنها حين سئلت كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في رمضان قالت: (كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسال عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسال عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا) فأول بعض الناس هذا الحديث على أنه يصلي أربعا مجموعة بسلام واحد ولكن هذا التأويل فاسد ويفسده أمران الأمر الاول أن عائشة نفسها ذكرت في حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ركعتين ومن المعلوم أن كلامها رضي الله عنها إذا كان مجملا في موضع مفصلا في موضع آخر فانه يجب أن يحمل على التفصيل وهذه هي القاعدة الشرعية المعمول بها عند أهل العلم (أن ما أجمل في موضع ثم فصل في موضع آخر فانه يتبع فيه ذلك التفصيل).
قد يقول بعض الناس لعل النبي صلى الله عليه وسلم يفعل هذا تارة وهذا تارة فنقول هذا محتمل ولا شك انه ربما يصلي أربعا جميعا في بعض الأحيان ويصلي على ركعتين، ركعتين في بعض الأحيان ولكن هذا محتمل وعندنا نص لا يحتمل هذا وهو قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة الليل مثنى قالها جوابا لرجل سأله ما ترى في صلاة الليل قال مثنى ولم يقل ارجع إلى صلاتي بل قال مثنى وهذا يعني أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شرع للامة أن تكون صلاة الليل مثنى فما ورد محتملا من فعله فانه يحمل على هذا الذي لا احتمال فيه من قوله صلوات الله وسلامه عليه.
إذا ينبغي علينا ونحن أئمة أن نعرف حدود الله لأننا أئمة يقتدى بنا بأفعالنا وربما ينسب ذلك إلينا ولو بعد مماتنا فالمهم أنه لا يجوز للإنسان أن يصلي في التراويح أربعا وأن من قام إلى ثالثة ناسيا فانه يرجع لو كان قد قرأ فان لم يرجع فان صلاته تكون باطلة مردودة.
أما في الوتر فان الوتر يجوز للإنسان أن يوتر بثلاث سردا لا يسلم الا في أخرهن لانه قد جاءت به السنة ويجوز أن يوتر بثلاث فيسلم بركعتين ويوتر بواحدة والثاني هو الذي عليه عمل أكثر الناس في هذا البلد وغيره أنه يوتر بثلاث مفصولة يصلون ركعتين ثم يصلون واحدة وعلى هذا فانه ينبغي للجماعة المأمومين إذا أتم الإنسان صلاة التراويح وشرع في صلاة الوتر أن ينوي الركعتين من الوتر لان أهل العلم قالوا إن الايتار بثلاث يكون مجموعا ويكون مفصولا وعلى هذا فالركعتان السابقتان للركعة الواحدة هما من الوتر فينويهما الإنسان وترا ولهذا يقرأ الإنسان فيهما بسبح وقل يا أيها الكافرون ويقرأ في الثالثة بالإخلاص وهكذا تكون القراءة إذا كان الايتار بثلاث ولو أن الإنسان أتى بالركعتين على انهم من قيام الليل ثم أوتر بواحدة فان ذلك لا بأس به فان الوتر يجوز أن يقتصر فيه الإنسان على ركعة واحدة لكن قال العلماء إن أدنى الكمال ثلاث ركعات بسلامين هكذا قال فقهاء الحنابلة رحمهم الله ومع ذلك يجوز أن يسرد هذه الثلاثة بسلام واحد)).
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_81.shtml
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 07:41]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 08:31]ـ
والشكر إليك موصول أخي الكريم ..
وفيك بارك الله ..
وفقكم المولى لما يحب ويرضى ..
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[09 - Sep-2009, مساء 06:14]ـ
قال يحيى علي الحجوري: في بعض الأحيان من النهار، كما جاء عن ابن عمر رضي الله عنه صلى أربع ركعات بتشهد واحد، وجاء عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى أربعًا لا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم صلى أربعًا لا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم صلى ثلاثًا، وبتشهد واحد وتسليم واحد، والذي منعوا هذا حملوا الحديث على ما عداه من الأدلة التي فيها: ((صلاة الليل مثنى مثنى))، و ((يصلي ركعتين ركعتين، فإذا خشي الصبح أوتر بواحدة))، وما إلى ذلك من الأدلة، ولكن هذا من باب تنوع العبادات، فقد ثبت نقل هذا وهذا، ونص حديث عائشة على جوازه، وجاء عن عائشة رضي الله عنها في مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ثمان ركعات لم يجلس إلا في آخرهن، ثم تشهد وقام ولم يسلم، ثم صلى ركعة ثم ركع وتشهد وسلم، ثم صلى ركعتين وهو جالس، وهذا النص صريح لا يحتمل أي تأويل، فقد صلى بثمان ركعات بتشهد واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Sep-2009, صباحاً 01:22]ـ
اخي الكريم عبد الكريم بن عبد الرحمن بارك الله فيك
اقول: أن النبي صلى الله عليه وسلم:صلى ثلاثًا، وخمسا وسبعا بتشهد واحد وتسليم واحد،
واما التسع هي التي ذكرتها بقولك صلى ثمان ركعات لم يجلس إلا في آخرهن،
ثم تشهد وقام ولم يسلم، ثم صلى ركعة ثم ركع وتشهد وسلم،
وليست ثمان سلم بعدها فتأمل.
ـ[جذيل]ــــــــ[10 - Sep-2009, صباحاً 02:22]ـ
يقول الشيخ العلوان في كتابه قيام الليل بعد ذكره لحديث الاربع ركعات:
والعبادات الواردة على وجوه متنوعة يعمل بها كلها وهذا أفضل من المداومة على نوع وهجر غيره فإن هدي النبي صلى الله عليه وسلم عمل الأمرين على أن المداومة على نوع مراعاة للمصلحة ودرءاً للمفسدة قد تكون أفضل في وقت دون آخر كما أن المفضول يكون فاضلاً وهذا أمر عام في كل العبادات الواردة على هذا الوجه والقول الجامع فيها مراعاة المصالح وهذا يختلف باختلاف الأحوال والبلاد والأشخاص والله أعلم.
وهل يتشهد في الركعتين أم يصلي الأربع بتشهد واحد، لا أ علم في ذلك دليلاً والأظهر فيها التخيير. إن شاء صلى أربعاً بتشهد واحد، وإن شاء تشهد تشهدين، ولا يسلم إلاّ في آخرهن.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Sep-2009, صباحاً 02:27]ـ
تامل اخي بارك الله فيك
فتوى للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله حيث قال:
قال الإمام أحمد في الرجل يقوم إلى ثالثة إلى صلاة التراويح قال عليه أن يرجع ولو كان قد بدأ في القراءة لأنه لا بد أن يسلم من ركعتين لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (صلاة الليل مثنى) هكذا قال الإمام احمد رحمه الله
ـ[جذيل]ــــــــ[10 - Sep-2009, صباحاً 03:33]ـ
وللامام احمد روايتان اخريان نقلها الشيخ العلوان في نفس الكتاب:
1 - يصح مع الكراهة.
2 - يصح بلا كراهة
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[10 - Sep-2009, صباحاً 06:05]ـ
أما عن صلاة الليل فمكروه.
وأما في النهار فيجوز ذلك.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[10 - Sep-2009, مساء 03:43]ـ
بل هو مشروع والأمر بالأدلة و الدليل موجود كما نقله الشيخ يحيى و لا عبرة بكلام من أول حديث عائشة رضي الله عنها لأنه ظاهر في صلاة أربعة ركعات مع بعضها و إلا لكان كلامها بالفصل من دون معنى و الله أعلم
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[10 - Sep-2009, مساء 07:28]ـ
لا ادري هل يحيى الحجوري السباب صار من اهل العلم الذين يُستشهد باقوالهم؟!!
والله الامر عجيب جدا, فمن اين ليحيى الحجوري الذي سب اهل العلم ويطعن في اهل العلم والدعاة ويستهزء بهم كما هو حاله مع المحدث ابي اسحاق الحويني ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب ان يصبح عالما؟
ان الذي يسب العلماء ويطعن فيهم لن يصير عالما مهما بلغ به كعبه من العلم.(/)
طلب رد مفصل على من لا يشترط الولي في النكاح
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 12:51]ـ
أين أجد ردا مفصلا على من يجوز نكاح المرأة بدون ولي؟
ضروري
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 07:30]ـ
اخي الكريم من شروط النكاح الولي. الولي هو: ولي المرأة الذي يتولى العقد لها، واشتراطه هو قول الجمهور،
ووردت في اشتراطه الأحاديث الكثيرة، منها لما روى أبو موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا نكاح إلا بولي)
ولما روى سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له) رواهما الخمسة إلا النسائي
وروى الثاني أبو داود الطيالسي ولفظه: (لا نكاح إلا بولي، وأيما امرأة نكحت بغير إذن ولي فنكاحها باطل باطل باطل، فإن لم يكن لها ولي فالسلطان ولي من لا ولي لها). قال الإمام ابن المنذر رحمه الله: إنه لا يعرف عن أحد من الصحابة خلاف ذلك. والله تعالى أعلم
وهو حديث مشهور، رواه نحو خمسة من الصحابة أو أكثر، وورد أيضاً حديث: (لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها)، وفي رواية: (فإن الزانية هي التي تزوج نفسها) تزوج المرأة المرأة ولا تزوج المرأة نفسها فإن الزانية هي التي تزوج نفسها
صححه المحدث: الألباني: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1539
خلاصة الدرجة: صحيح دون جملة الزوهذا هو قول الجمهور.
واستدلوا أيضاً بقوله تعالى: فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ [البقرة:232] فدل على أن الولي هو الذي يمنع المرأة؛ لأن العضل المنع، أي: لا تمنعوهن من نكاح أزواجهن، أي: من الزواج. و مما يشهد للاحاديث السابقة قوله تعالى (وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ) فقال (وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ) فجعل أمر الأيامى موكول إلينا ولو كانت الأيم وهي التي تأيمت من زوجها السابق يمكن أن تُزِوج نفسها ما وجُِه الخطاب إلى أوليائها فالمهم أنه لابد من ولي يتولى عقد النكاح للمرأة
وذهب الأحناف إلى أنه يصح للمرأة أن تزوج نفسها، وعللوا ذلك بأنها أملك لنفسها، وإذا كانت تملك نفسها فإنها تزوج نفسها، وهي أيضاً تملك أمتها، فلها أن تزوج أمتها. وأدلة الحنفية تعليلات، وقد استدلوا بظاهر قوله تعالى: حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ [البقرة:230] ولكن لا دلالة في الآية، إنما المراد: حتى يطأها الزوج. فالحاصل: أن جمهور الأمة على أنه لابد من الولي في العقد، وأن من تزوجت بدون ولي فنكاحها باطل، ورد ذلك في حديث: (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل، فإن تشاجروا فالسلطان ولي من لا ولي له)،
وقد أخذ الحنفية من حديث: (الثيب أحق بنفسها من وليها)، فجعلوا هذا دليلاً على أنها تزوج نفسها، ولكن ليس هذا بصحيح، وإنما المراد أنها أحق بنفسها، أي: لا يكرهها، ولا يزوجها إلا بعدما يأخذ رضاها. وبهذا عرفنا أن الولي شرط من شروط النكاح، عند جمهور العلماء روى البخاري: أن خنساء بنت خدام زوَّجها أبوها وهي كارهة، وكانت ثيبا!! فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد نكاحها. وبوَّب عليه البخاري بقوله: (باب إذا زوَّج الرجل ابنته وهي كارهة فنكاحه مردود).
قال الحافظ:
” هكذا أطلق فشمل البكر والثيب، لكن حديث الباب مصرَّح فيه بالثيوبة، فكأنه أشار إلى ما ورد في بعض طرقه كما سأبينه، ورد النكاح إذا كانت ثيبا فزوجت بغير رضاها: إجماع إلا ما نقل عن الحسن أنه أجاز إجبار الأب للثيب ولو كرهت
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 08:03]ـ
كلام العلماء في حديث الولي
160401 - أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل نكاحها باطل، ولها مهرها بما أصاب منها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له
الراوي: عائشة المحدث: يحيى بن معين - المصدر: السنن الكبرى للبيهقي - الصفحة أو الرقم: 7/ 105
خلاصة الدرجة: صحيح
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
157384 - أيما امرأة نكحت بغير إذن مواليها فنكاحها باطل ثلاث مرات فإن دخل بها فالمهر لها بما أصاب منها فإن تشاجروا فالسلطان ولي من لا ولي له
الراوي: عائشة المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2083
خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
--------------------------------------------------------------------------------
156908 - أيما امرأة نكحت على صداق أو حباء أو عدة قبل عصمة النكاح فهو لها وما كان بعد عصمة النكاح فهو لمن أعطيه وأحق ما أكرم عليه الرجل ابنته أو أخته
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2129
خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
--------------------------------------------------------------------------------
13014 - أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن دخل بها، فلها المهر بما استحل من فرجها، فإن اشتجروا، فالسطان ولي من لا ولي له
الراوي: عائشة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1102
خلاصة الدرجة: حسن
--------------------------------------------------------------------------------
33905 - أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها، فإن اشتجروا فالسطان ولي من لا ولي له
الراوي: عائشة المحدث: ابن حبان - المصدر: بلوغ المرام - الصفحة أو الرقم: 291
خلاصة الدرجة: صحيح
--------------------------------------------------------------------------------
23493 - أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل
الراوي: عائشة المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 4/ 255
خلاصة الدرجة: حديث جليل
--------------------------------------------------------------------------------
188244 - أيما امرأة نكحت بغير إذن مواليها فنكاحها باطل
الراوي: - المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم: 10/ 309
خلاصة الدرجة: ثابت
--------------------------------------------------------------------------------
160402 - أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل نكاحها باطل، ولها مهرها بما أصاب منها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له
الراوي: عائشة المحدث: البيهقي - المصدر: السنن الكبرى للبيهقي - الصفحة أو الرقم: 7/ 105
خلاصة الدرجة: صحيح
--------------------------------------------------------------------------------
187070 - أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل فإن مسها فلها المهر بما استحل من فرجها فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له
الراوي: - المحدث: ابن العربي - المصدر: القبس في شرح الموطأ - الصفحة أو الرقم: 2/ 685
خلاصة الدرجة: ثابت
--------------------------------------------------------------------------------
191467 - أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل ولها المهر بما أصابها فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له
الراوي: عائشة المحدث: ابن عساكر - المصدر: معجم الشيوخ - الصفحة أو الرقم: 1/ 204
خلاصة الدرجة: حسن محفوظ من حديث سليمان بن موسى عن الزهري
--------------------------------------------------------------------------------
208343 - أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها
الراوي: عائشة المحدث: ابن القطان - المصدر: الوهم والإيهام - الصفحة أو الرقم: 4/ 577
خلاصة الدرجة: حسن
--------------------------------------------------------------------------------
208333 - أيما امرأة نكحت بغير أذن وليها فنكاحها باطل
الراوي: - المحدث: ابن القطان - المصدر: الوهم والإيهام - الصفحة أو الرقم: 4/ 562
خلاصة الدرجة: حسن
--------------------------------------------------------------------------------
150083 - أيما امرأة نكحت على صداق، أو حباء، أو عدة، قبل عصمة النكاح فهو لها، وما كان بعد عصمة النكاح فهو لمن أعطيه، وأحق ما أكرم عليه الرجل ابنته أو أخته
الراوي: جد عمرو بن شعيب المحدث: ابن دقيق العيد - المصدر: الإلمام - الصفحة أو الرقم: 2/ 653
خلاصة الدرجة: [اشترط في المقدمة أنه] صحيح على طريقة بعض أهل الحديث
--------------------------------------------------------------------------------
126468 - أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له
الراوي: عائشة المحدث: الذهبي - المصدر: تنقيح التحقيق - الصفحة أو الرقم: 2/ 168
خلاصة الدرجة: صحيح
--------------------------------------------------------------------------------
185316 - أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل
الراوي: - المحدث: ابن الملقن - المصدر: الإعلام - الصفحة أو الرقم: 8/ 227
خلاصة الدرجة: صحيح(/)
وسئل فضيلة الشيخ عن هذه العبارة (الله يسأل عن حالك)؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 07:12]ـ
وسئل فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله
عن هذه العبارة (الله يسأل عن حالك)؟.
فأجاب بقوله: هذه العبارة: (الله يسأل عن حالك)، لا تجوز لأنها توهم أن الله – تعالى – يجهل الأمر فيحتاج إلى أن يسأل، وهذا من المعلوم أنه أمر عظيم، والقائل لا يريد هذا في الواقع لا يريد أن الله يخفى عليه شيء، ويحتاج إلى سؤال،لكن هذه العبارات قد تفيد هذا المعنى، أو توهم هذا المعنى، فالواجب العدول عنها، واستبدالها بأن تقول: (أسأل الله أن يحتفي بك)، و (أن يلطف بك)، وما أشبهها(/)
عظم قدر النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 08:52]ـ
عظم قدر النبي صلى الله عليه وسلم
إن قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الله لعظيم! وأن كرامته عند الله لكبيرة! فهو المصطفى وهو المجتبى فلقد اصطفى الله من البشرية الأنبياء واصطفى من الأنبياء الرسل واصطفى من الرسل أولي العزم واصطفى من أولي العزم الخمسة إبراهيم ومحمداً صلى الله عليه وسلم، واصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم ففضله على جميع خلقه، شرح له صدره ورفع له ذكره ووضع عنه وزره واصطفاه في كل شيء: اصطفاه في عقله فقال سبحانه: ?مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى? (سورة النجم: 2).
اصطفاه في صدقه فقال: ?وَمَا يَنطِقُ عَن الهوىَ ? (سورة النجم: 3).
اصطفاه في صدره فقال:? أَلم نَشْرح لَكَ صَدْرَكَ ? (سورة الشرح: 1).
اصطفاه في فؤاده فقال:? مَا كَذَبَ الفُؤادُ مَارَأىَ ? (سورة النجم: 11).
اصطفاه في ذكره فقال:? وَرَفعنَا لَكَ ذكْرَكَ ? (سورة الشرح: 4).
اصطفاه في علمه فقال: ? عَلَّمَهُ شَديدٌ القُوىَ ? (سورة النجم: 5).
اصطفاه في حلمه فقال:? بِالمؤمِنينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ? (سورة التوبة:128).
اصطفاه فقال: ? وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ? (سورة الشرح: 2).
اصطفاه وأرضاه فقال: ? وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى? (سورة الضحى:5)
اصطفاه في خلقه فقال: ? وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلقٍ عَظِيمٍ? (سورة القلم: 4).
ولا يعرف قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الله وهو الذي يشفع للبشرية لفصل القضاء في ذلك الوقت العظيم الذي كل الأنبياء يقول فيه نفسي، نفسي، وقد بلغ بالبشرية ما بلغ من الهول والغم والكرب، فالزحام حينذاك يخنق الأنفاس، والشمس فوق الرؤوس بمقدار ميل، والناس غرقى في عرقهم كل بحسب عمله وبحسب قربه من الملك القدير ويزيد المشهد الرهيب غماً فوق الغم وكرباً فوق الكرب بإتيان جهنم والعياذ بالله، قال تعالى: ? وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي، فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ، وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ? (سورة الفجر: 23 - 26)، وعن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ".
أخرجه مسلم رقم (2842) 4/ 2184، والترمذي رقم (2573) 4/ 701، وابن أبي شيبة رقم (34117) 7/ 48، والطبراني في الكبير رقم (10428) 10/ 192، والبزار رقم (1754) 5/ 162، والحاكم في المستدرك رقم (8758) 4/ 637.
وهو اليوم الذي تجثوا جميع الأمم على الركب، قال الله تعالى: ? وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ? سورة الجاثية (28).
ففي هذا الكرب العظيم ينطلق بعض الناس ويقول بعضهم لبعض: ألا ترون ما نحن فيه؟ ألا ترون ما قد بلغنا ألا تنظرون من يشفع لكم عند ربكم ليقضى بينكم فلا يتقدم للشفاعة يومئذ إلا صاحبها سيد ولد آدم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وحينها يقول كل نبي نفسي، نفسي،ويقول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أنا لها، أنا لها وقد وصفه الله عز وجل بالرأفة والرحمة بالمؤمنين فقال تعالى:? لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ? سورة التوبة (128) ووعده الله عز وجل بأنه سيرضيه في أمته ولا يسوءه فيها فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم " تلا قول الله عز وجل في إبراهيم ? رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ? وقال عيسى عليه السلام ? إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ? فرفع يديه وقال: اللهم أمتي، أمتي وبكى فقال الله عز وجل يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيك فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك".
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه مسلم رقم (202) 1/ 191، والنسائي في السنن الكبرى رقم (11269) 6/ 373، وابن حبان رقم (7234 – 7235) 16/ 216 – 217، وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم رقم (501) 1/ 275،وأبو عوانة رقم (415) 1/ 137، والطبراني في الأوسط رقم (8894) 8/ 367.
وأعطاه الله المقام المحمود الذي يغبطه عليه الأولون والآخرون، وهو الشفاعة قال الله تعالى: ? وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ? سورة الإسراء آية (79).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ? عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ? سئل عنها قال: " هي الشفاعة ". أخرجه أحمد رقم (9733) 2/ 444، والترمذي رقم (3137) 5/ 303 وحسنه، وابن أبي شيبة رقم (31745) 6/ 319، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (3137) 5/ 303، وفي صحيح الجامع رقم (6721).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ? عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً? قال:"هو المقام الذي أشفع لأمتي فيه ".
أخرجه أحمد رقم (10851) 2/ 528، ورقم (9682) 2/ 441، وابن المبارك في الزهد رقم (1312) ص463، وتمام الرازي في الفوائد رقم (793) 1/ 315، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان رقم (1557) 2/ 238، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 7/ 140، واللالكائي اعتقاد أهل السنة رقم (2096) 6/ 1113، والطحاوي في شرح مشكل الآثار 3/ 51، وذكره العمراني في الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار 3/ 693، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (2369) 4/ 485.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل أمة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع يا فلان اشفع حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود ".
أخرجه البخاري رقم (4441) 4/ 1748، والنسائي في السنن الكبرى رقم (11295) 6/ 381.(/)
قصيدة للشيخ المرابط بن محفوظ
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 08:55]ـ
قصيدة للشيخ المرابط بن محفوظ
هذه قصيدة للشيخ مرابط بن محفوظ حفظه الله ورعاه
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على النبي الكريم
أزكى الخليقةِ يا من خصهُ الصمدُ ... بالبعثِ للكلِّ فازَ منْ لهُ اتبعوا
نورُ أضاءَ فلا شيءَ يماثلهُ ... من الكواكبِ في حسنِ لو اجتمعوا
منْ أسمهُ أحمدُ ما مِثله أحدُ ... سادَ الأنامَ فكلهمْ له تبعوا
صلى عليهِ إلهُ العرشِ ما طلعتْ ... شمسُ ولا قمرُ بمنزلٍ يقعُ
فمرحبا بك يا من خُصَّ بينَ الورى ... بِأنه رحمةٌ للكلِّ تتسعُ
بُعثتَ بالسمحةِ الغرا فكنتَ لنا ... كالغيثِ يُمطِرُ عنا إصْرنا تضعُ
فكنتَ تحرِصُ أن تهدِي الجميع ولا ... يشقى الشقيُ وبالتوجيهِ ينتفعُ
لكنّ ربكَ لم يشأ هداية منْ ... قدْ كذّبوا وأبوْ قلوبهم طُبِعوا
ضلوا الصراطَ فما اهتدوا لرشدهمٌ ... وكابروا حسداً والشركَ لم يدعو
فقمتَ فيهمْ نذيراً ناصحاً لهمٌ ... ومن أساءَ عليكَ منهمٌ تدعو
حتى أقمتَ عليهمْ حٌجة فمضى ... أهلُ العنادِ على التكذيبِ فانخدعوا
أما الذينَ هٌدوا فالله خصهمٌ ... بالاستجابة للإسلامِ حين دٌعٌوا
فهَذه أمةُُ أللهُ شرفها ... بكمْ فنالتْ سروراً ليسَ ينقطعُ
أنت الحبيبُ الذي نرجو شفاعتهُ ... يوم التلاقِ وعند الحشرِ نطلعٌ
أمامَنا فَرطٌٌ والحوضُ يجُمعنا ... نُسقى الشرابَ وأهل الكُفرِ قدْ مُنعوا
سُدتَ البرية في دنياً وآخرةٍ ... وفي القيامةِ حينَ الكلُّ يجتمع
فلا نبيَّ سِواك شافعَ لهمٌ ... كما الكتابُ أتى فالكلُّ ينتفع
لدى الوقوفِ إذا ما الناس نالهمُ ... كلُ الخطوبِ إذا أتوكَ تنقشِعُ
أنت الشفيعُ لذاك الجمعِ يومئذٍ ... وكان نجمُكَ فوقَ الكلِّ يرتفعُ
الله خصَّك بالإسرا وفضّلكمْ ... و بالعروجِ إلى السماءِ تستمعُ
للربِّ حينَ انتهى الروحُ الأمينُ إلى ... مقامهِ فدٌعيتَ أنتَ ترتفعُ
أنتَ الكليمُ الخليلُ والحبيبُ فلا ... يٌرى لغيركَ ذا ولا له طمعُ
حُزتَ الثلاثة دونَ الرْسلِ كلهمٌ ... معْ غيرها منْ خِصالٍ دونها قَنِعوا
فيا إلهي عُبيدٌ خائفٌ وجِلُ ... من الذنوبِ وأنتَ الربُّ مُطلعُ
فجد عليَّ بعفوٍ منك يا أملي ... أنتَ الكريمُ المُجيبُ للدعا سمعُ
وسُرنا في جميعِ الأهلِ واقضِ لنا ... كُلَّ الحوائجِ يا من فضْلهُ يسعُ
شفعْ نبيكَ فينا حينَ تجْمَعُنا ... يوم التنادِ وكلُّ الخلقِ قد هُرعوا
و امننْ علينا بأمنٍ منك يا أحدُ ... فلا نخافُ إذا ما الناسُ قد فزعوا
وكف أهل الشرورِ و العدا وقنا ... مما نخافُ فلا نَرى ولا نَقعُ
وصلِّ دوماً على الهادي وشيعتهِ ... خيرُ الأنامِ شفيعُ شافعٌ ورعُ
والآلِ والصحبِ معْ أزكى السلامِ لهمْ ... والتابعينَ ومن لنهجهمْ تبِعوا.(/)
أنت يا من آذيت جيرانك!!
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 09:10]ـ
(باب حق الجار والوصية به):
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((والله لا يُؤمِن، والله لا يُؤمِن، والله لا يُؤمِن!)) قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: ((الذي لا يَأمنُ جارُهُ بَوائِقَهُ)) متفق عليه. وفي رواية لمسلم: ((لا يَدْخُلُ الجَنة مَنْ لا يَأمَنُ جارُهُ بَوائِقَهُ)).
(البَوائِقُ): الغَوائِل والشُّرُورُ.
قال فضيلة الشيخ: (محمد بن صالح العثيمين) – رحمه الله تعالى – في شرحه لهذا الحديث:
((وفي هذا دليل على تحريم العدوان على الجار؛ سواء كان ذلك بالقول أو بالفعل.
أما بالقول فأن يسمع منه ما يُزعجه ويُقلقه، كالذين يفتحون الراديو أو التلفزيون، أو غيرهما مما يسمع فيزعج الجيران، فإن هذا لا يحل له، حتى لو فتحه على كتاب الله وهو مما يزعج الجيران بصوته فإنه معتد عليهم، ولا يحل له أن يفعل ذلك.
وأما بالفعل فيكون بإلقاء الكناسة حول بابه، والتضييق عليه عند مداخل بابه، أو بالدق، أو ما أشبه ذلك مما يضره، ومن هذا أيضا إذا كان له نخلة أو شجرة حول جدار جاره، فكان يسقيها حتى يؤذي جاره بهذا السقي، فإن ذلك من بوائق الجار فلا يحل له.
إذن يحرم على الجار أن يؤذي جاره بأي شيء، فإن فعل فإنه ليس بمؤمن، والمعنى أنه ليس متصفا بصفات المؤمنين في هذه المسألة التي خالف بها الحق.
انظر: كتاب (شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين)، الجزء 2، صفحة 127.
السلفية النجدية ..
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 06:53]ـ
... بارك الله فيك ...
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 01:07]ـ
وفيك بارك الله أخي الكريم ..
وفقتم وللخير سددتم ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 02:44]ـ
للفائدة ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 02:48]ـ
ما بال حجم خط العنوان ممدود جدا هكذا!!
ـ[علي الزيود]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 09:39]ـ
جزاك الله خيرا(/)
الميت ينتفع بثواب سبعة الصدقة والدعاء وقضاء الحقوق والحج والعمرة والصيام والعتق
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 10:01]ـ
الميت ينتفع بثواب سبعة: الصدقة والدعاء وقضاء الحقوق والحج والعمرة والصيام والعتق، أما الثلاثة الأولى فثوابها ثابت بالسنة وإجماع الأمة:
أما السنة:
فعن عائشة رضي الله عنها أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي افتلتت نفسها وأراها لو تكلمت تصدقت أفينفعها إن تصدقت عنها؟ قال نعم. أخرجه البخاري رقم (1322) 1/ 467، ورقم (2618) 3/ 1019، ومسلم رقم (1004) 2/ 1254.
وأما الإجماع:
قال ابن عبد البر: فأما الصدقة عن الميت فمجتمع على جوازها لا خلاف بين العلماء فيها، وكذلك العتق عن الميت جائز بإجماع. التمهيد لابن عبد البر 20/ 27.
وقال النووي: أجمع المسلمون على أن الصدقة عن الميت تنفعه وتصله، وقال أيضاً: الصدقة عن الميت تنفع الميت ويصله ثوابها باجماع العلماء، وكذا أجمعوا على وصول الدعاء وقضاء الدين بالنصوص الواردة في الجميع. المجموع للنووي 5/ 286، وشرح صحيح مسلم للنووي 7/ 90. .
وقال القرافي: أجمع العلماء على أن الصدقة عن الميت تنفع الميت ويصله ثوابها، وعلى وصول الدعاء وقضاء الدين للنصوص الواردة في ذلك. الفروق للقرافي 4/ 398.
وقال ابن تيمية: أما الصدقة عن الميت فإنه ينتفع بها باتفاق المسلمين وقد وردت بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث صحيحة. مجموع فتاوى ابن تيمية 24/ 314 ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: اتفق الأئمة على أن الصدقة تصل إلى الميت وكذلك العبادات المالية كالعتق ". مجموع فتاوى ابن تيمية 24/ 309.
وأما الصيام والحج والعمرة والعتق فيصل ثوابها على الصحيح من أقوال العلماء وهو الذي تدل عليه النصوص:
قال في مسند أحمد: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشيم أنا حجاج ثنا عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن العاص بن وائل نذر في الجاهلية أن ينحر مائة بدنة وأن هشام بن العاص نحر حصته خمسين بدنة وأن عمراً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: " أما أبوك فلو كان أقر بالتوحيد فصمت وتصدقت عنه نفعه ذلك ".
مسند أحمد رقم (6704) 2/ 181، وأخرجه ابن أبي شيبة رقم (12078) 3/ 58 وزاد: فصمت عنه أو تصدقت عنه أو عتقت عنه بلغه ذلك " وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 192وقال: رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (484) 1/ 873، وفي تلخيص أحكام الجنائز ص 76.
صحيح البخاري ج2/ص690
باب من مات وعليه صوم وقال الحسن إن صام عنه ثلاثون رجلا يوما واحداً جاز
1851 حدثنا محمد بن خالد حدثنا محمد بن موسى بن أعين حدثنا أبي عن عمرو بن الحارث عن عبيد الله بن أبي جعفر أن محمد بن جعفر حدثه عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وعليه صيام صام عنه وليه تابعه بن وهب عن عمرو ورواه يحيى بن أيوب عن بن أبي جعفر
1852 حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها قال نعم قال فدين الله أحق أن يقضى قال سليمان فقال الحكم وسلمة ونحن جميعا جلوس حين حدث مسلم بهذا الحديث قالا سمعنا مجاهدا يذكر هذا عن بن عباس ويذكر عن أبي خالد حدثنا الأعمش عن الحكم ومسلم البطين وسلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم إن أختي ماتت وقال يحيى وأبو معاوية حدثنا الأعمش عن مسلم عن سعيد عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي ماتت وقال عبيد الله عن زيد بن أبي أنيسة عن الحكم عن سعيد بن جبير عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي ماتت وعليها صوم نذر وقال أبو جرير حدثنا عكرمة عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم ماتت أمي وعليها صوم خمسة عشر يوماً "
صحيح مسلم ج2/ص803
7 باب قضاء الصيام عن الميت
(يُتْبَعُ)
(/)
1147 وحدثني هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى قالا حدثنا بن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث عن عبيد الله بن أبي جعفر عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وعليه صيام صام عنه وليه "
صحيح مسلم ج2/ص804
1148 وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما ان امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن أمي ماتت وعليها صوم شهر فقال أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضينه قالت نعم قال فدين الله أحق بالقضاء
1148 وحدثني أحمد بن عمر الوكيعي حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سليمان عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها فقال لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها قال نعم قال فدين الله أحق أن يقضى قال سليمان فقال الحكم وسلمة بن كهيل جميعا ونحن جلوس حين حدث مسلم بهذا الحديث فقالا سمعنا مجاهدا يذكر هذا عن بن عباس
1148 وحدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو خالد الأحمر حدثنا الأعمش عن سلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة ومسلم البطين عن سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء عن بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث
1148 وحدثنا إسحاق بن منصور وبن أبي خلف وعبد بن حميد جميعا عن زكريا بن عدي قال عبد حدثني زكريا بن عدي أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة حدثنا الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها قال أرأيت لو كان على أمك دين فقضيتيه أكان يؤدي ذلك عنها قالت نعم قال فصومي عن أمك "
صحيح مسلم ج2/ص805
1149 وحدثني علي بن حجر السعدي حدثنا علي بن مسهر أبو الحسن عن عبد الله بن عطاء عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال بينا أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتته امرأة فقالت إني تصدقت على أمي بجارية وإنها ماتت قال فقال وجب أجرك وردها عليك الميراث قالت يا رسول الله إنه كان عليها صوم شهر أفأصوم عنها قال صومي عنها قالت إنها لم تحج قط أفأحج عنها قال حجي عنها(/)
إعلان:شرح منار السبيل للشيخ عبدالله الكنهل
ـ[جامع رياض الصالحين]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 03:26]ـ
بشرى ...
استأنف الشيخ د. عبدالله بن صالح الكنهل
عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
شرح كتاب منار السبيل (من كتاب الوقف)
بجامع رياض الصالحين بحي المروج_شرق العزيزية مول (هايبر بنده)
بعد صلاة العشاء من كل سبت
للتواصل إيميل الجامع
assaliheen@gmail.com(/)
الذكر الصحيح الوارد بعد الأذان للشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 05:03]ـ
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله.
ما هو الذكر الصحيح الوارد بعد الأذان؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السنةُ لمن سمع المؤذنَ يُنادي للصلاة أن يقول مثلَ ما يقول إلا في الحيعلتين فيقول لا حول ولا قوة إلا بالله. فإذا فرغ من متابعته سُنّ له أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى مسلم في صحيحه (348) من طريق كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن جُبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا عليَّ فإنه من صلى عليّ صلاة صلى اللهُ عليه بها عشراً ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو. فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة)).
وقد روى البخاري في صحيحه صفة الدعاء بعد النداء قال حدثنا على بن عياش حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آتِ محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماًَ محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة)).
ورواه على بن المديني وأحمد في مسنده (3/ 354) ومحمد بن سهل البغدادي وإبراهيم بن يعقوب وجماعة عن علي بن عياش بنحو رواية البخاري ورواه محمد بن عوف عن علي بن عياش وزاد في آخره (إنك لا تخلف الميعاد) خرجه البيهقي في السنن (1/ 410]. وهذه الزيادة شاذة.
فقد اتفق الحفاظ علي بن المديني وأحمد والبخاري وجماعة على روايته عن علي بن عياش دون هذه الزيادة.
وتفرد محمد بن عوف عن علي غير مقبول.
وأين تقع روايته من رواية هؤلاء الحفاظ.
وتصحيح بعض المتأخرين للحديث بزيادته مرفوض ودعوى أنها زيادة من ثقة وزيادة الثقة مقبولة ليس بصحيح فأئمة الحديث المعنيون بعلل الأخبار المتخصصون بذلك لا يقبلون زيادة الثقة مطلقاًَ ولا يحكمون على هذه المسألة بحكم كلي يعم كل الأحاديث بل يحكمون بالقرائن ويحكمون على كل زيادة بما تستحق.
وحين يتفق علي بن المديني وأحمد بن حنبل والبخاري وغيرهم على رواية الحديث عن علي بن عياش بدون الزيادة لا ريب أنهم يقدّمون على محمد بن عوف وأمثاله والله أعلم
كتبه
سليمان بن ناصر العلوان
9/ 4 / 1421 هـ
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 08:47]ـ
أصل الحديث مختلف فيه، فقد ضعف حديث جابر في الدعاء بعد سماع الأذان الإمام ابوحاتم الرازي كمانقل ذلك عنه الحافظ ابن رجب في فتح الباري وايضا تعليل الحديث موجود في كتاب العلل لابن أبي حاتم.(/)
هل من تعليق على اقرار الكفار على نكاحهم الفاسد؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 05:09]ـ
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله
هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم،
فمنهم من قال: إنهم لا يقرون على فاسده مطلقاً، بل يجب أن يفسخ إذا كان نكاحاً فاسداً، وكانوا تحت ذمة المسلمين، ومنهم من قال: يقرون على الفاسد بشرطين كما سيأتي،
وهذا هو الصحيح، ويدل لذلك أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم أخذ الجزية من مجوس هجر [(144)]، ولم يتعرض لأنكحتهم، مع العلم بأن المجوس كانوا يجوزون نكاح ذوات المحارم، يعني ينكح الإنسان أخته، عمته، خالته، ابنته، والعياذ بالله.
قوله: «ويقرون على فاسده إذا اعتقدوا صحته في شرعهم ولم يرتفعوا إلينا» ذكر المؤلف شرطين:
الأول: أن يعتقدوا صحته في شرعهم، ولو عبر المؤلف بعبارة أسدّ فقال: إذا كان صحيحاً في شرعهم؛ لأنهم قد يعتقدون الصحة، وهو ليس بصحيح بمقتضى شرعهم، كأن يكونوا جهالاً، فالمهم إذا كان هذا صحيحاً في شرعهم فإننا لا نتعرض له.
الثاني: ألا يرتفعوا إلينا، فلم يقولوا: انظروا في نكاحنا، واحكموا بيننا فيه بما يقتضيه الشرع، فإن كان غير صحيح في شرعهم، مثل أن يتزوج اليهودي أخته، فهل نقره؟ لا؛ لأن ذلك ليس صحيحاً في شرعهم، فنمنعه ونفرق بينهما، وكذلك إذا ارتفعوا إلينا فإننا لا نحكم فيهم بمقتضى شرعهم؛ لأن الله ـ سبحانه وتعالى ـ أمرنا أن نحكم بينهم بكتاب الله: {{وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ}} [المائدة: 42] فالواجب أن نحكم بكتاب الله إذا ارتفعوا إلينا، ولهذا قال:
«فإن أتونا قبل عقده عقدناه على حكمنا» أي: إذا أتونا قبل عقده يجب أن نعقده على شرعنا بإيجاب وقبول، وتعيين الزوجة والزوج، والرضا، والولي، والشهود، والمهر على القول باشتراطه.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 04:05]ـ
هذه فتوى عجيبة
----------------
يقول العلامة الشوكاني رحمه الله في ترجمة أحد ملوك التتر وهو غازان: ( ... ولما ملك أخذ بطريق جده الأعلى جنكيزخان الطاغية الذي أهلك العباد والبلاد، وصرف همته إلى توفير العسكر وسد الثغور وعمارة البلاد، والكف عن سفك الدماء، ولما أسلم قيل له إن دين الإسلام يحرم نكاح نساء الآباء، وقد كان استضاف نساء أبيه إلى نسائه وكان أحبهن إليه خاتون وهي أكبر نساء أبيه فهم أن يرتد عن الإسلام فقال له بعض خواصه: إن أباك كان كافراً، ولم تكن خاتون معه في عقد صحيح إنما كان مسافحاً بها. فاعقد أنت عليها، فإنها تحل لك ففعل ولولا ذلك لارتد عن الإسلام واستحسن ذلك من الذي أفتاه به لهذه المصلحة بل هو حسن، ولو كان تحته ألف امرأة على سفاح فإن مثل هذا السلطان المتولي على أكثر بلاد الإسلام في إسلامه من المصلحة ما يسوغ ما هو أكبر من ذلك حيث يؤدي التحريج عليه والمشي معه على أمر الحق إلى ردته فرحم الله ذلك المفتي) إهـ البدر الطالع (1/ 354).(/)
خطبة السلطان سليمان العلوي رحمه الله: لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 05:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة السلطان سليمان العلوي رحمه الله
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2084 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2084)
http://www.rslan.com/images/index/Sol6an3alawee.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2084)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: فهذه خطبة السلطان سليمان بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل المغربي العلوي, وفيها كثير من الانتصار للسُّنة ومحاربة بدع الطوائف الضالة, وهي جيش من جيوش التوحيد والسُّنة لتطهير العقول من الشرك والبدعة, وتوجيههم لاتِّباع الكتاب والسُّنة, إذ لا صلاح ولا فلاح للمسلمين إلا بذلك.
(المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2084[/ ... ]
ـ[السعيد وعزوز]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 05:53]ـ
حفظكم المولى وهذا نص الخطبة
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه خطبة العالم الجليل والسلطان العلوي المبجل، سليمان بن محمد رحمه الله، في أمر الرعية بلزوم السنة واجتناب البدع والضلالات:
ونص الخطبة قد نشره عبد السلام السرغيني في رسالته (المسامرة) وعبد الله كنون في (النبوغ المغربي) وإبراهيم الكتاني، ثم محمد تقي الدين الهلالي في رسالة صغيرة مطبوعة مستقلة، وقبلهم أبو القاسم الزياني في (الترجمانة الكبرى) وغيرهم.
وهذا نصها:
"الحمد الله الذي تعبدنا بالسمع والطاعة، وأمرنا بالمحافظة على السنة والجماعة، وحفظ ملة نبيه الكريم، وصفيه الرؤوف الرحيم من الإضاعة إلى قيام الساعة، وجعل التأسي به أنفع الوسائل النافعة، أحمده حمدا ينتج اعتماد العبد على ربه وانقطاعه، وأشكره شكرا يقصر عنه لسان البراعة، وأستمد معونته بلسان المذلة والضراعة. وأصلي على محمد رسوله المخصوص بمقام الشفاعة، على العموم والإشاعة، والرضى عن آله وصحبه الذين اقتدوا بهديه بحسب الاستطاعة.
أما بعد: أيها الناس، شرح الله لقبول النصيحة صدوركم، وأصلح بعنايته أموركم، واستعمل فيما يرضيه آمركم ومأموركم، فإن الله قد استرعانا جماعتكم، وأوجب لنا طاعتكم، وحذرنا إضاعتكم {يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} ()، سيما فيما أمر الله به ورسوله، أو هو محرم بالكتاب والسنة النبوية، وإجماع الأمة المحمدية {الذين إن مكنهم في الأرض أقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر} [الحج:41]. ولهذا نرثى لغفلتكم أو عدم إحساسكم، ونغار من استيلاء الشيطان بالبدع على أنواعكم وأجناسكم، فألقوا لأمر الله آذانكم، وأيقظوا من نوم الغفلة أجفانكم. وطهروا من دنس البدع إيمانكم، وأخلصوا الله إسراركم وإعلانكم. واعلموا أن الله بفضله أوضح لكم طرق السنة لتسلكوها. وصرح بذم اللهو والشهوات لتملكوها وكلفكم لينظر عملكم، فاسمعوا قوله في ذلك وأطيعوه، واعرفوا فضله عليكم وعوه، واتركوا عنكم بدع المواسم التي أنتم بها متلبسون، والبدع التي يزينها أهل الأهواء ويلبسون. وافترقوا أوزاعا، وانتزعوا الأديان والأموال انتزاعا، فيما هو حرام كتابا وسنة وإجماعا، وتسموا فقراء، وأحدثوا في دين الله ما استوجبوا به سقرا، {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعا} [الكهف:103 - 104]. وكل ذلك بدعة شنيعة، وفعله فظيعة، وسبة وضيعة، وسنة مخالفة لأحكام الشريعة، وتلبيس وضلال، وتدليس شيطاني وخيال، زينه الشيطان لأولياته، فوقتوا له أوقاتا، وأنفقوا في سبيل الطاغوت في ذلك درهم وأقواتا، وتصدى له أهل البدع من عيساوة وجلالة وغيرهم، من ذوي البدع والضلالة، والحماقة والجهالة، وصاروا يترقبون للهوهم الساعات، وتتزاحم على حبال الشيطان وعصيه منهم الجماعات، وكل ذلك حرام ممنوع، والإنفاق فيه إنفاق في غير مشروع فأنشدكم الله عباد الله هل فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه سيد الشهداء موسما؟.وهل فعل سيد هذه الأمة أبو بكر لسيد الأرسال صلى الله عليه وسلم، وعلى جميع الصحابة والآل موسما؟ وهل تصدى لذلك أحد من التابعين رضي الله عنهم أجمعين؟ ثم أنشدكم الله، هل
(يُتْبَعُ)
(/)
زخرفت على عهد رسول الله المساجد؟ أو زوقت أضرحة الصحابة والتابعين الأماجد؟ كأني بكم تقولون في نحو هذه المواسم المذكورة وزخرفة أضرحة الصالحين، وغير ذلك من أنواع الابتداع حسبنا الاقتداء والإتباع {إنا وجدنا ءاباءنا على أمة وإنا على ءاثارهم مقتدون} [الزخرف:23] وهذه المقالة قالها الجاحدون، هيهات هيهات لما توعدون. وقد رد الله مقالهم ووبخهم وما أقالهم، فالعاقل من اقتدى بآبائه المهتدين وأهل الصلاح والدين، " خير القرون قرني " () الحديث.
وبالضرورة أنه لن يأتي آخر هذه الأمة بأهدى مما كان عليه أولها. فقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقد الدين قد سجل، ووعد الله بإكماله قد عجل، {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} [المائدة:3]. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه على منبر رسول الله صلى الله وعليه وسلم، بحضرة الصحابة رضي الله عنهم: "أيها الناس قد سنت لكم السنن، وفرضت الفرائض، وتركتم على الجادة، فلا تميلوا بالناس يمينا ولا شمالا" فليس في دين الله ولا في ما شرع نبي الله أن يتقرب بغناء ولا شطح. والذكر الذي أمر الله به وحث عليه ومدح الذاكرين به، هو على الوجه الذي كان يفعله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن على طريق الجمع ورفع الأصوات على لسان واحد، فهذه سنة السلف وطريقة صالح الخلف، فمن قال بغير طريقهم فلا يستمع، ومن سلك غير سبيلهم فلا يتبع، {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا} [النساء:115]، {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} [يوسف:108].
فما لكم يا عباد الله ولهذه البدع؟ أأمنا من مكر الله؟ أم تلبيسا على عباد الله؟ أم منابذة لمن النواصي بيده؟ أم غرورا لمن الرجوع بعد إليه؟ فتوبوا واعتبروا وغيروا المناكر واستغفروا، فقد أخذ الله بذنب المترفين من دونهم، وعاقب الجمهور لما أعضوا عن المنكر عيونهم، وساءت بالغفلة عن الله عقبي الجميع. ما بين العاصي والمداهن المطيع، أفيزين لكم الشيطان وكتاب الله بأيديكم؟ أم كيف يضلكم وسنة نبيكم تناديكم؟ فتوبوا إلى رب الأرباب، {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون} [الزمر:54] ومن أراد منكم التقرب بصدقة، أو وفق لمعروف أو إطعام أو نفقة، فعلى من ذكر الله في كتابه ووعدكم فيهم بجزيل ثوابه، كذوي الضرورة الغير الخافية، والمرضى الذين لستم بأولى منهم بالعافية، ففي مثل هذا تسد الذرائع وفيه تمتثل أوامر الشرائع. {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم} [التوبة:60].
ولا يتقرب إلى مالك النواصي بالبدع والمعاصي، بل بما يتقرب به الأولياء والصالحون والأتقياء المفلحون، أكل الحلال وقيام الليالي ومجاهدة النفس في حفظ الأحوال بالأقوال والأفعال، البطن وما حوى، والرأس وما وعى، وأيات تتلى، وسلوك الطريقة المثلى، وحج وجهاد، ورعاية السنة في المواسم والأعياد، نصيحة تهتدى، وأمانة تؤدى، وخلق على خلق القرآن يحذى، وصلاة وصيام، واجتناب مواقع الآثام، وبيع النفس والمال من الله. {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} [التوبة:111]. الصراط المستقيم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس الصراط المستقيم كثرة الرايات والاجتماع للبيات، وحضور النساء والأحداث، وتغيير الأحكام الشرعية بالبدع والأحداث، والتصفيق والرقص، وغير ذلك من أوصاف الرذائل والنقص {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا} [فاطر:8].
(يُتْبَعُ)
(/)
عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يجاء بالرجل يوم القيامة وبين يديه راية يحملها، وأناس يتبعونها فيسأل عنهم ويسألون عنه؟ " () {إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب} [البقرة:166] فيجب على من ولاه الله من أمر المسلمين شيئا من السلطان والخلائف، أن يمنعوا هؤلاء الطوائف، من الحضور في المساجد وغيرها. ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، أو يعينهم على باطلهم، فإياكم ثم إياكم والبدع فإنها تترك مراسك الدين خالية خاوية، والسكوت عن المناكر يحيل رياض الشرائع ذابلة ذاوية، فمن المنقول عن الملل والمشهور في الأواخر والأول أن المناكر والبدع إذا فشت في قوم، أحاط بهم سوء كسبهم، واظلم ما بينهم وبين ربهم، وانقطعت عنهم الرحمات، ووقعت فيهم المثلات، وشحت السماء، وحلت النقماء وغيض الماء، واستولت الأعداء، وانتشر الداء، وجفت الضروع، ونقعت بركة الزروع، لأن سوء الأدب مع الله يفتح أبواب الشدائد، ويسد طرق الفوائد.
والأدب مع الله ثلاثة:
حفظ الحرمة بالاستسلام والاتباع، ورعاية السنة من غير إخلال ولا ابتداع، ومراعاتها في الضيق والاتساع، لا ما يفعله هؤلاء الفقراء، فكل ذلك كذب على الله وافتراء {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} [آل عمران:31] عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع فما تعهد إليها؟ أو قال: أوصنا، فقال: " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة لمن ولي عليكم، وإن عبدا حبشيا، فإن من يعش بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة".
وها نحن عباد الله أرشدناكم وحذرناكم وأنذرناكم. فمن ذهب بعد لهذه المواسم أو أحدث بدعة في شريعة نبيه أبي القاسم، فقد سعى في هلاك نفسه، وجر الوبال عليه، وعلى أبناء جنسه، وتله الشيطان للجبين، وخسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} [النور:63].(/)
عند جمع المغرب والعشاء متى تصلى الرواتب؟ (ابن باز)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 06:52]ـ
عنوان الفتوى: (عند جمع المغرب والعشاء متى تصلى الرواتب؟)
المجيب: العلامة الشيخ (عبد العزيز بن باز) - رحمه الله تعالى -:
السؤال: (صلينا المغرب والعشاء جماعة في المسجد لوجود مطر وبرْد، والسؤال: متى نصلي الرواتب إذا جمعنا، وكم يصبح عددها، وهل يُصلى الشفع والوتر في نفس الوقت، أم لا بد من تأخيره؟)
الجواب: (إذا صليت العشاء مع المغرب جمع تقديم، فإنك تصلي سنة المغرب وسنة العشاء بعد ذلك وتصلي الوتر بعد ذلك، ولو في وقت المغرب؛ لأن العشاء متى قدمت دخل وقت الوتر، والسنة العشاء ولو كانت مجموعة إلى المغرب جمع تقديم، وهكذا الظهر والعصر إذا جمعا وأنت مقيم للمطر أو للمرض تصلي سنة الظهر ليس بهذا صلاة لأن صلاة العصر ليس بعدها صلاة، لأنها وقت نهي، فإذا جمعت الظهر مع العصر فإنها تسقط حينئذ راتبة الظهر البعدية التي بعدها، لأن الأفضل أن تضم إليها العصر قبل أن تصلي الراتبة، فحينئذ تسقط الراتبة البعدية لصلاة الظهر عند الجمع في حال المرض والمطر ونحو ذلك، فتصلي الراتبة القبلية وهي أربع بعد الظهر، وتصلي العصر بعد الظهر متصلة من دون حاجز، من دون فصل براتبة الظهر البعدية، أما المغرب والعشاء فإنها تقعان في غير وقت النهي، فلهذا إذا صليت العشاء تصلي سنة المغرب ركعتين، وتصلي بعدها سنة العشاء ركعتين، وإذا أردت الوتر أوترت، أو أجلت ذلك إلى وسط الليل أو آخر الليل، الأمر في هذا واسع والحمد لله. جزاكم الله خيراً) انتهى.
http://www.binbaz.org.sa/mat/16317
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 01:26]ـ
الجمع سواء في الحضر او في السفر أصلا لرفع الحرج والتيسير .. وما جعل عليكم في الدين من حرج .. ! واذا صلينا الرواتب معهما الا يكون هذا نوعا من الحرج.؟ مجرد سؤال ..
ثم: هل ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى الرواتب عندما جمع بين الصلاتين.؟!!
ورحم الله الشيخ ابن باز وعفا عنه .. آمين(/)
هل الإمام أحمد يرى وجوب السترة؟ أيها الحنابلة
ـ[عبدالله]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 08:09]ـ
هل الإمام أحمد يرى وجوب السترة؟ أيها الحنابلة
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 08:45]ـ
الصحيح أنه مستحب عنده استحباب تأكيد
سئل الإمام أحمد: يصلي الراحل إلى سترة في الحضر والسفر؟ قال: نعم مثل مؤخرة الرحل.
قال في المغني: ولا نعلم في استحباب ذلك خلافا، والأصل فيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت تركز له الحربة فيصلي إليها، ويعرض البعير فيصلي إليه.
والأحاديث في هذا مما اتفق على روايته الشيخان أو أحدهما.
وعليه؛ إذا ثبت هذا فسترة الإمام سترة لمن خلفه، نص على هذا الإمام أحمد.
كما يستحب للمصلي أن يدنو من سترته؛ لحجديث ابن أبي خيثمة.
وإن لم يجد سترة خط خطا وصلى إليه وقام ذلك مقام السترة، نص عليه الإمام أحمد.
أما في مكة فلا بأس أن يصلي إلى غير سترة. قال الأثرم: قيل لأحمد: الرجل يصلي بمكة ولا يستتر بشيء؟ فقال: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى وثم ليس بينه وبين الطواف سترة. قال أحمد: لأن مكة ليست كغيرها.
فالحاصل أخي من المذهب: أن السترة ليست شرطا في الصلاة، وإنما هي مستحبة، قال أحمد في الرجل يصلي في فضاء ليس بين يديه سترة ولا خط: صلاته جائزة. قال: أحب أن يفعل، فإن لم يفعل يجزيه.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 08:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و عنه راوية بالوجوب
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 09:28]ـ
..... وإن لم يجد سترة خط خطا وصلى إليه وقام ذلك مقام السترة، نص عليه الإمام أحمد.
أما في مكة فلا بأس أن يصلي إلى غير سترة. قال الأثرم: قيل لأحمد: الرجل يصلي بمكة ولا يستتر بشيء؟ فقال: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى وثم ليس بينه وبين الطواف سترة. قال أحمد: لأن مكة ليست كغيرها.
.....
قال الألبانى رحمه الله في تمام المنة:
القول بالاستحباب ينافي الأمر بالسترة في عدة أحاديث ذكر المؤلف أحدها وفي بعضها النهي عن الصلاة إلى غير سترة وبهذا ترجم له ابن خزيمة في " صحيحه " فروى هو ومسلم عن ابن عمر مرفوعا: " لا تصل إلا إلى سترة. . "
وإن مما يؤكد وجوبها أنها سبب شرعي لعدم بطلان الصلاة بمرور المرأة البالغة والحمار والكلب الأسود كما صح ذلك في الحديث ولمنع المار من المرور بين يديه وغير ذلك من الأحكام المرتبطة بالسترة وقد ذهب إلى القول بوجوبها الشوكاني في " نيل الأوطار " (3/ 2) و " السيل الجرار " (1/ 176) وهو الظاهر من كلام ابن حزم في " المحلى " (4/ 8 - 15)
قوله تحت رقم 1 - : " وعن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه و سلم: " إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا فإن لم يجد شيئا فلينصب عصا فإن لم يكن من عصا فليخط خطا ولا يضره ما مر بين يديه "
رواه أحمد وأبو داود وابن حبان وصححه كما صححه أحمد وابن المديني وقال البيهقي: لا بأس بهذا الحديث في هذا الحكم إن شاء الله "
قلت: الحديث ضعيف الإسناد لا يصح وإن صححه من ذكرهم المؤلف فقد ضعفه غيرهم وهم أكثر عددا وأقوى حجة ولا سيما وأحمد قد اختلفت الرواية عنه فيه فقد نقل الحافظ في " التهذيب " عنه أنه قال: " الخط ضعيف "
وذكر في " التلخيص " تصحيح أحمد له نقلا عن " الاستذكار " لابن عبد البر ثم عقب على ذلك بقوله: " وأشار إلى ضعفه سفيان بن عيينة والشافعي والبغوي وغيرهم "
وفي " التهذيب " أيضا: " وقال الدارقطني: لا يصح ولا يثبت
وقال الشافعي في سنن حرملة: ولا يخط المصلي بين يديه خطا إلا أن يكون ذلك في حديث ثابت فيتبع "
قلت: وقال مالك في " المدونة ": " الخط باطل "
وضعفه من المتأخرين ابن الصلاح والنووي والعراقي وغيرهم وهو الحق لأن له علتين تمنعان من الحكم بحسنه فضلا عن صحته وهما الاضطراب والجهالة ونفي الاضطراب كما ذهب إليه الحافظ في " بلوغ المرام " لا يلزم منه انتفاء الجهالة كما لا يخفى فكأنه ذهل عنها حين حسن الحديث وإلا فقد اعترف هو في " التقريب " بجهالة راوييه أبي عمرو بن محمد بن حريث وجده حريث
والمعصوم من عصمه الله
وقد فصلت القول في علتي الحديث وذكرت أقوال العلماء الذين ضعفوه في " ضعيف سنن أبي داود " (رقم 107) وقد مضى تمثيل ابن الصلاح به للحديث الشاذ في المقدمة فراجع القاعدة الأولى
وفي قول البيهقي الذي نقله المؤلف إشارة لطيفة إلى تضعيف الحديث حيث قيد قوله: " لا بأس به " ب " في هذا الحكم "
فكأنه يذهب إلى أن الحديث في فضائل الأعمال فلا بأس بالحديث فيها وكأن هذا هو مستند النووي في قوله في " المجموع ": " المختار استحباب الخط لأنه وإن لم يثبت الحديث ففيه تحصيل حريم للمصلي وقد قدمنا اتفاق العلماء على العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال دون الحلال والحرام وهذا من نحو فضائل الأعمال "
قلت: ويرد عليه وعلى البيهقي قول الشافعي المنقول عن " التهذيب " فإنه صريح بأنه رضي الله عنه لا يرى مشروعية الخط إلا أن يثبت الحديث وهذا يدل على أحد أمرين: إما أنه يرى أن الحديث ليس في فضائل الأعمال بل في الأحكام وهذا هو الظاهر من كلامه
وإما أنه لا يرى العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال وهذا هو الحق الذي لا شك فيه وقد بينت ذلك في " المقدمة "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 09:43]ـ
قال الألبانى رحمه الله في تمام المنة:
القول بالاستحباب ينافي الأمر بالسترة في عدة أحاديث ذكر المؤلف أحدها وفي بعضها النهي عن الصلاة إلى غير سترة وبهذا ترجم له ابن خزيمة في " صحيحه " فروى هو ومسلم عن ابن عمر مرفوعا: " لا تصل إلا إلى سترة. . "
وإن مما يؤكد وجوبها أنها سبب شرعي لعدم بطلان الصلاة بمرور المرأة البالغة والحمار والكلب الأسود كما صح ذلك في الحديث ولمنع المار من المرور بين يديه وغير ذلك من الأحكام المرتبطة بالسترة وقد ذهب إلى القول بوجوبها الشوكاني في " نيل الأوطار " (3/ 2) و " السيل الجرار " (1/ 176) وهو الظاهر من كلام ابن حزم في " المحلى " (4/ 8 - 15)
قوله تحت رقم 1 - : " وعن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه و سلم: " إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا فإن لم يجد شيئا فلينصب عصا فإن لم يكن من عصا فليخط خطا ولا يضره ما مر بين يديه "
رواه أحمد وأبو داود وابن حبان وصححه كما صححه أحمد وابن المديني وقال البيهقي: لا بأس بهذا الحديث في هذا الحكم إن شاء الله "
قلت: الحديث ضعيف الإسناد لا يصح وإن صححه من ذكرهم المؤلف فقد ضعفه غيرهم وهم أكثر عددا وأقوى حجة ولا سيما وأحمد قد اختلفت الرواية عنه فيه فقد نقل الحافظ في " التهذيب " عنه أنه قال: " الخط ضعيف "
وذكر في " التلخيص " تصحيح أحمد له نقلا عن " الاستذكار " لابن عبد البر ثم عقب على ذلك بقوله: " وأشار إلى ضعفه سفيان بن عيينة والشافعي والبغوي وغيرهم "
وفي " التهذيب " أيضا: " وقال الدارقطني: لا يصح ولا يثبت
وقال الشافعي في سنن حرملة: ولا يخط المصلي بين يديه خطا إلا أن يكون ذلك في حديث ثابت فيتبع "
قلت: وقال مالك في " المدونة ": " الخط باطل "
وضعفه من المتأخرين ابن الصلاح والنووي والعراقي وغيرهم وهو الحق لأن له علتين تمنعان من الحكم بحسنه فضلا عن صحته وهما الاضطراب والجهالة ونفي الاضطراب كما ذهب إليه الحافظ في " بلوغ المرام " لا يلزم منه انتفاء الجهالة كما لا يخفى فكأنه ذهل عنها حين حسن الحديث وإلا فقد اعترف هو في " التقريب " بجهالة راوييه أبي عمرو بن محمد بن حريث وجده حريث
والمعصوم من عصمه الله
وقد فصلت القول في علتي الحديث وذكرت أقوال العلماء الذين ضعفوه في " ضعيف سنن أبي داود " (رقم 107) وقد مضى تمثيل ابن الصلاح به للحديث الشاذ في المقدمة فراجع القاعدة الأولى
وفي قول البيهقي الذي نقله المؤلف إشارة لطيفة إلى تضعيف الحديث حيث قيد قوله: " لا بأس به " ب " في هذا الحكم "
فكأنه يذهب إلى أن الحديث في فضائل الأعمال فلا بأس بالحديث فيها وكأن هذا هو مستند النووي في قوله في " المجموع ": " المختار استحباب الخط لأنه وإن لم يثبت الحديث ففيه تحصيل حريم للمصلي وقد قدمنا اتفاق العلماء على العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال دون الحلال والحرام وهذا من نحو فضائل الأعمال "
قلت: ويرد عليه وعلى البيهقي قول الشافعي المنقول عن " التهذيب " فإنه صريح بأنه رضي الله عنه لا يرى مشروعية الخط إلا أن يثبت الحديث وهذا يدل على أحد أمرين: إما أنه يرى أن الحديث ليس في فضائل الأعمال بل في الأحكام وهذا هو الظاهر من كلامه
وإما أنه لا يرى العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال وهذا هو الحق الذي لا شك فيه وقد بينت ذلك في " المقدمة "
أخي الفاضل
الرجل طلب مذهب الحنابلة فقط، ولم يطلب سواه.
ولو طلب غيره لسودنا له كراسا كاملا.
وباركك الله
ـ[عبدالله]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 10:05]ـ
نعم طلبت رأي الإمام أحمد كما قال العزيز السكران التميمي
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[عبدالله]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 10:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و عنه راوية بالوجوب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أين هي في كتب الحنابلة؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 10:13]ـ
أخي الفاضل
الرجل طلب مذهب الحنابلة فقط، ولم يطلب سواه.
ولو طلب غيره لسودنا له كراسا كاملا.
وباركك الله
وفيكم بارك
كنت أعلم طلب الأخ
ولكن ما رأيت من ذكرك الحديث وسكوتك عن بيان درجته وأنا أعلم أن فيه خلافاً في صحته والراجح فيما أعلم ضعفه فلم تطب نفسي إلا ذكر كلام المخالف إبراءاً للذمة.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 10:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /
لعل الرواية عن أحمد بالوجوب لا توجد ولا يوجد في المذهب إلا قول صاحب الواضح فإنه قال بالوجوب ونقل ابن رشد الإجماع على استحباب السترة.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 11:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرت رواية الوجوب نقلا عن شيخنا حمد الحمد في شرحه لزاد المستقنع حيث قال
ذهب الإمام أحمد في إحدى الروايتين عنه وهو مذهب البخاري وطائفة من أهل العلم: إلى وجوب السترة.
واستدلوا:
بما ثبت في أبي داود والنسائي ومسند أحمد بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته) وظاهر الأمر الوجوب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 12:02]ـ
أخي العزيز الفاضل (العمري)
هناك أمور سأبينها لك غفر الله لي ولك وللمسلمين أجمعين آمين:
أولا: أخي أنا لم أستشهد بهذا الحديث أبدا، وما نقلته هو بيان مذهب أحمد رحمه الله في المسألة فقط، دون الإستشهاد بالحديث.
ثانيا: أخي الكريم؛ لا أعتقد أن إماما من الأئمة، كبير القدر عظيم الشأن مهما كان، يقدم على تصحيح حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يعرف لم صححه، وما وجه تصحيحه له، فهو لم يصححه إلا لثبوته عنده ورضاه عمن رواه. فلا يسوغ تخطئة أمر قد تضافر على القول به جمع ليس بالقليل من الأئمة الكبار، وتضافرت النقول عنهم في ذلك.
ثالثا: أخي حفظك الله؛ سأتحفك بنقول نفيسة جدا أجزم أن كثيرا ممن تعرض لهذا الحديث لم ينتبه إليها، إليكها:
قال الحافظ ابن حجر:
((جميع من رواه عن إسماعيل بن أمية، عن هذا الرجل إنما وقع بينهم الاختلاف في اسمه أو كنيته، وهل روايته (عن أبيه) أو (عن جده) أو (عن أبي هريرة) بلا واسطة، وإذا تحقق الأمر فيه لم يكن فيه حقيقة الاضطراب؛ لأن الاضطراب هو: الاختلاف الذي يؤثر قدحا.
واختلاف الرواة في اسم رجل لا يؤثر ذلك؛ لأنه إن كان الرجل ثقة فلا ضير، وإن كان غير ثقة فضعف الحديث إنما هو من قبل ضعفه لا من قبل اختلاف الثقات في اسمه؛ فتأمل ذلك.
ومع ذلك كله؛ فالطرق التي ذكرها ابن الصلاح، ثم شيخنا، قابلة لترجيح بعضها على بعض، والراجحة منها يمكن التوفيق بينها، فينتفي الاضطراب أصلا ورأسا.
تنبيه:
قول ابن عيينة: "لم نجد شيئا نشد به هذا الحديث، ولم يجئ إلا من هذا الوجه". فيه نظر؛ فقد رواه الطبراني من طريق أبي موسى الأشعري، وفي إسناده (أبو هارون العبدي)، وهو ضعيف. ولكنه وارد على الإطلاق.
ثم وجدت له شاهدا آخر وإن كان موقوفا؛ أخرجه مسدد في (مسنده الكبير) قال: ثنا هشيم، ثنا خالد الحذاء، عن إياس بن معاوية، عن سعيد بن جبير قال: إذا كان الرجل يصلي في فضاء فليركز بين يديه شيئا، فإن لم يستطع أن يركزه فليعرضه، فإن لم يكن معه شيء، فليخط خطا في الأرض.
رجاله ثقات.
وقال الدار قطني في (الأفراد): تفرد به أبو مالك النخعي، عن أيوب ابن موسى، عن المقبري، عن أبي هريرة.
وله طريق أخرى مرسلة؛ أظنها في (جزء أبي أحمد الفراء) تحرر منه.
وقول البيهقي: "إن الشافعي ضعفه". فيه نظر؛ فإنه احتج به فيما وقفت عليه في (المختصر الكبير) للمزني. والله أعلم
ولهذا؛ صحح الحديث أبو حاتم ابن حبان، والحاكم وغيرهما.
وذلك مقتض لثبوت عدالته عند من صححه.
فما يضره مع ذلك أن لا ينضبط اسمه إذا عرفت ذاته. والله أعلم)) انتهى
وقال ابن الملقن:
((قلت: من صححه كأنه لم ير هذا الاضطراب قادحا. قال البيهقي: ولا بأس بالعمل بهذا الحديث في هذا الحكم إن شاء الله)). انتهى
وقال ابن رجب:
((وأحمد لم يعرف عنه التصريح بصحته، إنما مذهبه العمل بالخط، وقد يكون اعتمد على الآثار الموقوفة لا على الحديث المرفوع)). انتهى
وقال الدارقطني نفسه:
((رفعه عن إسماعيل بن أمية صحيح)). انتهى
وقال ابن رجب أيضا: ((وقد روي عن أبي هريرة من وجه آخر:
روى وكيع في (كتابه) عن أبي مالك، عن أيوب بن موسى، عن المقبري، عن أبي هريرة قال: إذا صلى أحدكم فلم يجد ما يستره فليخط خطا.
وقد روي عن الأوزاعي، عن أيوب بن موسى، عن أبي سلمة مرفوعا.
وقيل: عن الأوزاعي، عن رجل من أهل المدينة، عن أبي هريرة موقوفا.
وقد روي في الخط بين يدي المصلي حديث مرفوع من حديث أنس. خرجه حمزة السهمي في (تاريخ إستراباذ).
وإسناده مجهول ساقط بمرة)). انتهى
وقد تركت والله كلاما هو أضعاف ما ذكرت، والشاهد من هذا كله؛ هو أنه على الأقل للحديث أصل قد يثبت به، أما الحكم بضعفه الضعف الشديد الذي معه يترك العمل به، أو يطرح به الحديث بالكلية فلا فلا فلا.
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 12:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرت رواية الوجوب نقلا عن شيخنا حمد الحمد في شرحه لزاد المستقنع حيث قال
ذهب الإمام أحمد في إحدى الروايتين عنه وهو مذهب البخاري وطائفة من أهل العلم: إلى وجوب السترة.
واستدلوا:
بما ثبت في أبي داود والنسائي ومسند أحمد بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته) وظاهر الأمر الوجوب.
غفر الله لك أخي (الجروان) ولشيخك (الحمد) آمين وجزاكما خيرا
لكن أخي الفاضل الذي قرره علماء المذهب متقدميهم ومتأخريهم، والذي قرره مصحح المذهب ومقعده هو التالي:
المذهب وعليه جماهير الأصحاب، وقطع به أكثرهم؛ أنه يستحب أن يصلي إلى سترة. وأطلق في (الواضح الوجوب).
قال ابن قدامة: ولا نعلم في استحباب ذلك خلافا.
قال: ولأن السترة ليست شرطا في الصلاة، وإنما هي مستحبة، قال أحمد في الرجل يصلي في فضاء ليس بين يديه سترة ولا خط: صلاته جائزة. قال: أحب أن يفعل، فإن لم يفعل يجزيه.
ووجود مثل هذه الروايات المجيزة هي التي أعطت هذا الحكم، حيث استظهر علماء المذهب أن إلزامه بها في الروايات الأخرى مع ثبوت الروايات المجيزة المسهلة؛ تفيد الإستحباب المؤكد.
قال البهوتي:
(وتسن صلاة غير مأموم؛ إماما كان أو منفردا إلى سترة مع القدرة عليها بغير خلاف نعلمه؛ قاله في المبدع. ولو لم يخش المصلي مارا، حضرا كان أو سفرا، لحديث أبي سعيد يرفعه: "إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها" رواه أبو داود وابن ماجة.
وليس ذلك بواجب؛ لحديث ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في فضاء ليس بين يديه شيء. رواه أحمد وأبو داود). انتهى
ومثله قال الرحيباني.
ومن نفائس الزركشي في شرحه قال:
وفي كلام الخرقي رحمه الله إشارة إلى مطلوبية السترة، ولا إشكال في ذلك. انتهى
فتقرير المذهب شيء، ومفهوم الأمر في الحديث شيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 07:28]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم السكران التميمي والإخوة.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 08:02]ـ
غفر الله لك أخي (الجروان) ولشيخك (الحمد) آمين وجزاكما خيرا
لكن أخي الفاضل الذي قرره علماء المذهب متقدميهم ومتأخريهم، والذي قرره مصحح المذهب ومقعده هو التالي:
المذهب وعليه جماهير الأصحاب، وقطع به أكثرهم؛ أنه يستحب أن يصلي إلى سترة. وأطلق في (الواضح الوجوب).
قال ابن قدامة: ولا نعلم في استحباب ذلك خلافا.
قال: ولأن السترة ليست شرطا في الصلاة، وإنما هي مستحبة، قال أحمد في الرجل يصلي في فضاء ليس بين يديه سترة ولا خط: صلاته جائزة. قال: أحب أن يفعل، فإن لم يفعل يجزيه.
ووجود مثل هذه الروايات المجيزة هي التي أعطت هذا الحكم، حيث استظهر علماء المذهب أن إلزامه بها في الروايات الأخرى مع ثبوت الروايات المجيزة المسهلة؛ تفيد الإستحباب المؤكد.
قال البهوتي:
(وتسن صلاة غير مأموم؛ إماما كان أو منفردا إلى سترة مع القدرة عليها بغير خلاف نعلمه؛ قاله في المبدع. ولو لم يخش المصلي مارا، حضرا كان أو سفرا، لحديث أبي سعيد يرفعه: "إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها" رواه أبو داود وابن ماجة.
وليس ذلك بواجب؛ لحديث ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في فضاء ليس بين يديه شيء. رواه أحمد وأبو داود). انتهى
ومثله قال الرحيباني.
ومن نفائس الزركشي في شرحه قال:
وفي كلام الخرقي رحمه الله إشارة إلى مطلوبية السترة، ولا إشكال في ذلك. انتهى
فتقرير المذهب شيء، ومفهوم الأمر في الحديث شيء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متفق معك يا أخي و لقد قرأت كل الذي ذكرت خلال بحثي عن اجابة عن سؤال صاحب الموضوع لكن هناك فرق بين ما اختاره الاصحاب و بين ما ذكر من روايات عن الامام
فصاحب الموضوع سأل عن ما قاله أحمد و لم يسأل عما اختاره الاصحاب
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 08:35]ـ
أخي الفاضل أسعدك الله
لا يمكن أن يقرر الأصحاب مسألة ما إلا على ضوء روايات الإمام؛ والإمام رحمه الله قد صدرت عنه كلا الروايتين، وعليه فمن أصول المذهب واستقراء روايات الإمام عند صدور حكمين في مسألة واحدة حمل الرواية المتشددة الملزمة على الإستحباب، لوجود صارف عنه من قوله هو في رواية أخرى. فتنبه
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 11:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرت رواية الوجوب نقلا عن شيخنا حمد الحمد في شرحه لزاد المستقنع حيث قال
ذهب الإمام أحمد في إحدى الروايتين عنه وهو مذهب البخاري وطائفة من أهل العلم: إلى وجوب السترة.
واستدلوا:
بما ثبت في أبي داود والنسائي ومسند أحمد بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته) وظاهر الأمر الوجوب.
عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في فضاء ليس بين يديه شيء. رواه أحمد وأبو داود. وإسناده صحيح.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 03:53]ـ
عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في فضاء ليس بين يديه شيء. رواه أحمد وأبو داود. وإسناده صحيح.
قال المؤلف رحمه الله: (ويسن صلاته إلى سترة قائمة كمؤخرة الرحل)
هذا هو المشهور في المذهب وهو مذهب جماهير العلماء وأن السترة في الصلاة سنة وليست بواجبة.
وقد اتفق أهل العلم على مشروعية السترة، والسنة ظاهرة في ذلك وأن السترة سنة في الصلاة، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدعها حضراً ولا سفراً.
وإنما اختلف العلماء في هل تجب أم لا؟
قولان:
فذهب الجمهور: إلى أن الصلاة إلى السترة سنة.
واستدلوا: بما ثبت في الصحيحين عن ابن عباس قال: (أقبلت راكباً على أتان وأنا يومئذٍ قد ناهزت الاحتلام والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى إلى غير جدار فمررت من بين يدي بعض الصف وأرسلت الأتان ترتع فلم ينكر ذلك علي أحد)
وروى أحمد في مسنده عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم: (صلى في فضاء وليس بين يديه شيء)
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى أحمد والنسائي وأبو داود عن الفضل بن عباس قال: (أتانا النبي صلى الله عليه وسلم وعباس في بادية لنا، فصلى في صحراء وليس بين يديه سترة، وحمارة وكلبة لنا تعبث بين يديه
2 - وذهب الإمام أحمد في إحدى الروايتين عنه وهو مذهب البخاري وطائفة من أهل العلم: إلى وجوب السترة.
واستدلوا:
بما ثبت في أبي داود والنسائي ومسند أحمد بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته) وظاهر الأمر الوجوب.
وروى أحمد والحاكم - والحديث حسن - من حديث سبرة بن معبد الجهني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليستتر أحدكم في الصلاة ولو بسهم)
قالوا: فهذه أحاديث ظاهرها الوجوب، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح أنه تركها حضراً ولا سفراً.
وأما ما ذكره أهل القول الأول:
فالحديث الأول حديث صحيح غير صريح، والحديثان بعده ضعيفان لا يثبتان عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أما كون حديث ابن عباس حديث صحيح فلثبوته في الصحيحين.
أما كونه غير صريح؛ فلأنه نفى أن يكون قد صلى إلى جدار وإنما نفى أنه صلى إلى جدار ولم ينف أنه صلى إلى سترة وظاهر لفظة " غير " أنه قد صلى إلى شيء، فإن لفظة " غير" في الغالب أنها تأتي صفة وهي هنا صفة لمحذوف تقديره " شيء " أي إلى شيء غير جدار.
فالحديث ليس فيه نفي السترة مطلقاً وإنما نفي أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى جدار يحجز بينه وبين الدواب أن تمر بين يديه.
ومعلوم أن المصلي إذا صلى إلى سترة غير جدار فإن الدواب قد تمر بين يديه فيحتاج إلى دفع منه، بخلاف ما إذا صلى إلى جدار فإنه يحجز بينه وبينها فلا يحتاج إلى دفع وقد مر ابن عباس بالحمار بين يدي بعض الصف لعدم وجود الحاجز والجدار، فلم تكن الصلاة في مبنى ذي جدران يحجز المصلين عن مرور الدواب.
وأما الحديث الثاني فإن فيه الحجاج بن أرطاة وهو ضعيف، وأما الحديث الثالث ففيه انقطاع وجهالة.
قالوا: فهذه أحاديث ضعيفة لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا حديث صحيح غير صريح، فلا يعارض أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك فيبقى الأمر محكماً وأن ذلك للوجوب.
ومما يقوي ذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالوقوف عن أن يمر بين يدي المصلي ونهاه عن ذلك وقال: (لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خير له من أن يمر بين يديه) وترك السترة بين يديه ذريعة لمرور الناس بين يديه فيقعون في محرم، ويقطعون من صلاته ما يقطعون.
وقد قال ابن مسعود - في المرور بين يدي المصلي -: " يقطع نصف الصلاة "فإذا مر أحدهم بين يديه فإنه مع تفريطه في ذلك يذهب عنه نصف أجر صلاته.
هذا كلام الشيخ بتمامه
أخي الفاضل
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 12:41]ـ
الحديث صححه جمع من العلماء أما الحجاج فبعض العلماء يحسن حديثه فكيف إذا جاء له شاهد رواه البيهقي وقال له شاهد أصح منه أسنادا من حديث الفضل.
أما الرواية عن أحمد فياليت أن تذكر مصدرها ثم إذا وجد المصدر فمن الذي نقلها عن أحمد وهذه الرواية دائما أسمع بعض المشايخ يذكرها فبحثت عنها فلم أجدها فعلك تبحث عنها.
وأما مذهب البخاري حبذا لو تذكر مصدره.(/)
لا تقل: (خليلي الله، فهذا افتراء عليه) الفوزان.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 09:30]ـ
السؤال: (فضيلة الشيخ: هل في قول أبي هريرة - رضي الله عنه - " سمعت خليلي " دليل على صحة أن يقول الشخص " قال خليلي " ويقصد بذلك الله - جلّ شأنه -)؟
الجواب: (لأ، لا يقصد الله - جل شأنه -، الله لم يتخذه خليلا، ما اتخذ إلا محمدا وابراهيم، فلا يقول: " الله خليلي " هذا الشيء خاص بالنبيين الكريمين فقط، أما أن يقول: " خليلي فلان " فلا بأس، ويقول: " خليلي رسول الله " فلا بأس، فلا أحد يساوي محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قلب المؤمن، فهو خليل المؤمن؛ لأنه لا أحد يساوي الرسول - صلى الله عليه وسلم - في محبة العبد له، فما قال - صلى الله عليه وسلم -: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)، فتقول: " خليلي رسول الله "، أما أن تقول " خليلي الله " فهذا افتراء على الله؛ لأن الله لم يتخذك خليلا، نعم) انتهى.
راجع: شرح كتاب (عمدة الأحكام) لفضيلة الشيخ (صالح بن فوزان الفوزان) - حفظه الله - الشريط (3) الوجه (1).
السلفية النجدية ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 12:50]ـ
للعلم يُرفع ..
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[24 - Feb-2010, صباحاً 05:11]ـ
طيب ألا يقال قول ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام حدثني خليلي أن الخلة هنا من طرف واحد؟
يعني نحن نعلم أن النبي لم يتخذ أحدا خليلا لقوله: لو كنت متخذا احدا خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا"
ومع ذلك لا يمنع ان يقول ابو هريرة عن النبي حدثني خليلي فهو من جهة ابي هريرة ولا عكس
فلماذا يمنع ان اقول عن ربي خليلي اي من جهتي انا وهو حب زائد مني لله عز وجل؟!!
فقط للمدارسة اذا أحد عنده شيء في المسألة؟(/)
حكم التشريح لغالب الساقي
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 09:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لقد أصبح لمعرفة حكم التشريح في هذا الزمان أهمية كبيرة لكونه أصبح مما يعمل به في قضايا عديدة مفيدة كمعرفة كون الميت مات موتا طبيعيا أم قام أحد بالاعتداء عليه وكالكشف عن الأمراض الوبائية لعمل ما يلزم من الأسباب للحيلولة دون انتشارها
كما أنه أصبح من الضروري للطبيب أن يقوم بالتشريح لتعلم الطب ومداواة الأمراض والقدرة على إجراء العمليات على الأحياء حين يكونون بأمس الحاجة إليها ولا شك أن هذه الأغراض للتشريح أغراض نبيلة وذات فائدة كبيرة ولكن هل هذه المبررات تسوغ للطبيب الإقدام على تشريح جثة مسلم مع أن توجيهات الإسلام تقرر حرمة المسلم وكرامته حيا وميتا هذا ما يستوقفنا ويحتاج منا أن ننظر للأمر نظرة فاحصة نتلمس من خلالها حكم الله في هذه المسألة المهمة التي لا يسعنا جهلها لمسيس الحاجة لمعرفة حكمها وتحديد الموقف الشرعي منها.
إن مما لا شك فيه ولا ريب أن الأصل في تشريح جثة الميت المسلم هو التحريم لما فيه من انتهاك حرمة الميت المسلم وإهانته وقد قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كسر عظم الميت ككسره حيا ". رواه مالك وأبو داود وابن ماجه وصححه الألباني.
والمشروع في الإسلام إذا مات المسلم هو المبادرة إلى تغسيله وتكفينه ودفنه لا تأخير ذلك من أجل التشريح الذي يستغرق وقتا قد يمتد إلى أيام عديدة مع ما فيه من إهانة لكرامة المسلم وهتك لحرمته وكشف لعورته وتقطيع لجثته.
فكون الأصل في تشريح جثة المسلم التحريم هو أمر لا يصلح الشك فيه ولكن الذي يستدعي منا التوقف والتأمل هو ألا يبيح الإسلام لنا التشريح بما فيه من مفسدة لدرء مفاسد هي أعظم من هذه المفسدة ونحن نعلم أن الإسلام جاء بتحقيق المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها وأنه من قواعد الشريعة أنه إذا تعارضت مفسدتان ندرأ المفسدة الكبرى باحتمال المفسدة الصغرى.
وكذلك من قواعد الشريعة الضرورات تبيح المحظورات.
أليس في المصالح العظيمة التي تتحقق من التشريح ما يسوغ إباحته لكون هذه المصالح عامة وهي أعظم من مصلحة ترك التشريح فهي مصلحة فردية.
نعم لنا أن نقول إن شاء الله بإباحة التشريح من أجل الضرورة أو الحاجة مع أن الأصل التحريم ولكن بعد التأكد من توفر ضوابط الضرورة في هذه المسألة الخطرة.
إذ ان المحرم لا يباح للضرورة إلا بعد التحقق من وجود الضرورة فعلا مع توفر الضوابط الشرعية للضرورة ذلك لأن الله سبحانه قيد إباحة المحرم للضرورة بقيدين هما عدم البغي والتعدي.
لذلك أتبع العلماء قاعدة الضرورات تبيح المحظورات ونحوها بقواعد أخرى منها أن الضرورة تقدر بقدرها وأن الضرر لا يزال بالضرر أي إذا كان مساويا لضرر المحرم أو أكبر منه والذي يتضح لنا بعد هذا النظر والتأمل أن التشريح الجنائي إذا ما دعت الحاجة إليه فيه مصلحة راجحة تربو على مفسدة التشريح لما يترتب عليه من تحقيق الأمن والعدل وكذلك في التشريح لغرض التحقق من أمراض وبائية لتتخذ الإجراءات اللازمة لوقاية المجتمع من تلك الأمراض وبذلك صدرت الفتوى من هيئة كبار العلماء.
أما التشريح لغرض التعليم فحكمه مختلف لأن الضرورة لا تدعو إليه مع القدرة على شراء جثث لأموات كفار فإنهم يبذلونها بأرخص الأسعار وحري بالمسلمين أن يبذلوا من أموالهم صيانة لحرمة أمواتهم وحفظا لكرامتهم.
ولكن يبقى البحث حينئذ هل الأصل في تشريح جثث الكفار الجواز أم التحريم
في الحقيقة لا يمكننا أن نقول إن حرمة الميت الكافر هي مساوية لحرمة الميت المسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين جعل كسر عظم الميت في الإثم ككسره حيا ذكر للميت وصفا يخرج ما عداه وهو الإسلام.
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم حين بنى مسجده كان في موضعه قبور للمشركين فأمر بنبشها وبنا في مكانها مسجده وهذا يدل على أنه ليس لموتى الكفار من الاحترام في الشريعة الإسلامية ما للمسلمين إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن التمثيل فقد قال: "لا تمثلوا " رواه مسلم.
والتشريح من التمثيل ولكن لا يمنعنا هذا من القول بجواز تعلم الطب بتشريح جثث الكفار لأن التمثيل ليس مطلق الحرمة بل هو جائز للمصلحة لأدلة عديدة منها آية المحاربة وهي قوله تعالى:" إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض " والكفار أيضا لا يعدون تشريح جثثهم لتعلم الطب من الاعتداء عليهم بل هم يبيعون جثثهم لمثل هذه الأغراض.
فالقول الراجح والله تعالى أعلم في مسألة تشريح جثث موتى الكفار لتعلم الطب الجواز ما دام أن الحاجة تدعو إليه والله تعالى أعلم.
كتبه المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com أبو معاوية غالب الساقي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[16 - Aug-2009, مساء 07:17]ـ
هيئة كبار العلماء
أبحاث هيئة كبار العلماء: المجلد الثاني 83 - 85
قرار هيئة كبار العلماء
رقم (47) وتاريخ 20/ 8/1396هـ
حكم تشريح الميت المسلم
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده محمدا، وعلى آله وصحبه، وسلم وبعد:
ففي الدورة التاسعة لمجلس هيئة كبار العلماء المنعقدة في مدينة الطائف في شهر شعبان عام 1396هـ جرى الاطلاع على خطاب معالي وزير العدل رقم (3231/ 2/خ) المبني على خطاب وكيل وزارة الخارجية رقم (34/ 1/2/ 13446/3) وتاريخ 6/ 8/1395هـ المشفوع به صورة مذكرة السفارة الماليزية بجدة- المتضمنة استفسارها عن رأي وموقف المملكة العربية السعودية من إجراء عملية جراحية طبية على ميت مسلم؛ وذلك لأغراض مصالح الخدمات الطبية.
كما جرى استعراض البحث المقدم في ذلك من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وظهر أن الموضوع ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: التشريح لغرض التحقق من دعوى جنائية.
الثاني: التشريح لغرض التحقق من أمراض وبائية؛ لتتخذ على ضوئه الاحتياطات الكفيلة بالوقاية منها.
الثالث: التشريح للغرض العلمي تعلماً وتعليماً.
وبعد تداول الرأي والمناقشة ودراسة البحث المقدم من اللجنة المشار إليها أعلاه- قرر المجلس ما يلي:
بالنسبة للقسمين الأول والثاني: فإن المجلس يرى: أن في إجازتهما تحقيقاً لمصالح كثيرة في مجالات الأمن والعدل ووقاية المجتمع من الأمراض الوبائية، ومفسدة انتهاك كرامة الجثة المشرحة مغمورة في جنب المصالح الكثيرة والعامة المتحققة بذلك، وإن المجلس لهذا يقرر بالإجماع: إجازة التشريح لهذين الغرضين، سواء كانت الجثة المشرحة جثة معصوم أم لا.
وأما بالنسبة للقسم الثالث: وهو التشريح للغرض التعليمي فنظراً إلى أن الشريعة الإسلامية قد جاءت بتحصيل المصالح وتكثيرها، وبدرء المفاسد وتقليلها، وبارتكاب أدنى الضررين لتفويت أشدهما، وأنه إذا تعارضت المصالح أخذ بأرجحها.
وحيث إن تشريح غير الإنسان من الحيوانات لا يغني عن تشريح الإنسان.
وحيث إن في التشريح مصالح كثيرة ظهرت في التقدم العلمي في مجالات الطب المختلفة: فإن المجلس يرى: جواز تشريح جثة الآدمي في الجملة، إلا أنه نظراً إلى عناية الشريعة الإسلامية بكرامة المسلم ميتاً كعنايتها بكرامته حياً؛ وذلك لما روى الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" كسر عظم الميت ككسره حياً".
ونظراً إلى أن التشريح فيه امتهان لكرامته، وحيث إن الضرورة إلى ذلك منتفية بتيسر الحصول على جثث أموات غير معصومة: فإن المجلس يرى الاكتفاء بتشريح مثل هذه الجثث، وعدم التعرض لجثث أموات معصومين والحال ما ذكر.
والله الموفق، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
هيئة كبار العلماء
رئيس الدورة:
(1) محمد بن على الحركان
(2) عبد المجيد حسن
(3) صالح بن غصون
(4) محمد بن جبير
(5) عبد الله خياط
(6) عبد العزيز بن صالح
(7) إبراهيم بن محمد آل الشيخ
(8) عبد الله بن غديان
(9) عبد الرزاق عفيفي
(10) عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(11) سليمان بن عبيد
(12) راشد بن خنين
(13) عبد الله بن منيع
(14) عبد الله بن محمد بن حميد(/)
هل اجتهد النبي عليه السلام؟
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 10:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الدكتور المحدث الحسن العلمي السجلماسي (أبو جميل) في كتابه 'بلوغ الأماني في تاريخ الفقه الإسلامي":
اختلف أهل العلم في صحة الإجتهاد من النبي صلى الله عليه وسلم فذهب الشاعرة وكثير من المعتزلة إلى إلى أنه ليس له أن يجتهد لقوله تعالى:"وما ينطق عن الهوى" (النجم:3)
فنفى الله تعالى أن يصدر عنه كلام غير الوحي فلا مكان للإجتهاد وبأنه كان صلى الله عليه وسلم ينتظر الوحي كلما سئل في مسألة ولو كان له أن يجتهد ما انتظر الوحي.
وقال جمهور علماء الأصول "له أن يجتهد " واستدلوا بقوله تعالى:""لتحكم بين الناس بما أراك الله" (النساء:104) أي بما جعله لك رأيا كما حكي عن أبي يوسف.
ثم قوله تعالى: "فاعتبروا يا أولي الأبصار" ونحوه مما يحث على الأخذ بالقياس وهو عام يشمل الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره بل هو أولى بجواز الإجتهاد لأنه أدرى بوجوه التماثل والتشابه وأعلم بمقاصد الشرع ولأنه لايقره على خطأ.
قلت يؤيد كلام شيخنا ما ذكره الشيرازي رحمه الله في شرح اللمع "فصل: في جواز حكم النبي عليه السلام بالإجتهاد" فقال:
وكان يجوز للنبي صلى الله عليه وسلم الحكم بالإجتهاد في الحوادث وكذلك يجوز لسائر الأنبياء صلوات الله عليهم ومن أصحابنا من قال:"لايجوز له ولا لأحد من الأنبياء " وهو مذهب بعض المعتزلة.
والدليل على صحة ما قلناه قوله تعالى:" لتحكم بين الناس بما أراك الله "ولم يفرق بين ما أراه الله بالنص والإجتهاد. فهو على عمومه. ويدل عليه أن داود وسليمان عليهما السلام حكما باجتهادهما ولم ينكر الله سبحانه عليهما فدل ذلك على جوازه. ويدل عليه أن القياس دليل في الحوادث عن الله تعالىفجاز لرسول الله صلى لله عليه وسلم أن يستفيد الحكم من جهته كالكتاب. ويدل عليه أن القياس هو استنباط علة الأصل ورد الفرع إليه بحكم الإشتراك في العلة والرسول صلى الله عليه وسلم أولى بمعرفة ذلك من غيره. يوضح صحة هذا أن معرفة ذلك مزية وفضيلة فمن المحال أن يثبت للأمة ولا يثبت له"
______________________________ ___________يأيده كذلك قول عبد الكريم النملة في كتابه "لجامع لمسائل الأصول": يجوز الاجتهاد للنبي r وهو واقع منه؛ لعموم قوله تعالى: "فاعتبروا يا أولي الأبصار"، والرسول r أعلى أهل البصائر وأرفعهم منزلة.
ولقياسه على داود وسليمان عليهما السلام.
ولوقوعه منه r ؛ حيث اجتهد في أسرى بدر، واجتهد في نزوله ببدر دون الماء فقال الحباب بن المنذر: إن كان هذا بوحي فنعم، وإن كان الرأي والمكيدة فأنزل بالناس دون الماء لنحول بينه وبين العدو، فقال لهم: "ليس بوحي، وإنما هو رأي واجتهاد" ورجع إلى قوله).
وبناء على ذلك: فإنه لا يجوز للمجتهد أن يكتفي بالاستدلال على حكم مسألة بدليل ظني مع أنه قادر على الاستدلال عليه بدليل قطعي، فيجوز –مثلا- الاجتهاد في أوقات الصلاة والقبلة مع إمكان الصبر إلى اليقين.
المسألة الثامنة:
يجوز الخطأ في اجتهاده r ؛ لقوله تعالى: "عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين "، وقوله: "ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض "، فقد بيَّن الله تعالى خطأ اجتهاد النبي r لما أذن للذين تخلَّفوا عن غزوة تبوك، ولما أخذ المال عوضاً عن أسرى بدر.
ولقوله r : " إنما أحكم بالظاهر وإنكم لتختصمون إلى ولعل أحدكم يكون ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه، فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار".
********************
على أن البخاري رحمه الله تعالى يرى أنه أن النبي عليه السلام لا يجتهد بل يتوقف إلى أن يأتيه الوحي وبوب لذلك باب في صحيحه في كتاب الإعتصام بالسنة.
وكذلك جمهور الأشاعرة كما قال شيخنا الحسن العلمي آنفا. وهاك عبارة محمد بخيت المطيعي في شرحه على نهاية السؤل:"منع الأشاعرة الإجتهاد له صلى الله عليه وسلم شرعا "
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 12:22]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
س: هل كان كل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم بوحى من اللّه سبحانه، أم كان يجتهد فى بعض الأحيان فيما لم ينزل عليه فيه وحى، وإذا اجتهد هل كان اجتهاده كله صوابا أم كان بعضه خطأ؟
الجواب:
الكلام فى هذا الموضوع قد عنيت به كتب الحديث والأصول، ولا يتسع له المقام هنا، وخلاصته أن للعلماء فى جواز الاجتهاد منه صلى الله عليه وسلم ثلاثة آراء:
1 - رأى يقول بامتناع الاجتهاد عليه، لإمكانه الوصول إلى ما يريد عن طريق الوحى، ولكن رد عليه بأن إنزال الوحى ليس فى قدرته، وقد يكون فى حاجة ماسة إلى الإجابة على سؤال أو التصرف فى أمر عاجل، وعندما انتظر نزول جبريل عليه فتر الوحى مدة، وعندما جاء سأله الرسول، فقال {وما نتنزل إلا بأمر ربك} مريم: 64.
2 - ورأى يقول بجواز الاجتهاد وبوقوعه بالفعل منه، كما حدث فى التشاور فى أسرى بدر، وفى إذنه لبعض الناس فى التخلف عن الغزوة، وقد جاء فى ذلك قوله تعالى {ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض} الأنفال: 67 وقوله {عفا اللّه عنك لمَ أذنت لهم} التوبة: 43 حيث عاتبه اللّه سبحانه، والعتاب لا يكون فيما صدر عن وحى.
3 - ورأى يقول بجواز اجتهاده فى الأمور السريعة الضاغطة كالحروب، وبعدم جوازه فى غير ذلك، وهذا الرأى فيه جمع بين الأعلة، وهو رأى حسن. والذين قالوا بجواز اجتهاده قال بعضهم: لا يجوز عليه الخطأ فكلُّ اجتهاده صحيح.، كما ذكره ابن أبى هريرة والماوردى، وذلك لأنه لا نبى بعده يستدرك خطأه فلذا عصم من بينهم، وقال ابن السبكى: الصواب أن اجتهاده لا يخطئ تنزيها لمنصب النبوة عن الخطأ فى الاجتهاد، وقال آخرون: يجوز عليه الخطأ ولكن لا يُقَرُّ عليه، بل ينزل الوحى بتصحيحه، ومع جواز الخطأ هو مأجور، وعتاب الله له فى مثل الأسرى ليس عقابا، "راجع الزرقانى على المواهب ج 8 ص 281 والسياسة الشرعية للشيخ عبد الرحمن تاج.
(فتاوى الأزهر)
قال الشيخ عبد الله الفقيه: فالحاصل أن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يجتهد في الأحكام الشرعية التي لا نص فيها، فإذا أقر على اجتهاده فالواجب اتباعه ولا يجوز العدول عنه بحال وعلى هذا فكل ما ثبت مما ورد عنه صلى الله عليه وسلم فهو حق لا مرية فيه وهو منزل من عند الله، ومن فرق بينه وبين القرآن في الحجية واتخذ ذلك منهجاً فقد خرج من ملة الإسلام، والله أعلم.
سئل الدكتور حسام عفانه _ حفظه الله _: يقول السائل: إنه سمع الدكتور يوسف القرضاوي في برنامج الشريعة والحياة يتكلم عن مسألة اجتهاد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه قال إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يمكن أن يخطئ في الاجتهاد في الأمور الدنيوية وأن كثيراً من الناس قد احتجوا عليه واستفظعوا صدور ذلك منه ونالوا من الدكتور القرضاوي وطعنوا فيه، فما قولكم في ذلك؟
الجواب: جزى الله خيراً الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي على جهوده العلمية المميزة في التأليف والمحاضرات والبرامج التلفزيونية وغيرها، فإنه حقاً فقيه العصر والأوان ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل.
وإن من مصائب الأمة الإسلامية في هذا الزمان أن يتكلم في مسائل العلم الشرعي أشباه طلبة العلم الذين إن قرأ الواحد منهم كتاباً أو كتابين ظن نفسه من كبار العلماء ومن أهل الاجتهاد المطلق فيجعل من نفسه حكماً يحكم بين العلماء فيرد عليهم ويصحح ويخطىء كما يشاء ويهوى من دون سند ولا أثارة من علم وهذا مع الأسف نشاهده ونسمعه باستمرار.
إن ما قاله الدكتور يوسف القرضاوي سبقه إليه عدد من كبار علماء الإسلام وهو مسطور في كتب أصول الفقه من مئات السنين ولكن ما ذنب الشيخ القرضاوي أن شاتميه لا يقرأون ولا يفقهون.
إن مسألة اجتهاد النبي - صلى الله عليه وسلم - مسألة اختلف فيها العلماء قديماً وتفرع عليها مسألة جواز خطأ اجتهاده - صلى الله عليه وسلم - وليست من المسائل الجديدة وقد ذكرها العلماء في كتبهم وحكوا فيها اختلاف العلماء فما سبوا ولا شتموا وإن كان بعض العلماء قد خطأ بعض الآراء وصوب غيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكنهم علماء علماء علماء وليسوا طلبة علم مبتدئين في طلب العلم، قال أبو إسحاق الشيرازي: [كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يجتهد في الحوادث ويحكم فيها بالاجتهاد وكذلك سائر الأنبياء عليهم السلام. ومن أصحابنا من قال ما كان له ذلك وبه قال بعض المعتزلة] التبصرة في أصول الفقه ص 521.
وجاء في جمع الجوامع وشرحه لجلال الدين المحلي 2/ 386: [والصحيح جواز الاجتهاد للنبي - صلى الله عليه وسلم - ووقوعه لقوله تعالى: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ)، (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) عوتب على استبقاء أسرى بدر بالفداء وعلى الإذن لمن ظهر نفاقهم في التخلف عن غزوة تبوك ولا يكون العتاب فيما صدر من الوحي فيكون عن اجتهاد. وقيل يمنع ... الخ].
وفصل الشوكاني مسألة اجتهاد الأنبياء فذكر خلاف العلماء فقال: [المذهب الأول ليس لهم ذلك لقدرتهم على النص بنزول الوحي ... المذهب الثاني أنه يجوز لنبينا - صلى الله عليه وسلم - ولغيره من الأنبياء وإليه ذهب الجمهور ... ] إرشاد الفحول ص 255 - 256.
هذه بعض النقول في مسألة الاجتهاد.
وأما في مسألة الخطأ في الاجتهاد فقال أبو إسحاق الشيرازي: [يجوز الخطأ على رسول - صلى الله عليه وسلم - في اجتهاده إلا أنه لا يقر عليه بل ينبه عليه. ومن أصحابنا من قال لا يجوز عليه الخطأ] التبصرة في أصول الفقه ص 524 ثم ساق أدلة الفريقين وانتصر للقول الأول.
وقال الآمدي: [القائلون بجواز الاجتهاد للنبي عليه الصلاة والسلام اختلفوا في جواز الخطأ عليه في اجتهاده فذهب بعض أصحابنا إلى المنع من ذلك.
وذهب أكثر أصحابنا والحنابلة وأصحاب الحديث والجبائي وجماعة من المعتزلة إلى جوازه لكن بشرط أن لا يقر عليه وهو المختار ودليله المنقول والمعقول ... الخ] الإحكام في أصول الأحكام 4/ 216.
وقال الكمال بن الهمام: [وقد ظهر أن المختار جواز الخطأ في اجتهاده عليه الصلاة والسلام إلا أنه لا يقر على خطأ بخلاف غيره] تيسير التحرير 4/ 190.
ويكفي هذا من كتب الأصول لأن المقام لا يتسع لاستقصاء ما قال الأصوليون في المسألة.
وأنا هنا لست في مقام بحث مسألة اجتهاد النبي- صلى الله عليه وسلم - وهل يخطئ في اجتهاده أم لا؟ ولست في مقام الترجيح بين أقوال العلماء في ذلك والذي أريد أن أصل إليه هو أن هذه المسائل وغيرها لا يبحثها ولا يناقشها العوام من طلبة العلم وأشباه المتعلمين وأنه ليس في مقدرتهم الترجيح بين أقوال العلماء في هذه المسائل الاجتهادية الخلافية وكون عالم قال بأحد الأقوال في المسألة لا ينبغي الإنكار عليه والهجوم عليه وسبه وشتمه لأن قوله لا يوافق ما نهوى ونتمنى.
إن العلماء كما ترى أخي القارئ قد اختلفوا في هذه المسألة الاجتهادية وأمثالها من المسائل التي لا يوجد فيها نص صريح من كتاب الله أو سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - فلا يصح الإنكار على عالم قال برأي فيها.
وقديماً قال العلماء: [لا يصح الإنكار في مسائل الخلاف] والمقصود بذلك مسائل الخلاف الاجتهادية التي لا يوجد فيها نصوص صريحة من الكتاب أو السنة.
فكل مسألة اختلف فيها العلماء ولم يثبت فيها نص صريح يدل على صحة أحد الأقوال فيها وإنما المستند فيها الاجتهاد فلا يجوز الإنكار على العالم فيما قال باجتهاده. لأن المجتهد لم يخالف نصاً بل خالف اجتهاد مجتهد آخر وهذه المسائل لا يعرف فيها المجتهد المصيب على وجه القطع لذا لا ينبغي الإنكار على من خالف رأياً لم يثبت بأنه صواب قطعاً. راجع حكم الإنكار في مسائل الخلاف ص 72 - 73.
قال الإمام النووي: [ولا ينكر محتسب ولا غيره على غيره وكذلك قالوا ليس للمفتي ولا للقاضي أن يعترض على من خالفه إذا لم يخالف نصاً أو إجماعاً أو قياساً جلياً] شرح النووي على صحيح مسلم 2/ 24.
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عمن يقلد بعض العلماء في مسائل الاجتهاد فهل ينكر عليه أم يهجر؟ وكذلك من يعمل بأحد القولين؟ فأجاب: [الحمد لله، مسائل الاجتهاد من عمل فيها بقول بعض العلماء لم ينكر عليه ولم يهجر ومن عمل بأحد القولين لم ينكر عليه] مجموع فتاوى شيخ الإسلام 20/ 207.
وختاماً فينبغي على طلبة العلم وعلى عامة الناس أن تتسع صدورهم لسماع خلاف العلماء في مسائل العلم الشرعي وعلى هؤلاء وأولئك أن يعلموا أن العلماء عندما يختلفون فإنهم لا يصدرون في اختلافهم عن هوى أو تشهي أو قول في دين الله بغير علم أو مستند. وعليهم أن يعلموا أن الخلافات العلمية في المسائل التي لا يوجد فيها نصوص قطعية ليست مذمومة والخلاف فيها قديم والأمر فيه سعة، فلا تحجروا واسعاً.
قال الشيخ ابن قدامة المقدسي: [فإن الله برحمته وطوله وقوته وحوله ضمن بقاء طائفة من هذه الأمة على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك وجعل السبب في بقائهم بقاء علمائهم واقتدائهم بأئمتهم وفقهائهم وجعل هذه الأمة مع علمائها كالأمم الخالية مع أنبيائها وأظهر في كل طبقة من فقهائها أئمة يقتدى بها وينتهى إلى رأيها وجعل في سلف هذه الأمة أئمة من الأعلام مهد بهم قواعد الإسلام وأوضح بهم مشكلات الأحكام اتفاقهم حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة تحيا القلوب بأخبارهم وتحصل السعادة باقتفاء آثارهم ثم اختص منهم نفراً أعلى قدرهم ومناصبهم وأبقى ذكرهم ومذاهبهم فعلى أقوالهم مدار الأحكام وبمذاهبهم يفتي فقهاء الإسلام] المغني 1/ 4 - 5.
ولا بد أن يتأدب طلبة العلم وعامة الناس مع العلماء وأن ينزلوهم منزلة الإكرام والاحترام وإن لم ترق لبعضنا آراؤهم واجتهاداتهم، فلكل مجتهد نصيب. (فتاوى يسألونك)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 03:12]ـ
جزاكم الله خيرا .. ،
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 12:02]ـ
بارك الله فيكما .. وننتظر بقية الإخوة ..(/)
حكم قول أقامها الله و أدامها الله للشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 05:56]ـ
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان
أنا أقرأ في كتب الفقهاء فأرى كثيراً منهم يستحب أن يُقال في لفظ الإقامة أقامها الله وأدامها. ويذكرون في ذلك حديثاً وهو معروف لدى فضيلتكم فما صحته؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي السائل اعلم أن الاستحباب حكم شرعي، والأحكام الشرعية من واجبات ومندوبات ومحرمات ومكروهات لا تقوم إلا على أدلة صحيحة فلا يمكن اثبات حكم بدون دليل محفوظ.
وقد اعتاد الفقهاء التساهل في ذلك فيثبتون الاستحباب بحديث ضعيف والكراهية بمثل ذلك وأشد.
وقد تفاقم الأمر في العصور المتأخرة فترى الأحاديث الضعيفة والمنكرة والأخبار الواهية في كتب العقائد والتفاسير وأحكام الحلال والحرام. وأعظمُ من ذلك الجزم بنسبة ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا خطر عظيم وذنب كبير.
وقولكم [ويذكرون في ذلك حديثاً] هذا الحديث ضعيف رواه أبو داود (528) من طريق محمد بن ثابت العبدي حدثني رجل من أهل الشام عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة أو عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن بلالاً أخذ في الإقامة فلما أن قال: قد قامت الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم ((أقامها الله وأدامها)) وقال في سائر الإقامة كنحو حديث عمر رضي الله عنه في الأذان.
وفي هذا الحديث ثلاثُ علل.
أولاها: محمد بن ثابت العبدي قال عنه النسائي ليس بالقوي وقال أبو داود ليس بشيء.
الثانية: الإبهام فلم يسم العبدي شيخه في الإسناد
الثالثة: شهر بن حوشب مختلف فيه وقد قال ابن عون ((إن شهراً نزكوه. أي طعنوا فيه وقال النسائي ليس بالقوي.
وقال الترمذي عن البخاري. شهر حسن الحديث وقال الإمام أحمد. لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب.
وقال الدار قطني. يخرّج من حديثه ما روى عنه عبد الحميد بن بهرام.
والناظر في أحاديث شهر لا يشك أنه سيء الحفظ يضطرب في الأحاديث والله أعلم.
والحديث ضعفه النووي في المجموع (3/ 122) وابن حجر في التلخيص (1/ 211).
بيد أن النووي رحمه الله قال (لكن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال باتفاق العلماء ... ).
وهذا غير صحيح وليس في المسألة اتفاق. فظاهر كلام الإمام مسلم في مقدمة صحيحه أنّ أحاديث الفضائل لا تُروى إلا عمّن تُروى عنه أحاديث الأحكام.
وهذا ظاهر كلام ابن حبان في مقدمة كتابه المجروحين ورجحه الإمام بن حزم رحمه الله.
وقال شيخ الإسلام في الفتاوى (1/ 250) ولا يجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليس صحيحة ولا حسنة لكن أحمد بن حنبل وغيره من العلماء جوّزوا أن يُروى في فضائل الأعمال مالم يعلم أنه ثابت إذا لم يعلم أنه كذب وذلك أن العمل إذا علم أنه مشروع بدليل شرعي ورُوي حديث لا يعلم أنه كذب جاز أن يكون الثواب حقاً ولم يقل أحد من الأئمة إنه يجوز أن يجعل الشيء واجباً أو مستحباً بحديث ضعيف ومن قال هذا فقد خالف الإجماع وهذا كما أنه لا يجوز أن يحرم شيء إلا بدليل شرعي ولكن إذا عُلم تحريمه ورُوي حديث في وعيد الفاعل له ولم يعلم أنه كذب جاز أن يرويه، فيجوز أن يروي في الترغيب والترهيب ما لم يعلم أن كذب ولكن فيما علم أن الله رغب فيه أو رهب منه بدليل آخر غير هذا الحديث المجهول حاله.
وهذا كالإسرائيليات يجوز أن يُروى منها ما لم يعلم أنه كذب للترغيب والترهيب فيما علم أن الله تعالى أمر به في شرعنا ونهى عنه في شرعنا فأما أن يثبت شرعاً لنا بمجرد الإسرائيليات التي لم تثبت فهذا لا يقوله عالم ولا كان أحمد بن حنبل ولا أمثاله من الإئمة يعتمدون على مثل هذه الأحاديث في الشريعة. ومن نقل عن أحمد أنه كان يحتج بالحديث الضعيف الذي ليس بصحيح ولا حسن فقد غلط عليه .... ).
والمنقول عن أهل العلم من الخلاف في هذه المسألة أكثر من ذلك.
ودعوى النووي رحمه الله من الاتفاق على العمل بالأحاديث الضعيفة في الفضائل غير صحيحة والخلاف محفوظ.
والمنقول عن الصحابة والتابعين عدم التفريق فالكل شرع من الله فلا تصح المغايرة بدون دليل ولا أعلم عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم أنه تساهل في المرويات بالفضائل أو الترهيب دون ماعداها.
وقد روى البخاري (2062) ومسلم (14/ 130 – شرح النووي) من طريق عبيد بن عمير ((أن أبا موسى الأشعري استأذن على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلم يؤذن له، وكأنه كان مشغولاً فرجع أبو موسى ففرغ عمر فقال: ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس؟ ائذنواله. قيل قد رجع فدعاه، فقال: كنا نؤمر بذلك فقال: تأتيني على ذلك بالبينة. فانطلق إلى مجلس الأنصار فسألهم، فقالوا: لا يشهد لك على هذا إلا أصغرنا أبو سعيد الخدري.
فذهب بأبي سعيد الخدري فقال عمر: أخفي عليَّ هذا من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أم ألهاني الصفق بالأسواق (يعني الخروج للتجارة).
وقد كان قصد عمر رضي الله عنه بطلب البينة التثبت لئلا يتسارع الناس إلى رواية الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون ضبط ولا تحري وفي بعض رواياته في صحيح مسلم (إنما سمعت شيئاً فأحببت أن أتثَبت).
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
6/ 5 / 1421 هـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=245
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 06:45]ـ
قال شيخنا الإمام العالم العلامة (عبد العزيز بن باز) رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به في جنات النعيم آمين:
ولا يقول المستمع للإقامة: أقامها الله وأدامها، بل يقل: قد قامة الصلاة، كما يقول المؤذن.
واستطرد رحمه الله في بيان أن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا أصل له. وأن الواجب هو ما أتى في الحديث الصحيح: قل كما يقول المؤذن.
ومثل هذا الكلام أيضا قاله في قول: الصلاة خير من النوم. فإنه يقول كما يقول المؤذن أيضا.
وجزاك الله خيرا أخي (المروان) أنت والشيخ (العلوان) ونفع بكما.(/)
تربية الأولاد في الإسلام لغالب الساقي
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 06:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور من أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
إن الإسلام ليحث على إنجاب الأولاد قال -صلى الله عليه وسلم-:
" تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم "رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني.
وإن الدعوة إلى تقليل النسل ما هي إلا دعوة ذات جذور يهودية غايتها تقليل أعداد المسلمين للقدرة على استئصالهم والقضاء عليهم
وكما يحرص المسلم على إنجاب الأولاد عليه أن يحرص على أن يربيهم التربية الإسلامية السليمة.
وكما أن الوالد يحب من ولده أن يؤدي حقه فعليه هو أيضا أن يحرص على تأدية حق الولد حتى لا يقع في وعيد قوله تعالى: "ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون "
إن تربية الأولاد التربية الصالحة أمر نافع للولد ووالديه والمجتمع بأكمله وإن إهمال تربية الأولاد أمر ضار بالولد ووالديه والمجتمع بأكمله.
إن التقصير في تربية الأولاد في واقعنا المعاصر أمر واضح لكل ذي عينين فهذه الأعداد الجمة الكبيرة من الفتيان والفتيات الفاسدة خلقا وعقيدة لفيها أوضح الدلالة على الخلل والنقص فيما يتعلق بهذا الأمر الجلل.
ومن مظاهر الفساد التربوي في هذا العصر جلوس كثير من الآباء والأمهات مع أولادهم وراء شاشات التلفاز ونحوها لمشاهدة ما يشتمل على الفساد والانحطاط في الخلق والعقيدة والأفكار.
وكون الوالد يكون قدوة سيئة لأولاده في أمور كثيرة كشرب الدخان والفحش في القول وسوء الخلق والمعاملة هو أيضا من مظاهر سوء التربية في هذا الزمان.
إن الأولاد أمانة في أعناق الوالدين فمن أهمل تربيتهم فقد خان الأمانة وهو مسؤول عن ذلك يوم القيامة ومحاسب عليه قال صلى الله عليه وسلم:
" أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالأَمِيرُ الَّذِى عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ " رواه البخاري ومسلم.
وقال أيضا بأبي هو وأمي:
" إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع " رواه ابن حبان في صحيحه وقال الألباني عنه: حسن صحيح.
وقال – أيضا-: " ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة " متفق عليه.
من حق الولد عليك أن تختار له الأم الصالحة لأن الأم إذا كانت صالحة كان لها تأثير على تربيتهم ونشأتهم وسعادتهم.
قال صلى الله عليه وسلم: " تخيروا لنطفكم " رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
ومن حق الولد على الوالد أن يقول قبل أن يأتي أهله بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا. لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من قال ذلك فقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدا.
ومن حق الولد على الوالد إذا جاء إلى الدنيا أن يحنكه فور ولادته والتحنيك أن يمضغ تمرة ثم يضع منها في فمه ويدلك بها حنكه
ومن حق الولد على الوالد أن يسميه الاسم الحسن ويعق عنه في اليوم السابع ويختنه إما في اليوم السابع وهو أفضل أو بعد ذلك قبل البلوغ وأن يحلق رأسه في اليوم السابع ويتصدق بزنة شعره فضة
والعقيقة عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة هذا لمن كان قادرا تذبح العقيقة في اليوم السابع أو الرابع عشر أو الحادي والعشرين.
ومن حق الولد على الوالد أن ترضعه أمه إرضاعا طبيعيا سنتين كاملتين ولا تترك ذلك إلا من عذر قال تعالى: " والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة "
ومما يجدر ذكره هنا قول الحافظ ابن كثيره في تفسيره - (ج 1 / ص 380):
(يُتْبَعُ)
(/)
((وقوله: {فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما} أي فإن اتفق والدا الطفل على فطامه قبل الحولين ورأيا في ذلك مصلحة له وتشاورا في ذلك وأجمعا عليه فلا جناح عليهما في ذلك فيؤخذ منه أن انفراد أحدهما بذلك دون الآخر لا يكفي ولا يجوز لواحد منهما أن يستبد بذلك من غير مشاورة الآخر قاله الثوري وغيره وهذا فيه احتياط للطفل وإلزام للنظر في أمره وهو من رحمة الله بعباده حيث حجر على الوالدين في تربية طفلهما وأرشدهما إلى ما يصلحهما ويصلحه كما قال في سورة الطلاق {فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى})) انتهى.
وعلى الوالدين أن يجنبا الولد ذكرا كان أو أنثى المحرمات منذ الصغر عن أبي هريرة قال: أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " كخ كخ " ليطرحها ثم قال: " أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة؟ " متفق عليه.
قال النووي في شرح صحيح مسلم (ج 4 / ص 33):
"وَفِي الْحَدِيث أَنَّ الصِّبْيَان يُوَقَّوْنَ مَا يُوَقَّاهُ الْكِبَار، وَتُمْنَع مِنْ تَعَاطِيه وَهَذَا وَاجِب عَلَى الْوَلِيِّ ".
ويجب على الوالدين أن يجنبا الولد مصاحبة رفقاء السوء وأن يحثاه ويدفعاه لمرافقة رفقاء الخير والصلاح.
وعلى الوالد أن يعامل ابنه بالعطف والحنان والرقة والرحمة وورد في ذلك أحاديث عديدة منها:
عن عمرو بن شعيب عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا"
رواه الترمذي وأبو داود إلا أنه قال ويعرف حق كبيرنا وقال الألباني: حسن صحيح.
وعن أبي هريرة قال: قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن ابن علي وعنده الأقرع بن حابس. فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: " من لا يرحم لا يرحم " متفق عليه
و " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدلع لسانه للحسن بن علي فيرى الصبي حمرة لسانه فيبهش إليه " حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم 70.
" وكان - صلى الله عليه وسلم - يلاعب زينب بنت أم سلمة وهو يقول: يا زوينب! يا زوينب مرارا ". رواه الضياء في المختارة وصححه الألباني.
وفي صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للألباني:
"قال بعض الصحابة: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي -[الظهر أو العصر]- وهو حامل حسنا أو حسينا فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه [عند قدمه اليمنى] ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها قال: فرفعت رأسي [من بين الناس] فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك [هذه] سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك قال: (النسائي وابن عساكر والحاكم وصححه ووافقه الذهبي) (كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته)
(ابن خزيمة في صحيحه) وفي حديث آخر: (كان صلى الله عليه وسلم يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهما فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره وقال: (من أحبني فليحب هذين) " انتهى.
وروى أصحاب السنن الأربعة عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ - رضي الله عنهما - عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ وَيَقُومَانِ فَنَزَلَ فَأَخَذَهُمَا فَصَعِدَ بِهِمَا الْمِنْبَرَ ثُمَّ قَالَ «صَدَقَ اللَّهُ (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ) رَأَيْتُ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ». ثُمَّ أَخَذَ فِى الْخُطْبَةِ.
وعلى الوالد أن يربي أولاده على الآداب الإسلامية ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال
عن عُمَرَ بْنِ أَبِى سَلَمَةَ قَالَ كُنْتُ فِى حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَكَانَتْ يَدِى تَطِيشُ فِى الصَّحْفَةِ فَقَالَ لِى «يَا غُلاَمُ سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» متفق عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا بلغ الولد سبع سنين فعليك أن تأمره بالصلاة ويقاس عليه الصيام وإذا بلغ عشر سنين فعليك أن تأمره بالصلاة وأن تصحبه معك إلى المسجد إذا كان ذكرا ولا يجوز أن تتركه نائما في البيت في صلاة الفجر وتأتي وحدك.
ويجب أن تجنبهم ما فيه مفسدة كالاضطجاع في فراش واحد سويا بعد أن يبلغوا عشر سنين للحديث السابق.
ومن أعظم فتن العصر ومفاسده وشروره انتشار الاختلاط بين الجنسين من غير المحارم على وجه يؤدي إلى الفتنة فعليك أن تجنبهم هذا الاختلاط المدمر للدين والخلق.
وواجب عليك أن تعلم أولادك أمور دينهم وأن تؤدبهم قال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة". أي أدبوهم وعلموهم.
فحري بك أخي المسلم القارئ أن تتابع الأولاد بالتربية والتوجيه من الصغر إلى الكبر ولا يجوز لك أن تهمل ذلك أو تقصر فيه. فإن التقصير في ذلك له العواقب الوخيمة.
وعليك أن تنفق على أولادك ولا يجوز لك أن تبخل عليهم بالنفقة ولكن بحسب القدرة بدون إسراف ولا تقتير
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت"
رواه أبو داود والنسائي والحاكم إلا أنه قال (من يعول) وقال صحيح الإسناد وحسنه الألباني.
ونفقتك على أولادك إذا ابتغيت بها ثواب الله نلته وكانت لك صدقة.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إذا أنفق المسلم نفقة على أهله وهو يحتسبها كانت له صدقة " متفق عليه.
ومن النفقة الواجبة أن تزوج ولدك إن كنت قادرا وهو يرغب بالزواج لكونه يخشى على نفسه الفتنة.
وبعض الآباء يكون قادرا على الإنفاق على أولاده ولكنه يمتنع عن ذلك بخلا منه فإذا كان الأمر كذلك جاز للولد أن يأخذ من مال أبيه ما يحتاج إليه بالمعروف ولو بدون علمه.
بدليل ما رواه البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ- رضي الله عنها - قَالَتْ دَخَلَتْ هِنْدٌ بِنْتُ عُتْبَةَ امْرَأَةُ أَبِى سُفْيَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ لاَ يُعْطِينِى مِنَ النَّفَقَةِ مَا يَكْفِينِى وَيَكْفِى بَنِىَّ إِلاَّ مَا أَخَذْتُ مِنْ مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمِهِ.
فَهَلْ عَلَىَّ فِى ذَلِكَ مِنْ جُنَاحٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «خُذِى مِنْ مَالِهِ بِالْمَعْرُوفِ مَا يَكْفِيكِ وَيَكْفِى بَنِيكِ».
ومن حق أولادك عليك أن تعدل بينهم في الهبة ففي الصحيحين عَنِ الشَّعْبِىِّ حَدَّثَنِى النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ أَنَّ أُمَّهُ بِنْتَ رَوَاحَةَ سَأَلَتْ أَبَاهُ بَعْضَ الْمَوْهِبَةِ مِنْ مَالِهِ لاِبْنِهَا فَالْتَوَى بِهَا سَنَةً ثُمَّ بَدَا لَهُ فَقَالَتْ لاَ أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى مَا وَهَبْتَ لاِبْنِى.
فَأَخَذَ أَبِى بِيَدِى وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلاَمٌ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّ هَذَا بِنْتَ رَوَاحَةَ أَعْجَبَهَا أَنْ أُشْهِدَكَ عَلَى الَّذِى وَهَبْتُ لاِبْنِهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «يَا بَشِيرُ أَلَكَ وَلَدٌ سِوَى هَذَا». قَالَ نَعَمْ. فَقَالَ «أَكُلَّهُمْ وَهَبْتَ لَهُ مِثْلَ هَذَا». قَالَ لاَ. قَالَ «فَلاَ تُشْهِدْنِى إِذًا فَإِنِّى لاَ أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ».
حتى إن رسول الله ليحث على العدل بين الأولاد في التقبيل
عن أنس قال: كان رجل جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءه ابن له فأخذه فقبله ثم أجلسه في حجره، و جاءت ابنة له، فأخذها إلى جنبه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم -:" ألا عدلت بينهما. يعني ابنه و بنته في تقبيلهما ". رواه البزار وهو في السلسلة الصحيحة رقم 2883.
وأما فيما يتعلق بضرب الأولاد فإن رسول الله قال " علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم " رواه الطبراني وحسنه الألباني وقال – عليه الصلاة والسلام -:" مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع" رواه أبو داود وقال عنه الألباني: (حسن صحيح).
فهذا يدل على جواز ضرب الأولاد للتأديب عندما يفعل الولد ما يدعو إلى تأديبه وهذا الذي يسنده العقل ويؤيده الواقع فإن ضرب الولد يكون في بعض الأحيان أمرا مهما وتركه فيه مفسدة أكبر من مفسدة الضرب وهذا أمر واضح وإن لم يهتد إليه من سن بعض القوانين التي تخالف ذلك.
ولكن لا بد أن يكون ذلك بضوابط شرعية فلا يجوز الضرب المبرح الذي يكسر الأعضاء أو يشوه الخلقة ولا يجوز أن يكون الضرب كثيرا متكررا لرجحان مفسدته حينئذ وضياع مصلحته لما يسببه الضرب المتكرر من بلادة الحس وما يؤدي إليه من آثار نفسيه سيئة على الطفل ولا يجوز أن يكون الضرب على الوجه أيضا لتكريم الله له وما فيه من محاسن الصورة وللطف أعضائه وحساسيتها فقد يؤدي الضرب عليه إلى التشويه أو فقدان بعض الحواس فإذا كان الضرب بضوابطه الشرعية فلا يصلح إنكاره وتقبيحه.
هذه إضاءات أرجو الله أن ينفع بها فيما يتعلق بهذا الأمر الكبير والمسألة الخطرة أسأل الله أن يسددنا جميعا في تربية أولادنا وأن يجعل سعينا إلى مرضاته في كل ما نقول ونفعل إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كتبه غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com(/)
مهمات المسائلفي المسح على الخفين وسؤال وجوابه عن الاتباع والتقليد للعلوان
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 07:03]ـ
سؤال وجوابه حول الاتباع والتقليد
الحمد لله رب العالمين، أما بعد ... فقد سأل بعض الأخوة وقال: ما الحكم إذا تنازع اثنان في مسألة فقهية؟ فهل يحق لكل واحد منهما أن يأخذ بما قال إمام مذهبه أم أنه يجب البحث عن الحق وما ينصره الدليل؟ أفتونا وجزاكم الله خير الجزاء.
فأجبته: إذا لم يكن في المسألة دليل ظاهر وكان مبني الحكم في المسألة على الاجتهاد فللمسلم أن يقتدي بمن يراه أعلم الناس وأورعهم () ولا حرج عليه في ذلك. أما إذا كان في المسألة دليل فلا يجوز للمسلم أن يأخذ بما يقول إمامه إن كان مخالفاً للدليل بل عليه أن يدع قول إمامه كائناً من كان إذا بلغه الدليل لأنه الواجب على جميع الخلق.وأقوال العلماء يحتج لها ولا يحتج بها، ويستعان بها في فهم النصوص وتصوير المسائل ونحو وذلك.
أما كونها حجة على كلام الله تعالى وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم – فلم يقل به أحد من الأئمة بل هو مخالف للكتاب والسنة والإجماع وقد أمر الله تعالى باتباع كتابه وطاعة رسوله –صلى الله عليه وسلم – في مواضع كثيرة من القرآن فقال تعالى {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وقال تعالى {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} وقال تعالى {فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وقال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ (21). إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ (22)} الآية.
وقد أوصى الأئمة – رحمهم الله – أصحابهم بعدم التقليد وأوجبوا عليهم الأخذ بالدليل لأنه الفرض واللازم على جميع المسلمين فمن ظهر له الدليل وجب عليه اتباعه وترك ما عداه قال تعالى {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (3)} وقد شهد الله تعالى بالهداية لمن أطاع رسوله –صلى الله عليه وسلم كما في سورة النور {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} ومن ترك الدليل لقول أبي حنيفة أو مالك والشافعي أو أحمد فقد خالف الأصل الذي أجمع عليه المسلمون،قال الإمام الشافعي – رحمه الله تعالى – " أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لم يكن له أن يدعها لقول أحد ".
وقال الإمام مالك –رحمه الله تعالى – " ليس أحد بعد النبي –صلى الله عليه وسلم – إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي –صلى الله عليه وسلم - وما يفعله بعض الناس من التعصب لإمام مذهب من ينتسبون إليه فهذا مخالف لهدي السلف ومخالف لما عليه أئمة المذاهب فإنهم متفقون على ذم التقليد وذم التعصب فالواجب على المسلم أن ينصر الدليل وأن يأخذ به سواء كان مع المالكي أو الحنفي أو الشافعي أو الحنبلي أوالظاهري أو مع غيرهم فلم يحصر الله تعالى الحق في هذه المذاهب فاصحابها بشر يخطئون ويصيبون وليسوا بمعصومين من الزلل والخطأ قال الإمام الشافعي – رحمه الله – " ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة الرسول –صلى الله عليه وسلم – وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أَصلت من ِأصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم – خلاف ما قلت فالقول ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو قولي ".
وقد تنازع الأئمة رحمهم الله تعالى في مسائل كثيرة في أحكام الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والبيوع والطلاق والظهار وغيرها فلم يقل أحد مِن أهل المعرفة والتحقيق أنه يجوز لكل أحد أن يأخذ بما يشاء من هذه المذاهب دون رجوع للأدلة باستثناء المقلد العاجز عن معرفة الدليل.
ولو جاز لكل مسلم أن يذهب إلى ما يهوى ويشتهي من هذه الأقوال والآراء لكان الدين هو هذه المذاهب ولم يكن حينها للكتاب والسنة كبير فائدة. نعوذ بالله من ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحينئذٍ أقول بما اتفق عليه المسلمون من وجوب رد المسائل المختلف فيها إلى الكتاب والسنة على فهم أئمة السلف والنظر في أقوالهم واجتهاداتهم وترجيح ما رجحه الدليل.
ومن أمثلة ذلك أن العلماء تنازعوا في أحكام نواقض الوضوء واختلفوا في أكل لحم الجزور ولمس النساء فيما دون الجماع وما يخرج من غير السبيلين في الجسد ويعبر عن ذلك بعض الفقهاء بقوله والخارج النجس من الجسد ().
فكان لكل إمام قول في هذه المسألة، فمذهب الأئمة الثلاثة مالك وأبي حنيفة والشافعي أن لحم الجزور لا ينقض الوضوء، ومذهب أحمد – رحمه الله – أنه ينقض الوضوء، واختاره ابن حزم.
والصحيح في ذلك مذهب أحمد فقد صح في ذلك حديثان عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يدلان على أن لحم الجزور ينقض الوضوء أحدهما حديث جابر بن سمرة في صحيح مسلم () والآخر حديث البراء عند أبي داود () والترمذي () وغيرهما.
وأما لمس النساء باليد والقبلة ونحو ذلك فقد ذهب الشافعي إلى أن لمس المرأة ينقض الوضوء سواء كان بشهوة أم بغير شهوة.
وذهب أبو حنيفة إلى أن اللمس لا ينقض الوضوء مطلقاً.
وذهب مالك وأحمد في رواية إلى أنه لا ينتقض الوضوء إلا بشهوة.
والمتأمل للأدلة في هذه المسألة يجد أن الأحناف أقرب المذاهب للصواب وهو رواية عن أحمد اختارها شيخ الإسلام، فإنه لم يرد دليل تقوم به حجة يدل على النقض لا بشهوة ولا بغيرها. والبراءة الأصلية دليل من الأدلة يجب اعتبارها فكان مذهب الأحناف أظهر من غيره في هذه المسألة، وقد جاء عن النبي –صلى الله عليه وسلم - أنه يقبل ويخرج إلى الصلاة ولم يذكر أنه توضأ ولم يرد في الحديث أيضاً أن ذلك بدون شهوة فدل على العموم إلا أن في صحة هذا الخبر نظراً فقد رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه من طريق وكيع عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة به وهو معلول لم يسمعه حبيب من عروة (). وقد صح في الباب غير حديث والله أعلم
وأما الذي يخرج من الجسد كالدم ونحوه فمذهب أحمد أن ذلك ناقض من نواقض الوضوء ومذهب الشافعي أنه لا ينقض الوضوء مطلقاً وهذا الصحيح وهو قول مالك ورواية عن أحمد رجحها شيخ الإسلام وكثير من أهل العلم فإنه لم يرد دليل على أن ما يخرج من الجسد سوى السبيلين ينقض الوضوء والأصل عدم النقض.
وهذه الأمثلة إنما ذكرتها ليعلم أن الحق ليس محصوراً على عالم أو طائفة أو مذهب معين وأن المسلم ليس مأموراً باتباع أو التزام مذهب معين بل الحق ضالته ومطلبه وكل مذهب فيه خطأ وصواب.
فالحنبلي معه كثير من الحق في كثير من المسائل والشافعي والمالكي والحنفي كلهم كذلك وقد تفرد الإمام ابن حزم عن الأئمة الأربعة ببعض المسائل وكان الحق معه فالأئمة يتفاوتون في بلوغ الأدلة لهم ومعرفة صحيحها من ضعيفها وناسخها من منسوخها ومطلقها من مقيدها، والمحق يتبع من كان الحق معه دون تحيز ويرد الباطل دون تشنيع أو قدح في ذواتهم وتنتقص لمكانتهم لأنهم مجتهدون فهم دائرون بين الأجر والأجرين ومع ذلك فلا يجب على أحد اتباع واحد منهم ومن زعم ذلك فقد ضل سواء السبيل فإنه لا يجب اتباع أحد سوى النبي –صلى الله عليه وسلم لأن قوله الحق ولا ينطق عن الهوى.
وأما غيره من العلماء وأئمة المذاهب وغيرهم فلا يؤخذ من أقوالهم إلا ما وافق الحق وهذه المسألة مسألة كبيرة مهمة لا تلج إلا قلب من الهمه الله رشده ووقاه شر نفسه. وكم من مدع للعلم مشتغل بالتصنيف وقع في التعصب المهلك والتقليد الأعمى ويغضب إذا خولف إمامه ما لا يغضب لكتاب الله ولا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالموفق من جعل كتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم حكماً على قول كل أحد. وإن خالفه من خالفه أو بدّعه من بدّعه فقد جرت عادة المقلدين والمتعصبين في تبديع مخالفيهم وتضليلهم وهذا شأن كل مبطل ومنحرف عن الحق والصراط المستقيم إذا عجز عن إقامة الحجة والدليل لجأ إلى مثل هذه الأفاعيل وقد دل الكتاب والسنة على أن الحق له أعداء كثيرون يصدون عنه وينهون عنه ويأتون بقوالب متنوعة على حسب أمزجتهم وما تهواه نفوسهم. وصاحب الحق يتعين عليه ألا يتزعزع عن الحق الذي عليه ويدعو إليه فإن الله ناصره ومؤيده ولا يزال منصوراً ما دام يقوم بنصر الدين ونصر الحق مخلصاً في ذلك لله ولا يزال معه من الله ظهير ما دام على تلك الحالة.
قال تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)}. وقال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)}.ومن نصره الله فقد كفاه شر أعدائه. ولكن لا يتم النصر إلا بأمرين.
الإخلاص لله تعالى في القول والعمل، وموافقة هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – فإذا توفر هذان الشرطان فلا غالب له وإن اجتمع عليه من بين المشرق والمغرب، قال تعالى {إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (160)} والحمد لله رب العالمين ..
الكتيب في المرفقات(/)
كلمة فى الانتصار لرسول الله ضد قُوَى الكفر والسفالة وقلة الأدب
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 11:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
استعلن القوم فى المهجر بقلة الأدب والسفالة التى كانوا يخفونها تحت رداء الرقة والسماحة والمحبة الكاذبة، وأخذوا يشتمون رسول الله أبشع الشتائم: فهو مرة الرسول المخنَّث، ومرة الرسول النّكَّاح، ومرة الشيطان الكافر المنافق القاتل الزانى اللص. كما سَمَّوْا كتاب الله: "قرآن سافو"، و"قرآن رابسو"، و"الوحى الشيطانى"، ووصفوا المسلمين بأنهم كفرة منافقون زناة أولاد زانيات، وألفوا قرآنا كاذبا مزيفا وأطلقوا عليه "الفرقان الحق" تصورا من الأوغاد الأوباش أن بمقدورهم إزاحة كتاب الله وإحلال هذا العهر محله. ولم يكتفوا بهذا بل يرسلون إلينا بخطابات مشباكية ويصرخون فى الفضائيات يهددوننا بأمريكا التى ستأتى وتمحقنا وتعيد دين الله إلى البلاد التى جاء منها، وكأن دينهم صناعة مصرية ولم يأت هو أيضا من خلف الحدود، فضلا عن أن الإسلام لم يتعرض لما تعرض له دينهم من عبث وتحريف ... إلى آخر ما يفعلون مما يدل على أنهم قد فقدوا عقولهم وليس فى أيديهم شىء يمكن أن يجادلوا به. وقد كنا نسمع هذا كله ونقرؤه وأكثر منه ثم نسكت ونقول: إذا كان هؤلاء الشراميط مجانين فلنكن نحن عقلاء. ويبدو أن ذلك الموقف المتسامى قد غرَّهم فظنوا أن الساحة خالية لهم يقولون فى ربنا ونبينا وكتابنا وفينا نحن أنفسنا وفى أمهاتنا وآبائنا ما يشاؤون دون رقيب أو حسيب. لكن الكيل قد فاض، فكان لا بد من الرد على هذه السفالات والبذاءات. وفى القرآن الكريم: "فمن اعتدى عليكم فاعْتَدُوا عليه بمثل ما اعْتَدَى عليكم"، "وإنْ عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به"، وفى الأمثال والحِكَم التى يرددها العقلاء من جيل إلى جيل: "الشر بالشر، والبادئ أظلم". وفى هذه الهوجة كتب القُمّص المنكوح فى موقعه المعروف على المشباك كلمة بعنوان "بين السيد المسيح والنبى محمد فى القرآن والإنجيل" يقارن فيها بين عيسى بن مريم والرسول الكريم بغية الوصول إلى أن ثمة فرقا شاسعا لا يمكن اجتيازه بين المسيح (الله أو ابن الله) وبين محمد، الذى ينكر القُمّص المنكوح نبوّته كفرا منه وحمقا سيورده بمشيئة الله موارد الجحيم إلا إذا كتب الله له توبةً قبل أن يغرغر. وتقوم الكلمة المأبونة كصاحبها على أساس أن القرآن الكريم يقول فى المسيح كذا وكذا مما لم يذكره لمحمد، وهو ما يدل فى نظر المأبون على أن محمدا رجل كذاب، وأن عيسى بن مريم إله أو ابن للإله، وذلك على النحو التالى:
"المسيح فى القرآن هو:
1ـ كلمة الله 2ـ وروح منه 3ـ آية من الله
4ـ بلا مساس من البشر 5ـ وأنه تكلم فى المهد 6ـ وخلق طيراً
7ـ شفى المرضى 8ـ أقام موتى 9ـ تنبأ بالغيب
10ـ مؤيد بالروح القدس 11ـ مباركاً 12ـ خلت من قبله الرسل
13ـ ممسوح من الأوزار والخطايا 14ـ صعد إلى السموات 15ـ سيأتى حكماً مقسطاً
16 ـ وأنه وجيهاً فى الدنيا والآخرة". ودائما ما يختم الأحمق كلامه فى كل موضوع من هذه المواضيع بالسؤال التالى: وماذا عن محمد؟ وهو سؤال لا يحتاج إلى شرح ما يحمل فى طياته من مغزًى كما هو بَيِّنٌ واضح. وسوف نتناول ما قاله هذا المنكوح بمنطق باتر لا يفهمه لا هو ولا أمثاله ممن تعودوا على الإيمان بما لا يعقلون، بل يرددون ما يُلْقَى إليهم دون وعى ولا إدراك ولا ذوق.
وسنبدأ بما قاله عن وصف القرآن للسيد المسيح بأنه "كلمة الله". وهذا كلامه بنصّه: "المسيح هو كلمة الله: (1) (النساء 4: 171) "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه". (2) (سورة آل عمران 3: 45) "إذ قالت الملائكة: يا مريم، إن الله يبشرك بكلمة منه، إسمه المسيح عيسى ابن مريم، وجيهاً فى الدنيا والآخرة ومن المقربين". (3) (يوحنا 1: 1،2،14) "فى البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله، هذا كان فى البدء عند الله. كان فى البدء عند الله. والكلمة صار جسداً وحل بيننا، ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب". (4) معنى الكلمة فى اللغة اليونانية التى كُتب بها الكتاب المقدس هى: لوغوس: أى عقل الله الناطق". والواقع أننى لا أدرى كيف يمكن الوصول إلى النتيجة التى يريدها هذا الأفاك من النصوص القرآنية التى أوردها. إن
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن يؤكد أن المسيح عليه السلام لم يكن سوى رسول، أى أنه لم يكن إلها أو ابن إله، إذ ليس للقَصْر فى هذا الموضع إلا ذلك المعنى. بل إن مجرد كونه رسولا ليس له من معنى إلا أنه كان بشرا، فقد جاء فى القرآن عن الرسل قوله سبحانه وتعالى: "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نُوحِى إليهم" (يوسف/ 109، والنحل/ 43)، "ولقد أرسلنا رُسُلاً من قَبْلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية" (الرعد/ 38)، "يا بنى آدم، إمّا يأتينّكم رسل منكم (أى بشر مثلكم) ... " (الأعراف/ 35). أى أن الرسل لم يُبْعَثوا إلا من البشر، سواء قلنا إن "الرجال" هنا معناها "البشر" على وجه العموم (جمع "رَجُل" و"رَجُلَة") أو "الذكور" منهم خاصة. ذلك أن الوثنيين كانوا يستنكرون أن يكون الرسول من البشر، قائلين: "أَبَعَث اللهُ بشرًا رسولا؟ " (الإسراء/ 94)، فرَدَّ القرآنُ عليهم: "قل: لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنّين لنزّلنا عليهم من السماء مَلَكًا رسولا" (الإسراء/ 95). وبالمثل يقع النص التالى قريبا من هذا المعنى: "وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ* وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ " (الأنعام/ 8 - 9). فمعنى أن المسيح عليه السلام لم يكن سوى رسول أنه كان بشرا من البشر. وقد قال القرآن هذا ردًّا على كفر النصارى الذين ألّهوه عليه السلام كما هو معروف، لكن زيكو مزازيكو يظن بخيابته أنه يستطيع خداع القراء، على حين أنه لا يخدع إلا نفسه ومن على شاكلته ممن يعيشون على الكذب والتدليس. ويا ليته تدليس ذكى، إذن لكنا أُعْجِبْنا ببهلوانيته وتنطيطه، لكنه تدليس غبى مثل صاحبه لا يبعث على الإعجاب، بل على البصق على وجه المدلِّس الكذاب!
أما وصف القرآن له عليه السلام بأنه كلمة من الله فمعناه أنه قد خُلِق بالأمر المباشر لأنه لم تكتمل له الأسباب الطبيعية التى تحتاجها ولادة طفل جديد: وهى الاتصال الجنسى بين رجل وامرأة، وتأهّل كليهما للإنجاب، ووقوع الاتصال فى الأوقات التى يمكن أن يتم فيها الحمل، وغير ذلك. والمقصود أن الله قد قال له: "كن" فكان، وهو نفسه الحال فى خَلْق آدم: "إنّ مَثَلُ عيسى عند الله كمَثَل آدم. خلقه من تراب، ثم قال له: كن، فيكون" (آل عمران/ 59). إن الكذاب البهلوان يحاول الاستشهاد بالقرآن، فكان من الواجب عليه الأمانة فى النقل عن القرآن وعدم اقتطاع أى نص من نصوصه من سياقه العام ولا من سياقه فى الآيات التى تحيط به ... إلخ.
ثم إن المدلّس البهلوان يسوق لنا كلام يوحنا ليدلل به على ألوهية المسيح عليه السلام، وهو: "فى البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله، هذا كان فى البدء عند الله. والكلمة صار جسدا وحل بيننا، ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب" (يوحنا 1: 1، 2، 14). وهذا كلام مضحك لا يوصّل لشىء مما يريد أن يدلّس به علينا، إذ إن يوحنا يتناقض من كلمة للكلمة التى تليها مباشرة، وليس عنده البراعة فى حَبْك البكش الذى يمارسه للأسف. كيف؟ لقد قال فى البداية إن الكلمة كان (أو كانت) عند الله. أى أنها لم تكن هى الله، بل عند الله. ذلك أن الشىء لا يكون عند نفسه، بل عند غيره. لكن يوحنا سرعان ما ينسى فيقول إن الكلمة التى كانت عند الله هى الله ذاته. الله أكبر! ثم لا يكتفى جنابه بهذا أيضا بل يمضى فى التخبط قائلا إن الكلمة كانت كالابن الوحيد للأب (أو "الآب")، وكل ذلك فى سطرين اثنين لا غير! ومع ذلك كله فإنه لا يكتفى بهذا ويكفأ على الخبر الفاضح ماجورا، بل يأبى إلا أن تكون الفضيحة من النوع ذى الجلاجل، أى الأجراس والشخاليل، حتى يمكن أى راقصة شرقية أن تتشخلع عليها وتأخذ راحتها على الآخر وتكون الليلة ليلة فُلَّلِيّة! ولهذا نراه يقول إن معنى "الكلمة" فى اللغة اليونانية التى كُتب بها الكتاب المقدس هى "لوغوس"، أى عقل الله الناطق. الله أكبر مرة أخرى وثالثة ورابعة وعاشرة ومائة وألفا ومليونا ... إلى ما شاء الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
معنى هذا أن البكّاش قد جعل هو ويوحناه من "الكلمة" شيئا عند الله، ثم عادا فجعلاها هى الله ذاته، ثم عادا فجعلاها ابنه الوحيد، ثم عادا فجعلاها عقل الله (عقل الله الناطق من فضلك، وليس عقله الأخرس الأبكم. ترى هل هناك عقل ناطق وعقل ساكت؟ ولمن؟ لله سبحانه!). فتعالَوْا "أيها المتعبون والثقيلى الأحمال" نحاول معا أن نحل هذه الفزورة (أو "الحزورة" كما يقول بعض الأطفال)! أما إنك يا زيكو "لَوَضِيعٌ ومتواضعُ العقل" كما جاء فى كتابك المقدس، مع استبدال "الوضيع" بـ"الوديع" و"العقل" بـ"القلب" لتناسب الموقف المضحك الذى نحن فيه! طيب يا وضيع يا متواضع العقل، ألم تفكر فيما سيحدث لله حين يتركه عقله ويأتى فيتجسد فى دنيانا؟ ترى كيف سيدبر سبحانه العالم بدون عقل؟ ألا خيبة الله على عقلك التَرَلَّلِى أنت وقائل هذا السخف! يا أيها الوضيع المتواضع العقل، إننا الآن فى القرن الحادى والعشرين، وأنت وأمثالك ما زلتم ترددون هذا الكلام المضحك الذى تحاول أن تضحك علينا به ويقول الغربيون إنهم قد تجاوزوه، على حين أنهم فى أوروبا و"أمريكا يا ويكا" يشجعونك أنت وأشباهك من المعوقين عقليا ونفسيا على ترديد هذا الكلام! لا وإيه؟ إنهم يشجعونكم على محاولة تنصير أولادنا وبناتنا وتحويلهم إلى مجموعة من المعاتيه المخابيل عَبَدة الخِرْفان ذات الجِزّة الصوفية المعتبرة التى يمكن بعد ذبحها وأكلها أن نتخذها "فروة" نفرشها تحت أقدامنا فى ليالى الشتاء الباردة فنكون قد استفدنا من الخروف لحما وصوفا ولم نرم منه إلا المصارين والأظلاف والقرون! لا بل إننا لنستطيع أن نصنع من المصارين (بعد غسلها جيدا) سجقا لذيذا، ومن الأظلاف والقرون غِرَاءً نلصق به شفتيك النجستين فلا تزعجنا بعدها بكلامك هذا الأبله!
ليس ذلك فقط، بل إن الوغد ليتكلف خفة الظل تكلفًا رغم ثقل روحه، فيسوق قوله تعالى: "قل: سبحان ربى! هل كنت إلا بشرًا رسولاً؟ " (الإسراء/ 93)، "إنما أنا بشرٌ مثلكم" (الكهف/ 110، وفُصِّلَتْ/ 6) دليلا على أن القرآن، فى الوقت الذى يحكم فيه لعيسى أنه ابن الله أو الله نفسه، يقول عن محمد إنه ليس سوى رسول. وهذا كله كذب وخداع لا أدرى كيف يجرؤ أى إنسان يحترم نفسه ويقول إنه على الحق أن يُقْدِم عليه! أيمكن أن يُقْبِل مثل ذلك الشخص على الكذب بهذا الأسلوب المفضوح السخيف؟ لقد كان على الرجل، إذا تنازلنا وقلنا عن أمثاله إنهم رجال، أن يُطْلِع قارئه على الآيات القرآنية الكريمة التى تنفى الألوهية تماما عن عيسى عليه السلام وتؤكد أنه مجرد إنسان كسائر الناس، يأكل ويشرب ويدخل الحمام ليعمل كما يعمل الناس، وأنتم تعرفون بطبيعة الحال ماذا يعمل الناس فى الحمام! أليس كذلك؟ أم أقول لكم ماذا كان يفعل هناك؟ لا، لا داعى للإحراج، ولا داعى لأن تدفعونى إلى التصريح بأنه كان يتبول ويتبرز، لأن التصريح هنا لا يصح! ثم أى إله ذلك الذى كان يعملها على روحه وهو طفل صغير فتمسحها له أمه بخرقة؟ يا له من إله! أم تراكم تقولون إنه كان يتبول عصيرًا، ويتبرز كفتةً وكبابًا؟ لكنه لن يكون حينئذ أيضا إلا بشرا لأن الآلهة لا تتبول ولا تتبرز على أى نحو! ثم يجد المتاعيس فى أنفسهم جرأة ليشتموا رسولنا ويقولوا عنه: "الرسول النكّاح". طيب، وما له؟ فلم إذن خُلِق الرجال إذا لم ينكحوا النساء؟ أم تراهم يُنْكَحون كالنساء مثلما يُنْكَح أشباه هذا الجلف من القساوسة والأساقفة ممن كانوا طول عمرهم يُنْكَحون، ثم لم يعودوا الآن فى بلاد الغرب يهتمون بالتوارى عن الأنظار والاستخفاء بهذا الرجس عن عيون الناس فأصبحوا يعلنون أنهم يُنْكَحون، مع أننا نعرف أنهم كانوا كذلك من قديم الأزل، لأن الإنسان إما ناكح أو منكوح يا زيكو يا أبا المناكيح!
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ* لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ* أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ* مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ* قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ" (المائدة/ 72 - 77)، "وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ علاّمُ الْغُيُوبِ* مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" (المائدة/ 116 - 117)، "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ* اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ" (التوبة/ 30 - 31). كما مر قبل قليل أن عيسى مثل آدم: كلاهما مخلوق بكلمة "كن" لا من اتصال رجل بامرأة!
ويستمر زيكو مزازيكو فى تخاريفه التى يخال أنها يمكن أن تجوز على العقول، غير دارٍ أن عقول الآخرين ليست كلها كعقله الضحل المتهافت، فتراه يستشهد على زعمه أن المسيح يختلف عن الرسول الكريم (فى أنه روح، وبالتالى فإنه إله لا إنسان) بقوله جل جلاله: "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" (النساء/ 171). ثم يعقب قائلا إن "البعض يعترض بأن معنى "روح" الله أى "رحمة" من الله. والواقع أنا لا أدرى لماذا يموّه المسلمون الحقائق. ففى "المعجم الوسيط" (الجزء الأول ص 380) تجد هناك كلمتين: 1ـ (الرَّوْحُ): [بفتح الراء وسكون الواو] معناها: الراحة أو الرحمة. أو نسيم الريح. 2ـ (الرُّوحُ): [بضم الراء ومد الواو] معناها: النفس. و (رُوحُ القدُس): [عند النصارى] الأقنوم الثالث. ويقول البعض أن المقصود بروح القدس فى القرآن هو جبريل عليه السلام (سيأتى الحديث عن ذلك بعد قليل). وقد يعترض البعض أيضاً بأن مَثَل المسيح أنه روح من الله كمَثَل آدم الذى قيل عنه: "ونفختُ فيه من روحى" [سورة الحجر/ 29، وسورة ص/ 72]. فدعنا نناقش هذا الرأى. بمقارنة ما قيل عن المسيح وعن آدم نجد اختلافاً كبيراً:
آدم المسيح
ونفختُ فيه من روحى إنما المسيح ... روح منه
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا التعبير الذى قيل عن آدم ليس كالتعبير الذى قيل عن المسيح، بل كالتعبير الذى قيل عن مريم: [الأنبياء/ 91] "والتى أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا" فهل نحن نؤله العذراء؟ ومعنى روح منه: يتطابق مع الآيات القرآنية التى تتحدث عن تأييد السيد المسيح بالروح القدس، وهو فى المهد، كما توضح الآيات التالية …
ومن الواضح الجلى أن الرجل قد غُشِّىَ على عقله تماما، إذ مهما يكن معنى الروح فى كلام القرآن عن عيسى عليه السلام فلا ريب أن "الروح" هنا هى نفسها الروح فى حال سائر البشر، أما ما يقوله هو فكلام فارغ لا سبيل إلى صحته أبدا. كيف؟ يقول زكزك إن القرآن يقول عن آدم: "ونفحتُ فيه من روحى"، مثلما يقول عن مريم: "ونفخنا فيها من روحنا". أى أن النفخ، حسبما يقول، لم يتم فى آدم وعيسى، بل فى آدم ومريم، فلا وجه للشَّبَه إذن بين آدم وعيسى. أتعرف أيها القارئ ما الذى يترتب على هذا؟ الذى يترتب عليه هو أن يكون الخارج من آدم ومريم متشابهين، أى أن البشر جميعا (وهم الذين خرجوا من صلب آدم) يشبهون عيسى (الذى خرج من رحم مريم). وعلى هذا فإما أن نقول إن الطرفين جميعا (البشر من ناحية، وعيسى من الناحية الأخرى) آلهة إذا قلنا إن "الروح" هنا تعنى "الألوهية"، أو أن نقول إنهما جميعا بشر على أساس أن "الروح" تعنى "الحياة والوعى والإرادة وما إلى ذلك". واختر يا زيكو ما تحب، ولكن عليك أن تعرف أن الطريق أمامك إلى التمييز بين عيسى عليه السلام وأبناء آدم مسدود، إذ هما شىء واحد. ويبقى آدم نفسه: فأما الإسلام فيقول إنه بشر مخلوق من طين، وأما الكتاب المقدس فيقول فى نسبه إنه ابن الله، فى الوقت الذى ينسب عيسى إلى يوسف النجار. يا ألطاف السماوات! هكذا؟ نعم " هكذا ببساطة وبكل وضوح! ": "ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي 24 بن متثات بن لاوي بن ملكي بن ينّا بن يوسف 25 بن متاثيا بن عاموص بن ناحوم بن حسلي بن نجّاي 26 بن مآث بن متاثيا بن شمعي بن يوسف بن يهوذا 27 بن يوحنا بن ريسا بن زربابل بن شألتيئيل بن نيري 28 بن ملكي بن أدي بن قصم بن ألمودام بن عير 29 بن يوسي بن أليعازر بن يوريم بن متثات بن لاوي 30 بن شمعون بن يهوذا بن يوسف بن يونان بن ألياقيم 31 بن مليا بن مينان بن متاثا بن ناثان بن داود 32 بن يسّى بن عوبيد بن بوعز بن سلمون بن نحشون 33 بن عميناداب بن ارام بن حصرون بن فارص بن يهوذا 34 بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم بن تارح بن ناحور 35 بن سروج بن رعو بن فالج بن عابر بن شالح 36 بن قينان بن ارفكشاد بن سام بن نوح بن لامك 37 بن متوشالح بن اخنوخ بن يارد بن مهللئيل بن قينان 38 بن انوش بن شيت بن آدم ابن الله" (لوقا/ 3). فالمسيح، كما هو واضح من النص، لم يُنْسَب لله، بل الذى نُسِبَ لله هو آدم! يعنى؟ يعنى أن الكتاب المقدس نفسه يضع آدم فى مكانة أعلى بما لا يقاس بالنسبة للمسيح، عليهما جميعا السلام. وغنى عن القول إننا لا نولى هذا الكلام المضحك شيئا من الاهتمام على الإطلاق!
وفى النص التالى، وهو عبارة عن الإصحاح الأول كله من إنجيل متى، نقرأ: "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم. 2 ابراهيم ولد اسحق. واسحق ولد يعقوب. ويعقوب ولد يهوذا واخوته. 3 ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار. وفارص ولد حصرون. وحصرون ولد
ارام. 4 وارام ولد عميناداب. وعميناداب ولد نحشون. ونحشون ولد سلمون. 5 وسلمون ولد بوعز من راحاب. وبوعز ولد عوبيد من راعوث. وعوبيد ولد يسى. 6 ويسى ولد داود الملك. وداود الملك ولد سليمان من التي لأوريا. 7 وسليمان ولد رحبعام. ورحبعام ولد ابيا. وابيا ولد آسا. 8 وآسا ولد يهوشافاط. ويهوشافاط ولد يورام. ويورام ولد عزيا. 9 وعزيا ولد يوثام. ويوثام ولد آحاز. وآحاز ولد حزقيا. 10 وحزقيا ولد منسّى. ومنسّى ولد آمون. وآمون ولد يوشيا. 11 ويوشيا ولد يكنيا واخوته عند سبي بابل. 12 وبعد سبي بابل يكنيا ولد شألتيئيل. وشألتيئيل ولد زربابل. 13 وزربابل ولد ابيهود. وابيهود ولد الياقيم. والياقيم ولد عازور. 14 وعازور ولد صادوق. وصادوق ولد اخيم. واخيم ولد اليود. 15 واليود ولد أليعازر. وأليعازر ولد متان. ومتان ولد يعقوب. 16 ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى
(يُتْبَعُ)
(/)
المسيح. 17 فجميع الاجيال من ابراهيم الى داود اربعة عشر جيلا. ومن داود الى سبي بابل اربعة عشر جيلا. ومن سبي بابل الى المسيح اربعة عشر جيلا 18 اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا. لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس. 19 فيوسف رجلها اذ كان بارا ولم يشأ ان يشهرها اراد تخليتها سرّا. 20 ولكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تأخذ مريم امرأتك. لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس. 21 فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لانه يخلّص شعبه من خطاياهم. 22 وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل. 23 هو ذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا 24 فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما امره ملاك الرب واخذ امرأته. 25 ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر. ودعا اسمه يسوع". ولاحظ كيف أن سلسلة نسب المسيح تمر قبله مباشرة بيوسف النجار. لماذا؟ أترك الجواب لعبقرية زكازيكو تفكر فيه على مهل! إذن فآدم (وليس المسيح) هو ابن الله، أما المسيح فابن ... ابن من؟ حزّر فزّر! وبالمناسبة فلم يحدث قط أن سُمِّىَ المسيح عليه السلام: "عمّانوئيل" من أى إنسان، رغم أن هذا الاسم يُطْلَق على كثير من الناس الذين ليسوا بأبناء لله! كما أن النص يقول إنها ستسميه: "يسوع" لكى تتحقق النبوءة القديمة التى تقول إنه سيسمَّى: "عمانوئيل"! أرأيتم الضلال والغباء والعمى الحيسى؟ فكأن الله يأبى إلا أن يخزى القوم فى كل ما يقولون كذبا وبهتانا عن عيسى وبنوته لله سبحانه، ومن فمهم وبلسانهم نفسه يُدَانُون!
وكان الناس جميعا يقولون إن أبا عيسى هو يوسف النجار. لا أقول ذلك من عندى، بل تذكره أناجيلهم التى نقول نحن إنها محرفة فيكذّبوننا عنادا وسفاهة! لقد كتب يوحنا فى إنجيله (1/ 5) أن الناس كانت تسميه: "ابن يوسف"، وهو نفس ما قاله متى (1/ 55) ولوقا (3/ 23، و 4/ 22)، وكان عيسى عليه السلام يسمع ذلك منهم فلا ينكره عليهم. بل إن لوقا نفسه قال عن مريم ويوسف بعظمة لسانه مرارًا إنهما "أبواه" أو "أبوه وأمه" (2/ 27، 33، 41، 42). كذلك قالت مريم لابنها عن يوسف هذا إنه أبوه (لوقا /2/ 48). وقد رأينا كيف أن الفقرات الست عشرة الأولى من أول فصل من أول إنجيل من الأناجيل المعتبرة عندهم، وهو إنجيل متى، تسرد سلسلة نسب المسيح بادئة بآدم إلى أن تصل إلى يوسف النجار ("رجل مريم" كما سماه مؤلف هذا الإنجيل) ثم تتوقف عنده. فما معنى هذا للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة ... ؟ لقد توقعتُ، عندما قرأت الإنجيل لأول مرة فى حياتى، أن تنتهى السلسلة بمريم على أساس أن عيسى ليس له أب من البشر، إلا أن الإنجيل خيَّب ظنى تخييبا شديدا، فعرفتُ أنّ من طمس الله على بصيرته لا يفلح أبدا.
أما إذا أصر الرجل (الرجل مجازا فقط) على القول بأن عيسى هو ابن الله، فليكن صادقا وشريفا مرة واحدة فيذكر أن كلمة "ابن الله" أو "أبناء الله" قد أُطْلِقت فى كتابه المقدس على بَشَرٍ كثيرين منذ أول الخليقة حين سُمِّىَ آدم كما رأينا: "ابن الله". وهذه شواهد على ما نقول، وهى أكبر برهان على أن كل ما يزعمه القوم هو كلام باطل: باطل بأدلة من كتابهم المقدس نفسه لا من العقل والمنطق فحسب، فضلا عن القرآن الكريم: "وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الارض وولد لهم بنات 2 ان ابناء الله رأوا بنات الناس انهنّ حسنات. فاتّخذوا لانفسهم نساء من كل ما اختاروا ... وبعد ذلك ايضا اذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم اولادا. هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم 4" (تكوين/ 6)، " قدموا للرب يا ابناء الله قدموا للرب مجدا وعزّا" (مزمور/ 1/ 29)، ” من في السماء يعادل الرب. من يشبه الرب بين ابناء الله" (مزمور/ 6/ 89)، "اسرائيل ابني البِكْر" (خروج/ 1/ 22، و4/ 22 - 23). كما يصف الله داود قائلا: "أنت ابنى. أنا اليوم ولدتك". (مزمور/ 2/ 7)، ويبتهل أشعيا له بقوله: "أنت أبونا" (أشعيا/ 63/ 15 - 16)، كما يقول المسيح ذاته: ”طوبى لصانعي السلام. لانهم أبناء الله يُدْعَوْن" (متى/ 9/ 5)، "احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكى ينظروكم، وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذى فى السماوات" (متى/ 6/ 1)،
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول النصارى فى صلواتهم: "أبانا الذى فى السماوات ... "، فضلا عن أن المسيح قد أخذه الشيطان ليجربه فوق الجبل ويدفعه إلى السجود له، وليس من المعقول أن يجرب الشيطان الله ليرى أيمكن أن يسجد له الله أم لا، مثلما ليس من المعقول أن يكون رد الله على الشيطان هنا هو: "اذهب يا شيطان، لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد"، وهو ما يعنى بكل جلاء أن عيسى كان ينظر لله على أنه "ربه" لا على أنه "هو نفسه" ولا على أنه "أبوه"، وعلى أن من الواجب عليه أن يسجد له. كما أنه عليه السلام قد سمَّى نفسه أيضا: "ابن الإنسان" (متى/ 11/ 19)، وهى ذات الكلمة التى استخدمها للإنسان كجنس (متى/ 12/ 8). وفوق ذلك فإن له، عليه السلام، كلمة ذات مغزى خطير، إذ يُفْهَم منها أن "البنوّة" التى يعبِّر بها أحيانا عن علاقته بالله ليست شيئا آخر سوى الطاعة المخلصة له سبحانه والانصياع لإرادته انصياعا تاما. ومن هنا نراه يقول عن كل من يفعلون مثلما يفعل إنهم إخوته وأمه، كما هو الحال عندما أخبروه ذات مرة، وكان بداخل أحد البيوت، بأن أمه وإخوته بالخارج يريدونه، فأجابهم قائلا: "من هى أمى؟ ومن هم إخوتى؟ ثم مد يده نحو تلاميذه وقال: ها أمى وإخوتى، لأن من يصنع مشيئة أبى الذى فى السماوات هو أخى وأختى وأمى" (متى/ 12/ 47 - 49). وهى إجابة تدل على أنه أن أمه لم تكن تستحق بنوته لها ولا أن إِخْوَته يستحقون أُخُوّته لهم، وذلك لما يراه من تفريطها وتفريطهم فى الإيمان بدعوته. وهو ملحظ فى منتهى الخطورة، إذ ها هى ذى أم الإله يتبرأ منها ابنها ولا يراها جديرة بأن يجمع بينه وبينها نسب واحد. يا لها من ألوهية رخيصة! ويا له من نسب لا يشرِّف!
بعد ذلك كله فإن الجواب على السؤال التالى الذى طرحه الملتاث: "هل قيل فى القرآن كله إن محمداً هو روح من الله؟ " هو: "لم يُقَلْ ذلك فى القرآن عن محمد وحده، بل قيل عن آدم أبى البشر، ومن ثم عن البشر كلهم بما فيهم محمد عليه السلام كما رأينا. والسبب هو أن آدم لم يُخْلَق بالطريق الذى أصبح هو الطريق المعتاد بعد خلق آدم وحواء، أى من خلال رجل وامرأة، فلذلك نفخ الله فيه مباشرة من روحه، وهو ما تكرر فى حالة السيد المسيح عليه السلام، وإن كان على نحو أضيق، إذ كانت له أم، بخلاف آدم، الذى لم يكن له أب ولا أم.
بل إننا لنذهب فى تحدى زيكو بالتنبيه إلى أنهم إذا كانوا يتخذون من خلق المسيح دون أب دليلا على أنه ابن الله، فليمضوا مع منطقهم إلى آخر المدى ويجعلوا آدم هو الله نفسه (أستغفر الله!) لا ابنه فقط لأنه لم يكن له بابا ولا ماما، فهو إذن يتفوق على المسيح من هذه الناحية كما هو واضح إن كان فى هذا تفوق على الإطلاق، وهو ما لا نسلم به، لكننا نتبنى منطق الأبعد لقطع الطريق عليه وعلى بهلوانياته! ثم إن المسكين يستمر فى سياسة البكش فيقول إن قوله تعالى على لسان مريم تخاطب الروح حين تمثل لها بشرا كى ينفخ فيها: "أَنَّى يكون لى غلامٌ، ولم يَمْسَسْنى بَشَرٌ؟ " معناها أنه عليه السلام "ليس من بشر". وهذا غير صحيح البتة، فقد جاء عليه السلام من بشر، وهى مريم، التى حملت به وحفظته فى رحمها وتغذى من دمها الذى يجرى فى عروقها تسعة أشهر، ثم وضعته وأرضعته من لبنها الذى فى صدرها، إلا أنه لم يكن له أب. وهذا كل ما هنالك! فإذا قلت: "النفخة"، كان جوابنا: لكن آدم تم النفخ فيه دون أن يكون هناك رَحِمٌ يحمله ولا صدرٌ يرضعه ولا أم تربّيه ... ، وهذا أَوْغَل فى الخروج عن السنن المعتادة فى الخلق!
بعد ذلك ينتقل زيكو إلى نقطة أخرى هى تأييد المسيح بروح القدس، الذى يجعله دليلا على أن عيسى يتفوق على محمد عليه السلام، وهذا نص كلامه: "التأييد بالروح القدس: (البقرة 2: 78، 253) "وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدُس". وللرد على ذلك نورد الأدلة والبراهين القاطعة التى تثبت بطلان هذا الإدعاء، من هذه الأدلة: 1ـ[سورة المائدة 5: 110] "إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس فى المهد وكهلا". 2ـ فإن هذه الآية غاية فى الأهمية فى دلالتها، إذ توضح أن تأييد المسيح بروح القدس هو منذ أن كان فى المهد صبيا، ولذلك كلم الناس فى هذه السن. فكيف يكون الروح القدس هو جبريل، وهو الذى نطق على لسان من فى المهد؟ 3ـ كيف يتفق هذا مع ما جاء فى [سورة يوسف 12: 87] "ولا تيأسوا من
(يُتْبَعُ)
(/)
روح الله، ولا ييأس من روح الله إلا القومُ الكافرين" فهل معنى روح الله هنا هو جبريل؟ 4ـ وقد جاء تفسير روح الله فى [تفسير ابن كثير ج2 ص260] "لا تيأسوا أى لا تقطعوا رجاءكم وأملكم (من روح الله) أى من الله". 5ـ[وأيضاً تفسير ابن كثير ج1 ص87] "روح منه: أى اسم الله الأعظم". 6ـ وهناك آيات تشهد أن القدوس هو الله: [سورة الحشر 59: 23] "هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس" وأيضاً فى [سورة الجمعة 62: 1] "يسبح لله ما فى السموات وما فى الأرض الملك القدوس".
وكما يرى القارئ بنفسه، فالرجل يخبص خبصا كثيرا دون عقل أو منطق. إنه يتصرف كقاتل ضُبِط وهو يطعن ضحيته، وقد تضرجت يداه بالدماء، فهو يتخبط ويكذب ويحلف زورا بغية التفلت من قبضة الشرطة والعدالة. ولكن كيف يا زيكو، وقد ضُرِب حولك حصار محكم لا يمكنك الهروب منه. إن الأسداد لتأخذك من كل ناحية. إنه يزعم أن المسيح، بنص القرآن، كان مؤيَّدا بالروح القدس، أما محمد فلا. يريد أن يقول إن عيسى عليه السلام كان إلها أو ابن إله، أما محمد فمجرد بشر عادى. إذن فسيادة جنابه يستشهد بالقرآن، أولم يقرأ إذن فى القرآن قوله تعالى: "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ (يا رسول الله) فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ* إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُون* وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُون* قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (النحل/98 - 102)، "وَإِنَّهُ (أى القرآن) لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ* نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ" (الشعراء/ 192 - 195)، "رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ" (غافر/ 15)، "لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ (أى عَادَى) اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (المجادلة/ 22)؟
فكما يرى القارئ العزيز، فإن روح القدس لا يؤيد الرسول الكريم فقط، بل ينزل على قلبه بالقرآن مثلما ينزل على كل الرسل والأنبياء، كما أنه يؤيد المؤمنين الذين لا يوادّون من حادّ الله ورسوله. وليكن معنى "الروح القدس" بعد هذا ما يكون، فالمهم أنه لا يختص بعيسى عليه السلام، وعلى هذا لا يمكن اتخاذه ذريعة للقول بتميز عيسى تميز الإله أو ابن الإله عن سائر البشر. أما خلط صاحبنا الأبله فى قوله تعالى: "وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّه ِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" (الذى يحرّفه على طريقتهم فى التلاعب بكتبهم فيكتبه هكذا: "ولا تيأسوا من روح الله، ولا ييأس من روح الله إلا القومُ الكافرين" متعمدا عدم ضبط "الروح" لغرض فى نفسه سيتضح للتو، ومبدلا عبارة "إنه لا ييأس" إلى "ولا ييأس"، ومخطئا بجلافة لا تليق إلا بواحد مثله فيكتب: "الكافرين" مكان "الكافرون")، أقول: أما خلطه بين "الرُّوح" (بضم الراء المشددة) كما فى الآيات الآنفة و"الرَّوْح" (بفتح الراء، وهو الراحة والرحمة) رغم أنه سبق أن فرق بينهما قبل قليل، فهو مصيبة المصائب. إنه، كما قلت، بهلوان، ومن ثم لا يثبت على حل ولا على حال، بل كلما رأى ما يظن أنه يمكن أن يخدم قضيته سارع باتخاذه دون أن يعى أنه قد سبق له اتخاذ عكس ذلك تماما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى أى حال فكيف يا ترى يكون روح الله وروح القدس هو الله؟ كيف يكون روح الله هو الله نفسه، أو يكون "روح القدس" هو "القدوس"؟ لكن إذا تذكرنا ما قلناه عن "كلمة الله" التى كانت "عند" الله، ثم أصبحت بعد قليل هى "الله" ذاته، لتعود مرة أخرى فتكون "وحيد الله"، ثم "عقل الله" عرفنا أن صلاح حال القوم ميؤوس منه، فهم هكذا كانوا، وهكذا سيظلون، ولا أمل فى تغيرهم، وإلا انهار بناؤهم كله لأنه بناء مؤسس على السراب! إن وصف الروح هنا بالقداسة لا ترتِّب للمسيح أية ألوهية أو بنوة لله، وإلا فقد وُصِف الوادى الذى رأى فيه موسى النار بـ"الوادى المقدس"، مثلما وُصِفت أرض فلسطين بـ"الأرض المقدسة" و"المباركة". أفنجعل منهما أيضا إلهين أو ولدين من أولاد الإله؟ قال عز شأنه على لسان موسى عليه السلام: "يا قوم، ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم" (المائدة/ 21)، وقال جل جلاله مخاطبا موسى: "يا موسى، إنى أنا ربك، فاخلع نعليك. إنك بالوادى المقدَّس طُوًى" (طه/ 12). وعلى أية حال فلم يوصف عيسى عليه السلام فى القرآن بالقداسة، فهل نقول إنه أقل مرتبة وشأنا من وادى الطور وأرض فلسطين؟
كذلك يشير صُوَيْحِبنا إلى وصف القرآن لعيسى عليه السلام بأنه "آية"، متسائلا: هل فى القرآن أيضا أن محمدا آية كالمسيح؟ ولنقرأ ما قال نصًّا: "آية من الله: (1) [سورة المؤمنون 23: 50] "وجعلنا ابن مريم وأمه آية". (2) [سورة الأنبياء 21: 91] "فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين". (3) [سورة مريم 19: 21] "قال كذلك قال ربك هو علىّ هين، ولنجعله آية للناس". (4) [المعجم ج1 ص 35] "آية تعنى: العلامة والإمارة، العبرة، والمعجزة ". وماذا عن محمد؟ هل قيل فى القرآن كله أن محمداً كان آية من الله؟ ".
وهو بهذا يظن أنه قد وضعنا فى "خانة اليك"، مع أن الكلام الذى يقوله هنا لا يخرج عن الترهات والتفاهات التى يحسب أصحابها الجهلاء أنها هى العلم اللدنى. ولنبدأ على بركة الله فى قَشّ ذلك السخف بِمِقَشّة العلم والعقل فنقول: لقد وَصَفَتْ بعضُ الآيات السيدةَ مريم مع المسيح معا بـ"الآية"، أفنفهم من هذا، بناءً على منطقكم، أنها تساوى المسيح، أى أنها هى أيضا إله؟ فهذه واحدة، أما الثانية فكيف يا أخرق قد فاتك أن الآية (التى تجعل منها قصة وأقصوصة) قد تكون ناقة، أو جرادا وضفادع ودما وقملا، أو طينا وطيرا، أو مائدة طعام، أو جثة فارقتها الروح قد لفظها البحر، أو عصًا تحولت إلى ثعبان، أو عَجْزًا عن النطق ... إلخ؟ فهل نجعل الناقة والعصا والقملة والضفدعة والطين والطير آلهة مثلما تريدون أن تجعلوا من وصف عيسى عليه السلام بـ"الآية" دليلا على أنه إله وأنه يتميز من ثم على محمد عليه السلام؟ وهذا إن حصرنا معنى الآية فى المعجزة، وإلا فكل شىء فى العالم من حولنا هو آية على وجود الله وقدرته وحكمته. وقد تكررت الكلمة كثيرا فى القرآن بهذا المعنى كما هو معروف، ومن ذلك قوله تعالى: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون"َ (البقرة/ 164)، "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ* يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ* وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ" (النحل/ 10 - 13)، "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ* وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ* وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ* وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ* وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ* وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ " (الروم/ 21 - 25) ... إلخ. إذن فأين الميزة التى تظن أيها الأبله أن عيسى عليه السلام يتفوق بها هنا على سيد الأنبياء والمرسلين؟ إننا نحب سيدنا عيسى ونجله ونحترمه ونضعه فى العيون منا والقلوب، بل نعد أنفسنا أتباعه الحقيقيين المخلصين، لكننا لا يمكننا القبول بألوهيته، وإلا كفرنا بالله سبحانه وبرسله الكرام الذين إنما أَتَوْا ليَدْعُوا أول شىء إلى وحدانية الله سبحانه وعدم الإشراك به.
=============
أنا الان اعكف على كتابة كتاب يرد على تخاريف هذا المشلوح زكريا بطرس عن حلقات (أيمانيات) وسوف اسردها اليكم باذن الله تعالى على حلقات حتى يتم التعريف هؤلاء الانجاس عباد (الصليب) واتباع الشيطان الاكبر وملكهم (المسيخ الدجال)
الكاتب: خالد كروم
عضوه هيئة عليا فى حزب الغد المصرى (د. أيمن نور)
وأمين الحزب عن دائرة بولاق أبوالعلاه (وسط القاهرة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 11:42]ـ
الجزء الثانى والاخير
========
بسم الله الرحمن الرحيم
=======
والآن لتنظر إلى قوله تعالى فى النصوص التالية التى تشهد لما نقول، وذلك لو كان لك عينان للنظر أو أذنان للسمع، وأشك فى ذلك كثيرا، فعينا البعيد ليستا تنظران، كما أن أذنيه ليستا تسمعان. ذلك أنه قد طُمِس، والعياذ بالله، على سمعه وبصره. يقول صالح عليه السلام لقومه: "وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ" (هود/ 64)، ويقول سبحانه عن قوم فرعون: "فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ" (الأعراف/ 133)، "إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ* قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِين"َ (المائدة/ 112 - 114)، ويقول تعالى مخاطبا زكريا عليه السلام: "قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ ألاّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاّ رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ" (آل عمران/ 41). .. إلخ. ثم إن "الآية" هى شىء يخلقه الله، أى أنها شىء مخلوق لا إله ولا ابن إله! هل رأيت الآن بنفسك، أيها القارئ الكريم، كيف ضاقت بل استحالت على الرجل السبل والمذاهب؟
وينتقل الجاهل إلى نقطة أخرى ليوقع كالعادة نفسه فى مأزق جديد ما كان أغناه عنه لولا حماقته وسخف عقله. إنه يذكر الآيات التى أجراها الله سبحانه على يد عيسى عليه وعلى نبينا الكريم أفضل الصلاة والسلام، وهى كلامه فى المهد، وإبراؤه الأكمه والأبرص وشفاؤه المرضى وإحياؤه الموتى وخلقه الطير من الطين بإرادةِ الله وقدرتِه لا بقدرة منه هو ولا بإرادته، فضلا عن تمكينه سبحانه إياه من التنبؤ بما يأكل الناس وما يدّخرونه فى بيوتهم، ثم يتساءل قائلا: وماذا عن محمد؟ يعنى أن الرسول الكريم لا يمكن أن يسامى عيسى عليه السلام هنا أيضا! وهذه مكايدة صغيرة مضحكة، فإن لمحمد عليه السلام معجزاته التى روتها كتب السيرة والأحاديث، وإن كانت من نوع مختلف، مثلما أن لكل من الأنبياء والرسل الآخرين معجزته الخاصة به. أى أن عيسى لا يتميز عن غيره من النبيين والمرسلين هنا أيضا. وهبه انفرد بوقوع المعجزات على يديه دون غيره من الأنبياء والرسل الكرام، أفينبغى أن نعد هذا تميزا منه عليهم؟ لا، لأنه لم يفعل ذلك ولم يستطعه من تلقاء نفسه، بل بقدرة الله سبحانه وإرادته. وهو، قبل هذا وبعد هذا، ليس إلا نبيا من الأنبياء ورسولا من المرسلين، أى عبدا من العباد، وهذا هو المهم لأنه هو جوهر الموضوع، أما وقوع المعجزات أو عدم وقوعها فلا يعنى شيئا ذا بال فى تلك القضية!
أما الإنباء بالغيب ففى القرآن نبوءة بانتصار الروم على الفرس فى بضع سنين، وقد تحققت. وفى القرآن نبوءة بانتصار الإسلام على غيره من الأديان، وقد تحققت. وفى القرآن نبوءة بأن الناس لن تستطيع قتل الرسول عليه السلام، وقد تحققت. وفى القرآن أن الحلى تُسْتَخْرَج من البحر العذب ومن البحر الملح كليهما، وهو ما لم يكن أحد يعرفه فى منطقة الشرق الأوسط على الأقل، ثم اتضح الآن أنه صحيح. وفى القرآن نبوءة بأن عبد العُزَّى عم الرسول سيَصْلَى نارا ذات لهب، وقد تحققت، إذ مات كافرا. وفى الحديث نبوءة بأنه سيأتى يوم على المسلمين تتداعى عليهم الأمم كما تتداعى الأَكَلَة على قصعتها، لا من قلة فى العدد، بل لأنهم غُثَاء كغثاء السَّيْل (يعنى: زبالة)، وقد تحققت فى الأعصر الأخيرة، وبخاصة هذه الأيام كما يرى كل من له عينان. وقد قال الرسول ذلك،
(يُتْبَعُ)
(/)
والمسلمون فى عز قوتهم الإيمانية حينما كان الإسلام لا يزال أخضر غضًّا فى النفوس، وهو ما لم يتصوره الصحابة حينذاك لأنه كان غريبا تمام الغرابة على العقل والمنطق، إذ كان مَدّ الإسلام من العنفوان والجيشان بحيث لم يكن أحد يتصور خلاف ذلك!
وعلى كل حال فليست العبرة بالمعجزات الحسية، وإلا فمن الأنبياء من لم تأت معجزاتهم بالثمرة المرجوة منها لأن أقوامهم قد بَقُوا رغم ذلك متمسّكين بكفرهم وعصيانهم، ومن هؤلاء السيد المسيح، إذ كفر به اليهود إلا القليلين منهم، مما اضطره (حسبما ورد فى أناجيلهم المصنوعة التى ألّفتها أقلام البشر) إلى التحول بدعوته إلى الأمم الأخرى رغم أنه كان فى البداية يستنكر أن يتطلع أى من هذه الأمم إلى مشاركة بنى إسرائيل فى الدعوة التى أتى بها وكان يشبّههم بالكلاب، الذين ينبغى فى رأيه أن يُحْرَموا من الخبز ويُذَادوا عنه لأنه مخصص للأبناء وحدهم. بل لم تنفع المعجزات هنا أيضا، إذ إن هؤلاء قد انحرفوا بالتوحيد الذى أتاهم به عليه السلام وحوّلوه إلى تثليث مثلما فعلت الأمم الوثنية القديمة كالأغارقة والهنود والفرس والمصريين. وأخيرا وليس آخرا، فالمعجزات ليست من البراهين الحاسمة، فعلاوة على عدم استطاعتها تليين القلوب اليابسة والرؤوس الصلبة والرقاب الغليظة وإضاءة النفوس المعتمة كما قلنا، فإنها لا تستطيع أن تغالب الأيام، إذ ما إن يمر زمانها حتى تنصل صورتها فى النفوس ولا يعود لها أى تأثير، بل تصبح مظنة التزييف والتلفيق! وهى فى حالة نبينا، عليه وعلى إخوانه الأنبياء السلام، لم تكن ردا على تحدى الكفار له، بل كانت موجهة إلى المؤمنين (فى الدرجة الأولى على الأقل) تثبيتا لإيمانهم، لا إلى الكفار الذين ثبت أنهم لا يصيخون السمع إليها!
وبالمناسبة فإن النصارى لا يُقِرّون بكلام عيسى فى المهد لأنه غير مذكور فى الأناجيل التى يعترفون بها، وإن جاء فى بعض الأناجيل الأخرى غير المعتمدة عندهم شىء قريب من ذلك. أى أن القُمّص يحاججنا بما ورد فى القرآن رغم إعلانه الكفر به. وعلى كل حال فلست العبرة بإحياء شخص أو عدة أشخاص ثم ينتهى الأمر عند هذا الحد، بل العبرة كل العبرة فى إحياء الأمم من العدم الحضارى والخلقى والنفسى والسياسى والاجتماعى والذوقى، وهو ما كرَّم الله محمدا به، إذ أنهضت يداه المباركتان الميمونتان أمة العرب من حالة الهمجية والوحشية والتخلف المزرى الذى كان ضاربا أطنابه فوق بلادهم ومجتمعاتهم بل فوق حياتهم كلها، وجعل منهم حكاما يسوسون العالم ويقودونه ثقافيا وخلقيا وعقيديا لعدة قرون دون سند، اللهم إلا سند القرآن والإيمان! ولم يحيدوا طوال ذلك عن عقيدة التوحيد رغم كل المصائب التى وقعت فوق رؤوسهم، سواء كانت من صنع أيديهم أو من صنع أعدائهم، بخلاف غيرهم من الأمم التى ما إن يغيب عنها نبيها حتى ترتد إلى الوثنية والكفر، والعياذ بالله، وكأنك يا أبا زيد ما غزوت!
وبالمناسبة فملاحدة النصارى يفسرون معجزات عيسى عليه السلام بأنها حِيَلٌ وتواطؤات مع المرضى الذين شفاهم أو أعادهم إلى الحياة، على حين أنهم (حسبما يقول هؤلاء الملحدون) لم يكونوا قد ماتوا ولا كانوا مرضى أصلا! كما أن الموتى الذين عادوا على يديه إلى الحياة لم يحدّثونا عما خَبَروه فى العالم الآخر. ولَعَمْرِى إنه لأمر غريب أن يسكتوا فلا يذكروا شيئا عن تلك التجربة العجيبة! وفوق هذا فما الفائدة التى عادت على العالم أو حتى على المجتمع الإسرائيلى أو الرومانى من عودة من أعادهم إلى الدنيا كرة أخرى؟ إنها معجزات وقتية لا قيمة لها إلا لمن شاهدها، بل لا قيمة لها إلا لمن كتب الله له الإيمان، وإلا فاليهود بوجه عام لم يولوا هذه المعجزات أية أهمية وظلوا يكفرون بالمسيح ويتهمون أمه بأنها بَغِىٌّ، فضلا عن تآمرهم عليه ليصلبوه لولا أن توفاه الله إليه وتركهم فى ظلمات لا يبصرون بعد أن شَبَّه لهم أنهم قتلوه فعلا! بل إن معظم الذين اتبعوه قد انحرفوا بدعوته أفظع الانحراف، إذ قلبوها رأسا على عقب وحولوها من التوحيد إلى الشرك الغبى الغليظ، والعياذ بالله! وها هى ذى الثمرة العطنة العفنة تطالعنا متمثلةً فى زيكو العجيب، ذى الدبر الرحيب!
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك فقد أحيا إيليّا ميِّتًا مثلما فعل عيسى، فهل نَعُدّه ابنا ثانيا لله؟ ولكن من أى زوجة يا ترى؟ وهل تعدد الزوجات معروف لدى الآلهة هم أيضا؟ خيَّبك الله يا شبه الرجال! وهذه قصة إيليّا حسبما حكاها الكتاب المقدس (الملوك الثانى/ 17): "وبعد هذه الأمور مرض ابن المرأة صاحبة البيت واشتدّ مرضه جدا حتى لم تبق فيه نسمة. 18 فقالت لايليا ما لي ولك يا رجل الله. هل جئت اليّ لتذكير اثمي واماتة ابني. 19 فقال لها اعطيني ابنك. واخذه من حضنها وصعد به الى العلية التي كان مقيما بها واضجعه على سريره 20 وصرخ الى الرب وقال ايها الرب الهي أايضا الى الارملة التي انا نازل عندها قد اسأت باماتتك ابنها. 21 فتمدد على الولد ثلاث مرات وصرخ الى الرب وقال يا رب الهي لترجع نفس هذا الولد الى جوفه. 22 فسمع الرب لصوت ايليا فرجعت نفس الولد الى جوفه فعاش 23. فاخذ ايليا الولد ونزل به من العلية الى البيت ودفعه لامه. وقال ايليا انظري. ابنك حيّ. 24 فقالت المرأة لايليا هذا الوقت علمت انك رجل الله وان كلام الرب في فمك حق".
أما قول الغبى المحتال المختال زعيم العيال والأنغال إن عيسى عليه السلام يتميز عن سيد الأنبياء والمرسلين بأنه "قد خَلَتْ من قبله الرسل"، فهو ما لم أفهم مقصده منه، إذ إنه صلى الله عليه وسلم قد خلت الرسول من قبله هو أيضا. ألم يسبقه عيسى ويحيى وزكريا والْيَسَع وموسى وهارون وشُعَيْب وسليمان وداود ويعقوب وإسحاق وإسماعيل ولوط وإبراهيم وهود وصالح ونوح وغيرهم؟ اللهم إلا إذا كان المأفون لم يفهم معنى "خَلَتْ"، وهو ما أرجحه. بل ما من نبى إلا خلت من قبله الرسل ما عدا أول نبى بطبيعة الحال. بَيْدَ أنى، رغم ذلك، لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن أن يكون هذا ميزة لأحد من الأنبياء على أحد! أترى أول نبى كان يقل عمن جاءوا بعده لا لشىء إلا لأنه لم يَخْلُ قبله أحد من الرسل؟ أما إذا أصر المأفون على ما يهرف به بجهله الغليظ فإن محمدا عليه السلام يزيد على عيسى من هذه الناحية بدرجة، إذ إن عدد من خلا قبله من الرسل يزيد على من خلا قبل عيسى برسول هو عيسى نفسه. أليس كذلك؟ لا بل إن محمدا هو الذى يَفْضُل عيسى من هذه الناحية، فعيسى مَحُوطٌ بالمرسلين من قبل ومن بعد، أما الرسول الكريم فكان خاتم النبيين، وهو أمر لم يُكْتَب لأحد من إخوانه الكرام، فهو الختام الِمْسك الذى بلغت على يديه الكريمتين ظاهرة النبوة أسمق مستوياتها، ولم يعد هناك من جديد يمكن أن يضاف إليها، وبخاصة أن الكتاب الذى أتى به ما زال باقيا على حاله الأول غَضًّا نضرًا لم تمتد يد التضييع أو التزييف والعبث إليه على عكس الكتب السابقة عليه، وبالذات كتابا عيسى وموسى. أعتقد أن الأمر واضح، وأن مأفوننا لا عقل لديه ولا فهم، وأنه يردد كالمعاتيه كلاما لا يعنى شيئا!
لقد رأيت الرجل مرة فى المرناء عند أحد أقاربى الذين كانوا يسألوننى رأيى فى ذلك الكائن فطلبت منهم أن يُرُونى حلقة من حلقات برنامجه الذى يهاجم فيه الإسلام ورسوله العظيم، فوجدته ينتفش كالديك وهو يرد على ما كتبه المرحوم ديدات، وكأنه قد أُوتِىَ علم الأولين والآخرين جميعا، مع أنه (كما اتضح الآن، وكما سوف يزداد وضوحا مع كل سطر نكتبه هنا) من أجهل الجهلاء وأبلد البلداء وأغلظهم حِسًّا وأعماهم عقلاً وفهمًا! ووالله لقد حاك فى صدرى قبل أن أراه وأقرأ له أنه لابد أن يكون على شىء من الذكاء والمعرفة، فإذا بى آخذ مقلبا لم آخذه من قبل! خيَّبك الله يا زيكو خيبةً لم يَخِبْها أحد! أهذا كل ما عندك؟ لقد تيقنت الآن أنه ما فى الدنيا من قسيس واحد عليه الطلاوة فى العلم أو فى العقل! وهذا فى واقع الأمر طبيعى جدا، فإن من يؤمن بما يؤمن به هؤلاء البشر لا يمكن أن يكون ذا عقل سليم مستقيم!
(يُتْبَعُ)
(/)
إن ما قاله القرآن هنا ليجرى فى عكس الاتجاه الذى يلوى القُمّصُ الغبىُّ الآيةَ نحوه، فالقرآن يقول: "ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل" (المائدة/ 75)، ومعناه أن المسيح لا يمكن أن يكون إلها أو ابن إله، إنما هو واحد من الرسل الكثيرين الذين مَضَوْا من قبله، فكما كانوا بشرا فهو أيضا مثلهم بشر من البشر. وعلى أية حال فقد قيل الشىء نفسه عن محمد عليه الصلاة السلام، وبنفس التركيب، وهذا هو: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل" (آل عمران/ 144)، وكان ذلك حين ظُنّ فى معركة أُحُد أنه قد مات (صلى الله عليه وسلم، ومسح الأرض بكرامة من يتطاول عليه من كل كلب وثنى عابد للبشر عُتُلٍّ زنيم)، فقال الله لهم إن محمدا ليس إلا رسولا كسائر الرسل الذين سبقوه، وسيموت كما ماتوا، ولا معنى لانقلاب أحد على عقبيه بعد موته، لأن اللهَ صاحبَ الدين حىٌّ لا يموت، أما محمد فلم يكن إلا رسولا جاء ليبلغ العِبَاد دعوة الله!
ومما يظن الأحمق أنه يستطيع الشغب به على المسلمين قوله إن عيسى كان مبارَكا، أما محمد فلا. ولا أدرى من أين له بأن عيسى وحده هو الذى بورك دون الأنبياء جميعا. لقد ذكر القرآن، الذى يعتمد عليه أحمقنا فى محاولة التنقص من سيد الرسل والنبيين، أن البركة قد أُنْزِلَتْ على أشياء وأشخاص كثيرين، لا على عيسى وحده، كما أن البركة فى غير حالة عيسى عليه السلام قد تُذْكَر بلفظ آخر، أو يُذْكَر ما يزيد عليها فى الإكرام والمحبة. فبعض أجزاء الأرض قد باركها الله: "وأورثْنا القومَ الذين كانوا يُسْتَضْعَفون مشارق الأرض ومغاربها التى باركْنا فيها" (الأعراف/ 137)، والمسجد الأقصى بارك الله حوله: "سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله" (الإسراء/ 1)، والموضع الذى رأى موسى فيه النار فى سيناء قد بارك الله حوله أيضا: "فلما جاءها نُودِىَ أنْ بُورِكَ مَنْ فى النار ومَنْ حولها" (النمل/ 8)، وإبراهيم وإسحاق قد بارك الله عليهما: "وباركنا عليه وعلى إسحاق" (الصافات/ 113)، وهناك نوح والأمم التى كانت مع نوح، وقد بارك الله عليه وعليهم حسبما جاء فى كلامه سبحانه له: "يا نوح، اهبط (أى من السفينة بعد انحسار الطوفان) بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك" (هود/ 48)، وهناك البيت الحرام، وقد باركه الله: "إن أول بيت وُضِع للناس لَلّذِى ببَكَّةَ مباركا وهدى للعالمين" (آل عمران/ 96)، وكذلك القرآن الكريم، وقد جعله الله مباركا أيضا: "وهذا ذِكْرٌ مباركٌ أنزلناه، أفأنتم له منكرون؟ " (الأنبياء/ 50)، كما أن الليلة التى أُنْزِلَ فيها هذا الذكر هى أيضا ليلة مباركة: "إنا أنزلناه فى ليلة مباركة" (الدخان/ 3).
أما بالنسبة لنبينا، عليه وعلى كل الأنبياء الكرام أفضل الصلوات وأزكى التسليمات، فقد جاء فى القرآن أنه عز وجل يريد أن يُذْهِب الرِّجْس عن أهل بيته جميعا ويطهِّرهم تطهيرا: "إنما يريد الله لِيُذْهِب عنكم الرِّجْس أهل البيت ويطهِّركم تطهيرا" (الأحزاب/ 33)، كما أثنى المولى عليه أعطر الثناء، وذلك فى قوله: "وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم" (القلم/ 4)، وقوله: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" (الأنبياء/ 107)، وقوله: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عَنِتُّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيمٌ" (التوبة/ 128)، وقوله: "رسولاً يتلو عليكم آياتِ الله مبيِّناتٍ ليُخْرِج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور" (الطلاق/ 11)، وقوله: "من يُطِعِ الرسولَ فقد أطاع الله" (النساء/ 80)، وقوله: "إن الله وملائكته يصلّون على النبى. يا أيها الذين آمنوا َصَلُّوا عليه وسَلِّموا تسليما" (الأحزاب/ 56). والحق أن ما قاله سبحانه وتعالى فى تكريم حبيبه محمد فى هذه الآيات وغيرها لم ينزل مثله فى أى نبى آخر، وإن لم يكن مقصدنا هنا المقارنة بينه صلى الله عليه وسلم وبين إخوانه الكرام، اللهم إلا ردا على ذلك الأحمق الذى يريد أن يثيرها نعرة جاهلية رعناء. ولقد بلغ من عظمة نفسه عليه السلام ونبل أخلاقه أنْ نَهَى أتباعه عن تفضيله على أى من إخوانه الكرام كما يتبين من الأحاديث التالية: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: استبَّ رجلان: رجل من المسلمين ورجل من اليهود. قال المسلم: والذي اصطفى محمدا على العالمين. فقال
(يُتْبَعُ)
(/)
اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين. فرفع المسلم يده عند ذلك فلطم وجه اليهودي، فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم المسلم فسأله عن ذلك فأخبره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تخيِّروني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش جانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبل أو كان ممن استثنى الله". وعن أبي هريرة أيضا قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم. قال: ولو لبثتُ في السجن ما لبث يوسف ثم جاءني الرسول أجبتُ. ثم قرأ: فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن". و عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما ينبغي لعبد أن يقول إني خير من يونس بن متى".
ولم نكن لنحبّ أن ندخل فى هذا المضيق، إلا أن للضرورة أحكاما، إذ لم يكن متصوَّرا أن يهبّ الوثنيون فى هذا العصر فيتطاولوا على سيد الأنبياء جهارا نهارا، فكان لا مناص من إلجامهم بلجام الخَرَس حتى يعرفوا حدودهم ويلزموها فلا يُقِلّوا أدبهم عليه، أخزى الله كل وثنى حقير. وبالمناسبة فتكملة الآية الكريمة التى جاء فيها على لسان المسيح أن الله قد جعله مباركا هى "وأوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا" (مريم/ 31). أى أنه عبد له سبحانه وتعالى لا ربٌّ مثله ولا ابنٌ له كما يدَّعى القوم، ولذلك أمره الله بالصلاة والزكاة ما دام حيا، إذ الرب لا يُؤْمَر ولا يُنْهَى، بل الذى يُؤْمَر ويُنْهَى هو العبد. لكن القُمّص البكاش الذى سيحرقه الله فى نار جهنم التى خلقت له ولأمثاله ما لم يَتُبْ ويؤمن بمحمد كما فعل كثير من القساوسة والأساقفة والقمامصة والشمامسة الذين كانوا يحاربون الله ورسوله ثم كتب الله لهم الهداية فيُقِرّ بالحقيقة التى يعرفها لكنه، ككل بكاش مثله، يكتمها فى قلبه من أجل حظوظ الدنيا وما يجنيه من مال حرام سوف يكويه فى جوفه يوم القيامة ويُشْوَى به جنباه ووجهه وظهره، هذا القُمّص البكاش يتجاهل هذا ولا يستشهد به حتى لا تنكشف فضيحته!
كذلك جاء فى كلام القُمّص الأرعن الأحمق أن عيسى عليه السلام سيأتى حَكَمًا مُقْسِطًا بدليل الحديث التالى الذى أورده البخارى: "لن تقوم الساعة حتى ينزل فيكم (أى بينكم) ابن مريم حكمًا مقسطًا (أى عادلا) "، والذى يفسر غبيُّنا لفظَ "المقسط" فيه بأنه اسم من أسماء الله الحسنى، بما يفيد أن عيسى هو الله أو على الأقل ابن الله، إذ ذكر أن "المعجم الوسيط" قد شرح "المقسط" بأنه اسم من أسماء الله الحسنى. ثم ختم كلامه قائلا: "وماذا عن محمد؟ ". وهذا الكلام هو تخبيص فى تخبيص! إنه شغل عيال بكل معنى يمكن، أيها القارئ، أن يخطر فى بالك لكلمة "العيال"!
أتدرى لماذا؟ لأن هذا الحديث وأمثاله من الآثار التى تتحدث عن عودة المسيح عليه السلام إلى الدنيا إنما تؤكد ما يَسُوء وجهَ هذا المنافق ويكشف سوأته المنتنة، تلك السوأة التى لا تعرف النظافة لأن صاحبها واحد من الأقذار الذين يَسْخَرون من شعائر الطهارة الموجودة فى دين سيد الأنقياء محمد عليه الصلاة والسلام. ذلك أن تلك الأحاديث إنما تتحدث عن رجوع المسيح ليكسر الصلبان ويحطم أوعية الخمور ويقتل الخنزير ويدعو الناس بدعوة التوحيد التى أتى بها نبينا عليه السلام وضلّ عنها من يزعمون أنهم أتباع عيسى عليه السلام وينسخ التثليث الذى انحرف إليه القوم ويتبرأ منهم على رؤوس الأشهاد. لكن الماكر الخبيث، وإن كان خبثه مع هذا خبثًا عياليًّا، يقتطع من هذه الأحاديث جملة ينتزعها من سياقها ظانًّا أنه يمكن أن يُجْلِب بها على العقول ويمضى فى سبيله دون أن يعقب عليه أحد ويهتك ستر سوأته المنتنة ليراها الناس على حقيقتها من القبح والتدويد ويشموا نتنها فيلعنوها هى وصاحبها لعنة تصل إلى السماء السابعة وتستجاب فى الحال!
(يُتْبَعُ)
(/)
نقرأ مثلا فى "صحيح البخارى": "حدثنا إسحاق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أن سعيد بن المسيَّب سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ليُوشِكَنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حَكَمًا عَدْلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها". ويقول صاحب "فتح البارى بشرح صحيح البخارى" فى تعليقه على هذا الحديث: "روى مسلم من حديث ابن عمر في مدة إقامة عيسى بالأرض بعد نزوله أنها سبع سنين. وروى نعيم بن حماد في "كتاب الفتن" من حديث ابن عباس أن عيسى إذ ذاك يتزوج في الأرض ويقيم بها تسع عشرة سنة، وبإسناد فيهم مبهم عن أبي هريرة: يقيم بها أربعين سنة. وروى أحمد وأبو داود بإسناد صحيح من طريق عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة مثله مرفوعا. وفي هذا الحديث "ينزل عيسى عليه ثوبان ممصران فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويدعو الناس إلى الإسلام، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، وتقع الأَمَنَة في الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل وتلعب الصبيان بالحيّات. وقال في آخره: ثم يُتَوَفَّى ويصلي عليه المسلمون". وروى أحمد ومسلم من طريق حنظلة بن علي الأسلمي عن أبي هريرة: "لَيُهِلَّنّ ابنُ مريم بفجّ الروحاء بالحج والعمرة" الحديث. وفي رواية لأحمد من هذا الوجه: ينزل عيسى فيُقْتَل الخنزير ويُمْحَى الصليب وتُجْمَع له الصلاة ويُعْطَى المال حتى لا يُقْبَل ويضع الخراج، وينزل الروحاء فيحجّ منها أو يعتمر أو يجمعهما". ولكى يعرف القراء الكرام مدى الخبث الخائب الذى يلجأ إليه زيكو العبيط أسوق إليهم كاملا نص الحديث الذى اقتطع منه المحتال الدجال الذى يُفْعَل فيه ما يُفْعَل بالعيال ما اقتطع. جاء فى "صحيح البخارى": " حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن ابن شهاب عن ابن المسيب أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لَيُوشِكَنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حَكَمًا مُقْسِطًا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد". ويشبهه ما جاء فى "مسند أحمد بن حنبل": "حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة يبلغ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم: يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حَكَمًا مُقْسِطًا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد"، وكذلك ما جاء فى "سنن الترمذى": حدثنا قتيبة حدثنا الليث بن سعد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حَكَمًا مُقْسِطًا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد". ثم إن الأحاديث التى وردت فى هذا الموضوع تسمِّى كلُّها السيدَ المسيح: "ابن مريم"، أى أنه مولود لمريم، على حين أن القرآن الكريم ينفى نفيا قاطعا أن يكون الله قد وَلَدَ أو وُلِدَ، وهو ما يعنى أن الله لا يكون أبا أو ابنا، لكن البكّاش الهجّاس يتجاهل هذا كله ويريد أن نتخلى عن عقولنا وديننا وتوحيدنا ونجرى وراءه إلى العقائد الوثنية!
أما التحايل المتهافت الذى يتخابث به تافهنا من خلال الاستشهاد بـ"المعجم الوسيط" على أن "المقسط" هو اسم من أسماء الله الحسنى، فنفضحه بالإشارة إلى أن النبى الكريم قد وُصِف هو أيضا (وفى القرآن لا فى الحديث) بأنه رؤوف رحيم وكريم وحق وشهيد، وهى من أسماء الله الحسنى أيضا، كما وُصِف خُلُقه بأنه "عظيم"، وهو اسم آخر من تلك الأسماء الكريمة. كما أُمِر الرسول بأن يكون من المقسطين، و"المقسط" من أسماء الله الحسنى حسبما نقل التافه الغليظ العقل عن "المعجم الوسيط". قال تعالى: "لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عَنِتُّم، حريص عليكم، بالمؤمنين رؤوف رحيم"، "إنه (أى القرآن) لَقَوْلُ رسولٍ كريمٍ" (الحاقة/ 40)، "وشهدوا أن الرسول حق" (آل عمران/ 86)، "لتكونوا شهداء على الناس ويكونَ الرسول عليكم شهيدا" (البقرة/ 143)، "وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم" (القلم/ 4)، "وإن حَكَمْتَ فاحكم بينهم بالقِسْط، إن الله يحب المُقْسِطين" (المائدة/ 42). وبناءً على هذا المنطق العيالى فالرسول محمد هو إله أو ابن
(يُتْبَعُ)
(/)
الإله! وسلم لى على المنطق يا أبا الزيك! نقرك الديك، فى دبرك الهَتِيك!
إنه قلّما كان اسم من أسماء الله إلا أمكن استخدامه للبشر، إلا أنه بالنسبة إلى الله يكون مطلقا، أما فى حالة البشر فهو مقيَّد محدود. كذلك فقد قال الحديث إن "ابن مريم" (لاحظ: "ابن مريم" لا "ابن الله" ولا "الله" ذاته) سوف ينزل "حَكَمًا مٌقْسِطا"، بتنكير كلمة "حَكَم"، وكأنه فرد فى مجموعة من جنسه، مع أنه سبحانه وتعالى هو الواحد الأحد، الذى ليس كمثله أحد. كما أن الله لا ينزل من رَحِم امرأة وفَرْجها ويخالط الناس ويمشى وسطهم ويأكل ويشرب ويتبول ويتبرز ويتقايأ وتصيبه الأمراض والمخاوف مثلهم حسبما تقول عقيدة القوم، ودعنا الآن من صلبه وقتله وطعنه بالرمح فى جنبه وكسر رجليه وشتمه وإهانته وصراخه من الألم والعذاب طالبا النجدة (النجدة ممن، إذا كان الله نفسه هو الذى يُضْرَب ويُقْتَل ويهان؟)، فضلا عن أن يُتَوَفَّى ويُصَلَّى عليه (يُصَلَّى"عليه" لا "له")، تعالى الله عن أن يُتَوَفَّى أو يُصَلِّىَ عليه أحد! وأخيرا فـ"المعجم الوسيط" (وغير الوسيط أيضا بطبيعة الحال) لا يعنى أن معنى "المقسط" ينحصر فى أنه اسم "من أسماء الله الحسنى" وحَسْب، بل يذكر ذلك على أنه معنى من المعانى التى تُسْتَخْدَم فيها الكلمة، وإلا فقد ورد هذا اللفظ فى القرآن عدة مرات منسوبا للبشر كما هو معروف، إذ قال عَزّ شأنه مثلا: "إن الله يحب المقسطين" (المائدة/ 42، والحجرات/ 9، والممتحنة/ 8)، إلا أن البكّاش النتّاش يسوق الكلام وكأنه لا معنى لهذا اللفظ غير ما قال.
خيبة الله مرة ثانية عليك يا زكازيكو! أتظن أن الناس كلهم كتلك البنت المسكينة التى نَجَحْتَ فى خداعها لبعض الوقت أنت والعيال أمثالك بمثل هذه الصبيانيات، والتى ألومها أشد اللوم أَنِ استطاع هذا البغل الأسترالى أن يثير شكوكها فى دينها، وهى التى تخرجت من الجامعة! لقد كان ينبغى أن تتلاعب هى به وتجعل منه مُسْخَةً لكل رائحٍ وغادٍ شأن أى واحد أو واحدة من أتباع النبى الكريم، لكن أوضاع التعليم وكسل الطلاب والطالبات قد أثمرا هذه الثمرات العطنة. ومع ذلك فقد كشف الله للفتاة المخدوعة الغطاء عن حقيقة هذا القَذِر قبل فوات الأوان وردها ردا جميلا إلى دين التوحيد، وإلا لهلكت وثنية كافرة، والعياذ بالله! أما أنتِ يا أمة محمد يا من تناشدين هذا وذاك من أمثال بغلنا الزنيم أن يتدخلوا لثَنْيه عن سبّ النبى، فلعنة الله عليك من أمة منحطة وصل بها الحال إلى هذا الدرك الأسفل من المذلة والهوان، إذ جعلتِ أعداءك الذين تستنجدين بهم يضحكون منك ملء أردانهم فى تَشَفٍّ وتلذذٍ! إن محمدا ليبرؤ من كل ذليل يهون على نفسه وعلى الآخرين، ويُطْمِع العدوَّ فيه ويعطيهم الفرصة ليضحكوا منه وعليه! أَوَمِثْل زيكو هذا يستحق أن يُنَاشَد أحد لإسكاته؟ أليس فى رِجْل البُعَداء صَرْمَةٌ قديمةٌ يقذفونه بها فى فمه المنتن؟ يا رسول الله، إنى أعتذر إليك مما فعلته هذه الأمة، وأستميحك العفو!
ولا يكتفى الكذاب بهذا، بل يضيف كذبة أخرى قائلا إن عيسى عليه السلام، طبقا لما يقول القرآن، سوف يكون شفيعا فى الدنيا والآخرة. وقد استشهد على هذه الكذبة المنتنة نتانة فمه وسوأته بقوله تعالى عن ابن مريم عليه السلام مخاطبا أمه على لسان الملائكة: "يا مريم، إن الله يبشّرك بكلمةٍ منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين ". وهذا نص كلامه: "شفيعاً فى الدنيا والآخرة: (1) سورة (آل عمران 3: 45) " اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين". (2) [ابن كثير ج1 ص 283] "وفى الدار الآخرة يشفع عند الله ... "، ثم يختم كالعادة بالسؤال التالى: "وماذا عن محمد؟ ". والملاحظ أولا أن القرآن الذى يستشهد به هذا الأفاق لم يذكر الشفاعة لعيسى بل لم يشر إليها مجرد إشارة، وكل ما قاله أنه سيكون "وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين". إنما قال ذلك ابن كثير، وهو مجرد اجتهاد من عنده لا يُلْزِمنا بشىء ما دام لم يَسُقْ لنا الحيثيات التى أقام عليها هذه الدعوى. إن فى القرآن كلاما عن ابن مريم يوم القيامة يصوره عليه السلام وهو واقف أمام ربه يسأله عما أتاه أتباعه من بعده من تأليههم له سؤال الرب للعبد الخائف الراجف الذى يعرف حدوده جيدا، فهو يسارع بالتنصل
(يُتْبَعُ)
(/)
من هذا الكفر الشنيع وممن قالوه. وحتى لو كانت له عليه السلام فى ذلك الموقف شفاعة، فما الذى فى هذه المكرمة مما يشنَّع به على محمد عليه الصلاة والسلام؟
إن محمدا عليه الصلاة السلام لهو صاحب الشفاعة العظمى حسبما نَصَّ على ذلك كثير من الأحاديث النبوية. روى البخارى عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يُحْبَس المؤمنون يوم القيامة حتى يهمّوا بذلك فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا. فيأتون آدم فيقولون: أنت آدم أبو الناس. خلقك الله بيده وأسكنك جنته وأسجد لك ملائكته وعلَّمك أسماء كل شيء. لِتَشْفَعْ لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا. قال: فيقول: لستُ هُنَاكم، قال: ويذكر خطيئته التي أصاب: أكْله من الشجرة وقد نُهِيَ عنها، ولكن ائتوا نوحا أول نبي بعثه الله إلى أهل الأرض. فيأتون نوحا فيقول: لستُ هُنَاكم، ويذكر خطيئته التي أصاب: سؤاله ربه بغير علم، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن. قال: فيأتون إبراهيم، فيقول: إني لست هُنَاكم، ويذكر ثلاث كلمات كَذَبَهُنّ، ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلَّمه وقرَّبه نَجِيًّا. قال: فيأتون موسى، فيقول: إني لستُ هُنَاكم، ويذكر خطيئته التي أصاب: قَتْله النفس، ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وروح الله وكلمته. قال: فيأتون عيسى، فيقول: لستُ هُنَاكم، ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتوني فأستأذن على ربي في داره فيؤذَن لي عليه، فإذا رأيته وقعتُ ساجدا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، فيقول: ارفع محمد، وقل يُسْمَعْ، واشفع تُشَفَّعْ، وسَلْ تُعْطَ. قال: فأرفع رأسي فأُثْنِي على ربي بثناء وتحميد يعلِّمنيه، ثم أشفع فيحدّ لي حدًّا، فأخرج فأُدْخِلهم الجنة. قال قتادة: وسمعته أيضا يقول: فأَخْرُج فأُخْرِجهم من النار وأُدْخِلهم الجنة ثم أعود الثانية فأستأذن على ربي في داره فيؤذَن لي عليه، فإذا رأيته وقعت ساجدا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقول: ارفع محمد، وقل يُسْمَعْ، واشفع تُشَفَّعْ، وسَلْ تُعْطَ. قال: فأرفع رأسي فأُثْنِي على ربي بثناء وتحميد يعلِّمنيه. قال: ثم أشفع فيحدّ لي حَدًّا فأخرج فأُدْخِلهم الجنة. قال قتادة: وسمعته يقول فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أعود الثالثة فأستأذن على ربي في داره فيؤذَن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول: ارفع محمد، وقل يُسْمَعْ، واشفع تُشَفَّعْ، وسَلْ تُعْطَه. قال: فأرفع رأسي فأُثْنِي على ربي بثناءٍ وتحميدٍ يعلّمنيه. قال: ثم أشفع فيحدّ لي حدًّا فأخرج فأُدْخِلهم الجنة. قال قتادة: وقد سمعته يقول: فأَخْرُج فأُخْرِجهم من النار وأُدْخِلهم الجنة حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن، أي وجب عليه الخلود. قال: ثم تلا هذه الآية: عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا. قال: وهذا المقام المحمود الذي وُعِدَه نبيكم صلى الله عليه وسلم"، وهو ما يدل على أنه لا شفاعة لابن مريم فى ذلك الموقف، بل ستكون الشفاعة لسيدنا محمد عليه السلام وحده من دون الأنبياء والرسل. وهذه إحدى المكرمات التى اخْتُصَّ بها سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم، وإن كان هذا لا ينال من عيسى ولا غيره من المرسلين فى شىء، فتقديم أحد الأنبياء على سائر إخوانه لا يسىء إليهم فى قليل ولا كثير، فكلهم مكرَّمون معظَّمون بفضل الله، لكنه يدل على أن صاحب التقديم قد اخْتُصَّ بمزيد من التكريم والتعظيم. وهذا هو وضع المسألة دون طنطنات ولا سخافات فارغة من تلك التى يبرع فيها أحلاس الجهل والحقد والكفر، أخسأ الله كل جاهل حاقد كفور!
أما ما نقله الكذَّاب المدلِّس عن ابن كثير فقد عبث به كعادته ليبلغ غاية فى نفسه، إذ أخذ منه ما يريد وحَذَف ما لا يريد، لكن الله لم يتركه يهنأ بتلك الغاية، إذ ذهب العبد لله إلى ابن كثير فألفيتُه يقول فى تفسير قوله تعالى عن المسيح بن مريم عليه السلام: "وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ": "أَيْ لَهُ وَجَاهَة وَمَكَانَة عِنْد اللَّه فِي الدُّنْيَا بِمَا يُوحِيه اللَّه إِلَيْهِ مِنْ الشَّرِيعَة وَيُنْزِلهُ عَلَيْهِ مِنْ الْكِتَاب وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا مَنَحَهُ اللَّه بِهِ وَفِي الدَّار الآخِرَة يَشْفَع عِنْد
(يُتْبَعُ)
(/)
اللَّه فِيمَنْ يَأْذَن لَهُ فِيهِ فَيَقْبَل مِنْهُ أُسْوَة بِإِخْوَانِهِ مِنْ أُولِي الْعَزْم صَلَوَات اللَّه وَسَلامه عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ". ومعنى هذا، لو أخذنا بتفسير ابن كثير، أن عيسى لن تكون له هنا أية ميزة استثنائية، سواء بالنسبة لرسولنا محمد خصوصا أو بالنسبة للأنبياء كلهم عموما، فالشفاعة ستكون للجميع، وليس لعيسى وحده كما أراد هذا الأُبَيْلِيس أن يوهمنا كذبًا وزورًا. بَيْدَ أن الشفاعة العظمى إنما هى من نصيب سيد الأنبياء والمرسلين كما ورد فى الحديث الآنف الذكر. أما الشفاعة النصرانية التى تكلم عنها سفر "رؤيا يوحنا" (تلك الرؤيا التى حلم بها وهو يعانى من قرصات الجوع المؤلمة المربكة للعقل فجعلت هذا الخروف يتخيل ربه خروفا مثله) فهى شفاعةٌ خِرْفانيةٌ لا يليق بالآدميين المتحضرين المثقفين أن يناقشوها، فلنتركها للخروف زيكو عابد الخروف!
ومن ادعاءاته الطفولية قوله إن عيسى قد أُصْعِد إلى السماء حيا، فماذا عن محمد؟ والجواب هو أن محمدا قد عُرِج به إلى السماوات العلا حتى بلغ سدرة المنتهى كما ذكر القرآن الذى تُحَاجِجُنا به. هذه واحدة، والثانية هى أن النص القرآنى ليس قاطع الدلالة فى موضوع صعود عيسى عليه السلام بالجسد ولا صعوده حيًّا، إذ تقول الآية الكريمة: "إذ قال الله: يا عيسى، إنى متوفيك ورافعك إلىَّ" (آل عمران/ 55). وليس فيها على سبيل القطع الذى لا تمكن المماراة فيه أنه سبحانه قد أصعده إلى السماء حيًّا بجسده. إن من المسلمين من يفهم تلك الآية كما فهمها القُمّص، لكن هناك أيضا من المسلمين من يقولون بالوفاة العادية ورِفْعَة المكانة لا الجسد. وعلى أية حال هل هناك فرق كبير بين قوله سبحانه عن السيد المسيح وبين قوله عن إدريس عليهما السلام: "واذْكُرْ فى الكتاب إدريس، إنه كان صِدِّبقًا نبيًّا* ورفعناه مَكانًا عَلِيًّا" (مريم/ 56 - 57)؟ ثم إن الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى ذكر كذلك أن إيليّا قد رفعه الله إليه أيضا بالمعنى المادى، أى أصعد جسده إلى السماء: "وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ. وَكَانَ أَلِيشَعُ يَرَى وَهُوَ يَصْرُخُ: «يَا أَبِي، يَا أَبِي، مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا». وَلَمْ يَرَهُ بَعْدُ" (ملوك 2/ 2/ 11 - 12). إننى، كما قلت من قبل، لا أبغى أبدا التقليل من شأن سيدنا عيسى عليه السلام، على الأقل لأننا نحن المسلمين نَعُدّ أنفسنا أتباعه الحقيقيين ونرى أن أولئك الذين يدّعون أنهم أتباعه قد كفروا به وضلّوا عن سواء السبيل وأشركوا بالله ما لم ينزِّل به سلطانا. كل ما هنالك أننا نحاول أن نقدم صورة منطقية ومستقيمة وصحيحة فى المقارنة بين النبيين العظيمين: محمد وعيسى عليهما السلام، صورة تُظْهِرهما فى أبعادهما الصحيحة على أساس أن عيسى هو من محمد بمثابة الأخ الأصغر: سنًّا وإنجازًا وأثرًا. وهذا كل ما هنالك. وفى النهاية نقول: فلنفترض أن عيسى قد أُصْعِد فعلا بجسده إلى السماء وأنه هو وحده الذى حدث له ذلك، فالسؤال حينئذ هو: وماذا بعد؟ وما الفائدة التى عادت على الدعوة من جراء هذا؟ لقد انحرف أتباعه أضلّ انحراف بسبب هذا الصعود وغيره وأشركوه مع الله، وهو البشر الضعيف العاجز الفانى!
ويتبقى كلام ذلك الخروف عن مسح عيسى عليه السلام من الأوزار وسؤاله المعتاد فى آخر الكلام: "وماذا عن محمد؟ "، وهذا ما قاله نَصًّا:"ممسوح من الأوزار: (أنظر حتمية الفداء ص 24): (1) [سورة مريم]. (2) [سورة آل عمران]. (3) الإمام الرازى ج3 ص 676. (4) أبى هريرة. (5) صحيح البخارى. وماذا عن محمد؟ ". وهو بإشارته إلى سُورَتَىْ "آل عمران" إنما يقصد قوله تعالى عن امرأة عمران (أم مريم عليها السلام) وإعاذتها إياها هى وذريتها عند ولادتها من الشيطان الرجيم: "فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" (آل عمران/ 36)، أما سورة "مريم" فلم أجد فيها شيئا يتعلق بالموضوع الذى نحن
(يُتْبَعُ)
(/)
بإزائه. وبالنسبة لما جاء فى "آل عمران" فليس فيه سوى أن زوجة عمران قد استعاذت لابنتها وذريتها بالله من الشيطان الرجيم، وهو ما يفعله كل مؤمن لنفسه ولأولاده. وفى تفسير الرازى: "روى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من استعاذ في اليوم عشر مرات وَكّل الله تعالى به مَلَكًا يَذُود عنه الشيطان". وفى "سنن أبى داود" عن ابن عمر أن رسول الله قال: "من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطُوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه. فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تَرَوْا أنكم قد كافأتموه".
فليس فى الآية فى حد ذاتها إذن ما يدل على أن عيسى عليه السلام كان ممسوحا وحده من الأوزار دون الأنبياء والمرسلين، وإن كنا نؤمن أنهم جميعا عليهم الصلاة السلام، كانوا من خيرة صفوة البشر، وكانت أخلاقهم من السمو والرفعة بحيث تتلاءم مع المهمة الجليلة التى انتدبهم الله لها من بين سائر البشر. ومع هذا فهناك مثلا، فى مسند ابن حنبل، حديث عن النبى عليه السلام رواه أبو هريرة يقول فيه: "ما من مولود يُولَد إلا نخسه الشيطان فيستهلّ صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه. ثم قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: وإنى أُعِيذُها بك وذريتها من الشيطان الرجيم". وفى "سنن الدارمى" عن ابن عباس أنه قال: " ليس من مولود إلا يستهلّ، واستهلاله يعصر الشيطان بطنه، فيصيح إلا عيسى ابن مريم". وليس فيه، كما هو واضح، أية إشارة إلى مسحه عليه السلام من الأوزار والخطايا، بل الكلام فيه عن نخسة الشيطان التى يبكى الطفل بسببها عند الولادة أول ما يستقبل الحياة والتى يقول الأطباء إن سببها هو استنشاقه لأول مرة الهواء استنشاقا مباشرا، فهو رد فعل بيولوجى لا مَعْدَى عنه لأى طفل. لكنْ لأن ولادة عيسى كانت ولادة غير طبيعية فلربما كان ذلك هو السبب فى أنه لم يصرخ عند نزوله من بطن أمه كما يصنع سائر الأطفال.
وأغلب الظن أن النبى عليه الصلاة والسلام قد أراد، بذلك الحديث، أن يدفع عن أخيه الصغير عيسى وأمه من طَرْفٍ خَفِىٍّ قالةَ السوء والشُّنْع التى بهتهما بها اليهود الأرجاس. إذن فليس فى القرآن ولا فى الحديث أن سيدنا عيسى عليه السلام كان ممسوحا من الأوزار والخطايا وحده دون النبيين والمرسلين أجمعين، وإن لم يَعْنِ هذا أنه كان ذا أوزار وخطايا، إذ الأنبياء والرسل كلهم هم من ذؤابة البشر خُلُقًا وفضلاً وسلوكًا لا عيسى وحده. ومع ذلك فقد قرأنا فى حديث الشفاعة العظمى كلام الرسول الأعظم عن غفران الله له هو كل ذنوبه: ما تقدم منها وما تأخر، وهو ما استحق به وبغيره تلك المرتبة العالية، وإن لم يعن هذا أيضا أنه، صلى الله عليه وسلم، كانت له ذنوب تُذْكَر، وإلا ما قال الله فيه: "وإنك لعلى خُلُقٍ عظيمٍ" أو "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عَنِتّم، حريصٌ عليكم، بالمؤمنين رؤوف رحيم" أو "إن الله وملائكته يصلّون على النبى. يا أيها الذين آمنوا، صَلُّوا عليه وسلِّموا تسليما". وقد أورد الرازى الذى يستشهد به مأفونُنا الحديثَ التالى: "ما منكم أحد إلا وله شيطان. قيل: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن الله تعالى أعانني عليه فأَسْلَم". وأظن أن هذا الحديث يضع حدا للجدال السخيف الذى فتح بابَه ذلك المأفونُ المتهالكُ العقل!
والآن إلى ما قاله الرازى فى هذا الموضوع: "ذكر المفسرون في تفسير ذلك القبول الحسن (يقصد القبول المذكور فى سورة "آل عمران" حين ابتهلت أم مريم إلى الله أن يعيذ ابنتها وذريتها من الشيطان الرجيم) وجوهًا: الوجه الأول: أنه تعالى عصمها وعصم ولدها عيسى عليه السلام من مس الشيطان. روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مولود يُولَد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهلّ صارخًا من مس الشيطان إلا مريم وابنها"، ثم قال أبو هريرة: اقرؤا إن شئتم: وِإِنّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرّيَّتَهَا مِنَ ?لشَّيْطَـ?نِ الرَّجِيمِ". طعن القاضي في هذا الخبر وقال: "إنه خَبَرُ واحدٍ على خلاف الدليل، فوجَب ردُّه، وإنما قلنا إنه على خلاف الدليل لوجوهٍ أحدُها: أن الشيطان إنما يدعو إلى الشر من يعرف الخير والشر، والصبي ليس كذلك. والثاني: أن الشيطان لو تمكن من هذا النخس لفعل أكثر من ذلك من إهلاك الصالحين وإفساد أحوالهم. والثالث: لمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
َخُصَّ بهذا الاستثناء مريمُ وعيسى عليهما السلام دون سائر الأنبياء عليهم السلام؟ الرابع: أن ذلك النخس لو وُجِد بَقِيَ أثره، ولو بقي أثره لدام الصراخ والبكاء، فلما لم يكن كذلك علمنا بطلانه". واعلم أن هذه الوجوه محتملة، وبأمثالها لا يجوز دفع الخبر، والله أعلم". ومن هذا يتبين لنا بأجلى بيان أن الكذاب لم يقطع عادته فى الكذب والتدليس، إذ لم يقل الرازى إن عيسى عليه السلام قد مُسِح من الأوزار والخطايا، بل ساق كلام المفسرين القائلين بذلك، لكن بإيجاز شديد، أما من نَفَوْا هذا فقد فصَّل كلامهم تفصيلا. ثم اكتفى بالقول بأن وجوه الاعتراض التى اعترض بها هؤلاء ليست قاطعة فى النفى، وإن كان من الممكن رغم ذلك أن تكون صحيحة. أى أنه لم يَنْفِ ولم يُثْبِتْ، بل اكتفى بإيراد الرأيين. وأقصى ما يمكن نسبته له من الرأى فى هذه القضية أن الأدلة التى احتج بها القاضى (عبد الجبار المعتزلى) لا تحسم الأمر. وهذا كل ما هنالك، فأين ما نسبه زيكو الحقير إلى ذلك المفسر الكبير؟
إننى لا أستطيع أن أهدأ كلما تذكرت أن هذا المَسْخ الغبىّ قد تمكن يوما من إضلال فتاة مسلمة من أتباع سيدنا النبى وجعلها تدق صليبا على يدها، ولولا لطف الله لهلكت البنت المتسرعة النزقة كافرةً فاستحقت لعنة الدنيا وجحيم الآخرة! أمعقول يا بنيتى يا خريجة الجامعة أن يستطيع هذا البهيمة الجهول أن يضحك عليك؟ فأين عقلك يا بنت الحلال؟ وأين اعتزازك بانتسابك لسيد النبيين والمرسلين؟ كيف بالله عليك ظننتِ أن مثل هذا الوغد السافل يمكن أن يكون على حق؟ أهذه سَحْنة إنسان صادق؟ أهذا صوت واحد من بنى آدم المخلصين؟ إنه ليس إلا أُبَيْلِيسا حقيرا لا عقل عنده ولا علم، أُبَيْلِيس لا يصلح فى دنيا الشيطنة إلا لـ"لَمّ السَّبَارِس" من تحت أرجل الشياطين الجالسين على المقاهى مثلما كنت أرى بعض الأطفال فى صباى بمقاهى طنطا يفعلون، وهذا إن كان فى دنيا الشياطين مقاهٍ وسَبَارِس. وأرجو أن أكون قد أعذرتُ إلى الله إذ ضيعتُ بعضًا من وقتى فى فضح جهله وغبائه، ولا داعى للحديث عن أسلوبه القبيح القمىء مثله، وكل ذلك من أجل أن قصتكِ قد آلمتنى، إذ كان السؤال ومازال: كيف يرضى مسلم من أتباع سيد النبيين والمرسلين أن يلوث عقله بالعقائد التى يعتقدها مثل ذلك الحمار السفيه الذى يصيح كالملدوغ: "الرسول النكّاح"، على حين تتلوَّى استه المنتنة شَبَقًا إلى من يطعنها حتى تهدأ، لا أهدأها الله ولا أراح صاحبها أبدا، وجعل ذلك الحمار، يعيش حياته كلها على نار، ويوم القيامة يزيد استه المنتنة (لأنه هو وأمثاله لا يستنجون ولا يعرفون للطهارة معنى)، يوم القيامة يزيد الله استه المنتنة نارا وأُوَارًا واستعارًا واحمرارًا؟! أتقول يا أيها الحمار: "الرسول النكاح"؟ وماذا فى ذلك؟ الدور والباقى عليك يا أيها "القُمّص المنكوح، صاحب الدبر المقروح"! ولعل القراء الآن يستطيعون أن يفسروا سر تقلقل ذلك النجس أثناء كلامه فى التلفاز وعدم استقراره فى جلسته على حال. السر كله لا فى شويبس كما كان يقول المرحوم حسن عابدين، بل فى دبر القُمّص المنتن، عليه وعلى دبره اللعنات! لقد دخل زيكو بدبره التاريخ، وأصبح دبره أشهر دبر فى العالم! وكما أنهم يقولون: "بعوضة النمرود، وعصا موسى، وبقرة بنى إسرائيل، وهدهد سليمان، وخُفّا حُنَيْن، وفيل أبرهة، وبخلاء الجاحظ، وذهب المعزّ وسَيْفه، ومعطف جوجول، وكرمة ابن هانئ، ودعاء الكروان، وبيضة الديك، ومعزة حسن أبى على، وبقرة حاحا، وصندوق أبى لمعة"، فإننا بدورنا نقول: "دبر زيكو"!
وفى النهاية أحب أن أنبه القراء الأفاضل إلى أن الأناجيل تخلو تماما من الإشارة (مجرد الإشارة) إلى الثالوث والتثليث والأقانيم الثلاثة التى يصدِّع بها الأغرارُ الحمقى أمخاخَنا، والتى يقوم دينهم المرقع على أساسها. وليس لهذا من معنى إلا أن تلك العقيدة الوثنية لم تظهر إلى الوجود، فيما يخص النصرانية، إلا بعد المسيح وكتابة الأناجيل. أى أنها لم تكن يوما من العقيدة التى جاء بها السيد المسيح عليه السلام وأنها إنما اختُرِعَتْ بأُخَرة. ليس هذا فحسب، بل إنه ما من نبى من قبل عيسى أو من بعده قد جاء بشىء من هذا الكفر: لا من أنبياء بنى إسرائيل ولا من سواهم. فلماذا يريد المعاتيه البلهاء أن نصدق بهذا الضلال؟ وما الذى يجرِّئهم كل
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الجراءة ونحن الآن فى القرن الواحد والعشرين؟ إن مكان أولئك المتاعيس هو متحف التاريخ الطبيعى الخاص بالكائنات المنقرضة كالديناصورات وأشباهها مما غبر على اختفائه ملايين السنين، بحيث يكون تعليق كل من يرى بقاياهم هم وعقيدتهم أن يقول وهو فاغر فاه من الدهشة: ياه! تصوروا! لقد كان هناك قبل كذا مليون سنة ناسٌ متخلفون بلهاء كانوا يؤمنون بأن الله قد تجسّد وأنجب ولدًا (حيلة أبيه وأمه)، ثم سرعان ما أماته على الصليب! يا له من إله مخلول العقل! مسكين! عنده شعرة: ساعة تروح، وساعة تجىء! شفاه الله!
وبهذا نكون قد فرغنا من تفنيد سخافات زيكو فى المقارنة بين محمد وعيسى عليهما السلام، ونقيم نحن مقارنتنا بين النبيين الكريمين، ولكن على أسس منطقية وتاريخية وحضارية سليمة: فالتوحيد الذى نادى به محمد بقى كما هو، والحمد لله، رغم مرور أربعة عشر قرنا من الزمان على رحيل سيد الأنبياء عن الدنيا، ورغم كل الدواهى والمصائب التى نزلت على يافوخ المسلمين، ورغم المؤامرات التى حاكها وما زال يحيكها الصليبيون والصهاينة ضدهم وضد دينهم، بخلاف أتباع عيسى عليه السلام الذين سرعان ما عبثت أيديهم بما أتاهم به من التوحيد النقى واستبدلوا به وثنية بشرية. كذلك فتلاميذ عيسى قد تركوه عند أول تجربة حقيقية وهربوا ناجين بجلدهم حين جاء جند الرومان للقبض عليه حسبما تقول الأناجيل المزيفة، رغم أنه قد أنبأهم بأنهم سوف يفرّون ويخلّفونه وحيدا فى يد الأعداء ورغم تأكيدهم مع ذلك أنهم لن يفعلوا. بل إن بطرس قد أنكر معرفته إياه وأقسم بالله إنه لا صلة له به على الإطلاق. أما صحابة محمد فكانوا يفدّون نبيهم بالنفس والنفيس. وقد ترَّسُوا عليه مثلا فى غزوة أُحُد وتَلَقَّوْا عنه السهام بظهورهم، ولولا ذلك لكان من الممكن أن تصل إليه يد الكفار بالأذى الشنيع، إذ كانوا حريصين أشد الحرص على قتله آنذاك! كما أن رسالة محمد هى رسالة عالمية، على عكس رسالة عيسى التى كانت خاصة ببنى إسرائيل. ليس ذلك فقط، بل إن دعوة عيسى عليه السلام كما تصورها لنا السِّيَر التى كتبها بعض من يدَّعون الانتساب إليه (وهى المسماة بـ"الأناجيل") ليست أكثر من مواعظ خلقية تسودها التشنجات المثالية التى لا يمكن نجاحها فى دنيا البشر، أما رسالة محمد فرسالة شاملة، إذ هى رسالة عقيدية خلقية اجتماعية اقتصادية سياسية ثقافية. بعبارة أخرى هى رسالة حضارية تغطى جميع جوانب الحياة. ومرة ثانية لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن محمدا قد وضع رسالته موضع التنفيذ والتطبيق ونجح فى ذلك نجاحا مذهلا لم يحدث من قبل ولا من بعد، وكانت ثمرة ذلك أن أنهض الله على يديه المباركتين أمة العرب من العدم فحلّقت فى الذُّرَى العالية وأضحت سيدة العالم لقرون طوال. ومثال أو مثالان هنا يغنياننا عن ضرب غيرهما، فإن أمة لم تبلغ فى تجنب الخمر ما بلغته العرب بفضل دعوة محمد وإيمانها بدعوة محمد، أما أمم النصرانية فالخمر جزء لا يتجزأ من حياتها. كما أن الرهبانية التى ابتدعها مدَّعو التمسك بدينه والتى حذّرنا منها رسول الفطرة النقية المستقيمة قد جرّتْ وراءها انحرافات جنسية خطيرة ومستطيرة، ليس أكبرها الاعتداء على الغلمان والنساء حتى فى أقدس الأماكن عندهم، فضلا عن العلاقات غير الشرعية بين الرهبان والراهبات، وكذلك المُلاَوَطَة بين الأولين، والمُسَاحَقة بين الأخيرات. وهذان مثالان اثنان لا غير على النجاح الخارق الذى أحرزته دعوة رسولنا الكريم والذى لم تستطعه دعوة أى نبى أو مصلح آخر على مدار التاريخ البشرى كله. أما دعوة عيسى عليه السلام حسبما نطالعها فيما يسمى بـ"الأناجيل" فلم تطبَّق ولو ليوم واحد. إننا طول الوقت إزاء جماعة من المرضى والممسوسين والعُرْج والبُرْص والعُمْى يفدون على السيد المسيح طلبًا للبركة والشفاء، مع بعض المواعظ المشجية، وكان الله يحب المحسنين. ومرة ثالثة لا ينتهى الأمر هنا، ذلك أن عيسى، كما نقرأ فى الأناجيل المزيفة، لم يأت إلى قومه بشريعة، ودعنا من نقضه الشريعة الموسوية رغم أنه قد أكد أنه لم يأت لينقض الناموس، بل ليكمله. ثم جاء بولس فأتى على البقية الضئيلة من تلك الشريعة. يعنى بالعربى: "جاء بدرفها"! ومرة رابعة (أو خامسة، لا أدرى) لا تنتهى المسألة عند هذا الحد، إذ لو نظرنا إلى الموضوع من الزاوية
(يُتْبَعُ)
(/)
الشخصية لوجدنا أن هناك فرقا بين محمد وعيسى كبيرا: فمحمد كان يعيش حياته كاملة فتزوج وأنجب ذرية، أما عيسى فلم يمارس هذا الجانب من جوانب شخصيته. وقد كان محمد خير زوج وأب عرفته الأرض، أما عيسى فلا شك أن حياته لم تعرف هذا الشىء، وإن كنا لا نقف أمامه طويلا ولا نستطيع أن ندلى برأينا فى السبب الذى من أجله لم يقيَّض له عليه السلام أن يتزوج وينجب كما يفعل الرجال فى الظروف المعتادة، إلا أننا نستنكر بشدة ما يتهمه به بعض الملاحدة الغربيين المجرمين من أنه عليه السلام كانت له علاقات منحرفة بهذه أو بذاك من أتباعه. أستغفر الله العظيم من هذا الرجس النجس الذى يراد به تلويث عِرْضِ واحدٍ من أطهر الرسل الكرام. وأخيرا وليس آخرا: أين يا ترى ذهب الإنجيل الذى بشر به السيد المسيح؟ إن الذى معنا الآن إنما هو مجموعة من السِّيَر التى كتبها بعض المنتسبين لدينه بعد وفاته بعشرات السنين ودون أن يلتزموا فيها بأى منهج، إذ كل ما اعتمدوا عليه هو الأقاويل التى سمعوها من هنا وههنا وأوردوها بعَبَلها وعُجَرها وبُجَرها دون تمحيص. وهذه السِّيَر ليست هى السِّيَر الوحيدة التى وصلتنا، بل هناك سِيَرٌ أخرى أهملتها الكنيسة وأخذت بهذه، ولا أحد يعرف السبب الذى على أساسه تمت هذه التفرقة! أما القرآن الذى نزل على قلب محمد فباقٍ كما هو لم يتغير فيه شىء. بهذه الطريقة يمكننا أن نعرف الفرق الحقيقى بين محمد وعيسى عليهما السلام. وإنى لأشبِّههما، كما قلت، بأخوين: أخٍ أكبر (هو محمد)، وأخٍ أصغر (هو عيسى)، عليهما وعلى جميع الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه!
يم وبحمد الله تعالى
---------
أنا الان اعكف على كتابة كتاب يرد على تخاريف هذا المشلوح زكريا بطرس عن حلقات (أيمانيات) وسوف اسردها اليكم باذن الله تعالى على حلقات حتى يتم التعريف هؤلاء الانجاس عباد (الصليب) واتباع الشيطان الاكبر وملكهم (المسيخ الدجال)
الكاتب: خالد كروم
عضوه هيئة عليا فى حزب الغد المصرى (د. أيمن نور)
وأمين الحزب عن دائرة بولاق أبوالعلاه (وسط القاهرة)
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم(/)
إخواني من ياتيني بمصدر هاتين الجملتين لأحمد أمين وابوالحسن الندوي من كتبهما
ـ[باخريصة]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 11:45]ـ
(ربما أخذ عليهم أنهم في سيرهم هذا وراء السلطان العقلي قد نقلوا الدين إلى مجموعة من القضايا العقلية والبراهين المنطقية، وهذا النهج إذا صح أن يقتصر عليه في الفلسفة فلا يصح أن يقتصر عليه في الدين لأن الدين يتطلب شعوراً حياً أكثر مما يتطلب قواعد منطقية، فالدين ليس كالمسائل الرياضية ولا كالنظريات الهندسية تطلب من العقل حلها وفي ذلك كل الفناء بل الدين أكثر من ذلك يتطلب شعوراً يدعو إلى العمل وحرارة إيمان تبعث على التقوى) ()، أما الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله فيقول (لقد كان هذا الاتجاه العقلي الذي تزعمه المعتزلة والذي كان يقوم على تمجيد العقل وتأليهه وإخضاع النظام الديني بما فيه من عقائد وحقائق، بل إخضاع الذات والصفات والأفعال الإلهية له وعلى قياس الغائب على الشاهد اتجاها خطراً على الإسلام، وفتح باب فساد عظيم في المجتمع الإسلامي) ().
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 11:54]ـ
اخي با خريصة اما الندوي فانا متاكد اني قرات له هذه الكلمات او ما يشبهها قبل ايام في كتب جديده اشتريتها له وان شاء الله اليوم باذن الله ان لم انسى اتيتك بالمصدر
ـ[باخريصة]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 09:32]ـ
أخي بارك الله فيك أرجوا التعجيل فلا زلت أبحث عن عزو هاتين الجملتين
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 08:13]ـ
اخي باخريصة للاسف ان ما قراته كان كلام يشبه هذا الكلام وليس هو
ارجوا ان تقبل اعتذاري واسف على التأخر في الرد(/)
أريد من الإخوة الكرام أن يجيبوني عن هذه الأسئلة فضلاً لا أمراً
ـ[السرخسي المصري]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 04:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد من الإخوة الكرام أن يجيبوني عن هذه الأسئلة فضلاً لا أمراً
س- هل للإمام الطحاوي كتباً في الفقه غير شرح معاني الآثار؟
س-الحاكم الشهيد الذي شرح له السرخسي (المبسوط) هل من معلومات عنه وأين اجد ترجمته وكيف أبحث عنه في سير أعلام النبلاء إن كان موجوداً فيه؟
جزاكم الله خيراً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 06:57]ـ
بالنسبة للإمام الطحاوي؛ فنعم له كتب فقهية، هي:
1) اختلاف العلماء، ويقال: إختلاف الفقهاء. ولم يتمه.
2) الشروط الكبير.
3) الشروط الصغير.
4) المختصر الكبير.
5) المختصر الصغير.
6) شرح الجامع الكبير لمحمد بن الحسن.
7) شرح الجامع الصغير.
8) كتاب المحاضر والسجلات.
وبالنسبة للحاكم الشهيد فانظر عنه في:
1) الجواهر المضيئة 2/ 112.
2) الفوائد البهية 185.
3) كشف الظنون 2/ 1378.
4) الأعلام للزركلي 7/ 19.
ـ[السرخسي المصري]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 11:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
دعوة لمدارسة إرشاد الفحول على الغرفة الصوتيه الخاصة بمجالس النعماني
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 05:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه دعوة من إخوانكم في مجالس النعماني
لدراسة إرشاد الفحول للشوكاني
في كل اثنين الساعة (00: 11 م) بتوقيت القاهرة
على الغرفة الصوتيه الخاصة بمجالس النعماني
http://www.majales-alno3many.com/talk/showthread.php?p=6547#post6547
شرح كيفية الدخول على الغرفة
http://www.alnomany.com/Library/play.php?catsmktba=1181
الدخول على الغرفة
http://r26ea6e92.foxarab.com.roomsser ver.net/?p=0(/)
أين كلام أهل العلم في مسألة صلاة الإمام في نفس الصف الأول؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 07:32]ـ
أين كلام أهل العلم في مسألة صلاة الإمام في نفس الصف الأول وحكم تقدمه قليلا عن المأمومين لضيق المكان
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 11:42]ـ
قرأت في (فتح الباري) لابن حجر رحمه الله قوله: والأصل في الإمام أن يكون متقدما على المأمومين؛ إلا إن ضاق المكان، أو لم يكن إلا مأموما واحد. فانظره فيه
ومثله قال الزرقاني في (شرح الموطأ): والأصل في الإمام أن يتقدم على المأموم إلا لضيق المكان. فانظره أيضا فيه
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 11:52]ـ
تذنيب
ومما ألحق به العلماء عذر ضيق المكان للإمام، أيضا قالوا:
ولو كان بحيث لو تقدم الإمام سجد على نحو تراب يشوه خلقته، أو يفسد ثيابه، أو يضحك عليه الناس.
وانظر إجمالا:
روضة الطالبين للنووي (كتاب الصلاة).
وفتح الوهاب لزكريا الأنصاري.
وأسنى المطالب في شرح روض الطالب.
وشروح حديث إستئذان علقمة والأسود على عبد الله بن مسعود.
ـ[عبدالله]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 04:51]ـ
جزاك الله خيرا
لأن عندنا في مسجدنا إمام يتقدم قليلا فقيل له يجب تسوية الصف الأول و لا يجوز لك التقدم لأنك في نفس الصف!!!
لكنهم أنكروا بدون دليل!!!! بمجرد رأيهم!!!!!
هل عندكم مزيد(/)
طلب افادة
ـ[الرميساء]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 08:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم سبق ان طرحت هدا السؤال في منتدى (اللغة العربية وعلومها) لكن لم اجد مايشبع فضولي حوله.فهلا تفضلتم علي ببعض وقتكم واهتمامكم بارك الله فيكم. الا يحتمل مصطلح"عقل"في اللغة معنى الدية اي الدية الشرعية للقصاص كما تدل على الفهم والادراك في قوله (ص) (المرأة ناقصة عقل ودين) بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 09:43]ـ
أختي الفاضلة
قد أتى تفسير هذه اللفظة من كلام رسول الله نفسه من خلال الحديث؛ حيث قال لما سئل عن بيان كيفية نقصان عقلها؛ قال: "أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل". قلن: بلى. قال: "فذلك من نقصان عقلها".
وانظري إلى قوله: "من" فهي تبعيضية هنا، أي: هذا من بعض أمثلة نقصان عقلها.
والمراد بالعقل هنا: هو كمال العقل. وقوله: "من نقصان عقلها" أي: علامة نقصانه.
على أن مراده صلى الله عليه وسلم هنا ليس ازدراء بالنساء كما يفهم بل هو كما قال الإمام المازري: فيه تنبيه على ما وراءه، وهو ما نبه الله تعالى عليه في كتابه بقوله: {ان تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى}، أي: إنهن قليلات الضبط.
قال: وقد اختلف الناس في العقل ما هو؟: فقيل: هو العلم. وقيل: بعض العلوم الضرورية. وقيل: قوة يميز بها بين حقائق المعلومات.
قال النووي: والإختلاف في حقيقة العقل وأقسامه كثير معروف.
ثم العقل في اللغة ضد الحمق، قال الأصمعي: هو مصدر عقل الإنسان يعقل. وقال ابن دريد: اشتق من عقال الناقة؛ لأنه يعقل صاحبه عن الجهل، أي: يحبسه. ولهذا قيل: عقل الدواء بطنه، أي: أمسكه.
وفي (العين): عقلت بعد الصبا، أي: عرفت بعد الخطأ الذي كنت فيه. واللغة الغالبة: عقل.
وقالوا: عقل يعقل؛ مثل حكم يحكم؛ الذي يحبس نفسه ويردها عن هواها، أخذاً من قولهم: أعتقل لسانه إذا حبس ومنع من الكلام.
والعقل من المصادر المجموعة من غير أن تختلف أنواعها. وقال أبو علي: العقل والحجى والنهي كلها متقاربة المعاني. وعن الأصمعي: هو الإمساك عن القبيح وقصر النفس وحبسها على الحسن.
وقالوا عاقل وعقلاء؛ وهو الحلم واللب والحجر والعظم والمحت والمرجح والجول والخوف والذهن والهرمان والحصاة.
وفي (المحكم): وجمعه عقول.
وإنما سمي العقل عقلاً من قولهم: ظبي عاقل إذا امتنع في أعلى الجبل، يسمى هذا به لأنه في أعلى الجسد بمنزلة الذي في أعلى الجبل.
وقيل: العاقل الجامع لأموره برأيه، مأخوذ من قولهم: عقلت الفرس إذا جمعت قوائمه.
قال العيني: وحكى ابن التين عن بعضهم: أن المراد من العقل الدية؛ لأن ديتها على النصف من دية الرجل. قلت: ظاهر الحديث يأباه.
أما العقل الآخر الذي تتكلمين عنه فهو غير هذا، وليس هو يشمله أصلا، قال ابن الأثير في باب (العاقلة):
قد تكرر في الحديث ذكر: العقل والعقول والعاقلة. أما العقل: فهو الدية، وأصله أن القاتل كان إذا قتل قتيلا جمع الدية من الإبل فعقلها بفناء أولياء المقتول، أي: شدها في عقلها ليسلمها إليهم ويقبضوها منه، فسميت الدية عقلا بالمصدر، يقال: عقل البعير يعقله عقلا. وجمعها: عقول.
وكان أصل الدية الإبل، ثم قومت بعد ذلك بالذهب والفضة والبقر والغنم وغيرها.
والعاقلة هي العصبة والأقارب من قبل الأب الذين يعطون دية قتيل الخطأ، وهي صفة جماعة عاقلة، وأصلها اسم فاعلة من العقل وهي من الصفات الغالبة. ومنه الحديث "الدية على العاقلة".
وأخذ يسرد الأحاديث الواردة في هذا المعنى ولم يذكر منها حديث نقص عقل المرأة المشار إليه.
فعليه أخيتي هناك فرق بين واضح بينهما، فلا يتداخلان ولا يرادان.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 09:44]ـ
وانظري أخيتي لزاما (لسان العرب) مادة (عقل)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 11:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم سبق ان طرحت هدا السؤال في منتدى (اللغة العربية وعلومها) لكن لم اجد مايشبع فضولي حوله.فهلا تفضلتم علي ببعض وقتكم واهتمامكم بارك الله فيكم. الا يحتمل مصطلح"عقل"في اللغة معنى الدية اي الدية الشرعية للقصاص كما تدل على الفهم والادراك في قوله (ص) (المرأة ناقصة عقل ودين) بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
بارك الله فيك نعم يراد به كل الأمرين من حيث اللغة.
ـ[الرميساء]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 12:49]ـ
جزاك الله خيرا استاذي الفاضل على جهدك المحمود بما أوليت به سؤالي من اهتمام بالغ وعلم زاخر وصدر رحب. جعلك الله من ورثة الانبياء أنت ومن حمل معك علم اظهار الحق وازهاق الباطل آمين. لكن اصدقك القول بقي في النفس شئ من مقصد النبي (ص) في الحديث. ومازاد استغرابي فيما ذكره العلماء الاجلاء من استدلالهم بحديث (أليس شهادة الرأة مثل نصف شهادة الرجل .... ) على عدم كفاءة المرأة وقلة ضبظها وغلبة عاطفتها على عقلها ..... والنبي ((ص) قد استشار ام سلمة بعد توقيع صلح الحديبية واشتكى لها رفض الصحابةأمره بالحلق والتقصير للتحلل من الاحرام فأشارت عليه بأن يحلق وينحر ... وعمل النبي (ص) بقولها وكان خيراماأشارت به.لو كان عقل المرأة بهذا الضعف وقلة الضبط هل كان النبي (ص) سيعمل برأيها في هذا الامر الهام والحساس في تسيير شؤون المسلمين وحل خلافهم.وهل كان النبي (ص) سيقول (خذوا نصف دينكم عن تلك الحميراء) و (عائشة) وهو يعلم أنها قليلةالضبظ ضعيفة الحفظ. وقد ولاهامهمة تبليغ نصف المصدر الثاني للتشريع (الا وهو السنة) وهل كان السلف سيأخدون الحديث من نساء وردت أسماؤهن في سلسلة مشايخهم وشهدوا لهن بالتقة وهي رتبة لاتعطى لأهل الحديثا الا لمن علا شأنه في الامر وتبت عنه الضبظ والحفظ ........ الاترى معي استاذي الفاضل ضرورة اعادة قراءة فهوم السلف من العلماء الاجلاء السابقين وقياسها بالعقل دون خروج عن مقاصد الشرع. ولقدطرح علي هذا السؤال مرات عديدةمن مناصري العلمانية عندنا والحاملين شعار"الاسلام حط من شأن المرأة والغرب أعاده لها"وغير ذلك كثير كثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 01:08]ـ
أولا: بوركت أخيتي على غيرتك
ثانيا: صدقيني أنك فقط فهمت الحديث على غير وجهه. بغض النظر عمن نال من المرأة وسفه بها؛ فهذا لا يقاس به ولا عليه.
ثالثا: حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيتها الفاضلة أن يصدر منه ما قد يفهم منه تجريح المرأة أو إذلالها، أو محاولة تهميشها أو تهميش دورها في الحياة.
والله مات صلى الله عليه وسلم وما زالت ذكرى أم المؤمنين خديجة تلاحقه وتلازمه لم ينسها.
كم من إمرأة فاقت عشرات الرجال، بل ورجح عقلها على عقلهم.
ليس المراد هذا وربي، ولكن فقط فهم بيسط للموضوع ويحل الإشكال بإذن الله تعالى.
حاصل الأمر بإختصار شديد، حفظك الله، أن فسيولوجية خلقة المرأة مختلفة عن فسيولوجية خلقة الرجل، فلذلك الأمور العاطفية، أو الإنهيارات العصبية يكون أثرها الرجعي على المرأة أكبر وأكثر _ طبعا في الغالب هذا _ ويكون العضو المتأثر بهذا الأثر الرجعي هو (العقل)، وتأثره هنا على نوعين:
1_ نسيان. 2_ شبه جنون. وليس قصدي الجنون المرضي المعروف، إنما التصرفات الطائشة التي لا تميزها ولا تعرف عاقبتها.
هذا الأمر عرفه صلى الله عليه وسلم قبل أن يعرفه أي طبيب، فمن خلاله بين أن المرأة خلقت أصلا هكذا، فهي فطرتها وتركيبتها، وعليه فستكون أحكامها أيضا خاصة مختلفة عن الرجل. وغالبا هي على النصف منه.
فلذلك قال العلماء: نقص العقل هنا نقص كمال. فلا يلزم منه أن تكون المرأة غبية لا نفع فيها، أبدا هذا غير صحيح، فكم مشورة خرجت من إمرأة قد أصابت الهدف.
فلذلك قال تعالى لما عرف سبحانه بحكم كونه الخالق لها: {أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى}. قال العلماء: أي إنهن قليلات الضبط. وذلك بحكم إنشغالها وعدم صفاء ذهنها لكثرة أشغالها واهتماماتها البيتية والعملية.
هذا بإختصار ما أردت بيانه، فلعله قد أتى على المقصود(/)
مصاب بالوسواس القهري برجاء المساعدة
ـ[مبتلى]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 09:12]ـ
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصبت بمرض الوسواس القهري والحمد لله على كل حال
والمشكلة الكبرى لدي الأن هي في غسل الجنابة، حيث إنني دائماً أشك في صحة الغسل، وعندما ارجع إلى كتب الفقه القديمة لا اجد بها ما أستطيع دفع الوسواس عن نفسي به، خاصة وأننا في هذه الأيام نغتسل بأدوات مختلفة عما كانوا يفعلونه قديما، لذا أرجو من فضيلتكم التكرم بالإجابة على الأسئلة أدناه بما يتوافق مع طريقة الغسل الحديثة والتي تكون باستخدام الدوش عل ذلك يكون سبباً في دفع الوسواس عني وعن أمثالي ممن ابتلوا بهذا المرض
1 - عند الاغتسال هل يشترط أن أقوم بإدخال الماء داخل الأذن وهل يكفي في غسل الأذن إمرار الأصبع وهي مبتلة بالماء على غضاريفها الخارجية فقط
2 - قرأت أنه يجب أن يصل الماء إلى ما بين الإليتين في الغسل مع أن ذلك لم يرد في نص حديث النبي صلى الله عليه وسلم الوارد فيه صفة الغسل، فكيف أقوم بذلك وانا مطمئن إلى وصول الماء إلى هذه المنطقة أثناء الاغتسال باستخدام الدوش وهل يجب إيصال الماء إلى فتحة الشرج، حيث إنني أحيانا ومع الوسواس أضطر إلى استخدام الشطاف الخارجي ويكون اندفاع الماء فيه شديد جدا مما قد يؤدي إلى الأذي الصحي بما أنني أبالغ في الغسل به من جراء الوسواس
3 - هل يجب أن أقوم بتخليل شعر الرأس واللحية في الغسل وكذلك أصابع اليدين والقدمين وكيف يحصل هذا التخليل الذي يمكن أن أطمئن إلى انه وصل الماء إلى أصول الشعر به
4 - عند غسل الذكر وهو يكون بالطبع في حالة ارتخاء هل يجب دلكه او شده أم يكفي أن أقوم بتوجيه الدش إليه مثلا مع عدم الدلك أو مسه، مع العلم باني أكون قد أزلت الأذي قبل ذلك من عليه
5 - هل يجوز لدفع الوسواس أن أقوم بغسل رأسي مثلا أو أي عضو بالصابون أولا ثم إفاضة الماء عليه بعد ذلك حتى يكون ذهاب الصابون دليلا لنفسي على التأكد من وصول الماء إلى العضو، هل يكون الغسل صحيحا ومجزئا إذا قمت به بهذه الكيفية
6 - قرأت كثيرا وعلى أكثر من موقع أن العلاج الناجح للوسواس هو اللهو عنه وعدم الالتفات إليه، ولكني أجد في نفسي حرجاً شديدا وخوفا كبيرا إذا اعتراني الشك أثناء أو بعد الغسل من أنني إذا لهوت عن ذلك يكون ذلك تقصير مني وبالتالي لا تصح العبادة بذلك وما يترتب عليها من صلاة مثلا، فهل يجوز ألا ألتفت إلى ما في نفسي من هذا الشك مهما كانت قوته وحجمه وتكون العبادة صحيحة ومجزئة مع ذلك، علماً بأني قد أتعمد التجاهل لدفع الوسواس فهل لا يعد ذلك تقصيرا تبطل العبادة به، ولو فرض انه بالفعل كانت هناك جزئية لم يصل الماء إليها فهل يحاسب الله العبد على ذلك أم تكون عبادته صحيحة
جزاكم الله خير الجزاء وجعلكم ممن يفرجون كربات المسلمين
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 09:54]ـ
أخي العزيز الفاضل
أولا: شافاك الله وعافاك آمين، وطمأن بالك وأراح أعصابك.
ثانيا: ما خاب من دعى الله سبحانه وتوجه إليه، فلن يرد يديك صفرا بإذنه، ولكن اصبر ولا تستعجل وأبشر فإن الله يقول {أدعوني أستجب لكم}.
ثالثا: لا تشغل نفسك بالتفكير الحاضر للشيء المراد فعله، أو الشيء الذي قد شرعت به، وحاول إمضاءه بدون إلتفات إليه متى ما فعلته وطبقته على الصواب إبتداء، فإن هذا من الشيطان يريد عليك إفساد عبادتك حتى تمل فتتركها بالكلية.
رابعا: لا تعطي للشيطان فرصة في هذا، فهذا مبتغاه ومراده من أذيتك، فادحره وجعله يخنس، بالتعوذ والذكر والدعاء، وصرف البال والخاطر كما قلت لك إلى أمر آخر ليس له علاقة بما تقوم به.
خامسا: أخي الفاضل لتعلم أن الغسل يكفي فيه حتى أريحك وترتاح إفاضة الماء على الجسد كله مباشرة ولو لم يحصل تدليك أو فرك أو إدخال أصابع أو أو أو الخ. فدين الله يسير.
دع عنك القلق والتفكير والهواجس والوساوس، وعش حياتك طبيعية فغيرك يريدك ويحبك ويضيقه أن يراك هكذا.
ـ[مبتلى]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 10:14]ـ
أخي الكريم السكران التميمي
جزاك الله خيرا وبارك فيك على سرعة استجابتك
(يُتْبَعُ)
(/)
المشكلة يا أخي أنني عندما أقرأ في كتب الفقه أجدهم يشترطون أشياء كثيرة مثل التخليل والتأكد من وصول الماء للبشرة تحت الشعر والتأكد من وصول الماء للسرة وبين الإليتين وغير ذلك، وأن من لم يفعل ذلك فغسله باطل ولا تصح معه العبادة، وأنا والحمد لله على كل حال مصاب بهذا المرض منذ ست سنوات تقريبا، وأقوم بالعلاج عند طبيب نفسي مسلم عدل إن شاء الله، والرجل نصحني كثيرا مع العلاج طبعا بعدم الالتفات إلى هذه الأقوال وأنه يكفيني مثل ما قلت أنت، لكن ولأن لي حظاً قليلاً من طلب العلم ومطالعة كتب السلف فإنني عندما أقرأ هذا الكلام وهذه الاشتراطات تزداد حالتي سوءاً، وعندما أسال المشايخ لا يزيدون على نقل مثل هذا الكلام الموجود في كتب السلف، وأنا ولله الحمد أجل علمائنا كلهم لكني أرى لهم كلاماً يصعب إن لم يكن يستحيل قبوله والعمل به، فما معني أنني يجب أجعل الماء يصل إلى البشرة تحت الشعر كيف يمكنني أن أعلم هذا؟ كيف يمكن التأكد من هذا؟ كيف تكون السرة وهى غائرة، وكذلك ما بين الإليتين، وداخل الإذن من ظاهر الجسد؟ ما أفهمه أن الظاهر يمكنني أن أراه، وهذه الأشياء لا ترى فكيف تكون لها حكم الظاهر
في الحديث الذي فيه صفة غسل النبي صلى الله عليه وسلم لما لم يذكر هذا الكلام، لقد اهتم الرواة بذكر دلكه ليده بالحائط، وأنه دعا بشئ نحو الحلاب، وأنه عرض عليه المنديل فرفضه، امور دقيقة ولا دخل لها بصحة الغسل ومع ذلك ذكرت في نص الحديث، بينما لم يذكر أنه أدخل الماء إلى سرته، أو أنه خلل شعر الحاجبين، أو أنه أوصل الماء إلى مابين إليتيه، أو أنه أدخل الماء إلى أذنه وتتبع غضاريفها الداخلية بيده، وكلها اشتراطات موجودة في كتب الفقه ومن لم يفعلها يصبح غسله باطلاً والعبادة بعده غير صحيحة
كل هذه الأشياء للأسف الشديد ساهمت بشكل كبير جدا في تدهور حالتي، وفي جعل الدواء أقل فاعلية، وللأسف كذلك بسؤال المشايخ لا يفيدونك في هذه الأمور بأكثر من هذا، وإن عرضت عليهم ما ذكرت آنفاً يقولون أن هذا مفهوم من الحديث، وأن هذا ما يلزمه الكلام، وهم أيضاً كذلك يخالفون هذا الأصل في مسائل مختلفة
فالحقيقة لا أدري ما الحق وأين هو، وحالتي والحمد لله على كل حال تسوء يوما بعد يوم، وأنا لا اريد أن أتبع الهواي الشخصي بل أريد اتباع العلماء
لذا فرأيت أن أضع هذا الموضوع هنا في هذا المنتدى الطيب عل الأخوة يستطيعون مساعدتي، وعلهم كذلك يستطيعون أن ينقلوا لي كلاماً من أهل العلم يساعدني على ما أنا فيه
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 10:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم شفاه الله وعافاه
لا تشدد على نفسك بالجزئيات، ولا تكثر من النظر المجهري في الأمور التي لا تتطلب ذلكـ فديننا الحنيف لا يطالبنا بالتشدد أو التنطع، وسدد وقارب، وأكثر من الدعاء والتبتل للمولى جل وعلا، واسترق بالقرآن الكريم والمأثور عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والله أسأل أن يمن عليك بالشفاء التام العاجل، وأن يجعل ما أصابك تكفيراً لذنوبك ورفعاً لقدرك، وفي أمان الله وحفظه ورعايته أتركك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 11:18]ـ
المشكلة يا أخي أنني عندما أقرأ في كتب الفقه أجدهم يشترطون أشياء كثيرة مثل التخليل والتأكد من وصول الماء للبشرة تحت الشعر والتأكد من وصول الماء للسرة وبين الإليتين وغير ذلك، وأن من لم يفعل ذلك فغسله باطل ولا تصح معه العبادة
يعلم الله أخي الكريم أنه بإمرارة بسيطة من يديك على كل جسمك وشعرك أيضا؛ حصل المطلوب والمراد، ومن ثم تنشف والبس ثيابك
على أن الدلك وإمرار الماء لا يشترطه بعض أهل العلم فيكفي صب الماء فقط
وهذه آفة من آفات أخذ العلم من الكتب فقط بدون الرجوع إلى من يوضح لك ما فيها
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 11:25]ـ
أخى الكريم
مررتُ قديماً بما مررتَ به وأكثر نتيجة لقراءتى في أحد كتب الفقه المالكى (والمالكية يشترطون التدليك وتخليل شعر الجسد كله و .... ) ولا أعيبهم ولكن هذا ما حدث ..
والحمد لله قد عافانى الله قليلاً بعد قراءتى لرسالة في ذم الموسوسين لابن قدامة رحمه الله (موجودة هنا للتحميل) ثم شفيت تماماً بعد قراءتى في المحلى لابن حزم رحمه الله.
وهناك نصائح تفيدك مثلما ذكر الشيخ السكران وهناك نصائح أخرى منها:
أولاً: دعاء الله بأن يجير الإنسان من الوسواس ويحفظه من شر الشيطان ومن همزه ونفخه ونفثه.
ثانياً: الإكثار من قراءة المعوذتين بقلب حاضر واستحضار لمعاني هاتين السورتين.
ثالثاً: أن يعلم المصاب بالوسواس القهري ويتيقن بأن الله جل وعلا يحاسب الإنسان على القصد والعمد ولا يؤاخذه على الخطأ والنسيان، لأن أغلب من يصاب بالوسواس في العبادات يكون نتيجة حرصه الشديد ورغبته في إتقان العمل فيظن أن هذه الصفة من العبادة لم تقع على الوجه المطلوب أو أن هذه الطريقة لا تجزئ فيقع في الوسواس ولكن لو علم أن الله يعفو عن السهو والنسيان كما أخبرنا بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم قال: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهو عليه).
رابعاً: لو علم إنسان من نفسه أنه كثير الوسوسة فعليه أن يعرض عما يطرأ في ذهنه من أنّ هذه العبادة سواء وضوء أو صلاة لم تقع على الوجه الشرعي وخاصة لو انتهى من العبادة.
* أن يعمل على قهر الشيطان وإغاظته بعدم طاعته وهذا منهج إسلامي كما هو معلوم في حِكَم سجود السهو قهر الشيطان وكبته فعلى الموسوس أن يعاند ويتحدى الشيطان ولا ينقاد لوسوسته أو أوامره، وسيتركه الشيطان بعد فترة إن رأى قوة وثباتاً.
*صرف الذهن عن التفكير في الأمر الذي يوسوس فيه كلية ولا يجعل الأمر عظيماً أمام عينيه بل عليه أن يعيش حياته هادئاً طبيعياً.
* طلب العلم الشرعي والتفقه في دين الله ومعرفة مداخل الشيطان فإن ذلك من أقوى أسباب دفع الوسوسة ويراجع في هذا الجانب كتاب ذم الموسوسين لابن قدامة وكتاب نفيس لابن الجوزي (تلبيس إبليس).
أسأل الله أن يفرج كرب من ابتلي بهذا الداء والله المستعان وعليه التكلان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مبتلى]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 11:49]ـ
جزاكم الله خيرا إخواني الكرام على الرد
وأنا والله فقط أخاف إن تجاهلت هذا الوسواس ولم أعمل بموجبه أن يكون هذا من باب التهاون والتقصير في العبادة
وكما أوردت سابقاً فإن ما قرأته هو من الأسباب المباشرة في ذلك، وأخي الكريم السكران للأسف كما قلت لك أنا أسأل المشايخ وطلبة العلم لتوضيح ما في الكتب لكن لا يزيد الرد عن إعادة الكلام بصيغ مختلفة
وأرجو منكم لو تكرمتم أخواني الكرام الإجابة عن الجزئيات التي كتبتها مرقمة في أول الموضوع حتى يمكن أن نتناقش فيها لو سمح وقتكم بذلك، وإلا فجزاكم الله خيرا على ما قدمتوه
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 11:58]ـ
ولا تنسى يا أخي العقاقير: لاتتهاون في افلتزام بوصفة الطبيب الله يرضى عليك ... وانا مثلك كنت مصابا به من زمن .. وهي مرحلة وستمر ...
المهم: ثقة في الباري - التزام بالسبب (الدواء) - ثقة في النفس-
وثق بي: ستشفى بإذن الواحد الأحد ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 12:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عونك يا رب
1 - عند الاغتسال هل يشترط أن أقوم بإدخال الماء داخل الأذن وهل يكفي في غسل الأذن إمرار الأصبع وهي مبتلة بالماء على غضاريفها الخارجية فقط
مجرد وصول الماء إلى الأذن عن طريق (الدش) وإمرار اليدين كما تفعل في الوضوء؛ هو الكافي المطلوب في الغسل.
ولا يلزم إدخال الماء داخل الأذن لعدم وروده، ولخطورته الصحية على السمع.
2 - قرأت أنه يجب أن يصل الماء إلى ما بين الإليتين في الغسل مع أن ذلك لم يرد في نص حديث النبي صلى الله عليه وسلم الوارد فيه صفة الغسل، فكيف أقوم بذلك وانا مطمئن إلى وصول الماء إلى هذه المنطقة أثناء الاغتسال باستخدام الدوش وهل يجب إيصال الماء إلى فتحة الشرج، حيث إنني أحيانا ومع الوسواس أضطر إلى استخدام الشطاف الخارجي ويكون اندفاع الماء فيه شديد جدا مما قد يؤدي إلى الأذي الصحي بما أنني أبالغ في الغسل به من جراء الوسواس
مجرد إدخال يدٍ واحدة وإمرارها بينهما، أو محاولة فتحهما بواسطة كلتا اليدين ومن ثم جريان الماء بينهما؛ كافٍ هنا وهو المطلوب.
3 - هل يجب أن أقوم بتخليل شعر الرأس واللحية في الغسل وكذلك أصابع اليدين والقدمين وكيف يحصل هذا التخليل الذي يمكن أن أطمئن إلى انه وصل الماء إلى أصول الشعر به
لا يلزم المبالغة بتخليل الشعر أيا كان، بل بمجرد التخليل المعتاد ثق أن الماء سيصل. وكذا بالنسبة لأصابع اليد فيكفي فجافاتها فقط وفتحها وسيدخل الماء بينها، ومثلها أصابع القدمين فبمجرد الإستعانة البسيطة باليد تنتهي مسألة تخليلها.
والتخليل المراد به إمرار الأصابع ومجافتها ليدخل الماء فقط، وهو يحصل بأي طريقة موصلة، ولا تكلف في الأمر.
4 - عند غسل الذكر وهو يكون بالطبع في حالة ارتخاء هل يجب دلكه او شده أم يكفي أن أقوم بتوجيه الدش إليه مثلا مع عدم الدلك أو مسه، مع العلم باني أكون قد أزلت الأذي قبل ذلك من عليه
الذكر عضو خارجي، ولا يستحق كباقي الأجزاء الخارجية مزيد عناية، وسواء كان مرتخيا أم منتصبا، فالأمر سيان، فمرور الماء عليه كافٍ في حصول المطلوب.
ثم هو مع كونه عضوا خارجيا فهو بارز، بمعنى: أن أي محاولة منك للتحرك غالبا سيتحرك معك، وهذا يعطيك تأكيدا أن الماء واصله يقينا هو وما حوله من أعضاء.
5 - هل يجوز لدفع الوسواس أن أقوم بغسل رأسي مثلا أو أي عضو بالصابون أولا ثم إفاضة الماء عليه بعد ذلك حتى يكون ذهاب الصابون دليلا لنفسي على التأكد من وصول الماء إلى العضو، هل يكون الغسل صحيحا ومجزئا إذا قمت به بهذه الكيفية
لا يلزم استخدام أي سائل آخر غير الماء ليصح الغسل، إنما هي مسألة نظافة ورائحة حسنة لا أكثر ولا أقل، أما أنها تؤثر على صحة الغسل فلا.
ولعل فعلك هذا أخي يزيد من حالتك؛ فتنبه لهذا، بل الأصل الماء لا غيره.
6 - قرأت كثيرا وعلى أكثر من موقع أن العلاج الناجح للوسواس هو اللهو عنه وعدم الالتفات إليه، ولكني أجد في نفسي حرجاً شديدا وخوفا كبيرا إذا اعتراني الشك أثناء أو بعد الغسل من أنني إذا لهوت عن ذلك يكون ذلك تقصير مني وبالتالي لا تصح العبادة بذلك وما يترتب عليها من صلاة مثلا، فهل يجوز ألا ألتفت إلى ما في نفسي من هذا الشك مهما كانت قوته وحجمه وتكون العبادة صحيحة ومجزئة مع ذلك، علماً بأني قد أتعمد التجاهل لدفع الوسواس فهل لا يعد ذلك تقصيرا تبطل العبادة به، ولو فرض انه بالفعل كانت هناك جزئية لم يصل الماء إليها فهل يحاسب الله العبد على ذلك أم تكون عبادته صحيحة
والله، والله، والله، ما فعلته هو عين العقل. ولو إلتفت إليه لأدى إلى المحظور الذي سبق أن نهيناك عنه، وهو أن هذا من الشيطان يرد أن يفسد عبادتك، ومن ثم يجعلك تمكل منها فتتركها.
والله تعالى يلطف بنا آمين
وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله الخضير]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 01:09]ـ
السلام عليكم
أعلم أخي أن فتوي العلماء علي عدم الإلتفات و إن رأيت أنك مقصر في شئ فهذا من باب الوسوسة التي أنت أصبحت تعرف أن هذة وسوسة فلم تلتفت
وقالوا أيضا أن المبتلي لا يأخذ إلا حكم الضرورة و الإضطرار في ذلك و لو سلمنا أن هناك تقصير و أعلم علم اليقين أنه لا يوجد لأنك ستمرر الماء علي جسدك مرارا فهذا التقصير لا يكون في الحال السليم و لكن هو معفو عنه لأنك مبتلي.
وكما تعلم و لا يخفي عليك الصرورة تقدر بقدرها و الضرورات تبيح المحذورات
وثق يقينا أنك غير مقصر في شئ و ثق في الله أنه لن يضيعك و أنه أبتلاك لأنه يحبك و يحب لك العفو فثق في الله حتي و لو أحسست أنك مقصر في حقه في عدم اتقان الفعل فهذا خاصر يجريه الشيطان علي قلبك حتي يلبس عليك عبادة الله و يعكر كدرك لكي تفتر عن طاعته و تبتعد عن طريقه
فالحذر الحذر منه فهو باب و مسلك من مسالكه يريد أن يوقع فيها كل احد ولو عملت أستقصاء عند الملتزيمن من الرجال و أيضا النساء لوجدت أن ليس هناك احد و إلا أراد الشيطان ان يوقعه في هذا الفخ بعدما كان يسير في طريق الله بسرعه فائقه فهو إن لم يجد منك الغفله عن الله ووجدك من الذاكرين الله الواقفين علي حدوده يضع لك الأفخاخ في الطريق لكي يعيقك عن السير إليه ولكن إن كنت تعلم مراده الخبيث و تحتاط لما يريده منك.
فأعلم أنما هذه منحه وهبك الله أياك لكي يعلم منك أنك صادق الطلب في طريقك و مخلص الخطي له فعندئذ يرفع الله لك قدر ما تحملته من عناء و كدر
فأصبر يا اخي الفاضل و لا تيأس و واجه ما انت فيه بحزم و قوه ولا تلتفت أبدا بما يعتريك من أفكار فهي كلها من قبيل الوساوس الشيطانيه
وأعلم يا أخي الفاضل أنك ما تفعله ليس خوفا علي دينك بل بالعكس هو مضره له فالوسوسه الأن في الغسل ثم غدا لا تدري في أي شئ فلو أستسلمت لمراده لفعل بك الأفاعيل و لكن هيهات له هو يريدك أن تصل إلي الإياس و لكن قل له أخسء يا لعين إنما ان عبد لله ليس عبداً لاوامرك و نواهيك
واخيرا لا انصحك انت فحسب و انما انصح نفسي واخواني فرب مبلغ اوعي من سامع
واختم بالحديث المؤمن القوي احب عند الله من المؤمن الضعيف و في كل خير
فأجعل القوه شعارك في السير إلي طريق الله وكما فعل السابقون و قالوا عجلت لك ربي لترضي
واعلم أنك إن قصرت في جنب الله فأن الله يحب التوابين و يحب المتطهرين
والسلام عليكم
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 01:13]ـ
بارك الله فيكم يا إخوة على التّوضيح، و حيّا الله الشّيخ الفاضل سكران التّميمي.
دمتم بودّ
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 01:26]ـ
أسأل الله ان يشفيك,
من باب الفائدة:
توجد رسالة علمية- ماجستير- باسم " الوسوسة واحكامها في الفقه الاسلامي "- للشيخ حامد بن مده الجدعاني- تقريظ الشيخ علي الدبيان-طبعة دار الاندلس- وقد تطرق لموضوع الوسواس القهري, فأرجو ان تستفيد منها, وان اردت الاختصار فعليك بكتاب اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان, للامام ابن القيم رحمه الله, والله يعينك.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 02:00]ـ
أخي الحبيب صاحب الموضوع، ألا أدلك على قاعدة تضعها نصب عينيك، يصرف الله بها الشيطان عنك كلما استحضرتها؟ إنها قاعدة المشقة تجلب التيسير .. ولها نظائر في معناها كثيرة، كقولهم كلما ضاق الأمر اتسع، وقولهم كل ما لا يمكن الاحتراز منه فهو معفو عنه .. هذه أصول لا يتسع المقام لسرد وإحصاء أدلتها .. ويكفي ان أذكرك بقوله تعالى: ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)) وقوله تعالى: ((فاتقوا الله ما استطعتم)) .. فالأمر يا أخي الحبيب سهل ميسور! أنظر في كتب الفقهاء ما بدا لك، ولكن تذكر أن كل كلام فيها يورث ظاهره العنت والتحريج على العباد فيقينا لن تجد له - إن بحثتَ - أثارةً من دليل ولا سلف! من اشترط شروطا لصحة الوضوء أو لصحة الغسل دون تدليل عليها من قول أو فعل النبي عليه السلام أو من قول أو فعل صحابته رضي الله عنهم، بل ودونما بيان لعلة القياس الذي قاسه حتى ظهر له ذلك القول، فلا تلتفت إليه ولا تقم له وزنا، أيا ما كانت منزلة قائله!
من ذا الذي يمكنه أن يتأكد من أن المياه - عند الغسل - لم تترك شعرتين من شعرات رأسه أو لحيته إلا دخلت بينها؟ إذا أديت ما عليك مقتديا في ذلك بما كان عليه الصحابة والسلف = العبادة على نحو ما كانوا يفعلونها، فلا عليك بعد ذا بما لا تملك منه تحرزا ولا تطيقه، فيقينا ربك لم يكلفك به! ثم يا أخي أليس إجراء الماء على الرأس مع التخليل التلقائي الذي يفعله كل أحد منا عند غسله شعره، يتحقق به يقينا دخول الماء فيما بين الشعر ومروره على جلد الرأس من تحت الشعر؟ بلى ولا شك! فهل كلفك ربك بأن تأتي بمجهر أو عدسة مكبرة لينظر لك أحدهم فيما بين أصول شعرك لعل بعضها لم يصل إليه الماء في الغسل؟؟ يا أخي هون عليك واستعذ بالله من الشيطان، وتحصن بالعلم الشرعي، يعينك ربك على حسن النظر في تلك الكتب التي نظرت فيها، وإلا فلا تنظر فيها ما لم تتأهل لترجيح وقبول ورد وتأمل في الأدلة، فلا يخلو كتاب كتبه بشر من الخطأ والنقص مهما علا قدر كاتبه!!
هذا وأذكرك ختاما بهذه
فلا تنسها:
((ومَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مبتلى]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 02:46]ـ
إخواني الكرام الأفاضل
والله ما خطر في بالي أن أجد هذا الاهتمام والعون الكبير منكم، فجزاكم الله خير الجزاء على ماقدمتموه
لقد هونتم على كثيرا بالفعل، والأهم من ذلك أن الإنسان صار يعلم أن له إخواناً في الله يهتمون لأمره وإن لم يعرفوا عنه إلا اسمه المستعار، وربما بينهم مسافات لا يعلمها إلا الله وحده
وأنا إن شاء الله أنفذ كل ما قلتم وأحاول جاهداً التغلب على هذه الوساوس وعدم الإستسلام إليها، وإن شاء الله أفعل في المسائل التي سالتها كما أجاب الأخ الكريم السكران التميمي، والذي أشكر له سعة صدره وتحمله لي، وأرجو من رجاء أخيراً أن يزيدني القول في المسالة الأخيرة فهي أكثر ما يأتيني الوسواس فيها، وأقصد:
هل العلاج الصحيح لهذه الوساوس هو التجاهل وعدم الالتفات إليها، فلو خرجت من الحمام مثلاً بعد الانتهاء من الغسل وفي نفسي الشك الكبير جدا في أن غسلي هذا ناقص ولم يتم على الوجه المطلوب شرعاً، بل ربما تعدي الأمر ذلك بأن يصور لي الوسواس عضوا معينا ويقول لي مثلا لم تغسل قدميك جيدا، باطن أصابع القدمين لم يصله الماء، وأنا مع توتري الشديد لا أذكر إن كان هذا حدث فعلا أم لا، فلو تجاهلت هذا كله، وارتديت ملابسي وذهبت إلى الصلاة وفي نفسي من الشك والريبة والتوتر ما الله به عليم،فهل فعلي هذا صحيح؟ وهل لا يؤثر هذا على صحة العبادة؟ وهل لو فرض مثلاً أنه بالفعل كان هناك جزء معين أو عضو لم يصله الماء جيدا وأنا مع تجاهلي السابق لم أرجع لأتأكد فلو فرض هذا هل تكون العبادة صحيحة وماترتب عليها من صلاة مثلاً أم لا؟ وهل لن يحاسبني الله تعالى على ذلك يوم القيامة؟ أرجو أن تزيدني أخي الكريم السكران التميمي القول في هذا حتى يمن الله على ببعض الاطمئنان القلبي، وحبذا لو ذكرت لي الأدلة الشرعية على ما تقول، حبذا أكثر لو نقلت لي -لو كان يوجد- كلام من أقوال أهل العلم في هذا
أعلم أني أثقلت عليك وعلى الأخوة الكرام، ولكني أذكركم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم (من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأعزكم الله
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 09:31]ـ
شفاكم الله أخى الكريم وعافاكم
أعلم ما تعانيه فلي تجارب سابقة مؤلمة
ولكن لا تلتفت إلى هذه الوساوس
وثق بأن الله سيشفيك بإذن الله
أمر آخر نسيت إخبارك به وهو إدامة النظر في القرآن الكريم وكتب السنة الصحيحة (تحديداً الصحيحين البخارى ومسلم) (لا تقرأ في الشروح لها لأنك ستمر بخلافات فقهية ستختار أشدها قولاً وتقع في المزيد من الوساوس) واقرأ في الصحيحين كثيراً لتعرف هدى نبيك (ص) وهدى أصحابه وبعدهم عن التكلف وبساطتهم في هذه الأمور.
فالنصوص الشرعية لها نور يقذفه الله في القلوب فلا يبقى مكان فيها لوسوسة شيطان.
ـ[محمد س]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 09:37]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
نسأل الله العظيم أن يشفيك ويصبرك
وعليك بالدعاء فهو أعظم علاج
ومن طرق معالجة هذا المرض هو الرقية الشرعية والحجامة وتناول العسل مع حبة البركة والمداومة حتى الشفاء باذن الله تعالى.
وعلى المصاب به أن لا يقعد وحده و عليه مخالطة الناس كمجالس الذكر وطلب العلم والعمل ..
ولا يستسلم لوساوس الشيطان نعوذ الله تعالى منه .. ولا يسمع لشكوك نفسه النابعة من تلك الوساوس الكاذبة ..
وشكرا
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 10:29]ـ
السلام عليكم و رخمة الله و بركاته
أخى الكريم، أسأل الله أن يشفيك و يشفي كل من إبتلي من المسلمين بهذا المرض، و أنا أنصحك أن تكثر من قراءت القرآن فإنه شفاء و رحمة للمؤمنين و إقرء قوله تعالى " آمن الرسول بما ؤنزل إليه من ربه و المؤمنون، كلُ آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله لا نفرق بين أحد من رسله و قالوا سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير، لا يكلف الله نفسا إلى وسعها لها ما كسبت و عليها ما إكتسبت ربنا لا تآخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا و لا تحملنا مالا طاقت لنا به و اعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا أنت مولانا فالنصرنا على القوم الكافرين " البقرة (285 - 286)
و المعوذتين.
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 10:06]ـ
أخي الكريم ..
تعامل مع نفسك تعاملاً إدارياً صارماً .. وقسم عبادتك إلى مهام، لكل مهمة وقت محدد ..
الغسل = 5 دقائق:
غسل المذاكير = نصف دقيقة.
الوضوء حتى الساعدين = نصف دقيقة.
إفاضة الماء على الرأس = نصف دقيقة.
غسل الجزء الأيمن من الجسد = دقيقة.
غسل الجزء الأيسر = دقيقة.
غسل القدمين = نصف دقيقة
احتياط = دقيقة.
في الصلاة: لا تنطق بجملة إلا وعقلك حاضر معها وإلا اسكت. (ممنوع منعاً باتاً النطق بدون استحضار).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مبتلى]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 01:21]ـ
جزاكم الله خيرا إخواني الكرام وبارك فيكم على ما قدمتموه وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم
لا تنسونا من دعائكم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 01:42]ـ
الوسواس .. رؤية طبية شرعية
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=12018
ـ[أبوحمدالعربى]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 11:28]ـ
رقم الفتوى: 3086
عنوان الفتوى: الوسواس القهري: ماهيته - علاجه
تاريخ الفتوى: 29 شوال 1421/ 25 - 01 - 2001
السؤال
ماهو الوسواس القهري؟ وما علاجه؟ أقصد وسوسة الماء والنجاسة والوسوسة عند الصلاة وإعادة الصلاة والوضوء وتكرار الآيات في الصلاة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الوسواس القهري مرض يعتري الشخص، يأتي له بصورة أفعال وأفكار تتسلط على المريض وتضطره لتكرارها، وإذا لم يكرر الفعل أو يتسلسل مع الفكرة يشعر المريض بتوتر، ولا يزول هذا التوتر إلا إذا كرر الفعل، وتسلسل مع الفكرة. وبعد أن يتطاوع الوسواس يعاوده الدافع للفعل ثانية. ولا يزول المرض بهذا بل يتمكن منه.
فهو إذاً المبالغة الخارجة عن الاعتدال، فقد يفعل الأمر - مكرراً له - حتى يفوت المقصد منه، مثل أن يعيد الوضوء مراراً حتى تفوته الصلاة،أو يكرر آية، أو نحو ذلك حتى يسبقه الإمام بركن أو أكثر، وقد يتمكن منه الوسواس فيترك العمل بالكلية، وهذا هو المقصد الأساس من تلك الوسوسة.
الشيطان له الدور الأكبر في الوسوسة، فعن ابن عباس رضي عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه- يعرِّضُ بالشيء - لأن يكون حممة أحب من أن يتكلم به فقال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة " رواه أحمد وأبو داود.
وقد يكون لعوامل أُخَر دور في إصابة المرء بالوسوسة كعامل نفسي أو تربو ي أو شيء حدث أو موقف كان له أثر قوي في نفسه من أمر ما. (وفي مثل هذه الحالة يعرض الشخص المريض على طبيب نفسي (مسلم).
ولتغلب العبد على الوسواس الذي يصيبه في عبادته و أفكاره عليه أن يصدق في الالتجاء إلى الله تعالى: ويلهج بالدعاء والذكر ليكشف عنه الضر ويدفع عنه البلاء، وليطمن قلبه.
قال تعالى (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون). [النمل:]
وقال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) [الرعد:]
ومما يندفع به الوسواس الاستغفار، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة، فأما لمة الشطيان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم قرأ (الشيطان يعدكم الفقر ويأمر كم بالفحشاء) " رواه الترمذي.
وعن عثمان بن أبي العاص قال: يا رسول الله: إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاثاً. قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني "رواه مسلم.
وغرض الشيطان من تلك الوسوسة - كما بينها حديث عثمان - أن يلبس على العبد صلاته ويفسدها عليه، وأن يحول بينه وبين ربه، فيندفع هذا الكيد بالاستغفار والاستعاذة.
قال ابن القيم: " ولما كان الشيطان على نوعين: نوع يرى عياناً وهو شيطان الإنس، ونوع لا يرى وهو شيطان الجن، أمر سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يكتفي من شر شيطان الإنس بالإعراض عنه والعفو والدفع بالتي هي أحسن، ومن شيطان الجن بالاستعاذة بالله منه " أ. هـ
قال تعالى) وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم) [الأعراف: 200) قال ابن كثير في تفسيره: فأما شيطان الجن فإنه لا حيلة فيه إذا وسوس إلا الاستعاذة بخالقه الذي سلطه عليك، فإذا استعذت بالله والتجأت إليه كفه عنك ورد كيده) اهـ
ومن الأمور النافعة- كذلك في علاج الوسوسة استحضار القلب والانتباه عند الفعل وتدبر ما هو فيه من فعل أو قول، فإنه إذا وثق من فعله وانتبه إلى قوله وعلم أن ما قام به هو المطلوب منه كان ذلك داعياً إلى عدم مجاراة الوسواس، وإن عرض له فلا يسترسل معه لأنه على يقين من أمره ومن ذلك في الوضوء مثلاً: أن يتوضأ من إناء فيه قدر ما يكفي للوضوء بلا زيادة، ويجاهد نفسه أن يكتفي به، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بأقل منه. وفي باب التطهر من النجاسة يحاول رش المحل الذي يعرض له فيه الوسواس بالماء، ويقنع نفسه أن ما يجده من بلل هو من أثر الماء لا من البول. وفي الصلاة يجتهد في متابعة الإمام، حتى ولو خيل إليه أنه لم يأت بالذكر المطلوب، وإذ قرأ الإمام ينصت له، ويقرأ معه الفاتحة إن كان ممن يرى وجوب قراءتها على المأموم في الصلاة الجهرية …. وهكذا يحاول اتخاذ حلول عملية، يدرب نفسه عليها شيئاً فشيئاً. والله أعلم، وهو الكاشف لكل ضر والرافع لكل بلوى.
و هذه فتاوى الشبكة الإسلامية حول الأمراض النفسية والوساوس مفيدة جدا
www.islam ... .net/ver2/Fatwa/FatwaCategory.php?lang=A&CatId=908
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 08:52]ـ
رابط هام جداً
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=11760
ـ[مبتلى]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 03:25]ـ
رابط هام جداً
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=11760
جزاك الله خيرا
ولكن الموضوع قد يسبب بعض الإشكال لمن به وسواس، وذلك من ردود بعض الإخوة من أن الإندفاع الشديد للماء قد يؤدي إلى عدم إصابة الماء جزء من العضو، مع أن المفهوم هو العكس، فمع الاندفاع الشديد يكون سيلان الماء أكبر وبالتالي التعميم يكون أكمل فيما أرى
بالطبع أنا لا أؤيد أن يكون الماء مندفعاً بشكل كبير لما في ذلك من الإسراف المنهي عنه -وأسأل الله لي ولأمثالي من الموسوسين الغفران في ذلك- لكن أن أستشكل كيف يكون اندفاع الماء مظنة نضو الماء عن بعض أجزاء العضو، نعم قد لا يمكن مع الاندفاع تناول الماء واستقراره في راحة اليد لكنه لا يكون مؤثرا سلباً في التعميم على ما أري
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 06:54]ـ
الإندفاع الشديد للماء قد يؤدي إلى عدم إصابة الماء جزء من العضو ...
هذا صحيح ولكنه نادر أخى الكريم
لأن شدة اندفاع الماء وتلامسه مع جسم صلب نسبياً يجعله يرتد بسرعة فلا يغمر العضو كله
ولكى تتجنب ذلك توسط في سرعة الماء الخارج من الصنبور
أما عن ترك الوضوء من الصنبور والتوضؤ من الإناء فهذا صعب لمن عانى من الوسواس مثلنا
نسأل الله العون لنا جميعاً.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 07:27]ـ
والله ما كنت أحب أن تضع هذا الرابط هنا يا أبا محمد .. بارك الله فيك (ابتسامة)
القصد مما كتبته هناك يا أخي الكريم (مبتلى)، أن بعض الناس يتوهمون أن مجرد إمرار العضو عبر شلال الماء المنهمر من الصنبور يحقق ولابد مقصود الشرع من غسل العضو ومن الإسباغ عليه، فلا يكاد يمرر يده على العضو أصلا إلا قليلا ويكتفي بهذا الغمر الذي يحسب أن به يتحقق المقصود .. وليس الأمر كذلك ولا شك، فما هكذا كان يتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم، دع عنك الغرق في الإسراف الذميم الذي كان علة نهيه عليه السلام عن الزيادة على ثلاث مرات للعضو الواحد .. فالله المستعان.
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 07:47]ـ
جرب اغتسل وأنت أمام المرآة لتعرف أن الماء يصل بكل سهولة وتقتنع بنفسك
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 01:00]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يرفع عنك البلاء
للاستاذ طارق بن علي الحبيب-دكتور سعودي- محاضرات في هذا الباب ممكن جدا تفيدك بإذن الله
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[26 - Aug-2010, مساء 05:03]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=40010
ـ[العمطهطباوي]ــــــــ[26 - Aug-2010, مساء 08:02]ـ
الوسواس وسبيل الخلاص منه. .
أبو أحمد (مهذب)
هناك مقدمتان مهمتان في سبيل الخلاص من الوساوس والخطرات التي إنما هي نزغات من نزغات الشيطان ومكائده.
المقدمة الأولى: مقدمة علمية (الخطوة الأولى في العلاج)
المقدمة الثانية: مقدمة تطبيقية (الخطوة العملية في العلاج).
المقدمة الأولى:
تتلخص في نقاط:
1 - : حياة القلب ومادّته.
فإن حياة القلب وإشراقه مادة كل خير فيه، وموته وظلمته مادة كل شر فيه.
وإن حياة القلب وصحته لا تحصل إلا بـ:
- إدراكه للحق. لأن الجهل بوابة الفساد والعطب، فحين لا يدرك الحق فإنه حتما سيحويه الباطل ولابد.
- إرادته له. فإنه حين يدرك الحق ويعلمه لكنه غير مريد له فأنى له أن يحيا؟!
- إيثاره على غيره. وحين يدركه ويريده لكنه يؤثر هواه ونفسه الأمارة بالسوء على هذا الحق فإنه كالمتخبط في ظلمات التيه!!
فصار مدار ذلك كله ومرجعه إلى الحق الذي هو الروح، ولن يجد القلب له أماناً ولا قرارا ولا اطمئناناً إلا حين تسري فيه الروح، وأعني بالروح روح الوحي الذي قال الله تعالى فيه: " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " سورة الشورى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأخبر تعالى أن هذا القرآن إنما هو الروح والنور والهدى، وكل هذا - أعني الروح والنور والهدى - مادة الحياة الحقيقية وآية السعادة والإطمئنان.
عُلم من هذا أن شفاء القلب وصلاحه وحياته إنما يكون من معين القرآن ومن منبع الوحي العذب الرويّ.
2 - : فساد القلب وشقاؤه.
أمّأ فساد القلب وشقاؤه إنما يكون بـ:
- بالجهل.
- والغفلة.
- واتباع الهوى.
فبقدر هل العبد بربه بقدر ما يشقى القلب ويتعس لبعده عن مادة الحياة.
وحين يبعد القلب عن الله وعن مادة الحياة التي تحييه تتسلط عليه الشياطين بأنواع المكائد والوسوسة، لأن الشيطان يخنس ويبعد عن القلوب الحية الذاكرة لله جل وتعالى، ويستقر ويتسلّط على القلوب التي بعدة عن الله جل وتعالى.
وإن أعظم ما يتسلّط به الشيطان على قلوب بني آدم إنما يكون بسلاح (الوسوسة).
3 - : الوسوسة وسلطة الشيطان. والوسوسة: حديث النفس والصوت الخفي.
وهي مكيدة الشيطان (الوسواس الخناس)!
فإنه يخلط الأمور ببعضها حتى ما يكاد تبين وجه الحق فيها إلا لمن عصمه الله تعالى من كيده ووسوسته.
إن إدارك تسلّط الشيطان ونزغاته ووساوسه ومعرفة حقيقة الشيطان وطبيعته ليولّد عند المرء وعياً يعينه على إدراك طبيعة النزغات الشيطانية والموقف الصحيح منها.
وإن المتأمل لآيات القرآن يجد شدة عنايته بالتحذير من مكيدة الشيطان وشركه أكثر من تحذيره من النفس والهوى.
لأن شر النفس وفسادها ينشأ من وسوسته فهي مركبه وموضع شره ومحل طاعته.
ويمكن أن نلخص طبيعة عمل الشيطان في إشارات مهمة ينبغي إدراكها:
- وجوده.
قد أخبر الله تعالى بوجود إبليس، وان وجوده إنما هو وجود فتنة وإضلال لبني آدم.
قال تعالى: " وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ "
وقال في ابليس: " قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ "
- ترصّده.
إن الشيطان أحرص ما يكون على الإنسان عندما يهمّ بالخير أو يدخل فيه فهو يشتد عليه حينئذ حتى يقطعه، في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن شيطانا تفلّت عليّ البارحة فأراد أن يقطع صلاتي "!
وكلما كان العمل أنفع للعبد وأحب إلى الله كان اعتراض الشيطان له أكثر.
جاء في المسند من جديث سبرة بن أبي الفاكة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرافه، فقعد له بطريق الإسلام فقال: أتسلم وتذر دينك ودين آبائك وأباء آبائك!!
فعصاه فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: أتهاجر وتذر أرضك وسماءك؟
وإنما مثل المهاجر كالفرس في الطِّوَل، فعصاه وهاجر.
ثم قعد له بطريق الجهاد فقال: تقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويُسم المال؟
قال: فعصاه فجاهد ".
فالشيطان للعبد المؤمن بالرصد والمرصاد مصداق قول الله تعالى فيه: " ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ " الأعراف.
- حقيقة سلطانه.
قد أخبر الله تعالى عن إبليس أنه ليس له سلطان على الذين ءامنوا فقال: " إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ "
فنفى جل وتعالى سلطانه عن من اتصف بصفتين:
- الإيمان. (آمنوا)
- العمل. (وعلى ربهم يتوكلون).
والسلطان سلطان الحجة والبرهان، وابليس ليس له حجة ولا برهان على مكائده ووسوسته إنما سلطانه بالإغواء والوسوسة.
هذا هو سلطانه كما فسره حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما.
وإنما سلطان إبليس على الذين يتولونه، قال تعالى: " إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ "
فبيّنت هذه الآية أصناف من يتسلّط عليهم ابليس:
- الذين يتولّونه: باتباع الهوى والاستجابة لداعيه والغفلة عن ذكر الله.
- الذين هم به مشركون: وهم طائفة أشد ضلالا ممن قبلهم.
المقصود أن حقيقة سلطان إبليس إنما هي سلطة إغواء ونزغ لا سلطة حجة وبرهان.
وهذه السلطة سلطة ضعيفة في حقيقتها كما أخبر الله تعالى بقوله: " إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا "
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - : الشعور بضرورة العلاج. وإدراك أن هذه الوسوسة إنما هي كيد الشيطان ونزغاته.
فإن هذاالإدراك هو بداية الطريق في صدّ هذا الكيد ودفعه، فإن الإنسان حين لا يدرك أن هذا من كيد الشيطان ووسوسته فإنه لا يزال به حتى يصرعه أسيرا للوسوسة والتزيين والإغواء والإغراء.
5 - الوسواس القهري كمرض (عقلي أو نفسي).
هو من الأمراض النفسية العصابية ( Neurosis) ، وهو من الأمراض التي تختلف فيها وجهات نظر العلماء المختصين في هذا المجال فبعضهم ينظر له بأنه حالة دفاع لا شعوري ضد الأمراض العقلية (الذهانية Psychosis ) .
فيما يرى آخرون أنه مرض نفسي عصابي ولا يتحول إلى مرض عقلي إلا إذا كانت الشخصية مهيئة أساساً بالاستعداد للإصابة بالذهان.
* الصفات التي تتصف بها الشخصية المهيئة للإصابة بالوسواس (الشخصية الوسواسية):
1 - العناد.
2 - حب الروتين الزائد والتدقيق.
3 - شدة تأنيب الضمير.
4 - شخصية جافة عابسة لا تعطي للنفس فرصة للترفيه والمرونة والخروج بها عن المألوف والروتين المعتاد.
5 - يغيب عنه الشعور بالأمان.
6 - لا يعرف التصرف في الأحداث الطارئة والمفاجئة رغم أن ذكائهم غالباً فوق المتوسط.
7 - كثيرا ما يكون في أعمار المراهقة ما بين 17 - 27 تقريباً.
* أهم صفات هذا الوسواس (القهري):
أنه يتميز الوسواس القهري بوجود وساوس معينة في ذهن المريض رغماً عنه، وهي عادة ما تكون غير سارة وملازمة للمريض وتحمل الهم والغم، ورغم قدرة المريض على التعرف عليها وعلى وعيه بأنها تافهة وخاطئة إلا أنه لا يستطيع إيقافها، وكلما حاول مقاومتها تزداد معه أكثر ومن هنا تأتي معاناته العميقة فهو يعلم ويدرك عدم صحة أفكاره (على العكس من المريض الذهاني الذي يقتنع ويقنع الآخرين بصحة اعتقاده)
ويحاول المريض جاهداً أن يهمل أو يكبت هذه الافكار والرغبات والخيالات أو يحاول أن يعادلها بافكار ورغبات أو احياناً أفعال مضادة.
وهو ما يترتب عليه معاناة نفسية واجتماعية حادة.
* مظاهر الوسواس القهري:
يتخذ الوسواس القهري صورا ومظاهر أهمها:
1 - وسواس الأفكار.
سيطرة فكرة معينة على ذهن المريض وغالباً ما تكون فكرة غير مقبولة.
2 - وساوس الصور.
سيطرة صور معينة على ذهن المريض بشكل مستمر أو متكرر وغالباً ما تكون صور عنيفة حوادث سيارات، جثث، قتل، دماء، تعفنات .. ورغم علم المريض بعدم وجودها إلا أنها تطارده في كل الأوقات.
3 - وساوس الاجترار.
تسيطر على المريض أسئلة متكررة لا يستطيع الإجابة عنها كسيطرة (خلقنا الله إذن من خلق الله؟) .. وهكذا.
4 - وساوس الاندفاعات.
وهي اندفاعات قهرية تسيطر على المريض فيشعر برغبة جامحة أو اندفاع ما نحو القيام بأعمال لا يرض عنها ويحاول مقاومتها إلا أنها تسيطر عليه بإلحاح وقوة، كالقفز من النافذة، أو من السطح العالي أو من البحر، أو نحو ذلك.
5 - وساوس الطقوس الحركية.
وهي من أكثر الأعراض الوسواسية شيوعاً وهي القيام بحركات مستمرة متكررة نتيجة رغبة جامحة تسطير على المريض للقيام بهذه الطقوس ظناً منه أنها ستخلصه من إلحاح أفكاره المسيطرة عليه، فمثلاً قد يعتقد أن يديه ملونة فيبدأ في غسلها بالماء والصابون عدة مرات ويعود ويغسلها مرة أخرى، أو استغراقه لوقت طويل في الحمام (ليتوضأ للعصر يحتاج ساعة أو أكثر).
* أسباب هذا المرض السلوكي.
أهل الاختصاص في علم النفس لا يذكرون له سببا جوهرياً معيناً عليه مداره، لكنهم يتفقون في بعض الأسباب المهمة من مثل:
1 - العامل الوراثي.
بعض النسب وصلت إلى 87 % في التوائم المتشابهة. و 47 % في التوائم غير المتشابهة.
2 - بعض الأسباب البيئية. . وهي تتداخل نوعا ما مع العامل الوراثي، من مثل:
- قسوة الرقابة الذاتية على النفس.
- العلاقات المحدودة للأباء وعدم إتاحة الفرصة للأبناء والحرمان من التعبير والمبالغة في الحرص الشديد.
- افتقاد الأمان النفسي وخاصة بسبب الطلاق العاطفي داخل الأسرة وغياب الحوار والصراحة بين أفراد الأسرة الواحدة.
- الأحقاد والميول العدائية المكبوتة المغذية للشعور بالذنب والخطيئة.
- تأنيب الضمير والصراع النفسي المصاحب لممارسة العادة السرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الأسرة المسيطرة على زمام الأمور في كل كبيرة وصغيرة في حياة الأطفال دون تقدير للطفل وحياته ومفهومه عن ذاته ودون أدنى اعتبار لطفولته البريئة ذات العالم الخاص المليء بالخصوصية.
هذه جملة من الأسباب يشير إليها متخصصوا الطب النفسي في محاولة لاحتواء مثل هذا المرض السلوكي.
المقدمة الثانية:
وهي مقدمة عملية تطبيقية في سبيل الخلاص من الوسواس.
وهي مقدمة مرتبطة ارتباطا وثيقا بسابقتها، وتتلخص هذه المقدمة في نقاط مهمة:
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. وهذه الإستعاذة - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم - إنما تبلغ أثرها حين تكون على اعتقاد جازم بمعانيها.
فإن العوذ اللجأ إلى الشيء والإقتراب إليه.
ومن استعاذ بالله اعتصم به ولجأ إليه، فأي كيد يصله وهو يعتقد اعتقادا جازما أنه معتصم بالله الذي هو رب كل شيء ومليكه.
والله جل وتعالى يقول: " وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "
فهو سميع يسمع استعاذتك فيجيبك.
عليم: يعلم ما تستعيذ منه فيدفعه عنك.
- العلم.
فإن العلم يدفع عن المؤمن الشبهة ويكبت الشهوة إلا فيما أحل الله تعالى.
إذا علمنا أن سلطان الشيطان إنما هو سلطان نزغ وإغواء لا سلطان حجة وبرهان وأنه قد يأتي للعبد من هذه الجهة على أن ما يمليه عليه حجة برهان وعلم بل ويفتح له آفاق الدليل من الكتاب والسنة يلبّسها عليه حتى ليحسبها الحيران حقاً وحجة وبرهانا وإنما هي كيد ووسوسة.
فصار طلب العلم والإخلاص فيه سببا من أسباب دفع الوسواس ودحضه.
- المداومة على أذكار الصباح والمساء وخاصة (المعوذات).
فإن الذكر هو الحصن الحصين من الشيطان الرجيم.
- قطع الاسترسال.
فلا يسترسل المؤمنة أو المؤمنة مع حبائل الشيطان ومكائده وخواطره وهواجسه.
فإن الشيطان كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم يأتي للعبد فيسأله من خلقك فيسترسل معه حتى يقول له: من خلق الله؟؟!!
وعلاج هذا قطع الاسترسال وعدم الاستجابة لهذا الوسواس سدّا للذريعة وصيانة للنفس من أن يتسلّط عليها الشيطان بوسوسته.
- صحبة الأخيار.
فإن في صحبتهم عوناً ورشاداً ونصحا وتوجيهاً، وتبصيرا وتثبيتاً.
فعض عليهم بالنواجذ، فإنهم نجوم يهتدى بها، وفيءٌ في الرمضاء، ونسيم السحر وعبيره.
- كثرة الدعاء واللجأ إلى الله تعالى، فإن الله هو الذي يقدّر البلاء وهو الذي يدفعه.
- المجاهدة والمصابرة.
- كثرة قراءة القرآن الكريم مع التدبر وفهم معانيه.
### الإشراف: تم تحرير وصفة العلاج الدوائي لأنه لا فائدة من نشرها مع كونها لا تؤخذ إلا بأمر الطبيب، حتى وإن تم التنبيه على ذلك!! فنرجو الالتزام بهذا في نظائر تلك الموضوعات، بارك الله فيكم!!!! ###.
اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين وادفع عنّأ كيد الكائدين ونعوذ بعزتك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه.
والحمد لله رب العالمين.(/)
حكم الترحم والاستغفار على الميت المبتدع للشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 01:59]ـ
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله تعالى
ما حكم الترحم والاستغفار على الميت المبتدع؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الميت المبتدع الذي لا تخرجه بدعته عن الإسلام حكمه حكم عامة المسلمين تشرع الصلاة عليه ولا تجب على كل أحد ويُدعى له بالمغفرة والرحمة والرضوان.
ولا أعلم أحداً من أهل السنة قال بمنع الترحم والاستغفار على أهل البدع مطلقاً فهذا قول الخوارج المارقين وأهل الضلال المنحرفين عن الحق.
والأصل الجامع في ذلك أن كل من قال لا إله إلا الله وشهد أن محمداً رسول الله ولم نعلم عنه كفراً ظاهراً فإنه يُصلى عليه ويستغفر له فإن الله تعالى حين منع من الاستغفار للمشركين في قوله {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى .. } كان هذا دليلاً على جواز الاستغفار على أهل البدع والمعاصي المعدودين في أهل القبلة.
وقد ظن بعض الناس أن امتناع بعض أئمة السلف من الصلاة عليهم دليل على منع الترحم عليهم وهذا من الظن الكاذب المخالف للكتاب والسنة والإجماع.
فما زال المسلمون في المشرق والمغرب يصلون على كل من أظهر الإسلام ما لم يُعْلَم عنه نفاق أو ردة. فمن علم منه ذلك فتحرم الصلاة عليه.
ومن لم يعلم منه ذلك فلا يجوز التقرب لله بترك الصلاة عليه إذا لم يكن في ذلك مصلحة ظاهرة فقد كان بعض أئمة السلف يمتنعون من الصلاة على أهل الأهواء والمجاهرين بالمعاصي لينتهي أهل البدع عن بدعهم وأهل المعاصي عن شهواتهم فهو من باب إنكار المنكرات وتحصيل المصالح العامة للمسلمين وهذا العمل سائغ للمصلحة وله نظائر في الشرع.
فقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على قاتل نفسه رواه مسلم في صحيحه (978).
وترك الصلاة على الذي عليه دين ولم يترك وفاءً وقال للمسلمين ((صلوا على صاحبكم)) رواه البخاري (2298) ومسلم (1619).
وترك الصلاة على الغال رواه أحمد (4/ 286) وأبو داود (2710) والنسائي (4/ 64) وابن ماجة (2848) وفي إسناده اختلاف.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (24/ 286) وكل من لم يعلم منه النفاق وهو مسلم يجوز الاستغفار له والصلاة عليه بل يشرع ذلك ويؤمر به كما قال تعالى {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات}. وقال في منهاج السنة (5/ 235) فكل مسلم لم يعلم أنه منافق جاز الاستغفار له والصلاة عليه وإن كان فيه بدعة أو فسق لكن لا يجب على كل أحد أن يصلي عليه. وإذا كان في ترك الصلاة على الداعي إلى البدعة والمظهر للفجور مصلحة من جهة انزجار الناس فالكف عن الصلاة كان مشروعاً لمن كان يؤثر ترك صلاته في الزجر بأن لا يصلى عليه ... ).
وبالجملة فالاستغفار للمشركين والكفار محرم شرعاً وأدلته كثيرة وهذا من المجمع عليه.
والاستغفار على من دون هؤلاء من أهل القبلة مشروع بالاتفاق ولم يخالف في ذلك غير الخوارج والمعتزلة فإن الخوارج أول من كفر أهل القبلة بالذنوب ويعتقدون ذنباً ما ليس بذنب ويستحلون دماء المسلمين وقد نعتهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان) رواه البخاري (3344) ومسلم (1064) من حديث أبي سعيد.
والمعتزلة يوافقون الخوارج على تخليد أهل الكبائر وتحريم الاستغفار لهم والترحم عليهم.
ويخالفونهم في الحكم عليهم في الدنيا. فهم بمنزلة بين منزلتين فلا هم مؤمنون يشرع الاستغفار لهم ولا هم كفار مبعدون وهذا باطل بأدلة كثيرة قال تعالى {وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون} فقد فرق الله بين الكفر والفسوق والعصيان وجعلها ثلاث مراتب:
الأولى: الكفر.
الثانية: الفسوق وليست بكفر.
الثالثة: العصيان وهي مرتبة دون الفسق فهو عاص وليس بفاسق والخوارج لا تفقه هذه الحقيقة وتجعل الفسق كفراً.
وقال تعالى {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)}.
فقد وصف الله الطائفتين المقتتلتين بالإيمان والأخوة وأمر بالإصلاح بينهما وهذه الآية من أحسن ما يحتج به على الخوارج والمكفرين بالذنوب.
وقال تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} فجعل الله تعالى ما دون الشرك معلقاً بمشيئته فليس هو بكافر كما تقوله الخوارج.
وأحاديث الشفاعة وإخراج عصاة الموحدين من النار متواترة وهي قاضية على مذهب الخوارج وأهل الإرجاء.
وفي صحيح مسلم (116) من طريق حماد بن زيد عن حجاج الصواف عن أبي الزبير عن جابر أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله: هل لك في حِصْن حَصينْ ومنعة؟ (قال حصن كان لدوس في الجاهلية) فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للذي ذخر الله للأنصار فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة فمرض فجزع فأخذ مشاقص له فقطع بها أوداجه فشخبت يداه حتى مات فرآه الطفيل بن عمرو في منامه فرآه وهيئتُه حسنة ورآه مغطياً يدَيْهِ فقال له ما صنع بك ربُك فقال غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم فقال مالي أراك مغطياً يديك قال قيل لي لن نُصلح منك ما أفسدتَ فقصَّها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم وليديه فاغفر)).
وهذا الحديث الصحيح من أجود ما يحتج به على الخوارج المكفرين بالكبائر والمرجئة القائلين بأن المعاصي لا تضر. والله أعلم.
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
11/ 6 / 1421(/)
إ هتمام علماء الجزائر بعلم القرءات
ـ[أبومروة]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 02:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهتمام علماء الجزائر بعلم القراءات
?الشيخ المهدي بوعبدلي (*)
------------------------------
إن للقرآن مكانة عظمى عند المسلمين في جميع البلاد الإسلامية، لما ورد في ذلك من أحاديث نبوية تحث المسلمين على صرف العناية إلى خدمته التي تعد من أعظم القرب، وفي طليعة هذه الأحاديث، حديث عثمان الذي قال فيه ?:» خيركم من تعلم القرآن وعلمه «، وكان سفيان الثوري كما هو معلوم ومشهور يقدم تعليم القرآن على الغزو، وقد نعلم ما ورد في الغزو والجهاد من أحاديث نبوية صحيحة، ومن جملة الأحاديث الواردة في الحث على قراءة القرآن قوله ?:» أفضل العبادة قراءة القرآن «. وقيل لعبد الله بن مسعود: ((إنك تقل الصوم)) فقال: ((إذا صمت ضعفت عن تلاوة القرآن، وتلاوة القرآن أحب إلي))، ولهذا تسابق علماء الإسلام على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم من إعطائه الأولوية والأسبقية، وكان ما جرى به العمل في جميع البلاد الإسلامية أن أول ما يتلقاه الصبي في مرحلته الأولى من التعلم بالكتاب أو ما يعرف بالمدرسة الابتدائية القرآنية حفظ سور من القرآن، ولا ينتقل الصبي من الكتاب إلى تتبع بقية فنون فروع المعرفة من لغة وفقه وحديث إلا بعد حفظه القرآن عن ظهر قلب وإتقان أحكامه، كما كان علماء القراءات يتشددون كثيراً في السند والروايات، ويشترطون في المتصدرين لتعليم أحكام القرآن إتقان العلوم التي يحتاجون إليها في ذلك رواية ودراية، وتمييز الصحيح من السقيم والمتواتر من الشاذ وما لا تحل القراءة به وما تحل ولما ذكرناه حذر المقرئون التساهل في الاعتماد على الأخذ من الكتب مباشرة، بلغ أصحابها ما بلغوه من الشهرة في بقية فروع المعرفة، واشترطوا الرواية مشافهة عن المقرئ إذ الاعتماد على الكتب مباشرة من دون واسطة الأستاذ لا يخلو من تسرب الغلط والخطأ أو عدم الضبط.
وقد اشتهر في فن القراءات علماء جهابذة يشار إليهم بالبنان كتب لتآليفهم الخلود، وانتشرت في البلاد الإسلامية، وهي محل ثقة عند الجميع.
وإن أهم هذه التآليف التي تعد من المراجع الأولى لمقرئي بلادنا، منظومة الإمام أبي محمد الشاطبي الأندلسي (538–590) واسم هذه المنظومة "حرز الأماني ووجه التهاني".
وقد تسابق كبار علماء هذا الفن إلى شرحها والتعليق عليها، كالإمام علم الدين السخاوي والإمام أبي القاسم علي بن عثمان الفاصح صاحب كتاب "سراج القارئ المبتدي، وتذكار المقرئ المنتهي" كما اشتهر من هذه التآليف ببلادنا كتاب "إنشاد الشريد" لمقرئ بلاد المغرب العربي على الإطلاق في عهده الإمام محمد بن غازي المكناسي، وتأليف الإمام المقرئ علي النوري السفاقسي التونسي المسمى "غيث النفع في القراءات السبع".
نقتصر على هذه التآليف الثلاثة في فن القراءات التي لا يخلو سند من أسانيد قراء الجزائر من ذكرها واتصالهم بأصحابها، إذ السند في القراءات له أهمية عظمى، إذ يقول بعض العلماء في الموضوع: "فحملة القرآن القائمون بحقوقه نطقاً وعلماً وعملاً أهل الله وخاصته فأكرم بعلم يتصل سنده برب العالمين".
هذه لقطات ذكرناها كتمهيد لموضوع بحثنا الذي نقتصر فيه على استعراض بعض التآليف التي هي كما يدل عليها عنوان المحاضرة: "اهتمام علماء الجزائر بعلم القراءات في القديم والحديث" وقد اشتهر بعضها عند المعنيين بهذا الفن، حيث نجدها مذكورة في فهارسهم، إلا أن أكثر هذه التآليف في حكم المفقود، ولهذا سأتناول في هذا البحث نبذا من تراجمهم وفقرات من تآليفهم لإعطاء ولو صورة مصغرة من هذه التآليف كنماذج، ولنبدأ بالمقرئ الشهير الشيخ علي الزواوي أحد مشايخ الشيخ عبد الرحمن الثعالبي دفين الجزائر، وعلي الزواوي هذا اشتهر في عاصمة الجزائر بضريحه حتى إنه أطلق اسمه على حي من أحياء العاصمة، ورغم إحداث حي تجاري إثر الاحتلال الفرنسي مباشرة، وهدم ضريحه خارج باب عزون وبالضبط قرب المركز الثقافي الإسلامي التابع لوزارة الشؤون الدينية بالجزائر، نهج علي بومنجل فإنه لا زالت إحدى العجائز تتفقد موضع الضريح يوما في الأسبوع لاستقبال الزوار، وهي عادة يتوارثها هؤلاء العجائز منذ طمس هذا القبر، وإحداث هذا الحي التجاري الذي لا زال كبار السكان
(يُتْبَعُ)
(/)
يطلقون عليه اسم حي سيدي علي الزواوي.
وقد احتفظ لنا التاريخ بتأليف من تآليفه في القراءات وهو بالضبط في الوقف قال ناسخه في ختامه: "كمل بحمد الله وحسن عونه وتأييده وتوفيقه في يوم الاثنين الرابع والعشرين من شهر صفر عام اثنين وثمانين وتسعمائة، وكتبه أفقر عبيده إلى رحمة خالقه أحمد بن عبد العزيز الحاج الزواوي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" اهـ.
وكتب على ظهر التأليف في الصفحة الأولى عنوان الكتاب بحروف مغلظة وهي هذه: "هذا الوقف للإمام سيدي علي الزواوي نفعنا الله به آمين".
كما يوجد بقرب هذا العنوان ما يلي: "في نوبة الفقير إلى رحمة ربه المنان عبده محمد بن عبد الرحمن وفقه الله سنة 1232، وفوق الكتابة خاتمه ثم بقربه خاتم آخر واسم أحد مالكيه خرمه مقص المسفر (ومالك الكتاب محمد بن عبد الرحمن هذا كان من كبار علماء الجزائر، وكانت له خزانة معظم كتبها عليها خطه) وإنني في هذه المحاضرة لم أقصد سرد أسماء هذه التآليف ومؤلفيها فقط بل التسهيل أيضا للباحثين الذين يهمهم في بحوثهم تتبع تراجم هذه الطبقة المفقودة من المقرئين.
وفي انتظار اهتمام أولي الأمر بنشر ما تبقى من كتب التراث المعرضة للتلف فنغتنم هذه الفرصة للتعريف بهذه المؤلفات ونقل ولو بعض فقرات من هذه التآليف التي وصلتنا، قال المؤلف بعد الحمدلة والتصلية على النبي ?: ((…والتابعين لهم بإحسان، من حراس مصاحف التنزيل على مراتب الترتيل، وسواس مدارج الوقف ومخارج الحروف عن التحريف بالتعليم والتصنيف، فمن اشتهر منهم في البراعة والصناعة، الإمام المقدم على أقرانه، السابق العنان، التحرير الفائق في البيان والتحرير، الساعي في تصنيفه سعي مجد مجيد الراعي ما يبغيه رعي مبدئ ومعيد، غير أنه كان مولعا بالإطناب طلب التبصير، ومبدعا في كل واد بالذهاب عدد التقصير فتجاوز بطول الإمكان، حد رغبة أهل الزمان قد عانى صدق همته، من هو واحد في الثقة أمتعني الله به إلى إملاء هذا الكتاب على قلة الرغائب وكثرة المصائب، من تتابع الحساد وعود سوق الفضل إلى الكساد وحكم الجهل على ظلم الأمر بالفساد، فعملت إذ شرعت فيه عمل من طب لمن حب، وسعى من رب عالته الرب، في حريم شرطه ما دب من فصول ما انصب عن سعة الخاطر حتى استتب ضامناً لتهذيب، فرأيت الوقوف عن سمات متداخلة المعاني في التحقيق، متباينة المباني في التلفيق مقصورة على خمس مراتب، اللازم، ومطلق وجائز ومجوز لوجه، ومرخص لضرورة الخ …)).
نكتفي بهذه الفقرات من مقدمة المؤلف أثبتها كنموذج إذ كانت الأرضة خرمت بعض الأوراق فصعب نقلها ولضيق مجال هذه المحاضرة والوقت اكتفيت بهذا القدر أملا أن يقدم التأليف للنشر إن شاء الله فيشتغل به متخصصون في الفن.
ولننتقل إلى التأليف الثاني الذي هو في حكم المفقود أيضا، وهو عبارة عن منظومة في القراءات لمحمد بن أحمد الوهراني نظمها سنة 899هـ، وكان صغير السن لم يجاوز العشرين سنة، وقد سمى منظومته "التقريب" وهي تحتوي على اثنين وثلاثمائة (302) بيت، افتتحها بقوله:
بدأت بحمد الله معتصما به
نظاما بديعا مكملا ومسهلا
وثنيت بعد الصلاة على الرضا
محمد والآل والصحب أشملا
وبعد فلما كان مقرأ نافع
أجل مقارئ القرءان أفضلا
لما قيل فيه أنه بدار هجرة
سنة خير المرسلين وكيف لا
أتيت بنظم في روايته التي
بعشر سميت كيما يكون محصلا
رواية ورش ثم قالون مثله
الأنصاري إسماعيل إسحاقهم ولا
والاثنان منهم الأولان ثلاثة
لكل وباقيهم له اثنان فاعقلا
ونجل لإسحاق لقاضيهم سما
والأنصاري إسماعيل عنه تقبلا
أبو عمرو الدوري روايته التي
كساها أبو الزهرا ابن عبدوس ذا العلا
وأحمدهم يسمى المفسر مثله
وأنصافهم عنه ابنه قد تنحلا
كذاك ابن سعدان وللنحو ينتمي
فرتب أبا جاد على الكل بالولا
ألف لورش ثم باء لأزرق
وعبد الصمد جيم له قد تمثلا
ودال أصبهاني وقالون هاؤه
وزاى أبي نشيطهم قد تأملا
وحاء للحلواني وضاء لقاضي
وباء للأنصاري بها قد تهلالا
وكاف ابن عبدوس ولام مفسر
وميم لإسحاق ونون ابنه انجلا
وصاد ابن سعدان أخي الفضل والتقى
فتمت رموز الكل دونك مسهلا
إلى أن قال:
وجئت بها وفي الأداء بغربنا
ليجري عليها الحكم أول أولا
فأطلق أن كل البدور توافقت
(يُتْبَعُ)
(/)
وباللفظ استغنى عن الرمز أن جلا
وقد صنف الأشياخ نثرا ونظمه
كذا فيهم و التنملي فأكملا
وكالعامري الندب لكنه أتى
بالأعمال في بعض الأصول فأشكلا
ولم يبق ماض للذي قد تلا سوى
اقتفاء لأثار وبالسبق فضلا
ثم يتعرض لعلماء الفن معتذرا لعدم تضلعه في القراءات ولصغر سنه فقال:
أقول لأستاذ يرى لي زلة
فيصلحها بالصفح جوزيت أفضلا
وقل لعذول أن راءه بلفظه
ألا لبني العشرين عذر تقبلا
فما مثلنا يعنى بهذا وإنما
كفى المرء نبلا عد عيب له اقبلا
ولكنني إن شاء الله ربي مكمل
بتشهير أو توجيه ما كان مشكلا
وأسأل ربي العون و الصدق والرضا
وتسهيل ما رمنا لكل فيسهلا
وسميته "التقريب" كي قربة به
أنال مع الآباء في جنة العلا
فيا رب انفع قارئيه وناظرا
وما معه نفعا مبينا فيعقلا
وختم منظومته بقوله:
وفي ضفر تمامه عام تسعة
وتسعين بعد الثمانمائة ولا
ثلاثمائة واثنان أبياته بدت
مهذبة التوجيه و الحكم العلا
فأحمد ربي ثم أشكره على
تمام الذي رمناه تعريفاً أولا
وأسأله غفران وزري كله
كذا ذنب أشياخي والأباء أشملا
إننا مع الأسف لم نعرف شيئا عن مؤلفها إلا ما ذكره في المنظومة.
ولنواصل حديثنا عن بقية المؤلفات التي تعهدنا باستعراضها، ومن بينها كتاب "الطراز في شرح ضبط الخراز" للحافظ الشهير أبي عبد الله محمد بن عبد الجليل التنسي التلمساني شرح به منطومة أبي عبد الله الشريشي التي استهلها بقوله:
هذا تمام ننظم رسم الخط
وها أنا اتبعه بالضبط
كي ما يكون جامعا مفيداً
على الذي ألفيته معهوداً
قال التنسي في شرحه: ((وبعد فلما رأيت من تكلم على ضبط الأستاذ أبي عبد الله الشريشي الشهير بالخراز وجدتهم بين مختصر اختصارا مخلا، ومطول تطويلا مملا، فتاقت نفسي إلى أن أضع عليه شرحا متوسطا يكون أبسط لقارئيه وأقرب لفهم طالبيه فشرعت فيه مستعينا بالله تعالى وسميته "بالطراز في شرح ضبط الخراز")) ثم ابتدأ بشرح أول البيت، وهو: ((هذا تمام نظم رسم الخط)) فقال: ((وقوله رسم الخط، اعلم أن الخط هنا هو واقع على المخطوط التي هي المصاحف، وهي يتكلم عليها بوجهين أحدهما يرجع إلى بيان الزائد والناقص وهو المسمى بعلم الرسم، وفيه نظم المؤلف ما تقدم، والوجه الثاني ما يرجع إلى علامة الحركة والسكون والشدّ والمدّ والساقط والزائد وهو المسمى بعلم الضبط، وفيه نظم المؤلف هذا الذي تكلم عليه الخ…)).
والحافظ التنسي مشهور، إذ كان من أبرز وأمثل علماء القرن التاسع بتلمسان، وله تآليف عديدة من أهمها وأشهرها كتاب "الدر والعقيان في تاريخ ملوك بني زيان" كما اشتهر الإمام التنسي في قضية شائكة لا زال معينها لم ينضب وهي المعروفة عند المؤرخين بقضية يهود توات، وكان البطل الذي أثارها الفقيه عبد الكريم المغيلي التلمساني، وقد تسبب عنها انقسام علماء بلاد المغرب العربي: تلمسان، فاس وتونس إلى قسمين: قسم أيّد المغيلي وعلى رأسه مترجمنا التنسي والإمام السنوسي (صاحب التوحيد)، والقسم الآخر أيد خصمه في القضية، وهو القاضي العصنوني قاضي تمنطيط عاصمة بلاد توات إذ ذاك، وقد بسط هذه النازلة الإمام أحمد بن يحي الونشريسي في موسوعته الفقهية: "المعيار المعرب عن فتاوى إفريقية والأندلس والمغرب".
كما حظي الإمام التنسي أخيراً بدراسة قيمة ضمنها الأخ الدكتور محمود بوعياد مدير المكتبة الوطنية بالجزائر، أطروحته التي نال بها الدكتورة، ولم يخل تأليف من تآليف التراجم بالمغرب العربي من إثبات ترجمته، كـ"ذيل الديباج" لأحمد بابا التنبكتي و"البستان" لابن مريم و"دوحة الناشر" لابن عسكر…الخ.
أما تأليفه المذكور في فن القراءات فهو متداول عند المقرئين ببلاد المغرب العربي، وبلغنا أنه طبع بالمطبعة الحجرية، إلا أننا لم نطلع عليه، قبل أن نتعرض لبعض تأليف المتأخرين أي في القرنين الثاني والثالث عشر نسج عليها العنكبوت خيوطه، وهي في حكم المفقود نتحدث عن عالمين شهيرين لكل منهما عدة تأليف في طليعتها تفسير القرآن، الأول منهما عالم جزائري ودفينها الشيخ عبد الرحمن الثعالبي وثانيهما محمد بن علي الخروبي. فتفسير الثعالبي نال شهرة في الجزائر شمالها وجنوبها وحظي بالطبع إلا أن طبعته نفذت منذ زمان، وقد عثرنا على نسخة من هذا التفسير أي "الجواهر الحسان في تفسير القرآن" منذ سنوات قليلة بمكتبة الجامع الجديد المعروف بالجامع الحنفي عليها أثر
(يُتْبَعُ)
(/)
حريق لفت انتباهي إليها استجازة صاحب النسخة وفي أسفلها إجازتان بخط المؤلف الشيخ عبد الرحمن الثعالبي يرجع عهدهما إلى حوالي ثلاثين سنة قبل وفاة المؤلف، وأهم ما في هذه الوثيقة ذكر المستجاز طريقة نشر تأليف الثعالبي خصوصا في التفسير، وهذا نص ما كتبه المستجاز بخطه على ظهر النسخة المذكورة من الجواهر الحسان فقال: ((قرأت على الشيخ العالم المتفنن المحدث الزاهد سيدي محمد بن الشيخ الصالح الزاهد المتبرك به سيدي مخلوف نفعني الله بجميعهم وأعاد علي من بركاتهم، ختمت عليه من تأليفه النفيسة وتصانيفه الرفيعة التي أقام الله بها الدين وأوضح بها السبيل للسالكين، قصد بذلك وجه الله فبلغه من ذلك مناه، وأظهر صدق نيته [كلمات ممحوة في الأصل] عادة الله في أهل العلم المصنفين أن تظهر تصانيفهم بعد وفاتهم على حسب الميراث، وأن في شيخنا هذا وفي تأليفه لسرا بديعا وأمرا رفيعا، لقد ظهرت تأليفه في حياته وسارت بها الركبان في الآفاق مع وجوده، وما ذلك إلا لسر أودعه الله فيه ولم يطلع عليه أحد من خلقه، مع صدق نيته وصدق النفع لعباد الله أمة رسوله وربما يكون في أثناء بعض تصانيفه والناس يختطفونه من يده ويتتبعونه بالنسخ حتى ربما أدركه النساخ قبل أن يستكمل الكراسة فينظرونه، سر إلهي لم يتسن لمن سبقه كالغزالي وغيرهم من أئمة الهدى على علو قدرهم، فأحرى أن يتسنى لمن بعده، جزاه الله عن المسلمين خيرا، ونفعنا به وأعاد علينا من بركاته، وهي عديدة مختلفة الأجناس متباينة الأنواع لم أقم بمعرفتها، فالذي ختمته عليه منها ورويته "تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن"، و"الدر المنتقى" و"كتاب الأذكار والدعوات" و"كتاب الأنوار المضيئة الجامعة بين الشريعة والحقيقة"، وكتاب "العلوم الفاخرة في أحوال الآخرة")).
وكتب الشيخ عبد الرحمن الثعالبي تحت استجازة تلميذه ما يلي: ((بلغ قراءة تفهم وبحث من أول هذا السفر إلى هنا، وكتب عبد الرحمن بن محمد الثعالبي لطف الله به وجعله من خير الفريقين، والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. في أواخر ذي القعدة عام سبعة وأربعين وثمانمائة)).
وكتب المجيز أي الثعالبي بخطه أسفل الاستجازة ما يلي: ((الحمد لله سمع علي الفقيه المحب الفاضل إسماعيل بن إبراهيم السنجاسني جميع هذا السفر إلى سورة سبأ وأجزته أن يرويه عني ويقرئه متثبتاً ومتحرياً بالوقف على الخوض فيما لم يصل إليه فهمه ... الخ)).
إني أضفت ترجمة الثعالبي إلى من ذكرتهم قبله ولو حظي تفسيره بالطبع إذ اغتنمت فرصة تحرير هذه الدراسة فأثبت ما اكتشفت من هذه النسخة الأصلية التي عليها إجازته بخطه، وقد كتبها قبل وفاته بثمان وعشرين سنة، إذ كتبها سنة 847هـ، وتوفي سنة 875هـ.
ولهذا النوع من الإجازات أهمية عظمى حيث أن المستجاز يضبط اسم الأستاذ وتاريخ الأخذ عنه، ومما تمتاز به هذه الاستجازة الطريقة التي كان تلامذة الشيخ يوزعون بها تآليفه وهي جارية في بعض الجهات، فبمجرد ما يفرغ المؤلف من تحرير كراسة أو كراستين يتقاسم أوراقها الخطاطون من التلامذة ويوزعونها فيما بينهم، وعندما ينتهي المؤلف من تأليفه يكون عدد نسخه تبلغ العشرات والمئات، والذي يؤسف له أن الإجازة الثانية أكثرها غير واضح، وهذه النسخة من التفسير عثرت عليها منذ سنوات، واستعرتها من إمام الجامع الجديد إذ ذاك الشيخ محمد اليعقوبي-إمام جامع كتشاوة- وأخذت منها صوراً نقلية لي وله، وللمرحوم الشيخ محمد بابا عمرو.
ولنضف إلى الثعالبي نبذة من ترجمة العالم الشهير محمد بن علي الخروبي المتوفى بالجزائر حوالي سنة 962 هـ، ولهذا العالم شهرة إدراكه الحكم العثماني إماما خطيبا بالجامع المالكي، قال في التعريف به صاحب "الإعلام بمن حل بمراكش واغمات من الأعلام": ((محمد بن علي الخروبي الطرابلسي المنشأ نزيل الجزائر ودفين خارجها، كان من أهل الحديث والفقه والتصوف والصلاح، واقفا على أغراضهم جمع في فن التصوف والأذكار والأوراد كتبا ... )) إلى أن قال: ((وحدث بعض الجزائريين انه رأى تفسيراً له على القرآن العظيم بجزائر مزغنة وغير ذلك، وكان جماعا للكتب خطيبا بالجزائر وكان له وجاهة عند أمراء بني عثمان استعملوه في السفارة بينهم وبين أبي عبد الله المهدي الشريف الحسني مرتين فورد المغرب فأخذ عنه كثير من أهله…الخ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد وصلنا من تفسيره مقدمته، وقد سمى تفسيره "رياض الأزهار وكنز الأسرار".
نقتصر على هذه اللقطات من ترجمة الإمام محمد بن علي الخروبي، ونواصل حديثنا عن بقية المقرئين الذين اخترنا استعراضهم في هذه الدراسة، وهم وإن بلغوا شهرة في عهدهم، ونوه بهم بعض تلامذتهم في أسانيدهم وفهارسهم كالمؤرخ محمد أبي راس المعسكري وغيره بالنسبة إلى عالمين جليلين وهما الشيخ أحمد بن ثابت التلمساني وأستاذه ابن توزينت، وأختم هذه الدراسة بإلحاق مقرئين جليلين وهما الشيخ محمد بن أبي القاسم البوجليلي، والشيخ علي بن الحفاف اللذين يعدان معاصرين.
فالشيخ أحمد بن ثابت التلمساني له تأليف مشهور عن القراء بالجزائر سماه: "الرسالة الغراء في ترتيب اختلاف القراء" ينتمي أحمد بن ثابت إلى أسرة بني زيان ملوك تلمسان وقد ذكر تلميذ من تلامذته المؤرخ محمد أبو راس في رحلته عند تعداد أساتذته فقال: ((ثم تتلمذت للشيخ منصور الضرير تلميذ شيخ شيوخنا وآخر أهل الرسوخ، أحد أطواد الأسانيد الثوابت، الشيخ أحمد بن ثابت المتوفى سنة 1158هـ، بجبل ترارة لما أخرجه من أرض آبائه فرغلية تلمسان، فأتقنت على الشيخ منصور القرآن…)).
أخذ الشيخ أحمد بن ثابت المذكور عن المقرئ الشهير أبي عبد الله ابن توزينت، وقد ترجم أبو راس ابن توزينت المذكور فقال في رحلته المتقدمة الذكر: ((ولما جمعت القرآن أتيت الشيخ منصور الضرير صاحب القراءة والأحكام أخذ بها الشيخ أبو القاسم بن توزينت المستشهد بوهران عند حاسي الأحرش سنة 1118هـ)).
وتأليف أحمد بن ثابت صغير الحجم، وكان عمدة المقرئين إلى وقت قريب وهذه فقرات منه كنموذج افتتحه بقوله: ((الحمد لله الذي أرشدنا بكتابه واصطفانا لخدمته وأهلنا لفهم خطابه، وجعله رحمة لنا ووقاية من عذابه…)) إلى أن قال: ((…وبعد، فهذه الرسالة الغراء في ترتيب اختلاف وجوه القراء سألنيها بعض الثقات ليعرف المقدم في وجوه الرواة، فاستبنت القوي من الضعيف، وباينت المشروف من الشريف، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب…))، ثم قال بعد ذلك: ((بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد، ذكر اختلافهم في التعوذ والبسملة وبيان الراجح من ذلك فاعلم أن المستعمل عند الحذاق واتفقت الأئمة عليه هو أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لجميع القراء ونقل عن حمزة وورش أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ووردت عن حفص أيضا في بعض الطرق، ونقل عن ورش وابن كثير أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم، وروي عن أبي عمرو ونافع وابن عامر والكسائي وحمزة أعوذ بالله من الشيطان أن الله هو السميع العليم…الخ)).
نكتفي بهذا القدر فيما يخص أحمد بن ثابت وننتقل إلى ترجمة أستاذه ابن توزينت الذي خصص تأليفه لكيفية جمع الطرق وتحرير نسبتها على قراءة الإمام نافع المدني من روايتي عيسى قالون وعثمان ورش. وقد استهل تأليفه بما يلي: ((قال كاتبه العبد الفقير لرحمة ربه محمد بن علي بن محمد بن محمد ابن أحمد المعروف بابن توزينت العبادي مولدا التلمساني دارا كان الله له ولوالديه ولأشياخه في الدارين ونفعنا ببركاته أمين ... )) ثم قال: ((الحمد لله الذي أطلق ألسنتنا بلفظ القرآن، ووفقنا لحفظه وتلاوته، ووعدنا عليه بجزيل الامتنان، وجعل حمايته من أهله وخاصته ففازوا بجميل الرضوان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الرحيم الرحمن، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله المصطفى من ولد عدنان، الآتي للمؤمنين بالرأفة والشفقة والحنان…)) إلى أن قال: ((وبعد، فهذا تقييد يشتمل على كيفية جمع الطرق وتحرير نسبتها بقدر الاستطاعة على قراءة الإمام نافع المدني من روايتي عيسى قالون وعثمان ورش رضي الله عن الجميع، حسبما قرأت بذلك على شيخنا المقرئ أبي عبد الله سيدي محمد بن علي العبادي المعروف بابن العطار، كما قرأ على الأستاذ المقرئ إمام الجماعة بحضرة تلمسان الشيخ السنوسي المقرئ، كما قرأ على الأستاذ المقرئ بحضرة الجامع الأزهر من الديار المصرية أبي الضياء سلطان قدس الله أرواحهم وأرواح أشياخهم في أعلى فراديس الجنان وأسلك في ذلك طريق الشاطبية فأبدأ الكلام على رواية قالون، ثم أردفه برواية ورش لترتيب ذلك فهما وليس بملتزم، إلا أن الأحسن أن نبدأ بما بدأ به المؤلفون في كتبهم، قال الإمام القيجاطي ولنبدأ
(يُتْبَعُ)
(/)
بالراوي الذي يدأوا به، ولكن هذا ربما عد سهلا وبذلك قرأني الشيخ المذكور، ثم اعلم والله العالم وبه التوفيق وهو حسبي ومنه الإرشاد إلى سواء الطريق… الخ)).
وختم ابن توزينت تأليفه بقوله: ((وهذا آخر ما يسره الله سبحانه من تقييد قراءة شيخنا جعله الله خالصا لوجهه الكريم، ووسيلة للفوز في جنات النعيم وألتمس من المار به أن يغض الطرف عن الهفوات ويسامح فيما عثر عليه من الهفوات، فإنني لست من أهل هذا الشأن، ولا ممن له سبق في هذا الميدان، ولكن حملني عليه بعض الطلبة لما قدم علينا من أرض المغرب، وكان قد قرأ هنالك، ولم يعاهد هذه الصناعة بفاس، ولا عند أحد من الناس، لأن الشيخ السنوسي هو الذي أتى به فسألوني فاستشرت الشيخ فأذن لي مع أني قليل البضاعة، غير دري بهذه البضاعة فشرعت بما ذكرت والحمد لله على التمام ونسأله الممات على الإسلام… الخ)).
نكتفي بهذه الفقرات من التأليفين المذكورين اللذين نالا إقبالا وشهرة في أواخر العهد العثماني وأوائل عهد الاحتلال، ولنختم دراستنا بتأليفين آخرين هامين الأول للشيخ محمد بن أبي القاسم البوجليلي تلميذ الشيخ محمد أمزيان بن الحداد بطل ثورة 1871م، والثاني للشيخ علي بن الحفاف المتوفى سنة 1307هـ.
هذا وإن تأليف الشيخ البوجليلي على صغر حجمه يزخر بالفوائد، إذ أثبت سنده في علم القراءات ببلاد زواوة التي اشتهرت بمعاهدها الخاصة بفن القراءات، تلك المعاهد التي كانت محط رجال المقرئين طيلة العهد العثماني وكان يقصدها الطلاب من القطاع القسنطيني وتونس، قال الشيخ محمد بن أبي القاسم البوجليلي في رسالته بعد الديباجة: ((وبعد، فهذه تبصرة لما قرأناه من روايات العشر عن أساتذتنا المشايخ الأعلام…)) إلى أن قال: ((…مقدمة مشتملة على فوائد: الأولى بيان إسناد قراءتنا مع تاريخ وفيات بعض أشياخنا رحمهم الله؛ الثانية: ذكر بعض فضائل القرآن العزيز؛ الثالثة: رمز المنقول عنهم؛ الرابعة: تسمية الرواة ووضعهم في جدول؛ الخامسة: بيان ما يبدأ به في القراءة من العشرة)).
ثم شرع في التفصيل فقال: ((أما إسناد قراءتنا فأقول إني افتتحت قراءتي صغيراً عن والدي رحمه الله، ثم انتقلت عام 1261هـ إلى مقام الولي الصالح سيدي عبد الرحمن اليلولي، فقرأت هناك على أشياخي السيد العربي الأخداشي بعض ختمة برواية قالون، والسيد معمر الطاهر الجنادي، حين كان هناك تلميذا، والسيد محمد بن علي بن مالك قالوا عشرا في مدة نحو أربعة، ثم أقرأت بعد نحو ثلاثين سنة في المقام المذكور على حسب وقت الرقم وتمام عامه سبعة أعوام أولها عام 1297هـ، وقرأ الجنادي على الشيخ السيد محمد بن يحيى البراتني، وقد أدركني إماما في المقام وعن الأخداشي أفرادا وعشرا، وعن الشيخ السيد محمد بن علي المزبور عشرا ونحوا، وابتدأ السبع عنه وترك الختمة في سورة الأعراف، ولم يتممها، وقال ما قرأنا قراءة صحيحة…الخ)).
وهذا السند يعد جوهريا بالنسبة لدراستنا، إذ استعرض الشيخ البوجليلي معظم المقرئين ببلاد زواوة في عهده، كما يعد هذا السند جوهريا بالنسبة لموضوع دراستنا، وحتى لتاريخ الجزائر هو كشف الغطاء عن الغموض الذي كان يحيط بمكانة الشيخ ابن حداد العلمية، حيث ذكر الشيخ البوجليلي أنه أخذ عنه عدة فنون كالسلم و السمرقندية…الخ و إلى ذلك أشار بقوله في سنده المذكور: ((وأما شيخنا فقها وطريقة السيد محمد أمزيان بن الحداد فتوفي في قسنطينة بسبب الحرب الواقعة في ذلك الوقت ليلة الثلاثاء ثانية ربيع الثاني بعد العشاء بساعة عام 1290هـ وهو رضي الله تعالى عن جميعهم وحشرني وأهل الحب في الله تحت لواء الرحمة وله طريقة مشهورا بها بالعلم والعمل، وله فيما طرق سمعي ستمائة مقدم في الطريقة الصوفية، ومن جملتهم السيد أحمد بن موسى بسوس الأقصى مسيرة أربعة أشهر من هنا، وقرأت أنا عنه ختمة في سلم المنطق، وأخرى في الجوهر المكنون على المعاني والبيان، وأخرى في الاستعارات السمرقندية، ولهم? مناقب تركت ذكرها خشية التطويل…الخ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنني كما سبق لنا ذكره لو لم نستفد من هذا السند إلا ترجمة ابن الحداد لكان لهذا السند أهميته ووزنه، إذ تواطأ كثير من المتساهلين في تسجيل التاريخ، تصوير الشيخ ابن الحداد بأنه أمي مع أننا عثرنا على تأليف له ذكر فيه أطوار الطريقة الرحمانية بعد موت ناشرها الشيخ محمد بن عبد الرحمن الجرجري ووصف حالة البلاد بعدما أذن له شيخه المهدي السكلاوي اليراثني في رياسة الطريقة الرحمانية، لما عزم على الهجرة إلى الشام سنة 1262هـ.
ولنختم هذه الدراسة بترجمة آخر مقرئ بالجزائر هو العلامة علي ابن الحفاف المفتي المالكي بالجزائر في عهده، هو علي بن عبد الرحمن بن محمد المدعو ابن الحفاف، أخذ عن كثير من علماء عهده أدركه الاحتلال الفرنسي في ريعان الشباب، فالتحق بجيش الأمير عبد القادر، لما كان مرابطا بمليانة فعينه الأمير كاتبه الخاص، وحينئذ أصدر فتواه الشهيرة التي حكم فيها على كل العلماء الذين لم يهاجروا من مدينة الجزائر بالكفر، ورد عليه الشيخ محمد ابن الشاهد مبينا ظروف كثير من علماء البلاد –أي مدينة الجزائر– الذين لم تساعدهم ظروفهم الخاصة على مغادرة البلدة، وجواب ابن الشاهد هذا يعد من أهم الوثائق الأصيلة في تاريخ الاحتلال، ذهب مترجمنا علي بن الحفاف إلى الحج سنة 1280هـ واجتمع بالعلامة الشيخ دحلان مفتي السادة الشافعية بمكة المكرمة، ودار بينهما في حكم قراءة البسملة في الفاتحة في الصلاة، وبعد رجوعه ألف رسالة في الموضوع سماها: "الدقائق المفصلة في تحرير آية البسملة" هذه فقرات منها: ((الحمد لله الذي فتح أقفال قلوب العلماء بدقائق الأنظار، وادخر للأواخر منهم دقائق رقائق الأفكار، وأمد الجميع بنور منبع الأنوار ... )) إلى أن قال: ((وبعد فإنه لما منّ الله على العبد الحقير، بالوصول إلى الحرم الشريف و اتفق الاجتماع بالعلامة الشيخ سيدي دحلان مفتي السادة الشافعية وأنجز الكلام على البسملة…الخ)).
كان تاريخ هذه الرسالة في 26 جمادى الثانية 1286هـ، وذيل هذه الرسالة برد على رسالة كتبها في الموضوع الشيخ عليش إمام المذهب المالكي بالأزهر أيد بها نظرية دحلان، وإلى ذلك أشار علي ابن الحفاف بقوله: ((وذيلت "الدقائق المفصلة في تحرير آية البسملة" بما ورد على من بعض فضلاء مصر وهو العلامة الشيخ محمد عليش الذي استدل بكلام الشيخ الأمير المنقول من تأليفه "ضوء الشموع على شرح المجموع" وقد رده مترجمنا ولم يسلمه)).
ترك مترجمنا علي بن الحفاف تأليفا ضخما قيما في القراءات سماه "منة المتعال في تكميل الاستلال" تناقله المقرئون والطلاب، وواظب مدة حياته على تدريسه استهل تأليفه المذكور بقوله: ((الحمد لله الذي شرفنا بتلاوة كتابه وتفضل علينا بخدمته وفهم خطابه، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد أفضل من بلغ الكتاب، وأشرف من بعث بفصل الخطاب، وعلى آله وذريته والأصحاب، وبعد فيقول العبد الفقير، المعترف بالعجز والتقصير، علي بن عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن الحفاف الجزائري أصلا ومنشأ، لما كان "غيث النفع" للشيخ سيدي علي النوري خاليا من الاستدلال بكلام الإمام أبي القاسم الشاطبي وكان "إنشاد الشريد" للشيخ سيدي محمد بن غازي مقتصراً على ضوال القصيد، أردت أن أجعل تأليفا مشتملا على تمام الاستدلال بما في المحل مع زيادة ما يسره الله، قاصداً وجه الله لنفع الإخوان، معترفا بأني لست من فرسان الميدان، مرتكبا طريقة سيدي علي النوري، مشيراً باللام للإمالة، وبالصاد للإدغام الصغير، وبالكاف للكبير وسميته "منة المتعال في تكميل الاستدلال"، والله أسأل أن ينفع به كما نفع بأصله إنه سميع مجيب)).
وقال في ختامه: ((قد تم كتاب منة المتعال في تكميل الاستدلال في القراءات السبع علي يدي كاتبه ومؤلفه المعترف بذنبه وبتقصيره وبعجزه، عبد ربه علي بن عبد الرحمن بن محمد بن امحمد المدعو الحفاف –الجزائري أصلا ومنشأَ- كان الله له وللمسلمين. وذلك بتاريخ اليوم الثامن من جمادى الأولى سنة تسعة وثمانين ومائتين وألف من هجرة من له المجد والشرف صلى الله تعالى وعلى آله وسلم تسلميا)).
توفي ابن الحفاف كما سبق لنا ذكره سنة 1307هـ، وكان من جملة مترجميه الشيخ بيرم الخامس صاحب الرحلة "صفوة الاعتبار بمستودع الأمصار والأقطار" اجتمع به عند زيارته للجزائر فقال: ((ومن الأخيار الذين اجتمعت بهم ومنحوني فضائل أخلاقهم النحرير العالم الشيخ علي بن الحفاف المفتي المالكي بقاعدة الجزائر وهو من تلامذة علامة القطر الإفريقي الشيخ إبراهيم الرياحي، كما أخبرني بذلك عن نفسه، وله فضائل كاملة وتقوى وسكينة واطلاع وسعة في الفقه والحديث…الخ)).
أما تأليفه المذكور فهو يحتوي على 467 صفحة، كل صفحة تحتوي على 27 سطراً، وكل سطر يشمل 14 كلمة.
وبه الختام.
------
عن مجلة ((رسالة المسجد)) مجلة تصدر عن وزارة الشؤون الدينية والاوقاف -
بالجمهورية الجزائرية.
العدد الثامن، محرم 1425هـ/ مارس 2004م--
?
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومروة]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 10:46]ـ
نرجوا من الاخوة المشرفين حذف هذه المادة - وترك المقالة المعدلة
ـ[اب اسامة]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 11:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فكرة طيبة ان يهتم الجزائري بعلمائه ولكن لابد ان نبين ان الاضرحة في ديننا لا تجوز لاعتقاد الناس بنفعيتها ويستعينون بها من دون الله.(/)
إ هتمام علماء الجزائر بعلم القرءات
ـ[أبومروة]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 02:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهتمام علماء الجزائر بعلم القراءات
?الشيخ المهدي بوعبدلي (*)
?????????????????????????????? ??????
إن
للقرآن مكانة عظمى عند المسلمين في جميع البلاد الإسلامية، لما ورد في ذلك من أحاديث نبوية تحث المسلمين على صرف العناية إلى خدمته التي تعد من أعظم القرب، وفي طليعة هذه الأحاديث، حديث عثمان الذي قال فيه ?:» خيركم من تعلم القرآن وعلمه «، وكان سفيان الثوري كما هو معلوم ومشهور يقدم تعليم القرآن على الغزو، وقد نعلم ما ورد في الغزو والجهاد من أحاديث نبوية صحيحة، ومن جملة الأحاديث الواردة في الحث على قراءة القرآن قوله ?:» أفضل العبادة قراءة القرآن «. وقيل لعبد الله بن مسعود: ((إنك تقل الصوم)) فقال: ((إذا صمت ضعفت عن تلاوة القرآن، وتلاوة القرآن أحب إلي))، ولهذا تسابق علماء الإسلام على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم من إعطائه الأولوية والأسبقية، وكان ما جرى به العمل في جميع البلاد الإسلامية أن أول ما يتلقاه الصبي في مرحلته الأولى من التعلم بالكتاب أو ما يعرف بالمدرسة الابتدائية القرآنية حفظ سور من القرآن، ولا ينتقل الصبي من الكتاب إلى تتبع بقية فنون فروع المعرفة من لغة وفقه وحديث إلا بعد حفظه القرآن عن ظهر قلب وإتقان أحكامه، كما كان علماء القراءات يتشددون كثيراً في السند والروايات، ويشترطون في المتصدرين لتعليم أحكام القرآن إتقان العلوم التي يحتاجون إليها في ذلك رواية ودراية، وتمييز الصحيح من السقيم والمتواتر من الشاذ وما لا تحل القراءة به وما تحل ولما ذكرناه حذر المقرئون التساهل في الاعتماد على الأخذ من الكتب مباشرة، بلغ أصحابها ما بلغوه من الشهرة في بقية فروع المعرفة، واشترطوا الرواية مشافهة عن المقرئ إذ الاعتماد على الكتب مباشرة من دون واسطة الأستاذ لا يخلو من تسرب الغلط والخطأ أو عدم الضبط.
وقد اشتهر في فن القراءات علماء جهابذة يشار إليهم بالبنان كتب لتآليفهم الخلود، وانتشرت في البلاد الإسلامية، وهي محل ثقة عند الجميع.
وإن أهم هذه التآليف التي تعد من المراجع الأولى لمقرئي بلادنا، منظومة الإمام أبي محمد الشاطبي الأندلسي (538–590) واسم هذه المنظومة "حرز الأماني ووجه التهاني".
وقد تسابق كبار علماء هذا الفن إلى شرحها والتعليق عليها، كالإمام علم الدين السخاوي والإمام أبي القاسم علي بن عثمان الفاصح صاحب كتاب "سراج القارئ المبتدي، وتذكار المقرئ المنتهي" كما اشتهر من هذه التآليف ببلادنا كتاب "إنشاد الشريد" لمقرئ بلاد المغرب العربي على الإطلاق في عهده الإمام محمد بن غازي المكناسي، وتأليف الإمام المقرئ علي النوري السفاقسي التونسي المسمى "غيث النفع في القراءات السبع".
نقتصر على هذه التآليف الثلاثة في فن القراءات التي لا يخلو سند من أسانيد قراء الجزائر من ذكرها واتصالهم بأصحابها، إذ السند في القراءات له أهمية عظمى، إذ يقول بعض العلماء في الموضوع: "فحملة القرآن القائمون بحقوقه نطقاً وعلماً وعملاً أهل الله وخاصته فأكرم بعلم يتصل سنده برب العالمين".
هذه لقطات ذكرناها كتمهيد لموضوع بحثنا الذي نقتصر فيه على استعراض بعض التآليف التي هي كما يدل عليها عنوان المحاضرة: "اهتمام علماء الجزائر بعلم القراءات في القديم والحديث" وقد اشتهر بعضها عند المعنيين بهذا الفن، حيث نجدها مذكورة في فهارسهم، إلا أن أكثر هذه التآليف في حكم المفقود، ولهذا سأتناول في هذا البحث نبذا من تراجمهم وفقرات من تآليفهم لإعطاء ولو صورة مصغرة من هذه التآليف كنماذج، ولنبدأ بالمقرئ الشهير الشيخ علي الزواوي أحد مشايخ الشيخ عبد الرحمن الثعالبي دفين الجزائر، وعلي الزواوي هذا اشتهر في عاصمة الجزائر بضريحه حتى إنه أطلق اسمه على حي من أحياء العاصمة، ورغم إحداث حي تجاري إثر الاحتلال الفرنسي مباشرة، وهدم ضريحه خارج باب عزون وبالضبط قرب المركز الثقافي الإسلامي التابع لوزارة الشؤون الدينية بالجزائر، نهج علي بومنجل فإنه لا زالت إحدى العجائز تتفقد موضع الضريح يوما في الأسبوع لاستقبال الزوار، وهي عادة يتوارثها هؤلاء العجائز منذ طمس هذا القبر، وإحداث هذا الحي التجاري الذي لا زال كبار
(يُتْبَعُ)
(/)
السكان يطلقون عليه اسم حي سيدي علي الزواوي.
وقد احتفظ لنا التاريخ بتأليف من تآليفه في القراءات وهو بالضبط في الوقف قال ناسخه في ختامه: "كمل بحمد الله وحسن عونه وتأييده وتوفيقه في يوم الاثنين الرابع والعشرين من شهر صفر عام اثنين وثمانين وتسعمائة، وكتبه أفقر عبيده إلى رحمة خالقه أحمد بن عبد العزيز الحاج الزواوي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" اهـ.
وكتب على ظهر التأليف في الصفحة الأولى عنوان الكتاب بحروف مغلظة وهي هذه: "هذا الوقف للإمام سيدي علي الزواوي نفعنا الله به آمين".
كما يوجد بقرب هذا العنوان ما يلي: "في نوبة الفقير إلى رحمة ربه المنان عبده محمد بن عبد الرحمن وفقه الله سنة 1232، وفوق الكتابة خاتمه ثم بقربه خاتم آخر واسم أحد مالكيه خرمه مقص المسفر (ومالك الكتاب محمد بن عبد الرحمن هذا كان من كبار علماء الجزائر، وكانت له خزانة معظم كتبها عليها خطه) وإنني في هذه المحاضرة لم أقصد سرد أسماء هذه التآليف ومؤلفيها فقط بل التسهيل أيضا للباحثين الذين يهمهم في بحوثهم تتبع تراجم هذه الطبقة المفقودة من المقرئين.
وفي انتظار اهتمام أولي الأمر بنشر ما تبقى من كتب التراث المعرضة للتلف فنغتنم هذه الفرصة للتعريف بهذه المؤلفات ونقل ولو بعض فقرات من هذه التآليف التي وصلتنا، قال المؤلف بعد الحمدلة والتصلية على النبي ?: ((…والتابعين لهم بإحسان، من حراس مصاحف التنزيل على مراتب الترتيل، وسواس مدارج الوقف ومخارج الحروف عن التحريف بالتعليم والتصنيف، فمن اشتهر منهم في البراعة والصناعة، الإمام المقدم على أقرانه، السابق العنان، التحرير الفائق في البيان والتحرير، الساعي في تصنيفه سعي مجد مجيد الراعي ما يبغيه رعي مبدئ ومعيد، غير أنه كان مولعا بالإطناب طلب التبصير، ومبدعا في كل واد بالذهاب عدد التقصير فتجاوز بطول الإمكان، حد رغبة أهل الزمان قد عانى صدق همته، من هو واحد في الثقة أمتعني الله به إلى إملاء هذا الكتاب على قلة الرغائب وكثرة المصائب، من تتابع الحساد وعود سوق الفضل إلى الكساد وحكم الجهل على ظلم الأمر بالفساد، فعملت إذ شرعت فيه عمل من طب لمن حب، وسعى من رب عالته الرب، في حريم شرطه ما دب من فصول ما انصب عن سعة الخاطر حتى استتب ضامناً لتهذيب، فرأيت الوقوف عن سمات متداخلة المعاني في التحقيق، متباينة المباني في التلفيق مقصورة على خمس مراتب، اللازم، ومطلق وجائز ومجوز لوجه، ومرخص لضرورة الخ …)).
نكتفي بهذه الفقرات من مقدمة المؤلف أثبتها كنموذج إذ كانت الأرضة خرمت بعض الأوراق فصعب نقلها ولضيق مجال هذه المحاضرة والوقت اكتفيت بهذا القدر أملا أن يقدم التأليف للنشر إن شاء الله فيشتغل به متخصصون في الفن.
ولننتقل إلى التأليف الثاني الذي هو في حكم المفقود أيضا، وهو عبارة عن منظومة في القراءات لمحمد بن أحمد الوهراني نظمها سنة 899هـ، وكان صغير السن لم يجاوز العشرين سنة، وقد سمى منظومته "التقريب" وهي تحتوي على اثنين وثلاثمائة (302) بيت، افتتحها بقوله:
بدأت بحمد الله معتصما به
نظاما بديعا مكملا ومسهلا
وثنيت بعد الصلاة على الرضا
محمد والآل والصحب أشملا
وبعد فلما كان مقرأ نافع
أجل مقارئ القرءان أفضلا
لما قيل فيه أنه بدار هجرة
سنة خير المرسلين وكيف لا
أتيت بنظم في روايته التي
بعشر سميت كيما يكون محصلا
رواية ورش ثم قالون مثله
الأنصاري إسماعيل إسحاقهم ولا
والاثنان منهم الأولان ثلاثة
لكل وباقيهم له اثنان فاعقلا
ونجل لإسحاق لقاضيهم سما
والأنصاري إسماعيل عنه تقبلا
أبو عمرو الدوري روايته التي
كساها أبو الزهرا ابن عبدوس ذا العلا
وأحمدهم يسمى المفسر مثله
وأنصافهم عنه ابنه قد تنحلا
كذاك ابن سعدان وللنحو ينتمي
فرتب أبا جاد على الكل بالولا
ألف لورش ثم باء لأزرق
وعبد الصمد جيم له قد تمثلا
ودال أصبهاني وقالون هاؤه
وزاى أبي نشيطهم قد تأملا
وحاء للحلواني وضاء لقاضي
وباء للأنصاري بها قد تهلالا
وكاف ابن عبدوس ولام مفسر
وميم لإسحاق ونون ابنه انجلا
وصاد ابن سعدان أخي الفضل والتقى
فتمت رموز الكل دونك مسهلا
إلى أن قال:
وجئت بها وفي الأداء بغربنا
ليجري عليها الحكم أول أولا
فأطلق أن كل البدور توافقت
(يُتْبَعُ)
(/)
وباللفظ استغنى عن الرمز أن جلا
وقد صنف الأشياخ نثرا ونظمه
كذا فيهم و التنملي فأكملا
وكالعامري الندب لكنه أتى
بالأعمال في بعض الأصول فأشكلا
ولم يبق ماض للذي قد تلا سوى
اقتفاء لأثار وبالسبق فضلا
ثم يتعرض لعلماء الفن معتذرا لعدم تضلعه في القراءات ولصغر سنه فقال:
أقول لأستاذ يرى لي زلة
فيصلحها بالصفح جوزيت أفضلا
وقل لعذول أن راءه بلفظه
ألا لبني العشرين عذر تقبلا
فما مثلنا يعنى بهذا وإنما
كفى المرء نبلا عد عيب له اقبلا
ولكنني إن شاء الله ربي مكمل
بتشهير أو توجيه ما كان مشكلا
وأسأل ربي العون و الصدق والرضا
وتسهيل ما رمنا لكل فيسهلا
وسميته "التقريب" كي قربة به
أنال مع الآباء في جنة العلا
فيا رب انفع قارئيه وناظرا
وما معه نفعا مبينا فيعقلا
وختم منظومته بقوله:
وفي ضفر تمامه عام تسعة
وتسعين بعد الثمانمائة ولا
ثلاثمائة واثنان أبياته بدت
مهذبة التوجيه و الحكم العلا
فأحمد ربي ثم أشكره على
تمام الذي رمناه تعريفاً أولا
وأسأله غفران وزري كله
كذا ذنب أشياخي والأباء أشملا
إننا مع الأسف لم نعرف شيئا عن مؤلفها إلا ما ذكره في المنظومة.
ولنواصل حديثنا عن بقية المؤلفات التي تعهدنا باستعراضها، ومن بينها كتاب "الطراز في شرح ضبط الخراز" للحافظ الشهير أبي عبد الله محمد بن عبد الجليل التنسي التلمساني شرح به منطومة أبي عبد الله الشريشي التي استهلها بقوله:
هذا تمام ننظم رسم الخط
وها أنا اتبعه بالضبط
كي ما يكون جامعا مفيداً
على الذي ألفيته معهوداً
قال التنسي في شرحه: ((وبعد فلما رأيت من تكلم على ضبط الأستاذ أبي عبد الله الشريشي الشهير بالخراز وجدتهم بين مختصر اختصارا مخلا، ومطول تطويلا مملا، فتاقت نفسي إلى أن أضع عليه شرحا متوسطا يكون أبسط لقارئيه وأقرب لفهم طالبيه فشرعت فيه مستعينا بالله تعالى وسميته "بالطراز في شرح ضبط الخراز")) ثم ابتدأ بشرح أول البيت، وهو: ((هذا تمام نظم رسم الخط)) فقال: ((وقوله رسم الخط، اعلم أن الخط هنا هو واقع على المخطوط التي هي المصاحف، وهي يتكلم عليها بوجهين أحدهما يرجع إلى بيان الزائد والناقص وهو المسمى بعلم الرسم، وفيه نظم المؤلف ما تقدم، والوجه الثاني ما يرجع إلى علامة الحركة والسكون والشدّ والمدّ والساقط والزائد وهو المسمى بعلم الضبط، وفيه نظم المؤلف هذا الذي تكلم عليه الخ…)).
والحافظ التنسي مشهور، إذ كان من أبرز وأمثل علماء القرن التاسع بتلمسان، وله تآليف عديدة من أهمها وأشهرها كتاب "الدر والعقيان في تاريخ ملوك بني زيان" كما اشتهر الإمام التنسي في قضية شائكة لا زال معينها لم ينضب وهي المعروفة عند المؤرخين بقضية يهود توات، وكان البطل الذي أثارها الفقيه عبد الكريم المغيلي التلمساني، وقد تسبب عنها انقسام علماء بلاد المغرب العربي: تلمسان، فاس وتونس إلى قسمين: قسم أيّد المغيلي وعلى رأسه مترجمنا التنسي والإمام السنوسي (صاحب التوحيد)، والقسم الآخر أيد خصمه في القضية، وهو القاضي العصنوني قاضي تمنطيط عاصمة بلاد توات إذ ذاك، وقد بسط هذه النازلة الإمام أحمد بن يحي الونشريسي في موسوعته الفقهية: "المعيار المعرب عن فتاوى إفريقية والأندلس والمغرب".
كما حظي الإمام التنسي أخيراً بدراسة قيمة ضمنها الأخ الدكتور محمود بوعياد مدير المكتبة الوطنية بالجزائر، أطروحته التي نال بها الدكتورة، ولم يخل تأليف من تآليف التراجم بالمغرب العربي من إثبات ترجمته، كـ"ذيل الديباج" لأحمد بابا التنبكتي و"البستان" لابن مريم و"دوحة الناشر" لابن عسكر…الخ.
أما تأليفه المذكور في فن القراءات فهو متداول عند المقرئين ببلاد المغرب العربي، وبلغنا أنه طبع بالمطبعة الحجرية، إلا أننا لم نطلع عليه، قبل أن نتعرض لبعض تأليف المتأخرين أي في القرنين الثاني والثالث عشر نسج عليها العنكبوت خيوطه، وهي في حكم المفقود نتحدث عن عالمين شهيرين لكل منهما عدة تأليف في طليعتها تفسير القرآن، الأول منهما عالم جزائري ودفينها الشيخ عبد الرحمن الثعالبي وثانيهما محمد بن علي الخروبي. فتفسير الثعالبي نال شهرة في الجزائر شمالها وجنوبها وحظي بالطبع إلا أن طبعته نفذت منذ زمان، وقد عثرنا على نسخة من هذا التفسير أي "الجواهر الحسان في تفسير القرآن" منذ سنوات قليلة بمكتبة الجامع الجديد المعروف بالجامع الحنفي عليها أثر
(يُتْبَعُ)
(/)
حريق لفت انتباهي إليها استجازة صاحب النسخة وفي أسفلها إجازتان بخط المؤلف الشيخ عبد الرحمن الثعالبي يرجع عهدهما إلى حوالي ثلاثين سنة قبل وفاة المؤلف، وأهم ما في هذه الوثيقة ذكر المستجاز طريقة نشر تأليف الثعالبي خصوصا في التفسير، وهذا نص ما كتبه المستجاز بخطه على ظهر النسخة المذكورة من الجواهر الحسان فقال: ((قرأت على الشيخ العالم المتفنن المحدث الزاهد سيدي محمد بن الشيخ الصالح الزاهد المتبرك به سيدي مخلوف نفعني الله بجميعهم وأعاد علي من بركاتهم، ختمت عليه من تأليفه النفيسة وتصانيفه الرفيعة التي أقام الله بها الدين وأوضح بها السبيل للسالكين، قصد بذلك وجه الله فبلغه من ذلك مناه، وأظهر صدق نيته [كلمات ممحوة في الأصل] عادة الله في أهل العلم المصنفين أن تظهر تصانيفهم بعد وفاتهم على حسب الميراث، وأن في شيخنا هذا وفي تأليفه لسرا بديعا وأمرا رفيعا، لقد ظهرت تأليفه في حياته وسارت بها الركبان في الآفاق مع وجوده، وما ذلك إلا لسر أودعه الله فيه ولم يطلع عليه أحد من خلقه، مع صدق نيته وصدق النفع لعباد الله أمة رسوله وربما يكون في أثناء بعض تصانيفه والناس يختطفونه من يده ويتتبعونه بالنسخ حتى ربما أدركه النساخ قبل أن يستكمل الكراسة فينظرونه، سر إلهي لم يتسن لمن سبقه كالغزالي وغيرهم من أئمة الهدى على علو قدرهم، فأحرى أن يتسنى لمن بعده، جزاه الله عن المسلمين خيرا، ونفعنا به وأعاد علينا من بركاته، وهي عديدة مختلفة الأجناس متباينة الأنواع لم أقم بمعرفتها، فالذي ختمته عليه منها ورويته "تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن"، و"الدر المنتقى" و"كتاب الأذكار والدعوات" و"كتاب الأنوار المضيئة الجامعة بين الشريعة والحقيقة"، وكتاب "العلوم الفاخرة في أحوال الآخرة")).
وكتب الشيخ عبد الرحمن الثعالبي تحت استجازة تلميذه ما يلي: ((بلغ قراءة تفهم وبحث من أول هذا السفر إلى هنا، وكتب عبد الرحمن بن محمد الثعالبي لطف الله به وجعله من خير الفريقين، والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. في أواخر ذي القعدة عام سبعة وأربعين وثمانمائة)).
وكتب المجيز أي الثعالبي بخطه أسفل الاستجازة ما يلي: ((الحمد لله سمع علي الفقيه المحب الفاضل إسماعيل بن إبراهيم السنجاسني جميع هذا السفر إلى سورة سبأ وأجزته أن يرويه عني ويقرئه متثبتاً ومتحرياً بالوقف على الخوض فيما لم يصل إليه فهمه ... الخ)).
إني أضفت ترجمة الثعالبي إلى من ذكرتهم قبله ولو حظي تفسيره بالطبع إذ اغتنمت فرصة تحرير هذه الدراسة فأثبت ما اكتشفت من هذه النسخة الأصلية التي عليها إجازته بخطه، وقد كتبها قبل وفاته بثمان وعشرين سنة، إذ كتبها سنة 847هـ، وتوفي سنة 875هـ.
ولهذا النوع من الإجازات أهمية عظمى حيث أن المستجاز يضبط اسم الأستاذ وتاريخ الأخذ عنه، ومما تمتاز به هذه الاستجازة الطريقة التي كان تلامذة الشيخ يوزعون بها تآليفه وهي جارية في بعض الجهات، فبمجرد ما يفرغ المؤلف من تحرير كراسة أو كراستين يتقاسم أوراقها الخطاطون من التلامذة ويوزعونها فيما بينهم، وعندما ينتهي المؤلف من تأليفه يكون عدد نسخه تبلغ العشرات والمئات، والذي يؤسف له أن الإجازة الثانية أكثرها غير واضح، وهذه النسخة من التفسير عثرت عليها منذ سنوات، واستعرتها من إمام الجامع الجديد إذ ذاك الشيخ محمد اليعقوبي-إمام جامع كتشاوة- وأخذت منها صوراً نقلية لي وله، وللمرحوم الشيخ محمد بابا عمرو.
ولنضف إلى الثعالبي نبذة من ترجمة العالم الشهير محمد بن علي الخروبي المتوفى بالجزائر حوالي سنة 962 هـ، ولهذا العالم شهرة إدراكه الحكم العثماني إماما خطيبا بالجامع المالكي، قال في التعريف به صاحب "الإعلام بمن حل بمراكش واغمات من الأعلام": ((محمد بن علي الخروبي الطرابلسي المنشأ نزيل الجزائر ودفين خارجها، كان من أهل الحديث والفقه والتصوف والصلاح، واقفا على أغراضهم جمع في فن التصوف والأذكار والأوراد كتبا ... )) إلى أن قال: ((وحدث بعض الجزائريين انه رأى تفسيراً له على القرآن العظيم بجزائر مزغنة وغير ذلك، وكان جماعا للكتب خطيبا بالجزائر وكان له وجاهة عند أمراء بني عثمان استعملوه في السفارة بينهم وبين أبي عبد الله المهدي الشريف الحسني مرتين فورد المغرب فأخذ عنه كثير من أهله…الخ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد وصلنا من تفسيره مقدمته، وقد سمى تفسيره "رياض الأزهار وكنز الأسرار".
نقتصر على هذه اللقطات من ترجمة الإمام محمد بن علي الخروبي، ونواصل حديثنا عن بقية المقرئين الذين اخترنا استعراضهم في هذه الدراسة، وهم وإن بلغوا شهرة في عهدهم، ونوه بهم بعض تلامذتهم في أسانيدهم وفهارسهم كالمؤرخ محمد أبي راس المعسكري وغيره بالنسبة إلى عالمين جليلين وهما الشيخ أحمد بن ثابت التلمساني وأستاذه ابن توزينت، وأختم هذه الدراسة بإلحاق مقرئين جليلين وهما الشيخ محمد بن أبي القاسم البوجليلي، والشيخ علي بن الحفاف اللذين يعدان معاصرين.
فالشيخ أحمد بن ثابت التلمساني له تأليف مشهور عن القراء بالجزائر سماه: "الرسالة الغراء في ترتيب اختلاف القراء" ينتمي أحمد بن ثابت إلى أسرة بني زيان ملوك تلمسان وقد ذكر تلميذ من تلامذته المؤرخ محمد أبو راس في رحلته عند تعداد أساتذته فقال: ((ثم تتلمذت للشيخ منصور الضرير تلميذ شيخ شيوخنا وآخر أهل الرسوخ، أحد أطواد الأسانيد الثوابت، الشيخ أحمد بن ثابت المتوفى سنة 1158هـ، بجبل ترارة لما أخرجه من أرض آبائه فرغلية تلمسان، فأتقنت على الشيخ منصور القرآن…)).
أخذ الشيخ أحمد بن ثابت المذكور عن المقرئ الشهير أبي عبد الله ابن توزينت، وقد ترجم أبو راس ابن توزينت المذكور فقال في رحلته المتقدمة الذكر: ((ولما جمعت القرآن أتيت الشيخ منصور الضرير صاحب القراءة والأحكام أخذ بها الشيخ أبو القاسم بن توزينت المستشهد بوهران عند حاسي الأحرش سنة 1118هـ)).
وتأليف أحمد بن ثابت صغير الحجم، وكان عمدة المقرئين إلى وقت قريب وهذه فقرات منه كنموذج افتتحه بقوله: ((الحمد لله الذي أرشدنا بكتابه واصطفانا لخدمته وأهلنا لفهم خطابه، وجعله رحمة لنا ووقاية من عذابه…)) إلى أن قال: ((…وبعد، فهذه الرسالة الغراء في ترتيب اختلاف وجوه القراء سألنيها بعض الثقات ليعرف المقدم في وجوه الرواة، فاستبنت القوي من الضعيف، وباينت المشروف من الشريف، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب…))، ثم قال بعد ذلك: ((بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد، ذكر اختلافهم في التعوذ والبسملة وبيان الراجح من ذلك فاعلم أن المستعمل عند الحذاق واتفقت الأئمة عليه هو أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لجميع القراء ونقل عن حمزة وورش أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ووردت عن حفص أيضا في بعض الطرق، ونقل عن ورش وابن كثير أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم، وروي عن أبي عمرو ونافع وابن عامر والكسائي وحمزة أعوذ بالله من الشيطان أن الله هو السميع العليم…الخ)).
نكتفي بهذا القدر فيما يخص أحمد بن ثابت وننتقل إلى ترجمة أستاذه ابن توزينت الذي خصص تأليفه لكيفية جمع الطرق وتحرير نسبتها على قراءة الإمام نافع المدني من روايتي عيسى قالون وعثمان ورش. وقد استهل تأليفه بما يلي: ((قال كاتبه العبد الفقير لرحمة ربه محمد بن علي بن محمد بن محمد ابن أحمد المعروف بابن توزينت العبادي مولدا التلمساني دارا كان الله له ولوالديه ولأشياخه في الدارين ونفعنا ببركاته أمين ... )) ثم قال: ((الحمد لله الذي أطلق ألسنتنا بلفظ القرآن، ووفقنا لحفظه وتلاوته، ووعدنا عليه بجزيل الامتنان، وجعل حمايته من أهله وخاصته ففازوا بجميل الرضوان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الرحيم الرحمن، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله المصطفى من ولد عدنان، الآتي للمؤمنين بالرأفة والشفقة والحنان…)) إلى أن قال: ((وبعد، فهذا تقييد يشتمل على كيفية جمع الطرق وتحرير نسبتها بقدر الاستطاعة على قراءة الإمام نافع المدني من روايتي عيسى قالون وعثمان ورش رضي الله عن الجميع، حسبما قرأت بذلك على شيخنا المقرئ أبي عبد الله سيدي محمد بن علي العبادي المعروف بابن العطار، كما قرأ على الأستاذ المقرئ إمام الجماعة بحضرة تلمسان الشيخ السنوسي المقرئ، كما قرأ على الأستاذ المقرئ بحضرة الجامع الأزهر من الديار المصرية أبي الضياء سلطان قدس الله أرواحهم وأرواح أشياخهم في أعلى فراديس الجنان وأسلك في ذلك طريق الشاطبية فأبدأ الكلام على رواية قالون، ثم أردفه برواية ورش لترتيب ذلك فهما وليس بملتزم، إلا أن الأحسن أن نبدأ بما بدأ به المؤلفون في كتبهم، قال الإمام القيجاطي ولنبدأ
(يُتْبَعُ)
(/)
بالراوي الذي يدأوا به، ولكن هذا ربما عد سهلا وبذلك قرأني الشيخ المذكور، ثم اعلم والله العالم وبه التوفيق وهو حسبي ومنه الإرشاد إلى سواء الطريق… الخ)).
وختم ابن توزينت تأليفه بقوله: ((وهذا آخر ما يسره الله سبحانه من تقييد قراءة شيخنا جعله الله خالصا لوجهه الكريم، ووسيلة للفوز في جنات النعيم وألتمس من المار به أن يغض الطرف عن الهفوات ويسامح فيما عثر عليه من الهفوات، فإنني لست من أهل هذا الشأن، ولا ممن له سبق في هذا الميدان، ولكن حملني عليه بعض الطلبة لما قدم علينا من أرض المغرب، وكان قد قرأ هنالك، ولم يعاهد هذه الصناعة بفاس، ولا عند أحد من الناس، لأن الشيخ السنوسي هو الذي أتى به فسألوني فاستشرت الشيخ فأذن لي مع أني قليل البضاعة، غير دري بهذه البضاعة فشرعت بما ذكرت والحمد لله على التمام ونسأله الممات على الإسلام… الخ)).
نكتفي بهذه الفقرات من التأليفين المذكورين اللذين نالا إقبالا وشهرة في أواخر العهد العثماني وأوائل عهد الاحتلال، ولنختم دراستنا بتأليفين آخرين هامين الأول للشيخ محمد بن أبي القاسم البوجليلي تلميذ الشيخ محمد أمزيان بن الحداد بطل ثورة 1871م، والثاني للشيخ علي بن الحفاف المتوفى سنة 1307هـ.
هذا وإن تأليف الشيخ البوجليلي على صغر حجمه يزخر بالفوائد، إذ أثبت سنده في علم القراءات ببلاد زواوة التي اشتهرت بمعاهدها الخاصة بفن القراءات، تلك المعاهد التي كانت محط رجال المقرئين طيلة العهد العثماني وكان يقصدها الطلاب من القطاع القسنطيني وتونس، قال الشيخ محمد بن أبي القاسم البوجليلي في رسالته بعد الديباجة: ((وبعد، فهذه تبصرة لما قرأناه من روايات العشر عن أساتذتنا المشايخ الأعلام…)) إلى أن قال: ((…مقدمة مشتملة على فوائد: الأولى بيان إسناد قراءتنا مع تاريخ وفيات بعض أشياخنا رحمهم الله؛ الثانية: ذكر بعض فضائل القرآن العزيز؛ الثالثة: رمز المنقول عنهم؛ الرابعة: تسمية الرواة ووضعهم في جدول؛ الخامسة: بيان ما يبدأ به في القراءة من العشرة)).
ثم شرع في التفصيل فقال: ((أما إسناد قراءتنا فأقول إني افتتحت قراءتي صغيراً عن والدي رحمه الله، ثم انتقلت عام 1261هـ إلى مقام الولي الصالح سيدي عبد الرحمن اليلولي، فقرأت هناك على أشياخي السيد العربي الأخداشي بعض ختمة برواية قالون، والسيد معمر الطاهر الجنادي، حين كان هناك تلميذا، والسيد محمد بن علي بن مالك قالوا عشرا في مدة نحو أربعة، ثم أقرأت بعد نحو ثلاثين سنة في المقام المذكور على حسب وقت الرقم وتمام عامه سبعة أعوام أولها عام 1297هـ، وقرأ الجنادي على الشيخ السيد محمد بن يحيى البراتني، وقد أدركني إماما في المقام وعن الأخداشي أفرادا وعشرا، وعن الشيخ السيد محمد بن علي المزبور عشرا ونحوا، وابتدأ السبع عنه وترك الختمة في سورة الأعراف، ولم يتممها، وقال ما قرأنا قراءة صحيحة…الخ)).
وهذا السند يعد جوهريا بالنسبة لدراستنا، إذ استعرض الشيخ البوجليلي معظم المقرئين ببلاد زواوة في عهده، كما يعد هذا السند جوهريا بالنسبة لموضوع دراستنا، وحتى لتاريخ الجزائر هو كشف الغطاء عن الغموض الذي كان يحيط بمكانة الشيخ ابن حداد العلمية، حيث ذكر الشيخ البوجليلي أنه أخذ عنه عدة فنون كالسلم و السمرقندية…الخ و إلى ذلك أشار بقوله في سنده المذكور: ((وأما شيخنا فقها وطريقة السيد محمد أمزيان بن الحداد فتوفي في قسنطينة بسبب الحرب الواقعة في ذلك الوقت ليلة الثلاثاء ثانية ربيع الثاني بعد العشاء بساعة عام 1290هـ وهو رضي الله تعالى عن جميعهم وحشرني وأهل الحب في الله تحت لواء الرحمة وله طريقة مشهورا بها بالعلم والعمل، وله فيما طرق سمعي ستمائة مقدم في الطريقة الصوفية، ومن جملتهم السيد أحمد بن موسى بسوس الأقصى مسيرة أربعة أشهر من هنا، وقرأت أنا عنه ختمة في سلم المنطق، وأخرى في الجوهر المكنون على المعاني والبيان، وأخرى في الاستعارات السمرقندية، ولهم? مناقب تركت ذكرها خشية التطويل…الخ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنني كما سبق لنا ذكره لو لم نستفد من هذا السند إلا ترجمة ابن الحداد لكان لهذا السند أهميته ووزنه، إذ تواطأ كثير من المتساهلين في تسجيل التاريخ، تصوير الشيخ ابن الحداد بأنه أمي مع أننا عثرنا على تأليف له ذكر فيه أطوار الطريقة الرحمانية بعد موت ناشرها الشيخ محمد بن عبد الرحمن الجرجري ووصف حالة البلاد بعدما أذن له شيخه المهدي السكلاوي اليراثني في رياسة الطريقة الرحمانية، لما عزم على الهجرة إلى الشام سنة 1262هـ.
ولنختم هذه الدراسة بترجمة آخر مقرئ بالجزائر هو العلامة علي ابن الحفاف المفتي المالكي بالجزائر في عهده، هو علي بن عبد الرحمن بن محمد المدعو ابن الحفاف، أخذ عن كثير من علماء عهده أدركه الاحتلال الفرنسي في ريعان الشباب، فالتحق بجيش الأمير عبد القادر، لما كان مرابطا بمليانة فعينه الأمير كاتبه الخاص، وحينئذ أصدر فتواه الشهيرة التي حكم فيها على كل العلماء الذين لم يهاجروا من مدينة الجزائر بالكفر، ورد عليه الشيخ محمد ابن الشاهد مبينا ظروف كثير من علماء البلاد –أي مدينة الجزائر– الذين لم تساعدهم ظروفهم الخاصة على مغادرة البلدة، وجواب ابن الشاهد هذا يعد من أهم الوثائق الأصيلة في تاريخ الاحتلال، ذهب مترجمنا علي بن الحفاف إلى الحج سنة 1280هـ واجتمع بالعلامة الشيخ دحلان مفتي السادة الشافعية بمكة المكرمة، ودار بينهما في حكم قراءة البسملة في الفاتحة في الصلاة، وبعد رجوعه ألف رسالة في الموضوع سماها: "الدقائق المفصلة في تحرير آية البسملة" هذه فقرات منها: ((الحمد لله الذي فتح أقفال قلوب العلماء بدقائق الأنظار، وادخر للأواخر منهم دقائق رقائق الأفكار، وأمد الجميع بنور منبع الأنوار ... )) إلى أن قال: ((وبعد فإنه لما منّ الله على العبد الحقير، بالوصول إلى الحرم الشريف و اتفق الاجتماع بالعلامة الشيخ سيدي دحلان مفتي السادة الشافعية وأنجز الكلام على البسملة…الخ)).
كان تاريخ هذه الرسالة في 26 جمادى الثانية 1286هـ، وذيل هذه الرسالة برد على رسالة كتبها في الموضوع الشيخ عليش إمام المذهب المالكي بالأزهر أيد بها نظرية دحلان، وإلى ذلك أشار علي ابن الحفاف بقوله: ((وذيلت "الدقائق المفصلة في تحرير آية البسملة" بما ورد على من بعض فضلاء مصر وهو العلامة الشيخ محمد عليش الذي استدل بكلام الشيخ الأمير المنقول من تأليفه "ضوء الشموع على شرح المجموع" وقد رده مترجمنا ولم يسلمه)).
ترك مترجمنا علي بن الحفاف تأليفا ضخما قيما في القراءات سماه "منة المتعال في تكميل الاستلال" تناقله المقرئون والطلاب، وواظب مدة حياته على تدريسه استهل تأليفه المذكور بقوله: ((الحمد لله الذي شرفنا بتلاوة كتابه وتفضل علينا بخدمته وفهم خطابه، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد أفضل من بلغ الكتاب، وأشرف من بعث بفصل الخطاب، وعلى آله وذريته والأصحاب، وبعد فيقول العبد الفقير، المعترف بالعجز والتقصير، علي بن عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن الحفاف الجزائري أصلا ومنشأ، لما كان "غيث النفع" للشيخ سيدي علي النوري خاليا من الاستدلال بكلام الإمام أبي القاسم الشاطبي وكان "إنشاد الشريد" للشيخ سيدي محمد بن غازي مقتصراً على ضوال القصيد، أردت أن أجعل تأليفا مشتملا على تمام الاستدلال بما في المحل مع زيادة ما يسره الله، قاصداً وجه الله لنفع الإخوان، معترفا بأني لست من فرسان الميدان، مرتكبا طريقة سيدي علي النوري، مشيراً باللام للإمالة، وبالصاد للإدغام الصغير، وبالكاف للكبير وسميته "منة المتعال في تكميل الاستدلال"، والله أسأل أن ينفع به كما نفع بأصله إنه سميع مجيب)).
وقال في ختامه: ((قد تم كتاب منة المتعال في تكميل الاستدلال في القراءات السبع علي يدي كاتبه ومؤلفه المعترف بذنبه وبتقصيره وبعجزه، عبد ربه علي بن عبد الرحمن بن محمد بن امحمد المدعو الحفاف –الجزائري أصلا ومنشأَ- كان الله له وللمسلمين. وذلك بتاريخ اليوم الثامن من جمادى الأولى سنة تسعة وثمانين ومائتين وألف من هجرة من له المجد والشرف صلى الله تعالى وعلى آله وسلم تسلميا)).
توفي ابن الحفاف كما سبق لنا ذكره سنة 1307هـ، وكان من جملة مترجميه الشيخ بيرم الخامس صاحب الرحلة "صفوة الاعتبار بمستودع الأمصار والأقطار" اجتمع به عند زيارته للجزائر فقال: ((ومن الأخيار الذين اجتمعت بهم ومنحوني فضائل أخلاقهم النحرير العالم الشيخ علي بن الحفاف المفتي المالكي بقاعدة الجزائر وهو من تلامذة علامة القطر الإفريقي الشيخ إبراهيم الرياحي، كما أخبرني بذلك عن نفسه، وله فضائل كاملة وتقوى وسكينة واطلاع وسعة في الفقه والحديث…الخ)).
أما تأليفه المذكور فهو يحتوي على 467 صفحة، كل صفحة تحتوي على 27 سطراً، وكل سطر يشمل 14 كلمة.
وبه الختام.
------
عن مجلة ((رسالة المسجد)) مجلة تصدر عن وزارة الشؤون الدينية والاوقاف -
بالجمهورية الجزائرية.
العدد الثامن، محرم 1425هـ/ مارس 2004م--
?
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف السنهوري]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 11:40]ـ
أخي الكريم
فأما قولكم:
ولنبدأ بالمقرئ الشهير الشيخ علي الزواوي أحد مشايخ الشيخ عبد الرحمن الثعالبي دفين الجزائر، وعلي الزواوي هذا اشتهر في عاصمة الجزائر بضريحه حتى إنه أطلق اسمه على حي من أحياء العاصمة، ورغم إحداث حي تجاري إثر الاحتلال الفرنسي مباشرة، وهدم ضريحه خارج باب عزون وبالضبط قرب المركز الثقافي الإسلامي التابع لوزارة الشؤون الدينية بالجزائر، نهج علي بومنجل فإنه لا زالت إحدى العجائز تتفقد موضع الضريح يوما في الأسبوع لاستقبال الزوار، وهي عادة يتوارثها هؤلاء العجائز منذ طمس هذا القبر، وإحداث هذا الحي التجاري الذي لا زال كبار السكان يطلقون عليه اسم حي سيدي علي الزواوي.
وقد احتفظ لنا التاريخ بتأليف من تآليفه في القراءات وهو بالضبط في الوقف قال ناسخه في ختامه: "كمل بحمد الله وحسن عونه وتأييده وتوفيقه في يوم الاثنين الرابع والعشرين من شهر صفر عام اثنين وثمانين وتسعمائة، وكتبه أفقر عبيده إلى رحمة خالقه أحمد بن عبد العزيز الحاج الزواوي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" اهـ.
وكتب على ظهر التأليف في الصفحة الأولى عنوان الكتاب بحروف مغلظة وهي هذه: "هذا الوقف للإمام سيدي علي الزواوي نفعنا الله به آمين".
كما يوجد بقرب هذا العنوان ما يلي: "في نوبة الفقير إلى رحمة ربه المنان عبده محمد بن عبد الرحمن وفقه الله سنة 1232، وفوق الكتابة خاتمه ثم بقربه خاتم آخر واسم أحد مالكيه خرمه مقص المسفر (ومالك الكتاب محمد بن عبد الرحمن هذا كان من كبار علماء الجزائر، وكانت له خزانة معظم كتبها عليها خطه) وإنني في هذه المحاضرة لم أقصد سرد أسماء هذه التآليف ومؤلفيها فقط بل التسهيل أيضا للباحثين الذين يهمهم في بحوثهم تتبع تراجم هذه الطبقة المفقودة من المقرئين.
وفي انتظار اهتمام أولي الأمر بنشر ما تبقى من كتب التراث المعرضة للتلف فنغتنم هذه الفرصة للتعريف بهذه المؤلفات ونقل ولو بعض فقرات من هذه التآليف التي وصلتنا، قال المؤلف بعد الحمدلة والتصلية على النبي ?: ((…والتابعين لهم بإحسان، من حراس مصاحف التنزيل على مراتب الترتيل، وسواس مدارج الوقف ومخارج الحروف عن التحريف بالتعليم والتصنيف، فمن اشتهر منهم في البراعة والصناعة، الإمام المقدم على أقرانه، السابق العنان، التحرير الفائق في البيان والتحرير، الساعي في تصنيفه سعي مجد مجيد الراعي ما يبغيه رعي مبدئ ومعيد، غير أنه كان مولعا بالإطناب طلب التبصير، ومبدعا في كل واد بالذهاب عدد التقصير فتجاوز بطول الإمكان، حد رغبة أهل الزمان قد عانى صدق همته، من هو واحد في الثقة أمتعني الله به إلى إملاء هذا الكتاب على قلة الرغائب وكثرة المصائب، من تتابع الحساد وعود سوق الفضل إلى الكساد وحكم الجهل على ظلم الأمر بالفساد، فعملت إذ شرعت فيه عمل من طب لمن حب، وسعى من رب عالته الرب، في حريم شرطه ما دب من فصول ما انصب عن سعة الخاطر حتى استتب ضامناً لتهذيب، فرأيت الوقوف عن سمات متداخلة المعاني في التحقيق، متباينة المباني في التلفيق مقصورة على خمس مراتب، اللازم، ومطلق وجائز ومجوز لوجه، ومرخص لضرورة الخ …)).
نكتفي بهذه الفقرات من مقدمة المؤلف أثبتها كنموذج إذ كانت الأرضة خرمت بعض الأوراق فصعب نقلها ولضيق مجال هذه المحاضرة والوقت اكتفيت بهذا القدر أملا أن يقدم التأليف للنشر إن شاء الله فيشتغل به متخصصون في الفن.
فهذه المقدمة هي مقدمة كتاب ابن طيفور السجاوندي (ت 560 هـ)، المسمى: " علل الوقوف " - وهو مطبوع بهذا العنوان بتحقيق الدكتور/ محمد العيدي، وهو متاح على المكتبة الوقفية، أو " الوقف والابتداء " - وهو مطبوع بهذا العنوان أيضاً بتحقيق الدكتور/ محسن هاشم درويش، كما حققه بعنوان: " علل الوقوف في القرآن الكريم المسمى بالوقف والابتداء " الدكتور/ أشرف أحمد حافظ عبد السميع، بجامعة الكويت، وهو دون السابقين.
أما الشيخ أحمد بن عبد العزيز الحاج الزواوي المذكور فهو ناسخ الكتاب، وليس مؤلفه.
ـ[أبو يوسف السنهوري]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 11:51]ـ
أما هذا العلم فيبدو أنه جزائري، لكنني لم أقف على ترجمته في جميع المظان المتاحة لي - وليس منها معجم أعلام الجزائر، ولا سائر المصنفات التي خصت علماء الجزائر بالترجمة - فمن يعينني في ترجمته من أهل بلده؟
وهو - حسب قراءتي للنص الموجود تحت يدي، والمكتوب بخط مغربي -: محمد بن أبي القاسم بن عبد الله الزعولي العجيسي الشهير بابن الغربي المقرئ المجود (ت بعد 1017 هـ)، له: " روضة المجتهدين في تلاوة كلام رب العالمين "، أخذ القراءات السبع عن شيخ الجماعة بفاس الأستاذ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مجبر المساري الفاسي المقرئ الحافظ النحوي الغروضي الفرضي (نحو 898 - 985 هـ) بسنده إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -، وأجاز بها تلميذه محمد بن مسعود بن يوسف سُوسَان الأندلسي النجار، الملياني الدار، الذي قرأ عليه من سورة المؤمنين إلى الختم بقراءات السبعة بما تضمنه كتاب التيسير وحرز الأماني، أوائل شعبان سنة 1017 هـ، وشهد على ذلك في جامع بني زعال نواحي ديار بني فراو: يحيى بن علي الوزنراني (الورتراني)، وعمر بن هارون الوزنراني (الورتراني).(/)
تقريرات ولفتات منهجية مهمة في فن التأليف في أحاديث الأحكام
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 05:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
قال شيخنا المحدث المدقق محمد بن الصادق بن كيران وارث علم العلامة عبد الله بن صديق الغماري وصهره.في محاضرة علمية بالأمس حول أحاديث الأحكام ما يلي:
قال: كل علم يبحث فيه عن الإشكالات المحيطة بتقاسيمه ومجملاته وذلك لفهم أسس هذا العلم والإنطلاق إلى أبحره بقدم راسخة وأفكار منسقة مرتبة ..
والعلم المختص بأحاديث الأحكام يبحث ابتدءا في إشكالين اثنين: الأول ويتعلق بالبحث في فقه أحاديث الأحكام بكل ما يحيط هذا المبحث من توسعات وتشعبات ودقائق منهجية وتطبيقية.أما الثاني فيتعلق بالتأريخ لنشوء هذا الضرب من التأليف واهم مصنفاته ...
وعنوان المادة مركب من جزئين: 1 - أحاديث 2 - أحكام.
أما الأحاديث فمعلومة لديكم وأما الحكام فالحكم معلوم حده لديكم أيضا , لكن وجب التنبيه إلى أن الأحكام لها أساس عملي خلافا للمعتقد الذي هو تصديق وبالتالي فالأحاديث المقتصر عليها في هذه المادة هي الأحاديث المتعلقة بالشق العملي.
وهنا يقفز سؤال –قلت (عبد الرحمن): وهذا من دقة الشيخ فأعيروه انتباهكم يا رعاكم الله- وهذا السؤال مهم جدا لأن عددا من المسائل سينبني عليه لاحقا.
ما هي أحاديث الأحكام؟
هل هي التي فيها طلب أو تخيير؟ الجواب الدقيق والمحقق في هذه المسألة سيكون بالنفي تأكيدا.
ولأضرب لكم مثلا يتضح به المراد لكل أحد: الطبري استخرج من حديث أنس الذي يقول فيه المعصوم عليه السلام: "ما فعل النغير" ستين فائدة. ومن الفوائد التشريعية التي استفادها منه جواز صيد المدينة!!
نعم استنبط الجواز من حديث ظاهره لاينبئ عن رابطة علائقية مع الأحكام .. وبنظر هذا الإمام الثاقب استنبط حكما كان أهل النظر من الفقهاء قد اختلفوا فيه اختلافا شديدا لورود نصوص في حرمة المدينة.
يحق لك أيها الطالب أن تسأل هنا عن عدد الآثار التي عنيت بالأحكام فغن لمعرفة عددها فائدة جليلة انتبه لها ولا تغفل: فعلى أساس معرفة عدد أحاديث الأحكام يمكننا تقييم المصنفات في هذا الفن.
مات النبي عليه السلام وترك أربعة عشر ألفا من الصحابة الذين رووا عنه عليه السلام بمعنى أن عدد الآثار ضخم جدا وعليك أن تتذكر أن الإمام مسلما قد نبه إلى أن جامعه الصحيح قد انتخبه من ثلاثمائة ألف حديث مسموع ... ونظرا لهذه الضخامة فقد ذهب ابن الجوزي رحمه الله إلى استحالة حصر السنة.
وإن المنهج العلمي الدقيق ليفرض هنا سؤالا وهو: ما هو منهج العد المتبع؟
قال شيخنا: منهج العد عند الجمهور يكون باعتبار مخرج الصحابي فلو كان عندنا متن واحد رواه صحابيان اعتبر كل واحد منهما مستقلا بنفسه في عملية العد.
الآن! ما هو عدد أحاديث الأحكام؟
باستقراء كلام الأئمة في هذا الشأن نجد أنهم تكلموا باعتبارين:1 - تكلموا عن عدد الأحاديث التي تعتبر أصولا 2 - وتكلموا عن عدد أحاديث الأحكام بإطلاق.
وإليك هذه المعلومات: ذهب الماوردي ومعه جماعة إلى أن عدد أحاديث الأحكام خمسمائة. وذهب الشافعي إلى أن أصول الأحكام خمسمائة.
ولابن القيم قول مفصل في المسألة فقد قال بأن أصول أحاديث الأحكام خمسمائة وتفاصيلها وفرشها أربعة آلاف.
وذهب عبد الرحمن بن مهدي ويحى بن سعيد ابن القطان إلى أنها ثمانمائة.
أما ابن المبارك فقال تسعمائة.
في رواية عن احمد: أن الأصول التي يدور عليها الحكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبغي أن تكون ألفا ومائتين.
أما ابن العربي المالكي فثلاثة آلاف. وقال الذي في الصحيحين ألف وألف.
ونقل عن عدد من الأئمة أنها أربعة ألاف.
قال شيخنا: ينبغي لسلامة الأحكام اعتبار المراحل الزمنية وخصائصها لكل قول من هذه الأقوال فالمرحلة التي كانت فيها السنة النبوية في طور الجمع والغربلة لا بد وأن يتأثر بها العدد ولذلك نجد الإمام أحمد قال لا يجتهد أحد حتى يحفظ ثلاثمائة ألف حديث!!
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: ثم ما حكم الموقوف في هذه العملية؟ المحدثون رووا في مصنفاتهم الكثير من الموقوفات لغرض وهدف يتمثل في أننا لن نفهم المرفوع إلا بالموقوف فعمل الصحابة له أهميته واعتباريته عند جمهور المسلمين ولذلك وجدت أحاديث لم يعمل بها المسلمون لأن الصحابة قد تركوا العمل بها ..
قال: وأنا-طبعا- لا أفصل في هذه المسألة لما نقل من خلاف بين النظار المحققين من المسلمين في هذه القضية كابن حزم والشاطبي ...
أما القول المتصل بمنهج التأليف والإشكالات المحيطة به فإن البدء فيه يكون على النحو التالي:
كان الفقه والحديث ممتزجان لا غنى لأحدهما عن الآخر ثم افترقا فظهر فقهاء لا حديث عندهم وإنما هي مسائل اجتهدوا في حفظها والتخريج عليها كما ظهر محدثون لا فقه عندهم فأفتوا بكل خاص وعام ومطلق ومقيد وربما منسوخ ...
ثم حاول بعض أهل الحديث التقرب من الفقه كما حاول بعض الفقهاء ألا يبتعدوا عن الحديث ...
ولذلك ظهر أول ما ظهر: السنن التي هي أصول الأحكام كسنن أبي داود الذي يعتبر كتابه مرجعا لا غناء للفقيه عنه وقد قال هو نفسه في رسالته الموجهة إلى أهل مكة –كما تعلمون أيها الطلبة – بان أصول مسائل داود وأبي ثور والشافعي .. هي هذه الأحاديث .. بل قد صرح الغزالي بأن حافظ أحاديث سنن أبي داود مؤهل للإجتهاد وقد انتقد على قوله هذا وبسط القول في هذا الموضوع ليس هذا أوانه.
ثم ظهر محدثون جمعوا أحاديث الأحكام بلا أسانيد تيسيرا منهم على عباد الله فبارك الله فيهم ورحمهم ومن أوائلهم الإمام ابن السكن في كتابه: الصحيح المنتقى أو السنن الصحاح الماثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عنه ابن خير الأندلسي: جمع فيه المصنفات الأربعة (الصحيحين وأبو داود والنسائي) ثم بعده الإمام البغوي الذي ألف: مصابيح السنة جمع فيه الكتب الستة ومسند الشافعي وموطأ مالك وسنن الدارقطني ... وقد شرحه التبريزي.
ثم نجد الإمام ابن عبد الحق الإشبيلي يؤلف: الأحكام الصغرى والأحكام الوسطى والأحكام الكبرى.وقام الإمام ابن القطان الفاسي رحمه الله تعالى بنقد الأحكام الوسطى في كتابه: بيان الوهم والإيهام.
ثم نجد عبد الغني المقدسي الذي ألف كتابا على صغر حجمه بالغ الأهمية وهو عمدة الأحكام. ثم نجد ابن شداد ألف دلائل الأحكام.
ثم المجد ابن تيمية ألف كتاب الأحكام ثم اختصره في كتابه العظيم الموسوم بالمنتقىوقد شرح جماعة منهم الشوكاني رحمه الله.
ثم نجد العز بن عبد السلام ألف الإمام في بيان أدلة الأحكام وقد شرحها الإمام ابن دقيق العيد شرحا بالغ النفاسة –كما قال من اطلع عليه من أهل العلم- وسماه الإلمام.
ثم نجد الإمام ابن عبد الهادي ألف كتابه المحرر في الحديث وهو اختصار للإمام في بيان أدلة الأحكام. ثم نجد ابن النقاش ثم ابن الملقن الذي ألف البلغة في أحاديث الأحكام وتحفة الأحكام لأدلة المنهاج.
ثم نجد الحافظ العراقي وألف ترتيب الأسانيد وتقريب المسانيد وشرحه في طرح التثريب وقد أتمه ابنه.
ثم نجد ابن جماعة الذي ألف الإعلام بأحاديث الأحكام.
ثم نجد خاتمة الحفاظ اهل النظر الدقيق والرأي العميق مولانا ابن حجر العسقلاني قد ألف كتابا نفيسا جدا وهو بلوغ المرام.
ولقد كان ترتيب هذه المصنفات تابع لطريقة التأليف الفقهي لكل مذهب فكل إمام يرتب مصنفه حسب ترتيب كتب أهل مذهبه.
ويلاحظ أن أقل المذاهب تصنيفا في هذا الفن هم الحنفية واكثرهم الشافعية .. =والشافعية قوم لهم عناية بالدليل والإستدلال.
بقيت هنا مسألة وجب تنبيهكم عليها تجنبا للزلل وهي أن هذه المصنفات لم تؤلف لتكون مصدر التشريع الوحيد. بل هناك عدة آليات للتعامل مع هذه السنة للوصول للحكم وأول طريق الإستنباط هي هذه الأحاديث ولكنها ليست آخره.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 05:38]ـ
جزاك الله خيرا
أود التأكد من صحة هذه المعلومات:
(نجد العز بن عبد السلام ألف الإمام في بيان أدلة الأحكام وقد شرحها الإمام ابن دقيق العيد شرحا بالغ النفاسة –كما قال من اطلع عليه من أهل العلم- وسماه الإلمام.
ثم نجد الإمام ابن عبد الهادي ألف كتابه المحرر في الحديث وهو اختصار للإمام في بيان أدلة الأحكام).
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 11:18]ـ
أحسن الله إليك ... كذا قال.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 02:05]ـ
بارك الله فيك أيها الفاضل
أما النقطة الأولى فهي خطأ، وانظر تفاصيل قصّة "الإمام" و"الإلمام" و"شرح الإلمام" في المقدمة الماتعة للشيخ الفاضل/ سعد الحميِّد، لكتاب ابن دقيق العيد: "الإمام في معرفة أحاديث الأحكام"
أما النقطة الثانية، فقد قيل: بأنّ "المحرر" مختصر من "الإلمام" وهذا نُصَّ عليه، وفيه مناقشة تجدها في كلام للشيخ الفاضل/ عبد الله الحِمَادي، لا يحضرني رابطه الآن
أما أنه مختصر من "الإمام" فليس عليه دليل فيما أعلم .. والله أعلم
وللفائدة: الطبري (ابن القاص الشافعي) مسبوق في استنباط فائدة حِلّ صيد المدينة، سبقه إليها: أبو عبيد في "الغريب"، ثم ناقشها مناقشة لطيفة .. والله أعلم(/)
بعض ملاحظاتي على كتاب مناهج البحث عند مفكري الإسلام لعلي النشار
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 05:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
لا يخفى أن كتاب "مناهج البحث عند مفكري الإسلامي " للدكتور علي سامي النشار من الكتب المهمة في مجال الدراسات الفلسفية والأصولية والكلامية ... وقد لاقى ترحيبا بقدر ما لاقى نقدا من الدارسين في العالم العربي ....
وقد ناقش صاحب الكتاب مسائل في غاية الحساسية والخطورة في الفكر الإسلامي خاصة جانب علم أصول الفقه والمنطق ونظرة الإسلاميين إليهما ...
فتحدث باختصار رائع عن دلائل معرفة المسلمين بالفلسفة الهيلينية منذ زمن واصل بن عطاء ...
ثم تحدث عن مباحث المنطق الأساسية-عندأرسطووأتباعه المشائين والفرق بينه وبينهم- بعرض رائع ...
ثم انتقل للحديث عن" منطق الأصوليين" وقواعدهم العقلية انطلاقا من كتبهم الأصولية ... وتكلم عن نظريتهم في العلة ومسائلها: السبر والتقسيم – تنقيح المناط- تحقيق المناط ...
ثم تكلم عن نقد المتكلمين للمنطق الأرسطي: فتطرق لموقف المتكلمين من قانون أرسطو الشهير: قانون عدم الجمع بين الضدين وقانون عدم ارتفاع النقيضين مبرزا موقفهم من القانونين ...
ثم انتقل للحديث عن ابن تيمية والمنطق وقسمه إلى جزئين:
1 - الجانب الهدمي: تحدث فيه عن انتقادات ابن تيمية للمنطق في أهم مباحثه ومصدر حجج ابن تيمية ...
2 - الجانب الإنشائي: حيث حاول بناء عرض متكامل للمنطق التيمي
ثم عرج بعجالة على ابن الوزيروالسيوطي المنتقدين للمنطق وذكر أن السيوطي قدم عرضا تأريخيا لمنتقدي المنطق ثم قال عن ابن الوزير أنه تأثر بابن تيمية وإن كانت حججه في كتابه " ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان" من النوع الخطابي ...
ثم خصص فصلا كاملا للمنطق الإشراقي مع أبرز رواده "السهروردي" ...
ثم انتقل لأبرز العلماء في مجال الطبيعيات كجابر بن حيان وابن الهيثم وذكر منهجهم العلمي المتطور المتمثل في القياس والتجربة ...
أما ملاحظاتي على الكتاب:
1 - رجح تأثر الإمام الشافعي بالمنطق خاصة وأنه يعرف لغة اليونان.
2 - اعتبر أن الأصوليين لهم منهج إسلامي أصيل وقصد الأصوليين قبل الغزالي لكنه خلط خلطا بإدراجه جمع الجوامع ونهاية السؤل من الكتب الأصولية الناجية من المنطق!!
3 - اعتبر ان المنهج الإسلامي الأصيل هو منهج الأصوليين المعتمد على القياس ومسالك العلة وذكر تأثر علماء الغرب المحدثون بهذا المنهج ...
4 - اعتبر أن الأشاعرة هم الممثلون الحققيون للإسلام
5 - هاجم ابن تيمية ونسب حججه في نقد المنطق الأرسطي إلى الرواقيين والشكاك ..
6 - اعتبر أن المنطق الإشراقي هو أعمق نقد للمنطق الأرسطي
7 - أهمل ذكر مناهج أهل الحديث وأهل الظاهر البحثية المخالفة لجمهور الأصوليين والمتكلمين معا ..
8 - اعتبر أبن تيمية غير مستوعب لفكرة الإقتران عند الأشاعرة وفكرة العادة مع أنه أخذ بها!!
9 - اعتبر حجج ابن الوزير خطابية!!
10 - هاجم المتفلسفة ثم أشاد بجابر بن حيان وابن الهيثم في منهجهما العلمي وهما مشائيان!!
وفي الختام فنحن لا نقلل من جهد الدكتور في خدمة المعرفة ولكن النقد المسؤول هو السبيل للرقي الحضاري ...
ملحوظة: الكتاب عندي ملخص وسأضعه هنا بعد فترة
ـ[الحُميدي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 06:26]ـ
شكر الله لك اخي الفاضل على هذه الملاحظات القيمة .. ،
ـ[محمد بن سيد]ــــــــ[14 - Dec-2009, مساء 02:50]ـ
لم أقرأ الكتاب ولكن أظنني اطلعت على خلاصته من خلال الكتاب الآخر للدكتور (تاريخ الفكر الفلسفي في الإسلام) فقد تكلم عن هذا الموضوع في مقدمة الكتاب
ولي استفسارات على ملاحظاتكم أرجو منكم أن تفيدوني بالإجابة عليها
2 - اعتبر أن الأصوليين لهم منهج إسلامي أصيل وقصد الأصوليين قبل الغزالي لكنه خلط خلطا بإدراجه جمع الجوامع ونهاية السؤل من الكتب الأصولية الناجية من المنطق!!
هل اعتراضكم -بارك الله فيكم - على الخلط فقط أم على اعتبار أن للأصوليين منهجهم الإسلامي الخاص؟
3 - اعتبر ان المنهج الإسلامي الأصيل هو منهج الأصوليين المعتمد على القياس ومسالك العلة وذكر تأثر علماء الغرب المحدثون بهذا المنهج ...
هلا بسطتم أكثر في هذه المسألة بارك الله فيكم
فما هو وجه اعتراضكم ولماذا؟
10 - هاجم المتفلسفة ثم أشاد بجابر بن حيان وابن الهيثم في منهجهما العلمي وهما مشائيان!!
4
هل يمكن القول بأن ما أنكره الدكتور وهاجمه هو الجزء الخاص من فلسفتهم المتعلق بمباحث الميتايزيقا - والذي حاولوا فيه الجمع بين الفلسفة اليونانية والإسلام وفشلوا فشلا ذريعا-
أما الجزء الخاص بالطبيعيات والذي استخدموا فيه التجربة والحس - والتي احتقرها فلاسفة اليونان كأرسطو في حين وفر الإسلام المناخ المناسب لنمو هذا المنهج التجريبي - هذا الجزء هو ما أشاد به الدكتور عند هؤلاء
هل يمكن القول بذلك أم لا؟ وإن كانت الثانية فلم؟
وجزاكم الله كل خير
وبارك فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - Dec-2009, مساء 03:29]ـ
أخي المغربي ..
النشار ليس بشيء ..
وجهده في خدمة المعرفة هو جهد في تشويهها وخلطها خلط المضل تارة وخلط الجاهل أخرى ..
وهو أحد أشهر متعالمي الدكاترة الذين ابتلي بهم العلم والمنهج ..
وأنا أتكلم هنا عن ضعفه العلمي المنهجي لا عن ضلالاته وإلا فالضلالات عنده بحر خضم ..
وهو الذي أشاع الكذبة الشهيرة التي يرددها أشاعرة اليوم (أن شيخ الإسلام هو مجدد مذهب الكرامية) .. بينما الرجل لا يحسن فهم كلام الشيخ كما شهد بذلك أحد تلاميذه ..
وأما شهرة الرجل الأكاديمية فشيء لا أعجب له أبداً في ظلال الواقع العلمي الفاسد الذي نعيشه ..
ولا أحب أن يدخل من لم يفقه ولم يقرأ فيحدثني عن الدليل على ما أقول = فضعف الرجل العلمي ظاهر جداً لا يحوج للوقوف عليه سوى قراءة بصير ..
وكي لا يخلو الكلام من الحجة يكفي من القلادة قراءة كلام الرجل عن التمشعر والتجسيم ثم قراءة مقدمة تحقيقه للرد على الجهمية للدارمي والتي تنادي إما بجهله بالتمشعر والتجسيم وإما بأنه لا يفقه حرفاً من كلام الدارمي الذي حققه!!
ـ[جذيل]ــــــــ[14 - Dec-2009, مساء 04:20]ـ
وهو الذي أشاع الكذبة الشهيرة التي يرددها أشاعرة اليوم (أن شيخ الإسلام هو مجدد مذهب الكرامية) .. بينما الرجل لا يحسن فهم كلام الشيخ كما شهد بذلك أحد تلاميذه ..
ابا فهر حفظك الله
هل من الممكن ان تفيدنا حول هذه الفِعلة من النشار .. ومن هو تلميذه .. ؟
رعاك الله ووفقك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - Dec-2009, مساء 04:44]ـ
أما نسبته شيخ الإسلام لتلك السوءة فهي مسطورة في غير موضع من كتبه وقد أز هو عليها تلميذته سهير مختار لتضمنها كتابها عن التجسيم عند المسلمين ..
وأما من نبه على كونه قد لا يحسن فهم كلام الشيخ فهو تلميذه جلال موسى صاحب كتاب نشأة الأشعرية ..
وهذا فقط من باب شهادة أهلها وإلا فضعف فهم الرجل ظاهر جداً والأدلة عليه كثيرة ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - Dec-2009, مساء 05:04]ـ
بارك الله فيكم ..
هنا نبذة عنه:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6545 (http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6545)
ـ[محمد بن سيد]ــــــــ[16 - Dec-2009, مساء 04:56]ـ
أخي المغربي ..
النشار ليس بشيء ..
وجهده في خدمة المعرفة هو جهد في تشويهها وخلطها خلط المضل تارة وخلط الجاهل أخرى ..
وهو أحد أشهر متعالمي الدكاترة الذين ابتلي بهم العلم والمنهج ..
وأنا أتكلم هنا عن ضعفه العلمي المنهجي لا عن ضلالاته وإلا فالضلالات عنده بحر خضم ..
وهو الذي أشاع الكذبة الشهيرة التي يرددها أشاعرة اليوم (أن شيخ الإسلام هو مجدد مذهب الكرامية) .. بينما الرجل لا يحسن فهم كلام الشيخ كما شهد بذلك أحد تلاميذه ..
وأما شهرة الرجل الأكاديمية فشيء لا أعجب له أبداً في ظلال الواقع العلمي الفاسد الذي نعيشه ..
ولا أحب أن يدخل من لم يفقه ولم يقرأ فيحدثني عن الدليل على ما أقول = فضعف الرجل العلمي ظاهر جداً لا يحوج للوقوف عليه سوى قراءة بصير ..
وكي لا يخلو الكلام من الحجة يكفي من القلادة قراءة كلام الرجل عن التمشعر والتجسيم ثم قراءة مقدمة تحقيقه للرد على الجهمية للدارمي والتي تنادي إما بجهله بالتمشعر والتجسيم وإما بأنه لا يفقه حرفاً من كلام الدارمي الذي حققه!!
جزاك الله خيرا
بعيدا عن ضلالاته في الاعتقاد والتي أعرفها من خلال كتابة تاريخ الفكر الفلسفي
ولكن كل ما كنت أود معرفته هو
هل ما توصل إليه هو وأيده فيه غيره كتلميذه الشيخ مصطفى حلمي حفظه الله من أن المسلمين هم من وضعوا المنهج التجريبي كاملا قبل يكون و ستيورت مل وغيرهم وأنهم عارضوا منطق اليونان انتقدوه وكان لهم منطقهم الخاص إلى غير ذلك - هل أفهم من كلامك أخي المغربي أنك تعاضة أم لا؟
هذا ما كنت أهدف الى من خلال المشاركة السابقة
واعتقد أن الصيغة كانت واضحة بأنها صيغة استفسار طلبا للعلم والفائدة
فجزاكم الله خيرا على أسلوبكم في التوجيه والنصيحة(/)
ولكنه العمى والتعصب!
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 08:26]ـ
قال شيخنا الدكتور حسن العلمي في كتابه "بلوغ الأماني في تاريخ الفقه الإسلامي" عن مختصر خليل: وقد ولع الناس بمختصر خليل فشرحه ستون عالما في زمانه كما قال ابن غازي منهم تلميذه وربيبه بعرام شرحه ثلاثة شروح كما شرحه البساطي والسنهوري والحطاب والشيخ علي الأجهوري وتلميذه عبد الباقي الزرقاني والشيخ محمد الخرشي وشرحه من أهل فاس ميارة وجسوس وابن غازي وابن عاشر وابن رحال وكان أول من أدخله إلى المغرب محمد بن عمر بن فتوح التلمساني فقصر المغاربة همهم على حفظه وتحصيله ومنهم من مكث في تدريسه 40 سنة وهو عمر لو أنفقه في تفسير القرآن وفقه الحديث لعاد بخير على نفسه وعلى الأمة ولكنه العمى والتعصب
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 10:42]ـ
ومنهم من مكث في تدريسه 40 سنة وهو عمر لو أنفقه في تفسير القرآن وفقه الحديث لعاد بخير على نفسه وعلى الأمة ولكنه العمى والتعصب [/ color]
لم يصب الشيخ في هذا، فتدريس مختصر خليل 40 سنة لا يدل على عمى ولا تعصب. التعصب هو عدم الخروج عن أقواله ولو صح الدليل عند الشارح على خلافه. والذي شرح مختصر خليل 40 سنة إنما يشرحه بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فهو من وسائل الفقه في كتاب الله وسنة رسول الله. ومثله باقي المتون الفقهية التي لولاها بعد الله لضلت الأفهام في معاني أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 11:47]ـ
قال بعضهم ... خليل إمامنا .. إن ضل ضللنا ... (ابتسامة)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 01:46]ـ
قال بعضهم ... خليل إمامنا .. إن ضل ضللنا ... (ابتسامة)
نواذرك لم تنتنهي بعد (ابتسامة) وفعلا قالوا ما هو أشنع ...
لم يصب الشيخ في هذا، فتدريس مختصر خليل 40 سنة لا يدل على عمى ولا تعصب. التعصب هو عدم الخروج عن أقواله ولو صح الدليل عند الشارح على خلافه. والذي شرح مختصر خليل 40 سنة إنما يشرحه بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فهو من وسائل الفقه في كتاب الله وسنة رسول الله. ومثله باقي المتون الفقهية التي لولاها بعد الله لضلت الأفهام في معاني أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم
احسن الله إليك يالحبيب "أبو عبد الرحمن" ...
متن لمدة 40 سنة لاتدل إلى شئ في الذن غير طبيعي .. ويكاد يجمع أهل العلم "هذه الآيام" على ان هذه المتون ظهرت في عصر الجمود وكرسته تكريسا عجيبا ... وإن التعلق بمتن يؤدي آجلا ام عاجلا إلى التعصب والتقليد ووو ...
إضافة إلى الصعوبة التي تميز هذه المتون وكأنك تقرأ لغة الصقلاب ...
والمتون بعامة -وإن كان لها نوع إيجابية- لاتصلح لمن أراد فهما ثاقبا ... والإستعاضة عنها بكتب فقه الحديث أفضل بكثير ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 05:21]ـ
رحم الله مَن شرح "مختصر خليل" 40 سنة إن كان ميتا وحفظه إن كان حيا
وأود أن أقف على طريقته في الشرح
وهل وقف نفسه على شرح هذا المختصر فقط دون غيره
أم أنه كان يقتطع له وقتا، ثم ينظر في باقي العلوم؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 06:19]ـ
قال بعضهم ... خليل إمامنا .. إن ضل ضللنا ... (ابتسامة)
بارك الله فيك أخي الكريم
هذا الكلام على ظاهره غير محمود ونعوذ بالله منه إن قصد صاحبه حقيقته
لكن اعلم أن بعض هذه التعبيرات والجمل قد تخرج من صاحبها ولا يريد ظاهرها ويكون مراده عندئذ المدح بعض أساليبه المعهودة في اللغة
فقد يكون مراد المتكلم هنا بيان مكانة خليل ومختصره وتعلق المتكلم به وحبه له لا غير
لكن لا ألومك فأنت ظاهري فجريت على أصولك هنا (ابتسامة)
وعلى كل فليس هذا خاصا بالمذهب المالكي أو باقي الثلاثة
بل وجدنا:
لسان حال بعض الظاهرية اليوم: "ابن حزم إمامنا .. إن ضل ضللنا ... ". وقد يكون لسان الحال أبلغ من لسان المقال
ولسان حال بعض من يدعي السلفية اليوم:" فلان إمامنا .. إن ضل ضللنا .. ".
والأشر والأضل:
لسان حال بعض الشذاذ عقليا: " لا أحد إمامنا .. أنا أقرر الأصول وأفرع عليها ولو خالفني جميع أهل الأرض ... ".
فنعوذ بالله من متعصبة المذاهب كما نعوذ بالله من جميع أنواع التعصب
(يُتْبَعُ)
(/)
كما نعوذ به من الانفلات والتعالم والتمجهد وعدم معرفة قدر النفس ومكانتها من العلم ومن أهله السابقين.
والبلية كل البلية عدم معرفة مكانة النفس من العلم وأصوله وفروعه ومكانتها من الأئمة السابقين.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 06:53]ـ
ويكاد يجمع أهل العلم "هذه الآيام" على ان هذه المتون ظهرت في عصر الجمود وكرسته تكريسا عجيبا ... وإن التعلق بمتن يؤدي آجلا ام عاجلا إلى التعصب والتقليد ووو ...
إضافة إلى الصعوبة التي تميز هذه المتون وكأنك تقرأ لغة الصقلاب ...
والمتون بعامة -وإن كان لها نوع إيجابية- لاتصلح لمن أراد فهما ثاقبا ... والإستعاضة عنها بكتب فقه الحديث أفضل بكثير ...
لقد وقع التعصب في الأمة قبل المذاهب الأربعة يا حبيب
وقبل أن تولد هذه المتون!!
اعلم بارك الله فيك أن التعصب مرض قائم في قلب المتعصب
ألا ترى أن من العباد من يتعصب لرأيه لا لرأي غيره
هذه المتون لم توضع للمجتهد
لم توضع إلا للتعليم وتصوير المسائل فهي مرحلة انتقالية في مراحل العلم
وبعضها وضع لبيان المعتمد في المذهب وبعضها للتفوى لمن ترجح عنده المذهب الفلاني لا غيره
وبعض المتون لا علاقة له بالفتوى في المذهب
فلم توضع للتعصب ولا للجمود الفقهي
لكن المتعصب وظفها في غير ما وضعت له ولم يكن هذا مقصد واضعها قط
فينبغي معرفة موطن الخلل ثم تصحيحه
والخلل هو خطأ المتعصب في فهم هذه المتون والمراد من وضعها
ولذلك نرى التعصب في بعض الظاهرية وفي أدعياء السلفية وفي بعض السلفيين لمشايخهم في المسائل الفقهية وغيرها وهم ممن ابتعد عن هذه المتون ونبذها
إذن:
التعصب والجمود إنما هو مرض في ذاتية المتعلم فيحتاج إلى طبيب ليشفيه وقف على المتون أم لم يقف متمذهب كان أو غير متمذهب
داوودي كان أو حزمي أو يدعي السلفية أو غير ذلك
فالتعصب داء منتشر لا يختص بفئة دون غيرها
أما صعوبة عباراتها فليست مفسدة في حقيقة الأمر وإن شئت قلت مفسدة ملغية لضعفها وذلك لأن فيها:
_ تثبيت المعلومة في ذهن الطالب لأن كثرة النظر والتفكير في كلام الشراح والمحشين على السطر الواحد من المتن أو المسألة الواحدة وحل المشكل ودفع الاعتراض يورث ذلك
_ أن كثيرا من مسائل المتون ليست معقدة ويتفق الشراح على تفسيرها
_ أن الطالب ليس ملزما بقراءة أغلب الشروح والحواشي بل يكفيه أن يقرأ أفضل شرحين وأفضل حاشية وغالبا ما يكون فيها التفسير الراجح لكلمات المتن وهذا يخفف من مفسدة دخوله في اختلاف الشراح والمحشين.
أما قولك فقه الحديث
فهذه المتون زبدة المذاهب والمذاهب الأربعة قائمة على فقه الحديث ولا يخالف في ذلك إلا من أراد أن يطعن في تراث السلف
ثم إن الفقه ليس مقتصرا فقط على فقه الحديث فمن ظن أنه سيتعلم من بعض الأحاديث الفقه كله فهو واهم ولم يدر بعد حقيقة الفقه
فالفقه عند العلماء فقه الكتاب وفقه السنة والإجماع والقياس والدلائل اللغوية والجمع والفرق والأشباه والنظائر والاختلاف وغير ذلك مما تراه منصوصا عليه في محله من كتب القواعد والأصول
ولذلك ذكر غير واحد من أهل العلم أن شروح كتب الحديث لا تخرج فقيها ولكن الذي يخرج الفقهاء هي كتب الفقه ومن أهمها المتون
وبالجملة: فلا أدري كيف انقلبت هذه المفخرة _ظاهرة المتون_ في تاريخ التأليف والتعليم الإسلامي في عقول بعض الناس مذمة ومنقصة
فرحم الله علمائنا وغفر لهم ورفع درجاتهم بالظلم الواقع عليهم من بعض أفراد أمتهم ممن قصرت عقولهم وأفهامهم عن إدراك مرادهم والله المستعان.
وهنا رابط يفيد:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=8735
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 07:06]ـ
التعصب قبل الأئمة والمتون شئ لا يكاد يذكر إلى التعصب بعدُ ...
ومجرد وجود الآفة لا يجب أن يُعمي عما أدى لشيوعها واتساع رقعتها .. والتعلق بمجرد الوجود لإضاعة سبب الانتشار هو من الغفلة المحضة التي تُضل عن سبيل الإصلاح ..
(أرى في أصل الموضوع مبالغة من قائله)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 07:53]ـ
التعصب قبل الأئمة والمتون شئ لا يكاد يذكر إلى التعصب بعدُ ...
ومجرد وجود الآفة لا يجب أن يُعمي عما أدى لشيوعها واتساع رقعتها .. والتعلق بمجرد الوجود لإضاعة سبب الانتشار هو من الغفلة المحضة التي تُضل عن سبيل الإصلاح ..
إنما المراد نفي:
كون المتون سبب لاتساع رقعة آفة التعصب
ربط النهي عن التعصب بالتحذير من المذهبية والمتون
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 08:03]ـ
بل المتون كانعكاس للمذهبية = سبب قطعي السببية في اتساع رقعة التعصب .. ولا يُنازع في ذلك من فقه تاريخ التمذهب ..
ورحم الله القائل للمالكي (زعم): إنما أنتم قاسميون ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 08:14]ـ
بارك الله فيك
التعصب = مذموم محرم
المتون والمذهبية = سبب قطعي للتعصب
المتون والمذهبية = مذموم محرم
هل تقول بهذا؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 08:36]ـ
المذهبية المؤدية للتعصب والإعراض عن الحجة مع ظهورها أو التقليد المحرم = محرمة بالطبع وهي الغالبة على حال المتمذهبين خاصة العامة وأنصاف العلماء منهم وهي في العلماء أقل .. وكانت على أشدها بعد القرن الخامس وفي ذروتها من التاسع
أما المذهبية غير المؤدية للتعصب ولا الإعراض عن الحجة مع ظهورها أو التقليد المحرم فلا تحرم=وهي الأقل وهي في عصر الأئمة وقبلهم وبعدهم بقليل أكثر ..
هذا دفعا للاشتراك في الأسماء ...
والباحث عن أسباب خروج المذهبية عن مسارها المتزن من كونها ارتباط جملي بإمام لتصبح قياماً بمذهب إمام فروعاً وأصولاً مما لا يتم غالباً إلا بشئ من العصبية =يجد المذهبية الحادثة وسياسة المتون والتلقين من الصغر هي السبب الأعظم ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 09:00]ـ
عندنا هنا:
تعصب وسبب للتعصب
وتمذهب ومتمذهب
والفرق بين كل منهما واضح لا يخفى على مثلك لكني أخشى أن تكون قد خلطت بينهم هنا
فالآن أخبرني كيف يمكن أن يكون التمذهب الذي هو التزام مذهب إمام أصولا وفروعا سبب لوقوع المتمذهب به في التعصب؟
هل دعاه إمامه إلى ذلك مثلا؟
هل في كتب المذهب ما يدعوه إلى ذلك؟
هل في متون المذهب ما يدعوه إلى ذلك؟
إذا كان الجواب نعم فالتوثيق؟
وإلا فأخبرنا كيف يكون التمذهب داعيا إلى التعصب؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 09:15]ـ
الأمر واضح وضوح الشمس ولا يحتاج هذه الإطالة ولا يستدعي أن يكون الإمام أو الكتب دعت ..
فالمسألة نفسية فطرية بحتة .. والنتيجة ظاهرة للعيان لا تحتاج لتدليل ...
والعادة (على رأي أبي مالك مساه الله بالخير) تمنع أن يولد الرجل ويفطم ويحبو ويمشي ويميز ويبلغ ويشب ويكهل ويشيخ ويموت على أقوال إمامه مسألة مسألة فرعاً فرعاً وأصلاً أصلاً بغير شوب من تعصب أو إعراض أو تقليد محرم ..
فليس نص الإمام أداهم للتعصب ..
وليست عبارة الكتاب قادتهم للتعصب ..
وإنما هي الحالة التربوية الاجتماعية النفسية هذه هي تقود للتعصب ضرورة ..
وفي الشرع مراعاة لمثل هذا تجدها في أبواب الخلوة والاختلاط ووجوب الهجرة وحرمة مشابهة الكفار وهجر العاصي والمبتدع ..
وصورة التمذهب التي نتكلم عنها هذه حادثة بعد القرون المفضلة وبعد عصر الأئمة .. وقبلهم لم يكن لهذه الصورة وجود يُذكر .. ولا يُسمى ما في عصورهم تلك مذهبية إلا على معنى غير المعنى الذي حدث بعدهم ..
ففتاوى الإمام تُجمع في كتاب ..
والكتاب يُلخص بمختصر ..
والمختصر يلخص في متن ..
والمتن يحفظه الصغير والكبير على أنه الحق الذي تبرأ ذمته بمجرد القول به منسوباً لإمام ..
والدليل يذكر بعدُ -إن ذكر-على صورة أشبه بالتبرع ..
والنظر في الأدلة يصير بعدُ محرماً إلا على جهة التدليل للإمام وربما الترجيح ..
والاطمئنان إلى مذهب آخر غير مذهب لإمام والفتوى به أحياناً = تلفيق محرم
القضاء والتحاكم لغير وبغير مذهب الإمام = محرم
والصلاة خلف من يخالف مذهب الإمام محرمة
كل هذه النماذج التي تفرقت تارة واجتمعت تارة عبر التاريخ أولدها تلك الحالة المذهبية الحادثة الأولى = لا بنص إمام أولدت ولا بعبارة كتاب ولكن هكذا تصير الأمور ومن أنكر اقتضاء مثل ذلك ذلك فقد كابر ..
وأنت ترى الرجل يحب ابن حزم ويأثره نمطه .. ويغلبه على قلبه حتى ينتصر لكل أقواله مما تكاد تجزم بامتناعه عادة مع بعد بعض أقواله .. وحتى رأيتُ من ينتصر لشئ من مذهبه العقدي .. ولا شئ أولد هذا إلا عصبية يُشاب بها القلب من غير نص ولا عبارة ..
...
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 10:24]ـ
بارك الله فيك
اتضح الآن المراد من كلامك السابق
ما ذكرتَ شيء وكون التمذهب داع إلى التعصب وسبب قطعي له شيء آخر
بيانه:
أولا: لا نختلف أن التعصب واقع بين أهل المذاهب كما هو واقع في غيرهم من الطوائف وأنبه القاريء هنا إلى عدم قصر التعصب على الطوائف الفقهية
ثانيا: لا نختلف أيضا في كون النشأة سبب في التعصب (الحالة التربوية)
ثالثا: قولك: وصورة التمذهب التي نتكلم عنها هذه حادثة بعد القرون المفضلة وبعد عصر الأئمة .. وقبلهم لم يكن لهذه الصورة وجود يُذكر .. ولا يُسمى ما في عصورهم تلك مذهبية إلا على معنى غير المعنى الذي حدث بعدهم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
المهم أنهما متفقان في أصل التمذهب
والمعنى الحادث في الثانية غير مذموم إذا كنت تقصد به:
ففتاوى الإمام تُجمع في كتاب ..
والكتاب يُلخص بمختصر ..
والمختصر يلخص في متن ..
فهذا كله من طرق التعليم وتيسيره وهو متفق على حسنه في جميع العلوم لا في الفقه فقط
و
والمتن يحفظه الصغير والكبير على أنه الحق الذي تبرأ ذمته بمجرد القول به منسوباً لإمام
إذا كان هذا الصغير والكبير ليس أهلا للنظر في الأدلة
وإلا فكلام علماء المذاهب في التفريق بين المقلد والمتفقه ومجتهد المذهب ومجتهد الفتوى والمجتهد المطلق وواجب كل واحد منهم معلوم
و
والدليل يذكر بعدُ -إن ذكر-على صورة أشبه بالتبرع ..
هي أصلا ليست موضوعة للاستدلال ولذلك خلا كثير منها عن ذكر الأدلة وترى الماتن يصرح بتعمده ذلك
والسبب بيسر هو أن الفقه عندهم مراحل لا مرحلة ومرحلة المتون مرحلة تصوير المسائل وتدريب الطالب على التفقه وجمع مسائل الباب وحفظها
ثم ينتقل إلى مرحلة ثانية وثالثة فيها الأدلة تذكر على وجه الالتزام والفرض لا على وجه التبرع
و
والنظر في الأدلة يصير بعدُ محرماً إلا على جهة التدليل للإمام وربما الترجيح ..
والاطمئنان إلى مذهب آخر غير مذهب لإمام والفتوى به أحياناً = تلفيق محرم
القضاء والتحاكم لغير وبغير مذهب الإمام = محرم
والصلاة خلف من يخالف مذهب الإمام محرمة
فالداعي إلى هذا ليس التمذهب ولكنها انفرادات واجتهادات متمذهب يعني شيخ من المشايخ
ألا تتفق معي أن الشيخ سبب قاطع في تربية الطالب على التعصب
فما دخل وذنب التمذهب هنا؟
الخلاصة: في بيان نقطة الاتفاق ونقطة الاختلاف بيننا:
أما نقطة الاتفاق فهي أن التعصب حالة تربوية وسببها النشأة وهذا ما أشرتُ له سابقا بقولي:
التعصب والجمود إنما هو مرض في ذاتية المتعلم فيحتاج إلى طبيب ليشفيه وقف على المتون أم لم يقف متمذهب كان أو غير متمذهب
داوودي كان أو حزمي أو يدعي السلفية أو غير ذلك
ونقطة الخلاف: أن التمذهب داع إلى التعصب وسبب قطعي له
وقد طالبتك ببيان كيفية ذلك
فذكرت تلك الحالات التي قد أجبت على بعضها بأنها ليست مذمومة وإنما هي وسيلة من وسائل تيسير العلوم وليس في هذا أدنى دعوة للتعصب فضلا على أن يكون سببا قاطعا له
وبعضها اجتهادات فردية أو مجرد آراء عالم أو شيخ
لا دخل للتمذهب بها ولا تتصل به
ولو أن كل خطل وقع من متمذهب نسبناه للتمذهب لزم عليه التزامات باطلة لا تخفى ولا تحصى
المقصود: أن ما وقع من تعصب من بعض المتمذهبين _وهو ما قرآناه في تاريخ المذاهب_ إنما هو حالة نفسية تخصه سببها سوء التربية والنشأة لا دخل للتمذهب بها وإنما قد يكون سبب سوء هذه النشأة عدم توفيقه إلى من يحبب إليه اتباع الدليل أو وقوعه في يد شيخ رباه على أسباب التعصب ومسالكه أو لضعف إيمان ونحو ذلك
ولذلك نرى كثيرا ممن حارب التعصب واستمات في ذلك هو في نفس الوقت متمذهب وداع إلى التمذهب
ولذلك نرى من يستميت في التحذير من التمذهب وهو غارق في التعصب لإمامه أو لشيخه أو لرأيه
ولذلك نرى كثيرا من العلماء بعد أن يحثوا على التمذهب وينفون عنه صفة الذم والتحريم يتبعون ذلك بالتحذير من التعصب بما يدل على أن التمذهب شيء والتعصب شيء آخر ليس سببه التمذهب ولكنه عدم فهم من المتمذهب وحالة نفسية تربوية كما تقدم
وشبيه بما بهذه المسألة مسألة ذم الخلاف ومدحه
فأصل الخلاف في الشريعة لا يذم لأن طبيعة الشريعة النازلة بلسان العرب قابلة لذلك ولكن يذم الخلاف بما يطرأ على المختلفين من تعصب وقتال ونحوه
فلا يقال أن أصل الخلاف في الشريعة مذموم ولا يجوز لأنه سبب للتعصب والقتال لأنا نقول سبب التعصب هو عدم توظيف المختلفين للخلاف التوظيف الصحيح لا الخلاف نفسه
مثاله: الخلاف في مسألة فرعية فقهية كالجهر بالبسملة مثلا ليس مذموما ولكن عقد الولاء والبراء والتعصب لأحد الطرفين هو المذموم وليس الخلاف في هذه المسألة هو السبب ولكن السبب هو في نفس المخالف = خلوه من فقه الخلاف وآدابه
ولا يعترض بتقسيم العلماء الخلاف إلى محمود ومذموم لأن مرادهم ما يؤول إليه حال المختلفين لا ذات الخلاف
ولذلك اتفقوا على جواز الخلاف ووقوعه لوقوعه من الصحابة وغير ذلك من الأدلة
والله أعلم
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 10:26]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
في رأيي أن من قال بأن التفسير أولى من شرح خليل أو غيره من المتون أولى بأن يوصف بالجهل.
وذلك لأن الفقه والتفسير وعلوم السنة ثغرات في خذمة الإسلام فمن تصدى لواحد منها فهو على ثغرة عظيمة.
ثم أقول: لنفرض أن في كل سنة يختم مختصر خليل على هذا الشيخ عشرة أشخاص. ألا يحمد له أنه أخرج أربعمائة شخص من الجهل بما يجب عليهم عيناً تعلمه بل والقيام بجزءكبير من الفرض الكفائي؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 10:44]ـ
بارك الله فيك يا شيخ أمجد ..
مسألة أن المتون لتسهيل العملية التعلميمية ومرحلة و ...
كلام يكاد يكون نظرياً ..
نعم يكون ذلك في بعض الأماكن وبعض الأزمان وبعض الناس ..
أما الغالب عند المتمذهبة فهي أدلة وحجج وسَنن يُتبع ..
وأخطر من ذلك أنها تسد عن الاجتهاد وتصد عنه وتعين وتوصل للتقليد المحرم (ودعنا لا نتفرع لهذه؛لأن نظرتي لحالتي الاجتهاد والتقليد تختلف عن نظرتك)
أما التربية والنشأة فأنا وأنت اتفقنا أنها أهم منابع التعصب .. وأن التعصب يوشك أن يكون من الطباع .. ولكن حتى الطباع لها ما يؤزها ويوقد نارها ويزيد حدتها .. ولها ما يقمعها .. والتمذهب عندي هو في أحمد والشافعي وابن حزم وشيخ الإسلام والألباني وابن باز (لا فرق)
محل النزاع: أن التربية والتنشئة أشياء ذهنية ولابد لها من عوامل خارجية هي بمثابة الكيفية لهذه التربية و هي تؤدي للعصبية .. فالذي أزعمه أنا= أن أجل تلك العوامل هو قانون التمذهب هذا الذي وصفتُ (وليس مجرد التمذهب على الصورة التي كان عليها السلف) .. هو الذي زكى نار التعصب وأعان عليه وأوجد له المحور الذي يدور حوله .. وأي داع للعصبية أعظم من تحريم الخروج عن مذهب الإمام ولو ظهرت البينة للمتمذهب بداعي أنه ليس أهلاً لفهم الأدلة (؟؟)
وأُقرب لك مرادي:
لو بقي الحال على حاله في القرون المفضلة إلى ما بعد عصر الأئمة بقليل ..
1 - مستفتي يسأل من يطمئن لقوله حتى تحصر من استفتاهم في حياته فتجدهم مئات ..
2 - طالب يلازم أشياخاً شيخاً من بعد شيخ ...
3 - عالم كان يوماً ما طالباًوالآن عالم له نظره الفقهي الذي قد يقرب من عالم معين ويبعد من آخر وربما كان أكثر استقلالاً من أن يقرب منهاجه في النظر من عالم معين: المهم: كل عالم له نظره ..
وكل أولئك عبر مراحلهم لكل منهم اجتهاد ونظر في الأدلة بحسبه ..
وكل يَقبل ويَرد ...
والمذاهب في المسألة الواحدة ربما تنوعت على نظر كل عالم يتفق نفر حين يتفقون من جهة النظر لا من جهة التقليد ..
ويختلف نفر حين يختلفون من جهة النظر لا من جهة المعاندة ...
واتباع الدليل حالاً ومقالاً وسؤالاً وجواباً ودرساً وكتابة = هو مسلك الجميع ...
لو بقي في الناس عبر القرون الأربع عشرة مثل:
أبو بكر وعمر وعثمان وعلي
وابن مسعود وحذيفة
وابن عباس وابن عمر
وسعيد والقاسم وسالم
وإبراهيم وحماد
وأبو حنيفة ومالك وابن أبي ليلى والأوزاعي والليث
والشافعي وأحمد والثوري وإسحاق ومحمد بن الحسن
والمزني ومحمد بن نصر والبخاري وأبوداود والترمذي
ولم ينقطع هذا العقد المبارك من أئمة المجتهدين (على اختلاف علمهم ومراتبهم واقترابهم من منهاج إمام معين وابتعادهم) ..
ولم يصل الحال لأن ندور في فلك أربعة من الناس
ثم ندور في فلك متون وشروح ألفها من بعدهم ..
ثم ندور في عتمة تبين مذاهب أولئك الأربعة ما كانت هي ..
ثم نغرق في مستنقع عمايات عن الوحي وبدع وضلالات ويقال لنا هو قول أئمة المذاهب الأربعة ..
=
أولو كنا بقينا في ذلك الزمان قبل ذياك الزمان هل كانت التنشئة والتربية بمجردها ستؤدي لمساحة التعصب تلك ..
لا أشك
بل أقطع ..
بوركتَ على مذاكرتك الحسنة
محبك ..
ـ[الحُميدي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 05:57]ـ
بعض الإخوة الذين تعقبوا على الشيخ حسن العلمي -حفظه الله - .. ،إنما أوتوا من جهلهم بمقصود الشيخ ... ، وبالواقع الذي نشأ وترعرع فيه، مما دفعه إلى تسطير هذا الكلام الذي تبرق منه انوار الحق .. ،و قد يحول دون بروقها لبعضهم غشاوة الجهل التي أطبقت على بصره وبصيرته .. ، أو بُعده عن واقع المجتمع المالكي .. ، الذي تفيأ ظل التقليد و الجهل و الذل و. و.و.، قرونا مديدة ... ،
(يُتْبَعُ)
(/)
فمقصود الشيخ أن هؤلاء القوم الذين عنوا بمختصر خليل جعلوه دستورا لهم كأنه وحي من الله .. ، مع ما فيه من مخالافات لصريح القرآن و صحيح السنة .. ،فهم إذا رأوا فيهما ما ينقض قول خليلهم .. ، نبذوا القرآن و السنة .. ، و مسَّكوا بخليلٍ .. ،و الله المستعان.
وأما الذين شرحوه و حشوا على شروحه .. ،لم يستدلوا لمسائله بالكتاب و السنة .. ، إنما استدلوا بأقوال الرجال وآرائهم .. ، ودخلوا في مضايق و مسالك ... ، وتفريعات و تخريفات .. ، يطيش لها عقل اللبيب .. ،ويتنزه ديننا السمح عنها .. ،
فكيف بعد هذا يقال رحم من شرحه .. ،و قضى 40 سنة في شرحه .. ، والكتاب ليس فيه ذكر لله ولا رسوله -صلى الله عليخ وسلم- .. ،ماعدا خطبته.،
بل غدوا يحفظونه مثل ما يحفظون القرآن .. ،فقلما تجد فقيها مالكيا إلا و يحفظه حفظا متقنا .. ،ويسرده سردا .. ،
و لي بغية لم أبلغها بعد وهي أن اجد شرحا على متن في الفقه المالكي للمتقدمين .. ،استدل الشارح لمسائله بالكتاب و السنة .. ،و لم أجد ذلك حتى الآن .. ، بل الحافظ أحمد ابن الصديق الغماري تكرم على المالكية -مع انه شديد العداوة والبغض لهم - .. ، فشرح متن الرسالة بذكر الأدلة بأسلوب ماتع -رحمه الله و غفر له- .. ،وسار من بعده على نهجه .. ،وهذا بخلاف المذاهب الأخرى التي لا تخلو متونها وشروحها من ذكر الدليل .. ،
اما مختصر خليل في بلاد شنقيط .. ،فالشناقطة أشد عبادة لمختصر خليل من المغاربة .. ، فهم قد نظموا مسائله شعرا .. ، وأخذوا بحفظها .. ، وهم أشد مالكية من المغاربة .. ،و أكثر تعصبا له .. ،وبعض الشر اهون من بعض .. ،
وقد حاول أحد الشناقطة ان يشرحه مستدلا لمسائله .. ، ولكن عمله كان ضعيفا هزيلا خجولا .. ،
ولا زال حتى الآن مختصر خليل يحتاج إلى من يخدمه خدمة علمية سليمة مبنية على الدليل .. ،وقد تأهب احد المشايخ لذلك .. ،ولكنه تقاعس لما وجد أن أكثر مسائله مخالفة للدليل ... ،يعسر عليه الاحتجاج لها .. ،
واما عن القولة المشهورة للقاني: (إذا ضل الخليل ضللنا، وإذا اهتدى اهتدينا .. ،) فهي تنبئك عن مكان هذا الصنم في قلوب متعبديه .. ،فتركوا بسببه كتاب ربهم وسنة نبيهم -صلى الله عليه وسلم -ظهريا ... ،حتى جعلوا النظر فيهما كفر و ردة عن الدين .. ، كما صرح بذلك المهدي الوزاني وغيره .. ،ولا حول لا قوة إلا بالله .. ،
وكان الحافظ احمد بن الصديق -رحمه الله- يجيز الاستجمار بهذه الكتب كـ (مختصر خليل،العمل الفاسي، حاشية المقاق، و الزقاق .... )، بعد نزع المواطن التي ذكر فيها اسم الله و رسوله صلى الله عليه وسلم .. ، ولكلامه وجه من الصواب .. ،
فكلام الشيخ حسن العلمي ... ،كلام رجل خبر و عاين مجتمعا اسْودَّ و ضاق أفقه .. ،بسبب طوق التقليد الذي استوثق من رقاب الجهال .. ،ولا زالت سمومه تسري في جسد الأمة .. ،فلا تهويل في كلامه بل هو محض الحق .. ،
نسأل الله ان يذهب عن الأمة هذا الداء العويص.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 11:04]ـ
أحسن الله إليكم جميعا بلا استثناء ...
ثم أنصح أبا المظفر الشافعي بلين في العبارة مع أهل العلم فقائل العبارة ليس ولدا صغيرا .. وأشكر أخي الحبيب الحميدي ..
أخي المشرف: قلت إنها لاتخلو من إيجابيات لكن الحصيف يوازن بين أمرين وحالين .. وما العيب لو ألغيت مثلا هذه المتون وهي دعوة عدد من اهل العلم أذكر منهم العلامة الخضري ...
أما الصعوبة التي تميز هذه المختصرات فأحسب أنه سبب كاف لتجاوزها إلى ما يسهل العملية التعليمية ويربي ملكة النظر عوض حفظ المسائل ...
ولم أصادف للأن مالكيا يحفظ هذه المتون على الطريقة التقليدية يخالفها إن قام الدليل عكس محفوظه .. كما أنه لايحسن النظر فيما يعرض له من المسائل مما ليس في متنه ...
الأخ الفاضل أبو فهر أحسن الله إليك.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 01:42]ـ
سبحان ربي العظيم!
قال كاتب هذه السطور: (رحم الله مَن شرح "مختصر خليل" 40 سنة إن كان ميتا وحفظه إن كان حيا)
فعقّبتَ - أخي - بقولك:
(فكيف بعد هذا يقال رحم من شرحه .. ،و قضى 40 سنة في شرحه .. ، والكتاب ليس فيه ذكر لله ولا رسوله -صلى الله عليخ وسلم- .. ،ماعدا خطبته).
سبحان الله، والله ما كنت أتوقع مثل هذا الرد أبدا - وهو فيه ما فيه! -
وماذا تريد مني أن أقول؟!
أأقول: سحقه الله .. أم ماذا؟:)
الرفق يا أخي!
أنا في هذا المقام ينبغي أن أتحلّى بالأمانة
أنا عندما أقول:
مَن شرح مختصر خليل 40 سنة
لم يشرحه هذه المدة إلا بسبب: "العمى والتعصب"
فلابد أن أكون قد وقفت على طريقته في الشرح
ولابد أن تكون طريقته كاشفة دون حجاب عن هذا "العمى والتعصب"
لذا قلت - واللبيب بالإشارة يفهم -:
(وأود أن أقف على طريقته في الشرح
وهل وقف نفسه على شرح هذا المختصر فقط دون غيره
أم أنه كان يقتطع له وقتا، ثم ينظر في باقي العلوم؟)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 01:51]ـ
كما قلتُ أصل الموضوع فيه مبالغة من جهة جعل هذه الواقعة الواحدة محوراً لذم التمذهب والتعصب .. فمجردها لا يفيد تعصباً ولا شئ
وفي مشاركة أحد الإخوة ما يفيد أن الشيخ العلمي لم يبن على مجرد الواقعة وإنما غلبة ظنه ومعرفته بأحوال أولئك هي أفادته دلالة تلك الواقعة .. فهو وحده المسؤول عن اجتهاده هذاغ ..
ولا علاقة للترحم بهذا، والمنع منه ولو على متعصب = جفاء وغلظة ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 02:24]ـ
لقد حوى كلام الأخ الحميدي _غفر الله له وأرشده إلى الفهم السليم_ على مغالطات وافتراءات على المذهب المالكي وفهم منكوس لكلام المخالف بما لا يستغرب صدوره منه لانتسابه للمذهب الظاهري الموصوف أصحابه عند أهل العلم والذكاء بقلة الفهم وانتكاسه لكثرة مخالفتهم لصريح المعقول والفطر السليمة.
وكان حق هذه المشاركة الحذف والقذف خارجا بل القص والطرح والإعدام لمخالفتها شروط المجلس وفقه الخلاف وقانون العقل والعلم والفهم الصحيح
ولكن رأيت إبقائها لما في الرد عليها من بيان للحق وكشف لهذا الباطل الذي بات يردده من لم يعرف مكانة نفسه من العلم والفقه وأئمة الإسلام
منشأ الخلل في هذا الصنف من الإخوة الذين جمعهم ما وصفت آنفا أعني الجهل بمكانة النفس بالنسبة إلى مراتب ومراقي العلم والفهم وبالنسبة إلى العلماء السابقين:
/// الفهم السقيم لكلام المخالف فضلا عن كلام الشارع وهذا قد عانى منه القدامى من العلماء في مجادلة هذا الصنف من الناس حتى وصوفهم بما ذكرت آنفا
/// الجهل بحقيقة المختلف حوله فتراه يذمه أو يمدحه وهو لم يطلع عليه وإنما يردد كلاما لغيره تقليدا واتباعا للظن المرجوح لموافقته هواه
/// قياس الأمور ووزنها على فهم مخصوص خارج عن فهم أهل العلم سابق متأصل سببه الخطأ في النشأة التعليمية والتحصيلية
ولذلك كان علاج هذا المرض لا يتأتى بدليل أو دليلين أو بمناظرة أو بمناظرتين ولا يبنى على سرد معلومة أو معلومتين بل كان علاجه بتصحيح الأصول والنشأة وتقرير الحق ببيان زبدة ونتيجة معلومات تراكمية لا الاقتصار على ذكر معلومة معلومة
ولولا الانشغال لذكرت بعض الرد على المذكور
وحسبي الآن أن أقول:
/// أن نظرة سريعة في كتب المالكية _الذين وصموا ظلما بقلة اعتنائهم بالأدلة_ تكذب ما ذكره الأخ الحميدي عنهم وتبين لك مدى الظلم الذي أوقعه عليهم
/// وأن مفهوم الدليل عند أهل العلم يخالف مفهوم الدليل عند المعترض
بل مفهوم صريح الكتاب والسنة عندهم مخالف لفهمه
/// وأن من فروع الخلل الأول _أي الفهم السقيم لكلام المخالف أو المطعون عليه_ عدم فهم غرض العلماء من تصنيف الكتب وطريقتهم في التعليم الفهم الصحيح
فالغرض والهدف من تصنيف المتون غير الغرض والهدف من تصنيف الشروح ....
وتصنيف كتاب لتحرير المذهب غير تصنيف كتاب للاستدلا له
والكلام الموجه للمقلد العامي غير الموجه للمجتهد غير الموجه للمتفقه ..
ـ[الحُميدي]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 03:09]ـ
كنت رددت على مشاركة الأخ الفاضل أشرف بن محمد ولكن وقع خلل على ما اظن .. ، المهم:
أخي الفاضل أشرف .. ، لم يكن قصدي الإنكار على ترحمك .. ، وإلا فإن الترحم على العلماء ولو كانوا مقلدة او مبتدعة لا ينكر .. ، ولكن ما تنفر منه النفس أن تجعل عكوف شخص على شرح متن جاف أربعين سنة منقبة ومحمدة .. ، بينما يرى ذلك الشارح أن ذاك المتن وحيا منزلا لا يجب الحيدة عنه .. ،؟
أما كلامك عن الشيخ حسن العلمي -حفظه الله - فهو تجن و افتراء .. ، و تهور و اجتراء .. ،فهو لم يحصر سبب تدريس ذلك المالكي لمختصر خليل في أربعين سنة في التعصب و العمى .. ،حتى تلزمه أنت بفهمك المنآد بما لم يقله .. ، فهو استغنى بذكر أشد الأسباب عن غيرها .. ، وكل من خبر حال المالكية و عايشهم .. ، وطالع تاريخهم .. ،لا حت له باقي الأسباب .. ،
واما التعصب و العمى .. ، فشروح مختصر خليل و حواشيه تفوق المئة ... ، و من قرأها تبين له التعصب الممقوت و العماية المفرطة .. ،أعاذنا الله من ذينك المرضين .. ،
فيجب عليك أخي الفاضل -وعلى غيرك - أن يناقش اهل العلم بأدب .. ، فالشيخ حسن العلمي ما نطق بذاك الكلام إلا بعد أن تمذهب بالمذهب المالكي ردحا من الزمن .. ،وعلم عنه ما علم .. ،
ودع عنك كل من أراد أن يستر الشمس بالغربال .. ،ولتسلم الأمور لأهلها .. ،
وأسأل الله أن يوفقني وإياك .. ،
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 03:59]ـ
قال الأخ الفاضل/ عبد الرحمان المغربي:
(قال شيخنا الدكتور حسن العلمي في كتابه "بلوغ الأماني في تاريخ الفقه الإسلامي" عن مختصر خليل: ... ومنهم من مكث في تدريسه 40 سنة وهو عمر لو أنفقه في تفسير القرآن وفقه الحديث لعاد بخير على نفسه وعلى الأمة ولكنه العمى والتعصب).انتهى.
قال كاتب هذه السطور:
(أنا في هذا المقام ينبغي أن أتحلّى بالأمانة
أنا عندما أقول:
مَن شرح مختصر خليل 40 سنة
لم يشرحه هذه المدة إلا بسبب: "العمى والتعصب"
فلابد أن أكون قد وقفت على طريقته في الشرح
ولابد أن تكون طريقته كاشفة دون حجاب عن هذا "العمى والتعصب"
لذا قلت - واللبيب بالإشارة يفهم -:
(وأود أن أقف على طريقته في الشرح
وهل وقف نفسه على شرح هذا المختصر فقط دون غيره
أم أنه كان يقتطع له وقتا، ثم ينظر في باقي العلوم؟).انتهى.
الخلاصة: افتراض أنّ مَن شرح "مختصر خليل" طيلة 40 سنة قد دعاه إلى ذلك: "العمى والتعصب"
أقول: هذه دعوى .. ولن أتعصب لها أو ضدها .. وإنما المطلوب إثباتها ..
نحن الآن: نناقش واقعة عين:
وصف الدكتور حسن - شارح المختصر بـ: "العمى والتعصب"
دليله المنصوص عليه: أنّ الشارح مكث في تدريس المختصر 40 سنة
أقول: مجرد التدريس 40 سنة لا يرقى إلى مقام القرينة - فضلا عن الدليل - على "العمى والتعصب"
اُذكر لي: طريقة الشرح تفصيلا .. واذكر لي شيئا من سيرة الشارِح .. وأقوال أقرانه ومشايخه وتلامذته فيه .. ثم ننظر بعد ذلك في هذه المعطيات ونوازن بينها وبين دعوى الدكتور ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 05:56]ـ
بعض زملائي في جامعة القرويين .. قال لي عن تلك القولة .. (خليل إمامنا .. إن ضل ضللنا) .. قال لي أن الكثير من الكتب والحواشي التي ألفت في فروع المالكية .. كانت مقتصرة على مختصر خليل ... وعليه .. فإن أخطأ مثلا في عرضه لمسألة .. فسنضل ونخطئ تبعا في فهم وقراءة الشرح ..... (ابتسامة) ..
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 09:03]ـ
الأخ أمجد الفلسطيني
الكلام ليس للحميدي فهو للشيخ المذكور حسن العلمي
ورغم اختلافي مع الكلام إلا أنك ذهبت بعيداً فاتهمت الظاهرية به
بينما الظاهرية يقوم فقههم على متن المجلى وشرحه المحلى
وإن كنت أخالفهم فيما يذهبون إليه إلا أننى أراك كأنك تستغل الموضوع للتشهير بهم
فهم أقرب إلى المذهب الحنبلي وهو المعتمد من المالكية!.
وأكملت كلامك بلمز السلفية!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 10:56]ـ
كأننا ليس في مجلس علمي
الكلام يلقى على عواهنه من غير أدنى تحقيق وتأمل وفهم لكلام المخالف
وإلقاء التهم من غير تثبت
أين سوء الأدب مع الشيخ العلمي؟ مع أني لم أناقشه
هل تصحيح الفهم أو طلب توثيق المعلومة سوء أدب؟
أين اللمز بالسلفية؟
أم هو تشهير وإرهاب فكري لتنفير القاريء؟
من أحق أن يوصف بمجانبة الأدب؟
أليس الذي يقول: قد يحول دون بروقها لبعضهم غشاوة الجهل التي أطبقت على بصره وبصيرته
ويقول: وكان الحافظ احمد بن الصديق -رحمه الله- يجيز الاستجمار بهذه الكتب كـ (مختصر خليل،العمل الفاسي، حاشية المقاق، و الزقاق .... )، بعد نزع المواطن التي ذكر فيها اسم الله و رسوله صلى الله عليه وسلم .. ، ولكلامه وجه من الصواب .. ،
قائل هذا الكلام المجانب للأدب والإنصاف حقه أن يسقط معه الكلام ولا يناقش نقاشا علميا
وكما قلت حق هذه المشاركات الحذف والقذف في سلة المهملات ولكن ...
قليل من الإنصاف يا أخوة!
ليست السلفية هي الدعوة إلى الانفلات والطعن في التراث بدعوى التعصب وفي التمذهب كذلك؟
السلفية الحقة التقيد بفهم العلماء للنصوص
بينما هؤلاء الظاهرية الذين لا تعرف حقيقتهم جيدا يا أخي أبا الحسنات
ينقلون في موقعهم كلام الجابري العلماني في نسف نظرية سلطة فهم السلف على النصوص وسلطة الإجماع!!!!!
ويرون بدعية التقيد بهم السلف للنصوص!!!!
فهل هذا من الحنبلية في شيء؟
لا تنظر إلى الموافقة بين الحنابلة والظاهرية في بعض الفروع فالفروع أمرها هين بالنسبة للأصول
لكن انظر إلى الأصول
ستجد أن هؤلاء في واد والحنابلة وباقي الأربعة والسلف في واد آخر
فالعبرة بالأصول
على أنك لو تتبعت كلامهم في مظانه لرأيت كما هائلا من الطعن في الحنابلة المتأخرين والمعاصرين أيضا ...
ولا زال الأخ الحميدي غفر الله له يفتري على المالكية بخلو كتبهم من الأدلة والاحتجاج بالنصوص
وهي اسطوانة قديمة معروفة
وقد ذكرت منشأ الخلل في هذا الفهم والرد عليه سابقا
أما مسألة التعصب فلا نؤيدها ولا ننفيها في جميع الطوائف كما تقدم
ولكن خلافنا في شيئين هنا:
الأول: فهم معنى التعصب أولا وطريقة علاجه
والثاني: تجنب الوقوع في ردة الفعل من التحذير منه وهي الدعوى إلى الانفلات والشذوذ العقلي والفكري
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 11:43]ـ
أخي أمجد أراك قد تحاملت على الظاهرية .... بكلامك الانف الذكر ... عن أي ظاهرية تتحدث؟ إن كنت تنتقد من يتخذ السلفية وسيلة للتحرر من كتب التراث .. فلماذا أخرجت الظاهرية من هذا التراث؟ وقعت فيم تنهى عنه ...
كما يحلو لك ولغيرك التفقه بمذهب معين .. وترون سلوك طريق غير التمذهب مظنة للتشتت والتيه الفقهي .. (وجهة نظركم) فغيركم يرى خلاف ذلك (وجهة نظر) .. أو قل الظاهرية مذهب كباقي المذاهب لها تراثها وأصولها وكتبها .. فأحترمها كمااحترم باقي المذاهب ... فإن قلت لهم زلات وضلالات وانحرافات .. وقعت في جدلية الكيل بمكيالين .. إذ بكلامك هذا تنزه باقي المذاهب من الزلات ... وهمسة في الأذن لاتحاكم الظاهرية من خلال كتابات شخص أو شخصين وإلا حاكمنا الحنابلة بكلام ابن الجوزي وابن عقيل وابن الخشاب والكرمي في أمور العقيدة ...
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 12:17]ـ
الأخ أمجد
أنت تتهمنى بالإرهاب الفكري لتنفير القارئ وكلامك هو الإرهاب الفكري
المتتبع لكلامك يجدك دائماً تنتقد السلفية القائمة على الدليل ونبذ المذهبية التعصبية
واتهامك للظاهرية-رغم مخالفتى لهم- به تجني
رجعت لموقعهم بخصوص كلام الجابري فوجدت عنوان الموضوع الذي وضعه أبو محمد المصري
الإجماع ... سلطة السلف والتقليد .. مقال لمحمد عابد الجابري [ color="red"] مقال للمناقشة [/
color]
ووضع في آخر سطر منه باللون الأحمر
وضعت هذا المقال للمناقشة وليس معنى هذا موافقتنا على أفكار الرجل فله آراء بها ضلالات
وردود الأعضاء كلها تسفيه للجابري
بل نجد أنهم بالغوا في تحقير الجابري واتهموه بالزندقة!
فأرجو تصحيح مواقفك حتى لا نتهم بالظلم والتجني
وهذا هو الرابط
#####
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 12:25]ـ
بارك الله فيك أخي إمام الأندلس
الظاهرية كتراث ينبغي الاستفادة من الحق الذي فيه
وقد ذكرت في غير هذا الموضع كلام أهل العلم في الاستفادة من المحلى مثلا وعدم طرحه بالكلية لكن لغير المبتديء ومن لا يقوى على الانفكاك من بواطله
أما إخواننا من أهل الظاهر فيرون نسف هذه المذاهب وتلك المتون والحواشي والشروح بدعوى العودة إلى الإسلام المصفى والتحرر من التعصب وآراء الرجال زعموا
/// التحرر من سلطة فهم السلف للنصوص أصل كلي في الظاهرية جميعا بل هذا الأصل هو الذي يجمعهم كما يجمع معهم من ركب مهيع الشذوذ والغرائب والطعن في الاسلام من الداخل في هذا العصر
فليس هو تصرف فردي من بعضهم
وعد الظاهرية مذهبا كباقي المذاهب الفقهية فيه نظر كبير ولا يصح للاختلاف في الأصول
فالمذاهب الأربعة وأئمتهم وأئمة السلف كالأوزاعي والثوري والليث وغيرهم يتفقون في أصول الاستدلال والنظرة الاسلامية الكلية للنصوص
بخلاف الظاهرية فأصولهم مختلفة هنا
فلا يصح عد المذهب الظاهري كباقي المذاهب الفقهية
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 12:51]ـ
أخي أبا الحسنات
أين الإرهاب الفكري في كلامي؟
الإرهاب الفكري هو تضخيم الأمور والحيدة عن الموضوع بطريق التهويل والاتهامات لاسقاط المخالف بعيدا عن مناقشة أدلته
فأين تجد هذا في كلامي
بينما قولك أني ألمز السلفية ينطبق عليه هذا الوصف للإرهاب
أما قولك أني أحذر من السلفية وتباع الدليل ونبذ التعصب فهذا ما كنت أتوقعه من الاتهامات
ولذلك ذيلت آخر كلامي بما يمنع الوقوع في هذا الفهم الذي هو ردة فعل:
أما مسألة التعصب فلا نؤيدها ولا ننفيها في جميع الطوائف كما تقدم
ولكن خلافنا في شيئين هنا:
الأول: فهم معنى التعصب أولا وطريقة علاجه
والثاني: تجنب الوقوع في ردة الفعل من التحذير منه وهي الدعوى إلى الانفلات والشذوذ العقلي والفكري
فأصل النهي عن التعصب والحث على تباع الدليل هذا متفق عليه بلسان الحال والمقال
وأدعوك إلى سعة الأفق في النظر في كلام الآخرين
فمن رأيته ينهى عن الانفلات الاجتهادي
والشذوذ عن الجماعة
والغلو في الحط من التمذهب والمتون والحواشي والمذاهب الأربعة
والتحرر من فهم السلف
لا يعني أنه يدعو إلى التعصب والتقليل من أهمية الاتباع والانقياد للحق
أما نقلهم عن الجابري فمجرد نقل كلام طعان هدام للإسلام في موقعهم باطل بموافقة بعضهم
أما تبرئهم من مذهبه فلا يهمني هنا
لأن الذم كان واقع على اتفاق عقلية الجابري مع عقليتهم في أصل كلي هو أوسع الأبواب للطعن في الإسلام وإلغاء التراث الإسلامي
ألا وهو التحرر من سلطة فهم السلف واتباعهم
وباقي كلامي لم تعرج عليه فلك أن تتثبت منه في موقعهم وغيره من مظان كلامهم
فأنا لم أظلمهم ولم أتجن عليهم غفر الله لي ولك ولهم ووفقنا لاتباع الحق بهم السلف وأهل العلم ممن سبقنا بالإيمان لا بهم غيرهم
وهذه هي السلفية الحقة
ـ[الحُميدي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 01:13]ـ
اخي الفاضل أشرف بن محمد .. ،قلت لك أن الشيخ حسن العلمي لم يحصر السبب تدريس ذلك المالكي في سبب واحد .. ، ولم ياتي أداة حصر تفيد ذلك .. ، ودع عنك الكلام الخاوي .. ، وهاهي شروح مختصر خليل موجودة مطبوعة .. ، و برهن على ان التعصب لا يلوح منها .. ،
أما الأخ الفاضل امجد الفلسطيني .. ،فتنكيته بأهل الظاهر أمر معهود منه ... ، ولو شئت أن أنقض كلامه عروة عروة .. ، لأتيت بما يحل حبوته و يسيل لعابه .. ، ولكن النتيجة معروفة مسبقا .. ،
بل حتى الأعضاء الذي ليس لهم بالظاهرية متات .. ،لاحظوا منه التجني و القدح ... ،ولكن:
كناطح صخرة ليوهنها ......
ولو رآه مالكي أصيل لتبرأ مما قال في حقهم ... ،
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 04:21]ـ
احسن الله إليك يا ابا الحسنات المصري وكل الناس لها آذان وكل الناس تتصفح المنتديات وترى ...
صديقي أمجد الشيخ الحسن العلمي مالكي المذهب وليس ظاهري, لهذه المعلومات دلالات لن تخفى عليك ...
ثم إنني رايت تحاملك على الظاهرية من أول أو ثاني مشاركة وما أعرتها كبير اهتمام حتى لا نخرج عن الموضوع وحتى لا أتهم ولكنك آثرت إقحامهم وما تذكرت إلا قولهم:"يكون الصراخ على قدر الألم"
ثم انك تنكر على من استخدم الإرهاب الفكري وردك على مداخلة الفاضل الحميدي ماذا تسميها:"دغدغة فكرية هادئة"!
****************************** *
إن المذاهب الفقهية بالنسبة موضع تقدير واحترام وخاصة الشافعي والحنبلي ولا أقرأ في الغالب إلا لهما .. ولكن فرق بين من قال: لئن أرى رأس خنزير على كتبي خير من أرى مصنف بن أبي شيبة! ,والذي تقول له قال رسول الله ثم يرد عليك:"هكذا المذهب" .... وهم كثرة كاثرة فانتبه وليسوا حالات شاذة ..
إن الهدف الأساس من كتابات أهل العلم قاطبة هي إعانة الطالب على الوصول لرجة النظر والترجيح لأن الأصل هو حرمة التقليد.لكن لما نرى أن الخلف خالف نية السلف واعتقوا في كتابات أهل العلم غير ما اعتقده المصنفون في كتاباتهم ..
آنذاك يصبح التعصب لتلك الكتابات ضرب من الجنون الفكري: إن التأكد من وجود مصيبة تهدد فكر أمتنا ثم لا نسعى لحلها بل نصير "يمينيين" وندافع بكل استماتة لا لشئ إلا ...
قل لي يا أمجد: من حفظ عمدة الأحكام ودرس شرحا من شروحاتها على مذهب ما ونظر في المحرر لابن عب الهادي وقرأ شرحا له على يد شيخ من الشيوخ أفتحبذ له مختصر الخرقي وخليل بعد ذلك!!! ?
قل لي: ما تفضل عمدة الأحكام والمحرر في الحديث وبلوغ المرام وبداية المجتهد أم: متن ابن عاشر ومختصر الأخضري وحاشية التنبكتي وتذييل الأزهري وشرح البهوتي ومتن الخرقي ..........
أخي انظرإلى كل مسالة وفق ما تقتضيه ضروريات النظر السليم وللوصول إلى النتيجة الصائبة: انس أنني ظاهري حتى لا تطيش أحكامك. فوالله ما كنت أفكر بعقل ظاهري لما كتبت المقال ولا حين رددت وإن أنصار ابن عبد البر وابن تيمية وابن عب الهادي هم من خيرة الخلق لتباعهم الدليل .. أما مسألة القياس فقضية خلافية لا يضرني ان خالفني فيها فلان مادام معظما للنصوص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 04:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الأخ صاحب الموضوع وسائر من عقب وكانت نيته سليمة من الإفادة والاستفادة .. والله المستعان.
الموضوع كان جيداً وقد هممت بالتعقيب ولكن بعد قراءتى لمشاركات الأخوة وخاصة مشاركات الشيخ أبي فهر لم أجد ما أضيفه من جديد.
لجن الأخ أمجد سامحه الله بدت البغضاء من فيه ... ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فقد قال الأخ أمجد
لقد حوى كلام الأخ الحميدي _غفر الله له وأرشده إلى الفهم السليم_ على مغالطات وافتراءات على المذهب المالكي وفهم منكوس لكلام المخالف بما لا يستغرب صدوره منه لانتسابه للمذهب الظاهري الموصوف أصحابه عند أهل العلم والذكاء بقلة الفهم وانتكاسه لكثرة مخالفتهم لصريح المعقول والفطر السليمة.
.....
ما الذي عرج بك على الظاهرية وعموماً هم من أذكى الناس رغم أنفك وأنف من أخذت عنه هذا الهراء ...
.....
وكان حق هذه المشاركة الحذف والقذف خارجا بل القص والطرح والإعدام لمخالفتها شروط المجلس وفقه الخلاف وقانون العقل والعلم والفهم الصحيح
ولكن رأيت إبقائها لما في الرد عليها من بيان للحق وكشف لهذا الباطل الذي بات يردده من لم يعرف مكانة نفسه من العلم والفقه وأئمة الإسلام
.....
ولماذا لم تحذفها
أبقيت عليها لكي تبني عليها ما تشاء من طعن ليشفي صدرك الذي امتلأ بالغيظ من الظاهرية
أنت حذفت قبل ذلك مقالاً لي نقلته عن دكتورة فاضلة تثبت فيه بالأدلة استعمال ابن حزم لما تسمونه بالمقاصد الشرعية وفيه إنصاف للظاهرية وأدلة دامغة على كلامها ..
بينما أبقيت زلة للبعض لتستفيد منها في التشنيع ...
مازلنا نبتعد عن الموضوعيه و مازلنا نمارس الغضب العشوائي بل و نعبد الله بكلمتين في تعظيم السلف و مدح علمهم وهى كفيلة عند المغفلين بأن تجعلك الحكيم وتجعل خصمك لصاً يتحذلق على أهل العلم بل ومجرماً أثيماً!.
لا تخف على السلف وفهمهم وعلمهم فلو كان معتمداً علي وعليك لضاعوا و شبعوا ضياعاً منذ قرون ولكن الله حفظ علمهم وفهمهم بورعهم وصدقهم حيث كتبوا العلم بريش النعام ومازال يطبع و ينشر و تدور به أقراص الحاسبات!.
... أقول للقراء أنا من نقلت كلام العلمانى الجابري لمنتدى الظاهرية لمناقشته
عنوان الموضوع // الإجماع ... سلطة السلف والتقليد .. مقال لمحمد عابد الجابري مقال للمناقشة
ووضع في آخر سطر منه باللون الأحمر
وضعت هذا المقال للمناقشة وليس معنى هذا موافقتنا على أفكار الرجل فله آراء بها ضلالات وردود الأعضاء كلها تسفيه للجابري
بل نجد أنهم اتهموه بالزندقة!
كما قال الأخ أبو السنات المصري
ثم تأتى أنت وتدلس على القراء بإيهامهم بأننا نستنصر بهراء العلمانيين
أسأل الله أن يعاملك بعدله إن كنت متعمداً الكذب
ولا أخشى اتهاماتك لي بذلك فالكل بفضل الله يعلم كم أبغض العلمانيين وأشنع عليهم وأدعو إلى التمسك بالنص
أما عن فهم السلف فمشكلتك أن لا تفهم كلامنا أو يضطرك غيظك إلى تحريفه
نحن لا ندعو إلى طرح كلام السلف جملة كما توهم القراء للأسف بل ندعو إلى عدم تقديسه وجعله حاكماً على النص واختيار الموافق للدليل فقط ونظرة إلى بعض كتبنا كالمحلى يتأكد صدق كلامي
وما هى إلا دقائق أو ساعات أو سنين ونقف أمام المولى تقدست أسماؤه وعنده تجتمع الخصوم
... ولى عودة.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 05:22]ـ
لننظر إلى كلام بعض فقهاء المذاهب ممن يبكتنا أمجد ويطالبنا بالتعلم منهم
قال الشيخُ أبو حاتم محمود بن الحسن القزويني الشافعي في كتابه الحيل:
إذا غاب زوجُ المرأة وترك لها قدر النفقة، أو لم يترك، والحاكمُ في ذلك البلد لا يرى التفريق بين الزوجين لمكان العجز عن النفقة، أو كان الزوجُ حاضراً وكرهتْ المرأةُ مصاحبته، فإن ارتدتْ بعد الدخول وصبر عليها إلى أن انقضت عدتها ثم أسلمتْ،لم تقتل لأجل عودها إلى الإسلام، وبطل النكاحُ بانقضاء العدة، وإن كانت قبل الدخول فإذا احتالتْ وارتدّتْ، بطل النكاحُ، فإن عادت إلى الإسلام لم تُقتل ولم يَعُد النكاحُ صحيحاً. أ. هـ
حسبنا الله ونعم الوكيل…وصل الأمر إلى التوصية بالردة!!!
الحمد لله الذي عافانا
****************
إذا زنى رجل بإمرأة أجنبية وقد أولج في فرجها بواسطة العازل الطبي " الكبوت " فهل يطبّق عليه حد الزنا أم يدرأ عنه الحد بسبب هذا الحائل؟
قال الحنابلة قياساً على الغسل ... فكما لا يجب الغسل فالحد أولى (1).
انظر كتاب: أحكام الأتصال الجنسي باستخدام الوسائل الحديثة (ص / 171 _ 172) تأليف: صالح بن سعد بن عبدالرحمن الحُصان.
(1) انظر: مطالب أولى النهى 8/ 459
***************
والعجيب أن هؤلاء من قوم يدعون الفهم لمقاصد الشريعة بينما يتعاملون مع نصوصها بالحرفية والحيل الباردة كما يتعامل سفلة المحامين مع القوانين الوضعية …أو كما تعامل أصحاب السبت من اليهود مع أوامر الله.
وهم بعد كل ذلك يتهموننا نحن أتباع النص بأننا نفهم النصوص بالحرفية والفهم السقيم.
هل رأيتم البهتان والكذب؟
رمتنى بدائها وانسلت.
بل والله هذا أكبر من البهتان والكذب …
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 07:01]ـ
بارك الله فيك أخي إمام الأندلس
وفيك بارك أخي
الظاهرية كتراث ينبغي الاستفادة من الحق الذي فيه
وقد ذكرت في غير هذا الموضع كلام أهل العلم في الاستفادة من المحلى مثلا وعدم طرحه بالكلية لكن لغير المبتديء ومن لا يقوى على الانفكاك من بواطله
أنا كظاهري .. لم أبتدئ به أصالة .. فقد درسنا في المغرب أبجديات المذهب المالكي ... وأحفظ متن ابن عاشر ... لكن أسألك .. لماذا منعت للمبتدئ دراسة المذهب الظاهري .... وأجزته لباقي المذاهب .. علما أنهم أيضا لن يقوو على الانفكاك من بواطلها .. ولو طالعت أي كتاب من كتب الفروع. خاصة حواشي المتأخرين لتبين لك صحة قالتي .... لماذا كلامك عن المذاهب طيب وجميل لكنك تنساه وتتجاهله إذا تعلق بالظاهرية؟
أما إخواننا من أهل الظاهر فيرون نسف هذه المذاهب وتلك المتون والحواشي والشروح بدعوى العودة إلى الإسلام المصفى والتحرر من التعصب وآراء الرجال زعموا
من قال أن الظاهرية يرون نسف كتب المذاهب؟ ومن حرم الاستفادة منها؟ هل تعلم أن أغلب من يكتب في الملتقى من الظاهرية المغاربة درسوا دراسة مالكية على شيوخ مالكية ولهم محبة في قلوبنا ... لايعلمها إلا الله .. بل صاحب المقال الشيخ حسن العلمي .. مالكي .. و. لو تأملات مشاركاتي أنا لوجدت فيها دفاعا مستميتا عن الشيخ فريد الأنصاري الأصولي المالكي النظار ... وهو متعصب جدا للمذهب المالكي .. ولو قرأت كتابه الاخطاء الستة للحركة الإسلامية في المغرب لتبين لك هذا .. فلماذا تزايد علينا أخي بأمور لانعتقدها ...
الاخوة الظاهرية يعتقدون أن طريقة دراسة النصوص والاستفادة من كتب الأحكام ومدرسة النص أولى وأحكم .. (وجهة نظرهم) ويرون ان طريقة المذاهب لن تصل إلى مستوى مدرسة النص .. ويبقى هذا في اخر الأمر رأيا مستساغا يراه الكثير من العلماء والمحدثين ... ولو ربما عشت في المغرب أو في اي بلد ممن طغا فيه التعصب المذهبي لعلمت الدوافع التي تجعل الاخوة يقولون هذا الكلام ..
/// التحرر من سلطة فهم السلف للنصوص أصل كلي في الظاهرية جميعا بل هذا الأصل هو الذي يجمعهم كما يجمع معهم من ركب مهيع الشذوذ والغرائب والطعن في الاسلام من الداخل في هذا العصر
فليس هو تصرف فردي من بعضهم
دعوى عريضة عرضها كما بين السماء والأرض .. وأتحداك إثبات ذلك بالدليل .. وإن زعمت أن في الظاهرية شذوذا .. وهذا ليس عيبا .. لكن لماذا غضضت الطرف عن شذوذ باقي المذاهب؟؟
أنا اعتقد أن في كل مذهب فقهي شذوذا وغرائب .. وأعتقد أن هناك أيضا من المنتسبين للمذاهب ممن يسيء للإسلام .. فمالمشكلة إذا؟؟
عموما لاتقل أن الظاهرية يدعون للتحرر من سلطة فهم السلف .. لكن أسألك مالضابط في فهم السلف ... حتى نفهم موطن النزاع والاشكال .. أما إلقاء الكلام على إطلاقه فالكل يجيده ويتقنه ..
وعد الظاهرية مذهبا كباقي المذاهب الفقهية فيه نظر كبير ولا يصح للاختلاف في الأصول
فالمذاهب الأربعة وأئمتهم وأئمة السلف كالأوزاعي والثوري والليث وغيرهم يتفقون في أصول الاستدلال والنظرة الاسلامية الكلية للنصوص
بخلاف الظاهرية فأصولهم مختلفة هنا
فلا يصح عد المذهب الظاهري كباقي المذاهب الفقهية
إن كانت هذه وجهة نظرك فأحترمك ولكن اسمح لي أن أقول أنك قد خالفت علماءك ومن تدافع عنهم .. بمعنى حتى من انتقدوا الظاهرية وناقشوهم ماقالوا هذا الكلام .. ولعلك تقرأ كلام الإمام صديق خان القنوجي في أبجد العلوم .. وتقرأ كلام الشوكاني وكلام الشيخ مقبل والشيخ الالباني والشيخ تقي الدين الهلالي
وأكتفي بنقل كلام للشيخ ابن باز في الظاهرية وإن كان فيه انتقادا لهم لكن يختلف تماما مع كلامكم
الطريقة الظاهرية معروفة، وهي التي يسير عليها داود بن علي الظاهري، وأبو محمد ابن حزم، ومن يقول بقولهما.
ومعناها: الأخذ بظاهر النصوص وعدم النظر في التعليل والقياس، فلا قياس عندهم ولا تعليل، بل يقولون بظاهر الأوامر والنواهي، ولا ينظرون إلى العلل والمعاني، فسموا ظاهرية لهذا المعنى؛ لأنهم أخذوا بالظاهر ولم ينظروا في العلل والحكم والأقيسة الشرعية التي دل عليها الكتاب والسنة، ولكن قولهم في الجملة أحسن من قول أهل الرأي المجرد الذين يحكمون الآراء والأقيسة، ويعرضون عن العناية بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، لكن عليهم نقص ومؤاخذات في جمودهم على الظاهر، وعدم رعايتهم للعلل والحكم والأسرار التي نبه عليها الشارع وقصدها، ولهذا غلطوا في مسائل كثيرة دل عليها الكتاب والسنة.
والله ولي التوفيق.
مجموع فتاوى ومقالات للشيخ ابن باز 6/ 218
وقال الشيخ سفر الحوالي:
الظاهرية ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000439) مذهب فقهي، وليست فرقة عقائدية (ثم قال كلاما طويلا عن الأمور العقدية التي انتقدت في الظاهرية وليس هذا محل الشاهد من كلامي .. لكن قد رددنا عليه في الدارة لعلك تطالعه هناك إن شاء الله .. المهم الشاهد أنه عدها مذهبا فقهيا وأنت تقول ليست بمذهب فقهي فياليت شعري مالذي دفعك لإلقاء ذلك الكلام من غير نظر في ضوابطه ولوازمه ونتائجه أخي الكريم
الرد داخل الاقتباس
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 08:11]ـ
وضعت هذا المقال للمناقشة وليس معنى هذا موافقتنا على أفكار الرجل فله آراء بها ضلالات وردود الأعضاء كلها تسفيه للجابري
بل نجد أنهم اتهموه بالزندقة!
كما قال الأخ أبو السنات المصري
ثم تأتى أنت وتدلس على القراء بإيهامهم بأننا نستنصر بهراء العلمانيين
أسأل الله أن يعاملك بعدله إن كنت متعمداً الكذب
لذلك أطالب المشرف بالإعتذار ... وألا يكرر مثل هذه التسرعات ..
وكان حق هذه المشاركة الحذف والقذف خارجا بل القص والطرح والإعدام لمخالفتها شروط المجلس وفقه الخلاف وقانون العقل والعلم والفهم الصحيح
ولماذا حذفت رابط الدارة وفيه تصحيح ل"وهمك" كان العدل يقتضي منك حذف غلط والرابط ... ثم اكتبوا في قانون المشاركة: ترفض أراء أهل الظاهر هنا. ولن تراني أكتب شيئا , أما وأنه لايوجد هذا القانون "الظالم" فليس من حقك منعي بدعوى مخالفة العلم فحتى أنا أرى مذاهبك مخالفة للمنهج العلمي: فأظهر لي ما هي قواعد المنهج عندك لنتفاهم. وإلا فكل واحد له أراء وو ... المنهج العلمي الذي أعرفه: أمانة في النقل-حسن فهم للنص المنقول -حسن عرض وترتيب للأفكار-استقصاء الآراء والنصوص قبل اصدار الحكم- ... ولا يهم بعد ذلك إلى اي مذهب ملت ...
فراجع منهجك يا حبيبي.
كما أنه ليس من حقك التطاول على أذكياء كداود وابنه أبو بكر وابن المغلس وابن طاهر وابن مضاء والقاضي الخرزي وابن دحية وابن حزم وأبو رافع .. وتقول هؤلاء أغبياء: ماشاء الله عليك يا ذكي! من ذكائك أنك اكتشفت غباء داود!
وقد سبق أن تطاولت على الصنعاني بلسان صفيق ..
وأنا اسأل نفسي: أكرهك لأهل الظاهر هو الذي يجعلك لاتدري ما تقول؟ أم أن الله تعالى رزقك ذكاء حرم منه داود وابن حزم ...
وتذكر أنك أنت من زج باسم الظاهرية وليس نحن فلا تحذف مشاركتي وترسل لي رسالة تحذير.
أما حكاية نيلك من السلفيين فتحتاج إلى أن تدافع عن نفسك كذلك.وأنا لا أدري ما قولك فيها (ابتسامة)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 08:59]ـ
سئل العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: هل يعتد بخلاف الظاهرية؟ فقال: نعم بل قال ابن القيم: إنهم أحسن حالاً من أهل الرأي. فقيل لابن عثيمين: إن لهم أقوالاً شنيعة، فقال: وكذا لغيرهم.
[الكنز الثمين في سؤالات ابن سنيد لابن عثيمين (ص / 173)]
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 09:31]ـ
احسن الله إليك يا ابا الحسنات المصري وكل الناس لها آذان وكل الناس تتصفح المنتديات وترى ...
نعم أغلب القراء له عقل ولله الحمد يؤهله أن يقرأ ما بين السطور ولا يكون ظاهريا سطحي الفهم ..
صديقي أمجد الشيخ الحسن العلمي مالكي المذهب وليس ظاهري, لهذه المعلومات دلالات لن تخفى عليك ...
لا دخل لي بالشيخ العلمي أنا أعلاج هنا النظرة الخاطئة لمفهوم التعصب والدعوة لاتباع الدليل وهذا يشمل الظاهرية وبعض من يدعي الانتساب إلى السلف.
ثم إنني رايت تحاملك على الظاهرية من أول أو ثاني مشاركة وما أعرتها كبير اهتمام حتى لا نخرج عن الموضوع وحتى لا أتهم ولكنك آثرت إقحامهم وما تذكرت إلا قولهم:"يكون الصراخ على قدر الألم"
ثم انك تنكر على من استخدم الإرهاب الفكري وردك على مداخلة الفاضل الحميدي ماذا تسميها:"دغدغة فكرية هادئة"!
****************************** *
الموضوع له علاقة بالظاهرية لما أسلفت وهو أن غرضي من المشاركة هنا تصحيح المفهوم الخاطيء عن التعصب والدعوة إلى اتباع الدليل والاجتهاد وأكثر من يمثل هذا التيار الظاهرية ونحوهم
فكان إقحامهم هنا ليس خروجا عن الموضوع
وأحيانا يضطر الباحث لكي يصحح بعض الفروع التعريج على أصولها فتنبه يا حبيب
وليس في قلبي أدنى خوف أو وجل من أتباع الظاهرية وانتشار مذهبهم لأني أعلم علم اليقين أنه مذهب مخالف للفطر السوية وصحيح المعقول
فهو مذهب على مر التاريخ الإسلامي بقي قابعا في منطقة محدودة منبوذا من أهل الحق
ولولا سرعة الاتصال في هذه الأزمان ما سمع لهم ذكر
أما الألم فكل محب للحق يتألم من ضياعه وانتشار نقيضة خاصة إذا كان تحت اسم الحق وشعاره وهو مدرسة النص زعموا
واتباع النصوص الناس فيها على طرفين ووسط
والوسط هو مذهب السلف وفقهاء الإسلام من الأئمة الأربعة وغيرهم
(يُتْبَعُ)
(/)
فكما أن اتباع الهوى والرأي المذموم وتقديمه على النصوص مخالفا لمنهج مدرسة النص
فكذلك نفي التعليل والحكم والقياس والإجماع _مذهب ابن حزم في الإجماع متناقض كما قال شيخ الظاهرية في هذا العصر ابن عقيل وبعض المعاصرين منهم ينكره مطلقا_ واعتبار المقاصد الكلية وفهم السلف والسابقين للنصوص والجمع بين المتناقضات والتفريق بين المتماثلات وإنكار دلالة النص (مفهوم الموافقة) لا يمت إلى مدرسة النص لا من قريب ولا من بعيد بل هو مصادم لها أوضح وأبين التصادم
وهذه حقائق متقررة في نفوس علماء الإسلام منذ خروج داود الظاهري رحمه الله عندما نقل ابن أبي حاتم تحذير السلف من طريقته في فهم النصوص ونفي القياس
ومق1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ة في نفس من نشأ نشأة فقهية علمية على منهج السلف بخلاف من كانت نشئته انتكاسية لطريق السلف
أما ما ذكرته ردا على الحميدي فهو رد على الظاهرية وأشباههم في هذا العصر فالكلام كلي عام فكما أنكم لم تعدوا وصف بعض أتباع المذاهب بالتعصب والجهل إرهابا فوصفي للظاهرية وأشباههم بسطحية الفهم والبلادة والفهم الخاطيء لكلام المخالف ونحوه ليس إرهابا
إن المذاهب الفقهية بالنسبة موضع تقدير واحترام وخاصة الشافعي والحنبلي ولا أقرأ في الغالب إلا لهما .. ولكن فرق بين من قال: لئن أرى رأس خنزير على كتبي خير من أرى مصنف بن أبي شيبة!
المشكلة أنكم إلى الآن لم تحرروا موطن النزاع بيننا
يا حبيب نحن لا ننكر وقوع التعصب من بعض أفراد المذاهب وغيرهم من الطوائف عامة
نحن نتكلم عن كون التمذهب سبب للتعصب أم لا؟
وهذا ما لم تسطيعوا إثباته إلى الآن
ففرق بيت التمذهب وعدم ذمه وبين وقوع بعض أفراد المتمذهبين في التعصب لحالة تربوية كما سبق
والذي تقول له قال رسول الله ثم يرد عليك:"هكذا المذهب" .... وهم كثرة كاثرة فانتبه وليسوا حالات شاذة ..
دعواك أنهم كثرة كاثرة فإن كنت تقصد جهلة الناس فلا عبرة بهم هنا ولا نتكلم عنهم ولا ندخلهم في بحثنا كما لا ترضاه أنت وجماعتك من الاستشهاد عليكم ببعض أعمال الجهلة المنتسبين إليكم
وإن كنت تقصد طلبة العلم ومن فوقهم فدعوى الأكثرية باطلة باطلة يقينا
هذا إذا سلمنا أن قوله:"هكذا المذهب" رد للحديث مطلقا
فإن بعض من يقول هذه الكلمة يريد أننا نخالفك في فهم الحديث لا في قبول الحديث
وقد كررت أكثر من مرة أن فهم الحديث غير قبول الحديث ورده
فالاتفاق على قبول الحديث بين أرباب وأئمة المذاهب مقطوع به لكن الاتفاق على الأخذ بهمك أنت للحديث غير ملزم
فيكون مراد قائل هذه الكلمة أن فهم الحديث غير فهمك كما قرره علماء المذهب وهذا لا حرج فيه لأنه غير ملزم بفهمك للحديث
وتنبه لقولي:"مطلقا" في صدر الكلام حول هذه الجزئية
إن الهدف الأساس من كتابات أهل العلم قاطبة هي إعانة الطالب على الوصول لرجة النظر والترجيح لأن الأصل هو حرمة التقليد.لكن لما نرى أن الخلف خالف نية السلف واعتقوا في كتابات أهل العلم غير ما اعتقده المصنفون في كتاباتهم ..
آنذاك يصبح التعصب لتلك الكتابات ضرب من الجنون الفكري: إن التأكد من وجود مصيبة تهدد فكر أمتنا ثم لا نسعى لحلها بل نصير "يمينيين" وندافع بكل استماتة لا لشئ إلا ...
يا حبيب قد قلت سابقا أن محل النزاع لا في تصرفات بعض الأفراد فوقوع بعض التعصب وتوظيف بعض كتب الظاهرية توظيفا خاطئا لا يلزم منه عندك التحذير من هذه الكتب وتعليق سبب المرض بها
فلما الكيل بمكيالين؟!
قل لي يا أمجد: من حفظ عمدة الأحكام ودرس شرحا من شروحاتها على مذهب ما ونظر في المحرر لابن عب الهادي وقرأ شرحا له على يد شيخ من الشيوخ أفتحبذ له مختصر الخرقي وخليل بعد ذلك!!! ?
قل لي: ما تفضل عمدة الأحكام والمحرر في الحديث وبلوغ المرام وبداية المجتهد أم: متن ابن عاشر ومختصر الأخضري وحاشية التنبكتي وتذييل الأزهري وشرح البهوتي ومتن الخرقي ..........
ليس ثمة تناقض بين اختيار هذا على هذا أو تقديم ذاك على الآخر
لأن الغرض من وضع هذه المتون (أحاديث الأحكام) يختلف عن الغرض من وضع متون الفقه كما أسلفت سابقا عندما أشرت إلى النقل عن بعض العلماء في التفريق بين هذه الكتب ونتيجتها والغرض من تأليفها
وعندما أسلف ذكر أن الفقه ليس فقط أحاديث الأحكام بل هو أكثر من عشرة أنواع فراجعه
أخي انظرإلى كل مسالة وفق ما تقتضيه ضروريات النظر السليم وللوصول إلى النتيجة الصائبة: انس أنني ظاهري حتى لا تطيش أحكامك. فوالله ما كنت أفكر بعقل ظاهري لما كتبت المقال ولا حين رددت وإن أنصار ابن عبد البر وابن تيمية وابن عب الهادي هم من خيرة الخلق لتباعهم الدليل .. أما مسألة القياس فقضية خلافية لا يضرني ان خالفني فيها فلان مادام معظما للنصوص
بارك الله فيك جميع أئمة الإسلام معظمون للنصوص وهل بلغوا منزلة الإمامة إلا بتعظيم النصوص
لكن فهمهم لمصطلح تعظيم النصوص ليس كفهمكم كما تقدم التفصيل فيه عند الكلام على مدرسة النص.
بارك الله فيك
الرد في الاقتباس بلون أحمر وحجم أكبر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 09:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الأخ صاحب الموضوع وسائر من عقب وكانت نيته سليمة من الإفادة والاستفادة .. والله المستعان.
الموضوع كان جيداً وقد هممت بالتعقيب ولكن بعد قراءتى لمشاركات الأخوة وخاصة مشاركات الشيخ أبي فهر لم أجد ما أضيفه من جديد.
لجن الأخ أمجد سامحه الله بدت البغضاء من فيه ... ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فقد قال الأخ أمجد
ما الذي عرج بك على الظاهرية وعموماً هم من أذكى الناس رغم أنفك وأنف من أخذت عنه هذا الهراء ...
حق هذه المشاركة أن تحذف لمخالفتها لشروط المجلس والآداب الإسلامية في النقاش
ولكني سأتركها ليرى القراء من هو الذي مسه الجنون من انتشار المذاهب الأربعة بين المسلمين
ولماذا لم تحذفها
أبقيت عليها لكي تبني عليها ما تشاء من طعن ليشفي صدرك الذي امتلأ بالغيظ من الظاهرية
أنت حذفت قبل ذلك مقالاً لي نقلته عن دكتورة فاضلة تثبت فيه بالأدلة استعمال ابن حزم لما تسمونه بالمقاصد الشرعية وفيه إنصاف للظاهرية وأدلة دامغة على كلامها ..
بينما أبقيت زلة للبعض لتستفيد منها في التشنيع ...
مازلنا نبتعد عن الموضوعيه و مازلنا نمارس الغضب العشوائي بل و نعبد الله بكلمتين في تعظيم السلف و مدح علمهم وهى كفيلة عند المغفلين بأن تجعلك الحكيم وتجعل خصمك لصاً يتحذلق على أهل العلم بل ومجرماً أثيماً!.
لم أحذفها ليعلم القراء عذرنا في ترك مناقشتكم وعدم السماح لكم بذلك لما يقترن بناقشكم من البعد عن الآداب الإسلامية التي هي من شروط المجلس كما نراه الآن وجربناكم سابقا
أما موضوع الدكتورة المشار إليه فقد كان حذفه وإمكانية إرجاعه على شرط لم توفه كان بيننا في مجلس الشكاوى فلماذا تلبس على القراء ببتر الكلام وإظهار تصرف المشرف ناقصا؟!!
لا تخف على السلف وفهمهم وعلمهم فلو كان معتمداً علي وعليك لضاعوا و شبعوا ضياعاً منذ قرون ولكن الله حفظ علمهم وفهمهم بورعهم وصدقهم حيث كتبوا العلم بريش النعام ومازال يطبع و ينشر و تدور به أقراص الحاسبات!.
أنا لا أخاف على فهم السلف من الانقراض والضياع ولكن أخاف عليه منكم ومن أصولكم المناقضة له
... أقول للقراء أنا من نقلت كلام العلمانى الجابري لمنتدى الظاهرية لمناقشته
عنوان الموضوع // الإجماع ... سلطة السلف والتقليد .. مقال لمحمد عابد الجابري مقال للمناقشة
ووضع في آخر سطر منه باللون الأحمر
وضعت هذا المقال للمناقشة وليس معنى هذا موافقتنا على أفكار الرجل فله آراء بها ضلالات وردود الأعضاء كلها تسفيه للجابري
بل نجد أنهم اتهموه بالزندقة!
كما قال الأخ أبو السنات المصري
ثم تأتى أنت وتدلس على القراء بإيهامهم بأننا نستنصر بهراء العلمانيين
أسأل الله أن يعاملك بعدله إن كنت متعمداً الكذب
ولا أخشى اتهاماتك لي بذلك فالكل بفضل الله يعلم كم أبغض العلمانيين وأشنع عليهم وأدعو إلى التمسك بالنص
يا حبيب أنا لم أزعم أنك تؤيد العلمانية وتؤيد فكر الجابري
أنا أشرت إلى شيئين فقط:
الأول: اتفاقكم معه في هذا الأصل الهدام وهو التحرر من سلطة فهم السلف والإجماع
الثاني: أن نفيك لموافقته في علمانيته ليس مبررا لنقل كلامه في موقعكم
ولم أزد على ذلك
فرحت أنت وأصحابك لظاهريتكم في الفهم تزعمون أني أدعي أنكم علمانيون
وهذا ما لم أقل به لكن كما قلت أنفا المشكلة في سوء فهم كلام المخالف و ....
أما عن فهم السلف فمشكلتك أن لا تفهم كلامنا أو يضطرك غيظك إلى تحريفه
نحن لا ندعو إلى طرح كلام السلف جملة كما توهم القراء للأسف بل ندعو إلى عدم تقديسه وجعله حاكماً على النص واختيار الموافق للدليل فقط ونظرة إلى بعض كتبنا كالمحلى يتأكد صدق كلامي
.
أولا: هذا كلام نظري لا عملي فأنتم ترون بدعية قاعدة الإمام أحمد:لا تقل في مسألة ليس لك فيها إمام وترون جواز فهم الحديث ولو لم يقل بهذا الفهم أحد من السلف
ثانيا: هذا الكلام إن كنت تقصد أن سلطة فهم السلف على النصوص كسلطة السنة في تفسير القرآن وتنفي هذه السلطة السلفية فأنت مبطل
المقصود أن نفيك لتقديس فهم السلف غير واضح ولا يحل الإشكال الذي وقعتم فيه
وعناوين مواضيعكم في هذا هي:
الرد على من أوجب التقيد بهم السلف
وأما عنوان موضوع الجابري فقد تم تغيير عن قبل.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرد داخل المشاركة بالون الأحمر والحجم الأكبر إلا الاخير
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 10:01]ـ
لننظر إلى كلام بعض فقهاء المذاهب ممن يبكتنا أمجد ويطالبنا بالتعلم منهم
قال الشيخُ أبو حاتم محمود بن الحسن القزويني الشافعي في كتابه الحيل:
إذا غاب زوجُ المرأة وترك لها قدر النفقة، أو لم يترك، والحاكمُ في ذلك البلد لا يرى التفريق بين الزوجين لمكان العجز عن النفقة، أو كان الزوجُ حاضراً وكرهتْ المرأةُ مصاحبته، فإن ارتدتْ بعد الدخول وصبر عليها إلى أن انقضت عدتها ثم أسلمتْ،لم تقتل لأجل عودها إلى الإسلام، وبطل النكاحُ بانقضاء العدة، وإن كانت قبل الدخول فإذا احتالتْ وارتدّتْ، بطل النكاحُ، فإن عادت إلى الإسلام لم تُقتل ولم يَعُد النكاحُ صحيحاً. أ. هـ
حسبنا الله ونعم الوكيل…وصل الأمر إلى التوصية بالردة!!!
الحمد لله الذي عافانا
****************
إذا زنى رجل بإمرأة أجنبية وقد أولج في فرجها بواسطة العازل الطبي " الكبوت " فهل يطبّق عليه حد الزنا أم يدرأ عنه الحد بسبب هذا الحائل؟
قال الحنابلة قياساً على الغسل ... فكما لا يجب الغسل فالحد أولى (1).
انظر كتاب: أحكام الأتصال الجنسي باستخدام الوسائل الحديثة (ص / 171 _ 172) تأليف: صالح بن سعد بن عبدالرحمن الحُصان.
(1) انظر: مطالب أولى النهى 8/ 459
***************
والعجيب أن هؤلاء من قوم يدعون الفهم لمقاصد الشريعة بينما يتعاملون مع نصوصها بالحرفية والحيل الباردة كما يتعامل سفلة المحامين مع القوانين الوضعية …أو كما تعامل أصحاب السبت من اليهود مع أوامر الله.
وهم بعد كل ذلك يتهموننا نحن أتباع النص بأننا نفهم النصوص بالحرفية والفهم السقيم.
هل رأيتم البهتان والكذب؟
رمتنى بدائها وانسلت.
بل والله هذا أكبر من البهتان والكذب …
أعود وأكرر أنكم إلى الآن لم تحرروا محل النزاع ولعل لظاهرية فهمكم أثر في ذلك
قد قلت سابقا:
يا حبيب نحن لا ننكر وقوع التعصب من بعض أفراد المذاهب وغيرهم من الطوائف عامة
نحن نتكلم عن كون التمذهب سبب للتعصب أم لا؟
وهذا ما لم تسطيعوا إثباته إلى الآن
ففرق بيت التمذهب وعدم ذمه وبين وقوع بعض أفراد المتمذهبين في التعصب لحالة تربوية كما سبق
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 10:13]ـ
لذلك أطالب المشرف بالإعتذار ... وألا يكرر مثل هذه التسرعات ..
قد أسلفت أن الخلل في فهمكم لكلامي لا في نفس النقل
ولماذا حذفت رابط الدارة وفيه تصحيح ل"وهمك"
لو كان فيه تصحيح لوهمي لأبقيته لكن أنا لم أهم إنما الوهم منكم إذ حملتم كلامي ما لا يحتمله مع أن من أراد الرجوع إلى الرابط رجع إليه بيسر وسهولة
كما أنه ليس من حقك التطاول على أذكياء كداود وابنه أبو بكر وابن المغلس وابن طاهر وابن مضاء والقاضي الخرزي وابن دحية وابن حزم وأبو رافع .. وتقول هؤلاء أغبياء: ماشاء الله عليك يا ذكي! من ذكائك أنك اكتشفت غباء داود!
وقد سبق أن تطاولت على الصنعاني بلسان صفيق ..
لا أدري بأي دلالة وطريقة استنباط فهمت هذا الفهم من كلامي؟!!
مع أنكم تنكرون القياس والعمل بالظن والنظر في العلل
أما تطاولي على الصنعاني فتلك فرية مبنية على سوء فهمك لكام المخالف وهي المشكلة التي يعاني منها الكثير
ولا أدري لماذا لم تعد فعل الصنعاني تطاول على الأصوليين وعددت فعلي تطاولا عليه مع أنه نفس الفعل
أما حكاية نيلك من السلفيين فتحتاج إلى أن تدافع عن نفسك كذلك.وأنا لا أدري ما قولك فيها (ابتسامة)
قد دافعت ولكن مشكلتي أني أناقش ظاهري الفهم وإقناعهم وحملهم على الفهم الصحيح لكلامي من المستحيلات بات عندي
بارك الله فيك(/)
سنة مهجورة ((القيلولة)) هجرها أهلها، وأحياها العلم الحديث
ـ[أبومروة]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 10:27]ـ
.بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونستهديه ونسترشده، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) [آل عمران: 102].
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) [النساء: 1].
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما). [الأحزاب 70 – 71].
و بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار.
إن من هديه (صلى الله عليه وآله وسلم) افتتاحه لمجالسه بخطبة الحاجة، وهانحن قد بدأنا بحثنا هذا بخطبة الحاجة ولله الحمد والمنة، وفيها: ونستعينه ونستغفره، فقد جاء في صحيح مسلم والترمذي عليهما رحمة الله من حديث علي بن أبي طالب (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) «أَنَّ رَسُولَ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كَانَ إِذَا قَامَ في الصَّلاةِ قَالَ: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ والأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكينَ إنَّ صَلاَتي ونُسُكِي ومَحْيَايَ وَمَمَاتي لله رَبِّ العَالِمَينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمينَ. اللّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لاَ إِلَهَ إِلاّ أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلمْتُ نَفْسِي واعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبي جَمِيعاً إِنَّهُ لاَ يَغْفِر الذُّنُوبَ إلاّ أَنْتَ واهْدِني لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ لا يَهْدِي لأحْسَنِها إلاّ أنْتَ واصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا إنّه لاَ يَصْرِفُ عَنّي سَيِّئَهَا إلاّ أَنْتَ آمَنْتُ بِكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ. فإِذَا رَكَعَ قَالَ: اللّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي ومُخِّي وَعظْمِي وعَصَبِي. فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ: اللَّهّمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ والأَرَضِينَ وَمَا بَيْنَهُمَا ومِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ فَإِذَا سَجَدَ قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي للَّذِي خَلَقَهُ فَصَوَّرَهُ وشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ فَتَبَارَكَ الله أحْسَنُ الخَالِقِينَ. ثُمَّ يَكُونُ آخِرُ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ والسَّلاَمِ: اللَّهْمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أخّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأنْتَ المُؤَخِّرُ لاَ إلَهَ إلاّ أنْتَ». رواه مسلم وأصحاب السنن وابن حبان وأحمد. وقال أبو عيسَى الترمذي حَسَنٌ صحيحٌ.
وبعد:
إن كثيرا من السنن النبوية ماتت في حياة الناس عامة، والمسلمين خاصة، ولا يكون لها أهمية إلا إذا ألبست لباس الاكتشافات العلمية الحديثة، فالحجامة -على سبيل المثال- مع كونها سنة نبوية، يجب أن توضع موضعها الصحيح حتى تطبق السنة بشكل إيجابي، ومع كون النبي صلى الله عليه وسلم أشار إليها في زمنه، فإنها لم تأخذ حظا من الانتشار في حياة المسلمين، حتى جاءت الدراسات الغربية لتؤكد أهمية الحجامة كنوع من العلاج
ومن تلك السنن التي أضحت معدومة في حياة المسلمين، سنة القيلولة، وقد بدأ أهل العلم من الباحثين يتحدثون عنها وعن فوائدها، وكتبت فيها أبحاث هامة، تؤكد فوائدها العلمية.
إن القَيْلُولة هي نَوْمةُ قصيرة في نِصْف النهار، أو إستراحة و إسترخاء لبعض الوقت في نصفَ النهار و إِن لم يكن معها نَوْمٌ، و الهدف منها طرد الكسل و استعادة النشاط و الحيوية لمتابعة العمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي لسان العرب لابن منظور: القَيْلُولة: نَوْمَةُ نِصْف النهار، و هي القائلةُ، قال يَقِيل ُ، و قد قال القوم قَيْلاً و قائلةً و قَيْلولةً و مَقالاً و مَقِيلاً ".
و فيه أيضا: " و المَقِيل و القَيْلولة: الاستراحة نصفَ النهار و إِن لم يكن معها نَوْمٌ، يقال: قال يَقِيل قَيْلولة، فهو قائِل ".انتهى
ومع أهمية هذه الأبحاث، فإن القيلولة قبل أن تكون فائدة علمية، هي معجزة ربانية وسنة نبوية شريفة، وتأملوا هذه الآية الكريمة التي أخبرتنا عن هذه المعجزة الا وهي النوم بالليل والنهار، قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23].
وفي السنة
أنه صلى الله عليه وسلم كان يحافظ على نومة القيلولة، فقد أخرج البخاري عن أم حرام بنت ملحان أخت أم سليم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عندهم، فاستيقظ وهو يضحك. قالت: فقلت يا رسول الله: ما أضحكك؟ قال: رأيت قوما ممن يركب ظهر هذا البحر كالملوك على الأسرة. قالت: قلت يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. قال: فإنك منهم. قالت: ثم نام فاستيقظ وهو يضحك. قالت: فقلت يا رسول الله ما أضحكك؟ فقال مثل مقالته. قالت: قلت يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. قال: أنت من الأولين. قال فتزوجها عبادة بن الصامت فغزا في البحر فحملها معه، فلما رجع قربت لها بغلة لتركبها فصرعتها، فاندقت عنقها فماتت.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" قيلوا فإن الشياطين لا تقيل " التخريج: الطبراني في الاوسط وابو نعيم في الطب عن أنس تصحيح السيوطي: حسن كما حسنه الالباني (صحيح الجامع الصغير 4431)
أخرج ابن ماجه بسنده عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة"، وفي صحيح البخار ي عن أنس بن مالك قال: "كنا نبكر بالجمعة ونقيل بعد الجمعة".
والحديث أخرجه البخاري عن سهل بن سعد قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال:أين ابن عمك؟ قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل (ينام القيلولة) عندي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: انظر أين هو. فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول: " قم أبا تراب، قم أبا تراب".
وقد أتى العلم الحديث ليؤكد ليأكد هذه المعجزة الالهية في فوائد القيلولة في زيادة إنتاجية الفرد، ويحسن قدرته على متابعة نشاطه اليومي.
أجريت دراسةفي مركز النوم والمعرفة التابع لجامعة هارفارد وأفادت أن نوم القيلولة التي تدوم 45 دقيقة على أكثر تقدير أثناء النهار قد تساعد في تحسين مستوى الذاكرة واسترجاع المعلومات، طالما أن هذه المعلومات قد تم تعلمها بشكل جيد قبل النوم.
ويسمى هذا النوع من الذاكرة بالذاكرة التقريرية وتنطبق على المعلومات النظرية، على عكس الذاكرة الإجرائية التي تنطبق على اكتساب المهارات العملية. وقال التقرير ان النوم يساعد في تثبيت المعلومات النظرية وجعل استرجاعها أسهل، وفقاً للباحثين.
وأجريت الدراسة على 33 شخصاً، تم تدريبهم في مجال الذاكرة التقريرية. وبعد التدريب أخذ 16 منهم قيلولة لا تصل إلى مرحلة “النوم ذات حركة العين السريعة”، بينما بقي الـ17 الآخرين أيقاظاً يشاهدون فيلماً. وقد أجري اختبار على جميع المشاركين في وقت لاحق من اليوم نفسه، وقد شمل الاختبار حفظ المفردات وحفظ الطرق الملتوية وحفظ الرسومات التي تشمل خطوطاً معقدة.
وقد وجد فريق البحث أن أخذ قيلولة تؤدي إلى تحسين أداء الذاكرة مقارنة بالبقاء يقظة.
و تقول الدراسة " ان القيلولة تعزز الذاكرة و التركيز و تفسح المجال امام دورات جديدة من النشاط الدماغي في نمط اكثر ارتياحا، كما تشدد على عدم الاطالة في القيلولة لان الراحة المفرطة قد تؤثر على نمط النوم العادي ".
ملاحظة: ان تلك القيلولة لم تنفع إلا أولئك الذين تعلموا المعلومات جيداً بادئ الأمر.
أخوكم أبومروة الجزائري
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 12:05]ـ
شكر الله لك أخي الكريم
و جزاك الله خيرا
ـ[أبومروة]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 04:46]ـ
وفيك بارك الله أخي
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 05:07]ـ
أحسنت يا أبا مروة.
أجدت وأفدت.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 09:18]ـ
احسنت
ـ[أبومروة]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 06:42]ـ
بارك الله فيكم
وأحسن اليكم جميعا
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 11:04]ـ
موضوع حسن
المسلم السوي ينام مبكرا ويستفيد من وقته بعد صلاة الصبح ويقيل لحظة .. ما أحوجنا إلى هذا النظام الذي خرمه جهاز التلفزيون أولا ثم العادات الغربية التي هجمت علينا وأصبحنا نقوم الليل وننام الصباح.(/)
لا تحول فوائد العبادات إلى فوائد دنيوية ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 02:49]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -:
وبهذه المناسبة أود أن أنبه على أن بعض الناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية؛ فمثلا يقولون في الصلاة رياضة وإفادة للأعصاب، وفي الصيام فائدة لإزالة الفضلات وترتيب الوجبات، والمفروض ألا تجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل؛ لأن ذلك يؤدي إلى إضعاف الإخلاص والغفلة عن إرادة الآخرة، ولذلك بين الله تعالى في كتابه حكمة الصوم – مثلا أنه سبب للتقوى، فالفوائد الدينية هي الأصل، والدنيوية ثانوية، وعندما نتكلم عند عامة الناس فإننا نخاطبهم بالنواحي الدينية، وعندما نتكلم عند من لا يقتنع إلا بشيء مادي فإننا نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية ولكل مقام مقال).
الفصل الثاني: فتاوى حول العلم، رقم (3).
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17907.shtml
ـ[يوسف أبو فيصل]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 01:46]ـ
بارك الله فيكم على الفائدة القيمة، وهذا يذكرنا بوجوب الرجوع إلى ما كتبه العلماء في موضوع الإخلاص وحقيقته.
ـ[الهاجرية]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 04:54]ـ
وفقك الله وبارك فيك
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 12:39]ـ
وفيكما بارك، أيها الفاضل، وأيتها الفاضلة ..
شكرا على مروركما الطيب ..
وفقكما الله لما يحبه ويرضاه ..(/)
هل هذا الكلام عن الامام محمد بن عبد الوهاب صحيح؟
ـ[الغُندر]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 07:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قال احد المهتمين بالعلم الشرعي ان الامام محمد بن عبدالوهاب والامام محمد بن سعود كانا يلزمان الناس بالبيعة للامام محمد ومن لا يفعل من القرى او البوادي يقاتلونه فهل هذا صحيح؟
وما الدليل على فعله ان صح؟
وارجو التوثيق وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 12:07]ـ
لعلك تجد الجواب في كتاب الشيخ: عبدالعزيز العبداللطيف- دعاوى المناوئين.
http://saaid.net/monawein/index.htm
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 12:09]ـ
قال احد المهتمين بالعلم الشرعي
والله لا أعتقد(/)
رجاء إلى الشيخ الفاضل خالد سالم باوزير
ـ[يوسف أبو فيصل]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 11:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل ممكن من فضيلتكم أن تفتحوا موضوعا يخص حفظ منظومة الرحبية واستظهارها من قبل المشاركين وتكون تحت إشرافكم بعد وضع خطة للعمل من اقتراحكم بالنسبة لعدد الأبيات المحفوظة كل يوم والمراجعة وغير ذلك.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
ـ[يوسف أبو فيصل]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 01:28]ـ
أرجو أن يكون سبب غيابكم خيرا إن شاء الله تعالى(/)
هل رد السلام الموجه من الكاتب أو المذيع وغيره، واجب؟
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 01:07]ـ
رد السلام الموجه من الكاتب أو المذيع وغيره
الأخ (ع. ص.ز) من الباحة يقول في سؤاله: (إذا قال الكاتب في مقاله في الصحيفة أو المجلة أو المؤلف في كتابه، أو المذيع في الإذاعة أو التلفاز: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فهل يلزم السامع له الرد عليه من باب أن رد السلام واجب؟ أفتونا مأجورين).
فأجاب الشيخ: عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى -: (رد السلام في مثل هذا من فروض الكفاية؛ لأنه يسلم على جم غفير فيكفي أن يرد بعضهم، والأفضل أن يرد كل مسلم سمعه لعموم الأدلة مثل قوله سبحانه: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [1]، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: ((حق المسلم على المسلم خمس خصال)) [2] ذكر منها رد السلام، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيد لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم)) [3] أخرجه مسلم في صحيحه أيضاً، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((للمسلم على المسلم ست خصال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه)) [4]، والأحاديث في فضل السلام بدءا وإجابة كثيرة. والله ولي التوفيق) انتهى كلامه يرحمه الله.
ـــــــــــــــــــ
[1] سورة النساء الآية 86.
[2] رواه البخاري في الجنائز برقم 1164، ومسلم في السلام برقم 4022.
[3] رواه مسلم في الإيمان برقم 81، والترمذي في الاستئذان والآداب برقم 2612، وأبو داود في الأدب برقم 4519 واللفظ له.
[4] رواه الترمذي في الأدب برقم 2661، والنسائي في الجنائز برقم 1912، وأحمد في باقي مسند المكثرين برقم 7922.
http://www.binbaz.org.sa/mat/2162
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 09:52]ـ
سئل الفقيه ابن حجر الهيتمي رحمه الله: (هل يلزم رد جواب الكتاب ولو بلغ السلام في كتاب هل يلزم التلفظ برده على الكاتب والرسول، وما فائدة التلفظ مع غيبة الكاتب والرسول؟ أبسطوا الجواب.
فأجاب نفع الله سبحانه وتعالى بعلومه المسلمين بقوله: يسن السلام على الغائب إما برسوله، وإما بكتابه، ويلزم الرسول إذا رضي بتحمله بالإبلاغ، وأما المرسل إليه فلزمه الرد فوراً ثم إن كان السلام عليه بالإرسال لزمه الرد باللفظ، وإن كان بالكتابة لزمه الرد بها أو باللفظ، ويندب الرد على الرسول أيضاً وتقديمه فيقول: وعليك وعليه السلام، وكأن سبب عدم جعلهم قوله: وعليك السلام قاطعاً لفورية الرد لأنه غير أجنبي فكما اغتفروه في عدم قطعه لفورية القبول في نحو البيع فكذلك يغتفر الفصل به هنا، بل ندب تقديمه لأن الحاضر أولى بالرعاية من الغائب، وفائدة وجوب الرد باللفظ مع غيبة المسلم أن في وجوب الرد حقين حقاً لله سبحانه وتعالى وحقاً للآدمي، فلو فرض سقوط حق الآدمي لغيبته لم يسقط حق الله سبحانه وتعالى، إذ لا مقتضى لإسقاطه، وأيضاً إذا وقع الرد في حضرة الرسول باللفظ بلغه لمرسله فهذه فائدة ظاهرة، وأما وجوب الرد بالكتابة فحكمته ظاهرة لأن الكتاب إذا وصل للمسلم كان بمنزلة الرد عليه حينئذ، والله سبحانه وتعالى أعلم) إهـ الفتاوي الفقهية (4/ 243).
ـ[أبا الوليد]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 03:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 12:49]ـ
ملاحظة يا اخوان:
قد يكون الكاتب والمذيع شيوعيا .. أو ديمقراطيا حتى العظم .. أو ليبراليا -وما أكثرهم في هذا الزمان- .. أو درزيا .. أو نصرانيا .. !! لِمَ لم يؤخذ بنظر الاعتبار دين "المسلِّم" وحاله.؟!
ـ[مبتدئة]ــــــــ[21 - Jul-2010, صباحاً 11:35]ـ
جزاك الله خيرا على التوضيح الذي استفدت منه كثيرا حيث أني لما كنت أرد السلام على المذيع أو الشيخ (قنوات اسلامية ولله الحمد) كان بعضهم يضحك علي. فالحمد لله.(/)
الفوائد المستفادة من حديث (غفر لامرأة مومسة مرت بكلب ... ) للشيخ المحدث العلوان
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 05:15]ـ
الجلسات اليومية للشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان من 1 - 15
فضيلة الشيخ ما هي الفوائد المستفادة من قوله صلى الله عليه وسلم (غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي يلهث قال كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغفر لها بذلك).
الجواب: هذا الحديث متفق على صحته من حديث أبي هريرة وفيه دروس وعبر ومعاني وعلوم وإليك أهم المهمات من المعاني والفوائد.
1 - سعة رحمة الله تعالى قال تعالى {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}.
2 - فيه معنى قوله تعالى {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}.
3 - فيه الرد على الخوارج المكفرين بمطلق الذنوب.
4 - فيه إثبات صفة المغفرة لله تعالى والرد على المعطلة.
5 - فيه مشروعية الإحسان إلى الدواب وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله كتب الإحسان على كل شيء .. الحديث رواه مسلم في صحيحه من حديث شداد ابن أوس رضي الله عنه.
6 - فيه أن قليل الخير يحصل به كثير الأجر وقد جاء في صحيح البخاري من طريق مالك عن سُمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (بينما رجل يمشي بطريق وجد غُصن شوك على الطريق فأخذه فشكر الله له فغفر له.
7 - فيه عدم اليأس من رحمة الله وعفوه فقد سبقت رحمة الله غضبه صح هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم .. رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة.
8 - فيه قبح الزنا وعظيم حرمته وقد قال تعالى {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً}.
9 - فيه أن الله يرحم من عباده الرحماء وقد جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إنما يرحم الله من عباده الرحماء).
10 - فيه مشروعية إبهام اسم الزانية والزاني حيث قال صلى الله عليه وسلم (غفر لامرأة) فلم يذكر اسمها ولا قبيلتها حيث لا فائدة من ذلك.(/)
سحبانُ الأمة وقُسها علي القرني حفظه الله ومحاضرة جديدة لأهل غزة.!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 05:28]ـ
الآن على قناة صدى الإسلام محاضرة جيدة جديدة بعنوان "إليك ومنك " لسحبان الأمة الخطيب المصقع الذي ابتاع البلاغة والبيان واسترقهما حتى صارا طوع بنانه وعند إشارته يجريان بأمره رخاءً حيث أصاب.
أرجو ممن له قدرة على تسجيلها لنا من نفس القناة أن يبادر بذلك وينفع إخوانه وأجره على الله.
تردد القناة على النايل سات 10872
وعلى العرب سات 11623
علما أن بثها سيعاد يوم السبت في الساعة 9:34 بتوقيت بيت المقدس
ـ[شعبة بن الحجاج]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 06:01]ـ
بارك الله فيكم ..
سائلاً لكم التأييد من ذي العرش المجيد ..
وزيادة في النعيم ..
وسيادة تدفع إلى حرم العز من ثنية التنعيم!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 08:17]ـ
أهلاً بني طه ونونٍ والضحى ** وبني تبارك والكتاب المنزلِ
وبني الأباطح والمشاعر والصفا**والركن والبيت العتيق وزمزم
حياكم الله وأحياكم للأمة ..... أكمل. (ابتسامة)(/)
«حكم التّبرك بآثار النَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ المكانية» لشَيْخِنا الفَوْزَان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 07:46]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«حكم التّبرك بآثار النَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ المكانية»
سُئِلَ صَاحِبُ الفَضِيْلَةِ شَيْخُنَا المُبَارَك العَلاَّمَةُ صَالِحُ بْنُ فَوْزَانَ الفَوْزَانُ ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ.
أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة، يقول: أرجو التفصيل في حكم التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم المكانية، وكيف يكون التبرك بها؟
فأجاب:
لا يتبرك بآثار النبي المكانية أبدا مثل حجرته، ومثل منبره، ومثل المواطن التي نزل فيها بالسفر، أو غار حراء، أو غار ثور، أو ما يسمونه بدار المولد، إن صح أن هذه الدار هي التي ولد فيها الرسول (ص) مع أن في ذلك شكا، وغير ذلك،
لا يتبرك بالآثار المكانية، لأن هذا شيء لم يفعله سلفنا الصالح من الصحابة، والتابعين، والقرون المفضلة، وهم أعرف الناس بما يشرع، ويعرفون هذه الأمكنة سلفنا الصالح يعرفون هذه الأمكنة، ومع هذا ما قصدوها ولا تعبدوا فيها لعلمهم أن رسول الله (ص) لم يشرع هذا لأمته.
والذي يريد الخير باب الخير مفتوح يا أخي عندك المساجد، ادعوا الله بالمساجد، المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، أما أنك لازم تروح للآثار وتصلي فيها وتدعوا فيها شيء لم يشرعه الرسول (ص)، هذا من الفتنة! لا من حب الخير،
فنحن لا نفعل شيئاً لم يفعله رسول الله (ص)، ولا فعله أصحابه من بعده، ولا القرون المفضلة وناتي بشيء خير مما فعلوا أبدا، واللي عنده حرص على الخير هناك المساجد،
وهناك المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، الصلاة فيه عن مئة ألف صلاة، المسجد النبوي، الصلاة فيها عن ألف صلاة المسجد، الأقصى الصلاة فيها عن خمسمائة صلاة، اللي يريد الخير المجال مفتوح أما المغارات أما الأمكنة، والمقامات فهذه من أعمال الخرافيين لا من أعمال الإسلام، ولا خير في إحداث البدع ولا أجر في ذلك، لأن فيه إثم هذا من ناحية،
الناحية الثانية: أن هذا يدعوا إلى الشرك لأن هذه الآثار إذا أمر بزيارتها للصلاة فيها والدعاء، أدى هذا إلى الشرك، لأن يتبرك بها، ويتمسح بها، ويستغاث بأصحابها، ولا شك أن ديننا جاء بسد الذرائع المؤدية إلى الشرك، ولهذا نهى عن الصلاة عند القبور، ونهى عن الدعاء عند القبور، ونهى عن البناء على القبور، تفتيش القبور، وإخراجها، والكتابة عليها كل هذا من سد الوسائل التي تفضي إلى الشرك، فينبغي الحذر من هذه الأمور، وعدم التساهل فيها.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 07:48]ـ
المصدر: موقع شيخِنا.
( http://http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/sounds.aspx?url=/AlFawzan/sounds/00435-18.ra)
ـ[السليماني]ــــــــ[10 - Oct-2009, مساء 04:49]ـ
جزاك الله خيراً(/)
قول: (أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم) فيه قصور.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 09:49]ـ
(قول أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم فيه قصور):
س: (البعض من الناس يقول: أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم، فما هو رأيكم في هذه العبارة، أليس الأولى أن يستغفر الله من كل ذنب سواء كان عظيماً أو غير عظيم)؟
جواب الشيخ ابن باز - رحمه الله -:
(نعم، هكذا السنة يقول: (أستغفر الله من جميع الذنوب، عظيمها وصغيرها، أستغفر الله من جميع الذنوب، أما أستغفر الله من كل ذنبٍ عظيم، فهذا قصور، بل يستغفر الله من جميع الذنوب هذا هو المشروع وهو الأفضل، وإن كانت الذنوب الصغائر يعفو الله عنها باجتناب الكبائر لكن كونه يستغفر من جميع الذنوب هذا هو الأفضل، والواقع من النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن الصحابة كانوا يستغفرون من جميع الذنوب ما يخصون الذنب العظيم) انتهى.
http://www.binbaz.org.sa/mat/11422(/)
مقاصد الشريعة وقطعية الأدلة
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 11:19]ـ
مقاصد الشريعة وقطعية الأدلة:
1 - الإستقراء المعنوي وقطعية المقاصد:
لما احس الشاطبي بالخطر الناشئ عن القول بظنية الدلة اللفظية قام باتباع منهج فرد يعز على أحد أن يزلزله وهو منهج الإستقراء المعنوي فوسع –لأول مرة- مجال استخدامه في الشرعيات فهو يوقل مثبتا الكليات الخمس "قد اتفقت الأمة بل سائر الملل على أن الشريعة وضعت للمحافظة على الضروريات الخمس ... ولم يثبت لنا ذلك بدليل معين ولا شهد لنا أصل معين يمتاز برجوعها إليه بل علمت ملاءمتها للشريعة بمجموع أدلة لا تنحصر في باب واحد.
2 - أسس منهج الإستقراء المعنوي:
نستطيع التصريح بأن الشاطبي حين أخذ بالإستقراء المعنوي في منهجه قد جمع بين منهجين من مناهج البحث:
أولهما: منهج أهل الحديث والأصول القائلين بالتواتر المعنوي والمقرين بإفادته العلم عندهم (تدريب الراوي ج2ص180) فالإستقراء يشابه التواتر المعنوي إلا انه يفارقه من ناحية أن التواتر المعنوي يثبت به أهل الحديث والأصول المعنى عن طريق تشابه الألفاظ وترادفها في النصوص ذات الموضوع الواحد بصورة مباشرة بينما يثبت المعنى في الإستقراء المعنوي عن طريق توارد الأغراض المتعددة على إثبات معنة واحد بصورة غير مباشرة ولذلك كثيرا ما اطلق عليه الشاطبي (شبه التواتر المعنوي) فيقول: "وإنما الأدلة المعتبرة هنا المستقرأة من جملة أدلية ظنية تظافرت على معنى واحد حتى أفادت فيه القطع فإن للإجتماع من القوة ما ليس للإفتراق ولأجله أفاد التواتر القطع وهذا نوع منه. فإذا حصلب من استقراء أدلة المسسألة مجموع يفيد العلم فهو الدليل المطلوب وهو شبيه بالتواتر المعنوي"
ثانيهما: من موارد منهج الإستقراء عند الشاطبي أنه أنه أخذ بطريقة أهل المنطق استدلالهم بافستقراء في إثبات حجية الدليل ولكنه خالفهم في أخذه بالإستقراء الناقص وجعله قطعي الدلالة بينما اعتبروه هم ظني الدلالة ولم يحكموا بالقطعية إلا لما كان تاما منه. والذي سوغ للشاطبي صنيعه هذا هو أنه بنى كثيرا من المسائل الأصولية في كتابه على الأكثري الوارد في الشريعة.يقول في علاقة الكلي بالجزئي وأن الجزئي لا يهدم الكلي:" فإن للقليل مع الكثير حكم التبعية ثبت ذلك في كثير من مسائل الشريعة وإن لم يكن بينهما تلازم في الوجود ولكن العادة جارية بأن للقليل إذا انضم إلى الكثير في الحكم الملغي قصدا فكان كالملغي حكما" وهو هنا يؤكد كلام الغزالي:" مهما وجد الأكثر على نمط غلب على الظن أن الآخر مثله"
*ثمرة هامة من ثمار الإستقراء المعنوي عند الشاطبي رضي الله عنه*
وهو –أي الإستقراء- يمكننا من أن نحكم على أمر ما بالعموم ليس فقط بواسطة صيغ العموم المتعارف عليها بين الأصوليين. بل كذلك بواسطة "العموم المعنوي" وذلك باستقراء جزئيات الشريعة كرفع الحرج مثلا فقد حكمنا له بالعموم لتظافر العديد من الجزئيا تالمختلفة لكنها مجمعة على رفع الحرج يقول الشاطبي: "العموم إذا ثبت فلا يلزم أن يثبت من جهة صيغ العموم فقط بل له طريقان: أحدهما: الصيغ إذا وردت وهو المشهور في كلام أهل الأصول والثاني استقراء مواقع المعنى حتى يحصل منه في الذهن أمر كلي عام فيجري في الحكم مجرى العموم المستفاد من الصيغ"
والفرق بين عموم الشاطبي وعموم الأصوليين: أن عموم الشاطبي لا يدخله التخصيص لأنه لا يصار إلى القول به إلا بعد تصفح الجزئيات فصار أقوى في العموم من حيث اندراج جميع أفراده تحته.
أما عموم الأصوليين فلا يصار إليه إلا بعد البحث عن مخصص وقد قالوا:" ما من عام إلا وقد خصص إلا في قوله تعالى:" وهو بكل شئ عليم"
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 11:20]ـ
لخصته من كتاب الثابت والمتغير في فكر الشاطبي.
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[20 - Oct-2009, مساء 08:54]ـ
ما شاء الله
بارك الله فيك أخي عبد الرحمن المغربي على الجهد المبذول.
ـ[محمد شعبان]ــــــــ[28 - Oct-2009, صباحاً 11:20]ـ
شكرا لك و جزاك الله خيرا
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 05:27]ـ
مبحث قيم ..(/)
كيفية معرفة المقاصد من كلام الشاطبي
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 11:22]ـ
كيفية معرفة المقاصد من كلام الشاطبي:
أ-الفرق بين بين قواعد الشاطبي وقواعد القرافي:
1 - قواعد القرافي فقهية وقواعد الشاطبي أصولية.
2 - قواعد القرافي ليست جميعها قطعية خلافا لقواعد الشاطبي.
3 - قواعد القرافي أكثرية وقواعد الشاطبي كلية.
قواعد المقاصد:
1 - كيفية معرفة هذه المقاصد:
1 - أصول الفقه قطعية لا ظنية والدليل على ذلك أنها راجعة إلى كليات الشريعة (ج1ص29)
2 - تحديد مقاصد الشارع لا ينبني على ظنون وتخمينات غير مطردة (ج1ص80)
3 - طريق إثبات هذه المقاصد إما الأخبار المتواترة تبوتا ودلالة وإما المتواترة في المعنى أو المستفادة من الإستقراء (ج1ص34)
4 - الطريق الأعظم الذي ثبتت به الكليات الشرعية هو الإستقراء المعنوي (ج1ص36)
5 - الشريعة بحسب المكلفين كلية عامة لا يختص بالخطاب بحكم من أحكامها بعض دون بعض ولا يحاشي من الدخول تحت أحكامها مكلف البتة (ج2ص244)
6 - تتصف الكليات الشرعية بثلاث خواص: العموم والإطراد – الثبوت – كونها حاكمة لامحكوما عليها (ج1ص29 - 78) (ج2ص54)
7 - الأصل الكلي إذا انتظم في الإستقراء يكون جاريا مجرى العموم في الأفراد (ج1ص41)
8 - الأمر بالفعل يستلزم قصد الشارع إلى قصد الشارع إلى وقوع ذلك الفعل والنهي يستلزم القصد إلى منع وقوع المنهي عنه (ج2ص393) (ج3ص122).
9 - مجرد الأمر افبتدائي التصريحي دليل على مقصد الشارع (ج2ص393)
10 - علل الأحكام تدل على قصد الشارع فيها فحيثما وجدت اتبعت (ج2ص394) (ج2ص154)
11 - إذا سكت الشارع عن أمر مع وجود مقتضيه دل سكوته على قصده إلى الوقوف عندما حد وشرع (ج1ص361)
12 - الإمتنان بالنعم يشعر بالقصد إلى تناولها والتمتع بها مع وجوب الشكر عليها (ج1ص117.126)
13 - كل أصل ملائم لتصرفات الشارع وكان معناه مأخوذا من مجموعة ادلة حتى بلغ درجة القطع يبنى عليه ويرجع إليه ولو لم يشهد له نص معين (ج1ص39) (الإعتصام ج2ص129)
14 - مدح الفعل دليل على قصد الشارع وذمه دليل على القصد إلى عدم ايقاعه (ج2ص242) (ج4ص64)
15 - كل ما كان مكملا ومقويا لمقصود شرعي فهو مقصود تبعا (ج2ص397)
16 - وضع الأسباب يستلزم قصد الشارع إلى المسببات (بفتح الباء) (ج1ص194)
مختصر من كتاب الثابت والمتغير في فكر الشاطبي لمجدي محمد عاشور(/)
لاتعارض بين آيات الرحمة والغضب كذا قال ابن الوزير ونصيحة مهمة.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 11:24]ـ
لاتعارض بين آيات الرحمة والغضب كذا قال ابن الوزير ونصيحة مهمة.
من جميل ما قال الإمام الأجل ابن الوزير اليماني –وكل كلامه جميل- في "العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (عليه السلام) " ج1ص171:
"ومن أعظم ما أنزل الله تعالى في ذلك قوله تعالى: "فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى" إذا كان هذا الرفق بفرعون الذي نص الله تعالى انه طغى ... ومن ثم كان اسمه اللطيف السنى ومن أخص اسمائه الحسنى. هذا مالم يشتد غضبه ... ففي مثل ذلك يقول ذو العزة والجلال:" وليجدوا فيكم غلظة" وفي الحال الأخرى وهي الغالبة:" قل للذين آمنوا يغفروا للذين لايرجون ايام الله" "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" ... ولا دليل على نسخ ذلك وأمثاله مما وردت به السنة النبوية .. إلا إذا توهم التعارض ممن خفي عليه حسن اختلاف الأمرين عند اختلاف الحالين ... والقصد تنبيه ذوي الأفهام الذين يغنيهم القليل عن التكثير والتطويل فزن الأشياء بميزان الإعتدال وجادلهم بالتي هي أحسن كما علم ذو الجلال.
وقال فيما بعد (ص189) كلاما غاية في الجمال يدل على كرم محتد الإمام وعظيم قدره:
"فرحم الله من اعتبر وأنصف في النظر والرحمة إن شاء الله إلى من بذل الجهد حين تعثر فيما وجب من دقائق النظر أقرب منها إلى من افطر أو قصر لمشقة السفر"
هذا وقد قال لي شيخنا الفاضل العلامة أحمد الزيادي تلميذ الإمام الألباني ورئيس شعبة الدراسات الإسلامية بجامعة ابن طفيل: "كتاب العواصم والقواصم ناذرة بين كتب السنة جمع المنقول والمعقول بتحقيق عجيب فمن عكف عليه فقد حصل خيرا عظيما".(/)
المباح عند الشاطبي رضي الله عنه
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 11:31]ـ
المباح عند الشاطبي.
قبل أن أنقل لكم ايها السادة كلام الريسوني ملخصا حول هذا الموضوع , رايت أن أنقل كلام الأديب العالم الأصولي فريد الأنصاري الخزرجي المغربي فوائد من معنى المباح لغة وذلك في محاضرة له طبعت مع عدة محاضرات أخرى من طرف إحدى الجامعات المغربية:
"اسا استعمال مادة"بوح" في اللغة إنما هو بمعنيين اثنين فقط.يرجعان في النهاية إلى أصل واحد وقد تفرع عنهما استعمالات أخرى مجانسة لهما.فأما الأول فهو الظهور وأما الثاني فهو الإتساع.جاء ذلك مختصرا في قول ابن فارس:"الباء والواو أصل واحد وهو سعة الشئ وبروزه وظهوره" (المقاييس: بوح)
وفي أساس الزمخشري:"باح السر أظهره يقال: باح ما كتمت وباح الرجل بسره وأعوذ بالله من بوح السر وكشف الستر. وبح باسمح ولا تكن عنه وأباح الأمر: أظهره.ومن لك بكتم المسك الفائح والسر البائح" (الأساس: بوح)
ومن معنيي (السعة والظهور) نقل استعمال الإباحة للدلالة على ما يجانس ذلك بصيغ شتى.
ومن أدق كلام أبي هلال العسكري وهو يصور- في فروقه اللغوية-ذلك الإرتقاء إلى مستوى الدلالة الإصطلاحية للمادة في لفظ"مباح" قال: "الفرق بين الحلال و المباح أن الحلال هو المباح الذي علم إباحته بالشرع والمباح لايعتبر فيه ذلك.تقول:المشي في السوق مباح ولا تقول حلال. والحلال خلاف الحرام.والمباح خلاف المحظور , وهو الجنس الذي لم يرغب فيه ويجوز ان يقال: هو ما كان لفاعله أن يفعله ولا ينبئ عن مدح ولا ذم, وقيل هو ما أعلم المكلف ... أنه لاضرر عليه في فعله ولاتركه. ولذلك لاتوصف أفعال الله تعالى بانها مباحة ولا توصف أفعال البهائم بذلك.فمعنى قولنا: إنه على الإباحة: ان للمكلف أن ينتفع به ولا ضرر عليه في ذلك, وإرادة المباح وألمر به قبيح لأنه لافائدة فيه إذ فعله وتركه سواء , إلا أنه لا يستحق عليه ثواب وليس كذلك الحلال" (الفروق:ص219 - 220)
****************************** *************
أعود الآن لكلام الريسوني في نظرية المقاصد عند الشاطبي –ملخصا-فأقول:
"يرى الشاطبي خلافا لعامة الأصوليين أن:"الأحكام الخمسة إنما تتعلق بالأفعال والتروك والمقاصد" فخطاب الله تعالى حسب الشاطبي لا يتعلق بأفعال المكلفين إذا كانت خالية من المقصد.
ثم ناقش من قال إن ترك المباح أولى من فعله لأنه يلهي عما هو أهم واعتبر ان الكلام إنما هو في المباح في حد ذاته وأما المباح الذي يلهي عما هو خير منه فهذا موضوع آخر وهو المباح الذي لابسته عوامل خارجية.
فالطوارئ كما تكون مذمومة فتصيره مذموما كذلك تكون محمودة فتصيره محمودا فليس ترجيح الترك بأولى من ترجيح الفعل مطلقا ...
وأما ترك المباح على طريقة الزهاد فغير مسلم لأن الزهد في حقيقته ترك ما طلب تركه والمباح المحض ليس من هذا القبيل. ومن جهة أخرى فإن ترك بعض المباحات إذا اعتبرناه زهدا "فهو فضيلة من جهة ذلك المطلوب لا من جهة مجرد لترك" فالمباح قد يصير مطلوبا حسب الشاطبي إن كان خادما لأمر ضروري او حاجي او تكميلي وقد يصير مكروها إذا صار فيه ضرر على اصل من الأصول الثلاثة وإذا لم يكن هذا ولاذاك فهو الباقي على أصل الإباحة.
وقد أدى هذا بالشاطبي إلى ان يقسم المباح تقسيما رباعيا (انتقلت هنا لنقل تقسيم فريد الأنصاري لكونه مختصرا):
*المباح بالجزء المطلوب الفعل بالكل على جهة الوجوب
*المباح بالجزء المطلوب الفعل بالكل على جهة الندب
*المباح بالجزء المطلوب الترك بالكل على جهة المنع
*المباح بالجزء المطلوب الترك بالكل على جهة الكراهة
قلت: وقد اعترض الريسوني على القسم الثالث وقال بأنه يصعب التسليم به كما يصعب التفريق بينه وبين القسم الأخير ففي كل منهما المداومة على بعض المباحات إلا ان نقول أن هذه المباحات تصير محرمة باإدمان عليها لأنها تصير هوى متبعا وآفة مستحكمة كالجلوس في المقاهي الساعات الطوال.
يتبع.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 10:39]ـ
يرفع.
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[22 - Jul-2009, مساء 07:15]ـ
أخ عبد الرحمن كنت قد أثرت الموضع في درس البداية في الغرفة الصوتية للدارة وكنت آمل أن أجد فرصة لأتحدث معك في هذا ثم وجدتك سبقتني هنا فهاك بغيتك حبيب في الله
(يُتْبَعُ)
(/)
المباح هو مستوي الطرفين, ولست بحاجة لمزيد تفصيل فيكفيني معك التلميح
وقد قيل إنه قد يكون أحد طرفيه مقصودا (الترك أو الفعل) للشارع في الجملة فمن القصد إلى الفعل قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله .. ) فأمر الشرع بقصد الحلال دون الحرام, وذم على ترك ذلك فقال تعالى: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)
ومن القصد إلى الترك النهي عن كل لهو إلا ثلاثة. ومن المعلوم أن غير تلك الثلاثة مباح ومع ذلك ذم في الجملة. وهذا يدل على أن الشارع قد يقصد أحد الطرفين
ولذلك قال من قال: إن ترك الحرام والأخذ بالمباح واجب. وهو تكليف.
ومن أدلتهم أن فعل المباح ترك للحرام وترك الحرام واجب فكل مباح واجب من باب ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب أو من باب النهي عن الشيء أمر بضده
واعترض على هذا بطريقتين:
الأأولى إجمالية والأخرى تفصيلية
أما الأأولى فإنه إن ترجح أحد الأمرين كان الحم له وصار واجبا أو حراما .. فيصير المباح حراما أو واجبا لأمر خارج عن ماهيته
وأما التفصيلي فأن يكون خادما لأصل ضروري أو حاجي أو تحسيني على طريقة الشاطبي أو لا يكون
فإن كان كذلك يراعى فيه الجهة التي هو خادم لها ويعطى حكمها
فإن لم يكن خادما
فإما أن يكون مناقضا لأحد تلك الأصول أو لا يكون مناقضا لشيء منها
كالطلاق فإنه ترك للحلال.
هذا باختصار ما ذكره الشاطبي في الموافقات لخصته بهذه الطريقة ليكون ظاهريا واضحا.
وأرجو أن يكون قصدي وصل إلى فهمك
فعلى القول الأول يكون فعل المباح أو تركه مقصودا فيعطى حكم الجهة التي قصدت فيه بالجملة
أو يعطى كما في التفصيلي حكم الأصل الذي يخدمه المباح
وإلا فالمباح مباح فإن ميل به إلى جهة فلأمر خالرج ولا يبقى مباحا بالمعنى الاصطلاحي الذي هو:
ما تساوى فيه الجهتان: الترك والفعل.
والله أعلم(/)
ما رأيكم الفقهي والأصولي بزواج التسفير؟
ـ[حرملة]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 11:48]ـ
العبرة في العقود بما في نفس الأمر وليس بما في نفس المكلف
يحتج بهذه القاعدة بعض العلماء في أفريقيا في إجازتهم لما يطلقون عليه بـ (زواج التسفير) وصورته: أن يأخذ الرجل المرأة من بيت أهلها برضاها و يسافرا معاً إلى مسافة معينة ثم يتزوجها بلا ولي بدعوى أنه بعيد! والسلطان ولي من لا وليّ لها! و أنه إذا ضاق الأمر اتّسع!
لعلكم تناقشون هذه الآراء بطرق منهجية حديثية و أصولية وفقهية سيما و أنهم يدّعون أنّ ذلك هو ما تؤديه أصول الإمام الشافعي وقواعده و أوجه أصحابه.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 08:12]ـ
هذا من الحيل!!!
ومخالف لحديث نكاح المرأة بغير ولي ... والنكاح بغير ولي باطل.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 10:15]ـ
لا يحل لها أصلا أن تسافر بلا محرم، فكيف بالسفر مع رجل أجنبي؟؟؟
الله المستعان!(/)
سؤال عن مراجع الشرط الجزائي ..
ـ[متابع م]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 12:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل بالإمكان إفادتي جزاكم الله خيراً بمراجع مفيدة في الشرط الجزائي ..
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 05:38]ـ
طالع أخي المجلدات القديمة لهيئة كبار العلماء
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 05:46]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
طبعت كنوز إشبيليا رسالة علمية عن الشرط الجزائي وأحكامه
وللمجمع الفقهي قرارٌ في ذلك
ـ[متابع م]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 12:07]ـ
جزاكم الله خيرا وأجزل لكم المثوبة(/)
رد عليه قائلا: (وما الإمام أحمد بن حنبل)!
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 02:22]ـ
قال فضيلة الشيخ العلامة (محمد بن صالح العثيمين) - رحمه الله تعالى وأعلى منزلته في الجنة -:
((والنصيحة العامة لطالب العلم أن يكون عليه آثار علمه من تقوى الله – عز وجل والقيام بطاعته، وحسن الخلق، والإحسان إلى الخلق بالتعليم والتوجيه والحرص على نشر العلم بجميع الوسائل سواء كان ذلك عن طريق الصحف أو المجلات أو الكتب أو الرسائل أو النشرات وغير ذلك من الوسائل.
وأنصح طالب العلم أيضًا ألا يتسرع في الحكم على الشيء؛ لأن بعض طلبة العلم المبتدئين تجده يتسرع في الإفتاء وفي الأحكام وربما يخطىء العلماء الكبار وهو دونهم بكثير، حتى إن بعض الناس يقول: (ناظرت شخصًا من طلبة العلم المبتدئين فقلت له: إن هذا قول الإمام أحمد بن حنبل. فقال: وما الإمام أحمد بن حنبل؛ الإمام أحمد بن حنبل رجل ونحن رجال)، سبحان الله!! صحيح أن الإمام أحمد رجل وأنت رجل، فأنتما مستويان في الذكورة، أما في العلم فبينكما فرق عظيم، وليس كل رجل رجلًا بالنسبة للعلم.
وأقول إن على طالب العلم أن يكون متأدبًا بالتواضع وعدم الإعجاب بالنفس وأن يعرف قدر نفسه.
ومن المهم لطالب العلم المبتدىء: ألا يكون كثير المراجعة لأقوال العلماء؛ لأنك إذا أكثرت مراجعتك لأقوال العلماء وجعلت تطالع المغني في الفقه لابن قدامة، والمجموع للنووي والكتب الكبيرة التي تذكر الخلاف وتناقشه فإنك تضيع.
ابدأ أولًا كما قلنا بالمتون المختصرة شيئًا حتى تصل إلى الغاية، وأما أن تريد أن تصعد الشجرة من فروعها فهذا خطأ)) انتهى.
انظر: كتاب العلم: الشيخ العلامة (محمد بن صالح العثيمين) - رحمه الله تعالى -، صفحة: (111 - 112).
ومن الموقع، سؤال رقم: (16).
http://www.ibnothaimeen.com/all/book...le_17907.shtml
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 11:51]ـ
أخطأ المناظِر حينما استدل بقول الإمام أحمد، فما ترجين من صاحبه أن يقول؟!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 07:30]ـ
بارك الله فيك أخي أبا عبد الله
المراد عدة أمور:
الأول: التزام الأدب مع أهل العلم فلو كان المنقول عنه معاصرا لكان الذي يمليه الأدب العلمي أن يقول:"هذا اجتهاد منه رحمه الله لكن الراجح كذا من أجل كذا" ونحو هذا فما بالك إذا كان المنقول عنه مثل الإمام أحمد الذي يحفظ ألف ألف حديث
الثاني: أن الطالب كما هو في كلام الشيخ رحمه الله مبتدأ كأن الشيخ أراد أنه ليس أهلا بعد للخوض في هذه المسائل إذ العلم مراتب
الثالث: أن الواجب على طالب الحق أن يهاب ويتورع _لا أقول يحرم_ مخالفة أحد أئمة السلف ممكن كثر صوابه واتفق على إمامته
والآثار عن السلف والعلماء في تطبيق هذا الأدب _الثالث_ كثير ولكني لا أنشط لنقله
بارك الله فيك
أيضا فإنه قد يكون مقصود المحتج لا مجرد الاحتجاج بشخص أحمد رحمه الله ولكن قد يكون مراده أنك أيها الطالب الميتديء ينبغي عليك مراجعة هذه المسألة وإعطائها مزيد بحث وتدقيق لمخالفة الإمام أحمد لك فقد يكون عنده من الأدلة ما لم تطلع عليه وموجود في كتب أتباعه
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 12:35]ـ
شيخنا أمجد، أسأل الله أن يسعدك في الدارين.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 02:10]ـ
أخطأ المناظِر حينما استدل بقول الإمام أحمد، فما ترجين من صاحبه أن يقول؟!
أخطأ الشيخ ابن عثيمين حيث أيد هذه القصة ولم ينبه عن خطأ المناظر.
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 12:15]ـ
أن الواجب على طالب الحق أن يهاب ويتورع _لا أقول يحرم_ مخالفة أحد أئمة السلف ممكن كثر صوابه واتفق على إمامته
إذا أيده أحد كبار أهل العلم المعاصرين كالشيخ العثيمين أو الألبانى أو ابن باز ممن لهم اطلاع واسع على المذاهب والأقوال والأدلة تزول الهيبة.
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 12:42]ـ
أخطأ الشيخ ابن عثيمين حيث أيد هذه القصة ولم ينبه عن خطأ المناظر.
لا يصح الكلام عن العلماء الأعلام بهذه الطريقة.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 10:24]ـ
لا يصح الكلام عن العلماء الأعلام بهذه الطريقة.
هذا هو مايلزم من كلام الخ في تعليقه.(/)
حكم المداومة على " صلى الله عليه وسلم " عند ذكر أحد الأنبياء؟ (الفوزان)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 02:47]ـ
السؤال: (ما حكم المداومة على قول " موسى صلى الله عليه وسلم " أي: عند ذكر أحد الأنبياء الذين سبقوا محمدا صلى الله عليه وسلم)؟
الجواب: (شيء طيب هذا، الصلاة والسلام على أحد الرسل إذا ذكرته طيب) انتهى.
.............................. .............................. ....
راجع: (شرح كتاب عمدة الأحكام)، لفضيلة الشيخ (صالح الفوزان) الشريط (3) الوجه (1).
السلفية النجدية ..
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 01:23]ـ
جزاك الله خيراً
لو جمعت مثل هذه الفوائد في موضوع واحد يخرج كل أسبوع مثلاً، لكان خيراً فيما أرى
وفقك الله وكان معك
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 10:11]ـ
وخيرا جزاك الله ..
هذا ثاني شخص يقترح علي مثل هذا الاقتراح!
حسنا، لكم ما ترون، بارك الله فيكم ..
ـ[متابع م]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 12:10]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبوهناء]ــــــــ[07 - Oct-2009, مساء 04:13]ـ
السلام عليكم،
من فضلك: وما حكم من يصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم كلما رأي شيئا أعجبه بدلا من قول سبحان الله أو تبارك الله وما إلى ذلك؟؟؟ نرجو التكرم بالاجابة إن وجدت ... بارك الله فيك
ـ[أبوندى شاذلى محمد الصعيدى]ــــــــ[07 - Oct-2009, مساء 07:24]ـ
وما حكم من يصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم كلما رأي شيئا أعجبه
هذة بدعة ولم يقم عليها الدليل من الكتاب والسنة
وهذة البدعة مثل بدعة
عندما ينسا الانسان أمر ما يقول اللهم صلى على نبينا محمد صلى الله علية وسلم
ـ[الحر الأبي]ــــــــ[08 - Oct-2009, صباحاً 11:11]ـ
وما حكم من يصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم كلما رأي شيئا أعجبه
هذة بدعة ولم يقم عليها الدليل من الكتاب والسنة
وهذة البدعة مثل بدعة
عندما ينسا الانسان أمر ما يقول اللهم صلى على نبينا محمد صلى الله علية وسلم
أخي أبو ندى الأولى بك أن تقول يجب التوقف في هذه المسألة حتى يثبت الدليل
وعدم التسرع بالحكم ببدعية الشيء هو المنهج السلفي القويم
إذ ما يدرينا هل هذا الشيء له أصل أم لا
ولا يجزم بالحكم إلا من اطلع على كل السنة
وجزاك الله خيرا
ـ[الحر الأبي]ــــــــ[08 - Oct-2009, صباحاً 11:26]ـ
السؤال: (ما حكم المداومة على قول " موسى صلى الله عليه وسلم " أي: عند ذكر أحد الأنبياء الذين سبقوا محمدا صلى الله عليه وسلم)؟
الجواب: (شيء طيب هذا، الصلاة والسلام على أحد الرسل إذا ذكرته طيب) انتهى.
.............................. .............................. ....
راجع: (شرح كتاب عمدة الأحكام)، لفضيلة الشيخ (صالح الفوزان) الشريط (3) الوجه (1).
السلفية النجدية ..
وهذا دليل المسألة:
قال رسول الله (ص): صلوا على أنبياء الله و رسله فإن الله بعثهم كما بعثني
والحديث مخرج في السلسلة الصحيحة برقم: 2963
بل وهناك سنة أخرى لا يعلمها كثير من الناس وهي الصلاة على النبيين (ص) عند ذكر نبينا محمد (ص) والدليل قول النبي (ص): صلوا على النبيين إذا ذكرتموني فإنهم قد بعثوا كما بعثت
حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع(/)
استفسار عن عقوبة الاغتصاب في الشرع
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 11:48]ـ
الاخوان الافاضل اتمنى ان اجد لديكم جواب سؤالي عن حد الاغتصاب سواءً الزنا او فعل قوم لوط وهل ورد فيه نص شرعي؟
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 12:04]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فأرتب الأمر كالأتى
1 ـ حد المغتصب فى الزنا فإن كان محصنا فحده الرجم وإن كان غير محصن فحده الجلد
واختلف هل عليه مهر المثل أم لا
فروى مالك فى الموطأ عن ابن شهاب أن عبد الملك بن مروان قضى في امرأة أصيبت مستكرهة بصداقها على من فعل ذلك بها قال يحيى سمعت مالكا يقول الأمر عندنا في الرجل يغتصب المرأة بكرا كانت أو ثيبا انها ان كانت حرة فعليه صداق مثلها وان كانت امة فعليه ما نقص من ثمنها والعقوبة في ذلك على المغتصب ولا عقوبة على المغتصبة في ذلك كله وان كان المغتصب عبدا فذلك على سيده الا ان يشاء أن يسلمه
قال ابن عبد البر فى الإستذكار 146/ 7
{وقد اجمع العلماء على ان على المستكره المغتصب الحد ان شهدت البينة عليه بما يوجب الحد او اقر بذلك فان لم يكن فعليه العقوبة ولا عقوبة عليها اذا صح انه استكرهها وغلبها على نفسها وذلك يعلم بصراخها واستغاثتها وصياحها وأن كانت بكرا فيما يظهر من دمها ونحوها مما يفصح به امرها فان لم يكن شيء من ذلك وظهر بها حمل وقالت استكرهت فقد اختلف العلماء في ذلك ونذكره عند قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - او كان الحمل والاعتراف في كتاب الرجم - ان شاء الله تعالى
ولا نعلم خلافا بين العلماء ان المستكرهة لا حد عليها اذا صح استكراهها بما ذكرنا وشبهه
حدثني سعيد بن نصر قال حدثني قاسم بن اصبغ قال حدثني محمد بن وضاح قال حدثني ابو بكر بن ابي شيبة قال حدثني معمر بن سليمان الزيني عن حجاج عن عبد الجبار بن وائل عن ابيه قال استكرهت امراة على عهد النبي صلى الله عليه و سلم فدرا عنها الحد
وعن ابي بكر وعمر والخلفاء وفقهاء الحجاز والعراق مثل ذلك
واختلف الفقهاء في وجوب الصداق على المغتصب فقال مالك والليث والشافعي عليه الصداق والحد جميعا
وقال ابو حنيفة وابو يوسف ومحمد وسفيان الثوري عليه الحد ولا مهر عليه
وهو قول بن شبرمة لا يجتمع عندهم صداق وحد
قال ابو عمر هذا على مذاهبهم في السارق انه اذا قطع لم يجب عليه غرم
ومسالة السارق مختلف فيها ايضا} انتهى
2 ـ إن كان المغتصب فعل فعلة قوم لوط فحده على الراجح القتل فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به)
أما المستكرَه فلا حد عليها
وأرى والله أعلم إن رأى الإمام من فعله إفسادا فى الأرض أوأن يكون غير محصن وكرر هذا أن يقيم عليه حدالحرابة وهذا حسب الواقعة والله أعلم
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 12:07]ـ
وأرى والله أعلم إن رأى الإمام من فعله إفسادا فى الأرض أوأن يكون غير محصن وكرر هذا أن يقيم عليه حدالحرابة وهذا حسب الواقعة والله أعلم
وأستغفر الله إن كنت تجرأت فلست أهلا لذلك فإن كنت أخطأت فقومونى
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 01:09]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27931(/)
تحقيق الخلاف في حديث من أدرك الركوع فقد أدرك الركعة
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 12:22]ـ
الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه؛ وبعد:
فلقد ترددت كثيرا في كتابة هذا البحث، ولكن مما دفعني إلى كتابة هذه المقالة المهمة، ما أقرأه وأسمعه كثيرا في بعض فتاوى بعض المشايخ حفظهم الله، ومن ذكرهم لهذا الحديث ويتداولونه دائما وتكرارا، بل ويستدلون به على قولهم، وهو عندما يسأل أحدهم أنه أدرك الإمام في حالة الركوع، فهل أدرك الركعة أم لا؟، فيأتي الجواب فورا بقولهم: نعم، أدركت الركعة، ومن ثمى يستدلون بحديث: ((من أدرك الركوع فقد أدرك الركعة))!.
ولكنهم لم يتنبهوا غفر الله لهم وسامحهم أن هذا الحديث الذي ينسبونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يقله البتة، ويزداد الأمر قبحا وشناعتا عندما يزعمون ثبوته بل وصحته!.
فأحببت أن انبه إخواني وأخواتي في المجلس العلمي وفقهم الله على هذا الخطأ الفاحش، ويجب أن يعلم أن سبب هذا الخطأ المتكرر هو بسبب التقليد الأعمى، وهو ما حصل في موضوعنا هذا، وليس الأمر هنا بيان هل من أدرك الركوع أدرك الركعة أم لا؟، فهذا ليس يهمنا الآن، وإن كنت سوف أذكره لاحقا بإذن الله وتوفيقه وبشكل مختصر في الجزء الثاني إن شاء الله، ولكن اهتممت كثيرا في بيان من أخطأ في ترويج هذا الحديث، ومن أول من ذكره بصيغته هذه، وغيره من الإشكلات الحديثية، وبالله التوفيق.
فأول من سطر هذا الحديث الموهوم من العلماء السابقين هو الإمام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى في كتابه: ((المغني)) (2/ 379) مسألة رقم (700)، وفي كتابه الآخر: ((الشرح الكبير)) (2/ 9)، وكذلك ذكر هذا الحديث الشيخ منصور بن يونس بن إدريس البهوتي في كتابه: ((شرح منتهى الإرادات)) (2/ 121)، وفي كتابه الآخر: ((كشاف القناع عن متن الإقناع)) (3/ 376)، ومن المعاصرين سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى كما في موقعه على الرابط التالي http://www.binbaz.org.sa/mat/4605 ، والمحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى في كتابه القيم: ((إرواء الغليل)) (2/ 260) عند رقم الحديث (496)، وأيضا ذكره رحمه الله تعالى في إجابته لأسئلة أحد الأشخاص في فتوى رقم (11)، ورقم الشريط (174)، وهذا هو رابط الشريط http://www.alalbany.net/fatawa_view.php?id=1334 ، وأيضا ذُكر هذا الحديث في كتاب: ((فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء)) (9/ 347) رقم الفتوى (93)، وأيضا في موقع فتاوى الأزهر (1/ 89)، وذكره أيضا الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن البسام رحمه الله تعالى في كتابه الفذ: ((توضيح الأحكام شرح بلوغ المرام)) (2/ 272) رقم (338)، والشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله تعالى في دروسه ((عمدة الفقة)) رقم (35) وهذا هو الرابط http://www.shankeety.net/Alfajr01Beta/index.php?module=Publisher§ion=Topics&action=ViewTopic&topicId=450 ، والشيخ محمد بن صالح المنجد حفظه الله تعالى في جواب له ورد من سائل، وهذا هو الرابط http://www.islamqa.com/ar/ref/22155/ من%20أدرك%20الركوع%20فقد%20أدر ك%20الركعة، فهذه مجموعة وطائفة من العلماء السابقين والمعاصرين، غفر الله لهم، قالوا بثوت هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم!، ولكن وبعد التتبع والاستقراء التام تبين أن هذا الحديث ليس موجودا في دواوين السنة المطهرة!، بل ولن نجده حتى في كتب الأحاديث الضعيفة أو حتى الموضوعة، وهذا هو من شؤم التقليد، والله المستعان.
فانظر رحمك الله ورعاك إلى هذا الوهم كيف سبَّب بهذا الخطأ الفاحش، ومن ثمى نبني عليه أحكاما دون أن نتنبه إلى أنه حديث لا أصل له في السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن عجبك واستغرابك قد يزداد أكثر في فيمن ذهب إلى إدراك الركعة بإدراك الركوع!، وسوف أبين ضعف حجتهم بتوفيق من الله سبحانه وتعالى في الجزء الثاني إن شاء الله تعالى.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 02:56]ـ
بالنسبة للحديث فكما قلت أخي الكريم؛ لم يروه أحد من أئمة الحديث على اختلافهم.
لكن وقفت في بيان هذا الأمر؛ أعني: إدراك الركعة بإدراك الركوع؛ آثار ثابتة عن ابن عمر وأبو هريرة وغيرهما موقوفة عليهم.
ولعل من رواه مرفوعا وعزاه لأبي داود أنه رواه بالمعنى أو بالمفهوم؛ حيث أني لم أجد في سنن أبي داود إلا هذا اللفظ: "إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئا، ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة".
وقد وقفت للحافظ العقيلي على كلام نفيس هنا قال رحمه الله في ترجمة يحيى بن حميد:
يحيى بن حميد؛ عن قرة. حدثني آدم بن موسى قال: سمعت البخاري قال: يحيى بن حميد، عن قرة؛ لا يتابع.
وهذا الحديث حدثناه إسماعيل بن وهب التجيبي، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا بن وهب، أخبرنا يحيى بن حميد، عن قرة بن عبد الرحمن، عن ابن شهاب قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدركها قبل أن يقيم الإمام صلبه".
رواه معمر ومالك ويونس وعقيل وابن جريج وابن عيينة والأوزاعي وشعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة". ولم يذكر أحد منهم هذا اللفظ: "قبل أن يقيم الإمام صلبه" ولعل هذا من كلام الزهري فأدخله يحيى بن حميد في الحديث ولم يبينه.
وعلى كلٍ المسألة شبه إجماع بين العلماء والأئمة. فتنبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 03:18]ـ
بالنسبة للحديث فكما قلت أخي الكريم؛ لم يروه أحد من أئمة الحديث على اختلافهم.
لكن وقفت في بيان هذا الأمر؛ أعني: إدراك الركعة بإدراك الركوع؛ آثار ثابتة عن ابن عمر وأبو هريرة وغيرهما موقوفة عليهم.
ولعل من رواه مرفوعا وعزاه لأبي داود أنه رواه بالمعنى أو بالمفهوم؛ حيث أني لم أجد في سنن أبي داود إلا هذا اللفظ: "إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئا، ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة".
وقد وقفت للحافظ العقيلي على كلام نفيس هنا قال رحمه الله في ترجمة يحيى بن حميد:
يحيى بن حميد؛ عن قرة. حدثني آدم بن موسى قال: سمعت البخاري قال: يحيى بن حميد، عن قرة؛ لا يتابع.
وهذا الحديث حدثناه إسماعيل بن وهب التجيبي، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا بن وهب، أخبرنا يحيى بن حميد، عن قرة بن عبد الرحمن، عن ابن شهاب قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدركها قبل أن يقيم الإمام صلبه".
رواه معمر ومالك ويونس وعقيل وابن جريج وابن عيينة والأوزاعي وشعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة". ولم يذكر أحد منهم هذا اللفظ: "قبل أن يقيم الإمام صلبه" ولعل هذا من كلام الزهري فأدخله يحيى بن حميد في الحديث ولم يبينه.
وعلى كلٍ المسألة شبه إجماع بين العلماء والأئمة. فتنبه.
أظف إلى ما ذكرت حديث أبي بكرة فإن النبي (ص) لم يأمره بالإعادة عندما أدرك النبي (ص) وهو راكع.
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 05:17]ـ
أخي الكريم هذا كلام العلامة المحدث الألباني على الحديث من إرواء الغليل برقم 496 - (حديث أبي هريرة مرفوعا: (إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئا ومن أدرك ركعة فقد أدرك الصلاة). رواه أبو داود وفي لفظ له: (من أدرك الركوع أدرك الركعة). ص 199 صحيح. أخرجه أبو داود (893) والدارقطني (132) والحاكم (1/ 216 و 273 - 274) والبيهقي (2/ 89) من طرق عن سعيد بن أبي مريم: أخبرنا نافع بن يزيد حدثني يحيى بن أبي سليمان عن زيد بن أبي العتاب وابن المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وقال البيهقي: (تفرد به يحيى بن أبي سليمان المديني وقد روي بإسناد آخر أضعف من ذلك عن أبي هريرة. وأما الحاكم فقال: (صحيح الإسناد ويحيى بن أبي سليمان من ثقات المصريين). وقال في المكان الأخر: (وهو شيخ من أهل المدينة سكن مصر ولم يذكر بجرح). (1) (1) قلت: لو سلم له ذلك فهل يلزم منه أن ثقة في حديثه. كلا ولكن مثل هذا القول من الحاكم يشعر اللبيب أن مذهبه في التوثيق كمذهب ابن حيان! قلت: ووافقه الذهبي والصواب ما أشار إليه البيهقي أنه ضعيف لأن يحيى هذا لم يوثقه غير ابن حبان والحاكم بل قال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث ليس بالقوي يكتب حديثه. قلت: لكن له طريق أخرى عن عبد العزيز بن رفيع عن رجل عن النبي (صلى الله عليه وسلم): (إذا جئتم والإمام راكع فاركعوا وإن كان ساجدا فاسجدوا ولا تعتدوا بالسجو إذا ليكن معه الركوع). أخرجه البيهقي. وهو شاهد قوي فإن رجاله كلهم ثقات وعبد العزيز ابن رفيع تابعي جليل روى عن العبادلة: ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وغيرهم من الصحابة وجماعة من كبار التابعين فإن كان شيخه - وهو الرجل الذي لم يسمه - صحابيا فالسند صحيح لأن الصحابة كلهم عدول فلا يضر عدم تسميته كما هو معلوم وإن كان تابعيا فهو مرسل لا بأس به كشاهد لأنه تابعي مجهول والكذب في التابعين قليل كما هو معروف. وقد روي بإسناد آخر من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ: (من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدركها قبل أن يقيم الإمام صلبه). أخرجه الدارقطني والبيهقي وكذا
(يُتْبَعُ)
(/)
(قال البخاري: يحيى بن حميد عن قرة لا يتابع عليه. ررواه معمر ومالك ويونس وعقيل وابن جريج وابن عيينة والأوزاعي وشعيب عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: (من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة). ولم يذكر أحد منهم هذه اللفظة: (قبل أن يقيم الإمام صلبه) ولعل هذا من كلام الزهري فأدخله يحيى بن حميد في الحديث ولم يبينه). قلت: ويحبب هذا ضعفه الدارقطني ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة في صحيحه كما في (اللسان) و (التلخيص) (132) وترجم له - أعني ابن خزيمة -: (ذكر الوقت الذي يكون فيه المأموم مدركا للركعة إذا ركع إمامه قبل). وقد وجدت له طريقا أخرى إلى الزهري أخرجه الضياء المقدسي في (المنتقى من مسموعاته له بمرو) (ق 37/ 2) عن أبي علي الأنصاري ثنا عبيد الله ابن منصور الصباغ ثنا أحمد بن صالح - ولم يكن هذا الحديث إلا عنده - ثنا عبد الله ابن وهب عن يونس بن يزيد عن الزهري به بلفظ: (من أدرك الإمام وهو راكع فليركع معه وليعتد بها من صلاته). وهذا إسناد واه جدا فإن أبا علي الأنصاري هذا اسمه محمد بن هارون بن شعيب بن إبراهيم بن حيان وقد قال الذهبي: عن عبد العزيز الكتاني: (كان يتهم). فلا يصلح للأستشهاد. ومما يقوي الحديث جريان عمل جماعة من الصحابة عليه: أولا: ابن مسعود فقد قال: (من لم يدرك الإمام راكعا لم يدرك تلك الركعة). أخرجه البيهقي (2/ 90) من طريقين عن أبي الأحوص عنه. قلت: وهذا سند صحيح
وروى ابن أبي شيبة في (المصنف) (1/ 99 / 1 - 2) والطحاوي (1/ 231 - 232) والطبراني (3/ 32 / 1) والبيهقي (2/ 90 - 91) عن زيد ابن وهب قال: خرجت مع عبد الله من داره إلى المسجد فلما توسطنا المسجد ركع الإمام فكبر عبد الله ثم ركع وركعت معه ثم مشينا راكعين حتى انتهينا إلى الصف حتى رفع القوم رؤوسهم قال: فلما قضى الإمام الصلاة قمت وأنا أرى أني لم أدرك فأخذ بيدي عبد الله فأجلسني وقال: إنك قد أدركت). قلت: وسنده صحيح. وله في الطبراني طرق أخرى. ثانيا: عبد الله بن عمر قال: (إذا جئت والإمام راكع فوضعت يديك على ركبتيك قبل أن يرفع فقد أدركت). أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 94 / 1) من طريق ابن جريج عن نافع عنه. ومن هذا الوجه أخرج البيهقي إلا أنه قرن مع ابن جريج مالكا ولفظه: (من أدرك الإمام راكعا فركع قبل أن يرفع الإمام رأسه فقد أدرك تلك الركعة). قلت: وإسناده صحيح. ثالثا: زيد بن ثابت كان يقول: (من أدرك الركعة قبل أن يرفع الإمام رأسه فقد أدرك الركعة). رواه البيهقي من طريق مالك أنه بلغه أن عبد الله بن عمر وزيد بن ثابت كانا يقولان ذلك. وأخرج الطحاوي (1/ 232) عن خارجة بن زيد بن ثابت. (أن زيد بن ثابت كان يركع على عتبة المسجد ووجهه إلى القبلة ثم يمشي معترضا على شقه الأيمن ثم يعتد بها إن وصل إلى الصف أو لم يصل)
قلت: وإسناده جيد. وقد أخرجه هو والبيهقي (2/ 90 و 91) من طرق أخرى عن زيد نحوه ويأتي إحداها قريبا. رابعا: عبد الله بن الزبير قال عثمان بن الأسود: (دخلت أنا وعمرو بن تميم المسجد فركع الإمام فركعت أنا وهو ومشينا راكعين حتى دخلنا الصف فلما قضينا الصلاة قال لي عمرو: الذي صنعت آنفا ممن سمعته؟ قلت: من مجاهد قال: قد رأيت ابن الزبير فعله). أخرجه ابن أبي شيبة ورجاله ثقات غير عمرو بن تميم بيض له ابن أبي حاتم وذكره ابن حبان في (الثقات) وقال البخاري: (في حديثه نظر). خامسا: أبو بكر الصديق. عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أبا بكر الصديق وزيد بن ثابت دخلا المسجد والإمام راكع فركعا ثم دبا وهما راكعان حتى لحقا بالصف. أخرجه البيهقي وإسناده حسن لكن أبا بكر بن عبد الرحمن لم يدرك أبا بكر الصديق فهو عنه منقطع إلا أنه يحتمل أن يكون تلقاه عن زيد بن ثابت. وهو عن زيد صحيح ثابت فإنه ورد عنه من طرق أخرى تقدم بعضها قريبا. والخلاصة أن الحديث بشاهده المرسل وبهذه الآثار حسنه يصلح للاحتجاج به والله أعلم. (فائدة): دلت هذه الآثار الصحيحة على أمرين: الأول: أن الركعة تدرك بإدراك الركوع ومن أجل ذلك أوردناها. الثاني: جواز الركوع دون الصف وهذا مما لا نراه جائزا لحديث أبي بكثرة أنه جاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) راكع دون الصف ثم مشى إلى الصف فلما قضى النبي (صلى الله عليه وسلم) صلاته قال: أيكم الذي ركع دون الصف ثم مشى إلى الصف؟ قال أبو بكرة: أنا فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) زادك الله حرصا ولا تعد). أخرجه أبو داود وغيره بإسناد صحيح كما بينته في (صحيح أبي داود)
(685) وهو عند البخاري أخصر منه. فالظاهر أن الصحابة المذكورين لم يبلغهم هذا الحديث وذلك دليل على صدق القول المشهور عن مالك وغيره: (مامنا من أحد إلا رد ورد عليه إلا صاحب هذا القبر (صلى الله عليه وسلم). ثم رجعت عن ذلك إلى ما ذكرنا عن الصحابة لحديث عبد الله بن الزبير في أن ذلك من السنة وهو صحيح الإسناد كما بينته في (سلسلة الأحاديث الصحيحة). (تنبيه) روى البخاري في جزء القراءة (ص 24): حدثنا معقل بن مالك قال: حدثنا أبو عوانة عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال: (إذا أدركت القوم ركوعا لم تعتد بتلك الركعة). فهذا سند ضعيف من أجل عنعنة ابن إسحاق ومعقل فإنه لم يوثقه أحد غير ابن حبان. وقال الأزدي: متروك. لكن رواه البخاري في مكان آخر منه (ص 13) عن جماعة فقال: حدثنا مسدد وموسى بن إسماعيل ومعقل بن مالك قالوا: حدثنا أبو عوانة به لكن بلفظ: (لا يجزئك إلا أن تدرك الإمام قائما). ثم قال البخاري: حدثنا عبيد بن يعيش قال: حدثنا يونس قال: حدثنا [أبن] إسحاق قال: أخبرني الأعرج به باللفظ الثاني. فقد ثبت هذا عن أبي هريرة لتصريح ابن إسحاق بالتحديث فزالت شبهة تدليسه. وأما اللفظ الأول فلا يصح عنه لتفرد معقل بن مالك به ومخالفته للجماعة في لفظه ولذلك لم أستحسن من الحافظ سكوته عليه في (التلخيص) (ص 127). وثمة فرق واضح بين اللفظين فإن اللفظ الثابت يعطي معنى آخر لايعطيه اللفظ الضعيف ذلك لأنه يدل على أنه إذا أدرك الأمام قائما ولو لحظة ثم ركع أنه يدرك الركعة هذا ما يفيده اللفظ المذكور والبخاري ساقه في صدد إثباته وجوب قراءة الفاتحة وأنه لا يدرك الركعة إذا لم يقرأها وهذا مما لا يتحمله هذا اللفظ كما هو ظاهر. والله أعلم
(تنبيه آخر) أخرج حديث الباب ابن عساكر في تاريخه (9/ 457 / 2) من طريق محمد بن إسماعيل الترمذي قال نا ابن أبي مريم: نا نافع بن يريد نا جعفر بن ربيعة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن السائب أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر حدثه عن أبيه مرفوعا به. والترمذي ثقة حافظ وهو صاحب السنن المعروف به فلا أدري أهذا خلاف منه للجماعة الذين رووه عن ابن أبي مريم على الوجه المتقدم أم هو إسناد آخر لنافع بن يزيد في هذا الحديث أم هو خطأ من بعض نسخ التاريخ اختلط حديث بآخر؟ وهذا أبعد الاحتمالات. وأما اللفظ الآخر الذي ذكره المؤلف وعزاه لأبي داود فلا أعلم له أصلا لا عند أبي داود ولا عند غيره. والله أعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 05:35]ـ
للشيخ الإمام أبو محمد ابن حزم كلام نفيس في كتابه (المحلى) حول هذه المسألة، انظروه في (3/ 244).
ولقد بحثت ودققت طويلا أخي الكريم في هذا الحديث واستشهاد الفقهاء به، وقد وجدته وبدون شك عندي _ على الأقل _ أنه وهم منهم في رواية لفظة الحديث الأصل، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئا، ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة"، أو هو خطأ في السماع. بيان ذلك:
أنهم يروون الشطر الثاني منه فقط عند الكلام على هذه المسألة ويسقطون الشطر الأول، حتى وقعت ووقفت عندهم على رواية الحديث بالكامل لكن بالوهم فيه أو الخطأ، أو قل لعلها رواية ثانية للفظة الحديث.
فقد ذكره ابن قدامة كاملا في المغني (1/ 299) وقال: روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئا، ومن أدرك الركوع فقد أدرك الركعة" رواه أبو داود. انتهى
ومثله فعل تماما الحصيني في (كفاية الأخيار ص130).
ومثله تماما أيضا قال ابن مفلح في (المبدع 2/ 48) بل قال بعده: رواه أبو داود بإسناد حسن. انتهى
ـ[ابن رجب]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 05:48]ـ
أظف إلى ما ذكرت حديث أبي بكرة فإن النبي (ص) لم يأمره بالإعادة عندما أدرك النبي (ص) وهو راكع.
هذا الحديث حجة للجميع .. واغلب من يحتج فهم يحتجون بالحديث المذكور أعلاه.
وماذكره التميمي من أن المسألة شبه إجماع هذا بل كادت تكون إجماعا بسبب التقليد وعدم الانتباه ..
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 04:45]ـ
هذا الحديث حجة للجميع .. واغلب من يحتج فهم يحتجون بالحديث المذكور أعلاه.
وماذكره التميمي من أن المسألة شبه إجماع هذا بل كادت تكون إجماعا بسبب التقليد وعدم الانتباه ..
بارك كيف يكون الأمر كاد أن يكون أجماعا بسبب التقليد وعدم الانتباه ماذا تعني بذلك أهم طائفة مخصوصة أم هم السواد الأعظم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 12:56]ـ
بارك كيف يكون الأمر كاد أن يكون أجماعا بسبب التقليد وعدم الانتباه ماذا تعني بذلك أهم طائفة مخصوصة أم هم السواد الأعظم.
ليست أول مسألة يصار فيها العمل بالاشهر وهو الضعيف.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 03:25]ـ
ليست أول مسألة يصار فيها العمل بالاشهر وهو الضعيف.
لو يعلم الإنسان ماذا يلزم من أقواله لتبرأ مما قال ثانيا من أين لك أن الأشهر هو الضعيف وما ترجحه أنت وغيرك هو القوي.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 03:39]ـ
لو يعلم الإنسان ماذا يلزم من أقواله لتبرأ مما قال ثانيا من أين لك أن الأشهر هو الضعيف وما ترجحه أنت وغيرك هو القوي.
عليك فهم كلامي ولم اقل ان اقولي هو الاقوى.
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 05:24]ـ
السلام عليكم
الا يلزم القائلين بهذا القول ان يقولوا بالاشارة بالاصبع في الجلوس بين السجدتين؟ للحديث العام الذي ذكر أن النبي كان يحرك اصبعه في الجلوس ولحديث ابن عمر:"إذا قعد يدعو أشار بإصبعه" اذن تكون في كل جلوس وهذا يلزم من يقول لوضع اليمنى على اليسرى لعموم حديث القيام
اليس كذلك؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 05:47]ـ
أعيد أحبتي تذكيركم
أرجو التمعن في قراءة مشاركتي رقم (5) فلعلنا لا نستعجل على الحكم على أئمة نحن بالنسبة لهم كقطرة من بحر
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 03:39]ـ
المعذرة من الاخوة ردي هنا بالخطأ
أردته في مسالة القبض بعد الاعتدال من الركوع!
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 07:58]ـ
إشكالية كبيرة لو ركعت مع الإمام: إما أن أزيد ركعة أو أنقص ركعة! الحل: تفويت الركوع والدخول مع الإمام بعده!! (ابتسامة)
ـ[التقرتي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 05:47]ـ
السلام عليكم
الأوسط لابن المنذر - كتاب الإمامة
جماع أبواب الصفوف - ذكر الوقت الذي يكون فيه المأموم مدركا للركعة خلف الإمام
حديث: 1975
حدثنا يحيى بن محمد، قال: ثنا مسدد، قال: حدثني بشر بن المفضل، عن خالد الحذاء، عن علي بن الأقمر، قال: سمعت أبا الأحوص، يحدث عن ابن مسعود، قال: " من أدرك الركوع فقد أدرك "
رجال السند حفاظ أو ثقات و قرينه حديث البيهقي:
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه، أنبأ الحسن بن مكرم، ثنا علي بن عاصم، ثنا خالد الحذاء، عن علي بن الأقمر، عن أبي الأحوص، عن عبد الله يعني ابن مسعود قال: " من لم يدرك الإمام راكعا لم يدرك تلك الركعة "
و قد نقل أبو الحارث السلفي جازاه الله خيرا تصحيح إسناده عن الشيخ الألباني رحمه الله
و للحديث شاهد في المحدث الفاصل بين الراوي والواعي للرامهرمزي
حدثنا محمد بن الحسن بن علي البري، ثنا عمرو بن علي، قال: سمعت بشر بن المفضل، يقول: سمعت خالدا الحذاء يقول: سمعت علي بن الأقمر يقول: " من لم يدرك الركوع والسجود فلا يعتد بالسجود.
المسألة مبسوطة في الأوسط فأرجعوا إليها و قد نقل الإمام مالك عمل اهل المدينة فيها و هذا مما يتواتره أهل المدينة عن الرسول عليه الصلاة و السلام و الخلفاء الراشدين و لا يقال بالرأي و الله أعلم
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 10:27]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا التنبيه، لكن بالنسبة للشيخ الألباني في "الإرواء " فالذي لاحظته أنه يسوق الحديث بلفظ ابن ضويان صاحب منار السبيل ثم يخرجه الشيخ ويأتي بألفاظه. والله أعلم
ـ[كمال يسين]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 03:00]ـ
بالنسبة لحديث أبي بكرة لا أعلم لماذا يعتبره البعض حجة في إدراك الركعة بإدراك الركوع,
هل فيه أن أبا بكرة إعتد بتلك الركعة؟ ليس فيه, فلا ينبغي أن نزيد أشياءا من عندنا.
هل فيه أن أبا بكرة أدرك ركوع الركعهة الأولى أم الثانية أم الثالثة أم الرابعة؟ ليس فيه ,فلماذا يزيد أحدنا من عنده و يظن أنه أدرك ركوع الركعة الأولى؟؟؟
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 03:22]ـ
[ center] .
....... ومن جهة أخرى فإن عجبك واستغرابك قد يزداد أكثر في فيمن ذهب إلى إدراك الركعة بإدراك الركوع!.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: أوافقك على هذا الاستغراب، وأستغرب أكثر عندما يصبح الحق في المسائل الفقهية ما قاله الجمهور!!! ولو كان مصادماً للدليل، أو لا دليل عليه على الأقل. ويعحبني في هذا المقام قول الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني في تعليقه على (متن الصحاوية): (ص/48): (وليس الشذوذ في شيء أن يختار المسلم قولاً من أقوال الخلاف لدليل بدا له، ولو كان الجمهور على خلافه خلافاً لمن وهم، فإنه ليس في الكتاب ولا في السنة دليل على أن كل ما عليه الجمهور أصح مما عليه مخالفوهم عند فقدان الدليل! .... فالواجب الرجوع إلى الكتاب والسنة، فمن تبين له الحق اتبعه، ومن لا استفتى قلبه، سواء وافق الجمهور أو خالفهم، ما أعتقد أن أحداً يستطيع أن يكون جمهورياً (!) في كل ما لم يتبين له الحق .... ) اهـ.
أقول: وهذه المسألة التي ذكرها صاحبنا صالح من المسائل التي خالف فيه الجمهور الحق؛ فإن اسم الركعة شرعاً ينطلق على القيام والانحناء والسجود، بله من المعنى اللغوي؛ فإن الحقائق الشرعية مقدمة على الحقائق اللغوية.
ويؤيد ذلك أيضاً إذا عرفنا أن قراءة الفاتحة، وكذا القيام ركنان في كل ركعة، لا تجزىء صلاة بدونهما. والإمام لا ينوب عن المأموم في الأركان ..
جاء في (نيل الأوطار):
(باب وجوب قراءة الفاتحة
1 - عن عبادة بن الصامت: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب).
رواه الجماعة. وفي لفظ: (لا تجزئ صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) رواه الدارقطني وقال: إسناده صحيح.
الحديث زاد فيه مسلم وأبو داود وابن حبان لفظ (فصاعدًا) لكن قال ابن حبان: تفرد بها معمر عن الزهري وأعلها البخاري في جزء القراءة ورواية الدارقطني صححها ابن القطان ولها شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعًا بهذا اللفظ أخرجه ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما.
ولأحمد بلفظ: (لا تقبل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن) وفي الباب عن أنس عند مسلم والترمذي. وعن أبي قتادة عند أبي داود والنسائي. وعن عبد اللَّه بن عمر عند ابن ماجه. وعن أبي سعيد عند أحمد وأبي داود وابن ماجه. وعن أبي الدرداء عند النسائي وابن ماجه. وعن جابر عند ابن ماجه. وعن علي عند البيهقي. وعن عائشة وأبي هريرة وسيأتيان إن شاء اللَّه تعالى. وعن عبادة وسيأتي في الباب الذي بعد هذا.
ـ والحديث ـ يدل على تعين فاتحة الكتاب في الصلاة وأنه لا يجزئ غيرها وإليه ذهب مالك والشافعي وجمهور العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم وهو مذهب العترة لأن النفي المذكور في الحديث يتوجه إلى الذات إن أمكن انتفاؤها وإلا توجه إلى ما هو أقرب إلى الذات وهو الصحة لا إلى الكمال لأن الصحة أقرب المجازين والكمال أبعدهما والحمل على أقرب المجازين واجب. وتوجه النفي ههنا إلى الذات ممكن كما قال الحافظ في الفتح لأن المراد بالصلاة معناها الشرعي لا اللغوي لما تقرر من أن ألفاظ الشارع محمولة على عرفه لكونه بعث لتعريف الشرعيات لا لتعريف الموضوعات اللغوية وإذا كان المنفي الصلاة الشرعية استقام نفي الذات لأن المركب كما ينتفي جميع أجزائه ينتفي بانتفاء بعضها فلا يحتاج إلى إضمار الصحة ولا الإجزاء ولا الكمال كما روي عن جماعة لأنه إنما يحتاج إليه عند الضرورة وهي عدم إمكان انتفاء الذات ولو سلم أن المراد هنا الصلاة اللغوية فلا يمكن توجه النفي إلى ذاتها لأنها قد وجدت في الخارج كما قاله البعض لكان المتعين توجيه النفي إلى الصحة أو الإجزاء لا إلى الكمال أما أولًا فلما ذكرنا من أن ذلك أقرب المجازين وأما ثانيًا فلرواية الدارقطني المذكورة في الحديث فإنها مصرحة بالإجزاء فيتعين تقديره. إذا تقرر هذا فالحديث صالح للاحتجاج به على أن الفاتحة من شروط الصلاة لا من واجباتها فقط لأن عدمها قد استلزم عدم الصلاة وهذا شأن الشرط.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذهبت الحنفية وطائفة قليلة إلى أنها لا تجب بل الواجب آية من القرآن هكذا قال النووي والصواب ما قال الحافظ أن الحنفية يقولون بوجوب قراءة الفاتحة لكن بنوا على قاعدتهم أنها مع الوجوب ليست شرطًا في صحة الصلاة لأن وجوبها إنما ثبت بالسنة والذي لا تتم الصلاة إلا به فرض والفرض عندهم لا يثبت بما يزيد على القرآن وقد قال تعالى {فاقرؤوا ما تيسر منه} فالفرض قراءة ما تيسر وتعين الفاتحة إنما يثبت بالحديث فيكون واجبًا يأثم من يتركه وتجزئ الصلاة بدونه وهذا تعويل على رأي فاسد حاصله رد كثير من السنة المطهرة بلا برهان ولا حجة نيرة فكم موطن من المواطن يقول فيه الشارع لا يجزئ كذا لا يقبل كذا لا يصح كذا ويقول المتمسكون بهذا الرأي يجزئ ويقبل ويصح ولمثل هذا حذر السلف من أهل الرأي.
ـ ومن جملة ـ ما أشادوا به هذه القاعدة أن الآية مصرحة بما تيسر وهو تخيير فلو تعينت الفاتحة لكان التعيين نسخًا للتخيير والقطعي لا ينسخ بالظني فيجب توجيه النفي إلى الكمال وهذه الكلية ممنوعة والسند ما تقدم من تحول أهل قبا إلى الكعبة بخبر واحد ولم ينكر عليهم النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بل مدحهم كما تقدم ذلك في باب الاستقبال ولو سلمت لكان محل النزاع خارجًا عنها لأن المنسوخ إنما هو استمرار التخيير وهو ظني وأيضًا الآية نزلت في قيام الليل فليست مما نحن فيه.
وأما قولهم إن الحمل على توجه النفي إلى الصحة إثبات للغة بالترجيح وإن الصحة عرف متجدد لأهل الشرع فلا يحمل خطاب الشارع عليه وإن تصحيح الكلام ممكن بتقدير الكمال فيكفي لأن الواجب التقدير بحسب الحاجة فيرده تصريح الشارع بلفظ الإجزاء وكونه من إثبات اللغة بالترجيح بل هو من إلحاق الفرد المجهول بالأعم الأغلب المعلوم.
ومن جملة ما استظهروا به على توجه النفي إلى الكمال أن الفاتحة لو كانت فرضًا لوجب تعلمها واللازم باطل فالملزوم مثله لما في حديث المسيء صلاته بلفظ: (فإن كان معك قرآن وإلا فاحمد اللَّه وكبره وهلله) عند النسائي وأبي داود والترمذي وهذا ملتزم فإن أحاديث فرضيتها تستلزم وجوب تعلمها لأن ما لا يتم الواجب إلا به واجب كما تقرر في الأصول. وما في حديث المسيء لا يدل على بطلان اللازم لأن ذلك فرضه حين لا قرآن معه على أنه يمكن تقييده بعدم الاستطاعة لتعلم القرآن كما في حديث ابن أبي أوفى عند أبي داود والنسائي وأحمد وابن الجارود وابن حبان والحاكم والدارقطني: (أن رجلًا جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئًا فعلمني ما يجزيني في صلاتي فقال: قل سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر ولا حول ولا قوة إلا باللَّه) ولا شك أن غير المستطيع لا يكلف لأن الاستطاعة شرط في التكليف فالعدول ههنا إلى البدل عنه تعذر المبدل غير قادح في فرضيته أو شرطيته.
ـ ومن أدلتهم ـ ما في حديث المسيء بلفظ: (ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن) والجواب عنه أنه قد ورد في حديث المسيء أيضًا عند أحمد وأبي داود وابن حبان بلفظ: (ثم اقرأ بأم القرآن) فقوله ما تيسر مجمل مبين أو مطلق مقيد أو مبهم مفسر بذلك لأن الفاتحة كانت هي المتيسرة لحفظ المسلمين لها وقد قيل إن المراد بما تيسر فيما زاد على الفاتحة جمعًا بين الأدلة لأن حديث الفاتحة زيادة وقعت غير معارضة وهذا حسن. وقيل إن ذلك منسوخ بحديث تعيين الفاتحة وقد تعقب القول بالإجمال والإطلاق والنسخ والظاهر الإبهام والتفسير وهذا الكلام إنما يحتاج إليه على القول بأن حديث المسيء يصرف ما ورد في غيره من الأدلة المقتضية للفرضية. وأما على القول بأنه يؤخذ بالزائد فالزائد فلا إشكال في تحتم المصير إلى القول بالفرضية بل القول بالشرطية لما عرفت.
ومن أدلتهم أيضًا حديث أبي سعيد بلفظ: (لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب أو غيرها) قال ابن سيد الناس: لا يدري بهذا اللفظ من أين جاء وقد صح عن أبي سعيد عند أبي داود أنه قال: (أمرنا أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر) وإسناده صحيح ورواته ثقات ومن أدلتهم أيضًا حديث أبي هريرة عند أبي داود بلفظ: (لا صلاة إلا بقرآن ولو بفاتحة الكتاب) ويجاب بأنه من رواية جعفر بن ميمون وليس بثقة كما قال النسائي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أحمد: ليس بقوي في الحديث وقال ابن عدي: يكتب حديثه في الضعفاء وأيضًا قد روى أبو داود هذا الحديث من طريقه عن أبي هريرة بلفظ: (أمرني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن أنادي أنه لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد) كما سيأتي وليست الرواية الأولى بأولى من هذه وأيضًا أين تقع هذه الرواية على فرض صحتها بجنب الأحاديث المصرحة بفرضية فاتحة الكتاب وعدم إجزاء الصلاة بدونها.
ـ ومن أدلتهم ـ أيضًا ما روى ابن ماجه عن ابن عباس أنه لما مرض النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فذكر حديث صلاة أبي بكر بالناس ومجيء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إليهم وفيه: (فكان أبو بكر يأتم بالنبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم والناس يأتمون بأبي بكر قال ابن عباس: وأخذ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في القراءة من حيث كان بلغ أبو بكر) ويجاب عنه بأنه روي بإسناد فيه قيس بن الربيع قال البزار: لا نعلم روي هذا الكلام إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد وقيس قال ابن سيد الناس: هو ممن اعتراه من ضعف الرواية وسوء الحفظ بولاية القضاء ما اعترى ابن أبي ليلى وشريكًا وقد وثقه قوم وضعفه آخرون على أنه لا مانع من قراءته صلى اللَّه عليه وآله وسلم للفاتحة بكمالها في غير هذه الركعة التي أدرك أبا بكر فيها لأن النزاع إنما هو في وجوب الفاتحة في جملة الصلاة لا في وجوبها في كل ركعة فسيأتي هذا خلاصة ما في هذه المسألة من المعارضات.
ـ وقد استدل ـ بهذا الحديث على وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة بناء على أن الركعة تسمى صلاة وفيه نظر لأن قراءتها في ركعة واحدة تقتضي حصول مسمى القراءة في تلك الصلاة والأصل عدم وجوب الزيادة على المرة الواحدة وإطلاق اسم الكل على البعض مجاز لا يصار إليه إلا لموجب فليس في الحديث إلا أن الواجب في الصلاة التي هي اسم لجميع الركعات قراءة الفاتحة مرة واحدة فإن دل دليل خارجي على وجوبها في كل ركعة وجب المصير إليه وقد نسب القول بوجوب الفاتحة في كل ركعة النووي في شرح مسلم والحافظ في الفتح إلى الجمهور.
ورواه ابن سيد الناس في شرح الترمذي عن علي وجابر وعن ابن عون والأوزاعي وأبي ثور قال: وإليه ذهب أحمد وداود وبه قال مالك إلا في الناسي وإليه ذهب الإمام شرف الدين من أهل البيت.
قال المهدي في البحر: إن الظاهر مع من ذهب إلى إيجابها في كل ركعة واستدلوا أيضًا على ذلك بما وقع عند الجماعة واللفظ للبخاري من قوله صلى اللَّه عليه وسلم للمسيء: (ثم افعل ذلك في صلاتك كلها) بعد أن أمره بالقراءة وفي رواية لأحمد وابن حبان والبيهقي في قصة المسيء صلاته أنه قال في آخره: (ثم افعل ذلك في كل ركعة) وقد نسب صاحب ضوء النهار هذه الرواية إلى البخاري من حديث أبي قتادة وهو وهم والذي في البخاري عن أبي قتادة: (أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم كان يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب) وهذا الدليل إذا ضممته إلى ما أسلفنا لك من حمل قوله في حديث المسيء (ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن) على الفاتحة لما تقدم انتهض ذلك للاستدلال به على وجوب الفاتحة في كل ركعة وكان قرينة لحمل قوله في حديث المسيء: (ثم كذلك في كل صلاتك فافعل) على المجاز وهو الركعة وكذلك حمل: (لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب) عليه. ويؤيد وجوب الفاتحة في كل ركعة حديث أبي سعيد عند ابن ماجه بلفظ: (لا صلاة لمن لم يقرأ في كل ركعة بالحمد وسورة في فريضة أو غيرها). قال الحافظ: وإسناده ضعيف. وحديث أبي سعيد أيضًا بلفظ: (أمرنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن نقرأ بفاتحة الكتاب في كل ركعة) رواه إسماعيل بن سعيد الشاكنجي قال ابن عبد الهادي في التفتيح: رواه إسماعيل هذا هو صاحب الإمام أحمد من حديث عبادة وأبي سعيد بهذا اللفظ وظاهر هذه الأدلة وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة من غير فرق بين الإمام والمأموم وبين إسرار الإمام وجهره وسيأتي الكلام على ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ ومن جملة المؤيدات ـ لوجوب الفاتحة في كل ركعة ما أخرجه مالك في الموطأ والترمذي وصححه عن جابر أنه قال: (من صلى ركعة لم يقرأ فيها بأم القرآن فلم يصل إلا وراء الإمام) وذهب الحسن البصري والهادي والمؤيد باللَّه وداود وإسحاق إلى أن الواجب في الصلاة قراءة الفاتحة وقرآن معها مرة واحدة في أي ركعة أو مفرقة. وقال زيد بن علي والناصر: إن الواجب القراءة في الأوليين وكذا قال أبو حنيفة لكن من غير تخصيص للفاتحة كما سلف عنه. وأما الأخريان فلا تتعين القراءة فيهما عندهم بل إن شاء قرأ وإن شاء سبح زاد أبو حنيفة وإن شاء سكت.
ـ واحتج القائلون ـ بوجوب الفاتحة مرة واحدة بالأحاديث المذكورة في الباب فإن المعنى الحقيقي للصلاة هو جميعها لا بعضها.
وقد عرفت الجواب عن ذلك واحتج من قال بوجوبها في الأوليين فقط بما روي عن علي عليه السلام أنه قرأ في الأوليين وسبح في الآخريين وقد اختلف القائلون بتعيين الفاتحة في كل ركعة هل تصح صلاة من نسيها فذهبت الشافعية وأحمد بن حنبل إلى عدم الصحة وروى ابن القاسم عن مالك أنه إن نسيها في ركعة من صلى ركعتين فسدت صلاته وإن نسيها في ركعة من صلى ثلاثية أو رباعية فروي عنه أنه يعيدها ولا تجزئه وروي عنه أنه يسجد سجدتي السهو وروي عنه أنه يعيد تلك الركعة ويسجد للسهو بعد السلام. ومقتضى الشرطية التي نبهناك على صلاحية الأحاديث للدلالة عليها أن الناسي يعيد الصلاة كمن صلى بغير وضوء ناسيًا واختلف هل تجب القراءة بزيادة على الفاتحة أو لا وسيأتي تحقيقه.
2 - وعن عائشة قالت: (سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج).
رواه أحمد وابن ماجه. وقد سبق مثله من حديث أبي هريرة.
الحديث أخرجه ابن ماجه من طريق محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير عن أبيه عن عائشة. ومحمد بن إسحاق فيه مقال مشهور ولكن يشهد لصحته حديث أبي هريرة المتقدم الذي أشار إليه المصنف عند الجماعة إلا البخاري بلفظ: (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج) وتقدم هنالك أيضًا ضبط الخداج وتفسيره ويشهد له أيضًا ما أخرجه البيهقي عن علي عليه السلام مرفوعًا بلفظ: (كل صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج).
ـ والحديث ـ احتج به الجمهور القائلون بوجوب قراءة الفاتحة وأجاب القائلون بعدم الوجوب عنه بأن الخداج معناه النقص وهو لا يستلزم البطلان ورد بأن الأصل أن الصلاة الناقصة لا تسمى صلاة حقيقية وقد تقدم الكلام على بقية الأدلة في المسألة.
3 - وعن أبي هريرة: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أمره أن يخرج فينادي لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد).
رواه أحمد وأبو داود.
الحديث أخرجه أبو داود من طريق جعفر بن ميمون. وقد تقدم أن النسائي قال: ليس بثقة وأحمد قال: ليس بقوي وابن عدي قال: يكتب حديثه في الضعفاء. ولكنه يشهد لصحته ما عند مسلم وأبي داود وابن حبان من حديث عبادة بن الصامت بلفظ: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعدًا) وإن كان قد أعلها البخاري في جزء القراءة كما تقدم.
ويشهد له أيضًا حديث أبي سعيد عند أبي داود بلفظ: (أمرنا أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر) قال ابن سيد الناس: وإسناده صحيح ورجاله ثقات. وقال الحافظ: إسناده صحيح ويشهد له أيضًا حديث أبي سعيد عند ابن ماجه بلفظ: (لا صلاة لمن لم يقرأ في كل ركعة بالحمد وسورة) وقد تقدم تضعيف الحافظ له.
ـ وهذه الأحاديث ـ لا تقصر عن الدلالة على وجوب قرآن مع الفاتحة ولا خلاف في استحباب قراءة السورة مع الفاتحة في صلاة الصبح والجمعة والأوليين من كل الصلوات. قال النووي: إن ذلك سنة عند جميع العلماء وحكى القاضي عياض عن بعض أصحاب مالك وجوب السورة. قال النووي: وهو شاذ مردود.
وأما السورة في الركعة الثالثة والرابعة فكره ذلك مالك واستحبه الشافعي في قوله الجديد دون القديم. وقد ذهب إلى إيجاب قرآن مع الفاتحة عمر وابنه عبد اللَّه وعثمان بن أبي العاص والهادي والقاسم والمؤيد باللَّه كذا في البحر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقدره الهادي بثلاث آيات قال القاسم والمؤيد باللَّه أو آية طويلة والظاهر ما ذهبوا إليه من إيجاب شيء من القرآن وأما التقدير بثلاث آيات فلا دليل عليه إلا توهم أنه لا يسمى ما دون ذلك قرآنًا لعدم إعجازه كما قال المهدي في البحر وهو فاسد لصدق القرآن على القليل والكثير لأنه جنس وأيضًا المراد ما يسمى قرآنًا معجزًا ولا تلازم بينهما وكذلك التقدير بالآية الطويلة. نعم لو كان حديث أبي سعيد المصرح فيه بذكر السورة صحيحًا لكان مفسرًا للمبهم في الأحاديث من قوله (فما زاد) وقوله (فصاعدًا) وقوله (وما تيسر) ولكان دالًا على وجوب الفاتحة وسورة في كل ركعة ولكنه ضعيف كما عرفت.
وقد عورضت هذه الأحاديث بما في البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة أنه قال في كل صلاة يقرأ فما أسمعنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أسمعناكم وما أخفى عنا أخفينا عنكم وإن لم تزد على أم القرآن أجزأت وإن زدت فهو خير.
ولكن الظاهر من السياق أن قوله وإن لم تزد الخ ليس مرفوعًا ولا مما له حكم الرفع فلا حجة فيه. وقد أخرج أبو عوانة هذا الحديث كرواية الشيخين إلا أنه زاد في آخره وسمعته يقول: (لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب) قال الحافظ في الفتح: وظاهر سياقه أن ضمير سمعته للنبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيكون مرفوعًا بخلاف رواية الجماعة ثم قال نعم.
قوله (ما أسمعنا وما أخفى عنا) يشعر بأن جميع ما ذكره متلقى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيكون للجميع حكم الرفع اهـ.
وهذا الإشعار في غاية الخفاء باعتبار جميع الحديث فإن صح جمع بينه وبين الأحاديث المصرحة بزيادة ما تيسر من القرآن بحملها على الاستحباب. وقد قيل إن المراد بقوله فصاعدًا دفع توهم حصر الحكم على الفاتحة كذا قال الحافظ وهو معنى ما قال البخاري في جزء القراءة إن قوله فصاعدًا نظير قوله (تقطع اليد في ربع دينار فصاعدًا) قال الحافظ في الفتح: وادعى ابن حبان والقرطبي وغيرهما الإجماع على عدم وجوب قدر زائد على الفاتحة وفيه نظر لثبوته عن بعض الصحابة وغيرهم اهـ.
باب ما جاء في قراءة المأموم وإنصاته إذا سمع إمامه
1 - عن أبي هريرة: (أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا).
رواه الخمسة إلا الترمذي. وقال مسلم: هو صحيح.
زيادة قوله (وإذا قرأ فأنصتوا) قال أبو داود: ليست بمحفوظة والوهم عندنا من أبي خالد. قال المنذري: وفيما قاله نظر فإن أبا خالد هذا هو سليمان بن حبان الأحمر وهو من الثقات الذين احتج البخاري ومسلم بحديثهم في صحيحيهما ومع هذا فلم يتفرد بهذه الزيادة بل قد تابعه عليها أبو سعيد محمد بن سعد الأنصاري الأشهلي المدني نزيل بغداد.
وقد سمع من ابن عجلان وهو ثقة وثقه يحيى بن معين ومحمد بن عبد اللَّه المخرمي وأبو عبد الرحمن النسائي وقد أخرج هذه الزيادة النسائي في سننه من حديث أبي خالد الأحمر ومن حديث محمد بن سعد وقد أخرج مسلم في الصحيح هذه الزيادة في حديث أبي موسى الأشعري من حديث جرير بن عبد الحميد عن سليمان التيمي عن قتادة وقال الدارقطني: هذه اللفظة لم يتابع سليمان التيمي فيها عن قتادة وخالفه الحفاظ فلم يذكروها قال: وإجماعهم على مخالفته يدل على وهمه.
قال المنذري: ولم يؤثر عند مسلم تفرد سليمان بذلك لثقته وحفظه وصحح هذه الزيادة يعني مسلمًا قال أبو إسحاق صاحب مسلم: قال أبو بكر ابن أخت أبي النصر: في هذا الحديث لمسلم أي طعن فيه فقال مسلم: يزيد أحفظ من سليمان فقال أبو بكر: فحديث أبي هريرة هو صحيح يعني (فإذا قرأ فأنصتوا) فقال: هو عندي صحيح فقال: لم لم تضعه ههنا فقال: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا إنما وضعت ههنا ما أجمعوا عليه فقد صحح مسلم هذه الزيادة من حديث أبي موسى الأشعري ومن حديث أبي هريرة.
قوله (إنما جعل الإمام ليؤتم به) معناه أن الإئتمام يقتضي متابعة المأموم لإمامه فلا يجوز له المقارنة والمسابقة والمخالفة إلا ما دل الدليل الشرعي عليه كصلاة القائم خلف القاعد ونحوها. وقد ورد النهي عن الاختلاف بخصوصه بقوله (لا تختلفوا).
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله (فكبروا) جزم ابن بطال وابن دقيق العيد بأن الفاء للتعقيب ومقتضاه الأمر بأن أفعال المأموم تقع عقب فعل الإمام فلو سبقه بتكبيرة الإحرام له لم تنعقد صلاته وتعقب القول بالتعقيب بأن فاءه هي العاطفة وأما التي هنا فهي للربط فقط لأنها وقعت جوابًا للشرط فعلى هذا لا يقتضي تأخر أفعال المأموم عن الإمام إلا على القول بتقدم الشرط على الجزاء. وقد قال قوم: إن الجزاء يكون مع الشرط فينبغي على هذا المقارنة.
قوله (وإذا قرأ فأنصتوا) احتج بذلك القائلون أن المؤتم لا يقرأ خلف الإمام في الصلاة الجهرية وهم زيد بن علي والهادي والقاسم وأحمد بن عيسى وعبيد اللَّه بن الحسن العنبري وإسحاق بن راهويه وأحمد ومالك والحنفية لكن الحنفية قالوا لا يقرأ خلف الإمام لا في سرية ولا جهرية واستدلوا على ذلك بحديث عبد اللَّه بن شداد الآتي وهو ضعيف لا يصلح للاحتجاج به كما ستعرف ذلك.
ـ واستدل القائلون ـ أن المؤتم لا يقرأ خلف الإمام في الجهرية بقوله تعالى {فاستمعوا له وأنصتوا} وبحديث أبي هريرة الآتي ذهب الشافعي وأصحابه إلى وجوب قراءة الفاتحة على المؤتم من غير فرق بين الجهرية والسرية سواء سمع المؤتم قراءة الإمام أم لا وإليه ذهب الناصر من أهل البيت واستدلوا على ذلك بحديث عبادة بن الصامت الآتي وأجابوا عن أدلة أهل القول الأول بأنها عمومات وحديث عبادة خاص وبناء العام على الخاص واجب كما تقرر في الأصول وهذا لا محيص عنه. ويؤيده الأحاديث المتقدمة القاضية بوجوب فاتحة الكتاب في كل ركعة من غير فرق بين الإمام والمأموم لأن البراءة عن عهدتها إنما تحصل بناقل صحيح لا بمثل هذه العمومات التي اقترنت بما يجب تقديمه عليها وقد أجاب المهدي في البحر عن حديث عبادة بأنه معارض بحديث (ما لي أنازع القرآن) وهي من معارضة العام بالخاص وهو لا يعارضه أما على قول من قال من أهل الأصول أنه يبنى العام على الخاص مطلقًا وهو الحق فظاهر وأما على قول من قال إن العام المتأخر عن الخاص ناسخ له وإنما يخصص المقارن والمتأخر بمدة لا تتسع للعمل فكذلك أيضًا لأن عبادة روى العام والخاص في حديثه الآتي فهو من التخصيص بالمقارن فلا تعارض في المقام على جميع الأقوال.
ـ ومن جملة ـ ما استدل به القائلون بوجوب السكوت خلف الإمام في الجهرية ما تقدم من قول جابر: (من صلى ركعة لم يقرأ فيها بأم القرآن فلم يصل إلا وراء الإمام) وهو مع كونه غير مرفوع مفهوم لا يعارض بمثله منطوق حديث عبادة.
ـ وقد اختلفت ـ الشافعية في قراءة الفاتحة هل تكون عند سكتات الإمام أو عند قراءته وظاهر الأحاديث الآتية أنها تقرأ عند قراءة الإمام وفعلها حال سكوت الإمام إن أمكن أحوط لأنه يجوز عند أهل القول الأول فيكون فاعل ذلك آخذًا بالإجماع وأما اعتياد قراءتها حال قراءة الإمام للفاتحة فقط أو حال قراءته للسورة فقط فليس عليه دليل بل الكل جائز وسنة نعم حال قراءة الإمام للفاتحة مناسب من جهة عدم الاحتياج إلى تأخير الاستعاذة عن محلها الذي هو بعد التوجه أو تكريرها عند إرادة قراءة الفاتحة إن فعلها في محلها أو لا وأخر الفاتحة إلى حال قراءة الإمام للسورة ومن جهة الاكتفاء بالتأمين مرة واحدة عند فراغه وفراغ الإمام من قراءة الفاتحة إن وقع الاتفاق في التمام بخلاف من أخر قراءة الفاتحة إلى حال قراءة الإمام للسورة وقد بالغ بعض الشافعية فصرح بأنه إذا اتفقت قراءة الإمام والمأموم في آية خاصة من آي الفاتحة بطلت صلاته روى ذلك صاحب البيان من الشافعية عن بعض أهل الوجوه منهم وهو من الفساد بمكان يغني عن رده.
2 - وعن أبي هريرة: (أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال: هل قرأ معي أحد منكم آنفًا فقال رجل: نعم يا رسول اللَّه قال: فإني أقول ما لي أنازع القرآن قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيما يجهر فيه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من الصلوات بالقراءة حين سمعوا ذلك من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم).
رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال: حديث حسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث أخرجه أيضًا مالك في الموطأ والشافعي وأحمد وابن ماجه وابن حبان وقوله (فانتهى الناس عن القراءة) مدرج في الخبر كما بينه الخطيب واتفق عليه البخاري في التاريخ وأبو داود ويعقوب بن سفيان والذهلي والخطابي وغيرهم قال النووي: وهذا مما لا خلاف فيه بينهم.
قوله (ما لي أنازع) بضم الهمزة للمتكلم وفتح الزاي مضارع ومفعوله الأول مضمر فيه والقرآن مفعوله الثاني قاله شارح المصابيح واقتصر عليه ابن رسلان في شرح السنن. والمنازعة المجاذبة قال صاحب النهاية: أنازع أي أجاذب كأنهم جهروا بالقراءة خلفه فشغلوه فالتبست عليه القراءة وأصل النزع الجذب ومنه نزع الميت بروحه.
ـ والحديث ـ استدل به القائلون بأنه لا يقرأ المؤتم خلف الإمام في الجهرية وهو خارج عن محل النزاع لأن الكلام في قراءة المؤتم خلف الإمام سرًا والمنازعة إنما تكون مع جهر المؤتم لا مع إسراره وأيضًا لو سلم دخول ذلك في المنازعة لكان هذا الاستفهام الذي للإنكار عامًا لجميع القرآن أو مطلقًا في جميعه وحديث عبادة خاصًا ومقيدًا وقد تقدم البحث عن ذلك.
3 - وعن عبادة قال: (صلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم الصبح فثقلت عليه القراءة فلما انصرفت قال: إني أراكم تقرؤون وراء إمامكم قال: قلنا يا رسول اللَّه أي واللَّه قال: لا تفعلوا إلا بأم القرآن فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها).
رواه أبو داود والترمذي. وفي لفظ: (فلا تقرؤوا بشيء من القرآن إذا جهرت به إلا بأم القرآن) رواه أبو داود والنسائي والدارقطني وقال: كلهم ثقات.
4 - وعن عبادة: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: لا يقرأن أحد منكم شيئًا من القرآن إذا جهرت بالقراءة إلا بأم القرآن).
رواه الدارقطني وقال: رجاله كلهم ثقات.
الحديث أخرجه أيضًا أحمد والبخاري في جزء القراءة وصححه وابن حبان والحاكم والبيهقي من طريق ابن إسحاق قال: حدثني مكحول عن محمود بن ربيعة عن عبادة وتابعه زيد بن واقد وغيره عن مكحول.
ومن شواهده ما رواه من طريق خالد الحذاء عن أبي قلابة عن محمد بن أبي عائشة عن رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: لعلكم تقرؤون والإمام يقرأ قالوا: إنا لنفعل قال: لا إلا بأن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب).
قال الحافظ: إسناده حسن. ورواه ابن حبان من طريق أيوب عن أبي قلابة عن أنس وزعم أن الطريقتين محفوظتان وخالفه البيهقي فقال: إن طريق أبي قلابة عن أنس ليست بمحفوظة ومحمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث فذهبت مظنة تدليسه وتابعه من تقدم.
قوله (فثقلت عليه القراءة) أي شق عليه التلفظ والجهر بالقراءة ويحتمل أن يراد به أنها التبست عليه القراءة بدليل ما عند أبي داود من حديث عبادة في رواية له بلفظ: (فالتبست عليه القراءة).
قوله (لا تفعلوا) هذا النهي محمول على الصلاة الجهرية كما في الرواية الأخرى التي ذكرها المصنف بلفظ: (إذا جهرت به) وبلفظ: (إذا جهرت بالقراءة) وفي رواية لمالك والنسائي وأبي داود والترمذي وحسنها عن أبي هريرة بلفظ: (فانتهى الناس عن القراءة مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيما جهر فيه حين سمعوا ذلك من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم) كما تقدم في الحديث الذي قبل هذا. وفي لفظ للدارقطني: (إذا أسررت بقراءتي فاقرؤوا وإذا جهرت بقراءتي فلا يقرأ معي أحد).
قوله (فإنه لا صلاة) قد تقدم الكلام على ما يقدر في هذا النفي.
ـ والحديث ـ استدل به من قال بوجوب قراءة الفاتحة خلف الإمام وهو الحق وقد تقدم بيان ذلك وظاهر الحديث الإذن بقراءة الفاتحة جهرًا لأنه استثنى من النهي عن الجهر خلفه ولكنه أخرج ابن حبان من حديث أنس قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: أتقرؤون في صلاتكم خلف الإمام والإمام يقرأ فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه).
وأخرجه أيضًا الطبراني في الأوسط والبيهقي وأخرجه عبد الرزاق عن أبي قلابة مرسلًا وظاهر التقييد بقوله من القرآن يدل على أنه لا بأس بالاستفتاح حال قراءة الإمام بما ليس بقرآن والتعوذ والدعاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذهب ابن حزم إلى أن المؤتم لا يأتي بالتوجه وراء الإمام قال: لأن فيه شيئًا من القرآن وقد نهى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن يقرأ خلف الإمام إلا أم القرآن وهو فاسد لأنه إن أراد بقوله لأن فيه شيئًا من القرآن كل توجه فقد عرفت مما سلف أن أكثرها مما لا قرآن فيه وإن أراد خصوص توجه علي رضي اللَّه عنه الذي فيه وجهت وجهي إلى آخره فليس محل النزاع هذا التوجه الخاص ولكنه ينبغي لمن صلى خلف إمام يتوجه قبل التكبيرة كالهادوية أو دخل في الصلاة حال قراءة الإمام أن يأتي بأخصر التوجهات ليتفرغ لسماع قراءة الإمام. ويمكن أن يقال لا يتوجه بشيء من التوجهات من صلى خلف إمام لا يتوجه بعد التكبيرة لأن عمومات القرآن والسنة قد دلت على وجوب الإنصات والاستماع والمتوجه حال قراءة الإمام للقرآن غير منصت ولا مستمع وإن لم يكن تاليًا للقرآن إلا عند من يجوز تخصيص مثل هذا العموم بمثل ذلك المفهوم أعني مفهوم قوله من القرآن هذا هو التحقيق في المقام.
[فائدة] قد عرفت مما سلف وجوب الفاتحة على كل إمام ومأموم في كل ركعة وعرفناك أن تلك الأدلة صالحة للاحتجاج بها على أن قراءة الفاتحة من شروط صحة الصلاة فمن زعم أنها تصح صلاة من الصلوات أو ركعة من الركعات بدون فاتحة الكتاب فهو محتاج إلى إقامة برهان يخصص تلك الأدلة.
ومن ههنا يتبين لك ضعف ما ذهب إليه الجمهور أن من أدرك الإمام راكعًا دخل معه واعتد بتلك الركعة وإن لم يدرك شيئًا من القراءة واستدلوا على ذلك بحديث أبي هريرة: (من أدرك الركوع من الركعة الأخيرة في صلاته يوم الجمعة فليضف إليها ركعة أخرى) رواه الدارقطني من طريق ياسين بن معاذ وهو متروك.
وأخرجه الدارقطني بلفظ: (إذا أدرك أحدكم الركعتين يوم الجمعة فقد أدرك وإذا أدرك ركعة فليركع إليها أخرى) ولكنه رواه من طريق سليمان بن داود الحراني ومن طريق صالح بن أبي الأخضر وسليمان متروك وصالح ضعيف على أن التقييد بالجمعة في كلا الروايتين مشعر بأن غير الجمعة بخلافها وكذا التقييد بالركعة في الرواية الأخرى يدل على خلاف المدعى لأن الركعة حقيقة لجميعها وإطلاقها على الركوع وما بعده مجاز لا يصار إليه إلا لقرينة كما وقع عند مسلم من حديث البراء بلفظ: (فوجدت قيامه فركعته فاعتداله فسجدته) فإن وقوع الركعة في مقابلة القيام والاعتدال والسجود قرينة تدل على أن المراد بها الركوع.
وقد ورد حديث: (من أدرك ركعة من صلاة الجمعة) بألفاظ لا تخلو طرقها عن مقال حتى قال ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه: لا أصل لهذا الحديث إنما المتن: (من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها) وكذا قال القرطبي والعقيلي. وأخرجه ابن خزيمة عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: (من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدركها قبل أن يقيم الإمام صلبه) وليس في ذلك دليل لمطلوبهم لما عرفت من أن مسمى الركعة جميع أذكارها وأركانها حقيقة شرعية وعرفية وهما مقدمتان على اللغوية كما تقرر في الأصول فلا يصح جعل حديث ابن خزيمة وما قبله قرينة صارفة عن المعنى الحقيقي.
ـ فإن قلت ـ فأي فائدة على هذا في التقليد بقوله (قبل أن يقيم صلبه) قلت دفع توهم أن من دخل مع الإمام ثم قرأ الفاتحة وركع الإمام قبل فراغه منها غير مدرك. إذا تقرر لك هذا علمت أن الواجب الحمل على الإدراك الكامل للركعة الحقيقية لعدم وجود ما تحصل به البراءة من عهدة أدلة وجوب القيام القطعية وأدلة وجوب الفاتحة.
وقد ذهب إلى هذا بعض أهل الظاهر وابن خزيمة وأبو بكر الضبعي روى ذلك ابن سيد الناس في شرح الترمذي وذكر فيه حاكيًا عمن روى عن ابن خزيمة أنه احتج لذلك بما روي عن أبي هريرة أنه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: (من أدرك الإمام في الركوع فليركع معه وليعد الركعة) وقد رواه البخاري في القراءة خلف الإمام من حديث أبي هريرة أنه قال: (إن أدركت القوم ركوعًا لم تعتد بتلك الركعة) قال الحافظ: وهذا هو المعروف عن أبي هريرة موقوفًا. وأما المرفوع فلا أصل له وقال الرافعي تبعًا للإمام: إن أبا عاصم العبادي حكى عن ابن خزيمة أنه احتج به وقد حكى هذا المذهب البخاري في القراءة خلف الإمام عن كل من ذهب إلى وجوب القراءة خلف الإمام وحكاه في الفتح عن جماعة من الشافعية وقواه الشيخ تقي الدين السبكي وغيره من محدثي الشافعية
(يُتْبَعُ)
(/)
ورجحه المقبلي. قال: وقد بحثت هذه المسألة وأحطتها في جميع بحثي فقهًا وحديثًا فلم أحصل منها على غير ما ذكرت يعني من عدم الاعتداد بإدراك الركوع فقط.
قال العراقي في شرح الترمذي بعد أن حكى عن شيخه السبكي أنه كان يختار أنه لا يعتد بالركعة من لا يدرك الفاتحة ما لفظه: وهو الذي يختاره اهـ. فالعجب ممن يدعي الإجماع والمخالف مثل هؤلاء.
وأما احتجاج الجمهور بحديث أبي بكرة حيث صلى خلف الصف مخافة أن تفوته الركعة فقال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: (زادك اللَّه حرصًا ولا تعد) ولم يؤمر بإعادة الركعة فليس فيها ما يدل على ما ذهبوا إليه لأنه كما لم يأمره بالإعادة لم ينقل إلينا أنه اعتد بها. والدعاء له بالحرص لا يستلزم الاعتداد بها لأن الكون مع الإمام مأمور به سواء كان الشيء الذي يدركه المؤتم معتدًا به أم لا كما في حديثه: (إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئًا) أخرجه أبو داود وغيره على أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قد نهى أبا بكر عن العود إلى مثل ذلك.
والاحتجاج بشيء قد نهي عنه لا يصح وقد أجاب ابن حزم في المحلى عن حديث أبي بكرة فقال: إنه لا حجة لهم فيه لأنه ليس فيه اجتزاء بتلك الركعة ثم استدل على ما ذهب إليه من أنه لا بد في الاعتداد بالركعة من إدراك القيام والقراءة بحديث: (ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا) ثم جزم بأنه لا فرق بين فوت الركعة والركن والذكر المفروض لأن الكل فرض لا تتم الصلاة إلا به قال: فهو مأمور بقضاء ما سبقه الإمام وإتمامه فلا يجوز تخصيص شيء من ذلك بغير نص آخر ولا سبيل إلى وجوده قال: وقد أقدم بعضهم على دعوى الإجماع على ذلك وهو كاذب في ذلك لأنه قد روي عن أبي هريرة أنه لا يعتد بالركعة حتى يقرأ أم القرآن وروي القضاء أيضًا عن زيد بن وهب ثم قال: فإن قيل أنه يكبر قائمًا ثم يركع فقد صار مدركًا للوقفة قلنا وهذه معصية أخرى وما أمر اللَّه تعالى قط ولا رسوله أن يدخل في الصلاة من غير الحال التي يجد الإمام عليها وأيضًا لا يجزئ قضاء شيء يسبق به من الصلاة إلا بعد سلام الإمام لا قبل ذلك. وقال أيضًا في الجواب عن استدلالهم بحديث: (من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة): إنه حجة عليهم لأنه مع ذلك لا يسقط عنه قضاء ما لم يدرك من الصلاة انتهى.
ـ والحاصل ـ أن أنهض ما احتج به الجمهور في المقام حديث أبي هريرة باللفظ الذي ذكره ابن خزيمة لقوله فيه (قبل أن يقيم صلبه) كما تقدم.
وقد عرفت أن ذكر الركعة فيه مناف لمطلوبهم وابن خزيمة الذي عولوا عليه في هذه الرواية من القائلين بالمذهب الثاني كما عرفت ومن البعيد أن يكون هذا الحديث عنده صحيحًا ويذهب إلى خلافه.
ـ ومن الأدلة ـ على ما ذهبنا إليه في هذه المسألة حديث أبي قتادة وأبي هريرة المتفق عليهما بلفظ: (ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا) قال الحافظ في الفتح: قد استدل بهما على أن من أدرك الإمام راكعًا لم يحتسب له تلك الركعة للأمر بإتمام ما فاته لأنه فاته القيام والقراءة فيه ثم قال: وحجة الجمهور حديث أبي بكرة وقد عرفت الجواب عن احتجاجهم به. وقد ألف السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير رسالة في هذه المسألة ورجح مذهب الجمهور وقد كتبت أبحاثًا في الجواب عليها.
5 - وروى عبد اللَّه بن شداد: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة).
رواه الدارقطني. وقد روي مسندًا من طرق كلها ضعاف والصحيح أنه مرسل.
الحديث قال الدارقطني: لم يسنده عن موسى بن أبي عائشة غير أبي حنيفة والحسن ابن عمارة وهما ضعيفان قال: وروى هذا الحديث سفيان الثوري وشعبة وإسرائيل وشريك وأبو خالد الدالاني وأبو الأحوص وسفيان بن عيينة وحريث بن عبد الحميد وغيرهم عن موسى ابن أبي عائشة عن عبد اللَّه بن شداد مرسلًا عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو الصواب انتهى. قال الحافظ: وهو مشهور من حديث جابر وله طرق عن جماعة من الصحابة كلها معلولة. وقال في الفتح: إنه ضعيف عند جميع الحفاظ وقد استوعب طرقه وعلله الدارقطني.
وقد احتج القائلون بأن الإمام يتحمل القراءة عن المؤتم في الجهرية الفاتحة وغيرها والجواب أنه عام لأن القراءة مصدر مضاف وهو من صيغ العموم وحديث عبادة المتقدم خاص فلا معارضة وقد تقدم الكلام على ذلك.
6 - وعن عمران بن حصين: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم صلى الظهر فجعل رجل يقرأ خلفه سبح اسم ربك الأعلى فلما انصرف قال: أيكم قرأ أو أيكم القارئ فقال الرجل: أنا فقال: لقد ظننت أن بعضكم خالجنيها).
متفق عليه.
قوله (خالجنيها) أي نازعنيها. ومعنى هذا الكلام الإنكار عليه في جهره أو رفع صوته بحيث أسمع غيره لا عن أصل القراءة بل فيه أنهم كانوا يقرؤون بالسورة في الصلاة السرية وفيه إثبات قراءة السورة في الظهر للإمام والمأموم. قال النووي: وهكذا الحكم عندنا ولنا وجه شاذ ضعيف أنه لا يقرأ المأموم السورة في السرية كما لا يقرؤها في الجهرية وهذا غلط لأنه في الجهرية يؤمر بالإنصات وهنا لا يسمع فلا معنى لسكوته من غير استماع ولو كان بعيدًا عن الإمام لا يسمع قراءته فالصحيح أنه يقرأ السورة لما ذكرناه انتهى.
وظاهر الأحاديث المنع من قراءة ما عدا الفاتحة من القرآن من غير فرق بين أن يسمع المؤتم الإمام أو لا يسمعه لأن قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: (فلا تقرؤوا بشيء من القرآن إذا جهرت) يدل على النهي عن القراءة عند مجرد وقوع الجهر من الإمام وليس فيه ولا في غيره ما يشعر باعتبار السماع) اهـ.
قلت: وللشيخ المحدث أحمد الغماري: (بيان الحكم المشروع بأن الركعة لا تدرك بالركوع).
وللشيخ عبد الله الغماري: (الأدلة الراجحة على فرضية قراءة الفاتحة)
(يُتْبَعُ)
(/)