تفسير واستنباط رائع لهذه الآية من سورة الرعد لإبن القيم رحمه الله
ـ[الحافظة]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 06:17]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.kashtah.com/4images/data/media/12/Zabad-1.jpg
قال تعالى: {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال} سورة الرعد الآية: 17
يبدع ابن القيم في تفسير هذه الأية ... فيقول رحمه الله ...
شبه الوحي لحياة القلوب والأسماع والأبصار بالماء الذي أنزله لحياة الأرض بالنبات وشبه القلوب بالأوعية فقلب كبير يسع علما عظيما كواد كبير يسع ماء كثيرا وقلب صغير إنما يسع بحسبه كالوادي الصغير فسلت أودية بقدرها واحتملت قلوب من الهدى والعلم بقدرها وكما أن السيل إذا خالط الأرض ومر عليها احتمل غثاء وزبدا فكذلك الهدى والعلم إذا خالط القلوب أثار مافيها من الشهوات والشبهات ليقلعها ويذهبها كما يثير الدواء وقت شربه من البدن أخلاطا فيتكدر بها شاربه وهي من تمام نفع الدواء فإنه أثارها ليذهب بها فإنه لايجامعها ولايشاركها وهكذا يضرب الله الحق والباطل
ثم ذكر المثل الناري فقال (ومما يوقودون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله) وهو الخبث الذي يخرج عند سبك الذهب والفضة والنحاس ويذهب جفاء فكذلك الشهوات والشبهات يرميها قلب المؤمن ويطرحها ويجفوها كما يطرح السيل والنار ذلك الزبد والغثاء والخبث ويستقر في قرار الوادي الماء الصافي الذي يستقي منه الناس ويزرعون ويسقون لأنعامهم كذلك يستقر غيره ومن لم يفقه هذين المثلين ولم يدرهما ويعرف مايراد منهما فليس من أهلها .. والله الموفق ...
وقال رحمه الله:
وقال رحمه الله شبه سبحانه العلم الذي أنزله على رسوله بالماء الذي أنزله من السماء لما يحصل لكل واحد منهما من الحياة ومصالح العباد في معاشهم ومعادهم ثم شبه القلوب بالأودية فقلب كبير يسع علما كثيرا كواد عظيم يسع ماء كثيرا وقلب صغير إنما يسع علما قليلا كواد صغير إنما يسع ماء قليلا فقال: (فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا) هذا مثل ضربه الله تعالى للعلم حين تخالط القلوب بشاشته فإنه يستخرج منها زبد الشبهات الباطلة فيطفو على وجه القلب كما يستخرج السيل من الوادي زبدا يعلو فوق الماء وأخبر سبحانه أنه راب يطفو ويعلو على الماء لايستقر في أرض الوادي فكذلك الشبهات الباطلة إذا أخرجها العلم وربت فوق القلوب وطغت فلا يستقر فيه بل تجفى وترمى فيستقر في القلب ماينفع صاحبه والناس من الهدى ودين الحق كما يستقر في الوادي الماء الصافي ويذهب الزبد جفاء ومايعقل عن الله أمثاله إلا العالمون ...
ثم ضرب الله مثلا أخر فقال (ومما يوقودون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله) يعني أن مما يوقد عليه بنو أدم من الذهب والفضة والنحاس والحديد يخرج منه خبثه وهو الزبد الذي تلقيه النار وتخرجه من ذلك الجوهر بسبب مخالطتها فإنه يقف ويلقى به ويستقر الجوهر الخالص وحده وضرب سبحانه مثلا بالماء لما فيه الحياة والتبريد والمنفعة ومثلا بالنار لما فيها من الإضاءة والإشراق والإحراق فايات القران تحيي القلوب كما تحيا الأرض بالماء وتحرق خبثها وشبهاتها وشهواتها وسخامهما كما تحرق النار ماتلقي فيها وتميز جيدها من زبدها كما تميز النار الخبث من الذهب والفضة والنحاس ونحوه منه فهذا بعض مافي هذا المثل العظيم من العبر والعلم قال تعالى: (و تلك الأمثال نضربها للناس ومايعقلها إلا العالمون) العنكبوت 43
المرجع: كتاب بدائع التفسير (الجامع لتفسير ابن القيم الجوزية) المجلد الثاني ص 484 - 386
ـ[الحافظة]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 05:36]ـ
هذه بعض الصور توضح زبد البحر
http://up.haridy.org/storage/2a8ba6ce74.jpg
http://www.7ammil.com/data/visitors/2007/11/26/7ammil_826_zbd%202.jpg
http://9adauae.com/vb/upload/07/11/22998_1196149472.jpg
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 06:03]ـ
بارك الله فيك، وطيب الله ثرى ابن القيم، وغفر لنا ولموتى أهل الإسلام ..... اللهم آمين
ـ[ايمان التلمسانية]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 07:33]ـ
بارك الله فيك
ـ[الحافظة]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 10:23]ـ
وفيكم بارك الرحمن وزادكم من فضله
ـ[فاطيمة الزهراء]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 09:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الحافظة]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 11:22]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة حياك الله وبارك فيك ووفقك لمرضاته(/)
تأديب من العلامة الفوزان لمن يزعم أن شيخ الإسلام ضعيف في الحديث
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 09:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تأديب من سماحة الشيخ الوالد العلامة الفوزان لمن يزعم أن شيخ الإسلام ضعيف في الحديث
أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة، يقول: هل صحيح أن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - كان ضعيفا في الحديث؟ وهل صحيح أن في مجموع الفتاوى أحاديث موضوعة؟
--------------
الجواب:
يا سبحان الله
هذا من التهجم على أهل العلم
ومن تنقص أهل العلم
ولما ما نعرف هذا القائل، ما مرتبته في علم الحديث؟!!
ما مرتبته في علم الحديث؟!!
هل وصل لدرجة أنه يحكم على شيخ الإسلام بن تيمية؟!
وعلى غيره من الحفاظ أنهم يجهلون الحديث أو أنهم ضعاف في علم الحديث.
يعنى معناه أنه هو قوي في الحديث، وشيخ الإسلام ضعيف في الحديث!!
{لا حول ولا قوة إلا بالله}
الواجب أن الإنسان يعرف قدر نفسه، ولا يتفوه بمثل هذا الكلام على أهل العلم
يُزهد في علومهم، وفي درجاتهم العلمية الراسخة.
يعرف قدر نفسه هو ـ ويستحي من الله ومن خلقه أنه يتكلم بمثل هذا الكلام!!!
------------
الإستماع للفتوى من موقع الشيخ الرسمي:
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=2152
ـ[أم معاذة]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 11:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك، وله كلام آخر- قريب من هذا - في شرحه لنونية ابن القيم يقول فيه ما يلي:- من المعلوم أن الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى -حافظ حجة في الحديث، وهو يورد في مضامين هذه القصيدة {النونية} مدلولات أحاديث كثيرة محتجا بها،قد يكون لغيره وجهة نظر في بعض أسانيدها، ثم يأتي بعض الباحثين فيعلق عليها - شأنهم مع الكتب الأخرى التي تعقبوا مؤلفيها فشوهوها وأسقطوا قيمتها، مع أن مؤلفيها أئمة في الحديث رأوها صالحة للإستدلال بها، وإن كان للآخرين رأي آخر فيها. ولم يتدخل أحد في تلك الكتب، وبقيت لها حرمتها ومكانتها ولمؤلفيها رأيهم - بينما نرى بعض الباحثين المعاصرين خالفوا هذا المنهج، فسطوا على كتب الأئمة، وجرحوا أدلتها، وأسقطوا مكانتها،وأساءوا الأدب مع مؤلفيها، وجاءوا بآراء غيرهم ليلزموهم بها، فجنوا على كتب العلم. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فالواجب الكف عن هذا العمل، واحترام كتب الأئمة لا سيما كتب العقيدة. وبالله التوفيق.
من كتاب شرح نونية ابن القيم - رحمه الله تعالى -
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 12:23]ـ
جزاكما الله خيرًا، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على جهل ذلك المتحامل على شيخ الإسلام، وإذا كان علم شيخ الإسلام بالحديث يحتاج إلى ما يثبته، فلا أجد ما أقول غير قول أبي الطيب المتنبي:
وليس يصح في الأذهان شيء ********* إذا احتاج النهار إلى دليل.
للفائدة: في هذا الموضوع يمكن مراجعة كتاب ((شيخ الإسلام ابن تيمية وجهوده في الحديث وعلومه)) للدكتور عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي (4 مجلدات)، من مطبوعات دار العاصمة.
وكتاب ((شيخ الإسلام ابن تيمية محدثًا)) للدكتور عدنان شلش، من مطبوعات دار النفائس.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 12:35]ـ
سبحان الله!
وما ابن القيم, ولا المزي, ولا ابن كثير, ولا الذهبي- وغيرهم رحمهم الله- الا تلاميذ هذا الجبل رحمه الله.
ولولا هؤلاء ما راح الحافظ ابن حجر ولا جاء!
ولم يأتي أحد من بعدهم الا وهو عالة على كتب تلاميذ شيخ الاسلام رحمهم الله!
-يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتاب" الرد الوافر"-لابن ناصر الدمشقي رحمه الله (ص 246): (وشهرة إمامة الشيخ تقي الدين أشهر من الشمس, وتلقيبه بشيخ الاسلام في عصره باق إلى الآن على الالسنة الزكية ويستمر غدا كما كان بالامس, ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقداره, أو تجنب الانصاف فما أغلط من تعاطى ذلك أكثر عثاره, فالله تعالى هو المسؤول أن يقينا شرور أنفسنا وحصائد ألسنتنا بمنه وفضله.
ولو لم يكن من الدليل على إمامة هذا الرجل إلا ما نبه عليه الحافظ الشهير علم الدين البرزالي في تاريخه: أنه لم يوجد في الاسلام من اجتمع في جنازته لما مات ما اجتمع في جنازة الشيخ تقي الدين, ..
ومن أعجب العجب, أن هذا الرجل كان أعظم الناس قياما على أهل البدع من الروافض, والحلولية, والاتحادية, وتصانيفه في ذلك كثيرة وشهيرة, وفتاويه فيهم لا تدخل تحت الحصر, فيا قرة إذا سمعوا بكفره, وياسرورهم إذا رأوا من يكفر من لا يكفره!!
ولو لم يكن يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين ابن قيم الرجوزية، صاحب التصانيف النافعة السائرة، التي انتفع بها الموافق والمخالف، لكان غاية في الدلالة على عظم منزلته.
فكيف وقد شهد له بالتقدم في العلوم، والتميز في المنطوق والمفهوم، أئمة عصره من الشافعية وغيرهم! فضلا عن الحنابلة.
فالذي يطلق عليه مع هذه الأشياء: الكفر، أو على من سماه شيخ الإسلام،لا يلتفت إليه، ولا يعول في هذا المقام عليه، بل يجب ردعه عن ذلك، إلى أن يراجع الحق، ويذعن للصواب.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
(صفة خطه أدام الله بقاءه).
قاله وكتبه أحمد بن علي بن محمد بن حجر الشافعي، عفا الله عنه، وذلك في يوم الجمعة التاسع من ربيع الأول عام خمسة وثلاثين وثمانماية حامدا لله، ومصليا على رسوله محمد و آله و مسلما.
(مختصرا).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 01:54]ـ
ولولا هؤلاء ما راح الحافظ ابن حجر ولا جاء!
ولم يأتي أحد من بعدهم الا وهو عالة على كتب تلاميذ شيخ الاسلام رحمهم الله!
-=
رويدك يا اخي الكريم .. فقد نهينا عن الغلو في الانبياءو والرسل ... فكيف بأهل العلم ولو اطلع شيخ الاسلام على كلامك وغلوك لما رضي به والله.
الواجب احترام اهل العلم والدفاع عنهم ... وقد تعلمنا من مصنفاتهم حرمة الغلو في الصالحين وهذا هو منهجهم الذي قضوا حياتهم من اجله.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 06:39]ـ
- قال الامام الحافظ المزي عن شيخ الاسلام رحمهم الله رحمهم: (ما رأيت مثله, ولا رأى هو مثل نفسه, وما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أتبع لهما منه). " من كتاب الرد الوافر-ص 230"
-ومثل هذا الكلام في شيخ الاسلام عن غير المزي من الاعلام لا يعد ولا يحصر, وكلهم رحمهم الله غلاة!!!
-يا أخ, هل تعرف أصل كتاب تهذيب التهذيب؟!
-هل تعرف كتاب لسان الميزان ما هو؟!
-واسمع ثناء الشيخ عبدالكريم الخضير على كتاب فتح الباري لابن رجب رحمه الله,
وما ابن رجب الا تلميذ تلاميذ شيخ الاسلام!!
-وهذا لا شيء مما ذكر عن هذا الامام رحمه الله!!!
# أقول رحم الله تلاميذ شيخ الاسلام, كيف لو رأوا ما كتبت!!
# بل ازيدك و أقول: حديث لا يعرفه شيخ الاسلام ليس بحديث!!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 06:58]ـ
أحيانا نسيء من حيث نريد النفع والخير
فهذا الموضوع مع احترامي لصاحبه
إلا أنه أثبت تشكيكا في إمامة شيخ الإسلام
في الحديث وإن كان يتضمن الدفاع
.. ومن الحكمة في نظري القاصر عدم
وضع أمثال هذه المواضيع
إلا أن توجد حاجة ماسّة بأن تنتشر شبهة ما
وتلوكها ألسنة من لا يفهم شيئا ..
فساعتها لا بأس به
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 08:03]ـ
لله درّ أبي تمام حيث يقول:
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود
"منقول"
قال الزرقاني في المواهب عند الكلام على حديثي (كنت نبيا وآدم بين الماء والطين) و (كنت نبيا ولا آدم ولا ماء ولا طين):
(صرح السيوطي في (الدرر) بأنه لا أصل لهما، والثاني من زيادة العوام، وسبقه إلى ذلك الحافظ ابن تيمية، فأفتى ببطلان اللفظين، وأنهما كذب، .. والسخاوي في فتاويه أجاب باعتماد كلام ابن تيمية في وضع اللفظين قائلا: وناهيك به اطلاعا وحفظا، أقر له المخالف والموافق، قال: وكيف لا يعتمد كلامه في مثل هذا، وقد قال فيه الحافظ الذهبي: ما رأيت أشد استحضارا للمتون وعزوها منه، وكأن السنة بين عينيه وعلى طرف لسانه، بعبارة رشيقة، وعين مفتوحة) اهـ
-منقول: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42411
وقال الذهبي رحمه الله: (وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة والمسند، بحيث يصدق عليه أن يقال: " كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث ").
"منقول".
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 10:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوه الأفاضل
أرى أنه يجب علينا التفريق في هذه المسألة بين أن كون شيخ الاسلام رحمه الله من الحفاظ و بين كونه رحمه الله يحتج ببعض الأحاديث الضعيفه
فالكلام الذي نقله الأخ عبدالرزاق يستدل به على كون شيخ الاسلام رحمه الله من الحفاظ و من أهل الاستنباط
و ليس عيبا أن يكون أحد أئمة المسلمين يحتج بالضعيف أو يورده في مصنفاته فيكفي النظر في الموطأ و المسند و مالك و أحمد من أئمة الحديث و الفقه رحمهما الله لكن ليس هناك إنسان معصوم من الخطأ أو الزلل و النسيان
و بصراحه لا أرى طريقة إجابة شيخ الفوزان صحيحة فلو بين للسائل وجه الخطأ مع الاستدلال لقوله لكان أفضل من هذا الزجر
فهو مدعاة غلو في شيخ الاسلام
ـ[أم معاذة]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 05:17]ـ
أرى أنه يجب علينا التفريق في هذه المسألة بين أن كون شيخ الاسلام رحمه الله من الحفاظ و بين كونه رحمه الله يحتج ببعض الأحاديث الضعيفه
ضعيفة عند غيره، صحيحة عنده.
و بصراحه لا أرى طريقة إجابة شيخ الفوزان صحيحة فلو بين للسائل وجه الخطأ مع الاستدلال لقوله لكان أفضل من هذا الزجر
فهو مدعاة غلو في شيخ الاسلام
بالله عليك، شخص أعطى لنفسه درجة تمكنه من الحكم على شيخ الإسلام بأنه ضعيف في الحديث! كيف تريد للشيخ أو غيره أن يرد عليه؟!!
لاحظ أن المسؤول عنه لم يتعقب شيخ الإسلام في حديث أو أكثر، ولكنه حكم عليه بأنه ضعيف في الحديث، هذا الوصف لو أطلق على عالم من المعاصرين لقامت الدنيا ولم تقعد!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 05:23]ـ
لا يلزم أن تكون صحيحة عنده
فلا يوجد محدث منذ عهد الرواية وإلى الآن
كانت كل كتبه خالية من الضعيف
فهذا من التوسع الدارج عندهم والتساهل
في مقام الوعظ ونحوه ..
قد تجد فيهم من يقرر مسألة عدم الاحتجاج بالضعيف وينتصر لها
لكن في الواقع العملي لن تجد مصنفا ولو كان لأكبر الجهابذة
خلا من الضعيف إلا أن يشترط .. فهذا هو الذي يقال فيه
صحيح عنده ..
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 08:14]ـ
بارك الله فيك وجزى الله الشيخ الفوزان خير الجزاء.
ورحم اللهُ شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -
العالِمُ قد يُورد الحديث الضعيف للتنبيه على ضعفه ..
وقد يُورد العالِمُ الحديث الضعيف - حتى في كتب العقيدة - والحديث نفسهُ يدل على ما دلّت عليه الأحاديث الصحيحه ..
فيسرد الضعيف لتأييد الأصل الذي دلّ عليه الحديث الصحيح ..
فيأتي بعضُ المتحذلقين، ويقفُ على مثل هذه الأحاديث الضعيفه في مصنفات هؤلاء الأئمة ويظنُ أن هذا الإمام قد غفلَ في إيراد هذا الحديث في هذا المصنف .. ومنْ ثَمَّ يحاول أن يفتح باب اللمز على هؤلاء الأئمة ..
وقد نبّه لهذا معالي الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله تعالى - في شرحه على كتاب أصول الإيمان للإمام محمد عبد الوهاب -رحمه الله تعالى - عندما أن الإمام المجدد قد يُورد بعض الأحاديث الضعيفة في بعض مصنفاتهِ، وذكر أن هذا أمرٌ سارَ عليه الأئمة من قديم، حتى العصور المتأخرة عندما نشأت مدرسة أهل الحديث في الهند في القرن الثالث عشر الهجري:
قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ ما نصهُ: [جاء كلام للمتأخرين أن الحديث الضعيف لا يعمل به في باب العقائد ولا يعمل به في الفقه، أما السلف والأئمة فمنهجهم:
أن الحديث الضعيف لا يستدل به في أصل من الأصول، بل إما في تأييده أو فرع من الفروع، ونص عبارة شيخ الإسلام قال:
(أهل الحديث لا يستدلون بحديث ضعيف في أصل من الأصول بل إما في تأييده أو في فرع من الفروع)
يعني:
أن أهل الحديث يستدلون بالحديث الضعيف في الفقهيات وهذا منهج معروف، فالأئمة مالك والشافعي وأحمد ومن صنف في السنن يحتجون بأحاديث ضعيفة على السنة لأن الحديث الضعيف عندهم خير من الرأي
وأما في العقيدة فإذا كان الحديث الضعيف أصلاً لم ترد العقيدة إلا في هذا الحديث فإنه لا يعتمد عليه، لأنه لا يستدل بحديث في أصل من الأصول وتبنى عليه عقيدة بل لا بد أن يكون الحديث صحيحاً وفي الحسن خلاف والصواب أن الحسن مثل الحديث الصحيح في الاحتجاج به.
والقسم الثاني:
أن يورد الحديث الضعيف في تأييد ما دلت عليه النصوص وفي الشواهد، فهذا كل عمل أئمة السنة على ذلك.
فلو نظرت في كتاب العرش لابن أبي شيبة لوجدت أن ثلثه أسانيده صحيحة والباقي وهو أكثر من ستين إسناد ضعيفة لكن لأنها في أصل ثابت استدل به وهذا عندهم له أيضاً أصل وهو: أن الحديث إذا كان ضعيفاً واشتمل على أشياء منها ما يؤيد الأصل ومنها ما هو جديد فإنهم يستدلون به في التأييد لما ثبت في الأصل وأما ما انفرد به الحديث الضعيف من الاعتقاد أو من الأمر الغيبي فإنهم لا يثبتونه.
مثل هذا الحديث فإنه اشتمل على أشياء ثابتة مؤيدة للنصوص فلا بأس بإيراده وما دل عليه، واشتمل على ذكر الأطيط وهو لم يرد إلا في هذا لذلك نقول:
نحن لا نثبت الأطيط لأجل أنه ما ورد إلا في هذا الحديث ونجعل الأطيط في معنى قول الله جل وعلا: (السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ) (المزمل: من الآية18) ومعنى قول الله جل وعلا: (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الشورى:5).
المتأخرون:
وخاصة لما نشأت مدرسة أهل الحديث في الهند في القرن الثالث عشر بالغوا في نفي الاستدلال بالحديث الضعيف ثم ورد هذا إلى البلاد الإسلامية الأخرى وكثر حتى ظُنَّ أن هذا هو المنهج الصحيح هذا ليس بمنهج وهو مخالف لطريقة أهل العلم المتقدمة وطريقتهم هي ما ذكرت لك من التفصيل فينتبه لهذا ويعتبر منهج حتى ما يضلل المتأخرون أئمتهم وسابقيهم هذا بلاء، لأجل هذا الأصل الذي ليس بأصل وهو أنهم قالوا: لا يحتج بالحديث الضعيف، ظن الظان أن معناه: أن الحديث الضعيف كالموضوع لا قيمة له ألبتة، والاستشهاد به أو الاستدلال به دليل ضعف المتكلم علمياً إلى آخره، هذا ليس بجيد، نعم ينبغي على من استشهد بحديث ضعيف أن يبين ضعفه إذا كان ضعفه غير محتمل يعني: لا يقرب من التحسين وأشباه ذلك فيبين ضعفه ثم يذكر ما فيه من الفوائد حسب القواعد التي ذكرت لك.
(يُتْبَعُ)
(/)
أنت لو رأيت كتب أهل العلم لوجدت أنهم يستشهدون بأحاديث كما ذكرنا لك، اعتبر هذا أو استقرأ هذا بما في كتب أهل الحديث المتقدمة والمتوسطة إلى قرابة هذه الأزمان لوجدت هذا هو المنهج الذي عندهم كتب التفسير كتب الحديث كتب الرقائق كلها على هذا المنوال.].
.
.
انتهى
من شرحِ الشيخ صالح آل الشيخ ِ لكتاب أُصول ِ الإيمان ِ
(باب) قول الله تعالى: "وَمَا قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ..
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 11:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوه الأفاضل
أرى أنه يجب علينا التفريق في هذه المسألة بين أن كون شيخ الاسلام رحمه الله من الحفاظ و بين كونه رحمه الله يحتج ببعض الأحاديث الضعيفه
فالكلام الذي نقله الأخ عبدالرزاق يستدل به على كون شيخ الاسلام رحمه الله من الحفاظ و من أهل الاستنباط
و ليس عيبا أن يكون أحد أئمة المسلمين يحتج بالضعيف أو يورده في مصنفاته فيكفي النظر في الموطأ و المسند و مالك و أحمد من أئمة الحديث و الفقه رحمهما الله لكن ليس هناك إنسان معصوم من الخطأ أو الزلل و النسيان
و بصراحه لا أرى طريقة إجابة شيخ الفوزان صحيحة فلو بين للسائل وجه الخطأ مع الاستدلال لقوله لكان أفضل من هذا الزجر
فهو مدعاة غلو في شيخ الاسلام
يا سبحان الله
أين هذا الغلو؟!!
بل لو سمعت الفتوى صوتياً لأحسست بإنزعاج الشيخ الحقيقي من الحكم الجائر بأن شيخ الإسلام ضعيف في الحديث.
إن كان شيخ الإسلام ضعيف في الحديث فمن الذي يكون قوي في الحديث؟!!!
وقد يكون هذا القائل لم يفتح أي كتاب في علم الحديث إلا من برامج البحث الإلكترونية!!
إن كنا ننزعج من قوم لا يحسنون قراءة الفاتحة، ولا يعلمون ما أقسام التوحيد، يتعقبون أكابر علماء أهل السنة في العقيدة وغيرها من العلوم الشرعية.
وعندما يأتي أحد المجاهيل يصف شيخ الإسلام بن تيمية بأنه ضعيف في الحديث فلا ننزعج ولا ننكر؟! وإن غضبنا أو انزعجنا يكون مدعاة للغلو!!!
انزعاج الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى في محله، ورده ولله الحمد موفق جداً.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[03 - Feb-2009, صباحاً 12:26]ـ
يا سبحان الله
أين هذا الغلو؟!!
بل لو سمعت الفتوى صوتياً لأحسست بإنزعاج الشيخ الحقيقي من الحكم الجائر بأن شيخ الإسلام ضعيف في الحديث.
إن كان شيخ الإسلام ضعيف في الحديث فمن الذي يكون قوي في الحديث؟!!!
وقد يكون هذا القائل لم يفتح أي كتاب في علم الحديث إلا من برامج البحث الإلكترونية!!
إن كنا ننزعج من قوم لا يحسنون قراءة الفاتحة، ولا يعلمون ما أقسام التوحيد، يتعقبون أكابر علماء أهل السنة في العقيدة وغيرها من العلوم الشرعية.
وعندما يأتي أحد المجاهيل يصف شيخ الإسلام بن تيمية بأنه ضعيف في الحديث فلا ننزعج ولا ننكر؟! وإن غضبنا أو انزعجنا يكون مدعاة للغلو!!!
انزعاج الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى في محله، ورده ولله الحمد موفق جداً.
يا أخي الفاضل
المشكلة أنت حكمت على الأخ السائل بدون أن تعلم على ماذا بنى قوله
ثانيا شيخ الاسلام ليس فوق النقد فلا يوجد كائنا من كان يتصف بالكمال خاصة في مجال العلم الشرعي الذي لا يمكن أن يحيط به فرد حتى لو كان شيخ الاسلام أو الامام أحمد و غيرهم رحمهم الله فلا أرى أن يكون عالم من العلماء ضعيف في مجال من مجالات العلم الشرعي عيبا وليس ذلك قدحا و لا مدعاة ذم
فلو سأل الشيخ صالح الفوزان السائل على ماذا بنى قوله قد يكون السائل معذورا فيما ذهب اليه أو اشتبه عليه أمر أو سمع أو قرأ شيئا حول هذا الأمر فكثير ممن يقرأ الكتب و التي يكتب محققوها أحكام العلماء بالضعف على الأحاديث التي يوردها مصنفوها و لا يعرف القارئ منهج المصنف و سبب ايراده لهذا الأثر أو ذاك قد يشتبه عليه الأمر
يا أخي انظر إلى إجابة الشيخ صالح ال الشيخ كيف بين و فصل و أزال الشبه عند من يرى مثلا ايراد الشيخ محمد بن عبدالوهاب للأحاديث الضعيفه هكذا هي إجابة العلماء و هكذا يجب أن تكون
أخيرا ألا ترى يا أخي الكريم أن السائل لو لم يكن حريصا على العلم لما سأل و حرص على ذلك و يكفيك ان تسمع السؤال لتعلم أنه أورده على سبيل الاستفهام و ليس على سبيل التقرير و نحن ندعوا لتوقير العلماء و ليس تقديسهم
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[03 - Feb-2009, صباحاً 12:31]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لاحظ أن المسؤول عنه لم يتعقب شيخ الإسلام في حديث أو أكثر، ولكنه حكم عليه بأنه ضعيف في الحديث، هذا الوصف لو أطلق على عالم من المعاصرين لقامت الدنيا ولم تقعد!
من أين استنتجت أن السائل و ليس المسؤول عنه لم يتعقب
و أين حكم على شيخ الاسلام بأنه ضعيف في الحديث بالله عليك هو سأل و لم يحكم أرجوا أن تسمع السؤال مرة أخرى
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[03 - Feb-2009, صباحاً 12:39]ـ
يا أخي الفاضل
المشكلة أنت حكمت على الأخ السائل بدون أن تعلم على ماذا بنى قوله
ثانيا شيخ الاسلام ليس فوق النقد فلا يوجد كائنا من كان يتصف بالكمال خاصة في مجال العلم الشرعي الذي لا يمكن أن يحيط به فرد حتى لو كان شيخ الاسلام أو الامام أحمد و غيرهم رحمهم الله فلا أرى أن يكون عالم من العلماء ضعيف في مجال من مجالات العلم الشرعي عيبا وليس ذلك قدحا و لا مدعاة ذم
فلو سأل الشيخ صالح الفوزان السائل على ماذا بنى قوله قد يكون السائل معذورا فيما ذهب اليه أو اشتبه عليه أمر أو سمع أو قرأ شيئا حول هذا الأمر فكثير ممن يقرأ الكتب و التي يكتب محققوها أحكام العلماء بالضعف على الأحاديث التي يوردها مصنفوها و لا يعرف القارئ منهج المصنف و سبب ايراده لهذا الأثر أو ذاك قد يشتبه عليه الأمر
يا أخي انظر إلى إجابة الشيخ صالح ال الشيخ كيف بين و فصل و أزال الشبه عند من يرى مثلا ايراد الشيخ محمد بن عبدالوهاب للأحاديث الضعيفه هكذا هي إجابة العلماء و هكذا يجب أن تكون
أخيرا ألا ترى يا أخي الكريم أن السائل لو لم يكن حريصا على العلم لما سأل و حرص على ذلك و يكفيك ان تسمع السؤال لتعلم أنه أورده على سبيل الاستفهام و ليس على سبيل التقرير و نحن ندعوا لتوقير العلماء و ليس تقديسهم
يا أخي وفقك الله تعالى لكل خير إجابة الشيخ ليست لها علاقة من قريب أو بعيد بالسائل.
والسائل وفقه الله تعالى، يعلم كما يعلم كل أحد إجابة الشيخ الفوزان قبل أن ينطقها.
كمن يسأل الشيخ الفوزان ويقول له هل صحيح أن الشيخ بن باز ضعيف في العقيدة؟
يسأل الشيخ الفوزان ليقوم الشيخ الفوزان بالرد والدفاع لا للإستفسار.
هذا واضح جداً من السؤال.
وفقك الله تعالى لكل خير.
ـ[سعد الحسيني]ــــــــ[03 - Feb-2009, صباحاً 01:19]ـ
صدى الذكريات رد رائع من الشيخ الفوزان حفظه الله عن شيخ الإسلام الذي ملأ بعلومه وكتبه الدنيا فأسال الله أن يرحمه وأن يسكنه فسيح جناته , جزاك الله خيرا صدى الذكريات ..
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 04:58]ـ
يا أخي انظر إلى إجابة الشيخ صالح ال الشيخ كيف بين و فصل و أزال الشبه عند من يرى مثلا ايراد الشيخ محمد بن عبدالوهاب للأحاديث الضعيفه هكذا هي إجابة العلماء و هكذا يجب أن تكون
نعم هكذا يجب ان تكون ,ويجب علينا نحن معاشر طلاب العلم ان نقوم العلماء من أمثال الشيخ صالح الفوزان , وأن نرشدهم بماآتانا الله من علمه إلى الطريقة المثلى في الإجابة , حسبي الله ونعم الوكيل لو قيل ربع هذا الكلام في حمود العقلا أو العلوان لاحمرت انوف وانتفخت أوداج.
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 05:00]ـ
بارك الله في الشيخ صالح الفوزان وجزى الله كاتب الموضوع خيرا هكذا يجب أن يذاد عن ا?ئمة لكن لايعرف ذلك إلا ا?ئمة من امثال الشيخ صالح - حفظه الله -.
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 07:11]ـ
ولو لم يكن يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين ابن قيم الرجوزية، صاحب التصانيف النافعة السائرة، التي انتفع بها الموافق والمخالف، لكان غاية في الدلالة على عظم منزلته.
أي والله .. !
رحمه الله تعالى ورحم تلميذه ..
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 07:21]ـ
بارك الله في الشيخ الفوزان
ورحم الله شيخ الإسلام
ونتمنى أن يسأل الشيخ أيضا عمن يطعن في الإمام أبي حنيفة ويقول بأنه ضعيف في الحديث حتى نسمع تأديبا آخر لمن يتجرأ على العلماء.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 07:54]ـ
الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه ضعفه في الحديث مثل الإمام البخاري وغيره
وهذا لا يضيره فقد غلب عليه الفقه حتى قال الشافعي: الناس في الفقه عيال على ابي حنيفة
والمقصود بتضعيفه عند من ضعفه من النقاد
في الضبط اي بالنسبة للمتقنين في هذا الشأن
بل إن الإمام الشافعي قال فيه أبو حاتم: صدوق! وهذا من تشدده رحمه الله تعالى
وثم رسالة دكتوراه توصل فيها الباحث إلى أن أبا حنيفة ثقة ثبت ولم أطلع عليها
والله اعلم
ـ[التبريزي]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 12:41]ـ
-ولولا هؤلاء ما راح الحافظ ابن حجر ولا جاء!
غلوٌ واستنقاص مع ركاكة في الأسلوب!!،،
ولا يستنقص أحدٌ من صاحب الفتح إلا جاهلٌ لا يعرف قدره ..
وعندما طُلب من الإمام العلامة الشوكاني رحمه الله تأليف شرح لصحيح البخاري أجاب: "لا هجرة بعد الفتح" ..
المثل يقول: "لا يعرف قدر العلماء إلا العلماء"، فماذا قال الحافظ ابن حجر عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله؟
(وشهرة إمامة الشيخ تقي الدين أشهر من الشمس, وتلقيبه بشيخ الاسلام في عصره باق إلى الآن على الالسنة الزكية ويستمر غدا كما كان بالامس, ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقداره, أو تجنب الانصاف فما أغلط من تعاطى ذلك أكثر عثاره, فالله تعالى هو المسؤول أن يقينا شرور أنفسنا وحصائد ألسنتنا بمنه وفضله) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إسلام الغرباوي أبو إدريس]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 02:01]ـ
لكن قابلني أحاديث حكم عليها ابن تيمية رحمه الله بالكذب , وهي ليس إلا ضعيفة الإسناد فقط
ومعلوم الفرق الشاسع بين الحديث الضعيف , والحديث المكذوب
ثم إن بعض الإخوة الكرام , عندهم بعض الغلو في بعض أهل العلم
فليس بلازم أن يكوم العالم قويا في بعض العلوم الشرعية , أن يكون بنفس القوة في سائرالعلوم
ـ[إسلام الغرباوي أبو إدريس]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 02:29]ـ
قال الشيخ الألباني رحمه الله في الضعيفة
321 - " من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان ".
موضوع.
رواه أبو يعلى في " مسنده " (4/ 1602) وعنه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (200/ 617) وكذا ابن عساكر (16/ 182 / 2) من طريق أبي يعلى وابن بشران في " الأمالي " (88/ 1) وأبو طاهر القرشي في " حديث ابن مروان الأنصاري وغيره " (2/ 1) من طريق يحيى بن العلاء الرازي عن مروان بن سليمان عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن الحسين بن علي مرفوعا.
قلت: وهذا سند موضوع، يحيى بن العلاء ومروان بن سالم يضعان الحديث.
وعزاه ابن القيم في " تحفة المودود " (ص 9) للبيهقي، ثم قال: وقال: إسناده ضعيف.
قلت: وفيه تساهل لا يخفى، ونحوه قول الهيثمي في " المجمع " (4/ 59): رواه أبو يعلى وفيه مروان بن سليمان الغفاري وهو متروك.
فتعقبه المناوي في " شرح الجامع الصغير " بقوله: وأقول: تعصيب الجناية برأسه وحده يؤذن بأنه ليس فيه من يحمل عليه سواه، والأمر بخلافه ففيه يحيى بن العلاء البجلي الرازي، قال الذهبي في " الضعفاء والمتروكين ": قال أحمد كذاب وضاع، وقال في " الميزان ": قال أحمد: كذاب يضع، ثم أورد له أخبارا هذا منها.
قلت: وقد خفي وضع هذا الحديث على جماعة ممن صنفوا في الأذكار والأوراد، كالإمام النووي رحمه الله، فإنه أورده في كتابه برواية ابن السني دون أن يشير ولوإلى ضعفه فقط، وسكت عليه شارحه ابن علان (6/ 95) فلم يتكلم على سنده بشيء! ثم جاء ابن تيمية من بعد النووي فأورده في " الكلم الطيب " ثم تبعه تلميذه ابن القيم، فذكره في " الوابل الصيب "، إلا أنهما قد أشارا إلى تضعيفه بتصديرهما إياه بقولهما ويذكر، وهذا وإن كان يرفع عنهما مسؤولية السكوت عن تضعيفه، فلا يرفع مسؤولية إيراده أصلا، فإن فيه إشعارا أنه ضعيف فقط وليس بموضوع، وإلا لما أورداه إطلاقا، وهذا ما يفهمه كل من وقف عليه في كتابيهما ولا يخفى ما فيه، فقد يأتي من بعدهما من يغتر بصنيعهما هذا وهما الإمامان الجليلان فيقول: لا بأس فالحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال! أو يعتبره شاهدا لحديث آخر ضعيف يقويه به، ذاهلا عن أنه يشترط في هذا أو ذاك أن لا يشتد ضعفه، وقد رأيت من وقع في شيء مما ذكرت، فقد روى الترمذي بسند ضعيف عن أبي رافع قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة، وقال الترمذي: حديث صحيح، والعمل عليه.
فقال شارحه المباركفوري بعد أن بين ضعف إسناده مستدلا عليه بكلمات الأئمة في راويه عاصم بن عبيد الله: فإن قلت: كيف العمل عليه وهو ضعيف؟ قلت: نعم هو ضعيف، لكنه يعتضد بحديث الحسين بن علي رضي الله عنهما الذي رواه أبو يعلى الموصلي وابن السني! فتأمل كيف قوى الضعيف بالموضوع، وما ذلك إلا لعدم علمه بوضعه واغتراره بإيراده من ذكرنا من العلماء، وكدت أن أقع أنا أيضا في مثله، فانتظر.
نعم يمكن تقوية حديث أبي رافع بحديث ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي يوم ولد وأقام في أذنه اليسرى.
أخرجه البيهقي في " الشعب " مع حديث الحسن بن علي وقال: وفي إسنادهما ضعف، ذكره ابن القيم في " التحفة " (ص 16).
قلت: فلعل إسناد هذا خير من إسناد حديث الحسن بحيث أنه يصلح شاهدا لحديث رافع والله أعلم.
فإذا كان كذلك، فهو شاهد للتأذين فإنه الذي ورد في حديث أبي رافع، وأما
الإقامة فهي غريبة، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقول الآن وقد طبع " الشعب ": إنه لا يصلح شاهدا لأن فيه كذابا ومتروكا، فعجبت من البيهقي ثم ابن القيم كيف اقتصرا على تضعيفه حتى كدت أن أجزم بصلاحيته للاستشهاد! فرأيت من الواجب التنبيه على ذلك وتخريجه فيما يأتي (6121).
ـ[إسلام الغرباوي أبو إدريس]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 02:44]ـ
قال الشيخ الألباني رحمه الله في الضعيفة
1162 - " إذا أقرض أحدكم قرضا فأهدي له، أو حمله على الدابة، فلا يركبها، ولا
يقبله إلا أن يكون جري بينه وبينه قبل ذلك ".
ضعيف
أخرجه ابن ماجه (2/ 81): حدثنا هشام بن عمار: حدثنا إسماعيل بن عياش: حدثني
عتبة بن حميد الضبي عن يحيى بن أبي إسحاق الهنائي قال: سألت أنس بن مالك:
الرجل منا يقرض أخاه المال فيهدي له؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
.. فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف ظاهر الضعف، فإن إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن
غير الشاميين وهذه منها لأن عتبة هذا بصري، وهو صدوق له أوهام كما في "
التقريب ".
وله علة أخرى فقد قال في " الزوائد ":
" في إسناده عتبة بن حميد الضبي ضعفه أحمد وأبو حاتم، وذكره ابن حبان في "
الثقات "، ويحيى بن أبي إسحاق لا يعرف ".
وأخرجه البيهقي (5/ 350) من طريق سعيد بن منصور: حدثنا إسماعيل بن عياش به
إلا أنه قال: " يزيد بن أبي يحيى "، ثم أخرجه من طريق أخرى عن هشام به مثل
رواية ابن ماجه. ثم قال البيهقي:
" قال المعمري: قال هشام في هذا الحديث: " يحيى بن أبي إسحاق الهنائي "،
ولا أراه إلا وهم، وهذا حديث يحيى بن يزيد الهنائي عن أنس، ورواه شعبة
ومحمد بن دينار فوقفاه ".
قلت: ويحيى بن يزيد من رجال مسلم لكن استظهر ابن التركماني في " الجوهر النقي
" أن الحديث لابن أبي إسحاق لا لابن يزيد. وقد علمت أن ابن أبي إسحاق هذا
مجهول، وبه صرح الحافظ في " التقريب ".
وبالجملة فللحديث خمس علل:
1 - ضعف إسماعيل بن عياش.
2 - ضعف عتبة بن حميد الضبي.
3 - الاضطراب في سنده.
4 - جهالة ابن أبي يحيى.
5 - روايته موقوفا.
فالعجب من رمز السيوطي لحسنه كما نقله المناوي في " الفيض " ثم تبناه في "
التيسير "! وأعجب منه قول العزيزي: " وهو حديث صحيح " كما نقله شارح "
الموافقات " (2/ 384) فإن الحديث مع هذا الضعف الذي في إسناده يعارضه حديث أبي
هريرة في " الصحيحين " وغيرهما أن رجلا تقاضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأغلظ له، فهم أصحابه به، فقال: " دعوه؛ فإن لصاحب الحق مقالا، اشتروا له
بعيرا فأعطوه "، قالوا: إنا نجد له سنا أفضل من سنه، قال: " اشتروه،
فأعطوه إياه؛ فإن خيركم أحسنكم قضاء ". وأحاديث زيادته صلى الله عليه وسلم
في الوفاء وحثه على ذلك كثيرة مستفيضة أخرجها البيهقي (5/ 351 - 352) وبعضها
في " صحيح البخاري ".
ففي هذه الأحاديث إقراره صلى الله عليه وسلم للدائن على أخذ الزيادة التي قدمها
إليه المدين باختياره، وحض المدين على الزيادة في الوفاء، وقد أمر بذلك
صلى الله عليه وسلم بقوله: " من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تستطيعوا
أن تكافئوه، فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه ". وهو مخرج في " الصحيحة
" (254).
ثم رأيت لشيخ الإسلام ابن تيمية بحثا حول هذا الحديث في " إقامة الدليل على
إبطال التحليل " (ص 127 - 128) ج3 من الفتاوي ذهب فيه إلى أن الحديث حديث حسن
. وأن راويه عن أنس قال: " إنما هو - والله أعلم - يحيى بن يزيد الهنائي،
فلعل كنية أبيه أبو إسحاق وهو ثقة من رجال مسلم، قال: وعتبة بن أبي حميد
معروف بالرواية عن الهنائي، قال فيه أبو حاتم: هو صالح الحديث، وأبو حاتم
من أشد المزكين شرطا في التعديل، وقد روى عن الإمام أحمد أنه قال: هو ضعيف
ليس بالقوي، لكن هذه العبارة يقصد بها أنه ممن ليس يصحح حديثه، بل هو ممن
يحسن حديثه، وقد كانوا يسمون حديث مثل هذا ضعيفا ويحتجون به لأنه حسن، إذ
لم يكن الحديث إذ ذاك مقسوما إلا إلى صحيح وضعيف، وفي مثله يقول الإمام أحمد
: الحديث الضعيف خير من القياس. يعني الذي لم يقوقوة الصحيح، مع أن مخرجه
حسن. وإسماعيل بن عياش حافظ ثقة في حديثه عن الشاميين وغيرهم، وإنما يضعف
حديثه عن غيرهم نظر، وهذا الرجل بصري الأصل ".
قلت: وفي هذا الكلام ملاحظات، أهمها قوله: " إن حديث إسماعيل صحيح عن
(يُتْبَعُ)
(/)
الشاميين وغيرهم، وإنما يضعف حديثه عن الحجازيين فقط ".
وهذا عندي خطأ والصواب العكس تماما، أعني حديثه عن الشاميين فقط صحيح وعن غيرهم من الحجازيين والعراقيين ضعيف وهو ما صرحت به عبارات الأئمة بعضهم
بصريح كلامهم وبعضهم بعمومه فقال ابن معين في رواية مضر بن محمد الأسدي عنه:
" إذا حدث عن الشاميين وذكر الخبر فحديثه مستقيم، وإذا حدث عن الحجازيين
والعراقيين خلط ما شئت ".
وقال أحمد:
" هو في الشاميين أحسن حالا مما روى عن المدينيين وغيرهم ".
ونحوه عن أبي داود. وقال ابن المديني:
" كان يوثق فيما روى عن أصحابه أهل الشام، فأما ما روى عن غير أهل الشام ففيه
ضعف ".
وفي رواية ابنه عبد الله عنه:
" خلط في حديثه عن أهل العراق ".
وقال ابن عدي:
" وحديثه عن الشاميين مستقيم وهو في الجملة ممن يكتب حديثه ويحتج به في حديث
الشاميين خاصة " (1).
وقال الحافظ في " تهذيب التهذيب ":
" وضعف روايته عن غير الشاميين أيضا النسائي وأبو أحمد الحاكم والبرقي
والساجي ".
قلت: والبخاري أيضا، ونص كلامه كما في " تاريخ بغداد " (6/ 224):
" إذا حدث عن أهل بلده فصحيح، وإذا حدث عن غير أهل بلده ففيه نظر ".
فهذه النقول عن هؤلاء الفحول تؤيد ما ذهبنا إليه، وهو المشهور عند المشتغلين
بعلم السنة كما قال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم ".
وقد أفسد جملته الأخيرة المحشي عليه حيث قال:
" مخلط في غيرهم. أي عن أهل الحجاز ".
وهذا خطأ كخطأ ابن تيمية، وقصد الحافظ بعبارته أوسع من ذلك. ولم أجد من
سبق شيخ الإسلام إلى القول بأن حديثه عن الشاميين وغيرهم إلا الحجازيين صحيح.
وقد بين ابن حبان سبب ضعفه في غير الشاميين بقوله في " الضعفاء " (1/ 125):
" كان إسماعيل من الحفاظ المتقنين في حداثته، فلما كبر تغير حفظه، فما حفظ
__________
(1) وانظر كلامه في الحديث الآتي (1197). اهـ
في صباه أتى به على جهته، وما حفظ على الكبر من حديث الغرباء غلط فيه،
وأدخل الإسناد في الإسناد، وألزق المتن بالمتن وهو لا يعلم، فمن كان هذا
نعته حتى صار الخطأ في حديثه يكثر، خرج عن حد الاحتجاج به ".
وقد ذكر الخطيب أن إسماعيل قدم قدمتين: الأولى إلى الكوفة، والأخرى إلى
بغداد، وولاه أبو جعفر المنصور خزانة الكسوة، وحدث بها حديثا كثيرا، ثم
حكى أن وفاته كانت سنة إحدى أواثنتين وثمانين ومائة. ولكنه لم يذكر موضع
وفاته أهو بغداد أم حمص.
إذا عرفت ما سبق يتبين لك أن الحديث ضعيف الإسناد لأن شيخ إسماعيل فيه بصري غير شامي، وأن الشيخ ابن تيمية أخطأ في تحسينه، كيف لا وفي الحديث العلل الأخرى
؟ والجواب عن بقية كلام الشيخ يطول وحسبنا ما تقدم.
هذا من جهة إسناد الحديث، وأما من جهة متنه فقد ذكرت فيما تقدم أنه معارض
بحديث الصحيحين مما يؤكد ضعفه، ولكن شيخ الإسلام رحمه الله حمله على الهدية
قبل الوفاء، فإذا صح هذا فلا تعارض بينهما، لكن ظاهر هذا الحديث أعم من ذلك،
نعم ذكر الشيخ آثارا عن بعض الصحابة، بعضها صريح بما حمل عليه الحديث، لكن
البحث إنما هو في متن الحديث هل هو خاص بما ذكر أوهو أعم من ذلك كما يظهر لنا
؟ وقد قال الشيخ بعد تلك الآثار:
" فنهي النبي صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه المقرض عن قبول هدية المقترض قبل
الوفاء لأن المقصود بالهدية أن يؤخر الاقتضاء وإن كان لم يشترط ذلك ولم يتكلم
به فيصير بمنزلة أن يأخذ الألف بهدية ناجزة وألف مؤخرة وهذا ربا، ولهذا جاز
أن يزيده عن الوفاء ويهدي له بعد ذلك لزوال معنى الربا ".
وهذا كلام فقيه، وإنما البحث في إسناد الحديث ومعناه كما تقدم. فتأمل.
ـ[إسلام الغرباوي أبو إدريس]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 02:51]ـ
قال الشيخ الألباني رحمه الله في الضعيفة
1612 - " إذا خفيت الخطيئة لم يضر إلا صاحبها، فإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة ".
موضوع.
رواه ابن أبي الدنيا في " العقوبات " (64/ 1) عن مروان بن سالم عن عبد الرحمن بن عمرو عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا. ومن هذا الوجه رواه الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " (7/ 268) و" الجامع "، ورمز له بالحسن! وقلده صاحب " التاج " (5/ 238) فتعقبه المناوي بقوله: " رمز لحسنه وهو غير صواب، فقد أعله الهيثمي وغيره بأن فيه مروان بن سالم الغفاري متروك ".
قلت: وقال أبو عروبة الحراني: " يضع الحديث ". وأشار الحافظ إلى هذا بقوله في " التقريب ": " متروك، ورماه الساجي وغيره بالوضع ". قلت: ولهذا فقد أساء المناوي وتساهل حين قال في " التيسير ": " وفيه ضعف خلافا لقول المؤلف: حسن ". وذلك لأن مثل هذا التضعيف، إنما يقال فيمن كان صدوقا سيء الحفظ، وقد عرف هو نفسه أن فيه متروكا متهما، ومثله أحسن أحواله أن يكون ضعيفا جدا. على أن رموز السيوطي في " الجامع الصغير " لا يوثق بها لأسباب ذكرتها في مقدمة " صحيح الجامع " و" ضعيف الجامع "، فليراجع من شاء.
وأسوأ من ذلك أن شيخ الإسلام ابن تيمية أورد الحديث في " السياسة الشرعية " (ص 75 - دار الكتاب العربي بمصر - الطبعة الرابعة) ساكتا عليه دون أي تخريج. ليغتر به وبرمز السيوطي الدكتور فؤاد في تعليقه على " الأمثال " (ص 85)، فيصف الحديث بقوله: " ضعيف ". وعلى الرغم من نقله عن الهيثمي إعلاله إياه بمروان المتروك، وتعميته
حكمي على الحديث بالوضع، رد ذلك كله بسكوت ابن تيمية، وقال: " فهو ليس موضوعا ولا شديد الضعف "!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إسلام الغرباوي أبو إدريس]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 02:59]ـ
قال الشيخ الألباني رحمه الله في الضعيفة في تخريج حديث 4634 - (من قرأ (قل هو الله أحد) ثلاث مرات؛ فكأنما قرأ القرآن أجمع).
ضعيف جداُ " ثم خرجه تخريجا مطولا "
ثم قال: (تنبيه): قد عرفت مما سبق أن طرق الحديث ضعيفة كلها، بل هي شديدة الضعف؛ بحيث لا يمكن أن يقال: إن بعضها يقوي بعضاً، لا سيما والمحفوظ في الأحاديث الصحيحة:
" (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن"؛ دون تثليث قراءتها، فلا أدري كيف جزم شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه لفظ من ألفاظ الحديث - يعني: الصحيح -؟! انظر كتابه: "جواب أهل الإيمان في أن (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن"، وهو مطبوع في مصر والشام وغيرها، وهو في أول المجلد السابع عشر من "مجموعة الفتاوى"
ـ[إسلام الغرباوي أبو إدريس]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 03:06]ـ
قال الشيخ الألباني رحمه الله في الضعيفة
5384 - (لما مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ جاءه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد! أرسلني الله عز وجل إليك؛ تكريماً لك، وتشريفاً لك، وخاصة لك، أسألك عما هو أعلم به منك: يقول: كيف تجدك؟ قال: أجدني - يا جبريل - مغموماً، وأجدني - يا جبريل -؛ مكروباً. ثم جاءه اليوم الثاني، فقال ذلك له، فرد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - كما رد عليه أول يوم. ثم جاءه اليوم الثالث، فقال له كما قال أول يوم، ورد عليه كما رد. وجاء
معه ملك يقال له: إسماعيل على مئة ألف ملك، كل ملك منهم على مئة ألف ملك؛ فاستأذن فسأل عنه؛ ثم قال جبريل: هذا ملك الموت؛ يستأذن عليك، ما استأذن على آدمي قبلك ولا يستأذن على آدمي بعدك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ائذن له. فأذن له، فسلم عليه، ثم قال: يا محمد! إن الله عز وجل أرسلني إليك، فإن أمرتني أن أقبض روحك قبضته، وإن أمرتني أن أتركه تركته. قال: أو تفعل يا ملك الموت؟! قال: نعم؛ بذلك أمرت، وأمرت أن أطيعك! قال: فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جبريل عليه السلام، فقال جبريل: يا محمد! إن الله عز وجل اشتاق إلى لقائك. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لملك الموت:
امض لما أمرت به. فقبض روحه. فلما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجاءت التعزية؛ سمعوا صوتاً من ناحية البيت: سلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته! إن في الله عزاءً من كل مصيبة؛ وخلفاً من كل هالك، ودركاً من كل ما فات، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا: فإنما المصاب من حرم الثواب! فقال علي عليه السلام: أتدرون من هذا؟ هذا الخضر عليه السلام).
موضوع
ثم قال رحمه الله بعد أن أفاض في تخريجه: " إذا عرفت هذا الحديث وشدة ضعفها؛ فمن الغريب اعتماد شيخ الإسلام ابن تيمية على الطريق الأولى في ميله في فتوى له إلى القول بحياة الخضر في حياته - صلى الله عليه وسلم -! فقد سئل عنها في استفتاء له، فأجاب بقوله:
"وأما حياته؛ فهو حي، والحديث المذكور: "لو كان حياً لزارني"؛ لا أصل له، ولا يعرف له إسناد، بل المروي في "مسند الشافعي" وغيره: أنه اجتمع بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن قال: إنه لم يجتمع بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد قال ما لا علم له به؛ فإنه من العلم الذي لا يحاط به ... "!!
قلت: وهذه الفتوى كأنها كانت منه قبل أن يتمكن من العلم الصحيح؛ فإن أكثر فتاوته على خلافها، وأن الخضر مات، وأنه لو أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - لوجب عليه أن يأتيه وينصره، كما بينت ذلك من كلامه في مقدمتي لكتاب "رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار" للإمام الصنعاني، وهو تحت الطبع (1).
وقوله: "إنه اجتمع بالنبي - صلى الله عليه وسلم -"! كأنه يعني: بعد وفاته معزياً به. وهذا هو الذي رواه الشافعي وغيره كما رأيت. وسكوته عن إسناده - بل واحتجاجه به على حياته، ورده على من قال بوفاته ونسبته إلى القول بغير علم - من شطط القول، لا سيما وهو ممن يشمله رده!!
ـ[إسلام الغرباوي أبو إدريس]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 03:12]ـ
قال الشيخ الألباني رحمه الله في الضعيفة
5450 - (يا أبا بكر! برد أمرنا وصلح) (1).
ضعيف جداً
(يُتْبَعُ)
(/)
رواه ابن أبي خيثمة في "التاريخ" (ص 21 - مصورة الجامعة الإسلامية)، وابن عبدالبر في "التمهيد" (24/ 73)، وابن عدي في "الكامل" (ق 28/ 2)، والخطابي في "غريب الحديث" (ق 33/ 1 - ظاهرية و 1/ 180 - 181 - جامعة أو القرى) عن الحسين بن حريث: حدثنا أوس ابن عبد الله بن بريدة: حدثني الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه:
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما توجه نحو المدينة؛ خرج بريدة الأسلمي في سبعين راكباً من أهل بيته من بني سهم، فيتلقى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ليلاً. فقال له:
"من أنت؟ ". قال: بريدة. فالتفت إلى أبي بكر، وقال:
"يا أبا بكر! برد أمرنا وصلح". ثم قال:
"ممن؟ ". قال: من أسلم. قال لأبي بكر: "سلمنا". ثم قال:
"ممن؟ ". قال: من بني سهم. قال:
"خرج سهمك".
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ أوس هذا متروك؛ كما قال الدارقطني. ونحوه قول البخاري:
"فيه نظر".
وله طريق أخرى، ولكنها واهية أيضاً؛ لأنها من رواية عبد العزيز بن عمران: حدثنا أفلح بن سعيد عن سليمان بن فروة عن أبيه عن بريدة الأسلمي به مختصراً؛ قال:
لما أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مهاجره؛ لقي ركباً، فقال:
"يا أبا بكر! سل القوم ممن هم؟ ". قالوا: من أسلم. قال:
"سلمت يا أبا بكر! سلهم من أي أسلم؟ ". قالوا: من بني سهم. قال:
"ارم بسهمك يا أبا بكر! ".
أخرجه البزار في "مسنده" (2/ 301 - 302 - كشف الأستار)، وقال:
"لا نعلم رواه إلا بريدة، ولا نعلم له إلا هذا الطريق"!
كذا قال! والطريق الأولى ترد عليه. وقد أعل هذه الهيثمي في "المجمع" (6/ 55) بقوله:
"وعبد العزيز بن عمران الزهري متروك".
(تنبيه): كان الداعي إلى تخريج الحديث: أنني شرعت قريباً في أواسط شهر الله المحرم سنة (1404) في اختصار كتاب ابن قيم الجوزية: "تحفة المودود في أحكام المولود"، فمر بي هذا الحديث، وقد عزاه في موضع لابن أبي خيثمة، وفي آخر لأبي عمر بن عبدالبر في "الاستذكار"؛ ساكتاً عليه فيهما، فتذكرت أن شيخه ابن تيمية كان قد ذكر طرفاً منه في كتابه "الكلم الطيب" الذي كنت حققته وخرجت أحاديثه، ثم طبعته سنة (1385) في المكتب الإسلامي، ذكره مع أحاديث أخرى (ص 125 - 127) قائلاً:
"هذه الأحاديث في (الصحاح) ".
فعلقت عليه يومئذ بأنني لم أعثر عليه، وأبديت شكي في كونه في "الصحاح"! والآن تأكدت من خطأ عزوه إليها، وتبينت أن إسناد الحديث ضعيف جداً: والله تعالى هو الموفق الهادي
ـ[إسلام الغرباوي أبو إدريس]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 03:21]ـ
قال الشيخ الألباني رحمه الله في الضعيفة
6430 - (كَانَ يَجْهَرُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} بِمَكَّةَ، وَكَانَ
أَهْلُ مَكَّةَ يَدْعُونَ (مُسَيْلِمَةَ): الرَّحْمَانَ، فَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّداً يَدْعُو إِلَى
إِلَهِ الْيَمَامَةِ؛ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْفَاهَا، فَمَا جَهَرَ بِهَا حَتَّى مَاتَ).
منكر.
أخرجه أبو داود في "المراسيل" (89/ 34) من طريق عَبَّاد بْن الْعَوَّامِ
عَنْ شَرِيكٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: ... فذكره هكذا مرسلاً. قال:
حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ..
قلت: فهو إسناد ضعيف:
أولاً: لإرساله، وقد روي مسنداً عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ، ولا يصح - كما يأتي -.
ثانياً: شريك - وهو: ابن عبد الله القاضي النخعي -، وليس بالقوي من جهة
حفظه.
ثالثاً: المخالفة في إسناده، فقال يحيى بن طلحة اليربوعي: ثنا عباد بن
العوام بإسناده المتقدم، إلا أنه أسنده فقال:
"عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ قال ".
أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 439 - 440)، وفي "الأوسط" (2/ 115 -
116 - مجمع البحرين)، وقال:
"لم يروه عن سالم إلا شريك، تفرد به عبادة ".
قلت: ويحيى بن طلحة اليربوعي ليِّن الحديث - كما في "التقريب" -، فلا
يعارض بمثله عباد بن موسى - وهو الخَتَلي -، فإنه ثقة من رجال الشيخين - ولا
سيما - وقد توبع على إرساله، فقال إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في
"الزيلعي" (1/ 346) -: أنبأنا يحيى بن آدم: أنبأنا شريك ... به مرسلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويحيى: ثقة أيضاً من رجال الشيخين، فاتفاق هذا وعباد بن العوام على
إرساله، مما لا يدع مجالاً للشك في خطأ من أسنده.
وقد وهم بعضهم على إسحاق بن راهويه، فذكر في إسناده ابن عباس!
أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (1/ 515 - 516) بإسناده عن إسحاق ...
به. وأعله بقوله:
هكذا أخبرناه أبو القاسم بن حبيب، وإنما رواه إسحاق عن يحيى بن آدم
مرسلاً ".
يشير إلى أن الخطأ من ابن حبيب هذا، ولعله من أجل مثل هذا الخطأ تكلم
فيه الحاكم - كما حكاه عنه الذهبي في "السير" (17/ 237 - 238) - وهذه الترجمة
مما يستدرك على "اللسان".
رابعاً: المخالفة في المتن، وذلك من ناحيتين:
الأولى: أنه ليس في رواية ابن راهويه، ولا في رواية الطبراني قوله:
"فأمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخفاها ... " إلخ.
وقالا:
"فلما نزلت هذه الآية (يعني البسملة)، أمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن لا يجهر بها"
فزاد نزول الآية!
وخالف ذلك كله ابن حبيب، فقال:
فأنزل الله تعالى {ولا تجهر بصلاتك}، فيسمع المشركون فيهزأون: {ولا
تخافت بها} عن أصحابك، فلا تسمعهم: {وابتغ بين ذلك سبيلا}.
وهذا منكر جداً، فإنه مع مخالفته لكل الروايات المتقدمة - على ضعفها - فهو
مخالف لحديث أبي بشر عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}، قَالَ:
نَزَلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخْتَفٍ بِمَكَّةَ، كَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ، رَفَعَ صَوْتَهُ
بِالْقُرْآنِ، فَإِذَا سَمِعَهُ الْمُشْرِكُونَ، سَبُّوا الْقُرْآنَ، وَمَنْ أَنْزَلَهُ، وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ}، أَيْ: بِقِرَاءَتِكَ فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ، فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ:
{وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} عَنْ أَصْحَابِكَ فَلَا تُسْمِعُهُمْ: {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً}.
أخرجه البخاري (4722)، ومسلم (2/ 34)، والترمذي (3145 - 3146)،
والنسائي في "الكبرى" (6/ 384/11300)، والبيهقي (2/ 195)، وأحمد (1/
215)،وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
قلت: ففي هذا الحديث الصحيح: أن هذه الآية إنما نزلت في قراءة القرآن لا
في البسملة - كما قال الزيلعي -، وابن حبيب جمع بين هذا الحديث الصحيح،
وذاك الحديث المنكر.
وقد أعله الحافظ في "الدراية" (1/ 136) من وجه آخر، فقال:
"والمتن معلول من جهة أن مسيلمة لم يكن يدعي الألوهية، ومن جهة
التسمية (الأصل: التسليم!)،لكن في نص الخبر أنه يدعى (رحمان اليمامة،
ولفظ (الرحمن) في بقية الفاتحة، وهو قول: (الرحمن الرحيم) بعد: (الحمد لله
رب العالمين)، فلا معنى للإسرار بالبسلمة لأجل ذكر: (الرحيم)، مع وجود ذكر:
(الرحمن) عقب ذلك ".
وهذا غاية في تحقيق نكارة الحديث، فالعجب من شيخ الإسلام ابن تيمية
كيف قال في "مجموع الفتاوى" (22/ 371):
" وَقَدْ رَوَى الطبراني بِإِسْنَادِ حَسَنٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَجْهَرُ
بِهَا إذْ كَانَ بِمَكَّةَ، وَأَنَّهُ لَمَّا هَاجَرَ إلَى الْمَدِينَةِ تَرَكَ الْجَهْرَ بِهَا حَتَّى مَاتَ "!
وأنا على مثل اليقين أنه كتب هذا من حافظته، دون أن يتسنى له الرجوع
إلى إسناده، ليرى أن فيه شريكاً القاضي ويحيى بن طلحة اليربوعي، ولو أنه قُيِّض
لع التوسع في البحث وجمع الطرق والألفاظ، لتبينت له تلك العلل.
وإن مما يؤكد لك ذلك أنه ذكر باللفظ الملفق من لفظ مرسل أبي داود، و"مسند
الطبراني "، وكلاهما ليس فيهما أن الترك كان: لما هاجر إلى المدينة. فجلَّ من لا
يضل ولا ينسى.
ولقد استروح إلى هذا التحسين المعلق على "نصب الراية" (1/ 324)، دون
أي بحث أو تحقيق، وما ذاك إلا لأنه وافق المذهب الحنفي!
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 05:17]ـ
من يقول بأن شيخ الإسلام حكم على بعض الأحاديث بأنها مكذوبة، إلا أنها ضعيفة فقط
هو يحاكمه لبعض اجتهادات المتأخرين
ولا شك أن طالب العلم ينبغي أن يعلم أن مسائل التصحيح والتضعيف، مسائل اجتهادية
وكل محدث له قواعد خاصة به
ـ[يعقوب بن مطر العتيبي]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 05:26]ـ
جزى الله الشيخ صالحاً خيرا ...
والحقّ أن مثل هؤلاء لا ينبغي أن يشغَل العلماء بهم .. وإيراد أقوالهم يغني عن ردّها (كما كان يقول الأئمّة رحمه الله تعالى) ..
وأين من طعنوا في الإمام أبي العبّاس ابن تيمية رحمه الله ظلما وعدوانا في زمانه وألّبوا عليه واستعدوا حكّام عصرهم .. لقد أصبحوا ولا يكاد يعرفهم اليوم أحد ..
نعم .. لا عصمة لهؤلاء الأجلّة ولا لغيرهم .. لكن فرق بين الناقد بعلمٍ وبين الجاهل الذي لا يستطيع فهم عبارة الإمام فضلا عن أن يتصدّر لنقدها .. !
جزى الله الناقل والإخوة جميعا خيرا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 05:42]ـ
ولولا هؤلاء ما راح الحافظ ابن حجر ولا جاء!
!!!!
العجب كل العجب ممن يردد كل ماسمعه بلا تمحيص ولا روية
يارجل اذا لم تتق الله فيما تنقل فلا أقل من الحياء
أستغفر الله لي ولك
ـ[زيد عبيد زيد]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 06:00]ـ
الأخوة الكرام
أظن أن غرض الأخ صاحب الموضوع كان بيان تأديب العلماء لمن يأنسون منهم إعجابا بالنفس، وليس الغرض أن شيخ الاسلام رحمه الله تعالى لا يقول شيئا في تصحيح وتضعيف الحديث إلا كان مصيبا فهذا ما لا يدعيه أحد عنده علم لأحد من أهل العلم المتقدمين والمتأخرين، وكل يؤخذ من قوله ويرد.
لذا أظن أنه لا معنى للاسترسال في ذكر أحاديث أوردها شيخ الاسلام ومناقشة هل الحكم كما قال أو لا؟
وفقكم الله ونفع بكم
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 07:59]ـ
يا أخي الغرباوي:
النادر لا حكم له عند العلماء!
فقد يند من الذاكرة حكم ما على حديث معين، ولكن البحر يبقى بحرا، والرحب يبقى رحبا،والحبر يبقى حبرا.
ورحمة الله تعالى على أولئكم القوم الذين ذادوا عن حياض الإسلام.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 09:23]ـ
للفائدة: في هذا الموضوع يمكن مراجعة كتاب ((شيخ الإسلام ابن تيمية وجهوده في الحديث وعلومه)) للدكتور عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي (4 مجلدات)، من مطبوعات دار العاصمة.
وكتاب ((شيخ الإسلام ابن تيمية محدثًا)) للدكتور عدنان شلش، من مطبوعات دار النفائس.
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل, هل هذان الكتابان مرفوعان تصويرا على الشبكة.
ـ[إسلام الغرباوي أبو إدريس]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 09:26]ـ
يا أخي الغرباوي:
النادر لا حكم له عند العلماء!
فقد يند من الذاكرة حكم ما على حديث معين، ولكن البحر يبقى بحرا، والرحب يبقى رحبا،والحبر يبقى حبرا.
ورحمة الله تعالى على أولئكم القوم الذين ذادوا عن حياض الإسلام.
والحمد لله رب العالمين.
الإنصاف مطلوب , والغلو في أهل العلم غير مرغوب به
فهل ابن تيمية رحمه الله بارع في الحديث وعلومه كالذهبي وابن حجر وابن رجب والزيلعي وأمثالهم
ثم أين مصنفاته وكتبه ومشاركاته في هذا العلم
كل العلماء الذين ذكرتهم لهم مصنفات كثيرة , إن لم يكن جل مصنفاتهم في الحديث وعلومه
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 09:59]ـ
نعم ابن تيمية لا يقل عن هؤلاء في الحديث ومعرفة الرجال والعلل بل هو أجل
وكونه صرف همته في بعض الجوانب فليس لك الحكم عليه بهذا وقد بين سبب استفراغه جهده
للرد على المبتدعة, وأرجو أن تطالع كلام الذهبي فيه بخصوص علم الحديث دراية ورواية
والخلاصة أنه لم يؤلف كتابا مخصصافي الحديث كشرح لأحد كتب السنن وغيره فلا يحق لك الحكم عليه جزافا
والاستماتة في سبيل ذلك
ولا أظنك أدرى بمبلغ علم شيخ الإسلام من الحافظ الذهبي!
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 10:59]ـ
من المعلوم أنّ كلّ من فَرَّغ نفسه لعلم أو فنّ, وقَضَّى فيه اوقاته وشغل به نفسه ليله ونهاره, بحثا ومطالعة وتدريسا وتأليفا, كان أقعدَ به من غيره, وإن كان لهذا الغير مشاركة قوية لا تُنكر, والعلوم أقسام وأرزاق قسمها الله بين عباده, والله أعلم.
ـ[إسلام الغرباوي أبو إدريس]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 12:44]ـ
من المعلوم أنّ كلّ من فَرَّغ نفسه لعلم أو فنّ, وقَضَّى فيه اوقاته وشغل به نفسه ليله ونهاره, بحثا ومطالعة وتدريسا وتأليفا, كان أقعدَ به من غيره, وإن كان لهذا الغير مشاركة قوية لا تُنكر, والعلوم أقسام وأرزاق قسمها الله بين عباده, والله أعلم.
هذا ما أريد أن أقوله بارك الله فيك أخي الكريم
فمن الظلم البين أن تجعل هذا مثل هذا
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 02:06]ـ
هذا ما أريد أن أقوله بارك الله فيك أخي الكريم
فمن الظلم البين أن تجعل هذا مثل هذا
الله يغفر لك -وإن كان أبو القاسم قد أجابك- بل هو خير من تلاميذه الذين ذكرت،وإلا فكيف تتخلص من قول الذهبي: كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث؟!! وهنا أسوق كلامه بالمعنى.
يا أخي:
اعلم أن العالم المتمكن من فن ما أو فنون ما، وإن لم يصنف فيها فهو إمام فيها ما دام أنه يدرسها ويرجح بها،وشيخ الإسلام كذلك، فهو يدرسها لمن ذكرت من تلاميذه،وأيضا هو يستحضر حال التأليف في الفنون الأخرى قواعد هذا الفن وغيره من الفنون لكي يخرج المسائل ويحل النوازل، فلا تظنن أن العالم إذا أفتى في المسائل لا يستحضر القواعد المتعلقة بهذا العلم أو بذاك، ومن المعلوم أن استحضار العلوم هو مذاكرة لها ونضج لصاحبها.
فتأمل يا رعاك الله تعالى.(/)
هل التأمين الإجتماعي هو من قبيل التأمين التعاوني الجائز؟
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 12:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل التأمين الإجتماعي هو من قبيل التأمين التعاوني الجائز؟(/)
مصادر مهمة لأطروحة دكتوراه
ـ[علي المدني]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 03:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأعزاء رواد هذا المنتدى الكريم، السلام عليكم أجمعين.
منذ أن عرفت بهذا المنتدى وأنا أنهل مما يرد فيه من كنوز، والحمد لله، غير أن المرء لا يمكن أن يحصل على كل شيء بسهولة ويسر. فثمة بعض المصادر التي أحتاجها في إتمام أطروحة الدكتوراه في الأدب العربي في العصر العباسي، لم أستطع الحصول عليها لا في المكتبات ولا على شبكة الإنترنت، وأتمنى منكم أن تعينوني في الوصول إليها أو الدلالة عليها؛ وأذكر هنا المهم منها وهي:
1 - كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب، السري الرفاء. تحقيق: مصباح غلاونجي. طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق.
2 - التشبيهات، ابن أبي عون، تصحيح محمد عبد المعين خان، طبعة لندن 1950م.
3 - المنصف للسارق والمسروق منه، ابن وكيع التنيسي، تحقيق: محمد يوسف نجم، طبعة 1984م. أو الطبعة الأخرى (المنصف للسارق والمسروق منه فى إظهار سرقات أبى الطيب المتنبى / تصنيف أبى محمد الحسن بن وكيع، حققه وقدم له عمر خليفة بن إدريس. ط 1 / بنغازى: جامعة قاريونس , 1994.
4 - عقلاء المجانين، ابن حبيب النيسابوري، تحقيق: عمر الأسعد، دار البشائر.
5 - عقلاء المجانين والموسوسين، أبو محمد الحسن بن إسماعيل الضراب. تحقيق: إبراهيم صالح. دار البشائر 2003م.
وأكون ممتناً لكل من يدلني عليها؛ إذ لم أستطع الحصول عليها في (العراق). مع أمنياتي لكم جميعاً بكل خير. وشكري لكم موصول مقدماً على كل ما يبذل من جهد.وأخصُّ بالشكر هنا الأخ (المساهم) الذي أتحفني بالكثير مما أحتاجه لا سيما الدرة الغالية (شعراء عباسيون منسيون)، مع عدم إغفال دور الأخوة الآخرين (أحمد البكري، والشويحي، وأبو رقية، و .... ) بلا استثناء. مع مودتي الدائمة لكم جميعاً.(/)
(مجانبة الكِبر والإعجاب)
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 11:53]ـ
(مجانبة الكِبر والإعجاب)
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن إتبع هداه:
هذا فصل من كتاب أدب الدنيا والدين لأبي الحسن علي بن محمد الماوردي أحببت أن أنقله لكم لأهميته لأن كثير من الناس يقع فيه وسأنقله لكم على عدة مرات:
أولا الكبر:
مُجَانَبَةِ الْكِبْرِ وَالْإِعْجَابِ: لِأَنَّهُمَا يَسْلُبَانِ الْفَضَائِلَ، وَيُكْسِبَانِ الرَّذَائِلَ.
وَلَيْسَ لِمَنْ اسْتَوْلَيَا عَلَيْهِ إصْغَاءٌ لِنُصْحٍ، وَلَا قَبُولٌ لِتَأْدِيبٍ؛ لِأَنَّ الْكِبْرَ يَكُونُ بِالْمَنْزِلَةِ، وَالْعُجْبَ يَكُونُ بِالْفَضِيلَةِ.
فَالْمُتَكَبِّرُ يُجِلُّ نَفْسَهُ عَنْ رُتْبَةِ الْمُتَعَلِّمِينَ، وَالْمُعْجَبُ يَسْتَكْثِرُ فَضْلَهُ عَنْ اسْتِزَادَةِ الْمُتَأَدِّبِينَ.
فَلِذَلِكَ وَجَبَ تَقْدِيمُ الْقَوْلِ فِيهِمَا بِإِبَانَةِ مَا يُكْسِبَانِهِ مِنْ ذَمٍّ، وَيُوجِبَانِهِ مِنْ لَوْمٍ.
فَنَقُولُ: أَمَّا الْكِبْرُ فَيُكْسِبُ الْمَقْتَ وَيُلْهِي عَنْ التَّأَلُّفِ وَيُوغِرُ صُدُورَ الْإِخْوَانِ، وَحَسْبُك بِذَلِكَ سُوءًا عَنْ اسْتِقْصَاءِ ذَمِّهِ.
وَلِذَلِكَ {قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمِّهِ الْعَبَّاسِ أَنْهَاك عَنْ الشِّرْكِ بِاَللَّهِ وَالْكِبْرِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَحْتَجِبُ مِنْهُمَا}.
وَقَالَ أَزْدَشِيرُ بْنُ بَابَكَ: مَا الْكِبْرُ إلَّا فَضْلُ حُمْقٍ لَمْ يَدْرِ صَاحِبُهُ أَيْنَ يَذْهَبُ بِهِ فَيَصْرِفُهُ إلَى الْكِبْرِ.
وَمَا أَشْبَهَ مَا قَالَ بِالْحَقِّ.
وَحُكِيَ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ نَظَرَ إلَى الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ يَسْحَبُهَا وَيَمْشِي الْخُيَلَاءَ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا هَذِهِ الْمِشْيَةُ الَّتِي يُبْغِضُهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟ فَقَالَ الْمُهَلَّبُ: أَمَا تَعْرِفُنِي؟ فَقَالَ: بَلْ أَعْرِفُك، أَوَّلُك نُطْفَةٌ مَذِرَةٌ، وَآخِرُك جِيفَةٌ قَذِرَةٌ، وَحَشْوُك فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بَوْلٌ وَعَذِرَةٌ.
فَأَخَذَ ابْنُ عَوْفٍ هَذَا الْكَلَامَ فَنَظَمَهُ شِعْرًا فَقَالَ:
عَجِبْتُ مِنْ مُعْجَبٍ بِصُورَتِهِ =وَكَانَ بِالْأَمْسِ نُطْفَةً مَذِرَهْ
وَفِي غَدٍ بَعْدَ حُسْنِ صُورَتِهِ= يَصِيرُ فِي اللَّحْدِ جِيفَةً قَذِرَهْ
وَهُوَ عَلَى تِيهِهِ وَنَخْوَتِهِ مَا =بَيْنَ ثَوْبَيْهِ يَحْمِلُ الْعَذِرَهْ
وَقَدْ كَانَ الْمُهَلَّبُ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ يَخْدَعَ نَفْسَهُ بِهَذَا الْجَوَابِ غَيْرِ الصَّوَابِ، وَلَكِنَّهَا زَلَّةٌ مِنْ زَلَّاتِ لِاسْتِرْسَالِ، وَخَطِيئَةٌ مِنْ خَطَايَا الْإِدْلَالِ.
فَأَمَّا الْحُمْقُ الصَّرِيحُ، وَالْجَهْلُ الْقَبِيحُ، فَهُوَ مَا حُكِيَ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّهُ جَلَسَ فِي حَلْقَةِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخِرَقِيِّ وَهُوَ يُقْرِئُ النَّاسَ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: أَتَدْرُونَ لِمَ جَلَسْتُ إلَيْكُمْ؟ قَالُوا: جَلَسْتَ لِتَسْمَعَ.
قَالَ: لَا وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَتَوَاضَعَ لِلَّهِ بِالْجُلُوسِ إلَيْكُمْ.
فَهَلْ يُرْجَى مِنْ هَذَا فَضْلٌ أَوْ يَنْفَعُ فِيهِ عَذَلٌ، وَقَدْ قَالَ ابْنُ الْمُعْتَزِّ: لَمَّا عَرَفَ أَهْلُ النَّقْصِ حَالَهُمْ عِنْدَ ذَوِي الْكَمَالِ اسْتَعَانُوا بِالْكِبْرِ لِيُعَظِّمَ صَغِيرًا، وَيَرْفَعَ حَقِيرًا، وَلَيْسَ بِفَاعِلٍ.
يتبع إن شاء الله ,,,,,,,.
ـ[سعد الحسيني]ــــــــ[03 - Feb-2009, صباحاً 01:47]ـ
كلام جميل من هذا الإمام الحافظ , بارك الله فيك على هذا النقل المفيد والذي نحن في أمس الحاجة إلى الحذر من هذه الخصال الذميمة, جزاك الله خيراً ونحن بإنتظار تكملة الفصل أخي أبو عبيدة وفقك الله لما يحبه ويرضاه ..
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 08:36]ـ
نشكر مروركم أخي سعد ونكمل.
وَأَمَّا الْإِعْجَابُ فَيُخْفِي الْمَحَاسِنَ وَيُظْهِرُ الْمَسَاوِئَ وَيُكْسِبُ الْمَذَامَّ وَيَصُدُّ عَنْ الْفَضَائِلِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {إنَّ الْعُجْبَ لَيَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ}.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِى اللهُ عَنْهُ: الْإِعْجَابُ ضِدُّ الصَّوَابِ وَآفَةُ الْأَلْبَابِ.
وَقَالَ بَزَرْجَمْهَرُ: النِّعْمَةُ الَّتِي لَا يُحْسَدُ صَاحِبُهَا عَلَيْهَا التَّوَاضُعُ، وَالْبَلَاءُ الَّذِي لَا يُرْحَمُ صَاحِبُهُ مِنْهُ الْعُجْبُ.
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: عُجْبُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ أَحَدُ حُسَّادِ عَقْلِهِ.
وَلَيْسَ إلَى مَا يُكْسِبُهُ الْكِبْرُ مِنْ الْمَقْتِ حَدٌّ، وَلَا إلَى مَا يَنْتَهِي إلَيْهِ الْعُجْبُ مِنْ الْجَهْلِ غَايَةٌ، حَتَّى إنَّهُ لَيُطْفِئَ مِنْ الْمَحَاسِنِ مَا انْتَشَرَ، وَيَسْلُبَ مِنْ الْفَضَائِلِ مَا اشْتَهَرَ.
وَنَاهِيَك بِسَيِّئَةٍ تُحْبِطُ كُلَّ حَسَنَةٍ وَبِمَذَمَّةِ تَهْدِمُ كُلَّ فَضِيلَةٍ، مَعَ مَا يُثِيرُهُ مِنْ حَنَقٍ وَيُكْسِبُهُ مِنْ حِقْدٍ
حَكَى عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: قِيلَ لِلْحَجَّاجِ كَيْفَ وَجَدْت مَنْزِلَك بِالْعِرَاقِ؟ قَالَ: خَيْرُ مَنْزِلٍ لَوْ كَانَ اللَّهُ بَلَّغَنِي قَتْلَ أَرْبَعَةٍ فَتَقَرَّبْتُ إلَيْهِ بِدِمَائِهِمْ: مُقَاتِلُ بْنُ مُسْمِعٍ وَلِي سِجِسْتَانَ فَأَتَاهُ النَّاسُ فَأَعْطَاهُمْ الْأَمْوَالَ، فَلَمَّا عُزِلَ دَخَلَ مَسْجِدَ الْبَصْرَةِ فَبَسَطَ النَّاسُ لَهُ أَرْدِيَتَهُمْ فَمَشَى عَلَيْهَا، وَقَالَ لِرَجُلٍ يُمَاشِيهِ: لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ ظَبْيَانَ التَّيْمِيُّ خَوَّفَ أَهْلَ الْبَصْرَةِ أَمْرٌ فَخَطَبَ خُطْبَةً أَوْجَزَ فِيهَا، فَنَادَى النَّاسُ مِنْ أَعْرَاضِ الْمَسْجِدِ: أَكْثَرَ اللَّهُ فِينَا مِثْلَك.
فَقَالَ: لَقَدْ كَلَّفْتُمْ اللَّهَ شَطَطًا.
وَمَعْبَدُ بْنُ زُرَارَةَ كَانَ ذَات يَوْمٍ جَالِسًا فِي طَرِيقٍ فَمَرَّتْ بِهِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ كَيْفَ الطَّرِيقُ إلَى مَوْضِعِ كَذَا؟ فَقَالَ: يَا هَنَاهُ مِثْلِي يَكُونُ مِنْ عَبِيدِ اللَّهِ.
وَأَبُو شِمَالٍ الْأَسَدِيُّ أَضَلَّ رَاحِلَتَهُ فَالْتَمَسَهَا النَّاسُ فَلَمْ يَجِدُوهَا، فَقَالَ: وَاَللَّهِ إنْ لَمْ يَرُدَّ إلَيَّ رَاحِلَتِي لَا صَلَّيْتُ لَهُ صَلَاةً أَبَدًا.
فَالْتَمَسَهَا النَّاسُ فَوَجَدُوهَا، فَقَالُوا لَهُ: قَدْ رَدَّ اللَّهُ رَاحِلَتَك فَصَلِّ.
فَقَالَ: إنَّ يَمِينِي يَمِينُ مُصِرٍّ.
فَانْظُرْ إلَى هَؤُلَاءِ كَيْفَ أَفْضَيْ بِهِمْ الْعُجْبُ إلَى حُمْقٍ صَارُوا بِهِ نَكَالًا فِي الْأَوَّلِينَ، وَمَثَلًا فِي الْآخَرِينَ.
يتبع بإذن الله.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 10:54]ـ
وَلَوْ تَصَوَّرَ الْمُعْجَبُ الْمُتَكَبِّرُ مَا فُطِرَ عَلَيْهِ مِنْ جِبِلَّةٍ، وَبُلِيَ بِهِ مِنْ مِهْنَةٍ، لَخَفَضَ جَنَاحَ نَفْسِهِ وَاسْتَبْدَلَ لِينًا مِنْ عُتُوِّهِ، وَسُكُوتًا مِنْ نُفُورِهِ.
وَقَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: عَجِبْتُ لِمَنْ جَرَى فِي مَجْرَى الْبَوْلِ مَرَّتَيْنِ كَيْفَ يَتَكَبَّرُ، وَقَدْ وَصَفَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ الْإِنْسَانَ فَقَالَ:
يَا مُظْهِرَ الْكِبْرِ إعْجَابًا بِصُورَتِهِ= اُنْظُرْ خَلَاكَ فَإِنَّ النَّتْنَ
تَثْرِيبُ لَوْ فَكَّرَ النَّاسُ فِيمَا= فِي بُطُونِهِمْ مَا اسْتَشْعَرَ الْكِبْرَ
شُبَّانٌ وَلَا شِيبُ هَلْ فِي= ابْنِ آدَمَ مِثْلُ الرَّأْسِ مَكْرُمَةً
وَهُوَ بِخَمْسٍ مِنْ الْأَقْذَارِ= مَضْرُوبُ أَنْفٌ يَسِيلُ وَأُذْنٌ رِيحُهَا
سَهِكٌ وَالْعَيْنُ مُرْفَضَّةٌ= وَالثَّغْرُ مَلْعُوبُ يَا ابْنَ التُّرَابِ
وَمَأْكُولَ التُّرَابِ غَدًا =أَقْصِرْ فَإِنَّك مَأْكُولٌ وَمَشْرُوبُ
وَأَحَقُّ مَنْ كَانَ لِلْكِبْرِ مُجَانِبًا،= وَلِلْإِعْجَابِ مُبَايِنًا،
مَنْ جَلَّ فِي الدُّنْيَا قَدْرُهُ=، وَعَظُمَ فِيهَا خَطَرُهُ؛
لِأَنَّهُ قَدْ يَسْتَقِلُّ بِعَالِي هِمَّتِهِ كُلَّ كَثِيرٍ، وَيَسْتَصْغِرُ مَعَهَا كُلَّ كَبِيرٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: لَا يَنْبَغِي لِلشَّرِيفِ أَنْ يَرَى شَيْئًا مِنْ الدُّنْيَا لِنَفْسِهِ خَطِيرًا فَيَكُونُ بِهَا نَابِهًا.
وَقَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ لِعِيسَى بْنِ مُوسَى: تَوَاضُعُك فِي شَرَفِك أَشْرَفُ لَك مِنْ شَرَفِك.
وَكَانَ يُقَالُ: اسْمَانِ مُتَضَادَّانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ: التَّوَاضُعُ وَالشَّرَفُ.
يتبع إن شاء الله ,,,,,,,.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 08:18]ـ
وَلِلْكِبْرِ أَسْبَابٌ: فَمِنْ أَقْوَى أَسْبَابِهِ عُلُوُّ الْيَدِ، وَنُفُوذُ الْأَمْرِ، وَقِلَّةُ مُخَالَطَةِ الْأَكْفَاءِ.
وَحُكِيَ أَنَّ قَوْمًا مَشَوْا خَلْفَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَبْعِدُوا عَنِّي خَفْقَ نِعَالِكُمْ فَإِنَّهَا مُفْسِدَةٌ لِقُلُوبِ نَوْكَى الرِّجَالِ.
وَمَشَوْا خَلْفَ ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ ارْجِعُوا فَإِنَّهَا زِلَّةٌ لِلتَّابِعِ وَفِتْنَةٌ لِلْمَتْبُوعِ.
وَرَوَى قَيْسُ بْنُ حَازِمٍ {أَنَّ رَجُلًا أُتِيَ بِهِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَصَابَتْهُ رِعْدَةٌ، فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَوِّنْ عَلَيْك فَإِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ كَانَتْ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ}.
وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسْمًا لِمَوَادِّ الْكِبْرِ، وَقَطْعًا لِذَرَائِعِ الْإِعْجَابِ، وَكَسْرًا لِأَشَرِ النَّفْسِ، وَتَذْلِيلًا لِسَطْوَةِ الِاسْتِعْلَاءِ.
وَمِثْلُ ذَلِكَ مَا رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ نَادَى الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَرْعَى عَلَى خَالَاتِ لِي مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ فَيَقْبِضُ لِي الْقَبْضَةَ مِنْ التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ فَأَظَلُّ الْيَوْمَ وَأَيَّ يَوْمٍ.
فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَاَللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا زِدْتَ عَلَى أَنْ قَصَّرْتَ بِنَفْسِك فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَيْحَك يَا ابْنَ عَوْفٍ إنِّي خَلَوْت فَحَدَّثَتْنِي نَفْسِي، فَقَالَتْ أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَمَنْ ذَا أَفْضَلُ مِنْك فَأَرَدْتُ أَنْ أُعَرِّفَهَا نَفْسَهَا.
يتبع إن شاء الله ,,,,,,,,
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 10:09]ـ
وَلِلْإِعْجَابِ أَسْبَابٌ: فَمِنْ أَقْوَى أَسْبَابِهِ كَثْرَةُ مَدِيحِ الْمُتَقَرِّبِينَ وَإِطْرَاءِ الْمُتَمَلِّقِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا النِّفَاقَ عَادَةً وَمَكْسَبًا، وَالتَّمَلُّقَ خَدِيعَةً وَمَلْعَبًا، فَإِذَا وَجَدُوهُ مَقْبُولًا فِي الْعُقُولِ الضَّعِيفَةِ أَغْرَوْا أَرْبَابَهَا بِاعْتِقَادِ كَذِبِهِمْ، وَجَعَلُوا ذَلِكَ ذَرِيعَةً إلَى الِاسْتِهْزَاءِ بِهِمْ.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يُزَكِّي رَجُلًا فَقَالَ لَهُ: قَطَعْتَ مَطَاهُ لَوْ سَمِعَهَا مَا أَفْلَحَ بَعْدَهَا}.
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمَدْحُ ذَبْحُ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ: قَابِلُ الْمَدْحِ كَمَادِحِ نَفْسِهِ.
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ رَضِيَ أَنْ يُمْدَحَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ فَقَدْ أَمْكَنَ السَّاخِرَ مِنْهُ.
وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {إيَّاكُمْ وَالتَّمَادُحَ فَإِنَّهُ الذَّبْحُ إنْ كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ لَا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ أَحْسَبُ وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا}.
وَقِيلَ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ الْكُتُبِ السَّالِفَةِ: عَجِبْت لِمَنْ قِيلَ فِيهِ الْخَيْرُ وَلَيْسَ فِيهِ كَيْفَ يَفْرَحُ، وَعَجِبْت لِمَنْ قِيلَ فِيهِ الشَّرُّ وَهُوَ فِيهِ كَيْفَ يَغْضَبُ.
وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:
يَا جَاهِلًا غَرَّهُ إفْرَاطُ مَادِحِهِ =لَا يَغْلِبَنَّ جَهْلُ مَنْ أَطْرَاك عِلْمُك بِك
أَثْنَى وَقَالَ بِلَا عِلْمٍ أَحَاطَ بِهِ= وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِالْمَحْصُولِ مِنْ رِيَبِك
وَهَذَا أَمْرٌ يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَضْبِطَ نَفْسَهُ عَنْ أَنْ يَسْتَفِزَّهَا، وَيَمْنَعَهَا مِنْ تَصْدِيقِ الْمَدْحِ لَهَا، فَإِنَّ لِلنَّفْسِ مَيْلًا لِحُبِّ الثَّنَاءِ وَسَمَاعِ الْمَدْحِ.
وَقَالَ الشَّاعِرُ:
يَهْوَى الثَّنَاءَ مُبَرِّزٌ وَمُقَصِّرٌ =حُبُّ الثَّنَاءِ طَبِيعَةُ الْإِنْسَانِ
فَإِذَا سَامَحَ نَفْسَهُ فِي مَدْحِ الصَّبْوَةِ، وَتَابَعَهَا عَلَى هَذِهِ الشَّهْوَةِ، تَشَاغَلَ بِهَا عَنْ الْفَضَائِلِ الْمَمْدُوحَةِ، وَلَهَا بِهَا عَنْ الْمَحَاسِنِ الْمَمْنُوحَةِ، فَصَارَ الظَّاهِرُ مِنْ مَدْحِهِ كَذِبًا، وَالْبَاطِنُ مِنْ ذَمِّهِ صِدْقًا، وَعِنْدَ تَقَابُلِهِمَا يَكُونُ الصِّدْقُ أَلْزَمَ الْأَمْرَيْنِ.
وَهَذِهِ خُدْعَةٌ لَا يَرْتَضِيهَا عَاقِلٌ وَلَا يَنْخَدِعُ بِهَا مُمَيِّزٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 12:34]ـ
وَلْيَعْلَمْ أَنَّ الْمُتَقَرِّبَ بِالْمَدْحِ يُسْرِفُ مَعَ الْقَبُولِ وَيَكُفُّ مَعَ الْإِبَاءِ، فَلَا يَغْلِبُهُ حُسْنُ الظَّنِّ عَلَى تَصْدِيقِ مَدْحٍ هُوَ أَعْرَفُ بِحَقِيقَتِهِ وَلْتَكُنْ تُهْمَةُ الْمَادِحِ أَغْلَبَ عَلَيْهِ.
فَقَلَّ مَدْحٌ كَانَ جَمِيعُهُ صِدْقًا، وَقَلَّ ثَنَاءٌ كَانَ لَهُ حَقًّا.
وَلِذَلِكَ كَرِهَ أَهْلُ الْفَضْلِ أَنْ يُطْلِقُوا أَلْسِنَتَهُمْ بِالثَّنَاءِ وَالْمَدْحِ تَحَرُّزًا مِنْ التَّجَاوُزِ فِيهِ، وَتَنْزِيهًا عَنْ التَّمَلُّقِ بِهِ.
وَقَدْ رَوَى مَكْحُولٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَا تَكُونُوا عَيَّابِينَ وَلَا تَكُونُوا لَعَّانِينَ وَلَا مُتَمَادَحِينَ وَلَا مُتَمَاوِتِينَ}.
وَحَكَى الْأَصْمَعِيُّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ إذَا مَدَحَ قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي، وَأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْهُمْ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي خَيْرًا مِمَّا يَحْسَبُونَ وَاغْفِرْ لِي مَا لَا يَعْلَمُونَ، وَلَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ.
وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:
إذَا الْمَرْءُ لَمْ يَمْدَحْهُ حُسْنُ فِعَالِهِ =فَمَادِحُهُ يَهْذِي وَإِنْ كَانَ مُفْصِحَا
وَرُبَّمَا آلَ حُبُّ الْمَدْحِ بِصَاحِبِهِ إلَى أَنْ يَصِيرَ مَادِحَ نَفْسِهِ، إمَّا لِتَوَهُّمِهِ أَنَّ النَّاسَ قَدْ غَفَلُوا عَنْ فَضْلِهِ، وَأَخَلُّوا بِحَقِّهِ.
وَإِمَّا لِيَخْدَعَهُمْ بِتَدْلِيسِ نَفْسِهِ بِالْمَدْحِ وَالْإِطْرَاءِ، فَيَعْتَقِدُونَ أَنَّ قَوْلَهُ حَقٌّ مُتَّبَعٌ، وَصِدْقٌ مُسْتَمَعٌ.
وَإِمَّا لِتَلَذُّذِهِ بِسَمَاعِ الثَّنَاءِ وَسُرُورِ نَفْسِهِ بِالْمَدْحِ وَالْإِطْرَاءِ، مَا يَتَغَنَّى بِنَفْسِهِ طَرَبًا إذَا لَمْ يَسْمَعْ صَوْتًا مُطْرِبًا وَلَا غِنَاءً مُمْتِعًا.
وَلِأَيِّ ذَلِكَ كَانَ فَهُوَ الْجَهْلُ الصَّرِيحُ، وَالنَّقْصُ الْفَضِيحُ.
وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:
وَمَا شَرَفٌ أَنْ يَمْدَحَ الْمَرْءُ نَفْسَهُ= وَلَكِنَّ أَعْمَالًا تَذُمُّ وَتَمْدَحُ
وَمَا كُلُّ حِينٍ يَصْدُقُ الْمَرْءُ ظَنُّهُ= وَلَا كُلُّ أَصْحَابِ التِّجَارَةِ يَرْبَحُ
وَلَا كُلُّ مَنْ تَرْجُو لِغَيْبِك حَافِظًا =وَلَا كُلُّ مَنْ ضَمَّ الْوَدِيعَةَ يَصْلُحُ
وَيَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَسْتَرْشِدَ إخْوَانَ الصِّدْقِ الَّذِينَ هُمْ أَصْفِيَاءُ الْقُلُوبِ، وَمُرَائِي الْمَحَاسِنِ وَالْعُيُوبِ، عَلَى مَا يُنَبِّهُونَهُ عَلَيْهِ مِنْ مَسَاوِئِهِ الَّتِي صَرَفَهُ حَسَنُ الظَّنِّ عَنْهَا.
فَإِنَّهُمْ أَمْكَنُ نَظَرًا، وَأَسْلَمُ فِكْرًا، وَيَجْعَلُونَ مَا يُنَبِّهُونَهُ عَلَيْهِ مِنْ مَسَاوِئِهِ عِوَضًا عَنْ تَصْدِيقِ الْمَدْحِ فِيهِ.
وَقَدْ رَوَى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ إذَا رَأَى فِيهِ عَيْبًا أَصْلَحَهُ}.
وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً أَهْدَى إلَيْنَا مَسَاوِئَنَا.
وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: أَتُحِبُّ أَنْ تُهْدَى إلَيْك عُيُوبُك؟ قَالَ: نَعَمْ، مِنْ نَاصِحٍ.
وَمِمَّا يُقَارِبُ مَعْنَى هَذَا الْقَوْلِ مَا رُوِيَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَنْ تَرَى أَنْ نُوَلِّيَهُ حِمْصَ؟ فَقَالَ: رَجُلًا صَحِيحًا مِنْك، صَحِيحًا لَك.
قَالَ: تَكُونُ أَنْتَ ذَلِكَ الرَّجُلَ.
قَالَ: لَا تَنْتَفِعُ بِي مَعَ سُوءِ ظَنِّي بِك وَسُوءِ ظَنِّك بِي.
وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ: مَنْ أَظْهَرَ عَيْبَ نَفْسِهِ فَقَدْ زَكَّاهَا
يتبع إن شاء الله .. ,,,,,,,,
.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 11:04]ـ
فَإِذَا قَطَعَ أَسْبَابَ الْكِبْرِ وَحَسَمَ مَوَادَّ الْعُجْبِ اعْتَاضَ بِالْكِبْرِ تَوَاضُعًا وَبِالْعُجْبِ تَوَدُّدًا.
وَذَلِكَ مِنْ أَوْكَدَ أَسْبَابِ الْكَرَامَةِ وَأَقْوَى مَوَادِّ النِّعَمِ وَأَبْلَغِ شَافِعٍ إلَى الْقُلُوبِ يَعْطِفُهَا إلَى الْمَحَبَّةِ وَيُثْنِيهَا عَنْ الْبُغْضِ.
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ بَرِئَ مِنْ ثَلَاثٍ نَالَ ثَلَاثًا:
مَنْ بَرِئَ مِنْ السَّرَفِ نَالَ الْعِزَّ.
وَمَنْ بَرِئَ مِنْ الْبُخْلِ نَالَ الشَّرَفَ.
وَمَنْ بَرِئَ مِنْ الْكِبْرِ نَالَ الْكَرَامَةَ.
وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ: التَّوَاضُعُ مَصَائِدُ الشَّرَفِ.
وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ: مَنْ دَامَ تَوَاضُعُهُ كَثُرَ صَدِيقُهُ.
وَقَدْ تُحْدِثُ الْمَنَازِلُ وَالْوِلَايَاتُ لِقَوْمٍ أَخْلَاقًا مَذْمُومَةً يُظْهِرُهَا سُوءُ طِبَاعِهِمْ، وَلِآخَرِينَ فَضَائِلَ مَحْمُودَةً يَبْعَثُ عَلَيْهَا زَكَاءُ شِيَمِهِمْ؛ لِأَنَّ تَقَلُّبَ الْأَحْوَالِ سَكَرَةٌ تُظْهِرُ مِنْ الْأَخْلَاقِ مَكْنُونَهَا، وَمِنْ السَّرَائِرِ مَخْزُونَهَا، لَا سِيَّمَا إذَا هَجَمَتْ مِنْ غَيْرِ تَدْرِيجٍ وَطَرَقَتْ مِنْ غَيْرِ تَأَهُّبٍ.
وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: فِي تَقَلُّبِ الْأَحْوَالِ تُعْرَفُ جَوَاهِرُ الرِّجَالِ.
وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ: مَنْ كَانَتْ وِلَايَتُهُ فَوْقَ قُدْرَةٍ تَكَبَّرَ لَهَا، وَمَنْ كَانَتْ وِلَايَتُهُ دُونَ قُدْرَةٍ تَوَاضَعَ لَهَا.
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: النَّاسُ فِي الْوِلَايَةِ رَجُلَانِ: رَجُلٌ يُجِلُّ الْعَمَلَ بِفَضْلِهِ وَمُرُوءَتِهِ، وَرَجُلٌ يَجِلُّ بِالْعَمَلِ لِنَقْصِهِ وَدَنَاءَتِهِ.فَمَنْ جَلَّ عَنْ عَمَلِهِ ازْدَادَ بِهِ تَوَاضُعًا وَبِشْرًا، وَمَنْ جَلَّ عَنْهُ عَمَلُهُ ازْدَادَ بِهِ تَجَبُّرًا وَتَكَبُّرًا.
انتهى المقصود ونسأل الله أن ينفع به.(/)
ما المقصود من قول ابن تيمة رحمه الله
ـ[فصل الخطاب]ــــــــ[03 - Feb-2009, صباحاً 05:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( ... وَاَللَّهُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ آخِرُ الْخَلْقِ يَوْمَ الْجُمْعَةِ وَفِيهِ خُلِقَ آدَمَ وَهُوَ آخِرُ مَا خُلِقَ خَلَقَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ فِي آخِرِ يَوْمِ الْجُمْعَةِ. وَسَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ هُوَ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آدَمَ فَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِهِ - قَالَ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنِّي عِنْدَ اللَّهِ لَمَكْتُوبٌ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ} أَيْ كُتِبَتْ نُبُوَّتِي وَأُظْهِرَتْ لَمَّا خُلِقَ آدَمَ قَبْلَ نَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ كَمَا يَكْتُبُ اللَّهُ رِزْقَ الْعَبْدِ وَأَجَلَهُ وَعَمَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ إذَا خُلِقَ الْجَنِينُ قَبْلَ نَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ. فَإِذَا كَانَ الْإِنْسَانُ هُوَ خَاتَمُ الْمَخْلُوقَاتِ وَآخِرُهَا وَهُوَ الْجَامِعُ لِمَا فِيهَا وَفَاضِلُهُ هُوَ فَاضِلُ الْمَخْلُوقَاتِ مُطْلَقًا وَمُحَمَّدٌ إنْسَانُ هَذَا الْعَيْنِ؛ وَقُطْبُ هَذِهِ الرَّحَى وَأَقْسَامُ هَذَا الْجَمْعِ كَانَ كَأَنَّهَا غَايَةُ الْغَايَاتِ فِي الْمَخْلُوقَاتِ فَمَا يُنْكَرُ أَنْ يُقَالَ: إنَّهُ لِأَجْلِهِ خُلِقَتْ جَمِيعهَا وَإِنَّهُ لَوْلَاهُ لَمَا خُلِقَتْ فَإِذَا فُسِّرَ هَذَا الْكَلَامُ وَنَحْوُهُ بِمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ قَبْلَ ذَلِكَ ... )
مجموع فتاوى ابن تيمية - ج2 - ص 467
ما المقصود بقول ابن تيمية رحمه الله وخاصة الجزء الملون بالاخضر؟
وكيف يكون الكون خلق لمحمد صلى الله عليه وسلم؟
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Feb-2009, صباحاً 05:31]ـ
من أقوال الصوفية:إن الله خلق الكون لأجد محمد .. صلى الله عليه وسلم
وهو في حقيقة الأمر يتضمن شيئا من الغلو
لكنالإمام ابن تيمية يقول .. إن كان المراد بهذا المعنى الذي ساقه
وهو أنه أشرف المخلوقات .. إلخ
بمعنى:أن الله خلق الكون .. وجعل آدم خليفة .. وأنشأنا ليستعمرنا في الأرض كما قال سبحانه
فتكون الأرض مخلوقة لجنس الإنسان والجان .. وأشرفها الإنسان .. وأشرفه:محمد صلى الله عليه وسلم
فلا ينكر هذا القول من هذه الحيثية .. كذا قال
والله أعلم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Feb-2009, صباحاً 06:42]ـ
بارك الله فيكم، قد تقدم هذا ههنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=225&highlight=%E1%E6%E1%C7%DF(/)
هل يصح عقد الزواج بدون ولي من امرأة ليست حنفية؟؟؟
ـ[أبو رزان]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 01:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كما قرأتم حفظكم الله في السؤال، وهذا التفصيل، حتى تكون المسألة كاملة في الذهن.
أخت تدعي أنها على خطى السلف الصالح، عقيدة ومنهجا.
وأرادت أن تتزوج من أحد الإخوة، لكن عندها مشكل في حضور الولي الشرعي ليعقد لها النكاح.
وهي تعيش في بلاد الكفار، وعلى روايتها قالت بأن أباها قد وكل ابن خالته بأن يقوم بتزويجها نيابة
عنه،إلى هنا الأمر طبيعي، لكن لما ذهبوا جميعا إلى أحد المساجد في فرنسا ليشهدوا لهم على
هذا العقد ويتم الزواج، كان في المجلس إمام المسجد والوكيل ابن خالة الولي الشرعي والعروسين.
فلما حان وقت القران، قال الإمام للمرأة أنت تريدين أن تتزوجي بهذا الأخ؟ فأجابت بالإيجاب،فقال
لها أنت ثيب ومطلق بطفلين، فعلى مذهب الأحناف،فأنت لاتحتاجين الولي،بل تزوجي نفسك
بنفسك، فقولي للأخ زوجتك نفسي وحينئذ يتم العقد بدون تدخل الوكيل، فقالت المسكينة ما أملاه
عليها ##### فنطقت بالكلمة،وعاشت مع الزوج لمدة أربع شهور
بالتمام والكمال،ولكن تقول أن ضميرها يؤنبها على ماقامت به،فهي لاتعتقد بصحة العقد بدون
ولي.
كما قلت لكم هي سلفية في دعواها.
وقد سألت الشيخ علي الحلبي حفظه الله،عن مسألتها هذه،وأجابها بأنه لايستطيع أن يبطل
مثل هذا الزواج لا سيما أن هناك الملايين من الزيجات على هذا المنوال، تبعا لأبي حنيفة رحمه
الله.
لكن محور الموضوع وهو أنها لم تخبره في سؤالها أنها ليست حنفية المذهب،بل في قرار نفسها
ترى بطلان هذا العقد لعلمها بالنص في ذلك.
فما يقول المشائخ الكرام وطلبة العلم الفضلاء في هذه المسألة؟ مع الدليل وأقوال الأئمة السابقين
والاحقين.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 01:29]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الذي يظهر أنها عملت بفتوى الإمام والإمام رجح مذهب أبي حنيفة ولذلك ذهبت له. وابن أبي العز كان سلفيا على مذهب أبي حنيفة ولم يكن متعصبا للمذهب - رحمه الله - وغيره كثر ممن انتسبوا إلى الأحناف
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 04:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أشهر تقريباً حدثت نفس القصة لفتاة ٍ بِكْر ٍ مقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية ..
فقد وافق أبوها على الزواج ولكن دون أن يحضر العقد .. وذلك لبُعدهِ عنها! ولم يُوكلِّ أحداً عنه ..
تزوجت الفتاة ُ وبعد فترة أصبحت تسأل عنه حكم هذا الزواج ..
حاولنا الإتصال بالشيخ عبدالرحمن البراك عبر البث الإسلامي، لكن للأسف الأخ الذي يتولى طرح الأسئلة على الشيخ لم يقرأ السؤال كما يُريد السائل!! لأنه أفهم الشيخ بأن الزواج تمّ دون حضور (مأذون شرعي!!) بينما السؤال كان عن (غياب الولي).
طرحتُ السؤال على أحد الفقهاء المالكية في بلادي؛ فأفتى بنحو ما نقل الأخ عن الشيخ الحلبي ..
وزاد بقوله (لو أن السؤال كان قبل الزواج لقلت ببطلان هذا النكاج، ولكن بما أنه تمّ الزواج وأن هذه أعراض يجبُ أن تحفظ فالذي يجب عليه الآن هو [تصحيح العقد - وفقَ مذهب أبي حنيفه - وعليها بالذهاب لأقرب سفارة أو مركز إسلامي] لكي يصححوا لها عقد النكاح)!!
هذا ما قال .. فالله أعلم ..
وليتْ من لديهِ تفصيل لأحد العلماء أن يأتينا بهِ ..
ـ[أم معاذة]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 06:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كانت على غير مذهب الأحناف فأبوها كذلك على غير هذا المذهب، والدليل أنه وكل غيره ليزوجها، فهل يبقى العقد صحيحا والحال هذه؟ ثم كيف يمكنها أن تسلم بالأمر الواقع وهي تعتقد حرمته؟ ثم لماذا هذا الإمام يتدخل في أمر كهذا؟! العروس لديها ولي وهو حاضر، لماذا يختار لها المذهب الحنفي من دون سائر المذاهب ويلغي وجوده؟!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 07:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا أخي: كل من عَبِدَ الله تعالى على بصيرة فهو على خير إنشاء الله، سواء أكان حنفي أم غير ذلك، فما هي إلا مسميات للتقليد المذهبي الصحيح إنشاء الله تعالى الذي تعبد الله به.
ثانيا أخي: الفقهاء مختلفون في اشتراط موافقة الولي في زواج الفتاة، سواء أكانت ثيباً أو بكراً، وقوانين الأحوال الشخصية في العالمين العربي والإسلامي مختلفة بحسب اختلاف الفقهاء في ذلك، فالبعض يقول لا يشترط الولي في زواج الثيب والبكر إذا كانت بالغة عاقلة رشيدة، ولها أن تزوج نفسها متى بلغت عاقلة بمن تشاء، بشرط أن يكون الزوج مكافئاً لها ومناسباً لها والمهر مهر المثل، وبعضهم يشترط الولي إذا كانت بكراً، والأكثرون على عدم اشتراط الولي إذا كانت ثيباً بالغة.
صحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (لا نكاح إلا بولي)، وصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل .. فنكاحها باطل .. فنكاحها باطل)، فقد ورد في النهي عدة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن قد تم الزواج، وبنى بها الزوج.
وفي الحقيقة أن مثل هذه المسألة يرجى أن تدخل تحت نكاح الشبهة، ويستمر العقد صحيحاً ما دام أنه قال به بعض أهل العلم، لكن كإبعاد لأي شبهة وأي شك؛ يقول الولي لهذا الزوج: زوجتك ابنتي، ويقول الزوج: قبلت، وينتهي الإشكال بإذن الله تعالى.
هذا ما قرره بعض المحققين من أهل العلم، ولعله الصواب إنشاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 08:53]ـ
المحلى مسألة ولا يحل للمرأة نكاح ثيبا كانت أو بكرا إلا وليها
1821 - مسألة: ولا يحل للمرأة نكاح ثيبا كانت أو بكرا إلا بإذن وليها الأب، أو الإخوة، أو الجد، أو الأعمام، أو بني الأعمام وإن بعدوا والأقرب فالأقرب أولى. وليس ولد المرأة وليا لها إلا إن كان ابن عمها، لا يكون في القوم أقرب إليها منه ومعنى ذلك: أن يأذن لها في الزواج، فإن أبى أولياؤها من الإذن لها: زوجها السلطان. برهان ذلك: قول الله عز جل: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم} وقوله تعالى {ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا} وهذا خطاب للأولياء لا للنساء. وروينا من طريق ابن وهب، حدثنا ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تنكح المرأة بغير وليها فإن نكحت فنكاحها باطل ثلاث مرات فإن أصابها فلها مهرها بما أصاب منها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له". وما حدثنا به أحمد بن محمد الطلمنكي، حدثنا ابن مفرج، حدثنا محمد بن أيوب الصموت الرقي، حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار، حدثنا أبو كامل، حدثنا بشر بن منصور، حدثنا سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا نكاح إلا بولي".
وبه إلى البزاز، حدثنا محمد بن موسى الحرشي، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا شعبة بن الحجاج، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه هو أبو موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا نكاح إلا بولي". فاعترض قوم على حديث أم المؤمنين هذا بأن ابن علية روى، عن ابن جريج أنه سأل الزهري، عن هذا الحديث فلم يعرفه قالوا: وأم المؤمنين رضي الله عنها روي هذا الحديث عنها وقد صح عنها أنها كانت أنكحت بنت أخيها عبد الرحمن وهي بكر وهو مسافر بالشام قريب الأوبة بغير أمره، فلم يمضه، بل أنكر ذلك إذ بلغه، فلم تر عائشة ذلك مبطلا لذلك النكاح، بل قالت للذي زوجتها منه وهو المنذر بن الزبير: اجعل أمرها إليه، ففعل، فأنفذه عبد الرحمن. قالوا: والزهري هو الذي روي عنه هذا الخبر. قد رويتم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، أنه قال له: سألت الزهري، عن الرجل يتزوج بغير ولي فقال: إن كان كفؤا لها لم يفرق بينهما. قالوا: فلو صح هذا الخبر لدل خلاف عائشة التي روته، والزهري الذي رواه لما فيه دليلا على نسخه. فقلنا: أما قولكم: إن الزهري سأله عنه ابن جريح فلم يعرفه فإن أبا سليمان داود بن بابشاذ بن داود بن سليمان كتب إلي:، حدثنا عبد الغني بن سعيد الأزدي الحافظ، حدثنا هشام بن محمد بن قرة الرعيني، قال:، حدثنا أبو جعفر الطحاوي، حدثنا أحمد بن أبي داود عمران، قال:، حدثنا يحيى بن معين، عن ابن علية، عن ابن جريج أنه سأل الزهري، عن هذا الحديث فلم يعرفه.
قال أبو محمد: وهذا لا شيء لوجهين: أحدهما ما حدثناه القاضي أبو بكر حمام بن أحمد قال: حدثنا عباس بن أصبغ، حدثنا محمد بن عبد الملك بن أيمن، حدثنا غيلان، حدثنا عباس، حدثنا يحيى بن معين: حديث ابن جرير هذا قال عباس: فقلت له: إن ابن علية يقول: قال ابن جريج لسليمان بن موسى فقال: نسيت بعده، فقال ابن معين: ليس يقول هذا إلا ابن علية، وابن علية عرض كتب ابن جرير على عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد فأصلحها له قال ابن معين: لا يصح في هذا إلا حديث سليمان بن موسى.
قال أبو محمد: فصح أن سماع ابن علية من ابن جريج مدخول. ثم لو صح أن الزهري أنكره، وأن سليمان بن موسى نسيه: فقد روينا من طريق مسلم بن الحجاج، حدثنا ابن نمير قال: قال لي عبدة، وأبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع قراءة رجل في المسجد فقال: "رحمه الله لقد أذكرني آية كنت أنسيتها". حدثنا أحمد بن محمد بن الجسور نا وهب بن ميسرة، حدثنا ابن وضاح، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن ذر بن عبد الله المرهبي، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الفجر فأغفل آية، فلما صلى قال: أفي القوم أبي بن كعب فقال له أبي
(يُتْبَعُ)
(/)
بن كعب: يا رسول الله أغفلت آية كذا، أونسخت فقال عليه الصلاة والسلام: "بل أنسيتها".
قال أبو محمد: فإذا صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نسي آية من القرآن، فمن الزهري، ومن سليمان، ومن يحيى حتى لا ينسى وقد قال عز وجل: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي}. لكن ابن جريج ثقة، فإذا روى لنا، عن سليمان بن موسى وهو ثقة أنه أخبره، عن الزهري بخبر مسند، فقد قامت الحجة به، سواء نسوه بعد أن بلغوه وحدثوا به، أو لم ينسوه. وقد نسي أبو هريرة حديث لا عدوى. ونسي الحسن حديث من قتل عبده. ونسي أبو محمد مولى ابن عباس حديث التكبير بعد الصلاة بعد أن حدثوا بها، فكان ماذا لا يعترض بهذا إلا جاهل، أو مدافع للحق بالباطل، ولا ندري في أي القرآن، أم في أي السنن، أم في أي حكم العقول وجدوا أن من حدث بحديث ثم نسيه: أن حكم ذلك الخبر يبطل، ما هم إلا في دعوى كاذبة بلا برهان. وأما اعتراضهم بأنه صح عن عائشة، وعن الزهري رضي الله عنهما أنهما خالفا ما رويا من ذلك، فكان ماذا إنما أمرنا الله عز وجل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وقامت حجة العقل بوجوب قبول ما صح عندنا، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبسقوط اتباع قول من دونه عليه الصلاة والسلام. ولا ندري أين وجدوا: أن من خالف باجتهاده مخطئا متأولا ما رواه أنه يسقط بذلك ما رواه، ثم نعكس عليهم أصلهم هذا الفاسد، فنقول: إذا صح أن أم المؤمنين رضي الله عنها والزهري رحمه الله رويا هذا الخبر، وروي عنهما أنهما خالفاه، فهذا دليل على سقوط الرواية بأنهما خالفاه، بل بل الظن بهما أنهما لا يخالفان ما روياه، وهذا أولى، لأن تركنا ما لا يلزمنا من قولهما لما يلزمنا من روايتهما هو الواجب، لا ترك ما يلزمنا مما روياه لما لا يلزمنا من رأيهما. فكيف وقد كتب إلي داود بن بابشاذ قال: حدثني عبد الغني بن سعيد، حدثنا هشام بن محمد بن قرة، حدثنا أبو جعفر الطحاوي، حدثنا الحسن بن غليب، حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي، حدثنا عبد الله بن إدريس الأودي، عن ابن جريج، عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، عن أبيه، عن عائشة أم المؤمنين أنها أنكحت رجلا من بني أخيها جارية من بني أخيها، فضربت بينهم سترا، ثم تكلمت حتى إذا لم يبق إلا النكاح أمرت رجلا فأنكح، ثم قالت: ليس إلى النساء النكاح فصح يقينا بهذا رجوعها، عن العمل الأول إلى ما نبهت عليه من أن نكاح النساء لا يجوز. واعترضوا في رواية أبي موسى: أن قوما أرسلوه. فقلنا: فكان ماذا، إذا صح الخبر مسندا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قامت الحجة به، ولزمنا قبوله فرضا، ولا معنى لمن أرسله، أو لمن لم يروه أصلا، أو لمن رواه من طريق أخرى ضعيفة كل هذا كأنه لم يكن وبالله تعالى التوفيق.
قال أبو محمد: وممن قال بمثل قولنا جماعة من السلف: كما روينا: من طريق ابن وهب حدثني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: قال عمر بن الخطاب: لا تنكح المرأة إلا بإذن وليها، أو ذوي الرأي من أهلها، أو السلطان. ومن طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عبد الرحمن بن معبد أن عمر بن الخطاب رد نكاح امرأة نكحت بغير إذن وليها. ومن طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج: أخبرني عبد الرحمن بن جبير بن شيبة أن عكرمة بن خالد أخبره أن الطريق جمع ركبا، فجعلت امرأة ثيب أمرها إلى رجل من القوم غير ولي فأنكحها رجلا، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب، فجلد الناكح والمنكح ورد نكاحها. ومن طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة: "ليس للنساء من العقد شيء، لا نكاح إلا بولي، لا تنكح المرأة نفسها، فإن الزانية تنكح نفسها". ومن طريق حماد بن سلمة، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين أن ابن عباس قال: البغايا اللاتي ينكحن أنفسهن بغير الأولياء. ومن طريق عبد الرزاق، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع قال: ولى عمر بن الخطاب ابنته حفصة أم المؤمنين ماله وبناته ونكاحهن فكانت حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها إذا أرادت أن تزوج امرأة أمرت أخاها عبد الله فيزوج. وروينا نحو هذا أيضا، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وابن عمر، وعمر بن عبد العزيز، وإبراهيم النخعي. وروينا: عن الحجاج بن المنهال نا أبو هلال، قال: سألت الحسن فقلت: سألت أبا سعيد، عن امرأة خطبها رجل ووليها غائب بسجستان، ولوليها هاهنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ولي، أيزوجها ولي وليها قال: لا، ولكن اكتبوا إليه، قلت له: إن الخاطب لا يصبر قال: فليصبر، قال له رجل: إلى متى يصبر قال الحسن: يصبر كما صبر أهل الكهف. وهو قول جابر بن زيد، ومكحول. وهو قول ابن شبرمة، وابن أبي ليلى وسفيان الثوري، والحسن بن حي، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد، وابن المبارك. وفي ذلك خلاف قديم، وحديث: كما حدثنا محمد بن سعيد بن نبات، حدثنا أحمد بن عون الله، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا محمد بن عبد السلام الخشني، حدثنا محمد بن بشار بندار، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق الشيباني، وسفيان الثوري، قال أبو إسحاق: كانت فينا امرأة يقال لها: بحرية، زوجتها أمها، وكان أبوها غائبا، فلما قدم أبوها أنكر ذلك، فرفع ذلك إلى علي فأجاز ذلك. قال شعبة: وأخبرني سفيان الثوري أنه سمع أبا قيس يحدث، عن هذيل بن شرحبيل، عن علي بن أبي طالب بمثله. ومن طريق الحجاج بن المنهال نا شعبة بن الحجاج قال: أخبرني سليمان الشيباني هو أبو إسحاق قال: سمعت القعقاع، قال: إنه تزوج رجل امرأة منا يقال لها: بحرية، زوجتها إياه أمها، فجاء أبوها فأنكر ذلك، فاختصما إلى علي بن أبي طالب، فأجازه. والخبر المشهور: عن عائشة أم المؤمنين: أنها زوجت بنت أخيها عبد الرحمن من المنذر بن الزبير، وعبد الرحمن غائب بالشام، فلما قدم أنكر ذلك، فجعل المنذر أمرها إليه فأجازه. وروينا أن أمامة بنت أبي العاص بن أبي الربيع، وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبها معاوية بعد قتل علي رضي الله عنه وكانت تحت علي، فدعت بالمغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب فجعلت أمرها إليه فأنكحها نفسه، فغضب مروان، وكتب ذلك إلى معاوية، فكتب إليه معاوية: دعه وإياها. وصح، عن ابن سيرين في امرأة لا ولي لها، فولت رجلا أمرها، فزوجها، قال ابن سيرين: لا بأس بذلك، المؤمنون بعضهم أولياء بعض. وعن عبد الرزاق، عن ابن جريج أنه سأل عطاء، عن امرأة نكحت بغير إذن ولاتها وهم حاضرون، فقال أما امرأة مالكة أمر نفسها إذا كان بشهداء، فإنه جائز بغير أمر الولاة. وعن القاسم بن محمد في امرأة زوجت ابنتها بغير إذن أوليائها، قال: إن أجاز الولاة ذلك إذا علموا، فهذا جائز وروي نحو هذا، عن الحسن أيضا. قال الأوزاعي إن كان الزوج كفؤا ولها من أمرها نصيب، ودخل بها، لم يكن للولي أن يفرق بينهما. وقال أبو ثور: لا يجوز أن تزوج المرأة نفسها، ولا أن تزوجها امرأة ولكن إن زوجها رجل مسلم جاز، المؤمنون إخوة بعضهم أولياء بعض. قال أبو سليمان: أما البكر فلا يزوجها إلا وليها، وأما الثيب فتولي أمرها من شاءت من المسلمين ويزوجها، وليس للولي في ذلك اعتراض. وقال مالك: أما الدنيئة، كالسوداء، أو التي أسلمت، أو الفقيرة، أو النبطية، أو المولاة، فإن زوجها الجار وغيره ممن ليس هو لها بولي فهو جائز وأما المرأة التي لها الموضع، فإن زوجها غير وليها فرق بينهما فإن أجاز ذلك الولي، أو السلطان: جاز، فإن تقادم أمرها ولم يفسخ، وولدت له الأولاد: لم نفسخ. وقال أبو حنيفة، وزفر، جائز للمرأة أن تزوج نفسها كفؤا، ولا اعتراض لوليها في ذلك، فإن زوجت نفسها غير كفء، فالنكاح جائز، وللأولياء أن يفرقوا بينهما، وكذلك للولي أن يخاصم فيما حطت من صداق مثلها. وقال أبو يوسف، ومحمد بن الحسن: لا نكاح إلا بولي، ثم اختلفا، فقال أبو يوسف: إن تزوجت بغير ولي فأجازه الولي جاز، فإن إذ لو أراد عليه الصلاة والسلام كل مسلم لكان قوله: من لا ولي له محالا باطلا، وحاش له من فعل ذلك. فصح أنهم العصبة الذين يوجدون لبعض النساء، ولا يوجدون لبعضهن. وأما قول أبي سليمان فإنما عول على الخبر الثابت، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله: "البكر يستأذنها أبوها والثيب أحق بنفسها من وليها".
قال أبو محمد: وهذا لو لم يأت غيره لكان كما قال أبو سليمان، لكن قوله عليه الصلاة والسلام أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل عموم لكل امرأة ثيب أو بكر. وبيان هذا القول: أن معنى قوله عليه الصلاة والسلام والثيب أحق بنفسها من وليها أنه لا ينفذ فيها أمره بغير إذنها، ولا تنكح إلا من شاءت، فإذا أرادت النكاح لم يجز لها إلا بإذن وليهما، فإن أبى أنكحهما السلطان على رغم أنف الولي الآبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما من لم ير للولي معنى فإنهم احتجوا بقول الله تعالى: {حتى تنكح زوجا غيره} وبقول الله تعالى: {فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن}. وقد قلنا: إن قوله تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم} بيان في أن نكاحهن لا يكون إلا بإذن الولي. واحتجوا بأن أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله عنها زوجها النجاشي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا لا حجة لهم فيه، لأن الله تعالى يقول: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} فهذا خارج من قوله عليه الصلاة والسلام أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل. ووجه آخر: وهو أن هذا القول من رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الزائد على معهود الأصل، لأن الأصل بلا شك أن تنكح المرأة من شاءت بغير ولي، فالشرع الزائد هو الذي لا يجوز تركه، لأنه شريعة واردة من الله تعالى، كالصلاة بعد أن لم تكن، والزكاة بعد أن لم تكن وسائر الشرائع، ولا فرق. واحتجوا بخبر فيه: أن عمر بن أبي سلمة هو زوج أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها من النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا خبر إنما رويناه من طريق ابن عمر بن أبي سلمة وهو مجهول. ثم لو صح لكان القول فيه كالقول في حديث أم حبيبة سواء سواء، مع أن عمر بن أبي سلمة كان يومئذ صغيرا لم يبلغ، هذا لا خلاف فيه بين أحد من أهل العلم بالأخبار، فمن الباطل أن يعتمد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عقد من لا يجوز عقده. ويكفي في رد هذا كله ما حدثناه يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود، حدثنا أحمد بن دحيم بن خليل، حدثنا إبراهيم بن حماد، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا عارم هو محمد بن الفضل، حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: لما نزلت في زينب بنت جحش: {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} قال: فكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم تقول: زوجكن أهلوكن وزوجني الله عز وجل من فوق سبع سموات. فهذا إسناد صحيح مبين أن جميع نسائه عليه السلام إنما زوجهن أولياؤهن حاش زينب رضي الله تعالى عنها فإن الله تعالى زوجها منه عليه الصلاة والسلام. وصح بهذا معنى قول أم حبيبة رضي الله عنها أن النجاشي زوجها أي تولى أمرها وما تحتاج إليه وكان العقد بحضرته، قد كان هنالك أقرب الناس إليها عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، وعمرو، وخالد، ابنا سعد بن العاص بن أمية، فكيف يزوجها النجاشي بمعنى يتولى عقد نكاحها وهؤلاء حضور راضون مسرورون آذنون في ذلك بيقين لا شك فيه. وأما تزويجه عليه الصلاة والسلام المرأة بتعليم سورة من القرآن فليس في الخبر أنه كان لها ولي أصلا فلا يعترض على اليقين بالشكوك. وهكذا القول في كل حديث ذكروه، كخبر نكاح ميمونة أم المؤمنين وإنما جعلت أمرها إلى العباس فزوجها منه عليه الصلاة والسلام. ونكاح أبي طلحة أم سليم رضي الله عنها على الإسلام فقط، أنكحها إياه أنس بن مالك، وهو صغير دون عشر سنين. فهذا كله منسوخ بإبطاله عليه الصلاة والسلام النكاح بغير ولي، وسائر الأحاديث التي فيها أن نساء أنكحن بغير إذن أهلهن، فرد عليه الصلاة والسلام نكاحهن وجعل إليهن إجازة ذلك إن شئن فكلها أخبار لا تصح إما مرسلة، وأما من رواية علي بن غراب وهو ضعيف فظهر صحة قولنا. وبالله تعالى التوفيق. وأما قولنا: إنه لا يجوز إنكاح الأبعد من الأولياء مع وجود الأقرب، فلأن الناس كلهم يلتقون في أب بعد أب إلى آدم عليه السلام بلا شك، فلو جاز إنكاح الأبعد مع وجود الأقرب لجاز إنكاح كل من على وجه الأرض لأنه يلقاها بلا شك في بعض آبائها، فإن حدوا في ذلك حدا كلفوا البرهان عليه، ولا سبيل إليه فصح يقينا أنه لا حق مع الأقرب للأبعد، ثم إن عدم فمن فوقه باب هكذا أبدا ما دام يعلم لها ولي عاصب، كالميراث، ولا فرق. وأما إن كان الولي غائبا فلا بد من انتظاره، فإن قالوا: إن ذلك يضر بها قلنا: الضرورة لا تبيح الفروج وقد وافقنا المالكيون على أنه إن كان للزوج الغائب مال ينفق منه على المرأة لم تطلق عليه وإن أضرت غيبته بها في فقد الجماع وضياع كثير من أمورها ووافقنا الحنفيون في أنه وإن لم يكن له مال فإنها لا تطلق عليه، ولا ضرر أضر من عدم النفقة. ثم نسألهم في حد الغيبة التي ينتظرون الولي فيها من الغيبة التي لا ينتظرونه فيها، فإنهم لا يأتون إلا بفضيحة، وبقول لا يعقل وجهه وبالله تعالى نتأيد.
ـ[أبو رزان]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 02:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كانت على غير مذهب الأحناف فأبوها كذلك على غير هذا المذهب، والدليل أنه وكل غيره ليزوجها، فهل يبقى العقد صحيحا والحال هذه؟ ثم كيف يمكنها أن تسلم بالأمر الواقع وهي تعتقد حرمته؟ ثم لماذا هذا الإمام يتدخل في أمر كهذا؟! العروس لديها ولي وهو حاضر، لماذا يختار لها المذهب الحنفي من دون سائر المذاهب ويلغي وجوده؟!
استشكالات وتساؤلات في الصميم.
جزاكم الله خيرا،وكذلك الفاضل أبو محمد العمري على إفادته من كتاب المحلى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رزان]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 02:31]ـ
ثم هل هذه المسألة ممكن أن تدرج في مبحث التلفيق وتتبع الرخص؟
ـ[أبو رزان]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 02:51]ـ
وَسُئِلَ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
عَنْ رَجُلٍ خَطَبَ امْرَأَةً وَلَهَا وَلَدٌ وَالْعَاقِدُ مَالِكِيٌّ فَطَلَبَ الْعَاقِدُ الْوَلَدَ فَتَعَذَّرَ حُضُورُهُ وَجِيءَ بِغَيْرِهِ وَأَجَابَ الْعَاقِدَ فِي تَزْوِيجِهَا: فَهَلْ يَصِحُّ الْعَقْدُ؟
فَأَجَابَ:
لَا يَصِحُّ هَذَا الْعَقْدُ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ الْوَلَدَ وَلِيُّهَا وَإِذَا كَانَ حَاضِرًا غَيْرَ مُمْتَنِعٍ لَمْ تُزَوَّجْ إلَّا بِإِذْنِهِ. فَأَمَّا إنْ غَابَ غَيْبَةً بَعِيدَةً انْتَقَلَتْ الْوِلَايَةُ إلَى الْأَبْعَدِ أَوْ الْحَاكِمِ. وَلَوْ زَوَّجَهَا شَافِعِيٌّ مُعْتَقِدًا أَنَّ الْوَلَدَ لَا وِلَايَةَ لَهُ كَانَ مِنْ مَسَائِلِ الِاجْتِهَادِ؛ لَكِنَّ الَّذِي زَوَّجَهَا مَالِكِيٌّ يَعْتَقِدُ أَنْ لَا يُزَوِّجَهَا إلَّا وَلَدُهَا فَإِذَا لَبَّسَ عَلَيْهِ وَزَوَّجَهَا مَنْ يَعْتَقِدُهُ وَلَدَهَا وَلَمْ يَكُنْ هَذَا الْحَاكِمُ قَدْ زَوَّجَهَا بِوِلَايَتِهِ وَلَا زُوِّجَتْ بِوِلَايَةِ وَلِيٍّ مَنْ نَسَبٍ أَوْ وَلَاءٍ فَتَكُونُ مَنْكُوحَةً بِدُونِ إذْنِ وَلِيٍّ أَصْلًا. وَهَذَا النِّكَاحُ بَاطِلٌ عِنْدَ الْجُمْهُورِ كَمَا وَرَدَتْ بِهِ النُّصُوصُ.مجموع الفتاوى 32/ 31
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 11:19]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد الإخوة الكرام أتفتون في الفروج و النسب و كأن الأمر لا يتعلق بمقصد من مقاصد الشرع و هو حفظ النسب؟ و الفقهاء فرقوا بين وجوب الركن عند العقد و بعده فهذا ابن قدامة يقول بأن الأولياء اذا رضوا صح النكاح و هذا ابن رشد يقول بأن في المسألة قول في المدونة بأن الولي سنة غير واجب و على كل اذا تم عقد نكاح في هذه الظروف فانه لا يفسخ الا اذا كان محل اجماع مركب ببطلانه كأن يكون من دون ولي و لا مهر فيه و من دون شاهدين عدلين فحينئذ لم يصح في هذه الحالة و الله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 11:23]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد الإخوة الكرام أتفتون في الفروج و النسب و كأن الأمر لا يتعلق بمقصد من مقاصد الشرع و هو حفظ النسب؟ و الفقهاء فرقوا بين وجوب الركن عند العقد و بعده فهذا ابن قدامة يقول بأن الأولياء اذا رضوا صح النكاح و هذا ابن رشد يقول بأن في المسألة قول في المدونة بأن الولي سنة غير واجب و على كل اذا تم عقد نكاح في هذه الظروف فانه لا يفسخ الا اذا كان محل اجماع مركب ببطلانه كأن يكون من دون ولي و لا مهر فيه و من دون شاهدين عدلين فحينئذ لم يصح في هذه الحالة و الله أعلم
وكأنك لم تفت الآن. (ابتسامة) (ابتسامة)
لا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 02:28]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد فهذه نقول أبرزتها من محالها ليطلع عليها من أحب قراءتها و قد خرجتها في المجلد الثاني من كتابي "الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماع":قلت"5/ما نقله الحافظ ابن القطان الفاسي في"الاقناع"و أقره عن "الاستذكار"لابن عبد البر "و لا أعلم أحدا قال يجوز للثيب أن تنكح بغير ولي و لا يجوز ذلك الا باذن ولي من العصبة الا داود و لا سلف له فيه و لا أعلم أحدا من العلماء فرق بين الثيب و البكر في الولي و لا بين الشريفة و الدنية"و عن "نكت العيون":"و قال داود ان كانت بكرا فلا بد من ولي و ان كانت ثيبا لم تحتج الى ولي و هذا خلاف الإجماع و حصل الخلاف في الكبيرة فأما البكر الصغيرة فلا خلاف فيها"قلت هذه مسألة خلاف بين المسلمين،قال ابن رشد في كتابه"بداية المجتهد":اختلف العلماء هل الولاية شرط من شروط صحة النكاح أم ليست بشرط؟ فذهب مالك الى أنه لا يكون نكاحا الا بولي،و أنها شرط في الصحة في رواية أشهب عنه،و به قال الشافعي، و قال أبو حنيفة و زفر، و الشعبي و الزهري:اذا عقدت المرأة نكاحها بغير ولي و كان كفؤا جاز،و فرق داود بين البكر و الثيب فقال باشتراط الولي في البكر و عدم اشتراطه في الثيب،و يتخرج على رواية ابن القاسم عن مالك في الولاية
(يُتْبَعُ)
(/)
قول رابع أن اشتراطها سنة لا فرض .... "قلت و سبب الخلاف الأدلة التي انطلق منها كل فريق أما مالك و أحمد و الشافعي و من تبعهم انطلقوا من قوله تعالى: {و اذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن} و هذا خطاب موجه للأولياء و قوله صلى الله عليه و سلم:"أيما امرأة تزوجت بغير اذن وليها فنكاحها باطل ثلاث مرات،و ان دخل بها فالمهر لها بما أصاب منها، فان اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له" [ .... ] قلت و قال ابن قدامة المقدسي بعدما بين أن الصحيح عن أحمد أنه لا نكاح الا بولي:"و عن أحمد لها تزويج أمتها و هذا يدل على صحة عبارتها في النكاح،فيخرج منه أن لها تزويج نفسها باذن وليها،و تزويج غيرها بالوكالة، و هو مذهب محمد بن الحسن و ينبغي أن يكون قولا لابن سيرين و من معه لقول النبي صلى الله عليه و سلم:"أيما امرأة زوجت نفسها بغير اذن وليها،فنكاحها باطل ... "فمفهومه صحته باذنه" ... قلت و دليل المخالف قوله تعالى:" {فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف} قالوا: و هذا دليل على جواز تصرفها في العقد على نفسها،و أما دليلهم من السنة فلقوله صلى الله عليه و سلم:"الأيم أحق بنفسها من وليها،والبكر تستأمر في نفسها و اذنها صمتها"أخرجه مالك ومن طريقه أحمد و مسلم و أبو داود والترمذي و النسائي و ابن ماجه و ابن الجارود و البيهقي كما أخرجه أحمد و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي من طريق أخرى غير طريق مالك.هذا من جهة و من جهة أخرى فالمعروف عندهم أن المنكر لا يكون منكرا الا اذا كان محل اجماع و أما اذا كان محل خلاف و لكل دليله من الكتاب و السنة يبقى الترجيح بين الأقوال و هو كما ترى من أصعب المسائل هنا لقوة دليل كل واحد من الطرفين و الذي أقول به و الله أعلم أنه لا ينبغي النكاح الا بولي لأن حديث:"لا نكاح الا بولي"تواتر عندنا و عند الألباني لكنه اذا انعقد نكاح الثيب بعد رضى أوليائها و في بيت من بيوت الله بحضرة جماعة المسلمين بل و بامر من امام الجماعة فلا أظن أنه ينبغي الطعن و لا التشكيك في هذا النكاح لأنها على المذهب المالكي و هل اذا صليت و انت مالكي خلف حنبلي أو شافعي و في ثوبه مني تبطل صلاتك أم لا؟ و الله اعلم
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 02:30]ـ
نسيت أن أقول لأخي السكران التميمي أنني أفتيت: ابتسامة، ابتسامة، ابتسامة(/)
اين اجد ترجمة الشيخ عبدالكريم الخضير لنفسه.
ـ[محب طابة]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 08:40]ـ
اين اجد ترجمة الشيخ عبدالكريم الخضير لنفسه وهي صوتية.
ارجو الرد سريعا.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 12:41]ـ
لا أظنه ترجم لنفسه والله أعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 05:09]ـ
اذكر أنه ترجم لنفسه ترجمة مختصرة - إن لم أهم - في بداية شرحه لاختصار علوم الحديث لابن كثير أو البيقونية، ولكن تسجيل صوتي ... إن لم أهم.
ـ[محب طابة]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 11:37]ـ
اظنه في اذاعة القرآن الكريم
ـ[معترك النظر]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 08:02]ـ
كان هناك برنامج في إذاعة القرآن الكريم بالرياض برنامج يسمى (في موكب الدعوة) من تقديم الدكتور محمد بن عبد الله المشوح وقد أجرى لقاءات عديدة مع المشايخ ومن ضمنهم شيخنا العلامة الخضير وغيره كثير.
فلعلك تبحث عنها في موقع طريق الإسلام وإن كان موجودة تضع لنا رابطها مشكورا
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 10:26]ـ
تجدها في شرحه لرسالة السيوطي في علوم القرآن في الشريط الثاني أو الثالث(/)
مقدمات هامة لدراسة القواعد الفقهية
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 08:44]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن تبعه ... ، وبعد:
فإنّ العلم بالقواعد الفقهية من أهم ما ينبغي على طالب العلم الاعتناء به ...
إذ هو علمٌ يضبط الفهم، وينمّي الملكة الفقهية، ويجمع شوارد المسائل ...
ولكن ينبغي قبل دراسة هذا الفنّ الانتباه إلى عدة مقدمات ضرورية؛ ليفهمه الطالب فهماًجيداً مستقيما ...
فممّا ينبغي الانتباه إليه عند دراسة ((القواعد الفقهية)):
ـ ليست كل القواعد الفقهية محلّ اتفاق بين أهل العلم، فكثير من القواعد الفقهية لا تتعدى كونها رأياً لبعض أهل العلم، أو قواعد يرجحها أهل مذهب معين ويبنون عليها آرائهم الفقهية، فالقواعد المختلف فيها-وهي كثيرة- شأنها كشأن المسائل الفقهية المختلف فيها ...
والانتباه إلى هذه الإشارة من الأهمية بمكان؛ لأنّ كلمة ((قاعدة)) عند كثير من طلبة العلم أصبحت تمثل ثوابت راسخة لا نقاش فيها!، وينبني على ذلك تعصب وضيق أفق ... ، إلى غير ذلك من الآفات التي تنتج عن عدم إدراك الخلاف بين أهل العلم في تقرير القواعد الفقهية.
ـ ينبغي الاهتمام بداية بالقواعد الكلية المشتهرة المتفق عليها بين أهل العلم؛ لأن القواعد الفقهية كثيرة متشعبة، والدخول فيها بتوسع يشتت الطالب ...
ـ قبل دراسة علم القواعد الفقهية لابدّ من دراسة الفقه-ولو مرحلة مختصرة-؛ حتى يسهل على الطالب تصور الأمثلة المضروبة على القاعدة الفقهية، وعلى قدر فهمك للحكم الفقهي يكون استيعابك للقاعدة.
ـ لابد من العناية بكثرة تطبيق القواعد الفقهية على الفروع، والتمرن على ذلك من خلال مذاكرة الشيخ والرفقاء؛ حتى تحصل الفائدة العملية من هذا الفنّ.
ـ ينبغي التأني في تطبيق القواعد على الفروع في الفتوى في بداية الطلب؛ لأن الطالب قد يغتر بدراسة القواعد الفقهية ويسارع في تطبيقها قبل أن تنضج عنده الملكة الفقهية!
رزقنا الله العلم النافع والعمل الصالح ...
منقول
http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=51917(/)
مذهب الحنابلة في حلق اللحية
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 06:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مذهب الحنابلة في حلق اللحية
أولًا: نصوص أحمد في اللحية:
1) بعض نصوص أحمد في حَدِّ الإعفاء الواجب، وما يجوز أخذه من اللحية:
1 - قال الخلال في الترجل/ من الجامع لمسائل أحمد: (أخبرني حرب، قال: سئل أحمد عن الأخذ من اللحية؟
قال: كان ابن عمر يأخذ ما زاد عن القبضة. وكأنه ذهب إليه.
قلت له: ما الإعفاء؟
قال: يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: كأنّ هذا عنده الإعفاء).
2 - وقال الخلال: أخبرني محمد بن أبي هارون، أن إسحاق حدثهم، قال:
سألت أحمد عن الرجل يأخذ من عارضيه؟
قال: يأخذ من اللحية ما فضل عن القبضة.
قلت: فحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى؟».
قال: يأخذ من طولها، ومن تحت حلقه.
ورأيت أبا عبدالله يأخذ من طولها، ومن تحت حلقه).
وفي هذين النصّين تأمّل ما استقر في قلب كل من حرب بن إسماعيل الكرماني وإسحاق ابن هانيء من حُرمة اللحية، وأنّ بينها وبين أن يأتي مسلم فيعتدي عليها بالحلق طائعا مختارا مفاوز لم تخطر لهم ببال، فقالا عقب تجويز أحمد الأخذ منها بما زاد على القبضة: إذا كنتَ يا إمام تقول بجواز الأخذ من اللحية إذا زادت على القبضة، فما تقول في حديث ابن عمر، وفيه الأمر بالإعفاء؟ فجاء جواب أحمد: بأنّ الأخذ منها بما زاد على القبضة لا يعارض الأمر بالإعفاء لفعل ابن عمر رضي الله عنهما. فهنا: احتج الإمام أحمد بفعل ابن عمر على جواز الأخذ بما زاد على القبضة، وإنْ كان أحمد يقول بأنّ ترك اللحية على حالها دون أخذ منها أَوْلَى - كما سيأتي -، ولكنّه لمّا سُئِل عن الأخذ أجاب.
3 - قال شيخ الإسلام: (وأما إعفاء اللحية: فإنه يترك، ولو أخذ ما زاد علي القبضة: لم يكره. نص عليه).
وقوله: "فإنه يترك": أي يُترَك اعفائها بعدم الأخذ منها وإنْ تجاوزت القبضة، استحبابا.
4 - قال ابن مفلح في "الفروع": (ولا يكره أخذ ما زاد على القبضة، ونصه: لا بأس بأخذه وما تحت حلقه؛ لفعل ابن عمر).
2) نصوص عن أحمد في حُكم "نتف اللحية"، و"الاعتداء عليها":
1 - قال صالح بن أحمد في "المسائل": (وسألته عن رجل قد بُلِيَ بنتف لحيته، وقطع ظفره بيده = ليس يصبر عنهما؟ قال: إن صبر على ذلك، فهو أحب إلي).
وانظر:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1118883151030&pagename=IslamOnline-Arabic-Cyber_Counselor/CyberCounselingA/CyberCounselingA
2- وقد نصّ أحمد على أنّ في اللحية الدية، وذلك إذا بطل عمل المحل، ثم نصّ على أنّ مَن تسبّب في حلقها يؤدّب على ذلك وإنْ عادت إلى الانبات مرة أخرى، قال عبد الله بن أحمد في "المسائل": سمعت أبي يقول: في اللحية الدية: إذا حلقها فلم تنبت فيها الدية، واذا حلقها فنبتت: يُؤدَّب).
والذي أراه أنّ عقوبة التأديب هنا: بالإضافة إلى أصل الاعتداء، ما للحية من شأن وحُرمَة، كيف لا وقد أُمِرَ بها، وهي محل زينة الرجل وجماله .. وإذا كان يحرم التعزير بها في المذهب، فكيف بالاعتداء عليها دون ذنب اقترفه صاحبها أصلا ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 06:15]ـ
ثانيًا: نصوص الأصحاب في اللحية:
1) نصوص الأصحاب في استحباب إعفاء اللحية:
من نصوص أحمد المتقدّمة استقرأ الأصحاب حكم اعفاء اللحية (يعني: توفيرها دون التعرض لها وإنْ زادت على القبضة)، فتتابعت أقوالهم على استحباب الإعفاء - على النحو المتقدّم -، وأكتفي بذكر ما يلي:
1 - قال في "الشرح الكبير": (ويستحب إعفاء اللحية .. وهل يكره أخذ ما زاد على القبضة؟ فيه وجهان: أحدهما: يكره .. والثاني: لا يكره).
واستدلّ على الوجه الأول: بحديث ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خالفوا المشركين: احفوا الشوارب، وأعفوا اللحى" متفق عليه.
ووجه الاستدلال: أنّه قد ورد في هذا الحديث الأمر المطلق بالإعفاء ..
ثم استدلّ على الوجه الثاني: بما رواه البخاري، قال: "كان عبد الله بن عمر إذا حجّ أو اعتمر قبض على لحيته، فما فضل أخذه").
(يُتْبَعُ)
(/)
ووجه الاستدلال: أنّ عبد الله بن عمر وهو راوي الخبر الوارد فيه الأمر بالإعفاء، قد أخذ من لحيته ما جاوز القبضة، وكأنّ هذا هو تفسير حد الإعفاء الواجب المأمور به، وهذا ما استظهره أحمد من صنيع ابن عمر ..
2 - قال ابن مفلح في "الفروع": (ويعفي لحيته، وفي "المُذهَب": ما لم يستهجن طولها). وقال في "الآداب الشرعية": (يسن أن يعفي لحيته. وقيل: قدر قبضة، وله أخذ ما زاد عنها وتركه. نص عليه. وقيل: تركه أَوْلَى).
وفي هذين النصين (نص: 1، ونص: 2) نجد أنّ صاحب "الشرح" وابن مفلح، قد صاغا العبارة المضمومة حكم الإعفاء من لفظ حديث: "أعفوا".
وقد تقدّم أنّ حد الاعفاء الواجب عند أحمد، ما قد ورد بيانه في خبر ابن عمر، وأمّا ما زاد على ذلك، فهو المعنيّ بحُكم الاستحباب الوارد في كلام الأصحاب .. وهذا ظاهر ..
3 - قال ابن تميم: (يستحب توفير اللحية). و هنا نجد ابن تميم قد صاغ العبارة من معنى الإعفاء لغة، وهو: التوفير والتكثير ..
تنبيه: في جميع هذه النصوص استحضر الأصحاب نصوص أحمد في اعفاء اللحية، وأنه يذهب فيها إلى تفسير الإعفاء الواجب بفعل ابن عمر، من أنه كان يقبض على لحيته فيأخذ ما زاد على القبضة، ومن ثَم اعتمد الأصحاب في صياغة حُكم استحباب الإعفاء مطلقا دون أخذ وإن جاوزت اللحية القبضة من نصوص أحمد المتقدِّمة والتي منها: (وأما إعفاء اللحية: فإنه يترك، ولو أخذ ما زاد علي القبضة: لم يكره). وقوله لمّا سُئل عن الأخذ من اللحية: (يأخذ من اللحية ما فضل عن القبضة). وقال أيضا: (لا بأس بأخذه - يعني: ما زاد عن القبضة -).
ومن هنا أحبتي الكرام: إذا ما جاءك أحدهم، وقد قلتَ له: حلق اللحية حرام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أعفوا اللحى"؛ فإنه إذا قال لك: الحنابلة يقولون: "اعفاء اللحية مستحب"! .. فقل له: ليس الأمر كما فهمتَ! إنّ الحنابلة يفرّقون بين حُكم الإعفاء المطلق، وبين حُكم الإعفاء المقدّر (بما يعادل القبضة)، فالإعفاء المطلق عندهم: مستحب، والإعفاء المقدّر بقبضة: واجب، وعلى هذا نصوص أحمد رحمه الله - وقد تقدّمت -.
2) نصوص الأصحاب في تحريم حلق اللحية:
تقدّم نص أحمد لمّا سئل عن الأخذ من اللحية: (يأخذ من اللحية ما فضل عن القبضة). وهذا نص صريح في حَدِّ الأخذ الجائز عند أحمد، وفيما يلي أسوق نصوص أصحابه الذين عليهم العمدة في بيان مذهبه:
1 - قال شيخ الإسلام - كما في "الفروع -: (ويحرم حلق اللحية).
وقال في "شرح العمدة": (فأما حلقها: فمثل حلق المرأة رأسها وأشد؛ لأنه من المثلة المنهي عنها).
2 - قال في "غذاء الألباب": (والمعتمد في المذهب: حرمة حلق اللحية. قال في "الاقناع": ويحرم حلقها. وكذا في "شرح المنتهى" وغيرهما. قال في "الفروع": ويحرم حلقها، ذكره شيخنا. انتهى. وذكره في "الإنصاف" ولم يحك فيه خلافًا.
وفي "الصحيحين" عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خالفوا المشركين، وفِّروا اللحى، وأحفوا الشوارب" زاد البخاري: "وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته، فما فضل أخذه).انتهى، ما في "غذاء الألباب".
وهذا النص قد اشتمل على أدلة تحريم حلق اللحية ..
تنبيه: مع ظهور هذه النصوص في بيان المذهب وتقريره - ووالله الذي لا إله غيره لو لم تُخلَق هذه النصوص رأسا فإنّ مذهب أحمد في تحريم الحلق واضح وضوح الشمس في رائعة النهار - فإنّ البعض يلزق بابن تيمية القول بالتحريم، وهذا لعمري من غرائب القول ومنكره، ويرتكن القائل في هذا إلى صياغة أحد الفقهاء؛ إذْ يقول: "حرّم الشيخ حلقها"، ومن هنا أقول: وقفة: لن يفلح طالب علم أبدا ما دام يقف عند ظواهر الحروف والكلمات بجمودها وجفائها، ولن يفلح أبدا ما دام يظن أنّ الحِكمة أو الحُكم أو مراد المتكلم من الممكن أنْ يُستظهر أو ينتزع من كلمات مختصرة مقتطعة من السياق الشمولي لمنهج صاحب الكلام محل البحث وأطراف حياته .. فإذا كُنّا نُخطيء على مَن يعيش بيننا ويُكلّمنا دون حجاب، فكيف بنا لا نخطيء ونحن بيننا وبين صاحب الكلام مفاوز من جفاء الأوراق حينا، وتصحيف الكتبة حينا، وإغلاق العبارة حينا، واختصارها إلى حدا الإلغاز حينا ..
وما المخرج من جميع هذه المفاوز؟ المخرج الصدق في استخراج مراد المتكلِّم على نحو ما يريد ..
وهنا السؤال: هل يريد صاحب تلك الكلمة التي تعلّق بها القائل المذكور: أنّ شيخ الإسلام انفرد وحده، ووحده فقط دون الحنابلة جميعا من زمن أحمد إلى زمن الشيخ مرعي بأنّ حلق اللحية: مُحرّم. أقسم بالله غير حانث إنْ شاء الله - ولو اجتمع أهل الأرض جميعا على خلاف ذلك، ولا يجتمون على باطل - أنّ هذا ليس مراد الشيخ مرعي .. بل إنّ مراده: أنّ الشيخ ابن تيمية ذكر حُكم حلق اللحية وأنّه محرّم - ثم لم يتعقّبه في ذلك - .. فالشيخ مرعي - وكذا غيره من الأصحاب - لمّا يجد عن أحمد أو عن أصحابه المتقدمين نصا صريحا لفظا في تحريم الحلق - مثل: "حلق اللحية محرم". هكذا كلمة صريحة - اكتفى بقول شيخ الإسلام ابن تيمية في استظهار المذهب، لا سيّما وقد انعقد الاتفاق على تحريم الحلق من غير واحد ولم يتعقب هذا الاتفاق شيخ الإسلام، وهذا الاتفاق داخل فيه أحمد وغيره .. وهذا ظاهر جدا، وأنا أدعوك أخي بصدق لتأمل هذا الكلام مع شيء من التجرُّد، نفع الله بك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 06:16]ـ
فروع:
ترتب على القول بتحريم حلق اللحية عدة فروع، نجملها فيما يلي:
1 - تحريم التعزير بحلق اللحية:
قال المحقق المرداوي في "الإنصاف": (يحرم التعزير بحلق اللحية ... ).
وقال القاضي أبو يعلى في "الأحكام السلطانية": (له التعزير بحلق شعره، لا لحيته، وبصلبه حيًّا، ولا يُمنَع من أكل ووضوء، ويصلِّي بالإيما ولا يعيد).
2 - تحريم الاستئجار لحلق اللحية:
قال البُهوتي في "كشاف القناع": (ومثله حلق اللحية، فلا يصح الاستئجار له).
3 - لا يجوز تسمية الحلّاق بالمزيِّن إن كان يحترف حلق اللحى:
قال الشيخ بكر أبو زيد في "معجم المناهي اللفظية": (إن كان الحلّاق يحترف حلق اللِّحى، فلا يجوز تسميته بالمزيِّن؛ لأن اللحية زينة وكرامة للرِّجال، وفي الأثر: "والذي زيَّن الرجال باللحى! ".
4 - حلق اللحية يُوجب التعزير:
سئل الشيخ الفقية محمد بن صالح العثيمين: هل حلق اللحية يوجب التعزير؟
فأجاب: (يجب فيه التعزير؛ لأنه ترك واجب، قد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «وفِّروا اللحى»، وهذا التعزير يُكرّر، فكلّما حلق كرّرناه).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 06:18]ـ
تذييل مهم:
1 - حُكم حلق القفا:
قال المروذي: (سألت أبا عبد الله عن حلق القفا؟
قال: هو من فعل المجوس؛ ومَن تشبّه بقوم فهو منهم).
وقال أيضًا: (قيل لأبي عبد الله: تكره للرجل أن يحلق قفاه أو وجهه؟
فقال: أما أنا فلا أحلق قفاي). - وحلق الوجه هنا أمر مختلف عن حلق اللحية -.
وقد روي في حلق القفا حديث مرسل عن قتادة في كراهيته، وقال: "إن حلق القفا من فعل المجوس".
قال المروذي: (وكان أبو عبد الله يحلق قفاه وقت الحجامة).
وقال أحمد أيضًا: (لا بأس أن يحلق قفاه قبل الحجامة).
وقد روى عنه ابن منصور، قال: (سألت أحمد عن حلق القفا؟
فقال: لا أعلم فيه حديثًا إلا ما يُروَى عن إبراهيم). - يعني: النخعي -.
قال شيخ الإسلام: مخالفة المجوس أمر مقصود للشارع .. ولهذا لما فهم السلف كراهة التشبُّه بالمجوس في هذا (يريد في أمر اللحية) وغيره كرهوا أشياء غير منصوصة بعينها عن النبي صلى الله عليه و سلم من هدى المجوس، وقال المروزي: "سألت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل عن حلق القفا" .. إلخ كلام شيخ الإسلام.
قلت: وهذه نصوص مهمة في بيان فَهم فقه أحمد رحمه الله، فإذا كان يذهب إلى كراهة (راجع/ مصطلح: الكراهة عند أحمد) حلق القفا، مع إقراره أنه ليس فيه حديث إلا ما يُروَى عن إبراهيم، فقوله بكراهة (يعني: التحريم دون مرية) حلق اللحية أوْلَى ثم أَوْلَى، فقد ورد في شأنها أمران: الأول: الأمر النبوي الثابت بإعفائها. الثاني: مخالفة هَدْي المشركين والمجوس في ترك إعفائها.
2 - حُكم حلق شعر الرأس:
قال في "المغني" و"الشرح الكبير": (وهل يكره حلق الرأس في غير الحج والعمرة؟ فيه روايتان:
احداهما: يكره؛ لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الخوارج: "سيماهم التحليق"، فجعله علامة لهم، وقال عمر لصبيغ: "لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك بالسيف" ..
والثانية: لا يكره لكن تركه أفضل، قال حنبل: "كنت أنا وأبي نحلق رؤوسنا في حياة أبي عبد الله، فيرانا ونحن نحلق فلا ينهانا"؛ وذلك لما روي عن عبد الله بن جعفر: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء نعي جعفر أمهل آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم، ثم أتاهم، قال: "لا تبكوا على أخي بعد اليوم" ثم قال: "ادعوا بني أخي، فجئ بنا، قال: "ادعوا لي الحلاق" فأمر بنا فحلق رؤوسنا.
(قال): وأما أخذه (يعني: شعر الرأس) بالمقراض واستئصاله، فغير مكروه رواية واحدة، قال أحمد: "إنما كرهوا الحلق بالموسى، وأما بالمقراض فليس به بأس"؛ لأن أدلة الكراهة تختص الحلق).انتهى.
قلت: وفي هذا النص فائدة مهمة جدا، وهي من البدهيّات، ولكن التركيز عليها في هذه الآونة من المهمات:
استدلّ الحنابلة على أفضليّة (أو قُل: استحباب!) - هذا مع عدم ورود أمر بـ"إعفاء شعر الرأس! " - ترك شعر الرأس دون حلق، بحديث: "سيماهم التحليق" ..
ثم استدلّوا على جواز الحلق وإنْ كان خلاف الأفضل، بحديث: عبد الله بن جعفر، وقد جاء فيه: "فأمر بنا فحلق رؤوسنا" ..
فإذا ما أتينا إلى مسألة حلق اللحية، فنقول: "سيما المجوس حلق اللحية"، بالإضافة إلى ورود الأمر بإعفائها .. وجميع هذا وغيره يقتضي القول بتحريم حلقها ..
وعليه: فإن الجمهرة تقول لمن يذهب إلى القول الشاذ المنكر القائل بجواز حلق اللحية، أو إلى مَن يذهب إلى القول باستحباب اللحية، كذا بإطلاق دون تفصيل أو مراعاة لحد القبضة (كما هو عند الحنابلة):
هل عندكم من دليل ناقل عن القول بوجوب اللحية (إلى حد القبضة، كما هو مذهب الحنابلة) وبتحريم حلقها، إلى القول باستحبابها فقط، أو كراهة حلقها، أو القول بالجواز مثل ما ورد في حديث عبد الله بن جعفر في حلق الرأس؟!
أو هل عندكم من أثر عن عبد الله بن عمر أو غيره من الصحابة النبلاء رضي الله عنهم، وقد حلق أحدهم لحيته - عياذا بالله تعالى -؟!
إن كان عندكم من علم فأخرجوه لنا إنْ كنتم صادقين!!!
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلّم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 10:04]ـ
وقد انعقد الاتفاق على تحريم الحلق من غير واحد ولم يتعقب هذا الاتفاق شيخ الإسلام، وهذا الاتفاق داخل فيه أحمد وغيره .. وهذا ظاهر جدا
وقد انعقد الاتفاق على تحريم الحلق من غير واحد، مثل: ابن حزم (ت: 456 هـ) وابن القطان الفاسي (ت: 628) وابن الهمام (ت: 861 هـ) وحكاه ابن قاسم (ت: 1392هـ) صاحب "الحاشية" عن ابن تيمية (ت: 728 هـ) وغيره. هذا ولم يتعقّب شيخُ الإسلام الاتفاق الذي حكاه ابن حزم في "مراتب الإجماع"، ثم إنّ هذا الاتفاق داخل فيه أحمد؛ فإنّ أحمد بن حنبل مذكور في كتاب ابن حزم "مراتب الإجماع" غير مرة، مما يدلّ صراحة على أنّ أحمد بن حنبل على شرط الاتفاق المذكور في حكاية ابن حزم، وهذا ظاهر جدا ..
هذا؛ بالإضافة إلى أنّ الإمام ابن عبد البر (ت: 463 هـ) في "التمهيد" قد حكى الخلاف في "الأخذ من اللحية"، فقال: (واختلف أهل العلم في الأخذ من اللحية: فكره ذلك قوم، وأجازه آخرون).انتهى.
فحكاية ابن عبد البر الخلاف في "الأخذ من اللحية"، مع سكوته عن "الحلق"، يُنبيك عن أنّ "حلق اللحية" ليس محل خلاف أصلا، وإلا كان ذكره كما ذكر الخلاف في الأخذ .. وهذا ظاهر جدا جدا ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 10:07]ـ
تحميل: مذهب الحنابلة في "حلق اللحية"
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=188559#post18 8559
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 10:25]ـ
بارك الله فيك(/)
لمحات عن العلامة الألباني لا يعرفها الكثير
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 04:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد،
فهذه ومضات من حياة العلامة الألباني رحمه الله، جمعتها من كلام من عرفه تبين لنا جوانبا مختلفة من حياة العلامة ناصر الدين الألباني - رحمه الله -
عناية الألباني بالتوحيد
قال الأستاذ الأديب الكبير عبدالله بن خميس في كتابه [شهر في دمشق ص 83 وهو يحكي رحلته إلى دمشق قبل حوالي 45 عاما]: (فذهبت مع الشاب لأجد فضيلة الشيخ ناصر الدين الإلباني محدث دمشق الكبير وحوله ما يزيد على الأربعين طالبا من شباب دمشق المثقف، وإذا الدرس جار في باب حماية المصطفى (صلى الله عليه وسلمك جناب التوحيد، وسده طرق الشرك الشرك. من كتاب التوحيد وشرحه فتح المجيد للإمام المجد وحفيده رحمها الله، فعجبت أشد العجب لهلذ المصادفة الغريبة. وأنصت لإسمع درس الشيخ و إذا بي أسمع التدقيق والتحقيق في علم التوحيد وقوة الضلع فيه وإذا بي أسمع مناقشة الطلبة الهادئة الرزينة واستشكالاتهم العميقة حتى انتهى درس التوحيد…ولم أزل طيلة مقامي بدمشق محافظا على درس الشيخ وقد انتهوا في علم التوحيد من كتاب التوحيد فتح المجيد وبدأوا في كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم) لشيخ الإسلام)
وقال الشيخ على خشان ([الشقائق عدد 26]: (لقد انقلبت به السيارة _ يعني الالباني_ ما بين جدة والمدينة فيقول لهم ناصر الحديث (قولوا يا ستير فليس من أسماء الله تعالى الستار)
عنايةالالباني بالفقه
قال الأستاذ عبدالله خميس [في كتابه المتقدم الذكر]: (وبدأوا في درس الحديث بالروضة الندية، وهنا سمعت علما جما وفقها وأصولا وتحقيقا. هكذا حتى انتهى الدرس) وقد ذكر الأستاذ عبدالله خميس أن العلامة حامد الفقي قد طلب من العلامة الألباني كتابه (التعليقات الجياد على زاد المعاد ليطبعه)،
الألباني والحديث
أما الحديث فلاشك أن العلامة الألباني فارسه الذي لا يشق فيه غبار _ وإن كان ليس بمعصوم من الخطأ فيه_ ولن أتحدث عن جهوده في ذلك فهي واضحة للعيان، ولكن لننظر كيف كان حال الناس حين ظهور العلامة الألباني قال الدكتور باسم الجوابرة [الشقائق 26] (وقد حدثني الشيخ الدكتور أحمد معبد أنه أول ما تعرف على كتابات الشيخ ناصر عندما كان يكتب في مجلة التمدن الأسلامي قبل أكثر من ثلاثين سنة فيقول كنت أسأل نفسي كيف يعرف الشيخ ناصر الحديث الضعيف من الصحيح، وما هي الطريقة لمعرفة ذلك؟ فقد كنت استغرب يقول الشيخ ناصر: رواه النسائي بإسناد ضعيف , و رواه أبو داود بإسناد صحيح، فعندما أرجع إلى سنن النسائي وإلى سنن أبي داود لا أجد هذا الكلام فأقول كيف عرف ذلك هل هو ساحر؟ ثم قال كنت أستأجر المجلة لمدة يوم أو يومين .. )
دعوته للتكفيرين وعنايته بنصحهم
قال الشيخ الجوابرة (عرفت شيخنا العلامة… الألباني منذ سبع وعشرين سنة في أواخر (عام 1973) فقد كنت طالبا في المرحاة الثانوية وكنت في ذلك الوقت مع مجموعة من الشباب نكفرالمسلمين، ولا نصلي في مساجدهم _ بحجة أن المجتمع جاهلي _ وقد كان المخالفون لنا في الأردن يهدودننا دائما بالشيخ الألباني …فعندما قدم الشيخ ناصر إلى الأردن من دمشق حُدث أن مجموعة من الشباب تكفر المسلمين، فرغب في لقائنا فأرسل صهره _نظام سكجها_ إلينا فنقل رغبة الشيخ الألباني فأجبناه من يردنا فليأت إلينا ولن نذهب إليه، ولكن شيخنا في التكفير أخبرنا أن الشيخ ناصر من علماء المسلمين وله فضل لعلمه، وكبر سنه ويجب أن نذهب إليه فذهبنا إليه في بيت صهره _نظام _ وكان قبيل العشاء، فأذن أحدنا ثم أقمنا الصلاة فقال الشيخ ناصر الدين نصلي بكم أم تصلون بنا؟ فقال شيخنا التكفيري نحن نعتقد كفرك لا نصلي خلفك ففال الشيخ الالباني أما أنا فأعتقد إيمانكم ثم صلى بنا شيخنا جميعا ونحن معه ثم جلس الشيح ناصر في نقاش معنا استمر حتى ساعة متأخرة أكثر النقاش مع شيخنا،أما نحن الشباب فكنا نقوم ونجلس ونمدد أرجلنا، ثم نضطجع على جنوبنا، وأما الشيخ ناصر فهو على جلسة واحدة من أول الجلسة إلى آخرها، لم يغيرها أبدا في نقاش دائم مع هذا وهذا، فكنت استغرب من صبره وجلده ثم تواعدنا أن نلتقي في اليوم التالي، وقد رجعنا إلى بيوتنا نجمع الأدلة التي تدل على التكفير بزعمنا،
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء الشيخ ناصر في اليوم الثاني إلى بيت أحد إخواننا، وقد جهزنا الكتب والردود على أدلة الشيخ ناصر، واستمرالنقاش والحوار من بعد العشاء إلى قبيل الفجر، ثم تواعدنا بالذهاب إليه في محل إقامته، فذهبنا إليه واستمر النقاش حتى أذن المؤذن لصلاة الفجر، ونحن في نقاش وحوار دائم نقرأ الأيات الكثيرة التي تدل ظاهرا على تكفير مرتكب الكبيرة، والشيخ ناصر كالطود الشامخ يرد على هذا الدليل , ويوجه الدليل الأخر، ويجمع بين الأدلة المتعارضة ويستشهد بأقوال السلف و الأئمة المعتبرين عند أهل السنة والجماعة، وبعد أن أذن الفجر ذهبنا جميعا تقريبا مع الشيخ ناصر الدين إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، بعد أن أقنعنا الشيخ بخطأ و ضلال المنهج الذي سرنا عليه، ورجعنا عن أفكارنا التكفيرية _ بحمدالله _ إلا نفرا آل أمرهم إلى الردة عن الإسلام بعد ذلك بسنين _ نسأل الله العافية)
عبادته و ورعه
قال الشيخ الجوابرة (كان الشيخ شديد التمسك بالسنة , وكان يصوم الأثنين والخميس من كل أسبوع _ رغم كبر سنه _شديد الورع شديد التأثر فإذا ذكرت الآخرة أمامه بكى، وإذا مدح في وجه بكى) وذكرا أمور أخرى تدل على المقصود
تواضعه
قال الشيخ الحويني في طليعة ترجمته للألباني (كلما التقيت بالشيخ الالباني قبلت يده، فكان ينزعها مني بشدة، ويأبى علي، فلما أكثر قلت قد تلقينا منكم في بعض أبحاثكم في الصحيحة [تحت حديث 160 وقيده بشروط] أن تقبيل يد العالم جائز فقال إنما أنا طويلب علم، وإنما مثلي ومثلكم كقول القائل إن البغاث بإرضنا يستنسر)
إتقانه لبعض الصناعات الدنيوية
قال الأستاذ محمود رضا مراد (الدعوة عدد 1717 شعبان 1420) (وإلى جانب تمرس الشيخ في العلوم الشرعية، فقد حذق في علوم دنيوية كتصليح الساعات وتصميم الأجهزة، فقد صعد بي مرة إلى سطح بيته فأراني جهازا لتسخين المياه بحرارة الشمس صممه بنفسه، وهو عبارة عن عن صندوق مسطح أشبه ما يكون بعلبة الكبريت _ وليس بحجمها طبعا_ مطلية بالقار يمر فيها الماء البارد، فيمتص القار حرارة الشمس فترتفع حرارة الماء فيندفع يصب إلى أعلى ليصب في الانبوب الرئيس الذي يمد منافع البيت بالماء الساخن يظل الماء يحتفظ بحرارته مهما بردت حارة الجو، كما صمم مزولة لمعرفة أوقات الصلاة , ولكن ما يلفت انتباه الزائر هو الرافعة التي صممها لنفسه لتحمله من الطابق الأرضي حتى الطابق العلوي حيث كان يشق على الشيخ صعود الدرج لضخامة حجمه، وهي عبارة عن قاعدة يقف عليها يرفعها كابل معدني بواسطةمحرك يشبه (الدينمو) فإذا ضغط زر ارتفعت القاعدة إلى أعلى أو أسفل حسب مكان القاعدة)
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 05:32]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و أحسن إليكم و جزاكم الله خيرا على هاته اللّمحات (قحقّا أنا لا أعرفها)
و رحم الله الإمام محدّث العصر و مجدّد القرن فضيلة الشّيخ العلاّمة محمد ناصر الدّين الألباني.
دمتم بودّ.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 07:24]ـ
رحم الله الإمام محدّث العصر و مجدّد القرن فضيلة الشّيخ العلاّمة محمد ناصر الدّين الألباني.
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 08:51]ـ
والله عجيب في الدين والدنيا وعجيب في صبره رحمه الله برحمته الواسعة
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 09:19]ـ
والله عجيب في الدين والدنيا وعجيب في صبره رحمه الله برحمته الواسعة
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 09:52]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و أحسن إليكم و جزاكم الله خيرا على هاته اللّمحات (قحقّا أنا لا أعرفها)
و رحم الله الإمام محدّث العصر و مجدّد القرن فضيلة الشّيخ العلاّمة محمد ناصر الدّين الألباني.
دمتم بودّ.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 12:57]ـ
رحمه الله رحمة واسعة.
وطُبع مؤخراً كتاب للشيخ عبد العزيز السدحان عن الإمام الألباني، وهو مفيد.
ـ[أبو عبيدالله الأثري]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 04:05]ـ
أحسن الله إليكم يا ابن ناصر، ورحم الله محدث الدنيا الإمام ناصر، وصدق أخونا عادل في رثائه للألباني بقوله:
سبعون عاما من الأزمان أسكنها:: بين الأحاديث يا بشراه ما كتبا
سبعون عاما محياه ينضر في:: سرد الأحاديث والآثار محتسبا
سبعون عاما يذب الريب عن سنن:: إن يُبدِ مبتدع أو ذو هوى نعبا
يستنفر الشيخ منصوراً بحجته:: حتى كأن له من ربه شهبا
فيبطل البدع السودا ويزهقها:: ولا تصيب دما منه ولا سلبا
أعلى لأهل الحديث راية حُجبت:: دهرا فكشف عنها الستر والحجبا
أعلى به الله قول الحق في زمن:: يسطو بغربة أهل السنة الغربا
دوّى به سلفي النهج متبعا:: هدي الرسول ومن للمصطفى صحبا
وأيقظ الأمة السكرى بأجوبة:: من محكم الفقه يبدي الفقه والأدبا
وصار للسنة الغراء مدرسة:: قد جددت بالحديث العُجم والعربا
لله درك يا شيخ الشيوخ ويا:: علامة العصر يا نبراس من سربا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحافظة]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 07:43]ـ
بارك الله فيكم وزادكم من فضله وإحسانه على هذا النقل الطيب ...
وينقل أحد الأخوة بارك الله فيه حادثة حصلت معه فيقول::::
أنقل لكم اخواني حادثة حدثت معي باختصار وهي من غرائب الشيخ الألباني رحمه الله و سائر علماء اهل السنة وهذه لم تجدوها ولن تجدوها في كتاب او شريط سواء للشيخ أو لمن ترجم له الا اذا كانت قد وصلت لفلان من تلامذة الألباني عندما كنت عنده في مصر و أخبرته بالقصة فقال لي لابد و ان تنقل هذه القصة للشيخ فلان في كفر الشيخ في مصر لأنه يكتب ترجمة للألباني
المهم أن القصة كالتالي
كنت قد زرت الشيخ الألباني في المستشقى قبل وفاته بقليل وهو على الفراش
ففي احدى الزيارات كان معي أخ ليبي من اخواننا المستقيمين
فلما دخلنا على الشيخ الغرفة كان رحمه الله يتألم من شدة المرض وهو السرطان
فسلمنا عليه فرد علينا السلام وهو على حالته هذه فقلت له يا شيخ اذا كان الكلام يؤثر عليك فلا تتكلم فنظر لي بعينيه وظل ساكتا
وجاء الأخ الليبي ووضع يده في يد الشيخ و أخذ يقرأ حديث النبي صلى الله عليه و سلم
الذي في أبي داود أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبع مرات وبصوت مسموع للشيخ وهو مازال آخذ بيده وانا واقف بجواره
فنظرت الى يد الشيخ الأخرى و اذ به يعد مع الاخ الليبي تكراره للحديث بأصابع يده الأخرى
حتى انتهى الأخ من القراءة فقال له الشيخ بارك الله فيك
ففهمت من حال الشيخ أنه يريد أن يعلم هل الأخ الليبي طبق السنة على الحقيقة في العد أم لا فاستغربت منه وهو على هذه الحالة وهو يحرص على تطبيق السنة وليس الخبر المعاينة ...
انتهى
سبحان الله كرس الشيخ حياته كلها للدفاع عن السنة وقمع البدعة حتى على فراش الموت و لا زال يدافع عن السنن؛ فرحم الله شيخنا الألباني ورزقه ربي الفردوس الأعلى ورضي عنه وأرضاه ...
ـ[أبوحفص اليماني]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 10:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأزيدكم أخوتي الأفاضل أن شيخنا العلامة محمد بن إسماعيل العمراني حفظه الله ورعاه لا زال وما يزال ناصحاً لكل طالب علم "ولا يعرف هذا إلا من جالس شيخنا" باقتناء كتب العلامة الألباني وكم من مرة سمعته يفاخر بأنه أول رجل في اليمن اقتنى كتب العلامة الألباني فقال لي: معرفتي بالعلامة الألباني ترجع إلى مدة طويلة فقد كنت ابن 15 سنة عندما عرفت الألباني بمشاركته في أحد المجلات وقرأت له بحثاً حول أحد الأحاديث فأعجبت بطريقته ومنذ ذلكم اليوم وأنا شغوف بشراء كتب الألباني فكنت إذا قرأت على مشايخي في كتب الفقه فأقول لهم صححه الألباني ضعفه الألباني فيعجب مشايخي من هذا الألباني الذي تنقل تصحيحه وتضعيفه فأخبرهم عنه، وأضاف كنت أدخر المال فإذا سمعت بمسافر إلى مصر أو الشام أرسل له بالمال ليشتري لي كتب الألباني التي طبعت.
وفي مرة سئله أخ لي: أن أحد مشايخ الإخوان **** في اليمن ينتقص من الشيخ الألباني وأنه سمعه يقول الأألباني قد- هكذا قال- يحتج به في الحديث وهو ليس بعالم بل باحث ولكن في الفقه وغيرها من العلوم فليس بحجة!! فقال شيخنا شيخ مشايخ اليمن الآن بلا مدافعة العمراني: الألباني في الحديث رقم واحد وفي الفقه رقم اثنين بعد الشوكاني. هذا كلامه بالنص والله هو الشهيد على ما أقول
ـ[مسلم محب]ــــــــ[15 - Apr-2009, صباحاً 12:01]ـ
جزاكم الله خيرا
كلامكم مازادني إلا حبا له رحمة الله عليه
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 05:25]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
لطبلة العلم فقط ما حكم اختلاط الاقارب مع وجود النساء بينهم .. على فرض وجود المحرم؟؟؟
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 11:18]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..... وبعد
بحثت عن فتوى تبين عن حكم الاختلاط بين ((الاقارب)) .... لم اجد فتوى تشفى عليلا او تروي غليلا ... وربما سمعت فتوى تحوم حول بُغتي لكن لم يطمئن قلبي لها ((ليس اتباعا للهوى))
وسؤالي ما حكم اختلاط الاقارب فيما بينهم مع وجود النساء بينهم .. على فرض وجود المحرم؟؟؟
فلعل الاخوة الافاضل يفيدونا ... وارجو ان تكون الفتوى مدعمة بالادلة .. وان اشرتم الى المصدر (((فبها ونعمت))
...... جزاكم الله عنا كل خير .. وبارك في علمكم
ومن استطاع ان ينفع اخاه المسلم فليفعل
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 11:35]ـ
لعل هذا النقل يفيدك.
أجاب الشيخ خالد بن عبد الله المصلح حفظه الله عن الاختلاط بين الأقارب
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد
فإجابة عن سؤالك نقول:
المخالطة مع أقارب الزوج أو أبناء العم والخال، التي لا تقتضي خلوة، ولا تركا لما يجب من الحجاب والستر، وليست سببا للفتنة، ليست محرمة شرعا، أما ما كانت على خلاف هذا، فإنها لا تجوز، ولو أفضت إلى عدم رضاهم، مع وجوب صلة الرحم والإحسان.
ولمعرفة المزيد عن الاختلاط يمكنك مراجعة هذا الرابط: http://www.saaid.net/female/k.htm
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 12:05]ـ
جزاك الله خير
لكن الى الآن في نفسي ... شي ء ... اللهم علمنا ما جهلنا ونفعنا بما علمتنا وعلم من علّمنا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 12:11]ـ
جزاك الله خير
لكن الى الآن في نفسي ... شي ء ... اللهم علمنا ما جهلنا ونفعنا بما علمتنا وعلم من علّمنا
وماذا تريد نفسك لترضى؟ (ابتسامة) (ابتسامة) (ابتسامة)
على كل أخي الكريم ما أجاب به الشيخ حفطه الله هو المفتى به عندنا، وهو المتعارف عليه الناس.
فلا تتكلف المسألة، فتتحول إلى وساوس.
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 03:04]ـ
وماذا تريد نفسك لترضى؟ (ابتسامة) (ابتسامة) (ابتسامة)
وفقك الله لكل خير
لكن ما اتمثل الا ما قاله بعضهم:
تأنّ ولا تعجلْ بلومك صاحبا ....... لعل له عذر وأنت تلوم
ابتسامة(/)
لو قيل: "استمداد أصول الفقه من الكتاب والسنة واللغة العربية" لكفى.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 01:11]ـ
فيستثنى "علم أصول الدين" وهو معرفة الله وما يليق به وما لا يليق، وصدق الرسول ونحو ذلك، لأن هذه أيضاً مردها إلى الأدلة السمعية (الكتاب والسنة)، وأما من يجعل الفقه مما يستمد منه فحجة من قال بذلك هي التمثيل من خلال الفروع، وهذه حجة ضعيفة، لأن التمثيل غير الاستمداد لإنشاء أصل محايد يحكم نظر الجميع، فالحنفية، مثلاً، فعلوا ذلك بإتقان ولكن لا تصلح طريقتهم لتأسيس أدلة إجمالية تحكم اجتهاد الجميع.
في انتظار التعليق والإفادة.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 02:59]ـ
هذا كلام سديد ..
فجعل الفقه من جملة المستمد منه
هو عند المناطقة دورٌ
وعند العقلاء حورٌ بعد كور
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 04:57]ـ
أخي الحبيب:
وصف طريقة الحنفية في الأصول بأن فيها دورا فيه تسامح؛ إذ إن طريقتهم لا تكون فروع الإمام واجتهاداته هي الأصلَ الذي تستمد منه الأصول، بقدر ما هي مرشد إلى الأصول التي اعتمدها الإمام في اجتهاده، والتي كانت حاضرة أما عينيه حال اجتهاده في استنباط الأحكام، والتي من خلالها وصل إلى حكمه واجتهاده في الفروع، وعليه فلا تكون الأصول - حينئذ - مستمدة من الفروع؛ حتى يحكم على هذه العملية بأن فيها دَوْرًا قبليا.
والله يرعاك، ويسدد خطاك!!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 05:12]ـ
أخي الحبيب المكرم
الأدلة الإجمالية أداة للمجتهد
في استنباط الحكم .. وتنزيل الحكم التفصيلي على المسألة
فإذا قيل إن مستمد هذه الأدلة الإجمالية يدخل فيه
الأدلة التفصيلية,,فهذا المقصود بالدور ..
والله الموفق
سؤال: ما معنى علامتي التعجب بعد دعائك الكريم لي
فلم أفهم مقصودك فيهما ..
وشكرا
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 07:42]ـ
أخي الحبيب:
أشكر اهتمامك بالجواب وبيان مرادك.
أما علامة: (!!) فالصواب أنها علامة الانفعال، وتأتي فيما يصاحبه انفعال، وتختص بالطلب إلا الاستفهام؛ لاختصاصه بالعلامة: (؟)؛ فتدخل العلامة: (!) على التعجُّب وغيرِهِ منَ الانفعالات؛ كالدعاء والتمنِّي والرجاء، ولذلك فالصواب أنها علامةَ الانفعال، لا التعجب؛ لعدم اختصاصها بالتعجُّب؛ إلا على ما اشتهر عند الناس اليوم، وهو خطأ شائع، وحاشاك منَ الزَّلَل * في القول والعمل!!
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 12:15]ـ
فيستثنى "علم أصول الدين" وهو معرفة الله وما يليق به وما لا يليق، وصدق الرسول ونحو ذلك، لأن هذه أيضاً مردها إلى الأدلة السمعية (الكتاب والسنة)
المراد أخي الكريم باستمداد أصول الفقه من أصول الدين: أن أصول الفقه مستمد منه بسبب توقف الأدلة الشرعية على معرفة الباري وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهذه كما ترى لا تتوقف على الأدلة السمعية حتى يقال بأنها مستمدة من الوحيين.
وبهذا تكون عبارة استمداد أصول الفقه من أصول الدين صحيحة , وذلك لتوقف الخوض في مباحث هذا على استقرار مباحث ذاك.
والله أعلم.
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 12:32]ـ
وأما من يجعل الفقه مما يستمد منه فحجة من قال بذلك هي التمثيل من خلال الفروع، وهذه حجة ضعيفة، لأن التمثيل غير الاستمداد لإنشاء أصل محايد يحكم نظر الجميع
الظاهر من كلام أهل العلم في هذا أن المقصود باستمداد أصول الفقه من الفقه: أن الفقه مجموع الأحكام التي نزل بها الوحي , والأصولي لولا هذه الأحكام لما بحث في تقعيد قواعد الاستنباط , فهو "أعني أصول الفقه" من هذه الجهة فرع عن نزول الأحكام الشرعية. وليس بمستغرب أن يتأثر الشيء بآخر ثم يعود عليه بالتأثير. ألا ترى أخي الكريم أن "الخلاف" أثرٌ عن وجود الاجتهاد ثم أتى العلماء بعد ذلك فألفوا في "مراعات المجتهد للخلاف" , فأثر الاجتهاد في الخلاف من جهة الوجود , ثم أثر الخلاف في الاجتهاد من جهة الصفة.
هذا من جهة , ومن جهة أخرى فإن مادة الشيء التي بها قوامه تكون أصلا لاستمداده من حيث أنه لولاها لما وجد. ألا ترى أنه لاوجود لأصول الفقه كعلم قبل نزول الأحكام ... ؟
وأخيرا فإن أصول الشيء لاتخرج عنه , ألا ترى أن أصول الدين من الدين , وأركان الإسلام من الإسلام , فكذا أصول الفقه من الفقه , وبالتالي فكما أن أصول الدين مستمدة من الدين , فكذا أصول الفقه مستمدة من الفقه ولا فرق.
والله من وراء القصد.(/)
هل يجوز التمضمض بمواد فيها كحول؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 03:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
محلول مضمضة الفم لتنظيف الأسنان, (كالليسترين او الكولجيت أو الهاي جيين .... الخ)
بعد قراءة المحتويات تبين انها تحتوي على كحول الايثيل -أي المُسكر-
فما حكم المضمضة فيها رحمكم الله؟
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[06 - Feb-2009, صباحاً 03:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. هناك أنواع خالية من الغول.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Feb-2009, صباحاً 06:27]ـ
/// احتواء أي سائلٍ على نسبٍة من الكحول إذا مازجه ولم يؤثر في تخميره وإسكاره فلا بأس باستعماله.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 01:26]ـ
/// احتواء أي سائلٍ على نسبٍة من الكحول إذا مازجه ولم يؤثر في تخميره وإسكاره فلا بأس باستعماله.
ألا يتعارض هذا ما النصوص التى تحرم قليل المسكر وكثيره
أم أن فضيلتكم ترى أن مزجه بشيء آخر يغيره؟
** وسؤال آخر للمدارسة:
هل المضمضة يشملها حكم تحريم الكحول مثل الشرب وكذلك تطهير الجروح وأشباهها من النوازل؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 01:48]ـ
/// بارك الله فيكم .. لا تعارض بينهما؛ إذ قليل المسكر غير الفاقد لحقيقته محرَّم ككثيره، أمَّا الفاقد له بامتزاجه بغيره لا يأخذ حكمه؛ إذ ليس اسمه اسمه، ولا أثره أثره حتى يأخذ حكمه.
/// وقد تقدَّم بحث هذا في موضوع حكم شرب المشروبات المحتوية على نسبة ضئيلةٍ من الكحوليات، وأنَّها لا تأخذ حكمها.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 01:50]ـ
إذ ليس اسمه اسمه، ولا أثره أثره حتى يأخذ حكمه.
جزاكم الله خيراً
أرجو أن نتذكر هذه العبارة لأننا سنحتاجها في مناقشة مسائل أخرى فيما بعد وسنطردها.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 01:52]ـ
جزاكم الله خيراً
أرجو أن نتذكر هذه العبارة لأننا سنحتاجها في مناقشة مسائل أخرى فيما بعد وسنطردها.
/// وإيَّاكم .. ولا تنس العلَّة فهي الأساس في هذا.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 02:03]ـ
/// وإيَّاكم .. ولا تنس العلَّة فهي الأساس في هذا.
ليست علة:)
بل اختلاف المسميات لا يجعلها تأخذ حكماً واحداً ولا يتعدى حكم شئ إلى غيره إلا بنص
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 02:04]ـ
/// إذن لن نطرد شيئًا في شيءٍ، إذا الخلاف من المنطلق. والحمدلله
ـ[أشجعي]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 09:06]ـ
أسأل الله ان لا يحرمكم الأجر جميعا,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. هناك أنواع خالية من الغول.
نصيحة قيمة يا شيخ, جزاك الله خيرا,
هل هناك منتج معين تعرفه خالي من الكحول يا شيخ؟
لأني كنت أستعمل الكولجيت ولم يكن يُكتب على ظهر المنتج شيء حينها, وتوقفت عن ذلك ما أن بدأوا بكتابة كحول الايثانول.
/// احتواء أي سائلٍ على نسبٍة من الكحول إذا مازجه ولم يؤثر في تخميره وإسكاره فلا بأس باستعماله.
بارك الله فيك شيخنا هل من فتوى تتحفنا بها,
وأظن أنه لا يفقد شيء من خصائصه في هذه المنتجات أو غيرها من المنتجات الطبية,
والله أعلم.
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 08:41]ـ
/// احتواء أي سائلٍ على نسبٍة من الكحول إذا مازجه ولم يؤثر في تخميره وإسكاره فلا بأس باستعماله.
هي 14% وهي بلا شك تسبب السكر
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 10:46]ـ
هي 14% وهي بلا شك تسبب السكر
/// بغض النَّظر عن دقَّة هذه النِّسبة فيما ذكر فإنَّ الكلام ليس عن نسبة الـ 14% أو أقل أوأكثر إذا شربت لوحدها، بل شربت مع ما امتزجت به، ولم تؤثِّر -كما تقدَّم- هل تسكر أو لا؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 10:49]ـ
/// وعنوان الموضوع على هذا فيه نظر، إذ التمضمض ليس بالكحول، بل بسائل فيه شيءٌ من الكحول غير مؤثِّر.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 10:56]ـ
/// من مشاركاتٍ قديمةٍ لي وليغري من الأفاضل في موضوعٍ قديمٍ في حكم شرب البربيكان ونحوه من المشروبات المحتوية على نسبةٍ من الكحول ضئيلةٍ:
1 - الأصل الأول: أنَّ الأصل في الأطعمة والأشربة الحل، مالم يأت الدليل المانع منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكل طعام أو شراب - لم ينص على تجريمه - فهو حلال، ومن حرَّم شيئاً منه فيطالب بالدليل عليه.
2 - الأصل الثاني: أنَّ الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً.
ومن المعلوم المنصوص عليه أنَّ العلَّة في تحريم الخمر هي الإسكار؛ لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (ما أسكر قليله فكثيره حرام).
/// ومن المعلوم أنَّ هذه المشروبات لا تسكر، قليلها ولا كثيرها.
بخلاف الخمر الذي لو شرب منه الإنسان مقدار فنجان قهوة لسكر، وغاب عقله؛ كما أخبرني بذلك غير واحد ممن كان يتعاطاه قبل أن يتوب منه، نسأل الله العفو.
فالذي يشرب من هذه المشروبات فإنه لا يسكر ولو شرب برميلاً أو طناً.
3 - قال ابن رجب رحمه الله في القواعد (1/ 172): " القاعدة الثانية والعشرون: العين المنغمرة في غيرها إذا لم يظهر أثرها؛ فهل هي كالمعدومة حكماً أو لا؟ فيه خلاف، وينبني عليه مسائل:
منها: الماء الذي استهلكت فيه النجاسة ...
ومنها: لو خلط خمراً بماء، واستهلك فيه ثم شربه؛ لم يُحدَّ، هذا هو المشهور، وسواءٌ قيل بنجاسة الماء أولا .... " وساق بقية الأمثلة.
/// والذي يهمني منها هذان المثالان. فالراجح الذي تؤيده الأدلة أنَّ الماء إذا سقطت فيه نجاسة، ثم استُهلكت هذه النجاسة فيه بحيث لم يظهر رائحتها أولونها أوطعمها فيه = فإنه لا تأثير لها على الماء فيبقى على طهوريته، بصرف النظر عن قلته أو كثرته.
- ثم الخمر إن كان نجساً - والراجح عدم نجاسته لعدم الدليل - ووضع شيٌ منه في برميل ماء واستهلك فيه فإنه لا يبقى له أثرٌ من جهة النجاسة.
وهذا جواباً لمن يقول بنجاسة الخمر، وقد يستدلُّ على حرمة هذه المشروبات بنجاسة هذه الكحول، وبناءً على أنه لا يجوز مقاربة النجاسات أو تناولها فقد يحرِّم هذه المشروبات.
/// فالذي لا يسكر ولو شرب منه إنسان برميلاً أو نهراً أو بحراً هو هذا المشروب بعد إضافة هذه الكحول إليها. لا نفس هذه الكحول المضافة.
/// ولم يكن في عهد النبي (ص) مختبرات لإثبات سكر الخمر قليله أو كثيره! فلا يحتاج في إثبات أنَّ هذا المشروب - لا الكحول - لو شرب منه امرؤٌ كثيراً أو قليلاً فإنه يسكر = إلى فحص مخبري أو نووي!، بل يكتفى بفحصه بالفم والذوق فقط (:، فإن أسكر فحرام وإلاَّ فلا.
/// وثم فرق بين (خمر خالص)، وبين (ماء مخلوط بخمر).
مسألة العين المنغمرة في غيرها هي من قواعد الإسلام التي تجري في غيرما مسألة من مسائل الطهارات وغيرها، وقد ذكرها كثير من الفقهاء، لكنهم يفترقون في تطبيقاتها. وأدلتها كثيرة، منها حديث القلتين، وبئر بضاعة، وغيرهما.
ومسألة المختبرات فلم يتعبدنا الله بها، ولم أبدِّعها، لكن (ربط) تبيِّّن الإسكار للخمر بها بدعةٌ لا شك فيها. نعم .. يستفاد منها لكن لا يتوقف تبيُّن علة الإسكار عليها.
إذ لا نلزم كل إنسان ليحكم على النبيذ بأنه قد تخمَّر أن يعرضه على المختبرات.
بل علة التحريم هي الإسكار فلو كان مسكراً قليله - بالذوق - لصار خمراً محرما، وما لا فلا.
ثم من المعلوم عقلاً أن تبيُّنها بالذوق (أريح) وأسهل من عرضها على المختبرات!
/// فتوى للعثيمين رحمه الله:
ما حكم شرب ما يسمى بالبيرة، مع العلم أن هناك نوعين نوع فيه نسبة من الكحول، ونوع لا يوجد فيه نسبة من الكحول، وهل هي من المسكرات؟
الجواب:
البيرة الموجودة في أسواقنا كلها حلال، لأنه مفحوصة من قبل المسؤولين، وخالية من الكحول تماما، والأصل في كل مطعوم ومشروب وملبوس الأصل فيه الحل، حتى يقوم الدليل على أنه حرام، لقول الله تعالى {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا} [البقرة:29]
فأي إنسان يقول: هذا الشراب حرام، أو هذا الظعام حرام، أو هذا اللباس حرام، قل له: هات الدليل. فإن جاء بدليل فالعمل على ما يقتضيه الدليل، وإن لم يأت بدليل فقوله مردود عليه، لأن الله يقول {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا}، كل ما في الأرض خلقه الله لنا، وأكَّد هذا العموم بقوله {جميعا}، وقال: {وقد فصَّل لكم ما حرَّم عليكم} [الأنعام: 119]
فالشيء المحرَّم لا بد أن يكون مفصَّلا معروفا تحريمه، فما لم يكن كذلك فليس بحرام، فالبيرة الموجودة في السعوديَّة كلُّها حلال ولا لإشكال فيها إن شاء الله.
ولا تظنَّ أنَّ أيَّ نسبة من الخمر تكون في شيء تجعله حراما، بل السُّنَّة إذا كانت تؤثِّر بحيث إذا شرب الإنسان من هذا المختلط بالخمر سكر صار حراما، أمَّا إذا كانت نسبة ضئيلة تضآءلت وانمحى أثرها ولم تؤَثِّر فإنَّه يكون حلالا.
وقد ظنَّ بعض الناس أن قول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((ما أسكر كثيره فقليله حرام)) أن معناه: ما خلط بيسير فهو حرام ولو كان كثيرا، وهذا فهم خاطيء للحديث: ((ما أسكر كثيره فقليله حرام)) يعني: أن الشيء الذي إذا أكثرت منه حصل السكر، وإذا خفَّفْت منه لم يحصل السكر، ويكون القليل والكثير حراما، لأنك ربما تشرب القليل الذي لا يسكر، ثم تدعوك نفسك إلى أن تكثر فتسكر، وأمَّا ما اختلط بمسكر ونسبة المسكر فيه قليلة لا تؤثر، فهذا حلال ولا يدخل في الحديث. ا. هـ
الشيخ: محمد بن عثيمين رحمه الله
لقاءات الباب المفتوح
اللقاء الثالث والستون
ط دار البصيرة (3/ 381)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 11:18]ـ
هي 14% وهي بلا شك تسبب السكر
لي أخ يسافر وقد احضر لي هذه المنتوجات,
والمنتج هو ليسترين ( listerine)
ونسبة الكحول فيه 21,6%.
وشيخنا البخاري قلت:
ومن المعلوم أنَّ هذه المشروبات لا تسكر، قليلها ولا كثيرها
بل الميثانول مُسكر شيخي, بعكس المشروبات التي تحتوي الأسبرتيم والميثانول,
ولعلي أرفع رابط ان الايثانول هو الكحول بعينه.
وقلت:
وانمحى أثرها ولم تؤَثِّر فإنَّه يكون حلالا
فإن أثرها في هذا المحلول شيخي لم ينمحي,
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 11:41]ـ
/// بارك الله فيك وجزاك خيرًا ..
/// كلامي السَّابق كان عن المشروبات المحتوية على نسبةٍ ضئيلةٍ لا تؤثِّر لا على ما ذكرته من الأمثلة المؤثرِّة .. وأصل المشاركات القديمة كان عن سؤال بعض الإخوة عن مشروبات الطَّاقة وهل هي محرَّمةٌ لاحتوائها على الكحول؟
/// ولو علَّقنا الحكم بعلَّته لأغنانا ذلك عن تتبُّع أمثلته .. وإلغاء ما لا يصلح للتمثيل به.
ـ[أشجعي]ــــــــ[09 - Feb-2009, صباحاً 12:20]ـ
والله يا شيخ إني لأحبك بالله,
بعض الأخوة تحبه من خلال تعليقاته,
والآخر تتعوذ وتتردد أن تدخل معه في نفس الموضوع,
عل كل,
شيخي عدنان,
صدقت في كلامك لو كان الموضوع من مثيلاته, فتارة يسأل أحدهم عن البيرة وآخر عن فيروز وغيره عن الموسي وآخر عن البربيكان, وربما عن البيبسي,
أو مادة الفانيلا للطبخ أو لعلها المادة التي يضعونها في الدول الغربية على اللحم أو الطبيخ,
وما كنت لأسأل لو شعرت أن هذا هو الحال,
ولكن المحلول كحولي, واظن ان النسبة 21% ليست قليلة إذا ما قورنت بالمشروبات 3% او 0.3%,
وبارك الله فيك شيخنا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 03:37]ـ
/// بارك الله فيك وجزاك خيرًا وأحبَّك الله.
/// الميثانول:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%8A%D8%AB%D8%A7%D9%86 %D9%88%D9%84
ـ[أشجعي]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 04:50]ـ
جزاك الله خيرا شيخي,
الميثانول كحول الخشب, ضار وسام,
ولكن المحلول الذي أتكلم انا عنه يحتوي على الإيثانول أي الكحول الصافي:
الإثانول ( C2 H6 0 " كربون2 هيدروجين6 أكسجين ") ويسمى كحول الاثانول مادة سامة و حارقة عديمة اللون تتكون من تخمر السكر، يستعمل في المشروبات الكحولية
من نفس الموقع:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%AB %D8%A7%D9%86%D9%88%D9%84
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 11:20]ـ
بالتأكيد لن يضعوا غولاً ساماً، لاحتمال أن يشربها المرء بالغلط، أما الغول المسكر فنعم، ونسبته عالية.
وهناك أنواع خالية من الغول عادة تخصص للأطفال، وإن كان مفعولها أقل على ما يظهر والله أعلم.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 01:11]ـ
/// من مشاركاتٍ قديمةٍ لي وليغري من الأفاضل في موضوعٍ قديمٍ في حكم شرب البربيكان ونحوه من المشروبات المحتوية على نسبةٍ من الكحول ضئيلةٍ:
1 - الأصل الأول: أنَّ الأصل في الأطعمة والأشربة الحل، مالم يأت الدليل المانع منها.
فكل طعام أو شراب - لم ينص على تجريمه - فهو حلال، ومن حرَّم شيئاً منه فيطالب بالدليل عليه.
2 - الأصل الثاني: أنَّ الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً.
ومن المعلوم المنصوص عليه أنَّ العلَّة في تحريم الخمر هي الإسكار؛ لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (ما أسكر قليله فكثيره حرام).
/// ومن المعلوم أنَّ هذه المشروبات لا تسكر، قليلها ولا كثيرها.
بخلاف الخمر الذي لو شرب منه الإنسان مقدار فنجان قهوة لسكر، وغاب عقله؛ كما أخبرني بذلك غير واحد ممن كان يتعاطاه قبل أن يتوب منه، نسأل الله العفو.
فالذي يشرب من هذه المشروبات فإنه لا يسكر ولو شرب برميلاً أو طناً.
3 - قال ابن رجب رحمه الله في القواعد (1/ 172): " القاعدة الثانية والعشرون: العين المنغمرة في غيرها إذا لم يظهر أثرها؛ فهل هي كالمعدومة حكماً أو لا؟ فيه خلاف، وينبني عليه مسائل:
منها: الماء الذي استهلكت فيه النجاسة ...
ومنها: لو خلط خمراً بماء، واستهلك فيه ثم شربه؛ لم يُحدَّ، هذا هو المشهور، وسواءٌ قيل بنجاسة الماء أولا .... " وساق بقية الأمثلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// والذي يهمني منها هذان المثالان. فالراجح الذي تؤيده الأدلة أنَّ الماء إذا سقطت فيه نجاسة، ثم استُهلكت هذه النجاسة فيه بحيث لم يظهر رائحتها أولونها أوطعمها فيه = فإنه لا تأثير لها على الماء فيبقى على طهوريته، بصرف النظر عن قلته أو كثرته.
- ثم الخمر إن كان نجساً - والراجح عدم نجاسته لعدم الدليل - ووضع شيٌ منه في برميل ماء واستهلك فيه فإنه لا يبقى له أثرٌ من جهة النجاسة.
وهذا جواباً لمن يقول بنجاسة الخمر، وقد يستدلُّ على حرمة هذه المشروبات بنجاسة هذه الكحول، وبناءً على أنه لا يجوز مقاربة النجاسات أو تناولها فقد يحرِّم هذه المشروبات.
/// فالذي لا يسكر ولو شرب منه إنسان برميلاً أو نهراً أو بحراً هو هذا المشروب بعد إضافة هذه الكحول إليها. لا نفس هذه الكحول المضافة.
/// ولم يكن في عهد النبي (ص) مختبرات لإثبات سكر الخمر قليله أو كثيره! فلا يحتاج في إثبات أنَّ هذا المشروب - لا الكحول - لو شرب منه امرؤٌ كثيراً أو قليلاً فإنه يسكر = إلى فحص مخبري أو نووي!، بل يكتفى بفحصه بالفم والذوق فقط (:، فإن أسكر فحرام وإلاَّ فلا.
/// وثم فرق بين (خمر خالص)، وبين (ماء مخلوط بخمر).
مسألة العين المنغمرة في غيرها هي من قواعد الإسلام التي تجري في غيرما مسألة من مسائل الطهارات وغيرها، وقد ذكرها كثير من الفقهاء، لكنهم يفترقون في تطبيقاتها. وأدلتها كثيرة، منها حديث القلتين، وبئر بضاعة، وغيرهما.
ومسألة المختبرات فلم يتعبدنا الله بها، ولم أبدِّعها، لكن (ربط) تبيِّّن الإسكار للخمر بها بدعةٌ لا شك فيها. نعم .. يستفاد منها لكن لا يتوقف تبيُّن علة الإسكار عليها.
إذ لا نلزم كل إنسان ليحكم على النبيذ بأنه قد تخمَّر أن يعرضه على المختبرات.
بل علة التحريم هي الإسكار فلو كان مسكراً قليله - بالذوق - لصار خمراً محرما، وما لا فلا.
ثم من المعلوم عقلاً أن تبيُّنها بالذوق (أريح) وأسهل من عرضها على المختبرات!
/// فتوى للعثيمين رحمه الله:
ما حكم شرب ما يسمى بالبيرة، مع العلم أن هناك نوعين نوع فيه نسبة من الكحول، ونوع لا يوجد فيه نسبة من الكحول، وهل هي من المسكرات؟
الجواب:
البيرة الموجودة في أسواقنا كلها حلال، لأنه مفحوصة من قبل المسؤولين، وخالية من الكحول تماما، والأصل في كل مطعوم ومشروب وملبوس الأصل فيه الحل، حتى يقوم الدليل على أنه حرام، لقول الله تعالى {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا} [البقرة:29]
فأي إنسان يقول: هذا الشراب حرام، أو هذا الظعام حرام، أو هذا اللباس حرام، قل له: هات الدليل. فإن جاء بدليل فالعمل على ما يقتضيه الدليل، وإن لم يأت بدليل فقوله مردود عليه، لأن الله يقول {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا}، كل ما في الأرض خلقه الله لنا، وأكَّد هذا العموم بقوله {جميعا}، وقال: {وقد فصَّل لكم ما حرَّم عليكم} [الأنعام: 119]
فالشيء المحرَّم لا بد أن يكون مفصَّلا معروفا تحريمه، فما لم يكن كذلك فليس بحرام، فالبيرة الموجودة في السعوديَّة كلُّها حلال ولا لإشكال فيها إن شاء الله.
ولا تظنَّ أنَّ أيَّ نسبة من الخمر تكون في شيء تجعله حراما، بل السُّنَّة إذا كانت تؤثِّر بحيث إذا شرب الإنسان من هذا المختلط بالخمر سكر صار حراما، أمَّا إذا كانت نسبة ضئيلة تضآءلت وانمحى أثرها ولم تؤَثِّر فإنَّه يكون حلالا.
وقد ظنَّ بعض الناس أن قول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((ما أسكر كثيره فقليله حرام)) أن معناه: ما خلط بيسير فهو حرام ولو كان كثيرا، وهذا فهم خاطيء للحديث: ((ما أسكر كثيره فقليله حرام)) يعني: أن الشيء الذي إذا أكثرت منه حصل السكر، وإذا خفَّفْت منه لم يحصل السكر، ويكون القليل والكثير حراما، لأنك ربما تشرب القليل الذي لا يسكر، ثم تدعوك نفسك إلى أن تكثر فتسكر، وأمَّا ما اختلط بمسكر ونسبة المسكر فيه قليلة لا تؤثر، فهذا حلال ولا يدخل في الحديث. ا. هـ
الشيخ: محمد بن عثيمين رحمه الله
لقاءات الباب المفتوح
اللقاء الثالث والستون
ط دار البصيرة (3/ 381)
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[المداوي]ــــــــ[01 - Aug-2009, مساء 08:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية اعتذر عن رفع موضوع قديم هنا ..
ولكن لا اخفيكم بأني انضميت لهذا المنتدى من اجل سؤالكم عن امر حول هذا الموضوع
ووجدت أن هذا الموضوع اغناني عن فتح موضوع جديد ...
تابعت نقاشكم .. ولكن اريد أن اخرج بجواب واضح وصريح لسؤالي:
بناء على ما سبق من فتاوى وتحديداً فتوى الشيخ ابن عثيمين
اسأل:
هل يجوز أن اشرب علبة بيرة شعير او تفاح او اي نوع، ويكون فيها نسبة كحول 2%؟
علبة واحد فقط ...
اتمنى أن اجد اجابة تغنيني عن البحث عن غيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[01 - Aug-2009, مساء 09:33]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
المشروب له حالتان إما أن ما فيه من الكحول طبيعي فالكحول الموجود في الخبز نتيجة التخمر أو في عصير الفواكه و ما شابه فكل مشروب طبيعي فيه نوع من التخمر و نسبة من الكحول لكنها ضئيلة، ان كان لا يسكر فشربه حلال.
أو أن ما فيه من الكحول مضاف إليه و هذا من الأحسن أن تبتعد عنه
و الله أعلم
ـ[المداوي]ــــــــ[01 - Aug-2009, مساء 09:51]ـ
الله يجزاك خير يا شيخ عبدالكريم
لكن لعلي أبسط سؤال أكثر فأكثر
في قول ابن عثيمين هذا
البيرة الموجودة في أسواقنا كلها حلال؛ لأنها مفحوصة من قبل المسئولين، والأصل في كل مطعوم ومشروب وملبوس الأصل فيه الحل، حتى يقوم الدليل على أنه حرام، لقول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) [البقرة:29] فأي إنسان يقول: هذا الشراب حرام، أو هذا الطعام حرام، قل له: هات الدليل، إن جاء بدليل فالعمل على ما يقتضيه الدليل، وإن لم يأت بدليل فقوله مردود عليه؛ لأن الله عز وجل يقول: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) كل ما في الأرض، وأكد هذا العموم بقوله: جَمِيعاً فأي إنسان يقول لنا: هذا حلال وهذا حرام فإننا نطالبه بالدليل، إن أتى بالدليل عملنا بمقتضى هذا الدليل، وإن لم يأتِ بدليل فإن قوله مردود عليه، فالبيرة الموجودة في أسواقنا هنا في السعودية كلها حلال ولا إشكال فيها إن شاء الله. ثم النسبة فلا تظن أن أي نسبة من الخمر تكون في شيء تجعله حراماً، النسبة إذا كانت تؤثر بحيث إذا شرب الإنسان من هذا المختلط بالخمر سكر صار حراماً، أما إذا كانت نسبة ضئيلة تضاءلت واضمحل أثرها ولم تؤثر فإنه يكون حلالاً. فمثلاً: نسبة (1%) أو (2%) أو (3%) لا تجعل الشيء حراماً، وقد ظن بعض الناس أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) أن معناه: ما خلط بيسير فهو حرام ولو كان كثيراً، وهذا فهم خاطئ، الحديث: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) يعني: الشيء الذي إذا أكثرت منه حصل السكر، وإذا خففت منه لم يحصل السكر، يكون القليل والكثير حرام، لماذا؟ لأنك ربما تشرب القليل ثم تدعوك نفسك إلى أن تكثرفتسكر، وأما ما اختلط بمسكر والنسبة فيه قليلة لا تؤثر فهذا حلال ولا يدخل في الحديث.
هل استنتج من هذا القول أن شرب علبة بيره واحدة فقط فيها كحول 3% حلال ام حرام؟
انا اتمنى اعرف فقط هي حلال او حرام ... حسب قول ابن عثيمين
يعني قد يكون شخص منكم يرى انها حرام
لكن انا اريد أن اعرف هل فهمي واستنتاجي صحيح عندما فهمت أن ابن عثيمين يقول أنها حلال.
وشكرا
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[01 - Aug-2009, مساء 10:02]ـ
طريقة الصنع مؤثرة في حلية الاكل
عندك حالتين:
اولها ان صنعها فيه بعض التخمر الضئيل و هذا داخل في الكحول الطبيعي الذي ذكرته سابقا و هو حلال.
الطريقة الثانية أنها كانت بيرا كحولية لكن نزع منها الكحول بالتصفية أو التغلية و ما شابه فهذه الاقرب فيها التحريم لأنها صنعت من حرام و الدليل ما رواه مسلم في صحيحه: عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الخمر تتخذ خلا، فقال: " لا ".
اذن لفهم حكم هذه البيرا لابد من دراسة طريقة تصنيعها فإن كانت تصنع من البيرا الحرام فيخفف فيها الكحول فهذه الحكم الأقرب فيها التحريم و ان كانت لا تسكر لأنها صنعت من حرام
أما إن كانت تصنع من القمح مع وجود نسبة ضئيلة من الكحول بتخمر طبيعي فهذه حلال.
قال بن القيم في إعلام الموقعين:
المثال السادس والستون: رد السنة الصحيحة الصريحة المحكمة في المنع من تخليل الخمر، كما في صحيح مسلم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17080) عن أنس ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=9) : { سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمر تتخذ خلا، قال: لا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=326&idto=326&bk_no=34&ID=291#docu) } وفي المسند وغيره من حديث أنس ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=9) قال: {جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي حجره يتيم، وكان عنده خمر حين حرمت الخمر، فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
يا رسول الله أصنعها خلا؟ قال: لا، فصبها حتى سال الوادي ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=326&idto=326&bk_no=34&ID=291#docu) } وقال أحمد ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12251) : ثنا وكيع ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17277) ثنا سفيان عن السدي عن أبي هريرة ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3) عن أنس ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=9) : { أن أبا طلحة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أيتام ورثوا خمرا، فقال: أهرقها، فقال: أفلا نجعلها خلا؟ قال: لا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=326&idto=326&bk_no=34&ID=291#docu) } وروى الحاكم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14070) والبيهقي ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13933) من حديث أنس ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=9) أيضا قال: {كان في حجر أبي طلحة يتامى، فاشترى لهم خمرا، فلما أنزل الله تحريم الخمر أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال: أأجعله خلا؟ قال: فأهرقه ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=326&idto=326&bk_no=34&ID=291#docu) } وفي الباب عن أبي الزبير ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11862) عن جابر ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=36)، وصح ذلك عن عمر بن الخطاب ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=2)، ولا يعلم لهم في الصحابة مخالف، فردت بحديث مجمل لا يثبت، وهو ما رواه الفرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن أم سلمة ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=54) { أنها كانت لها شاة تحلبها، ففقدها النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما فعلت بشاتك؟ فقلت: ماتت، قال: أفلا انتفعتم بإهابها، قلت: إنها ميتة، قال: فإن دباغها يحل كما يحل الخل الخمر ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=326&idto=326&bk_no=34&ID=291#docu) } .
قال الحاكم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14070) : تفرد به الفرج بن فضالة عن يحيى، والفرج ممن لا يحتج بحديثه، ولم يصح تحليل خل الخمر من وجه، وقد فسر رواية الفرج فقال: يعني أن الخمر إذا تغيرت فصارت خلا حلت ; فعلى هذا التفسير الذي فسره راوي الحديث يرتفع الخلاف. وقد قال الدارقطني ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14269) : كان عبد الرحمن بن مهدي ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16349) لا يحدث عن فرج بن فضالة، ويقول: حدث عن يحيى بن سعيد الأنصاري ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17314) أحاديث مقلوبة منكرة، وقال البخاري ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070) : الفرج بن فضالة منكر الحديث
. وردت بحديث واه من رواية مغيرة بن زياد عن أبي الزبير ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11862) عن جابر ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=36) يرفعه: {خير خلكم خل خمركم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=326&idto=326&bk_no=34&ID=291#docu) } ومغيرة هذا يقال له أبو هشام المكفوف صاحب مناكير عندهم، ويقال: إنه حدث عن عطاء بن أبي رباح ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16568) وأبي الزبير ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11862) بجملة من المناكير، وقد حدث عن عبادة بن نسي ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16294) بحديث غريب موضوع، فكيف يعارض بمثل هذه الرواية الأحاديث الصحيحة المحفوظة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في النهي عن تخليل الخمر؟ ولم يزل أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ينكرون ذلك.
قال الحاكم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14070) : سمعت أبا الحسن علي بن عيسى الحيري يقول: سمعت محمد بن إسحاق ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16903) يقول: سمعت قتيبة بن سعيد ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16818) يقول: قدمت المدينة أيام مالك ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16867)، فتقدمت إلى قاض فقلت: عندك خل خمر؟ فقال: سبحان الله، في حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ثم قدمت بعد موت مالك ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16867)، فذكرت ذلك لهم، فلم ينكر علي. وأما ما روي عن علي ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=8) من اصطباغه بخل الخمر، وعن عائشة أنه لا بأس به ; فهو خل الخمر الذي تخللت بنفسها لا باتخاذها
و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب بصيرة]ــــــــ[03 - Aug-2009, صباحاً 07:56]ـ
هذا الرابط يثبت ان شرب الليستيرين بالكمية التي يشرب بها الخمر يؤدي الى السكر
http://www.msnbc.msn.com/id/6874037/
فهمي لحديث أن ما كثيره مسكر مقيد بحجم معدة الانسان ... فالخمر مثلا يسكر فبل ان تمتليء المعدة. أما الدواء الذي يحتوي على نسبة قليلة من الكحول فهو مسمم قبل أن يكون مسكر اذا أكثر المرء من شربه. و أما ما يوجد طبيعيا في الاطعمة فهو مشبع قبل أن يسكر اذا ملأ المرء معدته و لم يعد قادرا على تناول المزيد من ذلك الطعام ليسكر نفسه. و الله اعلم أن الليستيرين مثل الخمر بالضبط و لو بحثت في الانترنت لوجدت شكاوى من أناس مدمنين على الليستيرين لانه اقوى من الخمر أو لان أزواجهم تمنعهم من شرب الخمر.
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 07:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربما كان هناك جانب، في رأيي لا يقلّ أهميّة عن ما تمّ طرحه من آراء، هل الذي يستخدم غسول الفم كولجيت او غيره .. هل هو يشربها أم يمضمض بها فقط ثم يغسل فمه منها؟!
أظن الفرق شاسع بين الحالتين، والأحاديث الواردة في النهي والمسكرات لمن شربه أو أعان على شربه كبيعه أو سقياه لمن يشربه ونحو ذلك
عذرا بارك الله فيكم، لكن لاحظت أنكم ركزتم على الغسول وكأنه مشروب يُشرب أو هكذا فهمت من ردودكم وتعاطيكم مع الموضوع، وصراحة لا أدري، لكن لعلّ شرب الكولجيت (لو كانت نسبة الكحول فيه مسكرة لو أكثر منها) لا يذهب فقط بالعقل، بل يُذهب النفس إما مَرَضًا والله أعلم أو يموت من يشربه والله أعلم لو شرب قنينة أو اثنتين أو ثلاث، ولا أدري أتحتمل المعدة أصلا تلك الأدوية أم لا لأنه منصوح بأن لا تُشرب والله أعلم ما ينجر عن شربها، ربما سؤال طبيب أو عالم في الكيمياء أو علم الأحياء يفيد هنا
بالنسبة للبيرة، صراحة بودّي لو توضّحون لي كلام الشيخ ابن عثيمين بارك الله فيكم، لأن فيه لبسا والله أعلم، صحيح نسبة الكحول في أنواع البيرة تكون قليلة، وتختلف النسب من بلد لآخر، لكن أظنها حتى لو قلّت فإنها تدخل في عموم النهي، لأن شرب كثير من قوارير البيرة هذه يُسكر، وهو ما درج عليه من يتعاطون الخمر، يشترون عشر قوارير مثلا (تكون نسبة الكحول مثلا 11%) فيشربون العشرة جميعا بغرض الوصول "للنشوة" بمعنى بغرض أن يغيب عقلهم، فواحدة فقط، لا تكاد تصنع شيء، لكن لما يشربونها مجتمعة ويكثرون يحصل الإسكار، طيب وإن كان 3% كما في المثال، فهل يجوز شربها حينها؟ إن كان لو شرب 20 قارورة يسكر؟ اظنها تدخل تحت النهي ما كان كثيره مسكر فقليله حرام
هي تساؤلات لا غير، خاصة لي ليتوضح لي الأمر أكثر وأستفيد أكثر إن شاء الله
ـ[طالب بصيرة]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 11:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربما كان هناك جانب، في رأيي لا يقلّ أهميّة عن ما تمّ طرحه من آراء، هل الذي يستخدم غسول الفم كولجيت او غيره .. هل هو يشربها أم يمضمض بها فقط ثم يغسل فمه منها؟!
أظن الفرق شاسع بين الحالتين، والأحاديث الواردة في النهي والمسكرات لمن شربه أو أعان على شربه كبيعه أو سقياه لمن يشربه ونحو ذلك
عذرا بارك الله فيكم، لكن لاحظت أنكم ركزتم على الغسول وكأنه مشروب يُشرب أو هكذا فهمت من ردودكم وتعاطيكم مع الموضوع، وصراحة لا أدري، لكن لعلّ شرب الكولجيت (لو كانت نسبة الكحول فيه مسكرة لو أكثر منها) لا يذهب فقط بالعقل، بل يُذهب النفس إما مَرَضًا والله أعلم أو يموت من يشربه والله أعلم لو شرب قنينة أو اثنتين أو ثلاث، ولا أدري أتحتمل المعدة أصلا تلك الأدوية أم لا لأنه منصوح بأن لا تُشرب والله أعلم ما ينجر عن شربها، ربما سؤال طبيب أو عالم في الكيمياء أو علم الأحياء يفيد هنا
بالنسبة للبيرة، صراحة بودّي لو توضّحون لي كلام الشيخ ابن عثيمين بارك الله فيكم، لأن فيه لبسا والله أعلم، صحيح نسبة الكحول في أنواع البيرة تكون قليلة، وتختلف النسب من بلد لآخر، لكن أظنها حتى لو قلّت فإنها تدخل في عموم النهي، لأن شرب كثير من قوارير البيرة هذه يُسكر، وهو ما درج عليه من يتعاطون الخمر، يشترون عشر قوارير مثلا (تكون نسبة الكحول مثلا 11%) فيشربون العشرة جميعا بغرض الوصول "للنشوة" بمعنى بغرض أن يغيب عقلهم، فواحدة فقط، لا تكاد تصنع شيء، لكن لما يشربونها مجتمعة ويكثرون يحصل الإسكار، طيب وإن كان 3% كما في المثال، فهل يجوز شربها حينها؟ إن كان لو شرب 20 قارورة يسكر؟ اظنها تدخل تحت النهي ما كان كثيره مسكر فقليله حرام
هي تساؤلات لا غير، خاصة لي ليتوضح لي الأمر أكثر وأستفيد أكثر إن شاء الله
الليستيرين مسكر كالخمر و قد ارفقت مقالة في رد سابق عن امرأة سكرت بشربها 3 أكواب من الليستيرين. و هنالك من أدمن على شربها أو يشربها كبديل للخمر. و لذلك هل يجوز المضمضة بالليستيرين بينما لا يجوز المضمضة بالخمر. و أنا من تجربتي أجده صعب جدا المضمضة دون تذوق أو بلع شيء من محلول الفم (غير كحولي طبعا). و لكن الأهم منذلك هو تحريمه قطعا حتى لا ينتشر في الاسواق فيشتريه الذي في قلبه مرض و يسكر عليه و يصبح بديلا للخمر كما يحدث في دول الغرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[04 - Aug-2009, صباحاً 05:25]ـ
الليستيرين مسكر كالخمر و قد ارفقت مقالة في رد سابق عن امرأة سكرت بشربها 3 أكواب من الليستيرين. و هنالك من أدمن على شربها أو يشربها كبديل للخمر. و لذلك هل يجوز المضمضة بالليستيرين بينما لا يجوز المضمضة بالخمر. و أنا من تجربتي أجده صعب جدا المضمضة دون تذوق أو بلع شيء من محلول الفم (غير كحولي طبعا). و لكن الأهم منذلك هو تحريمه قطعا حتى لا ينتشر في الاسواق فيشتريه الذي في قلبه مرض و يسكر عليه و يصبح بديلا للخمر كما يحدث في دول الغرب.
بارك الله فيك أخي، صراحة لا أعرف الليسترين لكن أتوقعه غسول للفم مما يُمضمض به، بالتالي فمن يشربها فقد استعملها في غير ما صنعت له والتأثيم من ناحية الشرب ومن قصد ذلك وليس لمن أراد التطهير، ويمكن المضمضة بحرص على أن لا يصل شيء للحلق كالمضمضة بالماء في رمضان فإن وقع شيء في الجوف يكون عن غير قصد ومعفو عنه ما لم يكن قاصدا
وإن قيل منعه من الأسواق حتى لا يشتريه أصحاب النفوس الخبيثة ليسكروا به، فأقول لك، المواد التي صنعت ويمكن لو استعملت في غير ما صنعت له أن تسكر كثيرة، منها على سبيل المثال: الصمغ، و -لا أعرف اسمه بالعربية! - الذي تُنظف به الأحذية بالمصرية إن لم أكن مخطئا "الورنيش"، فلو أعملنا كلامك لمنعنا هذه المواد وغيرها من البيع لأن هناك من أصحاب النفوس السقيمة من يستعملها في إذهاب عقله، نسأل الله العافية، وغسول الفم يدخل تحت هذه المواد التي لم تصنع للشرب وإنما للتطهير، لكن البعض هداهم الله يستعملها في غير ما جعلت له، فلا نمتنع عن فوائدها لأن بعض من لا خلاق لهم يستعملها في غير محلها والله أعلم
أنا عجبت من الطرح بعض الشيء، لأن الإخوة بارك الله فيهم تحدثوا عن الغسول وكأنه صنع للشرب أو كأن من يستعمله -غالبا- يشربه وهذا ليس صحيحا والله أعلم إلا في حالات شاذة، فلو كنت أنا أستعملها هذه المواد فقطعا لن أفكر في شربها بالتالي الكلام عن الخمر والإسكار لا محلّ له هنا، والله أعلم، وأذكر لابن عثيمين رحمه الله فتوى في استعمال الكحول كمطهر تقريبا قال كلاما يفيد هذا المعنى
هناك أمر متعلق أيضا حبّذا لو يُنتبه إليه، أحيانا يتم صنع شيء من مادة معيّنة فتتحلّل، ولا أدري هل يمكن أن ينطبق هذا على الكحول والمسكرات عموما أم لا، يتحلّل بحيث يفقد فاعليته وقدرته على الإسكار حين يمتزج بغيره فيتغيّر ولو كثر كأن يُطبخ في الطعام، بمعنى بتفاعل بينه وبين غيره من المواد فقد صفته وفاعليته وهذا غالبا يسأل فيه عالم في الكيمياء، ما هي المواد التي إذا امتزج بها الكحول مثلا يفقد فاعليته ويدخل عليه تحورات في تركيبته فيتحول إلى مادة أخرى، لأنه قد يصنع شيء ومن المواد الأساسية المكونة له الكحول في بادئ الأمر، لكنه حين التصنيع يتحوّل
ـ[طالب بصيرة]ــــــــ[04 - Aug-2009, صباحاً 07:05]ـ
انا قصدي ان غسول الفم هو الخمر بعينها و بنكهة النعنع ايضا. فهل يجوز المضمضة بالخمر.
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 12:55]ـ
جزاكم الله خيرا على تلك المشاركات والتي تبين لنا الكثير من الأمور التي نغفل عنها
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[05 - Aug-2009, صباحاً 06:03]ـ
انا قصدي ان غسول الفم هو الخمر بعينها و بنكهة النعنع ايضا. فهل يجوز المضمضة بالخمر.
ما أعتقده جزما أن ليس مثلي من يُسأل عن الجواز من عدمه، فأقول لك صراحة: لا أدري، بارك الله فيك، نحتاج مراجعة أحد العلماء مع عرض المسألة بمختلف جوانبها
طبعا أتصور سيؤخذ في الحسبان مسائل، منها مدى الحاجة إلى تلك المادة، هل يوجد بدائل تخلو من الكحول يستعاض بها، وإذا قيل بالجواز يكون هناك نوع تشدد في شروط الاستعمال: الحرص أن لا يصل شيء للجوف، البعد عن متناول أيدي الأطفال، أن لا يكون لديه في البيت من يشرب خمرا أو تحدثه نفسه بشربها بديلا عن الخمر
عموما المواد التي تذهب العقل كثيرة منتشرة في كثير من بيوت المسلمين واستعمالاتها متعددة بحيث ما عاد من الممكن تقريبا الاستغناء عنها، والأمر مردّه بالمقام الأول لمن يستعمل تلك المواد ونزاهته، فمن يريد أن يسكر أو يذهب عقله ما عاد الأمر مقتصرا على الخمور فقط كما لا يخفاكم، من الأدوية والحبوب إلى الأصماغ ومواد التنظيف وصولا إلى الحشائش! دون الحديث عن ما هو متعارف عليه من خمور ومخدرات ونحوها
أصلح الله الأحوال والعباد(/)
اللحية، رؤى شرعية أم عقَد نفسية؟
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 05:17]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله سيد الخلق أجمعين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فقد أُخبِرت عن موضوع كتبه بعضهم ينسب فيه إلى أصحابنا الحنابلة عدم تحريم حلق اللحية، وحاصل زعمه أنه شيء اخترعه الشيخ تقي الدين ابن تيمية لا يعرف لدى أصحابنا قبله، ودعم عرجه بالخلط بين قولهم باستحباب الإعفاء وقولهم بحرمة حلقها، مع كون كلامهم ظاهرًا في الفرق بينهما وعدم توارد الحكمين على معنى واحد. وهو أمر ظاهر لكل من رزقه الله الفهم وحسن القصد. لكن الأمر كما قال الشافعي الإمام رحمه الله في الرسالة ص41:
"وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه لكان الإمساك أولى به وأقرب من السلامة له إن شاء الله".
ومعلوم أن الحلق عند الفقهاء غير الأخذ من الشعر وقصه وغير إحفائه، كما في الحلق والتقصير في النسك ومسألة حف الشارب ونحو ذلك من المسائل.
قال في كشاف القناع شارحًا معنى الإعفاء ومبينًا تحريم الحلق:
(وإعفاء اللِّحية) بأن لا يأخذ منها شيئًا، قال في المذهب ما لم يُسْتَهْجَنْ طُولُهَا (وَيَحْرُمُ حَلْقُهَا) ذَكَرَهُ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ. اهـ
وقد أطبق الحنابلة على ذكر تحريم حلق اللحية قولًا واحدًا لا يختلفون فيه، ونسبة بعضِهم ذلك إلى شيخ الإسلام ابن تيمية ليس معناه أنه أول من اخترع القول به.
ومعلوم أن شيخ الإسلام رحمه الله من أئمة المذهب وممن يعتمد عليه في معرفته، فلا إشكال إذن في ذكر حكم وإتباعه بأنه قوله، وليس يدل ذلك عند من له أدنى إلمام بطرق أصحابنا على أنه قول شخصي لشيخ الإسلام و اختيار له وأنه ليس معتمدَ المذهب.
والشيخ تقي الدين ابن تيمية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ممن سلم له الاجتهاد وأن له اختيارات تخالف معتمد المذهب في عشرات المسائل، فإذا وقع له اختيار مخالف للمعتمد وأراد أصحابنا بيانه ذكروا المذهب أوّلًا ثم حلَّوا المسألة بذكر اختياره 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، كما يفعله صاحب الفروع و صاحب الإنصاف في عشرات المسائل، ولذلك نظائر عند الحجاوي في الإقناع وعند البهوتي في شرحه وفي شرح المنتهى في آخرين.
وأما إذا ذكر أصحابنا كلام الشيخ تقي الدين في مسألة بلا ذكر لقول ثان فيها فهو المذهب بلا ريب.
وسأنقل أمثلة على ذلك غير قاصد للاستيعاب لأن ذلك لا ينحصر، وإنما أذكرها لأقطع شغب من لا يحسن فهم كلامهم أو يفهمه ولكن ساء قصده، عياذًا بالله.
قال المرداوي في الإنصاف عند الكلام على الختان:
فوائد:
منها: محل وجوبه عند البلوغ.
قال الشيخ تقي الدين: يجب الختان إذا وجبت الطهارة والصلاة. اهـ.
فهذا المذهب ولا ينازع في ذلك أحد، وتأمل كيف ذكر الحكم مسلَّمًا ثم ذكر كلام الشيخ تقي الدين الذي ينص عليه؟!
وله نظائر كثيرة في كلامه وفي كلام صاحب الفروع.
وأما إذا أراد أن يبين أن اختيار الشيخ تقي الدين مخالف لمعتمد المذهب فإنه يبين حكم المسألة على المعتمد ومن اختاره من الأصحاب ثم يذكر اختيار الشيخ تقي الدين رضي الله عنه بعد ذلك.
وأمثلة هذا في عشرات المسائل.
ومنها:
ما قاله في الإنصاف:
قوله"ومن شرطه أن يلبس الجميع بعد كمال الطهارة، إلا الجبيرة على إحدى الروايتين" إن كان الممسوح عليه غير جبيرة، فالصحيح من المذهب: أنه يشترط لجواز المسح عليه كمال الطهارة قبل لبسه.
وعليه الأصحاب.
وعنه لا يشترط كمالها، اختاره الشيخ تقي الدين، وصاحب الفائق. اهـ
وقد سلك مسلكه كثير ممن أتى بعده ومنهم الحجاوي في الإقناع والبهوتي في شرحه وفي شرح المنتهى، سواء في أصل مسألة، أو في بيان مراد الأصحاب فيها.
قال في شرح المنتهى:
تنبيه: ظهر مما سبق أن نجاسة الماء حكمية، وصوبه في الإنصاف، وذكره الشيخ تقي الدين في شرح العمدة لأنه يطهر غيره، فنفسه أولى وأنه كالثوب النجس.
وقال في باب الآنية:
(يُتْبَعُ)
(/)
(لا) إن ضبب (ب) ضبة (يسيرة عرفا من فضة لحاجة) كأن انكسر إناء خشب أو نحوه فضبب كذلك فلا يحرم، لحديث أنس ... فإن كانت من ذهب أو كبيرة من فضة حرمت مطلقا، وكذا إن كانت يسيرة لغير حاجة (وهي) أي الحاجة (أن يتعلق بها) أي الضبة المذكورة (غرض غير زينة) بأن تدعو الحاجة إلى فعله، لا أن لا تندفع بغيره فتباح (ولو وجد غيرها) أي الفضة، كحديد ونحاس، قال الشيخ تقي الدين: مرادهم أن يحتاج إلى تلك الصورة، لا إلى كونها من ذهب أو فضة، فإن هذه ضرورة، وهي تبيح المنفرد. اهـ.
هذا مع أن في مرادهم بالحاجة اختلافًا، كما يعلم من الفروع وغيره. لكن المذهب ما قاله أبو العباس رحمه الله.
وقال أيضا:
(ويثبت به) أي انتقال مني (حكم بلوغ وفطر وغيرهما) كوجوب كفارة، قياسا على وجوب الغسل (وكذا) أي كانتقال مني (انتقال حيض) قاله الشيخ تقي الدين.
فيثبت بانتقاله ما يثبت بخروجه فإذا أحست بانتقال حيضها قبل الغروب وهي صائمة أفطرت ولو لم يخرج الدم إلا بعده.
وهكذا يفعل صاحب الإقناع وشارحه:
قال في الكشاف:
(و) تسن (الصلاة في الطاهر منها) أي: من النعال قاله الشيخ تقي الدين وغيره للأخبار.
ومتى أراد الحجاوي أن يختار قول الشيخ تقي الدين مخالفًا للمذهب في بعض المسائل فإنه يذكر القولين.
فمن ذلك:
قوله في مسألة التلفظ بالنية:
(واستحبه) أي التلفظ بالنية (سرا مع القلب كثير من المتأخرين) ليوافق اللسان القلب.
قال في الإنصاف: والوجه الثاني يستحب التلفظ بها سرا، وهو المذهب قدمه في الفروع، وجزم به ابن عبيدان والتلخيص وابن تميم وابن رزين قال الزركشي: هو أولى عند كثير من المتأخرين. ا هـ. وكذا قال الشهاب الفتوحي، وهو المذهب (ومنصوص أحمد وجمع محققين خلافه) قال الشيخ تقي الدين وهو الصواب (إلا في إحرام، ويأتي) في محله.
(وفي الفروع والتنقيح) وتبعهما في المنتهى (يسن النطق بها سرا) لما تقدم (فجعلاه سنة وهو سهو) عند من يفرق بين المسنون والمستحب كما يعلم من كلامه في حاشية التنقيح، والصحيح أنه لا فرق بينهما. ففي كلامه نظر واضح. وعلى فرض أن لا يكون هو الصحيح فلا ينبغي نسبتهما إلى السهو لجلالتهما وتحقيقهما للاختلاف فيه. اهـ.
وقال أيضا في الإقناع:
(و) يكره (الإسراف في المباح).
قال شارحه:
وحرّمه الشيخ تقي الدين، لعموم "ولا تسرفوا".اهـ.
فانظر إلى هذا البيان ولا تعم عنه.
وبناء على ذلك، فإذا ذكر صاحب الإقناع أو غيره ممن يقتصر على قول واحد تحريم حلق اللحية بلا ذكر خلاف في المسألة فهو المذهب نسب ذلك إلى قائل أو لم ينسبه.
فإن الحجاوي قال في مقدمة كتابه "الإقناع" مع شرحه "كشاف القناع":
(اجتهدت) أي بذلت وسعي (في تحرير نقوله) أي تهذيب مسائله المنقولة عن الإمام أو الأصحاب (واختصارها لعدم تطويله) لقصور الهمم وكثرة الموانع (مجردًا) هذا الكتاب (غالبا عن دليله وتعليله على قول واحد) من غير تعرض للخلاف طلبًا للاختصار، وكذلك صنعت في شرحه. والقول يعم ما كان رواية عن الإمام أو وجهًا للأصحاب.
(وهو) أي القول الواحد الذي يذكره ويحذف غيره هو (ما رجحه أهل الترجيح) من أئمة المذهب (منهم العلامة القاضي علاء في كتبه الإنصاف وتصحيح الفروع والتنقيح).اهـ.
وقد بين المرداوي في الإنصاف طريقته في اعتماد الأقوال ومن يرجع إليهم في معرفة الصحيح منها، فقال:
"وأحشي على كل مسألة إن كان فيها خلاف واطلعت عليه، وأبين ما يتعلق بمفهومها ومنطوقها، وأبين الصحيح من المذهب من ذلك كله،
فإنه المقصود والمطلوب من هذا التصنيف وغيره داخل تبعًا.
وهذا هو الذي حداني إلى جمع هذا الكتاب لمسيس الحاجة إليه، وهو في الحقيقة تصحيح لكل ما في معناه من المختصرات. فإن أكثرها بل والمطولات لا تخلو من إطلاق الخلاف.
وقد أذكر مسائل لا خلاف فيها، توطئة لما بعدها لتعلقها بها، أو لمعنى آخر أبينه، وأذكر القائل بكل قول، واختياره، ومن صحح، وضعف، وقدم، وأطلق، إن تيسر ذلك.
وأذكر إن كان في المسألة طرق للأصحاب، ومن القائل بكل طريق. وقد يكون للخلاف فوائد مبينة عليه، فأذكرها إن تيسر، وإن كان فيها خلاف ذكرته وبينت الراجح منه.
وقد يكون التفريع على بعض الروايات أو الوجوه دون بعض، فأذكره، وربما ذكره المصنف أو بعضه فأكمله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وربما ذكرت المسألة في مكانين أو أكثر، أو أحلت أحدهما على الآخر ليسهل الكشف على من أرادها.
وليس غرضي في هذا الكتاب الاختصار والإيجاز، وإنما غرضي الإيضاح وفهم المعنى ....
إلى أن قال:
"تنبيه: اعلم وفقك الله تعالى وإيانا أن طريقتي في هذا الكتاب النقل عن الإمام أحمد والأصحاب، أعزو إلى كل كتاب ما نقلت منه، وأضيف إلى كل عالم ما أروي عنه.
فإن كان المذهب ظاهرًا أو مشهورًا أو قد اختاره جمهور الأصحاب وجعلوه منصورًا فهذا لا إشكال فيه وإن كان بعض الأصحاب يدعي أن المذهب خلافه، وإن كان الترجيح مختلفًا بين الأصحاب في مسائل متجاذبة المأخذ، فالاعتماد في معرفة المذهب من ذلك على ما قاله المصنف، والمجد، والشارح، وصاحب الفروع، والقواعد الفقهية، والوجيز، والرعايتين، والنظم، والخلاصة، والشيخ تقي الدين، وابن عبدوس في تذكرته.
فإنهم هذبوا كلام المتقدمين، ومهدوا قواعد المذهب بيقين.
فإن اختلفوا فالمذهب: ما قدمه صاحب " الفروع " فيه في معظم مسائله. اهـ.
والأمر هنا كذلك، والتحريم ليس فقط مما قدمه صاحب الفروع بل اقتصر عليه.
فإذا بان لك ذلك وعلمتَ طريقة الأصحاب في ذكر الأقوال واعتمادها وتيقنتَ من تهافت كلام الأجنبي عن كتب أصحابنا والمشغب، فها هو ذكر طرف من كلامهم في معتمد كتبنا في حكم حلق اللحية وأنه التحريم.
قال ابن مفلح في الفروع:
ويعفي لحيته، وفي المذهب ما لم يستهجن طولها (و م) ويحرم حلقها ذكره شيخنا.
ولا يكره أخذ ما زاد على القبضة، ونصه لا بأس بأخذه وما تحت حلقه لفعل ابن عمر، لكن إنما فعله إذا حج أو اعتمر. رواه البخاري، وفي المستوعب وتركه أولى.وقيل يكره.
وأخذ أحمد من حاجبيه وعارضيه، ونقله ابن هانئ ويحف شاربه (م) أو يقص طرفه، وحفه أولى في المنصوص (و هـ ش) ولا يمنع منه (م) وذكر ابن حزم الإجماع أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض، وأطلق أصحابنا وغيرهم الاستحباب، وأمر عليه السلام بذلك وقال"خالفوا المشركين". متفق عليه. ولمسلم"خالفوا المجوس".
وعن زيد بن أرقم مرفوعًا"من لم يأخذ شاربه فليس منا". رواه أحمد والنسائي والترمذي وصححه، وهذه الصيغة تقتضي عند أصحابنا التحريم. ويأتي في العدالة هل هو كبيرة؟ ويأتي في آخر ستر العورة والوليمة حكم التشبه بالكفار. اهـ.
وقال في الإنصاف:
ويعفي لِحيتَه.
وقال ابنُ الجوزيِّ فِي المذهب: ما لم يستهجنْ طولها.
وَيَحْرُمُ حَلْقُهَا. ذَكَرَهُ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّين.
ولا يُكْرَهُ أَخْذُ مَا زَادَ على الْقَبْضَة.
وَنَصُّهُ: لَا بَأْسَ بِأَخْذِ ذَلِكَ. وأخذ ما تحت حلقه.
وقال في شرح المنتهى:
ويعفي لحيته ويحرم حلقها، ذكره الشيخ تقي الدين.
وقال في كشاف القناع_ وهو من أهم النقولات لأنه فسر الإعفاء المستحب_:
(وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ) بِأَنْ لا يَأْخُذَ مِنْهَا شَيْئًا، قَالَ فِي الْمذْهب: مَا لَمْ يُسْتَهْجَنْ طُولُهَا (وَيَحْرُمُ حَلْقُهَا) ذَكَرَهُ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ (وَلَا يُكْرَهُ أَخْذُ مَا زَادَ عَلَى الْقَبْضَةِ) وَنَصُّهُ: لَا بَأْسَ بِأَخْذِهِ (وَلا أَخْذُ مَا تَحْتَ حَلْقِهِ) لِفِعْلِ ابْنِ عُمَرَ لَكِنْ إنَّمَا فَعَلَهُ إذَا حَجَّ أَوْ اعْتَمَرَ رَوَاهُ الْبُخَارِيّ.
وقال في الروض المربع:
ويحرم حلقها. ذكره الشيخ تقي الدين. ولايكره أخذ مازاد على القبضه منها.
وفي هذا القدر كفاية، والمسألة أجلى من أن يكثر فيها من النقولات، وإن خفيت على من غبي عن فهم كلام أهل العلم في ذلك.
على أن حلق اللحية حرام إجماعَا، ولم أرِد هنا تقرير الأدلة على تحريم الحلق، لأن النزاع لم يكن فيه. وبالله التوفيق.
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 05:33]ـ
بارك الله فيكم أخي ابن مفلح وشكر لكم هذه الفوائد
ولا شك في خطأ الأخ الفاضل صاحب البحث الذي أشرت إليه
وقد بيَّن بعض الإخوة ما اشتمل عليه بحثه من أخطاء، ولا أحسب إلا أنه اجتهد ولم يتبيَّن له وجه الصواب
وما نقلتموه عن الإنصاف أصله من الفروع للعلامة ابن مفلح رحمه الله
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 05:53]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا نفع بكم. على هذه الفوائد ولا أستطيع التعليق عليها لأنني أرى بحق أنني مستضعف هنا، وأنتم والأخوة المشايخ لكم سلطان المشرفين، وبحمدالله قد نقلتُ عن علماء الحنابلة المتوسطين عبارات في اللحية أطلقوا استحبابها، وجعلوها المذهب وهي موجودة في البحث المشار إليه، والحمدلله أنني لم أستقل بفهمي في هذا الباب، والقراء وطلاب العلم له أفهام وعقول بها يبصرون ويميزون، ولستُ أريد هنا أبين أيضا خلل المتون المتأخرة حتى في العقيدة وكيف خالفوا الصحيح من إعتقاد أهل السنة وجعلوا المذهب على كراهة أمور محرمة و وسائل إلى الشرك الأكبر.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 05:54]ـ
بارك الله فيكم أخي ابن مفلح وشكر لكم هذه الفوائد
ولا شك في خطأ الأخ الفاضل صاحب البحث الذي أشرت إليه
وقد بيَّن بعض الإخوة ما اشتمل عليه بحثه من أخطاء، ولا أحسب إلا أنه اجتهد ولم يتبيَّن له وجه الصواب
وما نقلتموه عن الإنصاف أصله من الفروع للعلامة ابن مفلح رحمه الله
جزاكم الله خيرا شيخنا، ونحن نتعلم من أدبكم قبل علمكم نفع الله بكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 06:23]ـ
ولا أستطيع التعليق عليها لأنني أرى بحق أنني مستضعف هنا، وأنتم والأخوة المشايخ لكم سلطان المشرفين
بارك الله فيك أخي الفاضل
أود التنبيه إلى أني لم أطلب من المشرفين إغلاق موضوعك عن اللحية، بل فوجئت بإغلاقه
عندما أرسلت تعقيباً لي فلم يقبل.
وأما النصوص التي تفضلت بنقلها أخي الغالي؛ فهي واردة في استحباب الإعفاء، وهذا ظاهر
أما الحلق فلم ينص أحدٌ منهم على إباحته؛ فكيف تستدل بتصريحهم باستحباب الإعفاء على جواز الحلق!
وهذه النصوص ليست جديدة، وليست أولَ مرة نطلع عليها
لكنها لا تدل على إباحة الحلق، ولم يتعرضوا لذلك؛ إنما كلامهم في الإعفاء المطلق
وفيما تفضل به أخونا الشيخ ابن مفلح هنا؛ وكذا أخونا الشيخ أشرف بن محمد= كفاية
ورابط موضوع أخي أشرف:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26511
وفق الله الجميع لما فيه رضاه
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 06:35]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
أود التنبيه إلى أني لم أطلب من المشرفين إغلاق موضوعك عن اللحية، بل فوجئت بإغلاقه
عندما أرسلت تعقيباً لي فلم يقبل.
وأما النصوص التي تفضلت بنقلها أخي الغالي؛ فهي واردة في استحباب الإعفاء، وهذا ظاهر
أما الحلق فلم ينص أحدٌ منهم على إباحته؛ فكيف تستدل بتصريحهم باستحباب الإعفاء على جواز الحلق!
وهذه النصوص ليست جديدة، وليست أولَ مرة نطلع عليها
لكنها لا تدل على إباحة الحلق، ولم يتعرضوا لذلك؛ إنما كلامهم في الإعفاء المطلق
وفيما تفضل به أخونا الشيخ ابن مفلح هنا؛ وكذا أخونا الشيخ أشرف بن محمد= كفاية
ورابط موضوع أخي أشرف:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26511
وفق الله الجميع لما فيه رضاه
جزاكم الله خيرا شيخنا وأرجو أن يكون هذا آخر تعليق لي إن شاء الله
لنتفرض أننا كنا قبل ابن مفلح - رحمه الله - فلندع ابن مفلح الآن جانبا، و وردت هذه النصوص عن الحنابلة قبل ولادة ابن مفلح - رحمه الله - ولم يذكروا معها حرمة الحلق ولم ينصوا عليه.
،قال صاحب الشرح الكبير على المقنع ت 682
قال رحمه الله: (ويستحب إعفاء اللحية) (الشرح الكبير 1_255_ طبعة التركي)
[منهج الشمس في الشرح الكبير أنه ينقل مذهب أحمد ويقرره، ولذلك قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - في المدخل (2_ 723) (واجتهاده فيه مثل الموفق في المغني اجتهاد مقيد في المذهب لا مطلقاً) فالشمس لا يخرج عن مذهب أحمد، لو كان في تحريم حلق اللحية رواية أخرى أو جها آخر لحكاه. وقد قال في مقدمة الشرح الكبير أنه سيتسدرك ما فات ابن قدامة – رحمه الله – من الرويات والأوجه في المذهب. فهذا ليس اختيار أو ترجيح الشمس.بل هو مذهب أحمد]
2 - قال العلامة عبدالرحمن بن عمر الضرير البصري ت 684 في كتابه (الحاوي الصغير في الفقه على مذهب الإمام أحمد ابن حنبل: (ويسن أن يكتحل وترا بإثمد، ويدهن غبا، ويغسل شعره ويسرحه ويفرقه ويقص شاربه، ويعفي لحيته) ص 26
3 - العلامة ابن تميم الحراني ت 675 قال في مختصره (1 _ 132)
(ويستحب توفير اللحية)
4 - قال ابن عبدالقوي في منظومة الآاداب ت 699 ص 40 تحقيق العجمي
(واعفا اللحا ندب)
ولم يتعرضوا للحلق أبدا أرجو التأمل والتدبر هل يتتابع هؤلاء على هذا الأمر دون أن يشيروا للحلق أبدا. وجزاكم الله خيرا
وجزاكم الله خيرا شيخنا نفع بكم وكثر الله من أمثالكم
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 06:43]ـ
وجزاك ربي خيراً وبارك فيك
جوابُ ما نقلتَ مذكورٌ في المشاركة التي اقتبستَها وفقك الله
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 08:04]ـ
وجزاك ربي خيراً وبارك فيك
جوابُ ما نقلتَ مذكورٌ في المشاركة التي اقتبستَها وفقك الله
جزاكم الله خيرا شيخنا أضيف هنا فائدتان:
الأولى:لمن استدل بسكوت ابن تيمية - رحمه الله - على نقد مراتب الإجماع وعده إجماعا
: قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - (في مؤاخذة الإجماع لابن حزم - جامع المسائل -3 – 342) (وقد ذكر – رحمه لله تعالى – [يعني ابن حزم] إجماعات من هذا الجنس في هذا الكتاب، و لم يكن قصدنا تتبع ما ذكره من الإجماعات التي عُرف انتقاضها فإن هذا يزيد على ما ذكرناه. مع أن أكثر ما ذكره من الإجماع هو كما حكاه لا نعلم فيه نزاعا، وإنما المقصود أنه مع كثرة اطلاعه على أقوال العلماء وتبرُزه في ذلك على غيره، واشتراطه ما اشترطه في الإجماع الذي يحكيه، يظهر فيما ذكره في الإجماع نزاعات مشهورة، وقد يكون الراجح في بعضها خلاف ما يذكره من الإجماع. وسبب ذلك دعوى الإحاطة بما لا يمكن الإحاطة به، ودعوى أن الإجماع الأحاطي هو الحجة لا غيره. فهاتان قضيتان لابد لمن ادعاهما من التناقض إذا احتج بالإجماع، فمن ادعى الإجماع في الأمور الخفية بمعنى عدم علم المنازع فقد قفا ما ليس له به علم. وهؤلاء الذين أنكر عليهم الإمام أحمد. وأما من احتج بالإجماع بمعنى عدم العلم بالمنازع فقد اتبع سبيل الأئمة وهذا هو الإجماع الذي كانوا يحتجون به في مثل هذه المسائل)
والثانية: في معرفة ابن حزم بأقوال أحمد وفقهه.
قال محمد المنتصر الكتاني عن ابن حزم في (معجم فقه ابن حزم (ص 20) (لا يذكر فقها لأحمد إلا نادرا جدا. إذ أحمد عند الأندلسيين إمام في الحديث فقط. ومن ذلك كتاب الحافظ ابن عبد البر الأندلسي الانتقاء في فضائل الثلاثة الفقهاء وقد يذكر فقه من جاء بعد الثلاثة إلى منتصف القرن الخامس) و قال في ص 33: (أما فقه أحمد فليس في المحلى منه إلا قضايا محدودة، ومسائل محسوبة). والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 10:51]ـ
بارك الله فيكم أخي ابن مفلح وشكر لكم هذه الفوائد
ولا شك في خطأ الأخ الفاضل صاحب البحث الذي أشرت إليه
وقد بيَّن بعض الإخوة ما اشتمل عليه بحثه من أخطاء، ولا أحسب إلا أنه اجتهد ولم يتبيَّن له وجه الصواب
وما نقلتموه عن الإنصاف أصله من الفروع للعلامة ابن مفلح رحمه الله
وفيكم بارك يا شيخنا الكريم، وحفظكم الله، ونفع بكم.
وأما اجتهاد الأخ فقد بينا خطأه، ولكنه لا يزال مصرًّا على المكابرة والخلط - عن عمد - بين الإعفاء والحلق.
ونقولاته لا معنى لها، ولا جديد فيها، وهي مكرورة حتى في سوء الفهم لها.
وأما أنه اجتهد فليس الاجنهاد من حق كل أحد خصوصا مع الإصرار على الخطأ بعد بيانه.
وأما الخروج عن محل الكلام والتشغيب بمتون المتأخرين وما فيها من مخالفات فشنشنة نعرفها من أخزم، ولا علاقة لها بمحل البحث، وهذا من العيب الكبير في المناقشات العلمية.
ولا بأس أن نناقشه فيها إن فُتح لها موضوع مستقل.
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[06 - Feb-2009, صباحاً 12:37]ـ
لا أدري متى سنتجاوز عُقدة الوصاية على الآخرين!!
ليت الأخ (ابن مفلح) يُطامن من تعاليه قليلاً، و يُعوِّدَ نفسَه على توسعة باب العذر فهو الأجدر بطالب الحق.
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[06 - Feb-2009, صباحاً 07:43]ـ
لا أدري متى سنتجاوز عُقدة الوصاية على الآخرين!!
ليت الأخ (ابن مفلح) يُطامن من تعاليه قليلاً، و يُعوِّدَ نفسَه على توسعة باب العذر فهو الأجدر بطالب الحق.
جزاك الله خيرا أخي الحبيب.
ونفعنا الله بنصيحتك.
لكن يا أخي الفاضل أين الوصاية المذمومة؟
هل الرد على خطأ من يصر على الخطأ من الوصاية؟
وقد ناقشه الإخوة وبينوا خطأ هذه الفرية الجديعية فما رجع، ولا يزال مصرا على تكرار النقولات بنفس الفهم.
فمن أخطأ وأقر بخطئه فلا تثريب عليه.
أما أن يصر الإنسان على الخطأ مع ظهوره، ويتهم أهل العلم في فهمهم، ويصر على نسبة أقوال لهم لم يقولوها، في مسألة هي محل إجماع، ثم ينبَّه على كل هذا فلا ينتبه ... فماذا بعد؟!
وأما التعالي فأعوذ بالله منه، ولكني أرد على قول لا على قائل، وعلى طريقة في الكتابة والفهم والتناول.
وعلى كل حال فقد بان المقصود، ونصيحتك على العين والرأس.
والله يغفر لنا ولكم وللأخ أبي عبد الرحمن ويوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 12:15]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا أضيف هنا فائدتان:
الأولى: ......
والثانية: في معرفة ابن حزم بأقوال أحمد وفقهه.
قال محمد المنتصر الكتاني عن ابن حزم في (معجم فقه ابن حزم (ص 20) (لا يذكر فقها لأحمد إلا نادرا جدا. إذ أحمد عند الأندلسيين إمام في الحديث فقط. ومن ذلك كتاب الحافظ ابن عبد البر الأندلسي الانتقاء في فضائل الثلاثة الفقهاء وقد يذكر فقه من جاء بعد الثلاثة إلى منتصف القرن الخامس) و قال في ص 33: (أما فقه أحمد فليس في المحلى منه إلا قضايا محدودة، ومسائل محسوبة). والله أعلم
الشيخ الكريم ابن ناصر
الإمام أحمد عند ابن حزم صاحب مذهب فقهى
وقلة كلامه عنه في المحلى لأنه لم يعلم بعض أقواله في الكثير من المسائل فمعروف أن تدوين المذهب وأقواله كانت في القرن الرابع بعناية القاضى أبي يعلي الحنبلي ولذلك تجد كثيراً من الروايات عن أحمد متعارضة لطول الفترة الزمنية قبل تدوينها وهناك أسباب أخرى ليس هنا موضعها
###############
###############
ولى عودة لإكمال بعض الملاحظات على كلام فضيلتكم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 01:18]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا أضيف هنا فائدتان:
الأولى:لمن استدل بسكوت ابن تيمية - رحمه الله - على نقد مراتب الإجماع وعده إجماعا
(يُتْبَعُ)
(/)
: قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - (في مؤاخذة الإجماع لابن حزم - جامع المسائل -3 – 342) (وقد ذكر – رحمه لله تعالى – [يعني ابن حزم] إجماعات من هذا الجنس في هذا الكتاب، و لم يكن قصدنا تتبع ما ذكره من الإجماعات التي عُرف انتقاضها فإن هذا يزيد على ما ذكرناه. مع أن أكثر ما ذكره من الإجماع هو كما حكاه لا نعلم فيه نزاعا، وإنما المقصود أنه مع كثرة اطلاعه على أقوال العلماء وتبرُزه في ذلك على غيره، واشتراطه ما اشترطه في الإجماع الذي يحكيه، يظهر فيما ذكره في الإجماع نزاعات مشهورة، وقد يكون الراجح في بعضها خلاف ما يذكره من الإجماع. وسبب ذلك دعوى الإحاطة بما لا يمكن الإحاطة به، ودعوى أن الإجماع الأحاطي هو الحجة لا غيره. فهاتان قضيتان لابد لمن ادعاهما من التناقض إذا احتج بالإجماع، فمن ادعى الإجماع في الأمور الخفية بمعنى عدم علم المنازع فقد قفا ما ليس له به علم. وهؤلاء الذين أنكر عليهم الإمام أحمد. وأما من احتج بالإجماع بمعنى عدم العلم بالمنازع فقد اتبع سبيل الأئمة وهذا هو الإجماع الذي كانوا يحتجون به في مثل هذه المسائل)
والثانية: ....
بخصوص الإجماع الذي ذكره ابن حزم
كنت قد كتبت في موضوع الشيخ ابن ناصر عن مذهب الحنابلة باستحباب الإعفاء- أن لي عودة إلى الإجماع الذي ذكره ابن حزم في مراتب الإجماع ووافقه ابن تيمية فيه وكنت قد أخرت عمداً الكلام فيه حتى تنتهى مشاركات الأخوة وأبين أنه ليس إجماعاً على شرط ابن حزم وأخرتها خوفاً من أن يساء استغلالها ممن يرغب في إباحة حلق اللحية للناس والحمد لله أن حال قفل الموضوع من ذكرها هناك وأجدنى مضطراً إلى ذكرها هنا مع بعض التنبيهات:
1 - ابن حزم الإجماع عنده هو إجماع الصحابة وينبغي أن يكون على مستند من النص.
2 - ابن حزم له اصطلاح في مراتب الإجماع ذكره في المقدمة ويفهم من تتبع كلمتى (أجمعوا-اتفقوا)
فذكر لفظ (اتفقوا) في كتاب مراتب الإجماع لا يعني موافقة الإمام لهذا القول ضرورة ولا يعني الإجماع الذي يريده الإمام ..
وإذا أردنا أن نصنفه بجملة واضحة يستعملها طلبة العلم اليوم فنقول:كتاب مراتب الإجماع كان القصد منه جمع ما أجمعت عليه الأمة ..
وكذلك تحرير محل الاتفاق بين المذاهب الفقهية ولا يعني موافقته على القول ..
وكذلك أيضاً تحرير محل الخلاف بين المذاهب الفقهية ..
فالإجماع الذى لا إشكال فيه وصح عنده فإنه يذكره بلفظ (وأجمعوا، وأجمع ونحوهما) ..
أما تحرير محل الاتفاق فهذا ما يذكره بلفظ (واتفقوا) ..
وهذا ما نفعله اليوم كلنا حين نريد بحث مسألة فننظر في الأقوال كلها ..
فنجعل معنىً واحداً متفقاً عليه بينهم كلهم .. هو محل الاتفاق وإن لم يذكروه نصاً ..
مثلاً لو قيل: قال فلان أن فعل كذا جائز وقال علان أن هذا مستحب
يمكن أن نقول: واتفقوا على أن من فعل كذا فقد أحسن أو أدى ما عليه أو ....
وأما تحرير محل الخلاف فهذا ما يذكره بلفظ (واختلفوا) ..
* لذا نجد أن ذكره لمسألة حلق اللحية بقوله ((واتفوا على أن حلق جميع اللحية مثلا لا تجوز))
* أما حكم حلق اللحية عنده فهو حرام بنص الحديث.
ولا يعنى ذلك أننى أقول أنه ليس في المسألة إجماع بل أقول ليس فيها إجماع على شرط ابن حزم في كتابه
** وليتق الله من يزين للناس حلاقة لحاهم وأتبرأ من كلامه ولا أقصد بالطبع الشيخ الكريم ابن ناصر أو غيره من المشايخ هنا بل من يؤلف الكتب في ذلك ويبحث عن المتشابه هنا أو هناك ليؤيد به شذوذه
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 01:33]ـ
الشيخ الكريم ابن ناصر
الإمام أحمد عند ابن حزم صاحب مذهب فقهى
حياكم الله شيخنا ونفع بكم، لكن ابن حزم يقول خلاف هذا - رحمه الله - (الأحكام لابن حزم - (ج 2 / ص 179)
فقال رحمه الله (ويكفي من كشف غمة من اغتر بالكثرة من أن نقول له: لا تغتر بكثرة من ترى من أصحاب المذاهب، فإنما هم ثلاثة رجال فقط: مالك والشافعي وأبو حنيفة، ولا مزيد فقد حصلنا من كل ما نرى على ثلاثة رجال فقط، وبالله تعالى التوفيق.) النقل بواسطة الشاملة.
ونفع الله بكم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 01:43]ـ
حياكم الله شيخنا ونفع بكم، لكن ابن حزم يقول خلاف هذا - رحمه الله - (الأحكام لابن حزم - (ج 2 / ص 179)
فقال رحمه الله (ويكفي من كشف غمة من اغتر بالكثرة من أن نقول له: لا تغتر بكثرة من ترى من أصحاب المذاهب، فإنما هم ثلاثة رجال فقط: مالك والشافعي وأبو حنيفة، ولا مزيد فقد حصلنا من كل ما نرى على ثلاثة رجال فقط، وبالله تعالى التوفيق.) النقل بواسطة الشاملة.
ونفع الله بكم
بارك الله فيكم
أظن أن هذا كان أولاً
والرسالة الباهرة من آخر ما ألفه(/)
التفسير الوسيط: تفسير جزء عم: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 06:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير الوسيط
تفسير جزء عم
جديد => (37 محاضرة بالصوت والصورة) <= جديد
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=150 ( http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=150)
http://www.rslan.com/images/index/Goz23ammawasee6.jpg (http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=150)
نبذة عن السلسلة: فهذا تفسير الجزء الثلاثين من كتاب الله تعالى (جزء عم) , وفيه كثير من الفوائد العلمية التي يتطلع إليها أصحاب النفوس الزكية.
(المحاضرات متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
أشرطة السلسلة:
م عنوان المحاضرة
1 سورة النبأ
2 سورة النازعات
3 سورة عبس
4 سورة التكوير
5 سورة الانفطار
6 سورة المطففين
7 سورة الانشقاق
8 سورة البروج
9 سورة الطارق
10 سورة الأعلى
11 سورة الغاشية
12 سورة الفجر
13 سورة البلد
14 سورة الشمس
15 سورة الليل
16 سورة الضحى
17 سورة الشرح
18 سورة التين
19 سورة العلق
20 سورة القدر
21 سورة البينة
22 سورة الزلزلة
23 سورة العاديات
24 سورة القارعة
25 سورة التكاثر
26 سورة العصر
27 سورة الهمزة
28 سورة الفيل
29 سورة قريش
30 سورة الماعون
31 سورة الكوثر
32 سورة الكافرون
33 سورة النصر
34 سورة المسد
35 سورة الإخلاص
36 سورة الفلق
37 سورة الناس
******* http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=150[/ ... ](/)
عاجل: سؤال في الإتصالات
ـ[محمد محمود الشنقيطي]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 10:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض شركات الإتصال تطلب منك مبلغا معينا لتعطيك خدمة يومين من الإتصال المجاني على جميع أرقام الشبكة هل هذا جائز؟
حالة أخرى: تأخذ منك مبلغا وتفتح لك الخط للإتصال المجاني على ثلاثة أرقام أو خمسة لمدة أسبوع هل هذا جائز أيضا؟
إضافة في الحالة الأولى قد يحدث ضعف في الشبكة نتيجة زحمة المشتركين في تلك الحدمة
أنتظر إجاباتكم(/)
إذا قسّم أحد الإسلام إلى لبّ وقشور .. فقل له الآتي
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Feb-2009, صباحاً 03:54]ـ
بعض الناس ومنهم "علماء" يقع في تقسيم شعائر الإسلام إلى لب وقشور
فإذا نصحته بإعفاء لحيته أو نصحتها بالنقاب .. قيل: هذه قشور .. فإن الأمة تمر
بمنعطفات .. إلخ ..
---
إذا سمعت ذلك .. فلا تجادله في التقسيم .. لأنه في كثير من الأحوال يكون الخلاف لفظيا
فقد يكون خانه التعبير وإنما عنى أن هناك أصولاً وهناك ما هو أقل منها أهمية ..
وهذا لا ينازع فيه أحد مطلقا, فإذا سمعته يقول ذلك .. قل: سلمنا لك أن هذا من القشور ..
فهل رأيتَ لبّا قط .. من غير قشرة؟
فعلم أن كونه قشراً لا يلغي عنه صفة الأهميّة ..
وهو المطلوب
والله الهادي
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 02:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأستاذ: أبا القاسم.
لا يظهر أن المشكلة في ذات التقسيم هذا، وإن كان لي فيه بعض النظر؛ إلا أن الإشكال أن التحدث عن " اللب والقشور" يظهر غالبًا في إطار إزاحة بعض التكاليف الإسلامية؛ كإعفاء اللحية، وقصر الثوب وغيرها.
والمجيء بمثل هذا الكلام؛ يصدر غالبًا في سياق المقارنات؛ أي أن هناك ما هو مهم وما هو أقل أهمية، وبالتالي؛ فالتنبه لكونها مهمة غائب؛ فضلا عن كون الكثير من الكتابات تأتي في سياق التهكم بالتمسك بمثل هذه " القشور "!
شكرًا أيها الرائع أبا القاسم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 04:03]ـ
حياك الله أيها الفاضل .. أبا الوليد
في حدود اطلاعي لمن يستعملها
كما في الإعلام .. فهم إنما يستعملونها
لجعل هذه الأمور شكلية .. ونزع أي أهمية عنها
مع العلم أن التقسيم نفسه يحمل في طياته استخفافاً
بشعائر الدين لأن القشر مصيرها إلى الرمي كقشرة الموز مثلا
فجاءت كلمتي لتقول: لاموز بلاقشر في خلق الله عز وجل .. فإذا نزع
وبقيت على الشجرة .. فسدت
.. ولعل أول من وقع منه هذا التقسيم
هو أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى
كما في الإحياء وتابعه عليه المقريزي في تجريد التوحيد
وقد ظهر كلامك في صورة المختلف معي مع كون الحقيقة غير ذلك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 03:30]ـ
اخي ابو القاسم بارك الله فيك تقسيم الدين إلى ' لب وقشور' تقسيم باطل
فالبعض يجعل أكثر فيجعلون أكثر السنن من قبيل القشور التي لا قيمة لها في الدين إلا كقيمة القشر من الثمرة! وعلى هذا: فالالتزام عندهم شكليات , ومظاهر ليس بالضرورة التمسك بفروعها.
ويجاب على هؤلاء: بأن ' تقسيم الدين إلى قشور ولب ' تقسيم خاطئ , وباطل , فالدين كله لب , وكله نافع للعبد , وكله يقربه لله عزوجل , ويثاب عليه , وكله ينتفع به المرء بزيادة إيمانه , وإخباته لله حتى المسائل المتعلقة باللباس والهيئات , وما أشبهها .. والقشور – كما نعلم – لا ينتفع بها , بل ترمى , وليس في الدين الإسلامي و الشريعة الإسلامية ما هذا شأنه , بل كل الشريعة لب ينتفع به المرء إذا أخلص النية لله , وأحسن في اتباعه رسول الله صلى الله عليه وسلم , وعلى الذين يرجون هذه المقالة , أن يفكروا في الأمر تفكيرًا جديًا , حتى يعرفوا الحق , ثم عليهم أن يتبعوه , وأن يدعوا مثل هذه التعبيرات ... '] مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين:] 3/ 124 [[
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 04:24]ـ
أخي المكرم أبا محمد ..
لعلك لم تقرأ كلام أخيك جيدا
ولا ردي على أخي أبي الوليد ..
لأني بينت غلط التقسيم .. وردي
المذكور من باب التنزل الجدلي المفحم
أما قولك:الدين كله لب .. ففيه نظر لما فيه من
إهمال لحقيقة تفاوت مراتب الأعمال ..
ولا خلاف بين العلماء أن هناك أصولا
وثم أشياء أقل منها أهمية إن شئت سمها فروعا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 04:52]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
الكلام الذي نقلته انا هو عن العلامة ابن عثيمين رحمه الله ويبدو انه حصل سقط لم اتنبه له الابعد ردك ولذلك تم التصحيح
وانا اعرف ااخي انك لم تقل بهذا وانك ترد على هذه الشبهة واوردت كلام العلامة ابن عثيمين رحمه الله تاييدا لقولك
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 06:10]ـ
أحسن الله إليك يا استاذ أبا القاسم .... لفتتة جميلة ...(/)
هل يجوز أن أجيب شيخي الذي في المنتدى؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 09:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
لعل المفروض أن أسمي نفسي سؤول لا أشجعي! لكثرة الأسئلة التي أسئلها للمشايخ هنا,
فأرجو -طولة البال- علي, وهذه ضريبتكم يا مشايخ,
هذه ضريبة العلم,
لو فرضنا أن لي شيخا هنا وهو صاحب فضل علي, وأنا احضر دروسه,
وأحيانا يدخل الى المواضيع التي أكتبها ويشارك بشكر كأن يقول -جزاك الله خيرا- او تعليق,
وكنت أدخل مواضيعا له في المنتدى فأرى ان هناك أسئلة لأعضاء آخرين إجاباتها عندي, فأتوقف عن الاجابة -ولو طال الأمر- حتى لا أتقدم بين يديه وامامه فيأخذ على خاطره.
السؤال هو:
موضوع شيخي كان سؤالا علميا, وانا عرفت إجابته,
هل تُعتبر إجابتي لشيخي سوء أدب؟ لأن طالباً مبتدئاً عنده عرف الجواب وهو لم يعرفه,
فأنا قد أجبت على سؤاله وبكل احترام (لعل القضية شيخنا كذا وكذا فما رأيك هل يستقيم كذا وكذا) وعرفت انه قرأ إجابتي-لأن في المنتدى تظهر أسماء المتصفحين في الأسفل- ولكنه لم يُعلق, فهل كان هذا سوء أدب مني؟
وبارك الله فيكم يا مشايخ.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 11:21]ـ
قد يكون هذا مخالفا لمقتضى الأدب وقد لا يكون ..
ويدخل في الاعتبار عدة أمور .. منها علم هذا الشيخ ..
وعمره .. والقضية المسؤول عنه .. وطريقة الإجابة فتكون بنحو ما ذكرتكم
أشبه بصيغة السؤال .. وبالجملة عدم الجواب أولى حتى لا يوهمك الشيطان
من هذا المدخل أنك عرفت ما غاب عنه .. ومعلوم أن آحاد المسائل الجزئية لا حصر لها
فقد يقع المبتديء على شيء خفي عن كبار الأئمة
إلا أن يكون في حاجة ماسّة لجواب عاجل فساعتها تقدم هذه المصلحة
تأمل قول موسى الكليم عليه السلام وهو أفضل مقاما من الخضر باتفاق لكنه هنا تلميذه"هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا"
-فجاءه بصيغة السؤال المهذب. ولم يقل أريد أن أتبعك
-وقال "أتبعك" فهو تابع .. لا قرين
-"تعلمن" ولم يقل تذاكرني أو نتباحث
-"مما علمت" أي بعض ما عندك لا كله ..
-ولم يقل مما تعلم تأدبا مع الله عز وجل ..
فهذه خمس منازل للتواضع في آية ذات كلمات قليلة
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Feb-2009, صباحاً 09:17]ـ
بارك الله فيك، وربما كان من الأفضل كذلك دفعا لنزغ الشيطان عن نفسك وعن نفس شيخك أن تراسله فيما بينك وبينه بهذا الكلام، على الخاص، وتعرض عليه ما عندك على هيئة سؤال طالب مستعلم منك إليه، ليس على الملأ، فأن هذا إن شاء الله أطيب لخطاره وأبعد لسوء الظن عن كليكما ..
فإن تبين له ما غاب عنه وجئته أنت به، فإنه سيظهر ذلك منه في موضوعه دون مداخلة علنية منك ويتحقق المقصود، والله أعلم.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[07 - Feb-2009, صباحاً 10:09]ـ
الحمد لله
أخي الفاضل السؤول الأشجعي:)
المنتدى هو محل للتباحث والمدارسة في الأساس وليس محلاً لتلقي الدروس بصورتها المعهودة
والإخوة الشيوخ الفضلاء حين يكتبون مستفسرين عن مسألة ليس بالضرورة أن يكون الاستفسار للاستفهام
بل - وقد لاحظته - أنهم - أحسن الله إليهم - يثيرون بعض المسائل للحاجة إليها وللتنبيه على ما فيها من الفوائد العلمية
ولذلك أظن أن المشاركة في الإجابة من أي أحد بالمنتدى لا حرج فيها ولا غبار عليها ولا يمكن تحميلها أي معنى غير محمود كعدم احترام أو جرأة على الشيخ أو تعالم.
ثم ....... ثم ما الضير أن يعرف التلميذ مسألة من العلم لم يعرفها الأستاذ؟؟ هل ينقص ذلك من قدر الأستاذ؟ أم يرفع ذلك التلميذ ويخرجه عن تلمذته؟ أليس التلميذ النجيب حسنة من حسنات شيخه التي يفرح لها ويسر بها؟
أخي الفاضل: أجب .. أجب ولا تخف ... فإن كانت إجابتك صحيحة وسديدة حمدت الله وسألته المزيد، وإن كانت خطأ حمدت الله وظفرت بمن يصحح لك ويعلمك ما لم تكن تعلم.
بارك الله فيكم وعلمني وإياكم العلم النافع ورزقني وإياكم العمل الصالح
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 02:43]ـ
الحمد لله
أخي الفاضل السؤول الأشجعي:)
المنتدى هو محل للتباحث والمدارسة في الأساس وليس محلاً لتلقي الدروس بصورتها المعهودة
والإخوة الشيوخ الفضلاء حين يكتبون مستفسرين عن مسألة ليس بالضرورة أن يكون الاستفسار للاستفهام
بل - وقد لاحظته - أنهم - أحسن الله إليهم - يثيرون بعض المسائل للحاجة إليها وللتنبيه على ما فيها من الفوائد العلمية
ولذلك أظن أن المشاركة في الإجابة من أي أحد بالمنتدى لا حرج فيها ولا غبار عليها ولا يمكن تحميلها أي معنى غير محمود كعدم احترام أو جرأة على الشيخ أو تعالم.
ثم ....... ثم ما الضير أن يعرف التلميذ مسألة من العلم لم يعرفها الأستاذ؟؟ هل ينقص ذلك من قدر الأستاذ؟ أم يرفع ذلك التلميذ ويخرجه عن تلمذته؟ أليس التلميذ النجيب حسنة من حسنات شيخه التي يفرح لها ويسر بها؟
أخي الفاضل: أجب .. أجب ولا تخف ... فإن كانت إجابتك صحيحة وسديدة حمدت الله وسألته المزيد، وإن كانت خطأ حمدت الله وظفرت بمن يصحح لك ويعلمك ما لم تكن تعلم.
بارك الله فيكم وعلمني وإياكم العلم النافع ورزقني وإياكم العمل الصالح
أخي لا غبار على ما تقول من جهة العموم، ولكن الحال عند الفاضل أشجعي - كما فهمتُ - هو الخوف من مظنة سوء الظن به عند شيخه تحديدا، فالكلام لابد أن يتصرف على حسب الحال، وزنا للمصالح والمفاسد، وكما ذكرت فإن كان يعلم عن الشيخ أن مثل هذا قد يسوؤه أو قد يُحمل عنده - تحديدا - على محمل غير حسن، فليلتمس من السبل إلى ما يريد ما لا يخشى معه مثل ذلك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 04:43]ـ
جزاكم الله خير يا مشايخ:
الشيخ أبو القاسم, قلت أن الأولى ألا يجاب الشيخ وهذا ما سأفعله بإذن الله ولكن بشكل عام هل في المسألة حرج,
كان تجاوب أنت شيخك؟ وبارك الله فيك.
شيخنا أبو الفداء,
ليست عندي الشجاعة الكافية لأسأله على الخاص, فلربما كان هذا توهم مني, ولذلك سألتكم, وأنا أسأل إذا كان في عُرفكم أنتم طلاب العلم والمشايخ هذا الأمر,
أما إن كان فقط من باب (أولى) فهذه قضية أخرى, وجزاكم الله خير الجزاء على تفاعلكم المهم.
الشيخ عاطف بارك الله فيك,
طريقة عرض السؤال معروفة, فطريقة الاستفسار أراها مختلفة عن طريقة الإفادة والله أعلم,
وعل كلٍ فالشيخ يسأل لقضية او مبحث هو في صدد كتابته, فسؤاله استفساري لمن يعلم في المنتدى فيجاوبه,
وجزاك الله خيرا على النقاط التي أثرتها,
ولا تحرمونا من فوائدكم
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 04:47]ـ
أخي الفاضل أبو الفداء
كلامكم وجيه جدًا بخصوص درء مظنة سوء الظن عن نفسه
ولكن هذه حساسية (زائدة من التلميذ) ينبغي أن يعالجها جميع الشيوخ مع طلابهم بتعظيم العلم والتجرد عن حظوظ النفس
وقبول الحق ممن جاء به بدون معاينة قدر الشيخ وضآلة التلميذ المجيب مع التأكيد التام على التحلي بآداب طالب العلم مع شيخه والتزام التلميذ بتوصيل الإجابة بألطف عبارة وألينها.
أكرمكم الله ورفع قدركم في الدارين
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 04:52]ـ
أخي الفاضل أشجعي
على العموم أنتم أعلم بشيخكم (ابتسامة)
بارك الله فيكم
ـ[أشجعي]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 05:57]ـ
ولكن هذه حساسية زائدة
هذا ما أثرناه عن السلف وكنت قد أنهيت كتاب تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم وفيه أمثلة كثيرة,
وعلى أية حال فأنا لم أوصل الى درجة تقليب الصفحات كما هي قصة الشافعي ومالك, او غيرها من القصص,
وسوف آخذ بنصيحتك وأقول هي حساسية زائدة ولن أعير الموضوع أي اهتمام
ولكن ليس قبل أن ترفق لي رقم هاتفك وعنوانك,
حتى -إذا صار ما صار مع شيخي-
آتيك و -ادق بخناقك-
:)؛)
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 12:03]ـ
مع التأكيد التام على التحلي بآداب طالب العلم مع شيخه والتزام التلميذ بتوصيل الإجابة بألطف عبارة وألينها.
أكرمكم الله ورفع قدركم في الدارين
ما أظن شيخا يلتزم معه تلميذه بهذا الأدب واللطف فيسيء به الظن إلا إذا كان عليلا يحتاج مداواة قلبه ونفسه
فيا أيها الطالب تأدَّب وبشيخك تلطَّف
وإن شئتَ توسَّطتُ لك عند شيخك:)
وما أظنك تقدري على خناقي وأنا أكبر منك وربما من شيخك:)
بارك الله فيكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 03:38]ـ
أخي المكرم الأشجعي وفقه الله تعالى
بيني وبين المشيخة مفاوز تنقطع دونها محركات السيّارات (أعناق الإبل سابقا)
أما سؤالك فقد أجبته .. ففي المسألة تفصيل ..
ولاشك أن إجابته مع وجود من يجيبه غيرك يخالف مقتضى الأدب
لعلك ترجع للجواب
والله أعلم
ـ[أشجعي]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 04:30]ـ
أعتذر إذا يا شيخ عاطف,
ولك الاحترام,
قلت ذلك من العشم فقط,
أحسن الله إليك,
أما الشيخ أبو قاسم,
فأنت عندي شيخ,
شئت ام أبيت,
:)
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 04:46]ـ
بارك الله فيكم وزادكم علما وأدبا ولطفا(/)
المقامَة البازيَّة: كتبه: الدكتور عائض بن عبد الله القرني حفظه الله تعالى
ـ[الدرة المصونة]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 10:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المقامَة البازيَّة
{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}
إن قام سوق العلم فهو كمالك أو غاص في التفسير قلت مجاهد وإذا تزاحمت الوفود فحاتم أو مد باع الزهد فالشيباني والفقه والتعليم كالنعمان وكأحنفٍ في الحلم والغفران , للقلب من ذكره اهتزاز، وللقصيد في مدحه ارتجاز، تفرد بالمكرمات وامتاز، وحظي بحسن الثناء وفاز، إنه عبد العزيز بن باز. أوصلته الهمة، إلى إمامة الأمة، وبلغته العزيمة المنزلة الكريمة، ودلته السنة، طريق الجنة. خلق أرق من النسيم، وعلم أعذب من التسنيم، كلامه يوشى بالأثر، كأنه در انتثر.
ابن باز: اتباع لا ابتداع، وقبولٌ عم البقاع، وفضله كلمة إجماع، مع اعتصام بالدليل، واهتمام بالتأصيل، وبراعة في التحصيل، يشرفه تحقيق في النقل، وسداد في العقل، جمع مع كرم الطبيعة، رسوخ في الشريعة، هجر في طلب العلم الرقاد، فحصل واستفاد، وأخذ الرواية بالإسناد، حتى ترأس وساد، وعم علمه البلاد والعباد.
ابن باز: على نهج السلف، بلا تنطع ولا صلف، روح بالتقوى طاهرة، ونفس بالعلوم باهرة، أعذب من ماء السحاب، وأرق ابن باز في هذا العصر: إمام الغرباء، وعالم الأولياء، وزاهد العلماء.
تقلد ابن باز أرفع المناصب، فكان آية في أداء الواجب. حضرت له مجالس وموائد، وحملت عنه فوائد، وألقيت عليه قصائد، ورويت عنه فرائد. ابن باز بز بعلمه الأعلام، وأتعب بسيرته الأقلام، وأهدى عمره للإسلام،
وكفل بكرمه الأيتام. لو رآه يحيى بن معين لقال: مرحباً بعلم الإسناد، ولو أبصره حاتم الطائي لقال: أهلاً يا سيد الأجواد، ولو لقيه الأحنف بن قيس لقال: منكم الحلم يستفاد. ابن باز بَزَّ الأقران، بطاعة الرحمن، وعلم السنة والقرآن، وإكرام الضيفان، واحترام الإخوان، وبر الأقارب والجيران.
سعى سعيهم قوم فلم يدركوهمو .... ولكن لهم سبق الجلالة والعلا
وما قصرّوا عند اللحاق ولم يألوا .... فجاء لهم من كل ناحية فضل
إن زرته غمرك بالإكرام، وأتحفك بالاحترام، وآنسك بطيب الكلام، وضيفك ألذ الطعام، وعلمك الآداب والأحكام، فهو يجمع الجودين، وبما تقوم الدنيا والدين.
ابن باز أبو الدعاة، وشيخ القضاة، وناصح الولاة، تحبه لتقواه، وتحترمه لفتواه. حاضر في الجامعات، وتشرفت به المحاضرات، وتعطرت بعلمه الندوات، وطابت بلقائه الأمسيات، وسعدت بوجوده الجلسات، غني في زي فقير، وزاهد في موكب أمير ومفتي في منصب وزير، حمل كل أمر خطير، فكان نعم المشير، وصاحب الرأي الفطير والخمير، عليه بسمة في وقار، ولين في إصرار، ودأب في استمرار، السنة له شعار، والصلاح له دثار، وعليه من السكينة أنوار، لم يكن لسانه كالمقراض للأعراض، ولم يكن له ارتياض في جلب المال والأغراض:
عفيف من الدنيا خفيف من الخنا .... فلو قسمت أخلاقه في قبيلة
كأَن به عن كل فاحشة وقرُ .... لصار لكل منهم المجد والفخرُ
ابن باز: نفع للخليقة، وإدراك للحقيقة، ولزوم الطريقة، عدل في الأحكام وإنصاف، وتواضع تعنو له الأشراف، وكرم تشهد به الأضياف. أثبت ابن باز أن العلم يشرف من حمله، وأن المال يسوّد من بذله. ليس في قاموس ابن باز أن الجود يفقر، بل صاحبه يشكر وبالخير يذكر. تميز ابن باز بالتعمق في الأثر، والغوص على الدرر، مع تصحيح الخبر، وصحة النظر.
ابتعد ابن باز عن شقشقة علماء الكلام، وعقعقة الفلاسفة الطغام، وتشدق أهل المنطق اللئام. ولم يكن يسقط على السقطات، ولا يلقط الغلطات، بل كان يدفن المعائب، ويذكر المناقب، فملأ الله بمحبته القلوب، وطار ذكره في الشعوب.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالعلم عنده حديث وآية، ونور وهداية، وعمل لغاية، واستعداد لنهاية، أعرض عن مذاهب المبتدعة الضلال، وأهل الدنيا الجهال، وأساطين القيل والقال، وهجر الجدال، فسلم من همز الرجال. ليس في مجلسه أرقام الأسعار، ولا فضول الأخبار، ولا غرائب الأقطار، ولا عجائب الأمصار، وإنما كلام العزيز الغفار، وحديث النبي المختار، وما صح من آثار. (كمثل حامل المسك إما أن تبتاع منه وإما أن يتحفك بطيبه).
زهد ابن باز زهد متواضع، لم يشر إليه بالأصابع، ويعلن على الملأ في المجامع، لأن الدنيا عنده أهون من أن يعظم الزهد فيها، وأحقر من أن يمدح النظر إليها، فكان زهده صامت، وتواضعه ساكت. خدمته ألسنة الخلق بإعلان الفضائل، وأحبته قلوب الناس فوعت تلك الرسائل.
أفضل شيء في العالم: مراقبة الجليل، والعمل بالتنزيل، والاستعداد للرحيل، والرضا بالقليل، وكذلك كان ابن باز.
{فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ}
وأحب شيء في الولي: المحافظة على تكبيرة الإحرام، والكف عن الحرام، والرحمة بالأنام، وسلامة الصدر من حب الانتقام، وطهارة الثوب من الآثام، وكذلك كان ابن باز. كانت دعوته حسبة، وعمله قربة، فصار إماماً في زمن الغربة.وأكرم شيء في الرجل، بسمة على محياه، وصدقه في مسعاه، وثباته في خطاه، وإخلاصه في إعلانه ونجواه، وكذلك كان ابن باز.وأحسن شيء في الإنسان، طهارة الضمير، والاستعلاء على كل حقير، واحترام الكبير، ورحمة بالصغير، وعطف على الفقير، وكذلك كان ابن باز. العلم ليس متوناً تحفظ، ولا خطباً تلفظ، ولكنه خشية وخشوع، وتواضع وخضوع، واتباع في الأصول والفروع، وكذلك كان ابن باز.
{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}
والعلم ليس شهادات تعلق، ولا مناصب تتسلق، ولا دنيا تعشق، ولكنه تقوى ومراقبة، وورع ومحاسبة، وتنبيه للغافل، وتعليم للجاهل، وكذلك كان ابن باز. عرفنا من العلماء من اشتهر بالخطابة، والذكاء والنجابة، وسرعة البديهة والإصابة وهذا أعظم ما يذكر به وعرفنا من العلماء من عندهم فهم ثاقب، ونظر صائب، وذهن يغوص على العجائب، ثم ليس يذكر إلا بهذا.وعرفنا من عنده حافظة قوية، وفي صدره متون مروية، وفي ذاكرته علوم محكية، ثم هذا غاية ما عنده. ولكن ابن باز حافظة بفهم، وذاكرة بعلم، وسداد في روية، وثبات مع حسن طوية، معه حجة ناطقة، ونية صادقة. بلغ ابن باز منزلة لا يرفعه المدح، ولا يضعه القدح، فاستوى عنده الثناء والهجاء، ولم ينفعه مدح الأصدقاء، وما ضره ذم الأعداء، لأنه يعامل رب الأرض والسماء.ولولا أني عرفته ما وصفته، والسبب في أنني أحببته، لأنني صاحبته.ولا تقل إنني بالغت في المدح بل قصرت، ولا تزعم أنني طولت في الثناء بل اختصرت. وقد عرفت في حياتي مئات العلماء، والأدباء، والشعراء، والنبلاء، والكل فيه فضل، والجميع فيه نبل. ولكن الذي تفرد بالفضائل واصطفاها، وجمع حسن الشمائل وحواها، وعرف دروس المجد ووعاها، هو هذا الإمام الهمام. وقد طالعت سِفْر صفات الصالحين، وقرأت ديوان المفلحين، وراجعت علامات الناجحين، فوجدتها فيه منطبقة، وعليه متّسقة.
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 08:58]ـ
بارك الله فيك اخي الفاضل(/)
بئر برهوت ما هو وما حقيقة الأقوال الآثار المنسوبه إليه؟
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[07 - Feb-2009, صباحاً 12:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما الصحيح عن بئر برهوت وهل الآثار صحيحة في ذكره وهل هو حقيقه وإن كان حقيقه
هل هناك دليل على حقيقته وياليت تفيدوني لأن أمرها شغلني لا سيما هذه القصة العجيبة
التي سوف أوردها لكم حيث وجدتها في الأنترنت ومصدر بحث هذه المعلومة في العقيدة الطحاوية
شرح ابن أبي العز حيث ذكر في أقوال مستقر الأرواح أن أرواح الكفار في بئر برهوت
فبدأ البحث عن طريقي فظهرت هذه القصة؟
أثناء زيارتي لمقام الحبيب علي بن حسن العطاس في إقليم حضرموت وجدت حديثا يدور حول بئر غريبة تسمى " برهوت "، وكنت قد قرأت عنها في العديد من الكتب تارة في كتب الأحاديث الشريفة وتارة في الآثار والتواريخ، وتارة في الترغيب والترهيب، حيث قرأت انه محط أرواح الكفار والمنافقين، وانه ابغض البقاع إلى الله، وانه شر بئر في الأرض، وانه يكره الوضوء من مائه وغيرها من الآثار التي وردت في هذه البئر الأسطورية.
شدني الموضوع لاكتشاف هذه البئر الأسطورية التي علا صيتها منذ الأزل دون تحديد مكانها، فمنهم من يقول في صحراء المهرة على الحدود العمانية ومنهم من يقول في منطقة الاحقاف بمحافظة حضرموت ومنهم من أرجعها إلى منطقة قريبة من تريم الغناء.
سالت مرافقي الحضرمي " اين بئر برهوت فأكد لي أنها في وادي الاحقاف، قلت لها لكن هناك من يقول انها في المهرة، فاكد لي ان برهوت في وادي الاحقاف وليست في غيره وانه يعرفها منذ ان كان صغيرا.
شددنا الرحال بع مقام الحبيب العطاس الى بئر " برهوت " الاسطورية، ونحن في طريقنا إليها مررنا بالشيخ الفقية المؤرخ احمد الصبان وسألناه عن معلوماته حول تلك البئر.
فقال انه رغم كثرة ما رواة المؤرخون والإخباريون العرب عن بئر برهوت الأسطورية التي قيل أنها تقع في أرض الأحقاف ونواحي حضرموت , وكثرة الاتجاهات التي أرادت تحديد موقع تلك البئر الأسطورية إلا أن أحداً حتى الآن لم يستطع أن يحدد أرض " برهوت" ناهيك عن تحديد موضع تلك البئر التي قيل أن أرواح الكفار تحشر إليها وأن ناراً تخرج منها آخر الزمان فتسوق الناس إلى مكة في بعض الأقوال.
وأشار الفقيه الصبان الى أن تلك الاتجاهات لا تستند إلى دليل حقيقي تطمئن إليه العقول بل أن بعضاً من تلك الاتجاهات أرادت تحديد مكان برهوت إلى الشرق من مدينة تريم تتنافى مع وصف تحديد ذلك الموقع الذي أورده لنا الإخباريون العرب.
فوهة شوران البركانية
وحول ترجيحه الشخصي لموقع البئر حتى نذهب اليها قال الصبان: ترجيحي الشخصي ان البئر الاسطورية المذكورة في الاثار والاحاديث النبوية هي الفوهة البركانية المعروفة بمنطقة بئر علي والتي تعرف ببحيرة شوران إلى الشرق من قرية بئر علي, مشيرا الى ان المسعودي في كتابة مروج الذهب تحدث عن اللطم النارية التي تنبعث منها النار بأرض برهوت من حضرموت ووصف حجمها وما كانت تبعث به من حمم وأصوات وزئير، مؤكدا على انه لا موقع ينطبق علية ما وصفة المسعودي إلا الفوهة البركانية " ببئر علي " في نواحي حضرموت وشبوة, ومن المحتمل أن اسم البئر التي تعرف به حالياً القرية المجاورة لتلك الفوهة " بئر علي " قد أخذ من ذلك الاسم القديم الذي عرف ببئر برهوت وأن أسم علي الذي أضيف إلى أسم البئر أو نسبت إليه البئر لم يكن إلا اسماً مستحدثاً إما لتطيراً من قبل أهالي المنطقة من ذلك الاسم القديم أو هو نسبة لرجل قد استوطن هذه الناحية في الأزمنة المتأخرة.
وأضاف المؤرخ الصبان: أما الاسم الذي عرفت به هذه الفوهة البركانية وهو أسم (برهوت) قديماً فإن من الجائز أن يكون أسماً مشتقاً أو مركباً من كلمتين (بر وهود) خصوصاً إذا عرفنا أن أودية ميفعه وما جاورها كانت من أهم المناطق التي سكنتها قديماً أقوام عاد وثمود وأن شواهد تلك الأمم لا زالت ماثلة حتى اللحظة وأن من القبور والمواقع التي كانت تزار إلى اليوم فترة قريبة بنواحي ميفعه قبراً يعرف بقبر بن هود في مخرج وادي هدى، وعرفنا بأن ميفعه القديمة كانت عاصمة حضرموت الأولى وعلية فإننا نرجح بأن هود هنا وبرهوت هنا وأرض الأحقاف هنا ليست في شرق حضرموت كما كان يعتقد البعض.
حيرة
(يُتْبَعُ)
(/)
خرجنا من عند الفقيه الصبان ونحن في حيرة من امرنا، هل المكان الذي اشار اليه الفقيه الصبان هو بئر برهوت ام انه في مكان اخر.
اتصلت بالزملاء صالح توتي وغسان مقبولي الذان قاما في وقت سابق بزيارة الى بئر برهوت ولكن في منطقة أخرى غير التي ذكرها لنا الصبان، حيث اكدا على ان برهوت في محافظة المهرة وليست في حضرموت، مشيرين إلى انها تبعد عن مدينة الغيظة " عاصمة المهرة " بحوالى 250 كيلو متراً تقريباً على طريق الغيظة- حاتا- شحن.
وأضاف مقبولي: ان البدو القاطنون في هذه المنطقة يطلقون عليها لقب الكسفة حيث يعتقدون ان نجماً او مذنباً او شهاباً او نيزكاً سقط من السماء وارتطم بالأرض في هذه المنطقة وكان نتيجة هذا الارتطام بالأرض هو حدوث هذه الكسفة التي حصلت منذ آلاف السنين كما يروي بدو المهرة، الذين نسجوا الكثير من الحكايات والخرافات حول هذه البئر.
وفي وصف بئر " برهوت " في محافظة المهرة يقول غسان ان قطر فتحة البئر حوالي 25 متراً ويصل عمقها إلى 250م.
يضيف غسان مقبولي ان المفاجأة الحقيقية والمذهلة والتي لم أكن لأصدقها لولا أنني رأيتها بأم عيني انا وزميلي صالح هو رؤيتي لقاع هذه البئر والخضرة تحيط بها من كل جانب وهدير ماء متدفق وكأنه نهر جار يُسمع بوضوح وبدون تشويش بدأت أتساءل هل ما أشاهده واسمعه هو حقيقة واضحة ام انني في حلم من أحلام اليقظة الوردية إلا أننا سرعان ما تنبهنا أننا أمام ظاهرة حقيقية وطبيعية موجودة في منطقة قاحلة لا ماء فيها ولا خضرة رغم أننا سمعنا هدير الماء المتدفق وكأنه شلال في باطن هذه الصحراء.
أحاديث نبوية وآثار في البئر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بئر برهوت: ان فيها أرواح الكفار والمنافقين وهي بئر عادية قديمة عميقة في فلاة عميقة في فلاة وواد مظلم.
وعن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال: ابغض البقاع إلى الله تعالى وادي برهوت بحضرموت فيه بئر ماؤها أسود منتن يأوي إليه أرواح الكفار.
وذكر الأصمعي عن رجل حضرمي انه قال: إنا نجد من ناحية برهوت رائحة منتنة فظيعة جداً فيأتينا الخبر أن عظيماً من عظماء الكفار مات.
وحكى رجل أنه بات ليلة بوادي برهوت قال: فكنت أسمع طول الليل يا دومه يا دومه فذكرت ذلك لبعض أهل العلم فقال: إن الملك الموكل بأرواح الكفار اسمه دومه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال: " خير واديين في الناس وادي مكة ووادي ارم بأرض الهند، وشر واديين في الناس وادي الأحقاف وواد بحضرموت يدعى برهوت يلقى فيه أرواح الكفار، وخير بئر في الناس زمزم، وشر بئر في الناس برهوت، وهي في ذاك الوادي الذي بحضرموت.
وعنه رضي الله عنه انه قال أما المؤمنون فترفع أعمالهم وأرواحهم إلى السماء فتفتح لهم أبوابها وأما الكافر فيصعد بعمله وروحه حتى إذا بلغ إلى السماء نادى مناد اهبطوا به إلى سجين وهو واد بحضرموت يقال له برهوت.
وذكرها الامام الشافعي في مذهبه، حيث قال أنَّ الماء المكروه ثمانية أنواع:
المشمس، وشديد الحرارة، وشديد البرودة، وماء ديار ثمود إلا بئر الناقة، وماء ديار قوم لوط، وماء بئر برهوت، وماء أرض بابل، وماء بئر ذروان.
خرافات بئر برهوت
من الخرافات التي تحكى وتروى عن هذه البئر التي سمعنا بها من بعض القاطنين لهذه المنطقة ان هذه البئر حفرها ملوك الجن من أجل ان تكون سجون لهم يضعون فيها من يخالفهم او يعصيهم واستدلوا على صحة هذ الخرافة بالظلمة الحالكة في قاع البئر احياناً في النهار والغازات والابخرة التي تتصاعد أحياناً من قاع هذه البئر.
أما الخرافة الثانية فتقول ان احد ملوك الدولة الحميرية القديمة استعان بالجن في حفر هذه البئر من اجل إخفاء كنوزه وعندما مات هذ الملك استوطن اتباعه من الجن هذه البئر ولهذا السبب اطلق عليها «برهوت» حيث وان اسم برهوت في اللغة الحميرية القديمة معناه أرض الجن او مدينة الجن.
حقائق ودلائل
جرت عدة محاولات فردية لاستكشاف بئر برهوت من هذه المحاولات ما قام به أشخاص من شركة خط الصحراء حيث تم ربط احد موظفي الشركة بحبل من اجل ان ينزل الى قاع البئر وربط البئر بحبل كرين ومعه كاميرا فيديو لتصوير عملية النزول وتمت عملية النزول تدريجياً حتى تم النزول الى مائة متر من البئر وطلب هذا الموظف ان يتم رفعه بسرعة وعندما سأل بعد طلوعه عن سبب صراخه قال رأيت حلقة البئر وكأنها ستغلق عليَّ وعندما أرادوا مشاهدة ماتم تصويره بواسطة الكاميرا صدموا عندما رأوا ان ماتم تصويره هو ظلام دامس رغم ان وقت النزول كان الوقت المناسب لمشاهدة البئر بوضوح
أرجو الإفادة
ـ[محمد عبد الغنى السيد]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 02:53]ـ
والله ياأخى هذا الأمر يشغلنى منذ فترة بعدما قرأت بعض ما ورد من أحاديث وآثار صحيحة فى كتاب صدر حديثا للشيخ مشهور حول تفسير الرؤى والاحلام ...... سلفيات ومهمات حول تفسير المنامات-بالمشاركة- ...... أو مايشبه ذلك ..... وهو من وحى تحقيقه لكتاب تفسير الرؤى والمنامات لابن قتيبة-بالمشاركة- ........ وسأنقل لك ما به ان شاء الله قريبا ... ودرجة الاحاديث ولكنه عزى أصل الموضوع لكتاب الروح لابن القيم ..... وجزاك الله خيرا على اقتراح هذا الموضوع .... ومامنعنى من طرحة أنى أشعر ان المنتدى لايتفاعل مع بعض المواضيع لأناس مجهولين للمشرفين ...... فأكتفى بالقراءة دون المشاركة .... ولكن ما أذكرة الآن أن الشيخ مشهور نقل عن بعض كتب السلف-ربما الشريعة للآجرى-الاتفاق على أن الايمان بهذا الأمر هو من الأمور المستقرة فى اعتقاد السلف الصالح .... كغيرها من الغيبيات المسلم بها وجرى الاجماع عليها ........ وانتظر النقل قريبا ان شاء الله .... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأنتظر مشاركة الأخوة بذكر النصوص والآثار مع درجتها .... وترك الكلام المسترسل بلا دليل .. حتى نصل لبحث علمى فى نهاية الأمر ..... وجزى الله الجميع خيرا ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد الغنى السيد]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 12:35]ـ
نص ماقاله الشيخ مشهور ابتداء من هامش ص 83 فى كتاب تاويل الرؤيا لابن قتيبة ذاكرا النصوص التى وردت بالمسألة ...
1 - حديث ابن عباس رضى الله عنه مرفوعا "خير ماء على وجه الأرض ..... والله ما على وجه الأرض ماء شر من ماء وادى برهوت، كرجل الجراد من الهوام يصبح يتدفق ويمسى لا بلال لها"
الطبرانى فى الكبير (11/ 98/11167) والأوسط (3/ 76/3912) و (6/ 96/8219) قال الهيثمى فى المجمع (3/ 289) "رجاله ثقات، وصححه ابن حبان) وأخرجه الضياء فى (الأحاديث المختارة) (67/ 114/2)
وحسنه شيخنا الألبانى –رحمه الله-فى الصحيحة (1056) وصحيح الترغيب (2/ رقم 1161)
2 - واخرج الديلمى (2/ 360/3609) نحوه من حديث حذيفة-رضى الله عنه-وأخرج أيضا (1/ 418/1694) عن أنس- رضى الله عنه- "أرواح المؤمنين الى الجابية، وأرواح الكافرين الى واد حضرموت يقال له برهوت، ترد عليه هام الكفار"والخبر ذكره شيخ الاسلام-رحمه الله-فى الفتاوى (4/ 221) محتجا به، ويروى مثله موقوفا على بعض التابعين.
يتبع ان شاء الله
ـ[محمد عبد الغنى السيد]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 01:56]ـ
3 - قال السيوطى أيضا (ص:232) واخرج ابو بكر النجاد فى "جزئه المشهور"عن على بن أبى طالب-رضى الله عنه-قال:"خير وادى الناس وادى مكة وشر وادى الناس وادى الأحقاف، وادى حضرموت يقال له: برهوت فيه ارواح الكافرين"
وكثل هذا يروى عن على-رضى الله عنه-بألفاظ كثيرة اخرجه عبد الرزاق فى المصنف "15/ 116/9118" والأزرقى فى"أخبار مكة" (2/ 40) وسعيد بن منصور فى سننه، وابن ابى الدنيا فى القبور (رقم 159 - الملحق التجميعى) وذكر الموت (542 - بتجميعى) وابن عساكر فى تاريخ دمشق (1/ 468) وغيرهم
وانظر ما ذكره ابن رجب فى أهوال القبور (ص 118) من الروايات
يتبع ان شاء الله ...
الأخ ابن تيمية الصغير ........ برجاء توضيح ماسبق ان قلته وهو ... أثناء زيارتي لمقام الحبيب علي بن حسن العطاس ...
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 09:42]ـ
ليس أنا من زار بل نقلت قصة أستشهدت بها فقط
بارك الله فيك أخي الغالي
تعلم أن مجموع الفتاوى مقسم على شكل عناوين
فالمجلد الذي ذكره ابن تيميه ما عنوانه؟(/)
ماهو القول الأظهر في حكم فضلات النبي الأطهر
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 04:47]ـ
ماهو القول الأظهر في حكم فضلات النبي الأطهر هل طاهرة أم نجسة؟ مع التدليل بالأثر والنظر بارك الله فيكم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Feb-2009, صباحاً 03:15]ـ
اشتغل بما ينفعك .. ويصلحك ..
والله يصلحنا وإياك
مع أن هذه مسألة مذكورة
في بعض كتب أهل العلم ..
لكني أوثر عدم الجواب!
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[08 - Feb-2009, صباحاً 04:26]ـ
قال النووي في المجموع
وَأَمَّا بَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَمُهُ فَفِيهِمَا وَجْهَانِ مَشْهُورَانِ عِنْدَ الْخُرَاسَانِيِّينَ , وَذَكَرَ الْقَاضِي حُسَيْنٌ وَقَلِيلٌ مِنْهُمْ فِي الْعَذِرَةِ وَجْهَيْنِ وَنَقَلَهُمَا فِي الْعَذِرَةِ صَاحِبُ الْبَيَانِ عَنْ الْخُرَاسَانِيِّينَ , وَقَدْ أَنْكَرَ بَعْضُهُمْ عَلَى الْغَزَالِيِّ طَرْدَهُ الْوَجْهَيْنِ فِي الْعَذِرَةِ , وَزَعَمَ أَنَّ الْعَذِرَةَ نَجِسَةٌ بِالِاتِّفَاقِ , وَأَنَّ الْخِلَافَ مَخْصُوصٌ بِالْبَوْلِ وَالدَّمِ , وَهَذَا الْإِنْكَارُ غَلَطٌ , بَلْ الْخِلَافُ فِي الْعَذِرَةِ مَشْهُورٌ , نَقَلَهُ غَيْرُ الْغَزَالِيِّ كَمَا حَكَيْنَاهُ عَنْ الْقَاضِي حُسَيْنٍ وَصَاحِبِ الْبَيَانِ وَآخَرِينَ , وَأَشَارَ إلَيْهِ إمَامُ الْحَرَمَيْنِ وَآخَرُونَ فَقَالُوا: فِي فَضَلَاتِ بَدَنِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَبَوْلِهِ وَدَمِهِ وَغَيْرِهِمَا وَجْهَانِ , وَقَالَ الْقَفَّالُ فِي شَرْحِ التَّلْخِيصِ فِي الْخَصَائِصِ: قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: جَمِيعُ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَاهِرٌ , قَالَ: وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ , فَهَذَا نَقْلُ الْقَفَّالِ وَهُوَ شَيْخُ طَرِيقَةِ الْخُرَاسَانِيِّينَ وَعَلَيْهِ مَدَارُهَا , وَاسْتَدَلَّ مَنْ قَالَ بِنَجَاسَةِ هَذِهِ الْفَضَلَاتِ بِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَنَزَّهُ مِنْهَا , وَاسْتَدَلَّ مَنْ قَالَ بِطَهَارَتِهَا بِالْحَدِيثَيْنِ الْمَعْرُوفَيْنِ: {أَنَّ أَبَا طَيْبَةَ الْحَاجِمَ حَجَمَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرِبَ دَمَهُ وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ} , {وَأَنَّ امْرَأَةً شَرِبَتْ بَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهَا} وَحَدِيثُ أَبِي طَيْبَةَ ضَعِيفٌ , وَحَدِيثُ شُرْبِ الْمَرْأَةِ الْبَوْلَ صَحِيحٌ رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ: هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ , وَهُوَ كَافٍ فِي الِاحْتِجَاجِ لِكُلِّ الْفَضَلَاتِ قِيَاسًا. وَمَوْضِعُ الدَّلَالَةِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهَا , وَلَمْ يَأْمُرْهَا بِغُسْلِ فَمِهَا , وَلَا نَهَاهَا عَنْ الْعَوْدِ إلَى مِثْلِهِ , وَأَجَابَ الْقَائِلُ بِالطَّهَارَةِ عَنْ تَنَزُّهِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا أَنَّ ذَلِكَ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ وَالنَّظَافَةِ , وَالصَّحِيحُ عِنْدَ الْجُمْهُورِ نَجَاسَةُ الدَّمِ وَالْفَضَلَاتِ , وَبِهِ قَطَعَ الْعِرَاقِيُّونَ , وَخَالَفَهُمْ الْقَاضِي حُسَيْنٌ فَقَالَ: الْأَصَحُّ طَهَارَةُ الْجَمِيعِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
قلت (أبو معاذ) و الإشتغال بغير هذه المسائل هو الأولى و لعل الأخ يريد المعرفة فها نحن أرشدناك للخلاف في المسألة فلا تشتغل بها كثيرا و احرص على ما ينفعك.
كتبه أخوك المحب أبو معاذ.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Feb-2009, صباحاً 04:54]ـ
حديث شرب البول ليس بصحيح , بل منكر
والصواب نجاسة بول وغائط الأنبياء جميعا
هذا هو الأصل ولا يصح خلافه .. والمجادلة في هذا
والخلاف فيه لا يعتد به .. ولو كان طاهرا
لما احتاج عليه الصلاة والسلام أن يتطهر منه
وأحاديث الباب كثير جدا في تطهره عليه السلام
وهذا المبحث أليق بكلام الشيعة والصوفية
ولهذا أعرضت عن إجابته
لكن لما أجاب أبو معاذ سامحه الله .. لزم البيان
والله المستعان
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 02:28]ـ
ـ القول الأظهر في حكم فضلات النبي المُطَهَّر:
ـ قال الطبراني في الكبير: أُمَيْمَةُ بنتُ رُقَيْقَةَ بنتِ صَيْفِيِّ بن هَاشِمِ بن عَبْدِ مَنَافٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
19948 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن زِيَادٍ الْحَذَّاءُ الرَّقِّيُّ، ثنا حَجَّاجُ بن مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي حُكَيْمَةُ بنتُ أُمَيْمَةَ بنتِ رُقَيْقَةَ، عَنْ أُمِّهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبُولُ فِي قَدَحِ عِيدَانٍ، ثُمَّ يَرْفَعُ تَحْتَ سَرِيرِهِ، فَبَالَ فِيهِ ثُمَّ جَاءَ فَأَرَادَهُ، فَإِذَا الْقَدَحُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، فَقَالَ لامْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا بَرَكَةُ كَانَتْ تَخْدُمُ أُمَّ حَبِيبَةَ، جَاءَتْ بِهَا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ: أَيْنَ الْبَوْلُ الَّذِي كَانَ فِي الْقَدَحِ؟ قَالَتْ: شَرِبَتُهُ، فَقَالَ: لَقَدِ احْتَظَرْتِ مِنَ النَّارِ بِحِظَارٍ.
ـ وقال: بَرَّةُ خَادِمُ أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، ثنا يَحْيَى بن مَعِينٍ، ثنا حَجَّاجُ بن مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ حُكَيْمَةَ بنتِ أُمَيْمَةَ، عَنْ أُمِّهَا أُمَيْمَةَ، قَالَتْ: كَانَ لِلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدَحٌ مِنْ عِيدَانٍ يَبُولُ فِيهِ، وَيَضَعُهُ تَحْتَ سَرِيرِهِ، فَقَامَ فَطَلَبَ، فَلَمْ يَجِدُهُ فَسَأَلَ، فَقَالَ: أَيْنَ الْقَدَحُ؟، قَالُوا: شَرِبَتْهُ بَرَّةُ خَادِمُ أُمِّ سَلَمَةَ الَّتِي قَدِمَتْ مَعَهَا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدِ احْتَظَرَتْ مِنَ النَّارِ بِحِظَارٍ. انتهى.
ـ قال العلامة الألباني في الضعيفة: (3/ 329) " صحة با أم يوسف! قاله لما شربت بوله ".
ضعيف
قال في " المواهب اللدنية " (4/ 231) بشرح الزرقاني):
" و عن ابن جريج قال: أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره، فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لامرأة يقال لها: بركة كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: أين البول الذي كان في القدح؟ قالت: شربته، قال: صحة يا أم يوسف! فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي ماتت فيه. رواه عبد الرزاق في " مصنفه ". و رواه أبو داود متصلا عن ابن جريج عن حكيمة عن أمها أميمة بنت رقيقة ".
قلت: إنما روى أبو داود منه أوله دون قوله: فجاء إلخ. و سنده موصول حسن،و لذلك أوردته في " صحيح سنن أبي داود " (رقم 19)، و قد أخرجه بتمامه موصولا البيهقي في " سننه " (7/ 67) لكن ليس عنده: " صحة .. إلخ " و كذلك أورده الهيثمي في " المجمع " (8/ 271)، و زاد بدلها: " فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: لقد احتظرت من النار بحظار " و قال:" رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل و حكيمة
و كلاهما ثقة ".و هو في " كبير الطبراني " (24/ 205/527).
قلت: فدل هذا على ضعف هذه الزيادة: " صحة " ; لشذوذها و إرسالها.انتهى.
ـ قال الحافظ في التلخيص: حَدِيثُ: {أَنَّ أَبَا طَيْبَةَ الْحَجَّامَ شَرِبَ دَمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ} وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ بَعْدَ مَا شَرِبَ الدَّمَ: {لَا تَعُدْ، الدَّمُ حَرَامٌ كُلُّهُ}.
أَمَّا الرِّوَايَةُ الْأُولَى فَلَمْ أَرَ فِيهَا ذِكْرًا لِأَبِي طَيْبَةَ، بَلْ الظَّاهِرُ أَنَّ صَاحِبَهَا غَيْرُهُ؛ لِأَنَّ أَبَا طَيْبَةَ مَوْلَى بَنِي بَيَاضَةَ مِنْ الْأَنْصَارِ، وَاَلَّذِي وَقَعَ لِي فِيهِ أَنَّهُ صَدَرَ مِنْ مَوْلًى لِبَعْضِ قُرَيْشٍ، وَلَا يَصِحُّ أَيْضًا، فَرَوَى ابْنُ حِبَّانَ فِي الضُّعَفَاءِ مِنْ حَدِيث نَافِعٍ أَبِي هُرْمُزَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: {حَجَمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامٌ لِبَعْضِ قُرَيْشٍ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ حِجَامَتِهِ، أَخَذَ الدَّمَ فَذَهَبَ بِهِ مِنْ وَرَاءِ الْحَائِطِ، فَنَظَرَ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَلَمَّا لَمْ يَرَ أَحَدًا تَحَسَّى دَمَهُ حَتَّى فَرَغَ، ثُمَّ أَقْبَلَ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: وَيْحَك مَا صَنَعْتَ بِالدَّمِ؟ قُلْت: غَيَّبْته مِنْ وَرَاءِ الْحَائِطِ، قَالَ: أَيْنَ غَيَّبْته؟ قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَفِسْت عَلَى دَمِك أَنْ أُهْرِيقَهُ فِي الْأَرْضِ فَهُوَ فِي بَطْنِي قَالَ: اذْهَبْ فَقَدْ أُحْرِزَتْ نَفْسُك مِنْ النَّارِ}.
وَنَافِعٌ: - قَالَ ابْنُ حِبَّانَ -: رَوَى عَنْ عَطَاءٍ، نُسْخَةً مَوْضُوعَةً، وَذَكَرَ مِنْهَا هَذَا الْحَدِيثَ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ.
وَأَمَّا الرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ، فَلَمْ أَرَ فِيهَا ذِكْرًا لِأَبِي طَيْبَةَ أَيْضًا، بَلْ وَرَدَ فِي حَقِّ أَبِي هِنْدٍ، رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ مِنْ حَدِيثِ سَالِمٍ أَبِي هِنْدٍ الْحَجَّامِ، قَالَ: {حَجَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا فَرَغْت شَرِبْته، فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَرِبْته، فَقَالَ: وَيْحَك يَا سَالِمُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الدَّمَ حَرَامٌ، لَا تَعُدْ} وَفِي إسْنَادِهِ أَبُو الْجَحَّافِ وَفِيهِ مَقَالٌ.
وَرَوَى الْبَزَّارُ، وَابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ،وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ وَالسُّنَنِ، مِنْ طَرِيقِ بَرِّيَّةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَفِينَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: خُذْ هَذَا الدَّمَ، فَادْفِنْهُ مِنْ الدَّوَابِّ، وَالطَّيْرِ، وَالنَّاسِ} قَالَ: فَتَغَيَّبْت بِهِ فَشَرِبْته، ثُمَّ سَأَلَنِي أَوْ قَالَ: فَأَخْبَرْته، فَضَحِكَ. - 18 - (9) - قَوْلُهُ: وَرُوِيَ أَيْضًا {عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّهُ شَرِبَ دَمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ}، الْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ، مِنْ حَدِيثِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: {احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْطَانِي الدَّمَ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَغَيِّبْهُ فَذَهَبْت فَشَرِبْته، فَأَتَيْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا صَنَعْت؟ قُلْت: غَيَّبْته، قَالَ: لَعَلَّك شَرِبْته؟ قُلْت: شَرِبْته.
زَادَ الطَّبَرَانِيُّ فَقَالَ: مَنْ أَمَرَك أَنْ تَشْرَبَ الدَّمَ؟ وَيْلٌ لَك مِنْ النَّاسِ، وَوَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْك} وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْخَصَائِصِ مِنْ السُّنَنِ، وَفِي إسْنَادِهِ الْهُنَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ وَلَا بَأْسَ بِهِ، لَكِنَّهُ لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ بِالْعِلْمِ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيّ مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ نَحْوَهُ، وَفِيهِ " لَا تَمَسُّك النَّارُ " وَفِيهِ عَلَى بْنُ مُجَاهِد وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَرَوَيْنَا فِي جُزْءِ الْغِطْرِيف: ثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثَنَا سَعْدٌ أَبُو عَاصِمٍ - مَوْلَى سُلَيْمَان بْنِ عَلِيٍّ - عَنْ كَيْسَانَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ: {أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مَعَهُ طَشْتٌ يَشْرَبُ مَا فِيهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا شَأْنُك يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: إنِّي أَحْبَبْت أَنْ يَكُونَ مِنْ دَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَوْفِي
(يُتْبَعُ)
(/)
، فَقَالَ: وَيْلٌ لَك مِنْ النَّاسِ، وَوَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْك، لَا تَمَسُّك النَّارُ؛ إلَّا قَسَمَ الْيَمِينِ} وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ مِنْ حَدِيثِ سَعْدٍ أَبِي عَاصِمٍ بِهِ.
(تَنْبِيهٌ): قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ فِيمُشْكِلِ الْوَسِيطِ: لَمْ نَجِدْ لِهَذَا الْحَدِيثِ أَصْلًا بِالْكُلِّيَّةِ، كَذَا قَالَ، وَهُوَ مُتَعَقَّبٌ. - (10) - قَوْلُهُ: وَيُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ شَرِبَ دَمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَجِدْهُ.
وَفِي الْبَابِ حَدِيثٌ مُرْسَلٌ أَخْرَجَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، مِنْ طَرِيقِ عُمَرَ بْنِ السَّائِبِ: أَنَّهُ بَلَغَهُ {أَنَّ مَالِكًا وَالِدَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، لَمَا جُرِحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَصَّ جُرْحَهُ حَتَّى أَنْقَاهُ وَلَاحَ أَبْيَضَ فَقِيلَ لَهُ: مُجَّهُ، فَقَالَ: لَا وَاَللَّهِ لَا أَمُجُّهُ أَبَدًا، ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَاتَلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إلَى هَذَا فَاسْتُشْهِدَ}.
حَدِيثُ: {أَنَّ أُمَّ أَيْمَنَ شَرِبَتْ بَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إذًا لَا تَلِجُ النَّارُ بَطْنَك} وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهَا؛ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَان فِي مُسْنَدِهِ، وَالْحَاكِمُ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مَالِك النَّخَعِيِّ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ، قَالَتْ: {قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ اللَّيْل إلَى فَخَّارَةٍ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ فَبَالَ فِيهَا، فَقُمْت مِنْ اللَّيْلِ وَأَنَا عَطْشَانَةُ، فَشَرِبْت مَا فِيهَا وَأَنَا لَا أَشْعُرُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا أُمَّ أَيْمَنَ قُومِي فَأَهْرِيقِي مَا فِي تِلْكَ الْفَخَّارَةِ قُلْت: قَدْ وَاَللَّهِ شَرِبْت مَا فِيهَا، قَالَتْ: فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا وَاَللَّهِ إنَّهُ لَا تَبْجَعَنَّ بَطْنُك أَبَدًا}.
وَرَوَاهُ أَبُو أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ بِلَفْظِ " لَنْ تَشْتَكِي بَطْنَك " وَأَبُو مَالِكٍ ضَعِيفٌ، وَنُبَيْحٌ لَمْ يَلْحَقْ أُمَّ أَيْمَنَ، وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى رَوَاهَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ: أُخْبِرْتُ {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبُولُ فِي قَدَحٍ مِنْ عِيدَانٍ، ثُمَّ يُوضَعُ تَحْتَ سَرِيرِهِ، فَجَاءَ فَإِذَا الْقَدَحُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، فَقَالَ لِامْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا بَرَكَةُ، كَانَتْ تَخْدُمُ أُمَّ حَبِيبَةَ جَاءَتْ مَعَهَا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ: أَيْنَ الْبَوْلُ الَّذِي كَانَ فِي الْقَدَحِ؟ قَالَتْ: شَرِبْته، قَالَ: صِحَّةً يَا أُمَّ يُوسُفَ وَكَانَتْ تُكَنَّى أُمَّ يُوسُفَ، فَمَا مَرِضَتْ قَطُّ حَتَّى كَانَ مَرَضُهَا الَّذِي مَاتَتْ فِيهِ}.
وَرَوَى أَبُو دَاوُد، عَنْ مُحَمَّدِ بْن عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، وَتَابَعَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، كِلَاهُمَا عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ حَكِيمَةَ، عَنْ أُمِّهَا أُمَيْمَةَ بِنْتِ رَقِيقَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدَحٌ مِنْ عِيدَانٍ تَحْتَ سَرِيرِهِ يَبُولُ فِيهِ بِاللَّيْلِ.وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ، وَرَوَاهُ أَبُو ذَرٍّ الْهَرَوِيُّ فِي مُسْتَدْرَكِهِ الَّذِي خَرَّجَهُ عَلَى إلْزَامَاتِ الدَّارَقُطْنِيُّ لِلشَّيْخَيْنِ، وَصَحَّحَ ابْنُ دِحْيَةَ أَنَّهُمَا قَضِيَّتَانِ وَقَعَتَا لِامْرَأَتَيْنِ، وَهُوَ وَاضِحُ مِنْ اخْتِلَافِ السِّيَاقِ، وَوَضَّحَ أَنَّ بَرَكَةَ أُمَّ يُوسُفَ غَيْرُ بَرَكَةَ أُمِّ أَيْمَنَ مَوْلَاتِهِ، وَاَللَّهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَعْلَمُ.
(فَائِدَةٌ): وَقَعَ فِي رِوَايَةِ {سَلْمَى امْرَأَةِ أَبِي رَافِعٍ: أَنَّهَا شَرِبَتْ بَعْضَ مَاءِ غُسْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهَا: حَرَّمَ اللَّهُ بَدَنَك عَلَى النَّارِ} أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ حَدِيثِهَا وَفِي السَّنَدِ ضَعْفٌ.
(تَنْبِيهٌ): تَبْجَعُ بِمُوَحَّدَةٍ وَجِيمٍ مَفْتُوحَةٍ وَعَيْنٍ مُهْمَلَةٍ، وَعِيدَانٍ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَيَاءٍ تَحْتَانِيَّةٍ سَاكِنَةٍ نَوْعٌ مِنْ الْخَشَبِ.انتهى.
ـ قال العيني في عمدة القاري في شرح باب الماء الذي يغسل به شعر الانسان: فاما شعر رسول الله فهو مكرم معظم خارج عن هذا قلت قول الماوردي واما شعر النبي فالمذهب الصحيح القطع بطهارته يدل على أن لهم قولا بغير ذلك فنعوذ بالله من ذلك القول وقد اخترق بعض الشافعية وكاد أن يخرج عن دائرة الإسلام حيث قال وفي شعر النبي وجهان وحاشا شعر النبي عليه الصلاة والسلام من ذلك وكيف قال هذا وقد قيل بطهارة فضلاته فضلا عن شعره الكريم وقد قال الماوردي إنما قسم النبي عليه الصلاة والسلام شرعه للتبرك ولا يتوقف التبرك على كونه طاهرا قلت هذا أشنع من ذلك وقال كثير من الشافعية نحو ذلك ثم قالوا الذي أخذ كان يسيرا معفوا عنه قلت هذا أقبح من الكل وغرضهم من ذلك تمشية مذهبهم في تنجيس شعر بني آدم فلما أورد عليهم شعر النبي عليه الصلاة والسلام أولوا هذه التأويلات الفاسدة وقال بعض شراح البخاري في بوله وذنه وجهان والأليق الطهارة وذكر القاضي حسين في العذرة وجهين وأنكر بعضهم على الغزالي حكايتهما فيها وزعم نجاستها بالاتفاق قلت يا للغزالي من هفوات حتى في تعلقات النبي عليه الصلاة والسلام وقد وردت أحاديث كثيرة أن جماعة شربوا دم النبي عليه الصلاة والسلام منهم أبو طيبة الحجام وغلام من قريش حجم النبي عليه الصلاة والسلام وعبد الله بن الزبير شرب دم النبي عليه الصلاة والسلام رواه البزار والطبراني والحاكم والبيهقي وأبو نعيم في (الحلية) ويروى عن علي رضي الله تعالى عنه أنه شرب دم النبي عليه الصلاة والسلام وروي أيضا أن أم أيمن شربت بول النبي رواه الحاكم والدارقطني والطبراني وأبو نعيم وأخرج الطبراني في (الأوسط) في رواية سلمى امرأة ابي رافع أنها شربت بعض ماء غسل به رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال لها حرم الله بدنك على النار وقال بعضهم الحق أن حكم النبي عليه الصلاة والسلام كحكم جميع المكلفين في الأحكام التكليفية إلا فيما يخص بدليل قلت يلزم من هذا أن يكون الناس مساويين للنبي عليه الصلاة والسلام ولا يقول بذلك إلا جاهل غبي وأين مرتبته من مراتب الناس ولا يلزم أن يكون دليل الخصوص بالنقل دائما والعقل له مدخل في تميز النبي عليه الصلاة والسلام من غيره في مثل هذه الأشياء وأنا اعتقد أنه لا يقاس عليه غيره وإن قالوا غير ذلك فاذني عنه صماء. انتهى.
ـ وقال في شرح باب: وقال بعضهم هذه الأحاديث يعني التي في هذا الباب ترد عليه أي على أبي حنيفة لأن النجس لا يتبرك به قلت قصد هذا القائل التشنيع على أبي حنيفة بهذا الرد البعيد لأن ليس في الأحاديث المذكورة ما يدل صريحا على أن المراد من فضل وضوئه هو الماء الذي تقاطر من أعضائه الشريفة وكذا في قوله كانوا يقتتلون على وضوئه وكذا في قول السائب فشربت من وضوئه ولئن سلمنا أن المراد هو الماء الذي يتقاطر من أعضائه الشريفة فأبو حنيفة ينكر هذا ويقول بنجاسة ذاك حاشاه منه وكيف يقول ذلك هو يقول بطهارة بوله وسائر فضلاته ومع هذا قد قلنا لم يصح عن أبي حنيفة تنجيس الماء المستعمل وفتوى الحنيفة عليه فانقطع شغب هذا المعاند. انتهى.
ـ قلتُ: قرَّر الحافظ في الفتح أنَّ النجس لا يُتبَرَّكُ به. وقال: لِأَنَّ مَا يَجِب إِبْعَاده لَا يُتَبَرَّك بِهِ وَلَا يُشْرَب انتهى.
ـ ولشيخ الاسلام ابن تيمية إشارة إلى اختيار مذهب القائلين بالتنجيس قال في الفتاوي: وَأَيْضًا فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ {النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى شَعْرَهُ لَمَّا حَلَقَ رَأْسَهُ لِلْمُسْلِمِينَ} {وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَنْجِي وَيَسْتَجْمِرُ}. فَمَنْ سَوَّى بَيْنَ الشَّعْرِ وَالْبَوْلِ وَالْعَذِرَةِ فَقَدْ أَخْطَأَ خَطَأً بَيِّنًا.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 02:36]ـ
رحمك الله يا (أبا نافع) ورحمنا معك، فما دمت تعرف تقرير المسألة؛ فلم طرحت المشاركة على شكل سؤال؟!.
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 02:39]ـ
ومن سلفك أخي الكريم في أن القول بالطهارةأليق بكلام الشيعة والصوفية فإن لم تأت بسلف من العلماء فقولك مردود عليك.
ـ فهذا الإمام ابن باز قال في موضع إن صح الحديث فهو من الخصائص.
ـ وقال في موضع لم يصح فيه حديث هل قصَّر لمَّا لم يقل هذا من العقائد الباطلة ولو كان كذلك لكان أولى أن يُقال في مقام الرد ولا يُكتفى بتضعيف ماورد.
تريث ولا تقف ماليس لك به علم. فأنت مسؤول عما تقول. والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 04:10]ـ
الصحيح أن بول النبي صلى الله عليه وسلم ودمه غير متوفر الآن! وإذا كان موجوداً فإنه لا يجب شربه! ولا نأثم بعدم شربه!
ومثل هذه الأسئلة جوابها في درة عمر
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 04:11]ـ
ثُمَّ قَالَ: أَمَّا وَاَللَّهِ إنَّهُ لا تبجَعَنَّ بَطْنُك أَبَدًا.
(تَنْبِيهٌ): تَبْجَعُ بِمُوَحَّدَةٍ وَجِيمٍ مَفْتُوحَةٍ وَعَيْنٍ مُهْمَلَةٍ انتهى.
عجيبة، أليس الصواب تَيْجَع، بقلب الواو ياءً. وما تبجع هذه؟؟!!
ـ[محمد جاسم]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 04:50]ـ
الأفضل لنا أيها الأخوة الأفاضل أن نسكت عما سكت عنه الصحابة الكرام خاصة و أن دواعيها كانت متوفرة لديهم , حيث أن هذه المسألة لا يترتب عليها حكم شرعي الآن و ليست من المسائل العقدية.
و أنا أؤيد كلام أخي المكرم (أبو القاسم).
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 02:33]ـ
حديث شرب البول ليس بصحيح , بل منكر
والصواب نجاسة بول وغائط الأنبياء جميعا
هذا هو الأصل ولا يصح خلافه .. والمجادلة في هذا
والخلاف فيه لا يعتد به .. ولو كان طاهرا
لما احتاج عليه الصلاة والسلام أن يتطهر منه
وأحاديث الباب كثير جدا في تطهره عليه السلام
وهذا المبحث أليق بكلام الشيعة والصوفية
ولهذا أعرضت عن إجابته
لكن لما أجاب أبو معاذ سامحه الله .. لزم البيان
والله المستعان
ـ هل كل أحاديث الباب منكرة كما زعمتَ انظر في حديث برَّة الذي رواه الطبراني في الكبير قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد وحكيمة وكلاهما ثقة وأقره العلامة الألباني على هذا وصححه الدارقطني وغيره ولا أعلم من العلماء من ضعفه وإن ضعفه مضعّف من المتأخرين فما دليله.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 11:47]ـ
صدقت يا سماحة وبارك الله فيك
الجواب في درة عمر
لينشغل أناس بما ينبني عليه عمل صالح يرفع درجة أو يحط خطيئة
وصلى الله وسلم على نبينا محمد الذي شرح الله له صدرا ورفع له في العالمين ذكرا
ـ[زيد عبيد زيد]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 02:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الكريم أبو نافع وفقه الله
ألا ترى حفظك الله تعالى أن مثل هذه المواضيع هي من العلم الذي غيره أولى منه، ولن أقول هي من العلم الذي لا ينفع!(/)
هل الأكل من آنية الذهب والفضة من الكبائر؟
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 05:12]ـ
هل الأكل من آنية الذهب والفضة من الكبائر؟ مادليل ذلك من الأثر؟
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 05:24]ـ
الاكل والشرب فيهما من الكبائر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الذي يشرب في اناء الفضة انما يجرجر في بطنه نار جهنم والحديث متفق عليه من حديث ام سلمة رضي الله عنها فالنهي صحبه الوعيد وهذا من الادلة على ان ذلك من الكبائر وايضا حديث حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تشربوا في انية الذهب والفضة ولا تاكلوا في صحافها فانها لهم في الدنيا ولكم في الاخرة والحديث متفق عليه ورواه احمد ايضا
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 10:21]ـ
قال بعض العلماء: دخول الأكل من باب قياس الأولى, لأنه أعظم من الشرب, بدليل الإقتصار على ذكر الفضة مع أن الذهب أعظم منها في التحريم.
وقال بعض العلماء: إن هذا ورد في أمور الآخرة وأمور الآخرة لا يدخلها القياس, فيقتصر على التحريم الوارد في حديث حذيفة رضي الله عنه, ولا يقال: إنها من الكبائر.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[08 - Feb-2009, صباحاً 12:45]ـ
قال بعض العلماء: دخول الأكل من باب قياس الأولى, لأنه أعظم من الشرب, بدليل الإقتصار على ذكر الفضة مع أن الذهب أعظم منها في التحريم.
وقال بعض العلماء: إن هذا ورد في أمور الآخرة وأمور الآخرة لا يدخلها القياس, فيقتصر على التحريم الوارد في حديث حذيفة رضي الله عنه, ولا يقال: إنها من الكبائر.
(الذي يأكل أو يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم) رواه مسلم
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 10:00]ـ
أخي وأختي: أبو وأم معاذ,,,, شكر الله لكما,,,,,,,,
الحديث الذي ذكرتم أشار مسلم في صحيحه عقب هذه الرواية إلى شذوذ ذكر الذهب والأكل بقوله بعد ما ذكر أسانيد المتفق عليه ـ بدون الزيادة ـ: وليس في حديث أحد منهم ذكر الأكل والذهب إلا في حديث ابن مسهر. اهـ
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 03:12]ـ
أخي وأختي: أبو وأم معاذ,,,, شكر الله لكما,,,,,,,,
الحديث الذي ذكرتم أشار مسلم في صحيحه عقب هذه الرواية إلى شذوذ ذكر الذهب والأكل بقوله بعد ما ذكر أسانيد المتفق عليه ـ بدون الزيادة ـ: وليس في حديث أحد منهم ذكر الأكل والذهب إلا في حديث ابن مسهر. اهـ.
أخسنتم بارك الله فيكم هل من تحقيق.
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 05:37]ـ
قال الشيخ محمد بن عثيمين في حديث أم سلمة) فيه دليل على أن الشرب في إناء الفضة من كبائر الذنوب حيث رتب
عليه وعيد ... إلى أن قال: إلحاق الأكل بالشرب في التحريم ليس عندنا فيه شك (فتح ذي الجلال ج(/)
فوائد السحور من كلام ابن الملقن رحمه الله
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 05:18]ـ
السلام عليكم
اليكم ما ذكره ابن الملقن في فوائد السحور
قال رحمه الله في الاعلام الجزء الخامس ص:187:وحاصل البركة في السحور يتنوع انواعا:
اولها: اتباع السنة والاقتداء
ثانيها: مخالفة اهل الكتاب في الزيادة في الاكل على الافطار
ثالثها: التقوي به والنشاط للصوم سيما الصبيان
رابعها: التسبب للصدقة على من يسال اذ ذاك
خامسها: التسبب لذكر الله والدعاء وللرحمة فانه وقت الاجابة
سادسها: التسبب في حسن الخلق، فانه اذا جاع ربما ساء خلقه
سابعها: تجديد نية الصوم فيخرج من خلاف من اوجب تجديدها اذا نام ثم تنبه.(/)
مَنْ طلبَ العلمَ لا لله ولا لغيره من الشركاء فليس بمذموم، قاله الإمام ابن تيميَّة
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 06:40]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه فائدةٌ ذكرها شيخُ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله
وهي تُزِيلُ إشكالاً عند كثير من طلاب العلم
قال العلامة ابن مفلح رحمه الله في كتابه الجليل (الفروع2/ 340) عقب ذكره تفضيلَ
العلم على غيره من نوافل الطاعات؛ ناقلاً عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيميَّة -رحمه الله-:
(قال شيخنا: مَنْ فعلَ هذا أو غيرَه مما هو خيرٌ في نفسه؛ لما فيه من المحبة له؛ لا لله ولا لغيره من الشركاء= فليس مذموماً
بل قد يُثاب بأنواعٍ من الثواب: إما بزيادةٍ فيها وفي أمثالها، فيَتَنعَّمُ بذلك في الدنيا
ولو كان كلُّ فِعْلٍ حَسَنٍ لم يُفْعَلْ لله مذموماً لما أطعمَ الكافرَ بحسناته في الدنيا، لأنها تكون سيئاتٍ.
وقد يكون من فوائد ذلك وثوابه في الدنيا أن يهديَه الله إلى أن يتقرَّبَ بها إليه
وهذا معنى قول بعضهم: طلبنا العلمَ لغير الله، فأبى أن يكون إلا لله
وقول الآخر: طلبُهم له نيةٌ، يعني نفس طَلَبه حَسَنةٌ تنفعُهم، وهذا قيلَ في العلم لأنه الدليلُ المرشِدُ
فإذا طلبَه بالمحبة وحَصَّلَه عَرَّفَه الإخلاصَ، فالإخلاصُ لا يقعُ إلا بالعلم
فلو كان طَلَبُه لا يكونُ إلا بالإخلاص لَزِمَ الدَّوْر، وعلى هذا ما حكاه أحمد (قال ابن قُندُس: الذي حكاه هو قولُه "حُبِّبَ إليَّ فَجَمَعْتُه") وهو حالُ النفوس المحمودة.
ومن هذا قولُ خديجة للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: "كلا والله لا يخزيك الله أبداً"
فعَلِمَتْ أنَّ النفسَ المطبوعةَ على محبة الأمر المحمود وفِعْلِه لا يوقِعُها اللهُ فيما يُضَادُّ ذلك).
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 07:16]ـ
نفع الله بك أبا محمد
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 09:19]ـ
جزاك الله خير الجزاء شيخنا ونفعنا الله بفوائدك النفيسة دائما
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 09:45]ـ
شكر الله لك يا شيخ أبا محمد
قال الزمخشري وقيل غيره:
سهري لتنقيح العلوم أحب لي .. من وصل غانية وطيبِ عناقِ
فحب العلم من جملة الشهوات التي تحب لما جبل عليه العقل
من حب الغذاء العلمي كما جبل الطن على حب الطعام
واستكناه المجهول من طبائع البشر ..
وكلمة شيخ الإسلام مع كونها محررة ودقيقة ..
إلا أن من يطلب العلم لا لشيء سوى تلبية رغبته وشهوته الفكرية
فمخوف عليه أن يقع في المزالق لأنه كلما ازادا علمه ..
ازدادت عنايته بالالتفات إلى تقدير الناس لهذا العلم
فيعجب بنفسه ولاسيما إذا كان ذكيا فطنا ..
والله أعلم
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 10:54]ـ
شكر الله لك أخي الحمادي على هذه الفائدة الرائعة , وهذا الذي قاله شيخ الإسلام رحمه الله من الفقه الغائب , الذي يحسن التنبيه إليه , وما ذكره الأخ "أبو القاسم" لا يقل نفاسة عما حرره ابن تيمية , ولو تأمل متأمل لوجد فيما كتبه الشيخ رحمه الله وما علق به أبو القاسم حفظه الله: "تذكرة للمبتدئ" و "تبصرة للمنتهي والمسندِ".
والله من وراء القصد.
ـ[الحافظة]ــــــــ[08 - Feb-2009, صباحاً 07:32]ـ
باركم الله فيكم شيخنا الفاضل وزادكم من فضله على هذه الفائدة القيمة ونفعنا الله بها ...
ـ[المخضرمون]ــــــــ[08 - Feb-2009, صباحاً 10:41]ـ
سلمت يمينك يا أبا محمد ((:
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[08 - Feb-2009, صباحاً 11:28]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالله، وفوائدك دائماً فوائد، وقد كنت صباح هذا اليوم أقلب صفحات هذا الكتاب العظيم وكل مرة أقع على فائدة، ولكنك أحسنت الانتقاء وبادرت. أما ما نقلت، فلا مزيد عليه واذكر أن شيخ الإسلام له كلام قريب في نقض المنطق، حيث ذكر من جملة اللذائذ "اللذة العقلية" التي يجدها المشتغلون ببعض العلوم، وذكر ابن القيم أيضاً قريباً منه في الصواعق ولكنه - كما فعل الأخ أبو القاسم - ألمح إلى ضرر هذا التوجه إذا توسِّع فيه و غاب التحرز - عافانا الله وإياكم - قال رحمه الله:
((السبب الخامس: الإغراب على النفوس بما لم تكن عارفة به من المعاني الغريب، التي إذا ظفر الذهن بإدراكها ناله من جنس لذة الظفر بالصيد الوحشي الذي لم يكن يطمع فيه، وهذا شأن النفوس فإنها موكلة بكل غريب تستحسنه وتؤثره وتنافس فيه حتى إذا كثر ورخص وناله المثرى والمقل زهدت فيه مع كونه أنفع لها وخيراً لها، ولكن لرخصه وكثرة الشركاء فيه وتطلّب ما تتميز به عن غيرها للذة والاختصاص ... ))
الصواعق (2/ 448 - 449)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[08 - Feb-2009, صباحاً 11:34]ـ
ولو لم يكن في الاشتغال بالعلم إلا اشغال النفس عما يضرها أو يحط من قدرها، لكفى.
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[08 - Feb-2009, صباحاً 11:36]ـ
لكن لله عز وجل هو الأفضل والأكمل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 12:41]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا على هذه الفائدة الطيبة
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 04:38]ـ
شكر الله للمشايخ الأفاضل
أبي أنس عبدالله العلي، وأبي برهومي، وأبي القاسم، وابن تيمية، والحافظة، والمخضرمون
وأبي ضياء عبدالله الشهري، وابن تيمية الصغير، وأبي عبدالرحمن بن ناصر
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 06:22]ـ
وكلمة شيخ الإسلام مع كونها محررة ودقيقة ..
إلا أن من يطلب العلم لا لشيء سوى تلبية رغبته وشهوته الفكرية
فمخوف عليه أن يقع في المزالق لأنه كلما ازادا علمه ..
ازدادت عنايته بالالتفات إلى تقدير الناس لهذا العلم
فيعجب بنفسه ولاسيما إذا كان ذكيا فطنا ..
والله أعلم
بارك الله فيك أبا القاسم
ما تفضلتَ به جديرٌ بالعناية، وألا يغفل عنه طالبُ العلم
وهو يؤكد على أهمية إخلاص النية لله، وأن طالب العلم وإن لم يؤاخذ على عدم استحضار النية لله في طلبه= إلا أنه ينبغي عليه الاجتهاد في استحضارها، وتربية نفسه على ذلك، وتذكيرها بفضائل العلم، وأنه عبادةٌ.
وشيخ الإسلام يشير إلى حالٍ لم يدخلها الانحراف؛ وهي حالُ مَنْ طلبَ العلمَ
محبةً له، ورغبةً فيه، وإن لم يستشعر الإخلاصَ لله في الطلب
وأنَّ مَنْ كان كذلك فسيكون مآلُه غالباً إلى خير
ـ[الديواني إسلام]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 07:04]ـ
أشكلت على هذه العبارة من كلامه رحمه الله:
فالإخلاصُ لا يقعُ إلا بالعلم فلو كان طَلَبُه لا يكونُ إلا بالإخلاص لَزِمَ الدَّوْر
فلعله يقصد بالعلم العلم بالإخلاص و حكمه، لا العلم بأنواعه و فصوله كعلم الفقه و العقيدة و اللغة ...
والإخلاص معلوم لكل مؤمن إذ هو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله!
و الله أعلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 11:56]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالله، وفوائدك دائماً فوائد، وقد كنت صباح هذا اليوم أقلب صفحات هذا الكتاب العظيم وكل مرة أقع على فائدة.
وجزاك ربي خيراً
وكتاب الفروع -كما تفضلت- مليء بالدرر، والمطلع عليه يحتاج إلى صبر؛ لعسر عبارته
الفقهية غالباً
ولعل هذا من أسباب انصراف كثير من أهل العلم المعاصرين عن تدريسه
كما أنه من أسباب وضع جملة من الشروح والحواشي عليه
ومما يميِّز الكتاب إيراده لفوائد ونقولات نفيسة متنوعة، وبعضها عن مصادر مفقودة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Feb-2009, صباحاً 12:04]ـ
نعم يا شيخ .. ولهذا قلت إن عبارته محرر وسديدة ..
وهنا أود التقدم لأخي المكرم ابن تيميّة بالشكر .. لا لأنه مدح كلامي
بل لأني لمست في إشادته بقولي ما يشي بتواضعه ..
فإنك لا تجد عادة في طلبة العلم من يمدح كلام أخيه بنحو هذا
وهو مجرب., جرب إن شئت التقط كلمة لأحد كبار الأئمة .. على أن تكون من بين طوايا سطور كتبه
ولا تنسبها له.,فلن تجد تعقيبا عليها أكثر من:جزاك الله خيرا ونحو ذلك
فإن بيّنت أنه لفلان العالم , اندفع محبوه لكيل معسول الكلام وتغزلوا بما هو حقيق بالمدح
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[09 - Feb-2009, صباحاً 12:24]ـ
وجزاك ربي خيراً
وكتاب الفروع -كما تفضلت- مليء بالدرر، والمطلع عليه يحتاج إلى صبر؛ لعسر عبارته
الفقهية غالباً
ولعل هذا من أسباب انصراف كثير من أهل العلم المعاصرين عن تدريسه
كما أنه من أسباب وضع جملة من الشروح والحواشي عليه
ومما يميِّز الكتاب إيراده لفوائد ونقولات نفيسة متنوعة، وبعضها عن مصادر مفقودة
الحمد لله الذي حفظ لنا هذا السفر المشحون بالفوائد، والأمر كما ذكرتم، ومن فوائد عسر عباراته أنه يجبرك على الهدوء والتعقل ويدربك على الصبر والتأمل، وفي هذا راحة للنفس المنهكة من سرعة الحياة المعاصرة، فهو مصدر سكينة بالنسبة لي كتابوت بني إسرائيل:)، كما أن فيه فائدة رسوخ الفائدة بسبب معاناة اجتلابها.
ـ[الحمادي]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 12:42]ـ
لكن لله عز وجل هو الأفضل والأكمل
لا شك في ذلك رعاك الله
وفي كلام شيخ الإسلام الذي نقلتُه في صدر هذا الموضوع إشارةٌ إلى ما تفضلتَ به
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 11:03]ـ
للفائدة: هناك رسالة كاملة لشيخ الإسلام على هذا النسق وهو عمل الشيء محبة فيه لا لله ولا لغيره حققها الشيخ محمد رشاد سالم في دراسات عربية وإسلامية التي أهديت للشيخ محمود شاكر رحم الله الجميع
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 01:13]ـ
[أشكلت على هذه العبارة من كلامه رحمه الله:
فلعله يقصد بالعلم العلم بالإخلاص و حكمه، لا العلم بأنواعه و فصوله كعلم الفقه و العقيدة و اللغة ...
والإخلاص معلوم لكل مؤمن إذ هو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله!
و الله أعلم
حياك الله أخي الكريم
ليست محل إشكال، ومعنى تلك العبارة ما تفضَّلتَ به
وقد أوردها شيخُ الإسلام لإلزام المخالف إن وجد
وأما الدليل والتعليل على عدم ذمِّ مَنْ طلبَ العلمَ الشرعيَّ التطوُّعي محبةً له ورغبةً فيه من غير استحضار الإخلاص لله= فمذكورٌ قبلها وبعدها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 01:21]ـ
[أشكلت على هذه العبارة من كلامه رحمه الله:
فلعله يقصد بالعلم العلم بالإخلاص و حكمه، لا العلم بأنواعه و فصوله كعلم الفقه و العقيدة و اللغة ...
والإخلاص معلوم لكل مؤمن إذ هو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله!
و الله أعلم
حياك الله أخي الكريم
ليست محل إشكال، ومعنى تلك العبارة ما تفضَّلتَ به
وقد أوردها شيخُ الإسلام لإلزام المخالف إن وجد
وأما الدليل والتعليل على عدم ذمِّ مَنْ طلبَ العلمَ الشرعيَّ التطوُّعي محبةً له ورغبةً فيه من غير استحضار الإخلاص لله= فمذكورٌ قبلها وبعدها.
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 01:51]ـ
للفائدة: هناك رسالة كاملة لشيخ الإسلام على هذا النسق وهو عمل الشيء محبة فيه لا لله ولا لغيره حققها الشيخ محمد رشاد سالم في دراسات عربية وإسلامية التي أهديت للشيخ محمود شاكر رحم الله الجميع
شكر الله لك أخي أبا حاتم هذه الفائدة النفيسة، وجزاك عني خيراً
وهي من الدرر التي توجد في غير مظانها
رجعت إلى الكتاب فوجدت الرسالة في ص445 - 452
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 04:28]ـ
شكر الله لك أخي أبا حاتم هذه الفائدة النفيسة، وجزاك عني خيراً
وهي من الدرر التي توجد في غير مظانها
رجعت إلى الكتاب فوجدت الرسالة في ص445 - 452
وإياك أخي الكريم ... ولينسب الفضل لأهله سمعت التنويه بهذه الرسالة من شيخنا البحاثة الشيخ صالح آل الشيخ وفقه الله وسدده ولما قرأتها وقرأت موضوعك وجدت مناسبة الرسالة لهذا الموضوع فلا تستسمن الورم .. وفقكم الله
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 04:49]ـ
وإياك أخي الكريم ... ولينسب الفضل لأهله سمعت التنويه بهذه الرسالة من شيخنا البحاثة الشيخ صالح آل الشيخ وفقه الله وسدده ولما قرأتها وقرأت موضوعك وجدت مناسبة الرسالة لهذا الموضوع فلا تستسمن الورم .. وفقكم الله
ووفقك ربي وبارك فيك
وجزى الله الشيخ صالحاً خيراً وسدده وبارك فيه ونفع به
وقد أخبرني أحد المشايخ الفضلاء أن الأستاذ محمد عزير شمس نشر هذه الرسالة مؤخراً ضمن المجموعة الخامسة من جامع الرسائل ص191(/)
من يفيدني موضوعا حساسا في فقه السنة أثابكم الله
ـ[أبوعبدالرحمن الغنينوي]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 06:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا إخواني الأفاضل
أنا طالب الدكتوراه في الحديث, وأرجو من لديه موضوع لم يكتب عنه في فقه السنة مع ربطها ببعض قضايا المعاصرة, وصالحا لرسالة الدكتوراه, وأنا الآن في الحيرة لإختيار الموضوع يتعلق بهذا المجال, ساعدوني جزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم(/)
تحف من أقوال السلف
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 07:07]ـ
لايخفاك أن السلف أوتوا علما وفقها وأوتوا ذكاء وزكاء ..
فكان كلامهم على وجازته كسبائك الذهب ..
فهذه دعوة للاستنارة من وصاياهم الجليلة وكلماتهم المضيئة
فليشارك كل بسهم .. وأبدأ بكلمة لسيدهم ..
وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
----
اتق الله حيثما كنت،
وأتبع السيئة الحسنة تمحها،
وخالق الناس بخلق حسن
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 07:19]ـ
قال بكر بن عبد الله المزني:
لما نظرت إلى أهل عرفات ظننت أنهم قد غُفر لهم،
لولا أنني كنت فيهم!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 07:21]ـ
قال خالد بن معدان:
لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس في جنب الله,
أمثال الأباعر، ثم يرجع إلى نفسه
فيكون لها أحقر حاقر.
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 08:44]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
ننتظر المزيد
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 09:31]ـ
قال عمر بن عبد العزيز:
إن الليل والنهار يعملان فيك
فاعمل أنت فيهما
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 06:28]ـ
قال الإمام مالك: محال أن نظن بالنبي صلى الله عليه وسلم
أنه علم أمته الاستنجاء
ولم يعلمهم التوحيد .. !
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 06:38]ـ
قال الإمام عبدالله بن عون البصري:ثلاث أرضاها لنفسي ولإخواني:
أن ينظر الرجل المسلم في القرآن فيتعلمه ويقرؤه ويتدبره
والثانية:أن ينظر في الأثر والسنة ويسأل عنه ويتبعه جهده
والثالثة:أن يدع الناس إلا من خير
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 09:06]ـ
بارك الله فيك يااخي
وما أحلى كلمات ابن القيم:
(تالله ما هزلت فيستامها المفلسون، ولا كسدت فيبيعها بالنسيئة المعسرون .. لقد أقيمت للعرض في سوق من يزيد، فلم يرضى لها ثمن دون بذل النفوس، فتأخر البطالون، وقام المحبون ينظرون؛ أيهم يصلح أن يكون ثمناً؟ فدارت السلعة بينهم، ووقعت في يد ((أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين)). ولما كثر المدعون المستشرفون. طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى، فلو يعطى الناس بدعواهم لادعى الخلي حرقة الشجي، فتنوع المدعون في الشهود، فقيل: لا تقبل هذه الدعوى إلا ببينة: ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)) فتأخر الخلق كلهم، وثبت أتباع الحبيب في أفعاله وأقواله وأخلاقه .. فطولبوا بعدالة البينة بتزكية؛ ((يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم)) فتأخر أكثر المحبين وقام المجاهدون ..
فقيل لهم: إن نفوس المحبين وأموالهم ليست لهم، فهلموا إلى بيعة: ((إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة)) فلما عرفوا عظمة المشترى، وفضل الثمن، وجلالة من جرى على يديه عقد التبايع عرفوا قدر السلعة، وأن لها شأناً، فرأوا من أعظم الغبن أن يبيعوها بثمن بخس، فعقدوا معه بيعة رضوان بالتراضي، من غير ثبوت خيار، وقالوا: (لا نقيلك ولا نستقيلك) فلما تم العقد وسلموا المبيع، قيل لهم: مذ صارت نفوسكم وأموالكم لنا؟ رددناها عليكم أوفر ما كانت، وأضعافها معها، .. ((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون *فرحين بما آتاهم الله من فضله)) .. فحمد القوم عند الوصول سراهم .. وشكروا مولاهم على ما أعطاهم .. فعند الصباح يحمد القوم السرى .. )
اسف على الاطاله
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 03:04]ـ
قال الفضيل بن عياض: شيئان يقسيان القلب كثرة الكلام وكثرة الأكل.
وقال سفيان الثوري: "أول العبادة الصمت ثم طلب العلم، ثم العمل به، ثم حفظه، ثم نشره. "
وقال على بن بكار: جعل الله لكل شيء بابين، وجعل للسان أربعة: الشفتين مصراعين، والأسنان مصراعين
اراكم يوم السبت ان شاء الله
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 03:41]ـ
جزى الله أخانا أبا القاسم على هذه المواعظ الحسان، واسمحوا لي أن أشارك بكلمة في طلب العلم، لطالما أثرت في مجريات حياتي، وكثيرٍ من قراراتي، والكلمة نَسَبَهَا أبو حامد الغزالي في الإحياء: 1/ 9: إلى بعض الحكماء، والبعض يَنْسُبُها إلى بعض السَّلَفِ؛ وهي:
إِنِّي لَا أَرْحَمُ رِجَالًا كَرَحْمَتِي لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ يَطْلُبُ العِلْمَ وَلَا يَفْهَمُ، وَرَجُلٍ يَفْهَمُ العِلْمَ وَلَا يَطْلُبُهُ.
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 08:32]ـ
جزى الله أخانا أبا القاسم على هذه المواعظ الحسان، واسمحوا لي أن أشارك بكلمة في طلب العلم، لطالما أثرت في مجريات حياتي، وكثيرٍ من قراراتي، والكلمة نَسَبَهَا أبو حامد الغزالي في الإحياء: 1/ 9: إلى بعض الحكماء، والبعض يَنْسُبُها إلى بعض السَّلَفِ؛ وهي:
إِنِّي لَا أَرْحَمُ رِجَالًا كَرَحْمَتِي لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ يَطْلُبُ العِلْمَ وَلَا يَفْهَمُ، وَرَجُلٍ يَفْهَمُ العِلْمَ وَلَا يَطْلُبُهُ.
نسبه ابن عبد البر في جامع بيان العلم للفراء (1/ 103).
ولو وثق الأخوة نقولهم لكان أحسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحافظة]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 08:42]ـ
قال ابن القيم رحمه الله واصفاً الهمة العالية:
"علو الهمة ألا تقف [أي النفس] دون الله، ولا تتعوض عنه بشيء سواه، ولا ترضى بغيره بدلاً منه، ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية.
فالهمة العالية على الهمم كالطائر العالي على الطيور، لا يرضى بمساقطهم، ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم، فإن الهمة كلما علت بعدت عن وصول الآفات إليها، وكلما نزلت قصدتها الآفات من كل مكان"
بارك الله فيكم على هذا الموضوع المميز وجعله ربي في ميزان حسناتكم ..
ـ[وفاء الأحرار]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 11:56]ـ
بارك الله في أخينا كاتبِ الدُّرر
قال ابن القيم " إذا غُذِّي القلب بالذكر وسقي بالتفكر ونقي من الدغل (يعني الفساد) رأى العجائب وأُلهم الحكمة "
ـ[وفاء الأحرار]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 11:58]ـ
قال الشافعي رضي الله عنه وأرضاه " لو كنتُ مغتابا أحد لاغتبتُ أمي فهي أحق الناس بحسناتي "
ـ[أبو آلاء]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 02:46]ـ
أحسنت كل الحسن أخي الحبيب أبا القاسم في اختيارك لمثل هذا الموضوع , والذي والله ما أحوجنا للتخلق بأخلاقهم وصفاتهم!
قال أبو بكر الوراق: استعن على سيرك إلى الله بترك من شغلك عن الله عز وجل، وليس بشاغل يشغلك عن الله عز وجل كنفسك التي هي بين جنبيك.
قال الشاطبي رحمه الله: آخر الأشياء نزولا من قلوب الصالحين: حب السلطة والتصدر.
قال ابن الأثير: إن الشهوة الخفية: حب اطلاع الناس على العمل.
قال بشر بن الحارث: ما اتقى الله من أحب الشهرة.
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 01:17]ـ
قال ابن القيم رحمه الله، في زاد المعاد (وفيها أن الرجل إذا نسب المسلم إلى النفاق والكفر متأولاً وغضباً لله ورسوله ودينه لا لهواه وحظه، فإنه لا يكفر بذلك، بل لا يأثم به، بل يثاب على نيته وقصده، وهذا بخلاف أهل الأهواء والبدع، فإنهم يُكفرون ويبدعون لمخالفة أهوائهم وبدعهم ونحلهم، وهم أولى بذلك ممن كفروه وبدعوه)
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في (الدرر السنية): (لو قدر أن رجلاً من المسلمين قال في أناس قد تلطخوا بأمور قد نص العلماء على أنها كفر، مستندين في ذلك إلى الكتاب والسنة، غيرة لله، وكراهة لما يكره الله من تلك الأعمال، فغير جائز لأحد أن يقول في حقه: (ومن كفر مسلماً فهو كافر)
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 05:40]ـ
بكل حق وصدق وبكل اعجاب وتقدير أقول
بارك الله فيك اخب ابا القاسم
موضوع حافل قيّم موجز بليغ
ولي في ذلك مشاركة ....... قرأت ان الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه وعن سائر الصحابة قال
" قيمة المرء ما يحسنه"
فانظر الى ما تحسن من العلوم والفنون والاعمال ..... وقس على ذلك قيمتك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 01:46]ـ
كلمة علي بن أبي طالب هذه بليغة جدا .. شكر الله لك أخي القادم من بعيد!
والمشاركات كلها طيّبة ونفيسة
جزاكم الله خيرا .. وليكن ثم ما يشبه العهد أن نعمل معاني هذه الكلمات في حياتنا وأنفسنا
لا أن نحتفي بها فحسب!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 01:49]ـ
قال عبد الرحمن بن مهدي:
لو قيل لحماد بن سلمة إنك تموت غدًا ما قدر أن يزيد في العمل شيئًا!
قلت:كان حمّاد بن سلمة أجلّ من حمّاد بن زيد قدرا وفضلا
وكان حمّاد بن زيد أحفظ منه وأدقّ
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 01:00]ـ
قال احد الغرباء في زمانا (قال الله تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ} [البقرة: من الآية251]
وقال تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 40 - 41]
يبين الله تبارك وتعالى في هذه الآيات المحكمات أن الفساد المترتب على المدافعة والضرر المتوقع من الجهاد؛ لا شيء – وإن عظمه الناس وكرهوا الجهاد من أجله – في مقابل ما ينتج عن ترك الجهاد من فساد؛ ولذا أهمل سبحانه ولم يذكر ما يترتب على المدافعة والجهاد من مفاسد قد يضخمها كثير من السذج السطحيين؛ وذلك لأنها لا تذكر بالمقارنة مع تلك المفاسد العظيمة المترتبة على ترك الجهاد .. )(/)
حكم الوضوء من مياه المجاري بعد تكريرها. .
ـ[ابو نصار]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 07:19]ـ
فتوى رقم 4431
س: بعض الجهات بالمملكة وغيرها تقوم بتحويل مياه المجاري النجسة إلى مياه يستفاد منها بعد تكريرها بطرق فنية في ري الأراضي وزرعها وسقي الأشجار ونحو ذلك وإن محطات التكرير لتنقية مياه المجاري وتخليصها مما بها من النجاسة ونحوها تختلف باختلاف
(الجزء رقم: 5، الصفحة رقم: 83)
الإمكانيات والمناطق والجهود الشخصية فضلا عن الشركات المنفذة والقائمة على هذه المحطات بجدة والرياض مثلا في المملكة وفي غيرها، ومياه المجاري التي نسأل عن حكمها تكون في النهاية بعد دقة التكرير وزيادة العناية به على حالة من صفاء لونها بحيث لا يمكن للإنسان أن يعرف عنها أنها مياه مجاري عولجت وكررت حتى صارت إلى هذه الحال ولا يفرق بينها وبين ماء الشرب فهل هذا الماء طاهر وهل يصح أن نتوضأ منه ونطهر الثياب أو البدن أو المكان به بما أصابه من النجاسة وأن نشربه؟
جـ: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد:
إذا كان الواقع كما ذكر من صفاء مياه المجاري الكثيرة بعد التكرير والتنقية حتى ذهب لون ما خالطها من النجاسة وريحه وطعمه فقد صار ماؤها طهورا لا ينجس ما أصابه ويجوز استعماله في سقي المزارع والأشجار وفي تطهير البدن والمكان والملابس من النجاسات وفي الوضوء والغسل من الجنابة ونحوها ويجوز الشرب منه إلا إذا كانت هناك أضرار صحية تنشأ عن استعمالها فيمتنع ذلك محافظة على النفس وبعدا عن الضرر لا لنجاستها.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب الرئيس الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
http://www.alifta.net/Fatawa/FatawaChapters.aspx?View=Page&BookID=10&PageID=195(/)
تنبيه لمن يتكلم في "العلم الدخيل" و"العلم الأصيل" (2): الدخيل في علم الأصول
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[08 - Feb-2009, صباحاً 02:07]ـ
حقيقة هذا العلم أنه آلة لفهم العلوم الشرعية الفهم الصحيح
فهو المسمى بجدارة: "خادم العلوم"
خادم لكل من أراد النظر في النصوص الشرعية
ومن لم يتعلمه فلا يعتد بنظره فيها ولا يعتد بفهمه لها بل لا يعتد بعلمه أصلا
فعلم الأصول خادم لـ:
علم العقائد
علم الحديث
علم الفقه
علم التفسير
فهذه العلوم الأربعة هي المطلوبة لذاتها من علوم الشرع وعلم الأصول خادم لها ووضع لفهمها الفهم الصحيح
فهو موضوع لبيان الطرق الصحيحة لفهم هذه العلوم أولا وضبط هذا الفهم ثانيا
ولما لم يكن هو الوحيد آلة الفهم لتلك النصوص
أدخل أصحابه فيه غيره من علوم الآلة وهي:
/// علوم العربية وهو أهمها بل قال القرافي فيما أذكر الآن أن أغلب علم الأصول مستمد من علم العربية
وذلك لأهمية هذه الآلة في فهم النصوص الشرعية كما هو مقرر في أكثر من موضع في كلام العلماء أهمه فيما أعلم الشافعي في الرسالة والشاطبي في الموافقات
/// علم قوانين الحكم على الأخبار (المصطلح)
/// علم قوانين ضبط الفهم والتفكير السليم أو تفهيم طرق الفكر والنظر، وتنوير مسالك الأقيسة والعبر، وهو علم المنطق أو الميزان
والنظر في السمعيات لا يباين النظر في العقليات
قال أبو ثور: كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن ويجمع قبول الأخبار فيه وحجة الإجماع وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة فوضع له كتاب الرسالة
فلابد من معرفة حقيقة موضوع هذا العلم قبل الاعتراض على أهله
وحقيقته أنه آلة الفهم الصحيح
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[08 - Feb-2009, صباحاً 02:10]ـ
تنبيه: هذه إشارات وتنبيهات فقط
وإلا فموضوع الدخيل في علم الأصول وغيره موضوع كبير واسع
ـ[أبو عبد الله الخضير]ــــــــ[08 - Feb-2009, صباحاً 10:36]ـ
السلام عليكم شيخنا امجد
سمعت الشيخ الحويني يقول لولا علوم الألات وفهمها كعلم أصول الفقه و علم أصول الحديث و أصول العربيه ما فهمنا أصل العلوم
وهي ليست في منزلت العلم الأصيل و لكن لا غني أبدا عنها ولولاها ما استقام فهم معاني الدين ولا أموره و لا مسائله
فالعلماء قديما عندما تكلموا عن الاجتهاد و الاجتهاد المطلق اشترطوا ان يكون عالماً بعلوم الألات كالعربية و أصول الفقه و المصطلح و المنطق و غيرها
وأنظر إلي الشافعي ما وصل إلي هذا العلو إلا كان جزء من ذلك كان بسبب تبحره في علوم الألات حيث مكث لتعلم العربية من منبعها و قيل هو أول من صنف في أصول الفقه و قعد له القواعد التي استفاد منهما قديما و حديثا ألاف من العلماء و أيضا كذلك في علوم الحديث
أري أن ما يقال عليه علم دخيل هذا ليس دخيلاً و لكن يكاد يصل ان يكون أصل لاننا لا غني عنه ولا يكون العالم عالماً إلا بمعرفته بهذة العلوم
وانظر كيف أفني كثير من علماء الحديث بجزء من أوقاتهم في غير الأصول كيحيي بن معين و أبو زرعة الرازي و شعبه و أبو حاتم الرازي و غيرهم كثير كأبن الصلاح و بن حجر
وذلك في علوم الرجال و الاسانيد و علل الحديث و المصطلح
و القاعدة تقول ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب
وأري أنه يتعبد بتعلمها وأيضاً يؤخد الأجر والمثوبه في بذل الجهد فيها
جزاكم الله خيرا علي هذا التنبيه الجيد
وهذه الأقوال ليس لها محل نظر أقصد (الدخيل)(/)
من غرائب العلامة مرعي الحنبلي - رحمه الله -
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 12:27]ـ
عن أُمُّ حَرَامٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فِيهِمْ قَالَ أَنْتِ فِيهِمْ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ) رواه البخاري
قال العلامة مرعي الحنبلي - رحمه الله -: (قد تقرر أن الشيء إذا أطلق ينصرف إلى الكامل والغزو الكامل هو فتحها فيحتمل إن المراد بهذا الجيش هو السلطان محمد المذكور وجيشه وهي بشارة عظيمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتخر بها سلاطين آل عثمان على سائر ملوك الزمان، وهي مسألة غريبة، ونكتة عجيبة لم أسبق إليها) (قلائد العيقان في فضائل سلاطين بني عثمان ص 58)
ومن غرائب الشيخ – رحمه الله - في كتابه أنه قال ص 69 (ومن فضايل سلاطين بني عثمان قتل أولادهم الذكور خوفا من إثارة الفتن وفساد الملك واختلاف الكلمة وشق العصا بين المسلمين وهذا الأمر لم يسبقهم إليه أحد فيما أعلم وهو إن كان أمراً ينفر منه الطبع السليم بحسب الظاهر لكنه في نفس الأمر خير كبير ونفع كثير، ومع ذلك لم يظهر لي جواز ذلك على سبيل الاطلاق لأنهم أطفال لا ذنب لهم أصلا، وكون يحصل منهم بغي وإثارة فتن فيما بعد فهو امر غير محقق، وترك القتل في مثل ذلك أليق، ولعل من أفتى من العلماء بالجواز واستحل قتلهم و أجازه محتجا بجواز قتل الثلث لإصلاح الثلثين نّّزل الظن منزلة اليقين على ما فيه من البعد بلا مين ويحتمل أن يُقال يجوز قتلهم سياسة لا شريعة وباب السياسة أوسع من باب الشرع، فقد قال العلماء المحققون للسلطان سلوك سبيل السياسة ولا تتوقف السياسة على كل ما نطق به الشرع قال العلامة ابن عقيل وهو الحزم عندنا .. )
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 02:36]ـ
أما الثانية فهي عجيبة بحق
جزاك الله خيرا
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 04:26]ـ
أما الثانية فهي عجيبة بحق
جزاك الله خيرا
بل الثانية قبيحة، وزلة.
وبئس السياسة التي تخالف الشريعة.
وإن هذا الفعل الذي نقله أصحاب التأريخ وصمة في جبينهم نسأل الله العافية، وسيحاسبون عليه عند الملك يوم لا ملك إلا ملكه.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 10:12]ـ
وياك أخي أبو أنس المكي
وعلى قول أخينا الهاجري لاشك أنه زلة قبيحة نسأل الله أن يغفر لنا ويرحمنا ويرحم المسلمين(/)
من تبعات جدال الرافضة عند بعض أهل السنة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 04:50]ـ
من الملاحظ أن كثيرا ممن يجادل الرافضة ..
يكسبه ذلك قسوة في القلب تصل به
إلى الزهد في إجلالِ أهل البيت ..
وإغضاء الطرف عن ذكر محاسن نبلائهم
كأمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه وفاطمة عليها السلام
ذات المناقب الشريفة المنيفة
وابنيهما الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة
بل بعضهم ربما بلغ الأمر به أن يصرح
بكلمات تشعر أن فيه شيئا من النصبْ,
وهؤلاء وإن كانوا من الندرة بمكان .. فإني وجدت
المقام يقتضي التنبيه, فبغضنا للنصارى لا يسوّغ
أن يؤثر على تعظيمنا للمسيح عليه الصلاة والسلام
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 08:05]ـ
بارك الله فيكم أخى الحبيب
فعلاً بعضنا مر بهذه المرحلة من قبل
اللهم ارزقنا محبة آل البيت عليهم السلام وسائر الصحابة أمويين وسواهم من القرشيين أو أنصاريين أو غيرهم
ـ[المحدثة]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 11:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك حتى أصبح كثير من أهل السنة يبغضون اسماء مثل علي والحسين ولايسمون ابناءهم بها
اما القراءة عن هؤلاء القوم تقسي القلب كأنك تقراء للمجوس نسئل الله السلامة والعافية
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 11:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك حتى أصبح كثير من أهل السنة يبغضون اسماء مثل علي والحسين ولايسمون ابناءهم بها
......
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم الشيخة الكريم
إحدى الأسر الكبيرة الحاكمة في الخليج يزيد عدد أفرادها عن أربعة آلاف قرأت أنه ليس فيهم اسم على أو حسن أو حسين!!!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 11:41]ـ
أختي الشيخة وفقها الله تعالى:قولك:كثير .. مبالغة كبيرة
ولا يفرح به إلا الرافضة الخبثاء
ـ[المحدثة]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 12:35]ـ
أختي الشيخة وفقها الله تعالى:قولك:كثير .. مبالغة كبيرة
ولا يفرح به إلا الرافضة الخبثاء
باركالله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 01:53]ـ
هذا صحيح أخي أباالقاسم .. .. ..
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 05:50]ـ
لله درك ياابالقاسم
وضعت يدك على داء خطير ابتلى به كثير من مدعى السلفية يظنون ان الثناء على اهل البيت وذكر مناقبهم يسعد الرافضة وغلاة المتصوفه ويعزز منهجهم وهى فكرة شيطانية نجح اللعين ان يستدرجهم اليها ويلزم من هذا
الا نثنى على نبى الله موسى لان هذا يسعد اليهود
والانثنى على نبى الله عيسى وامه لان هذا يسعد النصارى
والله كمانحن اولى بموسى وعيسى من اليهود والنصارى ايضا نحن اولى بعلى وفاطمة وابنيهما وذريتهما من الرافضة
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 09:51]ـ
قال بعض جهال المتسننة ..
سبو العتيق كماسبوا معاوية ... كفر بكفر وإيمان بإيمان
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 10:52]ـ
للأسف ما قاله أخونا ابو القاسم ليس بصحيح ولا وجود له. وشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في (منهاج السنة) بالنصب والتنقص من علي بن ابي طالب وابنه الحسين وحاشا ابن تيمية ذلك - رحمه الله - إنما كان في موقع بيان خطأ وضلال الرافضة، وأهل السنة معروف عنهم أنهم إذا دخلوا العراق حدثوا بفضائل عثمان، وإذا دخلوا الشام حدثوا بفضائل علي. فأهل العراق يقولون فيهم نصب، وأهل الشام يقولون فيه تشيع، فكل أحد يستطيع أن يجلس أمام حاسوبه، ويقول أهل السنة فيهم كذا! فهل من توثيق للنقل؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم الشيخة الكريم
إحدى الأسر الكبيرة الحاكمة في الخليج يزيد عدد أفرادها عن أربعة آلاف قرأت أنه ليس فيهم اسم على أو حسن أو حسين!!!
ما قلته شيخنا الكريم هل يدل على التنقص أو عدم حب ال البيت على مذهب أهل السنة؟ وهل تعلم أن هذه الأسرة لم نسمع فيهم بأبي بكر ولا عمر؟ فهل فيهم رفض؟؟؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 03:15]ـ
أخي أبا عبدالرحمن , أتكلم عن واقع معاصر وأشياء شاهدتها .. فنفيك لذلك .. وإقحامك شيخ الإسلام كأني عنيته! .. من العجلة
اتق الله يا رجل!
غفر الله لك وأصلحك,,
بل شيخ الإسلام نفسه تكلم في الاقتضاء عن سلوك بعض أهل السنة في الاحتفال يوم عاشوراء
وبين الجهل في ذلك ..
ـ[التبريزي]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 03:52]ـ
أخي أبا عبدالرحمن , أتكلم عن واقع معاصر وأشياء شاهدتها .. فنفيك لذلك .. وإقحامك شيخ الإسلام كأني عنيته! .. من العجلة
اتق الله يا رجل!
غفر الله لك وأصلحك,,
بل شيخ الإسلام نفسه تكلم في الاقتضاء عن سلوك بعض أهل السنة في الاحتفال يوم عاشوراء
وبين الجهل في ذلك ..
أخي أبا القاسم، بارك الله فيك ...
كلامك في محله لكنه محدود، وبحكم مخالطتي بهم في المنتديات من أعضاء الطائفتبن فقليل من أهل السنة من يقلل إجلال آل البيت، وقد رأيتُ أنا ما يوجب ذكره وهو أن الحماس يأخذ ببعضهم إلى وصف يزيد بأوصاف تضعه في مصاف الخلفاء الراشدين وهذا مزلق خطير وغير صحيح، والبعض يغالي في الصحابة (ومنهم آل البيت) ليغيض الرافضة فيصفهم بأوصاف تشم منها رائحة العصمة، وهذا أيضا غير صحيح، فالصحابة رضوان الله عليهم عدول، لكنهم غير معصومين، ولأنهم غير معصومين، فإنه بدر منهم اخطاء لا تنافي تعديلهم وفضلهم وترضي الله ورسوله عنهم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 04:02]ـ
وهذا ما بينته أخي المكرم في أصل المقال .. ولم أزعم أنه ظاهرة,
بل قلت على ندرة,
ـ[أم معاذة]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 04:09]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم الشيخة الكريم
إحدى الأسر الكبيرة الحاكمة في الخليج يزيد عدد أفرادها عن أربعة آلاف قرأت أنه ليس فيهم اسم على أو حسن أو حسين!!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولما التعجب؟!! وهل التسمي بأسماء آل البيت دليل على محبتهم؟! عندك الروافض معظمهم يتسمون بأسماء آل البيت وهم أبعد ما يكون عنهم.
وفي رأيي فإن مسألة الأسماء مسألة راجعة إلى الذوق الشخصي، فأنا شخصيا أفضل الكثير من الأسماء على أسماء آل البيت رضوان الله عنهم، مع أني لست من السعودية، وأعرف الكثير من العائلات ليس فيها شخص واحد يحمل إسما من أسماء آل البيت ممن هم خارج السعودية.
أما بالنسبة لأهل السنة الذين يتحاورون مع الرافضة، فأنا ولحد الآن لم أر سنيا واحدا يطعن أو يلمز في آل البيت.
ـ[التبريزي]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 04:10]ـ
وهذا ما بينته أخي المكرم في أصل المقال .. ولم أزعم أنه ظاهرة,
بل قلت على ندرة,
نعم بارك الله فيك، أعرف ذلك وأنا أردت تأكيده، لكن حبذا لو علقت على الجانب الآخر لأنه قد يكون من باب الغلو ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 04:14]ـ
التسمي بأسماء الناس بإجماع العقلاء دليل محبة لاسيما إذا المسمى به معروفا , وبه استشهد أكابر العلماء
كابن تيمية وغيره على الرافضة في تسمية كبار أهل البيت أولادهم بأبي بكر وعمر وعائشة
بل كثير من الناس بالفطرة يسمي ابنه باسم أبيه,,ليقول له إني أحبك يا أبي وأوقرك
بل كون اسم "محمد" أكثر الأسامي في العالم .. دليل محبة الرسول صلى الله عليه وسلم
ونفي حب الشيعة لبعض أهل البيت غلط ..
كما أن نفي حب النصارى للمسيح غلط
والله تعالى أثبت حب المشركين لله عز وجل ولكن إشكالهم الإشراك في المحبة
فكذلك حب الرافضة لعلي رضي الله عنه , حقيقة , لكنه حب مدخول بأغلاط شنيعة
ـ[التبريزي]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 04:28]ـ
بارك الله فيك أخي أبا القاسم،
أقصد بالجانب الآخر في ردي السابق النظرة إلى الصحابة بمنظار العصمة وامتداحهم ليزيد بما ليس هو أهله ....
فكذلك حب الرافضة لعلي رضي الله عنه , حقيقة , لكنه حب مدخول بأغلاط شنيعة
بارك الله فيك، حب عوامهم لعلي حقيقة لكنه حب بسب وشتم وكذب!!
السبأيون الأولون تشيعهم لعلي كان لضرب الإسلام من الداخل، فكانوا يبغضون عليا وآل البيت حقيقة، لكن أتباعهم من العوام يحبونهم حبا زائفا لأنه حب مبني على الخرافات والأساطير التي منشأها الفرس!!
-ألا تراهم يصفون علي بن أبي طالب بالجبان المهزوز الذي وقف أمام عمر ساكتا وهو يضرب الزهراء ويكسر ضلعها ويسقط جنينها كما يزعمون؟ لو كانوا يحبونه بحق لاتبعوا طريقته في الإقرار ببيعة من قبله، وثناؤه عليهم والترضي عنهم، فبلعنهم الصحابة خروج على سيرة أبي الحسن ومخالفة له، فكأنه يتهمونه بخروجه عن الحق!!
-يصفون الزهراء بصفات فيها الجشع والطمع ومخالطة الرجال، وسبها الرجال في خطبها حتى لم يسلم من كلامها (حسب الخطب المكذوبة) زوجها أبو الحسن!!
-يكرهون الحسن بن علي لأنه سلم الخلافة لكافر ثم بايع الكافر نفسه فصاروا يلقبونه بمذل المؤمنين!!
-يصفون الحسين بأوصاف لا يقبلها العقل، ففي معركة كربلاء (كما في الكافي للكليني) خيره الله بين النصر وبين لقاء الله فاختار لقاء الله!! أي:
اختار الهزيمة وقتْل أهل بيته، والتمكين للظلم، فكأنهم وصفوا الحسين بالأنانية وتضييع الهدف الذي من أجله ذهب إلى العراق ..
الموضع يطول ..
بارك الله فيك وفي علمك ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 04:33]ـ
أخي غفر الله لك ..
كلامي واضح .. فلماذا الاستدراك بمثل هذا؟
وبالمناسبة أخوك ناظر الغبي الكوراني وجعلته يفر كالجرذ
فلست جاهلا بالقوم
النصارى يقولون: عيسى ابن الله
وهذا أشنع من كل ما ذكرتم أخي الحبيب
فإذا قيل النصارى يكرهون المسيح أصبح كلاما مضحكا
بل يحبونه وربما صلبوا أنفسهم لأجله
لكنه حب مدخول بما ينقض مقتضيات الحب الشرعي
قال تعالى "يحبونهم كحب الله" أي يحبون أوثانهم كحبهم لله
ـ[التبريزي]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 04:40]ـ
أخي غفر الله لك ..
كلامي واضح .. فلماذا الاستدراك بمثل هذا؟
وبالمناسبة أخوك ناظر الغبي الكوراني وجعلته يفر كالجرذ
فلست جاهلا بالقوم
النصارى يقولون: عيسى ابن الله
وهذا أشنع من كل ما ذكرتم أخي الحبيب
فإذا قيل النصارى يكرهون المسيح أصبح كلاما مضحكا
بل يحبونه وربما صلبوا أنفسهم لأجله
لكنه حب مدخول بما ينقض مقتضيات الحب الشرعي
قال تعالى "يحبونهم كحب الله" أي يحبون أوثانهم كحبهم لله
وهل تظن أخي الشيخ أبو القاسم أن ردي كان لتصحيحك عفا الله عنك؟
نحن نتعلم منك، وكان ردي لتوضيح أمر قد يغفل عنه البعض من القراء ...
بارك الله فيك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 04:44]ـ
لست شيخا أصلحني الله وإياك ..
وشكر الله لك التوضيح فقد ظهر كلامك
على غير ما قصدت.,على الأقل بالنسبة لفهمي الضعيف
ـ[أبو آلاء]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 05:24]ـ
أحسنت أخي أبا القاسم في طرح مثل هذا الموضوع الهام ..
في رأيي ينبغي على المنبهين من خطر الروافض والشيعة عموماً -لاسيما الخطباء والوعاظ منهم- أن يتنبهوا لمثل هذا , وأن يثَنّوا التحذير من عقائد الروافض بالمدح والثناء والإجلال لأهل البيت رضي الله عنهم أجمعين , لاختلاف تفسير وتفكير الناس والعوام , حيث قد يؤخذ كلامهم لغير ما أرادوا!
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 08:23]ـ
....
ما قلته شيخنا الكريم هل يدل على التنقص أو عدم حب ال البيت على مذهب أهل السنة؟ وهل تعلم أن هذه الأسرة لم نسمع فيهم بأبي بكر ولا عمر؟ فهل فيهم رفض؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولما التعجب؟!! وهل التسمي بأسماء آل البيت دليل على محبتهم؟! عندك الروافض معظمهم يتسمون بأسماء آل البيت وهم أبعد ما يكون عنهم.
وفي رأيي فإن مسألة الأسماء مسألة راجعة إلى الذوق الشخصي، فأنا شخصيا أفضل الكثير من الأسماء على أسماء آل البيت رضوان الله عنهم، مع أني لست من السعودية، وأعرف الكثير من العائلات ليس فيها شخص واحد يحمل إسما من أسماء آل البيت ممن هم خارج السعودية.
أما بالنسبة لأهل السنة الذين يتحاورون مع الرافضة، فأنا ولحد الآن لم أر سنيا واحدا يطعن أو يلمز في آل البيت.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم: أبا عبد الرحمن بن ناصر ... الأخت الكريمة أم معاذة
التسمية كما ذكر الأخوة أعلاه دليل غالباً على محبة الإسم الذي نسمي به
بل إن مؤسس الدولة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ورضى عنه كان يسمي أبناءه فاطمة وعلى وأظن الحسن أو الحسين
فلا ينبغي الغلو في مخالفة أهل البدع إلى هذا الحد من ترك الأفضل لمجرد مشابهة أهل البدع فيه.
بل لا يمكن أن نجد اسم زينب أو نفيسة أو سكينة وهن سيداتنا سليلات بيت النبوة من أسماء النساء في تلك البلاد إلا نادراً في حين نجد أسماء أخرى عجيبة!
ما أقصد هو ما قاله الأخ الكريم أبو القاسم والأخ الكريم أبو آلاء:
أن نثني التحذير من عقائد الروافض بالمدح والثناء والإجلال لأهل البيت رضي الله عنهم أجمعين , لاختلاف تفسير وتفكير الناس والعوام , حيث قد يؤخذ كلامهم لغير ما أرادوا!
كذلك شيوع التسمي بأسمائهم فهذا دليل على المحبة وكذلك أسماء سائر الصحابة كأبي بكر وعمر.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 11:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل أبو محمد العمري، جزاك الله خيرا على التوضيح وعلى تقييد إجابتك بالغالب، وتعقيبي على ردك سببه ما قد يفهم منه بأن عدم التسمي بأسماء آل البيت قد يثير الشكوك حول بعض أهل السنة وحبهم لآل البيت.
فكما لا يخفى عليك أن انتقاء الأسماء تدخل فيه اعتبارات أخرى غير كون المتسمى بها ممن نجلهم أونحبهم، فمن هذه الإعتبارت - وأولها عندي - حب الإسم لذاته وللمعنى الذي يحمله بغض النظر عمن تسمى به.
بارك الله في الجميع.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 06:28]ـ
توضيح للأخت أم معاذة حتى تنتبه لدقة العبارة
قلتِ
وهل التسمي بأسماء آل البيت دليل على محبتهم؟
الجواب نعم, إذا كانت بقصد ..
ففرق بين أن يقال لا يشترط أن أسمي بسم فلان ليكون دليلا على حبه
وبين أن يقال: تسمية اسم الشخص ليس دليلا على محبته ..
فعلى الثاني تهدمين أصلا قويا في طرائق أهل السنة في إفحام الرافضة
وهو أن أهل البيت الكبار سموا أولادهم بأبي بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم
ـ[التبريزي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 05:13]ـ
توضيح للأخت أم معاذة حتى تنتبه لدقة العبارة
قلتِ
الجواب نعم, إذا كانت بقصد ..
ففرق بين أن يقال لا يشترط أن أسمي بسم فلان ليكون دليلا على حبه
وبين أن يقال: تسمية اسم الشخص ليس دليلا على محبته ..
فعلى الثاني تهدمين أصلا قويا في طرائق أهل السنة في إفحام الرافضة
وهو أن أهل البيت الكبار سموا أولادهم بأبي بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم
كلام جميل،،
آل البيت سموا بأبي بكر وعمر وعائشة حبا فيهم، ورافضة اليوم والأمس لا يقبلون مثل هذه الأسماء دليلا على بغض أصحابها!!
رافضة اليوم يسمون بعبدالحسين وعبدالزهراء وعبدالباقر وعبدالرضا بينما لا يسمون عبدالحسن لبغضهم إياه وتسميته بمذل المؤمنين لتنازله بالخلافة لمعاوية ...
هناك في كربلاء بالعراق رافضي سمى ولده عمرَ قبل بضع سنين، فلماذا خرج وشذ عن القاعدة؟
الجواب:
http://www.ansaaar.net/vb/showthread.php?t=46030
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 12:02]ـ
.... بل إن مؤسس الدولة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ورضى عنه كان يسمي أبناءه فاطمة وعلى وأظن الحسن أو الحسين
......
[ ... وأمَّا شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فله ستَّةُ بنين وبنت واحدة، وهم عبدالله وعلي وحسن وحسين وإبراهيم وعبد العزيز وفاطمة، وكلُّهم بأسماء أهل البيت ما عدا عبد العزيز، فعبد الله وإبراهيم ابنا النَّبِيِّ، والباقون علي وفاطمة وحسن وحسين: صهره وبنته وسبطاه.
واختياره تسمية أولاده بأسماء هؤلاء يدلُّ على مَحبَّته لأهل بيت النَّبِيِّ وتقديره لهم، وقد تكرَّرت هذه الأسماء في أحفادِه] أ. هـ " فضل أهل البيت " للشيخ العباد.(/)
سؤال للإخوة الحنابلة هل يجوز اقتضاء الذهب من الفضة دون استلام أحد العوضين في المجلس؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 06:07]ـ
سؤال للإخوة الحنابلة هل يجوز اقتضاء الذهب من الفضة دون استلام أحد العوضين في المجلس؟؟
حديث ابن عمر المشهور في اقتضاء الدنانير بالدراهم أو بالعكس وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا بأس إذا أخذتها بسعر يومها ما لم تفترقا وبينكما شيء "
هذا الحديث احتج به كثير من أهل العلم – خصوصا الحنابلة – على جواز قضاء دين الذهب من الفضة أو بالعكس طالما بسعر يومها وتم التقابض في المجلس
لكن هذا الحديث قد ضعفه كثير من أهل العلم ورجحوا وقفه دون رفعه حتى ابن حزم ذهب إلى عدم جواز اقتضاء الدنانير بالدراهم أو بالعكس أصلا لضعف ذلك الحديث ولأن أحدهما غائب
لكن نحن لو أجزنا اقتضاء الدنانير بالدراهم أو بالعكس ليس من باب الحديث بل على أساس أنه ليس بيع دين بل من باب استيفاء الحقوق كما أشار إلى ذلك ابن تيمية وابن القيم في أكثر من موضع , فلم لا يحوز تأجيل قبض الدنانير إذا كانت عن دراهم أو العكس؟؟ وإذا قلنا لا بد من عدم التأجيل لم لا يجوز تأخير قبض الدنانير – دون تأجيلها – إذا كانت عن دراهم أو العكس؟؟ إذ كل هذه الصور ليست بيعا حتى يقال لا بد من الحلول والتقابض؟؟
وجزاكم الله خيرا(/)
لازم المذهب هل هو مذهب؟
ـ[الديواني إسلام]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 06:37]ـ
قال ابن تيمية -رحمه الله- في: القواعد النورانية/ 193: ((لازم قول الإنسان نوعان:
أحدهما: لازم قوله الحق. فهذا مما يجب عليه أن يلتزمه، فإن لازم الحق حق.
و يجوز أن يضاف إليه، إذا علم من حاله أنه لا يمتنع من التزامه بعد ظهوره
و كثير مما يضيفه الناس إلى مذهب الأئمة من هذا الباب.
و الثاني: لازم قوله الذي ليس بحق، فهذا لا يجب التزامه، إذ أكثر ما فيه أنه تناقض ... ثم إن علم من حاله أنه يلتزمه بعد ظهوره له فقد يُضاف إليه،
و إلا فلا يجوز أن يُضاف إليه قول لو ظهر له فساده لم يلتزمه
لكونه قد قال ما يلزمه، و هو لم يُشعر بفساد ذلك القول و لا يلزمه!!
و هذا التفصيل في اختلاف الناس في لازم المذهب: هل هو بمذهب أو ليس بمذهب؟ هو أجود من
إطلاق أحدهما ... )) إلى آخر كلامه – رحمه الله - ...
و السؤال: كيف يُعرف أن لازم المذهب لو ظهر للإمام التزمه أو لم يلتزمه؟؟؟
ـ[أبو عبد الله الخضير]ــــــــ[09 - Feb-2009, صباحاً 09:00]ـ
مسألة: الجزء العشرون
[ص: 217] وَسُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ هَلْ لَازِمُ الْمَذْهَبِ مَذْهَبٌ أَمْ لَا؟.
الحاشية رقم: 1
فأجاب: وأما قول السائل: هل لازم المذهب مذهب أم ليس بمذهب؟ فالصواب: أن مذهب الإنسان ليس بمذهب له إذا لم يلتزمه ; فإنه إذا كان قد أنكره ونفاه كانت إضافته إليه كذبا عليه بل ذلك يدل على فساد قوله وتناقضه في المقال غير التزامه اللوازم التي يظهر أنها من قبل الكفر والمحال مما هو أكثر فالذين قالوا بأقوال يلزمها أقوال يعلم أنه لا يلتزمها لكن لم يعلم أنها تلزمه ولو كان لازم المذهب مذهبا للزم تكفير كل من قال عن الاستواء أو غيره من الصفات أنه مجاز ليس بحقيقة ; فإن لازم هذا القول يقتضي أن لا يكون شيء من أسمائه أو صفاته حقيقة وكل من لم يثبت بين الاسمين قدرا مشتركا لزم أن لا يكون شيء من الإيمان بالله ومعرفته والإقرار به إيمانا ; فإنه ما من شيء يثبته القلب إلا ويقال فيه نظير ما يقال في الآخر ولازم قول هؤلاء يستلزم قول غلاة الملاحدة المعطلين الذين هم أكفر من اليهود والنصارى.
[ص: 218] لكن نعلم أن كثيرا ممن ينفي ذلك لا يعلم لوازم قوله بل كثير منهم يتوهم أن الحقيقة ليست إلا محض حقائق المخلوقين وهؤلاء جهال بمسمى الحقيقة والمجاز وقولهم افتراء على اللغة والشرع وإلا فقد يكون المعنى الذي يقصد به نفي الحقيقة نفي مماثلة صفات الرب سبحانه لصفات المخلوقين قيل له: أحسنت في نفي هذا المعنى الفاسد ولكن أخطأت في ظنك أن هذا هو حقيقة ما وصف الله به نفسه فصار هذا بمنزلة من قال: إن الله ليس بسميع حقيقة ; ولا بصير حقيقة ; ولا متكلم حقيقة ; لأن الحقيقة في ذلك هو ما يعهده من سمع المخلوقين وبصرهم وكلامهم والله تعالى منزه عن ذلك. فيقال له: أصبت في تنزيه الله عن مماثلته خلقه ; لكن أخطأت في ظنك أنه إذا كان الله سميعا حقيقة بصيرا حقيقة متكلما حقيقة كان هذا متضمنا لمماثلته خلقه.
فكذلك لو قال القائل: إذا قلنا: إنه مستو على عرشه حقيقة لزم التجسيم والله منزه عنه فيقال له: هذا المعنى الذي سميته تجسيما ونفيته هو لازم لك إذا قلت: إن له علما حقيقة ; وقدرة حقيقة وسمعا حقيقة: وبصرا حقيقة ; وكلاما حقيقة ; وكذلك سائر ما أثبته من الصفات ; فإن هذه الصفات هي في حقنا أعراض قائمة بجسم فإذا كنت تثبتها لله تعالى مع تنزيهك له عن مماثلة المخلوقات وما يدخل في ذلك من التجسيم: فكذلك القول في الاستواء ; ولا فرق.
[ص: 219] فإن قلت: أهل اللغة إنما وضعوا هذه الألفاظ لما يختص به المخلوق فلا يكون حقيقة في غير ذلك. قلت: ولكن هذا خطأ بإجماع الأمم: مسلمهم وكافرهم وبإجماع أهل اللغات فضلا عن أهل الشرائع والديانات وهذا نظير قول من يقول: إن لفظ الوجه إنما يستعمل حقيقة في وجه الإنسان دون وجه الحيوان والملك والجني أو لفظ العلم إنما استعمل حقيقة في علم الإنسان دون علم الملك والجني ونحو ذلك بل قد بينا أن أسماء الصفات عند أهل اللغة بحسب ما تضاف إليه ; فالقدر المشترك أن نسبة كل صفة إلى موصوفها كنسبة تلك الصفة إلى موصوفها فالقدر المشترك هو النسبة فنسبة علم الملك والجني ووجوههما إليه كنسبة علم الإنسان ووجهه إليه وهكذا في سائر الصفات والله أعلم.
== أقول: أن رأي شيخ الأسلام هنا أن لازم المذهب ليس بمذهب و هذا المعني يتفق مع قاعدة لا ينسب لساكت قول
ـ[الديواني إسلام]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 07:04]ـ
شكراً أبو عبدالله على الإضافة لكن الإشكال لازال قائماً!(/)
عدد زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام
ـ[لا تغتر]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 08:53]ـ
لماذا تزوج الرسول عليه الصلاة والسلام أكثر من أربع؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 10:46]ـ
تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كان لأمور تشريعية وأسباب إنسانية
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي يكمل تعليمه في الولايات المتحدة، وله صديق نصراني يحاول أن يوقع أخي بحيرة ويشككه في مصداقية أعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث يدعي بأن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كان يطلب من بعض الرجال أن يطلقوا زوجاتهم ليتزوج بهن هو عليه الصلاة والسلام، فهل حصل هذا وإن حصل فمن هو الرجل الذي طلق زوجته ومن هي هذه المرأة؟
وكذلك يفترون على الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه كان مزواجا؟
الرجاء التكرم بإفادتنا حتى تكون حجتنا قوية، ونستطيع أن نتعاون في نصرة ديننا الحنيف، ورد أي ادعاء بحق الرسول عليه الصلاة والسلام.
وجزاكم الله خيراً، ووضع ردكم لنا في ميزان حسناتكم.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما يقوله صديقك محض افتراء، وزور وبهتان، ولعله يقصد قصة زواجه بزينب بنت جحش رضي الله عنها، ومن المعروف أنها كانت تحت زيد بن ثابت رضي الله عنه، وقد كان يدعى زيد بن محمد، وكان زواجه منها لحكمة تشريعية وهي:
إبطال عادة التبني التي كانت سائدة في الجاهلية، وقد كان زيد يأتي النبي صلى الله عليه وسلم يشكو إليه زوجه زينب، وقد أعلم الله نبيه بأن زيداً سيطلقها وسيتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، فيرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أمسك عليك زوجك واتق الله". ولما حدثت الفرقة بين زينب وزيد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب للحكمة التشريعية وهي إبطال عادة التبني.
وأما كثرة زواج النبي صلى الله عليه وسلم، فالعجب كل العجب من أقوام ينكرون على النبي صلى الله عليه وسلم تزوجه باثنتي عشرة امرأة كانت تحته منهن عندما توفي تسع نسوة، لم يكن منهن بكر غير عائشة رضي الله عنها.
ذكر أحد العلماء أنه التقى بأحد المستشرقين فقال له المستشرق كيف تحترمون رجلا تزوج بتسع نسوة، فلم يشرح له العالم أسباب زواج النبي صلى الله عليه وسلم بهذا العدد، لأن هذا قد أعماه التعصب والحقد، فقال له وهل تحترمون أنبياء التوراة؟ قال: نعم. قال وهل تحترمون داود عليه السلام؟ قال: نعم. قال وهل تحترمون سليمان عليه السلام؟ قال: نعم. قال فإن داود كان له تسع وتسعون امرأة وأكملهن مائة، وسليمان كان له 300 زوجة و 700 جارية فلم يحر جوابا وسكت الحاقد.
وفي حياة النبي صلى الله عليه وسلم بالنسبة لزواجه ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: ما قبل الزواج.
فمن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم نشأ في بلاد حارة وهي بلاد العرب، والشباب والفتيان في هذه البلاد يبلغون الحلم مبكراً، وتكون عواطفهم فوارة وشهواتهم جامحة، فيبادرون إلى الزواج المبكر أو ينحرفون وراء شهواتهم المحرمة ينالون منها ما يطفئ ظمأهم.
ومع نشأة النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذه البلاد وهذا المجتمع، فقد سلم صلى الله عليه وسلم من هذه الأوضاع، ومكث حتى الخامسة والعشرين من عمره دون زواج ولم يعرف عنه أي انحراف، كما يعترف المستشرق (موير) فيقول: "فإن جميع المراجع متفقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم في شبابه كان مطبوعاً بالهدوء والدعة والابتعاد عن المعاصي التي كانت قريش تغترف منها".
المرحلة الثانية: مرحلة الزوجة الواحدة.
قبل زواجه صلى الله عليه وسلم عمل في التجارة للسيدة خديجة رضي الله عنها ذات الحسب والشرف، والتي كانت تكبره بخمسة عشر عاماً، ولمست منه الأمانة في التعامل، والعفة وطيب الشمائل، بعثت إليه تعرض الزواج منه، وتم هذا الزواج، وكان له منها الأولاد، إلا إبراهيم الذي كان من مارية المصرية. وعاش معها حتى توفيت رضي الله عنها، وقد تجاوز صلى الله عليه وسلم الخمسين من عمره، ولم يدر بخلده يوما أن يتزوج عليها وقد كان التعدد سائدا ومعروفاً، بل بقي وفيا لها ولذكراها يتحدث عنها وعن مكارمها، مما كانت تغار منه بعض نسائه.
المرحلة الثالثة:
(يُتْبَعُ)
(/)
حزن النبي صلى الله عليه وسلم على خديجة لما توفيت حتى سمى هذا العام عام الحزن حتى أشفق عليه أصحابه، فبعثوا إليه خولة بنت حكيم زوج عبد الله بن مظعون تحثه على الزواج، فقال لها من بعد خديجة؟ قالت: عائشة بنت أبي بكر وهو أحب الناس إليك. قال: ولكنها صغيرة، قالت: الصغيرة تنضج، قال: ومن لبنات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تنضج قالت: سودة بنت زمعة أرملة السكران بن عمرو توفي عنها بعدما عاد من الهجرة إلى الحبشة وتركها بين أهله المشركين، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما سمع الناس بأمر هذا الزواج أيقنوا أنه إنما ضمها رفقا بحالها وشفقة عليها وحفظا لإسلامها، لأنها كانت مسنة غير ذات جمال ولا مطمع للرجال فيها، وأبقى عليها زوجة واحدة مدة أربع سنوات حتى كبرت عائشة، وهذا دليل على أن التعدد الذي حدث بعد الرابعة والخمسين من عمره صلى الله عليه وسلم لم يكن لشهوة ولا للذة وإنما لأسباب إنسانية وسياسة حكيمة ولأمور تشريعية، وأما حفصة بنت عمر رضي الله عنه، فقد استشهد زوجها خنيس بن خذافة السهمي في غزوة بدر وهي في الثامنة عشرة فخاف عليها أبوها، فعرضها على أبي بكر فلم يجبه، فعرضها على عثمان وكان رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجة عثمان قد ماتت فأعرض عن عمر، فذهب عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو صاحبيه أن أحداً منهما لم يجبه بشيء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مداويا جراحه ومطيبا خاطره يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي عرض عمر رضي الله عنه حفصة دليل على حرص الصحابة على تزويج أرامل الشهداء جبرا لكسرهن وصونا لعفافهن.
والسيدة زينب بنت خزيمة الهلالية كانت أرملة عبيدة بنت الحارث ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأم سلمة هند بن زاد الراكب أرملة عبد الله بن عبد الأسد ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم استشهد في أعقاب أحد، وقد خطبها أبو بكر وعمر فأبت، فلما خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتذرت أنها غيورة، وأنها امرأة ذات عيال، وأنها مسنة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنك مسنة فأنا أسن منك، وأما الغيرة فسيذهبها الله عنك، وأما عيالك فإلى الله ورسوله، وتم الزواج، وكونه تقدم إليها بعد رفض صاحبيه دليل على انتفاء الشهوة في هذا الزواج أي كان المقصود منه حماية أرامل الشهداء، ورعاية أولادهن.
وأما زينب بنت جحش فقد تقدمت الحكمة من هذا الزواج. وهكذا كان سائر زواج النبي صلى الله عليه وسلم مواساة لمن تزوج بهن، أو لترغيب قومها في الإسلام، ولو كان للشهوة مكان في هذا الزواج لما رضي بالمسنات والأرامل، ولكان له في غيرهن طريق آخر، ولم يتزوج امرأة بكراً غير عائشة رضي الله عنها.
ولا يخفى أن قرب أبيها منه، وبذله نفسه وماله لله، وتعرضه في ذلك لكل أصناف المخاطر والتنكيل قد يكون هو السبب الأكبر في زواجه صلى الله عليه وسلم منها، وقد عاشت معه عيشة كريمة، ونقلت عنه كثيرا من أمور الدين لم يكن ليتسنى لها أن تنقل عنه ذلك لو لم تكن زوجة له صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنها وعن أبيها وعن سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[أشجعي]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 10:49]ـ
الحكم البالغة في تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
السؤال
أريد أن أعرف العدد الأقصى من الزوجات التي كانت لدى النبي صلى الله عليه وسلم في وقت واحد؟ فهل كان لديه أكثر من أربع زوجات في وقت واحد؟
وهل كن يسكن في بيت واحد في غرف مستقلة أم كن يسكن في بيوت مختلفة؟
@@@@@@@@@@@@@@
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد اختلف أصحاب السير في عدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي دخل بهن على وجه التحديد، إلا أنهم اتفقوا على أنه دخل بإحدى عشرة امرأة هن: خديجة بنت خويلد أم أبنائه وبناته الأطهار، ولم يتزوج عليها غيرها مدة حياتها حتى توفاها الله تعالى، ثم عائشة بنت أبي بكر الصديق، وسودة بنت زمعة، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وزينب بنت خزيمة، وأم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة، وزينب بنت جحش، وجويرية بنت الحارث، وأم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن صخر، وصفية بنت حيي بن أخطب، وميمونة بنت الحارث، فهذه إحدى عشرة امرأة لا خلاف بين أصحاب السير والمؤرخين أنهن زوجات للنبي صلى الله عليه وسلم قد دخل بهن.
وأكثر من اجتمع عنده من هؤلاء تسع نسوة، وهن من سوى خديجة التي ذكرنا أنه لم يتزوج عليها أحداً من النساء في حياتها، وزينب بنت خزيمة التي توفيت في حياته سنة أربع للهجرة، وليس عنده حينئذ إلا عائشة وسودة وحفصة رضي الله تعالى عنهن جميعاً.
وقد توفي صلوات الله وسلامه عليه وعنده هؤلاء النسوة التسع.
وبذلك يعلم السائل أنه صلوات الله وسلامه عليه قد كان عنده أكثر من أربع زوجات في آن واحد، وذلك من خصوصياته، فيجوز له أن يجمع أكثر من أربع في عصمته بالإجماع.
وقد ذكر العلماء لجواز ذلك له صلوات الله وسلامه عليه حكماً عديدة جليلة، نوجز لك أهمها فيما يلي:
أولاً: الحكمة التعليمية التبليغية: وبيان ذلك أن الزوجة ألصق الناس بزوجها، وأعلمهم بحاله، وأجرؤهم على سؤاله، والزوج أيضاً أبوح لزوجته، وأكثر مصارحة لها في أمور كثيرة، وخاصة فيما يستحيا عادة من ذكره، فكان من الحكمة البالغة أن تكثر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لينقلن الخاص والعام من أقواله وأحواله وأفعاله التشريعية، ويسألنه عما لا يجرؤ غيرهن على أن يسأله عنه، ثم يبلغن ذلك للأمة، وقد حصل ذلك بالفعل، ومن تصفح دواوين السنة رأى أكبر شاهد على ذلك.
ثانياً: الحكمة الاجتماعية: وبيان ذلك أن زواجه بأكثر من أربع أتاح له الفرصة لتوثيق صلته ببطون قريش العديدة، مما جعل القلوب تلتف حوله، في إيمان وإكبار وإجلالاً فقد تزوج نسوة من قريش منهن بنتا وزيريه: أبي بكر وعمر.
ثالثاً: الحكمة السياسية: وهذه تتداخل وتتقاطع في بعض الحالات مع التي قبلها، فقد أتاح له زواجه بأكثر من أربع أن جمع عنده عدداً لا بأس به من بنات القادة، مما جعل له مكانة عند أهالي تلك النساء، إذ من العادة أن الرجل إذا تزوج من قبيلة أو بطن صار بينه وبين تلك القبيلة أو البطن قرابة بالمصاهرة، وذلك بطبيعته يدعوهم لنصرته وحمايته، ولا يخفى ما في ذلك من مصلحة الدعوة.
رابعاً: حكمة إظهار كمال خلقه كما وصفه ربه جل جلاله، حيث قال في شأنه (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
وبيان ذلك أنه جمع هؤلاء النسوة اللاتي هن من بطون شتى، وقد تربين في بيئات وحالات اجتماعية متفاوتة، إضافة إلى التفاوت الكبير في أعمارهن وارتباطاتهن الأسرية قبله، فمنهن الصغيرة البكر، ومنهم الكبيرة المسنة، ومنهن ذات الولد من غيره، ومنهن من كانت زوجة لرجل غني، ومنهن من كانت زوجة لرجل فقير، وآخر أمير، وآخر دون ذلك، فاستطاع صلوات الله وسلامه عليه بفضل الله تعالى عليه، ثم بما طبعه الله عليه من كمال خلقه، ورجاحة عقله، ورسوخ علمه وحلمه، وسعة صدره، وبالغ حكمته، استطاع بذلك أن يعطي كل واحدة منهن حقها ويعاملها حسب ما يليق بها، ويتناسب مع حالها، مع تحقيق كمال العدل بينهن، واستطاع أيضاً بذلك السلوك الرفيع، وتلك الإدارة الناجحة لهذه العلاقات الزوجية المتشعبة أن يحتوي كل ما من شأنه أن يكون سبباً لتأزم تلك الحياة الزوجية، وأن يمتص كل تلك الفوارق المشار إليها آنفاً لينسجم ذلك البيت الطيب المبارك الطهور في دعة واستقرار.
هذا في الوقت الذي يعجز فيه الواحد منا - إلا من رحم الله تعالى - أن يدير إدارة ناجحة بيتاً فيه امرأة واحدة قد بذل كل جهده في اختيارها على أسس كان يرجو من خلالها أن ينسجم معها، وتنسجم معه، ناهيك عن صاحب الاثنتين أو الثلاث أو الأربع.
ولا شك أن في تعامله صلوات الله وسلامه عليه - حسبما وصفنا - الأسوة الحسنة، والنموذج الأمثل لكل زوج مع زوجته مهما كان عمرها وحالتها الاجتماعية أو الثقافية.
وخلاصة ما نقوله للسائل: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد خصه ربه جل جلاله بأن أجاز له أن يتزوج بأكثر من أربع نسوة، وقد حصل ذلك بالفعل، وأن ذلك كان لحكم بالغة، ومصالح ملموسة راجحة على خلاف ما يشيعه بعض المغرضين المضللين من أعداء الإسلام الذين يحاولون قلب الحقائق بجعلهم الدافع للنبي صلى الله عليه وسلم على التعدد هو دافع شهواني فقط، وغفل هؤلاء أو تغافلوا عن النظر في حال من تزوجهن، حيث كن نساء كبيرات السن كلهن ثيبات ما عدا عائشة رضي الله تعالى عنها.
فلو كان الدافع دافعاً شهوانياً بحتاً لتزوج الفتيات الأبكار التي كان يرشد إليهن غيره، حيث قال لجابر مثلاً: "هلا تزوجت بكراً تلاعبها وتلاعبك" والحديث في الصحيحين وغيرهما.
ويقول أيضاً: "عليكم بالأبكار، فإنهن أعذب أفواهاً، وأنتق أرحاماً، وأرضى باليسير" رواه ابن ماجه وغيره.
فهو يعلم مكانة الأبكار من منظور الشهوة، ولكنه له أهداف أخرى نبيلة غير ذلك.
وأما سؤالك هل كانت أولئك النسوة يسكن في بيت واحد ...
فالجواب أن كل واحدة منهن كانت تسكن في حجرة مستقلة، وكانت حجرهن لاصقات بالمسجد النبوي الشريف، ولم يكن لواحدة منهن بيت مستقل.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لا تغتر]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 11:33]ـ
جزاك الله خيراً، هل الظاهرية يجوزون الزواج بتسعة (مثنى وثلاث ورباع) = 9؟
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[09 - Feb-2009, صباحاً 01:14]ـ
ما العدد الصحيح لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، إذا صح أنه تزوج غير الإحدى عشرة امرأة المتفق عليهن؟(/)
قاعدة:"المعاملة بنقيض القصد" هل تنطبق على هذه الصورة؟؟
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 10:11]ـ
امرأة استعملت حبوباً لإنزال الحيض حتى لا تصلي, بسبب وجود مناسبة زواج وتخشى على التسريحة والمكياج؟؟
فهل نقول: تعامل بنقيض قصدها وتصلي؟
وهذا مستحيل طبعاً للإجماع!!
ولماذا انخرمت القاعدة هنا عن غيرها من التطبيقات؟؟
وهل لهذه القاعدة ضوابط بحيث يمكن تخريج مثل هذه المسائل عليها؟؟
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 10:47]ـ
؟؟؟؟؟؟؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 11:12]ـ
امرأة استعملت حبوباً لإنزال الحيض حتى لا تصلي, بسبب وجود مناسبة زواج وتخشى على التسريحة والمكياج؟؟
فهل نقول: تعامل بنقيض قصدها وتصلي؟
وهذا مستحيل طبعاً للإجماع!!
ولماذا انخرمت القاعدة هنا عن غيرها من التطبيقات؟؟
وهل لهذه القاعدة ضوابط بحيث يمكن تخريج مثل هذه المسائل عليها؟؟
لم تنخرم القاعدة هنا أخي الفاضل، لأنها في مقابل نص شرعي، فلا تقوى على مخالفته، وإن كان ظاهرا فقط أنها انخرمت، لكن لا نقول بذلك لأنها قاصرة عن أن تنافس أو يستند عليها في مقابل نص شرعي صريح.
ويمكن أن يلحق بهذه القاعدة قاعدة (من استعجل شيء قبل أوانه عوقب بحرمانه).
فلا تزيد هذه المرأة على أن تكون قد عصت الله سبحانه وتعالى بتأخير الفرض بغير عذر عن وقته، فإن شاء غفر وإن شاء عذب.
حفظنا الله ونسائنا من اتباع وساوس الشيطان.
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 11:27]ـ
جزاك الله خير أخي-السكران-:
فما رأيك في كثير من الناس الذين يلبسون الخف لإسقاط الغسل عن القدم فهل يعاملون بنقيض القصد كذلك لأنهم تحايلوا على إسقاط واجب وهو الغسل؟؟
أم ماذا؟؟
وزادنا الله وإياكم علماً وتقى
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 11:41]ـ
جزاك الله خير أخي-السكران-:
فما رأيك في كثير من الناس الذين يلبسون الخف لإسقاط الغسل عن القدم فهل يعاملون بنقيض القصد كذلك لأنهم تحايلوا على إسقاط واجب وهو الغسل؟؟
أم ماذا؟؟
وزادنا الله وإياكم علماً وتقى
يلبس الخف لإسقاط الغسل!!!
حقيقة يا أبا برهومي ومنك ألتمس المعذرة لم أستطع استيعاب الكلام، هل يترك الغسل بالكلية، أم يغتسل لبدنه ويمسح على قدميه؟
وإن كان المراد غسل بدنه ومسح قدميه، فما هذا العجز، أيخلع ملابسه كلها ويتجرد منها، ولا يقدر على خلع خفه وجواربه؟
إن كان كذالك فهنا نقول: هذا الغسل غير معتبر، ولا يعتد به. لعدم توفر شروطه الكاملة، إلا إن كان هنالك عذر شرعي يستدعيه لبس الخف وعدم خلعه.
أما إن كان المراد عدم الغسل بالكلية، فهذا تخبط وهلكة نسأل الله العافية من حاله.
ومسألتك أخي أبا برهومي تشبه من سافر لكي يفطر ويترك الصوم.
وعلى كلٍ أخي الكريم (إنما الأعمال بالنيات)، فالله هو من يعلم خافية الصدور.
ويريدون الفلاح والتوفيق والعز والنصرة، لا والله ما هكذا تنال، أعط الله وقدم له يعطيك ويكرمك.
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 01:00]ـ
أخي: السكران التميمي, معذرة قد أكون لم أعط العبارة حقها!!!
مقصدي-وفقك الله- يلبس الخف لإسقاط غسل القدم في الوضوء حتى يكتفي بالمسح فقط, إما للعجز عن غسلها, أو لبرودة الجو .. ونحو ذلك
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 11:04]ـ
قد تنطبق على هذه المسألة من أكل ثومًا أو بصلاً لئلا يحضر الجماعة.
لكني أسأل عن حقيقة وجود مثل هذه الحبوب أخي الفاضل، أهي حقًا موجودة؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 11:10]ـ
قد تنطبق على هذه المسألة من أكل ثومًا أو بصلاً لئلا يحضر الجماعة.
لكني أسأل عن حقيقة وجود مثل هذه الحبوب أخي الفاضل، أهي حقًا موجودة؟
أتقصد أخي حبوب (أقراص أو كبسولات) للثوم أو البصل؟
إن كان كذلك؛ فنعم هناك حبوب تباع لهذه النباتات ولغيرها الكثير. وعلى كلٍ هي أخف بكثير في الرائحة من النبات الأصلي.
هذا ما فهمته من سؤالك.
نسأل الله أن يمكن الدين والخوف منه سبحانه في قلوب الناس. آمين
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 10:09]ـ
أتقصد أخي حبوب (أقراص أو كبسولات) للثوم أو البصل؟
إن كان كذلك؛ فنعم هناك حبوب تباع لهذه النباتات ولغيرها الكثير. وعلى كلٍ هي أخف بكثير في الرائحة من النبات الأصلي.
هذا ما فهمته من سؤالك.
نسأل الله أن يمكن الدين والخوف منه سبحانه في قلوب الناس. آمين
(ابتسامة عريضة).
أقصد هذه - رعاك الله-:
امرأة استعملت حبوباً لإنزال الحيض حتى لا تصلي, بسبب وجود مناسبة زواج وتخشى على التسريحة والمكياج؟؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 10:19]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
لا حول ولا قوة إلا بالله
:):):)
(ابتسامة) (ابتسامة) (ابتسامة)(/)
هل عُجلت لنا طيباتنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[09 - Feb-2009, صباحاً 02:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
كنت أستمع لمحاضرة لأحد المشايخ, فذكر أثرا عن عبد الرحمن بن عوف 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وكيف أنهم أتوه بطعام فنظر الى الطعام وقال أن حمزة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قُتل وما وجدوا حتى ما يكفنوه به, وقتل مصعب بن عمير 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ولم يجدوا أيضا ما يكفونه به, فإن غطوا رأسه ظهرت قدميه وإن غطوا الأقدام ظهر الرأس,
فدفع بالطعام وجعل يبكي وقال أخشى أنه قد عُجلت لنا طيباتنا,
فوقفت وقفة المتأمل لحالنا,
المائدة لا تحوي صنفا بل أصنافا, وبعض قليلي الدين يرمون الطعام الزائد,
وبعض السخيفين يتحججون أنهم لا يأكلون (البايِتْ!!) فيلقونه في المهملات,
المهم,
نأكل أحسن الطعام ونلبس أحسن الثياب, والواحد منا له فوق العشرة أثواب أو أكثر,
نِعَمٌ عديدة,
وهذا أحد المبشرين بالجنة يخشى أن طيباته قد عُجلت له من صنف أو صنفين-إن صح الأثر-,
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لعمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النصارى أن هؤلاء قد عجلت لهم طيباتهم لأن الله قد فتح عليهم والرسول بأبي هو وأمي متكئ على الحصير,
فأحوالنا عجيبة خطيرة لعل الكثير منا في أحيان كثيرة يغيب عنه سبب خَلقه, لأن الدنيا تأخذنا بعيداً وما قل وكفى خير مما كثر وألهى,
فهل عجلت لنا طيباتنا؟
والله المستعان.
ـ[أشجعي]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 09:00]ـ
للرفع
ـ[أشجعي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 12:53]ـ
للرفع
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 11:35]ـ
أثابك الله أخي أشجعي وغفر لك، ورضي الله عن الصحابة الأخيار الأبرار، وغفر الله لنا الذنب والسرف، ورزقنا الفردوس الأعلى.
ـ[أشجعي]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 06:31]ـ
بارك الله فيك شيخي, وشاكراً لك دعائك.
مما زاد توتري أيضا سماعي لدرس للشيخ علي القرني وعنوان محاضرته "النعيم لا يُدرك بالنعيم".(/)
من يعرف أي شيء عن هؤلاء العلماء و طلبة العلم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Feb-2009, صباحاً 10:17]ـ
أكتب كل ما تعرف: (نسبه، مولده، مشايخه، طلابه، ولايته، عناوينه و لو بصورة عن طريق جوجل لموقع مسجده و بيته، دروسه العامة، دروسه الخاصة)
1 - الفقيه عبد الله بن عقيل
2 - الفقيه عبد الله بن غديان
3 - الفقيه عبد الله بن جبرين
4 - الفقيه عبد الرحمن البراك
5 - الفقيه صالح الفوزان
6 - الفقيه عبد الرحمن العمر
7 - الفقيه عبد العزيز الراجحي
8 - الفقيه عبد العزيز القاسم
9 - المحدث عبد الكريم الخضير
10 - المحدث عبد الله السعد
11 - اللغوي ناصر الطريم
12 - اللغوي محمد المفدى
13 - المؤرخ صالح العصيمي
14 - الفقيه عبد الله الغنيمان
15 - المحدث عبد المحسن العباد
16 - المقرئ علي الحذيفي
17 - اللغوي ابن عوف كوني
18 - الفقيه عبد الرحمن العياف
19 - المحدث عبد الوكيل الهاشمي
20 - المحدث عبد العزيز الزهراني
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 06:36]ـ
يبدو أنني سأضطر للبداية في شرح هذا المتن!
الشيخ الفقيه عبد الله بن عقيل من آل عقيل أهل عنيزة المنسوبين للأنصار
ولد سنة 1335 في عنيزة
من تلاميذ السعدي و ابن إبراهيم و القرعاوي و غيرهم
من تلاميذه ابن قاسم و التويجري و السعد و العصيمي و العسكر و غيرهم
كان رئيس مجلس القضاء الأعلى في السعودية قبل الشيخ ابن لحيدان
يسكن في حي الهدى في الرياض قرب تقاطع شارع الملك خالد مع شارع عبد الله بن حذافة السهمي
يجلس للتدريس بعد كل صلاة و بعد الضحى في قراءة خاصة لكل تلميذ بمفرده
و تقام له دروس عامة أحياناً في جامع نورة بنت عبد الله في النخيل أو في بيته
سأتوقف هنا و من استطاع أن يكمل شرح المتن! على هذا المنوال فليفعل لكي يستطيع من يرغب في طلب العلم عليهم الوصول إليهم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 07:12]ـ
عبدالوكيل الهاشمي ليس محدثا , لكنه مسند
والله أعلم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 08:42]ـ
الفقيه عبد الله بن غديان من آل غديان أهل الزلفي المنسوبين لبني تمتم
ولد سنة 1345 في الزلفي
من مشايخه ابنا إبراهيم
من طلابه ابن قاسم
عضو اللجنة الدائمة و هيئة كبار العلماء في السعودية
يسكن في المعذر قرب التقاء شارع العروبة مع شارع تركي بن عبد العزيز الأول
له دروس عامة في جامع عبد الله بن عبد الرحمن قرب بيته و في جامع الراجحي الجديد و في مؤسسة الدعوة بعد العشاء ليلة السبت و الثلاثاء و الأربعاء و جل دروسه في الأصول و القواعد الفقهية و المقاصد الشرعية
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 08:47]ـ
الفقيه عبد الله بن جبرين من آل جبرين أهل شقراء المنسوبين لبني زيد
ولد عام 1352 في القويعية
من مشايخه ابن إبراهيم
من طلابه الحميد و السعد و السدحان
عضو الإفتاء المتقاعد
يسكن في حي شبرا قرب جامع الراجحي و له دروس فيه و في مسجد البرغش بقرب بيته طوال الأسبوع جل دروسه في علوم المقاصد
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 11:26]ـ
البراك سبيعي والفوزان دوسري والعمر دوسري والراجحي من بني زيد والسعد مطيري والمفدى ظفيري والعباد عنزي والحذيفي شمراني.
وكلهم لآدم.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 01:32]ـ
جزى الله خيراً كل من أصاف للموضوع و ننتظر المزيد من التفاصيل
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 08:35]ـ
الفقيه عبد الرحمن البراك من آل براك أهل البكيرية المنسوبين لسبيع
ولد عام 1352 في البكيرية
من مشايخه ابن إبراهيم و ابن باز و العراقي و غيرهم
من طلابه المنجد و غيره
من مشايخ جامعة الإمام المتقاعدين
يسكن في حي الملز قرب تقاطع شارع أبي عبيدة مع شارع علي بن أبي طالب
له دروس في مسجد الخليفي قرب بيته و درس في جامع أم إبراهيم الذياب في حي المنصورة جل دروسه في علوم المقاصد
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 08:43]ـ
الفقيه صالح الفوزان من آل فوزان أهل الشماسية المنسوبين للدواسر
ولد عام 1354 في الشماسية
من مشايخه ابن حميد و ابن باز و الشنقيطي و العقلا و قد أدرك الشيخ ابن إبراهيم و لا أدري هل قرأ عليه أو لا
من طلابه المنجد و غيره
عضو اللجنة الدائمة و هيئة كبار العلماء
يسكن في حي الفيحاء
(يُتْبَعُ)
(/)
له دروس في جامع متعب بن عبد العزيز ف يالملز و جامع الحماد في الفيحاء جل دروسه في علوم المقاصد
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 04:11]ـ
نبذة من سيرة الشيخ الدكتور عبدالكريم الخضير حفظه الله
* اسمه: عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير.
* مكان وتاريخ الولادة: ولد في بريده سنة 1374هـ.
* عمله: عضو هيئة التدريس في قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض الى أن تقاعد تقاعدا مبكرا في 27/ 8/1424 هـ،وفي يوم 19/ 2/1430 صدر الأمر الملكي بتعيين الشيخ حفظه الله عضوا في هيئة كبار العلماء.
* شيوخه:
* في القصيم:
1 - الشيخ مبارك بن حسن الراجح رحمه الله.
2 - الشيخ إبراهيم بن محمد المشيقح حفظه الله.
3 - الشيخ محمد ذاكر حفظه الله.
4 - الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله.
5 - الشيخ صالح بن أحمد الخريصي رحمه الله.
6 - الشيخ صالح السكيتي رحمه الله.
7 - الشيخ علي الضالع رحمه الله.
8 - الشيخ محمد بن علي الروق رحمه الله.
9 - الشيخ فهد بن محمد بن حمود المشيقح حفظه الله.
* في الرياض:
1 - الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان حفظه الله.
2 - سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله.
3 - الشيخ فهد بن حمين الفهد الحمين رحمه الله.
4 - الشيخ عبد الرحمن السد حان حفظه الله.
5 - الشيخ عبد العزيز الداود حفظه الله.
6 - الشيخ عبد العزيز الفالح حفظه الله.
7 - الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم حفظه الله.
* مؤلفاته:-
1 - الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به (مطبوع).
2 - تحقيق النصف الأول من فتح المغيث للسخاوي (مطبوع).
3 - تحقيق الرغبة شرح النخبة (مطبوع).
4 - شرح قصب السكر (مخطوط).
5 - شرح الورقات (مخطوط).
6 - شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح (مخطوط).
- وله تعليقات و تنبيهات على أمهات الكتب والشروح من كتب التفسير والحديث
والعقيدة وغيرها.
تعريفه:-
هو عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير يكنى بأبي محمد من مواليد بريده سنة 1374 هـ ويبلغ من العمر الآن قرابة الخمسين أمد الله في عمره على الطاعة .. قرأ القران على مقرئ في الصبا اسمه مبارك بن حسن الراجح ثم قرأ على الشيخ إبراهيم بن محمد المشيقح ثم في سنة 1385 هـ قرأ على فضيلة الشيخ محمد ذاكر قسما كبيرا من القران وحفظ عليه البقرة وال عمران ,,,
دراسته النظامية:-
دخل المدرسة الابتدائية سنة 1381 هـ ثم تخرج منها سن1386 هـ على اثرها دخل المعهد العلمي في بريده سنة1387 هـ وتخرج فيه سنة 1393 هـ ثم التحق بعدها بكلية الشريعة بالرياض في السنه نفسها وتخرج فيها سنة 1397 هـ على إثرها عين معيدا بكلية اصول الدين في قسم السنة وعلومها ثم واصل وتابع الدراسه العليا فحصل على درجة الماجستير سنة 1402هـ وكانت رسالته بعنوان (الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به). ثم بعد ذلك في سنة 1407هـ حصل على شهادة الدكتوراه وكانت رسالته بعنوان (تحقيق النصف الأول من فتح المغيث بشرح الفية الحديث للحافظ محمد بن عبدالرحمن السخاوي) عين على اثرها أستاذا مساعدا في قسم السنه وعلومها بكلية اصول الدين وعمل بها استاذا مساعدا الى أن تقاعد تقاعدا مبكرا في 27/ 8/1424 هـ وهو ابن خمسين سنة، وفي يوم 19/ 2/1430 صدر الأمر الملكي بتعيين الشيخ حفظه الله عضوا في هيئة كبار العلماء.
طلبه للعلم:-
في سنينه الأولى قرأ على الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله مبادئ العلوم (ثلاثة الاصول - واداب المشي إلى الصلاة - وزاد المستقنع وكتاب التوحيد) وغيرها
من المتون في أصول العلم .. ثم قرأ ولازم صاحب الفضيله الشيخ صالح بن احمد الخريصي رئيس محاكم القصيم في وقته رحمه الله ثم انتقل إلى الرياض فقرأ على الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الغديان في أصول الفقه والقواعد الفقهيه وعلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله في (الفرائض وفي تفسير ابن كثير وفي سنن الترمذي) وغيرها من الكتب وقد لازمه وقرأ عليه في المسجد وفي بيته رحمه الله .. ثم بعد تخرجه من كلية الشريعة وفي السنة التمهيدية تفرغ لجرد المطولات وقراءتها والتعليق عليها واستخراج مكنوناتها فقد قرأ حفظه الله في كتب التفسير والحديث وكتب العقائد وقد قرأ
(يُتْبَعُ)
(/)
أيضا في كتب الفقه والتاريخ والأدب ,,,
ثم قرأ على الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم أوائل شرح البخاري للحافظ بن حجر وأما بالنسبة لشيوخه في المعهد العلمي في بريده فمنهم الشيخ صالح السكيتي والشيخ على الضالع والشيخ محمد الروق رحمهم الله والشيخ فهد بن محمد المشيقح حفظه الله وغيرهم!
,,,
وأما بالنسبة لشيوخه الذين تتلمذ على يديهم في كلية الشريعة فنذكر منهم الشيخ فهد الحمين والشيخ عبد العزيز الداود والشيخ عبد العزيز الفالح والشيخ عبدالرحمن السد حان حفظهم الله وغيرهم من العلماء والمشائخ ,,,
* كما يتجلى حرص الشيخ حفظه الله على طلب العلم من خلال مكتبته العلمية العامرة بأصناف الكتب والمخطوطات تعد مرجعا لكثير من الباحثين.
مشاركا ته العلمية:-
للشيخ مشاركات علميه كثيرة من خلال إشرافه على الرسائل المقدمة لنيل درجة الماجستير والدكتوراه في قسم السنة وعلومها , ومن خلال دوراته العلمية المتنوعة والتي تم تسجيل كثير منها ومن ذلك (شرح كتاب الصيام من زاد المستقنع- وكتاب الحج من الكتاب نفسه- وشرح حديث جابر في الحج- وشرح نخبة الفكر ونظمها- وشرح الورقات ونظمها) وشروح كثيرة وأكثرها مسجل ولله الحمد.
ولقد شارك الشيخ في دورات علمية في كثير من أنحاء المملكة.
* كما أن للشيخ أيضا مشاركات إذاعية في إذاعة القرآن الكريم وهي:
* أول هذه البرامج لقاء في موكب الدعوة تحدث فيها عن حياته العلمية والعملية اجرى هذا اللقاء الاستاذ محمد المشوح أذيع سنة 1420هـ.
* كما أن له ثلاثون حلقة في فقه الصيام نشر في رمضان سنة 1421هـ.
* كما أن له أيضا درس أسبوعي في الإذاعة نفسها في شرح مختصر صحيح البخاري للزبيدي.
* كما أن له ثلاثون حلقة في الهدي النبوي في رمضان أذيع سنة 1423هـ.
*كما أن له ثلاثون حلقة في الشمائل النبوية أذيع في رمضان سنة 1424هـ.
*كما أن له ثلاث عشرة حلقة في فقه الامام البخاري في الحج أذيع في موسم الحج سنة 1424هـ.
* كما أن له لقاءات في الاذاعة نفسها حول مكتبة طالب العلم.
*كما أنه يجيب عن اسئلة المستمعين في اذاعة القرآن ويبث كل يوم جمعة في الرابعة عصرا.
دروسه:
للشيخ دروس علميه متفرقة على فترات في أكثر أيام الأسبوع وقد قرأ عليه حفظه الله في دروس سابقة كثير من المتون والشروح العلمية منهاما أتم كاملا ومنها ما قرأ بعضها نذكرها بإيجاز:
(شرح الورقات للمحلي , القلائد العنبرية في شرح المنظومة البيقونية , خلاصة الكلام , التعليقات السنية على العقيدة الواسطية لابن سعدي , التوحيد لابن خزيمة , مختصر قواعد ابن رجب لابن سعدي , شرح علل الترمذي , فتح الباري , ألفية الحديث , البلبل في أصول الفقه , الباعث الحثيث , قصب السكر , الموطأ , مسند الإمام أحمد , المنتقى للمجد ابن تيمية , فتح المجيد , كتاب التوحيد , تيسير العزيز الحميد , قرة عيون الموحدين , الآجرومية , أخصر المختصرات , المفهم شرح
مختصر صحيح مسلم للقرطبي , الموقظة للذهبي , فتح المغيث , الكافي لابن قدامة , ثلاثة الأصول , الأربعين النووية، الدرر السنية، تفسير الجلالين , تفسير ابن كثير) ...
وأخيرا حفظ الله الشيخ وأمد في عمره و نفع الإسلام والمسلمين بعلمه ووفقه لكل خير وحفظه من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
عنوان الشيخ:
المملكة العربية السعودية ... الرياض .. حي السلام.
هاتف جوال / 00966553494441
المكتب هاتف / 0096612355522
المكتب فاكس / 0096612355533
ص. ب (124938) الرمز البريدي (11771)
المصدر:
http://www.khudheir.com/seera(/)
سؤال عن الطهارة وآخر عن التوبة بارك الله فيكم
ـ[ايمان نور]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 04:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
اختلفت أنا وأحد الإخوة حول مسألتين
السؤال الأول بخصوص الطهارة
هل من المحال نزول المنى بسبب التفكير فى الجماع وإرادته سواء للبكر أو المرأة والمتزوج والعازب؟
ما أعلمه أن مايميز المنى على المذى الخروج بشهوة يعقبها فتور - أقصد فى حالة الفكر - والأخ ذكر أن الفكر لا يخرج إلا مذياً فلم إذا يشرح لنا العلماء الفرق بينهما بذكر الرائحة المميزة للأول واللون والسمك إلخ!!
فأفيدونا رحمكم الله
السؤال الثانى
يقول الأخ أن من تاب من ذنب ثم تكرر منه حبطت توبته وإن تحققت شروط التوبة
وأنا أفهم أن من تاب وحقق شروط التوبة من ندم وعزم وإصلاح ورد المظالم إن تكرر الذنب لا تحبط التوبة الأولى بل يحسب له الذنب الجديد فقط
واستشهد الأخ بكلام لابن القيم فى الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي
وبقول الله تعالى
إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
واستشهد أخيرا بمقطع لحسنين يعقوب
http://www.is*******.com/musicvideo.php?vid=66139c67d
بالنسبة لكلام ان القيم فهمت أنا أنه يتحدث على من يتكل على رحمة الله ويغتر بمغفرته وعفوه - أى لا يحقق شروط التوبة -
والآية أكتفى بما قرأته من تفسير العلماء كابن كثير فذكروا أن المقصود أن كل ذنب يقترفه العبد سواء عمدا أو بغير عمد هو جهالة منه
والمقطع على مايبدو أيضا يتحدث عن الإستهتار أو الأشخاص الذين يعبدون رمضان
فأفيدونا بارك الله فيكم ونفعنا بكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
...
ـ[البادع]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 11:11]ـ
السلام عليكم
اخي ايمان نور
كما هو معلوم بأن المذي يخرخ عند الشهوة أو التفكير
والمني يخرج عند الأحتكاك والملامسة الذكر لأن المني ليس متوفر عند التفكير لانه يجمع من أعضاء الجسم من الركبتين والرقبه والظهر وغيرها وهذه معروفه طببيا
وخروج المذي قبل المني هو تطهير المجرى وجعل حمايه للمجري بعدم إلتصاق المني بالمجري
والله اعلم
واما بالنسبه للتوبة
هذا الرابط مفيد وفيها مسألتك
http://www.almenhaj.net/Report.php?linkid=6916
ـ[ايمان نور]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 12:50]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،ن
بارك الله فيك وجزاك عنّا الجنة أخى الكريم
ـ[ايمان نور]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 12:55]ـ
أخى هل لك أن تشرح لنا تلك الفتوى بارك الله فيك
وذكر فيها نزول المنى بالتفكير
http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=63268&Option=FatwaId
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 01:00]ـ
لأن المني ليس متوفر عند التفكير لانه يجمع من أعضاء الجسم من الركبتين والرقبه والظهر وغيرها وهذه معروفه طببيا
لا علاقة أخي الكريم للطب بكلامك ..
مع احترامي لك,,
فمني الرجل يتخلّق من غدد كثيرة موزعة
في الخصيتين وهي الحويصلات المنوية .. وليس من الجسم والركبة .. إلخ!
كما أن المني قد يخرج عند دون احتكاك كما في الاحتلام ..
والله الموفق
ـ[ايمان نور]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 04:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هذا ماجاء فى الاربط لأنه لا يعمل
وأرجو التوضيح هل يخرج بالفكر أم لا وجزاكم الله الجنة
لدي صديقة كانت مخطوبة في شهر رمضان وهي محترمة ومتدينة وعلى خلق، ولكن ذات مرة فكرت بخطيبها وشعرت بنزول شيء منها وقد حاولت أن تمنع نفسها من التفكير بالصلاة وإلهاء نفسها دون جدوي، وقد تطهرت بعدها ولكنها الآن متزوجة وتبكي بشدة وبحالة نفسية صعبة وخائفة من غضب الله أن تكون قد فطرت برمضان عندما فكرت بخطيبها ونزل منها شيء، وهي تبكي بحرقة وألم ونادمة، مع العلم بأنها حاولت وحاولت أن تمنع نفسها بالتفكير، وعندما سألت شيخا بالمدرسة قال إنها أفطرت عمدا ويجب أن تصوم 60 يوما، وقررت إرسال هذا السؤال، وأرجو منكم تمدوني بالإجابة؟ وجزاكم الله كل الخير عنا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجمهور أهل العلم على أن خروج المني أو المذي بسبب التفكير لا يؤثر على صحة الصيام، كما سبق في الفتوى رقم: 55918 ( http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=55918)، والفتوى رقم: 56240 ( http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=56240).
وعليه، فالأخت المذكورة صومها صحيح على الراجح من كلام أهل العلم ولا تلزمها كفارة مطلقاً، لكن ينبغي لها أن تبتعد عن كل ما يثير الشهوة خصوصاً أثناء الصوم والصلاة التي ينبغي الحرص فيها على الخشوع، وقد بينا ما يعين على ذلك في الفتوى رقم: 9525. ( http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=9525)
وإذا ترتب على هذا التفكير خروج مذي أو مني أثناء الصلاة فقد بطلت، ووجب الغسل بالنسبة لخروج المني أما المذي فهو ناقض للوضوء ونجس، وراجعي الفتوى رقم: 50096. ( http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=50096)
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ايمان نور]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 05:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أفيدونا بارك الله فيكم ...
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 06:29]ـ
لا مانع من خروج المني عند شهوة عالية ..
لكنه لا يوجب الغسل إلا إذا كان بدفق
ـ[ايمان نور]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 10:22]ـ
لا مانع من خروج المني عند شهوة عالية ..
لكنه لا يوجب الغسل إلا إذا كان بدفق
جزاك الله الجنة على الإفادة والرد
إذا يميزه الدفق والشهوة العارمة إن كان بالتفكير فلا يعد مذيا
بارك الله فيكم ونفعنا بكم ..
ـ[ابو جندل المغربي]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 03:16]ـ
اذا كان المني يخرج عند التفكير في الجماع فمتى يخرج الودي ارجوا التفصيل في هذه المسالة جزاكم الله خيرا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 07:03]ـ
نعم إذا خرج بدفق وعن شهوة لا عن مرض أو برد
فهو منيّ , ولكن هذا من الندرة بمكان
والله أعلم
ـ[حمد]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 07:16]ـ
http://209.85.129.132/custom?q=cache:kjGZNUELYawJ:ww w.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php%3Fattachmentid% 3D59921%26d%3D1221762562+%D8%A 7%D9%84%D9%88%D8%AF%D9%8A&hl=ar&ct=clnk&cd=19&gl=sa&inlang=ar&client=pub-5610395403523893
وأما الودي فهو ماء أبيض خاثر يخرج بإثر البول
ـ[ايمان نور]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 04:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
جزاكم الله عنّا خيرا ونفعنا بكم ..
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 08:13]ـ
لا علاقة أخي الكريم للطب بكلامك ..
مع احترامي لك,,
فمني الرجل يتخلّق من غدد كثيرة موزعة
في الخصيتين وهي الحويصلات المنوية .. وليس من الجسم والركبة .. إلخ!
كما أن المني قد يخرج عند دون احتكاك كما في الاحتلام ..
والله الموفق
أخى الحبيب:
وماذا عن آية ((يخرج من بين الصلب والترائب))
علماً بأن المتزوج حديثاً إذا أسرف في الجماع يشعر ببعض الألم في ظهره.
هذا في عجالة ولي عودة.(/)
نصيحة الشيخ عبدالعزيز بن فوزان الفوزان -حفظه الله- إلى من ابتلي بفتنة التجريح
ـ[أبو عبيدالله الأثري]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 07:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة الشيخ عبدالعزيز بن فوزان الفوزان -حفظه الله- إلى من ابتلي بفتنة التجريح
المقطع المرئي:
الجزء الأول ( http://www.*******.com/watch?v=hV11kTORwuo): http://www.*******.com/watch?v=hV11kTORwuo (http://www.*******.com/watch?v=hV11kTORwuo)
الجزء الثاني ( http://www.*******.com/watch?v=NsZ2J2BgENg): http://www.*******.com/watch?v=NsZ2J2BgENg (http://www.*******.com/watch?v=NsZ2J2BgENg)
التفريغ:
السؤال:
فِيهِ مَجْمُوعَةٌ مِنَ المَشَايِخِ –جَزَاهُمُ الله ُخَيْرًا - فِي هَذِهِ الْبِلادِ يَجْتَهِدُونَ فِي أَمْرِ الدَّعْوَةِ، وَأَيْضاً دُعَاةٌ بِاللُّغَةِ الهُولَنْدِيَّة يَعْمَلُونَ عَلَى نَشْرِ هَذِه الدَّعْوَةِ المبُاَرَكَةِ، إِلَّا أَنَّ هُنَاكَ إِخْوَةٌ –حَقِيقَةً- يَطْعَنُونَ فِيهِم تَحْتَ شِعَارِ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيل، تَحْتَ شِعَارِ السَّلَفِيَّةِ، فَكَلامٌ فِي هَذَا المَوضَوع -أَكْرَمَكَ الله-.
جواب الشيخ عبدالعزيز بن فوزان الفوزان –حفظه الله-:
الله ُالمُسْتَعَان، هَذَا –يَا أَخِي- مِنَ البَلاءِ العَظِيمِ الَّذِي تَعِيشُهُ أُمُةُ الإِسْلام، لَيْسَ عِنْدَكُمْ فَقَطْ في بِلادِ الأَقَلِّيَاتِ المُسْلِمَة، بَلْ حَتَّى فِي بِلاِد المُسْلِمِينَ، والنَّبِيُّ صَلَى الله ُحَذَّرَنَا مِنْ هَذَا وَقَالَ: (إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ العَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ)، جَزِيرَةُ العَرَبِ التَّي انطَلَقَ مِنْهَا الإِسْلام لا يمكن أن تعود كافرة مشركة، وأن تشرك الشرك كما كان، لكن -بكل أسف- سيبقى التحريش بين أهل الإسلام، وهي أنموذج لغيرها من بلاد المسلمين لأنها منطلق الرسالة وهي رمز الإسلام إلى قيام الساعة، أيضاً النبي عليه الصلاة والسلام قال: سألت ربي ثلاثاً في الحديث المشهور لما رجع من إحدى الغزوات واستقبل القبلة فأخذ يدعو دعاءاً طويلاً، فسأله من معه: ماذا كنتَ تدعو يا رسولَ الله فقال: سألت ربي ثلاثاً، فأعطاني اثنتين ومنعني الثالثة، سألت ربي أن لا يهلك أمتي بسنة عامة -أي بعذاب الإستئصال الشامل- فأعطانيها، وسألته أن لا يسلط عليهم عدوهم فيهلكهم فأعطانيها، قال: حتى يكون الذي يهلك بعضهم بعضا ويقتل بعضهم بعضا وهذه الثالثة التي مُنعها، وفي بعض الروايات، سألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها، وهذا الحديث هو حقيقة من باب التحذير الشديد من الإختلاف بين أهل الإسلام وتنازعهم وصراعهم وإفساد بعضهم على بعض، وهذا ما جاء التأكيد عليه في آيات كثيرة من كتاب الله، الله عز وجل يقول: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ? وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} ولا يجوز أن يكون بين الأخ وأخيه شحناء وبغضاء وتهاجر وتدابر فضلا على أن يسعى للكيد له وتشويه سمعته وتلويث صورته والحط من قدره أو الطعن في مقصده ونيته، نعم لسنا معصومين قد نُخطئ في كثير من اجتهاداتنا وأعمالنا، يجب أن نتناصح، نتعاون على البر والتقوى وأن نتناهى عن الإثم والعدوان، أن نتواصى بالحق وبالصبر، كما قال عز وجل: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} لكن ليس أن يطعنا بعضنا ببعض ويحاول بعض أن يشوه صورة بعض، ولهذا قال عز وجل: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ? كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} وقال: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ? وَاصْبِرُوا ? إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} والآيات في هذا الباب كثيرة، وقال: {إِنَّ هَ?ذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}، كلٌُّ هذا تحذير من الشقاق بين أهل الإسلام لأن أقل مافيه أن أوقاتهم ستذهب في كيد
(يُتْبَعُ)
(/)
بعضهم لبعض وستُشغل أيضا أخاك عن ماهو أنفع وأصلح للأمة حتى يرد عليك أو يبرئ نفسه مما اتهمته به ورميته به من الباطل –والعياذ بالله-، وإني والله لأعجب أشد العجب من هذه الفئة التي أشرت إليها وهم يزعمون أنهم سلفيون وأنهم حريصون على الدفاع عن الدين وعن العقيدة الصحيحة وهم والله مفسدون مفسدون، شعروا بهذا أم لم يشعروا، حقيقة. أنا أعجب لهم كيف يقضون ليلهم ونهارهم ويعصرون أفكارهم ويُذهبون أوقاتهم في الطعن بفلان والكيد لفلان ونشر عوار فلان وقد تجد كثيراً من هؤلاء بكل أسف حينما يجد خطأ من أحد العلماء أو الدعاة أوطلاب العلم يفرح -والعياذ بالله- بهذا الخطأ، وربما قال بعضهم لبعض أسرعوا بنشره قبل أن يتراجع فلان -إلى هذه الدرجة- مما يدل على أنهم لم يُريدوا وجه الله عز وجل، إنما أرادوا إسقاط هذا الإنسان وتشويه سمعته حسداً وبغيا –والعياذ بالله-، ثم تجد –يعني- بسبب هذا الحسد والجهل الذي عندهم، تجد انهم إذا وجدوا خطأ أو اجتهادا غير موّفق أخذ يمطط هذا الخطا ويمدده ويبسطه وينفخ فيه حتى يجعل من الحبة قبة ومن الصغير كبيرا، وحتى يُجرد هذا العالم أو هذا الداعية من كل خير ويسمه بكل رذيلة وشر –والعياذ بالله- والله عز وجل قال حتى عن الكفار المحاربين الذين أخرجونا من ديارنا وأموالنا قال: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى? أَلَّا تَعْدِلُوا ?} سبحان الله يا أخي {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى? أَلَّا تَعْدِلُوا ? اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى?} وقال: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا} إياكم أن يحملكم بغض هؤلاء الكفار المحاربين –هم غير مسلمين وليسوا أيضا مسالمين، محاربين-، وأخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة من ديارهم وأموالهم، ومع ذلك يقول إياكم أن يحملكم بغضهم على ترك العدل معهم وعلى العدوان عليهم، ثم قال –وهذا أعجب شيء يا أخي- قال: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى? ? وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ?} واضح أن الآية في سياق واحد يعني بينكم وبين هؤلاء الكفار المحاربين، بينك وبينهم قواسم مشتركة كثيرة يجب أن تتعاونوا معهم لأنها من التعاون على البر والتقوى، من مقاصد الشريعة الإسلامية ولو كانوا كفار، وهنا تأتي أهمية الحوار مع هؤلاء الكفار، والدخول في مجالسهم التي يجعلونها للتنسيق بين أصحاب الديانات وغيرها، أرى أنها غاية الأهمية، ولكن لا يجوز إلا من كان راسخاً في العلم وكان قوي الحجة والبرهان حتى لا يُخدع أو يُجر إلى فخ لا يدري ما ورائه، لا ليس كل واحد يصلح أن يدخل في هذه المجالس واللقائات والمؤتمرات، لكنها غاية في الأهمية خصوصاً مع هذا الجهل الفظيع بحقيقة الإسلام نحتاج إلى أن ندخل مع هؤلا في حوار وجدال بالتي هي أحسن كما أمرنا:
{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ?} والغريب أنه قال: {"إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"} لم يقل "بالحسنى" أي أحسن ما تجد من العبارات والكلمات والأساليب اِستخدمهم في مجادلتهم لأنك تريد هدايتهم وقال: {ادْعُ إِلَى? سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ? وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ?} أنا أقول: إذا كان الله سبحانه وتعالى حرَّم علينا العُدوان حتى مع الكفار وأوجب علينا العدل وهو أقل مرتبة في تعامل المسلم مع غير المسلم، حتى مع الكافر المُحارب، فكيف بإخوانك المسلمين، كيف بإخوانك المسلمين، إذا كان الله –سبحانه وتعالى- أوجب التعاون بيننا وبين الكفار على البِّر والتقوى وبيننا وبين الكفار قواسم مشتركة، لا يوجد طائفة من هؤلاء الكفار ول كانت موغرة في الكفر والضلال إلا وبيننا وبينهم قواسم مشتركة، أقلها ان العالَم يُجمع الآن على محاربة المخدرات، محاربة الجريمة المُنظمة، محاربة التلوث البيئي، محاربة الشذوذ الجنسي -ربما كثير من غير المسلمين يطالبون بهذا-، محاربة الإجهاض، محاربة الظُّلم، ومنع تسلط الدول الكبرى على الدول الضعيفة وهكذا، ونحن المسلمين أحوج ما نكون لهذا لأننا وللأسف نحن المستضعفين. أَقولُ إذا كان الله أوجب علينا
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا –يا أخي- مع غير المسلمين بل مع الكفار المحاربين فكيف بإخوانك، كيف بالدعاة من أمثالك، كيف بأهلك وأنت وإياهم على منهج واحد، تريدون إعلاء كلمة الله والنصح لهؤلاء العباد. وأنا أعجب من هؤلاء حقيقة، كيف يتجرأون على الغيبة وعلى البهتان والكذب وأيضا السعي بالنميمة والإفساد بين هؤلاء العلماء وبين سائر الناس، وهم يقرأون ما ورد في شناعة الغيبة والنميمة حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ) نسأل الله العافية، ماذا بعد هذه العُقوبة، وقال لما مر على قبرين وجدهما يُعذبان وقال: (إِنَّهُمَا يُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ) بلى إنه كبير، لكن ليس بأمر شاق عليهم التحرز منه ولكنه من الكبائر، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنزه من البول، في الغيبة الله عز وجل يقول-مخاطبا أهل الإيمان عموماً-: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ?} شوف سبحان الله التحذير العجيب، {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ?} أرأيت هذا التمثيل والتصوير البشع، من يُطيق أن يأكل لحم أخيه حيّا طريّا فكيف به وهو ميت مُنتن، هذا هو حال من يلغ في عرض أخيه ويأكل لحمه والعياذ بالله، النبي عليه الصلاة والسلام يقول في الحديث الصحيح، ووالله لو لم يرد في التحذير الغيبة وتتبع العورات إلا هذا الحديث لكفى به زاجراً، وإني لأعجب من هؤلاء الذين يتساهلون بغيبة العلماء وطُلاب العلم والدعاة إلى الله وهم يقرأون هذا الحديث، يقول عليه الصلاة والسلام: (يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ ... ) هذه صفة من؟ صفة أهل النِّفاق، صِفة أهل النِّفاق، قال: (وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ ... ) يا أخي هذا في عموم المسلمين، فكيف بأئمتهم، وخِيارهم، وطلاب العلم وأئمة الدين فيه، ( ... لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِم فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ بَيتِه) والله إني لأعجب لهم كيف يأمنون عقوبة الله وهم يسمعون هذا الحديث، النبي صلى الله عليه وسلم جائت إليه عائشة، وكانت تغار من صفية بنت حيي –رضي الله عن أم المؤمنين- كانت جميلة لكنها كانت قصيرة، تعلم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، فأخذتها الغيرة وقالت كلمة يتساهل فيها كثير من الناس، لكن انظر ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام قالت: (حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ أنَّهَا كَذَا وَكَذَا) يعني أنها قصيرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (والله لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ)، كلمة واحدة دافعها هو الغيرة، وهي معتادة بين الضرّات، قال هذه الكلمة اليسيرة التي تلفظت بها، لو مزجت بهذا البحر المتلاطم لفسد وأنتن، وهؤلاء كما قلت لكَ يقضون ليلهم ونهارهم ويبذلون عقولهم وعلمهم وتفكيرهم –والعياذ بالله- لغيبة هؤلاء العلماء وطُلاب العلم والتشهير بهم، ثم –يا أخي- أنا أقول لهم: إذا كنتم تتقون الله عز وجل، وتريدون النصيحة للمسلمين، أليس التشكيك بهؤلاء العلماء وطلاب العلم ومن يبذلون في سبيل الله البذل الكثير من أموالهم وأوقاتهم وجهودهم وعلى حساب راحتهم، أليس هذا من الصد عن سبيل الله، أليس في هذا تنفير للناس عن الإستفادة من هؤلاء ومن علمهم، نعم من أخطأ منهم يجب أن يُصحح خطأه، يجب أن يُناصح، ابدأ به وأقم عليه الحُجة وبين له، إن أصر على ذلك، لا بأس أن تكتب كتاباً وتفتي فتوى دون أن تذكره بالإسم، لست بحاجة إلى ان تشهر به، حتى يقبل الناس منك ويستمعون إليك، النبي صلى الله عليه وسلم كانت عادته إذا رأى شيئًا مُنكراً: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يقولون كذا وكذا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم هو معلم البشرية وهو رئيس الدولة –أيضاً- التي يعيش الناس في ظلها، ومع ذلك لم يكن يُحرج أحدا أو يشهر بأحد إلا في حالات خاصة تقتضي ذلك، إذا كان الشخص مُعاندا ولم يتراجع -سبحان الله-، أو أراد التغليظ عن شيء فُعل في موقف، ويُحتمل منه عليه الصلاة والسلام لأنه نبي الله عليه الصلاة والسلام ورئيس الدولة الإسلامية، وكل هؤلاء يدينون له بالولاء والطاعة والحكم. إذن نصيحتي لهم أن يُراجعوا أنفسهم، وأن يتقوا الله عز وجل فيما يفعلون، والله -يا أخي- إنهم يُفسدون في الأرض وهم يزعمون أنهم مُصلحون، وكم سيأتيهم من الآثام والبلاء بسبب هذا الفعل الذي ربما يظن بعضهم أنهم مأجورون عليه، وحالهم حقيقة، وحال الكثير منهم يطبق عليهم ما قاله بعض السلف للخوارج، قالوا له: "سلم منك اليهود والنصارى والمجوس ولم يسلم منك أخوك المسلم"، ياليت هذا الجهد يُقال عن أئمة الضلالة وأئمة الكفرالذين –فِعلا- أعلنوا العداء الصريح على الإسلام وأهله، لكن يبحثون عن أئمة الهدى والدعاة إلى الله عز وجل. أسأل الله أن يهديهم ويُبصرهم.
يوم السبت 27 - 12 - 2008 في مدينة أيندهوفن هولندا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 08:02]ـ
كلام نفيس للشيخ وفقه الله
وبارك فيك أخي الناقل الكريم
ـ[الدرة المصونة]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 09:44]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ونفع الله بهذه الكلمات
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 11:02]ـ
ماشاء الله تبارك الله ...
مقال رائع جدا ...
و الله المستعان
ـ[الأحنف بن قيس]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 11:12]ـ
حفظ الله الشيخ عبدالعزيز، فقد أصاب كبد الحقيقة، ونسأل الله ان يجمع شمل أهل السنة
ـ[المسروحي]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 12:01]ـ
جزاك الله خيراً ياشيخ عبدالعزيز على هذه النصيحة
وليت بقية المشائخ ممن يسمع لهم أن يقوموا بنصح
من ابتلي بفتة التجريح
وأنصح اخواني بقراءة كتاب تصنيف الناس بين الظن واليقين
للشيخ بكر ابو زيد رحمه الله
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 09:41]ـ
وإني والله لأعجب أشد العجب من هذه الفئة التي أشرت إليها وهم يزعمون أنهم سلفيون وأنهم حريصون على الدفاع عن الدين وعن العقيدة الصحيحة وهم والله مفسدون مفسدون، شعروا بهذا أم لم يشعروا، حقيقة. أنا أعجب لهم كيف يقضون ليلهم ونهارهم ويعصرون أفكارهم ويُذهبون أوقاتهم في الطعن بفلان والكيد لفلان ونشر عوار فلان وقد تجد كثيراً من هؤلاء بكل أسف حينما يجد خطأ من أحد العلماء أو الدعاة أوطلاب العلم يفرح -والعياذ بالله- بهذا الخطأ، وربما قال بعضهم لبعض أسرعوا بنشره قبل أن يتراجع فلان -إلى هذه الدرجة- مما يدل على أنهم لم يُريدوا وجه الله عز وجل، إنما أرادوا إسقاط هذا الإنسان وتشويه سمعته حسداً وبغيا –والعياذ بالله-، ثم تجد –يعني- بسبب هذا الحسد والجهل الذي عندهم، تجد انهم إذا وجدوا خطأ أو اجتهادا غير موّفق أخذ يمطط هذا الخطا ويمدده ويبسطه وينفخ فيه حتى يجعل من الحبة قبة ومن الصغير كبيرا، وحتى يُجرد هذا العالم أو هذا الداعية من كل خير ويسمه بكل رذيلة وشر –والعياذ بالله-
جزاك الله كل خير اخي ابو عبيدالله الاثري وكثر من مثالك ومن امثال الشيخ
وكما قال الشيخ ان هؤلاء الناس اصبحوا فتنة تصد الناس عن التزام منهج السلف الصالحة بسبب سوء خلقهم وحسدهم بل اصبح الدعاة والعلماء في حرج من تصرفاتهم والمؤسف ان الكثيرين يعتقد ان اهل بلاد الحرمين جميعاً على هذا الموال وكذلك الرافضة والليبراليين لديهم شغب بتتبع هذه الفئة وجمع ما يصدر منهم طعن وقدح في العلماء واستغلال ذلك في ما يخدم اهدافهم وهذا موجود في مواقعهم بل حتى انك تجد مقاطع صوتية لذلك!!
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 10:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقال رائع من شيخ مبارك،بارك الله في الشيخ عبد العزيز
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 10:56]ـ
الحقيقة انهم رغم أخطائهم فهم من أهل السنة والجماعة وهم سلفيون، والسلفي يكون فيه بغي وظلم. ولكن الغريب أن مننا من يتلطف مع جميع الطوائف والجماعات الإسلامية إلا مع هؤلاء! وهم أقرب له من سائر تلك الجماعات، واسأل الله أن يصلح قلوب أهل السنة والجماعة وأن يؤلف بين أهل التوحيد والعقيدة، وأن يغفر لنا زلاتنا ويستر عيوبنا اللهم آمين
ـ[الهاجرية]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 03:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير على هذا النقل المبارك
ـ[التقرتي]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 04:37]ـ
بارك الله فيك اخي يوسف فعربيتك جيدة بالنسبة لمبتدئ فواصل اعانك الله
ـ[يوسف الأمريكي]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 04:47]ـ
آمين وجزاكم الله كل خير ... لا شك التحدث معكم جميعا هذا من فضل ربي
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 10:10]ـ
[ center] وهم والله مفسدون مفسدون، شعروا بهذا أم لم يشعروا،
مما يدل على أنهم لم يُريدوا وجه الله عز وجل، إنما أرادوا إسقاط هذا الإنسان وتشويه سمعته حسداً
وبغيا –والعياذ بالله-،
..................
. وأنا أعجب من هؤلاء حقيقة، كيف يتجرأون على الغيبة وعلى البهتان والكذب وأيضا السعي بالنميمة والإفساد بين هؤلاء العلماء وبين سائر الناس،
..................
والله -يا أخي- إنهم يُفسدون في الأرض وهم يزعمون أنهم مُصلحون، وكم سيأتيهم من الآثام والبلاء بسبب هذا الفعل الذي ربما يظن بعضهم أنهم مأجورون عليه، وحالهم حقيقة، وحال الكثير منهم يطبق عليهم ما قاله بعض السلف للخوارج، قالوا له: "سلم منك اليهود والنصارى والمجوس ولم يسلم منك أخوك المسلم"، ياليت هذا الجهد يُقال عن أئمة الضلالة وأئمة الكفرالذين –فِعلا- أعلنوا العداء الصريح على الإسلام وأهله، لكن يبحثون عن أئمة الهدى والدعاة إلى الله عز وجل. أسأل الله أن يهديهم ويُبصرهم. [/ font][/color][/b][/right]
.[/size][/right]
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الحق عزيزة هذه الأيام.
وهذه كلمة حق رضى من رضى وسخط من سخط.
للأسف الشيخ فعل مثل ما يفعلون، هم يغتابون عباد الله تعالى كما قيل ـ والشيخ يغتابهم ـ ووصفهم بأنهم مفسدون، وأعلنوا العداء الصريح على الإسلام وأهله!!!
ما الفرق بين الشيخ وبينهم الآن؟!!!
ما هكذا يكون العلاج!!
قال الله عز وجل: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 10:25]ـ
كنت متوقعة أن كلام الفوزان لن يعجب صدى الذكريات وأمثاله ..
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 10:54]ـ
هم إخواننا، حتى وإن أخطأوا، ولا يصح لأي أحد كائن من كان أن يصفهم بأنهم يعادون الإسلام.
هل طعنوا فى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى يقال عنهم أنهم يعادون الإسلام؟!!
هل ضللوا الناس في مسائل العقيدة؟!!
هل ـ وهل ـ وهل؟!!!!
دائما وأبداً تتهمونهم بأنهم لا يذكرون حسنات مخالفهم.
فلماذا أنتم لا تذكرون حسناتهم؟!!!
لماذا لا يقال أنهم من أهل السنة والجماعة وخدموا سنة النبيى صلى الله عليه وسلم.
وردوا كيد أعداء المنهج السليم، لكنهم أخطأوا في توسعهم في الجرح والتعديل؟!!
هل سنخسر شىء إن قلنا ذلك؟!!!
أم يجب أن ندعوا عليهم بخراب الديار وتيتم الأطفال. وتجميد الدماء في عروقهم؟!!!
وأحسن واحد تعامل معهم هو الشيخ محمد حسان حفظه الله تعالى ـ ليتكم تتعلمون منه!!!
اتقوا الله عز وجل في إخوانكم.
ـ[المحدثة]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 11:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الحق عزيزة هذه الأيام.
وهذه كلمة حق رضى من رضى وسخط من سخط.
للأسف الشيخ فعل مثل ما يفعلون، هم يغتابون عباد الله تعالى كما قيل ـ والشيخ يغتابهم ـ ووصفهم بأنهم مفسدون، وأعلنوا العداء الصريح على الإسلام وأهله!!!
ما الفرق بين الشيخ وبينهم الآن؟!!!
ما هكذا يكون العلاج!!
قال الله عز وجل: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم}
اتق الله ولا تقارن بينهم وبين الشيخ عبد العزيز الشيخ نصحهم بالعموم ولم يذكر احد باسمه
اما هم للأسف مجالسهم مجالس غيبة حتى كبار العلماء لم يسلموا منهم
بل حتى الشيخ ابن باز رحمه الله طعنوا فيه بأنه لايعرف الدعاة مثلهم سبحان الله
وهذه من الفتن التي للأسف ابتلينا بهم نسأل الله السلامة والعافية(/)
مسألة في الغسل يخطئ بها كثير من المسلمين. .!!
ـ[ابو نصار]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 08:31]ـ
هل يجزئ الغسل عن الوضوء؟
هل غسل الجمعة للنساء يجزئ عن الوضوء؟ وهل الغسل المستحب كالعيدين يجزئ عن الوضوء؟
الحمد لله
إذا اقتصر المغتسل على القدر المجزئ من صفة الغسل، وهي مبينة في جواب السؤال رقم (10790) والتي يكتفي فيها بتعميم الماء دون أن يأتي بالوضوء قبل الغسل.
فإن كان الغسل واجبا لرفع الحدث الأكبر، من جنابة أو حيض أو نفاس، فهذا الغسل يجزئ عن الوضوء، على الصحيح من أقوال أهل العلم، لأن الحدث الأصغر يندرج في الحدث الأكبر، فإذا ارتفع الأكبر بالغسل لزم ارتفاع الحدث الأصغر أيضا.
أما إن كان الغسل مسنونا، كغسل الجمعة والعيدين، (رجلاً كان أم امرأة) فلا يجزئ هذا الغسل عن الوضوء.
جاء في "شرح مختصر خليل" للخرشي (1/ 175):
" فإن اقتصر المتطهر على الغسل دون الوضوء أجزأه، وهذا في الغسل الواجب، أما غيره فلا يجزئ عن الوضوء، ولا بد من الوضوء إذا أراد الصلاة " انتهى.
وجاء في "حاشية الصاوي على الشرح الصغير" (1/ 173 - 174):
" غسل الجنابة يجزئ عن الوضوء .. وأما لو كان غير واجب – كغسل الجمعة والعيدين فلا يجزئ عن الوضوء، ولا بد من الوضوء إذا أراد الصلاة " انتهى.
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، كما في "مجموع فتاوى ابن باز" (10/ 173 - 174):
" إذا كان الغسل عن الجنابة , ونوى المغتسل الحدثين: الأصغر والأكبر أجزأ عنهما , ولكن الأفضل أن يستنجي ثم يتوضأ ثم يكمل غسله ; اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم , وهكذا الحائض والنفساء في الحكم المذكور.
أما إن كان الغسل لغير ذلك ; كغسل الجمعة , وغسل التبرد والنظافة، فلا يجزئ عن الوضوء ولو نوى ذلك ; لعدم الترتيب , وهو فرض من فروض الوضوء , ولعدم وجود طهارة كبرى تندرج فيها الطهارة الصغرى بالنية , كما في غسل الجنابة " انتهى.
وقال أيضا " مجموع الفتاوى " (10/ 175 - 176):
" السنة للجنب: أن يتوضأ ثم يغتسل ; تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم , فإن اغتسل غسل الجنابة ناويا الطهارة من الحدثين: الأصغر والأكبر أجزأه ذلك , ولكنه خلاف الأفضل , أما إذا كان الغسل مستحبا ; كغسل الجمعة , أو للتبرد، فإنه لا يكفيه عن الوضوء ; بل لا بد من الوضوء قبله أو بعده؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ) متفق على صحته.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تقبل صلاة بغير طهور) أخرجه مسلم في صحيحه.
ولا يعتبر الغسل المستحب أو المباح تطهرا من الحدث الأصغر إلا أن يؤديه كما شرعه الله في قوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) المائدة/6.
أما إذا كان الغسل عن جنابة أو حيض أو نفاس ونوى المغتسل الطهارتين دخلت الصغرى في الكبرى؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) متفق على صحته " انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "لقاء الباب المفتوح" (رقم109/سؤال14):
" إذا اغتسل بنية الوضوء ولم يتوضأ فإنه لا يجزئه عن الوضوء إلا إذا كان عن جنابة , فإن كان عن جنابة فإن الغسل يكفي عن الوضوء، لقول الله تبارك وتعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) المائدة/6، ولم يذكر وضوءاً.
أما إذا كان اغتسل للتبرد أو لغسل الجمعة أو لغسل مستحب فإنه لا يجزئه؛ لأن غسله ليس عن حدث.
والقاعدة إذاً: إذا كان الغسل عن حدث – أي: عن جنابة - أو امرأة عن حيض أجزأ عن الوضوء، وإلا فإنه لا يجزئ " انتهى بتصرف يسير.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
ـ[معالم السنن]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 11:18]ـ
بارك الله فيك اخي ...... فائدة رائعة ومهمة وغير مشتهرة
لكن هل هناك من خالف هذا القول؟
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 07:31]ـ
هذا اجتهاد بعض المشائخ والا الصحيح ان الغسل للجمعة يجزئ عن الوضوء لظاهرقوله صلى الله عليه وسلم: «من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام» اخرجه مسلم ولاصارف لظاهره ولم يذكر عليه الصلاة والسلام وضوءا.
هل يجزئ الغسل المباح عن الوضوء
وهذا سؤال في موقع الشيخ عبد الكريم الخضير
السؤال: من اغتسل غسل مباح أو مسنون كغسل الجمعة أو التبريد -مثلا-غسل مجزي فهل يكفى عن الوضوء؟
ومن لم يكن على طهارة فدخل المسبح وسبح فيه وهو بالداخل نوى الطهارة فهل يكفيه؟
الجواب: من اغتسل غسلاً مباحاً فإنه لا يجزئه عن الوضوء بل لا بد أن يتوضأ كأن اغتسل للتبرد مثلاً فإنه لا بد أن يتوضأ كغيره.
وإن اغتسل غسلاً مسنوناً كغسل الجمعة فالغسل المسنون طهارة شرعية يدخل فيها الوضوء كما لو توضأ لقراءة القرآن مثلاً فإنه يصلي به والغسل المسنون يرفع الحدث؛ لأن الغسل المسنون يجزي عن الغسل الواجب وإذا أجزأ عن الغسل الواجب دخل فيه الوضوء.
ومن لم يكن على طهارة فدخل المسبح وسبح فيه ونوى الطهارة فمثل هذا لا يكفيه عن الوضوء إلا إذا خرج مرتباً أعضاء الوضوء؛ لأن الترتيب في الوضوء لا بد منه إلا إذا دخل المسبح وعليه غسل واجب أو مسنون كما تقدم. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 07:32]ـ
هذا اجتهاد بعض المشائخ والا الصحيح ان الغسل للجمعة يجزئ عن الوضوء لظاهرقوله صلى الله عليه وسلم: «من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام» اخرجه مسلم ولاصارف لظاهره ولم يذكر عليه الصلاة والسلام وضوءا.
هل يجزئ الغسل المباح عن الوضوء
وهذا سؤال في موقع الشيخ عبد الكريم الخضير http://www.khudheir.com/ref/422
السؤال: من اغتسل غسل مباح أو مسنون كغسل الجمعة أو التبريد -مثلا-غسل مجزي فهل يكفى عن الوضوء؟
ومن لم يكن على طهارة فدخل المسبح وسبح فيه وهو بالداخل نوى الطهارة فهل يكفيه؟
الجواب: من اغتسل غسلاً مباحاً فإنه لا يجزئه عن الوضوء بل لا بد أن يتوضأ كأن اغتسل للتبرد مثلاً فإنه لا بد أن يتوضأ كغيره.
وإن اغتسل غسلاً مسنوناً كغسل الجمعة فالغسل المسنون طهارة شرعية يدخل فيها الوضوء كما لو توضأ لقراءة القرآن مثلاً فإنه يصلي به والغسل المسنون يرفع الحدث؛ لأن الغسل المسنون يجزي عن الغسل الواجب وإذا أجزأ عن الغسل الواجب دخل فيه الوضوء.
ومن لم يكن على طهارة فدخل المسبح وسبح فيه ونوى الطهارة فمثل هذا لا يكفيه عن الوضوء إلا إذا خرج مرتباً أعضاء الوضوء؛ لأن الترتيب في الوضوء لا بد منه إلا إذا دخل المسبح وعليه غسل واجب أو مسنون كما تقدم. والله أعلم.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 07:51]ـ
بارك الله فيكم.
وحتى هذه المسألة المشتركة بينهما، أعني الغسل المباح أو غسل التبرد أو غسل التنظف، قد خالفهما فيه العلامة الألباني - رحمه الله تعالى - فإنه يذهب إلى أن عموم الغسل يجزئ عن الوضوء، ويستدل بأثر عن ابن عمر - رضي الله عنهما - والمسألة في سلسلة الهدى والنور.
والله أعلم.
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 10:10]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 10:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هذه المسألة لها تعلق بحكم من يرى بوجوب غسل الجمعة؟
لأن على قول وجوب غسل الجمعة هل يرفع بهذا الغسل الحدث الأصغر؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 10:51]ـ
المسألة مبنية على أصلين: الأول وجوب الترتيب في الوضوء، والثاني التداخل في العبادات والراجح أنه يجزيء كما قال العلامة الألباني - رحمه الله -
ـ[ابو نصار]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 07:13]ـ
جزاكم الله خيرا على الإضافات المفيدة. .
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 10:21]ـ
من الجدير بالذكر أن الشيخ الألباني رحمه الله يرى أن تعدد الأسباب للغسل يوجب تعدد الغسل
فلو كان على المرء غسل جنابة ووافق يوم جمعة ففرض عليه غسلان
راجع تمام المنة(/)
هل للامام الذهبي -رحمه الله- كلام في الغناء أو المعازف؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 10:00]ـ
وبارك الله فيكم.
ـ[الأحنف بن قيس]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 11:13]ـ
وقال الذهبي في السير (10|187)، عن عُلَيَّة أخت أمير المؤمنين هارون الرشيد: «أديبة، شاعرة، عارفة بالغناء، والموسيقى، رخيمة الصوت، ذات عِفَّة، وتقوى، ومناقب ... كانت لا تغني إلا زمن حيضها، فإذا طهرت أقبلت على التلاوة، والعلم، إلا أن يدعوها الخليفة، ولا تقدر تخالفه. وكانت تقول: "لا غُفِرَ لي فاحشةٌ ارتكبتُها قطُّ، وما أقول في شعري إلا عَبَثاً"». فاجتمع لها: معرفة: الغناء والموسيقى، مع التقوى.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 12:16]ـ
ولكن اعلم أن الموسيقى ليس معناها فقط ما يتبادر إلى أذهاننا وراجع كتب اللغة
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 11:00]ـ
أذكر مرة أنني قرأت له في (طبقات القراء) ذما للمعازف، ولكن لا أدري أين الموضع
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 02:02]ـ
له رسالة في المكتبة الظاهرية ضمن مجموع برقم (7159) في 54 ورقة تحت عنوان: رسالة الرخصة في الغناء والطرب بشرطه اختصره وانتفاه من كتاب " الامتاع في أحكام السماع " لأبي الفضل جعفر بن ثعلب الشافعي الأدفوي المتوفى سنة 748 هـ، يذكر فيها أقوال المجيزين وأدلتهم، وأقول المانعين وأدلتهم، ويبين أن الغناء المجرد عن الآلات الموسيقية قد أباحه غير واحد من العلماء بشرط أن لا يكون باعثا على تهييج الشهوة، وألا يكون الشعر في معين.
طبع بعنوان الرخصة في الغناء والطرب في دار الكلمة الطيبة في القاهرة سنة 1419 بتحقيق الدكتور كمال الجمل.
ـ[أشجعي]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 03:00]ـ
وقال الذهبي في السير (10|187)، عن عُلَيَّة أخت أمير المؤمنين هارون الرشيد: «أديبة، شاعرة، عارفة بالغناء، والموسيقى، رخيمة الصوت، ذات عِفَّة، وتقوى، ومناقب ... كانت لا تغني إلا زمن حيضها، فإذا طهرت أقبلت على التلاوة، والعلم، إلا أن يدعوها الخليفة، ولا تقدر تخالفه. وكانت تقول: "لا غُفِرَ لي فاحشةٌ ارتكبتُها قطُّ، وما أقول في شعري إلا عَبَثاً"». فاجتمع لها: معرفة: الغناء والموسيقى، مع التقوى.
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك أخي,
في السير ذِكر لبعض من استمع الى الغناء, ولكن اظن بتقديري أن هذه ترجمة لا تعكس رأي الامام الذهبي في المسألة,
ولكن اعلم أن الموسيقى ليس معناها فقط ما يتبادر إلى أذهاننا وراجع كتب اللغة
جزاك الله خيرا,,,,,, نعم.
أذكر مرة أنني قرأت له في (طبقات القراء) ذما للمعازف، ولكن لا أدري أين الموضع
بارك الله فيك يا شيخ, بحثت ولم أجد هذا الكتاب, وجل ما وجدته هو غاية النهاية في طبقات القراء فقط,
وبالتأكيد ليس هو ما تقصده,
فلعلك تدلني على كلامه بارك الله فيك,
ولا حرمك الله الأجر,
له رسالة في المكتبة الظاهرية ضمن مجموع برقم (7159) في 54 ورقة تحت عنوان: رسالة الرخصة في الغناء والطرب بشرطه اختصره وانتفاه من كتاب " الامتاع في أحكام السماع " لأبي الفضل جعفر بن ثعلب الشافعي الأدفوي المتوفى سنة 748 هـ، يذكر فيها أقوال المجيزين وأدلتهم، وأقول المانعين وأدلتهم، ويبين أن الغناء المجرد عن الآلات الموسيقية قد أباحه غير واحد من العلماء بشرط أن لا يكون باعثا على تهييج الشهوة، وألا يكون الشعر في معين.
طبع بعنوان الرخصة في الغناء والطرب في دار الكلمة الطيبة في القاهرة سنة 1419 بتحقيق الدكتور كمال الجمل.
ما شاء الله عليك شيخي,
هل أستخلص من قولك انه يبيح الغناء بالشرط المذكور,
ولكن يحرم المعازف والآلات الموسيقية؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 04:01]ـ
لا
لم أقف على الكتاب فلعل من وقف عليه يفيد بذلك(/)
دعوة موجهة لجميع طلبة العلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 02:21]ـ
نصرف كثيرا من الأوقات في مدح العالم فلان .. والعلامة فلان .. إلخ
وقد يصيب بعضنا التعصب أو الغلو أو الجفاء, وفي ذلك مشاكسات
ومناوشات تضج بها الملتقيات ..
وقد خطر لي أن أنبّه نفسي وإياكم,,إلى أمر قد لا يكون في الحسبان ..
عند الكثير,. وهي لماذا لا نكون أفضل من هؤلاء العلماء الذين نتفق
على مدحهم في علمهم وجهادهم .. إلخ,,
فإن جميع هؤلاء سيلاقون ربهم , ويفترض أن تسد الخلّة
فهلّا كنا ذلك الجيل المبارك الموعود؟
ولا ألفينّ مستدركا يقول: ذلك ركب مبارك لا يمكن اللحاق به
إلا جعلته نكالا!(/)
نصّان نفيسان في عموم البلوى
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 02:07]ـ
النص الأول للقرافي نقله الونشريسي - رحمه الله - في المعيار المعرب، يقول:
(( ... وقال القرافي في باب السياسة من الذخيرة: ونص ابن أبي زيد في النوادر على أنا إذا لم نجد في جهة إلا غير العدول: أقمنا اصلحهم وأقلهم فجورا للشهادة عليهم. ويلزم مثل ذلك في القضاة وغيرهم، لئلا تضيع المصالح، وما أظن أنه يخالفه أحد في هذا،فإن التكليف مشروط بالإمكان، وإذا جاز نصب الشهود فسقة لأجل عموم الفسد: جاز التوسع في الأحكام السياسية لأجل كثرة فساد الزمان وأهله. قال: ولا شك أن قضاة زماننا وشهودهم وولاتهم وأمنائهم لو كانوا في العصر الأول: ما ولّوا ولاعرّج عليهم، فولاية مثل هؤلاء في ذلك العصر: فسق، فإن أخيار زماننا هم أراذل ذلك الزمان، وولاية الأراذل فسق، فقد حسن ما كان قبيحاً، واتسع ما كان ضيقاً، واختلفت الأحكام باختلاف الزمان)).
المعيار المعرب 10/ 145
والنص الثاني - ولعله معروف عند بعض طلبة العلم ولامانع من ذكره للفائدة - فهو للشاطبي رحمه الله في الاعتصام، يقول:
(( .. لو طبق الحرام الأرض أو ناحية من الأرض يعسر الانتقال منها وانسدت طرق المكاسب الطيبة ومست الحاجة إلى الزيادة على سد الرمق فإن ذلك سائغ أن يزيد على قدر الضرورة [1] ويرتقى إلى قدر الحاجة في القوت والملبس والمسكن إذ لو اقتصر على سد الرمق لتعطلت المكاسب والأشغال ولم يزل الناس في مقاساة ذلك إلى ان يهلكوا وفي ذلك خراب الدين لكنه لا ينتهى إلى الترفه و التنعم كما لا يقتصرعلى مقدار الضرورة وهذا ملائم لتصرفات الشرع وإن لم ينص على عينه فإنه قد أجاز أكل الميتة للمضطر والدم ولحم الخنزير وغير ذلك من الخبائث المحرمات وحكى ابن العربى الاتفاق على جواز الشبع عند توالي المخمصة وإنما اختلفوا إذا لم تتوال هل يجوز له الشبع أم لا؟ وأيضا فقد أجازوا أخذ مال الغير عند الضرروة ايضا فما نحن فيه لا يقتصر عن ذلك)).
الاعتصام (2/ 125)
= = = = == = = = = = = = = = = =
[1] قلت: ومن القواعد الفقهية: تنزّل الحاجة منزلة الضرورة للعامة والخاصة.
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 06:56]ـ
جزاكم الله خيرا , ولكني لم أفهم وجه نفاسة هذين النصين.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 05:34]ـ
الأخ المكرم، ابن تيمية، لا أعلم بالضبط وجه الغموض عندك، ولكن يظهر أنه في مناسبة النصين للمفهوم من "عموم البلوى"، واتفق معك أن هذا محل للإشكال لعدة اعتبارات أهمها أن اصطلاح "عموم البلوى" لا يوجد له تعريف واحد، اتفق عليه الأصوليون والفقهاء. حتى بين الأصوليين لا يوجد اتفاق منسجم، وأيضاً من جهة أخرى عموم البلوى عند المتقدمين شيء، وعند المتأخرين والمعاصرين شيء آخر. وليس هذا محل تفصيل الفروق، فأرجو عدم المؤاخذة. لكن بالنسبة لي أعني بعموم البلوى ما انتشر واستقر من الأمور والحوادث المحذورة بحيث يعسر الفكاك منها والتحرز عنها على نطاق شمولي، يعم الأمة، أو جماعة كبيرة من المسلمين [1]، وهذا ما تشير إليه القاعدة الفقهية التي وضعتها سابقاً وهي: "تنزّل الحاجة منزلة الضرورة للعامة والخاصة". هذا ينسحب على جميع نشاطات وأوجه الحياة، ففي النص الأول عموم البلوى في النطاق السياسي أو نطاق الولايات، أي ما العمل إذا آل الأمر إلى الصورة المذكورة؟ وفي النص الثاني عموم البلوى في نطاق المعاملات - إن صح التعبير - أو فقه الحلال والحرام، أي ما العمل إذا جاء على الناس زمان طبق فيه الحرام الأرض وانتشر واختلط بالحلال حتى عسُر تمييزه والتخلص منه.
= = = = = = = = = = = = =
[1] وهذا هو المعنى المقصود غالباً في كلام العلماء اليوم، وانظر: "عموم البلوى: دراسة نظرية تطبيقية، ص 60". ومن الأمثلة على الكتب وضعت تصور نظري مع حلول مقترحة لما يمكن أن تعم به البلوى على مستوى الأمة كتاب الإمام الجويني المشهور بـ "الغياثي" أو "غياث الأمم في التياث الظلم"، وهو كتاب نستطيع أن نسميه بلغة السياسيين اليوم "دراسة تنبؤية لأحوال محتملة في مستقبل الأمة (!!) "، وقد أبدع في هذا الكتاب وأجاد، وإن كان للبعض عليه مؤاخذات لا تقدح في أهميته.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 01:46]ـ
وأصل ذلك قوله تعالى (فلينظر أيها أزكى طعاماً)، أمر بتخيّر الحلال قدر الإمكان. فالحمد لله الذي بين لنا كل ما نحتاج إليه.
ـ[ابن الطيب]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 02:11]ـ
النص الأول للقرافي نقله الونشريسي - رحمه الله - في المعيار المعرب، يقول:
(( ... وقال القرافي في باب السياسة من الذخيرة: ونص ابن أبي زيد في النوادر على أنا إذا لم نجد في جهة إلا غير العدول: أقمنا اصلحهم وأقلهم فجورا للشهادة عليهم. ويلزم مثل ذلك في القضاة وغيرهم، لئلا تضيع المصالح، وما أظن أنه يخالفه أحد في هذا،فإن التكليف مشروط بالإمكان، وإذا جاز نصب الشهود فسقة لأجل عموم الفسد: جاز التوسع في الأحكام السياسية لأجل كثرة فساد الزمان وأهله. قال: ولا شك أن قضاة زماننا وشهودهم وولاتهم وأمنائهم لو كانوا في العصر الأول: ما ولّوا ولاعرّج عليهم، فولاية مثل هؤلاء في ذلك العصر: فسق، فإن أخيار زماننا هم أراذل ذلك الزمان، وولاية الأراذل فسق، فقد حسن ما كان قبيحاً، واتسع ما كان ضيقاً، واختلفت الأحكام باختلاف الزمان)).كلام نفيس .. أثابك الباري أخي عبد الله على هذا النقل المبارك الطيب
رحم الله الشيخ عبدالقادرالأرنؤوط فقد قال كلاما يشبه الذي نقلتَ
قال رحمه الله: لو اعتبرت العدالة في الشهود في زماننا (شهادة عدلين عند الزواج مثلا) لاقتضى الأمر طلاق كل الناس تقريبا وذلك لأن غالب الشهود فيهم فسق، من شرب المسكرات، ترك الصلاة أو التهاون فيها، حلق اللحية، .... فالله المستعان
تنبيه: كلام الشيخ نقلته بالمعنى وليس باللفظ فمعذرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 09:08]ـ
جزاك الله خيرا أخي ابن طيب، ورحم الله الشيخ عبدالقادر، وياليت إخواننا المسلمين يقرأون ويَعُون هذا الفقه، فقه النوازل، فإنهم يعينهم في حل كثير من المشاكل.(/)
الصبر على تربية البنات
ـ[علي الزيود]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 02:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ضعف شيخنا الالباني الحديث التالي. ولكن أود معرفة معنى كلمة لأوائهن.
وجزاكم الله خيرا.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن وسرائهن وضرائهن أدخله الجنة بفضل رحمته إياهن، قال رجل: وابنتان؟ قال: وابنتان، قال رجل: وواحدة؟ قال: وواحدة.(/)
التعامل المصرفي .... متى يكون حلالا
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 02:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام انكم لتعلمون الطوام التي غرقنا فيها , والناجي من المهالك لا بد أن يتأثر منها وبها
ومن هذه الطوام التي عمت وبمجموع الامة حلّت "الربا"
لي سؤال أرجو ممن يملك المؤهل العلمي والشرعي الاجابة عليه ولا ضير من مشاركة غيرهم ان كان قوله معتضدا بالدليل الشرعي
متى تكون المعاملات المصرفية - سواء عند بنك ام عند مصرّف العملات-جائزة حلالا
وبارك الله فيكم
ـ[الالوكي]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 03:20]ـ
المعاملات المصرفية تختلف منها الجائز ومنها المحرم ومنها المختلف فيه
وهناك فرق بين الصرف والمعاملات المصرفية
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 10:56]ـ
بارك الله فيك اخي الالوكي
ولكن هلا تكرمت علينا وبيّنت لنا .... اذ المعلوم لدى الجميع ان الصّرّافون في معاملاتهم يتعاملون بالربا وهو ما يسمى اليوم زورا وبهتانا الفائدة او النسبة
فما هو حكم هذه النسبة وما هو حكمها ان كانت فقط على الربح وكذلك على الخسارة
افيدونا افادكم الله(/)
سؤال عن نذر الابن للعلوم الشرعية
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 03:13]ـ
لو أب نذر ابنه للعلوم الشرعية ثم لما بلغ الولد ورشد وجد نفسه لا يميل للتخصص فى العلوم الشرعية فمالعمل وقتئذ؟
ـ[حمد]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 08:38]ـ
http://www.ejabh.com/arabic_article_40823.html(/)
الأمربالمعروف والنهي عن المنكرمن أهم أسباب قيام الدولةالسعودية رسالةللشيخ العباد
ـ[مكاوي]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 07:38]ـ
[ CENTER]
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
من أهم أسباب قيام الدولة السعودية وبقائها
تأليف
عبدالمحسن بن حمد العباد البدر
...
للتحميل من هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/Hesbah.pdf)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 07:55]ـ
جزى الله الشيخ خير الجزاء.
و ادام الله لنا هيئات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر التي لم تسلم حتى من بعض الاسلاميين في بعض الدول الذين أخذوا يستهزئون بها و لا حول و لا قوة الا بالله.(/)
بماذا يحسب أهل الجنة الوقت؟
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 09:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إخواني الكرام .. قرأت مرة كلاماً لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى، إما في الدرء أو في غيره، مفاده أن أهل الجنة يحسبون الوقت بحركة أخرى غير حركة الشمس والقمر. ولم يسرد الشيخ دليله. لكني فهمت - والله أعلم- أن الشيخ استنبط هذا من كون الشمس والقمرفي النار لأنهما عبدا من دون الله كما ألمح إليه التنزيل وصرّحت به السنة الصحيحة إن شاء الله.
والسؤال المطروح، هل ضروري أن يكون حساب الوقت في الآخرة بالحركة، شأنه كشأن الدنيا؟
فالرجاء ممن يعرف كلام الشيخ المشار إليه أن يوقفني عليه ومن كان له علم بهذ أن يشارك في الموضوع للإفادة. والله الموفق.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 07:28]ـ
قال رحمه الله في كتاب تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية
وقد قال تعالى إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ونحو ذلك في القرآن ومعلوم أن النهار تابع للشمس وأما الليل فسواء كان عدم النور أو كان وجودا عرضيا كما يقوله قوم أو أجسام سود كما يقوله بعضهم فالله جاعل ذلك كله وهو سبحانه وتعالى كما قال عبدالله بن مسعود إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار نور السموات من نور وجهه وقد جاء في قوله تعالى ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا إن أهل الجنة يعرفون مقدار البكرة والعشي بأنوار تظهر من جهة العرش فيكون بعض الأوقات عندهم أعظم نورا من بعض إذ ليس عندهم ظلمة وهذه الأنوار المخلوقة كلها خلقها الله تعالى
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 01:48]ـ
قال رحمه الله في كتاب تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية
وقد قال تعالى إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ونحو ذلك في القرآن ومعلوم أن النهار تابع للشمس وأما الليل فسواء كان عدم النور أو كان وجودا عرضيا كما يقوله قوم أو أجسام سود كما يقوله بعضهم فالله جاعل ذلك كله وهو سبحانه وتعالى كما قال عبدالله بن مسعود إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار نور السموات من نور وجهه وقد جاء في قوله تعالى ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا إن أهل الجنة يعرفون مقدار البكرة والعشي بأنوار تظهر من جهة العرش فيكون بعض الأوقات عندهم أعظم نورا من بعض إذ ليس عندهم ظلمة وهذه الأنوار المخلوقة كلها خلقها الله تعالى
أحسن الله إليك يا شيخنا.
ما علمت أنك أجبت عن سؤالي إلا الآن،
نعم قرأت كلام الشيخ رحمه الله هذا قديماً، ولكني ذهلت عنه. وإني أذكر أني قرأت ما ذكرتُه من كلام الشيخ في مشاركتي الأولى وأني قيدته في كراسة، ولم أجدها. وسوف أجتهد في البحث عنه، فأن وجدته نقلته بحرفه، مع ذكر موضعه، إن شاء الله تعالى.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 01:49]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 03:07]ـ
والسؤال المطروح، هل ضروري أن يكون حساب الوقت في الآخرة بالحركة، شأنه كشأن الدنيا؟
فالرجاء ممن يعرف كلام الشيخ المشار إليه أن يوقفني عليه ومن كان له علم بهذ أن يشارك في الموضوع للإفادة. والله الموفق.
أخي الحبيب:
ليس الزمان - في كُنْهِهِ وحقيقتِهِ - إلا نسبةً بين حدثين، وسكونا بين حركتين؛ فالحركة لازم للزمن لا ينفك عنها ما دام ثابتا، فإنك لو تأملت وحدات قياس الزمن لم تجدها إلا النسبةَ بين الأحداث، والسكونَ المتخلِّلَ للحركات، سواء أكانت هذه الحركات منتظمة، متساويا ما بينها؛ كدقات الساعة، أو غيرَ متساوٍ؛ كطول الليل والنهار، الذي يتفاوت بحَسَبِ فصول السنة.
وبهذا التفسير للزمن فسر الفقهاء الطمأنينة في الصلاة بأنها سكون بين حركتين؛ ففسروا استقرار أعضاء المصلي بأنها سكون بين حركتين؛ حركةِ الهُوِيِّ للركوع - مثلا - وحركةِ الرفع منه.
بهذا يَبِينُ لك التلازُمُ العقليُّ - الذي لا يقبل الانفكاك - بين الزمن والحركة، أيَّ حركة كانت، فلن تتصور للزمان ماهية ولا وجودا بدون تصور الحركة، ولو فرضتَ سكونا دائما لا حركة فيه، فإنك عاجز - حينئذ - عن تصور الزمن.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 11:47]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل،
ماذكرته حفظك الله مقرر معروف في علم الفيزياء "الصحيح" منه، وبالحركة يحسب الفزيائيون الوقت والسرعة مثلاً.
لكن الكلام عن الآخرة أخي الكريم، عن الحياة السرمدية التي لا انقطاع لها. فلا بد إذا اختلفت السنن أن تختلف القوانين، لأنها لها تبع. وقد ذكر الأخ أبو محمد الغامدي كلام الشيخ والأثر المتعلق بموضوعنا. فيُنظر أولاً في صحة الأثر ثم يقارن بكلام الشيخ الآخر الذي ذكرته في مداخلتي الأولى والذي مازلت أبحث عنه. والخطب في مثل هذا سهل، ونحن هنا منكم نستفيد.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 12:45]ـ
بارك الله فيك أخي أبا بكر .. أحببتك من حسن خلقك في الكلام أخي دون ان أراك (ابتسامة)
أسأل الله أن يجمعني وإياك حيث يرى الناس تأويل هذا الذي تسأل عنه، خالدين فيه أبدا ..
موضوع لطيف حقا، شكر الله لك طرحه.
وفي الحقيقة فلو صح الأثر المذكور ففيه الجواب إن شاء الله. وأضيف أن الناس في الجنة لا يحتاجون إلى حساب الوقت كما يحتاجون في هذه الدنيا .. والله إنما خلق الأرض على هيئتها الكرية هذه والشمس على نحو ما نرى في دورة حولها لتتباين المواقيت وتتدرج بالظل وبموضع الشمس، فتقاس الأقسام الدقيقة لتلك المواقيت نسبة إلى بعضها البعض، ليقيم الناس بذلك عباداتهم اليومية ويجري كل امرئ منهم في عمله الذي ابتلاه الله به. أما في الجنة فلا حاجة لهذا التتبع للوقت وتغيره وتحوله على هذا النحو، فليس هناك واجبات وقتية، وإنما مر للوقت في نعيم لا واجب ولا حاجة ولا ضرورة فيه .. فلا يكون من ذلك إلا ما دلت النصوص على أنهم يميزونه من معرفة الأيام ومن البكرة والعشي ونحو ذلك، وهذا لا يلزم له مثل ما يلزم أن يكون عليه سنن الخلق في الحياة الدنيا .. فالأمر كما تفضل الأخ الفاضل: باختلاف السنن تختلف القوانين .. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو بردة]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 03:48]ـ
احسن الله إليكم
قال تعالى
(61) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62)
قال ابن كثير
وقوله: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} أي: في مثل وقت البُكُرات ووقت العَشيّات، لا أن هناك ليلا أو نهارًا ولكنهم في أوقات تتعاقب، يعرفون مضيها بأضواء وأنوار، كما قال الإمام أحمد:
حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معْمَر، عن هَمَّام، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول زُمْرَة تلج الجنة صُورهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصُقون فيها، ولا يتمخطون فيها، ولا يَتَغَوّطون، آنيتهم وأمشاطهم الذهب والفضة، ومجامرهم الألْوّة، ورَشْحُهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان، يرى مُخّ ساقيهما (7) من وراء اللحم؛ من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشيًّا".
أخرجاه في الصحيحين من حديث معمر به
وقال الإمام أحمد: حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني الحارث بن فضيل الأنصاري، عن محمود بن لبيد الأنصاري، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشهداء على بارق نهر بباب الجنة، في قبة خضراء، يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيًّا" تفرد به أحمد من هذا الوجه.
وقال الضحاك، عن ابن عباس: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} قال: مقادير الليل والنهار.
وقال ابن جرير: حدثنا علي بن سهم، حدثنا الوليد بن مسلم قال: سألت زهير بن محمد، عن قول الله تعالى: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} قال: ليس في الجنة ليل، هم في نور أبدًا، ولهم مقدار الليل والنهار، يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب، ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب، وبفتح الأبواب.
وبهذا الإسناد عن الوليد بن مسلم، عن خُلَيْد، عن الحسن البصري، وذكر أبواب الجنة، فقال: أبواب يُرى ظاهرها من باطنها، فتكلم وتكلم، فَتُهَمْهِم انفتحي انغلقي، فتفعل.
وقال قتادة في قوله: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}: فيها ساعتان: بكرة وعشي: ليس ثم ليل ولا نهار، وإنما هو ضوء ونور.
وقال مجاهد ليس [فيها] بكرة ولا عشي، ولكن يُؤتون به على ما كانوا يشتهون في الدنيا.
وقال الحسن، وقتادة، وغيرهما: كانت العرب، الأنْعَم فيهم، من يتغدّى ويتعشى، ونزل القرآن على ما في أنفسهم من النعيم، فقال تعالى: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}
وقال ابن مهدي، عن حماد بن زيد، عن هشام، عن الحسن: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} قال: البكور يرد على العشي، والعشي يرد على البكور، ليس فيها ليل.
قال الحافظ في الفتح
قَوْلُهُ: (يُسَبِّحُونَ اللَّه بُكْرَة وَعَشِيًّا)
أَيْ قَدْرهمَا 00000 وَقَدْ وَقَعَ فِي خَبَر ضَعِيف " إِنَّ تَحْت الْعَرْش سِتَارَة مُعَلَّقَة فِيهِ ثُمَّ تُطْوَى، فَإِذَا نُشِرَتْ كَانَتْ عَلَامَة الْبُكُور، وَإِذَا طُوِيَتْ كَانَتْ عَلَامَة الْعَشِيّ ".
وقال ابن تيمية في الفتاوي
وَقَدْ جَاءَتْ الْآثَارُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَتَجَلَّى لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَأَنَّ أَعْلَاهُمْ مَنْزِلَةً مَنْ يَرَى اللَّهَ تَعَالَى كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ وَلَيْسَ فِي الْجَنَّةِ شَمْسٌ وَلَا قَمَرٌ وَلَا هُنَاكَ حَرَكَةُ فَلَكٍ بَلْ ذَلِكَ الزَّمَانُ مُقَدَّرٌ بِحَرَكَاتِ كَمَا جَاءَ فِي الْآثَارِ أَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ ذَلِكَ بِأَنْوَارِ تَظْهَرُ مِنْ جِهَةِ الْعَرْشِ
والله أعلم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 04:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نسأل الله أن يدخلنا جنته برحمته وعندها سنرى ما لا عين رأت ونعرف ما تسأل عنه
وأظن والله أعلم أن هذا من الفضول ولم يتكلم فيه الصحابة
فإن ثبتت أحاديث أو آثار وحجج تبين الأمر امتثلنا لها وإلا نفوض علمها إلى الله
ونخشع ونسكت عما سكت عنه الرسول وصحابته ونسأل الله الجنة برحمته والعفو عن زلاتنا.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 04:23]ـ
بارك الله فيك أبا محمد، أكاد أميل إلى قولك لولا أن للسلف أقوالا في تأويل آية سورة مريم وفي المسألة آثارا مروية، وقد تكلم فيها - كما ترى مما تفضل الإخوة بنقله - من لا يقال في كلامهم أنه لغو أو من فضول العلم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 04:59]ـ
بارك الله فيك أبا محمد، أكاد أميل إلى قولك لولا أن للسلف أقوالا في تأويل آية سورة مريم وفي المسألة آثارا مروية، وقد تكلم فيها - كما ترى مما تفضل الإخوة بنقله - من لا يقال في كلامهم أنه لغو أو من فضول العلم.
وفيكم بارك سيدي
ولا خلاف بيننا إن شاء الله
فقد قلتُ فإن ثبتت أحاديث أو آثار وحجج تبين الأمر امتثلنا لها وإلا نفوض علمها إلى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 05:23]ـ
أولا: الأمة مجمِعَةٌ على خلود أهل الجنة في الجنة، لم يخالف في هذا إلا المبتدعُ الضالُّ أبو الهذيل العلاف؛ الذي التزم القول بانقطاع حركات أهل الجنة؛ لقوله بامتناع التسلسل في الأبد؛ قياس على امتناعه في الأزل، والجنة لا ينفك أهلها عن الحركة، وما دامت فيها الحركة والأحداث فالزمن ثابت فيها لا محالة.
ثانيا: هناك أخبار كثيرة تثبت الزمن في الجنة، وفيما أشار إليه أخي الكريم أبو بردة كفاية، وقد يضاف إليها أخبارٌ أُخَرُ؛ منها:
ـ ما أخرجه الإمام ابن المبارك في الزهد: 69، ح: 239، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة: ح: 235: عن شفى بن ماتع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من نعيم أهل الجنة -: أنهم يتزاورون على المطايا والنُّجُب، وإنهم يؤتون في يوم الجمعة بخيل مسومة ملجمة لا تروث ولا تبول فيركبونها حتى ينتهوا حيث شاء الله فيأتيهم مثل السحابة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت فيقولون أمطري علينا فما تزال تمطر عليهم حتى ينتهي ذلك إلى فوق أمانيهم ثم يبعث الله ريحا غير مؤذية فتنسف كثبانا من مسك على أيمانهم وعلى شمائلهم فيأخذ ذلك المسك في نواصي خيولهم وفي معارفها وفي رؤسها))،،، الحديثَ:
فقوله: ((يتزاورون)): يلزم منه الحركة التي يلزم منها الزمن الذه هو النسبة بين الأحداث.
وقوله: ((في يوم الجمعة)): نص في إثبات الأيام في الجنة، وإن فنيت أسباب الأيام في الدنيا، فيوم الجنة غير يوم الدنيا.
والأخبار في هذا المعنى كثيرة متضافرة، فيها الغنية للمتأمل، والبغية للقانع.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 10:36]ـ
"بارك الله فيك أخي أبا بكر .. أحببتك من حسن خلقك في الكلام أخي دون ان أراك (ابتسامة) "
هذا ما قلته أيها الفاضل في مداخلتك و أسأل الله تعالى أن يبارك لك في عمرك وأن يجعلني وسائر الإخوان كما وصفت في السر والعلن.
وجزى الله أخانا أبا بردة خيراً إذ أوقفني على ما أتلفته من كلام شيخ الإسلام عليه رحمة الله.
والأخ الفاضل أبا محمد العمري نصيحتك مقبولة إن شاء الله وأريد أن أنبه أن أصل الكلام ليس البحث عن حساب أهل الجنة للوقت فإن مثل هذا لا يعرف إلا بالخبر، وإنما أصله استشكال ظهر لي في قول شيخ الأسلام أردت التبين فيه.
أمّا الأخ الكريم مصطفى فأشكر لك ما تفضلت به من إيراد لأثار دالة على حصول التوقيت في الجنة، وإن كنت ذكرتُ آنفاً أن مسألتنا في تفسير كلام شيخ الإسلام:"بل ذلك الزمان مقدر بحركات"، ومن هنا جاء سؤالي كما في مداخلتي أعلاه:" والسؤال المطروح، هل ضروري أن يكون حساب الوقت في الآخرة بالحركة، شأنه كشأن الدنيا؟ "
وبارك الله في كل من شارك في هذا الموضوع.
ـ[ابو بردة]ــــــــ[27 - Jan-2010, مساء 05:20]ـ
للرفع(/)
معنى ((فأنّ لله خُمسه)) و ((ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله))
ـ[حمد]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 10:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أشكل عليّ معنى هذه الآية الكريمة من سورة الأنفال: ((وَ?عْلَمُو?ا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ?لْقُرْبَى? وَ?لْيَتَامَى? وَ?لْمَسَاكِينِ وَ?بْنِ ?لسَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِ?للَّهِ وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَى? عَبْدِنَا يَوْمَ ?لْفُرْقَانِ يَوْمَ ?لْتَقَى ?لْجَمْعَانِ وَ?للَّهُ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))
موطن الإشكال: كيفية جعْل سهم لله تبارك وتعالى ..
وهذا الجواب:
الأموال ج1/ص411
... فقال في الخمس: ((واعلموا أنما غنمتم من شيء فأنّ لله خمسه)) فاستفتح الكلام بأن نسبه إلى نفسه ثم ذكر أهله بعد، وكذلك قال في الفيء: ((ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله)) فنسبه جل ثناؤه إلى نفسه ثم اقتص ذكر أهله فصار فيهما الخيار إلى الإمام في كل شيء يراد الله به فكان أقرب إليه ثم ذكر الصدقة فقال: ((إنما الصدقات للفقراء والمساكين)) ولم يقل: لله ولكذا ولكذا، فأوجبها لهم ولم يجعل لأحد فيها خياراً أن يصرفها عن أهلها إلى من سواهم ...
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 10:57]ـ
شكر الله لك أخي حمد ..
واعلم أني أحبك في الله
هكذا دون سبب, مع أني لا أعرفك
ـ[حمد]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 11:07]ـ
أحبك الله الذي أحببتني فيه.
أتمنى أن يكون جميع المسلمين عوامهم وملتزميهم إخوة في الله.(/)
كلمة إلى أهل العلم والدعوة في قضية مهمة تتعليق بوسائل الإعلام!!!
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 11:16]ـ
كلمة إلى أهل العلم والدعوة
حذار من الإشعاعات الإعلاميَّة السَّامة
بقلم: خبَّاب بن مروان الحمد*
Khabab1403@hotmail.com
( جاءني مرة أحد الأشخاص من قناة الجزيرة الفضائية، وطلب مني أن أتكلم في أحد البرامج، فقلت له: ما اسم البرنامج؟ فقال لي: الجريمة السياسية، فقلت له: كيف تطلب مني أن أتكلم في برنامج عنوانه خطأ، وكان يريدني أن أتحدث عن قضية الفنية العسكرية، فقلت له: إن أي كلام سأقوله خطأ أو صحيحاً سيكون كلامًا خاطئًا لأن البرنامج اسمه الجريمة، والناس للأسف تهوى الظهور، ومن يتعرض للإشعاع الإعلامي يدمن ويتسمم، ويكون لديه استعداد لأن يقول أي شيء مهما كان الثمن).
تلك كلمات أدلى بها الشيخ الفاضل والمربي الداعية: (رفاعي سرور) ـ حفظه الله ورعاه ـ لمحاوره حيث كان يتحدَّث له عن بعض الإشكاليات التي تواجه بعض الدعاة والعلماء من خلال الظهور في وسائل الإعلام.
فينة بعد أخرى، نلحظ أنَّ وسائل الإعلام تقتنص تلك الفرص الذهبيَّة الثمينة، حين يقوم بعض الرموز العلميَّة سواء أكان شيخاً أو عالماً أو مفكراً إسلامياً بالظهور في وسائل الإعلام ويدلي برأيه عبر مقابلة صحفية سريعة، أو إثر حديث له على هامش ندوة أو مؤتمر يقابله أحد الإعلاميين أو الصحفيين فيسأل ذلك الرمز بعض الأسئلة، فيقوم ذلك الإعلامي والصحفي بنشر هذه المقابلة، ثمَّ تنشط وسائل الإعلام لنشر ما قاله ذلك الشيخ من: (فرقعة فقهيَّة غريبة) أو (رأي فقهي شاذ) أو زيغة من حكيم، أو زلَّة من عالم، أو فتيا لشيخ لم تفهم على الوجه الصحيح فتنشر مبتورة دون مراعاة سياقها العام والتام لشرح هذه الفكرة.
وكثيراً ما تفاجئنا وسائل الإعلام بشيء من هذا القبيل، فهذا دكتور يفتي بجواز رضاع المرأة الموظفة لزميلها في العمل حتَّى لا يكون جلوسهما في العمل نفسه خلوة محرَّمة؛ بشرط توثيق ذلك الإرضاع رسمياً، أو ذلك الذي أفتى بجواز أن تضرب المرأة زوجها حين تتأذَّى منه، ويتابعه آخر فيقول بجواز ضرب المرأة لزوجها فضلاً عن تعلم أنواع ومهارات الكراتيه والتايكوندو للدفاع عن نفسها، وهذا الذي يفتي بجواز التبرك ببول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنَّ بوله طاهر وهو أول العارفين بأنَّه لا يوجد أثر لبوله صلى الله عليه وسلم فلا ندري ما فائدة مثل هذه الفتيا، وآخر يفتي بجواز سباحة الفتيات مع الشباب في الحصص الدراسيَّة الرياضيَّة بحجَّة الضرورة شرط ألا ينظر ذلك الشاب لتلك الفتاة ولو كانت لابسة لباساً عارياً.
بالطبع كثير ممَّن له إسهامات في مثل هذه الفتاوى الشاذة أو الغريبة، لديهم عدَّة شطحات في مجال الآراء التي تخرج عنهم مرَّة بعد أخرى، وهم الذين نجد أنَّ وسائل الإعلام تصدِّرهم وتحاول أن تخرجهم كثيراً عبر أثيرها لكي يظهروا بمظهر الشيخ أو الداعية أو المفتي، وقلَّ أن نجد وسائل الإعلام ـ إلاَّ ما رحم الله ـ تستضيف الثقات العدول وأهل التوازن في فقههم ورأيهم الشرعي.
وإني بهذا السياق لا أعمِّم هذا الكلام على جميع العلماء أو الدعاة الفضلاء أوالمفكرين الأثبات، فهنالك طائفة بعينها تحتاج لنوع من التذكير في هذا الموضوع لغريب ما يصدر عنها من آراء شاذة أو فتاوى غريبة.
ولن أطيل في نقل بعض الفتاوى الشاذة أو الغريبة التي تخرج من بعض الأشياخ أو الدعاة، ولن أناقش هنا من هو العالم الذي يؤخذ بقوله؟ ومن هو الشيخ الذي ينبغي أن نأخذ عنه ديننا وشرعنا؟ أو عن فقهاء التساهل والمتساقطين تحت ضغط الواقع.
فكلَّ هذا يحتاج لنقاش شرعي، وإن كنت قد كتبت مقالاً سابقاً بعنوان: (انظروا عمَّن تأخذون دينكم) وأوضحت فيه صفات العلماء الذين ينبغي أن يؤخذ عنهم العلم، وقد نشر في عدَّة مواقع على الشبكة العنكبوتيَّة ()
(يُتْبَعُ)
(/)
بودي في هذا المقال أن أناقش قضية حسَّاسة أرى أنَّ من مقتضيات فقه العصر الوقوف عندها، وأنَّ واجب الوقت الحديث عنها، وذلك لأهميَّتها؛ فإنَّ حديث ذلك الرمز سواء أكان شيخاً أو داعية أو مفتياً ينبغي أن يسترعي في حديثه عدَّة مهمَّات، لكي لا تزل قدم بعد ثبوتها، وحتَّى يكون الحديث لدى وسائل الإعلام مدروساً خصوصاً إن كان طلباً لحوار صحفي فلا يكون عبر موافقة مباشرة دون معرفة ما الأسئلة التي ستقال، والاستفسارات التي ستلقى على مرأى ومسمع ذلك الرمز، أو على الأقل أن يكون لدى هذا الرمز إجابات مسبقة ومعروفة ومعهودة عنه في بعض القضايا التي يحب أن يثيرها بعض الإعلاميين لكشف رأيه عنها وقد يكون لديه رأي معين، أو مسألة يدرسها ولكنَّه لم ينته من دراستها، أو لم تتحرَّر لديه، أو أن يكون بعض تلك القضايا ليس من الحكمة أن تثار وتقال عبر وسائل الإعلام فيكون الجواب عن ذلك على الأقل: الله أعلم، أو بدون تعليق، ليحمي نفسه من إثارة زوبعة إعلامية كبرى قد تذاع في كبرى المحطات الفضائيَّة، أو تنشر على أضخم الصحائف المحليَّة، وقد لا يشعر أنَّ رأيه ذاك أو فتواه تلك قد كان لها ذلك الزخم الإعلامي الذي لم يكن يحسب له حسابا واحدا فضلاً عن ألف حساب!!
• خطورة ابتلاع الـ (طعم) الإعلامي:
لأهل العلم والدعوة في دين الإسلام مزيَّة عن غيرهم ودرجة عالية ومرتبة سامقة، ويكفي أنَّ الله عزَّ وجل قال: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) ويقول: (إنَّما يخشى الله من عباده العلماء) وبقوله تعالى: (ومن أحسن قولا ممَّن دعا إلى الله وعمل صالحا) وبقوله صلى الله عليه وسلم: (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم) وقوله عليه الصلاة والسلام: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه غير أنَّه لا ينقص من أجورهم شيئا) إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على منزلة العلم وفضل الدعوة إلى الله.
لكنَّ المشكلة الكبيرة أنَّ بعض أهل العلم والدعوة قلَّما يكون لديهم خارطة واضحة في كيفية التعامل مع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، وعن كيفية الجواب على سؤال ذلك الإعلامي الذي قد يكون همَّه الوصول إلى التشويش أو التشويه لأهل العلم والفضل، فحين يعثر على بغيته تجده ينشر ذلك الرأي عبر وسائل الإعلام، لكي يحصل بذلك التندر بأقوالهم، والتحدث عنهم، وتشويه صورتهم وقد تكون هذه الفتوى مبتورة أو ذلك الرأي ناقصاً أو يكون هو بعينه رأي ذلك الشيخ أو لداعية ولكنَّها تعد زلة أو زيغة من حكيم وما أشبه ذلك.
مع أنَّه في الواقع يجدر بمن يعمل في هذه الوسائل الإعلاميَّة أن يتقي الله عزَّ وجل في نقله، ويحذر من إلقاء التهمة على ذلك الرمز العلمي إلاَّ بعد التأكد والتريث، فضلاً عن دراسة نشر ما نُسٍبَ لذلك الرمز، وما أحسن كلام الإمام ابن حجر العسقلاني حين قال: (إنَّ الذي يتصدَّى لضبط الوقائع من الأقوال والأفعال والرجال: يلزمه التحري في النقل فلا يجزم إلاَّ بما يتحقَّقه، ولا يكتفي بالقول الشائع ولا سيَّما إن ترتب على ذلك مفسدة من الطعن في حق أحد من أهل العلم والصلاح) ()
نعم! قد تحصل مزالق فقهيَّة أو زلاَّت من بعض المنتسبين للعلم والدعوة، ولا شك أنَّ كل بني آدم خطَّاء، وأنَّ العالم أو الداعية يجور عليه الخطأ كما يجوز على غيره، وأنَّ العلماء أو الدعاة ليسوا معصومين من الوقوع في الخطأ أو الرأي، لكنّي لا أستغرب أو أتعجب أن تكون هنالك خطة مبرمجة لتشويه الرموز العلمية والدينية في بلدان المسلمين، (وليس ذلك تأثراً بما قد يظنُّه الظان بنظرية المؤامرة) وذلك أنَّنا نلاحظ من بعض الوسائل الإعلاميَّة التركيز في أخبارها على بعض السقطات والزلاَّت التي تخرج من بعض العلماء والدعاة، فحين يعلم ذلك الصحفي أو الإعلامي أو يتنامى إليه قول غريب يقول به ذلك الشيخ أو العالم لكي يهرع إليه طالباً منه مقابلة صحفية عبر صحيفة أو فضائيَّة ليستفتيه في بعض الآراء أو يأخذ رأيه في بعض المسائل المهمة، ويكون المقصد هو الولوج لتلك المسألة ليقول الشيخ أو الداعية قولته، فيطير بها ذلك الإعلامي مشيعاً لها في وسائل الإعلام، ويتم المراد من تشويه الرموز الإسلامية واحدا بعد الآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
من اليقين أنَّ هنالك بعض الرموز العلميَّة الذين وعوا أهميَّة وسائل الإعلام وضرورتها لجميع الناس، بيد أنَّهم قبل اتصال أيَّة جهة إعلامية بهم يطلبون منها التريث قبل الموافقة المباشرة، ويتحروا عنها وعن الذي سيحاوره أو يطلب منه اللقاء، ويدرس ذلك الرمز منهجيَّة البرنامج ولو بحلقتين أو ثلاث حلقات سابقة، لكي تكون لديه دربة ودراية بالمحيط الإعلامي الذي سيرتاده، حتى لا توقعه المطبَّات الإعلاميَّة بحرج بالغ، ويكون لديها ما تريد، والرسالة التي كان يسعى هذا الرمز العلمي لتوصيلها تضيع بين سؤالات المذيع، بل هنالك بعض الفضلاء من أهل العلم والفكر يقومون بأخذ دورات مهنيَّة في كيفية التعامل مع وسائل الإعلام سواء في دروس أو محاضرات أو تصريحات أو لقاءات وما شاكل!
ومن جميل ما يذكر في هذا المجال تفطُّن أحد الدعاة المعاصرين قبل وقوعه في ما لا تحمد عقباه إذ أنَّ إحدى القنوات الفضائيَّة طلبته لكي يكون ضيفاً فيها، ولم يخبروه بطبيعة البرنامج بل قالوا أنَّ هنالك حواراً مع فضيلته عبر البث المباشر فحين همَّ الشيخ الدخول إلى الاستوديو وجده مليئاً بالفتيات المتبرجات الجميلات، فرفض الشيخ الدخول لمكان إقامة البرنامج، وقال لمحاوره والله يا أخي لا أحب الفذلكة بأن أكذب عليك وأقول أني آمن الفتنة على نفسي وأنا في هذا الاستوديو فأنا أعرف نفسي وقد قال محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه قال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)، فاسمح لي أن أعتذر منك في عدم الدخول. فقال له المذيع: يا شيخ نحن على الهواء مباشرة فأجاب الشيخ ذلك المذيع قائلاً له: (إن شاء الله تكون الحلقة مَيَّة مش هواء مستحيل أدخل)، فقال له المذيع الشيخ فلان وعلان يدخل ولا يرى في الأمر بأساً، فقال له الشيخ: لن أدخل وما لي بذلك الشيخ وأنا رجل ضعيف، ثمَّ إني أرى أنَّ ذلك لا يليق مني وأنا الذي يعظ الناس، فمثلي وأنا جالس أمام هؤلاء النساء المتبرجات كشخص كانت أمامه فتاة ترقص وهو ينظر لها ويقول استغفر الله، استغفر الله ... !!
كان هذا موقف الشيخ محمد حسَّان مع إحدى القنوات الفضائيَّة، وفي الحقيقة أنَّ موقف من الشيخ هذا، سيجعل القناة تتعرَّف على فكره ومنهجه ويكون لديها خلفيَّة في التعامل مع المشايخ فيما بعد قبل أن يطلبوا منهم أيَّة مشاركة إعلاميَّة، فهنالك حدود يستحيل أن يتعدَّاها حدوداً الشيخ ولو كان ذلك كما يقال لمصلحة لدعوة، فهذه الحدود هي حدود الله من ولجها أثم، ومن ابتعد عنها كان على منهج قويم.
• عالجوا أنفسكم قبل معالجة الناس:
أذكر نفسي وإخواني من أهل العلم والفكر والدعوة وأنا تلميذ محب لهم ومتطفل على موائدهم، أذكرهم بهذه النصيحة التي ائتمنا عليها الشارع الحكيم بنصح أئمة المسلمين، بأن يجدِّد أهل العلم والدعوة محاسبتهم لأنفسهم في صلاح النيَّة، و مداومة تذكر الإخلاص لله ربِّ العالمين فالنوايا مطايا، مع ملازمة دعاء الله والتوجه إليه بقلب صادق ودعاء المضطر أن يهديهم سواء السبيل، وأن يربط على قلوبهم ويثبت أفئدتهم، ويكفيهم شر كل ذي شر.
ومن الضروري بمكان أن يضع ذلك الرمز العلمي في مخيِّلته عدَّة نقاط سائلاً نفسه: ماذا أريد من خروجي الإعلامي، هل لحب الثناء من الناس ومحمدتهم، أو حبَّ الظهور الذي يقصم الظهور، أو لحب الرياسة التي سمَّاها العلماء (الشهوة الخفيَّة)، أو النجوميَّة والشهرة التي تكون في كثير منها محرقة لا مشرقة، فيبدأ الشيخ أو ذلك الرمز واعظا صادقاً، ثم ينتهي إلى نجم فضائي يدردش مع النسوان السافرات المتبرجات، ويمازح الشقراوات الحسان، ويجلس معهنَّ جنباً إلى جنب بحجَّة مصلحة الدعوة، ويضيع الدين والورع والتقوى ويسقط حجاب الهيبة الذي يضعه الله تعالى لهم بسبب تصرفاتهم التي لا ترضي الله عزَّ وجل.
لقد شعر الإمام ابن المبارك أنَّ أحد القضاة الذي كان يعرفه، بميوله للدنيا وأهلها، فأرسل له رسالة شعرية قائلاً:
يا جاعل العلم له بازياً يصطاد أموال المساكين
احتلت للدنيا ولذًّاتها بحلية تذهب بالدين
فصرت مجنوناً بها بعدما كنت دواء للمجانين
أين رواياتك في سردها عن ابن عون وابن سيرين؟
إن قلت أكرهت فماذا كذا زلَّ حمار العلم في الطين
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الأبيات تنم في الحقيقة عن عمق فكري، ونظر مستقبلي من الإمام ابن المبارك، وتتناسب طرداً مع ما يقوم به بعض الدعاة والعلماء الذين وللأسف صاروا يتطايرون لوسائل الإعلام أياً كانت كما تتطاير الفراش على الضوء اللاهب وقد يذهب هذا الفراش لحتفه ظاناً أنَّ عند هذا الضوء سبيل نجاة أو مصلحة له، فيكون محرقة له.
• حتى لا يكون في حديث أهل العلم فتنة:
إنَّ الحديث لوسائل الإعلام سواء أكان هذا الحديث عبر برنامج (فتوى) أو برنامج (حوار) أو مؤتمر أو ندوة، ينبغي أن يأخذ ذلك المتحدث في اعتباره عدَّة أمور، لكي يكون حصيفاً ذكياً، ولكي لا يستغل أي شخص يرغب بترويج شيء ما إلى أذهان الناس من خلال تلك الخرجات الفضائيَّة، وقد يستغفل بعضهم أولو العلم بسبب قلَّة خبرتهم في التعامل مع وسائل الإعلام، فيقول الشيخ كلمة أو رأياً فقهياً لم يدقق في صحته، ثمَّ حين يشتهر هذا الرأي عنه، يقوم ذلك الشيخ بذكر رأيه مرَّة أخرى بكتابة بيان أو فتوى، أو أن يتراجع ذلك الشيخ أمام الناس ـ وتراجعه حسن جميل إن كان تراجعاً صحيحاً ـ، وكأنَّه لا تحق المراجعات إلا للشيوخ والعلماء والدعاة وهي التي تنشر، وأمَّا غيرهم فهم على ثبات دائم وقول مطَّرد منذ أن خرجوا من بطون أمَّهاتهم وإلى الآن!
ومصدر الخلل أنَّ ذلك الشيخ أو الرمز لم يتحرَّى الصواب والصحَّة وبحث المسألة بشكلها الصحيح قبل أن يعرض رأيه وهو مقتنع به.
ولعل من أهمَّ هذه القضايا الحسَّاسة والتي من المهم أن تقال، ما يلي ذكره:
1) ليس كل ما يعلم يقال سواء على ملأ الناس وحضورهم، أو في وسائل الإعلام، وقد كانت هذه سنَّة لأهل العلم والفضل، وعند مسلم في مقدمة صحيحه أنَّ الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود قال: (ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة) وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (حدثوا الناس بما يعقلون أتحبون أن يكذب الله ورسوله) ولهذا بوب الإمام البخاري في صحيحه بابا بعنوان: (باب من خصَّ بالعلم قوماً دون قوم كراهية ألاَّ يفهموا)، فليتق الله أولئك المتحدثون في كل وقت وزمن وحال ومكان بكل ما لديهم، فإنَّ مما يعلمه الناس جميع الناس أنَّه: (ليس كل ما يعلم يقال، ولا كل ما يقال حضر أهله، ولا كل ما حضر أهله حان وقته) وإنَّ كتمان شيء من الدين لمصلحة الدين ولكيلا يكون ذريعة لأهل الفساد أمر ممدوح ومصلحة يتغيَّوها منذ زمن، وقد ذكر الإمام ابن حجر أنَّه: (ممن كره التحدث ببعض دون بعض: أحمد في الأحاديث التي ظاهرها الخروج على السلطان، ومالك في أحاديث الصفات، وأبو يوسف في الغرائب، ومن قبلهم أبو هريرة في الجرابين وأن المراد ما يقع من الفتن، ونحوه عن حذيفة، وعن الحسن أنه أنكر تحديث أنس للحجاج بقصة العرنيين؛ لأنه اتخذها وسيلة إلى ما كان يعتمده من المبالغة في سفك الدماء بتأويله الواهي) ()
2) عدم الحديث إلا في مجال التخصص، فإنَّ فاقد الشيء لا يعطيه، وإنَّ من أسباب البلاء والداء الذي ما له دواء إلا التخصص والتعلم أو السكوت والصمت، أن يظن الظان أنَّه حين قرأ شيئاً من كتب العلم فإنَّ لديه مندوحة لكي يتكلم في مسائل العلم والدين ظانَّا نفسه أنَّه فقيه نحرير، وما علم أنَّ ذلك عقم في الفهم، وأنَّ زمن الموسوعيَّة قد ولَّى وانتهى، وأنَّه لو وجد شيء من ذلك فهو نادر جداً، ومن المعلوم أنَّه ليس كل من تخصَّص في فن من العلوم أنَّه قادر على الحديث والتكلم في مسائل أخرى وإذا كان هذا لم يحصل للعلماء السابقين الذين كانوا قريبين من عهد النبوة، وكان العلم في عصرهم منتشراً بأصوله العلمية ومنضبطة بشكل متقن، وكانت الشواغل لديهم قليلة، ومع هذا نجد أنَّ الإمام الشافعي وهو من هو في علم الفقه والحديث بل قيل إنَّه أول من ألف في علم مصطلح الحديث في كتابه: (الرسالة) وهو الذي لديه كتاب الأم، وكتاب اختلاف الحديث، ومع هذا يقول للإمام أحمد بن حنبل: (أنتم أعلم بالحديث والرجال مني، فإذا كان الحديث صحيحاً فأعلموني؛ كوفياً كان أو بصرياً أو شاميا حتَّى أذهب إليه إذا كان صحيحا) () فيثبت الإمام الشافعي العلم في الحديث لأحد طلابه وهو الإمام المحدث أحمد بن حنبل رحمة الله عليهم، وهذا الإمام أحمد بن حنبل حين سئل عن مسألة من مسائل الغريب ـ أي: غريب الحديث والألفاظ قليلة الاستعمال في
(يُتْبَعُ)
(/)
اللغة ـ فقال رحمه الله: (سلوا أصحاب الغريب، فإني أكره أن أقول في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالظن) () وكانت مرجع الفتيا في مسائل الغريب في عصر الإمام أحمد لعدة علماء أجلاء متخصصين في هذه الفن ومنهم الإمام أبو عبيد القاسم بن سلاَّم حيث كان إليه المرجع في هذا الباب ولديه كتابه المعروف: (غريب الحديث)، ومع هذا فلا يفوتني أن أقول بأنَّ الإمام أحمد الذي عزا المرجع في السؤال عن غريب الحديث لأهل التخصص أنَّه لم يكن ضعيفاً في هذا المجال بل كانت لديه قراءات كبيرة جدا، وقد قال: كتبت في اللغة أكثر ممَّا كتب أبو عبيد القاسم بن سلاَّم!!
فالمقصد أنَّ الإمام أحمد مع علو كعبه وباعه في علم اللغة، فقد عزا ذلك للإمام أبي عبيد القاسم بن سلاَّم لكي يعتاد الناس على التلقي عن المتخصصين، وأما أنصاف المتخصصين، فإنَّ البلاء كبير جداً منهم، وقد نقل الإمام ابن تيمية رحمة الله عليه مقولة جميلة فقال: (وقيل: إنما يفسد الناس نصف متكلم ونصف فقيه ونصف نحوي ونصف طبيب، هذا يفسد الأديان وهذا يفسد البلدان وهذا يفسد اللسان وهذا يفسد الأبدان ـ ثمَّ قال رحمة الله كلمة جوهرية ـ لا سيما إذا خاض في مسألة لم يسبق إليها عالم ولا معه فيها نقل عن أحد، ولا هي من مسائل النزاع بين العلماء فيختار أحد القولين) ()
3) الفطانة والتيقظ، والانتباه من سؤالات الناس وحيلهم والتفافهم ودورانهم على المتحدث لكي يبلغوا إلى حيث يريدون من رأيه، وقد نبَّه الإمام النووي رحمه الله تعالى إلى ضرورة التيقظ والفطانة للمفتي ()، وتبعه على ذلك الإمام ابن عابدين حيث قال: (وهذا شرط في زماننا، فلا بدَّ أن يكون المفتي متيقظاً يعلم حيل الناس ودسائسهم، فإنَّ لبعضهم مهارة في الحيل والتزوير، فغفلة المفتي يلزم منها ضرر كبير في الدين، وقلب الكلام وتصوير الباطل في صورة الحق كما هو شائع في هذا الزمان) () فما البال بزماننا هذا، والذي يتعلم فيه الناس وخصوصاً الإعلاميين طريقة الالتفاف على المحاوَر وسؤاله بعدَّة طرق حتى يصلوا إلى مبتغاهم وغايتهم، وهذا بالطبع ليس في كل الإعلاميين أو الصحفيين ولكنَّنا نقصد طائفة بعينها أخذت على نفسها شيئاَ من هذا القبيل.
4) مراقبة الله في كلِّ قولة ورأي يتحدث به المتحدث، و حينما يتأمل المتكلم قوله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وقوله: (إنَّ السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) وقوله: (إنَّ الله كان عليكم رقيبا) فإنَّه يرتدع عن قول أي شيء قد يستخدمه أهل الفجور للنيل من الدين وأهله، بل يتحرَّى ذكر القول الحق، وقد ذكر الإمام ابن رجب الحنبلي عن الفقيه القاضي زين الدين أبو حفص عمر بن سعد الله الحراني، الذي أثنى عليه الإمام الذهبي فقال: (عالم ذكي، خير وقور) حيث ذكر ابن رجب أنَّه حدَّثه أحد العلماء عن هذا الرجل أنَّه قال: (لم أقض قضيَّة إلا وقد أعددت لها الجواب بين يدي الله) ()
5) فقه المآلات، فهنالك بعض الأقوال والآراء يكون مآلها وبالاً وشناراً، لأنَ المرء المتحدث والمتصدر للكلام لدى وسائل الإعلام حقيق به أن يعرف توجهات الناس، وميولاتهم واختياراتهم، وميل غالبهم إلى الهوى، وما ترتضيه الأنفس، وقد صدق الإمام ابن تيمية رحمة الله عليه حين قال: (وما أكثر ما تفعل النفوس ما تهواه ظانَّة أنها تفعله طاعة لله) () فالناس في طبعهم لديهم ميل إلى خلاف الحق، فما البال بمن يريدون اقتناص بعض المقولات التي تهواها الأنفس وتشتهيها لكي يطيروا بها أمام الملأ إذاعة وإشاعة، وقصدهم في ذلك ليس الحق والصواب بل نشر الآراء الباطلة بحجَّة: (حطها برقبة عالم واطلع منها سالم) كما يقول الشاميون أو المصريون، أو: (اجعل بينك وبين النار مطوَّع) كما يقوله أهل الخليج، وقد سمعت هذا شخصياً من بعض الناس!
(يُتْبَعُ)
(/)
6) الحذر من العجلة والتسرع، وإذا كان من طبع الإنسان العجلة كما قال تعالى: (وكان الإنسان عجولا) وقد جاء الأمر من الشارع الحكيم بالتؤدة والرفق فقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف) كما في صحيح الإمام مسلم، ليعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف) وقال صلى الله عليه وسلم (التأني من الله، والعجلة من الشيطان) () فخليق بأهل العلم والدعوة أن يكونوا على مستوى رفيع من التأني في الحديث واستصدر القرار والحكم على المسألة والأعيان والأشخاص، فإنَّ قولهم ليس كقول غيرهم، فهو قول مرصود وخصوصاً فيما نتحدث به حين يكون الحديث والمقال في وسائل الإعلام، وإني في كثير من الأحيان أستمع إلى بعض الفتاوى أو الحوارات التي يكون فيها مطارحة للرأي أو تقليب للفكر، فقلَّما استمع لأحد يقول كما قال عبد الله بن الزبير: (إنَّ هذا الأمر ما لنا فيه قول) فإنَّ هذه الحالة يندر وجوها كما يندر وجود لبن الطير في البريَّة!
لهذا أجد الإمام الجليل أبو الوليد الباجي يقول معلقاً: (قول عبدالله بن الزبير، إقرار منه بالحق وتوقف عن الفتوى فيما لم يظهر له صوابه، وإن كان من أهل العلم، وهذا مما يجب أن يلزمه كلّ ذي دين أن يقول إذا سئل عمَّا لا يعلم: لا أعلم!) ()، ورحم الله الإمام مالك حيث قال عنه تلميذه ابن وهب ـ رحمه الله ـ لو كتبنا عن مالك لا أدري لملأنا الألواح! فلا خجل ولا عيب أن يقول من لا يعلم عن شيء: الله أعلم.
7) الاعتراف بالحق حال وقوع الخطأ، فمن صفة صاحب الدين والاستقامة، أنَّه رجَّاع للحق والصواب حينما يثبت عليه أنَّه قال بخلافه، وخصوصاً في حال حديثه أمام ملأ من الناس أمام الفضائيات أو في شتَّى وسائل الإعلام، ولا يوجد في ذلك عيب أن يرى الناس أنَّ ذلك المتحدث الذي قال في درسه أو في حوار معه أو في برنامجه أنَّه أخطأ وقال بخلاف الصواب، ولا زلت أكنَّ للشيخ الفاضل محمد حسَّان ـ حفظه الله ـ الفضل والحب وهو من الرموز العلمية السلفية الفاضلة، حين تحدَّث عبر قناة (الناس) معتذراً عمَّا بدر منه من خطأ وقع له في بعض أشرطته السابقة حيث قال: (وأنا أدين الله على مسمع الدنيا أنَّه لم يشارك صحابي واحد من أصحاب رسول الله في دم عثمان رضي الله عنه، وأقول بملء فمي وأستغفر الله جلَّ وعلا بأنّني ذكرت قديما في بعض الأشرطة خطأً أنََّ من بين المشاركين في قتل عثمان عمرو بن الحمق وذكرت لفظة عمرو بن الحمق وأنا ما أتصور أبدا ولا زلت أعتقد كما ذكرت أنه لا يمكن أن يكون من الصحابة، وعمرو بن الحمق كان في مخيلتي أنَّه يختلف تماما عن عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه، وذكرت ذلك والله وأنا أظن أنَّ عمرو بن الحمق يختلف تماماً عن عمرو بن الحمق الخزاعي الصحابي الجليل الذي هو من أهل بدر، فذكرته على أنَّه من قتلة عثمان، ثمَّ بعد ذلك لمَّا بحثت في الكتب ونقّبت بعدما ذكَّرني بعض إخواني من أهل الفضل جزاهم الله عني خيرا ونقَّبت في الكتب وعدت إلى الإصابة وغيرها فلم أجد إطلاقا إلا شخصية واحدة ألا وهي عمرو بن الحمق الخزاعي وهو صحابي جليل رضي الله عنه، لذا فحين ذكرت عمرو بن الحمق تصورت أنَّه من التابعين أو من بعد الصحابة من هؤلاء المنافقين الذين شاركوا في قتل عثمان فلمَّا لم أجد إلاَّ عمرو بن الحمق الخزاعي، عدت إلى رواية الطبراني وإلى غيرها فوجدت أنَّ الرواية لا تثبت ولا تصح بحال من الأحوال، وعمرو بن الحمق الخزاعي صحابي جليل أسأل الله أن يغفر لي زللي، ولا أستحي إطلاقاً أن أعلنه وأن أبينه فالأمر دين .... ) وهذا المقطع المرئي منشور في عدَّة مواقع على الإنترنت، فجزاه الله خيراً جزيلاً حين بيِّن خطأه أمام الناس، مع أنَّه لم يقل به في فضائية بل في بعض أشرطته ولكن مبالغة في ذكر الحق وإعلانه أمام الناس قال به عبر فضائية قناة (الناس) المشهورة ليقطع دابر كل فتنة، وأي قائل يريد أن يذكره بسوء من بعض دعاة الجرح والتعديل!
(يُتْبَعُ)
(/)
8) فقه الواقع ومعرفة المجتمع، فهنالك أقول وآراء وفتاوى تناسب مجتمعاً دون مجتمع آخر، وما دام أنَّ العادة محكَّمة، وأنَّ المعروف عرفاً كالمشروط شرطاً كما يقول الأصوليون، فإنًَّ عرف كل بلد وعاداتهم تختلف من ذاك البلد إلى البلد الآخر، لهذا كان لزاماً على المتحدث أن يراعي هذه القضيَّة، ولعلَّ من خير ما يذكر في هذا المجال أنًَّ الإمام القرافي ذكر بأنَّ المفتي: (لا يحل له أن يفتي أحداً بالطلاق حتَّى يعلم أنَّه من أهل بلد ذلك العرف الذي رُتِّبت الفتيا عليه) () وحتَّى الإمام الشاطبي رحمه الله يقول: (العوائد الجارية ضرورية الاعتبار شرعا، سواء كانت شرعية في أصلها، أو غير شرعية) ()
9) التحدث باللغة العربية الفصيحة، وذلك لأنَّ لكل بلد لهجته وطبيعته في الخطاب والحديث، وإذا لم يدرك المتحدث هذه الحالة، فإنَه وأثناء حديثه قد يجر في بعض حديثه أو بعض كلماته لبساً أمام الناس، ولا زلت أذكر أنَّه جاءني شباب من الخليج وقالوا لي أنَّ الشيخ الفلاني يفتي بجواز الاجتماع والحديث والضحك مع النساء، فقلت لهم: لا شكَّ أنَّ هذا باطل إن صحَّ ذلك عنه، وسألتهم أن يعطوني الشريط فأرسلوه لي، وكان ذلك المتحدث من مصر، وحين استمعت لحديثه: (كان يخاطب من أمامه فيقول لهم: أخوتنا) باللهجة المصرية، ويقول لهم (لما تجلس تهزر مع أخواتك وتمزح معهم) وكان يقصد بأولئك (الأخوات) يعني إخوانك الرجال.
• فتاوى التنازل تحت ضغط الواقع:
هنالك من منتسبي العلم والدعوة من لديهم في الحقيقة: (شهوة الكلام) فتراهم يرطنون ويتحدثون في عدد من الفضائيات والقنوات، لكنَّهم لا يدركون أنَّ هنالك مشكلة إشعاعيَّة إعلاميَّة قد تعترضهم!
وأقول كلمة: (قد) لأنَّ هذا ليس على وجه الإطلاق ولكن يحصل شيء منه، حين يكون بعض المتحدثين قد تنازلوا تحت ضغط الواقع وسطواته، فتجدهم يتحدثون أحيانا بما يرضي الجماهير أو يكون مناسباً لما يرونه هم، وهذه معضلة حقيقة تضاف إلى غيرها، ولقد كان سلف هذه الأمَّة كالإمام أبي حازم سلمة بن دينار يقول: (أدركت أهل الدنيا تبعاً لأهل العلم حيث كانوا، ثم حال الزمان فصار أهل العلم تبعاً لأهل الدنيا حيث كانوا، فدخل البلاء على الفريقين جميعاً) وإذا كان هذا في زمانه فماذا نقول في زماننا؟!
ومن الغريب أن نجد بعض أهل العلم والمشيخة، يشنون حملة على بعض الحركات والتوجهات الإسلاميَّة، مدَّة بعد أخرى نجده ينتقد بعض الممارسات من بعض التوجهات الإسلاميَّة، والمكان الذي ينتقدهم فيه هو أول من يحتاج لنقد واضح بسبب التوجه العلماني المفرط لهذه القناة، ويأخذ هؤلاء الإعلاميون بقول ذلك الشيخ العالم في نقده لتلك التوجهات الإسلامية، ويظنون أنفسهم مبرئين عن كل تهمة، ويستغلون ما قاله ذلك الشيخ في تلكم التوجهات ولتحركات الإسلاميَّة، وكأنَّه في الحقيقة يلبي مطالب الإعلام وضغوط الواقع المعاصر، ولكن أن يصدع بالحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويبين بعض المشاكل الواقعة في الفضائيات من الفساد الاعتقادي، والخراب الخلقي، فقلمَّا نجد منهم هذا الأمر، أثناء حديثهم في تلك القناة.
بل صرنا نجد آراء غريبة تطرح عبر الفضائيات كمن يرى أنَّ الحياة المعاصرة لا تستغني عن الفوائد الربوية حيث غدت ضرورة اقتصاديَّة، ولهذا يجوز أخذها، ومن يفتي بجواز أن يستلحق من وجد لقيطاً ويضمه إلى نسبه ويصبح بذلك ابناً له تترتَّب عليه حقوق البنوَّة، ومن يرى جواز التضحيَّة بالدجاج بديلاً عن الغنم والبقر والإبل حين يكون المرء فقيراً، ومثل هذه الآراء والفتاوى التي يضحك العقلاء منها ومن تخريجاتها العجيبة، ولا عجب في ذلك فقد قيل:
على أنَّها الأيام قد صرن كلها ... عجائب حتى ليس فيها عجائب
وقد يكون كثير من هؤلاء قد أفتوا بذلك بسبب ضغط الواقع، وإملاء الجماهير، أو من باب (فقه التيسير) ـ وهو باب عظيم من أبواب فقه الفقه! ـ فيدخلوا من هذا الباب إلى التساهل والتلاعب بدين الله وأحكامه، ثمَّ يتلقف الإعلام هذه الفتاوى ويروجها بشكل واسع وطويل، بل قد تذاع في نشرات الأخبار!
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي المقابل قد تكون هنالك فتاوى أضخم وأكبر أثراً وتأثيراً، وصادرة من علماء ربانيين يعرفون الشرع ويدركون الواقع، ولا تسلط عليها الأضواء، وذلك لأنَّها لا تلبي مطالب الإعلاميين الذين يستثيرهم عنصر الإثارة والتشويق لترويج السلعة الإعلامية فبدلاً من أن يكون إعلاماً بالشيء يكون إعلاناً عنه يراد منه ما يراد!
• أبت السلاحف أن تطول القمما!
هنالك من بعض الإعلاميين أو الصحفيين من يحاول استشارة بعض أهل العلم والفكر الكبار، ويروج رأياً لهم عبر وسيلة إعلامية وقد يقصد بها التندر بأولئك الفضلاء، أو محاولة الاستثارة لكي يقوم أحد الكبار فيقف لذلك الصغير الوضيع في العلم، ويناقشه، ويكون معه الصواب، ولكنَّ ذلك الكاتب أو الإعلامي لا يقصد وراء ذلك إلاَّ أنَّه صار على مرتبة من العلم أضيفت إليه، حين يقوم ذلك العالم أو الشيخ منتدباً نفسه للرد عليه، وينال ما يريده بأنًَّ الدكتور الكبير أو العالم النحرير قد ردَّ علي، وقد يكتب رداً إضافياً على ذلك العالم، من قبيل النقاش فيعلو صوته، ويشتهر اسمه، بعد أن كان وضيعاً من خلال مقالة أو مناقشة!
وإنَّنا في هذا المجال نذكِّر أنَّه كان في عصر من عصور الدولة الإسلامية شاعر معروف إلاَّ أنَّ شهرته لم تكن كما كان لدى غيره، فلقد هجا بشار بن برد جريرا طمعا في أن يرد عليه جرير ويدخل بشَّار حلبة الصراع مع الفحول الثلاثة: (جرير والفرزدق والأخطل) فيشتهر مثلهم لكن جريرا لم يأبه له ولم يرد عليه لأنَّه وجده دون هذه المنزلة فبكى بشار فقيل له: ما يبكيك يا أبا معاذ؟ فقال: عدم هجاء جرير لي فإنه لو هجاني لصيرني أشعر الناس!!
وهذا درس أرى أنَّ من المناسب الاستفادة منه في الحقيقة، فأسلوب: (التطنيش) لبعض هواة الفرقعات الفكرية، والمجازفات الفضائيَّة، أسلوب مهم في التنكيل ببعض الصغار وقصَّار الفكر والعلم والنظر، وإنَّ الالتفات لهم غير أنَّه مضيعة للوقت، فإنَّ فيه نوعاً من تنزل المرء مع من لا يستحق ذلك، فما البال إن كان مثل هؤلاء لا يريد من ذلك إلاَّ الشهرة والرفعة في عيون الناس، فعلامة ردهم ومهاتراتهم مع كبار أهل العلم هو علامة فشلهم وعطبهم، وقد أحسن من قال:
وإذا استوت للنمل أجنحة ... حتَّى يطير فقد دنا عطبه
ولقد قال شعبة بن الحجَّاج: أتاني الأعمش وأنا أحدِّث قوماً فقال: (ويحك تعلق اللؤلؤ في أعناق الخنازير) فسأل مهنا الإمام أحمد: ما معنى قوله؟ فقال الإمام أحمد: (أي: لا ينبغي أن يحدٍّث من لا يستأهل) لهذا قال الشافعي ():
أأنثر دراً بين سارحة النعم ... أأنظم منثوراً لراعية الغنم
ومن منح الجهَّال علماً أضاعه ... ومن منع المستوجبين فما ظلم
و في الصحيحين أنَّ ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنَّ الموسم يجمع الرعاع والغوغاء، فأمهل حتى تقدم المدينة فتخلص بأهل الفقه، فقدمنا المدينة، فقبل عمر مشورة ابن عباس فلم يتكلم حتى قدم المدينة.
ونجد أنَّ الإمام ابن الجوزي يعلق على ذلك بقوله: (وفي هذا تنبيه على ألاَّ يودع العلم عند غير أهله، ولا يحدث لقليل الفهم ما لا يتحمَّله فهمه، والرعاع السفلة، والغوغاء نحو ذلك) ()
• وأخيراً:
فإنَّ على المشايخ وأهل الفضل والفكر حين يريدون الحديث لأيَّة وسيلة إعلاميَّة أن يكون لديهم إدراك وسابق معرفة مع من يتحدثون وإلى من، وخبرة بطبائع الوسائل الإعلامية، وأن يجروا بحثاً في طبيعة المحاور أو السائل الصحفي لكي يعلموا حقيقة حواراتهم، فإنَّ كانت لكشف الحقيقة وإفادة الناس فحيَّ هلا، وإلاَّ فليحذروا منهم ويعلموا غيرهم بأولئك الذين يتسلقون على أكتافهم، فإنَّه لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل، ولقد قال القاضي الجرجاني:
يقولون لي فيك انقباض وإنَّما ... رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم ... ومن أكرمته عزَّ النفس أكرما
ولم أقض حقَّ العلم إن كنت كلَّما ... بدا طمع صيَّرته لي سلَّما
ولو أنَّ أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظَّموه في النفوس لعظِّما
ولكن أهانوه فهانوا ودنَّسوا ... محيَّاه بالأطماع حتَّى تجهَّما
وأمَّا من كان همَّه الخروج بأية وسيلة إعلاميَّة والمهم أن يتحدث ويرخِّص في فتاويه ويتساهل في رأيه، ولو كان لديه علم أو شيء من فهم، فحسبهم الله تعالي يوم القيامة، فإنَّهم قد أهانوا علمهم وأهانوا أنفسهم، ويخشى عليهم من غضب الله ومقته، وقد أحسن الشاعر حين قال:
لا شيء أخسر صفقة من عالم ... لعبت به الدنيا مع الجهَّال
وأحسن منه وأجمل ما قاله الله عزَّ وجل: (وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أو تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذيِنَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ * سَاءَ مَثَلاً القَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ) ومن الله الحول والطول، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
ــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 01:14]ـ
لعلك أخي المكرم خباب
أن تظلل على أهم وأبرز المعالم الرئيسة في مقالك
لأن طوله يحول دون إتمامه عند الكثير ..
فبهذا تكون جمعت بين صنفي القراء
والله يرعاك
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 09:47]ـ
الأخ الكريم أبو القاسم بضاعتي فيما ذكرت مزجاة!!
فاللهم استرنا ...
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 08:02]ـ
هذا المقال منشور في موقع صيد الفوائد على هذا الرابط:
http://www.saaid.net/Doat/khabab/74.htm
ـ[الآجري]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 08:18]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيراً
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 11:40]ـ
وفيك يبارك الله يا أخي الآجري
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 10:18]ـ
نفعنا الله وإياكم بهدي كتابه(/)
بعض المحدثين يحرصون على الدنيا، وكم تمتعوا بها، قاله الإمام أحمد!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 12:15]ـ
نقل ابن مفلح في الفروع - الكتاب المشحون بالفوائد - عن المروذي أنه قال ((وذكرت رجلاً من المحدثين، فقال [أي الإمام أحمد]: انا أشرت به أن يكتب عنه، وإنما أنكرت عليه حبه للدنيا. وذكر أبو عبدالله من المحدثين علي بن المديني وغيره، وقال: كم تمتعوا من الدنيا!! وإني لأعجب من هؤلاء المحدثين حرصهم على الدنيا. قال: وذكرت لأبي عبدالله رجلاً من المحدثين، فقال: إنما أنكرت عليه أن ليس زيه زي النُسّاك)).
هؤلاء محدثون أئمة، فماذا يكون حالنا نحن ... طلبة العلم اليوم!
وللفائدة، ينظر موضوعي:
(هل يليق بطالب العلم أن يرتاد "المولات" التجارية ... للحاجة؟)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=11281&highlight=%ED%E1%ED%DE(/)
إلى طلبة العلم السلفيين ... أدعوكم إلى غزو المنتديات غير السلفية!!
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 12:41]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله وبعد:
فقد دار بيني وبين بعض إخواني كثيرا من المناقشات حول الكتابة في المنتديات غير السلفية او المنتديات الحزبية!!
وقد اعترض على بعض الافاضل وبعضهم ابى ان يكتب فيها وبعضهم ترك الكتابة في يعض المنتديات فلما سألته عن السبب قال دبت اليهم بدع كثيرة وتحزبوا!! ولذلك قمت بكتابة هذا المقال فأقول أولا مستعين بالله عز وجل
** وجوب الدعوة إلى الله **
فإن الدعوة إلى الله عز وجل هي سبيل الفلاح وهي الطريق إلى الإصلاح
والإصلاح واجب على الامة المحمدية كبيرها وصغيرها عالمها ومتعلمها - كل بحسبه - فإن كل فرد في هذه الامة راع ومسؤال عن رعيته و الله رب العالمين جعل الإصلاح سبيلا للوقية من عذابه وبأسه وقد بيان الله رب العالمين ذلك في كتابه بيانا شافيا كافيا بقوله ((وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ))
ففي هذه الاية لطيفة فإن الله رب العالمين طالب بقدر زائد على مجرد الصلاح صلاح النفس الا وهو إصلاح الغير فأن يكون المرء صالحا في نفسه مصلحا لغيره وهذا هو الاصلاح
صلاحٌ في النفس أولا ومن ثمة اصلاح للغير ثانيا
ولما كان الاصلاح هو السبيل إلى النجاة من عذاب الله جلا وعلا كان واجبا ولما كانت الدعوة إلى الله هي السبيل إلى الاصلاح كانت واجبة بوجب غايتها إذ كل ما يوصل إلى الواجب فهو واجب وما لا يتم الواجب إلى به فهو واجب
وقد أمر الله رب العالمين أنبيائه المرسلبن وعباده المؤمنين بالدعوة إليه ((ادعو إلى سبيل ربك ... )) وهذا الامر افاد الوجب وهو الاصل فيه إلا ان ياتي صارف ولا صارف
والأدلة على ذلك كثيرة ... من ذلك: ((وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))
وهذا امر من الله عز وجل صريح الدلالة على الوجوب إلا أن هذه الاية قد دلت على ان الدعوة إلى الله عز وجل فرض كفاية ولكن هذا الامر هو امر نسبي
ومن الادلة ايضا على وجوب الدعوة إلى الله هو وقل الله عز وجل ((وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ))
والشاهد من ذلك هو وجوب الدعوة إلى الله عز وجل وهذا امر مقرر ومأصل
** لماذا ندعوا إلى المنهج السلفي؟ **
* إقامة الحجة ورجاء الهداية *
فإن الله رب العالمين أرسل رسله وانبيائه بيانا للحق وإظهارا له وإخراجا للناس من الضلال ومن الغواية إلى الرشاد وإلى الهداية ومن الظلمات إلى النور ومن سُبل الضالين والهالكين إلى سبيل عباده المؤمنين
وارسل الله رب العالمين رسله مبشرين وارسلهم منذرين، رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ
لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ
فالله رب العالمين ارسل رسله إقامةً للحجة على الناس ورجاءً لهدايتهم وهذه هي حقيقة الدعوة إلى الله ومقصودها الاعظم
والدليل على إقامة الحجة هو قول النبي صلى الله عليه وسلم في خطابه هرقل ملك الروم: ((بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين و يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم إلى قوله اشهدوا بأنا مسلمون)) والحديث في البخاري ومسلم
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك جليا في حجة الوداع من حديث جابر
((وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده: كتاب الله، وأنتم مسئولون عني، فما أنتم قائلون؟» قالوا: نشهد أنك قد بلغت، وأديت، ونصحت، فقال بأصبعه السبابة ورفعها إلى السماء ينكتها إلى الناس: «اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد)) فقد فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك اقامة للحجة عليهم فيما بلغ إليهم عن رب العزة جلا وعلا
(يُتْبَعُ)
(/)
واما رجاء الهداية فإن الله رب العالمن قال: ((فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ)) وقوله: ((فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا))
وقوله: ((لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)) تكاد تموت يا محمد اسفا وحزنا انهم لا يؤمنون!!
وعن انس ان غلاما من اليهود كان يخدم النبي صلى الله عليه و سلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه و سلم يعوده فقعد عند رأسه فقال أسلم فنظر إلى أبيه وهو عند رأسه فقال له أطع أبا القاسم صلى الله عليه و سلم فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه و سلم وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه من النار
فهذا هو رجاء الهداية وما اعظم ما يستدل به في هذا الباب من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا)) لما جائه ملك الجبال فقال له وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الاخشبين
وهذا من اصرح الادالة على ذلك
فإن هدف الداعية إلى الله عز وجل هو إقامة حجة الله في ارضه على خلقه ورجاء هدايتهم
* الصراع بين الحق والباطل قدر محتوم *
إنَّ الصراع بين الحق والباطل سُنة ماضية، وأمرٌ لا مفر منه، وذلك أنَّ الباطلَ لا يطيقُ مجرد رؤية الحق، فضلاً أن يعيش معه بسلام، وحتى لو أراد الحقُّ أن يعيش في عزلةٍ عن الباطل - ولو لفترةٍ من الزمن - تاركاً الأمر لقضاء الله وفتحه، فإنَّ الباطلَ لا يرضى بذلك، فلا يزالُ يطارد الحق ويصاولهُ بكلِّ ما أُوتي من قوة، حتى يقضي عليه - أو يُخيّل إليه ذلك - كما قال تعالى: ((وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)).
ومتى ما ارتدَّ صاحبُ الحق عن دينه، أو داهن الباطل وسايره؛ أمكن أن يعيش معهُ بسلام، لكنهُ سلامٌ يعقبه الخز ي والعار في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى في ختام الآية السابقة: ((وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ))).
فالصراع بين الحق والباطل قدر محتوم مذ خلق الله الخلق إلى ان يرث الله الارض ومن عليها وإن اهل الحق متى سكتوا عن الباطل فإن الباطل يتسلط عليهم تدميرا لهم وكما يقولون فإن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم فعلى أهل الحق ان يسعوا في الدعوة إلى حقهم وإلا تسلط عليهم أهل الباطل
* وجوب الرد على المخالف *
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في بيان أنواع الأقلام:
((القلم الثاني عشر: القلم الجامع، وهو قلم الرد على المبطلين، ورفع سنّة المحقين، وكشف أباطيل المبطلين على اختلاف أنواعها وأجناسها، وبيان تناقضهم، وتهافتهم، وخروجهم عن الحق، ودخولهم في الباطل، وهذا القلم في الأقلام نظير الملوك في الأنام، وأصحابه أهل الحجة الناصرون لما جاءت به الرسل، المحاربون لأعدائهم.
وهم الداعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، المجادلون لمن خرج عن سبيله بأنواع الجدال.
وأصحاب هذا القلم حرب لكل مبطل، وعدو لكل مخالف للرسل.
فهم في شأن وغيرهم من أصحاب الأقلام في شأن)).
التبيان في أقسام القرآن (ص:132)
وقال البربهاري رحمه الله في شرح السنه
واعلم أن الخروج عن الطريق على وجهين أما أحدهما فرجل قد زل عن الطريق وهو لا يريد إلا الخير فلا يقتدى بزلله فإنه هالك ورجل عاند الحق وخالف من كان قبله من المتقين فهو ضال مضل شيطان مريد في هذه الأمة حقيق على من عرفه أن يُحذر الناس منه ويبين لهم قصته لئلا يقع في بدعته أحد فيهلك
قال الشيخ الفوزان - حفظه الله - شارحا:
هو ضال في نفسه ومُضل لغيره وهو شيطان مريد متمرد يريد صرف الناس عن الصراط المستقيم.
وهذا لا يجوز السكوت عنه بل يجب أن يُكشف أمره ويُفضح خزيه حتى يحذره الناس
ولا يُقال الناس أحرار حرية الرأي وحرية الكلمة كما يدندن به الآن احترام الرأي الآخر
المسألة ليست مسألة آراء المسألة مسألة اتباع نحن قد رسم الله لنا طريقاً واضحاً وقال لنا سيروا عليه
{وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه}
فأي واحد يأتينا يريد منا أن نخرج عن هذا الصراط فإننا
أولاً نرفض
(يُتْبَعُ)
(/)
وثانياً ما يكفي أننا نرفض
بل لابد أن نبين ونحذر منه نحذر الناس منه ولا يسعنا السكوت عليه لأنا إذا سكتنا عليه اغتر به الناس لا سيما إذا كان صاحب فصاحة ولسان وقلم وثقافة فإن الناس يغترون به ويقولون هذا مؤهل هذا مفكر من المفكرين كما هو الحاصل الآن فالمسألة خطيرة جداً.
وهذا فيه وجوب الرد على المخالف عكس ما يقوله أولئك
يقولون اتركوا الردود خلوا الناس كل له رأيه واحترامه وحرية الرأي وحرية الكلمة بهذا تهلك الأمة
السلف ما سكتوا عن أمثال هؤلاء فضحوهم وردوا عليهم لعلمهم بخطرهم على الأمة فنحن لا يسعنا أن نسكت عن شرهم بل لابد من بيان ما أنزل الله وإلا نكون كاتمين من الذين قال الله فيهم
{إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}
فلا يقتصر الأمر على المبتدع بل يتناول الأمر من سكت عنه
من سكت عنه يتناوله الذم والعقاب. لإن الواجب البيان والتوضيح للناس وهذه وظيفة الردود العلمية.
الردود العلمية المتوفرة الآن في مكتبات المسلمين كلها تذب عن الصراط المستقيم وتحذر من هؤلاء فلا يروج علينا هذه الفكرة:
فكرة حرية الرأي وحرية الكلمة واحترام الآخر إلى آخره نحن مو قصدنا الآخر قصدنا الحق ما قصدنا نجرح الناس ولا نتكلم في الناس القصد هو بيان الحق وهذه أمانة حملها الله العلماء فلا يجوز السكوت عن أمثال هؤلاء لكن مع الاسف لو يأتي واحد يرد على أمثال هؤلاء
قالوا أنت متسرع أنت فيك وفيك هذا ما يستحق الرد لو سكت عنه ما اشتهر أمره ,لو سكت عنه ما اشتهر أمره إلى غير ذلك من الوساوس
فهذا لا يخذل أهل العلم أن يبينوا للناس شر هؤلاء دعاة الضلال لا يخذلهم لكن نقول لابد من أهل العلم ما هو بكل واحد يرد أو كل واحد لا لازم ما يتولى الرد إلا أهل العلم والبصيرة الذين يعرفون الخطأ من الصواب يعرفون الحق من الباطل ويعرفون كيف يردون وماهي الحجج والإجابة عن الشبهات ما هو بكل واحد أنه يرد ربما يرد جاهل أو نصف متعلم فيزيد الأمر شراً
فيجب ألا يتولى هذا الأمر إلا العلماء بل الراسخون في العلم.
* وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ *
قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام:55]
وقال تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} [النساء:115]
والله تعالى قد بين في كتابه سبيل المؤمنين مفصَّلة، وسبيل المجرمين مفصَّلة، وعاقبة هؤلاء مفصلة، وعاقبة هؤلاء مفصلة، وأعمال هؤلاء وأعمال هؤلاء، وأولياء هؤلاء وأولياء هؤلاء، وخذلانه لهؤلاء وتوفيقه لهؤلاء، والأسباب التي وفَّق بها هؤلاء والأسباب التي خذل بها هؤلاء، وجلا سبحانه الأمرين في كتابه وكشفهما وأوضحهما وبيَّنهما غاية البيان حتى شاهدتهما البصائر كمشاهدة الأبصار للضياء والظلام.
فالعالمون بالله وكتابه ودينه عرفوا سبيل المؤمنين معرفة تفصيلية، وسبيل المجرمين معرفة تفصيلية، فاستبانت لهم السبيلان كما يستبين للسالك الطريق الموصلإلى مقصوده والطريق الموصل إلى الهلكة. فهؤلاء أعلم الخلق وأنفعهم للناس وأنصحهملهم وهم الدلاء الهداة، و بذلك برز الصحابة على جميع مَن أتى بعدهم إلى يومالقيامة، فإنهم نشأوا في سبيل الضلال والكفر والشرك والسُّبل الموصلة إلى الهلاك وعرفوها مفصلة، ثم جاءهم الرسول فأخرجهم من تلك الظلمات إلى سبيل الهدى و صراط الله المستقيم، فخرجوا من الظلمة الشديدة إلى النور التام، ومن الشرك إلى التوحيد، ومن الجهل إلى العلم ومن الغيِّ إلى الرشاد، ومن الظلم إلى العدل، ومن الحيرة والعمي إلى الهدى والبصائر، فعرفوا مقدار ما نالوه وظفروا به، ومقدار ما كانوافيه. فإن الضد يُظهر حسنه الضدُّ، وإنما تتبين الأشياء بأضدادها. فازدادوا رغبة ومحبة فيما انتقلوا إليه، ونفرة وبغضا لِما انتقلوا عنه، وكانوا أحَبّ النَّاس فيالتوحيد والإيمان والإسلام وأبغض النَّاس في ضدِّه، عالمين بالسبيل على التفصيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
و أما مَن جاء بعد الصحابة، فمنهم من نشأ في الإسلام غيرَ عالم تفصيل ضده، فالتبس عليه بعض تفاصيل سبيل المؤمنين بسبيل المجرمين، فإنَّ اللبس إنما يقع إذاضعف العلم بالسبيلين أو أحدهما، كما قال عمر بن الخطاب: "إنما تُنقَضُ عُرَى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام مَن لا لم يعرف الجاهلية"، وهذا من كمال علم عمر رضي الله عنه، فإنه إذا لم يعرف الجاهلية وحكمها وهو كلّ ما خالف ما جاءبه الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه من الجاهلية، فإنها منسوبة إلى الجهل، و كلّما خالف الرسول فهو من الجهل.
فمَن لم يعرف سبيل المجرمين ولم تستبن له أوشك أن يظن في بعض سبيلهم أنها من سبيل المؤمنين، كما وقع في هذه الأمة من أمور كثيرة في باب الاعتقاد والعلم والعمل وهي من سبيل المجرمين والكفار وأعداء الرسل، أدخلها من لم يعرف أنها من سبيلهم في سبيل المؤمنين ودعا إليها وكفَّر مَن خالفهاواستحلَّ منه ما حرَّمه الله ورسوله كما وقع لأكثر أهل البدع من الجهمية والقدرية والخوارج والروافض وأشباههم ممن ابتدع بدعة ودعا إليها وكفَّر مَنخالفها.
والنَّاس في هذا الموضع أربع فرق:
الفرقة الأولى:مَن استبانله سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين على التفصيل علماً وعملاً، وهؤلاء أعلم الخلق.
الفرقةالثانية: مَن عميت عنه السبيلان من أشباه الأنعام. وهؤلاء بسبيل المجرمين أحضَر ولها أسلَك.
الفرقة الثالثة:مَن صرفعنايته إلى معرفة سبيل المؤمنين دون ضدِّها، فهو يعرف ضدّها من حيث الجملة ولمخالفة، وأن كل ما خالف سبيل المؤمنين فهو باطل وإن لم يتصوَّره على التفصيل، بل إذا سمع شيئا مما خالف سبيل المؤمنين صرف سمعه عنه ولم يشغل نفسه بفهمه ومعرفة وجه بطلانه، و هو بمنزلة من سلمت نفسه من إرادة الشهوات فلم تخطر بقلبه ولم تدعه إليها نفسه، بخلاف الفرقة الأولى، فإنهم يعرفونها وتميل إليها نفوسهم ويجاهدونها على تركها لله.
وقد كتبوا إلى عمر بن الخطاب يسألونه عن هذه المسألة أيهما أفضل: رجل لم تخطر له الشهوات ولم تمر بباله، أو رجل نازعته إليها نفسه فتركها لله؟
فكتب عمر: إن الذي تشتهي نفسه المعاصي ويتركها لله عزَّ و جل من {الذين امتحن الله قلوبَهُم للتَّقوى لهم مغفرة و أجرٌ عظيمٌ} [الحجرات: 3]
وهكذا مَن عرف البدع والشرك والباطل وطرقه فأبغضها لله وحَذِرَها وحذَّر منها ودفعها عن نفسه، ولم يدعها تخدد وجه إيمانه ولا تورثه شبهةً ولا شكًا، بل يزداد بمعرفتها بصيرة في الحق ومحبة له، وكراهة لها ونفرة عنها، أفضل ممن لا تخطر بباله ولا تمرُّ بقلبه. فإنه كلما مرَّت بقلبه وتصوَّرت له ازداد محبة للحق ومعرفة بقدره وسروراً به، فيقوى إيمانه به. كما أن صاحب خواطر الشهوات والمعاصي كلما مرَّت به فرغب عنها إلى ضدِّها ازداد محبة لضدِّها ورغبة فيه وطلباً له وحرصا عليه، فما ابتلى الله سبحانه عبده المؤمن بمحبة الشهوات والمعاصي وميل نفسه إليها إلا ليسوقه بها إلى محبة ما هو أفضل منها وخير له وأنفع وأدوم، و ليجاهد نفسه على تركها له سبحانه فتورثه تلك المجاهدة الوصول إلى المحبوب الأعلى. فكلما نازعته نفسه إلى تلك الشهوات واشتدَّت إرادته لها وشوقه إليها، صرف ذلك الشوق والإرادة والمحبة إلى النوع العالي الدائم، فكان طلبه له أشد وحرصه عليه أتم، بخلاف النفس الباردة الخالية من ذلك، فإنها وإن كانت طالبة للأعلى لكن بين الطلبين فرق عظيم. ألا ترى أن من مشى إلى محبوبه على الجمر والشوك أعظم ممن مشى إليه راكبا على النجائب! فليس من آثر محبوبه مع منازعة نفسه كمن آثره مع عدم منازعتها إلى غيره، فهو سبحانه يبتلي عبده بالشهوات، إما حجابا له عنه، أو حاجبا له يوصله إلى رضاه وقربه وكرامته.
الفرقة الرابعة: فرقة عرفت سبيل الشر والبدع والكفر مفصلة، وسبيل المؤمنين مجملة، و هذا حال كثير ممن اعتنى بمقالات الأمم ومقالات أهل البدع، فعرفها على التفصيل ولم يعرف ما جاء بهالرسول كذلك، بل عرفه معرفة مجملة وإن تفصلت له في بعض الأشياء. ومن تأمل كتبهمرأى ذلك عيانا. وكذلك من كان عارفا بطرق الشر والفساد على التفصيل سالكا لها، إذا تاب ورجع عنها إلى سبيل الأبرار يكون علمه بها مجملا غير عارف بها على التفصيلمعرفة من أفنى عمره في تصرُّفها و سلوكها.
(يُتْبَعُ)
(/)
و المقصود: أن الله سبحانه يحبُّ أن تعرف سبيل أعدائه لتُجتنب وتُبغض، كما يحب أن تعرف سبيل أوليائه لتُحب وتسلك. وفي هذه المعرفة من الفوائد والأسرار ما لا يعلمه إلا الله من معرفة عموم ربوبيته سبحانه وحكمته وكمال أسمائه وصفاته وتعلُّقها بمتعلقاتها واقتفائها لآثارها وموجباتها. وذلك من أعظم الدلالة على ربوبيته وملكه وإلهيته وحُبِّه وبغضه وثوابه وعقابه، والله أعلم. [كتاب "الفوائد"]
* لماذا ندخل المنتديات غير السلفية وندعوا فيها؟ *
إن هذا الامر في هذا الزمان يعد ضرورة لأنه إذا تقرر ما قصد تقريرة بما سبق فإن هذا الامر ضرورة في هذا الزمان وفي وسط تلك الاجواء المسمومة
ولا شك في ان هذا الامر يترتب عليه مصلحة عظيمة من هداية الناس إلى سبيل الرشاد إلى صراط الله المستقيم إلى طريق الحق القويم
قال العلامة ابن قيم الجوزية-رحمه الله-:
" وتبليغُ سُنَّته إلى الأُمَّة أفضل من تبليغ السِّهام إلى نُحُور العَدوّ
لأن ذلك التبليغ يفعله كثير من الناس، وأما تبليغ السنن فلا تقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أُمَمِهم، جعلنا الله تعالى منهم بمنِّه وكرمه". جلاء الأفهام).
وأنتم يا أهل الحق ورثة والمرسلين والانبياء في العلم والعمل والدعوة على السواء
فهبوا إلى تبليغ سنة نبيكم ولا تركنوا في منتدياتكم قاعدين عن الجهاد جهاد الحجة والبيان
فإنه لا ينبغي للسلفين ان يتقوقعوا في المواقع والمنتديات السلفية ويتركون الناس يتقاسمون ميراثا خبيثا فإنهم هنا في المنتديات السلفية يتكلمون في سلفيين ويدعون السلفيين إلى السلفية! وهذا وإن كان خيرا إلا ان هنالك ما هو أولى من ذلك نحن أحوج إليه فإن الجهاد الحقيقي ان تكون هناك في ساحة المعركة وميدان القتال وسط الاعداء اعداء الدعوة السلفية اما ان تكون في وسط منعتك وعزتك فلا شك أن الاجر يتفاوت
فإنك يا اخي الكريم هنا لا يسمعك إلا سلفي وإن وجد غيره فهذا قليل ونادر
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يذهب إلى المشركين في ناديهم واماكن تجمعهم يدعهم إلى كلمة الحق كلمة الاخلاص وإلا فلو انه ظل في أصحابه يدعو اصحابه فكيف يزيد المسليمن؟!! وكيف يعلم الناس الاسلام؟!! فتامل حفظك الله
* مفاسد السكوت عن أهل الباطل *
قال العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله - في تفسير قوله تعالى:
((كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عن ُمنكَرٍ فَعَلُوهُ)) المائدة 79
أي: كانوا يفعلون المنكر، ولا ينهى بعضهم بعضا، فيشترك بذلك المباشر، وغيره الذي سكت عن النهي عن المنكر مع قدرته على ذلك.
وذلك يدل على تهاونهم بأمر الله، وأن معصيته خفيفة عليهم، فلو كان لديهم تعظيم لربهم لغاروا لمحارمه، ولغضبوا لغضبه، وإنما كان السكوت عن المنكر -مع القدرة- موجبا للعقوبة، لما فيه من المفاسد العظيمة:
منها: أن مجرد السكوت، فعل معصية، وإن لم يباشرها الساكت. فإنه -كما يجب اجتناب المعصية- فإنه يجب الإنكار على من فعل المعصية.
ومنها: ما تقدم أنه يدل على التهاون بالمعاصي، وقلة الاكتراث بها.
ومنها: أن ذلك يجرئ العصاة والفسقة على الإكثار من المعاصي إذا لم يردعوا عنها، فيزداد الشر، وتعظم المصيبة الدينية والدنيوية، ويكون لهم الشوكة والظهور، ثم بعد ذلك يضعف أهل الخير عن مقاومة أهل الشر، حتى لا يقدرون على ما كانوا يقدرون عليه أوَّلا.
ومنها: أن - في ترك الإنكار للمنكر- يندرس العلم، ويكثر الجهل، فإن المعصية- مع تكررها وصدورها من كثير من الأشخاص، وعدم إنكار أهل الدين والعلم لها - يظن أنها ليست بمعصية، وربما ظن الجاهل أنها عبادة مستحسنة، وأي مفسدة أعظم من اعتقاد ما حرَّم الله حلالا؟ وانقلاب الحقائق على النفوس ورؤية الباطل حقا؟ "
ومنها: أن السكوت على معصية العاصين، ربما تزينت المعصية في صدور الناس، واقتدى بعضهم ببعض، فالإنسان مولع بالاقتداء بأحزابه وبني جنسه، ومنها ومنها.
فلما كان السكوت عن الإنكار بهذه المثابة، نص الله تعالى أن بني إسرائيل الكفار منهم لعنهم بمعاصيهم واعتدائهم، وخص من ذلك هذا المنكر العظيم.
أ هـ.
قلت:
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذه المفاسد المترتبة على ترك إنكار المنكر وغيرها، كان السكوت عن الإنكار مع القدرة موجبًا للعقوبة الحسية أو المعنوية، وأعظم عقوبة تحل بالناس هي العقوبة المعنوية بموت القلوب حتى لا تعرف معروفًا ولا تنكر منكرًا، ولا تحق حقًا ولا تبطل باطلًا، ولا تميز بين الخبيث والطيب، والعقوبة الحسية تكون في الأموال والأنفس والأولاد، أو بتسليط الأعداء - عليهم- وقهرهم لهم، فيسومونهم سوء العذاب
ولا شك ان البدعة اولى بهذا المعنى من المعصية فإن البدعة كما قرره علمائنا أعظم جرما من المعصية فإن العاصي خطره في الغالب على نفسه بينما المبتدع فخطره على غيره أكثر
والمعصية قد تموت في الغالب بموت صاحبها بينما البدعة يتوارثها الناس والله المستعان
ومن مفاسد السكوت عن اهل الباطل علو صوتهم فإن أهل الحق متى سكتوا عن أهل الباطل فإن صوت الباطل يعلو ويرتفع ولكن إذا وجد من يرده ويطبله فإنه يموت ويندثر
** بعض الاعتراضات على ذلك والرد عليها **
لا اكثر سواد اهل البدع!!
فكنت اتحدث مع أحد إخواني في هذا الامر فقلت له لماذا تركت الكتابة هناك؟ فقال إن خط مسيري ((عدم تكثير سواد أهل البدع))!!
الجواب:
إن هذا ليس من تكثير سواد اهل البدع لأنك ايها الفاضل المفضال لا تدخل وتتكلم بكلمهم ولا تدعو إلى منهجهم ومعتقدهم بل إنك تكون عليهم حربا وفي حلوقهم غصة فأنت تبين عورهم وتكشف سترهم وتفضح خبثهم فهذا ليس تكثيرا لسوادهم ولو أن اهل الحق جميعا فعلوا ذلك لأصبحت هذه الامكان مرحاضا لأهل الباطل كل يقضي فيه حاجته ولأصبحت مستنقعا للبدع والافات وخزنا للضلال والانحرافات فأهل الحق يصمتون واهل الباطل يتكلمون!
وعندها فإنه سيغرر بكثير من العوام والمبتدئين الذين هم حدثاء على الطريق لا يعرفون شيئا ولا يفقهون أمرا
والباطل ايها الفاضل مزين كما تعلم وهو مزخرف بزخرفة ابليس - لعنه الله - والناس تهوى مثل ذلك وورائهم من يحضهم على ذلك وياخذ بأيدهم ليهلكهم!.
إن اهل العلم ينهون عن مخالطة أهل البدع!!
فإن قيل إن أهل العلم ينهون طلبة العلم ان يخالطوا اهل البدع والحزبيين حتى لا يلتبس على طلبة العلم الامور
الجواب:
بارك الله فيكم هذا ليس على إطلاقه فأنا لا ادعوك لدخول منتى اعتزالي وما اشبه بل أنا ادعوك لدخول بعض المنتديات المميعة التي غلب عليها الحزبية او الاخوانية او التي تنشر فكر التكفير و التفجير
ثم إني لا ادعو اي طالب علم للغز بل انا دعو طلبة العلم الاقوياء الذين حصلو قدرا من العقيدة والمنهج يمكنهم من مواجهة هؤلاء القوم وشبههم وانت لن تدخل لقراءة موضاعتهم ومقالتهم بل انت تدخل لتنشر المنهج السلفي القويم وتدعو إلى الصراط المستقيم على الكتاب والسنة بفهم سلف الامة
تدخل تنجي اناسا جاهلين لا يعرفون شيئا قد تشتبه عليهم الامور فيَضلوا ثم يتشبعوا بهذا الفكر فيُضلوا!!
ما قائدة ذلك وكل ما اكتبه يحذفونه
قال لي بعض الاخوة بارك الله فيهم ما فائدة وجودي ودخولي وكل ما اكتبه من مواضيع ومشاركات فإنها تحذف بمجرد اطلاع المشرفين والمراقبين
الجواب:
إن الدعوة إلى الله عز وجل تحتاج إلى امور كثيرة من ذلك الحكمة في الدعوة إلى الله
وقد قال الله عز وجل (ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه) ومن الحكمة يا اخي عدم توجيه الخطاب مباشرة في بعض الاحيان
فلا تذهب عند بعض الناس الذين مجدوا بعض الاشخاص وتقول علنه ضال مضل هالك من الهالكين بل اذهب بالدعوة من الطريق غير المباشرة
لا تذهب وتقول لهم قال فلان من علماء السلفية الكبار لكنه مبغض اليهم قد شوهت صورته عندهم فإنهم لن يقبلوا ولو كان الحق على لسانه
ولكن قل قال فلان من الائمة المعتبرين عندهم قال مالك قال احمد قال الثوري قال الاوزعي
حتى يثقوا فيك وفي كلامك ويعدها اقرن قول الائمة الكبار بكلام علماء السلفية الذين شوهت صورتهم عندهم حتى تغير تلك الصورة
إلى غير ذلك
وساعقب هذا - إن شاء الله - الموضوع بموضوع اخر في بيان كيفية دعوة غير السلفيين يسر الله الامر
هذا هو الامر الاول
الامر الثاني من الامور التي يحتاجها الداعية إلى الله هو الصبر
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن الصبر في الدعوة إلى الله تعالى من أهم المهمات ,ومن أعظم الواجبات على الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى ,والصبر وإن كان واجبًا بأنواعه على كل مسلم ,فإنه على الدعاة إلى الله من باب أولى وأولى؛
ولهذا أمر الله به إمام الدعاة وقدوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ *إ ِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}
وقال تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ} , وقال تعالى: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ}
فهذا سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم قد أمره الله
بالصبر وأتباعه من باب أولى.
وقد ذم الله عز وجل من لم يصبر على الأذى من أجل الدعوة إلى الله فقال سبحانه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} , ولهذا قال سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} , وقال تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}
فاصير يا طالب العلم على الدعوة إلى ربك ولتكن لك اسوة في الانبياء والمرسلين الذين ارسلهم الله رب العالمين لأقوم كافرين
فهذا نوح صلى الله عليه وسلم دعا قومه الف سنة إلا خمسين عاما! لا يوما ولا يمومين ولا شهرا ولا شهرين ولا سنة ولا سنتين بل الف سنة إلا خمسين عاما
واتخذ معهم كافة السبل المستطاعة فدعاهم ليلا ونهار ودعاهم سرا وجهارا واخذهم بالموعظة الحسنة فقال استغفروا ربكم إنه كان غفار يرسل السماء عليكم مدرار ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنت ويجعل لكم انهرا مالكم لا ترجون لله وقارا
ثم ذكرهم بنعة الله عليهم وانه هو خالقهم مالكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم اطوارا
وأخذ يذكرهم بنعمة الله عليهم
ولما دعا عليهم دعا بعد الف سنة إلا خمسين عاما!!
فهل لكم فيه من اسوة حسنة؟!!
إخوة الاسلام إننا جميعا في سفينة واحده فليأخذ كل منا على يد اخيه لننجوا جميعا
وويل لمن ارد ان يخرق السفين ليغرق اهلها ... ويل له ثم ويل له ثم ويل له
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتبه أبو زياد محمد بن محمود النعماني
ليلة الثلاثاء
15/ 2 /1430
الموافق
9/ 2 / 2009 م
ـ[القضاعي]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 11:46]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 08:17]ـ
وفيكم بارك الله
وأرجو ان تجد هذه الدعوة سبيلا للقبول عند السلفيين اصحاب المنهج الحق
وأذكر بكلمة سمعتها من شيخنا حفظه الله
نحن ندعوا غير المسلمين إلى الاسلام وندعوا المسلمين إلى السلفية!
نسأل الله التوفيق والسداد
ـ[مُرْتَاعٌ]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 11:25]ـ
جزاك الله خيراً وأثابك , الدعوة اليوم الأَولى تكون بين منتديات السلفيين أنفسهم , المنتديات تعجّ بالفضائح والصراخ , ونشر ما حتى البهائم تستحي منه نسأل الله العافية.
ولا تنس إن نسيت منتديات الليبرالية والزنادقة ومن شاكلهم , مقالاتهم تدخل بيوتنا وتغزو أسواقنا وترمح إلى عقيدتنا , والقُرّاء مابين ناجٍ منهم محارب لهم داعية يدعوهم إلى الله , و هالك هلك اتبع منهجهم وحداثة فكرهم عُصارة عصرهم! ... نسأل الله السلامة.
فانظر سلّمك الله وأبصِر فإني اليوم أدعو أن لا يقرأ أحداً لهم أو يدخل منتدياتهم إلا صحيح العقيدة , سليم الفطرة لاتأخذه في الله لومة لائم .. يغضبه حرفاً مائعاً خاذلاً الدين وأهله.
العقيدة اليوم في قلوب الشباب هشّة , يفخرون بصحبة كافرٍ صديق , وينشرون صورهم وصويحباتهم باسم سماحة الدين! حتى أن اعتذر قريباً صاحبهم عن قيامنا بواجب النهي عن المنكر في الاختلاط والأمر بالمعروف في الفصل بينهما ... وأثبت لهم علماً يقيناً أنّ السعوديين ليسوا أولئك البدو الجلاف وإنما السعوديون مداهنون حضاريون ولك يا أزرق العينين في بعض بناتنا ببلادكم أُسوة سيئة!
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 12:59]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
راجع قولي:
بل أنا ادعوك لدخول بعض المنتديات المميعة التي غلب عليها الحزبية او الاخوانية او التي تنشر فكر التكفير و التفجير
ثم إني لا ادعو اي طالب علم للغزو بل انا دعو طلبة العلم الاقوياء الذين حصلو قدرا من العقيدة والمنهج يمكنهم من مواجهة هؤلاء القوم وشبههم وانت لن تدخل لقراءة موضاعتهم ومقالتهم بل انت تدخل لتنشر المنهج السلفي القويم وتدعو إلى الصراط المستقيم على الكتاب والسنة بفهم سلف الامة
تدخل تنجي اناسا جاهلين لا يعرفون شيئا قد تشتبه عليهم الامور فيَضلوا ثم يتشبعوا بهذا الفكر فيُضلوا!!
جزيتم خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 01:58]ـ
وأنا أدعو طلاب العلم ذكورا وإناثا لاقتحام المنتديات الحوارية العامة، فوالله إن أهل الباطل يروجون لباطلهم بين الشاباب والشابات ويلقون عليهم الشبهات ولا يجدون من يبطلها ويرد عليهم، وكم من شاب كان عاديا ثم دخلت عليه دواخل من شبهات القوم فصار يرددها!!
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 04:35]ـ
والله يا أخي إننا بحاجه إلي أن ينشط أهل الحق للدعوة إلى حقهم
فوالله ما تسلط علينا هؤلاء القوم إلا لما سمحنا لهم بذلك
وكما هو معلوم إن خير وسيلة للدفع هي الهجوم
وإني لأعجب ان يكون أهل الحق بهذا الكسل في نشر حقهم
واهل الباطل بهذا النشاط في نشر باطلهم
وصبرهم عليه!!!
عجيب حقا
إلى الله المشتكى!
ـ[مُرْتَاعٌ]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 08:24]ـ
وأنا أدعو طلاب العلم ذكورا وإناثا لاقتحام المنتديات الحوارية العامة، فوالله إن أهل الباطل يروجون لباطلهم بين الشاباب والشابات ويلقون عليهم الشبهات ولا يجدون من يبطلها ويرد عليهم، وكم من شاب كان عاديا ثم دخلت عليه دواخل من شبهات القوم فصار يرددها!!
هو ذا ماقصدته بقلبي ولم يجرِ به القلم , عنيت أن فكر الليبرالية واستحواذهم على الإعلام ومتابعة الشباب والناشئة لهم جبراً لا خياراً وقراءة مايلوث به عقل القارئ ويطير معه يوم نادى العقلانيون بالعقل ومنعوه يحلّق حتى من رؤوسهم العقل طار!
وقد رأيت في المنتديات انتشارها وترديد شعارات أصحابها , والتجرؤ من نكرات لا علم لهم ولا فقه بالرد على أقوال علماء لهم باع طويل في العلم يقصدهم الناس من أطراف الأرض لثني الركب عندهم حتى والله من الناس من دخل مواقعهم المضيئة واقتص فتاوى ألصقها بمنتديات حوارية تقليداً أعمى وغمز فيها بطريقة ظريفة تعلن باحترم احترام المفتي لكن الكلام هذا لا يدخل العقل!
جزاك الله عنّا خير الجزاء.
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 03:11]ـ
بارك الله فيكم
رابط المقالة الثانية
السبيل القويم لرد الحزبيين إلى الصراط المستقيم
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27196
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 11:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكن يا اخي هذا الامر له شروط يجب توفرها فيمن عنده الاستعداد للنقاش من الاخوه و تختلف بحسب توجه من تتم مناقشته
فلكل مقام مقال فأنت عندما تناقش المخالف من الفرق الاسلاميه الاخرى لكل منطلقات و مرتكزات تختلف عندما تناقش ملحدا او من اصحاب الفلسفات و التوجهات الحديثة من ليبرالية و علمانية
فالملحد لا يقبل منك قال الله و قال رسوله و لكن سلاحنا معه العقل المجرد و هذا السلاح له قواعده و أصوله و ضوابطه و حدوده و عندما تناقش ليبراليا تحتاج الرجوع الى اصول معينه يجب ان يتم الاتفاق لان هي موطن الخلاف و اساسه و اصله مثل حجية السنه و فهم القران و تفسيره
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 12:12]ـ
إن الدعوة إلى الله عز وجل تحتاج إلى امور كثيرة من ذلك الحكمة في الدعوة إلى الله
وقد قال الله عز وجل (ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه) ومن الحكمة يا اخي عدم توجيه الخطاب مباشرة في بعض الاحيان
فلا تذهب عند بعض الناس الذين مجدوا بعض الاشخاص وتقول علنه ضال مضل هالك من الهالكين بل اذهب بالدعوة من الطريق غير المباشرة
لا تذهب وتقول لهم قال فلان من علماء السلفية الكبار لكنه مبغض اليهم قد شوهت صورته عندهم فإنهم لن يقبلوا ولو كان الحق على لسانه
ولكن قل قال فلان من الائمة المعتبرين عندهم قال مالك قال احمد قال الثوري قال الاوزعي
حتى يثقوا فيك وفي كلامك ويعدها اقرن قول الائمة الكبار بكلام علماء السلفية الذين شوهت صورتهم عندهم حتى تغير تلك الصورة
إلى غير ذلك
فأنا لا ادعوك لدخول منتى اعتزالي وما اشبه بل أنا ادعوك لدخول بعض المنتديات المميعة التي غلب عليها الحزبية او الاخوانية او التي تنشر فكر التكفير و التفجير
ثم إني لا ادعو اي طالب علم للغز بل انا دعو طلبة العلم الاقوياء الذين حصلو قدرا من العقيدة والمنهج يمكنهم من مواجهة هؤلاء القوم وشبههم وانت لن تدخل لقراءة موضاعتهم ومقالتهم بل انت تدخل لتنشر المنهج السلفي القويم وتدعو إلى الصراط المستقيم على الكتاب والسنة بفهم سلف الامة
تدخل تنجي اناسا جاهلين لا يعرفون شيئا قد تشتبه عليهم الامور فيَضلوا ثم يتشبعوا بهذا الفكر فيُضلوا!!
بارك الله فيك(/)
الجرح والتعديل من مسائل الاجتهاد لشيخنا العلامة محمد علي فركوس
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 12:58]ـ
قال الشيخ الاصولي فركوس حفظه الله
الجرح والتعديل من مسائل الاجتهاد
السؤال:
هل المسائلُ الخلافيةُ الواقعةُ بين العلماء في جرح وتعديل الأشخاص أو في كلام بعضهم في بعض لها أحكام المسائل الفقهية الاجتهادية من حيث ما يترتب عليها من سعة الصدر وعدم التشنيع على المخالف وحمله على أحسن المحامل والنظر في قوله تصويبًا وتخطيئًا لا قدحًا وتبديعًا؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فأقوالُ العلماء في الجرح والتعديلِ أو في كلامِ بعضِهم في بعضٍ أمرٌ اجتهاديٌّ يَقبلُ الإصابةَ والخطأَ، والمجتهدُ مأجورٌ على اجتهادِهِ وإن أخطأَ فله أجرٌ واحدٌ، فهو بكُلِّ حالٍ مأجورٌ، والإثمُ عنه مرفوعٌ، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إذَا حَكَمَ الحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ، ثُمَّ أَخْطَأَ، فَلَهُ أَجْرٌ» (1 - أخرجه البخاري في «الاعتصام بالكتاب والسنة» باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ (6916)، ومسلم في «الأقضية» باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ: (4487)، وأبو داود في «الأقضية» باب في القاضي يخطئ (3574)، وابن ماجه في «الأحكام» يجتهد فيصيب الحق (2314)، وأحمد: (17360)، من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه)، ويترتَّب على ذلك ما ورد في السؤال من سعة الصدر وعدمِ التشنيعِ على المخالف وحملِهِ على أحسنِ المحامل؛ لأنّ الأصلَ في العلماء أنهم أهلُ عَدْلٍ وإنصافٍِ، وإنما قد يقع منهم من الطَّعن غيرِ المعتبر لِهَوًى، ومسالكُ الهوى ومساربه دقيقَةٌ، والمعصومُ من عصمه اللهُ.
قال الإمام الذهبي: «لسنا ندَّعِي في أئمَّةِ الجرح والتعديل العصمةَ من الغلط النادِرِ، ولا من الكلام بنَفَسٍ حادٍّ فيمن بينه وبينهم شحناء وإحنة، وقد عُلِمَ أنّ كثيرًا من كلامِ الأقران بعضِهم في بعض مُهْدَرٌ لا عبرةَ به، لا سيما إذا وَثَّقَ الرجلَ جماعةٌ يلوح على قولهم الإنصاف» (2 - «سير أعلام النبلاء» للذهبي: (7/ 40 - 41))، وقال -رحمه الله- في مؤلَّف آخر: «وكلام الأقران بعضِهم في بعضٍ لا يعبأ به لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد وما ينجو منه إلاّ من عصمه الله، وما علمت أنّ عصرًا من الأعصار سَلِمَ أهلُهُ من ذلك سِوَى الأنبياءِ والصدِّيقين ولو شئتُ لسَرَدْتُ من ذلك كراريس» (3 - «ميزان الاعتدال» للذهبي: (1/ 111)).
وقال ابنُ عبد البر: «إنّ من صحّت عدالتُهُ، وثبتت في العلم أمانتُهُ، وبانت ثقتُهُ وعنايته بالعلم لم يُلتفتْ إلى قول أحدٍ إلاّ أن يأتي في جرحه بِبَيِّنَةٍ عادلةٍ يصحُّ بها جرحه على طريق الشهادات والعمل فيها من المشاهدات والمعاينة (4 - «جامع بيان العلم وفضله»: (2/ 152)).
هذا، ولا ينبغي أن يفهم أنّ قاعدة: «الجَرْحُ مُقَدَّمٌ عَلَى التَّعْدِيلِ» على إطلاقها، بحيث ترد قاعدة: «كَلاَمُ الأَقْرَانِ فِي بَعْضٍ يُطْوَى وَلاَ يُرْوَى»؛ لأنَّ الصحيح أنه إذا لم تدلَّ على جَرحه بيِّنةٌ عادلةٌ بقيتْ عدالتُهُ قائمةً خاصّةً إذا كَثُرَ مادحوه، وقلّ جارحوه، قال التاج السبكي: «الحذر كلّ الحذر أن تفهم قاعدتهم: «الجرح مقدم على التعديل» على إطلاقها، بل الصواب أنّ من ثبتت إمامته وعدالته وكثر مادحوه وندر جارحوه، وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصُّب مذهبيٍّ أو غيرِه لم يلتفت إلى جرحه» (5 - «طبقات الشافعية» للسبكي: (1/ 188))، ثمّ زاد -رحمه الله- قائلاً: «عرفناك أنّ الجارح لا يقبل منه الجرح، وإن فسّره في حقّ من غلبت طاعته على معاصيه، ومادحوه على ذامّيه، ومُزَكُّوه على جارحيه، إذا كانت هناك منافسة دنيوية، كما يكون بين النظراء أو غير ذلك، وحينئذٍ فلا يلتفت لكلام الثوريِّ وغيرِه في أبي حنيفة، وابن أبي ذئب وغيرِه في مالكٍ، وابنِ معينٍ في الشافعي، والنسائيِّ في أحمدَ بنِ صالحٍ ونحوِه، ولو أطلقنا تقديم الجرحِ لَمَا سَلِمَ لنا أحدٌ من الأئمّة، إذ ما من إمامٍ إلاّ وقد طَعَنَ فيه الطاعنون، وهَلَكَ فيه الهالكون» (6 - المصدر السابق: (1/ 190)).
أمّا إذا قامت البيِّنة العادلة على خطئه أو عُرِضَ كلامُهُ على الكتاب والسُّنَّة فخالفهما فإنّ قولَه مردود، ولا يلزم -حَسَب قواعدِ أهل العلم- أن يبدّع أو يحكم بخروجه من أهل السنّة بمجرّد خطئه في المسائل العلمية والعملية، فإن أصرَّ على خطئه أو بانت معصيته فالجَرح المفسّر مقدَّمٌ على التعديل لاشتماله على زيادة علم.
أمّا إن جهل مراده فينظر في سيرة المجتهد إن كانت حسنةً حمل كلامه على الوجه الحسن، لقوله تعالى: ?وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ? [الأعراف: 58]، وإن كانت سيرته غيرَ ذلك حمل كلامه على الوجه السيِّء لقوله تعالى: ?وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا? [الأعراف: 58].
أمّا إذا عرف مراد المتكلّم لكنه جهل حكم الشرع فيه، فالواجب أن يمسك عنه ولا يجوز له أن يتكلّم إلا بعلم، فالعلم ما قام الدليل عليه، وشهد له البرهان وأيّدته الحجّة.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في 20 جمادى الأولى 1428ه
الموافق ل: 06 جوان 2007م
حفظه الله:(/)
سؤال يحتاج إلى جواب
ـ[مختار على]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 12:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مهندس مشرف وأعمل فى مؤسسة تملك مشروعا وينفذ هذا المشروع شركة مقاولات (مقاول) أى يصرف راتبى من مؤسستى أى مالكة المشروع وعلاقتى بالمقاول أى الشركة الإشراف عليها فى تنفيذ مراحل المشروع حسب المواصفات المتفق عليها بين (المالك والمقاول) وبدون أية تنازلات ولا خلل فى الإشراف سؤالى وهو:- أن الشركة محتاجة إلى مهندسين وقالوا بدل من أن نتعاقد على مهندس من الخارج نتعاقد معك على الإشراف معنا والإستفادةمنك فى هذا المشروع مقابل مبلغ مالى متفق عليه بينى وبين الشركة المقاولة دون أن نتنازل على الإشراف فى مواصفات المشروع ,هل هذا الفعل حلال أم حرام أفتونا جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم ..... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 08:23]ـ
سؤالى هو:- أن الشركة محتاجة إلى مهندسين وقالوا بدل من أن نتعاقد على مهندس من الخارج نتعاقد معك على الإشراف معنا والإستفادة منك فى هذا المشروع مقابل مبلغ مالى متفق عليه بينى وبين الشركة المقاولة دون أن نتنازل على الإشراف فى مواصفات المشروع
أخي الحبيب:
فهمت من سؤالك أنك تمثل المؤسسة المالكة للمشروع في استلام مشروعها من شركة المقاولات؛ طبقا للمواصفات المتعاقَد عليها بين مؤسستك وشركة المقاولات، وأن شركة المقاولات هي التي تعرض عليك أن تمثلها في تنفيذ المشروع للاستفادة من خبرتك في تنفيذ المشروع طبقا للمواصفات المتفق عليها:
فإن كان ما فهمته صحيحا:
فلا يجوز لك أن تبرم مع شركة المقاولات هذا العقد؛ لأن مسألتك - حينئذ - سيكون تكييفها الفقهي أنك تتولى طرفي عقد واحد؛ فإنك - حينئذ - ستمثل المؤسسة المالكة في استلام المشروع، وستمثل - كذلك - شركة المقاولات التي تقوم بتنفيذ المشروع نفسِهِ، فيكون لك بذلك دورٌ في التنفيذ، ودورٌ في الاستلام، وهكذا تكون أنتَ وحدَكَ الباذِلَ والقابِضَ، أو البائِعَ والمشتريَ، ولا يجوز في فقه المعاملات أن يتولى شخص واحد طرفي عقدٍ واحدٍ:
فتكون معاملتك حينئذ محرمة، لا يجوز لك الإقدام عليها.
وإن كنتُ أخطأتُ الفهم، فأرجو أن توضح لي الصورة الصحيحة لمسألتك.
وأسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى الرشد، وأن يجنبك الزلل في القول والعمل، وأن يرزقك من لدنه رزقا حلالا بَلالا طيبا رغدا، وأن تقوم فيه لله بحقِّهِ، والله يَرعاكَ، ويُسدِّد خُطاكَ.(/)
ما حكم قراءة الفاروق بـ (صراط من أنعمت عليهم)، و (وغير الضالين)؟
ـ[التبريزي]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 04:12]ـ
في فتح الباري:
قوله: (باب غير المغضوب عليهم ولا الضالين) قال اهل العربية " لا " زائدة لتاكيد معنى النفي المفهوم من غير، لئلا يتوهم عطف الضالين على الذين انعمت. وقيل لا بمعنى غير، ويؤيده قراءة عمر " غير المغضوب عليهم وغير الضالين " ذكرها ابو عبيد وسعيد بن منصور باسناد صحيح، وهي للتاكيد ايضا وروى احمد وابن حبان من حديث عدي بن حاتم " ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: المغضوب عليهم اليهود، ولا الضالين النصارى " هكذا اورده مختصرا، وهو عند الترمذي في حديث طويل.
ومثل ذلك ورد أن الفاروق عمر بن الخطاب وابن الزبير رضي الله عنهما قَرَآ (صراط الذين أنعمت عليهم) (صراط من أنعمت عليهم) ...
السؤال:
من شروط قبول القراءة موافقتها للرسم العثماني، فما حكم قراءة الفاروق بـ من، و غير؟ وكيف يُرد على من يراها نوعا من أنواع التحريف؟ وهل الرواية صحيحة أصلا؟
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 01:41]ـ
أراك قد جعلت شرط " موافقة الرسم " من المسلمات!! قد نازع فيها بعض أهل العلم , وهاك مناظرة حصلت بين ابن حزم ومكي بن أبي طالب -ذكرها الإمام في الإحكام-:
"قال أبو محمد: ولقد وقفت على هذا مكي بن أبي طالب المقرئ رحمه الله، فمرة سلك هذه السبيل الفاسدة فلما وقفته على ما فيها رجع، ومرة قال بالحق في ذلك كما تقول، ومرة قال لي: ما كان من الاحرف السبعة موافقا لخط المصحف فهو
باق، وما كان منها مخالفا لخط المصحف فقد رفع، فقلت له: إن البلية التي فررت
منها في رفع السبعة الاحرف باقية بحسبها، في إجازتك رفع حركة واحدة من حركات جميع الاحرف السبعة أكثر من ذلك، فمن أين وجب أن يراعى خط المصحف، وليس هو من تعليم رسول الله لانه كاأميا لا يقرأ ولا يكتب واتباع عمل من دونه من غير توقيف منه عليه السلام لا حجة فيه، ولا يجب قبوله، وقد صححت القراءة من طريق أبي عمرو بن العلاء التميمي مسنده إلى رسول الله (ص): * (إن هذان لساحران) * وهو خلاف خط المصحف وما أنكرها مسلم قط فاضطرب وتلجلج."
وارجو من طلبة العلم الرد.فالموضوع مهم ولم أر أحدا اهتم له؟!!!
بينما نرى ردودا كثيرا في مواضيع لا قيمة لها؟
ـ[التبريزي]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 02:45]ـ
أراك قد جعلت شرط " موافقة الرسم " من المسلمات!! قد نازع فيها بعض أهل العلم , وهاك مناظرة حصلت بين ابن حزم ومكي بن أبي طالب -ذكرها الإمام في الإحكام-:
بارك الله فيك يا عبدالرحمن
الرسم العثماني مجمعٌ عليه ليس عند علماء القراءات فحسب، وإنما عند علماء الإسلام قاطبة وهو ما أجمع عليه الصحابة، لكنهم أضافوا على اشتراط الرسم العثماني جملة " ولو احتمالا"، ولا يمنع أن يكون ابن حزم عفا الله عنه اخطأ في هذه المسألة حتى لو سكت مكي بن أبي طالب ..
وقد صححت القراءة من طريق أبي عمرو بن العلاء التميمي مسنده إلى رسول الله (ص): * (إن هذان لساحران) * وهو خلاف خط المصحف وما أنكرها مسلم قط
أبو عمرو البصري (إنَّ هذيْن لساحران) يقرأ بتشديد نون إنَّ وإثبات ياء ساكنة بعد الذال،
ورواية حفص (إنْ هذان لساحران) بتخفيف نون إنَّ وإثبات الألف في هذان،
وابن كثير (إنَّ هذانّ لساحران) بتشديد النون من هذان،
والباقون: (إنَّ هذان لساحران) بتشديد النون من إن وإثبات الألف بعد الذال في هذان ..
علماء القراءات يقولون: موافقة الرسم العثماني، ولو احتمالاً، فهذان وهذين يوافقان الرسم احتمالا ... خلافا لـ (غير المغضوب عليهم وغير الضالين)، (ولا الضالين) ... فهل من معترض؟!
وارجو من طلبة العلم الرد.فالموضوع مهم ولم أر أحدا اهتم له؟!!!
بينما نرى ردودا كثيرا في مواضيع لا قيمة لها؟
أحسنت بارك الله فيك، عموما القراءة تعتبر من القراءات الشاذة التي لا يجوز القراءة بها، لكن مالذي جعلها شاذة؟ مشكلة كثير من المشايخ وطلبة العلم حفظهم للمتون والقراءات العشر الكبرى والصغرى وحفظ الطرق والروايات بامتياز!! لكن أحدهم في فن علم الدراية ربما يقف حائرا لا يتقدم ولا يتأخر!! ..
ـ[التبريزي]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 04:08]ـ
ولا جواب!!
يبدو أن السؤال صعب!!، فهل من الممكن إحالته إلى الشيخ سعد الحميد؟
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 05:14]ـ
السؤال:
من شروط قبول القراءة موافقتها للرسم العثماني، فما حكم قراءة الفاروق بـ من، و غير؟ وكيف يُرد على من يراها نوعا من أنواع التحريف؟ وهل الرواية صحيحة أصلا؟
أين مشائخ الألوكة هنا ممن يتفننون في ردود الفرعيات ويشدون الحبال حتى توشك على القطع!! أليس تساؤل التبريزي مهم؟ فلماذا النكوص عن الجواب!!
أتمنى أن أراهم يبدعون في الإجابة عما ارتبط بخير العلوم وأشرفها ...
أرجو ان لايحذف الرد فأنا لم أخالف أي قانون ...
تحياتي العطرة جدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 05:34]ـ
أخي الحبيب، كل ما خالف القراءات المتواترة ولم يكن موافقا للرسم العثماني، فهو شاذ، ولا يجوز القراءة به وإن صح أنه قد قرأ به من قرأ من الصحابة، وهذا أمر متقرر لا مراء فيه، فما الإشكال؟؟؟ لماذا هذا الأسلوب في استنطاق إخوانك؟؟
ـ[التبريزي]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 05:45]ـ
كل ما خالف القراءات المتواترة ولم يكن موافقا للرسم العثماني، فهو شاذ، ولا يجوز القراءة به وإن صح أنه قد قرأ به من قرأ من الصحابة، وهذا أمر متقرر لا مراء فيه، فما الإشكال؟؟؟
القراءة المقبولة لها شرطان، (والمعروف ثلاثة)، و شرط العربية شرط لا معنى له عند تحقق الشرطين الرئيسين:
تواتر السند، وموافقة الرسم العثماني (ولو احتمالا)، لأن القرآن حاكم ومهيمن على العربية وقواعدها، وليس العكس ..
إذا كانت قراءة الفاروق صحيحة السند، فلماذا كانت مقبولة قبل الرسم العثماني، شاذة بعده؟!!
ولماذا انفرد الفاروق ومن وافقه بهذه القراءة؟
ولماذا لم تُعتمد في الرسم العثماني عند جمع القرآن الكريم؟
وكيف أبطل الإدعاء بأن ذلك نوع من أنواع التحريف؟
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 06:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
إذا كانت قراءة الفاروق صحيحة السند، فلماذا كانت مقبولة قبل الرسم العثماني، شاذة بعده؟!!
ولماذا انفرد الفاروق ومن وافقه بهذه القراءة؟
ولماذا لم تُعتمد في الرسم العثماني عند جمع القرآن الكريم؟
وكيف أبطل الإدعاء بأن ذلك نوع من أنواع التحريف؟ أسئلة من ذهب, و تحتاج إلى إجابة. بل إنّ بعضا من الخبثاء من يتّخذ هذه المسائل شبهات للإيقاع بالمسلم الذي لا يعلم.
و أنا شخصيا حدث لي هذا مع نصراني خبيث, سأل سؤالا ما كنتُ أتصور في حياتي أن أحدا سيسألنيه, بل ما جاء في خاطري يوما مثل ذك السؤال , و الله المستعان.
أحيلكم يا أحبائي على هذا الموضوع (رغم أنه ليس له علاقة-أظن مباشِرة-بأسئلتك, لكن ممكن يفيد)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=24919
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 06:27]ـ
القراءة المقبولة لها شرطان، (والمعروف ثلاثة)، و شرط العربية شرط لا معنى له عند تحقق الشرطين الرئيسين:
تواتر السند، وموافقة الرسم العثماني (ولو احتمالا)، لأن القرآن حاكم ومهيمن على العربية وقواعدها، وليس العكس ..
إذا كانت قراءة الفاروق صحيحة السند، فلماذا كانت مقبولة قبل الرسم العثماني، شاذة بعده؟!!
ولماذا انفرد الفاروق ومن وافقه بهذه القراءة؟
ولماذا لم تُعتمد في الرسم العثماني عند جمع القرآن الكريم؟
وكيف أبطل الإدعاء بأن ذلك نوع من أنواع التحريف؟
بارك الله فيك .. كانت مقبولة عند من؟؟ صحيح أنها مروية عنه رضي الله عنه، ولكن من من الصحابة أقره عليها، وإن وجد من أقروه، فهل يمنع كونها مروية عنه وعنهم من أن يكون رضي الله عنه كان عليها قبل علمه بالعرضة الآخرة وقد علم بعد ذلك بأنها لا تصح، فتركها ووافق من كانوا أعلم منه وممن وافقوه عليها بالصواب في أمرها من الصحابة بعد ذلك؟ ثم يا أخي لو بقي بعد اتفاقهم على رسم المصحف وجمعه من يخالفهم في ذلك من الصحابة لما أجمعت الأمة على ترك ما يخالفه ولنقل إلينا القتال بينهم على أمر على هذا القدر من الخطورة، وقد علمنا قتالهم على التأول فيما دون ذلك بكثير!! ألا يقاتلون من يرونه يتعمد تحريف كتاب الله وقد بذلوا مهجهم ودماءهم لنشره في ربوع الأرض؟؟؟
لا تنس أخي الحبيب أننا نتكلم عن روايات جاءت بخلاف ما تواتر وأجمعت عليه الأمة وأطبقت على صحته من لدن الصحابة إلى يومنا هذا، فالصواب أن نتركها ونعتذر لأصحابها بما يليق بهم، رضي الله عنهم! وليس في ذلك أدنى شبهة تحريف لأنه قبل جمع القرءان واجتماع الصحابة على ذلك، ليس هناك من مانع عقلا من أن يكون من آحادهم من أخطأ فحمل تفسيرا على أنه متن قرءاني أو نحو ذلك .. فالعبرة في الأمر بما أجمع عليه شهود الوحي المنزل، الأعلم منهم قبل من دونهم، (وهم الذين شهدوا جمع القرءان وتواترت الروايات عنهم) لا ما شذ به آحادهم وخالفوا في ذلك .. والله أعلم.
أما لماذا لم تعتمد في الرسم العثماني فلأنها خلاف ما انعقد عليه اجماعهم وجرى به عملهم بعد ذلك من قراءات تشترك كلها في موافقة ذلك الرسم ... فأين الإشكال؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 06:36]ـ
لا يجوز القراءة بما خالف الرسم
نقل الإجماع على ذلك
لكن الذي يظهر أن المسألة فيها خلاف وأنه ضعيف وقديم
/// قال شيخ الإسلام في المجموع: وأما القراءة الشاذة الخارجة عن رسم المصحف العثماني مثل قراءة ابن مسعود وأبي الدرداء رضي الله عنهما (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى) كما قد ثبت ذلك في الصحيحين. ومثل قراءة عبد الله (فصيام ثلاثة أيام متتابعات) وكقراءته: (إن كانت إلا زقية واحدة) ونحو ذلك. فهذه إذا ثبتت عن بعض الصحابة فهل يجوز أن يقرأ بها في الصلاة؟
على قولين للعلماء هما روايتان مشهورتان عن الإمام أحمد وروايتان عن مالك.
إحداهما: يجوز ذلك لأن الصحابة والتابعين كانوا يقرءون بهذه الحروف في الصلاة.
والثانية: لا يجوز ذلك وهو قول أكثر العلماء؛ لأن هذه القراءات لم تثبت متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن ثبتت فإنها منسوخة بالعرضة الآخرة فإنه قد ثبت في الصحاح {عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم أن جبريل عليه السلام كان يعارض النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن في كل عام مرة فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه به مرتين والعرضة الآخرة هي قراءة زيد بن ثابت وغيره} وهي التي أمر الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي بكتابتها في المصاحف وكتبها أبو بكر وعمر في خلافة أبي بكر في صحف أمر زيد بن ثابت بكتابتها ثم أمر عثمان في خلافته بكتابتها في المصاحف وإرسالها إلى الأمصار وجمع الناس عليها باتفاق من الصحابة علي وغيره.
وهذا النزاع لا بد أن يبنى على الأصل الذي سأل عنه السائل وهو أن القراءات السبعة هل هي حرف من الحروف السبعة أم لا؟ فالذي عليه جمهور العلماء من السلف والأئمة أنها حرف من الحروف السبعة؛ بل يقولون: إن مصحف عثمان هو أحد الحروف السبعة وهو متضمن للعرضة الآخرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل والأحاديث والآثار المشهورة المستفيضة تدل على هذا القول. وذهب طوائف من الفقهاء والقراء وأهل الكلام إلى أن هذا المصحف مشتمل على الأحرف السبعة وقرر ذلك طوائف من أهل الكلام كالقاضي أبي بكر الباقلاني وغيره؛ بناء على أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء من الأحرف السبعة وقد اتفقوا على نقل هذا المصحف الإمام العثماني وترك ما سواه حيث أمر عثمان بنقل القرآن من الصحف التي كان أبو بكر وعمر كتبا القرآن فيها ثم أرسل عثمان بمشاورة الصحابة إلى كل مصر من أمصار المسلمين بمصحف وأمر بترك ما سوى ذلك. قال هؤلاء: ولا يجوز أن ينهى عن القراءة ببعض الأحرف السبعة. ومن نصر قول الأولين يجيب تارة بما ذكر محمد بن جرير وغيره من أن القراءة على الأحرف السبعة لم يكن واجبا على الأمة وإنما كان جائزا لهم مرخصا لهم فيه وقد جعل إليهم الاختيار في أي حرف اختاروه كما أن ترتيب السور لم يكن واجبا عليهم منصوصا؛ بل مفوضا إلى اجتهادهم؛ ولهذا كان ترتيب مصحف عبد الله على غير ترتيب مصحف زيد وكذلك مصحف غيره.
وأما ترتيب آيات السور فهو منزل منصوص عليه فلم يكن لهم أن يقدموا آية على آية في الرسم كما قدموا سورة على سورة لأن ترتيب الآيات مأمور به نصا وأما ترتيب السور فمفوض إلى اجتهادهم. قالوا: فكذلك الأحرف السبعة فلما رأى الصحابة أن الأمة تفترق وتختلف وتتقاتل إذا لم يجتمعوا على حرف واحد اجتمعوا على ذلك
اجتماعا سائغا وهم معصومون أن يجتمعوا على ضلالة ولم يكن في ذلك ترك لواجب ولا فعل لمحظور. ومن هؤلاء من يقول بأن الترخيص في الأحرف السبعة كان في أول الإسلام؛ لما في المحافظة على حرف واحد من المشقة عليهم أولا فلما تذللت ألسنتهم بالقراءة وكان اتفاقهم على حرف واحد يسيرا عليهم وهو أرفق بهم أجمعوا على الحرف الذي كان في العرضة الآخرة. ويقولون: إنه نسخ ما سوى ذلك. وهؤلاء يوافق قولهم قول من يقول: إن حروف أبي بن كعب وابن مسعود وغيرهما مما يخالف رسم هذا المصحف منسوخة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما من قال عن ابن مسعود: أنه كان يجوز القراءة بالمعنى فقد كذب عليه وإنما قال: قد نظرت إلى القراء فرأيت قراءتهم متقاربة وإنما هو كقول أحدكم: أقبل وهلم وتعال فاقرؤوا كما علمتم أو كما قال. ثم من جوز القراءة بما يخرج عن المصحف مما ثبت عن الصحابة قال يجوز ذلك؛ لأنه من الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها ومن لم يجوزه فله ثلاثة مآخذ: تارة يقول ليس هو من الحروف
السبعة وتارة يقول: هو من الحروف المنسوخة وتارة يقول: هو مما انعقد إجماع الصحابة على الإعراض عنه وتارة يقول: لم ينقل إلينا نقلا يثبت بمثله القرآن. وهذا هو الفرق بين المتقدمين والمتأخرين. ولهذا كان في المسألة " قول ثالث " وهو اختيار جدي أبي البركات أنه إن قرأ بهذه القراءات في القراءة الواجبة - وهي الفاتحة عند القدرة عليها - لم تصح صلاته؛ لأنه لم يتيقن أنه أدى الواجب من القراءة لعدم ثبوت القرآن بذلك وإن قرأ بها فيما لا يجب لم تبطل صلاته؛ لأنه لم يتيقن أنه أتى في الصلاة بمبطل لجواز أن يكون ذلك من الحروف السبعة التي أنزل عليها. وهذا القول ينبني على " أصل " وهو أن ما لم يثبت كونه من الحروف السبعة فهل يجب القطع بكونه ليس منها؟ فالذي عليه جمهور العلماء أنه لا يجب القطع بذلك إذ ليس ذلك مما أوجب علينا أن يكون العلم به في النفي والإثبات قطعيا. وذهب فريق من أهل الكلام إلى وجوب القطع بنفيه حتى قطع بعض هؤلاء - كالقاضي أبي بكر - بخطأ الشافعي وغيره ممن أثبت البسملة آية من القرآن في غير سورة النمل لزعمهم أن ما كان من موارد الاجتهاد في القرآن فإنه يجب القطع بنفيه والصواب
القطع بخطأ هؤلاء وأن البسملة آية من كتاب الله حيث كتبها الصحابة في المصحف إذ لم يكتبوا فيه إلا القرآن وجردوه عما ليس منه كالتخميس والتعشير وأسماء السور؛ ولكن مع ذلك لا يقال هي من السورة التي بعدها كما أنها ليست من السورة التي قبلها؛ بل هي كما كتبت آية أنزلها الله في أول كل سورة وإن لم تكن من السورة وهذا أعدل الأقوال الثلاثة في هذه المسألة. وسواء قيل بالقطع في النفي أو الإثبات فذلك لا يمنع كونها من موارد الاجتهاد التي لا تكفير ولا تفسيق فيها للنافي ولا للمثبت؛ بل قد يقال ما قاله طائفة من العلماء: إن كل واحد من القولين حق وإنها آية من القرآن في بعض القراءات وهي قراءة الذين يفصلون بها بين السورتين وليست آية في بعض القراءات؛ وهي قراءة الذين يصلون ولا يفصلون بها بين السورتين.ا. هـ
/// قال البدر الزركشي في برهانه:"قلت وما أفتى به الشيخان _أي ابن الحاجب وأبو عمر بن الصلاح_ نقله النووى فى شرح المهذب عن أصحاب الشافعى فقال قال أصحابنا وغيرهم لا تجوز القراءة فى الصلاة ولا غيرها بالقراءة الشاذة لأنها ليست قرآنا لأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر والقراءة الشاذة ليست متواترة ومن قال غيره فغالط أو جاهل فلو خالف وقرأ بالشاذ أنكر عليه قرءاتها فى الصلاة وغيرها وقد اتفق فقهاء بغداد على استتابة من قرأ بالشواذ ونقل ابن عبد البر إجماع المسلمين على أنه لا تجوز القراءة بالشواذ ولا يصلى خلف من يقرأ بها".
/// وفي غاية النهاية: كان أبو الحسن ابن شنبوذ يرى جواز القراءة بالشاذ مما يخالف رسم المصحف الإمام فعقد له مجلس حضره الوزير ابن مقلة وجماعة من العلماء منهم ابن مجاهد، واستتيب بعد ضربه واعترافه
/// وفيه أيضا: قال عبد الله بن أحمد أبو محمد الهمذاني الضبي المعروف بالجاولي مقرى محقق:
من قرأ بخلاف ما في الدفتين وإن كانت القراءة عن صحابي أو تابعي فهو بذلك ضال مبتدع يستتاب فإن تاب وإلا على السلطان أن يرده إلى المجمع عليه.
/// قال التقي السبكي في شرح المنهاج: قال الأصحاب: تجوز القراءة في الصلاة وغيرها بالقراءات السبع ولا تجوز بالشاذة وظاهر هذا يوهم أن غير السبع المشهورة من الشواذ وقد نقل البغوي الاتفاق على القراءة بقراءة يعقوب وأبي جعفر مع السبع المشهورة وهذا القول هو الصواب.
قال واعلم أن الخارج عن السبع المشهورة على قسمين:
منه ما يخالف رسم المصحف فهذا لا شك فيه أنه لا تجوز قراءته لا في الصلاة ولا في غيرها
ومنه ما لا يخالف رسم المصحف ولم تشتهر القراءة به وإنما ورد من طريق غريب لا يعول عليها وهذا يظهر المنع من القراءة به أيضا ومنه ما اشتهر عند أئمة هذا الشأن القراءة به قديما وحديثا فهذا لا وجه للمنع منه ومن ذلك قراءة يعقوب وغيره
/// وفي تهذيب اللغة للأزهري: من قرأ بحرف شاذ يخالف المصحف وخالف بذلك جمهور القرأة المعروفين فهو غير مصيب، وهذا مذهب الراسخين في علم القرآن قديماً وحديثاً
/// وقال الحافظ في الفتح عن قراءة لأبي الدرداء وابن مسعود خالفت الرسم:"ولعل هذا مما نسخت تلاوته ولم يبلغ النسخ أبا الدرداء ومن ذكر معه. والعجب من نقل الحفاظ من الكوفيين هذه القراءة عن علقمة وعن ابن مسعود وإليهما تنتهي القراءة بالكوفة ثم لم يقرأ بها أحد منهم , وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبي الدرداء ولم يقرأ أحد منهم بهذا , فهذا مما يقوي أن التلاوة بها نسخت"
والكلام في المسألة مشهور ومن تتبعه وجد نقولا كثيرة
وما ذكر عن ابن حزم يحرر
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التبريزي]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 07:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أسئلة من ذهب, و تحتاج إلى إجابة. بل إنّ بعضا من الخبثاء من يتّخذ هذه المسائل شبهات للإيقاع بالمسلم الذي لا يعلم.
و أنا شخصيا حدث لي هذا مع نصراني خبيث, سأل سؤالا ما كنتُ أتصور في حياتي أن أحدا سيسألنيه, بل ما جاء في خاطري يوما مثل ذك السؤال , و الله المستعان.
أحيلكم يا أحبائي على هذا الموضوع (رغم أنه ليس له علاقة-أظن مباشِرة-بأسئلتك, لكن ممكن يفيد)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=24919
بارك الله فيك أخي الكريم ...
النصارى يستقون الطعونات من الرافضة، فهم مصدر غني بالشبهات والأكاذيب ...
تساؤلي أخي الكريم يثيره الرافضة دوما ضد الفاروق، وجوابنا عليهم أن القرآن الكريم المجمع عليه في المصحف العثماني الحاوي للأحرف السبعة هو الفيصل، وعليه مدار القول، وما قبله من ناسخ ومنسوخ لا يدخل في قضية التحريف ...
ـ[التبريزي]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 07:26]ـ
بارك الله فيك .. كانت مقبولة عند من؟؟ صحيح أنها مروية عنه رضي الله عنه، ولكن من من الصحابة أقره عليها، وإن وجد من أقروه، فهل يمنع كونها مروية عنه وعنهم من أن يكون رضي الله عنه كان عليها قبل علمه بالعرضة الآخرة وقد علم بعد ذلك بأنها لا تصح، فتركها ووافق من كانوا أعلم منه وممن وافقوه عليها بالصواب في أمرها من الصحابة بعد ذلك؟
بارك الله فيك أخي الكريم،،
هل الرواية صحيحة قطعا؟ وإذا كانت صحيحة فهل هناك دليل على أن الفاروق كان يجهل العرضة الأخيرة ثم أُبلغ بها؟ وكيف يكون هذا جوابا مقنعا وقد كان ملازما للرسول عليه الصلاة والسلام في الصلاة يصلي خلفه ويسمع الرسول يقرأها كل يوم على الأقل 6 مرات؟!!
ثم بعد الرسول كان يصلي خلف أبي بكر ويسمعه يقرأ الفاتحة كل يوم على الأقل 6 مرات!! ..
لماذا لا يكون في الرواية قولان؟
أم أن جمع أبي بكر الصديق يختلف عن جمع عثمان بن عفان؟
وهنا سؤال:
كل قراءة تخالف الرسم العثماني هي قراءة شاذة حتى لو صح سندها، فهل نحكم على كل رواية خالفت الرسم بأنها منسوخة بعد العرضة الأخيرة؟ وإذا كان ذلك كذلك، فمن قال بذلك؟!
ـ[التبريزي]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 07:47]ـ
قال البدر الزركشي في برهانه:"قلت وما أفتى به الشيخان _أي ابن الحاجب وأبو عمر بن الصلاح_ نقله النووى فى شرح المهذب عن أصحاب الشافعى فقال قال أصحابنا وغيرهم لا تجوز القراءة فى الصلاة ولا غيرها بالقراءة الشاذة لأنها ليست قرآنا لأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر والقراءة الشاذة ليست متواترة ومن قال غيره فغالط أو جاهل فلو خالف وقرأ بالشاذ أنكر عليه قرءاتها فى الصلاة وغيرها وقد اتفق فقهاء بغداد على استتابة من قرأ بالشواذ ونقل ابن عبد البر إجماع المسلمين على أنه لا تجوز القراءة بالشواذ ولا يصلى خلف من يقرأ بها".
بارك الله فيك،،،
قراءة الفاروق شاذة ولا يجوز القراءة بها في الصلاة لأنها مخالفة للرسم العثماني، فهل كان الفاروق يؤم المصلين أكثر من 10 سنوات ويقرأ بهم: (صراط من أنعمت عليهم) (وغير الضالين)؟ أم أنه عدل عن تلك القراءة إلى ما يوافق رسمه اليوم؟ فإذا كان قد عدل عن قراءته بـ (من، وغير)، فهل عدل عنها في خلافة أبي بكر أم في خلافته؟ مع بقاء التساؤل:
كيف كان يقرأ بها وقد كان ملازما للرسول عليه الصلاة والسلام في الصلاة يصلي خلفه ويسمع الرسول يقرأها كل يوم على الأقل 6 مرات؟!!
بارك الله فيكم، نريد مع النقولات دراية بالروايات ....
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 08:42]ـ
بارك الله فيم ونفع بكم
نقولات العلماء السابقة صادرة عن دراية بالمرويات وجواب سؤالك أراه في هذه النقولات
دقق معي هنا:
شيخ الإسلام: ومن لم يجوزه فله ثلاثة مآخذ: تارة يقول ليس هو من الحروف
السبعة وتارة يقول: هو من الحروف المنسوخة وتارة يقول: هو مما انعقد إجماع الصحابة على الإعراض عنه وتارة يقول: لم ينقل إلينا نقلا يثبت بمثله القرآن
ويمكن أن يجاب بأن عمر يرى نسخها أيضا أو تركها والإعراض عنها دقق هنا:
شيخ الإسلام: وإن ثبتت فإنها منسوخة بالعرضة الآخرة ........ وهي التي أمر الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي بكتابتها في المصاحف وكتبها أبو بكر وعمر في خلافة أبي بكر في صحف أمر زيد بن ثابت بكتابتها ثم أمر عثمان في خلافته بكتابتها في المصاحف وإرسالها إلى الأمصار وجمع الناس عليها باتفاق من الصحابة علي وغيره.
ويمكن أن يجاب بـ:
ابن حجر: ولعل هذا مما نسخت تلاوته ولم يبلغ النسخ أبا الدرداء ومن ذكر معه
وما ذكرته هو ما احتج به أصحاب القول الأول القائلين بالجواز فقالوا هذه القراءات كان يقرأ بها الصحابة والتابعون
وهنا مثلا كان ابن الأسود وأبوه يقرآن بقراءة عمر فإذا أنكر عليهما قالوا صلينا خلف عمر فقرأ بها
لكن هذه القراءات في حكم المنسوخ بالعرضة الأخيرة واتفاق الصحابة على مصحف عثمان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 09:16]ـ
نقل الإجماع أيضا مكي بن أبي طالب وابن الجزري
وانظر المبحث الثالث: حكم اتباع الرسم العثماني من بحث (جمع القرآن) لـ د: محمد شرعي أبو زيد
قال مكي: مصحف عثمان الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه واطرح ما سواه مما يخالف خطه فقرئ بذلك لموافقة الخط لا يخرج شئ منها عن خط المصاحف التي نسخها عثمان رضي الله عنه وبعث بها إلى الأمصار وجمع المسلمين عليها ومنع من القراء ة بما خالف خطها وساعده على ذلك زهاء اثني عشر ألفا من الصحابة و التابعين واتبعه على ذلك جماعة المسلمين بعده وصارت القراءة عند جميع العلماء بما يخالفه بدعة وخطأ وإن صحت ورويت
وقال أبو الطاهر بن أبي هشام صاحب ابن مجاهد: أن السبب في اختلاف القراءات السبع وغيرها أن الجهات التي وجهت إليها المصاحف كان بها من الصحابة من حمل عنه أهل تلك الجهة وكانت المصاحف خالية من النقط والشكل قال فثبت أهل كل ناحية على ما كانوا تلقوه سماعا عن الصحابة بشرط موافقة الخط وتركوا ما يخالف الخط امتثالا لأمر عثمان الذي وافقه عليه الصحابة لما رأوا في ذلك من الاحتياط للقرآن فمن ثم نشأ الاختلاف بين قراء الأمصار مع كونهم متمسكين بحرف واحد من السبعة.
وراجع ما ذكره البغوي في شرح السنة 510/ 4 إلى 526/ 4 ودقق في الروايات ستجد أن المسألة مجمع عليها والأدلة مقنعة وأن القول بجواز القراءة بما خالف الرسم خطير جدا
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 09:28]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم،،
هل الرواية صحيحة قطعا؟
أنا لم أتتبع حكمها ولا أدري هل صواب تصحيح ابن حجر لها أم لا، ولكني أجيبك على افتراض صحتها ..
وإذا كانت صحيحة فهل هناك دليل على أن الفاروق كان يجهل العرضة الأخيرة ثم أُبلغ بها
لا حاجة إلى البحث عن مثل هذا الدليل أخي الكريم، فهذا الفعل منه رضي الله عنه مردود على أي حال .. ولا شك أنه ما كان ليأتيه خبر العرضة الأخيرة ويرده، رضي الله عنه وأرضاه، وما كان ليصلي بالناس في خلافته بقراءة اتفق الصحابة على أنها ليست من القرءان!! كيف ذلك وما صلى خلفه ولا خلف أبي بكر من قبله ولا خلف عثمان من بعده إلا جماهير الصحابة رضي الله عنهم؟؟
وكيف يكون هذا جوابا مقنعا وقد كان ملازما للرسول عليه الصلاة والسلام في الصلاة يصلي خلفه ويسمع الرسول يقرأها كل يوم على الأقل 6 مرات؟!!
ثم بعد الرسول كان يصلي خلف أبي بكر ويسمعه يقرأ الفاتحة كل يوم على الأقل 6 مرات!! ..
وما الإشكال في ذلك؟ ما يدريك أن هذه الرواية على فرض صحتها، نقلت عنه في زمان أبي بكر، أو بعد العرضة الأخيرة؟ صحيح أني ليس معي دليل على أنها كانت قبل العرضة الأخيرة، ولكن لا يلزمني تطلب ذلك لأن الحجة فيما اتفق عليه الصحابة وعليه كان إجماعهم لا فيما شذ به بعضهم على خلاف ذلك! وقول الرواي أنه رضي الله عنه كان يقرأ بهذا، لا يفهم منه بالضرورة أنه كان يقرأ به في الصلاة في زمان خلافته! بل لعله كان يظن تلك القراءة تصح، فكان يقرأ بها لنفسه، بصرف النظر عما كان يسمعه من النبي عليه السلام في صلاته خلفه هل وافق ذلك أم خالفه، فلما تبين له أنها ليست بقراءة صحيحة - بنسخها بالعرضة الأخيرة أو بعرضة قبلها أو بزوال ما لأجله كان يرى جواز القراءة بها - تركها ووافق ما اتفق عليه الصحابة! ولا يظن أبدا بأنه رضي الله عنه في خلافته كان يصلي بالناس بخلاف ما أجمع عليه الصحابة، ومن ادعى ذلك فالبينة عليه لا علينا! وهل يعقل أصلا أن يسكت الصحابة على ذلك وقد علموا أن صلاتهم لا تصح إلا بصحة قراءة فاتحة الكتاب؟؟
كل قراءة تخالف الرسم العثماني هي قراءة شاذة حتى لو صح سندها، فهل نحكم على كل رواية خالفت الرسم بأنها منسوخة بعد العرضة الأخيرة؟ وإذا كان ذلك كذلك، فمن قال بذلك؟!
لعلك تراجع ما تفضل بنقله الفاضل أمجد الفلسطيني ففيه الجواب الشافي إن شاء الله.
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 04:44]ـ
الأخوان الكريمان: أمجد وأبو الفداء
بارك الله فيكما،،، جعلنا الله وإياكم هداة مهتدين ..(/)
المراحل العشر لفهم و حفظ القرآن الكريم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 09:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و بعد:
فقد سمعت شيخنا عبد الله بن غديان حفظه الله ينصح طالب العلم بفهم القرآن مع حفظه بعمل ما يلي قبل البدء في حفظ الآيات:
1 - تحديد آيات الموضوع يستعان بالمصاحف الهندية التي تضع علامة م على الموضوع
2 - معاني المفردات يستعان بكتب معاني المفردات
3 - معرفة سبب النزول يستعان بكتب أسباب النزول مثل لباب النقول
4 - معرفة الناسخ والمنسوخ يستعان بكتب الناسخ و المنسوخ
5 - معرفة المتشابه اللفظي يستعان بكتب المتشابه اللفظي
6 - معرفة المتشابه المعنوي يستعان بكتب المتشابه المعنوي مثل دفع إيهام الإضطراب
7 - معرفة معاني الجمل حسب علامات الوقف هناك علامات في المصحف و بتفسير ابن جرير
8 - معرف العلاقة بين هذه الجمل يستعان بكتب المناسبة مثل نظم الدرر
9 - معرفة المعنى العام لآيات الموضوع يستعان ببعض التفاسير مثل تفسير السعدي
10 - معرفة الأحكام التي تؤخذ من هذه الآيات يستعان ببعض التفاسير مثل أحكام القرآن لابن العربي و القرطبي
فبدأت في الجمع على هذه الطريقة و اعتمدت في الغريب غريب القرآن لابن قتيبة و في الناسخ و المنسوخ المصفى لابن الجوزي و في المتشابه اللفظي أسرار التكرار للكرماني لأن الشيخ لم يذكر فيها مرجعاً و اقتصرت في الأحكام على ابن العربي
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 09:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
لباب النقول - (1/ 220)
عن ابن عباس قال مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضا شديد فأتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه ما ترى قال طب قال وما طب قال سحر قال ومن سحره قال لبيد بن الأعصم اليهودي قال أين هو قال في بئر آل فلان تحت صخرة في كرية فأتوا الركية فانزحوا محمد ماءها وارفعوا الصخرة ثم خذوا الكرية وأحرقوها فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمار بن ياسر في نفر فأتوا الركية فإذا ماؤها مثل ماء الحناء فنزحوا الماء ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الكرية وأحرقوها فإذا فيها وتر فيه أحدى عشرة عقدة وأنزلت عليه هاتان السورتان فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس لأصله شاهد في الصحيح بدون نزول السورتين وله شاهد بنزولهما
عن الربيع بن أنس عن أنس بن مالك قال صنعت اليهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فأصابه من ذلك وجع شديد فدخل عليه أصحابه فظنوا أنه لما به فأتاه جبريل بالمعوذتين فعوذه بهما فخرج إلى أصحابه صحيحا
غريب القرآن - (1/ 542)
4 - 5 - {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} إبليسُ يُوَسْوِسُ في الصدور والقلوب؛ فإذا ذُكر اللهُ: خَنَسَ، أي أقْصَرَ وكَفَّ.
6 - و {الْجِنَّةِ} الجنُّ.
أسرار التكرار في القرآن - (1/ 123)
590 - قوله تعالى أعوذ برب الناس 1 ثم كرر الناس خمس مرات قيل كرر تبجيلا لهم على ما سبق وقيل كرر لانفصال كل آية من الأخرى لعدم حرف العطف وقيل المراد بالأول الأطفال ومعنى الربوبية يدل عليه وبالثاني الشبان ولفظ الملك المنبئ عن السياسة يدل عليه وبالثالث الشيوخ ولفظ إله المنبئ عن العبادة يدل عليه وبالرابع الصالحون والأبرار والشيطان يولع بإغوائهم وبالخامس المفسدون والأشرار وعطفه على المتعوذ منهم يدل على ذلك خطاب لهما قبل الدخول وما في البقرة بعد الدخول الموصوف في الثانية أكتفاء وما أسألكم عليه من أجر لذكرها في مواضع 2 وليس في قصة موسى لأن صالحا قل في الخطاب فقالوا في الجواب وأكثر شعيب أعزته وصبر على مكروه ينال الإنسان ليس بظلم كمن قتل
دفع إيهام الاضطراب - (1/ 93)
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} لا يخفى ما بين هذين الوصفين اللذين وصف الله بهما هذا اللعين الخبيث من التنافي لأن الوسواس كثير الوسوسة ليضل بها الناس والخناس كثير التأخر والرجوع عن إضلال الناس. والجواب: أن لكل مقام مقالاً؛ فهو وسواس عند غفلة العبد عن ذكر ربه خناس عند ذكر العبد ربه تعالى كما دل عليه قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} الآية وقوله تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا}. الآية.
تفسير الطبري - (24/ 709)
القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)}.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد أستجير (بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ) وهو ملك جميع الخلق: إنسهم وجنهم، وغير ذلك، إعلاما منه بذلك من كان يعظم الناس تعظيم المؤمنين ربهم أنه ملك من يعظمه، وأن ذلك في مُلكه وسلطانه، تجري عليه قُدرته، وأنه أولى بالتعظيم، وأحقّ بالتعبد له ممن يعظمه، ويُتعبد له، من غيره من الناس.
وقوله: (إِلَهِ النَّاسِ) يقول: معبود الناس، الذي له العبادة دون كل شيء سواه.
وقوله: (مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ) يعني: من شرّ الشيطان (الْخَنَّاسِ) الذي يخنِس مرّة ويوسوس أخرى، وإنما يخنِس فيما ذُكر عند ذكر العبد ربه.
نظم الدرر - (8/ 912)
تضمنت السورة كالفلق استعاذة ومستعاذاً به ومستعاذاً منه وأمراً بإيجاد ذلك , فالأمر: {قل} والاستعاذة {أعوذ} والمستعاذ به هو الله سبحانه وتعالى , لكن لما كانت صفة الربوبية من صفات كماله سبحان أليق بالحماية والإعانة والرعاية والخلق والتدبير والتربية والإصلاح , المتضمن للقدرة التامة والرحمة الواسعة , والإحسان الشامل والعلم الكامل , قال تعالى: {برب الناس *} أي أعتصم به أي أسأله أن يكون عاصماً لي من العدو أن يوقعني في المهالك
... ولما كان الرب و الملك متقاربين في المفهوم , وكان الرب أقرب في المفهوم إلى اللطف والتربية , وكان الملك للقهر والاستيلاء وإظهار العدل ألزم , وكان الرب قد لا يكون ملكاً فلا يكون كامل التصرف , اقتضت البلاغة تقديم الأول وإتباعه الثاني , فقال تعالى: {ملك الناس *} إشارة إلى أن له كمال التصرف ونفوذ القدرة وتمام السلطان , وإليه المفزع وهو المستعان , والمستغاث والملجأ والمعاد.
... ولما كان الملك قد لا يكون إلهاً , وكانت الإلهية خاصة لا تقبل شركاً أصلاً بخلاف غيرها , أنهي الأمر إليها وجعلت غاية البيان فقال: {إله الناس *} إشارة إلى أنه كما انفرد بربوبيتهم وملكهم لم يشركه في ذلك أحد , فكذلك هو واحده إلههم لا يشركه في إلهيته أحد
... ولما أكمل الاستعاذة من جميع وجوهها التي مدارها الإحسان أو العظمة أو القهر أو الإذعان والتذلل , ذكر المستعاذ منه فقال: {من شر الوسواس *} هو اسم بمعنى الوسوسة كالزلزال بمعنى الزلزلة , والمراد بالموسوس , سمي بفعله مبالغة لأنه صفته التي هو غاية الضراوة عليها كما بولغ في العادل بتسميته بالعدل , والوسوسة الكلام الخفي: إلقاء المعاني إلى القلب في خفاء وتكرير , كما أن الكلمة الدالة عليها " وس " مكررة , وأصلها صوت الحلي , وحديث النفس , وهمس الكلاب , ضوعف لفظه مناسبة لمعناه لأن الموسوس يكرر ما ينفثه في القلب ويؤكده في خفاء ليقبل
... ولما كان الملك الأعظم سبحانه لم ينزل داء إلا أنزل له دواء , وكان قد جعل دواء الوسوسة ذكره سبحانه وتعالى , فإنه يطرد الشيطان وينير القلب ويصفيه , وصف سبحانه وتعالى فعل الموسوس عند استعمال الدواء إعلاماً بأنه شديد العداوة للإنسان ليشتد حذره منه وبعده عنه فقال: {الخناس *} أي الذي عادته أن يخنس أي يتوارى ويتأخر ويختفي بعد ظهوره مرة بعد مرة , كلما كان الذكر خنس , وكلما بطل عاد إلى وسواسه , فالذكر له كالمقامع التي تقمع المفسد , فهو شديد النفور منه , ولهذا يكون شيطان المؤمن هزيلاً كما ورد عن بعض السلف أن المؤمن ينفي شيطانه كما ينفي الرجل بعيره في السفر , قال البغوي: له خرطوم
(يُتْبَعُ)
(/)
كخرطوم الكلب في صدر الإنسان , ويقال: رأسه كرأس الحية واضع رأسه على يمين القلب يحدثه , فإذا ذكر الله خنس , وإذا لم يذكر الله رجع ووضع رأسه - أخزاه الله تعالى.
... ولما ذكر صفة المستعاذ منه , ذكر إبرازه لصفته بالفعل فقال: {الذي يوسوس} أي يلقي المعاني الضارة على وجه الخفاء والتكرير بحيث تصل مفاهيمها من غير سماع , وأشار إلى كثرة وسوسته بذكر الصدر الذي هو ساحة القلب ومسكنه فقال: {في صدور الناس *} أي المضطربين إذا غفلوا عن ذكر ربهم , فإنها دهاليز القلوب منها تدخل الواردات إليها , وذلك كالقوة الوهمية فإن العقل يساعد في المقدمات الحقة المنتجة للأمر المقطوع به , فإذا وصل الأمر إلى ذلك خنست الواهمة ريثما يفتر العقل عن النتيجة فترة ما , فتأخذ الواهمة في الوسوسة وتقبل منها الطبيعة بما لها بها من مجانسة الظلمة الوهمية , والناس - قال في القاموس: يكون من الإنس ومن الجن , جميع إنس أصله أناس جمع عزيز أدخل عليه أل - انتهى , ولعل إطلاقه على هذين المتقابلين بالنظر إلى النوس الذي أصله الاضطراب والتذبذب فيكون منحوتاً من الأصلين: الانس والنوس , ومن ثالث وهو النسيان.
... ولما كان الذي يعلّم الإنسان الشرة تارة من الجن وأخرى من الإنس , قال مبيناً للوسواس تحذيراً من شياطين الإنس كالتحذير من شياطين الجن , مقدماً الأهم الأضر , ويجوز أن يكون بياناً لـ " الناس " ولا تعسف فيه لما علم من نقل القاموس: {من الجنة} أي الجن الذين في غاية الشر والتمرد والخفاء {والناس *} أي أهل الاضطراب والذبذبة سواء كانوا من الإنس أو الجن , فيكون المعنى أن الجن مسلط بعضهم على بعض كما هم مسلطون على الإنس , فيدخل شيطان الجن في الجني كما يدخل في الإنسي ويوسوس له - قاله الغوي عن الكلبي , وقال: ذكر عن بعض العرب أنه قال: جاء قوم من الجن فوقفوا فقيل: من أنتم؟ قالوا: أناس من الجن , قال: وهذا معنى قول الفراء.
تفسير السعدي - (1/ 937)
هذه السورة مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم، من الشيطان الذي هو أصل الشرور كلها ومادتها، الذي من فتنته وشره، أنه يوسوس في صدور الناس، فيحسن [لهم] الشر، ويريهم إياه في صورة حسنة، وينشط إرادتهم لفعله، ويقبح لهم الخير ويثبطهم عنه، ويريهم إياه في صورة غير صورته، وهو دائمًا بهذه الحال يوسوس ويخنس أي: يتأخر إذا ذكر العبد ربه واستعان على دفعه.
فينبغي له أن [يستعين و] يستعيذ ويعتصم بربوبية الله للناس كلهم.
وأن الخلق كلهم، داخلون تحت الربوبية والملك، فكل دابة هو آخذ بناصيتها.
وبألوهيته التي خلقهم لأجلها، فلا تتم لهم إلا بدفع شر عدوهم، الذي يريد أن يقتطعهم عنها ويحول بينهم وبينها، ويريد أن يجعلهم من حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس، ولهذا قال: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 11:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
لباب النقول - (1/ 220)
عن ابن عباس قال مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضا شديد فأتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه ما ترى قال طب قال وما طب قال سحر قال ومن سحره قال لبيد بن الأعصم اليهودي قال أين هو قال في بئر آل فلان تحت صخرة في كرية فأتوا الركية فانزحوا محمد ماءها وارفعوا الصخرة ثم خذوا الكرية وأحرقوها فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمار بن ياسر في نفر فأتوا الركية فإذا ماؤها مثل ماء الحناء فنزحوا الماء ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الكرية وأحرقوها فإذا فيها وتر فيه أحدى عشرة عقدة وأنزلت عليه هاتان السورتان فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس لأصله شاهد في الصحيح بدون نزول السورتين وله شاهد بنزولهما
عن الربيع بن أنس عن أنس بن مالك قال صنعت اليهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فأصابه من ذلك وجع شديد فدخل عليه أصحابه فظنوا أنه لما به فأتاه جبريل بالمعوذتين فعوذه بهما فخرج إلى أصحابه صحيحا
(يُتْبَعُ)
(/)
غريب القرآن - (1/ 542)
1 - {الْفَلَقِ} الصبح.
3 - و (الْغَاسِقُ) الليل؛ و "الغَسَقُ": الظلْمة.
{إِذَا وَقَبَ} أي دخل في كل شيء.
ويقال: "الغَاسقُ": القمر إذا كُسف فاسودَّ. "إذا وَقبَ": دخل في الكسوف.
4 - {النَّفَّاثَاتِ} السَّواحر. و "يَنْفُِثْن": يَتْفُِلْنَ إذا سَحَرْن ورَقَيْن
أسرار التكرار في القرآن - (1/ 122)
589 - نزلت في ابتداء خمس سور وصارت متلوا بها لأنها نزلت جوابا وكرر قوله من شر أربع مرات لأن شر كل واحد منها غير الآخر
تفسير الطبري - (24/ 699)
القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)}.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد، أستجير بربّ الفلق من شرّ ما خلق من الخلق.
واختلف أهل التأويل في معنى (الفلق) فقال بعضهم: هو سجن في جهنم يسمى هذا الاسم.
نظم الدرر - (8/ 899)
{قل} أي لكل من يبلغه القول من جميع الخلائق تعليماً لهم وأمراً , فإنهم كلهم مربوبون مقهورون لا نجاة لهم في شيء من الضرر إلا بعصمته سبحانه وتعالى , فعلى كل منهم أن يفزع أول ما تصيبه المصيبة إلى مولاه القادر على كشفها تصحيحاً لتوكله فإنه يرتقي بذلك إلى حال الرضا بمر القضاء , ولا يأخذ في الاعتماد على جلادته وتدبيره بحوله وقوته فإنه يشتد أسفه ولا يرد ذلك عنه شيئاً: {أعوذ} أي أستجير وألتجئ وأعتصم وأحترز.
ولما كان هذا المعنى أليق شيء بصفة الربوبية لأن الإعاذة من المضار أعظم تربية قال: {برب الفلق *} أي الذي يربيه وينشئ منه ما يريد , وهو الشيء المفلق بإيجاده ظلمة العدم كالعيون التي فلقت بها ظلمة الأرض والجبال , وكالأمطار التي فلقت بها ظلمة الجو والسحاب , وكالنبات الذي فلقت به ظلمة الصعيد , وكالأولاد التي فلقت بها ظلمة الأحشاء , وكالصبح الذي فلقت به ظلمة الليل , وما كان من الوحشة إلى ما حصل من ذلك من الطمأنينة والسكون والأنس والسرور إلى غير ذلك من سائر المخلوقات
وخص في العرف بالصبح فقيل: فلق الصبح , ومنه قوله تعالى: {فالق الاصباح} [الأنعام: 96] لأنه ظاهر في تغير الحال ومحاطاة يوم القيامة الذي هو أعظم فلق يشق ظلمة الفنا والهلاك بالبعث والإحياء , فإن القادر على ما قبله بما نشاهده قادر عليه , لأنه لا فرق , بل البعث أهون في عوائد الناس لأنه إعادة , كذا سائر الممكنات , ومن قدر على ذلك قدر على إعاذة المستعيذ من كل ما يخافه ويخشاه.
ولما كانت الأشياء قسمين: عالم الخلق , وعالم الأمر , وكان عالم الأمر خيراً كله , فكان الشر منحصراً في عالم الخلق خصه بالاستعاذة فقال تعالى معمماً فيها: {من شر ما خلق *} أي من كل شيء سوى الله تعالى عز وجل وصفاته , والشر تارة يكون اختيارياً من العاقل الداخل تحت مدلول " لا " وغيره من سائر الحيوان كالكفر والظلم ونهش السباع ولدغ ذوات السموم , وتارة طبيعياً كإحراق النار وإهلاك السموم.
ولما كان عطف الخاص على العام يعرف بأن ذلك الخاص أولى أفراد العام بما ذكر له من الحكم , وكان شر الأشياء الظلام , لأنه أصل كل فساد , وكانت شرارته مع ذلك وشرارة السحر والحسد خفية , خصها بالذكر من بين ما عمه الخلق لأن الخفي يأتي من حيث لا يحتسب الإنسان فيكون أضر.
ولذا قيل: شر العداة المداجي , وكانت مادة " غسق " تدور على الظلام والانصباب , فالغسق - محركة: ظلمة أول الليل , وغسقت العين: أظلمت أو دمعت , واللبن: انصب من الضرع , والليل: اشتدت ظلمته , والغسقان - محركة: الانصباب , والغاسق: القمر , وكأنه سمي به لسرعة سيره وانصبابه في البروج ولأنه ليس له من نفسه إلا الإظلام , والثريا - إذا سقطت - والله أعلم , قال في القاموس: لكثرة الطواعين والأسقام عند سقوطها , والذكر - إذا قام , كما قاله جماعة وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما , وهو سبب للجهل الذي هو ظلام كله , فقال تعالى: {ومن شر غاسق} أي مظلم بارد منصب ظلامه وبرده سواء كان أصلاً في الظلام حسياً أو معنوياً أو كان حاملاً عليه مثل الذكر إذا قام لما يجر إليه من الوساوس الرديئة لغلبة الشهوة واستحكام سلطان الهوى ,
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثل القمر لما يحدث منه من الرطوبات المفسدة للأبدان وغير ذلك انصباباً له غاية القوة كانصباب ما يفيض عن امتلاء في انحدار , ونكّره إشارة إلى أنه ليس كل غاسق مذموماً - والله أعلم.
ولما كان الشيء الذي اتصف بالظلام يكثف فيشتد انصبابه وأخذه في السفول إلى أن يستقر ويستحكم فيما صوب إليه مجتمعاً جداً كاجتماع الشيء في الوقبة وهي النقرة في الصخرة , وكان الظلام لا يشتد أذاه إلا إذا استقر وثبت , قال معبراً بأداة التحقق: {إذا وقب *} أي اعتكر ظلامه ودخل في الأشياء بغاية القوة كمدخول الثقيل الكثيف المنصب في النقرة التي تكون كالبئر في الصخرة الصماء الملساء , وهذا إشارة إلى أنه يسهل علاجه وزواله قبل تمكنه , وفي الحديث "لما رأى الشمس قد وقبت قال: هذا حين حلها" يعني صلاة المغرب , وفيه عند أبي يعلى أنه قال لعائشة رضي الله تعالى عنها عن القمر: "تعوذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب" وأكثر الأقوال أنه الليل , خص بالاستعاذة لأن المضار فيه تكثر ويعسر دفعها , وأصل الغسق الظلام , ويلزم منه الامتلاء , وقيل: إن الامتلاء هو الأصل , وأصل الوقوب الدخول في وقبة أو ما هو كالوقبة وهي النقرة.
ولما كان السحر أعظم ما يكون من ظلام الشر المستحكم في العروق الداخل في وقوبها.
لما فيه من تفريق المرء من زوجه وأبيه وابنه , ونحو ذلك , وما فيه من ضنى الأجسام وقتل النفوس , عقب ذلك بقوله تعالى: {ومن شر}.
ولما كان كل ساحر شريراً بخلاف الغاسق والحاسد , وكان السحر أضر من الغسق
والحسد من جهة أنه شر كله , ومن جهة أنه أخفى من غيره , وكان ما هو منه من النساء أعظم لأن مبنى صحته وقوة تأثيره قلة العقل والدين ورداءة الطبع وضعف اليقين وسرعة الاستحالة , وهن أعرف في كل من هذه الصفات وأرسخ , وكان ما وجد منه من جمع وعلى وجه المبالغة أعظم من غيره عرف وبالغ وجمع وأنث ليدخل فيه ما دونه من باب الأولى فقال تعالى: {النفّاثات} أي النفوس الساحرة سواء كانت نفوس الرجال أو نفوس النساء أي التي تبالغ في النفث وهو التفل وهو النفخ مع بعض الريق - هكذا في الكشاف , وقال صاحب القاموس: وهو كالنفخ وأقل من التفل , وقال: تفل: بزق , وفي التفسير عن الزجاج أنه التفل بلا ريق , {في العقد *} أي تعقدها للسحر في الخيوط وما أشبهها , وسبب نزول ذلك أن يهودياً سحر النبي صلى الله عليه وسلم فمرض كما ياتي تخريجه , فإن السحر يؤثر بإذن الله تعالى المرض ويصل إلى أن يقتل , فإذا أقر الساحر أنه قتل بسحره وهو مما يقتل غالباً قتل بذلك عند الشافعي , ولا ينافي قوله تعالى: {والله يعصمك من الناس} [المائدة: 67] كما مضى بيانه في المائدة , ولا يوجب ذلك صدق الكفرة في وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه مسحور , فإنهم ما أرادوا إلا الجنون أو ما يشبهه من فساد العقل واختلاله , والمبالغة في أن كل ما يقوله لا حقيقه له كما أن ما ينشأ عن المسحور يكون مختلطاً لا تعرف حقيقته.
ولما كان أعظم حامل على السحر وغيره من أذى الناس الحسد , وهو تمني زوال نعمة المحسود:
وداريت كل الناس إلا لحاسد مداراته عزت وشق نوالها
وكيف يداري المرء حاسد نعمة إذا كان لا يرضيه إلا زوالها
قال تعالى: {ومن شر حاسد} أي ثابت الاتصاف بالحسد معرق فيه , ونكّره لأنه ليس كل حاسد مذموماً , وأعظم الحسدة الشيطان الذي ليس له دأب إلا السعي في إزالة نعم العبادات عن الإنسان بالغفلات.
ولما كان الضار من الحسد إنما هو ما أظهر وعمل بمقتضاه بالإصابة بالعين أو غيرها قال مقيداً له: {إذا حسد *} أي حسد بالفعل بعينه الحاسدة , وأما - إذا لم يظهر الحسد فإنه لا يتأذى به إلا الحاسد لاغتمامه بنعمة غيره
تفسير السعدي - (1/ 937)
{1 - 5} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.
أي: {قل} متعوذًا {أَعُوذُ} أي: ألجأ وألوذ، وأعتصم {بِرَبِّ الْفَلَقِ} أي: فالق الحب والنوى، وفالق الإصباح.
{مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} وهذا يشمل جميع ما خلق الله، من إنس، وجن، وحيوانات، فيستعاذ بخالقها، من الشر الذي فيها، ثم خص بعد ما عم، فقال: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} أي: من شر ما يكون في الليل، حين يغشى الناس، وتنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة، والحيوانات المؤذية.
{وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} أي: ومن شر السواحر، اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد، التي يعقدنها على السحر.
{وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} والحاسد، هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره، وإبطال كيده، ويدخل في الحاسد العاين، لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس، فهذه السورة، تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور، عمومًا وخصوصًا.
ودلت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره، ويستعاذ بالله منه [ومن أهله].(/)
الابتهاج والسرور فيما نزل من نوازل في ديار الكفار
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 11:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام الجميع منا يعلم ما قد يحل وما قد حلّ في بلاد الكفار من نوازل وكوارث ومهالك وخاصة الطبيعية منها من زلازل وبراكين وحرائق وغيرها
فما حكم الابتهاج والفرح لما يصيبهم؟ وهل هذا من الدين؟؟ وما صحة القول بأن ابن العثيمين رحمه الله تعالى قال بان ذلك مما يشكر الله عليه؟؟؟
ام يجب مد يد العون اليهم وانقاذهم مما هم فيه من مصاب مات كان الا بتقدير الحكيم العليم؟؟؟؟
ارجو من الجميع النقاش القائم على الدليل النقلي وبعد ذلك العقلي
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 12:02]ـ
قال العز بن عبد السلام (قواعد الأحكام)
لو قتل عدو الإنسان ظلماً وتعدياً فسره قتله وفرح به، هل يكون ذلك سروراً بمعصية الله أم لا؟ قلت: إن فرح بكونه عصي الله فيه فبئس الفرح فرحه، وإن فرح بكونه تخلص من شره، وخلص الناس من ظلمه وغشمه، ولم يفرح بمعصية الله بقتله، فلا بأس بذلك؛ لاختلاف سببي الفرح، فإن قال: لا أدري بأي الأمرين كان فرحي؟ قلنا: لا إثم عليك، لأن الظاهر من حال الإنسان أنه يفرح بمصاب عدوه لأجل الاستراحة منه، والشماتة به، لا لأجل المعصية، ولذلك يتحقق فرحه وإن كانت المصيبة سماوية، فإن قيل: إذا سر العاصي حال ملابسته المعصية هل يأثم بسروره أم لا؟ قلت: إن سر بها من جهة أنها معصية آثم بذلك، وإن سر بها من جهة كونها لذة لا تنفك من فعل المعصية، فلا يأثم إلا إثماً واحداً، والإثم مختص بملابسة المعصية، والله تعالى أعلم.
قال الشيخ رياض المسيمري (فتوى على الشبكة)
لأصل في المقام الأول عند حدوث الكوارث للأمم الكافرة هو أخذ العظة والاعتبار؛ فإنه لما أُجليت بنو النضير من المدينة وخُربت بيوتهم قال الله: (فاعتبروا يا أولي الأبصار)
ثم الأصل الثاني عند حدوث الكوارث والمصائب عامة هو التسليم والرضا لقضاء الله فكيف إذا كان فيما قدّره الله إضعاف للكفار وخراب لديارهم وتلف لأموالهم؟! لا شك أنّ الرضا هنا آكد وأولى.
ثم الأصل الثالث: أنّ من سُنّة الأنبياء الدعاء على الكفار المعاندين المعادين لأولياء الله فقد دعا نوح على كفار قومه (وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا)
ودعا موسى عليه السلام فقال: (ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) فاستجاب الله دعوته؛ لأنها مشروعة وحق.
ودعا نبينا عليه الصلاة والسلام على قريش الكافرة فقال: (اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف) رواه البخاري (4598)
وبهذا يتبين جواز الفرح بما أصاب الكفار من عجائب قدرة الله سيما مع طغيانهم وظلمهم للمسلمين في كل مكان والله أعلم.
نقله أبو معاذ.
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 12:36]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
مفهوم هذا الكلام ان الابتهاج والفرح بما يحل في ديار هؤلاء المحاربين من كوارث طبيعية وفقدان للموارد مثاب عليه شرعا إذ أن الفرح للتخلص من فسادهم وشرهم
وليس لكونهم بشرا او شماتة بهم ...
بوركت اخي وجزاك الكريم المنان عنا خير الثواب ....
ذكّرتني .... عندما تم ضرب أمريكا بالطائرات وزّع الكثير من ابناء بلدي الحلويّات ابتهاجا بذلك ... فهم اذن مأجورون ...(/)
هل يجوز لي الكذب لإخفاء الطاعة؟؟؟؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 12:26]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ,,
كأن أصوم مثلا يوم الاثنين او الخميس, فأُسأل أصائم اليوم؟؟
أو كما هي بالعامية (شو صايم؟؟).
فهل لي أن أكذب فأقول: لا.
خوفا من الرياء
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 12:36]ـ
لا يعالج الهروب من المعصية بمعصية
لكن اجتهد أن تكون عبادتك
بينك وبين الله تعالى , فإن سألك أحد
أصائم, فلابأس لو قلت: نعم
فإنك لم تبن له ذلك ابتداء,,ولم تقصد تعريفه
وإن استطعت الفرار بطريقة ذكية
كأن تقلبها إلى مزحة, ونحو ذلك ..
فخير
والله أعلم
ـ[أبو آلاء]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 11:24]ـ
أخي الحبيب أشجعي:
أنت أدرى بنفسك من غيرك , فإن كان معرفة الناس لطاعتك سيصيبك بشيء من العجب أو الغرور فلك التورية ..
فإن كنتَ صائماً وسُئلت: أأنت صائم؟
فلك أن تقول:لا , وتقصد بها الصوم عن الكلام مثلاً
وكن حكيماً في إجابتك , فعلى سبيل المثال لو سألك من تظن أن جوابك سينفعه بأن يقتدي بك في الطاعة عموماً فلك الأجر إن أجبته بنعم ..
نسأل الله القبول ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 11:28]ـ
أخي المكرم أبا آلاء حفظه الله تعالى
أن يقول:لا .. ويقصد عن الكلام
لا يجعل معنى للصدق والكذب!
فهذا لا يلجأ له إلا للضرورة
وليس ثم ضرورة
ـ[وفاء الأحرار]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 11:35]ـ
فالتورية أولى إذا
كأن يقول: ها .. هذا لا وكأنه يشير لشيءٍ
أو بجملة يؤيدها سِياق الحال
وبارك اللهُ لكم في طاعتكم
ـ[أشجعي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 12:53]ـ
جزاكم الله خيرا يا مشايخ
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 05:01]ـ
:
أنت أدرى بنفسك من غيرك , فإن كان معرفة الناس لطاعتك سيصيبك بشيء من العجب أو الغرور فلك التورية ..
فإن كنتَ صائماً وسُئلت: أأنت صائم؟
فلك أن تقول:لا , وتقصد بها الصوم عن الكلام مثلاً
وفقك الله اخي الكريم ... لكن التورية لا تستعمل الا في الضرورة ... وليس في استعمالها ضرورة هنا كما ذكر الاخ الكريم ابو القاسم
... لكن ان خشي العجب او الرياء الذي هو محبط للعمل نسأل الله السلامة ... فعليه ان يدفعهما قدر الاستطاعة
وطريقة نفي العجب ان يعلم ان التوفيق للطاعة محض فضل من الله عزوجل فلأي شيء يعجب الانسان بعمله
وما اجمل ما قال ابن القيم في مسأله العجب وكيفية التخلص منه .. (فمن جلّى الله سبحانه صدأ بصيرته وكمّل فطرته واوقفه على مباديء الامور وغاياتها ومناطها ومصادرها ومواردها .. اصبح كالمفلس حقا من علومه واعماله واحواله واذواقه .. يقول استغفر الله من علمي وعملي .. اي من انتسابي اليهما - (اي للعلم والعمل) – وغيبتي بهما عن فضل من ذكرني بهما وابتدأني باعطائهما .... ) طريق الهجرتين
واما ان خشي الرياء:::
فليلهج بهذا الدعاء (اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك مما لا اعلم)
وما اجمل ما قاله ابن الجوزي رحمه الله (طبيب القلوب) في هذه المسألة – مسألة العجب بالعمل-:: ان كان قصده اخفاء الطاعة و الاخلاص لله عزوجل، ولكنه لما اطلع عليه الخلق علم ان الله اطلعهم واظهر الجميل من احواله ... فسُرَّ بحسن صنيع الله عزوجل ونظره ولطفه به ... حيث كان يستر الطاعة والمعصية فاظهر الله عليه الطاعة وستر المعصية فيكون فرحه - اي فرح العامل - بذلك لا بحمد الناس .....
الى ان قال: (فاما ان كان فرحه باطلاع الناس عليه لقيام منزلته عندهم حتى يمدحوه ويعظموه، ويقضوا حوائجه فهذا مكروه مذموم ا. هـ
قلت: بل هذا هو الرياء الخفي الذي يتأخذ صاحبه عمل الاخرة مطية لنيل شهوات النفس واشباع رغباتها ... نعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا ...
* وقد سُأل النبي عليه الصلاة والسلام: يا رسول الله!!! أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير فيحمده الناس عليه؟؟ قال عليه الصلاة والسلام: (تلك عاجل بشرى المؤمن)
قال ابن الجوزي معلقا: (وورود العمل ان كان بمجرد سرور لم يؤثر في العمل، \
وان كان باعثا على العمل مثل ان يطيل الصلاة ليرى مكانه فهذا يحبط الاجر ا. هـ
والله اعلم
وارجو ان اكون قد وفقت للاجابة على السؤال ... رزقنا الله واياكم الاخلاص في القول والعمل
وانصح اخواني الرجوع لكتاب الاداب الشرعية لابن مفلح فقد اجاد في الكلام عن المسألة (1/ 188) ط الرسالة(/)
حول النهي عن قول عبدي وأمتي
ـ[فصل الخطاب]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 01:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يمكن الجمع بين قول الله تبارك وتعالى {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} ونهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن قول عبدي وأمتي (لايقل أحدكم عبدي وأمتي)
وما حكم قول الرجل (أنا عبد لفلان) وهل هذا القول يدخل ضمن الشرك؟
أجيبوني مأجورين؟
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 02:04]ـ
هذه الآية و غيرها من الآيات و الأحاديث ظاهرها التعارض مع الحديث الذي ذكرته, سواء كان في لفظ عبدي أو أمتي أو لفظ ربك كما جاء في أول الحديث.
و كان للعلماء أجوبة عن ذلك
منها أن النهي مختص بالإكثار من إطلاق تلك الالفاظ كما ذكر النووي و الحافظ ابن حجر.
و منها أن النهي للتنزيه و الكراهة و ليس للتحريم وهو اختيار البخاري كما ذكر الحافظ في الفتح الباري.
و البعض ذكر أن ذلك شرع ما قبلنا (هذا بالنسبة لمن يحتج بآيات سورة يوسف كقوله اذكرني عند ربك) أما في شرعنا فهو منهي عنه.
و الله أعلم
أخوك أبو معاذ.
ـ[فصل الخطاب]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 09:25]ـ
أحسن الله إليكم ورفع قدركم
هل هذه كل أقوال العلماء أم بعضها؟
وأين أجد هذه الأقوال في أي كتاب بارك الله فيك لاني أريد التوسع في هذا الموضوع؟
ولم تجب على السؤال الأخير حفظكم الله؟
ـ[فصل الخطاب]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 11:36]ـ
من يستطيع الإجابة على سؤالي فليتفضل، فحاجتي للإجابة ماسة بارك الله فيكم.
ـ[حمد]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 06:58]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
وما حكم قول الرجل (أنا عبد لفلان)
يُفهَم من الحديث: كراهة ذلك من حيث الأصل، (وليس شركاً).
وقد يختلف الحكم في بعض المواقف
ـ[حمد]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 07:05]ـ
تكرار , أعتذر
ـ[فصل الخطاب]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 01:50]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل
ولكني قرأت أنه شرك لفظي ولا أذكر أين قرأته بالضبط
متى كان نهي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن قول عبدي وأمتي؟
أتمنى أن أجد جواباً لاسئلتي بارك الله بكم(/)
هل هناك خطأ شرعي في أن أقول ((مطر)) وأن الصواب أن أقول ((غيث))؟
ـ[سعد الحسيني]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 04:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أحبتي في الله بعض الإخوة أنكر علي أن أقول كلمة مطر وقال لي لابد أن تقول غيث فقلت له: ما الدليل على ما تقول, فأستدل لي ببعض الآيات من القرآن الكريم منها قول الله تعالى: (فساء مطر المنذرين) وغيرها من الآيات الواردة في هذا الشأن, ولذلك إخواني في الله أرجو لمن كان عنده علم حول هذه المسألة أن يفيدنا وهل يصح الإنكار على من قال بمثل مقولتي؟ أرجو الإفادة بارك الله فيكم ..
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 05:30]ـ
النهى عن شىء لايكون إلا بدليل
فى سورة النساء (ولاجناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم 00 الآية)
وفى الحديث
من قال مطرنا بفضل الله وبرحمته فهو مؤمن بالله وكافر بالكواكب
والاحاديث كثيرة فى جريان اسم المطر على لسان النبى وصحبه وكذا فى كتب الفقه استخدم الفقهاء لفظ المطر عند الحديث عن الفقهيات المتعلقة به
والله اعلم
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 06:47]ـ
يرى بعض اللغويين أن هناك فرقا بين الغيث والمطر، معتمدين - في ذلك - على تخصيص الغَيْثِ بالمطر الذي يَنتُجُ عنه الخَصْبُ والنَّمَاءُ، وتَعْمِيمِ المطرِ لِمَا تَرَتَّبَ عَلَيْهِ خَصْبٌ وَنَمَاءٌ، وما من الخير لم يصب:
قال الإمام أبو هلال العسكري في الفروق اللغوية:
((الفرق بين الغيث والمطر:
الغيث: المطر الذي يغيث من الجدب، وكان نافعا في وقته.
والمطر: قد يكون نافعا وقد يكون ضارا في وقته، وفي غير وقته)). انظر الفروق اللغوية: 391.
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 07:06]ـ
ابا اسلم حفظك الله
ياليت صاحب كاتب الموضوع ذكر له هذا من باب الاستحسان فى اللغة ولكنه نهاه والنهى بدليل كما سبق بيانه ولعلى انشط وآتى بمزيد من الادلة على الجواز ثم ياأخى
اقول قال رسول الله وتقول قال اللغويون
بارك الله فيكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 07:12]ـ
المطر قد يكون غيثا نافعا , وقد يكون عذابا,,
فهو أعم, وقد مثل لك الأخ الكريم باستعمال الله تعالى لكلمة "مطر" فبطل قولهم
وهذا القول الذي قالوه من التقعر من غير دليل
فقول تعالى "فساء مطر المنذرين" .. يقابله في الخير أن يقال "حسن مطر المبشرين"
وذكر المطر في الأحاديث وكلام الصحابة منقول كثير
والله الموفق
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 07:16]ـ
روى البخاري في الأدب المفرد من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه فقالت يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهة فقال يا عائشة ما يؤمنى أن يكون فيه عذاب عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا هذا عارض ممطرنا.
وعقد فيه باب التيمن بالمطر
وباب من استمطر في أول المطر
وفيه عن ثابت عن أنس قال أصابنا مع النبي صلى الله عليه وسلم مطر فحسر النبي صلى الله عليه وسلم ثوبه عنه حتى أصابه المطر قلنا لم فعلت قال لأنه حديث عهد بربه.
وروى عن أنس قال قحط المطر عاما فقام بعض المسلمين إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال يا رسول الله قحط المطر وأجدبت الأرض وهلك المال فرفع يديه وما يرى في السماء من سحابة فمد يديه حتى رأيت بياض إبطيه يستسقى الله فما صلينا الجمعة حتى أهم الشاب القريب الدار الرجوع إلى أهله فدامت جمعة فلما كانت الجمعة التي تليها فقال يا رسول الله تهدمت البيوت واحتبس الركبان فتبسم لسرعة ملالة ابن آدم وقال بيده اللهم حوالينا ولا علينا فتكشطت عن المدينة.
والله من وراء القصد.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 07:44]ـ
ابا اسلم حفظك الله
ياليت صاحب كاتب الموضوع ذكر له هذا من باب الاستحسان فى اللغة ولكنه نهاه والنهى بدليل كما سبق بيانه ولعلى انشط وآتى بمزيد من الادلة على الجواز ثم ياأخى
اقول قال رسول الله وتقول قال اللغويون
بارك الله فيكم
أخي الحبيب:
أصبت فيما خطت يمينك؛ إذ ليست المسألة خلافية، وليس أمرها مفتقرا إلى استدلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما تفريق اللغويين - من المانعين من القول بالترادُف - بينهما -: فإنه يؤيد الجواز الشرعي المتفق عليه بين مشاركات هذا الموضوع كافَّةً، فإن غاية مذهب هؤلاء اللغويين إنما هو إثبات صحة إطلاق المطر مطلقا في الخير والشر، واقتران الأدلة بعضها ببعض يَزيدها نورا وحُسنَ بهاء، نور على نور.
يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 09:09]ـ
من اللطائف القرآنية أن القرآن الكريم جرت عادته أن يستعمل المطر في الشر والعذاب والنذارة، أما الخير والنماء والبشارة، فمن الكليات القرآنية استعمال الغيث لأداء تلك المعاني.
قال الدكتور فاضل السامرائي: ((القرآن يستعمل الغيث مثلاً في الخير، والمطرَ في الشر، هذه حالة خاصة بالقرآن وليس باللغة العربية)). انظر: لمسات بيانية في نصوص من التنزيل: 168 (كتاب إلكتروني بالشاملة).
واسمحوا لي أن أستعرض سياق المطر وسياق الغيث في القرآن الكريم:
أما سياق المطر واستعماله في الشر؛ فمنه:
ـ قوله تعالى: {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ}.
ـ وقوله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ}.
ـ وقوله تعالى: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}.
ـ وقوله تعالى: {فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ}.
ـ وقوله تعالى: {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ}.
ـ وقوله تعالى: {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا}.
ـ وقوله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ}.
ـ وقوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
وأما سياق الغيث واستعماله في الخير في القرآن الكريم؛ فمن ذلك:
ـ قوله تعالى: {وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ}: فعبر عن الماء الذي تمنوه نجاة لهم بالغوث.
ـ وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ}: والغيث في هذا السياق مراد به الرزق، وهو لا يتعدى الخير إلى الشر؛ لنوطه بفعل الله تعالى، بخلاف تسمية الحرام رزقا عند السلف؛ فإنه منوط بتحصيل العباد له من حِلِّهِ وحُرمته.
ـ وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}.
ـ وقوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ}.
ومن استعمالات الغيث والمطر في السنة وَفْقًا للعادة القرآنية:
ـ حديث: ((مَثَلُ مَا بَعَثَنِيَ اللهُ بِهِ مِنَ الهُدَى وَالعِلْمِ -: كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ؛ قَبِلَتِ المَاءَ، وَأَنْبَتَتِ الكَلَأَ وَالعُشْبَ الكَثِيرَ))،،، الحديث.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 09:40]ـ
الغيث في الأصل .. من "غاث" .. ففيه معنى الخير لزوماً
ولا يتأتى أن يوصف به العذاب إلا تهكماً
قال تعالى"وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه"
أعاذنا الله وإياكم
بخلاف المطر فهو عام كما تقدم ..
والله تعالى استعمل الغيث في مطر الخير والبركة
من باب التذكير بنعمة الله عز وجل
والله أعلم
ـ[سعد الحسيني]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 10:17]ـ
صراحة أحبتي في الله إستفدت من كلامكم الشئ الكثير بارك الله فيكم, وكلام أخي مصطفى وهو نقلا عن الدكتور فاضل السامرائي يقنع بعض الشئ وهو لعله أن هذه الحالة فقط في القرآن الكريم ولا يتعداها إلى اللغة العربية وله وجه في ذلك, وأشكر إخواني الباقين على إجاباتهم بارك الله فيهم ونفع الله بهم.(/)
ما رأيكم بهذه الطريقة في تحصيل العلم؟ الرجاء الرد
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 11:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأي الأخوة الأفاضل أي الطريقتين أختار؟
البدء بعلم وإتقانه ثم الانتقال إلى الآخر
أم الأخذ من كل واحد متناً ثم أخذ متن آخر حتى أنتهي مرة واحدة
وهذه الفنون هي النحو والأصول والمصطلح والطريقة هي:
نحو:1:التحفة السنية
2:تعجيل الندى
3:شرح ابن عقيل
أصول:1:شرح الورقات
2:الأصول من علم الأصول
3:تيسير الوصول للفوزان
مصطلح:1:شرح الموقظة للعوني وتلخيص تحقيق الرغبة
2:شرح الموقظة للسعد
3:تلخيص الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث
4:شرح العلل لابن رجب
الرجاء الرد عاجلاً
وجزاكم الله خيراً
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 12:32]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الطريقة الثانية والله أعلم لأن العلوم مرتبطة مع بعضها البعض وخادمة لها فيعينك ذلك على معرفة الخطأ وتصور أكثر للمسائل وكثرة التدليل على المسألة الواحدة
ثم بعد أن تأخذ مباديء أكثر العلوم الشرعية تستطيع أن تتخصص في العلم الذي تحبه وتهواه أكثر من غيره فعند ذلك يمكن أن تنقطع له بالكلية فإذا أتقنته انتقلت إلى غيره ويمكن أن تنقطع له جزئيا وتشتغل بغيره معه لكن يكون أكثر يومك في العلم الذي تخصصت فيه
المقصود أنك لا تنقطع إلى علم بالكلية ولا تتخصص إلا بعد أخذك مباديء أكثر العلوم الشرعية وخاصة علوم الآلة
وفقك الله
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 01:32]ـ
جزاك الله خيرا أخي أمجد
لكن ألا ترى أن أخذه جملة واحدة تريح الشخص فلا يفكر فيه ولايحمل همه ولاينسى مسائله لأنها تعاد عليه من أول
كتاب
وجزاك الله خيرا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 02:04]ـ
إن كنت تقصد أنك تريد أخذ علم النحو مثلا مرة واحدة من غير أن تشرك معه غيره على سبيل الاتقان بحيث لا تعود إليه مرة أخرى حتى لا يشغلك عن غيره
فهذا له أضرار لا تخفى منها
أنك ستبقى خمس سنوات تقريبا لا تعرف إلا النحو جاهلا بمباديء باقي العلوم وهذا عيب وخلل في المنهجية
ومنها أن علم النحو تتعلق كثر من مسائله بعلم التفسير (الآيات الشواهد) وصحة الأحاديث (الأحاديث الشواهد) وباقي علوم اللغة فإذا لم يكن عندك علم بمباديء هذه العلوم سيكون ترجيحك في المسائل النحوية مبي على أدلة ناقصة
مثاله ممكن أن تستشهد بآية على مسألة نحوية فيعترض عليك بأن القراءة الثانية تعارض هذا المعنى الذي ذهبت إليه وتؤيد المعنى الآخر الذي تركته وهكذا يقال في الحديث بالنسبة للروايات
لكن إذا كنت قد أخذت مباديء هذه العلوم فتستطيع أن تنظر في كلام العلماء عن تلك القراءة وتلك الرواية وترجح ولن تستطيع فهم مرادهم ووجه ترجيحهم إلا إذا كنت قد حصلت مباديء تلك الفنون لأن الفنون معلومات تراكمية مبنية على أصول على وفقها يكون ترجيح العلماء وهذا الذي تعرفه عند أخذك لمباديء كل علم
وأيضا فإن فهم مراد العلماء مبني على فهم اصطلاحات ذاك الفن فهو الذي ستعرفه عند أخذك لمباديء ذالك الفن
ومنها أنك محتاج أن تعاود النظر في العلم الذي أتقنته كل مدة ومدة من الزمن ولا يمكن أن تنصرف عنه بالكلية بحيث تمر عليك سنة مثلا وأنت لم تنظر فيه
هكذا العلم لا بد فيه من إدامة النظر
لذلك كان الأفضل أن يكون الانقطاع لعلم من العلوم بعد أخذ مباديء أكثر العلوم والله أعلم
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 02:10]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27030
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 02:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركما أخواي الفاضلين
أخي أمجد: جزاك الله خيرا على هذه النصيحة وأنا لي برنامج مستمر في شرح البلوغ والدليل ولله الحمد
أخي فيصل: سأشترك بالمعهد بإذن الله
لكن ما رأيكم بالمنهج المرسوم
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 03:54]ـ
اخي الكريم هذه بعض الاقتراحات التي أدلى بها بعض أهل العلم في طريقة عمل برنامج للعلم
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 07:01]ـ
جزاك الله خيرا أيها القادم من بعيد
لكني مازلت أسأل عن رأيكم بهذا المنهج
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 10:48]ـ
على قلة خبرتي وبضاعتي اقول
ان هذا الامر ليختلف باختلاف طبيعة صاحب هذا الامر ......
فان كنت من أصحاب الهمم العالية والعزائم الكبرى والارادة الصلبة فارى ان الافضل لك هو ان تتناول علما علما لا تخرج منه الا وقد اتيت على معظمه فهما واتقانا ....
وان كنت تخشى على نفسك من السآمة والضجر فالتنويع في العلوم يكون في حقك افضل ......
ولكني لا اظن النجاح يحالف من مشى وحده دون نصير .... فمن ما يعين على العلم الاخوان والدراسة الجماعية ....
والله أجلّ وأعلم(/)
الإجماع على اشتراط المسجد لصلاة الجمعة, هل ثبت فيه شيء؟
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 05:32]ـ
الإخوة الأفاضل هل ثبت الإجماع عن اشتراط المسجد لإقامة صلاة الجمعة؟
و هل هنالك من أجاز إقامة الجمعة في المنازل و المصانع و أماكن العمل؟
نرجو الرد السريع.
أبو معاذ.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 06:54]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الجمعة من شعائرالإسلام، وقد شرعت الجمعة تذكيرًا لجماعةالمسلمين بالآخرة، ومايهمهم من أمور الحلال والحرام،والجمهور على عدم اشتراط المسجد لإقامةالجمعة.
يقول الشيخ حسنين مخلوف: ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أنه لا يشترط لصحة الجمعة أداؤها في المسجد، قال ابن قدامة الحنبلي في المغني: ولا يشترط لصحة الجمعة البنيان، بل يجوز إقامتها فيما قَارَبَه من الصحراء وبهذا قال أبو حنيفة لِمَا رواه كعب بن مالك قال: أسعد بن زرارة أول من جمَع بنا.
وقال عطاء: وكان ذَلِكَ بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم. والنقيع: بَطْن من الأرض يُسْتَنْقَع فيه الماء مُدَّة، فإذا نَضَبَ نَبَتَ الكَلَأُ، وحَرَّة بني بياضة: قرية على ميل من المدينة. وكان الأصل عَدَمَ اشتراط ذلك، ولا نَصَّ في اشتراطه ولا معنَى نَصٍّ اهـ.
وفي المجموع للنووي الشافعي: ولا يشترط إقامتها في مسجد، ولكن تجوز في ساحة مكشوفة بشرط أن تَكون داخلة في القرية أو البلدة مَعْدُودة في خُطَّتها، فلو صَلَّوْها خارج البلدة لم تَصِحَّ بلا خلاف سواء كانت بقرب البلدة أو بعيدًا منها، وسواء صَلَّوْها في ركن أم ساحة، ولو انهدمت أَبْنِيَة القرية أو البلدة فأقام أهلها على عمارتها لزمتهم الجمعة فيها سواء كانوا في سقائف ومَظَالَّ أم لا؛ لأنه مَحَلُّ الاستيطان. قال القاضي أبو الطيب: ولا يُتَصَوَّر إقامة الجمعة عند الشافعي في غير بِناء إلا في هذه المسألة.
أما المالكية فذَهَبُوا كما في الشرح الكبير إلى أن المَسْجِدِيَّة شرط وجوب وصحة معًا أو شرط صحة فقط، ولا تَصِح في بَرَاحٍ أُحِيطَ بأحجار من غير بناء؛ لأنه لا يسمى مسجدًا إذ المسجد ما له بناء وسقف على المعتَمَد، فلا يَصِح لأهل قرية انهدم مسجدهم وبقيَ بلا سقف أن يُؤَدُّوا الجمعة فيه إلا على القول الأول.
وقال الشوكاني في نيل الأوطار: قال أبو حنيفة والشافعي وسائر العلماء إن المسجد ليس شرطًا لإقامة الجمعة؛ إذ لم يُفصَّل دليل وجوبها، وأَيَّدَه بما رُوي أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلى الجمعة في بطن الوادي، وقد رَوَى ذلك أصحاب السِّيَر ومنهم ابن سعد اهـ ملخصًا.
ومن هذا يُعلَمُ أن أهل هذه القرية يَلْزَمُهُم أداء الجمعة في الأرض البَرَاحِ التي في قريتهم على بعض المذاهب، وعلى ما ذهب إليه الجمهور من وجوب الجمعة على أهل القرى أيضًا كالأمصار، وهذا هو الأحق بالاعتبار حتى لا تُهْجَر إقامة الجمعة بها. والله أعلم.
انتهى
وعليه فإنه لامانع من إقامة الجمعة في غير المسجد، إذ الدليل علىاشتراط المسجد لايقوىإلى مرتبة الصحة.
مكان الفتوى:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?pagename=IslamOnline-Arabic-Ask_Scholar/FatwaA/FatwaA&cid=1122528610878(/)
ماهي طريقةالخلال
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 07:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهي طريقة الخلال بين أصابع الرجلين وماحكمه
وهكذا ارجوأن توضح لي طريقة الخلال في اللحية أيضا
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
توضيح إشكال في فهم نص من كتاب (البيان والتحصيل)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 11:40]ـ
ذكر أبو الوليد ابن رشد في كتاب (البيان والتحصيل) 17/ 13 عند ذكره باب [في كراهية ضرب الرجل امرأته]:
قال مالك: قال صلى الله صلى الله عليه وسلم: "ما أحب أن أرى الرجل ثامرا فريض عصبه رقبته على امرأته يقاتلها".
قال محققوا الكتاب: لا تكاد تتبين ألفاظ هذا الحديث نظرا للتحريف الواقع في نصه.
قلت: ليس الخلل في التحريف عفا الله عنهم، وإنما الخلل في فهم المراد من العبارات وخاصة إذا لم تكن منقوطة، واليك أخي الكريم الحديث على الصواب ومن رواه:
1) مصنف عبد الرزاق ج9/ص447:
عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن حميد بن نافع، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأكره أن أرى الرجل ثايرا فريص رقبته قائما على مريته يضربها".
[أ] تصحف (ثايرا) إلى: نايرا.
[ب] تصحف (رقبته) إلى: رقبة.
2) مسند إسحاق بن راهوية ج5/ص112:
أخبرنا جرير، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن حميد بن نافع، أن أم كلثوم بنت أبي بكر قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب النساء فشكين فأذن لهم في ضربهن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد أطاف بآل محمد الليلة سبعون امرأة كلهن قد ضربت". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أحب أن أرى الرجل ثائرا عصبة فيرص رقبته على مريئته يقتلها". رجاله ثقات غير أنه مرسل.
[أ] تصحف (عصبة) إلى: غضبه.
[ب] تصحف (فيرص) إلى: فريصا.
3) العيال ج2/ص678:
حدثنا علي بن الجعد، حدثنا ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن حميد بن نافع، عن أم كلثوم بنت أبي بكر قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأكره أن أرى الرجل ثائرا فريص رقبته قائما على امرأته يضربها". حديث مرسل رجاله رجال الصحيح.
[أ] تصحف (فريص) إلى: قد فض.
4) الطبقات الكبرى ج8/ص204:
أخبرنا محمد بن عمر، عن أفلح بن حميد، عن أبيه، عن أم كلثوم بنت أبي بكر قالت: كان قد نهي الرجال عن ضرب النساء ثم شكاهن الرجال إلى رسول الله فخلى بينهم وبين ضربهن. ثم قال رسول الله: "لقد طاف بآل محمد الليلة سبعون امرأة كلهن قد ضربت، ما أحب أن أرى الرجل ثائر فريص عصب رقبته على مريئته يقاتلها".
أخبرنا محمد بن عمر، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن حميد بن نافع، عن أم كلثوم بنت أبي بكر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أحب أن أرى الرجل ثائر فريص عصب رقبته على مريئته يقاتلها".
قال أبو عبيد في غريب الحديث ج3/ص19:في حديث النبي عليه السلام أنه قال: "إني لأكره أن أرى الرجل ثائرا فريص رقبته قائما على مريته يضربها" قال الأصمعي: الفريصة هي اللحمة التي تكون بين الكتف والجنب التي لا تزال ترعد من الدابة، وجمعها فرائص و فريص. قال أبو عبيد: وهذا الذي قاله الأصمعي هو المعروف في كلام العرب ولا أحسب الذي في الحديث إلا غير هذا، كأنه إنما أراد عصب الرقبة وعروقها لأنها هي التي تثور في الغضب. والله أعلم.
وقال ابن الجوزي في غريب الحديث ج2/ص186:في الحديث "إني لأكره أن أرى الرجل ثائرا فريص رقبته قائما على مريته يضربها" الفريضة هي اللحمة بين الجنب والكتف لا تزال ترعد من الدابة والمراد شدة الغضب الذي يحرك عصبة الرقبة. ويجوز أن يكون المراد شعر الفريص.
وقال ابن منظور في لسان العرب ج7/ص64:
وفي الحديث أن النبي قال: "إني لأكره أن أرى الرجل ثائرا فريص رقبته قائما على مريته يضربها" قال أبو عبيد: الفريصة المضغة القليلة تكون في الجنب ترعد من الدابة إذا فزعت وجمعها فريص بغير ألف. وقال أيضا: هي اللحمة التي بين الجنب والكتف التي لا تزال ترعد من الدابة، وقيل جمعها فريص و فرائص. قال الأزهري: وأحسب الذي في الحديث غير هذا وإنما أراد عصب الرقبة وعروقها لأنها هي التي تثور عند الغضب. وقيل: أراد شعر الفريصة كما يقال: فلان ثائر الرأس، أي ثائر شعر الرأس فاستعارها للرقبة وإن لم يكن لها فرائص لأن الغضب يثير عروقها.
(ماذا أصنع لك يا أبا القاسم؟!!) (ابتسامة) (ابتسامة)(/)
(منهجية التلقي الفقهي) لفضيلة الشيخ / سعد مصطفى
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 03:48]ـ
(((منهجية التلقي الفقهي)))
لفضيلة الشيخ الفقيه:
سعد مصطفى - حفظه الله -
[شافعي]
بتاريخ:11/ 2/2009
تحميل الدرس بصيغة mp3
http://www.hor3en.com/doros/sa3d-mostafa/01.mp3
لتحميل الدرس بصيغة rm
http://www.hor3en.com/doros/sa3d-mostafa/01.rm
لتحميل الجزء الخاص بالأسئلة آخر الدرس
http://www.hor3en.com/doros/sa3d-mostafa/01q.rm
http://www.hor3en.com/image/banar/sa3d-mostafa.gif (www.hor3en.com/chat)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 06:35]ـ
يتجدد لقاؤنا المباشر الليلة بإذن الله.(/)
سؤال عن التبشير لدى الديانات الأخرى
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 08:12]ـ
مالقول فيما قرأت للدكتور عبد العظيم بدوى ومحمد مورو فى أن النصارى يريدون اخراجنا فقط من ديننا ثم يرون أننا أقل من أن ندخل فى دينهم وأيضا سمعت ان دين اليهود عنصرى مغلق لايسمح بالدخول فيه الا لأبناء السلالة اليهودية وتعلمون قوله تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) فماتوجيه أقوال من سمعت؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 08:43]ـ
كلامه ليس على إطلاقه
نعم يوجد فئات متعصبة تفكر بهذه الطريقة
وأما توجيه الآية مع كون اليهودية ديانة نسبيّة
فاتباع الملة أعم من كونه الموافقة في العقائد
ثم إنهم مع كونهم لا يقبلون بك يهودياً
لكنهم يرضون عنك وعن انحرافك بأن تخرج من الدين
فتوافقهم في مرادهم قال تعالى "ومن يتولهم منكم فإنه منهم"
فالمراد أن الذي يرضيهم ترك ما نحن عليه من الإسلام
لأن ملتهم شيطانية .. فحيثما خرج المرء من دينه كان على ملتهم(/)
سؤال عن المصطلحات الشرعية
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 08:17]ـ
قال بن ابى العز فى شرح الطحاوية
فالرسول لما بين لنا أمورا لم تكن معروفة قبل ذلك وليس قى لغتهم لفظ يدل عليها بعينها أتى بألفاظ تناسب معانيها تلك المعانى وجعلها أسماء لها فيكون بينهما قدر مشترك كالصلاة والزكاة والصوم والايمان والكفر
وسؤالى هو لماذ مثل بالايمان والكفر مع انه معلوم لديهم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 08:36]ـ
الإيمان بمعناه الشرعي يختلف عن اللغوي وكذلك الكفر
وكان الدارج بينهم إذا كفر المرء بدينهم أن يقال: صبأ
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 09:38]ـ
الإيمان بمعناه الشرعي يختلف عن اللغوي وكذلك الكفر
وكان الدارج بينهم إذا كفر المرء بدينهم أن يقال: صبأ
لكن المعنى كان معروف بقطع النظر عن تسميتهم للكافر صابئ لكنهم يعلمون انه كفر بالههم (مع اختلافهم فى تحديد الاله واحدا او أكثر) لكن معنى الكفر والايمان معلوم لا كالصلاة والزكاة والصوم المشروعة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 09:42]ـ
يختلف ..
الإيمان الشرعي: قول وعمل
والكفر ليس مجرد تكذيب
نعم الجاهليون في هذا
أعقل من المرجئة
لكن دلالة الإيمان في الشرع
أوسع ولاشك
وإلا لما بينها الله في آيات كثيرة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 10:01]ـ
يختلف ..
الإيمان الشرعي: قول وعمل
والكفر ليس مجرد تكذيب
نعم الجاهليون في هذا
أعقل من المرجئة
لكن دلالة الإيمان في الشرع
أوسع ولاشك
وإلا لما بينها الله في آيات كثيرة
اى نعم فهمت
وكذلك فالشرائع اتفقت على الصلاة والزكاة والصوم لكن تختلف فى التفاصيل
جزاك الله خيرا يا شيخ أبو القاسم(/)
هل يجوز تشبيه رحمة الله بخلقه كرحمة الأب لإبنائه؟؟
ـ[قلم جديد]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 09:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت لإحدى الإخوات موضوع جاء في أوله:
((تلوكنا الحياة فتخلع علينا من صروفها ما هو عظيم .. و مهما عظُمت تلكم الصروف فإن الله أعظم!
و هذا ما يميز أصحاب الديانات السماوية و بالأخص نحن المسلمون حيث أننا نعتقد بأن عيناً كريمة تكلأنا، تنظر إلينا لتبصر ما قدمنا لأنفسنا إنها عين الله جل و علا.
فحين نعتقد بوجود أبٍ شفيق سنشعر بالأمان، و الخلق عيال الله كما قال رسولنا الكريم. (رواه الطبراني في الكبير).)) انتهى كلامها ..
فمن خلال قراءتي للنص فهمت أنها تقصد أن الله أباً لنا ....
واستنكرت عليها ذلك!
وردت علي الرد التالي:
((لم أكن أقصد بأن الله أباً لنا أي والدنا ..
إنما كنت أريد قول: أن الله رحيم بنا كرحمة الأب بأبنائه.))
لنفترض أن هذا مقصدها ..
هل يجوز تشبيه رحمة الله بخلقه كرحمة الأب لإبنائه؟؟
ولكم أعطر التحايا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 09:39]ـ
قولها:كرحمة الأب .. تشبيه شنيع .. وهو كفر
وهو من مزالق الأدب!
فإن كانت ولابد ضاربة مثلا.
فلا تشبه الصفة بالصفة .. ولكن تقدم قياس الأولى
مبينة أن لله المثل الأعلى
فتقول إذا كانت الأم ترحم ولدها
فالله أولى .. أو أرحم
ونحو ذلك
قل لها ناصحا
حين تتكلم عن الله
فتلجم قلمها
وعلى رأي الحويني: ما تقعدش تتنطط!
ـ[قلم جديد]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 10:07]ـ
جزاك الله خير أبا القاسم ورفع الله قدرك
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 10:08]ـ
والحديث التى ذكرته صحيح المعنى لا السند
وأنصحها كما قال الشيخ الحوينى بألا تتنطط وأكيد الشيخ الحوينى يقصد بأن لا تتشبه بالفرقع لوز(/)
المسجد الاقصى .... والمسجد الحرام ... أيّهم أعظم؟؟؟
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 10:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام ..... فتح الله عليكم ونفعكم بما لديكم
الجميع منا يعلم فضل المساجد الثلاث التي لا تجد الرحال الا اليها ... اضافة الى اول مسجد بالاسلام مسجد قباء
السؤال الذي يثير الفكر بحثا عن الحق والعلم ....
هل يعقل ان يكون المسجد الاقصى أعظم أجرا من المسجد الحرام؟؟؟؟؟؟
أرجو منكم المشاركة والتعليل بالتدليل
مع الاخذ بعين الاعتبار ان بيت المقدس اليوم ثغر من ثغور الاسلام وأرض رباط باركها الله في محكم الايات ......
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 10:12]ـ
هل هذا من الهذيان أم أنه حق وصدق؟
ـ[محب جبريل]ــــــــ[28 - Jun-2010, صباحاً 07:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.............................. .
هل يعقل ان يكون المسجد الاقصى أعظم أجرا من المسجد الحرام؟؟؟؟؟؟
......
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا لا يعقل ولم يقل بهذا أحد من الناس فيما أعلم ...
والنصوص واضحة في هذا ...(/)
دعوة للمناقشة
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 11:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
عندي سؤال ياإخوان"
هل صحيح أن أبا حنيفة استتيب من القول بخلق القرأن؟،وهل وافق قول المعتزلة أم الجهمية في مسالة الإيمان؟؟؟؟؟
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 11:45]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ومن الذي استتابه وهو علّامة زمانه ...... هذا فضلا على مدح العلماء العاملين وشهودهم له بعلو المنزلة والرسوخ في العلم
فلو كان صحيحا ما ذكر لتمّ نقله الينا دون شك ولا ريب ....
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 01:24]ـ
أخي القادم من بعيد حياك الله،
أنا طرحت السؤال فإن علمت من الذي استتابه فبها ونعمة وإن لم تعلم،فلا يلزم من عدم علمك عدم ورود هذا الكلام ... و قد تم نقله إلينا و غب عنك أخي.
فقد نقل ابن عبد البر في "الإنتقاء"' (ص150/ 152)
عن الساجي في "كتاب العلل"في باب أبي حنيفة أنه استتيب في خلق القرأن،فتاب
قال ابن عبد البر:" و الساجي ممن كان ينافس أصحاي ابي حنيفة."
و نقل عن ابن الجارود في كتابه "الضعفاء":النعمان بن ثابت أبو حنيفة،جل حديثه وهم.وقد اخنلف في إسلامه."
و الساجي بنى قوله هذا على رواية عن أبي حاتم الرازي،قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم:عن محمد بن يونس،قال:إنما استتيب أبو حنيفة لأنه قال:القرأن مخلوق، و استتابه عيسى بن موسى.
و أورد الخطيب في تاريخه 3/ 384الروايات عمن حكى عن أبي حنيفة هذا القول.
و السؤال المطروح الأن هو مدى صدق هذه الروايات من كذبها؟؟؟؟
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 11:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
وفقك الله اخي الكريم وأحسن لنا ولكم
قرأت مرة انه رحمه الله تعالى قد استتيب مرتين .... ولكن لا يعني هذا ان هذا القول هو صدق وخبر عدل ... فالمعلوم لدى الجميع ما تحويه كتب التاريخ من موضوعات ومدلّسات
فبداية اقول ان هذا الخبر هو مجرد رواية عارية عن الصحة ... اذ المعلوم لدى الجميع ان علماء الامة من سلفها الى خلفها قد اثنوا على ابي حنيفة رحمه الله تعالى خيرا ... ولو كان فيه ما يعيب لنقلوه لنا
وبالنسبة لمسمى الايمان وتعريفه فقد قال رحمه الله ان الايمان لا يزيد ولا ينقص بل هو ثابتوانما الذي يزيد هو الطاعة وثوابها ولكن يجب التنبه الى انه كما قال هذا فقد قال بانه كما لا يوجد ايمان دون اسلام فانه لا اسلام دون ايمان فهما كالظهر من البطن .... فهو رحمه الله يوجب الاذعان والانقياد والتسليم ويجعله اصلا للدين
وهو لا يوافق قول الجهمية الذين قالوا بان الايمان مجرد اعتقاد وله في ذلك مناظرة مع الجهم بن صفوان
ولا المعتزلة الذين جعلوا مرتكب الكبيرة لا مؤمنا ولا كافرا في الدنيا وأوجبوا له الخلود في النار يوم الحساب
هذا والله أجلّ وأعلم ....
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 12:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،باديئ ذي بدأ أشكرك أخي على الإهتمام، وأنا معك في أن هذا القول منسوب للإمام
فبالنسبة لمسألة خلق القرأن فقد أورد الخطيب البغدادي في تاريخه"3/ 384"الروايات عمن حكى عن ابي حنيفة هذا القول وأورد بالسند الصحيح ما يثبت خلاف ذالك
فأخرج بسنده عن أبي بكر المروذي،قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: لم يصح عندنا أن أبا حنيفة كان يقول أن القرأن مخلوق.
وروى بسنده عن أبي سليمان الجوزجاني ومعلى بن منصور الرازي قالا: ماتكلم أبو حنيفة ولا أبو يوسف و لا زفر ولا محمد و لا أحد من أصحابهم في القرأن و إنما تكلم في القران بشر المريسي و ابن أبي دؤاد، فهؤلاء شانوا اصحاب ابي حنيفة.
قلت
ثم يتعجب القارئ بعد هذه النقول كيف يقول الخطيب بعد ذالك:أما القول بخلق القرأن، فقد قيل:إنا أبا حنيفة لم يكن يذهب إليه و المشهور عنه أنه كان يقوله، و استتيب منه"؟؟؟؟؟؟
و أخشى أن يكون مقلدا لغيره من العلماء. الذين تكلموا في هذا الإمام.
أما بالنسبة للإيمان "أما في مسألة الإيمان فإنما كان يقول بقول فقهاء أهل الكوفة من قول مرجئة الفقهاء"و هذا القول لشيخ الإسلام ابن تيمية ووافقه عليه كثير من العلماء المعاصرين.
والصواب عند البحث و التنقيب أنه الإيمان كان عنده هو المعرفة.ودلت عليه كثير من الأدلة
ساقتصر واحد تجنبا للإطالة.
1/أخرج عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة ص370عن إسحاق الفزاز، قال: كان أبو حنيفة يقول:إيمان إبليس و إيمان أبي بكر الصديق واحد. قال أبو بكر: يارب و قال إبليس: يارب.
و هذا هو حد الإيمان عند الجهمية. و القول واضح على ما أظن.
وإن كان هذا خطأ من هذا الإمام العظيم فيغمر في بحر حسناته. رحمه الله ورضي الله عنه.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 08:01]ـ
هذه المسائل يسأل عنها العلماء ولا تلاك في المنتديات، من كان لديه بحث محكم فيها فليضعه أما طرحها لقيل وقال فغير مناسب، بارك الله فيكم.
وانظر هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=28981&highlight=%CD%E4%ED%DD%C9+%E3% D1%CA%ED%E4(/)
سؤال فى الاسباب
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 05:57]ـ
يقول الشيخ الحوالى اننا لانقول اذا عدينا بمرض لا نقول مرضت بسبب فلان ولكن نقول من عند الله وقال لو الطبيب كشف على انسان وقال له انت مرضت بسبب الاكل الذى أكلته ما فيه شئ وسؤالى اننى لا ارى فرق بينهما ليختلفا فى الحكم؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 11:39]ـ
هات نص عبارة الشيخ كما هي
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 11:16]ـ
سمعتها فى شريط من زمان(/)
الأسماء و الأحكام
ـ[الحواسم]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 10:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أذا وقع من أنسان ما هو شررك نسميه مشركآ كونه عبد غير الله وجعل للاه ندآ فهاذا ليس بمسلم لأن المسلم لا يمكن أن يعبد غير الله لأنه يعلم أنه الشرك اللذي لا يكون الأنسان مسلم ألا أذا عرفه. أم السؤل فهو: المسلم الذي وقع في الكفر الأكبر من قول أو فعل هل نسميه كافر قبل أن نتبين منه أو أن نقيم عليه الحجة في تلك القضية المعينة أم أنه يبق يأخذ أسم المسم, أعني هنا النوازل الكفر الذي يحتاج ألى بيان. أرجو من الأخوة أن يفيدون بتفصيل دقيق, مأجورين أنشاء الله
ـ[حارث البديع]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 01:34]ـ
قد فرق الله بين ماقبل الرسالة وبعدها في أسماء وجمع بينهما في أسماء وأحكام فعدم قيام الحجة لا يغير حقيقة الاسماء الشرعية من شرك أو فسق فاسم المشرك ثبت قبل قيام الحجة ومجئ الرسول ولا عذاب إلا بعد قبل قيام الحجة.
2 - والدليل من الكتاب (اذهب إلى فرعون إنه طغى) فسماه الله تعالى طاغيا قبل مجئ موسى إليه وقيام الحجة, ودليل آخر (إنها كانت من قوم كافرين) فأخبر سبحانه عن بلقيس وقومها أنهم كافرين قبل مجئ كتاب سليمان , ودليل آخر نسوقه ليطمئن من في قلبه ريب , (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله)
قال الطبري: وإن استأمنك أحد من (المشركين) الذين أمرتك بقتالهم بعد انسلاخ الأشهر الحرم ليسمع كلام الله وهو (القرآن) فأمنه حتى يسمع القرآن فإن أبى أن يذعن فأمنه إلى مأمنه ذلك بأنهم قوم جهلة لايفقهون عن الله حجة ولا يعلمون مالهم من الإيمان بالله لو آمنوا وماعليهم من الوزر والإثم لتركهم الإيمان بالله انتهى فانظر رحمك الله أن الله سماهم مشركين قبل بلوغ الحجة اضافة أنه سبحانه أثبت لهم صفة الشرك مع جهلهم فقال (بأنهم قوم لايعلمون) قال الشو كاني:اي بسبب فقدانهم للعلم النافع المميز لهم بين الخير والشر في الحال والمآل.
3 - (أجمع أهل العلم أن أهل الفترات لايسمون مسلمين باالإجماع) فانظر وفقك الله للصواب أن أهل الفترات وهم الذين أتوا في وقت اندرست فيه الشرائع وانقطع فيه البلاغ ولم يسمعوا بدين آخر إلا أن أهل السنة أجمعوا على كفرهم ولم يسموهم مسلمين.
4 - وهنا تنويه مهم فثبوت الأسماء (الشرك والفسق) لايستلزم الأحكام أبدا والأحكام ماتترتب على تلك الأسماء من الأحكام وجودا وعدما ,وهي تنقسم إلى أحكام في الدنيا من القيام باجهاد والولاء والبراء والخ ,
وأحكام في الآخرة من الثواب والعقاب ,قال سبحانه (وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا) وإنما تثبت الأحكام عد قيام الحجة وهذا أصل عظيم يجب التفطن له.هذا وأننا نثبت اسم الكفر وان كان قبل البيان وفيى ذلك سئل محمد ابن عبد الوهاب عن رجل عرف بأفعال الكفر ولم تبلغه الحجة ماحكمه؟ فقال من عرف بأفعال الكفر شهدنا له بذلك هذا في الدنيا أما في الاخرة فأمره الى الله. ولانزاع بين أهل السنة في ماذكرناه وأثبتنا صحة منهجنا بالدليل ومن قال غير ذلك فليثبت.
5 - أما بعد قيام الحجة وبلوغ الرسل ونزول القرآن فلا يبقى لمعتذر عذر قال تعالى (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) قال ابن كثير:إنه تعالى أنزل كنبه وأرسل رسله لئلا يبقى لمعتذر عذر ,وقال القرطبي:فيقولوا ماأرسلت لنا رسولا وما أنزلت علينا كتابا.
وقال تعالى (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) قال ابن كثير:اي ولهذا كانوا مشركين وبعد هذ البيان الشافي لطلاب الحق والذي لايبقي للمنازع فيه حجة,
6 - نستشهد بطرف من أقوال أهل العلم في ذلك:--س [/cهناك من يقول أن كل من تقيد برسالة محمد (ص) واستقبل القبلة ولو سجد لشيخه لم يكفر؟
ج: كل من آمن برسالة محمد (ص) إذا سجد بعد ذلك لقبرأو ولي أو شيخ طريقة يعتبر كافرا مرتدا عن الإسلام ولو نطق يالشهادين وقت سجوده لإتيانه بما ينقضه لكنه قد يعذر بجهله فلا تنزل به العقوبة حتى يعلم فإن أصر بعد البيان قتل ردة لقوله (من بدل دينه فاقتلوه) ,فالبيان وإقامة الحجة للإعذار إليه قبل إنزال العقوبة به لا ليسمى كافرا بعد البيان فإنه يسمى كافرا بما حدث منه من سجود لغير الله أإو نذر قربه أو ذبح شاة.اللجنة الدائمة للإفتاء.س: يقع كثير من العامى في جملة من المخالفات في التوحيد فما حكمهم وهل يعذرون بالجهل؟
ج: من عرف بدعاء الاموات والاستغاثة بهم ونحو ذلك فهو مشرك كافر ولو ادعى الجهل ولا يلتفت إلى كونهم جهالا بل يعاملون معاملة كفار حتى يتوبوا الى الله (ابن باز.) وقال أيضا رحمه الله (أما الامور الأصولية وأصول العقيدة والمحرمات الظاهرة فلا يقبل من ذلك أحد (الجهل) لأن هذه أمور ظاهرة معروفة من المسلمين ,لكن لو كان في بعض البلاد البعيدة التي لا يوجد حولها مسلمين (قد يقبل منه دعوى الجهل)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحواسم]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 09:29]ـ
الدليل واضح في أن الأستهزاء بشيء من الدين كفر ضاهرآ و باطنآ و شيخ الأسلام قدس الله روحه حاك الأجماع في كتابه النفيس الصارم المسلول عل شاتم الرسول حت أنه قال من كفر الساب وشك في عذابه يوم القيامة كافر. هن هل من قال: ساب الله كافر بعد قيام الحجة أفيدوني جزاكم الله خيرآ ,لقد أعترضة شبهة قوية لبعض الأخو
ـ[حارث البديع]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 01:37]ـ
ممكن توضح سؤالك أكثر لو تكرمت
ـ[الحواسم]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 09:08]ـ
لا أخالفك يا أخي الكريم هاذا في المشرك الأصلي نسميه قبل قيام الحجة الرسالية التي تكون بالرسل و الكتب وهذا الصنف معلوم أحكامه في الدنيا و الأخرة بالكتاب و السنة و الأجماع. أما المسلم الذي ثبت أسلامه بيقين يحب الله ورسله يعلم الشرك و التوحيد و مسائل الأمان و الكفر معلومها و خفيها ثم بعد ذالك خرق التوحيد بالفعل أو القول ولم نتبين هل له عذر معتبر مثل الأكراه عدم قصد المعن المكفر في الكفر البواح و مثل الجهل التأويل في الكفر الخفي, س: هل يبقى مسلم ثم نتبين هل له موانع و اسوفت فيه الشروط بعد ذالك نحكم بكفره ظاهرآ و باطنا, لأن نعلم أن الذي ثبت أسلامه بيقين لا ينزع عنه ألا بيقين , فأ قلنا أنه كافرأي أنه مرتد و حكم المرتد واضح وهذ المسلم له أعذار أذآ نكون قد نزعن الأسلام بالشك ,أريد من الأخوة الأدلة و أقوال العلماء
ـ[الحواسم]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 12:05]ـ
:كل من آمن برسالة محمد إذا سجد بعد ذلك لقبرأو ولي أو شيخ طريقة يعتبر كافرا مرتدا عن الإسلام ولو نطق يالشهادين وقت سجوده لإتيانه بما ينقضه لكنه قد يعذر بجهله فلا تنزل به العقوبة حتى يعلم فإن أصر بعد البيان قتل ردة لقوله (من بدل دينه فاقتلوه) ,فالبيان وإقامة الحجة للإعذار إليه قبل إنزال العقوبة به لا ليسمى كافرا بعد البيان فإنه يسمى كافرا بما حدث منه من سجود لغير الله أإو نذر قربه أو ذبح شاة.اللجنة الدائمة للإفتاء.س: يقع كثير من العامى في جملة من المخالفات في التوحيد فما حكمهم وهل يعذرون بالجهل.أليس هذا يا أخي الكريم يتحدث عن عباد القبوب و يدعون الأسلام ,أنهم مشركون أصليون ولو نطق بالشهدتين ويذكر الجهل وهل الجهل مانع في لخرق التوحيد أنا أتحدث عن المسلم وإذا تقرر هذا، فالأحكام هذه دائرة على الظاهر، بمعنى أنّ من قام به الكفر فهو كافر ظاهراً، ولا يقال له كافر ظاهراً وباطناً؛ يعني يكون كافراً، يكون مرتداً كالمشركين في أحكام الدنيا، والآخرة إذا قامت عليه الحجة.
فهناك أحكام دنيوية وهناك أحكام أخروية، فأحكام الدنيا بحسب الظاهر، وأحكام الآخرة بحسب الظاهر والباطن، والعباد ليس عليهم إلا الظاهر، وربنا - جل وعلا - يتولى السرائر.
فإذا أظهر طائفة كفراً أو معين كفراً، فإنه يكفره العالم إذا قامت الشروط وانتفت الموانع يكفره بعينه، ومن قام به الكفر أو قام به الشرك سواء كان معذوراً أو غير معذور؛ يعني لم تقم به الحجة، فهو كافر ومشرك ظاهراً.أنا لميتضح لي حقيقتا أحيانا يقل حتى تقام الحجة و أحيانا يسمى على الضاهر أذن يحكم عليه بالردة قبل قيام الحجة ونحن نعلم أحكام المرتد أذا ننزع الحكم ليس الأسم بالشك أفدني مأجورأ جزاكأ الله خيرأ أخي الحبيب.
ـ[الحواسم]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 05:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم فالأمر يتعلق بدماء المسلم و ماله و عرضه.المرتد حكمه كم قلت سبقا معروف و العلماء يبوبون له باب المرتد و هو من كفر بعد أسلامه أي بعد علم ,ولا يقال لمن يعبد القبور و يتمسح بالأوثان وهو جاهل مسلم هذا مشرك أصلي. أذن نقول أنسان أرتد عن دينه أي أنتفت عنه الموانع و أستوفت فيه الشروط بمعن قامت عليه الحجة في القضية المعينة وهذا من أختصاص من هو أهل لذالك, هذا لتكفير المعين. أنا لا أعني قول غلات المجئة والجهمية الذين يكفرون النوع و لا يكفون العين بحال, من كان مسلم ثم خرق التوحيد ثم أقيمة عليه الحجة يكفر ولا كرامة. أرجو من الله أن يوفق أحد أن يوصلني الشاطئ. لقد أشتبه الأمر فهل حل؟ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
درة من درر ابن تيمية تستدعي المباحثة
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 12:41]ـ
يقول رحمه الله:
(ومتى ترك العالم ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله كان مرتدا كافرا , يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة , قال تعالى (الص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين * اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون) , ولو ضُربَ وحُبسَ وأُوذي بأنواع الأذى ليذر ما علمه من شرع الله ورسوله الذي يجب اتباعه واتبع حكم غيره كان مستحقا لعذاب الله , بل عليه أن يصبر وإن أُوذي في الله , فهذه سنة الله في الأنبياء وأتباعهم ...... ).
والله من وراء القصد.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 01:21]ـ
جزاك الله خيرا.
دائماً ابن تيمية يطلق ويجمل في مواضع ثم يعود على ما أطلقه وأجمله بالتقييد والبيان في مواضع أخر. فقط أردت أن أضع هذه القاعدة المستقرأة من منهجه في مؤلفاته حتى لا يبدأ البعض بالهجوم قبل .....
ومثلك يفطن ما أرمي إليه.
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 06:08]ـ
هل في كلام ابن تيمية رحمه الله ما يدل على العموم في المسائل .... ؟ أم أنه خاص بمسائل دون مسائل .... ؟
هذا من جهة , ومن جهة أخرى: هل من نص له رحمه الله بيَّنَ فيه مجمل هذا الكلام أو قيد مطلقه ........ ؟
والله من وراء القصد.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[02 - May-2009, صباحاً 01:46]ـ
والذي نفسي بيده أخي الفاضل، لم أر أرزن ولا أثبت ولا أنصف من كلام الشيخ رحمه الله تعالى رحمة واسعة في هذه المسألة. فجعل جنة عدن مثواه آمين.
لتعلم رحمني الله تعالى وإياك والمسلمين أن كلام الشيخ منصب على مسألة الحكم بشرع الله تعالى المنزل الصحيح، ومجانبة ما عداه من الأحكام الكاذبة الوضعية التي لا تستند إلى أي أصل شرعي لا من كتاب ولا من سنة، ومن ثم إلزام الناس بها.
وأيضا من ضمن كلامه بيان أن الحاكم قد يحكم في أمور لم يرد فيها نص لكن هذا الحكم غير ملزم للجميع بل هو محتمل، وعلى فئة دون أخرى.
وتطرق أيضا إلى مسألة العالم البصير الذي أحاط بالشرع كيف يسوغ له بعد ما جاءه من البينات أن يترك الشرع الحق ويأخذ بحكم وضعي لم يستند قائله إلى ما شرعه الله ورسوله.
وسأقوم رعاك الله بذكر كلام الشيخ متصلا حتى يتبين لك عظم هذا الكلام الذي لم أجد من طرقه كما طرقه الشيخ إن لم يوجد أصلا، وأخبرك أن الكلام حتى يفهم لا بد أن يقرأ كله ولا يبتر.
وقد قمت بنسخ كلام الشيخ بتصرف قليل جدا حتى ترى عظم الكلام في المسألة.
قال الشيخ رحمه الله رحمة واسعة:
(والدين ما شرعه الله ورسوله، وليس لأحد أن يخرج عن شيء مما شرعه الرسول، وهو الشرع الذي يجب على ولاة الأمر إلزام الناس به، ويجب على المجاهدين الجهاد عليه، ويجب على كل واحد إتباعه ونصره.
وليس المراد بالشرع اللازم لجميع الخلق حكم الحاكم، ولو كان الحاكم أفضل أهل زمانه، بل حكم الحاكم العالم العادل يلزم قوما معينين تحاكموا إليه في قضية معينة لا يلزم جميع الخلق، ولا يجب على عالم من علماء المسلمين أن يقلد حاكما لا في قليل ولا في كثير إذا كان قد عرف ما أمر الله به ورسوله، بل لا يجب على آحاد العامة تقليد الحاكم في شيء، بل له أن يستفتى من يجوز له استفتاؤه وإن لم يكن حاكما، ومتى ترك العالم ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله كان مرتدا كافرا يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: [المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون] ولو ضرب وحبس وأوذي بأنواع الأذى ليدع ما علمه من شرع الله ورسوله الذي يجب إتباعه؛ واتبع حكم غيره كان مستحقا لعذاب الله، بل عليه أن يصبر وإن أوذي في الله، فهذه سنة الله في الأنبياء وأتباعهم؛ قال الله تعالى: [الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين] وقال تعالى: [ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم] وقال تعالى: [أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من
(يُتْبَعُ)
(/)
قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب].
وهذا إذا كان الحاكم قد حكم في مسألة اجتهادية قد تنازع فيها الصحابة والتابعون؛ فحَكَم الحاكم بقول بعضهم وعند بعضهم سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تخالف ما حكم به؛ فعلى هذا أن يتبع ما علم من سنة رسول الله ويأمر بذلك ويفتى به ويدعو إليه ولا يقلد الحاكم، هذا كله باتفاق المسلمين.
وإن ترك المسلم _ عالما كان أو غير عالم _ ما علم من أمر الله ورسوله لقول غيره؛ كان مستحقا للعذاب، قال تعالى: [فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم]، وإن كان ذلك الحاكم قد خفي عليه هذا النص، مثل كثير من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم؛ تكلموا في مسائل باجتهادهم وكان في ذلك سنة لرسول الله تخالف اجتهادهم، فهم معذورون لكونهم اجتهدوا، و لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولكن من علم سنة رسول الله لم يجز له أن يعدل عن السنة إلى غيرها، قال تعالى: [وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا]، ومن اتبع ما بعث الله به رسوله كان مهديا منصورا بنصرة الله في الدنيا والآخرة.
فالشرع الذي يجب على كل مسلم أن يتبعه ويجب على ولاة الأمر نصره والجهاد عليه هو الكتاب والسنة، وأما حكم الحاكم فذاك يقال له: قضاء القاضي، ليس هو الشرع الذي فرض الله على جميع الخلق طاعته، بل القاضي العالم العادل يصيب تارة ويخطئ تارة، ولو حكم الحاكم لشخص بخلاف الحق في الباطن لم يجز له أخذه، ولو كان الحاكم سيد الأولين والآخرين، كما في الصحيحين عن أم سلمة قالت: قال رسول الله: "إنكم تختصمون إلى ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض فأقضي له بنحو مما اسمع، فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه فإنما اقطع له قطعة من النار"، فهذا سيد الحكام والأمراء والملوك يقول: إذا حكمت لشخص بشيء يعلم انه لا يستحقه فلا يأخذه.
وقد اجمع المسلمون على أن حكم الحاكم بالأملاك المرسلة لا ينفذ في الباطن، فلو حكم لزيد بمال عمرو وكان مجتهدا متحريا للحق لم يجز له أخذه، وأما في العقود والفسوخ؛ مثل أن يحكم بنكاح أو طلاق أو بيع أو فسخ بيع؛ ففيه نزاع معروف، وجمهورهم يقولون: لا ينفذ أيضا، وهي مسألة معروفة، وهذا إذا كان الحاكم عالما عادلا وقد حكم في أمر دنيوي.
قال: فالقاضي الذي هو من أهل الجنة إذا حكم للإنسان بما يعلم أنه غير حق؛ لم يحل له أخذه لسنة رسول الله وإجماع المسلمين، فكيف إذا حكم في الدين الذي ليس له أن يحكم فيه، بل هو فيه واحد من المسلمين: إن كان له علم تكلم وإلا سكت.
مثل أن يحكم بأن السفر إلى غير المساجد الثلاثة مشروع مستحب يثاب فاعله، وأن من قال إنه لا يستحب يؤذى ويعاقب أو يحبس، فهذا الحكم باطل بإجماع المسلمين، لا يحل لمن عرف دين الإسلام أن يتبعه، ولا لولي أمر أن ينفذه، ومن نفذ مثل هذا الحكم ونصره كان له حكم أمثاله، إن قامت عليه الحجة التي بعث الله بها رسوله وخالفها استحقوا العقاب، وكذلك أن ألزم بمثل هذا جهلا، وألزم الناس بما لا يعلم فإنه مستحق للعقاب، فإن كان مجتهدا مخطئا عفي عنه.
وقد فرض الله على ولاة أمر المسلمين إتباع الشرع الذي هو الكتاب والسنة، وإذا تنازع بعض المسلمين في شيء من مسائل الدين _ ولو كان المنازع من آحاد طلبة العلم _ لم يكن لولاة الأمور أن يلزموه بإتباع حكم حاكم، بل عليهم أن يبينوا له الحق كما يبين الحق للجاهل المتعلم، فإن تبين له الحق الذي بعث الله به رسوله وظهر وعانده بعد هذا استحق العقاب، وأما من يقول: إن الذي قلته هو قولي أو قول طائفة من العلماء المسلمين وقد قلته اجتهادا أو تقليدا؛ فهذا باتفاق المسلمين لا تجوز عقوبته، ولو كان قد أخطأ خطأ مخالفا للكتاب والسنة، ولو عوقب هذا لعوقب جميع المسلمين، فإنه ما منهم من أحد إلا وله أقوال اجتهد فيها أو قلد فيها، وهو مخطئ فيها، فلو عاقب الله المخطئ لعاقب جميع الخلق.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمفتى والجندي والعامي إذا تكلموا بالشيء بحسب اجتهادهم _ اجتهادا أو تقليدا _ قاصدين لإتباع الرسول بمبلغ علمهم؛ لا يستحقون العقوبة بإجماع المسلمين، وإن كانوا قد أخطئوا خطأ مجمعا عليه، وإذا قالوا: إنا قلنا الحق، واحتجوا بالأدلة الشرعية، لم يكن لأحد من الحكام أن يلزمهم بمجرد قوله، ولا يحكم بأن الذي قاله هو الحق دون قولهم، بل يحكم بينه وبينهم الكتاب والسنة، والحق الذي بعث الله به رسوله لا يغطى بل يظهر، فإن ظهر رجع الجميع إليه، وإن لم يظهر سكت هذا عن هذا وسكت هذا عن هذا، كالمسائل التي تقع يتنازع فيها أهل المذاهب لا يقول أحد إنه يجب على صاحب مذهب أن يتبع مذهب غيره لكونه حاكما، فإن هذا ينقلب؛ فقد يصير الآخر حاكما فيحكم بأن قوله هو الصواب، فهذا لا يمكن أن يكون كل واحد من القولين المتضادين يلزم جميع المسلمين إتباعه، بخلاف ما جاء به الرسول، فإنه من عند الله حق وهدى وبيان، ليس فيه خطأ قط ولا اختلاف ولا تناقض، قال تعالى: [أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا].
قال: وهذا إذا كان الحكام قد حكموا في مسألة فيها اجتهاد ونزاع معروف، فإذا كان القول الذي قد حكموا به لم يقل به أحد من أئمة المسلمين ولا هو مذهب أئمتهم الذين ينتسبون إليهم ولا قاله أحد من الصحابة والتابعين ولا فيه آية من كتاب الله وسنة رسوله، بل قولهم يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأئمة، فكيف يحل مع هذا أن يلزم علماء المسلمين بإتباع هذا القول وينفذ فيه هذا الحكم المخالف للكتاب والسنة والإجماع، وأن يقال القول الذي دل عليه الكتاب والسنة وأقوال السلف لا يقال ولا يفتى به، بل يعاقب ويؤذى من أفتى به ومن تكلم به وغيرهم، ويؤذى المسلمون في أنفسهم وأهليهم وأموالهم لكونهم اتبعوا ما علموه من دين الإسلام، وان كان قد خفي على غيرهم، وهم يعذرون من خفي عليه ذلك ولا يلزمون بإتباعهم ولا يعتدون عليه، فكيف يعان من لا يعرف الحق، بل يحكم بالجهل والظلم، ويلزم من عرف ما عرفه من شريعة الرسول أن يترك ما علمه من شرع الرسول لأجل هذا.
لا ريب أن هذا أمر عظيم عند الله تعالى وعند ملائكته وأنبيائه وعباده، والله لا يغفل عن مثل هذا، وليس الحق في هذا لأحد من الخلق، فان الذين اتبعوا ما علموه من شرع الرسول لم يظلموا أحدا في دم ولا مال ولا عرض، ولا لأحد عليهم دعوى، بل هم قالوا: نحن نتبع ما عرفناه من دين الإسلام وما جاء به الكتاب والسنة من توحيد الله وعبادته لا شريك له، فلا نعبد إلا الله وحده، ونعبده بما أمر به رسوله وشرعه من الدين، فما دعانا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرنا به أطعناه، وما جعله الرسول دينا وقربة وطاعة وحسنة وعملا صالحا وخيرا سمعنا واطعنا لله ولرسوله، واعتقدناه قربة وطاعة وفعلناه، وأحببنا من يفعل به، ودعونا إليه، وما نهانا عنه الرسول انتهينا عنه، وإن كان غيرنا يعتقد أن ذلك قربة؛ فنحن علينا أن نطيع الرسول ليس علينا أن نطيع من خالفه وإن كان متأولا.
فعلماء المسلمين الكبار لو قالوا بمثل قول الحكام؛ لم يكن لهم إلزام الناس بذلك إلا بحجة شرعية لا بمجرد حكمهم.
فإن الله إنما أوجب على الناس إتباع الرسول وطاعته، وإتباع حكمه وأمره وشرعه ودينه، وهو حجة الله على خلقه، وهو الذي فرق الله به بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والرشاد والغي، وطريق الجنة وطريق النار، وبه هدى الله الخلق.
فالحجة على الخلق تقوم بالرسل، وما جاء به الرسول هو الشرع الذي يجب على الخلق قبوله، وإلى الكتاب والسنة يتحاكم جميع الخلق.
ولهذا كان من أصول السنة والجماعة أن من تولى بعد رسول الله كالخلفاء الراشدين وغيرهم لا يجب أن ينفرد واحد منهم بعلم لا يعلمه غيره، بل علم الدين الذي سنة الرسول يشترك المسلمون في معرفته، وإذا كان عند بعضهم من الحديث ما ليس عند بعض بلغة هؤلاء لأولئك، ولهذا كان الخلفاء يسألون الصحابة في بعض الأمور: هل عندكم علم عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فإذا تبين لهم سنة الرسول حكموا بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكيف يكون واحد من الحكام خيرا من عمر؛ هذا إذا كان قد حكم في مسألة اجتهاد؛ فكيف إذا كان ما قاله لم يقله أحد من أئمة المسلمين لا الأربعة ولا من قبلهم من الصحابة والتابعين، وإنما يقوله مثله وأمثاله ممن لا علم لهم بالكتاب والسنة وأقوال السلف والأئمة، وإنما يحكمون بالعادات التي تربوا عليها كالذين قالوا: [إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون]، وكما تحكم الأعراب بالسوالف التي كانت لهم وهى عادات، وأما أهل الإيمان والإسلام والعلم والدين فإنما يحكمون بكتاب الله وسنة رسوله.
وإذا خرج ولاة الأمور عن هذا فقد حكموا بغير ما أنزل الله، ووقع بأسهم بينهم، وهذا من أعظم أسباب تغيير الدول، كما قد جرى مثل هذا مرة بعد مرة في زماننا وغير زماننا، ومن أراد الله سعادته جعله يعتبر بما أصاب غيره، فيسلك مسلك من أيده الله ونصره، ويجتنب مسلك من خذله الله وأهانه، فإن الله يقول في كتابه: [ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور] فقد وعد الله بنصر من ينصره، ونصره هو: نصر كتابه ودينه ورسوله، لا نصر من يحكم بغير ما أنزل الله، ويتكلم بما لا يعلم، فإن الحاكم إذا كان دينا لكنه حكم بغير علم كان من أهل النار، وإن كان عالما لكنه حكم بخلاف الحق الذي يعلمه كان من أهل النار، وإذا حكم بلا عدل ولا علم كان أولى أن يكون من أهل النار، وهذا إذا حكم في قضية معينة لشخص، وأما إذا حكم حكما عاما في دين المسلمين فجعل الحق باطلا والباطل حقا والسنة بدعة والبدعة سنة والمعروف منكرا والمنكر معروفا ونهى عما أمر الله به ورسوله وأمر بما نهى الله عنه ورسوله؛ فهذا لون آخر يحكم فيه رب العالمين، وإله المرسلين، مالك يوم الدين، الذي له الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجعون، الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
والله الذي لا إله إلا هو ما أعظمه من كلام، فرحم الله شيخ الإسلام وقدس روحه.
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[02 - May-2009, صباحاً 07:55]ـ
هل في كلام ابن تيمية رحمه الله ما يدل على العموم في المسائل .... ؟ أم أنه خاص بمسائل دون مسائل .... ؟
هذا من جهة , ومن جهة أخرى: هل من نص له رحمه الله بيَّنَ فيه مجمل هذا الكلام أو قيد مطلقه ........ ؟
والله من وراء القصد.
كلام الشيخ واضح جدا,, فيمن ترك حكم الله عالما به وذهب لغيره على انه حكم الله وهذا هو التبديل وليس المقصود ترك الحكم لشهوة او شبهة!! وذلك لاسباب:
1 - الا ترى انه ذكر لفظة "عالم" ولم يقل وهو يعلم-مع انه ياخذ نفس الحكم-! فالشيخ كان يتكلم على مناخ معين كان في زمانه ربما ترك بعضهم حكم الله وذهب لمذهب شيخه مع انه يعرف الدليل الصحيح في تحريم ذلك او اباحته
2 - ان هناك قضايا يترك فيها العالم حكم الله ويذهب لغيره وليس هو كافر باتفاق كمثل لودفع رشوة ليحكم له جورا في قضية
3 - وانظر قوله هذا""وليس المراد بالشرع اللازم لجميع الخلق حكم الحاكم " هذا يبين لك ان كل كلامه كان منصب في اطار التقليد بحيث انه يعلم مخالفة هذا الحاكم الذي اجتهد في الشرع ومع ذلك اتبعه على انه هو الدين!!
4 - ومما يزيد الامر وضوحا وانه كان يتكلم على ظاهرة خطيرة وهو التقليد لرجل حتى ربما نزل هذا الرجل منزلة النبي بلسان الحال لا المقال -وهذا ربما يوجد في زماننا ايضا بكثرة-قال قبل ذلك بسطرين
""ولا يجب على عالم من علماء المسلمين أن يقلد حاكما لا في قليل ولا في كثير إذا كان قد عرف ما أمر الله به ورسوله، بل لا يجب على آحاد العامة تقليد الحاكم في شيء، بل له أن يستفتى من يجوز له استفتاؤه وإن لم يكن حاكما"" ولذلك قال بعد هذا الكلام مباشرة الذي كله منصب في اطار التقليد المذموم بل هو في الحقيقة كفر وردة ""ومتى ترك العالم ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله كان مرتدا كافرا يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة"
5 - وقد جاهد شيخ الاسلام هذه الظاهرة حتى قال"مجموع الفتاوى - الرقمية - (22/ 249)
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنه متي اعتقد أنه يجب على الناس اتباع واحد بعينه من هؤلاء الأئمة دون الإمام الآخر، فإنه يجب أن يستتاب. فإن تاب، وإلا قتل""
6 - ولذلك قال بعده ايضا"
وَهَذَا إذَا كَانَ الْحَاكِمُ قَدْ حَكَمَ فِي مَسْأَلَةٍ اجْتِهَادِيَّةٍ قَدْ تَنَازَعَ فِيهَا الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ فَحُكْمُ الْحَاكِمِ بِقَوْلِ بَعْضِهِمْ وَعِنْدَ بَعْضِهِمْ سُنَّةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُخَالِفُ مَا حَكَمَ بِهِ فَعَلَى هَذَا عَلَيْهِ أَنْ يَتَّبِعَ مَا عَلِمَ مِنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأْمُرَ بِذَلِكَ وَيُفْتِيَ بِهِ وَيَدْعُوَ إلَيْهِ وَلَا يُقَلِّدَ الْحَاكِمَ. هَذَا كُلُّهُ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ. وَإِنْ تَرَكَ الْمُسْلِمُ عَالِمًا كَانَ أَوْ غَيْرَ عَالِمٍ مَا عَلِمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْلِ غَيْرِهِ كَانَ مُسْتَحِقًّا لِلْعَذَابِ""
7 - ولذلك قال قبلها باسطر"
مِثْلُ أَنْ يَتَنَازَعَ حَاكِمٌ أَوْ غَيْرُ حَاكِمٍ فِي قَوْلِهِ: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} هَلْ الْمُرَادُ بِهِ الْجِمَاعُ؟ كَمَا فَسَّرَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ وَقَالُوا: إنَّ مَسَّ الْمَرْأَةِ لَا يَنْقُضُ الْوُضُوءَ لَا لِشَهْوَةِ وَلَا لِغَيْرِ شَهْوَةٍ. أَوْ الْمُرَادُ بِهِ اللَّمْسُ بِجَمِيعِ الْبَشَرَةِ إمَّا لِشَهْوَةِ وَإِمَّا مُطْلَقًا؟ كَمَا نُقِلَ الْأَوَّلُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ. وَالثَّالِثُ قَالَهُ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ. وَلِلْعُلَمَاءِ فِي هَذَا " ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ ". وَالْأَظْهَرُ هُوَ الْقَوْلُ الْأَوَّلُ وَأَنَّ الْوُضُوءَ لَا يَنْتَقِضُ بِمَسِّ النِّسَاءِ مُطْلَقًا وَمَا زَالَ الْمُسْلِمُونَ يَمَسُّونَ نِسَاءَهُمْ وَلَمْ يَنْقُلْ أَحَدٌ قَطُّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ الْمُسْلِمِينَ بِالْوُضُوءِ مِنْ ذَلِكَ؛ وَلَا نُقِلَ عَنْ الصَّحَابَةِ عَلَى حَيَاتِهِ أَنَّهُ تَوَضَّأَ مِنْ ذَلِكَ؛ وَلَا نُقِلَ عَنْهُ قَطُّ أَنَّهُ تَوَضَّأَ مِنْ ذَلِكَ؛ بَلْ قَدْ نُقِلَ عَنْهُ فِي السُّنَنِ {أَنَّهُ كَانَ يُقَبِّلُ بَعْضَ نِسَائِهِ وَلَا يَتَوَضَّأُ} وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي صِحَّةِ هَذَا الْحَدِيثِ؛ لَكِنْ لَا خِلَافَ أَنَّهُ لَمْ يُنْقَلْ عَنْهُ أَنَّهُ تَوَضَّأَ مِنْ الْمَسِّ. وَكَذَلِكَ تَنَازَعَ الْمُسْلِمُونَ فِي الْوُضُوءِ مِنْ خُرُوجِ الدَّمِ بِالْفِصَادِ وَالْحِجَامَةِ وَالْجَرْحِ وَالرُّعَافِ وَفِي " الْقَيْءِ " وَفِيهِ قَوْلَانِ مَشْهُورَانِ وَقَدْ نُقِلَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ تَوَضَّأَ مِنْ ذَلِكَ؛ وَعَنْ كَثِيرٍ مِنْ الصَّحَابَةِ؛ لَكِنْ لَمْ يَثْبُتْ قَطُّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْجَبَ الْوُضُوءَ مِنْ ذَلِكَ بَلْ كَانَ أَصْحَابُهُ يَخْرُجُونَ فِي الْمَغَازِي فَيُصَلُّونَ وَلَا يَتَوَضَّئُونَ؛ وَلِهَذَا قَالَ طَائِفَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ: إنَّ الْوُضُوءَ مِنْ ذَلِكَ مُسْتَحَبٌّ غَيْرُ وَاجِبٍ وَكَذَلِكَ قَالَ فِي الْوُضُوءِ " مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ " و " مَسِّ الْمَرْأَةِ لِشَهْوَةِ " إنَّهُ يُسْتَحَبُّ الْوُضُوءُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا يَجِبُ وَكَذَلِكَ قَالُوا فِي " الْوُضُوءِ مِنْ الْقَهْقَهَةِ " و " مِمَّا مَسَّتْ النَّارُ " إنَّ الْوُضُوءَ مِنْ ذَلِكَ يُسْتَحَبُّ وَلَا يَجِبُ؛ فَمَنْ تَوَضَّأَ فَقَدْ أَحْسَنَ وَمَنْ لَمْ يَتَوَضَّأْ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ. وَهَذَا أَظْهَرُ الْأَقْوَالِ. وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ ذِكْرَ هَذِهِ الْمَسَائِلِ؛ بَلْ الْمَقْصُودُ ضَرْبُ الْمَثَلِ بِهَا. وَكَذَلِكَ تَنَازَعُوا فِي كَثِيرٍ مِنْ مَسَائِلِ الْفَرَائِضِ كَالْجَدِّ وَالْمُشْرِكَةِ وَغَيْرِهِمَا وَفِي كَثِيرٍ مِنْ مَسَائِلِ الطَّلَاقِ وَالْإِيلَاءِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَكَثِيرٍ مِنْ مَسَائِلِ الْعِبَادَاتِ""
مما يدل على ان كلامه كان في المسائل المنسوبة للدين فقط-ولم يذكر مسالة واحدة عن حكم وضعي-
اظن المسالة واضحة جدا وان الموضوع الذي كان يتكلم فيه الشيخ واضح(/)
ما حكم تصرف والدي
ـ[فوزانا]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 01:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والدي هداه الله يقوم بالصرف على ابن اخي منذ ان كان عمره سنتين تقريبا وهذا الصرف لم يكن عاديا بل كان ينفق الاموال الطائلة عليه ونحن نتفرج وطبعا لانستطيع الكلام لان هذه امواله ابن اخي الان عمره تسع عشرة سنه عوده على التبذير وعدم الاكتراث باي اموال تصرف الى درجة انه قام ببيع احد ممتلكاته ليشتري له سيارة بمبلغ اربعمائة الف ريال الولد مدلل جدا من قبل امي وابي ولا يرفض له اي طلب والديه طبعا موجودين ولكن عاجبهم ذلك ولا يتدخلون في اي شيء بل يعتبرون ابنهم المصدر الوحيد لتمويلهم مع ان حالتهم المادية ممتازه ابن اخي هذا لم يحظى بتربية من والديه ولا من امي وابي يعيش في سبحانيته فلوس وحياه برفاهية يجهل امور الحياة بشدة وليس لديه ما يحزن عليه او يتمناه ويجتهد للحصول عليه اي بمعنى اصح ليس لديه هدف في الحياه وغير ذلك من امور يشيب لها الراس كما يقولون يتفاخر دائما بانه الوحيد الذي لديه كل شيئ ولا يوجد احد مثله ----- السؤال هنا ماحكم تصرف ابي شرعا خاصة اننا غير راضين عن ذلك وان مايصرفه عليه تبذيرا مؤكدا سيحاسب عليه والدي علما بان والدي لايحظى باي احترام من قبل ابن اخي -------- افيدوني جزاكم الله عني كل خير فهذا الموضوع يشغلني كثيرا خاصة انني لا استطيع عمل اي شيء
ـ[حمد]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 07:23]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
كلمي أخاك (أبو الولد) وانصحي له، واتبعي أحسن الأساليب في ذلك.
وذكريه بأنه راعٍ وأنه مسؤول عن رعيته , ودين الأولاد هو أول ما ينبغي أن ينظر له الأبوين، قبل أن يهتم بدنياه وإن أفسدت آخرته!
هذا أول شيء، أعانكِ الله.
أو كلمي أمه إن كان يقبل منها أكثر.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 02:43]ـ
http://www.toislam.net/files.asp?order=2&num=1136&PageIndex=1
محاضرة رقم 3 تربية الابناء http://www.toislam.net/sound.asp
فتاوى واستشارت للشيخ الفاضل محمد ابراهيم الحمد http://www.toislam.net/question/index2.asp?order=1(/)
في "الوضوء" للمباحثة.
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 01:46]ـ
جاء في الحديث "كان إذا توضأ أخذ كفا من ماء فأدخله تحت حنكه فخلل به لحيته وقال: هكذا أمرني ربي عز وجل".
هل هو عام في كل متوضيء أم خاص بذوي اللحى .... ؟.
وهل يُسن فعله على جهة الاستمرار لقوله "كان إذا توضأ أخذ ..... ".
والله من وراء القصد.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 02:08]ـ
الظاهر أن هذه السنة تختص بأصحاب اللحى لأن الفعل "خلل" تعلق بـ"اللحية" فيختص بها
لا يظهر سنية المداومة عليها لأن أكثر الصحابة الذين وصفوا وضوء النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكروها فدل على عدم المداومة وهو دليل السنية لا الوجوب كما قالوه في التسمية على التسليم بصحة أحاديثها
كان لا تستلزم الدوام دائما بل في الغالب كما تقرر في الأصول على الراجح
ما تقدم مفرع على التسليم بصحة الحديث وإلا فلم يثبت في تخليلها حديث كما قال أحمد وأبو حاتم وغيرهما والله أعلم
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 06:03]ـ
كان لا تستلزم الدوام دائما بل في الغالب كما تقرر في الأصول على الراجح
العبارة قلقة أخي الكريم , لكن الذي يعنينا هنا أن الراجح من كلام أهل الأصول وهو على قانون اللغة أن الأصل في "كان يفعل ... " الاستمرار إلا إن يدل الدليل على خلافه , وفي أقل أحواله أنه استعمال يدل على الفعل غالبا.
أما الحديث فالذي يظهر لي والله تعالى أعلم أن الحديث عام في كل متوضئ , وأنه يُسن لكل متوضئ أن يأخذ كفا من ماء فيضعه تحت حنكه ويقول: هكذا أمرني ربي عز وجل , وأما التخليل فيسقط لفوات شرطه وهو وجود اللحية.
والله من وراء القصد.(/)
ما الصواب فيما يتعلق بالميت ....
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 02:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اخواني الكرام سؤالنا يتعلق بوصول الاجر للميت
وردت نصوص ثابتة عن المصطفى عليه الصلاة والسلام في وصول الاجر وهذا لا ينكره احد
ولكني قرأت في فتاوي ابن تيمية رحمه الله وغيرها من الكتب ان كل ما فيه انتاع للميت فهو ينفعه ولو كانت الصلاة النافلة
فأطلق العبادات ولم يقيدها او يخصها بنوع دون اخر
علما ان النصوص الواردة عن المصطفى عليه صلوات ربي وسلامه مقيدة وليست مطلقة
فما ورد في الصوم والحج أي العبادات المحضة مقيد بانه من الواجبات في حق الميت فهو بمنزلة الدين عليه والذي يجب قضاؤه
فارجو منم التوضيح والبيان
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 04:54]ـ
رفع الله قدر اهل السنة والجماعة .............
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 11:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اخواني الكرام سؤالنا يتعلق بوصول الاجر للميت
وردت نصوص ثابتة عن المصطفى عليه الصلاة والسلام في وصول الاجر وهذا لا ينكره احد
ولكني قرأت في فتاوي ابن تيمية رحمه الله وغيرها من الكتب ان كل ما فيه انتاع للميت فهو ينفعه ولو كانت الصلاة النافلة
فأطلق العبادات ولم يقيدها او يخصها بنوع دون اخر
علما ان النصوص الواردة عن المصطفى عليه صلوات ربي وسلامه مقيدة وليست مطلقة
فما ورد في الصوم والحج أي العبادات المحضة مقيد بانه من الواجبات في حق الميت فهو بمنزلة الدين عليه والذي يجب قضاؤه
فارجو منم التوضيح والبيان
أخي العزيز، عندما أتى في السنة الصحيحة الثابتة تقييد بعض الأعمال كالحج والصوم، فلا يعني هذا أن الأمر لا يعدوا هذه الأعمال، بل لأن حصول السبب تأكد في حقها فقط، وإلا مجال القياس على سائر الأعمال متاح ولم يخالف فيه.
قال الإمام ابن القيم بعد أن ساق الأمثلة على بلوغ الثواب كالحج والصوم؛ قال:
هذه النصوص متظاهرة على وصول ثواب الأعمال إلى الميت إذا فعلها الحي عنه، وهذا محض للقياس، فإن الثواب حق للعامل فإذا وهبه لأخيه المسلم لم يمنع من ذلك، كما لم يمنع من هبة ماله في حياته وإبرائه له من بعد موته.
هذا بإختصار، فإن لم تصل المعلومة فأخبرني.(/)
مامدى صحة هذه الفتوى؟
ـ[ابو جندل المغربي]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 03:01]ـ
يقول الشيخ ابن الجبرين حفظه الله في كتابه الكنز الثمين في فتاوي ابن الجبرين حققه و خرج احاديثه عماد زكي البارودي المكتبة التوفيقية الصفحات 75 _ 76
سئل فضيلته: يقول الرسول صلى الله عليه و سلم: " من رآني في المنام فقد رآني حقا فان الشيطان لا يتمثل بي " فهل تتحقق رؤية احد من الانبياء غير الرسول صلى الله عليه و سلم؟
فاجاب:
فيما يظهر لي ان هذا الحديث خاص بالصحابة الذين رأوا شخصه و عرفوه و رأوا وجهه و عاشروه و عرفوه , فاذا رأوه في المنام عرفوه و قالوا: هذا الرسول صلى الله عليه و سلم. اما من بعدهم الذين لم يروه , فان الشيطان قد يتمثل بصورة انسان , اي انسان , و يقول: انا محمد فما يدريك ان هذا محمد صلى الله عليه و سلم؟ فهل رأيته حتى تحكم ان هذه هي صورته و شخصه؟ فما دمت انك لم تره فليس هناك يقين بأن هذا محمد صلى الله عليه و سلم. و بهذا تبطل كثير من المرائي التي يحتج بها الخرافيون. يقول احدهم: رأيت الرسول صلى الله عليه و سلم في المنام , فإذا هو يقول لي: زر القبر الفلاني , و افعل كذا و كذا فيتمسك هؤلاء بتلك الرؤيا , و يقولون: الرسول لا يتمثل به شيطان! نقول: و من ادراكم ان هذا غير شيطان؟ قد تكون هذه صورة شخص عادي يتمثل به الشيطان و يتسمى بانه محمد , و ليس هو. اما الانبياء السابقون قبله. فلا اذكر فيهم شيئا من هذا , و لكن يقرب انهم مثل النبي صلى الله عليه و سلم لان الشيطان لا يتمثل بصورهم. اما اذا كان احد اصحابهم يعرفون شخص ذلك النبي , بان هو هذا عيسى , و ان هذا هو ايوب , رؤية عين في اليقظة , ثم رأوا في المنام من يشبههم , مثل رؤية النبي صلى الله عليه و سلم اذا رأوه في الحياة , فنعم اي قد رآه حقا.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 03:18]ـ
كلام للشيخ الالباني في المسألة
السؤال: من رأى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المنام هل يكون رآه على حقيقته؟ وما يدريه أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريه أنه هو حيث لم يره في حياته؟
الجواب: إنه بعد أن يثبت أنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام لا يكون هو في منامه متوهماً، وإنما هو على بصيرة بما يقول، فلا شك أنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام. وسؤال السائل: ما يدريه وهو ما رأى الرسول في حياته؟ الجواب: إنه ليس كل من ادعى أنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام يقال: إنه رأى الرسول في المنام حقاً، وإنما إذا كانت الأوصاف التي رآها في المنام على الشخص الذي يدعي أنه رأى الرسول مطابقة لما ورد في كتب الحديث من شمائل الرسول؛ حينئذٍ نقول: رؤياه حق، أما إذا رأى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأوصاف وشمائل تخالف الشمائل النبوية، فحينئذ يكون لم يرَ الرسول عليه الصلاة والسلام، فأظن أن السائل مستشكل أنه يسمع كل من رأى الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام فقد رآه حقاً. لا، إنما فيها تفصيل، من رآه مطابقاً لأوصافه وشمائله فقد رآه، وإلا فلا، وعلى هذا التفصيل يجب أن نفهم قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (من رآني في المنام فقد رآني حقاً، فإن الشيطان لا يتمثل بي) بعد ذلك تسأل الرائي وتقول له: من فضلك، صف لنا الرسول عليه الصلاة والسلام؟ مثلاً كيف كانت لحيته؟ سيقول لك: بيضاء مثل القطن، فهذا ما رأى الرسول عليه السلام؛ لأن الرسول ما شاب. وجاء في صحيح البخاري وغيره: (أنه كان في لحيته عشر شعرات أو إحدى عشرة شعرة بيضاء فقط) فإذا قال الرائي: أنا رأيت لحيته بيضاء بالمرة، نعرف يقيناً أنه ما رأى الرسول عليه الصلاة والسلام؛ وإلا فما فائدة قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث: (فإن الشيطان لا يتمثل بي) هل هذا الشيطان الذي أوهم الرائي في المنام أنه الرسول وأنه شايب؟ والرسول غير شايب، إذاً: ما تشبه بالرسول عليه السلام. كذلك نسأله مثلاً: كيف رأيته، قاعداً أم ماشياً أم جالساً؟ فيجيب: رأيته ماشياً. ونسأله: كيف مشيته؟ يقول: مشي رافعاً عنقه. فهذا ليس هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، لماذا؟ لأن من شمائله وأوصافه أنه كان إذا مشى فكأنما ينصب من صبب عليه الصلاة والسلام، كان قوياً، وكان يسبق أقوى الرجال ... إلخ، فإذا كان الرائي يصف أوصاف الرسول عليه السلام التي رآها في شخصه في المنام، فطابقت أوصاف الرسول عليه الصلاة والسلام التي رواها أصحابه الكرام، فتكون الرؤيا حق، وإلا فلا. ونستحضر بعض حالات للرائي: كل من ادعى بأنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام؛ فإما أن يستطيع أن يصفه وأن يكون في ذهنه أوصاف الرسول عليه الصلاة والسلام، أو في ذهنه أنه هو فعلاً رأى الرسول عليه الصلاة والسلام، ويستطيع أن يصف أوصافه، أو ليس في ذهنه، كثير من الناس -وأنا منهم- يرى رؤيا، أي رؤيا، وفي الصباح تتبخر من ذهنه وكأنه ما رأى شيئاً، فأنا رأيت، لكن كيف؟ لا أدري، القضية ضائعة عليّ تماماً. فإذاً: الرائي للرسول عليه السلام هو بين حالة من حالتين: الحالة الأولى: وفيها حالتان: إما أن يستطيع أن يصف، أو لا يستطيع أن يصف، إما بنسيان، أو ما رأى في الحقيقة الصورة واضحة، مثلاً: قيل له في المنام: هذا الشخص الماشي أمامك هو الرسول عليه السلام، أو الواقف أمامك، ولم يرَ وجهه -مثلاً- فإذا كان لا يستطيع أن يصف فلا نقدر أن نقول له: أصبت أو أخطأت، الله أعلم، هذه الحالة الأولى. الحالة الثانية: يستطيع أن يصف؛ لأنه رآه فعلاً كما تقدم في التفصيل السابق، فإذا وصفه أوصافاً مطابقة لأوصافه عليه السلام، وما هو معروف في كتب الحديث والسنة؛ فهي رؤيا حق ( .. فإنه رآني حقاً، فإن الشيطان لا يتمثل بي) وإذا جاءت الأوصاف مخالفة فهي -كما علمتم- ليست الرؤيا التي عناها الرسول عليه السلام.
محاضرة للشيخ بعنوان مقتطفات من السيرة من الشبكة الإسلامية.
أخوكم أبو معاذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو جندل المغربي]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 04:51]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابو معاذ و رفع قدرك دنيا و آخرة
و رحم الله الشيخ الالباني و نفعنا بعلمه(/)
حول شبكة الانترنت-للشيخ إبراهيم الرحيلي حفظه الله.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 08:27]ـ
حول شبكة الانترنت
الشيخ إبراهيم بن عامر الرحيلي حفظه الله تعالى
?
[قام بتفريغ هذا الشريط والتنسيق الطالب أبو عبد الله خالد
student_ma@hotmail.fr]
كلمة الشيخ:
حمدا لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن ما طرحه أخونا الفاضل الشيخ أبو مالك من ضرورة العناية بهذه الوسيلة المحدثة وما ينبغي من النظر وتلمس الضوابط في التعامل مع هذه الوسيلة بناء على الأصول الشرعية والاستفادة مما فيها من الخير وتجنب المخالفات التي قد تؤثر على بعض المستخدمين لهذه الوسيلة خصوصا الشباب منهم، هذا أمر مهم، وهذا حقيقة هو من فقه النوازل ومعرفة ما جد في الناس من الوسائل وتلمس الضوابط الصحيح بناء على قواعد الشريعة، والكل يعلم ما يطرح تجاه الأنترنت من الآراء ما بين مغال فيه وداع إلى كثرة العناية به وما بين داع إلى الترك وعدم الاستفادة مما فيه، فهذه الآراء مطروحة، وكثير من المسائل كما هو معلوم يحصل فيها مثل هذا الطرح في النوازل التي تجد على الناس، وهذه الوسيلة كما هو معلوم نظر فيها لأهل العلم، وأرى أن مثل الأنترنت أنه يحتاج إلى بحوث متخصصة تعنى أولا برصد ما ينشر في هذه الوسيلة وتميز الطيب من الخبيث والحسن من السيئ، ثم بعد ذلك محاولة الاجتهاد في وضع ضوابط شرعية مستقاة من نصوص الشريعة، قواعد الشرع، في الاستفادة من هذه الوسيلة، وهذا مما لا يمكن يعني في مثلي وأنا ممن يتلمس الرجوع لكلام أهل العلم والاستفادة منهم بحسب ما لديهم من الفقه والنظر في هذه الوسيلة، وأنا أول من يحتاج إلى هدا أن أتصدى لأمر كهذا، وإن كانت هناك أمور أرى مما لا يختلف فيها في النظر إلى هذه الوسيلة التي جدت في حياة الناس، وغال بعض الناس في العكوف أمام هذه الشاشات وضاع ما ضاع من الوقت، ورأينا أثر هذا في كثير من إخواننا من طلاب العلم الذين كانوا بالأمس يشتغلون بالعلم والدروس فزهدوا فيها بعد أن جاءت هذه الوسيلة، فإن مما لا شك في أن هذه الوسيلة وبتنوع ما يعرض فيها من الشر المستطير عبر عامة المواقع وما يمكن لأي إنسان أن يطلع عليها، أرى أن هذا مما لا نزاع بين أهل العلم في تحريم النظر والإطلاع على ما ينشر من الشر والكلام المخالف للشرع بالدعوة إلى البدع وتزيين البدع للناس، وكذلك التعرض للشبه التي يلقيها من يلقيها من أهل البدع وقد يكون لبعضهم قدرة على الإقناع وحسن منطق فيلبسون على الناس، فهذا مما لا نزاع فيه بين أهل العلم أنه لا يجوز لطالب العلم مهما أحسن الظن بنفسه، لا من طلاب العلم الذين نحسن الظن بهم وقد حصلوا ما حصلوا من العلم، ولا ممن هو دونهم، من باب أولى أن يطلعوا على هذه الشبكات السيئة، وهي كثيرة جدا، ولعل مما يستشهد به لتحريم النظر في هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر وقد رآه ينظر في صفحات التوراة، في أوراق كتبت فيها التوراة فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال:" والذي نفسي بيده لقد جئت بها بيضاء نقية" وهذا الدليل على أنه مهما بلغ الرجل من العلم والفقه أنه لا يجوز النظر في الكتب التي فيها ما فيها من الدس والتلبيس، فهذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم لعمر المحدث الملهم في كتاب التوراة وهو كتاب الله عز وجل بلا شك ولكن قد طرأ ما طرأ عليه من التحريف وما ثبت فيه من كلام الله عز وجل فإن منه ما هو منسوخ بالقرآن الذي أنزله الله عز وجل على نبينا صلى الله عليه وسلم وعموم النصوص تدل على هذا كما قال الله عز وجل:"وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين" فهؤلاء الذين وراء تلك الشبكات فإن السماع لكلامهم وقد يصحب هذا بعض الصور فإن هذا من الجلوس معهم وحكمه حكم الجلوس معهم، لأنه ليس المقصود بالنهي عن الجلوس أن المقصود به هو أن لا يجتمع معه في مجلس بالأبدان وإنما المقصود به ألا تصل شبههم إلى الأسماع والقلوب، ولعل مما يستشهد لهذا، وهذ امن الأمور اللطيفة من كلام السلف أنهم يقولون: لا تمكن صاحب بدعة من قلبك ومن أذنيك" يعني بأي وسيلة إذا سمعت كلامه أو بلغك فإنه خطير على النفس، ولهذا
(يُتْبَعُ)
(/)
فأرى أن هذا الأمر مقطوع به ولا يجوز لطالب العلم مهما بلغ،ومهما أحسن الظن بنفسه أن يعرض نفسه للشبه والشهوات وهي كثيرة جدا في هذه الوسيلة ويعين الشيطان على ترويجها، أن الرقيب هو الله عز وجل فإن الإنسان يخلو بنفس وقد يرتفع ما يرتفع مما قد يداريه المسلم في المجتمع ينظر إليه فيضعف في الخلوة وقد ينظر لما يحرم عليه أن ينظر إليه، أو يسمع لما يحرم أن يسمعه فيضعف، وأرى أن أثر هذا قد وجد وكنت بحكم المتابعة لبعض طلبة العلم، أذكر أن الكثير منهم كنا ألقاه في المسجد النبوي ومنذ أن جاءت هذه الوسائل فقدنا الكثير، ولا أبالغ أن بعضهم كنا نلقاه في اليوم والليلة، كان ممن لا يتأخر عن المسجد، أظن أن بعضهم مرت الآن يعني في حدود عشرة سنوات، وأذكر بدون مبالغة أن شخصا كان يتردد على المسجد لم أره منذ هذه السنين في المسجد وغيره كثير ممن يعني قد يعترض إنسان بمراقبته ومتابعته أو ما قد يغفل عنه ولكن فقدنا الكثير، ولا شك أن الهداية بيد الله عز وجل وأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، لكن أظن والله أعلم أن هذه الوسائل لها أثر في الناس، والسعيد من وعظ بغيره، نحن ليس بيننا وبين الله عهد أن نثبت على ديننا وعلى عقيدتنا وعلى هدايتنا إذا ما تعرضنا للشبه، فهذا من أخطر ما يكون إن تعرض المسلم للشبه، وقد ذكر السلف أن من تعرض للشبه فإنه لم يسلم إما أن يقع فيها وإما أن يقل يعني في مأمن على دين أو يكون فتنة للناس، لهذا يجب على كل مسلم على طلاب العلم مهما أحسنوا الظن بأنفسهم أن لا يعرضوا أنفسهم للشبه.
وأما الجانب الآخر وهو ما يكون فيه من الخير ولعل الكلام هذا موجه للمواقع التي فيها الشر أو التي يغلب عليها الشر، أما المواقع الأخرى التي قد يوجد فيها الخير ولكن أيضا يصحبها ما يصحبها من بعض الردود والكلام الذي أشار إليه الشيخ في بعض القنوات من بعض من لا يحسنون ربط الكلام، وقد لا يكون لكلامه أثر في العلم، فهذه التي تحتاج إلى نظر وإلى صبر إلى ما فيها من الخير وإلى ما يمكن أن ينتفع به ويتجنب ما لا خير فيه أو على الأقل يقال أنه قد يكون فيه من الخير الذي يرغب عنه لما هو خير منه، وعند ذلك نحتاج إلى النظر والتمييز بين طلاب العلم الذين يحسن إطلاعهم على ما يبث فتكون لهم متابعة فيكثرون من الخير ويقللون من الشر ويكون لهم إسهام في نفع الناس، وأما ما عداهم من الطلبة فإن هلا يحسن لهم أن ينظروا في كل ما ينشر ولا يفرقون بين الغث والسمين خصوصا أن بعض ما ينشر يقوي الجرأة على نشره أن هذه المقالات والتعليقات أنها بأسماء غير صحيحة وإنما هي مستعارة، فيقوى جانب الجرأة عند بعض هؤلاء وهو يعلم أن ليس هناك محاسبة له فيتكلم بكلام لا ربما لو عرف أنه سيحاسب عليه ما تكلم به، وأرى أنه من الاستفادة من هذه الوسائل منن يقوم عليها ويهيئ للإشراف عليها أن يضبطوا هذه الأمور أن لا ينشر في هذه المواقع خصوصا من ينتسب إلى السنة إلا من أهل العلم والفضل ممن ينتفع بكلامهم، وأن تكون الكتابات موثقة من كلام أصحابها، ويتجنب المقالات والتعليقات التي لا تكون لأهل العلم ولا إلى المعروفين بالنصح للناس ولا ينبغي أن تكون هذه الوسائل أن تكون محط الخصومات والمنازعات بين الجهلة وبين أصحاب الأغراض خصوصا إذا ما كانت هذه المواقع تنسب إلى السنة وإلى السلفية فتشوه من قبل هؤلاء الذين إذا نظر الناس وأهل العقل في هذه المواقع يقول قائلهم إن كانت هذه السلفية فكيف بغيرها، نحن مسئولون أمام الله إذا ما انتسبنا للسنة وإلى السلفية أن نكون على سمت وعلى منهج صحيح ولهذا كان بعض السلف قديما لا يحبون لأنفسهم أن ينسبوا للسلفية فيقال أنه سلفي ويرون أن هذه من أسماء التزكية إذا قال رجل أنا سلفي فقد زكى نفسه بهذا، وإن كان بعضهم يرى أنه لا بأس بالانتساب إن كان على سبيل أن يتميز الرجل عن أهل البدع، وأخطر ما يكون عندما ينتسب بعض الشباب الصغار أو بعض أهل الجهل بالسلفية والسنة سواء في هذه المواقع أوفي غيرها ويسيء في معاملته للناس ولا يتأدب وأذكر كثير من الأسئلة يعني تأتي من بعض العوام أو من بعض من لا يعرف السنة فيقولون: إن ناس يتسمون بالسلفيين يفعلون ويفعلون يذكرون أشياء عجيبة وهذا أمر خطير بعض الناس يغضب ويقول هؤلاء هم أعداء للسنة والسلفية وهذا من غير الإنصاف فإن هؤلاء
(يُتْبَعُ)
(/)
بلا شك أنهم قالوا فيما قالوا تكلموا بما تكلموا به وهم يرون الصور والأمثلة لأفعال هؤلاء، وأذكر أن بعضهم اجتمعت به في مجلس وناصحته في بعض من يزكيهم من بعض أهل البدع وقبل قبولا تاما ثم قال أنا يعني .... ماقلت وهذا كلام طيب ولكن هناك طائفة ما رأيت أشد على الناس منهم وهم السلفيون فقلت له: تعرف يعني من هم السلف فتوقف فقلت له: السلف هم الصحابة ومن بعدهم ومن سار على طريقهم من العلماء، هؤلاء هم السلفيون ومن انتسب للعلم انتسب لهذا المنهج، وكون بعض الناس ينتسبون للسلفية ولا يمثلون في انتسابهم لظاهر المسلمين في الإسلام مع وجود التقصير فقال: نعم يعني هذا صحيح، فقلت له: إذا انتسب للسلفية من يسيء إليها فاعلم أن هذه إساءة الأفراد وليست هي إساءة المنهج، ولا يجوز لمسلم أن يذم السلفية والسلف بفعل هؤلاء، هذه نماذج وأمثلة تصدر تحصل متكررة من بعض الناس، وبعض الناس لا يحب هذا وأعلم أن من الناس من يمنع من هذا وكأنا نخادع أنفسنا في وجود هذا الأمر، فهذا موجود في بعض الناس وذا بسبب سوء سلوك البعض من بعض ينتسب للسلفية ومع ما قد يظهر للناس منهم فيسيئون الظن بأهل السنة وبأهل المنهج السلفي، ولهذا أقول أن هذه مسؤولية عظيمة سواء في ساحات الإنترنت أو في غيرها أن نكون خير من يمثل السنة بعلمنا وبطرحنا للمسائل وبترفعنا في الكلام وألا نتنزل لدرجة العوام وأهل الجهل بل نترفع حتى ولو كان الخصم بذيئا فنحن نمكن فيه ديننا وأخلاقنا، ولهذا كان أحد السلف إذا ما أغلظ عليه رجل أمسك عن الكلام والرد فقيل له: لم؟ فقال: ما تكلم رجل بكلام إلا ونظرت له ثلاث نظرات، إما أن يكون مثلي فأتفضل عليه، أو فوقي فأعرف له فقدره، أودوني فلا أتنزل له" فإذا صرنا على هذه المنهج ترفعنا عن الجاهلين وعرفنا قدر الفاضلين وتفضلنا على الأقران نكون دعاة للسلفية وللسنة، وهذه السنة والله إن ما اشتملت عليه من الخير لعظيم، وأنا دائما أذكر في المجالس وأستشعر هذا في نفسي أنه عرضت السنة للناس ما تركها أحد بأن فيها كل الخير، فيها الخير للحكام والمحكومين، للرجال والنساء، للآباء والأبناء، حتى الكفار الذين لا يؤذون المسلمين فإنهم لو عرفوا ما في الإسلام من السماحة وعدم الاعتداء عليهم إن لم يعتدوا يعرفون أن هذا دين ... وأذكر في مقابلة مع أحد الوزراء أو رئيس وزراء في دولة إفريقية يعني جلست معه في حدود نصف ساعة وذكرت له بعض سماحة الإسلام وأن ديننا أمرنا بالإحسان إلى كل المخلوقات حتى الأرض التي نمشي عليها فما أمرنا بقطع الأشجار ولا الهدم وما أمرنا بالإفساد في الأرض بل نهينا بالتخلي بظل شجرة أو في ماء غير جار وأمرنا بالإحسان إلى الحيوانات فجاءنا في الوعيد أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها وأن زانية من بيني إسرائيل دخلت الجنة بسبب كلب سقته وأنا نهينا أن تحمل الدابة مالا تطيق وقد تكلم العلماء في بحوث موسعة في حكم الإرداف على الدابة، وكذلك أمرنا حتى عندما نقتل أن نحسن القتلة كما قال الله عز وجل في الجهاد:" فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان" قال العلماء: حتى القتل في الجهاد أمرنا بعدم التعذيب والضرب فوق الأعناق الذي هو أعظم الوسائل في الإجهاد على النفوس التي أمر الله عز وجل بقتلها، قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة" وأمرنا بالإحسان إلى الذبيحة فقد ذكر العلماء في الذبيحة أن من السنة أن تسقى قبل ذبحها وقد رأى عمر رجلا يقود شاة بقلمها يريد أن يذبحها فقال له: خذها إلى الموت قود الرفيق" فذكرت له بعض هذه المعاني فقلت له هذا ديننا وهذا هو الإسلام فتعجب وهو نصراني ثم قال في نهاية الحديث: أنا أنتظر البوم الذي تدخل فيه هذه الدولة في الإسلام حتى طمأن فيه، في الإسلام، ثم قال بعد ذلك: اطلب ما شئت فسئلت المسلمين فقلت ماذا تريدون؟ فقالوا: نريد الاعتراف بالإسلام في هذه الدولة، فطلبت منه هذا، فقال: اكتب ما شئت وأنا أوقع، وتهيبت أن أكتب لما تعلون من حساسية الموقف فقلت له: نحن نثق بصدق وعدك وهذا يرجع إليك، ووجهت للمسلمين أن يتابعوا معه هذا الأمر، الشاهد أن ديننا ودعوتنا دعوة عظيمة لو وجدت من يحسن عرضها للناس وأن يبين حدود السنة كثير من الناس يلبسون على العامة بدعوى أن أهل السنة وأن السلفيين يطعنون
(يُتْبَعُ)
(/)
في العلماء يتكلمون فيهم، فلم لا نبين للناس هذه المسألة وأن هذا ليس بالطعن في العلماء وإنما بالنصح للأمة وله شروط وضوابط، وكنا بتوفيق من الله قرأنا موقف أهل السنة مع طلاب العلم ونحن الآن في الباب الأخير من الكتاب وكنا نقف على المسائل كثيرا كغيبة المبتدع التحذير منه، وأقول للطلبة ينبغي أن نقف عند الأدلة التي نحن نقرر بها عقيدتنا، وأن نعرف الضوابط الشرعية لهذا وأن نستطيع أن نذب عن السنة، وأذكر أن كثيرا من المخالفين الذين قد يشنعون على السنة وأهلها في هذا لما سمعوا هذا الكلام وأن مضبوط بضوابط وأنه ليس من الأمور المطلقة لكل من أراد أن يتكلم بما شاء فيمن شاء ولكن الأمر منضبط بضوابط شرعية وقلت لبعضهم أذكر كل ما تنتقد على أهل السنة وأنا أذكر لك الدليل فإن تكلم في غيبة مخالف سنذكر له الأدلة وذكرت لبعضهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم في قصته مع المرأة التي طلبت للنبي صلى الله عليه وسلم استأذنته فيمن تنكح فقال أما معاوية فصعلوك لا مال له وأما أبو جهل فلا يضع عصاه عن عاتقه" قلت له هذا نصح النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة فيمن تنكح في مصلحة خاصة فتكلم في اثنين من أصحابه ولم يذكر ما له من الحسنات في مقام النصح، فكيف بالنصح للأمة في أمر الدين كثير من الناس يستفيد ينتبه يعرفون أن الأمر بضوابط وبأدلة، ولعل هذا من التفريع لأصل المسألة وهو أن نكون على عناية بتمثيل السنة والمنهج السلفي وأن ندعو إليه، و يعني أذكر على سبيل التمثيل وعلى سبيل الاستدلال بهذا الأثر أني بحمد الله منذ أكثر من عشرين سنة عندما كنا في الدراسات العليا ونحن طلاب إلى هذه المرحلة قد جلست كثير من المجالس وذكرنا سفرنا إلى خارج هذه البلاد، وكنت مسئول عن دورة في دولة إفريقية في السينغال ست سنوات دورتين أخرى في كينيا وفي بوركينفاصو وكانت هذه في مجتمعات فيها كثير من البدع ولا أتذكر بحمد الله أنا تصادمنا مع أحد أو أنه أقفلت علينا الأنوار أو أنا أخرجنا من المسجد ولا أقول أنه خطرت لنا بعض المسائل فردية في بعض الأحوال أن هذا يدل على تقصير المتحدث ولكن أقول أن كثيرا مما قد يحصل لبعضنا قد يكون السبب إذا ما بحثنا في الطريقة التي يعرض بها الموضوع فأصحاب الشبه ينبغي أن يعاملوا معاملة تتناسب مع حالهم وأذكر من الشواهد والأمثلة لهذا أن مرة كنا في دورة في السينغال وكان المسئول عن المعهد رجل من كبار التجانية وله مكانة في الدولة وفي الحفل الختامي في نهاية الدورة ويحضرها كثير من المسئولين في الدولة وكنا في المنصة وكنت بجانبه وكان معنا في المنصة بعض الزملاء في الدورة فذكر هذا المسئول أنه بلغه وفاة الشيخ عبد العزيز بن صالح رحمه الله في تلك السنة التي توفي فيها الشيخ كنا في السينغال ولم نعرف يعني خبر وفاة الشيخ إلا منه فقال وأثنى على الشيخ عبد العزيز بن صالح رحمه الله ثم قال الفاتحة على روحه فرفع يده ورفع كثير ممن كان في الصالة من الطلبة أيديهم ويقرؤون الفاتحة وأنا بقيت على حالي لم أرفع يدي ولم أتكلم فما أن رأى الطلبة وضعنا ووضع الزملاء حتى تركوا القراءة ونزلوا أيديهم وكان هذا شيء ملفت للنظر بشكل كبير فهذا مما يدل أن السكوت أحيانا قد يكون كالكلام وأبلغ منه ولو تكلمنا في هذا الموطن وأنكرنا باللسان لربما ترتب على الأمر ما هو أشد، فأحيانا نحن نحتاج إلى حصة في التعامل مع بعض الأمور وقد يسع الإنسان أن ينكر بقلبه ولا يتكلم بلسانه وهناك شواهد كثيرة مأخودة من سير السلف ومن كلامهم في حسن التعامل مع المخالفين ومعرفة متى يكون الإنكار وكيف يكون وبأي وسيلة يكون، ونحن ممن يحتاج لهذا، وأما في فهم بعض الطلبة أو في بعض وللأسف في بعض المتعيننين الذين جبلوا على العجلة وإن شابت رؤوسهم وهذا للأسف مما قد نلمسه وللأسف ممن ينتسب للسنة فإن هذا مخالف لمنهج السلف وأنا أحب الصراحة مع أخواني أن نمثل السنة وأن نضبطها بالسنة لا بما قد يمثلها ممن لا يحسن ذلك، فأود أن يعنى بهذا الجانب ممن يعنى بالسنة سواء في مجالسنا عندما نجتمع في المجالس أوفي كتاباتنا حتى ولو كانت يعني في شاشات الإنترنت لأنا نراقب الله عز وجل،أهل السنة درسوا الأسماء والصفات وهم يراقبون الله عز وجل في كل موطن وفي كل مجلس يراقبون الله عز وجل في كلامهم ولهذا فيتعين علينا أن نراقب الله عز وجل في كلامنا في كل موطن في كل موقع في كل مكان وأن نمثل السنة وأن تكون دعوتنا للأفراد ولنفع الناس وأن نتجنب كل ما يسيء لمنهجنا ولعقيدتنا ولديننا، ومعذرة عن الإطالة ولعل الموضوع ومدى حساسيته هو مما يعتني به الجميع فنسأل الله عز وجل للجميع.
السؤال: هل يجب على طالب العلم السلفي أن يشارك في هذه المنتديات .. أو يتركها بالكلية ويبتعد عنها ....
الجواب:
دائما هذه الأسئلة يجب أن ينظر فيها إلى التفاوض بين الناس، طالب العلم السلفي، لو شئت أنتقسم من يحمل هذا الوصف لربما زادت الأقسام عن مئة يعني ما بين طالب علم متمكن ومن هو قريب منه، ومن هو قريب من هؤلاء لا أن يصل إلى طالب العلم الذي قد تكون له معرفة ببعض الجوانب ويجهل أكثر مما يعلم، فلا يمكن لهؤلاء أن ننزل عليهم حكما واحدا، ولهذا دائما نقول للإخوة أن من الحكمة وهذا المسألة مبني عليه كثير من الأحكام الشريعة هو معرفة التميز بين الناس وبين الوسائل والأحكام ثم تنزيل الأحكام على هذا التقسيم فالناس ليسوا في درجة واحدة الذي ينتفع في نفسه وينفع غيره هذا و الذي يشارك، والذي يتضرر في نفسه أو يضر بغيره فهذا لا يشارك، فإذا ننزل الأحكام علة أوصاف شرعية منضبطة والناس أعرف بأنفسهم إن صدقوا مع الله، فصاحب العلم الذين ينفع الناس يجب أن ينفع الناس في كل مقام ولكن بشرط أن ينفع الناس ولا يتضرر هو في نفسه، فنجاة النفس مقدمة على نجاة الناس، فمن كان كذلك نعم ومن لم يكن كذلك فليس له أن يتعرض للفتن وإن كان ينتسب لطلب العلم فإنما يشتغل بالطلب على المشايخ الذين عرفوا بسلامة العقيدة ويترسخ في العلم ولا يعرض نفسه للشبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 09:10]ـ
جزاك الله خيرا
أين الشريط لأسمعه؟(/)
الفقه الحنبلي
ـ[أبو سالم الحنبلي]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 08:29]ـ
ما هو عدد أبواب الفقه الحنبلي , أرجو ذكر هذه الأبواب.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 11:59]ـ
ما هو عدد أبواب الفقه الحنبلي , أرجو ذكر هذه الأبواب.
بإختصار أخي العزيز
كتاب الطهارة، وفيه:
باب المياه
باب الآنية
باب الإستطابة
باب فروض الوضوء ومسنونه
باب المسح على الخفين وغيرهما
باب نواقض الوضوء
باب ما يوجب الغسل
باب صفة الغسل
باب التيمم
باب الحيض
كتاب الصلاة، وفيه:
باب المواقيت
باب الأذان والإقامة
باب شروط الصلاة
باب صفة الصلاة
باب سجود السهو
باب صلاة التطوع
باب صلاة الجماعة
باب الإمامة
باب صلاة المسافر والمريض
باب صلاة الخوف
باب صلاة الجمعة
باب صلاة العيدين
باب صلاة الكسوف
باب صلاة الإستسقاء
كتاب الجنائز
كتاب الزكاة، وفيه:
باب زكاة النقدين
باب زكاة السائمة
باب زكاة الزروع والثمار
باب زكاة الفطر
باب إخراج الزكاة
باب مصاريف الصدقات
كتاب الصيام، وفيه:
باب صوم التطوع والإعتكاف
كتاب الحج، وفيه:
باب المواقيت
باب الإحرام
باب ما يمتنع منه المحرم
باب صفة الحج
باب صفة العمرة
باب أركان الحج والعمرة وواجاتهما
باب الفدية وجزاء الصيد
باب الهدي والأضاحي
كتاب البيوع، وفيه:
باب الشروط في البيع
باب الخيار في البيع
باب بيع التولية والمرابحة والمواضعة
باب اختلاف المتبايعين
باب الربا والصرف
باب بيع الأصول والثمار
باب السلم
باب القرض
باب الرهن
بب الحوالة والضمان والكفالة
باب الصلح
باب الحجر
باب الوكالة
باب الشركة والمضاربة
باب المساقاة والمزارعة
باب الإجارة
باب الجعالة ورد الآبق
باب اللقطة
باب اللقيط
باب الغصب
باب ما يضمن به المال من غير غصب
باب الشفعة
باب الوديعة
باب العارية
باب الوقف والعطايا
كتاب النكاح، وفيه:
باب شروط النكاح وأركانه
باب من يحرم نكاحهن
باب شروط النكاح
باب الرد بالعيب في النكاح وخيار الفسخ
باب أنكحة الكفار وحكمها
باب الصداق
باب الوليمة وعشرة النساء
باب في عشرة النساء
باب القسم والنشوز
باب الخلع
كتاب الطلاق، وفيه:
باب سنة الطلاق وبدعته
باب صريح الطلاق وكنايته
باب ما يختلف به عدد الطلاق
باب تعليق الطلاق بالشروط
باب الرجعة
باب الإيلاء
باب الظهار
باب اللعان
باب العدد
باب الرضاع
كتاب النفقات، وفيه:
باب الحضانة
كتاب الجنايات، وفيه:
باب شروط القصاص
باب استيفاء القصاص
باب العفو عن القصاص
باب حكم الجنايات على الأعضاء
كتاب الديات، وفيه:
باب الشجاج
باب العاقلة وما تحمله
باب القسامة
كتاب الحدود، وفيه:
باب حد القذف
باب حد المسكر
باب حد السرقة
باب قطاع الطريق
باب قتال أهل البغي
باب حكم المرتد
كتاب الأطعمة والصيد والذكاة
كتاب الأيمان والنذور
كتاب الجهاد، وفيه:
باب قسمة الغنائم
باب السبق والرمي
باب الأمان
باب عقد الهدنة
باب عقد الذمة
كتاب العتق، وفيه:
باب حكم المدبر والمكاتب وأمهات الأولاد
كتاب القضاء، وفيه:
باب صفة الحكم
باب حكم كتاب القاضي إلى القاضي
باب الدعاوى والبينات
باب القسمة
كتاب الشهادات، وفيه:
باب اليمين في الدعاوى
كتاب الإقرار بالحقوق
كتاب الوصايا
كتاب الفرائض، وفيه:
باب أصول سهام الفرائض
باب يشتمل على فصول في المواريث
باب الولاء والميراث به
والله سبحانه وتعالى أعلم(/)
بين ابن تيمية وأعدائه
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 11:16]ـ
يقول:شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي الأنصاري: {974:ت}:مطلب اعتراض ابن تيمية على متأخري الصوفية وله خوارق الخ:
وسئل نفع الله به بما لفظه: لابن تيمية اعتراض على متأخري الصوفية، وله خوارق في الفقه والأصول فما محصل ذلك.؟.
فأجاب بقوله: ابن تيمية عبدٌ خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله، وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي حسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام العز ابن جماعة وأهل عصرهم من الشافعية.
ويقول محذراً من قراءة كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية:
وإياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم، وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة فظنوا بذلك أنهم على هدى من ربهم وليسوا كذلك بل هم على أسوء الضلال وأقبح الخصال وأبلغ المقت والخسران وأنهى الكذب والبهتان فخذل الله متبعه وطهر الأرض من أمثالهم.
يقول: محمد زاهد بن الحسن بن علي الكوثري الحنفي الجركسي: {1371:ت}: عن ابن تيمية:
كافر، مفتون، شاذ، ضال
وقال أيضاً في ابن تيمية: وقد سئمت من تتبع مخازي هذا الرجل المسكين الذي ضاعت مواهبه في شتى البدع، وتكلمنا على الشيخ السقيم ما يشفي!
ويقول عن ابن القيم:المتعصب الشاذ المعتوه والوقح المزور {من كتاب شرح لامية ابن تيمية}
ويقول أتباع الكوثري عن ابن القيم: غبي وجاهل ومهاتر وتيس حمار ومعتوه.
إماطة اللثام عن مناقب شيخ الإسلام:
يقول أبو حفص زين الدين عمر بن مظفر بن عمر بن محمد
ابن أبي الفوارس بن الوردي المعري الكندي: {749:ت}:
((كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث))
وقال:أيضاً عليه الرحمة:
انفرد به وهو عجيب في استحضاره واستخراج الحجج منه، وإليه المنتهى في عزوة إلى الكتب الستة والمسند، بحيث يصدق عليه أن يقال: (كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث)، ولكن الإحاطة لله تعالى. غير أنه يغترف فيه من بحر، وغيره من الأئمة يغترفون من السواقى. وأما التفسير فسلم إليه وكان يكتب في اليوم والليلة من التفسير أو من الفقه أو من الأصلين أو من الرد على الفلاسفة نحواً من أربعة كراريس.
يقول: أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مسعود، عماد الدين الواسطي البغدادي: {711:ت}:
((فوالله ثم والله لم ير تحت أديم السماء مثل شيخكم ابن تيمية علماً وعملاً وحالاً وخلقاً واتباعاً وكرماً وحلماً))
ويقول:أبو عبدالله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي التركماني الفارقي الشافعي: {748:ت}:
أحفظ من رأيت أربعة: ابن دقيق العيد، والدمياطي، وابن تيمية، والمزي، فابن دقيق العيد أفقههم في الحديث، والدمياطي أعرفهم بالانساب، وابن تيمية أحفظهم للمتون، والمزي أعرفهم بالرجال.
وقال أيضاً عنه رحمة الله:
وما أبعد أن تصانيفه إلى الآن تبلغ خمسمائة مجلد، وترجمه في معجم شيوخه بترجمة طويلة، منها قوله: شيخنا وشيخ الإسلام، وفريد العصر علماً ومعرفة وشجاعة، وذكاء وتنويراً إلهياً، وكرماً ونصحاً للأمة، وأمراً بالمعروف ونهيا عن المنكر. سمع الحديث وأكثر بنفسه من طلبه وكتابته، وخرج ونظر في الرجال والطبقات، وحصل مالم يحصل غيره. وبرع في تفسير القرآن، وغاص في دقائق معانيه بطبع سيال، وخاطر وقاد إلى مواضع الإشكال ميال، واستنبط منه أشياء لم يسبق إليها. وبرع في الحديث وحفظه فقل من يحفظ ما يحفظه من الحديث، مع شدة استحضاره له وقت الدليل، وفاق الناس في معرفة الفقه واختلاف المذاهب وفتاوى الصحابة والتابعين. وأتقن العربية أصولاً وفروعاً ونظر في العقليات، وعرف أفعال المتكلمين، ورد عليهم ونبه على خطئهم، وحذر منهم، ونصر السنة بأوضح حجج وأبهر براهين. وأوذي في ذات الله تعالى من المخالفين، وأخيف في نصر السنة المحفوظة حتى أعلى الله تعالى مناره، وجمع قلوب أهل التقوى على محنته والدعاء له، وكبت
(يُتْبَعُ)
(/)
أعداءه، وهدى به رجالاً كثيرة من أهل الملل والنحل، وجبل قلوب الملوك والأمراء على الانقياد له غالباً وعلى طاعته، وأحيا به الشام بل الإسلام بعد أن كاد ينثلم، خصوصاً في كائنة التتار. وهو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلى، فلو حلفت بين الركن والمقام: إني ما رأيت بعيني مثله، وإنه ما رأى مثل نفسه لما حنثت
وقال عنه الشيخ أبو حيان أثير الدين محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الأندلسي النفزي الغرناطي المصري الظاهري: {745:ت}:
لّما أتينا تقيَّ الدِّين لاحً لنا داعٍ إلى الله فَردٌ ماله وِزَرُ
على مُحيّاه من سِيما الأُولى صَحِبوا خَيرَ البريَّةِ نورٌ دونَه القمرُ
خَبرٌ تَسربَلَ منه دَهرُه حِبَراً تَقاذَفُ مِن أمواجه الدُّرَرُ
وَأَظهَرَ الحَقَّ إِذ آثاره اندَرَسَت وَأَخمَدَ الشرَ إِذ طارَت لَهُ شَرَر
كُنا نُحَدِّثُ عَن حَبر يَجيء فَها أَنتَ الإمامُ الَّذي قَد كانَ يُنتَظَرُ
ويقول الشيخ كمال الدين محمد بن علي بن عبد الواحد الأنصاري الدين ابن الزملكاني: {727:ت}:
كان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جالسوه استفادوا في مذاهبهم منه أشياء، ولا يعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه، ولا تكلم في علم من العلوم سواء كان من علم الشرع أو غيره إلا ماق فيه أهله، واجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها.
يقول الشيخ: علي بن محمد سعيد بن عبد الله السويدي البغدادي العباسي الشافعي: {1237:ت}:
في الرد على السبكي:
هذه الدعوى من السبكى تحتاج إلى بينة، مع أن نصوص المتقدمين وأحوالهم تخالفه؛ وعلى تقدير الجواز فكيف يقال بحقه: إن عدل عن الصراط المستقيم من يقصر التوجه على الرب المتعال؟ فلا وجه لرد السبكى عليه بمثل هذا الكلام. مع اقتفاء ابن تيمية طريق خاتم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
يقول الشيخ أبو الثناء شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الآلوسي البغدادي الكبير الشافعي الحنفي: {1270:ت}:
ولقد اطلعت على رسالة للشيخ ابن تيمية، وهي معتبرة عند الحنابلة، وطالعتها كلها فلم أر فيها شيئاً مما ينبز ويرمى به في العقائد، سوى ما ذكرنا من تشديده في رد التأويل، وتمسكه بالظواهر؛ مع التفويض والمبالغة في التنزيه، مبالغة معها بأنه لا يعتقد تجسيما ولا تشبيهها؛ بل يصرح بذلك تصريحاً لا خفاء فيه، والعجب ممن يترك صريح لفظه بنفي التشبيه والتجسيم، ويأخذ بلازم قوله الذي لا يقول به، ولا يسلم لزومه. وعلى كل حال فهو كما قال كثير من المشايخ محي الدين. اهـ.
يقول: أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن عثمان بن محمد بن خليل بن نصر بن الخضر بن الهمام الكمال بن محمد بن سابق بن الفخر بن عثمان بن ناظر الدين محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين الصلاح أيوب بن ناصر الدين السيوطي الأسيوطي الشافعي الطولوني المصري: {911:ت}:
في كتاب "الأشباه والنظائر":
جواب سؤال سائل عن حرف ((لو)) لسيدنا وشيخنا الإمام العالم الأوحد، الحافظ المجتهد الزاهد، العابد القدوة، إمام الأئمة، قدوة الأمة، علامة العلماء، وارث الأنبياء، آخر المجتهدين أوحد علماء الدين، بركة الإسلام، حجة الأعلام، برهان المتكلمين، قامع المبتدعين، ذي العلوم الرفيعة، والفنون الهديعة، محي السنة، ومن عظمت به لله تعالى علينا المنة، ودامت به على أعدائه الحجة، واستبانت ببركته وهدية المحجة: تقي الدين أبي العباس أحمد ابن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبدالله بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية الحرانى، أعلى لله تعالى مناره، وشيد من الدين أركانه. [كامل]
……ماذا يقول الواصفون له وصفاته جلت عن الحصر
……هو حجة لله قاهرة هو بيننا أعجوبة الدهر
……هو آية في الخلق ظاهرة أنواره أربت على الفجر
(يُتْبَعُ)
(/)
نقلت هذه الترجمة من خط العلامة فريد دهره ووحيد عصره: الشيخ كمال الدين بن الزملكاني: بسم الله الرحمن الرحيم، نقلت من خط الحافظ علم الدين البرازلى. قال سيدنا وشيخنا العلامة، القدوة الحافظ الزاهد العابد الورع إمام الأئمة، وخير مفتى الفرق، علامة الهدى ن ترجمان القرآن حسنة الزمان عمدة الحفاظ فارس المعاني والألفاظ ركن الشريعة ذو الفنون البديعة ناصر السنة قامع البدعة: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبدالله بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية الحراني، أدام الله تعالى بركته ورفع درجته. وله التآليف العظيمة في كثير من العلوم، وما يبعد أن تصانيفه تبلغ خمسمائة مجلد وله الباع الطويل في معرفة مذهب الصحابة والتابعين. قل أن يتكلم في مسألة إلا ويذكر فيها مذاهب الأربعة. وقد خالف الأربعة في مسائل معروفة وصنف فيها واحتج لها بالكتاب والسنة. وبقي سنين يفتي بما قام الدليل عنده.
ولقد نصر السنة المحضة والطريقة السلفية وكان دائم الابتهال، كثير الاستعانة قوي التوكل ثابت الجأش له أوراد وأذكار يديمها لا يداهن ولا يحابي، محبوباً عند العلماء والصلحاء والأمراء والتجار والكبراء وصار بينه وبين بعض معاصريه وقعات مصرية وشاميه لبعض مسائل أفتى فيها بما قامت عنده الأدلة الشرعية. واجتمع بالسلطان محمود غازان السفاك المغتال وتكلم معه بكلام خشن ولم يهبه، وطلب منه الدعاء فرفع يديه ودعا دعاء منصف أكثره عليه وغازان يؤمن على دائه، انتهى ملخصاً
وذُكر عن شيخ الإسلام أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن حجر العسقلاني الكناني المصري الشافعي الفلسطيني: {852:ت}:
أنه عندما شرب من ماء زمزم تمنى أن يكون كالذهبي في معرفة علم الرجال وكابن تيمية في معرفة الملل والنحل.
يقول: أبو الفتح تقي الدين ابن دقيق العيد محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري المصري: {702:ت}:
((سائر العلوم بين عينيه يأخذ ما شاء منها ويترك ما شاء)).
وروى المحدث الحافظ عماد الدين إسماعيل بن كثير البصروي الشافعي عن ابن دقيق العيد أنه لما رأى شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية قال:
"ما أظن بقى شيء مثلك"
يقول الحافظ: أبو الحجاج جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف بن الزكي أبي محمد القضاعي الكلبي المزي: {742:ت}:
((ما رأيت مثله،؟ ولا رأى هو مثل نفسه)).
يقول: زين الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن العيني الحنفي الدمشقي: {839:ت}:
شيخ الإسلام العيني الحنفي فيما كتب على الكتاب المذكور: وما هم أي
المنكرون على ابن تيمية - رحمه الله تعالى - إلا صلقع بلقع سلقع، والمكفر منهم
صلعمة بن قلمعة، وهيان بن بيان، وهيّ بن بيّ، وضل بن ضل، وضلال بن
التلال. ومن الشائع المستفيض أن الشيخ الإمام العالم العلامة تقي الدين ابن تيمية
من شمّ عرانين الأفاضل، ومن جمّ براهين الأماثل، (قال): وهو الذابّ عن
الدين، طعن الزنادقة والملحدين، والناقد للمرويات عن النبي سيد المرسلين،
وللمأثورات عن الصحابة والتابعين، فمن قال: إنه كافر فهو كافر حقيق، ومن
نسبه إلى الزندقة فهو زنديق، وكيف ذلك؟ وقد سارت تصانيفه إلى الآفاق، وليس
فيها شيء مما يدل على الزيغ والشقاق. ولكن بحثه فيما صدر عنه في مسألتي
الزيارة والطلاق، عن اجتهاد سائغ بالاتفاق، والمجتهد في الحالين مأجور ومثاب،
وليس فيه شيء مما يذم أو يعاب. (قال): ولا ريب أنه كان شيخًا لجماعة من
علماء الإسلام، ولتلامذة من فقهاء الأنام، فإذا كان كذلك، كيف لا يطلق عليه شيخ
الإسلام؛ لأن من كان شيخًا للمسلمين يكون شيخًا للإسلام.
يقول: أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الطائي البساطي المالكي المصري القاهري: {842:ت}:وأما قول من قال إنه - يعني ابن تيمية -
كافر، وإن من قال في حقه إنه شيخ الإسلام كافر - فهذه مقالة تقشعر لسماعها
الجلود، وتذوب لسماعها القلوب، ويضحك إبليس اللعين بها ويشمت، وينشرح
بها أفئدة المخالفين وتسمت، ثم يقال: كيف لو فرضنا أنك اطلعت على ما يقتضي
هذا في حقه، فما مستندك في الكلام الثاني، وكيف تصح لك هذه الكلمة المتناولة
لمن سبقك ولمن هو آت بعدك إلى يوم القيامة؟ وهل يمكنك أن تدعي أن الكل
(يُتْبَعُ)
(/)
اطلعوا على ما اطلعت أنت عليه؟ وهل هذا إلا استخفاف بالحكام وعدم مبالاة ببني
الأيام، والواجب أن يطلب هذا القائل، ويقال له: لم قلت؟ وما وجه ذلك؟ فإن
أتى بوجه لا يخرج به شرعًا عن العهدة بأن كان واهيًا، برح به تبريحًا يردع
أمثاله عن الإقدام على أعراض المسلمين.اهـ
يقول أبو الفتح فتح الدين ابن سيد الناس محمد بن محمد بن محمد بن أحمد اليعمري الربعي: {734:ت}:
ألفيته ممن أدرك العلوم حظاً، وكان يستوعب السنن والآثار حفظاً - إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته،وإن أفتى في الفقه فهو مدرك غايته، أو بالحديث فهو صاحب علمه وذو روايته، أو حاضر بالملل والنحل لم ير أوسع من نحلته ولا أرفع من درايته. برز في كل علم على أبناء جنسه، ولا رأت عيني مثل نفسه.
يقول: أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن تغري بردي بن عبد الله الظاهري الأتابكي المصري القاهري الحنفي: {874:ت}:
وكان إمام عصره بلا مدافعة في الفقه والحديث والأصول واللغة وغير ذلك. اهـ
يقول:الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي الهندي: {1076:ت}:
والذي أعتقده أنا، وأحب أن يعتقده جميع المسلمين في علماء الإسلام حملة الكتاب والسنة والفقه الذابين عن عقيدة أهل السنة والحديث، أنهم عدول بتعديل النبي حيث قال: ((يحمل هذا العلم من كل حلف عدوله)) (1) وإن كان بعضهم قد تكلم فيهم بما لا يرضيه هذا المعتقدة إذا كان قولهم ذلك غير مردود عليهم بنص الكتاب والسنة والإجماع وكان قولهم ذلك محتملاً وكان مجال ومساغ للخوض فيه سواء كان قولهم ذلك في أصول الدين أو في المباحث الفقهية أو في الحقائق الوجدانية وعلى هذا الأصل اعتقدنا في شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى. فإنا قد تحققنا من حاله أنه عالم بكتاب الله ومعانيه اللغوية والشرعية وحافظ لسنة رسول الله (وآثار السلف عارف بمعانيهما اللغوية والشرعية أستاذ في النحو واللغة محور لمذهب الحنابلة فروعه وأصوله فائق في الذكاء ذو لسان وبلاغة في الذب عن عقيدة أهل السنة لم يؤثر عنه فسق ولا بدعة اللهم إلا هذه الأمور التي ضيق عليه لأجلها وليس شيء منها إلا ومعه دليله من الكتاب والسنة وآثار السلف فمثل هذا الشيخ عزيز الوجود في العالم ومن يطيق أن يلحق شأوه في تحريره وتقديره والذين ضيقوا عليه ما بلغوا معشار ما آتاه الله تعالى، وإن كان تضييقه ذلك ناشئاً من اجتهاد ومشاجرة العلماء في مثل ذلك ما هي إلا كمشاجرة الصحابة (فيما بينهم والواجب في ذلك كف اللسان إلا بخير – انتهى
ويقول الشيخ العلامة: أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن الحسين الشوكاني اليماني الصنعاني الرحبي الحنبلي: {1250:ت}:
تقي الدين أبو العباس أحمد ابن عبد الحليم بن عبد السلام شيخ الإسلام إمام الأئمة المجتهد المطلق نظر في الرجال والعلل وتفقه وتمهر وتقدم وصنف ودرس وأفتى وفاق الأقران وصار عجباً في سرعة الاستحضار وقوة الجنان والتوسع في المنقول والمعقول والإطلاع على مذاهب السلف والخلف
ويقول أبو البركات خير الدين السيد نعمان بن شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني البغدادي الآلوسي الشافعي: {1317:ت}:
لا أعلم بعد ((ابن حزم)) مثله وما أظن أنه سمح الزمان ما بين عصري الرجلين بمن يشابههما أو يقاربهما وكان يحق له الاجتهاد لاجتماع شروطه فيه ولعل فتاواه في الفنون تبلغ ثلاثمائة مجلد بل أكثر وكان قولاً بالحق لاتأخذه في الله لومة لائم ولا كان متلاعباً بالدين ولا يتفرد بمسائل بالتشهى ولا يطلق لسانه بما اتفق بل يحتج بالقرآن والحديث والقياس ويبرهن ويناظر أسوة لمن تقدمه من الأئمة تعتريه حدة في البحث وغضب وصدمة للخصوم تزرع له عداوة في النفوس ولولا ذلك لكان كلمة إجماع فإن كبارهم خاضعون لعلومه معترفون بأنه بحر لا ساحل له وكنز ليس له نفاد والناس قسمان في شأنه: فبعض منهم مقصر به عن المقدار الذي يستحقه بل يريمه بالعظائم وبعض آخر يبالغ في وصفه ويجاوز به الحد وهذه قاعدة مطردة في كل عالم يتبحر في المعارف العلمية ويفوق أهل عصره ويدين بالكتاب والسنة فإنه لا بد أن يستنكره المقصرون ويقع له معهم محنة ثم يكون أمره الأعلى وقوله الأولى ويصير له بتلك الزلازل لسان صدق في الآخرين ويكون لعلمه حظ لا يكون لغيره وهكذا كان حال هذا الإمام فإنه بعد موته عرف
(يُتْبَعُ)
(/)
الناس مقداره واتفقت الألسن بالثناء عليه إلا من لا بعتد به وطارت مصنفاته واشتهرت مقالاته.
يقول:الإمام أبو الفرج محمد جمال الدين بن محمد قاسم بن صالح بن إسماعيل بن أبي بكر الحلاق الدمشقي القاسمي الشافعي الحسيني: {1332:ت}:
إني و لله الحمد، نشأت على حب مؤلفات شيخ الإسلام و الحرص عليها و الدعوة إليها، و أعتقد أن كل من لم يطالع فيها لم يشم رائحة العلم الصحيح و لا ذاق لذة فهم العقل و هم يعلمون ما ندعو إليه .. ) جمال الدين القاسمي ص: 596 بقلم ظافر القاسمي.
وقال:أيضاً عليه الرحمة في تفسير ه عن شيخ الإسلام:
وأقول. إن كل من رمى مثل هذا الإمام بالتجسيم فقد افترى وما درى، إلا أن عذره أنه لم ينقب عن غرر كلامه، في فتاويه التي أوضح فيها الحق وأنار بها مذهب السلف قاطبة.
يقول المحدث العلاّمة: محمد فؤاد بن عبد الباقي بن صالح بن محمد القاهري المصري: {1388:ت}:
( .. لأني أؤمن أصدق الإيمان أنها المفتاح لفهم الإسلام - يعني كتب ابن تيمية - على حقيقته و السبيل للوصول إلى كنوز الكتاب و السنة، و اعتقادي الجازم أن من لم يتضلع من كتب شيخ الإسلام و تلميذه ابن القيم رحمهما الله بعيد أن يفهم السنة على وجهها و أن يعرف السلفية على معناها الصحيح)
وقال العلامة:أبو المظفر جمال الدين يوسف بن محمد بن مسعود بن محمد العبادي العقيلي السرمري الحنبلي الدمشقي: {776:ت}: في أماليه:
ومن عجائب زمننا في الحفظ ابن تيمية كان يمر بالكتاب وكان يمر بالكتاب مطالعة فينتقش في ذهنه وينقله في مصنفاته بلفظه ومعناه وقد ترجم له ((الصفدي)) وسرد في أسماء تصانيفه في ثلاثة أوراق كبار ومن أنفعها كتابه في ((إبطال الحيل)) فإنه نفيس جداً وكتابه ((المنهاج في الرد على الرافضي)) في غاية الحسن.
ويقول المحدث العلامة:محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا بن علي خليفة القلموني الطرابلسي البغدادي الحسيني المصري القاهري: {1354:ت}:
وكان أقواهم
حجةً: شيخا الإسلام ابن تيمية و ابن القيم.
فأنا أشهد على نفسي أنني لم يطمئن قلبي لمذهب السلف إلا بقراءة كتبهما.
وقال أيضاً ـ عليه الرحمة ـ معلقا على رسالة - شرح حديث عمران بن حصين - لابن تيمية: (هذه الرسالة من أنفس ما كتبه شيخ الإسلام و أنفعه في التأليف بين أهل القبلة الذين فرق الشيطان بينهم بأهواء البدع، وعصبيات المذاهب، على كونه أقوى أنصار السنة برهانا، وأبلغ المفندين للبدع قلما ولسانا ... ) ((انظر كتاب مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية 5/ 385، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1403هـ))
وقال أيضاً: –عليه الرحمة - في تعليق آخر له على رسالة - في كلام الله تعالى - لابن تيمية: (ومن الغريب أن هذه المسائل كان يكتبها شيخ الإسلام قدس الله روحه أو يمليها من غير مراجعة كتاب من الكتب، وهي من الآيات البينات، والبراهين الواضحات على أن هذا الرجل من أكبر آيات الله في خلقه، أيد بها كتابه الذي قال فيه إنه (يهدي للتي هي أقوم) وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح من فهمها والاعتصام بها، ويُعلم من كل فتوى منها - بله جملتها ومجموعها - أنه رحمه الله تعالى قد جمع من العلوم النقلية والعقيلة، الشرعية والتاريخية والفلسفية، ومن الاحاطة بمذاهب الملل والنحل، وآراء المذاهب ومقالات الفرق: حفظا وفهما مالا نعلم مثله عن أحد من علماء الأرض قبله ولا بعده.
وأغرب من حفظه لها: استحضاره إياها عند التكلم والإملاء أو الكتابة.
وأعظم من ذلك: ما آتاه الله من قوة الحكم في إبطال الباطل وإحقاق الحق في كل منها بالبراهين النقلية والعقلية، ونصر مذهب السلف في فهم الكتاب والسنة على كل من خالفه من مذاهب المتكلمين والفلاسفة وغيرهم {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}) أهـ
((انظر كتاب مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية 3/ 513، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1403هـ))
وقال أيضاً ـ عليه الرحمة ـ: في معرض حديثه عن الأحمدين:
نحن لا ننكر أن ابن حجر الهيتمي طعن في ابن تيمية، وما هو من طبقته في
علم من العلوم: لا علوم الحديث ولا التفسير ولا الأصول والكلام ولا الفقه أيضًا،
(يُتْبَعُ)
(/)
فابن حجر هذا فقيه شافعي مقلد لمذهب الشافعي غاية شأوه بيان ما قاله مَن قَبله في
المذهب، وبيان الراجح من المرجوح والصحيح وغيره، وأما ابن تيمية فمن أكبر
حفاظ السنة، ومع كون طبقته في فقه الحنابلة أعلى من طبقة ابن حجر في فقه
الشافعية فهو حافظ لفقه الأئمة، ومن أهل الترجيح بينها، بل هو مجتهد مطلق كما
اعترف له أهل الإنصاف من علماء عصره ومن بعدهم، وإن أنكر عليه بعضهم
بعض المسائل المخالفة لمذاهبهم، وما من إمام مجتهد إلا وقد أنكر عليه المخالفون
بعض أقواله وهم خير ممن يقلدونه ويعدونه كالمعصومين في عدم مخالفته في شيء
مما ثبت عنه.
وقال أيضاً عليه الرحمة:
ولا نعرف في كتب علماء السنة أنفع في الجمع بين النقل والعقل من كتب شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى، وإنني أقول عن نفسي:
إنني لم يطمئن قلبي بمذهب السلف تفصيلاً إلا بممارسة هذه الكتب
{تفسير المنار /ج1/صـ 211}.
يقول:الشيخ العلامة النحوي: محمد محيى الدين بن عبد الحميد الشرقاوي الأزهري المصري: {1393:ت}:
(وتصانيف الإمام ابن تيمية أعلى قدرا، وأرفع منزلة من أن ينوه بها أو يُشاد بذكرها، فقد وهبه الله تعالى من قوة العارضة، وسعة الإطلاع، ومتانة الحافظة، والقدرة على البيان عما يريد في طلاقة ونصاعة وفصاحة ما لو أنه قُسِّمَ على عشرات العلماء لوسعهم، ولكان كل واحد منهم عالما فحلا يُشارُ إليه بالبنان ... )
وقال أيضا رحمه الله في مقاله ذلك: (كانت مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية تفيض بالبحوث النادرة، والمسائل الغريبة والاستدلالات الباهرة: من كتاب الله تعالى، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أقوال العلماء في كل فن، وفي كل مذهب، ومن قواعد الأصوليين في عبارة ناصعة واضحة، وفي بيان أنيق رصين، ومن أجل هذا كله كانت ترد عليه الأسئلة من مشارق الأرض ومغاربها، فما أن يرد عليه السؤال حتى يعكف على الرَّد عليه فيخرج بعد ليال برسالة فذة محيطة بأطراف موضوع السؤال في استيعاب شامل، واستدلال كامل تبهر عقول ذوي الألباب، ومن وجد جُصا وآجرا بنى ... )
((انظر مقدمة تحقيقه لكتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول ص 3 - 4 تحقيق / محمد محيي الدين عبدالحميد، دار الكتب العلمية))
وقال: الشيخ محمد خليل هراس الشيني القطوري الأزهري المصري: {1395:ت}:
" كان لابن تيمية بصر نافذ ونفس طُلَعَة لا تكاد تشبع من العلم، ولا تكل من البحث، ولا تروي من المطالعة، مع التوفر على ذلك وقطع النفس له وصرف الهمة نحوه، حتى إنه لم ينقطع عن البحث والتأليف طيلة حياته في الشام أو في مصر في السجن أو في البيت، بل إنه كان يتوجَّع ألماً وحسرة حينما أخرجوا الكتب والأوراق من عنده في أُخْرَيات أيامه .... " {عاشق / د: عائض القرني}
وقال الشيخ الأستاذ العلامة البلاغي: أبو الفضل رضا بن السيد السيد السيد بن فضل المصري: {1392:و}:
كان شيخ الإسلام يحفظ مكتبة بغداد قبل أن تدهمها جيوش التتار.
وقد مدحه الجلال السيوطي وكذا صاحب روح المعاني وابنه أبو البركات خير الدين السيد نعمان بن شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني البغدادي الآلوسي الشافعي: {1317:ت} والشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي المشرفي التميمي النجدي الحنبلي: {1206:ت}:
وأبناؤه من بعده
وممن ذمه وسار على درب الهيتمي
(السبكي وابنه التاج) ويوسف النبهاني ومحمد زاهد الكوثري
يوسف بن إسماعيل بن يوسف النبهاني الفلسطيني الصوفي: {1350:ت}
قال فيه صاحب معجم الشيوخ: أبو الفضل عبد الحفيظ بن محمد الطاهر بن عبد الكبير الفهري الفاسي: {1383:ت}:
له كتب كثيرة
" خلط فيها الصالح بالطالح، وحمل على أعلام الإسلام، كابن تيمية وابن قيم الجوزية، حملات شعواء وتناول بمثلها الإمام الآلوسي المفسر، والشيخ محمد عبده والسيد جمال الدين الأفغاني وآخرين ".
و قال فيه الشيخ رشيد رضا:
إن الشيخ يوسف النبهاني لا يوثق بعلمه ولا بنقله، ولا
ينبغي أن تحفلوا بكتبه، وقد سُئِلْنا غير مرة عن بعض الخرافات التي يبثها في كتبه
الملفقة , فلم نجب السائلين بشيء؛ إذ كان يتوقف ذلك على مراجعة الكتب التي يسألون عما ورد فيها , وأي عاقل يسمح بإضاعة وقته في مراجعة تلك الكتب.اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وله قصيدة تربو على خمس مائة بيت جلها في سب الشيخ ابن تيمية وابن القيم وشكري الآلوسي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا ومنها:
في سب السيد محمد جمال الدين الأفغاني بن صفدر الحنفي:
وَأوّلُهم قَد كانَ شَيخاً مُشرّداً بهِ مَلكُ الأفغانِ أَجرى الّذي أجرى
أَراد فَساداً في ديانةِ قومهِ عَلى قربهِ منهُ فَأبعدهُ قهرا
تَسمّى جَمالَ الدينِ مع قبحِ فعلهِ كَما وَضعوا لفظَ المفازَةِ للصَحرا
أَتى مصرَ مَطروداً فعاثَ بقُطرها فَيا قبحهُ شَيخاً ويا حُسنهُ قطرا
ويقول في الشيخ:محمد عبده بن حسن خير الله التركماني المصري البحيري الشناري الحنفي الأزهري: {1323:ت}:
أَبو جهل هَذا العصرِ قَد صارَ مُفتياً بِمصرَ فأحيا الجاهليّة في مِصرا
كَنمرودَ لكن لا سلامَ لنارهِ وَفي بحرهِ فِرعونُ لا يحسنُ العَبرا
جَريءٌ عَلى الفَتوى بحقٍّ وباطلٍ بِحُكمِ الهَوى والجهلِ ما شاءُه أجرى
وَمَع كلِّ هذا فهوَ أُستاذُ عصرهِ فَأُفٍّ لهُ شَيخاً وأُفٍّ له عصرا
وَذاكَ أبو الآفاتِ كَم ذا هَجا بهِ وَليّاً وكَم في الدينِ قَد نطقَ الهجرا
كَأُستاذهِ في الدين حازَ مساوياً إِذا مُزِجت بالبحرِ أفسدتِ البحرا
وَزادَ عليهِ قوّةً وَضلالةً فَولّد في الإلحادِ في عُشرِه عَشرا
وَكَم مِن تَلاميذٍ له كلُّ واحدٍ هوَ الشيخُ إلّا أنّه نسخةٌ أخرى
قَدِ اِعتَقدوا كلَّ المَساوي محاسناً لهُ وَرأوا تلكَ الشرورَ به خيرا
بهِ نالَهم كالسامريّة فتنةٌ ولكِن محلّ العجلِ قَد عَبَدوا الثورا
حَكى الحسنُ ابن الأسطوانيّ وهو من بدورِ الهُدى في الشامِ أكرِم به بدرا
حَكى أنّه مِن بعدما ماتَ عبدهُ رَأى عينهُ في النَوم مطموسةً عورا
فَأوّلتُ أنّ الشيخَ دجّال عصرهِ وَما زالَ دجّالاً وإِن سكنَ القبرا
فَقَد ماتَ لكن أحيتِ الدجل كتبهُ وَورّثَ كلّاً مِن تَلاميذهِ قدرا
ويقول أيضاً في الشيخ رشيد رضا:
وَأمّا رشيد ذو المنارِ فإنّهُ أَقلّهمُ عَقلاً وأكثرهم شرّا
أَتى مصرَ مَطروداً وقد خانَ دينهُ وَدولتهُ يا لهفَ قلبي على مِصرا
أَتاها وَقَد مصّ الثَرى في بلادهِ منَ الجوعِ لا بِرّاً حواهُ ولا بُرّا
فَآواهُ في أكنافهِ الشيخ عبدهُ وَأشبعهُ خبراً وأشبعه خسرا
وعلّمهُ مِن علمهِ شرّ صنعةٍ بِها ربِحَ الدُنيا وقد خسر الأخرى
ويقول: في آل الآلوسي ولاسيما العلامة شكري الآلوسي:
وَلَم ينفرِد شذّاذُ مذهبِ أحمدٍ فَقَد ضَلّ قَومٌ من مذاهِبنا الأخرى
كَشُكري الألوسي تابعاً إثر جدّهِ وَأَعمامهِ لكنّهم آثَروا السترا
ويقول في شيخ الإسلام من قصيدة له:
كُتب اِبن تيميةٍ بالحشوِ شاهدةٌ عليهِ فيما حَشاها مِن تَمَذهبهِ
ويقول في الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي النجدي الحنبلي: {1206:ت}: وأتباعه:
أُولئكَ وهّابيّةٌ ضلّ سَعيهم فَظنّوا الرَدى خيراً وظنّوا الهدى شرّا
ضِعافُ النُهى أعرابُ نجدٍ جدودهم وَقَد أَورَثوهم عنهمُ الزورَ والوِزرا
ألا يدل هذا على جهله وتقليده الأعمى لمشائخه وأقطابه ونجابئه وأبداله.
يقول الشيخ مقبل بن هادي بن قايدة الهمداني الوادعي الخلالي آل راشد اليماني: عن يوسف النبهاني:
" مخرف"
وقال أبو الفداء أثير الدين أحمد بن عبد الحافظ بن طراد الحسيني الحجازي المصري: {1411:و}:
في هجاء يوسف النبهاني:
قالوا لنا مات نبهان فقلت لهم
هذا الدواء الذي يشفي من الحمق
إن مات مات بلا فقد ولا أسف
أو عاش عاش بلا خلق ولا خلق
هنبر قوم يسير حذو بيضتهم
قبقاب قوم من الضيطار والبوق
له الخلابيس والعفاس والخطل
وذكره ذكر شيطان من الريق
لضرطه مات بحر عند ف طين
بغير رأس ولا جسم ولا عنق
وتأفل الشمس من سواد طلعته
فشكله شق للجهراء والحدق
ما زلت أعرفه علجاً من الحمر
صفراً من الحلم هرجا من الأولق
كالعير تظمأ في البيداء والقفر
والماء في غفرها وسائر النوق
ما فيه من يوسف المعروف من صفة
سوى القميص الذي قد قد من شبق
تَستَغرِقُ الكَفُّ فَودَيهِ وَمَنكِبَهُ
وَتَكتَسي مِنهُ ريحَ الجَورَبِ العَرِقِ
فالبطن في نتنن والرأس في خبث
والإست في خرء والقلب في نزق
ـ[المقدادي]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 12:37]ـ
بارك الله فيك
يقول:شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي الأنصاري: {974:ت}:مطلب اعتراض ابن تيمية على متأخري الصوفية وله خوارق الخ:
(يُتْبَعُ)
(/)
وسئل نفع الله به بما لفظه: لابن تيمية اعتراض على متأخري الصوفية، وله خوارق في الفقه والأصول فما محصل ذلك.؟.
فأجاب بقوله: ابن تيمية عبدٌ خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله، وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي حسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام العز ابن جماعة وأهل عصرهم من الشافعية.
ويقول محذراً من قراءة كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية:
وإياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم، وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة فظنوا بذلك أنهم على هدى من ربهم وليسوا كذلك بل هم على أسوء الضلال وأقبح الخصال وأبلغ المقت والخسران وأنهى الكذب والبهتان فخذل الله متبعه وطهر الأرض من أمثالهم.
قال الإمام العلامة السفاريني رحمه الله في غذاء الألباب متعقبا بعض كلام الهيتمي في تهجّمه على شيخ الإسلام و تلميذه و ان لم يصرّح بإسمه:
(قُلْت: وَرَأَيْت بَعْضَ مَنْ أَعْمَى اللَّهُ بَصِيرَتَهُ، وَأَفْسَدَ سَرِيرَتَهُ، وَتَشَدَّقَ وَصَالَ، وَلَقْلَقَ فِي مَقَالَتِهِ وَقَالَ هَذَا عَلَى اعْتِقَادِهِ، وَأَخَذَ فِي الْحَطِّ عَلَى شَيْخِ الْإِسْلَامِ وَتِلْمِيذِهِ، وَزَعَمَ أَنَّهُ نَصَرَ الْحَقَّ فِي انْتِقَادِهِ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ هَوَى فِي مَهَاوِي هَوَاهُ، وَلَهُ وَلَهُمَا مَوْقِفٌ بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ، وَحِينَئِذٍ تَنْكَشِفُ السُّتُورُ، وَيَظْهَرُ الْمَسْتُورُ.
وَأَمَّا أَنَا فَلَا أَخُوضُ فِي حَقِّ مَنْ سَلَفَ، وَإِنْ كَانَتْ مَقَالَتُهُ أَقْرَبَ إلَى الضَّلَالِ وَالتَّلَفِ، لِأَنَّ النَّاقِدَ بَصِيرٌ.
وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ.) اهـ.
و قصيدة النبهاني رد عليه غير واحد من أهل العلم منها رد العلامة المحقق سليمان بن سحمان الخثعمي رحمه الله - ت 1349 هـ - قال في أولها:
وقفتُ على نظم حوى الكفر و الشرا === و صاحبه خبٌّ لئيم و قد أجرى
ينابيع كفر في تقاسيم غيه ==== فحرر في تقسيه الإفك و الوزرا
في قصيدة طويلة تربو على المائتين بيقين
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 09:55]ـ
العلامة المحقق سليمان بن سحمان الخثعمي رحمه الله - ت 1349 هـ:
في الرد على قصيدة الرائية الصغرى للشيخ يوسف بن إسماعيل بن يوسف النبهاني الفلسطيني البيروتي الصوفي: {1350:ت}:
وقفت على نظم حوى الكفرا والشرا****وصاحبه خب لئيم وقد أجرى
ينابيع كفر في تقاسيم غيه ... فحرر في تقسيمه الافك والوزرا
ولم يأتنا منها سوى الخامس الذي ... تهور فيه القدم في الكفر واستجرا
يذم به أهل التقى وذوي النهى ... فسحقا له سحقا فقد أظهر الكفرا
فكان علينا واجبا متعينا ... أجابته لم هذا وأتى هجرا
ولم أك في ردي عليه تعمقاً ... بتعقيد ألفاظ كمنظوم ذي الاطرا
ولكن بلفظ مستقيم نظمته ... ليفهمه القاري ومن كان لا يقرا
فطورا أرد الهمط من زور غيه****وأبدى له خزيا وانشره نشرا
وأعكسه طوراً عليه لأنه*****بأرجاسه أولى وأركانه احرى
فها أنا ذا أنبيك بعض نظامه****لتعلم أن الفدم ما أحكم الأمرا
ويحسب جهلا أنه بمقاله ... أتى بصواب في مقالته النكرا
فقال الغبي الأحمق الفدم منشدا ... لينشر من أقواله الكفر والشرا
أولئك. . . . . ضل سعيهم ***** فظنوا الردى خيرا وظنوا الهدى شرا
فهذا مقال الفدم لا در دره****ولا نال إلا الخزي والعار والوزرا
وأعجب من ذا لو يرى الرشد أنه ... بذلك أبدى من مخازيه ما أزرى
فمن لم يكن في قلبه حب أحمد*****أعز الورى فخرا وأعظمهم قدرا
فليس لعمري مؤمنا بمحمد ****وما نال إلا الخزي من ذاك والوزرا
ومن أشرك المعصوم في حق ربه ... وأسهب في منظومه المدح بالاطرا
فذا كافر بالله جل جلاله*****كهذا الذي أبدى بمنظومه الكفرا
نعم نحن وهابية حنفية****حنيفية نسقي لمن غاضنا المرا
ومن هاضنا أو غاضنا بمغيضة ****سنصعقه صعقاً ونكسره كسرا
وكم من أخي جهل رمانا بجهله ... فعاد حسيرا خاسئاً نائلا شرا
(يُتْبَعُ)
(/)
بمحكم آيات وسنة أحمد ... نصول على الأعدا ونأطرهم أطرا
وما ضل منا السعي بل كان سعينا ... على ملة المعصوم والسنة الغرا
فلا ندع إلا الله جل جلاله ... ونرجوه في السرا وفي العسر والضرا
فلا يستغيث المسلمون بغيره****تعالى عن الأنداد من ملك الأمرا
نوحده سبحانه بفعاله**** وأفعالنا لله خالصة طرا
وأهل النهى سكان نجد جدودهم ... هم العرب العربا بهم لم تحطْ خبرا
وقد استعربت منهم قبائل جَمّة ... سموا بالعلى قدرا وبالمصطفى فخرا
أتم عقول الناس طرا عقولهم *****وأحسنهم خلقا وخلقا فهم أحرا
وقد ورثوا مجدا أصيلا مؤثلا****لأهل الهدى منهم فنالوا به الفخرا
مسيلمة الكذاب ليس بجدهم****وليس له نسل يقرر أو يدري
ولا لسجاح ويل أمك فاتئد ****فما الفشر إلا ما هذوت به نشرا
وقد أسلمت والشام كان مقرها ... فلو كان من لؤم لكنت به أحرا
وإذ كنت من أنباط اجزم لم تكن ... من العرب العربا ولا من سموا فخرا
ولم تدر من دين الهدى غير مذهب****يضلك في الدنيا و يخزيك في الأخرى
فما لك وللأنساب دعها لمن له****بها خبرة اذ كان منكم بها أدرى
فعلمك بالأنساب أعظم آية ... على جهلك المردى كما قلته جهرا
أتحسب انا ويل أمك غفلا ****كأنباط من ... ما حققوا الامرا
وقولك فيما تهورت ضلة****وحررته رقما وأودعته كفرا
إلى الله بالمعصوم لم يتوسلوا ... نعم هذه حق يعدونها كفرا
على عرف عباد القبور لأنه****بمعنى الدعا والاستغاثة قد يجرى
فيدعونه جهلا لدى كل كربة****ومعضلة دهياء تعرو لهم جهرا
وهذا هو الإشراك بالله جهرة ... فتبا لمن يدعو الذي سكن القبرا
وما كان مسنونا فنحن نقره ... على عرف من منكم بسنته أدرى
أولئك أصحاب النبي محمد ... وأتباعه ممن على نهجه يترى
توسلهم بالمصطفى في حياته ... إذا ما دهاهم فادح أوجب الضرا
فيأتونه مستشفعين لما دها ... من الكرب أو مستعتب طالب غفرا
فيدعو لهم أن يكشف الله ما بهم ... من الضر واللأوى ويستنزل النصرا
ومن بعد أن مات النبي محمد****فليس سوى الرحمن يدعونه طرا
بل الله مولاهم ولا شيء غيره****وبالعمل المرضي يدعونه جهرا
وبالدعوات الصالحات توسلوا ... وإيمانهم بالمصطفى من سما فخرا
وما كان مكروها وكان محرما****ومخترعا في الدين مبتدعا نكرا
فذاك الذي بالجاه أو بذواتهم ... توسل أو يدعو بهم طالبا أجرا
فما بذوات الأنبياء وجاههم****أتى النص أن ندعو بهم واضحا يقرا
نعم قدرهم أعلى لدى كل مسلم*****على كل مخلوق وكل بني الغبرا
وتعزيزهم أعلى لدى كل مسلم****وتوقيرهم إذ كلهم قد علا قدرا
فما ورثوا الكذاب من كان يدعي****بأن له شطرا وللمصطفى شطرا
لأنهمو قد أخلصوا الأمر كله****ولم يجعلوا للمصطفى ذلك القدرا
ومن أشرك المخلوق في حق ربه****فقد جاء بالكفران والقالة النكرا
وأنتم ورثتم جهرة كل كافر****وحققتم الارث الذي أوجب الكفرا
بصرفكمو ما للاله لغيره****فلم تجعلوا لله شيئا ولا شطرا
ومن قول هذا المفتري في نظامه****وقرر هذا في قصيدته جهرا
أشار رسول الله للشرق ذمه****وهم أهله لا غرو ان أطلع الشرا
أقول لعمري ما أصبت وإنما****دهاك اسم نجد حيث لم تعرف الامرا
فما شرق دار المصطفى قط نجدنا*****ولكنه نجد. . . فهم أحرى
ومنه بدت تلك الزلازل كلها*****وقد قررت أخبارها للورى سيرا
ففي الفتح ما يشفي ويطلع عالما****بتلك المعاني قد أحاط بها خبرا
وما طعنوا في الأشعري إمامكم****ولكن بأتباع له كسروا كسرا
وللملاتريدي حيث جاء ببدعة****وللاشعري أشياء منكرة أخرى
ووافق أهل الحق في جل ما به ... يقولونه حقا ومن غيرهم نبرا
فبين حقا في الابانة قوله****وفي غيرها من كتبه أوضح الأمرا
فلستم على منهاجه وطريقه ... ولكنكم من أمة آثروا السكرا
وتزعم جهلا ويل أمك أننا ... نقول وما حققت أحوالنا سيرا
بتحقير أحباب الرسول تقربوا ... إليه فنالوا البعد إذ ربحوا الخسرا
وما هذه إلا مقالة آفك ... أراد بها التنفير، ما أعظم الأمرا
فما رجل من بتحقير شأنهم ... تقرب يا من قال بالزور واستجرا
سوى أن حق الله لله وحده****جعلنا ولم نجعل لأحبابه شطرا
وتعظيمهم بالإتباع على الهدى****على المنهج الأسنى نقرره جهرا
وأن لهم فضلا على الناس كلهم ... بما عملوا من صالح هم به أحرى
وأما حقوق الله جل جلاله ... فليس لهم منها ولا ذرة تجرى
وما ذاك تحقيرا لهم وتنقصا****ولكنه تعظيمهم إذ همو أدرى
وأعلم بالله العظيم ودينه ... فنالوا به فخراً وأعلوا به قدرا
ونلنا بهذا الاعتقاد سلامة****ونلتم بذاك الإعتقاد بهم خسرا
ويعتقدون الأنبياء كغيرهم ... سواء عقيب الموت لا خير ولا شرا
فليس لهم بعد الممات تصرف ... ولا لسواهم من بني ساكن الغبرا
فمن يدعو غير الله أو يستغث به ... وقد فارق الدنيا وصار إلى الأخرى
فذلك بالرحمن قد كان مشركا****وهذا هو الأمر الذي أوجب الكفرا
وقد أجمع الأعلام من كل مذهب ... على أن ذا كفر وقد حققوا الأمرا
وما شذ منهم غير من كان رأيه ... على رأي قوم أحدثوا للورى شرا
وساروا على منهاج من ضل سعيه ... ولم يعرفوا الإسلام حقا ولا الكفرا
ولكنهم ضلوا بوهم شفاعة ... دعاهم بها الشيطان واجتال من غرا
وأي دليل من كتاب وسنة ... عن السيد المعصوم معلومة تقرا
وتتلى بإسناد صحيح محق ... تقرره أعلام سنتنا الغرا
وقولك فيما قد نظمت تهورا ... وأبديته فيما تحروه جهرا
وقد عذروا من يتغيث بكافر ... كذبت وقد أبديت في نظمك الهجرا
فما وجدوا عذرا لمن كان كافرا ... ولا وجدوا للمستغيث بهم عذرا
ولا رحلوا للشرك في دار رجسه ... وجابوا إلى أوطانه البر والبحرا
ولا جوَّزوا للمسلمين رحيلهم ... لزورة خير الخلق في طيبة الغرا
ولكنهم قد جوزوه لمسجد *****يصلي به من رام من ربه الأجرا
ومن بعد أن صلى يزور محمدا****ويدعو له لا يدعو من سكن القبرا
وفيه حديث في الصحيح لمسلم ****يقرره من كان يعرفه جهرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[16 - Apr-2009, صباحاً 12:17]ـ
بارك الله فيكم، لقد أفدت من هذه المشاركات وأيما فائدة جزى الله الأخوة الأفاضل:
(أبو الفداء _ المقدادي) خيراً، ثم أود أن أضيف احدى الطرف التي تنبي عن شخصية النبهاني واعتقاده فلقد روى
النبهاني في كتابه:" كرامات الأولياء": (2/ 276): " عن عبيد ـ وهو أحد أصحاب الشيخ حسين ـ، كان له خوارق مدهشة، ومنها أنه كان يأمر السحاب أن يمطر لوقته، وكل من تعرّض له بسوء قتله في الحال، دخل مرة الجعفرية فتبعه نحو خمسين طفلاً يضحكون عليه، فقال: لأعزلنك من ديوان الملائكة، فأصبحوا موتى أجمعين، وقال له بعض القضاة: اسكت، فقال له: اسكت أنت، فخرس وعمي وصم، وسافر في سفينة فوحلت، ولم يمكن تقويمها، فقال: اربطوها بخيط في بيضي ففعلوا، فجرها حتى خلصها من الوحل.
ألا يدل هذا على جهله وأي جهل أنه جهل خارق.
وللفائدة: فلقد قرأت في كتاب الأمير شكيب أرسلان بالأمس وهو المرسوم بـ ((السيد رشيد رضا أو إخاء أربعين عام))
وكان كلامه عن القصيدة الرائية التي أورد بعضاً منها الأستاذ أبو الفداء ـ غفر الله له ولنا وللأستاذ المقدادي ـ فقال:
فقد قرأت رائية مطبوعة ويا للأسف رماهم ـ أي محمد عبده والأفغاني ورشيد وغيرهم كآل الآلوسي وآل الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ فيها بهاجرات وقذف بهم قذفاً فظيعاً منكراً حمله عليه مجرَّدُ سوء الظن، وتجسم الخيال في نفسه مما يؤاخذه الله عليه ـ عفا الله عنه ـ،وقد كان هو يلوم الشيخ محمد عبده على سوء الظن في العلماء مما لا يعد كحبة الخردلة في جانب ما ظهر من سوء ظنه هو، فكيف وقع فيما كان ينهى عنه وقذف مثل هؤلاء العلماء بدون بينة ولا دليل وغفل ـ مع تقواه ـ وقوله تعالى: ((يأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12))) [الحجرات: 12]
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)) [الحجرات:6]
إنا سألنا الله له المغفرة لما قرأنا له تلك القصيدة الشاذة بل الشنيعة، ولكن من ذا الذي ما ساء قط؟
[حاشية كتاب " السيد رشيد رضا أو إخاء أربعين سنة، صـ 61، ط. دار الفضيلة]
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Apr-2009, صباحاً 09:12]ـ
/// قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله في مدارج السالكين (2/ 345): ((الدَّرجة الثَّانية: أن تقرِّب من يقصيك، وتكرم من يؤذيك، وتعتذر إلى من يجني عليك؛ سماحةً لا كظمًا، ومودَّةً لا مصابرةً.
هذه الدَّرجة أعلى ممَّا قبلها وأصعب؛ فإنَّ الأولى تتضمَّن ترك المقابلة، والتَّغافل، وهذه تتضمَّن الإحسان إلى من أساء إليك، ومعاملته بضدِّ ما عاملك به، فيكون الإحسان والإساءة بينك وبينه خُطَّتين، فخطَّتك الإحسان، وخُطَّته الإساءة، وفي مثلها قال القائل:
إذا مرضنا أتيناكم نعودكم /// /// /// وتذنبون فنأتيكم ونعتذر
ومن أراد فهم هذه الدَّرجة كما ينبغي فلْيَنظر إلى سيرة النَّبيِّ (ص) مع النَّاس، يجدها هذه بعينها، ولم يكن كمال هذه الدَّرجة لأحدٍ سواه، ثم للوَرَثة منها بحسب سهامهم من التَّركة.
وما رأيْتُ أحدًا قطُّ أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدَّس الله روحَه -، وكان بعض أصحابه الأكابر يقول: ودِدْتُّ أنِّي لأصحابي مثْلَهُ لأعدائه وخصومه، وما رأيتُه يدعو على أحدٍ منهم قطُّ، وكان يدعو لهم.
وجئتُ يومًا مبشِّرًا له بموت أكبر أعدائه، وأشدِّهم عداوةً وأذىً له؛ فنَهَرَني وتنكَّر لي، واسترجع، ثُمَّ قام من فَوْرِه إلى بيت أهله، فعَزَّاهم، وقال: "إنِّي لكم مكانَه، ولا يكون لكم أمرٌ تحتاجون فيه إلى مساعدةٍ إلَّا وساعدُّتكم فيه، ونحو هذا من الكلام، فسُرُّوا به، ودعوا له وعظَّموا هذه الحال منه.
فرحمه الله ورضى عنه)).
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[17 - Apr-2009, صباحاً 09:41]ـ
/// قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله في مدارج السالكين (2/ 345): ((الدَّرجة الثَّانية: أن تقرب من يقصيك وتكرم من يؤذيك وتعتذر إلى من يجني عليك سماحة لا كظمًا، ومودَّةً لا مصابرة.
هذه الدرجة أعلى مما قبلها وأصعب؛ فإنَّ الأولى تتضمَّن ترك المقابلة، والتَّغافل، وهذه تتضمَّن الإحسان إلى من أساء إليك ومعاملته بضدِّ ما عاملك به، فيكون الإحسان والإساءة بينك وبينه خُطَّتين، فخطَّتك الإحسان، وخُطَّته الإساءة، وفي مثلها قال القائل:
إذا مرضنا أتيناكم نعودكم /// /// /// وتذنبون فنأتيكم ونعتذر
ومن أراد فهم هذه الدَّرجة كما ينبغي فلْيَنظر إلى سيرة النَّبيِّ (ص) مع النَّاس، يجدها هذه بعينها، ولم يكن كمال هذه الدَّرجة لأحدٍ سواه، ثم للوَرَثة منها بحسب سهامهم من التَّركة.
وما رأيْتُ أحدًا قطُّ أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدَّس الله روحَه -، وكان بعض أصحابه الأكابر يقول: ودِدْتُّ أنِّي لأصحابي مثْلَهُ لأعدائه وخصومه، وما رأيتُه يدعو على أحدٍ منهم قطُّ، وكان يدعو لهم.
وجئتُ يومًا مبشِّرًا له بموت أكبر أعدائه، وأشدِّهم عداوةً وأذىً له؛ فنَهَرَني وتنكَّر لي، واسترجع، ثُمَّ قام من فَوْرِه إلى بيت أهله، فعَزَّاهم، وقال: "إنِّي لكم مكانَه، ولا يكون لكم أمرٌ تحتاجون فيه إلى مساعدةٍ إلَّا وساعدُّتكم فيه، ونحو هذا من الكلام، فسُرُّوا به، ودعوا له وعظَّموا هذه الحال منه.
فرحمه الله ورضى عنه)).
مشاركة رائعة أخي عدنان ووالله إن وقعها في النفس خير من وقع مشاركتي كما يدرك ذلك المدرك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[17 - Apr-2009, مساء 03:38]ـ
قال أبو الطيب صديق بن حسن خان بن علي بن لطف الله القنوجي الحسيني الدهلوي الباهوبالي الهندي: {1307:ت}:
في الدفاع عن شيخ الإسلام ابن تيمية:
عثا في عرضه قوم سلاط ... لهم من نثر جوهره التقاط
تقي الدين أحمد خير حبر ... خُروقُ المعضلات به تخاط
توفى وهو محبوس فريد ... وليس له إلى الدنيا انبساط
ولو حضروه حين قضى لألفوا ... ملائكةَ النعيم به أحاطوا
قضى نحباً وليس له قرين ... ولا لنظيره لف القماط
فتى في علمه أضحى فريداً **** وحل المشكلات به يناط
وكان إلى التقى يدعو البرايا ... وينهى فرقة فسقوا ولاطوا
وكان الجن تفرق من سطاه **** بوعظ للقلوب هو السياط
فيا لله ما قد ضم لحدٌ **** ويا الله ما غطى البلا ط
هم حسدوه لما لم ينالوا * * * مناقبه فقد مكروا وشاطوا
وكانوا على طرائقه كسالى ... ولكن في أذاه لهم نشاط
وحبس الدر في الأصداف فخرٌ ... وعند الشيخ بالسجن اغتباط
بآل الهاشمي له اقتداءٌ **** فقد ذاقوا المنون ولم يواطوا
بنو تيميَّةٍ كانوا فبانوا ... نجومُ العلم أدركها انهباط
ولكن يا ندامةَ حابسيه**** فشكُّ الشِّرك كان به يماط
ويا فرحَ اليهود بما فعلتم **** فإنّ الضدَّ يعجبه الخُباط
ألم يك فيكم رجلٌ رشيدٌ **** يرى سجن الإمام فيُستشاط
إمامٌ لا ولايةَ كان يرجو ***** ولا وقفٌ عليه ولا رباط
ولا جاراكُمُ في كسب مالٍ ***** ولم يعهدْ له بِكُمُ اختلاط
ففيم سجنتموه وعظْتموه ***** أما لجزا أذيَّته اشتراط
وسجنُ الشيخ لا يرضاه مثلي **** ففيه لقدْر مثلكمُ انحطاط
أما واللهِ لولا كتْمُ سرّي ***** وخوفُ الشرِّ لانحلَّ الرباط
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[17 - Apr-2009, مساء 03:59]ـ
شيخ الإسلام ابن تيمية من أهل العلم من أثنى عليه ومنهم من قدح فيه وإن كان من قدح فيه هو المعتمد عند المخالفين لأهل السنة ولكن في الحقيقة من مدحه هم الأعلم والأتقى والأتبع للسنة كيف لا ومنهم الذهبي وابن كثير وابن رجب وابن القيم والمنصف حين يقرأ في كتب شيخ الإسلام يعلم السبب الذي جعل من قدح فيه يقدح فيه هو المخالفة في المذهب ولا يشك أن مذهب شيخ الإسلام هو الإسلام الحق الصافي هو الكتاب والسنة وآثار السلف فرحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة واسعة ما أعظم منة الله عليه بالعلم والعمل وعلينا به.
ومما يلفت الانتباه استعمال أكثر القادحين فيه الكذب الصريح واتهامه بما يعلم المطلع على كلامه أنه بريء منه ولا يمكن أن يحتاج أهل الحق للكذب.
هذا جانب وجانب آخر أنهم في حين يقدحون بهذه الشخصية العظيمة على ما لها من نصر عظيم للإسلام يمدحون من ضررهم واضح على الإسلام وكلامهم يفوح بالزندقة كابن عربي الصوفي والحلاج
ويمدحون أيضا من له طامات واضحة وانحرافات بينة عن الكتاب والسنة من علماء الكلام
فحري بمن كان يريد الله والدار الآخرة أن يحرر عقله من تقليد شيخه أو طائفته في ذم شيخ الإسلام ويأخذ بالحق الذي لا ريب فيه أنه رجل جدد الله به الدين وأنار السبيل. والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 03:52]ـ
ومما يضاف إلى هذا الموضوع:
قال ابن مرعي في كتابه " الشهادة الزكية ":
ولقد أنصف العلامة الإمام قاضي قضاة الإسلام بهاء الدين بن السبكي حيث يقول لبعض من ذكر له الكلام في ابن تيمية فقال
والله يا فلان ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى فالجاهل لا يدري ما يقول وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به.اهـ
ولقد أنصف أيضا الشيخ الإمام والحبر الهمام محمود بن أحمد العيني إمام الحنفية في زمنه حيث قال في أثناء كلام طويل في مدحه ابن تيمية وذم من يعيبه
وليس هو إلا كالجعل باشتمام الورد يموت حتف أنفه أو كالخفاش يتأذى ببهور سنا الضوء لسوء بصره وضعفه وليس لهم سجية نقادة ولا روية وقادة وما هم إلا صلقع بلقع سلقع صلمعه من قلمعه وهيان إن بيان وهي بن بي وصل بن ضل وضلال بن التلال
ومن الشائع المستفيض أن الشيخ الإمام العالم العلامة تقي الدين ابن تيمية من شم العرانين الأفاضل ومن جم براهين الأماثل وأطال العيني الكلام في مدحه كما سيأتي
(يُتْبَعُ)
(/)
واعلم أيدك الله أن كثيرا من الأئمة الأماثل والعلماء الأفاضل قد أفردوا مناقب الشيخ تقي الدين ابن تيمية في تصانيف مشهورة وتراجم في التواريخ مذكورة.اهـ الشهادة الزكية
سؤال: هل هذا الكتاب موجود على الشبكة بصيغة pdf???
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 03:58]ـ
قال أبو الطيب صديق بن حسن خان بن علي بن لطف الله القنوجي الحسيني الدهلوي الباهوبالي الهندي: {1307:ت}:
في الدفاع عن شيخ الإسلام ابن تيمية:
عثا في عرضه قوم سلاط ... لهم من نثر جوهره التقاط
تقي الدين أحمد خير حبر ... خُروقُ المعضلات به تخاط
توفى وهو محبوس فريد ... وليس له إلى الدنيا انبساط
ولو حضروه حين قضى لألفوا ... ملائكةَ النعيم به أحاطوا
قضى نحباً وليس له قرين ... ولا لنظيره لف القماط
فتى في علمه أضحى فريداً **** وحل المشكلات به يناط
وكان إلى التقى يدعو البرايا ... وينهى فرقة فسقوا ولاطوا
وكان الجن تفرق من سطاه **** بوعظ للقلوب هو السياط
فيا لله ما قد ضم لحدٌ **** ويا الله ما غطى البلا ط
هم حسدوه لما لم ينالوا * * * مناقبه فقد مكروا وشاطوا
وكانوا على طرائقه كسالى ... ولكن في أذاه لهم نشاط
وحبس الدر في الأصداف فخرٌ ... وعند الشيخ بالسجن اغتباط
بآل الهاشمي له اقتداءٌ **** فقد ذاقوا المنون ولم يواطوا
بنو تيميَّةٍ كانوا فبانوا ... نجومُ العلم أدركها انهباط
ولكن يا ندامةَ حابسيه**** فشكُّ الشِّرك كان به يماط
ويا فرحَ اليهود بما فعلتم **** فإنّ الضدَّ يعجبه الخُباط
ألم يك فيكم رجلٌ رشيدٌ **** يرى سجن الإمام فيُستشاط
إمامٌ لا ولايةَ كان يرجو ***** ولا وقفٌ عليه ولا رباط
ولا جاراكُمُ في كسب مالٍ ***** ولم يعهدْ له بِكُمُ اختلاط
ففيم سجنتموه وعظْتموه ***** أما لجزا أذيَّته اشتراط
وسجنُ الشيخ لا يرضاه مثلي **** ففيه لقدْر مثلكمُ انحطاط
أما واللهِ لولا كتْمُ سرّي ***** وخوفُ الشرِّ لانحلَّ الرباط
أيها الأستاذ العزيز ابن طراد هذه الأبيات ليست لأبي الطيب صديق حسن خان بل هي لأبي حفص عمر بن الوردي ....(/)
مسألة حيرت أهلنا في منطقة القبائل.
ـ[حيدرة]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 12:52]ـ
إخواني السلام عليكم:
لقد جرت العادة عندنا في الجزائر في بلاد القبائل أن أجرة عصرالزيتون تكون من الزيت نفسه،فهل هذه الأجرة يعني ما يأخذه صاحب المعصرة من الزيت يدخل في حساب النصاب المطلوب لإخراج الزكاة أم أنها تطرح من المجموع الكلي؟.
هذه المسألة أثارت ضجة كبيرة بين العوام لأنهم إعتادوا أن يأخذ صاحب المعصرة أجرة العصر من المحصول ذاته والباقي يقومون بتزكيته. يعني لتوضيح الصورة من كان منتوجه من الزيت 1000 لتر ثم دفع أجرة العصر 100 لتر فإنه يزكي فقط عن 900 لتر. فهل هذا يجوز، أم أن نصاب المحصول
المزكى يجب أن يكون من كل محصول قبل دفع الأجرة؟ وأرجو من الإخوة إفادتنا بكلام أهل العلم
في هذه المسألة مع الإحالة إن أمكن إلى المرجع والمصدر. وأرجو من الإخوة التقيد بهذه الجزئية وعدم التطرق إلى جزئيات أخرى متعلقة بزكاة الزيتون كالخلاف في وجوب إخراج زكاة الزيتون والخلاف في مشروعية إخراج المقدار قيمة والخلاف في إخراج المقدار زيتا أم حبا.
ـ[التبريزي]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 03:37]ـ
سؤال عن قطف الزيتون
جواب:
..... ولا يصلح أن يخصم أجرة القاطف. قال الكمال بن الهمام في فتح القدير:
وكل شيء أخرجته الأرض مما فيه العشر لا يحتسب فيه أجر العامل ونفقة البقر،
لأن النبي صلى الله عليه وسلم حكم بتفاوت الواجب لتفاوت المؤونة، فلا معنى لرفعها.
http://www.islam ... .net/ramadan/index.php?page=ShowFatwa&lang=A&Id=81054&Option=FatwaId(/)
روابط سلسلة لقاءات المجلس العلمي.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 02:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع بداية الإعلان عن كل لقاء جديد من لقاءات المجلس العلمي يتكرر السؤال عن بقية اللقاءات وعن إجاباتها، لذلك رأيت من الأفضل أن أقوم بجمع روابط تلك اللقاءات وإجاباتها في هذا الموضوع على النحو التالي:
(1)
((اللقاء الأول في سلسلة لقاءات المجلس العلمي))
مع فضيلة الشيخ الدكتور / أحمد معبد عبد الكريم حفظه الله.
أسئلة اللقاء:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=3094&highlight=%C3%CD%E3%CF+%E3%DA% C8%CF
الأجوبة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5387&highlight=%C3%CD%E3%CF+%E3%DA% C8%CF
( 2 )
(( اللقاء الثاني في سلسلة لقاءات المجلس العلمي))
مع فضيلة الشيخ الدكتور / سعد بن ناصر الشثري حفظه الله.
أسئلة اللقاء:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6225&highlight=%C7%E1%D4%CB%D1%ED
الأجوبة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=9391&highlight=%C7%E1%D4%CB%D1%ED
( 3 )
(( اللقاء الثالث في سلسلة لقاءات المجلس العلمي))
مع فضيلة الشيخ / أبي أويس محمد بو خبزة حفظه الله.
أسئلة اللقاء:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=9775
الأجوبة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=11002&highlight=%CE%C8%D2%C9
( 4 )
(( اللقاء الرابع في سلسلة لقاءات المجلس العلمي))
مع فضيلة الشيخ الدكتور / أحمد بن عبد الرحمن القاضي حفظه الله.
أسئلة اللقاء:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=12425
الأجوبة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14825&highlight=%C7%E1%E1%DE%C7%C1+% C7%E1%D1%C7%C8%DA
( 5 )
(( اللقاء الخامس في سلسلة لقاءات المجلس العلمي))
مع فضيلة الشيخ الدكتور / عبد العزيز مصطفى كامل حفظه الله.
أسئلة اللقاء:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=25922
الأجوبة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26846&highlight=%C7%E1%E1%DE%C7%C1+% C7%E1%D1%C7%C8%DA
وسوف أقوم بإلحاق روابط اللقاءات التالية في حينها إن شاء الله تعالى.(/)
يقول الروافض علي رضي الله عنه نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[فصل الخطاب]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 04:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف تردون على الروافض الذين يقولون إن علي رضوان الله تعالى عليه نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنص الآية الكريمة (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) حفظكم الله وبارك بكم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 08:26]ـ
هذا من أسمج ما أنت سامع من الرافضة .. وهو أقرب إلى حجج العوامّ حين يجادلون في مسألة
والجواب أن الله تعالى قال "لقد جاءكم رسول من أنفسكم" أي منكم .. من بني جلدتكم ..
وقال تعالى "فاقتلوا أنفسكم" والمعنى ليقتل بعضكم بعضا,,
فقولهم:الرسول هو نفس عليّ, جهلٌ باللغة,,وفساد في العقل
ثم يقال: ما معنى أن علياً نفس الرسول؟
إن قيل هما في نفس المنزلة, فهو كفر , وجوابه: ماوجه كون الرسول رسولاً وعليٌ غير رسول مع كونهما في ذات المنزلة؟
وإن قيل غير ذلك, لم يكن هو نفس الرسول!
والله الموفق(/)
صاحب التحرير والتنوير ((ابن عاشور))
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 10:18]ـ
هو:
شيخ الإسلام:محمد بن الطاهر بن محمد بن محمد بن الطاهر بن محمد الشاذلي ابن
عبد القادر بن محمد بن عاشور الشريف الأندلسي التونسي المالكي
ولد لعام ألف ومئتين وستة وتسعين من الهجرة وتعلم وحفظ القرآن في السادسة من سنية،وتعلم النحو والفقه والبلاغة وعلومها والفرائض وأصول الفقه،وبرع في الأصلين وكان له الباع في علم البلاغة وكان ممن انخرط بجامع الزيتونة في عام 1310هـ وتخرج منه،ثم إنه لم ينخرط فيمن انخرط في العلوم الشريعة وحسب بل تعلم أيضاً اللغة الفرنسية وأتقنها لاسيما وهو في تونس،ولم يكتف شيخ الإسلام بأن يكون في عداد طلاب جامع الزيتونة ولا رضي بأن يكون في زمرة المتخرجين فتطوع إلى أن أصبح مدرساً فيه،ثم إنه اختبر للتعليم في مدرسة الصادقية فأفلح فيها فجمع بين العلم الشرعي في جامع الزيتونة وبين العلم العصري في المدرسة الصادقية وذلك في عام ألف وثلاث مائة وواحد وعشرين من الهجرة، وما لبث أن تولى رئاسة جامع الزيتونة واعتلى الإدارة فيه ثم فصل،وعين فيه مرة أخرى وذلك في عام ألف وثلاث مائة وواحد وخمسين من الهجرة.
ولما سقط نير الاستعمار عن تونس وأهلها وفتحت الجامعة الزيتونية أسند الأمر إليه وأصبح رئيساُ لها وذلك في عام ألف وثلاث مائة وأربعة وسبعين من الهجرة،وعين قاضياً مالكياً ثم عين مفتياً،فشيخاً للإسلام للمذهب المالكي
مصنفاته:
مصنفات حسان شدت بها الركبان،وشنفت بها آذان الأذان،وشم شذاها لمن سمعها وقرأها من العلماء والرهبان من أولي العبادات؛وقد أشرفت على ثلاثين مصنفاً ما بين مخطوط ومطبوع:
(1) تفسير التحرير والتنوير (ط)
(2) كشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطا (ط)
(3) مقاصد الشريعة (ط)
(4) الوقف وأثره في الإسلام
(5) أصول الإنشاء والخطابة (ط)
(6) قصة المولد (ط)
(7) موجز البلاغة (ط)
(8) أليس الصبح بقريب (ط)
(9) أصول التقدم في الإسلام (ط)
(10) آراء اجتهادية (خ)
(11) أمالي على دلائل الإعجاز (خ)
(12) غرائب الاستعمال (خ)
(13) تعاليق على المطول وحاشية السيلكوتي (خ)
(14) تراجم بعض الأعلام (خ)
(15) كتاب تاريخ العرب (خ)
وفاته:
توفى عليه الرحمة لعام ألف وثلاث مائة و ثلاثة وتسعين من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
طَووا بِلحدكَ نشرَ المكرُمات كما ........ يُطوى السجلُّ ليومِ النفخِ في الصورِ
واروا علوماً يُنادي مَن يؤرّخُها ...... وَدائع العلمِ في قبرِ اِبن عاشورِ
وَغرّةً جلّلت نوراً مؤرّخةً ................... ألا عَلى الطاهرِ المفتي حلى النور
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 12:43]ـ
سمعت الشيخ د. صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى سابقا , ورئيس مجلس القضاء الأعلى حاليا يقول:
كلما قرأت تفسير التحرير والتنوير تذكرت مقولة (كم ترك الأول للآخر)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 01:54]ـ
حقاً كم ترك الأول للآخر، لكن تلك المقولة ليست مدعاة للكسل وعدم الكتابة أو ما إلى ذلك وقديماً قال الأستاذ الإمام محمد عبده بن حسن خير الله التركماني الأزهري المصري عن علم التفسير وعن ذلك الموضوع قائلاً:
وَيُمْكِنُ أَنْ يَقُولَ بَعْضُ أَهْلِ هَذَا الْعَصْرِ: لَا حَاجَةَ إِلَى التَّفْسِيرِ وَالنَّظَرِ فِي الْقُرْآنِ؛ لِأَنَّ الْأَئِمَّةَ السَّابِقِينَ نَظَرُوا فِيَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَاسْتَنْبَطُوا الْأَحْكَامَ مِنْهُمَا، فَمَا عَلَيْنَا إِلَّا أَنْ نَنْظُرَ فِي كُتُبِهِمْ وَنَسْتَغْنِيَ بِهِمْ - هَكَذَا زَعَمَ بَعْضُهُمْ، وَلَوْ صَحَّ هَذَا الزَّعْمُ لَكَانَ طَلَبُ التَّفْسِيرِ عَبَثًا، يَضِيعُ بِهِ الْوَقْتُ سُدًى وَهُوَ - عَلَى مَا فِيهِ مِنْ تَعْظِيمِ شَأْنِ الْفِقْهِ - مُخَالِفٌ لِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى آخَرِ وَاحِدٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَا أَدْرِي كَيْفَ يَخْطُرُ هَذَا عَلَى بَالِ مُسْلِمٍ؟
الْأَحْكَامُ الْعَمَلِيَّةُ الَّتِي جَرَى الِاصْطِلَاحُ عَلَى تَسْمِيَتِهَا فِقْهًا هِيَ أَقَلُّ مَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ، وَإِنَّ فِيهِ مِنَ التَّهْذِيبِ وَدَعْوَةِ الْأَرْوَاحِ إِلَى مَا فِيهِ سَعَادَتُهَا وَرَفْعُهَا مِنْ حَضِيضِ الْجَهَالَةِ إِلَى أَوْجِ الْمَعْرِفَةِ،وَإِرْشَادُهَا إِلَى طَرِيقَةِ الْحَيَاةِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ مَا لَا يَسْتَغْنِي عَنْهُ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَمَا هُوَ أَجْدَرُ بِالدُّخُولِ فِي الْفِقْهِ الْحَقِيقِيِّ، وَلَا يُوجَدُ هَذَا الْإِرْشَادُ إِلَّا فِي الْقُرْآنِ، وَفِيمَا أُخِذَ مِنْهُ - كَإِحْيَاءِ الْعُلُومِ - حَظٌّ عَظِيمٌ مِنْ عِلْمِ التَّهْذِيبِ، وَلَكِنَّ سُلْطَانَ الْقُرْآنِ
عَلَى نُفُوسِ الَّذِينَ يَفْهَمُونَهُ وَتَأْثِيرَهُ فِي قُلُوبِ الَّذِينَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ لَا يُسَاهِمُهُ فِيهِ كَلَامٌ، كَمَا أَنَّ الْكَثِيرَ مِنْ حِكَمِهِ وَمَعَارِفِهِ لَمْ يُكْشَفْ عَنْهَا اللِّثَامُ. وَلَمْ يُفْصِحْ عَنْهَا عَالِمٌ وَلَا إِمَامٌ.اهـ
فها أنت ترى الإمام لم يرضخ لمقولات المقلدة ممن لا يرون العلوم إلا للسابقين وحسب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 01:56]ـ
أقصد لم يجعل عمدته قال وقيل بل عمدته الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 10:22]ـ
بارك الله فيك، وجزيت خيراً.
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 11:34]ـ
يا أبا الفداء:
مقولة كم ترك الأول للآخر , تعني: كم ترك الأوائل من فوائد وشوارد وحكم وتعليلات ....... , وأن المتأخرين يستطيعوا أن يأتوا بشيء لم يأت به الأوائل في الجملة.
فهذه الكلمة من الشيخ ابن حميد كلمة مدح عظمى لذلك العالم الجليل , ولم تفد الذم كما فهمت ياأبا الفداء
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 04:27]ـ
أنا لم أفهمها بمعنى الذم ولكن أؤيدك في مقولتك:كم ترك الأوائل من فوائد وشوارد وحكم وتعليلات فهي مقولة تدل على عمق فهم ومكنون دراية ولكن أقصد لايصرفن هذا مجتهدٍ عن اجتهاده لأن فلان قد أتى عليها وما ترك للآخر شيء بل إن الآخر إن نظرنا فهو معتمد على الأول ومؤيداً له أو مفنداً لخظئه وهكذا دواليك ......
وكما أوَّل جماهير العلماء كإمام الحرمين وغيره من المتكلمين ومن غيرهم من الأشاعرة الصفات أتى من يجدد ذلك الانصراف إلى التأويل إلى فهم النص حسب ما يفهمه السلف ويريده الباري جلَّ وعلا فأتى ابن تيمية وابن القيم، والقاسمي ورشيد رضا، وابن عثيمين وابن باز والألباني ..... ونأمل أن نكون في زمرة ركابهم
أولم ترى إلى جاليليو كيف عارض الكنيسة حينما قال بأن الشمس هي المركز الذي يدور حوله مجموعة الأجرام والكويكبات
ذلك لأنه رفض ما قال الفلاسفة، فبيت القصيد ألا ننصرف إلا إلى الحق ولا نظن بأن أولنا أتى على المسائل دون الأواخر فقط هو ذا ما أردت إيضاحه وهذا يقتضى إرجاع كل ظاهرة إلى أصلها وكل بادرة إلى أسها وأرومتها
وشكراً على الإيضاح
نسألكم الدعاء(/)
كتب وتحقيقات الشيخ اسماعيل الأنصاري رحمه الله - pdf-
ـ[قيس الأنصاري]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 10:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
كتب وتحقيقات الشيخ اسماعيل الأنصاري رحمه الله - pdf-
ملتقى أهل الحديث
ahlalhdeeth.com (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=162247)(/)
مقارنة بديعة بين فضل العلم على المال لابن القيم -رحمه ال
ـ[عبدالله مدني]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 04:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عقد ابن القيم – رحمه الله تعالى – مقارنة بين العلم والمال يحسن إيرادها في هذا المقام فقد فضل العلم على المال من عدة وجوه أهمها:
1 - أن العلم ميراث الأنبياء والمال ميراث الملوك والأغنياء.
2 - أن العلم يحرس صاحبه وصاحب المال يحرس ماله.
3 - أن العلم يزداد بالبذل والعطاء والمال تذهبه النفقات – عدا الصدقة.
4 - أن العلم يرافق صاحبه حتى في قبره والمال يفارقه بعد موته إلا ما كان من صدقة جارية.
5 - أن العلم يحكم على المال فالعلم حاكم والمال محكوم عليه.
6 - أن المال يحصل للبر والفاجر والمسلم والكافر أما العلم النافع فلا يحصل إلا للمؤمن.
7 - أن العالم يحتاج إليه الملوك ومن دونهم وصاحب المال يحتاج إليه أهل العدم والفاقة والحاجة.
8 - أن صاحب المال قد يصبح معدماً فقيراً بين عشية أو ضحاها والعلم لا يخشى عليه الفناء إلا بتفريط صاحبه.
9 - أن المال يدعو الإنسان للدنيا والعلم يدعوه لعبادة ربه.
10 - أن المال قد يكون سبباً في هلاك صاحبه فكم أختطف من الأغنياء بسبب مالهم!! أما العلم ففيه حياةٌ لصاحبه حتى بعد موته.
11 - سعادة العلم دائمة وسعادة المال زائلة.
12 - أن العالم قدره وقيمته في ذاته أما الغني فقيمته في ماله.
13 - أن الغني يدعو الناس بماله إلي الدنيا والعالم يدعو الناس بعلمه إلي الآخرة.
منقول(/)
حكم رفع البائع و صياحه في السوق لترويج البضاعة و السلعة؟
ـ[أبو إلياس الليبي]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 02:39]ـ
هل يجوز للتاجر أو البائع أن يرفع صوته في السوق و يصيح لترويج سلعته عن طريق عرض ثمنها و خصائصها؟
كمن ينادي بصوت عال أن ثمن السلعة كذا و أنها جميلة و أنها و أنها .... و ذلك لترويج بضاعته و جلب الزبائن.
هل هذا جائز؟ و ما الدليل على تحريم ذلك إن كان محرم.
نرجو الرد السريع.
ـ[الهاجرية]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 04:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال البخاري في صحيحه
بَاب كَرَاهِيَةِ السَّخَبِ فِي السُّوقِ
1981 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ حَدَّثَنَا هِلَالٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قُلْتُ
أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ قَالَ أَجَلْ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}
وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: بفتح المهملة -أي السين- والخاء المعجمة بعدها موحدة -أي الباء-، ويقال فيه: الصخب بالصاد المهملة بدل السين، وهو رفع الصوت بالخصام. انتهى
قال الشيخ خليل المديفر في شرح الحديث
السخب هو رفع الصوت بالخصومة اوالكلام الفاحش والسباب وهذا مكروه
اما رفع الصوت لحاجة فلا بأس مثل يحرج على سلعة فلا يدخل فيه وإن كان خلاف المروءة
ـ[أبو إلياس الليبي]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 02:58]ـ
للرفع(/)
وجدت سنورا فماذا أفعل فيه؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 03:05]ـ
وجدت قطا يظهر لى انه رومى مع العلم اننى أحب تربيتهم فماذا أفعل فيه؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 11:10]ـ
وجدت قطا يظهر لى انه رومى مع العلم اننى أحب تربيتهم فماذا أفعل فيه؟
سؤال عجيب، وهواية قديمة؛ سبقك بها صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (أبا هريرة) رضي الله عنه.
على العموم أخي الفاضل أقول لك حيث لم أر من أجابك:
إن استطعت أن تضمن أمرين بإذن الله تعالى فلا حرج، بل وأرجو أن تكون سببا في دخولك الجنة كما دخلها من قبلك كما ورد.
الأمر الأول: العناية بها، وتوفير الطعام والشراب لها، وعدم إيذائها، أو الإعتداء عليها بما يلحق الأذى بها.
الأمر الثاني: نظافتها، والتأكد من أنها لا تحمل أمراضا، أو تقوم بقضاء حاجتها في المنزل وعلى الفرش أو (الموكيت).
فإذا ضمنت هذين الأمرين، فافرح بها.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 11:42]ـ
جزاك الله خيرا
انا لا أوذى القطط فانا أحبهم الا اننى احيانا أخنقه استدلالا بما روى عن الناس أن القط يحب خناقه
وبخصوص الاكل فأنا أكله أكلا يشتهيه وان روى عن الناس ان القط يأكل وينكر لكن المشكلة ان الجديد ذكر كالقديم عندى وعادتهم هى المشاجرات العنيفة بعد تهديدات بالنونوة ذات الصوت العالى الكئيب(/)
علماء وشعراء في آن
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 04:16]ـ
يقول الأستاذ الإمام العلامة حكيم المشرق:
محمد بن عبده بن حسن بن خير الله التركماني البحيري المصري الحنفي الأزهري: {1323:ت}:
في الثورة وكان آنذاك في السجن
وأحفظ الدهر أني لا أشاكله ... فيما تبطن من غش وتمويه
أحارب الدهر وحدي ليس ينفعني ... إلا الثبات وحسبي من أصافيه
تعلم الدهر مني كيف يطعنني ... فخاب ظنًّا وخانته مزاكيه
وليس يعجزني عن كسر فيْلَقه ... إلا المنايا تفاجيني فتحميه
إن المنايا سهام الله سددها ... وليس يخطئ سهم الله مرميه
============================== ===================
أبي القاسم محمود بن عمر بن أحمد الخوارزمي الزمخشري جار الله الحنفي: {538:ت}:
كثر الشك والخلاف وكل ... يدعي الفوز بالصراط السوي
فاعتصامي بلا إله سواه ... ثم حبي لأحمد وعلي
فاز كلب يحب أصحاب كهف ... كيف يشقى محب آل النبي؟!
============================== ============
يقول:العلامة الأصولي أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللُخمي الغِرنَاطيّ الشاطبيّ الأندلسيّ: {790:ت}:
بليت يا قوم والبلوى منوّعة ... بمن أداريه حتى كاد يرديني
دفع المضرة لا جلبًا لمصلحة ... فحسبي الله في عقلي وفي ديني
أنشدهما تلميذه الإمام أبو يحيى ابن عاصم له مشافهة.
============================== ===========
من شعر الأستاذ العلم العلامة المحدث المفسر
محمد بن رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا علي خليفة القلموني الحسيني الطرابلسي البغدادي المصري القاهري: {1354ت}:
يقولها تهنئة للسلطان عبد الحميد
يوم الجلوس على العرش الحميدي ... أجلُّ عيد على الدنيا سياسي
ذاك الجلوس قيام بالأمانة أو ... نوم مع الأمن أو نيل الأماني
قيام راعٍ يبيت الليل منتبهًا ... كيما ينام قريرًا كل مرعي
قيامه بشؤون الملك تابعة ... حكم الخلافة في الدين الحنيفي
عبد الحميد وذو الرأي الرشيد بنا ... وخير هادٍ ومأمون ومهدي
مقرونة طاعة الباري بطاعته ... كما قرأناه في النص القرآني
ذو همة تحسب الأفلاك أنجمها ... دارت على محور منها مجازي
إذا خبا البرق في الآفاق أومض في ... أفكاره بين إيجاب وسلبي
يعارض البرق منهلاً ومنسجمًا ... بعارض من نداه حافل الري
بين المحيا وكفيه مناسبة ... كالبدر والبحر في الجذب الطبيعي
تقلد الملك والأخطار مهطعة ... من كل صوب كأعناق البخاتي
فاستَّل صارم عزم من إضاءته ... تنصلت صبغة الخطب الدجوجي
فلم يدع هام خطب غير منفلق ... ولم يذر عنق كرب غير مفري
وشاد للدولة العظمى دعائمها ... من دنيوي به تسمو وديني
شكت له البؤس والضرا فأتحفها ... بمعنوي من النعمى وصوري
وبث روح الترقي في عناصرها ... من عسكري ومالي وعلمي
وكف عنها زحوف الطامعين ... وقد كانت تهدد منهم بالآلافي
مآثر كهتون المزن هامية ... تواترت بين مروي ومرئي
قد طوقت كرة الدنيا مناطقها ... منها بنور ولكن غير شمسي
بالكَمِّ والكيف تأبى الاشتراك بها ... بالرغم عن هذيان الاشتراكي
تعزى إلى شخصه السامي فلست ترى ... سوى حميدية اسم أو حميدي
يا خادم الحرمين الأشرفين ويا ... رب النفوذين حسي وروحي
وحاملاً راية السلم الشريف وميـ ... ـزان السياسة للقطر الأوروبي
يخشى خلافك بل يرجى حلافك من ... ملوكه كل مرجو ومخشي
يهنيك عيد به عاد السرور ... على كل الرعية من عرب وتركي
وعش لأمثاله بالله معتصمًا ... مؤيدًا منه بالنصر الإلهي
============================== ================
من شعر علامة طرابلس الشام ومصر الشيخ: حسين الجسر بن محمد الجسر بن مصطفى الجسر الطرابلسي الحنفي المصري الدِميَاطيّ الصيادي: {1327:ت}:
أحبَّتنا الترك الأكارم والعربا ... أنادي الموافي الشرق منكم أو الغربا
أصيخوا لقولي يا صباحا فإنني ... أنا المنذر العُرْيان ينذركم خطْبا
بذلت لكم نصحي وإني وحقكم ... محب وأولى بالقبول امرؤ حبا
أهيم بسعدى والأماني سعودكم ... أمانيّ من سعدى أذوق بها العذبا
وأذكر نجدًا والفؤاد بذكره ... لنجدتكم يطوي مدى عمره وثبا
ويا طالما أسهرت جفني في الدجى ... أراقب في أعلى مفارقه الشهبا
وما بي وَجْد غير أني مفكر ... بكل الذي عن نهجكم يطرد الصعبا
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا نظرت عيناي مجدًا لغيركم ... تفيضان دمعًا يخجل الدم والسحبا
أئنُّ وأبدي من زفيري لواعجًا ... أشيب بها لما أرى غيركم شبّا
إذا شمت برقًا في سماء سعادة ... أقول عساه عنكم يخرق الحجبا
ولي مقلة بصارة إنما يدي ... بها قصر عما شغلت به القلبا
فجِدُّوا لإدراك المعالي فإنها ... لغاية آباء لكم مجدهم أربى
بِعلم وَجُود شامخ وبسالة ... وملك عزيز باذخ حيَّر اللبا
أَمَا منكم تلك البحار التي غدت ... معارفها ما بيننا اللؤلؤ الرطبا
أناروا بأنوار العوارف والهدى ... مناهج حق واستحثوا بها الركبا
فأوفوا على بحبوحة الدين تزدهي ... بشمس يقين نورها مزق السحبا
وأوموا إلى الدنيا فذلّت وأصبحت ... إلى ربعهم أفلاذ غبرائها تجبى
أما منكم تلك الأسود التي سعت ... إلى الموت لا توليه ظهرًا ولا جنبا
يعدون لقيا الحرب أوفر حظهم ... كأن لديها ودهم يصحب القربى
وحازو فَخارًا دون هامة السهى ... وملكًا عزيزًا شامخًا باذخًا رحبا
وأبقوا لنا هذا التراث فهل نرى ... من الحزم أن نلقيَه بين الورى نهبا
خليق بتُرب خالطته دماؤهم ... دعانا له مسك الترائب لا تربا
أما منكم تلك الكرام الأولى رموا ... بأموالهم عن مجد أوطانهم ذبّا
سخوا بكنوز للمحامي عن الحمى ... وهم كنزوا في بذلها الشرف الصلبا
فقوم رأوا بذل النفوس سعادة ... فطاب لديهم شرب كأس الردى عبّا
وقوم رأوا بذل العقائل منه ... عليهم ففاض الجود من راحهم سكبا
وكلٌّ شَرَى من ربه جنة الرضى ... وقد ربحت تلك التجارة في العقبى
أما منكم تلك الملوك التي غدت ... سياستها للملك تستغرق الكتبا
قد استخدموا للعلم كل يراعة ... وسلّوا لحفظ الملة الصارم العضبا
وساقوا لإرغام العدا كل فيلق ... يهدّ الرواسي الشامخات إذا دبا
وكم قلبوا من دولة مشمخرّة ... وكم دوخوا في كل ناحية شعبا
وكم فتحوا من بلدة ذات منعة ... صياصيّها دكت بوطأتهم رعبا
وكم عمروا بالعدل دارًا وصيروا ... قفار البراري يزدهي وعرها خصبا
لنا اليوم منهم في المَلا خَيْرُ شاهدٍ ... أطاع له المولى الأعاجم والعربا
خليفتنا (عبد الحميد) الذي له ... سوابق خير لا نطيق لها حسبا
رأى أن هذا العلم نور وأنه ... لكل نجاح في الملا أصبح القطبا
فسهل في إدراكه كل منهج ... وأركبنا عند السُّرَى نحوه نجبا
أتى الملك والأخطار محدقة به ... فأنهض في أعبائه كاهلاً صلبا
وأفرج عنه كلّ غماء عندها ... يطيل غراب البين في دارنا النعبا
وقام بأمر الدين يحمي ذماره ... ويولي صدوع الملك من رأيه رأيا
وسار على متن العزيمة يقتفي ... لتشييد سلطان له المنهج الرحبا
فباشر وصل المدن في دار ملكه ... بطرق حديد تجمع الشرق والغربا
مناهج قد أصبحن أسّ تجارة ... كما قد غدت في حرب أعدائنا قطبا
إذا ما خلت منهن مملكة غدت ... تخاف الأعادي وهي لا تأمن الجدبا
إذا ما بساط الريح راقك ذكره ... فهذا بساط النار تقضي به الأربا
وقد شاد في غمر البحار شوامخًا ... تمر مرور السحب في سيرها خبا
دوراع قامت للخطوب روادعًا ... روائع أعداء متى سحبت سحبا
إذا انشق صدر البحر منها تشققت ... قلوب العدا من هول منظرها رعبا
إذا قذفت نيرانها خِلْتَ أنها ... براكين هاجت واللهيب بها شبّا
وجهز للفرض الذي عز ديننا ... به كل جيش يعشق الطعن والضربا
ترى في ثنيات الثغور عساكرًا ... تضيء ثغورًا كلما تشهد الحربا
أسود شرى قد أشبلت فهي في الوغى ... تجيد بأرواح العدا السلب والنهبا
مخالبها تلك الحراب وزأرها ... صراخ بواريد تصبّ البَلا صبا
وتقذف إذ يحمى الوطيس على العدا ... صواعق كرّوب بها تفرج الكربا
أقامهم سلطاننا عز نصره ... لحفظ حمى الأوطان سربًا يلي سربا
وهم بذلوا الأرواح صونًا لدارنا ... أليس علينا أن نهيم بهم حبا
ونبذل في راحاتهم كل ممكن ... لدينا من الإسعاف كي نأمن العتبا
أيجمل فينا المكث ما بين أهلنا ... نلذ بمأكول ونستعذب الشربا
وتلك الأسود الحاميات ديارنا ... نآة عن الأهلين قد فارقوا الصحبا
ونحن بأكنان على الفرش رُقَّد ... وهم تَخِذوا بين الثلوج لهم سربا
وناهيك برد الروم لا درّ درّه ... إذا اشتد يومًا فتت الحجر الصلبا
ألا فاقتدوا يا قومنا بأكارم ... سَعَوْا بالهدايا نحوهم تملأ الرحبا
فنالوا ثواب الله جل جلاله ... وشكر مليك لم يزل سيله سكبا
(يُتْبَعُ)
(/)
فما ضاع عند الله مثقال ذرة ... وللعُرف عَرف كم يضوع بنا حقبا
أدام إله العرش سلطاننا لنا ... غياثًا ونصر الله دام له حزبا
============================== =============================
من نظم صاحب الفضيلة أستاذنا الشيخ حسين أفندي الجسر الطرابلسي الشهير.
بالجد يبلغ ذو الآمال ما طلبا ... وبالوفاق ينال المرء ما رغبا
يا عصبة الملة الغراء أنشدكم ... ربًّا بعزة علياه قد احتجبا
ما السر في أن أسلافًا لنا سلفوا ... سادوا البرية فيما أورث العجبا
يا جاهلاً قدْر علياهم وما اكتسبوا ... سل الأناسي أو سل عنهم الكتبا
تخبرك أنهم سادوا الأنام علا ... ودوخوا الكون حتى السبعة الشهبا
يجيء إليهم خراج الأرض قاطبة ... بذاك خاطب هارون الهدى السحبا
هل كان ذاك بغير الجد حالَفَه ... حُسن الوفاق وإلا فاذكروا سببا
لله در علوم بينهم برزت ... من كل فن عن الأفكار قد حجبا
أصول فقه وتوحيد وفلسفة ... وهيئة وسياسات غدت نخبا
جغرافة وتواريخ مهذبة ... وفن حرب وما نكفي به النوبا
صنائع وفلاحات ونافعة ... وجملة من علوم أصبحت أدبا
نحوًا وصرفًا وإنشاء وقافية ... وقرض شعر ونظمًا يبعث الطربا
بلاغة وبيانًا والبديع وما ... قد يعجز الحاسب المطري إذا حسبا
ما في الطبيعة علم فات مقصدهم ... ولا الرياضة فن عنهم احتجبا
أكان تدوينهم هذي العلوم لأن ... ينال منها سوانا كل ما رغبا
أم أنهم وضعوا تلك الصنائع كي ... تكون في سلب أموال لنا سببا
أم أنهم رتبوا فن الفلاحة كي ... يعود ربع سوانا عامرًا خصبا
أم (الشفاء) تقول الشيخ ألفه ... لغيرنا فاستفادوا منه ما وجبا
ودونوا كتبًا منه وقد نسبوا ... إبداعها للذي في دارهم نجبا
أم (الحريري) أبدى من بلاغته ... تلك المقامات كي تغدو لهم أدبا
لو شام ناظره بين الأنام لها ... تلك التقاليد أنَّ الدهرُ وانتحبا
كلا وربك ما راموا بما سمحوا ... إلا لنكسب منه خير ما اكتسبا
فلا يليق بأن الغير وارثه ... ونحن فيه كمن عن إرثه حجبا
وإن ترى من ديار الغير لامعة ... بروقه ونراه منهم انسكبا
فنغدو كالبحر تنهل السحاب به ... من مائه وترى ذا البحر قد نضبا
هذا وقد أذعنت قهرًا لسطوتهم ... كل الطوائف ممن شط أو قربا
لو رمت تعداد ما نالوه من عظم ... على البرايا غدوت اليوم منغلبا
لكن عليك بأخبار الصحابة إذ ... فيه شفاء , ومن في نهجهم سربا
مثل الذي أنضج الآلاف صارمة ... من قبل ما أنضجت شمس الضحى العنبا
أو المقيم على أرباض خرشنة ... أشقى العدا بجيوش أسعدت حلبا
أو الذي بفتوحات له اتصلت ... غدا له فاتح بين الورى لقبا
فيا عصابة دين الله حيهلا ... على الذي فيه حقًّا نبلغ الأربا
واسترجعوا ذكر أسلاف لكم تركوا ... مفاخرًا لم ينلها غيرهم حسبا
وجانبوا الحسد المذموم مسلكه ... وجردوا سيف عزم يقصم الهضبا
كونوا بجمع قلوب عند سعيكم ... إلى المعالي تنالوا كل ما طلبا
إن القداح إذا ما جمعت عجزت ... عنها الأكف وإذا ما فرقت فهبا
هذا الخليفة قد أبدى لنا طرقًا ... من الهدى وإلى ساحاتها ندبا
أنشا مدارس تعليم وزينها ... بكل فن علينا قبلُ قد صعُبا
ولم يدع سببًا يفضي لثروتنا ... إلا بهمته قد سهل السببا
فما عليه من الإحسان أرسله ... فما علينا سوى أن نهجر اللعبا
إن لم نكن بهداه نهتدي فلنا ... يقال ما في ثمود قد أتانا نبا
يا صاحبي لا يكون المرء مفتخرًا ... إلا إذا عزمه مع رأيه اصطحبا
رأي يريك الدجى صبحًا يصاحبه ... عزم يقد الصخور الصم والقضبا
فلا يفيدك تصقيل الشعور إذا ... لم يغد عقلك مصقولاً بما كسبا
ولا يصونك " بسطون " بحربته ... إن لم يكن منك عزم يشطر الحربا
يا سعد عرج على ربع العلوم فقد ... أقوى لعلك تحييه لمن طلبا
ويا كواكب ذي الفيحا وجيرتها ... كونوا طوالع سعد عندها ارتقبا
واستسلموا لهدي المولى خليفتنا ... فلن يفوز امرؤ عن هديه انقلبا
إذ جل مقصده أنَّا بنعمته ... بين البرايا نفوق العجم والعربا
أدامه الله شمسًا تهتدي أبدًا ... ألبابنا بسناها ثم لا غربا
ما نال بالجد والآمال ما طلبا ... وبالوفاق حوى ذو الجد ما رغبا
============================== ==================
الشيخ أبو الفرج محمد جمال الدين بن محمد بن قاسم بن صالح بن إسماعيل بن أبي بكر الحلاق الدمشقي القاسمي الشافعي: {1332:ت}:
قال مادحاً مختار الصحاح:
(يُتْبَعُ)
(/)
لمختار الصحاح على الألبا عوارف حق أن ترعى وتشكر
وإن كان الصحاح له أياد فللمختار فضل ليس ينكر
============================== ================
يقول:أبو الغيث خير الدين محمد بن محمود بن علي فارس الزركلي الدمشقي:
{1397:ت}:
الأهلُ أهلي والديارُ دياري ... وشعار وادي (النَّير بَين) شعاري
ما كان منْ ألم بجلّقَ نازل ... واري الزناد، فزندهُ بي واري
إِنَّ الدَّمَ المُهَراقَ في جنباتِها ... لَدَمِي وإِنَّ شِفارها لشفاري
دمعي لما مُنيتْ به جارٍ هنا ... ودمي هناك على ثراها جارِي
...
يا وامِضَ البرق اطمئنَّ وناجني ... إِنْ كنتَ مطَّلعًا على الأسرار
ماذا هناك فإن صَوْتًا راعني؟ ... والصوْتُ فيه جفوةُ الإذعار
النارُ محدقةٌ بجلقَ بَعْدَ ما ... تَرَكَت (حماة) على شفيرٍ هارٍ
تَنْسابُ في الأحياءِ مُسرعةَ الخُطَى ... تأتي على الأطمارِ والأعمارِ
والقومُ منغمسون في حَمآتها ... فتكًا بكل مُبرأ صَبَّارِ
الطفلُ في يدِ أُمهِ غَرَضُ الأذى ... يُرمى وليسَ بخائض لِغمار
والشيخ متكئًا على عكازه ... يُرمى، وما للشيخ من أوزارِ
صَبَرَتْ دِمَشق على النكال لياليا ... حَرُمَ الرُّقاد بها على الأشفار
لهفي على المتخلفين برُحبِهَا ... كيفَ القرارُ ولات حين قرارِ
يَترقبون الموتَ في غَدواتهم ... وإذا نجوْا فالمَوْتُ في الأَسحارِ
لا يعلمون أفي سَوَادِ دُجُنَّةِ ... هم سهَّدٌ أم في بياض نهار
الوابلُ المدْرارُ من حمم اللظى ... متواصِلٌ كالوابل المدْرارِ
والظلم منطلق اليدين محكم ... يا ليت كل الخطب خطب النار!
...
أمجالسَ السُّمَّار، ضاحكة بهم ... ضحك الهوى: ما حل بالسمار؟
أمعاهدَ الأدب الطريف ثكلتِه ... غَضَّ الصبا كتفتح الأزهار
أُمَّ القصور نواعمًا رَبَّاتها ... ما للقصور دواثر الآثار
أُمَّ الجنان الكاسيات رياضها ... حُلل السنا ما للرياض عواري
أُمَّ الحياة، وللحياة نعيمها، ... هل في ديارك بعد من ديار؟
زهو الحضارة أنتِ مطلع شمسه ... أفتغتدين وأنت دار بوار
ويح الحضارة كيف يَمتهن اسمَها ... مُتكالبون على الضِّعاف ضوار
هم أوردوكِ وأصدروكِ على صدى ... فشقيتِ في الإيراد والإصدار
هم أحرجوكِ فأخرجوكِ مَهيجة ... فصرختِ فيهم صرخة الجبار
طالت لياليك الثلاث وإنما ... في مثلهن يلوح نهج الساري
وإذا الظلام عتا تَبَلَّجَ فجره ... ظُلَمُ الحوادث مطلع الأنوار
ما انهار قصرٌ في حماك ممرد ... إلا ليرفع فيك قصر فخار
ما دمروك هم ولكن دمروا ... ما كان فيكِ لهم من (استعمار)
حملوا عليك مواثبين وما لهم ... ثأر، وثُرتِ وأنت ربة ثار
ما ينقمون عليك إلا أنهم ... شهدوكِ غير مَقودَة لصغار
فإذا المنازل وهي شامخة الذُّرى ... مُنهار أطلال على مُنهار
وإذا المدينة (تدمر) أو (نينوى) ... أنقاض عمران ورسم دمار
...
قم سائل الأجيال يا ابن نسيجها ... واستوحِ غامض سرها المتواري
فلعل عِبرة مجتلي صفحاتها ... في ما محاه الدهر من أسطار
إن الشعوب لتستفيق إذا انتشت ... والصحو غاية نشوة الأسكار
أرأيتَ كيف طغى الفرنج وأوغروا ... صدر الأسنَّة أيما إيغار
أرأيتَ كيف استهتروا بمطامع ... فيها المصارع أيَّما استهتار
الشرق بين قويهم وضعيفهم ... متداول الأنجاد والأغوار
وبنوه بين وعيدهم ووعودهم ... شتى المذاهب شرَّد الأفكار
لا تأمنن فأنت بين مكافح ... منهم وبين مخادع غرار
وانظر إلى الآلاف من بُسلائهم ... يغزوهم مئة من (الثوار)
من كل معوار صليب عوده ... يقتاد كلَّ مدجَّج مغوار
الواثبين إذا يقال: تأهبوا ... والقاحمين إذا يقال: بدار
إن أنصفت أيام (ذي قار) لنا ... سلفًا فنحن اليوم في (ذي قار)
طارت بألباب الفرنجة صيحة ... في الشام فاندفعوا إلى الأسوار
واستهدفوا الأطفال في حجراتها ... والطفلات وهُنَّ في الأخدار
عمُّوا بمضطرب القذائف كلَّ ذي ... ضعفٍ وخصُّوا كل ذات إزار
ستروا بضرب الآمنين فرارهم ... فأعجب لعارٍ ستروه بعار
...
غَضِبَتْ لسورية الشهيدة أمةٌ ... في مصر تطفئ غلة الأمصار
ورعت لها ذمم الوفاء فلم يضع ... عهدٌ تَسلسَلَ في دم الأعصار
لله والتاريخ والدم واللغى ... حق وللآمال والأوطار
تأبى الجماعة أن تهون لغاضب ... والفرد موقوف على الأقدار
وإذا العرى انفصمت تولى أهلَها ... ضيمُ المغير بخطبه الكبَّار
...
(يُتْبَعُ)
(/)
يا ابن (الكنانة) ما الجراح دواميًا ... في الشام إلا في طلى الأحرار
المشترين ديارهم بدمارهم ... وهم يرون به رباح الشاري
أنِفوا حياة الشاء كل عشية ... وضحى تعيث بها يد الجزار
هلا نظرتَ إلى الشآم فإنها ... ترنو إليك بشاخص الأبصار
ناءت بحمل نكوبها فتقلقلت ... موجًا بأطفال هناك صغار
ليس الجوار إذا عدلت بمقنعٍ ... يأبى الشقيق عليك حقَّ الجار
============================== ============
يقول الإمام البلاغي شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي المصري: {1069:ت}:
يقولون لي لم تُبْقِ للصُّلحِ موضِعاً ... وقد هجرُوا مِن غير ذَنْبٍ فمَن يُلْحَى
صدقتُمْ وأنتم للفُؤاد سَلبتُمُ ... ومالِيَ قلبٌ غيرهُ يطلبُ الصُّلْحَا
وقال أيضاً:
مذُ أودعُوا قلبيَ سَّر الهوى ... خافوا مِن الواشِي على حُبيَّ
فانْتهبُوا لُبَّي ولم يقْنَعوا ... باللُّب حتى أخذُوا قلْبي
وقال أيضاَ:
لعَمْرِيَ إن الدهرَ خَطَّ بمَفْرِقي ... رسائلَ تدعُو كلَّ حيٍّ إلى البِلَى
أرى نُسخة للعُمر سوَّدها الصِّبا ... وما بُيِّضتْ بالشَّيْب إلاَّ لتُنْقَلاَ
============================== ==========
يقول الإمام العلاّمة أبو الثناء شهاب الدين محمود بن
عبد الله الحسيني الآلوسي الشافعي الحنفي البغدادي الكبير: {1270:ت}:
أهيمُ بآثار العراقِ وذكره ... وتغدو عيوني عن مسرَّتها عَبْرىَ
وألثم إخفاقاً وطنَ ترابهُ ... وأكحلُ أجفاناً بتربته العَطْرَى
وأسهر أرعى في الدياجي كواكباً ... تمرُّ إذا سارت على ساكني الزورا
وانشقُ ريح الشرق عند هبوبها ... أداوي بها يا ميُّ مُهجتَي الحَرّا
وقال في وصف بغداد وفراقه لها:
أرضٌ إذا مرَّت بها ريحُ الصبا ... حملت من الأرجاء مسكاً أذفرا
لا تسمعنَّ حديث أرضِ بعدها ... يُروى فكل الصيد في جوف الفرا
فارقتها لا عن رضى هجرتها ... لا عن قلى ورحلتُ لا متخيَّرا
لكنها ضاقت عليَّ برحبها ... لما رأيتُ بها الزمان تنكَّرا
ومن حسن قوله وصفه لشاعر سهل الألفاظ بعيد المعاني:
تتحَّيرُ الشعراء إن سمعوا به ... في حسن صنعته وفي تأليفه
فكأنهُ في قربه من فهمهم ... وتقولهم في العجز عن ترصيفهِ
شجرٌ بدا للعين حسنُ نباتهِ ... ونأى عن الأيدي حتى مقطوفهِ
وقال مستغفراً وقد افتتح به كتاب مقاماته:
أنا مذنبٌ أنا مجرمُ أنا خاطئ ... هو غافرٌ هو راحمُ هو عافي
قابلتهنّ ثلاثةُ بثلاثةٍ ... وستغلبَن أوصافُهُ أوصافي(/)
من الاتفاقات الغريبة
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 04:30]ـ
يقول: الإمام شهاب الدين محمود بن عبد الله الآلوسي الحسيني الشافعي الحنْفي البغدادي الكبير (1270:ت)
ومن الاتفاقات الغريبة ما نقله مولانا راغب باشا رحمه الله تعالى ملخصا من تعريفات أبى البقاء قال: قال الإمام العلامة محمد بن سعيد الشهير بالبوصيري نور الله تعالى ضريحه: إن بعض النصارى انتصر لدينه وانتزع من البسملة الشريفة دليلا على تقوية اعتقاده في المسيح عليه السلام وصحة يقينه به فقلب حروفها ونكر معروفها وفرق مألوفها وقدم فيها وأخر وفكر وقدر فقتل كيف قدر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال: قد انتظم من البسملة ابن الله المحرر
فقلت له: حيث رضيت البسملة بيننا وبينك حكما وحزت منها أحكاما وحكما فلتنصرن البسملة منا الأخيار على الأشرار ولتفضلن أصحاب الجنة على أصحاب النار إذ قد قالت لك البسملة بلسان حالها: إنما الله رب المسيح راحم النحر لامم لها المسيح ورب مابرح الله راحم المسلمين سل ابن مريم أحل له الحرام لا المسيح ابن الله المحرر لامرحم للئام أبناء السحرة رحم حر مسلم أناب إلى الله لله نبي مسلم حرم الراح ربح رأس مال كلمة الإيمان فان قلت: إنه عليه السلام رسول صدقتك وقالت: إبل أرسل الرحمة بلحم وإبل من أسماء الله تعالى بلسان كتبهم وترجمة بلحم بيت لحم وهو المكان الذي ولد فيه عيسى عليه السلام إلى غير ذلك مما يدل على إبطال مذهب النصارى ثم انظر إلى البسملة قد تخبر أن من وراء حلها خيولا وليوثا ومن دون طلها سيولا وغيوثا ولاتحسبنى استحسنت كلمتك الباردة فنسجت على منوالها وقابلت الواحدة بعشر أمثالها بل أتيتك بما يغنيك فيبهتك ويسمعك مايصمك عن الإجابة فيصمتك فتعلم أن هذه البسملة مستقر لسائر العلوم والفنون ومستودع لجوهر سرها المكنون ألا ترى أن البسملة
إذا حصلت جملتها كان عددها سبعمائة وستة وثمانين فوافق جملها إن مثل عيسى كآدم ليس لله من شريك بحساب الألف التي بعد لامي الجلالة ولا أشرك بربي أحدا يهدى الله لنوره من يشاء بإسقاط ألف الجلالة فقد أجابتك البسملة بما لم تحط به خبرا وجاءك مالم تستطع عليها صبرا انتهى {تفسير روح المعاني}(/)
فوائد من آية {اليوم أكملت لكم دينكم}
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 06:03]ـ
*إكمالُه الدين - وقد أضافه إلى نفسه - صَوْنُه العقيدة عن النقصان. القشيري
* هذه الآية فيها منقبة لعلم الصديق أبوبكر:
قال أصحاب الآثار: إنه لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلّم لم يعمر بعد نزولها إلا أحداً وثمانين يوماً أو اثنين وثمانين يوماً، ولم يحصل في الشريعة بعدها زيادة ولا نسخ ولا تبديل البتة، وكان ذلك جارياً مجرى أخبار النبي صلى الله عليه وسلّم عن قرب وفاته، وذلك إخبار عن الغيب فيكون معجزاً، ومما يؤكد ذلك ما روي أنه صلى الله عليه وسلّم لما قرأ هذه الآية على الصحابة فرحوا جداً وأظهروا السرور العظيم إلا أبا بكر رضي الله عنه فإنه بكى فسئل عنه فقال: هذه الآية على عدل على قرب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم فإنه ليس بعد الكمال إلا الزوال. الرازي
* وصف الدين بالكمال،والنعمة التي أسبغها الله عليهم بالتمام إيذاناً في الدين بأنه لا نقص فيه ولا عيب ولا خلل،ولا شيء خارجاً عن الحكمة بوجه. ابن القيم
تعقيب:
(قلنا: وهذا فيه دلالة على حجية القياس والإجماع وداخل في هذا قوله تعالى: {إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} فمن جملة الذكر ما فهم به ووضح وإن القياس والاجتهاد من قبيل فهم الذكر فهو منه إذاً لمن تأخر عن من تقدم وذلك لعلة لازمة لكل من تأخر وهي العلة التي من أجلها بكى عمر).
*ووصف النعمة بالتمام إيذاناً بدوامها واتصالها، وأنه لا يسلبهم إياها بعد إذا أعطاهموها، بل يتمها لهم بالدوام في هذه الدار وفي دار القرار.ابن القيم
(قلنا ووصف النعمة كما قال ابن القيم بالتمام لدوامها واتصالها فيه دلالة على أن للدين رجال تتصل النعمة على يديهم وتدوم من خلال توفيقهم في الدنيا، وألئك هم من يجتهد فتدوم نعمة فهمهم على كل الأمة وذلك فيه دلالة على أن القياس لرجال دون رجال)
* حسن اقتران التمام بالنعمة، وحسن اقتران الكمال بالدين،وإضافة الدين إليهم، إذ هم القائمين به والمقيمين له.
* إضافة النعمة للرب جل وعلا تفيد ما ذكره الله في كتابه من حفظ الدين وفيه دلالة على
أن هذا الدين باق عن النحل الأخرى لأن الله نسب الإنعام على عباده لنفسه تأكيداً للحفاظ على الدين عن ما سوى الشرائع الأخرى التي خول الله أهلها الحفاظ عليها.
* المقابلة بين ما تحتويه الآية من مقابلات كـ (أتممت في مقابلة أكملت وعليكم في مقابلة لكم ونعمتي في مقابلة دينكم) أكدت ذلك وزادته تقريرا وكمالا وإتماما للنعمة بقوله ورضيت لكم الإسلام دينا.
* قال الله تعالى أكملت لكم دينكم ولم يقل أتممت لكم ليشمل الإتمام مع الكمال وذلك فيه دلالة على أن الدين ليس بشرعة أمة دون أمة ولا لعصر دون عصر ولا لمصر دون مصر؛ وقال أتممت عليكم نعمتي ولم يقل أكملت ليبين أن نعمة الإيمان تزيد وتنقص فهي تتم وتنقص هكذا دواليك ولا تكون كاملة إلا لأهل العصمة ممن اصطفاهم الله واجتباهم، وفي هذا ردٌ على أهل البدع ممن ينكر أن الإيمان يزيد وينقص.
* وقال الله ورضيت لكم الإسلام دينا أي أنه ما رضيَ من العبد أن يكون مسلماً هكذا بالكلام فقيَّد حين قال الإسلام ليطلق في دار القرار وأطلق الرضا لأهل الدارين ممن انقاد واذعن ليبين أن أهل الإسلام على أصناف:صنف سباق فلأولئك الرضا أطلق في الدارين والصنف الآخر هو ممن يقتصد فله الرضا وإن كان أقل من صاحبه لأنه انقاد بجسده وما انقاد بروحه فاستن بسننهم فلحق بهم وأنت مع من أحببت، وصنف أطلق فقيد.
* التعريض حينما قال: {أتممت عليكم نعمتي} فنسب النعمة لنفسه وفي هذا شرفٌ لأهل الإسلام غير الذين خولهم أمر حفظ دينهم فضيعوه وصحفوه وحرفوه {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}
(يُتْبَعُ)
(/)
* قال ابنُ عباسٍ: كان ذلك اليوم خمسةَ أعْيادٍ , جُمْعَةً وعَرفَةَ وعِيدَ اليَهُودِ والنَّصارَى والمَجُوسِ , ولم يَجْتَمِعْ أعيادُ أهْلِ المِلَلِ في يوم قبله ولا بعده. وكأن الله أنزل هذه الآية ليعلم أهل الكتاب وسائر أهل الملل أن أعمالهم كما قال تعالى {أضل أعمالهم}:أي جعلها ضالة ضائعة ليس لها من يتقبلها ويثيب عليها، كالضالة من الإبل التي هي بمضيعة لا ربَّ لها يحفظها ويعتني بأمرها.وأن الله لا يقبل لأحد منهم ولا يثيب على أعمالهم فالإكمال لأهل الإسلام والخلل لغيرهم {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}
والنقص والنكص بساقين كسيحتين وهما الكفر والعناد وهما مقيدتا نعمة الإتمام، والسخط لأهل
الملل لأنهم أذعنوا لغير أمر الله وانقادوا لأهوائهم فنالوا السخط في الدنيا والآخرة. فعلم أن شرط الرضا رضا الله بالإذعان لأمره وبهذا تبطل سائر الملل وتنسخ بدين هو الدين الأكمل والأتم.
* وجملة ورضيت لكم الإسلام مستأنفة لا معطوفة على أكملت وإلا كان مفهوم ذلك أنه لم يرض لهم الإسلام ديناً قبل ذلك اليوم وليس كذلك لأن الإسلام لم يزل ديناً مرضياً لله وللنبي وأصحابه منذ أرسله مستأنفة وليست معطوفة لأنها لو عطفت لقدر المعنى: أكملت لكم دينكم ورضيت. كرخي
* في قوله تعالى:أكملت لكم تقتضي نسخ باقي الشرائع إيذاناً بشرعة تامة مرضية عن أهلها، مع الدلالة على أن النبي هو آخر الأنبياء لمتابعة الملزوم اللازم.
* فيها دلالة قاهرة وحجة باهرة على تقديم الكتاب والسنة وذلك فيه إرغام للمقلدة الذين لا يرون إلا ما رأي شيوخهم وعلمائهم ولا يبحثون ولا ينقبون قنعوا بوهدة التقليد وهيهات ومن أصدق من الله قيلا، ومن أصدق من الله حديثا؛ وقد أنبأنا الله بذلك وأعلمنا في كتابه في عدة مواضع منها:
{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْء} [الأنعام: 38]، {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً}
[النحل: 89]، ثم أردف بالأمر حين قال {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} [المائدة: 49]. وقال: {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} [النساء: 105]. وقال: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} [الأنعام: 57]. وقال: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]. وفي آية. . {هُمُ الظَّالِمُون} [المائدة: 45] دلالة منه جل وعلا على أن أمره الفصل وقوله ليس بالهزل وهذا تعريض بالمقلدة. وهذه من الكتاب أما من السنة فقد قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]. وهذه أعمّ آية في القرآن، وأبْيَنُها في الأخذ بالسنة المطهرة، وقال: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء: 59]. وقد تكرر هذا في مواضع من الكتاب العزيز. وقال: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [النور: 51]. وقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}
[الأحزاب: 21]. والاستكثار من الاستدلال على وجوب طاعة الله وطاعة رسوله لا يأتي بعائدة. ولا فائدة زائدة، فليس أحد من المسلمين يخالف في ذلك. ومن أنكره فهو خارج عن حزب المسلمين.
* تقديم لكم على دينكم لأبراز مصلحتهم وحرص الله عليهم وحبه الخير لهم وفي هذا رد على القدرية من يقولون هو الذي أهلكهم و الذي أرداهم هو هو وينسبون لله السوء.
* والإكمال يتضمن معان منها:
البيان: قال الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل: 89]. فلا يقال أن الدين كامل وهو مبهم فهذا فيه إخلال لذا كان من الأمور التي تتوفر في كمال الدين البيان واعلم أن لكل عصر ومصر بيان مختلف عن غيره فالناس على أضرب كما قال الله تعالى في الدعوة:
{أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} فمن كان من أهل الحكمة دعي بها ومن كان من أهل المعصية والفسوق دعي من جانب الموعظة لعل أن يلين قلبه وتنفطر جوارحه رغبة في الإياب إلى ربه،وأما إذا كان من أهل الجدال والمعاندة فخير طريق معه المجادلة شرط أن تكون بوجه حسن وذلك مجمل قول على بن أبي طالب " حدثوا الناس على قدر عقولهم "
فالصحابة غير التابعين غير أتباع التابعين غير أهل ذلك العصر فلكل منهم عادات و أمور تختلف لذا كان البيان مختلف فتنوعت الطرق في الاجتهاد وتبيين الدين وهذا دليل على حجية القياس.
الاستيفاء: وذلك كما قال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} 5 [الأنعام: 38]. حيث أن الله ما ترك أهل القياس والاجتهاد ينصرفون إلى غير الكتاب والسنة المبينة له كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "أوتيت الكتاب ومثله معه" أو كما قال تعالى: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}، فجعل الله ذلك العنصر أي الاستيفاء حيث وفر كل سبل البحث والقياس والاجتهاد لأهل الاجتهاد وهذا متضمن لمعنى الإكمال وشرط من شروطه.
* دلت آية {ورضيت لكم الإسلام دينا} على أن الشيء المختار المدخر لا يكون إلاّ أنفس ما أُظهر من الأديان، والأنفس لا يبطله شيء إذ ليس بعده غاية، فتكون الآية مشيرة إلى أنّ نسخ الأحكام قد انتهى.(/)
هل يجوز لي أن أتمذهب على مذهب سني ولا أخرج عنه؟
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 06:57]ـ
الجواب:
إن كان المراد بالتمذهب العلم جاز هذا ولا حرج،أما من جهة العمل فلا بد العمل بالدليل،ولهذا ترى مثلا ابن قدامه-رجمه الله- ألف في باب العلم كتب من مثل: الكافي وغيره تجد غير ما قرره في كتابه -المغني- لهدا نقول من باب العلم جاز هذا التمذهب أما العمل فلابد العمل بالديل ولو خالف مذهبه.
هذا مختصر كلام الشيخ سعد الشثري-حفظه الله- في أحد أشرطته
قال الشيخ يوسف الغفيص-حفظه الله - في شريط: -المنهجية في دراسة الفقه-: .............
لقد تكونت في الأمة عدة مذاهب، ولكن الذي انضبط في ما بعد هي المذاهب الخمسة التي أشرت إليها سابقاً، ثم جاء -ولاسيما بعد القرن العاشر- من صرح بنقد التمذهب، ونحن نقول: هل التمذهب نوع من التدين أم أنه نوع من الترتيب العلمي؟ لقد كان التمذهب في أصله ترتيباً علمياً، بمعنى: أنك إذا قلت: إن فلاناً من الشافعية، أو الحنفية، أو إن ابن عبد البر مالكي، فإن معنى ذلك: أنه على أصول الإمام مالك في الاستدلال؛ لأنه سبق معنا أن الأدلة: الكتاب والسنة والإجماع، ثم ما يسمى بالأدلة المختلف فيها. فهذا معنى التمذهب بصورته العلمية السائغة الذي هو من باب التراتيب العلمية، أي: أن جماعةً من أهل العلم اختاروا أصول فقه الشافعي، وجماعةً أخرى اختاروا أصول فقه أحمد أو أهل الحديث من البغداديين ونحوهم، وجماعةً أخرى اختاروا أصول فقه الإمام مالك .. وهكذا. فإذا فهم التمذهب على هذا الوجه فهو من باب التراتيب العلمية .. وهل هذا هو الذي وقع في التاريخ أم أن الذي وقع هو التعصب؟ نقول: لقد وقع في التاريخ هذا وذاك، فكما أن ثمة محققين من أصحاب الأئمة الأربعة يسمون مذهبيين، على هذا المعنى السابق الذي ليس هو من باب التدين والتعصب، وإنما من باب التراتيب العلمية والاختيار في الاجتهاد، فكذلك وُجد المتمذهبون المتعصبون. ولذلك إذا قيل: هل ينكر التمذهب أو لا ينكر؟ قيل: بحسب المقصود: أما من ينكر التمذهب جملةً وتفصيلاً فيقول: إنه لا يجوز لعالم أن يقول: إنه حنبلي أو شافعي، حتى وإن قصد أنه يختار أصول الاستدلال عند الشافعي ويقدمها على أصول الاستدلال عند مالك، بمعنى: أنه مثلاً لا يستعمل إجماع أهل المدينة، خلافاً للمالكي الذي يستعمل إجماع أهل المدينة، فيبني فقهه على أصول الإمام الشافعي، فإن هذا التمذهب بهذا المفهوم بدعة أو ضلالة. فهذا تقحم في المسائل فيما يظهر. لماذا؟ لأنه يخالف إجماع الأمة في قرون مضت؛ لأنك وإن قلت: إنه وجد من العلماء من لم يتمذهب، فإنه لم ينقل عن عالم في جملة من قرون الأمة أنه صرح بإنكار التمذهب على هذا المفهوم. ثم إن التمذهب بهذه الصورة والذي هو اقتفاء بعض أصول الفقه عند فلان أو فلان، لم ينشأ مع المذاهب الأربعة، بل نص الشافعي في رسالته وقال: كان كثير من المكيين أو أكثرهم لا يخرجون عن قول عطاء، وكان كثير من أهل المدينة لا يخرجون عن قول سعيد بن المسيب، ثم لما ظهر فيهم مالك واشتهر علمه بدؤوا يتبعون الإمام مالك، قال: وكان أهل العراق يأخذون بقول النخعي. فكان هذا أمرًا معروفًا عند العلماء، ولذلك إذا قرأت في كتب العلم المطولة، أو ما يتعلق ببعض الفقهيات؛ تجد أن مالكاً في الموطأ أو في جواباته في المدونة ربما علل كثيراً من جوابه بقوله: أدركنا العلماء على ذلك .. وهذا ما مضى عليه شيخنا .. لم يذكر أحد من أهل العلم يقول بذلك. فالاقتداء بهذا المفهوم على نوع من الاجتهاد والتقديم لأصول إمام على إمام لا بأس به، وقد شاع في قرون المسلمين. أما إذا تحول التمذهب إلى أن هذا المذهب هو الراجح وما عداه يكون مرجوحاً، أو تقديم قول الحنابلة على الشافعية مطلقاً، أو التعصب، أو هجر السنن النبوية تقديماً للمذاهب الفقهية؛ فلا شك أن هذا تمذهب مذموم في شريعة الله، وبإجماع أئمة المسلمين المتقدمين.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 08:04]ـ
بارك الله فيكم
فتوى اللجنة الدائمة رقم (16011) وتاريخ: 8/ 5/1414هـ.
الذي يُقبل قوله مطلقاً، بدون مناقشة ولا معارضة، هو رسولُ اللهِ.
لقول الله تعالى: ?وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا?.
وقوله تعالى: ?وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى?
أما غيرُه من البشر مهما بلغ من العلم، فإنه لا يُقبل قولُهُ إلاَّ إذا وافقَ الكتابَ والسُّنَّةَ، ومن زعم أن أحداً تجب طاعتُه بعينة مطلقًا، غيرَ رسولِ اللهِ، فقد ارتَدَّ عن الإسلام.
وذلك لقوله تعالى: ?اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون?.
وقد فسر العلماء هذه الآية بأن معنى اتخاذهم أرباباً من دون الله: طاعتهم في تحليل الحرام، وتحريم الحلال.
انتهت الفتوى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 10:29]ـ
بارك الله فيكما
فيتقرر مما ذُكر أن التمذهب سنة متبعة جرى عليها السلف وأهل العلم من بعدهم
كما كان لابن عباس أصحاب يأخذون بأصوله وأقواله ولعطاء بن أبي رباح أصحاب يأخذون بأصوله وأقواله من أهل مكة فإذا ترجح لهم مخالفة قولهيما لقول الشارع تركوه له واعتذروا له
وكذا يقال في أصحاب علي بن أبي طالب ثم ابن مسعود ثم النخعي ثم حماد من أهل الكوفة
ثم أبي حنيفة
وكذا يقال في أصحاب ابن عمر وأبي هريرة ثم سالم ونافع والأعرج وأبي الزناد والزهري والأنصاري وربيعة من أهل المدينة
ثم مالك
ثم من جمع بين هاتين المدرستين كالشافعي وأحمد وإسحاق
فهذا هو التمذهب المحمود الذي هو سنة السلف
أما التعصب والعناد وترك الحق لأقوال الرجال فهو موجود في أكثر الطوائف سواء كانت طوائف عقدية كالخوارج والشيعة والمعتزلة أو فقهية أو سياسية حزبية وغير حزبية
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 10:55]ـ
السلام عليكم
قال ابن القيم - حمه الله - فى إعلام الموقعين: (الصَّوَابُ إِذَا تَرَجَّحَ - عِنْدَ الْمُنْتَسِبِ إِلَى مَذْهَبٍ - قَوْلٌ غَيْرُ قَوْل إِمَامِهِ بِدَلِيلٍ رَاجِحٍ فَلاَ بُدَّ أَنْ يَخْرُجَ عَلَى أُصُول إِمَامِهِ وَقَوَاعِدِهِ، فَإِنَّ الأَْئِمَّةَ مُتَّفِقَةٌ عَلَى أُصُول الأَْحْكَامِ، وَمَتَى قَال بَعْضُهُمْ قَوْلاً مَرْجُوحًا فَأُصُولُهُ تَرُدُّهُ وَتَقْتَضِي الْقَوْل الرَّاجِحَ.
وَقَال النَّوَوِيُّ: قَال أَبُو عَمْرٍو: اخْتِيَارُ أَحَدِ أَتْبَاعِ مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ لِلْقَدِيمِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ قَبِيل اخْتِيَارِهِ مَذْهَبَ غَيْرِ الشَّافِعِيِّ إِذَا أَدَّاهُ اجْتِهَادُهُ إِلَيْهِ)
ويقول الشيخ العثيمين - رحمه الله - فى فتاويه: (التمذهب بمذهب معين إذا كان المقصود منه أن الإنسان يلتزم بهذا المذهب معرضَا عما سواه سواء كان الصواب في مذهبه، أو مذهب غيره فهذا لا يجوز ولا أقول به.
أما إذا كان الإنسان يريد أن ينتسب إلى مذهب معين لينتفع بما فيه من القواعد والضوابط ولكنه يرد ذلك إلى الكتاب والسنة، وإذا تبين له الرجحان في مذهب آخر ذهب إليه فهذا لا بأس به، والعلماء المحققون كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره هم من هذا النوع هم محققون لهم مذهب معين ولكنهم لا يخالفون الدليل إذا تبين لهم)
ويقول أيضاً إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يستخرج الحكم بنفسه من الكتاب والسنة، فما عليه إلا التقليد لقول الله تبارك وتعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) ومن المعلوم أن العامي لا يمكن أن يستخلص الحكم من الأدلة لأنه عامي فما عليه إلا أن يقلد، وفي هذه الحال يجب عليه أن يقلد من يرى أنه أقرب إلى الصواب لسعة علمه، وقوة دينه، وأمانته، ولا يحل
لإنسان أن يُقلّد على وجه التّشهي فإذا رأى القول السّهل الميسَّر تبعه سواء كان من فلان أو من فلان، فهذا ربما يقلد عشرة أشخاص في يوم واحد حسبما يقتضيه مزاجه، والواجب اتباع من يرى أنه أقرب إلى الصواب لعلمه وأمانته.
أما التزام التمذهب بمذهب معين يأخذ برخصه وعزائمه على كل حال فهذا ليس بجائز؛ وذلك لأنه فيه طاعة غير الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - على وجه الإطلاق، ولا أحد جدير بطاعته والعمل بقوله على وجه الإطلاق إلا الله عز وجل ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
وفى فتاوى دار الإفتاء المصرية:
حكم التقليد
المفتي
حسنين محمد مخلوف.
جمادى الآخرة 1373 هجرية 8 فبراير 1954 م
المبادئ
1 - التقليد واجب على غير المجتهد المطلق ولا يجب عليه التزام مذهب معين.
2 - مذهب العامى فتوى مفتيه المعروف بالعلم والعدالة.
3 - يجوز تتبع رخص المذهب فى المسائل المتعددة.
4 - التلفيق بمعنى العمل فى كل حادثة بمذهب جائز شرعا.
5 - ليس للمقلد الرجوع بعد العمل بقول أحد المجتهدين فى حادثة إلى قول مجتهد آخر فيها
السؤال
(يُتْبَعُ)
(/)
من السيد / ع ب أ بيروت - لبنان بسؤال هذا نصه هل يجوز للانسان التقليد أو التلفيق من مذاهب الأئمة الأربعة واو لغير ضرورة قبل العمل أو بعده فى المعاملات أو فى العبادات كالصلاة أو التيمم أو الوضوء أو الغسل لمن توضأ وضوءا واجبا أو اغتسل غسلا واجبا من ماء قليل مستعمل فى رفع حدث مقلدا لمذهب الإمام الشافعى وترك النية مقلدا لمذهب الإمام أبى حنيفة فهل يكون وضوؤه أو غسله صحيحا أم لا
الجواب
اطلعنا على السؤال ونقول - من رحمة الله تعالى بعباده أن أرسل خاتم رسله محمدا صلى الله عليه وسلم بشريعة هى خاتمة الشرائع عامة وافية كفيلة بما يحتاج إليه البشر فى كل زمان، دستورها الأول القرآن الكريم، والثانى السنن الصحيحة، ومنهما يتولد أصلان آخران - هما إجماع المجتهدين على الحكم الشرعى والقياس الصحيح فيما لم يرد فيه نص وهو باب فسيح يسد حاجة الأمة فيما يجد من الحوادث والشئون على تعاقب الدهور واختلاف الأحوال والعصور، عنى علماء الأصول بتحرير قواعده وضوابطه التى يتوصل بها إلى استنباط الأحكام من هذه الأصول - والأحكام العملية وهى التى يبحث عنها فى الفقه منها ما لا يحتاج إلى نظر واجتهاد وهو ما ثبت بالدليل القطعى واستفاض العلم به حتى أصبح معلوما من الدين بالضرورة كأركان الإسلام الخمسة وتحريم الكبائر.
ومنها ما هو محل نظر واجتهاد وهذا النوع متشعب الأطراف، وهو الذى جرى فى حلبته فقهاء الإسلام واختلفت فيه أنظارهم واتسع به نطاق الفقه الإسلامى، والذى قام بعبئه هم المجتهدون الذين توافرت لهم وسائل الاجتهاد.
أما من عداهم من عامة المسلمين الذين لم تتوافر لهم وسائل النظر فى الأدلة والاجتهاد فى استنباط الأحكام فهم المقلدون الذين يجب عليهم الأخذ بمذاهب المجتهدين، إذ كل من جهل حكما ولم يكن فى استطاعته الاجتهاد وجب عليه أن يسأل عنه العلماء به لقوله تعالى {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} الأنبياء 7، وإلا لتعذر العمل عليه وكان تكليفه به مع عدم القدرة على استنباطه تكليفا بما ليس فى الوسع فكان من رحمة الله تعالى بعباده أن شرع لهؤلاء الرجوع إلى العلماء ولم يلزمهم النظر والاجتهاد لعدم تمكنهم منهما وعدم توافر وسائلهما لديهم.
التقليد فالتقليد مشروع فى الأحكام العملية وهو كما قال الآمدى (العمل بقوله الغير من غير حجة ملزمة) وقد ذهب جمهور الأصولين إلى أن العامى وهو الذى ليس له أهلية الاجتهاد فى الأحكام وإن كان محصلا لبعض العلوم يجب عليه اتباع قول المجتهدين والأخذ بفتواه للآية السالفة، وهى عامة لكل المخاطبين الذين لم تتوافر لهم وسائل العلم بالأحكام، ولأن العامة فى زمن الصحابة والتابعين كانوا يستفتون المجتهدين منهم ويتبعونهم فيما بينوه لهم من الأحكام وكان المجتهدون يبادرون إلى إفتائهم والكشف لهم عما جهلوا ولم ينكروا عليهم استفتاءهم إياهم فكان ذلك إجماعا على مشروعية التقليد فى الفروع.
غير أن العامى فى الاستفتاء مقيد باستفتاء من عرف بالعلم والعدالة وأهلية النظر فيما يستفتى فيه فلا يجوز له أن يستفتى من لم يعرف بالعلم والعدالة احتياطا فى أمر الدين - (لا يجب التزام مذهب مجتهد معين) - إذا تقرر هذا فهل يجب على العامى التمذهب بمذهب مجتهد معين والتزام جميع عزائمه ورخصه بحيث لا يجوز له الخروج عنه - الحق الذى ذهب إليه جمهور العلماء أنه لا يجب عليه ذلك بل له أن يعمل فى مسألة بقول أبى حنيفة مثلا، وفى أخرى بقول مجتهد آخر للقطع بأن المستفتين فى كل عصر من زمن الصحابة ومن بعدهم كانوا يستفتون مرة واحدا ومرة غيره غير ملتزمين مفتيا واحدا، وعلى ذلك لوالتزم مذهبا معينا كمذهب أبى حنيفة أو الشافعى لا يلزمه تقليده فى كل مسألة، وقد اختار ذلك الآمدى وابن الحاجب والكمال فى تحريره والرافعى وغيره لأن التزامه غير ملزم، إذ لا واجب إلا ما أوجبه الله ورسوله، ولم يوجب الله ولا رسوله على أحد من الناس أن يتمذهب بمذهب رجل معين من الأئمة فيقلده فى دينه يأخذ كل ما يأتى ويذر غيره، وقال ابن أمير حاج فى شرحه على التحرير (ثم فى أصول ابن مفلح - وذكر بعض أصحابنا (يعنى الحنابلة) والمالكية والشافعية.
هل يلزمه التمذهب بمذهب والأخذ برخصة وعزائمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيه وجهان أشهر هما لا - كجمهور العلماء فيتخير. ونقل عن بعض الحنابلة أنه قال وفى لزوم الأخذ برخصة وعزائمه طاعة غير النبى صلى الله عليه وسلم فى كل أمره ونهيه وهو خلاف الإجماع وتوقف فى جوازه، وقال أيضا إن خالفه فى زيادة علم أو تقوى فقد أحسن ولم يقدح فى عدالته بلا نزاع بل يجب فى هذه الحال وأنه نص أحمد، وكذا قال القدورى الحنفى ما اظنه أقوى عليه تقليده فيه - - انتهى - - ثم قال ابن أمير حاج بعد نقل هذا (وقد انطوت القرون الفاضلة على عدم القول بذلك - بل لا يصح للعامى مذهب ولو تمذهب به لأن المذهب إنما يكون لمن له نوع نظر واستدلال وبصر بالمذاهب على حسبه أو لمن قرأ كتابا فى فروع ذلك المذهب وعرف فتاوى إمامه وأقواله.
وأما من لم يتأهل لذلك البتة بل قال أنا حنفى أو شافعى أو غير ذلك لم يصر كذلك بمجرد القول، كما لو قال أنا فقيه أو نحوى أو كاتب لم يصر كذلك بمجرد قوله يوضحه أن قائله يزعم أنه متبع لذلك الإمام سالك طريقه فى العلم والمعرفة والاستدلال، فأما مع جهله وبعده جدا عن سيرة الإمام وعلمه بطريقه فكيف يصح ل الانتساب إليه إلا بالدعوى المجردة والقول الفارغ من المعنى) انتهى - ولذلك اشتهر قولهم العامى لا مذهب له، ففى البحر فى باب قضاء الفوائت (وان كان عاميا ليس له مذهب معين فمذهبه فتوى مفتيه وإن لم يستفت أحدا وصادف الصحة على مذهب مجتهد أجزأه) - انتهى - - ومما تقدم يعلم انه لا يجب تقليد مجتهد معين، وأن التلفيق بمعنى العمل بقول مجتهد فى مسألة وبقول آخر فى أخرى لضرورة ولغيرها فى العبادات والمعاملات جائز تخفيفا ورحمة بالأمة.
الرجوع عن التقليد وليس للعامى إذا قلد مجتهدا فى مسألة واتصل عمله بها الرجوع عنها وتقليد غيره فيها.
لأن الرجوع عن التقليد بعد العمل باطل اتفاقا لما فيه من إبطال عين فعله وهو غير جائز.
لأن إمضاء الفعل كإمضاء القاضى لا ينقض أما قبل العمل كما إذا استفتى مجتهدا وعرف حكم المسألة منه ثم استفتى آخر فيها وعرف الحكم منه فله أن يعمل بقول أى واحد منهما.
نص على ذلك الآمدى وابن الهمام فى التحرير وصاحب جمع الجوامع ومسلم الثبوت وغيرهم من علماء الأصول.
جواز تتبع الرخص وينبنى على جواز التلفيق فى التقليد بالمعنى المتقدم أولا.
جواز اتباعه رخص المذاهب فى المسائل المختلفة كما ذهب إليه الجمهور، فيعمل بأمرين متضادين فى حادثتين لا تعلق لواحدة منهما بالأخرى.
كما إذا توضأ مراعيا الشرائط على مذهب الشافعى ثم فى وضوء آخر راعى الشرائط على مذهب أبى حنيفة، لأن للمكلف أن يسلك الأخف عليه إذا كان له إليه سبيل بأن لم يكن قد عمل بقول مجتهد آخر فى ذات المسألة التى يريد التقليد فيها لما علمت من أنه ليس للمقلد الرجوع بعد العمل بقول أحد المجتهدين فى حادثة إلى قول مجتهد آخر فيها.
قال فى التحرير فى شرحه (ويتخرج منه أى من كونه لم يلتزم مذهبا معينا جواز اتباعه رخص المذاهب أى أخذه من كل منها ما هو الأهون فيما يقع من المسائل) ومثله فى مسلم الثبوت أما ما نقل عن ابن عبد البر من أنه لا يجوز للعامى تتبع الرخص إجماعا فليس على إطلاقه.
إذ قد روى عن الإمام أحمد فى هذا روايتان، وحمل القاضى أبو يعلى الرواية التى تقول بفسق متتبع رخص المذاهب على غير متأول ولا مقلد - فالقصد التيسير على الناس فمن توضأ على مذهب أبى حنيفة له أن يصلى بهذا الوضوء على مذهب الشافعى وبالعكس.
فالتلفيق على هذا الوجه جائز لعدم اتحاد المسألة التى لفق فيها، ولأنه لا يلزم المقلد استفتاء مفت معين على ما أسلفنا بيانه.
ومن هذا يعلم أن تتبع رخص المذاهب بأن يأخذ المقلد بقول المذاهب فى المسائل المتعددة جائز.
أما إذا اتحدت المسألة حقيقة أو حكما فلا يجوز كما حققه الكمال فى التحرير وصاحب مسلم الثبوت فى باب الإجماع.
لأنه لا يترتب على الأخذ برخص المذاهب فى المسائل المتعددة وهو التلفيق بالمعنى المتقدم خرق الإجماع فى مسألة متفق عليها، وقد اختار ذلك الآمدى والرازى - وعلى ذلك فالتلفيق بتتبع الرخص جائز فى الصورة التى ذكرها السائل.
فإن الماء القليل المستعمل مطهر عند مالك فإذا أخذ المقلد بهذا الحكم مقلدا مذهب مالك أجزأه ثم يقلد مذهب أبى حنيفة فى عدم لزوم الدلك والنية فى الوضوء والغسل يكون وضوؤه أو غسله صحيحا.
لأنه لم يتتبع الرخص فى مسألة واحدة بل فى مسائل إذ الحكم على طهورية الماء منفصل عن الحكم على صحة الوضوء أو الغسل مع ترك الدلك والنية.
والخلاصة أن التقليد واجب على غير المجتهد لمطلق لضرورة العمل وأنه لايجب على المقلد التزام مذهب معين، وأنه يجوز له العمل بما يخالف ما عمله على مذهبه مقلدا غير إمامه، وأن مذهب العامى فتوى مفتيه المعروف بالعلم والعدالة وأن التلفيق بمعنى العمل فى كل حادثة بمذهب جائز.
ويتخرج على جوازه جواز تتبع رخص المذاهب فى المسائل المتعددة - كالوضوء على مذهب الشافعى ثم الصلاة به بعد اللمس على مذهب أبى حنيفة.
أما التلفيق بمعنى تتبع الرخص فى مسألة واحدة فغير جائز.
فلا يصح الوضوء إذا ترك الترتيب فى غسل الأعضاء ومسح أقل من ربع الرأس على ما سبق تحقيقه، وأن الرجوع عن التقليد بعد العمل فى حادثة واحدة باطل فإذا عقد زواجه وفق شروط مذهب أبى حنيفة بأن تولت الزوجة البالغة العقد بنفسها مثلا وعاشرها زوجها معاشرة الأزواج ثم طلقها ثلاث تطليقات فليس له أن يقلد مذهب الشافعى الذى يرى أن النكاح لا ينعقد بعبارة النساء بل لابد من الولى - لأن هذا تلفيق للتقليد فى مسألة واحدة وهو باطل اتفاقا، ولا بد لهذه الزوجة لكى تحل لمطلقها أن تتزوج بغيره زواجا صحيحا ويدخل بها حقيقة ويطلقها وتنقضى عدتها ومما تقدم علم الحكم فى هذه المسائل.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 11:50]ـ
قال ابن القيم - حمه الله - فى إعلام الموقعين: (الصَّوَابُ إِذَا تَرَجَّحَ - عِنْدَ الْمُنْتَسِبِ إِلَى مَذْهَبٍ - قَوْلٌ غَيْرُ قَوْل إِمَامِهِ بِدَلِيلٍ رَاجِحٍ فَلاَ بُدَّ أَنْ يَخْرُجَ عَلَى أُصُول إِمَامِهِ وَقَوَاعِدِهِ، فَإِنَّ الأَْئِمَّةَ مُتَّفِقَةٌ عَلَى أُصُول الأَْحْكَامِ، وَمَتَى قَال بَعْضُهُمْ قَوْلاً مَرْجُوحًا فَأُصُولُهُ تَرُدُّهُ وَتَقْتَضِي الْقَوْل الرَّاجِحَ.
أن يُخَرَّج
ـ[القضاعي]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 10:56]ـ
التمذهب المذموم اليوم بين طلاب العلم: هو التمسك بأصول صاحب المذهب أو ما خُرّج عليها بواسطة الأصحاب وإن خالفت الدليل أو ما هو أرجح منها عند غيره.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 01:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أيها الأحبة على مروركم العطر،وكما قال بعض السلف من الإئمة: "إذا خالف قولي حديثا صحيحا فاضربوا بقولي عرض الحائط"، ولا شك أن الإنتساب للمذاهب الإسلامية السنية مشى عليه جل العلماء وليس هذا من السنة اللازمة فقد يترجح لطالب علم فضلا عن عالما ما يخالف مذهبه فيعمل بمقتضى الدليل الشرعي ...
فإن قال قائل أو أهل بلدة قالوا: لا نخرج على قول إمامنا المتبوع بحجة أن الخلاف شر فماأنتم قائلون؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 02:21]ـ
قيل إن هذا يرجع إلى النظر في المصالح والحكمة
فليس كل خلاف شر
ألا ترى أن الصحابة اختلفوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما في قصة الصلاة في بني قريظة ولم يعنفهم على هذا الاختلاف ولو كان شرا لأنكره
فالخلاف الذي يدخل في أبواب الشر هو ما ترتب عليه بغضاء أوشحناء أوتعصب أو قتال أو كان عن هوى وعناد
أما الخلاف الذي نشأ عن اجتهاد وحسن قصد لإصابة الحق فقد أجمعت الأمة على جوازه لأن الشريعة واللغة التي أنزلت بها لا تقبل إلا هذا فكان تحريم هذا الاختلاف سبب للتضييق على الأمة وإعناتها ووقوعها في الحرج
لكن قد تكون مخالفة أهل البلد يترتب عليها فتن وقلاقل فعلى من خالف مذهب أهل البلد أو أغلب علمائه أن يكون ذا حكمة فإذا رأى أن في نشر مخالفته فتن وتضييع للحق أحجم وعمل برأيه لنفسه
وإن لم ير ذلك أعلن مذهبه
وهكذا
الأمر يدور مع المصلحة والحكمة والله أعلم
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 07:50]ـ
قيل إن هذا يرجع إلى النظر في المصالح والحكمة
فليس كل خلاف شر
ألا ترى أن الصحابة اختلفوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما في قصة الصلاة في بني قريظة ولم يعنفهم على هذا الاختلاف ولو كان شرا لأنكره
فالخلاف الذي يدخل في أبواب الشر هو ما ترتب عليه بغضاء أوشحناء أوتعصب أو قتال أو كان عن هوى وعناد
أما الخلاف الذي نشأ عن اجتهاد وحسن قصد لإصابة الحق فقد أجمعت الأمة على جوازه لأن الشريعة واللغة التي أنزلت بها لا تقبل إلا هذا فكان تحريم هذا الاختلاف سبب للتضييق على الأمة وإعناتها ووقوعها في الحرج
لكن قد تكون مخالفة أهل البلد يترتب عليها فتن وقلاقل فعلى من خالف مذهب أهل البلد أو أغلب علمائه أن يكون ذا حكمة فإذا رأى أن في نشر مخالفته فتن وتضييع للحق أحجم وعمل برأيه لنفسه
وإن لم ير ذلك أعلن مذهبه
وهكذا
الأمر يدور مع المصلحة والحكمة والله أعلم
جميل جدا،بارك الله فيك
والمتذهب الذي لا يخرج عن مذهبه قط لزمه الوقوع ولا شك في مسائل مرجوحة أو حتى الأقوال الشاذة بهذا يعرف أن العمل وعدم الخروج عن المذهب يعد من الغلط
وفقكم الله
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 08:19]ـ
والمتذهب الذي لا يخرج عن مذهبه قط لزمه الوقوع ولا شك في مسائل مرجوحة أو حتى الأقوال الشاذة بهذا يعرف أن العمل وعدم الخروج عن المذهب يعد من الغلط
صحيح بقيد أن يعلم بطلان مذهبه في هذه المسائل وإلا فلا غلط
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 10:57]ـ
صحيح بقيد أن يعلم بطلان مذهبه في هذه المسائل وإلا فلا غلط
الذي يعلم هو طالب العلم أو متبع الدليل،أما العامي فمذهبه من يفتيه على حسب مذهبه
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 11:24]ـ
بارك الله فيكم
أقصد أن طالب العلم والفقيه الملتزم بمذهب معين لا حرج عليه إذا عمل بقول إمامه مالم يتبن وترجح له مخالفته لقول الشارع
فبما أنه ليس بعالم بموطن المخالفة فلا حرج عليه وإنما الحرج بعد معرفته الراجح
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 01:27]ـ
بارك الله فيكم
أقصد أن طالب العلم والفقيه الملتزم بمذهب معين لا حرج عليه إذا عمل بقول إمامه مالم يتبن وترجح له مخالفته لقول الشارع
فبما أنه ليس بعالم بموطن المخالفة فلا حرج عليه وإنما الحرج بعد معرفته الراجح
أحسن الله إليك أخي الفاضل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 05:11]ـ
بارك الله فيكم
أقصد أن طالب العلم والفقيه الملتزم بمذهب معين لا حرج عليه إذا عمل بقول إمامه مالم يتبن وترجح له مخالفته لقول الشارع
فبما أنه ليس بعالم بموطن المخالفة فلا حرج عليه وإنما الحرج بعد معرفته الراجح
هناك شرط ينبغي توضيحه وهو أن العامي إذا عرف حكماً شرعياً ممن يفتيه يجب أن يعتقد أن هذا هو قول الكتاب والسنة ليكون اتباعه لهما لا قول أحد بعد محمد صلى الله عليه وسلم.
أي أنه يجب أن يعلم أن من يفتيه يفتيه طبقاً لقال الله قال رسوله ولا يأتي بشئ من عنده فبعض الناس يعتقد أن كلام الفقيه شرع.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 05:55]ـ
بارك الله فيك
في الحديث المشهور:"وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدرى أتصيب حكم الله فيهم أم لا".
فإذا كان المفتي منهي أن يقول للناس هذا حكم الله وهذا ما أحله الله وهذا ما حرمه الله فكيف يطلب من المستفتي العامي اعتقاد ذلك؟!
وهذا الإلزام مفرع على ترجيح عدم جواز ذلك عملا بظاهر الحديث
قال ابن القيم:"وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أميره بريدة أن ينزل عدوه إذا حاصرهم على حكم الله وقال فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا ولكن أنزلهم على حكمك وحكم أصحابك فتأمل كيف فرق بين حكم الله وحكم الأمير المجتهد ونهى أن يسمى حكم المجتهدين حكم الله
ومن هذا لما كتب الكاتب بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حكما حكم به فقال هذا ما أرى الله أمير المؤمنين عمر فقال لا تقل هكذا ولكن قل هذا ما رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
وقال ابن وهب سمعت مالكا يقول لم يكن من أمر الناس ولا من مضى من سلفنا ولا أدركت أحدا اقتدى به يقول في شيء هذا حلال وهذا حرام وما كانوا يجترئون على ذلك وإنما كانوا يقولون نكره كذا ونرى هذا حسنا فينبغي هذا ولا نرى هذا ورواه عنه عتيق بن يعقوب وزاد ولا يقولون حلال ولا حرام أما سمعت قول الله تعالى قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آ لله أذن لكم أم على الله تفترون الحلال ما أحله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله ....
وقال: وسمعت شيخ الاسلام يقول حضرت مجلسا فيه القضاة وغيرهم فجرت حكومة حكم فيها احدهم بقول زفر فقلت له ما هذه الحكومة فقال هذا حكم الله فقلت له صار قول زفر هو حكم الله الذي حكم به وألزم به الامة هل هذا حكم زفر ولا تقل هذا حكم الله أونحو هذا من الكلام .... ".
وإلا فمن العلماء من حمل الأمر على التنزيه
وبعضهم فرق بين ما كان منطوقا واضحا قطعيا فيجوز نسبة الحكم لله وبين ما كان عن اجتهاد أو قياس أو تقليد صحابي أو نحو هذا
وعلى كل فإن الأسلم والأوجه أن يطلب من المستفتي العامي أن يعتقد أن المفتي مبلغ عن الله ورسوله وأن فتواه فهم لكلام الله ورسوله لا عين كلام الله ورسوله أو حكم الله ورسوله
فلا يعتقد أن كلام المفتي شرع ولا يعتقد أنه عين حكم الله ورسوله
ولكنه فهم لكلام الله ورسوله
وعلى هذا يدل ظاهر الآية والحديث وكلام السلف المنقول في كلام ابن القيم والله أعلم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 07:01]ـ
..... أن يعتقد أن المفتي مبلغ عن الله ورسوله وأن فتواه فهم لكلام الله ورسوله لا عين كلام الله ورسوله أو حكم الله ورسوله
فلا يعتقد أن كلام المفتي شرع ....
هذه العبارة هي ما أقصده ولكن لفظك أدق وهذا ما قصدته بقولي ((أي أنه يجب أن يعلم أن من يفتيه يفتيه طبقاً لقال الله قال رسوله))
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 07:02]ـ
للتذكير
فتوى اللجنة الدائمة رقم (16011) وتاريخ: 8/ 5/1414هـ.
الذي يُقبل قوله مطلقاً، بدون مناقشة ولا معارضة، هو رسولُ اللهِ.
لقول الله تعالى: ?وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا?.
وقوله تعالى: ?وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى?
أما غيرُه من البشر مهما بلغ من العلم، فإنه لا يُقبل قولُهُ إلاَّ إذا وافقَ الكتابَ والسُّنَّةَ، ومن زعم أن أحداً تجب طاعتُه بعينة مطلقًا، غيرَ رسولِ اللهِ، فقد ارتَدَّ عن الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك لقوله تعالى: ?اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون?.
وقد فسر العلماء هذه الآية بأن معنى اتخاذهم أرباباً من دون الله: طاعتهم في تحليل الحرام، وتحريم الحلال.
انتهت الفتوى
ـ[عبده شايب]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 11:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إجابة للشيخ الدادو حفظه الله ونفع به منقول
سؤال عن التمذهب أصلا و عن حكمه
سؤال عن التمذهب أصلا و عن حكمه و أن كثيرا من الناس يدعون إلى ترك المذهبية و يقول إن العلماء أصحاب المذاهب أخذوا من الكتاب و السنة فلما ذا لا يرجع جميع الناس إليها؟
إن هذه الفكرة متعذرة متعسرة في زمان المتأخرين لأن الكتاب و السنة لا يغطيان كل المسائل بالصريح كل ما يتجدد من الوقائع و النوازل بالصريح بل المساحة المغطاة بالوحي من عمل المكلف و المجتهد قليلة جدا لا تصل إلى 10? من عمل المكلف و إنما يغطى سائر أعمال المكلفين من الإجتهاد و الاستنباط و الإجتهاد والاستنباط لا شك أنهما غير محصورين في أهل زمان و لا في أهل مكان و لكن القواعد التي يتعامل بها مع النصوص محصورة بالعقل فلا يمكن أن يأتي اليوم إنسان و لو بلغ رتبة السابقين في العلم فيقول سئاتي بقول جديد في دلالة العام أو في دلالة المطلق أو في الترجيح لا يمكن أن يأتي بشيء لأن كل الإحتمالات العقلية قد حصرها السابقون لكن يمكن فقط التلفيق و هذا الذي بقي للمتأخرين و التلفيق لا حرج فيه أن يأخذ من هذا المذهب بالقاعدة الفلانية و من هذا بالقاعدة الفلانية لكن لن يخرج في الغالب في الأمور العقلية عما حصروه الأمور المحصورة عقلا لا يمكن أن يقع فيها تجديد و المذاهب ليست هي خارجة عن الكتاب و السنة بل هي إنما تغطي المساحة التي لا تغطى بالوحي لأن ما غطي بالوحي كما ذكرنا لا يدخل في تعريف الفقه أصلا الفقه إنما هو الأمور التي ليس فيها نص و إنما هي اجتهادات للرجال و هذي بالضرورة لا بد أن تقع فيها مذاهب لكن تلك المذاهب ليس مذهب منها إجباريا على أي إنسان إنما إذا كان الإنسان طالبا للعلم فعليه أن يختار منهما الراجح لأن العمل بالراجح واجب لا راجح يبحث عما ترجح لديه هو ويعلم أن ترجحه لديه ليس مقتضيا لترجحه لدى كل الناس فمجرد ترجح القول لديك أنت يقتضي زيادة أنصار هذا القول بصوت واحد و في المقابل يمكن أن تجد الأقوال الأخرى أصوات أخرى كثيرة كذالك إذا كان غير صالح لهذه المرحلة و لم يكن طالبا للعلم أصلا فإن هذه المذاهب فسحة منجية له كما قال الشعراني قال: إن للشريعة سورين أحدهما سور العزيمة و الثاني سور الرخصة و المذاهب كلها بين هذين السورين فإذا وجدت مذهبا يشدد في مسألة فأعلم أنه اقترب إلى سور العزيمة و إذا وجدت مذهبا يسهل فيها فأعلم أنه اقترب إلى سور الرخصة و انظر إلى نفسك هل أنت من المترخصين أو من أصحاب العزائم إذا كنت معذورا بعذر أو صاحب ضعف فاذهب مع الذين ذهبوا إلى الرخصة و إن كنت صاحب قوة و نعمة فاذهب إلى الذين ذهبوا إلى العزيمة
إذا تعارضت الفتاوى على المستفتي بأي الفتوائين يعمل؟ أبذات التشديد أم بذات التخفيف؟
هذه المسألة محل خلاف بين الأصوليين فمنهم من قال لا يحل له أصلا إذا أفتي بثبت فاقتنع بصدق المفتي و أنه هذا الذي أداه إليه اجتهاده لا يحل له أن يستفتي آخر ليلا يقع في التعارض فإن فعل أو لم يقتنع بفتوى الأول فأفتي بفتوى مخالفة لها فحينئذ يكون كمن تعارض عليه نصان يسعى أولا للجمع ثم للترجيح و الترجيح إما بالدليل و إما بفتوى شخص آخر يسأل ثالثا يرجح له منهما فإن لم يجد ذالك و تعذر عليه فقيل يأخذ بالأشد لأنه الاحتياط للدين و قيل يأخذ بالأسهل لقول الله تعالى:?ما جعل عليكم في الدين من حرج ? و لأن هذه الديانة هي التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «أحب الدين إلى الله الحنفية السمحة» بالنسبة لتبني دولة من الدول لمذهب معين ليس معناه أن عمل الناس سيكون موافقا لذالك المذهب بل المقصود أن القضاء سيكون على وفقه و الإفتاء العام في الأمور العامة سيكون على وفقه أما الأفراد فيعملون على مقتضى ما ترجح لديهم و لا يحل لهم ترك الراجح لأن الدولة تبنت مذهبا من المذاهب و لم يقع هذا في أي عصر من العصور الماضية في أيام بني
(يُتْبَعُ)
(/)
العباس عندما أخذوا مذهب أبي حنيفة في القضاء ليس معناه أن الناس تركوا مذاهبهم و ذهبوا إلى مذهب أبي يوسف كذالك في دولة العثمانيين مثلا التي اعتمدت المذهب الحنفي ليس معناه أنها فرضت المذهب الحنفي على الناس في سلوكياتهم و أعمالهم بل فقط فيما يقضي به القاضي فقط هذا المقصود لو خالف ذالك القاضي باجتهاد و عمل بما ترجح لديه فحكم به فإن كان قد التزم أن لا يحكم إلا بمقتضى المذهب الفلاني في أصل توليته فيعتبر معزولا عن ذالك إلا إذا رضي به الخصمان فيكون كالمحكم و مع هذا فإن حكم به فإن حكمه نافذ لأنه يرفع الخلاف بالنسبة للدعوة اللامذهبية أو دعوة التنكر للمذاهب هذي محدثة و لم تكن في العصور السابقة فلم ينكر أحد من الذين عاصروا أتباع التابعين عندما قامت المذاهب وجود المذاهب فلم ينكر ذالك أي أحد من علماء المسلمين و لا يمكن إنكاره أصلا لأن الله جعل من الأمة أقواما لا يستطيعون التفهم في الدليل مباشرة و لا يستطيعون الجمع بين الأدلة المتعارضة و لا يميزون بين الناسخ و المنسوخ و هؤلاء لا بد أن يرجعوا إلى أهل الذكر كما قال الله تعالى:?فأسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون? و رجوعهم إلى أهل الذكر هو السؤال عن مذهبهم لأن المذهب معناه طريقة في التعامل مع النصوص يسلكها المجتهد الذي هو أهل لذالك وبالنسبة لما نسمعه اليوم من الثورة على المذاهب و إذا سأل أحد طلبة العلم أو أنصاف المتعلمين عن مذهبه قال: أنا مذهبي الكتاب و السنة و لا أعترف بالمذاهب هذه بمثابت آراء الخوارج التي كانت في الزمان الأول و إن كان الخوارج لا ينكرون التمذهب هؤلاء زادوا عليهم في الخروج خرجوا أكثر من خروج الخوارج و لذالك فالبديل عن هذا إذا سؤل لا يمكن أن يجده لأنه هو لا يستطيع استنباط أحكام الوضوء و لا أحكام غسل الجنابة و لا غيرها من النصوص مباشرة و لا يعرف الفرق بين العام و الخاص و المطلق و المقيد و لو سئل عن ذالك لما استطاع أن يميزه و مع هذا فإن كثيرا من هؤلاء الذين يدعون هذه الدعوى لا يمسكون ألسنتهم في أي فرع سئلوا عنه لا بد أن يفتوا فيه بوجهة نظر قد تكون أبعد شيء عن الحق و معارضة للنصوص و قد تكون من أسوإ ما يكون من الفهم في النصوص
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 02:13]ـ
الجواب:
إن كان المراد بالتمذهب العلم جاز هذا ولا حرج،أما من جهة العمل فلا بد العمل بالدليل،ولهذا ترى مثلا ابن قدامه-رجمه الله- ألف في باب العلم كتب من مثل: الكافي وغيره تجد غير ما قرره في كتابه -المغني- لهدا نقول من باب العلم جاز هذا التمذهب أما العمل فلابد العمل بالديل ولو خالف مذهبه.
هذا مختصر كلام الشيخ سعد الشثري-حفظه الله- في أحد أشرطته
لم أفهم وجه التفريق بين العلم والعمل هنا في كلام الشيخ حفظه الله! فلو أن الدليل خالف مذهبه، وتبين له ذلك، فسيغير ذلك المذهب (في تلك المسألة)، ويعمل بالمذهب الجديد تبعا للدليل! فكيف يقال أنه حين يتبين له الدليل فإنه يعمل به خلافا لمذهبه العلمي؟
إلا إن كان الشيخ يعني بالتمذهب الانتماء المجمل لمذهب بعينه، ثم مخالفة ذلك المذهب في آحاد المسائل لرجحان خلافه تبعا للدليل، دون ترك أصول ذلك المذهب .. فهل هذا ما يريده الشيخ؟
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 03:45]ـ
من باب المشاركة
يوجد هنالك كتاب جميل جداً، وهو حاسم في الباب، ولا أظنه يبقي لصاحب إشكال سؤالا وهو:
التمذهب .. تأليف / عبد الرحمن اليافعي، وقد قدم له ثلة من أهل العلم.
وقد جمع فيه جمعاً طيباً. فلعلك تُفيد منه.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 11:38]ـ
بارك الله في الإخوة المشاركين
خلاصة المسالة:
أن من إلتزم مذهبا واحدا لكونه ليس من أهل التظر والترجيح جائز وقد جرى عليه عمل كثير من المسلمين،وإن كان ليس هو الفاضل في هذا المقام،لكن لا ينبغي أن يبالغ في إنكاره إذا كان الذي يسلكه من أهل مصر قد أقاموا عليه،وقد سلموا من البدع،وإنما قلدوا إماما معتبرا كأبي حنيفة أو مالك او الشافعي او أحمد وامثال هؤلاء ... هذا ملخص أو قول الشيخ يوسف-حفظه الله- في شرحه على الحموية.
ثم لا ننسى ما ذكره الإخوة وهو ان العامي مذهبه مذهب من يفتيه ولا بد أن يعتقد أن المفتي مبلغ عن الله ورسوله وأن فتواه فهم لكلام الله ورسوله لا عين كلام الله ورسوله أو حكم الله ورسوله.(/)
فوائد شرعية عن (صخرة القدس) - تعريفها - بناؤها- حكم تعظيمها ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 09:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مجموعة فوائد شرعية عن " صخرة القدس "، انتقيتها من كتاب الدكتور ناصر الجديع - حفظه الله - " صخرة القدس في ضوء العقيدة الإسلامية "؛ ليعم الوعي بين المسلمين بماقيل عنها في ضوء نصوص الشريعة، والله الموفق
التعريف بالصخرة
هي إحدى صخور مرتفعات القدس، وتقع وسط فناء المسجد الأقصى، ويبلغ طولها 18متراً وعرضها 13متراٌ تقريباً، ويتجه جانبها المنحدر إلى الشرق، بينما يتجه جانبها المستقيم المرتفع إلى الغرب، وترتفع بعض نواحيها عن سطح الأرض بحوالي متر، وشكلها غير منتظم، أما محيطها فيبلغ عشرة أمتار، ومن أسفلها فجوة هي بقية كهف عمقه أكثر من متر ونصف، وتظهر الصخرة فوقه وكأنها مُعلَّقة بين السماء والأرض (1)، وهي محاطة بسياج من الخشب المنقوش (2).
بناء القبة على الصخرة
ذكرت المصادر التاريخية أن بناء القبة على الصخرة يرجع إلى عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان (3)، حيث أمر سنة 66هـ ببناء القبة على صخرة بيت المقدس تكنّ المسلمين من الحر والبرد وعمارة الجامع الأقصى، وقد كمل البناء سنة 70هـ وقيل 73هـ، وقد وكل عبدالملك للقيام بذلك رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام مولاه.
مكانة الصخرة في الإسلام
قال الله تعالى: (سَيَقُولُ السُّفهَاءُ من النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لله المَشْرِقُ والمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إلى صِرَاٍ مُسْتَقِيمٍ) (4).
وقال تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) (5).
لقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم- يستقبل في الصلاة بيت المقدس أول الأمر وهي قبلة اليهود، وكان – صلى الله عليه وسلم- يحب التوجه إلى الكعبة فأنزل الله تعالى (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السَّمَاءِ) الآية، فقال السفهاء من الناس وهم اليهود والمنافقون: ما صرفهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ (6).
وجاء في الصحيحين عن البراء بن عازب – رضي الله عنه- أنه قال: (صلينا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ثم صُرِفنا نحو الكعبة) (7).
وجاء في صحيح البخاري عن البراء – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم- صلَّى إلى بيت المقدس ستة عشرة شهراً أو سبعة عشر شهراً، وكان يُعجبه أن تكون قبلته قِبَل البيت، .. ) (8) الحديث.
والمقصود مما تقدم: أن بيت المقدس كانت قبلة المسلمين الأولى، ولكن هل المراد بهذه القبلة صخرة بيت المقدس بالذات؟.
وللإجابة على هذا أقول: إن هناك آثاراً لبعض التابعين صرحت بذكر الصخرة وأنها كانت القبلة.
من ذلك ما رواه الإمام الطبري – رحمه الله- بإسناده عن عكرمة والحسن البصري – رحمهما الله- أنهما قالا: (أول ما نُسخ من القرآن القِبلة، وذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يستقبل صخرة بيت المقدس، وهي قبلة اليهود، فاستقبلها النبي – صلى الله عليه وسلم- سبعة عشر شهراً ... ) (9).
كما أن الإمام ابن كثير – رحمه الله- عند تفسيره للآيات السابقة قد جزم بأن تلك القبلة كانت الصخرة.
فقد قال – رحمه الله- بعد كلام تقدّم: (وحاصل الأمر أنه قد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أمر باستقبال الصخرة من بيت المقدس، فكان بمكة بين الركنين، فتكون بين يديه الكعبة، مستقبل صخرة بيت المقدس، فلما هاجر إلى المدينة تعذر الجمع بينهما، فأمره الله بالتوجه إلى بيت المقدس، قاله، ابن عباس والجمهور) (10).
وقد أورد صاحب كتاب (إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى) ما يفيد أن صخرة بيت المقدس كانت قبلة المسلمين، وأن أنبياء بني إسرائيل كانوا يصلون إليها، واستدل لذلك بما روي في فتح بيت المقدس أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- استشار كعباً أن يضع المسجد، فقال: اجعله خلف الصخرة، فتجتمع القبلتان، قبلة موسى، وقبلة محمد – صلى الله عليه وسلم- فقال: (ضاهيت (11) اليهودية) (12) (13).
(يُتْبَعُ)
(/)
وممن جزم من العلماء بأن القبلة الأولى كانت صخرة بيت المقدس، وأنها كانت قبلة اليهود: شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة ابن القيم – رحمهما الله تعالى-.
وأخيراً: لا شك أن اعتقاد كون الصخرة خاصة قبلة المسلمين الأولى يحتاج إلى دليل قطعي يعتمد عليه، ومهما كان الأمر، فعلى افتراض صحة ذلك فإن الأمر لا يعدو القول بأن صخرة المقدس كانت قبلة للمسلمين فترة وجيزة، ثم نسخت بالكعبة.
حكم تقديس الصخرة
لايجوز؛ لمايلي:
1 - إن المسجد الأقصى أحد المساجد الثلاثة من حيث جواز شد الرحال إليه، ومضاعفة الصلاة فيه.
جاء في الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله عنه- أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، ومسجد الحرام، ومسجد الأقصى) (14).
وقد روي أن الصلاة فيه تضاعف بخمسمائة صلاة (15)، وروي بغير ذلك (16).
2 - إن الإسراء بالرسول – صلى الله عليه وسلم- كان إلى المسجد الأقصى، ثم العروج منه إلى السماء، كما قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ المَسْجِدِ الحَرَامِ إلى المَسْجِدِ الأقْصَى الَّذي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) (17).
3 - إن الأقصى اسم للمسجد كله، ولا يختص بالمسجد القائم بالناحية القبلية الجنوبية، كما يظنه بعض الناس (18).
4 - ليس ببيت المقدس مكان يُقصد للعبادة سوى المسجد الأقصى، كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-. (19)
5 - العبادات المشروعة في المسجد الأقصى هي من جنس العبادات المشروعة في مسجد النبي – صلى الله عليه وسلم- وغيره من سائر المساجد إلا المسجد الحرام، فإنه يشرع فيه زيادة على سائر المساجد: الطواف بالكعبة، واستلام الركنين اليمانيين، وتقبيل الحرج الأسود. وأما مسجد النبي – صلى الله عليه وسلم- والمسجد الأقصى وسائر المساجد فليس فيها ما يُطاف فيه، ولا ما يُتمَسَّحُ به، ولا ما يُقبل، فهذا كله ليس إلا في المسجد الحرام خاصة، كما نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-. (20)
6 - زيارة المسجد الأقصى للصلاة فيه، والدعاء والذكر والقراءة، والاعتكاف مشروعة في أي وقت، ولا علاقة لهذه الزيارة بالحج، كما ظنه بعضهم (21).
من خلال ما سبق اتضح لنا عدم اختصاص الصخرة بمزية معينة في الإسلام، وإنما هي واقعة ضمن حدود المسجد الأقصى، وتسري عليها أحكامه، كمضاعفة الصلاة عندها.
وإن قصارى ما يمكن أن يقال عن مكانتها في الإسلام أنها كانت قبلة لليهود، وأما المسلمون فقد كانت قبلة لهم فترة من الزمن أول الإسلام، ثم نسخ ذلك باستقبال الكعبة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذه الصخرة (كانت قبلة، ثم نُسخت، وهي قبلة اليهود، فلم يبق في شريعتنا ما يوجب تخصيصها بحكم، كما ليس في شريعتنا ما يوجب تخصيص يوم السبت) (22).
وقال ابن القيم – رحمه الله -: (وأرفع شيء في الصخرة أنها كانت قبلة لليهود، وهي في المكان كيوم السبت في الزمان، أبدل الله بها هذه الأمة المحمدية: الكعبة البيت الحرام) (23).
وبما أن العبادات مبناها على التوقيف والإتباع لا على الهوى والابتداع؛ فلا يجوز تخصيص تلك الصخرة بعبادة، كتخصيص زيارتها للصلاة عندها، كما لا يجوز تعظيمها، ولا التبرك بأي وجه كان، كتقبيلها، أو التمسح بها، أو الطواف حولها، ونحو ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-: (لا تُستحب زيارة الصخرة، بل المستحب أن يصلى في قبليّ المسجد الأقصى الذي بناه عمر بن الخطاب للمسلمين) (24).
وقال - رحمه الله - عن حكم الطواف بغير الكعبة: (لا يجوز لأحد أن يطوف بحجرة النبي – صلى الله عليه وسلم-، ولا يغير ذلك من مقابر الأنبياء والصالحين، ولا بصخرة بيت المقدس، ولا بغير هؤلاء ... بل ليس في الأرض مكان يطاف به كما يُطاف بالكعبة) (25).
وذكر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - من بدع بيت القدس: تعظيم الصخرة بأي نوع من أنواع التعظيم، كالطواف بقبتها تشبهاً بالطواف بالكعبة، أو التمسح بالصخرة، أو تقبيلها، ونحو ذلك (26).
ومن الأدلة على ماسبق أيضًا:
أولاً: لم يرد في مشروعية ذلك دليل من الكتاب ولا من السنة.
ثانياً: لم يفعل ذلك الصحابة ولا التابعون ممن زار منهم بيت المقدس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثاً: إن تعظيم الصخرة وتقدسيها فيه مشابهة لليهود (27)، وقد أُمرنا بمخالفة الكفار، ونُهينا عن التشبه بهم وخاصة أهل الكتاب، وهم اليهود والنصارى.
ولهذا فإن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- حين كان في بيت المقدس لما أشار عليه كعب الأحبار أن يصلي خلف الصخرة أنكر عليه ذلك وقال: (ضاهيت اليهودية، لا. ولكن أصلي حيث صلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، فتقدم إلى القبلة فصلى) (28).
وفي قول عمر (ضاهيت اليهودية) إشارة إلى أن تعظيم الصخرة من شأن اليهودية، فكيف نتشبه بهم في ذلك؟.
هل صلى الرسول صلى الله عليه وسلم عندها؟
لم أقف على دليل صحيح يثبت صلاة الرسول – صلى الله عليه وسلم- عند الصخرة، بل جاء في مسند الإمام أحمد في قصة بيت المقدس – كما تقدم (29) – قول عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- لكعب لما أشار عليه بالصلاة خلف الصخرة: (لا، ولكن أصلي حيث صلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، فتقدم إلى القبلة فصلى).
هل عُرج بالرسول صلى الله عليه وسلم من عندها؟
إن الروايات الصحيحة لحديث الإسراء والمعراج لم تحدد موضع العروج من المسجد الأقصى، لا الصخرة ولا غيرها.
فقد جاء في صحيح مسلم على سبيل المثال في النبي – صلى الله عليه وسلم-: (ثم عُرج بنا إلى السماء) (30).
تحقيق ماورد في فضلها
لقد وردت عدة أحاديث وآثار في فضل الصخرة، منها المرفوع والموقوف والمقطوع.
ولكن بعد التأمل فيها ودراسة أسانيدها اتضح أنها لا تنهض دليلاً على أن الصخرة مزية تُعظم لأجلها، ولهذا قطع العلامة ابن القيم – رحمه الله- بأن كل حديث في الصخرة فهو كذب مُفترى (31).
قد يتعلق البعض بما أُثر أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- حين فتح بيت المقدس أمر بإزالة ما على الصخرة من كناسة كانت النصارى قد ألقتها عليها (32)، حتى إنه كنسها بردائه وكنس الناس (33).
والرد على هذه الشبهة:
لأن يُقال: إن ما فعله عمر – رضي الله عنه- لا يدل على تعظيم الصخرة ولا تقديسها، حيث إن الأمر لم يتجاوز إزالة قمامة موضوعة في بعض أجزاء المسجد الأقصى– والصخرة تقع في وسط المسجد الأقصى كما تقدم-.
والدليل على ذلك أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- لم يصلِ عند الصخرة ولا تمسَّح بها، بل تقدم وصلى في قبليّ المسجد، مع أنه كان بإمكانه أن يصلي خلف الصخرة مستقبلاً القبلة كما أشار عليه كعب، ولكنه – رضي الله عنه- لم يفعل ذلك.
قال الإمام ابن كثير – رحمه الله- بعد سياقه قصة عمر – رضي الله عنه-: (فلم يعظّم الصخرة تعظيماً يصلي وراءها وهي بين يديه، كما أشار كعب الأحبار - وهو من قوم يعظمونها حتى جعلوها قبلتهم، ولكن منَّ الله عليه بالإسلام فهُدي إلى الحق – ولهذا لما أشار بذلك قال له أمير المؤمنين عمر (ضاهيت اليهودية) ولا أهانها إهانة النصارى، الذين كانوا قد جعلوها مزبلة، من أجل أنها قبلة اليهود، ولكن أماط عنها الأذى، وكنس عنها الكناسة بردائة.
وهذا شبيه بما جاء في صحيح مسلم عن أبي مرثد الغنوي – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: (لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها (34)) (35).
لماذا بنى عبدالملك القُبّة؟
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية – عند كلامه عن بناء تلك القبة وسبب ذلك- أنه لم يكن على عهد الخلفاء الراشدين على الصخرة قبة، بل كانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان وعلي ومعاوية ويزيد ومروان، ولكن لما تولى ابن عبدالملك الشام، ووقع بينه وبين ابن الزبير الفتنة المعروفة، كان الناس يحجّون فيجتمعون بابن الزبير، فأراد عبدالملك أن يصرف الناس عن ابن الزبير، فبنى القبة على الصخرة، وكساها في الشتاء والصيف ليرغّب الناس في زيارة بيت المقدس، ويشتغلوا بذلك عن اجتماعهم بابن الزبير (36).
إجابة عن شبهة
يعتقد بعض الناس وجود بعض الآثار النبوية وغيرها في صخرة بيت المقدس، وأن هذا من دواعي التبر بها وتقديسها.
ولقد أجاب العلماء المحققون عن هذه المزاعم، فأنكروا صحتها، وبينوا بطلانها، وأنها لا أصل لها ولا سند إلا مجرد الشهرة فقط بين أوساط جهلة الناس.
ومن أشهر ما نسب للصخرة من الآثار: أثر قدم النبي – صلى الله عليه وسلم- في أعلى الصخرة عندما صعد عليها ليلة المعراج.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- منكراً ذلك وأمثاله: (وما يذكره بعض الجهال فيها – أي الصخرة- من أن هناك أثر قدم النبي – صلى الله عليه وسلم-، وأثر عمامته، وغير ذلك؛ فكله كذب، وأكذب منه من يظن أنه موضع قدم الرب) (37).
وقال ابن القيم – رحمه الله-: (والقدم الذي فيها كذب موضوع، مما عملته أيدي المزوِّرين، الذين يروِّجون لها ليكثر سواد الزائرين) (38)، فأثر القدم على الصخرة – كما نبه ابن القيم- من اختراع أصحاب المصالح تمويهاً على الناس حتى يحرصوا على زيارتها.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ..
الهوامش:
(1) لعل هذا هو الذي جعل بعضهم يزعم أن الصخرة معلقة بين السماء والأرض، وأنها قد انقطعت من كل جهة. انظر مثلاً كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى؛ لأبي عبدالله المنهاجي السيوطي 1/ 134.ومن الذين ناقشوا هذه الفرية وأبطلوها موسى محمد الأسود في كتابه الإسراء والمعراج ص103.
(2) من كتاب القدس الخالدة للدكتور عبدالمجيد زايد ص190، وكتاب أشهر المساجد في الإسلام لسيد عبدالمجيد بكر 1/ 314، 324، وكتاب القدس عربية إسلامية للدكتور سيد فرج راشد ص38.
(3) هذا ما تؤكده أغلب المصادر، وجاء في بعضها أن الذي بنى مسجد قبة الصخرة هو الوليد بن عبدالملك، ولعل سبب هذه النسبة أن الوليد وهو ابن عبدالملك وولي عهده، له بعض الأثر في البناء، فقد يكون أشرف عليه أو على ناحية منه، مع العلم أنه قد أضاف إلى القبة بعض التحسينات والنقوش. انظر كتاب تاريخ القدس للدكتور شفيق جاسر محمود ص203.
(4) سورة البقرة: 142.
(5) سورة البقرة: 144.
(6) انظر أسباب النزول لأبي الحسن الواحدي ص33.
(7) صحيح البخاري 5/ 152 كتاب التفسير، تفسير سورة البقرة، باب (ولكل وجهة هو موليها .. ) صحيح مسلم 1/ 374 كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة.
(8) صحيح البخاري 5/ 151 كتاب التفسير، تفسير سورة البقرة، باب (سيقول السفهاء من الناس ... ).
(9) تفسير الطبري 3/ 138.
(10) تفسير ابن كثير 1/ 190، وانظر: 3/ 18.
(11) المضاهاة: المشابهة، والمعنى: شابهت اليهودية وعارضتها (النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير 3/ 106).
(12) انظر كتاب إتحاف الأخصا بفضائل الأقصى لأبي عبدالله المنهاجي السيوطي 1/ 182.
(13) أخرجه أبوعبيد في كتاب الأموال ص73، وأخرجه مختصراً الإمام أحمد في مسنده 1/ 38.
(14) صحيح البخاري 2/ 56 كتاب وباب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، صحيح مسلم 2/ 1014 كتاب الحج، باب لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، واللفظ لمسلم.
(15) انظر كشف الأستار عن زوائد البزار للهيثمي 1/ 213، وقد حسنه الهيثمي، انظر مجمع الزوائد 4/ 7.
(16) راجع كتاب إعلام الساجد للزركشي ص288، المنار المنيف في الصحيح والضعيف لابن القيم ص92، 93.
(17) سورة الإسراء: 1.
(18) انظر مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية 2/ 61، اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية 2/ 808، 809، القدس عربية إسلامية للدكتور سيد فرج راشد ص38.
(19) انظر مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية 2/ 63.
(20) انظر المرجع السابق 2/ 60، مجموع الفتاوى 26/ 150.
(21) انظر كتاب الإيضاح في المناسك للنووي ص165، 166، مجموع الفتاوى لابن تيمية 26/ 150، مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية 2/ 64.
(22) اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية 2/ 811، وانظر مجموعة الرسائل الكبرى 2/ 62.
(23) المنار المنيف في الصحيح والضعيف لابن القيم ص88.
(24) مجموع الفتاوي 26/ 150.
(25) مجموع الرسائل الكبرى 2/ 60.
(26) انظر مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف وسرد ما ألحق الناس بها من البدع للألباني ص64.
(27) انظر الاقتضاء 2/ 811.
(28) انظر هذه القصة في مسند الإمام أحمد 1/ 38، وقال الهيثمي: رواه أحمد وفيه عيسى بن سنان القسملي: وثّقه ابن حبان وغيره وضعفّه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 4/ 6).
وقال الإمام ابن كثير: إسناده جيد (البداية والنهاية 7/ 58). وقد أخرج القصة أيضاً من طريق الإمام أحمد الحافظ ضياء الدين المقدسي في فضائل بيت المقدس ص87.
(29) سبق تخريجه.
(30) صحيح مسلم 2/ 145 كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله – صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات وفرض الصلوات.
(31) في موضع آخر قال ابن القيم: (وقد أكثر الكذابون من الوضع في فضائلها – أي الصخرة- وفضائل بيت المقدس) ثم ذكر ما صح من أحاديث فضل بيت المقدس، انظر كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف ص91.
(32) يذكر أن سبب هذا العمل: النصارى، لأن اليهود كانوا يضعون القمامة على قبر المصلوب الذي شُبه لهم بعيسى عليه السلام، فكافأهم النصارى بوضع القمامة على الصخرة قبلة اليهود. انظر البداية والنهاية لابن كثير 7/ 56.
(33) راجع مسند الإمام أحمد 1/ 38، وقد تقدم ذكر القصة قريباً.
(34) صحيح مسلم 2/ 668 كتاب الجنائز، باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه.
(35) تفسير ابن كثير 3/ 18، وانظر مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية 2/ 61، 62.
(36) مجموعة الرسائل الكبرى 2/ 62، وانظر الاقتضاء 2/ 810، 811.
(37) مجموعة الرسائل الكبرى 2/ 62.
(38) المنار المنيف ص87.
http://up1.m5zn.com/photo/2009/2/16/02/45z102z52.jpg/jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 10:23]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
ـ[التبريزي]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 01:21]ـ
المسجد الأقصى
http://www.moveed.com/data/media/5/nevenpal.jpg
http://www.moveed.com/data/media/5/4.jpg
http://www.moveed.com/data/media/5/nevenpal2.jpg
المسجد الأقصى مع المصلين
-------------
قبة الصخرة (وليس المسجد الأقصى) وهي تقع في فناء المسجد الأقصى
http://www.moveed.com/data/media/5/1_b.jpg
http://www.moveed.com/data/media/5/al-aqsa2.jpg
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 12:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و لكن ما أصل هذه الصخره و ما سبب توجه الرسول صلى الله ليه وسلم قبل النسخ
فنحن عرفنا ان الكعبه بناها الخليل عليه السلام فما قصة هذه الصخره(/)
جديد موقع لواء الشريعة
ـ[لواء الشريعة]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 09:36]ـ
1 - أفتونا في مجدي حسين ممدوح إسماعيل ( http://www.shareah.com/index.php?/records/view/id/3242/)
2- د. يحيى إسماعيل: المقاومة الفلسطينية خرجت بعد حرب غزة أصلب عودًا ( http://www.shareah.com/index.php?/records/view/id/3220/)
3- د. عاطف البنا: الأنظمة السياسية العربية ماتت وأملنا في الأمة كتب/ أحمد وهدان ( http://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/3197/)
4- شيخ شريف رئيسًا د. محمد مورو ( http://www.shareah.com/index.php?/records/view/id/3237/)
5- شريعتنا ومنهج معالجة الأزمات والخلافات عصام زيدان ( http://www.shareah.com/index.php?/records/view/id/3221/)
6- مسلمو تنزانيا ومواجهة الخيارات الصعبة عبد الرحمن أبو عوف ( http://www.shareah.com/index.php?/records/view/id/3191/)
7- العلاقات العاطفية بين الجنسين .. هل من ضابط؟ د. أحمد الحسيني ( http://www.shareah.com/index.php?/records/view/id/3244/)
8- المراغي .. عالم استحق أن يكون شيخًا للأزهر أحمد وهدان ( http://www.shareah.com/index.php?/records/view/id/3243/)
9- حكم الاحتفال بـ "عيد الحب" والإعانة عليه اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( http://www.shareah.com/index.php?/records/view/id/3218/)
10- القانون الدولي والأسلحة المحظورة في العدوان الصهيوني على غزة رضا بسيوني ( http://www.shareah.com/index.php?/records/view/id/3229/)
11- الانتماء للجماعات الإسلامية ليس حرامًا يا فضيلة المفتي د. علي عبد الباقي ( http://www.shareah.com/index.php?/records/view/id/3211/)
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ... ونفع بهذا المنتدى الكريم الطيب(/)
السفر - لفتاه - في بعثة دكتوارة لبلد أجنبي بدون محرم؟؟
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 10:27]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
وجدت هذا السؤال على موقع اسلام اون لاين
اقتباس:
السؤال
هل يجوز لي السفر في بعثة دكتوارة - لبلد أجنبي - وحدي و بدون محرم علما بأنني فتاة غير متزوجة
الجواب
بسم الله،والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد: -
مذهب جمهور الفقهاء حرمة سفر المرأة دون محرم لأدلة كثيرة، منها ما رواه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر سفرًا يكون ثلاثة أيام فصاعدًا إلا ومعها أبوها أو أخوها أو زوجها أو ابنها أو ذو محرم منها".
وبإزاء هذا القول يوجد من أهل العلم من رخص للمرأة في السفر بغير محرم إذا كان السفر مأمونا.
والذي يظهر لي أنه إذا كانت الفائدة من وراء سفرك خاصة بك وبأهلك فيتوجه المنع، ,أما إذا كانت الفائدة أعم بحيث تشمل أهل بلدك مثلا فيتوجه الجواز بشرط أن تكون الفتنة مأمونة، ويعرف ذلك من استقراء أحوال البلد الذي تنوين السفر إليه.
والله أعلم. أ. هـ
تحت اسم
زهرة - مصر .... الوظيفة مدرس مساعد
هل هذا الضابط (المكتوب بالاحمر) معتبر فعلا
ارجو ان تجيبونى سريعا فلى صديق ستسافر اخته - وحالتها متطابقه مع السؤال - ويريد الاجابه سريعا
علما ان دوله السفر ستكون اما فرنسا او المانيا
ومن هم بعض اهل العلم الذى يشير اليهم الجواب - مخالفين لرأى الجمهور
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 04:48]ـ
سفر "مأمون" إلى بلد أجنبي؟ فرنسا أو ألمانيا؟
هزلت
سرحت بقلبي حيث شاءت في الهوى ( ... ) لعِبًا كما بالدين يلعبُ يوسُفُ
لم يكفِه إرساله لبناته ( ... ) لمعاقل الكفّار لا يتخوَّفُ
حتّى دعا أهل العفاف لفعله ( ... ) ورمى المخالفَ أنَّه مُتخلِّفُ
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 07:53]ـ
سبحان الله
الظابط: هو ظابط المصطفى صلى الله عليه وسلم, ولم يفرق بين ماكان نفعه خاص وبين ماكان نفعه للبلد.
والقول الآخر ليس مخالفا للجمهور, بل مخالفا لنص رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والذي أعرفه أن الفقهاء الذين أجازوا سفر المر أة بشرط أمن الطريق والفتنة , إنما خصّوا ذلك بالحج والعمرة الواجبتين فقط.
ثم كيف يقال إن بلدةً كافرة تُؤمَنُ فيها الفتنة على مسلم فضلا عن مسلمة , ألن تكون معرضة لحقد اليهود والنصارى على كل مسلم؟؟ , ألن تكون معرضة للتنصير مثلا؟؟ , ألن تكون معرضة لمشاهد العري والتكشف؟؟ , ألن تكون معرضة للفكر التحرري المنحط؟؟ , ألن تحتاج طوال أربع سنوات (مدة الدراسة) إلى محرم لها يعاونها إذا مرضت , ويحميها إن حاول التحدي عليها أحد؟؟.
لاشك أن مثل هذه الفتوى صدرت من جاهل , لم يحترم النص حق احترامه , ولم يفهم مقاصده حق الفهم , بل ولا يدري مافقه الواقع , وما بُعدَ النظر.
أعاذنا الله وأياكم أن نكون من الجهال الذين يفتون الناس بغير علم فنضل ونضل(/)
العلامة الشعيبي قال ترك الجهاد كفر. فهل من موجه لكلام الشيخ؟
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 04:14]ـ
في لقاء قديم أجراه الشيخ عبد الرحمان الهرفي مع الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي
جاء فيه
ما حكم ترك الجهاد الذي نراه في هذا الزمان واتهام المجاهدين أنهم ارهابيين؟
ترك الجهاد كفر لقوله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ …. حتى تراجعوا دينكم " فهذا يدل على أن ترك الجهاد كفر ـ والعياذ بالله ـ ثم إن الأمة إذا تركت الجهاد وأعرضت عنه وتركت الأعداء يعيثون في بلاد المسلمين الفساد ثم لم تقم ولم تجاهد فهؤلاء خرجوا عن دينهم لأن الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ قال: حتى يراجعوا دينهم، فالجهاد لم يوصم من قبل المسلمين في العصور السابق بأنه إرهاب أو اعتبروا المجاهدين إرهابيون والسبب لا يخف على من له أدني بصيرة.
هل من توجيه لكلام الشيخ رحمه الله؟
حيث سيستغل بعض مرضى القلوب من ادعياء السلفية مثل هذه الأقوال و يقولوا عن الشيخ أنه خارجي تكفيري .... كما هو معلوم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 10:00]ـ
قد يكون قصد الشيخ: تركه بمعنى تنحيته عن الشريعة واطِّراحه كليةً, والله أعلم,,
علماً أن ردي هذا مجرد محاولة ولست من أهل العلم,,,
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 09:29]ـ
قد يكون قصد الشيخ: تركه بمعنى تنحيته عن الشريعة واطِّراحه كليةً, والله أعلم,,
علماً أن ردي هذا مجرد محاولة ولست من أهل العلم,,,
رحم الله الشيخ العقلاء ... وانا اخى وان كنت كذالك لست من أهل العلم .. الا ان توجيه كلام الشيخ لا يخرج عما قلت والله اعلم
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 10:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب على كلام الشيخ رحمه الله على أوجه:
الأول: أن الشيخ حمود رحمه الله مسبوق بقول ابن النحاس في التكفير بترك الجهاد (مشارع الاشواق 1/ 10) قال رحمه الله: ودل قوله صلى الله عليه وسلم (حتى ترجعوا إلى دينكم) على أن ترك الجهاد والإعراض عنه والسكون إلى الدنيا خروج عن الدين ومفارقة له وكفى به ذنبا وإثما مبينا. اهـ
الثاني: التذكير بنقل ابن تيمية للإجماع على أن الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام فإنها تقاتل عليها وذكر منها الجهاد , فالطائفة ذات الشوكة والمنعة إذا امتنعت عن إقامة شعيرة الجهاد فإنها تقاتل عليها , والخلاف في النوافل فقط.
الثالث: كلام الشيخ الشعيبي في كفر العموم , وهذا التكفير تجده في مسائل أخرى أقل من مسألة الجهاد , والاحناف من اكثر الناس تساهلا في ذلك , وقد عدوا من قال (مسيجد ومصيحف كافر) وصاحب الإقناع أوصل مسائل التكفير التي يكفر صاحبها إلى أربعمائة مكفر (الدرر السنية 8/ 189 , 10/ 85).
أما الأفراد بأعيانهم فلا يكفرون حتى تكتمل الشروط وتنتفي الموانع , كما ذكر أئمة الدعوة ان الشخص بعينه في الطائفة الممتنعة لا يحكم بكفره لاحتمال عجزه عن الهجرة أو ما شابه ذلك , أما في القتال والمال فداخل معهم. وانظر (الدرر السنية 8/ 456 , 10/ 145 , 176) , (منهاج أهل الحق لابن سحمان ص 75 وما بعدها).
الرابع: وهذا للاستئناس , أن الشيخ حمود العقلاء رحمه الله في وصفه بالتكفير ألحق ذلك بالعموم كما في النص السابق وقد قال: (فهؤلاء خرجوا عن دينهم).
فتبين ان قول الشيخ في تكفير تارك الجهاد على العموم وليس على الاعيان , وقوله بالتكفير في ترك الجهاد كقوله بالتكفير على ترك الصلاة دون التعيين , فتقول مثلا تارك الصلاة كافر , لكن جارك الذي لا يصلي في المسجد ليس بكافر لاحتمال انه يصليها في البيت , وعلى ذلك قس.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 11:31]ـ
بارك الله فيك اخي عبدالرحمن
كلام رصين
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 11:47]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[التنبكتي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 05:28]ـ
ومما يعضد ذلك النصوص الثابتة الدالة على عدم انقطاع الجهاد في هذه الأمة إلى قيام الساعة
ومفهومه أن القول بانقكاعه فيها يخرجها عن امة الإجابة - مع بقاء التحرز من تكفير المعين - كما قال الأخ , وقد دلت نصوص كثيرة على هذا المعنى مثل حديث لعن شارب الخمر
وقوله صلى الله عليه وسلم للصحابة: (لا تلعنوه فو الله ما علمت إلاأنه يحب الله ورسوله) البخاري - باب مايكره من لعن شارب الخمر
تنبيه, وقع في كتاب بدء الوحي في المصدر نفسه هكذا (ماعلمت أنه يحب الله ورسوله) فتكون (ما) هناك مصدرية والجملة مؤولة بمصدر وتقديرها (علمي أنه يحب الله ورسوله)
أو (ما) موصولة, والفعل بعدها صلتها
وعائد الصلة ضمير متصل محذوف
وجوابها (أنه يحب الله ورسوله) و (ما) الموصولة مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ خبره (أنه)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 07:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب على كلام الشيخ رحمه الله على أوجه:
الأول: أن الشيخ حمود رحمه الله مسبوق بقول ابن النحاس في التكفير بترك الجهاد (مشارع الاشواق 1/ 10) قال رحمه الله: ودل قوله صلى الله عليه وسلم (حتى ترجعوا إلى دينكم) على أن ترك الجهاد والإعراض عنه والسكون إلى الدنيا خروج عن الدين ومفارقة له وكفى به ذنبا وإثما مبينا. اهـ
الثاني: التذكير بنقل ابن تيمية للإجماع على أن الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام فإنها تقاتل عليها وذكر منها الجهاد , فالطائفة ذات الشوكة والمنعة إذا امتنعت عن إقامة شعيرة الجهاد فإنها تقاتل عليها , والخلاف في النوافل فقط.
الثالث: كلام الشيخ الشعيبي في كفر العموم , وهذا التكفير تجده في مسائل أخرى أقل من مسألة الجهاد , والاحناف من اكثر الناس تساهلا في ذلك , وقد عدوا من قال (مسيجد ومصيحف كافر) وصاحب الإقناع أوصل مسائل التكفير التي يكفر صاحبها إلى أربعمائة مكفر (الدرر السنية 8/ 189 , 10/ 85).
أما الأفراد بأعيانهم فلا يكفرون حتى تكتمل الشروط وتنتفي الموانع , كما ذكر أئمة الدعوة ان الشخص بعينه في الطائفة الممتنعة لا يحكم بكفره لاحتمال عجزه عن الهجرة أو ما شابه ذلك , أما في القتال والمال فداخل معهم. وانظر (الدرر السنية 8/ 456 , 10/ 145 , 176) , (منهاج أهل الحق لابن سحمان ص 75 وما بعدها).
الرابع: وهذا للاستئناس , أن الشيخ حمود العقلاء رحمه الله في وصفه بالتكفير ألحق ذلك بالعموم كما في النص السابق وقد قال: (فهؤلاء خرجوا عن دينهم).
فتبين ان قول الشيخ في تكفير تارك الجهاد على العموم وليس على الاعيان , وقوله بالتكفير في ترك الجهاد كقوله بالتكفير على ترك الصلاة دون التعيين , فتقول مثلا تارك الصلاة كافر , لكن جارك الذي لا يصلي في المسجد ليس بكافر لاحتمال انه يصليها في البيت , وعلى ذلك قس.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
أنار الله قلبك(/)
35 سُنة من سُنن النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-
ـ[ابن خالد]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 05:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنن النوم
1 - النوم على وضوء
قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للبراء بن عازب رضي الله عنه:
((إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن ... الحديث))
[متفق عليه:6311 - 6882].
2 - قراءة سورة الإخلاص، والمعوذتين قبل النوم
عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما:
((قل هو الله أحد)) و ((قل أعوذ برب الفلق)) و ((قل أعوذ برب الناس))،
ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه،
وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.
[رواه البخاري: 5017]
3 - التكبير والتسبيح عند المنام
عن علي رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قال حين طلبت منه فاطمة ـ رضي الله عنها ـ خادمًا:
((ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما،
أو أخذتما مضاجعكما، فكبرا أربعًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين،
و احمد ا ثلاثًا وثلاثين. فهذا خير لكما من خادم))
[متفق عليه: 6318 – 6915]
4 - الدعاء حين الاستيقاظ أثناء النوم
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
((من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد،
وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر،
ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استُجيب له،
فإنْ توضأ وصلى قُبِلت صلاته))
[رواه البخاري: 1154].
5 - الدعاء عند الاستيقاظ من النوم بالدعاء الوارد
((الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور))
[رواه البخاري من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: 6312].
سنن الوضوء والصلاة
6 - المضمضة والاستنشاق من غرفة واحدة
عن عبدالله بن زيد رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((تمضمض، واستنشق من كف واحدة))
[رواه مسلم: 555].
7 - الوضوء قبل الغُسل
عن عائشة رضي الله عنها، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم:
((كان إذا اغتسل من الجنابة، بدأ فغسل يديه، ثم توضأ كما يتوضأ للصلاة،
ثم يُدخل أصابعه في الماء، فيخلل بها أصول الشعر، ثم يَصُب على رأسه
ثلاث غُرف بيديه، ثم يُفيض الماء على جلده كله))
[رواه البخاري:248].
8 - التشهد بعد الوضوء
عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أنَّ لا إله إلا الله، وأنَّ
محمدًا عبده ورسوله إلاَّ فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء))
[رواه مسلم: 553].
9 - الاقتصاد في الماء
عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال:
((كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يغتسل بالصاع إلى
خمسة أمداد، ويتوضأ بالمُد))
[متفق عليه: 201 - 737].
10 - صلاة ركعتين بعد الوضوء
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يُحَدِّثُ فيهما نفسه،
غُفر له ما تقدم من ذنبه))
[متفق عليه من حديث حُمران مولى عثمان رضي الله عنهما:159 - 539].
11 - الترديد مع المؤذن ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، أنه سمع النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ يقول:
((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من
صلى عليَّ صلاة، صلى الله عليه بها عشرًا ... الحديث))
[رواه مسلم: 849].
ثم يقول بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة
، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته)
رواه البخاري.
من قال ذلك حلت له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
12 - الإكثار من السواك
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
((لولا أنْ أشق على أمتي، لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة))
[متفق عليه:887 - 589].
كما أن من السنة، السواك عند الاستيقاظ من النوم، وعند الوضوء،
وعند تغير رائحة الفم، وعند قراءة القرآن، وعند دخول المنزل.
(يُتْبَعُ)
(/)
13 - التبكير إلى المسجد
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( ... ولو يعلمون ما في التهجير (التبكير) لاستبقوا إليه ... الحديث))
[متفق عليه: 615 - 981].
14 - الذهاب إلى المسجد ماشيا
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات))
قالوا: بلى يا رسول الله. قال:
((إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى
المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط))
[رواه مسلم: 587].
15 - إتيان الصلاة بسكينة ووقار
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال:
سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:
((إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون، وأتوها تمشون،
وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا))
[متفق عليه: 908 - 1359].
16 - الدعاء عند دخول المسجد، و الخروج منه
عن أبي حُميد الساعدي، أو عن أبي أُسيد ـ رضي الله عنهما ـ قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك،
وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك))
[رواه مسلم: 1652].
17 - الصلاة إلى سترة
عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليُصَلِّ، ولا يبال مَنْ مر وراء ذلك))
[رواه مسلم: 1111].
· السترة هي: ما يجعله المصلي أمامه حين الصلاة، مثل: الجدار،
أو العمود، أو غيره. ومؤخرة الرحل: ارتفاع ثُلثي ذراع تقريبا.
18 - الإقعاء بين السجدتين
عن أبي الزبير أنه سمع طاووسا يقول: قلنا لابن عباس ـ رضي الله عنه ـ
في الإقعاء على القدمين، فقال:
((هي السنة))، فقلنا له: إنا لنراه جفاء بالرجل، فقال ابن عباس:
((بل هي سنة نبيك صلى الله عليه وسلم))
[رواه مسلم: 1198].
· الإقعاء هو: نصب القدمين والجلوس على العقبين،
ويكون ذلك حين الجلوس بين السجدتين.
19 - التورك في التشهد الثاني
عن أبي حميد الساعدي ـ رضي الله عنه ـ قال:
((كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا جلس في الركعة الآخرة،
قدم رجله اليسرى، ونصب الأخرى، وقعد على مقعدته))
[رواه البخاري: 828].
20 - الإكثار من الدعاء قبل التسليم
عن عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال:
((كنا إذا كنا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، إلى أن قال:
ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو))
[رواه البخاري: 835].
21 - أداء السنن الرواتب
عن أم حبيبة رضي الله عنها،
أنها سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول
((ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير الفريضة،
إلا بنى الله له بيتًا في الجنة))
[رواه مسلم: 1696].
· السنن الرواتب: عددها اثنتا عشرة ركعة، في اليوم والليلة:
أربع ركعات قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب،
وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر.
22 - صلاة الضحى
عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال:
((يصبح على كل سلامى (أي: مفصل) من أحدكم صدقة،
فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة،
وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة،
ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى))
[رواه مسلم: 1671].
· وأفضل وقتها حين ارتفاع النهار، واشتداد حرارة الشمس،
ويخرج وقتها بقيام قائم الظهيرة، وأقلها ركعتان، ولا حدَّ لأكثرها.
23 - قيام الليل
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
سُئل: أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة، فقال:
((أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة، الصلاة في جوف الليل))
[رواه مسلم: 2756].
24 - صلاة الوتر
عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
((اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا))
[متفق عليه:998 - 1755].
25 - الصلاة في النعلين إذا تحققت طهارتهما
سُئل أنس بن مالك رضي الله عنه: أكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
يصلي في نعليه؟ قال: ((نعم))
[رواه البخاري: 386].
26 - الصلاة في مسجد قباء
عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
((كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأتي قباء راكبًا وماشيًا))
زاد ابن نمير: حدثنا عبيدالله، عن نافع: ((فيصلي فيه ركعتين))
[متفق عليه: 1194 – 3390]
27 - أداء صلاة النافلة في البيت
عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته،
فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا))
[رواه مسلم: 1822].
28 - صلاة الاستخارة
عن جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنه ـ قال:
((كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلمنا الاستخارة
في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن))
[رواه البخاري: 1162].
· وصفتها كما ورد في الحديث السابق: أن يصلي المرء ركعتين، ثم يقول:
((اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم،
فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت
تعلم أن هذا الأمر (ويسمي حاجته) خير لي في ديني، ومعاشي،
وعاقبة أمري، فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم
أن هذا الأمر شر لي في ديني، و معاشي، وعاقبة أمري، فاصرفه عني،
واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به)).
29 - الجلوس في المصلى بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه:
(أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا صلى الفجر
جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنا)
[رواه مسلم: 1526].
30 - الاغتسال يوم الجمعة
عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل))
[متفق عليه: 877 - 1951].
31 - التبكير إلى صلاة الجمعة
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إذا كان يوم الجمعة، وقفت الملائكة على باب المسجد،
يكتبون الأول فالأول، ومثل المُهَجِّر (أي: المبكر) كمثل الذي يهدي بدنة،
ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشاً، ثم دجاجة، ثم بيضة، فإذا خرج الإمام
طووا صحفهم، ويستمعون الذكر))
[متفق عليه: 929 - 1964].
32 - تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ـ
صلى الله عليه وسلم ـ ذَكَرَ يوم الجمعة فقال:
((فيه ساعة، لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي،
يسأل الله تعالى شيئًا، إلا أعطاه إياه)) وأشار بيده يقللها.
[متفق عليه: 935 - 1969].
33 - الذهاب إلى مصلى العيد من طريق، والعودة من طريق آخر
عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال:
((كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا كان يوم عيد خالف الطريق))
[رواه البخاري: 986].
34 - الصلاة على الجنازة
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها
حتى تدفن فله قيراطان)) قيل: وما القيراطان؟ قال: ((مثل الجبلين العظيمين))
[رواه مسلم: 2189].
35 - زيارة المقابر
عن بريدة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ... الحديث))
[رواه مسلم: 2260].
ملحوظة:
النساء محرم عليهن زيارة المقابر كما
أفتى بذلك الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ وجمع من العلماء.
منقول ..
ـ[أبو مساعد]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 08:37]ـ
بارك الله فيك يابن خالد .....
جعلك الله من الذين يحيون السنن ويميتون البدع ....
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 10:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيراً يا ابن خالد
جعله الله في ميزان حسناتك
وإن شاء الله سأقوم بنشره في المنتديات الأخرى
ليعم النفع بين أبناء المسلمين
ولك مثل الأجر إن شاء الله
ـ[ابن خالد]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 10:55]ـ
بارك الله فيكم أجمعين
ـ[حورية الجزائرية]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 12:02]ـ
لماذا يحرم على النساء زيارة المقابر؟؟؟؟؟؟(/)
«شرح المنظومة الميميّة فِي الوصايا والآداب، للشَّيخ عبد الرّزّاق البدر»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 05:46]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«شَرْحُ المَنْظُوْمَةِ المِيمِيَّةِ فِي الوَصَايَا والآدَابِ العِلْمِيَّةِ للعَلَّامَةِ حَافِظ الحَكَمِيِّ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ،
لِصَاحبِ الفَضِيلَةِ الشَّيْخِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ عَبْدِ المُحْسِنِ البَدر
ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَرَعَاهُ ـ.»
الدَّرْسُ الأَوَّلُ [19 - 2 - 1430]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=59386
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 05:48]ـ
الدَّرْسُ الثَّانِي [20 - 2 - 1430]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=59400(/)
ما حكم هذه الأسماء
ـ[حسين ابو عبد الله]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 05:56]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاةوالسلام على أشرف المرسلين محمد خاتم الانبياء والمرسلين
أما بعد:
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيميين رحمه الله رحمة واسعة عن جواز التسمية بأسماء: إيمان، أبرار، ملاك، جبريل
فأجاب رحمه الله
انه لا يتسمى بهذه الأسماء
فأرجوا منكم ايضاح الامر جيدا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 08:06]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
الذي أرى أن اسم إيمان فيه تزكية وقد صح عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه غير اسم "برة" خوفاً من التزكية ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن زينب كان اسمها برة فقيل:تزكي نفسها فسماها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، زينب 10/ 575 فتح، وفي صحيح مسلم 3/ 1687 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت جويرية اسمها برة فحول النبي صلى الله عليه وسلم اسمها جويرية وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة، وفيه أيضاً ص1688 عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سميت ابنتي برة فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نهى عن هذا الاسم وسميت برة فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: "لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم" فقالوا: بم نسميها؟ قال: "سموها زينب" فبين النبي، صلى الله عليه وسلم، وجه الكراهة للاسم الذي فيه التزكية وأنها من وجهين:
الأول: أنه يقال: خرج من عند برة وكذلك يقال: خرج من برة.
الثاني: التزكية والله أعلم منا بمن هو أهل للتزكية.
وعلى هذا ينبغي تغيير اسم إيمان لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى عما فيه تزكية، ولا سيما إذا كان اسماً لامرأة لأنه للذكور أقرب منه للإناث لأن كلمة (إيمان) مذكرة.
وتابع معي سأزيدك بإذن الله
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 08:08]ـ
وقال الشيخ أيضا:
أما التسمّي باسم " ملاك " فلا يجوز، خاصة إذا سُمّيت به الإناث.
لقوله عز وجل عن المشركين: (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ)
فالذي يُسمّي ابنته ملاك أو التي تتسمّى بـ " ملاك " قد جعلت الإناث من الملائكة أو جعلت من الملائكة إناثاً.
والله أعلم.
وعلى ذلك فقس
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 08:12]ـ
وقال الشيخ أيضا:
أما التسمّي باسم " ملاك " فلا يجوز، خاصة إذا سُمّيت به الإناث.
لقوله عز وجل عن المشركين: (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ)، فالذي يُسمّي ابنته ملاك أو التي تتسمّى بـ " ملاك " قد جعلت الإناث من الملائكة أو جعلت من الملائكة إناثاً. والله أعلم.
لكن أليس الواحد من الملائكة مَلَكاً؟، بعبارة أخرى ما صحة التعبير عن واحد الملائكة بـ (مَلاك) عَرَبِيَّةً؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 08:21]ـ
لكن أليس الواحد من الملائكة مَلَكاً؟، بعبارة أخرى ما صحة التعبير عن واحد الملائكة بـ (مَلاك) عَرَبِيَّةً؟
أخي العزيز، وهل أنا من أفتى حتى تقتبس الكلام؟
وإن كان القصد مجرد السؤال فيمكنك كتابته أخي الفاضل بدون إقتباس.
وعلى كلٍ أخي العزيز، بالنسبة للحكم على اسم (ملاك) فالإعتبار على من وقع عليها التسمي، وهي واحدة، على تقدير قولك: هذه ملاك؛ على اعتبار النسبة للأنثى، وهنا الخلل الذي من أجله حرم التسمي به.
وكما تقول: هذه ملك؛ على اعتبار النسبة للملك نفسه، وأيضا المحظور هنا واقع باعتبار تشبيه الملك وإيقاعه بالأنثى.
والله أعلم
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 08:30]ـ
أخي العزيز، وهل أنا من أفتى حتى تقتبس الكلام؟
وإن كان القصد مجرد السؤال فيمكنك كتابته أخي الفاضل بدون إقتباس.
أستغفر الله وأعتذر من إزعاجك يا أخي وقد عدلتُ المشاركة وحذفتُ اسمكم الكريم، وأنا لَمْ أُرِدْ الاعتراض على الفائدة التي تفضلتم بنقلها، لكني أردتُ السؤال (من جهة العربية) عن صحة دلالة هذا اللفظ "ملاك" على واحد الملائكة.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 08:33]ـ
أستغفر الله وأعتذر من إزعاجك يا أخي وقد عدلتُ المشاركة وحذفتُ اسمكم الكريم، وأنا لَمْ أُرِدْ الاعتراض على الفائدة التي تفضلتم بنقلها، لكني أردتُ السؤال (من جهة العربية) عن صحة دلالة هذا اللفظ "ملاك" على واحد الملائكة.
فهل تسامحني أنت بدورك؟ فقد أكون استعجلت معك
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 01:54]ـ
فهل تسامحني أنت بدورك؟ فقد أكون استعجلت معك
لا عليكَ
غفر الله لي ولك وللمسلمين
ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أسرفنا وما هو أعلم به منا
آمين
:):):)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين ابو عبد الله]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 11:02]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
بارك الله فيكم على التوضيح
وجزاكم الله كل خير(/)
المحرمات من النساء:: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 06:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المحرمات من النساء
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2063 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2063)
http://www.rslan.com/images/index/Almo5arramat.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2063)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: بيان المحرمات من النساء, وما يترتب على ذلك من أحكام, وما يلحق بذلك من مسائل.
(المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
عناصر المحاضرة:
• بيان أن الزواج من سنن المرسلين.
• بيان حكم الزواج.
• المحرمات من النساء على قسمين:
o المحرمات على سبيل التأبيد:
? المحرمات بسبب النسب.
? المحرمات بسبب المصاهرة.
? المحرمات بسبب الرضاع.
o التحريم المؤقت.
• متى يجوز التزوج بالزانية؟
• تحريم نكاح المشركات.
******* http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2063[/ ... ]
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 07:22]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك أخي على المحاضرة النّافعة.
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 07:40]ـ
جزاك الله خيرا.(/)
كلام رائع لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله (1)
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 10:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد
كنت اقرا كتاب قاعدة في المحبة لشيخ الاسلام فقرات كلاما رائعا من اجمل ما قرات لابن تيمية رحمه الله فاحببت ان انقله لكم حتى تعم الفائدة ويستفيد اخواني من هذا الكلام الذي يكتب بماء من ذهب واليكم كلامه رحمه الله:
[عدل] من الخطأ الظن بأن نعيم الدنيا لا يكون إلا لأهل الكفر والفجور
ولكن تذكر هنا نكتة نافعة وهو أن الإنسان قد يسمع ويرى ما يصيب كثيرا من أهل الإيمان والإسلام في الدنيا من المصائب وما يصيب كثيرا من الكفار والفجار في الدنيا من الرياسة والمال وغير ذلك فيعتقد أن النعيم في الدنيا لا يكون إلا لأهل الكفر والفجور وأن المؤمنين ليس لهم في الدنيا ما يتنعمون به إلا قليلا وكذلك قد يعتقد أن العزة والنصرة قد تستقر للكفار والمنافقين على المؤمنين وإذا سمع ما جاء في القرآن من أن العزة لله ورسوله وللمؤمنين وأن العاقبة للتقوى وقول الله تعالى وإن جندنا لهم الغالبون وهو ممن يصدق بالقرآن حمل هذه الآيات على الدار الآخرة فقط وقال أما الدنيا فما نري بأعيننا إلا أن الكفار والمنافقين فيها يظهرون ويغلبون المؤمنين ولهم العزة والنصرة والقرآن لا يرد بخلاف المحسوس ويعتمد على هذا فيما إذا أديل أديل عليه عدو من جنس الكفار والمنافقين أو الظالمين وهو عند نفسه من أهل الإيمان والتقوى فيرى أن صاحب الباطل قد علا على صاحب الحق فيقول أنا على الحق وأنا مغلوب وإذا ذكره إنسان بما وعده الله من حسن العاقبة للمتقين قال هذا في الآخرة فقط وإذا قيل له كيف يفعل الله بأوليائه مثل هذه الأمور قال يفعل ما يشاء وربما قال بقلبه أو لسانه أو كان حاله يقتضى أن هذا نوع من الظلم وربما ذكر قول بعضهم ما على الخلق أضر من الخالق لكن يقول يفعل الله ما يشاء وإذا ذكر برحمة الله وحكمته لم يقل إلا أنه يفعل ما يشاء فلا يعتقدون أن صاحب الحق والتقوى منصور مؤيد بل يعتقدون أن الله يفعل ما يشاء
وهذه الأقوال مبنية على مقدمتين إحداهما حسن ظنه بدين نفسه نوعا أو شخصا واعتقاد أنه قائم بما يجب عليه وتارك ما نهي عنه في الدين الحق واعتقاده في خصمه ونظيره خلاف ذلك أن دينه باطل نوعا أو شخصا لأنه ترك المأمور وفعل المحظور
والمقدمة الثانية أن الله قد لا يؤيد صاحب الدين الحق وينصره وقد لا يجعل له العاقبة في الدنيا فلا ينبغى الاغترار بهذا
[عدل] المؤمن يطلب نعيم الدنيا والنعيم التام في الآخرة
ومن المعلوم أن العبد وإن أقر بالآخرة فهو يطلب حسن عاقبة الدنيا فقد يطلب ما لا بد منه من دفع الضرر وجلب المنفعة وقد يطلب من زيادة النفع ودفع الضرر ما يظن أنه مباح فإذا اعتقد أن الدين الحق قد ينافي ذلك لزم من ذلك إعراض القلب عن الرغبة في كمال الدين الحق وفي حال السابقين والمقربين بل قد يعرض عن حال المقتصدين أصحاب اليمين فيدخل مع الظالمين بل قد يكفر ويصير من المرتدين المنافقين أو المعلنين بالكفر وإن لم يكن هذا في أصل الدين كان في كثير من أصوله وفروعه كما قال النبي يصبح الرجل مؤمنا ويمسى كافرا أو يمسى مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا وذلك إذا اعتقد أن الدين لا يحصل إلا بفساد دنياه ولذلك فإنه يفرح بحصول الضرر له ويرجو ثواب ضياع ما لا بد له من المنفعة
وهذه الفتنة التى صدت أكثر بنى آدم عن تحقيق الدين وأصلها الجهل بحقيقة الدين وبحقيقة النعيم الذي هو مطلوب النفوس في كل وقت إذ قد ذكرنا أن كل عمل فلا بد فيه من إرادة به لطلب ما ينعم فهناك عمل يطلب به النعيم ولا بد أن يكون المرء عارفا بالعمل الذى يعمله وبالنعيم الذي يطلبه
ثم إذا علم هذين الأصلين فلابد أن تكون فيه إرادة جازمة على العمل بذلك وإلا فالعلم بالمطلوب وبطريقه لا يحصلان المقصود إلا مع الإرادة الجازمة والارادةالجازمة لا تكون إلا مع الصبر ولهذا قال سبحانه وتعالى والعصر إن الإنسان لفى خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وقال تعالى وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون
(يُتْبَعُ)
(/)
فاليقين هو العلم الثابت المستقر والصبر لابد منه لتحقيق الإرادة الجازمة
والمقدمتان اللتان التي بنيت عليهما هذه البلية مبناهما على الجهل بأمر الله ونهيه وبوعده ووعيده فإن صاحبهما إذا اعتقد أنه قائم بالدين الحق فقد اعتقد أنه فاعل للمأمور تارك للمحظور وهو على العكس من ذلك وهذا يكون من جهله بالدين الحق
[عدل] من الخطأ الاعتقاد أن الله ينصر الكفار في الدنيا ولا ينصر المؤمنين
وإذا اعتقد أن صاحب الحق لا ينصره الله في الدنيا بل قد تكون العاقبة في الدنيا للكفار على المؤمنين ولأهل الفجور على أهل البر فهذا من جهله بوعد الله تعالى
أما الأول فما أكثر من يترك واجبات لا يعلم بها ولا بوجوبها وما أكثر من يفعل محرمات لا يعلم بتحريمها بل ما أكثر من يعبد الله بما حرم ويترك ما أوجب وما أكثر من يعتقد أنه هو المظلوم المحق من كل وجه وأنه خصمه هو الظالم المبطل من كل وجه ولا يكون الأمر كذلك بل يكون معه نوع من الباطل والظلم ومع خصمه نوع من الحق والعدل
وحبك الشيء يعمي ويصم والإنسان مجبول على محبة نفسه فهو لا يرى إلا محاسنها ومبغض لخصمه فلا يرى إلا مساوئه وهذا الجهل غالبه مقرون بالهوى والظلم فإن الإنسان ظلوم جهول
وأكثر ديانات الخلق إنما هي عادات أخذوها عن آبائهم وأسلافهم وتقليدهم في التصديق والتكذيب والحب والبغض والموالاة والمعاداة
كما قال تعالى وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير وقال تعالى يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا
وقال تعالى وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضى بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفى شك منه مريب
وأما الثاني فما أكثر من يظن أن أهل الدين الحق في الدنيا يكونون أذلاء معذبين بما فيه بخلاف من فارقهم إلى طاعة أخري وسبيل آخر ويكذب بوعد الله بنصرهم
والله سبحانه قد بين بكتابه كلا المقدمتين فقال تعالى إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد
وقال تعالى في كتابه ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون
وقال تعالى في كتابه إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم
ـ[عبده شايب]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 09:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقول عائشة رضى الله عنها الطاهر المطهرة {ما تمتع الاشرار بشىء الا تمتع به الاخيار وزادوا علية طاعة الله}
ـ[طالبة الفردس]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 01:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك المولى خير الجزاء على هذا الموضوع طيب
ـ[القضاعي]ــــــــ[22 - Aug-2010, مساء 03:49]ـ
جزيت خيرًا.
وهذه مقالة تلميذه النجيب ابن قيم الجوزية , والمشكاة واحدة رحمهما الله.
قال ابن القيم: " فكثير من الناس يظن أن أهل الدين الحق فى الدنيا يكونون أذلاء مقهورين مغلوبين دائما، بخلاف من فارقهم إلى سبيل أخرى وطاعة أخرى، فلا يثق بوعد الله بنصر دينه وعباده، بل إما أن يجعل ذلك خاصا بطائفة دون طائفة، أو بزمان دون زمان أو يجعله معلقا بالمشيئة، وإن لم يصرح بها.
وهذا من عدم الوثوق بوعد الله تعالى، ومن سوء الفهم فى كتابه.
والله سبحانه قد بين فى كتابه أنه ناصر المؤمنين فى الدنيا والآخرة.
قال تعالى: {إنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [غافر: 51].
وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 56].
وقال تعالى: {إنَّ الّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِى الأَذَلَّينَ * كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة: 20 - 21] وهذا كثير فى القرآن.
وقد بين سبحانه فيه أن ما أصاب العبد من مصيبة، أو إدالة عدو، أو كسر، وغير ذلك فبذنوبه.
فبين سبحانه فى كتابه كلا المقدمتين، فإذا جمعت بينهما تبين لك حقيقة الأمر، وزال الإشكال بالكلية، واستغنيت عن تلك التكليفات الباردة، والتأويلات البعيدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقرر سبحانه المقام الأول بوجوه من التقرير: منها ما تقدم.
ومنها: أنه ذم من يطلب النصر والعزة من غير المؤمنين، كقوله:
{يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ، بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إنَّ اللهَ لا يَهْدِى الْقَوْمَ الظّالمِينَ * فَتَرَى الّذِينَ فى قُلُوبِهمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ، فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِى بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِى أَنفُسِهِمْ نَادِمينَ * وَيَقُولُ الّذِينَ آمنُوا أَهؤْلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهمْ إِنَّهُمْ لمعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ * يأَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِى اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه? أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ الله وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائمٍ، ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيموُنَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 51 - 56].
فأنكر على من طلب النصر من غير حزبه، وأخبر أن حزبه هم الغالبون.
ونظير هذا قوله: {بشِّرِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً ألِيماً * الّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ، أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّة؟ فَإنَّ الْعِزَّةَ للهِ جَمِيعاً} [النساء: 138 - 139].
وقال تعالى: {يَقُولونَ لَئنْ رَجَعْنَا إِلَى المَدِينَةِ لِيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِه وَلِلْمُؤْمِنِينَ، وَلكِنَّ المُنَافِقينَ لا يَعْلَمُونَ} [المنافقون: 8].
وقال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَللهِ الْعِزَّةُ جَمِيعَا إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلمِ الطَّيِّبُ والْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10].
أى من كان يريد العزة فليطلبها بطاعة الله من الكلم الطيب والعمل الصالح.
وقال تعالى: {هُوَ الّذِى أَرْسلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيظْهِرَهُ عَلَى الدِّينَ كُلِّهِ} [التوبة: 33، الفتح: 29، الصف: 9].
وقال: {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فى سَبِيلِ اللهِ بأَمْوَالِكُمْ وَأَنُفُسكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبِكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَة فى جَنّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحبِوُّنَها نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ} [الصف: 10 - 13] أى ويعطيكم أخرى فوق مَغْفِرَةِ الذنوب ودُخول الجنة، وهى النّصْرُ والفتح {يأَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللهِ كمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِى إلَى اللهِ، قالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحَنُ أَنْصَارُ اللهِ، فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِى إسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةُ، فَأَيدْنَا الّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِين} [الصف: 14].
وقال تعالى للمسيح: {إِنِّى مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَى وَمْطَهِّرُكَ مِنَ الّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِل الّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 55].
فلما كان للنصارى نصيب ما من اتباعه كانوا فوق اليهود إلى يوم القيامة، ولما كان المسلمون أتبع له من النصارى كانوا فوق النصارى إلى يوم القيامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى للمؤمنين: {وَلَوْ قَاتَلَكمُ الّذِينَ كَفَرُوا لَولَّوا الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيا وَلا نَصِيراً * سُنَّةَ اللهِ الَّتِى قَدْ خَلَتْ مِنْ قبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاَ} [الفتح: 22 - 23].
فهذا خطاب للمؤمنين الذين قاموا بحقائق الإيمان ظاهرا وباطنا.
وقال تعالى: {والْعَاقِبَةَ لِلْمتُقّيِنَ} [الأعراف: 128] وقال: {وَالْعَاقِبةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132].
والمراد: العاقبة فى الدنيا قبل الآخرة، لأنه ذكر ذلك عقيب قصة نوح، ونصره وصبره على قومه. فقال تعالى:
{تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أنْتَ وَلا قَوْمكَ مِنْ قَبْلِ هذَا فَاصْبِرْ إنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمتُقّينَ} [هود: 49].
أى عاقبة النصر لك ولمن معك، كما كانت لنوح عليه السلام ومن آمن معه.
وكذلك قوله: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132].
وقال تعالى: {وَإنْ تَصْبِرُوا وَتَتّقُوا لا يَضُرٍّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً} [آل عمران: 120].
وقال: {بَلَى إنْ تَصْبِرُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكمْ بِخمسَةِ آلافٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران: 125].
وقال تعالى إخبارا عن يوسف عليه السلام أنه نُصِرَ بتقواه وصبره، فقال:
{أَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِى قدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا إِنّهُ مَنْ يَتّقِ وَيَصْبِرْ فَإنَ اللهَ لا يُضِيعُ أجْرَ المُحْسِنِينَ} [يوسف: 90] {يأَيَّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيكَفِّرْ عنكم سَيَّئَاتِكُم} [الأنفال: 29].
والفرقان: هو العز والنصر، والنجاة والنور الذى يفرق بين الحق والباطل.
وقال تعالى: {وَمَنْ يَتّق اللهَ يْجعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبه إنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ، قَد جَعَلَ اللهُ لِكُلَّ شَيءْ قَدْراً} [الطلاق: 2 - 3].
وقد روى ابن ماجه وابن أبى الدنيا عن أبى ذر رضى الله عنه عن النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«لَوْ عَمِلَ النَّاسُ كُلُّهمْ بِهذِهِ الآية لَوَسِعَتْهُمْ» فهذا فى المقام الأول.
وأما المقام الثانى: فقال تعالى فى قصة أُحُدٍ: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هذَا؟ قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران: 165].
وقال تعالى: {إنَّ الّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا} [آل عمران: 155].
وقال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبمِاَ كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].
وقال: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِى عَمِلُوا لَعَلّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41].
وقال: {وَإنَّا إذَا أَذَقْنَا الإنْسَانَ مِنّا رَحْمَةَ فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الإنْسَانَ كَفُورٌ} [الشورى: 48].
وقالَ: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهمْ سَيِّئَةٌ بما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إذَا هُمْ يَقْنَطُون} [الروم: 36].
وقال: {أَوْ يُوبِقْهُنَّ بمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 34].
وقال: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنَ نَفُسِكَ} [النساء: 79].
ولهذا أمر الله سبحانه رسوله والمؤمنين باتباع ما أنزل إليهم، وهو طاعته، وهو المقدمة الأولى، وأمر بانتظار وعده، وهو المقدمة الثانية، وأمر بالاستغفار والصبر لأن العبد لا بد أن يحصل له نوع تقصير وسرف يزيله الاستغفار، ولا بد فى انتظار الوعد من الصبر، فبالاستغفار تتم الطاعة. وبالصبر يتم اليقين بالوعد. وقد جمع الله سبحانه بينهما فى قوله:
{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَق وَاستْغَفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحَ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِى وَالإبْكَارِ} [غافر: 55].
وقد ذكر الله سبحانه فى كتابه قصص الأنبياء وأتباعهم، وكيف نجاهم بالصبر والطاعة، ثم قال:
{لَقَدْ كانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأولِى الأَلْبَابِ} [يوسف: 111] ". انتهى
إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان - ابن القيم - صفحة 687 - دار طيبة
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[25 - Aug-2010, صباحاً 12:49]ـ
جزاكم الله خيراً.(/)
هل للشيخ ابن العثيمين قولان في هذه المسالة؟
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 10:56]ـ
السلام عليكم
سمعت مرة من الشيخ العالم الفقيه ابن العثيمين انه يرى وجوب تعيين نية الصلاة التي ينوي المرء صلاتها مثلا اذا دخلت مع المغرب تنوي صلاة المغرب اي تعينها في نيتك ولكن كأني سمعت له قول اخر وهو عدم اشتراط هذا وقال ان الرجل لو دخل مع الامام مثلا في صلاة الجماعة مع العشاء مثلا وحتى ولو لم يعين النية فهذا جائز فهل منكم من يحيلني الى هذه الفتوى بارك الله فيكم ام ان هذا وهم مني فقط والله اعلم
تنبيه: كلامه في لقاءات باب المفتوح راجعته وذكر ذلك كله ولكن لم يجزم بشيء رحمه الله بل ظاهر قوله انه يرى القول الاول فارجو الاخوة ان ينقلوا لي قولا له غير هذا الذي في اللقاءات وجزاكم الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 12:08]ـ
حقيقة أخي السلفي الكريم حفظك الله، الذي أعرفه عن الشيخ رحمه الله أنه كان يقرر أن نية الصلاة في جماعة للفرض الذي سيصلى كافية، ولا يلزم التعيين.
وقد ذكر رحمه الله في شرح الزاد قوله: والصَّلاةُ إما في جماعة، وإما في انفراد. فإذا كان في جماعةٍ فأحسن ما يكون: أن يتوضَّأ الإِنسانُ في بيته، ويُسْبِغَ الوُضُوءَ، ثم يخرج من بيته بنيَّة الصَّلاةِ مع الجماعةِ.
هذا ما أعرفه عن الشيخ رحمه الله.
والذي أعرفه عن المحققين من علماء المذهب المعاصرين رحم الله ميتهم، وحفظ حيهم، أنهم لا يقولون بنية تعيين الصلاة، بل يكتفى بنية الصلاة المفروضة الحالية في الجماعة.
والله سبحانه وتعالى أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 12:19]ـ
قال الشيخ في شرح الزاد:
قوله: «فَيَجِبُ أنْ يَنْوِيَ عَيْنَ صَلاَةٍ مُعَيَّنَةٍ»، أي: يجب على من أراد الصَّلاة أن ينويَ عينَها إذا كانت معيَّنة، مثل: لو أراد أن يُصلِّي الظُّهر يجب أن ينوي صلاةَ الظُّهر، أو أراد أن يُصلِّي الفجر فيجب أن ينويَ صلاة الفجر، أو أراد يُصلِّي الوِتر فيجب أن ينويَ صلاة الوِتر.
فإن كانت غير معيَّنة كالنَّفل المطلق، فينوي أنه يريد أن يُصلِّي فقط بدون تعيين.
وأفادنا المؤلِّف: أنه لا بُدَّ أن ينويَ عين المعيَّن كالظُّهر، فلو نوى فرض هذا الوقت أو الصَّلاة مطلقاً، كأن جاء إلى المسجد والنَّاسُ يُصلُّون، فدخل وغاب عن ذِهْنِه أنها الظُّهر أو العصر، أو أنها فرضٌ أو نَفْلٌ، فعلى كلام المؤلِّف: صلاتُه غير صحيحة؛ لأنه لم ينوِ الصَّلاة المعيَّنة، وتصحُّ على أنها صلاةٌ يؤجَرُ عليها.
وقيل: لا يُشترط تعيين المعيَّنة، فيكفي أن ينويَ الصلاة؛ وتتعيَّن الصلاة بتعيُّن الوقت [(539)]، فإذا توضَّأ لصلاة الظُّهر ثم صَلَّى، وغاب عن ذهنه أنَّها الظُّهر أو العصر أو المغرب أو العشاء فالصَّلاة صحيحة؛ لأنه لو سُئِل: ماذا تريد بهذه الصَّلاة؟ لقال: أريد الظُّهر، فيُحمل على ما كان فرضَ الوقت، وهذا القول هو الذي لا يسعُ النَّاس العمل إلا به؛ لأن كثيراً من الناس يتوضَّأ ويأتي ليُصلِّي، ويغيب عن ذهنه أنها الظُّهر أو العصر، ولا سيَّما إذا جاء والإمام راكع؛ فإنه يغيب عنه ذلك لحرصه على إدراك الرُّكوع.
ويَنْبَني على هذا الخلاف: لو كان على الإنسان صلاة رباعية؛ لكن لا يدري هل هي الظُّهر أو العصر أو العشاء؟ فصلَّى أربعاً بنيَّة الواجب عليه، فعلى القول بأنه لا يجب التعيين: تصحُّ، وتكون عن الصلاة المفروضة التي عليه. وعلى القول بوجوب التَّعيين: لا تصحُّ؛ لأنه لم يعيِّنها ظُهراً ولا عصراً ولا عشاءً، وعليه؛ لا بُدَّ أن يُصلِّي أربعاً بنيَّة الظُّهر، ثم أربعاً بنيَّة العصر، ثم أربعاً بنية العشاء [(540)].
والذي يترجَّحُ عندي: القول بأنه لا يُشترط التَّعيين، وأن الوقت هو الذي يُعيِّنُ الصَّلاة، وأنه يصحُّ أن يُصلِّي أربعاً بنيَّة ما يجب عليه، وإنْ لم يعينه، فلو قال: عليَّ صلاة رباعيَّة لكن لا أدري: أهي الظُّهر أم العصر أم العشاء؟ قلنا: صَلِّ أربعاً بنيَّة ما عليك وتبرأ بذلك ذِمَّتُك.
وعليه؛ فلو قال: أنا عليَّ صلاة من يوم؛ ولا أدري: أهيَ الفجر؛ أم الظُّهر؛ أم العصر؛ أم المغرب؛ أم العشاء؟ فعلى القول بعدم اشتراط التَّعيين نقول: صَلِّ أربعاً وثلاثاً واثنتين، أربعاً تجزئ عن الظُّهر أو العصر أو العشاء، وثلاثاً عن المغرب، واثنتين عن الفجر.
وعلى القول الثَّاني: يُصلِّي خمس صلوات؛ لأنه يُحتمل أنَّ هذه الصَّلاة الظُّهر؛ أو العصر؛ أو المغرب؛ أو العشاء؛ أو الفجر، فيجب عليه أن يحتاط ليبرئَ ذِمَّته بيقين ويُصلِّي خمساً.
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 12:26]ـ
بارك الله فيكم اخواني وحفظكم الله وذكر هذا في غير زاد وفيه انه قال هذا خلاف المذهب اي الحنابلة
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[16 - May-2009, صباحاً 05:38]ـ
بارك الله فيكم ولعلّك تراجع أخي الفاضل شرح الأربعين النووية للشيخ ابن عثيمين في شرحه الحديث الثاني , تكلّم فيها الشيخ عن النية , ورجّح أنه لا يلزم تعيين النية والله اعلم , وقال: لو أنك ما عيّنت وجئت فسألك احدهم إلى اين ذاهب فإنك ستقول سأذهب للمسجد لصلاة كذا وكذا. ولولا أن نيتك لصلاة هذه الصلاة ما رحت أصلا.(/)
من يساعدني على فهم الحديث؟؟
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 11:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه.وبعد
جاء في الحديث الذي يرويه ابن عمر رضي الله عنهما
قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزابنة وهي ان يبيع ثمر حائطه نخلا بتمر كيلا،
وان كان كرما ان يبيعه بزبيب كيلا، وان كان زرعا ان يبيعه بكيل طعام، نهى عن ذلك كله)
اخرجه البخاري (2171)، (2185)
ومسلم (76/ 1542)
**الحديث واضح لكن اشكل عليّ فهم هذه العبارة
وهي (وان كان زرعا ان يبيعه بكيل طعام)
طالعت شرح البسام في العمدة وشرح السفاريني للعمدة المسمى بـ (كشف اللثام)
ولم استطع فهمه؟؟؟؟
فمن كان لديه علم في المسألة فليُفيدني ,,اثابه الله وبارك في وقته وعلمه
ـ[حمد]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 11:22]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
يبين لك الشيخ عطية سالم رحمه الله:
شرح حديث: (نهى رسول الله عن المزابنة)
قال رحمه الله: [وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزابنة، أن يبيع ثمر حائطه إن كان نخلاً بتمرٍ كيلاً، وإن كان كرماً أن يبيعه بزبيبٍ كيلاً، وإن كان زرعاً أن يبيعه بكيل طعام، نهى عن ذلك كله) متفق عليه].
(نهى صلى الله عليه وسلم عن المزابنة)، والمزابنة من الزبن، وهو الدفع، ومنه الزبانية عافانا الله وإياكم، ثم فسرها ابن عمر وقال: والمزابنة -أي: في العرف الشرعي- أن تبيع ثمرة النخل على نخلها بخرصها تمراً، فمائة نخلة فيها رطب، لو أنها تركت كم يجيء منها من التمر، يجيء منها خمسة أوسق، فيقول: أكيل لك الآن خمسة أوسق، وخل بيني وبين الثمرة. وهكذا الكرم، وإن كان هناك من يكره تسمية العنب كرماً، فهذا العنب لو ترك حتى صار زبيباً، كم يأتي منه من قنطار؟ قال: يأتي عشرة قناطير، فيقول: أقدمها إليك الآن عشرة قناطير زبيباً، وخل بيني وبين شجر العنب، ثم أبيعه عنباً، أو أعصره، أو أتركه حتى يصير زبيباً، أنا حر فيه. وهكذا حقل للقمح أو للشعير، يقول: كم يحصل منه لو تركناه حتى يجف الحب ويشتد، ثم يحصد ويداس ويصفى؟ قال: يحصل منه خمسون إردباً، قال: أدفع لك الآن هذا القدر، وخل بيني وبينه، وأنا سأحصده يوم الحصاد. وسواء حصلت في ثمر النخل مقدار ما دفعت لك كيلاً أو أقل أو أزيد، فالزائد لي والناقص علي، وكذلك في العنب، سواء حصل من الزبيب بقدر ما أعطيتك زبيباً أو أقل أو أكثر، وكذلك الحب. وكل يزبن الغبن عن نفسه، فصاحب النخل يحسب أنه حصل على كيل معلوم أحسن من الذي على الشجر، وصاحب التمر الذي كاله يظن أنه سيحصل مما على الشجر أحسن مما دفعه، ويزبن النقص عن نفسه، وهكذا كل ثمرة بجنسها، أما إذا كان بغير الجنس، مثلاً: اشتريت ثمرة البستان بالذهب والفضة، أو اشتريتها بالقمح، أو بالأرز فلا مانع؛ لأن الأرز بالتمر يجوز فيه الزيادة، ولكن بقي عندنا التسليم، ولا ربا نسيئة إذا اختلفت الأجناس والعلة، إذا كان بالنقد تساوي هذه الثمرة خمسة آلاف أو ستة آلاف، فيقول: تفضل هذا النقد، وأخذ الثمرة التي على رءوس النخيل، وعالجها، وهو ما يرزقه الله، وكذلك العنب، وكذلك الحب. إذاً: المزابنة بيع الثمرة قبل نضجها بخرصها يابساً من جنسها، الرطب على النخل بالتمر، والعنب بالزبيب، والحب في الحقول بالكيل من طعام من جنسه، والله تعالى أعلم. ......
من موقع إسلام ويب
http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=134962
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 11:28]ـ
نعم أخي الكريم كما تفضل أخي الفاضل، المسألة متعلقة بالمزابنة، من حيث بيع المعلوم بالمجهول من جنسه، والذي في الحديث هنا عبارة عن أمثلة لها؛ من بيع الثمر بالتمر، ومن بيع الكرم بالزبيب، ومن بيع الزرع _ المأكول _ بكيل الطعام.
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 01:05]ـ
احسن الله اليكما ونفع بِكما(/)
سؤال أصولي
ـ[عابد الرحمن]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 07:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يصح تخصيص الآيات و الأحاديث القولية بأقعال النبي-صلى الله عليه و سلم-؟ و جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 12:06]ـ
والله يا اخي لم افهم السؤال! سامحني؟
هل تقصد تخصيص القرآن بالسنة؟
ارجو التوضيح لو تكرمت؟
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 12:25]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أما تخصيص الآيات بأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا كثير كإباحة الميتتين (الكبد والطحال) بعد التحريم العام (حرّمت عليكم الميتتة).
وأما تخصيص الآيات بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم فأقل من الأول و غالب الأصوليين يستدلون بحكم السرقة، فالقرآن أطلق الحكم بقطع يد السارق ولم يبيّن ما هي فقطع النبي صلى الله عليه وسلّم اليمنى إلى الرسغ وكذلك صنع أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.
أما نصاب السرقة فليس على شرط السؤال لأنه تخصيص قول بقول والأخ حفظه الله يسأل عن تخصيص قول بفعل.
وأما تخصيص قول الرسول بفعله صلى الله عليه وسلم فلا يحضرني فيه شيئ ولعل عند غيري الإجابة عنه. والله تعالى أعلم.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 12:32]ـ
اللهم غفراً.
قلت في مداخلتي الأولى "كإباحة الميتتين وأعني الدمين و على هذا فالآية "حرمت عليكم الميتة والدم"
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 12:45]ـ
لعل الأخ الفاضل يقصد أن الآيات والأحاديث التي فيها أمر بالقول للنبي صلى الله عليه وسلم، أنها خاصة به فقط عليه الصلاة والسلام، ولا يدخل معه فيها أحد.
قد أكون مخطئا في الفهم، فلم أتبين المراد بوضوح من سؤال الأخ.
ـ[عابد الرحمن]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 03:10]ـ
يعني يا اخوة هناك أحادبث مثلا يقول فيها الرسول صلى الله عليه و سلم:غط فخذك , قإن الفخذ عورة .... و ثبت أنه دخل عليه بعض الصحابة و هو حاسر عن فخذه, فهل فعله هنا يخصص الحديث القولي؟ وهل فعل النبي صلى الله عليه و سلم يخصص آية ...
المثال لتقريب السؤال , و ليس مقصودا بذاته
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 12:52]ـ
يعني يا اخوة هناك أحادبث مثلا يقول فيها الرسول صلى الله عليه و سلم:غط فخذك , قإن الفخذ عورة .... و ثبت أنه دخل عليه بعض الصحابة و هو حاسر عن فخذه, فهل فعله هنا يخصص الحديث القولي؟ وهل فعل النبي صلى الله عليه و سلم يخصص آية ...
المثال لتقريب السؤال , و ليس مقصودا بذاته
جزاكم الله خيرا
بارك الله فيك أخي الكريم،
إن كنت تسأل عن أحكام تخصه صلى الله عليه وسلم دون أمته، فمن أوضح الأمثلة على ذلك نهيه عليه الصلاة والسلام عن الوصال في رمضان ثم فعله له.
فهنا ثلاث حالات:
1 - أن يكون فعله هذا ناسخاً لقوله
2 - أن لا يكون ناسخاً فيحمل النهي على الكراهة
3 - وإما أن يكون وصاله صلى الله عليه وسلم خاصاً به دون أمته وهو الذي صح عنه وثبت عنه.
أما عن فعله صلى عليه وسلم المخصِص للقرآن فقد ذكرت في مشاركتي الأولى حد السرقة ومايتعلق به.
والله تعالى أعلم
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 05:53]ـ
لا وجود لمسألة ينطبق عليها هذا الكلام أخي صاحب المشاركة.
والله من وراء القصد.(/)
ـ هل مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على فعل تدل على وجوبه؟
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 01:16]ـ
ـ هل مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على فعل تدل على وجوبه؟ نريد كلام العلماء بارك الله فيكم.
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 06:31]ـ
هل مواظبة النبى صلى الله عليه و سلم على استعمال السواك يدل على وجوبه؟
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 09:27]ـ
وهل ُيجاب عن سؤال بسؤال؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 11:25]ـ
عند الحنفية "سنة الهدى"، وهي حكم تكليفي ومن ضمن ما يطلق عليه ما واظب عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وعندهم يستحق تارك هذا العمل الذي حكمه هذا الحكم اللوم.
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 12:32]ـ
على حد علمى أنه لا يدل على الوجوب .. و لكن تركه عمدا مع القدرة عليه فهذا من الجفاء, و الأمثلة على ذلك كثيرة كالمواظبة على السواك و القنوت فى الوتر و سنن الصلاة و الوضوء
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[03 - Sep-2009, صباحاً 03:55]ـ
بارك الله فيكم
حديث السيدة عائشة في صلاة القيام لما ترك النبي صلى الله عليه وسلم الجماعة فقال: خشيت أن تفرض على أمتي
وقولها كان يدع العمل وهو يحب ان يعمله مخافة أن يفرض على الناس
أليس في ذلك دلالة على أن مواظبته صلى الله عليه وسلم قرينة على الوجوب؟
أما ما ذكره أخونا أبو أنس فإنه قد جاءت القرنية للنزول بها إلى ردتبة الاستحباب كقوله في السواك لولا ان أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة فدل على عدم وجوب السواك وهكذا
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[03 - Sep-2009, صباحاً 04:13]ـ
قد تكون مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على عمل خصوصية كما يرى بعض العلماء في الركعتين بعد العصر , أو وجوب قيام الليل عليه , أو وجوب الاعتكاف , وما إلى ذلك.
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[03 - Sep-2009, صباحاً 04:16]ـ
لكن إن كانت خصوصية فإن هناك قرائن تدل على ذلك كأن يفعل وينهى عن الفعل لكن الحديث فيما يظهر لي هل المواظبة تعد قرينة على الوجوب أم لا
مع إني لم أرى أحدا من أهل العلم من السلف نص على هذه القاعدة وكلن حديث السيدة عائشة صريحة فإن المواظبة تدل على الوجوب لأنه خشى الوجوب من المداومة!
والله أعلم
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 01:56]ـ
النبي صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته , وكان عمله ديمة , وأحبّ الأعمال إلى الله ما دووم عليه ...
فهل تعتبر سنّة المدوامة والمواظبة دليلاً على الوجوب؟! ..
(وجهة نظري: لا)
لأن القرائن لم تدلّ على الوجوب.
والله تعالى أعلم.
وننتظر إثراء الإخوة
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 01:59]ـ
الا ترى أن حديث السيدة عائشة أظهر في المسألة بل يعد نصا صريحا على القاعدة؟
صرحة يا حبيب أنا أبحث عن كلام لأهل العلم في المسألة إلا أني لم أجد إلى الان كلاما صريحا إلا أن ابن دقيق العيد قد اشارة إشارة - تعد بعيدة - إلى هذه المسألة تحت حديث عائشة كان يستفتح الصلاة بالتكبير ... إلخ
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 02:18]ـ
اخواني الكرام
قد يواظب صلى الله عليه وسلم على امر واجب كالصلوات الخمس وغيرها
وقد يواظب صلى الله عليه وسلم على امر مستحب كسنة الفجرلم يتركها سفرا ولاحضرا
ويعرف الوجوب والاستحباب من ادلة اخرى وليس من مجرد الفعل والله اعلم
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 02:53]ـ
وجدت هذا الكلام للحافظ بن حجر في فتح الباري
قَوْله: (أَنْ تُفْرَض عَلَيْكُمْ) فِي رِوَايَة عُقَيْل وَابْنِ جُرَيْجٍ " فَتَعْجِزُوا عَنْهَا " وَفِي رِوَايَة يُونُس " وَلَكِنِّي خَشِيت أَنْ تُفْرَض عَلَيْكُمْ صَلَاة اللَّيْل فَتَعْجِزُوا عَنْهَا "، وَكَذَا فِي رِوَايَة أَبِي سَلَمَة الْمَذْكُورَة قُبَيْل صِفَة الصَّلَاة " خَشِيت أَنْ تُكْتَب عَلَيْكُمْ صَلَاة اللَّيْل " وَقَوْله " فَتَعْجِزُوا عَنْهَا " أَيْ تَشُقّ عَلَيْكُمْ فَتَتْرُكُوهَا مَعَ الْقُدْرَة عَلَيْهَا، وَلَيْسَ الْمُرَاد الْعَجْز الْكُلِّيّ لِأَنَّهُ يُسْقِط التَّكْلِيف مِنْ أَصْله. ثُمَّ إِنَّ ظَاهِر هَذَا الْحَدِيث أَنَّهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَقَّعَ تَرَتُّب اِفْتِرَاض الصَّلَاة بِدَلِيلِ جَمَاعَة عَلَى وُجُود الْمُوَاظَبَة عَلَيْهَا، وَفِي ذَلِكَ إِشْكَال، وَقَدْ بَنَاهُ بَعْض الْمَالِكِيَّة عَلَى قَاعِدَتهمْ فِي أَنَّ الشُّرُوع مُلْزِم وَفِيهِ نَظَر، وَأَجَابَ الْمُحِبّ الطَّبَرِيُّ بِأَنَّهُ يُحْتَمَل أَنْ يَكُونُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنَّك إِنْ وَاظَبْت عَلَى هَذِهِ الصَّلَاة مَعَهُمْ اِفْتَرَضَتْهَا عَلَيْهِمْ فَأَحَبَّ التَّخْفِيف عَنْهُمْ فَتَرَكَ الْمُوَاظَبَة، قَالَ: وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُونُ ذَلِكَ وَقَعَ فِي نَفْسه كَمَا اِتَّفَقَ فِي بَعْض الْقُرَب الَّتِي دَاوَمَ عَلَيْهَا فَافْتُرِضَتْ، وَقِيلَ خَشِيَ أَنْ يَظُنّ أَحَد مِنْ الْأُمَّة مِنْ مُدَاوَمَته عَلَيْهَا الْوُجُوب، وَإِلَى هَذَا الْأَخِير نَحَا الْقُرْطُبِيّ فَقَالَ: قَوْله: " فَتُفْرَض عَلَيْكُمْ " أَيْ تَظُنُّونَهُ فَرْضًا فَيَجِب عَلَى مَنْ ظَنَّ ذَلِكَ، كَمَا إِذَا ظَنَّ الْمُجْتَهِد حِلّ شَيْء أَوْ تَحْرِيمه فَإِنَّهُ يَجِب عَلَيْهِ الْعَمَل بِهِ. قَالَ وَقِيلَ: كَانَ حُكْم النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ إِذَا وَاظَبَ عَلَى شَيْء مِنْ أَعْمَال الْبِرّ وَاقْتَدَى النَّاس بِهِ فِيهِ أَنَّهُ يُفْرَض عَلَيْهِمْ اِنْتَهَى. وَلَا يَخْفَى بُعْد هَذَا الْأَخِير، فَقَدْ وَاظَبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَوَاتِب الْفَرَائِض وَتَابَعَهُ أَصْحَابه وَلَمْ تُفْرَض، وَقَالَ اِبْن بَطَّال يُحْتَمَل أَنْ يَكُونُ هَذَا الْقَوْل صَدَرَ مِنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا كَانَ قِيَام اللَّيْل فَرْضًا عَلَيْهِ دُون أُمَّته فَخَشِيَ إِنْ خَرَجَ إِلَيْهِمْ وَالْتَزَمُوا مَعَهُ قِيَام اللَّيْل أَنْ يُسَوِّي اللَّه بَيْنه وَبَيْنهمْ فِي حُكْمه، لِأَنَّ الْأَصْل فِي الشَّرْع الْمُسَاوَاة بَيْن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْن أُمَّته فِي الْعِبَادَة. قَالَ: وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُونُ خَشِيَ مِنْ مُوَاظَبَتهمْ عَلَيْهَا أَنْ يَضْعُفُوا عَنْهَا فَيَعْصِي مَنْ تَرَكَهَا بِتَرْكِ اِتِّبَاعه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ اِسْتَشْكَلَ الْخَطَّابِيُّ أَصْل هَذِهِ الْخَشْيَة مَعَ مَا ثَبَتَ فِي حَدِيث الْإِسْرَاء مِنْ أَنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ " هُنَّ خَمْس وَهُنَّ خَمْسُونَ لَا يُبَدَّل الْقَوْل لَدَيَّ " فَإِذَا أُمِنَ التَّبْدِيل فَكَيْف يَقَع الْخَوْف مِنْ الزِّيَادَة؟ وَهَذَا يُدْفَع فِي صُدُور الْأَجْوِبَة الَّتِي تَقَدَّمَتْ، وَقَدْ أَجَابَ عَنْهُ الْخَطَّابِيُّ بِأَنَّ صَلَاة اللَّيْل كَانَتْ وَاجِبَة عَلَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَفْعَاله الشَّرْعِيَّة يَجِب عَلَى الْأُمَّة الِاقْتِدَاء بِهِ فِيهَا - يَعْنِي عِنْد الْمُوَاظَبَة - فَتَرَكَ الْخُرُوج إِلَيْهِمْ لِئَلَّا يَدْخُل ذَلِكَ فِي الْوَاجِب مِنْ طَرِيق الْأَمْر بِالِاقْتِدَاءِ بِهِ لَا مِنْ طَرِيق إِنْشَاء فَرْض جَدِيد زَائِد عَلَى الْخَمْس، وَهَذَا كَمَا يُوجِب الْمَرْء عَلَى نَفْسه صَلَاة نَذْر فَتَجِب عَلَيْهِ، وَلَا يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ زِيَادَة فَرْض فِي أَصْل الشَّرْع. قَالَ: وَفِيهِ اِحْتِمَال آخَر، وَهُوَ أَنَّ اللَّه فَرَضَ الصَّلَاة خَمْسِينَ ثُمَّ حَطَّ مُعْظَمهَا بِشَفَاعَةِ نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا عَادَتْ الْأُمَّة فِيمَا اِسْتَوْهَبَ لَهَا وَالْتَزَمَتْ مَا اِسْتَعْفَى لَهُمْ نَبِيّهمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ لَمْ يُسْتَنْكَر أَنْ يَثْبُت ذَلِكَ فَرْضًا عَلَيْهِمْ، كَمَا اِلْتَزَمَ نَاس الرَّهْبَانِيَّة مِنْ قِبَل أَنْفُسهمْ ثُمَّ عَابَ اللَّه عَلَيْهِمْ التَّقْصِير فِيهَا فَقَالَ (فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتهَا) فَخَشِيَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكُونُ سَبِيلهمْ سَبِيل أُولَئِكَ، فَقَطَعَ الْعَمَل شَفَقَة عَلَيْهِمْ مِنْ ذَلِكَ، وَقَدْ تَلَقَّى هَذَيْنِ الْجَوَابَيْنِ مِنْ الْخَطَّابِيّ جَمَاعَة مِنْ الشُّرَّاح
(يُتْبَعُ)
(/)
كَابْنِ الْجَوْزِيّ، وَهُوَ مَبْنِيّ عَلَى أَنَّ قِيَام اللَّيْل كَانَ وَاجِبًا عَلَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى وُجُوب الِاقْتِدَاء بِأَفْعَالِهِ. وَفِي كُلّ مِنْ الْأَمْرَيْنِ نِزَاع. وَأَجَابَ الْكَرْمَانِيُّ بِأَنَّ حَدِيث الْإِسْرَاء يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ تَعَالَى (لَا يُبَدَّل الْقَوْل لَدَيَّ) الْأَمْن مِنْ نَقْص شَيْء مِنْ الْخَمْس، وَلَمْ يَتَعَرَّض لِلزِّيَادَةِ اِنْتَهَى. لَكِنْ فِي ذِكْر التَّضْعِيف بِقَوْلِهِ " هُنَّ خَمْس وَهُنَّ خَمْسُونَ " إِشَارَة إِلَى عَدَم الزِّيَادَة أَيْضًا، لِأَنَّ التَّضْعِيف لَا يَنْقُص عَنْ الْعَشْر، وَدَفَعَ بَعْضهمْ فِي أَصْل السُّؤَال بِأَنَّ الزَّمَان كَانَ قَابِلًا لِلنَّسْخِ فَلَا مَانِع مِنْ خَشْيَة الِافْتِرَاض. وَفِيهِ نَظَر لِأَنَّ قَوْله: (لَا يُبَدَّل الْقَوْل لَدَيَّ) خَبَر وَالنَّسْخ لَا يَدْخُلهُ عَلَى الرَّاجِح، وَلَيْسَ هُوَ كَقَوْلِهِ مَثَلًا لَهُمْ صُومُوا الدَّهْر أَبَدًا فَإِنَّهُ يَجُوز فِيهِ النَّسْخ. وَقَدْ فَتَحَ الْبَارِي بِثَلَاثَةِ أَجْوِبَة أُخْرَى: أَحَدهَا يُحْتَمَل أَنْ يَكُونُ الْمَخُوف اِفْتِرَاض قِيَام اللَّيْل، بِمَعْنَى جَعْل التَّهَجُّد فِي الْمَسْجِد جَمَاعَة شَرْطًا فِي صِحَّة التَّنَفُّل بِاللَّيْلِ، وَيُومِئ إِلَيْهِ فِي قَوْله فِي حَدِيث زَيْد بْن ثَابِت " حَتَّى خَشِيت أَنْ يُكْتَب عَلَيْكُمْ، وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ مَا قُمْتُمْ بِهِ، فَصَلُّوا أَيّهَا النَّاس فِي بُيُوتكُمْ " فَمَنَعَهُمْ مِنْ التَّجْمِيع فِي الْمَسْجِد إِشْفَاقًا عَلَيْهِمْ مِنْ اِشْتِرَاطه وَأُمِنَ مَعَ إِذْنه فِي الْمُوَاظَبَة عَلَى ذَلِكَ فِي بُيُوتهمْ مِنْ اِفْتِرَاضه عَلَيْهِمْ. ثَانِيهَا يُحْتَمَل أَنْ يَكُونُ الْمَخُوف اِفْتِرَاض قِيَام اللَّيْل عَلَى الْكِفَايَة لَا عَلَى الْأَعْيَان، فَلَا يَكُونُ ذَلِكَ زَائِدًا عَلَى الْخَمْس، بَلْ هُوَ نَظِير مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ قَوْم فِي الْعِيد وَنَحْوهَا. ثَالِثهَا يُحْتَمَل أَنْ يَكُونُ الْمَخُوف اِفْتِرَاض قِيَام رَمَضَان خَاصَّة، فَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيث الْبَاب أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي رَمَضَان، وَفِي رِوَايَة سُفْيَان بْن حُسَيْن خَشِيت أَنْ يُفْرَض عَلَيْكُمْ قِيَام هَذَا الشَّهْر، فَعَلَى هَذَا يَرْتَفِع الْإِشْكَال، لِأَنَّ قِيَام رَمَضَان لَا يَتَكَرَّر كُلّ يَوْم فِي السَّنَة فَلَا يَكُونُ ذَلِكَ قَدْرًا زَائِدًا عَلَى الْخَمْس. وَأَقْوَى هَذِهِ الْأَجْوِبَة الثَّلَاثَة فِي نَظَرِي الْأَوَّل، وَاَللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى أَعْلَم بِالصَّوَابِ. أهـ
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 03:11]ـ
وقال في عون المعبود
وَظَاهِر قَوْله خَشِيت أَنْ تُفْرَض عَلَيْكُمْ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَقَّعَ تَرَتُّب اِفْتِرَاض قِيَام رَمَضَان فِي جَمَاعَة عَلَى مُوَاظَبَتهمْ عَلَيْهِ. فَقِيلَ إِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ حُكْمه أَنَّهُ إِذَا ثَبَتَ عَلَى شَيْء مِنْ أَعْمَال الْقُرَب وَاقْتَدَى النَّاس بِهِ فِي ذَلِكَ الْعَمَل فُرِضَ عَلَيْهِمْ
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 05:15]ـ
اخي الكريم تامل قول ابن حجر
((فَقَدْ وَاظَبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَوَاتِب الْفَرَائِض وَتَابَعَهُ أَصْحَابه وَلَمْ تُفْرَض،))
يدل على مواظبته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على رواتب الفرائض وهي مستحبة كما ذكرت في مشاركتي السابقة
وقوله ((وَهُوَ مَبْنِيّ عَلَى أَنَّ قِيَام اللَّيْل كَانَ وَاجِبًا عَلَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى وُجُوب الِاقْتِدَاء بِأَفْعَالِهِ.
وَفِي كُلّ مِنْ الْأَمْرَيْنِ نِزَاع.))
تلاحظ ان الفعل المجرد فيه خلاف في وجوب الاقتداء يه وهذا لاينافي استحبابه مالم يدل دليل اخر على انه من خصائصه(/)
ما هي أعذار ترك صلاة الجماعة؟ (للمناقشة)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 01:19]ـ
ما هي أعذار ترك صلاة الجماعة في المسجد؟
أرجو ذكر أقوال أهل العلم مع الدليل الشرعي.
أبو معاذ.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 05:05]ـ
-مدافعة الأخبثين
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لا صلاة بحضرة الطعام، ولا هو يدافعه الأخبثان (رواه مسلم)
و الحديث واضح في نفي الصلاة (على الخلاف هل هو نفي كمال أو نفي صحة) وقت مدافعة الأخبثين أي البول و الغائط و ذلك لما يجده من حرج و أذى و قلة خشوع لو صلى على تلك الحال. فالحمد لله على نعمة الإسلام.
و عموم الحديث يشمل الصلاة في جماعة, بل إن بعض أهل العلم قالوا ولو خرج الوقت فعليه قضاء حاجته ثم الصلاة, وهو ظاهر الحديث.
بعض أقوال الأئمة و العلماء
-الشافعية
قال الشافعي (الأم)
ولا أرخص لمن قدر على صلاة الجماعة في ترك إتيانها إلا من عذر وإن جمع في بيته، أو في مسجد وإن صغر أجزأ عنه، والمسجد الأعظم وحيث كثرت الجماعات أحب إلي منه وروي {أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر مناديه في الليلة المطيرة والليلة ذات الريح أن يقول: ألا صلوا في رحالكم} وأنه صلى الله عليه وسلم قال {إذا وجد أحدكم الغائط فليبدأ به قبل الصلاة} قال فيه أقول لأن الغائط يشغله عن الخشوع
قال النووي (المجموع)
والأخبثان البول والغائط ... وهذان الأمران عذران يسقط كل واحد منهما الجماعة بالاتفاق.
قال الرملي (نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج) في أعذار ترك صلاة الجماعة
(ومدافعة حدث) من بول أو غائط أو ريح لم يتمكن من تفريغ نفسه والتطهر قبل فوت الجماعة لكون الصلاة حينئذ مكروهة. والأصل في ذلك خبر مسلم {لا صلاة بحضرة طعام ولا هو يدافعه الأخبثان} ومحل ما ذكر في هذه المذكورات عند اتساع الوقت، فإن خشي بتخلفه لما ذكر فوت الوقت ولم يخش من كتم حدثه ونحوه ضررا كما بحثه الأذرعي وغيره وهو متجه صلى وجوبا مع مدافعة ذلك من غير كراهة محافظة على حرمة الوقت.
والسنة أن يتخلف عن الجماعة؛ ليفرغ نفسه لما مر من كراهة الصلاة مع ذلك، وإن خاف فوت الجماعة لو فرغ نفسه كما صرح به جماعة
-الحنابلة
قال ابن قدامة (المغني)
إذا كان حاقنا كرهت له الصلاة حتى يقضي حاجته، سواء خاف فوات الجماعة أو لم يخف. لما ذكرنا من حديث عائشة، وروى ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لا يحل لامرئ أن ينظر في جوف بيت امرئ حتى يستأذن، ولا يقوم إلى الصلاة وهو حاقن}. قال الترمذي: هذا حديث حسن.
والمعنى في ذلك أن يقوم إلى الصلاة وبه ما يشغله عن خشوعها. وحضور قلبه فيه
-الظاهرية
قال ابن حزم (المحلى)
ولا تجزئ الصلاة بحضرة طعام المصلي غداء كان أو عشاء، ولا وهو يدافع البول، أو الغائط. وفرض عليه أن يبدأ بالأكل، والبول، والغائط حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج ثنا محمد عباد ثنا حاتم بن إسماعيل عن يعقوب بن مجاهد هو أبو حزرة عن ابن أبي عتيق قال: تحدثت أنا والقاسم هو ابن محمد - عند عائشة فأتى بالمائدة فقام القاسم بن محمد: قالت عائشة: أين قال: أصلي، قالت: اجلس غدر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان}. حدثنا حمام ثنا ابن مفرج ثنا ابن الأعرابي ثنا الدبيري ثنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كنا مع عبد الله بن أرقم فأقام الصلاة ثم ذهب للغائط وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إذا أقيمت الصلاة وبأحدكم الغائط فليبدأ بالغائط}. وحدثناه عبد الله بن ربيع ثنا عبد الله بن محمد بن عثمان ثنا أحمد بن خالد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه [ص: 367] قال: كان عبد الله بن أرقم في حج أو عمرة فأقام الصلاة ثم قال لأصحابه: صلوا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إذا أقيمت الصلاة وبأحدكم حاجة فليقض حاجته ثم يصلي فقضى حاجته ثم توضأ وصلى}. وبه قال السلف -: روينا عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني، وحميد عن أنس: وضعت المائدة
(يُتْبَعُ)
(/)
وحضرت الصلاة فقمت لأصلي المغرب، فأخذ أبو طلحة بثوبي وقال: اجلس وكل ثم صله وعن عمر بن الخطاب لا تدافعوا الأخبثين في الصلاة فإنه سواء عليه يصلي من شكي به، أو كان في طرف ثوبه - وعن ابن عباس مثل هذا. قال علي: فإن خشي فوات الوقت فكذلك ; لأنه مأمور على الجملة بأن يبتدئ بالبول أو الغائط والأكل، فصح أن الوقت متمادى له إذ أمر بتأخيرها حتى يتم شغله كما ذكرنا - وبالله تعالى التوفيق.
فتوى الشيخ ابن باز
قرأت عبارة بأنه لا يجوز للمسلم أن يصلي وهو يدافع الأخبثين، ولا وهو بحضرة طعام يشتهيه؟ حبذا لو شرحتم لنا هذا سماحة الشيخ؟
هذا حديث صحيح، عن النبي - صلى الله عليه وسلم- رواه مسلم في الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان). فالمسلم إذا حضر الطعام ينبغي له أن يبدأ بالطعام حتى لا تشوش في صلاته فيبدأ بالطعام حتى يتفرغ للصلاة وحتى يصليها بقلبٍ حاضر وبخشوع، هذا من تعظيم الصلاة. وفي اللفظ الآخر: (إذا حضر العشاء والعِشاء فابدأوا بالعشاء)، لأنه إذا بدأ به استراح قلبه، واستراحت نفسه، وأقبل على صلاته بخشوع، وهكذا إذا كان يدافع الأخبثين البول والغائط ولا يستطيع الصبر فإنه لا يصلي في هذه الحالة، وإن كان فيها قطعها، وذهب يقضي حاجته ولو فاتته الجماعة، ثم يصلي ولو وحده ولا يصلي وهو يدافعهما عن شدة، أما إذا كان تأثيرهما خفيفاً لا يسبب شيئاً من المشاكل فلا بأس، أما إن كان يحتاج إلى مدافعة؛ لأنه يتعبه فإنه يقطعها إن كان فيها، وإن كان لم يدخل فيها لا يدخل بل يذهب ويقضي حاجته ثم يأتي إلى الصلاة، فإن أدرك الجماعة صلّى معهم، وإن فاتتهم صلّى وحده، أو صلّى مع من تيسر ممن فاتته الصلاة مثله. المقدم: الواقع يبرز هنا سماحة الشيخ مجموعة من محاسن الإسلام التي ترعى الحياة الصحية لبني الإنسان، وأنها تجعله يفضل مأكله وغذاءه حتى على أداء الفريضة في وقتها شريطة أن لا يتخذ ذلك عادة فيما أعتقد؟. الشيخ: هذا فيه مصالح، ...... المصلحة الأولى: وهي العظمى تعظيم الصلاة، حتى لا يدخل فيها مشغول البال، غير خاشع، وغير مطمئن، وغير مقبل عليها بقلبه، فإن من يتذكر الطعام الحاضر بين يديه وهو محتاج إليه فيشتهيه سيشغل به، ويستثقل تمام الصلاة، فلا يؤديها كما ينبغي بالخشوع والإقبال وحضور القلب. والأمر الثاني: إذا كان يدافع الأخبثين فإنه سوف سيؤديها بتملل وتثاقل ويحرص على إنهائها ليقضي حاجته. وأمرٌ آخر: وهو أنه قد يضره ذلك قد يضره مدافعته الأخبثين قد يسبب عليه أمراضاً ومشاكل، فمن رحمة الله أن شرع له أن يبدأ بالتخلص منهما، وأن شرع له أن يبدأ بالطعام الحاضر حتى لا تعلق نفسه به، فلا يكمل صلاته كما ينبغي.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (نقلا عن موقع إسلام سؤال و جواب)
إذا كان الإنسان حاقناً (والحاقن هو الذي يحبس بوله) وخشي إن قضى حاجته أن تفوته صلاة الجماعة، فهل يصلي وهو حاقن ليدرك الجماعة، أو يقضي حاجته ولو فاتته الجماعة؟.
يقضي حاجته ويتوضأ، ولو فاتته الجماعة؛ لأن هذا عذر، وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " لا صلاة بحضرة طعام، ولا هو يدافعه الأخبثان ".
الشيخ ابن جبرين
السؤال س: هل يعذر المُصلي بترك الجمعة والجماعة سواء كان مدافعا أحد الأخبثين، أو من خشي فوات رفقة أو من خاف ضرر على نفسه أو ماله أو رفيقه أو تأذى بمطر؟
الاجابة
عليه أن يذهب للتخلي وقضاء حاجته ولو فاتته الجماعة أو الجمعة والقصد أن يأتي للصلاة وهو مستريح القلب والبدن؛ لأنه قبل ذلك يكون مهمومًا غير مقبل على صلاته، فإن خشي فوات رفقته الصلاة وركب معهم وسقطت عنه الجماعة حتى لا يلحق ضرر الفوات، وكذا تسقط إذا خاف ضررًا على نفسه أو ماله أو رفيقه أو حرمته، أما المطر فإن كان منهمرًا لا يستطيع السير فيه ولو على السيارة سقطت الجماعة وإلا فلا. والله أعلم.
و الله أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
كتبه ابو معاذ.
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 10:35]ـ
على عجل
جمع ابن حبان في كتابه الثقات ربما ثمانية أعذار بأدلتها إن لم يضعها الإخوة فسأضعها مساء.
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 02:36]ـ
أخبرني أحد الإخوة أن الشيخ عبدالله المانع ذكر أن من الأعذار لترك الجماعة الزواج , واستدل لذلك بحديث عند الدارقطني لا أذكره جيدا ولكن فيه أن بعض الصحابة إذا تزوج غاب اليومين والثلاثة.
والله أعلم
ـ[بذل المجهود]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 04:48]ـ
ومن الأعذار التي تبيح ترك صلاة الجماعة من به رائحة عرق كريهة لقول النبي عليه الصلاة والسلام: من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلايقربنا مصلانا هذا أو كما قال عليه الصلاة والسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 04:48]ـ
أخبرني أحد الإخوة أن الشيخ عبدالله المانع ذكر أن من الأعذار لترك الجماعة الزواج , واستدل لذلك بحديث عند الدارقطني لا أذكره جيدا ولكن فيه أن بعض الصحابة إذا تزوج غاب اليومين والثلاثة.
والله أعلم
لعله قول بعض الحنابلة و المالكية, حيث جعلوا البناء بالزوجة عذر في ترك الجمعة و الجماعات
قال محمد بن أحمد عليش المالكي (منح الجليل)
لا يبيح التخلف عن الجمعة والجماعة ابتناؤه بعرس ... أي عروس هذا هو المشهور. وقيل يبيحه ; لأن لها حقا في إقامته عندها سبعا إن كانت بكرا وثلاثا إن كانت ثيبا. وفي خروجه من عندها وهم أنه ذهب لضرته
قال الباجي (المنتقى شرح الموطأ)
(روى في العتبية ابن القاسم عن مالك: لا يتخلف (أي العريس) عنها (يعني الجماعة) ورخص بعض أهل العلم في عدم الخروج إلى الجماعة إذا كان يخشى على زوجته، وخصه آخرون بصلاة الليل
-فتوى الشيخ مشهور السلمان
السؤال 259: هل يجوز للعريس التخلف عن صلاة الجمعة والجماعة بسبب عرسه ثلاثة أو سبعة أيام؟
الجواب: ورد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصحيحين وفيه: {للبكر سبع وللثيب ثلاث}، لكن الناس للأسف يفهمون هذا الحديث على غير موضعه، وهذا الفهم الخاطئ وجدت ابن دقيق العيد في إحكام الأحكام ينبه قديماً على أن بعض الناس فهم منه أنه يجوز للعريس إن تزوج بكراً أن يتخلف عن الصلاة أسبوعاً وإن تزوج ثيباً يجوز له أن يتخلف عن الجماعة ثلاثاً، ثم قال: وهذا خطأ لم يقل به فقيه معتبر.
وإنما معنى الحديث: أن الرجل إن تزوج امرأة ثانية، فإن كانت بكراً خصها جائزة بسبعة أيام، وإن كانت ثيباً فجائزتها أن يخصها بثلاث، ثم بعد ذلك تجب عليه القسمة، هنا يوم وهنا يوم.
والجماعة واجبة على العريس والجمعة أوجب ولا يجوز له أن يتخلف.
كتبه أبو معاذ.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 05:31]ـ
ومن الأعذار التي تبيح ترك صلاة الجماعة من به رائحة عرق كريهة لقول النبي عليه الصلاة والسلام: من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلايقربنا مصلانا هذا أو كما قال عليه الصلاة والسلام
-وجود رائحة كريهة (كرائحة الثوم و البصل و نحوهما)
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَكَلَ ثُوماً أَوْ بَصَلاً فَلْيَعْتَزِلْنَا، ولِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ، وَأُتِيَ بِقِدْرٍ فِيهِ خَضِرَاتٌ مِنْ بُقُولٍ، فَوَجَدَ لَهَا رِيحاً , فَسَأَلَ، فَأُخْبِرَ بِمَا فِيهَا مِنْ الْبُقُولِ، فَقَالَ: قَرِّبُوهَا. إلَى بَعْضِ أَصْحَابِه. فَلَمَّا رَآهُ كَرِهَ أَكْلَهَا قَالَ: كُلْ، فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لا تُنَاجِي (رواه مسلم)
و هذا لما للبصل و الثوم من رائحة كريهة تؤذي المصلين و تؤذي الملائكة كما جاء في حديث آخر.
قال ابن حزم (المحلى)
ومن أكل ثوما أو بصلا أو كراثا ففرض عليه أن لا يصلي في المسجد حتى تذهب الرائحة، وفرض إخراجه من المسجد إن دخله قبل انقطاع الرائحة
قال البهوتي (كشف القناع)
(ويكره حضور المسجد) لمن أكل ثوما أو بصلا أو فجلا ونحوه، حتى يذهب ريحه (ولو خلا المسجد من آدمي، لتأذى الملائكة) بريحه ولحديث {من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مصلانا}.
(والمراد حضور الجماعة، حتى ولو في غير مسجد أو غير صلاة) ذكر معناه في المبدع والحاصل، كما في المنتهى: أنه يكره حضور مسجد وجماعة مطلقا (لمن أكل ثوما أو بصلا) نيئين (أو فجلا ونحوه) ككراث (حتى يذهب ريحه) لما فيه من الإيذاء ويستحب إخراجه (وكذا جزار له رائحة منتنة، ومن له صنان) قلت وزيات ونحوه، من كل ذي رائحة منتنة ; لأن العلة الأذى
(ما بين قوسين هو من كلام صاحب المتن).
قال الرملي (نهاية المحتاج)
(يُتْبَعُ)
(/)
(وأكل ذي ريح كريه) كبصل أو ثوم أو كراث أو فجل نيء، ومثله المطبوخ الباقي له ريح قنا ولو قل فيما يظهر، وإن كان خلاف الغالب، وقول الرافعي: يحتمل الريح الباقي بعد الطبخ محمول على ريح يسير لا يحصل منه أذى، وذلك لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم {من أكل بصلا أو ثوما أو كراثا فلا يقربن مسجدنا} وفي رواية {المساجد، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم} كما رواه البخاري.
قال جابر: يعني ما أراه إلا نيئه، وزاد الطبري: أو فجلا.
ومثل ذلك من بثيابه أو بدنه ريح كريهة كدم فصد وقصاب وأرباب الحرف الخبيثة وذي البخر والصنان المستحكم والجراحات المنتنة والمجذوم والأبرص ومن داوى جرحه بنحو ثوم؛ لأن التأذي بذلك أكثر منه بأكل نحو الثوم، ومن ثم نقل القاضي عياض عن العلماء منع الأجذم والأبرص من المسجد، ومن صلاة الجمعة، ومن اختلاطهما بالناس
قال المباركفوري (تحفة الأحوذي)
قال العلماء: ويلحق بالثوم والبصل والكراث كل ما له رائحة كريهة من المأكولات وغيرها. وقال القاضي عياض: ويلحق به من أكل فجلا وكان يتجشأ، قال: وقال ابن المرابط: ويلحق به من به بخر في فيه أو به جرح له رائحة. قال القاضي: وقاس العلماء على هذا مجامع الصلاة غير المسجد كمصلى العيد والجنائز ونحوها من مجامع العبادات، وكذا مجامع العلم والذكر والولائم ونحوها، ولا يلتحق بها الأسواق ونحوها
فتوى للشيخ محمد المنجد على موقع إسلام سؤال و جواب
عنده التهابات في الحلق لها رائحة كريهة، فهل يعذر في ترك الجماعة؟
لقد أصبت قبل عام بالتهاب حاد في الجيوب الأنفية مما نتج عنه خروج إفراز خلف الحلق نتن الرائحة بين حين وآخر مما جعلني في حرج كبير وأنا أصلي في المسجد حيث إنني أقوم بكتم نفسي من تكبيرة الإحرام وحتى الانتهاء من الصلاة لكي لا أؤذي المصلين وهذا العمل يتعبني حقيقة. كما أنني مصاب بالرهاب الاجتماعي وأقوم بأداء الصلاة في مساجد تبعد عن مسجد الحي كمساجد على الطرقات السريعة أو مساجد في محطات البنزين. السؤال: ما حكم الصلاة في المنزل والحال كما ذكرت لكم؟
الجواب
الحمد لله
لقد ذكرت سببين تريد ترك الصلاة في الجماعة لأجلهما.
أما السبب الأول: فهو الرائحة الكريهة التي تخرج من فمك بحيث تؤذي من حولك من المصلين، وهذه عذر في سقوط وجوب صلاة الجماعة في المسجد، بل لا يحل المجيء إلى المسجد وإيذاء الملائكة والمصلين بهذه الرائحة.
قال الرحيباني في "مطالب أولي النهى " (1/ 699): "وكره حضور مسجد وجماعته لآكل نحو بصل أو فجل أو كراث , وكل ما له رائحة كريهة , حتى يذهب ريحه، وكذا نحو من به بخر وصُنان , وجزار له رائحة منتنة , ويستحب إخراجهم دفعا للأذى " انتهى بتصرف.
و "البَخَر" هو الرائحة الكريهة التي تخرج من بعض الناس.
و "الصُّنان" هو رائحة الإبط الكريهة.
وقال في "أسنى المطالب" (1/ 215): " ويؤخذ مما ذكر أنه يُعذر بالبَخَر والصُّنَان المستحكم بطريق الأولى " انتهى.
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: "إذا كان فيه بَخَرٌ: أي: رائحةٌ منتنةٌ في الفَمِ، أو في الأنفِ أو غيرهما تؤذي المصلِّين، فإنَّه لا يحضرُ دفعاً لأذيَّتِه" انتهى. " الشرح الممتع " (4/ 323).
وقد نُهي آكل البصل والثوم عن حضور المسجد، لما لهما من رائحة كريهة.
روى مسلم (564) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ).
وإذا كان من عادة هذا المريض أن يصلي في المسجد جماعة: فإنه يكتب له أجرها ولو صلى في بيته.
قال الشيخ ابن عثيمين:" المعذورَ يُكتبُ له أجرُ الجماعةِ كاملاً إذا كان مِن عادتِه أن يصلِّي مع الجماعةِ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مَرِضَ العبدُ أو سافرَ كُتِبَ له مثلُ ما كان يعملُ صحيحاً مقيماً) " انتهى. " الشرح الممتع " (4/ 323)، وانظر جواب السؤال رقم (8910).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما السبب الثاني: الرهاب الاجتماعي الذي يصيبك عند الاختلاط بالناس في المسجد وغيره، فهذا المرض لا يعد من الأعذار التي تبيح لك التخلف عن الجماعة، إذ لا ضرورة لذلك، كما أنه خوف مظنون غير مقطوع به، كما أنه مفض إلى ما هو أسوأ منه من الأمراض النفسية المختلفة كما قرر ذلك أهل التخصص، وهذا ما تأباه الشريعة ولا تقره بحال.
بل عليك مراجعة الطبيب للتداوي من هذا المرض، وألا تستسلم له.
ونسأل الله تعالى لك العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.
-فائدة من الشيخ عبد الرحمان السحيم في هذا الموضوع
قال الشيخ في شرح عمدة الأحكام
فَلْيَعْتَزِلْنَا، ولِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ " هل يدل على عدم وُجوب صلاة الجماعة؟
أو يدلّ على أن آكل الثوم أو البصل أو الكراث معذور، ومُعفى من حضور الجماعة؟
الجواب:
لا هذا ولا ذاك!
بل هو من باب العقوبات الشرعية، فالذي تُوجد منه هذه الروائح يُطرَد من المسجد!
قال عمر بن الخطاب – في خطبته –: ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين: هذا البصل والثوم، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وَجَد ريحهما من الرجل في المسجد أمَرَ بِهِ فأُخرِجَ إلى البقيع، فمن أكلهما فليمتهما طبخاً. رواه مسلم.
ومثله مَنْع المنافِق والمثبِّط والْمُرْجِف من الخروج للجهاد، ليس من باب عُذر هؤلاء، وإنما هو من باب العقوبات الشرعية.
قال تعالى: (فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ).
فإن هذا ليس من باب العُذر بدليل قوله تعالى بعد ذلك مباشرة: (وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ).
فهذه عقوبات
ولا يُتصوّر أن أحداً يُطرَد من المسجد، ثم يكون هذا من باب العُذر.انتهى كلام الشيخ.
قلت (أبو معاذ) ولعل هناك فرق بين من أكل لجوع أو مرض أو كانت به رائحة لمرض أو غير ذلك و بين من كان متعمدا أو من غير سبب, فالأول معذور و الثاني عقوبة له.
و الله أعلم.
كتبه أبو معاذ.
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 01:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا كلام ابن حبان رحمه الله في هذا الباب
وقد ذكر عشرة أعذار لا ثمانية كما أسلفت
ويمكننا أن نتخذها قاعدة نبني عليها
ذكر العذر الأول وهو المرض الذي لا يقدر المرء معه أن يأتي الجماعات
- أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا جعفر بن مهران السباك قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال: حدثنا عبد العزيز بن صهيب
: عن أنس قال: لم يخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثا فأقيمت الصلاة فذهب أبو بكر يتقدم وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بالحجاب فرفعه فلما وضح لنا بياض وجه النبي صلى الله عليه و سلم ما نظرنا منظرا قط أعجب إلينا من وجه نبي الله صلى الله عليه و سلم حين وضح لنا قال: فأومأ نبي الله صلى الله عليه و سلم بيده إلى أبي بكر أن تقدم قال: وأرخى رسول الله صلى الله عليه و سلم الحجاب فلم يقدر عليه حتى مات صلى الله عليه و سلم
ذكر العذر الثاني وهو حضور الطعام عند صلاة المغرب
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال: حدثنا حرملة بن يحيى قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن ابن شهاب
: عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (إذا قرب العشاء وحضرت الصلاة فابدؤوا به قبل صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم)
ثم قيد ذلك بقيدين
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه و سلم (لا تعجلوا عن عشائكم) أراد به إذا قدم ذلك على المرء
ذكر البيان بأن التخلف عن إتيان الجماعات عند حضور العشاء إنما يجب ذلك إذا كان المرء صائما أو تاقت نفسه إلى الطعام فآذته
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 01:55]ـ
ذكر العذر الأول وهو المرض الذي لا يقدر المرء معه أن يأتي الجماعات
-المرض عذر من أعذار ترك الجماعة
قال ابن قدامة (المغني)
قال ابن المنذر: لا أعلم خلافا بين أهل العلم، أن للمريض أن يتخلف عن الجماعات من أجل المرض، وقد روى ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم [ص: 365] قال: {من سمع النداء فلم يمنعه من اتباعه عذر. قالوا: وما العذر يا رسول الله؟ قال: خوف أو مرض. لم تقبل منه الصلاة التي صلى}. رواه أبو داود. وقد {كان بلال يؤذن بالصلاة ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم وهو مريض فيقول: مروا أبا بكر فليصل بالناس}.
قال النووي (المجموع)
قال أصحابنا: ومن الأعذار في ترك الجماعة أن يكون به مرض يشق معه القصد، وإن كان يمكن لأن عليه ضررا في ذلك وحرجا وقد قال الله تعالى -: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} فإن كان مرض يسير لا يشق معه القصد كوجع ضرس، وصداع يسير، وحمى خفيفة، فليس بعذر وضبطوه: بأن تلحقه مشقة كمشقة المشي في المطر.
قال ابن حزم (المحلى)
ومن العذر للرجال في التخلف عن الجماعة في المسجد -: المرض ..
قال المرداوي (الإنصاف)
قوله {ويعذر في ترك الجمعة والجماعة المريض} بلا نزاع، ويعذر أيضا في تركهما لخوف حدوث المرض. فائدتان. إحداهما: إذا لم يتضرر بإتيانها راكبا، أو محمولا، أو تبرع أحد به، أو بأن يقود أعمى: لزمته الجمعة، على الصحيح من المذهب، وقيل: لا تلزمه كالجماعة، وأطلقهما ابن تميم، ونقل المروذي في الجمعة: يكتري ويركب، وحمله القاضي على ضعف عقب المرض فأما مع المرض: فلا يلزمه، لبقاء العذر، ونقل أبو داود فيمن يحضر الجمعة فيعجز عن الجماعة يومين من التعب قال: لا أدري. الثانية: تجب الجماعة على من هو في المسجد، مع المرض والمطر، قاله ابن تميم.
أبو معاذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 07:24]ـ
-حضور الطعام مع توقان النفس إليه
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لا صلاة بحضرة الطعام، ولا هو يدافعه الأخبثان (رواه مسلم)
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا وضع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء ولا تعجل حتى تفرغ منه} (متفق عليه)
-قال الإمام الترمذي (سنن الترمذي)
حدثنا قتيبة حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء قال وفي الباب عن عائشة وابن عمر وسلمة بن الأكوع وأم سلمة قال أبو عيسى حديث أنس حديث حسن صحيح وعليه العمل عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر وعمر وابن عمر وبه يقول أحمد وإسحق يقولان يبدأ بالعشاء وإن فاتته الصلاة في الجماعة قال أبو عيسى سمعت الجارود يقول سمعت وكيعا يقول في هذا الحديث يبدأ بالعشاء إذا كان طعاما يخاف فساده والذي ذهب إليه بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أشبه بالاتباع وإنما أرادوا أن لا يقوم الرجل إلى الصلاة وقلبه مشغول بسبب شيء وقد روي عن ابن عباس أنه قال لا نقوم إلى الصلاة وفي أنفسنا شيء
-قال الشوكاني بعد ذكره لبعض ما جاء في معنى هذه الاحاديث (نيل الأوطار)
وقد ذهب إلى الأخذ بظاهر الأحاديث ابن حزم والظاهرية، ورواه الترمذي عن أبي بكر وعمر وابن عمر وأحمد وإسحاق ورواه العراقي عن الثوري فقال يجب تقديم الطعام، وجزموا ببطلان الصلاة إذا قدمت. وذهب الجمهور إلى الكراهة، وظاهر الأحاديث أيضا أنه يقدم الطعام وإن خشي خروج الوقت وإليه ذهب ابن حزم، وذكره أبو سعيد المتولي وجها لبعض الشافعية. ذهب الجمهور إلى أنه إذا ضاق الوقت صلى على حاله محافظة على الوقت ولا يجوز تأخيرها، قالوا: ; لأن مقصود الصلاة الخشوع فلا تفوته لأجله وظاهر قوله: " ولا تعجل حتى تفرغ " أنه يستوفي حاجته من الطعام بكمالها، وهو يرد ما ذكره بعض الشافعية من أنه يقتصر على تناول لقمات يكسر بها سورة الجوع.
-قال ابن قدامة (المغني)
قال: (وإذا حضرت الصلاة والعشاء بدأ بالعشاء) وجملة ذلك أنه إذا حضر العشاء في وقت الصلاة فالمستحب. أن يبدأ بالعشاء. قبل الصلاة ; ليكون أفرغ لقلبه، وأحضر لباله، ولا يستحب أن يعجل عن عشائه أو غدائه، فإن أنسا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إذا قرب العشاء وحضرت الصلاة، فابدءوا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب، ولا تعجلوا عن عشائكم} وعن عائشة قالت: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {لا صلاة بحضرة طعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان} رواهما مسلم وغيره ولا فرق بين أن يحضر صلاة الجماعة ويخاف فوتها في الجماعة أو لا يخاف ذلك، فإن في بعض ألفاظ حديث أنس: {إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء}. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا قرب عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة، فابدءوا بالعشاء، ولا يعجلن حتى يفرغ منه}. رواهما مسلم، وغيره
وقوله: وأقيمت الصلاة. يعني الجماعة. وتعشى ابن عمر وهو يسمع قراءة الإمام. قال أصحابنا: إنما يقدم العشاء على الجماعة إذا كانت نفسه تتوق إلى الطعام كثيرا. ونحوه قال الشافعي. وقال مالك: يبدءون بالصلاة، إلا أن يكون طعاما خفيفا. وقال بظاهر الحديث عمر، وابنه وإسحاق، وابن المنذر.
-قال الإمام ابن حزم (المحلى)
ولا تجزئ الصلاة بحضرة طعام المصلي غداء كان أو عشاء، ولا وهو يدافع البول، أو الغائط. وفرض عليه أن يبدأ بالأكل، والبول، والغائط حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج ثنا محمد عباد ثنا حاتم بن إسماعيل عن يعقوب بن مجاهد هو أبو حزرة عن ابن أبي عتيق قال: تحدثت أنا والقاسم هو ابن محمد - عند عائشة فأتى بالمائدة فقام القاسم بن محمد: قالت عائشة: أين قال: أصلي، قالت: اجلس غدر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان}. حدثنا حمام ثنا ابن مفرج ثنا ابن الأعرابي ثنا
(يُتْبَعُ)
(/)
الدبيري ثنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كنا مع عبد الله بن أرقم فأقام الصلاة ثم ذهب للغائط وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إذا أقيمت الصلاة وبأحدكم الغائط فليبدأ بالغائط}. وحدثناه عبد الله بن ربيع ثنا عبد الله بن محمد بن عثمان ثنا أحمد بن خالد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه [ص: 367] قال: كان عبد الله بن أرقم في حج أو عمرة فأقام الصلاة ثم قال لأصحابه: صلوا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إذا أقيمت الصلاة وبأحدكم حاجة فليقض حاجته ثم يصلي فقضى حاجته ثم توضأ وصلى}. وبه قال السلف -: روينا عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني، وحميد عن أنس: وضعت المائدة وحضرت الصلاة فقمت لأصلي المغرب، فأخذ أبو طلحة بثوبي وقال: اجلس وكل ثم صله وعن عمر بن الخطاب لا تدافعوا الأخبثين في الصلاة فإنه سواء عليه يصلي من شكي به، أو كان في طرف ثوبه - وعن ابن عباس مثل هذا. قال علي: فإن خشي فوات الوقت فكذلك ; لأنه مأمور على الجملة بأن يبتدئ بالبول أو الغائط والأكل، فصح أن الوقت متمادى له إذ أمر بتأخيرها حتى يتم شغله كما ذكرنا
-قال الشافعي (الأم)
ولا أرخص لمن قدر على صلاة الجماعة في ترك إتيانها إلا من عذر وإن جمع في بيته، أو في مسجد وإن صغر أجزأ عنه، والمسجد الأعظم وحيث كثرت الجماعات أحب إلي منه وروي {أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر مناديه في الليلة المطيرة والليلة ذات الريح أن يقول: ألا صلوا في رحالكم} وأنه صلى الله عليه وسلم قال {إذا وجد أحدكم الغائط فليبدأ به قبل الصلاة} قال فيه أقول لأن الغائط يشغله عن الخشوع قال فإذا حضر فطره أو طعام مطر وبه إليه حاجة وكانت نفسه شديدة التوقان إليه أرخصت له في ترك إتيان الجماعة
قلت (أبو معاذ) حضور الطعام مع الجوع لا شك أنه سبب من أسباب الإنشغال في الصلاة و شرود الذهن و ذهاب الخشوع. فكان من رحمة الله علينا أن رخص لنا ترك الجماعة بسبب ذلك.
و الله أعلم.(/)
هل يصح إطلاق وصف طاغوت على الفاسق هل كل طاغوت كافر؟
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 01:26]ـ
هل يصح إطلاق وصف طاغوت على الفاسق هل كل طاغوت كافر؟
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 06:10]ـ
كل كافر طاغوت نعم!
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 09:18]ـ
وهل كل طاغوت كافر؟
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 12:38]ـ
1. وصف الشيء بأنه طاغوت لا يلزم منه تكفير الموصوف.
2. وعليه: فلا يُستعجل في تكفير من وصف بالطاغوتية.
وبيان هذا الأصل من خمس جهات:
الجهة الأولى:
أن الطاغوت يطلق على: (كل رأس في الضلالة) , وذلك أنه مشتق من الطغيان الذي هو: مجاوزة الحدّ.
البرهان على أن الطاغوت يُطلق على كل رأس في الضلالة
قال العلامة القرطبي – رحمه الله – تحت قوله تعالى: " ولقد بعثنا في كل أمة روسلاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ":
" أي: اتركوا كل معبود دون الله؛ كالشيطان , والكاهن , والصنم , وكل من دعا إلى الضلال " .. (تفسيره 5/ 75).
وقال الفيروز آبادي – رحمه الله –:
" والطاغوت: اللات , والعزى , والكاهن , والشيطان , وكل رأس ضلال , والأصنام، وما عبد من دون الله , ومردة أهل الكتاب " ..
(القاموس المحيط، مادة: طغا).
التعليق:
فإذا كان كذلك فمما لا نزاع فيه أن الطغيان ليس كله مُكفِّراً، فقد يكون مكفراً، وقد لا يصل لحدّ الكفر.
الجهة الثانية:
أن مِنْ أهل العلم مَنْ يُعلّق وصف الشيء بأنه طاغوت بمجرد أن يُتَجاوَز به الحدّ , بدون النظر لذات الموصوف.
البرهان على جواز إطلاق وصف الطاغوت من دون النظر للموصوف نفسه
قال العلامة ابن القيم – رحمه الله –:
" والطاغوت: كل ما تجاوز به العبد حده من معبود , أو متبوع , أو مطاع " .. (أعلام الموقعين 1/ 50).
وقال الإمام ابن عثيمين تعليقاً على كلام العلامة ابن القيم – رحمهما الله –:
" ومراده: من كان راضياً. أو يقال: هو طاغوت باعتبار عابده , وتابعه , ومطيعه؛ لأنه تجاوز به حده حيث نزله فوق منزلته التي جعلها الله له , فتكون عبادته لهذا المعبود , واتباعه لمتبوعه , وطاعته لمطاعه: طغياناً؛ لمجاوزته الحد بذلك " .. (القول المفيد 1/ 30).
التعليق:
فيكون من السائغ إطلاق هذا الوصف باعتبار المُتّخِذ لا بالنظر للمُتّخَذ، وعليه: فلا يلزم من الوصف بالطاغوتية الحكمُ على الموصوف.
الجهة الثالثة:
أن أهل العلم يصفون الجمادات المعبودة من دون الله بأنها طواغيت , ومن المعلوم بداهة أن الجمادات لا توصف بالإسلام الذي هو نقيض الكفر.
البرهان على إطلاق الطاغوتية على الجمادات
قال العلامة ابن الجوزي – رحمه الله –:
" وقال ابن قتيبة: كل معبود؛ من حجر , أو صورة , أو شيطان: فهو جبت وطاغوت. وكذلك حكى الزجاج عن أهل اللغة " ..
(نزهة الأعين النواظر ص 410، باب الطاغوت).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –:
" وهو اسم جنس يدخل فيه: الشيطان , والوثن، والكهان , والدرهم , والدينار , وغير ذلك " .. (الفتاوى 16/ 565).
التعليق:
فلا يتلازم الوصف بالطاغوتية مع الذم.
الجهة الرابعة:
أن من أهل العلم من أطلق وصف الطاغوت على بعض أهل الذنوب.
البرهان على إطلاق وصف الطاغوتية على بعض أهل الذنوب غير المكفرة
قال الراغب الأصفهاني – رحمه الله –:
" الطاغوت عبارة عن: كل متعدٍّ , وكل معبود من دون الله ... ولما تقدم: سُمّي الساحر , والكاهن ,
والمارد من الجن , والصارف عن طريق الخير: طاغوتاً " .. (المفردات ص 108، مادة: طغى).
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله –:
" والطواغيت كثيرة , والمُتبيِّن لنا منهم خمسة: أولهم الشيطان , وحاكم الجور , وآكل الرشوة , ومن عُبدَ فرضِيَ , والعامل بغير علم " ..
(الدرر السنية 1/ 137).
وقال الإمام ابن عثيمين – رحمه الله –:
" وعلماء السوء الذين يدعون إلى الضلال والكفر , أو يدعون إلى البدع , أو إلى تحليل ما حرم الله , أو تحريم ما أحل الله: طواغيت " ..
(شرح الأصول الثلاثة ص 151).
التعليق:
فلو كان هذا الوصف مكفراً لما ساغ لهم هذا الإطلاق , أو للزم منه تكفيرهم إياهم بتلك الذنوب، والقول برأي الخوارج في أصحاب الذنوب.
الجهة الخامسة:
تصريح الإمام ابن باز - رحمه الله - بأن الطاغوت قد لا يكون كافراً.
البرهان على ذلك من كلامه - رحمه الله -
قال الإمام ابن باز – رحمه الله –:
" فحدُّك أن تكون عبداً مطيعاً لله، فإذا جاوزتَ ذلك: فقد تعدَّيتَ وكنتَ طاغوتاً بهذا الشيء الذي فعلته .. فقد يكون كافراً، وقد يكون دون ذلك " .. (شرح ثلاثة الأصول، الشريط رقم 2، الوجه الثاني، إصدار تسجيلات " البردين " بالرياض).
يتلخَّص مما سبق ثلاثة أمور:
الأمر الأول:
أننا إذا وجدنا في القرآن وصفاً لشئ ما؛ بأنه طاغوت؛ فإنه لا يلزم من هذا الوصف أن يكون كافراً ..
بل لا بدَّ من النظر للأدلة الشرعية الأخرى التي حكمتْ عليه لنحكم عليه بالكفر أو عدمه.
الأمر الثاني:
أن وصف الطاغوت له حالتان:
1. أن يكون اسم فاعل:
بحيث يطلق على من وقع منه الطغيان؛ بأن تجاوزَ – هو – حدَّهُ.
وهذا طاغوت بالنظر لفعله.
وهذا الطاغوت قد يكون كافراً , وقد لا يكون كذلك؛ بحسب نوع الطغيان الذي وقع منه.
2. أن يكون اسم مفعول:
بحيث يطلق على من طُغِيَ فيه؛ بأن تجاوزَ به الناسُ الحدَّ.
وهذا طاغوت بالنظر لمُتَّخِذِيْه.
وهذا الطغيان: قد يكون كفراً، وقد لا يكون كذلك.
ثم إن هذا المُتَّخَذَ: لا يَلْحَقُهُ الذمُّ إلا إذا رَضِيَ.
الأمر الثالث:
أنه لا بدّ – قبل تكفير الموصوف بأنه طاغوت – من النظر في مسألتين:
1. هل وصل به الحد في الطغيان للكفر؟ أم لا؟ .. وهذا يستلزم التفصيل في طغيانه.
2. هل سُمّي طاغوتاً لتجاوزه الحدّ؟ أو لتجاوز الناس به الحدّ؟ وهنا يُنظر: هل رضِيَ؟ أم لا؟ .. وهذا يستلزم التفصيل في حاله.
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 07:43]ـ
في القرآن لم يطلق على الفاسق, بل على المعبود من دون الله.
فما جاء في النقل السابق:
" الأمر الأول:
أننا إذا وجدنا في القرآن وصفاً لشئ ما؛ بأنه طاغوت؛ فإنه لا يلزم من هذا الوصف أن يكون كافراً ..
بل لا بدَّ من النظر للأدلة الشرعية الأخرى التي حكمتْ عليه لنحكم عليه بالكفر أو عدمه ".
إن أريد به أن اسم الطاغوت يشمل ما عبد من دون الله وهو غير كاره ولو كان جمادا, والجماد لا يوصف بالكفر, فنعم.
وأما أن يراد به أنه قد يطلق على الفاسق فممنوع, ولم يأت في هذا السياق في القرآن.
ولا بد من التفريق بين الإطلاق اللغوي الذي تكون دلالته أوسع وبين الإطلاق الشرعي الذي تكون دلالته أخص.
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 03:00]ـ
ولكن بمقتضى تعريف ابن القيم للطاغوت فالفاسق أيضا قد يكون طاغوتا بمبالغته الحد فى طاعة غير الله.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 03:11]ـ
رأيت من أطلق على بعض دعاة التصوف عندنا في المغرب أنهم طواغيت رغم أني لم أقف على من كفرهم ..
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[20 - May-2009, صباحاً 11:54]ـ
عجيب؟؟
رأيت من أطلق على بعض دعاة التصوف عندنا في المغرب أنهم طواغيت رغم أني لم أقف على من كفرهم .. ؟؟؟
راجع تفصيل ابن القيم في هذا الموضوع
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 08:50]ـ
ولكن بمقتضى تعريف ابن القيم للطاغوت فالفاسق أيضا قد يكون طاغوتا بمبالغته الحد فى طاعة غير الله.
المقصود بكلام ابن القيم المُطاع الذي يوصل بطاعته إلى حد العبادة, وذلك بأن يطيعه في تحليل الحرام أو تحريم الحلال معتقدا الحرمة والحل في ذلك, أو يطيعه لذاته طاعة مطلقة كطاعة الله ورسوله.
قال ابن تيمية رحمه الله:
" فمن جعل غير الرسول تجب طاعته في كل ما يأمر به وينهى عنه وإن خالف أمر الله ورسوله فقد جعله ندا وربما صنع به كما تصنع النصارى بالمسيح ويدعوه ويستغيث به ويوالي أولياءه ويعادي أعداءه مع إيجابه طاعته في كل ما يأمر به وينهى عنه ويحلله ويحرمه ويقيمه مقام الله ورسوله فهذا من الشرك الذي يدخل أصحابه في قوله تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله} ".
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 05:33]ـ
هل كل طاغوت كافر?
صالح بن فوزان الفوزان
الطاغوت في اللغة مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد، ومجاوزة الحق إلى الباطل، ومجاوزة الإيمان إلى الكفر وما أشبه ذلك، والطواغيت كثيرون، وكل طاغوت فهو كافر بلا شك.
والطواغيت كثيرون ولكن رءوسهم خمسة كما ذكر ذلك العلامة ابن القيم وغيره
.
الأول: إبليس - لعنة الله - فإنه رأس الطواغيت، وهو الذي يدعو إلى الضلال والكفر والإلحاد ويدعو إلى النار فهو رأس الطواغيت.
والثاني: من عبد من دون الله وهو راضٍ بذلك، فإن من رضي أن يعبده الناس من دون الله فإنه يكون طاغوتًا، كما قال تعالى: {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} [سورة المائدة: آية 60]، فالذي يعبد من دون الله وهو راضٍ بذلك طاغوت، أما إذا لم يرض بذلك فليس كذلك.
والثالث: من ادعى شيئًا من علم الغيب، فمن ادعى أنه يعلم الغيب فهو طاغوت؛ لأن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى: {قُل لا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ} [سورة النمل: آية 65]، والذي يدعي أنه يعلم الغيب يجعل نفسه شريكًا لله عز وجل في علم الغيب فهو طاغوت.
والرابع: من دعا الناس إلى عبادة نفسه، وهذا كما يفعل بعض أصحاب الطرق الصوفية والمخرفين الذين يسيطرون على عباد الله، ويجعلون لأنفسهم مقام الألوهية في أنهم ينفعون ويضرون، وأنهم إلى آخره، ويستغل العباد ويترأس عليهم بالباطل.
(يُتْبَعُ)
(/)
والخامس: من حكم بغير ما أنزل الله عز وجل، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا} [سورة النساء: آية 60]، فالذي يحكم بغير ما أنزل الله فهو يرى أن حكمه بغير ما أنزل الله أصلح للناس وأنفع للناس، أو أنه مساوٍ لما أنزل الله، وأنه مخير بين أن يحكم بما أنزل الله أو يحكم بغيره، أو أن الحكم بغير ما أنزل الله جائز، فهذا يعتبر طاغوتًا وهو كافر بالله عز وجل.
هذه رءوس الطواغيت.
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=6031 (http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=6031)
****************************** ***********
ماهو الطاغوت؟
هل يجوز التحاكم الى الطاغوت؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالطاغوت لغة: من طغا يطغى طغياً، ويطغو طغياناً أي: جاوز القدر، وارتفع، وغلا في الكفر، وكل مجاوز حده في العصيان طاغٍ.
ولا يخرج معناه الاصطلاحي عن معناه اللغوي إذ يقول الإمام الطبري: والصواب من القول عندي في الطاغوت: أنه كل ذي طغيان على الله، فعبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، إنساناً كان ذلك المعبود أو شيطاناً، أو وثناً، أو صنماً، أو كائناً ما كان من شيء. اهـ الطبري 21/ 3.
وقد زاد الإمام ابن القيم تعريف الإمام الطبري توضيحاً، فقال: (الطاغوت كل ما تجاوز العبد به حده من معبود، أو متبوع، أو مطاع، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرةٍ من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله، فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها، وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم عدلوا عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، وعن التحاكم إلى الله وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التحاكم إلى الطاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته). إعلام الموقعين 1/ 50.
ولا يخفى وجوب تقييد ذلك بحال الرضا ممن يعبد من دون الله عز وجل، أما من عبد من دون الله وهو غير راضٍ بذلك، فليس بطاغوت ألبتة، ولا إثم عليه في غلو من غلا فيه.
والله أعلم.
اسلام ويب (مركز الفتاوى)
http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=8937&Option=FatwaId (http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=8937&Option=FatwaId)
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 08:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أذكر استعمت قديما للشيخ ابن باز أنه ذكر أن الطواغيت: طاغوت أكبر وطاغوت أصغر ..
لعل كلامه رحمه الله في شرح كشف الشبهات ..
وبناءً على ذلك؛ فالطاغوت الأكبر هو الكافر ..
والطاغوت الأصغر ليس بكافر ..
ـ[درداء]ــــــــ[10 - Jul-2010, صباحاً 09:20]ـ
شرعا كل طاغوت هو كافر بلا شك
ولا يصح شرعا اطلاق وصف الطاغوت على الفاسق
يطلق وصف الطاغوت على الكافر
قال الله تعالى:" وَالَّذِينَ كَفَرُوا أََوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ" سورة البقرة الآية 257(/)
سؤال في الأخلاق ..
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 02:53]ـ
ماهو الخُلق الحميد الذي من تحلى به ستر عيبواً أخرى قد تكون في هذا المرء.
وعلى العكس، ما هو الخُلق الذي إن وجِدَ في امرءٍ عكّرَ على أخلاق فاضلة في هذا المرء.
جمّلنا الله وإياكم بمكارم الأخلاق، وأبعد عنّا سفسافها.
ـ[أبو مساعد]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 05:25]ـ
بالنسبة للخُلق الأول:
هو السخاء والكرم.
والثاني:
هي قلة الحياء أو عدم الحياء.
نسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق ..
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 06:55]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا مساعد
أوافقك وبقوة وبخاصة الخُلق الأول، بل كان في نفسي قبل أن أقرأ مشاركتك.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 06:48]ـ
ما رأيكم ان قيل
ان الخلق الاول ان يحب للنا س ما يحب لنفسه او هو ان يسلم صدره تجاه الناس ولا يبيت وفى صدره شئ من احد كالذى بشره النبى بالجنة
والخلق الثانى الحمق وروى بن الماوردى فى ادب الدنيا والدين ما معناه ان الحمق يفسد معه وتبعه كل شئ من الانسان روايات كثيرة(/)
ما نقوله لهذا المصلي
ـ[حسين ابو عبد الله]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 06:57]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على رسولنا الكريم محمد خاتم الانبياء والمرسلين
اما بعد:
هناك الكثير من المصلين تجده عند دخوله المسجد والامام راكع
يركع هو ايضا حين دخوله مباشرة وهو بعيد عن الصف ويأتي يمشي وهو راكع الى الصف
فما حكم صلاته وما نقول له
بارك الله فيكم
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 07:26]ـ
يقول الإمام الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-:
وعن أبي بكرة -رضي الله عنه- أنه انتهى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو راكع فركع قبل أن يصل إلى الصف فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: زادك الله حرصًا ولا تعد رواه البخاري. وزاد أبو داود: فركع دون الصف ثم مشى إلى الصف.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 07:27]ـ
نعم أخي، ولكن بما لا يزيد عن ثلاث خطوات.
وإن أردت المزيد فلعلي أفيدك في وقت لاحق، أو يتفضل عليك أحد الأحبة الكرام.
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 07:32]ـ
نعم أخي، ولكن بما لا يزيد عن ثلاث خطوات.
وإن أردت المزيد فلعلي أفيدك في وقت لاحق، أو يتفضل عليك أحد الأحبة الكرام.
فى انتظار افادتكم , جزاك الله خيرا.
ـ[حسين ابو عبد الله]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 08:20]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 11:01]ـ
أعتذر منكم أحبتي على تأخري، ولكن الأشغال التي لا تنتهي، فالحمد لله.
هذه إفادة خاطفة لإنشغالي لعلها تفيدكم في الموضوع، ولعلي أرجع مرة أخرى وأزيد في الموضوع.
على أن المسألة خلافية أحبتي، فمنهم من أجاز، ومنهم من منع.
(24) فِي الرَّجُلِ يَدْخُلُ وَالْقَوْمُ رُكُوعٌ فَيَرْكَعُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ الصَّفَّ
(1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: خَرَجْت مَعَ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ دَارِهِ إلَى الْمَسْجِدِ فَلَمَّا تَوَسَّطْنَا الْمَسْجِدَ رَكَعَ الْإِمَامُ فَكَبَّرَ عَبْدُ اللَّهِ ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعْت مَعَهُ ثُمَّ مَشَيْنَا رَاكِعَيْنِ حَتَّى انْتَهَيْنَا إلَى الصَّفِّ حَتَّى رَفَعَ الْقَوْمُ رُءُوسَهُمْ قَالَ: فَلَمَّا قَضَى الْإِمَامُ الصَّلَاةَ قُمْت أَنَا وَأَنَا أَرَى لَمْ أُدْرِكْ فَأَخَذَ بِيَدِي عَبْدُ اللَّهِ فَأَجْلَسَنِي وَقَالَ: إنَّك قَدْ أَدْرَكْت. (2) حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ جَاءَ وَالْقَوْمُ رُكُوعٌ فَرَكَعَ دُونَ الصَّفِّ ثُمَّ مَشَى حَتَّى دَخَلَ فِي الصَّفِّ ثُمَّ حَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ بِمِثْلِ ذَلِكَ. (3) حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَكَعَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إلَى الصَّفِّ ثُمَّ مَشَى رَاكِعًا. (4) حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ دَخَلَ وَالْقَوْمُ رُكُوعٌ فَرَكَعَ دُونَ الصَّفِّ ثُمَّ دَخَلَ الصَّفَّ (5) حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: رَأَيْت ابْنَ جُبَيْرٍ فَعَلَهُ. (6) حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ أَبِي يَدْخُلُ وَالْإِمَامُ رَاكِعٌ فَيَرْكَعُ دُونَ الصَّفِّ ثُمَّ يَدْخُلُ الصَّفَّ. (7) حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ وَفَاءٍ قَالَ: دَخَلْت أَنَا وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَهُمْ رُكُوعٌ فَرَكَعْت أَنَا وَهُوَ مِنْ الْبَابِ ثُمَّ جِئْنَا حَتَّى دَخَلْنَا فِي الصَّفِّ. (8) حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّهُ رَأَى أَبَا سَلَمَةَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَالْقَوْمُ رُكُوعٌ فَرَكَعَ ثُمَّ دَبَّ رَاكِعًا. (9) حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ فِي مَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَالْإِمَامُ رَاكِعٌ قَالَ: إذَا جَاوَزَ النِّسَاءَ كَبَّرَ وَرَكَعَ ثُمَّ مَضَى حَتَّى يَدْخُلَ فِي الصَّفِّ فَإِنْ أَدْرَكَهُ السُّجُودُ قَبْلَ ذَلِكَ سَجَدَ حَيْثُ أَدْرَكَ. (10) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ دَخَلْت أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ تَمِيمٍ الْمَسْجِدَ فَرَكَعَ الْإِمَامُ فَرَكَعْت أَنَا وَهُوَ وَمَشَيْنَا رَاكِعَيْنِ حَتَّى دَخَلْنَا الصَّفَّ فَلَمَّا دَخَلْنَا الصَّفَّ قَالَ لِي عُمَرُ وَاَلَّذِي صَنَعْت آنِفًا مِمَّنْ سَمِعْته قُلْت مِنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَدْ رَأَيْت ابْنَ الزُّبَيْرِ فَعَلَهُ. (11) حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ الْقَاسِمِ وَعَنْ هِشَامٍ عَنْ الْحَسَنِ قَالَا فِي الرَّجُلِ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ وَالْقَوْمُ قَدْ رَكَعُوا قَالَا إنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ يُدْرِكُ الْقَوْمَ قَبْلَ أَنْ يَرْفَعُوا رُءُوسَهُمْ فَلْيَرْكَعْ ثُمَّ لِيَمْشِ حَتَّى يَدْخُلَ الصَّفَّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 12:34]ـ
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 401:
229 " إذا دخل أحدكم المسجد و الناس ركوع , فليركع , حين يدخل ثم يدب راكعا حتى يدخل في الصف , فإن ذلك السنة ".رواه الطبراني في " الأوسط " (1/ 33 / 1 من " زوائد المعجمين ": الأوسط و الصغير): حدثنا محمد بن نصر حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني ابن جريج عن عطاء أنه سمع # ابن الزبير # على المنبر يقول: فذكره موقوفا. قال عطاء: و قد رأيته يصنع ذلك , قال ابن جريج و قد رأيت عطاء يصنع ذلك. قال الطبراني: " لا يروى عن ابن الزبير إلا بهذا الإسناد تفرد به حرملة ". قلت: و هو ثقة من رجال مسلم , و من فوقه ثقات من رجال الشيخين , و محمد بن نصر هو ابن حميد الوازع البزار , و سماه غير الطبراني أحمد كما ذكر الخطيب (ج 3 ترجمته 1411 , و ج 5 ترجمته 2625) و قال: و كان ثقة. و الحديث قال الهيثمي (2/ 96): " رواه الطبراني في " الأوسط " و رجاله رجال الصحيح ". قلت: فالسند صحيح إن كان ابن جريج سمعه من عطاء فقد كان مدلسا و قد عنعنه , و لكن قوله في آخر الحديث: " و قد رأيت عطاء يصنع ذلك " مما يشعر أنه تلقى ذلك عنه مباشرة , لأنه يبعد جدا أن يكون سمعه عنه بالواسطة ثم يراه يعمل بما حدث به عنه , ثم لا يسأله عن الحديث و لا يعلو به. هذا بعيد جدا , فالصواب أن الإسناد صحيح. و الحديث أخرجه الحاكم (1/ 214) و عنه البيهقي (3/ 106) من طريق سعيد بن الحكم بن أبي مريم أخبرني عبد الله بن وهب به. و قال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين ". و وافقه الذهبي , و هو كما قالا. و مما يشهد لصحته عمل الصحابة به من بعد النبي صلى الله عليه وسلم , منهم أبو بكر الصديق , و زيد بن ثابت , و عبد الله بن مسعود. 1 - روى البيهقي (2/ 90) عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام , أن أبا بكر الصديق و زيد بن ثابت دخلا المسجد و الإمام راكع , فركعا , ثم دنيا و هما راكعان حتى لحقا بالصف. قلت: و رجاله ثقات , و لولا أن مكحولا قد عنعنه عن أبي بكر بن الحارث لحسنته, و لكنه عن زيد بن ثابت صحيح كما يأتي. 2 - عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه رأى زيد بن ثابت دخل المسجد و الإمام راكع فمشى حتى أمكنه أن يصل الصف و هو راكع كبر فركع ثم دب و هو راكع حتى وصل الصف. رواه البيهقي (2/ 90 , 3/ 106) و سنده صحيح. 3 - عن زيد بن وهب قال: " خرجت مع عبد الله , يعني ابن مسعود - من داره إلى المسجد , فلما توسطنا المسجد ركع الإمام , فكبر عبد الله و ركع , و ركعت معه , ثم مشينا راكعين حتى انتهينا إلى الصف حين رفع القوم رؤوسهم , فلما قضى الإمام الصلاة قمت و أنا أرى أني لم أدرك , فأخذ عبد الله بيدي و أجلسني ثم قال: إنك قد أدركت ". أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (1/ 99 / 1 - 2) و الطحاوي في " شرح المعانى " (1/ 231 - 232) و الطبراني في " المعجم الكبير " (3/ 32 / 1) و البيهقي في " سننه " (2/ 90 - 91) بسند صحيح. و له عند الطبراني طرق أخرى. و هذه الآثار تدل على شيء آخر غير ما دل الحديث عليه. و هو أن من أدرك الركوع مع الإمام فقد أدرك الركعة , و قد ثبت ذلك من قول ابن مسعود و ابن عمر بإسنادين صحيحين عنهما , و قد خرجتهما في " إرواء الغليل " (رقم 119) و فيه حديث حسن مرفوع عن أبي هريرة خرجته هناك. و أما ما رواه البخاري في " جزء القراءة " (ص 24) عن معقل بن مالك قال: حدثنا أبو عوانة عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال: " إذا أدركت القوم ركوعا لم تعتد بتلك الركعة ". فإنه مع مخالفته لتلك الآثار ضعيف الإسناد , من أجل معقل هذا , فإنه لم يوثقه غير ابن حبان: و قال الأزدي: متروك , ثم إن فيه عنعنة ابن إسحاق و هو مدلس: فسكوت الحافظ عليه في " التلخيص " (127) غير جيد. نعم رواه البخاري من طريق أخرى عن ابن إسحاق قال: حدثني الأعرج به لكنه بلفظ: " لا يجزئك إلا أن تدرك الإمام قائما ". و هذا إسناد حسن , و هذا لا يخالف الآثار المتقدمة بل يوافقها في الظاهر إلا أنه يشترط إدراك الإمام قائما , و هذا من عند أبي هريرة , و لا نرى له وجها , و الذين خالفوه أفقه منه و أكثر , و رضي الله عنهم
(يُتْبَعُ)
(/)
جميعا. فإن قيل: هناك حديث آخر صحيح يخالف بظاهره هذا الحديث و هو: " زادك الله حرصا , و لا تعد ".
230 " زادك الله حرصا , و لا تعد ". قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 404:رواه أبو داود و الطحاوي و أحمد و البيهقي و ابن حزم من حديث # أبي بكرة # أنه جاء و رسول الله صلى الله عليه وسلم راكع , فركع دون الصف , ثم مشى إلى الصف , فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته , قال: أيكم الذي ركع دون الصف ثم مشى إلى الصف ? فقال أبو بكرة: أنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: و إسناده صحيح على شرط مسلم , و أصله في " صحيح البخاري " و قد خرجته في " إرواء الغليل " (رقم 684 , 685). و القصد من ذكره هنا أن ظاهره يدل على أنه لا يجوز الركوع دون الصف ثم المشي إليه , على خلاف ما دل عليه الحديث السابق , فكيف التوفيق بينهما ? فأقول: إن هذا الحديث لا يدل على ما ذكر , إلا بطريق الاستنباط لا النص , فإن قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تعد " يحتمل أنه نهاه عن كل ما ثبت أنه في هذه الحادثة , و قد تبين لنا بعد التتبع أنها تتضمن ثلاثة أمور: الأول: اعتداده بالركعة التي إنما أدرك منها ركوعها فقط. الثاني: إسراعه في المشي , كما في رواية لأحمد (5/ 42) من طريق أخرى عن أبي بكرة أنه جاء و النبي صلى الله عليه وسلم راكع , فسمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت نعل أبي بكرة و هو يحضر (أي يعدو) يريد أن يدرك الركعة , فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال: من الساعي ? قال أبو بكرة: أنا. قال: فذكره و إسناده حسن في المتابعات , و قد رواه ابن السكن في " صحيحه " نحوه و فيه قوله: " انطلقت أسعى ... " و أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من الساعي ... " و يشهد لهذه الرواية رواية الطحاوي من الطريق الأولى بلفظ. " جئت و رسول الله صلى الله عليه وسلم راكع , و قد حفزني النفس فركعت دون الصف .. " الحديث. و إسناده صحيح , فإن قوله " حفزني النفس " معناه اشتد , من الحفز و هو الحث و الإعجال , و ذلك كناية عن العدو. الثالث: ركوعه دون الصف ثم مشيه إليه. وإذا تبين لنا ما سبق , فهل قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تعد " نهي عن هذه الأمور الثلاثة جميعها أم عن بعضها. ذلك ما أريد البحث فيه و تحقيق الكلام عليه فأقول: أما الأمر الأول , فالظاهر أنه لا يدخل في النهي , لأنه لو كان نهاه عنه لأمره بإعادة الصلاة لكونها خداجا ناقصة الركعة , فإذ لم يأمره بذلك دل على صحتها , و على عدم شمول النهي الاعتداد بالركعة بإدراك ركوعها , و قول الصنعاني في " سبل السلام " (2/ 23): " لعله صلى الله عليه وسلم لم يأمره لأنه كان جاهلا للحكم , و الجهل عذر ". فبعيد جدا , إذ قد ثبت في " الصحيحين " من حديث أبي هريرة أمره صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته بإعادتها ثلاث مرات مع أنه كان جاهلا أيضا فكيف يأمره بالإعادة و هو لم يفوت ركعة من صلاته و إنما الاطمئنان فيها , و لا يأمر أبا بكرة بإعادة الصلاة و قد فوت على نفسه ركعة , لو كانت لا تدرك بالركوع , ثم كيف يعقل أن يكون ذلك منهيا و قد فعله كبار الصحابة , كما تقدم في الحديث الذي قبله ?! فلذلك فإننا نقطع أن هذا الأمر الأول لا يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم " لا تعد ". و أما الأمر الثاني , فلا نشك في دخوله في النهي لما سبق ذكره من الروايات و لأنه لا معارض له , بل هناك ما يشهد له , و هو حديث أبي هريرة مرفوعا: " إذا أتيم الصلاة فلا تأتوها و أنتم تسعون , و أتوها و عليكم السكينة و الوقار " الحديث متفق عليه. و أما الأمر الثالث , فهو موضع نظر و تأمل , و ذلك لأن ظاهر رواية أبي داود هذه: " أيكم الذي ركع دون الصف , ثم مشى إلى الصف , مع قوله له: " لا تعد " , يدل بإطلاقه على أنه قد يشمل هذا الأمر , و إن كان ليس نصا في ذلك لاحتمال أنه يعني شيئا آخر غير هذا مما فعل , و ليس يعني نهيه عن كل ما فعل , بدليل أنه لم يعن الأمر الأول كما سبق تقريره. فكذلك يحتمل أنه لم يعن هذا الأمر الثالث أيضا. و هذا و إن كان خلاف الظاهر , فإن العلماء كثيرا ما يضطرون لترك ما دل عليه ظاهر النص لمخالفته لنص آخر هو في دلالته نص قاطع , مثل ترك مفهوم النص لمنطوق نص آخر , و ترك العام للخاص , و نحو
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك , و أنا أرى أن ما نحن فيه الآن من هذا القبيل , فإن ظاهر هذا الحديث من حيث شموله للركوع دون الصف مخالف لخصوص ما دل عليه حديث عبد الله بن الزبير دلالة صريحة قاطعة , و إذا كان الأمر كذلك فلابد حينئذ من ترجيح أحد الدليلين على الآخر , و لا يشك عالم أن النص الصريح أرجح عند التعارض من دلالة ظاهر نص ما , لأن هذا دلالته على وجه الاحتمال بخلاف الذي قبله , و قد ذكروا في وجوه الترجيح بين الأحاديث أن يكون الحكم الذي تضمنه أحد الحديثين منطوقا به و ما تضمنه الحديث الآخر يكون محتملا. و مما لا شك فيه أيضا أن دلالة هذا الحديث في هذه المسألة ليست قاطعة بل محتملة , بخلاف دلالة حديث ابن الزبير المتقدم فإن دلالته عليها قاطعة , فكان ذلك من أسباب ترجيحه على هذا الحديث. و ثمة أسباب أخرى تؤكد الترجيح المذكور: أولا: خطبة ابن الزبير بحديثه على المنبر في أكبر جمع يخطب عليهم في المسجد الحرام و إعلانه عليه أن ذلك من السنة دون أن يعارضه أحد. ثانيا: عمل كبار الصحابة به كأبي بكر و ابن مسعود و زيد بن ثابت كما تقدم و غيرهم. فذلك من المرجحات المعروفة في علم الأصول. بخلاف هذا الحديث فإننا لا نعلم أن أحدا من الصحابة قال بما دل عليه ظاهره في هذه المسألة , فكان ذلك كله دليلا قويا على أن دلالته فيها مرجوحة , و أن حديث ابن الزبير هو الراجح في الدلالة عليها. و الله أعلم. و قد قال الصنعاني بعد قول ابن جريج في عقب هذا الحديث: " و قد رأيت عطاء يصنع ذلك ". قال الصنعاني (2/ 24): " قلت. و كأنه مبني على أن لفظ " و لا تعد " بضم المثناة الفوقية , من الإعادة أي زادك الله حرصا على طلب الخير و لا تعد صلاتك فإنها صحيحة و روي بسكون العين المهملة من العدو , و تؤيده رواية ابن السكن من حديث أبي بكرة (ثم ساقها , و قد سبق نحوها من رواية أحمد مع الإشارة إلى رواية ابن السكن هذه , ثم قال) و الأقرب أن رواية (لا تعد) من العود أي لا تعد ساعيا إلى الدخول قبل وصولك الصف , فإنه ليس في الكلام ما يشير بفساد صلاته حتى يفتيه صلى الله عليه وسلم بأن لا يعيدها , بل قوله " زادك الله حرصا " يشعر بأجزائها , أو " لا تعد " من (العدو) ".قلت: لو صح هذا اللفظ لكانت دلالة الحديث حينئذ خاصة في النهي عن الإسراع و لما دخل فيه الركوع خارج الصف , و لم يوجد بالتالي أي تعارض بينه و بين حديث ابن الزبير , و لكن الظاهر أن هذا اللفظ لم يثبت , فقد وقع في " صحيح البخاري " و غيره باللفظ المشهور: " لا تعد ". قال الحافظ في " الفتح " (2/ 214): " ضبطناه في جميع الروايات بفتح أوله و ضم العين من العود ". ثم ذكر هذا اللفظ , و لكنه رجح ما في البخاري فراجعه إن شئت. و يتلخص مما تقدم أن هذا النهي لا يشمل الاعتداد بالركعة و لا الركوع دون الصف و إنما هو خاص بالإسراع لمنافاته للسكينة و الوقار كما تقدم التصريح بذلك من حديث أبي هريرة , و بهذا فسره الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: " قوله: لا تعد. يشبه قوله: لا تأتوا الصلاة تسعون ". ذكره البيهقي في " سننه " (2/ 90). فإن قيل: قد ورد ما يؤيد شمول الحديث للإسراع و يخالف حديث ابن الزبير صراحة و هو حديث أبي هريرة مرفوعا. " إذا أتى أحدكم الصلاة فلا يركع دون الصف حتى يأخذ مكانه من الصف ".قلنا: لكنه حديث معلول بعلة خفية , و ليس هذا مكان بيانها , فراجع " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (رقم 981).
نقلت كلام الشيخ بجملته للفائدة العظيمة التي فيه
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 01:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عونك يارب
قال ابن عبد البر في (الاستذكار ج2/ص314):
روى سفيان بن عيينة، عن منصور بن المعتمر، عن زيد بن وهب، قال: دخلت مع ابن مسعود المسجد فوجدنا الناس ركوعا فركعنا جميعا قبل أن نصل إلى الصف، ثم مشينا راكعين حتى دخلنا في الصف، فلما سلم الإمام قمت لأقضي الركعة، فأخذ ابن مسعود بيدي، فقال: اجلس فقد أدركت.
وروى سفيان أيضا، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، قال: رأيت زيد بن ثابت دخل المسجد والناس ركوع فركع، ثم دب راكعا حتى وصل إلى الصف.
وروى سفيان، عن عبيد الله بن يزيد، قال: رأيت سعيد بن جبير ركع قبل أن يصل إلى الصف، ثم مشى راكعا حتى وصل إلى الصف.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو عمر: لا أعلم لزيد وابن مسعود مخالفا من الصحابة.
روى محمد بن إسحاق، عن الأعرج، قال: قلت لأبي هالنبي صلى الإمام ولم أصل إلى الصف، أفأركع؟ فأخذ برجلي وقال: لا يا أعرج، حتى تأخذ مقامك من الصف.
قال أبو عمر: قد روي قول أبي هريرة مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه بن عجلان، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا جاء أحدكم الصلاة فلا يركع دون الصف حتى يأخذ مكانه من الصف".
وعلى هذا مذهب الشافعي، إلا أنه يستحب ألا يركع دون الصف حتى يأخذ مكانه من الصف، فإن فعل فلا شيء عليه، كأنه لم يقطع بصحة رفع حديث أبي هريرة، مع ما روي عن ابن مسعود وزيد.
وقال مالك والليث: لا بأس أن يركع الرجل وحده دون الصف ويمشي إلى الصف إذا كان قريبا قدر ما يلحق.
وقال أبو حنيفة: أكره للواحد أن يركع دون الصف ثم يمشي، ولا أكره ذلك للجماعة. وهو قول الثوري.
وقال الكاساني في (بدائع الصنائع ج1/ص218):
وَيُكْرَهُ لِمَنْ أتى الْإِمَامَ وهو رَاكِعٌ أَنْ يَرْكَعَ دُونَ الصَّفِّ، وَإِنْ خَافَ الْفَوْتَ، لِمَا رُوِيَ عن أبي بَكْرَةَ أَنَّهُ دخل الْمَسْجِدَ فَوَجَدَ النبي راكعا فَكَبَّرَ لما دخل الْمَسْجِدَ وَدَبَّ رَاكِعًا حتى الْتَحَقَ بِالصُّفُوفِ، فلما فَرَغَ النبي من صلاته قال له: "زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا وَلَا تَعُدْ".
ولأنه لَا يَخْلُو عن إحْدَى الْكَرَاهَتَيْنِ: إمَّا أَنْ يَتَّصِلَ بِالصُّفُوفِ فَيَحْتَاجُ إلَى الْمَشْيِ فالله صلىاةِ، وَإِنَّهُ فِعْلٌ مُنَافٍ لِلصَّلَاةِ في الْأَصْلِ، حتى قال بَعْضُ الْمَشَايِخِ: إنْ مَشَى خُطْوَةً خُطْوَةً لَا تَفْسُدُ صَلَاتُهُ، وَإِنْ مَشَى خُطْوَتَيْنِ خُطْوَتَيْنِ تَفْسُدُ.
وَعِنْدَ بَعْضِهِمْ لَا تَفْسُدُ كَيْفَمَا كان، لِأَنَّ الْمَسْجِدَ في حُكْمِ مَكَان وَاحِدٍ.
لَكِنْ لَا أَقَلَّ من الْكَرَاهَةِ.
وقال ابن رشد في (بداية المجتهد ج1/ص109):المسألة الخامسة: ذهب مالك وكثير من العلماء إلى أن الداخل وراء الإمام إذا خاف فوات الركعة بأن يرفع الإمام رأسه منها إن تمادى حتى يصل إلى الصف الأول؛ أن له أن يركع دون الصف الأول ثم يدب راكعا.
وكره ذلك الشافعي، وفرّق أبو حنيفة بين الجماعة والواحد؛ فكرهه للواحد وأجازه للجماعة.
وما ذهب إليه مالك مروي عن زيد بن ثابت وابن مسعود.
وسبب اختلافهم: اختلافهم في تصحيح حديث أبي بكرة، وهو أنه دخل وهم ركوع، فركع ثم سعى إلى الصف، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من الساعي؟ " قال أبو بكرة: أنا. قال: "زادك الله حرصا ولا تعد".
وقال ابن قدامة في (المغني ج2/ص35):
(مسألة) النبي صلىدرك الإمام راكعا فركع دون الصف ثم مشى حتى دخل في الصف وهو لا يعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكرة: "زادك الله حرصا ولا تعد"، قيل له: لا تعد، وقد أجزأته صلاته. فإن عاد بعد النهي لم تجزئه صلاته، ونص أحمد رحمه الله على هذا في رواية أبي طالب.
وجملة ذلك: أن من ركع دون الصف ثم دخل فيه لا يخلو من ثلاثة أحوال:
إما أن يصلي ركعة كاملة، فلا تصح صلاته لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا صلاة لفرد خلف الصف".
والثاني: أن يدب راكعا حتى يدخل في الصف قبل رفع الإمام رأسه من الركوع، أو أن يأتي آخر فيقف معه قبل أن يرفع الإمام رأسه من الركوع، فإن صلاته تصح. لأنه أدرك مع الإمام في الصف ما يدرك به الركعة.
وممن رخص في ركوع الرجل دون الصف زيد بن ثابت، وفعله ابن مسعود وزيد بن وهب وأبو بكر بن عبد الرحمن وعروة وسعيد بن جبير وابن جريج، وجوزه الزهري والأوزاعي ومالك والشافعي إذا كان قريبا من الصف.
الحالالنبي صلىذا رفع رأسه من الركوع ثم دخل في الصف أو جاء آخر فوقفت معه قبل إتمام الركعة، فهذه الحال التي يحمل عليها قول الخرقي ونص الإمام أحمد، فمتى كان جاهلا بتحريم ذلك صحت صلاته، وإن علم لم تصح.
وروى أبو داود عن أحمد: أنه يصح، ولم يفرق. وهذا مذهب مالك والشافعي وأصحاب الرأي. لأن أبا بكرة فعل ذلك وفعله من ذكرنا من الصحابة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولنا: ما روي أن أبا بكرة انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكع قبل أن يصل إلى الصف، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "زادك الله حرصا ولا تعد" رواه البخاري، ورواه أبو داود ولفظه: أن أبا بكرة جاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم راكع، فركع دون الصف، ثم مشى إلى الصف، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال: "أيكم الذي ركع دون الصف ثم مشى إلى الصف؟ " فقال أبو بكرة: أنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "زادك الله حرصا ولا تعد"، فلم يأمره بإعادة الصلاة ونهاه عن العود.
والنهي يقتضي الفساد.
فإن قيل: إنما نهاه عن التهاون والتخلالنبي صلىة.
قلنا: إنما يعود النهي إلى المذكور، والمذكور الركوع دون الصف، ولم ينسبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى التهاون، وإنما نسبه إلى الحرص ودعا له بالزيادة فيه. فكيف ينهاه عن التهاون؟ وهو منسوب إلى ضده.
وروي عن أحمد رحمه الله رواية أخرى: أنها لا تصح صلاته عالما كان أو جاهلا. لأنه لم يدرك في الصف ما يدرك به الركعة. أشبه ما لو صلى ركعة كاملة.
وعلى هذا يحمل حديث أبي بكرة؛ على أنه دخل في الصف قبل رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه، وقد قال أبو هريرة: لا يركع أحدكم حتى يأخذ مقامه من الصف.
ولم يفرق القاضي في هذه المسألة بين من رفع رأسه من الركوع ثم دخل، وبين من دخل فيه راكعا، وكذلك كلام أحمد والخرقي، ولا تفريق فيه. والدليل يقتضي التفريق، فيحمل كلامهم عليه، وقد ذكره أبو الخطاب نحوا مما ذكرنا.
(فصل) وإن فعل هذا لغير عذر ولا خشي الفوات، ففيه وجهان: أحدهما يجزيه؛ لأنه لو لم يجز مطلقا لم يجز حال العذر كالركعة كلها.
والثاني: لا يجزيه؛ لأن الأصل أن لا يجوز لكونه يفوته في الصف ما تفوته الركعة بفواته، وإنما أبيح في المعذور لحديث أبي بكرة، ففي غيره يبقى الأصل.
وقال ابن القيم في (الصلاة وحكم تاركها ص150):
وقد اختلفت الرواية عن الإمام أحمد فيمن ركع دون الصف ثم مشى راكعا حتى دخل فيه بعد أن رفع الإمام رأسه من الركوع، وعنه في ذلك ثلاث روايات:
إحداها: تصح مطلقا؛ وحجة هذه الرواية أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أبا بكرة بالإعادة ولا استفصله هل أدركه قبل رفع رأسه من الركوع أم لا، ولو اختلف الحال لاستفصله.
وروى سعيد بن منصور في سننه عن زيد بن ثابت أنه كان يركع قبل أن يدخل في الصف ثم يمشي راكعا، ويعتد بها وصل الصف أم لم يصل.
والرواية الثانية: أنها لا تصح، نص عليها في رواية إبراهيم بن الحارث، ومحمد بن الحكمالنبي صلىه وبين من أدرك الركوع في الصف، لأنه لم يدرك في الصف ما يدرك به الركعة، فأشبه ما لو أدركه وقد سجد. وهذه الرواية أصح عند أكثر أصحابه.
والرواية الثالثة: إن كان عالما بالنهي لم تصح صلاته، وإلا صحت، لقصة أبي بكرة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تعد"، والنهي يقتضي الفساد، ولكن ترك في الجاهل به، حيث لم يأمره بالإعادة وكان هذه حال أبي بكرة.
وقال الزركشي في (شرح الخرقي ج1/ص247):
إذا أدرك الإِمام راكعاً فخشي إن دخل مع الإِمام في الصف أن تفوته الركعة فركع دونه، أو لم يجد فرجة في الصف فأحرم دونه ونحو ذلك، ثم دخل في الصف قبل رفع الإِمام من الركوع أو وقف معه آخر، فإن صلاته تصح على المنصوص المشهور المجزوم به.
لما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أتيت رسول الله من آخر الليل فصليت خلفه فأخذ بيدي فجرني حتى جعلني حذاءه. رواه أحمد.
ولحديث أبي بكرة فإنه أحرم خلف رسول الله فذاد ولم يأمره بالإِعادة.
وكان ابن مسعود إذا أعجل يدب إلى الصف راكعاً، وزيد ابن ثابت مثله. أخرجه مالك في الموطأ.
وعن ابن الزبير أنه قال: ذلك من السنة.
ولإِدراكه في الصف ما تدرك به الركعة، وحصوله فذا في القيام لا أثر له، بدليل إحرام الإِمام وحده، أو المأموم الواحد خلفه، ومن عادة الجماعة التلاحق.
وظاهر كلام الخرقي أنه متى أخذ في الركوع فذا وهو عالم بالنهي؛ أن صلاته لا تصح، لظاهر حديث أبي بكرة الآتي إن شاء الله تعالى، وحكى ذلك أبو البركات في محرره رواية، وهو ظاهر نقل أبي حفص، ولم يذكر أبو البركات في شرحه بذلك نصاً وإنما حكى الظاهر من كلام الخرقي. وأما أبو محمد فصرف كلام الخرقي عن ظاهره وحمله على ما بعد الركوع ليوافق المنصوص وجمهور الأصحاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن لم يدخل مع الإِمام في الصف حتى رفع من الركوع ففيه ثلاث روايات:
إحداها: يصح مطلقاً؛ لأنه زمن يسير فعفي عن الفذوذية فيه كما قبل الركوع.
وروى سعيد في سننه عن زيد بن ثابت أنه كان يركع قبل أن يدخل في الصف ثم يمشي راكعاً ويعتد بها وصل إلى الصف أو لم يصل.
والثانية: إن علم بالنهي عن ذلك لم يصح.
لما روى أبو بكرة أنه دخل المسجد ورسول الله راكع قال: فركعت دون الصف ومشيت إلى الصف، فلما قضى رسول الله قال: "أيكم الذي ركع دون الصف ثم مشى إلى الصف؟ " قلت: أنا. قال: "زادك الله حرصاً ولا تعد" رواه أحمد والبخاري والنسائي وأبو داود وهذا لفظه، وهذا نهي؛ فيقتضي الفساد. لكن ترك في الجهل لمكان العذر، ولذلك لم يأمره النبي بالإِعادة.
والرواية الثالثة: لا يصح مطلقاً؛ نص عليه أحمد، مفرقاً بينه وبين ما إذا أدرك الركوع في الصف. واختارها أبو البركات، لأنه لم يدرك في الصف ما يدرك به الركعة، أشبه ما لو أدركه في السجود.
وحديث أبي بكرة واقعة عين، والظاهر منها أنه أدرك الركوع مع النبي في الصف، وقوله: "له لا تعد" نهى تنزيه عن العجلة، كذا حمله أبو حفص وأبو البركات.
ويدل على ذلك ما روي عن ابن مسعود وزيد من فعل ذلك، وقول ابن الزبير: إنه من السنة.
وروى البخاري في كتاب القراءة خلف الإِمام عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى صلاة الصبح فسمع نفساً شديداً من خلفه، أو بهراً، فلما قضى الصلاة قال لأبي بكرة: "أنت صاحب النفس؟ " قال: نعم، خشيت أن تفوتني ركعة معك فأسرعت المشي. فقال له: "زادك الله حرصاً ولا تعد، صل ما أدركت واقض ما سبقت"
قلت: وعلى هذا فالرواية "ولا تعد" بسكون العين وضم الدال من العدو، وعلى الأولى الرواية "ولا تعد" بضم العين وسكون الدال من العدو، ورأيت في بعض كتب الحنفية أظنه النسفي أن فيه رواية ثالثة "ولا تعد" بضم التاء وكسر العين وسكون الدال من الإِعادة، أي: لا تعد الصلاة. انتهى
وإن لم يدخل مع الإِمام في الصف حتى سجد لم تصح تلك الركعة بلا نزاع، لكن هل يختص البطلان بها حتى أنه لو دخل في الصف بعد الركوع أو إنضاف إليه آخر فإنه يصح له ما بقي من صلاته ويقضي تلك الركعة، أو لا تصح الصلاة رأساً، فيه روايتان منصوصتان حكاهما أبو حفص، واختار هو أنه يعيد ما صلى خلف الصف فقط، لأنه صلى بعض الصلاة منفرداً فلم تبطل جميعها كالتكبيرة والركوع من غير سجود. والمشهور بطلان جميع الصلاة، لأن القياس البطلان مطلقاً، كالمتقدم في الصف، وإنما عفي عن التحريمة ونحوها لقصة أبي بكرة.
وقد تبين لك بهذا أن صور المسألة أربع:
إحداها: إذا أحرم فذا ثم زالت فذوذيته قبل الركوع؛ فإن الصلاة تصح بلا نزاع.
الثانية: زالت بعد الركوع؛ فكذلك على المعروف، خلافاً لظاهر قول الخرقي.
والثالثة: زالت بعد الرفع؛ ففيها الخلاف المشهور.
والرابعة: زالت بعد السجود؛ لم تصح تلك الركعة. وفي البقية الخلاف السابق.
هذا كله إذا كان قد فعل ذلك لغرض كما تقدم، أما إن فعله لغير غرض كما إذا أدرك الإِمام في أول الصلاة ووجد فرجة ونحو ذلك وركع فذا فإن تحريمته لا تنعقد؛ على المختار من الوجهين لأبي الخطاب والشيخين، لأنه بمثابة من أحرم قدام الإِمام ثم صافه، وإنما ترك هذا حال الفرض نظراً للنص. والثاني: تنعقد؛ لأنه حصل فذا في زمن يسير، فأشبه ما لو فعله لغرض.
وقيل: تنعقد صلاته وتصح إن زالت فذوذيته قبل الركوع وإلا فلا.
لما يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي: "إذا أتى أحدكم الصلاة فلا يركع دون الصف حتى يأخذ مكانه من الصف" ذكره الطحاوي وابن عبد البر، وذكره إمامنا عن أبي هريرة موقوفاً. والله أعلم
وقال المرداوي في (الإنصاف للمرداوي ج2/ص290):
قَوْلُهُ: (وَإِنْ رَكَعَ فَذًّا ثُمَّ دخل في الصَّفِّ، أو وَقَفَ معه آخَرُ قبل رَفْعِ الْإِمَامِ صَحَّتْ صَلَاتُهُ)
هذا الْمَذْهَبُ، نَصَّ عليه وَعَلَيْهِ الْأَصْحَابُ، قال الزَّرْكَشِيُّ: هذا الْمَنْصُوصُ الْمَشْهُورُ الْمَجْزُومُ بِهِ.
وَعَنْهُ: لَا تَصِحُّ؛ قال في الْمُسْتَوْعِبِ: كان الْقِيَاسُ أنها تَنْعَقِدُ الرَّكْعَةُ لِحَدِيثِ أبي بَكْرَةَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَعَنْهُ: لَا تَصِحُّ إنْ عَلِمَ النَّهْيَ، وَإِلَّا صَحَّتْ. وهو ظَاهِرُ كَلَامِ الْخِرَقِيِّ. قال في مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ وَغَيْرِهِ: وقال الْقَاضِي في شَرْحِهِ الصَّغِيرِ: إذَا كَبَّرَ لِلْإِحْرَامِ دُونَ الصَّفِّ طَمَعًا في إدْرَاكِ الرَّكْعَةِ جَازَ، وَإِلَّا فَوَجْهَانِ: أَصَحُّهُمَا لَا يَجُوزُ.
قَوْلُهُ: (وَإِنْ رَفَعَ ولم يَسْجُدْ صَحَّتْ)
يَعْنِي إذَا رَكَعَ الْمَأْمُومُ فَذًّا ثُمَّ دخل في الصَّفِّ رَاكِعًا وَالْإِمَامُ قد رَفَعَ رَأْسَهُ من الرُّكُوعِ ولم يَسْجُدْ، فَالصِّحَّةُ مُطْلَقًا إحْدَى الرِّوَايَاتِ، وَهِيَ الْمَذْهَبُ، جَزَمَ بِهِ في الْوَجِيزِ وَشَرْحِ بن رَزِينٍ، قال بن مُنَجَّا في شَرْحِهِ: هذا الْمَذْهَبُ، وَقَدَّمَهُ في الْهِدَايَةِ وَالْمُسْتَوْعِبِ وَالْخُلَاصَةِ وَالْمُحَرَّرِ وَالنَّظْمِ وَالْحَوَاشِي، وَاخْتَارَهُ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ.
وَقِيلَ: إنْ عَلِمَ النَّهْيَ لم تَصِحَّ، وَإِلَّا صَحَّتْ. وهو رِوَايَةٌ عن أَحْمَدَ نَصَّ عليها، وَجَزَمَ بِهِ في الْإِفَادَاتِ وَالطُّوفِيُّ في شَرْحِهِ، وَقَدَّمَهُ في الْمُغْنِي؛ وَنَصَرَهُ وَحَمَلَ هو وَالشَّارِحُ كَلَامَ الْخِرَقِيِّ عليه. قال الزَّرْكَشِيُّ: صَرَفَ أبو مُحَمَّدٍ كَلَامَ الْخِرَقِيِّ عن ظَاهِرِهِ وَحَمَلَهُ على ما بَعْدَ الرُّكُوعِ لِيُوَافِقَ الْمَنْصُوصَ وَجُمْهُورَ الْأَصْحَابِ. وَأَطْلَقَهُمَا في التَّلْخِيصِ وَالْبُلْغَةِ وَمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ وَالْفَائِقِ.
وَعَنْهُ رِوَايَةٌ ثَالِثَةٌ: لَا تَصِحُّ مُطْلَقًا؛ اخْتَارَهَا الْمَجْدُ في شَرْحِهِ، وَقَدَّمَهَا في الرِّعَايَتَيْنِ وَالْحَاوِيَيْنِ وابن تَمِيمٍ وَإِدْرَاكِ الْغَايَةِ، قال في الْمُذْهَبِ: بَطَلَتْ في أَصَحِّ الرِّوَايَتَيْنِ، وَالْحَاوِيَيْنِ، وَأَطْلَقَهُنَّ في الْفُرُوعِ وَالشَّرْحِ وَالْكَافِي وَالزَّرْكَشِيُّ.
تَنْبِيهٌ: مَفْهُومُ قَوْلِهِ: وَإِنْ رَفَعَ ولم يَسْجُدْ صَحَّتْ. أَنَّهُ لو رَفَعَ وَسَجَدَ إمَامُهُ قبل دُخُولِهِ في الصَّفِّ أو قبل وُقُوفِ آخَرَ معه أَنَّ صَلَاتَهُ لَا تَصِحُّ، وهو صَحِيحٌ وهو الْمَذْهَبُ وَعَلَيْهِ الْجُمْهُورُ.
وقال في الْمُنْتَخَبِ وَالْمُوجَزِ: حُكْمُهُ حُكْمُ ما لو رَفَعَ الْإِمَامُ ولم يَسْجُدْ. قال في الْفَائِقِ: وقال الْحَلْوَانِيُّ: تَصِحُّ وَلَوْ سَجَدَ.
وقال العبدري في (التاج والإكليل ج2/ص131):
وركع من خشي فوات ركعة دون الصف إن ظن إدراكه قبل الرفع، يدب كالصفين لآخر فرجة قائما أو راكعا، لا ساجدا أو جالسا.
روى ابن القاسم: الركوع والدبيب جائز فيما كان على قدر الصفين أو الثلاث إذا أمكنه أن يصل إلى الصف والإمام راكع، وهو مذهبه في المدونة.
فإن كان إذا ركع دون الصف لا يمكن أن يصل إلى الصف راكعا حتى يرفع الإمام رأسه فلا يجوز له عند مالك أن يركع دون الصف، وليتماد إلى الصف.
وإن فأتته الركعة؛ فإن فعل أجزأته ركعته، ولا يمشي إلى الصف إذا رفع رأسه من الركوع حتى يتم الركعة ويقوم في الثانية.
وقال ابن القاسم في المدونة: يركع دون الصف ويدرك الركعة. ورجحه التونسي.
وقول مالك أولى عندي بالصواب لحديث "زادك الله حرصا ولا تعد" ولقوله: "لا صلاة لفرد خلف الصف "
أما ركوعه بعيدا بحيث لا يمكنه المشي لكثرته، فلا ينبغي لأحد أن يفعل إلا أن يكون معه جماعة سواء.
ابن حبيب: أرخص مالك للعالم أن يصلي مع أصحابه بموضعه لبعد من الصفوف ما لم يكن فيها فرج فليسدها.
سمع أشهب: من كثر بباب المسجد راكعين ركع معهم، وإن قلوا تقدم للصف.
ابن رشد: هذا استحسان، إذ لا فرق بين يسير وكثير.
وقال المغربي في (مواهب الجليل ج2/ص131):إعلم أنه إن خشي أن تفوته الركعة إذا تمادى إلى الصف وظن أنه إذا كبر وركع يدركها ويدرك الصف بالدب إليه في حالة الركوع قبل رفع الإمام رأسه من الركوع؛ ففيه ثلاثة أقوال عن مالك:
الأول: مذهب المدونة؛ أنه يكبر ويدرك الركعة ويدب إلى الصف.
الثاني: رواه أشهب؛ أنه لا يكبر حتى يأخذ مقامه من الصف.
الثالث: رواه ابن حبيب؛ لا يكبر حتى يأخذ مقامه من الصف أو يقرب منه.
فإن كان يعلم أنه لا يدرك الصف في دبه في حالة الركوع قبل رفع الإمام رأسه، وأنه يدركه بعد، فلم يختلف قول مالك في أنه لا يجوز له الركوع دون الصف إذا رفع، بل يتمادى إلى الصف وإن فأتته الركعة، فإن فعل أساء وأجزأته صلاته، ولا يمشي إلى الصف إذا رفع رأسه من الركوع حتى يتم الركعة ويقوم في الثانية.
وقال ابن القاسم في المدونة: يركع دون الصف ويدرك الركعة.
وصوب أبو إسحاق قول ابن القاسم، وابن رشد قول مالك.
وأما إن كان لا يدرك الصف لبعد ما بينه وبينه فلا يكبر. انتهى مختصرا بالمعنى من رسم اغتسل من سماع ابن القاسم من كتاب الصلاة.
ووافق أبو إسحاق على غالبه، إلا أنه قال في هذا الأخير، أعني فيما إذا علم أنه لا يدرك الصف ولو دب إليه لبعده: لا يكبر حتى يأخذ مكانه من الصف، إلا أن تكون الأخيرة. يعني: إنه إذا تمادى فأتته، فها هنا يكبر لأنه إذا تمادى فأتته الركعة وفاته الصف جميعا. انتهى
ونحوه للخمي، وهو تقييد حسن لا ينبغي أن يخالف فيه، وصرح بالاتفاق عليه ابن عزم في شرح الرسالة، ونصه: ومن دخل المسجد والإمام راكع وخاف إن تمادى إلى الصف فوات الركعة؛ فإن علم أنها آخر الصلاة ركع في موضعه باتفاق، وإن علم أنها غير الأخيرة فالجمهور يركع بموضعه كالأول. وقال الشافعي: يتقدم باتفاق. ثم إن كان قريبا دب إلى الصف. انتهى
وقال ابن عرفة أثر نقله كلام ابن رشد الأخير هنا خلاف رواية الشيخ عن ابن نافع: إن خاف فوات الركعة إن دخل المسجد كبر وركع على بلاط خارجه. انتهى
فيكون فيه قولان. والله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين ابو عبد الله]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 06:44]ـ
بوركتم جميعا وبارك الله فيكم
وجعله الله في ميزان حسناتكم(/)
ما الفرق بين وسوسة الشيطان ووسوسة النفس وكيف يميَّز بينهما؟
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 09:29]ـ
قال الله جل في علاه في سورة (ق) الآية 16:" ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد".
وقد قال جل في علاه فيما يتعلق بوسوسة الشيطان في سورة (الأعراف) الآية 20:" فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ماووري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ".
السؤال: مالفرق بين وسوسة الشيطان ووسوسة النفس وكيف لي أن أميز بين كل منهما؟
أفيدوني أفادكم الله وجزاكم الخير كله في الدارين.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 06:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن تيمية رحمه الله:
ذَكَرَ أَبُو حَازِمٍ فِي الْفَرْقِ بَيْنَ وَسْوَسَةِ النَّفْسِ وَالشَّيْطَانِ فَقَالَ: مَا كَرِهَتْهُ نَفْسُك لِنَفْسِك فَهُوَ مِنْ الشَّيْطَانِ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْهُ وَمَا أَحَبَّتْهُ نَفْسُك لِنَفْسِك فَهُوَ مِنْ نَفْسِك فَانْهَهَا عَنْهُ
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 07:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم محمد الجروان
بداية جزاك الله كل الخير على الرد.
ولكن ألا يزين الشيطان للنفس الأمور فتصبح محببة إليها (وهنا يختلط الأمر بالنسبة لي بعدما قرأت الإجابة).
أفيدوني يا رعاكم الله فأحتاج إلى تفصيل أكثر.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 01:36]ـ
الفروق بين الوساوس وغيرها:
أولا: الفروق بين وسوسة النفس ووسوسة الشيطان:
وهذه الفروق تعتبر بمثابة الضوابط للتفريق بين وسوسة النفس ووسوسة الشيطان:
1ـ من الفروق: أن ما كرهته نفسك لنفسك فهو من الشيطان، فاستعذ بالله منه، و ما أحبته نفسك لنفسك فهو من نفسك فا ننهها عنه.
2ـ من الفروق: أن الشيطان لا يهمه معصية بذاتها، بل يهمه وقوع الإنسان في المعصية فإذا فشل في جانب انتقل إلى جانب آخر، وهكذا حتى يوقع الإنسان في المعصية ـ والعياذ بالله ـ، أما النفس فتصر على معصيتة معينة، لا يقلع عنها الإنسان إلا بصعوبة.
3ـ إذا كان الخاطر لا يضعف، ولا يقل بذكر الله تعالى، ولا يزول، فهو من الهوى، وإن ضعف وقل بذكر الله تعالى فهو من الشيطان. (منقول)
نعم أختي اذا زين الشيطان للنفس امرا اصبحت الوسوسة من كليهما
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 08:16]ـ
يا الله ....
جزا ك الله كل الخير أخي الكريم على هذه الإجابة وأسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك يوم القيامة أنت ومن أجاب عن سؤالي هذا(/)
الغيرة
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 09:59]ـ
عندما أقرأ كتابا يتناول سيرة رسولنا وحبيبنا محمد (ص)
-ولكم أسأل الله من قلب صادق أن يجمعنا به في الجنة مع صحابته أجمعين وأن يمتع أبصارنا برؤيته (ص) - فسرعان ما أذرف الدمع فتسيل دمعاتي على صفحات كتابي عندما يتيه فكري ليصل عائدا إلى زمن المجد والعزة زمن رسول الله (ص) مع صحابته في صدر الإسلام وأتذكر تلك المواقف التي جمعتهم برسول الله (ص).
واتذكر بعضا من الأدعية التي نالها الصحابة وأتذكر النعمة العظيمة التي مَنيَ بها أولئك الأحبة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم الكثير الكثير - رضي الله عنهم وأرضاهم - فينتابني شعور بالغيرة منهم فهم تنعموا برؤيته (ص) في الدنيا و على الرغم من صحبته في معظم أوقاته (ص) حتى كان البعض يسير معه ويرافقه كظله (ص) إلا أنهم لم يرتووا من بحر حبه (ص) أبدا فمنّ الله - سبحانه وتعالى - عليهم -رضي الله عنهم - بصحبته (ص) في الآخرة برحمة منه جل وعلا. فكيف بنا نحن الذين ما تكحلت مآقينا بمشاهدته (ص) وإنما شاهدناه في المنام دون اليقظة؟!
أوَ أؤثم على غيرتي هذه؟! أفيدوني أفادكم الله وغفرلي ولكم أجمعين وجمعنا بمحمد خاتم المرسلين وصحابته الغر الميامين برحمة الله ومنه وكرمه ولطفه بنا وشفعه الله جل وعلا بنا وأسأل الله أن يسقينا من حوضه (ص) شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا إنه سميع مجيب الدعاء.
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 09:29]ـ
هل من رد بارك الله فيكم؟؟؟؟!!!!
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 09:43]ـ
بارك الله فيكم
نسال الله ان يرزقنا الغيرة الحسنة
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 09:44]ـ
آمين
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 11:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسال الله العلي القدير ان يجمعنا وجميع اخواننا مع نبينا الكريم وصحابته الكرام
ويرزقنا مجالستهم في الاخرة يا رب العالمين(/)
ما حكم شرب السيجارة الواحدة.
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 12:53]ـ
ما حكم شرب سيجارة واحدة - على أن تناول واحدة لا يضر -.
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 01:19]ـ
قال تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ}
و لا شك أخى الحبيب أن التدخين من الخبائث
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 01:26]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، ظهرلي من سؤالك حفظك الله أنك تريد المباحثة.
فاقول: أما أولاً ليس الضرر هو السبب الوحيد لتحريم الدخان عند القائل به. بل ثمة إذية الناس وإتلاف المال.
وأما ثاثياً، فإن قلنا بالتحريم وحصرنا- تنزلاً - العلة في الضرر، على أن الضرر يتحقق في العلبة مثلاً، كانت السيجارة الأولى محرمة سداً للذرائع.
ولست أدري يا أخي هل يقاس هذا على شرب الخمر، فإن العلة فيه الإسكار وما أسكر كثيره فقليله حرام، فما أدري أيقال: "ما ضرّ كثيره فقليله حرام " هذا لاأعرفه ولاأقطع به وأعوذبالله من أقول في دين الله مالاأعلم.
والمرجو من الإخوان الإفادة والله الموفق.
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 01:30]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، ظهرلي من سؤالك حفظك الله أنك تريد المباحثة.
فاقول: أما أولاً ليس الضرر هو السبب الوحيد لتحريم الدخان عند القائل به. بل ثمة إذية الناس وإتلاف المال.
وأما ثاثياً، فإن قلنا بالتحريم وحصرنا- تنزلاً - العلة في الضرر، على أن الضرر يتحقق في العلبة مثلاً، كانت السيجارة الأولى محرمة سداً للذرائع.
ولست أدري يا أخي هل يقاس هذا على شرب الخمر، فإن العلة فيه الإسكار وما أسكر كثيره فقليله حرام، فما أدري أيقال: "ما ضرّ كثيره فقليله حرام " هذا لاأعرفه ولاأقطع به وأعوذبالله من أقول في دين الله مالاأعلم.
والمرجو من الإخوان الإفادة والله الموفق.
جزاك الله خيرا , فعلا كما ذكرت أيضا فالسجارة تحرم سدا للذريعة و ما يؤل للحرام فهو حرام.
أما ما ضر كثيره فقليله حرام هذا غير صحيح إذ ان الأكل الكثير مضر و لا يحرم قليله.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 02:01]ـ
وفيك بارك الله أخي الفاضل،
الذي تسآلت عنه ولم أجزم به هو قياس الضرر على الإسكار حيث أثبتنا الأول علةً لتحريم الدخان كما أثبتنا الثاني علةً لتحريم الخمر.
ومعلوم أن قطرة من الخمر لا تسكر لكنها حرام بالنص.
فهل إذا سلمنا لأحد قولَه بأن سيجارة واحدة لا تضر استطعنا أن نجزم بحرمتها بناء على أن الكثير من السجائر يضر؟
فهذا ما عنيته -أخي الكريم- بقولي الفارط.
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 02:08]ـ
أخي الفاضل أبو بكر:
نعم .. المسألة للمباحثة.
وأرى أنك ذكرت عللاً وهي: أذية الناس وإتلاف المال وسدّ الذريعة .. ورأيي أن هذا غير متوفر في السيجارة الواحدة.
أما أخي الفاضل أبو أنس:
فقد ذكر سدّ الذريعة، ولكن إذا كان لن يدخن إلّا هذه السيجارة.
وأتمنى أن تتنبهوا إلى أني أكرر " سيجارة واحدة ". حتى يتميز لنا الحكم جلياً،، فأنا أوافقكم إذا كان المدخن يتعاطى التدخين بشكل دائم.
وأكرر أشكركم على هذه النفس الطيبة.
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 02:11]ـ
وفيك بارك الله أخي الفاضل،
الذي تسآلت عنه ولم أجزم به هو قياس الضرر على الإسكار حيث أثبتنا الأول علةً لتحريم الدخان كما أثبتنا الثاني علةً لتحريم الخمر.
ومعلوم أن قطرة من الخمر لا تسكر لكنها حرام بالنص.
فهل إذا سلمنا لأحد قولَه بأن سيجارة واحدة لا تضر استطعنا أن نجزم بحرمتها بناء على أن الكثير من السجائر يضر؟
فهذا ما عنيته -أخي الكريم- بقولي الفارط.
بارك الله فيك أخى الحبيب , لكن لا يمكن القياس على الخمر إذ أن العلة المقاس عليها مختلفة فعلّت تحريم الخمر هى الإسكار و ليست الضرر فتنبّه!
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 02:16]ـ
أخي الفاضل أبو بكر:
نعم .. المسألة للمباحثة.
وأرى أنك ذكرت عللاً وهي: أذية الناس وإتلاف المال وسدّ الذريعة .. ورأيي أن هذا غير متوفر في السيجارة الواحدة.
أما أخي الفاضل أبو أنس:
فقد ذكر سدّ الذريعة، ولكن إذا كان لن يدخن إلّا هذه السيجارة.
وأتمنى أن تتنبهوا إلى أني أكرر " سيجارة واحدة ". حتى يتميز لنا الحكم جلياً،، فأنا أوافقكم إذا كان المدخن يتعاطى التدخين بشكل دائم.
وأكرر أشكركم على هذه النفس الطيبة.
للمراجعة
قال تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ}
و لا شك أخى الحبيب أن التدخين من الخبائث
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 02:25]ـ
لا يأخذ الشيء وصف كونه من الخبائث إلا لعلة، كالاستقذار أو النجاسة أو النص المُحرم أو الضرر المتيقن.
فأيّ هذه الأوصاف تنطبق على السيجارة الواحدة.
ملحوظة: قولي ه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 02:27]ـ
لا يأخذ الشيء وصف كونه من الخبائث إلا لعلة، كالاستقذار أو النجاسة أو النص المُحرّم أو الضرر المتيقن.
فأيّ هذه الأوصاف ينطبق على السيجارة الواحدة.
ملحوظة: قولي هذا لا يعني أني أُصدر حكماً، ولكن للمباحثة.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 02:33]ـ
قلت حفظك الله:
"وأرى أنك ذكرت عللاً وهي: أذية الناس وإتلاف المال وسدّ الذريعة .. ورأيي أن هذا غير متوفر في السيجارة الواحدة"
ولي أن لاأسلّم بأن الأمور الثلاثة ليست متوفرة في السيجارة الواحدة
نعم، قد يدخن المرء منفرداً فلا يؤذي أحداً اللهم إلا إذا استثنينا الملائكة كما ورد في علة النهي عن أكل البصل والثوم.
أما إتلاف المال فلا بد منه قل أو كثر. وقد يطلب المدخن السيجارة فلا يشتريها، فالصورة نفسها لأن المأخوذة منه يكون قد اشتراها في غالب الأحيان.
وأما سد الذريعة، فإن الشر لايؤمن وخلق الإنسان ضعيفا، والشارع الحكيم يحرم تحريماً عاماً يعم جميع المكلفين كما حرم النظرة إلى الأجنبية اجتناباً للزنا، ولايقول أحد: أنظر مرة واحدة ولا أعود فإن هذا لاشيئ فيه. بل نقول له: هو حرام لكونه وسيلة إلى الحرام ولوعلمنا قطعاً أنك لا تعود إلى هذه النظرة.
والله أعلم
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 02:38]ـ
ما حكم شرب سيجارة واحدة - على أن تناول واحدة لا يضر -.
هذا اخى تفريغ الرد على سؤالك من العلامة الألبانى فى سلسلة الهدى و النور
سأله سائل مئل سؤالك تقريبا فاجاب رحمه الله:
نحن نقول لهذا السائل أو المتسائل هل وجدت إنسانا شرب سيجارة واحدة فى الدنيا؟ إذن فهو يسأل سؤال خيالى ... و ضرب الشيخ مثلا برجل يغمس إبرة فى الخمر ثم يطغى و يزيد و هكذا ثم قال رحمه الله لا يستطيع ان يحدد حدا دقيقا من أجل ذلك قال عليه السلام و من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ,فهذا إن كان مخلصا يُقال له إسأل عن أمور واقعية و لا تسأل عن أمور خيالية.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 02:46]ـ
طبعاً كلامي في هذا الباب أخي الكريم على سبيل المباحثة وإلا فقد نص العلماء الذين يعتد بهم على تحريم التبغ لكونه شجرة خبيثة. فهو حرام لعموم الآية التي أوردها الأخ أبو أنس أعلاه.
أما قياسي على الخمر فأنا أعلم أن العلتين مختلفتان ولكن أردت التنبيه أن الإسكار ضرر بوجه من الوجوه. ثم أني لم أجزم به بل طرحت سؤالاً فقط.
والله نسأل أن يغفر زللنا ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. آمين
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 12:56]ـ
وذهب جمعٌ ممن يعتد بهم أن الدخان بما يحتويه من تبغٍ وغيره ليس من الخبائث، بل هو جائز .. ومنهم – وليس على سبيل الحصر –: نور الدين الأجهوري، وعبد الغني النابلسي، وأبو الحسنات اللكنوي، وأحمد كوكب زاده، وعبد السلام النابلسي.
بل والإمام الأمير الصنعاني، والإمام الشوكاني.
بل وهو ما تدلّ عليه قواعد المذاهب الأربعة كما قرره العلامة مرعي الكرمي في رسالته: " تحقيق البرهان ".
أما عن قول الأخ / أبو أنس أنها مسألة لا يمكن أن تقع، فأنا أقول أنها قد وقعت، وهو ما جعلني أتساءل منذ فترة، وأحببت أن أستمع إلى رأي الإخوان في المنتدى.
على أن قناعتي أوصلتني إلى أن الأمر لا يصل إلى الحرمة - أقصد في شرب السيجارة الواحدة _.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 01:10]ـ
وذهب جمعٌ ممن يعتد بهم أن الدخان بما يحتويه من تبغٍ وغيره ليس من الخبائث، بل هو جائز .. ومنهم – وليس على سبيل الحصر –: نور الدين الأجهوري، وعبد الغني النابلسي، وأبو الحسنات اللكنوي، وأحمد كوكب زاده، وعبد السلام النابلسي.
بل والإمام الأمير الصنعاني، والإمام الشوكاني.
بل وهو ما تدلّ عليه قواعد المذاهب الأربعة كما قرره العلامة مرعي الكرمي في رسالته: " تحقيق البرهان ".
أما عن قول الأخ / أبو أنس أنها مسألة لا يمكن أن تقع، فأنا أقول أنها قد وقعت، وهو ما جعلني أتساءل منذ فترة، وأحببت أن أستمع إلى رأي الإخوان في المنتدى.
على أن قناعتي أوصلتني إلى أن الأمر لا يصل إلى الحرمة - أقصد في شرب السيجارة الواحدة _.
هؤلاء تكلموا فبل أن يثبت ضرر التدخين في عصرنا الحاضر
أما عن شرب السيجارة الواحدة فهو حرام بلا قياس (حتى عند من يعتبر القياس دليلاً شرعياً لاختلاف العلة كما ذكر الأخوة أعلاه).
فشرب سيجارة واحدة يسبب الاستحسان والإدمان للسجائر كما يقولون ... فهو وسيلة إلى الحرام وما يؤدى إلى الحرام بيقين فهو حرام.
ـ[الآجري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 01:18]ـ
نحتاج أولاً إلى بسط الكلام في المواد التي تحتويها هذه السيجارة، فليس التبغ وحيداً، بل ما فيها من مواد يصل للعشرات إن لم يصل المئات.
وقد سمعت من أحد المشايخ الفضلاء كلاماً في تحريم السيجارة، وكان ينطلق من قوله صلى الله عليه وسلم (ما أسكر كثيره فقليله حرام) موضحاً أنَّ النشوة التي يحدثها التدخين هي من فعل مواد قليلة الكمية، وكثيرها يسكر، وربما يفقد الوعي، وربما يقتل.
وقد قرأت نحو هذا الكلام في بعض الأبحاث الطبية، أنه لو قدر جمع قدر معين من تلك المادة الموجودة في الدخان ومن ثم حقنه في الإنسان، لأدى لغيبوبة أو وفاة.
وإذا ثبت كل هذا، فهي داخلة في قوله صلى الله عليه وسلم (ما أسكر كثيره فقليله حرام)
والأخ الذي قال: إن الأكل مباح وكثيره ضار، يريد هدم تحريم القليل من الضار، فقياسه مع الفارق، لأن الضرر في الأكل عائد لأمر خارج وهو الكثرة، والضرر في الضار يعود لأمر ذاتي فيه، وإذا ثبت الفرق فلا قياس.
أما قليل الضار الذي لا يضر فإن عدم ضرره عائد لأمر خارج وهو القلة، فأكل المضغة من الميتة، لا يضر، وكذلك النجاسة غالباً لا تضر الرشفة منها إن كانت شراباً، أو اللقمة الصغيرة إن كانت مأكولة، وهذا غير مؤثر في تحريمها.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 01:59]ـ
أحسنت يا آجري
والله ماضاعت تربيتي فيك ههههههههههههههههههههههه
ـ[الآجري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 02:11]ـ
حياك الله يا مولانا (تحتمل معنيين)
ـ[محمد جاسم]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 02:42]ـ
لو أخذنا حقنة من ماء و أوردناها في مجرى الدم من دون أن نفرغ الضغط الهوائي منها في بادئ الأمر لأدت إلى الهلاك.
فدخول المواد إلى الجسم يختلف تأثيره باختلاف المدخل كما مثلنا بالهواء , فهو غير ضار إذا دخل من الفم.
أما بشأن حقن مواد التكوينية للدخان في مجرى الدم فهي قاتلة , و لكنها ليست كذلك إذا كانت سيجارة واحدة.
فإذا قلنا أنها خبيثة , فإنه ليس كل خبيث محرم كما هو حال البصل و الثوم.
و هذا لا يعني القول بالجواز , لأن مثل الكاتب ليس أهلا لإطلاق الأحكام الشرعية.
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 02:56]ـ
شكراً أخي أبا محمد:
إذاً فأنت تعتبر الحكم هو بسبب الضرر الذي أُكتشف مؤخراً .. مع زيادة الاستحسان.
ولكن لا أظن ذلك يوجد في شرب السيجارة الواحدة، أما الاستحسان فقد يعتبر، ولكنه لا ينهض كدليل على التحريم، لأنّا نريد حكم السيجارة الواحدة.
أما أخي الآجري فأشكره أيضاً، وأتفق معه في الحكم لو وقع ما قاله وهو " جمع مواد الدخان ثم حقنها ".
ولكن السيجارة الواحدة لا تفعل ما تفعله الحقنة، بل ولا تسكر.
أما أخي محمد جاسم فقد طرحت طرحاً جميلاً ثم علّقتنا دون أن تبين لنا نتيجة هذا الطرح، فنفسك نفس فقيه.
ـ[الآجري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 03:38]ـ
ولكن السيجارة الواحدة لا تفعل ما تفعله الحقنة، بل ولا تسكر.
نحن نعرف أن الواحدة لا تسكر وكذلك الاثنتين والثلاث والأريع بل والخمس!
لكن المواد المخدرة الموضوعة بقدر معين، لو تناولها إنسان بقدر كبير ثم أدى إلى سكره أو تخديره فينطبق عليها الحديث (ما أسكر كثيره فقليله حرام)
فدخول المواد إلى الجسم يختلف تأثيره باختلاف المدخل كما مثلنا بالهواء , فهو غير ضار إذا دخل من الفم
بالفعل، غفلت عن هذا، وبذلك يسقط الاعتبار بأضرار الحقنة، ولا يسقط الاعتبار بأثر الكمية الكبيرة من المادة القليلة الموجودة في السيجارة.
أحسنت يا آجري
والله ماضاعت تربيتي فيك ههههههههههههههههههههههه
تربيتك ماش يا بو صخر
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 04:06]ـ
هؤلاء تكلموا فبل أن يثبت ضرر التدخين في عصرنا الحاضر
.
بل و منهم من اشتد الانكار عليه في عصره لما أفتى به
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 05:33]ـ
والأخ الذي قال: إن الأكل مباح وكثيره ضار، يريد هدم تحريم القليل من الضار، فقياسه مع الفارق، لأن الضرر في الأكل عائد لأمر خارج وهو الكثرة، والضرر في الضار يعود لأمر ذاتي فيه، وإذا ثبت الفرق فلا قياس.
أما قليل الضار الذي لا يضر فإن عدم ضرره عائد لأمر خارج وهو القلة، فأكل المضغة من الميتة، لا يضر، وكذلك النجاسة غالباً لا تضر الرشفة منها إن كانت شراباً، أو اللقمة الصغيرة إن كانت مأكولة، وهذا غير مؤثر في تحريمها.
والله أعلم.
جزاك الله الجنة أخى الكريم .. و لكن كان كلام الأخ الذى قال بهذه القاعدة لم يكن يقصد هذا المعنى و لكن كان قصده بإطلاق أنّ كل ما كان كثيره ضار فقليله حرام, ولكن كان يجب بالفعل التفصيل فى الرد على الوجه الذى ذكرت أنت!
عفا الله عنى و عنك.
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 05:54]ـ
هل يمكن أن نخرج - بعد هذه المباحثة - بحكم شرعي نرى أنه هو الأصوب؟
وقد يسهل علينا اطلاق التحريم بسبب الضرر وسدّاً للذريعة، ولكن تذكروا معي أن الحكم سيكون على " سيجارة واحدة ".
وتذكروا ما أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 2/ 36 عن سفيان الثوري قوله: ((إنما العلم عندنا الرخصة من ثقة، فأما التشدد فيحسنه كلّ أحد)).
ولا أطالب بلزوم الحكم بالجوار، ولكن هذه اضاءة قبل الحكم.
وفقنا الله وإياكم لكل خير.
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 12:46]ـ
أبرأ إلى الله تعالى من أى فتوى تنسب إلىّ ,فلست أهلا لذلك.
و عن القول بتحريم السجارة و لو واحدة بدليل خبثها فهذا الكلام سمعته من الشيخ أبى إسحاق الحوينى و لا أنسبه لنفسى!
فما كلامى إلا من باب المذاكرة و المدارسة.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 08:06]ـ
.... إذاً فأنت تعتبر الحكم هو بسبب الضرر الذي أُكتشف مؤخراً .. مع زيادة الاستحسان.
ولكن لا أظن ذلك يوجد في شرب السيجارة الواحدة، أما الاستحسان فقد يعتبر، ولكنه لا ينهض كدليل على التحريم، لأنّا نريد حكم السيجارة الواحدة.
......
الاستحسان ليس دليلاً شرعياً ولم أذكره في كلامي
وأنا لا آخذ بالقياس فكيف أتركه إلى الاستحسان:):)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 09:02]ـ
لابد من تحديد مقدار الضرر .. فتحريم الدخان يكون وقتها لهذه العلة لا لعلة الإسكار .. إذ لو وجد الإسكار في كثيره فقليله حرام ... لكن لو وجد الضرر في كثيره فهل يحرم قليله؟ .. هنا يلزم الدليل التفصيلي .. إذ الكثير من المباحات تحرم إن أكثر الإنسان منها .. لعلة الضرر .. لكن هي مباحة في أصلها .. بخلاف الخمر مثلا وأشباهه ..
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 11:48]ـ
[
السؤال
UOTE= أبو أنس القاهرى;194151] [ size="5"] جزاك الله الجنة أخى الكريم .. و لكن كان كلام الأخ الذى قال بهذه القاعدة لم يكن يقصد هذا المعنى و لكن كان قصده بإطلاق أنّ كل ما كان كثيره ضار فقليله حرام, ولكن كان يجب بالفعل التفصيل فى الرد على الوجه الذى ذكرت أنت!
غفر الله لك يا أخي الكريم،
بينت المقصد من كلامي في المشاركة الخامسة حيث ظهرلي أن أسال عن قياس الضرر على الإسكار.
والذي جرني إلى هذا السؤال هو أن الإسكار ضرر بوجه ما و هذا بصرف النظر عن الأمراض الفتاكة التي يحدثها شرب الخمر كسرطان الكبد وغيرها عافانا الله وإياكم.
وإنما نظرت في خمر الجنة فوجدت أن الله امتدحها بأنها لاتسبب صداعاً ولا تذهب عقلاً، ولو سألت أي مدخن عن التدخين فإنه ينبئك بأن السيجارة الأولى سببت له من الصداع والغثيان ما الله به عليم. ولما كان الأخ عبد الله العمري يسأل عن حكم السيجارة الواحدة فقط، أردت أن أنهج هذا المسلك في البحث. ولم أتكلم عن خبث شجرة التبغ تفادياً للتكرار و لأنك أفدتَه أنت في المشاركة الثانية.
وبارك الله فيك ياأخي ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 03:21]ـ
الذي لا يخالف فيه عاقل في زماننا أن شرب الدخان شديد الضرر، للشارب ولمن خالطه حال شربه، كما أنه متلفة للمال كذلك .. فمن الذي يملك أن يجزم بأن شرب سيقارة واحدة لا يضر؟؟ كفى به ضررا أنه يخلف مواد تتراكم في الصدر، في صدر الشارب ومن جالسه، (فإما أن يكون دخان هذه الواحدة إضافة لما في صدر المدمن من تراكمات فتقربه من هكلته، وإما أنها تكون أول سيقارة يشربها فتفسد صدره إذ تدخل ذلك الأمر إلى جسمه الذي كان قبل ذلك خالصا من هذا البلاء! فهي - السيقارة الواحدة تلك - مضرة ولا شك، وليس الضرر في الكثرة فقط!!)
وهي - الواحدة - على من يجالس شاربها أخطر وأضر، واقرأوا إن شئتم أبحاث العلماء فيما يسمى بالتدخين السلبي .. وهو لا يزيد على أن يشم الرجل دخان سيقارة في مكان ما، دون أن يكون هو الذي يمتصه في صدره .. وكفى به ضررا أن يضع ماله فيما هو لبنة في طريق إهلاكه هو ومن حوله!!
ولو جاءك من يقول لك: هي سيقارة واحدة لا أزيد عليها، فقلت له لا بأس ولكن لا تعد، ثم بعد فترة شرب أخرى، وكانت هذه الأخرى سيقارة واحدة أيضا وقرر أنه لن يزيد عليها .. ثم بعد يومين شرب ثالثة وهكذا، فما ضابط هذا؟؟؟ ما معنى سيقارة واحدة، ومعلوم أصلا أن المرء إما أن يكون مدخنا قد اعتاد صدره على شرب الدخان، فهو مدمن متمرس، وإما أنه ليس كذلك بعد، فتكون تلك هي الأولى والتي يجاهد صدره من أجل أن يتمكن من إتمامها؟ فالواحدة في حق الأول ليست الأولى ولن تكون الأخيرة إلا أن يشاء الله، وما تزيده إلا قربا من الهلاك بسبب التدخين .. والواحدة في حق الثاني هي الأولى، وكفى بها مفسدة له أن أراد التمكن من إتمامها أن أدخلت مادة النيكوتين إلى دمه!! فلا تفريق بين حكم السيقارة الواحدة والكثير منها، فهي مفسدة وضرر على كل حال!
وانا أقول .. كل سيقارة في يد مدخنها هي واحدة في حال شربه لها، فإن لم يكن هذا الفعل - فعل شربها - في نفسه حراما، فما الذي يرحم إذا؟؟ الإدمان عليها فقط؟ يعني نقول له تحرم عليك السيقارة الواحدة إن رأيت أنك صرت مدمنا تشرب أكثر من واحدة في اليوم الواحد؟؟ كيف ينضبط هذا؟؟ وما حد التحريم إذا؟؟ ما مناط الحكم بالتحريم إن قلنا بأن شرب السيقارة الواحدة - على التنزل بافتراض أنها قد لا تضر ضررا يذكر، وليس كذلك - لا بأس به؟؟ ما هو العمل المحرم إذا؟ شرب اثنتين؟ شرب ثلاث؟ شرب أكثر من علبة في اليوم؟ ما مناط التحريم وكيف ينضبط؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الضرر المتحقق بيقين الذي ينشأ من تراكم أعمال بعينها يعملها المرء وهو يعلم بضررها، يجعل آحاد تلك الأعمال ضررا جزئيا مفضيا إلى الضرر الكلي ولا شك! هذا على افتراض أن الضرر لا يقع إلا بالإكثار من ذلك العمل لا بالمرة الواحدة فقط أو المرتين .. وفي حالتنا هذه، السيقارة الواحدة تترك في الجسد أثرا يدفعه إلى ثانية وثالثة، وكفى بهذا ضررا فيها!
هذا تخريج للمسألة على غير قاعدة سد الذرائع التي تفضل بذكرها بعض الفضلاء هنا .. فسد الذرائع يقال فيه بمنع أعمال هي من الذرائع المفضية إلى العمل المحرم (لنص أو لضرر متحقق)، أما هنا فنحن نتكلم عن أعمال قد تيقنا من أن الكثير منها - هذه الأعمال نفسها لا الأعمال المفضية إليها - يؤدي إلى الضرر المتحقق .. فأصبح السؤال هل القليل من هذه الأعمال حرام كالكثير وإن كانت علة التحريم مرتبطة بالأثر الناتج من الكثير لا من القليل؟
هذا والله أعلم هو وجه المسألة.
ثم إن في تخريج قاعدة (ما كثيره ضار فقليله حرام) على قاعدة (ما كثيره مسكر فقليله حرام) نظرا .. نعم الإسكار في الكثير هو علة تحريم قليل الخمر الذي لا يكون مسكرا .. فهل مطلق الضرر في الكثير من شيء ما - أيا كان - هو كذلك علة تحريم القليل من ذلك الشيء الذي قد لا يكون قليله ضارا؟ ليس بلازم .. فالدواء مثلا قليله قد يكون مفيدا نافعا، مع كون كثيره قاتلا مهلكا، فهل يحرم لكون كثيره ضارا؟ كلا! وأمثلة ذلك كثيرة، مما قليله مفيد نافع وكثيره ضار مهلك، فلا يصح استخراج هذه القاعدة تفريعا على قاعدة الخمر، والله أعلم. وأصلا لا لحاق لمسألتنا هذه بقاعدة الخمر لأن القليل والكثير في الحديث المراد به القليل والكثير في المرة الواحدة (الفعل الواحد)، فالذي يشرب في المرة الواحدة كثيرا من شيء ما فيسكر بسبب ذلك، - وهو الفعل الواحد لا الأفعال المتعددة - هذا يحرم من أجله ذلك الشيء المشروب .. أما في حالة التدخين فالرجل لن يدخن في المرة الواحدة إلا سيقارة واحدة على أي حال! والمرة هي المرة لا قليل ولا كثير فيها مما قد تتغير من أجله العلة فيختلف الحكم!
لذا فهنا إنما يكون النظر في الفعل الواحد وما يكون فيه، وتبعاته ونتائجه المتيقنة والمظنونة (والتي منها في حالتنا الإدمان وزيادة التراكم في الدم والصدر، والإضرار بالآخرين، وتبذير المال ووضعه فيما يضر .. الخ)، وكل شيء ضار في ذاته فالكثير منه أشد ضررا ولا شك ..
وعليه يكون الحكم في السيقارة الواحدة كما في الكثير منها (وإن كان الكثير أشد تحريما) .. والله أعلى وأعلم.
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 03:37]ـ
اتصلت ُ من قليل بالشيخ سيد العربى و سألته عن حكم السيجارة الواحدة إن ثبت أنها لا تضر فقال: تحرم لأنها خبيثة و لا تقاس على الخمر لأن الخمر مسكر نعم و لكن ليس بخبيث و لكن تقاس مثلا على أكل الخنزير لأنه خبيث و لو أكل إنسان غائط-أعزكم الله و لكن هذا قول الشيخ-كذلك. فسألته عن تعريف الخبيث فقال هو ما لا نفع فيه بل يضر و ما هو نجس.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 03:44]ـ
العلة في التحريم هي خبث العين الواحدة (إذ في تناولها ضرر وفي التكرار ضرر أكبر)، والله أعلم.(/)
رجلٌ توضأ، ثم حلق لحيته الكثّة. فهل يعيد الوضوء؟
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 11:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
رجل توضأ، ثم حلق لحيته الكثة. فهل يعيد الوضوء؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 12:09]ـ
حلق اللحية من الكبائر
عافانا الله وإياكم
فسؤالك أخى الكريم يشبه كلام بعض فقهاء المذاهب في كتبهم: ((إذا أولج في دبر امرأة أو صبي أو دابة فهل عليه غسل؟!))
فينبغي التنبيه على هذه الكبائر عند المدارسة حتى لا يسئ الفهم بعض العوام أو المبتدئين.
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 12:44]ـ
أخي أبا محمد
جزاك الله خيراً على الرد، وإن كنت أخالفك في أمرين:
أحدهما: أن حلق اللحية ليست من الكبائر، وإن كانت معصية.
الثاني: أن المسألة مفترضة في رجل حلق إما لعذر - كعملية جراحية - أو تهاوناً وعصاية.
فنحن نريد حكم الوضوء بعيداً عن موضوع الحديث في حكم حلق اللحية.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 12:57]ـ
لن أتكلم عن حكم حلق اللحية
بل أردت التنبيه على ذكر هذا القيد في ذات المسألة.
.... المسألة مفترضة في رجل حلق إما لعذر - كعملية جراحية - أو ...
فقد يجئ عامي مسكين ويبحث فتقع عيناه على موضوعك فيظن أن الحلق جائز بدليل أن بعض الأخوة يسألون عن ....
ولا تتعجب فهناك أناس هكذا
فبعض الناس استدل على جواز وطء النساء في الموضع المحرم بكلام بعض الفقهاء عن وجوب الغسل بتغييب الحشفة في .... والباقي مفهوم.
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 01:50]ـ
هل تقليم الأظافر بعد الوضوء يؤثر على الوضوء؟
الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد ..
فأسأل الله عز وجل لى ولك التوفيق ثم اعلم رحمني الله وإياك أن نواقض الوضوء كما يلي:
1 - الحدث الناتج عن خروج شيء من القبل أو الدبر كالبول والغائط والودي والمذي.
2 - زوال العقل بسكر أوجنون أو إغماء أو نوم ثقيل.
3 - لمس المرأة إذا قصد اللذة أو وجدها.
4 - مطلق مس ذكره المتصل.
6 - الشك في حدث بعد طهارة.
7 - الردة.
وهكذا فليس من نواقض الوضوء تقليم الأظافر ولا حلق الشعر، والمسألة بالذات منصوص عليها في كتب الفقه، يقول الإمام الحطاب رحمه الله عند قول المختصر: (ولا يعيد من قلم ظفره أو حلق رأسه) ... (المعنى أن من توضأ ثم قلم أظفاره بعد الوضوء أو حلق شعر رأسه فإنه لا يعيد غسل موضع الأظفار ولا يعيد مسح رأسه، وقاله مالك في المدونة).
وقد علل بعض أهل العلم عدم نقض تقليم الأظافر للوضوء بأن الحدث قد ارتفع قبل ذلك بمجرد الوضوء، يقول الشيخ عليش رحمه الله: (ولا يعيد) أي لا يغسل محل الظفر ولا يمسح موضع الشعر (من قلم) .. أي قص (ظفره أو حلق رأسه) بعد وضوئه على المشهور لأن حدثه قد ارتفع بغسل ظفره ومسح شعره ولا يعود بإبانتهما).
المصدر:
http://www.awqaf.ae/Fatwa.aspx?SectionID=9&RefID=3695
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 02:05]ـ
جزيت خيرا يا محمد على هذه المسائل الجميلة
وجزيت خيرا يا أبا هارون على هذا الرد الرائع
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 02:19]ـ
جزاني وإياك خير الجزاء أخي أبو صخر الغامدي.
ـ[محمد جاسم]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 02:29]ـ
هل هي كالرجل يمسح على خفه الذي لبسه على طهارة ثم ينزعه؟
فهل ينتقض وضوءه؟
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 02:44]ـ
أشكر الإخوة على مشاركتهم
ولكن قياسها على الأظفار أو على قص شعر الرأس عير مستقيم:
إذ أن الأظفار لم تقطع كاملة، بل بقي جزء مسه الغسل منها، وأما شعر الرأس ففرضه المسح حتى لمن لا شعر له في الرأس.
أما الوجه ففرضه الغسل، ولكن حال حائل دون غسله، ثم زال الحائل.
ومن باب التقريب: رجل توضأ وعلى أحد أعضاءه مانع من موانع وصول الماء إلى بعض العضو، - كالمناكير أو البوية - ثم زال هذا المانع. فهل يُعاد الوضوء؟
ومثله: رجل توضأ، ثم مسح على خفيه من حدث، ثم نزع الخفين لأن فرض القدمين الغسل، فهل يبطل وضوءه، وهل يعيد؟
آمل تأمل المسألة.
ـ[محمد جاسم]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 03:01]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ثبت عن علي رضي الله عنه أنه مسح على خفيه بعدما لبسهما على طهارة ثم نزعهما فصلى , و قد ذكر ذلك الشيخ الدبيان في كتابه المسح على الحوائل.
و هذا ما رجحه الشيخ المحدث العلامة عبدالله بن يوسف الجديع , فقد قال:
((لا أرى مجرد نزع الخف ناقضا للوضوء، إذ لا دليل على ذلك، لكن لا يلبسه بعد نزعه أو يبدله بآخر ثم يمسح عليه بتلك الطهارة؛ لأن جواز المسح مشروط بأن يدخل القدم بعد وضوء غسل فيه القدمين، وهذا اللبس الثاني لم يكن بعد وضوء تام)) ا. هـ
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 04:47]ـ
ومثله: رجل توضأ، ثم مسح على خفيه من حدث، ثم نزع الخفين لأن فرض القدمين الغسل، فهل يبطل وضوءه، وهل يعيد؟
آمل تأمل المسألة.
{{ .. , ولذلك قال شيخ الإسلام في "الاختيارات" ص9: لا ينقض وضوء الماسح على الخف والعمامة بنزعهما, ولا بانقضاء المدة, ولا يجب عليه مسح رأسه ولا غسل قدميه, وهو مذهب الحسن البصري, كإزالة الشعر الممسوح على الصحيح من مذهب أحمد وقول الجمهور.
قلتُ (أي الآلباني): وما ذكره عن الحسن البصري علقه البخاري عنه في "صحيحه" [1\ 225] , فقال: (وقال الحسن: إن أخذ من شعره وأظفاره, أو خلع خفيه, فلا وضوء عليه).
قال الحافظ: (التعليق عنه للمسألة الأولى وصله سعيد بن منصور وابن منذر بإسناد صحيح, وأما التعليق عنه للمسألة الثانية فوصله ابن أبي شيبة بإسناد صحيح, ووافقه على ذلك إبراهيم النخعي وطاوس وقتادة وعطاء وبه كان يفتي سليمان بن حرب وداود).
قلتُ (أي الآلباني): وهذا مذهب علي بن أبي طالب أيضا, فقد أخرج البيهقي [1\ 288] والطحاوي في "شرح المعاني" [1\ 58] عن أبي ظبيان أنه رأى عليّا رضي الله عنه بال قائما, ثم دعا بماء, فتوضأ ومسح على نعليه, ثم دخل المسجد, فخلع نعليه, ثم صلى. زاد البيهقي: (فأمَّ الناس). وإسنادهما صحيح على شرط الشيخين}}.
("تمام المنة" للآلباني- رحمه الله تعالى- ط2؛ ص114 - 115).
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 05:42]ـ
إذاً تميلون معي على أن المسألة - حلق اللحية بعد الوضوء - تقاس على خلع الخفين بعد المسح عليهما، وأنه يجري فيها الخلاف الذي يجري في مسألة الخفين.
وأنها لا تقاس على مسألة تقليم الأظفار أو حلق شعر الرأس بعد المسح عليه.
ـ[حمد]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 07:02]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
إذاً تميلون معي على أن المسألة - حلق اللحية بعد الوضوء - تقاس على خلع الخفين بعد المسح عليهما، وأنه يجري فيها الخلاف الذي يجري في مسألة الخفين.
قد يُعتَرض عليك بأنّ غسل ظاهر اللحية أصل، والمسح على الخف بدل.(/)
طريقة التخليل
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 11:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ويعد
ماهوالطريقة المسنونة لتخليل اللحية وتخليل أصابع الرجلين أثناء الوضوء
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 01:18]ـ
قبل أن أجيبك أخي (محمد يامين) أهنيئك ما شاء الله تبارك الله على عزيمتك واصرارك، حرصك على معرفة الحق ومتابعة هذه المعرفة والتحقق منها
ليوفقك الله ويسعدك فقليل من هم بظروفك ويستمرون في الطلب والاستزادة من الخير
أما بالنسبة للسؤال أخي الكريم، فصفة التخليل هنا هي إدخال أصابع اليد من خلالهما مفرقة وملامسة الجلد الذي لا يمكن أن يصل إليه الماء لمنع اللحية له بالنسبة للوجه، ولملاصقة الجلد بالنسبة للقدم.
فتخليل القدم بإدخال أصابع اليد في خانة كل أصبع من أصابعها _ أي القدم _ وإيصال الماء إلى هذا الموضوع الذي بملاصقة الجلد بعضه ببعض قد لا يصل الماء إليه بمجرد الغسل فقط دون التخليل.
وكذا اللحية؛ يدخل يديه مفرقة الأصابع من خلالها حتى تلامس بشرة وجهه، خوفا من منع شعر الحية من وصول الماء إلى جلدة الوجه بمجرد الغسل فقط دون التخليل.
زادك الله حرصا وفقها وبلغك مرادك، آمين(/)
ماحكم هذا النوع من الاعتكاف عند ابن القيم؟؟؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 03:11]ـ
قال الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه الرائع الفواائد
فائدة
الإنابة هي عكوف القلب على الله عز وجل كاعتكاف البدن في المسجد لا يفارقه
وحقيقة ذلك عكوف القلب على محبته وذكره بالإجلال والتعظيم وعكوف الجوارح على طاعته بالإخلاص له والمتابعة لرسوله
ومن لم يعكف قلبه على الله وحده عكف على التماثيل المتنوعة كما قال إمام الخنفاء لقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون فاقتسم هو وقومه حقيقة العكوف فكان حظ قومه العكوف على التماثيل وكان حظه العكوف على الرب الجليل
والتماثيل جمع تمثال وهو الصور الممثلة فتعلق القلب بغير الله واشتغاله به والركون إليه عكوف منه على التماثيل التي قامت بقلبه وهو نظير العكوف على تماثيل الأصنام ولهذا كان شرك عباد الأصنام بالعكوف بقلوبهم وهممهم وإرادتهم على تماثيلهم فإذا كان في القلب تماثيل قد ملكته واستعبدته بحيث يكون عاكفا عليها فهو نظير عكوف الأصنام عليها ولهذا سماه النبي عبدا لها ودعا عليه بالتعس والنكس فقال تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 04:06]ـ
هذا هو الإعتكاف الواجب، والذي إن لم يوجد في قلب الإنسان فاعلم أن فيه دخل وعليه دخن
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 12:41]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
,وقصدي من العنوان الاعتكاف المذموم الذي ذكره رحمه الله والذي قد يقع فيه الكثير من حيث لايشعر
((فإذا كان في القلب تماثيل قد ملكته واستعبدته بحيث يكون عاكفا عليها فهو نظير عكوف الأصنام عليها ولهذا سماه النبي عبدا لها ودعا عليه بالتعس والنكس فقال تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))(/)
سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 04:54]ـ
عبدالرزاق بن عبد المحسن البدر (2008 - 08 - 02)
سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته ...
الحمد لله المحمود على كل حال، الموصوف بصفات الكمال والجلال، له الحمد في الأولى والآخرة، وإليه الرجعى والمآل.
أما بعد: فإن من عظيم نعمة الله على عباده المؤمنين أن هيّأ لهم أبواباً من البر والخير والإحسان عديدة، يقوم بها العبد
الموفق في هذه الحياة، ويجري ثوابها عليه بعد الممات، فأهل القبور في قبورهم مرتهنون، وعن الأعمال منقطعون،
وعلى ما قدّموا في حياتهم محاسبون ومجزيون، وبينما هذا الموفق في قبره الحسنات عليه متوالية، والأجور والأفضال
عليه متتالية، ينتقل من دار العمل، ولا ينقطع عنه الثواب، تزداد درجاته، وتتنامى حسناته وتتضاعف أجوره وهو في قبره، فما أكرمها من حال، وما أجمله وأطيبه من مآلٍ.
وقد ذكر الرسول أموراً سبعة ً يجري ثوابها على الإنسان في قبره بعد ما يموت، وذلك فيما رواه البزار في مسنده من حديث أنس بن مالك أن النبي قال:
{سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من عَلّم علماً، أو أجرى نهراً، أو حفر بئراً، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجداً، أو ورّث مصحفاً، أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته} [حسّنه الألباني في صحيح الجامع:3596]
وتأمل أخي المسلم ملياً هذه الأعمال، واحرص على أن يكون لك منها حظ ونصيب مادمت في دار الإمهال، وبادر إليها أشد المبادرة قبل أن تنقضي الأعمار وتتصرم الآجال.
وإليك بعض البيان والإيضاح لهذه الأعمال:
أولاً: تعليم العلم،
والمراد بالعلم هنا العلم النافع الذي يبصر الناس بدينهم، ويعرفهم بربهم ومعبودهم، ويهديهم إلى
صراطه المستقيم، العلم الذي به يعرف الهدى من الضلال، والحق من الباطل والحلال من الحرام، وهنا يتبينُ عظمُ فضلِ
العلماء الناصحين والدعاة المخلصين، الذين هم في الحقيقة سراج العباد، ومنار البلاد، وقوام الأمة، وينابيع الحكمة،
حياتهم غنيمة، وموتهم مصيبة، فهم يعلمون الجاهل، ويذكرون الغافل، ويرشدون الضال، لا يتوقع لهم بائقة، ولا يخاف
منهم غائلة، وعندما يموت الواحد منهم تبقى علومه بين الناس موروثة، ومؤلفاته وأقواله بينهم متداولة، منها يفيدون،
وعنها يأخذون، وهو في قبره تتوالى عليه الأجور، ويتتابع عليه الثواب، وقديماً كانوا يقولون يموت العالم ويبقى
كتابه، بينما الآن حتى صوت العالم يبقى مسجلاً في الأشرطة المشتملة على دروسه العلمية، ومحاضراته النافعة، وخطبه القيمة فينتفع به أجيال لم يعاصروه ولم يكتب لهم لٌقِيُّه.
ومن يساهم في طباعة الكتب النافعة، ونشر المؤلفات المفيدة، وتوزيع الأشرطة العلمية والدعوية فله حظ وافر من ذلك الأجر إن شاء الله.
ثانياً: إجراءُ النهر،
والمراد شق جداول الماء من العيون والأنهار لكي تصل المياه إلى أماكن الناس ومزارعهم، فيرتوي
الناس، وتسقى الزروع، وتشرب الماشية، وكم في مثل هذا العمل الجليل والتصرف النبيل من الإحسان إلى الناس،
والتنفيس عنهم بتيسير حصول الماء الذي به تكون الحياة، بل هو أهم مقوماتها، ويلتحق بهذا مد الماء عبر الأنابيب إلى أماكن الناس، وكذلك وضع برادات الماء في طرقهم ومواطن حاجاتهم.
ثالثاً: حفر الآبار،
وهو نظير ما سبق وقد جاء في السنة أن النبي قال: {بينما رجل في طريق فاشتد عليه العطش، فوجد
بئراً فنزل فيها فشرب، ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل
الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له}، قالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجراً؟ فقال: {في كل ذات كبدٍ رطبة ٍ أجرٌ} [متفق عليه].
فكيف إذاً بمن حفر البئر وتسبب في وجودها حتى ارتوا منها خلقٌ، وانتفع بها كثيرون.
رابعاً: غرس النخل،
ومن المعلوم أن النخل سيد الأشجار وأفضلها وأنفعها وأكثرها عائدة على الناس، فمن غرس نخلاً وسبل ثمره للمسلمين فإن أجره يستمر كلما طعم من ثمره طاعم، وكلما انتفع بنخله منتفع من إنسان ٍأو حيوان ٍ، وهكذا الشأن في غرس كلما ينفع الناس من الأشجار، وإنما خص النخل هنا بالذكر لفضله وتميزه.
خامساً: بناء المساجد
(يُتْبَعُ)
(/)
التي هي أحب البقاع إلى الله، والتي أذن الله جلا وعلا أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وإذا بُني المسجد أقيمت فيه الصلاة، وتُلي فيه القرآن، وذكر فيه الله، ونشر فيه العلم، واجتمع فيه المسلمون، إلى غير ذلك من المصالح العظيمة، ولبانيه أجرٌ في ذلك كلِّه، وقد ثبت في الحديث عن النبي أنه قال: {من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة} [متفق عليه].
سادساً: توريث المصحف،
وذلك يكون بطباعة المصاحف أو شرائها ووقفها في المساجد، ودور العلم حتى يستفيد منها المسلمون، ولواقفها أجرٌ عظيم ٌ كلما تلا في ذلك المصحف تالٍ، وكلما تدبر فيه متدبر، وكلما عمل بما فيه عامل.
سابعاً: تربية الأبناء،
وحسن تأديبهم، والحرص على تنشأتهم على التقوى والصلاح، حتى يكونوا أبناء بررة ً وأولاد صالحين، فيدعون لأبويهم بالخير، ويسألون الله لهما الرحمة والمغفرة، فإن هذا مما ينتفع به الميت في قبره.
وقد ورد في الباب في معنى الحديث المتقدم مارواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله: {إن مما يلحق
المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورثه أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن
السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقةً أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته} [حسنه الألباني في
صحيح ابن ماجه: 198].
وروى أحمد والطبراني عن أبي أمامة قال: قال رسول: {أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت: من مات مرابطاً في سبيل الله، ومن علّم علماً أجرى له عمله ما عمل به، ومن تصدق بصدقة فأجرها يجري له ما وجدت، ورجل ترك ولداً صالحاً فهو يدعو له} [صحيح الجامع: 890].
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: {إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقةٍ جاريةٍ، أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له}.
وقد فسر جماعةُ من أهل العلم الصدقة الجارية بأنها الأوقاف، وهي أن يحبس الأصل وتسبل منفعته، وجل الخصال المتقدمة داخلةً في الصدقة الجارية.
وقوله: {أو بيتاً لابن السبيل بناه} فيه فضل بناء الدور ووقفها لينتفع بها المسلمون سواءً ابن السبيل أو طلاب العلم، أو الأيتام، أو الأرامل، أو الفقراء والمساكين. وكم في هذا من الخير والإحسان.
وقد تحصل بما تقدم جملةً من الأعمال المباركة إذا قام بها العبد في حياته جرى له ثوابها بعد الممات، وقد نظمها السيوطي في أبيات فقال:
إذا مات ابن آدم ليس يجري ... عليه من فعال غير عشرِ
علومٌ بثها، ودعاء نَجْلِ ... وغرس النخل، والصدقات تجري
وراثةٌ مصحفٍ، ورباط ثغر ... وحفر البئر، أو إجراءُ نهرِ
وبيتٌ للغريب بناه يأوي ... إليه، أو بناءُ محلِ ذكر ِ
وقوله: (ورباط ثغر) شاهده حديث أبي أمامة المتقدم، وما رواه مسلم في صحيحه من حديث سلمان الفارسي رضي الله
عنه: قال سمعت رسول الله يقول: {رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله
وأجري عليه رزقه، وأمن الفّتَّان} أي ينمو له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن من فتنة القبر.
ونسأل الله جل وعلا أن يوفقنا لكل خير، وأن يعيننا على القيام بأبواب الإحسان، وأن يهدينا سواء السبيل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين(/)
حكم الاضراب
ـ[سيد قطب]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 09:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأخوة الفضلاء أفيدوني أعزكم الله:
ما حكم الشرع في الاضراب عن العمل؟ وان كان في ذلك ضرر بلاخرين كاضراب الصيادلة مثلا مع أن هناك حالات حرجة تحتاج إلى دواء في كل لحظة كمرضى السكر والضغط شفاهم الله وأعزكم الله وايضا بعض المرضى في المستشفيات.
فما حكم الدين في ذلك؟
وجزاكم الله خيرا(/)
أريد الجواب عاجلًا في موضوع تناسب الآيات والسور.
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 11:42]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
إخوانى الكرام بارك الله فيكم قد طُلب منى أن أبحث فى موضوع تناسب الآيات والسور حيث أنى أعمل فى دار لتحفيظ القرآن ويريدون عمل منهج للطلاب فى هذا الباب وكلفونى بذلك فهل من ملاحظات فى هذا الباب وهل من ضوابط فى البحث
وجزاكم الله خيرا
ـ[الهاجرية]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 11:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي بارك الله فيك
ملتقى اهل التفسير فيه متخصصين يفيدونك بأذن الله
http://www.tafsir.net/vb/
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 12:09]ـ
أخي الكريم،
من أكثر المفسرين تطرقاً لهذا الباب أبو حيان الأندلسي صاحب البحر. فإن نشِطت نفسك لقراءته وإلا فانظر إن كان هناك بحث جامعي في موضوعك على المواقع الجامعية.
وعلى كل حال هو علم مبني على الاستنباط المحض وقد قرأت للشيخ عطية سالم عليه رحمة الله في الجزء الذي أكمله من الأضواء كلاماً مفاده أن هذا الاستنباط بعضه في محله وبعضه لا يخلو من تعسف.
والله أعلم
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 12:37]ـ
بارك الله فيك أخى لسرعة ردك فجزاك الله خيرا إن سبب سؤالى أن هذا الأمر معتمد على الإستنباط ولا أدلة فى هذا الأمر فأخشى أن تزل قدمى بالغلو فى هذا الباب فأردت ضوابط لهذا البحث
وبالنسبة أخى الكريم لملتقى أهل التفسير فعلى حد علمى أنهم أغلقوا باب التسجيل
وجزاك الله خيرا أخى الحبيب
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 02:54]ـ
أخي الحبيب: محمد المناوي:
تناسب الآيات والسور من موضوعات التفسير القديمة التي اعتنى بها كثير من المفسرين؛ خاصة المفسرين المَعْنِيِّينَ بالتفسير البلاغي للقرآن الكريم؛ كتفسير الزمخشري ((الكشاف))، وتفسير البيضاوي، وتفسير أبي السعود ((إشاد العقل السليم))، وفي العصر الحديث اهتم بهذه السمة القرآنية العلامة الشيخ الإمام العلامة محمد عبد الله دراز في ((تفسير سورة البقرة))، ثم الشيخ الأستاذ سيد قطب في تفسيره ((في ظلال القرآن))؛ فله في هذا الموضوع جهود مشكورة؛ فقد ذكر في مقدمة معظم السور الموضوعاتِ التي تناولتها السورة، وطبق ذلك في تفسيره بتقسيم كل سورة إلى مقاطع معنوية، كما قام بالربط بين تلك الموضوعات، وكذا الشيخ العلامة محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره القيم الماتع ((التحرير والتنوير))، والأستاذ سعيد حوى في تفسيره: ((الأساس في التفسير))، هذا على المستوى التطبيقي.
أما على المستوى النظري:
فقد كانت أولى المحاولات التنبيه على الترابط الموضوعي للآيات والسور محاولة الإمام البقاعي المتوفي 885 هـ في كتابه: ((نظم الدرر في تناسب الآي والسور))، وفي العصر الحديث اهتم الباحثون في التفسير بهذا الموضوع اهتماما كبيرا؛ بدأت مظاهر هذا الاهتمام عند الشيخ العلامة البلاغي عبد المتعال الصعيدي؛ وذلك في كتابه الماتع في هذا الموضوع ((النظم الفني في القرآن الكريم))، تبعتها بعد ذلك دراسة الشيخ محمد محمود حجازي في دراسته الأكاديمية ((الوحدة الموضوعية في القرآن الكريم))، وهي رسالته للدكتوراه بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، سنة: 1386 هـ بإشراف الدكتور الشيخ أحمد سيد الكومي ومناقشة الشيخ العلامة محمد أبو زهرة، والعلامة الشيخ أمين أبو الروس، ورسالته طبعت بمركز الملك فيصل سنة 1390 هـ، ثم جاءت بعد ذلك محاولة الشيخ الصابوني في كتاب له في علوم القرآن، لكن لا يحضرني اسمه الآن، ولعلي آتيك باسمه قريبا.
وجاءت بعد ذلك عدة رسائل أكاديمية في الموضوع؛ منها:
ـ التفسير الموضوعي للقصص القرآني على ضوء الوحدة الموضوعية للسورة: رسالة ماجستير للباحثة: مليكة نايت لشقر، بجامعة محمد الخامس.
ـ الوحدة الموضوعية في سورة النبأ: رسالة ماجستير للباحثة: فوزية سعيد آل مدعث، بالرئاسة العامة لتعليم البنات.
ـ الوحدة الموضوعية بين عبد الحميد الفراهي وسيد قطب: دراسة ومقارنة: رسالة ماجستير، للباحث: صبحي رشيد حسن اليازجي، بكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بغزة حماها الله.
وأنصحك - أخي الكريم - بالرجوع إلى دراسة الدكتور حجازي ((الوحدة الموضوعية في القرآن الكريم))؛ فسوف تجد فيها - إن شاء الله - مادة حسنة في موضوع المناسبات القرآنية.
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 12:11]ـ
بارك الله فيك أختى الهاجرية وجزاكم الله خيرا وجزاك الله خيرا أخى مصطفى حسنين شاكر لكم تعقيبكم المبارك وزادكم الله جميعا من فضله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 11:49]ـ
حمل تفسير سورة البقرة لشيخ مصطفى العدوى من موقعه وانظر الفهرس ستجده نقل كلاما للشوكانى أظنه يرفض الربط بين الايات والسور مطلقا وعلق عليه الشيخ أظنه بالموافقة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 01:39]ـ
- من باب الفائدة:
كتاب " علم المناسبات في السور والآيات" للشيخ د. محمد بن عمر بازمول, ويليه-في نفس الكتاب- كتاب " مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع" للسيوطي-تحقيق الشيخ بازمول-طبعة المكتبة المكية-مكة المكرمة.
# ولا تنسى النظر في مراجع الكتاب.
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 10:20]ـ
حمل تفسير سورة البقرة لشيخ مصطفى العدوى من موقعه وانظر الفهرس ستجده نقل كلاما للشوكانى أظنه يرفض الربط بين الايات والسور مطلقا وعلق عليه الشيخ أظنه بالموافقة
"جزاك الله خيرا خالد المرسى لوتكرمت بذكر الجزء
جزاكم الله خيرا أخى عبد الرزاق الحيدر وبارك الله فيكم
والله سررت بمداخلاتكم إخوانى جميعا فبارك الله فيكم(/)
أرجوك أخي؛ ذكرني بحديث من أحاديث النبي - عليه الصلاة و السلام -
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 11:48]ـ
{الحديث الأول}
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه).
الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 11:53]ـ
{الحديث الثاني}
قال صلى الله عليه وسلم: (اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث: صدقة جاريه أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)
رواه مسلم
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 10:51]ـ
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: أخذ رسول الله بمنكبي فقال: {كن في الدنيا كأنك عابر سبيل أو عابر سبيل}. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك. [رواه البخاري].
-شرح ابن رجب: http://www.almenhaj.net/makal.php?linkid=1469
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 10:55]ـ
{الحديث الثالث}
قال صلى الله عليه وسلم: (من لزم الاستغفار،جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لايحتسب) وراه أبو داود(/)
أرجو من الأخوة المساعدة في الحصول على فتاوى لأهل العلم حول الحداثة.
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 12:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأفاضل ..
لقد طلب مني أحد الأخوة من طلاب العلم أن ابحث له عن فتاوى لأهل العلم حول " الحداثة", وذلك لأن لديه بحث أو رسالة حول هذا الموضوع ..
وقد بحثت ولم أجد أي فتوى لأحد العلماء المعتبرين ..
فمن لديه فتوى حول هذا الأمر فليضعها هنا ..
كما أنه من لديه كتب حول هذا الموضوع أيضا فليتحفنا بها مشكورا مأجورا ..
ونسأل الله أن يكتب أجر الجميع.
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 06:19]ـ
للرفع ... الرجاء المساعدة ممن له قدرة على ذلك.
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:00]ـ
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[حمد]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:07]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
هناك كتاب اسمه: الحداثة في العالم العربي دراسة عقدية
المؤلف: د. محمد بن عبد العزيز بن أحمد العلي
دار النشر: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - كلية أصول الدين بالرياض
رقم الطبعة: الطبعة الأولى 1414 هـ
عدد المجلدات: 4
وهذا كتاب آخر:
بالنسبة لكتاب فضيلة الشيخ / عوض القرني حفظه الله
((الحداثة في ميزان الإسلام)) كتاب مهم جدا قدم له فضيلة الشيخ العلامة / عبد العزيز بن باز رحمه الله
انصح بالإطلاع عليه، فقد ذكر في مقدمته، أنه حصل له تهديدا بالجسد إن إخرج هذا الكتاب
ولكن الله وفقه واخرجه، فنسأل الله أن يجزيه خير الجزاء.
http://www.lakii.com/vb/showpost.php?p=521671&postcount=10
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 10:52]ـ
نعم بارك الله فيك ..
الكتاب قد قمت بتحميله قبل ايام من النت ..
*****
إلى جميع الأخوة هل من مساعدة؟(/)
كراهة النوم بعد الفجر عند السلف
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 10:36]ـ
كراهة النوم بعد الفجر عند السلف
الحمد لله والصلاة على رسول الله وبعد: مما يُلاحظ أن كثير ممن وفقه الله لصلاة الفجر مع جماعة المسلمين وسلمه الله من ترك أثقل الصلاة على المنافقين ما أن ينتهي من صلاة الصبح إلا ويسرع إلى الفراش فيفوته خيراً عظيم كأذكار الصباح،ودروس علمية، ومنافع دنيوية ويقع في مخالفةً لهدي سيد المرسلين فكان من هدي النبي وأصحابه أنهم إذا صلوا الفجر جلسوا في مصلاهم حتى تطلع الشمس.
كما ثبت في " صحيح مسلم من حديث سماك بن حرب قال:
(قلت لجابر بن سمرة أكنت تجالس رسول الله؟ قال: نعم، كثيراً، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح - أو الغداة - حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس قام؛ وكانوا يتحدثون، فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويتبسم.
وأيضا فقد سأل النبي ربه أن يبارك لأمته في بكورها، روى الإمام احمد عن
صخر الغامدي قال: قال رسول الله
(اللهم بارك لأمتي في بكورها)
قال: وكان إذا بعث سرية أو جيشاً بعثهم في أول النهار، وكان صخراً رجلاً تاجراً، وكان يبعث تجارته أول النهار، فأثرى وأصاب مالاً. ومن هنا كره بعض السلف النوم بعد الفجر،
راجع (صحيح الترمذي للالباني - الصفحة أو الرقم: 1212)
فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 222 رقم 25442) بإسناد صحيح
1. عن عروة بن الزبير
أنه قال كان الزبير ينهى بنيه عن التصبح (وهو النّوم في الصّباح)
2. قال عروة: إني لأسمع أن الرجل يتصبح فأزهد فيه.
3. َقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
مِنْ الْجَهْلِ النَّوْمُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ
4. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ:
النَّوْمُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ نَوْمُ خُرْقٍ، وَنَوْمُ خَلْقٍ، وَنَوْمُ حُمْقٍ. فَأَمَّا النَّوْمُ الْخُرْقُ فَنَومَةُ الضُّحَى يَقْضِي النَّاسُ حَوَائِجَهُمْ وهو نائم، وَأَمَّا النَّوْمُ الْخَلْقُ فَنَوْمُ الْقَائِلَةِ نِصْفَ النَّهَارِ، وَأَمَّا نَوْمُ الْحُمْقِ فَنَوْمٌ حِينَ تَحْضُرُ الصَّلَاة.
5.فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رَأَى ابْنًا لَهُ نَائِمًا نَوْمَةَ الصُّبْحَةِ فَقَالَ لَهُ: قُمْ أَتَنَامُ فِي السَّاعَةِ الَّتِي تُقَسَّمُ فِيهَا الْأَرْزَاقُ.
6.قال عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
{إيَّاكَ وَنَوْمَةَ الْغَدَاةِ فَإِنَّهَا مَبْخَرَةٌ مَجْفَرَةٌ مَجْعَرَةٌ} قَالَ: وَمَعْنَى مَبْخَرَةٍ تَزِيدُ فِي الْبُخَارِ وَتُغَلِّظُهُ. وَمَجْفَرَةٌ قَاطِعَةٌ لِلنِّكَاحِ. وَمَجْعَرَةٌ مُيَبَّسَةٌ لِلطَّبِيعَةِ "
• قال ابن القيم رحمه الله:
المفسد الخامس كثرة النوم فإنه يميت القلب ويثقل البدن ويضيع الوقت
ويورث كثرة الغفلة والكسل ومنه المكروه جدا ومنه الضار غير النافع للبدن وأنفع النوم: ما كان عند شدة الحاجة إليه ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه وكثر ضرره ولا سيما نوم العصر والنوم أول النهار إلا لسهران ومن المكروه عندهم: النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس فإنه وقت غنيمة وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة حتى لو ساروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس فإنه أول النهار ومفتاحه ووقت نزول الأرزاق وحصول القسم وحلول البركة ومنه ينشأ النهار وينسحب حكم جميعه على حكم تلك الحصة فينبغي أن يكون نومها كنوم المضطر
وبالجملة فأعدل النوم وأنفعه: نوم نصف الليل الأول وسدسه الأخير وهو مقدار ثمان ساعات وهذا أعدل النوم عند الأطباء وما زاد عليه أو نقص منه أثر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسبه ومن النوم الذي لا ينفع أيضا: النوم أول الليل عقيب غروب الشمس حتى تذهب فحمة العشاء وكان رسول الله يكرهه فهو مكروه شرعا وطبعا وكما أن كثرة النوم مورثة لهذه الآفات فمدافعته وهجره مورث لآفات أخرى عظام: من سوء المزاج ويبسه وانحراف النفس وجفاف الطروبات المعينة على الفهم والعمل ويورث أمراضا متلفة لا ينتفع صاحبها بقلبه ولا بدنه معها وما قام الوجود إلا بالعدل فمن اعتصم به فقد أخذ بحظه من مجامع الخير وبالله المستعان
(فَائِدَةٌ)
قال العجلي رحمه الله:
النَّوْمُ عَلَى سَبْعَةِ أَقْسَامٍ نَوْمُ الْغَفْلَةِ وَنَوْمُ الشَّقَاوَةِ وَنَوْمُ اللَّعْنَةِ وَنَوْمُ الْعُقُوبَةِ وَنَوْمُ الرَّاحَةِ وَنَوْمُ الرَّحْمَةِ وَنَوْمُ الْحَسَرَاتِ أَمَّا نَوْمُ الْغَفْلَةِ فَالنَّوْمُ فِي مَجْلِسِ الذِّكْرِ وَنَوْمُ الشَّقَاوَةِ النَّوْمُ فِي وَقْتِ الصَّلاةِ وَنَوْمُ اللَّعْنَةِ النَّوْمُ فِي وَقْتِ الصُّبْحِ وَنَوْمُ الْعُقُوبَةِ النَّوْمُ بَعْدَ الْفَجْرِ وَنَوْمُ الرَّاحَةِ النَّوْمُ قَبْلَ الظُّهْرِ وَنَوْمُ الرَّحْمَةِ النَّوْمُ بَعْدَ الْعِشَاءِ ا هـ
والخلاصة أن الأولى بالإنسان أن يقضي هذا الوقت فيما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة.
)
__________________
قال ابن رجب رحمه الله
:"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس".
قال سماحة العلامة / عبد العزيز بن باز (رحمه الله)
(( ... الواجب على طلبة العلم وعلى أهل العلم معرفة واجب العلماء، والواجب عليهم حسن
الظن وطيب الكلام والبعد عن سيئ الكلام، فالدعاة إلى الله – جل وعلا–
حقهم عظيم على المجتمع.
[ COLOR="Blue"][SIZE="7"]
ابو الخطاب فؤاد بن علي السنحاني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم البشرى]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 11:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك علي افادتنا اخي الفاضل
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 10:09]ـ
ورد في الموضوع الذي طرحته أخي أبو الخطاب السنحاني:
.قال عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
{إيَّاكَ وَنَوْمَةَ الْغَدَاةِ فَإِنَّهَا مَبْخَرَةٌ مَجْفَرَةٌ مَجْعَرَةٌ} قَالَ: وَمَعْنَى مَبْخَرَةٍ تَزِيدُ فِي الْبُخَارِ وَتُغَلِّظُهُ. وَمَجْفَرَةٌ قَاطِعَةٌ لِلنِّكَاحِ. وَمَجْعَرَةٌ مُيَبَّسَةٌ لِلطَّبِيعَةِ "
عفوا: ما معنى مبخرة وما المقصود بالقول أنه يزيد في البخاروتغلظه وما المقصود ببقية المقولة؟!
هلّا أوضحت لي إذا تكرّمت
ـ[عبده شايب]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 10:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك وجزيت عنا خيرا ابو الخطاب على هذه الافادة الشرعية والطبية والله لا يضيع اجر من أحسن عملا
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 11:12]ـ
شكرالله لكم .. هذه الفوائد القيمة
ـ[أبو مساعد]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 02:19]ـ
قال الوليد بن مسلم: رأيت الأوزاعي يثبُت في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ويُخبرنا عن السلف: أن ذلك كان هديهم, فإذا طلعت الشمس قام بعضهم إلى بعض, فأفاضوا في ذكر الله والتفقه في دينه.
والله المستعان ....
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 06:22]ـ
جزاك الله خيرا يابا الخطاب على هذا المقال الطيب النافع بإذن الله ..
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 09:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لو تكرمتم هلّا أجبتموني على سؤالي الذي طرحت حول قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه وأرضاه - الذي ضمنه الأخ الكريم في موضوعه.جزاكم الله خيرا
ـ[أقدار]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 02:33]ـ
كتاب الأذكار
بابُ الحثِّ على ذكرِ اللَّه تعالى بعدَ صَلاةِ الصُّبح
وروينا عن ابي محمد البغوي في شرح السنّة قال: قال علقمة بن قيس: بلغنا ان الارض تعجّ الى اللّه تعالى من نومة العالِم بعد صلاة الصبح (5). واللّه اعلم.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 02:56]ـ
للفائدة:
قال ابن أبي شيبة في مصنفه: (من رخص في التَّصَبُّح)، والتصبح: نومة الضحى.
ثم قال:
(1) حدثنا سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة أنها كانت تَصَبَّح.
(2) حدثنا شبابة عن شعبة عن عبيدالله بن عمر عن عبدالله بن الشماس قال: أتيت أم سلمة فوجدتها نائمة -يعني: بعد الصبح-.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد أن عائشة كانت إذا طلعت الشمس نامت نومة الضحى.
(4) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن عبدالأعلى قال: أتيت سعيد بن جبير فوجدته نائمًا نومة الضحى.
(5) قال: قال: حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا أيوب عن ابن سيرين أنه كان يتصبح.
(6) حدثنا ابن علية عن أيوب عن أبي يزيد المديني قال: غدا عمر على صهيب فوجده متصبحًا، فقعد حتى استيقظ، فقال صهيب: أمير المؤمنين قاعد على مقعدته وصهيب ناعم متصبح! فقال له عمر: ما كنت أحب أن تدع نومة ترفق بك.
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 03:27]ـ
بارك الله ماشاء الله
جمع طيب مبارك , نسأل الله من فضله
وجزاكم الله خيراً
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[07 - Aug-2009, صباحاً 09:06]ـ
ورد في الموضوع الذي طرحته أخي أبو الخطاب السنحاني:
.قال عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
{إيَّاكَ وَنَوْمَةَ الْغَدَاةِ فَإِنَّهَا مَبْخَرَةٌ مَجْفَرَةٌ مَجْعَرَةٌ} قَالَ: وَمَعْنَى مَبْخَرَةٍ تَزِيدُ فِي الْبُخَارِ وَتُغَلِّظُهُ. وَمَجْفَرَةٌ قَاطِعَةٌ لِلنِّكَاحِ. وَمَجْعَرَةٌ مُيَبَّسَةٌ لِلطَّبِيعَةِ "
عفوا: ما معنى مبخرة وما المقصود بالقول أنه يزيد في البخاروتغلظه وما المقصود ببقية المقولة؟!
هلّا أوضحت لي إذا تكرّمت
أختي الكريمة:
مَبخَرَةٌ الظاهر منها غير ما قال الأخ، فهي منَ البَخَر وهو تغير رائحة الفم.
قال في التاج: البَخَر بالتَّحْرِيك: النَّتْنُ في الفَمِ ... قال شيخُنَا: والمعروفُ في البَخَر التَّقْيِيدُ بالفَمِ دُونَ غيرِه كما جَزَم به الجوهريُّ والزَّمخشريُّ والفَيُّومِيُّ وأكثرُ الفقهاءِ.
وهذا ما اقتطفته لك من التاج في الكلمتين الأخرَيَيْن:
مَجْفَرَة
وطَعامٌ مَجْفَرٌ ومَجْفَرَةٌ بفتحِهما عن اللِّحْيَانِيّ: يَقْطَعُ عن الجِمَاعِ ... وفي حديث عُمر رضي الله عنه: " إيّاكم ونَومَة الغَدَاةِ فإنّها مَجْفَرَةٌ ".
مَجْعَرَة
الجَعْرُ بفتحٍ فسكون: ما يَبِسَ من العَذِرَة في المَجْعَرِ أي الدُّبُرِ أو خَرَجَ يابِساً قالَه ابن الأثِير .... ومّما يُسْتَدْرك عليه: " إيّاكُم ونَوْمَةَ الغَدَاةِ فإنها مَجْعَرَةٌ " يُرِيدُ يُبْسَ الطبيعة أي إنها مَظِنَّةٌ لذلك.(/)
ما هي شرعية دعاء ختم (حفظ) القرآن؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 02:15]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أتم بعضهم حفظ القرآن على يد بعض المشايخ المتقنين، ثم أراد شيخه هذا دعوته لمجلس ينعقد لدعاء بمناسبة إتمام الحفظ.
و السؤال:
ما هي شرعية دعاء ختم (حفظ) القرآن؟
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 08:35]ـ
ألا من ردًّ؟!
ـ[حمد]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 08:56]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
أخي يحيى
الذي نقله النووي في كتابه (التبيان في آداب حملة القرآن) أنّ بعض السلف كانوا يجتمعون عند ختم القرآن ويقال عنده تنزل الرحمة.
لا أن تُعقد جلسة خاصة منفصلة.
وننتظر مشاركة الأفاضل.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 08:50]ـ
أحسن الله إليكم
يقولون إن هذا الشيخ سيقوم بعمل هذا المجلس بعد ختم القرآن (آخر ربعين) من المصحف.
فعلى هذا القول للإمام النووي عليه رحمة الله تعالى يتخرج عدم بدعية هذا المجلس كما أفهم.(/)
ما حكم النظر إلى وجه المرأة البشعة.
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 02:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم النظر إلى وجه المرأة البشعة حيث أنه لا يمكن أن يحصل بالنظر إليها أيّ فتنة لهذا الناظر.
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 02:55]ـ
لكل ساقطة لاقطة و المرأة الدميمة تقع فى الزنا كغيرها من سائر النساء و إن كانت لا تُشتهى و قد رأيت ذلك و سمعته من أناس كثر.
و الآيات تدل على التحريم المطلق و لم تُعلل بالشهوة أو ما شابه فضلا عن حديث النبى صلى الله عليه و سلم لعلىّ:لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى و ليست لك الاخرة.
و لا يجوز استنباط علة-غير منصوص عليها صراحة- تبطل النص.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 03:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولماذا النظر إليها إن كانت بشعة؟!
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 04:09]ـ
ماحكم النظر من غير شهوة.؟
ـ[محمد جاسم]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 04:39]ـ
قال صلى الله عليه و سلم: (( .... و العين تزني و زناها النظر .. )) إلخ الحديث , ألا يقال: أن النظر المنهي عنه هو النظر بشهوة لأن الزنا لا يكون إلا بشهوة , و النظر بغير شهوة مكروه؟؟
أم أن النظر بحد ذاته إلى المرأة زنا , فلا يراد من الحديث السابق التفريق بين النظر بشهوة و بين النظر بغير شهوة؟؟
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 05:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم:
المرأة مرأة سواء أكانت جميلة أم بشعة ولقد قرأت فتوى على نفس سؤالك وكانت الإجابة على النحو التالي:
"يحرم النظرلما يسبب ذلك من الفتنة بها والآية الثلاثون واضحة في سورة النور فقد قال تعالى:" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون "."
والآية الكريمة أخي الكريم تعم النساء أجمعين بغض النظر عن مدى جمالهن.
حفظنا الله وإياكم أجمعين وسدد على طريق الخير والفلاح في الدنيا والآخرة خطاي وخطاكم إنه سميع مجيب الدعاء
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 06:35]ـ
حديث "لا تتبع النظرة النظرة" وكذا "العين تزني" لا دلالة فيه على تحريم النظر إلى الوجه , إلا عند من يرى صحة حديث "المرأة عورة" ويرى العمل بعمومه.
والله من وراء القصد.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 08:29]ـ
حديث "لا تتبع النظرة النظرة" وكذا "العين تزني" لا دلالة فيه على تحريم النظر إلى الوجه , إلا عند من يرى صحة حديث "المرأة عورة" ويرى العمل بعمومه.
والله من وراء القصد.
بارك الله فيك يا أخي،
أنت نفيت مقدمة ليست بديهية بل هي تحتاج إلى نظر وكل من أثبت أو نفى كلاماً لا يعرف بالبداهة ككون الوالد أكبر من ولده يجب عليه الدليل، هكذا قال أوما يقاربه شيخ الإسلام في بداية "الرد على المنطقيين"
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 11:09]ـ
أرحب بالأخ الفاضل عبدالله العمري، فهو أخ عرفته بحب المباحثة، وخاصة في الأشياء التي تحتاج إلى تحر وتفصيل. كما أشكر الإخوة والإخوات على ما تفضلوا به.
يقول ابن القطان الفاسي: ((أما النظر إلى وجهها، فمنهم من جوزه بإطلاق، ومنهم من جوزه لا بإطلاق، ولكن مقيداً بأن لا يخاف بالنظر إليه فتنة ... ))، والمسألة خلافية، بل أشار ابن القطان إلى أن كشف وجه المرأة للأجنبي من غير ضرورة مسألة خلافية، إن لم يكن صريح كلامه فهو مقتضى كلامه من وجوه كثيرة ليس هذا محل سردها و تنقيحها، ثم دلل على ذلك وأطال، الأمر الذي يجعل القول بالإجماع في المسألة قولاً فيه نظر. وقد أطلت الكلام في جمع وبيان متفرق كلامه، فانظره إن شئت على هذا الرابط، ففيه مساجلات وحوارات طويلة وكثيرة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=130748&highlight=%C7%E1%DE%D8%C7%E4+% C7%E1%E4%D9%D1#post130748
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 03:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /
اذكر أن شيخنا ابن عثيمين سئل عن النظر الى وجه المرأة من غير شهوة فقال إني متوقف في هذه المسألة.
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 05:20]ـ
حياك الله أخي عبد الله الشهري، وأشكرك وأشكر الإخوة على هذه المشاركات الجميلة.
ومن باب الإضافة أبدأ بنقل بسيط من المذهب الحنبلي إذ هو المعتمد لدينا هنا - أقصد في السعودية -: قال المرداوي في الإنصاف ج8 / ص 28: ((قال الشيخ تقي الدين رحمه الله: هل يحرم النظر إلى وجه الأجنبية لغير حاجة؟
رواية عن الإمام أحمد أنه يُكره ولا يُحرم.
وقال بن عقيل: لا يُحرم النظر إلى وجه الأجنبية إذا أمن الفتنة. انتهى.
قلت: - أي المرداوي - وهذا الذي لا يسع الناس غيره خصوصاً للجيران والأقارب غير المحارم الذين نشأ بينهم وهو مذهب الشافعي)).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاويه ج22/ص109: ((تنازع الفقهاء في النظر إلى المرأة الأجنبية، فقيل: يجوز النظر لغير شهوة إلى وجهها ويديها وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي، وقول في مذهب أحمد)).
وقال ابن مفلح في المبدع ج7/ص13: ((وقال القاضي: له النظر إلى الوجه والكفين فقط مع الكراهة إذا أمن الفتنة ونظر بغير شهوة وهو ظاهر كلام أحمد، ونصره في الشرح. قال ابن أبي موسى: لا حرج في النظر إلى وجه العجوز والبرزة الهمة، وفي معنى ذلك الشوهاء التي لا تُشتهى، وهو معنى كلام ابن حمدان. وزاد: يباح نظر ما ليس بعورة منها ومضاجعتها والسلام عليها)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 12:45]ـ
قال ابن أبي موسى: لا حرج في النظر إلى وجه العجوز والبرزة الهمة، وفي معنى ذلك الشوهاء التي لا تُشتهى، وهو معنى كلام ابن حمدان. وزاد: يباح نظر ما ليس بعورة منها ومضاجعتها والسلام عليها)).
مضاجعتها؟؟؟
لعله: مصافحتها!!
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 12:52]ـ
أهلاً بأخي الغالي / أبو عبد الرحمن
وكلامك في محله، وهو الموافق للسياق .. ولكن هذا الذي مكتوب في النسخة التي عندي طبعة المكتب الإسلامي.
فلعله تصحيف (والله مثل هذا التصحيف مشكلة، يودي الواحد في ستين داهية (ابتسامة)).
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 12:53]ـ
أما سمعت حديث إذا خرجت المرأة إستشرفها الشيطان
أي زينها في عيون الرجال
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 08:59]ـ
أرى أن ينحصر البحث في إيراد الأدلة ومدى دلالتها على المقصود , دون نقل كلام أهل العلم , فمن المعلوم أن المسألة ليست من مسائل الإجماع.
والله من وراء القصد.
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 03:28]ـ
أرى أن ينحصر البحث في إيراد الأدلة ومدى دلالتها على المقصود , دون نقل كلام أهل العلم , فمن المعلوم أن المسألة ليست من مسائل الإجماع.
.
عجيب قولك .. لم أسمع أحد يقول لا تنقلوا كلام أهل العلم، أجل أنا وأنت من سيعرف دِلالات النصوص على الوجه الائق. أصلحك الله على هذا الفقه.
آمل أن تراجع رسالة ابن رجب رحمه الله " فضل علم السلف على الخلف ".
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 04:02]ـ
فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم
الخلاصة أننا نتقي الشبهات ونسلك طريق العفاف ونغض البصر {فاتقوا الله ما استطعتم}
والحمد لله
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 04:10]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب عبدالله العمري، ولكن أخي ابن تيمية يريد - كما فهمت - أن كلام أهل العلم في هذه المسألة معروف اختلافهم فيها، بدليل أن المسألة ليست محل إجماع كما ذكر. وإلا فنقل كلام أهل العلم من حيث هو نقل مهم جداً في مساعدة الطالب على فهم النصوص، والوصول إلى فقهها الصحيح.
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 06:17]ـ
و لكن بارك الله فيك قصد أخى ابن تيمية احسبه هو أن الأخوة إلا من رحم الله يتدينون بقول الأئمة من غير نظر فى الأدلة و هذا أمر عظيم. وكما قيل قول العالم يُستدل له لا به.
و أنا مع قول أخى ابن تيمية حيث أن الأدلة عامة و لم تفرق بين المرأة القبيحة أو الجميلة او النظر بشهوة أو من غير شهوة إلا لضرورة كالكشف عن الطبيب أو إنقاذ الغريق أو ما إلى ذلك مما رخّص فيه الشارع.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 08:18]ـ
جزاك الله خيرا، من كان في حكم المقلد من طلبة العلم، ولم يتأهل بعد للنظر في النصوص والاجتهاد فيها، فحكمه حكم العامي، يقلد، لكنه بسبب كونه طالب علم فإن عليه معرفة الحكم بدليله، لأن هذا هو غرض طلبه للعلم، وإلا كان عامياً تاماً، فإن استطاع الترجيح رجح، وإن لم يستطع وسعه كلام كبار الأئمة.
ـ[صالح العواد]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 08:48]ـ
إشكال:
لو قلنا سدا للذريعة لاينظر الرجل للمرأة بشعة كانت أم جميلة لكان للقول وجاهة، لأننا لو قلنا بالنظر إليها لفتح الباب للكثير بالنظر من غير حاجة ويتعذرون بهذا العذر، وكذلك عدم وجود ضابط عند الناس في تقدير الجمال والقبح فالناس متفاوتون؛ فهذا يرى هذه قبيحة وذاك يراها نفسها جميلة أو على الأقل مقبولة.
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 12:17]ـ
عجيب قولك .. لم أسمع أحد يقول لا تنقلوا كلام أهل العلم، أجل أنا وأنت من سيعرف دِلالات النصوص على الوجه الائق. أصلحك الله على هذا الفقه.
آمل أن تراجع رسالة ابن رجب رحمه الله " فضل علم السلف على الخلف ".
لا بأس عليك أخي , فأدر موضوعك بالطريقة التي تراها وإن كنت أرى أن ما ذكرته لك أنفع للمباحثة , وإلا فالخلاف لا يخفى على صغار الطلبة.
شكرا لك أخي "عبدالله الشهري" و "أبو أنس القاهري".
والله من وراء القصد.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 03:01]ـ
كان لي هدفا في ايراد توقف الشيخ وهو مقارنة بين صغار الطلاب وبين العلماء في التحري في المسائل وإلا لا شك أن اغلب طلاب العلم يعرفون الخلاف وأيضا يعرفون الأدلة وفي الحقيقة أن أقوال العلماء هي اخفاء من الأدلة عند كثير من الطلاب وهي يستضىء بها لمعرفة الاحكام قال ابن القيم أقوال العلماء دليل إلى الدليل وأما مسألة أخذ القول بدليله أظن هذه معلومة بالضرورة من منهج الطلب فلا حاجة في ايرادها أيضا أحب أن انبه على مسألة وهي محاولة صغار الطلاب من استنباط الاحكام من الأدلة والاجتهاد وكأنهم توفرت فيهم الشروط ولو سألت أحدهم عن أدنى مسألة في أصول الفقه ما استطاع الاجابة لهذا ترى العجب العجاب في تقريرهم للمسائل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 03:23]ـ
إشكال:
لو قلنا سدا للذريعة لاينظر الرجل للمرأة بشعة كانت أم جميلة لكان للقول وجاهة، لأننا لو قلنا بالنظر إليها لفتح الباب للكثير بالنظر من غير حاجة ويتعذرون بهذا العذر، وكذلك عدم وجود ضابط عند الناس في تقدير الجمال والقبح فالناس متفاوتون؛ فهذا يرى هذه قبيحة وذاك يراها نفسها جميلة أو على الأقل مقبولة.
بل ينبغي لطالب العلم أن لا يقول امام العامة إلا بهذا لهذا يغفل الكثير عن هذا الأصل وهو سد الذريعة وهو أصل عند الائمة لهذا ينبغي لطالب العلم أن يكون مربيا والمسائل التي يحصل به لبس أو يخشى منها الفتنة لا يتبناها وينشرها بين الناس.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 06:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم النظر إلى وجه المرأة البشعة حيث أنه لا يمكن أن يحصل بالنظر إليها أيّ فتنة لهذا الناظر.
من باب المفاكهة والملح - ولو شيئا قليلا اسمحولي-
بعض الإخوة أعرفه قال عن بعض جنس النساء القبيحات، لو أن الرائي لم ير إلا هؤلاء النسوة لكره جنس النساء:)
وعليه فيمنع النظر لوجه المرأة البشعة لهذه العلة المستنبطة!!، حتى لا نكره جنس النساء:)
الله المستعان.(/)
لامية شيخ الاسلام أبو العباس أحمد بن تيمية رحمه الله.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 08:44]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،،، وبعد
فهذه قصيدة سلفية أثرية يبين فيها الحبر الهمام وحجة الله في الأنام شيخ الاسلام إبن تيمية: أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية الحراني الدمشقي رحمه الله عقيدته ومنهجه الذي يسير عليه وهي قصيدة كافية شافية لمن اراد ان يعرف عقيدة شيخ الاسلام رحمه الله بإختصار مفيد غير مخل، ومن أراد معرفة عقيدته فليطلع على كتبه رحمه الله فهي زاخرة بما يشفي العليل ويبرد القلب ويثلج الصدر. رحمه الله رحمة واسعة واسكنه الفردوس الاعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أؤلئِك رفيقاً.
والآن مع القصيدة الموسومة بلامية إبن تيمية يقول رحمه الله:
يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي ... رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَل
اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه ... لا يَنْثَني عَنهُ ولا يَتَبَدَّل
حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ ... وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ ساطِعٌ ... لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل
وأُقِرُّ بِالقُرآنِ ما جاءَتْ بِهً ... آياتُهُ فَهُوَ القَديمُ المُنْزَلُ
وجميعُ آياتِ الصِّفاتِ أُمِرُّها ... حَقاً كما نَقَلَ الطِّرازُ الأَوَّلُ
وأَرُدُّ عُقْبَتَها إلى نُقَّالِها ... وأصونُها عن كُلِّ ما يُتَخَيَّلُ
قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ الكِّتابَ وراءَهُ ... وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ
والمؤمنون يَرَوْنَ حقاً ربَّهُمْ ... وإلى السَّماءِ بِغَيْرِ كَيْفٍ يَنْزِلُ
وأُقِرُ بالميزانِ والحَوضِ الذي ... أَرجو بأنِّي مِنْهُ رَيّاً أَنْهَلُ
وكذا الصِّراطُ يُمَدُّ فوقَ جَهَنَّمٍ ... فَمُوَحِّدٌ نَاجٍ وآخَرَ مُهْمِلُ
والنَّارُ يَصْلاها الشَّقيُّ بِحِكْمَةٍ ... وكذا التَّقِيُّ إلى الجِنَانِ سَيَدْخُلُ
ولِكُلِّ حَيٍّ عاقلٍ في قَبرِهِ ... عَمَلٌ يُقارِنُهُ هناك وَيُسْأَلُ
هذا اعتقادُ الشافِعيِّ ومالكٍ ... وأبي حنيفةَ ثم أحمدَ يَنْقِلُ
فإِنِ اتَّبَعْتَ سبيلَهُمْ فَمُوَحِّدٌ ... وإنِ ابْتَدَعْتَ فَما عَلَيْكَ مُعَوَّلًًًً
هذا واسأل الله ان يجعل ما قدم هذا العالم في ميزان حسناته وان يلحقنا به في الصالحين في جنات خلدا على الارائك متقابلين،
والحمد لله رب العالمين
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 09:10]ـ
بارك الله فيك وفيما خطت يدك يابن الكرام الأماجد
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 01:42]ـ
هناك مشكلة في نسبة القصيدة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، ونرجو أن يتحفنا الأفاضل بردودهم حول ذلك.
أرجو أن يكون بحثا علميا موثقا بالأدلة والمصادر.
وينظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30241
ـ[آبو يحيى الشآمي]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 02:35]ـ
لم تثبت عنه والله اعلم لان شيخ الاسلام في التاليف معروف بالرسائل ..
يرجع لشرح الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير و الشيخ بن عثيمين للمنظومة هذه! وفق الله الجميع ..
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 02:48]ـ
بارك الله فيك.
توثيق على الماشي (ابتسامة)
نريد توثيقا علميا يصلح للعزو، وذلك بأن تذكر ما مرجحه الشيخين في كتابيهما لشرح هذه المنظومة، أو أن تذكر الشريط الذي تم ذكر المعلومة فيها.
نريد استيثاقا أكبر، ولا مانع في ذلك، ومن هو أقدم من نقل عن هذه المنظومة، أو نقلها.
ـ[الحافظة]ــــــــ[15 - May-2009, صباحاً 04:55]ـ
وأُقِرُّ بِالقُرآنِ ما جاءَتْ بِهً ... آياتُهُ فَهُوَ القَديمُ المُنْزَلُ
هل القران قديم
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (12/ 566 - 567):
والسلف قالوا: لم يزل الله تعالى متكلمًا إذا شاء. فإذا قيل: كلام الله قديم، بمعنى أنه لم يصر متكلمًا بعد أن لم يكن متكلمًا، ولا كلامه مخلوق، ولا معنى واحد قديم قائم بذاته، بل لم يزل متكلمًا إذا شاء فهذا كلام صحيح.
ولم يقل أحد من السلف: إن نفس الكلام المعين قديمًا، وكانوا يقولون: القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، ولم يقل أحد منهم: إن القرآن قديم، ولا قالوا: إن كلامه معنى واحد قائم بذاته، ولا قالوا: إن حروف القرآن أو حروفه وأصواته قديمة أزلية قائمة بذات الله، وإن كان جنس الحروف لم يزل الله متكلمًا بها إذا شاء، بل قالوا: إن حروف القرآن غير مخلوقة، وأنكروا على من قال: إن الله خلق الحروف.
انتهى
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوى (12/ 54):
" السلف قالوا: القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وقالوا لم يزل متكلما إذا شاء. فبينوا أن كلام الله قديم، أي: جنسه قديم لم يزل.
ولم يقل أحد منهم: إن نفس الكلام المعين قديم، ولا قال أحد منهم القرآن قديم.
بل قالوا: إنه كلام الله منزل غير مخلوق.
وإذا كان الله قد تكلم بالقرآن بمشيئته، كان القرآن كلامه، وكان منزلا منه غير مخلوق، ولم يكن مع ذلك أزليا قديما بقدم الله، وإن كان الله لم يزل متكلما إذا شاء؛ فجنس كلامه قديم.
فمن فهم قول السلف وفرق بين هذه الأقوال زالت عنه الشبهات في هذه المسائل المعضلة التي اضطرب فيها أهل الأرض "
انتهى.
وسواء صحة نسبة هذه الأبيات إلى الإمام ابن تيمية رحمه الله أم لم تصح فهي أبيات رائعة ... لو استبدلنا كلمة القديم المنزل بالكريم المنزل.على الرواية الأخرى لكان أفضل لأن لفظة القديم أكثر مايستعملها هم أهل الكلام فالأولى تركها والتقيد بالألفاظ الشرعية بارك الله فيكم وزادكم من فضله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[15 - May-2009, صباحاً 05:33]ـ
نريد أن نناقش موضوع نسبة الأبيات إلى شيخ الإسلام ابن تيمية نقاشا موضوعيًّا يتمثل في البحث عن أول من نسب القصيدة إليه، أول من نفاها عنه. ثم بعد ذلك أشهر القائلين بأحد القولين.
وجزاكم الله خيرا على التعقيب بالتعليق على أبيات القصيدة.
ونريد أن نثري هذا الموضوع بالبحث، فالقصيدة قد شرحها أكثر من عالم، لكن نريد التوثيق، فهل من مشمِّر؟!
ـ[الحافظة]ــــــــ[15 - May-2009, صباحاً 08:47]ـ
.. حول نسبة القصيدة اللامية لشيخ الإسلام ابن تيمية ..
الأخ رأفت المصري من ملتقى أهل الحديث قام ببحث طويل في هذه المسألة وتوصل إلى هذه النتيجة والتي انقلها لكم وأسأل الله أن ينفع بها وجزى الله كاتبها خير الجزاء ووفقه لمرضاته ..
يقول الأخ رأفت المصري:
قد بحثت في هذه المسألة كثيرا، ولم أصل إلى نتيجة نهائية، وقد أعددت ورقات في هذا الأمر جمعت فيها بعض كلام أهل العلم، وقد جعلت هذه الورقات مقدمة على شرح كتبته للامية شيخ الإسلام ابن تيمية - وهو على أبواب النشر - نسأل الله التوفيق، ونسأله أن لا يحرمنا وإياكم الأجر -. وأنا أضعها بين أيديكم:
ذكر خلاف بين أهل العلم في نسبة هذه القصيدة لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى، فقد أكد بعضهم نسبتها له، وضعفه آخرون.
ولا بد من الإشارة إلى أن الخلاف – وإن كان في نسبتها له – إلا أن الاتفاق على أن ما جاء فيها، وما تضمنته أبياتها من مسائل هو معتقده، الذي بينه في مواضع عديدة من كتبه، وأطال ثمة الشرح والتفصيل.
إلا أن ذلك لا يمنع البحث العلمي المجرد حول صحة هذه النسبة.
فأقول:
أولا: قد نسب هذه القصيدة لشيخ الإسلام عدد من العلماء المحققين، منهم:
1 - العلامة نعمان خير الدين، الشهير بابن الألوسي، في كتابه: "جلاء العينين في محاكمة الأحمدين"، إذ قال:
"اعلم أولا أن عقيدة الشيخ ابن تيمية الموافقة للكتاب والسنة واقوال سلف الأمة، مستفيضة مفصلة في تصنيفاته ... فمنه قوله: يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي .. " وساقها إلى آخرها.
2 - الشيخ سليمان بن سحمان في تعليقاته على كتاب: "لوامع الأنوار البهية"، إذ قال:
"وأما ما ذكره في القول السديد في الأبيات التي نسبها لشيخ الإسلام، قدس الله روحه، إن صح النقل بذلك، حيث قال:
وأقول في القرآن ما جاءت به آياته فهو القديم المنزل
... إلخ "اهـ.
3 - الشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد في شرحه على العقيدة الواسطية، المسمى: "التنبيهات السنية"، إذ قال:
"قال الشيخ تقي الدين - رحمه الله – في لاميته المشهورة:
قبحا لمن نبذ القران وراءه وإذا استدل يقول قال الأخطل
... إلخ" اهـ.
4 - الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي – رحمه الله – في كتابه "عقيدة المسلمين"، إذ عزا القصيدة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية.
5 - كذلك أحمد بن عبد الله المرداوي، في شرحه على اللامية، المسمى: "اللآلئ البهية في شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية"، إذ نسب القصيدة للشيخ، كما يظهر من اسم شرحه على اللامية، وقال – أيضا - في المقدمة ما نصّه:
"لما وقفت على أبيات عديدة، جامعة للمسائل المتفق عليها عند السلف، مفيدة حاوية لأمهات مسائل الاعتقاد، تنسب لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - ... " اهـ.
والشرح مطبوع بتعليقات الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، ولم يعلق – حفظه الله- على ما ذكره المرداوي، فلعل ذلك منه إقرار على تلك النسبة.
ثانيا: من العلماء من رأى أن نسبة هذه القصيدة لشيخ الإسلام لا تصح، من هؤلاء:
1 - الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى -، إذ يقول في شرح له على السفارينية ـ في التعقيب على سؤال ورده حول البيت الرابع منها – وهو قول الناظم:
وأقول في القرآن ما جاءت به آياته فهو القديم المنزل
يقول:
"هذه أولا تحتاج إلى إثبات أنها للشيخ الإمام ابن تيمية، وعلى تقدير ثبوتها، فإن هذا لعله في أول طلبه، لأن القول بأنه قديم، هو المشهور عند أكثر الناس، لكن الظاهر أنها لا تصح – أصلا عن الشيخ" اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الشيخ بكر أبو زيد؛ حيث ذكرها تحت باب "الكتب المنحولة على شيخ الإسلام"، بدون أي تعليق أو بيان، وذلك في كتابه: "المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية، وما لحقها من أعمال".
ثالثا: من العلماء من توقف في نسبة هذه القصيدة للشيخ – رحمه الله تعالى -، ومن هؤلاء: الشيخ عبد الكريم الخضير، في شرح مفرغ من سلسلة دروس على القصيدة اللامية.
رابعا: لا شكّ أن تفاوت مواقف أهل العلم في صحة نسبة القصيدة اللامية لشيخ الإسلام
يشير إلى أن المستند في إثبات أو نفي النسبة للشيخ – يرحمه الله تعالى – ليس قطعيا، فالذين أثبتوا، إنما أثبتوا بغلبة ظن حصلت لديهم في صحة النسبة، والذين نفوا؛ إنما نفوا كذلك بمثلها.
خامسا: من الأدلة التي استدل بها على نسبة القصيدة لابن تيمية:
1 – تلقي العلماء لها بالقبول، واشتهار نسبتها له – رحمه الله -.
2 – أن النسخ المخطوطة جميعها تعنون بنسبة المنظومة له، وتختم بذلك.
سادسا: من الأدلة التي استدل بها في عدم نسبتها له:
1 – أن أحدا من تلاميذه ومعاصريه لم ينسب القصيدة له، وفيه إشارة واضحة بأنها ليست له.
وأجيب عن ذلك: بأن اعتبار هذا دليلا قاطعا على نفي النسبة ليس دقيقا، من حيث أن كثرة تصانيف شيخ الإسلام جعلت من الصعب إحصاء كل أعماله العلمية؛ خصوصا في مثل هذه القصيدة القصيرة، التي يظن أن مثلها على قصرها قد يغفله العادّ على كثرة المؤلفات.
ولذلك جاء في كلام الحافظ المتقن ابن رجب – رحمه الله تعالى – ما يشير إلى هذا الاحتمال، حيث قال في سياق الكلام عن مصنفات شيخ الإسلام:
"قد جاوزت حدّ الكثرة، فلا يمكن أحد حصرها، ولا يتسع هذا المكان لعد المعروف منها، ولا ذكرها .. " – وعدّ منها شيئا، ثم قال:
"وأما القواعد المتوسطة والصغار وأجوبة الفتاوى، فلا يمكن الإحاطة بها لكثرتها وانتشارها وتفرقها".اهـ.
وهذا الكلام قويّ في ذبّ هذا الدليل.
2 - جاء في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام نفسه كلام مشعر بأنها ليست من كلامه، إذ إنه قال في سياق مناقشته لمسألة كلام الله ? ما نصّه:
"وقد أنشد فيهم المنشد:
قبحا لمن نبذ القران وراءه فإذا استدل يقول قال الأخطل
... إلخ "اهـ.
ولا شك أن هذا الدليل قويّ لمن قال بنفي النسبة للشيخ.
3 - ورود لفظ "القديم" في البيت الرابع من القصيدة، وهو قوله:
وأقول في القرآن ما جاءت به آياته فهو القديم المنزل
ووجه الدلالة من ذلك أن لفظ "القديم" من ألفاظ المتكلمين، التي لم يحب شيخ الإسلام ابن تيمية استعمالها، فورودها هنا دليل على أن قائلها غيره.
ويمكن أن يجاب على هذا، بالذي أشار إليه الشيخ العثيمين – رحمه الله تعالى – من أن الاحتمال قائم بأن يكون ابن تيمية قد صنف هذه القصيدة في بداية طريقه في الطلب.
سابعا: بعد هذه الجولة السريعة في استعراض أدلة كل من الطرفين، فإنه يتضح أن هذه الأدلة لا تعطي في النهاية اطمئنانا لتصحيح قول أو ترجيحه – على وجه التأكيد -، فالمسألة تبقى في إطار المحتملات. والله تعالى أعلم بالصواب.
إلا أنه يجدر بي أن أنبه مرة أخرى إلى أن هذا الخلاف في نسبة هذه القصيدة لشيخ الإسلام لا ينقص من القيمة العلمية لها، فإن أهل العلم قد تلقوها بالقبول. اهـ
الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=137352
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 03:12]ـ
جزاكم الله خيرا
ونفع بكم وسددكم
ـ[اسلام ابوسحلي]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 05:01]ـ
جزاكم الله خيرا ......... ونفع بكم وسدد خطاكم(/)
حكم دراسة القوانين الوضعية في كلية الحقوق
ـ[عبده شايب]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 09:52]ـ
السؤال س: ما حكم دراسة القوانين الوضعية في كليات الحقوق؟
الاجابة لا تجوز دراسة تلك القوانين الوضعية ولا يجوز تدريسها في الكُليات؛ وذلك لأن العمل بها مُحرَّمٌ ولأنها مُخالفة لشرع الله تعالى ولحُكمه، وقد قال الله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ومعلوم أن هذه القوانين زُبالة أذهان ونُحاتة أفكار، وأنها من وضع البشر الذين يضعون ما يُناسبهم بقطع النظر عن الأدلة الشرعية، فلا يجوز تدريسها في المدارس الحكومية ولا الأهلية، ولا يجوز تعلمها.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
السؤل لإخواني في المنتدى من درس هذه المادة أو يدرسها كيف يجمع بين دينه وعمله ان كان هذا مجاله أفيدونا بار ك الله فيكم والسلام عليكم(/)
هل صحت عمرتي؟!
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 09:58]ـ
ذهبت لأداء مناسك العمرة في العام الماضي بصحبة والدَيّ وكنا نسعى في الوقت الذي أقام فيه المؤذن الصلاة معلنا بدء صلاة العشاء وقدكان بجواري نساء فرفعت خماري وأديت الصلاة ثم بعدها أكملنا السعي وتحللنا من الإحرام.
السؤال كان هناك رجال لكنني كنت حريصة بألا يروني جهلا مني عن أنه يمكن للمرأة أن تصلي وهي مسدلة خمارها؛ (فقد عرفت ذلك لاحقا بعد سؤالي لأخت كريمة تعمل في الحرم المكي الشريف). فقدأوقعتني في حيرة امرأة غفر الله لي ولها (وأيضا تعرفت عليها في الحرم أول العام المنصرم وهي من دولة مجاورة لدولتي) حيث أخبرتني أنه لا يجوز لك أن تصلي وهناك ما يمنع وصول جبهتك للأرض فلا يجوز وصلاتك باطلة.لكنني لم أقتنع بكلامها إلا أنني خشيت من ذلك الأمر وبت أرفع عصابة خماري فوق جبهتي أثناء الصلاة على الرغم من عدم قناعتي الذاتية ووالله الذي لا إله إلا هو خفت مما أخبرتني به وهذا هو سبب رفع خماري لتأدية صلاة العشاء.
السؤال: هل صحت عمرتي؟ أم أنه علي ذنب أفيدوني يا رعاكم الله.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 10:14]ـ
زادكي الله حرصا ولا تعودي
لهذا السبب وغيره يشدد في مسألة الأخذ والسؤال، فليس كل أحد يأخذ منه أو يسأل
لا يؤاخذ الإنسان بالجهل الغير متعمد، قال تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} الآية، وكان الأولى بك أختي الكريمة التحري أكثر في الإحتياط لدينك، وبالنسبة لعمرتك فلا علاقة في كشف بعض وجهك في إفسادها، فهي بإذن الله تعالى صحيحة، نسأل الله أن لا يحرمك أجرها
يبقى مسألة الصلاة ووجهك أو بعضه مكشوف، ومن خلال كلامك يتبين أمرين:
الأول: أنك قد توخيتي ألا يراك الرجال قدر استطاعتك، ومثل هذا العمل لا يبرز صاحبه الوجه كله عادة.
الثاني: جهلك بالأمر.
وعليه أختي الفاضلة فالذي يظهر بإذن الله تعالى صحة صلاتك. ولكن عليكي الإحتياط في المرات المقبلة واحتاطي لدينك.
رضي الله عنّا جميعا ورحمنا ووفقنا لما يحب ويرضى.
والله سبحانه وتعالى أعلم
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 11:24]ـ
جزاك الله كل الخير أخي على الرد وأسأله جل وعلا أن يحفظك لما فيه خير الدنيا والآخرة (آمين)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 11:48]ـ
هناك سؤال
هل وأنت محرمة كنت ترتدين النقاب المعتاد الذي يغطى الوجه إلا العينين أم مجرد شئ تسترين به الوجه؟
إذا كان النقاب المعتاد فهذه مخالفة للإحرام
أما تغطية الوجه بثوب ونحوه في وجود الرجال فهذا فعل أمنا عائشة رضى الله عنها.
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 12:10]ـ
لا أخي الكريم كنت أغطي الوجه كاملا فأنا لست مقتنعة بصحة النقاب وأعلم شروط الخمار بالنسبة للمرأة المحرمة فقد رد الأخ الكريم السكران التميمي جزاكما الله خير الجزاء
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 12:29]ـ
تقبل الله عمرتك أختى الكريمة ورزقك حجاً مبروراً.
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 12:38]ـ
وإياكم أخي الكريم وبارك الله فيكم(/)
النصيحة فيما يجب مراعاته عند الاختلاف وضوابط هجر المخالف والرد عليه-إبراهيم الرحيلي
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 12:01]ـ
" النصيحة فيما يجب مراعاته عند الاختلاف وضوابط هجر المخالف والرد عليه"
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الأولى
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين:
وبعد:
فقد كتبت هذه الرسالة المختصرة بعنوان: (نصيحة للشباب) في أواخر شهر رمضان المبارك من عام 1424هـ وكان الفراغ منها في الثامن من شهر شوال من العام نفسه.
وقد عرضتها بعد طباعتها على هيئة أوراق على بعض أصحاب الفضيلة من مشايخنا وزملائنا الأفاضل المهتمين بشأن الدعوة وتوجيه الشباب؛ فاستحسنوها وأثنوا على ما احتوته من مادة علمية، فدفعتها على هيئتها لبعض طلبة العلم فانتشرت بينهم في داخل المملكة وخارجها، ولقد بلغني أنه سحب منها آلاف النسخ ووزعت في عدة بلدان.
ثم كثر الطلب عليها والرغبة في الحصول على نسخة منها ممن لم يجدوها من قبل، فدفعتها للطبع؛ رجاء عموم النفع بها وتيسيرا للحصول عليها.
وها هي ذي الطبعة الأولى منها مع زيادة: (الفقرة السادسة: المتعلقة بمقاصد الهجر)، فقد أضفتها على الأصل للحاجة للتنبيه عليها مع تعديلات يسيرة في مواطن قليلة متعلقة بالألفاظ والعبارات.
وقد رأيت أن أضع لها اسما يكشف عن مضمونها، ويبقى على أصل العنوان السابق؛ فسميتها:
(النصيحة فيما يجب مراعاته عند الاختلاف وضوابط هجر المخالف والرد عليه)
والله تعالى هو المسؤول أن يتقبل هذا العمل، وأنه يجعله نافعا، مؤديا لغرضه؛ إنه سميع مجيب.
إبراهيم بن عامر الرحيلي
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
أما بعد:
فهذه نصيحة للشباب من أهل السنة والجماعة أوجب تحريرها الإسهام في النصح للمسلمين, والصلح بين أهل السنة على ما جاءت
النصوص بالترغيب في ذلك.
والباعث عليها: ما يعيشه الكثير من الشباب السلفيين في كثير من البلدان الإسلامية, بل حتى في البلدان الكافرة التي تسكنها
أقليات من المسلمين من تفرق كبير بسبب الاختلاف في المسائل العلمية والمواقف العملية من بعض المخالفين, وما نتج عن ذلك
من تقاطع وتهاجر بل واعتداء وبغي بين أهل السنة حتى عظمت الفتنة واشتد خطرها فأثرت في سير الدعوة إلى السنة, بل
صدت بعض الناس عن اعتناقها بعد أن أقبل الناس عليها في كثير من الأمصار والبلدان.
وألخص هذه النصيحة في النقاط التالية سائلا الله تعالى أن يرزقني فيها الإخلاص في القصد والصواب في القول, وأن ينفع بها من يطلع
عليها من المسلمين.
أولا: إن من الأصول المقررة في الدين: أن المسلم معني بإصلاح نفسه وسعيه في تحقيق نجاتها والابتعاد عن أسباب هلاكها قبل اشتغاله بغيره من الناس, كما قال تعالى: (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)) <سورة العصر>.
فأخبر الله عن الناجين من الخسران بأنهم من تحققت فيهم هذه الخصال, فذكر تحقيقهم للإيمان والعمل الصالح في أنفسهم قبل دعوتهم لغيرهم بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر, وهذا تقرير لهذه المسألة.
وقد عاب الله على بني إسرائيل مخالفتهم لهذا الأصل بقوله: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ? أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)) <سورة البقرة>.
فعلى الشباب أن يعتنوا بإصلاح أنفسهم قبل إصلاح غيرهم, فإذا ما استقاموا على ذلك, وجمعوا بين الامتثال لدين الله في أنفسهم ودعوتهم غيرهم إليه, كانوا على هدي السلف بحق ونفع الله بهم, وكانوا دعاة للسنة بأقوالهم وأفعالهم, وهذه لعمر الله أعظم المراتب التي من وفق إليها كان من خيار عباد الله منزلة يوم القيامة.
قال الله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)) <سورة فصلت>.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: ينبغي أن يعلم أن أهل السنة بحق هم أهل الامتثال الكامل للإسلام اعتقادا وسلوكا، ومن قصور الفهم أن يظن السني أو السلفي هو من حقق اعتقاد أهل السنة دون العناية بجانب السلوك والآداب الإسلامية، و تأدية حقوق المسلمين فيما بينهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في نهاية العقيدة الواسطية بعد أن ذكر أصول أهل السنة في الاعتقاد: (ثم هم مع هذه الأصول: يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة، ويرون إقامة الحج والجهاد والجمع والأعياد مع الأمراء أبرارا كانوا أو فجارا، ويحافظون على الجماعات، ويدينون بالنصيحة للأمة، ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا) وشبك بين أصابعه، وقوله: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).
ويأمرون بالصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والرضا بمر القضاء، ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانا: أحسنهم خلقا).
ويندبون إلى أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عن من ظلمك، ويأمرون ببر الوالدين، وكذا يأمرون بصلة الرحم، وحسن الجوار، وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق، ويأمرون بمعالي الأخلاق، وينهون عن سفاسفها.
وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا وغيره فإنما هم فيه متبعون للكتاب والسنة، وطريقتهم هي دين الإسلام الذي بعث الله به محمد صلى الله عليه وسلم.اهـ < العقيدة الواسطية (ط: أضواء السلف ص 129، 131) >
ثالثا: إن من المقاصد العظيمة التي حث عليها الإسلام: هداية الخلق إلى هذا الدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي لما بعثه إلى خيبر: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) أخرجه الشيخان، البخاري برقم (4210)، ومسلم برقم (1206).
فعلى من من الله عليهم بالهداية إلى السنة أن يحرصوا على دعوة من ضل عنها أو قصر فيها إلى تحقيقها، وأن يبذلوا كل الأسباب الممكنة في هداية الناس وتقريب قلوبهم لقبول الحق، وذلك بمخاطبة المدعوين باللين كما قال تعالى في خطابه لموسى وهارون: (اذْهَبَا إِلَى? فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى? (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا) < طه:43 - 44>.
فأمر الله بمخاطبة من أخبر عن طغيانه، وعلم أنه يموت على الكفر باللين، فكيف بمن هو دونه من أصحاب المخالفات من المسلمين؟!
وكذلك مخاطبة المدعوين بالألقاب التي تتناسب مع مكانتهم، وقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل بقوله: (إلى هرقل عظيم الروم)، وكان يكني عبد الله بن أبي بن سلول بأبي الحباب.
وكذلك مراعاة الصبر على جفاء المدعوين ومقابلته بالإحسان، وعدم استعجال استجابتهم؛ قال تعالى: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ?) < الأحقاف:35>.
رابعا: ينبغي لطلبة العلم – خصوصا الدعاة منهم – أن يفرقوا بين المداراة والمداهنة؛ فالمداراة مطلوبة وهي متعلقة باللين في المعاملة، جاء في لسان العرب (14/ 255): (مداراة الناس: ملاينتهم وحسن صحبتهم واحتمالهم لئلا ينفروا منك)، والمداهنة مذمومة وهي متعلقة بالدين، قال تعالى: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) < القلم: 9>، قال الحسن البصري في معنى الآية: (ودوا لو تصانهعم في دينك فيصانعون في دينهم) < تفسير البغوي (4/ 377).
فالمداري يلين في المعاملة من غير أن يتنازل عن شيء من دينه، والمداهن يتقرب للناس بترك شيء من الدين، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وأرفقهم بالأمة، وهذا يمثل جانب الرفق واللين من هديه، وكان أقوى الناس في دين الله فلا يترك شيئا منه لأحد كائنا من كان، وهذا يمثل جانب قوة التمسك بالدين الذي يتنافى مع المداهنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فعلى طلبة العلم مراعاة الفرق بين الأمرين، فإن من الناس من قد يظن أم مداراة الناس والرفق بهم ضعف في الدين وتمييع، بينما يظن فريق آخر أن من الرفق بالناس إقرارهم على الباطل، والسكوت عن الأخطاء، وكلا الفريقين مخطئ تائه عن الحق، فليتنبه لهذا الأمر؛ فإنه مزلق خطير لا يعصم منه إلا من وفقه الله وهداه.
خامسا: للداعية في دعوة الناس مسلكان شرعيان دلت عليهما النصوص: مسلك التأليف والترغيب، ومسلك الهجر والترهيب، ويخطئ من يعمم أحد المسلكين مع كل أحد، بل يسلك مع كل مخالف ما هو أرجى في قبوله للحق ورجوعه للصواب، فإن كان التأليف هو الأنفع للمخالف والأرجى في إصلاحه فهو المشروع في حقه، وإن كان الهجر هو الأنفع فهو المشروع في حقه.
فمن سلك مسالك التأليف مع من يشرع في حقه الهجر؛ فهو مقصر مفرط، ومن سلك مسلك الهجر مع من يشرع في حقه التأليف؛ فهو منفر متشدد.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم وقلتهم وكثرتهم؛ فإن المقصود به زجر المهجور وتأديبه، ورجوع العامة عن مثل حاله، فإذا كانت المصلحة في ذلك راجحة بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعا، وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك، بل يزيد الشر والهاجر ضعيف بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته لم يشرع الهجر، بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر، والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف أقواما ويهجر آخرين.
وهذا كما أن المشروع في العدو القتال تارة، والمهادنة تارة، وأخذ الجزية تارة، كل ذلك بحسب الأحوال والمصالح،وجواب الأئمة كأحمد وغيره في هذا الباب مبني على هذا الأصل). < مجموع الفتاوى (28/ 206) >
ويقول رحمه الله مبينا خطأ تعميم الهجر أو التأليف دون مراعاة الأصل السابق: (فإن أقواما جعلوا ذلك عاما فاستعملوا من الهجر والإنكار ما لم يؤمروا به فلا يجب ولا يستحب وربما تركوا به واجبات أو مستحبات وفعلوا به محرمات، وآخرون أعرضوا عن ذلك بالكلية فلم يهجروا ما أمروا بهجره من السيئات البدعية). < مجموع الفتاوى (28/ 213) >.
سادسا: يشرع الهجر لثلاثة مقاصد شرعية؛ دلت عليها الأدلة وقررها الأئمة المحققون من أهل السنة.
المقصد الأول: الهجر لمصلحة الهاجر فللمسلم أن يهجر كل من يتضرر بمجالسته من المخالفين؛ كأهل البدع والمعاصي الذين يتضرر بمجالستهم في دينه.
وقد دل على هذا حديث أبي موسى الأشعري المخرج في الصحيحين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما مثل الجليس الصالح و الجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة).< أخرجه البخاري برقم (3101)، ومسلم برقم (2628).
ففي هذا الحديث توجيه من النبي صلى الله عليه وسلم لمجالسة الصالحين لما فيها من النفع المتعدي لجلسائهم، وتحذير من مجالسة السيئين لما يلحق مجالسهم من الضرر في الدين.
وبهذا يتبين مشروعية مهاجرة من يخشى من مجالسته الضرر على الدين من سائر أصحاب المخالفات، وأما من لا يخشى على نفسه الضرر بمجالسة المخالفين؛ كأهل العلم الذين يرجى انتفاع المخالفين بهم من غير ضرر يلحق العالم في دينه، فهؤلاء لا تشرع في حقهم المهاجرة؛ بل قد يكون المشروع لهم مجالسة هؤلاء المخالفين إن تحققت بذلك مصلحة راجحة.
المقصد الثاني: الهجر لمصلحة الأمة، فيشرع هجر من في هجره نفع متعد للأمة؛ كهجر بعض أصحاب المخالفات بحيث يؤثر هجرهم في زجر غيرهم عن مثل فعلهم.
وشاهد هذا من السنة: ما أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالرجل المتوفى عليه الدين فيسأل: هل ترك فضلا؟ فإذا حدث أنه ترك وفاء؛ صلى وإلا قال للمسلمين: صلوا على صاحبكم). <أخرجه البخاري برقم (5371)، ومسلم برقم (1619)
فالنبي صلى الله عليه وسلم إنما ترك الصلاة على هذا الرجل وهو صاحب الدين الذي لا وفاء له؛ من أجل زجر الناس عن مثل فعله، كما قرر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رحمه الله: (أما من كان مظهرا للفسق مع ما فيه من الإيمان؛ كأهل الكبائر، فهؤلاء لابد أن يصلي عليهم بعض المسلمين، ومن امتنع من الصلاة على أحد منهم زجرا لأمثاله عن مثل ما فعله – كما امتنع النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة على قاتل نفسه، وعلى الغال، وعلى المدين الذي لا وفاء له، وكما كان كثير من السلف يمتنعون من الصلاة على أهل البدع – كان عمله بهذه السنة حسنا). < مجموع الفتاوى (24/ 286) >
المقصد الثالث: الهجر لمصلحة المهجور (صاحب المخالفة) فيشرع هجر أصحاب المخالفات من أهل البدع والمعاصي إن كان في هجرهم مصلحة لهم بالرجوع عن المخالفة والتوبة منها.
ويدل على هذا هجر النبي صلى الله عليه وسلم لكعب بن مالك وصاحبيه حتى تابوا وندموا على ما هو ثابت في الصحيحين من حديث كعب بن مالك. < أخرجه البخاري برقم (6255)، ومسلم برقم (2769) >
وشواهد ذلك كثيرة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك هدي السلف المقتدين به في ذلك في هجر بعض المخالفين زجرا لهم وتأديبا.
وهذا النوع من الهجر، وهو الهجر لمصلحة المخالف مع كونه مشروعا من حيث الأصل إلا أنه لابد من مراعاة الضوابط المتعلقة بتحقيقه وتنزيله على المعينين من أصحاب المخالفات، وهو ما سيتم بيانه في الفقرة التالية.
سابعا: ينبغي للناظر في هجر المخالف للمقصد الثالث من مقاصد الهجر (وهو هجر المخالف لمصلحته وإصلاحه) مراعاة الضوابط الشرعية التي نص عليها الأئمة المحققون في هذا الباب، والتي من خلالها يتبين على وجه الدقة من يشرع هجره ممن لا يشرع هجره من المخالفين.
ومن هذه الضوابط:
1 - ما يتعلق بالهاجر: وهو أن يكون قويا مؤثرا بحيث يؤثر هجره في زجر المخالف، أما إن كان ضعيفا فإن هجره لا يؤدي الغرض، وهذا إذا كان المقصود من الهجر هو تأديب المخالف، أما إن كان القصد هو النظر لمصلحة الهاجر بحيث يخشى عليه الضرر في دينه من مخالطة المخالف فله أن يهجر كل من يتضرر بمجالسته ومخالطته، كما تقدم تقرير ذلك.
2 - ما يتعلق بالمهجور: وهو أن ينتفع بالهجر بحيث يؤثر فيه في الرجوع إلى الحق، أما إذا كان لا ينتفع به بل قد يزيده بعدا وعنادا فلا يشرع هجره، وهذا يرجع إما إلى ما جبل عليه بعض الناس من القوة والشدة وعدم الخضوع ولو كان في ذلك هلاكه، فمثل هذا لا ينتفع بالعقوبة والهجر وإنما قد ينتفع بالتأليف واللين، وقد يكون المؤثر في عدم انتفاع بعض الناس بالهجر بعض المؤثرات الخارجية كأن يكون صاحب رئاسة أو مال أو جاه، فمثل هؤلاء لا ينتفعون بالهجر في الغالب، لما يعتقدون من استغنائهم عن الهاجر إذا ما هجرهم، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف السادة المطاعين في أقوامهم و أهل الجاه؛ كأبي سفيان، وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابس وأمثالهم.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف قوما ويهجر آخرين، كما أن الثلاثة الذين خلفوا كانوا خيرا من أكثر المؤلفة قلوبهم لما كان أولئك كانوا سادة مطاعين في عشائرهم) < مجموع الفتاوى (28/ 206) >
3 - ما يتعلق بنوع المخالفة: فليس هناك نوع من المخالفات يمكن أن يقال: يهجر عليها في كل حال، أو لا يهجر عليها في كل حال، كما يظن البعض أنه يهجر على البدع دون المعاصي، أو على البدع المكفرة دون غيرها، أو على الكبائر دون الصغائر، بل يشرع الهجر على كل مخالفة ولو كانت صغيرة، إذا كان المخالف ممن يشرع هجره وينتفع بذلك، فمدار النظر في هذه المسألة على انتفاع المخالف بالهجر من عدمه دون النظر في حجم مخالفته.
وبناء على هذا؛ فقد يهجر الرجل الفاضل صاحب السنة على مخالفة يسيرة كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه على بعض المخالفات اليسيرة، كتركه صلى الله عليه وسلم رد السلام على عمار بن ياسر رضي الله عنه حين تخلق بالزعفران. < أخرجه أبو داود في سننه (4601)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود >.
وتركه رد السلام على صاحب القبة حتى هدمها. < أخرجه أبو داود (5237)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود >.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يترك هجر بعض أصحاب المخالفات العظيمة ممن هم دون المهجورين في الفضل، ومن ذلك تألف النبي صلى الله عليه وسلم للأقرع بن حابس وعيينة ابن حصن، بل تألفه لبعض المنافقين كعبد الله بن أبي وأمثاله، وكل ذلك بحسب المصلحة ومراعاة الضوابط الأخرى في مسألة الهجر.
4 - ما يتعلق بالزمان والمكان الذي تحصل فيه المخالفة: فيفرق بين الأماكن والأزمان التي تكثر فيها المخالفات والمنكرات وتقوى شوكة أهلها، وبين الأماكن والأزمان التي تقل فيها المخالفات وتضعف شوكة أهلها، فإن كانت الغلبة في الزمان والمكان لأهل السنة فيشرع الهجر مع مراعاة الضوابط الأخرى؛ لأن المخالف ضعيف فيحصل له الزجر بذلك، كما قال الله تعالى في كعب بن مالك وصاحبيه: (حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه) < التوبة: 118 >.
وكما حصل الزجر والتأديب في هجر عمر و الأمة لـ: (صبيغ ابن عسل) على ما هو معلوم.
وأما إذا كانت الغلبة في الزمان أو المكان لأهل الشر والباطل فلا يشرع الهجر إلا في الأحوال الخاصة؛ لأن الهجر لا يحقق مقصده من التأديب والزجر، بل ربما تضرر بذلك أهل الحق.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولهذا يفرق بين الأماكن التي كثرت فيها البدع كما كثر القدر في البصرة والتنجيم بخراسان والتشيع بالكوفة، وبين ما ليس كذلك، ويفرق بين الأئمة المطاعين وغيرهم، وإذا عرف مقصود الشريعة سلك في حصوله أوصل الطرق إليه). < مجموع الفتاوى (28/ 206 - 207) >
5 - ما يتعلق بمدة الهجر: فينبغي أن تكون مناسبة لحال المخالف ونوع مخالفته؛ فإن من الناس من ينزجر بهجر اليوم واليومين أو الشهر والشهرين، ومنهم من يزيد وينقص، فإذا حصل المقصود بالهجر يجب أن يقطع وإلا حصل اليأس والقنوط، كما أنه إذا نقص عن المدة المناسبة لم ينفع.
يقول ابن القيم في معرض ذكره للفوائد المستفادة من هجر النبي صلى الله عليه وسلم لكعب بن مالك وصاحبيه: (وفيه دليل على أن هجران الإمام والعالم والمطاع لمن فعل ما يستوجب العتب ويكون هجرانه له دواء بحيث لا يضعف عن حصول الشفاء، ولا يزيد في الكمية والكيفية فيهلكه؛ إذ المراد تأديبه لا إتلافه). < زاد المعاد (3/ 20) >
ثامنا: الإنكار على المخالف والرد عليه نصحا له وحماية للأمة من خطئه، من الأصول المقررة عند أهل السنة وهو من أعظم أنواع الجهاد، ولكن ينبغي أن تراعى فيه الضوابط الشرعية والشروط المرعية التي يمكن من خلالها تحقيقه لمقصده الشرعي.
ومن ذلك:
1 - أن يكون بإخلاص ونية صادقة في نصرة الحق والتجرد له.
ومن لوازم الإخلاص فيه: أن يحب هداية المخالف ورجوعه للحق، وأن يسلك كل المسالك الممكنة في تقريب قلب المخالف لا تنفيره، وأن يصحب ذلك دعاء الله له أن يهديه خصوصا إن كان من أهل السنة أو من غيرهم من المسلمين، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الكفار بالهداية فكيف بالمسلمين الموحدين؟!.
2 - أن يكون الرد من عالم راسخ القدم في العلم، يعلم على وجه التفصيل جوانب المسألة المتعلقة بموضوع الرد من حيث الأدلة الشرعية عليها، وكلام العلماء فيها، ومدى مخالفة الخصم للحق، ومنشأ الشبهة عنده، وأقوال العلماء في رد هذه الشبهة والاستفادة من كلامهم في ذلك، كما ينبغي أن يتسم الراد على المخالف بقوة الحجة في تقرير الحق وإزالة الشبهة ودقة العبارة، بحيث لا يظهر عليه في شيء من ذلك أو يفهم من كلامه غير ما أراد، وإلا حصل الضرر العظيم بتصدي من فقد هذه الشروط للرد.
3 - أن يراعى في الرد على المخالف تفاوت المخالفين في درجة المخالفة، ومكانة المخالف في الدين والدنيا، وكذلك التفاوت في الباعث على هذه المخالفة أهو الجهل، أم الهوى والابتداع، أو سوء التعبير، أو سبق اللسان، أو التأثر بشيخ أو أهل البلد، أو التأويل أو غير ذلك من المقاصد الكثيرة للمخالفات الشرعية.
فمن لم ينتبه إلى هذه المفارقات ويراعيها عند الرد لربما وقع في شيء من الإفراط أو التفريط الذي يمنع الانتفاع بكلامه أو يقلل النفع به.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - أن يراعى في الرد على المخالف أن يحقق المصلحة الشرعية للرد، فإن ترتب عليه مفسدة راجحة على مفسدة المخالفة فلا يشرع الرد في هذه الحالة؛ فإنه لا تدرأ مفسدة بما هي أعظم منها.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (فلا يجوز دفع الفساد القليل بالفساد الكثير، ولا دفع أخف الضررين بتحصيل أعظم الضررين، فإن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان، ومطلوبها ترجيح خير الخيرين إذا لم يمكن أن يجتمعا جميعا، ودفع شر الشرين إذا لم يتفقا جميعا). < المسائل الماردينية (ص 63 - 64) >.
5 - أن يراعى في الرد أن يكون على قدر انتشار المخالفة؛ فإن كانت المخالفة نشأت في بلد أو مجتمع فلا ينبغي أن يشاع الرد سواء عن طريق نشر كتاب أو شريط أو غيرهما من الوسائل الأخرى في بلد أو مجتمع لم يسمع بالمخالفة؛ لأن في نشر الرد نشر بطريق غير مباشر للمخالفة؛ فقد يطلع الناس على الرد فتبقى الشبهة في نفوسهم، ولا تحصل لهم القناعة بالرد، فترك الناس في سلامة وعافية من سماع الباطل أصلا خير من سماعهم له ورده بعد ذلك، وقد كان السلف يراعون ذلك في ردودهم؛ فكثير من كتبهم في الردود يستدلون فيها للحق في مقابل الباطل من غير ذكر للمخالفة، وهذا من فقههم الذي قصر عنه بعض المتأخرين.
وما قيل في التحذير من نشر الرد في بلد لم ينتشر فيه الخطأ يقال في التحذير من نشره في طائفة من الناس لم تعرف ذلك الخطأ وإن كانت في بلد المخالفة؛ فلا ينبغي أن يسعى في نشر الردود من كتب وأشرطة بين العامة إن لم يعرفوا الخطأ ولم يسمعوا به، فكم فتن من العامة ووقعوا في الشك والارتياب في أصل الدين بسبب إطلاعهم على ما لا تدركه عقولهم من كتب الردود مما لايحصيه إلا الله، فعلى الساعين في نشر هذه الكتب بينهم أن يتقوا الله وليحذروا أن يكونوا سببا لفتنة الناس في دين الله.
وإن من أعجب ما سمعته في هذا أن بعض الطلبة قاموا بتوزيع بعض كتب الردود على بعض حديثي العهد بالإسلام ممن لم يمض على إسلامهم سوى أيام أو أشهر ووجهوهم لقراءتها، فيا لله العجب من صنيع هؤلاء!!
6 - الرد على المخالف من فروض الكفايات؛ فإذا قام به أحد العلماء وتحقق المقصود الشرعي برده على المخالف وتحذير الأمة، فقد برئت ذمم العلماء بذلك على ما هو مقرر عند العلماء في سائر فروض الكفايات.
ومن الأخطاء الشائعة: عندما يصدر رد من عالم على مخالف، أو فتوى بالتحذير من خطأ، مطالبة كثير من الطلبة المنتسبين للسنة العلماء وطلبة العلم بيان موقفهم من ذلك الرد أو تلك الفتوى، بل وصل الأمر إلى أن يطالب من طلبة العلم الصغار، بل العوام تحديد موقفهم من الراد والمردود عليه، ثم يعقدون على ضوء ذلك الولاء والبراء و يتهاجر الناس بسبب ذلك، حتى لربما هجر بعض الطلبة بعض شيوخهم الذين استفادوا منهم العلم والعقيدة الصحيحة سنين طويلة بسبب ذلك، ولربما عمت الفتنة البيوت فتجد الأخ يهجر أخاه، والابن يجفو والديه، وربما طلقت الزوجة وفرق الأطفال بسبب ذلك.
وأما إذا ما نظرت إلى المجتمع فتجد أنه انقسم إلى طائفتين أو أكثر، كل طائفة تكيل للأخرى التهم وتوجب الهجر لها، وكل هذا بين المنتسبين للسنة ممن لا تستطيع طائفة أن تقدح في عقيدة الأخرى وفي سلامة منهجها قبل أن ينشأ هذا الخلاف، وهذا مرجعه إما إلى الجهل المفرط بالسنة وقواعد الإنكار عند أهل السنة، أو إلى الهوى، نسأل الله العافية والسلامة.
تاسعا: علماء أهل السنة الذين عرفوا بسلامة الاعتقاد والاجتهاد في نصرة السنة، ينبغي أن يحفظ مقامهم ويعرف لهم قدرهم، ولا يجوز تنقصهم أو تبديعهم أو اتهامهم بهوى أو عصبية بمجرد خطئهم في الاجتهاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
بقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولا ريب أن الخطأ في دقيق العلم مغفور للأمة وإن كان ذلك في المسائل العلمية، ولولا ذلك لهلك أكثر فضلاء الأمة، وإن كان الله يغفر لمن جهل تحريم الخمر لكونه نشأ بأرض جهل مع كونه لم يطلب العلم، فالفاضل المجتهد في طلب العلم بحسب ما أدركه في زمانه ومكانه إذا كان مقصوده متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم بحسب إمكانه، هو أحق أن يتقبل الله حسناته ويثيبه على اجتهاداته ولا يؤاخذ بما أخطأ تحقيقا لقوله: (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) < البقرة: 286>) اهـ. < مجموع الفتاوى (20/ 165) >
ويقول رحمه الله: (هذا قول السلف وأئمة الفتوى كأبي حنيفة والشافعي والثوري وداود بن علي وغيرهم، لا يؤثمون مجتهدا مخطئا في المسائل الأصولية ولا في الفرعية كما ذكر ذلك عنهم ابن حزم وغيره، وقالوا: هذا هو القول المعروف ن الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الدين أنهم لا يكفرون ولا يفسقون ولا يؤثمون أحدا من المجتهدين المخطئين لا في مسائل عملية ولا علمية، قالوا: والفرق بين مسائل الفروع والأصول إنما هو من أقوال أهل البدع من أهل الكلام والمعتزلة والجهمية ومن سلك سبيلهم). < مجموع الفتاوى (19/ 207) >
وتقرير هذا لا يعني عدم مناصحة العالم إذا أخطأ، بل مناصحته واجبة على من علم خطأه، وهذا من البر به والإحسان إليه، لكن تكون المناصحة برفق ولين وأسلوب يتناسب مع قدره في العلم والفضل.
ثم إن رجع عن الخطأ وصوبه فيقبل منه رجوعه، ولا يجوز بعد ذلك أن يتكلم فيه ولا أن يلام على خطئه، ولا أن يشكك في صدق رجوعه.
وإن لم يرجع عن الخطأ لتأويل أو شبهة حالت بينه وبين معرفة الحق، فينظر في الخطأ فإن كان مقتصرا عليه فقد برئت الذمة بمناصحته في نفسه، وإن كان منتشرا نبه الناس على هذا الخطأ وحذروا منه مع حفظ مقام ذلك العالم.
وينبغي التنبه هنا لحفظ أصلين عظيمين:
أحدهما: التجرد للحق.
والثاني: حفظ مقام العلماء.
وهذان الأصلان غير متعارضين عند أهل السنة، ولا يفرط في أحدهما على حساب الآخر.
فحب العلماء ومعرفة قدرهم لا يعني السكوت عن أخطائهم وعدم التنبيه عليها، والتجرد للحق والتنبيه على خطأ العالم لا يعني تنقصه والوقيعة فيه، بل يمكن الجمع بينهما عند من وفقه الله.
ومن عرف طريقة العلماء في التنبيه على أخطاء بعضهم دون تنقص أدرك حقيقة الأمر، وشواهد ذلك كثيرة من كلام العلماء.
عاشرا: أهل البدع الذين خالفوا عقيدة أهل السنة ومنهجهم في الاستدلال والتعليم و التدريس والدعوة إلى الله، واتبعوا الأهواء ولم يتأسوا بعلماء أهل السنة بل يتنقصونهم ويغمزونهم ويتفضلون عليهم، هؤلاء مبتدعة ضلال ينبغي مجاهدتهم بتنبيه الناس على سوء طريقتهم وانحرافهم عن السنة، والرد على شبهاتهم ويعاملون معاملة أهل البدع في سائر الأحوال، وهذا لا يمنع من دعوتهم للحق ومجادلتهم بالتي هي أحسن من قبل العلماء إن كان هذا مؤثرا في رجوعهم للسنة.
وينبغي الحذر من الخلط بين علماء أهل السنة وما ينبغي أن يعاملوا به – حتى مع وجود الخطأ – من حفظ مقامهم ومعرفة قدرهم على ما تقدم بيانه، وبين علماء أهل البدع الذين يجب مقاطعتهم ومهاجرتهم والتحذير منهم، وذلك أن خطأ علماء أهل السنة كان عن اجتهاد في طلب الحق مع سلوك الطريق الصحيح في الاستدلال، وخطأ أهل البدع ناتج عن هوى وانحراف وعدم سلوك الطريق الصحيح في الاستدلال؛ فشتان ما بين الحالين.
وهذا المقام هو فرقان ما بين أهل السنة وأهل البدع، وبهذا يتبين للحاذق السبب في عدم تبديع الأئمة لبعض علماء أهل السنة الذين وافقوا بعض أهل البدع في مسائل جزئية من أقوالهم.
حادي عشر: أختم هذه النصيحة بتوجيهات لطيفة وفوائد عزيزة أرى أن في العمل بها أعظم الأجر والثواب وأرفع الدرجات عند الله، وأدعو إخواننا للعمل بها ومراعاتها خصوصا في هذه الأزمان التي عمت فيها الفتن وساد الهوى وفشا الجهل في الناس إلا من رحم الله وهداه.
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - اعلم أخا السنة أنك إن كنت صاحب سنة بحق فلن يضرك كيد أهل الأرض لك، ولن يخرجك من السنة رميهم لك بالبدعة، وإن كنت على زيغ وضلال – وأعيذك بالله أن تكون كذلك – فلن ينفعك عند الله ثناء الناس عليك ونسبتهم إياك للسنة، وتمجيدهم لك بالألقاب الزائفة، وقد علم الله من حالك ما تعرف عن نفسك، فإياك من مخادعة النفس، وبحسبك موعظة في هذا المقام وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس. < أخرجه الترمذي (2516)، وأحمد (2669) >، وحديث الثلاثة الذين أول من تسعر بهم النار يوم القيامة، أعاذني الله وإياك منها. < أخرجه مسلم (1905) >
2 - اعلم أن علماء السنة الراسخين إنما بلغوا ما بلغوا من الرفعة في الدين والإمامة في مع توفيق الله لهم بالصبر واليقين، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)) < السجدة: 24 >.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين) اهـ.
واليقين: قوة في العلم مبناه على الدليل الصحيح، والفهم السليم دون ما رضيه البعض من الطلبة لأنفسهم من أن يكون حظهم من العلم تقليد عالم أو طالب علم، ودعوى أن الحق يدور معه وما فهم السنة أحد غيره.
والصبر: جلد على طلب العلم مع العمل به وشغل لساعات الليل والنهار في ذلك، خلافا لمن ضعفت عزائمهم عن ذلك وأخلد للراحة وأسلم نفسه لشهواتها، فلا همة في الطلب ولا امتثال للعمل.
3 - اعلم أن التكفير والتبديع والتفسيق حق لله؛ فاحذر من أن تكفر أو تبدع أو تفسق من لا يستحق ذلك وإن كفرك أو بدعك أو فسقك؛ فإن أهل السنة لا يقابلون ظلم المخالف لهم بالظلم، وإنما هذا من سيما أهل البدع.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (والخوارج تكفر أهل الجماعة وكذلك المعتزلة يكفرون من خالفهم، وكذلك الرافضة ومن لم يكفر فسق ... وأهل السنة يتبعون الحق من ربهم الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يكفرون من خالفهم فيه، بل هم أعلم بالحق وأرحم بالخلق). < منهاج السنة (5/ 158) >
4 - لا تهجر من هجرك من إخوانك إن لم يكن هجره مشروعا، بل بادره بالسلام وتألفه وأزل عنه الشبهة التي هجرك من أجلها، فإن أعرض بعد ذلك فلا تعتقد هجره بقلبك ولا تشغل نفسك بملاحقته، وأنت بريء من إثم القطيعة، وهو المؤاخذ بذلك.
5 - ذم الناس لك إما بتنقصك في نفسك وإما بنسبة الباطل لك بقول يخالف قول أهل السنة، فما تنقصت به في نفسك كقول المخالف ضال جاهل لا يفقه، فلا تنتصر لنفسك وإلا وقعت في تزكية نفسك وفي ذلك الهلاك البين، وقد ذم رجل أحد أئمة السلف بكلمة، فقال له ما أبعدت.
وقد كان أهل البدع يصفون علماء أهل السنة بالعظائم في أنفسهم وما كانوا يبالون بذلك وإنما كانوا يردون عليهم فيما أخطئوا فيه من الدين وينصحون للأمة؛ فلنا أسوة حسنة فيهم.
وأما إن نسب لك المخالف شيئا من الأقوال الباطلة كأن يقول: يقول فلان كذا و كذا وينسب لك ما لم تقله؛ فانف هذا عن نفسك حتى لا ينسب لك الباطل، وما زال العلماء ينبهون على ما ينسب إليهم من أقوال لم يقولوها، وليس هذا من تزكية النفس في شيء، بل هو من النصح للأمة، ففرق بين هذه الصورة والتي قبلها؛ فتمسك بهدي العلماء في ذلك ولا تكن كبعض الجاهلين الذين إذا تكلم فيهم بكلمة ملأ الدنيا ثناء وتمجيدا لنفسه، نعوذ بالله من الخذلان.
وأخيرا:
6 - اعلم أن الناس يعظمون فيما هم فيه من عمل، فإن كنت على السنة فأنت في كل يوم تعظم فيها ولن تمر الأيام حتى تكون إماما فيها، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)) < السجدة: 24 >.
وإن كنت على البدعة فأنت في كل يوم تعظم فيها ولن تمر الأيام حتى تكون إماما فيها، قال تعالى: (قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَ?نُ مَدًّا) < مريم: 75 >
وقال عن فرعون وقومه بعد أن وصفهم بالاستكبار بغير الحق: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) < القصص: 41 >.
فاختر لنفسك من العمل اليوم ما تحب أن تكون فيه إماما في الغد، هذا والله تعالى أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
كتبها
إبراهيم بن عامر الرحيلي
كان الفراغ منها في المدينة النبوية
بتاريخ 8/ 10/1424 هـ
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 09:35]ـ
جزاك الله خيرا(/)
ما حكم استخدام (جوزة الطيب)؟
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 07:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم استخدام جوزة الطيب مع البهارات الخاصة بالطعام ومع الحلويات أيضا؟
ـ[مسلم محب]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 10:48]ـ
اقرء معي تحذير اهل الاختصاص واختار لكم كتاب جامع الا عشاب المغربية
يقول** يجب التقيد بالجرعات المحددة وعدم الاسراف في تناول جوز الطيب فلهذا النبات اعراض سامة اذ يكفي تناول جوزتين فقط لقتل الانسان احيانا كما ان الافراط في استخدامه يؤدي الى حالات من الهياج والغثيان والهلوسة. اه
ويقول اخر ** ان تناول جوزة الطيب بكميات كبيرة يؤدي الى هذيان واضطرابات وتدخل ضمن مجموعة التركيبات المسكرة والمنشطة ....
-وقفة شرعية-
ماحكمه * نعلم ان الاصل في الاشياء الاباحة ونعلم انه لا ضرر ولا ضرار ونعلم ان ما اسكر كثيره فقليله حرام
ونعلم ان كل حرام فثمنه حرام ونعلم ان كل مفتر حرام رغم ضعف النص فيه ونعلم حكم الشرع في حفظ العقل والنفس ونعلم حكم التداوي بالحرام بالتفصيل ... الى اخره من القواعد الفقهية
سؤال اين مكان جوز الطيب من هذه القواعد
يقول الشيخ الالباني رحمة الله عليه كذلك جوز الطيب إلِّي بعرفو أنها مخدرة أو الكثير منها يخدر وليست مسكره فإذا ثبت انها مسكره بطريقة التحليل الكيماوي المعروف فحكمها حكم السبيرتو
وذكر في (الشبكة الإسلامية - موسوعة الفتاوي) سؤال حول الحكم الشرعي لما يسمى (جوزة الطيب)؟؟؟
(الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الأصل في الأشياء الإباحة. قال تعالى: (وما كان الله ليضل قوماً بعد إذا هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) (سورة التوبة - الآية 115). والأطعمة الأصل فيها الحل إلا ماورد النص بتحريمه والنهي عن تناوله أو ما ثبت ضرره لقوله عليه الصلاة والسلام: " لا ضرر ولا ضرار " رواه أحمد والبيهقي. فإذا كانت جوزة الطيب هذه تحدث ضرراً، أو كان الكثير منها مسكراً فلا شك في تحريمها وإلا فلا. والله أعلم)
وايضا الشيخ الحافض الهيثمي له تفصيل ممتع في المسالة في مجموع الفتاوى الفقهية الكبرى
اخوتي الكرام اليس من الجمال ان تضاف فتاوى العلماء في كتب الطب والاعشاب ويكون هناك تعاون علمي وفقهي وايضا احياء ركن الفتوى في ميدان الاعشاب والحاق مثل هذه الاحكام بنوع العشبة
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 08:29]ـ
هل ثبت من الناحية العلمية إسكارها؟
ـ[الحافظة]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 09:03]ـ
بارك الله فيك أختي الفاضلة وجزاك الله خيراا على طرحك لهذا الموضوع .. وهذا الأمر شغلني كثيرااا وقد سمعت فتوى لشيخ عندنا في الإمارات من 3سنين تقريبا بعدم جوازها لأنها مسكرة .. ولكني مازلت محتارة في ذلك .. ولابد من بيان هذه المسألة على أكمل وجه وبالذات أن الكثير يستخدمهاا ..
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 04:15]ـ
هذا بحث مبسوط للشيخ د. نايف الحمد،، القاضي بالمحكمة العامة بالرياض
حكم استخدام جوزة الطيب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: فقد كثر السؤال عن حكم استخدام (جوزة الطيب) ويسمى عند بعض المتقدمين
(جَوْز بَوَّا) وَهُوَ فِي مِقْدَارِ الْعَفْصِ سَهْلُ الْمَكْسَرِ رَقِيقُ الْقِشْرِ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ.
(انظر: المغرب في ترتيب المعرب وجامع الأدوية لابن البيطار حرف الجيم)
وجوزة الطيب نوع من أنواع التوابل تستعملها بعض ربات البيوت وأصحاب المطاعم كمادة منكهة للأكل بأنواعه أو القهوة حيث يضاف قطعة صغيرة من جوزة الطيب الكبيرة ولونها بني مخططة بخطوط بيضاء.
وقد ذكر بعض المعاصرين أن جوزة الطيب تحتوي على مادة دهنية مائلة للاصفرار تعرف بدهن الطيب ويحتوي هذا الدهن على نحو 4% من مادة مخدرة , وجوزة الطيب إذا استخدمت بكميات كبيرة أو استخدمت بطريقة عشوائية فإنها تسبب بعض المضار كالهلوسة وقد منعت الجهات المسئولة في السعودية بيعها بسبب ما ظهر من أضرارها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وللعلماء المتقدمين قولان في حكم تناولها بناء على ما بلغهم من محتواها وأضرارها فقد نص جمع من العلماء على تحريمها وقد سئل ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى عن جوزة الطيب فأجاب " الذي صرح به الإمام المجتهد شيخ الإسلام ابن دقيق العيد إنها مسكرة ونقله عنه المتأخرون من الشافعية والمالكية واعتمدوه وناهيك بذلك بل بالغ ابن العماد فجعل الحشيشة مقيسة على الجوزة المذكورة وذلك أنه لما حكى عن القرافي نقلا عن بعض فقهاء عصره أنه فرق في إنكاره الحشيشة بين كونها ورقا أخضر فلا إسكار فيها بخلافها بعد التحميص فإنها تسكر. قال:
والصواب إنه لا فرق ; لأنها ملحقة بجوزة الطيب والزعفران والعنبر والأفيون والشيكران بفتح الشين المعجمة وهو البنج وهو من المخدرات المسكرات ذكر ذلك ابن القسطلاني في تكريم المعيشة، فتأمل تعبيره والصواب جعله الحشيشة التي أجمع العلماء على تحريمها لإسكارها وتخديرها مقيسة على الجوزة تعلم أنه لا مرية في تحريم الجوزة لإسكارها أو تخديرها وقد وافق المالكية والشافعية على إسكارها الحنابلة بنص إمام متأخريهم ابن تيمية وتبعوه على أنها مسكرة وهو قضية كلام بعض أئمة الحنفية ففي فتاوى المرغيناني منهم المسكر من البنج ولبن الرماك أي أناثي الخيل حرام ولا يحد شاربه قال الفقيه أبو حفص ونص عليه شمس الأئمة السرخسي ا هـ.
وقد علمت من كلام ابن دقيق العيد وغيره أن الجوزة كالبنج فإذا قال الحنفية بإسكاره لزمهم القول بإسكار الجوزة فثبت بما تقرر أنها حرام عند الأئمة الأربعة الشافعية والمالكية والحنابلة بالنص والحنفية بالاقتضاء أنها إما مسكرة أو مخدرة.
وأصل ذلك في الحشيشة المقيسة على الجوزة على ما مر والذي ذكره الشيخ أبو إسحاق في كتابه التذكرة والنووي في شرح المهذب وابن دقيق العيد إنها مسكرة قال الزركشي ولا نعرف فيه خلافا عندنا وقد يدخل في حدهم السكران بأنه الذي اختلط كلامه المنظوم وانكشف سره المكتوم , أو الذي لا يعرف السماء من الأرض ولا الطول من العرض.
ثم نقل عن العراقي أنه خالف في ذلك فنفى عنها الإسكار وأثبت لها الإفساد ثم رده عليه وأطال في تخطئته وتغليظه وممن نص على إسكارها أيضا العلماء بالنبات من الأطباء وإليهم المرجع في ذلك وكذلك ابن تيمية وتبعه من جاء بعده من متأخري مذهبه والحق في ذلك خلاف الإطلاقين الإسكار إطلاق وإطلاق الإفساد وذلك أن الإسكار يطلق ويراد به مطلق تغطية العقل وهذا إطلاق أعم ويطلق ويراد به تغطية العقل مع نشأة وطرب وهذا إطلاق أخص وهو المراد من الإسكار حيث أطلق فعلى الإطلاق الأول بين المسكر والمخدر عموم مطلق إذ كل مخدر مسكر وليس كل مسكر مخدرا فإطلاق الإسكار على الحشيشة والجوزة ونحوهما المراد منه التخدير
ومن نفاه عن ذلك أراد به معناه الأخص وتحقيقه أن من شأن السكر بنحو الخمر أنه يتولد عنه النشأة والطرب والعربدة والغضب والحمية ومن شأن السكر بنحو الحشيشة والجوزة أنه يتولد عنه أضداد ذلك من تخدير البدن وفتوره ومن طول السكوت والنوم وعدم الحمية.
وبقولي من شأن فيهما يعلم رد ما أورده الزركشي على القرافي من أن بعض شربة الخمر يوجد فيه ما ذكر في نحو الحشيشة وبعض أكلة نحو الحشيشة يوجد فيه ما ذكر من الخمر ووجه الرد أن ما نيط بالمظنة لا يؤثر فيه خروج بعض الأفراد كما أن القصر في السفر لما نيط بمظنة المشقة جاز وإن لم توجد المشقة في كثير من جزئياته فاتضح بذلك أنه لا خلاف بين من عبر في نحو الحشيشة بالإسكار ومن عبر بالتخدير والإفساد والمراد به إفساد خاص هو ما سبق.
فاندفع به قول الزركشي أن التعبير به يشمل الجنون والإغماء لأنهما مفسدان للعقل أيضا فظهر بما تقرر صحة قول الفقيه المذكور في السؤال إنها مخدرة وبطلان قول من نازعه في ذلك لكن إن كان لجهله عذر وبعد أن يطلع على ما ذكرناه عن العلماء متى زعم حلها , أو عدم تخديرها وإسكارها يعزر التعزير البليغ الزاجر له ولأمثاله بل قال ابن تيمية وأقره أهل مذهبه من زعم حل الحشيشة كفر فليحذر الإنسان من الوقوع في هذه الورطة عند أئمة هذا المذهب المعظم وعجيب ممن خاطر باستعمال الجوزة مع علمه بما ذكرناه فيها من المفاسد والإثم لأغراضه الفاسدة على تلك الأغراض التي يحصل جميعها بغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد صرح رئيس الأطباء ابن سينا في قانونه بأنه يقوم مقامها وزنها ونصف وزنها من السنبل فمن كان يستعمل منها قدرا ما ثم استعمل وزنه ونصف وزنه من السنبل حصلت له جميع أغراضه مع السلامة عن الإثم والتعرض لعقاب الله سبحانه وتعالى على أن فيها بعض مضار بالرئة ذكرها بعض الأطباء وقد خلي السنبل عن تلك المضار وقد حصل به مقصودها وزاد عليها بالسلامة من مضارها الدنيوية والأخروية والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب ا هـ الفتاوى الفقهية 4/ 229 الزواجر عن اقتراف الكبائر 1/ 354 قال الطحطاوي رحمه الله تعالى " وصرح ابن حجر المكي بتحريم جوزة الطيب بإجماع الأئمة الأربعة ا هـ، ولعل حكاية الإجماع محمولة على حالة السكر " ا. هـ حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح 1/ 363 وانظر حاشية البجيرمي على الخطيب 1/ 104 سبل السلام 2/ 451 وجاء في حاشية ابن عابدين:
" ومثل الحشيشة في الحرمة جوزة الطيب فقد أفتى كثير من علماء الشافعية بحرمتها , وممن صرح بذلك منهم ابن حجر نزيل مكة في فتاواه والشيخ كمال الدين بن أبي شريف في رسالة وضعها في ذلك , وأفتى بحرمتها الأقصراوي من أصحابنا , وقفت على ذلك بخطه الشريف لكن قال حرمتها دون حرمة الحشيش , والله أعلم ا هـ حاشية ابن عابدين 6/ 458 عون المعبود 10/ 96
وقد رخص بعض العلماء باستخدام القليل منها مما لا يضر استخدامه قال ابن فرحون: وأما العقاقير الهندية فإن أكلت لما تؤكل له الحشيشة امتنع أكلها , وإن أكلت للهضم وغيره من المنافع لم تحرم ولا يحرم منها إلا ما أفسد العقل وذكر قبل هذا أن الجوزة وكثير الزعفران والبنج والسيكران من المفسدات , قليلها جائز وحكمها الطهارة وقال البرزلي أجاز بعض أئمتنا أكل القليل من جوزة الطيب لتسخين الدماغ واشترط بعضهم أن تختلط مع الأدوية , والصواب العموم ا. هـ مواهب الجليل 1/ 90 وانظر شرح مختصر خليل للخرشي 1/ 84 وسئل الشيخ الرملي رحمه الله تعالى عن أكل جوز الطيب هل يجوز أو لا؟ (فأجاب) نعم يجوز إن كان قليلا , ويحرم إن كان كثيرا.ا. هـ فتاوى الرملي 4/ 71
وقال الطيب آبادي رحمه الله تعالى " وأما الجوز الطيب والبسباسة والعود الهندي فهذه كلها ليس فيها سكر أيضاً وإنما في بعضها التفتير، وفي بعضها التخدير، ولا ريب أن كل ما أسكر كثيره فقليله حرام سواء كان مفرداً أو مختلطاً بغيره، وسواء كان يقوى على الإسكار بعد الخلط أو لا يقوى، فكل هذه الأشياء الستة ليس من جنس المسكرات قطعاً بل بعضها ليس من جنس المفترات ولا المخدرات على التحقيق، وإنما بعضها من جنس المفترات على رأي البعض ومن جنس المضار على رأي البعض، فلا يحرم قليله سواء يؤكل مفرداً أو يستهلك في الطعام أو في الأدوية.
نعم أن يؤكل المقدار الزائد الذي يحصل به التفتير لا يجوز أكله لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كل مفتر ولم يقل إن كل ما أفتر كثيره فقليله حرام.
فنقول على الوجه الذي قاله صلى الله عليه وسلم ولا نحدث من قبلي شيئاً، فالتحريم للتفتير لا لنفس المفتر فيجوز قليله الذي لا يفتر ا. هـ عون المعبود 10/ 118
وعلى كل حال فإن ثبت أن هذه الجوزة تشتمل على مواد مسكرة أو مفترة وهذا يقرره أهل الاختصاص فإنها محرمة لحديث أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قالت: نهى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن كل مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ.
رواه أبو داود (3686) بسند حسنه الحافظ في الفتح 10/ 44 وصححه المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير 2/ 475
وعن جَابِرِ بن عبد اللَّهِ رضي الله عنهما قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (ما أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ) رواه أحمد
(14744) وأبو داود (3681)
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أنهاكم عن قليل ما أسكر كثيره) رواه النسائي (5608) وأبو يعلى (694) وصححه ابن حبان (5370)
لذا فالذي ينبغي ترك هذه المادة حتى ثبوت خلوها مما ذكرته فعن النُّعْمَانِ بن بَشِيرٍ رضي الله عنه قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:
(إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ من الناس فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ في الشُّبُهَاتِ وَقَعَ في الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فيه) رواه البخاري (1946) ومسلم (1599) واللفظ له
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
حرر في 7/ 6/1427هـ
المرجع: صفحة الشيخ نايف الحمد على موقع صيد الفوائد(/)
التدخين والوضوء
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 08:09]ـ
والدي يكثر من شرب الدخان ليصل معدل شربه له إلى عبوتين وصف العبوة في اليوم الواحد
وإذا نادى المنادي للصلاة - وكان والدي على وضوء - أراه يسارع للمضمضة فقط.علما بأنني حاولت إقناعه بتركه لكنه يأبى ذلك وأرى أنه يزداد تعلقا به كلما قدمت له النصيحة
سؤالي هو ماحكم ذلك؛ أي المضمضة فقط دون إعادة الوضوء (بعد شرب الدخان) والذهاب لأداء الصلاة؟
ملحوظة: أرجو أن تدعوا لوالدي أن يعينه الله جل وعلا على تركه فهو يبلغ الستين من العمر وأخشى عليه والله
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 01:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة
لا أرى بأسا فيما يفعله والدك
فالتدخين ليس من نواقض الوضوء لهذا لايحتاج اليه المدخن و لو دخن الف علبة و لو صلى حتى بدون المضمضه فليس في صلاته شيء
أما المضمضة قبل الصلاة فتستحب لازالة الرائحة الباقية من اثر التدخين لأن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه ابن ادم و هذا في صلاة الجماعه
و لعل في هذه الفتوى فائدة
موضوع الفتوى حكم منع المدخن من حضور الصلاة كآكل الثوم
السؤال س: علمت بأن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قد نهى من أكل منا ثومًا أو بصلا أن يقرب المصلين في جماعة المسجد، وذلك حسب علمي حتى لا يؤذي الملائكة والمصلين، فما رأى سماحتكم فيمن امتلأت رئتاه برائحة الدخان، حتى ولو أنه لم يشربه قبل قدومه للصلاة في المسجد، والمعروف أن راحة الدخان كريهة، وأنا أقول لك: إنها تزعجني في صلاتي بجانب صاحب هذه الرائحة، والنهي جاء في الحلال (الثوم والبصل)، فما الحكم في الدخان وهو محرم، هل ينطبق الحديث على شاربه؟
الاجابة إن النهي عن قرب المسجد لمن أكل ثومًا أو بصلا ونحوه هو نهي عن أكل هذه البقول المستكرهة؛ ولذلك ترك الصحابة أكل الثوم ونحوه، وقالوا: لا خير في مطعوم يحول بيننا وبين الصلاة في المسجد، وبعضهم صار يأكله في الوقت الذي ليس بعده صلاة قريبة كالعشاء والفجر، بحيث يذهب ريحه قبل دخول الوقت الثاني، فأما المدخن في هذه الأزمنة فإنه يتمنى أن يمنع من المسجد، ويفرح إذا قيل له: لا تقرب المسجد بعد التدخين قائلا: إني لا أقدر على تركه، فإما أن أتعاطاه وأحضر الصلاة وإما أن أترك الصلاة، فنقول له: خفف منه، واحرص على أن لا تشربه قرب الوقت حتى لا تؤذي غيرك ولا تتوسط الصف، مع توصية المدخن بالإقلاع عنه كليًا، فهو مرض عضال لا خير فيه، وتركه سهل يسير على من يسره الله - تعالى- عليه. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 01:40]ـ
جزاك الله كل الخير أخي الكريم محمد الجروان يا رعاك الله
وهل نستطيع قياس ذلك على المحرم
بمعنى أنه لا شيء فيه في حال شربه بعد الإحرام لأداء مناسك العمرة - أي أنه لا يبطل
الإحرام؟!
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 02:34]ـ
جزاك الله كل الخير أخي الكريم محمد الجروان يا رعاك الله
وهل نستطيع قياس ذلك على المحرم
بمعنى أنه لا شيء فيه في حال شربه بعد الإحرام لأداء مناسك العمرة - أي أنه لا يبطل
الإحرام؟!
أختي الفاضلة بغض النظر عن حكم التدخين ذاته
أهل الفقه ذكروا نواقض الاحرام و لم يذكروا من بينها الدخان فيما أعلم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 03:10]ـ
أختي الفاضلة بغض النظر عن حكم التدخين ذاته
أهل الفقه ذكروا نواقض الاحرام و لم يذكروا من بينها الدخان فيما أعلم
هو يفسد العمرة أو الحج على مذهب من يرى بطلانهما بالمعصية.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 03:49]ـ
هو يفسد العمرة أو الحج على مذهب من يرى بطلانهما بالمعصية.
جزاك الله خيرا أخي أبا محمد
هل تفضلت علينا بذكر من من العلماء الذييقول بهذا القول
و هل كل معصية و إن صغرت تبطل بها العمرة او الحج
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 05:14]ـ
سبحان الله لقد أردت أن أطرح السؤال نفسه على الأخ الكريم أبي محمد العمري
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 08:32]ـ
المحلى
850 - مسألة: وكل من تعمد معصية أي معصية كانت وهو ذاكر لحجه مذ يحرم إلى أن يتم طوافه بالبيت للإفاضة ويرمي الجمرة فقد بطل حجه; فإن أتاها ناسيا لها, أو ناسيا لاحرامه ودخوله في الحج أو العمرة: فلا شيء عليه في نسيانها, وحجه وعمرته تامان في نسيانه كونه فيهما, وذلك لقول الله تعالى: {فمن فرض فيهن الحج فلا رفث، ولا فسوق، ولا جدال في الحج}، فكان من شرط الله تعالى في الحج براءته من الرفث والفسوق, فمن لم يتبرأ منهما فلم يحج كما أمر, ومن لم يحج كما أمر فلا حج له وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة".
ومن عجائب الدنيا إبطالهم الحج بتقبيله امرأته المباحة له فيمني ولم ينهه الله تعالى قط، عن هذا; ثم لا يبطلونه بالفسوق من قتل النفس المحرمة, وترك الصلاة, وسائر الفسوق إن هذا لعجب
وأعجب من ذلك إبطال أبي حنيفة الحج بوطء الرجل امرأته ناسيا لاحرامه وقد صح أن الله تعالى لا يؤاخذ بالنسيان, قال تعالى: {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم} ثم لا يبطل الحج بتعمد القصد إلى أن يلوط في إحرامه أو يلاط به, فهل في الفضائح والقبائح أكثر من هذه المصيبة وأعجب شيء دعواهم الإجماع على هذا، ولا سبيل إلى أن يأتوا برواية، عن أحد من الصحابة، رضي الله عنهم،.
...
851 - مسألة: فإن أمكنه تجديد الإحرام فليفعل ويحج أو يعتمر وقد أدى فرضه لإن إحرامه الأول قد بطل وأفسده, والتمادي عليه لا يجوز لقول الله تعالى: {إن الله لا يصلح عمل المفسدين}. وقال الأوزاعي: في سباب المحرم دم; وهم يجعلون الدم فيما لا يكره فيه من المبيت في غير منى وغير ذلك، ولا يجعلونه في السباب للمحرم في الحج.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 10:08]ـ
ابن حزم - رحمه الله - عنده مبالغة في ابطال العبادات ومن ذلك
(- مسألة: ولا يحل للمرأة إذا شهدت المسجد أن تمس طيبا , فإن فعلت بطلت صلاتها ; سواء في ذلك الجمعة , والعتمة , والعيد , وغير ذلك من جميع الصلوات)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:17]ـ
بل هي تطبيق للأدلة والأصول التى يعتقدها بكل إخلاص وتجرد دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 07:07]ـ
ابن حزم - رحمه الله - عنده مبالغة في ابطال العبادات ومن ذلك
(- مسألة: ولا يحل للمرأة إذا شهدت المسجد أن تمس طيبا , فإن فعلت بطلت صلاتها ; سواء في ذلك الجمعة , والعتمة , والعيد , وغير ذلك من جميع الصلوات)
ووالإمام المبجل عميد مدرسة النص أحمد ين حنبل رضى الله عنه له أيضاً: بطلان صلاة الرجل في الأرض المغصوبة.
وله ما يشبهها ولا يحضرنى الآن.
ـ[الواحدي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 10:44]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
هل التلبُّس بالمعصية يبطل الطاعة؟
وإذا كان الجواب بالإيجاب؛ هل هو على إطلاقه؟ أم فيه تفصيل؟ وما هي ضوابط ذلك؟
جوزيتم خيرًا.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 12:34]ـ
سأذكر ما أعلمه على سبيل المدارسة ...
المعصية: هي مخالفة الأمر أو النهي أو الإتيان بأحدهما بارتكاب مخالفة لأمر أو نهي آخر فكلها مخالفة وكلها معصية.
الصلاة في الأرض المغصوبة؟ و الوضوء من الماء المسروق؟ والصلاة يثوب من الحرير؟ والثوم في صلاة المنفرد والجماعة؟
كلها مرتبطة بمعصية دخلت في ماهية أو في شرط الطاعة.
الأمر ببساطة: هو أن هناك من يرى أن الإجزاء متعلق بتحقيق ظاهر الأمر والنهي وبعضهم يرى أنه متعلق بمراد الله عز وجل.
من جعله متعلق بظاهر أمر الله ونهيه له أدلته وهي واضحة صريحة في أن البلاغ متعلق بنقل كلام الله ورسوله إلى من يفهمه بمجرد سماعه وأن هذا بلاغ يترتب عليه صفة الكفر والإيمان ولهذا بعث كل نبي بلسان قومه ليبين لهم ولم يترك الله عز وجل البيان لأحد من بعد النبي ليبين شيئا كان ينبغي تبيينه غير أن العلماء يدحرون جديد الشبه و يوفقون بين الشريعة وحادثات النوازل.
أما من ربط الإجزاء بمراد الله فهو غير ضامن للإجزاء لأنه لا يعلم هل أصاب مراد الله ورسوله أم لم يصب؟!!. مثال ذلك: من قال أن " لا صلاة بحضرة الطعام " محمول على الكراهة وأنها تصح وإن خالف!!! لأن مراد الله عز وجل هو الخشوع في الصلاة وليس زوال الخشوع من نواقض الصلاة! بينما من أخذ بظاهر الأمر قال من خالف بطلت صلاته! وهذا أرجى لاطمئنان النفس من مخالفة الله مع عدم وجود المعارض!.
استشهد من قال ببطلان الطاعة بدخول المعصية بحديث " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " وقالوا: من قال أن رسول الله أمرنا بسرقة الماء كي نتوضأ به أو بالصلاة بثوب الحرير بل قد أمرنا باجتناب ذلك فنحن على غير أمر الله ورسوله فعملنا مردود لا ريب! وهذا هو المتجه إن قلنا بأن الاسلام هو الاستسلام والطاعة فحتى لو غسل الماء ونظف الجسد فهو ليس كأي ماء بل هو حرام
ومن استجمر بالعظم وان طهر المكان فهو قد استجمر بحرام وقد ثبت عن ربنا أنه قال " و ما ذبح على النصب " وهل الذبح الا قطع الأوداج و فري الأغناق وبعدها تصبح الدابة لحماً يطبخ ويؤكل و ينتفع الجسد به فما علاقة هضم الجسد للحم والانتفاع به بكونه مذبوحاً على النصب أو على ذكر الله!!! هل سيخيس اللحم؟ هل سيصبح روثا أو عذرة؟ لا ... سيبقى لحما ً ... وما الفرق بين ذبيحة الكتابي والمشرك!؟ فكلها ذبائح.
فلماذا تحرم هذه وتحل تلك لمجرد وصف قائم في الرجل الذي ذبحها؟! أو لمجرد اختلاف في مناسبة ذبحها فهذه لله وهذه للنصب؟!!. لماذا نقبل فساد الماديات " مثل اللحم " بسبب المعنويات " مثل الكفر " و لا نقبل فساد الماء بالسرقة وما أشبه ذلك؟. تجد بعض الفقهاء يفسد الماديات بالمعنويات في موضع ولا يفسدها في موضع آخر! ... يبطل الوضوء بالماء المسروق ثم يجيز الذبح بسكين مسروقة ... وأين الدليل على كل ذلك؟ بل حتى أين القياس؟ اذا كان النبي جعل من شروط الذكاة الشرعية ان لا تذبح بظفر ولا عظم فكيف بمن يذبح بمغصوب؟
((للأمانة: بعض الأمثلة التى ذكرتها منقولة عن بعض الأخوة))
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 11:11]ـ
من اعجب ماسمعت من بعض المشايخ استدلاله على الوضوء من الدخان باحاديث الوضوء مما مست النار
قلت منها حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال توضئوا مما مست النار
ـ[أبو عبدالله اليماني]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 09:37]ـ
من اعجب ماسمعت من بعض المشايخ استدلاله على الوضوء من الدخان باحاديث الوضوء مما مست النار
قلت منها حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال توضئوا مما مست النار
عجيب هذا الاستدلال!
طيب هو لا يقول بأنّ الحديث منسوخ.(/)
وصية الشيخ-الالباني رحمه الله-التي كتبها لاهله واصدقائه وكل من احبه في الله تعالى وله
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 08:45]ـ
-أوصي زوجتي وأولادي وأصدقائي وكل محب لي إذا بلغه وفاتي أن يدعو لي بالمغفرة والرحمة-أولا-وألا يبكون علي نياحة أو بصوت مرفوع.
ثانيا: أن يعجلوا بدفني, ولا يخبروا من أقاربي وإخواني إلا بقدر ما يحصل بهم واجب تجهيزي, وأن يتولى غسلي (عزت خضر أبو عبد الله) جاري وصديقي المخلص, ومن يختاره هو لاعانته على ذلك.
وثالثا: اختيار الدفن في أقرب مكان, لكي لا يضطر من حمل جنازتي إلى وضعها في السيارة, والبتالي يركب المشيعون سيارتهم. وأن يكون القبر في مقبرة قديمة يغلب على الظن أنها سوف لا تنبش ...
وعلى من كان في البلد الذي أموت فيه ألا يخبروا من كان خارجها من أولادي-فضلا عن غيرهم- إلا بعد تشييعي, حتى لا تتغلب العواطف, وتعمل عملها, فيكون ذلك سببا لتأخر جنازتي.
سائلا المولى أن ألقاه وقد غفر لي ذنبي ما قدمت وما أخرت ...
وأوصي بمكتبتي-كلها- سواء ما كان منها مطبوعا, أو تصويرا أو مخطوطا -بخطي أو بخط غيري- لمكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة, لإن لي فيها ذكريات حسنة في الدعوة للكتاب والسنة, وعلى منهج السلف الصالح- يوم كنت مدرسا فيها راجيا من الله-تعالى- أن ينفع بها روادها كما نفع بصاحبها- يومئذ- طلابها, وأن ينفعني بهم وبإخلاصهم ودعواتهم.
(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين).
27 جمادي الأولى 1410 هه
وكتب
الفقير إلى رحمة ربه
محمد ناصر الدين الألباني
# من كتاب الذب الأحمد عن مسند ((الامام أحمد)) -تأليف: محمد ناصر الدين الألباني- بطلب من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز-رحمهم الله تعالى- صفحة (30).
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 05:47]ـ
قرأتها بخط يده؛ فلم أملك دمعتي
رحم الله ذلك الرجل.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 02:14]ـ
شكرا لك .... بارك الله فيك ...
ـ[عبده شايب]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 12:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رحم الله الشيخ الجليل واسكنه فسيح جنته ورحمنا معه بعفوه وكرمه انه ولي ذلك والقادر علية
ـ[طالبة الفردس]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 01:54]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
رحم الله الشيخ وأسكنه الفردوس لأعلى
ـ[عبدربه العامري]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 09:48]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
ونسأل الله أن يوجد لنا في الأمة من أمثاله
اللهم آمين
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[14 - Apr-2009, مساء 06:53]ـ
رحم الله الامام الالباني واسكنه فسيح جناته ..
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[14 - Apr-2009, مساء 10:21]ـ
والله قراتها فاقشعر جسدي رحمك الله يا محدث العصر واسكنك الفردوس الاعلى
ـ[محمد الليبي]ــــــــ[15 - Apr-2009, صباحاً 12:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين)
امين امين امين
ـ[القضاعي]ــــــــ[15 - Apr-2009, مساء 01:35]ـ
رحمه الله وغفر له
فقد أحيا من السنة ما استطاع حياً وميتاً.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[15 - Apr-2009, مساء 01:58]ـ
بارك الله فيكم أخي عبد الرزاق، ورحم الله تعالى العلامة الألباني.(/)
دليل على أنّ آل محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- تحل لهم صدقة التطوع ..
ـ[حمد]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 09:12]ـ
صحيح ابن خزيمة ج4/ص61
(76) باب ذكر الدلائل الأخرى على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله: (إن الصدقة لا تحل لآل محمد) صدقة الفريضة دون صدقة التطوع (2353) قال أبو بكر: في خبر عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا نورث ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال) فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن لآله أن يأكلوا من صدقته؛ إذ كانت صدقته ليست من الصدقة المفروضة.
ـ[حمد]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 10:35]ـ
حقيقةً في هذا الاستدلال نظر.
لأنّه يصح أن يكون معنى الحديث: (إنما يأكل آل محمد من هذا المال) أي: أنّ ما يأكلونه مستثنى مما يكون صدقة.
# لكن هل حديث أخْذ الحسن بن علي للتمرة فقال له رسول الله: (أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة) يدل على تحريم عموم الصدقة عليهم؟
لا؛ لأنّ الحديث هنا ورد لحادثة في الصدقة المفروضة.
فتحمل (ال) على العهد.(/)
ما الطريقة المثلى للتفقه في الدين وتعلم العلوم الشرعية والحفظ?
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 09:33]ـ
لكم تتوق النفس للتفقه في الدين وتعلم العلوم الشرعية التي نفتقد تعليمها هنا في بلدي بل أصبح العلم الدنيوي هو جل الغاية من الدراسة دون الاهتمام بالأحكام الشرعية والتي أصبحت مهمّشة فأصبحنا في مجتمعنا في حال مزرية لا يعلمها إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أخوتي وأخواتي في الله العظيم:
فوالله ما سجلت في هذا المنتدى إلا رغبة مني صادقة لتعلم العلوم الشرعية والتفقه في الدين
- كيف هو السبيل لتحقيق ذلك؟ وهناك رجاء آخر كيف هو السبيل لحفظ كتاب الله فأنا أحاول حفظه ولكنه يتفلت مني فأعيد كرّة الحفظ من جديد وكأنني أحفظ لأول مرة
هلّا أعنتموني على ذلك وهلّا ساعدتم أخيتكم في الوصول إلى حوض العلم الذي ترتجي لتطفيء منه ظمأها الذي طال أعينوني أعانكم الله وأرجو منكم أخوتي أن تشملوني بصالح دعائكم فلا يوجد غيركم بعد الله أرجوه
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 02:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة
بالنسبة للحفظ لا أجد لك أفضل من تقليل المحفوظ و كثرة التكرار و هو ما يسمونه بطريقة الشناقطة و لا تيأسي و عليك بكثرة الدعاء و التضرع لله سبحانه و تعالى
و لعلك تعرفين شيخنا العلامه سليمان العلوان حفظه الله و الذي هو اية في الحفظ ذكر احد الاخوة في هذا المنتدى نقلا عن احد الأفاضل سر تمكنه من الحفظ و هذا ما قاله نقلا عن الشيخ ناصر العمر
زرت الشيخ: ناصر العمر حفظه الله تعالى وجرى الحديث عن المشائخ وذكر لي الشيخ سليمان
العلوان وقال لي بأنه إمام جهبذ ويقول أقرأ له فتاوى في الإنترنت ماشاء الله تبارك الله
ويقول حدثني أحد طلبة العلم عن الشيخ العلوان يقول عندما كنا في المسجد كان الشيخ العلوان
إذا أستصعب عليه شي يذهب ثم يعود وقد حفظ يقول لاحظت أنه يكرر هذه أكثر من مره فأخذت
أترقب الشيخ سليمان أين يذهب واكتشفت انه يذهب عند أحدى السوراى في المسجد ويصلي
ركعتين ويبكي ويلح على الله في الدعاء يقول اللهم يا مفهم سليمان فهمني ويامعلم داوود
علمني ويبكي الشيخ سليمان ثم يقراء ويحفظ ثم يأتي ويسمع,
يقول الشيخ ناصر وهذا الذي يبدؤ لي والله أعلم هو السر في تمكن الشيخ.
فتأملي
بالنسبة لبقية الموضوع هل تريدين أخية ان أكتب منهجا في الطلب وهو المنهج الذي أعمل به و لعل بعض الأخوه يزيدنا
ـ[أم البشرى]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 04:20]ـ
بالنسبة لبقية الموضوع هل تريدين أخية ان أكتب منهجا في الطلب وهو المنهج الذي أعمل به و لعل بعض الأخوه يزيدنا
لعلك تفعل اخي الفاضل ونكون لك من الشاكرين
في الانتظار ان شاء الله
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 05:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبذا ذلك أخي الكريم محمد الجروان وسأكون لك من الممتنين والشاكرين ما حييت
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 09:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا المنهج يعتمد على مجموعه من الكتب و الأشرطة و التي تنقسم إلى قسمين الأولى تكون هي الأساس في الدراسة و الثانية تكون مساعدة لمزيد من الاستفادة من المتن الذي تتم دراسته
بعد قراءة الشرح المعتمد و المساعد و سماع الأشرطة تنقل الفوائدة من الكتاب المساعد و الشرح الصوتي على حاشية الكتاب الأساس
مع ملاحظة انه يمكن الكتفاء بالكتاب الاساسي مع الشرح الصوتي
بالنسبة لحفظ المتون في هذه المرحله لا أنصح به و ليكن الحفظ لمتون المرحلة الثانية لشموليتها و هو عندي اولى باستثناء الحديث و القران
و تنقسم مراحل الدراسة الى ثلاث مراحل رئيسية:
الأولى
في العقيدة
المتون 1 - الأصول الثلاثة الكتاب المعتمد هو شرح الأصول الثلاثة لابن عثيمين رحمه الله و الكتاب المساعد هو تيسير الوصول شرح ثلاثة الاصول للشيخ عبد المحسن القاسم
و الشرح الصوتي للشيخ صالح ال الشيخ
2 - لمعة الاعتقاد الكتاب المعتمد شرح لمعة الاعتقاد للشيخ ابن عثيمين رحمه الله (حبذا قراءة شرح الشيخ عبدالعزيز الراجحي للقواعد التي في مقدمة الشيخ ابن عثيمين) و الكتاب المساعد هو الارشاد شرح لمعة الاعتقاد للشيخ عبدالله الجبرين حفظه الله و الشرح الصوتي للشيخ صالح ال الشيخ
(يُتْبَعُ)
(/)
يفضل قراءة كتاب الشيخ صالح الفوزان (الارشاد الى صحيح الاعتقاد)
في الفقه
متن عمدة الفقه الكتاب الاساسي العدة شرح العمدة و المساعد وبل الغمامه للطيار و الشرح الصوتي للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي (و لو كان الشرح الصوتي للشيخ يوسف الاحمد كاملا لقدمته على شرح الشيخ الشنقيطي)
متن عمدة الأحكام الكتاب الأساسي تيسير العلام شرح عمدة الأحكام للبسام و المساعد رغم صعوبته لكن لا مانع من قرائته هو الاحكام شرح عمدة الاحكام لابن دقيق العيد و الشرح الصوتي للشنقيطي
و يمكن قراءة (كتاب الملخص الفقهي للشيخ الفوزان أو منهاج المسلم للجزائري لتكوين فكره عن مسائل الفقه)
التفسير
قراءة تفسير السعدي و المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير مع الاستماع لتأملات قرانيه للشيخ المغامسي
في الحديث
الأربعين النووية مع تكملتها لابن رجب الكتاب الاساسي شرح ابن عثيمين رحمه الله و المساعد جامع العلوم و الحكم رغم بعض الصعوبة فيه مع شرح صالح ال الشيخ الصوتي (في هذه المرحلة يجب ان تحفظ الاربعين و ما يمكن من عمدة الاحكام)
في المصطلح
نخبة الفكر لابن حجر
الكتاب الاساسي نزهة النظر لابن حجر رحمه الله مع شرح النخبه للشيخ عبدالكريم الخضير و يمكن أن يكتفى باأحدهما عن الاخر
في أصول الفقه
نظم الورقات مع شرحه لابن عثيمين رحمه الله و الكتاب المساعد شرح الورقات للفوزان
في أصول التفسير
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية رحمه الله للطيار ككتاب اساسي مع شرح ابن عثيمين رحمه الله ككتاب مساعد و شرح الصوتي صالح ال الشيخ للمقدمة
في النحو
متن الاجرومية الكتاب هو مجموع شروح الاجرومية طبعة دار ابن الجوزي القاهرة و تحتوي على شرح ابن عثيمين رحمه الله مع شرح اخر لشيخ مصري لا يحضرني اسمه الان و الكتاب ليس في متناولي الان و ان شاء الله ساتي به
يتبع باذن الله
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 09:54]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم فسأبدأ بمشيئة الله تعالى منذ الغد في الأصول الثلاثة
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 10:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .... أما بعد ...
ممكن تراجعين هذا الرابط؛ فقد سبق وطرح هذا الموضوع
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27030
ـ[أبو مساعد]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 12:27]ـ
لا تنسي أختي بارك الله فيك ....
الثبات والاستمرار على ذلك وسؤال الله الإعانة والتوفيق والسداد .....
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:24]ـ
جزاكم الله خيرا أخوتي الكرام وأسأل الله العظيم ذو العرش المجيد الفعّال لما يريد أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم ويثقلها لينفعكم به يوم لا ينفع مال ولا بنون
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 01:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا المنهج يعتمد على مجموعه من الكتب و الأشرطة و التي تنقسم إلى قسمين الأولى تكون هي الأساس في الدراسة و الثانية تكون مساعدة لمزيد من الاستفادة من المتن الذي تتم دراسته
بعد قراءة الشرح المعتمد و المساعد و سماع الأشرطة تنقل الفوائدة من الكتاب المساعد و الشرح الصوتي على حاشية الكتاب الأساس
مع ملاحظة انه يمكن الكتفاء بالكتاب الاساسي مع الشرح الصوتي
بالنسبة لحفظ المتون في هذه المرحله لا أنصح به و ليكن الحفظ لمتون المرحلة الثانية لشموليتها و هو عندي اولى باستثناء الحديث و القران
و تنقسم مراحل الدراسة الى ثلاث مراحل رئيسية:
الأولى
في العقيدة
المتون 1 - الأصول الثلاثة الكتاب المعتمد هو شرح الأصول الثلاثة لابن عثيمين رحمه الله و الكتاب المساعد هو تيسير الوصول شرح ثلاثة الاصول للشيخ عبد المحسن القاسم
و الشرح الصوتي للشيخ صالح ال الشيخ
2 - لمعة الاعتقاد الكتاب المعتمد شرح لمعة الاعتقاد للشيخ ابن عثيمين رحمه الله (حبذا قراءة شرح الشيخ عبدالعزيز الراجحي للقواعد التي في مقدمة الشيخ ابن عثيمين) و الكتاب المساعد هو الارشاد شرح لمعة الاعتقاد للشيخ عبدالله الجبرين حفظه الله و الشرح الصوتي للشيخ صالح ال الشيخ
يفضل قراءة كتاب الشيخ صالح الفوزان (الارشاد الى صحيح الاعتقاد)
في الفقه
(يُتْبَعُ)
(/)
متن عمدة الفقه الكتاب الاساسي العدة شرح العمدة و المساعد وبل الغمامه للطيار و الشرح الصوتي للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي (و لو كان الشرح الصوتي للشيخ يوسف الاحمد كاملا لقدمته على شرح الشيخ الشنقيطي)
متن عمدة الأحكام الكتاب الأساسي تيسير العلام شرح عمدة الأحكام للبسام و المساعد رغم صعوبته لكن لا مانع من قرائته هو الاحكام شرح عمدة الاحكام لابن دقيق العيد و الشرح الصوتي للشنقيطي
و يمكن قراءة (كتاب الملخص الفقهي للشيخ الفوزان أو منهاج المسلم للجزائري لتكوين فكره عن مسائل الفقه)
التفسير
قراءة تفسير السعدي و المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير مع الاستماع لتأملات قرانيه للشيخ المغامسي
في الحديث
الأربعين النووية مع تكملتها لابن رجب الكتاب الاساسي شرح ابن عثيمين رحمه الله و المساعد جامع العلوم و الحكم رغم بعض الصعوبة فيه مع شرح صالح ال الشيخ الصوتي (في هذه المرحلة يجب ان تحفظ الاربعين و ما يمكن من عمدة الاحكام)
في المصطلح
نخبة الفكر لابن حجر
الكتاب الاساسي نزهة النظر لابن حجر رحمه الله مع شرح النخبه للشيخ عبدالكريم الخضير و يمكن أن يكتفى باأحدهما عن الاخر
في أصول الفقه
نظم الورقات مع شرحه لابن عثيمين رحمه الله و الكتاب المساعد شرح الورقات للفوزان
في أصول التفسير
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية رحمه الله للطيار ككتاب اساسي مع شرح ابن عثيمين رحمه الله ككتاب مساعد و شرح الصوتي صالح ال الشيخ للمقدمة
في النحو
متن الاجرومية الكتاب هو مجموع شروح الاجرومية طبعة دار ابن الجوزي القاهرة و تحتوي على شرح ابن عثيمين رحمه الله مع شرح اخر لشيخ مصري لا يحضرني اسمه الان و الكتاب ليس في متناولي الان و ان شاء الله ساتي به
يتبع باذن الله
بارك الله فيك ياشيخ محمد ..
لكن أوصيكِ أختي بالاستمرار .. و الاستمرار يتطلب منك بعد الاستعانة بالله أن تتواصلي مع إحدى الشيخات _إن وُجدت _ أو تتواصلي مع أحد المشائخ عندكم (اعرضي عليه أولاً جدول الشيخ محمد الجروان فإن وافق عليه فقومي بترتيب المهام في جدول شهري و أرسليه للشيخ واجعلي خانه للمتابعة و هكذا كل شهر و إن أراد أن يغير المنهجية لمايراه مناسباً لكِ فأطيعي أمره ورتبي الجدول على الطريقة السابقة.
وإذ طرأ عليكِ اي إشكال فسأليه فإن من علامات حرمان العلم ترك السؤال.)
هذه طريقة جيده و ضعتها لكِ و لغيركِ ..
لكن يأختي تنبهي من أمر جد خطير .. إن كان المتابع شيخاً .. فاحذري أن تتكلمي معه لغير حاجة وإن كان كبيرًا في السن .. كوني حذره .. فهو أجنبي عنكِ وإن كان شيخكِ أوكما يقال الأب العلمي أو الروحي ..
محبتك: طالبة العلم ..
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 02:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .... أما بعد ...
الأفضل لها ان تشارك في (معهد أفاق التيسير للعلوم الشرعية)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27030
ـ[أقدار]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 06:19]ـ
و لو كان الشرح الصوتي للشيخ يوسف الاحمد كاملا لقدمته على شرح الشيخ الشنقيطي)
هنا اضع عشرات علامات الاستفهام .... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ماهكذا تورد الابل ياهذا ...... !!!!!!!!!!
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 07:02]ـ
و لو كان الشرح الصوتي للشيخ يوسف الاحمد كاملا لقدمته على شرح الشيخ الشنقيطي)
هنا اضع عشرات علامات الاستفهام .... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ماهكذا تورد الابل ياهذا ...... !!!!!!!!!!
يا أخي أو أختي
لمن سمع و قارن بين الشرحين سوف يجد أن شرح الشيخ يوسف الاحمد حفظه الله أفضل من ناحية ملائمته للمبتدئ خاصةً حيث يتميز بترتيبه و سهولته
أما شرح الشيخ الشنقيطي فبالنسبة للمبتدئ هناك بعض الصعوبه
ـ[راجية الفردوس الأعلى]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 02:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله اختي راجية عفو ربها
سبحان الله كأنك تكتبين مافي خاطري، نسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، ويفتح علينا وعليكم فتوح العارفين.
تذكري ابن تيمية رحمه الله وهو العالم الجهبذ، كان كلما أراد أن يكتب في مسألة، يتضرع الى الله مرات ومرات، ويمرغ وجهه بالتراب تذللا لله وطلبا من الفتاح ان يفتح عليه، فما بالك بنحن الضعفاء قليلي الهمة، أسأل الله أن يعلي هممنا.(/)
تأصيل فقهي لحكم تولي المرأة للإدارات النسائية الفرعية العامة (د. سعد مطر العتيبي)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 12:10]ـ
تأصيل فقهي لحكم تولي المرأة للإدارات النسائية الفرعية العامة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء سيد ولد آدم أجمعين .. أما بعد
فهذه ورقة عمل في موضوع تأصيل تولي المرأة للإدارة في مجتمع العمل النسائي.
مدخل:
الأصل أنّ نصوص القرآن والسنة تخاطب الرجل والمرأة على السواء، فالمرأة كالرجل في الأحكام الشرعية إلا ما دلّ الدليل على تخصيصه بأحدهما.
ومما يدل على أصل التساوي في الأحكام الشرعية، قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ " [1].
ومما يدل على ثبوت تخصيص كل من الجنسين بأحكام ينفرد بها عن الآخر: النصوص الشرعية الواردة في بيان هذه الأحكام؛ فمن الأمور المقرّرة في الشرع الحنيف أنَّ لكل من الجنسين أحكام تخصّه، لما بينهما من الفروق الخَلْقية البدنية والعاطفية والوظيفية؛ ومما جاء في ذلك: اختصاص الولايات والقيادات بالرجال دون النساء في الجملة، الذي من جملة أدلته قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَة) رواه البخاري , ولذلك كانت النبوة والرسالة من وظائف الرجال دون النساء , واختصهم الله عز وجل بالعبادات الشاقة , كالجهاد؛ والمنتظمة الظاهرة العلنية، التي تتطلب حضوراً متكرراً كالجمع والجماعات.
والله عز وجل هو الذي خلق وقدّر، فجعل التفاضل من سننه في الكون، ولكنه من عدله سبحانه لم يؤاخذ المكلّف – ذكرا كان أو أنثى - بنقص لا يَدَ للمكلّف فيه، بل نهى سبحانه عن تمني ما لم يقدِّره لأحدٍ من ذلك، ومنه ما فضّل به أحد الجنسين على الآخر إذ قال: "وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً " (النساء/32) أي: لكل من الجنسين نصيب من العمل، فاطلبوا الفضل بالعمل، لا بالتمني؛ لأنَّ ما وقع أمر محتوم لا يفيد فيه التمني، ولأنه يقتضي السخط على قدر الله؛ فلا تتمنى النساء خصائص الرجال التي فضلهم الله بها على النساء، ولا العكس؛ واسألوا الله من فضله يعطكم. وهو ما يخالفه المنحرفون عن الفطرة، من المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال.
وعمل المرأة إما أن يكون عملاً أصليا، وهو رعايتها لبيتها، وتفرغها لتربية أولادها، والاهتمام بأسرتها، وتمامه يقع بقرارها في بيتها؛ وإمَّا أن يكون عملا ثانوياً، وهو ما كان مشروعا من عملها سوى الأصلي.
ولمّا كانت المرأة شقيقة الرجل، مكلّفة كمثله بتكاليف شرعية قد تكون فرض عين أحيانا أو فرض كفاية على الأصل، من مثل: الدعوة إلى الله تعالى، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وما في معناها، وهي أمور قد يقتضي الحال تطبيقها من خلال عمل مؤسسي، كان هذا الموضوع، أعني: تولي المرأة أو توليتها إدارة عمل مؤسسي في مجتمع نسائي.
وقد رأيت أن يكون الحديث في هذا الموضوع في نقاط على النحو التالي:
أولاً: المراد بتولي الإدارة الفرعية العامة في هذه المسألة:
المراد هنا حكم توظيف المرأة وتوليتها أو توليها للإدارات العامة الفرعية الخاصة ببنات جنسها، كأن تكون مديرة جامعة نسائية أو مديرة مركز إشراف نسائي أو مديرة مدرسة بنات، أو رئيسة قسم نسائي، ونحو ذلك؛ وهي فرعية بالنسبة إلى الولاية الشاملة لها، وهي ولاية وزير التربية والتعليم مثلا أو ولاية رئيس المؤسسة الخيرية التي تشمل الولاية على كل العاملين ذكورا وإناثا ..
وهذا النوع من الولاية لا يعد من كمال الولايات، التي لا يصلح لها إلا الكامل من الرّجال، كالإمامة العامة والقضاء؛ فهي دون ذلك، على ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
ثانياً: تحرير محل التأصيل في المسألة:
تولي المرأة وتوليتها للإدارات العامة لا يخلو من ثلاثة أحوال:
الحال الأولى: ولاية المرأة على غير جنسها، كأن تكون مديرة على جمع من الرجال.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحال الثانية: ولاية المرأة على جمع من الرجال والنساء، كأن تكون مديرة جامعة مختلطة أو مدرسة مختلطة أو مؤسسة من المؤسسات العامة التي لا تختص بالنساء، ووجود الرجال فيها ليس وجود عقود عمل لا ولاية.
الحال الثالثة: ولاية المرأة على مثلها، أي على جمع من النساء، كأن تكون مديرة لجامعة نسائية أو مديرة قسم نسائي في مؤسسة من المؤسسات العامة، وتكون ولايتها على من تحتها ولاية عامة في عموم الاصطلاح السياسي الشرعي، لكنها فرعية على ما مرّ بيانه.
ثالثا: التأصيل الفقهي للمسألة:
أمَّا الحال الأولى، فولاية غير جائزة؛ لعموم الأدلة المانعة من ولاية المرأة ولاية عامة على الرجال، سواء كانت الولاية العظمى أو ما دونها من الولايات العامة على الجنسين، من مثل قول الله تعالى: (الرّجال قوّامون على النساء)، ومن مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة)؛ ولعموم الأدلة المانعة من اختلاط الرجال بالنساء وخلوة الأجنبي بالأجنبية، وما قد يصاحب ذلك من تبرج ونحوه؛ فجميع الأدلة الصحيحة الصريحة الدالة على تحريم الخلوة بالأجنبية وتحريم النظر إليها، وتحريم الوسائل الموصلة إلى الوقوع فيما حرم الله، ونحوها، مما استدل به العلماء على الاختلاط المحرّم دالّة على منع هذا النوع من الولايات والإدارات.
وكذلك الشأن في الحال الثانية فحكمها حكم الحال الأولى.
وأمّا الحال الثالثة فهي محلّ البحث والتأصيل في هذه الورقة. وهي تختلف في حكمها عن الحالتين الأولى والثانية؛ لعلتين رئيستين:
الأولى: خلوها عن الأسباب المانعة من تولية المرأة ولاية عامة، تلك الأسباب التي سبق الإشارة إليها في الحالين الأولى والثانية.
الثاني: دخولها في عموم أدلة تكليف المرأة بالتكاليف الشرعية، كأدلة وجوب الدعوة والاحتساب ومشروعيتهما، وتحقيقها لمقاصد الشريعة في ذلك دون محظور شرعي.
ومما يدلّ على مشروعية ولاية المرأة على بنات جنسها ولاية عامّة في الإدارات الفرعية أيضاً ما يلي:
1 - مشروعية إمامة المرأة لبنات جنسها في الصلاة، مع أنَّ إمامة الصلاة من الولايات العامّة في تصنيف الولايات في الفقه الشرعي السياسي. فإمامتها للنساء وإن كان فيه خلاف بين أهل العلم، إلا أنَّ الراجح مشروعيته؛ لما ورد عن عائشة رضي الله عنها أنَّها (كانت تؤم النساء، تقوم معهن في الصف)، ولما ورد عن أم سلمة رضي الله عنها أنَّها كانت تؤم النساء في رمضان وغير ذلك من الآثار التي احتج بها أهل العلم في المسألة.
2 - الحاجة العامة لتولي المرأة لهذه الولاية التي لِوِلايتها فيها أصل شرعي، والحاجة العامّة تنزّل منزلة الضرورة. وهذا أمر ظاهر، فإنَّه لا يمكن أن يولّى رجلٌ إدارة مدرسة بنات مثلا، أو إدارة حلقات تحفيظ نسائية، أو سوق نسائي مغلق، أو مشفى صحي نسوي، بشكل مباشر. وممن يعلّل بذلك شيخنا عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، سماحة مفتي عام المملكة حفظه الله.
وجاء في كتاب: ولاية المرأة في الفقه الإسلامي، للباحث حافظ محمد أنور ما نصّه: " لم يُقدِّم سلف الأمّة امرأة من النساء إلى أيّ منصب من المناصب القيادية، والولاية العامة، وهذا هو ما فهموه من نصوص الكتاب والسنّة الصحيحة، نعم قد يقال: لو كانت الوزارة تتعلق بشؤون النساء خاصة، بحيث لا تحتاج المرأة الوزيرة إلى الخروج إلى الرّجال والتكلّم معهم، بل يكون تصرفها في بنات جنسها، وهي تلتزم بالأحكام الشرعية والآداب الإسلامية، فيمكن أن يُسمح لها بتولي هذه الوزارة كمديرة البنات؛ حتى لا تضطر النّساء إلى الاختلاط بالرّجال الأجانب، وهذا النوع من عمل المرأة هو ما تقوم به المملكة العربية السعودية، ممثلة في رياسة مدارس البنات، حيث يقوم بإدارة الكليات والثانويات والمتوسطة والابتدائي للبنات نساء؛ وندعو إلى توسيع هذه الدائرة بأن يوجد عيادة نسائية، ومستوصف نسائي، ومستشفى نسائي يكون جميع العاملات فيه من نساء؛ وهكذا ينبغي أن ينجرّ الأمر إلى كلّ ما فيه مصلحة للمرأة، ويمكن استقلالها عن الرّجل كالبنك والسّوق ونحو ذلك؛ فإنَّ الحاجة داعية في هذا الزمن إلى وجود هذه المصالح واستقلال المرأة بها ".
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أنَّ ما ذكر من وظائف تقتضيها الأدلة العامة في المأمور به منها كالدعوة والاحتساب، ونحوه، وأدلتها أدلة لها؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب؛ فهي داخلة في التكليف، ومن ثم تندرج في قاعدة (ما لا يتم المأمور إلا به فهو مأمور به)، أو ما يعبّر عنه بعض العلماء بقاعدة فتح الذرائع؛ فالأمر في المسألة داخل في أمر الفعل (أحد شطري القاعدة)، أي أنه أمر طلب، سواء كان على سبيل الندب أو الإيجاب.
ولعلّ وضوح هذا الأمر عند علمائنا، من أسباب قلة حديثهم في تأصيل المسألة؛ ولا سيما أنَّهم أقرّوا ذلك في تعليم المرأة الذي كان تحت ولاية العلماء خلال العقود الماضية، فوجدنا الهيكلة التنظيمية تتضمن تولية إداريات في شأن تعليم المرأة ما بين مديرة ووكيلة ونحوه.
وذلك أنها ولاية امرأة على مثلها؛ فليس فيها قوامة للمرأة على الرجل، لا على الرجال منفردين، ولا على الرجال مع النساء؛ وحينئذٍ فلا تدخل في مدلول الأدلة المانعة من قوامة المرأة على الرجل، لانتفاء وجود الرجل هنا، وإن وجد فوجوده يكون من باب التعاقد الخاص، أي أن العقد معه عقد خاص لا ولاية عامة؛ كسائق السيارة أو الحافلة مثلا.
وهنا قد يرد سؤال مهم، وهو:
هل تدخل ولاية المرأة على بنات جنسها في مدلول قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة)؟
وللجواب على هذا الإيراد، ينبغي أن يُنظر في مدلول كلمة (قوم) عند أهل اللغة وأهل الشريعة، ليُنظر: هل تطلق على النساء منفردات؟
قال في القاموس: " القوم: الجماعة من الرّجال والنساء معاً، أو الرّجال خاصّة، أو تدخله النساء على تبعيّة " [2].
وقال الجوهري: " القوم: الرِّجال دون النِّساء، لا واحد له من لفظه.
وما أدْرِي وَسَوفَ إخالُ أدْري ... أَقَومٌ آلُ حِصنٍ أم نِسَاءُ
قال الله تعالى: (لا يسخر قوم من قوم) ثم قال سبحانه: (ولا نساء من نساء). وربّما دخل النّساء فيه على سبيل التَّبَع؛ لأنَّ قوم كلّ نبيّ رجالٌ ونساء ... ".
وقال في لسان العرب: " القوم: الجماعة من الرّجال والنساء جميعا، وقيل: هو للرجال خاصّة دون النِّساء؛ ويقوِّي ذلك قوله تعالى: (لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنّ خيرا منهن) أي: رجال من رجال ولا نساء من نساء، فلو كانت النّساء من القوم، ولم يقل: ولا نساء من نساء، وكذلك قول زهير:
وما أدْرِي وَسَوفَ إخالُ أدْري ... أَقَومٌ آلُ حِصنٍ أم نِسَاءُ
... وروي عن أبي العبّاس: النفر والقوم والرّهط هؤلاء معناهم: الجمع، لا واحد لهم من لفظهم للرجال دون النّساء ".
وقال ابن فارس رحمه الله: " القاف والواو والميم أصلان صحيحان، يدل أحدهما على جماعةٍ ناسٍ، وربما استعير في غيرهم، والآخر على انتصاب أو عزم. فالأوّل: القوم، يقولون: جمع امرئٍ، ولا يكون ذلك إلا للرّجال، قال الله تعالى: (لا يسخر قوم من قوم) ثم قال: (ولا نساء من نساء). وقال زهير:
وما أدْرِي وَسَوفَ إخالُ أدْري ... أَقَومٌ آلُ حِصنٍ أم نِسَاءُ
ويقولون: قومٌ وأقوامٌ وأقاومُ جمعُ جمعٍ ... وأمّا الآخر فقولهم: قام قياماً، والقومة: المرّة
الواحدة: إذا نتصب، وتكون قام بمعنى العزيمة، كما يقال: قام بهذا الأمر، إذا اعتنقه، ... ومن الباب: هذا قِوام الدِّين، أي به يقوم ... ". ومن الأصل الثاني قول عبد لرجل أراد أن يشتريه: لا تشترني فإني إذا جعتُ أبغضتُ قوما وإذا شبِعتُ أحببت نوماً، أي: أبغضت قياما من موضعي.
و نجد من عبارات علماء الشريعة ما يؤكِّد اختصاص كلمة قوم في لغة العرب بالرّجال؛ قال ابن عطية رحمه الله: " و (القوم) في كلام العرب واقع على الذُّكران، وهو من أسماء الجمع كالرهط، وقول من قال: إنّه من القيام أو جمع قائم ضعيف، ومن هذا قول الشاعر زهير:
وما أدْرِي وَسَوفَ إخالُ أدْري ... أَقَومٌ آلُ حِصنٍ أم نِسَاءُ
وهذه الآية [يعني آية الحجرات] تقتضي اختصاص القوم بالذُّكران، وقد يكون مع الذُّكران نساء فيقال لهم (قوم) على تغليب حال الذّكور" [3].
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنَّ علّة إطلاق (القوم) على الرّجال خاصّة، ظاهر في أصل اشتقاق الكلمة؛ قال الزمخشري: " القوم هم الرّجال خاصّة؛ لأنّهم القوام بأمور النساء، قال الله تعالى: (الرّجال قوّامون على النّساء) ... واختصاص القوم بالرّجال صريح في الآية [يعني قول الله تعالى: (لا يسخر قوم من قوم ولا نساء من نساء)]، وفي قول زهير: أقوم آل حصن أم نساء
وأمّا قولهم في قوم فرعون وقوم عاد: هم الذكور والإناث، فليس لفظ القوم بمتعاط للفريقين ولكن قصد ذكر الذّكور وترك ذكر الإناث لأنّهن توابع للرجال " [4].
وقال القاضي عياض في بيانه كلمة قوم في حديث (يؤم القوم أقرؤهم): " مختصة عند الأكثر بالرجال دون النساء "، وقد ورد تخصيصه بالرجال في قول الله تعالى: " (لا يسخر قوم من قوم) ثم قال (ولا نساء من نساء)؛ ففصل بين القوم والنساء " [5].
وقال شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله في تعليق له على هذا الحديث في سنن النسائي (المجتبى): " هذا يدل على تحريم تولية المرأة في القضاء والوزارة والإمامة وغيرها، إلا على النساء كمديرة مدرسة بنات ونحوها " [6]؛ وكأنَّ الشيخ رحمه الله لا يرى دخول ذلك في نصّ الحديث، والله تعالى أعلم.
فيظهر - والله تعالى أعلم - أن ولاية المرأة على جنسها لا يدخل في مدلول النهي الوارد في حديث أبي بكرة رضي الله عنه (لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة).
المحور الثاني:
نماذج من صدر الإسلام للمرأة القيادية (تعليم، تربية، إفتاء، إقراء .. )
هنا ينبغي التفريق بين النماذج التي تصح مستندا للحكم الشرعي، وما ليس كذلك؛ إذ لا يكون مستند مشروعية إلا ما كان مرجع مشروعيته دليل شرعي من نصٍّ أو إجماع أو قياس أو استدلال، أو ما سنّة الخلفاء الراشدون أو بعضهم.
ومن هنا فلا عبرة بما يرد في التأريخ من وقائع لم تعضدها النصوص، ولم يفت بصحتها علماء الشريعة.
ولمَّا كان هذا الفرع عن المرأة القيادية وليس عن ولاية المرأة، فألخص ما يُعدّ قبوله في المجتمع تشريعا لوجوده في بحر الخلافة الراشدة؛ لكنه مما يتعلق بالفتيا، وهي قيادة علمية لا ولائية، ومن هنا يمكن القول: إنَّ " الذين حفظت عنهم الفتوى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة ونيف وثلاثون نفسا، ما بين رجل وامرأة، وذُكر منهم أكثر من عشرين امرأة، والمكثرون من للفتوى من الصحابة سبعة، منهم: عائشة رضي الله عنها، ومن المتوسطين أم سلمة رضي الله عنها، ومن المقلِّين: صفية، وحفصة وأم حبيبة، وأم عطية، وأسماء بنت أبي بكر وغيرهن رضي الله عنهم جميعا ".
المحور الثالث:
ضوابط تولي المرأة للمناصب القيادية
1) ثمة ضابط عام، وهو أن تبقى ولاية المرأة على جنسها في حدودها الشرعية من حيث ارتباطها بالدليل الشرعي، والتزامها بشرطها بأن تكون ولاية للمرأة على مثلها فقط في أمور مشروعة؛ فلا يكون لها ولاية على الرجال، لا فرادى، ولا مع نساء أخريات وإن لم يكن ثم اختلاط؛ ولا في أمور ممنوعة شرعا، كإدارة مؤسسات تتبنى الدعوة إلى تغريب المرأة وتوظيفها مع الرجال مثلا.
2) أن تخلو من الاختلاط المحرم، كأن يكون مقرّ العمل مختلطا بين الجنسين وإن لم يكن للمرأة ولاية على الرجال فيه؛ وهذا من الفروق المهمة بين الصورة الشرعية، والصور الوضعية التي يتبناها المستغربون ممن استعملهم الأعداء في إيصال أذاهم إلى أهل الإسلام، ونشر أفكارهم بينهم، تحت دعوى المساواة تارة ودعاوى التحرر أخرى.
ولهذا الحكم فلسفة أفصح عنها العلامة الشنقيطي رحمه الله في قوله: دلت نصوص القرآن الكريم على أنَّ " المرأة الأولى كان وجودها الأول مستنداً إلى وجود الرجل وفرعاً عنه. وهذا أمر كونيّ قدريّ من الله، أنشأ المرأة في إيجادها الأوّل عليه. وقد جاء الشرع الكريم المنزّل من الله ليُعمل به في أرضه، بمراعاة هذا الأمر الكونيّ القدريّ في حياة المرأة في جميع النواحي؛ فجعل المرأة قائماً عليها، وجعلها مستندةً إليه في جميع شؤونها، كما قال تعالى: (الرِّجال قوّامون على النّساء).
فمحاولة استواء المرأة مع الرجل في جميع نواحي الحياة لا يمكن أن تتحقق؛ لأنّ الفوارق بين النوعين كوناً وقدراً أوّلاً، وشرعاً منزّلاً ثانياً، تمنع من ذلك منعاً تامّاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقوّة الفوارق الكونية والقدرية والشّرعيّة بين الذكر والأنثى، صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه لعن المتشبّه من النوعين بالآخر. ولا شكّ أنَّ سبب هذا اللعن هو محاولة من أراد التشبه منهم بالآخر، لتحطيم هذه الفوارق التي لا يمكن أن تتحطّم ... " [7].
3) أن لا يزاحم تمتعها بهذا الحق ما هو واجب عليها على نحو يجعلها عاجزة عن القيام بهذا الواجب أو يجعلها مقصّرة في أدائه. والواجب الأصلي عليها هو رعاية البيت والقيام بشؤونه وتربية أطفالها، والقيام بحقوق زوجها. ويدل له: (والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم) [8]، وباختصار: عدم إخلال المرأة بواجبها الأصلي في بيتها [9]. " قال العلماء: الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه، وما هو تحت نظره، ففيه أنّ كلّ من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته " [10].
4) البعد عن سوء الظن، فقد تقع مخالفة عن جهل أو ضرورة أو غفلة؛ فلا يجوز الحكم من خلالها على الآخرين ولا سيما الدعاة الفضلاء والداعيات الفضليات. وفي قصة الإفك عبرة، وفي قصة صفية حذر.
المحور الرابع:
حكم صناعة القيادات النسائية من الناحية الشرعية (وهل هو فرض كفاية)
يظهر والله تعالى أعلم أنَّ حكم صناعة القيادات النسائية لبنات جنسها في المجالات الخاصة بالنساء، هو مما يختلف حكمه باختلاف الحاجة إليه، وربما انطبقت عليه الأحكام التكليفية الخمس ما بين مشروع واجب أو مندوب أو مباح، وما بين ممنوع منع تحريم أو كراهة.
وقد أشار إلى هذا الشيخ العلامة عبد الكريم زيدان في جوابه على سؤال: هل يصل الجواز الذي توفرت شروطه إلى درجة الوجوب؟: " فالمرأة التي ترى تحقق هذين الشرطين فيها، يجوز لها أو يندب أو يجب حسب الظروف والأحوال تولي هذه الوظائف لأداء هذه الخدمات للنساء؛ ومثل هذا يقال بالنسبة لتعليم الإناث ما هو ضروري لهنّ أو ما هو مندوب لهن، فيجوز للمرأة أو يندب أو يجب حسب الظروف والأحوال تولي وظائف تعليم الإناث إذا توفر فيها الشرطان المذكوران [يعني: عدم الإخلال بواجبها في البيت و حاجتها إلى ارتزاق والكسب بسبب هذه الوظيفة] " [11].
هذا ما تيسر بيانه في هذه العجالة، والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
وكتب / د. سعد بن مطر العتيبي -
أستاذ السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء
--------------------------------------------------------------------------------
[1] رواه أبو داود وغيره، وصححه غير واحد من أهل العلم بالحديث.
[2] وتدخله النساء على تبعية أي على سبيل التبع؛ لأن قوم كل نبي رجال ونساء، وقد يذكّر ويؤنّث، فيذكّر مثل: (وكذب به قومك) ويؤنّث مثل: (كذبت قوم نوح)؛ فأسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كان من الآدميين يذكّر ويؤنّث، مثل رهط ونفر.
[3] المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لابن عطية:8/ 15 - 16.
[4] الكشّاف:1038، ت / خليل مأمون شيحا، دار المعرفة: بيروت. ذكره في تفسيره لقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم ... ).
[5] مشارق الأنوار على صحاح الآثار:2/ 328 - 329 في بيانه لمعنى: (يؤم القوم أقرؤهم).
[6] انتهى ما دونته عنه في الدرس بجامع سارة في 26/ 5/1419، لا أدري بلفظه أم بمعناه إذ خلا التعليق من راموزه ج 8 ص 227، وقد أكّد لي الشيخ عبد الله بن مانع العتيبي - أحد كبار تلاميذ الشيخ وأكثرهم ملازمة له - أن ما دونته عن الشيخ هو نص كلام
الشيخ وأنه قد سأله عن المسألة أكثر من مرة فأجابه بمقتضى هذا الجواب.
[7] أضواء البيان:5/ 168 - 169 في تفسيره لقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم ... ).
[8] رواه مسلم، ك/ الإمارة، ب/فضيلة الأمير العادل وعقوبة الجائر ... ح (1829) (20).
[9] ينظر: المفصّل في أحكام المرأة، د. عبد الكريم زيدان:4/ 303 - 304.
[10] شرح النووي على مسلم:12/ 213.
[11] المفصّل في أحكام المرأة، د. عبد الكريم زيدان:4/ 311 - 312.
المصدر: موقع الفقه الإسلامي.
.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 01:19]ـ
البحث موجود لكن نحتاج تطبيقه في بعض الإدارات.(/)
قواعد القياس الأصولى والمنهج العلمى مقتبسة من السنة
ـ[د/أحمد الصادق]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 07:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبى الأمى الذى أرسله ربه معلما ومربيا وهاديا للناس أجميعن وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره وسار وفق شريعته إلى يوم الدين، أما بعد.
فليس من المصادفة أن نجد الأصوليين لا يستدلون على حجية القياس من الكتاب والسنة فقط بل ويستشهدون بالنصوص من القرآن والسنة على جدوى هذا المسلك وعلى كونه ضرورة من الضرورات لا تستقيم الحياة بدونها.
فيقولون إن التعبد بالقياس جائز عقلا وواقع شرعا عند الجمهور ومنهم الأئمة الأربعة رحمهم الله واستدلوا لإثباته بأدلة كثيرة منها:
1 - قوله تعالى:? فاعتبروا يا أولى الأبصار ? (1) والاعتبار من العبور وهو الانتقال من شيء إلى آخر والقياس فيه انتقال بالحكم من الأصل إلى الفرع فيكون مأمورا به.
2 - ما ورد فى الحديث المشهور من تصويب النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضى الله عنه حين قال: إنه يجتهد حيث لا كتاب ولا سنة فإن الاجتهاد حيث لا نص يكون بالإلحاق بالمنصوص، فعن معاذ رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن فذكر كيف تقضي إن عرض لك قضاء قال أقضي بكتاب الله قال فإن لم يكن في كتاب الله قال فسنة رسول الله (ص) قال فإن لم يكن في سنة رسول الله (ص) قال أجتهد رأيي ولا آلو قال فضرب صدري فقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله (ص) لما يرضى رسوله (2).
3 - ما ورد من تنبيه على أصل التعليل وأن الحكم يدور مع علته وهو أصل القياس سواء فى العقليات أو الشرعيات ومن ذلك حديث بيع التمر بالرطب، فعن سعد بن أبى وقاص ط قال: سئل رسول الله (ص) عن اشتراء الرطب بالتمر فقال رسول الله (ص): أبينهما فضل؟ قالوا: نعم الرطب ينقص فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: فلا يصح وفى رواية ((أينقص الرطب إذا يبس؟ قالوا نعم. قال فلا إذا.)) (3)
فلو لم يكن ذكر تقدير نقصان الرطب بالجفاف لأجل تقرير أصل التعليل لكان تقديره بعيدا؛ إذ لا فائدة فيه حينئذ والجواب يتم دونه.
4 - وقد طبق النبى (ص) منهج البحث العلمى الذى استمده الأصوليون من القرآن والسنة ليس فقط فى المجال الشرعى – على أساس أنه كان يجتهد فى الشرع – بل وفى مجالات العلوم الأخرى ليبين للناس هذا المبدأ العظيم ليستعملوه فى حياتهم.
فمثلا فى علم النبات نجد الحديث الذى رواه ابن ماجة وابن حبان عن عائشة عن عائشة وعن ثابت عن أنس أن النبى - (ص) - مر بقوم يلقحون فقال «لو لم تفعلوا لصلح». قال فخرج شيصا فمر بهم فقال «ما لنخلكم». قالوا قلت كذا وكذا قال «أنتم أعلم بأمر دنياكم». (4)
فإما أنه (ص) كان يرشدهم لمبدأ التجربة أو أنه يرشد لمبدأ القياس فى علم النبات وأنه مشروط بالخبرة العملية أو أنه (ص) أراد الأمرين معا،وفى الحديث فوائد لا تحصى سواء فيما يتعلق بالمنهج أو بالعقيدة.
وفى مجال علم الحيوان نجد قصة الرجل الذي ولدت امرأته غلاما أسود، فمثل له النبى (ص) بالإبل الحمر التي يكون الأورق من أولادها، ففى الصحيح عن أبى هريرة أن أعرابيا أتى رسول الله - (ص) - فقال يا رسول الله إن امرأتى ولدت غلاما أسود وإنى أنكرته. فقال له النبى - (ص) - «هل لك من إبل». قال نعم. قال «ما ألوانها». قال حمر. قال «فهل فيها من أورق» قال نعم. قال رسول الله - (ص) - «فأنى هو». قال لعله يا رسول الله يكون نزعه عرق له. فقال له النبى - (ص) - «وهذا لعله يكون نزعه عرق له» (5).
ووجه الاستدلال من القصة: أن النبي (ص) قاس ولد هذا الرجل المخالف للونه بولد الإبل المخالف لونه لألوانها، وذكر العلة الجامعة وهي نزع العرق.
وفى مجال المعاملات والحقوق جاء فى الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها؟ قال (نعم حجي عنها أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضية؟. اقضوا الله فالله أحق بالوفاء) (6) فهو تنبيه منه (ص) على قياس دين الخلق على دين المخلوق بقياس الأولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الواضح جدا أن النبى (ص) كان يعلمهم هذا النوع من الاستدلال وقد قصد لذلك وإلا لقال لها: حجى عنها، ولانتهى الأمر وربما كان ذلك أبلغ وأسهل لولا أن المقصود من وراء ذلك إرشاد الأمة وتعليمها بهذا المنهج، وأن ذلك فى حد ذاته مطلب شرعى.
ونفس الأمر ينطبق على حديث عمر رضى الله حين سأله عن القبلة للصائم فقال (ص) ((أرأيت لو تمضمضت)) (7) ..
فالقياس الأصولى نشأ بدوافع شرعية،وقام على أسس إسلامية مستمدة من القرآن والسنة؛ ولذلك أهمية كبرى خاصة بالنظر إلى الجو العلمى الذى كان يسود العالم فى تلك الحقبة والذى اعتمد فى أحسن أحواله على مناهج غير عملية كبلت العقل وساهمت فى جمود البحث العلمى والتفكير العملى فى شتى المجالات، و ليس من المألوف فى أى حضارة من الحضارات حدوث تحول منهجى فى طريقة البحث بهذا الشكل بل لعلها المرة الوحيدة التى حدث فيها هذا التحول الهائل والذى لا يدرك أبعاده إلا المشتغلين بعلم المنهج.
------
(1) سورة الحشر:2
(2) الحديث أخرجه أحمد (36/ 333، رقم 22007)، وأبو داود (3/ 330، رقم 3594)، والترمذى (3/ 616، رقم 1327)، الدارمى (سنن الدارمى1/ 72، رقم 168) من حديث الحارث بن عمرو عن ناس من أصحاب معاذ رضى الله عنه، قال الترمذى: لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندى بمتصل، قال ابن الجوزى: ((هذا حديث لا يصح وان كان الفقهاء كلهم يذكرونه في كتبهم ويعتمدون عليه ولعمرى إن كان معناه صحيحا إنما ثبوته لا يعرف لأن الحارث بن عمرو مجهول وأصحاب معاذ من أهل حمص لا يعرفون وما هذا طريقه فلا وجه لثبوته)) (العلل المتناهية فى الأحاديث الواهية، تحقيق خليل الميس، دار الكتب العلمية بيروت، ط1، 1403، 2/ 759)
(3) رواه أحمد (2/ 122، رقم 1544)،والترمذى (2/ 528،رقم 1225)،والنسائى (4/ 22، رقم 6137)، وابن ماجة (2/ 761، رقم 2264)، والبيهقى (5/ 295، رقم 10868)، والحاكم (2/ 50، رقم 2283) وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبى، وقال الترمذى هذا حديث حسن صحيح.
(4) رواه مسلم (7/ 95، رقم 6277).
(5) رواه مسلم (4/ 212، رقم 3841)
(6) رواه البخارى (2/ 656، رقم 1754)
(7) خرجه أحمد (1/ 21، رقم 138)، وأبو داود (2/ 311، رقم 2385)، والنسائى (2/ 198، رقم 3048)، والدارمى (2/ 22، رقم 1724)، وابن حبان (8/ 313، رقم 3544)، و الحاكم (1/ 596، رقم 1572) وقال: صحيح على شرط الشيخين.(/)
أين أقوال إبن تيمية وآراءه فى تفسير إبن كثير؟
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 08:58]ـ
هو شىء يلفت انتباه الكثير ممن يطالعون تفسير ابن كثير فلا ذكر لاجتهادات ابن تيمية وما اكثرها فى القرآن حتى ان اعداء السلفية يستغلون هذا مشككين فى دعوى تلمذة المفسر لابن تيمية فهل هناك من يعرف ماخُفى على امثالنا فيُعرفه لنا
وجزاكم الله خيرا
ـ[متأمل]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 10:05]ـ
سبحان الله وهل تتلمذ ابن كثير على شيخ الاسلام محل شك!! لا أعلم أحدا زعم ذلك ولو بحثت في الشاملة بأيسرسبيل لوجدت ذكر شيخ الاسلام ووصف ابن كثير له بشيخنا
ـ[المقدادي]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 10:05]ـ
يا أخي هل استقرأت تفسيره كاملا لتقول ما قلته؟
رحم الله ابن كثير فقد وُصف بأن له خصوصية بالشيخ تقي الدين ابن تيمية و كان كثير المناضلة عنه , وصفه بذلك من جالسه و أخذ عنه
و في تفسيره جملة من إختيارات شيخه و لم يستوعب - بطبيعة الحال - كل إختيارات شيخه و لكنه ذكر شيئا منها
راجع كلامه في تفسير الآية 241 من سورة البقرة حيث قال:
(فهذا القول الذي عول عليه مجاهد وعطاء من أن هذه الآية لم تدل على وجوب الاعتداد سنة كما زعمه الجمهور حتى يكون ذلك منسوخاً بالأربعة الأشهر (3) وعشرا، وإنما دلت على أن ذلك كان من باب الوصاة بالزوجات أن يمكنَّ من السكنى في بيوت أزواجهن بعد وفاتهم حولا كاملا إن اخترن ذلك ولهذا قال: {وَصِيَّةً لأزْوَاجِهِمْ} أي: يوصيكم الله بهن وصية كقوله: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} الآية [النساء:11] وقال: {وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ} [النساء:12] وقيل: إنما انتصب على معنى: فلتوصوا بهن وصية. وقرأ آخرون بالرفع "وَصِيَّةٌ" على معنى: كتب عليكم وصية واختارها ابن جرير ولا يمنعن من ذلك لقوله: {غَيْرَ إِخْرَاجٍ} فأما إذا انقضت عدتهن بالأربعة الأشهر والعشر أو بوضع الحمل، واخترن الخروج والانتقال من ذلك المنزل فإنهن لا يمنعن من ذلك لقوله {فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ} وهذا القول له اتجاه، وفي اللفظ مساعدة له، وقد اختاره جماعة منهم: الإمام أبو العباس بن تيمية ورده آخرون منهم: الشيخ أبو عمر بن عبد البر) اهـ
و كلامه في الآية 276 من سورة البقرة حيث قال:
(وقد تقدم في حديث علي وابن مسعود وغيرهما، عند لعن المحلل في تفسير قوله: {حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَه} [البقرة: 230] قوله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله آكل الربا وموكله، وشاهديه وكاتبه". قالوا: وما يشهد عليه ويكتب إلا إذا أظهر في صورة عقد شرعي ويكون داخله فاسدا، فالاعتبار بمعناه لا بصورته؛ لأن الأعمال بالنيات، وفي الصحيح: "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" (8).
وقد صنف الإمام، العلامة أبو العباس ابن تيمية كتابا في "إبطال التحليل" تضمن النهي عن تعاطي الوسائل المفضية إلى كل باطل، وقد كفى في ذلك وشفى، فرحمه الله ورضي عنه.)
و في تفسير الآية 77 من سورة النساء:
(قال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا السَّكن بن سعيد، حدثنا عمر بن يونس، حدثنا إسماعيل بن حماد، عن مقاتل بن حَيَّان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأقبل أبو بكر وعمر في قبيلتين من الناس، وقد ارتفعت أصواتهما، فجلس أبو بكر قريبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وجلس عمر قريبا من أبي بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم ارتفعت أصواتكما؟ " فقال رجل: يا رسول الله، قال أبو بكر: الحسنات من الله والسيئات من أنفسنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فما قلت يا عمر؟ " قال: قلت: الحسنات والسيئات من الله. تعالى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أول من تكلم فيه جبريل وميكائيل، فقال ميكائيل مقالتك يا أبا بكر، وقال جبريل مقالتك يا عمر فقال: نختلف فيختلف أهل السماء وإن يختلف أهل السماء يختلف أهل الأرض. فتحاكما إلى إسرافيل، فقضى بينهم أن الحسنات والسيئات من الله". ثم أقبل على أبي بكر وعمر فقال "احفظا قضائي بينكما، لو أراد الله ألا يُعْصَى لم يخلق إبليس".
قال شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس ابن تيميّة: هذا حديث موضوع مختلق باتفاق أهل المعرفة) اهـ
و قال في تفسير الآية 41 من سورة الأنفال:
(وقال آخرون: إن الخمس يتصرف فيه الإمام بالمصلحة للمسلمين، كما يتصرف في مال الفيء.
وقال شيخنا الإمام العلامة ابن تيمية، رحمه الله: وهذا قول مالك وأكثر السلف، وهو أصح الأقوال.) اهـ
و قال في الآية 54 من سورة يوسف:
({أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} أي: في قوله: {هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي} {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} تقول: إنما اعترفت بهذا على نفسي، ذلك ليعلم زوجي أن لم أخنه في نفس الأمر، ولا وقع المحذور الأكبر، وإنما راودت هذا الشاب مراودة، فامتنع؛ فلهذا اعترفتُ ليعلم أني بريئة، {وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي} تقول المرأة: ولست أبرئ نفسي، فإن النفس تتحدث وتتمنى؛ ولهذا راودته لأنها أمارة بالسوء، {إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي} أي: إلا من عصمه الله تعالى، {إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ}
وهذا القول هو الأشهر والأليق والأنسب بسياق القصة ومعاني الكلام. وقد حكاه الماوردي في تفسيره، وانتدب لنصره الإمام العلامة أبو العباس ابن تَيميَّة، رحمه الله، فأفرده بتصنيف على حدة) اهـ
و نظائر هذا كثيرة عند الحافظ العماد ابن كثير رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 10:11]ـ
كثير من اختيارات ابن كثير في التفسير هي اختيارات ابن تيمية - رحمه الله - وإن لم يصرح بذلك كما قال بعض أهل العلم، فليس من المصلحة أن يصرح بذلك، وأكثر من حوله أشاعرة شافعية، ومعلوم قيامهم على المزي والذهبي، والله المستعان
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 11:07]ـ
بل اني قرأت كلام احد المشايخ- وهو الشيخ حمد العثمان- يذكر ان مقدمة التفسير ((في تفسير ابن كثير))
هي بعيينها منقولة من كلام شيخ الاسلام
وان لم يصرح ابن كثير بذلك ... وقد علق على هذا الصنيع الشيخ حمد العثمان
عندما قال - اذكره بالمعنى- ربما يقال ان ابن كثير لم يصرح بكونه استفاد من مقدمة شيخ الاسلام في التفسير ... هو ان (علم شيخه) - اي علم شيخ الاسلام اصبح مع المدة ومرور الزمن يجعله كعلمه - اي كعلم (ابن كثير الخاص) - فلم يحتج الى ان ينسبها الى شيخه.أ. هـ .. نقل بالمعنى من كتاب النُبذ في اداب طالب العلم (للشيخ حمد العثمان)
وكذلك الشيخ مساعد الطيار ذكر في مقدمة شرحه (لمقدمة ابن تيمية في اصول التفسير) قريب من هذا الكلام فليراجع في (ص13) ط ابن الجوزي الطبعة الثانية
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 11:28]ـ
ومن اللطائف ما ذكر شيخ الإسلام أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن محمد الكناني بن علي بن أحمد بن حجر العسقلاني المصري الفلسيطيني الشافعي: {852:ت}: عن الشيخ أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن كثير البصروي الشافعي الدمشقي: {774:ت} في الدرر الكامنة حيث قال وتدبر:
ومن نوادره: (أي إبراهيم بن الشيخ ابن قيم الجوزية) أنه وقع بينه وبين عماد الدين ابن كثير منازعة في تدريس الناس فقال له ابن كثير أنت تكرهني لأنني أشعري فقال له لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك إنك أشعري وشيخك ابن تيمية) الدرر الكامنة لابن حجر
فتدبر
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 12:10]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
الشيخ المقدادى
نعم قرأته كاملا وكذا القرطبى وغيرهم والحمد لله ولكن لطول العهد انسيت تلك المواضع ولم استطع ان احددها لمن فاتحنى فى الموضوع ولم ارتكب جرما ان عرضت على حضراتكم المعاونة
بارك الله فيكم وزادكم علما وادبا(/)
شرح جمع الجوامع للإمام السبكي في أصول الفقه
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 09:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا:
أما بعد:
فقد وددت أن أقدم بين يدي إخواني من طلبة العلم هذا المنتدى المبارك هذه المذاكرة في شرح ((جمع الجوامع)) في أصول الفقه، للإمامِ تاجِ الدينِ عبدِ الوهَّابِ بنِ عليِّ بنِ عبدِ الكافي السبكيِّ، رحمه الله.
ولسوف أعتمِد فيها اختصار العبارة، إلا فيما كان مرتبطا بالأصول العقدية؛ لا سيما ما كان منها مبنيا على أصولٍ تخالف ما عليه مذهب السلف الصالح، سواء أكان ذلك في المسائل أم في الدلائل، مع إبداء مزيدِ عنايةٍ بما كان - من كلام الأصوليين - محلَّ اختلاف، أو موضع نَظَرٍ، أو عُرضةَ إيرادٍ.
ولا أُغفِل التنبيهَ على المسائل الدخيلة على علم الأصول؛ مما لا يترتب عليها كبيرُ غَناء لممارسِ فنِّ الأُصُول، ولا ثمرةٌ تجنى من ورائها لراغب الوصول، مجانبا ـ في ذلك كلِّه ـ الاستطرادَ، والانشغالَ بطريقة الحواشي في التوسع في كل فن، بما قد يَصرِف همَّ الباحث عن المقصود، مصدِّرًا هذا الشرح بمقدمات مختصرة لا بد منها قبل الشروع.
وقد دعاني إلى نشر هذه المذاكرة على هذا المنتدى الكريم، وبين هذه الصحبة العطرة من العلماء والباحثين وطلبة العلم -: ما أرجوه من الإفادة، والاستفادة:
فكن - أخي الحبيب، حال اطلاعك على ما سطرتُ - أَحَدَ رَجُلَيْنِ:
ـ طالبَ علمٍ مستفيدا، منتفعا بجهد أخيك في الجمع والترتيب، ضابطا لما تسمع بميزان الشرع، وقانون العقل، وحينئذ وجب عليك أداء حق المعاوضة على ما سمعتَ بدعوة صالحة، ورجاءِ التوفيق لأخيكَ، والسدادِ منَ العِوَز.
ـ أو طالبَ علمٍ مفيدا، مقوِّما لما تسمع، موجِّها لما تراه من زَلَل، ناصحا بالحسنى وزيادة، الحسنى في التنبيه على الإيراد ومحلِّ الاستدراك، والزيادةُ ببيان وجه الحق، والمسلم مرآة أخيه.
وأشترط عليك - والمسلمون عند شروطهم –: أن تجتنب الجدل والمراء؛ ولكن كن راغبا في إحقاق الحق ممن جاء به؛ أيَّ رجل كان.
فالأولى بطالب الحق أن يتكلم بعِلْمْ * أو يسمع بحِلْم.
{رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي {25} وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي {26} وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي {27} يَفْقَهُوا قَوْلِي}.
{سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}.
{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}.
{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}.
ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما؛ فارزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وجنبنا الزلل في القول والعمل، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
///
///
///
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 10:03]ـ
الحلقة الأولى:
أصول الفقه تاريخه ورجاله ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26959).
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 10:10]ـ
الحلقة الثانية:
التعريف بالإمامِ السبكيِّ وكتابِهِ: ((جَمْعِ الجَوَامِعِ)) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27617)(/)
من هم المدنيون الذين لا يجوز قتلهم وقت الحرب؟
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 04:50]ـ
الإخوة الكرام:
أنا بصدد تحقيق مسألة فقهية،و أردت إشراككم معي في مناقشتها، لإثراء الفائدة، ولعل مناقشتكم تزيدني نظرا في المسألة قبل الجزم بالقول الراجح فيها، فأقول وبالله التوفيق:
_ اتفق أهل العلم على عدم جواز استهداف النساء والصبيان.
_ مذهب الجمهور عدم التعرض للشيخ والراهب والفلاح والأجير.
_ اتفق أهل العلم على أن من شارك من هؤلاء في القتال ولو برأي حل دمه وارتفعت عصمته.
_ اختلف أهل العلم في علة القتل: هل هي الكفر أم القتال؟ الأول مذهب الشافعية والثاني مذهب الجمهور.
_ المسألة التي أود مناقشتها: هل لا يقتل إلا من انتصب للقتال وشارك في القتال بأي نوع من أنواع المشاركة، أم أنه يقتل كل رجل قادر مطيق للقتال ويتصور منه ولو لم يقاتل.؟
الذي وقفت عليه من نصوص الأئمة والفقهاء أنه يقتل كل مطيق للقتال ولو لم يقاتل، ولا يستثنى إلا ما ورد به النص، وحتى من قال العلة هي القتال، عنى بها إطاقته للقتال، ونقل البعض الإجماع على ذلك.
ودليلهم عموم النصوص الآمرة بقتال المشركين كافة فهي على عمومها إلا ما استثنته النصوص.
وذهب بعض المعاصرين كالدكتور الزحيلي إلى أنه لا يقاتل إلا من انتصب للقتال، أما من لم يرفع بها رأسا ولم يساندها فلا يتعرض له،ولا يقاتل.
واستدل بكون العلة في المستثنيات عدم القتال، فتشمل كل من لم يقاتل، ثم إن الصحابة استثنوا بعض الذين لم يستثنهم النص مثل الفلاحين، فدل ذلك على فهمهم للعلة، وهي متعدية في كل من لم ينتصب للقتال.
وصراحة القو ل الأول أقوى عندي من حيث يكاد ينعقد الإجماع عليه، لكن القول الثاني له وجه من النظر، خاصة وأنا رأينا في البلاد الغربية استنكارا للحروب على المسلمين، سواء في العراق أو غزة، ورأينا منهم منصفين و مقسطين، فلم يقاتل أمثال هؤلاء؟
لكن المشكلة لم أجد من قال بهذا القول.
فما رأيكم أيها الأحباب؟
ـ[أبوحذيفة-الانصاري]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 06:36]ـ
موضوع فعلا هام لووصلك اي رد ابلغني بارك الله فيك
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 10:32]ـ
إذا قلنا: (لا نقاتل إلا من ثبت انتصابه للقتال) فمعناه: أننا سنترك قوماً شاركوا في القتال لكنه لم يثبت لدينا ذلك! وسنترك من رضي عن حكومته وعن فعلها وانتخبها وشيد أركانها!
والأولى أن نقول: (لا نترك إلا من ثبت أو غلب على الظن عدم انتصابه للقتال) وتكون هذه هي العلة التي يقاس عليها والتي تتوافق مع فهم الصحابة وقول الرسول صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة.
وإذا كان الإسلام لم يتعرض لهؤلاء الذين لم يشاركوا في القتال .. فعدم التعرض لمن أنكر القتال من الشعوب من باب أولى إذا أمكن التمييز
هذا ما فهمته وأرجو إفادتي
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 03:41]ـ
طيب هل كل من انتخب الحكومة يعد مشاركا مع أنه قد يكون انتخبها لأغراض اقتصادية، وقد تجده من المعارضين للحرب أيضا، وهل القول بأن عدم التعرض لمن أنكر الحرب قال به أحد من أهل العلم، لأن ما وقفت عليه من كلامهم يجيز قتل كل مطيق للقتال دون تفريق بين منكر وغير منكر.
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 06:54]ـ
طيب هل كل من انتخب الحكومة يعد مشاركا مع أنه قد يكون انتخبها لأغراض اقتصادية، وقد تجده من المعارضين للحرب أيضا، وهل القول بأن عدم التعرض لمن أنكر الحرب قال به أحد من أهل العلم، لأن ما وقفت عليه من كلامهم يجيز قتل كل مطيق للقتال دون تفريق بين منكر وغير منكر.
تصور أنك دخلت أرض الكفار فاتحاً وبدأت بقطع رقاب الكفار!
ووجدت فلاحاً في مزرعته لا علاقة له بالحرب؟
وأخرى مسكينة خائفة في بيتها مع أطفالها؟
وآخر ظهر في قناة إعلامية قبل الحرب ونصح بلده بالاستسلام والصلح مع المسلمين وتأكد لدينا أنه غير مشارك في الحرب!
هل يقول عاقل بقتل هؤلاء؟؟؟؟
ولماذا نهى الصحابة عن قتل الفلاحين مع أنهم مطيقون؟
إذا كنا نتحدث عن الضرب بالمنجنيق والصواريخ التي لا نستطيع التمييز من خلالها، وأيضاً المعاملة بالمثل لأجل ردع الكفار فهذه مسائل أخرى لا تدخل ضمن بحثك.
ركز على: استخراج العلة الصحيحة من استثناء النساء والفلاحين ... إلخ. ومدى صحة هذه العلة: (لا نترك إلا من ثبت أو غلب على الظن عدم انتصابه للقتال) واترك التطبيقات على المدنيين لبحث آخر.
واجعل لبحثك حداً يخرجه عن مسألة التبييت والمعاملة بالمثل.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 08:25]ـ
شيخنا أباعائشة هذا المبحث مهم بالنسبة إلي وإلى الكثير من إخواني وإنا متلهفون لماتجود به قرائحكم ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 01:59]ـ
شيخنا الفاضل: أبي عائشة - بارك الله فيك -:
لديّ بعض الأسئلة - لعلها تقدح الزناد - في موضوع بحثك، وإن كانت خارجة عن مضمون سؤالك .. وهي:
الأول: بالنسبة لاتفاقية جنيف الدولية الرابعة والتي تحكي عن: حماية المدنيين وقت الحرب، ..
ما مدى التزام المسلمون بهذه الإتفاقية؟!
بل: وما مدى استفادة الفقه الإسلامي من هكذا اتفاقيات باعتبارها .. (تجربة بشرية)؟!
باعتبار أن أحكام المدنيين في الفقه الإسلامي أحكام عامّة .. ؟! وما مدى تدخل المقاصد الشرعية في هذه المسائل؟
- أعلم أنني استعجلت نتائج بحثكم ولكن: كما قلتُ هيَ قدح الفكر -
الثاني: ما أحكام المعتقلين المدنيين في الحرب .. ؟!
..... ...... ......
هناك:
كتاب للأستاذ منير شفيق بعنوان (مقدمة في علم الحرب) لعله يُفيدك .. !
(وفقك الله)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 05:34]ـ
طيب بارك الله فيك أخي سماحة:
أنا قد حددت نقطة البحث أصلا، ومن أول الطرح، فلا أتحدث عن التبييت ولا عن المعاملة بالمثل ولا عن التترس.
أنا بحثي في جواز استهداف الرجل القادر المطيق للقتال،لكنه لا يقاتل ولا يشارك ولم ينتصب للقتال مثل العسيف والفلاح والتاجر،ومن ناحية النظر، فعلتك (الانتصاب للقتال)،تبدو معقولة وقوية،لكن لا بد لك من الإجابة على هذه التساؤلات:
- الظاهر من كلام أهل العلم عدم تفريقهم بين من انتصب ومن لم ينتصب، بل يقتل كل قادر على القتال مطيق له، وإليك بعض كلامهم:
يقول الكاساني –رحمه الله-: (والأصل أن كل من كان من أهل القتال يحل قتله، سواء قاتل أو لم يقاتل، وكل من لم يكن من أهل القتال لا يحل قتله إلا إذا قاتل حقيقة) إلى أن قال: (فيقتل القسيس، والسياح الذي يخالط الناس، والذي يجن ويفيق، والأصم،والأخرس، وأقطع اليد اليسرى، وأقطع إحدى الرجلين، وإن لم يقاتلوا لأنهم من أهل القتال).
وفي السير الكبير: (المقاتلة كل من بلغ مبلغ الرجال، لأن المقاتل من له بنية صالحة للقتال، إذا أراد القتال، وليس للنساء والصغار بنية صالحة للقتال، فلا يكونون من المقاتلة وإن باشروا قتالا بخلاف العادة، ألا ترى أن من لا يقاتل من الرجال البالغين فهو من جملة المقاتلة، باعتبار أن له بنية صالحة للقتال، وإن كان لا يباشر القتال لمعنى، وذوو الأعذار من العميان والزمنى، إن كانوا يباشرون القتال فهم من جملة المقاتلة، وإن كانوا لا يباشرون ذلك فهم من المقاتلة).
وجاء في منح الجليل شرح مختصر خليل في فقه المالكية: (ودعوا (أي الكفار) للإسلام، ثم إن امتنعوا من الإسلام دعوا إلى أداء جزية ... وإن لم يجيبوا إلى للجزية ... قوتلوا ... وإذا قدر عليهم قتلوا، أي جاز قتلهم إلا سبعة، فلا يجوز قتلهم: المرأة والصبي والمعتوه كشيخ فان وزمن وأعمى وراهب منعزل بديرأو صومعة،بلا رأي).
قال الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير: (إن اقتصار المصنف على السبعة يفيد قتل الأجراء والحراثين وأرباب الصنائع منهم).
وقال ابن العربي المالكي: (والعسفاء هم الأجراء والفلاحون ... وقد اختلف فيهم، فقال مالك في كتاب محمد: لايقتلون .... والصحيح عندي قتلهم، لأنهم إن لم يقاتلوا فهم ردء للمقاتلين).
وقال القرطبي: (أي قاتلوا الذين هم في حالة من يقاتلونكم، ولا تعتدوا في قتل النساء والصبيان والرهبان وشبههم).
ويقول ابن قدامة –رحمه الله-: (فأما المريض فيقتل إذ ا كان ممن لو كان صحيحا قاتل).
ولا حاجة لنقل أقوال الشافعية، فهم أصلا قد جعلوا العلة هي الكفر وليس القتال أو إطاقته، فكانوا مع الظاهرية أوسع الناس في هذا الباب.
فظاهر من كلام الفقهاء أنهم يرون قتال كل من يتصور منه القتال، أو كل من يطيقه ويقدر عليه، حتى ولو لم يشارك في القتال مشاركة فعلية،فمجرد احتمال خروجه يوما لمقاتلة المسلمين مادام مطيقا لذلك يحل دمه، ويجيز استهدافه، نكاية بالعدو وإثخانا فيه.
وهذا ما رجحه بعض الباحثين المعاصرين، كالدكتور محمد خير هيكل،والدكتور عبد الله العلي، بل نقل هذا الأخير الإجماع على ذلك، قال –وفقه الله-:
(فلا خلاف أعلمه بين أهل العلم في قتال وقتل كل من كان من أهل الممانعة والمقاتلة من الكفار أثناء الحرب سواء باشر القتال بالفعل أو لم يباشره، وأهل الممانعة والمقاتلة هم كل من يقاتل عادة من الرجال القادرين على تحمل أعباء القتال، وقد نقل الإجماع على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وابن رشد رحمهما الله تعالى).
- ماذا تقول في قصة بني قريضة، وقتل النبي صلى الله عليه وسلم لكل من أنبت دون تفريق بين مشارك في الحرب وغير مشارك.
- كيف تجمع بين هذه العلة وبين قول الفقهاء: الأصل في الحربي حل دمه وماله، لأن مقتضى علتك أنه لا يحل إلا دم المنتصبين للقتال.
_ هل نهي سيدنا عمر عن قتل الفلاحين وغيرهم ممن لا يقاتلون، هو من باب إعمال هذه العلة أم هو من السياسة الشرعية، ومما هو من حق الإمام؟ وبالتالي فهل استثناء المعارضين للحرب سياسة شرعية أم إعمال للعلة.
وفقك الله ورعاك، وبانتظار الجواب.
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 05:36]ـ
تلميذي إمام الأندلس:
أعلم ذلك وأعرفه، وفقنا الله لما يحبه ويرضاه، ولعل فيما يأتي ما يسرك إن شاء الله
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 05:54]ـ
حبيبنا طالب الإيمان:
طال الغياب وهاج الشوق واستقر الود وارتفع الملام.
وكالعادة لا تترك فرصة إلا نثرت فيها عشقك لربط الفقه بالمقاصد، وأنت تعلم أصلي في الباب، وعموما أنا لست متوقفا عند هذه المسألة، بل ما هي إلا قطرة من بحر ما أنا فيه، أسأل الله التوفيق.
ومن بين ما أعتني به المقارنة بين حماية المدنيين في الشريعة وحمايتهم في القانون الإنساني الدولي، فالله الموفق.
أما كتاب الدكتور منير فقد رأيته يتحدث عنه في قناة الجزيرة، ولم أتمكن من الحصول عليه، ولا أدري إن كان موجودا على النت أم لا، كما أنني بحثت عن كتاب الشيخ مصطفى المقرئ (قتل المذنيين في الشريعة الإسلامية) فلم أجده، فلو دلني أحد على الكتابين كنت له شاكرا.
إشارة: أنا هذه الأيام أطالع مذكرات الشيخ الطنطاوي، فتجدني أتجول كل يوم في حواري دمشق وأسواقها ومدارسها. (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)