وقد سمعنا الأدلة على ذلك، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل – كما يقال -.
((المتن))
ولِكُلِّ حَيٍّ عاقلٍ في قَبرِهِ ///عَمَلٌ يُقارِنُهُ هنالك وَيُسْأَلُ
((الشرح))
والمقصود وجوب الإيمان بأن القبر أول منازل الآخرة؛ ولذلك هناك عبارة خطيرة يتناقلها الناس عندما يموت أحد من الناس عندما يقولون: (قد نقل إلى مثواه الأخير)!!
هذا عند من لم يؤمن بالبعث، أما المؤمنون فلا يسمون ذلك المثوى الأخير، بل هو أول منازل الآخرة، ومن مات فقد قامت قيامته، وهو أول منازل الآخرة، وهو إما أن يكون روضة من رياض الجنة – جعلني الله وإياكم من أهلها -، وإما أن يكون حفرة من حفر النار – عافاني الله وإياكم منها –؛ لذلك فإنه يجب الاستعداد ليوم المعاد، الاستعداد ليوم التناد، الاستعداد لذلكم اليوم الذي تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} الحج: 2 {؛ فلا بد من الاستعداد لذلك اليوم بالعمل الصالح الذي يقرب إلى الله – سبحانه وتعالى –.
هذا هو خلاصة ما يتعلق بتقرير الشيخ الإيمان بالجنة والنار، وأن ذلك أمر ثابت، وأن المؤمنين سيدخلون الجنة، حتى ولو كانوا من أهل المعاصي - في نهاية المطاف سيدخلون الجنة بعد تطهير وتمحيص، وأما الكفار فليس لهم نصيب إلا النار - والعياذ بالله -.
((المتن))
هذا اعتقادُ الشافِعيِّ ومالكٍ /// وأبي حنيفةَ ثم أحمدَ يُنْقَلُ
((الشرح))
يبين الشيخ – رحمه الله تعالى – أنَّ مَا تَقَدمَ من تقرير عقيدة السلف من الإيمان بالقرآن والسنة، والإيمان بحب الصحابة أجمعين، والإيمان بأسماء الله وصفاته، والإيمان بالقرآن، وأنه كلام الله، والإيمان بالرؤية: رؤية ربهم يوم القيامة، والإيمان باليوم الآخر، وما أعده الله للمتقين، وما أعده للكافرين، كل ذلك عقيدة السلف الصالح أجمعين: أهل السنة والجماعة، لايحيدون عنها يمينا، ولا شمالا، وذكر منهم الأئمة الأربعة: أبو حنيفة النعمان المتوفى سنة مئة وخمسين، والإمام مالك المتوفى سنة تسع وسبعين ومئة، والإمام الشافعي المتوفى سنة أربع ومئتين، وأحمد بن حنبل المتوفى إحدى وأربعين ومئتين، وغيرهم ممن هم على منهجهم من أهل السنة والجماعة.
فهذه عقيدة أهل السنة قاطبة، التي يجب أن يثبت عليها المرء المسلم؛ ولذلك هو يقول: ما سمعتم، وما قررتُه في هذه القصيدة من عقيدة = إنما هي عقيدة السلف الصالح، وعلى رأسهم الأئمة الأربعة الْمُتَّبَعون الذين يقتدي بهم المسلمون، ويقتدون بغيرهم من أئمة الهدى والدين، وليس المراد أن ذلك قاصر على هؤلاء الأربعة، لكن هؤلاء الأربعة – رحمهم الله – ممن بارك الله في فقههم، وجعل لهم مكانة خاصة بين المسلمين؛ لما هم عليه من اجتهاد فقهي؛ ولما هم عليه من خير؛ فلذلك هذه عقيدتهم، وهذا هو منهجهم الذي يسيرون عليه، ونسأل الله وإياكم الثبات عليه إلى أن نلقى الله – سبحانه وتعالى -، وفي هذا إشارة إلى أن الأئمة الأربعة ليس بينهم اختلاف في باب العقيدة، ليس بينهم أي خلاف في العقيدة، وهم ضد من يعتقد خلاف الحق، ضد من يتبين له أنه على خلاف الحق، وهم على قلب رجل واحد، وهم لم يفرقوا الأمة إلى أربع طوائف كما يتصوره البعض، يأتيك واحد جاهل مسكين يقول: يا أخي أنا كيف أطوف وأنا على مذهب الشافعي، والإمام الشافعي يرى أن من مس المرأة فقد انتقض وضوؤه، وأنا مضطر أن أمسك بزوجتي، أو أختي، أو بنتي، أو أمي؟
فالأمر ميسور؛ الصحيح أن اللمس لا ينقض الوضوء في أرجح أقوال أهل العلم.
إذًا يجب أن نسير على منوالهم، وأن ننهج نهجهم أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} الزمر: 18 {.
((المتن))
فإِنِ اتَّبَعْتَ سبيلَهُمْ فَمُوَفَّقٌ /// وإنِ ابْتَدَعْتَ فَما عَلَيْكَ مُعَوَّلُ
((الشرح))
(يُتْبَعُ)
(/)
يشير بهذا إلى أن من اتبع سبيل الأئمة الفضلاء في القرون المفضلة = فهو الناجي، وهو السالم من الهلاك، إن اتبعت سبيل هؤلاء المؤمنين = فأنت على خير. قال الله – عز وجل – وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} النساء: 115 {.
وقال تعالى أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} الزمر: 18 {.
وقال تعالى وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} الحشر: 10 {.
فمن سار على نهجهم واتبع سبيلهم = فهو على خير، ومن حاد عن سبيلهم = فقد حاد عن سبيل المؤمنين، وبذلك يوليه اللهُ ما تولى، ويصليه جهنم وساءت مصيرا.
فانتبه – يا عبدَ الله! – وسِرْ على نهجهم، أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} الأنعام: 90 {، فَلْنَسِرْ على هديهم، ولنجتهد في سلوك طريقهم، حيث اتخذوا القرآن والسنة: عقيدةً، وشرعةً، وأحكامًا، وآدابًا، وحدودًا، وعبادةً، ومعاملةً، ومنهجَ حياة.
بهذا – أيها الإخوة – نختم هذه اللامية القصيرة في مبناها، والعظيمة في معناها، وحبذا لو أننا جميعا حفظناها؛ فحفظها لا يصعب، وهي تلخص لك بعض معتقدات السلف التي يجب التنبه لها، واعتقادها، والتي خالف الكثيرُ من الطوائف فيها، واتبعوا غيرَ سبيل المؤمنين، وسار البعض على مخالفة هؤلاء الأئمة الذين يؤمنون بالقرآن، ويعملون به، ويؤمنون بالسنة ويعملون بها، ويطبقون ذلك في نواحي الحياة كافةً: في سلوكهم، في عقيدتهم، في عبادتهم، معاملاتهم، في سائر سؤون حياتهم.
وهم السائرون على منهج الصحب الكرام كما قال عبد الله ابن مسعود – رضي الله عنه – (من كان مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة)، يعني بذلك أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – فإنهم (أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأحسنها حالا).
أولئك الصحاب الكرام الذين قال فيهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه).
والتي تُقَدَّمُ أقوالهم على أقوال من سواهم بعد قول الله، وقول رسول – صلى الله عليه وسلم -.
فلنجتهد ولنتأس بهم، أعلام الهدى، ومصابيح الدجى، أولئك الذين ذاقوا حلاوة الإيمان الحق؛ حيث جالسوا وشافهوا وتلقوا مباشرة الوحيَّ غضا طريا من فِيّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
فلنتأس بهم، ولنقتدِ بأقوالهم وأفعالهم، ولْنَسِرْ على منوالهم؛ فإن أحدَنا لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مدَّ أحدهم، ولا نصيفه.
وأحث الإخوة على حفظ مثل هذه المتون.
وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يوفقني وإياكم إلى ما فيه رضاه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
انتهت
تنبيهات:
1 - إذا ذكر الشيخ النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يذكر الصلاة والسلام؛ فإني أذكرها بصيغة – صلى الله عليه وسلم –.
2 - إذا أعاد الشيخ البيت كاملا في أول الشرح؛ فإني لا أذكره، بل أذكر الشرح مباشرة؛ إلا أول بيت فقد أعدته.
3 - يعيد القارئ في بداية كل درس الأبيات التي تم شرحها؛ فلم أثبت ذلك.
4 - حذفت البسملة والحمدلة وما أشبه ذلك من بداية كل درس إلا الدرس الأول.
5 - يوجد اختلاف في بعض الأبيات؛ لاختلاف النسخ؛ فاكتفيت بما قرأه القارئ على الشيخ.
6 - حذفت بعض الكلام! كأن يسأل الشيخ سؤالا، أو يريد أن يذكر شيئا؛ فيذكر بعضه، ثم يعرض عنه، أو يذكره لاحقا.
قال (أشرف): انتهيتُ من تفريغ هذه المادة وتصحيحها، ومراجعتها بعد منتصف ليلة الأربعاء المسفر صبحها عن (25/المحرم/لعام1430 هجرية) الذي يوافقه من التاريخ الصليبي (21/ 1/2009).
ومن هنا على ملف بي دي إف ( http://www.salafishare.com/245LS9S4KTJ1/ZPE1ZB1.pdf)
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أم الفضل]ــــــــ[24 - May-2009, صباحاً 10:48]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 01:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل: أرجوا توجيها حول تشكيكك في نسبة القصيدة لشيخ الاسلام نع ان الظاهر من كلام الشيخ أنه يصحح النسبة وشكراً
شَرْحُ فَضِيلَةِ الشَّيْخِ صّالِحٍ السُّحَيْمِيِّ
لِلْقَصِيدَةِ اللَامِيَّةِ
الْمَنْسُوبَةِ إِلى شَيْخِ الإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةِ – رَحِمَهُ اللهُ –.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وعلى آله وأصحابه ومن والاه – فهذه قصيدة اللامية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وهي زهرة من بستانه اليانع بالأزهار؛ ليشم عبقها وعبيرها أهل السنة والآثار، وهي شوكة وغصة وسهم من كنانيته في حلوق أهل الزيغ والضلال، يعلن فيها عن مذهبه واعتقاده ليستنار، ويخصم بها كل مشبه ومعطل وجبار.
.(/)
اشحذ ذهنك قليلا بمعرفة المراد واطلب جائزتك المعقوله
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 02:12]ـ
ترد عبارة في بعض كتب الفقه بمسمى (القُصْرُمِل)، فهل تستطيع إحضار معناها وأصلها؟
اشحذ ذهنك وثقف نفسك.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 02:35]ـ
هو رماد مستوقدات الحمامات
أما أصله فلا أدري وأقول ظنا لعله رمل القصر
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 02:50]ـ
إذا أخي أمجد اطلب جائزتك المعقولة وبإذن الله تحصل عليها.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 02:56]ـ
يارب تكون من القاهرة أصلي عاوز كتب من المعرض (ابتسامة)
ـ[الحافظة]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 03:12]ـ
القصرمل هو الرماد الخارج من مواقد الحمامات وقد ذكره الفقهاء في كتاب الطهارة إن كان نجس أم لا ...
وأصل الكلمة شامية .. والله أعلم
ـ[الحافظة]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 04:00]ـ
بارك الله فيكم ونفع الله بكم حبذا لو زيد في هذه المواضيع .. التي تشحذ الهمم وتنير العقل ,,وحبذا لو كانت في كافة العلوم الشرعية .. من مسائل فقهية وعقدية وغيرها جعله الله في ميزان حسناتكم ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 03:43]ـ
هو رماد مستوقدات الحمامات
وكان يستخدم في البناء قديماً بخلطه بالجير المطفأ والرمل وكانت المونة (الملاط) الناتج تزداد صلابة بمرور الزمن!
وإن كنت أستحق جائزة فأرجو أن تكون دعوة بظهر الغيب في وقت فاضل (ابتسامة)
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[07 - Jul-2009, صباحاً 02:42]ـ
سبق السيف العدل
بوركتم
ـ[جمانة انس]ــــــــ[07 - Jul-2009, صباحاً 04:14]ـ
وحتى أمد غير بعيد كان يتم التخلص من المخلفات بعدة أشكال
فمثلاً المواد الخشبية والمخلفات القابلة للاحتراق تستخدم كوقود للمدافئ والحمامات
والرماد الناتج والذي يسمى (القصرمل)
يستخدم كمادة من مواد البناء الزريقة: قصرمل وكلس وكتكت:
يدهن بها نصف الجدار وأرض الغرف العلوية
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Jul-2009, صباحاً 10:33]ـ
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن لا يحرمكم الأجر والثواب، وأن يمتعكم بأعماركم وأبدانكم وحواسكم وأموالكم وأهليكم آمين آمين
غفر الله لكم وأوسع مدخلكم(/)
جزئية رائعة في رسالة ابن تيمية رحمه الله إلى سرجوان ملك قبرص
ـ[الحافظة]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 02:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل لكم من مجموع الفتاوى لإبن تيمية رحمه الله الجزء الرابع عشر رسالته إلى سرجوان ملك قبرص وإنها رسالة جامعة وقيمة جدااا حوت من الفوائد الكثيرة .. ولكني لن أسرد الرسالة كاملة وإنما اقتطعت منها جزئية أعجبتني كثيراااا وهي الجزئية التي تخص أسرى المسلمين ..
يقول رحمه الله:
فيأيها الملك كيف تستحل سفك الدماء وسبي الحريم، وأخذ الأموال بغير حجة من الله ورسوله؟
ثم أما يعلم الملك: أن بديارنا من النصارى أهل الذمة والأمان ما لا يحصى عددهم إلا الله، ومعاملتنا فيهم معروفة، فكيف يعاملون أسرى المسلمين بهذه المعاملات التي لا يرضى بها ذو مروءة ولا ذو دين.
لست أقول عن الملك وأهل بيته ولا اخوته، فإن أبا العباس: شاكرا للملك ولأهل بيته كثيرا، معترف بما فعلوه معه من الخير، وإنما أقول عن عموم الرعية. أليس الأسرى في رعية الملك. أليست عهود المسيح وسائر الأنبياء توصي بالبر والإحسان.
فأين ذلك؟
ثم إن كثيرا منهم إنما أخذوا غدرا، والغدر حرام في جميع الملل والشرائع والسياسات. فكيف تستحلون أن تستولوا على من أخذ غدرا؟ أفتؤمنون مع هذا أن يقابلكم المسلمون ببعض هذا؟ وتكونون مغدورين؛ والله ناصرهم ومعينهم، لاسيما في هذه الأوقات، والأمة قد امتدت للجهاد، واستعدت للجلاد ورغب الصالحون وأولياء الرحمن في طاعته، وقد تولى الثغور الساحلية أمراء ذوو بأس شديد، وقد ظهر بعض أثرهم، وهم في ازدياد.
ثم عند المسلمون من الرجال الفداوية، الذين يغتالون الملوك في فرشها، وعلى أفراشها: من قد بلغ الملك خبرهم قديما وحديثا، وفيهم الصالحون، الذين لا يرد الله دعواتهم، ولا يخيب طلباتهم، الذين يغضب الرب لغضبهم، ويرضى لرضاهم.
وهؤلاء التتار مع كثرتهم وانتسابهم إلى المسلمين: لما غضب المسلمون عليهم، أحاط بهم البلاء ما يعظم عن الوصف، فكيف يحسن أيها الملك بقوم يجاورون المسلمون من أكثر الجهات أن يعاملوهم هذه المعاملة، التي لا يرضاها عاقل ولا مسلم ولا معاهد.
هذا، وأنت تعلم أن المسلمين لا ذنب لهم أصلا؛ بل هم المحمودون على ما فعلوه. فإن الذي أطبقت العقلاء على الإقرار بفضله، هو دينهم حتى الفلاسفة أجمعوا على أنه لم يطرق العالم دين أفضل من هذا الدين. فقد قامت البراهين على وجوب متابعته.
ثم هذه البلاد مازالت بأيديهم: الساحل، بل وقبرص أيضا؛ ما أخذت منهم إلا من أقل من ثلاثمائة سنة، وقد وعدهم النبي أنهم لا يزالون ظاهرين إلى يوم القيامة؛ فما يؤمن الملك أن هؤلاء الأسرى المظلومين ببلدته ينتقم لهم رب العباد والبلاد، كما ينتقم لغيرهم. وما يؤمنه أن تأخذ المسلمين حمية إسلامهم فينالوا فيها ما نالوا من غيرها، ونحن إذا رأينا من الملك وأصحابه ما يصلح عاملناهم بالحسنى وإلا فمن بغي عليه لينصرنه الله.
وأنت تعلم أن ذلك من أيسر الأمور على المسلمين، أنا ما غرضي الساعة إلا مخاطبتكم بالتي هي أحسن، والمعاونة على النظر في العالم واتباع الحق وفعل ما يجب. فإن كان عند الملك من يثق بعقله ودينه فليبحث معه عن أصول العلم وحقائق الأديان، ولا يرضى أن يكون من هؤلاء النصارى المقلدين الذين لا يسمعون ولا يعقلون؛ إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا.
وأصل ذلك أن تستعين بالله وتسأله الهداية، وتقول: اللهم أرني الحق حقا، وأعني على اتباعه، وأرني الباطل باطلا وأعني على اجتنابه، ولا تجعله مشتبها علي فأتبع الهوى. وقل: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلقون، اهدني لما اختلفوا فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
والكتاب لا يحتمل البسط أكثر من هذا، لكن أنا ما أريد للملك إلا ما ينفعه في الدنيا والآخرة، وهما شيآن: أحدهما له خاصة، وهو معرفته بالعلم والدين، وانكشاف الحق وزوال الشبهة، وعبادة الله كما أمر؛ فهذا خير له من ملك الدنيا بحذافرها، وهو الذي بعث به المسيح وعلمه الحواريين.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني له وللمسلمين، وهو مساعدته للأسرى الذين في بلاده، وإحسانه إليهم، وأمر رعيته بالإحسان إليهم، والمعاونة لنا على خلاصهم؛ فإن في الإساءة إليهم دركا على الملك في دينه ودين الله تعالى، ودركا من جهة المسلمين. وفي المعاونة على خلاصهم حسنة له في دينه ودين الله تعالى وعند المسلمون، وكان المسيح أعظم الناس توصية بذلك.
ومن العجب كل العجب: أن يأسر النصارى قوما غَدرا أو غير غدر، ولم يقاتلوهم، والمسيح يقول: «من لطمك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، ومن أخذ رداءك أعطه قميصك» وكلما كثرت الأسرى عندكم كان أعظم لغضب الله وغضب عباده المسلمين. فكيف يمكن السكوت على أسرى المسلمين في قبرص. سيما وعامة هؤلاء الأسرى قوم فقراء وضعفاء، ليس لهم من يسعى فيهم، وهذا أبو العباس مع أنه من عباد المسلمين، وله عبادة وفقر وفيه مشيخة، ومع هذا فما كاد يحصل له فداؤه إلا بالشدة. ودين الإسلام يأمرنا أن نعين الفقير والضعيف؛ فالملك أحق أن يساعد على ذلك من وجوه كثيرة، لاسيما والمسيح يوصي بذلك في الإنجيل ويأمر بالرحمة العامة، والخير الشامل كالشمس والمطر. والملك وأصحابه إذا عاونونا على تخليص الأسرى، والإحسان إليهم، وكان الحظ الأوفر لهم في ذلك في الدنيا والآخرة.
أما في الآخرة: فإن الله يثيب على ذلك ويأجر عليه، وهذا مما لا ريب فيه عند العلماء المسيحيين الذين لا يتبعون الهوى؛ بل كل من اتقى الله وأنصف علم أنهم أسروا بغير حق، لاسيما من أخذ غدرا، والله تعالى لم يأمر، ولا المسيح أمر، ولا أحد من الحواريين، ولا من اتبع المسيح على دينه، لا بأسر أهل ملة إبراهيم ولا بقتلهم. وكيف وعامة النصارى يقرون بأن محمد رسول الأميين، فكيف يجوز أن يقاتل أهل دين اتبعوا رسولهم؟
فإن قال قائل: هم قاتلونا أول مرة؟ قيل: هذا باطل فيمن غدرتم به ومن بدأتموه بالقتال. وأما من بدأكم منهم فهو معذور؛ لأن الله تعالى أمره بذلك ورسوله، بل المسيح والحواريون أخذ عليهم المواثيق بذلك. ولا يستوي من عمل بطاعة الله ورسوله، ودعا إلى عيادته ودينه، وأقر بجميع الكتب والرسل، وقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وليكون الدين كله لله، ومن قاتل في هوى نفسه وطاعة شيطانه، على خلاف الله ورسوله.
ومازال في النصارى من الملوك والقسيسين والرهبان والعامة، من له مزية على غيره في المعرفة والدين: فيعرف بعض الحق، وينقاد لكثير منه، ويعرف من قدر الإسلام وأهله ما يجهله غيره، فيعاملهم معاملة تكون نافعة له في الدنيا والآخرة؛ ثم في فكاك الأسير. وثواب العتق من كلام الأنبياء والصديقين ما هو معروف لمن طلبه، فمهما عمل الملك معهم وجد ثمرته.
وأما في الدنيا: فإن المسلمين أقدر على المكافأة في الخير والشر من كل أحد. ومن حاربوه، فالويل كل الويل له.
والملك لا بد أن يكون سمع السير، وبلغه أنه ما زال في المسلمين النفر القليل، منهم من يغلب أضعافا مضاعفة من النصارى وغيرهم، فكيف إذا كانوا أضعافهم؟ وقد بلغه الملاحم المشهورة في قديم الدهر وحديثه، مثل: أربعين ألفا يغلبون من النصارى أكثر من أربعمائة ألف أكثرهم فارس. وما زال المرابطون بالثغور مع قلتهم واشتغال ملوك الإسلام عنهم يدخلون بلاد النصارى؛ فكيف وقد منّ الله تعالى على المسلمين باجتماع كلمتهم، وكثرة جيوشهم وبأس مقدميهم وعلو هممهم ورغبتهم فيما يقربهم إلى الله تعالى واعتقادهم أن الجهاد أفضل الأعمال المطوعة وتصديقهم بما وعدهم نبيهم؛ حيث قال: «يعطى الشهيد ست خصال: يغفر له بأول قطرة من دمه، ويرى مقعده في الجنة، ويكسى حلة الإيمان، ويزوج باثنتين وسبعين من الحور العين، ويقي فتنة القبر، ويؤمن من الفزع الأكبر يوم القيامة.»
ثم إن في بلادهم من النصارى أضعاف ما عندكم من المسلمين، فإن فيهم من رءوس النصارى من ليس في البحر مثلهم إلا قليل، وأما أسراء المسلمين، فليس فيهم من يحتاج إليه المسلمين، ولا من ينتفعون به، وإنما نسعى في تخليصهم لأجل الله تعالى؛ رحمة لهم وتقربا إليه يوم يجزي الله المصدقين، ولا يضيع أجر المحسنين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأبو العباس حامل هذا الكتاب، قد بث محاسن الملك وإخوته عندنا، واستعطف قلوبنا إليه؛ فلذلك كاتبت الملك لما بلغني رغبته في الخير، وميله إلى العلم والدين، وأنا من نواب المسيح وسائر الأنبياء في مناصحة الملك وأصحابه وطلب الخير لهم. فإن أمة محمد خير أمة أخرجت للناس، يريدون الخلق خير الدنيا والآخرة، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويدعونهم إلى الله، ويعينونهم على مصالح دينهم ودنياهم. وإن كان الملك قد بلغه بعض الأخبار التي فيها طعن على بعضهم أو طعن على دينهم؛ فإما أن يكون الخبر كاذبا أو ما فهم التأويل وكيف صورة الحال؛ وإن كان صادرا عن بعضهم بنوع من المعاصي والفواحش والظلم، فهذا لا بد منه في كل أمة، بل الذي يوجد في المسلمين من الشر أقل مما في غيرهم بكثير، والذي فيهم من الخير لا يوجد مثله في غيرهم.
والملك وكل عاقل يعرف أن أكثر النصارى خارجون عن وصايا المسيح والحواريين ورسائل بولص وغيره من القدسين، وإن كان أكثر ما معهم من النصرانية شرب الخمر وأكل الخنزير وتعظيم الصليب ونواميس مبتدعة ما أنزل الله بها من سلطان، وأن بعضهم يستحل بعض ما حرمته الشريعة النصرانية؛ هذا فيما يقرون به. وأما مخافتهم لما لا يقرون به، فكلهم داخل في ذلك، بل قد ثبت عندنا عن الصادق المصدوق رسول الله أن المسيح عيسى ابن مريم، ينزل عند المنارة البيضاء في دمشق واضعا يده على منكبي ملكين؛ فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية، ولا يقبل من أحد إلا الإسلام، ويقتل مسيح الضلالة الأعور الدجال، الذي يتبعه اليهود، ويسلط المسلمون على اليهود، حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله، وينتقم الله للمسيح ابن مريم، مسيح الهدى، من اليهود ما آذوه وكذبوه لما بعث إليهم.
وأما ما عندنا في أمر النصارى، وما يفعله الله بهم من إدالة المسلمين عليهم، وتسليطه عليهم؛ فهذا مما لا أخبر به الملك لئلا يضيق صدره، ولكن الذي أنصحه به: أن كل من أسلف إلى المسلمين خيرا ومال إليهم، كانت عاقبته معهم حسنة، بحسب ما فعله من الخير؛ فإن الله يقول: «فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره»
والذي أختم به الكتاب الوصية بالشيخ أبي العباس وبغيره من الأسرى والمساعدة لهم والرفق بمن عندهم من أهل القرآن والامتناع من تغيير دين واحد منهم، وسوف يرى الملك عاقبة ذلك كله، ونحن نجزي الملك على ذلك بأضعاف ما في نفسه. والله يعلم أني قاصد للملك الخير؛ لأن الله تعالى أمرنا بذلك، وشرع لنا أن نريد الخير لكل أحد، ونعطف على خلق الله، وندعوهم إلى الله وإلى دينه وندفع عنهم شياطين الإنس والجن.
والله المسئول أن يعين الملك على مصلحته، التي هي عند الله المصلحة، وأن يخير له من الأقوال ما هو خيرا له عند الله، ويختم له بخاتمة خير.
والحمد لله رب العالمين، وصلواته على أنبيائه المرسلين؛ ولا سيما محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، والسلام عليهم أجمعين.
انتهى ..
رحمك الله شيخنا وهبك ربي العلم والنجابة والحكمة والتوفيق والسداد في كل أمورك ماتحار له العقول وماهذا إلا لصدقكم وإخلاصكم ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 09:18]ـ
رحم الله الامام .. يقول: (والمسيح يقول: «من لطمك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، ومن أخذ رداءك أعطه قميصك»)
وهو من إلزام المخالف بما يلزمه، ولكن لو أنه رحمه الله قال: "وفي كتبكم أن المسيح يقول: .... " لكان أقوم، فإلى جانب كوننا لا ندري أقال المسيح هذا الكلام حقا أم لا، من جهة ثبوت النص، فإن متن النص فيه من الهوان والذلة للمجرمين المعتدين ما لا يتصور أن يكون من كلام كريم من الكرام الفضلاء، فكيف بنبي من خيرة الأنبياء؟
ـ[الحافظة]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 05:18]ـ
... نفع الله بكم وزادكم من فضله ...
ـ[أبو خبيب النجدي]ــــــــ[05 - Sep-2009, صباحاً 07:18]ـ
متن النص فيه من الهوان والذلة للمجرمين المعتدين ما لا يتصور أن يكون من كلام كريم من الكرام الفضلاء، فكيف بنبي من خيرة الأنبياء؟
هداك الله .. ما دمت لم تجزم بثبوته فلا تجزم بعدم ثبوته .. فتتحدث عن النص بهذه النعوت القاسية فلعل النص ثابت فتكون قد خاطبت كلام الله بهذا الخطاب المهين!!
و الحقيقة أن هذا ليس كما تزعم - بغض النظر عن ثبوت النص أو عدمه - فشريعة عيسى عليه السلام كانت شريعة جمال تحرم القتال و استخدام أي أسلوب فيه عنف أو شدة , و هذا النص موافق لمنهج شريعته اللإجمالي , و التي تحرم مقابلة الاعتداء و توجب المقابلة بالإحسان مع المعتدي ..
و هذا معلوم من كتب المحققين من أهل العلم و من علماء النصارى أنفسهم الذين يؤكدون على هذا برغم مخالفتهم له.
و لو كان الحكم على شيء من أمور الأديان السابقة بمثل حكمك لكان أولى به ما نص الله عزوجل فيه عن بني إسرائيل من أمره بقتل أنفسهم كتوبة لهم ..
و إنما كلامك هذا هو لشريعتنا التي جمعت بين جلال شريعة موسى و بين جمال شريعة عيسى عليهم السلام.
و المقصود من هذا كله الانتباه لمدلولات الألفاظ و الاحتراز من مثل هذا , فأن نتحرز في ثبوت نص معين .. لا يصح أن يجعلنا لا نتحرز في حكمنا عليه ما دام هذا متعلقاً بكلام الله و بما شرعه سبحانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب بالماجستير]ــــــــ[05 - Sep-2009, صباحاً 08:26]ـ
والله هذا ما ينبغي أن يكون عليه العالم من صدع بالحق ومناصحة
فرحم الله شيخ الإسلام
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[05 - Sep-2009, صباحاً 10:26]ـ
هداك الله .. ما دمت لم تجزم بثبوته فلا تجزم بعدم ثبوته .. فتتحدث عن النص بهذهالنعوت القاسية فلعل النص ثابت فتكون قد خاطبت كلام الله بهذا الخطاب المهين!!
يا أخي الفاضل لم يزل أهل العلم يعترضون على متون الحديث المخالفة للمعقول فضلا عن المنقول، - وهي المروية في كتب أئمة السنن في ديننا لا في كتاب لا يتفق عشرة من علماء النصارى أنفسهم على صحة نسبته إلى أعيان الكتبة المنسوب إليهم!! - من بعد حكمهم بضعف السند ووهائه ولم يقابلهم أحد من أقرانهم قطُّ بمثل هذا الاتهام: "لعلكم تخاطبون كلام الله بهذا الخطاب المهين"،
فهون عليك يا رعاك الله!
إن كان ثمة إهانة فهي – ولا شك – ظاهرة جلية في أن يقال لإنسان بدعوى التشريع من الرب الحكيم جل وعلا: "مهما اعتدى عليك عدوك فلا ترد، حتى إنه لو جاءك بالسلاح يسفك دمك ويهتك عرض أهلك ويصفعك صفعا على وجهك الذي كرمه الله، فلا ترد، بل ولا تبادر حتى بالهرب إن كنت غير قادر على دفع ذلك العدوان، وإنما بادر بأن تقدم له خدك الآخر ليصفعه بل وقفاك أيضا إن لم يكتف بالخدين، وابتسم في وجهه وقل ... الله محبة!!! "
يا أخي هذا كلام لا يليق بعاقل كريم! الفطرة السوية تمجه مجا والله، ولا دخل له بما تقوله من كون شريعة عيسى لا تأمر بني إسرائيل بالقتال!!
لا يماري عاقل في أن مقابلة العداون بالإحسان ليست على إطلاقها، ولا ينبغي أن تكون على إطلاقها وإلا ضاع بمثل هذا التشريع = الحرث والنسل والمال والعقل وكل شيء، فمثل هذا الإطلاق لا يُتصور أبدا أن يكون من تشريع رب العالمين لأي نبي من أنبيائه، حتى وإن كان ذلك النبيُّ غيرَ مأمور بالقتال ولا برد العدوان!! بل هو كلام موضوع مكذوب على المسيح وأنا أنزهه عنه، عليه السلام! وإن كان لهذا الكلام أصلٌ من شيء قاله المسيح عليه السلام في معنى الإحسان للمسيء – وهو غير مستبعد ولا شك – فلا يمكن أن يكون قد خرج بمثل هذه الصورة المشينة!! فالذي وضع هذا النص – أو حرفه حتى صار إلى هذه الحال - أراد به أن يبرر عقيدة الفداء والصلب، ويعطيهم مبررا أخلاقيا فاسدا لكون المسيح بزعمهم رضخ واستسلم للاعنيه وباركهم وقبِل بأن يُبصق في وجهه ويُمتهن ويسحب سحب المجرمين على الصليب ولا يقاوم، لماذا؟ لأنه جاء بالمحبة الشاملة، لأن الله أحب العالم جدا – كما يدعي يوحنا في كتابه – فبعث ابنه الوحيد حتى يضرب ويداس بالنعال لكي تكون لهم الحياة الأبدية!!! فكان من البدهي أن تبلغ "المحبة" في تعاليم المسيح على أيدي كتبة تلك الكتب مبلغ أن يؤمر الرجل بتقديم خده الآخر لمن يلطمه على وجهه!!! هذا أقل ما يجب!!!!
لا يا أخي الحبيب، شرع الله لا يأمر عبدا من العباد بمثل هذه الذلة والمهانة لأحد من الخلق أبدا - لا سيما لأعدائه وأعداء أنبيائه جل وعلا!!
وشتان شتان بين هذا الذي ينسبونه إلى المسيح في هذا النص وبين مبدأ الإحسان للمسيء!
هذه أصول في التشريع لا يُتصور أن يقع فيها النسخ والتغيير .. فتأمل بروية بارك الله فيك!
لا يُعقل أن نؤمر بمحبة أعدائنا والاستسلام لهم عند العدوان، وقد تقرر أن أصل الولاء والبراء من أصول كلمة لا إله إلا الله، التي جاء بها سائر الرسل والنبيين، فهل تدعي أن المسيح أمر بني إسرائيل - كما يدعي النصارى - بأن يحبوا أعداءهم وأن يباركوا لاعنيهم؟؟؟؟
قولك:
و الحقيقة أن هذا ليس كما تزعم - بغض النظر عن ثبوت النص أو عدمه - فشريعةعيسى عليه السلام كانت شريعة جمال تحرم القتال و استخدام أي أسلوب فيه عنف أو شدة , و هذا النص موافق لمنهج شريعته اللإجمالي , و التي تحرم مقابلة الاعتداء و توجبالمقابلة بالإحسان مع المعتدي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت لو شئتَ أن آتيك بنصوص من كتبهم فيها تهديد من المسيح عليه السلام لمخالفيه بالسيف وبضرب الرقاب لفعلتُ، وهي نصوص يحتج بها إخواننا المشتغلون في الرد على النصارى عندما يريدون إثبات التناقض في كتبهم – وما أكثره!!! ولكني لن أفعل لأني لست بحاجة إلى هذا، فلا شيء فيها تقوم به الحجة عند النزاع على ما شرعه عيسى لأتباعه وما نسخه من التشريع! فما في كتبهم إنما يحتج له ولا يحتج به، وكلام أهل العلم في كيفية تناول نصوصهم والتعامل معها معلومة لا إخالها تخفى عليك!
فقولك عن شريعة عيسى عليه السلام أنها: تحرم مقابلة الاعتداء، هذا جزم منك أنت بحكم شديد (التحريم) لا تملك عليه حجة ولا دليل فانتبه!! وقولك بإيجابها المقابلة بالإحسان مع المعتدي – هكذا - هذا أيضا لا تملك عليه سلطانا، وإلا فعيسى علَّم بني إسرائيل شريعة موسى عليهما السلام، ولم ينسخ منها إلا ما دل القرءان على أنه قد نسخه تخفيفا عليهم، وهذا غاية ما في المنصوص الذي تقوم به الحجة عندنا عن تعاليم المسيح عليه السلام لأتباعه! وحقيقة أن غالب ما نسب إليه في العهد الجديد عندهم كان كلاما في باب المحبة والوعظ والترغيب والترهيب وكذا فهذا لا يعني أبدا أنه لم يأتهم إلا بهذا، ولم يأمرهم بما تقتضيه المروءة والفطرة من الدفع عن أنفسهم، بدعوى "المحبة" والإحسان للمسيء!!
هذا المعنى أظهر من أن يستدل عليه!
و لو كان الحكمعلى شيء من أمور الأديان السابقة بمثل حكمك لكان أولى به ما نص الله عزوجل فيه عنبني إسرائيل من أمره بقتل أنفسهم كتوبة لهم ..
لم أفهم هذه العبارة .. بارك الله فيك
و إنما كلامك هذا هو لشريعتناالتي جمعت بين جلال شريعة موسى و بين جمال شريعة عيسى عليهم السلام.
والله يا أخي عبارة "جمال شريعة عيسى" هذه ليست من التحقيق العلمي في شيء! قد تقدم أن عيسى لم ينسخ كل شريعة موسى كما يدعي النصارى قاتلهم الله!! إنما نسخ منها شيئا قليلا، والنصوص في كتبهم على أنه كان يأمرهم بالناموس وعلى أنه كان يجادل أحبار اليهود عنه ويتهمهم بتحريفه ويلعنهم على ذلك = كثيرة وافرة ..
ولأنه عليه السلام كان في زمان شدة وفي ابتلاء بضعف التابع وعدم القدرة على المقاومة، لم يأمره الله بالقتال، ولكنه يقينا لم ينسخ له النهي عن امتهان الوجه – الذي لا أتصور إلا أن يكون شريعة عامة لكافة المرسلين لبقاء علة التشريع واحدة – ويقينا لم ينسخ وجوب الأخذ بأسباب السلامة للنفس والمال والعرض من المعتدي الصائل ولو بالفرار (لبقاء العلة أيضا)!! ولو تأملت لوجدت أن هذا هو ما ينص مؤرخو النصارى أنفسهم – وأنت تريد محاججتي بكلامهم فتأمل – على أنه قد فعله الحواريون لما داهم الرومان بيت المسيح عليه السلام، فكلهم هرب وفر ولم يبارك الرومان ولم "يُدر الخد الآخر"، حتى صار المؤرخون يتساءلون كيف يدعي كتبة الكتب الأربعة العلمَ بتلك التفاصيل الدقيقة لحادثة الصلب ومعلوم أن الحواريين فروا جميعا يومها ولم يبق منهم أحد!!!
فتأمل يا رعاك الله ولا تعجل في الحكم على الكلام ..
وفقني الله وإياك إلى ما يحب ويرضى.
ـ[الحافظة]ــــــــ[22 - Oct-2009, صباحاً 07:34]ـ
.. نفع الله بكم ..
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 08:26]ـ
الاخت الحافظة حزاك الله كل خير وبارك فيك على ما نقلت
قبل فترة قريبة فقط قرأت الرسالة القبرصية فاذهلتني عبقرية ابن تيمية قدس الله روحه
ـ[الحافظة]ــــــــ[23 - Oct-2009, صباحاً 03:06]ـ
نفع الله بكم وزادكم من فضله(/)
حول نسبة رد الدارمي له
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 02:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتب أحد الأشاعرة موضوعًا قال فيه:
{أولاً:لابد من التفريق بين الامام الدارمي صاحب السنن الذي يسمى عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي السمرقندي و عثمان بن سعيد الدارمي صاحب ألأقول الشنيعة.
والذي روج له الإمام ابن تيمية وقلده تلميذه الذهبي دون بحث وتمحيص ثم أغتر به تلميذه تاج الدين السبكي فيظهر أنهم لم يروا كتابه قط.
وأنقل لكم ما كتب بعض أهل العلم من نقول عن هذا الكتاب
وعثمان الدارمي هو صاحب كتاب الرد على بشر المريسي المبتدع
وقد دون في كتابه عقائد فاسدة تدل على التجسيم والعياذ بالله
جاء في كتابه ص4 (و كيف يهتدي بشر للتوحيد و هو لا يعرف مكان واحدة) و في ص20 (لان الحي القيوم يتحرك اذا شاء و ينزل و يرتفع اذا شاء، و يقبض و يبسط ويقوم و يجلس…) و في ص25 (خلق ادم بيده مسيسا) و ص29 (و لو لم يكن لله يدان بهما خلق ادم مسيسا كما ادعيت لم يجز ان يقال بيدك الخير) و في ص74 (ان كرسيه وسع السموات والارض و انه ليقعد عليه فما يفضل منه الا قدر اربع اصابع)
و هذا الحديث نقله ابن تيميه وهو موضوع في منهاج السنه1/ 260 وقواه فقال: ومن الناس من ذكر له شواهد و قواه اهـ.
فمن هؤلاء الناس؟!! مع تصريح الحفاظ و المحدثين بوضعه و كذبهويقول الدارمي ايضا في ص85 (و لو شاء-الله-لاستقر على ظهر بعوضه)
وفي ص100 (من انبأك ان رأس الجبل ليس بأقرب من اسفله؟) و على الرغم من هذا يقول ابن تيميه ان كتبه تحوي لب التوحيد و يشيد بها و ينقله ابن القيم في كتابه (اجتماع الجيوش الاسلاميه) في ص88 من الطبعة الهنديه (كتابا الدارمي-النقض على بشر المريسي و الرد على الجهميه- من اجل الكتب و انفعها… كان شيخ الاسلام ابن تيميه يوصي بهما اشد الوصيه و يعظمهما جدا و فيهما من تقرير التوحيد و الاسماء و الصفات بالعقل و النقل ما ليس في غيرهما) اهـ.
-- منقول --
وإلى اليوم لازال الغلاة يثنون على كتاب الدارمي رغم ما فيه من التشبيه}.
فناظرته وطرحت أسئلة، فلم يجب صاحب المقال، وأجاب أحدهم:
{خذ هذه - يقول الشيخ الألباني رحمه الله في تعليقه على كتاب " التنكيل " للمعلمي: ولكن يبدو من كتابه (يعني الدارمي) الرد على المريسي أنه مغال في الإثبات فقد ذكر فيه ماعزاه الكوثري إليه من القعود والحركة والثقل ونحوه، وذلك مما لم يرد به حديث صحيح. أهـ
فالألباني (وهو من نفس المدرسة) حكم على الدارمي بالغلو في الإثبات .. فما رأيك؟!}
ونقل أحدهم قول الذهبي: (وفي كتابه بحوث عجيبة مع المريسي يبالغ فيها في الإثبات، والسكوت عنها أشبه بمذهب السلف في القديم والحديث).
هل صح قول الذهبي؟
وما الجواب عن كلام الألباني
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 04:20]ـ
أخي الفاضل إن كنت تقصد بهذا الأشعري المدعو (السقاف) فلا حاجة للرد، فإنه فقط بمجرد أن يكون الشخص هو (السقاف) فقد سقط الكلام كله، وأصبحت حفظك الله ناقلا لمجموعة أكاذيب وحكايات ما قبل النوم للأطفال.
طبعا مع احترامي لك أخي (أبا بكر) فلست معنيا بشيء مما قلته.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 04:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البينة على صاحب الدعوى يا أخي .. وليثبت ذلك من كتب التراجم إن استطاع
ـ[الآجري]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 04:47]ـ
أخي الفاضل، هناك أحاديث في الصفات اختلف في صحتها، كالفضل الذي بمقدار أربعة أصابع ونحو ذلك، وقد تكون صحيحة عند الإمام الدارمي فيثبتها على طريقة أهل السنة (من غير تشبيه ولا تكييف) وفي نفس الوقت ضعيفة عند غيره كالألباني فيكون إثباتها عند الألباني غلواً في الإثبات لضعف أسانيدها ..
والله أعلم
ـ[المقدادي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 05:54]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله
الدارمي رحمه الله ربما أخبر ببعض ما لم يصح فيه حديث , كقوله بالحركة و غير ذلك و هو يقصد الفعل ليس إلا , و ما أثبته مما لم يصح فيه حديث لا يعني قبوله , و كل إمام يؤخذ منه و يرد إلا نبينا محمد صلى الله عليه و سلم
و لا يعني هذا ترك كتابه بالكلية ففيه بحوث محكمة في النقض على الجهمية.
اما قوله ان شيخ الإسلام روّج للكتاب فهذا من جهله المدقع فهذا الكتاب سمعه شيخ الشافعية قوّام السنة الأصبهاني صاحب كتاب الحجة في بيان المحجة , و سمع كتاب الدارمي أيضا جماعة من الأئمة الأعلام كما هو مثبت في سماعات الكتاب اما شيخ الإسلام ابن تيمية فسمعه على المسند أبي حفص القواس سنة 691 او قبله بقليل - الشك مني - هو و جماعة من أصحابه كالبرزالي و المزي و غيرهم و عن أبي حفص القواس يرويه الحافظ الذهبي أيضا
و قد ذكر الحافظ ابن كثير ان هذا الكتاب مما وقع له بالسماع
و رواه الحافظ ابن حجر بالإجازة , و حدّثت المسندة أم محمد زينب بنت عمر بن سعد الله بكتابه الرد على الجهمية , نبّه على ذلك حافظ الشام ابن ناصر الدين الدمشقي الشافعي رحمه الله - ت 842 هـ - فقال (و آخر من حدث من بني بخيخ فيما أعلم أم محمد زينب بنت عمر بن سعد الله حدثت بكتاب الرد على الجهمية لعثمان بن سعيد الدارمي عن ابيها وعمها أبي بكر وغيرهما عن محمد بن عبد المؤمن الصوري) ج1/ 370 توضيح المشتبه بتحقيق محمد نعيم العرقسوسي
و قد كنتُ قد كتبت - قبل فترة - ردا موجزا على أحد المتهورين ممن شكك في صحة نسبة الكتاب , حمّل ردي من المرفقات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المخضرمون]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 06:36]ـ
بارك الله فيكم.
وشكر الله لكم أيها المقدادي.
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 07:35]ـ
رضي الله عنكم وفقهكم في دينكم ..
لا أدري كيف أرد جميلكم .. هذا دين عليَّ.
أخي السكران التميمي قولك: أخي الفاضل إن كنت تقصد بهذا الأشعري المدعو (السقاف) فلا حاجة للرد، فإنه فقط بمجرد أن يكون الشخص هو (السقاف) فقد سقط الكلام كله، وأصبحت حفظك الله ناقلا لمجموعة أكاذيب وحكايات ما قبل النوم للأطفال.
طبعا مع احترامي لك أخي (أبا بكر) فلست معنيا بشيء مما قلته.
ليس هو السقاف رضي الله عنك.
أما المقدادي فأسأل الله أن يفقهه في دينه وأن يثبته على السنة وأن يكفيه شر كل ذي شر
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 04:14]ـ
أخي المقدادي:
مرة واحدة، الكتب التالية:
1 - الرد على الجهمية (أو السنة) لعبد الله بن أحمد
2 - الرد على الجهمية لأبيه الإمام أحمد
وقد قلدوا في نفي الأول: د. صهيب سقار، وممدوح، والسقاف
ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 06:18]ـ
أخي المقدادي:
مرة واحدة، الكتب التالية:
1 - الرد على الجهمية (أو السنة) لعبد الله بن أحمد
2 - الرد على الجهمية لأبيه الإمام أحمد
وقد قلدوا في نفي الأول: د. صهيب سقار، وممدوح، والسقاف
الحمدلله وحده و بعد
حمّل الرد على هؤلاء الجهلة من المرفقات
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 06:55]ـ
رضي الله عنك.
وأسكنك الفردوس الأعلى مع نبينا محمد (ص)
ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 12:28]ـ
و رضي الله عنكم أخي الفاضل
وأسكنك الفردوس الأعلى مع نبينا محمد صلى الله عليه و سلم
و إياك آمين آمين آمين(/)
مسألة في زكاة عروض التجارة
ـ[حمد]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 02:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أود يا إخوة أن أمرّ على بعض مسائل عروض التجارة؛ للفائدة ولأنّ بعضها أشكل عليّ.
أولاً: دليل وجوب زكاة عروض التجارة:
من جهة النظر: أنّها أموال يراد بها تنمية المال فنزلت منزلة النقود.
من جهة الأثر: مصنف ابن أبي شيبة ج2/ص406
عن بن عمر قال: ليس في العروض زكاة إلا في عرض في تجارة فإن فيه زكاة.
ثانياً: كيفية إخراج زكاتها:
هذه مسألة أشكلت عليّ كثيراً،
لأنّنا لو أوجبنا إخراجها على التاجر المتربص (الذي ينتظر ارتفاع سعرها لسنوات) عند حولان الحول -كما هو مذهب الجمهور -،
فكيف يخرج قيمتها وهو لم يأخذها؟!
ومذهب مالك أنه لا يخرج زكاتها حتى يبيعها، لكنه لا يوجب إلا زكاة واحدة عند القبض لو مضت عدة سنوات على البضاعة!
لا أدري ما وجه الزكاة الواحدة؟
كأنّ مذهب مالك في أنّ المتربص لا يخرج الزكاة إلا عند البيع هو الأقوى.
لكن لِمَ لا يخرج الزكاة عن كل السنوات السابقة؟ ويكتفي بزكاة واحدة
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 04:11]ـ
هذا توضيح وبيان لعل فيه إزالة للإشكال:
قال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى ج25/ص18): فصل: المال المغصوب والضائع ونحو ذلك قال مالك ليس فيه زكاة حتى يقبضه فيزكيه لعام واحد، وكذلك الدين عنده لا يزكيه حتى يقبضه زكاة واحدة. وقول مالك يروى عن الحسن وعطاء وعمر بن عبد العزيز. وقيل يزكى كل عام إذا قبضه زكاة عما مضى، وللشافعي قولان.
وسئل رحمه الله عن صداق المرأة على زوجها تمر عليه السنون المتوالية لا يمكنها مطالبته به لئلا يقع بينهما فرقة ثم إنها تتعوض عن صداقها بعقار أو يدفع إليها الصداق بعد مدة من السنين فهل تجب زكاة السنين الماضية أم إلى أن يحول الحول من حين قبضت الصداق؟
فأجاب: الحمد لله هذه المسالة فيها للعلماء أقوال: قيل: يجب تزكية السنين الماضية سواء كان الزوج موسرا أو معسرا كأحد القولين في مذهب الشافعي وأحمد، وقد نصره طائفة من أصحابهما.
وقيل: يجب مع يساره وتمكنها من قبضها دون ما إذا لم يمكن تمكينه من القبض كالقول الآخر في مذهبهما.
وقيل: تجب لسنة واحدة كقول مالك وقول في مذهب أحمد
وقيل: لا تجب بحال كقول أبى حنيفة وقول في مذهب احمد.
وأضعف الأقوال من يوجبها للسنين الماضية حتى مع العجز عن قبضه فان هذا القول باطل فإما أن يجب لهم ما يأخذونه مع أنه لم يحصل له شيء فهذا ممتنع في الشريعة، ثم إذا طال الزمان كانت الزكاة أكثر من المال، ثم إذا نقص النصاب وقيل إن الزكاة تجب في عين النصاب لم يعلم الواجب إلا بحساب طويل يمتنع إتيان الشريعة به.
وأقرب الأقوال قول من لا يوجب فيه شيئا بحال حتى يحول عليه الحول، أو يوجب فيه زكاة واحدة عند القبض، فهذا القول له وجه، وهذا وجه، وهذا قول أبى حنيفة، وهذا قول مالك، وكلاهما قيل به في مذهب أحمد والله أعلم.
قال مالك (موطأ مالك ج1/ص253): وَحَدَّثَنِي عن مَالِكٍ عن أَيُّوبَ بن أبِي تَمِيمَةَ السَّخْتِيَانِيِّ أَنَّ عُمَرَ بن عبد الْعَزِيزِ كَتَبَ في مَالٍ قَبَضَهُ بَعْضُ الْوُلاَةِ ظُلْمًا يَأْمُرُ بِرَدِّهِ إلى أَهْلِهِ ويؤخذ زَكَاتُهُ لِمَا مضي مِنَ السِّنِينَ ثُمَّ عَقَّبَ بَعْدَ ذلك بِكِتَابٍ أَنْ لاَ يُؤْخَذُ منه إِلاَّ زَكَاةٌ وَاحِدَةٌ فإنه كان ضِمَارًا.
وَحَدَّثَنِي عن مَالِكٍ عن يَزِيدَ بن خُصَيْفَةَ أَنَّهُ سَأَلَ سُلَيْمَانَ بن يَسَارٍ عن رَجُلٍ له مَالٌ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مِثْلُهُ أَعَلَيْهِ زَكَاةٌ؟ فقال: قال مَالِكٌ: الأَمْرُ الذي لاَ اخْتِلاَفَ فيه عِنْدَنَا في الدَّيْنِ أَنَّ صَاحِبَهُ لاَ يُزَكِّيهِ حتى يَقْبِضَهُ وَإِنْ أَقَامَ عِنْدَ الذي هو عليه سِنِينَ ذَوَاتِ عَدَدٍ ثُمَّ قَبَضَهُ صَاحِبُهُ لم تَجِبْ عليه إِلاَّ زَكَاةٌ وَاحِدَةٌ، فَإِنْ قَبَضَ منه شيئا لاَ تَجِبُ فيه الزَّكَاةُ فإنه إن كان له مَالٌ سِوَى الذي قُبِضَ تَجِبُ فيه الزَّكَاةُ فإنه يزكى مع ما قَبَضَ من دَيْنِهِ ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: وَإِنْ لم يَكُنْ له نَاضٌّ غَيْرُ الذي اقْتَضَى من دَيْنِهِ وكان الذي اقْتَضَى من دَيْنِهِ لاَ تَجِبُ فيه الزَّكَاةُ فَلاَ زَكَاةَ عليه فيه وَلَكِنْ لِيَحْفَظْ عَدَدَ ما اقْتَضَى فَإِنِ اقْتَضَى بَعْدَ ذلك عدد ما تَتِمُّ بِهِ الزَّكَاةُ مع ما قَبَضَ قبل ذلك فَعَلَيْهِ فيه الزَّكَاةُ.
قال: فَإِنْ كان قَدِ اسْتَهْلَكَ ما اقْتَضَى أَوَّلاً أو لم يَسْتَهْلِكْهُ فَالزَّكَاةُ وَاجِبَةٌ عليه مع ما اقْتَضَى من دَيْنِهِ فإذا بَلَغَ ما اقْتَضَى عِشْرِينَ دِينَارًا عَيْنا أو مائتي دِرْهَمٍ فَعَلَيْهِ فيه الزَّكَاةُ ثُمَّ ما اقْتَضَى بَعْدَ ذلك من قَلِيلٍ أو كَثِيرٍ فَعَلَيْهِ فيه الزَّكَاةُ بِحَسَبِ ذلك.
قال مَالِكٌ: وَالدَّلِيلُ على الدَّيْنِ يَغِيبُ أَعْوَامًا ثُمَّ يُقْتَضَى فَلاَ يَكُونُ فيه إِلاَّ زَكَاةٌ وَاحِدَةٌ؛ أَنَّ الْعُرُوضَ تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ لِلتِّجَارَةِ أَعْوَامًا ثُمَّ يَبِيعُهَا فَلَيْسَ عليه في أَثْمَانِهَا إِلاَّ زَكَاةٌ وَاحِدَةٌ، وَذَلِكَ أَنَّهُ ليس على صَاحِبِ الدَّيْنِ أَوِ الْعُرُوضِ أَنْ يُخْرِجَ زَكَاةَ ذلك الدَّيْنِ أَوِ الْعُرُوضِ من مَالٍ سِوَاهُ وَإِنَّمَا يُخْرِجُ زَكَاةَ كل شَيْءٍ مِنْه وَلاَ يُخْرِجُ الزَّكَاةَ من شَيْءٍ عن شَيْءٍ غَيْرِهِ.
قال الزرقاني (شرح الزرقاني ج2/ص145): {ضِمارا} بكسر الضاد: غائبا عن ربه لا يقدر على أخذه أو لا يعرف موضعه ولا يرجوه، والزكاة إنما تتعلق بالأموال التي يقدر على تنميتها أو النامية. قال ابن عبد البر: وقيل: الضمار الذي لا يدري صاحبه أيخرج أم لا وهو أصح، وبآخر قولي عمر هذا قال مالك والأوزاعي قال ابن زرقون شبهه مالك بعرض المحتكر يبيعه بعد سنين فيزكيه لعام واحد انتهى
قال في (المدونة الكبرى ج2/ص251): وَالدَّلِيلُ على أَنَّهُ ليس على الرَّجُلِ في الدَّيْنِ يَغِيبُ عنه سِنِينَ ثُمَّ يَقْبِضُهُ إلَّا زَكَاةٌ وَاحِدَةٌ، وفي الْعُرُوضِ يَبْتَاعُهَا لِلتِّجَارَةِ فَيُمْسِكُهَا سِنِينَ ثُمَّ يَبِيعُهَا؛ أنه ليس عليه إلا زَكَاةٌ وَاحِدَةٌ، أنه لو وَجَبَ على رَبِّ الدَّيْنِ أَنْ يُخْرِجَ زَكَاتَهُ قبل أَنْ يَقْبِضَهُ لم يَجِبْ عليه أَنْ يُخْرِجَ في صَدَقَةِ الدَّيْنِ إلَّا دَيْنًا يَقْطَعُ بِهِ لِمَنْ يَلِي ذلك على الْغُرَمَاءِ يَتْبَعُهُمْ بِهِ؛ إنْ قَبَضَ كان له وان تَلِفَ كان منه من أَجْلِ أَنَّ السُّنَّةَ أَنْ تُخْرَجَ صَدَقَةُ كل مَالٍ منه.
وقال في موضع آخر منها: قال علي بن زياد: قال أَشْهَبُ: قال مَالِكٌ بن أنس: وَالدَّلِيلُ على أَنَّ الدَّيْنَ يَغِيبُ أَعْوَامًا ثُمَّ يَقْبِضُهُ صَاحِبُهُ فَلَا يُؤْخَذُ منه إلَّا زَكَاةٌ وَاحِدَةٌ؛ الْعُرُوض تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ أَعْوَامًا للتجارة ثُمَّ يَبِيعُهَا فَلَيْسَ عليه في أَثْمَانِهَا إلَّا زَكَاةٌ وَاحِدَةٌ وَذَلِكَ أَنَّهُ ليس عليه أَنْ يُخْرِجَ زَكَاةَ ذلك الدَّيْنِ أو الْعُرُوضِ من مَالٍ سِوَاهُ وَلَا تخرج زَكَاةً من شَيْءٍ عن شَيْءٍ غَيْرِهِ زَكَاةُ الفائدة.
قال الزرقاني (شرح الزرقاني ج2/ص148): وحاصله: أن إدارة التجارة ضربان:
أحدهما: التقلب فيها وارتصاد الأسواق بالعروض فلا زكاة وإن أقام أعواما حتى يبيع فيزكي لعام واحد.
والثاني: البيع في كل وقت بلا انتظار سوق كفعل أرباب الحوانيت فيزكي كل عام بشروط. أشار إليه الباجي.
قال أبو عبيد (الأموال ج1/ص530): فأما مالك فإن ابن بكير حدثني عنه أنه قال: ليس على رب الدين إذا قبضه وإن مكث غائبا عنه سنين إلا زكاة واحدة.
قال: وذلك لأنه لم يكن عليه أن يزكى عنه من مال سواه. قال: وهكذا التاجر تكون عنده البضاعة سنين ثم يبيعها فليس عليه إلا زكاة ثمنها بعد البيع.
والله تعالى أعلم.
ـ[حمد]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 06:51]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب
لكن لِمَ لا يخرج الزكاة عن كل السنوات السابقة؟ ويكتفي بزكاة واحدة
أفيدونا جزاكم الله خيرا
أجاب ابن رشد عن هذا الإشكال في زكاة الدين جزاه الله خيراً:
http://islamport.com/w/fqh/ ... /913/218.htm
( إلا أن يقول كلما انقضى حول، فلم يتمكن من أدائه سقط عنه ذلك الحق اللازم في ذلك الحول، فإن الزكاة وجبت بشرطين: حضور عين المال، وحلول الحول، فلم يبق إلا حق العام
الاخير.
وهذا يشبهه مالك بالعروض التي للتجارة، فإنها لا تجب عنده فيها زكاة إلا إذا باعها، وإن أقامت عنده أحوالا كثيرة،).(/)
إستفتاء عملي عاجل من المشايخ الكرام، أرجوا إجابة سريعة
ـ[الكردستاني]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 02:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالبة مسلمة في إحدي الدول الأوروبية، دراستها في مجال التمريض، ومن التدريبات العملية في الدراسة؛ القيام بغسل المسنين من الرجال والنساء، للتلعلم لما بعد التخرج إذا صارت موظفة في دار المسنين، فما حكم هذا العمل؟ وما حكم المساعدة فيه؟
أرجوا أن أحصل على جواب سريع وشافي، وجزاكم الله خيراً وبارك فيكم.
ـ[الكردستاني]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 03:58]ـ
جاري الإنتظار لرؤية الإجابة ....
وأتوقعها قريبة بإذن الله تعالى.
ـ[الكردستاني]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 08:03]ـ
أرجوكم أجيبوني يا مشايخنا الكرام
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 08:27]ـ
أخي الحبيب لست أهلا للفتيا ولكن الذي يظهر من سؤالك - والله أعلم - أنها تقوم بمطالعة ومس عورات الرجال والنساء، فان كانت ممرضة ودعت الضرورة الى مثل ذلك مع المرضى فلتحرص على ألا يكون ذلك الا مع النساء وفي حدود الحاجة فقط .. أما الرجال فلتمتنع عنهم .. وحقيقة لا أفهم ما الذي يحتاج الى تدريب عملي في "غسل" المسنين والمسنات وان كانوا مرضى!
أما كلامك عن عملها في دار مسنين، فيا أخي الكريم دار المسنين هذه في بلاد الكفار من مظاهر جور وظلم وجاهلية الولد مع أبويه، فالرجل المسن هذا والمرأة المسنة هذه لو لم يرمه ولده أو يرمها ولدها في الطرقات بمجرد أن شاخا وهرما، لما احتاجا الى أمثال تلك الدور .. لا أقول بأنه لا يجوز للمسلمين العمل فيها باطلاق، فقد تدعو الضرورة رجلا مسنا أو امرأة مسنة الى النزل فيها، ولكن اذا كان الرجل المسن والمرأة المسنة غير قادرين على الاغتسال فمعاونتهما عليه واجبة على أولادهما والا فالأقرب اليهما، فهل تراعي تلك البلاد النظر في هذا الأمر قبل أن تأتي بالأجنبيات والأجانب للقيام به في دور متخصصة لا تمييز فيها لمحارم ولا عورات ولا لضرورات ومحظورات ولا شيء من ذلك؟
فالحاصل أني لا أرى لها أن تعمل في مثل هذه الأماكن في بلاد الكفار، ولا أراه مما يبيح لها مطالعة العورات، والله أعلم.
ـ[محمد شوقي عبد الرحمن]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 08:44]ـ
أنصحك أيتها الأخت الفاضلة بإرسال سؤالك لقسم الفتيا بالموقع، فهو أحق بهذا، وفيه الراحة والأمان بدلا من تعدد الآراء.
وأما قول الأخ: "دار المسنين هذه من مظاهر جور وظُلم وجاهلية الكفار"، فاحرص على ألفاظك أيها الكريم، واعلم أن هناك أشياء صحيحة، ولكن لا يجوز أن تقال هكذا.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 09:10]ـ
وأما قول الأخ: "دار المسنين هذه من مظاهر جور وظُلم وجاهلية الكفار"، فاحرص على ألفاظك أيها الكريم، واعلم أن هناك أشياء صحيحة، ولكن لا يجوز أن تقال هكذا.
راجع الكلام بروية أخي الكريم ولا تعجل .. بارك الله فيك
ـ[الكردستاني]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 11:15]ـ
جزاكما الله خيراً أخوي الكريمين.
الطالبة من قرابتي، وكانت تريد جواباً عاجلاً لأنها تريد أن تتخذ اليوم قراراً مبنياً على الحكم الشرعي بهذا الشأن وتخبر أستاذها وتناقشه كي تقنعه إذا كان الحكم عدم الجواز، وعندما سألتني نصحتها بالإمتناع عن هذا العمل، وقلت هذا ليس فتوى مني لأنني لست أهلاً للفتيا، ووعدتها بسؤال المشايخ وقلت إن شاء الله سأحصل على جواب من أحدهم، لذا وضعت السؤال هنا رجاء الحصول على إجابة سريعة، وسأقوم بإرسال السؤال إلى قسم الفتوى إن شاء الله كما نصحتني أخي محمد.
وأعتقد أن قول الأخ أبو الفداء: "دار المسنين هذه في بلاد الكفار من مظاهر جور وظلم وجاهلية الولد مع أبويه" صحيح لا غبار عليه، فإنه يقصد أن دار المسنين هذه نتيجة لعدم احترام المسنين من الولدين وذوي الارحام، وذلك لبعدهم عن الدين الحق بالدرجة الأولى ثم عن المشاعر الإنسانية والأخلاق الكريمة، وقال في بلاد الكفار وليس في بلاد المسلمين. والله تعالى أعلم.
أشكركما مرة أخرى وبارك الله فيكما.(/)
في ضيافة الشيخ أحمد القرني
ـ[محمد محمود الشنقيطي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 08:00]ـ
هذه بعض الفوائد التي قيدتها من محاضرة الشيخ د. أحمد القرني (التأصيل العلمي) التي ألقاها في القاعة الكبرى بالجامعة الإسلامية بالمدينة عام 1412هـ
• العلوم بحسب ثباتها وتطورها تنقسم إلى:
1 - علم متطور مطلقا كالميكانيكا وغيرها (هذا لا يحفظ فيه)
2 - علم ثابت الأصول متغير الفروع كالفقه مثلا (هذا يحفظ من أصوله وقواعده)
3 - علم جامد كالمصطلح والعقائد وهو علم الوسائل (يحفظ فيه)
• في الثامنة من عمره يؤلف السيوطي رسالة في شرح البسملة، ولهذا اتهمه معاصروه بأنه يسرق مؤلفات الناس وينسبها لنفسه، وقد اعتزل لما بلغ الأربعين وتفرغ للتصنيف.
• العلم يتوصل إليه بطريقي الفهم والحفظ والأخير أهم في مرحلة الشباب.
• شيخ في الثمانين من العمر ومع أنه أمي حفظ القرآن في خمس سنوات (الهمة العالية).
• قد يحفظ إنسان من مرة، ولكن كلمة مرة ليست مستقرة.
• علي بن محمود الحراني حفظ ألفية العراقي في يوم واحد.
• أحد العلماء المغاربة في المسجد النبوي كان يحفظ في اليوم نصف بيت، وحفظ الألفية في ثمان سنوات. ولكنه عندما يتكلم في النحو فهو حجة وعمدة لا يجارى ولا يبارى.
• أحد الإخوة الشاميين نظم ألفية فيما يتعلق بأمراض النساء والولادة.
• من حفظ المتون حاز الفنون ومن حفظ الأصول بلغ الوصول.
• أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري كان يزهد في الحفظ لكنه رجع عن ذلك وندم عليه
• حفظ القرآن على المقاطع الموضوعية أفضل لطالب العلم وأنفع له عند الإستشهاد.
• الأحاديث الواردة في (الترهيب من نسيان القرآن) كلها ضعيفة.
• جد القرطبي المفسر كرر صحيح البخاري 700 مرة.
• اليوم ينبغي أن نكتفي بحفظ نص الحديث مع أصل سنده وهو الصحابي.
• غالب منظومات المتأخرين سهلة وتزيد بعض الفوائد على أنظام المتقدمين.
• احرص على حفظ المتن مجردا عن الشرح.
• لا تنشغل كثيرا بمقدمات المنظومات خاصة إذا كانت طويلة.
• إذا كان هناك متنان في فن واحد فاستخر الله واستشر أهل الفن.
• الإضافات العلمية في ألفية السيوطي على ألفية العراقي تبلغ 270 إضافة، لكن تبقى ألفية العراقي الأهم لكونها خدمت بالشروح أكثر من الأخرى.
• المنطق شر لا بد منه، ونعني بالمنطق الآلة وليس ما نقضه شيخ الإسلام (الحد. القياس).
• اصحب شيخا من الأكابر بذل الوقت والمعاناة حتى امتلك الذوق العلمي في الفنون.
• من الصعب أن يوجد من جمع العلوم كلها فخذ من كل شيخ أحسن ما يتقن.
• اجمع الفوائد المتفرقة في كتب الشروح والحواشي وقم بتقييدها ففي تلك الكتب نفائس.
• احرص على زيارة العلماء لكن بلياقة وأدب (راعي انشغالاتهم).
• الموريتانيون- ومنهم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – كانوا يستحضرون تفسير القرطبي والشيخ الأمين كان يستحضره كأنما يقرأ من كتاب.
• الفقه المقارن، هذه تسمية خاطئة ينبغي أن يقال: فقه الخلاف.
• قدم من الفقه ما تحتاجه من فروض عينك. بعض الطلاب يشغل نفسه بدراسة صلاة الكسوف وهو لا يعرف جزئيات صلاته (صلاة الفريضة).
• وكم من شهادات يغر جمالها ..... وقيمتها النقش الذي في إطارها.
• لا يمنعنك التحزب ولا التعصب من الإستفادة من غيرك بل صاحب كل قوم على أحسن ما معهم.
• ميزات شيخ الإسلام بن تيمية ثلاثة:
1 - سلامة المنهج.
2 - سعة الإطلاع.
3 - سعة الأفق.
• حفظ المتزوج أقوى من حفظ الأعزب وهذا مجرب وثابت علميا وطبيا.
• أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري كان يقول بجواز الإستماع للغناء لكنه تاب من ذلك سنة 1400هـ وأمر بإحراق كتبه التي تتحدث عن الغناء. وهو ظاهري الأصول وفي الفروع على مذهب أهل السنة والجماعة.
• سؤال هام. الصواب سؤال مهم.
• يستخدم شيخ الإسلام في كتابته ما يعرف بأسلوب الإستطراد (حيث تجره كل فائدة إلى أخرى وهكذا)
• ترجح عندي أن الأشياء الحامضة والمالحة مما يضعف الحفظ، والأشياء الحلوة والمرة مما يساعد على تقوية الحفظ.
• كتاب تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة ينبغي للطالب أن يجعله تحت وسادته.
ـ[القاموس]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 09:06]ـ
بارك الله فيك، والشيخ أحمد من النبغاء كما عرفته.
هل اطلعت على كتابه (الإبداع العلمي)؟
ـ[محمد محمود الشنقيطي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 11:57]ـ
حياك الله أخي القاموس ونفع ونفع بك
حبذا لو حدثتمونا عن الشيخ النابغة الدكتور أحمد القرني
ـ[القاموس]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 11:30]ـ
أعتذر أخي محمود عن الانقطاع، لكن سأتحدث معك لا حقاً إذا تيسر لي، أما الآن فأعتذر للبعد عن الموقع.
ـ[محمد محمود الشنقيطي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 01:49]ـ
بارك الله فيكم
نحن في انتظاركم
ـ[محمد محمود الشنقيطي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 01:52]ـ
بارك الله فيكم وحفظكم ونفع بكم
سنبقى في الإنتظار
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 02:33]ـ
فوائد جليلة، شكر الله لك. استوقفني منها:
• في الثامنة من عمره يؤلف السيوطي رسالة في شرح البسملة، ولهذا اتهمه معاصروه بأنه يسرق مؤلفات الناس وينسبها لنفسه، وقد اعتزل لما بلغ الأربعين وتفرغ للتصنيف.
• العلم يتوصل إليه بطريقي الفهم والحفظ والأخير أهم في مرحلة الشباب.
• شيخ في الثمانين من العمر ومع أنه أمي حفظ القرآن في خمس سنوات (الهمة العالية).
• علي بن محمود الحراني حفظ ألفية العراقي في يوم واحد.
• أحد العلماء المغاربة في المسجد النبوي كان يحفظ في اليوم نصف بيت، وحفظ الألفية في ثمان سنوات. ولكنه عندما يتكلم في النحو فهو حجة وعمدة لا يجارى ولا يبارى.
• أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري كان يزهد في الحفظ لكنه رجع عن ذلك وندم عليه
• الأحاديث الواردة في (الترهيب من نسيان القرآن) كلها ضعيفة.
• جد القرطبي المفسر كرر صحيح البخاري 700 مرة.
• الإضافات العلمية في ألفية السيوطي على ألفية العراقي تبلغ 270 إضافة، لكن تبقى ألفية العراقي الأهم لكونها خدمت بالشروح أكثر من الأخرى.
• الفقه المقارن، هذه تسمية خاطئة ينبغي أن يقال: فقه الخلاف.
• لا يمنعنك التحزب ولا التعصب من الإستفادة من غيرك بل صاحب كل قوم على أحسن ما معهم.
• حفظ المتزوج أقوى من حفظ الأعزب وهذا مجرب وثابت علميا وطبيا.
• أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري كان يقول بجواز الإستماع للغناء لكنه تاب من ذلك سنة 1400هـ وأمر بإحراق كتبه التي تتحدث عن الغناء. وهو ظاهري الأصول وفي الفروع على مذهب أهل السنة والجماعة.
• كتاب تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة ينبغي للطالب أن يجعله تحت وسادته.
جزاك الله خيراً
........................
• سؤال هام. الصواب سؤال مهم.
كان قد سُئلَ عنها مرة هُنا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20289) . وفيها قال أبو مالك رعاه الله:
= مهم وهام كلاهما صواب، والأول متفق عليه، والثاني خطأه بعض العلماء.
وينظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=134430
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[26 - Jun-2009, صباحاً 12:29]ـ
هل للشيخ أحمد القرني إنتاج علمي مبوع أو مسجل غير ما ذكر
ـ[أبو آية المغربي]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 11:24]ـ
حياك الله أخي
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[27 - Jun-2009, صباحاً 12:14]ـ
محاضرة علمية تتميز بالإمتاع العلمي و التحضير الرائع ..
جزيت خيراً أخي محمد ..
وكذا المحاضرة الأخرى .. (الإبداع العلمي) والتي طبعت في كتيب مؤخراً(/)
دلني علي التفسير
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 08:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دلني علي التفسيرلهذه الاية (واتبعك الارذلون)
والقول بان المراد بالاراذل مثل الحائك صحيخ ام لا
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 12:37]ـ
أخي الفاضل (محمد يامين) تحديد الحواكون بالمراد بهذه الآية ليس هو من باب التخصيص، بل من باب نوع الجنس الرذيل. أي: أن المراد بالآية الكريمة الحواكون ومن على شاكلتهم في الرذالة.
والمراد بالرذالة هنا رذالة المهنة وطبقة العيش. فلذلك لما أن الكفر والعناد كان متفشيا في الطبقة العليا من قوم نوح قالوا له: {أنؤمن لك واتبعك الأرذلون}.
قال الزجاج: نسبوهم الى الحياكة والحجامة. قال: والصناعات لا تضر في باب الديانات.
فلذلك فسرها ابن كثير رحمه الله بقوله: يقول تعالى مسليا لنبيه صلى الله عليه وسلم وآمرا له بالتأسي بمن قبله من الرسل ومخبره بأنه ما بعث نبيا في قرية إلا كذبه مترفوها واتبعه ضعفاؤهم كما قال قوم نوح عليه الصلاة والسلام {أنؤمن لك واتبعك الأرذلون}.
وقال في موضع آخر: يقولون: لا نؤمن لك ولا نتبعك ونتأسى في ذلك بهؤلاء الأراذل الذين اتبعوك وصدقوك وهم أراذلنا.
وقد أخرج ابن أبي حاتم بسنده عن قتادة في تفسيرها، قال: سفلة الناس واراذلهم.
وروى عنه وعن مجاهد في تفسيرها، قالا: الحواكون.
ـ[الحافظة]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 01:51]ـ
بارك الله فيكم ..
قال القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الأية: (واتبعك الأرذلون)
وَلَا يَلْحَقهُمْ مِنْ قَوْل الْكَفَرَة شَيْن وَلَا ذَمّ بَلْ الْأَرْذَلُونَ هُمْ الْمُكَذِّبُونَ لَهُمْ. قَالَ السُّهَيْلِيّ: وَقَدْ أُغْرِيَ كَثِير مِنْ الْعَوَامّ بِمَقَالَةٍ رُوِيَتْ فِي تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة: هُمْ الْحَاكَة وَالْحَجَّامُونَ. وَلَوْ كَانُوا حَاكَة كَمَا زَعَمُوا لَكَانَ إِيمَانهمْ بِنَبِيِّ اللَّه وَاتِّبَاعهمْ لَهُ مُشَرِّفًا كَمَا تَشَرَّفَ بِلَال وَسَلْمَان بِسَبَقِهِمَا لِلْإِسْلَامِ ; فَهُمَا مِنْ وُجُوه أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْ أَكَابِرهمْ , فَلَا ذُرِّيَّة نُوح كَانُوا حَاكَة وَلَا حَجَّامِينَ , وَلَا قَوْل الْكَفَرَة فِي الْحَاكَة وَالْحَجَّامِينَ إِنْ كَانُوا آمَنُوا بِهِمْ أَرْذَلُونَ مَا يَلْحَق الْيَوْم بِحَاكَتِنَا ذَمًّا وَلَا نَقْصًا ; لِأَنَّ هَذِهِ حِكَايَة عَنْ قَوْل الْكَفَرَة إِلَّا أَنْ يُجْعَل الْكَفَرَة حُجَّة وَمَقَالَتهمْ أَصْلًا ; وَهَذَا جَهْل عَظِيم وَقَدْ أَعْلَمَ اللَّه تَعَالَى أَنَّ الصِّنَاعَات لَيْسَتْ بِضَائِرَةٍ فِي الدِّين.(/)
الأئمة من قريش
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 08:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجومنكم تخريج هذاالحديث (الأئمةمن قريش)
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 12:15]ـ
هذا الحديث بهذا اللفظ وجدت له ثلاثة طرق عن ثلاثة من الصحابة رضوان الله عليهم:
(الطريق الأول): عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وهو يروى عنه مرفوعا وموقوفا عليه.
أولا رواية المرفوع عنه: تفرد بروايتها عنه ربيعة بن ناجذ.
أخرجها كل من:
1) الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة 2/ 72 وما بعدها.
2) الحاكم في المستدرك 4/ 85.
3) البيهقي في السنن الكبرى 8/ 143.
4) الطبراني في المعجم الأوسط 4/ 26، والصغير 1/ 260.
5) الداني في السنن الواردة في الفتن 2/ 505.
6) أبو نعيم في الحلية 7/ 242.
7) القزويني في التدوين في أخبار قزوين 2/ 422.
ثانيا رواية الموقوف عنه: تفرد بروايتها عنه أبي صادق. وهي رواية مرسلة.
أخرجها كل من:
1) ابن أبي شيبة في المصنف 6/ 403، 7/ 452.
2) المروزي في الفتن ص121.
3) عبد الرزاق في المصنف 11/ 58.
قال في العلل الواردة في الأحاديث النبوية ج3/ص198: وسئل عن حديث ربيعة بن ناجذ عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الأئمة من قريش". فقال: يرويه مسعر، واختلف عنه: فرفعه فيض بن الفضل عن مسعر عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وخالفه داود بن عبد الجبار؛ فرواه عن مسعر عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق، ورفعه أيضا. وغيرهما يرويه عن مسعر موقوفا، وكذلك رواه أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة موقوفا، والموقوف أشبه بالصواب.
(الطريق الثاني): عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
وهو يروى عنه من سبعة طرق.
الطريق الأول: من رواية: بكير بن وهب الجزري. وقد اختلف في الرواية عنه:
قال البيهقي: وكذلك رواه جماعة عن الأعمش عن سهل يكنى أبا أسد، وكذلك رواه مسعر بن كدام عن سهل، ورواه شعبة عن علي بن أبي الأسد، وقيل: عنه عن علي أبي الأسد، وهو واهم فيه، والصحيح ما رواه الأعمش ومسعر، وهو سهل القراري من بني قرار يكنى أبا أسد.
والطريق الصحيح عن بكير أخرجه كل من:
1) الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة 4/ 403.
2) النسائي في السنن الكبرى 3/ 467.
3) البيهقي في السنن الكبرى 3/ 121، 8/ 143.
4) ابن أبي شيبة في المصنف 6/ 402.
5) الطبراني في المعجم الأوسط 6/ 357، والدعاء ص583.
6) أبو يعلى في المسند 7/ 94.
7) أحمد بن حنبل في المسند 3/ 129، 3/ 183.
8) ابن أبي عاصم في السنة 2/ 531.
9) الداني في السنن الواردة في الفتن 2/ 493. وقال: قال أبو عمرو: هكذا قال جرير عن الأعمش عن بكير عن أبي الأسد عن أنس، وخالفه وكيع فقال: عن الأعمش عن سهل أبي الأسد عن بكير بن الحارث الجزري عن أنس.
10) المزي في تهذيب الكمال 21/ 183.
11) ابن عساكر في تاريخ دمشق 61/ 12. وقد ذكر اختلاف الروايات كلها عن بكير فراجعه.
12) الفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 263.
الطريق الثاني: من رواية: إبراهيم بن سعيد عن أبيه.
أخرجه كل من:
1) الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة 6/ 142. وقال: قال أبو داود السجستاني: سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل سئل عن حديث إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الأئمة من قريش" قال: ليس هذا في كتب إبراهيم لا ينبغي أن يكون له أصل.
2) البيهقي في السنن الكبرى 8/ 144.
3) أبو يعلى في المسند 6/ 321، وفي المعجم ص145.
4) الطيالسي في مسنده 1/ 284.
5) أبو نعيم في الحلية 3/ 171.
6) ابن عساكر في تاريخ دمشق 20/ 205.
الطريق الثالث: من رواية: حبيب بن أبي ثابت.
أخرجه كل من:
1) الطبراني في المعجم الكبير 1/ 252، والدعاء ص583.
الطريق الرابع: من رواية: محمد بن سوقة.
أخرجه كل من:
1) أبو نعيم في الحلية 5/ 7. وقال: غريب من حديث محمد تفرد به حماد موجودا في كتاب جده.
الطريق الخامس: من رواية: مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد.
أخرجه كل من:
1) الخطيب البغدادي في الرواة عن مالك. لسان الميزان 5/ 423. وقال ابن حجر: قال الخطيب: غريب من حديث مالك لا أعلم رواه عنه إلا محمد بن يحيى الإسكندراني. قلت: بل هو باطل من حديث مالك، ما حدث به قط ولا رواه يحيى بن سعيد، وإنما يعرف من حديث ذكره الجزري عن أنس وتابعه جماعة من وجوه غريبة،وليس تغليط محمد بن يحيى فيه بأدنى من تغليط مقدام والله أعلم.
الطريق السادس: من رواية: عمر بن عبد الله.
أخرجه كل من:
1) بحشل في تاريخ واسط ص63، ص123.
(الطريق الثالث): عن برزة الأسلمي رضي الله عنه.
وهو يروى عنه من طريق أبي المنهال سيار بن سلامة.
أخرجه كل من:
1) أحمد بن حنبل في المسند 4/ 421.
2) الروياني في المسند 2/ 25 وما بعدها.
3) الطيالسي في المسند 1/ 125.
4) ابن أبي عاصم في السنة 2/ 532.
وقد حكم العلماء عليه:
فقال المنذري في الترغيب والترهيب 3/ 119، 3/ 141: رواه أحمد بإسناد جيد، ورواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن.
وقال ابن حجر في التلخيص الحبير 4/ 42: حديث "الأئمة من قريش" النسائي عن أنس، ورواه الطبراني في الدعاء والبزار والبيهقي من طرق عن أنس. قلت: وقد جمعت طرقه في جزء مفرد عن نحو من أربعين صحابيا. ورواه الحاكم والطبراني والبيهقي من حديث علي، واختلف في وقفه ورفعه ورجح الدارقطني في العلل الموقوف. ورواه أبو بكر بن أبي عصام عن أبي بكر بن أبي شيبة من حديث أبي برزة الأسلمي وإسناده حسن.
هذا باختصار ما علقته لك ولعل فيه بركة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 07:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وأرجواالتوضيح والتشريح أيضالهذاالحديث
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 08:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مامعني هذاالحديث (الأئمةمن قريش)
وبعض من العلماء قال لي أن هذاالقول قال عمرلتسديدالاختلاف يعني ليس بالحديث
هل هذاصحيح
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 08:36]ـ
وبعض من العلماء قال لي أن هذاالقول قال عمرلتسديدالاختلاف يعني ليس بالحديث
رحمك الله يا خليفة خليفة رسول الله كم افتري عليك وكذب.
أخي الفاضل (محمد يامين) سأنصحك نصيحة أخوية ورب العزة: عندما تلتبس عليك بعض الأمور اعرضها على عقلك وفكر بها قليلا وامعن النظر فيها، وصدقني أنت بنفسك تكون من يجيب على مثل هذه الإشكالات، أو أقول الشبهات.
إرجع أخي إلى التخريج الذي أوردته لك فهو حديث صحيح من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 11:27]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد الأخ الكريم الحديث الذي تسأل عنه صحيح أخرجه السيوطي في كتابه "قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة عن ثلاثة من الصحابة هم: أبو برزة و أنس من مسند أحمد و عن علي من معجم الطبراني لذلك لم يخرجه الزبيدي في كتابه "لقط اللآلئ المتناثرة"بينما خرجه أبو جعفر الكتاني في كتابه"نظم المتناثر"و قد خرجناه في كتابنا "فتح الرب الساتر لتمييز الحديث المتواتر "كما يلي، رواه:1/علي بن أبي طالب:أخرجه الطيالسي و الطبراني و البيهقي و أبو نعيم و ابن أبي عاصم 2/أنس:أخرجه الطيالسي و أحمد و الطبراني و ابن أبي عاصم و البيهقي و ابن عساكر و الحاكم و الدولابي في الكنى 3/أبو برزة:أخرجه أحمد و أبو يعلى و البزار 4/أبو هريرة:أخرجه أحمد و أبو يعلى و الطبراني قلت و هو بعيد من التواتر و انما هو صحيح مشهور و قد خرج أحاديثه الهيثمي في مجمع الزوائد و تلميذه ابن حجر في تلخيص الحبير و قال: قد جمعت طرقه في جزء مفرد عن نحو من أربعين صحابيا كما خرج بعض طرقه الألباني في ارواء الغليل تخريج أحاديث منار السبيل و حكم عليه بالصحة و الله أعلم و أما فقهه فهو لا يمنع من أن تكون الأئمة من غير قريش فاذا حصلت بيعة أئمة من غير قريش فنصوص القرآن و السنة المتواترة تلزم الطاعة لهم سواء بويعوا أو تغلبوا و قهروا الناس بالسيف كما بينا ذلك من قبل و الله أعلم اللهم علمنا ما جهلنا و اجعلنا هداة مهتدين
ـ[شتا العربي]ــــــــ[17 - Aug-2009, مساء 06:04]ـ
الزبيدي في كتابه "لقط اللآلئ المتناثرة"هلا تكرم بعض الأفاضل برفع هذا الكتاب مصورا؟
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم(/)
ماحكم هذاالعالم
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 08:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماحكم هذاالعالم الذي يقول في الخطاب ان العلماء لايدخلون في النار وبالفرض ان يدخلو يدخلو بعد إبرةمسكرلايشعرون بهاأذي النار
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد شوقي عبد الرحمن]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 08:53]ـ
هل من دليل على كلامه؟ فإن لم يكن معه دليل فكلامه خطأ، وكل يؤخذ منه ويرد.
أما قولك ما حكمه: فحكمه الخطأ أو الصواب فقط. والله أعلم.
ـ[الكلاعي الأندلسي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 11:06]ـ
من العالم الذي تقصد ومادليله سلمنا الله من غضب الله
ـ[محمد عبيد الله]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 06:54]ـ
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته.
كما قال الاخوة من هذا العالم؟ ومادليله في هذا القول؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 07:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عفوك يارب
أخي الكريم حفظك الله ورعاك؛ عندما يكون الكلام الملقى كلاما مردودا غير مقبول، ويكون أشبه بالهذيان، فعندها لا ننظر إلى من صدرت منه هذه العبارات مهما كان.
ثم إن إطلاق لقب (العالم) على مثل من تفوه بهذا الأمر من كلام مخالف للنصوص القرآنية والسنية وإجماع الأمة؛ غير مسلم، فمثل هذا يعتبر (مدعي) أو (متحذلق) أو (مستهتر) غير معذور، لأن صدور هذه الكلمات منه مع معرفته بمقتضاها دليل هلاكه وسقوطه، وأن مراده السخرية ورمي التفاهات التي يشوش بها على عامة الناس.
أخي الكريم، الله سبحانه وتعالى في القرآن قال: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي اللذين آمنوا ونذر الظالمين فيها جثيا} ولم يقل تعالى الله عن ذلك (نبنج اللذين آمنوا).
وقد وصف الله سبحانه وتعالى ناره بأنها (نار الحريق) ومن دخلها فقد استحق الحرق على الحقيقة، وإلا فستلزم كلام هذا (الهاذي) أن الله سبحانه وتعالى يفعل ما لا معنى له حاشاه، كيف ذلك؟ أخبرك: أليس الأليق لبيان عظمة الله سبحانه وتكرمة وتصرفه أن يبين للعبد أنه قادر على تعذيبه لكن رحمة منه قد صرفه عن هذا العذاب الى النعيم، أم يقول له: أدخل إلى النار مبنج واطلع عليها ومن ثم أخرجك؟ تعالى الله عن هذا.
ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مليئة بذكر عذاب بعض من الناس وهم خيار صلحاء بالنار، وهو عذاب على الحقيقة. فهل نقول رسول الله كاذب، أو أنه أخطأ في التعبير أو النقل؟ حاشاه وكلاه بأبي هو وأمي.
إذا يبقى أنه يوجد من البشر من ختم الله على قلبه ومسخه على الأقل ليس صورة بل فكرا وعقلا، ولعل هذا (العالم)!!!! من هذا النوع.
والأيام حبلى بمثل هذا وأشكاله فلاحول ولا قوة إلا بالله.
طبعا ناهيك ما يترتب عليه هذا القول من تحقير للذات الإلهية تعالى الله عن ذلك، وهل الله عاجز عن أن يقول كن فيكون حتى يستعين بالبنج؟ إنا لله وإنا إليه راجعون.
هذه إلماحة موجزة في تقرير الكلام المطروح، فلعل معه كبير بيان.(/)
موضوع مذهل: النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عائشة وعمرها ست سنوات!
ـ[ربوة العارض]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 08:38]ـ
بحث يستحق القراءة
--------------------------------------------------------------------------------
الموضوع مذهل! ولم نقرأ اي تعليق بعد لرجال الدين المتبحرين في الدين
صحفي شاب يصحح للأئمة الأعلام خطأ ألف عام
بقلم جمال البنا:
الثلاثاء 26 اغسطس 2008م
أريد من نشر هذا المقال تقديم مثال لما يمكن أن يصل إليه صحفي شاب لم يدخل الأزهر، أو يضع علي رأسه عمامة أو يدعي أنه من أهل الذكر .. إلخ، إنه صحفي كبقية الصحفيين، ولكن هذا لم يمنعه من أن يعني بقضية حاكت في نفسه،
كما حاكت في نفوس آخرين فقبلوها صاغرين، ولكنه وطن نفسه علي أن يدرسها ولم يثنه أنها مثبتة في البخاري وأن أعلام الأمة تقبلوها لأكثر من ألف عام، تلك هي قضية أن الرسول تزوج عائشة في سن السادسة وبني بها (أي دخل بها) في سن التاسعة بناءً علي ما جاء في البخاري (باب تزويج النبي عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها 3894): حدثني فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: «تزوجني النبي صلي الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة .. فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين».
وجد الباحث في نفسه حمية للدفاع عن رسول الله (ص) لعلها لم توجد في غيره.
أعد نفسه لمقارعة تلك القضية، ولم يقنع بأن يفندها بمنطق الأرقام ومراجعة التواريخ، ولكنه أيضًا نقد سند الروايات التي روي بها أشهر الأحاديث الذي جاء في البخاري ومسلم، وأثبت في الحالتين ذكاءً، وأصاب نجاحًا. من ناحية التواريخ، عاد الصحفي الشاب إلي كتب السيرة (الكامل ــ تاريخ دمشق ــ سير أعلام النبلاء ــ تاريخ الطبري ــ تاريخ بغداد ــ وفيات الأعيات)، فوجد أن البعثة النبوية استمرت 13 عامًا في مكة و 10 أعوام بالمدينة، وكانت بدء البعثة بالتاريخ الميلادي عام 610، وكانت الهجرة للمدينة عام 623م أي بعد 13 عامًا في مكة، وكانت وفاة النبي عام 633م والمفروض بهذا الخط المتفق عليه أن الرسول (ص) تزوج (عائشة) قبل الهجرة للمدينة بثلاثة أعوام، أي في عام 620م،
وهو ما يوافق العام العاشر من بدء الوحي، وكانت تبلغ من العمر 6 سنوات، ودخل بها في نهاية العام الأول للهجرة أي في نهاية عام 623م، وكانت تبلغ 9 سنوات، وذلك ما يعني حسب التقويم الميلادي، أنها ولدت عام 614م، أي في السنة الرابعة من بدء الوحي حسب رواية البخاري، وهذا وهم كبير. ونقد الرواية تاريخيا بحساب عمر السيدة (عائشة) بالنسبة لعمر أختها (أسماء بنت أبي بكر ــ ذات النطاقين): تقول كل المصادر التاريخية السابق ذكرها إن (أسماء) كانت تكبر (عائشة) بـ 10 سنوات،
كما تروي ذات المصادر بلا اختلاف واحد بينها أن (أسماء) ولدت قبل الهجرة للمدينة بـ 27 عامًا ما يعني أن عمرها مع بدء البعثة النبوية عام 610م كان 14 سنة وذلك بإنقاص من عمرها قبل الهجرة 13 سنة وهي سنوات الدعوة النبوية في مكة، لأن (27 ــ 13 = 14 سنة)، وكما ذكرت جميع المصادر بلا اختلاف أنها أكبر من (عائشة) بـ 10 سنوات، إذن يتأكد بذلك أن سن (عائشة) كان 4 سنوات مع بدء البعثة النبوية في مكة، أي أنها ولدت قبل بدء الوحي بـ 4 سنوات كاملات، وذلك عام 606م،
ومؤدي ذلك بحسبة بسيطة أن الرسول عندما نكحها في مكة في العام العاشر من بدء البعثة النبوية كان عمرها 14 سنة، لأن (4 + 10 = 14 سنة) لأو بمعني آخر أن (عائشة) ولدت عام (606م) وتزوجت النبي سنة (620م) وهي في عمر (14) سنة، وأنه كما ذكر بني بها ـ دخل بها ـ بعد (3) سنوات وبضعة أشهر، أي في نهاية السنة الأولي من الهجرة وبداية الثانية عام (624م) فيصبح عمرها آنذاك (14 + 3 + 1 = 18 سنة كاملة) وهي السن الحقيقية التي تزوج فيها النبي الكريم (عائشة).
(يُتْبَعُ)
(/)
حساب عمر (عائشة) بالنسبة لوفاة أختها (أسماء ـ ذات النطاقين): تؤكد المصادر التاريخية السابقة بلا خلاف بينها أن (أسماء) توفيت بعد حادثة شهيرة مؤرخة ومثبتة، وهي مقتل ابنها (عبدالله بن الزبير) علي يد (الحجاج) الطاغية الشهير، وذلك عام (73 هـ)، وكانت تبلغ من العمر (100) سنة كاملة فلو قمنا بعملية طرح لعمر (أسماء) من عام وفاتها (73هـ) وهي تبلغ (100) سنة كاملة فيكون (100 ــ 73 = 27 سنة) وهو عمرها وقت الهجرة النبوية، وذلك ما يتطابق كليا مع عمرها المذكور في المصادر التاريخية فإذا طرحنا من عمرها (10) سنوات،
وهي السنوات التي تكبر فيها أختها (عائشة) يصبح عمر (عائشة) (27 ــ 10 ــ 17 سنة) وهو عمر (عائشة) حين الهجرة ولو بني بها ـ دخل بها ـ النبي في العام الأول يكون عمرها آنذاك (17 + 1 = 18 سنة)، وهو ما يؤكد الحساب الصحيح لعمر السيدة (عائشة) عند الزواج من النبي. وما يعضد ذلك أيضًا أن (الطبري) يجزم بيقين في كتابه (تاريخ الأمم) أن كل أولاد (أبي بكر) قد ولدوا في الجاهلية، وذلك ما يتفق مع الخط الزمني الصحيح ويكشف ضعف رواية البخاري، لأن (عائشة) بالفعل قد ولدت في العام الرابع قبل بدء البعثة النبوية.
حساب عمر (عائشة) مقارنة (بفاطمة الزهراء) بنت النبي: يذكر (ابن حجر) في (الإصابة) أن (فاطمة) ولدت عام بناء الكعبة والنبي ابن (35) سنة، وأنها أسن ــ أكبر ــ من عائشة بـ (5) سنوات، وعلي هذه الرواية التي أوردها (ابن حجر) مع أنها رواية ليست قوية، ولكن علي فرض قوتها نجد أن (ابن حجر) وهو شارح (البخاري) يكذب رواية (البخاري) ضمنيا، لأنه إن كانت (فاطمة) ولدت والنبي في عمر (35) سنة فهذا يعني أن (عائشة) ولدت والنبي يبلغ (40) سنة وهو بدء نزول الوحي عليه، ما يعني أن عمر (عائشة) عند الهجرة كان يساوي عدد سنوات الدعوة الإسلامية في مكة وهي (13) سنة وليس (9) سنوات وقد أوردت هذه الرواية فقط لبيان الاضطراب الشديد في رواية البخاري.
نقد الرواية من كتب الحديث والسيرة: ذكر (ابن كثير) في (البداية والنهاية) عن الذين سبقوا بإسلامهم «ومن النساء .. أسماء بنت أبي بكر وعائشة وهي صغيرة فكان إسلام هؤلاء في ثلاث سنين ورسول الله (صلي الله عليه وسلم) يدعو في خفية، ثم أمر الله عز وجل رسوله بإظهار الدعوة»، وبالطبع هذه الرواية تدل علي أن (عائشة) قد أسلمت قبل أن يعلن الرسول الدعوة في عام (4) من بدء البعثة النبوية بما يوازي عام (614م)، ومعني ذلك أنها آمنت علي الأقل في عام (3) أي عام (613م) فلو أن (عائشة) علي حسب رواية (البخاري) ولدت في عام (4) من بدء الوحي معني ذلك أنها لم تكن علي ظهر الأرض عند جهر النبي بالدعوة في عام (4) من بدء الدعوة أو أنها كانت رضيعة، وهذا ما يناقض كل الأدلة الواردة، ولكن الحساب السليم لعمرها يؤكد أنها ولدت في عام (4) قبل بدء الوحي أي عام (606م) ما يستتبع أن عمرها عند الجهر بالدعوة عام (614م) يساوي (8) سنوات، وهو ما يتفق مع الخط الزمني الصحيح للأحداث وينقض رواية البخاري.
أخرج البخاري نفسه (باب ـ جوار أبي بكر في عهد النبي) أن (عائشة) قالت: لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله طرفي النهار بكرة وعشية، فلما ابتلي المسلمون خرج أبوبكر مهاجرًا قبل الحبشة)، ولا أدري كيف أخرج البخاري هذا فـ (عائشة) تقول إنها لم تعقل أبويها إلا وهما يدينان الدين وذلك قبل هجرة الحبشة كما ذكرت، وتقول إن النبي كان يأتي بيتهم كل يوم وهو ما يبين أنها كانت عاقلة لهذه الزيارات،
والمؤكد أن هجرة الحبشة إجماعًا بين كتب التاريخ كانت في عام (5) من بدء البعثة النبوية ما يوازي عام (615م)، فلو صدقنا رواية البخاري أن عائشة ولدت عام (4) من بدء الدعوة عام (614م) فهذا يعني أنها كانت رضيعة عند هجرة الحبشة، فكيف يتفق ذلك مع جملة (لم أعقل أبوي) وكلمة أعقل لا تحتاج توضيحًا، ولكن بالحساب الزمني الصحيح تكون (عائشة) في هذا الوقت تبلغ (4 قبل بدء الدعوة + 5 قبل هجرة الحبشة = 9 سنوات) وهو العمر الحقيقي لها آنذاك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يقنع المؤلف بهذه الحساب المقارن، بل إنه أجري أيضًا حساب عمر (عائشة) مقارنة بفاطمة الزهراء، مما لا يتسع له مجال المقال، ثم ختم الباحث بحثه بنقد السند فلاحظ أن الحديث الذي ذكر فيه سن (عائشة) جاء من خمسة طرق كلها تعود إلي هشام بن عروة، وأن هشام قال فيه ابن حجر في (هدي الساري) و (التهذيب): «قال عبدالرحمن بن يوسف بن خراش وكان مالك لا يرضاه، بلغني أن مالكاً نقم عليه حديثه لأهل العراق، قدم ـ جاء ـ الكوفة ثلاث مرات ـ مرة ـ كان يقول: حدثني أبي، قال سمعت عائشة وقدم ـ جاء ـ الثانية فكان يقول: أخبرني أبي عن عائشة، وقدم الثالثة فكان يقول: أبي عن عائشة».
والمعني ببساطة أن (هشام بن عروة) كان صدوقاً في المدينة المنورة، ثم لما ذهب للعراق بدأ حفظه للحديث يسوء وبدأ (يدلس) أي ينسب الحديث لغير راويه، ثم بدأ يقول (عن) أبي، بدلاً من (سمعت أو حدثني)، وفي علم الحديث كلمة (سمعت) أو (حدثني) أقوي من قول الراوي (عن فلان)، والحديث في البخاري هكذا يقول فيه هشام عن (أبي وليس (سمعت أو حدثني)، وهو ما يؤيد الشك في سند الحديث، ثم النقطة الأهم وهي أن الإمام (مالك) قال: إن حديث (هشام) بالعراق لا يقبل،
فإذا طبقنا هذا علي الحديث الذي أخرجه البخاري لوجدنا أنه محقق، فالحديث لم يروه راو واحد من المدينة، بل كلهم عراقيون مما يقطع أن (هشام بن عروة) قد رواه بالعراق بعد أن ساء حفظه، ولا يعقل أن يمكث (هشام) بالمدينة عمرًا طويلاً ولا يذكر حديثاً مثل هذا ولو مرة واحدة، لهذا فإننا لا نجد أي ذكر لعمر السيدة (عائشة) عند زواجها بالنبي في كتاب (الموطأ) للإمام مالك وهو الذي رأي وسمع (هشام بن عروة) مباشرة بالمدينة، فكفي بهاتين العلتين للشك في سند الرواية السابقة انتهي.
أختم المقال بما قدمته به، أن هذا مثال لما يمكن أن يصل إليه باحث لم يتخرج في الأزهر ـ ربما بفضل عدم تخرجه في الأزهر ـ من تفنيد لقضية تقبلتها الأمة بالإجماع (كما يقولون)، وفاتت علي الأئمة الأعلام، ولماذا لم يلحظ رئيس قسم الحديث بالأزهر هذا بدلاً من أن يتحفنا بفتوي إرضاع الكبير؟
* من هذا الباحث الذي قام بهذا التحقيق؟
ـ إنه الأستاذ «إسلام بحيري»، وجاء بحثه في العدد زيرو (أي قبل الأول) ص 21 من جريدة «اليوم السابع» الذي صدر في 15/ 7/2008
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 09:05]ـ
اقرئي هذا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19716
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18246
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146353(/)
هل هذاالقول صحيح
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 09:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هذاالقول صحيح ان العالم لايدخل في الناروبالفرض إن يدخل فيدخل بعدإبرة مسكرة لايشعربهاأذي النار
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
سئل شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (أيما أفضل: العلم، أو العقل؟)
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 10:33]ـ
(أيما أفضل: العلم، أو العقل؟)
سئل الشيخ رحمه الله: أيما أفضل: العلم، أو العقل؟ فأجاب:
إن أريد بالعلم علم الله تعالى الذي أنزله الله تعالى، وهو الكتاب، كما قال تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ} [آل عمران: 61]، فهذا أفضل من عقل الإنسان؛ لأن هذا صفة الخالق والعقل صفة المخلوق، وصفة الخالق أفضل من صفة المخلوق.
وإن أريد بالعقل أن يعقل العبد أمره ونهيه، فيفعل ما أمر به ويترك ما نهى عنه، فهذا العقل يدخل صاحبه به الجنة، وهو أفضل من العلم، الذي لا يدخل صاحبه به الجنة، كمن يعلم ولا يعمل.
وإن أريد العقل الغريزة التي جعلها الله في العبد التي ينال بها العلم والعمل، فالذي يحصل به أفضل؛ لأن العلم هو المقصود به، وغريزة العقل وسيلة إليه، والمقاصد أفضل من وسائلها.
وإن أريد بالعقل العلوم التي تحصل بالغريزة،فهذه من العلم فلا يقال: أيما أفضل: العلم أوالعقل، ولكن يقال: أيما أفضل هذا العلم أو هذا العلم، فالعلوم بعضها أفضل من بعض، فالعلم بالله أفضل من العلم بخلقه؛ ولهذا كانت آية الكرسي أفضل آية في القرآن؛ لأنها صفة الله تعالى. وكانت {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [سورة الإخلاص] تعدل ثلث القرآن؛ لأن القرآن ثلاثة أثلاث: ثلث توحيد، وثلث قصص، وثلث أمر ونهي، وثلث التوحيد أفضل من غيره.
والجواب في هذه المسألة مسألة العلم والعقل لابد فيه من التفصيل؛ لأن كل واحد من الاسمين يحتمل معان كثيرة، فلا يجوز إطلاق الجواب بلا تفصيل؛ ولهذا أكثر النزاع فيها لمن لم يفصل، ومن فصل الجواب فقد أصاب، والله أعلم.
مجموع الفتاوى ص 305 - 306 ,م9.
ـ[محمد عبيد الله]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 07:22]ـ
السلامخ عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا اخي على هذا التفصيل.
لقد اختلف العلماء - فضل بعضهم العلم على العقل وبعضهم فضل العقل على العلم.
وقد دار حوار لطيف بين العلم والعقل ابدى فيه كل منهما فضله على الاخر:
علم العليم وعقل العاقل اختلفا
من ذا الذي منهما قد احرز الشرفا؟
فالعلم قال: انا احرزت غايته
والعقل قال: انا الرحمن بي عرفا
فأفصح العلم افصاحا وقال له:
بأينا الله في فرقانه اتصفا؟
فبان للعقل ان العلم سيده
فقبل العقل رأس العلم وانصرفا
ومع هذا لا زال الخلاف قائم
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 01:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكرك أخي الكريم على إضافتك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
هل تنعقد اليمين بكلمة "حلفت"؟
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 12:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحبتي الكرام .. هل تنعقد اليمين بكلمة "حلفت" أم لا؟؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 07:06]ـ
أخي الفاضل (عبد الله) سأكتفي بالإجابة بقول مصحح المذهب الحنبلي العلامة المرداوي في كتابه الإنصاف، وإلا فالمسألة متشابهة في جميع المذاهب.
قال المرداوي: قوله: (وإن قال: أحلف بالله أو أشهد بالله أو أقسم بالله، كان يمينا) هذا المذهب مطلقا وعليه الأصحاب. وجزم به في الهداية والمذهب ومسبوك الذهب والمستوعب والخلاصة والهادي والكافي والمغني والمنور والشرح والمحرر والنظم والرعاية الصغرى والحاوي الصغير والوجيز والمنور ومنتخب الأدمي وتذكرة ابن عبدوس وغيرهم. وقدمه في الرعاية الكبرى والفروع.
وعنه: لا يكون يمينا إلا بالنية. واختاره أبو بكر.
فائدة: لو قال: حلفت بالله أو أقسمت بالله أو آليت بالله أو شهدت بالله؛ فهوو كقوله: أحلف بالله او أقسم بالله أو أشهد بالله خلافا ومذهبا.
قوله: (وإن لم يذكر اسم الله) يعني فيما تقدم، كقوله: أحلف أو أشهد أو أقسم أو حلفت أو أقسمت أو شهدت، لم يكن يمينا؛ إلا إذا لم يذكر اسم الله ونوى به اليمين كان يمينا بلا نزاع.
وإن لم ينو فقدم المصنف؛ أنه لا يكون يمينا. وهو المذهب.
جزم به في الوجيز وغيره، وقدمه في المحرر والفروع وغيرهما، واختاره أبو بكر؛ قاله الزركشي، قال ابن منجا في شرحه: هذا المذهب.
وعنه: يكون يمينا.
نصره القاضي وغيره، واختاره الخرقي وأبو بكر؛ قاله في الهداية. قال الزركشي: اختاره عامة الأصحاب الشريف وأبو الخطاب في خلافيهما، وابن عقيل والشيرازي وغيرهم.
وصححه في الخلاصة والنظم. انتهى
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 08:33]ـ
جزاك الله خيرا .. هذا المذهب ..
ولكن هل لأحد من أهل العلم المعاصرين فتيا فيها؟؟(/)
. ما أنا إلا طويلب علم ولا أدري لم الغرور ..
ـ[الحافظة]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 10:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
...
.....
أنقل لكم هذه الموعظة جزا الله كاتبها خير الجزاء وجعله في ميزان حسناته يوم لاينفع مال ولابنون إلا من اتى الله بقلب سليم ...
قال العلامة صالح آل الشيخ – حفظه الله وغفر له -:
" ... ولا نظن أننا حققنا ما يجب علينا، فلا مكان في الحقيقة بيننا لمن يرضى عن نفسه، أنا لا أرضى عن نفسي ولا عن عملي فيما قدمت.
إن من يعمل لهذا الدين لا ينبغي له أن يرضى عن عمله ويقول أنا بذلت وبذلت لأن هذه بداية النهاية، أو بداية دخول الشيطان على النفس في ذلك، بل تبذل وتنسى.
وهذا يذكرني بكلمة قالها أحد العلماء الحفاظ كان يستشهد كثيرا بالأحاديث وبالشعر وباللغة، فقال له أحد الطلاب: يا شيخ كم تحفظ؟ فالتفتَ إليه مغضباً وقال: أنا لست كسلانا مثلك، أعدّ ما أحفظ!
إن من يبدأ يحسب؛ أنا والله جلستُ مدة سنة أشتغل كذا، وأنا بدأت كذا، وعملت كذا، هذا ينبغي له أن ينظر إلى نفسه من جديد، هذا المجال هو مجال احتساب، ومجال بذل بلا عدّ، والله جلّ وعلا لا يضيع عنده شيء ولا يضيع أجرَ من أحسن عملا.
لهذا أنا أوصي نفسي وإياكم جميعا كبارا وصغارا في هذا الميدان أن يبذل المرء ما يستطيع ولا ينظر إلى ما بذل، بل يحتقر ما بذل في خضمّ الواجب عليه، فإن الأمرَ كبيرا جدّا جدًّا ... "
لستُ إلا طويلب علم .. !
– دعوة للتواضع -
لستُ إلا طويلب علم .. !
كلمة قالها العَلَم الربّانيّ وأحد المجددين في هذا العصر
العلامة المحدث ـ محمد ناصر الدين الألباني –
رحمه الله وغفر له - ...
هذا الإمام وصف نفسه بأنه طويلب علم ...... !!
أي تربية فرضها – رحمه الله على نفسه .. وهو من هو في جلالة قدره وعلمه
قال الإمام بن باز –رحمه الله -: " لا أعلم تحت قُبَةِ الفلك في هذا العصر، أعلم من الشيخ الألباني ".
لستُ إلا طويلب علم .. !
هكذا العلماء لا يتركون الكبر .. والغرور .. والتعالي .. والتطاول لأنفسهم سبيلا رغم ما آتاهم الله من علم وإمامة – رحمهم الله وغفر لهم –
لستُ إلا طويلب علم .. !
كلمة أهديها لمن ظن نفسه أنه طالب علم حقا؟ فأصبح يقلب أعراض إخوانه يمينا وشمالا .. !!
تطاول عليهم وكأنه فَقِه العلوم كلها، فرمى هذا بأنه في بداية الطلب لا يجوز له أن يتكلم أو يبدي رأيا مهما كان لأنه في حضرة طالب العلم المتمكن إن لم أقل العالم.
لستُ إلا طويلب علم .. !
كلمة أهديها لمن قرأ رسالة أو رسالتين أو كتابا فخال نفسه أنه حصد مقاصد الأحكام فأصبح يرجح بين الأقوال لأنه المتفنن المتقن!!.
. فلا يُعارَض أبدا.
لستُ إلا طويلب علم .. !
أهديها لمن أراد أن يُصلح غيره قبل أن يُصلح نفسه الأمّارة بالسوء.
فيا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم
لستُ إلا طويلب علم .. !
أهديها لمن نسي يوما حقيقته وأنه لو نظر إلى ما كسبته يداه من سيئات لوسعه بيته وبكى على خطيئته.
لستُ إلا طويلب علم .. !
أهديها لمن لمز أو غمز إخوانه مهما كان وكأنه حاز الكمال في كل شيء، وكأنه قرأ أفكارهم فطعن في نواياهم - طبعا لمن لا يوافق رأيه -
لستُ إلا طويلب علم .. !
أهديها لمن نصّب نفسه على الناس حكما فوزن إخوانه .. عدّل وزكّى من شاء – طبعا لمن وافق رأيه –
لستُ إلا طويلب علم .. !
هي دعوة لأن نتعلم الآدب من هؤلاء الأعلام قبل أن نتعلم منهم العلم.
لستُ إلا طويلب علم .. !
هي دعوة لإعادة النظر فيما نكتب أو تخطه أيدينا،بل وما نحمله من شعور تجاه غيرنا، فلا يعلم أحدنا متى يفارق هذه الدنيا ليومٍ تبسط فيه الأعمال ويا ويل من أساء لأحد إخوانه بكلمة ..
روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قوله رضي لله عنه: (إنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ)
لستُ إلا طويلب علم .. !
(يُتْبَعُ)
(/)
هي دعوة للتواضع ونبذ التطاول على الآخرين، فيوشك أن لا يدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال ذرة من خردل من كبر.
هي دعوة لتصفى النفوس وتزكوا بأن يحب كل واحد منا للآخر ما يحبه لنفسه وإيّاك أن تنسى نفسك عندما تريد أن تصلح غيرك.
قال الإمام بن عثيمين -رحمه الله وغفر له -: ( ... والعلم الشرعي يدعو إلى كل خلق فاضل من الصدق، والوفاء ومحبة الخير للمؤمنين .. )
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "من حديث أنس بن مالك الذي رواه مسلم وعن عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم: " .... من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه .... ) رواه مسلم
" وكثير من الناس عندهم غيرة وحب للخير، ولكن لا يسعون الناس بأخلاقهم، نجده عنده شدة وعنف حتى في مقام الدعوة إلى الله – عز وجل، نجده يستعمل العنف والشدة، وهذا خلاف الأخلاق التى أمربها الله - عز وجل ـ.
واعلم أن حسن الخلق هو ما يقرب إلى الله – عز وجل – وأولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم وأدناهم منه منزلة أحاسنهم أخلاقاً كما قال صلى الله عليه وسلم " إن
من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلى وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمفيهقون". قالوا يا رسول الله! قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال؟ "المتكبرون" ... ) أو كما قال
هي دعوة إلى نفسي أولا و إلى كل واحد منّا لأن يُُلين الجانب ويتواضع لإخوانه وأن يحمل كلامهم محملا حسنا. وإن كان ولابد النصيحة فلا يبديها علنا.
هي دعوة لمن قال قد حصّلت المقصود والغاية وهو لا يعلم أنه حكم على نفسه بالنهاية
فاحذروا بداية النهاية!
وعمدة الخير عندنا كلمات ... أربع قالهن خير البرية
إتق الشبهات وازهد ودع ما ... لا يعنيك واعملن بنية
ـ[الهاجرية]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 02:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك الله خير على هذه الموعظة
ـ[محمد محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 02:12]ـ
بارك الله فيك أختي الفاضلة
إذا كان هذا كلام الشيخ الإمام والأسد الحارس لسنة سيد الأنام فما هو حالنا .... الله المستعان ... اللهم استرنا بسترك الجميل
ـ[ابو محمد الشمالي]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 09:02]ـ
جزاك الله خيراً اخي الكريم
ـ[حسينان]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 08:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وفعلا فالتواضع صفة حميدة ـ بلا شك ـ
وقد علمت عددا من كبار العلماء المعاصرين مع سعة علمهم ومع ذلك لو رأيتهم وأنت لم تكن تعرفهم من قبل لقلت أنهم من عامة الناس ـ من تواضعهم ـ.
ولعل ذلك من الأسباب التي جعلتهم من العلماء الكبار وذلك لأنهم مهما تعلموا من العلم ـ ولو كان كثيرا ـ فإن الواحد منهم يظل معتبرا نفسه "طويلب علم" فيزداد تعمقا في طلب العلم.
وكذلك فهو مصداق قوله (ص) في ما رواه مسلم في "صحيحه" من حديث أبي هريرة: الحديث وفيه "وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ"
فإنه قد قال في "شرح النووي على مسلم" على هذه الجملة:
"فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدهمَا يَرْفَعهُ فِي الدُّنْيَا، وَيُثْبِتُ لَهُ بِتَوَاضُعِهِ فِي الْقُلُوب مَنْزِلَة، وَيَرْفَعهُ اللَّه عِنْد النَّاس، وَيُجِلّ مَكَانه. وَالثَّانِي أَنَّ الْمُرَاد ثَوَابه فِي الآخِرَة، وَرَفْعه فِيهَا بِتَوَاضُعِهِ فِي الدُّنْيَا. قَالَ الْعُلَمَاء: وَهَذِهِ الأَوْجُه فِي هذا اللفظ مَوْجُودَة فِي الْعَادَة مَعْرُوفَة، وَقَدْ يَكُون الْمُرَاد فِيها الْوَجْهَين مَعًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة "
فأدعو نفسي المقصرة ذات الهمة الدنيئة أولاً وإخواني إلى الاقتداء بهم لنحصل الخير الكثير فالجنة ليست درجة واحدة ـ ولكن أين المشمرون!! ـ فنسأل الله من فضله.
ـ[الحافظة]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 11:34]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وزادكم من فضله ووفقنا وأياكم لمرضاته ...
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 01:46]ـ
نسأل الله التواضع
نسأل الله التواضع
نسأل الله التواضع
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 02:14]ـ
اسأل الله ان يغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا.
وان يجعل اعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
ـ[الحافظة]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 03:29]ـ
اللهم آمين
بارك الله فيكم وزادكم من فضله ووفقكم لمرضاته
ـ[الورقات]ــــــــ[05 - May-2009, مساء 11:25]ـ
ماشاءالله موضوع طيب .. بارك الله فيك
أين ذكر الشيخ صالح أل الشيخ كلامه المذكور؟
وكذا كلام العلامة بن عثيمين أين ذكره؟
حبذا لو زيد العزو لمن أراد الرجوع للمادة كامله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحافظة]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 05:45]ـ
ماشاءالله موضوع طيب .. بارك الله فيك
أين ذكر الشيخ صالح أل الشيخ كلامه المذكور؟
وكذا كلام العلامة بن عثيمين أين ذكره؟
حبذا لو زيد العزو لمن أراد الرجوع للمادة كامله
وفيكم بارك الرحمن وزادكم من فضله ووفقكم لمرضاته
بالنسبة لكلام الشيخ بن عثيمين رحمه الله فتجده في:
كتاب العلم
(في آداب طالب العلم والأسباب المعينة على تحصيله)
ويمكنك الرجوع لموقع الشيخ للحصول عليه وتجده هنا
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17903.shtml (http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17903.shtml)
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 07:10]ـ
الله يبارك فيك و يجزاك خير أختي على هذه النقل النافع
أسأل الله أن يوقفنا لنيل العلم والعمل به على الوجه الذي يرضيه عنا
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 08:14]ـ
جزاكِ الله خيرًا ..
نسأل الله العفو والعافية من الغرور ..
اللهم أسترنا ولا تفضحنا ..
ـ[الحافظة]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 03:38]ـ
... وفيكم بارك الرحمن وزادكم من فضله ووفقكم لمرضاته ...
ـ[الورقات]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 02:18]ـ
جزاكِ الله خيرا
وكلام الشيخ صالح .. في أي شريط؟ أو كتاب(/)
درس الشيخ سعد الحميد
ـ[الخمراوي]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 04:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد وصف موقع مسجد الشيخ سعد الحميد الذي يلقي فيه درسه رفع الملام عن الأئمه الأعلام
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 04:42]ـ
اتصل على الأخ أنور
0506827023(/)
كيف هذاالقول
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 08:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عالم يبين أن ذلك العالم الكبيريسمع القوالي والغني والموسيقي ويكون في وجدوحال خاص ويصعد الي العرش بل الي فوق العرش لانني انا ايضا صعدت معه الي العرش
المطلوب من حضرتكم ما حقيقة هذاالكلام هل يمكن
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 08:28]ـ
أخي (محمد يامين) صدقا هل عرضت هذه الفكرة على عقلك؟
هل صدقتها أم أنكرتها؟
فإن أنكرتها فهذا محض الإيمان، وإن صدقتها فهذا محض الخذلان.
على كل حال أنا أجيبك أخي: نعم يمكن ذلك إذا لم تختم النبوة حتى الآن. وهذا لا يمكن أن يقوله إلا أحد أثنين: (كامل الزندقة) أو (كامل الجنون).
أخي الفاضل هذه الأمور لا يطلع عليها إلا من ارتضى سبحانه من أنبيائه ورسله، أما البشر مهما كان فضل أحدهم أو قنوته لله فلا يصل إلى هذا المقام. وإلا لكان أولى به الخلفاء الأربعة لا هذا (الطروب السميّع).(/)
طلب من محبي الامام العلوان
ـ[محب طابة]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 09:17]ـ
اخواني الفضلاء اتمنى رفع شرح الورقات للامام سليمان العلوان.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 09:53]ـ
لا أظنه شرح الورقات
وصدقت في تسميته إماما
فجزاك الله خيرا
أسأل الله العظيم
ألا يميتني حتى يكحّل
عيني برؤيته
زوالأخذ عنه
ـ[المخضرمون]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 10:33]ـ
لا أظنه شرح الورقات
وصدقت في تسميته إماما
فجزاك الله خيرا
أسأل الله العظيم
ألا يميتني حتى يكحّل
عيني برؤيته
زوالأخذ عنه
من أين هذا الكلام يافقيه!!
الشيخ له شرح على الورقات لكن لايوجد بالنت , و أصحابه يعلمون هذا.
والله أعلم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 10:29]ـ
أخي المكرّم .. رفقا بأخيك
إنما قلت لا أظن بحسب مبلغي من العلم
فشكر الله لك على التوضيح
ـ[المخضرمون]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 11:02]ـ
أخي المكرّم .. رفقا بأخيك
إنما قلت لا أظن بحسب مبلغي من العلم
فشكر الله لك على التوضيح
ولايهمك ياشيخ بنخفضلك ..
ابتسامة موسعة
وربنا يوفقك على حسن خلقك
ـ[محب طابة]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 07:07]ـ
اما الامام العلوان فهو من اعجب من سمعنا عنه في العلم والعمل والشيخ من مواليد 1389
وصدق الشاعر يوم ان قال:
والعلم يدخل قلب كل موفق من غير بواب ولا استئذان
فالعلم فتح من الله سبحانه وتعالى.
وانا اقول بعض المحدثين كالشيخ العلامة عبدالله السعد والامام العلوان اعجوبتان في الصدع بالحق.
ـ[معالم السنن]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 07:13]ـ
الشيخ عبدالله السعد (علم وعمل) والله حسيبه
ـ[الصقر المكسور]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 08:48]ـ
احب الصالحين ولست منهم ...... لعلي انال بحبهم الشفاعة
ـ[المخضرمون]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 10:09]ـ
الشيخ عبدالله السعد (علم وعمل) والله حسيبه
انصفته بارك الله فيكم ..(/)
الإجماع في استحباب غسل يوم الجمعة
ـ[حسينان]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 11:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سمعت الشيخ/ عبدالعزيز الطريفي قال إن غسل الجمعة سنة بالإجماع,
فهل نقله من كلام من سبقه من الفقهاء؟ ومن هو إن وجد؟
أم هو الذي حكى هذا الإجماع ـ وهذا لا أظنه غريباً لسعة اطلاعه ـ؟
لأني علمت عددا من الفقهاء لم يقولوا بأنه سنة مطلقا كشيخ الإسلام ابن تيمية
وجزاكم الله خيرا.
ـ[العرب]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 12:02]ـ
شيخنا العلامة من أهل الاستقراء والمعرفة لأقوال السلف
وللفائدة أنقل لك ما نقله الامام قاضي عياض في الاكمال معلقا على غسل الجمعة: (هذا قول عمر واقرار بمحضر الصحابة ولا ننكر له ولا مخالف فهو كالاجماع وعامة الفقهاء والاصوليين منهم يعدون هذا اجماعا).
وقال ابن عبدالبر في التمهيد: (أجمع المسلمون قديما وحديثا على ان غسل الجمعة ليس بفرض واجب).
ـ[حسينان]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 07:03]ـ
أعتذر من وضعي لهذا الموضوع في هذا القسم بالخطأ
وجزيت خيرا أخي "العرب" على التوضيح.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 07:38]ـ
بارك الله فيكم
ولعل بعض الناس يعترض على هذا ببعض الآثار عن السلف فيها التصريح بوجوب الغسل
فالجواب كما قرره الزين ابن رجب في الفتح أن المراد وجوب سنة ولكنهم كرهوا مخالفة لفظ الحديث
***********************
وصف الشيخ عبد العزيز حفظه الله بأنه من أهل الاستقراء فيه تجوز ومبالغة هذا مع الاتفاق على علمه وفضله والله أعلم
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 09:00]ـ
لعل المذهب الظاهري يقول بوجوب غسل الجمعة و يقول بوجوب غسلين اذا واقع زوجته أو احتلم يوم الجمعة و قد يكون لهم سلف في الصحابة و الله أعلم
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 01:20]ـ
قال ابن قدامة في المغني معقبا على قول الخرقي:"و يستحب لمن أتى الجمعة أن يغتسل "قال ابن قدامة:"لا خلاف في استحباب ذلك و فيه آثار كثيرة صحيحة .... ثم ذكرها .. ثم قال:"و حكي عن أحمد رواية أخرى،أنه واجب،و حكي ذلك عن أبي هريرة و عمرو بن سليم و قاول عمار بن ياسر رجلا،فقال عمار: انه اذا شر ممن لا يغتسل يوم الجمعة"فعلم من ذلك أن في المسألة قولا بالوجوب و أن اجماع ابن عبد البر من احماعاته الواهمة(/)
ابن قاضي الجبل ..
ـ[العرب]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 10:56]ـ
هل من تعريف بهذا العلم فوجدت ذكره في بعض الكتب ولم يتوفر لي كتاب تكلم عنه باسهاب مع علمه وفضله
ـ[الحافظة]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 12:47]ـ
وجدت هذا وأسأل الله ان ينفع به ..
ابن قاضي الجبل (1)
(693 ـ 771 هـ)
أحمد بن الحسن بن عبد اللّه بن محمد ابن قُدامة، الفقيه الحنبلي، المحدّث، شرف الدين أبو العباس المقدسي الاَصل، الدمشقي، المشهور بابن قاضي الجبل.
ولد بدمشق سنة ثلاث وتسعين وستمائة.
وأُسمع في صباه من: إسماعيل بن عبد الرحمان الفرّاء، ومحمد بن علي الواسطي وغيرهما.
وسمع هو بنفسه من تقي الدين سليمان، وغيره.
وتفقّه بابن تيمية.
وأفتى في شبيبته، ودرّس بمصر في مدرسة السلطان حسن، وولي مشيخة سعيد السعداء، وعاد إلى دمشق، فولي بها القضاء للحنابلة سنة (767 هـ)، فلم تُحمد سيرته، واستمر على القضاء إلى أن مات سنة إحدى وسبعين وسبعمائة.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) المنهل الصافي 1|268، الدرر الكامنة 1|120، الدارس في تاريخ المدارس 2|44، كشف الظنون 1|495، شذرات الذهب 6|219، معجم الموَلفين 1|194.
ـ[المقدادي]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 01:16]ـ
و من شعره رحمه الله:
نبيي أحمد وكذا إمامي === وشيخي أحمد كالبحر طامي
واسمي أحمد أرجو بهذا === شفاعة سيد الرسل الكرام
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 04:59]ـ
أخي (العرب) هذه ترجمة موسعة جمعتها لك من بطون الكتب لهذا العالم الفذ الجهبذ، فلعلها تروي غليلك.
وبالنسبة للاخوة الأعزاء (سلفية أبية) و (المقدادي) شكر الله سعيكم وجهدكم آمين.
اسمه ونسبه ومولده:
الشيخ الإمام العلامة، جمال الإسلام، صدر الأئمة الأعلام، شيخ الحنابلة، قاضي القضاة شرف الدين أبو العباس أحمد، ابن الشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة شرف الدين أبي الفضل (الفضائل) الحسن، ابن الخطيب شرف الدين أبي بكر عبد الله، ابن الشيخ الإمام القدوة أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الأصل الصالحي، ثم الدمشقي الحنبلي. المعروف (بابن شيخ الجبل) بقاسيون. ويقال له أيضا (ابن قاضي الجبل)، مفتي الفرق سيف المناظرين.
كتب بخطه قال: ولدت في الساعة الأولى من يوم الاثنين تاسع شعبان سنة ثلاث وتسعين وست مئة.
حياته الاجتماعية:
خلف ثروة ومالا جما، وكتبا وأملاكا وغيرها. وكانت فيه دعابة، ومزح، وإنكاء في البحث.
ومن شعره قوله:
نبيي أحمد وكذا إمامي وشيخي أحمد كالبحر طامي
واسمي أحمد وبذاك أرجو شفاعة اشرف الرسل الكرام
ومن إنشاده:
الصالحية جنة والصالحون بها أقاموا
فعلى الديار وأهلها مني التحية والسلام
قال ابن مفلح: قال مرة لعمي الشيخ برهان الدين: كم تقول احفظ بيت شعر؟ قال: فقلت: عشرة آلاف. فقال: بل وضعفها. انتهى
حياته العلمية:
كان من أهل البراعة والفهم، متقنا عالما بالحديث وعلله، والنحو واللغة، والأصلين والمنطق، وكان له في الفروع القدم العالي.
سمع من القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة، وعيسى المطعّم، ويحيى بن سعد، وغيرهم. منهم:
محمد بن علي الواسطي، وأحمد بن عبد المؤمن الصوري خاتمة أصحاب الموفق ابن قدامة، وإسماعيل بن الفراء، وجماعة أخر.
وحدث، وتفقه، وبرع، ودرس، وأفتى، وشغل بالعلم زمانا. وتعين ورأس على أقرانه، ثم مات أقرانه وانفرد.
قال ابن قاضي شهبة: سمع في صغره من إسماعيل الفراء، ومحمد بن الواسطي، وعيسى المغاري، وهذه الطبقة، ثم طلب بنفسه بعد العشر وسبع مئة فسمع من التقي ونحوه، وأجازه طائفة، وخرج له ابن سعد مشيخة حدث بها. انتهى
قال ابن مفلح عن هذه المشيخة: خرج له المحدث شمس الدين مشيخة عن ثمانية عشر شيخا حدث بها. انتهى
وقال الذهبي: الإمام العلامة، صاحب فنون، وذهن سيال، وتودد. سمع معي من التقي ابن مؤمن، وطلب الحديث وقتا وحدث. انتهى
وقال المقريزي: علامة وقته في كثرة النقل وفقه الحنابلة. انتهى
أجاز له والده، وأبو الفضل ابن عساكر، والمنجى التنوخي، وابن القواس، وغيرهم.
أفتى في شبيبته، وكان قد درس قديما، وحضر درسه الشيخ تقي الدين ابن تيمية وأثنى عليه، وأذن له في الإفتاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن تغري بردي: صحب ابن تيمية وسمع منه، وتفقه به وبغيره، وأفتى ودرس، وصنف كتاب (الفائق) في الفقه وغيره. انتهى
قال ابن مفلح: قرأ على الشيخ تقي الدين عدة مصنفات في علوم شتى، وذكر _ هو _ لعمي الشيخ برهان الدين: أنه قرأ عليه (المحصل) للرازي. انتهى
وطلب في أواخر عمره إلى القاهرة لتدريس مدرسة السلطان حسن، فولي بها مشيخة سعيد السعداء، وأقبل عليه أهل مصر واخذوا عنه، ثم أعيد إلى دمشق قاضي القضاة الحنابلة بها بصرف جلال الدين يوسف بن محمد بن عبد الله المرداوي، وذلك في رمضان سنة سبع وستين وسبع مئة. قال ابن قاضي شهبة: فباشر مباشرةً لم يحمد فيها؛ وكان عنده مداراة وحب المنصب، ووقع بينه وبين الحنابلة من المراودة وغيرهم شرور كثيرة. انتهى
قال ابن كثير: وكان من مشايخ العلماء الكبار، وممن يأذن للقضاة في الإفتاء، كثير الفنون. له يد في علوم متعددة، وله مصنفات عديدة قديمة وحديثة. ودرس بالجوزية والصاحبية وبحلقة الثلاثاء بالجامع الأموي، وبمدرسة أبي عمر. ثم ولي القضاء بعد عزل المرداوي؛ فلم يجمد في مباشرة القضاء ولا فرح به صديقه بل شمت به عدوه. انتهى
وخالف هذا الكلام ابن تغري بردي حيث قال: وولي قضاء الحنابلة بدمشق عوضا عن جلال الدين يوسف بن محمد بن عبد الله المرداوي في يوم الثلاثاء ثامن شهر رمضان سنة سبع وستين، وحمدت سيرته، ودام في المنصب إلى أن توفي. انتهى
باشر القضاء دون الأربع سنين إلى أن مات وهو قاض.
قال ابن مفلح: وله اختيارات في المذهب، فمنها: أن النزول عن الوظيفة تولية. وهذه مسألة تنازع فيها هو والقاضي برهان الدين الزرعي، وأفتى كل منهما بما اختاره. وله مصنفات منها: ما وجد من (الفائق) وكتاب في (أصول الفقه) لم يكمل كـ (شرح المنتقى).انتهى
وله مصنف في جواز بيع الوقف للمصلحة سماه (المناقلة بالأوقاف وما في ذلك من النزاع والخلاف).
وخلفه في قضاء الحنابلة قاضي القضاة علاء الدين الكناني، وفي حلقة الثلاثاء الشيخ زين الدين ابن رجب، وفي الجوزية نائبه علاء الدين ابن المنجى بنزوله له عنها.
وفاته:
توفي بمنزله في الصالحية صبيحة يوم الثلاثاء الرابع عشر من رجب، وصلي عليه بعد الظهر بالجامع المظفري، ودفن بتربة جده الشيخ أبي عمر، وشهده جمع كثير. رحمه الله وعفا عنه.
وقد ذكر له ابن طولون حكايات مطولة تدل على فضله ومكانته. فرحمه الله رحمة واسعة.
وهذه المصادر التي رجعت إليها في ترجمته:
1) الوفيات (السلامي) 2/ 354. طبعة الرسالة.
2) الذيل على العبر في خبر من عبر (ابن العراقي) 2/ 294. طبعة الرسالة.
3) ذيل التقييد (التقي الفاسي) 2/ 38. طبعة أم القرى.
4) تاريخ ابن قاضي شهبة (ابن قاضي شهبة) 3/ 366. طبعة المعهد العلمي الفرنسي.
5) المنهل الصافي (ابن تغري بردي) 1/ 284. طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب.
6) الدليل الشافي (ابن تغري بردي) 1/ 45. طبعة أم القرى.
7) السلوك لمعرفة دول الملوك (المقريزي) 3 - 1/ 186. طبعة دار الكتب المصرية.
8) المقصد الأرشد (ابن مفلح) 1/ 92. طبعة الرشد.
9) الذيل التام على دول الإسلام (السخاوي) 1/ 243. طبعة دار العروبة.
10) المنهج الأحمد (العليمي) 5/ 135. طبعة الرشد.
11) الدر المنضد (العليمي) 2/ 547. طبعة مكتبة التوبة.
12) تاريخ الصالحية (ابن طولون) 2/ 491. طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق
13) شذرات الذهب (ابن العماد) 8/ 376.
ـ[الحافظة]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 05:07]ـ
ماشاء الله تبارك الله .. جهد قيم ..
جعله الله في ميزان حسناتكم ..
ـ[العرب]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 06:08]ـ
ما شاء الله تبارك الله شكر الله لكم ونفع بكم وأخص الاخ التميمي جزاك الله عنا خيرا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 01:35]ـ
وكانت فيه دعابة، ومزح، وإنكاء في البحث.
لعلها "ونكات في البحث" أو "وإنكات".
وكتاب في (أصول الفقه) لم يكمل
وصل فيه إلى أوائل القياس ولم يعاود النظر حتى اخترمته المنية قاله المرداوي
قال ابن مفلح: وله اختيارات في المذهب
قال عنها ابن عثيمين في الشرح الممتع:"جيد جدا".
وخلفه في قضاء الحنابلة قاضي القضاة علاء الدين الكناني، وفي حلقة الثلاثاء الشيخ زين الدين ابن رجب
هي حلقة الثلاثاء بالجامع الأموي وهي خاصة الحنابلة ولا يليها إلا كبير فقهائهم.
ومن كتبه (المناقلة بالأوقاف) مطبوع
و " الرد على إلكيا الهراسي " مجلدين لم يتم وكتاب الهراسي هو مفردات أحمد، و " قطر الغمام في شرح أحاديث الأحكام " هو شرح المنتقى لم يتم، و " تنقيح الأبحاث في رفع التيمم للأحداث " و"القصد المفيد في حكم التوكيد"، "ومسألة رفع اليدين"، "والكلام على قوله تعالى " أأنت قلت للناس اتخذوني ".
والفائق مجلد كبير
وآرؤه الأصولية يمكن جمعها من كتاب التحبير وشرح الكوكب وأظنها جمعت في رسالة علمية
وهو الذي أمر بحبس القاضي تاج الدين السبكي واستتاب علي بن المنجى
ومن أشهر تلامذته الزين ابن رجب وبدر الدين الزركشي
ومن سيرته:
قال السراج البلقيني أنه لما قدم شرف الدين ابن قاضي الجبل الحنبلي نزل في قصر بشتك فدعاه شخص إلى الجيزة وحضرت معه في جماعة من علماء القاهرة منهم بدر الدين الزركشي وابن العنبري والطُنبذي فلما صلينا العشاء قال لي شرف الدين ابن قاضي الجبل: يا سراج الدين أينا أحفظ أنا أم أنت؟ فقلت له: سبحان الله! أنتم كذا وكذا -أتواضع له- فقال: استحضر أنا وأنت فقلت له: إن أنا استحضرت شيئا يعني حديثا تذكر له طرقه وكذا بالعكس لكن اذكر أنت على حدة وأنا كذلك
فقال ابن قاضي الجبل: اذكر أنت.
فأخذت أذكر أحاديث معللة من أول أبواب الفقه وما زلت أذكر إلى أن طلع الفجر [وفي لفظ:"فشرعت من أول أبواب الفقه أذكر الحديث وما يناسبه من تصحيح وتضعيف إلى أن طلع الفجر"] وقد وصلت إلى كتاب النكاح، فقام ابن قاضي الجبل وقبل بين عيني وقال: يا سراج الدين ما رأيت بعد الشيخ -يعني شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية- أحفظ منك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 01:39]ـ
وهذه ترجمته من ذيل طبقات الحنابلة لتلميذه ابن رجب:
"أحمد بن الحسن بن عبد الله ابن الشيخ أبي عمر قاضي القضاة، أبو العباس، أحد الأعلام: كان من أهل البراعة والفهم، والرياسة في العلم، متقناً عالماً بالحديث وعلله، والنحو والفقه، والأصلين، والمنطق، وغير ذلك.
وكان له باع طويل في التفسير، لا يمكن وصفه، كان له في الأصول والفروع القدم العالي، وفي شرف الدين والدنيا المحل السامي، وله معرفة بالعلوم الأدبية والفنون القديمة الأولية، وكيف لا؟ وهو تلميذ ابن تيمية، وقد قرأ عليه، واشتغل كثيراً، وقرأ عليه مصنفات في علوم شتى، منها: " المحصل "، للفخر الرازي، ولقد قال لي مرة: كنت في حال الشبوبية ما أتغدى إلا بعد عشاء الآخرة، للإشتغال بالعلم، وقال لي مرة: كم تقول إني أحفظ بيت شعر؟ فقلت: عشرة آلاف. فقال: بل ضعفها، وشرع يعدد قصائد للعرب، وكان إذا سرد الحديث يتعجب الإِنسان، وكان آية في حفظ سرد مذاهب العلماء.
ومن نظمه:
ولقد جهدت بأن أصاحب أشقراً ... فخذلت في جهدي لهذا المطلب
تنبو الطباع عن اللئيم كما نبت ... عن كل سم في الأنام مجرب
فاحذر شناطاً في الرجال وأشقراً ... مع كويسح، أو أعرج، أو أحدب
أو غائر الصدغين، خارج جبهة ... أو أَزْرَقاً بدراج، غير محبب
هذا مقالي خبرة بحقيقة ... حقت، وإن خالفت ذاك فجرب
نظم قول الشافعي في هؤلاء الجماعة.
وله مصنفات، منها " الفائق " في الفقه، مجلد كبير، وكتاب في " أصول الفقه " مجلد كبير، لم يتمه، وصل فيه إلى أوائل القياس، و " الرد على ألكيا الهراسي " كتب فيه مجلدين، وشرح من " المنتقى " للشيخ مجد الدين، قطعة في أوله، سماه " قطر الغمام في شرح أحاديث الأحكام " و " تنقيح الأبحاث في رفع التيمم للأحداث " مجلد صغير، و " مسألة المناقلة " مجلد صغير، وله مجاميع كثيرة، فيها فنون شتى".
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 01:45]ـ
ومن كتب هذا العبقري الفذ التي لم تذكر في مصادر ترجمته:
"رسالة في الرد على من رد على شيخ الإسلام ابن تيمية في حوادث لا أول لها" حققها الشيخ إبراهيم الميلي لا أدري طبعت مع المجموع الذي حققه من رسائل الشيخ أم لا.
وفي هذه الرسالة ما يدل على ملازمته لشيخ الإسلام أكثر من ابن القيم كما ذكر محققها
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 01:49]ـ
قلت هذا العلم الفذ مهضوم حقه ومن ثناء العلماء عليه وخاصة ثناء ابن رحب وتتبع آرائه في كتب متأخري الحنابلة يظهر ضرورة الاعتناء به وبعلمه وتراثه
ولما كنت أطالع في شرح الكوكب كنت أتعجب من متانة كلامه وآرائه
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 02:10]ـ
وآرؤه الأصولية يمكن جمعها من كتاب التحبير وشرح الكوكب وأظنها جمعت في رسالة علمية
.
الرسالة هنا:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=14240
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 02:35]ـ
في الترجمة التي كتبها صاحب الرسالة التفريق بين الفائق في المذهب والفائق في الفقه وأظنهما واحد
وفيها من الكتب المنسوبة للمترجم:"القواعد الفقهية" وقد شكك في صحة نسبتها إليه وهو مخطوط
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 01:28]ـ
بارك الله فيك أخي (أمجد) وزادك من فضله.
وبالنسبة لترجمة الشيخ (ابن قاضي الجبل) في ذيل طبقات الحنابلة لإبن رجب فقد وجدت هذه الترجمة مما انفردت بها طبعة الشيخ (الفقي) فقط؛ دون طبعة الشيخ (العثيمين) المحققة.
ثم إن ترجمته في طبعة (الفقي) مأخوذة من نسخة متأخرة جدا كتبت في سنة 1343هـ، ولم تزد هذه النسخة عن النسخ الأخرى إلا هذه الترجمة فقط أتت في آخر النسخة وكأنها ملفقة.
والله سبحانه وتعالى أعلم(/)
محاكمة الفريقين في حكم إظهار المرأة للعينين
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 11:55]ـ
محاكمة الفريقين في حكم إظهار المرأة للعينين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
فإني علمت أن بعض أخواتنا الفاضلات يذهبن إلى وجوب تغطية الوجه كله بما في ذلك العينين. ويتواصين بذلك.
وهو أمر لا يعرف عن العلماء المحققين. سواء منهم القائلون بحرمة كشف المرأة وجهها للأجانب والمبيحون لكشفه.
فأما ما سوى العينين فقد اختلفوا فيه كما هو معلوم. وأما العينان فلا أعرف خلافا بين العلماء في أن الأصل فيهما جواز إبدائهما ... !
وبيان ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين).رواه البخاري والنسائي وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما، وقد اختلف في رفعه ووقفه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وهذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء).
قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في الغريب: (النقاب عند العرب هو الذي يبدو منه المَحْجِر ,فإذا كان على طرف الأنف فهو اللِّفام, وإذا كان على الفم فهو اللَّثام) قلت: المحجر مستقر العينين في الرأس، ومثله البرقع وهو: (بضم الباء الموحدة وسكون القاف وفتحها خريقة تثقب للعينين تلبسها نساء العرب على وجوههن) كذا في البحر الرائق.
وقال الحافظ في الفتح (4/ 53/دار المعرفة): (والنقاب الخمار الذي يشد على الأنف أو تحت المحاجر)
فظهر أن البرقع ثوب يسدل على الوجه يكون فيها ثقبان للعينين. والنقاب ثوب يشد على الأنف تحت العينين. وهذا هو الفرق بينهما.
وأما ما نقل عن الشيخ العثيمين – ولست متأكدا من نسبته إليه – من وجوب تغطية العينين بسبب توسع النساء في إبداء ما حولهما فلا يخالف الأصل فيهما. وهو الإباحة.
والذي يظهر أن الحل في هذا لا يكمن في المنع من المباح بل في النهي عن التوسع على مذهب من يرى وجوب تغطية الوجه.
والذي يظهر لي أن تظهر المرأة عينيها. كي لا تحرم نفسها الرؤية الواضحة. هذه نصيحة لأخواتنا الفاضلات اللاتي يرين وجوب تغطية الوجه, وتوجيه أرجو أن يكون نافعا لهن لرفع المشقة والله أعلم.
وأخف من هذا من أوجب تغطية العييين إن كان فيهما كحل. واحتجوا للمنع بأن الكحل من الزينة الباطنة التي يجب سترها. ومن المانعين الشيخان ابن باز والعثيمين وجمهور حنابلة الحجاز
وأما الجواز فالأصل فيه ما رواه البيهقي والطبري وغيرهما عن ابن عباس أنه قال في تفسير قوله تعالى: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) (النور: من الآية31): (الكحل والخاتم) ,وهو دليل أيضا على جواز إبداء العينين, فإبداء الكحل يستلزم إبداء العينين!!؟ وهو قول قتادة ومجاهد وابن جريج وقد روي عن المسور بن مخرمة وفيه رجل مجهول وروي عن أنس أيضا.
قال الإمام البغوي في تفسيره (3/ 339) بعد ذكر أثر ابن عباس: (فما كان من الزينة الظاهرة جاز للرجل الأجنبي النظر إليه إذا لم يخف فتنة وشهوة فإن خاف شيئا منها غض البصر وإنما رخص في هذا القدر أن تبديه المرأة من بدنها لأنه ليس بعورة) وهو اختيار الإمام الطبري. وقد ضعف الشيخ الألباني أثر ابن عباس وهو كما قال.
بل قد صح في جواز الكحل في العين أمام الأجانب حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن سبيعة بنت الحارث رضي الله عنها أنها كانت تحت سعد بن خولة, فتوفي عنها في حجة الوداع, وكان بدريا , فوضعت حملها قبل أن ينقضي أربعة أشهر وعشر من وفاته, فلقيها أبو السنابل بن بعكك حين تعلت من نفاسها, وقد اكتحلت واختضبت وتهيأت فقال لها: أربعي على نفسك ـ أو نحو هذا ـ لعلك تريدين النكاح؟ إنها أربعة أشهر وعشر من وفاة زوجك, قالت: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له ما قال أبو السنابل بن بعكك, فقال: قد حللت حين وضعت
قلت: هذا لقوله تعالى: (وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ) (الطلاق: من الآية4) والحديث صريح واضح في جواز إبداء العينين من الوجه على الأقل وفيه أيضا جواز الاكتحال بدليل إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لها على اكتحالها ولن يكون أحد أعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم بالحلال والحرام.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ الألباني في حاشية كتابه (الجلباب ص69) وقد كتب عبارة (اكتحلت واختضبت وتهيأت) في أصل الحديث بخط مميز: (والحديث صريح الدلالة على أن الكفين ليسا من العورة في عرف نساء الصحابة , وكذا الوجه أو العينين على الأقل وإلا لما جاز لسبيعة رضي الله عنها أن تظهر ذلك أمام أبي السنابل ولا سيما وقد كان خطبها فلم ترضه).
قلت: تأمل قول الشيخ رحمه الله: (ولا سيما وقد كان خطبها فلم ترضه). فإنه يدل على أنها لم تقصده هو بالكحل, فسقطت دعوى قد يدعيها أحد فيقول: (إنه يجوز لها أن تختضب للخطاب فإن تزوجت لم يجز لها).
وقد اعترض على هذا بعض من رد على الشيخ فزعم أن أبا السنابل إنما أنكر عليها حين رآها. والحجة عليه ما في الصحيحين أنه كان قد خطبها قبل ذلك فلم ترضه.
ـ وقد يحتج للمنع بما روي عن ابن أبي فديك عن يحيى بن أبي خالد عن ابن أبي سعد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إني لأكره المرأة المرهاء السلتاء. فقالت عائشة بأبي أنت وأمي إني لأسمع منك الكلام فقال: أنا أعرب العرب ولا فخر أما المرأة المرهاء فالتي لا كحل في عينيها وأما المرأة السلتاء التي لا خضاب في يديها)
قال أبو حاتم كما في العلل لابنه (1/ 419): (يحيى بن أبي خالد مجهول وابن أبي سعيد مثله وهو حديث ضعيف).
وبهذا يظهر أن العينين ليستا عورة باتفاق. بل يعرف بهذا أيضا جواز اكتحال المرأة وجواز إبداء ذلك بغير قصد سوء. وقد سئل الشيخ الألباني في الشريط رقم (669) من سلسلة الهدى والنور في الدقائق الأخيرة منه من أحد الاخوات المنتقبات عن حكم وضع المرأة للكحل وخروجها للشارع به فأجاز ذلك.
ومن أدلة الجواز ما صح عن النبي صلى الله عليبه وأنه قال: (طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه) مع أنه يجوز لها أن تتطيب بما فيه رائحة أمام محارمها. فالمقصود بالطيب ذي اللون ما أبدته للأجانب. قال ملا علي القاري في المرقاة: (حملوا قوله: (وطيب النساء) على ما غذا أرادت أن تخرج , فأما إذا كانت عند زوها فلتطيب بما شاءت)
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 10:17]ـ
جزاك الله خير.
ـ[محمد اليحيى]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 10:45]ـ
[أخي طارق: أخرج ابن جرير وغيره عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قوله {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة. صحح هذا الأثر المحدث سليمان العلوان في شرحه على الروض المربع: كتاب الحج: باب المحظورات
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 01:33]ـ
والذي يظهر لي أن تظهر المرأة عينيها. كي لا تحرم نفسها الرؤية الواضحة. هذه نصيحة لأخواتنا الفاضلات اللاتي يرين وجوب تغطية الوجه, وتوجيه أرجو أن يكون نافعا لهن لرفع المشقة والله أعلم.
الله يجزاك خير ويكتب أجرك .. لا تخاف علينا ... مع النظر لك عليه لكن الحمدلله ما رأيت أن الغطاء بدون نقاب فيه مشقة علينا والحمدلله ... وكل شيء بأجره .. الله لا يحرمنا الأجر ونيل رضاه.
ـ[أحمد الشهري]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 12:19]ـ
عجبا!
يعني لو رأيت امرأة قد غطت عينيها، فهل آمرها بكشفها؟!
أتمنى لو كانت نصيحتك موجهة للمتساهلات في أمر الحجاب
وصدقت الأخت الفاضلة الأمل الراحل حينما قالت: لا تخاف علينا
وأقول: نعم لا تخف على نسائنا اللاتي ارتضين الحشمة والعفاف.
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 05:41]ـ
السلام عليكم
اثر ابن عباس رضي الله عنه في اخراج العين الواحدة لا يصح
وكذلك اثره في ان الزينة الظاهرة الكحل والخضاب
وكذلك نقلك للاجماع على جواز اخراج العينين لابد من تقييده بلفظة ((للحاجة من غير زينة)) وهو مخروم بقول ابن مسعود رضي الله عنه المراة كلها عورة.وروي مرفوعا.
واما حديث ابي السنابل فلفظه في الصحيح بدون ذكر الكحل والخضاب وان ثبت فالحديث دلالته ظنية حيث انه دخل عليها ((اما ان يكون خاطبا او رئاها فجأة)) وان كان غير ذلك فليس ذلك حجة تقيد قول الله تعالى ((وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)) التي الراجح فيها مافسره ابن مسعود رضي الله عنه انه الثياب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد سمعت الشيخ سليمان العلوان يقول لا اعلم احدا حرم النقاب.
والله اعلم
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 11:55]ـ
أختي الأمل الراحل لست أتحدث عن أفراد منكن بارك الله فيكن. فكلامي عام. وإنما خاطبتكن بهذا الخطاب لكي لا ترى النساء في كشف العينين حرجا ولست أخاف على أمثالك أيتها الأخت الفاضلة إنما وددت أن أظهر لك رخصة الشرع في ذلك وكونك ترين أن تغطية العينين فضيلة فذاك أمر يخصك سوى أني أنبهك أن ذلك يحتاج إلى قناعة مبنية على دليل من الكتاب والسنة واضح فليس كل ما يظن من الحشمة يكون في الشرع كذلك فالمرجع في هذا إلى الشرع أختي في الله ولسنا نحرم ما أباح الله. وأما أنك تستطيعين رؤية الطريق فإن كان بساتر خفيف في نهار مشمس فنعم وإلا قطعا جزما وأنت تتفقين معي في هذا تنقص الرؤية ولا بد , فما بالك بالليل أو اليوم الغائم
وقد وقع للشيخ الأالباني مع بعض الطلبة شيء طريف في هذا. وهو في بعض أشرطته من سلسلة الهدى والنور.
ثم أنصحك أختي في الله إلى خطأ يرتكبه كثير من الناس وهي الحديث نيابة عن الآخرين. أرجو أن تقصري كلامك على نفسك وعلى من أجازت لك الحديث نيابة عنها تصريحا أو تلويحا
أختي الفاضلة. عذرا عن شدتي في الكلام لكنه الدين
أما فيما يخص أخي الشهري فقد ظلمني حينما قال: أتمنى لو كانت نصيحتك موجهة للمتساهلات,,, فالذي لا يعلمه أنني كتبت في هذه الأمور مطولا في رسالة سميتها أربعون كلمة في لباس المرأة المسلمة وزينتها. وفيها ملاحظات وأخطاء ولابد وددت لو أنبه عليه وفيها ما يسرك.
ثم إنني لم آمرها بكشف وجهها داعيا إلى رذيلة ودع عنك أخي اسلوب الترهيب في امناقشات العلمية إنما نصحتها قاصدا أن إظهار العينين أفضل للرؤية إن أرادت فإن صبرت على قلة الرؤية ابتغاء رضى الله فلست أحول بينها وبين الله الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا. وحبذا لو تكون هذه الروح في نسائنا على أن يتجاوز بها الحد.
وأما أخونا سعد فأوافقه فيما يخص الصحة والضعف في الأاثرين
وأما قولك إنه مخروم بقول ابن عباس فلاحظ حبيبي في الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر إظهار العينين فكيف تدخلهما في قول ابن مسعود إن كان حجة: عورة.
فإن السنة أخرجت العينين من معنى العورة. فلا يكون قوله خرما إنما قصده ما سوى العينين إن شاء الله تعالى.
وأما قولك في حديث أبي السنابل: إما أن يكون خاطبا أو رآها فجأة فدعنا من الظنون, بل دعنا من حصر الاحتمالات. فالظاهر قولنا. والذي يظهر في ذلك على حسب الروايات وما قدمته أنه كان قد رآها قبل ذلك وخطبها فرؤيته لها بعد ذلك لم تكن لخطبتها ولاحظ أخي أنها كانت خرجت تبدي ذلك للخطاب. فالعبرة بفعلها لا بفعله. قصدي أنني أحتج بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لإظهرها العينين بالكحل. نقطة ونهاية ...... !
وراجع ما كتبته في المقال, ولست بدعا في هذا القول.
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 04:38]ـ
وأنصح الإخوة بالاستماع للشريط رقم 753 من سلسلة الهدى والنور. وقد رأى الشيخ أن الحرص على تغطية العينين من التكلف المنهي عنه. واحتج بحديث: نهينا عن التكلف
وهناك يؤكد الشيخ جواز إبداء العينين وما بينهما بحديث:لا تنتقب المحرمة ...
وفيه ذكر الشيخ أنه ألزم شخصا بتغطية وجهه والمشي فما استطاع فأنكر عليه أن يكون هذا واجبا على النساء معتلا بأن ذلك يمنعها من قضاء مصالحها. وذكر أن ذاك الشخص اختار أن يكون في السدل فتحة واحدة فقط ... !
والشيخ يرى أن تغطية العينين كان مقتضاه موجودا في زمن النبي وهو زيادة التستر المقارن للحشمة والحياء. ومع ذلك لم يكن فكيف يشرع الآن ويحدث فعل لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وهناك رد على علة تحريم النقاب وإيجاب تغطية العينين التي ذكرها الشيخ العثيمين وأقرها الشيخ العبيلان ... !
قلت: وانظر فعل عائشة ومن كانت معها في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وكن يسدلن إذا مر الركبان فقط , وهذا ما يخالف فيه السدل النقاب, لأن النقاب يبقى على الوجه في كل حالة إذا اختارته المرأة لأنه لا يمثل لها مشكلة. وأما السدل فيمنع من الرؤية أو يضعفها ولو كان خفيفا. ولذلك كانت عائشة إذا انصرف الركبان عادت فكشفت عن وجهها!!
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 04:51]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وأود أن أنبه إخواني إلى أنني مع الدعوة إلى زيادة التستر ومن ذلك لب النقاب وقد حاورني أحد الأإخوة في بعض المنتديات وكان يرى بدعية النقاب
وهذا نص الحوار بيني وبنيه:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد:
فقليل من طلبة العلم من يعرف دقة هذا الموضوع, لكثرة الإيرادات من الجانبين, والذي يريد الخوض في هذا ينبغي أن يكون له اطلاع كاف على ما كتبه الكبار, وكنت كل مرة أقرأ لأحد أجد فيه ما لم يقله غيره, فتزداد المسألة دقة .... ووضوحا, دقة لكثرة مواضع الإشكال ووضوحا لكثرة الأدلة المستدل بها وتصحيح الأخطاء هنا وهناك, وقد رأيت أخانا أبا حمزة يجزم مرارا والحق أن يترك الامر إلى من يقرأ بحث المتواضع إن قورن بأبحاث غيره, ولعلي أذكر مثالا واحدا لما يمكن أن يكون إشكالا حقيقيا أما من يقول بعدم وجوب تغطية وجه المرأة غير أمهات المؤمنين, وهو شيء ذكره الشيخ العدوي في رسالة خاصة في المسألة , وهي أن الخثعمية سألت النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة النحر , أي قبل التحلل, وأنه لا يلزم من كون النبي صلى الله عليه وسلم متحللا أن تكون هي كذلك, ومذهبه وجوب كشف المحرمة وجهها على تفصيل عنده. ومثل هذا. فلا ينبغي إيهام القارئ أن الأمر سهل بحيث يقول الأخ أبو حمزة (من قرأه .... )
ولعلي فهمت من كلام أبي حمزة خطأ أنه يقول: إن النساء ما كن يغطين وجوههن زمن النبي صلى الله عليه وسلم , وهذا خطأ , وقصدي الإشارة هنا لا البيان الممل, فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من معتكفه مرة مع صفية يوصلها إلى حجرتها يكلمها على جنب , فمر بعض اصحابه فقال لهم: إنها صفية, فلو كانت نساء النبي صلى الله عليه وسلم متميزات بتغطية وجوههن لما احتاج النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الكلام, فعلم أن بعض النساء ايضا كن يغطين.
وأما الجلباب فدعني أقول للأخ أبي حمزة , كان ينبغي أن تبين الحق بدليله في هذا الموضوع, فإن تقرأ في كتاب الله تعالى وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌِ
ومذهب الصحابة أنه الجلباب ومذهب ابن حزم أن الجلباب ثوب يغطي الجسم من الرأس إلى القدمين.
والأمر يحتاج إلى تأمل وإنصاف وإعطاء المسألة حقها.
ولعلني أنزل في المنتدى كتابا جمعت فيه على طريقة تخالف طريقة من كتبوا في الباب تشبه طريقتي في (كتاب البحر) في كلمات فاقت الأربع عشرة كلمة في لباس المرأة المسلمة وزينتها.
قال أبو حمزة المصري محاوري:
أخي في الله طارق الحمودي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ولك وجزاك خير الجزاء فقد نبهتني لحديث لم أنتبه إليه قبل الآن وقد كان يمكن أن يكون فيه دلالة واضحة على ما ذكرت انت من أن النساء كن يغطين وجوههن ولكن لما جمعت ألفاظ الحديث علمت أن الحادثة حدثت بليل وقد كانت المساجد معتمة ليس بها سراج ولم يعلمهما النبي صلى الله عليه وسلم أنها زوجه صفية لأنها تغطي وجهها بل لأنهما بليل فلم يراها أصحابه
أولاً الحديث
عن ثابت البُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛
((أَنَّ رَجُلاً مَرَّ بِرَسُولِ اللهِ ?، وَمَعَهُ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ، فَقَالَ: يَا فُلاَنَةُ، يُعْلِمُهُ أَنَّهَا زَوْجَتُهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَظُنُّ بِي؟ قَالَ: فَقَالَ: إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يُدْخِلَ عَلَيْكَ الشَّيْطَانُ.)).
(*) وفي رواية: ((أَنَّ النَّبِيَّ ? كَانَ مَعَ إِحْدَى نِسَائِهِ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ، فَدَعَاهُ، فَجَاءَ، فَقَالَ: يَا فُلاَنُ، هَذِهِ زَوْجَتِي فُلاَنَةُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ كُنْتُ أَظُنُّ بِهِ فَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّ بِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ?: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ.)).
أخرجه أحمد، والبخاري في ((الأدب المفرد))، ومسلم، وأبو داود، وأبو يعلى، والبيهقي، في ((شعب الإيمان)).
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
1725 ـ عَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ r أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ رَسُولَ اللهِ r تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ، فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقَامَ النَّبِيُّ r مَعَهَا يَقْلِبُهَا، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ مَرَّ رَجُلاَنِ مِنَ الأَنْصَارِ، فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللهِ r فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ r : عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَىٍّ.)).فَقَالاَ سُبْحَانَ اللهِ يَا رَسُولَ اللهِ. وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا. فَقَالَ النَّبِيُّ r : إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنَ الإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا.)).
أخرجه أحمد، وعبد بن حُميد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة , وابن خُزيمة.
وفي رواية البخاري
6219 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ. وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِى أَخِى عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى عَتِيقٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَىٍّ زَوْجَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَزُورُهُ وَهْوَ مُعْتَكِفٌ فِى الْمَسْجِدِ فِى الْعَشْرِ الْغَوَابِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً مِنَ الْعِشَاءِ ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقَامَ مَعَهَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَقْلِبُهَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ الَّذِى عِنْدَ مَسْكَنِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِهِمَا رَجُلاَنِ مِنَ الأَنْصَارِ فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ نَفَذَا، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّمَا هِىَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَىٍّ». قَالاَ سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا. قَالَ «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِى مِنِ ابْنِ آدَمَ مَبْلَغَ الدَّمِ، وَإِنِّى خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِى قُلُوبِكُمَا».
ثانياً الدليل على ظلمة المسجد وأن الصحابه لم يكونوا يعرفون النساء من الظلمة وليس من تغطية الوجه
279ـ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَانِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
((إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ r لَيُصَلِّي الصُّبْحَ، فَيَنْصَرِفُ النِّسَاءُ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ، مَا يُعْرَفْنَ مِنَ الْغَلَسِ)).
أخرجه مالك (الموطأ) , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والترمذي , والنسائي.
وفي هذا دليل على أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا لا يعرفون من معهم من النساء من الظلمة
فكان جوابي أن قلت:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد:
فأكرر ما كنت ذكرته,
لا ينفع التسرع في مثل هذه الأمور, وقد وقع شيء من ذلك بحسن نية لأخينا المبارك أبي حمزة المصري وبيان ذلك أن أقول:
قال أخونا بارك الله فيه: وقد كانت المساجد معتمة ليس بها سراج. وفي هذا نظر كما سترون.
ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب والحافظ في الإصابة في ترجمة سراج مولى تميم الداري أن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كان يسرج بسعف النخل ثم أوقدت فيه القناديل بالزيت , وكان أول من فعل ذلك تميم الداري على يد بعض غلمانه كما ورد عند ابن ماجه وضعفه شيخ شيخنا الألباني في ضعيف ابن ماجه
. وذكر القرطبي شيئا من ذلك أيضا مسندا ورده الشيخ الألباني في الثمر المستطاب, وهنالك أيضا اختار الشيخ الألباني بأن المساجد لم تكن تسرج بالقناديل لا على سبيل الجزم, معللا اختياره بأنه لم يصح في ذلك شيء, وأحال على مبحث طريف في ذلك في التراتيب الإدارية لشيخ شيخنا عبد الحي الكتاني. واستشهد بحديث: والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح
لكنني سأتحدث من جهة أخرى لعل الإخوة الذين يتابعوننا يركزون معي جيدا ثم يدلون بوجهة نظرهم.
صحيح أن كل ما كر من الأحاديث والآثار الصريحة ضعيف لكن ...
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن روى الإمام أحمد) 2/ 377 (وإسناده صحيح وهو في طبعة دار الحديث برقم) 8889 (بتحقيق حمزة أحمد الزين عن أبي هريرة قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد لصلاة العشاء الآخرة فإذا هم عزين متفرقون فغضب غضبا ما رأيته غضب غضبا قط أشد منه ثم قال لو ان رجلا نادى الناس إلى عرق أو مرماتين لأتوه لذلك وهم يتخلفون عن الصلاة لقد هممت ان آمر رجلا فليصل بالناس ثم اتبع أهل هذه الدور التي يتخلف أهلها عن هذه الصلاة فاضرمها عليهم بالنيران
فكيف رأى الغضب في وجهه صلى الله عليه وسلم إن كان المسجد مظلما ليس في نور مطلقا.
وأيضا , فقد روى البخاري) 5531 (ومسلم) 640 (وهذا لفظه: عن ثابت أنهم سألوا أنسا عن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ذات ليلة إلى شطر الليل أو كاد يذهب شطر الليل ثم جاء فقال إن الناس قد صلوا وناموا وإنكم لم تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة قال أنس كأني أنظر إلى وبيص خاتمه من فضة ورفع إصبعه اليسرى بالخنصر ولفظ البخاري: قال أخر ليلة صلاة العشاء إلى شطر الليل ثم أقبل علينا بوجهه فكأني أنظرإلى وبيص خاتمه قال إن الناس قد صلوا وناموا وإنكم لم تزالوا في صلاة ما انتظرتموها
وفي رواية عند النسائي) 5202 (: إلى بياض خاتمه.
وفي رواية عند البخاري) 546 (قال: وزاد بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني حميد سمع أنسا كأني أنظر إلى وبيص خاتمه ليلتئذ.
ووصله ابن حجر في تغليق التعليق.
فكيف أمكن لأنس أن يرى وبيص خاتمه ويميز نوعيته وبياضه في ظلام دامس تلك الليلة كما قال الأخ أبو حمزة. وتأملوا رواية البخاري (ليلتئذ) وهي صحيحة بلا شك.
بل إن في بعض روايات قصة صفية ما يدل على شيء من ذلك , ففي رواية عند البخاري) 1934/دار ابن كثير (:مشى معها فأبصره رجل من الأنصار
والإبصار لا يقال إلا في الرؤية الواضحة كما قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغةوعبارته:وأصل ذلك كله وضح الشيء. ومنه قوله تعالى وجعلنا آية النهار مبصرة, أي مضيئة.
أما ما أشار إليه الشيخ الألباني من أنه لم تكن القناديل معروفة عندهم, ففي حديث عائشة إشارة إلى أنها اتخذت بعد ذلك كما قال ابن بطال في شرح البخاري, ويؤكد هذا ما صح عنه صلى الله عليه وسلم عند البخاري من حديث جابر مرفوعا: أطفئوا المصابيح إذا رقدتم وأغلقوا الأبواب وأوكئوا الأسقية وخمروا الطعام والشراب ولو بعود تعرضه عليه.
وأضيف مستشهدا لا مستدلا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم صح عنه في البخاري أنه اتكف في آخر مرة عشرين يوما, أي أنه اعتكف وأدرك البدر ذلك الشهر , واحتمال أن تكون القصة وقعت في ليلة مقمرة لا يبعد. خصوصا والقصة وقعت عند باب المسجد.
نعم أخي راشد:ننتظر النقاش الهادف إن شاء الله لعلنا نخرج بفوائد منه
وللفائدة فإنني على كريقة الشيخ الألباني في عدم وجوب ستر المرأة وجهها. هذا ما أدين الله به عن بصيرة لا عن تقليد كما رأيتم وسترون إن شاء الله تعالى.
هذا ما عندي والله أعلى وأعلم.
فقال محاوري وقد ظهر منه الآن تراجع عن قوله الأاول:
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد
اعلموا إخواني أولاً أننا نتعلم ونريد أن نصل إلى طريق الحق في وقت عمت الأبصار بالتعصب لفكر أو مذهب أو رأي ونحن إذ نجتهد قد نخطئ في فهم المسألة واستنباط الحكم وقد لا نتفق بغير هوى لاختلاف الأفهام قليلاً
ولكن أقول والله المستعان
أخي في الله محمد البشري
قولك "ويظهر لي ان نساء النبي حجابهنّ يأتي ساتراً والحديث حول الصحابيين حينما رأيا الرسول مع صفية ليس بسبب العتمة والظلمة وإنما لم يعرفانها أصلاً لأنها إمرأة مستترة بالكامل"
فيه نظر لأنه يحمل النص ما ليس فيه فلم يصرح في النص أن سبب عدم معرفة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لمن معه هل هي زوجه أم غيرها هو الحجاب أو الظلمة ولكن لما ذكر في نص الحديث الليل كان المعنى الأقرب إلى الفهم أنه بسبب الليل لأن ظاهر النص يقتضي ذلك وقد يكون ما تقوله صحيحاً ولكنه لا يمنع أن ظلمة الليل لم تبين لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المرأة التي تقف مع رسولهم وإلا فإن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن مميزات بلباسهن الحجاب. فالذي يظهر لي أو لك يجب أن يطابق نص الحديث ولا يكون فيه احتمالات
أخي في الله طارق
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: أما حديث أبي هريرة فهو صحيح من غير رواية عاصم بن بهدلة ولقد تفرد عاصم بهذه اللفظة من بين من تحملوا الحديث كأبي الزناد والأعمش وعاصم ليس بحجة كي نعتمد حديثه
عاصم بن بَهْدَلة، وهو ابن أبي النَّجُود الأَسَدِيُّ مولاهم، الكُوفيُّ، أبو بَكْر المقرئ، صَدُوقٌ له أوهام، حُجَّة في القراءة، وحديثه في الصحيحين مقرون، من السادسة، مات سنة ثمان وعشرين. (ع).
ليس بحجة.
سىء الحفظ.
في حديثه اضطراب.
لم يسمع من أنس، شَهْر، الحارث بن حَسَّان.
كان يختلف عليه في زر، وأبي وائل.
ثانباً قولك (وأضيف مستشهدا لا مستدلا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم صح عنه في البخاري أنه اتكف في آخر مرة عشرين يوما, أي أنه اعتكف وأدرك البدر ذلك الشهر , واحتمال أن تكون القصة وقعت في ليلة مقمرة لا يبعد. خصوصا والقصة وقعت عند باب المسجد.)
هذا درب من دروب الاحتمالات والتي لم يصرح به النص ونحن لا نتعبد بالاحتمالات فأنت تقول لعلها ليلة مقمرة وأنا أقول مثلا بل ليست مقمرة فالأمر هنا ظني وأيضاً ظاهر النص لا يحتمله
أما السراج في المسجد فلا دليل عليه أما في البيوت فنعم كان موجوداً وأما حديث أنس فهو بلا شك صحيح وفيه دلالة على ما ذهبت إليه أخي وجزاك الله خيراً
ولكن أود القول أن حديث أنس الذي تكلم عن آية الحجاب قال أنه نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وهو محكم وأما حديث صفيه هذا فإن سبب عدم رؤيتها يحتمل بين احتمالين احتمال أن يكون السبب الحجاب أو العتمة والله عز وجل لا يشرع الشرائع بالظن والاحتمالات
فلندع اللفظة المشكلة ولنعد لحديث أنس المحكم فتجد أنه لهن خاصة
والآن دعوني أسألكم سؤالاً هل تعطية الوجه لغير نساء النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة (أي له فضل ومثوبة عند الله)؟
اعلموني الدليل بارك الله فيكم
فقلت جوابا على سؤاله:
أما بعد فإن النقاش المفتوح هنا في ما ادعاه الأخ أبو حمزة وهو أن النقاب كان خاصا بأمهات المؤمنين وبهذا صرحت عباراته في مداخلته
ـ سأقف مع الأخ أبي حمزة لنعرف ما يريد قوله من كلماته تلك أولا ثم نبين الصواب والله أعلم.!
قال الأخ أبو حمزة:
ـ (ونعود الآن إلى حديث الخثعمية الذي حاولوا إبعادنا عنه، والذي يثبت بلا أدنى ريب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرّ هذه المرأة على كشف وجهها مما يدلل على أن كشف الوجه كان هو المعروف في عهده صلى الله عليه وسلم.)
يقصد الأخ أبو حمزة ـ وأحسبه يعي جيدا ما يكتب ويعرف لوازم إطلاق المصطلحات التي يكتبها ـ أن تغطيت النساء لوجوههن بالنقاب منكر!!
ـ (الحديث الثاني، الذي يدلل على أن نساء المؤمنين كن لا يلبسن نقاباً على عهده صلى الله عليه وسلم)
ـ (فأُمهات المؤمنين إذا سألهن الناس متاعا سألوهن من وراء حجاب، وإذا خرجن جعلن الخمار أو الجلباب على وجوههن.وباقي النساء يسرن مكشوفات الوجه.)
يعني الأخ أبو حمزة أن كل النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كن سافرات الوجوه, وهذه دعوى تحتاج إلى بينة. وبعبارة أخرى , هذه كلية سالبة يكفي لنقضها جزئية موجبة وقد وجدت. وقصدي أنه ثبت أن شطرا من النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كن يسترن الوجوه بالنقاب أو البرقع.
ـ ورأيتم وجوه النساء كيف كانت مكشوفة في عهده صلى الله عليه وسلم وذلك هو الأمر الذي عاش عليه وترك المسلمين عليه.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.
قلت:, الأخ أبو حامزة دائما ينفي عن كل النساء وقد سبق أن ذكرت أن هذه دعوى تحتاج إلى أدلة قوية واستقراء تام. وقد كنت قرأت ما كتبه شيخ شيخنا الألباني في جلباب المرأة المسلمة ((ويقابل هؤلاء طائفة أخرى يرون أن ستره بدعة في الدين!).فاستغربت ذلك, ثم ها أقف لأول مرة من يقول ذلك صراحة.وحقيقة هالني ذلك!
وأريد أن أنبه أيضا إلى أن النساء كن يقتدين بأمهات المؤمنين في كل معروف وخير, وكان أهل العلم يرون ذلك من المعروف لا المنكر, والشواهد على هذا كثيرة جدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تكلم أخونا أبو حمزة في حديث ابن عمر (لا تنتقب المحرمة ... ) وأشار إلى أن الصحيح الوقف لا الرفع. فقال: (وهنا لابد من عرض الحديث على علم علل الحديث).والحقيقة أنني لا أحبذ أن يخوض في هذا إلا الكبار فليكن الإنسان في هذا مخبرا لا منشئا, أي لينقل عن الأكابر ولا يخض بنفسه فإن علم العلل بحر.
وإتماما لما ذكره الأخ أبو حمزة أقول ناقلا:
ـ رواه مرفوعا البخاري عن الليث. والنسائي (2681) عن موسى بن عقبة ـ وأبو داود (1827) عن محمد بن إسحاق وأبو يعلى (5818) عن إبراهيم بن سعيد المديني أبو إسحاق والبيهقي في السنن (5/ 47) عن جويرية بن أسماء كلهم عن نافع عن ابن عمر رفعه.
ـ قال ابن عبد البر الأندلسي في التمهيد (15/ 106): (رفعه صحيح عن ابن عمر)
واستشهد الشيخ الألباني لصحة الرفع بما عند أحمد (4868) من طريق ابن إسحاق: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على هذا المنبر) وبما رواه البيهقي (5/ 49) عن أيوب قال: (وأشار نافع إلى مقدم المسجد) ونبه إلى أن هذه الألفاظ (على هذا المنبر) و (إلى مقدم المسجد) قرائن على الرفع. والله أعلم.
وممن صحح الزيادة مرفوعة البخاري أشار إلى أنه مذهب ثلة من أهل الحديث والترمذي وابن عبد البر وابن حزم وابن دقيق العيد وابن تيمية وابن القيم والألباني.ولا يجوز إهدار هذا, أقل ما يمثله عند من يصحح الوقف أن يترحم عليم ويعتذر لهم.
وممن رجح الوقف ابن حجر وابن عدي وأبو علي الحافظ والشيخ مصطفى العدوي في الجامع لأحكام النساء (2/ 483) وهناك بين بشيء من الاختصار صورة الخلاف بين الفريقين فليراجع.
ـ وقد يقال: الجمع بينهما بأن يقال: (كان ابن عمر يرفعه تارة ويفتي به تارة أخرى) فحفظ منه نافع الصورتين فكان مرة يرويه موقوفا عليه وتارة مرفوعا.وليس من السهل تخطئة كل أؤلئك. والقاعدة أنه لا يخطأ الثقة إلا إن لم يمطكن الجمع, والجمع من طريقة ابن حجر سوى أنه لم يستعملها هنا. والله أعلم.
ـ أما بعد فليس بحثنا في ترجيح رفعه أو وقفه. إنما بحثنا في دلالته على أن النقاب كان معروفا عند النساء زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
لنفترض مجتمعا لا تنتقب نساؤه أبدا كما يقول أبو حمزة,.ولنفرض أن ابن عمر قال لهن: (يا معشر المتنقبات إذا أحرمتن فلا تنتقبن) وهو لا يرى أمامه امرأة منتقبة واحدة, ويعلم أن لا واحدة منهن انتقبت ولا تنتقب ولن تنتقب. لأنه بدعة كما قال الأخ أبو حمزة! أهذا يعقل من ابن عمر رضي الله عنه, وهو أحد عقلاء وأذكياء الصحابة منذ صغره, أليس هو الذي علم جواب سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن الشجرة التي تشبه المسلم.! بلى, فكيف يكون من عاقل مثل هذا العبث, وقد قيل: (كلام العقلاء منزه عن العبث) , فلماذا إذن يخصص المحرمة بالنهي. وكذلك القول في ما صح عن عائشة رضي الله عنها.
والصحيح الذي يتفق عليه العقلاء من بني البشر ... والجن أيضا! أن كلام عائشة رضي الله عنها وكلام ابن عمر رضي الله عنه فيه إشارة قوية جدا إلى أن النقاب كان معروفا عند النساء, وإلا عُدَّ النهي عنه عند الإحرام خاصة ضربا من العبث المضحك.!!
وسدلهن (والظاهر أنه لم يكن من عادتهن ذلك لأنه يصعب معه الرؤية) كان بدلا عن النقاب , وإثبات جواز البدل وهو السدل إثبات لجواز المبدل عنه وهو النقاب.فإن الحاجة عند الإحرام قائمة ـ وهي حاجتهن إلى تغطية وجوههن عن الرجال ـ مع وجود مانع الإحرام من الانتقاب, فإذا تحللن بقيت الحاجة قائمة, وزال المانع ,والتصرف الصحيح أن تختار المرأة أيسر طرق التغطية, وهو النقاب لا السدل.!
والبدعة ما فعل لغير حاجة ولا مقتضي أو مع وجود المقتضي وعدم وجود الفعل في زمنه صلى الله عليه وسلم. وقد ثبت المقتضي للتغطية وهو حياء النساء والرغبة في تسترهن! وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم.
في قول عائشة: فإذا مر الراكب سدلنا ...
ولا يعرف أن واحدة من أمهات المؤمنين خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجته إلا عائشة. وليس لغيرها ذكر في حديث جابر وغيره. وفي حديثها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه)
وفي أثر عائشة يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف لكن يشهد له أثر فاطمة بنت المنذر كما قال الشيخ الألباني والشيخ الحويني في غوث المكدود والشيخ مصطفى العدوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقولها كنا أي النساء لأنه لا يعرف أنه حج معه صلى الله عليه سواها من أزواجه والله أعلم.
ولم أحد في حجة الوداع إلا هي, وهي أول حجة لها لأنه أيضا أول حجة للنبي صلى الله عليه وسلم وآخرها. وليست تقصد عائشة العمرة لأن العمرة وقتها قصير جدا جدا.
وقد أخطأت متسرعا في نفيي كون غير عائشة حج مع النبي صلى الله عليه وسلم فنبهني محاوري بعد ذلك وقال:
يتبع ........ إن شاء الله تعالى.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 06:02]ـ
.وأما السدل فيمنع من الرؤية أو يضعفها ولو كان خفيفا.!!
اسمح لي أقول: ما عندك سالفة، ونحن النساء أعلم بحالنا وبمدى وضوح الرؤية من عدمها أو ضعفها على الأقل ..
والنقاب الذي تتحدث عنه وصفه ابن عباس رضي الله عنه فابحث عنه ..
وفي عصرنا هذا لا يوجد من تنتقب على الصفة التي وجدت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ..
بل مع الأسف إما برقع يظهر العينين مع الوجنتين، وإما لثام، وإما ما يسمى نقاب لكنه أيضا يكشف العينين بحيث توضح حجمها ولون العدسة بدقة.
وأما تغطية الوجه بالكامل ومن دون فتحة للعين، فهو أفضل وأريح بالنسبة لنا نحن النساء، وليس ضروريا بأن نرى الطريق بوضوح لدرجة رؤية النملة وهي تمشي على الأرض ..
سبحان الله ... سنواااااااااااااااااااااات ونحن نمشي في الظلام بهذا الغطاء، ونتسوق ونقلب البضائع بهذا الغطاء .... ولم نشتكي من انعدام الرؤية أو ضعفها ... ثم تأتي أنت وتثرب علينا نحن معاشر النساء اللاتي ارتضين الحشمة وتزعم أنك ناصح لهن بتشجيعك على استبدالهن النقاب بغطاء الوجه ... عجبي والله منك ..
وأما إنكارك لي بأني أتحدث نيابة عن الجميع ... فأقولها بكل ثقة: نعم أتحدث بلسان أخواتي وقريباتي وزميلاتي وأستاذاتي وكل مَن حرصَت على الحشمة والستر وهن كثيرات ولله الحمد والمنة.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 06:09]ـ
ثم أنصحك أختي في الله إلى خطأ يرتكبه كثير من الناس وهي الحديث نيابة عن الآخرين. أرجو أن تقصري كلامك على نفسك وعلى من أجازت لك الحديث نيابة عنها تصريحا أو تلويحا
والله الموفق .. ،
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 06:10]ـ
الأخت الأمل الراحل.
الشيخ الفاضل طارق الحمودى يتكلم عن الأمر بطريقة فقهية وأصولية وليست عاطفية أو اجتماعية.
ولمن لا يعرف الشيخ طارق فهو من طلبة العلم النجباء وتلميذ لعلامة المغرب العربي وأحد أكبر علماء عصرنا محمد بوخبزة التطوانى الحسني حفظه الله وحاشاه أن يأمر أو يحث على ما يخالف الشرع أو حتى ينقص الأجر فاتقي الله واعرفي قدر الناس ولا تتكلمي فيما لا تحسنين.
فمسائل الفقه يتكلم فيها طلبة العلم لا من قرأ كلمتين من هذا الكتاب أو ذاك أو سمع شيخاً في إحدى القنوات أو يدور بين المواقع جالباً كلمتين ليلصقهما معارضاً لهذا التيار أو ذاك!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 06:15]ـ
يا ليت تحترم نفسك يا أبا محمد وما تغلط على غيرك ....
وكلامي ولله الحمد تؤيده فتاوى مشايخنا .. وأكرر هل النقاب الذي يدعونا إليه الأخ طارق هو على الصفة التي ذكرها ابن عباس رضي الله عنه. .
وأما بالنسبة للنسخ واللصق فلا بأس به بالرغم من أني لم أستخدمهما في ردي .. وأما أني لا أحسن في هذه المسألة التي تخصنا نحن النساء فأقول ليس كل من عارض رأيك ورأي شيخك معناه لا يحسن، وديننا لن نأخذه ممن يتتبع الرخص أو يدعو المحتشمة إلى السفور ... وبالنسبة للقنوات فما عندنا ولا حتى قناة المجد. . فاطمئن!!
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 06:32]ـ
يا ليت تحترم نفسك يا أبا محمد وما تغلط على غيرك ....
وكلامي ولله الحمد تؤيده فتاوى مشايخنا .. وأكرر هل النقاب الذي يدعونا إليه الأخ طارق هو على الصفة التي ذكرها ابن عباس رضي الله عنه. .
وأما بالنسبة للنسخ واللصق فلا بأس به بالرغم من أني لم أستخدمهما في ردي .. وأما أني لا أحسن في هذه المسألة التي تخصنا نحن النساء فأقول ليس كل من عارض رأيك ورأي شيخك معناه لا يحسن، وديننا لن نأخذه ممن يتتبع الرخص أو يدعو المحتشمة إلى السفور ... وبالنسبة للقنوات فما عندنا ولا حتى قناة المجد. . فاطمئن!!
أنا والحمد لله أحترم نفسي وأعرف كيف أحترم من يستحق الاحترام.
وعلماؤنا وطلبة العلم الفضلاء ممن نعرف لا يتتبعون الرخص أو يدعون الناس إلى السفور ولا يفتون بما يهواه الناس بل بالأدلة الشرعية .. بينما غيرهم أداة لترويج عادات وتقاليد بيئتهم التى نشأوا فيها ويحثون على تغطية الوجه في الحج بينما يتركون نساء بلادهم يكشفن أقدامهن فهم يشددون في الوجه الذي فيه خلاف قوي أكثر من القدم التي يكاد يكون فيها اجماع على تحريم كشفها!
ولا أريد ذكر تفاصيل.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 07:04]ـ
باختصار ووضوح أكثر:
أنا لا أعارض (جواز) نقاب الوجه (في الأصل)، الاعتراض يا أخي الكريم على زعم حجب الرؤية او إضعافها ولو كان الحجاب خفيفا!!
وعلى توسع كثير من النساء في النقاب حتى أمسى مظهر عيني القبيحة في غاية الحسن ..
أنا أطلب من الأخ طارق أن يصف لي النقاب الجائز للنساء لبسه ...
وأما ما سطره هنا بعض الحاقدين على (الحكام الأعراب والعلماء الأعراب) كما وصفوهم في إحدى مشاركاتهم التي طالها التحرير، فلن أرد عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الخليل]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 07:58]ـ
جزى الله صاحب الموضوع خيرا، وليسمح لي بهذه المشاركة:
قال ابن عباس رضي الله عنه: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عيناً واحدة. ونفهم من كلامه رضي الله عنه ما يلي:
* أن المرأة لا تخرج من بيتها إلا لحاجة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن).
* أنه ينبغي على المرأة أن تستر جميع بدنها بالجلباب (وهو ثوب يبدأ من أعلى الرأس وينتهي أسفل القدمين)، وترسل جزءاً من الجلباب على وجهها لتغطيته.
* أنه يجوز لها كشف عينيها لترى طريقها، فإن كانت عين واحدة تكفيها اكتفت بكشف عين واحدة، فإن استطاعت أن تستر كلتا عينيها فعلت.
فإن كان أثر ابن عباس هذا ضعيفا، فمثله تفسير عبيدة السلماني للآية. والله أعلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 08:11]ـ
بينما غيرهم أداة لترويج عادات وتقاليد بيئتهم التى نشأوا فيها ويحثون على تغطية الوجه في الحج بينما يتركون نساء بلادهم يكشفن أقدامهن فهم يشددون في الوجه الذي فيه خلاف قوي أكثر من القدم التي يكاد يكون فيها اجماع على تحريم كشفها!
ما كان أغناك عن هذا يا أبا محمد!
ابحث المسألة علمياً مع مراعاة مآلات الأمور، ولا حاجة إلى هذه الإشارات التي ضررها أكبر من نفعها
كان الناس وهم يعيشون هنا متمسكين بتلك التقاليد -التي تذكر- أعظم أدباً ونزاهة من حالهم اليوم عندما اختلطوا بغيرهم
والأمور -بارك الله فيك- تُدرَك بمآلاتها وليس بوجود الخلاف فيها
ولا يخفى على عاقل أن كشف الوجه أعظم فتنةً من كشف القدم
ولذا فما تذكره من تحريم كشف القدم= يؤكد صحة القول بالمنع من كشف الوجه، وليس العكس
والكلام في مسألة تغطية الوجه طويل
أما أصل البحث (مسألة النقاب) فإن بعض مشايخنا تكلموا على واقع مشاهد؛ لا عن مسائل علمية نظرية، ولا أعلم خلافاً في جواز النقاب، إنما الإشكال في النقاب الذي يستمعله كثير من النساء اليوم؛ بصورة تُظهِر عيني القبيحة في غاية الحسن، وتُغري بالافتتان بها
هذا هو الذي تكلم عنه بعض مشايخنا، وليس عن أصل النقاب
وقد أشار الأخ طارق -وفقه الله- إلى هذا.
وأرى عند تقرير هذه المسألة -أعني إباحة النقاب- بيان المراد بالنقاب المباح، لكثرة توسع النساء في هذا، مما يوجب التفصيل والبيان، فإن التقرير المجرد من الضوابط قد يُتَّخذُ ذريعة إلى المحرم
ولا يلزم أن يكون ذلك عن سوء قصد
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 08:34]ـ
يا ليت تحترم نفسك يا أبا محمد وما تغلط على غيرك ....
وكلامي ولله الحمد تؤيده فتاوى مشايخنا .. وأكرر هل النقاب الذي يدعونا إليه الأخ طارق هو على الصفة التي ذكرها ابن عباس رضي الله عنه. .
وأما بالنسبة للنسخ واللصق فلا بأس به بالرغم من أني لم أستخدمهما في ردي .. وأما أني لا أحسن في هذه المسألة التي تخصنا نحن النساء فأقول ليس كل من عارض رأيك ورأي شيخك معناه لا يحسن، وديننا لن نأخذه ممن يتتبع الرخص أو يدعو المحتشمة إلى السفور ... وبالنسبة للقنوات فما عندنا ولا حتى قناة المجد. . فاطمئن!!
لك الحق في ان تلبسي ما تشائين .. و لكن لا تتكلمي في دين الله الا بعلم ودليل من الكتاب وصحيح السنه بفهم الصحابه و السلف.
والذي صح عن ابن عباس رضي الله عنه وام المؤمنين عائشه رضي الله عنها في تفسير قوله تعالى (ولا يبدين زينتهن الا ماظهر منها) ان ما ظهر منها هو الوجه والكفين والكحل والخاتم.
وراجعي كلام الامام المحدث محمد ناصر الدين الالباني في كتابه (الرد المفحم):
الرد المفحم، على من خالف العلماء و تشدد و تعصب، و ألزم المرأة بستر وجهها و كفيها وأوجب، و لم يقتنع بقولهم: إنه سنة و مستحب
http://arabic.islamic ... .com/sunni/rad_muf7im.htm
وكلام الوعاظ والقصاصين الذين كثروا في هذا الزمان لا يعتد به واكثرهم لا يفقهون.
واتمنى ممن يريد ان يناقش الموضوع ان يناقش بأدله من الكتاب و صحيح السنه .. وان يترك منهج الرأي والعقل وطريقة المعتزله.
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 08:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حيا الله كل من شارك في الموضوع ولينتبه الجميع إلى أن المقصود بالمشاركة إثراء الموضوع وتصحيبح الأخطاء ونصرة الحق ولو على نفسك .... !
أختي الأمل الراحل, ولا أمل راحل ... ! تتحدثين عن عيون النساء وكأنها تختلف عن عيون الرجال ... تذكري أن الأاصل في ذلك المثلية إلا أن يدل الدليل الشرعي ... أو التشريحي .. !
وأنا رجل متزوج , فليست مسائل النساء ببعيدة عني. ولو كان كلما تحدثنا عن أمور النساء واجهتمونا بأنها من مسائل النساء ما وجدتن من يفتيكن في مسائل الحيض والنفاس إلا أن يشاء الله تعالى.
ثم إنني جربت لبسه والأمر عندي فيه واضح
ثم إني أود التنبيه على أمر نبه إليه الأستاذ الحمادي وهو أن الأمر في بعض جوانبه له علاقة بالواقع المعاش في بعض البلاد.
وأنا على يقين أن من النساء من يتعمدن إنزال النقاب عن العينين لتبدي الوجنتية قصد الإعراء. وواحدة تكفي لتحقق هذه البعضية عندي , وليس حديثنا عن هؤلاء. إنما حديثي عن نساء فاضلات يردن الحق ولا يلتزم مذهبا معين , فلا خير في تقليد يمنع رخص الشريعة. ثم إن المشكلة لا تحل بتغطية العينين بل بالتعليم والنصح. وقد اشرت إلى هذا مع العلم أنني وجدت فتوى الشيخ العلامة العثيمين رحمه الله تعالى في ذلك.
وقد نصتحتك أختي في الله أن لا تتحدثي نيابة عن النساء فلعلك تصدمين إن جربت ووسعت الدائرة من حولك. فلا يصح أن تقولي مثلا: (وأما تغطية الوجه بالكامل ومن دون فتحة للعين، فهو أفضل وأريح بالنسبة لنا نحن النساء)
على كل حال الأمر أدق من هذا بل الأمر فيه من الحرج بحيث ينبغي الاحتياط في الحديث عن هذا والله الرقيب.
ولا تحسبين أنني أوبخك فلست من ذلك النوع إنما صدمت من طريقة كلامك فمعذرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 08:41]ـ
جزاك الله خيرا .. لكن أخي الكريم ممكن تصف لنا النقاب المباح؟
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 08:58]ـ
سأصف لك النقاب على المذهبين أيتها الأخت الفاضلة
النقاب كما عرفه الحافظ في الفتح (4/ 53/دار المعرفة): - وقد ذكرت هذا في المقال الأصل - (الخمار الذي يشد على الأنف أو تحت المحاجر) وقلت فيه: فظهر أن البرقع ثوب يسدل على الوجه يكون فيها ثقبان للعينين. والنقاب ثوب يشد على الأنف تحت العينين. وهذا هو الفرق بينهما.
والنقاب الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم هو ثوب يشد تحت محجري العينين أي الفراغين الموجودين في الجمجمة حيث خلق الله العينين. ويتبعهما في ذلك الفراغ الموجود بين العينين , وانظري طتب اللغة كتاج العروس فإنه مهم في الباب ,وقد سمي نقابا لأن به نقبا أي فتحتين. وتشده المرأة خلف رأسها.كأنه مفصل على قدر نصف رأسها الأاسفل ولذلك نهيت المرأة عن النقاب في الحج كما نهي الرجل عن لبس المنخيط أي المفصل فإحرامها في وجهها. ويجوز لها أن ترخي ثوبا على راسها عند الحاجة إن كانت تنتقب في غير الإحرام. وأرجو منك الانصات للشريط المشار إليه وقراءة كتاب الشيخ الألباني: جلباب المرأة المسلمة دون تعصب فإن اقتنعت بشي فستكونين على عبادة لله على بصيرة ولا يحق لأحد أن يلومك بعد ذلك فلا تحجري واسعا وتمنعي نفسك فرصة الاستفادة وإن لم يقنعك الطرف الآخر ... !
وددت لو كنت أجبت جواب أوفى فاعذريني والله أعلم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 10:00]ـ
الشيخ الفاضل الحمادي:
مرحباً بك لم أر فضيلتكم من زمن ... عساكم بخير.
بخصوص قولكم:
ابحث المسألة علمياً مع مراعاة مآلات الأمور، ولا حاجة إلى هذه الإشارات التي ضررها أكبر من نفعها
هذا ما طلبته ممن اعترض على صاحب الموضوع وكلام فضيلتكم أولى أن يوجه لمن لا زال يعيش بمنطق العصبية الجاهلية وعقلية عبس وذبيان التى حاربها الإسلام وجعل المؤمنين أخوة ... لكن هؤلاء لا زالوا في عصبيتهم الجاهلية ومن خالفهم يتهمونه بالحقد على بلادهم!.
وأنا أصلاً طالبت بالكلام لمن يفقه الأمر فقط وهذا ما طلبتموه .. وطالبت بعدم اتهام الناس وإرهابهم فكرياً بأنهم دعاة للسفور كلما أثيرت مثل هذه المسائل.
وأنا أصلاً أرى أن يكون شكل النقاب ساتراً للعينين بأن يكون قطعة قماش بها مجرد ثقبين والثقب هو النقب بلغة العرب وهذا الثقب يجعل المرأة ترى بوضوح ولا يرى أحد عينيها ..
وهذا ما تفعله الملتزمات في بلادنا ونأمر به أهلنا وأخواتنا.
وقولكم:
ولذا فما تذكره من تحريم كشف القدم= يؤكد صحة القول بالمنع من كشف الوجه،
هذا ليس دليلاً كافياً بل من يرى الوجوب يراه بأدلة أخرى وتحريم كشف القدم له أدلة واضحة لا نزاع فيها وإلا لو كان كشف الوجه أكثر حرمة لأنه أجمل من القدم لكان أيضاً أكثر حرمة من كشف السوأتين لأنه أجمل منهما فتأمل.
بل كل ما حرم كشفه مستقل بأدلة.
ولا أدعو إلى كشف وجوه النساء أو أعينهن بل أدعو إلى المناقشة بعلم لا بمنطق جغرافي أو إقليمي كذلك عدم اتهام المخالف بالدعوة إلى السفور!
وأنا معك في أن كشف العينين مثير للفتنة ورأيت من مثل هذه المناظر في بلادكم وبلادنا ما يثير أصحاب القلوب المريضة.
لكن نزاعى في أسلوب المناقشة والتعصب لعلماء بلد دون آخر واعتبار علماء بلد ما هم الحريصين على الدين فقط رغم أخطائهم أحياناً وإلا فليس هناك عالم معصوم.
وأنا لست شعوبياً بل عربي أعتز بعروبتي وقبلها بإسلامى وأكن لبلاد الحرمين بلاد آبائي وأجدادي كل مودة وأسأل الله أن يكفيهم شر متعصبيهم وجهل أعرابهم.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 10:09]ـ
القدم التي يكاد يكون فيها اجماع على تحريم كشفها!
ولا أريد ذكر تفاصيل.
قول عائشة ومذهب أبي حنيفة واختيار ابن تيمية جواز كشف المرأة قدمها في غير الصلاة فليس في المسألة إجماع.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 10:12]ـ
قول عائشة ومذهب أبي حنيفة واختيار ابن تيمية جواز كشف المرأة قدمها في غير الصلاة فليس في المسألة إجماع.
الشيخ الكريم ابن ناصر الحنبلي
أنا لم أدع الإجماع بل قلت يكاد يوجد إجماع:)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 10:13]ـ
بالمناسبة فضيلة الشيخ ابن ناصر
أنت من الحنابلة القلائل في مصر ممن لا يلتزم قول متأخري الحنابلة
نرجو إثراء الموضوع بمشاركاتكم المفيدة.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 10:34]ـ
شيخنا أبا محمد الظاهري - نفع الله بكم - كلام الشيخ طارق قوي لا مزيد عليه.أسأل الله أن يكتب أجره. واعجبتني وقفاته في مقال آخر له.والرد المفحم هو كما سماه العلامة الألباني. رحمه الله.
وللتصحيح يشرفني أن أكون مصريا فإن لهم رحما، ولكن لستُ من أرض الكنانة. حرسها الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 10:38]ـ
حياك الله أبا محمد
لي مشاركات متفرقة، كلما وجدت فرصة فعلت، آخرها قبل أسبوع
وغرضي من التنبيه ترك التراشق بالتهم والطعون التي لا فائدة منها، إنما فيها إيغار الصدور
وكما تنقم من بعضهم اتهام مخالفيهم بالتمييع والدعوة إلى السفور= فيؤخذ عليك توجيه التهم لهم
بالعصبية والتقليد ... إلى آخر القائمة
ووقوع الأول لا يوجب الثاني، بل يُنبَّه على خطأ الأول
هذا ليس دليلاً كافياً بل من يرى الوجوب يراه بأدلة أخرى وتحريم كشف القدم له أدلة واضحة لا نزاع فيها وإلا لو كان كشف الوجه أكثر حرمة لأنه أجمل من القدم لكان أيضاً أكثر حرمة من كشف السوأتين لأنه أجمل منهما فتأمل.
لم أقل إن الوجه أجمل!
إنما قلت (أعظم فتنة) وفرق بين العبارتين
ولا شك أن هذا ليس مطرداً، لكني أحببت الإشارة إلى خطأ الإلزام الذي ذكرتَ وفقك الله
ولم أقصد أن هذا الدليل حجة؛ فضلاً عن الاقتصار عليه! فلا يخفى على عامة طلاب العلم أن ثمة أدلة أخرى للفريقين!
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 10:50]ـ
أيها الإخوة أجدني أشم رائحة أخوة عطرة تفوح من بين ثنايا كلماتكم. أأنا محق أم لا.
وبرد الاحترام الذي هب علي وأنا أقرأ مداخلاتكم أثلج صدري بارك الله فيكم جميعا.من يوافقني على هذا؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 11:05]ـ
حياكم الله شيخنا الكريم أبا عبد الرحمن بن ناصر
حياكم الله شيخنا الكريم أبا محمد الحمادي
الشيخ الحبيب طارق الحمودي
ما تفضلتم وقلتم يظهر بوضوح رقة قلوب وعظيم أدب وأريحية إخواننا المغاربة
أخوك محب المغرب والأندلس _أبو محمد
ـ[أم معاذة]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 11:20]ـ
بينما غيرهم أداة لترويج عادات وتقاليد بيئتهم التى نشأوا فيها ويحثون على تغطية الوجه في الحج بينما يتركون نساء بلادهم يكشفن أقدامهن فهم يشددون في الوجه الذي فيه خلاف قوي أكثر من القدم التي يكاد يكون فيها اجماع على تحريم كشفها!
ولا أريد ذكر تفاصيل.
تقصد من؟!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 11:31]ـ
نشكر أخانا الشيخ طارق الحمودي لالتزامه لاهدوء في النقاش، وكذلك المشايخ الذين شاركوا في الموضوع وخصوصًا شيخنا أبا محمد الحمادي، ولا شك أن هناك بعض المشاركات حقها الحذف والتحرير أبقيتها بسبب تتابع الردود من المشايخ، وأرجو الالتزام وعدم الخروج بالموضوع عن مساره والتزام التصريح في النقاش دون التعريض، حتى لا نعكر على صفو الموضوع أكثر من هذا بارك الله فيكم.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 07:15]ـ
وأرجو الالتزام وعدم الخروج بالموضوع عن مساره والتزام التصريح في النقاش دون التعريض، حتى لا نعكر على صفو الموضوع أكثر من هذا بارك الله فيكم.
نعم هذا هو المطلوب يا شيخنا.
بارك الله فيكم
وأضيف إلى ما سبق إلى ضرورة تحرير محل النزاع وترك الإغراق في الجزئيات.
وترك الإغراق في الجزيئات (خاصة)
فالموضوع مهم وجدير بالبحث من حيث هو مسألةٌ شرعيةٌ لا من حيث هو مسألةُ مُغَالَبَةٍ
فالمسألة حال بحثها لا بد من أمرين تَعَقُّل المسألة، ثم تصورها.
ثم النظر في المسألة بَعْدُ.
سددكم الله ورعاكم(/)
إفادة الخِلِّ بأخبار الخَلِّ
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 12:00]ـ
إفادة الخِلِّ بأخبار الخَلِّ
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد
فينتج الخل عن طريق تحول السكر النباتي الموجود في بعض الفواكه كالتفاح وغيره إلى الكحول عن طريق إنزيمات مخمرة وينتج عن هذا كله:
(حامض الخل) ( Acide acetique ) الذي يمثل نسبة ستة في المائة من محلول الخل. ويسمى خل الخمر وهو النوع الفرنسي وهو المستعمل في بلادنا كثيرا لأنه أسرع تحضيرا, ولذلك تجد مكتوبا على كثير من المنتوجات التي تركب منه أو على آنية الخل مكتوبا (خل الكحول ـ vinaigre d alcool) أي الخل المتحول من الكحول عن طريق التخمر بواسطة البكتيريا الهوائية. وهناك أنواع أخرى تختلف طريقة تحضيره كالخل الإيطالي الذي ينتج عن طريق طبخ عصير العنب على نار ضعيفة وتكون مدة تخميره طويلة.
يمر عصير الفاكهة المحتوي على كل مكوناتها من قشور وغيرها ليصير خلا من نوعين من التخمير:
التخمير الأول يتحول فيه السكر إلى كحول وإلى غاز ثاني أكسيد الكربون. (ومن هنا أتى اسم الخل التجاري الذي يستعمل في المائدة: خل الكحول) ثم يتخمر عن طريق بكتيريا هوائية. التي تحول الكحول إلى حامض الخليك. وينفك ثاني أوكسيد الكربون عن المحلول.
ويكون لون الخل هنا أحمر. فإن خمر العصير الخالص كان لون الخل أصفر مائلا إلى البياض.
وهنا يفترق الخمر عن الخل. فالخمر نتاج للتخمر الأول فقط. بحيث يحصل المخمر على محلول كحولي مذاب فيه ثاني أوكسيد الكربون. وهو سبب الرغوة التي تعلو الخمر عند صبه في كأس.
وطريقة صناعة الخمور بتعريض العصير للتخمير الأول فقط مبينة في هذه الصورة:
والفرق بين الخمر والنبيذ هو أن النبيذ نقيع ليس فيه تخمر.
وأما اتخاذ الخمر خلا, فيكون بتعريض الخمر إلى الهواء, فتحول البكتيريا السابقة الذكر الكحول إلى حامض الخليك. وهذا منهي عنه. وإنما يباح الأول. لحديث أنس: (أتخذ الخمر خلا؟ قال: لا)
فإن تحول الخمر لذاته دون قصد من الإنسان جاز استعماله. لأنه لا يبقى للكحول أثر كما ذكرنا. لتحوله إلى حامض الخليك. ومن الأمور الرافعة لحكم التحريم الاستحالة كما هو معروف في الفقه.
ـ أما الأحاديث الواردة في الخل. فقد روى مسلم (2051) عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نعم الأدم أو الإدام الخل)
وروى أيضا عن جابر بن عبد الله يقول:أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ذات يوم إلى منزله فأخرج إليه فلقا من خبز فقال: ما من آدم فقالوا لا إلا شيء من خل قال فإن الخل نعم الأدم. قال جابر: فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من نبي الله صلى الله عليه وسلم. وقال طلحة: ما زلت أحب الخل منذ سمعتها من جابر)
وروى الحاكم في المستدرك (4/ 59) عن ابن عباس عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم هل عندك طعام آكله وكان جائعا فقلت إن عندي لكسر يابسة وإني لأستحيي أن أقربها إليك فقال: هلميها فكسرتها ونثرت عليها الملح فقال هل من أدام فقالت يا رسول الله ما عندي إلا شيء من خل قال هلميه فلما جئته به صبه على طعامه فأكل منه ثم حمد الله تعالى ثم قال نعم الإدام الخل يا أم هانئ لا يقفر بيت فيه خل)(/)
سبيل العزّة بنصائح الشعوب والحكّام والعلماء بسبب ما حدث في غزّة
ـ[أبو رزان]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 02:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(سبيل العزّة بنصائح الشعوب والحكّام والعلماء بسبب ما حدث في غزّة)
تنبيه: لقد شرعتُ في كتابة هذه النصائح قبل إيقاف الحرب في غزّة، ولم يتيسّر لي إتمامها والنظر في تصحيحها ومراجعتها إلا بين حين وآخر، فلما انتهيت من ذلك فرَّج الله بإيقاف الحرب، فأسأل الله عز وجل أن يديم على غزة وبلاد المسلمين الأمان والرخاء، وأن يدفع عنها شرَّ كل ذي شر هو آخذ بناصيته، وقد تردَّدتُ كثيرًا خلال عدّة أيام في نشر ذلك؛ لانصراف همم كثير من طلاب العلم وغيرهم إلى أمور أخرى مستجدّة، ثم رأيت نشرها لعل الله ينفع ولو بكلمة من هذه النصائح، وما ذلك على الله بعزيز، فأسأل الله أن يصلح نيتي وعملي وأهلي وذريتي.
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
فلا يخفى على بَرٍّ أو فاجر هَوْلُ هذا الحدَث في نفسه، وتداعياتُه وآثارهُ المتوقعةُ على المنطقة العربية على وجه الخصوص مستقبلاً، فلا بد من وقفات صادقة ـ يُراد بها المخرج لا المأزق ـ مع الحكام، والعلماء، وأهل الحل والعقد، وغيرهم، ولا يجوز استغلال بعض الطوائف هذا الحدَث وغيره لتوسيع رقعة الفتن، وزيادة الضحايا في كل قُطر، فإن ذلك مخالف لمقاصد الشريعة وكلّيّاتها، والله عز وجل يقول: [وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ] {الأنفال:25} وهذا المسلك هو واجب العقلاء جميعًا، وإلا غرقت السفينة، ولا دينًا أقمنا ولا دنيا أبقينا، وصدق من قال:
أرى خَلَلَ الرمادِ وميضَ نارٍ ... خليقٌ أن يكون له ضِرامُ
فإن النار بالزَّنْدَيْن تُورَى ... وإن الفعلَ يسبقه الكلامُ
فإن لم يُطْفِها عقلاءُ قومٍ ... يكون وقودَها جثثًُ وهامُ
إن المقام ليس مقام كَيْل التُّهَم والرْمي بالخيانة والعمالة ـ في وسائل الإعلام والشوارع ـ لحاكم أو لنظام؛ فإن ذلك لا يفيد القضية شيئًا، بل يضر، ولكن المقام مقامُ تذكيرٍ للجميع حكامًا ومحكومين بواجبهم تجاه هذه الأحداث الدامية في غزّة، ولفتِ نظرهم إلى أبعاد وأهداف المشروع الصهيوني الصليببي الصفوي في المنطقة، وتجييش العواطف الدينية ـ أو على الأقل الإنسانية ـ تجاه أي طائفة مسلمة تصيبها هذه النكبات، والتحذير من مغبة خذلانها أو الرضا بما يحدث لها ـ تحت أي تأويل ـ فإن ما أمسى عند جارك أصبح في دارك، ولنحذر من عاقبة سياسة: أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأسود، مع التنبيه على أن التاريخ مُنْصِفٌ، ولا يظلم أحدًا ولا يُحابيه، وسينتهي كل شيء حولنا، والعز والذل لا يدومان، و"حقٌّ على الله عز وجل ما رَفَعَ شيئًا في هذه الدنيا إلا وَضَعَه" والتاريخ لا يُسجل كلام المتحاملين ولا المتزلفين، إنما يحمل بين دفَّتَيْه المواقف بما لها وما عليها، فمن الذي يرضى أن يلعنه تاريخ أمته وأجيالها اللاحقة؟ ومن ذا الذي يختار لنفسه حال الأسف والندم والخزي بين يدي ربه عز وجل [يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)]. {الشعراء} إن الأمر حقًا يحتاج إلى صِدْقٍ مع الله تعالى وصِدْقٍ مع الأمة، وصدق أمام التاريخ والأجيال اللاحقة، وإلا فما هي إلا سنوات قلائل ويخلفنا آخرون، وتدوم بعد ذلك الحسرات والآهات، لكن ماذا تغني الندامة من رجل قذفت به الأحداث إلى أسفل السافلين؟!!
إن جراح الأمة كثيرة، وتنزف في كل مكان، ولم يرقأ لها دم، ولم يغمض لها جفن، ولم يطمئن لها فؤاد، فلا ترى على شاشات التلفاز إلا نساء المسلمين يبكين ويصرخن على أولادهن، أو أطفال المسلمين اليتامى يبكون فَقْد من يعولهم، أو هُدِم بيتُهُم ومأواهم، ولا ترى مكان عبادة مهدومًا على من فيه إلا مساجد المسلمين:
أنَّى اتجهت إلى الإسلام في بلد ... تجده كالطير مقصوصًا جناحاه
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا مصداق حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حديث ثوبان: "يُوشِكُ أن تَدَاعَى الأممُ عليكم كما تَدَاعَى الأكَلَةُ إلى قَصْعَتِها" قالوا: أمن قلّة نحن يا رسول الله؟ قال: "بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غُثَاءٌ كغثاءِ السَّيْل، ولينزعنَّ اللهُ من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفنّ في قلوبكم الوهن" قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: "حُبُّ الدنيا، وكراهية الموت"!!
ولعل الله عز وجل يريد من وراء ذلك خيرًا بعباده المؤمنين [وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الكَافِرِينَ] {آل عمران:141} [أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ] {البقرة:214} والمنح تُولَد مِنْ أرحام المحن في كثير من الحالات، فلعل الله عز وجل يريد أن يُصفِّي قلوبنا من التعلق بغيره، أو الاغترار بغير طريقه؛ فقد شطحت الأمة في الاتجاهات القومية، واليسارية، والرأسمالية، والديمقراطية دهرًا، وهرولت وراء بريق منظمات دولية لم ترفع بقضيتها ـ خلال سنوات طويلة ـ رأسًا، فما كان للمسلمين من حقوق كالشمس في رائعة النهار؛ فالفيتو يُقَطِّعُهم حَسَرات، وإن صدرت قرارات فهي غير ملزمة، وإن كانت ملزمة فلا جدّية في تنفيذها، وما كان ضد المسلمين ـ وإن كانوا أبرياء مظلومين ـ فيُبرم الأمر في دقائق، وربما لم تعلم به هذه المنظمات الأممية أصلاً إلا بعد تطبيق، ولا زالت الأمة مفتونة بالزخارف وهذا السراب، فتحرث في الماء، وتزرع في الهواء، فيا لله العجب!! مع أن الأمر كما قيل:
ويُقْضَى الأمرُ حينَ تغيبُ تَيمٌ ... ولا يُستَأذنونَ وهمْ شُهودُ
فهل أمتنا تستجيب؟ أم أنه كما قيل: ما لجُرْحٍ بميتٍ إيلامُ؟!
وصدق من قال:
أُمَّتي هل لكِ بين الأممِ ... منْبرٌ للسيفِ أو للقَلَمِ
أتلَقَّاك وطَرْفي مُطْرَقٌ ... خَجَلاً من أَمْسِك المنْصَرِمِ
أمتي كَمْ غَصَّةٍ داميةٍ ... خَنَقَتْ نَجْوَى عُلاك في فمي
أَلإسرائيلَ تَعْلُو رايةٌ ... في حِمَى المهْدِ وظِلِّ الحرم!! [1]
كيف أغْضَيتِ على الذلِّ ولَمْ ... تَنْفُضي عَنْكِ غُبارَ التُّهَم؟
أوَما كنتِ إذَا البغْي اعْتَدَى ... موجةً مِنْ لَهَبٍ أو (حُمَمِ)؟
إن فلسطين قد احتُلَّتْ منذ ستين عامًا، وقد أدى الفلسطينيون واجبهم وزيادة، فلله دَرُّهم من شعب أبيٍّ وفيٍّ لدينه ووطنه وقضيته ودماء شهدائه، ولسان حالهم يقول:
ولسْتُ بخالعٍ دِرعي وسيفي ... إلى أن يخلع الليلُ النهار
وإن أصابهم من التفرق مؤخرًا ما أصابهم، فأسأل الله عز وجل أن يجمع كلمتهم على الهدى، وأن يجنبهم الفتن وسُبُلَ الردى، والمراد: لوكان عند الأمة مشروع عملي إسلامي صادق لتحرير فلسطين، وكانت تسير فيه بصدق ولو سيْر السلحفاة؛ لكانت ظِلاله منذ وقت سابغة ممدودة، وثمراته بادية مشهودة، ولكن للأسف فما تزداد الأمة يومًا بعد يوم إلا وهنًا وتفككًا، ولا يزداد مشهدها أمام العالم إلا خزيًا وعارًا، وما ذاك إلا لأنهم أعرضوا عن منهج الله في رَدِّ الأمرِ إلى نصابه، والسيفِ إلى جِرَابه، والحق إلى صوابه [فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ] {المائدة:52} [وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ] {البقرة:216} وصدق من قال:
لا يُفْزعنّك هَوْلُ خَطْبٍ دامسٍ ... فلعلَّ في طيّاته ما يُسْعِدُ
لو لَمْ يَمُدَّ الليلُ جُنْحَ ظلامهِ ... في الخافقين لما أضاء الفَرْقَدُ
إن نصيحتي هذه أُلخّصها في نقاط:
أولاً: نصيحتي للشعوب الإسلامية ـ دفع الله عنّا وعنهم كل فتنة وبليَّة ـ:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا شك أن الشعوب الإسلامية فيها خير كثير، وإن كانت الشعوب يسودها الجهل بحقيقة دينها، إلا أنها تتفاعل مع النوازل، وتشعر بآلام وآمال الشعوب المنكوبة بتسلُّط الكفار عليها، ولذلك فأعداء الإسلام حريصون على أن يفسدوا ولاء هذه الأمة، ويُجَهِّلوا هذه الشعوب بأمر دينها الصحيح؛ لتكون فريسة للأراجيف والدبلوماسية الشيطانية، أو للأفكار المنحرفة سواء كانت دينية أو غيرها ولذلك فمن المهم أن يحرص دعاة الإسلام على الشعوب المسلمة بتبصيرهم دينهم، ونشر العلم والمكارم بينهم، وترشيد ولائهم، فقد أوصى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ من يتولّى أمر المؤمنين من بعده بعوام المسلمين، فقال: وأوصيه بعوام المسلمين: فإنهم رِدْءُ الإسلام، وغَيْظُ الأعداء، وجُباةُ الأموال.
ولذا فمن الفساد سوء الظن بهذه الشعوب، والإياس من خيرها وصلاحها، ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من قال: هلك الناس فهو أهلكَُهُمْ" ـ بفتح الكاف وضمها ـ ويقول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على آذاهم؛ خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم" وبناءً على ذلك فلا بد من العناية بالشعوب ونصحها بما ينفعها في دينها ودنياها، ولا بد من مكافحة الغزو الفكري لهم، فإن الشعوب الواعية جند من جنود الله، يقيم الله بها الحق، ويُزْهق بها الباطل، وإلا فالعامة إذا لم يتفقهوا فقلوبهم مع العلماء وسيوفهم عليهم!! ولذا فأقول مستعينًا بالله تعالى:
1 - علينا جميعًا أن نَصْدُق في اللجوء إلى الله عز وجل، وأن نُصَفِّي العبودية لله عز وجل من كل شائبة، فإن الله عز وجل جعل كفايتة وحمايته لمن صدق في عبوديته، فقال الله تعالى: [أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ] {الزُّمر:36} فهو وعْدٌ مشروط بوصْف، فبقدر النقص في الوصف يكون النقص في تحقيق الوعد، وبنحو ذلك قوله تعالى: [وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى المُؤْمِنِينَ سَبِيلًا] {النساء:141} وقوله تعالى: [وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ] {الرُّوم:47} وقوله سبحانه: [وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ] {النور:55 فبقدر تحقيق الإيمان يكون الأمن والتمكين، وبقدر النقص في ذلك يكون تَسَلُّطُ الأعداء الغاشمين، فعلى الشعوب أن توقن بهذه الحقيقة، ولا يصرفهم عنها شياطين الإنس والجن، ولا يغتروا بتطبيل وسائل الإعلام لهم، وصَرْفهم عن هذه السنة الكونية، ولا ينخدعوا بزمجرة قائد أو وعوده الخاوية إذا كان يجهل هذه الحقيقة، وعليهم أن يوظِّفوا هذه الأحداث توظيفًا صحيحًا مثمرًا، وذلك بالاستقامة على أمر الله تعالى، والرجوع إلى منهج الله عز وجل، والتربية الصادقة على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، حتى تُؤَهَّل المجتمعات باختلاف شرائحها وأطيافها نحو تحمل أمانة الله عز وجل، وقيادة البشرية بالعدل الذي عُرف به القادة الفاتحون والأئمة الربانيون، لا مجرد تقليد الغرب في الهتافات في الشوارع، ثم يرجع صاحب الخمر إلى كأسه، وآكل الرباء إلى ظلمه وأرصدته، وتارك الصلاة إلى غفلته، وصاحب الفاحشة إلى شهوته، وعابد القبر إلى شركه ووثنيته ... الخ.
وفي التاريخ ما يدل على صِدْق هذه الجملة، فلما غزا التتار بلادَ الإسلام، كان أكثر المسلمين يفرون منهم، ولا يَلْوِي بعضُهم على بعض، ويموتون في الكهوف والشعاب وبطون الأودية، والفتن تلفُّهم بظلامها ومع ذلك فلا يعودون إلى الله تعالى، فما ازدادوا بذلك إلا ذلاً، وكان هناك من يقول:
ياخائفين من التتر ... لوذوا بقبر أبي عُمر
(يُتْبَعُ)
(/)
فما نفعه ذلك شيئًا، واجتاح التتار بخارى وسمرقند (616 - 617هـ) فأهلكوا الحرث والنسل، وآثر ملك الدولة الخوارزمية محمد بن خوارزم شاه أن يفرّ ولا يلْوي على خاصته ـ ومنهم أمه ونساؤه ـ فضلاً عن جنوده ورعيته، ولم يُوفق لقرار الثبات والجهاد حتى يلقى الله عزيزًا أبيًّا، وكانت هناك كتيبة تتارية تطارده من بلد إلى بلد، حتى وصل إلى ساحل بحر قزوين في بلاد إيران، فركب سفينة، ومات في جزيرة ولم يجدوا ما يكفنونه به بعد ذاك الملك وتلك الأبُّهة، وقد أصبح بين الكتيبة التتارية وقيادتها ـ تحت إمارة جينكزخان ـ في سمرقند نحو (650) كيلو مترًا، كل ذلك في عُمق ديار الإسلام، ومع ذلك لم يُفَكِّر المسلمون في الانقضاض على هذه الكتيبة، وهي قليلة العدد والعتاد، أمام الملايين المسلمة التي تحيط بها كما يحيط السور بالمعصم، وقد انقطعت عن مركز قوتها الذي يمدها، كل ذلك بسبب الفزع الذي ملأ أركان قلوبهم من التتار، بل رجعت الكتيبة واحتلت بلادًا عُرفت بالصمود والثبات، لكن انهارت قوى أهلها بسبب الخوف من التتار، وكان المائة من الرجال المسلمين لا تحملهم أقدامهم أمام الرجل الواحد من التتار، فيمدون أعناقهم لأخس أنواع الذبح، ولا يفكّرون في المقاومة على كثرتهم، كل ذلك بسبب تعلق القلوب بالدنيا، وشيوع المنكرات والمظالم، وطمْس مبدأ الولاء والبراء الذي به عزُّ الإسلام والمسلمين.
وفي المقابل كانت هناك مواقف مشرفة لبعض الحكام والعلماء والشعوب، كما حصل من سيف الدين قطز والعز بن عبد السلام وجيش مصر وشعبها آنذاك، حتى تحطمت أسطورة: "جيش التتار جيش لا يهزم" أو" من قال لكم: إن التتار يُهزمون فلا تصدقوه" تحطمت هذه الأراجيف في موقعة عين جالوت في سنة (658هـ)، فالأمة ليست عقيمة من الخير، لكن كيف تستغل المواقف وتستفيد منها؟ كيف تتعامل مع النوازل والمصائب بعمق وعقل وفهم واستفادة من التاريخ الحاضر والسابق، لا مجرد العواطف والسباب والشتائم؟ كيف تستدرك الأمة ما فاتها؟ كيف تجدد عزيمتها، وتشعر بمكانتها، وحاجة البشرية إلى منهجها؟ كيف تبدأ الطريق من جديد وإن طال أمده؟ فليس هناك طريق غيره، كيف تُوجِدُ القدوة الصالحة التي ترفع رأسها بهذا الدين، فيجتمع المسلمون حولها؟ فعند ذاك ـ وعند ذاك فقط ـ يفرح المؤمنون بنصر الله.
وقد جرتْ سنة الله عز وجل أن طريق العز والتمكين طريق طويل بطيء مليء بالمكاره، لكن ليس هناك طريق غيره، وهذا كله ليميز الله الخبيث من الطيب، وليكون الحاملون لراية الحق أهلاً لذلك، فلا يفرطوا فيها، ولا يطلبوا العزة في غيرها، وإلا فليس على الله بعزيز أن يخسف بأمة ويأتي بأخرى في لمحة بالبصر: [وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالبَصَرِ] {القمر:50} فلا مجال في هذا الطريق لأصحاب الأماني مع الغفلة والتفريط.
2 - لا يلزم من الاهتمام بتربية الأمة على منهج الوسطية والاعتدال ـ وهو الإسلام الصحيح ـ والعناية بنشر العلم في جميع شرائح المجتمع كُلٌّ بما يليق به؛ لا يلزم من ذلك أن تترك الأمة بقية الميادين النافعة لها، فإن هذا من جملة الدين، والله تعالى يقول: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً] {البقرة:208} فكل مجال فيه عمارة الدنيا على منهج الحق فهو من مقاصد استخلاف البشرية في الأرض [إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً] {البقرة:30} وكل مجال فيه قوة للدعوة فالعلم لا يُحذّر منه، وكذلك فلا تترك الأمة القيام بواجبها عندما يُعتدى على عرينها وحرماتها، بل الواجب عليها أن تدفع بالحق ما استطاعت، إلا إذا كان ذلك ـ حسب نظر كبار أهل العلم الربانيين، والعالمين بواقع الفتوى والمستفتي ـ يؤول إلى مفسدة أكبر لتفرق الأمة وتخاذلها، أو لتبعيتها لأعدائها، أو لقلّة الأعوان والأنصار أو نحو ذلك؛ فهذا الحال يُتعامل معه بفقه المقارنة بين المصالح والمفاسد، ويُنظر خير الخيرين فيُتَّبع، وشر الشرين فيُجْتنب ـ وهذا موضع اجتهاد لا يخفى ـ أما إثارة الأعداء من بعض المندفعين، وارتكاب أعمال تزيد الطين بِلة، والمريض علة، والأمة وهنًا وذلة؛ فهذه ظلمات بعضها فوق بعض، والإسلام منزه عن هذا العبث، وعن الزجِّ بأبنائه إلى معارك خاسرة ومناهج فاشلة بائرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد عرف كثير من الأعداء أن قوة الأمة في نشر العلم بين صفوفها، وتنوير أفهامها، ولذلك حاربوا الكثير من العلماء والدعاة الربانيين بزعم حرب الارهاب، وإن كان هؤلاء العلماء يُكْوَوْن بنار المخالفين لهم من الشباب الذين لم يعرفوا حكمة الشيوخ، ولا تجربة أهل الفقه والرسوخ، وللأسف أن كثيرًا من أمتنا يجهل أن حرب العلماء وطلاب العلم حرب لأمن الأمة وعزها وبقائها، والناس في أمان في دينهم ودنياهم ما بقي فيهم علماء حكماء حلماء، فيا لله العجب من تسابُق كثير من هذه الأمة إلى تجفيف منابع الدعوة الصافية، ومحاربة من يمدّ يده بكفالة الدعاة والعلماء بحجة حرب الارهاب، أو مكافحة غسيل الأموال، ودولة الرفض تدعم أتباعها في جميع أنحاء العالم بكل ما تملك، وبدون مواربة أو خجل!! فهل أحد عاقل يقطّع أوصاله بنفسه؟ أو يئد قوته التي إن احتاج إليها في وجه الأعداء نفعتْه؟ أو يسعى في إضعاف الجنود المخلصين للمجتمع دون رغبة أو هبة؟ أو يخرِّب بيته بيده؟ إن هذا كله فرْع عن النظرة الخاطئة عندهم عن جميع العلماء والدعاة، والظن أنهم جميعًا دعاة عنف، أو يقفون في صف أعدائهم ـ أيًّا كانوا ـ ضدهم، أو يفرحون بما يزعزع الأمن والاستقرار والأمر على خلاف هذا الإطلاق، وقد أثبتت الأيام ذلك، لكن من جهل شيئًا عاداه.
وقد أراد بعض قادة الصليبيين أن يغزو بلاد الأندلس لما كانت راية الإسلام ترفرف عليها، فأرسل بعض الجواسيس، وكلّفه بمهمة واحدة، وهي النظر في حال الشباب في الأندلس، فطاف هذا الرسول متخفيًا في عدد من مدائن الأندلس، فلم يجد الشباب في المراقص والملاهي، ولا وجدهم قد ذابوا بين الأفكار الضالة، فرجع إلى القائد الصليبي، وقال: رأيتُ الشباب مُتَحَلِّقين في المساجد حول شيوخهم، فقال ذاك القائد: ليس هذا زمان غزوٍ للأندلس، هكذا عرف ذاك القائد ما يجهله كثير من قادة العمل الإسلامي هذه الأيام ـ فضلاً عن غيرهم من المحللين السياسيين ومديري البرامج الفضائية وغيرهم ـ عندما ينفِّرون عن طلب العلم، ونشر العلوم الشرعية، والتوعية الدعوية بين الناس، بزعم أن هذا طريق طويل، أوهذا ليس زمانه، أو غير ذلك من الأعذار التي تُسمع منذ أكثر من نصف قرن، وما جرّ ذلك على الأمة إلا ما هو أشد، والمناهج التي لا تستقي معالم طريقها من المعين الصافي ـ وإن كان عندها جوانب طيبة ـ إلا أنه يقال فيها: لا الإسلام نَصَرَتْ، ولا العدو كَسَرَتْ، والله المستعان.
وفي زمن دولة السلاجقة السنيين، كان الوزير نظام الملك الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي ـ رحمه الله ـ مُدْركًا لأثر المدارس الدينية في بناء الأمة، وجمع كلمتها، ووحدة صفوفها أمام المد الصليبي والتغلغل الباطني، فأنشأ كثيرًا من المدارس، سميت بالمدارس النظامية، فوشى بعض القادة والجلساء إلى السلطان ملكشاه بالوزير، وقال: إنه ينفق سنويًا على الفقهاء والفقراء ثلاثمائة ألف دينار من الخزانة، لو أُنفقت على جيش لرفع الرايات على أسوار القسطنطينية، فأرسل السلطان إلى الوزير، وعاتبه في ذلك؟ فأجاب الوزير بكلام، ومن ذلك أنه قال للسلطان: إنك تنفق على الجيش المحارب في كل سنة أضعاف هذا المال، مع أن أقواهم وأرْماهم لا تبلغ رميته ميلاً، ولا يضرب سيفُه إلا ما قرب منه، وأنا أقمتُ بهذا المال جيشًا يُسَمَّى بجيش الليل، يقوم بالدعاء إذا نامت جيوشك، فيمدون أكُفَّهم، ويرسلون دموعهم، فتصل مع دعائهم سهامًا إلى العرش، ولا يحجبها شيء عن الله تعالى، فأنت وجيوشك في خفارتهم تعيشون، وبدعائهم تثبتون، وببركتهم تُرزقون، فبكى السلطان، وقال: استكثرْ من هذا الجيش اهـ.
إن أمة ما زالت تُزَهِّد في علوم دينها وتركة نبيها؛ فلن تقوم لها قائمة، والنقل والعقل والتاريخ والنظر والاعتبار والواقع كل هذا يدل على ذلك، فكفى إساءة إلى الأمة، وتضليلاً لها عن طريق سؤددها، واشغالاً لها بغير منهجها!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - على الشعوب أن تفيق من سُباتها العميق، فلا زالت تُجَرَّعُ السموم الفتاكة كأسًا بعد كأس، فتلهث وراء نظريات مستوردة، قد شقي بها أهلها، ولا يُصدِّرون لنا منها إلا أردأها، ولا تُدرك الأمة أنها الضحية إلا بعد فناء عدة أجيال، فما تكاد تُفيق وتشعر بعمق جرحها إلا وقد أعدّوا لها نظرية أخرى أشد فتكًا من الأولى، ويُقْنِعُون بها بعض أبناء هذه الأمة، الذين تحسن بهم الظن، وتأمل فيهم النجاة من أزمتها، ولكن الأمر كما قيل:
إذا نَعَق الغرابُ فقال خيرًا ... فأين الخير من وَجْهِ الغراب
ومَنْ جَعَل الغرابَ له دليلاً ... يمرُّ به على جِيَفِ الكلابِ
فلا عز إلا برجوع الأمة لعلمائها، وتصدر عن فتواهم وإرشاداتهم، ولا يجعل قول العالم كقول أي رجل سياسي أو غير ذلك، فالله تعالى يقول: [فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ] {النحل:43} وقال أيضًا: [قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ] {الزُّمر:9} ويقول سبحانه: [إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ] {فاطر:28} ويقول جل شأنه: [أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ] {محمد:14} فالعلماء هم ورثة الأنبياء، وينظرون بنور من الله عز وجل، فهل يستوي هؤلاء مع أفراخ الشرق أو الغرب؟! أو هل يستوون مع من هو محب للخير، لكنه يجهل طريقه، فأكثر التنقل والتطواف بين الأفكار، وكان وَلاّجًا خَرّاجًا؟!
4 - تُشكر شعوب السنة على تعاطفها مع القضايا الإسلامية حيثما كانت، فقد ثاروا وضجوا عندما ضرب اليهود ما يُسمى بحزب الله في لبنان ـ على ما في الأمر من خبايا وتفاصيل تكشفها الأيام ـ لكن يجب عليهم الحذر من نشر مذهب الرافضة الشتّامين بينهم، فإن مَنْ كَفّر جمهور الصحابة، وطعن في صحة القرآن، وادّعى أنه مُحَرَّف في ألْفي موضع، وكفّر من لم يكن على مذهبه من جميع المسلمين، واتهم أمهات المؤمنين، مع التواطؤ في مواقف كثيرة عبر التاريخ مع اليهود والنصارى والوثنيين الهمجيين ضد السنة، كما في قصة ابن العلقمي والطوسي وغيرهما؛ من كان كذلك فلا يمكن أن ينصرنا، أو يَصدق معنا في صحبته وأُخُوّته، نعم: نحن مستعدون أن نناصر عددًا من فرق الشيعة ـ لأنهم معدودون في الجملة من المسلمين ـ ضد أي كافر، لكن كثيرًا من الشيعة مستعد أن ينصر أي كافر على أهل السنة، فإن أهل السنة عدوهم الأكبر، وقد يكون العدو الوحيد، وليس ذلك من باب إثارة الطائفية كما يتشدق به الانهزاميون المهرولون أكثر من نصف قرن وراء السراب بدون ضوابط عقدية أوعبر تاريخية:
إنَّ العدوَّ وإن أبدى مُسَالمةً ... إذا رأى منك يومًا فرصةً وَثَبَا
ولكن هذا هو مقتضى العقائد وأثرها في أهلها، فمن كان يكفرك ويكفر أئمتك من الصحابة، والتابعين، وأئمة المذاهب، ورواة الحديث النبوي، وعلماء الأمة، وكل من لم يعتقد مذهب الإمامية أليس هو الذي عمّق الطائفية والعداوة؟ أليس هو المفرِّق للأمة؟ من كان يتبجح في وسائل الإعلام العالمية والمحليّة بأنه لولاه ما دخلت أمريكا أفغانستان أو العراق، أليس هو الذي يتحدى الأمة ويعمّق جراحاتها؟! فدعونا من تزوير الحقائق، وتسمية الأمور بغير اسمها!!
ما خَضْبُ رأسٍ كخَضْبٍ في بنان يدٍ ... وحُمْرةُ الفجر ليستْ حُمرةَ الشفقِ
5 - علينا أن نسلك في نصح حكامنا ـ على ما عندهم من مواقف لا تُحْمَد ـ وتوجيههم لنصرة إخواننا في غزّة المسالك التي تُجنِّب أمتنا الاحتقان، ومِنْ ثَمَّ الانفجار، فإن ذلك لا يخدم أمتنا ولا إخواننا في غزة شيئًا، ومن أهداف المشروع الصهيوني الصليبي الصفوي إيجاد ما يُسمونه بالفوضى الخلاقة في المنطقة، حتى تصير أحداث غزة وأضعاف أضعافها في كل بلد بين الشعوب وأنظمتها، وعند ذاك يقولون: سُقينا بدعوة غيرنا، وإذا قدأََنْهَكَ كل منا الآخر، ولم يَعُدْ في القوس منزع؛ ارتمى كل منا في حضن عدو جديد يكمل بقية فقرات المشروع الذي يقطر حقدًا على المنطقة وأهلها، أو تدخَّلُوا بزعم إنهاء الفتنة الطائفية، أو الحرب الأهلية، أو حماية الأقلية، ثم أحكموا سيطرتهم على جميع البلاد، وساموا الناس سوء العذاب، وفي التاريخ وقائع كثيرة تدل على أن الجهل بمعرفة العدو من الصديق ـ حسب ميزان الشريعة لا حسب فهم المحللين السياسيين أو الإسلاميين المندفعين ـ هو أكبر سلاح مع الأعداء ضدنا، والله تعالى يقول: [بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ] {يونس:39} وقديمًا قيل: "من جهل شيئًا عاداه" ولو نظرنا كيف قامت الدولة العبيدية الباطنية الحاقدة على السنة وأهلها في القيروان والمغرب؛ لوجدناها قامت على إثْر بغضاء بين الشعوب وحكامهم بسبب ظلم حكامهم، ثم جاء العبيديون فنصرهم الناس للتخلّص من ظلم حكامهم، فلما تمكّنوا أهلكوا الحرث والنسل، وحاول من كان قد نصرهم أن يخرج عليهم ويعيد الأمر على ما كان عليه، ولكن ولات حين مناص، واستمروا أكثر من (280) سنة، وهكذا العامة إذا جهلوا دينهم فلا يعرفون عدوًا من صديق، ولا ينظرون إلى عواقب ثوراتهم، وهذا يجعل الشعوب الثائرة بجهل ترجو السلامة بين أنياب الأسُود عند فرارها من مقارض الفيران، وصدق من قال:
المستجير بعمروٍ عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار.
كتبه
الفقير إلى عفو ربه وستره وجوده:
أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
20 محرم 1430هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رزان]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 02:28]ـ
يتبع ...
ثانيًا: نصيحتي إلى حكّام المسلمين:
1 - اعلموا أن من اختاره شعبه من الحكام فإنما اختاره ليقوده إلى العز والأمان والمستقبل الواعد، وهذه أمانة لا تبرأ الذمم إلا بالوفاء بها، ولا طريق إلى هذا الهدف المنشود إلا بتحكيم شريعة الله عز وجل في جميع مناحي الحياة [أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الحَاكِمِينَ] {التِّين:8} والإعراض عما سواها من اجتهادات البشر [أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ] {المائدة:50} [فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا] {النساء:65} وقد مكّنكم الله أيها الحكّام في الأرض فقوموا بواجب التمكين عليكم، كما قال تعالى: [الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ] {الحج:41} فلا تصغوا إلى أراجيف الجاهلين والحاقدين الذين يزهدونكم في الحكم بما أنزل الله بحجج واهيات كبيوت العنكبوت [وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ] {البقرة:216} وفي زماننا بعض الدول تحكم بالشريعة الإسلامية، وهي في أوج الحضارة والتقنية والرخاء والأمن، ومن يعيب عليهم ذلك يعيش في الخوف، والفقر، والمرض، والصراع المرير بينهم وبين شعوبهم، وصدق الله عز وجل القائل: [وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ] {الشُّورى:16} والقائل سبحانه: [وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنْسَى (126)]. {طه} وقال سبحانه: [ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ] {الرُّوم:41}.
وانظروا في تاريخ أمتكم وقادتها الذين سبقوكم: هل بُسط أمن ورخاء للراعي والرعية إلا بتحكيم شرع الله، وردِّ المظالم لأهلها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ هل سادت دولة بني أمية، وبني العباس، والغزنوية، والسلاجقة، والزنكية، والأيوبية، والمماليك، والعثمانية إلا عندما قامت بشريعة الله، وعظَّمت حرماتها، وأحْيَتْ فرائضها ـ على ما في هذه الدول من دخن ـ؟ وهل دخلها الوهن، والضعف، وتَسَلَّط الأعداء عليها: فساموهم سوء العذاب، فأخذوا أموالهم، وسلبوا ملكهم، واقتادوا نساءهم حاسرات ذليلات إلا بعد استبدالهم الهدى بالهوى، والوحي بالآراء القاصرة، وظهرت فيهم المنكرات، وداهنوا في الحق، وقدموا الدنيا على الآخرة، وتفاخروا بقوميات وعرقيات؟ [لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى] {يوسف:111} [فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ] {الأعراف:176} وأحداثُ التاريخ تُعادُ علينا مرة بعد أخرى كل عدّة سنوات، فقط التغيير في الأشخاص والبلدان، وإلا فالأحداث بأسبابها ونتائجها وعِبرها هي هي، والسعيد من وُعِظ بغيره [فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ] {الجاثية:6} [أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا] {محمد:10}
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم لمن نظر في الواقع أن تحكيم شرع الله تحكيمًا شاملاً لا يتم بين عشية وضحاها ـ فإن الأمة أُصيبت في مقتل في أكثر الميادين ـ إنما يكون ذلك على مراحل طويلة المدى، لكن الشأن كل الشأن في الصدق مع الله ثم مع النفس والأمة في وضع الخطط والبرامج الموصِّلة لذلك، مع الجدية في تفعيل ذلك حسب القدرة والظروف التي تمر بها الأمة، ويكفي غفلة عن هذه الأمانة خلال أجيال مضت: والأمة تُغَرَّب عن قضيتها، وتُقَطَّع أوصالهُا، وجذورُها، وتُلَهَّى بغير أمر سُؤددها وعزِّها، وتُغْزى في عقيدتها وعُقر دارها، ويُستهزأ بثوابت الدين في وسائل الإعلام بزعم حرية الرأي والتعبير!! وإذا استمر الأمر على هذا الحال فكيف يُرْجَى نصر وتمكين وأمن وأمان؟!
عجوزٌ تُرَجَّى أن تكون صبيةً ... وقد غارتِ العينان واحْدَوْدَب الظهرُ؟!
ألسنا نسمع فشل الرأسمالية ومن قبلها الاشتراكية وغيرها؟ ألسنا نرى أصحاب هذه النظريات يكشفون عوارها، ويهتكون أستارها، ونحن لا زلنا مخدوعين بها؟ ونبحث عن فتاتهم بين قماماتهم، ثم نزينه لشعوبنا وهم أمانة في أعناقنا!! ألا يردنا هذا إلى الله تعالى وشرعه، ونعتبر بعواقب البعد عن الكتاب والسنة في الأمم والشعوب؟!
2 - يجب أن يكون عند كل حاكم قسط وافر من معرفة أصول الدين، وثوابته، ومقاصده، وكلياته، وقواعده، ووسائله، مع النظر في تاريخ الأمة، والاعتبار بذلك، لمعرفة عوامل النصر والتمكين وأسباب السقوط والاندثار للأمم والممالك، ومعرفة مكايد الأعداء، والأساليب المرحلية التي يستخدمونها، وكيف تؤثر العقائد في حملتها فلا يتخلَّوْن عنها وإن تظاهروا بمبدأ السلام العالمي وغيره، وكيف تجتمع العقائد المتقاربة ـ على اختلاف بينها ـ ضد من هو أسلم معتقدًا، وأصفى مشربًا، كل ذلك لمعرفة العدو ـ وإن تظاهر بثوب الصديق ـ ومعرفة الصديق وإن ركب بعض الحماقات، فالمؤمن يجب أن يُوَالَى بقدر ما عنده من الخير وإن أساء إلينا، والكافر يجب أن يُعَادَى ويُحْذَر منه بقدر ما عنده من الكيد والحقد والخُبْث وإن أحسن إلينا، وهذا لا يمنع إقامة علاقات مع بعض الكفار أو الأمم الأخرى إذا كانت لا تخالف الشرع، أوإذا كانت تجلب مصالح هامة للأمة، أو تدفع ضررًا أعظم، بشرط أن تقوم هذه العلاقات على الإنصاف والمصالح المتبادلة، ففي الشرع المطهر تفاصيل ذلك وغيره.
إن العلماء لا يُحذِّرون من أصل فكرة تبادل الحضارات النافعة، وكذا لا يمانعون من عمل منظمات دولية أو أممية تضبط شؤون العالم الدنيوية، ولا تتطاول على الدين الإسلامي، ويعيش العالم في أمان من التسابق في أسلحة الدمار الشامل التي لا تُبْقي ولا تذر، فأي خدمة للبشرية ـ مسلمها وكافرها ـ من التسابق الجنوني في الحصول على هذه الأسلحة لتهديد العالم؟ وأي مصلحة للعالم في إبادة ملايين البشر بهذه الأسلحة، وبقاء أضعافهم معوّقين؟ إن العلماء لا يستنكرون أي فكرة تؤول إلى إيقاف هذا الدمار، ولا يمنعون من اشتراك المسلمين في مثل هذه المنظمات التي تحافظ على الجميع، إنما ينكرون على هذه المنظمات أنها أظهرت ولاءها لأعداء المسلمين، ولم تستطع أن تغير من شرهم شيئًا، وفي المقابل فإنها تَنْقَضُّ على المسلمين بالقرارات الصارمة: بالحصار، والتجويع، والقتل البطيء، ثم إرسال القوات المتحالفة لاجتياح ما بقي من قوة وأمن في البلاد، بحجة حرب حزب، أو طائفة، أو رئيس معين فيهلكوا شعبًا كاملاً، مع أن أعداء المسلمين عندهم من المتهورين والارهابيين ـ حقًّا ـ أضعاف أضعاف من عند المسلمين، بل هناك دول كبرى تملك الجيوش والإعلام تمارس الإرهاب في أبشع صُوَرِه، فتمحو من الخارطة دولاً صغرى، فتقتل أهلها، وتشرد من بقي منهم، وتُهلك الحرث والنسل، ومع ذلك فلا يحاكمهم أحد، ولا يَصْدُر فيهم قرار بإدانتهم!! مع أن المسلمين هم الذين يُتهمون بالإرهاب، ويُحَاكمون أفرادًا ورؤساء محاكمة مجرمي الحروب، وخطأ بعض أفرادهم وإن قلَّ تشهره وسائل الإعلام الداخلية والخارجية، وبواقع وفواقر غيرهم لها مسوّغات عالمية وأمنية!! كما قال القائل:
قَتْلُ امرئٍ في غابةٍ جريمةٌ لا تُغتفرْ ... وقتْلُ شعبٍ كاملٍ قضيةٌ فيها نظرْ
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن فهذه منظمات قد ظهر حيفها وعدم إنصافها، فلماذا يُتَّهَم العلماء بالجمود، وهم ينكرون الظلم فقط، ويؤيدون أي عمل يفضي إلى الاستقرار والأمان، وفتح المجال للحوار الفكري المنصف؟ ولو فرضنا أن دولنا عاجزة عن الانسحاب من هذه المنظمات ـ إذا لم تُغيّر من حالها هذا ـ خشية ضرر يُحدق بها؛ فهل وضعت أمتنا خططًا عاجلة وآجلة لإخراج الأمة من هذا العجز والوهن، أم أنها استسلمت لهذه الحياة الذليلة المهينة؟!
3 - يجب أن يعلم الحكام ـ لأنهم مخاطَبون بأحكام الإسلام ـ حكم الشرع والإجماع والعقل والعرف فيما إذا احتُلَّت بلد من بلاد المسلمين، أو اعتُدي على طائفة من المسلمين، وأنه يجب مناصرتهم بكل الوسائل التي يستطيعها المسلمون، سواء كانت بالمال، أو الرجال، أو العتاد والقوة، فإن عِرْض المسلمين واحد، ووطنهم واحد، ودماءهم واحدة، فلا يجوز للمسلمين أن يخذلوا إخوانهم، "فالمسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يُسْلمه" والله تعالى يقول: [وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ] {الأنفال:72} ويقول: [وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ] {التوبة:71}
أخوك الذي إن تَدْعُهُ لمُلِمَّةٍ ... يُجِبْكَ وإنْ تَغْضَبْ إلى السيف يغضبُ
ومهما كانت هناك وجوه اختلاف بين بعض الحكام أو الشعوب المسلمة البين فأخوّة الإيمان باقية في الجملة، وهي مناط الولاء والنصرة، ولو أن المسلم خذل أخاه أمام كافر لا خلاف فيه لوجود اختلاف في الفهم ـ والخلاف أمر لا بد منه ـ فلا تكون هناك مناصرة أبدًا بين أهل الإيمان، وهذا مآله إلى اندثار هذه الأمة وإذلالها ـ كما هو حاصل ـ فمن جعل النصرة منوطة بالاتفاق في جميع المفاهيم حذو القُذَّة بالقُذَّة؛ فقد ربطها بأمر مستحيل:
وإذا رجوتَ المستحيلَ فإنما ... تبني الرجاءَ على شفيرٍ هارِ
والله تعالى يقول: [وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ] {هود:118 - 119} ومعلوم أن أمة الإسلام العريقة قد ضمّتْ قوميات، وطوائف، وعرقيات كثيرة، ولكل من هؤلاء مفاهيم معينة تخالف مفاهيم الآخر، لكن العبرة بالاتفاق على الثوابت والكليات العامة، وكانوا جميعًا يجاهدون عدوًّا واحدًا، ويأتمرون بأمر ولي أمرهم، ويتناصرون فيما بينهم، وهذا الحال إنما يكون إذا قوي الولاء للدين، فإذا ضعف ذلك الولاء تمزقت الأمة، وتسلّط عليها عدوها، ولا يمكن أن تجتمع الأمة على قومية، أو عرقية، أو مناطقية، أو طائفية، إنما تجتمع على حبل الله المتين ([وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا] {آل عمران:103} [وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ] {الأنفال:46} ولذلك فالأعداء حريصون على إماتة منهج الولاء والبراء في الأمة ـ وإن كان مرشَّدًا حكيمًا، قائمًا على فهم للأدلة والواقع، والظروف العامة والخاصة، مراعيًا الحال والمآل ـ لأنهم لا يريدون أصلاً من يأخذ بهذا المبدأ، الذي هو أوثق عرى الإيمان، لأنه يعيد بذلك للإسلام قوته ودولته، فيحاولون بث الأفكار القومية، واليسارية، والطائفية، والعرقية بين المسلمين، لأنهم يعلمون أنها سبب الوهن والتفرق، ومن ثم التناحر والتمزق، ويفترس العدو شعبًا بين ملايين من المسلمين وجيوشهم ـ تحيط به من الجهات الأربع ـ ولا أحد يحرك ساكنًا، بل الأعداء يتهمون من دعا للولاء والبراء ـ ولو بحكمة ونُضْج ورويَّة ـ بأنه عدو للسلام العالمي، وعدو لحوار الحضارات!! وأي سلام عالمي وآلاف الأطنان من القنابل تُرمى على الأطفال والنساء في غزة، ثم لا نسمع الرئيس الأمريكي "بوش" إلا أنه يجب على "حماس" أن توقف صواريخها؟! أي سلام عالمي وأكثر من مليون قتيل في العراق باسم إدخال الديمقراطية؟ أي سلام عالمي في أفغانستان أو الصومال أو غيرهما؟ إن هؤلاء حقًّا مجرمي الحرب شرَّابي الدماء هم أعداء السلام العالمي، فإنه لا سلام إلا بمنهج الله عز وجل، الذي يعطي كل صاحب حق حقه، وقد حَكَم المسلمون العالم فأرْسَوا قواعد العدل والرحمة:
مَلكْنا فكان العدلُ منّا سجيّةً ... فلما مَلَكْتم سالَ بالدم أبطُحُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا لم يكن على منهج الله: فعلى الأقل يجب أن يقوم على قواعد الإنصاف ورحمة الشعوب الضعيفة لا افتراسها.
فهل من رجال يمسحون غبار الذل عن هذه الأمة، بسلوك المنهج المعتدل، الذي يمثِّل الإسلام في صفائه ونقائه وسماحته، لا الإسلام الذي يختاره لها الشرق أو الغرب، أو الذي يجرُّنا إليه الشباب المتعجّل المندفع؟!
إن جهل كثير من الحكام بكثير من ثوابت الدين في هذا المجال الذي نحن بصدده أكبر سلاح مع العدو في تسلُّطهم على الأمة، ودخول الحكام في حروب مع شعوبهم بالنيابة عن الأعداء!! وقد كان الواجب استبقاء هذه القوى ـ حكامًا ومحكومين ـ للوقوف في وجه الزحف الفكري ومن ثم الوقوف في وجه الزحف العسكري الذي أمطرت سحبه المنايا في عدّة أقطار.
إن الذي يحتل فكرك قد احتل أرضك وعرضك دون أدنى جهد عسكري، إن الحرب الحقيقية حرب فكرية، ولا صمود أمام ذلك إلا بتعلم الحاكم ما يجب عليه من أصول دينه وقواعده وكلياته، حتى يسوس شعبه نحو أهدافه وطموحاته، إن أمة لا رأي لها، ولا هدف لها، ولا طموحات لها؛ أمة لا تستحق الوجود.
وإذا كان كذلك ففلسطين عامة وغزة خاصة وبلدان أخرى قد اعُتدي على أرضها وعرضها ودمائها فهي داخلة في هذا الحكم، وأنه يجب على المسلمين مناصرتهم بقدر الاستطاعة فيما يقلل الشر أو يعطّله، وكل ذلك حسب ضوابط دقيقة يعرفها أهل العلم، لا مجرد اندفاعة وإن أفْضَتْ إلى شر أعظم!! فما هو موقف من خذلهم أمام الله عز وجل، ثم أمام أمته والتاريخ؟ نعم، من كان عاجزًا عن نصرة أخيه، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها:
ما كلّف الله نفسًا فوق طاقتها ... ولا تجود يدٌ إلا بما تجد
لكن الكلام فيمن هو قادر على ذلك، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: "من كان في حاجة أخيه؛ كان الله في حاجته، ومن نفّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا؛ نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" ألا يوخز المشاعر والضمائر عندما نرى بعض النصارى والوثنيين في بلاد أخرى ينادون بنصرة أهل غزة، ويَقْطَعون علاقاتهم مع إسرائيل لجرائمها ضد الإنسانية، لكن المشهد العربي والفلسطيني منقسم على نفسه بهذا الحال الذي لا يرضى به أحد؟!
4 - يجب على الحكام أن يصلحوا أمورهم مع شعوبهم، وأن يحرصوا على كسب وُدِّهم فهم ذخرهم ورصيدهم بعد طاعة الله عز وجل، وليحذروا من الفرح برضى غير المسلمين عنهم مع كراهية شعوبهم لهم، وليحذروا من تحقيق رغبات أعداء الجميع في شعوبهم بما يغضب الله تعالى ويسخطه، وليعتبروا ببرويز مشرّف الرئيس الباكستاني السابق الذي باع شعبه ووطنه لأمريكا، ثم لما لفظه شعبُه صادقت أمريكا من جاء بعده، وقال قائلهم: نحن نتعامل مع أنظمة ترضى عنها شعوبها، لا مع أفراد رفضتهم شعوبهم!! وهكذا حال الشعوب إذا غضبت:
يُخَالُ سُكُوتُ الليثِ وَهْنًا فيعتدِي ... غرورًا وينسى بأْسَهُ حين يَغْضَبُ
ولا سبيل إلى كسب رضا الشعوب إلا بطاعة الله أولاً، وسياستهم بمنهج الله الذي ساس به القادةُ الربانيون الأمم والشعوب قرونًا متطاولة، والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: "خيار أئمتكم الذين تُصلُّون عليهم ويُصَلُّون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تلعنونهم ويلعنونكم" فحذار حذار من تجاهل الشعوب، واحتقارها؛ فإن ذلك يزرع البغضاء في قلوبها، ثم يستعملها من هو عدو الجميع ضد حكامها، وليس معنى ذلك أن يُهتم برضى الشعوب ولو في غضب علام الغيوب "فإن من أرضى الناس بسخط الله؛ سخط الله عليه وأسخط عليه الناس" لكن ذلك فيما يُرْضي الله عز وجل، لاسيما في الأحداث العامة التي تهيج المشاعر، وتوخز الضمائر، وتجعل الثغر مفتوحًا بين الحكام وشعوبهم أمام من يعكرون الماء ليصطادوا فيه، فكيف لا يصطادون فيه إذا كان عكرًا من نفسه؟!
إن الشعوب بعقيدتها، ودمائها، وأموالها، وأعراضها، وذرياتها أمانة في أعناقكم أيها الحكام "كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته" وضياع الأمانة جالب لسخط الرب، وتسلّط الأعداء، فلله درُّ من ولي من أمر هذه الأمة شيئًا ورفق بها، ولم يَشُقَّ عليها، وإلا فهي أيام والشعوب باقية، والأنظمة بالية:
إنَّ الولاية لا تدوم لواحدٍ ... إن كنتَ تُنْكره فأين الأوَّلُ؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
والتاريخ خير دليل على ذلك، فيا لها مِنْ سعادة مَنْ سَطَّر تاريخه بصدق الانتماء لأمته وقضاياها، وعاش معها أزماتها، حاميًا لها، مدافعًا عنها، فمن أجلها يصول ويجول، ويا للفجيعة والعار لمن قذفت به أمواج الأحداث إلى مزابل التاريخ [وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ] {الحج:18} [وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئًا] {المائدة:41} [وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ] {النور:40}. وصدق من قال:
إذا ما أهان امرؤٌ نَفْسَه ... فلا أكرم الله مَنْ يُكْرمه
وصدق من قال: لا يُلامُ الذئبُ في عُدْوانه ... إن يكُ الراعي عدوَّ الغنمِ
5 - أنصح بعض الحكام الذين يرون عدم مناصرة "حماس" بحجة أنهم يخشوَن من المشروع الإيراني في المنطقة، فأقول إن المشروع الإيراني حقًّا يهدد الجميع، وإذا كان قائمًا على معاداة جمهور خيار الأمة، من الصحابة والتابعين والأئمة فكيف بمن هو دونهم مثلنا؟ لكن الوقوف في وجهه لا يكون بخذلان شعب غزة، وترْكه تحت حُمم أطنان القنابل، والأسلحة المحرمة دوليًّا، أو جعل بيوتهم قبورًا لهم!! إن الوقوف في وجه مشروع إيران لا يكون بعدم التحرك لنصرة الأيتام، والأرامل، والأطفال الرُّضَّع، والشيوخ الرُّكَّع، والمساجد التي تُهدم على المصلين، والمستشفيات التي تنهار بمرضاها وأَسِرَّتهم!! إن الوقوف في وجه مشروع إيران العدواني لا يكون أيضًا بغضَّ الطرف عن المشروع الصهيوني الصليبي في المنطقة ـ لو سلّمنا بأن مشروع غير المسلمين متصادم مع مشروع إيران ـ إنما يكون الوقوف أمام المشروع الإيراني بالتوعية الدينية الواسعة، وفتح المجال أمام الدعاة الحكماء لبيان العقيدة الصحيحة، وتفنيد شبهات الرافضة بالعلم والحكمة، ونشر حلقات القرآن الكريم، ودروس التفسير، والحديث، والفقه، ودعم الدعاة وطلاب العلم في ذلك دعمًا سخيًّا بلا مَنٍّ ولا أذى، لأنهم لم يأخذوا المال لأنفسهم، إنما هو مال الله ويُنْفَق في الدعوة إلى الله، ومن وسائل الوقوف في وجه المشروع الإيراني ترك التزلف لهم ومجاملتهم على حساب العقيدة، ومعرفة حقيقتهم من خلال مواقفهم عبر التاريخ ضد قادة السنّة وشعوبها.
أما تعلمون يا حكام المسلمين أنكم بترككم أهل غزة يستغيثون ولا مغيث تفتحون الباب على مصراعيه أمام المشروع الإيراني ليصل إلى شعوبكم، ويخترق صفوفهم، ويثير ضغائنهم عليكم؟ فتشتعل الفتنة بينكم وبين أبنائكم ورعاياكم، وعند ذاك تسقط هيبة وسيادة دول السنة، ويَبِيضُ فيها الرفض ويُفَرِّخ ـ لا قدَّر الله ذلك ـ!!
وأَعْقَلُ الناسِ مَنْ لم يرتكبْ عملاً ... حتى يُفَكِّر ما تَجْني عواقِبُهُ
إنني والله لكم من الناصحين، وأنا ضد إثارة الشوارع والجماهير على حكامها ـ على ما عندهم من أمور يموت لها القلب كمدًا وأسفًا ـ بعواطف لا زمام لها ولا خطام، لا رغبة مني في بقاء ظُلم ظالم، أو رغبة عن تولية عدل، ولكن حفاظًا على أصول السنة وثوابتها أولاً، وثانيًا خشية أن تُلْقِي بنا الأحداث إلى مصير مظلم، وشر أعظم، على حدِّ قول القائل:
رضيتُ ببعضِ الذُّلِّ خَوْفَ جَميعِهِ ... كذلك بعضُ الشرِّ أهونُ مِنْ بعضِ
وإنني أؤكد أن ترككم لإخوانكم في هذه الظروف العصيبة؛ سيجعلهم يرتمون أكثر وأكثر في أحضان الرافضة الذين ينصرونهم ولو بالحناجر ـ أحيانًا ـ ولم يحركوا من الجهة العملية ساكنًا في نصرتهم، كما أن هذا الموقف سيُضعف الجهاز المناعي عند شعوبكم أمام جراثيم إيران وأفراخها، فاحذروا أن يُطْوَى ـ بهذا الموقف منكم ـ بساط السنة، ويُنْثَر شَوْكُ الرافضة وجَمْرُهم في المشارق والمغارب، ونكون كما قال القائل:
رام نفعًا فضرّ من غير قَصْدٍ ... ومن البرِّ ما يكون عُقوقا.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - كما أقول لمن يترك أهل غزة في هذه الكارثة بحجة أنهم فصيل من جماعة "الإخوان المسلمين"، وأن قوتهم قوة للجماعة في المنطقة: إن الخلاف بين المسلمين البين أمر له وقته وطرق علاجه، وأما ترك المسلمين السنيين ـ وإن كانوا تحت أي اسم ـ ليفترسهم اليهود؛ فأمر لا يقول به شرع، ولا عقل، ولا عُرف، ومن سلك هذا المسلك فالجزاء من جنس العمل عاجلاً غير آجل، وهذه سنة الله في الخلق [فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلًا] {فاطر:43} ولا يخفى عليكم تاريخ ملوك الطوائف في الأندلس الذين كانوا بضعة وعشرين أميرًا للمؤمنين، وبعضهم لا يحكم إلا قرية واحدة وضواحيها، ويُلَقَّبون بالألقاب العظيمة وألقاب الملك والأُبّهة: كالمعتضد بالله، والمعتمد على الله، والمستنصر بالله، والقاهر بالله ... الخ، وكل منهم يبيع الآخر للنصارى، ويرضى بحياة ذليلة على أشلاء إخوانه، ثم يأتي دوره، فيفارق الدنيا غير مأسوف عليه، حتى قال القائل:
مما يُزَهّدني في أرضِ أندلسٍ ... أسماءُ معتضدٍ فيها ومعتمدِ
ألقابُ مملكةٍ في غير موضعها ... كالهِرِّ يحكي انتفاخًا صَوْلةَ الأسدِ
وما أوصلهم إلى هذا الحال إلا إيثار الدنيا على الآخرة، وإيثار المصلحة الخاصة على المصلحة العامة للأمة، فيهتم الواحد ببقائه في الملك ـ ولو أيامًا قلائل ـ مع ذلة الأمة، ولا يترك المجال لمن هو أولى منه وأكثر تحقيقًا لطموحات الأمة، وأيضًا ساعد على ذلك طمْس مبدأ الولاء والبراء الذي به قوام هذا الدين وأهله
غريبٌ وأوطاني تُداسُ وأمتي ... تعاني ومَوْجُ الظلم يَشْتَدُّ صائلهُ
إنني أسأل: هل توجد عاصمة عربية اليوم آمنة من طيران إسرائيل الذي لا يملك العرب مضادات له، ولا أجهزة تكشفه قبل انقضاضه على المدن الآمنة، وكذلك هل الدول العربية آمنة من ترسانة إسرائيل النووية؟! ومن الذي مكَّن إسرائيل من هذه القوة؟ أليست هبي الدول التي نسميها نحن في وسائل إعلامنا بالدول الصديقة؟ وهل الصديق يرضى ويفرح بما يجري في غزّة وغيرها هذه الأيام؟! إذًا فليس للمسلمين في كشف ما نزل بهم إلا الله عز وجل ثم وحدة صفوفهم، عسى أن يدفع الله بذلك البلاء عنهم، فإننا في فتن ليس لها من دون الله كاشفة، ولن يدوم هذا الحال، وإن دام فلن ندوم نحن، فما بقي إلا حياة تسرُّ الصديق، وإما ممات يسوء العِدا.
وكذلك من يترك أهل غزة بحجة أن قادة "حماس" ركبوا رؤوسهم، ولم يقبلوا الحلول والمبادرات، أو أنهم ضعفاء، ومع ذلك أثاروا عدوهم عليهم؛ فإن النقاش في هذا الأمر يكون وجيهًا قبل دخول غزة في هذا البلاء المبين، أو بعد خروجها منه، لنعرف سبب القوة والضعف للاعتبار والاتعاظ لما سيأتي من أحداث، أما أثناء الأحداث فالمقام مقام نصرة، لا مقام مناقشة، فضلاً عن التوبيخ والتقريع، فضلاً عن الشماتة بأهل غزة وهم إخواننا، ونساؤنا، وأطفالنا!!
7 - أنصح الحكام بإجلال العلماء الصادقين وإكرامهم، واستماع نصائحهم، فإن من إجلال الله إكرام حملة دينه، والأخذ بنصائحهم، وحسن الظن بهم، وعدم الاغترار بتشويه الأعداء لهم، فإن أمة تعادي علماءها أمة شؤم، وإن أمة تَظنُّ أن شرارها علماؤها أمة محكوم عليها بالشقاء والهوان، والعلماء هم أصدق من ينصح الحكام، لأنهم لا يريدون من وراء ذلك جزاءً ولا شكورًا، إنما يريدون الأصلح للقيادة والرعية، والعلماء أعرف الناس بمواطن القوة والضعف، وبأساليب الأعداء وحقيقتهم ومدى قربهم وبعدهم منّا، فهم أهل القرآن والسير والتاريخ، وهم أهل المعرفة بسنة الله في الأمم والشعوب، وهم أدْرى الناس بعاقبة الانحرافات والذنوب، ومن كان كذلك مع زهده في دنيا الحكام؛ ففي نصحه خير الدنيا والآخرة ـ وإن جفا فجفاؤه على نفسه وصوابه للأمة ـ ولا يجوز معاداة جميع العلماء بحجة أن بعض المنتسبين للعلم يسلك طريقة التشهير وإثارة العامة، أو ينافس الحاكم في أمره؛ لأن هذا من باب الجور في القضية، ورد الهدى بالهوى، وبطر الحق، وغمط الناس، فإن كثيرًا من أهل العلم وطلابه يعيشون هموم أمتهم، ويحاولون الإصلاح ما استطاعوا، ويحذِّرون من مغبّة العجلة أو التهور، أو التهييج وإثارة الفتن، كما يحذرون من خطر المساومة على عقيدة الأمة وهويّتها [فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ] {يونس:35}.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن مما يؤْسَف له أن يفرح بعض الحكام بوجود علماء يزيّنون له سوء عمله [أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا] {فاطر:8} فيفرح بهؤلاء، ويحرص على ظهورهم أمام الكاميرات، أما الناصحون بصدق فيُسْتَثْقَلُون، ويُنَحَّوْن عن مواضع الإجلال والتقدير والقرار، أو يُرْمَى بهم في بطون السجون ـ وإن كانوا من أهل الحكمة والتعقّل لمجرد أنهم لم يقولوا كما قال غيرهم حذْو القُذّة بالقُذّة ـ ولذلك وُجد علماء لا رصيد لهم في الواقع، إذْ حُرقتْ أوراقهم كما حُرقت أوراق القادة قبلهم، وعندما يُحتاج حقًّا إلى العلماء الذين يهدّئون ثائرة الناس، والذين يحذرونهم من عواقب احتقانهم وغليانهم، وبيان أن هناك من يتربص بالجميع، وأن الحكمة تقتضي تفويت الفرصة على المتربصين في الداخل والخارج بلمّ الشعث ورأب الصدع بينكم وبين حكامكم، والصبر على ظلم الحاكم أهون من إراقة الدماء، وتسلّط الحاقدين، فلا بد من الصبر حتى نخرج من عنق الزجاجة الحرج؛ عند الحاجة لمن لهم قبول في الناس ليُسمعونهم صوت العقل والحكمة هذا لا نجدهم، إنما نجد من هو وجه آخر عند الجماهير للقيادة التي امتلأت القلوب عليها حنقًا وغضبًا، فعند ذاك يقع المحذور، والسبب إقصاء الصادقين واستثقالهم، وتقريب من لا يملك ثقة وطاعة أهل بيته ـ أحيانًا ـ فضلاً عن طاعة شعوب متفاوتة المشارب، متباينة المذاهب!!
إن من العجب أن ينسِّق الحاكم مع بعض معارضيه، ويعطيهم صلاحيات كثيرة في البلاد، مع أنهم لا يملكون من ثقة الجماهير عُشْر معشار ما يمتلكه العلماء، ثم هو يعامل العلماء الحكماء الغيورين بالتجاهل والإقصاء!!
إن العالم الصادق كما أنه يَصْدُقك أيها الحاكم في النصيحة، ويذكّرك بحق شعبك عليك، فإنه سيَصْدُق الشعب في النصيحة، ويذكّره بحق أولياء أمره عليه، وصديقك من صَدَقَكَ لا من صَدَّقَك، وهذا الصوت المتعقل الذي يمثّل الإسلام بصفائه، وبهائه، وسماحته دون إفراط أو تفريط؛ لا تقوم للأمة قائمة إلا إذا انتشر فيهم حملة هذا الفهم، لا المتهورين ولا المتزلفين.
إنَّ الأكابر يَحْكُمُون على الورَى ... وعلى الأكابرِ تَحْكُمُ العلماء
8 - على الحكّام أن يسعَوْا إلى إزالة كل ما يكون عائقًا من اجتماع كلمتهم وعلوّ شأن مجتمعاتهم، فإن العالم لا يحترم إلا القوي، فيجب أن توضع خطط لصدِّ الغزو الفكري، وخطط عسكرية للدفاع عن أي بلد من بلاد المسلمين، والتنسيق بين وزارات الخارجية في الدول الإسلامية، حتى يضغطوا من الناحية الدبلوماسية بما يحقق طموحاتهم، ويدفع البغي عنهم، إلى غير ذلك من المجالات التي يمكن أن يتعاونوا أو ينسِّقوا بين جهودهم فيها؛ فإن بقاءهم منوط بائتلافهم وتوحُّدهم، ولا يكون ذلك إلا على منهج الله الذي رضيه لنا.
ـ[أبو رزان]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 02:31]ـ
يتبع ...
ثالثًا: نصيحتي للعلماء والدعاة وطلاب العلم:
لا شك أن كلامي مُوَجَّه لأهل العلم الذين يهمهم أمر قوة الدين وسلامة المجتمعات من الفتن والشرور، أما المتهورون أو المتزلفون، أو الذين يضخمون بعض الآراء الحزبية ولو على حساب مصلحة الأمة؛ فالحديث مع هؤلاء له شأن آخر، فأقول وبالله التوفيق:
1 - يجب على أهل العلم أن يدركوا أن الأمة أمانة في أعناقهم، فيبلّغوهم أمر الله عز وجل الذي فيه صلاح دينهم ودنياهم، وأن ينشروا فيهم العلم النافع ومنهج الاعتدال والوسطية ـ وهو الإسلام الحق ـ فإن في ذلك أمانًا للمجتمعات من الغلو والجفاء الجالبَيْن للنزاع والفشل والدمار، وأن يبادروا بالتحذير من أي فكر منحرف سواء كان ينتسب إلى الدين، أو يتنقَّص الدين ويتهمه بالقصور وعدم الصلاحية لهذا العصر، فالعلماء حراس العقيدة، وهم كشُهُب السماء ورُجُومُ الأعداء، ولا يكون ذلك إلا بنشر العلم النافع، وإحياء القدوة الصالحة في الأمة، وبث روح العزة بهذا الدين في النفوس والتحذير من الهزيمة المعنوية، والتحذير من البدع والمحدثات ـ وإن دقّت ـ وربط حاضر الأمة بماضيها، ونشر مناقب مصابيح الدجى، وقناديل الهدى من الصحابة والتابعين والأئمة والقادة المصلحين، فإن ذلك ينهض بالأمة من الحضيض إلى أوج العزة والثبات.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - يجب على أهل العلم أن يسعَوْا إلى جمع كلمة إخوانهم وأبنائهم من العلماء والدعاة وطلاب العلم على ثوابت منهج أهل السنة والجماعة، وأن يبينوا للناس أن مناط الاجتماع والائتلاف هو أصول الدين، لا فروعه وجزئياته، وأن أي اجتماع لا يرفع بأصول الإسلام والسنة رأسًا؛ فإنه كمن يلهث وراء السراب، كما أن أي دعوة للاجتماع على المسائل الاجتهادية أوالمحدَثة أوالدقيقة الخفية؛ مخالفة لمنهج سلف الأمة، وسبب في تحطيم الدعوة وتمزيقها، فلا بد من إيجاد وإبراز مواضع الاتفاق ـ وهي كثيرة جدًّا بين العاملين من أهل السنة ـ حتى يتم العمل من خلالها، والتقارب والتآلف على ضوئها، مع النصح القائم على الشفقة والحرص على تكميل الآخر ما أمكن، فلا عزّة للأمة وعلماءُ السنة فيها مختلفون متدابرون، كل مجموعة تهدم ما تبنيه الأخرى، فَيُفْتَح باب الجدل، وتُغْلَق أبواب التزكية والعمل، وكيف نعيب افتراق القادةِ السياسيين ـ على اختلاف مشاربهم ـ والقادةُ الربانيون أنفسهم مختلفون متدابرون؟! كل منهم لا يرضى عن الآخر، ولا يجتمع بالآخر، ولا يتشاور معه في أمور الأمة، وإذا لم يجتمع العلماء في هذه الكوراث فمتى سيجتمعون!!
إن من المعلوم أنه ما من قوم اجتمعوا إلا سادوا وملكوا، وما من قوم اختلفوا إلا فسدوا وهلكوا:
تأبى العِصِيُّ إذا اجتمعن تكسُّرًا ... وإذا افترقْن تكسّرتْ آحادًا
والنصوص في النهي عن الفرقة والتدابر في الكتاب والسنة أشهر من أنه تُذكر، وأكثر من أن تُحصر، وإذا كان التدابر قبيحًا في الناس؛ فهو في صفوف العلماء أقبح، لأنهم هم الذين يُرجى منهم الدواء، لا أنهم الذين ينشرون الداء، وصدق من قال:
إلى الماء يسعى من يُغَصُّ بلقمة ... إلى أين يسعى من يُغصُّ بماء؟!
3 - على أهل العلم أن يدركوا أن طريق التمكين طويل، فليحذروا من التعجّل "فإنما العجلة من الشيطان" ومن تأنّى نال ما تمنى، لكن لا بد من وضع لبنة في جدار العز والسؤدد، هذا الذي علينا [وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ] {آل عمران:126} وعليهم أن يُفعِّلوا الوسائل المستجدة في هذا العصر لخدمة الدين ـ بما لا يكون فيه إثم ولا عدوان ـ وأن يحثوا طلابهم على مخالطة المجتمع وإصلاح أهله ما أمكن، وكذا الدخول في جميع الميادين النافعة، والتدرج فيها إلى أعلى الدرجات، لتخفيف الشر وتقليله أو تعطيله، وتكثير الخير أو تكميله، حسب ما هو معلوم من المقاصد الكلية لهذا الدين، وذلك عندما تؤول الأمور إلى قوم صالحين، يتخذون أهل العلم مرجعية لهم، وينبغي تنوّع الخطاب الدعوي بما ينفع المخاطَب: فيُفرَّق بين من يخاطِب العامة على اختلاف ثقافاتهم، ومن يخاطِب طلابًا متخصصين، وبين من يخاطب أعداء شامتين حاقدين على الإسلام، ومن يخاطب جهلة محبين، وبين الخطاب في زمن السعة والاختيار، والخطاب في زمن الضيق والاضطرار، والخطاب في زمن القوة والاستخلاف، والخطاب في زمن الفرقة والاستضعاف ... الخ.
إذا ما أتَيْتَ الأمْرَ من غيرِ بابِهِ ... ضَلَلْتَ وإن تقصد البابَ تهتدي
وكذلك يستفيدون من تجارب بعضهم، ويبدأون من حيث انتهى غيرهم؛ فإن ذلك وغيره يساعد على تحقيق الهدف المنشود في أقل فترة زمنية ـ وإن طالت ـ وبأقل الجهود والتضحيات، والحق ضالة المؤمن، حيث ما وجدها أخذها من بر أو فاجر.
وفي غابرِ الأيامِ ما يَعِظُ الفتى ... ولا خير فيمن لم تَعِظْه التجاربُ
4 - إذا اجتمع العلماء وتآلفوا اختاروا مرجعية منهم تكون للأمة قادة وشعوبًا [وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ] {النساء:83} وشكَّلوا لجانًا علمية ممن يثقون بهم من أهل العلم، وبينوا لكل لجنة مجال عملها، واستفادوا من جهود هذه اللجان، ثم يصدرون الفتاوى على ضوء ذلك، فتكون أقرب للواقع والحقيقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأمة بدون مرجعية علمية ربانية تخبط خبط عشواء، في ليلة ظلماء، وعندما تُفَعَّل مرجعية العلماء، سيكون صوتُ العلماء ظاهرًا قويًّا مدوّيًا، يسمعه القادة السياسيون وغيرهم، أما أن يُفتى في النوازل المصيرية للأمة محللون سياسيون، وأقوام لا خلاق لكثير منهم، أو شباب متعجّلون، وصوت العلماء صامت، أو خافت، أو متناقض، أو يرد بعضهم على بعض في أمور جزئية، أو يتأثر كل منهم بسياسة بلده، والنوازل تجترف الأمة اجترافًا؛ إن هذا لمن عجب العجاب!! وصدق من قال:
إنَّ الأمور إذا الأحداثُ دبّرها ... دون الشيوخ ترى في سيرها الخللا
وصدق من قال:
متى تصلُ العطاشُ إلى ارتواءٍ ... إذا اسْتقَت البحارُ مِنَ الركايا
ومَنْ يُثْني الأصاغر عن مرادٍ ... إذا جَلَسَ الأكاَبرُ في الزوايا
وإنَّ ترفُّعَ الوضعاءِ يومًا ... على الرفعاء من إحدى البلايا
إذا استوتِ الأسافلُ والأعالي ... فقد طابتْ منادمةُ المنايا
5 - ليحذر العلماء من الحرص على تأجيج الشارع على الحاكم إلا في حالات ضيّقة ونادرة جدًّا يعرفها أهل العلم بضوابطها؛ فإن هناك دعاة لا ينشطون إلا في مثل هذه الأحداث، غير مهتمين بالنظر في المآلات، والذي على العلماء أن يرشِّدوا غضب العامة، ويستغلوا ذلك للدخول على حكامهم، والتفاوض معهم بما فيه مصلحة الأمة، فإن قيل: إن منهم من يُغلق بابه أمام العلماء، أو لا يبالي بنصائح العلماء، فالجواب: أن علينا النصيحة بالتي هي أحسن، وقد أمر الله من هو أفضل منا إلى من هو أشر منهم أن يخاطبه باللين، فقال لموسى وهاون عليهما السلام عندما أرسلهما إلى فرعون: [فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى] {طه:44} وقال تعالى: [فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22)]. {الغاشية} فإن لم يُسْمَع صوت العلماء؛ رجعوا إلى مهمتهم الأصلية، وهي تربية الأمة على الدين الصحيح، فإذا نفع الله بهم فيما يحسنونه من التربية، وتركوا ما عجزوا عنه، وأْتمرت العامة بأمرهم؛ كانت لهم هيبة عند الحكام بعد ذلك، وسُمع منهم، وهذا بخلاف من لم يُسْمَع له فيخرج ليهيج الشارع، وينادي بما يؤول إلى شرور لا أول لها ولا آخر، فالواجب لزوم المنهج المعتدل، وبذلك يقوم العالم بواجبه الشرعي، ويدفع الله به الفتنة المحدقة بالمجتمع، وإلا فغضب العامة لا زمام له ولا خطام، وإذا نطقت الدهماء، ضاع صوت العلماء العقلاء، وقد يتقدم العامة أو يحرّكهم ـ ولو على بُعْد ـ من هو متربص بعلماء وحكومات وشعوب السنة وبلادهم، وهذا من جملة المشروع الصهيوني الصليبي الصفوي في المنطقة، ونكون بذلك كمن أراد أن يبْني قصرًا فهدم مصرًا، أو من أراد أن يُطِبَّ زكامًا فأحدْث جذامًا، ودين الله منزّه عن هذا العبث.
إن غيرة الشعوب وتألمهم لما يحدث لإخوانهم في غزة وغيرها أمر يُشْكَرون عليه، ويُعانُون على ذلك، وأمة بلا شعور؛ أمة بليدة مخدَّرة مقطعة الأوصال، لكن لا يكون ذلك بتأجيج احتقانهم، وإثارتهم على حكوماتهم، فتقع الفتنة في كل دار، ويتسع الخرْق على الراقع، بل الواجب وضع خطط عاجلة وخطط طويلة المدى لعلاج هذه الأزمات من خلالها، فأما الخطط التي هي طويلة المدى فقد سبق ذكرها في نصائح القادة والشعوب والعلماء، وأما الخطط العاجلة فمنها:
أ- الدعاء للمسلمين في غزة وغيرهم ممن تسلط الأعداء عليهم في قنوت النوازل وغيره.
ب- الدعم المادي الذي يخفف من محنتهم، ويجبر مصابهم.
جـ- استغلال هذه الأحداث لدعوة الأمة إلى الرجوع الصادق الشامل لدينها، ومن ذلك توحيد كلمة أهل العلم وطلابه.
د- السعي الصادق بالطرق الدبلوماسية ـ وذلك من خلال القادة السياسيين الصادقين مع قضايا الأمة ـ لرفع الحصار، وإيقاف الحرب، ومحاربة مجرمي الحرب على هذه الجرائم البشعة في تاريخ الإنسانية، ولا نيأس من استصدار هذه القوانين ـ وإن لم تُنفّذ هذه الأيام ـ فوجودها أولى من عدمه، وقد تُنفَّذُ يومًا ما إذا تغيرت الموازين، ولا يموت حقٌّ وراءه مطالب، هذا مع فتح المعابر لتخفيف المعاناة على المسلمين المتضررين، وجبر المصابين، ومسح دموع الباكين، وكل ذلك يكون بتشاور العلماء مع ولاة الأمور، ونصحهم ما أمكن، وبيان المخاطر التي تحدق بهم وبالأمة حالاً ومآلاً من جراء التباطؤ في ذلك، والتذكير بالتاريخ وما فيه من
(يُتْبَعُ)
(/)
عبر، والتحريض على كسب الشعوب والعلماء والمواقف التي يسجلها التاريخ، لا بالإثارة والتهديد، ومدّ اليد للمتربصين، والتعاون معهم على محق ما بقي من خير وأمان واستقرار!! وعلى الحكّام أن يوسِّعوا صدورهم للنقد البنّاء، والنصح الهادف، وقد ذكر الحسن البصري أن رجلاً قال لعمر: اتق الله، فقال: لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها.
هـ- إذا لم يُجْد شيء من ذلك في تخفيف الأزمة أو إنهائها، فيجب على الأمة أن تهيء نفسها للجهاد الشرعي، وذلك عبر خطط طويلة المدى، كما سبق ذِكر كثير منها، وذلك إذا رأى العلماء عجزها عن ذلك هذه الأيام، ونحن وإن كنا ننكر العنف الدموي البعيد عن سماحة الإسلام، والذي يجرّ على الأمة ما هو أشد ضررًا؛ إلا أننا نؤمن بأن الجهاد الشرعي بضوابطه الشرعية ـ لاسيما عند دفع الاعتداء والبغي والغطرسة ـ أن ذلك من ذروة سنام هذا الدين، فلا إفراط ولا تفريط، وليس كل جهاد إرهابًا مذمومًا، فإن الإرهاب الحقيقي هو ما يحدث هذه الأيام في غزة أمام مَرْأى العالم وسمعه، ومن قبله العراق وغيره، وكوننا ننكر العنف المخالف لسماحة الدين ـ من بعض أبناء ملتنا ـ المنطلق من عواطف لا تتقيد بضوابط الشرع؛ فليس معنى ذلك الدعوة إلى نسخ الجهاد الشرعي، أو الدعوة إلى طمس معالم الولاء والبراء، ومهما حاول المنفتحون ذلك فإن سنة الله الكونية تكشف هذه الانهزامية، وتجعلهم يرجعون بخُفَّي حُنَين، بل يا ليتهم يرجعون بهما!!.
إن من العلماء من يدْعون ـ لاسيما مع ظروف الأمة المعاصرة ـ إلى التعايش بين المسلمين وغيرهم، ولا يعني ذلك أنهم تركوا أصول الدين، فما ترك اليهود أصولهم الباطلة مع ضَعْفهم، وتَفَرُّقهم في البلاد، وتعرُّضهم لتسلّط الأعداء، حتى أقاموا دولة تمتلك ترسانة حربية نووية في المنطقة، فهل يتنازل نحو مليار ونصف عن أصول دينهم لمجرد ما نزل بهم؟ كلا ورب الكعبة، لكن المهم إتيان البيت من بابه، والخطاب بما يليق وظروف الأمة [وَمَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا] {البقرة:269}.
6 - أنصح طلبة العلم أن يرجعوا للعلماء الكبار في كل بلدة، وأن يسعوا إلى تفعيل مرجعية هؤلاء العلماء، ولا يكونوا معاول في هدم بناء هيبة العلماء ومكانتهم، فإن العامة إذا زهدوا في العالم الكبير؛ فلن يتمسكوا بالمتعالم الصغير، فسرعان ما يتنكرون له أيضًا، ونكون بذلك قد هيأناهم إلى الفوضى والارتماء في أحضان الأعداء الذين يجيدون الخطب الرنانة، والأساليب الماكرة، والدهاء الماحق، فإذا وقعت الفتن، وصارت البلاد خرابًا يبابًا، فهذه الفوضى الخلاّقة التي يريدها أعداؤنا، وهكذا فلا يتنبه بعض طلبة العلم إلى أن اندفاعهم في إسقاط هيبة العلماء الكبار، وإشهار عيوبهم وزلاتهم ـ مع أنهم غير معصومين ـ أنهم بذلك يهدمون الأمة ولو بعد حين، وكثير من هؤلاء الطلاب يسمع نشرة أخبارية في برنامج فضائي، أو يرى صورًا وحشية بشعة من أعمال اليهود؛ فينطلق طعنًا ووخزًا في علماء الأمة، ولو بيّن ما يراه شرعًا، ويسكت عن غيره؛ لكان الخطب أخف، فقبحًا لأمة يسب صغارُها كبارها، ويتطاول أقزامها على عمالقتها ـ وإن لم يصيبوا في موقف أو أكثر ـ.
إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يمر على أصحابه ويراهم وهم يُعذّبون في مكة، ويُفْعل بهم ما تشيب منه مفارق الولدان ـ كما يرى بعض الدعاة اليوم الصور البشعة في المسلمين على الشاشة ـ ومع ذلك فلا يتخلى عن أصول دعوته [فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ] {الزُّخرف:43} [وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ] {المائدة:49} [وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الحَيَاةِ وَضِعْفَ المَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)]. {الإسراء}. فلا يجوز أن يرى الداعية نشرة أخبارية، أو "سِيدي" فيه بعض جرائم الأعداء، ثم ينطلق فيصب جام غضبه على كبار أهل العلم، وربما اتهمهم ومن سلك مسلكهم بالعمالة، أو الجبن، أو الميل إلى الدنيا، أو على الأقل يرميهم بالسطحية والجهل بما يدور حولهم، نحن لا ندّعي أن العلماء أحاطوا علمًا بهذه الأمور، لكن لا يلزم من ذلك اتهامهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ورميهم بالقبائح، وبَدَل أن نتهمهم نناصحهم، ونبين لهم خطورة الموقف وأبعاده وآثاره في الحال والمآل، وإذا كنا نرى أن رمي بعض المسؤولين بالعمالة والخيانة قد يكون فيه تجوّز، أو اندفاع، أو قلة حكمة، في طريق العلاج؛ فكيف بمن يرمي العلماء بذلك؟!
7 - كما أنصح بعض طلبة العلم الذين يشككون في وصول المساعدات إلى إخوانهم بغزة بأن يكفّوا عن ذلك؛ فإنهم بذلك ينصرون اليهود شعروا أم لم يشعروا، ولم يكلفهم الله بذلك، ولو سئل أحدهم: هل تسمي لنا حالة واحدة تدل على صحة ما تقول؟ لعجز عن ذلك، ولو استطاع ذلك؛ فأين حالة من آلاف الحالات التي وصلت فيها المساعدات؟ فنعوذ بالله أن نكون من المُتَكَلِّفين، وقد سبق الجواب على الاعتذار على ترك مساعدة أهل غزّة بكون حماس فصيلاً من جماعة الإخوان، أو كونهم تسببوا فيما نزل بهم، فليُرجع إليه في نصائح الحكام برقم (6).
وكذلك بعض طلبة العلم الذين ينشرون عيوب حماس، وأخطاءهم العقدية أو السلوكية ـ إن وجد ذلك ـ فالواجب عليهم أن يتقوا الله في إخوانهم، ولكل مقام مقال، ولا ينصروا عليهم عدوًا لا خلاف في كفره بسبب هذه الاختلافات إن وجدت، وليعلموا أن الجهاد هذا أصفى أنواع الجهاد الموجود اليوم، حيث أن العدو لا خلاف فيه، ويقف أمامه قوم أصحاب حق، وتوجّه ديني، بخلاف الحال في بلدان أخرى، فكل طائفة من المسلمين مع جهة، أو وراءها من يحركها للقتال مع الأخرى، وإن كانت إحدى الطوائف أصدق من غيرها، وأصفى راية منها، لكن قد تنقدح الشبهة لقتال المسلم أخاه، وكل منهم يلفظ أنفاسه ويتشهّد قبل موته، بخلاف الجهاد في غزة، ومع ذلك فلا أقلل من شأن الجهود المبذولة ضد المحتلين في بلدان كثيرة ـ فالواجب مناصرتهم في الحق ـ لكن المقام مقام مقارنة بينها وبين الحال في غزة، ومع أنني أرى ضرورة إصلاح الأخطاء العقدية ـ إن وجدت ـ إلا أن التشهير بها ـ لا مجرد النصح الشرعي ـ في وقت قعقعة السلاح، ودوي المتفجرات، وامتلاء السماء بسحب القنابل المحرمة دوليًّا ... الخ؛ فإن ذلك فيه خذلان للمجاهدين لا تصحيح لأخطائهم، والله أعلم.
ـ[أبو رزان]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 02:33]ـ
يتبع ...
رابًعا: نصيحتي لإخواننا في فلسطين ـ دفع الله عنهم كل سوء وبلاء ـ:
اعلموا ـ سلّمكم الله ـ أنكم بجهادكم الطويل عبر أكثر من نصف قرن قد أثبتم للعالم أجمع ـ وإن جحده الجاحدون ـ أن صاحب الحق الذي لا يقبل الضيْم لا يمكن أن يترك حقه، حالكم كما قيل:
أمّا العدوُّ فإنّا لا نلين له ... حتى يلين لضرس الماضغ الحجر
لقد مرت عليكم السنين الكثيرة وجهادكم يرفع الرأس، فأسأل الله أن يتم علينا وعليكم نعمه الظاهرة والباطنة، واعلموا أن جهادكم قد حقق مصالح كثيرة ـ وإن دفعتم ضريبة شاقة بسبب نذالة وحقد خصمكم، وقلّة مساندة المسلمين لكم ـ وقد بيّن بعض العلماء بعض هذه المصالح ومنها:
أ- تحطيم أسطورة جيش إسرائيل الذي لا يُهزم، فلليهود أيام منذ بدء القصف الجوي والبري، ولم يستطيعوا أن يحققوا أهدافهم، وكان هناك من يظن أن ذلك سيتحقق بين عشية وضحاها، فلما ثبّتكم الله قويتْ نفوس كثير من القادة وغيرهم، وهذه مصلحة عظمى.
ب_ أثبتم أن الجهاد إذا كان عن رؤية إسلامية ـ وإن كان بطائفة قليلة العدد والعدّة ـ فليس كالحروب القومية والوطنية [كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ] {البقرة:249} فقد خسرت البلاد الإسلامية حروبًا كثيرة لعدم صفاء الراية.
جـ- أن الدعاة على اختلاف مشاربهم اجتمعت كلمتهم على مناصرتكم، فتألفت بذلك قلوبهم، وعسى أن يكون ذلك بادرة خير لا ينقطع.
د- ان كراهية المسلمين لليهود الغاشمين قد استقرّت في قلوبهم، ففشلت سياسات طويلة المدى منذ سنوات تدعو إلى ترك مبدأ الولاء والبراء، وتحمل الناس على تناسي تاريخ اليهود السابق والحاضر، حتى اغتر بعض الناس بذلك، بل كثير من غير المسلمين قد صرّحوا برمْي قادة إسرائيل بأنه يجب أن يُحاكَموا كما يُحاكمُ مجرموا الحروب.
ومع ذلك فأوصي بأمور:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - اعلموا أن أعظم سلاح معكم في محنتكم الصدقُ مع الله، فبذلك يدفع الله عنكم، فحذار من التعلق بغير الله، أو العُجْب أو الفخر [وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ] {النحل:53} [وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ] {آل عمران:126} وإلا فبالمقياس المادي الذي لا يؤمن بغيره الكافرون، فالنتائج محسومة ضدكم، لكن الله على كل شيء قدير، وسواء تم لكم ما تريدون ـ وهذا ما نرجوه من الله عز وجل ـ أو لم يتم؛ فأرجو أن يكون قد وقع أجركم على الله، وأنتم قد قمتم بما عليكم وزيادة، فلله درُّكم، وعلى الله أجركم.
2 - يجب أن تجتمع كلمتكم، وتُتَناسى خلافاتكم، وأن توحدوا صفكم، وفاء لقضيتكم وشهدائكم الذين سبقوكم عبر هذا الكفاح الطويل، وأي خزي وعار أكثر من اختلافكم والسماء تمطر عليكم القنابل الفوسفورية، والأرض تتفجر من تحتكم ألسنة نارية؟! وإني لأعلم أن الاختلاف هو داء هذه الأمة، لكن عظماء التاريخ يرشِّدونه، أو يجمدونه، أو يرحّلونه حتى حين، أو يتنازل بعضهم عن حقه لما هو أهم، وخيركم الذي يبدأ بالسلام والوئام، ويزيل العقبات التي أمام تحقيق ذلك، فمن تنازل لأخيه ـ شريطة أن يكون أخوه مخلصًا للقضية لا مجرد آلة للعدو ـ جمعًا للكلمة ودرءًا للفشل؛ فهو على صراط مستقيم، وقد تنازل أمير المؤمنين الحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ عن مُلْكٍ عظيم جمعًا للكلمة، وحفاظًا على دماء المسلمين وقوتهم، وقد تحققت البشارة النبوية في الحسن رضي الله عنه بالصلح بين المسلمين، وأوصيكم إذا دُعِيتم إلى أي خطّة رُشْد، فيها جمع كلمتكم، وسلامة شعبكم، والوفاء لقضيتكم أن تقبلوا ولو كانت الوجاهة فيها لغيركم، فإن [مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ] {النحل:96} [قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ] {يونس:58}، ولأن يكون المرء شعرة في ذيل اجتماع الكلمة ـ بالحفاظ على مكاسب قضيتكم ـ خير له من أن يكون رأسًا في الفُرْقة وتبديد القضية، وإهدار كفاح ستين عامًا.
3 - على الشعب والفصائل المخلصة والرجال الصادقين من كل فصيل أن يتفقوا على نصرة قضيتهم ـ وإن اختلف القادة لا قدر الله ـ وإن لم يجتمع الكل فالأكثر، وليس المقام مقام حملات إعلامية نارية ضد بعضكم، أو شماتة بإخوانكم، فإن ذلك يؤول إلى رد السلاح إلى صدور بعضكم، وهذا الذي يريده عدوكم، فلا يتقرب أحد إلى عدوكم ببغض أخيه، فأخوك أخوك وإن زخرف لك المزخرفون، وقد كان من سياسة الشيخ أحمد ياسين ـ تقبّله الله عنده من الشهداء الصالحين ـ في الخلاف الداخلي أن يتخذ شعارًا من قول الله عز وجل: [لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ] {المائدة:28}.
4 - ومع أنني أعتصر أسى عندما لا يقوم إخوانكم أهل السنة بواجب مساعدتكم بما يكفي جميع حاجاتكم، وبما يغنيكم عن الحاجة لغيرهم؛ إلا أنني أُحذِّركم من الاغترار بأساليب إيران وأذنابها، وإن قدموا بعض المساعدات، فإنما هي أشياء لذَرّ الرماد في العيون، وإلا فما الذي يمنعهم من مساعدتكم فعليًّا في الحرب الضارية هذه؟ بل ما الذي يحمل صاحب الخطب الرنانة حسن نصر الله على التنصُّل من الصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان على إسرائيل، ويحذّر من يريد أن يجر رجله إلى المعمعة مع إسرائيل، ومع ذلك ينادي شعب مصر بالتمرد على حكومته؟ أهؤلاء يظنون أنهم يخاطبون عالمًا لا يعقل ولا يربط الكلام بعضه ببعض؟ مع أنني كنت أتمنى موقفًا لحكومة مصر يكون امتدادًا لمواقفها المخلصة السابقة ـ في الجملة ـ مع القضية عبر سنوات طويلة، إلا أنه لا يلزم من ذلك الاستجابة لدعوات السوء من حسن نصر الله أو غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
فاحذروا ـ يا رعاكم الله ـ فأنتم أهل سنة، ولو أنكم فقدتم أنفسكم ودياركم وأموالكم ونساءكم وأنتم على السنة غير مبدلين ولا مغيرين؛ خير من أن تعتقدوا عقيدة الفرقة التي تكفِّر الصحابة، وتدّعي تحريف القرآن، وعصمة أئمتها، وأن لهم مكانة لا يبلغها ملَك مقرّب ولا نبي مرسل، ويكفِّرون جميع من لم يكن معهم من جميع طوائف المسلمين، فاحذروا ممن يزين لكم ذلك، وإن هوّن من أمره، أو رقّق من شرّه، كما حصل من المرشد العام للإخوان المسلمين ـ هداني الله وإياه والمسلمين إلى سواء السبيل ـ فإنما الطاعة في المعروف.
5 - يقول الله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] {الأنفال:45} فاحرصوا على ذلك، واعلموا أن البلاء والنعيم لا يدومان، فما هي إلا أيام، وتنفرج الأزمة، وتخرجون منها كالذهب المصَفّى ـ إن شاء الله تعالى ـ.
6 - إياكم والحرب الإعلامية مع جيرانكم من العرب، أو مع من تخلى عنكم لسبب أو لآخر ـ وإن لم يُصِب بتخليه عنكم ـ فليس لكم إلا الله عز وجل ثم جيرانكم قادة وشعوبًا، ومن ورائهم أمتكم الإسلامية، وما أسرع الفرج [إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا] {الشرح:6}:
فَكَمْ همٍّ له من بعده فَرَجٌ ... وكُلُّ أمرٍ إذا ما ضاقَ يتّسعُ
فلعل الله يقذف في قلب أحدهم نصركم، فيقوم بما تقرُّ به أعينكم، فالمطلوب تخفيف الاحتقان لا تفجيره، فإن ذلك لا يخدم القضية شيئًا، وإذا صبرتم على إخوانكم وجيرانكم، وتركتم غيركم هو الذي يدافع عنكم يتكلم عندهم بحقكم عليهم؛ فهو أحفظ لودكم ومكانتكم، وأنفع لقضيتكم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "أحببْ حبيبك هونًا ما، عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما، عسى أن يكون حبيبك يومًا ما" ولا فائدة من توسيع رقعة الخصوم، وتكثير الجبهات، لاسيما مع من لهم تاريخ مشكور في نصرة قضيتكم عبر ستين سنة قبل هذا الحدث الأليم، عجّل الله بتفريج أزمته، وجعل عاقبته حميدة على الأمة بأسرها.
وما بكثيرٍ ألفُ خِلٍّ وصاحبٍ ... وإنَّ عدوًّا واحدًا لكثير
هذا، وأسأل الله ـ عز وجل ـ أن يجمع كلمة المسلمين على ما فيه عزهم وهيبتهم، كما أسأله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُوحِّد صَفَّ إخواننا في فلسطين، ويزيل الشحناء من صدورهم، ويقوي شوكتهم، ويدفع عن إخواننا في غزة ما نزل بهم، ويتقبل موتاهم عنده من الشهداء الأبرار، ويخفف آلامهم، ويضمِّد جراحهم، ويثبِّت أقدامهم، وينزل عذابه وغضبه على اليهود الغاشمين، وأن يجعلها عليهم سنين كَسِنِيِّ يوسف، وأن يوفّق قادة العرب لسلوك سبيل العز والهيبة لشعوبهم، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه
الفقير إلى عفو ربه وستره وجوده:
أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
20 محرم 1430هـ
المرجع:
المصدر: http://marebe.net/showthread.php?t=2599
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 02:45]ـ
جزاك الله خيرا ونفعنا الله بما قلت. قرأت "طلائع" بحثك، ومواضع من هنا وهناك فوجدت ما تستحق عليه الشكر، ولعلي أتأمل باقيه على وجه التفصيل.(/)
إهداء 25 طريقة لتُعلق قلب ابنك بالقران احرص عليها لتنل الرفعة في الداريين بختمه ..
ـ[الحافظة]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 03:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إلى كل من يرى حفظة القران من صغار السن ويتأسف على ابنه أو ابنته ...
إلى من حار في كيفية الوصول لذلك ...
أهديك هذا ..
في البداية لابد من الإخلاص والصبر والجد والإجتهاد والمثابرة الدائمة الغير منقطعة لتحصيل الثمرة المرجوة ...
ومن ثم هذه بعض الأفكار أنقلها هنا بعد الزيادة والإختصار .. جزى الله كاتبها خير الجزاء لتشجيع الطفل على حفظ القران:
الفكرة الأولى: اقرأ القرآن أمامه (غريزة التقليد)
هذه الفكرة تنمي عند الطفل حب التقليد التي هي فطر الله الانسان عليها
فإن قرائتك للقران امامه او معه يحفز بل ويحبب القرآن للطفل بخلاف ما لو امرته بذلك
وهو لا يراك تفعل ذلك.
الفكرة الثانية: قم بإهداءه مصحفا خاصا به (غريزة التملك)
ان اهدائك مصحفا خاصا لطفلك يلاقي تجاوبا مع حب التملك لديه وان كانت هذه الغريزة تظهر جليا مع علاقة الطفل بألعابه فهي ايضا موجودة مع ما تهديه اياه. اجعله اذا مرتبطا بالمصحف الخاص به يقرأه و يقلبه متى شاء.
الفكرة الثالثة: قدم له مرفعا انيقا
هذه الفكرة تربط الطفل بالقرآن من خلال ربطه بمفردة متعلقة بالقرآن.
الفكرة الرابعة: اجعل يوم ختمه لجزء من القران يوما مميزا من إقامة حفلة واستدعاء لأصدقائه لتهنئته .. وتقديم هدية له .. هذه الفكرة تربط الطفل بالقرآن من خلال ربطه بشيء محبب لديه لا يتكرر الا بختمه اجزء معين من القرآن.
الفكرة الخامسة: قص له قصص القرآن الكريم
يحب الطفل القصص بشكل كبير فقص عليه قصص القرآن بمفردات واسلوب يتناسب مع فهم ومدركات الطفل. وينبغي ان يقتصر القصص على ما ورد في النص القرآني ليرتبط الطفل بالقرآن ولتكن ختام القصة قراءة لنص القرآن ليتم الارتباط ولتنمي مفردات الطفل خصوصا المفردات القرآنية.
الفكرة السادسة: أعد له مسابقات مسلية من قصار السور (لمن هم في سن 5 او اكثر)
هذه المسابقة تكون بينه وبين اخوته او بينه وبين نفسه .. كأسئلة واجوبة متناسبة مع مستواه ..
فمثلا يمكن للام ان تسأل ابنها عن:
كلمة تدل على السفر من سورة قريش؟ ج رحلة
فصلين من فصول السنة ذكرا في سورة قريش؟ ج الشتاء و الصيف
اذكر كلمة تدل على الرغبة في الاكل؟ ج الجوع
او اذكر الحيوانات المذكورة في جزء عم او في سور معينه؟
وهكذا بما يتناسب مع سن و فهم الطفل ... ومن ثم تتطور في الأسئلة بما يناسب عمر وفهم طفلك ..
الفكرة السابعة: اربط له عناصر البيئة بآيات القران
من هذه المفردات: الماء/السماء/الارض /الشمس / القمر/
الليل/ النهار/ النخل/ العنب/ العنكبوت/ وغيرها.
يمكنك استخدام الفهرس او ان تطلب منه البحث عن اية تتحدث
عن السماء مثلا وهكذا.
الفكرة الثامنة: مسابقة اين توجد هذه الكلمة
فالطفل يكون مولعا بزيادة قاموسه اللفظي. فهو يبدأ بنطق كلمة واحدة ثم يحاول في تركيب الجمل من كلمتين او ثلاث لتكن معينة له في زيادة قاموسه اللفظي و تنشيط ذاكرة الطفل بحفظ قصار السور والبحث عن مفردة معينة من خلال ذاكرته.
كأن تسأليه اين توجد كلمة الناس او الفلق وغيرها.
الفكرة التاسعة:اجعل القرآن رفيقه في كل مكان
يمكنك تطبيق هذه الفكرة بأن تجعلي جزء عم في حقيبته مثلا.
الفكرة العاشرة: اربطه بالوسائل المتخصصه بالقرآن وعلومه.
(القنوات المتخصصة بالقرآن، اشرطة، اقراص، مذياع وغيرها)
هذه الفكرة تحفز فيه الرغبة في التقليد والتنافس للقراءة والحفظ خصوصا اذا كان المقرءون
والمتسابقون في نفس سنه ومن نفس جنسه .. رسخ في نفسه انه يستطيع ان يكون مثلهم
او احسن منهم اذا واظب على ذلك.
الفكرة الحادية عشر: قم بشراء اقراص تعليمية
التي تساعد على القراءة الصحيحة والحفظ من خلال التحكم بتكرار الاية وغيره. كما ان بعض البرامج تكون تفاعلية فيمكنك تسجل تلاوة طفلك ومقارنتها بالقراة الصحيحة.
الفكرة الثانية عشر: شجعه على المشاركة في المسابقات
(في البيت/المسجد/المكتبة/المدرسة/البلدة .... )
ان التنافس امر طبيعي عند الاطفال ويمكن استغلال هذه الفطرة في تحفيظ القرآن الكريم. اذ قد يرفض الطفل قراءة وحفظ القرآن لوحده لكنه يتشجع ويتحفز اذا ما دخل في مسابقة
(يُتْبَعُ)
(/)
او نحوها لانه سيحاول التقدم على اقرانه كما انه يحب ان تكون الجائزة من نصيبه. فالطفل يحب
الامور المحسوسة في بداية عمره لكنه ينتقل فيما بعد من المحسوسات الى المعنويات ... فالجوائز والهدايا وهي من المحسوسات تشجع الطفل على حفظ القرآن الكريم قد يكون الحفظ في البداية رغبة في الجائزة لكنه فيما بعد حتما يتأثر معنويا بالقرآن ومعانيه السامية .. كما ان هذه المسابقات تشجعه على الاستمرار والمواظبة فلا يكاد ينقطع حتى يبدأ من جديد فيضع لنفسه خطة للحفظ.
كما ان احتكاكه بالمتسابقين يحفزه على ذلك فيتنافس معهم فان بادره الكسل ونقص الهمه تذكر ان من معه سيسبقوه فيزيد ذلك من حماسه.
الفكرة الثالثة عشر: سجل صوته وهو يقرأ القرآن.
فهذا التسجيل يحثه ويشجعه على متابعة طريقه في الحفظ بل حتى إذا ما نسي شي من الآيات
أو السور فان سماعه لصوته يشعره إنه قادر على حفظها مرة اخرى. إضافةً الى ذلك انك تستطيع ادراك مستوى الطفل ومدى تطور قرائته وتلاوته.
الفكرة الرابعة عشر: شجعه على المشاركة في الاذاعة المدرسية والإحتفالات الأخرى
مشاركة طفلك في الاذاعة المدرسية –خصوصا في تلاوة القرآن-
تشجع الطفل ليسعى سعيا حثيثا ان يكون مميزا ومبدعا في هذه التلاوة .. خصوصا اذا ما سمع كلمات الثناء من المعلم ومن زملائه .. وينبغي للوالدين ان يكونا على اتصال بالمعلم والمسؤول عن الإذاعة المدرسية لتصحيح الأخطاء التي قد يقع فيها الطفل وليحس الطفل بإنه مهم فيتشجع للتميز أكثر.
الفكرة الخامسة عشر: استمع لهو وهو يقص قصص القرآن الكريم.
من الأخطاء التي يقع فيها البعض من المربين هو عدم الإكتراث بالطفل وهو يكلمهم بينما نطلب منهم الإنصات حين نكون نحن المتحدثين ... فينبغي حين يقص الطفل شيئا من قصص القرآن مثلا أن ننصت اليه ونتفاعل معه ونصحح ما قد يقع منه في سرد القصة بسبب سوء فهمه للمفردات او المعاني العامة. كما أن الطفل يتفاعل بنفسه أكثر حين يقص هو القصة مما لو كان مستمعا إليها فان قص قصة تتحدث عن الهدى والظلال أو بين الخير والشر فانه يتفاعل معها فيحب الهدى والخير ويكره الظلال والشر. كما أن حكايته للقصة تنمي عنده مهارة الإلقاء و القص. والإستماع منه أيضا ينقله من مرحلة الحفظ إلى مرحلة الفهم ونقل الفكرة ولذلك فهو سيحاول فهم القصة أكثر ليشرحها لغيره اضافة إلى ان هذه الفكرة تكسبه ثقة بنفسه فعليك بالإنصات له وعدم اهماله أو التغافل عنه.
الفكرة السادسة عشر: شجعه على إمامة المصلين (خصوصا النوافل).
هناك العديد من المقرئين الصغار بل بعض الائمة كذلك وهذا يشجع الاطفال الآخرين بل الكبار.
ويمكن للوالدين ان يفعلوا ذلك مع طفلهما في بيتهما فيأم الاطفال بعضهم بعضا وبالتناوب.
الفكرة السابعة عشر: اشركه في الحلقة المنزلية
ان اجتماع الاسرة لقراءة القرآن الكريم يجعل الطفل يحس بطعم و تأثير اخر للقران الكريم
لأن هذا الاجتماع والقراءة لاتكون لأي شيء سوى للقران فيحس الطفل ان القرآن مختلف عن كل ما يدور حوله.
الفكرة الثامنة عشر: ادفعه لحلقة المسجد.
هذه الفكرة مهمة وهي تنمي لدى الطفل مهارات القراءة والتجويد اضافة الى المنافسة.
الفكرة التاسعة عشر: اهتم بأسئلته حول القرآن.
احرص على اجابة أسئلته بشكل مبسط وميسر بما يتناسب مع فهمه ولعلك ان تسرد له بعضا من القصص لتسهيل ذلك.
الفكرة العشرون: وفر له معاجم اللغة المبسطة
(7 سنوات فما فوق) وهذا يثري لطفلك ولك المفردات.
الفكرة الحادية و العشرون: وفر له مكتبة للتفسير الميسر
(كتب،اشرطة، اقراص).
ينبغي ان يكون التفسير ميسرا وسهلا كما ينبغي ان يراعى الترتيب التالي لمعرفة شرح الايات بدءا بالقرآن نفسه ثم مرورا بالمفردات اللغوية والمعاجم وانتهاءا بكتب التفسير. وهذا الترتيب هدفه جعل الطفل يتوصل بنفسه لتفسير الأيات ومن ثم يربطها بكتب التفسير ..
الفكرة الثانية والعشرون: اربطه باهل العلم والمعرفة.
ملازمة الطفل للعلماء يكسر عنده حاجز الخوف والخجل فيستطيع الطفل السؤال والمناقشة بنفسه
وبذلك يستفيد الطفل ويتعلم وكم من عالم خرج الى الامة بهذه الطريقة.
الفكرة الثالثة والعشرون: ربط المنهج الدراسي بالقرآن الكريم.
ينبغي للأم والمعلم ان يربطا المقررات الدراسية المختلفة بالقرآن الكريم كربط الرياضيات بآيات الميراث و الزكاة وربط علوم الاحياء بما يناسبها من ايات القرآن الكريم وبقية المقررات بنفس الطريقة.
الفكرة الرابعة والعشرون: ربط المفردات
والاحداث اليومية بالقرآن الكريم.
فان اسرف نذكره بالآيات الناهية عن الاسراف واذا فعل اي فعل يتنافى مع تعاليم القرآن نذكره
بما في القرآن من ارشادات وقصص تبين الحكم في كل ذلك.
الفكرة الخامسة والعشرون:
في الختام تخير أوقات الحفظ المناسبة كوقت الفجر والعصر ... ولاتغفل عن المراجعة المستمرة له .. تنل ثمرة تعبك في النهاية ألا وهي الرفعة في الداريين لكما معاااا ...
ولنتذكر ونذكر غيرنا إن لم نشغل ابنائنا بالقران منذ الصغر ونعلق قلبهم به شُغلوا بإمور اخرى لاخير فيهااااا ...
وأهديكم هذا المقطع فاختر لإبنك ماتريد أن تراه غدا في ميزانك ...
http://alfajrsite.com/mix/video/why_are_they_crying.wmv
أسأل الله أن يرزقنا وأياكم الإخلاص في القول والعمل ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 04:34]ـ
جزاكِ الله خيراً وبارك فيكِ
نصائح بديعة وطرق سديدة
يسر الله لنا ولجميع الآباء تحقيقها والفوز بحسن العاقبة في الدنيا والآخرة
ـ[أم البشرى]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 04:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظك الله اخي الفاضل وجعلها الله في ميزان حسناتك
وجزيت خير الجزاء على هذا الطرح الطيب
ـ[الحافظة]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 09:11]ـ
بارك الله فيكم وزادكم من فضله ووفقكم لمرضاته(/)
حَادثَةُ الإفكِ وأَحدَاثُها (2)
ـ[علي سليم]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 05:34]ـ
الحمد لله الذي ميّز الخبيث من الطيّب و جعل الطيبين للطيبات و كانت دار الدنيا دار الزرع و دار الآخرة دار الحصاد ..
و الصلاة و السلام على أطيب خلق الله تعالى فكان طيباً كما أزواجه طيبات و الجنة لا يمكث فيها غير الطيّب و الخبث مكانه جهنّم ...
أما بعد:
فهذا الدرس الثاني لحادثة الافك ... و هذا قول عائشة رضي الله عنها:
وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن)
أي كانت النساء في عصر النبوة الغالب عليهنّ الخفّة ... نحيفات ... أخذت رضي الله عنها تصف نفسها بما هو مشهور عند نساء عصرها و هذا النوع من الصفات و ذكره لا شيئ فيه ...
بيد أنّها تشابه نساء عصرها ... فلو قالت فتاة متحجبة لم يظهر غير سواد حجابها و هي تقطن على سبيل المثال في جنوب افريقيا في المدن ذات البشرة السوداء ...
لو قالت عن نفسها واصفة لون بشرتها بأنها سوداء فلا ضير في ذا ... إذ لم تأت بما هو جديد بله مجهول عند الرجال ...
و لو عكسنا الصورة و ادّعت البياض و هي صادقة في دعواها فتكون اقترفت اثما كبيرا ...
و كل ذا إذ كان في ذكره مصلحة او أتى على سبيل الحكاية و ما شابها ...
و سبب ذكر عائشة رضي الله عنها تصف وزنها لتبرر رضي الله عنها حمل الهودج من دونها ...
و لا اعتراض على مناداته صلى الله عليه و سلم واصفا لها يا (حميراء) و هو بياض الجسد مع اصفرار الشعر ..
فهي أم للمؤمنين فلا يقاس عليها فانتبهوا يرعاكم الله تعالى.
(، ولم يغشهنم اللحم)
أي لم يغطّ أجسادهنّ اللحم و تقصد باللحم المتراكم ممّا يجعل المرء سميناً ... بيد حقيقة الامر فلا بدّ من وجود اللحم حتى يكسو العظم ...
هذه أمنّا عائشة رضي الله عنها عندما كانت حديثة عهدٍ و الاّ فقد غشّاها اللحم فيما بعد
ففي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود من حديث عائشة، قالت: سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته، فلبثنا حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني، فقال: (هذه بتلك).
، (وإنما يأكلن العلقة من الطعام)
و سبب السمنة و ثقل اللحم هو الاكثار من الأكل بينما سبب الخفة هو الاقلال من الطعام ...
و انما كان نساء عصرها يكتفين بالعلقة و العلقة دون المضغة ...
فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج) فاحتملوه
و هنا أتى تبريرها رضي الله عنها و أرضاها ...
، (وكنت جارية حديثة السن)
أي صغيرة في السنّ ....
فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش ..
البعث هو النشر و الارسال .. فارسلوا الجمل فسار ... و سار الجيش
و عثرت على عقدها إذ كان السبب في تأخيرها ... السبب في علوّ شأنها ... السبب في ذكرها بين دفتيّ آيات الرحمن ... السسب في الكتابة عنها ما نحن بصدد شرحه .....
هذه الاسباب و المسبب الله وحده ... و نؤمن بها كسببٍ تعمل بأمر الله و حكمته ...
فالنار سبب في الاحراق و ينزع الله تعالى عنها خاصية الحرق فتصبح ناراً لا تحرق .. كنار خليل الرحمن ابراهيم عليه السلام ...
(فجئت منزلهم وليس فيه أحد)
لم يبق للجيش من أثر أتت الى منازل الجيش مزلا مزلا فلم تعثر على أحدٍ .. ٍ ..
، (فأممت منزلي الذي كنت به)
فقصدت منزلها حيث نزلت فيه ... و هذه من حكمة حديثة السنّ رضي الله عنها ...
فظنّت ظنّ اليقين أولى البحث عنها يكن في منزلها و لذا مكثت فيه ...
و لذا قالت:
فظننت أنهم سيفقدونني (
فيرجعون إلي .. )(/)
أسأل عن أحاديث أبي أمية وتفاصيل عنه
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 07:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرابن حزم وابن الجوزي في أصحاب سبعة أحاديث أباأمية1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
فأرجومن حضرتكم أن تدلوني علي الاسم الكامل لهذاالصحابي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - والأحوال عنه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 10:35]ـ
أخي الفاضل قد وجدت أكثر من خمس وعشرين صاحبي يطلق عليهم أبا أمية.
فهلا حددت اسمه.
ملاحظة: تكرما وتفضلا لا أمرا أخي (محمد يامين) إذا أردت الإستفسار عن أشياء متشابهة في المضمون فلتجعلها في إطار واحد ضمن مشاركة واحدة حتى لا تتشعب المشاركات فتهمل.
ولك مني خالص التحايا.
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 07:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرابن حزم وابن الجوزي في أصحاب سبعة أحاديث أباأمية
فأرجومن حضرتكم أن تدلوني علي الاسم الكامل لهذاالصحابي والأحوال عنه
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
لايوجد في كتبهما اسما بل يوجد فقط كنية (أبوأمية) فأرجو منكم التعيين والتفصيل
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
فقه العصر (!!) من عجيبة غريبة ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 09:00]ـ
الحمد لله وحده.
كنتُ قد أشرتُ من قبل هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=116112 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=116112)
لبعض المضامين الفاسدة لهذا الفقه المزعوم، ووعدت الإدارة - مشكورة - باستفتاء العلامة البراك ..
(ولا حس ولا خبر) .. وقد تصرم عام ويزيد ..
وأنا أريد التأكيد على هذ الأمر؛ لخطورة صدور هذا من الشيخ مع غلو الناس فيه ..
واليوم كنتُ أراجع بعض مضامين هذا الفقه (!!) فوقفتُ على هذه العجيبة الغريبة غير الفريدة:
المقدم: واكتفاؤهم (أي الأشاعرة) بالإيمان القلبي، وقولهم: إنه يُغني عما سواه؟
الشيخ الددو: لا ما قالوا هذا، بل القضية هنا هي قضية مفهوم الإيمان، هل يدخل فيه العمل أم لا؟ وهذا خلاف بين التابعين.
المقدم: أليس مرادهم أن الإيمان القلبي وحده يجزئ الإنسان؟
الشيخ الددو: لا، كيف يكون الإنسان تاركاً للصلاة أو للصوم أو للحج ويكون مؤمناً؟!
ولا أدري حقيقة ما هذا الكلام من الشيخ؟؟!!
نعم ليس الأشاعرة يقولون بالمفاهيم التي ذكرها المقدم بحرفيتها، لكن لهم نصيب منها .. وفي جوابات الشيخ جهل مدقع بمذهب الأشاعرة ..
1 - فليس هناك خلاف بين التابعين ..
2 - وليست قضية الأشاعرة في عمل الجوارح فحسب ..
3 - ونعم تارك الصلاة والصيام والحج عند الأشاعرة = مؤمن ..
ورمي الشيخ بالجهل بمذهب الأشاعرة أحب إلي من رميه بإرادة التلبيس ...
وقد ذُكر هذا في سياق إرادة الشيخ الددو جعل الأشاعرة مذهب في فهم النص كالمذاهب الأربعة (!!)
ـ[الهاجرية]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 01:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثابك الله ياشيخ وغفر لك ولوالديك وسدد خطاك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 03:08]ـ
آمين وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 07:30]ـ
نعم ليس الأشاعرة يقولون بالمفاهيم التي ذكرها المقدم بحرفيتها، لكن لهم نصيب منها .. وفي جوابات الشيخ جهل مدقع بمذهب الأشاعرة ..
ورمي الشيخ بالجهل بمذهب الأشاعرة أحب إلي من رميه بإرادة التلبيس ...
أسأت وما أحسنت يا أبا فهر ..
وكان في قولك أخطأ - على فرض صوابك في رميك للشيخ به - مندوحة عما سطرت يمينك هنا.
فالله يغفر لك يا أخي.
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 11:40]ـ
أسأت وما أحسنت يا أبا فهر ..
وكان في قولك أخطأ - على فرض صوابك في رميك للشيخ به - مندوحة عما سطرت يمينك هنا.
فالله يغفر لك يا أخي.
نعم صدق ابوجهاد
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 12:12]ـ
أنا في الحقيقة أوافق شيخنا أبافهر. وليس بالمشين أن يقال عن أحد كائنا من كان أنه يجهل شيئا معينا. والحقيقة هذه المسالة التي ذكرها الشيخ موجوده في جل مصنفات الأشاعرة. بل هي من بدهيات طالب علم الاعتقاد.؟؟
أسأل الله الكريم ان يعفو عنا وعن الشيخ الددو ويلهمنا واياه الصواب
إلا أني في الحقيقة أسمع له الكثير من الأقوال (في الاعتقاد) مخالفة كليا لما اعلمه من اعتقاد أهل السنة
وقد سمعنا والله العجب من الشيخ رعاه الله من خلط في مسألة التبرك وإدخال الأشاعرة والماتريدية ضمن أهل السنة والكلام عن مسألة الكلام النفسي وكلامه في الأعياد البدعية وغيرها.
أسأل الله أن يلهمنا واياكم والشيخ الصواب.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 02:11]ـ
الذي ينفيه الشيخ عن الأشاعرة هو من مسلماتهم ...
ومن رأى خطأي وأني أسأت فليدلل على هذا بالحجة والبرهان لا بالمقامات الخطابية ..
محل النزاع: هل الأشاعرة عقيدتهم هي ما يثبته الشيخ لهم؟
وهل ما ينفيه الشيخ عنهم هو منفي عنهم بتمامه؟
ـ[أبو عبدالملك الحربي]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 01:39]ـ
أخي الكريم ..
ما هكذا تورد - يا سعدُ - الإبلْ
لقد قرأت كلامك هنا وهناك - عفا الله عنا وعنك - فضاق صدري
من وسيلتك، ولم يضق صدري من غايتك نحسبك الله حسيبك .. !
وإصدارك في قرارك عن الخطورة والغلو ...
ووالله للحقُّ الأبلجُ أحبُّ إلينا من أيِّ أحد .. ، لكن الشيخ له مكانة وفضل وعلم نحسبه
من القلائل في هذا الزمان ... فلو كان اتصالك، وبحثك عن الحق شخصياً وقمت
بمناقشة الشيخ مباشرة لتسمع رده .. أما أن تخرج كل فترة موضوعاً في العلن بهذه الطريقة ..
فبالله عليك ارجع وتأمل طريقتك في مخاطبة العلماء؛ بل فيمن قال: اعدل من عبارة إلى عبارة
فماذا فعلت لتصل إلى الشيخ -حفظه الله- بل إلى المشايخ الفضلاء لمحاولة الخروج بعلمٍ
يستفيد منه طلبة العلم قبل عامة الناس .. ؟! حتى لو قصر بعض أهل ملتقى أهل الحديث
حفظهم الله .. بـ (لاحس ولا خبر) ...
أخي الفاضل:
تلك جعجعة (ليس طلب الحق لكنها الطريقة حيث استمررت فيها واستمرأتها) ولم نر طحناً ..
وبعدُ:
فليس كل من يدافع فهو صاحب هوى، وليس كل ناطقٍ باجتهادٍ قد غوى
وإذا نلتُ من سياطك الدفاعية شيئاً فاعلم أنني أحبُّ الشيخ، وأحبك، والحق وحرمة
أهل العلم أحب إليَّ منكما ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 02:03]ـ
فاعلم أنني أحبُّ الشيخ، وأحبك، والحق وحرمة
أهل العلم أحب إليَّ منكما ..
صيانة العلم وحراسته أولى من حراسة العالِم ..
وما ذكرتُه راعيتُ فيه العلم فلم أفتر على الشيخ مالم يقله ..
وراعيتُ فيه العدل فلم أبغ على الشيخ ولم أجاوز بخطأه المنزلة التي هو فيها ...
وكلام الشيخ كان في العلن في قناة فضائية .. وبيان الحق وخطأ كلامه في العلن = هو العدل.
وقد روجع الشيخ من أناس في مضامين فقه العصر فلم يعلن رجوعه .. ولا ضير فهذا اجتهاده ..
ولا ضير أيضاً على من خالفه وبين خطأ كلامه وخطره ...
وكل الناس في هذا سواء: أحمد وشيخ الإسلام، وابن باز، والقرضاوي، والددو وكائناً من كان غير المعصوم صلى الله عليه وسلم ...
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 02:19]ـ
نفع الله بكم شيخنا وجزاكم الله خيرا، وقد رأيتُ في الرابط أعلاه #### قالها الشيخ الددو - أصلحه الله -
منها:
.
- أنكر الشيخ اطلاق لقب الجماعة على أهل السنة , لأنه لا جماعة للمسلمين اليوم. بل يكتفى بلقب (أهل السنة).
- النجاة لا يختص بلقب (أهل السنة) ولا هو محصور بها , وإن من الشيعة والمعتزلة والخوارج من هو من الفرقة الناجية
- الزيادة في حديث الافتراق (كلها في النار إلا واحدة) زيادة غير صحيحة.
- لا يصح تعليق النجاة بالاصطلاحات (أهل السنة) (أهل الحديث) (الأثرييين) ونحو ذلك ..
- تكفير السلف لمن قال بخلق القرآن هو من باب التغليظ فقط , وقد ورد عن السلف عدم التكفير بهذه المسألة ..
– لا يجوز نقض الفرد لبيعة أمير الجماعة وهو يعلم أنها على الحق , وإلا دخل في الوعيد (مات ميتة الجاهلية).
_الأشاعرة والماتريدية من مذاهب (أهل السنة). ورد الشيخ خمسة عشر شبهة عنهم
- التهنئة بالمولد النبوي الشريف جائزة لأنها من نعم الله تعالى , ولبس الثوب الجديد إذا كان لا يختص بذلك اليوم وحده جائز لأنها مناسبة سارة
_روي عن الصحابة شيئاً يسيراً من التبرك بآل البيت عليهم السلام , كما تبرك جابر بن عبد الله بالباقر بن زين العابدين , وكما قبل زيد بن ثابت يد ابن عباس وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بآل بيت نبيئنا صلى الله عليه وآله وسلم. لكن الجمهور لم يشيعوا التبرك بذوات آل البيت عليهم السلام
- حديث (لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد) خاص بالمساجد لا غيرها. والتعميم خطأ , وأول من فهم من الحديث تحريم السفر لزيارة القبر الشريف هو ابن تيمية وهو مخطئ والمذاهب كلها على خلافه
- البوصيري رحمه الله تعالى هو من أهل السنة لكنه قد غلا في قصيدته (البردة) وذكر أموراً لم ترد بالنص , وفي أبياته ما يوهم الشرك وتحلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالصفات الإلهية , وهو سوء أدب لكنهم اعتذروا بأنه من قبيل تداخل الضمائر المعروف في اللغة والقرآن الكريم مثل قول الله تعالى: (لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقره وتسبحوه بكرةً وأصيلاً).
فهذا بعض ما في الرابط المذكور والله المستعان.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 03:13]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد الإخوة الكرام الشيخ محمد الحسن بن الددو من جهابذة العلماء الذين طوقوا العلم و عرفوا العام و الخاص منه و مطلقاته و مقيداته و ناسخه و منسوخه و المنطوق منه و المفهوم و دلالات الأمر و النهي .. الخ ... ضف الى ذلك أنه أجازه الكثير من الشيوخ في القرآن و الحديث من داخل البلاد و خارجها .. الخ فهو أهلا للإجتهاد و الإستنباط و يعرف جيدا الأشاعرة بل يحفظ جل ما دونوه من عقائد الا أنه زعيم روحي لحركة الإخوان المسلمين في موريتانيا و قد يتأثر بنهجها أحيانا في فتاويه مثل القرضاوي ثم ان الأشاعرة تردد ابن باز رحمه الله هل هم من أهل السنة أم لا؟ لأن جل عقيدتهم تتفق مع أهل السنة و لم يختلفوا الا في تأويل بعض الصفات تنزيها لله حسب رأيهم الخاطئ فهم أفضل الفرق لأن الخلاف معهم حول هذه التأويلات الخاطئة و أما فيما يخص بالاحتفال بعيد المولد فالشيخ محمد الحسن كان فيما عهدناه من أكثر الفقهاء تنديدا ببدعيتها حتى صبت عليه الفرق الصوفية جام غضبها هو و خاله العلامة محمد سالم بن عبد الودود و أما فيما يخص بحديث:"و ستفترق أمتي الى ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار الا واحدة .. الحديث فهو مما يضعف كما بينا ذلك في كتابنا "فتح الرب الساتر لتمييز الحديث المتواتر "و ان كان قد صححه ابن تيمية و ابن قيم و الألباني فقد طعن في جميع طرقه ابن حزم و غيره لذلك لما أخرجه الكتاني في "نظم المتناثر" علقت عليه في كتابي المذكور و بينت أنه لا يفيد العلم اليقيني علما بأنه صححه سعيد الهلالي في تأليفه "مؤلفات سعيد حوى"كما صحح الزيادة الأخرى في رسالة سماها"درء الارتياب عما أنا عليه و الأصحاب"و خلاصة القول في دروس الشيخ الددو أنها نافعة مؤصلة هادفة و ثمينة الا أنه ليس بمعصوم و اعلم أن رأيي رأي محايد لا يتبع الشيخ الددو و قد لا أوافقه أحيانا و لا ألتقي به الا نادرا ككل الإخوة من هذه الحركة و الحركات الأخرى فأنا داعية مستقل لكنني أحب جميع هؤلاء في الله و لأنهم من ورثة رسول الله لقوله صلى الله عليه و سلم:" و لفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ان العلماء ورثة الأنبياء ان الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما انما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر "و قد أغبطه كما أغبط كل أهل الخير و الفضل و اعلم أخيرا أنني اذا ما التقيت به سأرشده الى الموقع و أكلمه بشأن استشكالاتكم و الله الموفق و هو الهادي الى سواء السبيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 04:15]ـ
أهلا بأخينا الشيخ مصطفى. لعلي سأستفسر عن بعض كلامك رعاك وزادك علما وعملا
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد الإخوة الكرام الشيخ محمد الحسن بن الددو من جهابذة العلماء الذين طوقوا العلم و عرفوا العام و الخاص منه و مطلقاته و مقيداته و ناسخه و منسوخه و المنطوق منه و المفهوم و دلالات الأمر و النهي .. الخ ... ضف الى ذلك أنه أجازه الكثير من الشيوخ في القرآن و الحديث من داخل البلاد و خارجها .. الخ)
وهذا لم يعارضك أحد فيه. والشيخ أبو فهر لم يتطرق لهذا أصلا.
(فهو أهلا للإجتهاد و الإستنباط)
ولكن اخي الكريم ليست هذه المسألة مسألة استنباط ولا اجتهاد. أرأيت لو جاء عالم كابن باز أو ابن عثيمين أو الألباني او ابن جبرين أو الفوزان وقال إن الأشاعرة يثبتون صفة الاستواء على ما يليق بجلال الله ولم يخالفوا في ذلك!!
هل نقول هم أهل للإجتهاد والإستنباط وهذا اجتهادهم؟؟؟ قطعا لا!! لأن هذا مصرح في كتابهم ويجمعون عليه وليس مسألة فقهية يعرض للمجتهد فيها دليل لم يعرض لغيره.
(و يعرف جيدا الأشاعرة بل يحفظ جل ما دونوه من عقائد)
هذا موطن نقاشنا فالشيخ أبو فهر يرى أنه جهل هذه المسألة.
والحفظ ليس علامة على الفهم بل هو وسيلة له.
(الا أنه زعيم روحي لحركة الإخوان المسلمين في موريتانيا و قد يتأثر بنهجها أحيانا في فتاويه مثل القرضاوي)
هذه في الحقيقة معلومة جديدة بالنسبة لي! لم أكن أعلم بهذا! لكن أخي الكريم إن كان هذا صحيحا فقد يقول بعض من يقرأ هذا الكلام:
لا تؤخذ العقيدة منه -رعاه الله- لأنه متأثر (أو قد يتاثر) بمذهب الاشاعرة. ولم يضبط عقيدة أهل السنة والجماعة.
هل ترى أن هذا صحيحا؟؟
(ثم ان الأشاعرة تردد ابن باز رحمه الله هل هم من أهل السنة أم لا؟ لأن جل عقيدتهم تتفق مع أهل السنة)
يا شيخنا مصطفى جزاك الله خير, تقول (جل عقيدتهم)
هكذا (جل عقيدتهم)
أليس الأشاعرة في القضاء والقدر جبرية؟
أليس المعاصرون من الأشاعرة ينفون العلو؟
أليس لاشاعرة يخرجون العمل من مسمى الإيمان؟
ألم يضلوا في باب الكرامات؟
ألم يضلوا في معرفة معنى التوحيد الذي خلقنا لأجله فيفسرون الألوهية بالربوبية
ثم تقول يا شيخنا مصطفى: (و لم يختلفوا الا في تأويل بعض الصفات)
بل يا شيخ مصطفى لم يثبتوا الا سبعا منها وحتى ما أثبتوه منها فإنهم لم يثبتوه على المعنى اللائق بالله فإنهم يثبتون الإرادة - مثلا - ويقولون هي قديمة ولا يثبتون قيام وصف ثبوتي لله حال ثبوت المراد هروبا من القول بحلول الحوادث. وقل هذا أيضا في السمع والبصر والعلم والكلام والحياة والقدرة. وهذه أطال فيها شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية ويسميها في أكثر كتبه مسألة تجدد أفعال الله.
وهذه هي القضية التي هجر الإمام أحمد الحارث المحاسبي بسببها.
(تنزيها لله حسب رأيهم الخاطئ)
وهذا أيضا مراد المعتزلة والجهمية وجميع المعطلة.
(فهم أفضل الفرق لأن الخلاف معهم حول هذه التأويلات الخاطئة)
هم لا شك أنهم أفضل من غيرهم لكن هذا لا يعني أنهم على حق بل هم أفضل السيئين إن صح التعبير.
(وأما فيما يخص بالاحتفال بعيد المولد فالشيخ محمد الحسن كان فيما عهدناه من أكثر الفقهاء تنديدا ببدعيتها حتى صبت عليه الفرق الصوفية جام غضبها هو و خاله العلامة محمد سالم بن عبد الودود)
بشرك الله خيرا
(وأما فيما يخص بحديث:"و ستفترق أمتي الى ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار الا واحدة .. الحديث فهو مما يضعف كما بينا ذلك في كتابنا "فتح الرب الساتر لتمييز الحديث المتواتر "و ان كان قد صححه ابن تيمية و ابن قيم و الألباني فقد طعن في جميع طرقه ابن حزم و غيره لذلك لما أخرجه الكتاني في "نظم المتناثر" علقت عليه في كتابي المذكور و بينت أنه لا يفيد العلم اليقيني علما بأنه صححه سعيد الهلالي في تأليفه "مؤلفات سعيد حوى"كما صحح الزيادة الأخرى في رسالة سماها"درء الارتياب عما أنا عليه و الأصحاب")
تصحيح الحديث أو تضعيفه لا ينفي وقوع الإختلاف لأنه ثابت بأحاديث أخر (ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله)
وأما تخصيص العدد فالأمر فيه هين. وراجع كلام الشيخ يوسف الغفيص في شرحه لرسالة الافتراق في أولها فله كلام نفيس نقلت منه ما تذكرته.
(و خلاصة القول في دروس الشيخ الددو أنها نافعة مؤصلة هادفة و ثمينة الا أنه ليس بمعصوم و اعلم أن رأيي رأي محايد لا يتبع الشيخ الددو و قد لا أوافقه أحيانا و لا ألتقي به الا نادرا ككل الإخوة من هذه الحركة و الحركات الأخرى)
إن كان قد يتأثر بالأشاعرة كما ذكرت فليست بنافعة ولا ثمينة. وإن لم يكن كذلك فالله المستعان
(فأنا داعية مستقل لكنني أحب جميع هؤلاء في الله و لأنهم من ورثة رسول الله لقوله صلى الله عليه و سلم:" و لفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ان العلماء ورثة الأنبياء ان الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما انما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر "و قد أغبطه كما أغبط كل أهل الخير و الفضل)
أنا أوافقك في هذا
(واعلم أخيرا أنني اذا ما التقيت به سأرشده الى الموقع و أكلمه بشأن استشكالاتكم و الله الموفق و هو الهادي الى سواء السبيل)
جزاك الله خيرا وبلغه منا السلام ولا تنسانا والشيخ من دعائكم فإننا والله ندعوا لنا ولكم بالغيب.
اعذرني أخي مصطفى على الإطالة ولك مني جزيل الشكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 09:21]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد الأخ الكريم أنا أحلتك الى فتاوي الشيخ ابن باز رحمه الله حول الأشاعرة هل يعتبرون من أهل السنة أم لا و لم أقل لك رأيي بشأنهم،و لكن هل تعلم أن منهم الحافظ الهروي شيخ الحافظ الباجي الذي كان من شيوخهم في الأندلس و من المتاخرين منهم ابن حجر و السيوطي و شيوخ من الحديث كثر،و هذا ليس من باب تزكيتهم و انما من باب مسائل الخلاف بين العلماء علما بأن جميع مؤلفاتي في العقيدة كانت تبين طريق السلف هذا من جهة و من جهة أخرى قلت بأن الشيخ الددو هو القائد الروحي للحركة الإسلامية منذ فترة و قد يتاثر بنهجها و من المعلوم أن الحكم على الشيء جزء تصوره لكنه مثل الشيخ القرضاوي من الراسخين في العلم و هو أهلا للفتيا و أما فيما يخص بالحديث الذي ضعفه فلم يكن أول من ضعفه و ان كان صححه بعض الجهابذة للشواهد التي ذكرت فلا عيب ان قال بما قاله غيره للعلل التي ذكروها و أما قولك بأنه لا يحفظ نصوص الأشاعرة أو أنه لم يفهمها فجوابي الأخ الكريم على ذلك قول الفرزدق:"و ما قولك من هذا بضائره"فقد حفظ كغيره من طلاب العلم في مريتانيا مقدمة ابن عاشر في العقيده و"اضاءة الدجنة"للمقري فبل أن يقرأ مذهب أهل السنة و الجماعة فيما يتعلق بالأسماء و الصفات،بل الواجب عليك في حق العلماء أيها الأخ أن تحسن بهم الظن و أن ترفعهم عن هذه المنزلة المنسفلة فلم تجعل منه الحركة الإسلامية في موريتانيا قائدا ربانيا بدل الشيخ محمد بن سيدي يحي الا لعلمه و اخلاصه و فضله فالرجل اذا ما كلمته أو جالسته لا بد أن تحسس أنك بحضرة رجل من أهل الفضل و العلم و أخيرا لست مدافعا عنه لأنه عنده رب سيحميه لقوله جل و علا: {يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات} و كما بينت عند أول حملة اعتقالات شملت جميع الحركات الاسلامية في موريتانيا سنة 1995م بأن الله جل و علا زكى العلماء على مستوى صحيح الاعتقاد قائلا: {شهد الله أنه لا اله الا هو و الملئكة و أولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم} كما زكاهم على مستوى الاخلاص قائلا: {انما يخشى الله من عباده العلماء} و كذلك زكاهم على مستوى اتباع الشرع لقوله تعالى: {و اذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به و لو ردوه الى الرسول والى أولوا الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم و لولا فضل الله عليكم و رسوله لاتبعتم الشيطان الا قليلا} فاذا علمت أن العبادة لا تقبل الا اذا توفرت فيها هذه الشروط الثلاثة و هي:1/أن تكون نابعة من مسلم صحيح العقيدة 2/أن تكون موافقة لشرع الله لأن الله لا يعبد الا بما شرع 3/أن تكون قد أداها باخلاص بعيدا عن أمراض القلوب من رياء و مراءاة و تسميع و عجب و حسد وكبر .. الخ .. أدركت حينئذ فضل العلماء و فضل من يحترمهم و يقدرهم لكنهم مع ذلك ليسوا معصومين و حينئذ لا ينبغي التشنيع عليهم كلما لم تفهم أو لم تطلع على مناهلهلم وفقني الله و اياكم لما يحب و يرضى و السلام عليكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 10:29]ـ
الحمد لله وحده ..
كلامي هنا على شرط من لا يرى الأشاعرة من أهل السنة والجماعة الموافقين للسلف في مسائل الاعتقاد، فإن وجد من يُخالف في هذا ويرى ألا تثريب على الشيخ الددو فيما قاله فليس هاهنا موضع نقاشه ..
ثانياً وهو المهم:
الذي يريد إخراج الشيخ الددو من محل الانتقاد هاهنا عليه إثبات صحة ما قاله نفياً وإثباتاً عن الأشاعرة في الإيمان ..
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 09:26]ـ
الشيخ الددو أدرى بالجواب عن حقيقة ما صدر منه و متى و أين و هاك عنوان بريد موقعه لتبحث معه. العنوان البريدي:
fatwa@dedew.net
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 11:56]ـ
والناس سمعوا منه كلاماً له دلالة ملأت الأسماع والأبصار ولو كان يرى أن الناس تلقوا عنه ظاهراً له باطن = لكشفه.
ومكنونات الصدور وباطن الكلام الذي لا يدل عليه ظاهر= ليس من محال البحث عند أهل العلم ..
ويمكنك أن ترسل له رابط موضوعي على بريده حفظه الله ووفقه ..
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 03:10]ـ
بسم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
قد استغربت هذا الكلام من الشيخ الددو حال سماعي له، لكن عذرته بأن البرنامج شارف على الانتهاء والمقدم ينهال عليه بأسئلة تحتاج الإجابة عليها إلى وقت كثير، فإذا تبين هذا فإن الاعتماد في معرفة مذهب الشيخ في الإيمان - أو مذهب الأشاعرة في الإيمان كما يفهمه الشيخ - على هذه العبارة وترك كلامه الآخر الأوضح فيه اعتساف وترك للإنصاف، سيما أن للشيخ شرحاً على بعض أبواب كتاب الإيمان من صحيح البخاري منشور في موقعه، وأنا أجزم - إن شاء الله - أن الشيخ لو سئل أن يبين مذهب الأشعرية في الإيمان ويقيمه على وجه التفصيل لأجاب بما يروي الغليل ويدع القال والقيل.
وقد ساءتني طريقة المقدم في الحوار وطرح الأسئلة، مثلاً: الشيخ لما صار يعدد شروط تكفير المعين صار يستعجله عند كل شرط ويقول له مثلاً: والثاني ... والثالث .. والخامس ... ، حتى إن أبي - بارك الله فيه - كان يشاهد البرنامج فقال عن المقدم: هل هذا يعمل له امتحان؟!.
وكنت أرجو لو كان الشيخ أكثر انتباهاً في أجوبته.
1 - الخلاف الذي بين التابعين الذي عناه الشيخ هو خلاف حماد بن أبي سليمان وغيره من علماء الكوفة والبصرة، وأبو حنيفة عده بعض العلماء تابعياً وقالوا إنه رأى أنساً رضي الله عنه، فالخلاف بهذا الاعتبار موجود لا يمكن إنكاره. يوضح أن هذا هو مقصود الشيخ كلامه في أول كتاب التوحيد.
2 - الشيخ ليس جاهلاً بمذهب الأشاعرة، وإنما عذره -والله أعلم - ما ذكرته في أول كلامي، يدل على ذلك قوله في كتاب مراتب الدلالة - وهو بحث كتبه قديماً وهو طالب في الجامعة - ص31 مناقشاً مذهب أبي إسحاق الشيرازي رحمه الله في وقوع الحقيقة الشرعية إلا في مسمى الإيمان: " وأما ما ذهب إليه الشيرازي وما ذهب إليه ابن الحاجب؛ فتفصيل لادليل عليه، مبناه على مذهب الأشاعرة وغيرهم من مرجئة الفقهاء من عدم دخول الأعمال في مسمى الإيمان، وهذا مخالف لما عليه سلف هذه الأمة وأكثر أئمتها من دخول الأعمال في مسمى الإيمان، وقد أورد البخاري رحمه الله في صحيحه - وغيره - من الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة وكلام السلف الشيء الكثير " اهـ كلامه بلفظه.
3 - قول الشيخ: " كيف يكون الإنسان تاركاً للصلاة أو للصوم أو للحج ويكون مؤمناً؟! " لا أظنه أراد به تبيين مذهب الأشاعرة في هذه المسألة، وإنما هو من مذهب الشيخ، مذهب أهل السنة في المسألة.
4 - أما أن يرمى الشيخ بإرادة التلبيس فهو - فضلا عن كونه كلاما في النيات التي لا يعلمها إلا الله - فهو كلام من لم يعرف الشيخ وحبه للعلم ودأبه في تعليم الناس، ومن هذا حاله لا يكون رميه بالتلبيس الذي هو دأب أحبار اليهود إلا ظلم وبغي، لا يفعله إلا من رق دينه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 11:58]ـ
1 - حماد وأبو حنيفة ليسا من التابعين.
2 - لو كانا فقولهما لا يقال له: خلاف بين التابعين، إلا لو كان قول الخوارج خلافا بين التابعين أيضاً ..
3 - الشيخ يستبشع نسبة القول بإيمان تارك الفرائض للأشاعرة ومضمنه نفي ذلك عنهم.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 01:31]ـ
قال الشيخ العلامة المتفنن محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي حفظه الله تعالى في درس مسائل الإيمان (موجود على موقعه):
" والإيمان جاء في الشرع على إطلاقين: الإطلاق الأول: على الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وهو دين الإيمان ودين الإسلام، وحينئذٍ يترادف الإيمان والإسلام في التسمية، فهذا الدين اسمه الإسلام واسمه الإيمان أيضاً، فيدخل في ذلك شعبه كلها، وهي كما في الحديث: (الإيمان بضع وستون شعبة) وهذا لفظ البخاري، وفي صحيح مسلم: (بضع وسبعون شعبة)، وقد ذكر منها أن أدناها إماطة الأذى عن الطريق، وأعلاها قول لا إله إلا الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمقصود: أن كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الاعتقادات والأقوال والأعمال والأخلاق والقيم، داخل في مسمى الإيمان بإطلاقه العام، وهذا الإطلاق هو الذي تجدونه في بعض النصوص الشرعية التي لا يذكر فيها الإسلام معه، مثل حديث وفد عبد قيس، فإنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: (آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع: آمركم بالإيمان بالله وحده، أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟)، وعلمهم الإيمان بالله وحده، وهو أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله وأن يقيموا الصلوات الخمس، وأن يؤدوا خمس المغنم، فهذا كله من الأعمال، وهو مسمى الإسلام أيضاً.
أما الإطلاق الثاني للإيمان: فهو على جزء الاعتقاد من هذا الدين، أي: على الجانب العقدي من هذا الدين، وهو الذي يسمى إيماناً بالمعنى الخاص، وقد جاء ذلك في قول الله تعالى: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات:14]، وجاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل حين سأله عن الإيمان فقال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)، وجاء كذلك في حديث سعد بن أبي وقاص في الصحيحين: (أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالاً وترك رجلاً، فقلت: يا رسول الله، مالك عن فلان فإني والله لأراه مؤمناً؟ فقال: أو مسلماً؟ فسكت، ثم غلبني ما أعرف منه فقلت: يا رسول الله، والله إني لأراه مؤمناً؟ فقال: أو مسلماً؟ ثم سكت، ثم عدت فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم لمثل مقالتي، ثم قال: يا سعد إني لأعطي أقواماً خشية أن يكبهم الله على وجوههم في النار).
فهذا الحديث فيه تفريق بين الإيمان والإسلام، وكذلك في حديث جبريل السابق، وكذلك في آية سورة الحجرات، والمقصود بذلك أن الجانب العقدي من الإيمان يسمى إيماناً من باب تسمية الشيء باسم بعضه، مثل تسمية الإنسان الذي يُعتَق رقبة، والرقبة إنما هي جزؤه، ومثلما تقول: لدي خمسون رأساً من الغنم أو خمسون رأساً من الإبل، فهذا من تسمية الشيء باسم بعضه.
ونظراً لاختلاف هذين المدلولين من ناحية العموم والخصوص كثر الخوض فيهما من لدن التابعين إلى زماننا هذا، فقد اختلف الناس في تحديد مسمى الإيمان من لدن عصر التابعين إلى وقتنا، فذهب جمهور التابعين وأتباعهم إلى أن الإيمان بالإطلاق الأول يدخل في مسماه كل الأعمال.
وذهب حماد بن أبي سليمان وعدد معهم من أئمة التابعين من أهل العراق، وتبعهم على ذلك كثير من أتباع التابعين مثل أبي حنيفة وأتباعه؛ إلى أن المقصود به عمل القلب فقط.
(قال أبو جهاد: حماد بن أبي سليمان من صغار التابعين من الخامسة، والخلاف في أبي حنيفة مشهور).
وهذا الخلاف، وإن كان قد اشتهر وانتشر وكثر الكلام فيه إلا أن الذهبي وشيخ الإسلام ابن تيمية ذكرا أنه خلاف لفظي؛ لأن الجميع لا يختلفون في أن من صدق بقلبه ولم يتبع ذلك أي عمل أنه لا يتقبل منه، ولا يختلفون كذلك في أن من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان سيخرج من النار يوم القيامة، ولا يختلفون كذلك في أن هذه الأعمال شرطها الإيمان، فمن لم يكن مؤمناً بقلبه لا يتقبل الله منه أي عمل ولا ينفعه ذلك في شيء، فالخلاف إذاً خلاف لفظي. لكن بعض الناس توهم أن الذين قالوا بالإطلاق الأخص للإيمان يقصدون بذلك مذهب المرجئة، فالمرجئة قوم بالغوا في ردة الفعل على الخوارج الذين يكفرون بالذنوب، فكانوا يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وهؤلاء لم يقصدوا هذا المعنى ولا أرادوه وإنما أرادوا تفسير النصوص الشرعية، وفسروا الإيمان بمعناه الخاص الذي تدل عليه آية الحجرات، ويدل عليه حديث جبريل، ويدل عليه حديث سعد بن أبي وقاص.والآخرون أخذوا بالجانب الآخر، أعني بالإطلاق الأول العام الذي يدل عليه عدد كبير من الأحاديث مثل حديث عبد القيس، ومثل حديث (الإيمان بضع وسبعون شعبة)، ومثل حديث: (دعه فإن الحياء من الإيمان)، ومثل حديث: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً)، ومثل حديث: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً)، وحديث: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً)؛ كل هذا يقتضي أن الأعمال تدخل في مسمى الإيمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع هذا فقد أخطأ بعض المتأخرين حين صنف أولئك الأئمة من التابعين وأتباعهم بأنهم مرجئة الفقهاء، وهذا الاسم خطأ في حد ذاته؛ لأن فيه جراءة على هؤلاء الأئمة من السلف الذين هم أبعد شيء عن الإرجاء، فلا ينبغي أن يوصفوا بشيء لم يقولوه، والذي قالوه إنما هو تفسير للنصوص باعتبار الاستدلال الذي ذكرناه، ويعتمدون في ذلك على نصوص صريحة صحيحة مثل آية الحجرات، وحديث سعد بن أبي وقاص، وحديث جبريل.
وقد تفرع عن هذه المسألة مسائل منها: مسألة زيادة الإيمان ونقصه."
.............................. ...................
إلى أن قال:
" والعمل الصالح له ركنان: أحدهما: الإخلاص.
والثاني: المتابعة والموافقة لشرع الله.
والمقصود بالسنة طريقة الأنبياء، والسنة في اللغة تطلق على الصبيب من كل شيء ومنه قول غيلان ذي الرمة:
تريك سنة وجه غير مقرفة ///////// ملساء ليس بها خال ولا ندب
وتطلق على الطريق في الجبل فيقال: في هذا الجبل سنة تصل إلى كذا، معناه: طريق.
وتطلق على الطريقة المعنوية في الخير كانت أو في الشر، ومن إطلاقها على الخير قول الله تعالى: {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا} [الإسراء:77]، ومن إطلاقها على الشر {سُنَّةُ الأَوَّلِينَ} [الأنفال:38]، وقوله تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ} [آل عمران:137]، أي: المكذبين.
وأما في الاصطلاح: فيختلف إطلاق السنة باختلاف العلم الذي تطلق فيه، فهي عند المحدثين ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير، أو وصف خلقي أو خلقي سواءً صلح ذلك دليلاً لحكم شرعي أو لم يصلح، فهي موافقة للحديث على هذا، وقيل: الحديث أخص منها؛ لأن الحديث في الأصل يطلق على الأقوال دون الأفعال والتقريرات، والسنة تشمل كل ذلك.
وهي عند الفقهاء: صفة الفعل الشرعي المأمور به أمراً غير جازم، فالفعل الشرعي المأمور به إما أن يؤمر به أمراً جازماً فهو الواجب، وصفته الوجوب، وإما أن يؤمر به أمراً غير جازم فهذا يسمى سنة، وفي ذلك تفصيلات تذكر في الأصول، وهي التفريق بين السنة والندب والتطوع والمستحب.
وأما في علم العقائد فالمقصود بالسنة: ما يخالف البدعة، ولهذا جاءت مخالفة للبدعة ومعارضة لها في مثل قول حسان رضي الله عنه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الذوائب من فهر وإخوتهم ///////// قد بينوا سنة للناس تتبع
يرضى بها كل من كانت سريرته ///////// تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا
سجية تلك منهم غير محدثة ///////// إن الخلائق فاعلم شرها البدع
ولذلك كان مالك رحمه الله يقول:
فخير أمور الدين ما كان سنة ///////// وشر الأمور المحدثات البدائع
والسنة هنا المقصود بها ما يخالف البدعة، فالشيخ هنا ينظم رحمه الله كلام ابن أبي زيد في الرسالة، فإنه ذكر أن الإيمان لا يتم إلا باعتقاد، ولا يتم الاعتقاد إلا بقول، ولا يتم القول إلا بعمل، ولا ينفع اعتقاد وقول وعمل إلا بنية، ولا ينفع الاعتقاد والقول والعمل بالنية إلا بمتابعة السنة، والمقصود بذلك السنة عند أهل العقائد لا السنة عند من سواهم."
وسئل حفظه الله تعالى:
س: يذكر أهل العلم أن النجاة الأخروية مشروطة بالإيمان، فهل ينفع ذلك بدون عمل؟
فأجاب:
بالنسبة لما يذكره أهل العلم من أن النجاة الأخروية مشروطة بالإيمان، فهذا لا خلاف فيه بين الناس؛ لأن من لم يؤمن فإنه لو عمل أمثال الجبال من الأعمال الصالحة فإنها لا تنفعه، لقول الله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان:23]، ولقوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [النور:39].
فالمقصود أن من كان مؤمناً فإنه سيخرج من النار إذا مكث فيها قدر ما ينقيه؛ لأن الله سيقول: (وأخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما من كان كافراً بالله وليس في قلبه مثقال ذرة من إيمان فإنه إلى النار قطعاً، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفس محمد بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بي، إلا كبه الله على وجهه في النار)، فمن مات على الكفر سيدخل النار خالداً مخلداً لا يخرج منها أبداً، ومن مات وفي قلبه مثقال ذرة من إيمان فصاعداً فإنه لابد أن يخرج من النار حتى لو دخلها، وهذا المقصود بأن الإيمان شرط النجاة.
وكذلك حديث القبضة الربانية التي يقبضها الله سبحانه وتعالى من أهل النار فيدخلها الجنة، فإنه يحمل على من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان؛ لأن من ليس كذلك لا يدخل الجنة، ويمكن أن يحمل على الذين لم يكلفوا أصلاً، ولعلهم ممن دخل بسوق آدم، لأن آدم سيخرج بعث النار بأمر الله تعالى له من أرض المحشر، من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فتكون القبضة من هؤلاء، ولذلك جاء في حديث الشفاعة: (انتهت شفاعة الشافعين وبقيت شفاعة أرحم الراحمين)، فالله سبحانه وتعالى يشفع لمن لم يشفع له ممن في قلبه مثقال ذرة من إيمان، فهذه شفاعة أرحم الراحمين سبحانه وتعالى عندما تنقضي الشفاعات الأخرى.
وقال في درس أركان الإيمان (لا أدري هل هو موجود على الشبكة أم لا):
"إن الإيمان في اصطلاح المتشرعين من المسلمين يطلق على إطلاقين: فيطلق على الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله تعالى الذي ينجي صاحبه من عذاب النار، ويكون وسيلة لدخول الجنة، هذا هو تعريف الإيمان بمعناه العام الذي يشمل عمل القلب وعمل الجوارح، ويمكن أن نعرفه تعريفاً إحصائياً فنقول: هو التصديق بالجنان، والنطق باللسان، والعمل بالأركان، الذي يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان.
فـ (التصديق بالجنان) معناه: بالقلب.
و (النطق باللسان) أي: بالشهادتين، و (العمل بالأركان) معناه: بالجوارح، وهو الصلاة والزكاة والصوم والحج.
(الذي يزيد بالطاعات) فالإيمان يزيد بالطاعات، فكلما ازدادت طاعته ازداد الإيمان، (وينقص بالعصيان)، فكلما وقع الشخص في معصية نقص إيمانه بقسط تلك المعصية، وهذا التعريف هو الذي عليه جمهور سلف هذه الأمة.
وقد خالف فيه بعض التابعين من أهل العراق، منهم حماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة رحمهم الله، وكذلك أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي التيمي، وكذلك عدد من الذين يلونهم، ومنهم: أبو الحسن الأشعري علي بن إسماعيل رحمه الله، وكذلك منهم أبو منصور الماتريدي رحمه الله، فكل هؤلاء يرون أن الإيمان إنما يطلق على عمل الجنان فقط، على الاعتقاد بالقلب فقط، وأن الأعمال لا تدخل في مسماه، وهذا هو الإطلاق الثاني للإيمان.
واختلف هل هذا الخلاف حقيقي أو صوري؟ على قولين لأهل العلم: القول الأول: أنه خلاف حقيقي؛ لأنه ينبني عليه مسائل عقدية، منها قضية الإرجاء، فمن مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولكنه لم يصل ولم يزك وباشر الفواحش فما مصيره؟ هل هو إلى جنة أو إلى نار؟ فمذهب جمهور أهل العلم أنه صائر إلى الجنة بإيمانه؛ لأن كل من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله فمصيره الجنة، سواءٌ عذب في القبر أو دخل النار، فإن مكث ملايين السنين في النار لا بد أن يخرج منها بإيمانه ويدخل الجنة، فالله تعالى يدخل النار من شاء بسبب معصيته، ويخرجه منها بإيمانه، لكن من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله لا يخلد في النار أبداً، وهنا يعلم أن الأعمال مكملة لهذا الإيمان وزائدة في مفهومه، ومرسخة له.
كذلك من المسائل المبنية على هذا الخلاف مسألة زيادة الإيمان ونقصه، وقد اختلف فيها أهل العلم على ثلاثة أقوال: القول الأول: الإيمان يزيد وينقص مطلقاً.
وهذا المذهب هو الذي عليه جمهور أهل العلم، وهو الذي عقد له البخاري كتاب الإيمان في صحيحه، فذكر أنه يزيد وينقص، واستدل لذلك بالآيات الواردة في زيادة الإيمان في القرآن، مثل قول الله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة:124] , وكذلك قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ} [محمد:17] , وكذلك قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة:260] , وكذلك قوله تعالى: {لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح:4] , وغيرها من الآيات التي فيها التصريح بزيادة الإيمان، وزيادته تقتضي نقصه؛ لأن الشيء الذي يزيد معناه أنه يقبل النقص أيضاً.
القول الثاني: الإيمان لا يزيد ولا ينقص.
وهذا القول يقول به طائفة من الفقهاء يسمون (مرجئة الفقهاء)، وهو مخالف لما عليه جمهور أهل السنة والجماعة من لدن التابعين إلى زماننا هذا، فهؤلاء يرون أن الإيمان لا يقبل الزيادة والنقصان، وإنما هو الجزم بالقلب، فما كان يقبل الزيادة والنقصان فإنه متذبذب لم يصل إلى حد الثبات المطلوب في الإيمان، وهؤلاء الطائفة يؤولون هذه الآيات التي فيها زيادة الإيمان فيقولون: المقصود بها زيادة ما يؤمن الإنسان به، فعندما أنزلت سورة العلق مثلاً: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق:1 - 5] أول ما نزل من القرآن هذه الآيات من سورة العلق، ففي وقتها لم يكن يشترط على أهل الأرض إلا الإيمان بهذه الآيات فقط، فما لم ينزل من القرآن لا يجب عليهم الإيمان به، وكلما ازدادت سورة ونزلت سورة جديدة تزداد أفراد ما يلزم الإيمان به، حتى اكتمل القرآن فاكتمل الإيمان به، واكتملت السنة فاكتمل الإيمان بها، وهكذا.
ومن هنا فإن الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بداية الإيمان وماتوا قبل أن تكتمل الواجبات، كـ خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فهي أول من صدق برسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ومن الناس عموماً، ومع ذلك ماتت قبل فرض الصلاة، فلم تصل ولم تصم ولم تزك، هذه الفرائض تجددت بعدها، لكن لا يقتضي هذا نقصاً في إيمانها؛ لأن الإيمان الموجود هو ما قامت به، والذي كان موجوداً قد حققته وأتمته على أكمل الوجوه.
وكذلك الذين ماتوا بالمدينة قبل الهجرة ودفنوا إلى غير القبلة، فبعد الهجرة بسبعة عشر شهراً ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى الشام، هؤلاء الذين ماتوا إذ ذاك دفنوا إلى غير جهة القبلة؛ لأنهم دفنوا إلى الشام، فلذلك تشكك الناس فيهم كما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه في الصحيحين، لكن الواقع أنهم ماتوا على الإيمان وقد استكملوا ما نزل من الإيمان إذ ذاك، وما تجدد منه لم يكن تكليفاً لهم؛ لأنهم قد ماتوا قبل أن ينزل.
فهذا قول هذه الطائفة.
ولهم قول آخر في تأويل زيادة الإيمان المذكورة في الآيات، فقالوا: المقصود بزيادة الإيمان زيادة لازم الإيمان لا زيادته.
ولازمه هو شرطه وهو العمل، فالعمل شرط في الإيمان وليس شطراً فيه عندهم، لكن هذه التأويلات لا يحتاج إليها، فالأصل أن تبقى الآيات على فهمها الصحيح، وأن هذه الأعمال داخلة في مسمى الإيمان، وأنه يزيد وينقص.
القول الثالث في زيادة الإيمان ونقصه قول مروي عن الإمام مالك رحمه الله تعالى، وهو أن الإيمان يزيد ولا ينقص، قول بالتفصيل، ونحن ذكرنا القول الأول أن الإيمان يزيد وينقص.
وهذا القول يرى قائله أن الإيمان يزيد ولا ينقص, وسبب هذا القول أن الله تعالى ذكر في القرآن زيادة الإيمان ولم يذكر فيه نقصه، فلم يرد في القرآن ذكر لنقص الإيمان، وجاء فيه التصريح بزيادة الإيمان في عدد من الآيات، ومبنى الاعتقاد على التسليم المطلق، اعتقاد لا يرجع فيه إلى العقول المحضة؛ لما ذكرناه من أن الإيمان لا بد أن يكون جازماً لا يقبل الشك، وما أخذ عن طريق الجوارح يقبل الشك، فلذلك قال مالك رحمه الله: إن زيادة الإيمان ثابتة بالنص، ونقص الإيمان مفهوم بالعقل، وما كان وارداً بالنص فهو الاعتقاد، وما كان مأخوذاً بالعقل لا يجعل عقيدة يلزم بها الناس، فهذه رواية عنه، وإن كانت الرواية التي اشتهرت عن الإمام مالك رحمه الله موافقة لمذهب جمهور العلماء من أن الإيمان يزيد وينقص، وهي الراجح إن شاء الله تعالى.
والقول الراجح من هذه الأقوال الثلاثة هو أن الإيمان يزيد وينقص؛ لأن الزيادة مقتضية للنقص."
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا فيه بيان ما لعله جاء مجملا عن الشيخ لم يُفهِم مراده، ولم أر البرنامج أو الحلقة التي ينتقدها أخونا أبو فهر، لكني أظن بقرائن معلومة مشهورة أن الشيخ لم يكن عنده وقت كاف لتبيين مراده، وعليه فلا يصح أن يطار بكلمات مبتورات عنه، وإنما كان العتب عليك يا أبا فهر في ردي الأول في طريقة ردك لا في تكلفك الرد أصلا.
فكل أحد راد ومردود عليه، وهاهو الشيخ حفظه الله يقول: " ومثل هذا في اجتهادات المعاصرين والمتأخرين الذين يخالفهم كثير من الناس، فيشنون عليهم حرباً ضروساً، فتسمعون الآن كثيراً من علماء الإسلام الذين اشتهروا في العالم ونفع الله بهم كثيراً وانتشرت أقوالهم، يجتهدون في بعض المسائل فيخالفهم من سواهم، كالشيخ يوسف بن عبد الله القرضاوي حفظه الله، فله اجتهادات كثيرة جداً، وهو من عمالقة هذا العصر في المجال الفقهي، ومع ذلك فيخالفه كثير من الناس في اجتهاداته، ونحن نخالفه في كثير من اجتهاداته، لكن ليس معنى ذلك أننا نطعن فيه إذا خالفناه في الاجتهاد، بل نرى أننا إذا خالفنا مالكاً وهو أكبر فكيف لا نخالف القرضاوي! فمن هنا نعلم أن الجميع يخطئون ويصيبون، وأن ما أصابوا فيه لهم فيه أجران، وما أخطئوا فيه لهم فيه أجر، وهم معذورون في الخطأ الذي حصل منهم فيه، ولا نطعن في أحد منهم.
وقد قال ابن القيم رحمه الله: زلات العلماء أقذار وهم بحار، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.
ومن هنا فكثير من فقهائنا في هذه البلاد يفتون بعض الفتاوى التي لا نوافقهم عليها، لكنها لا تنقص احترامنا لهم بوجه من الوجوه، فنحن نقدرهم تقديراً عظيماً ونعلم أنهم أهل للتقدير؛ لأن الله ائتمنهم على وحيه وجعلهم يفتون الناس في دينهم، فكيف يأتمنهم الله على الوحي وهو لا يأتمن المفلسين على دينه أبداً، ونطعن نحن فيهم؟! فنحن نحترمهم ونقدرهم ونقدر العلم الذي يحملونه ونخدمهم بما نستطيع، لكن نعلم أنهم غير معصومين ولا نوافقهم في أخطائهم، ونعلم أننا نحن أيضاً نخطئ وأنهم يخالفوننا في أخطائنا ولا نلومهم إذا خالفونا.
ولذلك قال البويطي رحمه الله: لما ألف الشافعي كتابه سلمه إلي فقال: خذ هذا الكتاب على خطأ كثير فيه، قال: قلت: يا أبا عبد الله أصلحه لنا، قال: كيف وقد قال الله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} [النساء:82] أبى الله العصمة إلا لكتابه.
ومن هنا فكل الكتب المؤلفة فيها أخطاء، والكتاب الوحيد الذي ليس فيه خطأ هو القرآن الكريم المنزل من عند الله، أما ما عداه من الكتب حتى لو كان صحيح البخاري الذي تجاوز القنطرة، فلابد أن تلقى مسائل فيه هي محل إشكال، يختلف فيها الناس في فهمها وفي معناها، مثلاً في قوله: (وأجاز عمر بن الخطاب الشهادة على الشهادة في الحدود أو في الجارودي)، روايتان في صحيح البخاري، وكلتاهما روايتان صحيحتان عن البخاري رحمه الله أدرجهما في صحيحه؟! ومثل ذلك: (أن عمر بن عبد العزيز أجاز الكتاب في السن)، وكذلك: أن عمر قال: (إن من الربا أبواباً لا تخفى ومنها السلم في السن).
ما معنى السن في الموضعين؟ محل خلاف، كل شراح صحيح البخاري اختلفوا فيها وما عرفوا وجه الصواب فيها؛ فإذا كنت لا تأخذ كتاباً إلا إذا كان صواباً مائة في المائة فلن تأخذ إلا القرآن وستنبذ كل ما سواه.
ومن هنا فإن من يقرأ هذه الكتب لابد أن يكون غير متعصب، فإذا رأى فيها صواباً أخذ به، وإذا رأى فيها خطأً نقله من غير أن يأخذ به وبين خطأه، ومن هنا فالذين يسألون كثيراً اليوم عن دراسة الفروع الفقهية غير مقرونة بالأدلة وعن الحكم بذلك، إنما حصل الخطأ في فهمهم من هذا الوجه، حيث ظنوا أن هذه الفروع عزلت عن الكتاب والسنة وجعلت نداً لهما، والواقع أن هذا حاصل لدى بعض الناس، فبعض البلهاء قرءوا تلك الفروع مجردة؛ فتوهموا أنها هي زبدة الكتاب والسنة، وأن الكتاب والسنة قد مخضا فلم تبق فيهما فائدة نسأل الله السلامة والعافية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا خطأ في الفهم وابتعاد عن الشرع، وإذا راجع الإنسان نفسه عرف أنه خطأ كبير، وأنه لا يمكن أن يقول به أحد من المسلمين، ولذلك تجدون كثيراً من الناس يقولون: إنه لا يجوز العمل اليوم بالكتاب والسنة، من قال هذا؟ هل أرسل أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم من عند الله؟! هل نزل كتاب بعد القرآن؟! كيف يقال: لا يجوز العمل بالقرآن؟! القرآن يأمرنا بالعمل به، الله يأمرنا بالعمل به، والسنة هي آخر ما جاء من عند الله من الوحي منزلاً على محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك حصلت لي قضية مع إمام من الأئمة، كانت لدي محاضرة في مسجده، وسئلت فيها عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟ فذكرت أن هذا الأمر لم يقع في عصر الصحابة ولا في عصر التابعين ولا في عصر أتباع التابعين، وأن قاعدة أهل السنة: لو كان خيراً لسبقونا إليه، وهي مخالفة لقاعدة المشركين الذين يقولون: لو كان خيراً ما سبقونا إليه، ونحن نقول: لو كان خيراً لسبقونا إليه، وأنها إنما عرفت في القرن الرابع الهجري في بدايته في أيام العبيديين، فالشيخ هذا تقدم للتعقيب فقال: فعلاً هي سنة، ولكنها تأخرت مشروعيتها فشرعت في القرن الرابع من الهجرة، فقلت: الإمام يحدث عن جبريل لأنه نزل في القرن الرابع الهجري، وتعرفون أن الحكم في الشرع خطاب ربنا، وكل طلاب العلم درسوا في منظومة ابن عاشر الحكم الشرعي خطاب ربنا، فإذاً كيف تكون المشروعية في القرن الرابع الهجري؟! إن هذا من الأمور المضحكة التي يعجب لها الإنسان.
ومثل ذلك ما يحصل في المقابل أيضاً من أن بعض الناس يتعصب ضد هذه الفروع الفقهية التي جمعت ويسرت وسهلت وهي خدمة للكتاب والسنة، وفي المقابل لا يستطيع هو أن يوجد بديلاً عنها، إذا سألته عن تصحيح صلاة أو عقد نكاح أو عقد بيع أو أي عقد من العقود ليس لديه حل؛ لأنه لم يقرأ من الشرع إلا أحاديث محصورة فقط، ليكن في أحسن الأحوال قرأ العمدة وهي أربعمائة حديث في الأحكام، لكن يا أخي! بقي الكثير، فأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي وصلت إلينا أكثر من ثلاثمائة ألف حديث تقريباً، وأحاديث الأحكام منها أحد عشر ألف حديث تقريباً، وأنت ما درستها كلها ولا أحطت بها، فلذلك لو لم تطلع على دليل فرع من الفروع فليس معنى ذلك أنه لا وجود له، ومن القواعد المسلمة في الفقه: أن عدم العلم بالشيء ليس علماً بعدمه، أي: إذا لم تعلم أنت بهذا الشيء فليس معنى ذلك أنك تعلم عكسه، ومن هنا فيمكن أن تقول: لم أطلع على دليل الفرع الفلاني، لكن لا يمكن أن تقول: الفرع الفلاني ليس عليه دليل، وهذا ما يتجاسر عليه كثير من صغار الطلبة يقولون: المسألة الفلانية قالها خليل في المختصر، أو ابن أبي زيد في الرسالة وليس عليها دليل، أقول: يا أخي! من أين لك أنها ليس عليها دليل؟! حسناً نحن عرفنا أنك لا تعرف دليلها، ولكن ما يدريك أنها ليس عليها دليل؟! هل أحطت بكل الأدلة؟! إن مثل هذا النوع هو من الجسارة والشناعة في الدين التي تؤدي إلى التطرف والتعصب، وهذا النوع هو الذي ينبغي أن يسمى بالتزمت في زماننا هذا، إذا كان التزمت موجوداً فالتزمت مقصود به نبذ الاجتهاد في محل الاجتهاد، أو محاربة الدليل في محل الدليل، والطعن في الدليل عند وجوده هو من التزمت والبقاء مع تقليد آخرين، وأنا أضرب مثلاً للتقريب هو: أن الصبي الصغير إذا مر من حوله إنسان تعلق بثيابه يريد أن يحمله؛ لأنه ضعيف عن المشي عاجز عنه فيريد من يحمله للمسافة، كذلك الجاهل يقلد غيره ويتعلق به؛ لأنه عاجز عن أن يأخذ الحكم من الدليل فيتعلق بغيره فيمسك ثيابه يريد أن يحمله، فهي عادة صبيانية مازالت موجودة ينشأ عليها بعض الصبيان وتستمر معهم طيلة حياتهم، ولا ننكر أن بعض الناس عليهم أن يسألوا أهل الذكر إن كانوا لا يعلمون، لكن مع هذا ينبغي لمن سأل أهل الذكر في مسألة أن يسأل عن دليلها حتى يأخذ على بينة ويترك على بينة."
فالإنصاف الإنصاف، أخي الكريم، ومثلك لا يحتاج للذكرى بأدب الخلاف وأدب مخاطبة العلماء، وشهادتي لله تعالى أن الرجل عالم في زمن تزيى فيه الكثيرون بهذا اللقب بهرجا.
والله يغفر لي ولك.
وأسأل الله أن يبعد عني و عنك الشيطان ونزغه.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 01:56]ـ
واختلف هل هذا الخلاف حقيقي أو صوري؟ على قولين لأهل العلم: القول الأول: أنه خلاف حقيقي؛ لأنه ينبني عليه مسائل عقدية، منها قضية الإرجاء، فمن مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولكنه لم يصل ولم يزك وباشر الفواحش فما مصيره؟ هل هو إلى جنة أو إلى نار؟ فمذهب جمهور أهل العلم أنه صائر إلى الجنة بإيمانه؛ لأن كل من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله فمصيره الجنة، سواءٌ عذب في القبر أو دخل النار، فإن مكث ملايين السنين في النار لا بد أن يخرج منها بإيمانه ويدخل الجنة، فالله تعالى يدخل النار من شاء بسبب معصيته، ويخرجه منها بإيمانه، لكن من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله لا يخلد في النار أبداً، وهنا يعلم أن الأعمال مكملة لهذا الإيمان وزائدة في مفهومه، ومرسخة له.
هذا الكلام غريب، لأن الشيخ صور ثمرة الخلاف وفيصل التفرقة بين المرجئة وأهل السنة بشكل جيد بقوله: " فمن مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولكنه لم يصل ولم يزك وباشر الفواحش فما مصيره؟ "، والغريب أنه قال بعده: " فمذهب جمهور أهل العلم أنه صائر إلى الجنة بإيمانه لأن كل من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله فمصيره الجنة .... وهنا يعلم أن الأعمال مكملة لهذا الإيمان وزائدة في مفهومه، ومرسخة له "
فإذا كان هذا هو مذهب جمهور أهل العلم فما هو مذهب المرجئة؟ السبر والتقسيم يقتضي أن يكونوا قائلين بأنه في النار، لأنه ليس ثمة إلا جنة أو نار، فإذا ذهب (جمهو أهل العلم) للأول لم يبق للمرجئة إلا الثاني!!
وهكذا صار المرجئة هم أهل السنة، وجمهور أهل العلم هم المرجئة!!.
ثم هو مخالف لقول الشيخ في اللقاء المذكور:
كيف يكون الإنسان تاركاً للصلاة أو للصوم أو للحج ويكون مؤمناً؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 02:12]ـ
هذا الكلام غريب، لأن الشيخ صور ثمرة الخلاف وفيصل التفرقة بين المرجئة وأهل السنة بشكل جيد بقوله: " فمن مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولكنه لم يصل ولم يزك وباشر الفواحش فما مصيره؟ "، والغريب أنه قال بعده: " فمذهب جمهور أهل العلم أنه صائر إلى الجنة بإيمانه لأن كل من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله فمصيره الجنة .... وهنا يعلم أن الأعمال مكملة لهذا الإيمان وزائدة في مفهومه، ومرسخة له "
فإذا كان هذا هو مذهب جمهور أهل العلم فما هو مذهب المرجئة؟ السبر والتقسيم يقتضي أن يكونوا قائلين بأنه في النار، لأنه ليس ثمة إلا جنة أو نار، فإذا ذهب (جمهو أهل العلم) للأول لم يبق للمرجئة إلا الثاني!!
وهكذا صار المرجئة هم أهل السنة، وجمهور أهل العلم هم المرجئة!!.
ثم هو مخالف لقول الشيخ في اللقاء المذكور:
بل ثمة جنة ونار ونار ثم جنة.
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 07:07]ـ
كلام الشيخ وكلامي في المآل والمصير.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 07:27]ـ
كلام الشيخ وكلامي في المآل والمصير.
فإذا كان ذلك كذلك فلا خلاف بين أهل السنة والأشاعرة بل والمرجئة، والخلاف يكون مع المعتزلة والخوارج.
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 01:37]ـ
أخي بارك الله فيك هذه هي المسألة:
" فمن مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولكنه لم يصل ولم يزك [تارك لجنس الأعمال] وباشر الفواحش فما مصيره؟ "
وهذه محل خلاف المرجئة لأهل السنة ..
أما الخوارج والمعتزلة فالخلاف معهم في هذه المسألة:
" من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وقارف الكبائر أو ترك بعض الأعمال فما مصيره؟ "
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 01:50]ـ
أخي بارك الله فيك هذه هي المسألة:
" فمن مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولكنه لم يصل ولم يزك [تارك لجنس الأعمال] وباشر الفواحش فما مصيره؟ "
وهذه محل خلاف المرجئة لأهل السنة ..
أما الخوارج والمعتزلة فالخلاف معهم في هذه المسألة:
" من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وقارف الكبائر أو ترك بعض الأعمال فما مصيره؟ "
يا أخي الحبيب
هذا الذي تقول أنه محل خلاف بين أهل السنة والمرجئة هنا، ما هو جواب كل من الفريقين عنه؟
وأظنه بهذا يزال كثير من الإشكالات المطروحة، وفقني الله وإياك.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 02:08]ـ
إضافة مهمة حتى لا نخرج عن المسار
هل تفرق بارك الله فيك أيضا بين الترك كسلا لجنس العمل، والترك جحودا؟
وهل هناك فرق بين الأركان الأربعة وغيرها أم لا؟
حفظك الله ورعاك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 12:17]ـ
الأخوان الفاضلان دخلنا الآن في بابة أخرى ..
موضوعنا كان عن عدم تحرير الشيخ لمذهب الأشاعرة ..
ونقلنا أبو الحسنات الآن لعدم تحرير الشيخ لمذهب أهل السنة ..
وسيتشعب الأمر ..
ولو فتح أبو الحسنات موضوعاً يناقش فيه عبارة الشيخ التي نقلها لكان مهماً ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 10:34]ـ
قال الشيخ العلامة المتفنن محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي حفظه الله تعالى في درس مسائل الإيمان (موجود على موقعه):
يا أبا جهاد:
هات يدك لأقبلها ... فكم نحتاج اليوم إلى التحقيق!؟!
و كم نحتاج إلى إعادة تصوراتنا عن كثير من المفاهيم الشرعية التي نشرها مشوّهة في الامة منذ عقود كثيرة ما يسميه العلامة القرضاوي بالظاهرية الجديدة!؟!
و أنا هنا أنصر الأستاذ أبا فهر في حقه البقاء في محل البحث و لمن شاء فتح موضوع في بعض متعلقات هذه المسائل فله ذلك ... نعم فكم عانيت ههنا ممن شغب و شغب على كثير من محال بحثي ثم راح يكثر من الافتراءات بهروبي!!؟!!
ـ[عبيد السلمي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 04:14]ـ
ما يسميه العلامة القرضاوي بالظاهرية الجديدة!
الظاهرية هنا مصطلح يراد به مذهب الظاهرية الفقهاء وليس يعني ما ترمي اليه!
وإلا فالقرضاوي من أبرز الظاهرية في مصطلح القوم!
... نعم فكم عانيت ههنا ممن شغب و شغب على كثير من محال بحثي ثم راح يكثر من الافتراءات بهروبي!!؟!! [/
كل ذلك بسبب أنك تحتاج للتواضع وحسن الاسلوب وعدم مصادمة التيار وأن تكلم الناس بما يعقلون!
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 09:16]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد الاخوة الكرام أيكم قرأ تحقيق شعيب الأرنؤوط لشرح ابن رجب للخمسين حديثا حتى لا أقول الأربعين النووية الموسومة"جامع العلوم و الحكم"حيث يناقش الجمهور في أن الايمان يزيد و ينقص و أنه اذا كان الأحناف فيهم نسبة من الإرجاء فان في الجمهور نسبة نسبة من الخوارج؟ و كل ذلك رغبة في التمحيص و التدقيق علما بأن رأيي الخاص في المسألة بينته في باب صحيح الاعتقاد من كتابي"الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماع"المجلد الأول و الله يوفق الجميع لصحيح الاعتقاد(/)
كلمة مؤثرة عن الاخلاص للشيخ محمد الشنقيطي
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 10:30]ـ
كلمة مؤثرة عن الاخلاص للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله
http://www.salafishare.com/arabic/24IRDZPOWP1A/31AER09.wma
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 02:43]ـ
http://www.ansarallah.com/play_audio.php?audio=121 (http://www.ansarallah.com/play_audio.php?audio=121)
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 09:53]ـ
الحمد لله رب العامين والصلاة والسلام على نبينا محمد,,
جزاكم الله خير ورفع الله قدر الشيخ,,(/)
نظرة جديدة في تحريم الاسبال للخيلاء
ـ[التقرتي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 05:33]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
في هذا البحث سابين ان شاء الله صحة مذهب الجمهور في تحريم الاسبال للخيلاء فقط و قد انتشر في عصرنا الحال قول تحريم الاسبال مطلقا حتى ظن بعض الناس انها مسألة منتهية و لا نقاش فيها و انها لا يسوغ فيها الخلاف و هذا خطأ كبير و هو تعدي ايضا على خيرة السلف الذين قالوا بتقييد الاسبال بالخيلاء
انبه الاخوة ان اغلب الكلام منقول من رسالة الشيخ عبد الوهاب مهية
ورد في الاسبال عدة احاديث هي
قال رسول الله عليه الصلاة و السلام من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة متفق عليه وهو من حديث عبد الله بن عمر (ر) أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه وكذا مالك وأحمد من طرق كثيرة عن ابن عمر به وقال الترمذي حديث حسن صحيح وزاد البخاري والنسائي وأحمد في رواية لهم (قال أبو بكر يا رسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال النبي (ص) لست ممن يصنعه خيلاء وزاد أحمد في رواية من طريق نافع قال وأخبرني سليمان بن يسار أن أم سلمة ذكرت النساء فقال ترخي شبرا قالت إذن تنكشف قال فذراعا لايزدن عليه.
قال الرسول صلي الله عليه و سلم:
" من جر ثوبه خيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة "البخاري
وقال صلي الله عليه وسلم:
"لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا " البخاري
ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار "رواه البخاري و غيره. راجع الصحيحة: 2037
إزرة المؤمن إلي عضلة ساقيه. ثم إلي الكعبين.فما كان أسفل من ذلك ففي النار " انظر صحيح الجامع
إزرة المؤمن إلي نصف الساق. ولا جناح عليه فيما بينه و بين الكعبين. ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار. من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه " انظر صحيح الجامع
"إن الله لا ينظر إلي مسبل الإزار "انظر الصحيحة: 1656
حديث أبي ذر رضي الله عنه:" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار. قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال:"المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب". رواه مسلم برقم (106).
حديث من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار.صحيح صححه الالباني في صحيح الجامع برقم 6592
قال جابر بن سليم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة) صححه الترمذي رقم 2722
حديث ايضا ما رواه أبي بكرة رضي الله عنه عند البخاري 5785 قال:
خسفت الشمس و نحن عند النبي صلي الله عليه وسلم. فقام يجر ثوبه مستعجلا حتي أتي المسجد. و ثاب الناس (أي رجعوا إلي المسجد بعد أن كانوا خرجوا منه ء الفتح) فصلي ركعتين. فجلي عنها. ثم أقبل علينا و قال:
" إن الشمس و القمر آيتين من آيات الله. فإذا رأيتم منها شيئا فصلوا و ادعوا الله حتي يكشفها "
(من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام) رواه أبو داود، وهو صحيح
المناقشة:
كل الخلاف يدور حول حمل المطلق على المقيد فلننظر ادن حديث ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار
و حديث من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في (التخويف من النار 1/ 118): وفي مسند الإمام أحمد عن هبيب بن المغفل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:" من وطئ إزاره خيلاء وطئه في النار" وهو يبين معنى ما في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار "، أن المراد ما تحت الكعب من البدن والثوب معا وأنه يسحب ثوبه في النار كما يسحبه في الدنيا خيلاء.اهـ
الحكم واحد في كلتا الحالتين ادن يدل ان الخيلاء قيد معتبر و ان الاسبال محمول على الخيلاء في كلتا الحالتين و الحديثان صحيحان و الثاني صححه الالباني فارجعوا للمصادر.
ننظر للحديثين الان "لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا " البخاري
(يُتْبَعُ)
(/)
حديث أبي ذر رضي الله عنه:" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار. قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال:"المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب". رواه مسلم برقم (106).
من قال ان الله لا ينظر اليه عقوبة ثانية غير ما اسفل القدمين في النار نقول له كذلك لا يكلمه الله عقوبة ثالثة لان النظر و الكلام صفتان ادن حسب من قال انه لا يحمل المطلق على المقيد لان الحكم يختلف اصبح عنده ثلاث حالات فالاسبال هنا ليس هو الاسبال للخيلاء و هذا باطل قطعا و منه نفهم ان كلا الاسبالين قصد به الخيلاء و انه سواء ما تحت قدميه في النار او ان الله لا ينظر اليه و لا يكلمه فهو امر واحد و من قال نفرق لان الحكم ليس واحد الزمناه كذلك باعتبار عدم تكليم الله له حكما جديدا و لا شك ان هذا القول فاسد و هنا نذكر خطأ يقع فيه الكثير و هو ان قاعدة حمل المطلق على المقيد لها شروط ان توفرت حملناه و ان لم تتوفر ماذا بفعل ? ??? هذا لا يعني اننا لا نحمله فلم يقل واحد من اهل العلم انه ان لم يتحد الحكم لا نحمل المطلق على المقيد في كل الحالات قطعا انما قالوا لا نطبق قاعدة حمل المطلق على المقيد لكنه قد يقيد المطلق لقرائن او لاسباب اخرى و قولهم اننا نحمله ان اتحد الحكم لا يستفاد منه الضد, قد يحمل ليس حسب القاعدة انما لقرائن كما سنبينه بعد قليل.
حديث من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام
هل سنعتبر ايضا ان قوله عليه الصلاة و السلام فليس من الله في حل ولا حرام حكم اخر!!!!
من هنا يتبين فساد قول من لم يحمل المطلق على المقيد
و نزيد حديث إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة.
هذا دليل ان المخيلة هي المقصودة من التحريم , هذا يدل ان الصفة خرجت مخرج الغالب ادن لم يقصد التفريق بين الاسبال و الاسبال للخيلاء اد ان المظنة واحدة في ذلك العصر.
و نزيد دليل اخر قوله عليه الصلاة و السلام لابي بكر الصديق لست ممن يصنعه خيلاء.
القاعدة ان العبرة بعموم اللفظ و ليس بخصوص السبب ادن كون الصديق يتعاهده او لا فلا يغير ذلك في اللفظ انه لا يفعله خيلاء و لو لم يكن للخيلاء دور في التحريم لما استقام لفظ الحديث اد انه لو كان يوجد فرق بين الاسبال و الاسبال للخيلاء لكان جواب رسول الله عليه الصلاة و السلام بمعنى ان ابا بكر لا يفعله عمدا لكن الحاق ذالك بالخيلاء رغم ان سقوط ثوبه واضح انه لغير خيلاء لزم ان مناط الحكم هو الخيلاء.
من قال من العلماء بان الاسبال المحرم هو الاسبال للخيلاء ?
جاء في (كشاف القناع للبهوتي 1/ 277):
قال أحمد في رواية حنبل:" جر الإزار وإسبال الرداء في الصلاة إذا لم يرد الخيلاء فلا بأس"
و في (المجموع) شرح (المهذب) للنووي رحمه الله:
" يحرم اطالة الثوب والإزار والسراويل على الكعبين للخيلاء، ويكره لغير الخيلاء، نص عليه الشافعي في (البويطي) وصرح به الأصحاب."
جاء في (الآداب الشرعية) لابن مفلح الحنبلي، في فصل (في مقدار طول الثوب للرجل والمرأة وجر الذيول)؛ قال صاحب 'المحيط ‘ من الحنفية:" وروي أن أبا حنيفة رحمه الله ارتدى برداء ثمين قيمته أربعمائة دينار، وكان يجره على الأرض فقيل له: أولسنا نهينا عن هذا؟ فقال: إنما ذلك لذوي الخيلاء ولسنا منهم ".
واختار الشيخ تقي الدين رحمه الله عدم تحريمه ولم يتعرض لكراهة ولا عدمها. وقال أبو بكر عبد العزيز: يستحب أن يكون طول قميص الرجل إلى الكعبين وإلى شراك النعل وهو الذي في المستوعب , قال أبو بكر: وطول الإزار إلى مد الساقين , قال وقيل إلى الكعبين. اهـ
و قال ابن عبد البر رحمه الله في (التمهيد3/ 244):
الخيلاء: التكبر، وهي الخيلاء، والمخيلة. يقال منه: رجل خال ومختال شديد الخيلاء، وكل ذلك من البطر والكبر والله لا يحب المتكبرين، ولا يحب كل مختال فخور.
وهذا الحديث يدل على أن من جرّ إزاره من غير خيلاء ولا بطر، أنه لا يلحقه الوعيد المذكور. غير أن جرّ الإزار والقميص وسائر الثياب مذموم على كل حال. وأما المستكبر الذي يجر ثوبه فهو الذي ورد فيه ذلك الوعيد الشديد.
وجاء في (شرح صحيح مسلم للنووي رحمه الله 2/ 116):
(يُتْبَعُ)
(/)
"وأما قوله صلى الله عليه وسلم:" المسبل إزاره " فمعناه المرخى له الجار طرفه خيلاء كما جاء مفسرا فى الحديث الآخر" لا ينظر الله الى من يجر ثوبه خيلاء "، والخيلاء الكبر وهذا التقييد بالجر خيلاء يخصص عموم المسبل ازاره ويدل على أن المراد بالوعيد من جره خيلاء. وقد رخص النبىّ صلى الله عليه وسلم فى ذلك لأبي بكر الصديق رضى الله عنه وقال:" لست منهم "، إذ كان جره لغير الخيلاء "
و قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (22\ 138):
والفعل الواحد فى الظاهر يثاب الإنسان على فعله مع النية الصالحة ويعاقب على فعله مع النية الفاسدة. وضرب عدة أمثلة ثم قال: وكذلك اللباس فمن ترك جميل الثياب بخلا بالمال لم يكن له أجر، ومن تركه متعبدا بتحريم المباحات كان آثما، ومن لبس جميل الثياب إظهارا لنعمة الله وإستعانة على طاعة الله كان مأجورا، ومن لبسه فخرا وخيلاء كان آثما، فإن الله لا يحب كل مختال فخور. ولهذا حرم إطالة الثوب بهذه النية كما فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله يوم القيامة إليه " فقال أبوبكر: يا رسول الله إن طرف إزارى يسترخى إلا أن أتعاهد ذلك منه؟ فقال:" يا أبا بكر إنك لست ممن يفعله خيلاء ". وفى الصحيحين عن النبى أنه قال:" بينما رجل يجر إزاره خيلاء إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ". فهذه المسائل ونحوها تتنوع بتنوع علمهم وإعتقادهم.اهـ (أي بحسب نياتهم و مقاصدهم).
وقال رحمه الله في (شرح العمدة 4/ 363):
وهذه نصوص صريحة في تحريم الإسبال على وجه المخيلة، والمطلق منها محمول على المقيد، وإنما أطلق ذلك؛ لأن الغالب أن ذلك إنما يكون مخيلة. ثم قال: ولأن الأحاديث أكثرها مقيدة بالخيلاء فيحمل المطلق عليه، وما سوى ذلك فهو باقٍ على الإباحة، وأحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة. اهـ
و قال الذهبي رحمه الله في (الكبائر ص215): الكبيرة الخامسة والخمسون: إسبال الإزار والثوب واللباس والسراويل تعززا وعجبا وفخرا وخيلاء. قال الله تعالى (ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور).اهـ
و قال الشوكاني رحمه الله في (نيل الأوطار):
الحديث يدل على تحريم جر الثوب خيلاء. والمراد بجره هو جره على وجه الأرض وهو الموافق لقوله صلى الله عليه وسلم:"ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار". وظاهر التقييد بقوله: خيلاء , يدل بمفهومه أن جر الثوب لغير الخيلاء لا يكون داخلا في هذا الوعيد.اهـ
و الشوكاني كما تعلمون ضليع في اصول الفقه و لا تخفى عليه قاعدة المطلق و المقيد.
و قال الصنعاني رحمه الله في (سبل السلام4/ 158):
والمراد: جر الثوب على الأرض، وهو الذي يدل له حديث البخاري " ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار". وتقييد الحديث بالخيلاء دال بمفهومه أنه لا يكون من جره غير خيلاء داخلا في الوعيد. وقد صرح به ما أخرج البخاري وأبو داود والنسائي أنه قال أبو بكر رضي الله عنه لما سمع هذا الحديث: إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم:"إنك لست ممن يفعله خيلاء"، وهو دليل على اعتبار المفاهيم من هذا النوع. اهـ
و جاء في (طرح التثريب) للحافظ أبي زرعة العراقي رحمه الله:
التقييد بالخيلاء يخرج ما إذا جره بغير هذا القصد , ويقتضي أنه لا تحريم فيه وقد تقدم من صحيح البخاري وغيره قول أبي بكر رضي الله عنه:" إن أحد شقي ثوبي يسترخى إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لست تصنع ذلك خيلاء " وبوب البخاري في صحيحه باب: من جر إزاره من غير خيلاء , وأورد فيه هذا الحديث وحديث أبي بكرة:" خسفت الشمس ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام يجر ثوبه مستعجلا حتى أتى المسجد ... الحديث".اهـ
و قال الباجي رحمه الله في (المنتقى7/ 226):
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله صلى الله عليه وسلم " الذي يجر ثوبه خيلاء " يريد كبرا. وقال عيسى بن دينار عن ابن القاسم: الخيلاء الذي يتبختر في مشيه , ويختال فيه ويطيل ثيابه بطرا من غير حاجة إلى أن يطيلها ولو اقتصد في ثيابه ومشيه لكان أفضل له , قال الله عز وجل (والله لا يحب كل مختال فخور). وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أرخص في الخيلاء في الحرب , وقال:" إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموضع ". ومعنى ذلك والله أعلم لما فيه من التعاظم على أهل الكفر والاستحقار لهم والتصغير لشأنهم.
و قال: وقوله صلى الله عليه وسلم " الذي يجر ثوبه خيلاء " يقتضي تعلق هذا الحكم بمن جره خيلاء أما من جره لطول ثوب لا يجد غيره أو عذر من الأعذار فإنه لا يتناوله الوعيد. وقد روي " أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما سمع هذا الحديث قال: يا رسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لست ممن يصنعه خيلاء ". وروى الحسن بن أبي الحسن البصري عن أبي بكرة: " خسفت الشمس ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام يجر ثوبه مستعجلا حتى أتى المسجد ".اهـ
وجاء في (فيض القدير للمناوي رحمه الله 5/ 420):
أي محل الإزار " ففي النار " حيث أسبله تكبرا كما أفهمه خبر " لا ينظر الله إلى من يجر ثوبه خيلاء " فكنى بالثوب عن بدن لابسه ومعناه: أن الذي دون الكعبين من القدم يعذب عقوبة له فهو من تسمية الشيء باسم ما جاوره أو حل فيه.
و فيه أيضا: (المسبل إزاره) الذي يطوّل ثوبه ويرسله إذا مشى تيهاً وفخراً (خيلاء) أي يقصد الخيلاء بخلافه لا بقصدها ولذلك رخص المصطفى صلى اللّه عليه وسلم في ذلك لأبي بكر حيث كان جره لغير الخيلاء. اهـ
و قال السيوطي رحمه الله في (تنوير الحوالك 1/ 217):
" ما أسفل من ذلك "، (ما) موصولة و (أسفل) بالنصب خبر كان محذوفة والجملة صلة. ويجوزكون (ما) شرطية و (أسفل) فعل ماض. (ففي النار) أي محله من الرجل وذلك خاص بمن قصد به الخيلاء.
و في (الديباج 1/ 121):
" المسبل إزاره المرخي له الجار طرفيه خيلاء فهو مخصص بالحديث الآخر "لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء "، وقد رخص صلى الله عليه وسلم في ذلك لأبي بكر حيث كان جره لغير الخيلاء."
وقال السندي في حاشيته على (سنن النسائي) في شرح حديث" ثلاثة لا يكلمهم الله ... ومنهم المسبل": "المسبل" من الإسبال بمعنى الإرخاء عن الحد الذي ينبغي الوقوف عنده والمراد إذا كان عن مخيلة والله تعالى أعلم.
و في حاشيته على (البخاري4/ 24) قال معلقًا على حديث " ما أسفل من الكعبين فهو في النار": أي إذا كان ذلك خيلاء.
و هو اختيار البخاري رحمه الله في جامعه الصحيح حيث عقد بابًا و ترجم له: من جر إزاره من غير خيلاء. و ذكر تحته حديثين؛
أحدهما عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال:" من جر ثوبه خيلاء لم ينظر اللَّه إليه يوم القيامة، فقال أبو بكر: يا رسول اللَّهِ إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: إنك لست ممن يفعله خيلاء ".
و الآخر عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:" خَسَفَتْ الشَّمْسُ وَنَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ مُسْتَعْجِلاً حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ وَثَابَ النَّاسُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَجُلِّيَ عَنْهَا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَالَ:" إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئاً فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يَكْشِفَهَا ".
و أورد أبو عوانة في مسنده الصحيح حديث ابن عمر رضي الله عنهما و خرجه من وجوه و أردفه بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:" إزرة المؤمن ... " و ترجم عليها: (الأخبار الناهية عن جر الرجل إزاره بطرا وخيلاء والتشديد فيه والدليل على أن من لم يرد به خيلاء لم تكن عليه تلك الشدة).
(يُتْبَعُ)
(/)
و ذكر ابن حبان في صحيحه: باب: ذكر الزجر عن إسبال المرء إزاره إذ الله جل وعلا لا ينظر إلى فاعله، وذكرحديث المغيرة بن شعبة قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بحجزة سفيان بن أبي سهيل فقال:" يا سفيان لا تسبل إزارك، فإن الله لا ينظر إلى المسبلين". (رقم5442)
ثم ذكر بعده (باب): ذكر العلة التي من أجلها زجر عن هذا الفعل، و ذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما:" من جر ثيابه من مخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة ". رقم (5443)
وكان قد ذكر في موطن آخر من صحيحه (2/ 281) حديث أبي جري الهجيمي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إنا قوم من أهل البادية، فعلمنا شيئا ينفعنا الله به، فقال: " لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك، ووجهك إليه منبسط. وإياك وإسبال الإزار، فإنه من المخيلة، ولا يحبها الله. وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك، فلا تشتمه بما تعلم فيه، فإن أجره لك، ووباله على من قاله".
قال أبو حاتم (ابن حبان): الأمر بترك استحقار المعروف أمر قصد به الإرشاد. والزجر عن إسبال الإزار زجر حتم لعلة معلومة، وهي الخيلاء، فمتى عدمت الخيلاء، لم يكن بإسبال الإزار بأس. والزجر عن الشتيمة، إذا شوتم المرء، زجر عنه في ذلك الوقت، وقبله، وبعده، وإن لم يشتم. اهـ
ومما يدل على أن قوله "ما أسفل الكعبين .. " داخلة في معنى "من جرّ ثوبه ... "؛ أن الصحابة الذين رووا اللفظ الأول كانوا يحتجّون على المسبلين باللفظ الثاني. فعن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة ورأى رجلا يجر إزاره، فجعل يضرب الأرض برجله وهو أمير على البحرين، وهو يقول: جاء الأمير، جاء الأمير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله لا ينظر إلى من يجر إزاره بطرًا " رواه الشيخان و اللفظ لمسلم.
فالواضح ان احتجاج ابي هريرة باللفظ الثاني يدل على ان الخيلاء قيد و لو كان يوجد فرق بين الاسبال من غير خيلاء او لا في العقوبة لاستدل بحديث اسفل القدمين اد ان الاصل في المسلم براءة الذمة و نحسن الظن به فلا نتهمه بالخيلاء من دون دليل ادن فغضب ابي هريرة يدل على ان الغالب في ذلك الزمان ان الاسبال لا يكون الا لخيلاء لذلك كان نهي رسول الله عليه الصلاة و السلام و غضب ابي هريرة فان كان بلد الناس فيه لا تسبل نعم منع الاسبال لكثرة المظنة ان المسبل لا يفعلها لا للخيلاء لكن ببلد يسبلون من غير خيلاء فالظاهر انه لا مشكل في ذلك و الله اعلم
و قد أُشكل على بعض الأفاضل كون الأمرين وردا جميعًا في حديث واحد؛ و هو حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: " إزرة المؤمن إلى إنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه و بين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار، ما أسفل من ذلك ففي النار. لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا ". و هذا لفظ الإمام مالك رحمه الله في الموطأ، و هو أصحها. و زعم بعضهم أن الجمع بين العقوبتين في لفظ واحد دليل على اختلافهما.
و الجواب: أن قوله " لا ينظر الله يوم القيامة ... " في الحديث هو تذييل لتقرير حكم و تعليله. و لذلك لم تعطف على ما قبلها، كما في الرواية السابقة، و إن كان قد أثبت بعضهم حرف العطف و لكن هذه أرجح. و المعنى: أن من أسبل ثوبه خيلاء وكبرًا، حق له أن يطأ في النار إلى كعبيه، لأن الله لا يرحمه يوم القيامة بل يمقته. و هذا ما فهمه الإمام مالك من الحديث، حيث أورده في (باب) ما جاء في إسبال الرجل ثوبه.
و الدليل " ما أسفل الكعبين " يراد به الإسبال، حديث جابر بن سليم رضي الله عنه الطويل وفيه:" وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيتَ فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة " رواه أحمد (4/ 64) و أبو داود (4084) و ابن حبان في صحيحه (521) و غيرهم.
و نظيره حديث ابن عمر رضي الله عنهما:" الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ". رواه ابن أبي شيبة في المصنف، و أبو داود (4094) والنسائي (8/ 208) وابن ماجة (3576) وغيرهم من طريق عبد العزيز بن أبي رواد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد أجمل الإسبال المنهي عنه ثم بيّن المقصود بالنهي. فهل يصلح أن يقال: أنّ فيه حكمين؛ الإسبال مطلقًا، و الجر خيلاء؟؟؟ لا يمكن ذلك و لا يستقيم، لأنك أنّى توجهت وجدت الإسبال مرادفًا للجرّ و مقيّدًا بالمخيلة.
و من العلماء من قال: أن الوصف بالخيلاء خرج مخرج الغالب، والقيد إذا خرج مخرج الغالب فلا مفهوم له عند عامة الأصوليين - كما قال الشيخ بكر أبو زيد - كما في قوله: (و ربائبكم اللاتي في حجوركم)، فبنت المرأة محرمة على زوجها، ربيبة كانت عنده أم لا، ونحو قوله: (ولا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة)، فالربا قليلُه وكثيرُه حرام.
و الجواب: أن إلحاق هذه المسألة بما ذكر لا يستقيم لوجود الفارق؛ ذلك لأن دليل القيد بالخيلاء ليس بالمفهوم و إنما هو بالمنطوق و هو قوله صلى الله عليه و سلم لأبي بكر رضي الله عنه: " إنك لست ممن يفعله خيلاء ".
و يقطع كلَّ تأويل حديثُ ابن عمر رضي الله عنهما الذي فيه:" من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة " رواه مسلم (2085) و أبو عوانة (8585) و غيرهما.
و هو نص صريح في أن الإسبال لا يحرم إلا إذا قُصد به الإختيال، و فيه أيضًا رد على من يزعم أن الإختيال يحصل بمجرد الإسبال و لو لم يخطر ببال المسبل.
و من الأدلة التي تعلق بها القائلون بحرمة الإسبال مطلقًا، حديث ابن عمر رضي الله عنهما من رواية نافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة: فكيف يصنعن النساء بذيولهن؟ قال: يرخين شبرًا. فقالت: إذا تنكشف أقدامهن؟ قال: فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه." رواه النسائي (5336) و الترمذي (1731) و قال: حسن صحيح.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في (الفتح 10/ 259): ويستفاد من هذا الفهم التعقب على من قال أن الأحاديث المطلقة في الزجر عن الإسبال مقيدة بالأحاديث الأخرى المصرحة بمن فعله خيلاء ... ووجه التعقب أنه لو كان كذلك لما كان في استفسار أم سلمة عن حكم النساء في جر ذيولهن معنى، بل فهمت الزجر عن الإسبال مطلقا سواء كان عن مخيلة أم لا، فسألت عن حكم النساء في ذلك لاحتياجهن إلى الإسبال، من أجل ستر العورة، لأن جميع قدمها عورة. فبين لها أن حكمهن في ذلك خارج عن حكم الرجال في هذا المعنى فقط. وقد نقل عياض الإجماع على أن المنع في حق الرجال دون النساء ومراده منع الإسبال لتقريره صلى الله عليه وسلم أم سلمة على فهمها زاهـ
و قد اغتر بهذا الكلام صاحب (القول المبين في أخطاء المصلين) فقال (ص31): و يستفاد من كلمة "رخص" و من سؤال أم سلمة السابق " فكيف يصنع النساء بذيولهن " بعد سماعها وعيد جر الثوب، التعقب على من قال:-إن الأحاديث المطلقة في الزجر عن الإسبال مقيدة بالأحاديث الأخرى المصرحة بمن فعله خيلاء. و وجه التعقب: أنه لو كان كذلك لما كان في استفسار أم سلمة عن حكم النساء في جر ذيولهن معنى، بل فهمت الزجر عن الإسبال مطلقا، سواء كان عن مخيلة أم لا ... اهـ
قال عبد الوهاب مهية و هذا لعمري أمر عجيب، و أعجب منه صدوره عن الحافظ رحمه الله، فهل يعقل أن يعترض بمثل هذا و صدرُ الحديث نصّ في تقييد الإسبال بالخيلاء؟ كيف استُسيغ مثل هذا التعقب، و مناسبة سؤال أم سلمة إنما هو قوله صلى الله عليه و سلم: " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة "، يقول "خيلاء"، و الحديث واحد فكيف يعارض أوله بآخره؟؟؟ و من أين لهذا المتعقب أنّ أم سلمة رضي الله عنها فهمت الإطلاق في الزجر عن الإسبال؟ و سياق الحديث يأبى ذلك. و كل ما فيه: أنها سألت عمن وقعت من النساء بين الأمرين؛ أعني بين الإسبال المحرم بقيده و بين وجوب ستر القدمين، فأذن لهن بالإسبال على أيّة حال لتأكد التستر في حقهن. و يبيّن ذلك رواية " رخّص"، أي حتى مع وجود هاجس الخيلاء.
فائدة: قال الباجي رحمه الله في (المنتقى 7/ 226):- و هذا يقتضي أن نساء العرب لم يكن من زيهن خفّ و لا جورب. كنّ يلبسن النعال أو يمشين بغير شيء، و يقتصرن من ستر أرجلهن على إرخاء الذيل.اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال عبد الوهاب مهية و من الأدلة التي تعلق بها القائلون بالتحريم على الإطلاق، بعض الأحاديث التي يأمر فيها النبي صلى الله عليه و سلم بعض أصحابه بالتشمير، قال بعضهم: ويكفيك أن تأتي بأي حديث مما صح فيه احتساب النبي ء صلى الله عليه وسلم ء على صحابي قد أطال ثوبه فأمره ء صلى الله عليه وسلم ء بتشميره ليسقط هذا التفريق الذي يذهب إليه جماهير العلماء من فقهاء وشراح للأحاديث، وذلك لأن النبي – صلى الله عليه وسلم ء لم يستفصل منه، وتركُ الاستفصال في مقام الاحتمال ينزل منزلة العموم في المقال كما تعلمون، وبه يتبين أن النبي – صلى الله عليه وسلم ء لم يكن يفرق بين من يفعله خيلاء أو بغيره في وجوب تشمير الثوب فوق الكعبين.اهـ
و الجواب: أن تلك الأحاديث هي من قبيل وقائع الأعيان و الأحوال التي لا تفيد العموم، وترك الإستفصال فيها لظهور الحال. فأنت إذا رأيت شخصًا يمشي المطيطاء و يلتفت إلى عطفيه شامخًا بأنفه، فلا تحتاج إلى أن تسأله إن كان يتخايل أم لا؟؟؟
و من أقوى الدلائل على أن تلك الوقائع لا تفيد العموم؛ حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند الإمام أحمد (6340) بسند رجاله رجال الصحيح، يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه وعليه إزار يتقعقع، يعني جديدًا، فقال: من هذا؟ فقلت: أنا عبد الله. فقال: إن كنت عبد الله فارفع إزارك. قال: فرفعته، قال: زد؟ قال: فرفعته حتى بلغ نصف الساق. قال: ثم التفت إلى أبي بكر فقال: من جرّ ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة. فقال أبو بكر: إنه يسترخي إزاري أحيانًا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لست منهم."
فهذا الحديث نص صريح في إناطة الحكم بعلة المخيلة، فإن قيل: لِم أمر ابن عمر بالتشمير و لم يستفصل؟ فالجواب: أن حال ابن عمر كانت تغني عن الإستفصال؛ شاب حدث، عليه لباس جديد، يتقعقع أي يحدث صوتًا عند تحريكه، قد أسبله، فما ظنك به و هو في مجتمع قد تواطأ على اعتبار مثل تلك المظاهر؟ .. و لذلك بالغ النبي صلى الله عليه و سلم في أمره بالتشمير، و كان يكفيه أن يأمره برفعه إلى الكعبين. و الظاهر أن ابن عمر رضي الله عنهما قد كان في نفسه بعض تلك المعاني، لأنه لم يعتذر بشيء بعد سماعه رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: " من جر ثوبه من الخيلاء " كما اعتذر الصديق رضي الله عنه.
و على هذا الوجه يُنزَل حديث عمر رضي الله عنه مع الشاب الذي قال له: " (يا غلام ارفع إزارك فإنه أتقى لربك و أنقى لثوبك "
و منه كذلك، ما وقع لسالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ قال جرير بن يزيد: كنت جالسًا إلى سالم بن عبد الله على باب داره، فمر به شاب من قريش يسحب إزاره، فصاح به سالم وقال: ارفع إزارك؟ وجعل الشاب يعتذر من استرخاء إزاره، ثم أقبل عليّ سالم فقال: حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" بينما رجل يمشي في حلة له معجب به نفسه فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة". رواه أحمد (9053) و أبو عوانة (8559) و النسائي (9679).
و كذلك كان فهم السلف؛ إنما ينكرون على من ظنوا به العجب و المخيلة بسبب مظهره، ولم يكن إنكارهم على إطلاقه كما يفهم البعض. اهـ
قد ثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فعل ذلك للسبب ذاته.
فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (24816) بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه " أنه كان يسبل إزاره فقيل له في ذلك فقال: إني رجل حمش الساقين ". لكن قال الحافظ في الفتح (10/ 264): (هو محمول على أنه أسبله زيادة على المستحب، وهو أن يكون إلى نصف الساق، ولا يظن به أنه جاوز به الكعبين! والتعليل يرشد إليه، ومع ذلك فلعله لم تبلغه قصة عمرو بن زرارة.) اهـ
قلت حمله على المستحب دعوى تحتاج دليلا اولا و ثانيا لو كان كذلك لما انكره عليه الناس و ثالثا الاسبال هنا لفظ عام لا يجوز اخراجه عن ظاهره الا بقرينة فمن اين للحافظ انه محمول على الزيادة فوق المستحب فهل الزيادة فوق المستحب تسمى اسبالا!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
قال عبد الوهاب مهية الإسبال عند الإطلاق يراد به الإرخاء إلى ما دون الكعبين، و الأصل إبقاء الخبر على ظاهره، هذا من جهة. و من جهة أخرى، فإنه حتى لو لم تبلغه قصة عمرو بن زرارة، فهل يعقل أن يأمر النبي صلى الله عليه و سلم واحدًا من عامة الناس و لا يأمر صاحب وسادته و نعله، و من هو معه صباح مساء، يلازمه و يخدمه حتى أن الغريب ليحسب أنه من أهل البيت؟ اهـ.
روى أبو داود (4096) و ابن أبي شيبة (24831) و البيهقي في الشعب (6147) عن عكرمة قال: رأيت ابن عباس إذا اتزر أرخى مقدم إزاره حتى يقع حاشيته على ظهر قدميه، ويرفع الإزار مما وراءه، فقلت:لم تأتزر هكذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزر هذه الإزرة " وصححه الألباني رحمه الله في الصحيحة (1238).
عن أبي إسحاق قال: رأيت ابن عباس أيام منى طويل الشعر، عليه إزار فيه بعض الإسبال، وعليه رداء أصفر. قال الهيثمي (9/ 285):رواه الطبراني وإسناده حسن. قلت: رواه الطبراني في الكبير (10572) و أبو بكر الشيباني في الأحاد و المثاني (390).
و أخرج ابن أبي شيبة وعنه أبو نعيم في الحلية: (5/ 322) وابن سعد في الطبقات: (5/ 403) عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عمرو بن مهاجر قال: " كان قميص عمر بن عبد العزيز ما بين الكعب والشراك "
و أخرج ابن أبي شيبة في (المصَنَّفِ) (رقم 24845) قال: حدثنا ابن مهدي، عن أبي عوانة، عن مغيرة قال: " كان إبراهيم قميصُه على ظهر القدم ". إسناده صحيحٌ، و ابراهيم هو ابن يزيد النخعي إمام الكوفة.
و أخرج الإمام أحمد في (العلل) – رواية ابنه عبد الله – (رقم 841) قال:حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدَّثنا حماد بن زيد، قال: " أمرَنِي أيّوب (السختياني) أن أقطعَ له قميصاً قال: اجعلْه يضرِبُ ظَهْرَ القدم، و اجعَلْ فَمَ كُمِّهِ شبراً ". وإِسنادٌه صحيحٌ
و قبل الختام ...
تذكَّرْ أنَّ الأحاديث الواردة في الإسبال على ثلاثة أقسام؛
قسم مطلق، مثل قوله " ما أسفل الكعبين في النار "، و قوله في حديث المغيرة رضي الله عنه: " رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ بحجزة سفيان بن أبى سهل فقال: يا سفيان لا تسبل إزارك فان الله لا يحب المسبلين" رواه أحمد و النسائي في الكبرى (9704) و ابن ماجة (3574) و ابن حبان فى صحيحه و هو حديث حسن و له شواهد.
الألف و اللام في (المسبلين) للعهد الذهني، و يعني بهم المختالين. و يؤيده رواية ابن حبان الماضية أول البحث بلفظ:" يا سفيان لا تسبل إزارك، فإن الله لا ينظر إلى المسبلين " و قد مرّ آنفًا بيان مَنْ لا ينظر الله إليهم.
و منه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "بينما رجل يصلي مسبل إزاره، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اذهب فتوضأ ". فذهب فتوضأ ثم جاء فقال: " اذهب فتوضأ "، فقال له رجل: يا رسول الله، مالك أمرته أن يتوضأ ثم سكت عنه؟ قال:" إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره، وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل".
رواه أحمد (4/ 67) و أبو داود (6380 و 4086)
أعله المنذري فقال: فيه أبو جعفر رجل من المدينة لا يعرف. و قال الحافظ في (التقريب 1/ 628):" أبو جعفر المؤذن الأنصاري المدني مقبول من الثالثة ومن زعم أنه محمد بن علي ابن الحسين فقد وهم ".
و قوله " مقبول " يعني عند المتابعة، و لا متابع له في قوله " وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل ". بل الحديث كله على مداره. فالعجب كيف يحكم على صلاة امرئ مسلم و وضوءه بالبطلان بمثل هذه الرواية؟؟؟
و قد روى ابن خزيمة في صحيحه (781) عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا ينظر الله إلى صلاة رجل يجر إزاره بطرًا ". قال ابن خزيمة: قد اختلفوا في هذا الإسناد قال بعضهم عن عبد الله بن عمر. اهـ
و يستفاد من هذا الحديث تقييد الجر بالبطر و هو الكبر و الخيلاء. ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه: " من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حلّ و لا حرام " رواه أبو داود (637)
و قسم مقيِّد بالجر و الخيلاء، و قد ذكرنا طرفًا منه. و بيّنّا بالدليل اتحاد محل العقوبة و مورد الحكم و مقتضى ذلك شرعًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
من اراد الاجابة فلينقد الادلة دليلا دليلا و ارجوا من الاخوة ان لا يجيبوا اجابات ناقصة او خارجة عن ادب النقاش و ارجوا ان لا تستدلوا بكلام مجمل لا اعتراض فيه او فتاوي فلان و علان.
فهل من القائلين بالتحريم من ينشط لذلك و الله المستعان و السلام عليكم
ـ[التقرتي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 10:54]ـ
اسوق هذا الدليل الجديد الذي هداني الله اليه بعد كتابة المقال:
قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. البقرة 174
قال بن جرير الطبري في تفسيره الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّه مِنْ الْكِتَاب} يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِقَوْلِهِ: {إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّه مِنْ الْكِتَاب} أَحْبَار الْيَهُود الَّذِينَ كَتَمُوا النَّاس أَمْر مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنُبُوَّته.
و قال وَأَمَّا قَوْله: {وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه يَوْم الْقِيَامَة} يَقُول: وَلَا يُكَلِّمهُمْ بِمَا يُحِبُّونَ وَيَشْتَهُونَ , فَأَمَّا بِمَا يَسُوءهُمْ وَيَكْرَهُونَ فَإِنَّهُ سَيُكَلِّمُهُمْ ; لِأَنَّهُ قَدْ أَخْبَرَ تَعَالَى ذِكْره أَنَّهُ يَقُول لَهُمْ إذَا قَالُوا: {رَبّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} قَالَ: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} 23 107: 108 لِآيَتَيْنِ.
و قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ال عمران 77
قال بن جرير {أُولَئِكَ لَا خَلَاق لَهُمْ فِي الْآخِرَة} يَقُول: فَإِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ لَا حَظّ لَهُمْ فِي خَيْرَات الْآخِرَة , وَلَا نَصِيب لَهُمْ مِنْ نَعِيم الْجَنَّة , وَمَا أَعَدَّ اللَّه لِأَهْلِهَا فِيهَا. دُون غَيْرهمْ. وَقَدْ بَيَّنَّا اِخْتِلَاف أَهْل التَّأْوِيل فِيمَا مَضَى فِي مَعْنَى الْخَلَاق , وَدَلَّلْنَا عَلَى أَوْلَى أَقْوَالهمْ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ بِمَا فِيهِ الْكِفَايَة. وَأَمَّا قَوْله: {وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه} فَإِنَّهُ يَعْنِي: وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه بِمَا يَسُرّهُمْ وَلَا يَنْظُر إِلَيْهِمْ , يَقُول: وَلَا يَعْطِف عَلَيْهِمْ بِخَيْرٍ مَقْتًا مِنْ اللَّه لَهُمْ كَقَوْلِ الْقَائِل لِآخَرَ: اُنْظُرْ إِلَيَّ نَظَرَ اللَّه إِلَيْك , بِمَعْنَى: تَعَطَّفْ عَلَيَّ تَعَطَّفَ اللَّه عَلَيْك بِخَيْرٍ وَرَحْمَة , وَكَمَا يُقَال لِلرَّجُلِ: لَا سَمِعَ اللَّه لَك دُعَاءَك , يُرَاد: لَا اِسْتَجَابَ اللَّه لَك , وَاَللَّه لَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَة , وَكَمَا قَالَ الشَّاعِر: دَعَوْت اللَّه حَتَّى خِفْت أَنْ لَا يَكُون اللَّه يَسْمَع مَا أَقُول وَقَوْله {وَلَا يُزَكِّيهِمْ} يَعْنِي: وَلَا يُطَهِّرهُمْ مِنْ دَنَس ذُنُوبهمْ وَكُفْرهمْ , {وَلَهُمْ عَذَاب أَلِيم} يَعْنِي: وَلَهُمْ عَذَاب مُوجِع. وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي السَّبَب الَّذِي مِنْ أَجْله أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَة , وَمَنْ عُنِيَ بِهَا؟ فَقَالَ بَعْضهمْ: نَزَلَتْ فِي أَحْبَار مِنْ أَحْبَار الْيَهُود اهـ
ادن كما ترون اخوتي ان الايتين في اليهود و ان زيادة و لا ينظر الله اليه في الثانية ليست بعقوبة جديدة و تفسير الطبري يدل عليها و من جعلها عقوبة جديدة غير النار فقد خالف ما جاء به القرآن الكريم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 02:05]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ عبد الوهاب ونفع بك
وهذا مع ما تقدم في أكثر من موضع اكبر دليل أن المسألة من مسائل الاجتهاد السائغ ولا ينكر فيها على المخالف
بل الإنكار على من خالف السواد الأعظم من الأمة في هذه المسألة أولى
(يُتْبَعُ)
(/)
وفيه أن هذا السواد الأعظم من العلماء لم يذهبوا إلى القول بالتقييد عن هوى أو ضعف نظر أو نحوه
بل عند التحقيق والنظر يظهر قوة مأخذهم وضعف مأخذ غيرهم ممن اغتر بظاهر الأحاديث وذهيب يجمع بينها بضرب من التأويل مستكره ومستبعد
والله أعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 03:54]ـ
السلام عليكم و رحمه الله
شكرا لك اخي امجد و لزيادة التوضيح انقل الاتي:
بينت وجه الدلالة وهو في اعتبار عدم نظر الله له عقوبة جديدة غير ما اسفل الكعبين في النار و ذلك باطل من اوجه و سالخص لك ما كتبته في كلتا المشاركتين:
اولها من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار.صحيح صححه الالباني في صحيح الجامع برقم 65
ادن كما ترى ذكر في هذا الحديث النار و كما قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في (التخويف من النار 1/ 118): وفي مسند الإمام أحمد عن هبيب بن المغفل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:" من وطئ إزاره خيلاء وطئه في النار" وهو يبين معنى ما في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار "، أن المراد ما تحت الكعب من البدن والثوب معا وأنه يسحب ثوبه في النار كما يسحبه في الدنيا خيلاء.اهـ
هذا الحديث اولا لم يذكر عدم النظر و منه ان الامر تحصيل حاصل و ان عدم النظر يقصد به ان الله لا يرحمه و هذا قول بن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ال عمران 77
قال الطبري وَأَمَّا قَوْله: {وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه} فَإِنَّهُ يَعْنِي: وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه بِمَا يَسُرّهُمْ وَلَا يَنْظُر إِلَيْهِمْ , يَقُول: وَلَا يَعْطِف عَلَيْهِمْ بِخَيْرٍ مَقْتًا مِنْ اللَّه لَهُمْ كَقَوْلِ الْقَائِل لِآخَرَ: اُنْظُرْ إِلَيَّ نَظَرَ اللَّه إِلَيْك , بِمَعْنَى: تَعَطَّفْ عَلَيَّ تَعَطَّفَ اللَّه عَلَيْك بِخَيْرٍ وَرَحْمَة , وَكَمَا يُقَال لِلرَّجُلِ: لَا سَمِعَ اللَّه لَك دُعَاءَك , يُرَاد: لَا اِسْتَجَابَ اللَّه لَك , وَاَللَّه لَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَة , وَكَمَا قَالَ الشَّاعِر: دَعَوْت اللَّه حَتَّى خِفْت أَنْ لَا يَكُون اللَّه يَسْمَع مَا أَقُول اهـ
و قال في تفسير الاية الثانية إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. البقرة 174
قال الطبري و قال وَأَمَّا قَوْله: {وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه يَوْم الْقِيَامَة} يَقُول: وَلَا يُكَلِّمهُمْ بِمَا يُحِبُّونَ وَيَشْتَهُونَ , فَأَمَّا بِمَا يَسُوءهُمْ وَيَكْرَهُونَ فَإِنَّهُ سَيُكَلِّمُهُمْ ; لِأَنَّهُ قَدْ أَخْبَرَ تَعَالَى ذِكْره أَنَّهُ يَقُول لَهُمْ إذَا قَالُوا: {رَبّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} قَالَ: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} 23 107: 108 لِآيَتَيْنِ. اهـ
و كما تعلم انه من يدخله النار في الحالتين لن يعطف عليه و يرحمه و كلتا الايتين هي في العهد و هذا يدل على استواء العقوبتين
ثانيا لو سلمنا ان عدم نظر الله عقوبة مخالفة لدخول النار او ما تحت القدمين في النار فيلزمنا ايضا ان نقول ان عدم تكليم الله لهم عقوبة ثالثة و كما تعلم لو فعلنا هذا لوقعنا في تناقض لاننا بهذا سنصل لاربع حالات حسب الاحاديث هي
الاسبال و حكمه ما تحت القدمين في النار
الخيلاء و حكمه لا ينظر الله اليه
الاسبال و حكمه لا ينظر الله اليه و لا يكلمه و لا يزكيه و له عداب اليم
الخيلاء و حكمه وطئه في النار
فتمعين جيدا و النكتة هنا ان قاعدة حمل المطلق على المقيد تقول نحمل المطلق على المقيد متى اتحد الحكم لكن لا تقول لا تحمل ابدا ان لم يتحد الحكم و اقرب لك ذلك بهذا المثال
(يُتْبَعُ)
(/)
ان كان لون الثوب ابيض فعكسه ليس معناه لونه اسود انما معناه لونه غير ابيض
اذن القاعدة تجزم انه نحمل المطلق على المقيد ان اتحد الحكم لكن لا تقول انه يجب ان لا نقيد ابدا ان لم يتحدا فتمعن ذلك و لا يوجد دليل على ذلك انما هو من باب التجوز نقول لا نحمل المطلق على المقد لكن الاصح ان نقول لا نطبق القاعدة و هذا يعني انه قد نقيد الحكم او السبب بطريقة اخرى او بقرائن
ادن ان اعتبرت ان الحكمين مختلفان لا تطبق القاعدة لكن لا تقول انه لا نقيد اد لا دليل لك على ذلك شرعا او اصوليا فراجع المطلق و المقيد
و في حالتنا هنا انظر كم من حالة وصلنا
الاسبال و حكمه ما تحت القدمين في النار
الخيلاء و حكمه لا ينظر الله اليه
الاسبال و حكمه لا ينظر الله اليه و لا يكلمه و لا يزكيه و له عداب اليم
الخيلاء و حكمه وطئه في النار
و من حديث أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام نزيد حكما خامسا و هو
الاسبال في الصلاة و حكمه ليس من الله في حل و لا حرام
و من الاحكام الخمسة يتبين لك فساد قول من قال لا نقيد ادن انه مجبر ايضا ان لا يقيد بين الاحكام
الخيلاء و حكمه لا ينظر الله اليه
الاسبال و حكمه لا ينظر الله اليه و لا يكلمه و لا يزكيه و له عداب اليم
الخيلاء و حكمه وطئه في النار
ادن هنا لا نجد نفس الاحكام قطعا ان طبقنا قاعدته لان الثاني به اكثر من عقوبة اي عدم تكليم الله له فان قلنا ان الحكم اختلف مع عدم النظر له اصبحنا في تناقض صارخ و من هنا قال الشوكاني و هو عالم اصولي كبير يدرك جيدا هذه القاعدة لا بد من التقيد لان الاسبال يقصد به الخيلاء في هذه الاحاديث و ما يؤيد ذالك قوله عليه الصلاة و السلام
إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة.
و هنا تجد قطعا انه الحق الاسبال بالمخيلة و لم يفرقها و يعضض ذلك قول عبد الله بن عمر رضي الله عنه من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم.
و ان زدنا حديث ابي بكر الصديق انك لا تفعله خيلاء قطعنا قول كل محرم اطلاقا و لو تمعنت كل هذه الحاديث لوجدت قول من حرم من الشذوذ بمكان لا تنهض به حجة بل كل الاحاديث كما ترى فسرناها تفسيرا متماسكا و من دون تأول لو لاحظت لا نحتاج اي تأول بل هي واضحة وضوح الشمس و فعل الصحابة يثبتها فكلهم ينكرون الخيلاء و انظر اثارهم و اذا رأينا كذلك اثر عبد الله بن مسعود و قول جمهور علماء المسلمين و احرصهم على السنة عمر بن عبد العزيز و ابي حنيفة و البخاري و بن عبد البر لم يبقى كلام يقال
و انظر كلام المحرمين تجده مملوء ا بالتأويلات يحاولون التفريق بين العقوبات و قد لاحظت معي اين نصل لو اتبعنا منهجهم
يؤولون حديث عبد الله بن مسعود و هو ظاهر ظهور الشمس
يعللون حديث ابي بكر و هو ظاهر ظهور الشمس
بل كل كلامهم تأويلات فقط لا تنهض به حجة و لو كان في كلامهم شيئ من الصحة لما فات محققا اصوليا كبيرا مثل الشوكاني و غيره من فطاحلة الاصوليين
و ان زدنا ان الصنعاني استدل بنفس استدلالهم و ان الشوكاني اطلع على رسالته و رد عليه فهمنا ان استدلالهم ضعيف و لذلك لم يفت الشوكاني و لم يتأخر عن نقضه و مخالفته
و الله الهادي الى الصواب و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 04:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عفوك يا رب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، اما بعد ...
اولا وقبل البداية لا ادعي انني المنقذ او المصلح الذي سوف ينهي الامر ويحتمه، او انني افرض رايا خاصا لا ارديكم ان تخالفوه. كلا وحاشا فما انا لهذا مقارع. لكن هو الخوف مما حصل وسدا لما بدر.
ثانيا احبتي الكرام لماذا هذا التشتت وهذه التفرقات البحثية والاستدلالية؟ الا يسعنا ما وسع اهل العلم الذين نحن الان نناقش مسائلنا المطروحة بعبقهم؟ الا يكفينا تخبطا ما قرروه وبينوه في اجلاء مثل هذه المسائل المطروحة؟
إنه عيبنا الاول (الاستعجال) وعدم التريث، وامعان النظر في تقريرات العلماء الجهابذة، والتي لا يمكن ان يشكك فيها من عرف فضلهم ومانتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالنسبة لمسألتنا هذه المطروحة من قبلكم واكثرتم فيها فهي ايضا قد قررها العلماء الأعلام وبينوها وأجلو غامضها، فقد قرروا بما لا مجال فيه لأن يثار أي قول آخر عنهم؛ ان مسألة إسبال الثوب لغير الخيلاء مكروهة ولا تجوز الا للحاجة الضرورية، بل ان منهم من حرمها بالكلية لحاجة او لغير حاجة.
ثم قول من يقول ان في الافتاء بالجواز _على تسليمه_ للعامة قد يتسبب في إماتة السنة، فهذا كلام عري عن الصحة من وجوه:
1) ان الذي قرر تحريم الاسبال للخيلاء، هو صلى الله عليه وسلم الذي قرر جره لغير الخيلاء كما هو متقرر من الأدلة الصحيحة المبثوثة.
2) ان كتم مثل ذلك عن العامة قد يتسبب في وقوعه في الحرج والتشتت اذا قام بجر ثوبه من غير قصد وهو يعلم ان الجار لثوبه في النار، فيعيش في رهبة وخوف. (وقصدي بجر ثوبه من غير قصد كأن يكون قد الزم بلبس ثوب ولا يوجد الا هذا الثوب، ونحو ذلك).
3) ان في هذا تدليس وتقصير في التوضيح، ولكن الواجب على العالم ان يبين الحكم ثم يخبر السائل بالاولى والاحوط والصواب.
واليكم احبتي الكرام ما قرره اهل العلم رحمهم الله وبينوه اجمل بيان في هذه المسألة (رجائي كل الرجاء امعان النظر في الكلام بلا استعجال):
قال العلامة المرداوي في (الإنصاف ج1/ص471):
قَوْلُهُ: (وَإِسْبَالُ شَيْءٍ من ثِيَابِهِ خُيَلَاءَ) يَعْنِي: يُكْرَهُ، وهو أَحَدُ الْوَجْهَيْنِ. وَجَزَمَ بِهِ في الْهِدَايَةِ وَالْمُذْهَبِ وَالْمَذْهَبِ الْأَحْمَدِ وَالْمُسْتَوْعِبِ وَالْوَجِيزِ وَالرِّعَايَةِ الصُّغْرَى وَالْحَاوِيَيْنِ وَالْفَائِقِ وَإِدْرَاكِ الْغَايَةِ وَتَجْرِيدِ الْعِنَايَةِ وَغَيْرِهِمْ، وَقَدَّمَهُ في الرِّعَايَةِ الْكُبْرَى.
قُلْت: وَهَذَا ضَعِيفٌ جِدًّا إنْ أَرَادُوا كَرَاهَةَ تَنْزِيهٍ، وَلَكِنْ قال الْمُصَنِّفُ في الْمُغْنِي وَالْمَجْدُ في شَرْحِهِ: الْمُرَادُ كَرَاهَةُ تَحْرِيمٍ. وهو الْأَلْيَقُ. وحكى في الْفُرُوعِ وَالرِّعَايَةِ الْكُبْرَى الْخِلَافُ في كَرَاهَتِهِ وَتَحْرِيمِهِ
وَالْوَجْهُ الثَّانِي: يَحْرُمُ إلَّا في حَرْبٍ أو يَكُونُ ثَمَّ حَاجَةٌ.
قُلْت: هذا عَيْنُ الصَّوَابِ الذي لَا يُعْدَلُ عنه، وهو الْمَذْهَبُ، وهو ظَاهِرُ نَصِّ أَحْمَدَ، قال في الْفُرُوعِ: وَيَحْرُمُ في الْأَصَحِّ إسْبَالُ ثِيَابِهِ خُيَلَاءَ في غَيْرِ حَرْبٍ بِلَا حَاجَةٍ قال الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ: الْمَذْهَبُ هو حَرَامٌ. قال في الرِّعَايَةِ: وهو أَظْهَرُ. وَجَزَمَ بِهِ بن تَمِيمٍ وَالشَّارِحُ وَالنَّاظِمُ وَالْإِفَادَاتُ.
تَنْبِيهٌ: قَوْلُهُ: (يَحْرُمُ أو يُكْرَهُ بِلَا حَاجَةٍ) قالوا في الْحَاجَةِ: كَوْنُهُ حَمْشَ السَّاقَيْنِ، قَالَهُ في الْفُرُوعِ. وَالْمُرَادُ: ولم يُرِدْ التَّدْلِيسَ على النِّسَاءِ انْتَهَى. فَظَاهِرُ كَلَامِهِمْ جَوَازُ إسْبَالِ الثِّيَابِ عِنْدَ الْحَاجَةِ.
قُلْت: وَفِيهِ نَظَرٌ بَيِّنٌ، بَلْ يُقَالُ: يَجُوزُ الْإِسْبَالُ من غَيْرِ خُيَلَاءَ لِحَاجَةٍ. وقال في الْفُرُوعِ: وَيُتَوَجَّهُ هذا في قَصِيرَةٍ اتَّخَذَتْ رِجْلَيْنِ من خَشَبٍ فلم تُعْرَفْ.
وقال البهوتي في (الروض المربع ص146):
وتحرم الخيلاء في ثوب وغيره من عمامة وغيرها في الصلاة وخارجها في غير الحرب لقوله صلى الله عليه وسلم: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه" متفق عليه. ويجوز الإسبال من غير الخيلاء للحاجة.
وقال ابن مفلح في (الفروع ج1/ص299):
تَنْبِيهٌ: وَيَحْرُمُ في الْأَصَحِّ إسْبَالُ ثِيَابِهِ خُيَلَاءَ في غَيْرِ حَرْبٍ بِلَا حَاجَةٍ، نحو كَوْنِهِ خَمْشَ السَّاقَيْنِ انْتَهَى. الذي يَظْهَرُ أَنَّهُ يَحْرُمُ فِعْلُهُ خُيَلَاء وَلَوْ كان بِهِ حَاجَةٌ إلَى الْإِسْبَالِ فَقَوْلُهُ (بِلَا حَاجَةٍ نحو كَوْنِهِ خَمْشَ السَّاقَيْنِ) يُعْطِي أَنَّهُ لَا يَحْرُمُ، وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ وَإِنَّمَا الْمُبَاحُ في هذه الصُّورَةِ الْإِسْبَالُ فَقَطْ لَا الْإِسْبَالُ مع الْخُيَلَاءِ. وَلَعَلَّ التَّمْثِيلَ عَائِدٌ إلَى الْإِسْبَالِ فَقَطْ فَيَزُولَ الْإِشْكَالُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. قال القاضي: لأنه من عادة المسلمين.
وقال البهوتي في (كشاف القناع ج1/ص277):
(يُتْبَعُ)
(/)
ويحرم، وهو: أي الإسبال كبيرة للوعيد عليه الآتي بيانه في الخبر؛ إسبال شيء من ثيابه ولو عمامة خيلاء لقوله صلى الله عليه وسلم: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه" متفق عليه. وحديث ابن مسعود "من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام" رواه أبو داود. في غير حرب لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى بعض أصحابه يمشي بين الصفين يختال في مشيته قال إنها المشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن. وذلك لأن الخيلاء غير مذموم في الحرب.
فإن أسبل ثوبه لحاجة كستر ساق قبيح من غير خيلاء أبيح، قال أحمد في رواية حنبل: جر الإزار وإسبال الرداء في الصلاة إذا لم يرد الخيلاء فلا بأس، ما لم يرد التدليس على النساء فإنه من الفحش.
وفي الخبر "من غشنا فليس منا". ومثله أي التدليس بإسبال ثوبه لستر ساق قبيح كقصيرة اتخذت رجلين من خشب فلم تعرف. ذكره في الفروع توجيها.
وقال المباركفوري في (تحفة الأحوذي ج5/ص330):
تنبيه: قال الحافظ في الفتح: في هذه الأحاديث أن إسبال الإزار للخيلاء كبيرة، وأما الإسبال لغير الخيلاء فظاهر الأحاديث تحريمه أيضا، لكن استدل بالتقييد في هذه الأحاديث بالخيلاء على أن الإطلاق في الزجر الوارد في ذم الإسبال محمول على المقيد هنا فلا يحرم الجر والإسبال إذا سلم من الخيلاء.
قال ابن عبد البر: مفهومه أن الجر لغير الخيلاء لا يلحقه الوعيد، إلا أن جر القميص وغيره من الثياب مذموم على كل حال.
وقال النووي: الإسبال تحت الكعبين للخيلاء حرام، فإن كان لغيرها فهو مكروه، وهكذا نص الشافعي على الفرق بين الجر للخيلاء ولغير الخيلاء.
قال: والمستحب أن يكون الإزار إلى نصف الساق، والجائز بلا كراهة ما تحته إلى الكعبين، وما نزل من الكعبين ممنوع منع تحريم إن كان للخيلاء، وإلا فمنع تنزيه، لأن الأحاديث الواردة في الزجر عن الإسبال مطلقه فيجب تقييدها بالإسبال للخيلاء. انتهى
وقال ابن العربي: لا يجوز للرجل أن يجاوز بثوبه كعبه؛ ويقول: لا أجره خيلاء، لأن النهي قد تناوله لفظا، ولا يجوز لمن تناوله اللفظ حكما أن يقول: لا أمتثله، لأن تلك العلة ليست في، فإنها دعوى غير مسلمة، بل إطالته ذيله دالة على تكبره. انتهى
وحاصله أن الإسبال يستلزم جر الثوب وجر الثوب يستلزم الخيلاء ولو لم يقصد اللابس الخيلاء.
ويؤيده ما أخرجه أحمد بن منيع من وجه آخر عن ابن عمر في أثناء حديث رفعه "وإياك وجر الإزار فإن جر الإزار من المخيلة".
وأخرج الطبراني من حديث أبي أمامة بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة إزار ورداء قد أسبل فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بناحية ثوبه ويتواضع لله ويقول: "عبدك وابن عبدك وأمتك" حتى سمعها عمرو فقال: يا رسول الله إني حمش الساقين. فقال: "يا عمرو إن الله قد أحسن كل شيء خلقه يا عمرو وإن الله لا يحب المسبل ... " الحديث.
وأخرجه أحمد من حديث عمرو نفسه لكن قال في روايته: عن عمرو بن فلان، وأخرجه الطبراني أيضا فقال: عن عمرو بن زرارة، وفيه: وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع أصابع تحت ركبة عمرو فقال: "يا عمرو هذا موضع الإزار" ثم ضرب بأربع أصابع تحت الأربع، فقال: "يا عمرو هذا موضع الإزار ... " الحديث ورجاله ثقات.
وظاهره أن عمرا المذكور لم يقصد بإسباله الخيلاء وقد منعه من ذلك لكونه مظنته.
وأخرج الطبراني من حديث الشريد الثقفي قال: أبصر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا قد أسبل إزاره فقال: "ارفع إزارك" فقال: إني أحنف؛ تصطك ركبتاي. قال: "ارفع إزارك فكل خلق الله حسن".
وأخرجه مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة من طرق عن رجل من ثقيف لم يسم وفي آخره "وذاك أقبح مما بساقك".
وأما ما أخرجه بن أبي شيبة عن بن مسعود بسند جيد أنه كان يسبل إزاره فقيل له في ذلك فقال: إني حمش الساقين. فهو محمول على أنه أسبله زيادة على المستحب وهو أن يكون إلى نصف الساق ولا يظن به أنه جاوز به الكعبين، والتعليل يرشد إليه، ومع ذلك فلعله لم تبلغه قصة عمرو بن زرارة. والله أعلم.
وأخرجه النسائي وبن ماجه وصححه بن حبان من حديث المغيرة بن شعبة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ برداء سفيان بن سهيل وهو يقول: "يا سفيان لا تسبل فإن الله لا يحب المسبلين".
وقال الصنعاني في (سبل السلام ج4/ص158):
(يُتْبَعُ)
(/)
وتقييد الحديث بالخيلاء دال بمفهومه أنه لا يكون من جره غير خيلاء داخلا في الوعيد، وقد صرح به ما أخرج البخاري وأبو داود والنسائي أنه قال أبو بكر رضي الله عنه لما سمع هذا الحديث: إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك لست ممن يفعله خيلاء"، وهو دليل على اعتبار المفاهيم من هذا النوع.
وقال بن عبد البر: إن جره لغير الخيلاء مذموم. وقال النووي: إنه مكروه وهذا نص الشافعي.
وقد صرحت السنة أن أحسن الحالات أن يكون إلى نصف الساق كما أخرجه الترمذي والنسائي عن عبيد بن خالد قال: كنت أمشي وعلي برد أجره فقال لي رجل: ارفع ثوبك فإنه أبقى وأنقى، فنظرت فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إنما هي بردة ملحاء. فقال: "ما لك في أسوة؟ " قال: فنظرت فإذا إزاره إلى نصف ساقيه.
وأما ما هو دون ذلك فإنه لا حرج على فاعله إلى الكعبين وما دون الكعبين فهو حرام إن كان للخيلاء وإن كان لغيرها فقال النووي وغيره: إنه مكروه. وقد يتجه أن يقال: إن كان الثوب على قدر لابسه لكنه يسدله فإن كان لا عن قصد كالذي وقع لأبي بكر فهو غير داخل في الوعيد، وإن كان الثوب زائدا على قدر لابسه فهو ممنوع من جهة الإسراف محرم لأجله ولأجل التشبه بالنساء، ولأجل أنه لا يأمن أن تتعلق به النجاسة.
وحكم غير الثوب والإزار حكمهما، وكذلك لما سأل شعبة محارب بن دثار قال شعبة: أذكر الإزار؟ قال: ما خص إزارا ولا قميصا.
ومقصوده أن التعبير بالثوب يشمل الإزار وغيره، وأخرج أهل السنن إلا الترمذي عن بن عمر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جر منها شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة" وإن كان في إسناده عبد العزيز بن أبي رواد وفيه مقال.
قال بن بطال: وإسبال العمامة المراد به إرسال العذبة زائدا على ما جرت به العادة. وأخرج النسائي من حديث عمرو بن أمية أن النبي صلى الله عليه وسلم أرخى طرف عمامته بين كتفيه.
وكذلك تطويل أكمام القميص زيادة على المعتاد كما يفعله بعض أهل الحجاز إسبال محرم.
وقد نقل القاضي عياض عن العلماء كراهة كل ما زاد على العادة وعلى المعتاد في اللباس من الطول والسعة.
قلت: وينبغي أن يراد بالمعتاد ما كان في عصر النبوة.
قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري ج10/ص259):
ويستفاد من هذا الفهم التعقب على من قال أن الأحاديث المطلقة في الزجر عن الإسبال مقيدة بالأحاديث الأخرى المصرحة بمن فعله خيلاء، قال النووي: ظواهر الأحاديث في تقييدها بالجر خيلاء يقتضي أن التحريم مختص بالخيلاء.
ووجه التعقب: أنه لو كان كذلك لما كان في استفسار أم سلمة عن حكم النساء في جر ذيولهن معنى، بل فهمت الزجر عن الإسبال مطلقا سواء كان عن مخيلة أم لا، فسألت عن حكم النساء في ذلك لاحتياجهن إلى الإسبال من أجل ستر العورة لأن جميع قدمها عورة فبين لها أن حكمهن في ذلك خارج عن حكم الرجال في هذا المعنى فقط. وقد نقل عياض الإجماع على أن المنع في حق الرجال دون النساء ومراده منع الإسبال لتقريره صلى الله عليه وسلم أم سلمة على فهمها إلا أنه بين لها أنه عام مخصوص لتفرقته في الجواب بين الرجال والنساء في الإسبال وتبيينه القدر الذي يمنع ما بعده في حقهن كما بين ذلك في حق الرجال.
والحاصل أن للرجال حالين: حال استحباب وهو أن يقتصر بالإزار على نصف الساق، وحال جواز وهو إلى الكعبين. وكذلك للنساء حالان: حال استحباب وهو ما يزيد على ما هو جائز للرجال بقدر الشبر، وحال جواز بقدر ذراع.
وفي هذه الأحاديث أن إسبال الإزار للخيلاء كبيرة، وأما الإسبال لغير الخيلاء فظاهر الأحاديث تحريمه أيضا لكن استدل بالتقييد في هذه الأحاديث بالخيلاء على أن الإطلاق في الزجر الوارد في ذم الإسبال محمول على المقيد هنا فلا يحرم الجر والاسبال إذا سلم من الخيلاء، قال ابن عبد البر: مفهومه أن الجر لغير الخيلاء لا يلحقه الوعيد إلا أن جر القميص وغيره من الثياب مذموم على كل حال. وقال النووي: الإسبال تحت الكعبين للخيلاء فإن كان لغيرها فهو مكروه وهكذا نص الشافعي على الفرق بين الجر للخيلاء ولغير الخيلاء. قال: والمستحب أن يكون الإزار إلى نصف الساق والجائز بلا كراهة ما تحته إلى الكعبين وما نزل عن الكعبين ممنوع منع تحريم إن كان للخيلاء وإلا
(يُتْبَعُ)
(/)
فمنع تنزيه لأن الأحاديث الواردة في الزجر عن الإسبال مطلقة فيجب تقييدها بالإسبال للخيلاء. انتهى
والنص الذي أشار إليه ذكره البويطي في مختصره عن الشافعي قال: لا يجوز السدل في الصلاة ولا في غيرها للخيلاء ولغيرها خفيف لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر انتهى
وقوله: (خفيف) ليس صريحا في نفي التحريم، بل هو محمول على أن ذلك بالنسبة للجر خيلاء فأما لغير الخيلاء فيختلف الحال: فإن كان الثوب على قدر لابسه لكنه يسدله فهذا لا يظهر فيه تحريم ولا سيما إن كان عن غير قصد كالذي وقع لأبي بكر، وإن كان الثوب زائدا على قدر لابسه قد يتجه المنع فيه من جهة الإسراف فينتهي إلى التحريم وقد يتجه المنع فيه من جهة التشبه بالنساء وهو أمكن فيه من الأول.
وقد يتجه المنع فيه من جهة أن لابسه لا يأمن من تعلق النجاسة به، وإلى ذلك يشير الحديث الذي أخرجه الترمذي في الشمائل والنسائي من طريق أشعث بن أبي الشعثاء وأسم أبيه سليم المحاربي عن عمته واسمها رهم بضم الراء وسكون الهاء وهي بنت الأسود بن حنظلة عن عمها واسمه عبيد بن خالد قال: كنت أمشي وعلي برد أجره فقال لي رجل: أرفع ثوبك فإنه أنقى وأبقى. فنظرت فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إنما هي بردة ملحاء. فقال: "أما لك في أسوة؟ " قال: فنظرت فإذا إزاره إلى أنصاف ساقيه. وسنده قبلها جيد.
وفي قصة قتل عمر أنه قال للشاب الذي دخل عليه: أرفع ثوبك فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك.
ويتجه المنع أيضا في الإسبال من جهة أخرى وهي كونه مظنة الخيلاء، قال ابن العربي: لا يجوز للرجل أن يجاوز بثوبه كعبة ويقول: لا أجره خيلاء لأن النهي قد تناوله لفظا، ولا يجوز لمن تناوله اللفظ حكما أن يقول: لا أمتثله لأن تلك العلة ليست في، فإنها دعوى غير مسلمة، بل إطالته ذيله دالة على تكبره انتهى ملخصا
وحاصله أن الإسبال يستلزم جر الثوب، وجر الثوب يستلزم الخيلاء ولو لم يقصد اللابس الخيلاء.
وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد
تنبيه: بارك الله فيك وسددك، قمنا بدمج موضوعك عن الإسبال ههنا، ولا داعي لإفراده في موضوع آخر مستقل .. # الإشراف #
ـ[التقرتي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 07:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عفوك يا رب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، اما بعد ...
اولا وقبل البداية لا ادعي انني المنقذ او المصلح الذي سوف ينهي الامر ويحتمه، او انني افرض رايا خاصا لا ارديكم ان تخالفوه. كلا وحاشا فما انا لهذا مقارع. لكن هو الخوف مما حصل وسدا لما بدر.
ثانيا احبتي الكرام لماذا هذا التشتت وهذه التفرقات البحثية والاستدلالية؟ الا يسعنا ما وسع اهل العلم الذين نحن الان نناقش مسائلنا المطروحة بعبقهم؟ الا يكفينا تخبطا ما قرروه وبينوه في اجلاء مثل هذه المسائل المطروحة؟
إنه عيبنا الاول (الاستعجال) وعدم التريث، وامعان النظر في تقريرات العلماء الجهابذة، والتي لا يمكن ان يشكك فيها من عرف فضلهم ومانتهم.
وبالنسبة لمسألتنا هذه المطروحة من قبلكم واكثرتم فيها فهي ايضا قد قررها العلماء الأعلام وبينوها وأجلو غامضها، فقد قرروا بما لا مجال فيه لأن يثار أي قول آخر عنهم؛ ان مسألة إسبال الثوب لغير الخيلاء مكروهة ولا تجوز الا للحاجة الضرورية، بل ان منهم من حرمها بالكلية لحاجة او لغير حاجة.
ثم قول من يقول ان في الافتاء بالجواز _على تسليمه_ للعامة قد يتسبب في إماتة السنة، فهذا كلام عري عن الصحة من وجوه:
1) ان الذي قرر تحريم الاسبال للخيلاء، هو صلى الله عليه وسلم الذي قرر جره لغير الخيلاء كما هو متقرر من الأدلة الصحيحة المبثوثة.
2) ان كتم مثل ذلك عن العامة قد يتسبب في وقوعه في الحرج والتشتت اذا قام بجر ثوبه من غير قصد وهو يعلم ان الجار لثوبه في النار، فيعيش في رهبة وخوف. (وقصدي بجر ثوبه من غير قصد كأن يكون قد الزم بلبس ثوب ولا يوجد الا هذا الثوب، ونحو ذلك).
3) ان في هذا تدليس وتقصير في التوضيح، ولكن الواجب على العالم ان يبين الحكم ثم يخبر السائل بالاولى والاحوط والصواب.
واليكم احبتي الكرام ما قرره اهل العلم رحمهم الله وبينوه اجمل بيان في هذه المسألة (رجائي كل الرجاء امعان النظر في الكلام بلا استعجال):
قال العلامة المرداوي في (الإنصاف ج1/ص471):
(يُتْبَعُ)
(/)
قَوْلُهُ: (وَإِسْبَالُ شَيْءٍ من ثِيَابِهِ خُيَلَاءَ) يَعْنِي: يُكْرَهُ، وهو أَحَدُ الْوَجْهَيْنِ. وَجَزَمَ بِهِ في الْهِدَايَةِ وَالْمُذْهَبِ وَالْمَذْهَبِ الْأَحْمَدِ وَالْمُسْتَوْعِبِ وَالْوَجِيزِ وَالرِّعَايَةِ الصُّغْرَى وَالْحَاوِيَيْنِ وَالْفَائِقِ وَإِدْرَاكِ الْغَايَةِ وَتَجْرِيدِ الْعِنَايَةِ وَغَيْرِهِمْ، وَقَدَّمَهُ في الرِّعَايَةِ الْكُبْرَى.
قُلْت: وَهَذَا ضَعِيفٌ جِدًّا إنْ أَرَادُوا كَرَاهَةَ تَنْزِيهٍ، وَلَكِنْ قال الْمُصَنِّفُ في الْمُغْنِي وَالْمَجْدُ في شَرْحِهِ: الْمُرَادُ كَرَاهَةُ تَحْرِيمٍ. وهو الْأَلْيَقُ. وحكى في الْفُرُوعِ وَالرِّعَايَةِ الْكُبْرَى الْخِلَافُ في كَرَاهَتِهِ وَتَحْرِيمِهِ
وَالْوَجْهُ الثَّانِي: يَحْرُمُ إلَّا في حَرْبٍ أو يَكُونُ ثَمَّ حَاجَةٌ.
قُلْت: هذا عَيْنُ الصَّوَابِ الذي لَا يُعْدَلُ عنه، وهو الْمَذْهَبُ، وهو ظَاهِرُ نَصِّ أَحْمَدَ، قال في الْفُرُوعِ: وَيَحْرُمُ في الْأَصَحِّ إسْبَالُ ثِيَابِهِ خُيَلَاءَ في غَيْرِ حَرْبٍ بِلَا حَاجَةٍ قال الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ: الْمَذْهَبُ هو حَرَامٌ. قال في الرِّعَايَةِ: وهو أَظْهَرُ. وَجَزَمَ بِهِ بن تَمِيمٍ وَالشَّارِحُ وَالنَّاظِمُ وَالْإِفَادَاتُ.
تَنْبِيهٌ: قَوْلُهُ: (يَحْرُمُ أو يُكْرَهُ بِلَا حَاجَةٍ) قالوا في الْحَاجَةِ: كَوْنُهُ حَمْشَ السَّاقَيْنِ، قَالَهُ في الْفُرُوعِ. وَالْمُرَادُ: ولم يُرِدْ التَّدْلِيسَ على النِّسَاءِ انْتَهَى. فَظَاهِرُ كَلَامِهِمْ جَوَازُ إسْبَالِ الثِّيَابِ عِنْدَ الْحَاجَةِ.
قُلْت: وَفِيهِ نَظَرٌ بَيِّنٌ، بَلْ يُقَالُ: يَجُوزُ الْإِسْبَالُ من غَيْرِ خُيَلَاءَ لِحَاجَةٍ. وقال في الْفُرُوعِ: وَيُتَوَجَّهُ هذا في قَصِيرَةٍ اتَّخَذَتْ رِجْلَيْنِ من خَشَبٍ فلم تُعْرَفْ.
وقال البهوتي في (الروض المربع ص146):
وتحرم الخيلاء في ثوب وغيره من عمامة وغيرها في الصلاة وخارجها في غير الحرب لقوله صلى الله عليه وسلم: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه" متفق عليه. ويجوز الإسبال من غير الخيلاء للحاجة.
وقال ابن مفلح في (الفروع ج1/ص299):
تَنْبِيهٌ: وَيَحْرُمُ في الْأَصَحِّ إسْبَالُ ثِيَابِهِ خُيَلَاءَ في غَيْرِ حَرْبٍ بِلَا حَاجَةٍ، نحو كَوْنِهِ خَمْشَ السَّاقَيْنِ انْتَهَى. الذي يَظْهَرُ أَنَّهُ يَحْرُمُ فِعْلُهُ خُيَلَاء وَلَوْ كان بِهِ حَاجَةٌ إلَى الْإِسْبَالِ فَقَوْلُهُ (بِلَا حَاجَةٍ نحو كَوْنِهِ خَمْشَ السَّاقَيْنِ) يُعْطِي أَنَّهُ لَا يَحْرُمُ، وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ وَإِنَّمَا الْمُبَاحُ في هذه الصُّورَةِ الْإِسْبَالُ فَقَطْ لَا الْإِسْبَالُ مع الْخُيَلَاءِ. وَلَعَلَّ التَّمْثِيلَ عَائِدٌ إلَى الْإِسْبَالِ فَقَطْ فَيَزُولَ الْإِشْكَالُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. قال القاضي: لأنه من عادة المسلمين.
وقال البهوتي في (كشاف القناع ج1/ص277):
ويحرم، وهو: أي الإسبال كبيرة للوعيد عليه الآتي بيانه في الخبر؛ إسبال شيء من ثيابه ولو عمامة خيلاء لقوله صلى الله عليه وسلم: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه" متفق عليه. وحديث ابن مسعود "من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام" رواه أبو داود. في غير حرب لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى بعض أصحابه يمشي بين الصفين يختال في مشيته قال إنها المشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن. وذلك لأن الخيلاء غير مذموم في الحرب.
فإن أسبل ثوبه لحاجة كستر ساق قبيح من غير خيلاء أبيح، قال أحمد في رواية حنبل: جر الإزار وإسبال الرداء في الصلاة إذا لم يرد الخيلاء فلا بأس، ما لم يرد التدليس على النساء فإنه من الفحش.
وفي الخبر "من غشنا فليس منا". ومثله أي التدليس بإسبال ثوبه لستر ساق قبيح كقصيرة اتخذت رجلين من خشب فلم تعرف. ذكره في الفروع توجيها.
وقال المباركفوري في (تحفة الأحوذي ج5/ص330):
تنبيه: قال الحافظ في الفتح: في هذه الأحاديث أن إسبال الإزار للخيلاء كبيرة، وأما الإسبال لغير الخيلاء فظاهر الأحاديث تحريمه أيضا، لكن استدل بالتقييد في هذه الأحاديث بالخيلاء على أن الإطلاق في الزجر الوارد في ذم الإسبال محمول على المقيد هنا فلا يحرم الجر والإسبال إذا سلم من الخيلاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن عبد البر: مفهومه أن الجر لغير الخيلاء لا يلحقه الوعيد، إلا أن جر القميص وغيره من الثياب مذموم على كل حال.
وقال النووي: الإسبال تحت الكعبين للخيلاء حرام، فإن كان لغيرها فهو مكروه، وهكذا نص الشافعي على الفرق بين الجر للخيلاء ولغير الخيلاء.
قال: والمستحب أن يكون الإزار إلى نصف الساق، والجائز بلا كراهة ما تحته إلى الكعبين، وما نزل من الكعبين ممنوع منع تحريم إن كان للخيلاء، وإلا فمنع تنزيه، لأن الأحاديث الواردة في الزجر عن الإسبال مطلقه فيجب تقييدها بالإسبال للخيلاء. انتهى
وقال ابن العربي: لا يجوز للرجل أن يجاوز بثوبه كعبه؛ ويقول: لا أجره خيلاء، لأن النهي قد تناوله لفظا، ولا يجوز لمن تناوله اللفظ حكما أن يقول: لا أمتثله، لأن تلك العلة ليست في، فإنها دعوى غير مسلمة، بل إطالته ذيله دالة على تكبره. انتهى
وحاصله أن الإسبال يستلزم جر الثوب وجر الثوب يستلزم الخيلاء ولو لم يقصد اللابس الخيلاء.
ويؤيده ما أخرجه أحمد بن منيع من وجه آخر عن ابن عمر في أثناء حديث رفعه "وإياك وجر الإزار فإن جر الإزار من المخيلة".
وأخرج الطبراني من حديث أبي أمامة بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة إزار ورداء قد أسبل فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بناحية ثوبه ويتواضع لله ويقول: "عبدك وابن عبدك وأمتك" حتى سمعها عمرو فقال: يا رسول الله إني حمش الساقين. فقال: "يا عمرو إن الله قد أحسن كل شيء خلقه يا عمرو وإن الله لا يحب المسبل ... " الحديث.
وأخرجه أحمد من حديث عمرو نفسه لكن قال في روايته: عن عمرو بن فلان، وأخرجه الطبراني أيضا فقال: عن عمرو بن زرارة، وفيه: وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع أصابع تحت ركبة عمرو فقال: "يا عمرو هذا موضع الإزار" ثم ضرب بأربع أصابع تحت الأربع، فقال: "يا عمرو هذا موضع الإزار ... " الحديث ورجاله ثقات.
وظاهره أن عمرا المذكور لم يقصد بإسباله الخيلاء وقد منعه من ذلك لكونه مظنته.
وأخرج الطبراني من حديث الشريد الثقفي قال: أبصر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا قد أسبل إزاره فقال: "ارفع إزارك" فقال: إني أحنف؛ تصطك ركبتاي. قال: "ارفع إزارك فكل خلق الله حسن".
وأخرجه مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة من طرق عن رجل من ثقيف لم يسم وفي آخره "وذاك أقبح مما بساقك".
وأما ما أخرجه بن أبي شيبة عن بن مسعود بسند جيد أنه كان يسبل إزاره فقيل له في ذلك فقال: إني حمش الساقين. فهو محمول على أنه أسبله زيادة على المستحب وهو أن يكون إلى نصف الساق ولا يظن به أنه جاوز به الكعبين، والتعليل يرشد إليه، ومع ذلك فلعله لم تبلغه قصة عمرو بن زرارة. والله أعلم.
وأخرجه النسائي وبن ماجه وصححه بن حبان من حديث المغيرة بن شعبة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ برداء سفيان بن سهيل وهو يقول: "يا سفيان لا تسبل فإن الله لا يحب المسبلين".
وقال الصنعاني في (سبل السلام ج4/ص158):
وتقييد الحديث بالخيلاء دال بمفهومه أنه لا يكون من جره غير خيلاء داخلا في الوعيد، وقد صرح به ما أخرج البخاري وأبو داود والنسائي أنه قال أبو بكر رضي الله عنه لما سمع هذا الحديث: إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك لست ممن يفعله خيلاء"، وهو دليل على اعتبار المفاهيم من هذا النوع.
وقال بن عبد البر: إن جره لغير الخيلاء مذموم. وقال النووي: إنه مكروه وهذا نص الشافعي.
وقد صرحت السنة أن أحسن الحالات أن يكون إلى نصف الساق كما أخرجه الترمذي والنسائي عن عبيد بن خالد قال: كنت أمشي وعلي برد أجره فقال لي رجل: ارفع ثوبك فإنه أبقى وأنقى، فنظرت فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إنما هي بردة ملحاء. فقال: "ما لك في أسوة؟ " قال: فنظرت فإذا إزاره إلى نصف ساقيه.
وأما ما هو دون ذلك فإنه لا حرج على فاعله إلى الكعبين وما دون الكعبين فهو حرام إن كان للخيلاء وإن كان لغيرها فقال النووي وغيره: إنه مكروه. وقد يتجه أن يقال: إن كان الثوب على قدر لابسه لكنه يسدله فإن كان لا عن قصد كالذي وقع لأبي بكر فهو غير داخل في الوعيد، وإن كان الثوب زائدا على قدر لابسه فهو ممنوع من جهة الإسراف محرم لأجله ولأجل التشبه بالنساء، ولأجل أنه لا يأمن أن تتعلق به النجاسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحكم غير الثوب والإزار حكمهما، وكذلك لما سأل شعبة محارب بن دثار قال شعبة: أذكر الإزار؟ قال: ما خص إزارا ولا قميصا.
ومقصوده أن التعبير بالثوب يشمل الإزار وغيره، وأخرج أهل السنن إلا الترمذي عن بن عمر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جر منها شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة" وإن كان في إسناده عبد العزيز بن أبي رواد وفيه مقال.
قال بن بطال: وإسبال العمامة المراد به إرسال العذبة زائدا على ما جرت به العادة. وأخرج النسائي من حديث عمرو بن أمية أن النبي صلى الله عليه وسلم أرخى طرف عمامته بين كتفيه.
وكذلك تطويل أكمام القميص زيادة على المعتاد كما يفعله بعض أهل الحجاز إسبال محرم.
وقد نقل القاضي عياض عن العلماء كراهة كل ما زاد على العادة وعلى المعتاد في اللباس من الطول والسعة.
قلت: وينبغي أن يراد بالمعتاد ما كان في عصر النبوة.
قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري ج10/ص259):
ويستفاد من هذا الفهم التعقب على من قال أن الأحاديث المطلقة في الزجر عن الإسبال مقيدة بالأحاديث الأخرى المصرحة بمن فعله خيلاء، قال النووي: ظواهر الأحاديث في تقييدها بالجر خيلاء يقتضي أن التحريم مختص بالخيلاء.
ووجه التعقب: أنه لو كان كذلك لما كان في استفسار أم سلمة عن حكم النساء في جر ذيولهن معنى، بل فهمت الزجر عن الإسبال مطلقا سواء كان عن مخيلة أم لا، فسألت عن حكم النساء في ذلك لاحتياجهن إلى الإسبال من أجل ستر العورة لأن جميع قدمها عورة فبين لها أن حكمهن في ذلك خارج عن حكم الرجال في هذا المعنى فقط. وقد نقل عياض الإجماع على أن المنع في حق الرجال دون النساء ومراده منع الإسبال لتقريره صلى الله عليه وسلم أم سلمة على فهمها إلا أنه بين لها أنه عام مخصوص لتفرقته في الجواب بين الرجال والنساء في الإسبال وتبيينه القدر الذي يمنع ما بعده في حقهن كما بين ذلك في حق الرجال.
والحاصل أن للرجال حالين: حال استحباب وهو أن يقتصر بالإزار على نصف الساق، وحال جواز وهو إلى الكعبين. وكذلك للنساء حالان: حال استحباب وهو ما يزيد على ما هو جائز للرجال بقدر الشبر، وحال جواز بقدر ذراع.
وفي هذه الأحاديث أن إسبال الإزار للخيلاء كبيرة، وأما الإسبال لغير الخيلاء فظاهر الأحاديث تحريمه أيضا لكن استدل بالتقييد في هذه الأحاديث بالخيلاء على أن الإطلاق في الزجر الوارد في ذم الإسبال محمول على المقيد هنا فلا يحرم الجر والاسبال إذا سلم من الخيلاء، قال ابن عبد البر: مفهومه أن الجر لغير الخيلاء لا يلحقه الوعيد إلا أن جر القميص وغيره من الثياب مذموم على كل حال. وقال النووي: الإسبال تحت الكعبين للخيلاء فإن كان لغيرها فهو مكروه وهكذا نص الشافعي على الفرق بين الجر للخيلاء ولغير الخيلاء. قال: والمستحب أن يكون الإزار إلى نصف الساق والجائز بلا كراهة ما تحته إلى الكعبين وما نزل عن الكعبين ممنوع منع تحريم إن كان للخيلاء وإلا فمنع تنزيه لأن الأحاديث الواردة في الزجر عن الإسبال مطلقة فيجب تقييدها بالإسبال للخيلاء. انتهى
والنص الذي أشار إليه ذكره البويطي في مختصره عن الشافعي قال: لا يجوز السدل في الصلاة ولا في غيرها للخيلاء ولغيرها خفيف لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر انتهى
وقوله: (خفيف) ليس صريحا في نفي التحريم، بل هو محمول على أن ذلك بالنسبة للجر خيلاء فأما لغير الخيلاء فيختلف الحال: فإن كان الثوب على قدر لابسه لكنه يسدله فهذا لا يظهر فيه تحريم ولا سيما إن كان عن غير قصد كالذي وقع لأبي بكر، وإن كان الثوب زائدا على قدر لابسه قد يتجه المنع فيه من جهة الإسراف فينتهي إلى التحريم وقد يتجه المنع فيه من جهة التشبه بالنساء وهو أمكن فيه من الأول.
وقد يتجه المنع فيه من جهة أن لابسه لا يأمن من تعلق النجاسة به، وإلى ذلك يشير الحديث الذي أخرجه الترمذي في الشمائل والنسائي من طريق أشعث بن أبي الشعثاء وأسم أبيه سليم المحاربي عن عمته واسمها رهم بضم الراء وسكون الهاء وهي بنت الأسود بن حنظلة عن عمها واسمه عبيد بن خالد قال: كنت أمشي وعلي برد أجره فقال لي رجل: أرفع ثوبك فإنه أنقى وأبقى. فنظرت فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إنما هي بردة ملحاء. فقال: "أما لك في أسوة؟ " قال: فنظرت فإذا إزاره إلى أنصاف ساقيه. وسنده قبلها جيد.
وفي قصة قتل عمر أنه قال للشاب الذي دخل عليه: أرفع ثوبك فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك.
ويتجه المنع أيضا في الإسبال من جهة أخرى وهي كونه مظنة الخيلاء، قال ابن العربي: لا يجوز للرجل أن يجاوز بثوبه كعبة ويقول: لا أجره خيلاء لأن النهي قد تناوله لفظا، ولا يجوز لمن تناوله اللفظ حكما أن يقول: لا أمتثله لأن تلك العلة ليست في، فإنها دعوى غير مسلمة، بل إطالته ذيله دالة على تكبره انتهى ملخصا
وحاصله أن الإسبال يستلزم جر الثوب، وجر الثوب يستلزم الخيلاء ولو لم يقصد اللابس الخيلاء.
وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد
تنبيه: بارك الله فيك وسددك، قمنا بدمج موضوعك عن الإسبال ههنا، ولا داعي لإفراده في موضوع آخر مستقل .. # الإشراف #
الى اخي السكران التميمي
انقد كل كلامك بجملة واحدة الاسبال هو اطاله الثوب فوق الكعبين و هذا لا يستلزم جره و
الدليل ان سروالي فوق الكعبين و لا ينجر في الارض ادن خلاصة قولك وحاصله أن الإسبال يستلزم جر الثوب، وجر الثوب يستلزم الخيلاء ولو لم يقصد اللابس الخيلاء.
منقوض بالواقع فامامك مليار مسلم في العالم ثوبه فوق الكعبين و لا خيلاء في لباسهم
و لك عبرة في ابي حنيفه و عبد الله بن مسعود هل لباسهم يستلزم الخيلاء ماعذا بالله
ادن كلامك كله مبني على و هم و ارجع لمشاركتي و اقرأها جيدا و على كل حال مناقشة جمهور العلماء للاسبال من وجهين الاول للخيلاء و الثاني لغير خيلاء دليل على نقض كلامك و البخاري ايضا قسم المسألة في بابين و ما اتيت به ليس بجديد و قد رددنا عليه في كلامنا السابق و يا ريت كنت قرأته جيدا كان يغنينا عن اجابتك
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 09:45]ـ
الإخوة المشرفين الكرام أشكركم جزيل الشكر، ويعلم الله أنني لم أطلع على هذه المشاركة وذلك للأمانة، فجزاكم الله خيرا على التدخل السليم.
أما أنت أخي (التقرتي) فأعتقد أنك قد خبطت في الكلام عني أيما تخبيط، وقررت تقريرات لما ذكرته أنا واهية هي إلى الخيال أقرب، وما الغرض من عملك هذا كله؟ الإنفراد؟!! السبق؟!! هو لك أخي فما لي في هذا لا ناقة ولا جمل، هي كلها للأخوة الذين يريدون الفائدة.
وأعيد وأقول والله لم أر المشاركة ولو رأيتها لما رأيت مشاركتي، أما أن تنقض كلامي (الصحيح) لغرض آخر في نفسك فلا أقبله، فهلا نظرت بتمعن العالم؛ أو أقول طالب العلم النجيب فيما كتبت أنا؟
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[التقرتي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 10:15]ـ
الإخوة المشرفين الكرام أشكركم جزيل الشكر، ويعلم الله أنني لم أطلع على هذه المشاركة وذلك للأمانة، فجزاكم الله خيرا على التدخل السليم.
أما أنت أخي (التقرتي) فأعتقد أنك قد خبطت في الكلام عني أيما تخبيط، وقررت تقريرات لما ذكرته أنا واهية هي إلى الخيال أقرب، وما الغرض من عملك هذا كله؟ الإنفراد؟!! السبق؟!! هو لك أخي فما لي في هذا لا ناقة ولا جمل، هي كلها للأخوة الذين يريدون الفائدة.
وأعيد وأقول والله لم أر المشاركة ولو رأيتها لما رأيت مشاركتي، أما أن تنقض كلامي (الصحيح) لغرض آخر في نفسك فلا أقبله، فهلا نظرت بتمعن العالم؛ أو أقول طالب العلم النجيب فيما كتبت أنا؟
إنا لله وإنا إليه راجعون
السلام عليكم اخي السكران التميمي
لا تغضب لكلامي فلم اعرف انك لم تقرأ ما كتبته فقد انتبهت من ردك ان موضوعك نقل هنا و اجبت اعتقادا مني انك اضفت ردا للمسألة لان غالب ما نقلته قد نقلته في مشاركتي و اجاب عنه الشيخ عبد الوهاب مهية.
و لا غرض من مقالاتنا هذه لا الانفراد و لا الشهرة و اني لاعلم ان الموقع مليئ بمقالات في هذا المجال الا اني اضفت نظرة جديدة و وددت من يناقشها و هي مسألة المطلق و المقيد
فاني ارى ان هناك خلطا في اقوال الكثيرين اذ ان عدم تطبيق قاعدة شيئ و منع تقييد المطلق بقرينة اخرى شيئ الاخر
و خير دليل السرقة ها قد قيدنا اليد بالسنة رغم انها كانت مطلقة فقد يأتي التقييد بقرائن و ليس بقاعدة اتحاد الحكمين و هذا بيت القصيد في مسألة الاسبال ان التقييد موجود بجمع الاحاديث و ليس تطبيقا لمسألة حمل المطلق على المقيد الاصولية
على كل حال اعتذر منك فلم انته ان مقالك كتب بدون قراءة المشاركة و ارجوا ان تنفعنا بما عندك
اما نقض كلامك فقد سبق نقد كلام بن العربي الكثيرون فحمل الاسبال على الخيلاء دائما مردود عقلا و سازيد تفصيلا في الامر لانك ربما لم تنتبه لما قلته و ارجوا منك ان تنظر لما انقله نظرة باحث عن الحق
الاسبال يتغير حسب العصور و ما كان في عصر يراد به الخيلاء ففي عصرنا لا يراد به ذلك و قد تنبّه لذلك بعض السلف – لله درهم – فهذا أيوب السختياني و هو من أئمة المسلمين المقتدى بهم، يقول: " كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها، و الشهرة اليوم في تقصيرها ".
أخرجه معمر في (جامعه 11/ 84) – و من طريقه عبدالرزاق في (المصنف 11/ 84)، و من طريقه أيضا: أخرجه ابن سعد في (الطبقات 7/ 248) و الدينوري في (المجالسة 191) و أبو نعيم في (الحلية 3/ 7) و البيهقي في (الشعب رقم:6243).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (شرح العمدة 4/ 368): و يكره تقصير الثوب الساتر عن نصف الساق قال إسحاق بن إبراهيم: دخلت على أبي عبد الله – يعني الإمام أحمد ء و عليَّ قميصٌ قصيرٌ أسفل من الرُّكبة و فَوقَ نصفِ السَّاق، فقال: أَيشٍ هذا؛ و أنكره، و في رواية: أيش هذا، لِمَ تُشَهِّرُ نَفسَك.اهـ
فكما ترى ها هم السلف يروون ان الاسبال قد تغير و لا ادري من اي بلد انت لكن هل تجزم ان كل من اسبل فهو يجر ثوبه اكيد لا و هل من يشتري ثيابا من السوق ليلبسها و يكون فيها بعض الاسبال هو مريد للخيلاء فاكيد لا
اظن ان ما قلته حق يا اخي و ما اظن ان هناك من يغالط في هذا و اترك المجال للاخوة ليحكموا بانفسهم هل كل مسبل يريد الخيلاء قطعا ?
و ان زدنا في ذلك ان عبد الله بن مسعود كان مسبلا و كذلك ابي حنيفة و عمر بن عبد العزيز اظن يا اخي انه اتضح الخطأ فلا يعقل من هؤلاء الاسبال للخيلاء و ارجوا ان تعيد قراءة مشاركتي ففيها اجابة عن كل ما ذكرته
و اخيرا اخبرك انه لا سبق لي في المشاركة ولا انفراد لاني ناقل عن رسالة لعبد الوهاب مهيبة و ما زدت في المشاركة الا قليلا من الامور من عندي و قد الحقت الرسالة بالملحقات امانة لمن اراد ان يطلع عليه
لنترك نزغ الشيطان بيننا فكلانا يبحث عن الحق و ارجوا ان تكون هناك اجابات مفيدة كي نصل الى ما قد خفي عنا و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 10:57]ـ
انقد كل كلامك بجملة واحدة الاسبال هو اطاله الثوب فوق الكعبين و هذا لا يستلزم جره و
الدليل ان سروالي فوق الكعبين و لا ينجر في الارض ادن خلاصة قولك وحاصله أن الإسبال يستلزم جر الثوب، وجر الثوب يستلزم الخيلاء ولو لم يقصد اللابس الخيلاء.
منقوض بالواقع فامامك مليار مسلم في العالم ثوبه فوق الكعبين و لا خيلاء في لباسهم
و لك عبرة في ابي حنيفه و عبد الله بن مسعود هل لباسهم يستلزم الخيلاء ماعذا بالله
ادن كلامك كله مبني على و هم
أولا أخي الفاضل لا غضب ولا زعل ولا مشاحنة، وثق بذلك مني، فيعلم الله لم أجد لذة تضاهي مشاركتي في هذا المنتدى المبارك والإفادة والإستفادة فيه ومنه.
ثانيا أخي الكريم هناك أمور:
1) أنت نسبت لي قولك: إذن خلاصة قولك وحاصله أن الإسبال يستلزم جر الثوب، وجر الثوب يستلزم الخيلاء ولو لم يقصد اللابس الخيلاء.
فكيف تصدرت عني بالقول لشيء أنا والله لم أقله ولم أرتضه، ويعلم الله ما أنا إلا ناقل له في بيان ما تقرره العلماء في المسألة.
وصدقني ليس هذا الكلام مذهبي.
2) قلت: الاسبال هو اطاله الثوب فوق الكعبين و هذا لا يستلزم جره و الدليل ان سروالي فوق الكعبين و لا ينجر في الارض.
والله لقد حاولت أن يدخل كلامك إلى عقلي فلم أستطع، (الإسبال هو إطالة الثوب فوق الكعبين)!!! من قال هذا، وهل لهذا معنى أصلا؟ كيف الثوب فوق الكعب ويسمى إسبال؟!!
ثم كيف (سروالك فوق الكعبين ولا ينجر في الأرض)؟! أكيد أنه لن ينجر في الأرض، فما هذا الذي تقول؟!
ومثلها قولك: (فامامك مليار مسلم في العالم ثوبه فوق الكعبين و لا خيلاء في لباسهم).
أخي الكريم مسألة الخيلاء لا علاقة لها في طول الإزار أو قصره، فمتى ما حصل الخيلاء وهنا (مربط الفرس) كما يقولون، حرمناه سواء كان الرداء طويلا أم قصيرا.
3) قلت: و لك عبرة في ابي حنيفه و عبد الله بن مسعود هل لباسهم يستلزم الخيلاء ماعذا بالله.
أقول: وهذا دليل عليك لا لك. وسيأتي قريبا عند بيان مذهبي الذي أدين الله به.
4) قلت: ادن كلامك كله مبني على و هم.
أقول: إن كان كلام العلماء الذين نقلت لك وهما؛ فكلامي وهم.!!
أما مذهبي في المسألة والذي أدين الله به، هو: قال البهوتي في (الروض المربع ص146):
وتحرم الخيلاء في ثوب وغيره من عمامة وغيرها في الصلاة وخارجها في غير الحرب لقوله صلى الله عليه وسلم: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه" متفق عليه. ويجوز الإسبال من غير الخيلاء للحاجة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
ملاحظة: يعلم الله أنني من أشد الناس بغضا للجدال والخصام، وأمقته أشد المقت، ولكن ...
ـ[الحافظة]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 11:09]ـ
هل لهذا معنى أصلا؟ كيف الثوب فوق الكعب ويسمى إسبال؟!!؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!
ـ[التقرتي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 11:11]ـ
أولا أخي الفاضل لا غضب ولا زعل ولا مشاحنة، وثق بذلك مني، فيعلم الله لم أجد لذة تضاهي مشاركتي في هذا المنتدى المبارك والإفادة والإستفادة فيه ومنه.
ثانيا أخي الكريم هناك أمور:
1) أنت نسبت لي قولك: إذن خلاصة قولك وحاصله أن الإسبال يستلزم جر الثوب، وجر الثوب يستلزم الخيلاء ولو لم يقصد اللابس الخيلاء.
فكيف تصدرت عني بالقول لشيء أنا والله لم أقله ولم أرتضه، ويعلم الله ما أنا إلا ناقل له في بيان ما تقرره العلماء في المسألة.
وصدقني ليس هذا الكلام مذهبي.
2) قلت: الاسبال هو اطاله الثوب فوق الكعبين و هذا لا يستلزم جره و الدليل ان سروالي فوق الكعبين و لا ينجر في الارض.
والله لقد حاولت أن يدخل كلامك إلى عقلي فلم أستطع، (الإسبال هو إطالة الثوب فوق الكعبين)!!! من قال هذا، وهل لهذا معنى أصلا؟ كيف الثوب فوق الكعب ويسمى إسبال؟!!
ثم كيف (سروالك فوق الكعبين ولا ينجر في الأرض)؟! أكيد أنه لن ينجر في الأرض، فما هذا الذي تقول؟!
ومثلها قولك: (فامامك مليار مسلم في العالم ثوبه فوق الكعبين و لا خيلاء في لباسهم).
أخي الكريم مسألة الخيلاء لا علاقة لها في طول الإزار أو قصره، فمتى ما حصل الخيلاء وهنا (مربط الفرس) كما يقولون، حرمناه سواء كان الرداء طويلا أم قصيرا.
3) قلت: و لك عبرة في ابي حنيفه و عبد الله بن مسعود هل لباسهم يستلزم الخيلاء ماعذا بالله.
أقول: وهذا دليل عليك لا لك. وسيأتي قريبا عند بيان مذهبي الذي أدين الله به.
4) قلت: ادن كلامك كله مبني على و هم.
أقول: إن كان كلام العلماء الذين نقلت لك وهما؛ فكلامي وهم.!!
أما مذهبي في المسألة والذي أدين الله به، هو: قال البهوتي في (الروض المربع ص146):
وتحرم الخيلاء في ثوب وغيره من عمامة وغيرها في الصلاة وخارجها في غير الحرب لقوله صلى الله عليه وسلم: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه" متفق عليه. ويجوز الإسبال من غير الخيلاء للحاجة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
ملاحظة: يعلم الله أنني من أشد الناس بغضا للجدال والخصام، وأمقته أشد المقت، ولكن ...
ادن في الاخير نحن متفقان ان الاسبال محرم فقط ان اريد به الخيلاء
و لكن نقلك لكلام ابن العربي هو الدي ادخل اللبس لان ابن العربي يرى ان كل اسبال فيه خيلاء حتما لذلك نقلت الرد و كلامه هذا وهم اكيد و لذلك يفرق العلماء بين الاسبال من غير خيلاء و للخيلاء و لا احد ذهب لجعل الاسبال من باب الخيلاء مطلقا.
اما قولي ان سروالي فوق الكعبين قصدت به يتجاوز الكعبين. فقولي اطالة الثوب فوق الكعبين كقولك اطلت الجدار فوق ذراع اي تجاوزته.
كلام البهوتي نقلته ايضا و لو تمعت ما كتبته لفهمت اني اذهب الى الان الاسبال ان لم يرد به الخيلاء فلا حرج فيه
ربما هو سوء تفاهم فقط ادن و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 11:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الأخوين الكريمين ووفقني وإياهما لكل خير ونفعنا جميعا بهذه المذاكرات الطيبة .. علم الله اننا نحاول جهدنا الاستفادة من هذه الحوارات وأخواتها وما تريانه من مداخلة أو تعقيب فهو للاستفسار والاستفصال وبذل الجهد في الوصول الى فقه الادلة على وجهها لا على ما نتصوره من دلالاتها .. فجزيتما عن أخيكما كل خير
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 09:15]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا شيخنا التقرتي على هذا الإيراد, و قد استوقفتني مسألة إذ أنها إذا ما وضحت ظهر بها الحقّ وزهق بها الباطل, و هي العروة الوثقى التي لا تنفصم. حقيقة عنوان موضوعكم أثار انتباهي و شدّني إليه شداّ و قلت في نفسي لعلّ الشّيخ حفظه الله سيتكلّم عن ما أحترزه في نفسي, لكن سرعان ما خاب أملي بعد أن بدأت في القراءة, فوجدته موضوعا كسائر المواضيع التي تطرّقت لمسألة الإسبال في هذا المنتدى المبارك, فكانت غالبيّته نقول معروفة عند الجلّ و بائنة عند أهل العلم, و هي سبب الاختلاف المعتبر الذي به-كما قال الشيخ أمجد الفلسطيني-لا ينكر فيها على المخالف.
أمّا المسألة التي استوقفتني فهي تلك التي تتعلّق بهذا الحديث الشّريف الصّحيح و الذي تبث بعدّة متون أذكر منها إضافة على الرّواية التي جاءت في البحث.
1 - إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج، - أو لا جناح - فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه.
2 - إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج أو ولا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه.
و مع الأسف الشّديد رأيتكم ما أعطيتموه حقّه كما أعطيتم للأحاديث الأخرى (المطلقة و المقيّدة) حقّها, مع العلم أنّ هذا الحديث مستقلّ بذاته عن الأحاديث الأخرى إذ أنه جاء جامعا للمسألتين معا. فالإنصاف يلزم حينئذ شطر موضوع البحث بينهما مناصفة و لا أبالغ إن قلتُ ليتكم أفردتموه له كلاًًّ حتّى يكون الموضوع بحقّ إسم على مسمّى.
و هذا هو الجزء الذي أفردتموه:
و قد أُشكل على بعض الأفاضل كون الأمرين وردا جميعًا في حديث واحد؛ و هو حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: " إزرة المؤمن إلى إنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه و بين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار، ما أسفل من ذلك ففي النار. لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا ". و هذا لفظ الإمام مالك رحمه الله في الموطأ، و هو أصحها. و زعم بعضهم أن الجمع بين العقوبتين في لفظ واحد دليل على اختلافهما.
و الجواب: أن قوله " لا ينظر الله يوم القيامة ... " في الحديث هو تذييل لتقرير حكم و تعليله. و لذلك لم تعطف على ما قبلها، كما في الرواية السابقة، و إن كان قد أثبت بعضهم حرف العطف و لكن هذه أرجح. و المعنى: أن من أسبل ثوبه خيلاء وكبرًا، حق له أن يطأ في النار إلى كعبيه، لأن الله لا يرحمه يوم القيامة بل يمقته. و هذا ما فهمه الإمام مالك من الحديث، حيث أورده في (باب) ما جاء في إسبال الرجل ثوبه.
و الدليل " ما أسفل الكعبين " يراد به الإسبال، حديث جابر بن سليم رضي الله عنه الطويل وفيه:" وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيتَ فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة " رواه أحمد (4/ 64) و أبو داود (4084) و ابن حبان في صحيحه (521) و غيرهم.قولكم:
و زعم بعضهم أن الجمع بين العقوبتين في لفظ واحد دليل على اختلافهماادن كما ترون اخوتي ان الايتين في اليهود و ان زيادة و لا ينظر الله اليه في الثانية ليست بعقوبة جديدة و تفسير الطبري يدل عليها و من جعلها عقوبة جديدة غير النار فقد خالف ما جاء به القرآن الكريمأمّا عن بعضهم فأنتم أدرى بهم و أنتم النّاقلون عنهم, أمّا عن نفسي-و أنا عبد ربّه هذا- فأقول هذا الزّعم بذلك المعنى خطأ. فالعقوبة عقوبة واحدة و هي النّار.
أمّا الإختلاف فهو في شدّة العقوبة.
فما أسفل الكعبين فهو في النّار
و ما أسفل الكعبين مقترنا بمخيلة فهو في النّار زائد أنّه حُرِم من نظر الله إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإيرادكم بارك الله فيكم لتفسير الطبري ينطبق على ألائك البعض الذين نقلت عنهم اختلاف العقوبة و لا ينطبق على أمثالي ممّن يقولون باختلاف الشّدّة في العقوبة, فكما أنّ الجنّة درجات فالنّار دركات, و هذا هو التّفاضل سواء في الكفر أو الفسق أو الظلم او الإيمان و هلم جرا. فالذي زنا بعينه ليس كالذي زنا بفرجه. (رغم أنني أرى أن الإختلاف لفظي لا أقلّ و لا أكثر بيني و بين ألائك البعض و الله أعلم).
مطلب أَخَوِي لا مطلب مُناقش-إن صحّ التعبير-, هل ورد الحديث العروة عند السّواد الأعظم من السّلف و أدرجوه ضمن حججهم فيما يسمّى بالمطلق و المقيّد و ليس كما هو ظاهر من الحديث بلسان عربيّ مبين؟.
ملاحظات:
* الهدف من هذا السّؤال هو إرجاع المسألة إلى الإختلاف المعتبر, و إلاّ فإنّ الحديث العروة حجّة ساطعة في نقض اعتبار الاختلاف و ترجيح كفّة القائلين بالتّحريم.
* لفت انتباهي إيرادكم بداية الجزء الأول من حديث العروة قبيل أسطر من بداية دندنتكم عنه فقلتم: و أورد أبو عوانة في مسنده الصحيح حديث ابن عمر رضي الله عنهما و خرجه من وجوه و أردفه بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:" إزرة المؤمن ... " و ترجم عليها: (الأخبار الناهية عن جر الرجل إزاره بطرا وخيلاء والتشديد فيه والدليل على أن من لم يرد به خيلاء لم تكن عليه تلك الشدة). أظنّكم فهمتم قصدي بالتحمير.
*الحديث العروة أقصد به هذا الحديث تفاديا للتكرار: إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج، - أو لا جناح - فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه.
و في الأخير أحيلكم على هاته المشاركة القيّمة لشيخنا أبي رقية الذهبي كتبها على عجل حتّى تتّضح الفكرة من حديث العروة.
في الحقيقة؛ إن المرء ليستغرب من (غالب) الإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع؛ إذ قد استعرضوا أقوال أهل العلم (فقط)!. ولكن أين أقوال النبي (ص) منهم؟!
هل غفلوا عن مثل قوله (ص):
«1 - إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ
_2 - وَلا حَرَجَ أَوْ لا جُنَاحَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ
_3 - مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ فِي النَّارِ
_4 - وَمَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ»
___أخرجه مالك، وأحمد، والحميدي، وأبو داود، وابن ماجة، والطياليسي، وابن حبان، وغيرهم كثير؛ جميعهم من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد الخدري نحوه.
___والحديث (بهذا لإسناد) صححه النووي في «رياض الصالحين»، وقال الحافظ العراقي في "المغني": «قال محمد بن يحيى الذهلي: كلا الحديثين محفوظ [يقصد حديث أبي هريرة، وحديث أبي سعيد]» لهـ، وصححه الشيخ الألباني في "المشكاة"، و"صحيح الترغيب والترهيب"، و"صحيح أبي داود"، وغيرها.
? والشاهد من الحديث (ظاهر)؛ أن النبي (ص) ذكر الأمرين معًا:
__1 - الإسبال مجردًا عن الخيلاء؛ حيث توعد فاعله بالنار؛ فقال: «مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ فِي النَّارِ».
__2 - الإسبال بطرًا (=خيلاء)؛ حيث توعد فاعله بإعراض الله عنه، وأنه لا ينظر إليه بالرحمة؛ فقال: «وَمَنْ جَرَّ
_____إِزَارَهُ بَطَرًا لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ».
فَذِكْرُ الأمرين معًا؛ يقتضى التغاير -قطعًا- بينهما؛ مما يرجح قول من ذهب إلى التحريم.
___وهذا الحديث؛ يجزم بخروج المسألة من دائرة الاجتهاد، والخلاف (المعتبر)؛ لثبوت النص القاطع بذلك. أما المجتهدون الذين قالوا بقول الجمهور؛ وقد خفي عليهم هذا الحديث؛ فلهم أجر واحد، ولا تثريب عليهم. وأما من وقف على هذا الحديث، ثم أراد أن يتشبث بقول الجمهور، ويقول بوجود الخلاف (المعتبر) في هذه المسألة؛ فلا أظنه بين الأجر والأجرين بحال؛ بل ليس له إلا الإثم؛ والله ورسوله أعلم.
هذه خلاصة ما أعتقده في هذه المسألة؛ كتبتها على عجالة؛ وإلا فأنا لم أقصد الاستيعاب فيما أكتب.
فأسأل الله للجميع الهداية والسداد؛ إنه ولي ذلك، وهو رب العباد.
? تنبيه هام:
(يُتْبَعُ)
(/)
_____على اعتبار عدم وجود هذا الحديث؛ فوجوه الرد على قول الجمهور كثيرة جدًا؛ تكاد تصل إلى القطع بخطأهم فيما ذهبوا إليه؛ مما يخرج المسألة -على الراجح- من دائرة الخلاف (المعتبر). وقد استفاض الشيخ العلامة أبو إسحاق الحويني في الرد على من جوز الإسبال بغير خيلاء في غير كتاب له وشريط. ولو أذن الله لي؛ فسوف أشير إلى هذه المواضع؛ لأثري الموضوع؛ والله المستعاندمتم بودّ.
ـ[الحافظة]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 11:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
حكم الإسبال للرجال
الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله:
إسبال الإزار إذا قصد به الخيلاء فعقوبته أن لا ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة ولا يكلمه ولا يزكيه وله عذاب أليم.
وأما إذا لم يقصد به الخيلاء فعقوبته أن يعذب ما نزل من الكعبين بالنار لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب» وقال: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة» فهذا فيمن جر ثوبه خيلاء وأما من لم يقصد الخيلاء ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار» ولم يقيد ذلك بالخيلاء ولا يتضح أن يقيد بها بناء على الحديث الذي قبله لأن أبا سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إزرة المؤمن إلى نصف الساق ولا حرج» أو قال «لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من ذلك فهو في النار ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه يوم القيامة». رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه ذكره في كتاب الترغيب والترهيب في الترغيب في القميص ص88 ج3.
ولأن العملين مختلفان والعقوبتين مختلفتان ومتى اختلف الحكم والسبب امتنع حمل المطلق على المقيد لما يلزم على ذلك من التناقض وأما من احتج بحديث أبي بكر فنقول له ليس لك حجة فيه من وجهين: الأول أن أبا بكر- رضي الله عنه- قال إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن تعاهد ذلك منه فهو – رضي الله عنه- لم يرخ ثوبه اختيالا منه بل كان ذلك يسترخي ومع ذلك فهو يتعاهده. والذين يسبلون ويزعمون أنهم لم يقصدوا الخيلاء يرخون ثيابهم عن قصد فنقول لهم إن قصدتم إنزال ثيابكم إلى أسفل من الكعبين بدون قصد الخيلاء عذبتم على ما نزل فقط بالنار وإن جررتم ثيابكم خيلاء عذبتم بما هو أعظم من ذلك لا يكلمكم الله يوم القيامة ولا ينظر إليكم ولا يزكيكم ولكم عذاب أليم. الوجه الثاني أن أبا بكر- رضي الله عنه- زكاه النبي صلى الله عليه وسلم وشهد له أنه ليس ممن يصنع ذلك خيلاء فهل نال أحد من هؤلاء تلك التزكية والشهادة؟ ولكن الشيطان يفتح لبعض الناس اتباع المتشابه من نصوص الكتاب والسنة ليبرر لهم ما كانوا يعملون والله يهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم.
حكم الإسبال وإطالة الثياب
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70 - 71]. أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. لا بأس من اغتنام هذه الفرصة لننبِّه على ما ابتلي به جماهير المسلمين اليوم، ويتوجب علينا هذا التنبيه
(يُتْبَعُ)
(/)
وجوباً مؤكَّداً، حينما لا نكاد نسمع صوتاً يذكِّر بمثل ذلك، مع شدة وكثرة ابتلاء الناس، ولا أخص الشباب دون الشيوخ. فقد سمعتم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حذر من إطالة الثوب إلى ما تحت الكعبين، وأن من فعل ذلك خيلاء لم يستحق أن ينظر الله تبارك وتعالى إليه يوم القيامة نظرة رحمة. فواجبُ ولازمُ هذا الحديث أن المسلم يجب عليه أن يراعي ثوبه، وألاّ يرسله فيجعله فوق كعبيه، لا فرق في أن يكون هذا الثوب قميصاً -كما يقال اليوم: جلابية- أو أن يكون عباءة، أو أن يكون سروالاً -أعني: بنطلوناً- أو جُبَّة، أو أي شيء كان، كل هذه الأنواع من الثياب لا يجوز للمسلم أن يطيلها أكثر من الكعبين.
شبهة وردها
وهنا شبهة ترد كثيراً وكثيراً في مثل هذه المناسبة، يقولون: إن الرسول عليه الصلاة والسلام قد قال في الحديث السابق: (من جر إزاره خيلاء)، فنحن اليوم سواءً كنا شباباً أو شيوخاً، لا نجر الثياب تحت الكعبين خيلاء، وإنما هو عادة و (موضة) ويحتج أولئك بما جاء في صحيح البخاري: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما سمع هذا الوعيد الشديد لمن يجر إزاره خيلاء قال: (يا رسول الله! فإن ثوبي يقع، فقال له عليه السلام: إنك لا تفعله خيلاء)، فيتمسك أولئك بقول الرسول عليه الصلاة والسلام هذا لأبي بكر، ويحتجون به على أن إطالة الثوب تحت الكعبين إنما يكون ممنوعاً إذا اقترن بهذا القصد السيئ، ألا وهو: الخيلاء والتكبر. الآن أقول: جوابي على هذا من وجهين اثنين: الأول: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لم يقل: أنا حينما أُفَصِّل ثوبي أجعله طويلاً تحت الكعبين لا أقصد بذلك الخيلاء، وإنما قال: يقع! وهذا يعرفه الذين اعتادوا أن يلبسوا العباءة، فقد تكون العباءة مُفَصَّلة حسب السنة، أي فوق الكعبين؛ لكن مع الانطلاق والسير والعمل والصلاة تصبح العباءة متدلية إلى الخلف فتنزل إلى ما تحت الكعبين .. هذا هو الذي أشار إليه أبو بكر في سؤاله، وقال له الرسول صلوات الله وسلامه عليه: (إنك لا تفعله خيلاء). أما أن يأتي الرجل فيُفَصِّل الثوب -أيَّ ثوبٍ كان مما سبقت الإشارة إليه- طويلاً خلافاً للشرع، ويبرر ذلك بأنه لا يفعل ذلك خيلاء، فهذا من تلبيسات الشيطان على بني الإنسان. وبعد هذا نقول في الجواب عن هذه الشبهة، بعد أن أوضحنا أن حديث أبي بكر الصديق إنَّما يعني الثوب الذي يستطيل بدون قصد صاحبه، ما لَمْ يُوْصِلُه صاحبه ويفصِّله طويلاً تحت الكعبين، ويدَّعي أنه إنما يفعل ذلك بغير قصد الخيلاء، نقول: ليس من المفروض في المجتمع الإسلامي الصحيح أن يعمل المسلم -فضلاًَ عن جماهير المسلمين- عملاً يحتاج كل منهم إلى أن يبرر هذا العمل بحسن النية، فهذا الأمر لا يكاد ينتهي، وهذا يخالف نصوصاً من الأحاديث الصحيحة التي تربي المسلم على ألاَّ يعمل عملاً، وألاَّ يتكلم كلاماً، وألاَّ يقول قولاً يحتاج بعد ذلك كله إلى أن يقدم له عذراً، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (لا تَكَلَّمَنَّ بكلام تعتذر به عند الناس) هذا خاص بالكلام؛ لكن يأتي الحديث الآخر يشمله ويشمل غيره من الأعمال، ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام: (إياك وما يُعْتَذَرُ منه!). فمن يطيل ثوبه تحت الكعبين، فيُنْكِرُه عليه العارف بالسنة، فيقول: يا أخي! أنا لا أفعل ذلك خيلاءً، -كما قال أبو بكر الصديق-. فأولاً: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف أبا بكر الصديق، وعرف تواضعه، وأنه قد تبرأ من الكِبْر ولو ذرة منه، فقال وشهد له بأنه لا يفعل ذلك خيلاء، فليس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد يستطيع أن يشهد مثل هذه الشهادة لإنسان آخر، لا سيما في مثل هذه المجتمعات الفاسدة. وثانياً: قد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر: (أزْرَة المؤمن إلى نصف الساق ... ) هذا الحديث يضع لك منهجاً عملياً يجب أن تلتزمه، دون أن تبرر مخالفتك إياه بحجة أنك لا تفعل تلك المخالفة خيلاء، حيث يقول: (أزْرَة المؤمن إلى نصف الساق، فإن طال فإلى الكعبين، فإن طال ففي النار). فهنا لا يُسْمَعُ مِن أحد يطيل ثوبه إلى ما تحت الكعبين أنه لا يفعل ذلك خيلاءً؛ لأننا نقول: إنك تفعل ذلك مخالفة لهذا النهج النبوي، وانتهى الأمر، أما إن انضمَّ إلى ذلك أنك فعلتَه خيلاءً فقد استحققت ذلك الوعيد الشديد، ألاَّ ينظر الله تبارك وتعالى إليك يوم القيامة
(يُتْبَعُ)
(/)
نظرةَ رحمة. ذلك هو ما ابتلي به شباب اليوم، لاسيما وهم يتخذون ذلك من باب اتباع التقاليد الأوروبية والموضة الغربية، من إطالة السروال -أعني: البنطلون- حتى يكاد يتهرَّى من أسفل بسبب اتصاله بالأرض، فهذا محرم لا يجوز؛ سواءً قصد لابسُه الخيلاء أو لم يقصده، وهي في الأصل ابتُدِعَت من هناك تكبراً وخيلاء، لا شك في هذا ولا وريب؛ لأن الكفار لا يهمهم في هذه الدنيا إلا التمسك بحب الظهور والتكبر على الناس ونحو ذلك، وما دام أن هذه الأزياء إنما تأتينا من تلك البلاد فهي لم يُقْصَد بها قطعاً وجه الله تبارك وتعالى، إنما قُصِد بها وجه الشيطان. وهذا الكلام يشمل كل الأزياء التي تَرِد إلى هذه البلاد الإسلامية؛ سواء ما كان منها متعلقاً بأزياء الرجال أو بأزياء النساء، فكيف ما كان منها مخالفاً لمثل ذلك الحديث الصريح الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (أَزْرَة المؤمن إلى نصف الساق، فإن طال فإلى الكعبين، فإن طال ففي النار)؟! هذا مما يجب على كل مسلم يغار على دينه ويهتم به أن يكون بعيداً عن غضب ربه تبارك وتعالى عليه، ولا نقول: هو حريص على اتباع السنة؛ لأن السنة مراتب، قد تدخل تحتها الأمور المستحبة، نحن الآن نتكلم عن الأمور الواجبة، انظر الحديث السابق: (أزْرَة المؤمن إلى نصف الساق ... ) هذا هو المستحب؛ لكن إذا أطاله إلى الكعبين فهذا جائز وليس بمحرم؛ لكن إن زاد في الإطالة حتى تحت الكعبين فهذا محرم وصاحبه في النار، وينبغي أن يُفْهم من قوله عليه السلام: (وما طال ففي النار) أنه لا يعني: الثوب؛ لأن الثوب ليس مكلفاً ولا يحاسَب! وهذا له أمثلة كثيرة في الشريعة، منها ما نفتتح به خُطَبَنا ودروسَنا من قوله عليه السلام: (كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار) أي: كل بدعة في النار، فما هي البدعة؟! هي شيء معنوي وليس شيئاً مُجَسَّماً؛ لكن معنى قوله: (وكل ضلالة في النار) أي: صاحبها في النار. وكذلك الإزار الذي يطيله صاحبه إلى أسفل الكعبين، صاحبه في النار. هذه تذكرة أردتُ أن أوجهها إليكم؛ لإرشاد من كان يريد منكم أن يكون تحت رحمة ربه عز وجل يوم يُحْشَر الناس يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88 - 89].
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 03:31]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا شيخنا التقرتي على هذا الإيراد, و قد استوقفتني مسألة إذ أنها إذا ما وضحت ظهر بها الحقّ وزهق بها الباطل, و هي العروة الوثقى التي لا تنفصم. حقيقة عنوان موضوعكم أثار انتباهي و شدّني إليه شداّ و قلت في نفسي لعلّ الشّيخ حفظه الله سيتكلّم عن ما أحترزه في نفسي, لكن سرعان ما خاب أملي بعد أن بدأت في القراءة, فوجدته موضوعا كسائر المواضيع التي تطرّقت لمسألة الإسبال في هذا المنتدى المبارك, فكانت غالبيّته نقول معروفة عند الجلّ و بائنة عند أهل العلم, و هي سبب الاختلاف المعتبر الذي به-كما قال الشيخ أمجد الفلسطيني-لا ينكر فيها على المخالف.
أمّا المسألة التي استوقفتني فهي تلك التي تتعلّق بهذا الحديث الشّريف الصّحيح و الذي تبث بعدّة متون أذكر منها إضافة على الرّواية التي جاءت في البحث.
1 - إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج، - أو لا جناح - فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه.
2 - إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج أو ولا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه.
و مع الأسف الشّديد رأيتكم ما أعطيتموه حقّه كما أعطيتم للأحاديث الأخرى (المطلقة و المقيّدة) حقّها, مع العلم أنّ هذا الحديث مستقلّ بذاته عن الأحاديث الأخرى إذ أنه جاء جامعا للمسألتين معا. فالإنصاف يلزم حينئذ شطر موضوع البحث بينهما مناصفة و لا أبالغ إن قلتُ ليتكم أفردتموه له كلاًًّ حتّى يكون الموضوع بحقّ إسم على مسمّى.
و هذا هو الجزء الذي أفردتموه:
قولكم:
أمّا عن بعضهم فأنتم أدرى بهم و أنتم النّاقلون عنهم, أمّا عن نفسي-و أنا عبد ربّه هذا- فأقول هذا الزّعم بذلك المعنى خطأ. فالعقوبة عقوبة واحدة و هي النّار.
أمّا الإختلاف فهو في شدّة العقوبة.
فما أسفل الكعبين فهو في النّار
(يُتْبَعُ)
(/)
و ما أسفل الكعبين مقترنا بمخيلة فهو في النّار زائد أنّه حُرِم من نظر الله إليه.
فإيرادكم بارك الله فيكم لتفسير الطبري ينطبق على ألائك البعض الذين نقلت عنهم اختلاف العقوبة و لا ينطبق على أمثالي ممّن يقولون باختلاف الشّدّة في العقوبة, فكما أنّ الجنّة درجات فالنّار دركات, و هذا هو التّفاضل سواء في الكفر أو الفسق أو الظلم او الإيمان و هلم جرا. فالذي زنا بعينه ليس كالذي زنا بفرجه. (رغم أنني أرى أن الإختلاف لفظي لا أقلّ و لا أكثر بيني و بين ألائك البعض و الله أعلم).
مطلب أَخَوِي لا مطلب مُناقش-إن صحّ التعبير-, هل ورد الحديث العروة عند السّواد الأعظم من السّلف و أدرجوه ضمن حججهم فيما يسمّى بالمطلق و المقيّد و ليس كما هو ظاهر من الحديث بلسان عربيّ مبين؟.
ملاحظات:
* الهدف من هذا السّؤال هو إرجاع المسألة إلى الإختلاف المعتبر, و إلاّ فإنّ الحديث العروة حجّة ساطعة في نقض اعتبار الاختلاف و ترجيح كفّة القائلين بالتّحريم.
* لفت انتباهي إيرادكم بداية الجزء الأول من حديث العروة قبيل أسطر من بداية دندنتكم عنه فقلتم: و أورد أبو عوانة في مسنده الصحيح حديث ابن عمر رضي الله عنهما و خرجه من وجوه و أردفه بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:" إزرة المؤمن ... " و ترجم عليها: (الأخبار الناهية عن جر الرجل إزاره بطرا وخيلاء والتشديد فيه والدليل على أن من لم يرد به خيلاء لم تكن عليه تلك الشدة). أظنّكم فهمتم قصدي بالتحمير.
*الحديث العروة أقصد به هذا الحديث تفاديا للتكرار: إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج، - أو لا جناح - فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه.
و في الأخير أحيلكم على هاته المشاركة القيّمة لشيخنا أبي رقية الذهبي كتبها على عجل حتّى تتّضح الفكرة من حديث العروة.
دمتم بودّ.
السلام عليك اخي العامي
اما لمزاتك فسنتركها جانبا و ارجوا ان تناقش المرة القادمة باحترام الاخرين
سنجيب عن الاوهام التي اوردتها
اولا كوننا ننقل عن اهل العلم فعن من تريد ان ننقل!!!!
اما قولك ندع كلام رسول الله فاجيبك باننا اتينا بكلام اكابر العلماء فان كنت تظن انهم تركوا كلام رسول الله عليه الصلاة و السلام حبا في ذلك فاستغفر الله
اما وهمك بان النظر عقوبة جديدة فجوابها في الحديث التالي:
من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار.صحيح صححه الالباني في صحيح الجامع.
ها هو الخيلاء في الحديث فاين هي عقوبة عدم النظر و ارجوا ان تجيب عن هذا السؤال ان كنت تبحث عن الحق فعلا
اما ايرادك لحديث إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج أو ولا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، و من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه.
فسنبين لك في المشاركة التالية ان ان هناك روايات من دون واو اما الثابت عن مالك من دون واو
و لا ادري سبب تمسككم بها و قد صحت احاديث اكثر منها بدون واو ام هو اختيار لما يناسب مذهبكم!!!!
و ارجوا ان يكون لديك طول نفس لاننا سنخرج الاحاديث من مصادرها
و الحديث المحفوظ و الذي تجده في الموطأ هذا نصه:
موطأ مالك كتاب اللباس برواية يحيى
باب ما جاء في إسبال الرجل ثوبه ء حديث: 1648
وحدثني عن مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، أنه قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار، فقال: أنا أخبرك بعلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار، ما أسفل من ذلك ففي النار، لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا.
و كما ترى واو الفصل لا وجود لها مما يؤكد ان الكلام تابع للاسبال و ان المراد به هو الخيلاء
و قولك:
وهذا الحديث؛ يجزم بخروج المسألة من دائرة الاجتهاد، والخلاف (المعتبر)؛ لثبوت النص القاطع بذلك. أما المجتهدون الذين قالوا بقول الجمهور؛ وقد خفي عليهم هذا الحديث؛ فلهم أجر واحد، ولا تثريب عليهم. وأما من وقف على هذا الحديث، ثم أراد أن يتشبث بقول الجمهور، ويقول بوجود الخلاف (المعتبر) في هذه المسألة؛ فلا أظنه بين الأجر والأجرين بحال؛ بل ليس له إلا الإثم؛ والله ورسوله أعلم. اه
(يُتْبَعُ)
(/)
فلعمري لم ارى مثل هذا وهم و انت ادرى بان الامام مالك ذهب لكراهة الاسبال و لم يحرمها فهل خفي عليه حديث تزعم انه رواه و لم ينتبه له
و تقول ان النووي صححه ثم تزعم انه لم يصله و هو القائل بالكراهة للاسبال من غير خيلاء فمن من الجمهور الذي لم يصله الحديث!!!!
ثم تقول انه يخرج المسألة من دائرة الخلاف فان كان كذلك لماذا خالف الجمهور ادن و الحديث في الموطأ و من رواه بواو رواه من طريق مالك
هذه دعوى لا اساس لها فاتركنا من الدعاوي و لننظر للادلة بل يحق لنا نحن ان نقول ان حديث من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار يخرج الدائرة من الخلاف لصالح الجمهور فاكررها اين النظر هنا ?
بالنسبة للحديث ادن الذي اوردته مع زيادة الواو
فغالب الروايات هي من دون واو و تفرد ابي بكر الزهري بزيادة الواو في روايته عن مالك
و لم يخالف من رواة الموطأ ذلك الا أحمد بن أبي بكر الزهري و قال فيه ابو حاتم و ابو زرعة صدوق اما رواة الحديث الاخرين مثل ابن وهب و عبد الله بن يوسف فرووا الحديث بدون زيادة واو
و عبد الله بن وهب قال فيه يحيى بن معين ثقة اما عبد الله بن يوسف فقال فيه بن حجر ثقة متقن من اثبت الناس في الموطأ
اذن من هنا يتبين ان المحفوظ من رواية مالك هي الرواية بدون واو
و انقل لك ما نقل عن الامام مالك في ذلك من روايات
مستخرج أبي عوانة ء مبتدأ كتاب اللباس
بيان الخبر الموجب ء حديث: 6944
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، وبحر بن نصر، قالا: ثنا ابن وهب، أن مالكا، أخبره، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: سألت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه، عن الإزار، فقال: أنا أخبرك بعلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " إزرة المسلم إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه، وبين الكعبين، ما أسفل من ذلك، في النار "، قال ثلاث مرات: " لا ينظر الله يوم القيامة، إلى من جر إزاره بطرا "، حدثنا الترمذي، قال: ثنا القعنبي، عن مالك، بإسناده مثله، حدثنا أبو داود الحراني، قال: ثنا علي بن المديني، قال: ثنا
سفيان، عن العلاء، بإسناده مثله، ليس في الإزار مثل هذا الحديث
صحيح ابن حبان ء كتاب اللباس وآدابه
ذكر البيان بأن لابس الإزار من أسفل من الكعبين يخاف عليه ء حديث: 5525
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي، قال: حدثنا أحمد بن أبي بكر الزهري، قال: حدثنا مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار، فقال: أنا أخبرك بعلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، وما أسفل من ذلك ففي النار " قال ذلك ثلاث مرات " ولا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا "
موطأ مالك ء كتاب اللباس
باب ما جاء في إسبال الرجل ثوبه ء حديث: 1648
وحدثني عن مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، أنه قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار، فقال: أنا أخبرك بعلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار، ما أسفل من ذلك ففي النار، لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا
السنن الكبرى للبيهقي ء كتاب الصلاة
جماع أبواب لبس المصلي ء باب موضع الإزار من الرجل
حديث: 3088
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنبأ أبو حامد بن بلال، ثنا يحيى بن الربيع، ثنا سفيان، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، (ح) وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، وأبو بكر بن الحسن، قالا: ثنا أبو العباس، ثنا بحر بن نصر، ثنا ابن وهب، أخبرني مالك بن أنس، وعبد الله بن عمر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: سألت أبا سعيد الخدري، عن الإزار، فقال: أخبرك بعلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إزرة المؤمن إلى نصف الساقين ولا جناح فيما بينه وبين الكعبين فما أسفل من ذلك ففي النار، لا ينظر الله إلى من يجر إزاره بطرا " لفظ حديث مالك وعبد الله
شعب الإيمان للبيهقي ء التاسع والثلاثون من شعب الإيمان
فصل في موضع الإزار ء حديث: 5852
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو حامد بن بلال، ثنا يحيى بن الربيع، ثنا سفيان، ح وأخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو حامد بن بلال، ثنا يحيى بن الربيع، ثنا سفيان، ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا عبد الله بن يوسف، ثنا مالك، جميعا عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: سألت أبا سعيد الخدري، عن الإزار فقال: أنا أخبرك بعلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وأسفل من ذلك في النار قلت ذلك ثلاث مرات لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا " وفي رواية سفيان قال: سألت أبا سعيد الخدري هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار شيئا قال: نعم سمعته يقول: فذكره وقال: في آخره وما أسفل من الكعبين من الإزار في النار لا ينظر الله إلى من جر ثوبه بطرا * اهـ
اذن كما ترى لم يخالف الا ابا مصعب و هو صدوق و صدوق عند اهل الحديث معناه انه قد يخطئ و قد خالف الثقات و خاصة عبد الله بن يوسف اوثق اصحاب الموطأ و روايته من دون واو
لكن لا نقول ان زيادة الواو لم تصح من طرق اخرى و سنوردها امانة كي يعلم الاخ اننا لا نترك اي دليل
زيد بن أبي أنيسة
السنن الكبرى للنسائي ء كتاب الزينة
ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر عبد الرحمن بن يعقوب فيه ء حديث: 9390
أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا علي بن معبد، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن نعيم المجمر، عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقه ليس عليه جناح فيما بينه وبين الكعبين ما أسفل من الكعبين في النار من جر ثيابه خيلة لم ينظر الله إليه
شعبة
مستخرج أبي عوانة ء مبتدأ كتاب اللباس
بيان الخبر الموجب ء حديث: 6945
حدثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا شعبة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: سألت أبا سعيد الخدري، عن الإزار، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إزرة المسلم إلى أنصاف الساق، ولا حرج "، أو قال: " لا جناح فيما بينه، وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين في النار، من جر إزاره بطرا، لم ينظر الله إليه "، حدثنا أبو داود الحراني، وأبو خراسان، قالا: ثنا أبو زيد، ح، وحدثنا أبو قلابة، قال: ثنا بشر بن عمر، قالا: ثنا شعبة، بإسناده مثله، سواء وزاد أبو زيد، على الخبير سقطت بمثله، وقال ما أسفل *
سنن أبي داود ء كتاب اللباس
باب في قدر موضع الإزار ء حديث: 3588
حدثنا حفص بن عمر، حدثنا شعبة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار، فقال: على الخبير سقطت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج ء أو لا جناح ء فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه " *
مسند الطيالسي ء أحاديث النساء
ما روى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم ء الأفراد عن أبي سعيد
حديث: 2328
حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة، عن العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة عن أبيه، قال: سألت أبا سعيد عن الإزار، فقال: على الخبير سقطت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إزرة المؤمن " أو قال: " المسلم إلى أنصاف الساقين، ما بينه وبين الكعبين، فما أسفل من ذلك ففي النار، لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا
أمالي ابن بشران ء المجلس السابع والخمسون والستمائة في شوال من السنة
حديث: 314
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري بمكة، أنا يوسف بن يعقوب القاضي، ثنا عمرو بن مرزوق، أنا شعبة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار، فقال: على الخبير سقطت؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إزرة المؤمن أو المسلم إلى أنصاف الساقين، ما بينه وبين الكعبين، وما أسفل من ذلك ففي النار، لا ينظر الله عز وجل إلى من جر إزاره بطرا
مسند أحمد بن حنبل ء ومن مسند بني هاشم
(يُتْبَعُ)
(/)
مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ء حديث: 10797
حدثنا محمد بن أبي عدي، عن شعبة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، أنه سمع أبا سعيد، سئل عن الإزار، فقال: على الخبير سقطت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إزرة المؤمن إلى أنصاف الساقين، لا جناح ء أو لا حرج ء عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من ذلك فهو في النار، لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا
مسند أحمد بن حنبل ء ومن مسند بني هاشم
مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ء حديث: 11718
حدثنا عفان، حدثنا شعبة، حدثني العلاء بن عبد الرحمن قال: سمعت أبي يحدث قال: سألت أبا سعيد عن الإزار، فقال: على الخبير سقطت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إزرة المؤمن إلى نصف الساق، ولا حرج، أو لا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار،ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه
سفيان
صحيح ابن حبان ء كتاب اللباس وآدابه
ذكر الإخبار عن موضع الإزار للمرء المسلم ء حديث: 5524
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي، قال: حدثنا إبراهيم بن بشار، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: أتيت أبا سعيد الخدري، فقلت: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الإزار شيئا؟ قال: نعم سمعته يقول: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، وما أسفل من ذلك ففي النار لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا " *
سنن ابن ماجه ء كتاب اللباس
باب موضع الإزار أين هو ء حديث: 3571
حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: قلت لأبي سعيد: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا في الإزار؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه ما بينه وبين الكعبين، وما أسفل من الكعبين في النار ". يقول ثلاثا: " لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا " *
السنن الكبرى للنسائي ء كتاب الزينة
ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر عبد الرحمن بن يعقوب فيه ء حديث: 9387
أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: سألت أبا سعيد الخدري هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار شيئا، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما أسفل من ذلك في النار لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا " *
مسند الحميدي ء أحاديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
حديث: 710
حدثنا الحميدي قال: ثنا سفيان، قال: ثني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، مولى الحرقة، قال: سمعت أبي، يقول: أتيت أبا سعيد الخدري، فسألته هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار شيئا؟ فقال: نعم، تعلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما أسفل من الكعبين في النار، لا ينظر الله عز وجل إلى من جر إزاره بطرا
مسند أبي يعلى الموصلي ء من مسند أبي سعيد الخدري
حديث: 944
حدثنا زهير، حدثنا سفيان، حدثني العلاء بن عبد الرحمن الجهني، عن أبيه قال: سألت أبا سعيد: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا في الإزار؟ قال: نعم، قلت حدثني، قال: سمعته يقول: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، وما أسفل من الكعبين ففي النار، ثلاث مرات، لا ينظر الله إلى من جر إزاره خيلاء " *
الآداب للبيهقي ء باب في إسبال الإزار
حديث: 504
وأخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنبأنا أبو حامد بن بلال، حدثنا يحيى بن الربيع، حدثنا سفيان، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: سألت أبا سعيد الخدري هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الإزار شيئا قال: نعم سمعته يقول: " أزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، وما أسفل من الكعبين من الإزار في النار، لا ينظر الله إلى من جر ثوبه بطرا "
عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي
(يُتْبَعُ)
(/)
صحيح ابن حبان ء كتاب اللباس وآدابه
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن خبر ء حديث: 5528
أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان، بالفسطاط، قال: حدثنا محمد بن هشام بن أبي خيرة، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: ذكر الإزار، فأتيت أبا سعيد الخدري، فقلت: أخبرني عن الإزار، فقال: أجل بعلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، وما أسفل من ذلك ففي النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله
عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي
السنن الكبرى للنسائي ء كتاب الزينة
ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر عبد الرحمن بن يعقوب فيه ء حديث: 9389
أخبرنا محمد بن عثمان العقيلي، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن عبيد الله، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: قدمت المدينة فأتيت أبا سعيد الخدري، فقلت: أسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا في الإزار؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إزرة المؤمن إلى نصف ساقيه، لا جناح فيما بينه وبين الكعبين، وما أسفل من ذلك في النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه؟
عبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد
السنن الكبرى للنسائي ء كتاب الزينة
ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر عبد الرحمن بن يعقوب فيه ء حديث: 9390
أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا علي بن معبد، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن نعيم المجمر، عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقه ليس عليه جناح فيما بينه وبين الكعبين ما أسفل من الكعبين في النار من جر ثيابه خيلة لم ينظر الله إليه "
علي بن ح جر
السنن الكبرى للنسائي ء كتاب الزينة
ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر عبد الرحمن بن يعقوب فيه ء حديث: 9386
أخبرنا علي بن ح جر، عن إسماعيل، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي سعيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " إزرة المؤمن إلى أنصاف الساقين، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين فما أسفل من الكعبين ففي النار لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا
ورقاء بن عمر اليشكري
المعجم الأوسط للطبراني ء باب العين
باب الميم من اسمه: محمد ء حديث: 5308
حدثنا محمد بن عبدوس قال: نا علي بن الجعد قال: نا ورقاء بن عمر اليشكري، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إزرة المؤمن إلى نصف الساق، ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، أو أسفل من الكعبين، لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا " " لم يرو هذا الحديث عن ورقاء إلا علي بن الجعد " *
الفوائد الشهير بالغيلانيات لأبي بكر الشافعي ء مجلس آخر
حديث: 356
حدثنا محمد قال: حدثني عبد الصمد، حدثني ورقاء، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إزرة المؤمن إلى أنصاف الساق لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما أسفل من الكعبين في النار، لا ينظر الله تعالى إلى من جر إزاره بطرا "
============================== ==============
المعجم الأوسط للطبراني ء باب الألف
من اسمه أحمد ء حديث: 1180
وبه: عن العلاء بن عبد الرحمن، عن نعيم المجمر، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ومن جر ثوبه من المخيلة لم ينظر الله إليه " *
المعجم الكبير للطبراني ء من اسمه عبد الله
ومما أسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ء نعيم المجمر
حديث: 13070
حدثنا أحمد بن إسحاق الخشاب الرقي، ثنا عبد الله بن جعفر الرقي، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن نعيم المجمر، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ومن جر ثوبه من المخيلة لم ينظر الله
(يُتْبَعُ)
(/)
أحاديث إسماعيل بن جعفر ء رابعا أحاديث العلاء بن عبد الرحمن
حديث: 305
حدثنا العلاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إزرة المؤمن إلى أنصاف الساقين، فلا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، فما كان أسفل الكعبين ففي النار، لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا
يزيد بن أبي حبيب
السنن الكبرى للنسائي ء كتاب الزينة
ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر عبد الرحمن بن يعقوب فيه ء حديث: 9388
أخبرنا عيسى بن حماد، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن العلاء بن عبد الرحمن، أن أباه حدثه، أن أبا سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إزرة المؤمن إلى نصف الساق، فما كان إلى الكعبين فلا بأس، وما تحت الكعبين ففي النار، ولا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء.
كما ترى ان زيادة الواو لم تصح الا من طريقين مع اختلاف عن شعبة
اما طريق يزيد بن أبي حبيب ففيها فما كان إلى الكعبين فلا بأس، وما تحت الكعبين ففي النار،ولا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء.
عطفان و هذه الواو ان صحت واو تفسير و ايضاح لثبوت احاديث بدون واو بل هي الغالب كما ترون اما حملها على عقوبة مختلفة يناقض حديث من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار.
و هذا يؤكذ ان الجملة لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء بواو او بدون واو جاءت لمزيد من الايضاح
و مما يؤكذ ذالك رواية المسند عن عفان عن شعبة فالامام احد المشهور من مذهبه ان الاسبال مكروه
جاء في (كشاف القناع للبهوتي 1/ 277):
قال أحمد في رواية حنبل:" جر الإزار وإسبال الرداء في الصلاة إذا لم يرد الخيلاء فلا بأس"
فان كان هذا الحديث كما تقول فصل في النزاع لماذا لم يأخد به الامام احمد و هو راويه ام انك ستعتذر عنه بعدم بلوغه و هذا يؤكد فساد قول ان هذا الحديث يخرج المسألة من الخلاف
و ما زلت اعجب ممن يتمسك بان النظر عقوبة ثانية مع وضوح حديث من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار
فأين هذه العقوبة الثانية
و كذلك اعجب لمن يتمسك برواية ولا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء
و لا يلقي بالا للروايات بدون واو رغم انها المروية غالبا عن العلاء بن عبد الرحمن
اذن من هن ايتبين لكم اخوتي ضعف مذهب من فرق بين الخيلاء و دون الخيلاء
اذ انه القى باغلب الاحاديث جانبا و الخلاصه ان من ذهب للتحريم اطلاقا عمدته امران
الاول اختلاف العقوبة
الثاني زيادة الواو في الحديث
اما اختلاف العقوبة فاجبنا عنها بجوابين لم تردوا عليهما لحد الان الاول
حديث من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار. فهذا الخيلاء فاين العقوبة الجديدة ?
و الجواب الثاني لو اعتبرتم عدم النظر عقوبة فكذلك لا بد من اعتبار عدم تكليم الله له عقوبة ايضا جديدة من حديث أبي ذر رضي الله عنه:" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار. قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال:"المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب.
و هذا باطل اكيد اد ان الاحاديث الاخرى جاءت بدون عقوبة عدم التكليم فان فهمنا ان زيادة عدم التكليم و عدم التزكية هي ايضاح للعقوبة فقط فهمنا كذلك ان زيادة عدم النظر هي ايضا ايضاح للعقوبة لا غير
اما زيادة الواو التي يتمسكون بها لم تصح عن مالك و اغلب الاحاديث لم يذكر فيها الواو فالمطلوب الجمع بين الادلة و كما ترون ان الامام احمد راوي الحديث بزيادة الواو مذهبه هو جواز الاسبال من دون خيلاء
و ان تأملنا حديثُ ابن عمر رضي الله عنهما الذي فيه:" من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة " رواه مسلم (2085)
فهمنا ان القصد هو المخيلة و لا ريب
و فعل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يؤكد ذالك و قصة ابي بكر الصديق تقطع قول كل مكابر و ان زدنا مذهب اكابر العلماء و الاصوليين كالشوكاني و بن تيمية و النووي و بن عبد البر و البخاري و الائمة الاربعة يتبين شذوذ من ذهب للتحريم المطلق اذ لا حجة له الا تأويل الاحاديث و التماس الاعذار لابي ابكر الصديق و عبدالله بن مسعود رضي الله عنهم و يستدلون بالمطلق و المقيد نسيانا منهم ان الحديث حجة بنفسه و الاصول هنا لتقريب المعاني و ليس لرد الاحاديث بها بل يتركون الاحاديث الواضحة لكي يتحاكمون لاصول الفقه و طريقة تطبيكم لقاعدة المطلق و المقيد هنا ليس مسلما بها لانها تقوم على دعوى و هي ان النظر عقوبة جديدة و هذه الدعوى هي محل الخلاف اصلا
و قد بينا انها لا تصح بدليلين حديث من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار و الدليل الثاني هو الوصول الى تناقض ان سلمنا بهذه الدعوى
و من هنا لم تبقى لكم حجة تعتمدون عليها الا تأويل الاحاديث و نحن نأخدها على ظاهرها و نجمعها كلها و جمعنا سليم لا غبار عليه و الله الموفق للصواب
اما كلام الحويني فلا اظنه اتى بجديد و كنت اتمنى ان يتشرف الاخ و ينقله لنا كي نرد عليه و ان كان ما قلناه فيه الكفاية فهو يزيل اللبس و بالادلة و ارجوا منك يا اخ عامي ان ترد عن الادلة التي نقلتها ردا علميا و لا اريد كلاما عاما او لمزا في الاخوة
ايضا اتركنا من الدعاوي كقولك انهم ردوا على قول الجمهور و ما شابه كل هذه دعاوي لا تقوم بها حجة و انقد الادلة فكلام الجمهور دامغ لا شبهة فيه
بالنسبة للاخ او الاخت سلفية أبية لا نحتاج للرد عليك بما ان كلامك كله نقول و ليس فيه مناقشة علمية ادن سنعتبره ملغى
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحافظة]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 12:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
حكم الإسبال وإطالة الثياب
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70 - 71]. أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. لا بأس من اغتنام هذه الفرصة لننبِّه على ما ابتلي به جماهير المسلمين اليوم، ويتوجب علينا هذا التنبيه وجوباً مؤكَّداً، حينما لا نكاد نسمع صوتاً يذكِّر بمثل ذلك، مع شدة وكثرة ابتلاء الناس، ولا أخص الشباب دون الشيوخ. فقد سمعتم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حذر من إطالة الثوب إلى ما تحت الكعبين، وأن من فعل ذلك خيلاء لم يستحق أن ينظر الله تبارك وتعالى إليه يوم القيامة نظرة رحمة. فواجبُ ولازمُ هذا الحديث أن المسلم يجب عليه أن يراعي ثوبه، وألاّ يرسله فيجعله فوق كعبيه، لا فرق في أن يكون هذا الثوب قميصاً -كما يقال اليوم: جلابية- أو أن يكون عباءة، أو أن يكون سروالاً -أعني: بنطلوناً- أو جُبَّة، أو أي شيء كان، كل هذه الأنواع من الثياب لا يجوز للمسلم أن يطيلها أكثر من الكعبين.
شبهة وردها
وهنا شبهة ترد كثيراً وكثيراً في مثل هذه المناسبة، يقولون: إن الرسول عليه الصلاة والسلام قد قال في الحديث السابق: (من جر إزاره خيلاء)، فنحن اليوم سواءً كنا شباباً أو شيوخاً، لا نجر الثياب تحت الكعبين خيلاء، وإنما هو عادة و (موضة) ويحتج أولئك بما جاء في صحيح البخاري: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما سمع هذا الوعيد الشديد لمن يجر إزاره خيلاء قال: (يا رسول الله! فإن ثوبي يقع، فقال له عليه السلام: إنك لا تفعله خيلاء)، فيتمسك أولئك بقول الرسول عليه الصلاة والسلام هذا لأبي بكر، ويحتجون به على أن إطالة الثوب تحت الكعبين إنما يكون ممنوعاً إذا اقترن بهذا القصد السيئ، ألا وهو: الخيلاء والتكبر. الآن أقول: جوابي على هذا من وجهين اثنين: الأول: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لم يقل: أنا حينما أُفَصِّل ثوبي أجعله طويلاً تحت الكعبين لا أقصد بذلك الخيلاء، وإنما قال: يقع! وهذا يعرفه الذين اعتادوا أن يلبسوا العباءة، فقد تكون العباءة مُفَصَّلة حسب السنة، أي فوق الكعبين؛ لكن مع الانطلاق والسير والعمل والصلاة تصبح العباءة متدلية إلى الخلف فتنزل إلى ما تحت الكعبين .. هذا هو الذي أشار إليه أبو بكر في سؤاله، وقال له الرسول صلوات الله وسلامه عليه: (إنك لا تفعله خيلاء). أما أن يأتي الرجل فيُفَصِّل الثوب -أيَّ ثوبٍ كان مما سبقت الإشارة إليه- طويلاً خلافاً للشرع، ويبرر ذلك بأنه لا يفعل ذلك خيلاء، فهذا من تلبيسات الشيطان على بني الإنسان. وبعد هذا نقول في الجواب عن هذه الشبهة، بعد أن أوضحنا أن حديث أبي بكر الصديق إنَّما يعني الثوب الذي يستطيل بدون قصد صاحبه، ما لَمْ يُوْصِلُه صاحبه ويفصِّله طويلاً تحت الكعبين، ويدَّعي أنه إنما يفعل ذلك بغير قصد الخيلاء، نقول: ليس من المفروض في المجتمع الإسلامي الصحيح أن يعمل المسلم -فضلاًَ عن جماهير المسلمين- عملاً يحتاج كل منهم إلى أن يبرر هذا العمل بحسن النية، فهذا الأمر لا يكاد ينتهي، وهذا يخالف نصوصاً من الأحاديث الصحيحة التي تربي المسلم على ألاَّ يعمل عملاً، وألاَّ يتكلم كلاماً، وألاَّ يقول قولاً
(يُتْبَعُ)
(/)
يحتاج بعد ذلك كله إلى أن يقدم له عذراً، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (لا تَكَلَّمَنَّ بكلام تعتذر به عند الناس) هذا خاص بالكلام؛ لكن يأتي الحديث الآخر يشمله ويشمل غيره من الأعمال، ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام: (إياك وما يُعْتَذَرُ منه!). فمن يطيل ثوبه تحت الكعبين، فيُنْكِرُه عليه العارف بالسنة، فيقول: يا أخي! أنا لا أفعل ذلك خيلاءً، -كما قال أبو بكر الصديق-. فأولاً: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف أبا بكر الصديق، وعرف تواضعه، وأنه قد تبرأ من الكِبْر ولو ذرة منه، فقال وشهد له بأنه لا يفعل ذلك خيلاء، فليس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد يستطيع أن يشهد مثل هذه الشهادة لإنسان آخر، لا سيما في مثل هذه المجتمعات الفاسدة. وثانياً: قد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر: (أزْرَة المؤمن إلى نصف الساق ... ) هذا الحديث يضع لك منهجاً عملياً يجب أن تلتزمه، دون أن تبرر مخالفتك إياه بحجة أنك لا تفعل تلك المخالفة خيلاء، حيث يقول: (أزْرَة المؤمن إلى نصف الساق، فإن طال فإلى الكعبين، فإن طال ففي النار). فهنا لا يُسْمَعُ مِن أحد يطيل ثوبه إلى ما تحت الكعبين أنه لا يفعل ذلك خيلاءً؛ لأننا نقول: إنك تفعل ذلك مخالفة لهذا النهج النبوي، وانتهى الأمر، أما إن انضمَّ إلى ذلك أنك فعلتَه خيلاءً فقد استحققت ذلك الوعيد الشديد، ألاَّ ينظر الله تبارك وتعالى إليك يوم القيامة نظرةَ رحمة. ذلك هو ما ابتلي به شباب اليوم، لاسيما وهم يتخذون ذلك من باب اتباع التقاليد الأوروبية والموضة الغربية، من إطالة السروال -أعني: البنطلون- حتى يكاد يتهرَّى من أسفل بسبب اتصاله بالأرض، فهذا محرم لا يجوز؛ سواءً قصد لابسُه الخيلاء أو لم يقصده، وهي في الأصل ابتُدِعَت من هناك تكبراً وخيلاء، لا شك في هذا ولا وريب؛ لأن الكفار لا يهمهم في هذه الدنيا إلا التمسك بحب الظهور والتكبر على الناس ونحو ذلك، وما دام أن هذه الأزياء إنما تأتينا من تلك البلاد فهي لم يُقْصَد بها قطعاً وجه الله تبارك وتعالى، إنما قُصِد بها وجه الشيطان. وهذا الكلام يشمل كل الأزياء التي تَرِد إلى هذه البلاد الإسلامية؛ سواء ما كان منها متعلقاً بأزياء الرجال أو بأزياء النساء، فكيف ما كان منها مخالفاً لمثل ذلك الحديث الصريح الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (أَزْرَة المؤمن إلى نصف الساق، فإن طال فإلى الكعبين، فإن طال ففي النار)؟! هذا مما يجب على كل مسلم يغار على دينه ويهتم به أن يكون بعيداً عن غضب ربه تبارك وتعالى عليه، ولا نقول: هو حريص على اتباع السنة؛ لأن السنة مراتب، قد تدخل تحتها الأمور المستحبة، نحن الآن نتكلم عن الأمور الواجبة، انظر الحديث السابق: (أزْرَة المؤمن إلى نصف الساق ... ) هذا هو المستحب؛ لكن إذا أطاله إلى الكعبين فهذا جائز وليس بمحرم؛ لكن إن زاد في الإطالة حتى تحت الكعبين فهذا محرم وصاحبه في النار، وينبغي أن يُفْهم من قوله عليه السلام: (وما طال ففي النار) أنه لا يعني: الثوب؛ لأن الثوب ليس مكلفاً ولا يحاسَب! وهذا له أمثلة كثيرة في الشريعة، منها ما نفتتح به خُطَبَنا ودروسَنا من قوله عليه السلام: (كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار) أي: كل بدعة في النار، فما هي البدعة؟! هي شيء معنوي وليس شيئاً مُجَسَّماً؛ لكن معنى قوله: (وكل ضلالة في النار) أي: صاحبها في النار. وكذلك الإزار الذي يطيله صاحبه إلى أسفل الكعبين، صاحبه في النار. هذه تذكرة أردتُ أن أوجهها إليكم؛ لإرشاد من كان يريد منكم أن يكون تحت رحمة ربه عز وجل يوم يُحْشَر الناس يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88 - 89].
أردت أن أبين أن هذا القول للشيخ الألباني رحمه الله ....
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 03:11]ـ
أردت أن أبين أن هذا القول للشيخ الألباني رحمه الله ....
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين و على اله و صحبه اجمعين و من تبعهم باحسان الى يوم الدين
اللهم قنا شر المتعصبين و اهدنا صراطك المستقيم و انجنا من فتنة التعصب الجديد الذي يلوح في الافق اللهم اننا نريد الحق و لا غير امنا بك و برسولك خير العالمين عليه الصلاة و اشرف التسليم
(يُتْبَعُ)
(/)
اللهم انا نسير في طريق الائمة المهديين و من تبعهم من عبادك الصالحين فالحقنا بهم و ارنا صراطك المستقيم صراط الدين انعمت عليهم غير المغضوب عليه و لا الضالين اللهم آمين
اما بعد فلتعلموا ان السلف خيار الرجال و ان الخلف منهم الاخيار و لكنهم لن يصلوا معشار ما وصل اليه السلف و لتعلموا انه كل جيل ذهب ذهب معه خيره و لتعلموا ان العلماء رجال و الله عز و جل لم يتعبدنا بالرجال انما بكتابه و سنة نبيه عليه افضل الصلاة و التسليم
و اننا لنحفظ للشيوخ حقهم و علو شأنهم و ان من اخيار علماء هذا الزمان بن الباز و العثيمين و الالباني رحمهم الله و لكن الحق احب الينا منهم و اجماعهم ليس بحجة و ان تعصب له الملايين و ان كنا لا ننكر على الشيوخ اجتهادهم و انما ننكر على الاتباع تقليدهم من غير تمعن في الدليل و التعصب لقولهم
فنحن نعرف ان الشيوخ افتوا بتحريم الاسبال مطلقا و لكن من هم اعلم منهم من السلف و افقه و افهم للادلة قالوا بخلافهم و قولهم ليس بشبهات انما هو باتباع الدليل الذي حاول الخلف فهمه غير ما فهمه السلف اما قول الشيخ الالباني فنقول ان فهمه للدليل يحتاج دليلا فالدليل لا يخصص بفهم احدهم
فقول الشيخ ان الشبهة ان الناس لما تفصل ثوبها الخ ...
اقول المس العذر للشيخ ربما هو لا يدري انه في زماننا قليل من يفصل ثيابه انما نشتريها جاهزة
اما قوله اننا نتمسك بحديث ابي بكر ...
فنجيبه الاستدلال ليس بحال ابي بكر الصديق رضي الله عنه انما بعموم اللفظ فيا اهل الاصول اليس العبرة بعموم اللفظ و ليس بخصوص السبب فان لم تكن الخيلاء مناطا للحكم فما معنى اجابة النبي عليه الصلاة و السلام انك لا تفعله خيلاء فهذا كلام عربي لا يفهم منه الا شيئ واحد ان مناط التحريم في الخيلاء ثم اقول للشيخ قال بهذا من هو اعلم منه من الائمة الاربعة و بن عبد البر و البخاري و النووي و الشوكاني كلهم استدلوا بهذه القصة فهل هم متمسكون بالحديث ام هو الظاهر من الحديث الذي لا يغالط فيه احد بل لعمري من أوّل حديث ابي بكر ليس لديه حجة
ام انهم ممن يفصلون ثيابهم ل ... حاشا لله ان اكملها!!!
اتردون على ناس اليوم ام تردون عن اهل العلم و الورع الذين قالوا بان مناط الحكم هو الخيلاء
الكلام كلام عربي لست ممن يفعله خيلاء و ان قرأنا حديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي فيه:" من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة
لم يبقى هناك مجال للشك
اما تعليل الشبهة بتفصيل الثوب و كذا و كذا لا يقبله العقل فاغلب الناس عندنا تشتريها جاهزة و لا يوجد من ينوي شراءها ناويا الاسبال متعمدا و هذا كافي لرد شبه الشيخ.
اما تعليله لحديث ابي بكر بعدم قصد الاسبال و ما شابه نقول له هذا تأويل و خروج عن ظاهر الحديث و الخروج عن ظاهر الحديث يحتاج دليلا و الاصح ان الغير متعمد الاسبال لا يجاب عليه بانك لا تريد الخيلاء انما يجاب عليه لست متعمدا فافهموا ذلك و هل في هذا الكلام شك
اما تعليله بان هذا اللباس ابتدع للتكبر و ما شابه مغالطات استحي حتى من الاجابة عليها
فنقول اولا من اين لك انهم ابتدعوها من اجل ذلك!!!!!
ثانيا ذكر ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (3/ 521)
" أَبَا حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ ارْتَدَى بِرِدَاءٍ ثَمِينٍ وَكَانَ يَجُرُّهُ عَلَى الْأَرْضِ، فَقِيلَ لَهُ: أَوَلَسْنَا نُهِينَا عَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: إنَّمَا ذَلِكَ لِذَوِي الْخُيَلَاءِ وَلَسْنَا مِنْهُمْ " انتهى.
فهل ابتدعت في عصر ابي حنيفة للتكابر!!!!! يا لها من دعوى لا تقوم على حجة بل هذا هو الرأي الذي ذمه الله سبحانه و تعالى
بل نقول من حرم الاسبال اطلاقا هو من يأتي بالشبه اذ ان الاحاديث اغلبها جاءت للخيلاء و جاء من الاحاديث من ربط الاسبال بالخيلاء مطلقا قال جابر بن سليم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة)
ها هو ربط الاسبال بالمخيلة قطعا فالتعليل واضح وإن الله لا يحب المخيلة!!!! و ان تفيد العلة فاين عقولكم من هذه اللهم فقهنا في الدين اللهم امين
و هل يوجد اوضح من هذا!!! كلام عربي واضح علل الاسبال بالمخيلة و ان الله لا يحب المخيلة فاين دعوى تفريقكم بين الامرين ????
(يُتْبَعُ)
(/)
اتتركون هذا الحديث الواضح الدلالة و تستدلون بحديث اخر جاءت فيه العقوبتين على حد زعمكم و اختلفوا في رواياته فتؤولونه حسب مذهبكم!!
فها هو حديث به الامران فاين تأويلكم هنا اين هو الفصل بين الامرين!!! بل لعمري ليس لديكم حجة الا التمسك بقشة نفختم فيها و بنيتم عليها اقوالا و اقوالا و كل راد لقولكم طعنتم فيه بحجة ان الامر منتهي و لا خلاف فيه افكنتم افقه من السلف لما رأو هذه الاحاديث و فهموها بغير ما فهمتموها ام انها السلطة تمارسونها لقمع المعارض و الله انا لا نخاف في الله لومة لائم و نقولها و نرددها نحن سلفيون للنخاع و لذلك فهمنا هذه الاحاديث كما فهمها السلف و لم نخرج عن اقوالهم و ما نحن الا ناظرون فيما اختلفوا فيه كي نرجح الحق فيه او ما غاب عنهم و ظهر لنا و لكن ان نخالف فهمهم للدليل من غير دليل خبنا ادن و ما اصبنا.
بل المتمعن للاحاديث يجدها كلها تصب في قول واحد ان الاسبال حرم للمخيلة و ان الله لا يحب المخيلة و من قال بالتفريق لم يتمسك الا بحديث او اثنان دون الرجوع لاغلب الباقي و قال ان عدم النظر عقوبة جديدة و نسي ان حديث من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار
ذكر المخيلة و لم يلحقها بعدم النظر ثم اخد يعلل بشبه حديث ابا بكر فقالوا هذا ابو بكر الصديق و كان يتعاهد ثوبه و هنا نسوا القواعد الاصولية التي كانوا يحتجون بها و التي تقول ان العبرة بعموم اللفظ و ليس بخصوص السبب فاين اصول الفقه هنا و ان كانت شبهتهم لا تقوم على حجة لا من حيث الاصول و لا من حيث استقامة المعنى فكيف يكون رد رسول الله عليه الصلاة و السلام لست ممن يفعله خيلاء مناسبا و هذا معلوم بالضرورة كما يقولون
و ها هو الامام مالك يروي الحديث الذي تزعمون ان الخلاف انتهى به في موطئه و يذهب لخلاف فهمكم و الامام احمد كذلك يرويه في المسند و يخالفكم في فهمه افكنتم تجرؤون ان تقولوا لهذين الخلاف منتهي فان لم نفهم الادلة كما فهما عالم المدينة و كما فهمها امام السنة و كما فهمها البخاري بجلال قدره و كما فهما شيخ الاسلام بن تيمية فباي فهم تريدوننا ان نفهمها!!!!!!
امر اخر ننبه عليه ان اسبال الثوب لا يقتضي جره اطلاقا و ان كان في جره خوف من الخيلاء فهذا غير وارد ان لم يجر و الملاحظ في الاحاديث انها تنهى عن جره
اذن كما تلاحظون فقول الجمهور هو الصواب و لا حجة فيمن حرم اطلاقا الا رد اغلب الاحاديث و التفريق بين الامرين و هذا مناقض لاغلب الاحاديث اد هي لم تفرق بين الاسبال و الخيلاء فلا ادري لماذا يتمسك بعضهم بالتفريق و الحجة ظاهرة في عدمه ثم يرمي الجمهور بالخطأ فسبحان الله من فتاوي شاذة اصبحت اليوم هي الصواب و الصواب اصبح هو الشاذ و يا ليت من منقح يبين كل ذلك و ما كان الخلف باعلم من السلف و كل هذه الاحاديث قد درسها سلفنا فان كنا فعلا نريد فهمها بفهم السلف فهاهو فهم السلف بين ايدينا فلماذا نخالفهم ها هو قول الامام مالك و ابي حنيفة و الشافعي و الامام احمد و البخاري فاين فهم السلف ادن!!!!
ثم يجرؤون فيقولون ان الخلاف ليس بمعتبر اوكنتم اعلم من السلف لما مروا بهذه الاحاديث فها هي في الموطأ و في المسند و عند البخاري و الموطأ لا يخفى على احد افغفل الجهابدة عن هذه الاحاديث التي يدعي المعاصرون فهمها احسن منهم!!!!
لو كان في المسألة ادلة جديدة لقلنا نعم ربما خفيت عن السلف لكن هذه الادلة لا جديد يذكر فيها هي ذاتها في الموطأ و في البخاري و المسند و في صحيح مسلم و ابي داود و النسائي قرأها من هم افقه منا باللغة العربية و وعوها و فهموها و هم احسن الناس فهما للسنة و اتقى الناس و لا يصل علماء اليوم معشار ما وصلوا اليه ثم تتجرؤون و تقولون ان الامر ليس خلافي و ان جمهور اليوم رد عليهم!! بماذا ردوا عليهم بفهمهم الذي زعموه ?
فنصيحة لكل عاقل نعم نحن نتبع الدليل لكن فلتعلموا انه ان كان نفس الدليل قد مر بجهابذة العلماء و اعطوا رأيهم من غير مخالف يذكر فاحذروا كل الحذر من مخالفة السلف اما ان خفيت عليهم ادلة فنعم هنا نرفع اللوم عنهم و اقرؤوا ان شئتم رسالة رفع الملام عن الائمة الاعلام لابن تيمية رحمه الله
اعلم علماء العصور ذهبوا الى ان مناط الحكم هو الخيلاء و استدلوا بحديث ابي بكر الصديق,
(يُتْبَعُ)
(/)
اعلمهم نعم الامام مالك و ابي حنيفة و الشافعي و الامام احمد و عمر بن عبد العزيز و البخاري و بن عبد البر و النووي و بن تيمية و الشوكاني و كثير فكيف تجرؤون على القول ان الامر محسوم و لا خلاف فيه!!!!!
فهذا قول لا عقل فيه و لا حجة و خالف فهم السلف فاخشى عليكم التقليد الاعمى فدعوا عنكم هذه الغشاوة و تعلموا ان تنقدوا فهم الشيوخ للادلة ففهم الدليل يحتاج دليلا و لن تجدوا احسن من فهم الادلة كما فهمها السلف رضوان الله عليهم و ارجوا من الله ان يلحقنا بهم و ان نكون ممن نخلص العبادة لله وحده , فما همنا هنا تحليل حرام و لا مخالفة سنة لكنها كلمة حق و لا بد ان تقال فمن شاء ان يقصر فليقصر و هذا هو المندوب لانها سنة ابي القاسم عليه الصلاة و السلام و لكن ان تحرموا ما احله الله لعباده فهذا هو الذي لا يقبل و لا يعقل و اني لاستحي من سماع بعضهم يطعن في من يسبل ففي من تطعن افي المقلد ام المجتهد!!!
اتطعن في المسبل ام في من افتاه بذلك الا تدري انك تطعن في خيرة السلف سبحان الله انه لفتنة و نحن منها براء بل قلوبنا تسع قول كل مخالف لكننا نشفق على الناس من ظلم التعصب و التعسف بدعوى ان الامر منته لان بعضهم ممن اشتهر افتى بذلك و كيف يكون منتهيا و الشوكاني ليس منا ببعيد و قد افتى بخلافه اءنهيتم الخلاف ثلاث قرون بعده بماذا انهيتموه ? بدعاوي تدّعونها!!!
و اتحدى كل من قال بالتحريم ان يأتي برد واضح على ما قدمته من ادلة و ليعلم انها ادلة السلف و ليست من قولي فان لم يستطع الرد عليهم من هو خير منه لاكثر من اثنا عشر قرن فليس هو اليوم الذي يستطيع ذلك و الله الموفق للصواب
اللهم ان اصبنا فمن عندك و ان اخطأنا فمن الشيطان فاغفر لنا ذنوبنا و اصلح احوالنا
ربنا ما اردنا الا وجهك سبحانك فاجعلنا من المخلصين ربنا ما كان همنا الا اصلاح امتنا ربنا ارنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و ارنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه و اجعلنا خير خلف لخير سلف و الحقنا بالصالحين اللهم امين
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 06:55]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اخوتي الكرام جمعنا الله و اياكم في الجنة
و لمزيد من ايضاح للحق و امانة في النقل سننقل كلام الحويني في الاسبال و سنبين بالحجة الدامغة التي لا شبهة فيها خروجه عن الصواب و هذا نص الشيخ مفرغ من احد اشرطته و النص منقول من رسالة لاحد الاخوة:
قال الشيخ حفظه الله "روى ابن أبى شيبه فى كتاب المصنف عن خرشه بن الحر أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه رأى رجلاً وقد أطال إزاره فقال: أحائض أنت، فقال يأمير المؤمنين وهل يحيض الرجل؟ قال: نعم لما أسبلت إزارك؟ ء لأن إسبال الإزار لا يكون الا للنساء ء قال فأتى عمر بمشبط ـ أى مقص ـ وقص ما ذاد عن الكعبين قال خرشه بن الحر: فكأنى أنظر إلى خيوط الإزار على عقبيه.فنهى النبى (صلى الله عليه و سلم) عن اسبال الإزار وقال العلماء من علامات الكبيره إذا توعد صاحبها بالنار أو بالطرد أو باللعن أو ما أشبه ذلك فأى نهى تجد فيه توعد بالنار يلتحق بالكبائر، فالنبى (صلى الله عليه و سلم) يقول" أسفل الكعبين من الإزار ففى النار" فلو كان أمراً مستحباً لما توعد فاعله بالنار فلا يتوعد بالنار إلا من ترك الواجب.
والذين قيدوا هذا الحديث قيدوه بالحديث الآخر " من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله اليه " فقالوا: من الخيلاء تصلح أن تكون قيد لهذا الحديث العام – أى حديث أسفل الكعبين من الإزار ففى النار ء فيكون المعنى كالآتى: " أسفل الكعبين من الإزار خيلاء ففى النار" وبذلك تستقيم المعانى.ولكن نرجع لأصول أهل العلم هل فعلا يصح أن نحمل المطلق على المقيد فى أحاديث هذا الباب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
العلماء قالوا " إذا اختلف الحكم واتحد السبب فى نص ما فلا نحمل المطلق على المقيد " والنص المطلق: (الذى لم يقيد بصفه) مثال ذلك قوله تعالى " فتحرير رقبه مؤمنه " فلا يجزئ تحرير رقبه غير مؤمنة أى أنه قيد عتق الرقبة بالإيمان، وكذلك قوله صلى الله عليه و سلم " لا تنتقب المرأه المحرمة" فقيد خلع النقاب بالإحرام وكذلك حديث " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث .... ولد صالح يدعو له" فلا ينفع دعاء الولد الغير صالح فالحكم الذى اتى مقيد فهو موصوف بخلاف المطلق قال النبى صلى الله عليه و سلم كما فى سنن أبى داود (أسفل من الكعبين من الإزار ففى النار ومن جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله اليه)
أصبح عندنا حكمان
الأول: أسفل الكعبين من الإزار ففى النار
الثانى: من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله اليه
ففهم من ذلك أن الأول يتنزل على غير الخيلاء و إلا لما كان الذكر الخيلاء فى الشطر الثانى أى معنى و هل الحكم و احد أم مختلف؟ هو مختلف الأول فى النار و الثانى لم ينظر الله اليه و السبب متحد و هو الجر و كما قلنا اذا اختلف الحكم و اتحد السبب فلا يحمل المطلق على المقيد فلا نقول ان الحديث الأول مقيد بالثانى و قد صرح بذلك الأمام الذهبى فى ترجمة عبد الله بن عمر فى سير اعلام النبلاء. وقد ورد حديث يستشهد به هؤلاء أخرجه الأمام احمد فى مسنده بسند صحيح على شرط الشيخين " عن عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن اسلم عن عبد الله بن عمر قال: رآنى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى إزاره جديد يتقعقع فقال " من" فقلت أنا عبد الله قال" إن كنت عبد الله فارفع إزارك" قال فرفعته قال" زد" قال فرفعته الى نصف الساق فقال "من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله اليه" قال بن عمر فجاء أبو بكر فقال النبى صلى الله عليه وسلم حين رأه "من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله اليه" فقال أبو بكر يا رسول الله إن أحد شقى إزارى يسترخى و أنا اتعاهده فقال" إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء "و الحديث فى الصحيح و لكن بغير هذه الرواية و التمام و السياق قال أبو بكر يا رسول الله إن احد شقى إزارى يسترخى وأنا اتعاهده فقال" إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء " فقالوا هؤلاء إن لم يفعل خيلاء فيجوز وهذا من اعجب الأستدلال!!!
أولا: أبو بكر من يعرفه و يعرف سيرته فإنه يستحيل أن يتصور أن يخالف أبو بكر أمر النبى صلى الله عليه وسلم حتى و لو كان فى أدنى المستحبات
ثانيا: أبو بكر لم يجر إزاره أصلا إزاره كان فوق الكعبين, كان مشدودا فوق الكعبين ,لكنه كان نحيفا كما فى طبقات ابن سعد من حديث اسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم قال (دخلت على أبى بكر فإذا هو رجل نحيف خفيف اللحم ابيض) و ايضا فى طبقات بن سعد بسند فيه محمد بن عمر الواقدى وهو متروك قال (عن عائشة قالت كان أبو بكر رجلا نحيفا يسترخى إزاره على عقويه) وذلك لأنه نحيف فيتعاهده ولذلك هو يقول (إن أحد شقى إزارى يسترخى) وليس كله ولا نتصور أحد يفصل ملابس يطول شق و يرفع شق ثم إنه ليس بتاركه بل يتعاهده أى يشده الى أعلى فهل يقاس على أبى بكر الصديق أولئك الذين يرخون إزارهم عمداً هذا من أبطل القياس لأنه قياس النقيض على النقيض وانما القياس أصله أن يقاس النظير على النظير للإشتراك فى علة الحكم و لذلك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء "
ثالثا: لو سلمنا بهذا أى أن أبو بكر جر إزاره فهذا مستثنى بالنص فهذه خصوصية لأبى بكر الصديق و إلا لماذا فرق بينه و بين ابن عمر فى أصل المسألة فالحكم عام يشمل الجميع
رابعا: ولو سلمنا أن الأمر كما يقولون هم أخذوا الحكم بالجر من طريق المفهوم , والنص إما منطوق أو مفهوم
فمثلا (أكرم جارك) هذا المنطوق وعكس الكلام لا تهن جارك وهذا يفهم من المنطوق فالإكرام يشمل أشياء كثيرة مفصلة ولكن يفهم من أكرم جارك أن كل باب يدخل فى الإكرام تعمله أى أن مفهوم النص مفردات الإكرام فالحديث يقول "من جر إزاره من الخيلاء" بمفهوم المخالفة (ومن جر إزاره بغير الخيلاء جاز) والعلماء يقولون اذا تعارض منطوق ومفهوم يقدم المنطوق
(يُتْبَعُ)
(/)
و الأحاديث الناطقة بتحريم الإسبال أكثرمن 15 حديث أى ان المفهوم هدر فلو جاز لى ان أقدم دلالة المنطوق لصراحتها على دلالة المفهوم إذ دلالة المفهوم لا تنحصر فلو قبلنا هذا الحكم على أى وجه كان لخرجنا بمنع إسبال الإزار.
خامسا: إن إسبال الإزار فيه تشبه بالنساء كما فى حديث عمر عند النسائى وأبى داود وغيرهما (قال صلى الله عليه وسلم "من جر إزاره خيلا لا ينظر الله اليه يوم القيامة" قالت أم سلمة يا رسول الله فماذا تفعل النساء بذيولهن؟ قال "يرخينه شبرا" ء أى فوق الأصل أى الكعبين والكعبين هما العظم الناتىء فى أسفل الرجل فوق القد هذا الأصل فالإرخاء الذى فى الحديث أى تطويل الإزار شبرا من بعد الكعبين ء فقالت أم سلمة اذا تنكشف أقدامهن – برغم انه شبرا , على أن الشبر من الكعب أى انه قليل للتغطية – قال "يزدنه زراعا و لا يزدن ") فأصل الحكم أن يكون الإزار مشدودا فوق الكعبين ثم رخص للنساء حتى لا تنكشف أقدامهمن لأن المرأة كما قال النبى صلى الله عليه وسلم "كلها عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان" اذا الرجل الذى يرخى ذيله متشبه بالنساء و الأن نرى العكس تلبس المرأة لبس الرجل على السنة و يلبس الرجل لبس المرأة على السنة!!
سادسا: حتى لو سلمنا للقائلين بالخيلاء نقول أنه ينبغى أن يمنع من الجر سدا لذريعة الخيلاء لأن الجر مستوجبا للإسبال والإسبال مظنة الخيلاء لاسيما إذا كان فى عرف الناس أن تقصير الثوب مسخة, هم يعتبرون ذلك, والناس يستهزؤن بذلك ويقولون لازم أن تكون صاحب قيمة أى ملابسك لازم تجرجر على الأرض فهذا كله باب الى الخيلاء , وقد جاءت الشريعة بنصوص كثيرة بسد الذريعة فالشىء قد لا يكون ممنوعا ولا منهيا عنه لذاته إنما يكون منهيا عنه لما يؤدى الى الفساد فسدا للذريعة ان يؤدى الى الفساد ا. هـ
نقد فتوى الحويني:
كلامه في المطلق و المقيد نجيب عليه كالتالي
اما قولك العلماء قالوا " إذا اختلف الحكم واتحد السبب فى نص ما فلا نحمل المطلق على المقيد " ... الخ
نجيبك اولا اننا لم نسلم لك بان عدم النظر عقوبة جديدة و ثانيا اما التقييد فليس من باب حمل المطلق على المقيد انما هو منطوق في الاحاديث و نص التقييد في الاحاديث الصحيحة
اما قولكم ان عدم النظر عقوبة جديدة نرد عليه بالحديث الصحيح
من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار.صحيح صححه الالباني في صحيح الجامع برقم 6592
فهذا حديث صحيح و ها هو الخيلاء و ها هي العقوبة فهل يعقاب الله سبحانة بنفس السبب عقوبتين مختلفتين!!! اين دعواكم ان عدم النظر عقوبة مختلفة
و الرد الثاني على دعواكم ان النظر عقوبة ثانية غير الاولى و الفصل بينهما
حديث أبي ذر رضي الله عنه:" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار. قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال:"المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب". رواه مسلم برقم (106)
فلنطبق الاصول يا اهل الاصول اليس عدم تكليم الله عقوبة جديدة حسب مذهبكم و عدم التزكية كذلك ادن اين عدم حمل المطلق على المقيد الذي تدعون ام ان هذه حالة جديدة و من هنا بطل زعمكم ان العقوبتين ليستا لنفس السبب
اما الجواب الثاني و هو ان التقيد جاء بالمنطوق و ليس بالمفهوم فتقيد الاسبال بالخيلاء جاءت به الاحاديث الصحيحة و ها انا اسوقها:
قال جابر بن سليم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة) صححه الترمذي رقم 2722
و حديث مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما الذي فيه:" من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة "
و الحديث المحفوظ عن العلاء بن عبد الرحمن و المروي في الموطأ و المسند و النسائي و غيرهم و اللفظ لمالك
حديث: 1648
وحدثني عن مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، أنه قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار، فقال: أنا أخبرك بعلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار، ما أسفل من ذلك ففي النار، لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه ثلاث احاديث تقرن الاسبال بالخيلاء بالمنطوق فكيف يسوغ لكم ان تفرقوا بين الاسبال و قيده الخيلاء و الحديث واضح إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة.
و الاحاديث ساطعة لا تحتاج تأويلا اما من فرق بين السببين الاسبال و الخيلاء ليست له حجة الا دعوتان اولهما وجود احاديث للاسبال من غير عقوبة النظر و احاديث للخيلاء مع النظر ثم يتمسك برواية عن العلاء بن عبد الرحمن و الغير محفوظة بزيادة الواو في قوله ولا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا.
و الجواب عن الدعوى الاولى هو من نفس منطقهم فقد ورد الخيلاء غير مقرون بعدم النظر من حديث من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار و الامر الثاني وردت احاديث في الاسبال و قيدته بالمنطوق على الخيلاء فمن اين ابتدعتم هذا التفريق بين الامرين اما الدعوى الثانية و هو زيادة الواو فنقول ماذا تفعلون باغلب الروايات من دون واو ام هو اختيار ما يناسب مذهبكم
ثم نقول ان العلة جاءت من المنطوق بقوله عليه الصلاة و السلام إِنَّكَ لَسْتَ تَصْنَعُ ذَلِكَ خُيَلَاءَ.
و في هذه كفاية لنسف دعواكم.
اما ذكر الشيخ كلام الذهبي فلعمري هو ضد مذهبه فتأملوا قال قد صرح بذلك الأمام الذهبى فى ترجمة عبد الله بن عمر فى سير اعلام النبلاء. وقد ورد حديث يستشهد به هؤلاء أخرجه الأمام احمد فى مسنده بسند صحيح على شرط الشيخين " عن عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن اسلم عن عبد الله بن عمر قال: رآنى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى إزاره جديد يتقعقع فقال " من" فقلت أنا عبد الله قال" إن كنت عبد الله فارفع إزارك" قال فرفعته قال" زد" قال فرفعته الى نصف الساق فقال "من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله اليه" قال بن عمر فجاء أبو بكر فقال النبى صلى الله عليه وسلم حين رأه "من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله اليه" فقال أبو بكر يا رسول الله إن أحد شقى إزارى يسترخى و أنا اتعاهده فقال" إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء "و الحديث فى الصحيح و لكن بغير هذه الرواية و التمام و السياق قال أبو بكر يا رسول الله إن احد شقى إزارى يسترخى وأنا اتعاهده فقال" إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء " فقالوا هؤلاء إن لم يفعل خيلاء فيجوز وهذا من اعجب الأستدلال!!! اهـ
بل انظر قوله " إن كنت عبد الله فارفع إزارك" قال فرفعته قال" زد" قال فرفعته الى نصف الساق فقال "من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله اليه".
انظر امره برفع ثوبه ثم ذكر العلة بعدها من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله اليه!!! اليس في هذا دلالة واضحة انه اراد من رفع ثوبه عدم الخيلاء فلو كان الرفع لمجرد الاسبال فلماذا زيادة هذه الجملة من رسول الله عليه الصلاة و السلام من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله اليه ...
بل الكلام عربي واضح لكنهم يتمسكون بالشبهات لرده
ثم يقول يذكر الشيخ بعدها عدة علل و شبهات فيقول وانما القياس أصله أن يقاس النظير على النظير للإشتراك فى علة الحكم و لذلك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء " اهـ
و من قال اننا نقيس انما هي العلة منطوقة و لا قياس في ذلك القياس في رأس من ظن ان الاسبال و الخيلاء مختلف في الاحاديث اما من رآهما شيئا واحد لا حاجة لقياس امر على نفسه
بل العلة واضحة فابوا بكر رضي الله عنه صرح ان ثوبه يسترخي فلا حاجة لتبيان انه لم يرخه للخيلاء و رغم ذلك اجابه رسول الله عليه الصلاة و السلام بعلة الخيلاء افتكون اجابة رسول الله عليه الصلاة و السلام في غير موضعها هل استرخاء الثوب يدخل في الاسبال من غير خيلاء ام في الخيلاء لمن فرق بين الامرين ?
بل الكلام واضح الا ان اجابة الشيخ اجابة من يدور حول استدلال الجمهور فالجمهور لا يقيس اباحة بعمل ابي بكر كي تذكر ذلك انما الجمهور يستدل بدلالة المنطوق ان رسول الله عليه الصلاة و السلام اجاب بعله الخيلاء في موضع لم يرد به الخيلاء و منه فهمنا ان الخيلاء هو المقصود كما اشار رسول الله عليه الصلاة و السلام و ليس الاسبال نفسه
و بما ان العادة عند العرب قديما في الاسبال انه يراد به المخيلة كان النهي موافقا لعاداتهم لكن العادات تختلف حسب العصور.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ ثالثا: لو سلمنا بهذا أى أن أبو بكر جر إزاره فهذا مستثنى بالنص فهذه خصوصية لأبى بكر الصديق و إلا لماذا فرق بينه و بين ابن عمر فى أصل المسألة فالحكم عام يشمل الجميع اهـ
و هذا منطق من يظن اننا نستدل بعمل ابي بكر الصديق رضي الله عنه لاثبات الجواز و كما بيننا اننا لا نستدل بعمل الصديق رضي الله عنه انما نستدل بقول رسول الله عليه الصلاة و السلام و قوله فاصل في المسألة فهو يعلل سبب التحريم كما علله في اكثر من حديث و في قوله عليه الصلاة و السلام إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة.
فالقيد منطوق لا غبار عليه الا من ابى ترك المنطوق للتحاكم للاصول على مقدمان ظنها في رأسه و هو التفريق بين الامرين و كيف نفرق ما لم يفرقه رسول الله عليه الصلاة و السلام!!!
و قد بينا ان الواضح من عتاب رسول الله عليه الصلاة و السلام على عبد الله بن عمر هو نفس العلة الا ترى انه ينهاه عن الاسبال ثم يقول عليه الصلاة و السلام من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله اليه.
فان كانت التحريم خاصا بالاسبال فقط مطلقا لماذا سياق هذا الكلام ادن فاعتبروا يا اهل العبر.
اما قوله رابعا: ولو سلمنا أن الأمر كما يقولون هم أخذوا الحكم بالجر من طريق المفهوم , والنص إما منطوق أو مفهوم
فمثلا (أكرم جارك) هذا المنطوق وعكس الكلام لا تهن جارك وهذا يفهم من المنطوق فالإكرام يشمل أشياء كثيرة مفصلة ولكن يفهم من أكرم جارك أن كل باب يدخل فى الإكرام تعمله أى أن مفهوم النص مفردات الإكرام فالحديث يقول "من جر إزاره من الخيلاء" بمفهوم المخالفة (ومن جر إزاره بغير الخيلاء جاز) والعلماء يقولون اذا تعارض منطوق ومفهوم يقدم المنطوق
و الأحاديث الناطقة بتحريم الإسبال أكثرمن 15 حديث أى ان المفهوم هدر فلو جاز لى ان أقدم دلالة المنطوق لصراحتها على دلالة المفهوم إذ دلالة المفهوم لا تنحصر فلو قبلنا هذا الحكم على أى وجه كان لخرجنا بمنع إسبال الإزار. اهـ
و هذه دعوى اخرى فالقيد منطوق و ليس بالمفهوم و الاحاديث في نهي الصحابة عن الخيلاء كثيرة فان كانت العلة في الاسبال كما تقولون لماذا كان الصحابة يسوقون دائما علة الخيلاء
و كما قلنا ان القيد منطوق و ليس بالمفهوم انما ظن انه بالمفهوم من لم يأخد الاحاديث على ظاهرها فقوله عليه الصلاة و السلام ما أسفل من ذلك ففي النار، ما أسفل من ذلك ففي النار، لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا
و قوله إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة.
فهذا هو المنطوق الذي ربط بين الامرين فاين انتم من المنطوق ام انكم تفرقون بين كلام رسول الله عليه الصلاة و السلام تؤولون كل حديث منفرد!!!
اما قوله خامسا: إن إسبال الإزار فيه تشبه بالنساء كما فى حديث عمر عند النسائى وأبى داود وغيرهما (قال صلى الله عليه وسلم "من جر إزاره خيلا لا ينظر الله اليه يوم القيامة" قالت أم سلمة يا رسول الله فماذا تفعل النساء بذيولهن؟ قال "يرخينه شبرا" ء أى فوق الأصل أى الكعبين والكعبين هما العظم الناتىء فى أسفل الرجل فوق القد هذا الأصل فالإرخاء الذى فى الحديث أى تطويل الإزار شبرا من بعد الكعبين ء فقالت أم سلمة اذا تنكشف أقدامهن – برغم انه شبرا , على أن الشبر من الكعب أى انه قليل للتغطية – قال "يزدنه زراعا و لا يزدن ") فأصل الحكم أن يكون الإزار مشدودا فوق الكعبين ثم رخص للنساء حتى لا تنكشف أقدامهمن لأن المرأة كما قال النبى صلى الله عليه وسلم "كلها عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان" اذا الرجل الذى يرخى ذيله متشبه بالنساء و الأن نرى العكس تلبس المرأة لبس الرجل على السنة و يلبس الرجل لبس المرأة على السنة!! اهـ
فنجيب عليه ان ما اوردته دليل عليك من عدة اوجه اولها
قولك ان الاسبال تشبه للنساء لا نحتاج حتى على الجواب عليه لانها دعوى لم ترد بها الاحاديث اترد علة واضحة في الحديث الذي سقته بنفسك مذكور فيه الخيلاء ثم تستدل منه بمفهومك انه من باب التشبه بالنساء!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تقول ان اصل الحكم ان الازار مشدود فوق الكعبين فنقول لك اصل اللباس الاباحة فمن اين اتيت باصلك هذا اما ما زدته من تفسيرك العقلي و ان المرأة تستر عورتها و ما شابه يرد عليه بدلالة الحديث نفسه الم يبدأ الحديث بقوله عليه الصلاة و السلام من جر إزاره خيلا لا ينظر الله اليه يوم القيامة. فلو كان المفهوم عندكم ان الاسبال غير الاسبال للخيلاء فلماذا فهمت ام سلمة من كلام رسول الله عليه الصلاة و السلام انه ينهى عن الاسبال و الحديث في الخيلاء اتستدلون بحديث فرقتم بينه و بين الاسبال عامة في مذهب تحريم الاسبال فقد نقضتم اصل استدلالكم و جنت على اهلها براقش.
ثم تستدل بقولك و الأن نرى العكس تلبس المرأة لبس الرجل على السنة و يلبس الرجل لبس المرأة على السنة!!
اتستدل بتعري النساء على صحة مذهبك!!!!
و الحديث دليل في ان النساء على عهد النبي عليه الصلاة و السلام كانت تسبل و سؤال ام سلمة دليل على انها لم تفهم من كلام رسول الله عليه الصلاة و السلام في عقوبة عدم النظر عقوبة خاصة بالخيلاء و هذا ما فهمه ابو بكر الصديق رضي الله عنه كذلك بل فهموا انها العادة عندهم ان الاسبال يقصد به الخيلاء لذلك سألوا عن الحكم و لو كان التقرير ان هناك عقوبتن مختلفتان في حكم المسبل و الخيلاء لكانوا فرقوا بينهما في هذا الحديث.
قال الشيخ سادسا: حتى لو سلمنا للقائلين بالخيلاء نقول أنه ينبغى أن يمنع من الجر سدا لذريعة الخيلاء لأن الجر مستوجبا للإسبال والإسبال مظنة الخيلاء لاسيما إذا كان فى عرف الناس أن تقصير الثوب مسخة, هم يعتبرون ذلك, والناس يستهزؤن بذلك ويقولون لازم أن تكون صاحب قيمة أى ملابسك لازم تجرجر على الأرض فهذا كله باب الى الخيلاء , وقد جاءت الشريعة بنصوص كثيرة بسد الذريعة فالشىء قد لا يكون ممنوعا ولا منهيا عنه لذاته إنما يكون منهيا عنه لما يؤدى الى الفساد فسدا للذريعة ان يؤدى الى الفساد ا. هـ
فنقول له اتحرم ما احل الله بحجة الذريعة فلو سلمنا لك بذلك لحرمنا كل ما في الارض فقولك نحرم ذلك للذريعة و اي ذريعة هذه التي تحرم ما ليس فيه ذريعة فهل عرفتم مسبلين اسبلوا للخيلاء فلو سلمنا بذلك لحرمنا زراعة العنب لانه زراعة العنب يصنع منها الخمر و ذلك منتشر في عصرنا اكثر من من يسبل للخيلاء افنحرم ما احل الله من اجل ذلك!!!
فقولك ويقولون لازم أن تكون صاحب قيمة أى ملابسك لازم تجرجر على الأرض اهـ
استدلال في غير محله فهذا كلام يفهم منه كون الملابس فاخرة فهل يفهم من هذا الكلام عاقل انه اريد به ان تجر ملابسك في الارض!!! بل هو دليل ضدك فالمفهوم من هذا الكلام هو الخيلاء في اللباس و هنا العلة في التحريم
اما قولك جاءت الشريعة بنصوص كثيرة بسد الذريعة فالشىء قد لا يكون ممنوعا ولا منهيا عنه لذاته إنما يكون منهيا عنه لما يؤدى الى الفساد فسدا للذريعة ان يؤدى الى الفساد ا. هـ
فنقول اللباس حلال اصلا احلته الشريعة و اين هذا الفساد الذي تراه منتشرا و كأن المسبلين في الشوارع يمشون خيلاء باسبالهم هذا كلام لا تقوم به حجة!!!
و من هنا يتبين ان كلام الحويني كله اوهام لا تنهض به حجة و لمزيد من الايضاح ساسوق كلام السلف في المسألة كي يعرف الجميع ان الجمهور بادلتهم و هي قوية انما الشذوذ فيمن قال ان التحريم هو للاسبال مطلقا.
. قال الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله البسام رحمه الله: " (إن القاعدة الأصولية هي حمل المطلق على المقيد وهي قاعدة مطردة في عموم نصوص الشريعة. والشارع الحكيم لم يقيد تحريم الإسبال – بالخيلاء – إلا لحكمة أرادها ولولا هذا لم يقيده. والأصل في اللباس الإباحة، فلا يحرم منها إلا ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والشارع قصد من تحريم هذه اللبسة الخاصة قصد الخيلاء من الإسبال وإلا لبقيت اللبسة المذكورة على أصل الإباحة. وإذا نظرنا إلى عموم اللباس وهيئاته وأشكاله لم نجد منه شيئاً محرماً إلا وتحريمه له سبب وإلا فما معنى التحريم وما الغرض منه، لذا فإن مفهوم الأحاديث أن من أسبل ولم يقصد بذلك الكبر والخيلاء، فإنه غير داخل في الوعيد ".اهـ من (توضيح الأحكام من بلوغ المرام 6/ 246)
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: هذا هو الصواب الذي لا يسع أحدًا الحيد عنه، و هو الذي تلتئم به كل الأدلة و يتوافق و شرائع الإسلام. و هو مذهب أئمة الإسلام قديمًا و حديثًا؛
فقد جاء في (كشاف القناع للبهوتي 1/ 277):
قال أحمد في رواية حنبل:" جر الإزار وإسبال الرداء في الصلاة إذا لم يرد الخيلاء فلا بأس"
و في (المجموع) شرح (المهذب) للنووي رحمه الله:
" يحرم اطالة الثوب والإزار والسراويل على الكعبين للخيلاء، ويكره لغير الخيلاء، نص عليه الشافعي في (البويطي) وصرح به الأصحاب."
و جاء في (الآداب الشرعية) لابن مفلح الحنبلي، في فصل (في مقدار طول الثوب للرجل والمرأة وجر الذيول)؛ قال صاحب 'المحيط ‘ من الحنفية:" وروي أن أبا حنيفة رحمه الله ارتدى برداء ثمين قيمته أربعمائة دينار، وكان يجره على الأرض فقيل له: أولسنا نهينا عن هذا؟ فقال: إنما ذلك لذوي الخيلاء ولسنا منهم ".
واختار الشيخ تقي الدين رحمه الله عدم تحريمه ولم يتعرض لكراهة ولا عدمها. وقال أبو بكر عبد العزيز: يستحب أن يكون طول قميص الرجل إلى الكعبين وإلى شراك النعل وهو الذي في المستوعب , قال أبو بكر: وطول الإزار إلى مد الساقين , قال وقيل إلى الكعبين. اهـ
و قال ابن عبد البر رحمه الله في (التمهيد3/ 244):
الخيلاء: التكبر، وهي الخيلاء، والمخيلة. يقال منه: رجل خال ومختال شديد الخيلاء، وكل ذلك من البطر والكبر والله لا يحب المتكبرين، ولا يحب كل مختال فخور.
وهذا الحديث يدل على أن من جرّ إزاره من غير خيلاء ولا بطر، أنه لا يلحقه الوعيد المذكور. غير أن جرّ الإزار والقميص وسائر الثياب مذموم على كل حال. وأما المستكبر الذي يجر ثوبه فهو الذي ورد فيه ذلك الوعيد الشديد.
وجاء في (شرح صحيح مسلم للنووي رحمه الله 2/ 116):
"وأما قوله صلى الله عليه وسلم:" المسبل إزاره " فمعناه المرخى له الجار طرفه خيلاء كما جاء مفسرا فى الحديث الآخر" لا ينظر الله الى من يجر ثوبه خيلاء "، والخيلاء الكبر وهذا التقييد بالجر خيلاء يخصص عموم المسبل ازاره ويدل على أن المراد بالوعيد من جره خيلاء. وقد رخص النبىّ صلى الله عليه وسلم فى ذلك لأبي بكر الصديق رضى الله عنه وقال:" لست منهم "، إذ كان جره لغير الخيلاء "
و قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (22\ 138):
والفعل الواحد فى الظاهر يثاب الإنسان على فعله مع النية الصالحة ويعاقب على فعله مع النية الفاسدة. وضرب عدة أمثلة ثم قال: وكذلك اللباس فمن ترك جميل الثياب بخلا بالمال لم يكن له أجر، ومن تركه متعبدا بتحريم المباحات كان آثما، ومن لبس جميل الثياب إظهارا لنعمة الله وإستعانة على طاعة الله كان مأجورا، ومن لبسه فخرا وخيلاء كان آثما، فإن الله لا يحب كل مختال فخور. ولهذا حرم إطالة الثوب بهذه النية كما فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله يوم القيامة إليه " فقال أبوبكر: يا رسول الله إن طرف إزارى يسترخى إلا أن أتعاهد ذلك منه؟ فقال:" يا أبا بكر إنك لست ممن يفعله خيلاء ". وفى الصحيحين عن النبى أنه قال:" بينما رجل يجر إزاره خيلاء إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ". فهذه المسائل ونحوها تتنوع بتنوع علمهم وإعتقادهم.اهـ (أي بحسب نياتهم و مقاصدهم).
وقال رحمه الله في (شرح العمدة 4/ 363):
وهذه نصوص صريحة في تحريم الإسبال على وجه المخيلة، والمطلق منها محمول على المقيد، وإنما أطلق ذلك؛ لأن الغالب أن ذلك إنما يكون مخيلة. ثم قال: ولأن الأحاديث أكثرها مقيدة بالخيلاء فيحمل المطلق عليه، وما سوى ذلك فهو باقٍ على الإباحة، وأحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة. اهـ
و قال الذهبي رحمه الله في (الكبائر ص215): الكبيرة الخامسة والخمسون: إسبال الإزار والثوب واللباس والسراويل تعززا وعجبا وفخرا وخيلاء. قال الله تعالى (ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور).اهـ
و قال الشوكاني رحمه الله في (نيل الأوطار):
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث يدل على تحريم جر الثوب خيلاء. والمراد بجره هو جره على وجه الأرض وهو الموافق لقوله صلى الله عليه وسلم:"ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار". وظاهر التقييد بقوله: خيلاء , يدل بمفهومه أن جر الثوب لغير الخيلاء لا يكون داخلا في هذا الوعيد.
و قال الصنعاني رحمه الله في (سبل السلام4/ 158):
والمراد: جر الثوب على الأرض، وهو الذي يدل له حديث البخاري " ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار". وتقييد الحديث بالخيلاء دال بمفهومه أنه لا يكون من جره غير خيلاء داخلا في الوعيد. وقد صرح به ما أخرج البخاري وأبو داود والنسائي أنه قال أبو بكر رضي الله عنه لما سمع هذا الحديث: إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم:"إنك لست ممن يفعله خيلاء"، وهو دليل على اعتبار المفاهيم من هذا النوع. اهـ
وجاء في (فتح الباري 10/ 263) لابن حجر:
وفي هذه الأحاديث أن إسبال الإزار للخيلاء كبيرة، وأما الإسبال لغير الخيلاء فظاهر الأحاديث تحريمه أيضا، لكن استدل بالتقييد في هذه الأحاديث بالخيلاء على أن الإطلاق في الزجر الوارد في ذم الإسبال محمول على المقيد هنا، فلا يحرم الجر والإسبال إذا سلم من الخيلاء.
و جاء في (طرح التثريب) للحافظ أبي زرعة العراقي رحمه الله:
التقييد بالخيلاء يخرج ما إذا جره بغير هذا القصد , ويقتضي أنه لا تحريم فيه وقد تقدم من صحيح البخاري وغيره قول أبي بكر رضي الله عنه:" إن أحد شقي ثوبي يسترخى إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لست تصنع ذلك خيلاء " وبوب البخاري في صحيحه باب: من جر إزاره من غير خيلاء , وأورد فيه هذا الحديث وحديث أبي بكرة:" خسفت الشمس ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام يجر ثوبه مستعجلا حتى أتى المسجد ... الحديث".اهـ
و قال الباجي رحمه الله في (المنتقى7/ 226):
قوله صلى الله عليه وسلم " الذي يجر ثوبه خيلاء " يريد كبرا. وقال عيسى بن دينار عن ابن القاسم: الخيلاء الذي يتبختر في مشيه , ويختال فيه ويطيل ثيابه بطرا من غير حاجة إلى أن يطيلها ولو اقتصد في ثيابه ومشيه لكان أفضل له , قال الله عز وجل (والله لا يحب كل مختال فخور). وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أرخص في الخيلاء في الحرب , وقال:" إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموضع ". ومعنى ذلك والله أعلم لما فيه من التعاظم على أهل الكفر والاستحقار لهم والتصغير لشأنهم.
و قال: وقوله صلى الله عليه وسلم " الذي يجر ثوبه خيلاء " يقتضي تعلق هذا الحكم بمن جره خيلاء أما من جره لطول ثوب لا يجد غيره أو عذر من الأعذار فإنه لا يتناوله الوعيد. وقد روي " أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما سمع هذا الحديث قال: يا رسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لست ممن يصنعه خيلاء ". وروى الحسن بن أبي الحسن البصري عن أبي بكرة: " خسفت الشمس ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام يجر ثوبه مستعجلا حتى أتى المسجد ".اهـ
وجاء في (فيض القدير للمناوي رحمه الله 5/ 420):
أي محل الإزار " ففي النار " حيث أسبله تكبرا كما أفهمه خبر " لا ينظر الله إلى من يجر ثوبه خيلاء " فكنى بالثوب عن بدن لابسه ومعناه: أن الذي دون الكعبين من القدم يعذب عقوبة له فهو من تسمية الشيء باسم ما جاوره أو حل فيه.
و فيه أيضا: (المسبل إزاره) الذي يطوّل ثوبه ويرسله إذا مشى تيهاً وفخراً (خيلاء) أي يقصد الخيلاء بخلافه لا بقصدها ولذلك رخص المصطفى صلى اللّه عليه وسلم في ذلك لأبي بكر حيث كان جره لغير الخيلاء. اهـ
و قال السيوطي رحمه الله في (تنوير الحوالك 1/ 217):
" ما أسفل من ذلك "، (ما) موصولة و (أسفل) بالنصب خبر كان محذوفة والجملة صلة. ويجوزكون (ما) شرطية و (أسفل) فعل ماض. (ففي النار) أي محله من الرجل وذلك خاص بمن قصد به الخيلاء.
و في (الديباج 1/ 121):
" المسبل إزاره المرخي له الجار طرفيه خيلاء فهو مخصص بالحديث الآخر "لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء "، وقد رخص صلى الله عليه وسلم في ذلك لأبي بكر حيث كان جره لغير الخيلاء."
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال السندي في حاشيته على (سنن النسائي) في شرح حديث" ثلاثة لا يكلمهم الله ... ومنهم المسبل": "المسبل" من الإسبال بمعنى الإرخاء عن الحد الذي ينبغي الوقوف عنده والمراد إذا كان عن مخيلة والله تعالى أعلم.
و في حاشيته على (البخاري4/ 24) قال معلقًا على حديث " ما أسفل من الكعبين فهو في النار": أي إذا كان ذلك خيلاء.
و هو اختيار البخاري رحمه الله في جامعه الصحيح حيث عقد بابًا و ترجم له: من جر إزاره من غير خيلاء. و ذكر تحته حديثين؛
أحدهما عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال:" من جر ثوبه خيلاء لم ينظر اللَّه إليه يوم القيامة، فقال أبو بكر: يا رسول اللَّهِ إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: إنك لست ممن يفعله خيلاء ".
و الآخر عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:" خَسَفَتْ الشَّمْسُ وَنَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ مُسْتَعْجِلاً حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ وَثَابَ النَّاسُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَجُلِّيَ عَنْهَا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَالَ:" إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئاً فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يَكْشِفَهَا ".
و أورد أبو عوانة في مسنده الصحيح حديث ابن عمر رضي الله عنهما و خرجه من وجوه و أردفه بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:" إزرة المؤمن ... " و ترجم عليها: (الأخبار الناهية عن جر الرجل إزاره بطرا وخيلاء والتشديد فيه والدليل على أن من لم يرد به خيلاء لم تكن عليه تلك الشدة).
و ذكر ابن حبان في صحيحه: باب: ذكر الزجر عن إسبال المرء إزاره إذ الله جل وعلا لا ينظر إلى فاعله، وذكرحديث المغيرة بن شعبة قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بحجزة سفيان بن أبي سهيل فقال:" يا سفيان لا تسبل إزارك، فإن الله لا ينظر إلى المسبلين". (رقم5442)
ثم ذكر بعده (باب): ذكر العلة التي من أجلها زجر عن هذا الفعل، و ذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما:" من جر ثيابه من مخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة ". رقم (5443)
وكان قد ذكر في موطن آخر من صحيحه (2/ 281) حديث أبي جري الهجيمي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إنا قوم من أهل البادية، فعلمنا شيئا ينفعنا الله به، فقال: " لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك، ووجهك إليه منبسط. وإياك وإسبال الإزار، فإنه من المخيلة، ولا يحبها الله. وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك، فلا تشتمه بما تعلم فيه، فإن أجره لك، ووباله على من قاله".
قال أبو حاتم (ابن حبان): الأمر بترك استحقار المعروف أمر قصد به الإرشاد. والزجر عن إسبال الإزار زجر حتم لعلة معلومة، وهي الخيلاء، فمتى عدمت الخيلاء، لم يكن بإسبال الإزار بأس. والزجر عن الشتيمة، إذا شوتم المرء، زجر عنه في ذلك الوقت، وقبله، وبعده، وإن لم يشتم. اهـ
و مما يدل على أن قوله "ما أسفل الكعبين .. " داخلة في معنى "من جرّ ثوبه ... "؛ أن الصحابة الذين رووا اللفظ الأول كانوا يحتجّون على المسبلين باللفظ الثاني. فعن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة ورأى رجلا يجر إزاره، فجعل يضرب الأرض برجله وهو أمير على البحرين، وهو يقول: جاء الأمير، جاء الأمير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله لا ينظر إلى من يجر إزاره بطرًا " رواه الشيخان و اللفظ لمسلم.
و عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه رأى رجلا يجر إزاره فقال: ممن أنت؟ فانتسب له فإذا رجل من بني ليث فعرفه ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين يقول:" من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة " رواه مسلم (2086).
(يُتْبَعُ)
(/)
و قد أُشكل على بعض الأفاضل كون الأمرين وردا جميعًا في حديث واحد؛ و هو حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: " إزرة المؤمن إلى إنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه و بين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار، ما أسفل من ذلك ففي النار. لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا ". و قد مر تخريجه، و هذا لفظ الإمام مالك رحمه الله في الموطأ، و هو أصحها. و زعم بعضهم أن الجمع بين العقوبتين في لفظ واحد دليل على اختلافهما.
و الجواب: أن قوله " لا ينظر الله يوم القيامة ... " في الحديث هو تذييل لتقرير حكم و تعليله. و لذلك لم تعطف على ما قبلها، كما في الرواية السابقة، و إن كان قد أثبت بعضهم حرف العطف و لكن هذه أرجح. و المعنى: أن من أسبل ثوبه خيلاء وكبرًا، حق له أن يطأ في النار إلى كعبيه، لأن الله لا يرحمه يوم القيامة بل يمقته. و هذا ما فهمه الإمام مالك من الحديث، حيث أورده في (باب) ما جاء في إسبال الرجل ثوبه.
و الدليل على أن قوله " ما أسفل الكعبين " يراد به الإسبال، حديث جابر بن سليم رضي الله عنه الطويل وفيه:" وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيتَ فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة " رواه أحمد (4/ 64) و أبو داود (4084) و ابن حبان في صحيحه (521) و غيرهم.
فتأمل كيف اعتبر مجاوزة الكعبين إسبالاً فنهاه عن ذلك. فصار قوله " إياك و الإسبال " في هذا الحديث، مقابل قوله " ما أسفل من ذلك ففي النار" في حديث أبي سعيد الخدري، و كذلك هي السنة يصدق بعضها بعضًا.
و نظيره حديث ابن عمر رضي الله عنهما:" الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ". رواه ابن أبي شيبة في المصنف، و أبو داود (4094) والنسائي (8/ 208) وابن ماجة (3576) وغيرهم من طريق عبد العزيز بن أبي رواد.
فقد أجمل الإسبال المنهي عنه ثم بيّن المقصود بالنهي. فهل يصلح أن يقال: أنّ فيه حكمين؛ الإسبال مطلقًا، و الجر خيلاء؟؟؟ لا يمكن ذلك و لا يستقيم، لأنك أنّى توجهت وجدت الإسبال مرادفًا للجرّ و مقيّدًا بالمخيلة.اهـ
ارجوا ان يكون الامر اتضح بكل هذه الردود و الله الموفق للصواب و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 09:14]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قولك عنّي أنّي لمزتك في شيء, فهذا باطل, وكلامي مسجّل سجّلته الملائكة و أيضا مسجّل في هذا المنتدى المبارك, فلقد أتيتك مباشرة بما كنت أختلجه في نفسي, فدع عنك ذلك بارك الله فيك.
و قلتَ بعدها: اولا كوننا ننقل عن اهل العلم فعن من تريد ان ننقل!!!!
آأنا منعتك من النقل عن أهل العلم؟ و كلامي مسجّل و قلت بالحرف الواحد فكانت غالبيّته نقول معروفة عند الجلّ و بائنة عند أهل العلم, فما قلتُ ذلك إلاّ لأنّ عنوان موضوعك خذلني, وإذا كنتَ قد كلّفتَ نفسَك بقراءة تلك المواضيع التي رفعتَها لأدركتَ الذي أرمي إليه.
على أيّ عفا الله عما سلف, و أحبّ أن أنوّهّك حتّى تكون على علم بأنّ كثرة النّاس لن تُغنِيَ عنّي أمام الله في شيء, و تالله لو بدا لي شيء آخر غير الذي أعتقده في المسألة لقلت بملء فمي أنا مع أخي التقرتي و لن يضرّني في ذلك شيء, و أحسبك أنت كذلك. ; و نعوذ بالله من الهوى.
حقيقةً مشاركتك هاته أذهلتني بطولها الفارع و بتقوّلاتها عليّ مالم أقل و بخروجها عن موضوع السّؤال الذي ترجّيتك فيه بسؤال طالبٍ و ليس بسؤال مناقش (لظروف خاصّة بي, و في الإخوة البركة لمن أراد أن يناقشك, لكن هذا لا يمنع من إجابتي عليك فيما طالبتني بالإجابة عليه, لعلّك تتفضّل بعدها و تجيب عن سؤالي العروة بدون حيدة).
قبل بداية الإجابة عن مداخلاتك بما يسر الله لي أُذَكِّر بالسّؤال العروة الذي حِدْتَ عنه:
هل ورد الحديث العروة عند السّواد الأعظم من السّلف و أدرجوه ضمن حججهم فيما يسمّى بالمطلق و المقيّد و ليس كما هو ظاهر من الحديث بلسان عربيّ مبين؟.
فماذا فعلتَ؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
أتيتَ بفتاوى بعض السّلف أمثال الإمام مالك و أحمد بن حنبل رحمهم الله أجمعين في مسألة الإسبال الشّيء الذي يوهم بأنّهم دندنو حول حديث العروة و أدرجوه ضمن حججهم فيما يسمّى بالمطلق و المقيّد و ليس كما هو ظاهر من الحديث بلسان عربيّ مبين.
و هنا أعيد سؤالي-إحسانا بالظّنّ فيك (و الشيء الذي إذا تكرّر تقرّر) (مع استبدال صيغة هل بأين) -أين ورد الحديث العروة عند السّواد الأعظم من السّلف و أدرجوه ضمن حججهم فيما يسمّى بالمطلق و المقيّد و ليس كما هو ظاهر من الحديث بلسان عربيّ مبين؟
نكتة طريفة: بالله عليك, آسافرَ حديث العروة عبر الزّمن من القرن الأوّل هجري إلى القرن ما بعد الثالث هجري؟ إذا فهمت هاته النّكتة فهمت قولَك هذا: فلعمري لم ارى مثل هذا وهم و انت ادرى بان الامام مالك ذهب لكراهة الاسبال و لم يحرمها فهل خفي عليه حديث تزعم انه رواه و لم ينتبه له و تقول ان النووي صححه ثم تزعم انه لم يصله و هو القائل بالكراهة للاسبال من غير خيلاء فمن من الجمهور الذي لم يصله الحديث!!!! ثم تقول انه يخرج المسألة من دائرة الخلاف فان كان كذلك لماذا خالف الجمهور ادن و الحديث في الموطأ و من رواه بواو رواه من طريق مالك. إذا فهمتها فبها و نعمت و إلاّ سأُفهِمُكَها.
و لا يفوتني قولُك فلعمري لم ارى مثل هذا وهم و انت ادرى بان الامام مالك ذهب لكراهة الاسبال و ان النووي قائل بالكراهة للاسبال من غير خيلاء و قولَك و لو تمعنت ما كتبته لفهمت اني اذهب الى الان الاسبال ان لم يرد به الخيلاء فلا حرج فيه.>>> تردّ على نفسِك بنفسِك و للقرّاء واسع النّظر.
أعود الآن إلى تقوّلاتك عليّ بالباطل.
قولُك:
اما وهمك بان النظر عقوبة جديدةسبحانك اللّهمّ هذا بهتان عظيم, فلقد قلتُ: أمّا عن نفسي-و أنا عبد ربّه هذا-فأقول العقوبة عقوبة واحدة و هي النّار.
أمّا قولك:
فجوابها في الحديث التالي: من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار.صحيح صححه الالباني في صحيح الجامع.
ها هو الخيلاء في الحديث فاين هي عقوبة عدم النظر و ارجوا ان تجيب عن هذا السؤال ان كنت تبحث عن الحق فعلالا بأس, سأمشي معك فيما رميتني به باطلا و سأستغلّ حديثك هذا في الرّدّ عليك (فحقيقة لا أريد تطويل معك الموضوع لأنّ لي أعمال عليّ القيام بها, و أتمنّى من الإخوة أن يعيدو تناول نقاط المطلق و المقيّد (لأنهم تناولوها في المواضيع التي رفعتها) حتّى لا يظنّ أحدهم أنّهم عجزو عن ردّ تلك الشّبه الواهية البائنة, و إلاّ سأتكفّل بها شخصيا نقطة نقطة-و أنا هذا الذي هو إسم على مسمّى- إن سنحت لي الفرصة و سأفحمك إفحاما إن شاء الله, فتربّصو حتّى حين. (و ادعو الله أن ييسّر لي في وقتي).
ذلك الحديث-هداني الله و إياك-حجّة عليك لا لك. و الآن سترى مدى قوّة حديث العروة.
إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج أو ولا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه.
عجيب كيف يتوهّم أمثالك أنّ في هذا الحديث عقوبة جديدة, في حين أنّ الحديث بلسان عربي مبين لا يحتاج إلى تشفير و إلى أيّ شيء من هذا القبيل.
قلتُ آنفا: (و لا أستطيع أن أفهم كيف غضضت الطرف عن هذا و رميتني بالباطل)
فالعقوبة عقوبة واحدة و هي النّار.
أمّا الإختلاف فهو في شدّة العقوبة.
-فما أسفل الكعبين فهو>>> في النّار.
-و ما أسفل الكعبين مقترنا بمخيلة فهو>>> في النّار [زائد] حُرِم من نظر الله إليه. {و حسب حديث آخر} حرم من نظر الله إليه و تكليمه إيّاه و تزكيته له, أمّا و له عذاب أليم فهي تعود على النار.
إذن سبحان الله, ذاك الحديث الذي صحّحه الألباني في صحيح الجامع (من وطيء على إزار خيلاء، وطئه في النار) فهو تصديق لما ذهبنا إليه. فلا أدري كيف فاتك هذا.
و أستسمح القرّاء-الشّهود-على ما سأضيفه من البيان, فحقيقة أنا لا أحبّ التّطويل فخير الكلام ما قلّ و دلّ, لكن لا بدّ من لا بدّ منه.
لا يخفى عليك أنّ العقوبة نوعين, عقوبة في الدّنيا و عقوبة في الآخرة.
1 - عقوبة الدّنيا تنقسم إلى قسمين:
أ) عقوبة حدود-مثلا-حدّ السّرقة, حدّ الحرابة, حدّ الزاني و هو قسمين: محصن و غير محصن ....
ب) عقوبة مَحْق-مثلا-محق في المال, محق في العمر, محق في البركة ......
(يُتْبَعُ)
(/)
و كلّ هذه العقوبات تقبل التّفاضل. فكلٌّ بحَسَبِه (و هذا من الواضحات البدهيات).
2 - عقوبة الآخرة و هي تنقسم إلى قسمين
أ) عقوبة ما قبل النّار-مثلا-الحشر, دنوّ الشّمس, الصّراط .....
ب) عقوبة النّار.
و أيضا هذه العقوبات تقبل التّفاضل. فكلٌّ بحَسَبِه (و هذا من الواضحات البدهيات).
فالمنافقين ليسو كالمرتدّين ليسو كالكافرين الأصليين ليسو كأصحاب المعاصي ليسو ك ....
و لا يفوتني أن أستشهد عليكَ بما أوردته أنتَ في يبحثك
قلتَ: و أورد أبو عوانة في مسنده الصحيح حديث ابن عمر رضي الله عنهما و خرجه من وجوه و أردفه بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:" إزرة المؤمن ... " و ترجم عليها: (الأخبار الناهية عن جر الرجل إزاره بطرا وخيلاء والتشديد فيه والدليل على أن من لم يرد به خيلاء لم تكن عليه تلك الشدة.
فقلتُ (بعد أن حمّرتُ كلمات المفتاح لكي ألفت انتباهك (دون جدوى)): أظنّكم فهمتم قصدي بالتحمير.
أمّا الآن فسأقول مصرّحا و ليس مومئا: الإمام أبو عوانة معي في القول باختلاف الشّدّة و ذلك واضح جليّ وضوح الشّمس في رابعة النّهار إذ أنه ترجم عليها: (الأخبار الناهية عن جر الرجل إزاره بطرا وخيلاء والتشديد فيه والدليل على أن من لم يرد به خيلاء لم تكن عليه تلك الشدة.
قلتُ: فها أنتَ تردّ على نفسك بنفسك ثانية و للقرّاء واسع النّظر.
أمّا قولك:
اما ايرادك لحديث إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج أو ولا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، و من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه.
فسنبين لك في المشاركة التالية ان ان هناك روايات من دون واو اما الثابت عن مالك من دون واو و أطلت الكلام تطويـ ـــلا.
لا أدري لماذا, آلأنّك محبٌّ لكتابة العقوبات المدرسية؟ , أم لأنّك محبّ للقصّ و اللّصق؟ , و الله لا أدري.
و لا تنزعج من قولي هذا, لأنّه ليس لك أيّ سبب في ذلك.
أَوَ تريد أن تصل إلى ردّ الحديث؟ فدونكه خرط القتاد.
فهوّن عليك.
الحديث صحيح, و من أنكره أنكر الصّحيح. نعوذ بالله من الخذلان ومن الهوى و لا حول و لا قوّة إلاّ بالله.
و أمّا قولك:
و لا ادري سبب تمسككم بها و قد صحت احاديث اكثر منها بدون واو ام هو اختيار لما يناسب مذهبكم!!!! قال تعالى: أتأمرون النّاس بالبرّ و تنسون أنفسكم.
فكلامك ذاك ينطبق عليك و لا ينطبق عليّ. فأنا الحمد لله إذا صحّ الحديث فهو مذهبي, و أنا و لله الحمد أُعمِل كلّ ما جاء في الباب من الصّحيح و ليس ....
و أخيرا أذكّرك بسؤالي حتّى لا تنسه
أين ورد الحديث العروة عند السّواد الأعظم من السّلف و أدرجوه ضمن حججهم فيما يسمّى بالمطلق و المقيّد و ليس كما هو ظاهر من الحديث بلسان عربيّ مبين؟
دمتم بودّ.
----------------------------------------------
/// تنبيه من الإدارة: نرجو من الإخوة الكرام في هذه الصفحة انتقاء الألفاظ في الحوار، بترك النبز والاحتداد في الرد دون مسوِّغٍ!، وعدم إلجاء الإدارة لحذف المشاركات الخارجة عن هذا الأمر. وجزاكم الله خيرا، وبارك فيكم.
----------------------------------------------
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 11:58]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قولك عنّي أنّي لمزتك في شيء, فهذا باطل, وكلامي مسجّل سجّلته الملائكة و أيضا مسجّل في هذا المنتدى المبارك, فلقد أتيتك مباشرة بما كنت أختلجه في نفسي, فدع عنك ذلك بارك الله فيك.
و قلتَ بعدها: اولا كوننا ننقل عن اهل العلم فعن من تريد ان ننقل!!!!
آأنا منعتك من النقل عن أهل العلم؟ و كلامي مسجّل و قلت بالحرف الواحد فكانت غالبيّته نقول معروفة عند الجلّ و بائنة عند أهل العلم, فما قلتُ ذلك إلاّ لأنّ عنوان موضوعك خذلني, وإذا كنتَ قد كلّفتَ نفسَك بقراءة تلك المواضيع التي رفعتَها لأدركتَ الذي أرمي إليه.
على أيّ عفا الله عما سلف, و أحبّ أن أنوّهّك حتّى تكون على علم بأنّ كثرة النّاس لن تُغنِيَ عنّي أمام الله في شيء, و تالله لو بدا لي شيء آخر غير الذي أعتقده في المسألة لقلت بملء فمي أنا مع أخي التقرتي و لن يضرّني في ذلك شيء, و أحسبك أنت كذلك. ; و نعوذ بالله من الهوى.
(يُتْبَعُ)
(/)
حقيقةً مشاركتك هاته أذهلتني بطولها الفارع و بتقوّلاتها عليّ مالم أقل و بخروجها عن موضوع السّؤال الذي ترجّيتك فيه بسؤال طالبٍ و ليس بسؤال مناقش (لظروف خاصّة بي, و في الإخوة البركة لمن أراد أن يناقشك, لكن هذا لا يمنع من إجابتي عليك فيما طالبتني بالإجابة عليه, لعلّك تتفضّل بعدها و تجيب عن سؤالي العروة بدون حيدة).
قبل بداية الإجابة عن مداخلاتك بما يسر الله لي أُذَكِّر بالسّؤال العروة الذي حِدْتَ عنه:
هل ورد الحديث العروة عند السّواد الأعظم من السّلف و أدرجوه ضمن حججهم فيما يسمّى بالمطلق و المقيّد و ليس كما هو ظاهر من الحديث بلسان عربيّ مبين؟.
فماذا فعلتَ؟.
أتيتَ بفتاوى بعض السّلف أمثال الإمام مالك و أحمد بن حنبل رحمهم الله أجمعين في مسألة الإسبال الشّيء الذي يوهم بأنّهم دندنو حول حديث العروة و أدرجوه ضمن حججهم فيما يسمّى بالمطلق و المقيّد و ليس كما هو ظاهر من الحديث بلسان عربيّ مبين.
و هنا أعيد سؤالي-إحسانا بالظّنّ فيك (و الشيء الذي إذا تكرّر تقرّر) (مع استبدال صيغة هل بأين) -أين ورد الحديث العروة عند السّواد الأعظم من السّلف و أدرجوه ضمن حججهم فيما يسمّى بالمطلق و المقيّد و ليس كما هو ظاهر من الحديث بلسان عربيّ مبين؟
نكتة طريفة: بالله عليك, آسافرَ حديث العروة عبر الزّمن من القرن الأوّل هجري إلى القرن ما بعد الثالث هجري؟ إذا فهمت هاته النّكتة فهمت قولَك هذا: فلعمري لم ارى مثل هذا وهم و انت ادرى بان الامام مالك ذهب لكراهة الاسبال و لم يحرمها فهل خفي عليه حديث تزعم انه رواه و لم ينتبه له و تقول ان النووي صححه ثم تزعم انه لم يصله و هو القائل بالكراهة للاسبال من غير خيلاء فمن من الجمهور الذي لم يصله الحديث!!!! ثم تقول انه يخرج المسألة من دائرة الخلاف فان كان كذلك لماذا خالف الجمهور ادن و الحديث في الموطأ و من رواه بواو رواه من طريق مالك. إذا فهمتها فبها و نعمت و إلاّ سأُفهِمُكَها.
و لا يفوتني قولُك فلعمري لم ارى مثل هذا وهم و انت ادرى بان الامام مالك ذهب لكراهة الاسبال و ان النووي قائل بالكراهة للاسبال من غير خيلاء و قولَك و لو تمعنت ما كتبته لفهمت اني اذهب الى الان الاسبال ان لم يرد به الخيلاء فلا حرج فيه.>>> تردّ على نفسِك بنفسِك و للقرّاء واسع النّظر.
أعود الآن إلى تقوّلاتك عليّ بالباطل.
قولُك:
سبحانك اللّهمّ هذا بهتان عظيم, فلقد قلتُ: أمّا عن نفسي-و أنا عبد ربّه هذا-فأقول العقوبة عقوبة واحدة و هي النّار.
أمّا قولك:
لا بأس, سأمشي معك فيما رميتني به باطلا و سأستغلّ حديثك هذا في الرّدّ عليك (فحقيقة لا أريد تطويل معك الموضوع لأنّ لي أعمال عليّ القيام بها, و أتمنّى من الإخوة أن يعيدو تناول نقاط المطلق و المقيّد (لأنهم تناولوها في المواضيع التي رفعتها) حتّى لا يظنّ أحدهم أنّهم عجزو عن ردّ تلك الشّبه الواهية البائنة, و إلاّ سأتكفّل بها شخصيا نقطة نقطة-و أنا هذا الذي هو إسم على مسمّى- إن سنحت لي الفرصة و سأفحمك إفحاما إن شاء الله, فتربّصو حتّى حين. (و ادعو الله أن ييسّر لي في وقتي).
ذلك الحديث-هداني الله و إياك-حجّة عليك لا لك. و الآن سترى مدى قوّة حديث العروة.
إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج أو ولا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه.
عجيب كيف يتوهّم أمثالك أنّ في هذا الحديث عقوبة جديدة, في حين أنّ الحديث بلسان عربي مبين لا يحتاج إلى تشفير و إلى أيّ شيء من هذا القبيل.
قلتُ آنفا: (و لا أستطيع أن أفهم كيف غضضت الطرف عن هذا و رميتني بالباطل)
فالعقوبة عقوبة واحدة و هي النّار.
أمّا الإختلاف فهو في شدّة العقوبة.
-فما أسفل الكعبين فهو>>> في النّار.
-و ما أسفل الكعبين مقترنا بمخيلة فهو>>> في النّار [زائد] حُرِم من نظر الله إليه. {و حسب حديث آخر} حرم من نظر الله إليه و تكليمه إيّاه و تزكيته له, أمّا و له عذاب أليم فهي تعود على النار.
إذن سبحان الله, ذاك الحديث الذي صحّحه الألباني في صحيح الجامع (من وطيء على إزار خيلاء، وطئه في النار) فهو تصديق لما ذهبنا إليه. فلا أدري كيف فاتك هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
و أستسمح القرّاء-الشّهود-على ما سأضيفه من البيان, فحقيقة أنا لا أحبّ التّطويل فخير الكلام ما قلّ و دلّ, لكن لا بدّ من لا بدّ منه.
لا يخفى عليك أنّ العقوبة نوعين, عقوبة في الدّنيا و عقوبة في الآخرة.
1 - عقوبة الدّنيا تنقسم إلى قسمين:
أ) عقوبة حدود-مثلا-حدّ السّرقة, حدّ الحرابة, حدّ الزاني و هو قسمين: محصن و غير محصن ....
ب) عقوبة مَحْق-مثلا-محق في المال, محق في العمر, محق في البركة ......
و كلّ هذه العقوبات تقبل التّفاضل. فكلٌّ بحَسَبِه (و هذا من الواضحات البدهيات).
2 - عقوبة الآخرة و هي تنقسم إلى قسمين
أ) عقوبة ما قبل النّار-مثلا-الحشر, دنوّ الشّمس, الصّراط .....
ب) عقوبة النّار.
و أيضا هذه العقوبات تقبل التّفاضل. فكلٌّ بحَسَبِه (و هذا من الواضحات البدهيات).
فالمنافقين ليسو كالمرتدّين ليسو كالكافرين الأصليين ليسو كأصحاب المعاصي ليسو ك ....
و لا يفوتني أن أستشهد عليكَ بما أوردته أنتَ في يبحثك
قلتَ: و أورد أبو عوانة في مسنده الصحيح حديث ابن عمر رضي الله عنهما و خرجه من وجوه و أردفه بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:" إزرة المؤمن ... " و ترجم عليها: (الأخبار الناهية عن جر الرجل إزاره بطرا وخيلاء والتشديد فيه والدليل على أن من لم يرد به خيلاء لم تكن عليه تلك الشدة.
فقلتُ (بعد أن حمّرتُ كلمات المفتاح لكي ألفت انتباهك (دون جدوى)): أظنّكم فهمتم قصدي بالتحمير.
أمّا الآن فسأقول مصرّحا و ليس مومئا: الإمام أبو عوانة معي في القول باختلاف الشّدّة و ذلك واضح جليّ وضوح الشّمس في رابعة النّهار إذ أنه ترجم عليها: (الأخبار الناهية عن جر الرجل إزاره بطرا وخيلاء والتشديد فيه والدليل على أن من لم يرد به خيلاء لم تكن عليه تلك الشدة.
قلتُ: فها أنتَ تردّ على نفسك بنفسك ثانية و للقرّاء واسع النّظر.
أمّا قولك:
و أطلت الكلام تطويـ ـــلا.
لا أدري لماذا, آلأنّك محبٌّ لكتابة العقوبات المدرسية؟ , أم لأنّك محبّ للقصّ و اللّصق؟ , و الله لا أدري.
و لا تنزعج من قولي هذا, لأنّه ليس لك أيّ سبب في ذلك.
أَوَ تريد أن تصل إلى ردّ الحديث؟ فدونكه خرط القتاد.
فهوّن عليك.
الحديث صحيح, و من أنكره أنكر الصّحيح. نعوذ بالله من الخذلان ومن الهوى و لا حول و لا قوّة إلاّ بالله.
و أمّا قولك:
قال تعالى: أتأمرون النّاس بالبرّ و تنسون أنفسكم.
فكلامك ذاك ينطبق عليك و لا ينطبق عليّ. فأنا الحمد لله إذا صحّ الحديث فهو مذهبي, و أنا و لله الحمد أُعمِل كلّ ما جاء في الباب من الصّحيح و ليس ....
و أخيرا أذكّرك بسؤالي حتّى لا تنسه
أين ورد الحديث العروة عند السّواد الأعظم من السّلف و أدرجوه ضمن حججهم فيما يسمّى بالمطلق و المقيّد و ليس كما هو ظاهر من الحديث بلسان عربيّ مبين؟
دمتم بودّ.
----------------------------------------------
/// تنبيه من الإدارة: نرجو من الإخوة الكرام في هذه الصفحة انتقاء الألفاظ في الحوار، بترك النبز والاحتداد في الرد دون مسوِّغٍ!، وعدم إلجاء الإدارة لحذف المشاركات الخارجة عن هذا الأمر. وجزاكم الله خيرا، وبارك فيكم.
----------------------------------------------
الى الاخ عامي ارجع لمشاركاتي تجد جوابك فانت لم تأتي بشيئ جديد مازلت تدندن و قد لخصنا لك اصل مذهبكم في و اجبنا عليهما اجابة وافرة اما جوابك فقد رددنا عليه بما فيها الكفاية و ما زلنا ننتظر اين جوابك عن حديث من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار!!
ما زلت تتمسك ان النظر تفاضل في العقوبة الحديث يرد عليك وقد صح فاجعله مذهبك يا صاحب اللسان العربي و ماظننتك فهمت شيئا مما سقته و يا حبذا لو اجبت كما اجبت فقد اخدت كلامك و كلام الحويني و الالباني و اجبت عليهم نقطة نقطة فخد العبرة و اجتهد و اجب نقطة نقطة عن ما اوردناه اما اتهامك لنا برد الحديث نرد عليه بنقل كلامنا المسجل و الذي قلنا فيه
لكن لا نقول ان زيادة الواو لم تصح من طرق اخرى و سنوردها امانة كي يعلم الاخ اننا لا نترك اي دليل.
و لا اطيل الوقت معك فما اظنك بمن يريد البحث عن الحق و السلام عليكم
ـ[التقرتي]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 12:57]ـ
نواصل نقل الادلة التي تدل يقينا ان الاسبال محرم ان اريد به الخيلاء لا غير و ها هو حديث من صحيح مسلم:
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ فَقَالَ مِمَّنْ أَنْتَ فَانْتَسَبَ لَهُ فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ فَعَرَفَهُ ابْنُ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ يَقُولُ "مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ لَا يُرِيدُ بِذَلِكَ إِلَّا الْمَخِيلَةَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
فانظروا عبد الله بن عمر لم يقل له ما تحت الكعبين في النار انما قال له مباشرة من جر ازاره لا يريد بذلك الا المخيلة فان الله لا ينظر اليه يوم القيامة و هذا انما يدل ان الصحابة كانت تقرن الاسبال بالخيلاء مباشرة و لا تفرق في انواع العقوبات كما ادعى من ذهب مذهب التحريم
عَنْ مُحَمَّدٍ وَهُوَ ابْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَرَأَى رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ فَجَعَلَ يَضْرِبُ الْأَرْضَ بِرِجْلِهِ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْبَحْرَيْنِ وَهُوَ يَقُولُ جَاءَ الْأَمِيرُ جَاءَ الْأَمِيرُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى مَنْ يَجُرُّ إِزَارَهُ بَطَرًا " رواه البخارى ومسلم
فانظروا انما عاتبه بالخيلاء و لم يفرق كما ادعوا بين كونه مسبلا او مسبل للخيلاء فهذا مذهب الصحابة كلهم يقرنون الاسبال بالخيلاء و هذا ما كان في عهدهم و لا نجد من فهم ما يدل على مذهب من فرق بين ما تحت الكعبين في النار و عدم نظر الله لم جر ثوبه.
عن الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ عَنِ الْإِزَارِ فَقَالَ أَنَا أُخْبِرُكَ بِعِلْمٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ" إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ لَا جُنَاحَ عَلَيْهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ مَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَفِي النَّارِ مَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَفِي النَّارِ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا " صحيح رواه أبو داود و أحمد
و هذا الحديث الذي يرفضه صاحبنا العامي و يفضل ان يأخد برواية الزياده مع الواو اما نحن فنقول السنة تصدق بعضها فالحديث واضح ان قوله عليه الصلاة و السلام لَا يَنْظُرُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا هو تعقيب لقوله مَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَفِي النَّارِ مَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَفِي النَّارِ و مصداقا لقوله (إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة) صححه الترمذي
فكما تروا السنة تصدق بعضها لا تفريق بين الاسبال المذكور في الاحاديث و بين الخيلاء و ها هي الاحاديث واضحة و لحد الان لم نجد ردا يعتمد عليه من من ذهب مذهب التحريم فما زالوا يدندنون حول تفاضل العقوبة و الاحاديث ترد عليهم و يتمسكون ببعض الاحاديث و يتركون البعض
و في قوله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب))،
دلالة اكيدة ان الاسبال هو الخيلاء في الاحاديث لكن من تنادي فكان على اعينهم غشاوة و الامر واضح وضوح الشمس
و قد اجبنا بما فيه الكفاية في المشاركات السابقة و كل مشاركات القائلين بالتحريم لا تعدوا عن كونها مغالطات و لم يردوا عن ادلتنا و في هذا دلالة على قوة مذهبنا و هو مذهب السلف و اعجب من من يدندن حول السواد الاعظم و هذه كما قلت حجة القمع عندما تبين لهم ضعف حجتهم انتقلوا للدندنة حول امور اخرى و الادلة التي سقناها واضحة يراها كل عاقل
و الحديث الذي يستدل به الاخ عامي مروي من ثلاث طرق احداها عن مالك فقد عقد الامام مالكا بابا سماه باب ما جاء في اسبال الرجل ثوبه و وضع فيه كل الاحاديث و هذا يدل انه لا يفرق بين الاسبال و الخيلاء كما تزعمون
قال الغرياني في مدونته قال القاضي عياض و تقييد الجر بالخيلاء يدل على أن جره لغيرها لا يضر فانهي فيه لغير الخيلاء مهمول على الكراهة عند جمهور العلماء
(يُتْبَعُ)
(/)
و الثاني في المسند فهل يعقل ان يفتي الامام احمد بغير ذلك بل لعمري ان الاخ العامي لم يقرأ مما نقلته شيئا و كي يعي ما اقوله اعيد نقل الاحاديث له
مسند أحمد بن حنبل ء ومن مسند بني هاشم
مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ء حديث: 11718
حدثنا عفان، حدثنا شعبة، حدثني العلاء بن عبد الرحمن قال: سمعت أبي يحدث قال: سألت أبا سعيد عن الإزار، فقال: على الخبير سقطت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إزرة المؤمن إلى نصف الساق، ولا حرج، أو لا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار،ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه.
و ها هو عند الامام احمد فاين حجتك انه لم يبلغه
صحيح ابن حبان ء كتاب اللباس وآدابه
ذكر البيان بأن لابس الإزار من أسفل من الكعبين يخاف عليه ء حديث: 5525
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي، قال: حدثنا أحمد بن أبي بكر الزهري، قال: حدثنا مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار، فقال: أنا أخبرك بعلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، وما أسفل من ذلك ففي النار " قال ذلك ثلاث مرات " ولا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا "
و ها هو عند الامام مالك
و الحديث في الموطأ و ها هو نصه
موطأ مالك ء كتاب اللباس
باب ما جاء في إسبال الرجل ثوبه ء حديث: 1648
وحدثني عن مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، أنه قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار، فقال: أنا أخبرك بعلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار، ما أسفل من ذلك ففي النار، لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا
فهل خفي الموطأ عن علماء السلف و هو اشهر من العلم ام ان الامام الشافعي لم يدرسه!!!!
ان كنت مستعجلا و لم تقرأ مشاركتي جيدا اعد قراءتها اخي و لا تجعلنا نكرر عليك الاجابة عشرين مرة
لا ادري يا اخ عامي هل لا تحسن القراءة كي لا تلاحظ ذلك!!!! الحديث وارد عند السلف و هو امامك
اما مذهب الأئمة الاربعة فلا مطعن فيه فانت تعرفه جيدا و الكراهة المروية هي كراهة تنزيه و هذا ما نسميه الجواز عندنا نحن المالكية يا من لم تفهم مذهب المالكية فالذي ذهب إليه أكثر أهل العلم أن أحاديث النهي عن الإسبال مقيدة بالخيلاء، فإذا انتفى الخيلاء لم يكن الإسبال محرماً، واختلفوا بعد ذلك في الكراهة وعدمها، وممن ذهب إلى عدم التحريم إذا لم يكن للخيلاء: الشافعي وأحمد، وممن ذكر ذلك من المالكية: سليمان بن خلف الباجي في كتابه المنتقى شرح الموطأ والنفرواي في الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني.
ومن الشافعية: الإمام النووي وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري والإمام شهاب الدين الرملي والحافظ ابن حجر الهيتمي وغيرهم كثير.
وممن نص على ذلك من الحنابلة: الإمام ابن قدامة في المغني وشيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة والرحيباني في مطالب أولي النهى وابن مفلح في الآداب الشرعية والمرداوي في الإنصاف.
و الاحرى بهم ان يأخدوا كلامنا و يردوا عليه نقطة نقطة كما فعلنا بكلامهم
و ما زلنا ننتظر من المحرمين ان يناقشوا ما سقناه من الادلة اما مذهب السلف فواضح لا غبار عليه الا من ابى ان يراه و اتركونا من الدندنة حول الاحاديث فقد فهمها من هم احسن منا من قرون و ما ذهبوا مذهبكم و ما هذا الا لانه الحق
و الله الهادي الى الصواب و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 03:23]ـ
أخي التقرتي:
نفع الله بك وبعلمك فقد شفيت الجواب في مسألة كثر النزاع فيها واصبحت معيار عند بعضنا ومفترق طرق
وقد لا تلام على حديتك في النقاش في هذه المسألة لأن بعض من الطرف الآخر يمارس نفس الحدية في الطرح
ولكن الرفق ما كان في شيء إلا زانه
وإن ارتفاع الأصوات وتراشق التهم في مثل هذه المسائل لتعكس إشكاليتنا القائمة في الخلاف المعتبر وعدم اعتبارنا له
كم اعتبره أئمة السلف وقعدوا له , وذلك يجرون إلى الإختلاف والتفرق المذموم و الانشغال عن قضايا أمتنا الكبرى التي تتطلب جهدنا الذي نبذله في الجدال في هذه المسائل وأضعافه من الجهد والبذل.
فمتى نرى أصحاب المنهج السلفي القويم يتلافون هذه الإشكالية وينيرون الناس والمسلمين بنهج سلفنا الزاخر والأصيل؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 04:00]ـ
شكرا لك اخي ابو سلمان المسلم
انما احيانا الانسان يغتاض لما يجد امامه صخر لا يقبل النقاش و يحصر المسألة في رأيه فكما قلت قلوبنا تسع الخلاف لكن غيرنا لا ينظر للمسائل هكذا هدانا الله الى صراطه المستقيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 05:20]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
طالبتك بالجواب عن هذا السّؤال: أين ورد الحديث العروة عند السّواد الأعظم من السّلف و أدرجوه ضمن حججهم فيما يسمّى بالمطلق و المقيّد و ليس كما هو ظاهر من الحديث بلسان عربيّ مبين؟
عجزتَ عن الجواب و إذا بك تعيد نفس تدليسك السّابق, فكفاك تدليسا بارك الله فيك.
وضعتُ لك نكتة طريفة لعلّك تستفيد منها لكن دون جدوى, و أنا عند وعدي لك إذ أنّك إذا ما فهمتها سأفهمكها.
فقلتُ: بالله عليك, آسافرَ حديث العروة عبر الزّمن من القرن الأوّل هجري إلى القرن ما بعد الثالث هجري؟
فمن الواضحات أنّ الحديث مرّ على السّلف قبل أن يصلنا, و إلاّ كيف وصلنا؟ أطار أم سافر عبر الزّمن؟. لعلّك لا تفرِّق بين أن يرِدَ الحديث في كتاب من كتب السّنّة و بين أن يُتّخذَ الحديثُ حجّة من المحدّث في مذهبه الفقهي, لا يتلازمان, قد يَحتجّ به و قد لا يحتجّ به. فكفاك إيهاما.
لذلك طالبتك في أوّل ردّ لي بهذا السّؤال: أين ورد الحديث العروة عند السّواد الأعظم من السّلف و أدرجوه ضمن حججهم فيما يسمّى بالمطلق و المقيّد و ليس كما هو ظاهر من الحديث بلسان عربيّ مبين؟
و إذا بك تدلّس على النّاس و تأتي بالحديث من مصدره في كتاب الموطّأ للإمام مالك و هو كتاب حديثي و توهمهم بأنّ الإمام مالك يحتجُّ به في ما ذهب إليه, فيا سبحان الله.
و أمّا قولُك هذا فتردُّ به على نفسِك: فقد عقد الامام مالكا بابا سماه باب ما جاء في اسبال الرجل ثوبه.
قلتُ: سمّاه باب ما جاء في إسبال الرّجل ثوبه و لم يسمّيه باب ما جاء في إسبال الرّجل ثوبه خيلاء. فلم يقيِّد رحمه الله تبويبه بالخيلاء و هذا تنزّلا معك, و إلاّ فأنا أطالبُك بأن تأتي لي بالحديث العروة عند مالك و قد أدرجه ضمن حججه فيما ذهب إليه من قول بالكراهة و أنت الذي تدّعي المالكية. يا ليتك تحضّيني بالجواب.
أمّا قولُك: و هذا يدل انه لا يفرق بين الاسبال و الخيلاء كما تزعمون
فهذه لخبطة, قل بارك الله فيك >> و هذا يدلّ أنه لا يفرّق بين الإسبال بلا خيلاء و الإسبال بخيلاء, فالإسبال و الخيلاء ليسا من نفس الجنس حتّى تجعلهم في مركب واحد.
والرّدّ على زعمك قد سبق.
و ما قيل عن مالك يقال عن أحمد و عن الشّافعي و عن وعن .... و أيضا يا ليتك تحضّيني بالجواب بخصوص أحدهم, ممكن يكون هناك جواب!!!!.
أرجعُ إلى قولِك:
الى الاخ عامي ارجع لمشاركاتي تجد جوابك فانت لم تأتي بشيئ جديد مازلت تدندن و قد لخصنا لك اصل مذهبكم في و اجبنا عليهما اجابة وافرة اما جوابك فقد رددنا عليه بما فيها الكفايةيا حبيبي رجعتُ و لم أجد الجواب على سؤالي, فاختصر عليّ الطّريق و أرِنيه لعلّ الله يهديني على يدِك. و هي مناسبة أخرى أُعيد فيها طرح السّؤال: أين ورد الحديث العروة عند السّواد الأعظم من السّلف و أدرجوه ضمن حججهم فيما يسمّى بالمطلق و المقيّد و ليس كما هو ظاهر من الحديث بلسان عربيّ مبين؟
تنبيه: أرجوك رجاءا حارّا أن لا تحيلني مرّة أخرى عن مصادر الحديث في كتب السّنّة ( ... ). و إلاّ سأنّكّت لك نكتة أخرى (ابتسامة). فسؤالي جدّ واضح.
أمّا قولُك:
و ما زلنا ننتظر اين جوابك عن حديث من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار!! أضحكتني أضحك الله سنّك, بهذلنا معنا القرّاء بهذلة. ويحَكَ أما قرأتَ ردّي السّابق عليك. فلقد أجبتك عنه. لا بأس أقتبسه لك مرّة أخرى, لعلّ الذكرى تنفع المؤمنين.
ذلك الحديث (أي من وطيء على إزار خيلاء، وطئه في النار) -هداني الله و إياك-حجّة عليك لا لك. و الآن سترى مدى قوّة حديث العروة.
إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج أو ولا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه.
عجيب كيف يتوهّم أمثالك أنّ في هذا الحديث عقوبة جديدة, في حين أنّ الحديث بلسان عربي مبين لا يحتاج إلى تشفير و إلى أيّ شيء من هذا القبيل.
قلتُ آنفا: (و لا أستطيع أن أفهم كيف غضضت الطرف عن هذا و رميتني بالباطل)
فالعقوبة عقوبة واحدة و هي النّار.
أمّا الإختلاف فهو في شدّة العقوبة.
-فما أسفل الكعبين فهو>>> في النّار.
(يُتْبَعُ)
(/)
-و ما أسفل الكعبين مقترنا بمخيلة فهو>>> في النّار [زائد] حُرِم من نظر الله إليه. {و حسب حديث آخر} حرم من نظر الله إليه و تكليمه إيّاه و تزكيته له, أمّا و له عذاب أليم فهي تعود على النار.
إذن سبحان الله, ذاك الحديث الذي صحّحه الألباني في صحيح الجامع (من وطيء على إزار خيلاء، وطئه في النار) هو تصديق لما ذهبنا إليه. فلا أدري كيف فاتك هذا.
أمّا قولُك:
الحديث يرد عليك وقد صح فاجعله مذهبك يا صاحب اللسان العربي و ماظننتك فهمت شيئا مما سقتهتمّ الرّدُّ عليكَ في الاقتباس السّابق فراجعه. أحسِنِ الظّنّ بأخيك, فأنا أقرا كلامك كاملا, و أرجو من الله أن أتَفَهَّمَكَ, لأنّه ممكن أن يكون الحقّ مع الطّرف الآخر.
أمّا قولُك:
و لا اطيل الوقت معك فما اظنك بمن يريد البحث عن الحق و السلام عليكمجوابي عليه هو: أوردها سعد و سعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل.
أمّا قولك:
و الاحرى بهم ان يأخدوا كلامنا و يردوا عليه نقطة نقطة كما فعلنا بكلامهمفسيلاحظ القارئ الكريم أنني ما دندنتُ حول النقاط الكثيرة التي أشرت إليها أخي المكرّم, إلاّ ما طالبتني به. و و الله وددت أن أدخل معك في النّقاش إلاّ أن ظروفي لا تسمح بذلك, و لي تجربة من هذا القبيل مع أحد الإخوة الأفاضل, ممّا تحتاج المسألة إلى كثير من الصّبر و الاجتهاد و الوقت و المتابعة كما أسلفت, فالمسألة ليست بالهيّنّة, و ليست بتلك الّتي يصل الأطراف فيها إلى وفاق بين ليلة و ضُحاها. و سيكون أخيرا و ليس آخرا -إن شاء الله- هذا آخر ردٍّ لي في هذا الموضوع, ونسأل من الله عزّ و جلّ ان يُبارك في الأعمار.
سأُعيد مطلبي الأخير بكثير من التّوضيح-و ليتك تستجيب-أين أدرج السّواد الأعظم من السّلف الحديث العروة ضمن حججهم فيما يسمّى بالمطلق و المقيّد و ليس كما هو ظاهر من الحديث بلسان عربيّ مبين؟
أجب عنه بارك الله فيك من أجل الإخوة, و ليس من أجلي.
مع عدم نسيان هذا التنبيه.
تنبيه: أرجوك رجاءا حارّا أن لا تحيلني مرّة أخرى عن مصادر الحديث في كتب السّنّة ( ... ). و إلاّ سأنّكّت لك نكتة أخرى (ابتسامة). فسؤالي جدّ واضح. (ابتسامة) (ابتسامة) (ابتسام ة).
تذكير: الحديث العروة أقصد به هذا الحديث: إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج أو ولا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، و من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه.
بارك الله فيك و أحسن الله إليك, و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 09:04]ـ
يا اخوة لم التشنج مع المخالف؟
الا يكفيكم قول الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَحَدَ شِقَّيْ إِزَارِي يَسْتَرْخِي إِلَّا أَنْ أَتَعَاهَدَ ذَلِكَ مِنْهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُهُ خُيَلَاءَ.
واما حديث ابي سعيد فله علة حيث تفرد بجمع هذه الالفاظ في حديثٍ العلاءُ بن عبد الرحمن عن ابيه والعلاء فيه لين (1) وقد خالفه محمد بن ابراهيم التيمي (في الصحابي والمتن!) كما عند النسائي في الكبرى حيث اورده بعد ان بوب بـ ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر عبد الرحمن بن يعقوب فيه
ثم قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال ثنا خالد قال ثنا هشام عن يحيى عن محمد بن إبراهيم قال حدثني بن يعقوب أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تحت الكعبين من الازار في النار.
قلت:
وكذلك خالفه محمد بن عمرو بن علقمة كما اورده النسائي ايضا بعد الحديث السابق فقال:
أخبرنا أحمد بن سليمان قال ثنا يزيد قال أنا محمد بن عمرو عن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة قال قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه فما أسفل من ذلك إلى فوق الكعبين فما أسفل من ذلك ففي النار)).
فالذي يظهر لي هو انه من مسند ابي هريرة كما اخرجه البخاري وغيره وانما اخطأ العلاء فيه عندما جعله من مسند ابي سعيد والله اعلم.
ــــــــ
(1) قال المزي في تهذيب الكمال:
(ر م د ت س ق): العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقى، أبو شبل المدنى، مولى الحرقة من جهينة. اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: ثقة لم أسمع أحدا ذكره بسوء. قال: و سألت أبى عن العلاء، و سهيل: فقال: العلاء فوق سهيل.
و قال حرب بن إسماعيل، عن أحمد بن حنبل: العلاء بن عبد الرحمن عندى فوق سهيل و فوق محمد بن عمرو.
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة، عن يحيى بن معين: ليس بذاك، لم يزل الناس يتوقون حديثه.
و قال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: ليس حديثه بحجة، و هو و سهيل قريب من السواء.
و قال أبو زرعة: ليس هو بأقوى ما يكون.
و قال أبو حاتم: صالح، روى عنه الثقات، و لكنه أنكر من حديثه أشياء، و هو عندى أشبه من العلاء بن المسيب.
و قال النسائى: ليس به بأس.
و قال أبو أحمد بن عدى: و للعلاء نسخ عن أبيه عن أبى هريرة يرويها عنه الثقات و ما أرى به بأسا.
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات "
و قال محمد بن سعد: قال محمد بن عمر: و صحيفة العلاء بالمدينة مشهورة، و كان ثقة، كثير الحديث، ثبتا، و توفى فى أول خلافة أبى جعفر.
روى له البخارى فى كتاب " القراءة خلف الإمام "، و فى كتاب " رفع اليدين فى الصلاة "، و الباقون. اهـ.
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 22/ 187:
و قال أبو داود: سهيل أعلى عندنا من العلاء ; أنكروا على العلاء صيام شعبان ـ
يعنى: حديث " إذا انتصف شعبان فلا تصوموا ".
و قال عثمان الدارمى: سألت ابن معين عن العلاء (عن أبيه) كيف حديثهما؟ قال: ليس به بأس. قلت: هو أحب إليك أو سعيد المقبرى؟ قال: سعيد أوثق،
و العلاء ضعيف ـ يعنى بالنسبة إليه، يعنى كأنه لما قال " أوثق " خشى أنه يظن أنه يشاركه فى هذا الصفة، و قال: إنه ضعيف.
و قال البخارى: قال على: أراه مات سنة اثنتين و ثلاثين.
و قال ابن الأثير: مات سنة تسع و ثلاثين.
و قال الخليلى: مدنى، مختلف فيه لأنه ينفرد بأحاديث لا يتابع عليها، لحديثه
" إذا كان النصف من شعبان فلا تصوموا ".
و قد أخرج له مسلم من حديث المشاهير دون الشواذ.
و قال الترمذى: هو ثقة عند أهل الحديث. اهـ.
ـ[التقرتي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 02:37]ـ
______________________________ __________
السلام عليكم و رحمة الله
اظن ان الاخ عامي عامي بمعنى الكلمة و بما انه يتهمني بالتدليس و لا ادري ما يرمي بذلك و كانه يقرر ان مذهب الجمهور هو التحريم او يقرر ان الحديث لم يبلغهم او يقرر انهم غفلوا عنه و لم يدخلوه في استدلالهم او لا ادري ماذا بحثت له عن عذر فلم اجد فكل هذه الامور لا يقول بها طالب علم و هل سننكر ان العلماء قرروا ان مذهب الجمهور هو التحريم للخيلاء فقط و اختلفوا في الامر بدون خيلاء بين الكراهة و الجواز!!!!
و بما ان الاخ دخل في مناقشات لا تصح من طلاب العلم ستأوقف عن مناقشته اصلا فلا طائل من ذلك و ستدخل في اللغو و هذا حرام
و حفاظا على البحث عن الحق ساورد مذهب الجمهور للاخوة الباحثين عن الحقيقة و ان كنا في غنى عن ذلك فمذهبهم مقرر و لا غبار عليه
نبدأ بالمذاهب الاربعة
الامام احمد:
روى حديث العروة كما يسميه اخانا في مسنده و ها هو النقل:
مسند أحمد بن حنبل ء ومن مسند بني هاشم
مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ء حديث: 11718
حدثنا عفان، حدثنا شعبة، حدثني العلاء بن عبد الرحمن قال: سمعت أبي يحدث قال: سألت أبا سعيد عن الإزار، فقال: على الخبير سقطت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إزرة المؤمن إلى نصف الساق، ولا حرج، أو لا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار،ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه اهـ
جاء في (كشاف القناع للبهوتي 1/ 277):
قال أحمد في رواية حنبل:" جر الإزار وإسبال الرداء في الصلاة إذا لم يرد الخيلاء فلا بأس اهـ
قال في: "الإقناع" (1/ 139):
" ويكره أن يكون ثوب الرجل تحت كعبه بلا حاجة " انتهى باختصار.
وقال ابن قدامة في: "المغني" (2/ 298): " ويكره إسبال القميص والإزار والسراويل؛ فإن فعل ذلك على وجه الخيلاء حَرُم " انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه معمر في (جامعه 11/ 84) – و من طريقه عبدالرزاق في (المصنف 11/ 84)، و من طريقه أيضا: أخرجه ابن سعد في (الطبقات 7/ 248) و الدينوري في (المجالسة 191) و أبو نعيم في (الحلية 3/ 7) و البيهقي في (الشعب رقم:6243).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (شرح العمدة 4/ 368): و يكره تقصير الثوب الساتر عن نصف الساق قال إسحاق بن إبراهيم: دخلت على أبي عبد الله – يعني الإمام أحمد و عليَّ قميصٌ قصيرٌ أسفل من الرُّكبة و فَوقَ نصفِ السَّاق، فقال: أَيشٍ هذا؛ و أنكره، و في رواية: أيش هذا، لِمَ تُشَهِّرُ نَفسَك.اهـ
ادن المقرر من مذهب الامام احد و الذي نص عليه محققوا المذهب انه مع الكراهة او الجواز
فاترك الاخوة يحكمون بانفسهم هل تظنون ان الامام احمد حافظ لحديث العلاء بن عبد الرحمان يتركه جانبا و لا يستدل به و يفتي بخلافه ام انه فهم ما فهمناه و ان الاسبال مقيد بالخيلاء. الاخوة اظنكم تعرفون الاجابة و لا حاجة لكلام العامي في المسألة
الان انقل لكم حديث الموطأ
موطأ مالك ء كتاب اللباس
باب ما جاء في إسبال الرجل ثوبه ء حديث: 1648
وحدثني عن مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، أنه قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار، فقال: أنا أخبرك بعلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار، ما أسفل من ذلك ففي النار، لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا.
و رواية ابي مصعب جاءت بزيادة الواو
و هذا قول الشافعي:
قال الإمام الشافعي رحمه الله – كما نقله عنه النووي في "المجموع" (3/ 177): " لا يجوز السدل في الصلاة ولا في غيرها للخيلاء، فأما السدل لغير الخيلاء في الصلاة فهو خفيف؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضى الله عنه وقال له: إن إزاري يسقط من أحد شقي. فقال له: (لست منهم) " انتهى
وقال النووي في "شرح مسلم" (14/ 62):
" لا يجوز إسباله تحت الكعبين إن كان للخيلاء، فإن كان لغيرها فهو مكروه، وظواهر الأحاديث فى تقييدها بالجر خيلاء تدل على أن التحريم مخصوص بالخيلاء، وهكذا نص الشافعى على الفرق " انتهى
المقرر من مذهب الشافعي انه مكروه فبماذا سيطعن الاخ عامي! يقول ان الشافعي لم يصله الحديث? الشافعي حافظ للموطأ فان ظن الاخ ان الشافعي غفل عن الحديث او دخل في الترهات من نوع اين هو استدلاله به اقول له سلاما!
النووي صحح الحديث المذكور في رياض الصالحين و قال بالكراهة ادن هل غاب عنه هذا الحديث في قوله!
ذكر ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (3/ 521)
" أَبَا حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ ارْتَدَى بِرِدَاءٍ ثَمِينٍ وَكَانَ يَجُرُّهُ عَلَى الْأَرْضِ، فَقِيلَ لَهُ: أَوَلَسْنَا نُهِينَا عَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: إنَّمَا ذَلِكَ لِذَوِي الْخُيَلَاءِ وَلَسْنَا مِنْهُمْ " انتهى
ها هو مذهب ابي حنيفة
قال الحافظ ابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 244):
" وهذا الحديث يدل على أن من جر إزاره من غير خيلاء ولا بطر أنه لا يلحقه الوعيد المذكور، غير أن جر الإزار والقميص وسائر الثياب مذموم على كل حال " انتهى.
و التمهيد شرح للموطأ اتظن ان بن عبد البر غفل على حديث في الموطأ و هو يعلق عليه بكلامه هذا!!!!
وجاء في "حاشية العدوي" (2/ 453):
" َالْحَاصِلُ أَنَّ النُّصُوصَ مُتَعَارِضَةٌ فِيمَا إذَا نَزَلَ عَنْ الْكَعْبَيْنِ بِدُونِ قَصْدِ الْكِبْرِ: فَمُفَادُ "الْحَطَّابِ" – من علماء المالكية ء أَنَّهُ لَا حُرْمَةَ بَلْ يُكْرَهُ، ومُفَادُ "الذَّخِيرَةِ" – كتاب للإمام القرافي ء: الْحُرْمَةُ.
وَالظَّاهِرُ: أَنَّ الَّذِي يَتَعَيَّنُ الْمَصِيرُ إلَيْهِ الْكَرَاهَةُ الشَّدِيدَةُ " انتهى
و قال الباجي رحمه الله في (المنتقى7/ 226):
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله صلى الله عليه وسلم " الذي يجر ثوبه خيلاء " يريد كبرا. وقال عيسى بن دينار عن ابن القاسم: الخيلاء الذي يتبختر في مشيه , ويختال فيه ويطيل ثيابه بطرا من غير حاجة إلى أن يطيلها ولو اقتصد في ثيابه ومشيه لكان أفضل له , قال الله عز وجل (والله لا يحب كل مختال فخور). وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أرخص في الخيلاء في الحرب , وقال:" إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموضع ". ومعنى ذلك والله أعلم لما فيه من التعاظم على أهل الكفر والاستحقار لهم والتصغير لشأنهم.
و قال: وقوله صلى الله عليه وسلم " الذي يجر ثوبه خيلاء " يقتضي تعلق هذا الحكم بمن جره خيلاء أما من جره لطول ثوب لا يجد غيره أو عذر من الأعذار فإنه لا يتناوله الوعيد. وقد روي " أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما سمع هذا الحديث قال: يا رسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لست ممن يصنعه خيلاء ". وروى الحسن بن أبي الحسن البصري عن أبي بكرة: " خسفت الشمس ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام يجر ثوبه مستعجلا حتى أتى المسجد ".اهـ
قال القاضي عياض و تقييد الجر بالخيلاء يدل على أن جره لغيرها لا يضر فالنهي فيه لغير الخيلاء محمول على الكراهة عند جمهور العلماء.
ادن القول المعتمد عند المالكية هو الكراهة كراهة التنزيه و لم يخالف الا بعضهم كابن العربي مثلا و لا يخفى على احد ان عمدة المالكية هو الموطأ فهل نقول انهم غفلوا عن حديث العلاء بن عبد الرحمان ?
مذهب السيوطي
قال السيوطي رحمه الله في (تنوير الحوالك 1/ 217):
" ما أسفل من ذلك "، (ما) موصولة و (أسفل) بالنصب خبر كان محذوفة والجملة صلة. ويجوزكون (ما) شرطية و (أسفل) فعل ماض. (ففي النار) أي محله من الرجل وذلك خاص بمن قصد به الخيلاء. اهـ
و السيوطي حافظ لثلاث مئة الف حديث و هو حافظ للموطأ فهل غفل عن هذا الحديث!!!!
مذهب السندي
السندي في حاشيته على (سنن النسائي) في شرح حديث" ثلاثة لا يكلمهم الله ... ومنهم المسبل": "المسبل" من الإسبال بمعنى الإرخاء عن الحد الذي ينبغي الوقوف عنده والمراد إذا كان عن مخيلة والله تعالى أعلم. اهـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (شرح العمدة 4/ 368): و يكره تقصير الثوب الساتر عن نصف الساق قال إسحاق بن إبراهيم: دخلت على أبي عبد الله – يعني الإمام أحمد ء و عليَّ قميصٌ قصيرٌ أسفل من الرُّكبة و فَوقَ نصفِ السَّاق، فقال: أَيشٍ هذا؛ و أنكره، و في رواية: أيش هذا، لِمَ تُشَهِّرُ نَفسَك.اهـ
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في شرح العمدة (ص 366): " ولأن الأحاديث أكثرها مقيدة بالخيلاء فيحمل المطلق عليه وما سوى ذلك فهو باق على الإباحة وأحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة " انتهى
وقال عضو هيئة كبار العلماء في السعودية الشيخ عبدالله البسام رحمه الله في "توضيح الأحكام من بلوغ المرام" (6/ 246):" إن القاعدة الأصولية هي حمل المطلق على المقيد وهي قاعدة مطردة في عموم نصوص الشريعة. والشارع الحكيم لم يقيد تحريم الإسبال – بالخيلاء – إلا لحكمة أرادها ولولا هذا لم يقيده. والأصل في اللباس الإباحة، فلا يحرم منها إلا ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والشارع قصد من تحريم هذه اللبسة الخاصة قصد الخيلاء من الإسبال وإلا لبقيت اللبسة المذكورة على أصل الإباحة. وإذا نظرنا إلى عموم اللباس وهيئاته وأشكاله لم نجد منه شيئاً محرماً إلا وتحريمه له سبب وإلا فما معنى التحريم وما الغرض منه، لذا فإن مفهوم الأحاديث أن من أسبل ولم يقصد بذلك الكبر والخيلاء، فإنه غير داخل في الوعيد "ا. هـ.
ادن كما تلاحظون اخوتي ان مذهب بن تيمية في العمدة الكراهة و ان هناك من العلماء المعاصرين كذلك من يقيدون التحريم بالخيلاء و هذا يدل ان المسألة خلافة و لا يلتفت لمن قال ان الحديث يفصل في المسألة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ أبوزرعة العراقي في (التثريب) و هو يتكلم عن الأكمام: قال والدي رحمه الله في شرح الترمذي: لا شك في تناول التحريم لما مس الأرض منها للخيلاء , ولو قيل بتحريم ما زاد عن المعتاد لم يكن بعيدا فقد " كان كمُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ "، وأراد عمر قص كمَّ عتبة بن فرقد فيما خرج عن الأصابع، وكذلك فعل عليّ في قميص اشتراه لنفسه. ولكن قد حدث للناس اصطلاح بتطويلها فإن كان ذلك على سبيل الخيلاء فهو داخل في النهي , وإن كان على طريق العوائد المتجددة من غير خيلاء فالظاهر عدم التحريم , وذكر القاضي عياض عن العلماء أنه يكره كل ما زاد على الحاجة والمعتاد في اللباس من الطول والسعة.
و قال الشوكاني رحمه الله في (نيل الأوطار):
الحديث يدل على تحريم جر الثوب خيلاء. والمراد بجره هو جره على وجه الأرض وهو الموافق لقوله صلى الله عليه وسلم:"ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار". وظاهر التقييد بقوله: خيلاء , يدل بمفهومه أن جر الثوب لغير الخيلاء لا يكون داخلا في هذا الوعيد.
و قال في (نيل الأوطار 2/ 113): وقد عرفت ما في حديث الباب من قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء وهو تصريح بأن مناط التحريم الخيلاء، وأن الإسبال قد يكون للخيلاء، وقد يكون لغيره، فلابد من حمل قوله:" فإنها من المخيلة " في حديث جابر بن سليم، على أنه خرج مخرج الغالب، فيكون الوعيد المذكور في حديث الباب متوجهاً إلى من فعل ذلك اختيالاً، والقول: بأن كل إسبال من المخيلة أخذاً بظاهر حديث جابر ترده الضرورة، فإن كل أحد يعلم أن من الناس من يسبل إزاره مع عدم خطور الخيلاء بباله. ثم قال: وبهذا يحصل الجمع بين الأحاديث وعدم إهدار قيد الخيلاء المصرح به في الصحيحين. ثم قال: وحمل المطلق على المقيد واجب، وأما كون الظاهر من عمرو أنه لم يقصد الخيلاء فما بمثل هذا الظاهر تعارض الأحاديث الصحيحة.اهـ
فها هو مذهب الشوكاني فهل تظن انه غفل عن الحديث!!!!
و اظن ان كل هذه النقول كافية لتبين للاخوة مذهب السواد الاعظم من الامة و اختم بروايات عن السلف:
1أخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود بسند جيد أنه كان يسبل إزاره فقيل له في ذلك فقال إني حمش الساقين.
2ء وعن أبي إسحاق قال: رأيت ابن عباس أيام منى طويل الشعر، عليه إزار فيه بعض الإسبال، وعليه رداء أصفر.
قال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن.
3ءأخرج ابن أبي شيبة وعنه أبو نعيم في الحلية: (5/ 322) وابن سعد في الطبقات: (5/ 403) عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عمرو بن مهاجر قال كان قميص عمر بن عبد العزيز ما بين الكعب والشراك.
4ءقال البيهقي: وروينا عن عطاء بن أبي رباح أنه صلى سادلا وكأنه نسي الحديث أو حمله على أن ذلك إنما لا يجوز للخيلاء وكان لا يفعله خيلاء والله أعلم (سنن البيهقي الكبرى الجزء 2 ص 242).
5ء إبراهيم بن يزيد النخعي – رحمه الله تعالى ء:
أخرج ابن أبي شيبة في ((المصَنَّفِ)) (رقم:24845) قال: حدثنا ابن مهدي، عن أبي عوانة، عن مغيرة قال:" كان إبراهيم قميصُه على ظهر القدم". إسناده صحيحٌ.
6ء أيُّوب بن أبي تِميمَة السِّختِيَانيُّ – رحمه الله تعالى ء:
أخرج الإمام أحمد في ((العلل)) – رواية ابنه عبد الله – (رقم: 841) قال:حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدَّثنا حماد بن زيد، قال:"أمرَنِي أيّوب أن أقطعَ له قميصاً قال: اجعلْه يضرِبُ ظَهْرَ القدم، و اجعَلْ فَمَ كُمِّهِ شبراً ".
إسنادهٌ صحيحٌ.
ومن أقواله –رحمه اللهء: "كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها، و الشهرة اليوم في تقصيرها".
أخرجه معمر في ((جامعه)) (11/ 84) – و من طريقه عبد الرزاق في ((المصنف)) (11/ 84)، و من طريقه أيضا: أخرجه ابن سعد في ((الطبقات)) (1) (7/ 248) و الدينوري في ((المجالسة)) (1919) و أبو نعيم في ((الحلية)) (3/ 7) و البيهقي في ((الشعب)) (رقم:6243) –.
و لفظ الحلية: ((كان في قميص أيوب بعض التذييل فقيل له فقال: الشهرةُ اليومَ في التشمير)).
و لفظ ابن سعد: ((يا أبا عروة – هي كنيةُ معمرٍ ء: كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها، فالشهرة اليوم في تشميرها)).
(يُتْبَعُ)
(/)
و كما قال سفيان بن حسين لعمر بن علي بن مقدم: أتدري ما السمت الصالح؟! ليس هو بحلق الشارب!، و لا تشمير الثوب؛ و إنما هو: لزوم طريق القوم، إذا فعل ذلك قيل: قد أصاب السَّمت، وتدري ما الاقتصاد؟! هو المشي الذي ليس فيه غلو ولا تقصير.
أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (21/ 68) و سنده صحيح.انتهى
ان كان كل هذا لا يعجب الاخ عامي و يظن ان كل هؤلاء العلماء لم يبلغهم الحديث المروي في الموطأ او يظن انهم ليسوا السواد الاعظم او يظن ان السلف هذا ليس مذهبهم
نقول له هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين. اما نحن فقد اتينا بالادلة و نترك الاخوة يدرسونها
و في الاخير انصح نفسي بنصيحة الحكيم: من سكت عن جاهل فقد أوسعه جوابآ، وأوجعه عتابآ.
اشكر الاخ سعودالعامري
نعم العلاءُ بن عبد الرحمن قال في تقريب التهذيب العلاء ابن عبدالرحمن ابن يعقوب الحرقي بضم المهملة وفتح الراء بعدها قاف أبو شبل بكسر المعجمة وسكون الموحدة المدني صدوق ربما وهم من الخامسة مات سنة بضع وثلاثين.
لكن الحديث محفوظ و بما انه صححه العلماء فهو صحيح و كون ان فيه روايتين لا يظر شيئا فالادلة تدرس مجملة و كما قلنا ان التقييد بالخيلاء جاء بالمنطوق و ليس بالمفهوم او قاعدة حمل المطلق و المقيد و هذا ما قاله الشوكاني في مناط الحكم لكن الاخوة الذين يقولون بالتحريم لم يعوا هذا بعد و ما زالوا يتمسكون بالمطلق و المقيد و لو رأيت مشاركاتي السابقة تبين لك ان التقييد جاء بالمنطوق و جئت بادلة كثيرة تهذم مذهبهم لكن لا حياة لمن تنادي ليس فقط لم يجيبوا عليها و لكن مازالوا في المطلق و المقيد و هذا الحديث
و لا ادري هل يتهمون جمهور العلماء ام من يتهمون فالمسألة كما ترون قال فيها الجمهور ان الاسبال محرم ان اريد به الخيلاء اما ان لم يكن فيه خيلاء فمنهم القائل بالكراهة و القائل بالجواز
اما التحريم فلم يشتهر الا في عصرنا الحالي لاسباب اظنكم تعرفونها
هذا ما نسميه التقليد الاعمى المعاصر فاغلب الناس الذين يقولون بالتحريم لا تجدهم درسوا المسألة فلذلك ينكرون على المخالف و ان يقول احدهم بالتحريم مع دراسة مستفيضة للمسألة نقبل خلافه و لكن ان يشنع علينا و هو لم يدرس اصلا المسألة فهنا المشكلة
فاعيد و اكرر القول بالتحريم مطلقا ليس بقول الجمهور فلا يلتفت لمن قال ان الخلاف منتهي و اظن انه المسألة اتضحت للاخوة بما فيه الكفاية ينقصنا فقط من يناقش استدلالاتنا المستفيضة بطريقة علمية لكي يكون الحوار بناء ا اما الذين يطعنون و مازالوا يناقشون في كون الجمهور وصلهم الحديث ام لا او ليس مذهبهم المذكور فسندعهم جانبا فلقد اخرجونا اصلا من موضوع الحوار لامور يعلمها اصغر طالب علم و ربما حتى العامي
فانا في انتظار الاخوة الباحثين عن الحق كي نناقش اوجه الاستدلال الذي نقلته في اكثر من مشاركة و بارك الله في الجميع و السلام عليكم
ـ[الحافظة]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 03:51]ـ
______________________________ __________
السلام عليكم و رحمة الله1أخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود بسند جيد أنه كان يسبل إزاره فقيل له في ذلك فقال إني حمش الساقين.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
والله إني لأعجب من كوننا أخوة والكل حريص على الحق أن نتحاور بهذا الأسلوب وأرى انه صار جدلا لاغير والله المستعان ...
ماذكرتم من رواية ابن مسعود رضي الله عنه .. مشابه لما جاء في هذه الحديث فماردكم عليها ..
قال الألباني رحمه الله:
فاسمعوا الآن معي هذا الحديث، وانتبهوا بعد ذلك لما يلي من التعليق .. هذا الحديث يرويه الإمام أحمد في مسنده الجامع للأحاديث الكثيرة الطيبة بإسناد قوي: عن عمرو بن فلان الأنصاري -ذهب عن ذهن الراوي اسم عمرو الصحابي بالكامل فقال: عن عمرو بن فلان الأنصاري - قال الراوي: (بينما هو يمشي قد أسبل إزاره، لَحِقه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد أخذ بناصية نفسه وهو يقول: اللهم عبدك ابن عبدك ابن أمتك، قال عمرو: فقلت: يا رسول الله! إني رجل حَمْش الساقين. فقال: يا عمرو! -بيت القصيد في هذا النداء من الرسول الكريم- قال: يا عمرو! إن الله عز وجل قد أحسن كل شيء خَلْقَه -هذا جوابه لقوله: إني حَمْش الساقين، أي: دقيقهما، يعني: أنه مُعَظِّم قليل لحم الساقين، وكل من يراه قد يضحك- يا عمرو! إن الله عز وجل قد أحسن كل شيء خَلْقَه، يا عمرو! وضرب رسول الله صلى الله عليه وآله سلم بأربع أصابع بكفه اليمنى تحت ركبة عمرو - فقال: يا عمرو! هذا موضع الإزار، ثم فعل ذلك مرة ثانية -أي: وضع أربع أصابع تحت الأربع أصابع الأولى- ثم رفعها، ثم وضعها تحت الثانية -فصارت اثنتي عشرة أصبعاً- فقال: يا عمرو! هذا موضع الإزار). انتهى الحديث
فما قولكم في تحديد رسول الله صلى الله عليه وسلم لموضع الإزار ولماذا سيأخذ رسول الله بناصيته إن لم يكن هذا الفعل عظيما،،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 05:54]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
اظن ان الاخ عامي عامي بمعنى الكلمةلا أخفيك سرّا, لو أنني كنتُ أعرِف تصغير كلمة "عامّي" لسجّلتُ نفسي بها في هذا المنتدى المبارك , فأنا و لله الحمد أعرف قدر نفسي و أعرف أنني لا شيء أمام مشايخنا الأفاضل في هذا المنتدى. فهوّن عليك.
و بما انه يتهمني بالتدليس و لا ادري ما يرمي بذلك و كانه يقرر ان مذهب الجمهور هو التحريم او يقرر ان الحديث لم يبلغهم او يقرر انهم غفلوا عنه و لم يدخلوه في استدلالهم او لا ادري ماذا بحثت له عن عذر فلم اجد فكل هذه الامور لا يقول بها طالب علم و هل سننكر ان العلماء قرروا ان مذهب الجمهور هو التحريم للخيلاء فقط و اختلفوا في الامر بدون خيلاء بين الكراهة و الجواز!!!! شنشنةٌ لا طائل منها و لا فائدة, فقط تغطيةٌ لعجزك عن الإجابة. فأحمقٌ هو من ينكر مذهب الجمهور في المسألة. و قد قَدّمْتَ أنتَ و بَيّنتَ مذهب الجمهور في المسألة و نحن نعرفه, فلماذا تضيّع لي وقتي, أجب عن سؤالي و إلاّ قل عجزتُ عن الإجابة. ما فيها عيب.
أمّا بالنّسبة لقضيّة تدليسِك فهي قد بلغت الآفاق.
و على قول القائل: إن لم تستح فاصنع ما شئت.
فرأيتُك تزيد و تقرّر مذهبك التّدليسي و تطيل الكلام فسبحان الله الذي يقول {أفمن زيّن له سوء عمله فرآه حسنا} ; و لا بأس أن أعيد الكلام, حتّى تزيد انكشافا على انكشاف أمام الخلق.
بعد ان انتهيتَ من تدليساتك ختمتها بقولك هذا:
ان كان كل هذا لا يعجب الاخ عامي و يظن ان كل هؤلاء العلماء لم يبلغهم الحديث المروي في الموطأ او يظن انهم ليسوا السواد الاعظم او يظن ان السلف هذا ليس مذهبهم
نقول له هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين. اما نحن فقد اتينا بالادلة و نترك الاخوة يدرسونهافهاك بيان التّدليس من وجهين:
الوجه الأوّل
إتيانك بالحديث العروة من كتب السّنّة أمثال مسند الإمام أحمد و موطأ الإمام مالك, و إيهامك للقرّاء بأنّ هؤلاء الإئمّة الفحول أدرجو الحديث العروة ضمن حججهم. و قد سبق و قلتُ لك: فرِّق بين أن يرِدَ الحديث في كتاب من كتب السّنّة و بين أن يُتّخذَ الحديثُ حجّةً من المحدّث في مذهبه الفقهي, لا يتلازمان, قد يَحتجّ به و قد لا يحتجّ به. أضف إلى ذلك تلك النكتة الطّريفة الّتي وضعتها لتقريب المسألة إلى ذهنك لكن مع من أتكلّم.
الوجه الثاني
إتيانك لمذهب الجمهور في المسألة (أقوالهم و فتاويهم) و إيهامك للقرّاء أنهم دندنو عن حديث العروة و أوردوه ضمن حججهم.
فما كان طلبي لك إلاّ أنّني قلتُ: أين أدرج السّواد الأعظم من السّلف الحديث العروة ضمن حججهم فيما يسمّى بالمطلق و المقيّد و ليس كما هو ظاهر من الحديث بلسان عربيّ مبين؟
ما حَضيتُ بجواب.
و إذا بك تغطّي عَجْزَكَ بنقولٍ عنهم نحن نعرفها و نحفضها و لا تنفعك بشيء.
و أمّا قولُك:
و في الاخير انصح نفسي بنصيحة الحكيم: من سكت عن جاهل فقد أوسعه جوابآ، وأوجعه عتابآ. و الله إنّها لنصيحة غالية أخي, و سأمتثلها.
أمّا قولك: اما الذين يطعنون و مازالوا يناقشون في كون الجمهور وصلهم الحديث ام لا او ليس مذهبهم المذكور فسندعهم جانبا فلقد اخرجونا اصلا من موضوع الحوار لامور يعلمها اصغر طالب علم و ربما حتى العامي
أقولُ: و هنا فراق بيني و بينك في هاته النقطة (نقطة الحديث العروة) فلقد تكلّمنا بما فيه الكفاية, و إذا ما واصلنا سنقلب المسألة إلى حظوظ أنفس لا أقلّ و لا أكثر.
أمّا قولُكَ: ينقصنا فقط من يناقش استدلالاتنا المستفيضة بطريقة علمية لكي يكون الحوار بناء.
فلعلّ أحد الإخوة يستجيب لمطلبك.
و في الختام كلمةُ أسفٍ و اعتذارٍ للمشرفين الأبرار و للأعضاء الأخيار مما بدر منّى-حسب رؤيتكم-من سوء انتقاء للألفاظ في الحوار.
و السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
دمتم بودّ.
ـ[التقرتي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 06:14]ـ
شكرا لك اختي السلفية ابية فقد فرحت بمشاركتك لانها من المشاركات البناءة
نعم هذا الحديث يشبه اثر عبد الله بن مسعود و ها انا اذكر الحديثين:
اخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود بسند جيد أنه كان يسبل إزاره فقيل له في ذلك فقال: إني حَمْش الساقين.
و الحديث الثاني الذي ذكرته الاخت
(يُتْبَعُ)
(/)
ادن الأدلة لا تناقش مفردة لا بد من وضعها بجانب بعضها و ها انا ازيد دليلا اخر
عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: {خسفت الشمس ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقام يجر ثوبه مستعجلاً حتى أتى المسجد .. }
ادن توجيه الادلة ان المعروف عند العرب في ذلك الزمان كما قلنا ان الاسبال يقصد به الخيلاء فنهي الرسول عليه الصلاة و السلام عنه من باب سد الذرائع اد لم تكن هناك حاجة لعمرو بن زرارة في الاسبال و لذلك كان يمنع الرسول عليه الصلاة و السلام اصحابه من الاسبال لكن كما تلاحظون في حديث خسوف القمر جر ازاره لان الحاجة دعت لذلك و هكذا الاصل هو سد الذرائع
فاكيد في مجتمع لا يسبل الناس فيه الا للخيلاء سنمنع من يسبل و ان لم يقصد به ذلك و هذا ما جاء في حديث عبد الله بن عمر
فقد اخرج الأمام احمد فى مسنده بسند صحيح على شرط الشيخين " عن عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن اسلم عن عبد الله بن عمر قال: رآنى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى إزاره جديد يتقعقع فقال " من" فقلت أنا عبد الله قال" إن كنت عبد الله فارفع إزارك" قال فرفعته قال" زد" قال فرفعته الى نصف الساق فقال "من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله اليه"
فانظروا الى تعليل الرسول عليه الصلاة و السلام ربطها بالمخيلة فلم يقل له الاسبال مطلقا انما ذكر له عقوبة الخيلاء و هذا يؤكد ان المقصود هو الخيلاء كما جاء في الحديث الاخر حديث جابر بن سليم رضي الله عنه الطويل وفيه:" وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيتَ فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة " رواه أحمد (4/ 64) و أبو داود (4084) و ابن حبان في صحيحه (521) و غيرهم.
فهذه احاديث واضحة و تقرن الاسبال بالمخيلة و الاسبال يتغير حسب العصور و ما كان في عصر يراد به الخيلاء ففي عصرنا لا يراد به ذلك و قد تنبّه لذلك بعض السلف – لله درهم – فهذا أيوب السختياني و هو من أئمة المسلمين المقتدى بهم، يقول: " كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها، و الشهرة اليوم في تقصيرها ".
أخرجه معمر في (جامعه 11/ 84) – و من طريقه عبدالرزاق في (المصنف 11/ 84)، و من طريقه أيضا: أخرجه ابن سعد في (الطبقات 7/ 248) و الدينوري في (المجالسة 191) و أبو نعيم في (الحلية 3/ 7) و البيهقي في (الشعب رقم:6243).
و في يومنا هذا لم يصبح هناك ذريعة لان عادة الناس تغيرت فالاسبال اليوم ليس من باب المخيلة
و هذا ما فهمه كل ائمة السلف فهذا قول ابي حنيفة و الشافعي و الامام احمد و مذهب المالكية و ظاهر مذهب الامام البخاري و مذهب بن قدامة و النووي و بن عبد البر و السيوطي و اختيار بن تيمية في العمدة و مذهب الشوكاني
ادن اللباس يرجع لعادات القوم و ما يراد به الخيلاء عند قوم ليس هو ما يراد به عند القوم الاخر و هذا ما فهمه السلف فقد روي عن اكثر من واحد من كبار سلف الاسبال لان الامر قد تغير في زمنهم
عن أبي إسحاق قال: رأيت ابن عباس أيام منى طويل الشعر، عليه إزار فيه بعض الإسبال، وعليه رداء أصفر.
قال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن.
روى أبو داود (4096) و ابن أبي شيبة (24831) و البيهقي في الشعب (6147) عن عكرمة قال: رأيت ابن عباس إذا اتزر أرخى مقدم إزاره حتى يقع حاشيته على ظهر قدميه، ويرفع الإزار مما وراءه، فقلت:لم تأتزر هكذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزر هذه الإزرة " وصححه الألباني رحمه الله في الصحيحة (1238).
فمثل بن عباس و عبد الله بن مسعود لا يخفى عنهم عقوبة الاسبال و خاصة ان عبد الله بن عباس صرح برؤية الرسول عليه الصلاة و السلام كذلك
و بجمع كل الادلة يتضح ان ما كان في زمن الرسول عليه الصلاة و السلام يراد به الخيلاء و ينهى عنه تغير اليوم و هذا لا يعني ان ندعوا الناس لجر ثيابهم انما اذا وافق اللباس عادة القوم لم تبقى فيه علة الخيلاء
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك قال الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله البسام رحمه الله: " (إن القاعدة الأصولية هي حمل المطلق على المقيد وهي قاعدة مطردة في عموم نصوص الشريعة. والشارع الحكيم لم يقيد تحريم الإسبال – بالخيلاء – إلا لحكمة أرادها ولولا هذا لم يقيده. والأصل في اللباس الإباحة، فلا يحرم منها إلا ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والشارع قصد من تحريم هذه اللبسة الخاصة قصد الخيلاء من الإسبال وإلا لبقيت اللبسة المذكورة على أصل الإباحة. وإذا نظرنا إلى عموم اللباس وهيئاته وأشكاله لم نجد منه شيئاً محرماً إلا وتحريمه له سبب وإلا فما معنى التحريم وما الغرض منه، لذا فإن مفهوم الأحاديث أن من أسبل ولم يقصد بذلك الكبر والخيلاء، فإنه غير داخل في الوعيد ".اهـ من (توضيح الأحكام من بلوغ المرام 6/ 246)
و هذا هو ديننا هو شامل لكل عصر لمن فهمه و فهم مقاصده و ما من محرم حرمه الله الا و له علة و هنا تظهر قوة شريعتنا و سلامتها
و انقل لكم مقال رائعا في هذا المعنى
يقول الإمام الشاطبى بعد ذكره مناظرة بين أحد علماء أهل السنة وأحمد بن أبى دؤاد المعتزلى فى القول بخلق القرآن: " ومدار الغلط فى هذا الفصل إنما هو على حرف واحد؛ وهو الجهل بمقاصد الشرع، وعدم ضم أطرافه بعضها لبعض؛ فإن مأخذ الأدلة عند الأئمة الراسخين إنما هو على أن تؤخذ الشريعة كالصورة الواحدة بحسب ما ثبت من كلياتها وجزئياتها المرتبة عليها، وعامها المرتب على خاصها، ومطلقها المحمول على مقيدها، ومجملها المفسر ببينها، إلى ما سوى ذلك من مناحيها، فإذا حصل للناظر من جملتها حكم من الأحكام فذلك الذى نظمت به حين استنبطت.00
فشأن الراسخين تصور الشريعة صورة واحدة يخدم بعضها بعضا كأعضاء الإنسان إذا صورت صورة متحدة" ([1]) ثم يقول: " من اتباع المتشابهات الأخذ بالمطلقات قبل النظر فى مقيداتها، وبالعمومات من غير تأمل هل لها مخصصات أم لا؟ وكذلك العكس بأن يكون النص مقيدا فيطلق، أو خاصا فيعم بالرأى من غير دليل سواه؛ فإن هذا المسلك رمى فى عمامة، واتباع للهوى فى الدليل؛ وذلك أن المطلق المنصوص على تقييده مشتبه إذا لم يقيد، فإذا قيد صار واضحا، كما أن إطلاق المقيد رأى فى ذلك المقيد معارض للنص من غير دليل" ([2]) 0
وموضوعنا هذا وردت فيه أحاديث مطلقة، وأخرى مقيدة بالخيلاء، فوجب رد المطلق إلى المقيد، وإليك الأحاديث ثم أقوال العلماء فيها:
(1) عن أبى ذر رضى الله عنه عن النبى r قال: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم0 قال: فقرأها رسول الله r ثلاث مرار، قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب" رواه مسلم ح (171) 0
(2) عن ابن عمر رضى الله عنهما ـ أن رسول الله r قال: " لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلا" رواه البخارى ح (5783).
(3) عن سالم بن عبد الله عن أبيه رضى الله عنه عن النبى rقال: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، قال أبو بكر: يا رسول الله، إن أحد شقى إزارى يسترخى إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال النبى r: لست ممن يصنعه خيلاء" رواه البخارى ح (5784).
(4) عن الحسن عن أبى بكرة رضى الله عنه قال: خسفت الشمس ونحن عند النبى r فقام يجر ثوبه مستعجلا حتى أتى المسجد، وثاب ([3]) الناس، فصلى ركعتين، فجلى عنها، ثم أقبل علينا وقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم منها شيئا فصلوا وادعوا الله حتى يكشفها) رواه البخارى ح (5785).
(5) عن أبى هريرة رضى الله عنه ـ أن رسول الله r قال: "لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا" رواه البخارى ح (5788) 0
(6) عن سالم بن عبد الله أن أباه حدثه أن رسول الله r قال: "بينا رجل يجر إزاره إذا خسف به، فهو يتجلجل فى الأرض إلى يوم القيامة" رواه البخارى ح (5790).
(7) عن شعبة قال: لقيت محارب بن دثار على فرس وهو يأتى مكانه الذى يقضى فيه، فسألته عن هذا الحديث، فحدثنى فقال: سمعت عبد الله بن عمر رضى الله عنهما ـ يقول: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:"من جر ثوبه مخيلة لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقلت لمحارب: أذكر إزاره؟ قال: ما خص إزارا ولا قميصا" رواه البخارى ح (5791).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام النووى فى الحديث الأول:" وأما قوله r: ( المسبل إزاره) المرخى له، الجر طرفه خيلاء، كما جاء مفسرا فى الحديث الآخر: (لا ينظر الله من يجر ثوبه خيلاء) والخيلاء: الكبر؛ وهذا التقييد بالجر خيلاء يخصص عموم المسبل إزاره، ويدل على أن المراد بالوعيد من جره خيلاء، وقد رخص النبى r فى ذلك لأبى بكر الصديق رضى الله عنه، وقال: "لست منهم" إذ كان جره لغير خيلاء، وقال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبرى وغيره: وذكر إسبال الإزار وحده؛ لأنه كان عامة لباسهم، وحكم غيره من القميص وغيره حكمه، قلت [أى النووى]: وقد جاء ذلك مبينا منصوصا عليه من كلام رسول الله r من رواية سالم بن عبد الله عن أبيه رضى الله عنهم عن النبى r قال: الإسبال فى الإزار والقميص والعمامة من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة" [رواه أبو داود والنسائى وابن ماجه بإسناد حسن] 0والله أعلم" ([4]) 0
وقال الخطابى: " إنما نهى عن الإسبال لما فيه من النخوة والكبر" ([5])، وقال أيضا: " وقد روينا أن أبا بكر رضى الله عنه ـ استأذن رسول الله r فيما يسقط من الإزار فرخص له فى ذلك وقال: لست منهم، وكان السبب فى ذلك ما علمه من نقاء سره، وأنه لا يقصد به الخيلاء والكبر، وكان رجلا نحيفا قليل اللحم، وكان لا يستمسك إزاره إذا شده على حقوه فإذا سقط إزاره جره، فرخص له رسول الله r فى ذلك وعذره" ([6]) 0
وقال ابن حجر فى شرحه للأحاديث التى ذكرها البخارى تحت باب من جر ثوبه للخيلاء:" وفى هذه الأحاديث أن إسبال الإزار للخيلاء كبيرة، وأما الإسبال لغير الخيلاء فظاهر الأحاديث تحريمه أيضا، لكن استدل بالتقييد فى هذه الأحاديث بالخيلاء على أن الإطلاق فى الزجر الوارد فى ذم الإسبال محمول على المقيد هنا، فلا يحرم الجر والإسبال إذا سلم من الخيلاء.
قال ابن عبد البر: مفهومه أن الجر لغير الخيلاء لا يلحقه الوعيد، إلا أن جر القميص وغيره من الثياب مذموم على كل حال0 وقال النووى: الإسبال تحت الكعبين للخيلاء، فإن كان لغيرهما فهو مكروه، وهكذا نص الشافعى على الفرق بين الجر للخيلاء، ولغير الخيلاء قال: والمستحب أن يكون إلازار إلى نصف الساق، والجائز بلا كراهة ما تحته إلى الكعبين، وما نزل عن الكعبين ممنوع منع تحريم إن كان للخيلاء، وإلا فمنع تنزيه؛ لأن الأحاديث الواردة فى الزجر من الإسبال مطلقة فيجب تقييدها بالإسبال للخيلاء" ([7]) 0
من كلام العلماء السابق نخلص إلى ما يأتى: الدين يوجه أكبر العناية إلى النيات والمعانى القلبية؛ كالكبر والفخر والبطر ونحوها من أمراض القلوب أما مجرد تقصير إزار أو ثوب فإنه داخل فى باب التحسينات التى تتعلق بالآداب والمكملات؛ فمن أراد أن يقصر ثيابه فبها ونعمت، ولكن لا يلقى باللوم على الآخرين إذا كان ثمة إطالة عادية تابعة للعرف والعادة بعيدة عن الكبر والخيلاء بل إن الإمام الطبرى يجعل مراعاة زى الزمان من المروءة يقول: " إن مراعاة زى الزمان من المروءة ما لم يكن إثما، وفى مخالفة الزى ضرب من الشهرة" ([8]) 0
وهذا موضوع لا يستحق أن يقيم الشباب الدنيا عليه ولا يقعدها ويشددون النكير على غيرهم فيها. بل عليهم أن يهتموا بما هو أكبر من ذلك وأفيد لهم من دعوة غير الملتزمين بدينهم كى يلتزموا به والله تعالى أعلى وأعلم.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) الاعتصام للإمام الشاطبى بتحقيق سيد إبراهيم ط/ دار الحديث القاهرة 1424 هـ 2003م 173، 174.
([2]) الاعتصام 174.
([3]) ثاب الناس: أى رجعوا إلى المسجد بعد أن كانوا خرجوا منه.
([4]) شرح صحيح مسلم للإمام النووى ط1/ دار المنار 1418 هـ ـ 1997م 2/ 288، 289.
([5]) معالم السنن للخطابى، ط2/ المكتبة العلمية ـ بيروت 1401 هـ ـ 1981 م 4/ 195.
([6]) معالم السنن 4/ 196.
([7]) فتح البارى بشرح صحيح البخارى 10/ 310، 311.
([8]) فتح البارى 12/ 424.
و اضيف على ايضا لكلام الكاتب انه في السابق كذلك اختلف الناس في حكم العمامة و منهم من كان لا يعتد بشهادة من ليست له عمامة فوق رأسه
فالزمن يعيد نفسه فقط لك الدارس لكلام السلف و التاريخ يفهم عظمة هذا الدين و مقاصده
ارجوا ان اكون شرحت الامر جيدا و الله الموفق للصواب و السلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 06:40]ـ
اشكرك يا اخ عامي على كل هذه التعليقات و ان كان ليس لها وزن في المناقشات العلمية فاظن ان مذهب الجمهور اتضح عند الجميع و قد اوردنا ادلة كثيرة غير هذا الحديث
و اترك الاخوة المشاركين النظر فيها و الحكم و كذلك اشكرك لاني تعلمت الكثير معك و شكرا للاخت السلفية ابية فقد نبهتني لامر مهم كدت انساه مع مناقشاتك
و تعلمت درسا ان لا اضيع وقتي مع من يجادل في ما لا اصل له اصلا
و انصح الاخوة بهذه النصيحة ان نتجه للمناقشات العلمية و ان نبتعد عن الجدال و تبادل التهم فاننا لا نجني من ذلك شيئا
و ان نناقش الادلة و ليس عيبا ان نختلف في المسألة فكل و ما يرجحه لكن لا ندخل في جدال في امور لا اصل لها و نتفرع لقضايا فرعية ليست اصل النقاش كمسألة هل استدل السلف بالحديث ام لا فمثل هذه المسألة لا ينبني عليها شيئ و لو ناقشنا كل الامور الفقهية هكذا لما قبلنا اي كلام من عند السلف فعندما يأتينا قول الشافعي لا نقول ربما الشافعي لم يستعمل هذا الحديث في استدلاله فالاصل ان الائمة اعلام جامعون للكثير من العلم فمن صح عنده حديث لا نقول عنه ربما لم يستعمله فحديث العلاء بن عبد الرحمان صح عند الامام مالك و الشافعي و احمد بن حنبل و النووي و بن عبد البر و غيرهم كثير فان كان هناك من يظن انهم حفظوه و لم يستدلوا به فاقول الحمد لله الذي عافانا من مثل هذه اوهام
هنا ندخل في الدعاوي و في امور اظن ان الكل يعرف نهايتها
و اعتذر للاخوة على دخولي في مناقشات في مثل هذا النوع و كان ذلك خطأ مني اد المفروض ان لا اجيب الاخ اصلا في ادعاءات مثل هذه اد الاصل اتباع الدليل و لا نذكر اقوال الائمة الا استئناسا و هذا الذي يلزمنا مناقشته
و نحن في انتظار من يناقش مناقشة علمية كي يتبين لنا الحق و الله الهادي للصواب و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[الحافظة]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 06:55]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
والله إني لأعجب من كوننا أخوة والكل حريص على الحق أن نتحاور بهذا الأسلوب وأرى انه صار جدلا لاغير والله المستعان ...
ماذكرتم من رواية ابن مسعود رضي الله عنه .. مشابه لما جاء في هذه الحديث فماردكم عليها ..
قال الألباني رحمه الله:
فاسمعوا الآن معي هذا الحديث، وانتبهوا بعد ذلك لما يلي من التعليق .. هذا الحديث يرويه الإمام أحمد في مسنده الجامع للأحاديث الكثيرة الطيبة بإسناد قوي: عن عمرو بن فلان الأنصاري -ذهب عن ذهن الراوي اسم عمرو الصحابي بالكامل فقال: عن عمرو بن فلان الأنصاري - قال الراوي: (بينما هو يمشي قد أسبل إزاره، لَحِقه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد أخذ بناصية نفسه وهو يقول: اللهم عبدك ابن عبدك ابن أمتك، قال عمرو: فقلت: يا رسول الله! إني رجل حَمْش الساقين. فقال: يا عمرو! -بيت القصيد في هذا النداء من الرسول الكريم- قال: يا عمرو! إن الله عز وجل قد أحسن كل شيء خَلْقَه -هذا جوابه لقوله: إني حَمْش الساقين، أي: دقيقهما، يعني: أنه مُعَظِّم قليل لحم الساقين، وكل من يراه قد يضحك- يا عمرو! إن الله عز وجل قد أحسن كل شيء خَلْقَه، يا عمرو! وضرب رسول الله صلى الله عليه وآله سلم بأربع أصابع بكفه اليمنى تحت ركبة عمرو - فقال: يا عمرو! هذا موضع الإزار، ثم فعل ذلك مرة ثانية -أي: وضع أربع أصابع تحت الأربع أصابع الأولى- ثم رفعها، ثم وضعها تحت الثانية -فصارت اثنتي عشرة أصبعاً- فقال: يا عمرو! هذا موضع الإزار). انتهى الحديث
فما قولكم في تحديد رسول الله صلى الله عليه وسلم لموضع الإزار ولماذا سيأخذ رسول الله بناصيته إن لم يكن هذا الفعل عظيما،،،،
بارك الله فيكم ولكن للأسف ليس مرادي ماذكرتم أبدا فأرجو مراجعة مااقتبسته من مشاركتي الأخيرة فأنت لم تجب على تساؤلي .. الذي قصدت منه أن الرسول صلى الله عليه وسلم هاله مارأى من أمر هذا الصحابي رضوان الله عليه حتى انه وضع يده على ناصيته ممايدل على عظم الأمر رغم أن الصحابي لم يقصد الخيلاء وإنما لحاجة .. فهذا القول هو ضد ماذكرتم
فكيف تقولون بجواز الإسبال بغير خيلاء؟؟؟؟؟ وماقولكم في تحديده صلى الله عليه وسلم لموضع الإزار؟؟؟؟؟؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 07:22]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
اجبناك يا اختي الحديث لا يؤخد وحده و ماذا تفعلين بهذا الحديث:
روى أبو داود (4096) و ابن أبي شيبة (24831) و البيهقي في الشعب (6147) عن عكرمة قال: رأيت ابن عباس إذا اتزر أرخى مقدم إزاره حتى يقع حاشيته على ظهر قدميه، ويرفع الإزار مما وراءه، فقلت:لم تأتزر هكذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزر هذه الإزرة " وصححه الألباني رحمه الله في الصحيحة (1238).
و انظري لانكار الامام احمد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (شرح العمدة 4/ 368): و يكره تقصير الثوب الساتر عن نصف الساق قال إسحاق بن إبراهيم: دخلت على أبي عبد الله – يعني الإمام أحمد ء و عليَّ قميصٌ قصيرٌ أسفل من الرُّكبة و فَوقَ نصفِ السَّاق، فقال: أَيشٍ هذا؛ و أنكره، و في رواية: أيش هذا، لِمَ تُشَهِّرُ نَفسَك.اهـ
الحديث التي اوردتيه فيه وضرب رسول الله صلى الله عليه وآله سلم بأربع أصابع بكفه اليمنى تحت ركبة عمرو ء فقال: يا عمرو! هذا موضع الإزار.
فانظري لهذا و قول الامام احمد اليس القميص بنفس المسافة و رغم ذلك انكر عليه الامام احمد لان العادة تغيرت فاصبح ذلك من التشهير فنهاه عنه
الاحاديث لا تؤخد فرادى و قد اخبرناك ان الاسبال في عهد رسول الله عليه الصلاة و السلام يراد به عادة الخيلاء و لا نحكم من حديث واحد المفروض الجمع بين الاحاديث و كون الرسول عليه الصلاة و السلام انكر ذلك على الصحابي لانه مخالف للجماعة فهذا لا غرابة فيه
و لا يمكننا ان نأخد هذا الحديث فقط ثم نترك الاحاديث الاخرى فهذا تصريح عبد الله بن العباس في لباسه و يرفع ذلك للرسول عليه الصلاة و السلام و هذا عبد الله بن مسعود و هذا رسول الله عليه الصلاة و السلام خرج يجر ازارة في الخسوف و الحديث في البخاري
اين سنضع كل هذه الاحاديث!!!
المفروض جمع كل الادلة مع بعضها و لا نعارض الاحاديث مع بعضها فنقول ان الاسبال اريد به الخيلاء لتصريح الرسول عليه الصلاة و السلام بذلك في قوله وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة
فهذا من المنطوق لا تأويل فيه الاسبال مربوط بالمخيلة فكل هذه الاحاديث تدل ان انكار رسول الله عليه الصلاة و السلام على الصحابي جاء لان الصحابي عمل عملا مخالفا لما كان عليه العرف و هذا امر عادي فانظري انكاره على عبد الله بن عمر
اما تحديد موضع الازار فهو من المنطوق كما نطقت علة الخيلاء و هذا تحديد حسب عادة القوم في ذلك العهد فهذا أيوب السختياني و هو من أئمة المسلمين المقتدى بهم، يقول: " كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها، و الشهرة اليوم في تقصيرها "
ادن التحديد يتغير حسب العصور و ما كان يراد به الخيلاء في ذلك الزمان لا يراد به في هذا الزمان
الاصل في الادلة ان نجمعها و لا نأتي للترجيح الا اذا عجزنا عن الجمع
فاخدك بهذا الدليل دون غيره في التحريم يعارض الاحاديث الاخرى فانت لم تستعملي حديث عبد الله بن العباس و حديث عبد الله بن عمر و حديث جابر بن سليم و اثر عبدالله بن مسعود و حديث البخاري في الخسوف و حديث ابي هريرة و الكثري منها
فلا يجوز ان تعارضي بحديث ما لم توجهي الاحاديث الاخرى فان استطعت ان تجمعي بين الاحاديث بالتحريم فافعلي لكن ان نأتي بحديث واحد و نعارض به الباقي فهذا لا يجوز فالاصل الاخد بكل الاحاديث ادن حاولي ان تنظري في كل الاحاديث و تعللي الذي ظاهره التناقض حتى يتحد مع ترجيحك و هو التحريم فان استطعتي ذلك سيكون قولك قوي كفاية
و هذا ما نستعمله في كل طرق الاستدلال و انا في انتظار مشاركتك القادمة مع ذكر ما ترينه من احاديث يساند مذهبك و تعليل ما نراه يعارض مذهبك
و السلام عليكم و رحمة الله
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 07:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عفوك يارب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد ...
فإنني من خلال هذه الأسطر سأبين توضيح أمر قد سئل عنه الأخ (العامي) الأخ (التقرتي) ولست هنا مائلا لأحد منهما أو مخطئا أحدهما، بل استوقفتني مسألتان:
الأولى: قولكم: (ليس دليلا رواية أحد الأئمة لحديث أنه يعمل به).
الثانية: طلبكم من استدل بحديث (العروة)!!!!! من العلماء والسلف.
فأقول وبالله التوفيق:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المسألة الأولى: فليعلم الناظر أن الأئمة المحدثين رضوان الله عليهم مع مكانتهم في علم الحديث التي لا يشق لها غبار؛ إلا أنهم مع ذلك أيضا فقهاء لا يختلف فيهم اثنان.
فلذلك ضمنوا فقههم كتبهم المصنفة ولو كانت الحديثية، وتتمثل تقريراتهم الفقهية في أبواب التراجم التي يضعونها ويترجمون بها الأحاديث التي يسوقونها تحت هذه الترجمة، ولا يخفاكم هذا أحبتي.
وعليه فلا مسوغ لقول: أنه لا يستلزم ذكره للدليل العمل به.
نعم متى يصدق هذا؟ إذا عرفنا أن المحدث طريقته في كتابة السنة السرد والجمع والرواية فقط، أما إذا عرفنا أنه يبوب ويعنون عرفنا أنه قصد قصدا معينا، وأراد مرادا منهجيا متبعا.
وقد شاهدنا محاولة جادة من العلماء والمحققين في جمع فقه الأئمة المحدثين من خلال رواياتهم الحديثية واستشهاداتهم، والرسائل والبحوث في ذلك مبثوثة في المكتبات.
أما بالنسبة للمسألة الثانية: فسأسرد لكم على عجالة من قال بهذا الحديث مستدلا على التحريم، فأقول وبالله التوفيق:
1) الإمام مالك رحمه الله (الموطأ 2/ 914) حيث بوب على الحديث بقوله: (باب ما جاء في إسبال الرجل ثوبه). حيث مفهوم هذا التبويب وهذا الدليل تحته يقرر حرمة جر الثوب تحت الكعبين وبدون استثناء، لا خيلاء ولا غير خيلاء.
2) الإمام أبو داود رحمه الله (السنن 4/ 59) حيث بوب على الحديث بقوله: (باب في قدر موضع الإزار). ومفهوم هذا الاستدلال به تحت هذا الباب: أنه ما تخطى الموضع الشرعي المحدد في الحديث فهو محظور حرام، وسبب في دخول النار وعدم نظر الله إليه.
3) الإمام أبي عوانة الاسفرايني رحمه الله (المسند 5/ 250) حيث بوب على الحديث قال: (بيان الخبر الموجب رفع الرجل إزاره إلى أنصاف الساقين والتشديد على من يجعل دون الكعبين). وهذه الترجمة صريحة من الإمام أبي عوانة في بيان سبب استدلاله وروايته للحديث.
4) الإمام ابن حبان رحمه الله (الصحيح 12/ 262) حيث بوب على الحديث بقوله: (ذكر الإخبار عن موضع الإزار للمرء المسلم). وهو مشابه لتبويب أبي داود رحمه الله، فالتعليق واحد. ثم وضعه تحت باب آخر أشد صراحة فغي الفهم فقال: (ذكر البيان بأن لابس الإزار من أسفل من الكعبين يخاف عليه النار نعوذ بالله منها). وهذا كلام صريح في اختيار الإمام التحريم، سواء اختال أم لا.
5) الإمام ابن حزم رحمه الله (المحلى 4/ 75 وما قبلها) وذلك عند قوله: (مَسْأَلَةٌ وَلاَ تُجْزِئُ الصَّلاَةُ مِمَّنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ من الرِّجَالِ) حيث استدل رحمه الله بالحديث في بيان تحريم إسبال الإزار وجره سواء أكان للخيلاء أو لا. ومضمون استدلاله رحمه الله استلزام جر الثوب للخيلاء ولو لم يحصل القصد. فتنبه.
6) الإمام البيهقي (السنن الكبرى 2/ 244) حيث بوب على الحديث بقوله: (باب موضع الإزار من الرجل). ومفهومه هو مفهوم كلام الأئمة السابقين رحمهم الله تعالى.
7) الإمام ابن عبد البر (التمهيد 20/ 228) حيث قال عند شرحه لحديث مالك: وروي عن عمر بن الخطاب أنه كان يكره فضول الثياب ويقول: فضول الثياب في النار. وسئل سالم بن عبد الله بن عمر عما جاء في إسبال الإزار أذلك في الإزار خاصة؟ فقال: بل في القميص والإزار والرداء والعمامة. وقال طاووس: الرداء فوق القميص والالله صلىالإزار. وروي عن نافع أنه سئل عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أسفل من الكعبين ففي النار من الثياب" فقال: وما ذنب الثياب؟ بل هو من القدمين.
قال أبو عمر: لا يجوز للرجل أن يجر ثوبه خيلاء وبطرا والله أعلم.
فإن قيل: إن ابن مسعود كان يسبل إزاره؛ لما ذكره ابن أبي شيبة عن وكيع عن منصور عن أبي وائل عن ابن مسعود أنه كان يسبل إزاره فقيل له؛ فقال: إني رجل حمش الساقين.
قيل: ذلك لعله أذن له كما أذن لعرفجة أن يتخذ أنفا من ذهب فيتجمل به.
وذكر أبو بكر عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عمرو بن مهاجر قال: كانت قمص عمر بن عبد العزيز وثيابه فيما بين الكعب والشراك. وهذا يحتمل أن يكون عمر ذهب إلى أن يستغرق الكعبين؛ كما إذ قيل في الوضوء (إلى الكعبين) استغرقهما وكان الاحتياط أن يقصر عنهما، إلا أن معنى هذا مخالف لمعنى الوضوء ولكن عمر ليس منهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: "لست منهم" أي لست ممن يجر ثوبه خيلاء وبطرا. وقد مضى هذا المعنى مكررا في مواضع من كتابنا هذا والحمد لله.
وقال في (الاستذكار ج8/ص310): قال أبو عمر: قد كانت العرب تمدح تشمير الإزار.
وقال متمم بن نويرة في رثائه لأخيه مالك بن نويرة:
تراه كنصل السيف يهتز للندى وليس على الكعبين من ثوبه فضل
وقال العجير السلولي:
وكنت إذا داع دعا لمضوفة أشمر حتى ينصف الساق مئزري
وقد زدنا معاني هذا الباب بيانا بالآثار والأشعار في التمهيد. وأجمع العلماء على أن تشمير الثياب للرجال لا للنساء.
8) الإمام القرطبي (التفسير 19/ 66) حيث استدل بالحديث مقررا للمسألة، ومؤيدا قول الشيخ ابن العربي، حيث قال: فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الغاية في لباس الإزار الكعب وتوعد ما تحته بالنار، فما بال رجال يرسلون أذيالهم ويطيلون ثيابهم ثم يتكلفون رفعها بأيديهم؟ وهذه حالة الكبر وقائدة العجب، وأشد ما في الأمر أنهم يعصون وينجسون ويلحقون أنفسهم بمن لم يجعل الله معه غيره ولا ألحق به سواه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 08:17]ـ
شكرا لك اخي السكران التميمي فمشاركة جيدة فعلا
فالحديث ان صح عند امام فهو يأخد به اكيد فلا يصح ان نقول انهم حفظوه و لم يأخدوه بالحسبان
اما ما ذكرته من تبويب المحدثين فهو صحيح فتبويب المحدثين قرينة لمعرفة مذهبهم و من هنا عرفنا ان مذهب البخاري هو التحريم للخيلاء
لا ادري ما نقلته عن بعض المحدثين لكن عند الامام مالك لا اوافقك الرأي لعدة اسباب
انه اورد حديث عدم نظر لله للمختال تحت باب ما جاء في إسبال الرجل ثوبه و قد شرح الموطأ اكثر من عالم و منهم بن عبد البر و الباجي و لم يقرروا ما ذهبت اليه بل العكس اغلب المالكية قرروا الكراهة و المفروض ان نحكم على مذهب ائمة المذاهب في المسألة من اقوال اعلام مذهبهم فهم ادرى بتوجهات ائمتهم
اذكر لك فائدة و ان كانت ستفيد مذهبك ان صاحب التفريع يرى التحريم اطلاقا
اما بن عبد البر فمذهبه الكراهة ايضا و قد نقلت اقواله و ذلك مذهب شيخه الباجي ايضا
قال ابن عبد البر: مفهومه أن الجر لغير الخيلاء لا يلحقه الوعيد إلا أن جر القميص وغيره من الثياب مذموم على كل حال.
اما ما ذكرته عن باقي المحدثين فيا حبذا لو نقلت لنا من وجه ذلك من العلماء حسب تبويباتهم هكذا نرجع اليها لان توجيه فقه المحدثين حسب الابواب ليس بالامر الهين و الافضل الرجوع اليه لاصحاب المعرفة فلو تكرمت و احلتنا على مراجعك هكذا نطلع على المسألة و نستطيع اكمال النقاش فيها
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[الحافظة]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 08:40]ـ
الحديث التي اوردتيه فيه وضرب رسول الله صلى الله عليه وآله سلم بأربع أصابع بكفه اليمنى تحت ركبة عمرو ء فقال: يا عمرو! هذا موضع الإزار.
فانظري لهذا و قول الامام احمد اليس القميص بنفس المسافة و رغم ذلك انكر عليه الامام احمد لان العادة تغيرت فاصبح ذلك من التشهير فنهاه عنه
بارك الله فيكم الأولى الأخذ بالحديث وتقديمه على قول الإمام احمد هنا لأن الحديث صريح جدااا وواضح وإن قلتم أن الزمن تغير أقول لم يحدد الرسول صلى الله عليه وسلم ويخص هذه المسألة بزمان دون زمان ...
و هذا رسول الله عليه الصلاة و السلام خرج يجر ازارة في الخسوف و الحديث في البخاري
هل يعني ذلك أنك تريد ان تثبت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجر ازاره ...
هذا غير صحيح .. هذا ليس بدليل لكم وإنما ضدكم .. أن رسول الله في الأصل كان لايجر ازاره وإنما لما كان عليه من الخوف والسرعة للصلاة حدث ذلك دون قصد.
قال الذهبي رحمه الله:وكذلك ترى الفقيه المترف إذا ليم في تفصيل فرجية تحت كعبيه، وقيل له: قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما أسفل من الكعبين من الازار ففي النار "، يقول: إنما قال هذا فيمن جر إزاره خيلاء، وأنا لا أفعل خيلاء.
فتراه يكابر، ويبرئ نفسه الحمقاء، ويعمد إلى نص مستقل عام، فيخصه بحديث آخر مستقل بمعنى الخيلاء، ويترخص بقول الصديق: إنه يا رسول الله يسترخي إزاري، فقال: " لست يا أبا بكر ممن يفعله خيلاء "
فقلنا: أبو بكر رضي الله عنه لم يكن يشد إزاره مسدولا على كعبيه أولا، بل كان يشده فوق الكعب، ثم فيما بعد يسترخي.
وقد قال عليه السلام: " إزرة المؤمن إلى أنصاب ساقيه، لا جناح عليه فيما بين ذلك وبين الكعبين ". ومثل هذا في النهي لمن فصل سراويل مغطيا لكعابه.
ومنه طول الأكمام زائدا، وتطويل العذبة.
وكل هذا من خيلاء كامن في النفوس.
وقد يعذر الواحد منهم بالجهل، والعالم لا عذر له في تركه الإنكار على الجهلة.) انتهى.
ويكفي هذا الحديث في حسم هذه المسألة ....
وهو طرف من حديث رواه البخاري في الأدب المفرد عن سليم بن جابر وصححه الألباني.
الحديث: ""وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة ولا يحبها الله""
فهل تُقدم على أمر لايحبه الله؟!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[التقرتي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 10:12]ـ
قد اجبنا بما فيه الكفاية بالنسبة للحديث المذكور نحن نبحث في المسألة و لا نسيئ الظن في بعض و اظن الكلام واضح قد اخدنا بكل الاحاديث و الكلام مبسوط فارجعي له و قد رددنا على كلام الذهبي ايضا
ان كان عندك تفصيل في المسألة تفضلي و لا تسيئي الظن فتظني اننا نحد كلام رسول الله عليه الصلاة و السلام بزمن فبارك الله فيك لا تعيدي ذلك لاننا نقلنا كلام علماء اجلاء فان كنتي تظني ان الامام احمد و الامام ايوب السختياني تركوا الحديث و حدوا كلام رسول الله عليه الصلاة بزمن فاقول لك انت تسيئن الظن
فكلام رسول الله عليه الصلاة و السلام قائم و نحن نحرم كل ما اريد به الخيلاء و لم نرد منه كلامه شيئا لكن قلنا التحديد يتغير بالزمن لانه من العادات و هذا واضح اما ان كنتي لا ترين ذلك من باب العادات و الان الاسبال محرم مطلقا فتفضلي فصلي في الادلة
اما حديث وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة ولا يحبها الله فهو حجة عليك فانظري ربط الاسبال بالمخيلة و هذا ما قررناه من البداية ان الاسبال خيلاء حرام فلو كان تقديرالكلام هنا فقط بالنسبة للاسبال بالخيلاء و لا يقصد الاخر سيصبح
وإياك وإسبال المخيلة للازار فإنها من المخيلة ولا يحبها الله و هذا لا يستقيم به الكلام ادن مفهوم الكلام هو الحصر اي ان علة الاسبال في المخيلة و هذا ما قررناه من البداية
و اعيد لك هذا الحديث عن عكرمة قال: رأيت ابن عباس إذا اتزر أرخى مقدم إزاره حتى يقع حاشيته على ظهر قدميه، ويرفع الإزار مما وراءه، فقلت:لم تأتزر هكذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزر هذه الإزرة " وصححه الألباني رحمه الله في الصحيحة (1238).
ادن اختي ما رأيك هنا هل ستردي هذا الحديث!!!!!
و ارجوا منك ان لا تدخلينا في الجدل فانت من نبهتنا لذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 10:57]ـ
لفهم طريقة جمع الادلة انقل لكم احاديث من كنز العمال
41816 عن الزهري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو يعلم الذي يشرب قائما لاستقاء ما في بطنه.
(ابن جرير).
41817 عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ء بمثله؛ قال: فبلغ ذلك عليا فدعا بماء فشربه قائما.
(ابن جرير).
عن ميسرة قال: رأيت عليا يشرب قائما فقلت: أتشرب قائما؟ قال: إن أشرب قائما فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائما، وإن أشرب قاعدا فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قاعدا.
فانظروا ظاهر الاحاديث التعارض فهل سنترك حديثا و نعمل بالاخر ??
نفس الشيئ في الاسبال نحاول جمع كل الادلة و لا نترك دليلا بدون العمل به فان استطعتم جمعها في قول كما جمعناها فافعلوا
كي يفهم الاخوة العلة في الاسبال سنسوق هذا الحديث الصحيح
حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر شيئاً خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة". رواه ابن أبي شيبة في المصنف، وأبو داود (4094) والنسائي (8/ 208) وابن ماجة (3576) وغيرهم من طريق عبد العزيز بن أبي رواد.
فقد أجمل الإسبال المنهي عنه ثم بيّن المقصود بالنهي. فهل يصلح أن يقال: أنّ فيه حكمين، الإسبال مطلقًا، والجر خيلاء؟؟؟
لا يمكن ذلك ولا يستقيم، لأنك أنّى توجهت وجدت الإسبال مرادفًا للجرّ ومقيّدًا بالمخيلة
امر اخر لا بد ان تنتبهوا له ان الجمل تكون اخبارية او انشائية فقوله عليه الصلاة و السلام وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة ولا يحبها الله.
و اياك و اسبال الازار فانها من المخيلة لا يمكن ان يكون حكم لاننا نعرف بالضرورة ان ليس كل اسبال اليوم به مخيلة فادن هذه جملة اخبارية و هذا الذي شرحناه سابقا ان العرب سابقا تعتبر الاسبال مخيلة
و حديثُ ابن عمر رضي الله عنهما الذي فيه: "من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة" رواه مسلم (2085) وأبو عوانة (8585) وغيرهما.
يقطع كل تأويل فزيادة لا يريد الا ذلك تثبت ان جملة رسول الله عليه الصلاة و السلام السابقة اخبارية عن واقع و ان الواقع تغير لذلك قال عبد الله بن عمر لا يريد الا ذلك و الا فما فائدة هذه الزيادة ان لم يكن يترتب فليها حكم و كل هذا يؤكد ان العلة في الخيلاء
علة الاسبال الخيلاء من المنطوق و كل الاحاديث تدور عليها و تعلل بها و حتى افعال الصحابة فهم كانوا ينكرون على المسبلين بحديث الخيلاء مما يدل على انهم فهموا العلة
و هذا الذي فهمه جمهور العلماء و الله الموفق للصواب
ـ[التقرتي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 11:46]ـ
ازيد فائدة من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: "بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة إزار ورداء قد أسبل، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بناحية ثوبه ويتواضع لله، ويقول: " عبدك وابن عبدك وأمتك" حتى سمعها عمرو فقال: يا رسول الله إني حمش الساقين فقال: "يا عمرو إن الله قد أحسن كل شيء خلقه، يا عمرو إن الله لا يحب المسبل ... الحديث ".
فقول الرسول عليه الصلاة و السلام عبدك وابن عبدك وأمتك يدل على التواضع و التواضع لم يأتي هنا الا من خوف الخيلاء و منه نفهم ان الظاهر أن عمرو فعل ذلك اختيالاً، كما يشير إليه قول أبي أمامة: " فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بناحية ثوبه ويتواضع لله".
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 12:12]ـ
و ازيد هذا الدليل ايضا كي اوضح ان العلة في الخيلاء و الدليل هو
مصنف عبد الرزاق الصنعاني ء كتاب الصلاة
باب الرجل يصلي صلاة لا يكملها ء حديث: 3609
عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، أو غيره، عن ابن مسعود أنه رأى رجلين يصليان، أحدهما مسبل إزاره، والآخر لا يتم ركوعه ولا سجوده، فضحك قالوا: مما تضحك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: " عجبت لهذين الرجلين، أما المسبل إزاره فلا ينظر الله إليه، وأما الآخر فلا يقبل الله صلاته.
و الاثر رجاله ثقات فانظروا كيف قال عبد الله بن مسعود لا ينظر الله إليه رغم ان الرجل في الصلاة و هذا يدل انهم كانوا ينكرون الاسبال للخيلاء و الا فلماذا كان قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لا ينظر الله اليه و العقوبة واردة لمن اسبل خيلاء و الرجل في الصلاة
هذا دليل ان علة الاسبال هي الخيلاء
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 12:40]ـ
انقل لكم دليلا جديدا اخوتي يثبت انه المقصود من الاسبال هو الخيلاء حتما و الحديث صحيح صححه الشيخ الالباني
صحيح الجامع الالباني برقم 7402
المستدرك على الصحيحين للحاكم ء كتاب اللباس
أما حديث ابن عباس ء حديث: 7447
أخبرنا الحسن بن يعقوب العدل، ثنا محمد بن عبد الوهاب الفرا، أنبأ جعفر بن عون، أنبأ سعيد بن إياس الجريري، عن أبي السليل، عن أبي تميمة الهجيمي، عن جابر بن سليم الهجيمي، رضي الله عنه قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة وعليه إزار من قطن منتشر الحاشية قلت: عليك السلام يا محمد أو يا رسول الله فقال: " عليك السلام، تحية الميت عليك السلام، تحية الميت عليك السلام، تحية الميت سلام عليكم، سلام عليكم، سلام عليكم " أي هكذا فقل قال: فسألته عن الإزار فأقنع ظهره وأخذ بمعظم ساقه فقال: " هاهنا فإن أبيت فهاهنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال فخور " " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
فانظروا اخوتي التعقيب الاخير فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال
و اظن ان هذا الحديث فصل المقال في تقييد الاسبال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 07:26]ـ
الأخ التقرتي زاده الله علماً وبصيرة.
ألا ترى أن تفريقك بين العصور من حيث دلالة النصوص خطأ في الاستدلال؟
فأنت تقر بأن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه كانوا يعدون مجرد الإسبال مخيلة!
ثم تقول ولكنه لا يلزم هذا الفهم في هذا العصر؟؟؟
فإن كان النبي بأبي هو وأمي واصحابه الكرام لم يتصوروا أن ثمة عصراً قادم - وهو عصرنا عصر الغثاء - يصبح الإسبال عند أهل هذا العصر ليس من المخيلة!
فهل ربنا ورب كل شيء جل وعز وهو المشرّع صاحب الحكم والأمر لم يعلم بهذا التصور ليبينه لنا وحاشاه سبحانه؟؟؟
فاعلم إن اختلال الأفهام وانتكاس الفطر أمور غير معتبرة عند تطبيق النصوص والأحكام.
وهذا أولاً.
و تستدل بحديث في المسند يذكر أن عقوبة المختال النار , والمعلوم أن عقوبة المختال أن لا ينظر الله إليه , وتقول أن في ذلك دليل على اتحاد العقوبة المؤدي لاتحاد السبب الموجب للتحريم!!
وتغفل عن أن عقوبة عدم النظر من الجليل سبحانه تستلزم دخول النار , ولا عكس أي أن عقوبة من أسبل إزاره إلى تحت الكعبين هي الوعيد بالنار فقط وهي لا تستلزم عدم النظر من الكريم جل في علاه.
وبالاختصار: من جر ثوبه خيلاء لا ينظر الله إليه وهذا مستلزم للعذاب بالنار.
وأما مجرد الوعيد بالنار لمن أسبل لا يستلزم عدم النظر فافترقا ولم يتحدا كما تزعم.
وهذه الثانية.
والثالثة وأنت تقررها بنفسك وهي: أن الجر للخيلاء ليس هو هو جعل الثوب تحت الكعبين.
فاختلفت الأسباب والأحكام فمنع الحمل إجماعاً عند أهل الاصول.
########### والله اعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 09:07]ـ
معذرة أحبتي أين أبحرتم؟ ألم ترسوا سفينتكم بعد؟
إخوتي إن كانت المسألة قد اختلفت فيها الأدلة فمن المسلم به بلا جدال؛ ستختلف فيها الآراء، فمن يقوى عنده دليل أو ترجيح سيأخذ به، ولكن يوجد هناك نقطة التقاء. فهلّا التقيتم فيها بروية وهدوء.
فقد تشعبت الأحداث، وتوسعت الاطروحات، وأخشى أن تقل الاستفادة. لتكون المسألة مفصلة مدققة، مرتبة موضحة.
فالمطلوب في المسألة بكل سهولة هو كالتالي: (أن يقول الشخص: مسألة [كذا]، أرى فيها [كذا]، بدليل [كذا]). وإن استشهد بأقوال أهل العلم التي تعضد قوله فلا بأس.
لعلكم غير مأمورين تعيدون ترتيب أوراقكم؛ فقد تبعثرت، وهذا كل ما في الأمر. بعد ذلك صدقوني ستجدون نقطة الإلتقاء.
ووفقكم الله إلى كل خير.
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 12:46]ـ
السلام عليكم اخ القضاعي و سامحك الله
اما قولك ان النبي لا يتصور هذا العصر ... فهذا قول باطل و لم اقل به
الذي قلته ان مناط الحكم الخيلاء بادلة الاحاديث و ان نهي الرسول عليه الصلاة و السلام كان لعادة القوم في ذلك العصر فلا تقولني ما لم اقله العادة محكمة يا اخي و هذا مقرر في الشرع و ثانيا هذا ليس قولي فهذا أيوب السختياني و هو من أئمة المسلمين المقتدى بهم، يقول: " كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها، و الشهرة اليوم في تقصيرها "!!
اتظن ان الزاهد العابد ايوب السختياني يظن ان الرسول عليه الصلاة و السلام لم يتصور هذا العصر
فليتقي الله بعض الاخوة قبل التشنيع و لينظروا على من يشنعوا!!!! فالامر ليس بالعصبية و القول بان الاسبال كان للخيلاء في ذلك العصر و ان العصور اختلفت ليس قولي هذا قول علماء كبار لا نظن بهم الا خيرا افتشنعوا على الشوكاني لانه اعتبر العصر!!! او السيوطي او بن عبد البر او الباجي ....
اتقوا الله يا اخوة هؤلاء علماء اجلاء و ان قالوا ان العادة محكمة فهو عن علم و من نحن الا طويلبة علم و ربما لا نرتقي لذلك حتى نشنع بقول كهذا
يا اخي ان اردت الرد فلا تشنع هكذا انما خد الدليل و اثبت للاخوة ان قول رسول الله عليه الصلاة و السلام ليس من اجل الخيلاء في ذلك العصر اما ان ترميني بدون علم فاتقي الله في ذلك و انظر من ترمي هل هو انا ام من نقلت عنه مذهبه!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
امر اخر اما قولك انتكاس الفطرة فمن قال لك ان الاسبال فطرة!!! هذا تقول لم اسمعه عن صاحب علم فاطلب منك ان تنقل لي من العلماء من قال انه فطرة و ليكن في علمك انه لو كان فطرة لما اختلف فيه الرجال و النساء و قد كان الحكم واحدا قبل ان يرخص الرسول عليه الصلاة و السلام ذلك للنساء لما سألته ام سلمة.
اما الحديث من وطئ ازاره خيلاء وطئه في النار
اولا انا ناقل للاستدلال و اعيد لك النقل
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في (التخويف من النار 1/ 118): وفي مسند الإمام أحمد عن هبيب بن المغفل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:" من وطئ إزاره خيلاء وطئه في النار" وهو يبين معنى ما في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار "، أن المراد ما تحت الكعب من البدن والثوب معا وأنه يسحب ثوبه في النار كما يسحبه في الدنيا خيلاء.اهـ
فيا اخي تستدل بان النظر حكم اخر و تغفل ان الحكم في الحديث صريح و هو وطئة في النار فاين تفريقك للاحكام ان كنت تعتبر ما تحت الكعبين في النار حكما مختلفا فلماذا لا تعتبر وطئه في النار حكما مختلفا ايضا عن النظر!!!!!
ام انك تربط ما تشاء و تترك ما تشاء فان وافق مذهبك تربط وطئه في النار بعدم النظر و ان لم يوافق لا تربط ما تحت الكعبين في النار بعدم النظر!!!
اما قولك فاعلم إن اختلال الأفهام وانتكاس الفطر أمور غير معتبرة عند تطبيق النصوص والأحكام.
فاتقي الله و استغفره فهل تظن ان فهم الامام الشافعي و الامام احمد و البخاري و بن عبد البر و بن قدامة و الباجي و القاضي عياض و الهيثمي و السيوطي و بن تيمية و النووي انتكس!!!!
اتظن انهم لا يطبقون الاحكام عند قولهم ان احاديث رسول الله عليه الصلاة و السلام كانت للخيلاء و عندما قرروا ان العرب في ذلك العصر كان لا يسبلون الا للخيلاء اتقوا الله يا اخوة و تريثوا قبل التشنيع و انظروا على من تشنعون!!!
و اعيد لك هذا الدليل
حديث ابن عباس ء حديث: 7447
أخبرنا الحسن بن يعقوب العدل، ثنا محمد بن عبد الوهاب الفرا، أنبأ جعفر بن عون، أنبأ سعيد بن إياس الجريري، عن أبي السليل، عن أبي تميمة الهجيمي، عن جابر بن سليم الهجيمي، رضي الله عنه قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة وعليه إزار من قطن منتشر الحاشية قلت: عليك السلام يا محمد أو يا رسول الله فقال: " عليك السلام، تحية الميت عليك السلام، تحية الميت عليك السلام، تحية الميت سلام عليكم، سلام عليكم، سلام عليكم " أي هكذا فقل قال: فسألته عن الإزار فأقنع ظهره وأخذ بمعظم ساقه فقال: " هاهنا فإن أبيت فهاهنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال فخور " " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
اقرأه جيدا فإن أبيت فهاهنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال فخور
فاستحلفك بالله انظر فان ابيت فإن الله لا يحب كل مختال فخور!!! الم يقرن الاسبال مباشرة بالخيلاء هنا فكيف تفرق انت بينهما!!!!! التقييد جاء بمنطوق حديث رسول الله عليه الصلاة و السلام و لم نبتدعه نحن هذا كلام عربي يا اخي
خلاصة القول و انت من قررته بنفسك من لا ينظر الله اليه دخل النار و من دخل النار لا ينظر الله اليه الم تقل ان العاصي لا ينظر الله اليه فان كان المسبل عاص عندك فكيف تقرر ان عقوبته النار و ان الله ينظر اليه و انت تقول ان العاصي لا ينظر الله اليه!!!!!
اخي اريد منك نقاشا علميا و ليس رميا بالتهم ان كان عندك اعتراض عن نقطة فاستدل و انقضها اما كلام عام و قدح فاتق الله و لا تؤول الكلام عن قلة علم كقولك اننا قلنا ان الرسول عليه الصلاة و السلام لم يتصور العصر بل الشرع اخد بالحسبان العرف و هذا ابسط ما يعرفه اي طالب علم و ان ما قد يكون مباحا في عصر يحرم في اخر فالمباح يمكن ان يصبح حراما كما يمكن ان يصبح فرضا و هذا ما قلناه
لان الاصل في اللباس الاباحة و لا يحرم الا لسبب و السبب هو الخيلاء لذلك كان الاسبال في ذلك العصر ملزما للمخيلة و هذا ما قاله رسول الله عليه الصلاة و السلام في قوله
وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة!!
فكيف تقول ان الاسبال و المخيلة شيئان مفترقان و الحديث جمعهما!!
فاما ان تجمعهما و ان جمعتهما اتحد الحكم فرضا!!!! او ان تفرق بينهما و ان فرقت بينها فقد ناقضت الحديث الصريح فاختر مذهبك الجمع او التفريق!!!!
و الدليل ان العصر اختلف قول عبد الله بن عمر "من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة"
فلماذا زاد عبد الله بن عمر لا يريد بذلك الا المخيلة!!!! اليس هذا قيد و هذا لا يعارض قول رسول الله عليه الصلاة و السلام وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة.
فكلام رسول الله عليه الصلاة و السلام اخباري و تقرير لحال ذلك الزمان و انت بنفسك تفرق بين الامرين فهل تجرء ان تقول ان الرسول عليه الصلاة و السلام قصد امرين اسبال بدون مخيلة و اسبال بمخيلة!! فالحديث يرد عليك لانه يقول وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة ....
فكيف تقرر امرا مخالفا للمنطوق في الحديث!!!!
و ما زاد عبد الله بن عمر جملة "لا يريد بذلك " الا لان العصر اختلف و هذا ما فهمه السلف
وقوله عليه الصلاة و السلام في الحديث "فإن أبيت فهاهنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال " دليل انه قصد ان من اسبل تحت الكعبين فهو يريد الخيلاء في ذلك الزمن لذلك عقب فان الله لا يحب كل مختال فخور و الا فلماذا لم يفرق في الحديث و جمعه في حكم واحد!!!!!
ارجوا من الاخ ان يناقش منا قشة علميه و يرد بالادلة عن كل نقطة قلتها و لا تأخده العصبية فاننا لا نجني من ورائها شيئا و الله المستعان و السلام عليكم و رحمة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 03:01]ـ
شكرا اخي السكران التميمي
لكن الغرض من المناقشة ان يطلع بعضنا البعض على ادلية خفيت عليهم و توجيهها فكلما ناقشنا دليلا اتسعت دائرة ادراكنا للامور
و حتى و ان لم نتفق على رأي فان كل واحد منا ستتسع دائرة معرفته و المناقشة وسيلة لنبذ التعصب فالتعصب لرأي لا يأتي الا عن جهل فان اطلع الجميع على الادلة و اقوال العلماء ادركوا ان المسألة فيها الكثير من الامور التي خفيت عليهم
و السلام عليكم و رحمة الله
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 02:22]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
نواصل سرد الادلة و ها انا اقدم لكم بعض الاحاديث
سنن أبي داود كتاب اللباس
باب ما جاء في إسبال الإزار ء حديث: 3580
حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن أبي غفار، حدثنا أبو تميمة الهجيمي ء وأبو تميمة اسمه طريف بن مجالد ء عن أبي جري جابر بن سليم، قال: رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه، لا يقول شيئا إلا صدروا عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: عليك السلام يا رسول الله، مرتين، قال: " لا تقل: عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الميت، قل: السلام عليك " قال: قلت: أنت رسول الله؟ قال: " أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك، وإن أصابك عام سنة فدعوته، أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفراء ء أو فلاة ء فضلت راحلتك فدعوته، ردها عليك "، قال: قلت: اعهد إلي، قال: " لا تسبن أحدا " قال: فما سببت بعده حرا، ولا عبدا، ولا بعيرا، ولا شاة، قال: " ولا تحقرن شيئا من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك، فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه
صحيح الترغيب و الترهيب 2687
حدثنا عفان، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت مسلم بن نذير، عن حذيفة قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضلة ساقي أو بعضلة ساقه قال: فقال: " الإزار هاهنا، فإن أبيت فهاهنا، فإن أبيت فهاهنا، فإن أبيت فلا حق للإزار في الكعبين، أو لا حق للكعبين في الإزار " *
موضع الإزار إلى أنصاف الساقين والعضلة فإن أبيت فأسفل فإن أبيت فمن وراء الساق ولا حق للكعبين في الإزار
صحيح (ن) عن حذيفة الصحيحة 2366: حم، ت، هـ
صحيح الجامع 6634
موطأ مالك ء كتاب اللباس
باب ما جاء في إسبال الرجل ثوبه ء حديث: 1648
وحدثني عن مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، أنه قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار، فقال: أنا أخبرك بعلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار، ما أسفل من ذلك ففي النار، لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا.
ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار "رواه البخاري و غيره. راجع الصحيحة: 2037
حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر شيئاً خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة". رواه ابن أبي شيبة في المصنف، وأبو داود (4094) والنسائي (8/ 208) وابن ماجة (3576) وغيرهم من طريق عبد العزيز بن أبي رواد.
حديث أبي أمامة الذي أخرجه الطبراني من حديث أبي أمامة قال: {بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة إزار ورداء قد أسبل , فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بناحية ثوبه ويتواضع لله عز وجل ويقول: عبدك وابن عبدك وأمتك حتى سمعها عمرو فقال: يا رسول الله إني أحمش الساقين , فقال: يا عمرو إن الله تعالى قد أحسن كل شيء خلقه , يا عمرو إن الله لا يحب المسبل}.
أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (24816) بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه " أنه كان يسبل إزاره فقيل له في ذلك فقال: إني رجل حمش الساقين "
(يُتْبَعُ)
(/)
روى البخاري في جامعه الصحيح في باب نوم الرجال في المسجد (442)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:" رأيت سبعين من أصحاب الصفة ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار وإما كساء، قد ربطوا في أعناقهم فمنها ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته "
روى أبو داود (4096) و ابن أبي شيبة (24831) و البيهقي في الشعب (6147) عن عكرمة قال: رأيت ابن عباس إذا اتزر أرخى مقدم إزاره حتى يقع حاشيته على ظهر قدميه، ويرفع الإزار مما وراءه، فقلت:لم تأتزر هكذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزر هذه الإزرة " وصححه الألباني رحمه الله في الصحيحة (1238).
من حديث جابر يتبين لنا من قوله عليه الصلاة و السلام فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، فإنها من المخيلة
ان الاسبال محرم للمخيلة و ان الكعبين ليستا داخلتين في التحريم اد ان الى تفيد الغاية و لو كانت داخلتين في التحريم لقال رسول الله عليه الصلاة و السلام فوق الكعبين كما هو مصرح في الاحاديث الاخرى
فان قلنا هذا يعارض قوله عليه الصلاة و السلام لا حق للكعبين في الإزار نقول بل يجب الجمع بين الاحاديث فقوله عليه الصلاه و السلام لحذيفية لا حق للكعبين في الإزار هو اختيار الافضل لاصحابه و كذلك قوله يا عمرو! وضرب رسول الله صلى الله عليه وآله سلم بأربع أصابع بكفه اليمنى تحت ركبة عمرو ء فقال: يا عمرو! هذا موضع الإزار، ثم فعل ذلك مرة ثانية أي: وضع أربع أصابع تحت الأربع أصابع الأولى ثم رفعها، ثم وضعها تحت الثانية فصارت اثنتي عشرة أصبعاًء فقال: يا عمرو! هذا موضع الإزار
فقد اختار الافضل لعمروا و هكذا كان اختياره لاصحابه رضوان الله عليهم الافضل دائما و من حديث عمرو بن زرارة من قوله فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بناحية ثوبه ويتواضع لله، يستفاد ان الرسول عليه الصلاة و السلام كان يخشى الخيلاء على عمروا لذلك جعل يتواضع و هذا ما يؤكد ان الحديث ورد للخيلاء ايضا
ادن كما قلنا الكعبين ليستا داخلتين في الوعيد بدليل قوله عليه الصلاة و السلام ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار
فالوعيد لما تحت الكعبين و ليس للكعبين و هذا ما يؤكده فعل الصحابة رضوان الله عليهم
كما قال ابو هريرة هريرة رضي الله عنه قال:" رأيت سبعين من أصحاب الصفة ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار وإما كساء، قد ربطوا في أعناقهم فمنها ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين"
فبلوغ ازارهم الكعبين دليل ان الكعبين لا حرج فيهما و هذا ما يؤكده ايضا فعل عبد الله بن مسعود و عبد الله بن العباس
و من تأمل الاحاديث وجدها كلها تدور حول الخيلاء و جر الثياب و هذا ما يؤكده حديث جابر: هاهنا فإن أبيت فهاهنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال فخور
فقيد الخيلاء منطوق في اكثر من حديث كما ترون و ما يؤكد ذلك هذا الحديث
صحيح ابن حبان ء كتاب اللباس وآدابه
ذكر الزجر عن إسبال المرء إزاره إذ الله جل وعلا لا ء حديث: 5520
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا موسى بن محمد بن حيان، قال: حدثنا محمد بن أبي الوزير أبو المطرف، عن شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن حصين بن عقبة، عن المغيرة بن شعبة، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بحجزة سفيان بن أبي سهيل، فقال: " يا سفيان لا تسبل إزارك فإن الله لا ينظر إلى المسبلين
صحيح الترهيب و الترغيب رقم 2039
فقد حصر رسول الله عليه الصلاة و السلام الاسبال في المخيلة لذكره عقوبة عدم النظر و لم يفرقه لسفيان رضي الله عنه و كذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما:" الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ". رواه ابن أبي شيبة في المصنف، و أبو داود (4094) والنسائي (8/ 208) وابن ماجة (3576) وغيرهم من طريق عبد العزيز بن أبي رواد.
فهذا صريح ان الاسبال اريد به الخيلاء و الا فاي كعبين في العمامة!!!!! فلا يوجد تفريق انما هو اطالة الثوب على المعتاد
ادن خلاصة القول ان الاسبال مقيد بالخيلاء بدليل صريح الاحاديث الكثيرة المتوافرة اما الكعبين فليستا داخلتين في الوعيد لصراحة الاحاديث ايضا و الجر منهي عنده لانه يستلزم الخيلاء و ينجس به اما ما كان من اسبال ليس فيه جر و لا خروج عن عادة القوم فظاهر الاحاديث تجيزه و هذا فعل الصحابة شاهد على ذلك فازارهم يبلغ الكعبين و ليس فوق الكعبين
لم يذم الا جر الثوب و هذا ما هو موجود في اغلب الاحاديث فلو تتبعتم الاحاديث لوجدتم فيها جر و ما ذكر الاسبال الا قرن بجر او بخيلاء و هذا في كل الوقائع المروية عن الصحابة و منه نستنتج ان من ذهب الى التفريق بين الخيلاء و الاسبال قد اخطأ و فرق بين ما لم تفرقه احاديث رسول الله عليه الصلاة و السلام الصريحة بربط الاسبال بالمخيلة و من حرم الاسبال للكعبين فقد اخطأ ايضا لصراحة حديث البخاري ان الصحابة كانوا يسبلون الى الكعبين و عبد الله بن العباس كان يمس ازاره ظهر رجله و رفعه لرسول الله عليه الصلاة و السلام و هذا دليل قوي
و منه يتبين قوة مذهب جمهور السلف و العلماء في المسألة بل هو راجح ظاهر و من فرق بين الاسبال والخيلاء قوله ضعيف جدا
ادن لا حرج في الاسبال للكعبين مادام لم يخالف عادة القوم و هذا ما تدل عليه الاحاديث و لكن يتحرز الانسان فيرفعهما قليلا هو الافضل و الله اعلم و السلام عليكم و رحمة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 02:51]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أيها الأخ التقرتي.
وسامحني الله وإياك ولا أدري إما أنك لم تفهم من لفظي مقصودي , أو فهمت ولم تستطع رده بعلم وحلم.
فأنا لم أتقول عليك شيئاً!
فأنت الذي تقول أن النهي عن مطلق الاسبال يفيد النهي عن الخيلاء أي أن مجرد الاسبال مخيلة ثم قيدته بأن هذا الفهم هو فهم تلك العصبة الناجية محمد وأصحابه صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه.
ثم عطفت بقولك بأن هذا الفهم غير مراد لنا؟!
ما الدليل؟
عقلي بحت وليس لك سلف في ذلك من أهل العلم وإن زعمت.
فالشوكاني والنووي وابن تيمية - في قول - وغيرهم ممن قالوا أن علة النهي الخيلاء , لم يقولوا بأن العلة هي مجرد الاسبال بل هم ينفون هذا , وإلا لوجدتهم يلتزمون عدم الحمل وهذا واضح ولا أدري كيف تغفل عنه.
وأرجو أن تهدى ولا تنفعل وأن تحيطني بحلمك , فلعلنا نخرج معك بفائدة.
والآن هذه نقطتي الأولى المستدركة عليك في كلامي السابق ولتقريرها بوضوح من لفظك أسال هذا السؤال ولعلك تجيب بلفظ مختصر ثم تذكر دليك عليه ومن سبقك بهذا.
السؤال: أنت تقول أن مجرد الاسبال هو خيلاء كما هو فهم النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ولكنه ليس كذلك في عصرنا , هل فهمي هذا عنك صحيح؟
=======================
النقط الثانية المستدركة عليك من كلامي السابق:
أنت تزعم بأن عقوبة جر اللباس للخيلاء وعقوبة من جعل لباسه تحت الكعبين واحدة ولا تفرق بين قوله ((لا ينظر الله إليه)) وقوله ((في النار))؟
وتستدل بحديث في المسند ينص على أن من جر ثوبه خيلاء وطئ به في النار , فتقول في هذا دليل بأن ((عدم النظر إليه من قبل الله جل شأنه)) و ((وطئه بثوبه النار)) لا اختلاف بينهما!!
فرددت عليك بأن الفرق موجود لأن العقوبة عندي وغيري من أهل العلم مختلفتين ولا يلزم من الوعيد بالنار عدن النظر من الجبار جل شأنه , والعكس هو الصحيح أنه يلزم من عدم النظر لصاحب هذا الجرم أن يدخل النار.
تنبيه: زعمت بأني أقول بأن كل عاصي لا ينظر الله إليه!
وهذا غير صحيح وإن وجدته في كلامي الرجاء بيان موضعه وإلا تنبه لهذا التقول منك عليّ سامحك الباري جل شأنه.
==========================
النقطة الثالثة المستدركة عليك في كلامي السابق:
أنك تقر بأن الاسبال غير الجر للخيلاء وهذا ما جاءت به النصوص , ولأجله مع اختلاف الحكم , منع المانعون من حمل المطلق على المقيد.
وأنت تقر بالأول وتخالف في الثاني وهذا تناقض وسببه أنك بنيت حكمك على اختلاف العصور بدون دليل على التفريق بين العصور!!
==================
وحتى تفهم عني مذهبي أقول: مجرد الاسبال ذريعة للخيلاء , ولا أختلف معك بأن علة النهي في المسألة ككل هي ((الخيلاء)) ولكن الشارع الحكيم لم يقصر التحريم على الغاية وهي الخيلاء ولكنه حرم كذلك الذريعة التي تؤدي إلى تلك الجريمة العظيمة وهذا مطّرد في أمثال هذا الحكم ففي النهي عن الزنا لم يقتصر الشارع الحكيم عن النهي عن فعل الزنا ولكنه قال جل شأنه {ولا تقربوا الزنا)) فنهى عن المقاربة لهذا الجرم كما نهى عن فعله , والمقاربة هي الذرائع الموقعة في الزنا مثل النظر والسمع وغير ذلك.
وكذلك في الاسبال لما علق العلة بالخيلاء , منع عن مظنتها وهو مطلق الاسبال , ولأن الحكم بالخيلاء صعب المنال فجعل مطلق الاسبال علامة عليه , فإن وجد الاسبال وجد الانكار.
ولا أقول بأن كل اسبال هو خيلاء , ليس لأن العقل يقول بذلك كما تفعل أنت وغيرك , ولكني أقول ذلك لأن الشريعة بينت لنا أن الاسبال للضرورة والحاجة ليس من الخيلاء كما جر النبي صلى الله عليه وسلم رداءه في حادثة الكسوف وكما قد يحتاجه من هو حمش الساقين وكما قد يقع فيه من لم يقصد ذلك كأبي بكر الصديق رضي الله عنه , والله الموفق.
وأرجو منك أخي الكريم مناقشتي بعيداً عن أسلوب اتهامي بمعاداة أهل العلم , فانتقادي لك ولكلامك لا يلزم منه انتقاد لأهل العلم , والرجاء عدم الاكثار من رص الكلام في غير المباحث المطروحة فإن احتاجت منك للتدليل سوف أطلب منك ذلك , فحاول أن تقتصر على إيراد مذهبك مع الاشارة للدليل دون نقله حتى لا نتشتت ولا نخرج بفائدة , وفقني الله وإياك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 03:02]ـ
الى الاخ القضاعي اجابتك في المشاركات السابقة فاظنك لم تفهم مما قلته شيئا
انظر المشاركة الاخيرة
اما بالنسبة لي فقد تبين لي مذهب الجمهور و الخصه لك
كل الاحاديث الواردة عن الرسول عليه الصلاة و السلام تدور على الخيلاء و لا اختلاف في العقوبة يعني ان عدم النظر يستلزم النار هذا ما قصدناه و لم نقل ان عدم النظر هو التعذيب بالنار انما قلنا ان العقوبة لنفس جنس العمل لانه اصلا الاسبال المذكور في الاحاديث هو للخيلاء و هذا ما فهمه كل الصحابة كما وضحنا و لا ادري من اين فهمت اني افرق بين الاسبال و الخيلاء في الاحاديث و انما اذكر التفريق حسب مذهب المعاصرين لتبيان خطأ تفريقهم و ان فهمت جيدا فانت توافقني الرأي ان العلة هي الخيلاء و ان الاسبال المذكور في الاحاديث و منها ما تحت الكعبين في النار هو الاسبال للخيلاء فارجع الى مشاركاتي
اما استدلالي بحديث وطئه في النار لا استدل به كي اقول ان النظر هو التعذيب بالنار انما استدل به لنقض مذهب من فرق بين الحكمين و قال بعدم التقييد و ذلك لتبيان ان قاعدة المطلق و المقيد غير مطردة فاختلاف الحكم لا يستلزم ان لا نقيد فكل حديث ذكر فيه جانب من العقوبة لا غير لان هنا المعصية واحدة و هي الخيلاء لكن كل حديث ذكر جزء ا من العقوبة و هذا ما اردت التنبيه اليه فلا يعني ان هناك حكمين اننا لا نقيد فذكر جزء من الحكم لا يعني اختلاف السبب هذا ما قصدته
انما احاديث روت المآل النهائي و هو النار و الاخرى روت عدم النظر و الجمع يقول ان كلتيهما عقوبتان للمسبل خيلاء
اما قولك ان الاسبال حرم للذريعة فقد وافقتك فيه الا ان الذريعة انتفت في زماننا بل انتفت في زمن ايوب السختياني و هو سابق لي في القول بتغير العادة
اما مظنة المخيلة فنحن نحرمها لكن لا نجزم ان الاسبال المعاصر منها لانه من وافق عادة قومه فلا مخيلة في لباسه و هذا غير الزنا الذي هو فاحشة اصلا فاستدلالك بالزنا قياس مع الفارق لان الزنا محرم في ذاته اما الاسبال فمحرم منه ما هو للخيلاء ادن الاصل ان تحرم ما يؤدي للخيلاء و ليس الاسبال فكما لا تقرب الزنا لا تقرب الخيلاء هذا ما نستفيد من قولك و هذا لا يعني انه من اسبل فهو يريد الخيلاء لانه لو كان يلبس لباس قومه فكيف تستطيع ان تظن انه يختال!!!!
هنا بيت القصيد على كل حال الاحاديث الصحيحة ترد على هذا
اما التفريق بين المسبل للخيلاء في الاحاديث فهذا خطأ و يرد عليه بهذا الحديث
هاهنا فإن أبيت فهاهنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال فخور
اما التحريم مطلقا فنرد عليه بهذا الحديث
روى البخاري في جامعه الصحيح في باب نوم الرجال في المسجد (442)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:" رأيت سبعين من أصحاب الصفة ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار وإما كساء، قد ربطوا في أعناقهم فمنها ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته "
و هذا ما جعلنا نقول ان من قان ان الاسبال ذريعة فعمل الصحابة و اقرار ابي هريرة راوي حديث الاسبال يرد عليه فهاهم سبعون من الصحابة منهم من ازاره يبلغ الكعبين فكيف نحرم و نقول لا بد ان تكون فوق الكعبين و من اسبل للكعبين فهي من الكبائر!!! هل هؤلاء يأتون كبيرة و هم سبعون بين مسبل للكعبين و اخر موافق له لا ينكر عليه
و هذا الحديث روى أبو داود (4096) و ابن أبي شيبة (24831) و البيهقي في الشعب (6147) عن عكرمة قال: رأيت ابن عباس إذا اتزر أرخى مقدم إزاره حتى يقع حاشيته على ظهر قدميه، ويرفع الإزار مما وراءه، فقلت:لم تأتزر هكذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزر هذه الإزرة " وصححه الألباني رحمه الله في الصحيحة (1238)
فاعد جمع اوراقك فقولك يناقض الاحاديث المذكورة و قبل ان تجيب حاول ان تنظر في هذه الاحاديث بالذات و ان توجهها حسب التحريم المطلق للاسبال ان استطعت
و السلام عليكم و رحمة الله
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 02:02]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
اضيف هذا الدليل الجديد للاخوة و كل يوم يزداد يقيني بصحة مذهب الجمهور ان الاسبال الوارد في الاحاديث كله للخيلاء و ان اختيار الرسول عليه الصلاة و السلام للثياب فوق الكعبين هو اختيار الافضل لاصحابه كما تدل عليه الاحاديث لانه صح انه من الصحابة من كان ازاره يبلغ الكعبين و كل الصحابة كانوا ينكرون جر الثياب و لم يرد انكار على مسبل للكعبين او بين الكعبين و الشراك!!!!!!
الدليل الجديد و الذي غفلنا عنه ما هو تعريف الاسبال!!!
قال في لساب العرب: و أسبل ازاره ارخاه و امرأة مسبل اسبلت ذيلها يقال اسبل فلان ثيابه اذا طولها و أرسلها إلى الارض و في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا ينظر إليهم و لا يزكيهم قال و قلت من هم خابوا و خسروا ? فأعادها رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث مرات المسبل و المنان و المنفق سلعته بالحلف الكاذب.
قال ابن الإعرابي و غيره المسبل الذي يطول ثوبه و يرسله إلى الارض إذا مشى و إنما يفعل ذلك كبرا و إختيالا اهـ
فانظروا اولا انه عرف الاسبال بارسال الثوب الى الارض و ليس الى الكعبين و من فهم انه الى الكعبين ربما فهما من بعض الاحاديث و غفل عن اخرى و لكن الظاهر انه ليس من كلام العرب كما هو في لسان العرب و انما العرب تذكره لمن ارسل ثوبه للارض اي يجره و هذا ما يدل عليه قول عمر بن الخطاب فانه انقى لثوبك و اتقى لربك و منه يفهم منه ان نهيه ان يمس الارض و لذلك قرن ذلك رسول الله عليه الصلاة و السلام بالنقاء
و كما قلنا سابقا احاديث رسول الله عليه الصلاة و السلام في قوله للصحابة هو الاخد بالافضل و هو التشمير و هذا ما تمتدحه العرب و كلها فيها ذم للجر و كما ذكرنا ثبت عن بعض الصحابة اسبال لغاية الكعبين
و من كل هذا نستنتج ان المنهي عنه فعلا هو جر الثوب اما حد الثياب فوق الكعبين فهو الافضل و لا دخل للكعبين في التحريم و هذا ما نفهمه من قوله عليه الصلاة و السلام ما تحت الكعبين في النار اذ لم يذكر الكعبين في النار انما ما تحتهما و فعل الصحابة يؤكد ذلك من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه رأى سبعين من الصحابة و منهم من ازاره يبلغ الكعبين
تبقى مسألة استيفاء الكعبين و هل يباح ما بين الكعب و الشراك ?
اما استيفاء الكعبين فالظاهر من حديث عبد الله بن عباس: أبو داود (4096) و ابن أبي شيبة (24831) و البيهقي في الشعب (6147) عن عكرمة قال: رأيت ابن عباس إذا اتزر أرخى مقدم إزاره حتى يقع حاشيته على ظهر قدميه، ويرفع الإزار مما وراءه، فقلت:لم تأتزر هكذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزر هذه الإزرة " وصححه الألباني رحمه الله في الصحيحة (1238)
انه جائز فعمل عبد الله بن العباس يرفعه للرسول عليه الصلاة و السلام و كذلك من حديث ابي بكر ان ازاره يسترخي فاين حد هذا الازار الذي اذا استرخى جر في الارض!!! لو كان لنصف الساق لما مس الارض اذا استرخى.
لان الحديث عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال:" من جر ثوبه خيلاء لم ينظر اللَّه إليه يوم القيامة، فقال أبو بكر: يا رسول اللَّهِ إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: إنك لست ممن يفعله خيلاء.
فلا يسترخي ازار لهذا الحد الا اذا كان قريبا من الكعبين فاجابه رسول الله عليه الصلاة و السلام انك لست ممن يفعله خيلاء
و من كل هذا يتبين لي ان المنهي عنه في الاحاديث هو لمس الازار الارض لان جره في الارض فيه خيلاء حتما اذ لا حاجة لجر ازار في الارض و هذا الظاهر من حديث زرارة
فقد روى الامام احمد في مسنده عن عمرو بن الشريد، عن أبيه، أو عن يعقوب بن عاصم، أنه سمع الشريد يقول: أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يجر إزاره، فأسرع إليه، أو هرول، فقال: " ارفع إزارك واتق الله " قال: إني أحنف تصطك ركبتاي، فقال: " ارفع إزارك، فإن كل خلق الله عز وجل حسن " فما رئي ذلك الرجل بعد إلا إزاره يصيب أنصاف ساقيه أو إلى أنصاف ساقيه
حديث الشريد بن سويد الثقفي حديث: 19066
صحيح الجامع 902
و هذه الرواية تؤكد ان الاسبال عند العرب هو جر الازار و لذلك قرن بالخيلاء و هذا ظاهر
(يُتْبَعُ)
(/)
فان انعدم الجر و رفع الثوب قليلا اتقاءا للنجاسة و كان بعادة القوم فقد خرجنا من كل هذا فلا نجاسة و لا خيلاء و لا جر للثوب
اذن الظاهر من كل الاحاديث التي فحصناها ان علة التحريم في الخيلاء و ان الاسبال ارسال الثوب للارض فان رفع عن الارض ذهبت العلة و هذا ما رواه بن هريرة عن الصحابة و كان رسول الله عليه الصلاة و السلام يختار الافضل لهم و هو رفعها عن الكعبين فمنهم من ضرب له اثنا عشرة اصابع تحت الركبة و هذا لعمروا بن زرارة و منهم من حدها له بفوق الكعبين و منهم من حدها له الى الكعبين كجابر بن سليم رضي الله في رواية احمد و رخص لابي بكر لانه يتعاهد ثوبه فاختلاف التحديد من صحابي لاخر مع رواية بن عباس نفهم منها ان المحرم هو ما يلمس الارض او يقترب منها كثيرا اما ما لمس ظهر القدم و جاور الكعب فظاهره الجواز و فعل الصحابة يثبت ذلك و لو تأملتم انكارهم على المسبلين لوجدتم فيها جر للثياب
و من هنا جمعنا كل الاحاديث في الباب و لم نترك منها شيئا على عكس من قال بالتحريم و التفريق في الاحاديث بين الخيلاء و الاسبال و فهم الاسبال بايصال الثياب للكعبين فهو لم يعمل بكثير من الاحاديث و ردها كحديث بن هريرة في ازار الصحابة و حديث جابر بن سليم رضي الله عنهما و كذلك حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما و كثير من الاحاديث الاخرى
و يعضض ذلك انتشار اللباس للكعبين في هذا الزمان فقد قال رسول الله عليه الصلاة و السلام في حديث البخاري من حديث أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف".
فها هو النبي عليه الصلاة و السلام يتنبؤ بلبس الحرير و شرب الخمر و المعازف اما الاسبال المنهي عنه في الحديث فهو من اكبرالكبائر لان به خيلاء و لو كان ما نراه اليوم اسبالا منهي عنه لكنا نقلنا انتشاره عن رسول الله عليه الصلاة و السلام فهو اكبر من لبس الحرير و غيرها و قد تنبأ بالكاسيات العاريات و غيرها من الامور التي نلاحظها اليوم.
و كلام جمهور العلماء و السلف يدل على كل هذا فهم جامعون للسنة و منهم الامام احمد فقد فهموها جيدا و لذلك ذهبوا هذا المذهب بين جواز و كراهة فلله ذرهم و كم نحن صغار امامهم و حقيقة ان كل محدث فقيه و لا اتصور فقيها ليس بمحدث و الله الموفق للصواب و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 02:25]ـ
اضيف مشاركة لا علاقة لها بالموضوع لكن انا ابحث حاليا في قضاء الصلاة للعامد و عندي ادلة كثيرة تثبت صحة ما ذهب اليه الجمهور من ان العامد يلزمه قضاء صلاته لكن تنقصني رسالة واحدة فان تفضل احد الاخوة و ارسلها الي و عنوان الرسالة
النصوص الشرعية الثابتة في قضاء الصلوات الفائتة للشيخ نسيب الرفاعي رحمه لله
كذلك انوي فتح مواضيع لمناقشة اصول مذهب العلامة المجتهد المطلق المحدث الشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله و خاصة التركيز على فتاوي الشيخ و نقضه للاجماعات بصحة الاحاديث فيا ريت اخ يساعدنا في هذه القضية ما هي مراتب الاجماع عند الشيخ و متى يكون الاجماع مقدوح عنده
و الشيخ العلامة اعتبره صاحب مذهب جديد قائم باصوله غير المذاهب الخمسة المتعارف عليها و السادسة ان زدنا الهادوية
ارجوا ان تكون الردود على الخاص في هذا الموضوع كي لا نخلطه مع موضوعنا الاسبال
انتظروا قريبا كل هذه المواضيع بارك الله فيكم و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 06:03]ـ
ازيد هذا التعقيب لاني وقعت على شعر نقله بن عبد البر للعرب قديما نفهم منه معنى التشمير عندهم
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في "الاستذكار" [52]، قال متمم بن نويرة في مدح ورثاء مالك أخيه:
تراه كنصل السيف يهتز للندى وليس على الكعبين من ثوبه فضل
وقال العجير السلولي:
وقال العجير السلولي:
و كنتُ إذا داعٍ دعا لمضوفة أشمر حتى يَنْصُفَ السَّاقَ مئزري
يا حبذا لو احد الاخوة نظر في شعر العرب الجاهلي ربما وقفنا على معنى الاسبال عندهم لان قول بن العربي وَحَاصِلُهُ أَنَّ الْإِسْبَالَ يَسْتَلْزِمُ جَرَّ الثَّوْبِ وَجَرُّ الثَّوْبِ يَسْتَلْزِمُ الْخُيَلَاءَ وَلَوْ لَمْ يَقْصِدْهُ اللَّابِسُ!!!!
فابن العربي يعرف الاسبال بجر الثوب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 07:15]ـ
اما قولك ان الاسبال حرم للذريعة فقد وافقتك فيه الا ان الذريعة انتفت في زماننا بل انتفت في زمن ايوب السختياني و هو سابق لي في القول بتغير العادة
الأخ التقريتي فقه الله لهداه.
أولاً: هات الدليل على انتفاء الذريعة في هذا العصر فضلاً وتكرماً.
ثانياً: ليس كل الاحاديث مقيدة بالخيلاء فقوله ((ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار)) ليس مقيداً بالخيلاء ولكن للذريعة ولا يحمل هذا الإطلاق على الخيلاء لأن الإطلاق هنا مراد بذاته وعقوبته أخف من الجر للخيلاء.
ثالثاً: لا تساوي بين من يجعل لباسه تحت الكعب إلى ما دون الأرض , وبين من يجعله يُجر ملامساً للأرض فانتبه ولا تجمع بين ما فرّق الشارع , فحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه صريح في هذا التفريق وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يتكلم بما هو عبث , فلا تجد لفظ زائد في الخطاب النبوي إلا لفائدة.
رابعاً: حديث أهل الصفة خارج النزاع وفعلهم موافق للمشروع فلباسهم حسب الوصف إلى الكعبين وليس تحتهما.
خامساً: حديث ابن عباس رضي الله عنهما معارض بأحاديث غيره الصريحة في بيان لباس النبي صلى الله عليه وسلم , أو يحمل على أن الإرتخاء في الإمام وارتفاع الإزار من الخلف مانع لإسبال الثوب من باقي الجوانب فخرج فعله عن النهي , وقد يقال أن هذا فهمه وهو معارض بغيره من الصحابة الكرام.
سادساً: معنى الاسبال في اللغة: إرخاء الثوب فقط وليس فيه جره على الأرض , وإنما المسبل في اللغة: هو الذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض إذا مشى ونص ابن الأعرابي على أنه يفعله خيلاء.
فيتبين لنا الفرق بين معنى الاسبال والمسبل الذي هو المختال وهو صاحب عقوبة عدم النظر من الجليل عز شأنه لذلك , والتغاير في الالفاظ دال على أن مقصود الشارع النهي عن الأمرين ((الجر , والإرخاء إلى تحت الكعبين)) وفي هذا دليل على أن الخطاب النبوي محكم وجامع , فهو نص على الإطلاق بلفظ لم يدخله التقييد وهو (ما تحت الكعبين) , ونص على الفعل الأخر وهو الجر واضافه إلى للخيلاء , فهذا يدل على أن اللفظين مرادين للشارع الحكيم.
سابعاً: تقول ## بأن الجر للخيلاء يكون محرماً , وأما ما تحت الكعبين لا يدخل في التحريم , وهذا يلزمك بأن جر اللباس على الأرض ليس محرماً إلا أن نتيقن أنه للخيلاء!
وهذا تكليف بما لا يطاق , ولن نستطيع بيان الصفات التي تكون للخيلاء والتي تكون لغير الخيلاء ويستطيع فهمها الخاصة والعامة.
وأما الشارع الحكيم كما أنه جعل الرخصة في قصر الصلاة لعلة المشقة ولكنه علق الحكم بالسفر لانضباطه للعامة والخاصة.
كذلك في الاسبال نص على أن العلة للتحريم هي الخيلاء , ولكنه علق الحكم بإرخاء الثوب إلى تحت الكعبين لانضباطه للعامة والخاصة.
والخيلاء في نفسها محرمة بالاستقلال , ولو كان ثوب صاحبها إلى ركبتيه , فما الفائدة من ذكر اللباس والكعبين والجر وغير ذلك فهل هذا من العبث؟!!
حاشا الخطاب النبوي من ذلك ###.والله اعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 08:01]ـ
لم تأتي بما هو جديد
انتفاء الذريعة ثابت فعندنا في المغرب العربي مئة مليون انسان و اكثر من ثلاث ارباعهم لا يقصرون الثياب ابا عن جد فان كنت تعتقد انهم سمعوا بالخيلاء اصلا في الثياب او انهم اسبلوا للخيلاء فليس عندي ما ازيده لك عن هذا فهذا قول من يقول للنهار هذا ليل و لا احتاج لمناقشتك في هذا اصلا
اما قو لك ان الاحاديث ليست مقيدة بالخيلاء فقد اجبناك بالمنطوق من الحديث الصحيح
هاهنا فإن أبيت فهاهنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال فخور
و لحد الان لم ترد كلما قلته كلام عام فالزمك باخد هذا الحديث و ان تبين لي الفرق فيه بين ما تحت القدم و الخيلاء ان استطعت
ثلاثا ما قلته لا تساوي بين من يجعل ثيابه تحت الكعب و بين من يجره فاظنك لم تفهمني فجر الثياب حرام لان اقل ما فيه عدم النقاء و ليس من عادة القوم فمن جره لا قصد له غير الخيلاء و ان ادعى غير ذلك لكن هذا عكس من يسبل للكعبين او بين الكعب و الشراك و هنا بيت القصيد لان عادة القوم هذا اللباس و ربما هي ليست العادة عندكم فربما هناك ذريعة عندكم لكن المسلمين ليسوا بلدك فقط هناك مليار مسلم و ما هو ذريعة عندك عندنا ليست كذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعا حديث اهل الصفة ليس خارجا عن النزاع فان هناك من يحرم الكعبين ايضا اما حديث عبد الله بن العباس فواضح و لن تخرج منه بتأويلاتك فما لمس حاشية ظهر القدم فهو تحت الكعبين لان حاشية القدم تحت الكعب مهما فعلت من تأويلاتك ولا تدعي انه من فهم عبد الله بن العباس فقد صرح برؤية رسول الله عليه الصلاة و السلام كذلك فكل ما قلته مجرد تأويل فيه و لا يصح منه شيئ
انما انت تريد نصر مذهبك بتأويلك فانظر للحق و ليس للمذهب
سادسا ما فرقت به بين الحكمين فجوابه في اولا اما قولك وإنما المسبل في اللغة: هو الذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض إذا مشى!! فهذه اذا مشى من اين اتيت بها!!!!
بل التعريف واضح من لسان العرب:
يقال اسبل فلان ثيابه اذا طولها و أرسلها إلى الارض.
الى الارض و ليس الى الكعبين فاقل ما في هذا التعريف ان الثياب تصل للقدم
اما قولك في الالفاظ دال على أن مقصود الشارع النهي عن الأمرين ((الجر , والإرخاء إلى تحت الكعبين)) وفي هذا دليل على أن الخطاب النبوي محكم وجامع , فهو نص على الإطلاق بلفظ لم يدخله التقييد وهو (ما تحت الكعبين).
فانظر الى ما صرح به عبد الله بن العباس في قوله رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزر هذه الإزرة. و هذا كافي لتقييد ما تحت الكعبين بما يلمس الارض و كل الوقائع المروية فيها لمس الثياب للارض اما قولك الفاظ الارخاء فارجع للروايات المختلفة لنفس الواقعة هناك من يرويها ارتخاء و هناك من يرويها جر و هذا يعني ان اللفظين متساويين عند العرب و يؤكد ذلك ما قاله المؤلف في لسان العرب فاللفظ المذكور من رسول الله عليه الصلاة و السلام هو الجر!!! لكن الارتخاء مروي من الرواة و هناك من يروي جرا ايضا و هذا ما يؤكد ما نقوله
سابعا قولك: تقول هداك الله بأن الجر للخيلاء يكون محرماً , وأما ما تحت الكعبين لا يدخل في التحريم , وهذا يلزمك بأن جر اللباس على الأرض ليس محرماً إلا أن نتيقن أنه للخيلاء!
ما قلناه ان ما تحت الكعب و لم يلمس الارض فجائز لوضوح حديث عبد الله بن العباس اما جر اللباس فحرام قطعا لانه ليس من عادة القوم اولا و فيه خيلاء قطعا فمن هاذا الذي يجر ذيله وراءه و ليس للخيلاء!!!! تبذير للقماش و لم يفعله قومه و نجاسة و لكن هذا منتف في من اسبل تحت الكعبين و فوق شراك القدم فهذا مشهور بين الناس و لا خيلاء فيه و واضح من حديث عبد الله بن العباس و حديث عبد الله بن مسعود و كل الوقائع التي فيه رجل مسبل نجد انه من رواية او اخرى صرح الراوي انه يجر ثوبه و هذا يؤكد مذهبنا
و قولك وهذا يلزمك بأن جر اللباس على الأرض ليس محرماً إلا أن نتيقن أنه للخيلاء!! لا ادري من اين جاءك هذا الالزام فالامر واضح لا نقبل قول من قال لا اجره للخيلاء لانه خرج عن عادة القوم و هذا زيادة فعل لا حاجة لها اما من لبس كقومه فاين الخيلاء في ذلك هو لم يطل ثوبه لبس ما لبسه قومه افيختال على قومه بلباسهم!!!!! هداك الله
اما قولك وأما الشارع الحكيم كما أنه جعل الرخصة في قصر الصلاة لعلة المشقة ولكنه علق الحكم بالسفر لانضباطه للعامة والخاصة.
كذلك في الاسبال نص على أن العلة للتحريم هي الخيلاء , ولكنه علق الحكم بإرخاء الثوب إلى تحت الكعبين لانضباطه للعامة والخاصة.!!! فمردود لان قيد الخيلاء منطوق و القيد المنطوق لا مجال من التخلص منه و تعليق الحكم بالارتخاء لم يرد باللفظ في الاحاديث اين وجدته في غير فعل ابي بكر الصديق و لم يقيد التحريم به!!!! فلو كان كذلك هل يلبس عبد الله بن مسعود و عبد الله بن العباس ذلك اللباس و هما من اقرب الناس لرسول الله عليه الصلاة و السلام!!!!! انت تخلط بين الحكمة و العلة و نحن قلنا ان الخيلاء علة و لم نقل حكمة و العلة منطوقة بدليل الاحاديث و الحكم يدور مع علته
اما قولك والخيلاء في نفسها محرمة بالاستقلال , ولو كان ثوب صاحبها إلى ركبتيه , فما الفائدة من ذكر اللباس والكعبين والجر وغير ذلك فهل هذا من العبث؟!!
الفائدة من ذكر اللباس لانه الظاهر امام الناس فهو من باب التشديد كقوله عليه الصلاة و السلام في ثوب الشهرة:بن عمر رضي الله عنهما قال في حديث شريك: يرفعه قال: (من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوباً مثله، زاد عن أبي عوانة: ثم تلهب فيه النار)
(يُتْبَعُ)
(/)
فما الفائدة من ذكر ثوب الشهرة و الخيلاء محرمة بعينها!!!!! انما خصص اللباس لانه من زينة الناس و اصله الاباحة الشرعية فجاءت السنة كي تخصص ما يحرم منه
ادن خلاصة القول لم تأتي بجديد فالاحاديث ترد عن كل ما قلته و كل ما قلته ليس فيه دراسة للاحاديث الصحيحة التي اتينا بها و لا يمكن تأويلها و اعيد كتابتها لك
حديث عبد الله بن عباس: أبو داود (4096) و ابن أبي شيبة (24831) و البيهقي في الشعب (6147) عن عكرمة قال: رأيت ابن عباس إذا اتزر أرخى مقدم إزاره حتى يقع حاشيته على ظهر قدميه، ويرفع الإزار مما وراءه، فقلت:لم تأتزر هكذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزر هذه الإزرة " وصححه الألباني رحمه الله في الصحيحة (1238)
الحديث عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال:" من جر ثوبه خيلاء لم ينظر اللَّه إليه يوم القيامة، فقال أبو بكر: يا رسول اللَّهِ إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: إنك لست ممن يفعله خيلاء
جابر بن سليم الهجيمي، رضي الله عنه قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة وعليه إزار من قطن منتشر الحاشية قلت: عليك السلام يا محمد أو يا رسول الله فقال: " عليك السلام، تحية الميت عليك السلام، تحية الميت عليك السلام، تحية الميت سلام عليكم، سلام عليكم، سلام عليكم " أي هكذا فقل قال: فسألته عن الإزار فأقنع ظهره وأخذ بمعظم ساقه فقال: " هاهنا فإن أبيت فهاهنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال فخور " " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
روى البخاري في جامعه الصحيح في باب نوم الرجال في المسجد (442)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:" رأيت سبعين من أصحاب الصفة ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار وإما كساء، قد ربطوا في أعناقهم فمنها ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته "
و اقل ما في هذه الاحاديث ان الصحابة كانوا يلبسون ثيابا تغطي الكعبين ادن حتى من قال بتحريم اللباس عند الكعبين فقوله مخلاف لصريح الاحاديث فاقل ما في الامر الجواز و تغطية الكعبين و الله اعلم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 08:55]ـ
جزاكم الله خيرا. حديث (إزرة المؤمن .. ) الذي جمع فيه بين الأمرين في سنده اختلاف، وقد رجح محقق (أطراف الموطأ) أن الاضطراب وقع فيه من جهة العلاء. والله أعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 10:21]ـ
جزاكم الله خيرا. حديث (إزرة المؤمن .. ) الذي جمع فيه بين الأمرين في سنده اختلاف، وقد رجح محقق (أطراف الموطأ) أن الاضطراب وقع فيه من جهة العلاء. والله أعلم
نعم اخي أبو عبدالرحمن بن ناصر فهذا ما وجدته في تخريج هذا الحديث ان الروايات مضطربة بين واو و بدون واو و الاصح عندك مالك بدون واو و الله اعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 01:08]ـ
السلام عليكم رحمة الله و بركاته
نواصل نقل ادلة الجمهور ان الاسبال محرم ان اريد به الخيلاء فقط
مسند أحمد بن حنبل ء ومن مسند بني هاشم
مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه ء حديث: 13448
حدثنا علي بن إسحاق، أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك، حدثنا حميد، عن أنس، قال: قال: ء كأنه يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال ء " الإزار إلى نصف الساق "، فشق عليهم، فقال: " أو إلى الكعبين، ولا خير في أسفل من ذلك
صحيح الجامع 2769
شعب الإيمان للبيهقي ء التاسع والثلاثون من شعب الإيمان
فصل في موضع الإزار ء حديث: 5855
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا أبو الربيع، ثنا أبو شهاب، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإزار إلى نصف الساق فشق ذلك على الناس أو الكعبين ولا خير فيما جاوز الكعبين
صحيح الجامع 2769
في كلتا الحديثين ذكر الى الكعبين و هذا دليل ان الكعبين لم يلحقهما التحريم
المستدرك على الصحيحين للحاكم ء كتاب البيوع
وأما حديث إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير ء حديث: 2098
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه، بالري، حدثنا محمد بن الفرج الأزرق، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، حدثنا أبو جعفر الرازي، عن يزيد بن أبي مالك، حدثنا أبو سباع، قال: اشتريت ناقة من دار واثلة بن الأسقع فلما خرجت بها أدركني واثلة وهو يجر إزاره، فقال: يا عبد الله اشتريت؟ قلت: نعم، قال: بين لك ما فيها؟ قلت: وما فيها، إنها لسمينة ظاهرة الصحة؟ قال: أردت بها سفرا أو أردت بها لحما؟ قلت: أردت بها الحج. قال: فارتجعها. فقال صاحبها: ما أردت إلا هذا أصلحك الله تفسد علي. قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يحل لأحد أن يبيع شيئا، إلا بين ما فيه، ولا يحل لمن علم ذلك إلا بينه " " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
صحيح الترغيب و الترهيب حسن لغيره 1774
فهذا الصحابي واثلة بن الأسقع يجر ازاره هذا الجر لم يكن به خيلاء و جه الاستدلال انه ل لم يطل ثوبه لما استطاع جره
سنن الدارمي ء كتاب الصلاة
باب: في بدء الأذان ء حديث: 1218
أخبرنا محمد بن حميد، حدثنا سلمة، حدثني محمد بن إسحاق، قال: وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدمها ء قال أبو محمد: يعني المدينة ء إنما يجتمع إليه بالصلاة لحين مواقيتها بغير دعوة. فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل بوقا كبوق اليهود الذين يدعون به لصلاتهم، ثم كرهه. ثم أمر بالناقوس فنحت ليضرب به للمسلمين إلى الصلاة، فبينما هم على ذلك إذ رأى عبد الله بن زيد بن عبد ربه أخو الحارث بن الخزرج، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنه طاف بي الليلة طائف: مر بي رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوسا في يده، فقلت: يا عبد الله، أتبيع هذا الناقوس؟ فقال: وما تصنع به؟ قلت: ندعو به إلى الصلاة. قال: أفلا أدلك على خير من ذلك؟ قلت: وما هو؟ قال: تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. ثم استأخر غير كثير، ثم قال: مثل ما قال، وجعلها وترا، إلا أنه قال: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. فلما أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فألقها عليه، فإنه أندى صوتا منك ". فلما أذن بلال، سمعها عمر بن الخطاب، وهو في بيته، فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجر إزاره وهو يقول: يا نبي الله، والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل ما رأى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فلله الحمد، فذاك أثبت " قال محمد بن حميد، حدثنيه سلمة، قال: حدثنيه محمد بن إسحاق، قال: حدثني هذا الحديث محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه، عن أبيه بهذا الحديث. أخبرنا محمد بن يحيى، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه، قال: حدثني أبي عبد الله بن زيد، قال لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس فذكر نحوه *
مشكاة المصابيح 650 حسن
فها هو الصحابي يجر ثوبه و لم ينهه الرسول عليه الصلاة و السلام و ذلك لان الواقعة لم تكن فيها خيلاء و لو كان مجرد الجر محرم لنهاه رسول الله عليه الصلاة و السلام
سنن أبي داود ء كتاب الصلاة
باب الإسبال في الصلاة ء حديث: 547
حدثنا زيد بن أخزم، حدثنا أبو داود، عن أبي عوانة، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن ابن مسعود، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام "، قال أبو داود: روى هذا جماعة عن عاصم موقوفا على ابن مسعود، منهم حماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وأبو الأحوص، وأبومعاوية *
صحيح ابي داود 637
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر رسول الله عليه الصلاة و السلام الخيلاء و هذا يدل ان الاسبال من دون خيلاء لا يبطل الصلاة من دليل المخالفة و الا فلماذا قيد الرسول عليه الصلاة و السلام بالخيلاء هنا!
سنن ابن ماجه ء كتاب إقامة الصلاة
باب فيمن سلم من ثنتين أو ثلاث ساهيا ء حديث: 1211
حدثنا محمد بن المثنى، وأحمد بن ثابت الجحدري قال: حدثنا عبد الوهاب قال: حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن الحصين، قال: " سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث ركعات من العصر، ثم قام فدخل الحجرة " فقام الخرباق، رجل بسيط اليدين، فنادى: يا رسول الله أقصرت الصلاة؟ فخرج مغضبا يجر إزاره فسأل، فأخبر، " فصلى تلك الركعة التي كان ترك، ثم سلم، ثم سجد سجدتين ثم سلم "
صحيح سنن بن ماجة 1228
و وجه الاستدلال ان رسول الله عليه الصلاة و السلام جر ثيابه فلو كان مجرد الجر محرم لما فعله رسول الله عليه الصلاة و السلام
السنن الكبرى للبيهقي ء كتاب التفليس
باب حلول الدين على الميت ء حديث: 10538
أخبرنا أبو علي الروذباري، ثنا أبو طاهر المحمدآباذي، ثنا أحمد بن يوسف السلمي، ح وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد , ثنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا أحمد بن منصور، قالا: ثنا عبد الرزاق، أنبأ سفيان الثوري، أخبرني أبي، عن الشعبي، حدثني سمعان بن مشنج، عن سمرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة، فلما انصرف قال: " أها هنا من آل فلان أحد؟ " فقال ذاك مرارا، قال: فقام رجل يجر إزاره من مؤخر الناس، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " أما إني لم أنوه باسمك إلا لخير؛ إن فلانا، لرجل منهم، مأسور بدينه، فلو رأيت أهله ومن يتحرون أمره قاموا فقضوا عنه " لفظ حديث البغدادي. وروي في حلول الدين على الميت عن ابن عمر مرفوعا، وعن زيد بن ثابت موقوفا، وكلاهما ضعيف *
صححه الشيخ الالباني احكام الجنائز 16
و وجه الاستدلال ان الرسول عليه الصلاة و السلام اقره في جره للثياب و ذلك لانه لم يقصد الخيلاء
مسند أحمد بن حنبل ء ومن مسند بني هاشم
مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ء حديث: 4745
حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا داود يعني ابن قيس، عن زيد بن أسلم، قال: أرسلني أبي إلى ابن عمر فقلت: أأدخل؟ فعرف صوتي، فقال: أي بني، إذا أتيت إلى قوم فقل: السلام عليكم، فإن ردوا عليك فقل: أأدخل؟ قال: ثم رأى ابنه واقدا يجر إزاره فقال: ارفع إزارك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من جر ثوبه من الخيلاء، لم ينظر الله إليه " *
صحيح غاية المرام 90
و وجه الاستدلال ان عبد الله بن عمر ذكر الخيلاء بمجرد جره للثياب و هذا يدل انه لا فرق في احاديث رسول الله عليه الصلاة و السلام بين الاسبال و الخيلاء فيقد الاسبال بها
الزهد لهناد بن السري ء باب الكبر
حديث: 839
حدثنا أبو معاوية، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان قال: رأى ابن مسعود رجلا عليه عباءتان قد اتزر بإحداهما وهو يجرها وارتدى بالأخرى , فقال: " من جر إزاره لا يجره إلا من الخيلاء فليس من الله في حل ولا حرام " *
رجاله ثقات
و وجه الاستدلال انه حصر بالخيلاء و لو كان التحريم مطلقا لما قال لا يجره الا من خيلاء
ادن كل هذه الاحاديث تدل ان مجرد الاسبال لا يلحقه التحريم انما التحريم عند مظنة الخيلاء او الخيلاء و مظنة الخيلاء منتفية في الاسبال بين الكعب و الشراك و الله اعلم و السلام عليكم
ـ[التقرتي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 02:03]ـ
السلام عليكم
قال الشيخ الحويني روى ابن أبى شيبه فى كتاب المصنف عن خرشه بن الحر أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه رأى رجلاً وقد أطال إزاره فقال: أحائض أنت، فقال يأمير المؤمنين وهل يحيض الرجل؟ قال: نعم لما أسبلت إزارك؟ ـ لأن إسبال الإزار لا يكون الا للنساء ـ قال فأتى عمر بمشبط ـ أى مقص ـ وقص ما زاد عن الكعبين قال خرشه بن الحر: فكأنى أنظر إلى خيوط الإزار على عقبيه.
و لم نجد هذا الحديث في طبعات المصنف الحالية فربما طلع الشيخ على ما لم نطلع عليه
ان صح هذا الحديث فمنه فوائد
ان الكعبين غير داخلتين في التحريم لان عمر بن الخطاب قص الثياب بعدهما
(يُتْبَعُ)
(/)
و قص الثياب بعد الكعبين دليل انه ترك بعض الثياب تستوفي الكعبين و هذا ما يدل عليه قول الراوي فكأنى أنظر إلى خيوط الإزار على عقبيه
فسقوط الخيوط على عقبيه دليل ان عمر بن الخطاب ترك الثياب تستوفي الكعبين و هذا ما يؤكد ما ذهبنا اليه ان المنع انما هو للجر و لمس الثياب للارض و الله اعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 06:26]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
نواصل نقل الادلة ان المسبل عند العرب و المقصود من الاحاديث النبوية هو الذي يجر ثيابه
و ان الاسبال لغير الخيلاء قد انتفت منه العلة
موطأ مالك كتاب النكاح
باب نكاح المتعة حديث: 1131
وحدثني عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير أن خولة بنت حكيم دخلت على عمر بن الخطاب فقالت: إن ربيعة بن أمية استمتع بامرأة فحملت منه، فخرج عمر بن الخطاب فزعا يجر رداءه، فقال: " هذه المتعة. ولو كنت تقدمت فيها، لرجمت "
فها هو عمر بن الخطاب يجر ثيابه و قد يقول قائل كان في حالة غضب فنقول له ما جر عمر بن الخطاب رضي الله عنه رداءه الا لان رداءه طويل فقد اطاله ادن و المعلوم ان عمر بن الخطاب طويل القامة
سنن ابن ماجه ء كتاب اللباس
باب من جر ثوبه من الخيلاء حديث: 3569
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: مر بأبي هريرة فتى من قريش يجر سبله، فقال: يا ابن أخي إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من جر ثوبه من الخيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة
صحيح الترغيب 2037
فوجه الاستدلال ان ابا هريرة رضي الله عنه ذكر للشاب جر الثياب خيلاء و هذا يدل ان الصحابة كانوا يعتبرون الاسبال جر الثياب و يستدلون بلفظ الخيلاء و هذا دليل انه لا فرق بين الاسبال و و جر الثياب للخيلاء في الاحاديث النبوية بل هو شيئ واحد و كل الاحاديث جاءت تنهى عن الاسبال للخيلاء
مشكل الآثار للطحاوي باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه
حديث: 2968
كما قد حدثنا أبو أمية قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي قال: حدثنا شيبان ء يعني: النحوي عن الأعمش , عن سليمان بن مسهر , عن خرشة بن الحر , عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة , ولا يزكيهم , ولهم عذاب أليم: الذي لا يعطي شيئا إلا منة , والمسبل إزاره الذي يجر إزاره , والمنفق سلعته بالحلف الفاجر " قال: فذكر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث هؤلاء الثلاثة بما ذكرهم به فيه ثم وجدناه صلى الله عليه وسلم ذكر ثلاثة أخر بذلك المعنى في حديث آخر. *
و الحديث رجاله لا بأس بهم
فقوله المسبل إزاره الذي يجر إزاره فسر الاسبال بجر الازار و هذا الظاهر من كل الاحاديث
مسند أحمد بن حنبل ومن مسند بني هاشم
مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ء حديث: 4745
حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا داود يعني ابن قيس، عن زيد بن أسلم، قال: أرسلني أبي إلى ابن عمر فقلت: أأدخل؟ فعرف صوتي، فقال: أي بني، إذا أتيت إلى قوم فقل: السلام عليكم، فإن ردوا عليك فقل: أأدخل؟ قال: ثم رأى ابنه واقدا يجر إزاره فقال: ارفع إزارك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من جر ثوبه من الخيلاء، لم ينظر الله إليه " *
صحيح غاية المرام 90
فنهي بن عمر الشاب عن جر الازار و استدلاله بقوله عليه الصلاة و السلام في حديث الخيلاء دليل على ان المنهي عنه هو الخيلاء و ما نهي عن الاسبال الا نمن اجل الخيلاء
مسند أبي يعلى الموصلي مسند عبد الله بن عمر
حديث: 5476
حدثنا محمد بن بشار، حدثني أبو عامر العقدي، حدثنا أيوب بن ثابت المدني، قال: سمعت خالد بن كيسان، قال: كنت مع ابن عمر قاعدا فمر فتى يجر سبله فقال لي: ادع هذا، ادع هذا. قال: فدعوته. قال: فقال له: ارفع إزارك. قال: فرفعه إلى فوق عقبه. فقال ابن عمر: " هكذا أزر رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال: هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نأتزر " *
و رجاله ثقات و خالد بن كيسان ذكره ابن حبان في كتاب الثقاث
(يُتْبَعُ)
(/)
و قوله رفعه فوق عقبيه و قول بن عمر رضي الله عنه هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نأتزر دليل على ان لبس الثياب الى فوق العقب لا بأس به
سنن الترمذي الجامع الصحيح الذبائح
أبواب اللباس باب ما جاء في جر ذيول النساء
حديث: 1698
حدثنا الحسن بن علي الخلال قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " "، فقالت أم سلمة: فكيف يصنعن النساء بذيولهن؟ قال: " " يرخين شبرا " "، فقالت: إذا تنكشف أقدامهن، قال: " " فيرخينه ذراعا، لا يزدن عليه " "، هذا حديث حسن صحيح *
صحيح الجامع 6188
قال الحويني إن إسبال الإزار فيه تشبه بالنساء كما فى حديث عمر عند النسائى وأبى داود وغيرهما (قال صلى الله عليه وسلم "من جر إزاره خيلا لا ينظر الله اليه يوم القيامة" قالت أم سلمة يا رسول الله فماذا تفعل النساء بذيولهن؟ قال "يرخينه شبرا" أى فوق الأصل أى الكعبين والكعبين هما العظم الناتىء فى أسفل الرجل فوق القدم هذا الأصل فالإرخاء الذى فى الحديث أى تطويل الإزار شبرا من بعد الكعبين - فقالت أم سلمة اذا تنكشف أقدامهن – برغم انه شبرا , على أن الشبر من الكعب أى انه قليل للتغطية – قال "يزدنه زراعا و لا يزدن ") فأصل الحكم أن يكون الإزار مشدودا فوق الكعبين ثم رخص للنساء حتى لا تنكشف أقدامهمن لأن المرأة كما قال النبى صلى الله عليه وسلم "كلها عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان" اذا الرجل الذى يرخى ذيله متشبه بالنساء و الأن نرى العكس تلبس المرأة لبس الرجل على السنة و يلبس الرجل لبس المرأة على السنة!! اهـ
قلت هدا وهم سامح الله الشيخ كيف يظن ان اصل الازار فوق الكعبين و ان الرسول عليه الصلاة و السلام رخص للنساء الزيادة!!! ايظن ان رسول الله عليه الصلاة و السلام كان بآمر النساء رفع الثياب فوق الكعبين!!!!! ايأمر رسول الله عليه الصلاة و السلام النساء بكشف اقدامهم و الله يأمرهن بسترها!!!!
هذه زلة من الشيخ و انما الحديث فيه منع لجر الثياب و لذلك فهمت ام سلمة انه ان لم يكن للمرأة ذيل ستنكشف اقدامهن لذلك قالت فكيف يصنعن النساء بذيولهن!!! فانظروا بذيولهن و لم تقل مباشرة تنكشف اقدامهم و الذيل هو ما لمس الارض و ليس ما تحت الكعبين و هذا يدل ان النهي هو النهي عن جر الازار لذلك لما رخص لها رسول الله عليه الصلاة و السلام بشبر قالت تنكشف اقدامهن اي اذا مشين فرخص لها في ذراع
و الحديث دليل واضح ان النهي عن الاسبال انما هو النهي عن جر الثياب و لذك قال بن العربي وَحَاصِلُهُ أَنَّ الْإِسْبَالَ يَسْتَلْزِمُ جَرَّ الثَّوْبِ وَجَرُّ الثَّوْبِ يَسْتَلْزِمُ الْخُيَلَاءَ وَلَوْ لَمْ يَقْصِدْهُ اللَّابِسُ اهـ
فقد فهم ان الاسبال جر للثياب لا تحت القدمين فقط
فائدة
هذا الحديث دليل ان قدم المرأة عورة بعكس ما ذهبت اليه الحنفية من قياس القدم باليد و قولهم انها ليست بعورة و لا قياس مع نص.
و قد بوب البيهقي في سننه الكبرى بابا بعنوان جماع أبواب لبس المصلي باب كراهية إسبال الإزار في الصلاة
فهو يرى الكراهة في الاسبال ثم ساق هذا الحديث الضعيف
حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا أبو عوانة، وثابت أبو زيد، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن ابن مسعود رفعه أبو عوانة ولم يرفعه ثابت أنه رأى أعرابيا عليه شملة قد ذيلها وهو يصلي فقال: " إن الذي يجر ثوبه من الخيلاء في الصلاة ليس من الله في حل ولا حرام " أخبرنا أبو علي الروذباري، أنبأ محمد بن بكر، ثنا أبو داود السجستاني قال: روى هذا جماعة، عن عاصم، موقوفا على ابن مسعود منهم حماد بن سلمة وحماد بن زيد وأبو الأحوص وأبومعاوية قال الشيخ: وفي الأحاديث الثابتة المطلقة في النهي عن جر الإزار دليل على كراهيته في الصلاة وغيرها.
و كما ترون هذا جر للثياب و منه نستنتج ان الاسبال جر الثياب لا اطالتها للكعبين او تحتهما و فوق العقب و هذا الذي تدل عليه الاحاديث التي اوردناها سابقا و الله اعلم و السلام عليكم و رحمة الله
ـ[القضاعي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 11:48]ـ
يا أخي هداك الله لا تستكثر بما لا يفيدك!
فأنت تقول أن النبي واصحابه جعلوا ارخاء اللباس إلى ما بين الكعب والعقب مثله مثل الجر للخيلاء وعلى هذا الاساس وجد الانكار منه صلى الله عليه وسلم على بعض الصحابة رضي الله عنهم.
وأنت للاسف إلى الأن لم تاتي بحجة تدل على التفريق بين العصور كما تزعم بانها اوضح من الواضحات؟
فهل كل ما تعارف عليه أهل بلد من منكر يصبح سائغ الفعل وإن أتى النص بتحريمه وانكره النبي واصحابه؟؟؟
هذا مودى كلامك وللأسف يجب عليك التزامه.
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تسبوا اصحابي .... الحديث "
وعلمنا أنه انكر على بعض الصحابة سبهم لبعض كحادثة أبي ذر مع بلال - إن صحت - وكحادثة خالد بن الوليد مع عبد الرحمن بن عوف وهي في الصحيح.
واليوم ترى وتشاهد ملايين الناس في البلاد الرافضية كإيران وغيرها أصبح سب الصحابة عندهم دين يتقربون بذلك إلى الله.
فهل ستقول قد أختلفت العصور , ولا يلزم رافضة إيران - قبحهم الله - حديث " لا تسبوا اصحابي " ولا فعل النبي صلى الله عليه وسلم في انكاره هذا الفعل؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 12:10]ـ
للأسف أجدك تدندن على قول من قال بأن التحريم يشمل الكعبين وإن لم يتجاوزهما الثوب!
ولا أدري لماذا تلزمنا بما لم التزمه وقد قلت لك ليس لصاحب هذا القول دليل وهذا الوصف خارج النزاع فلا تعده عليّ بارك الله فيك.
والآن انظر لهذا الحديث من صحيح مسلم:
5583 - حَدَّثَنِى أَبُو الطَّاهِرِ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ مَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَفِى إِزَارِى اسْتِرْخَاءٌ فَقَالَ «يَا عَبْدَ اللَّهِ ارْفَعْ إِزَارَكَ». فَرَفَعْتُهُ ثُمَّ قَالَ «زِدْ». فَزِدْتُ فَمَا زِلْتُ أَتَحَرَّاهَا بَعْدُ. فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ إِلَى أَيْنَ فَقَالَ أَنْصَافِ السَّاقَيْنِ.
ففي هذا الحديث لم يُذكر الجر , وإنما ذُكر الارتخاء وهو ما يفيد أن ثوب ابن عمر رضي الله عنهما لم يصل الارض وإنما نزل عن الكعبين , فانكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الوضع.
وأنا أسالك: هل تعتقد أن في هذه الصورة خيلاء؟
بالتأكيد لا أظنك ستقول: بلا!
لأن ابن عمر رضي الله عنه بعيد جداً عن الخيلاء لما ورد في سيرته ولما هو معروف من والده.
ليس لك مخرج إلا أن تقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم انكر عليه هذا الوضع لأجل الذريعة , وهو ما نقوله أيضاً ونلتزمه في هذا العصر وفي كل العصور حتى تقوم الساعة , لأن النسخ انتهى زمنه والشريعة كاملة ومحكمة.
فإن قلت لا ليست بكامله أو عندي دليل النسخ , أو دليل اختلاف العصور , فهاته عاجلاً بارك الله فيك لنرجع لقولك الله الموفق.
قال الشاطبي في الموافقات: " إن هذه الشريعة المباركة معصومة، كما أن صاحبها صلى الله عليه وسلم معصوم، .... وقد قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ} [الحج: 52]، فأخبر أنه يحفظ آياته ويحكمها حتى لا يخالطها غيرها ولا يداخلها التغيير ولا التبديل، والسنة وإن لم تذكر، فإنها مبينة له ودائرة حوله، فهي منه وإليه ترجع في معانيها، فكل واحد من الكتاب والسنة يعضد بعضه بعضا، ويشد بعضه بعضا، وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3]. انتهى
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 12:16]ـ
اخي القضاعي لا ادري ما دخل سب الصحابة هنا فسب الصحابة كفر
اما الدليل فقد اتيتك به و هو واضح و اعيد لك نص الحديث
مسند أبي يعلى الموصلي مسند عبد الله بن عمر
حديث: 5476
حدثنا محمد بن بشار، حدثني أبو عامر العقدي، حدثنا أيوب بن ثابت المدني، قال: سمعت خالد بن كيسان، قال: كنت مع ابن عمر قاعدا فمر فتى يجر سبله فقال لي: ادع هذا، ادع هذا. قال: فدعوته. قال: فقال له: ارفع إزارك. قال: فرفعه إلى فوق عقبه. فقال ابن عمر: " هكذا أزر رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال: هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نأتزر " *
و رجاله ثقات و خالد بن كيسان ذكره ابن حبان في كتاب الثقاث
و هذا الحديث
حديث إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير ء حديث: 2098
حدثنا أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه، بالري، حدثنا محمد بن الفرج الأزرق، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، حدثنا أبو جعفر الرازي، عن يزيد بن أبي مالك، حدثنا أبو سباع، قال: اشتريت ناقة من دار واثلة بن الأسقع فلما خرجت بها أدركني واثلة وهو يجر إزاره، فقال: يا عبد الله اشتريت؟ قلت: نعم، قال: بين لك ما فيها؟ قلت: وما فيها، إنها لسمينة ظاهرة الصحة؟ قال: أردت بها سفرا أو أردت بها لحما؟ قلت: أردت بها الحج. قال: فارتجعها. فقال صاحبها: ما أردت إلا هذا أصلحك الله تفسد علي. قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يحل لأحد أن يبيع شيئا، إلا بين ما فيه، ولا يحل لمن علم ذلك إلا بينه " " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
صحيح الترغيب و الترهيب حسن لغيره 1774
(يُتْبَعُ)
(/)
و هذا من فعل صحابي
و هذا الحديث
السنن الكبرى للبيهقي ء كتاب التفليس
باب حلول الدين على الميت ء حديث: 10538
أخبرنا أبو علي الروذباري، ثنا أبو طاهر المحمدآباذي، ثنا أحمد بن يوسف السلمي، ح وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد , ثنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا أحمد بن منصور، قالا: ثنا عبد الرزاق، أنبأ سفيان الثوري، أخبرني أبي، عن الشعبي، حدثني سمعان بن مشنج، عن سمرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة، فلما انصرف قال: " أها هنا من آل فلان أحد؟ " فقال ذاك مرارا، قال: فقام رجل يجر إزاره من مؤخر الناس، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " أما إني لم أنوه باسمك إلا لخير؛ إن فلانا، لرجل منهم، مأسور بدينه، فلو رأيت أهله ومن يتحرون أمره قاموا فقضوا عنه " لفظ حديث البغدادي. وروي في حلول الدين على الميت عن ابن عمر مرفوعا، وعن زيد بن ثابت موقوفا، وكلاهما ضعيف *
صححه الشيخ الالباني احكام الجنائز 16
فهذا صحابي يجر ازاره في مسجد رسول الله عليه الصلاة و السلام و امامه و لم يعنفه لانه لم يكن يجره للخيلاء
و هذا فعل عبد الله بن العباس
عن عكرمة قال: رأيت ابن عباس إذا اتزر أرخى مقدم إزاره حتى يقع حاشيته على ظهر قدميه، ويرفع الإزار مما وراءه، فقلت:لم تأتزر هكذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزر هذه الإزرة " وصححه الألباني رحمه الله في الصحيحة (1238)
و هذه رواية اخرى
طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ الأصبهاني ء الطبقة الثالثة
ومن الطبقة السابعة نافع بن أبي نعيم بن عبد الرحمن ء محمد بن أبي يحيى الأسلمي
حديث: 125
ما أخبرنا عبد الله بن محمد بن سوار الهاشمي , قال: ثنا أبو بلال الأشعري , قال: ثنا يحيى بن العلاء , عن محمد بن أبي يحيى , عن عكرمة , عن ابن عباس , قال: " رأيته اتزر فأرسل إزاره من مقدمه حتى مست ظهر قدميه , ويلقيه من خلفه , فقلت له: تأتزر هكذا؟ فقال: " هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم " أخبرنا أبو يعلى , قال: ثنا أبو صالح محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال: ثنا أبي قال: ثنا محمد , بإسناده مثله , قال: وربما رفعه وربما لم يرفعه *
ففعل الصحابة و رفعه لرسول الله عليه الصلاة و السلام يدل ان النهي كان للخيلاء و ان تعنيف رسول الله عليه الصلاة و السلام لبعض من اصحابه دون اخرين فهو لم يعنف الرجل الذي يجر ازاره في المسجد و قال لابي بكر لست تصنعه خيلاء يدل ان العصور تختلف و الا فلماذا يلبس عبد الله بن العباس هذا اللباس!!!! و هذا الرجل كيف يجر ازاره في المسجد و لا يعنفه رسول الله عليه الصلاة و السلام
انما اخي هات ادلة واضحة فانت لحد الان لم تأتي بما يرد كل هذه الاحاديث الصحيحة و مشاركتك الاخيرة لا شيئ فيها مقابل هذه الادلة الصحيحة!!!!! فقد ثبت ان هناك من جر ازاره امام رسول الله عليه الصلاة و السلام و لم يعنفه و كل هذا يدل انه كان يعنف من يجره للخيلاء كما ثبتت الاحاديث
فانت تتمسك ببعض الاحاديث و تترك الاخرى اما انا فجمعتها و اقول ان ما اتيت به هو من باب الافضل لاصحابه رضوان الله عليهم اما انت فاين تضع كل هذه الاحاديث التي نقلتها ?
اما قولك بن عمر بعيد عن الخيلاء فارجع للحديث فهو يناقضك لان الرسول عليه الصلاة و السلام عقب بقوله لا ينظر الله لمن جر ثوبه خيلاء و هذا يدل انه منعه من جر ثوبه لهذا لان ظاهر جره فيه خيلاء و ان لم يقصده هو و هذا ما قلناه لكنه لم يعنف غيره كما في حديث الرجل الذي يجر ازاره في المسجد فاين تضع كل هذه الاحاديث!!!!
و ازيدك هذا الحديث اخي القضاعي
مسند أحمد بن حنبل ء ومن مسند بني هاشم
مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ء حديث: 5557
حدثنا زكريا بن عدي، أخبرنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابن عمر قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة من حلل السيراء أهداها له فيروز، فلبست الإزار فأغرقني طولا وعرضا، فسحبته ولبست الرداء، فتقنعت به، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعاتقي فقال: " يا عبد الله بن عمر، ارفع الإزار، فإن ما مست الأرض من الإزار إلى ما أسفل من الكعبين في النار " قال عبد الله بن محمد: فلم أر إنسانا قط أشد تشميرا من عبد الله بن عمر.
و ان كان عبد الله بن محد بن عقيل في حديثه لين لكن هذا الحديث يتابع ما قلناه ان عبد الله بن عمر كان يجر ثوبه و لذلك عقب عليه رسول الله عليه الصلاة و السلام من جر ثوبه خيلاء و لذلك استفسرت ام سلمة ماذا تفعل النساء بذيلهن
و كل الاحاديث تصب في مجرى واحد ان النهي هو للخيلاء و ان الرسول عليه الصلاة و السلام كان يختار الافضل لصحابته اد وردت احاديث فيها تؤكد ذلك منهم من جر ازاره امام رسول الله عليه الصلاة و السلام و لم يعنفه و منها عمل عبد الله بن مسعود اما احاديث النهي فكلها فيها جر للثياب و الله اعلم
فهات ادلتك امام كل هذه الاحاديث الصحيحة و انا في الانتظار و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 01:07]ـ
خلاصة القول ان الاسبال يدور على علة الخيلاء و اما نهي رسول الله عليه الصلاة السلام فهو نهي لهدة العلة و هذه العلة منتفية في عصرنا لمن لبس لباس قومه و لم نقل انه يجره لان الجر و ان لم يكن فيه خيلاء ففيه نجاسة للثوب و من الصحابة من لبس هكذا في عصر رسول الله عليه الصلاة و السلام الرجل الذي جر ثوبه في المسجد و كذلك شوهد عبد الله بن العباس بهذا اللباس و كذلك عبد الله بن مسعود
و كذلك عمل عمر بن الخطاب
مسند أبي يعلى الموصلي مسند عبد الله بن عمر
حديث: 5476
حدثنا محمد بن بشار، حدثني أبو عامر العقدي، حدثنا أيوب بن ثابت المدني، قال: سمعت خالد بن كيسان، قال: كنت مع ابن عمر قاعدا فمر فتى يجر سبله فقال لي: ادع هذا، ادع هذا. قال: فدعوته. قال: فقال له: ارفع إزارك. قال: فرفعه إلى فوق عقبه. فقال ابن عمر: " هكذا أزر رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال: هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نأتزر " *
و رجاله ثقات و خالد بن كيسان ذكره ابن حبان في كتاب الثقاث
فقصه و ترك الخيوط فوق العقبين وهذا كله يدل ان الذي كانوا ينهون عنه هو جر الثياب اما طول الثياب و قصرها بغض النظر عن الجر تتغير بالزمن
و فعل كل هذا يدل ان الذريعة انتفت بل لم يعنف الرسول عليه الصلاة و السلام بعض اصحابه في عهده و كل من عنفهم شباب و هذا يدل انه كان يراعي الخيلاء و حالة المسبل
ملاحظة كلامي حول الكعبين لان اغلب ما يسمونهم المسبلين اليوم ثيابهم تغطي الكعبين و لا يجاوزونها في كثير من الحالات او ثيابهم فوق ظهر القدم فكلامي لتنبيه الاخوة و ليس لك انت فقط و بارك الله فيك لا تسميها دندنة فالتنبيه واجب
اما قولك ليس لديهم دليل فاخالفك في هذا فلا نبخس الناس لان عندهم دليل و ان كنا نخالفهم في فهمه و هو قوله عليه الصلاة و السلام لا حق للكعبين في الازار من حديث حديفة فهذا دليلهم لكن نحن جمعنا بينه و بين الاحاديث الاخرى و التي فيها قول رسول الله عليه الصلاة و السلام الى الكعبين و مع عمل الصحابة ايضا فقد بلغ ازارهم الكعبين لذلك قلنا ان كلامه عليه الصلاة و السلام كان للافضل لحديفة و ليس من باب النهي لان النهي جاء بقوله ما تحت الكعبين ففي النار فلم يدخل الكعبين و الله اعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 04:04]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
نواصل احضار الادلة في مسألة الاسبال و ها انا اعطيكم دليلا ينقض حجة الذين قالوا ان عبد الله بن مسعود كان يسبل دون علمه بحديث زرارة
ذكرالذهبي في سير اعلام النبلاء
عطشا هشيم حدثنا سيار عن أبي وائل أن ابن مسعود رأى رجلا قد أسبل فقال ارفع إزارك فقال وأنت يا ابن مسعود فارفع إزارك قال إن بساقي حموشة وأنا أؤم الناس فبلغ ذلك عمر فجعل يضرب الرجل ويقول أترد على ابن مسعود اهـ الجزء الاول صفحة 491/ 492
الطبعة الحادية عشر مؤسسة الرسالة تحقيق الدكتور بشار عواد معروف
و قال في الهامش رجاله ثقات و هشيم صرح بالتحديث فانتفت شبهة التدليس و قد ذكره الحافظ بن حجر في الاصابة 6/ 217 و نسبه الى البغوي من طريق سيار عن ابي وائل عن بن مسعود.اهـ
و قيل انه اخرجه بن عساكر انظر الكنز 7/ 55 و ذكره بن عبد البر في جامع بيان العلم و فضله و لم اقف عليها شخصيا في المرجعين غير اني وقفت عليه في سير الاعلام
و في هذا الحديث دليل ان عمر بن الخطاب اقر عبد الله بن مسعود في اسباله و هذا و لا شك يهدم حجة القائلين ان الاسبال ان كان لغير خيلاء فهو حرام , كيف يسمح عمر بن الخطاب لابن مسعود بذلك الا لانه علم انه لا يريد خيلاء و لو كان الاسبال محرما مطلقا لما اقر عبد الله بن مسعود في ذلك و سنة الخلفاء الراشدين سنة كما تعلمون , و هذا دليل قوي على صحة مذهب الجمهور و الله اعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 05:14]ـ
نواصل نقل الادلة و انقل لكم هذا البحث القيم لزيادة الفائدة و لو كان فيه بعض الاعادة
مذهب جمهور العلماء في مسألة إسبال الثياب بغير خيلاء
الحمد لله والصلاة والسلام على سيد خلق الله وبعد:
أولا: الأحاديث التي فهم منها العلماء جواز الإسبال لغير خيلاء:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر اللَّه إليه يوم القيامة"، فقال أبو بكر: يا رَسُول اللَّهِ إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: "إنك لست ممن يفعله خيلاء" رَوَاهُ البُخَارِيُّ تحت باب (من جر إزاره من غير خيلاء) فكأنه يرى الجواز، وروى مسلم بعضه.
2 - وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ وَنَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ مُسْتَعْجِلاً حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ وَثَابَ النَّاسُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَجُلِّيَ عَنْهَا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَالَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئاً فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يَكْشِفَهَا. (رواه البخاري في باب من جر إزاره من غير خيلاء).
ثانيا: الآثار عن الصحابة والسلف التي تفيد جواز الإسبال لغير الخيلاء:
1 - أخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود بسند جيد أنه كان يسبل إزاره فقيل له في ذلك فقال إني حمش الساقين.
2 - وعن أبي إسحاق قال: رأيت ابن عباس أيام منى طويل الشعر، عليه إزار فيه بعض الإسبال، وعليه رداء أصفر.
قال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن.
3 - أخرج ابن أبي شيبة وعنه أبو نعيم في الحلية: (5/ 322) وابن سعد في الطبقات: (5/ 403) عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عمرو بن مهاجر قال كان قميص عمر بن عبد العزيز ما بين الكعب والشراك.
4 - قال البيهقي: وروينا عن عطاء بن أبي رباح أنه صلى سادلا وكأنه نسي الحديث أو حمله على أن ذلك إنما لا يجوز للخيلاء وكان لا يفعله خيلاء والله أعلم (سنن البيهقي الكبرى الجزء 2 ص 242).
5 - إبراهيم بن يزيد النخعي – رحمه الله تعالى -:
أخرج ابن أبي شيبة في ((المصَنَّفِ)) (رقم:24845) قال: حدثنا ابن مهدي، عن أبي عوانة، عن مغيرة قال:" كان إبراهيم قميصُه على ظهر القدم". إسناده صحيحٌ.
6 - أيُّوب بن أبي تِميمَة السِّختِيَانيُّ – رحمه الله تعالى -:
أخرج الإمام أحمد في ((العلل)) – رواية ابنه عبد الله – (رقم: 841) قال:حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدَّثنا حماد بن زيد، قال:"أمرَنِي أيّوب أن أقطعَ له قميصاً قال: اجعلْه يضرِبُ ظَهْرَ القدم، و اجعَلْ فَمَ كُمِّهِ شبراً ".
إسنادهٌ صحيحٌ.
ومن أقواله –رحمه الله-: "كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها، و الشهرة اليوم في تقصيرها".
أخرجه معمر في ((جامعه)) (11/ 84) – و من طريقه عبد الرزاق في ((المصنف)) (11/ 84)، و من طريقه أيضا: أخرجه ابن سعد في ((الطبقات)) (1) (7/ 248) و الدينوري في ((المجالسة)) (1919) و أبو نعيم في ((الحلية)) (3/ 7) و البيهقي في ((الشعب)) (رقم:6243) –.
و لفظ الحلية: ((كان في قميص أيوب بعض التذييل فقيل له فقال: الشهرةُ اليومَ في التشمير)).
و لفظ ابن سعد: ((يا أبا عروة – هي كنيةُ معمرٍ -: كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها، فالشهرة اليوم في تشميرها)).
و كما قال سفيان بن حسين لعمر بن علي بن مقدم: أتدري ما السمت الصالح؟! ليس هو بحلق الشارب!، و لا تشمير الثوب؛ و إنما هو: لزوم طريق القوم، إذا فعل ذلك قيل: قد أصاب السَّمت، وتدري ما الاقتصاد؟! هو المشي الذي ليس فيه غلو ولا تقصير.
أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (21/ 68) و سنده صحيح.
ثالثا: فهم أهل الحديث في كتبهم لهذه المسألة:
1 - كما سبق أن أشرنا فقد عقد البخاري بابا في صحيحه بعنوانمن جر إزاره من غير خيلاء) وجاء فيه بالحديثين السابقين فكأن هذا مذهبه وهو أنه لا إثم على من جر ثوبه لغير خيلاء.
2 - وفي كتاب المنهيات للحكيم الترمذي ص 7:
وعامة الأحاديث التى جاءت عن جر الإزار، إنما تدل على أن النهى مع الشرط، قال: (من جر الإزار خيلاء)؛ فدل هذا على أن النهى عن جر الإزار إذا كان خيلاء.
حدثنا قتيبة عن سعيد، حدثنا مالك بن أنس، عن نافع وزيد بن أسلم وعبد الله بن زبير، كلهم يخبر عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء).
(يُتْبَعُ)
(/)
وحدثنا قتيبة، عن مالك، عن أبى الزناد، عن الأعرج، عن أبى هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطراً).
فهذا الإسبال والجر للثوب إنما كره للمختال الفخور.
وروى عن ابن عباس رضى الله عنه أنه قال: كل ما شئت، والبس ما شئت، ما أخطأتك خصلتان: سرف ومخيلة.
وقد كان في بدء الإسلام المختال يلبس الخز، ويجر الإزار ويسبله؛ فنهوا عن ذلك.
وقد كان فيهم من يلبس الخز ويسبل الإزار فلا يعاب عليه، منهم أبو بكر رضى الله عنه؛ حيث قال: يا رسول الله، إنى رجل قليل اللحم فإذا أبرزت سقط إزارى على قدمى وقد قلت ما قلت? قال: (لست منهم يا أبا بكر). حدثنا بذلك أبى، حدثنا أحمد بن يونس، عن زهير، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)؛ فقال أبو بكر رضى الله عنه: بأبى أنت يا رسول الله، إن أحد شقى إزارى يسترخى إلا أن أتعاهد ذلك منه? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لست ممن يصنعه خيلاء).
........
ثم قال:
حدثنا سفيان، حدثنا أبى، عن منصور، عن أبى وائل، قال: كان عبد الله يسبل إزاره، فقيل له؛ فقال: إني رجل حمش الساقين. قال سفيان: يعنى رقيق الساقين.
فقد وضح لنا أن سبب النهى إنما هو الخيلاء، فإذا علم من قلبه أنه مختال فليجتنب وكان في بدء الأمر رفع الإزار إلى أنصاف الساق تجنبا للخيلاء والمراءاة، وكذلك تشمير القميص، فلم يزل الناس في تبديل من سوء ضمائرهم، حتى صار ذلك تصنعا ومراءاة؛ فكان من شمر الإزار والقميص ممقوتا لسوء مراده.
وروى عن أيوب السختيانى رحمه الله: أنه طول قميصه له الخياط في ذلك؛ فقال: السنة اليوم في هذا الزى، أو كلاما هذا معناه .. كأنه ذهب إلى أنه إنما نهى عن طوله للخيلاء فشمروا. فاليوم صار التشمير مراءاة وتصنعا وتزيينا للخلق يختالون في الدنيا بالدين!! وروى أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله كان قميصه وجبته تضرب شراك نعليه.
3 - وفي مسند أبي عوانة باب بعنوان بيان الأخبار الناهية عن جر الرجل إزاره بطرا وخيلاء والتشديد فيه والدليل على أن من لم يرد به خيلاء لم تكن عليه تلك الشدة.
4 - وجاء في صحيح ابن حبان (2/ 281):
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سلام بن مسكين، عن عقيل بن طلحة، قال: حدثني أبو جري الهجيمي قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إنا قوم من أهل البادية، فعلمنا شيئا ينفعنا الله به، فقال: ((لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك، ووجهك إليه منبسط. وإياك وإسبال الإزار، فإنه من المخيلة، ولا يحبها الله. وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك، فلا تشتمه بما تعلم فيه، فإن أجره لك، ووباله على من قاله)).
قال أبو حاتم: الأمر بترك استحقار المعروف أمر قصد به الإرشاد. والزجر عن إسبال الإزار زجر حتم لعلة معلومة، وهي الخيلاء، فمتى عدمت الخيلاء، لم يكن بإسبال الإزار بأس. والزجر عن الشتيمة، إذا شوتم المرء، زجر عنه في ذلك الوقت، وقبله، وبعده، وإن لم يشتم.
رابعا: أقوال شراح كتب الحديث في الأحاديث المطلقة بالوعيد والمقيدة له بقصد الخيلاء:
1 - جاء في شرح صحيح مسلم للنووي:
هذا التَّقييد بالجرِّ خيلاء يخصِّص عموم المسبل إزاره، ويدلُّ على أنَّ المراد بالوعيد من جرّه خيلاء، وقد رخَّص النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- في ذلك لأبي بكر الصِّدِّيق -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وقال: لست منهم إذ كان جرّه لغير الخيلاء.
ويقول:
أمَّا الأحاديث المطلقة: بأنَّ ما تحت الكعبين في النَّار، فالمراد بها: ما كان للخيلاء، لأنَّه مطلق، فوجب حمله على المقيَّد، واللهُ أعلم.
2 - وجاء في فتح الباري لابن حجر:
قال شيخنا في " شرح الترمذي " ما مس الأرض منها خيلاء لا شك في تحريمه.
قال: ولو قيل بتحريم ما زاد على المعتاد لم يكن بعيدا، ولكن حدث للناس اصطلاح بتطويلها، وصار لكل نوع من الناس شعار يعرفون به، ومهما كان من ذلك على سبيل الخيلاء فلا شك في تحريمه، وما كان على طريق العادة فلا تحريم فيه ما لم يصل إلى جر الذيل الممنوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقل عياض عن العلماء كراهة كل ما زاد على العادة وعلى المعتاد في اللباس من الطول والسعة.
ويقول:
وفي هذه الأحاديث أن إسبال الإزار للخيلاء كبيرة، وأما الإسبال لغير الخيلاء فظاهر الأحاديث تحريمه أيضا، لكن استدل بالتقييد في هذه الأحاديث بالخيلاء على أن الإطلاق في الزجر الوارد في ذم الإسبال محمول على المقيد هنا، فلا يحرم الجر والإسبال إذا سلم من الخيلاء.
قال ابن عبد البر: مفهومه أن الجر لغير الخيلاء لا يلحقه الوعيد، إلا أن جر القميص وغيره من الثياب مذموم على كل حال.
وقال النووي: الإسبال تحت الكعبين للخيلاء، فإن كان لغيرها فهو مكروه، وهكذا نص الشافعي على الفرق بين الجر للخيلاء ولغير الخيلاء، قال: والمستحب أن يكون الإزار إلى نصف الساق، والجائز بلا كراهة ما تحته إلى الكعبين، وما نزل عن الكعبين ممنوع منع تحريم إن كان للخيلاء وإلا فمنع تنزيه، لأن الأحاديث الواردة في الزجر عن الإسبال مطلقة فيجب تقييدها بالإسبال للخيلاء انتهى.
والنص الذي أشار إليه ذكره البويطي في مختصره عن الشافعي قال: لا يجوز السدل في الصلاة ولا في غيرها للخيلاء، ولغيرها خفيف لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ا هـ، وقوله: " خفيف " ليس صريحا في نفي التحريم بل هو محمول على أن ذلك بالنسبة للجر خيلاء، فأما لغير الخيلاء فيختلف الحال، فإن كان الثوب على قدر لابسه لكنه يسدله فهذا لا يظهر فيه تحريم، ولا سيما إن كان عن غير قصد كالذي وقع لأبي بكر، وإن كان الثوب زائدا على قدر لابسه فهذا قد يتجه المنع فيه من جهة الإسراف فينتهي إلى التحريم، وقد يتجه المنع فيه من جهة التشبه بالنساء وهو أمكن فيه من الأول. انتهى ما ذكره الحافظ في الفتح.
3 - وجاء في فيض القدير للمناوي:
(والمسبل إزاره) الذي يطوّل ثوبه ويرسله إذا مشى تيهاً وفخراً (خيلاء) أي يقصد الخيلاء بخلافه لا بقصدها ولذلك رخص المصطفى صلى اللّه عليه وسلم في ذلك لأبي بكر حيث كان جره لغير الخيلاء.
4 - ويقول السندي في حاشيته على سنن النسائي في شرح حديث "ثلاثة لا يكلمهم الله ... ومنهم المسبل":
"المسبل" من الإسبال بمعنى الإرخاء عن الحد الذي ينبغي الوقوف عنده والمراد إذا كان عن مخيلة والله تعالى أعلم.
5 - وفي الديباج للسيوطي (بتحقيق الحويني): ("المسبل إزاره" المرخي له الجار طرفيه "خيلاء" فهو مخصص بالحديث الآخر لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء وقد رخص صلى الله عليه وسلم في ذلك لأبي بكر حيث كان جره لغير الخيلاء).
6 - وقال الشوكاني في نيل الأوطار:-
الحديث يدل على تحريم جر الثوب خيلاء. والمراد بجره هو جره على وجه الأرض وهو الموافق لقوله صلى الله عليه وسلم: {ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار.
وظاهر التقييد بقوله: خيلاء , يدل بمفهومه أن جر الثوب لغير الخيلاء لا يكون داخلا في هذا الوعيد. قال ابن عبد البر: مفهومه أن الجار لغير الخيلاء لا يلحقه الوعيد إلا أنه مذموم.
قال النووي: إنه مكروه وهذا نص الشافعي. قال البويطي في مختصره عن الشافعي: لا يجوز السدل في الصلاة ولا في غيرها للخيلاء , ولغيرها خفيف , لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: إنك لست ممن يصنعه خيلاء حين رآه يتعاهد ثوبه برفعه عن الأرض.
وبهذا يحصل الجمع بين الأحاديث وعدم إهدار قيد الخيلاء المصرح به في الصحيحين.
وقد جمع بعض المتأخرين رسالة طويلة جزم فيها بتحريم الإسبال مطلقا , وأعظم ما تمسك به حديث جابر.
وأما حديث أبي أمامة الذي أخرجه الطبراني من حديث أبي أمامة قال: {بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة إزار ورداء قد أسبل , فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بناحية ثوبه ويتواضع لله عز وجل ويقول: عبدك وابن عبدك وأمتك حتى سمعها عمرو فقال: يا رسول الله إني أحمش الساقين , فقال: يا عمرو إن الله تعالى قد أحسن كل شيء خلقه , يا عمرو إن الله لا يحب المسبل}. والحديث رجاله ثقات وظاهره أن عمرا لم يقصد الخيلاء , فغاية ما فيه التصريح بأن الله لا يحب المسبل , وحديث أبي بكر مقيد بالخيلاء وحمل المطلق على المقيد واجب. وأما كون الظاهر من عمرو أنه لم يقصد الخيلاء فما بمثل هذا الظاهر تعارض الأحاديث الصحيحة. والله أعلم.
ويقول أيضا:
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا بد من حمل قوله " فإنها المخيلة " في حديث جابر بن علي أنه خرج مخرج الغالب , فيكون الوعيد المذكور في حديث الباب متوجها إلى من فعل ذلك اختيالا , والقول بأن كل إسبال من المخيلة أخذا بظاهر حديث جابر ترده الضرورة , فإن كل أحد يعلم أن من الناس من يسبل إزاره مع عدم خطور الخيلاء بباله , ويرده قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: " إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء "، والحديث رواه الجماعة حيث قال صلى الله عليه وسلم: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة , فقال أبو بكر: إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه , فقال: إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء} ففيه تصريح بأن مناط التحريم الخيلاء , وأن الإسبال قد يكون للخيلاء , وقد يكون لغيره.ا. هـ بتصرف.
خامسا: أقوال الأئمة الأعلام أصحاب المذاهب المتبوعة:
*الأحناف:
1 - قال صاحب المحيط من الحنفية وروي أن أبا حنيفة رحمه الله ارتدى برداء ثمين قيمته أربعمائة دينار وكان يجره على الأرض فقيل له أولسنا نهينا عن هذا؟ فقال إنما ذلك لذوي الخيلاء ولسنا منهم.
ذكره ابن مفلح في الآداب الشرعية وكذلك السفاريني في كتابه "غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب" وكلاهما حنبلي.
2 - وقال النحلاوي في الدرر المباحة:" لا يجوز إسبال الثوب تحت الكعبين، إنْ كان للخيَلاء، والتكبر، وإلاّ جاز إلا أنّ الأفضل أن يكون فوق الكعبين .. ".
*المالكية:
وممن ذكر ذلك من المالكية: سليمان بن خلف الباجي في كتابه المنتقى شرح الموطأ والنفرواي في الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني.
1 - قال الباجي في المنتقى: وقوله صلى الله عليه وسلم الذي يجر ثوبه خيلاء يقتضي تعليق هذا الحكم بمن جره خيلاء، أما من جره لطول ثوب لا يجد غيره، أو عذر من الأعذار، فإنه لا يتناوله الوعيد.
2 - وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
وفي المواهب (وهو أحد كتب المالكية): ما كان من ذلك على سبيل الخيلاء فلا شكّ في تحريمه، وما كان على طريق العادة فلا تحريم فيه، ما لم يصل إلى جرّ الذّيل الممنوع منه.
3 - وتقدم في شرح ابن حجر للأحاديث قول ابن عبد البر:
قال ابن عبد البر: مفهومه أن الجر لغير الخيلاء لا يلحقه الوعيد، إلا أن جر القميص وغيره من الثياب مذموم على كل حال.
4 - وقد تعقب العراقي الشافعي ابن العربي المالكي حيث ذهب إلى تحريم الإسبال مطلقاً بخيلاء أو بغير خيلاء، فقال العراقي: وهو مخالف لتقييد الحديث بالخيلاء.
*الشافعية:
1 - ذكر البويطي في مختصره عن الشافعي قال: لا يجوز السدل في الصلاة ولا في غيرها للخيلاء، ولغيرها خفيف لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر:إنك لست ممن يصنعه خيلاء حين رآه يتعاهد ثوبه برفعه عن الأرض. ا هـ أفاده ابن حجر في الفتح.
2, 3, 4 - وقد قدمنا أقوال الإمامين النووي وابن حجر والسيوطي والمناوي –رحمهم الله-.
5, 6 ,7 - وهناك أيضا من الشافعية غير هؤلاء من ذهب إلى ذلك منهم: شيخ الإسلام زكريا الأنصاري والإمام شهاب الدين الرملي والحافظ ابن حجر الهيتمي وغيرهم كثير. ذكر ذلك الدكتور عبد الله الفقيه المفتي في موقع الشبكة الإسلامية.
8 - ويقول الحافظ العراقي في طرح التثريب:-
المستحب أن يكون الثوب إلى نصف الساقين، والجائز بلا كراهة ما تحته إلى الكعبين، فما نزل عن الكعبين فهو ممنوع، فإن كان للخيلاء فهو ممنوع منع تحريم , وإلا فمنع تنزيه.
وأما الأحاديث المطلقة بأن ما تحت الكعبين في النار فالمراد به ما كان للخيلاء ; لأنه مطلق فوجب حمله على المقيد انتهى – يقصد أن النهي عن الإسبال جاء من غير تحديد لسبب الإسبال في الحديث، إلا أننا وجدنا تقييد ذلك في حديث آخر بالخيلاء، فيجب تقييد الحديث المطلق بهذا الحديث المقيد.ا. هـ بتصرف.
9 - وجاء في سير أعلام النبلاء للذهبي:
أَنَّ المَرْأَةَ إِذَا كَانَتْ تَخْتَالُ فِي لُبْسِ الذَّهَبِ وَتَفْخَرُ، فَإِنَّهُ يَحْرُمُ، كَمَا فِيْمَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ.
قلت (الأزهري الأصلي): لا شك أن لبس الذهب للنساء حلال بين فمعنى كلام الذهبي هو جواز الإسبال لغير الخيلاء بمفهوم المخالفة.
*الحنابلة:
1 - قال الإمام أحمد بن حنبل في رواية حنبل: جر الإزار إذا لم يرد الخيلاء فلا بأس به وهذا ظاهر كلام غير واحد من الأصحاب رحمهم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أحمد رضي الله عنه أيضا {ما أسفل من الكعبين في النار} لا يجر شيئا من ثيابه وظاهر هذا التحريم , فهذه ثلاث روايات.
ذكر ذلك ابن مفلح في الآداب الشرعية ونقله عنه السفاريني في غذاء الألباب.
2 - جاء في الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف للمرداوي (حنبلي):
يكره أن يكون ثوب الرجل إلى فوق نصف ساقه, نص عليه. ويكره زيادته إلى تحت كعبيه بلا حاجة, على الصحيح من الروايتين. وعنه"ما تحتهما في النار" وذكر الناظم: من لم يخف خيلاء لم يكره والأولى تركه ,هذا في حق الرجل.
3 - وذكر الراويات في ذلك أيضا ابن مفلح في الآداب الشرعية والسفاريني في غذاء الألباب وهاك نصهما:
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية:-قال ابن تيمية: السنة في الإزار والقميص ونحوه من نصف الساقين إلى الكعبين فلا يتأذى الساق بحر وبرد ولا يتأذى الماشي ويجعله كالمقيد، ويكره ما نزل عن ذلك أو ارتفع عنه نص عليه – يقصد نص عليه أحمد بن حنبل.
وقال – يقصد أحمد بن حنبل - في رواية حنبل: جر الإزار إذا لم يرد الخيلاء فلا بأس به وهذا ظاهر كلام غير واحد من الأصحاب رحمهم الله.
وقال أحمد رضي الله عنه أيضا {ما أسفل من الكعبين في النار} لا يجر شيئا من ثيابه وظاهر هذا التحريم , فهذه ثلاث روايات، ورواية الكراهية منصوص الشافعي وأصحابه رحمهم الله.
قال صاحب المحيط من الحنفية وروي أن أبا حنيفة رحمه الله ارتدى برداء ثمين قيمته أربعمائة دينار وكان يجره على الأرض فقيل له أولسنا نهينا عن هذا؟ فقال إنما ذلك لذوي الخيلاء ولسنا منهم.
واختار الشيخ تقي الدين رحمه الله عدم تحريمه ولم يتعرض لكراهة ولا عدمها. ا. هـ بتصرف.
,وقال السفاريني في كتابه "غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب":
واستدل له برواية حنبل عن الإمام رضي الله عنه أنه قال عن جر الإزار: إذا لم يرد به خيلاء فلا بأس به , وهو ظاهر كلام غير واحد من الأصحاب كما في الآداب الكبرى للعلامة ابن مفلح. وقال صاحب المحيط من الحنفية: روي أن أبا حنيفة رحمه الله ارتدى برداء ثمين قيمته أربعمائة دينار , وكان يجره على الأرض , فقيل له: أولسنا نهينا عن هذا؟ فقال: إنما ذلك لذوي الخيلاء , ولسنا منهم. قال في الآداب: واختار الشيخ تقي الدين عدم تحريمه , ولم يتعرض للكراهة , ولا عدمها.انتهى.
4 - قال ابن قدامة: ويكره إسبال القميص والإزار والسراويل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر برفع الإزار، فإن فعل ذلك على وجه الخيلاء حرام.
5 - وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في شرح العمدة 4/ 363: وهذه نصوص صريحة في تحريم الإسبال على وجه المخيلة، والمطلق منها محمول على المقيد، وإنما أطلق ذلك؛ لأن الغالب أن ذلك إنما يكون مخيلة.
ثم قال: ولأن الأحاديث أكثرها مقيدة بالخيلاء فيحمل المطلق عليه، وما سوى ذلك فهو باقٍ على الإباحة، وأحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة.
ثم قال: وبكل حال فالسنة تقصير الثياب، وحدِّ ذلك ما بين نصف الساق إلى الكعب، فما كان فوق الكعب فلا بأس به، وما تحت الكعب في النار.
ويقول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (22\ 138): والفعل الواحد في الظاهر يثاب الإنسان على فعله مع النية الصالحة ويعاقب على فعله مع النية الفاسدة
وضرب عدة أمثلة ثم قال:
وكذلك اللباس فمن ترك جميل الثياب بخلا بالمال لم يكن له أجر ومن تركه متعبدا بتحريم المباحات كان آثما ومن لبس جميل الثياب إظهارا لنعمة الله واستعانة على طاعة الله كان مأجورا ومن لبسه فخرا وخيلاء كان آثما فإن الله لا يحب كل مختال فخور ولهذا حرم إطالة الثوب بهذه النية كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله يوم القيامة إليه فقال أبو بكر يا رسول الله إن طرف إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال يا أبا بكر إنك لست ممن يفعله خيلاء وفى الصحيحين عن النبي أنه قال بينما رجل يجر إزاره خيلاء إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة فهذه المسائل ونحوها تتنوع بتنوع علمهم واعتقادهم (أي بحسب النية).
6 - وممن نص على ذلك من الحنابلة أيضا: الرحيباني في مطالب أولي النهى شرح غاية المنتهى حيث يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَحَرُمَ)، - وَهُوَ (كَبِيرَةٌ) لِلْوَعِيدِ الْآتِي بَيَانُهُ فِي الْخَبَرِ - (فِي غَيْرِ حَرْبٍ إسْبَالُ) شَيْءٍ مِنْ (ثِيَابِهِ خُيَلَاءَ وَلَوْ عِمَامَةً وَسَرَاوِيلَ)؛ لِمَا رُوِيَ {أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَأَى بَعْضَ أَصْحَابِهِ يَمْشِي بَيْنَ الصَّفَّيْنِ يَخْتَالُ فِي مِشْيَتِهِ قَالَ: إنَّهَا لَمِشْيَةٌ يَبْغَضُهَا اللَّهُ إلَّا فِي هَذَا الْمَوْطِنِ} وَذَلِكَ؛ لِأَنَّ الْخُيَلَاءَ مَذْمُومٌ فِي غَيْرِ الْحَرْبِ لِحَدِيثِ {مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إلَيْهِ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. (فَإِنْ أَسْبَلَ) ثَوْبَهُ (لِحَاجَةٍ: كَسِتْرِ) سَاقٍ (قَبِيحٍ، وَلَا خُيَلَاءَ وَلَا تَدْلِيسَ) عَلَى النِّسَاءِ: (أُبِيحَ). قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: جَرُّ الْإِزَارِ وَإِسْبَالُ الرِّدَاءِ فِي الصَّلَاةِ، إذَا لَمْ يُرِدْ الْخُيَلَاءَ فَلَا بَأْسَ، وَكَذَلِكَ إذَا لَمْ يُرِدْ التَّدْلِيسَ.
ومثله في كشف القناع عن متن الإقناع.
بل إنه في كثير من كتب الفقه الحنبلي ذكر أنه يكره إسبال ثوبه خيلاء وهو أحد الوجهين فما بالنا بغير الخيلاء؟!!. جزم به في الهداية، و المذهب، و المذهب الأحمد، و المستوعب، و الوجيز، و الرعاية الصغرى، و الحاويين، و الفائق، و إدراك الغاية، و تجريد العناية، وغيرهم. وقدمه في الرعاية الكبرى.
ويقول الشيخ القرضاوي:
لقد روى البخاري تعليقًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة" وقال ابن عباس كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك اثنتان، سرف أو مخيلة، يدل هذا على أن الممنوع هو ما كان فيه إسراف وما قصد به الخيلاء وإذا انتفى هذان الأمران فلا حرج، وقد ورد في ذلك عدة أحاديث منها "ما أسفل الكعبين من الإزار في النار" رواه البخاري وغيره والإزار هو ما يستر أسفل البدن، ومنه البنطلون والجلباب. "من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه يوم القيامة" رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجة "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة" فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله إن إزاري يسترخي إلا أنى أتعاهده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك لست ممن يفعله خيلاء" رواه البخاري ومسلم وغيرهما. والخيلاء هو الكبر والعجب. والمخيلة من الاختيال وهو الكبر واستحقار الناس. وفي رواية لمسلم وغيره عن الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم إنهم هم المسبل إزاره والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب. والمسبل هو الذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض كأنه يفعل ذلك تجبرًا واختيالا. كما فسره الحافظ المنذري في كتابه "الترغيب والترهيب".
وحديث "ما أسفل الكعبين من الإزار في النار" ليس عامًا للرجال والنساء فقد فهمت أم سلمة رضي الله عنها أنه عام وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: فكيف تصنع النساء بذيولهن؟ فقال: يرخين شبرًا" فقالت: إذا تنكشف أقدامهن، قال: "فيرخينه ذراعًا لا يزدن عليه" أخرجه النسائي والترمذي وصححه. والذراع شبران بشبر اليد المعتدلة.
والخلاصة أن للرجال حالين، حال استحباب وهو أن يقتصر بالإزار على نصف الساق، وحال جواز وهو إلى الكعبين. وكذلك للنساء حالان، حال استحباب وهو ما يزيد على ما هو جائز للرجال بقدر الشبر، وحال جواز بقدر ذراع. وأن البطر والتبختر مذموم ولو لمن شمر ثوبه، ومن قصد بالملبوس الحسن إظهار نعمة الله عليه، مستحضرًا لها شاكرًا عليها غير محتقر لمن ليس له مثله لا يضره ما لبس من المباحات ولو كان في غاية النفاسة، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر" فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، فقال: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس"، والغمط معناه الاحتقار. والحديث الذي أخرجه الطبري "إن الرجل يعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك صاحبه" محمول على من أحب ذلك ليتعظم به على صاحبه. لا من أحب ذلك ابتهاجًا بنعمة الله. فقد أخرج الترمذي وحسنه "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" وأخرج
(يُتْبَعُ)
(/)
النسائي وأبو داود وصححه الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل رآه رث الثياب "إذا أتاك الله مالا فلير أثره عليه" أي بأن يلبس ثيابًا تليق بحاله من النفاسة والنظافة ليعرفه المحتاجون إلى الطلب منه، مع مراعاة القصد وترك الإسراف.
هذا وقد نقل القاضي عياض عن العلماء كراهة كل ما زاد على العادة وعلى المعتاد في اللباس من الطول والسعة، والثوب الطويل الذي ليس فيه خيلاء يكره إذا لم يأمن لابسه من تعلق النجاسة به، فقد أخرج الترمذي عن عبيد بن خالد أنه قال: "كنت أمشي وعليَّ برد أجره، فقال لي رجل" ارفع ثوبك فإنه أنقى وأبقى" فنظرت فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إنما هي بردة ملحاء – أي فيها خطوط سود وبيض – فقال: "أما لك في أسوة؟ قال: فنظرت فإذا إزاره إلى أنصاف ساقيه "فتح الباري ج10 ص264 – 275".
ويقول الدكتور القرضاوى:
عملية الإسبال، وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الإسبال، بعضها ورد فيها نهي مطلق عن الإسبال "أن يسبل إزاره" وبعضها مقيد بمن فعل ذلك اختيالا قال "لا يريد بذلك إلا المخيلة" وهو حديث ابن عمر، يعني من جَرَّ إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة، معنى المخيلة أي الاختيال أي يريد التبختر والفخر على الناس، وكان العرب في الجاهلية يعتبرون جَرَّ الثياب هذا من مظاهر العظمة، وإن الفقير يلبس لحد الركبة أو تحت الركبة بقليل، والغني يلبس ويجر في إزاره، فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن جَرِّ الثوب، أو جَرِّ الإزار بالذات، معظم الأحاديث جاءت في الإزار وجاء أيضا إزرة المؤمن إلى نصف الساق، فبعض العلماء أخذ بالإطلاق وقال الإسبال ممنوع على كل حال، والبعض قال ممنوع إذا أريد به المخيلة، إذا أريد به الاختيال، أما من لم يخطر الاختيال بباله فلا يدخل، بدليل حديث ابن عمر وبدليل حديث سيدنا أبو بكر قال "يا رسول الله: إني لا أتعهد إزاري فيسترخي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لست ممن يفعله خيلاء" فدل على أن فيه عِلَّة، وهذا ما ذهب إليه الإمام النووي والحافظ بن حجر، والكثير من شُرَّاح الحديث وأنا من هذا الفريق الذي يربط التحريم بالاختيال والفخر.
,ويقول الدكتور/يحيى إسماعيل- نائب رئيس هيئة كبار العلماء بالأزهر سابقا-:
إن الإسبال ذكر النهي عنه مرهونًا بعلة، وحيث ذكرت العلة فإن الحكم يدور معها، والحديث الصحيح الذي هو بمثابة العمدة في تلك القضية: "ثلاثة لا ينظر إليهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المنان بالعطية، والمنفق سلعة بعد العصر باليمين الكاذبة، ورجل جرَّ ثوبه خيلاء"، فإذا انتفت العلة انتفى المعلول.
والله أعلم.
و الله اعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 06:22]ـ
نظرات جديدة في حديث ابي بكر الصديق رضي الله عنه
قد تقدم من صحيح البخاري وغيره قول أبي بكر رضي الله عنه:" إن أحد شقي ثوبي يسترخى إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لست تصنع ذلك خيلاء "
فقول الصديق رضي الله عنه إلا ان اتعاهده فيه رد عن من قال ان الصديق رضي الله عنه كان يتعاهد ثوبه دائما فلو كان كذلك لما إرتخى الثوب فالصديق لم يقل انه يتعاهده دائما انما قال انه يسقط الا اذا تعاهده!!!
و من هنا بطلت حجة من قال ان الرسول عليه الصلاة و السلام رخص لابي بكر الصديق رضي الله عنه ذلك لانه يتعاهده انما رد عليه الصلاة و السلام بقوله إنك لست تصنع ذلك خيلاء و من هنا نفهم انه صرح لابي بكر الصديق انه لا يلزمه ان يتعاهده لانه ليس ممن يفعله خيلاءا و الحكم يدور مع علته فان انتفت العلة او مظنتها انتف الحكم و الله اعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 07:45]ـ
نظرات في المطلق و المقيد
تبيان خطأ من جعل قاعدة المطلق و المقيد مطردة
قال تعالى في سورة آل عمران اية 77
إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.
صحيح البخاري كتاب المساقاة
باب من رأى أن صاحب الحوض والقربة أحق بمائه ء حديث: 2261
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم: رجل حلف على سلعة لقد أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر، ليقتطع بها مال رجل مسلم، ورجل منع فضل ماء فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك "، قال علي، حدثنا سفيان، غير مرة، عن عمرو، سمع أبا صالح يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم *
صحيح البخاري كتاب المساقاة
باب الخصومة في البئر والقضاء فيها ء حديث: 2250
حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ مسلم، هو عليها فاجر، لقي الله وهو عليه غضبان " فأنزل الله تعالى: إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا الآية، فجاء الأشعث، فقال: ما حدثكم أبو عبد الرحمن في أنزلت هذه الآية، كانت لي بئر في أرض ابن عم لي، فقال لي: " شهودك "، قلت: ما لي شهود، قال: " فيمينه "، قلت: يا رسول الله، إذا يحلف، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث، فأنزل الله ذلك تصديقا له *
صحيح البخاري كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
باب إثم من أشرك بالله ء حديث: 6538
حدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم، أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا شيبان، عن فراس، عن الشعبي، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ما الكبائر؟ قال: " الإشراك بالله " قال: ثم ماذا؟ قال: " ثم عقوق الوالدين " قال: ثم ماذا؟ قال: " اليمين الغموس " قلت: وما اليمين الغموس؟ قال: " الذي يقتطع مال امرئ مسلم، هو فيها كاذب
وعن أبي أمامة الحارثي ءرضي الله تعالى عنهء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة، فقال له رجل: وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله، قال: وإن قضيبا من أراك رواه مسلم. الايمان 137
وعن جابر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من حلف على منبري هذا بيمين آثمة؛ تبوأ مقعده من النار رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وصححه ابن حبان
أبو داود: الأيمان والنذور (3246) , وابن ماجه: الأحكام (2325) , وأحمد (3/ 344) , ومالك: الأقضية (1434).
ادن كما تلاحظون هناك احاديث فيها عقوبة الحالف كذبا ليقتطع مال اخيه و عقوبته ان لا ينظر الله اليه و لا يكلمه
و في احاديث اخرى انه يلقى الله عليه غضبانا
و في احاديث اخرى سماها اليمين الغموس و عقوبتها الغمس في نار جهنم فهل نقول ان العقوبات اختلفت ادن السبب اختلف!!!! بالطبع يظهر لكم فساد هذا القول انما هي عقوبات لنفس السبب فمن حلف كذبا لاخد حق اخيه غضب الله عليه و لا ينظر الله اليه يوم القيامة و لا يكلمه و يغمس في نار جهنم
مثله كمثل المسبل كما جاء في الاحاديث من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار
فالمسبل لا ينظر الله اليه و لا يكلمه و يطئ ازاره في النار و هذا تفسير قوله عليه الصلاة و السلام ما تحت الكعبين من الازار ففي النار فقال من الازار!!! اي يطؤه في جهنم كما قال بن رجب فالحديث صريح بقوله من الازار!!! فالازار في النار و جاء مفسرا بقوله عليه الصلاة و السلام وطئه في النار
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في (التخويف من النار 1/ 118): وفي مسند الإمام أحمد عن هبيب بن المغفل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:" من وطئ إزاره خيلاء وطئه في النار" وهو يبين معنى ما في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار "، أن المراد ما تحت الكعب من البدن والثوب معا وأنه يسحب ثوبه في النار كما يسحبه في الدنيا خيلاء.اهـ
و كما تلاحظون قرن الرسول عليه الصلاة و السلام بين اليمين الغموس و الاسبال لان عقوبتيهما متقاربة. فكلاهما لا ينظر الله اليه و لا يكلمه و كلاهم دخل النار فاحدهما يغمس فيها و الثاني يطؤ ازاره كما وطئه خيلاءا في الدنيا
و من هذا يتبين خطأ من فرق بين الاسبال و الخيلاء في الاحاديث و ان قاعدة المطلق و المقيد ليست بمطردة فقد يذكر حديث عقوبة و الاخر عقوبة زائدة و الله اعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 03:01]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قد استدل بعضهم بهذا الحديث
سنن النسائي الكبرى كتاب الزينة موضع الازار 9360
أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: أبو عبد الرحمن: وهو ثقة، قال: حدثنا شعبة، عن الأشعث بن سليم، قال: سمعت عمتي، تحدث عن عمها، أنه كان بالمدينة يمشي فإذا رجل قال: " ارفع إزارك، فإنه أبقى وأتقى "، فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إنما هي بردة ملحاء، قال: " أما لك في أسوة "، فنظرت فإذا إزاره على نصف الساق أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي، قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا شيبان، عن أشعث، قال: حدثتني عمتي، عن عم أبي عبيد بن خالد، قال: قدمت المدينة وأنا رجل شاب أعرابي، وقد أرخيت إزاري فلحقني رجل من خلفي فذكر نحوه *
رواه البيهقي في شعب الايمان 5862
و الحديث ضعيف ضعفه الشيخ الالباني و الاشعت بن سليم يرويه عن عمته رهم بنت الأسود بن خالد عمة أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي و عمته مجهولة الحال كما قال بن حجر في التقريب فلا عبرة بالاستشهاد به فيمن ادعى ان انتفاء الخيلاء لا يكفي لسقوط التحريم و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 06:30]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الرد أصوليا على رد الشيخ فركوس في اسبال الثياب
اسوق لكم اليوم فتوى الشيخ فركوس في تحريم اسبال الثياب و سارد عليها اصوليا ان شاء الله
سئل الشيخ ما حكم إسبال الإزار؟
فاجاب كالتالي:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وآله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فالمراد بالإسبال هو إطالة الثوب إلى ما تحت الكعبين، وهو غير جائز شرعًا على الرجال مطلقًا ويشتدُّ الإثم إذا قصد الخيلاء، فالإسبال يستلزم جرّ الثوب، وجر الثوب يستلزم الخيلاء ولو لم يقصده اللابس (?) لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ" (2)، وعليه فإنَّ ماهو دون نصف الساق فلا حرج على فاعله إلى الكعبين، أمّا دون الكعبين يحرم لما فيه من التوعد بالنار، ويؤيد عدم جواز الإسبال مطلقًا حديث أبي أمامة رضي الله عنه أنّه قال: "بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذْ لحَِقَنَا عَمْرُو بْنُ زرَارَةَ الأَنْصَارِي فِي حلَة إِزَارٍ وَرِدَاءٍ قَدْ أَسْبَلَ، فَجَعَلَ النَبِي صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُ بِنَاحِيِةِ ثَوْبِهِ وَيَتَوَاضَعُ للهِ وَيَقُولُ: عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَأَمَتِكَ، حَتَى سَمِعَهَا عَمْرُو فَقَالَ: يَارَسُولَ اللهِ إِنِّي حَمْشُ السَّاقَيْنِ، فَقَالَ: يَا عَمْرُو إِنَّ الله قَدْ أَحْسَنَ كُلَّ شَيءٍ خَلَقَهُ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ المُسْبِلَ" (3)، ولا يقال أنه يحمل المطلق على المقيد لأنّه لا يتصور تواردهما في جانب النفي والنهي وإنما شرط حمل المطلق على المقيد دخوله في باب الأوامر والإثبات دون المنافي والمناهي، لأنّه يلزم الإخلال باللفظ المطلق مع تناول النفي والنهي وهو غير سائغ (4).
أما قصة أبي بكر رضي الله عنه في قوله:" إنَّ أحد شقي إزاري يسترخي إلاَّ أن أتعاهد ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُهُ خُيَلاَءَ" (5) فليس فيه دليل على أنه يطيل ثوبه، بل غاية ما في الأمر أنه كان يسترخي بغير تقصد منه قال ابن حجر:" فكأن شده كان ينحل إذا تحرك بمشي، أو بغيره بغير اختياره، فإذا كان محافظا عليه لا يسترخي، لأنه كلما كان يسترخي شده (6).
فالحاصل أنَّ الثوب الزائد على قدر لابسه ممنوع شرعًا قَصَد به الخيلاء، أو لم يقصد، لأنَّ النهي قد تناوله لفظًا، فضلاً عن أنَّ الزائد من ثوب المسبل مسرف فيه، ومتشبه بالنساء.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.
الجزائر في: 28 من ذي الحجة 1426ه
الموافق ل: 28 يناير 2006م
اهـ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
?- سبل السلام للصنعاني: 4/ 308.
2 - أخرجه البخاري في اللباس (5787)، والنسائي في الزينة (5348)، وأحمد (9558)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
3 - أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1205)، وفي المعجم الكبير (7835)، من حديث أبي أمامة رضي الله عنه. قال الهيثمي: "رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدها ثقات"، انظر السلسلة الصحيحة: 6/ 406.
4 - إرشاد الفحول للشوكاني: 166.
5 - أخرجه البخاري في اللباس (5748)، وأحمد (6347)، والبيهقي (3442)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
6 - فتح الباري لابن حجر: 10/ 255.
الرد:
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين
اما بعد فصيغة النهي تدخل في صيغ العموم و العموم قد يخصص اما قول الشيخ ولا يقال أنه يحمل المطلق على المقيد لأنّه لا يتصور تواردهما في جانب النفي والنهي اهـ
فنقول هذه الصيغة من صيغ العموم و قد دخلها التخصيص من حديث ابي بكر الصديق و بحديث جر الثياب للرسول عليه الصلاة و السلام اذ لا يعقل ان الله لا يحب هذين فكون العموم قد دخله التخصيص فهذا يخرجه من القطعي فيجعله ظنيا و ما خصص بعضه قبل تخصيص بعضه الاخر
و ما يخصص هذا العموم احاديث كثيرة نوردها
(يُتْبَعُ)
(/)
الاول حديث ابا بكر الصديق لقوله عليه الصلاة و السلام لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُهُ خُيَلاَءَ فهذا الحديث خصص الاسبال و لو كان كل الاسبال مذموما لما قال عليه الصلاة و السلام لا تصنعه خيلاء و العلة منطوقة فهو من باب المنطوق و لا يلتفت لقول الشيخ انه في الحديث ان ابا بكر لا يطيل ثيابه لان الاسبال في جر الثياب و ليس في طوله و كذلك العبرة بعموم اللفظ و ليس في خصوص السبب و لو كان عدم التثريب على ابي بكر الصديق لعدم تطويل لباسه او تعاهده ثوبه احيانا لما اجاب رسول الله عليه الصلاة و السلام لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُهُ خُيَلاَءَ
و يخصص الاسبال حديث عبد الله بن عمر و فيه
" من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة " رواه مسلم (2085)
فالاستثناء "إلا" من اقوى مفاهيم المخالفة فهو من مفاهيم الحصر بل منهم من عده من المنطوق قال الشوكاني في ارشاد الفحول:
و هو انواع اقواها ما و الا نحو ما قام الا زيد و قد وقع الخلاف فيه هو من قبيل المنطوق او المفهوم
و بكونه منطوقا جزم الشيخ ابو اسحاق الشيرازي في الملخص و رجحه القرافي في القواعد و ذهب الجمهور الى انه من قبيل المفهوم و هو الراجح و العمل به معلوم من لغة العرب و لم يأت من لم يعمل به بحجة مقبولة اهـ ارشاد الفحول مفهوم الحصر صفحة 778/ 779
فاعلم يا اخي ان قول الرسول عليه الصلاة و السلام لا يريد بذلك إلا المخيلة حصر للعلة في المخيلة فاما ان تقول ان الجر جائز من غير المخيلة او تقول انه حرام و لو من دونها
فان قلت الاولى فقد اجتمعنا اما ان قلت انه حرام و لو من دون المخيلة فسيكون الكلام على هذا المنوال من جر ازاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة و من جر ازاره من دون مخيلة فان الله لا ينظر اليه. و هذا كلام سقيم لا تقوم به حجة و ليس من هدي النبي عليه الصلاة و السلام
و قد ثبت في حديث ابي ذر الغفاري المستدرك على الصحيحين للحاكم كتاب الجهاد
حديث: 2383
أخبرني أحمد بن محمد العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا الأسود بن شيبان السدوسي، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير أبي العلاء، عن مطرف بن عبد الله، قال: كان يبلغني عن أبي ذر، حديث فكنت أشتهي لقاءه فلقيته فقلت: يا أبا ذر، كان يبلغني عنك حديث فكنت أشتهي لقاءك قال: لله أبوك فقد لقيتني. قال: قلت: حدثني بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثك. قال: " إن الله يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة " قال: فلا أخالني أكذب على خليلي. قال: قلت: من هؤلاء الذين يحبهم الله؟ قال: " رجل غزا في سبيل الله صابرا محتسبا مجاهدا فلقي العدو فقاتل حتى قتل، وأنتم تجدونه عندكم في كتاب الله المنزل، ثم قرأ هذه الآية إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص قلت: ومن؟ قال: رجل له جار سوء يؤذيه فيصبر على إيذائه حتى يكفيه الله إياه إما بحياة أو موت، قلت: ومن؟ قال: رجل يسافر مع قوم فأدلجوا حتى إذا كانوا من آخر الليل، وقع عليهم الكرى والنعاس فضربوا رءوسهم، ثم قام فتطهر رهبة لله ورغبة لما عنده، قلت: فمن الثلاثة الذين يبغضهم الله؟ قال: المختال الفخور، وأنتم تجدونه في كتاب الله المنزل إن الله لا يحب كل مختال فخور قلت: ومن؟ قال: البخيل المنان قال: ومن؟ قال: التاجر الحلاف أو البائع الحلاف " " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
صحيح الترغيب 2569
و هذا حديث يوافق حديث ابي ذر في صحيح مسلم
حديث أبي ذر رضي الله عنه:" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار. قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال:"المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب". رواه مسلم برقم (106)
فانظروا كيف فسر الحديث الاول الثاني فقيدالمسبل بالمختال و ما يؤكد ذلك حديث النسائي
السنن الكبرى للنسائي كتاب الزكاة
المنان بما أعطى حديث: 2315
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا محمد بن بشار، عن محمد، قال: حدثنا شعبة، عن علي بن مدرك، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم " فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو ذر: خابوا وخسروا، خابوا وخسروا، قال: " المسبل إزاره خيلاء، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب، والمنان عطاءه "
صحيح الترغيب و الترهيب 2034
فقد قيدالاسبال بالخيلاء في كل الاحاديث و هذا يخصص العام في حديث زرارة رضي الله عنه
و ما يؤكد ذلك حديث ابي سفيان
ابن حبان في صحيحه: باب: ذكر الزجر عن إسبال المرء إزاره إذ الله جل وعلا لا ينظر إلى فاعله، وذكرحديث المغيرة بن شعبة قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بحجزة سفيان بن أبي سهيل فقال:" يا سفيان لا تسبل إزارك، فإن الله لا ينظر إلى المسبلين".
و في حديث اخر
وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بحجزة سفيان بن أبي سهل فقال:
"يا سفيان! لا تسبل إزارك، فإن الله لا يحب المسبلين ".
حسن لغيره
رواه ابن ماجه، و ابن حبان في "صحيحه"، واللفظ له.
صحيح الترغيب 2039
فالسنة تصدق بعضها و من هذا يظهر ضعف قول الشيخ في ان الاسبال جاء من قبيل العام في حديث زرارة و ان كان حديث زرارة يرد عليه لان في اوله قال الراوي
فَجَعَلَ النَبِي صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُ بِنَاحِيِةِ ثَوْبِهِ وَيَتَوَاضَعُ للهِ.
و تواضع النبي عليه الصلاة و السلام يدل انه كان يخشى الخيلاء على زرارة و لذلك لم يقره بقوله اني احمش الساقين فاحمش الساقين لا يحتاج جر ازاره يكفيه اسباله دون جر
و ما يؤكد ان المراد بالاسبال المخيلة
المستدرك على الصحيحين للحاكم ء كتاب اللباس
أما حديث ابن عباس ء حديث: 7447
أخبرنا الحسن بن يعقوب العدل، ثنا محمد بن عبد الوهاب الفرا، أنبأ جعفر بن عون، أنبأ سعيد بن إياس الجريري، عن أبي السليل، عن أبي تميمة الهجيمي، عن جابر بن سليم الهجيمي، رضي الله عنه قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة وعليه إزار من قطن منتشر الحاشية قلت: عليك السلام يا محمد أو يا رسول الله فقال: " عليك السلام، تحية الميت عليك السلام، تحية الميت عليك السلام، تحية الميت سلام عليكم، سلام عليكم، سلام عليكم " أي هكذا فقل قال: فسألته عن الإزار فأقنع ظهره وأخذ بمعظم ساقه فقال: " هاهنا فإن أبيت فهاهنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال فخور " " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
و من رواية اخرى
وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيتَ فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة " رواه أحمد (4/ 64) و أبو داود (4084) و ابن حبان في صحيحه (521) و غيرهم.
فالتصريح واضح بان اسبال الازار من المخيلة و لا يعارض ذلك بعام من حديث زرارة دخله التخصيص و قد بينا تخصيصه باكثر من حديث بل من قال ان هناك اسبالا لم يقصد به الخيلاء مذكور في الاحاديث فقد عارض قوله عليه الصلاة و السلام وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة.
فما بمثل هذا الظاهر تعارض الأحاديث الصحيحة و لا يعقل هدر كل هذه الاحاديث الصحيحة و معارضتها بعام
و قد اوردنا اثر عبد الله بن مسعود
ذكرالذهبي في سير اعلام النبلاء
عطشا هشيم حدثنا سيار عن أبي وائل أن ابن مسعود رأى رجلا قد أسبل فقال ارفع إزارك فقال وأنت يا ابن مسعود فارفع إزارك قال إن بساقي حموشة وأنا أؤم الناس فبلغ ذلك عمر فجعل يضرب الرجل ويقول أترد على ابن مسعود اهـ الجزء الاول صفحة 491/ 492
الطبعة الحادية عشر مؤسسة الرسالة تحقيق الدكتور بشار عواد معروف
(يُتْبَعُ)
(/)
فقوله اؤم الناس دليل انه كان يسبل على مرأى من الصحابة و اقرار عمر بن الخطاب على ذلك يقطع قول كل متكلف في حمل اسبال عبد الله بن مسعود على الاسبال للكعبين اذ لو كان كذلك لما عارضه الرجل المسبل فكيف يأمره برفع ثوب فوق الكعبين اذ الظاهر الذي لا يغاري فيه عاقل ان اسبال الرجل كان من باب اسبال من جاوز كعبيه و لذلك احتج هذا الرجل باسبال عبد الله بن مسعود و كما تلاحظون ان اسباله كان مشهورا يؤم الناس به في الصلاة و علم به عمر بن الخطاب
و الصحابة في ذلك الزمان فلا يمكن ان يخفى عليهم اسبال امامهم و هذا يدل ان الصحابة كانوا يرون العلة في الخيلاء و ما يؤكد ذلك الاحاديث الواردة عن الصحابة فكل من جر ثيابه عاتبوه بحديث الرسول عليه الصلاة و السلام لا ينظر الله لمن جر إزاره خيلاء
و ان زدنا حديث عبد الله بن العباس
عن عكرمة قال: رأيت ابن عباس إذا اتزر أرخى مقدم إزاره حتى يقع حاشيته على ظهر قدميه، ويرفع الإزار مما وراءه، فقلت:لم تأتزر هكذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزر هذه الإزرة " وصححه الألباني رحمه الله في الصحيحة (1238)
لم يبقى هناك تأويل بل الاحاديث صحيحة لا غبار عليها الا من اراد ان يتمسك بعموم حديث النبي عليه الصلاة و السلام ما تحت القدمين في النار و ترك كل الاحاديث الاخرى الصحيحة فما بمثل هذا العموم نعارض كل ما ثبت في هذا الباب بل نذهب لما لم يذهب اليه السلف و هو التفصيل في الحكم و قد علمتم ان الامام مالك و الامام احمد روا حديث العلاء بن عبد الرحمن و اشتهر الموطأ و حفظه الشافعي و علماء كثيرون و لم يذهب الجمهور الى القول بالتفصيل في الحكم بين مسبل و مسبل خيلاء
بل كل الاحاديث واضحة كوضوح الشمس و نختمها بهذين الحديثين
سنن ابن ماجه ء كتاب إقامة الصلاة
باب فيمن سلم من ثنتين أو ثلاث ساهيا حديث: 1211
حدثنا محمد بن المثنى، وأحمد بن ثابت الجحدري قال: حدثنا عبد الوهاب قال: حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن الحصين، قال: " سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث ركعات من العصر، ثم قام فدخل الحجرة " فقام الخرباق، رجل بسيط اليدين، فنادى: يا رسول الله أقصرت الصلاة؟ فخرج مغضبا يجر إزاره فسأل، فأخبر، " فصلى تلك الركعة التي كان ترك، ثم سلم، ثم سجد سجدتين ثم سلم "
صحيح سنن بن ماجة 1228
و الرسول عليه الصلاة و السلام معصوم من الكبائر فكيف يعقل انه اتى بعمل محرم و لو كان في غضب بل هو معصوم و من ذلك نستنتج ان الجر لم يكن لخيلاء لذلك لا تحريم فيه
و الحديث الثاني
السنن الكبرى للبيهقي كتاب التفليس
باب حلول الدين على الميت ء حديث: 10538
أخبرنا أبو علي الروذباري، ثنا أبو طاهر المحمدآباذي، ثنا أحمد بن يوسف السلمي، ح وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد , ثنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا أحمد بن منصور، قالا: ثنا عبد الرزاق، أنبأ سفيان الثوري، أخبرني أبي، عن الشعبي، حدثني سمعان بن مشنج، عن سمرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة، فلما انصرف قال: " أها هنا من آل فلان أحد؟ " فقال ذاك مرارا، قال: فقام رجل يجر إزاره من مؤخر الناس، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " أما إني لم أنوه باسمك إلا لخير؛ إن فلانا، لرجل منهم، مأسور بدينه، فلو رأيت أهله ومن يتحرون أمره قاموا فقضوا عنه " لفظ حديث البغدادي. وروي في حلول الدين على الميت عن ابن عمر مرفوعا، وعن زيد بن ثابت موقوفا، وكلاهما ضعيف *
صححه الشيخ الالباني احكام الجنائز 16
فها هو الصحابي يجر ازاره في مسجد رسول الله عليه الصلاة و السلام و لم يعنفه و ذلك لا يكون الا لان حالة الرجل تدل انه لم يجره للخيلاء
و من كل ما اوردناه يتضح لنا قوة مذهب الجمهور و ها انا انقل اليكم قول الشوكاني رحمة الله
قال في (نيل الأوطار 2/ 113): وقد عرفت ما في حديث الباب من قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء وهو تصريح بأن مناط التحريم الخيلاء، وأن الإسبال قد يكون للخيلاء، وقد يكون لغيره، فلابد من حمل قوله:" فإنها من المخيلة " في حديث جابر بن سليم، على أنه خرج مخرج الغالب، فيكون الوعيد المذكور في حديث الباب متوجهاً إلى من فعل ذلك اختيالاً، والقول: بأن كل إسبال من المخيلة أخذاً بظاهر حديث جابر ترده الضرورة، فإن كل أحد يعلم أن من الناس من يسبل إزاره مع عدم خطور الخيلاء بباله. ثم قال: وبهذا يحصل الجمع بين الأحاديث وعدم إهدار قيد الخيلاء المصرح به في الصحيحين. ثم قال: وحمل المطلق على المقيد واجب، وأما كون الظاهر من عمرو أنه لم يقصد الخيلاء فما بمثل هذا الظاهر تعارض الأحاديث الصحيحة.اهـ
و هذه شهادة من عالم اصولي تكفينا للاجابة على ما ذهب اليه الشيخ
و الله اعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 06:47]ـ
ألا يكفيكم ما قاله الإمام العلامة الشيخ مفتي الديار النجدية عبد العزيز بن باز رحمه الله؟
ما حكم إطالة الثوب إن كان للخيلاء أو لغير الخيلاء؟ وما الحكم إذا اضطر الإنسان إلى ذلك سواء إجبارا من أهله إن كان صغيرا أو جرت العادة على ذلك؟.
الجواب:
حكمه التحريم في حق الرجال، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار)) رواه البخاري في صحيحه، وروى مسلم في الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم المسبل إزاره والمنان فيما أعطى والمنفق سلعته بالحلف الكاذب)).
وهذان الحديثان وما في معناهما يعمان من أسبل ثيابه تكبرا أو لغير ذلك من الأسباب، لأنه صلى الله عليه وسلم عمم وأطلق ولم يقيد، وإذا كان الإسبال من أجل الخيلاء صار الإثم أكبر والوعيد أشد لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ومن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)) ولا يجوز أن يظن أن المنع من الإسبال مقيد بقصد الخيلاء؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقيد ذلك في الحديثين المذكورين آنفا، كما أنه لم يقيد ذلك في الحديث الآخر وهو قوله لبعض أصحابه ((وإياك والإسبال فإنه من المخيلة))، فجعل الإسبال كله من المخيلة، لأنه في الغالب لا يكون إلا كذلك، ومن لم يسبل للخيلاء فعمله وسيلة لذلك، والوسائل لها حكم الغايات، ولأن ذلك إسراف وتعريض، ولهذا ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه لما رأى شابا يمس ثوبه الأرض قال له: ارفع ثوبك فإنه أتقى لربك وأنقى لثوبك.
أما قوله لأبي بكر الصديق رضي الله عنه لما قال يا رسول الله إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده فقال له صلى الله عليه وسلم: ((إنك لست ممن يفعله خيلاء)) فمراده صلى الله عليه وسلم أن من يتعاهد ملابسه إذا استرخت حتى يرفعها لا يعد ممن يجر ثيابه خيلاء لكونه لم يسبلها، وإنما قد تسترخي عليه فيرفعها ويتعاهدها ولا شك أن هذا معذور.
أما من يتعمد إرخاءها سواء كانت بشتا أو سراويل أو إزارا أو قميصا فهو داخل في الوعيد وليس معذورا في إسباله ملابسه، لأن الأحاديث الصحيحة المانعة من الإسبال تعمه بمنطوقها وبمعناها ومقاصدها فالواجب على كل مسلم أن يحذر الإسبال وأن يتقي الله في ذلك، وألا تنزل ملابسه عن كعبه عملا بهذا الحديث الصحيح، وحذرا من غضب الله وعقابه. والله ولي التوفيق.
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 06:55]ـ
اخي السكران التميمي
ما أجمل تلك الكلمة التي قالها مالك بن أنس رحمه الله العالم والإمام المشهور حينما وقف وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: (الكل يؤخد منه ويرد إلا صاحب هذا القبر) فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي يؤخد قوله، ويُترك كلام غيره إلا أن يكون على طريقته وعلى منهجه. فليغفر الله عز وجل للجميع ويرحم.
ابن الباز شيخنا و عالمنا و نفتخر به و لقد توفي و ترك من ورائه ايتاما و لكن الحق احب الينا منه يا اخي و الامر ليس بالرجال فاقرأ كل ما كتبته و اوردته من الادلة اين القائلون بالتحريم!!!!
فمن كان يعبد بن الباز فان بن الباز قد مات و من كان يعبد الله فان الله حي لا يموت
و نحن ندور مع الدليل و ما كان كلام بن الباز وحيا منزلا و لو كان الامر بالرجال لقدمنا الامام الشافعي و الامام احمد و الشوكاني على بن الباز في المسألة و ها انا اقولها لك الا يكفيك كلام الشوكاني في المسألة:
قال في (نيل الأوطار 2/ 113): وقد عرفت ما في حديث الباب من قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء وهو تصريح بأن مناط التحريم الخيلاء، وأن الإسبال قد يكون للخيلاء، وقد يكون لغيره، فلابد من حمل قوله:" فإنها من المخيلة " في حديث جابر بن سليم، على أنه خرج مخرج الغالب، فيكون الوعيد المذكور في حديث الباب متوجهاً إلى من فعل ذلك اختيالاً، والقول: بأن كل إسبال من المخيلة أخذاً بظاهر حديث جابر ترده الضرورة، فإن كل أحد يعلم أن من الناس من يسبل إزاره مع عدم خطور الخيلاء بباله. ثم قال: وبهذا يحصل الجمع بين الأحاديث وعدم إهدار قيد الخيلاء المصرح به في الصحيحين. ثم قال: وحمل المطلق على المقيد واجب، وأما كون الظاهر من عمرو أنه لم يقصد الخيلاء فما بمثل هذا الظاهر تعارض الأحاديث الصحيحة.اهـ
اتبع الدليل و دع عنك التقليد و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 06:59]ـ
وهل ابن باز إلا ممن ورث علم الأنبياء؟ أوليس هو ممن هم موقعون عن رب العالمين؟ أتراه يفتي بما لا دليل له به؟ أتراه هو نفسه يعرف أنه ليس على الصواب في مسألة ما ويسكت عنها ولا يقول الحق؟
اتق الله فلن تعدو قدرك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمد]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 07:05]ـ
يا جماعة الخير،
كفّوا عن مسألة الإسبال ترانا زهقنا.
أرجو إقفال الموضوع، وإثراء المنتدى بمواضيع مفيدة لطلبة العلم.
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 07:23]ـ
أعوذ بالله منك ومن ردك، ما هذا الكلام البشع؟
وهل ابن باز إلا ممن ورث علم الأنبياء؟ أوليس هو ممن هم موقعون عن رب العالمين؟ أتراه يفتي بما لا دليل له به؟ أتراه هو نفسه يعرف أنه ليس على الصواب في مسألة ما ويسكت عنها ولا يقول الحق؟
اتق الله فلن تعدو قدرك.
نعم اخي الحق معك ادن اصاب بن الباز و اخطأ الشافعي و الامام احمد و الشوكاني بل اعوذ بالله من المتعصبين ان كان عندك ادلة تفضل اما ان جئت هنا كي تدافع عن قول شيخ و تتعصب له فاتركنا يا اخي لسنا هنا للجدال
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 07:26]ـ
يا جماعة الخير،
كفّوا عن مسألة الإسبال ترانا زهقنا.
أرجو إقفال الموضوع، وإثراء المنتدى بمواضيع مفيدة لطلبة العلم.
يا اخي ان اردت المشاركة فيما ينفع فتفضل فقد اوردت ادلة جديدة كثيرة لا توجد في مواقع اخرى و لذلك سميت الموضوع نظرة جديدة في تحريم الاسبال للخيلاء و لو اغلقنا موضوعا من اجل كل من جاء و تعصب لشيخ لن نستفيد اصلا و الموضوع مهم جدا فاجده جيدا لمن اراد ان يحيط بطرق الاستدلال و اصول الفقه و جمع الاحاديث
فخد منه ما ينفعك و اشكرك على مشاركتك
و ما زالت عندي ادلة اخرى ساسوقها دليلا دليلا حتى تكتمل المسألة من كل الجوانب ان شاء الله و هذا السبق هو لهذا الموقع فما اظن ان هناك موقعا جمع كل ما في المسألة و زيادة و الله اعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 07:44]ـ
بل هذه المسألة وإن كانت فرعية إلا أنها باتت علم هي وغيرها على مسائل منهجية في تحصيل العلم
وهي: عدم الإنكار في مسائل الاجتهاد
ومعرفة الخلاف السائغ من غيره
ومكانة الجمهور والأئمة الأربعة
وانقلاب المهجور مشهورا لاختلاف الأزمنة
التخبط عند بعض من ينتسب إلى السلفية حيث ذهب يوالي ويعادي عليها
تنبيه بعض الضعفة من الطلبة إلى التفريق بين رد الحديث وبين رد فهمه للحديث
وهل الرأي المخالف للجمهور شاذ أم لا لقلة القائلين به وللخلاف في ثبوته عن السلف وخلافه لقول الصحابة؟
مازلت مترددا في الحكم عليه بذلك
أشكر الأخ التقرتي على ذكره للأدلة والاكثار منها والعبرة في نهاية المطاف بالأدلة
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 07:54]ـ
بل هذه المسألة وإن كانت فرعية إلا أنها باتت علم هي وغيرها على مسائل منهجية في تحصيل العلم
وهي: عدم الإنكار في مسائل الاجتهاد
ومعرفة الخلاف السائغ من غيره
ومكانة الجمهور والأئمة الأربعة
وانقلاب المهجور مشهورا لاختلاف الأزمنة
التخبط عند بعض من ينتسب إلى السلفية حيث ذهب يوالي ويعادي عليها
تنبيه بعض الضعفة من الطلبة إلى التفريق بين رد الحديث وبين رد فهمه للحديث
وهل الرأي المخالف للجمهور شاذ أم لا لقلة القائلين به وللخلاف في ثبوته عن السلف وخلافه لقول الصحابة؟
مازلت مترددا في الحكم عليه بذلك
أشكر الأخ التقرتي على ذكره للأدلة والاكثار منها والعبرة في نهاية المطاف بالأدلة
نعم اخي أمجد الفلسطيني و قد اتيت بادلة جديدة لم تذكر من قبل و بينت قصة عبد الله بن مسعود و التلبيس الذي يؤولون به اسباله و اتيت بادلة ان هناك من جر ازاره امام رسول الله عليه الصلاة و السلام و اتيت بادلة بان عمر بن الخطاب كان على علم باسبال عبد الله بن مسعود و اتيت باحاديث تدل ان الاسبال حرم للخيلاء و بينت ضعف مذهب من قال بحكمين في الاسبال و اظن ان هناك الكثير من الادلة الدامغة لتبيان صحة قول الجمهور و ما زال عندي ادلة و ساوردها ان شاء الله كي يتبين لكل من تعصب لشيخ ان اقوال الجمهور لا يستهان بها
و ما زال في جعبتي ادلة سانسف بها ان شاء الله قول من ابطل قضاء الصلاة على تاركها عمدا فانتظروها ان شاء الله و من اراد الدليل فهو امامه و ما زلت انتظر من ينقد هذه الادلة و لا اريد شيئا من الاخوة في هذه المسألة الا ان يتقوا الله و لا يتعصبوا لشيخ و ان كانوا يرون خلاف ما ذهبنا اليه و الله المستعان و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 08:10]ـ
مصيبتنا ليّ الأدلة وتطويعها لما يوافق الهوى، وكأن أشياخنا اللذين اتهمتنا بالتعصب لهم لم يعرفوها أو لم يفهمو مرادها؟
والله أخي قد قضوا أعمارهم في طلب العلم وتحصيله ومن ثم بثه ونشره بما يرضي الله ورسوله، وقد كنت أنت في ظهر أبيك نطفة مني، فلا يليق لك لتسويق هواك أن تتطاول على هؤلاء الجهابذة الجبال الشامخة.
وعلى كلٍ أخي قد لا يزيد كثرة الشيء في بعض الأحيان إلا ضعفا، ما فائدة سرد الأدلة إذا لم نعرف الاستشهاد منها على الصواب وليس على الهوى.
والله ما هذه النظرة الجديدة التي تزعم إلا دعاية ترويجية لتسويق هواك الذي نسفت به أقوال العلماء.
ثم لتعلم أن الحق أحق أن يتبع، لا مجال للتعصب في مرضاة الله. فأفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 08:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم التقرتي ... الشيخ بنى قوله على إعتبار أن "المطلق والمقيد إنما يكون في باب الأوامر والإثبات لا في جانب النفي والنهي" وبما أن ردك -كما قلت- ذو بعد أصولي (على حد فهمي) ويتناول مسألة أصولية بهذا الحجم لها أثرها في جميع أبواب الفقه فالواجب أن تفصل في الإنتصار لمذهبك وتبرز للقرّاء آراء المحققين من الأصوليين .... وما رأيت لك جوابا عن هذا!! رغم تعبي في قراءة مشاركتك فأرجوا أن تفيد أخاك ............... متابع
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 10:58]ـ
شكرا لك اخي السكران
ان كنت ترى اننا نطوع الادلة بهوانا فتفضل و بين لنا الصواب و ان رأينا في كلامك صوابا اتبعناه و لكن ادكرك فقط انه كما فهمها من قال بالتحريم فقد فهمها اخرون و قالوا بالخيلاء كقيد فان كنت تظن ان من قال بقيد الخيلاء اتبع هواه فما عندي الا ان اقول لك سامحك الله و هداك الى صراطه المستقيم
ادن انا في انتظار ان تبين لنا اين الخطأ في استدلالنا و ان كنت لا تريد الجواب علينا افدنا ادن اين الخطأ في استدلال الشوكاني و الامام الشافعي و غيرهم ....
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 11:40]ـ
الى الاخ العاصمي من الجزائر نحن نوافق الشيخ فيما قاله لكن هناك مطلق و مقيد و هناك خاص و عام و هنا العام خصص باحاديث اخرى فلا نقيد هنا لكن نخصص العام
نعم لا ادري كيف لم ترى الادلة الاصولية و هي مكتوبة في قول الشوكاني رحمه الله و سالخصها لك
الشيخ قال ان التقيد لا يدخل في النهي و قد اصاب في ذلك نعم التقيد في الاحكام و ليس في النهي لان النهي يعتبر من باب العموم اذن فلفظ لا يحب الله المسبلين عام لكن العموم قد يدخله تخصيص و مما دخل على هذا العموم تخصيص بعض افراده باخراجهم من الحكم و من هذه الافراد:
ارتخاء ازار ابي بكر فارتخاء ازار ابي بكر هو اسبال لكن يخرج من باب هذا العموم
كذلك جر رسول الله عليه الصلاة و السلام ازاره في حديث كسوف الشمس و حديث صلاة العصر فهذا الجر لا يدخل في عموم قوله عليه الصلاة و السلام ان الله لا يحب المسبل
ادن هذا عام دخل فيه تخصيص و ما خصص بعضه خصص بعضه الاخر
و لنتأمل قول الشوكاني رحمه الله قال في (نيل الأوطار 2/ 113): وقد عرفت ما في حديث الباب من قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء وهو تصريح بأن مناط التحريم.
ادن مناط الحكم يخصص المجمل من حديث ان الله لا يحب المسبلين و كذلك الاحاديث التي اتيت بها تخرج العام الى الخاص و منها حديثي ابي سفيان رضي الله عنه
ابن حبان في صحيحه: باب: ذكر الزجر عن إسبال المرء إزاره إذ الله جل وعلا لا ينظر إلى فاعله، وذكرحديث المغيرة بن شعبة قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بحجزة سفيان بن أبي سهيل فقال:" يا سفيان لا تسبل إزارك، فإن الله لا ينظر إلى المسبلين".
و في حديث اخر
وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بحجزة سفيان بن أبي سهل فقال:
"يا سفيان! لا تسبل إزارك، فإن الله لا يحب المسبلين ".
حسن لغيره
رواه ابن ماجه، و ابن حبان في "صحيحه"، واللفظ له.
فالحديث الاول يفسر الثاني كما ترى فقوله لا يحب المسبلين فسر بقوله عليه الصلاة و السلام لا ينظر الله للمسبلين و كما تعرف ان المسبلين الذين لا ينظر الله اليهم هم المختالون الا ان قلت ان هذا عموم و هنا تنقض مذهب من قال ان من اسبل من دون خيلاء فما تحت الكعبين في النار!!!
و كما قال الشوكاني وأما كون الظاهر من عمرو أنه لم يقصد الخيلاء فما بمثل هذا الظاهر تعارض الأحاديث الصحيحة.اهـ
فمفهوم العام الذي استدل به الشيخ فركوس لا يعارض الاحاديث الصحيحة فمنطوق الاحاديث ان العلة الخيلاء, و اوضح الاحاديث في ذلك قوله عليه الصلاة و السلام
" هاهنا فإن أبيت فهاهنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال فخور
فهذا حديث لا يدع مجال للشك ان ما تحت الكعبين يدخل في قوله فإن الله لا يحب كل مختال فخور
و كذلك مفهوم المخالفة بالحصر و هو من اقوى المفاهيم في قوله عليه الصلاة و السلام
(يُتْبَعُ)
(/)
" من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة
فهذا الحصر حصر العلة و مفهوم المخالفة منه انه من جره لغير الخيلاء لا يلحقه هذا الوعيد و يقطع كل تأويل حديث رسول الله عليه الصلاة و السلام
وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة.
فهذا من المنطوق و هو كافي لتخصيص العموم من قوله عليه الصلاة و السلام ان الله لا يحب المسبل
كذالك هذا العموم معارض لحديث الصحابي الذي جر ازاره في المسجد و هذا نصه
السنن الكبرى للبيهقي كتاب التفليس
باب حلول الدين على الميت ء حديث: 10538
أخبرنا أبو علي الروذباري، ثنا أبو طاهر المحمدآباذي، ثنا أحمد بن يوسف السلمي، ح وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد , ثنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا أحمد بن منصور، قالا: ثنا عبد الرزاق، أنبأ سفيان الثوري، أخبرني أبي، عن الشعبي، حدثني سمعان بن مشنج، عن سمرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة، فلما انصرف قال: " أها هنا من آل فلان أحد؟ " فقال ذاك مرارا، قال: فقام رجل يجر إزاره من مؤخر الناس، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " أما إني لم أنوه باسمك إلا لخير؛ إن فلانا، لرجل منهم، مأسور بدينه، فلو رأيت أهله ومن يتحرون أمره قاموا فقضوا عنه " لفظ حديث البغدادي. وروي في حلول الدين على الميت عن ابن عمر مرفوعا، وعن زيد بن ثابت موقوفا، وكلاهما ضعيف *
صححه الشيخ الالباني احكام الجنائز 16
فاقرار رسول الله عليه الصلاة و السلام لهذا الرجل لا تفسير له الا ان الرجل لم يكن يفعله خيلاءا
اذن صحيح ان التقييد لا يدخل في هذا لكنه عام و العام يدخل عليه التخصيص و هذا ما قاله الشوكاني رحمه الله و ارجوا ان يكون اتضح عندك الامر و ان اردت الزيادة ارجع لمراقي السعود باب المطلق و المقيد و الخاص و العام
ادن خلاصة القول ان التمسك بعموم قوله ان الله لا يحب المسبل ضعيف كما قال الشوكاني رحمه الله و اعيد كلامه وحمل المطلق على المقيد واجب، وأما كون الظاهر من عمرو أنه لم يقصد الخيلاء فما بمثل هذا الظاهر تعارض الأحاديث الصحيحة. اهـ
لكن المتأمل في حديث عمروا يجد خيلاءا ايضا و هذا نفهمه من قول الراوي فَجَعَلَ النَبِي صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُ بِنَاحِيِةِ ثَوْبِهِ وَيَتَوَاضَعُ للهِ.
فهذا التواضع يدل ان الرسول عليه الصلاة و السلام خاف الخيلاء على عمرو و كذلك عذر عمرو ان به حموشة لا يسلم به لانه جر ازاره و الذي فيه حموشة يكفيه اسبال ازاره تحت الكعبين لا جره و الله اعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - Feb-2009, صباحاً 02:07]ـ
نواصل نقل سير الصالحين كي تعلموا مذاهبهم و نحن ننقل الان اثرا عن عالم جليل الا و هو الشعبي عامر بن شراحيل التابعي الجليل سمع من ثمانية وأربعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والشعبي أكبر من أبي إسحاق بسنتين، وأبو إسحاق أكبر من عبد الملك بن عمير بسنتين، ومرسل الشعبي صحيح، لا يكاد يرسل إلا صحيحًا.
جاء في حلية الأولياء ء عامر بن شراحيل الشعبي
حديث: 6061
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، وأبو حامد بن جبلة قالا: ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب، قال: رأيت الشعبي يمشي مع أبي وعليه إزار من كتان مورد، فقال أبي: يا أبا عمرو، أراك تجر إزارك. فضرب الشعبي يده على أليته، فقال: " ليس هاهنا شيء تحمله "، فقال له أبي: كم أتى عليك يا أبا عمرو؟ فقال:
نفسي تشكي إلى الموت موجعة وقد حملتك سبعا بعد سبعينا
إن تحدثي أملا يا نفس كاذبة إن الثلاث يوافين الثمانينا
اهـ
أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب الازدي قال عنه بن حجر في التقريب ثقة
و هو من رجالات مسلم روى عن الشعبي و روى عنه قتيبة
و قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي أبو رجاء البلخى البغلانى قيل إن جده جميلا كان مولى للحجاج بن يوسف الثقفي وهو ابن أخي الوسيم بن جميل الثقفي قال أبو أحمد بن عدي: اسمه يحيى بن سعيد وقتيبة لقب وقال أبو عبد الله بن منده: اسمه علي وقال غيره: كان له أخ اسمه قديد بن سعيد
قال فيه بن حجر في التقريب ثقة ثبت
اما محمد بن إسحاق السراج النيسابوري
(يُتْبَعُ)
(/)
السَّرَّاج السَّرَّاج محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران , الإمام الحافظ الثقة , شيخ الإسلام , محدث خراسان, أبو العباس الثقفي مولاهم الخراساني النيسابوري , صاحب المسند الكبير على الأبواب والتاريخ وغير ذلك , وأخو إبراهيم المحدث وإسماعيل.
مولده في سنة ست عشرة ومائتين.
رأى يحيى بن يحيى التميمي , ولم يسمعه. وسمع من إسحاق , وقتيبة بن سعيد , ومحمد بن بكار بن الريان , وبشر بن الوليد الكندي , وأبي معمر القطيعي , وداود بن رشيد , ومحمد بن حميد الرازي , ومحمد بن الصباح الجرجرائي , وعمرو بن زرارة , وأبي همام السكوني , وهناد بن السري , وأبي كريب , ومحمد بن أبان البلخي , والحسن بن عيسى بن ماسرجس , ومحمد بن عمرو زنيج , وأحمد بن المقدام , ومحمد بن رافع , ومجاهد بن موسى , وأحمد بن منيع , وزياد بن أيوب , ويعقوب الدورقي , وسوار بن عبد الله , وهارون الحمال , وعقبة بن مكرم العمي , وابن كرامة , وعبد الجبار بن العلاء , وعبد الله بن عمر بن أبان , وأبي سعيد الأشج , وعبد الله بن الجراح , وأحمد بن سعيد الدارمي , وعباد بن الوليد , وخلق سواهم , وينزل إلى أحمد بن محمد البرتي , ومحمد بن إسماعيل الترمذي , والحسن بن سلام.
حدث عنه البخاري ومسلم بشيء يسير خارج الصحيحين , وأبو حاتم الرازي أحد شيوخه , وأبو بكر بن أبي الدنيا , وعثمان بن السماك , والحافظ أبو علي النيسابوري , وأبو حاتم البستي , وأبو أحمد بن عدي , وأبو إسحاق المزكي , وإبراهيم بن عبد الله الأصبهاني , وأبو أحمد الحاكم , وعبيد الله بن محمد الفامي , وحسينك بن علي التميمي , وأبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي , وأبو بكر محمد بن محمد بن هانئ البزاز , والخليل بن أحمد السِّجْزي القاضي , والقاضي يوسف بن القاسم الميانجي , وعبد الله بن أحمد الصيرفي , وسهل بن شاذويه البخاري ومات قبله
قال فيه الذهبي في تاريخ الاسلام
محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفي مولاهم النيسابوري، أبو العباس السراج الحافظ، محدث خراسان ومسندها رأى يحيى بن يحيى النيسابوري وسمع قتيبة، وإبراهيم بن يوسف، ومحمد بن إبراهيم البلخيين، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن عمرو زنيج، وأبا كريب، ومحمد بن بكار، وداود بن رشيد، وخلقاً من طبقتهم، وخلقاً من طبقة أخرى بعدهم
وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق الأصبهاني العدل المعروف بالقصّار نزيل نيسابور
ذكره الذهبي في كتابه العبر في خبر من غبر الجزء الثاني صفحة 141
توفي سنة ثلاث سبعين و ثلاث مئة و كان ممن جاوز المئة
فها هو الشعبي يجر ازاره و قد سمع من ثمانية و اربعين من اصحاب رسول الله عليهم الصلاة والسلام و ما مثله الذي يجر ازاره بدون علم و الله الموفق للصواب و السلام عليكم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Feb-2009, صباحاً 09:58]ـ
دع عنك المزايدة والمكاثرة، فوالله لن يقدم الصحابة والتابعون ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين بأن يفعلوا فعلا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم أو نهى عنه.
ثم لتعلم أن من حصل منه ذلك فوالله الذي لا إله إلا هو ما حصل إلا على سبيل المرة أو المرتين وأمثالهما، ولم يكن ديدنه فهي عابرة لا يقاس بها، ولا أدل على ذلك إلا النصوص والآثار الصحيحة الواردة عنهم، والتي أنت نقلتها ولم تعرف الإفادة منها.
ووالله لو سردت ألف ورقة إلكترونية بهذا المجال فلن نزداد فيك إلا إيقانا بأنك لا تريد إلا ترويج مذهبك الذي أبطلت به قول أحبار العلم رحمهم الله، من أجل أن ثلاثة أرباع أهل المغرب كما ذكرت مسبلين، فهل من أجل هذا تزايد على الحق؟؟!!!
لا أريد الإكثار ولكن أكتفي بما قاله الإمام الذهبي رحمه الله في كتابه (الكبائر) طبعة دار الفرقان، الطبعة الثانية، بتحقيق الشيخ الفاضل أبا عبيدة مشهور آل سلمان، ص398، قال بعد أن سرد الأحاديث في ذلك:
وكل من اتخذ فَرَجِيّة تكاد أن تمس الأرض، أو جُبّة، أو سراويل خفاجيّة، فهو داخل في الوعيد المذكور نسأل الله العافية، إذا فعله بطرا أو تيها؛ فإن فعله عادة وزيا لأمثاله من أهل بلده زجر عنه، واعلم أنه لا يحل ذلك؛ لقوله عليه السلام: "ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار" والله أعلم.
فلا حول ولا قوة إلا بالله، من ترويج الهوى.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[03 - Feb-2009, صباحاً 10:50]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم التقرتي .. لو تراجع الفتوى رقم 706 من فتاوى اللباس للشيخ فركوس حفظه الله لوجدته قد أجاب عن إيرادك حول العموم جاعلاً الإسبال خيلاء من قبيل التنصيص على أفراد بعض مدلول العامِّ الذي يؤكّد العامَّ في خصوصه ولا ينافيه أو يعارضه في عمومه فقال حفظه الله:
في تجلية تَنْزِيل قاعدة حمل المطلق على المقيد
إن كانا نهيين على مسألة إسبال الإزار
السؤال:
أرجو من شيخنا أن يوافيَنَا بتحريرِ مسألةِ حمل المطلق على المقيّد إن كانا نَهيين، فإنه التبس علينا ما ذكرتموه في مسألة حكم إسبال الإزار، من حيث إنّه لا ينطبق على القاعدة السالفة، وبعد مراجعة أكثرَ من أربعةِ مصادرَ في الأصول ما وجدتُ لكلامكم -حفظكم الله- وجهًا، فأرجو منكم توضيحَ المسألة؟
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد جاءت روايةُ النهيِ عن الإسبال إلى ما دون الكعبين المتضمّنة للتوعّد بالنار مطلقةً عن تقييدٍ في قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ» (1 - أخرجه البخاري في «اللباس»، باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار: (5787)، والنسائي في «الزينة»، باب ما تحت الكعبين من الإزار: (5348)، وأحمد: (9558)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)، ويؤيّد صيغةَ النهيِ حديثُ حذيفةَ رضي الله عنه مرفوعًا: «وَلاَ حَقَّ لِلَكَعْبَيْنِ فِي الإِزَارِ» (2 - أخرجه الترمذي في «اللباس»، باب في مبلغ الإزار: (1783)، والنسائي في «الزينة»، باب موضع الإزار: (5329)، وابن ماجه في «اللباس»، باب موضع الإزار أين هو: (3572)، وأحمد: (22847)، وأبو داود الطيالسي في «مسنده»: (425)، قال الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2366): معلّقًا على قول الترمذي عن الحديث «حسن صحيح»: «وهو كما قال»)، ومن جهة أخرى جاء النهيُ مقيّدًا بالخُيَلاَءِ والبَطَرِ فيما صحَّ عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنه قال: «لاَ يَنْظُرُ اللهُ إِلَى مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ» (3 - أخرجه البخاري في «اللباس»: (5446)، ومسلم في «اللباس والزينة»، باب تحريم جر الثوب خيلاء: (5453)، وأبو داود في «اللباس»، باب ما جاء في إسبال الإزار: (4085)، والترمذي في «اللباس»، باب ما جاء في كراهية جر الإزار: (1730)، وأحمد: (6115)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما)، وفي حديث: «لاَ يَنْظُرُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا» (4 - أخرجه البخاري في «اللباس»، باب من جر ثوبه من الخيلاء: (5451)، ومسلم في «اللباس والزينة»، باب تحريم جر الثوب خيلاء وبيان حد ما يجوز: (5463)، ومالك في «الموطإ»: (1629)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وأخرجه أبو داود في «اللباس»، باب في قدر موضع الإزار: (4093)، وابن ماجه في «اللباس»، باب موضع الإزار أين هو: (3573)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه).
وقد اشترط الآمديُّ وابنُ الحاجبِ أن يكون حَمْلُ المطلقِ على المقيَّد في باب الأوامر والإثبات، أمّا جانب النفي والنهي فلا يصحُّ؛ لأنه يلزم منه الإخلال باللفظ المطلق مع تناول النفي والنهي، وقالا: لا خلافَ في العمل بمدلولهما، والجمع بينهما لعدم التعذّر، فلو قال: لا تَعْتِقْ مُكاتبًا، ثمّ قال: لا تعتقْ مكاتبًا كافرًا، لم يجزه أن يعتقَ مكاتبًا لا كافرًا ولا مسلمًا. واختار الشوكاني هذا المذهبَ وقال: والحقّ عدم الحمل في النفي والنهي.
قلت: وقد يكون من قبيل التنصيص على أفراد بعض مدلول العامّ وبه قال الزركشي، فلو قال: «لا تُسبِلْ إزارك» وقال: «لا تسبل إزارك خيلاء» فصار الإسبال خيلاء من قبيل التنصيص على أفراد بعض مدلول العامِّ الذي يؤكّد العامَّ في خصوصه ولا ينافيه أو يعارضه في عمومه، ولا موجب لتخصيص العموم بالمفهوم، ويؤيّد هذا المعنى أنّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أوضح موضعَ الإزار في حديث عمرو بن فلان الأنصاري، فقال: «يَا عَمْرُو هَذَا مَوْضِعُ الإِزَارِ» (5 - أخرجه أحمد: (17328)، من حديث عمرو الأنصاري رضي الله تعالى عنه. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد»: (5/ 216): «رجله ثقات»، وقال نفس
(يُتْبَعُ)
(/)
العبارة الحافظ في «الفتح»: (11/ 429)، وحسنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (6/ 405))، فإنّه ظاهرٌ في عدم جوازِ تجاوُزِهِ، وهو عامٌّ للخيلاء ولغيره، وهو معنى حديث أبي أمامة رضي الله عنه: «إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ المُسْبِلَ» (6 - أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين»: (1205)، وفي «المعجم الكبير»: (7835)، من حديث أبي أمامة رضي الله عنه. قال الهيثمي: "رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدها ثقات"، وانظر السلسلة الصحيحة: (6/ 406))، فهو عامٌّ شاملٌ للخيلاء وغيرِه، وإنما يشتدُّ الإثم إن قصد الخيلاء.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 12 جمادى 1428ه
الموافق ل: 28 مايو 2007م
--------------------------------------------------------------------------------
1 - أخرجه البخاري في «اللباس»، باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار: (5787)، والنسائي في «الزينة»، باب ما تحت الكعبين من الإزار: (5348)، وأحمد: (9558)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
2 - أخرجه الترمذي في «اللباس»، باب في مبلغ الإزار: (1783)، والنسائي في «الزينة»، باب موضع الإزار: (5329)، وابن ماجه في «اللباس»، باب موضع الإزار أين هو: (3572)، وأحمد: (22847)، وأبو داود الطيالسي في «مسنده»: (425)، قال الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2366): معلّقًا على قول الترمذي عن الحديث «حسن صحيح»: «وهو كما قال».
3 - أخرجه البخاري في «اللباس»: (5446)، ومسلم في «اللباس والزينة»، باب تحريم جر الثوب خيلاء: (5453)، وأبو داود في «اللباس»، باب ما جاء في إسبال الإزار: (4085)، والترمذي في «اللباس»، باب ما جاء في كراهية جر الإزار: (1730)، وأحمد: (6115)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
4 - أخرجه البخاري في «اللباس»، باب من جر ثوبه من الخيلاء: (5451)، ومسلم في «اللباس والزينة»، باب تحريم جر الثوب خيلاء وبيان حد ما يجوز: (5463)، ومالك في «الموطإ»: (1629)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وأخرجه أبو داود في «اللباس»، باب في قدر موضع الإزار: (4093)، وابن ماجه في «اللباس»، باب موضع الإزار أين هو: (3573)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
5 - أخرجه أحمد: (17328)، من حديث عمرو الأنصاري رضي الله تعالى عنه. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد»: (5/ 216): «رجله ثقات»، وقال نفس العبارة الحافظ في «الفتح»: (11/ 429)، وحسنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (6/ 405).
6 - أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين»: (1205)، وفي «المعجم الكبير»: (7835)، من حديث أبي أمامة رضي الله عنه. قال الهيثمي: "رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدها ثقات"، وانظر السلسلة الصحيحة: (6/ 406).
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 12:35]ـ
الاخ السكران التميمي
لو توقفت عن الدعاوي و اتيتنا بادلتك فما زلنا ننتظر!!!!
اما مذهبي فهو مذهب الامام الشافعي و ابي حنيفة النعمان و الامام احمد و البخاري و النووي و بن عبد البر و الباجي و القاضي عياض و مذهب بن تيمية في منتقى الاخبار و مذهب الشوكاني و مذهب ايوب السختياني و مذهب الهيثمي و كثير .....
و الدليل امامك عرضناه فهاتي ادلتك و لا يطعن في الناس الا متعصب عجزوا عن رد الدليل فطعنوا في قائله و هكذا مذهب المتعصبين و الحمد لله الذي بين لنا الحق و ادلتنا امامكم فاحاسبكم بالدليل و من ليس عنده الا قال فلان فليصمت فما بقال فلان تعبدنا الله سبحانه و تعالى.
و دين الله ليس حكرا على احد و لا بلد و لن نسكت عن الحق وسنبين للناس ما خفي عنهم ان شاء الله ما دام في العمر بقية و رحم الله سلفنا الاخيار تركوا لنا ما فيه الكفاية لكن العيب في الناس تعصبوا لامام واحد ثم يدعون انه الحق و لا سواه
قال الامام احمد رحمه الله لا تقلدني، ولا تقلد مالكاً، ولا الشافعي، ولا الأوزاعي، ولا الثوري، ولكن خذ من حيث أخذوا.
وقال: من قلة فقه الرجل أن يقلد في دينه الرجال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وخرج صلى الله عليه وسلم يوما على أصحابه وهم يقولون: ألم يقل الله كذا وكذا؟ يرد بعضهم على بعض، فكأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال: إنما أفسد على الأمم هذا، فلا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم.
وهذا الحديث أخرجه الترمذي، وابن ماجه، والطبراني، وهو حديث صحيح
فقد اتيناكم بكلام رسول الله عليه الصلاة و السلام و من اراد ان يضرب الاحاديث ببعضها فليس ذلك بمذهبنا اما مذهبنا هو الجمع ثم الجمع ثم الجمع بين احاديث رسول الله عليه الصلاة و السلام و السنة تصدق بعضها بعضا و لسنا بتاركي حرف من كلام رسول الله عليه الصلاة و السلام
فقد جمعنا لكم الاحاديث ثم اتيناكم بعمل الصحابة ثم اتيناكم بعمل التابعين ثم اتيناكم بفتاوي تابعي التابعين ثم اتيناكم بفتاوي اخيار العلماء في المسألة فماذا تردون بعد ذلك ?? ان تتمسكوا بقشة
ليس ذلك بمذهبنا بل الاحاديث تصدق بعضها بعضا و العلة في الخيلاء و كذلك فهمها الصحابة رضوان الله عليهم و كذلك فهمها التابعون و تابعوهم و كبار العلماء و لن يزحزحنا عن اتباع الحق انتشار تحريم الاسبال اليوم فليس الحق فيما اشتهر انما الحق في قال الله و قال الرسول عليه الصلاة و السلام
فمن كان عنده من هذا شيئا فليتفضل و من كان كلامه قال فلان و علان فما خلقني الله لعبادة فلان و لا علان
سمعت الشيخ وليد السيف عن الالباني يقول فيما معناه ان يخالفني تلميذي بدليل احب الي ان يوافقني تقليدا
و سمعت الشيخ ابو يسر يقول ناقش احد الشيوخ الشيخ الالباني رحمه الله فقال له ان بن القيم يقول غير قولك فاجابه الشيخ لسنا قيميين و لا تيميين فزاد ابو اليسر و طلبة الشيخ و لا البانيين فقال الشيخ ماذا ? قالوا و لا البانيين فقال نعم نعم.
هذه اخلاق العلماء فخدوا منهم فلو اخدتم اخلاق بن الباز و العثمين و الشنقيطي و الالباني رحمهم الله و الخضير و علماء ربانيون كثير لفهمتم ان الامر بالدليل فقط لا غير فبارك الله لنا في هؤلاء الشيوخ و غيرهم ممن خدموا هذا الدين لان لهم سبق الفضل علينا لكن ان تعلمنا منهم شيئا فقد تعلمنا ان لا نقلد احدا انما هو الدليل فهم و لا شك ارادوا منا اخد الدليل و ها قد اخدناه فان خالفنا ما فهموه من الدليل لم نخالفه من هوانا انما خالفنا فهمهم بفهم علماء ربانيين اخرين كالشافعي و ابا حنيفة و الامام احمد و الشوكاني و كثير ...
و كما دفعنا اتباع الدليل لتقييد الاسبال بالخيلاء فقد دفعنا كذلك لالزام تارك الصلاة عمدا قضاءها و كذلك دفعنا الدليل الى تحريم الغناء و تحريم حلق اللحية و غيرها من الامور كثير
فدعوا عندكم التقليد و ارجعوا لكتاب الله و سنة نبيه و ابحثوا في كتب السلف فلا ينتهي المقال بقال فلان او علان انما هي اقوال شيوخ و العبرة بالدليل و الحديث حجة بنفسه في الاحاكم
فهاذا ما فعلناه جمعنا كل الاحاديث و حكمنا بها كلها و لم نتمسك بدليل واحد كما فعل البعض فلم نعارض اي حديث بحديث بل كل الاحاديث تصب في امر واحد ان الاسبال حرم للخيلاء!!!!!
و لا يعني هذا اننا ندعوا الناس للاسبال فاتباع سنة المصطفى عليه الصلاة و السلام اولى لكن لا نحرم ما لم يحرمه الله و لا نفسق من اسبل بحجة انه يخالف مذهب من حرم الاسبال و قلوبنا تسع قول كل مخالف مادام عنده دليل و الله المستعان و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 12:57]ـ
جواز الإسبال من غير خيلا هو اختيار ابن تيمية ايضا: قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: (يباح إزار الرجل وقميصه ونحوه من نصف ساقيه إلى كعبيه نص عليه قال ابن تميم: السنة في الإزار والقميص ونحوه من نصف الساقين إلى الكعبين فلا يتأذى الساق بحر وبرد ولا يتأذى الماشي ويجعله كالمقيد ويكره ما نزل عن ذلك أو ارتفع عنه نص عليه. وقال في رواية حنبل: جر الإزار إذا لم يرد الخيلاء فلا بأس به وهذا ظاهر كلام غير واحد من الأصحاب رحمهم الله وقال أحمد رضي الله عنه أيضا {ما أسفل من الكعبين في النار} لا يجر شيئا من ثيابه وظاهر هذا التحريم , فهذه ثلاث روايات ورواية الكراهية منصوص الشافعي وأصحابه رحمهم الله. قال صاحب المحيط من الحنفية وروي أن أبا حنيفة رحمه الله ارتدى برداء ثمين قيمته أربعمائة دينار وكان يجره
(يُتْبَعُ)
(/)
على الأرض فقيل له أولسنا نهينا عن هذا؟ فقال إنما ذلك لذوي الخيلاء ولسنا منهم , واختار الشيخ تقي الدين رحمه الله عدم تحريمه ولم يتعرض لكراهة ولا عدمها)
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 01:06]ـ
قد اجبناك اخي العاصمي من الجزائر اظنك لم تفهم
هناك احاديث فيها المطلق و المقيد و هناك احاديث فيها العام اما الحديث الذي ذكره الشيخ و هو لا يحب الله المسبلين فنعم هذا من باب العام و دخله التخصيص و لو قرأت كل ما كتبته لفهمت ان التقييد او التخصيص الذي قمنا به ليس من باب قاعدة المطلق و المقيد انما هو بدلالة المنطوق اي ان الاحاديث قيدت نفسها بنفسها و لا نحتاج قاعدة المطلق و المقيد لذلك
و هذا ما قاله الشوكاني رحمه الله
فقول الرسول عليه الصلاة و السلام انك لست تصنعه خيلاء كافي و شافي لتقييد كل الاحاديث بدلالة المنطوق اذ ان الرسول عليه الصلاة و السلام لم يقل لابي بكر لا حرج عليك انت تتعاهده انما اجابه لا تفعله خيلاء و هذه علة واضحة الا لمن ابى و حمل حديث ابي بكر على تزكيته او انه يعاهد ثوبه هذا من باب المفهوم لكنه خالف المنطوق و المنطوق مقدم على المفهوم
اذن كل ما قاله الشيخ و كل ما قاله الشيخ العثيمين رحمه الله من باب الاستدلال بقاعدة لم نستعملها اصلا و اعطيك مثال كي تفهم
الوضوء تتوضأ للمرفقين
التيمم تمسح اليدين
هنا اختلف الحكم فلا نطبق قاعدة المطلق على المقيد لكن السنة قيدت مسح اليدين بالمرفقين فلا ندعي اننا لا نقيد التيمم بدعوى ان الحكم اختلف بل نقيده بدليل المنطوق من السنة الشريفة
ادن قاعدة المطلق و المقيد لا تعني انك لا تقيد الحكم هي فقط تستعمل في تقييد المطلق ان اتحدت الاحكام لكنها لا تستعمل ابدا في العكس و هذا هو الخطأ و الذي تابع عليه الشيخ فركوس الصنعاني في رسالته و كل الخلط يأتي من هنا
ادن نلخص
هناك احاديث من باب المطلق و المقيد و اخرى من باب العام و الخاص اما قول الشيخ ان الخيلاء من باب التنصيص لا نلتفت له لان قول الرسول عليه الصلاة و السلام لست تصنعه خيلاء لا تنصيص فيه هذا من باب المنطوق و منه بطلت دعاوي كل من قال انه من باب التنصيص او من باب ما خرج على الغالب
و لو اطلعت على كتب اصول الفقه لفهمت كل هذا فهناك خلط كبير و الكل مازال يحتج بالمطلق و المقيد مع ان القيد منطوق فلا تعارض الاحاديث باصول الفقه ابدا فان وقع التعارض فهو من باب فهم المطبق للاصول و ليس للاحاديث
مع العلم ان ما قاله بن الحاجب فيه خلاف بين العلماء في حمل المطلق على المقيد في باب الامر و النهي و لكن لا نحتاج للدخول في كل هذا لان القيد منطوق في اكثر من حديث و ها انا اعيدها لك
قول رسول الله عليه الصلاة و السلام لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُهُ خُيَلاَءَ.
و العبرة بعموم اللفظ و ليس بخصوص السبب
من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة.
قوله لا يريد بذلك إلا المخيلة تبطل قول من قال بالتنصيص
قول رسول الله عليه الصلاة و السلام هاهنا فإن أبيت فهاهنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال.
هذا كافي كي نقول ان العلة خيلاء و هذا منطوق و نص لا تأويل فيه
و اوجه الاخ لدراسة مراقي السعود و شرحه نثر الورود و ان استطعت ان تسمع دروس احمد حطيبة في شرحه فهي جيدة جدا لكن تطبيق اصول الفقه صعب جدا و ليس الكل يتقنه لذلك يحدث خلط فان استطعت قراءة مفتاح الاصول للتلمساني فهو جيد و انصحك بقراءة بداية المجتهد لابن رشد و استماع شرحه للعلامة الوائلي او العلامة عبد الكريم خضير و كل هذا سينمي عندك روح النقد و تفهم اصول الاستدلال و ان زدت الفروق للقرافي سيكون احسن
فلحد الان ما زال اناس لم يفهموا ان قاعدة المطلق و المقيد ليست مطردة و انها اصلا ليست محل الاستدلال عند من قال بالتحريم للخيلاء!!!!!! لكنه الخلط وقع لهم و لو تمعنت كلام الشوكاني لفهمته فهذا ما قاله اعيده لك
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في (نيل الأوطار 2/ 113): وقد عرفت ما في حديث الباب من قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء وهو تصريح بأن مناط التحريم الخيلاء، وأن الإسبال قد يكون للخيلاء، وقد يكون لغيره، فلابد من حمل قوله:" فإنها من المخيلة " في حديث جابر بن سليم، على أنه خرج مخرج الغالب، فيكون الوعيد المذكور في حديث الباب متوجهاً إلى من فعل ذلك اختيالاً، والقول: بأن كل إسبال من المخيلة أخذاً بظاهر حديث جابر ترده الضرورة، فإن كل أحد يعلم أن من الناس من يسبل إزاره مع عدم خطور الخيلاء بباله. ثم قال: وبهذا يحصل الجمع بين الأحاديث وعدم إهدار قيد الخيلاء المصرح به في الصحيحين. ثم قال: وحمل المطلق على المقيد واجب، وأما كون الظاهر من عمرو أنه لم يقصد الخيلاء فما بمثل هذا الظاهر تعارض الأحاديث الصحيحة.اهـ
فتمعن قوله وبهذا يحصل الجمع بين الأحاديث وعدم إهدار قيد الخيلاء المصرح به في الصحيحين.
كلامه واضح القيد منطوق!!!!! و لا يرد المنطوق تأويل او ظاهر حديث عام و حديث ما تحت الكعبين في النار و حديث لا يحب الله المسبلين من باب العام فلا نعارض هذا العام بدلالة المنطوق و يقطع كل تأويل حديث عبد الله بن العباس
عن عكرمة قال: رأيت ابن عباس إذا اتزر أرخى مقدم إزاره حتى يقع حاشيته على ظهر قدميه، ويرفع الإزار مما وراءه، فقلت:لم تأتزر هكذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزر هذه الإزرة " وصححه الألباني رحمه الله في الصحيحة (1238)
و في رواية اخرى
طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ الأصبهاني ء الطبقة الثالثة
ومن الطبقة السابعة نافع بن أبي نعيم بن عبد الرحمن ء محمد بن أبي يحيى الأسلمي
حديث: 125
ما أخبرنا عبد الله بن محمد بن سوار الهاشمي , قال: ثنا أبو بلال الأشعري , قال: ثنا يحيى بن العلاء , عن محمد بن أبي يحيى , عن عكرمة , عن ابن عباس , قال: " رأيته اتزر فأرسل إزاره من مقدمه حتى مست ظهر قدميه , ويلقيه من خلفه , فقلت له: تأتزر هكذا؟ فقال: " هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم " أخبرنا أبو يعلى , قال: ثنا أبو صالح محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال: ثنا أبي قال: ثنا محمد , بإسناده مثله , قال: وربما رفعه وربما لم يرفعه *
فها هو ازاره فوق ظهر القدم اي تحت الكعب و رفعه لرسول الله عليه الصلاة و السلام و هذا كافي لاخراج حديث رسول الله عليه الصلاة و السلام من باب العام من قوله ما تحت الكعبين في النار الى باب الخاص بدليل المنطوق من علة حديث ابي بكر و حديث هاهنا فإن أبيت فهاهنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال.
كل هذه الاحاديث من باب المنطوق لا غبار عليها فلا يعارض النص من هذه الاحاديث بظاهر عام من احاديث اخرى و بقواعد الاصول و ارجوا ان اكون شرحت لك الامر جيدا و اعرف ان المسألة شائكة اصوليا و لا بد لها من فهم عميق و الله المستعان و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 01:48]ـ
جواز الإسبال من غير خيلا هو اختيار ابن تيمية ايضا: قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: (يباح إزار الرجل وقميصه ونحوه من نصف ساقيه إلى كعبيه نص عليه قال ابن تميم: السنة في الإزار والقميص ونحوه من نصف الساقين إلى الكعبين فلا يتأذى الساق بحر وبرد ولا يتأذى الماشي ويجعله كالمقيد ويكره ما نزل عن ذلك أو ارتفع عنه نص عليه. وقال في رواية حنبل: جر الإزار إذا لم يرد الخيلاء فلا بأس به وهذا ظاهر كلام غير واحد من الأصحاب رحمهم الله وقال أحمد رضي الله عنه أيضا {ما أسفل من الكعبين في النار} لا يجر شيئا من ثيابه وظاهر هذا التحريم , فهذه ثلاث روايات ورواية الكراهية منصوص الشافعي وأصحابه رحمهم الله. قال صاحب المحيط من الحنفية وروي أن أبا حنيفة رحمه الله ارتدى برداء ثمين قيمته أربعمائة دينار وكان يجره على الأرض فقيل له أولسنا نهينا عن هذا؟ فقال إنما ذلك لذوي الخيلاء ولسنا منهم , واختار الشيخ تقي الدين رحمه الله عدم تحريمه ولم يتعرض لكراهة ولا عدمها)
(يُتْبَعُ)
(/)
شكرا لك اخي أبو عبدالرحمن بن ناصر فقد نبهتني لامر غفلت عنه و هي رواية الامام احمد الغير معتمدة في المذهب وقال أحمد رضي الله عنه أيضا {ما أسفل من الكعبين في النار} لا يجر شيئا من ثيابه وظاهر هذا التحريم
فقوله لا يجر شيئا من ثيابه يفهم منه انه فهم من الاسبال جر الثياب و ليس اطالتها تحت الكعبين فقط فقد خصص الامام احمد رضي الله عنه الحديث بجر الثياب و ظاهر هذه الرواية يفيد ان التحريم عنده لا يلحق بمن اطال ثيابه تحت الكعب و فوق الشراك و الله اعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 05:54]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
الرد عن من استدل بحديث عبيدة بن خلف
هناك من يستدل بحديث الاشعث كي يقول ان الرسول عليه الصلاة و السلام لم يجز للصحابي بردة ملحاء و هذا نص الحديث
عن عبيد الله بن خالد المحاربي و يقال عبيدة بن خلف، قال: بينا أنا أمشي بالمدينة، إذا إنسانٌ خلفي يقول: "ارفع إزارك فإنه أتقى و ابقى ". فإذا هو رسول الله صلى الله عليه و سلم. فقلت: يا رسول الله إنما هي بردةٌ ملحاء. قال: "أما لك فيَّ أُسوةٌ؟ ". . فنظرتُ فإذا إزاره إلى نصف ساقيه.
أخرجه النسائيُّ في " كتاب الزينة " كما في " أطراف المزّيّ " (7/ 224)، و الترمذيُّ في " الشمائل " (113)، و أحمد (5/ 364) بسندٍ لا بأس به في الشواهد.
هذه دعواهم بسند لا بأس به!!!!
فللننظر في هذا السند
ادن هذا الحديث يرويه الاشعت عن عمته و عمته مجهولة الحال و صحح هذا الحديث الشيخ الالباني في الشمائل المحمدية برقم 97
و قال اخرجه أحمد والبيهقي "الجامع الصغير"
قلت: وأخرجه أبو الشيخ (ص108) مختصرا من الوجه المذكور وعمة الأشعث لا تعرف لكن للحديث شاهد يتقوى به من حديث الشريد بن سويد خرجته في الصحيحة 1441
(2) عمة الأشعث اسمها رهم وعمها اسمه عبيد بن خالد المحاربي اهـ
و ضعفه فقال في ضعيف الجامع
ارفع إزارك فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك
ضعيف (ابن سعد حم هب) الأشعث بن سليم عن عمته عن عمها الضعيفة 1857
و حديث الشريد بن سويد هو كالتالي
مسند أحمد بن حنبل ء أول مسند الكوفيين
حديث الشريد بن سويد الثقفي ء حديث: 19066
حدثنا سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه، أو عن يعقوب بن عاصم، أنه سمع الشريد يقول: أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يجر إزاره، فأسرع إليه، أو هرول، فقال: " ارفع إزارك واتق الله " قال: إني أحنف تصطك ركبتاي، فقال: " ارفع إزارك، فإن كل خلق الله عز وجل حسن " فما رئي ذلك الرجل بعد إلا إزاره يصيب أنصاف ساقيه أو إلى أنصاف ساقيه *
و في غريب الحديث باب: حنف
حديث: 355
حدثنا مسدد , حدثنا سفيان , عن إبراهيم بن ميسرة , عن عمرو بن الشريد , عن النبي صلى الله عليه: أدرك النبي رجلا يجر إزاره , فقال: ارفع إزارك , فقال: إني أحنف , فقال: " ارفع فكل خلق الله حسن " قوله: " الحنيفية السمحة " يقال: هي شريعة إبراهيم عليه السلام , ويقال: الحنيف: المسلم , والجمع الحنفاء؛ لأنه تحنف عن الأديان , ومال إلى الحق قال الله تعالى: إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا , وقال: واجتنبوا قول الزور حنفاء لله.
و المتأمل في هذا الحديث يجزم و لا شك ان هذا شبيه بحديث زرارة و ليس فيه بردة ملحاء!!!!
فكيف يستدل بعضهم بالبردة الملحاء و يظن ان الحديث صحيح!!!!! و هو مروي عن مجهول!!!!
و الله المستعان و السلام عليكم
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 07:16]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
الرد الصحيح على من حمل ظاهر قوله عليه الصلاة و السلام ما تحت الكعبين ففي النار على غير الخيلاء
سنن أبي داود كتاب اللباس
باب ما جاء في إسبال الإزار حديث: 3580
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن أبي غفار، حدثنا أبو تميمة الهجيمي ء وأبو تميمة اسمه طريف بن مجالد ء عن أبي جري جابر بن سليم، قال: رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه، لا يقول شيئا إلا صدروا عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: عليك السلام يا رسول الله، مرتين، قال: " لا تقل: عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الميت، قل: السلام عليك " قال: قلت: أنت رسول الله؟ قال: " أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك، وإن أصابك عام سنة فدعوته، أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفراء ء أو فلاة فضلت راحلتك فدعوته، ردها عليك "، قال: قلت: اعهد إلي، قال: " لا تسبن أحدا " قال: فما سببت بعده حرا، ولا عبدا، ولا بعيرا، ولا شاة، قال: " ولا تحقرن شيئا من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك، فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه
حديث صحيح: صحيح سنن ابي داود 4084
و جاء في حديث اخر
مسند أحمد بن حنبل مسند المدنيين
حديث رجل من قومه حديث: 16322
حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا الحكم بن فضيل، عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن رجل من قومه، أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل فقال: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أو قال: أنت محمد؟ فقال: " نعم "، قال: فإلام تدعو؟ قال: " أدعو إلى الله عز وجل وحده، من إذا كان بك ضر فدعوته كشفه عنك، ومن إذا أصابك عام سنة فدعوته أنبت لك، ومن إذا كنت في أرض قفر فأضللت فدعوته رد عليك "، قال: فأسلم الرجل ثم قال: أوصني يا رسول الله، قال له: " لا تسبن شيئا "، أو قال: " أحدا " شك الحكم قال: فما سببت بعيرا ولا شاة منذ أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، " ولا تزهد في المعروف ولو منبسط وجهك إلى أخيك وأنت تكلمه، وأفرغ من دلوك في إناء المستسقي، واتزر إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، فإنها من المخيلة، والله تبارك وتعالى لا يحب المخيلة "
الكبرى للبيهقي ء كتاب الشهادات
باب: شهادة أهل العصبية حديث: 19622
أخبرنا أبو علي الروذباري , أنبأ أبو بكر بن داسه , ثنا أبو داود , ثنا مسدد , ثنا يحيى , عن أبي غفار , ثنا أبو تميمة الهجيمي وأبو تميمة اسمه طريف بن مجالد , عن أبي جري جابر بن سليم قال: رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه , لا يقول شيئا إلا صدروا عنه , قلت: من هذا؟ قالوا: رسول الله صلى الله عليه وسلم , قلت: عليك السلام يا رسول الله , مرتين , قال: " لا تقل: عليك السلام , عليك السلام تحية الميت , قل: السلام عليك " , قال: قلت: أنت رسول الله؟ قال: " أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك , وإن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك , وإذا كنت بأرض قفر أو فلاة فضلت راحلتك فدعوته ردها عليك " , قال: قلت: اعهد إلي , قال: " لا تسبن أحدا " , قال: فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا بعيرا ولا شاة , قال: " ولا تحقرن من المعروف شيئا , وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك , إن ذلك من المعروف , وارفع إزارك إلى نصف الساق , فإن أبيت فإلى الكعبين , وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة , وإن الله لا يحب المخيلة , وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه , فإنما وبال ذلك عليه " *
المستدرك على الصحيحين للحاكم كتاب اللباس
أما حديث ابن عباس ء حديث: 7447
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا الحسن بن يعقوب العدل، ثنا محمد بن عبد الوهاب الفرا، أنبأ جعفر بن عون، أنبأ سعيد بن إياس الجريري، عن أبي السليل، عن أبي تميمة الهجيمي، عن جابر بن سليم الهجيمي، رضي الله عنه قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة وعليه إزار من قطن منتشر الحاشية قلت: عليك السلام يا محمد أو يا رسول الله فقال: " عليك السلام، تحية الميت عليك السلام، تحية الميت عليك السلام، تحية الميت سلام عليكم، سلام عليكم، سلام عليكم " أي هكذا فقل قال: فسألته عن الإزار فأقنع ظهره وأخذ بمعظم ساقه فقال: " هاهنا فإن أبيت فهاهنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال فخور " " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
و كل هذه الاحاديث صحيحة صححها الالباني رحمه الله
فكما تلاحظون قوله عليه الصلاة و السلام
فإن أبيت فإلى الكعبين , وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة , وإن الله لا يحب المخيلة
فقد عقب بعد الكعبين بالخيلاء فلا ادري كيف يسوغ لبعضهم التمسك بالعام و ترك كل هذه الاحاديث جانبا و خير دليل كذلك قوله عليه الصلاة و السلام فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال
ثم يأتون لحديث العلاء بن عبد الرحمن و يأخدون رواية منه بزيادة واو ثم يدّعون انها فصل لحكمين و لو اتبعنا منطقهم لفصلنا بالواو في قوله عليه الصلاة و السلام
وإياك وإسبال الإزار، فإنها من المخيلة، والله تبارك وتعالى لا يحب المخيلة
و هذا لا تقوم به حجة بل الحجة عليهم من قوله عليه الصلاة و السلام
فإن أبيت فهاهنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال
و يأتون إلى حديث عام من حديث زرارة و حديث ابي سفيان رضي الله عنهما من قوله عليه الصلاة و السلام ان الله لا يحب المسبل فيحملونه على كل المسبلين خيلاء و غير خيلاء و يتركون هذه الاحاديث الصحيحة الواضحة و التي فيها تفسير الحديث الاخر وإياك وإسبال الإزار، فإنها من المخيلة، والله تبارك وتعالى لا يحب المخيلة
فقد فسرت السنة نفسها بنفسها ان العلة هي المخيلة و الله سبحانه و تعالى لا يحب المخيلة!!!!
فهل بقي بعد كل هذه الاحاديث معنى لتمسكهم بالعام و التفريق بين الحكمين!!!
و ان كان حديث ابي بكر الصديق يرد عليهم و كفاية لكن نقلنا هذه الاحاديث ليعلم الناس ان السنة تصدق بعضها بعضا و ان ما اجمل في حديث فسر في اخر و ها هي السنة تفسر نفسها بنفسها
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 07:27]ـ
الاخ السكران التميمي
لو توقفت عن الدعاوي و اتيتنا بادلتك فما زلنا ننتظر!!!!
اما مذهبي فهو مذهب الامام الشافعي و ابي حنيفة النعمان و الامام احمد و البخاري و النووي و بن عبد البر و الباجي و القاضي عياض و مذهب بن تيمية في منتقى الاخبار و مذهب الشوكاني و مذهب ايوب السختياني و مذهب الهيثمي و كثير .....
و الدليل امامك عرضناه فهاتي ادلتك و لا يطعن في الناس الا متعصب عجزوا عن رد الدليل فطعنوا في قائله و هكذا مذهب المتعصبين و الحمد لله الذي بين لنا الحق و ادلتنا امامكم فاحاسبكم بالدليل و من ليس عنده الا قال فلان فليصمت فما بقال فلان تعبدنا الله سبحانه و تعالى.
و دين الله ليس حكرا على احد و لا بلد و لن نسكت عن الحق وسنبين للناس ما خفي عنهم ان شاء الله ما دام في العمر بقية و رحم الله سلفنا الاخيار تركوا لنا ما فيه الكفاية لكن العيب في الناس تعصبوا لامام واحد ثم يدعون انه الحق و لا سواه
قال الامام احمد رحمه الله لا تقلدني، ولا تقلد مالكاً، ولا الشافعي، ولا الأوزاعي، ولا الثوري، ولكن خذ من حيث أخذوا.
وقال: من قلة فقه الرجل أن يقلد في دينه الرجال.
وخرج صلى الله عليه وسلم يوما على أصحابه وهم يقولون: ألم يقل الله كذا وكذا؟ يرد بعضهم على بعض، فكأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال: إنما أفسد على الأمم هذا، فلا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم.
وهذا الحديث أخرجه الترمذي، وابن ماجه، والطبراني، وهو حديث صحيح
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد اتيناكم بكلام رسول الله عليه الصلاة و السلام و من اراد ان يضرب الاحاديث ببعضها فليس ذلك بمذهبنا اما مذهبنا هو الجمع ثم الجمع ثم الجمع بين احاديث رسول الله عليه الصلاة و السلام و السنة تصدق بعضها بعضا و لسنا بتاركي حرف من كلام رسول الله عليه الصلاة و السلام
فقد جمعنا لكم الاحاديث ثم اتيناكم بعمل الصحابة ثم اتيناكم بعمل التابعين ثم اتيناكم بفتاوي تابعي التابعين ثم اتيناكم بفتاوي اخيار العلماء في المسألة فماذا تردون بعد ذلك ?? ان تتمسكوا بقشة
ليس ذلك بمذهبنا بل الاحاديث تصدق بعضها بعضا و العلة في الخيلاء و كذلك فهمها الصحابة رضوان الله عليهم و كذلك فهمها التابعون و تابعوهم و كبار العلماء و لن يزحزحنا عن اتباع الحق انتشار تحريم الاسبال اليوم فليس الحق فيما اشتهر انما الحق في قال الله و قال الرسول عليه الصلاة و السلام
فمن كان عنده من هذا شيئا فليتفضل و من كان كلامه قال فلان و علان فما خلقني الله لعبادة فلان و لا علان
سمعت الشيخ وليد السيف عن الالباني يقول فيما معناه ان يخالفني تلميذي بدليل احب الي ان يوافقني تقليدا
و سمعت الشيخ ابو يسر يقول ناقش احد الشيوخ الشيخ الالباني رحمه الله فقال له ان بن القيم يقول غير قولك فاجابه الشيخ لسنا قيميين و لا تيميين فزاد ابو اليسر و طلبة الشيخ و لا البانيين فقال الشيخ ماذا ? قالوا و لا البانيين فقال نعم نعم.
هذه اخلاق العلماء فخدوا منهم فلو اخدتم اخلاق بن الباز و العثمين و الشنقيطي و الالباني رحمهم الله و الخضير و علماء ربانيون كثير لفهمتم ان الامر بالدليل فقط لا غير فبارك الله لنا في هؤلاء الشيوخ و غيرهم ممن خدموا هذا الدين لان لهم سبق الفضل علينا لكن ان تعلمنا منهم شيئا فقد تعلمنا ان لا نقلد احدا انما هو الدليل فهم و لا شك ارادوا منا اخد الدليل و ها قد اخدناه فان خالفنا ما فهموه من الدليل لم نخالفه من هوانا انما خالفنا فهمهم بفهم علماء ربانيين اخرين كالشافعي و ابا حنيفة و الامام احمد و الشوكاني و كثير ...
و كما دفعنا اتباع الدليل لتقييد الاسبال بالخيلاء فقد دفعنا كذلك لالزام تارك الصلاة عمدا قضاءها و كذلك دفعنا الدليل الى تحريم الغناء و تحريم حلق اللحية و غيرها من الامور كثير
فدعوا عندكم التقليد و ارجعوا لكتاب الله و سنة نبيه و ابحثوا في كتب السلف فلا ينتهي المقال بقال فلان او علان انما هي اقوال شيوخ و العبرة بالدليل و الحديث حجة بنفسه في الاحاكم
فهاذا ما فعلناه جمعنا كل الاحاديث و حكمنا بها كلها و لم نتمسك بدليل واحد كما فعل البعض فلم نعارض اي حديث بحديث بل كل الاحاديث تصب في امر واحد ان الاسبال حرم للخيلاء!!!!!
و لا يعني هذا اننا ندعوا الناس للاسبال فاتباع سنة المصطفى عليه الصلاة و السلام اولى لكن لا نحرم ما لم يحرمه الله و لا نفسق من اسبل بحجة انه يخالف مذهب من حرم الاسبال و قلوبنا تسع قول كل مخالف مادام عنده دليل و الله المستعان و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
دندن وطبل قدر ما تشاء فوالله ما زادنا كلامك إلا يقينا بك أنك مجرد سارد لا تعي ما سردته.
فلا حول ولا قوة إلا بالله.
صدقني لا أخشى على نفسي من سردك هذا، ولكني أخاف على غيري أن يروج عليه مذهبك المروج للإسبال، بعذر أن أهل المغرب كلهم يسبلون.
إنا لله وإناإليه راجعون.
وليس المقام هنا جدال ورد معك، فلم يترجح موضوع نقاشك حتى نناقش صاحبه. فيا أسفاً على فهم العقول.
وبالنسبة للعلماء الذين همشتهم وسفهت أفهامهم بحجة أننا غير ملزمون بقول فلان وفلان؛ فابلغ ما بلغوا، وارتق ما رقوا، ومن ثم اعترض على ما قرروا. فوالله ما أنت إلا نقطة في بحرهم، فهل فهمت أنت وجهلوا؟ وهل عقلت أنت وسفهوا؟
هذا آخر ما لدي هنا، والله يعصم الناس.
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 10:37]ـ
يا اخي السكران سامحك الله
هات الدليل الدليل الدليل!!!!! و ما همشنا احدا و الحمد لله اما كلام رسول الله عليه الصلاة و السلام فهو كاف شاف في المسألة و الحمد لله و ان كنت تظن غير ما ذهبنا اليه فهات ادلتك و كفانا اتهامات و دعاوي
اما مذهبي فالقائل به هو الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله البسام رحمه الله و اعيد لك كلامه
(يُتْبَعُ)
(/)
قال عضو هيئة كبار العلماء في السعودية الشيخ عبد الرحمن بن عبدالله البسام رحمه الله في "توضيح الأحكام من بلوغ المرام" (6/ 246):" إن القاعدة الأصولية هي حمل المطلق على المقيد وهي قاعدة مطردة في عموم نصوص الشريعة. والشارع الحكيم لم يقيد تحريم الإسبال – بالخيلاء – إلا لحكمة أرادها ولولا هذا لم يقيده. والأصل في اللباس الإباحة، فلا يحرم منها إلا ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والشارع قصد من تحريم هذه اللبسة الخاصة قصد الخيلاء من الإسبال وإلا لبقيت اللبسة المذكورة على أصل الإباحة. وإذا نظرنا إلى عموم اللباس وهيئاته وأشكاله لم نجد منه شيئاً محرماً إلا وتحريمه له سبب وإلا فما معنى التحريم وما الغرض منه، لذا فإن مفهوم الأحاديث أن من أسبل ولم يقصد بذلك الكبر والخيلاء، فإنه غير داخل في الوعيد "ا. هـ.
و ان كنت لا تعرف عالما كبيرا مثله من اهل بلدك فهاهي مناصبه
-رئيساً للمحكمة الكبرى بالطائف، عام 1387هـ بأمر من الشيخ محمد بن إبراهيم، وحاول الشيخ عبد الله بن حميدان يبقى البسام في مكة ليدرس في الحرم لكن الأمر نفذ
- قاضي في محكمة تمييز الأحكام الشرعية للمنطقة الغربية التي مقرها مكة المكرمة عام1391 هـ.
- رئيساً لمحكمة التمييز بمكة المكرمة 1400هـ، وقام بها حتى تمت مدة عمله النظامي، ثم مدد له سنة، ثم تقاعد عام 1417هـ.
- عضواً في المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي، والتابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي
- عضو في هيئة المراقبة الشرعية في شركة الراجحي للاستثمار
- عضو في اللجنة الثقافية برابطة العالم الإسلامي.
-عضو في مجمع الإعجاز العلمي في الكتاب و السنة.
- عين عضواً في المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي.
- عين عضواً في مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية.
- عين عضواً في المجلس الأعلى لدار الحديث الخيرية بمكة.
- عين رئيساً للجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج في مكة المكرمة.
- رئيساً للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في جدة.
- رئيساً لمجلس إدارة المستودع الخيري بمكة المكرمة
- عضواً في هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية.
- عضو مجمع الإعجاز العلمي للكتاب والسنة
- عضو في تحديد الحرم المكي
فيا من تدعي اني اروج لمذهبي هذا مذهب علماء من علمائكم ايضا و قد اشبعتك احاديث من كلام سيد الخلق حبيبنا محمد عليه الصلاة و السلام و لكنك من الذين لا يسمعون فهات ادلتك
بل مثلك مثل من لم يستطع ان يرد على الادلة الواضحة فقعد يطعن في قائلها و العياذ بالله من هذه مصيبة و الحمد لله الذي هدانا الى الحق
اللهم اهدي السكران الى الحق آمين
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 10:57]ـ
لذا فإن مفهوم الأحاديث أن من أسبل ولم يقصد بذلك الكبر والخيلاء، فإنه غير داخل في الوعيد "ا. هـ.
وهل هذه الجزئية خولتك لأن تصنف الشيخ أنه على مذهبك ويرى رأيك؟ والله ما أنصفت.
أخي العزيز لا تعرفني بالشيخ رحمه الله، فقد كان شيخي أسأل الله أن يجعل الجنة مأواه، لكن إن أحضرت لي قولا واحد فقط، أعيد قولا واحدا فقط، لأحد من علماء الحرمين بأنه يوافق رأيك أقسم بالله سأعلنها صريحة أمام الجميع هنا أنني متبع لك على هذا الرأي، بل ومنافح ومقرر أيضا.
أخي العزيز لا تخفانا الأدلة ويعلم الله أننا نحفظها حفظا، وليس لي فائدة في سردها كما سردت أنت إذا لم أعرف كيف أسردها، فلا تروج لأمر أنت أسرفت في طرحه وشحنته وجعلت غاربه يختلط بنابله، ومن ثم قلت: (هذا رأي الجمهور).
ومن أين لك أن هذا مذهب الجمهور وأنت تعرف أصلا أنه خلاف ما قرره الجمهور.
إن أردت طرح فكرة جديدة كما زعمت فاطرحها أخي تحت قواعد وبنود مستقيمة مرتبة واضحة، وقرر ما تريد أن تصل إليه بروية وتدقيق، وبدون شحن وتكديس.
ثم بعد ذلك قل: أنا رؤتي كذا وكذا، ويؤيد كلامي كذا وكذا.
أما أن تقوم بكتابة ما يقارب (60) صفحة كلها حشو بما لا فائدة فيه، ومن ثم تقول هذا مذهب الجمهور وتروج له، فلا يقبل منك أبدا.
لا أعرفك أخي، ولكني أحبك، وأحب الحق.
ـ[التقرتي]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 12:06]ـ
اخي السكران سادع العلامة الشيخ صالح آل شيخ يجيبك انه مذهب الجمهور
و هذا كلامه
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال: هل الصحيح أن إزار المسلم إلى نصف الساق أم إلى الكعبين لأني سمعت من يقول أنه إلى نصف الساق، لكن ... فسّر لي هل هذا صحيح؟ (الشيخ قال: ما فهمت لأن الخط غير جيّد).
الجواب:
المقصود أنّ النبي عليه الصلاة والسلام صحّ عنه أنّه قال: ((إِزْرَة المسلم إلى نصف ساقه ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين)).
وأيضاً في الحديث الصحيح الذي في الصحيحين: ((ما تحت الكعبين من الإزار في النار)).
وصحّ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((من جرّ إزاره خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)).
وهذا يدل على أنّ المسلم ليس له أن يجعل ثوبه أو إزاره أو ما يلبس أدنى من الرداء ونحوه، أن يجعله تحت الكعبين، يعني أن يكون مستديماً تحت الكعبين، أما إذا كان في حالة يكون تحت الكعبين ثمّ إذا لبسه مستوياً لا يكون تحت الكعبين فهذا لا حرج عليه فيه كما هو ظاهر من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أنه قال يا رسول الله إنّ إزاري يسترخي إلاّ أن أتعاهده، قال يا أبا بكر لست ممن يفعله خيلاء.
فدل هذا على أنّ الإستدامة هي المنهي عنها وأنّ أشد الأمر في ذلك أن يكون جرّه لإزاره أو إسباله لثوبه أو ردائه أو نحو ذلك على جهة الخيلاء، فهذا أشده، و إذا جعل إزاره إلى ما تحت الكعبين بقليل، ولم يجعله تحت الكعبين، فلا حرج عليه، لأن هذا مأذون فيه، وفيه سعة لقول النبي عليه الصلاة والسلام.
أما جعل الإزار إلى أنصاف الساقين فهل هو عام في الإزار وفي غيره من الثياب، أم هو خاص بالإزار؟
إختلف أهل العلم في ذلك، فمنهم من خصه بالإزار لظاهر قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي في السنن ((إزرة المسلم إلى نصف ساقه))، وأماّ الثوب، يعني القميص وأشباه ذلك فإنه لا تكون السنة فيه كذلك وهذا وجه لطائفة من أهل العلم.
وآخرون قالوا إن الأصل يعمّ الجميع فالإزار ليس عليه مزية على غيره في هذا الحكم، بل الثوب والإزار على هذا الباب، في أن يكون له أن يجعله إلى نصف الساق، بل يكون هذا الأفضل في حقه إلا إذا كان يرجوا مصلحة شرعية في عدم فعله هذا، فإنه لا حرج عليه، فمثلاً أن يكون رياأً، أو أن يكون فعله ذاك لا يُسَهّل له أمر الدعوة والإرشاد وينفّر الناس منه ونحو ذلك فإن هذا أذَن فيه طائفة من العلماء وهو في المرخص فيه فيما بينه وبين الكعبين.
المهم أنّ الواجب على كل مسلم أن لا يُسدل إزاره لما تحت الكعبين ولا ثوبه ولا رداءه بل هذا يحرم عليه وهو من كبائر الذنوب إذا استدام و أعظم منه أن يفعل ذلك خيلاء، يعني تكبراً وطلباً للرفعة فإن هذا أعظم.
وأهل العلم اختلفوا، هل يُحمل حديث ((ما تحت الكعبين من الإزار في النار)) على حديث من ((جرّ إزاره خيلاء))، أم أن يكون هذا له باب وهذا له باب على قولين:
1 - والمعروف عند جمهور العلماء أن حديث من جر ازاره خيلاء هو الأصل، وما تحت الكعبين من الإزار ففي النار محمولا على من فعله خيلاء ليجمعوا بين الحديثين وهذا قول الجمهور ومنهم الحنابلة، وقد كان أيوب السختياني فيما رواه عنه عبد الرزاق بإسناد صحيح، كان يُسدل إزاره، والإمام مالك أيضاً ربما فعله، وقد قيل لأيوب أليس هذا من الخيلاء؟ فقال كانت الخيلاء في جرّ الإزار، والخيلاء اليوم في التشمير، فهذا ليس بصحيح، ولكنه فعل لبعضهم لهذا كان الإمام أحمد وعدد من الأئمة وهو الذي عليه أصحاب المذاهب أنّ الجر لغير خيلاء أو إسدال الإزار أو الرداء لغير خيلاء مكروه فالأفضل تركه، وأما جرّه للخيلاء وهو المحرم، حملا للحديثين بعضهما على الآخر، لأنّ الأحاديث يفسّر بعضها بعضا.
2 - والقول الثاني أن الإزار أو الرداء في الإسبال أو الجر محرّم مطلقا فإن كان لغير الخيلاء فهو في النار وإذا كان لخيلاء فالإثم أعظم لما رتّب عليه في قوله: من جرّ إزاره خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة وهذا له باب وحديث أخر له باب، ولا يندرج عليه هنا حمل المطلق على المقيد لعدم إتحاد الأثر فيهما أو السبب فيهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
المقصود من هذا أنه يجب على المسلم أن يتعاهد ذلك ويُخشى عليه أن يكون مرتكباً لكبيرة، وإذا كان مرتكباً لكبيرة في جرّ الإزار أو الإسبال فإنه لا يُرجى له تكفير الصغائر ولا يُرجى له أن تكون الصلاة إلى الصلاة مكفرات لما بينهما لأن فيه (ما إجتُنبت الكبائر) فينبغي، بل يجب عليه أن يحذر أشدّ الحذر من هذا.
أعان الله الجميع على ترك ما يُغضب الرّب جلّ وعلا. إهـ.
و الشريط عندك اسمعه
اما قول البسام فهو واضح وضوح الشمس
وإلا فما معنى التحريم وما الغرض منه، لذا فإن مفهوم الأحاديث أن من أسبل ولم يقصد بذلك الكبر والخيلاء، فإنه غير داخل في الوعيد اهـ
و هل في كلامه تأويل!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
و تقول هات كلام عالم واحد من بلاد الحرمين فهاك فتوى خالد عبدا لله المصلح وهو أحد كبار كبار طلاب الشيخ العثيمين وزوج ابنته
فضيلة الشيخ ما حكم الإسبال و هل يدخل في البنطال و هل صحيح أن الجمهور على جوازه أو كراهته لغير خيلاء وجزاكم الله خيرا؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الإسبال في اللغة هو إرسال الشيء من علو إلى أسفل والمراد به هنا إطالة الثياب وإرخاؤها وقد جاءت النصوص فيه على نحوين:
الأول: ما جاء فيه تحريم الإسبال خيلاء وبطراً. ومنها ما في البخاري (5784) ومسلم (2085) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)). وكذلك ما رواه البخاري (3485) وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة. وكذلك مافي البخاري (5788) ومسلم (2087) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً)).
الثاني: ما جاء فيه تحريم الإسبال مطلقاً من غير تقييد بخيلاء أو بطر. ومن ذلك ما في البخاري (5787) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار)) ومنها ما في مسلم (106) من حديث أبي ذر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب)) ولما وردت النصوص على هذين الوجهين اختلف أهل العلم في حكم الإسبال من غير خيلاء. فذهب جمهور العلماء من المالكية (1)، والشافعية (2)، والحنابلة (3) وغيرهم إلى أن المحرم من الإسبال ما كان للخيلاء والبطر أما ما كان لغير ذلك فمنهم من قال بكراهته ومنهم من قال بإباحته وحملوا ما ورد النهي فيه عن الإسبال مطلقاً على المقيد، قال شيخ الإسلام في شرح العمدة (ص 366): " ولأن الأحاديث أكثرها مقيدة بالخيلاء فيحمل المطلق عليه وما سوى ذلك فهو باق على الإباحة وأحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة " واحتج هؤلاء بقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر لما قال يا رسول الله إن احد شقي إزاري يسترخي إلا أني أتعاهد ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لست ممن يصنعه خيلاء)) وكذلك ما جاء أن ابن مسعود رضي الله عنه كان يسبل إزاره فلما قيل له في ذلك قال: "إن لساقي حموشة، وأنا أؤم الناس". رواه ابن أبي شيبة وقال عنه الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 264): بسند جيد.
وذهب جماعة من العلماء إلى أن الإسبال محرم مطلقاً سواء كان للخيلاء أو لغير الخيلاء عملاً بالمقيد والمطلق من النصوص والذي يظهر لي أن ما ذهب إليه الجمهور أقرب للصواب. وما جاء من النصوص في الإسبال لا يختص الإزار بل يشمل كل ما يلبس الإنسان من الثياب ويشهد لهذا أن محارب بن دثار راوي حديث ابن عمر "من جر ثوبه مخيلة لم ينظر الله إليه يوم القيامة" سأله شعبة كما في صحيح البخاري (5791): أذكر إزاره؟ قال محارب: ما خص إزاراً ولا قميصاً. فأفاد ذلك بأن التعبير بالثوب يشمل الإزار وغيره. وقد جاء في ذلك عدة أحاديث منها ما رواه أصحاب السنن: أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث ابن عمر مرفوعاً: " الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جر شيئاً خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " وهو من رواية عبدالعزيز بن أبي رواد عن سالم عن أبيه وفي عبدالعزيز مقال كما قال الحافظ في الفتح (10/ 262) وقد استغربه أبوبكر بن أبي شيبة وقد حسن الحديث النووي وروى أبوداود عن ابن عمر موقوفاً عليه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار فهو في القميص وقد نقل الحافظ ابن حجر عن الطبري أن ذكر الإزار مبني على أنه غالب لباسهم فلما لبس الناس القميص والدراريع كان حكمها حكم الإزار في النهي قال ابن بطال: هذا قياس صحيح لو لم يأت النص بالثوب فإنه يشمل جميع ذلك قال في الفروع عن إطالة ذؤابة العمامة (1/ 356): قال شيخنا يعني شيخ الإسلام ابن تيمية: إطالتها كثيراً من الإسبال. وعلى هذا فإسبال البنطال من ذلك. والله أعلم
موقع الشيخ الرسمي
http://www.almosleh.com/publish/article_839.shtml
و هذه بعض من سيرته
ولد في أم القرى مكة شرفها الله عام خمسة وثمانين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية.
بدأ التلقي عن فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله من عام 1403هـ ثم لازمه من عام 1408هـ إلى وفاته رحمه الله، وكان قد صاهر الشيخ رحمه الله عام 1407هـ. وقد قرأ عليه في التفسير والحديث وأصول الدين والفقه والأصول واللغة.
يا اخي السكران هذا مذهب الجمهور و لا شك في ذلك و اسأل اي عالم عندكم سيقول لك هذا مذهب الجمهور
ها هو عالم مكي من الحرمين يفتيك و انظر في صفحته فاتبع الدليل ان كنت حقا تحتج بالدليل
و نحن ننتظر ان كنت فعلا ستعلن كما تقول اتباعك لمذهبنا ان كنت ممن يوفون وعودهم و هذا كلامك
لكن إن أحضرت لي قولا واحد فقط، أعيد قولا واحدا فقط، لأحد من علماء الحرمين بأنه يوافق رأيك أقسم بالله سأعلنها صريحة أمام الجميع هنا أنني متبع لك على هذا الرأي، بل ومنافح ومقرر أيضا.
و الله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 12:13]ـ
قال الشيخ عبد الله البسام في التوضيح 3/ 127: وهذا القول أي القول بالتحريم أحوط وأما القول الأول فهو أصح من حيث الدليل وأجود من حيث التأصيل
ـ[التقرتي]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 12:20]ـ
و ازيدك اخي السكران فتوى القاضي الشيخ سليمان الماجد
س: السلام عليكم ورحمة الله .. فضيلة الشيخ أثابك الله .. قرأت لك فتوى في إسبال الثوب في موقع الإسلام اليوم تقول فيها نصا "ولهذا فإن الارجح دليلا وتعليلا أنه يحرم من الاسبال ما كان لخيلاء، ولا يحرم ما كان لغير ذلك " سؤالي: هل يجوز لو أطلت ثوبي إلى أن يصل إلى شراك نعلي بحيث لا يلمس الأرض، وذلك أنه يجمل في مظهري، وأعوذ بالله أن يكون ذلك خيلاء، جزاك الله خيرا. محبكم في الله: بندر العتيبي
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. إذا كانت إطالتك لثوبك إلى شراك النعل بغير خيلاء فيجوز، وإن كان الأولى ترك ذلك؛ فإنه خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، فقد كانوا يرفعون ثيابهم ولا يجاوزون بها الكعبين، ولا شك أن ما شرعه الله تعالى هو الأجمل في المظهر، مغ ما في ذلك من قطع الطريق على الخواطر الرديئة، ولأن الإنسان قد لا يتحكم بخواطره. والله أعلم.
و هذا موقعه
http://www.salmajed.com/ar/node/3925
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 12:24]ـ
قال الشيخ عبد الله البسام في التوضيح 3/ 127: وهذا القول أي القول بالتحريم أحوط وأما القول الأول فهو أصح من حيث الدليل وأجود من حيث التأصيل
ووالله لم يفت به، وأنا أعرف بالشيخ.
وأما كلام الشيخ صالح آل الشيخ، فيعلم الله لو أنك أنت استمعت إليه بأذن واعية لما أرسلت المرفق إلي، بل هو والله رد عليك، وعلى كلٍ الشيخ يروي النقولات ثم قال والصحيح أنه مكروه.
والعلماء عندنا جعلوا الكراهة هنا مغلظة.
فأين الكراهة من الإباحة، ثم أخي أكمل الإستماع إلى التسجيل وستعرف أنه ردٌ عليك.
فلا تماري.
وعلى العموم المرفق موجود لمن أراد أن يستمعه وينصف في الحكم.
وإلى الآن أقولها: ورب السموات السبع والأرضين السبع إن قدمت لي نقلا واحدا يفيد الجواز والإباحة عن واحد من علماء البلد فلك ما وعدت.
لا تحول أخي التضليل على الآخرين بكتابة تسجيل الشيخ، فوالله هو كما ذكرت لك.
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 12:29]ـ
و ازيدك اخي السكران فتوى القاضي الشيخ سليمان الماجد
س: السلام عليكم ورحمة الله .. فضيلة الشيخ أثابك الله .. قرأت لك فتوى في إسبال الثوب في موقع الإسلام اليوم تقول فيها نصا "ولهذا فإن الارجح دليلا وتعليلا أنه يحرم من الاسبال ما كان لخيلاء، ولا يحرم ما كان لغير ذلك " سؤالي: هل يجوز لو أطلت ثوبي إلى أن يصل إلى شراك نعلي بحيث لا يلمس الأرض، وذلك أنه يجمل في مظهري، وأعوذ بالله أن يكون ذلك خيلاء، جزاك الله خيرا. محبكم في الله: بندر العتيبي
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. إذا كانت إطالتك لثوبك إلى شراك النعل بغير خيلاء فيجوز، وإن كان الأولى ترك ذلك؛ فإنه خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، فقد كانوا يرفعون ثيابهم ولا يجاوزون بها الكعبين، ولا شك أن ما شرعه الله تعالى هو الأجمل في المظهر، مغ ما في ذلك من قطع الطريق على الخواطر الرديئة، ولأن الإنسان قد لا يتحكم بخواطره. والله أعلم.
و هذا موقعه
http://www.salmajed.com/ar/node/3925
مع احترامي للشيخ فالعلماء اللذين أردتهم أنت تعرفهم، ودعني من غيرهم.
على أن كلام الشيخ حفظه الله ينقض آخره أوله.
ـ[التقرتي]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 12:46]ـ
نقلت كلام الشيخ لكي ابرهن لك انه مذهب الجمهور و ليس استدلالا على مذهبي فانت منذ قليل - و كتاباتك موجودة- كنت تكذب انه مذهب الجمهور و هذا كلامك
لأمر أنت أسرفت في طرحه وشحنته وجعلت غاربه يختلط بنابله، ومن ثم قلت: (هذا رأي الجمهور).
بل بان جهلك و كذبك و تدليسك و الكلام معروض امام الجميع و الحمد لله اي منصف يعرف مقدار علمك و تدليسك و تعصبك و الله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
احمدك يا رب حمدا كثيرا طيبا ملأ نعمك على خلقك الحمد لك يا رب انك فتحت عيني و لم اتعصب الا للدليل و الحمد لله, اللهم لك الحمد حمدا كثير طيبا يوفي الحمد لك يا رب الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و الله المستعان
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 12:48]ـ
والمعروف عند جمهور العلماء أن حديث من جر ازاره خيلاء هو الأصل، وما تحت الكعبين من الإزار ففي النار محمولا على من فعله خيلاء ليجمعوا بين الحديثين وهذا قول الجمهور ومنهم الحنابلة، وقد كان أيوب السختياني فيما رواه عنه عبد الرزاق بإسناد صحيح، كان يُسدل إزاره، والإمام مالك أيضاً ربما فعله، وقد قيل لأيوب أليس هذا من الخيلاء؟ فقال كانت الخيلاء في جرّ الإزار، والخيلاء اليوم في التشمير، فهذا ليس بصحيح، ولكنه فعل لبعضهم لهذا كان الإمام أحمد وعدد من الأئمة وهو الذي عليه أصحاب المذاهب أنّ الجر لغير خيلاء أو إسدال الإزار أو الرداء لغير خيلاء مكروه فالأفضل تركه، وأما جرّه للخيلاء وهو المحرم، حملا للحديثين بعضهما على الآخر، لأنّ الأحاديث يفسّر بعضها بعضا.
2 - والقول الثاني أن الإزار أو الرداء في الإسبال أو الجر محرّم مطلقا فإن كان لغير الخيلاء فهو في النار وإذا كان لخيلاء فالإثم أعظم لما رتّب عليه في قوله: من جرّ إزاره خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة وهذا له باب وحديث أخر له باب، ولا يندرج عليه هنا حمل المطلق على المقيد لعدم إتحاد الأثر فيهما أو السبب فيهما.
المقصود من هذا أنه يجب على المسلم أن يتعاهد ذلك ويُخشى عليه أن يكون مرتكباً لكبيرة، وإذا كان مرتكباً لكبيرة في جرّ الإزار أو الإسبال فإنه لا يُرجى له تكفير الصغائر ولا يُرجى له أن تكون الصلاة إلى الصلاة مكفرات لما بينهما لأن فيه (ما إجتُنبت الكبائر) فينبغي، بل يجب عليه أن يحذر أشدّ الحذر من هذا.
أعان الله الجميع على ترك ما يُغضب الرّب جلّ وعلا. إهـ.
بالله أنصف ولا تروج التزوير، أين القول بالإباحة هنا. لا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم إذا كان قول الجمهور هو القول بالتحريم كما ذكر الشيخ صالح وسيذكره الشيخ المصلح، فكيف يكون رأيك قول جمهور؟ اتق الله ولا تلبس.
فذهب جمهور العلماء من المالكية، والشافعية، والحنابلة وغيرهم إلى أن المحرم من الإسبال ما كان للخيلاء والبطر أما ما كان لغير ذلك فمنهم من قال بكراهته ومنهم من قال بإباحته وحملوا ما ورد النهي فيه عن الإسبال مطلقاً على المقيد، قال شيخ الإسلام في شرح العمدة (ص 366): " ولأن الأحاديث أكثرها مقيدة بالخيلاء فيحمل المطلق عليه وما سوى ذلك فهو باق على الإباحة وأحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة " واحتج هؤلاء بقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر لما قال يا رسول الله إن احد شقي إزاري يسترخي إلا أني أتعاهد ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لست ممن يصنعه خيلاء)) وكذلك ما جاء أن ابن مسعود رضي الله عنه كان يسبل إزاره فلما قيل له في ذلك قال: "إن لساقي حموشة، وأنا أؤم الناس". رواه ابن أبي شيبة وقال عنه الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 264): بسند جيد.
وذهب جماعة من العلماء إلى أن الإسبال محرم مطلقاً سواء كان للخيلاء أو لغير الخيلاء عملاً بالمقيد والمطلق من النصوص والذي يظهر لي أن ما ذهب إليه الجمهور أقرب للصواب
والله ما أراد بالجمهور إلا القائلين أن المحرم من الإسبال ما كان للخيلاء والبطر. فاتق الله ولا تزور الكلام فتهلك الناس معك.
أعوذ بالله من الهوى والتعصب الأعمى.
أحبتي أنا لا اخاطب (التقرتي) الآن فقد اتضح لي مراده وغايته، ويعلم الله أنها غاية فساد وإفساد، إنما أخاطبكم أنتم أيها العقلاء بأن لا يغتروا بما قد يزيفه الآخرين أو قد يدلسوا به عليكم، فالحق أحق أن يتبع.
اتق الله ولا تجعل دين الناس في رقبتك.
ـ[التقرتي]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 01:05]ـ
نواصل سرد الادلة الدامغة التي لم يرد عليها القائلون بالتحريم لحد الان الا باتهامات و افتراءات
نواصل سرد الادلة و اقوال الصالحين و لا نلتفت للسفهاء
و نروي لكم هذه الادلة
عن إسحاق بن محمد قال: سمعت مالك بن أنس يقول: كنا ندخل على أيوب السختياني، فإذا ذكرنا له حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى نرحمه حلية الأوالياء (3/ 4).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن ابن شوذب قال: كان أيوب يؤم أهل مسجده في شهر رمضان، ويصلي بهم في الركعة قدر ثلاثين آية، ويصلي لنفسه فيما بين الترويحتين بقدر ثلاثين آية، وكان يقول هو بنفسه للناس الصلاة، ويوتر بهم، ويدعو بدعاء القرآن، ويؤمن من خلفه، وآخر ذلك يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: اللهم استعملنا بسنته، وأوزعنا بهديه، واجعلنا للمتقين إماماً، ثم يسجد، وإذا فرغ من الصلاة دعا بدعوات
سير أعلام النبلاء (6/ 21)
قال معمر كان في قميص ايوب بعض التذيل فقيل له فقال الشهرة اليوم في التشمير سير الاعلام 6/ 22
فما اشبه اليوم بالبارحة!!!!!
قال حماد بن زيد أيوب عندي أفضل من جالسته واشده إتباعا للسنة قال سعيد بن عامر الضبعي عن سلام بن أبي مطيع قال رأى أيوب رجلا من أصحاب الاهواء فقال إني لاعرف الذلة في وجهه ثم تلا " سينالهم غضب من ربهم وذلة " الاعراف 152 ثم قال هذه لكل مفتر وكان يسمي أصحاب الاهواء خوارج ويقول إن الخوارج اختلفوا في الاسم واجتمعوا على السيف. سير الاعلام 6/ 22
قال حماد بن زيد لو رأيتم أيوب ثم استقاكم شربة على نسكه لما سقيتموه له شعر وافر وشارب وافر وقميص جيد هروي يشم الأرض وقلنسوة متركة جيدة وطيلسان كردي جيد ورداء عدني يعني ليس عليه شيء من سيما النساك ولا التصنع. المصدر السابق
قالوا لمالك إنك تتكلم في حديث أهل العراق وتروي مع هذا عن أيوب فقال ما حدثتكم عن أحد إلا وأيوب أوثق منه.
أخرج الإمام أحمد في ((العلل)) – رواية ابنه عبد الله – (رقم: 841) قال:حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدَّثنا حماد بن زيد، قال:"أمرَنِي أيّوب أن أقطعَ له قميصاً قال: اجعلْه يضرِبُ ظَهْرَ القدم، و اجعَلْ فَمَ كُمِّهِ شبراً ".
إسنادهٌ صحيحٌ.
فها هو ايوب السختياني مسبل و يروي عنه مالك رحمهما الله الحديث!!! فلم يقل انه صاحب كبيرة او انه فاسق حاشا لله او انه مسبل لا اروي له و لا اسمع له!!!!!!!
الطبقات الكبرى لابن سعد ء طبقات البدريين من الأنصار
الطبقة الرابعة ء أيوب بن أبي تميمة السختياني
حديث: 9029
أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا الربيع بن مسلم قال: سافرنا مع أيوب السختياني، فلما كنا بالأبطح إذا رجل غليظ ضخم عليه ثياب غلاظ من القطن، قال: فجعل يتبع رجال البصريين يقول: ألكم علم بأيوب بن أبي تميمة؟ قال: فقلت لأيوب: هذا رجل يريدك، فلما رآه أيوب أسرع إليه، فتعانقا، قال: فسألت عن الرجل، فقالوا: " هذا سالم بن عبد الله بن عمر " *
فها هو سالم بن عبد الله بن عمر يعانق ايوب!!!!!
ايوب الزاهد و كان يسبل ثيابه!!!! و ابن عبد الله بن عمر يعانقه!!!!
فاين انتم من تفسقون المسبل و تتهمونه بعدم اتباع السنة فهل كان ايوب السختياني لا يتبع السنة!!!!
اما قول الجمهور فنعيده لكم من قول الشيخ حفضه الله
فذهب جمهور العلماء من المالكية، والشافعية، والحنابلة وغيرهم إلى أن المحرم من الإسبال ما كان للخيلاء والبطر أما ما كان لغير ذلك فمنهم من قال بكراهته ومنهم من قال بإباحته وحملوا ما ورد النهي فيه عن الإسبال مطلقاً على المقيد،
و الحق ظاهر لا تطفؤه سفاهة الجاهلين و الحمد لله(/)
(القنوات الفضائية ... شرور وسموم) الشيخ عبدالرزاق العباد حفظه الله
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 07:00]ـ
القنوات الفضائية ... شرور وسموم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإننا نعيش هذه الأيام زمنا تكاثرت فيه الشرور وعظمت فيه الفتن، وصارت بسبب كثرتها يرقق بعضها بعضا ولعل في هذا مصدقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {إن هذه الأمة جُعل عافيتها في أولها، وسيُصيب أخرَها بلاء وأمور تُنكرونها، تجيئ الفتن يرقق بعضها بعضا، وتجيئ الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف، وتجيئ الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر}.
لقد تزايد في هذا الزمان كيد الكفار أعداء الله وأعداء دينه وأعداء عباده المؤمنين، مستهدفين ديار المسلمين، يبتغون خلخلة دينهم وزعزعة إيمانهم وتدمير أخلاقهم و إفساد سلوكهم ونشر الفاحشة والرذيلة بينهم وإخراجهم من حظيرة الإسلام، لا بلغهم الله ما يريدون. ولقد كانوا سابقا يعجَزون عن الوصول إلى أفكار الشباب وعقول الناشئة لبث ما لديهم من سموم وعرض ما عندهم من كفر و إلحاد و مجون، أما الآن فقد أصبحت تحمل أفكارهم الرياح، إنها رياح مهلكة، بل أعاصير مدمرة تقصف بالمبادئ والقيم، وتدمر الأديان والأخلاق، وتقتلع جذور الفضيلة والصلاح، وتجتث أصول الحق واليقين.
لقد تمكن أعداء دين الله من خلال القنوات الفضائية والبث المباشر من الوصول إلى العقول والأفكار، ومن الدخول إلى المساكن والبيوت، يحملون نتنهم وسمومهم، ويبثون كفرهم وإلحادهم و مجونهم، وينشرون رذائلهم وحقاراتهم وفجورهم في مشاهد زور، ومدارس خنى، وفجور، تطبع في نفوس النساء والشباب محبة العشق والفساد والخمور، بل إنها بمثابة شرك الكيد وحبائل الصيد تقتنص القلوب الضعيفة وتصطاد النفوس الغافلة، فتفسد عقائدها، وتحرف أخلاقها وتوقعها في الافتتان، ولا أشد من الفتنة التي تغزو الناس في عقر دورهم ووسط بيوتهم محمومة مسمومة محملة بالشر والفساد.
ومن أسف! بل ومما يملؤ القلب حزناً وكمداً أن أصبح في أبناء المسلمين وبناتهم من يجلس أمام هذه الشاشات المدمرة ساعات طوال، و أوقات كثار يصغي بسمعه إلى هؤلاء، وينظر بعينه إلى ما يعرضون ويقبل بقلبه و قالبه على ما يقدمون ومع مر الأيام تتسلل الأفكار الخبيثة وتتعمق المبادئ الهدامة وتغري العقول والأفكار، ويتحقق للكفار ما يريدون (فَلاَ تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) [القلم: 8،9].
(وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء) النساء: 89،.
(وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم) [البقرة:109].
(وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ). [آل عمران:69].
إن من يتأمل الأضرار والأخطار التي يجنيها من يشاهد ما يَبُثه هؤلاء يجدها كثيرة لا تحصى وعديدة لا تستقصى، أضرار عقائدية، وأضرار اجتماعية، وأضرار أخلاقية وأضرار فكرية ونفسية. فمن الأضرار العقائدية خلخلة عقائد المسلمين والتشكيك فيها ليعيش المسلم في حيرة واضطراب، وشك وارتياب، واضعاف عقيدة الولاء والبراء والحب والبغض فينصرف المسلم عن حب الله وحب دينه وحب المسلمين إلى حب زعماء الباطل ورموز الفساد ودعاة المجون، إضافة إلى ما فيها من دعوات صريحة إلى تقليد النصارى وغيرهم من الكفار في عقائدهم وعاداتهم وتقاليدهم واعيادهم وغير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الأضرار الاجتماعية ما تبثه تلك القنوات الآثمة من الدعوة إلى الجريمة بعرض مشاهد العنف والقتل والخطف والاغتصاب، والدعوة إلى تكوين العصابات للاعتداء والإجرام، وتعليم السرقة والاحتيال والاختلاس والتزوير، والدعوة إلى الاختلاط والسفور والتعري وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، والدعوة إلى إقامة العلاقات الجنسية الفاسدة لتشيع الفاحشة وتنشر الرذيلة إضافة إلى ما فيها من إكساب النفوس طابع العنف والعدوان بمشاهدة أفلام العنف والدماء والرصاص والأسلحة والجريمة، ناهيك عما تسببه تلك المشاهدات من إضاعة للفرائض والواجبات و إهمال للطاعات والعبادات ولاسيما الصلوات الخمس التي هي ركن من أركان الإسلام. إلى غير ذلك من الأضرار والأخطار التي يصعب حصرها ويطول عدها (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) [الطارق:17 - 15].
هذا بعض ما يقوم به هؤلاء ويسعون إلى الوصول إليه، فما الواجب علينا تجاه ذلك كله، أيليق بالمسلم أن يصغى لكيدهم و يركن لشرهم ويستمع لباطلهم، أيليق بالمسلم أن يرضى لنفسه وأبنائه وبناته الجلوس لمشاهدة ما ينشره هؤلاء و الاستماع إلى ما يبثون، أيليق بالمسلم أن يرضى لنفسه بالدنية ولأهل بيته بالخزي والعار و الرزية.
لقد حذر الله عباده من الركون إلى الكفار، وبين عظم شرهم وكبر خطرهم وفداحة كيدهم ومكرهم، وبين سبحانه لعباده السبيل السوية التي من سلكها نجا ومن سار عليها هدي إلى صراط مستقيم، إنها العودة الصادقة لدين الله والاعتصام الكامل بحبله والسير الحثيث على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم و الصبر على ذلك كله إلى حين لقاء الله (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [آل عمران: 120].
إن المسئولية تجاه النشأ عظيمة، والواجب نحوهم كبير، فهم أمانة في الأعناق، وكل مسئول عمن يعول يوم القيامة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم:6].
روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول في أهله، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته}.
وروى الترمذي بإسناد صحيح عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ أم ضيّع}.
وروى مسلم في صحيحه عن معقل بن يسار قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة}.
فنسأل الله أن يعين الجميع على ما تحملوه من مسؤولية، وأن يعيذ المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرد ضالهم إلى الحق ردا جميلا، وأن يثبت صالحهم على الحق والهدى، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
القنوات الفضائية ... شرور وسموم ( http://www.al-badr.net/ ... /index.php?page=article&action=article&article=2)(/)
حديثٌ نبويٌ شريفٌ هانت علي به مصيبتي , فصلوات الله وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 08:12]ـ
الحمد لله , وصلى الله على نبيه ومصطفاه , وبعد:
سبحان الله العظيم , ما أعظم هذا الدين , وما أجمل السُّنّة , وما أبهى وأجملَ وأرقى وأسمى سيدنا محمداً رسول الله (ص).
خرجتُ اليومَ من جهةٍ دنيويةٍ كانت لي فيها مصلحةٌ وتعرقلت الأمور وسُدَّت الأبوابُ , ولعل سبب ذلك عائد إلى أخلاط نيتي وفسادها والله المستعان.
خرجتُ والدنيا تكادُ تظلمُ في وجهي , وأخذ الشيطانُ الرجيمُ يكرر على مسمعي أبيات المتشائم ابن الرومي غفر الله له يوم قال:
لِمَا تُؤذن الدنيا به من صروفها ... يكون بكاء الطفل ساعة يولدُ
وإلا فما يبكيه منها وإنها ... لأفسحُ مما كان فيه وأرغدُ
اذا ابصر الدنيا استهل كأنه ... بما سوف يلقى من أذاها يُهَدَّدُ
لعبتُ بأولى الدهر فاغْتَال شِرَّتي ... بأخرَى حقودٍ والجرائم تحقد
فصبراً على ما اشتدّ منه فانمأ ... يقوم لما يشتد من يَتَشدَّدُ
فصليتُ العصر في جماعة وإذا بالإمام (غفر الله له وفرج همه وأراح قلبه كما فعل بي) يقرأ عقب الصلاة الحديث الصحيحَ عن رسول الله (ص) {لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحبُّ إلي مما طلعت عليه الشمس}
فقلت في نفسي: أي أبا زيد.!!
إن ما فاتك لا يساوي معشار معشار المليون مليون مما طلعت عليه الشمس, وقد أبدلك الله خيراً , فلم أشعر إلا وأنا ألهج قائلاً:
"سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" فانفرجت أسارير قلبي واطمأنت نفسي , وكأن شيئا لم يكن, والحمد لله.
ولو لم أجن من هذا الفوات إلا أن أقول عند كل فائت من الدنيا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " مسلياً نفسي يقينا بأنها كلماتٌ مباركاتٌ خيرٌ من ملايين ضعاف ما فاتني , لكَفى.
والحمد لله الذي أكرمني بهذه النعمة في مقابل هذا الفوات.
ـ[محمد محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 08:31]ـ
بارك الله فيك أخي أبا زيد
عوضك الله عن ما فقدت أضعافه.
وبارك الله سعيك وغفر ذنبك ورزقني وإياك فهم سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 09:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
وأزيدك ما ثبت أن عائشة -رضي الله عنها - قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال:الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،وإذا رأى مايكرهه قال: الحمد لله على كل حال) -الصحيحة (265) -
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 09:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
وأزيدك ما ثبت أن عائشة -رضي الله عنها - قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال:الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،وإذا رأى مايكرهه قال: الحمد لله على كل حال) -الصحيحة (265) -
وفقنا الله وإياكم لكل خير
ـ[الحافظة]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 10:55]ـ
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
ـ[قلب طيب]ــــــــ[09 - Oct-2009, مساء 02:06]ـ
جزيتم خير الجزاء
و فرج الله همكم كما فرجتم عني أيضا بنقلكم لهذا الحديث(/)
كلمات عن الصداقة و الأخوة {موضوع متجدد بتجدد الهمم}
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 10:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .... أما بعد ....
قال الإمام ابن الجوزي القدوة الصالح و المصلح {كان لنا أصدقاء إخوان أعتد بهم، فرأيت منهم من الجفاء، وترك شروط الصداقة و الأخوة عجائب، فأخذت أعتب، ثم انتبهت لنفسي، فقلت وما ينفع العتاب، فإنهم إن صلحوا، فللعتاب لا للصفا، فهممت بمقاطعتهم، ثم تفكرت، فرأيت الناس بين معارف و أصدقاء في الظاهر وإخوة مبطنين، فقلت: لا تصلح مقاطعتهم، إنما ينبغي ان تنقلهم من ديوان الأخوة إلى ديوان الصداقة الظاهرة، فإن لم يصلحوا لها نقلتهم إلى جملة المعارف، وعاملتهم معاملة المعارف ...... } وقال {وقد قال الفضيل بن عياض: إذا أردت أن تصادق صديقا فأغضبه، فإن رأيته كما ينبغي فصادقه، وهذا اليوم مخاطر؛ لأنك إذا أغضبت أحدا صار عدوا في الحال} انتهى: صيد الخاطر للإمام أبي الفرج بن الجوزي ص 256.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 11:26]ـ
قال العباس لابنه عبد الله أني أرى هذا الرجل يعني عمر رضي الله عنه يقدمك على الأشياخ فاحفظ عني خمسا:
لا تفشين له سرا
ولا تغتابن عنده أحدا
ولا تجرين عليه كذبا
ولا تعصين له أمرا
ولا يطلعن منك على خيانة
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 11:41]ـ
كتب رجل إلى صديقه كتابا أرسله إليه وفيه حط عليه، فرد عليه الصديق: ينبهه إلى تأمُّلِ ما كتبه من عتاب غليظ بعد هدوء النفس، حتى يرى قوة عباراته فقال:
اقرأ كتابك واعتبره قريبا ... فكفى بنفسك لي عليك حسيبا
أكذا يكون خطاب إخوان الصفا ... إن أرسلوا جعلوا الخطاب خطوبا؟
ما كان عذري إن أجبت بمثله ... أوكنت بالعتب العنيف مجيبا
لكنني خفت انتقاص مودتي ... فيعد إحساني إليك ذنوبا
عن أدب الصداقة والعتاب للشيخ سالم العجمي
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 11:56]ـ
كتب رجل إلى صديقه
نحن أصدقاء يا عاصمي ....
أليس كذلك؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 12:10]ـ
نحن أصدقاء يا عاصمي ....
أليس كذلك؟
شرط ... سقوط العتاب (بسمة)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 12:14]ـ
شرط ... سقوط العتاب (بسمة)
ألم تسمع قول القائل {يبقى الود مابقي العتاب} ....
لكنه عتاب خفيف (ابتسامة عريضة من فضلك) ....
ـ[أم معاذة]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 12:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قَلَّ الصديقُ وإنْ أصبحتَ تَعرِفُ لي ... مَكانَه، فأبِنْ لي أين أقصدُه؟
كم قد عرفتُ صديقاً بعدَ مَعرفتي ... إيّاهُ صِرتُ فِراراً منه أجحَدُه(/)
طلب رفع كلام الشيخ الشنقيطي عن ضبط العلم
ـ[محب طابة]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 09:29]ـ
اتمنى رفع كلام الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي عن ضبط العلم.(/)
هل يوجد معنا تلامذة للشيخ عبد الله السعد؟
ـ[صالح صولا]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 09:32]ـ
عندي رسالة أحب أن أرسلها للشيخ حفظه الله
وجزاكم الله خيرا
ـ[المخضرمون]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 10:18]ـ
يوجد!!
ـ[العرب]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 10:35]ـ
يوجد كثير ويمكنك مراسلتي(/)
«حُكمُ تَقبِيل المصحف»،لسماحة شيخنا الزّاهد العلاّمة عبد اللّه بن جبرين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 10:11]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«حُكمُ تَقبِيل المصحف»
سُئلَ سَمَاحَةُ شَيْخنَا الزَّاهِد العَلاَّمَة عَبْد اللَّهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ ـ حفظهُ اللَّه تعالى،ورعاهُ ـ:
ما حكم تقبيل المصحف من باب الاحترام والتقدير؟
فأجاب:لا يُشرع تقبيل المصحف ولو كان من باب الاحترام والتقدير لعدم نقل ذلك عن السلف؛ فاحترامه برفعه وإبعاده عن الأقذار وعن الامتهان لقوله تعالى: ? فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ? ويعم الرفع الحسي بأن يُرفع عن مستوى الأرض، والمعنوي بأن يعمل به ويتلوه حق تلاوته ويحترمه بإكرامه وصيانته عن العابثين وعن تناول السفهاء له ولعبهم به عن جهل وتغفيل، والله أعلم.
رقم الفتوى: (7577)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 10:13]ـ
المصدر: موقع شيخنا.
( http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=7577&parent=786)
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 11:35]ـ
وجدت في بعض المنتديات هذا
س: ما حكم تقبيل المصحف عند سقوطه من مكان مرتفع؟
ج: لا نعلم دليلا على شرعية تقبيله، ولكن لو قبله الإنسان فلا بأس لأنه يروى عن عكرمة بن أبي جهل الصحابي الجليل رضي الله تعالى عنه أنه كان يقبل المصحف ويقول هذا كلام ربي، وبكل حال التقبيل لا حرج فيه ولكن ليس بمشروع وليس هناك دليل على شرعيته، ولكن لو قبله الإنسان تعظيما واحتراما عند سقوطه من يده أو من مكان مرتفع فلا حرج في ذلك ولا بأس إن شاء الله.
فتوى الشيخ بن باز رحمه الله
سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن القيام للمصحف وتقبيله ..... ؟
فأجاب:
الحمد لله، القيام للمصحف وتقبيله لا نعلم فيه شيئًا مأثورًا عن السلف، وقد سئل الإمام أحمد عن تقبيل المصحف. فقال: ما سمعت فيه شيئًا، ولكن روي عن عكرمة بن أبي جهل: أنه كان يفتح المصحف، ويضع وجهه عليه، ويقول: كلام ربي. كلام ربي. ..
وقد سمعت الشيخ الحويني يذكر قصة عكرمة وأظنني سمعته يضعفها والله أعلم.
ـ[حسينان]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 12:09]ـ
جزاك الله خيراً ,
ولكن هل صحح الإمام أحمد هذه الرواية عن عكرمة أم ضعفها؟(/)
::: أقسام الهداية:::
ـ[محمّد بن عطيّة السّايح]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 10:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
الهداية عند أهل العلم قسمان:
1 - هداية دلالة وإرشاد، وهذه تكون للرسول صلى الله عليه وسلم ولغيره كما هي لله تعالى أيضا ومن امثلتها قوله تعالى ((وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم)) وقوله تعالى: ((وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا)).
2 - هداية توفيق، وهذه لا تكون إلا لله سبحانه ومن أمثلتها قوله تعالى: ((إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء))، فهذه الهداية خاصة بالله لأن التوفيق لا يكون إلا لله وحده وأما هدية الدلالة والإرشاد فهي هداية للنبي ضلى الله عليه وسلم وللعلماء أيضا لأنه قال ((وجعل منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا)) ولأن النبي صل الله عليهع وسلم يهدي الخلق إلى الحق، ولا يوفّقهم للحق إذ التوفيق بيد الله ولا أن النبي صلى الله عليه وسلم خير الهداة، فهو اهدى الناس سبيلا، وهو اقوم الناس في الدعوة إلى الله عز وجل لأنه سيد الدعاة وإمامهم وقدوتهم صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
اقتبسها لكم أخوكم في الله
محمد بن عطية السايح
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 11:49]ـ
بارك الله فيك أخي محمد ..
أين أنت لم نعد نراك بالماسنجر , ولم تعد تتصل!!
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 10:19]ـ
للفائدة: أقسام الهداية:
1 - هداية عامة:
وهي قرينة الخلق؛ وهي هداية كل نفس إلى مصالح معاشها وما يقيمها.
ويدل عليها قوله تعالى: {رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} (طه: 50).
2 - هداية إرشاد وطريق:
وهي بمعنى البيان والدلالة والتعليم والدعوة إلى مصالح العبد في معاده؛ وهذا خاص بالمكلفين. وهذه الهداية ليست مستلزمة للاهتداء.
- وإن هذه الهداية لكتاب الله وكلامه؛ كما يشير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}.
- وهي للأنبياء؛ كقول الله تعالى لرسوله (ص): {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
- وهي للصالحين وأولى النهى من البشر؛ ويشير إلى ذلك قوله تعالى: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}، وقوله: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ}، ويشير إليها دعاء النبي (ص) لجرير بن عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بقوله «اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا».
3 - هداية قلب وتوفيق وإلهام:
وهي الهداية المستلزمة للاهتداء؛ وهي هداية التوفيق، ومشيئة الله لعبده الهداية، وخلقه دواعي الهدى فيه؛ كما قال تعالى: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ}، وقوله: {أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
وهذه الهداية لا تكون إلا لله سبحانه مقلب القلوب ومثبتها؛ وإلى ذلك يشير قول الله لرسوله (ص): {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}، وقوله: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}، وقوله: {أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ؟!}، وقوله: {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ}
ويشير إلى ذلك أيضاً قول النبي (ص): «إنما أنا مبلغ و الله يهدي» صحيح الجامع (2347).
4 - هداية مصير:
وهي الهداية يوم المعاد إلى طريق الجنة أو النار.
ويشير إليها قوله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ}، وقوله: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ}؛ فهذه هداية بعد قتلهم؛ فقيل المعنى: سيهديهم إلى طريق الجنة، ويصلح حالهم في الآخرة بإرضاء خصومهم وقبول أعمالهم.
ولقد استوفى ابن القيم -رحمه الله- في كتابه الراقي «شفاء العليل» أنواع الهداية، وشرحها مفصلة؛ فليرجع إليها المستزيد ليستفيد ويفيد.
ـ[محمّد بن عطيّة السّايح]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 09:54]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الغريب الهائم]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 10:19]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
جزاكم الله كل خير على التوضيح
ـ[محمّد بن عطيّة السّايح]ــــــــ[20 - Dec-2009, صباحاً 12:15]ـ
جزاكم الله خيرا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 10:45]ـ
الهداية تأتي بالمجاهدة .. قال تعالى:" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ... "
وطلب الهداية من الله هو أفرض دعاء على أهل الملة.
اهدنا الصراط المستقيم ... !!!!!!!!!
" وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل ... !!!!!!!!! "
" قل هذه سبيلي ادعو الى الله ... " ..
يتضح من تفسير القرآن بالقرآن أن طلب الهداية من الله للصراط المستقيم هو طريق الدعوة إلى الله ...
وبالله التوفيق .. ،،،(/)
الفوائد الصحية والتربوية لاعفاء اللحية
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 11:12]ـ
مقال للدكتور على فؤاد مخيمر عضو مجلس الادارة ورئيس اللجنة الطبية بالجمعية الشرعية من عدد مجلة التبيان المحرم 1430
ـ[الهاجرية]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 12:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين المقال بارك الله فيك
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 03:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين المقال بارك الله فيك
فى المجلة اشتريها ممن الباعة
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 07:43]ـ
بغض النظر عن الفوائد الصحية وغيرها الأصل في في الأوامر الامتثال والتعبد لله تعالى.
شكر الله لك.
ـ[غازى بدر]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 09:33]ـ
معقول اعفاء اللحية صار احد قضايا الفكر المعاصر.
انا لله وانا اليه راجعون
ـ[ابو عبد الملك]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 10:29]ـ
جزاكم الله خيرا
وهذا رابط لمجلة التبيان الصادرة عن الجمعية الشرعية الرئيسية
http://www.alshareyah.org/TebianMagazine/Tebyan.aspx?es=4
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 12:38]ـ
هذا اعتراض احد الحمقى فما ردكم
مبدئيا أنا لى رأى بخصوص اللحية وهو أن السبب الحقيقى وراء إطالة اللحية فى الماضى هو عجزهم عن حلاقتها لعدم توفر الأدوات والألات المناسبة لفعل ذلك بدون إحداث إصابات وتشوهات دائمة بالوجه .... الواحد ساعات بيحلق دقنه بماكينة إستعملها قبل كده لنفاذ مخزونه من الشفرات وبتبقى معركة فى الحمام ولابد أن ينتج عنها جرح قطعى أو إثنين بالوجه رغم إستخدام جيل للحلاقة وأفترشيف وكل الإكسسوارات الأخرى فمابالك بأناس عاشوا منذ قرون.
هل حاول أحد منكم حلاقة ذقنه بسكينة مطبخ جديدة وحادة؟
أنا حاولت كنوع من التجربة لأثبت لمجموعة من أصدقائى صعوبة الأمر بالنسبة لمجتمعات بدائية مع العلم أن سكينة المطبخ الحديثة هى فى حد ذاتها بمثابة إختراع بالنسبة لهؤلاء البدائيين من حيث كفاءتها وحدة شفرتها والنتيجة كانت الفشل الكامل مع بعض الجروح القطعية بالوجه فبالله عليكم كيف كان سيحلق أناس عاشوا منذ قرون ذقونهم والبديل الوحيد المتاح هو تركها تنمو.
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 01:27]ـ
أحمق ... لا بل مغفل .. هذا الوصف أولى. ألا يعلم المغفل أنهم كانوا يحلقون ... لحاهم في بلاد فارس ... ألم يأت النبيَّ صلى الله عليه وسلم مبعوثان لكسرى ... وكانوا يحلقون شعور رؤوسهم في الحج ... !
سؤالان أظن هذا المغفل ما انتبه لهما. ولو أجاب عليه ارتحنا من غبائه. وعوفي بإذن الله تعالى.
ـ[أبو عوف]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 02:02]ـ
السلام عليكم
إلى الأحمق سمىبهذا نفسه
كانوا يعرفون الموسى ويستحدون أي يحلقون شعر العانة وكان من غير العرب ومن العرب أيضا من يحلقون لحاهم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 09:15]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 10:22]ـ
الجهل مصيبة ومما لا شك فيه أنهم كانوا يستطيعون حلق لحاهم وقد روى الطبري في تاريخه أن رسولا كسرى دخلا على رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد حلقا لحاهما وأعفيا شواربهما فكره النظر إليهما ثم أقبل عليهما فقال ويلكما من أمركما بهذا قالا أمرنا بهذا ربنا يعنيان كسرى فقال رسول الله لكن ربي قد أمرني بإعفاء لحيتي وقص شاربي(/)
من يعيننى على فهم هذه العبارة من كلام النووى رحمه الله
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 11:23]ـ
روى مسلم فى صحيحه بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن رجلا قال والله لايغفر الله لفلان وان الله تعالى قال من ذا الذى يتألى علىّ قد غفرت لفلان وأحبطت عملك)
قال النووى رحمه الله
فيه دلالة لمذهب اهل السنة فى غفران الذنوب بلا توبة اذا شاء الله غفرانها واحتجت المعتزلة به فى احباط الاعمال بالمعاصى الكبائر
ومذهب اهل السنة انها لاتحبط الا بالكفر ويتأول حبوط عمل هذا على انه
اسقطت حسناته فى مقابلة سيئاته وسمى احباط مجازا ويحتمل انه جرى منه امر آخر اوجب الكفر ويحتمل ان هذا كان فى شرع من قبلنا وكان هذا حكمهم 00 انتهى كلام النووى
لا افهم قول النووى الاول وهو
(ويتأول حبوط عمل هذا على انه اسقطت حسناته فى مقابلة سيئاته وسمى احباطا مجازا)
من يعيننى على فهم العبارة وله من الله الاجر ومنى الدعاء
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 11:41]ـ
أخي (أبا معاذ) تحية طيبة وبعد ...
بالنسبة لمراد الشيخ رحمه الله فهو بتوفيق الله كالتالي:
من المعلوم أن مذهب أهل السنة أن الأعمال لا تحبط إلا بالكفر، وكون الله سبحانه وتعالى قد أحبط عمل هذا المتألي (الحالف) أصبح هناك مناقضة شكلية لما قرره أهل السنة في باب حبوط العمل، فالتمسوا لهذا الحكم من الله سبحانه وتعالى تأويلا، وهو:
أن الله سبحانه وتعالى أحبط عمله من باب أنه أُسقطت حسناته كلها في مقابل سيئاته، ويسمى هذا إحباطا للعمل من باب المجاز.
والله سبحانه وتعالى أعلم
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 11:20]ـ
اقتباس
الله سبحانه وتعالى أحبط عمله من باب أنه أُسقطت حسناته كلها في مقابل سيئاته، ويسمى هذا إحباطا للعمل من باب المجاز
سؤالى عن معنى اُسقطت حسناته كلها فى مقابل سيئاته
بارك الله فيك اخى وفى سائر الاحباب
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 11:41]ـ
وفيك بارك.
نعم أخي وذلك من باب قوله تعالى: {ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}. وقوله: {فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء}.
فهذا أخي لما تجرأ على الله ولم يكن له سابق ذنب عظيم يدخله النار، شاء الله أن يحبط عمله كله وهو المعبر عنه عند الشيخ النووي (بالحسنات)، بذنبه هذا وهو التألي على الله بمقابل سيئاته، والتي هذا على رأسها.(/)
التوفيق بين حديث: «كلتا يديه يمين»، وحديث: «يقبض الأرض بشماله» [العلامة الفوزان]
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 11:34]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
التوفيق بين حديث: «كلتا يديه يمين»، وحديث: «يقبض الأرض بشماله»
لسماحة الشيخ الوالد العلامة، بقية السلف الصالح / صالح بن فوزان آلفوزان
----------------------
قول السائل:
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «كلتا يديه يمين»، وحديث: «يقبض الأرض بشماله»، كيف نوفق بين هذين الحديثين؟
الفتوى: http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=14070(/)
من يوضح لي كلام شيخ الإسلام ابن تيمية هذا جزاه الله خيرا.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 05:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ابن تيمية رحمه الله ذكر حديث صفة الرجل ورد على المعطلة ثم قال:
"وقد يغلط في الحديث قوم آخرون ممثلة أو غيرهم فيتوهمون أن قدم الرب تدخل جهنم وقد توهم ذلك على أهل الإثبات قوم من المعطلة حتى قالوا كيف يدخل بعض الرب النار وائمه تعالى يقول {لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها}
وهذا جهل ممن توهمه أو نقله عن أهل السنة والحديث فإن الحديث حتى يضع رب العزة عليها وفي رواية فيها فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط وعزتك فدل ذلك على أنها تضايقت على من كان فيها فامتلأت بهم كما أقسم على نفسه أنه ليملأنها من الجنة والناس أجمعين فكيف تمتلىء بشيء غير ذلك من خالق أو مخلوق وإنما المعنى أنه توضع القدم المضاف إلى الرب تعالى فتنزوي وتضيق بمن فيها والواحد من الخلق قد يركض متحركا من الأجسام فيسكن أو ساكنا فيتحرك ويركض جبلا فينفجر منه ماء كما قال تعالى {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب} وقد يضع يده على المريض فيبرأ وعلى الغضبان فيرضى "اهـ مختصر الفتاوى المصرية
المراد توضيحه ما تحته خط.
جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 06:01]ـ
يريد رحمه الله أن انزواء النار ليس ناشئا عن
كينونة النار ظرفًا لقدم الله سبحانه
فهذا تصور المعطلة ..
ولكن كما أنك تضع يدك على الغضبان فيرضى ..
مع أن الرضى شيء من داخل الإنسان نفسه ..
لا أن اليد دخلت إلى بدنه فاستلّت المادة الغضبية فيه
والله أعلم ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 02:16]ـ
شكر الله لك أخي أبا القاسم.
وأزيد في البيان فأقول:
مراد الشيخ رحمه الله: أن المعنى الصحيح للتفسير هو: أنه توضع (القدم) التي أضيفت إلى الله تعالى (في) أو (على) النار كما ورد وتقرر؛ فتنزوي وتضيق بمن فيها فلا يعد فيها متسع، فتتأذى من جراء هذه الحركة فلا تطلب الزياد بعد ذلك، وهذا الفعل من الله تعالى وردته من النار مماثل ومشابه لما قد يفعله الإنسان من (ركض) وضرب وركل الشيء الساكن مما يؤدي بدوره إلى تحريكه، أو العكس بمعنى أنه قد (يركض) ويضرب ويركل الشيء المتحرك فيسكن، وهذا معروف مشاهد، نظيره قوله تعالى: {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب} عندما (ركض) وضرب نبي الله أيوب الجبل.
وكما قد يضع الراقي يده على الوجع فيبرأ أو يسكن، ويضع الحاني يده على الغضبان فيرضى.
والمراد الإجمالي: أنه لا يستلزم من وضع قدمه سبحانه وتعالى أن يدخلها النار، بل قد يحصل هذا بمجرد الوضع عليها فقط.
والله تعالى أعلم.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 09:49]ـ
يريد رحمه الله أن انزواء النار ليس ناشئا عن
كينونة النار ظرفًا لقدم الله سبحانه
فهذا تصور المعطلة ..
ولكن كما أنك تضع يدك على الغضبان فيرضى ..
مع أن الرضى شيء من داخل الإنسان نفسه ..
لا أن اليد دخلت إلى بدنه فاستلّت المادة الغضبية فيه
والله أعلم ..
أحسن الله إليك أخي الفاضل
توضيحك طيب ولا سيما المثال الذي ضربته
جزاك الله خيرا ونفع بك.
شكر الله لك أخي أبا القاسم.
وأزيد في البيان فأقول:
مراد الشيخ رحمه الله: أن المعنى الصحيح للتفسير هو: أنه توضع (القدم) التي أضيفت إلى الله تعالى (في) أو (على) النار كما ورد وتقرر؛ فتنزوي وتضيق بمن فيها فلا يعد فيها متسع، فتتأذى من جراء هذه الحركة فلا تطلب الزياد بعد ذلك، وهذا الفعل من الله تعالى وردته من النار مماثل ومشابه لما قد يفعله الإنسان من (ركض) وضرب وركل الشيء الساكن مما يؤدي بدوره إلى تحريكه، أو العكس بمعنى أنه قد (يركض) ويضرب ويركل الشيء المتحرك فيسكن، وهذا معروف مشاهد، نظيره قوله تعالى: {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب} عندما (ركض) وضرب نبي الله أيوب الجبل.
وكما قد يضع الراقي يده على الوجع فيبرأ أو يسكن، ويضع الحاني يده على الغضبان فيرضى.
والمراد الإجمالي: أنه لا يستلزم من وضع قدمه سبحانه وتعالى أن يدخلها النار، بل قد يحصل هذا بمجرد الوضع عليها فقط.
والله تعالى أعلم.
لله درك يا تميمي ما أحسن شرحك!
ما جعلت مجلا للإشكال.
نفع الله بكما إخواني المشايخ الكرام، ولا أخفيكم أني كنت واقعا فيما حذر منه الشيخ رحمه الله من هذا التوهم الفاسد وخاصة بعد ما قرأت كلام الدارمي رحمه الله في كتابه النقض، ولكن بعد كلام الشيخ هذا اتضح لي فساد هذا التصور الباطل، فالحمد لله على توفيقه.(/)
في هذه الأيام الإسلام محارب في جميع الأرض، ولا يوجد اهتمام من الحكومات ... للألباني
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 08:39]ـ
السؤال:
نعلم يا شيخنا في هذه الأيام أن الإسلام محارب في جميع الأرض، وبعدم اهتمام من الحكومات فماذا علينا نحن في هذا الأمر؟، وهل نأثم بجلوسنا بعدم عمل أي شيء؟
الجواب
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده و رسوله. {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا و أنتم مسلمون}. {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيباً}. {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله، وقولوا قولاً سديداً، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}.
أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها، و كل محدثة بدعة، وكل بدعه ضلالة، وكل ضلالة في النار.
السؤال كأنه من حيث ظاهره وألفاظه،أقل مما يقصد لافظه؛ حيث يقول: نقعد، ولا نعمل أي شيء! فهو يعني في أي شيء ـ ليس أي شيء مطلقاً ـ وإنما يعني شيئاً معيناً. لأنه لا أحدٌ إطلاقاً يقول: بأن المسلم عليه أن يعيش كما تعيش الأنعام لا يعمل أي شيء ـ لأنه خُلق لشيء عظيم جداً؛ وهو عبادة الله وحده لا شريك له. ولذلك فلا يتبادر إلى ذهن أحد من مثل هذا السؤال أنه يقصد ألا يعمل أي شيء، وإنما يقصد ألا يعمل شيئاً يناسب هذا الواقع الذي أحاط بالمسلمين من كل جانب،هذا هو الظاهر من مقصود السائل و ليس بملفوظ السائل.
وعلى ذلك نجيب: إن و ضع المسلمين اليوم لا يختلف كثيراً و لا قليلاً عما كان عليه وضع الدعوة الإسلامية في عهدها الأول، وأعني به العهد المكي. أقول لا يختلف وضع الدعوة الإسلامية اليوم لا في قليل و لا في كثير عمّا كانت عليه الدعوة الإسلامية في عهدها الأول، ألا وهو العهد المكي، وكلنا يعلم أن القائم على الدعوة يومئذ،هو نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. أعني بهذه الكلمة أن الدعوة كانت محاربة؛ من القوم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أنفسهم، كما في القرآن الكريم،ثم لما بدأت الدعوة تنتشر، وتتسع دائرتها بين القبائل العربية حتى أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالهجرة من مكة إلى المدينة –طبعاً نحن الآن نأتي برؤوس أقلام لأن التاريخ الإسلامي الأول والسيرة النبوية الأولى معروفة عند كثير من الحاضرين –لأنني أقصد – بهذا الإيجاز و الاختصار -، الوصول إلى المقصود من الإجابة على ذلك السؤال.
ولذلك فإنني أقول: بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتبعه بعض أصحابه إلى المدينة، وبدأ عليه الصلاة والسلام يضع النواة لإقامة الدولة المسلمة – هناك في المدينة المنورة - بدأت أيضاً عداوةُ جديدة بين هذه الدعوة الجديدة –أيضاً في المدينة - حيث اقتربت الدعوة من عقر دار النصارى وهي سورية يومئذِ؛ - التي كان فيها هرقل ملك الروم -،فصار هناك عداء جديد للدعوة ليس فقط من العرب في الجزيرة العربية؛ بل ومن النصارى أيضاً في شمال الجزيرة العربية –أي في سورية – ثم أيضاً ظهر عدوُ آخر ألا وهو فارس، فصارت الدعوة الإسلامية محاربة من كل الجهات؛ من المشركين في الجزيرة العربية، ومن النصارى و اليهود في بعض أطرافها، ثم من قبل فارس؛ التي كان العداء بينها و بين النصارى شديداً كما هو معلوم من قولة تبارك و تعالى: {ألم غلبت الروم، في أدنى الأرض، وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضع سنين} [1]. الشاهد هنا: لا نستغربنَّ وضع الدعوة الإسلامية الآن، من حيث إنها تُحارب من كل جانب. فمن هذه الحيثية كانت الدعوة الإسلامية في منطلقها الأول أيضاً كذاك محاربة من كل الجهات. وحينئذٍ يأتي السؤال والجواب.
ما هو العمل؟ ماذا عمل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه الذين كان عددهم يومئذٍ قليلاََ بالنسبة لعدد المسلمين اليوم – حيث صار عدداََ كثيراََ وكثيراََ جداََ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هنا يبدأ الجواب: هل حارب المسلمون العرب المعادين لهم –أي قومهم –في أول الدعوة؟ هل حارب المسلمون النصارى في أول الأمر؟ هل حاربوا فارس في أول الأمر؟
الجواب: لا، لا كل ذلك الجواب لا.
إذاََ ماذا فعل المسلمون؟
نحن الآن يجب أن نفعل ما فعل المسلمون الأولون تماماََ. لأن ما يصيبنا هو الذي أصابهم، وما عالجوا به مصيبتهم هو الذي يجب علينا أن نعالج به مصيبتنا، وأظن أن هذه المقدمة توحي للحاضرين جميعاً بالجواب إشارةً وستتأيد هذه الإشارة بصريح العبارة. فأقول: يبدو من هذا التسلسل التاريخي و المنطقي في آنِ واحدِ أن الله عز وجل إنما نصر المؤمنين الأولين؛ الذين كان عددهم قليلاً جداً بالنسبة للكافرين والمشركين جميعاً من كل مذاهبهم ومللهم، إنما نصرهم الله تبارك وتعالى بإيمانهم.
إذاً ما كان العلاج أو الدواء يومئذٍ لذلك العداء الشديد الذي كان يحيط بالدعوة هو نفس الدواء ونفس العلاج الذي ينبغي على المسلمين اليوم أن يتعاطوه؛ لتحقيق ثمرة هذه المعالجة كما تحققت ثمرة تلك المعالجة الأولى، والأمر كما يقال: التاريخ يعيد نفسه؛ بل خير من هذا القول أن نقول إن الله عز وجل في عباده وفي كونه الذي خلقه ونظّمه وأحسن تنظيمه له في ذلك كله- سنن لا تتغير ولا تتبدل (سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً)
هذه السنن لابد للمسلم أن يلاحظها، وأن يرعاها حق رعايتها. وبخاصةٍ ما كان فيها من السنن الشرعية. هنالك سنن شرعية وهنالك سنن كونية. وقد يقال اليوم- في العصر الحاضر- سنن طبيعية، هذه السنن الكونية الطبيعية يشترك في معرفتها المسلم و الكافر، و الصالح والطالح بمعنى؛ ما الذي يقوّم حياة الإنسان البدنية؟ الطعام والشراب والهواء النقي و نحو ذلك. فإذا الإنسان لم يأكل،لم يشرب، لم يتنفس الهواء النقي، فمعنى ذلك أنه عرَّض نفسه للموت موتاً مادياً. هل يمكن أن يعيش إذا ما خرج عن اتخاذه هذه السنن الكونية؟
الجواب لا: (سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا) هذا -كما قلت آنفاً -يعرفه معرفة تجريبية كل إنسان؛ لا فرق بين المسلم و الكافر والصالح والطالح. لكن الذي يهمنا الآن أن نعرف أن هناك سنناً شرعية يجب أن نعلم أن هناك سنناً شرعية، من اتخذها وصل الى أهدافها و جنى منها ثمراتها، ومن لم يتخذها فسوف لن يصل إلى الغايات التى وُضعت تلك السنن الشرعية لها؛ تماماً - كما قلنا - بالنسبة للسنن الكونية إذا تبنَّاها الإنسان و طبقها، و صل إلى أهدافها.
كذلك السنن الشرعية إذا أخذها المسلم؛ تحققت الغاية التي وضع الله تلك السنن من أجلها – من أجل تحقيقها – و إلا فلا. أظن هذا الكلام مفهوم و لكن يحتاج إلى شئٍ من التوضيح، وهنا بيت القصيد وهنا يبدأ الجواب عن ذاك السؤال الهام. كلنا يقرأ آية من آيات الله عز وجل بل إن هذه الآية قد يُزيّن بها صدور بعض المجالس أو جدر بعض البيوت وهي قوله تعالى {إن تنصروا الله ينصركم} [2]-لافتات - توضح وتكتب بخط ذهبي جميل رُقعي أو فارسي 000إلى آخره، وتوضع على الجدار، مع الأسف الشديد هذه الآية أصبحت الجدر مزينة بها، أما قلوب المسلمين فهي خاوية على روشها، لا نكاد نشعر ما هو الهدف الذي ترمي إليه هذه الآية {إن تنصروا الله ينصركم} ولذلك أصبح وضع العالم الإسلامي اليوم في بلبلة وقلقلة لا يكاد يجد لها مخرجاً، مع أن المخرج مذكور في كثير من الآيات، وهذه الآية من تلك الآيات، إذا ما ذكّرنا المسلمين بهذه الآية فأظن أن الأمر لا يحتاج إلى كبير شرح وبيان وإنما هو فقط التذكير و {الذكرى تنفع المؤمنين}.
كلنا يعلم –إن شاء الله – أن قوله تبارك وتعالى {إن تنصروا الله} شرطٌ، جوابه {ينصرْكم} إن تأكل إن تشرب إن ……إن الجواب تحيا، إن لم تأكل إن لم تشرب، ماذا؟ تموت؟. كذلك تماماً المعنى في الآية {إن تنصروا الله ينصركم} المفهوم - وكما يقول الأصوليون -: مفهوم المخالفة، إن لم تنصروا الله لم ينصركم؛ هذا هو واقع المسلمين اليوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
توضيح هذه الآية جاءت في السنة في عديد من النصوص الشرعية، وبخاصةٍ منها الأحاديث النبوية. {إن تنصروا الله} معلوم بداهة أن الله لا يعني أن ننصره على عدوه بجيوشنا وأساطيلنا وقواتنا المادية؛ لا! إن الله عز وجل غالب على أمره، فهو ليس بحاجة إلى أن ينصره أحد نصراً مادياً – هذا أمر معروف بدهياً – لذلك كان معنى {إن تنصروا الله} أي إن تتبعوا أحكام الله، فذلك نصركم لله تبارك وتعالى.
والآن هل المسلمون قد قاموا بهذا الشرط؟ قد قاموا بهذا الواجب –أولاً؟ ثم هو شرط لتحقيق نصر الله للمسلمين – ثانياً -؟
الجواب: عند كل واحدٍ منكم، ما قام المسلمون بنصر الله عز وجل. وأريد أن أذكر هنا كلمةً؛ أيضاً من باب التذكير وليس من باب التعليم، على الأقل بالنسبة لبعض الحاضرين. إن عامة المسلمين اليوم قد انصرفوا عن معرفتهم، أو عن تعرفهم على دينهم،- عن تعلمهم لأحكام دينهم -، فأكثرهم لا يعلمون الإسلام، وكثيرٌ أو الأكثرون منهم، إذا ما عرفوا من الإسلام شيئاً، عرفوه ليس إسلاماً حقيقياً؛ عرفوه إسلاماً منحرفاً عمّا كان عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه. لذلك فنصر الله الموعود به من نصر الله يقوم على معرفة الإسلام أولاً معرفةً صحيحة، كما جاء في القرآن والسنة، ثم على العمل به – ثانياً -، وإلا كانت المعرفة وبالاً على صاحبها، كما قال تعالى: {يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون} [3]. إذاً نحن بحاجة إلى تعلم الإسلام،وإلى العمل بالإسلام.
فالذي أريد أن أذكّر به - كما قلت آنفاً - هو أن عادة جماهير المسلمين اليوم أن يصبّوا اللوم كل اللوم بسبب ما ران على المسلمين قاطبةً من ذلٍ وهوان على الحكام، أن يصبوا اللوم كل اللوم على حكامهم الذين لا ينتصرون لدينهم، وهم - مع الأسف - كذلك؛ لا ينتصرون لدينهم، لا ينتصرون للمسلمين الُمَذلّين من كبار الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم، هكذا العُرفُ القائم اليوم بين المسلمين! صب اللوم كل اللوم على الحكام، ومع ذلك! أن المحكومين كأنهم لا يشملهم اللوم الذي يوجهونه إلى الحاكمين! والحقيقة أن هذا اللوم ينصب على جميع الأمة حكّامًا، و محكومين. و ليس هذا فقط بل هناك طائفة من أولئك اللائمين للحكام المسلمين بسبب عدم قيامهم بتطبيق أحكام دينهم، و هم محقون في هذا اللوم،ولكن! قد خالفوا قولة تعالى {إن تنصروا الله}. أعني نفس المسلمين اللائمين للحاكمين حينما يخصونهم باللوم قد خالفوا أحكام الإسلام؛ حينما يسلكون سبيل تغيير هذا الوضع المحزن المحيط بالمسلمين بالطريقة التى تخالف طريقة الرسول صلى الله عليه و على آله و سلم. حيث إنهم يعلنون تكفير حكام المسلمين- هذا أولاً -! ثم يعلنون وجوب الخروج عليهم - ثانياً -! فتقع هنا فتنة عمياء صماء بكماء بيد المسلمين أنفسهم؛ حيث ينشق المسلمون بعضهم على بعض فمنهم هؤلاء الذين أشرت إليهم الذين يظنون أن تغيير هذا الوضع الذليل المصيب للمسلمين إنما تغييره بالخروج على الحاكمين، ثم لا يقف الأمر عند هذه المشكلة، وإنما تتسع وتتسع حتى يصبح الخلاف بين هؤلاء المسلمين أنفسهم! ويصبح الحاكم في معزلٍ عن هذا الخلاف.
بدأ الخلاف من غلوّ بعض الإسلاميين في معالجة هذا الواقع الأليم أنه لابد من محاربة الحكام المسلمين لإصلاح الوضع!، وإذا بالأمر ينقلب إلى أن هؤلاء المسلمين يتخاصمون مع المسلمين الآخرين الذين يرون أن معالجة الواقع الأليم ليس هو بالخروج على الحاكمين، وإن كان كثيرون منهم يستحقون الخروج عليهم! بسبب أنهم لا يحكمون بما أنزل الله؛ ولكن هل يكون العلاج –كما يزعم هؤلاء الناس – هل يكون إزالة الذي أصاب المسلمين من الكفار أن نبدأ بمحاكمة الحاكمين في بلاد الإسلام من المسلمين؟ – ولو أن بعضهم نعتبرهم مسلمين جغرافيين كما يقال في العصر الحاضر – هنا نحن نقول: أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتملْ ما هكذا يا سعدُ تُورَد ُالإبلْ.
(يُتْبَعُ)
(/)
مما لا شك فيه أن موقف أعداء الإسلام أصآلةً وهم اليهود والنصارى والملاحدة من خارج بلاد الإسلام؛ هم أشد بلا شك ضرراً من بعض هؤلاء الحكام الذين لا يتجاوبون مع رغبات المسلمين أن يحكموهم بما أنزل الله فماذا يستطيع هؤلاء المسلمون؟ وأعني طرفاً أو جانباً منهم وهم الذين يعلنون وجوب محاربة الحاكمين من المسلمين، ماذا يستطيع أن يفعل هؤلاء لو كان الخروج على الحكام واجباً قبل البدء بإصلاح نفوسنا نحن؟!.
كما هو العلاج الذي بدأ به الرسول عليه السلام، إن هؤلاء لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً إطلاقاً؛ والواقع أكبر دليل على ذلك، مع أن العلاج الذي يتبعونه –وهو أن يبدؤوا بمحاربة الحكام المسلمين! –لا يثمر الثمرة المرجوة لأن العلة - كما قلت آنفاً - ليست في الحاكمين فقط؛ بل و في المحكومين أيضاً، فعليهم جميعاً أن يصلحوا أنفسهم و الإصلاح هذا له بحث آخر قد تكلمنا عليه مراراً و تكراراً و قد نتكلم قريباً إن شاء الله عنه. المهم الآن المسلمون كلهم متفقون على أن و ضعهم أمر لا يحسدون عليه و لا يغبطون عليه؛بل هو من الذل و الهوان بحيث لا يعرفه الإسلام، فمن أين نبدأ؟ هل يكون البدأ بمحاربة الحاكمين المسلمين؟! أو يكون البدأ بمحاربة الكفار أجمعين من كل البلاد؟! أم يكون البدأ بمحاربة النفس الأمارة بالسوء؟ من هنا يجب البدأ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم إنما بدأ بإصلاح نفوس أفراد المسلمين المدعوّين في أول دعوة الإسلام – كما ذكرنا في أول هذا الكلام- بدأت الدعوة في مكة ثم انتقلت إلى المدينة ثم بدأت المناوشة بين الكفار و المسلمين، ثم بين المسلمين و الروم، ثم بين المسلمين و فارس .. و هكذا - كما قلنا آنفاً - التاريخ يعيد نفسه0فالآن المسلمون عليهم أن ينصروا الله لمعالجة هذا الواقع الأليم، وليس بأن يُعالجوا جانباً لا يثمر الثمرة المرجوة فيها، لو استطاعوا القيام بها! ما هو هذا الجانب؟ محاربة الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله! هذا أولاً – كما قلت آنفاً لابد من وقفة قصيرة – غير مستطاع اليوم، أن يُحارب الحكام؛ وذلك لأن هؤلاء الحكام لو كانوا كفاراً كاليهود والنصارى؛ فهل المسلمون اليوم يستطيعون محاربة اليهود والنصارى؟
الجواب: لا، الأمر تماماً كما كان المسلمون الأولون في العهد المكي، كانوا مستضعفين، أذلاء، محاربين، معذبين، مُقَتَّلِين لماذا؟! لأنهم كانوا ضعفاء لا حول لهم ولا قوة، إلا إيمانهم الذي حلّ في صدورهم، بسبب إتباعهم لدعوة نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ هذا الإتباع مع الصبر على الأذى هو الذي أثمر الثمرة المرجوة؛ التي نحن ننشدها اليوم، فما هو السبيل للوصول إلى هذه الثمرة؟ نفس السبيل الذي سلكه الرسول عليه الصلاة والسلام مع أصحابه الكرام، إذاً اليوم لا يستطيع المسلمون محاربة الكفار على اختلاف ضلالاتهم، فماذا عليهم؟ عليهم أن يُؤمنوا بالله ورسوله حقاً، ولكن المسلمين اليوم كما قال رب العالمين {ولكن أكثرهم لا يعلمون}.
المسلمون اليوم اسماً وليسوا مسلمين حقاً! أظنكم تشعرون معي بالمقصود من هذا النفي.
ولكني أذكركم بقوله تعالى: {قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون، والذين هم للزكاة فاعلون، والذين هم لفروجهم حافظون، إلا علي أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولائك هم العادون} [4] أي الباغون الظالمون. فإذا أخذنا هذه الخصال فقط، ولم نتعد هذه الآيات المتضمنة لهذه الخصال إلى آيات أخرى؛ التي فيها ذكر لبعض الصفات والخصال التي لم تُذكر في هذه الآيات، وهي كلها تدور حول العمل بالإسلام. فمن تحققت فيه هذه الصفات المذكورة في هذه الآيات المتلوه آنفاً وفي آيات أخرى؛ أولئك هم الذين قال الله عز وجل في حقهم {أولئك هم المؤمنون حقا} [5].
فهل نحن مؤمنون حقاً؟!
الجواب: لا، إذاً يا إخواننا لا تضطربوا!
فنحن المصلين اليوم؛ - هذه الخصلة - {قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون} هل نحن خاشعون في صلاتنا؟ أنا ما أتكلم عن فرد، اثنين، خمسة، عشرة، مائة، مائتين، ألف، ألفين.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا. أتكلم [6] عن المسلمين على الأقل الذين يتساءلون، ما هو الحل لما أصاب المسلمين؟ لا أعني أولئك المسلمين اللاهين الفاسقين الذين لا تهمهم آخرتهم، وإنما تهمهم شهواتهم و بطونهم لا. أنا أتكلم عن المسلمين المصلين.
فهل هؤلاء المصلون قد اتصفوا بهذه الصفات المذكورة في أول سورة المؤمنين؟ الجواب: كجماعة، كأمة: لا.
إذاً: ترجو النجاةَ ولم تسلكْ مسالِكَها إن السفينةَ لا تجري على اليبسِ
فلابد من اتخاذ الأسباب؛ التي هي من تمام السنن الشرعية بعد السنن الكونية؛ حتى يرفع ربنا عز وجل هذا الذل الذي ران علينا جميعاً. أنا ذكرت هذه الأوصاف من صفات المؤمنين المذكورة في أول هذه السورة، لكن هناك في الأحاديث النبوية التي نذكّر بها إخواننا دائماً، ما يُذكّر بحال المسلمين اليوم؛ وأنهم لو تذكروا هذا الحديث كان من العار عليهم أن يتساءلوا لماذا أصابنا هذا الذل؟! لأنهم قد غفلوا عن مخالفتهم لشريعة الله، من تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة و السلام: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم " [7]. هذا الحديث تكلمت عليه كثيراً وكثيراً جداً وبمناسبات عديدة. وإنما أنا أقف فقط عند قوله "إذا تبايعتم بالعينة".العينة: نوع من الأعمال الربوية؛ - ولا أريد أيضاً أن أدخل فيها بالذات -. فهل منكم من يجهل تعامل المسلمين بأنواع من الربا، وهذه البنوك الربوية قائمة على ساق وقدم في كل بلاد الإسلام ومعترف فيها بكل الأنظمة القائمة في بلاد الإسلام. وأعود لأقول ليس فقط من الحكام؛ بل و من المحكومين لأن هؤلاء المحكومين هم الذين يتعاملون مع هذه البنوك و هم الذين إذا نُوقشوا، و قيل لهم: أنتم تعلمون أن الربا حرام و أن الأمر كما قال عليه السلام: "درهم ربا يأكله الرجل أشد عند الله عز وجل من ستٍ وثلاثين زنية " [8] لماذا يا أخي تتعامل بالربا؟! "بيقلك شو بدّنا نساوي – بدنا نعيش" [9]!!، إذاً العلاقة ما لها علاقة بالحكام لها علاقة بالحكام والمحكومين. المحكومون هم في حقيقة أمرهم يليق بهم مثل هؤلاء الحكام، وكما يقولون "دود الخل منّه وفيه - دود الخل منّه وفيه" [10]. هؤلاء الحكام ما نزلوا علينا من المريخ!! وإنما نبعوا منّا وفينا فإذا أردنا صلاح أوضاعنا فلا يكون ذلك بأن نعلن الحرب الشعواء على حكّامنا وأن ننسى أنفسنا؛ والمشكلة منّا وفينا؛ حيث المشكلة القائمة في العالم الإسلامي.
لذلك نحن ننصح المسلمين أن يعودوا الى دينهم. وأن يطبقوا ما عرفوه من دينهم {ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله} [11]. كل المشاكل القائمة اليوم والتي يتحمس بعض الشباب ويقول ما العمل؟! سواءٌ قلنا ما هو بجانبنا من المصيبة التي حلت بالعالم الإسلامي والعالم العربي! وهي احتلال اليهود لفلسطين، أو قلنا محاربة الصليبين للمسلمين بإرتيريا وفي الصومال، في البوسنة والهرسك في في0000 إلى آخر البلاد المعروفة اليوم. هذه المشاكل كلها لا يمكن أن تعالج بالعاطفة وإنما تعالج بالعلم والعمل. {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} [12]، {وقل اعملوا} الآن نقف عند هذه النقطة. العمل للإسلام اليوم في الساحة الإسلامية، له صور كثيرة وكثيرة جداً، وفي جماعات وأحزاب متعددة، والحقيقة أن هذه الأحزاب من مشكلة العالم الإسلامي التي تكّبر المشكلة أكثر مما يراها بعضهم. بعضهم يرى أن، المشكلة احتلال اليهود لفلسطين – أن المشكلة ما ذكرناه آنفاً، محاربة الكفار لكثير من البلاد الإسلامية وأهلها – لا!
نحن نقول: المشكلة أكبر وهي تفرق المسلمين. المسلمون أنفسهم متفرقون شيعاً وأحزاباً خلاف قول الله تبارك وتعالى: {ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزبٍ بما لديهم فرحون} [13]. الآن الجماعات الإسلامية مختلفون في طريقة معالجة المشكلة التي يشكو منها كل الجماعات الإسلامية، وهي الذل الذي ران على المسلمين، وكيف السبيل إلى الخلاص منه؟
هناك طرق:
(يُتْبَعُ)
(/)
الطريقة الأولى: هي الطريقة المثلى التي لا ثاني لها، وهي التي ندعو إليها دائماً وأبداً. وهي فهم الإسلام فهماً صحيحاً وتطبيقهُ وتربية المسلمين على هذا الإسلام المصفّى، تلك هي سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ كما ذكرنا ونذكر أبداً. فرسول الله بدأ بأصحابه أن هداهم إلى الإيمان بالله ورسوله- أن علمهم بأحكام الإسلام-، وكانوا يشكون إليه ما يصيبهم من ظلم المشركين وتعذيبهم إياهم، كان يأمرهم بالصبر، يأمرهم بالصبر! وأن هذه سنة الله في خلقه أن يُحارب الحق بالباطل وأن يُحارب المؤمنون [14] بالمشركين وهكذا، فالطريقة الأولى لمعالجة هذا الأمر الواقع هي العلم النافع والعمل الصالح. هناك حركات ودعوات أخرى، كلها تلتقي على خلاف الطريقة الأولى والمثلى والتي لا ثاني لها وهي اتركوا الإسلام الآن جانباً! من حيث وجوب فهمه! ومن حيث وجوب العمل به! الأمر الأن أهم من هذا الأمر! وهو أن نجتمع وأن نتوحد على محاربة الكفار!! سبحان الله، كيف يمكن محاربة الكفار بدون سلاح؟! كل إنسان عنده ذرّة عقل أنه إذا لم يكن لديه سلاح مادي فهو لا يستطيع أن يحارب عدوه المسلّح، ليس بسلاح مادي بل بأسلحةِ مادية!. فإذا أراد أن يحارب عدوه - هذا -المسلح وهو غير مسلح ماذا يقال له؟ حاربه دون أن تتسلح؟! أم تسلح ثم حاربه؟
لا خلاف في هذه المسآله أن الجواب: تسلح ثم حارب، هذا من الناحية المادية، لكن من الناحية المعنوية الأمر أهم بكثير من هذا، إذا أردنا أن نحارب الكفار؛ فسوف لا يمكننا أن نحارب الكفار بأن ندع الإسلام جانباً؛ لأن هذا خلاف ما أمر الله عز وجل ورسوله المؤمنين في مثل آيات كثيرة منها قوله تعالى {والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} [15]. {إن الإنسان لفي خسر}. نحن بلا شك الآن في خسر. لماذا؟! لأننا لم نأخذ بما ذكر الله عز وجل من الاستثناء حين قال: {إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}. نحن الآن نقول آمنا بالله ورسوله، ولكن! حينما ندعو المسلمين المتحزبين المتجمعين المتكتلين على خلاف دعوة الحق – الرجوع إلى الكتاب والسنة – يقولون هذا ندعه الآن جانباً! الأمر أهم!. هو محاربة الكفار!، فنقول: بسلاح أم بدون سلاح؟!. لابد من سلا حين، السلاح الأول: السلاح المعنوي، وهم يقولون الآن دعوا هذا السلاح المعنوي جانباً! وخذوا بالسلاح المادي! ثمّ، لا سلاح مادي!! لأن هذا غير مستطاع بالنسبة للأوضاع التي نُحكم بها الآن؛ ليس فقط من الكفار المحيطين بنا من كل جانب؛ بل ومن بعض الحكام الذين يحكموننا! فنحن لا نستطيع اليوم رغم أنوفنا أن نأخذ بالاستعداد بالسلاح المادي – هذا لا نستطيعه –. فنقول: نريد نحارب بالسلاح المادي! وهذا لا سبيل إليه، والسلاح المعنوي الذي هو بأيدينا – {فاعلم أنه لا إله إلا الله} [16] – العلم ثم العمل في حدود ما نستطيع، هذا نقول بكل بساطة متناهية دعوا هذا جانباً! هذا مستطاع ونؤمر بتركه جانباً! وذلك غير مستطاع. فنقول: يجب أن نحارب!! وبماذا نحارب؟! خسرنا السلاحين معاً؛ السلاح المعنوي العلمي نقول نؤجله! لأنه ليس هذا وقته وزمانه!! السلاح المادي لا نستطيعه فبقينا خراباً يباباً ضعفاء في السلاحين المعنوي والمادي. إذا رجعنا إلى العهد الأول الأنور؛ وهو عهد الرسول عليه السلام الأول، هل كان عنده سلاح مادي؟ الجواب، لا بماذا إذاً كان مفتاح النصر؟ آلسلاح المادي أم السلاح المعنوي؟ لاشك أنه السلاح المعنوي، وبه بدأت الدعوة في مثل تلك الآية {فاعلم أنه لا إله إلا الله} إذاً العلم- قبل كل شئ – إذاً بالإسلام قبل كل شئ ثم تطبيق هذا الإسلام في حدود ما نستطيع. نستطيع أن نعرف العقيدة الإسلامية - الصحيحة طبعاً – نستطيع أن نعرف العبادات الإسلامية، نستطيع أن نعرف الأحكام الإسلامية، نستطيع أن نعرف السلوك الإسلامي، هذه الأشياء كلها مع أنها مستطاعة فجماهير المسلمين بأحزابهم وتكتلاتهم هم معرضون عنها؛ ثم نرفع أصواتنا عاليةً نريد الجهاد! أين الجهاد؟! مادام السلاح الأول مفقود والسلاح الثاني غير موجود بأيدينا؟!! نحن لو وجدنا اليوم جماعة من المسلمين متكتلين حقاً على الإسلام الصحيح وطبقوه تطبيقاً
(يُتْبَعُ)
(/)
صحيحاً، لكن لا سلاح مادي عندهم؛ هؤلاء يأتيهم أمره تعالى في الآية المعروفة: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةً، ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} [17] لو كان عندنا السلاح الأول المعنوي؛ فنحن مخاطبون بهذا الإعداد المادي. فهل نحارب إذا لم يكن عندنا إعداد مادي؟! الجواب: لا. لأننا لم نحقق هذه الآية التي تأمرنا بالإعداد المادي؛ فما بالنا، كيف نستطيع أن نحارب ونحن مفلسون من السلاحين المعنوي والمادي؟!. المادي الآن لا نستطيعه، المعنوي نستطيعه؛ إذاً {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} [18]. {فاتقوا لله ما استطعتم} [19] فالذي نستطيعه الآن هو العلم النافع والعمل الصالح.
لعلي أطلت في هذا الجواب أكثر من اللازم، لكني أنا ألخص الآن فأقول:
ليست مشكلة المسلمين في فلسطين فقط - يا إخواننا-، لأنه مع الأسف الشديد من جملة الانحراف التي تصيب المسلمين اليوم؛ أنهم يخالفون علمهم عملاً! حينما نتكلم عن الإسلام وعن الوطن الإسلامي، نقول: كل البلاد الإسلامية هي وطن لكل مسلم؛ ما في فرق بين عربي وعجمي، ما في فرق بين حجازي وأردني ومصري 00000 و إلى آخره، لكن هذه الفروق العملية موجودة، هذه الفروق عمليه موجودة! ليس فقط سياسياً؛ هذا غير مستغرب أبداً، لكن موجودة حتى عند الإسلاميين! مثلاً تجد بعض الدعاة الإسلاميين يهتمون بفلسطين؛ ثم لا يهمهم ما يصيب المسلمين الآخرين في البلاد الأخرى. مثلاً: حينما كانت الحرب قائمة بين المسلمين الأفغان وبين السوفييت وأذنابهم من الشيوعيين، لماذا؟! لأن هؤلاء مثلاً ليسوا سوريين! مصرين! أو ما شابه ذلك. إذاً المشكلة الآن ليست محصورة في فلسطين فقط؛ بل تعدت إلى بلاد إسلامية كثيرة فكيف نعالج هذه المشكلة العامة؟ بالقوتين المعنوية والمادية، بماذا نبدأ؟
نبدأ قبل كل شيء بالأهم فالأهم وبخاصة إذا كان الأهم ميسوراً؛ وهو السلاح المعنوي – فهم الإسلام فهماً صحيحاً وتطبيقه تطبيقاً صحيحاً ثم السلاح المادي إذا كان ميسوراً. اليوم - مع الأسف الشديد –؛ الذي وقع في أفغانستان .... الأسلحة التي حارب المسلمون – الأسلحة المادية – التي حارب المسلمون بها الشيوعيين هل كانت أسلحة إسلامية؟ الجواب: لا.
كانت أسلحة غربية، إذا نحن الآن من ناحية السلاح المادي مستعبدون؛ لو أردنا أن نحارب وكنا أقوياء من حيث القوة المعنوية، إذا أردنا أن نحارب بالسلاح المادي فنحن بحاجة إلى أن نستورد هذا السلاح؛ إما بالثمن وإما بالمنحة أو شيء مقابل شيء! كما تعلمون السياسة الغربية اليوم على حدّ المثل العامّي: "حكّلّي لحكّلّك"! يعني أي دوله الآن حتى بالثمن لا تبيعك السلاح إلا مقابل تنازلات. تتنازل أنت أيها الشعب المسلم مقابل السلاح الذي تدفع ثمنه أيضاً فإذاً يا إخواننا الأمر ليس كما نتصور عبارة عن حماسات وحرارات الشباب وثورات كرغوة الصابون تثور ثم تخور في أرضها لا أثر لها إطلاقاً!. أخيراً أٌقول {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله .. } إلى آخر الآية.
لكن أكرر أن العمل لا ينفع إلا إذا كان مقروناً بالعلم النافع؛ والعلم النافع إنما هو قال الله قال رسول الله كما قال إبن القيم رحمه الله:
العلم قال الله قال رسولهُ ... قال الصحابةُ ليس بالتمويهِ
ما العلمُ نصبَكَ للخلاف سفاهةً ... بين الرسولِ وبين قولِ سفيهِ
كلا ولا جحد الصفات ونفيها ... حذرا من التعطيل التشويهِ
مصيبة العالم الإسلامي مصيبة أخطر – وقد يستنكر بعضكم هذا الذي أقوله! -مصيبة العالم الإسلامي اليوم أخطر من احتلال اليهود لفلسطين! مصيبة العالم الإسلامي اليوم أنهم ضلوا سواء السبيل. أنهم ما عرفوا الإسلام الذي به تتحقق سعادة الدنيا والآخرة معاً. وإذا عاش المسلمون في بعض الظروف أذلاء مضطهدين من الكفار والمشركين وقتّلوا وصلّبوا ثم ماتوا فلا شك أنهم ماتوا سعداء ولو عاشوا في الدنيا أذلاء مضطهدين. أما من عاش عزيزاً في الدنيا وهو بعيد عن فهم الإسلام كما أراد الله عز وجل ورسوله فهو سيموت شقياً وإن عاش سعيداً في الظاهر.
إذاً بارك الله فيكم: العلاج هو فرّوا الى الله! العلاج فرّوا الى الله! فرّوا الى الله تعني أفهموا ما قال الله وقال رسول الله واعملوا بما قال الله وما قال رسول الله. وبهذا أنهي هذا الجواب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
[1] الآية رقم 1 - 3 من سورة الروم.
[2] الآية رقم 7 من سورة محمد.
[3] الآية رقم 3 من سورة الصف.
[4] الآيات رقم 1–7 من سورة المؤمنون.
[5] الآية رقم 4 وكذا رقم 74 كلتاهما من سورة الأنفال.
[6] في الأصل: بتكلم باللهجة العامية حسب عادة الشيخ أحياناً في الفتاوى والمحاضرات وما أثبتناه هو المعهود لغةً.
[7] أخرجه أبو داود في سننه رقم 3462 وأحمد في مسنده رقم 5007، 5562 و الطبراني في مسند الشاميين رقم 2417 وغيرهم كلهم من حديث ابن عمر مرفوعاً.
[8] أخرجه أحمد في مسنده رقم 22007، 22008 والدارقطني في سننه 3/ 16 وغيرهما عن عبد الله بن حنظلة.
[9] باللهجة السورية العامية.
[10] مثل عامي شُهِر في بعض بلاد الشام.
[11] الآية رقم 5 من سورة الروم.
[12] الآية رقم 105 من سورة التوبة.
[13] الآية رقم 32 من سورة الروم.
[14] في الأصل بالياء والصحيح ما أثبتناه لكونه نائباً عن الفاعل.
[15] سورة العصر.
[16] الآية رقم 19 من سورة محمد.
[17] الآية رقم 60 من سورة الأنفال.
[18] الآية رقم 286 سورة البقرة.
[19] الآية رقم 16سورة التغابن.
رحم الله الإمام الألباني فما أفقهه.
تنبيه: هذه المشاركة نقلتها لكم من مشاركة للأخ هشام علي من منتديات البيضاء العلمية.
# وانا نقلتها من احد المنتديات!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحافظة]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 01:15]ـ
بارك الله فيكم على هذا النقل الطيب وجعله الله في ميزان حسناتكم ورحم الله شيخنا الألباني ... فعلاااااااااااااااااااا لاحل إلا بالفرار إلى الله ...
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 10:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله الشيخ الألباني رحمة واسعة، وجزاه عنا وعن الأمة الإسلامية خير الجزاء، فقد كان حكيماً محنكاً في نظرته إلى واقع أمتنا في هذا العصر الذي تكابل فيه أعداء الدين علينا من كل صوب، والله أسأل أن يمن علينا برؤية راية الإسلام خفاقة في أنحاء المعمورة.(/)
الأدلة اللغوية الرائقة الدالة على عدم دخول إبليس في جنس الملائكة
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 04:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه
أما بعد فهذا بحث لغوي أردت به إماطة اللثام عن مسألة اشتبهت على فئام من أهل العلم وقد أسميتها: الأدلة اللغوية الرائقة على عدم دخول إبليس في جنس الملائكة
فأقول مستعينا بالله جل وعلا:
ظاهر كلام الله جلت قدرته دال على كون إبليس من الجن كقوله سبحانه: (َإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) [الكهف: 50])، ولا يقولن قائل إن (كان) تدل على المضي؛ لأنه يرد على ذلك أنها ناقصة، ومن نقصانها عدم دلالتها على زمن معين من جهة المعنى كقوله تعالى: (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) [الفتح: 14]، ولا أظن أن عاقلا يقول: إنها هنا تدل على الماضي دون المستقبل فكذلك الآية الأولى، وقوله جلا وعلا: (وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ) [الرحمن: 15] صريح في أن الجن خلقت من النار.
لكن قوله تعالى: (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ، إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ) 0 [ص: 73ـ 74] أشكل على بعض المفسرين كون إبليس مستثنى، وهل هو متصل، أم منقطع، وعلى كلا القولين لا أرى فرقا في عدم دخوله في جنس الملائكة لما يأتي:
الدليل الأول: كون لفظة (الملائكة) مؤكدة بـ (كل) التي تفيد رفع توهم عدم الشمول.
بمعنى أن (كل) إذا أكدت اسما قبلها فإنها تفيد عموم ذلك الاسم، فـ (كل) ـ هنا ـ أفادت سجود (الملائكة) جميعا بلا استثناء سجود تحية لـ (آدم) عليه السلام، بخلاف ما لو قلت مثلا: (جاء القوم إلى فلان) فكلمة (القوم) تطلق على أدنى الجمع ومحتملة لقليله وكثيره.
الدليل الثاني: أن المستثنى في كلام العرب إما أن يكون من جنس المستثنى منه وصفته نحو قولك: (جاء الطلاب إلا طالباً)، أو يكون المستثنى يتفق مع المستثنى منه في الصفة دون الجنس كقول العربي: (نام القوم إلا ديكاً)، فـ (الديك) وإن كان ليس من جنس (القوم) فقد عومل معاملتهم؛ لوجوده بينهم، كقول الأول:
وبلدة لَيْسَ بِهَا أنيسُ إلا اليعافير وإلا العيسُ
فكذلك ههنا (إبليس) في الآية لما كان حينها متصفا بالإيمان عومل معاملة (الملائكة) في طلب السجود منه وإن لم يكن من جنسهم، فلما أبي واستكبر استثناه الله جل وعلا منهم كاستثناء العربي (اليعافير والعيس) من جنس المؤنسين وإن لم يكونا منهم
الدليل الثالث: أن الأصل في المعرف بـ (أل) الاستغراق ودلالته على الجنس كله على الراجح عند محققي الأصوليين، ولا يكون للعهد إلا بقرينة لفظية أو معنوية كدلالة لفظ (فرعون) في قوله سبحانه وتعالى: (فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً) [المزّمِّل: 16]، على أن الرسول ـ هنا ـ موسى عليه السلام بدليل كونه هو المرسل إليه.
الدليل الرابع: القائلون باشتراط كون المستثنى من جنس المستثنى منه يجعلون (إلا) في الآية بمعنى (لكن)، ومن ثَم فهذا من باب الاستدراك لا الاستثناء، وعليه فلا إشكال في الآية، مع أن هذا القول مخالف لظاهر طريقة كلام العرب في الاستثناء الذي قدمناه في الدليل الثاني.
والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبع هداه إلى يوم الدين.
حرره طالب في 30/ 01 /1430ـ 26/ 01 /2009
ـ[العرب]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 10:06]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبوحمدالعربى]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 11:57]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 01:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
الإنسان إذا ترك الحق يُبتلى بالباطل
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 12:30]ـ
[ center] قال العلامة بقية السلف الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
في شرح مسائل الجاهلية (ص126):
(فهذا من العقوبات أن الإنسان إذا ترك الحق يُبتلى بالباطل، وهذه سنة لا تتبدل ولا تتغير، فبعض المسلمين تركوا كتاب الله وسنة رسوله، وأخذوا بأقوال الناس، وأخذوا علم المنطق، وأخذوا علم الكلام، هم من هذا القبيل، لما تركوا كتاب الله وسنة رسوله وأخذوا غيرهما لأنهم لما أعرضوا عن كتاب الله وسنة رسوله، ولم يأخذوا عقيدتهم من الكتاب والسنة، ابتلوا بأخذ العقيدة من علوم الكفرة والملاحدة، فما أشبه الليلة بالبارحة!
وهكذا كل من ترك الحق فإنه يبتلى بالباطل، ومن ترك مذهب أهل السنة والجماعة، فإنه يبتلى بمذاهب الفرق الضالة – كالمرجئة -، والذي يتحزب مع الجماعات الضالة المخالفة للكتاب والسنة ومنهج أهل السنة والجماعة، يُبتلى بأن يكون مع الفرق الضالة.
هذه سنة الله سبحانه وتعالى، فهذا مما يُحَذِّر المسلم من أن يترك الحق لأنه إذا ترك الحق ابتلى بالباطل، وإذا ترك اتباع أهل الحق اتبع أهل الباطل، دائماً وأبداً). اهـ
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[01 - Jul-2009, صباحاً 11:42]ـ
قال الأمام الذهبي في تذكرة الحفاظ (1/ 4): فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه وأن يسأل اهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته ولاسبيل الى أن يصير العارف الذي يزكي نقله الأخبار ويجرحهم جهبذا الابإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد الى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلاتفعل فدع عنك الكتابة لست منها ولو سودة وجهك بالمدادِ.أهـ
ـ[محب الشيخين]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 04:11]ـ
الله المستعان
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[03 - Jul-2009, صباحاً 01:12]ـ
قال الامام الشافعي رحمه الله والنفس ان لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل وصدق الله اذ يقول وماذا بعد الحق الا الضلال
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[03 - Jul-2009, صباحاً 01:30]ـ
وردت كلمة "الحق" في كتاب الله 181 مرة.
ووردت كلمة "بالحق" 75مرة.
ووردت في السنة في حديث قيام الليل المعروف .. " اللهم أنت الحق، ووعدك حق، ولقاؤك حق، والساعة حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق ..... الحديث"
فماالذي يقصده الشيخ ـ حفظه الله ـ بالحق .. ؟؟؟
ـ[المفيدي]ــــــــ[04 - Jul-2009, صباحاً 09:53]ـ
نقل موفق أخي واسأل المولى القدير ان يستخدمنا لخدمة هذا الدين العظيم(/)
ثلاثة فوائد منهجية قَيِّمَة:: للشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 02:17]ـ
[ center] ثلاثة فوائد منهجية قَيِّمَة:: للشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله
حياكم الله يا أهل السنة
هذه فوائد منهجية قيمة للشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- في رده على محمد علي الصابوني المعاصر:
* - - - الفائدة الأولى - - - *
قال الشيخ بن باز رحمه الله:
سادساً: يجب الإنكار على من خالف الحقّ ولا يجوز التواصي بكتمان العلم:
نقل في المقال المذكور عن الشيخ حسن البنا -رحمه الله- ما نصه: (نجتمع على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه).
والجواب أن يقال:
نعم؛ يجب أن نتعاون فيما اتفقنا عليه من نصر الحق، والدعوة إليه، والتحذير مِمَّا نهى الله عنه ورسوله، أما عُذر بعضنا لبعض فيما اختلفنا فيه فليس على إطلاقه، بل هو محل تفصيل: فما كان من مسائل الاجتهاد التي يخفى دليلها، فالواجب عدم الإنكار فيها من بعضنا على بعض، أما ما خالف النص من الكتاب والسنة فالواجب الإنكار على من خالف النص بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن عملاً بقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (المائدة:2).
وقوله سبحانه: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ .. } الآية (التوبة:71).
وقوله عز وجل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل:125).
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) -1 - ، وقوله صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) -2 - أخرجهما مسلم في صحيحه.
والآيات والأحاديث في هذا كثيرة.
* - - - الفائدة الثانية - - - *
قال الشيخ بن باز رحمه الله:
سابعاً: افتراق المسلمين في الدين لحِكَمٍ عظيمة والواجب على المسلم أن يتبع الحقّ ويتجرد عن الهوى:
ثم نعى الكاتب الشيخ محمد علي الصابوني - في مقاله الثاني على المسلمين تفرقهم إلى سلفي وأشعري وصوفي وماتريدي .. الخ.
ولا شك أن هذا التفرق يؤلم كل مسلم ويجب على المسلمين أن يجتمعوا على الحق ويتعاونوا على البر والتقوى، ولكن الله سبحانه قدر ذلك على الأمة لِحِكَمٍ عظيمة وغاياتٍ محمودة يُحمَدُ عليها سبحانه، ولا يعلم تفاصيلها سواه.
ومن ذلك: التمييز بين أوليائه وأعدائه، والتمييز بين المجتهدين في طلب الحق والمعرضين عنه المتبعين لأهوائهم، إلى حِكَمٍ أخرى.
وفي ذلك: تصديق لنبيه صلى الله عليه وسلم، ودليل على أنه رسول الله حقاً؛ لكونه صلى الله عليه وسلم قد أخبر عن هذا التفرق قبل وقوعه فوقع كما أخبر، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: هي الجماعة) -3 - ، وفي رواية أخرى قال: (ما أنا عليه وأصحابي) -4 - .
وهذا يُوجِبُ على المسلمين أن يجتمعوا على الحق، وأن يردوا ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول؛ لقول الله عز وجل: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (النساء:59)، وقوله سبحانه: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} (الشورى:10).
وهاتان الآيتان الكريمتان تدلان على أن الواجب على المسلمين رَدُّ ما تنازعوا فيه في العقيدة وغيرها إلى الله سبحانه وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وبذلك يتضح الحق لهم وتجتمع كلمتهم عليه ويتحد صفهم ضد أعدائهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما بقاء كل طائفة على ما لديها مِن باطل، وعدم التسليم للطائفة الأخرى فيما هي عليه من الحق، فهذا هو المحذور والمنهي عنه، وهو سبب تسليط الأعداء على المسلمين، واللوم كل اللوم على من تمسك بالباطل، وأَبَى أن ينصاع إلى الحق، أما من تمسك بالحق ودعا إليه وأوضح بطلان ما خالفه فهذا لا لَوْمَ عليه بل هو مشكور وله أجران: أجر اجتهاده وأجر إصابته للحق.* - - - الفائدة الثالثة - - - *
قال الشيخ بن باز رحمه الله:
رابع عشر: لا يلزم من وجوب اتحاد المسلمين وجمع كلمتهم على الحق واعتصامهم بحبل الله ألاَّ ينكروا المنكر على من فعله أو اعتقده!!
ثم دعا في مقاله الرابع إلى جمع الكلمة بين الفئات الإسلامية وتضافر الجهود ضد أعداء الإسلام، وذكر أن الوقت ليس وقت مهاجمة لأتباع المذاهب ولا للأشاعرة ولا للإخوان حتى ولا للصوفيين. أهـ
والجواب أن يقال:
لا ريب أنه يجب على المسلمين توحيد صفوفهم وجمع كلمتهم على الحق، وتعاونهم على البر والتقوى ضد أعداء الإسلام كما أمرهم الله سبحانه بذلك بقوله عز وجل: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا}، وحذرهم من التفرق بقوله سبحانه: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ .. } الآية (آل عمران:105).
ولكن لا يلزم من وجوب اتحاد المسلمين وجمع كلمتهم على الحق، واعتصامهم بحبل الله ألا ينكروا المنكر على من فعله، أو اعتقده من الصوفية أو غيرهم، بل مُقتضى الأمر بالاعتصام بحبل الله أن يأتمروا بالمعروف ويتناهوا عن المنكر، ويبينوا الحق لمن ضل عنه أو ظن ضده صواباً بالأدلة الشرعية؛ حتى يجتمعوا على الحق، وينبذوا ما خالفه، وهذا هو مقتضى قوله سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (المائدة:2).
وقوله سبحانه: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران:104).
ومتى سَكَتَ أهل الحق عن بيان أخطاء المخطئين وأغلاط الغالطين؛ لم يحصل منهم ما أمرهم الله به من الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومعلوم ما يترتب على ذلك مِن إِثْمِ الساكت عن إنكار المنكر وبقاء الغالط على غلطه، والمخالف للحق على خطئه، وذلك خلاف ما شرعه الله سبحانه من النصيحة، والتعاون على الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله ولي التوفيق.
انتهى المقصود .. ورحم الله الشيخ عبد العزيز بن باز ونفعنا بعلمه. تخريج الأحاديث:
-1 - : أخرجه مسلم (49) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
-2 - : أخرجه مسلم (1893) من حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه.
-3 - : أخرجه ابن ماجه (3992) من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه، وانظر صحيح الجامع للألباني (2042).
-4 - : أخرجه الترمذي (2641) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5343).
ـ[القضاعي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 04:37]ـ
رحم الله الشيخ الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
وبارك الله فيك وفيما نقلت.
ـ[القضاعي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 04:48]ـ
قال هذا الإمام رحمه الله:
لا ريب أنه يجب على المسلمين توحيد صفوفهم وجمع كلمتهم على الحق، وتعاونهم على البر والتقوى ضد أعداء الإسلام كما أمرهم الله سبحانه بذلك بقوله عز وجل: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا}، وحذرهم من التفرق بقوله سبحانه: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ .. } الآية (آل عمران:105).
ولكن لا يلزم من وجوب اتحاد المسلمين وجمع كلمتهم على الحق، واعتصامهم بحبل الله ألا ينكروا المنكر على من فعله، أو اعتقده من الصوفية أو غيرهم، بل مُقتضى الأمر بالاعتصام بحبل الله أن يأتمروا بالمعروف ويتناهوا عن المنكر، ويبينوا الحق لمن ضل عنه أو ظن ضده صواباً بالأدلة الشرعية؛ حتى يجتمعوا على الحق، وينبذوا ما خالفه، وهذا هو مقتضى قوله سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (المائدة:2).وقوله سبحانه: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران:104).
ومتى سَكَتَ أهل الحق عن بيان أخطاء المخطئين وأغلاط الغالطين؛ لم يحصل منهم ما أمرهم الله به من الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومعلوم ما يترتب على ذلك مِن إِثْمِ الساكت عن إنكار المنكر وبقاء الغالط على غلطه، والمخالف للحق على خطئه، وذلك خلاف ما شرعه الله سبحانه من النصيحة، والتعاون على الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله ولي التوفيق. انتهى
قال القضاعي كان الله له:
تدبروا يا دعاة الإجتماع مع المبتدعة بزعم التعاون على البر قوله رحمه الله: ((وهذا هو مقتضى قوله سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ})).
أي أن مقتضى التعاون هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حال الإجتماع , وأن تكون هذه الشعيرة قاعدة للإجتماع قبل أن ينعقد , وهذا الذي تأباه كل الطوائف المنحرفة , ويطلبون إبدال هذه القاعدة الصلبة بقاعدتهم الهشة بقولهم ((نتعاون فيما أتفقنا فيه ويسكت بعضنا البعض عن أي خلاف دام الهدف مشترك والعدو واحد))؟!!
والتي قد تنطلي على الجهال ولكنها لا تنطلي على الراسخين في العلم كما هو حال علماءنا الأكبار حفظهم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 12:43]ـ
يرفع للفائدة
ـ[مُرْتَاعٌ]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 07:37]ـ
وأن تكون هذه الشعيرة قاعدة للإجتماع قبل أن ينعقد
عفواً ما المعنى؟
ألاّ يكون الاجتماع إلا بعد الاتفاق؟
فإن كان وهو الظن وقد بذل الناصحون مابذلوا ... فلا هم منّا ولامن ديننا خارجين عن الملّة تعني؟
من المبتدعة الذين أشرت إليهم؟
فالبدع ألوان شتّى وأنواع من أدنى بدعة حتى أعلاها مخرجة عن الملّة.
ثمّ ما الخط الذي تضعه تحت كلمة الشيخ ابن باز رحمه الله (الصوفية وغيرهم) الشيعة تقصد؟
سؤال يهمني معرفة جوابه عن حديثٍ ذُكر في ثنايا حديث الشيخ
تفترق الأمة على 73 فرقة كلها في النار إلا واحدة هل المعنى خلودها في النّار؟
نسأل الله العافية.
وخروجاً عن الموضوع أيضاً وإن اتصل بآخر كلامي النامصة لعنها الله أي طردها من رحمته فهل هو دليل على خلودها في النّار؟
فما الجنّة إلا برحمة الله دخولها فلئن لُعن صاحب الذنب يكن خالداً مخلداً في نار جهنّم؟
عياذاً بالله من النّار.
جاوب أسئلتي عافاك الله , فإنك نافعي بإذن الله .. وجزى الله أبو الخطاب خير الجزاء على نقله(/)
هل هم شهداء
ـ[فرائد الدر]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 02:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم هل الذين قتلوا من الصحفيين في غزه شهداء (من الدول الاخرى) الذين اتو للتصوير؟!!
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 02:50]ـ
اقول اصبحت الشهادة توزع بالمجان حتى سمعنا من يقول عن الشيوعيين شهداء و الله المستعان.
ـ[ابو بردة]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 07:07]ـ
قُتل أحد الصحفيين التابع لأحد القنوات فسمّوه ((شهيد الصحافة))!!(/)
كلام للشاطبي يحتاج الى توضيح و جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 06:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الاخوة الفضلاء أرجو مساعدتكم في شرح كلام الامام الشاطبي- رحمه الله تعالى- التالي و لكم مني جزيل الشكر و التقدير و خالص الدعاء ان شاء الله
{يقول الإمام الشاطبي ë
ë في الموافقات المسألة السادسة من كتاب الأحكام ج1 ë
أولا:- الأفعال والتروك إنما تعتبر من حيث المقاصد؛ فإذا تعرت عن المقاصد فهي كأفعال الجمادات والعجماوات وليس لها تكيف شرعي
ويقول: والعمل الظاهر إنما هو تكيف شرعي؛ فلا يوجد فعل محسوس اسمه سرقه أو اغتصاب أو انتهاب أو اختلاس فهذه كلها تكيفات شرعيه لأخذ مال الغير بغير حق؛ ولا يوجد فعل محسوس اسمه زنا؛ وإنما اسم الفعل المحسوس وطء والزنا تكيف شرعي. كذلك لا يوجد فعل محسوس اسمه هجره وإنما هو السفر إلي المدينة وكذلك الجهاد: تكيف شرع وربما كان اسمه هو القتال أو إزهاق النفس أو غير ذلك وعندنا فعل محسوس واحد قد يأخذ باختلاف المقاصد حسب القرائن عدة تكيفات شرعيه. فقتل النفس قد يسمي جهاد وقد يسمي قصاصا وقد يسمي دفعا للصائل؛ وقد يسمي موالاة للكافرين أو حرابه أو جريمة قتل غيلة أو خطاء. والعمل الظاهر إنما يؤخذ من اقتران المقاصد, (وتعرف بدلالاتها الحالية والمقالية) بالأفعال المحسوسة ... أهـ
ويقول رحمه الله (ب) - بالنسبة لأعمال المكلفين:
الأعمال الظاهرة إنما تعتبر من حيث دلالتها علي الباطن فإذا وجد ظاهر؛ لا يعارضه ما هو أقوى منه من حيث دلالته علي الباطن أخذ به فإذا عارضه ظاهر آخر أقوي منه في دلالته علي الباطن, صرنا إلي هذا الأقوى. وذلك كالعمل بأقوى الدليلين عند التعارض في الأدلة الشرعية. فإذا قامت البينة القاطعة علي أن مراد المتكلم أو الفاعل غير ما أظهره من قول أو فعل فلا عبرة بهذا القول أو الفعل الذي أظهره. أهـ}
أرجو بسط القول في بيان و توضيح كلام الامام الشاطبي-رحمه الله- مع ضرب أمثلة تجلي المقصود و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 10:40]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
خلاصة ما يريد أن يقوله الشاطبي: أن العمل إذا نظرنا إليه مجردا عن القصد والنية فلا يمكن أن يطلق عليه حكم شرعي؛ لأن الصورة الظاهرة للاعتداء على النفس مثلا هي نفسها الصورة الظاهرة للجهاد.
والصورة الظاهرة لمن يقاتل رياء هي نفسها الصورة الظاهرة لمن يقاتل حمية، وهي نفسها الصورة الظاهرة لمن يقاتل في سبيل الله.
وإنما يختلف الحكم بحسب نية كل واحد منهم.
والصورة الظاهرة للزنا هي نفسها الصورة الظاهرة للوطء.
والصورة الظاهرة لمن يهاجر في سبيل الله هي نفسها الصورة الظاهرة لمن يسافر وهو كافر.
وهكذا.
وأما قوله (الأعمال الظاهرة إنما تعتبر من حيث دلالتها على الباطن) فمراده أن الأصل هو الباطن، ولكن لما لم يكن هناك سبيل إلى معرفة الباطن صار الأمر إلى تحكيم الظاهر، كما في حديث عمر بن الخطاب.
مثال ذلك: ما لو رأيت رجلا ممسكا مسدسا بجنب رجل آخر يلفظ آخر أنفاسه وقد غرق في دمائه، فإن الظاهر هنا أنه هو القاتل، ولا يقبل قوله إن الآخر هو الذي أراد قتله فلما دفع المسدس عنه أصابه هو، مع أن هذا محتمل إلا أنه احتمال نادر لا يكاد يذكر.
فهذا هو الظاهر القوي الذي يحكم به في هذه الحالة، لكن إذا فرضنا أن هذا الظاهر عارضه ظاهر آخر أقوى منه، كأن يكون هناك شهود مثلا على صحة قول هذا الرجل، فهنا يعمل بهذا الظاهر الآخر؛ لأنه أقوى منه.
والله أعلم.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 12:55]ـ
جزاك الله خيرا أخي
و هل يتنزل هذا الكلام على من يرتدي الصليب ان ثبت أنه يفعله من أجل مخادعة العدو أو تقية ... و حزاك الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 12:01]ـ
وجزاك الله خيرا أخي الفاضل
تنزيل الكلام على أعيان المسائل أمر آخر؛ لأن معرفة مراتب القوة والضعف في الظواهر والأدلة لا يستطيعه إلا فحول العلماء، وبسبب الاختلاف في هذه المراتب وقع الاختلاف بين العلماء في معظم المسائل كما أشار الشاطبي في موضع آخر.
فقد يقال: إن ارتداء الصليب جائز في هذه الحالة؛ لأنه ليس بأعظم من التلفظ بالكفر عند الإكراه وهو جائز.
وقد يقال: إنه ليس بجائز؛ لأن الفائدة المرجوة منه ليست بأعظم من الكفر الحاصل به.
فالمقصود أن صحة القاعدة لا ترتبط بهذا المثال، والخطأ في التمثيل لا يطعن في صحة القاعدة.(/)
كيف ترد على المرجئة الغالية بكلمتين
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 04:16]ـ
المقدمّة عند الباقلّاني مثلا .. وغيره حين يقررون مسألة حقيقة الإيمان
أنهم يقولون: لغة هو التصديق (لاشك لهم مقدمات أخرى تتعلق بالمنطق)
--
الجواب:-
الإيمان .. ضده الكفر ..
وليس التكذيب ,
كما هو في القرآن والسنة ..
وعُرف عامة العلماء والاستعمال
اللغوي أيضا عند الإطلاق ..
والكفر: ليس هو تكذيبا فقط ..
بل ثم كفر إعراض"والذين كفروا عما أنذروا معرضون"
وكفر شك"قالت رسلهم أفي الله شك"
وكفر نفاق"ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر
ومن هم بمؤمنين"
وكفر إباء وتولٍ "فلا صدّق ولا صلى* ولكن كذّب وتولى"
فكذلك الإيمان .. ليس هو التصديق وحده
بل هو إذعان قولي .. وخضوع عملي
---
ولو سلّمنا -جدلا-
أن الإيمان هو محض التصديق لغة-وليس كذلك-
فالتصديق الشرعي .. كالحج الشرعي مثلا
انتقل عن معناه بالأدلة المتواترة المتوافرة
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 06:35]ـ
أحسن الله اليك .. بحثك صائب مسدد في حقيقة الإيمان، ولكنه في المعنى الاصطلاحي الشرعي وليس اللغوي ..
والمعنى اللغوي والاصطلاحي للفظة بعينها لا يلزم أن ينطبقا كما تعلم.
والعرب قبل الإسلام كان الإيمان عندهم لا يراد به أكثر من التصديق، فلما جاء الإسلام وصار الإيمان حقيقة شرعية، صار مفهومه ومعناه أوسع وأكثر تفصيلا من مجرد التصديق. انما هو التصديق وما يلزم منه من لوازم من العمل والانقياد والتسليم والخضوع والطاعة وغير ذلك .. فظني أن اطلاق هذا الحد مع تقييده بأنه الحد اللغوي للفظة لا يدل على إرجاء قائله، الا ان اقتصر عليه وجعله هو هو الحد الاصطلاحي الشرعي كذلك، وهنا يكون الخطأ والانحراف ولا شك ..
ولهذا نطائر كثيرة ..
يعني لو قال قائل: الايمان لغة: التصديق وضده التكذيب ..
وشرعا: هو تصديق بالجنان وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان، وضده الكفر ..
هذا لا تثريب عليه ..
أما لو قال: الايمان لغة وشرعا: التصديق .. فهنا الإرجاء ..
والله أعلم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 07:36]ـ
أخي الكريم .. الفاضل .. أبا الفداء .. سدده الله ونفع به
لم يغب عن أخيك ما قررته
لكني أنازع في كون الإيمان هو التصديق سواء بسواء
وعلى ذلك أدلة .. منها أن العرب ليس من شأنها عادة أن تقول
للأمور الظاهرة الحسية آمنت ..
بل تقول:صدقت
فلو قال امرؤ: إن الشمس تشرق من الشرق
فلا يقال تصديقا لقولك: آمنتَ .. ولكن يقال: صدقتَ ..
بخلاف مالو قلت: الله يرانا والملائكة تكتب أعمالنا .. فيقال: آمنتُ .. وآمنتَ
وكذلك كون التصديق يعدى بنفسه ..
والإيمان لايعدى إلا بحرف ..
وهذا يتأكد حين تستحضر أن الترادف
اللغوي من كل وجه لا يكاد يوجد أصلا
والخلاصة أني على رأي ابن تيمية والسهيلي
في هذا
كما أن قولك: المعنى الاصطلاحي الشرعي فيه نظر
لأن الاصطلاح لا يتأتى أن ينسب للشارع ..
بل هو للعلماء .. فالأسد أن يقال: المعنى الشرعي فحسب
إلا أن يكون اللفظ اصطلاحيا .. كمصطلح الفقه مثلا
-ختاما .. من قال بأن الإيمان هو التصديق ..
لم أدع أنه يتهم بالإرجاء .. ولا جاء في كلامي
ما يفيده .. ولكني بينت حفظك الله .. المقدمة
التي بنى عليها الباقلاني ومن وافقه كلامهم
وهذا ليس بحثاً .. إنما هي خاطرة علمية
والله أعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 08:23]ـ
أخي الكريم .. الفاضل .. أبا الفداء .. سدده الله ونفع به
لم يغب عن أخيك ما قررته
لكني أنازع في كون الإيمان هو التصديق سواء بسواء
بارك الله فيك .. الترادف التام بين الألفاظ لا أقول به ولا يتصور أصلا في لغة كلغة العرب .. وعندما يقوم أصحاب المعاجم بشرح معاني الألفاظ فانهم يأتون بأقرب ما يمكن وصفها به، لا بما يرادفها مرادفة تامة من جميع الوجوه!
وعلى ذلك أدلة .. منها أن العرب ليس من شأنها عادة أن تقول
للأمور الظاهرة الحسية آمنت ..
بل تقول:صدقت
فلو قال امرؤ: إن الشمس تشرق من الشرق
فلا يقال تصديقا لقولك: آمنتَ .. ولكن يقال: صدقتَ ..
بخلاف مالو قلت: الله يرانا والملائكة تكتب أعمالنا .. فيقال: آمنتُ .. وآمنتَ
وكذلك كون التصديق يعدى بنفسه ..
أحسن الله اليك، هذا الذي تذكره لا يعارض كون التصديق هو معنى الايمان لغة عند العرب، ولكنه يبين الفرق الدقيق بين استعمال لفظة ايمان عندهم ولفظة تصديق، وهو حصر الأولى في قضايا الغيب، وهذا صحيح ان شاء الله .. ولعل التعريف اللغوي يكون أدق لو قيل: التصديق بأمر غيبي.
أما أن يقال أنه الخضوع والإذعان والإنقياد لأمر الله وكذا من المعاني اللغوية للإيمان بما يجعل (الكفر) باطلاقه دون تقييد هو نقيضها اللغوي، فهذه معان جاء بها الشرع ولم توافق مفهوم الإيمان حتى جاء بها الشارع .. فلا تدخل في المعنى اللغوي ..
ولو قيل النقيض اللغوي هو (الكفر بالغيب) على اعتبار أن المعنى اللغوي هو (التصديق بالغيب) لكان أسد وأوفق، بارك الله فيك.
والإيمان لايعدى إلا بحرف ..
وهذا يتأكد حين تستحضر أن الترادف
اللغوي من كل وجه لا يكاد يوجد أصلا
نعم صدقت .. وهذا لم يغب عني كما أسلفت (ابتسامة)
كما أن قولك: المعنى الاصطلاحي الشرعي فيه نظر
لأن الاصطلاح لا يتأتى أن ينسب للشارع ..
بل هو للعلماء .. فالأسد أن يقال: المعنى الشرعي فحسب
إلا أن يكون اللفظ اصطلاحيا .. كمصطلح الفقه مثلا
تدقيق طيب من مدقق فاضل، بارك الله فيك.
وفي حالتنا هو شرعي لأنه جاء به الشارع ووضحه، وهو اصطلاحي لأن أهل العلم يصطلحون عليه بوفق ما جاء به الشارع، فلا اختلاف ان شاء الله.
-ختاما .. من قال بأن الإيمان هو التصديق ..
لم أدع أنه يتهم بالإرجاء .. ولا جاء في كلامي
ما يفيده .. ولكني بينت حفظك الله .. المقدمة
التي بنى عليها الباقلاني ومن وافقه كلامهم
وهذا ليس بحثاً .. إنما هي خاطرة علمية
أكرمك الله .. ولعل كلمة بحث كان ظاهرها مني وضع الشيء في أكبر من حجمه (حجما لا قيمة)، لما تعارف عليه الناس في زماننا من كون البحث في العادة جزء كبير من عدة مباحث وكذا .. فلعل مقام التدقيق يقتضي أن أقول "مبحث"؟ (ابتسامة)
لا بأس أيها الكريم .. خاطرة علمية مسددة قليلة الكلمات كثيرة الفائدة ان شاء الله .. سددك الله.
والله أعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 09:36]ـ
هذه المسألة تكلم عليها: شيخ الاسلام في كتابه الايمان وتوسع, والشيخ محمد بن صالح العثيمين في كتابه القول المفيد مختصرا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 01:47]ـ
أخي الكريم لا بأس ..
فأنا أثبتُّ خلافاً ..
وبيّنت ما أميل إليه
وأرى أن الإيمان ليس هو التصديق
بل بينهما فرق أكبر من كونه دقيقا
وأحيانا يكون الفرق الدقيق بين لفظين
مؤثراً لدرجة أن يجوز إطلاق الأول على الله
ولا يجوز الثاني ..
وعلى كون الإيمان ليس هو التصديق بل بينهما فروق
أدلة كثيرة ليس هذا محل بسطها,,وقد ذكر طائفة منها
شيخ الإسلام في كتابه الجليل الإيمان الكبير
وعلى كل .. فتبقى حجتي على هؤلاء المرجئة ماثلة ..
لأنهم لا ينازعون في كون الإيمان ضد الكفر
وهو المطلوب
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 06:14]ـ
جزاكم الله خيرا أخي أبا القاسم ونفع بكم،،،
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 02:12]ـ
فما قولك في هذه:
" وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ".(/)
مذهب الحنابلة هو استحباب اعفاء اللحية. لا خلاف في المذهب في ذلك
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 10:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد. فالمقصود هنا تحرير مذهب الحنابلة. لا الكلام والترجيح في حكم المسألة.
فمذهب الحنابلة هو استحباب إعفاء اللحية، وأول من قال بتحريم حلق اللحية من الحنابلة هو شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وأدخل بعض المتأخرين اختياره في المذهب وجعلوه قولا في المذهب.
1 - ،قال صاحب الشرح الكبير على المقنع ت 582
قال رحمه الله: (ويستحب إعفاء اللحية) (الشرح الكبير 1_255_ طبعة التركي)
2 - قال العلامة عبدالرحمن بن عمر الضرير البصري ت 684 في كتابه (الحاوي الصغير في الفقه على مذهب الإمام أحمد ابن حنبل: (ويسن أن يكتحل وترا بإثمد، ويدهن غبا، ويغسل شعره ويسرحه ويفرقه ويقص شاربه، ويعفي لحيته) ص 26
3 - العلامة ابن تميم الحراني ت 675 قال في مختصره (1 _ 132)
(ويستحب توفير اللحية)
4 - قال ابن مفلح في الآاداب الشرعية (3_ 327 – الرسالة)
(ويُسن أن يعفي لحيته)
وذكره في الفروع ضمن السنن المستحبة. فقال في الفروع (ويُعفي لحيته .... ويحرم حلقها ذكرها شيخنا.) (1_151) طبعة التركي
5 - قال ابن عبدالقوي في منظومة الآاداب ت 699 ص 40 تحقيق العجمي
(واعفا اللحا ندب)
فأول من قال بتحريم الحلق من الحنابلة هو شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – كما نقله عنه ابن مفلح في الفروع عنه والمرداوي في الإنصاف فقال (ويحرم حلقها.ذكره الشيخ تقي الدين) (1_251)، ولذلك جعل الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم -رحمه الله- مسألة تحريم حلق اللحية
من اختيارات ابن تيمية المستدركة على الفتاوى في كتابه (المستدرك على مجموع الفتاوى) (3_26) وعزاها للفروع لابن مفلح، والانصاف للمرداوي
6 - قال العلامة مرعي الحنبلي. في كتابه (غاية المنتهى 1_65 _طبعة غراس) (و إعفاء لحية، وحرم الشيخ حلقها، ولا يكره أخذ ما زاد على القبضة) فهذا نص من مرعي الحنبلي أن المذهب استحباب إعفاء اللحية، وأن التحريم هو اختيار شيخ الإسلام فقط
وأما جاء في متون الحنابلة المتأخرين كالإقناع ودليل الطالب. كقولهم. (إعفاء اللحية ويحرم حلقها ولا يكره أخذ ما زاد على القبضة ولا أخذ ما تحت حلقه) فهم قد تابعوا ابن مفلح والمرداوي وجعلوا قول ابن تيمية من المذهب. ولذلك تجد شراح هذه المتون كالبهوتي في (شرح الإقناع) عندما قال صاحب الإقناع (ويحرم حلقها) قال البهوتي (ذكره الشيخ تقي الدين) (1 - 124 كشاف القناع) فنسب القول لابن تيمية. وكذلك التغلبي في شرحه للدليل الطالب جعل التحريم اختيار ابن تيمية – رحمه الله. عندما قال الشيخ مرعي في الدليل (وحر م حلقها) قال (ذكره الشيخ تقي الدين) (نيل المآرب شرح الدليل – 1 - 57)
وبهذا يتبين لك عدم صحة قول السفاريني – رحمه الله – في (غذاء الألباب) (والمعتمد في المذهب حرمة حلق اللحية. قال في الإقناع: ويحرم حلقها. وكذا في شرح المنتهى وغيرهما. قال في الفروع: ويحرم حلقها ذكره شيخنا. انتهى. وذكره في الإنصاف ولم يحك فيه خلافا)
ولذلك قال السفاريني – رحمه الله – في شرح العمدة (1_ 371) (ويحرم حلقها ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية) فسلك الجادة هنا وجعله اختيار لابن تيمية. والله أعلم
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 11:39]ـ
أخي الكريم - أحسن الله إليك على هذا المجهود- لكن لعل قولهم في المذهب ينصرف إلى التوفير بمعنى أن الإنسان إذا أخذ بما دون القبضة فلا شئ عليه ... أما التحريم فحرام عندهم ... وبهذا تجمع بين قول من قال إن تحريم الحلق هو المعتمد ومن قال باستحباب الإعفاء ...
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 12:22]ـ
أخي الكريم - أحسن الله إليك على هذا المجهود- لكن لعل قولهم في المذهب ينصرف إلى التوفير بمعنى أن الإنسان إذا أخذ بما دون القبضة فلا شئ عليه ... أما التحريم فحرام عندهم ... وبهذا تجمع بين قول من قال إن تحريم الحلق هو المعتمد ومن قال باستحباب الإعفاء ...
نفع الله بكم أخي الكريم. وما قلتَ مردود بأمرين
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: أنه خلاف نصوصهم الظاهرة في ذلك
الثاني:مرادهم بالإعفاء هنا ضد الحلق لا ضد الأخذ، بدليل أن ابن مفلح - رحمه الله - ذكر بعد سنية الإعفاء تحريم الحلق عن ابن تيمية. و لو كان تحريم الحلق في المذهب لنص عليه أعلم خلق الله في زمانه بمذهب الإمام أحمد ابن مفلح الحنبلي، و لقاله من تقدم ابن تيمية مثل صاحب الشرح الكبير، وابن تيميم وغيرهما. والله أعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 06:38]ـ
الأخ الكريم/ سلام الله عليك، وبعد:
قال عبد الله: (سمعت أبي يقول: وفي اللحية الدية: إذا حلقها فلم تنبت، فيها الدية، وإذا حلقها فنبتت: يؤدب). مسائل/ ص441: برقم: 1484.
قال ابن قاسم: (وأجمعوا على تحريم حلق اللحية، حكاه الشيخ [يريد ابن تيمية] وغيره، فيحرم التعزير به، للنهي عنه؛ ولأنه مثلة، ومحرم لذاته، كقطع إصبع). حاشية/ 7: 350، وانظر: 1: 163.
وفي الفروع: (ويعفي لحيته، وفي المذهب ما لم يستهجن طولها. ويحرم حلقها ذكره شيخنا).
فقوله: (ما لم يستهجن) يكشف لك عن أن المراد بالإعفاء: الترك دون أخذ .. وأنه ليس المراد به: ما هو "ضد الحلق" .. كما هو مقرر في أصل الموضوع ..
وقوله: (ذكره شيخنا) لا يريد تقرير أنّ هذا اختيار شيخ الإسلام فقط دون المذهب، وإنما يريد تقرير أنّ الذي "صرّح" بالتحريم هو شيخ الإسلام ..
وليس شرط جمع اختيارات ابن تيمية أن يكون الاختيار مما انفرد به شيخ الإسلام دون المذهب .. فقولك: (فأول من قال بتحريم الحلق من الحنابلة هو شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – .. ولذلك جعل الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم -رحمه الله- مسألة تحريم حلق اللحية من اختيارات ابن تيمية المستدركة على الفتاوى).انتهى. فيه ما فيه ..
وأما الأولية المدَّعاة في أصل الموضوع فلم أبحثها وأظنها غير صحيحة ..
وقولك: (فأول من قال بتحريم الحلق من الحنابلة هو شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – كما نقله عنه ابن مفلح في الفروع عنه والمرداوي في الإنصاف فقال (ويحرم حلقها.ذكره الشيخ تقي الدين) (1_251)،).
يوحي بأن الكاشف عن الأولية هو ابن مفلح والمرداوي .. وهذا ليس بصحيح .. وأحسب أن الصياغة هي السبب في هذا الايحاء ..
هذا على عجل .. فإن وجد فيه خطأ فأستغفر الله منه
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 07:32]ـ
"وأما الأولية المدَّعاة في أصل الموضوع فلم أبحثها وأظنها غير صحيحة" (أي: نسبة أوليّة القول بتحريم الحلق "بعبارة صريحة" إلى ابن تيمية دون مَن تقدّمه من الحنابلة = أظن أنّ هذه النسبة غير صحيحة) ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 08:05]ـ
أهلا بك أخي أبا عبد الرحمن.
ساناقش فقط هنا الآن مسألة واحدة، وهي: أليس مفهوم كلامك هنا أنه إذا كان الإعفاء مستحباً غير واجب، والحلق محرماً لا يجوز، أن الواجب إذاً المتحتم وجود قليل شعرٍ في الوجه؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 08:12]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا شيخنا الفاضل، نفع الله بكم وجزاكم الله خيرا على تعليقاتكم الطيبة.
الأخ الكريم/ سلام الله عليك، وبعد:
قال عبد الله: (سمعت أبي يقول: وفي اللحية الدية: إذا حلقها فلم تنبت، فيها الدية، وإذا حلقها فنبتت: يؤدب). مسائل/ ص441: برقم: 1484.
هذا لا يدل على تحريم حلق اللحية، فإن المذهب هو إيجاب الدية في حلق شعر الرأس إذا كان لا يعود. .قال العلامة ابن مفلح. في الفروع (11 - 461) (وفي كل واحد من الشعور الدية , وهي شعر رأس ولحية وحاجبين وأهداب عينين , نص عليه)
وقال في الإنصاف (25 - 548) (وفي كل واحد من الشعور الأربعة: الدية. وهو شعر الرأس واللحية والحاجبين , وأهداب العينين). هذا المذهب , نص عليه. وعليه الأصحاب). ومعلوم أنه لا يحرم حلق الرأس في المذهب
قال ابن قاسم: (وأجمعوا على تحريم حلق اللحية، حكاه الشيخ [يريد ابن تيمية] وغيره، فيحرم التعزير به، للنهي عنه؛ ولأنه مثلة، ومحرم لذاته، كقطع إصبع). حاشية/ 7: 350، وانظر: 1: 163.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الذي حكاه الشيخ ابن قاسم – رحمه الله – غريب في نسبة الإجماع لابن تيميه – رحمه الله – إلا إن أراد سكوت ابن تيمية عن نقد ابن حزم في مراتب الإجماع، موافقة ابن تيمية لابن حزم، وإلا لم أجد من سبقه في نسبة ذلك إلى ابن تيمية – رحمه لله – لا ابن مفلح، ولا المرداوي ولا البعلي، ولا ذكره صاحب كتاب (موسوعة الإجماع لشيخ الإسلام ابن تيميه) الدكتور عبدالله البوصي. وقد جمع مسائل الإجماع عند ابن تيمية من أكثر من خمسين مجلدا.
بل ابن تيمية نفسه في (شرح العمدة) لم يحتج بالإجماع على تحريم الحلق، كما هي عادته.
فلا يظهر لي إلا أنه أراد سكوت ابن تيمية – رحمه الله – على إجماع ابن حزم.
وقد نبه الشيخ العبيكان - وفقه الله - في كتابه (غاية المرام) على أن ابن قاسم له أوهام على شيخ الإسلام ابن تيمية. ولذلك لابد من ابراز نص ابن تيميه – رحمه الله – لأن ابن قاسم - رحمه الله -من المعاصرين وينقل من المراجع الموجودة بين أيدينا
وفي الفروع: (ويعفي لحيته، وفي المذهب ما لم يستهجن طولها. ويحرم حلقها ذكره شيخنا).
فقوله: (ما لم يستهجن) يكشف لك عن أن المراد بالإعفاء: الترك دون أخذ .. وأنه ليس المراد به: ما هو "ضد الحلق" .. كما هو مقرر في أصل الموضوع ..
بل المراد هنا هو بيان حد الإعفاء المستحب، كما أن القبضة هي حد الإعفاء الواجب عند البعض
وقوله: (ذكره شيخنا) لا يريد تقرير أنّ هذا اختيار شيخ الإسلام فقط دون المذهب، وإنما يريد تقرير أنّ الذي "صرّح" بالتحريم هو شيخ الإسلام ..
وليس شرط جمع اختيارات ابن تيمية أن يكون الاختيار مما انفرد به شيخ الإسلام دون المذهب .. فقولك: (فأول من قال بتحريم الحلق من الحنابلة هو شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – .. ولذلك جعل الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم -رحمه الله- مسألة تحريم حلق اللحية من اختيارات ابن تيمية المستدركة على الفتاوى).انتهى. فيه ما فيه ..
ظاهر تصرفات ابن مفلح والمرداوي في نقل الاختيارات هو ما رجح فيه ابن تيمية أحد الروايات أو أحد الأوجه في المذهب أو خالف المذهب، لا ما وافق المذهب إذا كان المذهب على قول واحد. وإلا لأدخل ابن مفلح كتاب (شرح العمدة) كاملا في (الفروع) ولنقل لنا في كل مسألة اختيار ابن تيمية – رحمه الله – وهذا ما سار عليه الباحثون في جمع اختيارت ابن تيمية حيث اشترطوا (الاقتصار على اختيارات ابن تيمية التي خالف فيها المشهور من مذهب الحنابلة، أو خالف فيها الأئمة الأربعة، أو التي وفق فيها بين أقوال مختلفة) (اختيارات ابن تيمية 1 - 51)
وأما الأولية المدعاة فهذا زعم مني أحسب أنني اقمت عليه الدليل، فإن كان لا يصح عندكم فأرجو خرم هذه الأولية بذكر من سبق ابن تيمية - رحمه الله - من الحنابلة.
وجزاكم الله حيرا وبارك فيكم
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 08:17]ـ
أهلا بك أخي أبا عبد الرحمن.
ساناقش فقط هنا الآن مسألة واحدة، وهي: أليس مفهوم كلامك هنا أنه إذا كان الإعفاء مستحباً غير واجب، والحلق محرماً لا يجوز، أن الواجب إذاً المتحتم وجود قليل شعرٍ في الوجه؟
شيخنا التميمي - نفع الله - أنا لا أناقش حكم المسألة، وإنما أريد تحرير المذهب، وجزاكم الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 08:48]ـ
إذا أخي أبا محمد، فعلا فقد حكيت أنت الجاري في المذهب في تقرير هذه المسألة. فلا تثريب عليك.
فلم يذكر علماء المذهب القول بالتحريم إلا في زمن شيخ الإسلام رحمه الله حيث قرره في كتبه وفتاواه، بينما الذي كان قبل ذلك هو التنصيص على الاستحباب أو السنية، وكلاهما مترادفان.
على أني أقول لم يأتي شيخ الإسلام بما هو تفرد عن المذهب، كيف ذاك؟ أقول لك: تحريمه رحمه الله لحلق اللحية هو إلى مادون حد الإعفاء الذي هو مستحب لمن أراد، ومرادي هنا الإعفاء الزائد، ويمكن أن يكون كما عبر عنه بعض علماء المذهب (الفاحش المستوحش).
إذا المتفق عليه في المذهب عموما أنه يحرم حلق اللحية المعروفة للرجال المعتادة، ويستحب لمن أراد إعفاءها لكن مع كراهة في حلق هذا المعفى، فإذا استوحشت زال الحظر والحالة هذه. والله سبحانه وتعالى أعلم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 08:53]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
... إذا المتفق عليه في المذهب عموما أنه يحرم حلق اللحية المعروفة للرجال المعتادة، .....
بارك الله فيكم
يؤيد كلامك نقل ابن حزم اتفاق العلماء على أن حلق اللحية مثلة لا تجوز ... فى مراتب الإجماع - ولم يعقب عليه ابن تيمية .... فلو كان هناك مخالف من الحنابلة لذكر ابن تيمية ذلك ... فتأمل.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 09:09]ـ
إذا أخي أبا محمد، فعلا فقد حكيت أنت الجاري في المذهب في تقرير هذه المسألة. فلا تثريب عليك.
فلم يذكر علماء المذهب القول بالتحريم إلا في زمن شيخ الإسلام رحمه الله حيث قرره في كتبه وفتاواه، بينما الذي كان قبل ذلك هو التنصيص على الاستحباب أو السنية، وكلاهما مترادفان.
على أني أقول لم يأتي شيخ الإسلام بما هو تفرد عن المذهب، كيف ذاك؟ أقول لك: تحريمه رحمه الله لحلق اللحية هو إلى مادون حد الإعفاء الذي هو مستحب لمن أراد، ومرادي هنا الإعفاء الزائد، ويمكن أن يكون كما عبر عنه بعض علماء المذهب (الفاحش المستوحش).
إذا المتفق عليه في المذهب عموما أنه يحرم حلق اللحية المعروفة للرجال المعتادة، ويستحب لمن أراد إعفاءها لكن مع كراهة في حلق هذا المعفى، فإذا استوحشت زال الحظر والحالة هذه. والله سبحانه وتعالى أعلم
أولا: شيخنا نفع الله بكم لا يظهر أنكم قرأتم جميع ما أوردت، وإلا لما احتجتم إلى التأويل دون دليل في دفع ذلك ويكفي هنا نص صريح وهو قول العلامة مرعي الحنبلي: (غاية المنتهى 1_65 _طبعة غراس) (و إعفاء لحية، وحرم الشيخ حلقها، ولا يكره أخذ ما زاد على القبضة) فهذا ظاهر أنه لم يحرم الحلق إلا شيخ الإسلام ابن تيمية.
ومن الغرائب قولكم أن أن الحلق متفق عليه في المذهب، وأنه لم يُصرح به إلا في زمن ابن تيمية - رحمه الله - وهم يذكرون حتى الروايات في حلق الرأس! وفي غيرها من دقائق المسائل. ويسكتون عن التصريح بتحريم الحلق، وأول من صرح بذلك هو ابن تيمية. بل حتى محقق مختصر ابن تميم. علق قول ابن تميم ((ويستحب توفير اللحية) بل يجب، فدعونا أخوتي الفضلاء من التأويل دون دليل أو نقل عن عالم حنبلي تقدم ابن تيمية - رحمه الله -
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 09:17]ـ
أولا: شيخنا نفع الله بكم لا يظهر أنكم قرأتم جميع ما أوردت، وإلا لما احتجتم إلى التأويل دون دليل في دفع ذلك ويكفي هنا نص صريح وهو قول العلامة مرعي الحنبلي: (غاية المنتهى 1_65 _طبعة غراس) (و إعفاء لحية، وحرم الشيخ حلقها، ولا يكره أخذ ما زاد على القبضة) فهذا ظاهر أنه لم يحرم الحلق إلا شيخ الإسلام ابن تيمية.
ومن الغرائب قولكم أن أن الحلق متفق عليه في المذهب، وأنه لم يُصرح به إلا في زمن ابن تيمية - رحمه الله - وهم يذكرون حتى الروايات في حلق الرأس! وفي غيرها من دقائق المسائل. ويسكتون عن التصريح بتحريم الحلق، وأول من صرح بذلك هو ابن تيمية. بل حتى محقق مختصر ابن تميم. علق قول ابن تميم ((ويستحب توفير اللحية) بل يجب، فدعونا أخوتي الفضلاء من التأويل دون دليل أو نقل عن عالم حنبلي تقدم ابن تيمية - رحمه الله -
لا حول ولا وقوة إلا بالله، هلّا نظرت أخي كيف حرفت أنت كلامي كله
إن كنت لم أقرأ المقالة كما زعمت، فأعتقد أخي أنك أنت لم تستوعب المسألة برمتها.
متى دخلت في خاطري أو بنيات أفكاري وعلمت أن هذا تأويل لي بلا دليل؟.
لن أزيد على ما كتبت في هذه المشاركة، فوالله لا أكره في حياتي شيئا أكثر من المجادلة والمخاصمة والسجال الهارف.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 09:27]ـ
لا حول ولا وقوة إلا بالله
إن كنت لم أقرأ المقالة كما زعمت، فأعتقد أخي أنك أنت لم تستوعب المسألة برمتها.
متى دخلت في خاطري أو بنيات أفكاري وعلمت أن هذا تأويل لي بلا دليل؟.
لن أزيد على ما كتبت في هذه المشاركة، فوالله لا أكره في حياتي شيئا أكثر من المجادلة والمخاصمة والسجال الهارف.
جزاكم الله خيرا شيخنا وبارك فيكم. أنا لم أقل أنك لما تقرأون المقالة بل قلت (جميع) وهذا الذي ظهر لي لأنكم قفزتم على النصوص وجئتم بتأويل وتفسير جديد. وخلاصة قولكم أن المذهب (يجب الإعفاء ما لم يكن حلقا) وهم يصرحون بالاستحباب. وقد سبق الجواب عن قولكم.
و أوصيكم شيخنا الكريم بوصية رسولنا صلى الله عليه وسلم (لا تغضب). فمثلي يتعلم منكم ويستفيد، كما في موضوعاتكم الأخرى بالأدلة والبراهين وأقوال أهل العلم. بارك الله فيكم وشكر الله لكم تعقيبكم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 09:58]ـ
أخي الكريم/ أبو عبدالرحمن بن ناصر
سآتي بمشيئة الله تعالى على ما تفضلتَ به في مشاركتك برقم: 7
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 12:33]ـ
أخي الكريم، تحية طيبة، وبعد:
قبل أن أذكر ما عندي في نقاط محددة
أحببت التأكد من نقطة معيّنة حتى لا أغلط عليك:
هل تقول بأن: مذهب الحنابلة: جواز حلق اللحية؟ وأنّ شيخ الإسلام انفرد بالقول بالتحريم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لا تغتر]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 12:51]ـ
أخي الكريم، تحية طيبة، وبعد:
قبل أن أذكر ما عندي في نقاط محددة
أحببت التأكد من نقطة معيّنة حتى لا أغلط عليك:
هل تقول بأن: مذهب الحنابلة: جواز حلق اللحية؟ وأنّ شيخ الإسلام انفرد بالقول بالتحريم؟
هذا هو الظاهر من كلام الأخ راجع الرد 3 غير مأمور
ـ[عبد فقير]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 01:54]ـ
الأخ الفاضل أبو عبد الرحمن بن ناصر_وفقه الله_ خلط بين الإعفاء وعكسه التقصير وبين الحلق. فإن الحنابلة عندهم أن قول النبى صلى الله عليه وسلم (اعفوا اللحى) للاستحباب. أما حرمة الحلق فلدليل آخر وليس هذا الحديث كما يظن كثير من الناس وأما الدليل فهو (لعن الله النامصة والمتنمصة) والحكم متعد للرجال بالإجماع والنمص هو نتف شعر الوجه بإجماع اللغويين ولذلك الحلق مثلةوهو ما نقل ابن حزم الإجماع فيه ولهذا السبب أيضا جعل الإمام مالك حلق الشارب من المثلة والله تعالى أعلم. (استفدت هذا الكلام من كتاب الشيخ عبد الله رمضان موسى (الرد على القرضاوى والجديع) الجزء الثانى. وأتى الشيخ عبد الله بأدلة على أن قول الأصحاب ذكره الشيخ إنما هو للنقل وليس لاختيار الشيخ بخلاف اختاره.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 08:35]ـ
أخي الكريم، تحية طيبة، وبعد:
قبل أن أذكر ما عندي في نقاط محددة
أحببت التأكد من نقطة معيّنة حتى لا أغلط عليك:
هل تقول بأن: مذهب الحنابلة: جواز حلق اللحية؟ وأنّ شيخ الإسلام انفرد بالقول بالتحريم؟
حياكم الله شيخنا: المذهب كراهية الحلق.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 08:36]ـ
الأخ الفاضل أبو عبد الرحمن بن ناصر_وفقه الله_ خلط بين الإعفاء وعكسه التقصير وبين الحلق. فإن الحنابلة عندهم أن قول النبى صلى الله عليه وسلم (اعفوا اللحى) للاستحباب. أما حرمة الحلق فلدليل آخر وليس هذا الحديث كما يظن كثير من الناس وأما الدليل فهو (لعن الله النامصة والمتنمصة) والحكم متعد للرجال بالإجماع والنمص هو نتف شعر الوجه بإجماع اللغويين ولذلك الحلق مثلةوهو ما نقل ابن حزم الإجماع فيه ولهذا السبب أيضا جعل الإمام مالك حلق الشارب من المثلة والله تعالى أعلم. (استفدت هذا الكلام من كتاب الشيخ عبد الله رمضان موسى (الرد على القرضاوى والجديع) الجزء الثانى. وأتى الشيخ عبد الله بأدلة على أن قول الأصحاب ذكره الشيخ إنما هو للنقل وليس لاختيار الشيخ بخلاف اختاره.
مذهب الحنابلة جواز حلق الحاجبين. ولي مقال في النمص أرجو مراجعته
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 10:09]ـ
1 - ،قال صاحب الشرح الكبير على المقنع ت 582
682
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 10:16]ـ
(استحباب إعفاء اللحية) أعم من (عدم تحريم الحلق) لأن الإعفاء معناه تركها على حالها وعدم التعرض لها، فهذا مستحب ودونه أخذ ما فوق القبضة.
فلا تناقض بين القول بـ (استحباب الإعفاء) والقول بـ (تحريم الحلق)، لا سيما مع قول شيخ الإسلام (ولم يبحه أحد)، فهذا واضح في نقل الإجماع الذي اعترضت عليه، ونسبت ابن قاسم فيه إلى الوهم.
ولا يصح نسبة العلماء للوهم ما وجد إلى الجمع بين أقوالهم سبيل، وهذا ما صنعه ابن مفلح والمرداوي والسفاريني وغيرهم، فجمعوا بين أقوال أهل العلم في ذلك، ولم يضربوا بعضها ببعض، فضلا عن أن يذكروا أولية عجيبة لم يقل بها أحد قبل صاحب المقال فيما أحسب.
وكاتب المقال يفترض أن ابن حزم -وغيره ممن نقلوا الإجماع- أخطؤوا في نقل الإجماع، ويفترض كذلك أن شيخ الإسلام أخطأ في عدم التعقيب عليه، ويفترض كذلك أن من نقل الإجماع عن شيخ الإسلام أخطأ في فهم ذلك من صنيع شيخ الإسلام، ويفترض كذلك أن المرداوي وغيره أخطئوا في جعل ذلك هو المعتمد في المذهب، ويفترض كذلك أن العلامة مرعي أخطأ بل تناقض! حيث جعل القول مرة معتمدا ومرة خاصا بابن تيمية .... إلخ إلخ
وكل هذا من أجل ماذا؟
من أجل تصريح بعض متقدمي الحنابلة بالاستحباب.
مع أن هذا التصريح لا يناقض تحريم الحلق كما قدمنا.
فيمكن فهمه بناء على كلام ابن مفلح وغيره بحيث لا يناقضها، فضلا عن نسبة هؤلاء الأجلة إلى الجهل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 10:29]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا لا يدل على تحريم حلق اللحية، فإن المذهب هو إيجاب الدية في حلق شعر الرأس إذا كان لا يعود. .
راجع ما جاء في آخر النقل:
قال عبد الله: (سمعت أبي يقول: وفي اللحية الدية: إذا حلقها فلم تنبت، فيها الدية، وإذا حلقها فنبتت: يؤدب). مسائل/ ص441: برقم: 1484.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 12:45]ـ
(استحباب إعفاء اللحية) أعم من (عدم تحريم الحلق) لأن الإعفاء معناه تركها على حالها وعدم التعرض لها، فهذا مستحب ودونه أخذ ما فوق القبضة.
فلا تناقض بين القول بـ (استحباب الإعفاء) والقول بـ (تحريم الحلق)، لا سيما مع قول شيخ الإسلام (ولم يبحه أحد)، فهذا واضح في نقل الإجماع الذي اعترضت عليه، ونسبت ابن قاسم فيه إلى الوهم.
ولا يصح نسبة العلماء للوهم ما وجد إلى الجمع بين أقوالهم سبيل، وهذا ما صنعه ابن مفلح والمرداوي والسفاريني وغيرهم، فجمعوا بين أقوال أهل العلم في ذلك، ولم يضربوا بعضها ببعض، فضلا عن أن يذكروا أولية عجيبة لم يقل بها أحد قبل صاحب المقال فيما أحسب.
وكاتب المقال يفترض أن ابن حزم -وغيره ممن نقلوا الإجماع- أخطؤوا في نقل الإجماع، ويفترض كذلك أن شيخ الإسلام أخطأ في عدم التعقيب عليه، ويفترض كذلك أن من نقل الإجماع عن شيخ الإسلام أخطأ في فهم ذلك من صنيع شيخ الإسلام، ويفترض كذلك أن المرداوي وغيره أخطئوا في جعل ذلك هو المعتمد في المذهب، ويفترض كذلك أن العلامة مرعي أخطأ بل تناقض! حيث جعل القول مرة معتمدا ومرة خاصا بابن تيمية .... إلخ إلخ
وكل هذا من أجل ماذا؟
من أجل تصريح بعض متقدمي الحنابلة بالاستحباب.
مع أن هذا التصريح لا يناقض تحريم الحلق كما قدمنا.
فيمكن فهمه بناء على كلام ابن مفلح وغيره بحيث لا يناقضها، فضلا عن نسبة هؤلاء الأجلة إلى الجهل.
حياكم الله شيخنا وبارك الله فيكم ونفع بكم
أين قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله (ولم يبحه أحد)؟
قولكم سلمكم الله (كذلك أن المرداوي وغيره أخطئوا في جعل ذلك هو المعتمد في المذهب)
متى قلت ُ أنهم جعلوا ذلك معتمدا في المذهب؟
سؤالي المهم للذي يعرف طريقة الأصحاب، إذا كان القول هو قول أحمد في تحريم الحلق والمذهب عليه. لماذا يأتي شراح المتون ويخصون هذا القول بشيخ الإسلام. كما فعل البهوتي في شرح الإقناع، والتغلبي في شرح الدليل؟
شيخنا الفاضل نفع الله بكم. أتمنى أن تنظروا للمقال بعين الإنصاف بعيدا عن التأويل دون الدليل مدعما بالنقل من كتب الحنابلة. في خرم الأولية المزعومة.
أما العلامة ابن قاسم - رحمه الله - فلم ينقل من مصادر ليست بين أيدينا، بل قد أدخل في الفتاوى - رحمه الله - كلاما ليس لابن تيمية، وإنما هو لابن القيم أو الذهبي. كما ذكر ذلك الشيخ عائض - رحمه الله - في مقدمة اختيارات ابن تيمية (1 - 37) وضرب أمثله على ذلك.
فلابد من ابراز الموضع الذي نقل عنه ابن قاسم - رحمه الله -
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 12:49]ـ
راجع ما جاء في آخر النقل:
جزاكم الله خيرا من تظنونه المقصود، الجاني؟ أو المجني عليه؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - (وكان عمر رضي الله عنه يعزر بحلق الرأس، فإنه كان عند السلف مثلة) (1 - 94) مختصر الفتاوى المصرية.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 01:09]ـ
الأخ أبو عبد الرحمن
ليس لهذا الخلاف التنظيري كبير أثر -في وجهة نظري- لأمرين:
الأول: أن شيخ الإسلام ابن تيمية من أصحاب الاختيارات والترجيح في المذهب الحنبلي نفسه، وكلامه يُعتبر قولا في المذهب.
الثاني: أن تحصيل المسألة راجعٌ للدليل سواء وافقه المذهب أو خالفه، ولا يخفاكم فتوى بعض أهل العلم السابقين أن مذهب الشافعي كذا لحديث كذا، مع قوله: إذا صح الحديث فهو مذهبي. فغاية الأمر أن يُحمل كلام ابن تيمية على نحو هذا.
والله أعلم، وفق الله الجميع.
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 03:44]ـ
كل الذي يريده الكاتب الكريم أبو عبدالرحمن أن نعترف بأن القول بعدم تحريم حلق اللحية قول مشهور في المذهب , بل هو الأشهر , لكي ننصف من قال بالجواز , فلا ندعي أنه خالف الإجماع , ما دام أنه القول المعتمد عند غالب أئمة الحنابلة.
ثم بعد ذلك أن لا نتشنج أمام القول بإباحة أو كراهية الحلق.
وأما الدليل , فللمبيحين فهمهم له الذي يدل أن القول بالتحريم ليس فهما مقطوعا به , بل هو عندهم فهمٌ مظنون. ومن ذلك أن الحديث تضمن أمرين: أمرا بإعفاء اللحية وأمرا بجز وقص وإحفاء الشوارب , والقص والجز والإحفاء مستحب , فكذلك ليكن الإعفاء والتوفير.
وجزا الله الكاتب الكريم خيرا على أدبه وعلمه وإثارته لهذا الموضوع الذي سيؤدب طلبة العلم المنصفين بأدب التجرد في اتباع الحق دون تعصب
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 04:03]ـ
لا تغضبوا مني (أبا عبد الرحمن) وأنت يا (محسن) لكن الذي يظهر لي أنكم من مدرسة الأخ (عبد الله الجديع).
على العموم ما هكذا يكون إيراد المسألة من الأساس، فلم تهتدي إلى الطريقة المناسبة.
وأرجو أن تكون قد فهمتني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 04:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله في جميع المتحاورين
أتمنى أن تكون حواراتنا جميعاً للمدارسة والاستفادة من الموافقين والمخالفين دون طعن أو تجريح.
بخصوص رأي ابن تيمية ... نقل ابن حزم اتفاق العلماء على أن حلق اللحية مثلة لا تجوز ... هذا فى مراتب الإجماع - ولم يعقب عليه ابن تيمية .... فلو كان هناك مخالف من الحنابلة لذكر ابن تيمية ذلك ...
لا سيما أن لابن تيمية وابن حزم من المعرفة بأقوال المذاهب والتجرد للحق ما يجعل اقرارهما بعدم وجود مخالف يقول بعدم تحريم الحلق هو ما تميل إليه النفس.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 04:44]ـ
1 - تفسير الاعفاء:
استقر في ذهن الأخ الفاضل تفسير الإعفاء، بمجرّد الانبات، ولم يذكر مصدره في ذلك، وإنما حاصل أمره ما أُلقِيَ في ذهنه بسبب ما ظهر له من المقابلة بين القول باستحباب الاعفاء، وبين حكاية شيخ الإسلام القول بتحريم الحلق، وينقض هذا التقرير، ما يلي:
أ- قال ابن مفلح في "الفروع": (ويعفي لحيته، وفي المذهب ما لم يستهجن طولها).
وتفسير الاعفاء هنا: الترك دون أخذ بقرينة قوله (ما لم يستهجن)، وقد ورد هذا جليا في كلام ابن مفلح، فقال في "الآداب الشرعية": (يسن أن يعفي لحيته. وقيل: قدر قبضة، وله أخذ ما زاد عنها وتركه. نص عليه. وقيل: تركه أَوْلَى).
فقوله في "الآداب": ( .. يعفي لحيته، وقيل: قدر قبضة .. ) إلخ، ظاهر جدا فيما قررته لك من أن المراد بالإعفاء هنا: الترك دون أخذ، يعني: دون أخذ بما زاد على القبضة .. إلخ ..
ب- قال الشيخ عبد القادر (ت: 561) في "الغنية" 1/ 42: (وأمّا إعفاء اللحية، فهو: توفيرها وتكثيرها .. وقد روي أن أبا هريرة رضي الله تعالى عنه كان يقبض على لحيته، فما فضل من قبضته جزّه .. ).
وهذا نص من عالم من علماء الحنابلة في تفسير الاعفاء، وهذا الذي عليه أهل اللغة ..
ج - ومن نقولات الأخ الكريم التي كنت أرجو أن ينتفع بها في التوفيق بين النصوص لا ضرب أولها بآخرها .. نقل الكريم عن ابن تميم، قوله: (ويستحب توفير اللحية). "توفير"
د - وقبل كل هذا إليك نص أحمد الذي نقله شيخ الإسلام، قال: (وأما إعفاء اللحية: فإنه يترك، ولو أخذ ما زاد علي القبضة: لم يكره. نص عليه).
فهذا النص صريح في أنّ المراد باستحباب الاعفاء المذكور في كلام الحنابلة أنه ما زاد على القبضة ... فقوله: (وأما إعفاء اللحية): يعني: بما زاد على القبضة (فإنه يترك): أي: استحبابا - كما هو نص الحنابلة - (ولو أخذ ما زاد علي القبضة: لم يكره).
هذا؛ وقد ترتّب على التفسير الخاص بالاعفاء عند الأخ الفاضل إلى، القول بـ:
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 05:34]ـ
الأخ أبو عبد الرحمن
ليس لهذا الخلاف التنظيري كبير أثر -في وجهة نظري- لأمرين:
الأول: أن شيخ الإسلام ابن تيمية من أصحاب الاختيارات والترجيح في المذهب الحنبلي نفسه، وكلامه يُعتبر قولا في المذهب.
الثاني: أن تحصيل المسألة راجعٌ للدليل سواء وافقه المذهب أو خالفه، ولا يخفاكم فتوى بعض أهل العلم السابقين أن مذهب الشافعي كذا لحديث كذا، مع قوله: إذا صح الحديث فهو مذهبي. فغاية الأمر أن يُحمل كلام ابن تيمية على نحو هذا.
والله أعلم، وفق الله الجميع.
شيخنا الفاضل نفع الله بكم وسددكم الله. الذي يظهر لي أن إثبات هذا القول يخرق الإجماع. الذي حكاه ابن حزم - رحمه الله - على أن في دلالته ما فيه. والأصل في ذلك هو اتباع الدليل.
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 05:37]ـ
كل الذي يريده الكاتب الكريم أبو عبدالرحمن أن نعترف بأن القول بعدم تحريم حلق اللحية قول مشهور في المذهب , بل هو الأشهر , لكي ننصف من قال بالجواز , فلا ندعي أنه خالف الإجماع , ما دام أنه القول المعتمد عند غالب أئمة الحنابلة.
ثم بعد ذلك أن لا نتشنج أمام القول بإباحة أو كراهية الحلق.
وأما الدليل , فللمبيحين فهمهم له الذي يدل أن القول بالتحريم ليس فهما مقطوعا به , بل هو عندهم فهمٌ مظنون. ومن ذلك أن الحديث تضمن أمرين: أمرا بإعفاء اللحية وأمرا بجز وقص وإحفاء الشوارب , والقص والجز والإحفاء مستحب , فكذلك ليكن الإعفاء والتوفير.
وجزا الله الكاتب الكريم خيرا على أدبه وعلمه وإثارته لهذا الموضوع الذي سيؤدب طلبة العلم المنصفين بأدب التجرد في اتباع الحق دون تعصب
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم وبارك فيكم ونفع بما قلتم
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 05:40]ـ
لا تغضبوا مني (أبا عبد الرحمن) وأنت يا (محسن) لكن الذي يظهر لي أنكم من مدرسة الأخ (عبد الله الجديع).
على العموم ما هكذا يكون إيراد المسألة من الأساس، فلم تهتدي إلى الطريقة المناسبة.
وأرجو أن تكون قد فهمتني.
يبدو شيخنا أن هذه القول منكم خرج على سبيل الذم. عفا الله عنكم
ولستُ بحمدالله ممن ترهبني التهم إذا ما تقلدتُ الحق، فقد قالوا عن أسلافنا أنهم مجسمة ومشبهة، ولله الحمد لم يزدهم ذلك إلا ثباتا. و أما الشيخ عبدالله الجديع - أصلحه الله - فله تحريرات نافعة في علوم الحديث والعقيدة والفقه. وله زلات معروفة اسأل الله أن يرشدنا وياه للصواب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 05:45]ـ
(استحباب إعفاء اللحية) أعم من (عدم تحريم الحلق) لأن الإعفاء معناه تركها على حالها وعدم التعرض لها، فهذا مستحب ودونه أخذ ما فوق القبضة.
فلا تناقض بين القول بـ (استحباب الإعفاء) والقول بـ (تحريم الحلق)، لا سيما مع قول شيخ الإسلام (ولم يبحه أحد)، فهذا واضح في نقل الإجماع الذي اعترضت عليه، ونسبت ابن قاسم فيه إلى الوهم.
ولا يصح نسبة العلماء للوهم ما وجد إلى الجمع بين أقوالهم سبيل، وهذا ما صنعه ابن مفلح والمرداوي والسفاريني وغيرهم، فجمعوا بين أقوال أهل العلم في ذلك، ولم يضربوا بعضها ببعض، فضلا عن أن يذكروا أولية عجيبة لم يقل بها أحد قبل صاحب المقال فيما أحسب.
وكاتب المقال يفترض أن ابن حزم -وغيره ممن نقلوا الإجماع- أخطؤوا في نقل الإجماع، ويفترض كذلك أن شيخ الإسلام أخطأ في عدم التعقيب عليه، ويفترض كذلك أن من نقل الإجماع عن شيخ الإسلام أخطأ في فهم ذلك من صنيع شيخ الإسلام، ويفترض كذلك أن المرداوي وغيره أخطئوا في جعل ذلك هو المعتمد في المذهب، ويفترض كذلك أن العلامة مرعي أخطأ بل تناقض! حيث جعل القول مرة معتمدا ومرة خاصا بابن تيمية .... إلخ إلخ
وكل هذا من أجل ماذا؟
من أجل تصريح بعض متقدمي الحنابلة بالاستحباب.
مع أن هذا التصريح لا يناقض تحريم الحلق كما قدمنا.
فيمكن فهمه بناء على كلام ابن مفلح وغيره بحيث لا يناقضها، فضلا عن نسبة هؤلاء الأجلة إلى الجهل.
بارك الله فيكم يا شيخنا.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 05:48]ـ
1 - تفسير الاعفاء:
استقر في ذهن الأخ الفاضل تفسير الإعفاء، بمجرّد الانبات، ولم يذكر مصدره في ذلك، وإنما حاصل أمره ما أُلقِيَ في ذهنه بسبب ما ظهر له من المقابلة بين القول باستحباب الاعفاء، وبين حكاية شيخ الإسلام القول بتحريم الحلق، وينقض هذا التقرير، ما يلي:
أ- قال ابن مفلح في "الفروع": (ويعفي لحيته، وفي المذهب ما لم يستهجن طولها).
وتفسير الاعفاء هنا: الترك دون أخذ بقرينة قوله (ما لم يستهجن)، وقد ورد هذا جليا في كلام ابن مفلح، فقال في "الآداب الشرعية": (يسن أن يعفي لحيته. وقيل: قدر قبضة، وله أخذ ما زاد عنها وتركه. نص عليه. وقيل: تركه أَوْلَى).
فقوله في "الآداب": ( .. يعفي لحيته، وقيل: قدر قبضة .. ) إلخ، ظاهر جدا فيما قررته لك من أن المراد بالإعفاء هنا: الترك دون أخذ، يعني: دون أخذ بما زاد على القبضة .. إلخ ..
ب- قال الشيخ عبد القادر (ت: 561) في "الغنية" 1/ 42: (وأمّا إعفاء اللحية، فهو: توفيرها وتكثيرها .. وقد روي أن أبا هريرة رضي الله تعالى عنه كان يقبض على لحيته، فما فضل من قبضته جزّه .. ).
وهذا نص من عالم من علماء الحنابلة في تفسير الاعفاء، وهذا الذي عليه أهل اللغة ..
ج - ومن نقولات الأخ الكريم التي كنت أرجو أن ينتفع بها في التوفيق بين النصوص لا ضرب أولها بآخرها .. نقل الكريم عن ابن تميم، قوله: (ويستحب توفير اللحية). "توفير"
د - وقبل كل هذا إليك نص أحمد الذي نقله شيخ الإسلام، قال: (وأما إعفاء اللحية: فإنه يترك، ولو أخذ ما زاد علي القبضة: لم يكره. نص عليه).
فهذا النص صريح في أنّ المراد باستحباب الاعفاء المذكور في كلام الحنابلة أنه ما زاد على القبضة ... فقوله: (وأما إعفاء اللحية): يعني: بما زاد على القبضة (فإنه يترك): أي: استحبابا - كما هو نص الحنابلة - (ولو أخذ ما زاد علي القبضة: لم يكره).
هذا؛ وقد ترتّب على التفسير الخاص بالاعفاء عند الأخ الفاضل إلى، القول بـ:
بارك الله فيكم شيخنا أشرف، وجزاكم الله خيرا على سعة صدركم.
انا لم أناقش حد الإعفاء، وإنما كلامي أن الإستحباب هنا في كلام الأصحاب المراد به أصل المسألة وهو حكم الإعفاء. و أنت تريد أن تجعل هذا الأمر عائد لصفة اللحية.
ولذلك علق الشيخ علي القصير - وفقه الله - على قول ابن تميم (ويستحب توفير اللحية) قال (بل يجب توفير اللحية) (مختصر ابن تميم (1 - 132 حاشية 2) ففهم منه الذي فهمت ُ.
وقد قرأتُ هذه النقولات على ثلاثة من مشايخ نجد في مدينة الرياض - حرسها الله - وأقروا بها.
وكان جوابهم قريبا من جواب شيخنا التكلة وأن العبرة بالدليل. مع التسليم بما فهمتُ من النقول. وأن هذا مذهب الحنابلة. وجزاكم الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 06:19]ـ
يبدو شيخنا أن هذه القول منكم خرج على سبيل الذم. عفا الله عنكم
ولستُ بحمدالله ممن ترهبني التهم إذا ما تقلدتُ الحق، فقد قالوا عن أسلافنا أنهم مجسمة ومشبهة، ولله الحمد لم يزدهم ذلك إلا ثباتا. و أما الشيخ عبدالله الجديع - أصلحه الله - فله تحريرات نافعة في علوم الحديث والعقيدة والفقه. وله زلات معروفة اسأل الله أن يرشدنا وياه للصواب
أين شرقت وأين غربت بوركت؟ ومن أرهبك وأخافك؟ قصدي أخي المفضال من كلامي:
أن آراءك هي نفس آراء الرجل في كتابه الذي ألفه في هذا الباب (اللحية دراسة حديثية فقهية).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 06:27]ـ
2 - انفراد شيخ الإسلام بالقول بتحريم الحلق دون الحنابلة:
* وهذا غير صحيح ألبتة، فعبارة ابن مفلح البصير بابن تيمية: (يحرم حلقها. ذكره شيخنا)، فقال: ذكره، ولم يقل: اختاره. والفرق بيِّن جدا .. وقد سطرت هذا في أوراقي بطول عبارة قبل الاطلاع على مشاركة الأخ الكريم: "عبد فقير" - ولم أطلع على كلام الباحث المذكور في كلامه -، وقد أشرت إلى هذا المعنى في مشاركتي برقم: 4 .. وجزى الله الجميع خيرا ..
ثم: أيها الأخ الكريم الفاضل: أنتَ تدّعي بأنّ ابن قاسم قد أورد قول شيخ الإسلام في تحريم حلق اللحية - نقلا عن ابن مفلح - في "المستدرك على الفتاوى"، كأحد اختيارات ابن تيمية الخاصة، وهذا خطأ، فليس فيما نقله ابن قاسم عن ابن مفلح عن شيخ الإسلام رائحة الاختيار .. وقد تقدّم هذا ..
وهنا وقفة: أنت تقول: (جعل الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم -رحمه الله- مسألة تحريم حلق اللحية من اختيارات ابن تيمية المستدركة على الفتاوى)، ثم بعد ذلك تبيّن أن منهج جمع الاختيارات (ما سار عليه الباحثون في جمع اختيارت ابن تيمية حيث اشترطوا ... ). وهذا غير مستقيم جملة .. فتأمل
* ثم: ليس غريبا ما حكاه ابن قاسم عن شيخ الإسلام من حكاية الإجماع، لا سيّما وقد سكت شيخ الإسلام على الاتفاق الذي نقله الإمام ابن حزم .. وهنا أوافق على ما قرره أبو محمد العمري، وكلامه ظاهر الصحة ..
وقد نقل الشيخ أبو مالك العوضي عبارة شيخ الإسلام التي تناقلها عدد من المعاصرين ( .. لم يبحه أحد)، ولم أهتد إليها، وفوق كل ذي علم عليم ..
* أيضا: قد تقدّم أنّ الإمام أحمد يقول بأنّ في اللحية الدية وذلك بشرط تلف محل الانبات، وذلك كما لو أذهب ضوء العينين كما قال ابن قدامة، وكقطع الإصبع كما قال ابن قاسم، وقس على ذلك حلق الرأس أيضا، فيحرم الحلق المترتب عليه تلف منبت الشعر، فإنْ فعل بحيث لا يُرجَى عوده كما كان؛ فإنّ فيه الدية كاملة .. وإذا رجع المحل إلى عمله في اللحية والرأس: عدنا إلى الأصل: الصحيح من المذهب أنه لا يكره حلق الرأس، وهذا بخلاف حلق اللحية؛ فإنّ المذهب تحريمه وجواز أخذ ما زاد على القبضة .. هذا وقد نصّ أحمد على أنّ محل الانبات في اللحية وإنْ عاد إلى عمله فإنّ الفاعل "يُؤدَّب" أيضا ..
* وقد تقدم نقل شيخ الإسلام: (وأما إعفاء اللحية: فإنه يترك، ولو أخذ ما زاد علي القبضة: لم يكره. نص عليه).
فتأمل هذا النص، ثم انظر كيف ادّعيتَ بأنّ المذهب: (كراهة الحلق)، وفي كلامك نظر من وجهين:
الأول: قرّرتَ استحباب الاعفاء على تفسير خاص لك بالاعفاء، وهذا التفسير أجنبي عن مراد الحنابلة، ثم لما سألتك: هل تقول بأن المذهب جواز الحلق؟ فقلت: بأنّ المذهب على الكراهة. وهذا غلط عريض .. ترى هل نص على ما ذكرت عالم حنبلي واحد معتبر قوله .. ومن هنا: فقد قفزت من القول باستحباب الاعفاء إلى القول بكراهة الحلق، وبهذا قد تخطيت "مرحلة الجواز" والتي هي بين القول بالاستحباب والقول بالكراهة .. والتي كان يلزمك القول بها .. فهل: كل مستحب يكون تركه مكروها؟! وقد تقدم نص أحمد: (وأما إعفاء اللحية: فإنه يترك، ولو أخذ ما زاد علي القبضة: لم يكره. نص عليه). فهنا في هذا النص لم يرتِّب حكم الكراهة على ترك الاعفاء بما زاد على القبضة، وإنما قال: لم يكره. يعني: يجوز فعله .. وفي هذا السياق يقول ابن دقيق العيد: (وليعلم الفرق بين قولنا: "يستحب فعل كذا" وبين قولنا: "يكره تركه"، فلا تلازم بينهما. فقد يكون الشيء مستحب الفعل، ولا يكون مكروه الترك، كصلاة الضحى مثلا، وكثير من النوافل).
الثاني: أنّ المذهب تحريم حلق اللحية، لا القول بـ "الكراهة" فقط، وهذا هو المعتمد لدى علماء الحنابلة، ومنهم مَن نقل القول بالتحريم بعبارة صريحة، ومنهم مَن اكتفى بتقرير استحباب الاعفاء "يعني: بما زاد على القبضة"، والسكوت عن بيان تحريم الحلق لظهوره جدا بما لا يحتمل فيه إطالة العبارة، والقول بالتحريم جار على أصول أحمد، وليس غريبا عنه، قال صالح بن أحمد في "المسائل": (وسألته عن رجل قد بُلِيَ بنتف لحيته، وقطع ظفره بيده = ليس يصبر عنهما؟ قال: إن صبر على ذلك، فهو أحب إلي).
تأمل قوله: (ليس يصبر عنهما)، ثم راجع مصطلح (أحب إليّ/ المدخل المفصل: 1: 246)، ثم انظر كيف لم يرخص له في النتف مع ما ابتلي به، فكيف بالحلق لمن ليس بمبتلى أصلا ..
وانظر هذا الرابط:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1118883151030&pagename=IslamOnline-Arabic-Cyber_Counselor/CyberCounselingA/CyberCounselingA
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 06:41]ـ
أين شرقت وأين غربت بوركت؟ ومن أرهبك وأخافك؟ قصدي أخي المفضال من كلامي:
أن آراءك هي نفس آراء الرجل في كتابه الذي ألفه في هذا الباب (اللحية دراسة حديثية فقهية).
جزاكم الله خيرا، واعذرني على سوء فهمي. ولا أظن ما قلته صحيح فلا اتبع الشيخ الجديع في ترجيحه. ولا أظن أن من رجح هذا الرأي صار من مدرسة الشيخ الجديع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 06:46]ـ
شيخنا الفاضل أشرف بن محمد - شرفه الله بالحق وبرؤيته في الجنة -
لا أظن أن عندي اضافة على ما قلتم، فالكلام سيصبح مكرراً. ولا فائدة فيه لأنني سأعيد ما تقدم لكن بتوسع. ولا أرى فائدة في التكرار والجواب على آخر تعليق لكم. فقد سبق الكلام عنه.
سددكم الله للحق أينما كنتم. واستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 08:12]ـ
هذا ما قرره فطاحلة علمائنا استنادا على الدليل، وهم حنابلة، فهل فاتهم ما استدركتموه؟!!!:
قال الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله (رسائل الشيخ):
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله بن عبد الرحمن إلى الولد المحب علي بن عبد الله القاضي، ألهمه الله رشده وهداه، ووفقه لما يحبه ويرضاه. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته (وبعد):
موجب الخط إبلاغك السلام، والخط وصل، أوصلك الله إلى ما تحب. ومن حال ما ذكرت من أخذ الرجل من طول لحيته، إذا كانت دون القبضة، فالظاهر الكراهة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اعفوا اللٍّحَى" وفي حديث آخر: "أرخوا اللحى". والسنة عدم الأخذ من طولها مطلقا، وإنما رخص بعض العلماء في أخذ ما زاد على القبضة لفعل ابن عمر رضي الله عنه، وبعض العلماء يكره ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أعفوا اللحى".
وأما حلق ما على الخدين من الشعر فلا شك في كراهته لمخالفة قوله –صلى الله عليه وسلم-:
"أعفوا اللحى"، واللحية في اللغة: اسم للشعر النابت على الخدين والذقن.
ومعنى قوله: "أعفوا اللحى" أي: وفروها، واتركوها على حالها.
مع أنه ورد حديث في النهي عن ذلك، فروى الطبراني عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من مثل بالشعر ليس له عند الله خلاق" قال الزمخشري: معناه: صيره مُثلة: بأن نتفه، أو حلقه من الخدود، أو غيره بسواد، وقال في النهاية: مثل بالشعر حلقه من الخدود، وقيل: نتفه، أو تغيره بسواد؛ فهذا الحديث ظاهره تحريم هذا الفعل والله -سبحانه- أعلم.
وقال الشيخ الخليفي رحمه الله (ارشاد المسترشدين ص31):
ويستحب اعفاء اللحية، وقص الشارب؛ بأن لا يأخذ منها شيئا. ويحرم حلقها. ذكره الشيخ تقي الدين. وذكر ابن حزم الاجماع على ان قص الشارب، واعفاء اللحية فرض. وقال في الفروع: وأطلق أصحابنا وغيرهم الاستحباب، وأمر عليه السلام بذلك، وقال: "خالفوا المشركين". متفق عليه. ولمسلم: "خالفوا المجوس". وقال: "من لم يأخذ من شاربيه فليس منا". رواه أحمد والترمذي والنسائي. وهذه الصيغة تقتضي عند اصحابنا التحريم. أهـ.
وقال الشيخ الجبرين متع الله به (شفاء العليل ص189):
وأما اعفاء اللحية فهو توفيرها وتركها على حالها بأن لا ياخذ شيئا منها.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: "اعفوا اللحى" وفي رواية "وفروا اللحى"، ولهذا فإنه يحرم حلقها، بل حكى ابن حزم الاجماع على ان هذا فرض، واما ما ورد من أنه صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من اطرافها _ من طولها وعرضها_ فهو حديث ضعيف رواه الترمذي.
واما قول المؤلف: (ولا بأس باخذ ما زاد على القبضة منها) وقول الشارح: (لأن ابن عمر كان يفعله اذا حج أو اعتمر رواه البخاري) نقول:
نعم رواه البخاري لكن العلماء لم يعملوا بهذا الاجتهاد من ابن عمر رضي الله عنه، لأن الحجة في رواية الصحابي لا في رأيه، وابن عمر أحد من روى احاديث الاعفاء فناخذ بروايته وندع رأيه، ولا نخالف سنة نبينا صلى الله عليه وسلم براي أحد، قال الشيخ محمد بن ابراهيم: [وفعل ابن عمر أنه اذا حج او اعتمر قبض لحيته فما فضل أخذه لا يحتج به، لأنه روى النهي عن التقصير، واذا تعارض راي الصحابي وروايته فروايته مقدمة على رايه، هذا هو الصحيح من قولي العلماء في تعارض راي الصحابي وروايته].
فالحاصل: ان حلق اللحية محرم وهكذا تقصيرها، لإطلاق الاحاديث السابقة "اعفوا ... " "ارخوا ... " "اوفوا ... ".انتهى
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 08:23]ـ
هذا ما قرره فطاحلة علمائنا استنادا على الدليل، وهم حنابلة، فهل فاتهم ما استدركتموه؟!!!:
والسؤال يقابل بمثله لكل من شارك في هذا الموضوع جزاكم الله خيرا
وهل عجزتم عن نقل عن عالم حنبلي واحد قبل شيخ الإسلام صرح بتحريم الحلق؟ مع كثرة كتب الأصحاب في هذا العصر؟
وجزاكم الله خيرا جميعا
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 09:03]ـ
بارك الله فيك يا شيخ اباعبدالرحمن ..
واظن ان هناك قولين في المذهب فالذي ذكرته عن المتقدمين هو القول بالإستحباب .. والذي نقله الاخوه عن المعاصرين هو القول بالوجوب.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 09:04]ـ
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فالمقصود هنا تحرير مذهب الحنابلة
ما الثمّرة المرجوّة من تحرير مذهب الحنابلة في المسألة؟!
دمتم بودّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 11:29]ـ
وهل عجزتم عن نقل عن عالم حنبلي واحد قبل شيخ الإسلام صرح بتحريم الحلق؟ مع كثرة كتب الأصحاب في هذا العصر؟
وفقك الله وسدد خطاك
وهل نقلُ الإجماع يختلف عن هذا؟ ولا أظنك تخالف أن هذا الإجماع نقله غير واحد.
ثم إنا قد نقلنا لك قول الإمام أحمد: ينبغي أن يؤدب.
ثم نقول أيضا: ما الضابط في قولك: (قبل شيخ الإسلام؟) وهل إذا أتيناك بنقل عن س يعجز أحد أن يقول: لم يقل به أحد قبل س، وهكذا!
ثم إننا نقلب عليك ما تقول، إذ يمكن أن يقال: لم يقل أحد بالاستحباب قبل ابن تميم الحراني.
مع أنك لم تنقل عن عالم حنبلي واحد قبل شيخ الإسلام أنه صرح بعدم التحريم؟
ولا تكرر ما ذكرته من قبل عمن نقل الاستحباب، فقد أجيب عنه فيما سبق، وبينا أنه لا يستلزم عدم التحريم كما هو واضح.
وهذا مشهور عن غير واحد من أهل العلم كالنووي وابن عبد البر يصرحون مثلا بالاستحباب ويقصدون به مطلق المشروعية لا ما يخالف الوجوب.
خلاصة المسألة كما أراها كما يلي:
1 - أنت نقلت عن بعض المتقدمين القول باستحباب الإعفاء.
2 - شيخ الإسلام صرح بالتحريم ونقله غير واحد من الحنابلة عنه، وعده غير واحد منهم هو الراجح في المذهب أو هو معتمد المذهب.
3 - لم يقدح أحد في الإجماع الذي نقله ابن حزم.
والآن نقول: نحن بين أمرين:
الأول - أن نقول إن كلامك أنت صحيح، وهذا يستلزم أن يكون العلماء الذين نقلوا الإجماع على خطأ، وأن يكون شيخ الإسلام على خطأ، وابن مفلح أيضا على خطأ، والمرداوي على خطأ، والسفاريني على خطأ، ومرعي الكرمي على خطأ، وغيرهم كثير جدا من المعاصرين.
الثاني - أن نقول: إنك أنت أخطأت في فهم كلام الأصحاب وأن مقصودهم هو ما فهمه شيخ الإسلام وهو ما فهمه ابن مفلح وما فهمه غير واحد من المتأخرين.
فالأمر الأول يلزم منه تخطئة جمع كبير من أهل العلم، والأمر الثاني يلزم منه تخطئتك أنت وحدك، ولا يلزم منه تخطئة ولا واحد من أهل العلم، وأقصى ما فيه تأويل بعض كلامهم بما يوافق كلام الآخرين.
وطالب العلم الذي آتاه الله رشده يعرف أي الأمرين ينبغي أن يختار.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 11:32]ـ
واظن ان هناك قولين في المذهب
أتحدى أن تنقل عن أحد من الحنابلة أن الأصحاب لهم قولان في المسألة.
المسألة ليس فيها إلا قول واحد عند الأصحاب، وأظن الأخ صاحب الموضوع يوافق على هذا، ولكن الخلاف بيننا وبينه في تحرير هذا القول.
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 12:28]ـ
بارك الله في الإخوة ونفع بهم
قرأت الموضوع ومشاركات المشايخ الفضلاء وأوافقهم على خطأ النتيجة التي توصلتَ إليها أخي أبا عبدالرحمن
ولعلك تراجع حكم التعزير بحلق اللحية عند الحنابلة، فهو يؤكد ما تفضل به الإخوة
أعني تعزيرَ من يستحق التعزير بأن تُحلَقَ لحيته، كما يُعزَّر بحلق شعر رأسه
ـ[أبو فهد]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 01:06]ـ
بارك الله فيك ونفع بك شيخنا الفاضل أبا عبدالرحمن بن ناصر
استفدتُ كثيراً من تحريرك , فجزاك الله كل خير.
وأسئلتي لمشابخنا الفضلاء:
1 -
إذا كنتم تقولون إن معنى الإعفاء هو ترك الشعر على حاله دون أن يؤخذ منه شيئاً وأن علماء الحنابلة الذين صرحوا بالاستحباب كانوا يقصدون هذا , فهل نفهم من ذلك أن مخالفة الأمر النبوي بإعفاء اللحية جائز؟؟
بمعنى:
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بإعفاء اللحية وبعض علماء الحنابلة رحمهم الله يقولون إن إعفاء اللحية مستحب , فهل نفهم من هذا أن هؤلاء العلماء يرون أن الأمر النبوي في الحديث النبوي لا يدل على الوجوب بل يدل على الاستحباب؟؟
2 -
على أي دليل يمكن الاستناد إليه للقول بتحريم حلق اللحية عند الحنابلة إذا كانوا يرون أن الأمر النبوي بالإعفاء لا يدل على الوجوب أساساً بل يدل على الاستحباب؟؟!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 01:29]ـ
تنبيه مهم:
ما يحرم التعزير به ..
ما يحرم حلقه (من باب الجنايات) أي أن يحلق الرجل لحية آخر.
كل ذلك لا يلزم منه أن يحرم على الرجل فعل ذلك بنفسه ...
وهذا للضبط فقط، ويُنتفع به في تحرير مراد ابن حزم ..
ولشيخ الإسلام عبارة تفيد أن ما كان من باب المثلة = يحرم على العبد فعله بنفسه
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 01:48]ـ
عبارة لم يبحه أحد ثابتة عن غير واحد أما عن شيخ الإسلام فلا أعلمها عنها ونسبها له أحد الرادين على الشيخ الجديع من غير عزو ولا أدري من أين أتى بها
ـ[عبد فقير]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 02:18]ـ
أظن صواب العبارة (ولم يكرهه أحد) ويقصد أخذ ما زاد عن القبضة. وأظنه فى شرح العمدة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 06:53]ـ
بارك الله فيك أخي أبا فهر
لا إشكالَ فيما ذكرتَ من أنه ليس كل ما حَرُمَ فعلُه بالمعزَّر يكون محرَّماً عليه فعلُه
إنما السؤال: لماذا جزمَ علماءُ الحنابلة بتحريم حلق لحية المعزَّر؟
الأخ أبو فهد وفقه الله
مرحباً بك وأهلاً ... اشتقنا إليك كثيراً
أود أن تنظر أولاً في موضوعك عن البخور والغبار والحجامة، فتجيب عن تساؤلي فيه ثم نكمل
البحث هنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لا تغتر]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 07:30]ـ
بارك الله فيك ونفع بك شيخنا الفاضل أبا عبدالرحمن بن ناصر
استفدتُ كثيراً من تحريرك , فجزاك الله كل خير.
وأسئلتي لمشابخنا الفضلاء:
1 -
إذا كنتم تقولون إن معنى الإعفاء هو ترك الشعر على حاله دون أن يؤخذ منه شيئاً وأن علماء الحنابلة الذين صرحوا بالاستحباب كانوا يقصدون هذا , فهل نفهم من ذلك أن مخالفة الأمر النبوي بإعفاء اللحية جائز؟؟
بمعنى:
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بإعفاء اللحية وبعض علماء الحنابلة رحمهم الله يقولون إن إعفاء اللحية مستحب , فهل نفهم من هذا أن هؤلاء العلماء يرون أن الأمر النبوي في الحديث النبوي لا يدل على الوجوب بل يدل على الاستحباب؟؟
2 -
على أي دليل يمكن الاستناد إليه للقول بتحريم حلق اللحية عند الحنابلة إذا كانوا يرون أن الأمر النبوي بالإعفاء لا يدل على الوجوب أساساً بل يدل على الاستحباب؟؟!
الأخ الفاضل: ليس الأمر كذلك فقد يكون هناك دليل آخر اعتمدوه في تحديد حد الإعفاء، ولا يعني هذا بالضرورة أنهم لا يرون الأمر النبوي على الوجوب ...
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 07:47]ـ
2 - في "المسائل": (وسألته عن رجل قد بُلِيَ بنتف لحيته، وقطع ظفره بيده = ليس يصبر عنهما؟ قال: إن صبر على ذلك، فهو أحب إلي).
تأمل قوله: (ليس يصبر عنهما)، ثم راجع مصطلح (أحب إليّ/ المدخل المفصل: 1: 246)، ثم انظر كيف لم يرخص له في النتف مع ما ابتلي به، فكيف بالحلق لمن ليس بمبتلى أصلا ..
وانظر هذا الرابط:
http://www.islamonline.net/servlet/satellite?cid=1118883151030&pagename=islamonline-arabic-cyber_counselor/cybercounselinga/cybercounselinga
النتف هنا من جهة النمص لا من جهة تحريم الحلق. وإلا فالإمام أحمد يجوز حلق الحاجبين وقد ورد فيها لنص. ولكنه يرى أن حلقهما ليس في معنى النمص فمن باب أولى حلق اللحية.
علقتُ على هذه الجزئية لأن بعض طلاب العلم استشكلها. والباقي مر جوابه. لله الحمد
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 07:51]ـ
بارك الله فيك يا شيخ اباعبدالرحمن ..
واظن ان هناك قولين في المذهب فالذي ذكرته عن المتقدمين هو القول بالإستحباب .. والذي نقله الاخوه عن المعاصرين هو القول بالوجوب.
نفع الله بكم. بل أخالفكم شيخنا في المتأخرين، فكلام الشيخ مرعي في الغاية واضح أن هذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 08:10]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
وهل نقلُ الإجماع يختلف عن هذا؟ ولا أظنك تخالف أن هذا الإجماع نقله غير واحد.
ثم إنا قد نقلنا لك قول الإمام أحمد: ينبغي أن يؤدب
ثم نقول أيضا: ما الضابط في قولك: (قبل شيخ الإسلام؟) وهل إذا أتيناك بنقل عن س يعجز أحد أن يقول: لم يقل به أحد قبل س، وهكذا!
ثم إننا نقلب عليك ما تقول، إذ يمكن أن يقال: لم يقل أحد بالاستحباب قبل ابن تميم الحراني.
مع أنك لم تنقل عن عالم حنبلي واحد قبل شيخ الإسلام أنه صرح بعدم التحريم؟
ولا تكرر ما ذكرته من قبل عمن نقل الاستحباب، فقد أجيب عنه فيما سبق، وبينا أنه لا يستلزم عدم التحريم كما هو واضح.
وهذا مشهور عن غير واحد من أهل العلم كالنووي وابن عبد البر يصرحون مثلا بالاستحباب ويقصدون به مطلق المشروعية لا ما يخالف الوجوب.
خلاصة المسألة كما أراها كما يلي:
1 - أنت نقلت عن بعض المتقدمين القول باستحباب الإعفاء.
2 - شيخ الإسلام صرح بالتحريم ونقله غير واحد من الحنابلة عنه، وعده غير واحد منهم هو الراجح في المذهب أو هو معتمد المذهب.
3 - لم يقدح أحد في الإجماع الذي نقله ابن حزم.
والآن نقول: نحن بين أمرين:
الأول - أن نقول إن كلامك أنت صحيح، وهذا يستلزم أن يكون العلماء الذين نقلوا الإجماع على خطأ، وأن يكون شيخ الإسلام على خطأ، وابن مفلح أيضا على خطأ، والمرداوي على خطأ، والسفاريني على خطأ، ومرعي الكرمي على خطأ، وغيرهم كثير جدا من المعاصرين.
الثاني - أن نقول: إنك أنت أخطأت في فهم كلام الأصحاب وأن مقصودهم هو ما فهمه شيخ الإسلام وهو ما فهمه ابن مفلح وما فهمه غير واحد من المتأخرين.
فالأمر الأول يلزم منه تخطئة جمع كبير من أهل العلم، والأمر الثاني يلزم منه تخطئتك أنت وحدك، ولا يلزم منه تخطئة ولا واحد من أهل العلم، وأقصى ما فيه تأويل بعض كلامهم بما يوافق كلام الآخرين.
وطالب العلم الذي آتاه الله رشده يعرف أي الأمرين ينبغي أن يختار.
شيخنا الفاضل في كلامك أشياء سبق الجواب عنها ولعلكم لم تطلعوا عليها!
1 - منها قول أحمد يؤدب. مراده الجاني، لأنه حكم بالدية في اتلاف اللحية وليس معقولا أن يدفعها المجني عليه لنفسه!
2 - إجماع تحريم الحلق هذا موضع النزاع هل هو صواب أم خطأ. ولم يقل بإجماع تحريم الحلق إلا ابن حزم - رحمه الله - ومن بعده تابعه. ولا يمكن أن آخذ مذهب الحنابلة من ابن حزم وهو خلاف المنصوص في كتبهم. أما الإجماع الآخر إجماع الحنفية (لم يبحه أحد) ففيه ما فيه فهو ليس مع أنه مخروم أيضا بما نقله ابن بطال في شرحه على البخاري.
3 - الحنابلة المتأخرون ومنهم العلامة مرعي الحنبلي في كتابه (غاية المنتهى) يصرح بإن استحباب الإعفاء هو المذهب وأن تحريم الحلق هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وهذا الكتاب الغاية، من الكتاب التي عليها التعويل. والعجب أنك جعلتتني مخالفا لابن مفلح والمردواي و البهوتي والتغلبي، وأنا أزعم أنني موافق لهم، وآخذ بظاهر كلامهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 08:26]ـ
شيخنا أبا فهد جزاكم الله خيرا
شيخنا أبا فهر نفع الله بكم
شيخنا الحمادي
لا يجوز التعزير بحلق اللحية لأن إعفاء اللحية مستحب
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 11:27]ـ
ولأنها موطن شرف الرجل عند العرب ..
أما تحريم الحلق فباب آخر ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 11:30]ـ
وأنا أرجو أن يتأمل الإخوة الباحثون ويذكروا لنا نظائر فيها = كان القول شائعاً مستقراً في المذهب ومع ذلك يقال: ذكره شيخنا
فهذا أنفع،وأدل على الحق ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 01:40]ـ
الأخوان الفاضلان أبا فهر وأبا عبدالرحمن
شكر الله لكما وبارك فيكما
كون إعفاء اللحية مستحباً لا يكفي للقول بتحريم التعزير بحلقها
وإنما يمكن القول بكراهة التعزير بحلقها، أو نحو ذلك
وكون إعفاء اللحية شرفاً للرجل عند العرب= لا يكفي -في نظري- لتعليق الحكم بالتحريم عليه
فإن تعزير الرجل بضربه أو تقريعه أو تسويد وجهه= مخلٌ بشرف الرجل
وهذا البحث إنما أذكره على وجه التبع للأدلة التي تفضل بها الإخوة
فقد نقلَ حكايةَ الاتفاق التي ذكرها الإمام ابن حزم غيرُ واحد من الأئمة ولم ينقضوها
ولو كان هناك ما ينقضها صراحةً لذكروه
وأما النصوص التي تفضل بها أخونا أبو عبدالرحمن فهي محتملة وليست صريحة
وينبغي على الناظر في كلام العلماء ألا يأخذ بالمحتمل ويعارض به الصريح
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 02:04]ـ
الأخوان الفاضلان أبا فهر وأبا عبدالرحمن
شكر الله لكما وبارك فيكما
كون إعفاء اللحية مستحباً لا يكفي للقول بتحريم التعزير بحلقها
وإنما يمكن القول بكراهة التعزير بحلقها، أو نحو ذلك
وكون إعفاء اللحية شرفاً للرجل عند العرب= لا يكفي -في نظري- لتعليق الحكم بالتحريم عليه
فإن تعزير الرجل بضربه أو تقريعه أو تسويد وجهه= مخلٌ بشرف الرجل
وهذا البحث إنما أذكره على وجه التبع للأدلة التي تفضل بها الإخوة
فقد نقلَ حكايةَ الاتفاق التي ذكرها الإمام ابن حزم غيرُ واحد من الأئمة ولم ينقضوها
ولو كان هناك ما ينقضها صراحةً لذكروه
وأما النصوص التي تفضل بها أخونا أبو عبدالرحمن فهي محتملة وليست صريحة
وينبغي على الناظر في كلام العلماء ألا يأخذ بالمحتمل ويعارض به الصريح
شيخنا الفاضل.
لا يجوز التعزير بعدم فعل الطاعة إلا إن كان تابعا لغيره. ولذلك أتمنى لو تذكر لي مثالا فيه جواز التعزير بالمنع من طاعة مستحبة.
وأما النصوص التي أوردتها فهي ليست محتملة بل هي ظاهرة لله الحمد فيما زعمت ُ.
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 02:36]ـ
بارك الله فيك
لا بأس؛ تراها ظاهرة، وأراها غير ذلك
أما التعزير بالمنع من طاعة فلا أدري ما هو المثال الذي يُقنعك (ابتسامة)
هل يكفي أن بعض الحنابلة المتقدمين يرون جواز التعزير بصلب المعزَّر حياً ويصلي إيماءً!
نصيحتي لك أخي الكريم أن تطيل التأمل في كلام أهل العلم، وألا تسارع إلى تخطئة عالم إلا بعد استفراغ الجهد في النظر والبحث
وقد لاحظت إخلالك بذلك في الموضوع الذي أغلق، فتضع العبارات في غير موضعها، وتضرب بعضها ببعض
وهذا خطأ منهجي كبير
ولعلي أكتفي بهذا
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 02:54]ـ
بارك الله فيك
لا بأس؛ تراها ظاهرة، وأراها غير ذلك
أما التعزير بالمنع من طاعة فلا أدري ما هو المثال الذي يُقنعك (ابتسامة)
هل يكفي أن بعض الحنابلة المتقدمين يرون جواز التعزير بصلب المعزَّر حياً ويصلي إيماءً!
نصيحتي لك أخي الكريم أن تطيل التأمل في كلام أهل العلم، وألا تسارع إلى تخطئة عالم إلا بعد استفراغ الجهد في النظر والبحث
وقد لاحظت إخلالك بذلك في الموضوع الذي أغلق، فتضع العبارات في غير موضعها، وتضرب بعضها ببعض
وهذا خطأ منهجي كبير
ولعلي أكتفي بهذا
جزاكم الله خيرا شيخنا ونفع بكم.
الصلاة إيماء تبعا لا استقلالا. وقد قلتُ هذا شيخنا في ردي الذي قبله احترازا من هذا المثال وغيره.
يعلم الله شيخنا أنني قرأتُ هذا على من شابت لحاهم في العلم. ولله الحمد وافقوني فيما أزعم. و في فهمي. فهذا البحث قد عرضته على أربعة من المشايخ.
و أرجو أن لا يغضب مني الجميع. لأن الخروج عن المألوف والمتقرر لاشك أنه أمر صعب. وكان البعض يستغرب من الحافظ ابن حجر أو النووي - رحمهم الله جميعا ورفع درجتهم في الجنة - عندما تركوا ظواهر نصوص القرآن والسنة، وآثار السلف، وأقوال أهل العلم.وتقلدوا مذهب الأشاعرة.
وما ذلك إلا لأنهم أبناء بيئتهم وتأثروا بأشياخهم. وكيف يهدمون أفهام كبار علماء الأشاعرة ويقدمون أفهامهم. فحري بمن هو دون الحافظين الكبيرين أن يتأثر بفهم غيره إذا عارض مسلمات عنده. وجزاكم الله خيرا
و أخص هنا بالشكر شيخنا الفاضل: أشرف بن محمد. فهو أكثر من انتفعت بمباحثته في هذا المقال. اجزل الله له المتوبة. وجعله الله في ميزان حسناته.
وأما أنتم شيخنا فبركم لنا قديم جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
واشكر المشايخ الفضلاء جميعا. العوضي والتكلة، وأبا فهر. والظاهري. والتميمي. وغيرهم ممن استفدت منهم في هذا البحث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 03:32]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب وشكر لك طيب حديثك
وما الفرق المؤثر بين التابع والمستقل؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 03:35]ـ
بارك الله فيكم الشيخ الحبيب ابن ناصر
يسعدنا جميعاً والله الحوار والمباحثة مع فضيلتكم فنستفيد علماً وأدباً وإخلاصاً
وأود التنبيه على من يقرأ الموضوع بسرعة أن الغرض من المقال حسب كلامك الشيخ ابن ناصر هو إثبات وجود قول بالاستحباب في المذهب الحنبلي وأنه كان القول المعتبر أو الوحيد في المذهب قبل ابن تيمية رحمه الله
أما الراجح عنده وعند الجميع إن شاء الله هو ما رجحه البحران ابن تيمية وابن حزم وغيرهما وهو تحريم الحلق ووجوب الإعفاء للأمر ((أعفوا)) وأدلة أخرى بالإضافة للإجماع (وسأعود لإجماع ابن حزم فيما بعد)).
فأرجو ممن يقرأ أي موضوع ألا يعتبر ما فيه فتوى شرعية بل مباحثة ومدارسة لهدف معين يذكره صاحب الموضوع.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 03:49]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب وشكر لك طيب حديثك
وما الفرق المؤثر بين التابع والمستقل؟
وفيكم بارك شيخنا الحبيب ونفع الله بكم ورفع قدركم.
لأنه يثبت تبعا ما لا يثبت استقلالا. فصلاة الجماعة واجبة وقد يعزر بالحبس الإنفرادي، فليس المقصود منعه من صلاة الجماعة. وإنما جاء المنع منها تبعا لحبسه.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 03:51]ـ
سؤال للشيخ أبي عبد الرحمن بن ناصر
باعتبار أن قول جمهور الحنابلة هو الاستحباب لإعفاء اللحية
الأمر في الأحاديث للوجوب ما لم تصرفه قرينة (لا أدري موقف الحنابلة من هذه القاعدة وأنها على إطلاقها عندهم) فأرجو بيان ذلك وما هى القرينة التى صرفت الأمر إلى الاستحباب عندهم .... وبصفة عامة كيف فهموا الاستحباب وليس الوجوب من أدلة المسألة
وجزاكم الله خيراً.
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 04:20]ـ
وفيك بارك الله أخي الكريم
كنت أظن أنك ستذكر هذا التعليل
وهو تعليل عليل في نظري
ففرقٌ بين ترك صلاة الجماعة التي يجوز تركها عند الحنابلة وغيرهم لأسباب كثيرة هي دون مصلحة التعزير بكثير
ثم هي وصفٌ إضافي خارجٌ عن هيئة الصلاة
وبين ترك أركان لا يجوز تركها إلا في حال الضرورة، فكيف يستباح منع المعزَّر من عامة أركان الصلاة!
ثم يُعلَّل للمنع بأنه يثبت تبعاً ما لا يثبت استقلالاً!
وعلى كل فهذه المسألة أوردتها –كما ذكرت سابقاً- تأييداً لصحة القول بأن مذهب الحنابلة تحريم حلق اللحية
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 04:43]ـ
إضافة
يلزم على القاعدة التي ذكرتَ أخي أبا عبدالرحمن أنَّ تقصير لحية المعزَّر حرامٌ عند الحنابلة
لأن إعفاء اللحية مستحب عندهم
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 06:10]ـ
لا بأس شيخنا الكريم، اذكر لك نظير هذه المسألة في كتب الشافعية. وليس مرادي إلا أن ذلك لا يدل على تحريم الحلق
قال الرملي في نهاية المحتاج: (ويحصل التعزير (بحبس أو ضرب) غير مبرح (أو صفع) وهو الضرب بجمع الكف أو بسطها (أو توبيخ) باللسان أو تغريب دون سنة في الحر ودون نصفها في ضده فيما يظهر، ولم أره منقولا، أو قيام من المجلس أو كشف رأس أو تسويد وجه أو حلق رأس لمن يكرهه في زمننا لا لحية وإن قلنا بكراهته وهو الأصح *
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 06:31]ـ
بارك الله فيك
قرأتُ كلام الشافعية عن التعزير بحلق اللحية
ولعلك لم تقف على نص بعضهم أن القول بالمنع من التعزير بحلق اللحية ليس لأجل تحريم حلقها مطلقاً
وأن منهم من يرى أن ذلك لأجل تحريم الحلق مطلقاً ...
والنظر في هذا ومناقشته ليس هو محل البحث
لكن بحثنا عن الحنابلة، لماذا منعوا من التعزير بحلق اللحية؟ ولم أقف على خلاف بينهم في ذلك.
نص بعضهم على أنه يحرم حلقه تعزيراً لأنه مُثلةٌ
فإن صح هذا التعليل فكيف يكون مثلةً إذا حُلِقَت تعزيراً، ولا يكون كذلك إذا باشر حلقها بنفسه!
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 08:22]ـ
بارك الله فيك
قرأتُ كلام الشافعية عن التعزير بحلق اللحية
ولعلك لم تقف على نص بعضهم أن القول بالمنع من التعزير بحلق اللحية ليس لأجل تحريم حلقها مطلقاً
وأن منهم من يرى أن ذلك لأجل تحريم الحلق مطلقاً ...
والنظر في هذا ومناقشته ليس هو محل البحث
لكن بحثنا عن الحنابلة، لماذا منعوا من التعزير بحلق اللحية؟ ولم أقف على خلاف بينهم في ذلك.
نص بعضهم على أنه يحرم حلقه تعزيراً لأنه مُثلةٌ
فإن صح هذا التعليل فكيف يكون مثلةً إذا حُلِقَت تعزيراً، ولا يكون كذلك إذا باشر حلقها بنفسه!
حياكم الله شيخنا ونفع بكم.
منعت طائفة من الحنابلة التعزير بحلق الرأس. وحلق الرأس لا يحرم عند الجميع. قال ابن مفلح في الفروع - رحمه الله - (10 - 100): (وذكر ابن عقيل عن أصحابنا: لا يُركب، ولا يحلق رأسه.ولا يمثل به. ثم جوزه هو لمن تكرر منه للردع) فابن عقيل يحكي عن طائفة من الأصحاب المنع، فلا يمكن أن يأتي من يقول أن هذه الطائفة من الأصحاب تحرم حلق الرأس لأنها منعت من التعزير به. فكذلك مسألتنا. وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 09:10]ـ
وحياك الله أخي الفاضل وبارك فيك
لا يخفى عليك الفرق بين المسألتين، فحلق لحية المعزَّر لا خلاف فيها في المذهب فيما أعلم
أما حلق رأسه فنص الإمام أحمد على أنه يحلق، واستشهد بقول عمر رضي الله عنه في شاهد الزور
وثمة قولٌ آخر بعدم حلق رأسه كما أشرتَ إلى ذلك، ووجهه ما أشار إليه العلامة ابن مفلح -رحمه الله- حيث
قال عقب حكايته لقول العلامة ابن عقيل:
(وهذا إنما يكون بحسب حاله
فعندي أنه لا يُفعَلُ ذلك بمن ندرت منه نادرة وهو من أهل البيوتات وذوي الهيئات
فأما إن كان معروفا بذلك، يتكرر منه أشباه ذلك؛ فرَدَعَه بما يراه الحاكمُ رادعاً لمثله
وإن أفضى إلى إشهاره راكباً ... )
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 09:44]ـ
وحياك الله أخي الفاضل وبارك فيك
لا يخفى عليك الفرق بين المسألتين، فحلق لحية المعزَّر لا خلاف فيها في المذهب فيما أعلم
أما حلق رأسه فنص الإمام أحمد على أنه يحلق، واستشهد بقول عمر رضي الله عنه في شاهد الزور
وثمة قولٌ آخر بعدم حلق رأسه كما أشرتَ إلى ذلك، ووجهه ما أشار إليه العلامة ابن مفلح -رحمه الله- حيث
قال عقب حكايته لقول العلامة ابن عقيل:
(وهذا إنما يكون بحسب حاله
فعندي أنه لا يُفعَلُ ذلك بمن ندرت منه نادرة وهو من أهل البيوتات وذوي الهيئات
فأما إن كان معروفا بذلك، يتكرر منه أشباه ذلك؛ فرَدَعَه بما يراه الحاكمُ رادعاً لمثله
وإن أفضى إلى إشهاره راكباً ... )
نفع الله بكم شيخنا. هذا النقل لم أجده في مطبوعة التركي، فلا أدري هل سقط منها؟ وذكر في تصحيح الفروع قريبا منه. لكن كان الكلام في تسويد الوجه وأنه وجهان. ورجح جوازه وأنه يختلف باختلاف الأشخاص ....
وقال في الفروع (10 - 111) (وذكر ابن عبدالبر عن عمر بن عبدالعزيز قال: إياكم والمثلة في العقوبة، وجز الرأس واللحية) فالشاهد ما ذكرتُ سابقا من كلام ابن عقيل أن طائفة من الأصحاب منعوا التعزير بحلق الرأس لأنه تمثيل بهذا الشخص، وكلام عمر بن عبدالعزيز قريبا. فلا يلزم من ذلك التحريم. و جزاكم الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 10:18]ـ
وبكم نفع الله وفيكم بارك
هذا النقل ليس من الفروع، وإنما من نكت العلامة ابن مفلح على المحرر للمجد
ـ[الحافظة]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 10:57]ـ
سؤال للشيخ أبي عبد الرحمن بن ناصر
باعتبار أن قول جمهور الحنابلة هو الاستحباب لإعفاء اللحية
الأمر في الأحاديث للوجوب ما لم تصرفه قرينة (لا أدري موقف الحنابلة من هذه القاعدة وأنها على إطلاقها عندهم) فأرجو بيان ذلك وما هى القرينة التى صرفت الأمر إلى الاستحباب عندهم .... وبصفة عامة كيف فهموا الاستحباب وليس الوجوب من أدلة المسألة
وجزاكم الله خيراً.
بارك الله فيكم سؤال مهم .. ومازلنا ننتظرالإجابة عليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 11:38]ـ
ليس هذا هو موضع هذا السؤال
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 02:14]ـ
بالتأكيد فالمبحث مذهبي بعيدا عن الإستدلالات مازلنا نتابع مشاركتكم القيمة
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 02:34]ـ
ومما يؤيد ما ذكرتُ في المذهب: ما جاء في المغني (1 - 125): (أما حف الوجه , فقال مهنا: سألت أبا عبد الله عن الحف؟ فقال: ليس به بأس للنساء , وأكرهه للرجال) والحف هو أخذ الشعر من الوجه. وجاء في الموسوعة الكويتية: (الفرق بين الحف والتنمص أن الحف بالموسى)، و مقصود الإمام هنا الكراهة التنزيهية. لأنه الأصل كما قرره الشيخ بكر في (المدخل)، ولأنه فهم الأصحاب. قال العلامة ابن مفلح في (الآداب الشرعية) (ويكره للرجل نتف شعر وجهه ولو بمنقاش ونحوه وحفه , والتخفيف قال أحمد في الحف: أكرهه للرجال , وللمرأة حلقه وحفه). والله أعلم
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 10:04]ـ
لطيفة في مسألة حلق اللحية:
شيخان مغربيان أحدهما سلفي والثاني خلفي. كان الأول يقول بعدم تحريم حلق اللحية ثم رجع إلى تأكيد إعفائها على الدعاة إلى الله خاصة وأن تحريمها عند الجمهور من صغائر الذنوب.والثاني. كان يقول بتحريم حلق اللحية ثم رجع إلى الكراهة. فالأول هو العلامة تقي الدين الهلالي – رحمه الله – حيث قال في كتابه (الدعوة إلى الله ص 47) " وقد خيل إلي في ذلك الزمان أن الأوامر الواردة في خصال الفطرة كإحفاء الشوراب وعفو اللحى ونتف الأبط وتقليم الأظفار ينبغي أن يُسلك بها مسلك واحد، فإما أن تُحمل على الوجوب كلها، وإما أن تحمل على الندب كلها، وأن حمل اللحية الأمر الوارد في اللحية وحده على الوجوب، وحمل سائرها على الندب تناقض - إلى أن قال – ثم ظهر لي أن الداعي إلى الله لا ينبغي أن يعتمد على التأويل ولا يكون عليه التعويل، بل يجب عليه أن يكون قدوة حسنة في أقواله وأفعاله وسيرته فعفوتها ولله الحمد ولا آخذ منها شيئا – إلى أن قال - على أن حلق اللحية على ما ذهب إليه جمهور الأئمة من التحريم لا يتعدى أن يكون من الصغائر ولا يصل إلى حد الكبائر)
والثاني: الشيخ عبدالعزيز الغماري، فقال في رسالته (إفادة ذوي الأفهام بأن حلق اللحية مكروه) ص 43 (كنتُ جزمتُ في كتابي (وثبة الظافر) بأن حلق اللحية حرام لورود الأمر باعفائها، ثم بعد البحث والنظر في المسألة لما وقع فيها الخوض وكثر الكلام وتكرار السؤال تبين لي أن الأمر الوارد بالإعفاء على سبيل الاستحباب لا غير و ظهر لي أن الصواب مع القائلين بكراهة حلقها.)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 11:27]ـ
جزاك الله خيرا فوائد قيمة(/)
العلم نقطة ... والسير عنقاً فسيحاً إلى غرائب العلم!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 01:22]ـ
يا ناق سيري عنقاً فسيحاً = = إلى سليمان فنستريحا
(من شواهد اللغة المشهورة)
يقول الشيخ العلامة محمد ابن عثيمين - رحمه الله - "العلم بحور زاخرة"، وكثير من طلبة العلم - ولا أعفي نفسي - يمضي وقتاً طويلاً من عمره في طلب العلم، ولكن عن أي علم نتكلم، وأي علم نقصد؟ يحضرني كلام الخليفة الراشد علي رضي الله عنه ((العلم نقطة كثرها الجاهلون))، والدرس المستفاد من هذه المقولة البليغة أن العلم في ماهيته وكينونته شيء واحد فهو دائرة واحدة تتسع عرضاً وعمقاً، والتنوع بداخلها، وهذا هو العلم الرصين، فهي نقطة واحدة تتسع عرضاً وعمقاً فتصير دائرة، وهذه هي طبيعة العلم الواحد الذي يرتبط بعضه ببعض، وقوله "كثرها الجاهلون" يوميء إلى كثرة الدوائر أو قل كثرة النقاط التي قد لاتتسع أية واحدة منها، لأن الغرض الاستكثار والتكاثر، فتكون الرحلة العلمية للإنسان عبارة عن نقاط كثيرة مبعثرة، لم يتسع منها إلا القليل إن اتسع شيء أصلاً لأن الهم منصب على تكثير النقاط. ايه، نعم .. العلم نقطة، ما أبلغها من عبارة، اجعل نقطة انطلاقك نقطة، ثم وسعها، وعمّقها، بمزيد من العلم، ولكن أي علم مرة أخرى؟ الجواب: العلم النافع، المحتاج إليه، الذي يعاب على العالم الجهل به والغفلة عنه، الذي لا يسع العالم المجتهد إلا أن يعلمه، هذا هو العلم الذي تناقله الأئمة خلفاً عن سلف، ولكن ما آفة بعض طلبة العلم؟ آفته الانحراف عن الجادة في كل مرة، طلباً لملح العلم النادرة، وغريب الفوائد - مع أنها فوائد -، ووحشي المعرفة! إن صح التعبير، هذا الدافع مهلك وممتع في آن معاً، وهذا مصدر خطورته، لأنه يستهلك محطات من مرحلة الطلب كان من الأنفع جعلها للمهم من العلم، وهو كثير أيضاً ولكنه محدود في الجملة يسع كل جاد مخلص في الطلب أن يحيط به إن شاء الله ... لماذا؟ لأن العلم "نقطة".
قال ابن القيم - رحمه الله - في الصواعق المرسلة (2/ 448 - 449):
((السبب الخامس: الإغراب على النفوس بما لم تكن عارفة به من المعاني الغريب، التي إذا ظفر الذهن بإدراكها ناله من جنس لذة الظفر بالصيد الوحشي الذي لم يكن يطمع فيه، وهذا شأن النفوس فإنها موكلة بكل غريب تستحسنه وتؤثره وتنافس فيه حتى إذا كثر ورخص وناله المثرى والمقل زهدت فيه مع كونه أنفع لها وخيراً لها، ولكن لرخصه وكثرة الشركاء فيه وتطلّب ما تتميز به عن غيرها للذة والاختصاص ... ))
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 02:37]ـ
والعجيب أن هذه المُلح تجد عليها من الردود والتفاعل ما لاتجده مع متين العلم
شكر الله لك يا شيخ عبدالله
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 03:43]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم. فعلاً، ما ذكرت صحيح ومصداق كلام ابن القيم، ولهذا باب مشهور في كتب أصول علم الحديث، وهو تتبع الغرائب، ولبعض الأئمة المقولة المعروفة: "من حسنها فررت! "، وقال بعضهم: "من تتبع الغرائب أشك أن يكذب"، أو نحو ذلك، كل هذا وأمثاله آفته الانصراف عن العلم الأصلي المحقق، إلى الثانوي المرقق.
تصويب:
.
قال ابن القيم - رحمه الله - في الصواعق المرسلة (2/ 448 - 449):
((السبب الخامس: الإغراب على النفوس بما لم تكن عارفة به من المعاني الغريبة ... ))
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 07:31]ـ
بارك الله فيكم
هذه بلية كثير من الطلبة الذين تنكبوا المنهجية العلمية الصحيحة التي خرجت العلماء المؤصلين الربانيين
ففي علم الفقه ترى كثيرا منهم معرفته بمسائل الخلاف أكثر من مسائل الوفاق
ومعرفة بغريب الخلاف أكثر من مشهوره
ومعرفته بفروع الباب أكثر من أصوله
ومعرفته بشاذ هذه الفروع أكثر من مشهورها
مثاله:
ترى الواحد منهم لم يتقن كتاب البيوع وأصوله وضوابط أبوابه ويصول ويجول في مسألة بيع التقسيط أو التورق أو كثير من مسائل البيوع المعاصرة
وهكذا القول في مسألة الهوي للسجود في كتاب الصلاة
وفي علم الحديث تراه مهتما بغريب الحديث في الأجزاء المتأخرة وبعض كتب المعاصرين التي اعتنت بالحكم عليها
ولو سألته عن حديث في الصحيحين لم يعرفه
ولو سألته عن حديث في الترغيب والترهيب وصحيحه وضعيفه لأجابك ولو سألته عن حديث في كتب الأصول كالكتب الستة مثلا لم يعرفه
والعلماء يمثلون هنا باعتناء المبتديء بجمع طرق حديث غسل الجمعة ونحوه ممن اتفق على صحته وكثرت طرقه على حساب باقي الأحاديث من جنس أحاديث الصحيحين التي هي أصول الأحاديث والإسلام
وعلى ذلك قس الأمر في باقي الفنون
والداعي إلى ذلك حب الشهرة والتصدر واستعجال الثمرة وهذا حديث ذو شجون متفرع جدا مهم طرحه بين أيدي النشأ من الطلبة في هذا العصر
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 07:41]ـ
أخي الحبيب/ الشيخ الفاضل عبد الله الشهري/ سلام الله عليك، وبعد:
كان لي"توجيه" للقول المنسوب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه في هذا المجلس المبارك - إن شاء الله - في مشاركة، ولكن يبدو أن هذه المشاركة قد حُجِبَت بسبب حذف الموضوع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 08:56]ـ
/// لكن ليس مراد العلماء من التحذير من غرائب العلم ترك الاهتمام في دقيق العلم فليتنبه لذلك
وليس كلامهم من باب ما يقوله بعض من يزهد في التراث أو ما يسميه بالكتب الصفراء: الدين فيه قشور ولباب فدعك من مسألة حلق اللحية وبعض فروع الصلاة وبعض علوم المصطلح وأمثال ذلك
فهذا كلام باطل وليس مراد العلماء
هذا أمر
/// وأمر آخر وهو أن بعض الناس يريد من طلبة العلم الاهتمام بأمور السياسة والرد على بعض الفرق المعاصرة على حساب التدقيق في العلم والتخصص في الفنون
وهذا تناقض في حقيقة الأمر
وذلك أن أهلية الكلام في السياسة العامة ودماء المسلمين وقضايا المسلمين العامة وتقييم الجماعات التي على الساحة ليست إلا لمن فرغ من إتقان الأصول وكثير من الفروع مع التخصص في بعض والتدقيق في بعض
أعجب من بعض الطلبة الذين يصولون ويجولون في أمور السياسة وكبار قضايا الأمة ودماء المسلمين ولما يتأهل بعد للكلام في أمثال هذه الأمور التي أحجم عن الخوض فيها كثير من طلبة العلم المتأصلين المتقدمين في مرحلة الطلب
لم يحجموا زهدا فيها لكن معرفة لقدرهم
والسلامة في الكلام في هذه القضايا يكون في شيئين لا أراهما تحققا في كثير ممن خاض في هذه القضايا:
الأول: التقدم في مراحل طلب العلم ومعرفة جيدة بمقاصد الشريعة
الثاني: الاطلاع الدقيق على فقه الواقع
والكلام على فقه الواقع طويل الذيل وخطير وليس هنا محله لأنه استطراد خارج عن الموضوع فليعذرني الشيخ الشهري
لكن أكتفي بالإشارة إلي ذلك إذا قلت لكم أن كثيرا ممن ينادون بفقه الواقع عندهم نقص كبير في إدراكه على حقيقته لأسباب عدة منها على سبيل المثال الاعتماد على وسائل إعلامية يظنها صادقة
أعتذر مرة أخرى عن الخروج والاستطراد
المقصود أن الكلام عن الأصول والفروع والشذوذ والغرائب والاهتمام بذلك وعدمه ينبغي أن يضبط بفهم أهل العلم وقد وقع فيه خلط كثير من طوائف عدة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 09:00]ـ
أخي الحبيب/ الشيخ الفاضل عبد الله الشهري/ سلام الله عليك، وبعد:
كان لي"توجيه" للقول المنسوب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه في هذا المجلس المبارك - إن شاء الله - في مشاركة، ولكن يبدو أن هذه المشاركة قد حُجِبَت بسبب حذف الموضوع ..
قد وهمت في ذِكر الحذف .. والمشاركة هنا:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=80623&postcount=18
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 09:23]ـ
الشيخ الكريم: أمجد، وفقه الله، لم تستطرد بعيداً، وما ذكرت حري بأن يناقش بعلم وحكمة، والأفضل نقاش جماعي بين من يهمهم أمر العلم وأهله.
الشيخ الفاضل: أشرف، شرفه الله، توجيهك تذكرته - والذكرى مؤلمة:) - وهو توجيه مناسب جداً، ولعل بلاغة العبارة تسمح بما تأملته منها، فالعبارة متينة المعنى من صحابي عظيم، رضي الله عنه.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 09:31]ـ
بوركتم جميعًا.
قال الحافظ الزين في رسالته الماتعة: " فضل علم السلف على الخلف ":
وقد ورد النهي عن كثرة المسائل وعن أغلوطات المسائل وعن المسائل قبل وقوع الحوادث وفي ذلك ما يطول ذكره: ومع هذا ففي كلام السلف والأئمة كمالك والشافعي وأحمد وإسحاق التنبيه على مَأخذ الفقه ومدارك الأحكام بكلام وجيز مختصر يفهم به المقصود من غير إطالة ولا إسهاب: وفي كلامهم من رد الأقوال المخالفة للسنة بألطف إشارة وأحسن عبارة بحيث يغني ذلك من فهمه عن إطالة المتكلمين في ذلك بعدهم بل ربما لم يتضمن تطويل كلام من بعدهم من الصواب في ذلك ما تضمنه كلام السلف والأئمة مع اختصاره وإيجازه فما سكت من سكت من كثرة الخصام والجدال من سلف الأمة جهلا ولا عجزاً ولكن سكتوا عن علم وخشية للَّه. وما تكلم من تكلم وتوسع من توسع بعدهم لاختصاصه بعلم دونهم ولكن حباً للكلام وقلة ورع كما قال الحسن وسمع قوما يتجادلون هؤلاء قوم ملوا العبادة وخف عليهم القول وقل ورعهم فتكلموا.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 09:49]ـ
(والذكرى مؤلمة). ابتسامة -
والله كنت أريد أن أضم إلى المشاركة رقم: 7 قبل ارسالها قول الله تعالى: (عفا الله عما سلف). تطييبا لخاطرك .. ولأنها مؤلمة فعلا .. ولكنها مؤلمة لي أولا ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 10:49]ـ
(والذكرى مؤلمة). ابتسامة -
والله كنت أريد أن أضم إلى المشاركة رقم: 7 قبل ارسالها قول الله تعالى: (عفا الله عما سلف). تطييبا لخاطرك .. ولأنها مؤلمة فعلا .. ولكنها مؤلمة لي أولا ..
أذهب الله جميع آلامك، والندم توبة، وتلك صفحة من صفحات العمر، في صحيفة الأعمال مزبورة، ياترى هل سأراها يوم تطاير الصحف؟!
{قال ربّ اغفر لي ولأخي وأدْخِلْنا في رحمَتِكَ وأنتَ أرحمُ الرّاحمين}.(/)
[[ما حكم الرسوم والعمولات المصرفية؟]]
ـ[أبوعثمان الكويتي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 04:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أول مشاركة لي في هذا المجلس العلمي المبارك
أسأل الله أن ينفعنا به، وأن يبارك لنا فيما تعلمناه
أنا الآن بصدد التحضير لرسالة الماجستير في الجامعة الأردنية
فلا تحرمونا قبل كل شيء من دعوة صالحة في ظهر الغيب لأخيكم
وقد وقع اختياري على هذا العنوان للرسالة:
رسوم وعمولات المؤسسات المالية الشرعية
تكييفها وأحكامها
ولا يخفاكم ما يحتاجه هذا الموضوع من اعتبار عدة أمور
منها - معرفة طبيعة العلاقة بين الشخص والمصرف (دائن ومدين)
وما يترتب على هذه العلاقة من أثر على طبيعة الرسوم والعمولات
وباختصار أنا بحاجة لخطة بحث مقترحة
(مقدمة وتصور للفصول وهيكل البحث)
وكذلك ما هي المسائل والنقاط التي ينبغي الاهتمام بها وعدم إهمالها؟
وهل هناك مشاركات سابقة في هذا المنتدى المبارك تنفعني في هذا البحث؟
ولو هناك اي ملاحظة من أي نوع - حتى لو على العنوان - فلا تحرمونا من فضلكم
وقد أشار علي بعض الأخوة لموضوع رسوم إصدار بطاقة الفيزا، وما فيها من شبهة وإشكال
وكذلك الهدايا التي يقدمها المصرف للعميل، باعتبار أنه دائن والمصرف مدين
الموضوع بحاجة لإثرائكم، لا حرمت من علمكم وإضافاتكم(/)
سؤال عن عبارة استشكلتها في كتاب الدارمي في رده على المريسي
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 10:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب "رد الإمام عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد" طبع منذ مدة ضمن سلسلة عقائد السلف واعتنى بطبعه علي سامي النشار و عمار جمعي طالبي. وهذا الكتاب كان شيخ الإسلام يعظمه جدا ويوصي بقراءته، وقد كنت قرأته منذ فترة واستشكلت عبارة فيه، أرجو من له علم بها أن يزيح الإشكال.
قال رحمه الله في معرض كلامه عن عرش الله تبارك وتعالى:" أفلا تدري أيها المعارض أن حملة العرش لم يحملوا العرش ومَنْ عليه إلا بقوة الله وتأييده؟ (ص444)
أما حمل العرش فظاهر، ولكن هل قال أحد غير الدارمي رحمه الله مثل هذا الكلام الذي كتبت بالأحمر؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 10:26]ـ
أخي (أبا بكر) حفظك الله، هلّا رجعت إلى بداية الحديث، حينها عرفت أن المراد بـ (من عليه) هو الرب سبحانه وتعالى + عظمته + جلاله + وقاره.
ولك مني خالص التقدير
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 10:46]ـ
1 - 2
والله يا أخي إن فهمت ما رقمت
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 11:25]ـ
أخي (أبا بكر) حفظك الله، هلّا رجعت إلى بداية الحديث، حينها عرفت أن المراد بـ (من عليه) هو الرب سبحانه وتعالى + عظمته + جلاله + وقاره.
ولك مني خالص التقدير
بارك الله فيك يا أخي
الكتاب بين يدي الآن والذي فيه " حدثنا عبد الله بن صالح، قال حدثنا معاوية بن صالح قال:" أول ما خلق الله حين كان عرشه على الماء حملة العرش. فقالوا ربنا لم خلقتنا؟ فقال: خلقتكم لحمل عرشي. قالوا ربنا ومن يقوى على حمل عرشك وعليه عظمتك وجلالك ووقارك؟ فقال لهم: إني خلقتكم لذلك. قال فيقولون ذلك مراراً. فقال لهم: قولوا لاحول ولا قوة إلا بالله. فيحملكم والعرشَ قوةُ الله"
ثم يلي هذا الكلام الذي نقلت في مداخلتي الأولى.
وأنت- حفظك الله- ذكرت أن المعنى هو الرب سبحانه+ عظمته+جلاله+وقاره، وليس في الأثر "الرب" وإنما الثلاثة الأخر فقط. وإني امرؤ من أهل السنة أؤمن بأن ربنا جل وعلا على العرش، وإنما استغربت كون الملائكة يحملون مَن على العرش كذلك فأردت الإستيضاح.
وثبتك الله على الحق وجعلك هادياً مهديًا.(/)
سنة واضب عليها حبيبي
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 01:41]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين و إمام المتقين
أما بعد:
فهذه مشاركة أسهمت بها في منتداكم الغالي،منتظرا إثرائها بتدخلاتكم و مناقشاتكم ...
وهي تتعلق بسنة و ررغيبة واضب عليها النبي صلى الله عليه و سلم،فعن علي رضي الله عنه قال: إن الوتر ليس بحتم:ولا كصلاتكم المكتوبة، ولكن رسول الله أوتر ثم قال:"ياأهل القرأن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر"1
ووقته من صلاة العشاء إلى القجر و أفضله ماكان في أخر الليل لمن لمن علم من نفسه و حاله أنه يستيقظ عند السحر،أما من كان يخشى أن لا يستيقظ فالأفضل له أدائه من أول الليل،لما ورد عن أبي قتادة:" أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لأبي بكر: متى توتر؟ قال أوتر قبل أن أنام.فقال لعمر:متى توتر؟ قال: أنام ثم أوثر،قال فقال لأبي بكر أخذت بالحزم أو بالوثيقة و قال لعمر أخذت بالقوة"2
و أقل الوتر ركعة لحديث ابن عمر أن رسول الله قال:" صلاة الليل مثنى مثنى،فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة توثر له ماقد صلى "3
و كان صلى الله عليه وسلم لإذا أوتر بثلاث قرأ في الأولى سبح اسم ربك الأعلى و في الثانية قل يا أيها الكافرون و الثالثة قل هو الله أحد لحديث ابن عباس في صحبح النسائي.
و بقيت مسألة مهمة،وهي عدد ركعات الوتر وصفته،و لعلمي بالخلاف الحاصل فيهما سأتركها للمناقشة كل يدلي بدلوه
و ياتي مما عنده من علم فيخرجه لنا
أملا من الله أن أكون وفقت في طرح هذا الموضوع،
أخيرا لي رجاء يا إخوان أن نتحاور و نناقش و نعارض بأدب و علم، ونتخلص من رواسب الجهل و التعصب
1/صحيح ابن ماجة (959) سنن الترمذي (1/ 282/452) سنن النسائي (3/ 229/228)
2/صحيح ابن ماجة (988) صحيح بن خزيمة (2/ 145/1084) سنن أبي داوود (4/ 311/1421)(/)
ما حكم ال Cash Back ؟
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 01:47]ـ
صورة المعاملة كالتالي:
بعض المتاجر الكبيرة في الغرب تقدم خدمة ألا وهي: عند قيام الزبون بدفع قيمة المشتريات بواسطة البطاقة المصرفية (العادية وليست بطاقة الائتمان) يعرض عليك الموظف أن يضيف إلى قيمة مشترياتك ما تريده من النقود فيعطيك النقود عاجلة ويتم خصمها مباشرةً من رصيد حسابك في المصرف إضافة إلى قيمة المشتريات من غير أي عمولة تترتب عليك أو على المتجر؟
مثال توضيحي:
أشتريت سلع بملغ مائة يورو وعند الدفع ببطاقة الخصم المباشر من حسابك: يسألك الموظف ما إذا كنت تريد نقد، فتقول: أريد مائة يورو، فيعطيك المائة ويخصم من رصيدك مائتين= هي قيمة مشترياتك وما طلبته من النقود.
تنبيه: هذه العملية خاليةً تماما من أية رسوم، وهي كما ذكرت خاصة ببطاقة الخصم العادية ولا تجري على بطاقات الائتمان.
ـ[حمد]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 07:18]ـ
أظن هذه فتوى في سؤالك (باللغة الإنجليزية).
http://www.islamicawakening.com/viewarticle.php?articleID=1250
أرجو أن يكون فيها جواب لك.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 01:54]ـ
بارك الله فيك أخي المفيد حمد.
ما أحلتَ عليه مأجورًا هو جواب مسألةٍ أخرى غير ما سألتُ عنه.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 01:59]ـ
بمعنى أخي أبا حازم أن يكون البائع في هذه الحالة مثل مكينة الصرف التي في الشوارع؟ أليس كذلك؟
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 01:38]ـ
الأمر كما ذكرتَ أخي التميمي.
ولا يفوتني أن أبارك لك: " بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما على خير ".
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 02:13]ـ
الأمر كما ذكرتَ أخي التميمي.
ولا يفوتني أن أبارك لك: " بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما على خير ".
(ابتسامة) (ابتسامة) (ابتسامة) (ابتسامة) (ابتسامة)
جزاك الله خير أخي الكريم (مني المال ومنها العيال).
على العموم أخي الكريم هذه المسألة المقرر فيها والمفتى به أنه متى ما كانت المعاملة هذه خالية من الرسوم ومن الفوائد بل هي فقط مجرد صرف لما تريد من حسابك الجاري وأخذ النقود منه فلا بأس بها ولا حرج، بحيث يرجع صاحب المكينة أو المحل بالإيصال إلى البنك وأخذ ما صرف لك وبدون أيضا فوائد أو رسوم.
والله تعالى أعلم(/)
العلمُ في قول:لا أدري
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 03:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
///عن الأعمش بن أبي الضحى عن مسروق قال: دخلنا على عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- فقال: يا أيها الناس، من علم شيئا فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم قال الله -عز وجل- لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ.
خرّجه الشيخان
ولما جاء رجل من أقاصي الآفاق يسأل الإمام مالكاً أجابه عن أربع مسائل وقال في ست وثلاثين (!):لا أدري .. ! فشقّ ذلك على الرجل كأنه إنما رجع بخفّي حنين .. وقال: ماذا أقول للناس؟!
قل: يقول مالك لا أدري، قل: يقول مالك لا أدري، قل: يقول مالك لا أدري ... !
///"لا أدري" ذات سرٍ عجيب .. يحسبها أنصاف المتعلمين شعار الجهل ..
فلا تكاد تسمعها منهم قط .. وتلوكها ألسنة العلماء الربانيين
بأيسر ما أنت سامع,,
فتلفظها كما الروح الطيّبة تخرج
من جسم الوليّ أو كالماء
ينساب من في السقاء ..
وإليك بيان ذلك .. بكلمات يسيرات ..
-لا أدري, لا تصدر في الغالب إلا عن متواضع .. عرف قدر نفسه وقدر ربّه .. فذلّ وخشع .. ولم يستعل عنها
-وهي فرعٌ يدل على زخارة العلم , لأن من كان من شأنه أنه يدري في كل أمر , فإنما أوتي من قبل جهله بحقيقة سعة العلم,,فلم يجاوز مد بصره طول ذراعه .. ودونه الأفق الرحيب
-وهي اقتفاء للسنة النبوية .. كما مرّ في كلام فقيه الصحابة الثبت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه"وما أنا من المتكلّفين"
-وهي تشي بالصبر .. لأنه لم يجزع أن كان لايدري من بعد طول معالجة للعلم ..
-وهي رد العلم إلى العليم الخبير .. فهذه الخشية .. وكما قال الإمام أحمد: أصل العلم الخشية (أخذها من قول الله تعالى"إنما يخشى الله من عباده العلماء"
-وهي من الشجاعة ولاريب .. فإن الجريء في الحق ,لايضيره أن يقول ذلك .. بل يبالغ في توكيدها كما فعل النجمُ مالك
-وهي دالّة على سلوك صاحبها سبيل متين العلم لا فضوله , ذلك أن الله يقول"ولا تقف ما ليس لك به علم" , فمن فقا ماليس له به علم وطلب معرفة ذلك ليكون من أهل "أدري" في كل شيء
لاشك سيرتد طرفه خاسئا وهو حسير .. دون أن يحصّل إلا الريب وإن أو همه العُجب .. عكس ذلك
-وهي حاثّة صاحبها على لزوم الدعاء البديع اللطيف "رب زني علما" .. وأنّى لمن كان يظن نفسه يدري -وهو لا يدري- أن يتفطن لهذا الدعاء والمواظبة عليه والإلحاح في المسألة .. من طلب عون الله وتسديده والفتح عليه
أخيرا ..
وهل العالم الرباني .. إلا المتصف بما سبق؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 04:18]ـ
للتوضيح .. مقصودي:العلمُ الذي في قول لا أدري ..
ولم أرد: العلمُ محصور أو كائنٌ في قول لاأدري
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 05:10]ـ
أحسنتم، وأصل ذلك من الكتاب ((ولا تقف ماليس لك به علم)) الآية.
وأخرج أبو خيثمة في كتاب العلم عن أبي مسعود رضي الله عنه أنه قال: ((أيها الناس من سئل عن علم يعلمه فليقل به، ومن لم يكن عنده علم فليقل الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم)).
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 05:25]ـ
صدقت والله بارك الله فيك وأحسن إليك
وما أشقها على النفوس!!
نسأل الله العافية ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 09:31]ـ
اللهم آمين
جزاك الله خيرا أخي المكرم أبا الفداء
وشكر الله للمبجل الشهري إضافته
المهمة
ـ[المخضرمون]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 09:31]ـ
بارك فيكم يا أبا القاسم
ـ[ابو بردة]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 10:50]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
قال السخاوي في المقاصد
حديث: لا أدري نصف العلم،
الدارمي في مسنده من حديث مغيرة عن الشعبي به من قوله، وكذا أخرجه البيهقي في المدخل، ولكن قد روى الهروي في ذم الكلام له من حديث الشعبي قال قال ابن مسعود: إذا سئل أحدكم عما لا يدري فليقل لا أدري. فإنه ثلث العلم، وكذا هو في سنن سعيد بن منصور إلا أنه منقطع بين الشعبي وابن مسعود،
وفي ثبوت لا أدري من الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة عن الصحابة والتابعين فمن بعدهم. الكثير، ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبرائيل عن خير البقاع وشرها قال: لا أدري كما تقدم في: أحب، وعند البيهقي في مناقب الشافعي من طريق أحمد بن حنبل عن الشافعي عن مالك رحمهم الله، قال سمعت محمد بن عجلان يقول: يا أيها الناس من علم منكم علماً فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول العالم لما لا يعلم الله أعلم، قال الله تعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم " قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين " وقد كثر إغفال لا أدري، وترك الحوالة على من يدري، فعم الضرر بذلك نسأل الله التوفيق والسلامة.
انتهى كلامه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 11:03]ـ
بارك الله فيك يا أخي
"عن الأعمش بن أبي الضحى عن مسروق"
أنا أعرف أنها منكم سبق قلم بل أجزم بذلك، لكن هذا منتدى مفتوح ويدخله كل من أراد فأردت التنبيه
"عن الأعمش عن أبي الضحى"
ومعذرة يا أخي الكريم وبارك الله فيما سطرت أناملك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 11:43]ـ
أحسنت أخي المكرّم أبا بكر على التصويب .. شكرالله لك
هو كذلك سبق قلم وذهول
أخوي الكريمين "المخضرمون" وأبا بردة
سلمتما لأخيكما .. وحفظكم ربي عز وجل أجمعين
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 05:47]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و أحسن إليكم على هاته الفوائد.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 10:02]ـ
بقي فقط للإلمام بجميع الموضوع أن تراجع ابن عبد البر في "جامع بيان العلم و فضله"و كذلك كتاب "أخلاق العلماء"للآجري فانهما يبينان أن "لا أدري"نصف العلم و أن عليا بن أبي طالب سئل عما لا يعلمه فقال: يا بردها على الهوى سئلت عما لا أدري فقلت: لا أدري "و قد حضرت مرة شئل العلامة محمد سالم بن عبد الودود عن مسألة فقال: سأفتي فيها بنصف العلم،فسئل عن نصف العلم فقال: لا أدري، نعم، لا أدري هي الفيصل بين العالم الصادق المؤتمن و بين الدجال المفتري المرائي و الصنف الأخير كثير و الأول قليل لقوله تعالى: {و ان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض الا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و قليل ما هم}
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 10:41]ـ
بمناسبة نصف العلم ..
مناسبة تسميتها بذلك
أن العلم شيء تعلمه
وشيء لا تعلمه ..
فمن هنا صح وصفها
بأنها نصف العلم!
زجزاكما الله خيرا
أخوي الكريمين
الشيخ مصطفى وهنيئا لك التتلمذ على هذا العلَم!
وأخي المتواضع عامي شكر الله دعاءك وتعقيبك
ـ[محمد محمود الشنقيطي]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 12:47]ـ
حياك الله شيخنا أبا القاسم وبارك جهدكم وحمد مسعاكم
لقد نبهتم شيخنا على كلمة البديل عنها في زماننا تسارع عوام الناس وصغار الطلبة إلى الإفتاء والإفتاء بالضعيف والجراءة على إلقاء الأحكام الشرعية وتوزيعها يمنة ويسرة
ولعل أخطر هذه الأمور أن الكثيرين منا يلجون المنتديات العلمية بعقلية (أفيدكم ثم أستفيد منكم) هذه أحسن حالاتنا بينما العكس هو الصحيح
نسأل الله أن يصلح أحوالنا(/)
لمنتدى الألوكة أزفها عروسة مجلية، حق لها أن تكتب بماء الذهب
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 06:56]ـ
عقيدة ابن أبي موسى الحنبلي
عقيدة سلفية نقية صافية
قد بذلت فيها الوسع والطاقة لأن أقدمها لكم مفخرة للمسلمين عامة، وللحنابلة خاصة.
حقي عليكم أن لا تُسْكِتوا ألسنتكم، أو تُنْزِلوا أيديكم، عن أن تتوجه بدعوة لي بالغيب.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 12:40]ـ
أبشر فقد اقترب عندنا وقت صلاة الجمعة .... وهذه العقيدة مفخرة المسلمين وإلا فإنني لست حنبليا ... لن أنساك في الصلاة ...
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 12:42]ـ
(ابتسامة بريئة) حتى لانغضب أحدا ...
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 01:14]ـ
جزاكم الله خيرا، هذه من فوائد طبقات الحنابلة، فقد ساق فيه عددا من العقائد الطيبة.
وليته يتيسر لفاضل مثلك جمعها في ملف واحد للإفادة.
ـ[الواحدي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 02:18]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
بارك الله فيك.
وحبَّذا لو قدمت لجهدك بإشارة إلى النسخ التي اعتمدتَ عليها، والمنهج الذي ارتضيته في تقديم بعضها على بعض عند الاختلاف.
ومثال ذلك: قوله: "سبق الأشياء كلّها، فهو قديم قدمها". قلتَ في الهامش: "ويبدو أنه سقط من الكلام لفظة "لا". مع أنّ "لا" مثبتة في "طبقات الحنابلة"، وهو الأشبه بالصواب.
مسألة أخرى: الشريف أبو علي بن أبي موسى لم تكن آراؤه واجتهاداته العقدية "سلفية نقية صافية" بهذا الإطلاق.
وتأمّل قوله: "على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، وعلمه محيط بالأشياء" ...
وشيخ الإسلام يدرجه ضمن متكلمة أهل الحديث، مثل القاضي أبي يعلى وابن الزاغوني والتميميين؛ ممّن تأثروا بالقاضي أبي بكر الباقلاني، وحاولوا أن ينشئوا للحنابلة كلاما كما أنّ لغيرهم (الشافعية) كلاما. وهذا الاتجاه حري بدراسة مستقلة، وقد نبه عليه شيخ الإسلام في أكثر من موضع من مؤلفاته. وهو يمثِّل لحظة استثنائية في خط تطور الفكر العقدي الرابط بين الإمام أحمد وابن تيمية؛ ظهرت، لكنها لم تتبلور ولم تتطور، لأسباب عدّة ليس هنا موضع ذكرها ...
وقد أشار الشيخ "محمد زياد التكلة" مشكورًا إلى العقائد المبثوثة في "طبقات الحنابلة"، وهي جديرة بالدراسة والتحليل. وكان المستشرق "هنري لاووست" أفرد لها دراسة مستقلة ..
والذي تنبغي الإشارة إليه هو أنه ليست كل عقيدة حنبلية عقيدةً سلفية بالمعنى الدقيق للكلمة.
والله أعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 02:26]ـ
(الواحدي) أعرف مآربك فلا أدخل معك في جدال ولا نقاش.
ومن أراد البيان الواضح بنية صادقة، فليراسلني، فبياناتي عند إدارة المنتدى الكريم.
أما أخي (التكلة) فعندي لها صور خطية وليس الطبقات فقط.
ملاحظة: لست حاطب ليل، أو عامي، أو مبتدع، أكتب ما لا أعلم أو أروج لما أعتقد.
ـ[الواحدي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 02:32]ـ
سبحان الله!
وهل اتهمك أحد في عقيدتك أو علمك؟
راجع كلامي، وسيتضح لك أنني لم أُرد إلا الخير ..
والله من وراء القصد.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 02:56]ـ
أخي أنا كلامي واضح ومحدد عندما قلت: (عقيدة سلفية نقية صافية) عنيت هذه العقيدة فقط، فلا علاقة لي بأي مسألة أخرى، أو بأي قول آخر.
أما مسألة ملاحظتك ("على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، وعلمه محيط بالأشياء") فاعلم يا أخي أن هذا هو ما قرره السلف الصالح، ليس فيه ما قد يعلق بذهنك من تشبيه او تكييف لله تعالى عن ذلك.
فقد تقرر بما لا مجال للنقاش فيه أنه كما قال: {على العرش استوى}. وأنه على ملك الكون بما فيه قد احتوى واستطاع وقدر بما ليس فيه عجز أو تقصير، بمعنى: أن له تمام الملك، أو قل: الملك التام. وأن علمه محيط بكل شيئ خلقه كما قال: {لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء}.
فمن المعني أخي بإعادة النظر الآن؟ أليس أنت.
وبالنسبة لموضوع العقائد المروية في طبقات الحنابلة أو في غيرها، فلي ولله الحمد والمنة كتاب مخطوط حتى الآن (يسر الله اخراجه) وتملك الإدارة نسخة منه بعنوان [العقائد المروية عن إمام السادة الحنبلية] جمعت فيه الرسائل الآتية:
1 - رسالة الحسن بن إسماعيل ألربعي.
2 - رسالة محمد بن عوف الطائي.
3 - رسالة عبدوس بن مالك العطار.
4 - رسالة محمد بن حميد الأندرابي (و) محمد بن يونس السرخسي.
5 - رسالة مسدد بن مسرهد ألأسدي.
6 - رسالة أحمد بن جعفر الإصطخري.
7 - رسالة عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي.
8 - رسالة رزق الله بن عبد الوهاب التميمي.
9 - رسالة الإمام إلى الخليفة المتوكل.
قد استطعت جمع شتاتها ونسخها من عدة مكتبات وعدة مصادر.
ملاحظة: من يستطيع أن يخرج هذا الكتاب إلى النور فقد أسدى لي معروفا لن أنساه ما حييت.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 03:28]ـ
..... والذي تنبغي الإشارة إليه هو أنه ليست كل عقيدة حنبلية عقيدةً سلفية بالمعنى الدقيق للكلمة.
والله أعلم.
بارك الله فيكم.
..... وعلى الملك احتوى، وعلمه محيط بالأشياء") فاعلم يا أخي أن هذا هو ما قرره السلف الصالح، ليس فيه ما قد يعلق بذهنك من تشبيه او تكييف لله تعالى عن ذلك.
.
ينبغي ألا نذكر في العقيدة ما لم يأت صريحاً في نص ... فإن جاءت هذه العبارات في نص أو تكلم فيها الصحابة قلنا بها وإلا نسكت.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 03:58]ـ
ينبغي ألا نذكر في العقيدة ما لم يأت صريحاً في نص ... فإن جاءت هذه العبارات في نص أو تكلم فيها الصحابة قلنا بها وإلا نسكت.
والله أعلم.
أخي (العمري) أقول: قال الله تعالى، وتقول أنت هذا الكلام. (إنا لله وإنا إليه راجعون)
أحبتي أحبتي أحبتي بالله عليكم عند النظر والإطلاع إفتحوا أعينكم وركزوا عقولكم، فلم ينفع العمى والهوى غيركم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 04:26]ـ
أخى الكريم الشيخ السكران
أين النص الذي فيه (( ..... وعلى الملك احتوى،))
ولم أفهم هذه العبارةفلم ينفع العمى والهوى غيركم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 04:29]ـ
ألا تكفيك القراءة السبعية لقوله تعالى: {ملك يوم الدين}؟.
ولا تقل لي: هذا خاص بيوم الدين. فإنه من ملك يوم الدين ملك كل الأيام بلا استثناء.
أما معنى عبارتي فهي تفسر نفسها.
ثم ما الذي يضيركم في أن يصنف حنبلي عقيدة؟!! فقط الحنابلة على كلامكم في تصنيفاتهم العقيدة دخل، وغيرهم من المذاهب أو الطوائف ملائكة؟!!
ولعل هذا الكلام من تفسيرات عبارتي.
وعلى كلٍ من خالف الحق فهو مردود عليه، سواء أكان حنبلي أو غيره.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 04:34]ـ
لن أكمل المناقشة في هذا الموضوع لئلا أقع فيما لا أحب من الكلام فالبعض رغم ما حصلوه من علوم لم يتعلموا أدب الحوار والخلاف ###
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 04:52]ـ
بارك الله في الإخوة الواحدي والتميمي والعمري
أخي التميمي مالك يا رجل مْعَصِّبْ كده روق شويا (ابتسامة)
كلام الواحدي والعمري ليس فيه ما يستدعي الغضب ولا طعن في عملك ولا في الحنابلة
ليس كل الحنابلة على عقيدة السلف الخالصة هذا لا يجادل فيه محققي الحنابلة في الاعتقاد كابن تيمية وغيره لكنهم أقل المذاهب بدعة
أرجو مناقشة الملاحظات بهدوء وروية
بوركتم جميعا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 04:56]ـ
أرجو عدم الخروج عن الموضوع
ـ[الواحدي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 07:15]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
الأخ الكريم: "التميمي".
لمّا أرفقتَ رسالة الشريف ابن أبي موسى بموضوعك، ما الذي بعثك على ذلك؟ إذا كان مجرد إفادتنا بـ "عقيدة" الشريف، فهي مذكورة في "طبقات الحنابلة"، وكان يكفيك أن تقول: "انظر: طبقات الحنابلة، ج2، ص 183 - 184.
أمّا إذا كان الغرض هو إطلاعنا على الجهد الذي بذلتَه أنت في إخراج الرسالة استنادًا إلى مصادر أخرى غير "الطبقات"، فهذا أيضًا لا يخلو من باعثين:
_ إمّا أنّك فعلتَ ذلك لنطّلع عليها ولا نعقِّب. وفي هذه الحالة كان ينبغي أن تدرج موضوعك في "مكتبة المجلس"، وتكتب بالحرف العريض: يرجى عدم التعليق!
_ وإمّا أنّك أرفقتها بالموضوع لتستفيد من وجهات نظر إخوانك وتعليقاتهم. وهذا هو الذي ظننتُه ...
وإذا كان ظني في محلِّه، فإنه كان أوْلَى بك أن ترحِّب بأي تعليق أو تعقيب؛ لأنّ الذي يفعل ذلك إنما يفعله بعد أن اهتمّ بموضوعك، ثم قرأ إنجازك، ثم خصّص لك وقتًا ... وهذا كله يقتضي الشكر والتقدير.
وحتى لو أخطأ المتعقب لجهدك العلمي، فإنّ مراعاة ما تجشَّمه تقتضي أن تتلطف في الجواب، وتصوِّب له برفق، وتشكره على اهتمامه ...
ولا أكتمك أنّ ما لفت انتباهي إلى موضوعك هو قولك "عروسة". وأنت تعلم أنّ الصواب "عروس" .. و"العروسة" تطلق في مصر على إحدى أدوات التعذيب ... وعامية أهل الشام أقرب إلى الفصحى، فهم يقولون "إصبع عروس"، و"لفّة عروس" ... إلخ.
واستوقفني كذلك وصفك للعقيدة بأنها "عقيدة سلفية نقية صافية". وكأنّه توجد عقيدة سلفية "غير نقية" أو "غير صافية"!
ثم لمّا قرأت موضوعك، وجدته أهم من التوقف عند هذه الجزئيات، فصرفتُ النظر عنها مراعاةً للأهم.
والأهم في نظري هو أنه كان ينبغي أن تشير إلى مصادرك المخطوطة والمطبوعة، وإلى الرموز التي استعملتها محيلا عليها، ثم إلى المنهج الذي اتبعتَه في تعاملك مع هذه المصادر.
ولهذا قلتُ في تعقيبي:
"ومثال ذلك: قوله: "سبق الأشياء كلّها، فهو قديم قدمها". قلتَ في الهامش: "ويبدو أنه سقط من الكلام لفظة "لا". مع أنّ "لا" مثبتة في "طبقات الحنابلة"، وهو الأشبه بالصواب."
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان "طبقات الحنابلة" من مصادرك، لماذا تجاهلتَه في هذا الموضع؟ وعلى أي أساس أثبتّ "قديم قدمها" وجعلت التصويب محتمَلا في الهامش؟
والآن أنتقل إلى مسألة "على الملك احتوى":
وأصارحك أنني لا أحبِّذ الخوض في دقيق مسائل العقيدة على الأنترنت، لأنها مسائل بالغة "الحساسية"، وغالبا ما ترتبط في أذهان البعض بالتكفير أو التبديع. والدليل أنك حسبتني أشكك في سلامة عقيدتك أو سلامة عقيدة الشريف ابن أبي موسى رحمه الله، والأمر خلاف ذلك ...
وتذكّر أنني قلت:
"وتأمّل قوله: "على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، وعلمه محيط بالأشياء"
فلم أجزم بشيء، بل طلبتُ منك التأمُّل. فاعتقدتَ أنّني أومئ إلى تشبيه أو تكييف محذورَين، والأمر ليس كذلك ...
بل استوقفني فيها ذلك الترتيب المتعاقب المتجاور بين الاستواء، والهيمنة أو الإحاطة، والعِلم. وما استغربته إلا لأنّني تذكّرت كلاما لشيخ الإسلام ابن تيمية يقرِّر فيه أنَّ الجهمية يفسّرون "على العرش استوى" بمعنى "على الملك احتوى". فتوقَّفتُ ولم أضف حرفًا واحدًا، لأنني تذكرت أيضًا أنّ هذه العبارة موجودة بنصها في مقدمة الرسالة لابن أبي زيد القيرواني ..
وأنت لو قارنتَ بين مقدمة الرسالة وعقيدة الشريف ابن أبي موسى لوجدت تطابقات في اللفظ والصياغة في عدّة مواضع. وهذا ممّا ينبغي تناوله في تحقيقك لعقيدة ابن أبي موسى الهاشمي ...
إذ نصها يوحي أنه اطلع على كلامي القيرواني. ويمكن أن يكون بلغه ذلك عن طريق أحد التميميين الذين كانت لهم صلة وثيقة بالباقلاني.
وفي حدود اطلاعي المتواضع، عبارة "على الملك احتوى" لم ترد في السنّة ولا على لسان القرون الثلاثة الأولى. وقد يكون ابن أبي زيد القيرواني أوّل مَن استعملها ...
وتفسير الاحتواء بالإحاطة فيه ما لا يخفى من التكلُّف، ومعناه في هذا الموضوع، بهذا السياق حسب الشرَّاح: إحاطة قدرته بجميع الكائنات. وقد بيَّن شيخ الإسلام أنّ ابن أبي زيد إنما أضاف "وعلى الملك احتوى" للتفريق بين الاستواء والاستيلاء.
ولكن، هل يصح إطلاق "الاستيلاء" على الله فيما عدا العرش؟ هذه مسألة ...
وهل ثبت عن السلف أنهم قالو في حق الله تعالى "على المُلك احتوى" بهذا اللفظ؟ وهذه مسألة ثانية ...
وهذه المسائل أتركها لأهل هذا الشأن من إخواننا في هذا المنتدى، وعددهم -بحمد الله- ليس بالقليل ...
والذي قصدتُه في مشاركتي الأولى لم يكن جميع هذا؛ بل أردتُ التنبيه إلى أنّ "العقائد الحنبلية" ليست "ساذجة" كما يعتقد بعض الباحثين .. صحيح أنّها كُتبت بعبارة سهلة، وروعي فيها الإيجاز، وكان الهدف منها التلقين. ولكنها كانت محكمَة البناء، دقيقة العبارة، خاضعة لمنهج وُضع سلفًا. كما أن صياغتها وترتيب مسائلها تطوّر عبر الزمن، بحسب المخالفين وبدعهم وظهور أمرهم. وهذا كله يقتضي دراسةً مستقلّة ... وأنت إذا تأمّلتَ "العقيدة الواسطية" –مثلا- تجد أنّه ما من إثبات فيها إلا ويتضمّن ردًّا على نفاته، وما من نفي إلا ويشير إلى بطلان رأي مثبتي ضدِّه ... إلخ.
فيا أخي "التميمي": إذا أردت أن نتناقش بهدوء، وتواضع، وأدب، وبأسلوب علمي، فيا حبّذا ...
وإذا كنت كلمّا ناقشك أحد الإخوة نهرتَه واتهمته، أعْلِمُك أنّني لا يمكنني أن أستمر معك في النقاش. فاعذرني ...
والله من وراء القصد. وهو الهادي إلى الحق بإذنه.
ـ[القضاعي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 07:33]ـ
ألا تكفيك القراءة السبعية لقوله تعالى: {ملك يوم الدين}؟.
.
بارك الله في هذا العمل يا أخي , واخوانك يقصدون لفظة ((احتوى)) فهل من دليل عليها؟
قال ابن فارس في المقاييس: (حوي) الحاء والواو وما بعده معتلٌّ أصل واحد، وهو الجمع يقال حوَيْتُ الشيءَ أحويه حَيَّا، إذا جمعتَه.
قال ابن الاعرابي: الحَوِيُّ المالك بعد استحقاق.
وقال الزمخشري في أساس البلاغة: ومن المجاز: احتوى على الشيء: استولى عليه.
وفي تاج العروس قال الزبيدي: وفي الصِّحاحِ: احْتَوَى على الشيءِ: أَلْمَأَ عليه.
وقال ابن دريد في تهذيب اللغة: ويقال: احتوى فلان على كذا وكذا، إذا استولى عليه.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 07:42]ـ
الشيخ الكريم الواحدي
يرجى مراجعة الخاص
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 08:25]ـ
والله إخوتي كان بإمكاني أن لا أكتب المشاركة أصلاً، وكان بإمكانكم أن لا تدخلوا للمشاركة فيها.
ولكن قضاء الله وما شاء فعل.
لست مجادلاً، فما لي في مناقشتم فائدة.
ألم يكن الأحرى إن كان عندكم تساؤلات أو إشكالات عرضها هي فقط دون التعرض لأي شيء آخر؟.
عندما وضعت مشاركتي فعلا لم أحسب حساب تنوع المطلعين على المشاركة واختلاف مشاربهم ومآربهم، فالحق عليّ.
ليكن في معلوم الأحبة أنني لا أغضب إلا إذا قلنا: قال الله؛ قال رسوله، ثم لم يرضيكم هذا. فلا حول ولا قوة إلا بالله.
أما تفاصيل العقيدة ومهجها ومنهجي فيها، فليس هذا مجال بحثه فغرضي هو الإستفادة من مثل هذه العقائد الصافية السليمة ورغم أنف من لم يرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 08:39]ـ
على صعيد آخر!
الأخ المكرم التميمي:
شوقتنا للمجموع الذي تحدثت عنه، هل المشكلة في عدم وجود ناشر؟
أرجو الإفادة.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 08:39]ـ
شيخنا الواحدي - نفع الله بكم - تعليقات قيمة ومفيدة جعلها الله في ميزان حسناتكم
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 08:42]ـ
شيخنا التميمي نفع الله بجهدكم، وأبي الله إلا أن يكون الكمال لكتابه
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 08:43]ـ
على صعيد آخر!
الأخ المكرم التميمي:
شوقتنا للمجموع الذي تحدثت عنه، هل المشكلة في عدم وجود ناشر؟
أرجو الإفادة.
والله أخي (محمد) إني أكتب الرد وأنا أضحك أضحك الله سنك بالخير والصحة، فقد أعجتني كلماتك (على صعيد آخر).
نعم أخي عدم وجود الناشر الذي همه الفائدة العلمية، وعدم وجود المال لأنشره على نفقتي. ودمتم سالمين آمين
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 08:46]ـ
شيخنا التميمي نفع الله بجهدكم، وأبي الله إلا أن يكون الكمال لكتابه
هل قرأت العقيدة أخي أبا عبد الرحمن؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 08:47]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل التميمي
ولكن زفّ عروسا لا عروسة
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 09:03]ـ
هل قرأت العقيدة أخي أبا عبد الرحمن؟
نعم قرأتها. وهي بحاجة منكم للتعليق على بعض المواضع الموهمة
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 01:27]ـ
والله أحبتي قد ألجأتموني إلى ما أتعبني جسديا ونفسيا. ولكن سامحكم الله جميعا فقد تقولتم عليّ بأقاويل أنا منها بريء. ومتى عهدتموني أسير تبعا لهوى نفسي.
على كلٍ سأترك كل هذا جانبا وأضع أمامكم شرحا موجزا لما قد يغمض أو يشكل على بعض الأحبة من مسائل العقيدة، ولعله يجلي ما قد يعلق في الأذهان، فوالله لقد أتعبت الأحرف الصغيرة عند الكتابة عيني فسامحكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن يا كريم
ص: (باب: ما تنطق به الألسنة، وتعتقده الأفئدة، من واجب الديانات).
أقول: أي هذا باب يذكر فيه ما يجب نطقا واعتقادا، وذلك على وجه الجمع والتفكيك.
ص: (حقيقة الإيمان عند أهل الأديان: الاعتقاد بالقلب، والنطق باللسان).
أقول: أي أن حقيقة الإيمان المعتبر الصحيح الذي ينفع صاحبه، وذلك عند أهل الأديان الحقة هي: أن يعتقد الشخص بقلبه، وينطق بلسانه ما سيأتي تقريره إن شاء الله تعالى بعد ذلك. والمراد: أن هذا الآتي مما يجب نطقا واعتقادا على التلازم الإقرار به.
ولا تنافي في كلام الشيخ رحمه الله هنا وفيما سيأتي إن شاء الله حيث قرر هناك أن الإيمان مركب من القول باللسان، وإخلاص القلب، وعمل الجوارح. فهنا رحمه الله بين أصل الإيمان، وهناك بين الإيمان الكامل.
ص: (أن الله تعالى واحد أحد، فرد صمد، لا يغيره الأبد، ليس له والد ولا ولد).
أقول: دل على وحدانيته سبحانه وتعالى قوله: {فاعلم أنه لا إله إلا الله}، وقوله: {وإلهكم إله واحد}، فكونه واحد فرد صمد سبحانه لا خلاف فيه من الأمة.
فلذلك استحق أن لا يتغير على مدى الأيام، فلا يبلى ولا يفنى سبحانه. وسيأتي مزيد بيان لذلك.
ويكفي في بيان هذا الأمر وإثباته أن تقرأ سورة الإخلاص فهي سيف قاطع.
ص: (وأنه سميع بصير، بديع قدير، حكيم خبير، علي كبير، ولي نصير، قوي مجير).
أقول: أخذ يعدد رحمه الله بعض صفات الله تعالى والتي استحق بها وبغيرها أن يكون الواحد الأحد المعبود دون سواه.
وكل هذه الصفات قد نطق بها الله تعالى في كتابه الكريم.
ص: (ليس له شبيه ولا نظير، ولا عون ولا ظهير، ولا شريك ولا وزير، ولا ند ولا مشير).
أقول: قال الله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}، فليس له سبحانه شبيه يشبهه في ذاته، ولا نظير له في صفاته.
كما أنه لا عون له يعينه لعجزه وافتقاره، ولا ظهير له يسانده لافتقاره، فهو الغالب سبحانه والقاهر.
كما أنه لا شريك له في أفعاله إذ منه الوجود والاختراع سبحانه، كما أنه لا وزير له يدير شؤونه ويحمل ثقله ويعينه في تدبير خلقه، لتمكنه من تمييز الخلق كلهم ولو اجتمعوا على صعيد واحد كلهم. ومن كان كذلك فلا ند له ولا مشير أيضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ص: (سبق الأشياء كلها، فهو قديم قدمها، وعلم كون وجودها في نهاية عدمها)
أقول: قد سبق الأشياء كلها في الوجود، فليس وجوده مفتتحا فيكون له أول، ولا منقضيا فيكون له آخر، فهو واجب الوجود لا يقبل الانتفاء، فمحال في حقه الأولية والأخروية، قال تعالى: {هو الأول والآخر}، فهو السابق للأشياء الباقي بعدها.
فعلى ذلك فهو سبحانه وتعالى قديم قدمها، بمعنى أنه ما من قديم إلا والله أقدم منه. على ما تقرر قبل ذلك.
وهذه الأشياء تخالف ذات الله سبحانه في أن وجودها مترتب على بقائها، ولما تقرر أن مصيرها إلى العدم، فعلم الله سبحانه ذلك بعلمه الغيب ولأنه هو خالقها أن نهاية وجودها بعدمها.
ص: (لم تملكه الخواطر فتكيفه، ولم تدركه الأبصار فتصفه، ولم يخل من علمه مكان فيقع به التأيين، ولم يعدمه زمان فيطلق عليه التأوين، ولم يتقدمه دهر ولا حين، ولا كان قبله كون ولا تكوين، {ولا حل في الأشياء تعالى الله رب العالمين}. ولا تجري ماهيته في مقال، ولا تخطر كيفيته ببال، ولا يدخل في الأمثال والأشكال).
أقول: قال الله تعالى: {ولا يحيطون به علما}، وقال: {لا تدركه الأبصار}، وقال تعالى: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم}، وقال تعالى: {هو الأول والآخر}، وقال: {كل يوم هو في شأن}.
فعليه فإن الله تعالى لم تتصوره العقول والأفكار فتكيفه، ولم تره الأبصار فتصفه، وعلمه محيط بكل شيء كما قال: {لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض} فلا يقال أين، ولم يخل زمان من الأزمان من وجوده سبحانه حتى يقال أين كان؟، فلم يتقدمه دهر ولا حين ولا كان قبله كون ولا تكوين فهو الأول قبل كل شيء، وقد تقدم الإشارة إلى هذا، كما أنه لا يحل في الأشياء تعالى الله رب العالمين، لاستلزام ذلك أمورا لا تليق بالله تعالى من التشكل ونحوها، وكما أنه لا تجري ماهيته في مقال، لعظمته سبحانه وتعالى وعجز العقول عن إدراكها، فلذلك لا تخطر كيفيته ببال، ولا يدخل في الأمثال والأشكال.
فلا يقدر أهل الفكرة والاعتبار أن ينتهون إلى الإحاطة بأمره وشأنه. قال تعالى: {ولا يحيطون بشيء من علمه}.
ص: (صفاته كذاته، ليس بجسم في صفاته، جل أن يشَبَّه بمبتدعاته، أو يضاف إلى مصنوعاته، [ليس كمثله شيء وهو السميع البصير]).
أقول: أي أن صفاته سبحانه وتعالى الذاتية والفعلية والخبرية في الحرمة والتقديس كذاته سبحانه، من حيث أنه لا ابتداء لوجودها ولا انتهاء، فلذلك لا نجعل هذه الصفات مركبة في جسم فنشبهه، جل أن يشبه بمبتدعاته ا وان يضاف إلى مصنوعاته ومخلوقاته، قال تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
ص: (أراد ما العالم فاعلوه، ولو عصمهم لما خالفوه، ولو شاء أن يطيعوه جميعاً لأطاعوه، خلق الخلائق وأفعالهم، وقدر أرزاقهم وآجالهم، لا سمي له في أرضه وسماواته، {ولا عديل له في حكمه وإرادته}).
أقول: أي أن كل ما يفعله العباد من طاعة أو معصية فهي مرادة لربنا داخلة تحت إرادة ومشيئته، فالله خالق كل شيء، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
فلو عصم عباده سبحانه من الخطأ والزلل لما خالفوه، ولو شاء وأراد أن يطيعوه جميعا فلا يعصوه لكان ما أراد سبحانه، فكل ذلك قدره.
فقد خلق الخلق وأفعالهم، كما قدر أرزاقهم وآجالهم، فلا سمي له بمعنى هذا الاسم وما يقتضيه من أحد من خلقه، ولا عديل موازي له في حكمه وإرادته، وقد تقدم الإشارة إلى هذا.
ص: (على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، وعلمه محيط بالأشياء، كذلك سئل الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه عن قوله تعالى: [ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا]. فقال: علمه {تعالى}).
أقول: قال الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}، قال الإمام مالك: الاستواء معلوم، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
وعلى الملك احتوى، أي اشتمل فلم يدع لغيره ملكا إلا هو مالك له. فهو راجع إلى معنى القدرة والقوة، وأنه لا مالك إلا هو، ولا قادر على كل مقدور سواه، فأحاطت قدرته بجميع المخلوقات.
قال تعالى: {وهو القاهر فوق عباده}، وقال: {ملك يوم الدين}، وقال: {وقد أحطنا بما لديه خبرا}.
(يُتْبَعُ)
(/)
واستلزم كمال الملك كمال الإحاطة، وعليه قال: وعلمه محيط بالأشياء، ثم قرره بما قاله الإمام أحمد حين سئل عن قوله تعالى: [ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا]. فقال: علمه {تعالى}
الآن أسرد باقي العقيدة، فهو واضح جلي لمن تدبره:
ص: وأن القرآن كلام الله {تعالى}، وصفة من صفات ذاته. وأنه غير محدث ولا مخلوق، كلام رب العالمين في صدور الحافظين، وعلى ألسن الناطقين، وفي أسماع السامعين، وبأكف الكاتبين، وبملاحظة الناظرين؛ برهانه ظاهر، وحكمه قاهر، ومعجزه باهر.
وأن الله تعالى كلم موسى تكليماً، وتجلى للجبل فجعله دكاً هشيماً.
وأنه خلق النفوس فسواها، وألهمها فجورها وتقواها. والإيمان بالقدر، خيره وشره، حلوه ومره، كل من الله تعالى.
وأن مع كل عبد رقيباً وعتيداً، وحفيظاً وشهيداً، يكتبان حسناته، ويحصيان سيئاته.
وأن كل مؤمن وكافر، وبر {و} فاجر، يعاين عمله عند حضور منيته، ويعلم مصيره قبل ميتته.
وأن منكراً ونكيراً إلى كل أحد ينزلان، سوى النبيين، فيسألانه ويمتحنانه عما يعتقده من الأديان.
وأن المؤمن يحبر في قبره بالنعيم، والكافر يعذب بالعذاب الأليم.
وأنه لا محيص لمخلوق من القدر المقدور، ولن يتجاوز ما خط في اللوح المسطور [وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور].
وأن الله جل اسمه يعيد خلقهم كما بدأهم، ويحشرهم كما أنشأهم، من صفائح القبور، وبطون الحيتان، وتخوم البحور، وأجواف السباع، وحواصل النسور.
وأن الله تعالى يتجلى في القيامة لعباده الأبرار، فيرونه بالعيون والأبصار.
وأنه يخرج أقواماً من النار، ويسكنهم {الجنة} دار القرار.
وأنه يقبل شفاعة محمد المختار صلى الله عليه وسلم في أهل الكبائر والأوزار.
وأن الميزان حق، يوضع لوزن أعمال العباد، فمن ثقلت موازينه نجا من النار، {ومن خفت موازينه أدخل جهنم وبئس القرار}.
وأن الصراط حق يجوزه الأبرار، {ويعجز عنه الكفار}.
وأن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم حق يرده المؤمنون، ويذاد عنه الكفار.
وأن الإيمان غير مخلوق، وهو: قول باللسان، وإخلاص بالجنان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة، وينقص بالأوزار.
وأن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وأفضل المرسلين، وأمته خير الأمم أجمعين، وأفضلهم القرن الذين آمنوا به، وشاهدوه وصدقوه، وأفضل القرن الذين صحبوه أربع عشرة مئة بايعوه بيعة الرضوان، وأفضلهم أهل بدر إذ نصروه، وأفضلهم أربعون في الدار كنفوه، وأفضلهم عشرة عزروه ووقروه، شهد لهم بالجنة، وقبض وهو عنهم راض، وأفضل هؤلاء العشرة الأبرار: الخلفاء الراشدون المهديون الأربعة الأخيار، وأفضل الأربعة أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي الرضا عليهم السلام، وأفضل القرون {بعدهم} {القرن} الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يتبعونهم.
وأن نتولى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسرهم، ولا نبحث عن اختلافهم في أمرهم، ونمسك عن الخوض في ذكرهم إلا بأحسن الذكر لهم.
وأن نتولى أهل القبلة، ممن ولي حرب المسلمين على ما كان منهم، من علي وطلحة والزبير وعائشة أم المؤمنين ومعاوية رضوان الله عليهم، ولا ندخل فيما شجر بينهم، إتباعاً لقول رب العالمين: [والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم]، {والحمد لله رب العالمين}.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 03:43]ـ
[ص: (باب: ما تنطق به الألسنة، وتعتقده الأفئدة، من واجب الديانات).
أقول: أي هذا باب يذكر فيه ما يجب نطقا واعتقادا، وذلك على وجه الجمع والتفكيك.
ص: (حقيقة الإيمان عند أهل الأديان: الاعتقاد بالقلب، والنطق باللسان).
أقول: أي أن حقيقة الإيمان المعتبر الصحيح الذي ينفع صاحبه، وذلك عند أهل الأديان الحقة هي: أن يعتقد الشخص بقلبه، وينطق بلسانه ما سيأتي تقريره إن شاء الله تعالى بعد ذلك. والمراد: أن هذا الآتي مما يجب نطقا واعتقادا على التلازم الإقرار به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا تنافي في كلام الشيخ رحمه الله هنا وفيما سيأتي إن شاء الله حيث قرر هناك أن الإيمان مركب من القول باللسان، وإخلاص القلب، وعمل الجوارح. فهنا رحمه الله بين أصل الإيمان، وهناك بين الإيمان الكامل.
ص: (أن الله تعالى واحد أحد، فرد صمد، لا يغيره الأبد، ليس له والد ولا ولد).
أقول: دل على وحدانيته سبحانه وتعالى قوله: {فاعلم أنه لا إله إلا الله}، وقوله: {وإلهكم إله واحد}، فكونه واحد فرد صمد سبحانه لا خلاف فيه من الأمة.
فلذلك استحق أن لا يتغير على مدى الأيام، فلا يبلى ولا يفنى سبحانه. وسيأتي مزيد بيان لذلك.
ويكفي في بيان هذا الأمر وإثباته أن تقرأ سورة الإخلاص فهي سيف قاطع.
ص: (وأنه سميع بصير، بديع قدير، حكيم خبير، علي كبير، ولي نصير، قوي مجير).
أقول: أخذ يعدد رحمه الله بعض صفات الله تعالى والتي استحق بها وبغيرها أن يكون الواحد الأحد المعبود دون سواه.
وكل هذه الصفات قد نطق بها الله تعالى في كتابه الكريم.
ص: (ليس له شبيه ولا نظير، ولا عون ولا ظهير، ولا شريك ولا وزير، ولا ند ولا مشير).
أقول: قال الله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}، فليس له سبحانه شبيه يشبهه في ذاته، ولا نظير له في صفاته.
كما أنه لا عون له يعينه لعجزه وافتقاره، ولا ظهير له يسانده لافتقاره، فهو الغالب سبحانه والقاهر.
كما أنه لا شريك له في أفعاله إذ منه الوجود والاختراع سبحانه، كما أنه لا وزير له يدير شؤونه ويحمل ثقله ويعينه في تدبير خلقه، لتمكنه من تمييز الخلق كلهم ولو اجتمعوا على صعيد واحد كلهم. ومن كان كذلك فلا ند له ولا مشير أيضا.
ص: (سبق الأشياء كلها، فهو قديم قدمها، وعلم كون وجودها في نهاية عدمها)
أقول: قد سبق الأشياء كلها في الوجود، فليس وجوده مفتتحا فيكون له أول، ولا منقضيا فيكون له آخر، فهو واجب الوجود لا يقبل الانتفاء، فمحال في حقه الأولية والأخروية، قال تعالى: {هو الأول والآخر}، فهو السابق للأشياء الباقي بعدها.
فعلى ذلك فهو سبحانه وتعالى قديم قدمها، بمعنى أنه ما من قديم إلا والله أقدم منه. على ما تقرر قبل ذلك.
وهذه الأشياء تخالف ذات الله سبحانه في أن وجودها مترتب على بقائها، ولما تقرر أن مصيرها إلى العدم، فعلم الله سبحانه ذلك بعلمه الغيب ولأنه هو خالقها أن نهاية وجودها بعدمها.
ص: (لم تملكه الخواطر فتكيفه، ولم تدركه الأبصار فتصفه، ولم يخل من علمه مكان فيقع به التأيين، ولم يعدمه زمان فيطلق عليه التأوين، ولم يتقدمه دهر ولا حين، ولا كان قبله كون ولا تكوين، {ولا حل في الأشياء تعالى الله رب العالمين}. ولا تجري ماهيته في مقال، ولا تخطر كيفيته ببال، ولا يدخل في الأمثال والأشكال).
أقول: قال الله تعالى: {ولا يحيطون به علما}، وقال: {لا تدركه الأبصار}، وقال تعالى: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم}، وقال تعالى: {هو الأول والآخر}، وقال: {كل يوم هو في شأن}.
فعليه فإن الله تعالى لم تتصوره العقول والأفكار فتكيفه، ولم تره الأبصار فتصفه، وعلمه محيط بكل شيء كما قال: {لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض} فلا يقال أين، ولم يخل زمان من الأزمان من وجوده سبحانه حتى يقال أين كان؟، فلم يتقدمه دهر ولا حين ولا كان قبله كون ولا تكوين فهو الأول قبل كل شيء، وقد تقدم الإشارة إلى هذا، كما أنه لا يحل في الأشياء تعالى الله رب العالمين، لاستلزام ذلك أمورا لا تليق بالله تعالى من التشكل ونحوها، وكما أنه لا تجري ماهيته في مقال، لعظمته سبحانه وتعالى وعجز العقول عن إدراكها، فلذلك لا تخطر كيفيته ببال، ولا يدخل في الأمثال والأشكال.
فلا يقدر أهل الفكرة والاعتبار أن ينتهون إلى الإحاطة بأمره وشأنه. قال تعالى: {ولا يحيطون بشيء من علمه}.
ص: (صفاته كذاته، ليس بجسم في صفاته، جل أن يشَبَّه بمبتدعاته، أو يضاف إلى مصنوعاته، [ليس كمثله شيء وهو السميع البصير]).
أقول: أي أن صفاته سبحانه وتعالى الذاتية والفعلية والخبرية في الحرمة والتقديس كذاته سبحانه، من حيث أنه لا ابتداء لوجودها ولا انتهاء، فلذلك لا نجعل هذه الصفات مركبة في جسم فنشبهه، جل أن يشبه بمبتدعاته ا وان يضاف إلى مصنوعاته ومخلوقاته، قال تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ص: (أراد ما العالم فاعلوه، ولو عصمهم لما خالفوه، ولو شاء أن يطيعوه جميعاً لأطاعوه، خلق الخلائق وأفعالهم، وقدر أرزاقهم وآجالهم، لا سمي له في أرضه وسماواته، {ولا عديل له في حكمه وإرادته}).
أقول: أي أن كل ما يفعله العباد من طاعة أو معصية فهي مرادة لربنا داخلة تحت إرادة ومشيئته، فالله خالق كل شيء، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
فلو عصم عباده سبحانه من الخطأ والزلل لما خالفوه، ولو شاء وأراد أن يطيعوه جميعا فلا يعصوه لكان ما أراد سبحانه، فكل ذلك قدره.
فقد خلق الخلق وأفعالهم، كما قدر أرزاقهم وآجالهم، فلا سمي له بمعنى هذا الاسم وما يقتضيه من أحد من خلقه، ولا عديل موازي له في حكمه وإرادته، وقد تقدم الإشارة إلى هذا.
ص: (على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، وعلمه محيط بالأشياء، كذلك سئل الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه عن قوله تعالى: [ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا]. فقال: علمه {تعالى}).
أقول: قال الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}، قال الإمام مالك: الاستواء معلوم، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
وعلى الملك احتوى، أي اشتمل فلم يدع لغيره ملكا إلا هو مالك له. فهو راجع إلى معنى القدرة والقوة، وأنه لا مالك إلا هو، ولا قادر على كل مقدور سواه، فأحاطت قدرته بجميع المخلوقات.
قال تعالى: {وهو القاهر فوق عباده}، وقال: {ملك يوم الدين}، وقال: {وقد أحطنا بما لديه خبرا}.
واستلزم كمال الملك كمال الإحاطة، وعليه قال: وعلمه محيط بالأشياء، ثم قرره بما قاله الإمام أحمد حين سئل عن قوله تعالى: [ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا]. فقال: علمه {تعالى}
الآن أسرد باقي العقيدة، فهو واضح جلي لمن تدبره:
ص: وأن القرآن كلام الله {تعالى}، وصفة من صفات ذاته. وأنه غير محدث ولا مخلوق، كلام رب العالمين في صدور الحافظين، وعلى ألسن الناطقين، وفي أسماع السامعين، وبأكف الكاتبين، وبملاحظة الناظرين؛ برهانه ظاهر، وحكمه قاهر، ومعجزه باهر.
وأن الله تعالى كلم موسى تكليماً، وتجلى للجبل فجعله دكاً هشيماً.
وأنه خلق النفوس فسواها، وألهمها فجورها وتقواها. والإيمان بالقدر، خيره وشره، حلوه ومره، كل من الله تعالى.
وأن مع كل عبد رقيباً وعتيداً، وحفيظاً وشهيداً، يكتبان حسناته، ويحصيان سيئاته.
وأن كل مؤمن وكافر، وبر {و} فاجر، يعاين عمله عند حضور منيته، ويعلم مصيره قبل ميتته.
وأن منكراً ونكيراً إلى كل أحد ينزلان، سوى النبيين، فيسألانه ويمتحنانه عما يعتقده من الأديان.
وأن المؤمن يحبر في قبره بالنعيم، والكافر يعذب بالعذاب الأليم.
وأنه لا محيص لمخلوق من القدر المقدور، ولن يتجاوز ما خط في اللوح المسطور [وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور].
وأن الله جل اسمه يعيد خلقهم كما بدأهم، ويحشرهم كما أنشأهم، من صفائح القبور، وبطون الحيتان، وتخوم البحور، وأجواف السباع، وحواصل النسور.
وأن الله تعالى يتجلى في القيامة لعباده الأبرار، فيرونه بالعيون والأبصار.
وأنه يخرج أقواماً من النار، ويسكنهم {الجنة} دار القرار.
وأنه يقبل شفاعة محمد المختار صلى الله عليه وسلم في أهل الكبائر والأوزار.
وأن الميزان حق، يوضع لوزن أعمال العباد، فمن ثقلت موازينه نجا من النار، {ومن خفت موازينه أدخل جهنم وبئس القرار}.
وأن الصراط حق يجوزه الأبرار، {ويعجز عنه الكفار}.
وأن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم حق يرده المؤمنون، ويذاد عنه الكفار.
وأن الإيمان غير مخلوق، وهو: قول باللسان، وإخلاص بالجنان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة، وينقص بالأوزار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وأفضل المرسلين، وأمته خير الأمم أجمعين، وأفضلهم القرن الذين آمنوا به، وشاهدوه وصدقوه، وأفضل القرن الذين صحبوه أربع عشرة مئة بايعوه بيعة الرضوان، وأفضلهم أهل بدر إذ نصروه، وأفضلهم أربعون في الدار كنفوه، وأفضلهم عشرة عزروه ووقروه، شهد لهم بالجنة، وقبض وهو عنهم راض، وأفضل هؤلاء العشرة الأبرار: الخلفاء الراشدون المهديون الأربعة الأخيار، وأفضل الأربعة أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي الرضا عليهم السلام، وأفضل القرون {بعدهم} {القرن} الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يتبعونهم.
وأن نتولى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسرهم، ولا نبحث عن اختلافهم في أمرهم، ونمسك عن الخوض في ذكرهم إلا بأحسن الذكر لهم.
وأن نتولى أهل القبلة، ممن ولي حرب المسلمين على ما كان منهم، من علي وطلحة والزبير وعائشة أم المؤمنين ومعاوية رضوان الله عليهم، ولا ندخل فيما شجر بينهم، إتباعاً لقول رب العالمين: [والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم]، {والحمد لله رب العالمين}. [/ size][/font][/size]
توجيه شيخنا الواحدي أنها عبارة ابن أبي زيد المالكي. لكن ابن أبي زيد – رحمه الله – صرح بالفوقية. ولذلك انتقد هذه الكلمة القاضي عبدالوهاب في شرحه على عقيدة ابن أبي زيد. وإن كان قد قرر أن معناها صحيح، ولكن قال أن النص لم يرد بها. وكذلك قال ابن أبي زيد (بذاته) فتعين مراده رحمه الله خلاف الشريف أبو جعفر
قولكم (أن الله لا يتغير) هذه كلمة موهمة، فأهل البدع يطلقونها لمعنى فاسد. فهم يريدون نفي صفات الله الفعلية. ولذلك أرى التعليق عليها والله أعلم
قولكم شرحا (فلا يقال أين) ايضا هذا خلاف السنة وخلاف العقيدة الصحيحة.
قول المؤلف: (صفاته كذاته، ليس بجسم في صفاته،) هذه عبارة يطلقها أهل الكلام يريدون بها أن الصفات هي عين الذات، فينفون بذلك صفات الرب تبارك وتعالى.
قول الشارح: (فلذلك لا نجعل هذه الصفات مركبة في جسم فنشبهه،) تكلم شيخ الإسلام في بيان التلبيس على لفظة الجسم والتركيب. وبين أنها تحتمل معاني فاسدة ومعاني صحيحة، ومثلها لا يطلق على الرب إن كان يحتمل معنى فاسدا
قوله: (وأن الإيمان غير مخلوق) ذكر الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في شرح السفارينية إن مثل هذا لا القول لا يثبت بإطلاق ولا ينفى بإطلاق. والله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 06:28]ـ
توجيه شيخنا الواحدي أنها عبارة ابن أبي زيد المالكي. لكن ابن أبي زيد – رحمه الله – صرح بالفوقية. ولذلك انتقد هذه الكلمة القاضي عبدالوهاب في شرحه على عقيدة ابن أبي زيد. وإن كان قد قرر أن معناها صحيح، ولكن قال أن النص لم يرد بها. وكذلك قال ابن أبي زيد (بذاته) فتعين مراده رحمه الله خلاف الشريف أبو جعفر
بسم الله، والحمدلله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أخي الفاضل ما تفضلت به من كلام هنا وما سيأتي بيانه كلام مردود منتقض جملة وتفصيلا، سواء وجهته أنت أو شيخك المدعو. وإليك بيان وجه الرد عليكم مسألة مسألة.
أولا لتعلم رحمك الله أن القاضي عبد الوهاب المالكي أشعري المذهب، ومن المسلم به أنه لن يرتضي هذه الصيغة السليمة لمخالفتها مذهبه، إلا إن كنت أنت وشيخك المدعو من نفس المشرب؟ ولا أظنكما إن شاء الله!
ثم لتعلم أخي أن الشيخ ابن أبي موسى إنما مشى على طريقة ابن أبي زيد في التصنيف رحمهما الله تعالى دون أن يكون تأليفه (الإرشاد) مجرد نسخة أخرى لكتاب (الرسالة) ولا يدل على كلامي إلا مقارنة بسيطة بين العقيدتين وستجد أن هناك العشرات من الإختلافات، فغير مسلم أن نجعل العقيدتين متشابهتين، على أني لا أرى بينهما تعارض يذكر، فكلا الإمامين من كبار أهل السنة والجماعة، لكن العيب كل العيب فيمن لا يعرف مذهب أهل السنة والجماعة.
قولكم (أن الله لا يتغير) هذه كلمة موهمة، فأهل البدع يطلقونها لمعنى فاسد. فهم يريدون نفي صفات الله الفعلية. ولذلك أرى التعليق عليها والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
تقول هذه الكلمة موهمة، وأنا أقول: لا أعلم هل تعتقدني من أهل البدع لتقول هذه الملاحظة لي؟ ثم هل تعتقد باعتراضك عليها أن الله يتغير؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
عدم تغير الله من الأمور المسلمة عند أئمة الدين رحمهم الله تعالى، فكلهم أجمع أن الله لا تغيره الحوادث، ومرادهم معلوم ليس فيه تأويلات بعيدة كأمثال ما تفضلتم به.
قولكم شرحا (فلا يقال أين) ايضا هذا خلاف السنة وخلاف العقيدة الصحيحة.
بل أخي اعتراضك هو اعتراض من لم يعرف السنة، ولن أقول العقيدة الصحيحة.
الكلام هنا أخي واضح طبعا إلا لمن لم يفقهه أو يعرفه، ففي هذه الحالة يقف ويقول لا أعرف لا أفهم؛ ولا يستعجل الحكم.
على العموم؛ المراد هنا أيها الفاضل من النهي عن السؤال المراد به سؤال الإعتراض والتهكم على سبيل النفي والجحد. فتنبه
قول المؤلف: (صفاته كذاته، ليس بجسم في صفاته،) هذه عبارة يطلقها أهل الكلام يريدون بها أن الصفات هي عين الذات، فينفون بذلك صفات الرب تبارك وتعالى.
وهل تعتقد أن الشيخ ابن أبي موسى من أهل الكلام؟ أو أن العلامة السفاريني لما جعلها في نظمه من أهل الكلام؟ حاشاهم رحمهم الله.
المراد أخي الكريم أنه لا يجوز الإعتداء على الصفات كما لا يجوز الإعتداء على الذات، فهي تحمل ذات التقديس، وهذا هو أخي عين الإثبات لها، وليس نفيها كما ذكرت. وليس لي علاقة بمراد أهل الكلام، فلست منهم وليس الشيخ الذي نقلت عقيدته منهم.
قول الشارح: (فلذلك لا نجعل هذه الصفات مركبة في جسم فنشبهه،) تكلم شيخ الإسلام في بيان التلبيس على لفظة الجسم والتركيب. وبين أنها تحتمل معاني فاسدة ومعاني صحيحة، ومثلها لا يطلق على الرب إن كان يحتمل معنى فاسدا
بالله عليك متى أطلقت على الله أنه جسم؟ حسبي الله ونعم الوكيل.
إن المصيبة العظمى أن لا تفهم العبارات أو أن تبتر ومن ثم يزيف على قائلها فلا حول ولا قوة إلا بالله.
على كلٍ كلا مي والله أمامكم وسترون أني قلت: أننا لا نكيف هذه الصفات ونركبها في جسم ونريد به الله سبحانه تعالى عن ذلك، لأن هذا يستلزم التشبيه، فالله سبحانه منزه عن ذلك، فأين الخلل في كلامي؟. لكن متى ما حمل القلب عمت العين.
وهل تعتقد أني أحمل معنى فاسد؟ أو كل إناء بما فيه ينضح؟.
قوله: (وأن الإيمان غير مخلوق) ذكر الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في شرح السفارينية إن مثل هذا لا القول لا يثبت بإطلاق ولا ينفى بإطلاق. والله أعلم
أقول إذا عرفت منزلة القائل عرفنا حينها المراد، ثم أن المراد من التأليف هنا من الشيخ رحمه الله الإختصار، فليس هذا مجال التوسع منه رحمه الله. فنحن متى ما عرفنا الشخص القائل وعرفنا منهجه عرفنا مراده.
أخيرا أحبتي يا حبذا الإنصاف وترك التعصب والعناد، فما في ذلك من خير. ويعلم الله قلتها وأقولها: لا أجد في حياتي شيئا أقبح من الجدال والخصام.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 07:53]ـ
بسم الله، والحمدلله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أخي الفاضل ما تفضلت به من كلام هنا وما سيأتي بيانه كلام مردود منتقض جملة وتفصيلا، سواء وجهته أنت أو شيخك المدعو. وإليك بيان وجه الرد عليكم مسألة مسألة.
أولا لتعلم رحمك الله أن القاضي عبد الوهاب المالكي أشعري المذهب، ومن المسلم به أنه لن يرتضي هذه الصيغة السليمة لمخالفتها مذهبه، إلا إن كنت أنت وشيخك المدعو من نفس المشرب؟ ولا أظنكما إن شاء الله!.
عفا الله عنكم. لا أدري من سبقك بإن القاضي عبدالوهاب أشعري؟ وقد قال عنه ابن القيم - رحمه الله - (القاضي عبدالوهاب إمام المالكية بالعراق من كبار أهل السنة) " إجتماع الجيوش الإسلامية ص 164 ط المعتق " قال القاضي عبدالوهاب المالكي في (شرح عقيدة ابن أبي زيد) ص 174: (هذه العبارة الآخرة التي هي قوله " على العرش " - يقصد قول ابن أبي زيد - أحب إلي من الأولى التي هي قوله " وأنه فوق عرشه المجيد " لأن قوله " على عرشه " هو الذي ورد به النص، ولم يرد النص بذكر فوق، وإن كان المعنى واحدا، وكان المراد بذكر الفوق في هذا الموضع: أنه بمعنى على، إلا أن ما طابق النص أولى بإن يستعمل) وقال عنه ابن القيم - في الموضع السابق - (صرح بإن الله سبحانه
على عرشه بذاته) ولقد حاول د. أحمد نور سيف -وهو صوفي اشعري - في تحقيقه للكتاب أن يجر القاضي عبدالوهاب لمذهب الأشاعرة.
تقول هذه الكلمة موهمة، وأنا أقول: لا أعلم هل تعتقدني من أهل البدع لتقول هذه الملاحظة لي؟ ثم هل تعتقد باعتراضك عليها أن الله يتغير؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
عدم تغير الله من الأمور المسلمة عند أئمة الدين رحمهم الله تعالى، فكلهم أجمع أن الله لا تغيره الحوادث، ومرادهم معلوم ليس فيه تأويلات بعيدة كأمثال ما تفضلتم به.
بل أخي اعتراضك هو اعتراض من لم يعرف السنة، ولن أقول العقيدة الصحيحة.
الكلام هنا أخي واضح طبعا إلا لمن لم يفقهه أو يعرفه، ففي هذه الحالة يقف ويقول لا أعرف لا أفهم؛ ولا يستعجل الحكم.
على العموم؛ المراد هنا أيها الفاضل من النهي عن السؤال المراد به سؤال الإعتراض والتهكم على سبيل النفي والجحد. فتنبه
(الحجة الثالثة - من حجج نفاة الصفات الاختيارية: (أنهم قالوا: لو قامت به الحوداث للزم تغيره والتغير على الله محال ... ) انظر كتاب (ابن تيمية والإشاعرة للشيخ المحمود 3 - 1211)
.
بالله عليك متى أطلقت على الله أنه جسم؟ حسبي الله ونعم الوكيل
أنت نفيت الجسم عن الله وهذا الذي أشرت إليه، أنه لا يصح إثبات هذه اللفظة ولا نفيها، كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية
صفاته كذاته، ليس بجسم في صفاته، جل أن يشَبَّه بمبتدعاته، أو يضاف إلى مصنوعاته، [ليس كمثله شيء وهو السميع البصير]).
أقول: أي أن صفاته سبحانه وتعالى الذاتية والفعلية والخبرية في الحرمة والتقديس كذاته سبحانه، من حيث أنه لا ابتداء لوجودها ولا انتهاء، فلذلك لا نجعل هذه الصفات مركبة في جسم فنشبهه، جل أن يشبه بمبتدعاته
وباقي الكلام ظاهر خطئكم فيه - عفا الله عنكم -
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 08:53]ـ
الآن أيقنت أنك مجادل معاند، ولا يمكن أن يصل النقاش معك إلى هدف.
ولا أدل على كلامي إلا مشاركاتك التي لم ترض إلا أن أوصلتها إلى صفحتين وأخشى المزيد.
على كلٍ إعرف كيف تستفيد من النقول التي تنقلها عن الأئمة، ثم إعرف بعدها لمن ستنقل هذا النقل، فما أحسبك تعرف.
الله أكبر جعلني مجسماً.
للمعلومية: لا يهمني قول فلان وفلان إذا عرفت طريقة الرجل من كلامه واستشهاداته، فهذا كتاب البغدادي لشرحه على عقيدة ابن أبي زيد، ولا أظنك قرأته، مليء بالنقول عن الإمام الأشعري وعن أساطين الأشاعرة.
قل ما بدا لك فلن تر مني ردا واحدا بعد ما كتبت فالحق أحق أن يتبع.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 10:32]ـ
لا و الله ما هو بمعاند و لا يسلم أن كل أشعري يخالف في تلك الصيغة لما علم أن أوائلهم كان مذهبهم في العلو على الخصوص على مذهب أهل السنة
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 10:38]ـ
و لا يسلم أن كل أشعري يخالف في تلك الصيغة لما علم أن أوائلهم كان مذهبهم في العلو على الخصوص على مذهب أهل السنة
ما هذا التناقض؟
أعد النظر أخي في آراء القوم، فنعم ليس متقدميهم كمتأخريهم لكن الأساسيات واحدة.
ـ[القضاعي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 11:34]ـ
ص: (على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، وعلمه محيط بالأشياء، كذلك سئل الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه عن قوله تعالى: [ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا]. فقال: علمه {تعالى}).
أقول: قال الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}، قال الإمام مالك: الاستواء معلوم، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
وعلى الملك احتوى، أي اشتمل فلم يدع لغيره ملكا إلا هو مالك له. فهو راجع إلى معنى القدرة والقوة، وأنه لا مالك إلا هو، ولا قادر على كل مقدور سواه، فأحاطت قدرته بجميع المخلوقات.
قال تعالى: {وهو القاهر فوق عباده}، وقال: {ملك يوم الدين}، وقال: {وقد أحطنا بما لديه خبرا}.
واستلزم كمال الملك كمال الإحاطة، وعليه قال: وعلمه محيط بالأشياء، ثم قرره بما قاله الإمام أحمد حين سئل عن قوله تعالى: [ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا]. فقال: علمه {تعالى}.
مهلاً مهلاً أيها الأخ التميمي.
لم تأتي بدليل على قوله ((وعلى الملك احتوى)).
ولا على تفسيرك له بقولك ((أي اشتمل)).
وقد نقلت لك أقوال بعض أهل اللغة متوخياً اختلاف مشاربهم وهي هنا:
قال ابن فارس في المقاييس: (حوي) الحاء والواو وما بعده معتلٌّ أصل واحد، وهو الجمع يقال حوَيْتُ الشيءَ أحويه حَيَّا، إذا جمعتَه.
قال ابن الاعرابي: الحَوِيُّ المالك بعد استحقاق.
وقال الزمخشري في أساس البلاغة: ومن المجاز: احتوى على الشيء: استولى عليه.
وفي تاج العروس قال الزبيدي: وفي الصِّحاحِ: احْتَوَى على الشيءِ: أَلْمَأَ عليه.
وقال ابن دريد في تهذيب اللغة: ويقال: احتوى فلان على كذا وكذا، إذا استولى عليه.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 12:12]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
أما كفتك أخي الآيات الثلاث التي ذكرت؟ على العموم فلا ضير فهذه المشاركة قد أبانت لي أشياء كثيرة كنت فيها على نيتي.
خذ أخي فلعل فيه فائدة لك:
قال السيوطي في (الدر المنثور ج6/ص540):
وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله: ملك الموت واحد والزحفان يلتقيان من المشرق والمغرب وما بينهما من السقط والهلاك. فقال: "إن الله حوى الدنيا لملك الموت حتى جعلها كالطست بين يدي أحدكم فهل يفوته منها شيء".
وقال ابن كثبر في (التفسير ج4/ص307):
ثم لما حثهم على الإيمان وبين أنه قد أزال عنهم موانعه؛ حثهم أيضا على الإنفاق فقال: {وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض} أي: أنفقوا ولا تخشوا فقرا وإقلالا، فإن الذي أنفقتم في سبيله هو مالك السماوات والأرض وبيده مقاليدهما وعنده خزائنهما وهو مالك العرش بما حوى.
وقال في (القاموس المحيط ج1/ص1648):
حواه و يحويه حيا وحواية واحتواه واحتوى عليه: جمعه.
وقال في (لسان العرب ج14/ص208):
حوى الشيء يحويه حيا و حواية و احتواه و احتوى عليه: جمعه وأحرزه. و احتوى على الشيء: ألمأ عليه.
وفي الحديث: أن امرأة قالت: إن ابني هذا كان بطني له حواء. الحواء: اسم المكان الذي يحوي الشيء، أي: يجمعه ويضمه.
وفي الحديث: أن رجلا قال: يا رسول الله هل علي في مالي شيء إذا أديت زكاته؟ قال: "فأين ما تحاوت عليك الفضول؟ " هي تفاعلت من حويت الشيء إذا جمعته.
أنصفوا، فهذا دين وكتاباتكم الكل يشاهدها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 12:50]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
أما كفتك أخي الآيات الثلاث التي ذكرت؟ على العموم فلا ضير فهذه المشاركة قد أبانت لي أشياء كثيرة كنت فيها على نيتي.
خذ أخي فلعل فيه فائدة لك:
قال السيوطي في (الدر المنثور ج6/ص540):
وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله: ملك الموت واحد والزحفان يلتقيان من المشرق والمغرب وما بينهما من السقط والهلاك. فقال: "إن الله حوى الدنيا لملك الموت حتى جعلها كالطست بين يدي أحدكم فهل يفوته منها شيء".
وقال ابن كثبر في (التفسير ج4/ص307):
ثم لما حثهم على الإيمان وبين أنه قد أزال عنهم موانعه؛ حثهم أيضا على الإنفاق فقال: {وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض} أي: أنفقوا ولا تخشوا فقرا وإقلالا، فإن الذي أنفقتم في سبيله هو مالك السماوات والأرض وبيده مقاليدهما وعنده خزائنهما وهو مالك العرش بما حوى.
وقال في (القاموس المحيط ج1/ص1648):
حواه و يحويه حيا وحواية واحتواه واحتوى عليه: جمعه.
وقال في (لسان العرب ج14/ص208):
حوى الشيء يحويه حيا و حواية و احتواه و احتوى عليه: جمعه وأحرزه. و احتوى على الشيء: ألمأ عليه.
وفي الحديث: أن امرأة قالت: إن ابني هذا كان بطني له حواء. الحواء: اسم المكان الذي يحوي الشيء، أي: يجمعه ويضمه.
وفي الحديث: أن رجلا قال: يا رسول الله هل علي في مالي شيء إذا أديت زكاته؟ قال: "فأين ما تحاوت عليك الفضول؟ " هي تفاعلت من حويت الشيء إذا جمعته.
أنصفوا، فهذا دين وكتاباتكم الكل يشاهدها.
ومن أين جئت بـ ((اشتمل))!
وما نقلته لا يفيدك شيئاً , وليس فيه دلالة على صحة قوله ((وعلى الملك احتوى)) لا سيما أن هذه اللفظة فسرت بذاتها عند أهل اللغة بمعنى استولى وهي موافقة للعقائد الباطلة فوجب العدول عنها.
وعلى العموم أعانك الله على نفسك يا تميمي والسلام.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 01:11]ـ
ومن أين جئت بـ ((اشتمل))!
أعتقد أنني عربي صميم، ولا أجهل اشتقاقات الألفاظ، فلست أعجمي أو إن شئت كما يقال (هندي)، فلا داعي للمزايدة حول هذه الكلمة، وكأنني أتيت بها من كوكب آخر.
وما نقلته لا يفيدك شيئاً , وليس فيه دلالة على صحة قوله ((وعلى الملك احتوى))
لم تأت بجديد فقد قالها غيرك ممن هم على شاكلتك. فكلكم يقولها إذا انقطع.
لا سيما أن هذه اللفظة فسرت بذاتها عند أهل اللغة بمعنى استولى وهي موافقة للعقائد الباطلة فوجب العدول عنها.
أقول لم يفسرها إلا من إستشهدت أنت بهم، وكأنك انتقيتهم انتقاء هوى وغاية، وتركت غيرهم ممن ذكرت لك من الذين أعطوك المعنى الصحيح المتبادر إلى حق الله تعالى.
وعلى العموم أعانك الله على نفسك يا تميمي والسلام.
آمين، وعليكم السلام.
ـ[عبيد السلمي]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 02:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ السكران:
هل توافق ابن تيمية أو لا توافقه في قوله: أنه لا يصح إثبات الجسمية ولا نفيها؟
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[29 - Mar-2010, صباحاً 01:11]ـ
أعتقد أنني عربي صميم، ولا أجهل اشتقاقات الألفاظ، فلست أعجمي أو إن شئت كما يقال (هندي)، فلا داعي للمزايدة حول هذه الكلمة، وكأنني أتيت بها من كوكب آخر.
على هامش الموضوع:
بمناسبة ذكر الهند:
سيبويه إمام العربية غير عربي النسب. فارسي الأصل
والكسائي من أصول فارسية
وفي المعاصرين:
الأستاذ سعيد الأفغاني أحد أعلم أهل عصره بالنحو- رحمه الله ت 1417هـ - جاء والده إلى الشام من كشمير.أي الهند!
وأبو تراب الظاهري العلامة اللغوي - رحمه الله ت 1423هـ- وإن كان عُمرياً عدوياً قرشياً فقدجاء من الهند برفقة والده.
وأيضاً: العلامة عبدالعزيز الميمني الراجكوتي - رحمه الله - الذي يقال أنه يحفظ 200 ألف بيت _ طبعاً من الشعر العربي _
وبالمناسبة فأبو تراب الظاهري - رحمه الله - ذكروا أنه يحفظ 50 ألف بيت من الشعر ماعدا المطولات والقصائد المشهورة.
ولا يخفاك ما تزدان به الهند من علماء العربية (الندويين مثالاً).
فالعبرة بعروبة اللسان.
والله يغفر لنا أجمعين.
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[30 - Mar-2010, صباحاً 12:38]ـ
أما في ترجمة محمد رمضان خير يوسف لـ (عبدالعزيز الميمني الراجكوتي):" أنه حفظ من الشعر العربي ما يزيد على سبعين ألف بيت! "
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Mar-2010, صباحاً 12:56]ـ
أين بعثت هذا الموضوع أخي الكريم الذي قد طواه النسيان، وغيب ما فيه مما حصل بين الإخوان، والذي قد تغير ولله الحمد مع مرور الأيام والأزمان.
ليتنا سلمنا من هذه الفائدة الأخيرة.
وبالمناسبة: أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولإخوتي وللمسلمين آمين.
ـ[أبو عمير الكريمي]ــــــــ[30 - Mar-2010, مساء 11:10]ـ
ليس لي كبير باع أن أتطاول
لكن سألتكم بالله أن تذكرونا بأخلاق السلف، كيف كان شيخ الإسلام مثلا يخاطب مخالفيه من كل الملل والطوائف ويحسن الظن بهم ويحمل عباراتهم على أحسن محاملها على أنه يرد على أي معنى يحتمل. فكيف بمن يتشاركون منهجا يدعونه للسلف ألا ينبغي أن تسلم صدورنا لبعضنا. مثلا من من المتحاورين دعا لأخيه -بظهر الغيب وليس دعاء مكتوبا منفرا- أن يوفقه للحق ويهديه للصواب.
فإذا كان كبار كتاب الألوكة يتحاورون بهذه الطريقة فماذا عن غيرهم؟
أسأل الله أن يهدي الجميع للرشاد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Mar-2010, مساء 11:16]ـ
ليس لي كبير باع أن أتطاول
لكن سألتكم بالله أن تذكرونا بأخلاق السلف، كيف كان شيخ الإسلام مثلا يخاطب مخالفيه من كل الملل والطوائف ويحسن الظن بهم ويحمل عباراتهم على أحسن محاملها على أنه يرد على أي معنى يحتمل. فكيف بمن يتشاركون منهجا يدعونه للسلف ألا ينبغي أن تسلم صدورنا لبعضنا. مثلا من من المتحاورين دعا لأخيه -بظهر الغيب وليس دعاء مكتوبا منفرا- أن يوفقه للحق ويهديه للصواب.
فإذا كان كبار كتاب الألوكة يتحاورون بهذه الطريقة فماذا عن غيرهم؟
أسأل الله أن يهدي الجميع للرشاد
يا أخي الكريم .. أشكر لك حسن غيرتك ..
ولكن ما كان والله يحسن منك هذا التقليب لأوجاع هذا الموضوع وقد رأيت مشاركتي مجاوباً بها الأخ قبلك على رفعه لهذا الموضوع من جديد.
كلنا أحبة وإخوة لا نختلف بإذن الله، سواء دعوت لهم أو دعوا لي بظهرالغيب أو علنا.
ـ[أبو عمير الكريمي]ــــــــ[30 - Mar-2010, مساء 11:25]ـ
أعتذر بشدة لأني لم أقرأ تاريخ المشاركات
وغفر الله لمن رفع موضوعا طواه النسيان
أسأل الله أن لا أكون ممن يحيي الفتنة
اللهم آمين
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[31 - Mar-2010, صباحاً 02:51]ـ
عذراً:
فليس من عادتي النظر إلى تاريخ المشاركات , ولعلي بعد الآن انتبه إلى ذلك.
و لم أعثر على هذا الموضوع إلا في ذيل إحدى المشاركات واسترعى نظري العنوان.
غفر الله لنا ولكم ووفقنا أجمعين. آمين
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 12:41]ـ
الله المستعان.
بارك الله فيك شيخنا الكريم / السكران التميمي.
ولو كنت فظا غليط القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم.
ـ[أبوحامد]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 01:12]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
عيد الحب [الفالنتاين] أصله ـ شعائره ـ حكمه
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 03:37]ـ
عيد الحب [الفالنتاين]
أصله ـ شعائره ـ حكمه
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وعلى صحابته أجمعين، التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم آمين.
أما بعد؛ فإن الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس، وإن دينها هو الناسخ لجميع الأديان؛ فلا يقبل من أحد بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلا الإسلام، قال تعالى (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران85].
وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمر رضي الله عنه فقال: إنا نسمع أحاديث من اليهود تعجبنا أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال "أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقيّة، ولو كان موسى حياً؛ ما وسعه إلا اتباعي".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي، ولا نصراني؛ ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار".
فهذه الآية وغيرها، وتلكم الأحاديث وأشكالها، تدل على أن الله لا يقبل من الإنسان إلا الإسلام، وإلا فمصيره النار، ومن قَبَول الإسلام عدم قَبَول من يأتي من أهل الكفر والإلحاد من عادات وعبادات تخالف ديننا، وتدعو إلى الرذيلة، والانحلالية الأخلاقية، و الابتعاد عن دينهم، بل وتدعو إلى التنصل من أخلاقنا العربية الأصيلة التي جاء الإسلام مثنياً عليها في كثير من المواضع. وقد أعلمنا رسول الله rصلى الله عليه وسلم أن في هذه الأمة من سيقلد الكفار تقليداً أعمى في الصغيرة والكبيرة، فقال بأبي هو وأمي ونفسي:"لتتبعنّ سنن من كان قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضبٍ تبعتموهم" قلنا: اليهود والنصارى؛ قال:"فمن".
وقال صلى الله عليه أيضاً "ليأتينّ على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثلاً بمثل، حذو النعل بالنعل".
هذا؛ وقد وقع ما أخبر به وحذر منه نبينا صلى الله عليه فقد تبع كثير من أمتنا أعداء الله في عاداتهم وعباداتهم وسلوكياتهم حتى إنك لا تستطيع التمييز بين المسلم وغيره إلا بأمور تعينك على ذلك؛ وسبب هذا هو أن أمتنا ـ إلا من رحم الله ـ ما عادت تعتز بدينها التي ارتفعت به وبلغت عنان السماء بل تنكبت كتاب ربها وسنة نبيها وسبيل المؤمنين ـ الذين ما سادوا الأمم إلا باعتزازهم بدينهم قولاً وفعلاً، فحصل لها من الذل والهوان ما هو غني عن الوصف فإلى الله المشتكى.
وإن مما ابتلي به المسلمون ـ جراء تعلقهم بأذيال أعداء الله ـ ما يسمى بـ[عيد الحب (الفالنتاين)] هذا العيد الذي انتشر خصوصاً بين الشباب المسلم من كلا الجنسين، فتجدهم يهنئ بعضهم بعضاً،ويتبادلون الهدايا والورود الحمراء، وحتى أصحاب المحلات والمكتبات وغيرهم يتجهزون له كما يتجهزون لأي موسم، ولهذا وجب على كل من كان عنده علم أن يبينه، ويحذر الناس خطر مشابهة الكفار، ليكون المسلم على بيّنة من أمره، وكذلك تكون له الشخصية المستقلة.
والبحث في هذا العيد يبدأ بأصله، ثم شعائره عند أهله، ثم حكمه من الناحية الشرعية.
أولاً أصله:
الناظر في كتب التاريخ يرى أن أصل هذا العيد مبني على عدة روايات، مما يدل على اضطراب في أصله، وأيضاً هذه الروايات إنما هي منقطعات لا تتصل بسند؛ فضلاً عن أن يكون رجالها ممن تتحقق فيهم العدالة، فما هي إلا خرافات عوام، وزبالات أفهام.
وانظر ـ يا رعاك الله ـ إلى بعض هذه الروايات بعين الفاحص الخبير، لترى مقدار عقول من اخترع هذه الروايات، بل مدى تفاهة من يصدق بها، فهاك بعض الروايات:
1ـ هذه الرواية تقول:
إن قسيساً يدعى (فالنتاين) كان يعيش في القرن الثالث الميلادي تحت حكم إمبراطور وثني يدعى (كلاوديس الثاني)، وفي [14/ 2/270م] أُعدِمَ هذا القسيس لأنه كان يدعو إلى النصرانية فصبر عليها، فصار هذا اليوم تخليداً لذكراه.
(يُتْبَعُ)
(/)
2ـ والرواية الثانية:وجد الإمبراطور قدرة المحاربين غير المتزوجين على الحرب أكبر من المتزوجين فمنعهم من الزواج، إلا أن القسيس ظل يعقد الزيجات سراً، فاكتشفوا أمره، فسجن، ثم تعرف إلى ابنة السجّان وهو في السجن، وكانت مريضة، فوقع في حبها، وقبل إعدامه أرسل لها بطاقة (من المخلص فالنتاين).
3ـ هذا العيد من أعياد الرومان الوثنيين، وهو عندهم تعبير عن المفهوم الوثني للحب الإلهي، وهو مبني على أساطير حتى عند الرومان أنفسهم، ولهم فيه شعائر خاصة سنذكرها بعد.
4ـ فالنتاين هذا هو أحد ضحايا تعذيب بعض الأباطرة، فلما مات بنوا له كنيسة تخليداً له، فلما اعتنق الرومان النصرانية أبقوا على احتفالهم بعيدهم السابق، ولكنهم غيروا مفهومه الوثني من (الحب الإلهي) إلى مفهوم آخر يعبر عنه بـ (شهداء الحب) ممثلاً بالقسيس فالنتاين الداعية إلى الحب والسلام بزعمهم.
وسمي أيضاً بـ (عيد العشاق) واعتبر القسيس فالنتاين شفيع العشاق وراعيهم.
تنيبه: هذه أساطير وخرافات ينبغي ألا تؤثر على عاقل، فضلاً عن مسلم مهتم بدينه، ولا يغرنك كثرة الفاعلين له، لأن الكثرة غالباً لا تعني الصحة، ولو لم يكن في هذه الأعياد إلا مفسدة إهدار الأوقات؛ لكفاها مفسدة، كيف إذا انضم إليها ما سترى!!
ثانياً: شعائره:
إن من أعظم شعائر هذا اليوم ـ عند الرومان مؤسسيه ـ أن شبان القرية الواحدة يجتمعون فيكتبون أسماء بنات القرية على أوراق ويضعونها في صندوق، ثم يسحب كل شاب منهم ورقة، فالتي يخرج اسمها تكون عشيقة له طيلة السنة، ثم يرسل لها بطاقة مكتوباً عليها (باسم الآلهة الأم أرسل لك هذه البطاقة) وبعد انتهاء السنة يغير عشيقته، فلما انتشرت النصرانية في أوروبا؛ استرعى هذا الأمر أنظار رجال الدين فأحبوا أن يصبغوه بالنصرانية فغيروا العبارة إلى (باسم القسيس فالنتاين أرسل لك هذه البطاقة) ولأن فالنتاين رمز نصرانيّ فمن خلاله يتم ربط هؤلاء الشباب بالنصرانية، ولكن رجال الدين النصراني لما رأوا أن في هذا الأمر مفسدة للأخلاق ومجلبة للرذيلة ثاروا عليه وأبطلوه عدة قرون إلى أن تم إحياؤه، ولا يُدرى متى كان إحياؤه فهم مختلفون في تحديد تاريخ إحيائه، ولكن بعض الكتب تسمى بـ (كتب الفالنتاين) فيها بعض العبارات والأشعار الغرامية، كانت تباع في فترات ما بين القرن الخامس عشر والثامن عشر.
ومن مراسيم هذا اليوم عندهم أنهم يذبحون كلباً وعنزة، ثم يدهنون بالدم جسمَي شابين مفتولي العضلات، ثم يغسلون الدم باللبن، وبعد ذلك يسير موكب ضخم يطوف الشوارع يتقدمه الشابان، ومع الشابين قطع من الجلد، يلطخان بهما من يقابلون من الناس، والنساء يعترضن طريق الشابين حتى ينالهن من التلطيخ اعتقاداً منهن أن هذا التلطيخ يمنع العقم ويشفيه.
ومن مراسمه تبادل الورد الأحمر ولبس اللباس الأحمر والهدايا الحمراء وذلك تعبيراً عند الرومان عن حب آلهتهم من دون الله وعند النصارى عن الحب بين العشيق والعشيقة.
ومن مراسمه توزيع بطاقات المعايدة في هذا العيد وفي بعضها رسم لطفل له جناحان يحمل قوساً ونِشَّاباً وهذا هو إله الحب عند الرومان الوثنيين.
ومن مراسمه إقامة الحفلات الليلية والنهارية المختلطة وما يكون فيها من المعاصي والمنكرات.
ومن مراسمه اهتمام أصحاب محلات الهدايا والمكتبات بالتحضير له بتجهيز الورود الحمراء، وقد تباع هذه الورود الحمراء بأسعار تضاعف أسعارها الطبيعية بمرات!!!.
ثالثاً (حكمه)
أما حكمه في الشرع فلندع المجال لعالم فقيه ومجتهد نبيه يصدر لنا فتوى عن علم وبصيرة بمثل هذه الأمور.
سئل الإمام ابن العثيمين ـ رحمه الله ـ ما حكم عيد الحب، وما هي توجيهاتكم؟
قال:" الأول أنه عيد لا أساس له في الشريعة. الثاني أنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف، فلا يحلّ أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر هذا العيد، سواء في المأكل أو المشرب أو التهادي أو غير ذلك. وعلى المسلم أن يكون عزيزاً بدينه وألا يكون إمعة يتبع كل ناعق".
قلت: وبالنظر في هذا العيد نخرج بما يلي:
أولاً: الأعياد الشرعية في الإسلام ثلاثة ـ الفطر والأضحى والجمعة ـ شرعها ربنا عز وجل وهي عبادات محضة، والعبادات توقيفية لا يجوز لأحد أن يخترع عيداً أياً كان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: لا أصل لهذا العيد في الأديان السماوية الثلاثة، فهو روماني وثني تلقته النصارى عنهم ثم نبذه رجال دينهم فكيف ترضاه لنفسك وأنت من أنت في عزتك بدينك؟
ثالثاً: حرّم الله التشبه بأهل الكفر والإلحاد في عاداتهم وسلوكياتهم (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران 105]
قال النبي صلى الله عليه وسلم "من تشبه بقوم فهو منهم" فهذا النهي شامل لأمور الدين والدنيا فكيف ترضى مخالفة كتاب ربك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.
رابعاً: المقصود من هذا العيد إشاعة المحبة، لكن المحبة التي يُرَوجون لها هي التي تكون خارج إطار الزوجية، فإذن هي محبة عشق وغرام وما يتبع ذلك من دواعي الزنا؛ لذلك تنبه رجال الدين النصارى لهذا الخطر فمنعوا إقامة شعائر هذا العيد لما رأوا منه أنه يدعو إلى الأخلاق الرذيلة.
خامساً: أن فيه مضيعة للوقت وإهداراً للأموال في غير طريقها الشرعي والرسول صلى الله عليه وسلم قال:"لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس، عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه؟ وماله من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم".
رابعاً (ماذا يجب علينا)
1 - عدم الاحتفال به أو المشاركة سواء بحضور بعض مراسيمه أو تهنئة الناس به أو جعله يوماً خاصاً، قال شيخ الإسلام "فإذا كان لليهود عيد وللنصارى عيد كانوا مختصين به فلا نشركهم فيه كما لا نشركهم في قبلتهم وشرعتهم".
2 - عدم إعانة الكفار ولا المسلمين في الاحتفال سواء بإهداء أو طبع أي مما يخص هذا العيد؛ لأن النهي عن التعاون على الإثم والعدوان ورد في القرآن، ولا شك أنه من الإثم والعدوان أن نقيم مثل هذه الأعياد التي تخالف شرع ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وتدعو إلى الرذيلة.
3 - ولا يجوز لنا أن نتشبه بأهل هذا العيد من تهادي الورود الحمراء ولبس الأحمر، وغير ذلك لما ورد من نهي عن التشبه بالكفار.
4 - وعلى أصحاب المكتبات ومحلات الهدايا أن يتقوا الله سبحانه فلا يجعلوا هذا اليوم من أيام الموسم ـ كما يقولون ـ فإنهم بذلك يعينون على معصية الله، وأن يتيقنوا أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وأن يعلموا أن ما عند الله خير وأبقى، فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
5 - يجب علينا معشر المسلمين أن نقف في وجه هذه الأعياد وكل ما من شأنه مخالفة شرعنا الحنيف بمنع إقامة مثل هذا العيد وتنبيه الناس على خطره ونشر الوعي الديني بين الشباب والبنات. وكذا بالنسبة للآباء والأمهات عليهم المحافظة على أبنائهم ومنعهم من الانخراط في مثل هذه الأمور فهذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وبعد هذا البيان والتوضيح أخي المسلم ها قد عرفت مصدر هذه المهزلة وعرفت قيمتها عند أهلها فلا أظنك إلا
متبعاً لدينك، مقتدياً بنبيك، مجانباً أعداء الله، كارهاً لهم ولما يفعلون، معتزاً بدينك ـ الذي فيه العزة والرفعة ـ، مستجيباً لداعي الله (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ) [الأحقاف 31]، مبغضاً الكفر وما يجلبه من عادات، مقدماً دينك على سواه من تقليد أعداء الله، وأنت تعلم أنهم قبل أيام سبوا ديننا وسبوا رسولنا صلى الله عليه وسلم، فهل يستقيم لنا والحالة هذه أن نقلدهم ونركض وراءهم، ويا ليتنا أخذنا منهم ما ينفعنا من تقدم علمي وتكنولوجي؛ بل نأخذ منهم زبالات أفكارهم وحثالات عاداتهم.
أخي هل ترضى لنفسك أن تكون ذنباً في الباطل وأنت رأس في الحق؟
هذه نصيحتي أقدمها لأبناء ديني حباً ونصحاً لهم وتبرئة للذمة أمام الله ـ جل في عليائه وعظم في عالي سمائه ـ وأنا أعلم ـ إن شاء الله ـ منك يا من تقرأ هذه الكلمات أنك محب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومحب للإسلام والمسلمين وستأخذ هذه النصيحة مأخذ القبول (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [النور 51] وأنت منهم بإذن الله.
أسأل الله أن يردنا إلى ديننا، وأن يعزنا به، وأن يجعلنا ممن يستمع فيتبع، وأن يكتب لي أجر هذه النصيحة والحمد لله رب العالمين
كتبها الفقير إلى رحمة ربه الغني
أبو الحجاج يوسف بن أحمد علاوي
عفا الله عنه(/)
استفسار عن (شرح البخاري) لابن العربي!
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 07:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأكارم
جاء في نزهة النظر للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: .....
والثالث: العَزِيز: وهو أن لا يَروِيَه أقلُّ مِن اثنين عن اثنين.
وسُمِّيَ بذلك إمّا لقلةِ وجودِهِ، وإمّا لكونه عَزَّ، أَيْ قَوِيَ بمجيئه من طريقٍ أخرى.
وليس شرطاً للصحيح، خلافاً لمن زَعَمَهُ، وهو أبو علي الجُبَّائِي مِن المعتزلة، وإليه يومئُ كلام الحاكم أبي عبد الله في علوم الحديث، حيث قال: الصحيح أنْ يرويه الصحابيُّ الزائلُ عنه اسمُ الجَهالة؛ بأن يكون له راويان، ثم يتداوله أهل الحديث إلى وقتنا، كالشهادة على الشهادة.
وصرّح القاضي أبو بكر بن العربي في شرح البُخَارِيّ بأنّ ذلك شرطُ البُخَارِيِّ، وأجاب عما أُوْرِدَ عليه مِن ذلك بجوابٍ فيه نظر؛ لأنه قال: فإن قيل: حديثُ: الأعمال بالنيات فَرْدٌ؛ لم يروه عن عُمر إلا علقمة؟ قال: قلنا: قد خَطَبَ به عُمرُ على المنبر بحضرة الصحابة؛ فلو لا أنهم يعرفونه لأنكروه. -كذا قال-."
انتهى كلام الحافظ من النزهة.
السؤال: هل هناك أقدم من الحافظ ابن حجر مَنْ نسب لابن العربي شرحا للبخاري؟
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[07 - Sep-2009, صباحاً 11:41]ـ
للرفع!
ـ[حمد]ــــــــ[07 - Sep-2009, مساء 02:13]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
شُرَّاح صحيح البخاري - كما في كتاب " عُمْدَةِ السَّامِعِ وَالقَارِي فِي فَوَائِدِ صَحِيْحِ البُخَارِي " للإمام أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن السخاوي - رحمه الله تعالى - بتحقيق رضوان جامع رضوان،
وقد قال ما يأتي (ص:14):
اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بشرح هذا الكتاب القيم ............. فمن ذلك:
1 - ......
2 - ...
.
22 - شرح القاضي أبي بكر بن عبد الله بن العربي المالكي الحافظ (ت:543هـ).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68771
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[07 - Sep-2009, مساء 02:16]ـ
بارك الله فيكم.
السخاوي (ت: 902هـ)! والحافظ ابن حجر (ت: 852هـ).
فما زال السؤال قائما: هل هناك من هو أقدم من الحافظ ابن حجر من عزا هذا الشرح لابن العربي؟
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[07 - Sep-2009, مساء 03:02]ـ
النيرين في الصحيحين لابن العربي المعافري هكذا ذكره صاحب شجرة النور الزكية () فيكون ابن العربي إنما ألف كتابا واحدا في شرح الصحيحين, وذكر صاحب كشف الظنون (1/ 553) وصاحب هداية العارفين (2/ 90) شرحا للجامع الصحيح لابن عربي, ولقد أشار إليه ابن العربي في بعض كتبه (انظر عارضة الأحوذي 2/ 141 , 186)
ما ذكرته منقول من بحث بعنوان المدرسة الأنلسية في شرح الجامع الصحيح
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[07 - Sep-2009, مساء 03:18]ـ
النقل الذي في عارضة الأحوذي:
(2/ 186): وقد رأيت بعض العلماء بلغ في حديث ذي اليدين مائة وخمسين مسألة بالإسكندرية وقرأتها ووقفت عليها، وقد استوفيت الأصول عليها في "شرح الصحيح" ومسائل الخلاف فيه. انتهى.
أما الموضع الأول فلم أظفر به.(/)
شاب فلسطيني ملتزم ....... يسأل
ـ[عبدالله شفيق السرحي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 09:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندنا شاب من غزة ملتزم ولكن لاجل البيئة السياسيه التى تحياها فلسطين عموما وغزة خصوصا
فانه انتمى للجبة الشعبية لتحرير فلسطين ذات الاتجاه اليساري الشيوعى؛ ونظرا لقلة أهل العلم الموثون بهم فهو الان يسأل
1 - حكم الانتماء للاحزاب والتنظيمات بشكل عام واليسارية على الخصوص.
2 - حكم اتخاذ هذه الاحزاب والتنظيمات وسيلة فى الجهاد والمقاومة للاحتلال.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 09:44]ـ
لا يجوز له الانتماء لحزب شيوعي
لأنه سيكون مؤطرا بأفكارهم
شاء أو أبى .. وسيقاتل تحت راية
جاهلية,,
وحيث إنه "ملتزم" كما تقول
فلماذا وقع اختياره على
الجبهة الشعبية؟!!
ـ[عبدالله شفيق السرحي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 10:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان الاختيار قبل الالتزام
التنظيم فى حالة انهيار فكري وافراده فيهم الملتزم وغيره
وهو يريده وسيله فقط للجهاد والمقاومة
ارجو نقل كلام وفتاوى العلماء لتثبيت الموضوع وتقويته ليكون حجة عليه
بارك الله فيكم
ـ[لا تغتر]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 12:10]ـ
هؤلاء ينتشر بينهم الإلحاد والفسق وسب رب العالمين نعوذ بالله من ذلك هذا ليس بجهاد والنصر لن يأتي من هؤلاء ... فليجاهد مع غيرهم ...(/)
معهد أفاق التيسير للبحوث العلمية وتقنية المعلومات
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 12:40]ـ
التعليم الإلكتروني للمتون العلمية
العلم والإيمان سبيل رفعة الأمة
الحمد لله الذي لا إله إلا هو العليم القدير، والعلي الكبير، شرَّف العلم وأهله، وآتى كل ذي فضل فضله، ولم يخيب أَمَلَ من أمَّله، ولم يُضِعْ أجرَ من أحسَنَ عمَلَه، والصلاة والسلام على الهادي البشير، والسراج المنير، المبعوث بالهدى والنور، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى صراط مستقيم، صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور، أما بعد:
فإنَّ الله قدْ جعلَ رِفعةَ هذهِ الأمَّةِ وَعِزَّتَها وعُلُوَّها ومَجْدَها لا يتحقَّقُ إلا بالعلم والإيمان كما قال تعالى: {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}،
والشرط الموجب يتخلف الحكم بتخلفه، وكلما ازداد العبد إيماناً زاد نصيبه من العلو والعزة.
وقال تعالى: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}، وقال: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}، وهذا كما يتحقق في الفرد فهو كذلك في الأمة بعمومها؛ فكلما كانت الأمة أكثرَ حظاً ونصيباً من العلم والإيمان كانت رفعتُها وعزَّتُها أظهرَ وأشهر، وكلمَّا ضعف حظّها منهما كانت أكثرَ تخلفاً وانحطاطاً وذلةً، والتاريخ والواقع شاهدان على ذلك:
- فما ظهرت الفرق الضالة والبدع والأهواء والخرافات التي ضل بسببها فئام من الناس، ولا قامت التيارات الفكرية المنحرفة ورفعت راياتها وتبوأت ما لم يكن لها أن تتبوأه فأضلت كثيراً وأفسدت فساداً كبيراً إلا بسبب ضعف العلم، وضعف القائمين به، وفشُو الجهل.
- وما ظهرت المعاصي والمنكرات، واستُحِلَّت المحرمات، واستهينَ بالفرائضِ والواجباتِ، وخانَ الخائنون الأماناتِ إلا بسبب ضعف الإيمان.
فبقدر ما يضعف العلم والإيمان ينحط الفرد، وتنحط الأمة، وبقدر ما يزيد العلم والإيمان يرتفع الفرد وترتفع الأمة؛ فهذه المعادلة سنة كونية شرعية، دلائل إثباتها من الشريعة والتاريخ والواقع ظاهرة جلية.
أهمية المتون العلمية
سار علماؤنا الأوائل من عدة قرون سلفت على انتهاج المتون العلمية منهجاً موصلاً إلى حسن التحصيل وقوة التأصيل حتى تخرَّجَ بهذا المنهج عدد كبير من العلماء؛ تعلَّموا فأتقنوا التعلم، وعلَّموا فأحسنوا التعليم، وألَّفوا فجوَّدوا التأليف، فغدت أقوالهم نبراساً يهتدى به، وسيرهم أسوة يؤتسى بها، ومؤلفاتهم منهلاً لكل عالم ومتعلم، رحلوا وبقيت مآثرهم وآثارهم دليلاً على حسن منهجهم، وجودة تحصيلهم، وانتفاع الناس بعلومهم.
ذلك أن المتون العلمية تجمع لطالب العلم في كل فَنٍّ لُبَّ مسائله، تجمع شتاتها بألفاظ مختصرة، وتقسيمات معتبرة، تقرب البعيد، وتيسر العسير، وتجمع المتفرق، فيتناولها العلماء بالشرح والتفسير، والبيان والتحرير، حتى يذلّ صعبها، ويتضح مشكلها، وينفتح بها للطلاب أبواباً عظيمة من العلم النافع الذي يجدون حلاوته ولذته وأثره عليهم وفائدته، ولايزالون يتدرجون في مدارج تلك المتون حتى يبلغوا مبلغاً عظيماً من العلم، وقديماً قيل: (من حفظ المتون حاز الفنون)، وإنما ينتفع بالحفظ من فهم ما يحفظ، فلذلك كثرت شروح العلماء على المتون واشتهرت.
واقع طلاب العلم اليوم
إن الناظر في أحوال طلاب العلم اليوم ليجدهم يعانون في التحصيل معاناة شديدة، أخرتهم سنوات عديدة، وحصل للأمة بسبب تأخرهم وتخلفهم نكسات ونكبات، فما أكثر ما جنى الجهل على الأمة من محن ورزايا، وفتن وبلايا، يعلم كل ذي لُبٍّ موفق أنه لا مخرج منها إلابالعلم والإيمان، وأن الحاجة ماسة لتذليل ما يعانيه طلاب العلم من الصعوبات، وتيسير وسائل التعلم والتعليم، وتجويدها وإتقانها حتى تسير على السبيل المأمون المفضي إلى الأهداف المرجوة، الذي يُؤمَن فيه على شباب الأمة من الانحراف والانجراف وراء الأهواء المغرضة، أو الشهوات المضلة.
فمع كثرة المغريات والملهيات، والشواغل والمعوقات نجد طلاب العلم يعانونمن أمور نجمل أهمها في النقاط التالية:
ا: طول فترة التحصيل
(يُتْبَعُ)
(/)
فبانشغال غالب العلماء والطلاب أيضاً بالوظائف أو الدراسة النظامية لم يعد يتسنى لكثير منهم إلا بعض الدروس الأسبوعية مما يطيل أمد التحصيل جداً لدى الطلاب، فما كان علماؤنا الأوائل يحصلونه في شهر بالدروس اليومية، لا يتسنى للطلاب اليوم تحصيله إلا في عدة سنوات، ولنضرب لذلك مثالين يتضح بهما حجم هذه المعاناة:
المثال الأول: (كتاب التوحيد) فلو تفرغ المعلم لتدريسه ساعة كليوم لأتمَّه في أقل من شهرين، ولكنه يحتاج إلى عدة سنوات لإتمامه بالدروس الأسبوعية.
المثال الثاني: (زاد المستقنع) حيث يمكن الطالب إتمامه بالدراسة اليومية في أقل من سنة، لكنه لا يمكنه إتمامه بالدراسة الأسبوعية في أقل من خمس عشرة سنة.
فتأمل هذين المثالين وقس عليهما بقية المتون العلمية، ثم تأمَّل آثار هذا التأخر على الطلاب وعلى الأمة.
ب: العشوائية في الطلب
إن عدم وضوح منهج الطلب لدى كثير من الطلاب المبتدئين، وما يرونه من طول أمد التحصيل جعل كثيراً منهم يتنقلون بين المتون والدروس والشيوخ بعشوائية تفني الأوقات، وتهدر الطاقات، ولا يجنون سوى ثقافة عامة غير مكتملة في العلوم الشرعية لا يصح الاعتماد عليها، بل ربما كان ضررها أكبر من نفعها.
وقد قيل: (إنما يفسد الدنيا ثلاثة أنصاف: نصف فقيه، ونصف طبيب، ونصف نحوي؛ فالأول يفسد الأديان، والثاني يفسد الأبدان، والثالث يفسد اللسان)؛ فيتصدَّر الطالب قبل أوانه، ويفتي قبل إِبَّانه، فيجني على الأمة جناية كان بالإمكان تفاديها لو استشعر عقلاء الأمة مسؤوليتهم.
ج: التلقي عن غير المتمكنين
فمع ما تقدم من صور ما يعانيه الطلاب اليوم تجد كثيراًمنهم يتلقى عمن تصدر ولم يعرف بالتمكن والإتقان، فأنتج لهم ذلك خللاًكبيراً في تصور المسائل، أدَّى ببعضهم إلى تبني أفكار ضالة، وارتكاب أهوال جسيمة، جنت على الأمة ما جنت، وأوهنت منها ماأوهنت.
د: الهجمة الشرسة على مناهج التعليم
إن أعداء الأمة قد أدركوا ما لم يدركه بعض أفرادها من عظيم خطر العلم، وكبير قدره، فحاربوا الأمة في مناهجها حرباً شرسة، بغية إفساد ناشئتها وسلبهم هويتهم الدينية، وجعلهم يلهثون وراء ما يزينونه لهم من زخرف القول، ويغرونهم به من السراب الذي يحسبه الظمآن ماء، مما يجعل شبابنا أقل خطراً عليهم، وأسهل انقياداً لهم، ويأبى الله إلا أن يتم نوره، ويعلي كلمته، ويعصم طائفة من هذه الأمة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم.
فيجب على عقلاء الأمة إعطاء هذا الأمر جديته، والنظر في سبل تطوير وسائل التعليم الشرعي، ومعالجة ما يعترضها من معوقات وصعوبات وخدمتها بمستجدات الوسائل والتقنيات.
الحل
إن تطوير التعليم الشرعي وخدمته بوسائل التقنية الحديثة، وتذليل الصعوبات للطلاب، ومعالجة سلبيات الطلب الحالية ضرورة ملحة على الأمة، فينبغي لكل من وجد في نفسه قدرة على الإسهام في ذلك أن يبذل جهده في إنتاج ما يفيد طلاب العلم ويعجِّلُ تأهيلهم وإعدادهم، مع مراعاة الرجوع لأهل العلم والفضل واستشارتهم في ذلك حتى لا يكون التعليم الشرعي ضحية الاجتهادات الفردية الخديجة.
فالأمة بحاجة إلى عدد من المنتجات التطويرية لتجاوز أزمة ضعف التأهيل العلمي.
وهذا المشروع الذي بين أيديكم الآن هو نتاج عمل مؤسسي دام بضع سنين حتى خرج بهذه الصورة التي ترونها فأسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يتقبله بقبول حسن ويبارك فيه، وأن يعين على إتمام ما تبَّقى من المشاريع التعليمية وينفع بها عباده في مشارق الأرض ومغاربها.
كلمة شكر:
ولا يفوتني أن أشكر إخواني وأخواتي أعضاء هيئة الإعداد العلمي وأعضاء هيئة التنسيق وغيرهم على ما بذلوا من الجهد وأفنوا من الوقت وما عانوا لإنجاح هذا العمل العلمي
فاللهَ أسألُ أن يكتب لهم بكل حرف حسنات عظيمة مضاعفة أضعافاً كثيرة إنه كريم وهاب، وأن يبارك لهم في أعمالهم وأوقاتهم، وأن ييسر لهم سبل الخير حيثما كانوا، وأن يحفظهم بحفظه إنه خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.
وكتبه:
الفقير إلى عفو ربه ومرضاته
عبد العزيز الداخل
رابط المعهد
http://www.afaqattaiseer.com/
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 12:41]ـ
قالوا عن هذا المعهد
(يُتْبَعُ)
(/)
اطلعت على نموذج من البرامج التعليمية في العلوم الشرعية والعربية التي تصدرها مؤسسة آفاق التيسير للنظم والمعلومات، فوجدتها عظيمة النفع وافية برغبات المتعلمين تفتح أمامهم مشرع الفهم وتزيدهم علما ومعرفة. وسيكون لها - بإذن الله تعالى - دور ملموس في تيسير العلوم الشرعية وفي رسم منهجية متوازنة ثابتة في طريق الطلب يتمكن بها الطالب من نيل المطالب بأيسر سبيل وأوضح منهج.
وإني لأسجل هنا تزكية علمية لهذه البرامج لما تمثله من خطوة رائدة غير مسبوقة في استعمال وسائل التقنية الحديثة لخدمة العلم والارتقاء بالعملية التعليمية.
معالي الشيخ
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
وزير الشؤون الإسلامية
والأوقاف والدعوة والإرشاد
لقد أطلعني الإخوة القائمون على مؤسسة آفاق التيسير للنظم والمعلومات، والذي يندرج تحته معهد آفاق التيسير الإلكتروني لتعليم العلوم الشرعية من خلال المتون العلمية باستخدام تقنية المعلومات، وقد سرني وأثلج صدري ما اطلعت عليه من إنجازات حيث إنه يعتبر أول معهد إلكتروني لتدريس المتون العلمية باستخدام تقنية المعلومات، ويقوم بنشر العلم الشرعي بكل يسر وسهولة، كما أن المعهد يعتني بالتأصيل العلمي والتدرج التعليمي والتكامل المعلوماتي، ويعتني المعهد كذلك بتدقيق المادة العلمية وحسن العرض، ويتضمن خطة دراسية متكاملة في فنون العلم الشرعي.
فضيلة الشيخ العلامة
عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
أشيد بهذا المشروع الذي يحمل في طياته الكثير من الإيجابيات والفوائد المرجوة، وما يهدف إليه من نشر العلم الشرعي في مجالات الشريعة، وربط الناشئة والشباب بالعلم الشرعي المؤصل، وإيصال رسالة الإسلام وأحكام الشريعة في العقيدة والتفسير والفقه والحديث وغيرها من العلوم لنخبة كريمة من أهل العلم والفضل من أئمة وعلماء الإسلام ... كما يمكن إهداء مثل هذه الإصدارات للجامعات الغربية لتصحيح نظرتهم عن الإسلام خاصة في هذا الوقت الذي يواجه فيه الإسلام حرباً شرسة ... أشيد بفكرة المشروع الذي يعد سبقاً إعلامياً وعلمياً لنشر الإسلام والدفاع عن المسلمين وتيسير العقيدة الإسلامية ونشرها على نطاق عالمي واسع.
معالي الشيخ
صالح بن عبد الله بن حميد
إمام وخطيب المسجد الحرام
ورئيس مجلس الشورى
اطلعت على المشروع وحصلت على نسخ مما أنجز منه، وقد أعجبت به أيما إعجاب ... لأنه سبيل رائع لنشر العلم الشرعي بواسطة التقنية الحديثة في نشر الدين الإسلامي الحنيف وعلومه. ثم إن فيه تيسيراً على طلاب العلم، ولا سيما في العالم الإسلامي، على دراسة العلوم الشرعية بأنفسهم عند تعذر التحاقهم بحلقات علماء أو بكليات وجامعات إسلامية. كما أن المشروع سيعين بإذن الله تعالى الدعاة في العالم الإسلامي على إلقاء دروس علمية على الطلاب عبر وسائل معنية شيقة، وأيضاً سيوفر لطلاب العلم والدعاة مراجع علمية قيمة بثمن زهيد، وأنه سييسر إيصال العلم الشرعي إلى مناطق بعيدة إن شاء الله.
فضيلة الشيخ الدكتور
صالح بن حسين العايد
الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية(/)
كلام لابن تيمية يستحق العناية به و الوقوف عنده {التعامل مع المخالف}
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 01:19]ـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- في مجموع الفتاوى (3/ 245):" هذا وأنا في سعة صدر لمن يخالفني فإنه وإنْ تعدّى حدود الله في بتكفير أو تفسيق أو افتراء أو عصبية جاهلية فأنْا لا أتعدى حدود الله فيه؛ بل أضبط ما أقوله وأفعله وأزنه بميزان العدل وأجعله مؤتماً بالكتاب الذي أنزله الله وجعله هدى للناس حاكماً فيما اختلفوا فيه".
ويقول أيضاً (28/ 209): "وإذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر، وفجور وطاعة ومعصية، وُسنّة وبدعة، استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحق من المعادات والعقاب بحسب ما فيه من الشر؛ فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة فيجتمع له من هذا وهذا".
ـ[حارث البديع]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 09:46]ـ
بارك الله فيك ياابن المبارك
حقا ما أحوجنا لتجديد ثراث ابن تيمية
وخاصة مايتعلق بالسلوك
وكيفية التعامل مع المخالف
بمجرد أن يصمنا أحدهم بشئ من هذه الالقاب انطلقنا كالريح المرسلة
في الرد بالمثل
والتعنيف وربما يدخل في النقاش حب إظهار الذات
فننتصر لذواتنا ونحسب أننا انتصرنا للحق
فالله الله ان نجدد نوايانا ونخلصها لباريها
وأن نكون أكثر ترفقا مع المخالف
فحن إنما نناقش الفكرة فلم تجريح الذات.
اللهم أعني على تطبيق ماخطته أناملي.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 05:45]ـ
بارك الله فيك ياابن المبارك
حقا ما أحوجنا لتجديد ثراث ابن تيمية
وخاصة مايتعلق بالسلوك
وكيفية التعامل مع المخالف
بمجرد أن يصمنا أحدهم بشئ من هذه الالقاب انطلقنا كالريح المرسلة
في الرد بالمثل
والتعنيف وربما يدخل في النقاش حب إظهار الذات
فننتصر لذواتنا ونحسب أننا انتصرنا للحق
فالله الله ان نجدد نوايانا ونخلصها لباريها
وأن نكون أكثر ترفقا مع المخالف
فحن إنما نناقش الفكرة فلم تجريح الذات.
اللهم أعني على تطبيق ماخطته أناملي.
بارك الله فيكم.
ـ[الحافظة]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 10:36]ـ
بارك الله فيكم وزادكم من فضله
أسأل الله السميع العليم أن يجعلنا رحماااااااااااء ببعض لانبتغي شيئا إلارضاه وفضله .. ووالله إني لأحزن حزنا شديدااااا لايعلم به إلا الله ويعتصر قلبي ألما عندما أرى الغلظة والشدة في بعض الأعضاء على بعض والتسرع في الحكم على بعض والظن ... والله المستعان .... حينها أتذكر .. قوله تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما}
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 12:14]ـ
أحسن الله إليكم جميعا
يجب على طلاب العلم قاطبة تعريف الناشئة منهج الغلو وخطره، والإزدلاف بهم نحو المنهج الصحيح الذي ليس فيه غلو ولا تفريط؛ فإن خير الأمور أوسطها.
و الله المستعان.
ـ[الشوك الناعم]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 12:28]ـ
في المقابل يوصي السلف بهجر المبتدع والإعراض عنه وعدم السلام عليه ..
كتاب الشيخ عبدالكريم الحميد في البغض والهجر في الله جيد في بابه
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 12:42]ـ
وقال أيضا في كتاب منهاج السنة النبوية 2/ 324 وما بعدها: ونحن إنما نرد من أقوال هذا وغيره ماكان باطلا و أما الحق فعلينا أن نقبله من كل قائل. انتهى كلامه.
بدون تعليق.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 01:10]ـ
أنا الآن بصدد قراءة بعض كتب ابن تيمية؛ وإن شاء الله سيصدر مقالا فيه جمع لكلام الإمام ابن تيمية في التعامل مع المخالف.
أسأل الله أن أتمه
ـ[حارث البديع]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 11:06]ـ
قراءة في نصوص ابن تيمية:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- في مجموع الفتاوى (3/ 245):" هذا وأنا في سعة صدر لمن يخالفني
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا يدل على سعة صدر الامام رحمه الله تعالى وهو درب العلماء الفقهاء إذ أنهم في صدورهم متسع للمخالف لايضيقون ذرعا بمن اعترض عليهم في مسألة او اكثر قلوبهم منشرحة وصدورهم متسعة وآذانهم لقول لايوافقهم ولايساير آرائهم صاغية وعقولهم فيها مساحة شاسعة لفهم قول المخالف
فالبعض بمجرد ان القول من الطرف الاخر لايناسبه لم يأبه به او مر عليه مرور الكرام
فضلا أن يزدري صاحبه ويهمشه أو يصمه بالتخطئة ومخالفة لدليل ومافرغ من قوله بعد
فلنتأمل وننعم النظر قليلا من اى الفريقين نحن.
فإنه وإنْ تعدّى حدود الله في بتكفير أو تفسيق أو افتراء أو عصبية جاهلية فأنْا لا أتعدى حدود الله فيه؛
وينتقل شيخ الاسلام قدس الله روحه لمنزلة أرفع كيف لا وهو فريد في عصره لاأستطيع ان أقول الا كما قال من وصفوه أنه ملهم تربى على عين لله تعالى.
وهو العفو عن كلام ممجوج يقذفه المخالف دون روية او تمعن
ولايلقي رحمه الله مبالاة بترهات لامعنى لها
بل وصل الى ابعد من ذلك ففي ازقة مصر اعتدى عليه ثلة من مخالفيه
وأوسعوه ضربا وأتى صحبه يطلبون الانتقام وهب العكسر لنجدته فقال (إني عفوت عنهم لاتتبعوهم هم في حل) هذا مع اهل البدع فكيف يكون تعاملنا مع إخواننا.
بل أضبط ما أقوله وأفعله وأزنه بميزان العدل وأجعله مؤتماً بالكتاب الذي أنزله الله وجعله هدى للناس حاكماً فيما اختلفوا فيه".
هذه من الامام قدس الله روحه عين الموضوعية فليس كلام المخالف لى وتهجمه على داعيا الى أن أعامله بالمثل بل أضبطها بميزان الشرع فلا أبالى إن كنت انا المخطئ فحينها سأعترف مباشرة دون تلكأ مني بأني انا المخطئ وانت ايها المخالف كنت على صواب
وإن ألقى المخالف كلاما لايوافق مذهبي لن أطرحه بل سأتمعن فيه وأوزنه بميزان الشرع الحكيم
وحينها لن أتردد فى الاعتراف بقصر الفهم او عدم الانتباه لهذاالمعنى من النص او عدم بلوغه لى
بل أقول الحق ومالضير في ذلك.
هل نحن سرنا على خطا الامام وكان في صدورنا ساحة كبيرة ومرونة وتسامح مع من يخالفنا في مسائل اجتهاد لانكران فيها على المخالف الناظر لحال بعض طلبة العلم يجد بونا شاسع بين الامام وبين من يزعم انه مقتدي به في كل شئ قد خلط كثير منهم بين المساحة لقابلة للنقاش والساحة الغير قابلة
فالمساحة التى لانبدي فيها مرونة للخلاف تلك التى ورد فيها دليل قطعي أو كان في طور المعلوم من الدين بالضرورة ةتلك مساحة محصورة في شرعنا ولانقبل فيها النقاش
وبرحمة الله تعالى ان المساحة التي هي مرتع قابل للنقاش اوسع بكثير من المساحة القطعية
وأصحاب الصلابةالفكرية كما يسميهم المفكر الكبير البكار
هم بارزون بسمات غريبة تنم عن تجانب للموضوعية فمن أبرزها:
1 - لامرونة لديهم في النقاش فيما هو من قبيل المساحة القابلة للنقاش المسائل التي فيها نظر ومتسع للخلاف.
2 - كل المسائل عندهم محسومة وقطعية ولامجال فيها للنقاش وانتهى الامر فيها واياك ان تفتح فيها النقاش
3 - صدره لايتسع للنظر في أقوال المخالف ولا يألو جهدا في التمعن في آراء من يخالفه
4 - يحب ان يسمع الكلام الذي يوافقه ويؤيده
5 - عنيد لايتقبل أبدا
هذا ماتيسر لى اللهم وفقنا لما تحب وللنظر في نفوسنا هل هناك صفة من تلك متصفين بها فلنتمعن ونطور أنفسنا وبالله التوفيق.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[03 - Feb-2009, صباحاً 01:28]ـ
ماشاء الله تبارك الله ...
تعليق نفيس، ودرر غالية ..
أتيت على المطلوب، ووضعت النقاط على الحروف ...
ممكن تدع النص الثاني لي ....
ـ[حارث البديع]ــــــــ[03 - Feb-2009, صباحاً 10:15]ـ
بارك الله فيك يابن المبارك
أما النص الثاني فلن أدعه لك لأنك قلت (بدون تعليق منك)
ملاحظة لفظة منك دارجة من حارث البديع هداه الله. (ابتسامة) و (تحية صادقة) [/ color][/color]
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 12:46]ـ
بارك الله فيك يابن المبارك
أما النص الثاني فلن أدعه لك لأنك قلت (بدون تعليق منك)
ملاحظة لفظة منك دارجة من حارث البديع هداه الله. (ابتسامة) و (تحية صادقة) [/ color][/color]
طيب يا حارث البديع ...
لقد فتحت لي أبواب النظر و التمعن في كلام ابن تيمية ...
بارك الله فيك ...
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 05:50]ـ
يرفع رفع الله قدر كل من شارك و كتب و نطلب مزيدا من الفوائد
ـ[وحيد البيضاوي]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 04:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أحبتي في الله وننتظر المزيد
موفقون إن شاء الله
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 02:13]ـ
أبشرا؛ فهناك العديد من درر الإمام ابن تيمية.
أحسن الله إليكم
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 08:33]ـ
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=1920
ـ[حارث البديع]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 10:47]ـ
[ COLOR="Blue"] اخي المبارك ابن المبارك بارك الله فيك إنما
قصدت مداعبتك
والنص الثاني هو لك بكل تأكيد ابتسامة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 01:03]ـ
[ color="blue"] اخي المبارك ابن المبارك بارك الله فيك إنما
قصدت مداعبتك
والنص الثاني هو لك بكل تأكيد ابتسامة
صحيح ...
ظننت أنك لن تترك لنا نصيبا من كلام ابن تيمية
أخي أنا بصدد قراءة بعض كتب ابن تيمية، واستخراج منها كلامه المتعلق بالمخالف، أكيد سيأخذ مني وقتا طويلا، لذا سأضع ما أمكن من كلامه في هذا الموضوع ويقوم أحدنا بمدارسته
محبكم
فيصل بن المبارك
ـ[حارث البديع]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 12:14]ـ
أحبك الله وأدخلك فسيح جناته
وأنار دربك
ونحن نحبك في الله جمعنا الله على طاعته
(يدا بيد نبني المجد)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 01:21]ـ
سُئِِلَ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
عَنْ الْغِيبَةِ هَلْ تَجُوزُ عَلَى أُنَاسٍ مُعَيَّنِينَ أَوْ يُعَيَّنُ شَخْصٌ بِعَيْنِهِ؟ وَمَا حُكْمُ ذَلِكَ؟ أَفْتُونَا بِجَوَابِ بَسِيطٍ؛ لِيَعْلَمَ ذَلِكَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيَسْتَمِدُّ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ قُوَّتِهِ بِالْعِلْمِ وَالْحُكْمِ.
فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَصْلُ الْكَلَامِ فِي هَذَا أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ الْغِيبَةَ هِيَ كَمَا فَسَّرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ لَمَّا {سُئِلَ عَنْ الْغِيبَةِ فَقَالَ: هِيَ ذِكْرُك أَخَاك بِمَا يَكْرَهُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْت إنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: إنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْته وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتّه}. بَيَّنَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَرْقَ بَيْنَ الْغِيبَةِ وَالْبُهْتَانِ وَأَنَّ الْكَذِبَ عَلَيْهِ بَهْتٌ لَهُ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: {وَلَوْلَا إذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ} وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: {أَنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ}. فَالْكَذِبُ عَلَى الشَّخْصِ حَرَامٌ كُلُّهُ سَوَاءٌ كَانَ الرَّجُلُ مُسْلِمًا أَوْ كَافِرًا بَرًّا أَوْ فَاجِرًا لَكِنَّ الِافْتِرَاءَ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَشَدُّ؛ بَلْ الْكَذِبُ كُلُّهُ حَرَامٌ. وَلَكِنْ تُبَاحُ عِنْدَ الْحَاجَةِ الشَّرْعِيَّةِ " الْمَعَارِيضِ " وَقَدْ تُسَمَّى كَذِبًا؛ لِأَنَّ الْكَلَامَ يَعْنِي بِهِ الْمُتَكَلِّمُ مَعْنًى وَذَلِكَ الْمَعْنَى يُرِيدُ أَنْ يَفْهَمُهُ الْمُخَاطِبُ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَى مَا يَعْنِيهِ فَهُوَ الْكَذِبُ الْمَحْضُ وَإِنْ كَانَ عَلَى مَا يَعْنِيهِ وَلَكِنْ لَيْسَ عَلَى مَا يَفْهَمُهُ الْمُخَاطَبُ فَهَذِهِ الْمَعَارِيضُ وَهِيَ كَذِبٌ بِاعْتِبَارِ الْأَفْهَامِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ كَذِبًا بِاعْتِبَارِ الْغَايَةِ السَّائِغَةِ. وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَمْ يَكْذِبْ إبْرَاهِيمُ إلَّا ثَلَاثَ كِذْبَاتٍ كُلُّهُنَّ فِي ذَاتِ اللَّهِ: قَوْلُهُ لِسَارَّةَ: أُخْتِي وَقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} وَقَوْلُهُ {إنِّي سَقِيمٌ}} وَهَذِهِ الثَّلَاثَةُ مَعَارِيضُ. وَبِهَا احْتَجَّ الْعُلَمَاءُ عَلَى جَوَازِ التَّعْرِيضِ لِلْمَظْلُومِ وَهُوَ أَنْ يَعْنِيَ بِكَلَامِهِ مَا يَحْتَمِلُهُ اللَّفْظُ وَإِنْ لَمْ يَفْهَمْهُ الْمُخَاطَبُ؛ وَلِهَذَا قَالَ مَنْ قَالَ مِنْ الْعُلَمَاءِ: إنَّ مَا رَخَّصَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّمَا هُوَ مِنْ هَذَا كَمَا فِي حَدِيثِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {لَيْسَ الْكَاذِبُ بِاَلَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَقُولُ خَيْرًا أَوْ ينوي خَيْرًا}. وَلَمْ يُرَخِّصْ فِيمَا يَقُولُ النَّاسُ: إنَّهُ كَذِبٌ؛ إلَّا فِي ثَلَاثٍ: فِي الْإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ وَفِي الْحَرْبِ؛ وَفِي الرَّجُلِ
(يُتْبَعُ)
(/)
يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ. قَالَ: فَهَذَا كُلُّهُ مِنْ الْمَعَارِيضِ خَاصَّةً. وَلِهَذَا نَفَى عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمَ الْكَذِبِ بِاعْتِبَارِ الْقَصْدِ وَالْغَايَةِ كَمَا ثَبَتَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: {الْحَرْبُ خُدْعَةٌ} وَأَنَّهُ كَانَ إذَا أَرَادَ غَزْوَةً وَرَى بِغَيْرِهَا. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُ الصِّدِّيقِ فِي سَفَرِ الْهِجْرَةِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الرَّجُلُ يَهْدِينِي السَّبِيلَ. {وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْكَافِرِ السَّائِلِ لَهُ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ: نَحْنُ مِنْ مَاءٍ} وَقَوْلُهُ لِلرَّجُلِ الَّذِي حَلَفَ عَلَى الْمُسْلِمِ الَّذِي أَرَادَ الْكُفَّارُ أَسْرَهُ: إنَّهُ أَخِي. وَعَنِيَ أُخُوَّةَ الدِّينِ وَفَهِمُوا مِنْهُ أُخُوَّةَ النَّسَبِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنْ كُنْت لَأَبَرَّهُمْ وَأَصْدَقَهُمْ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ}. وَالْمَقْصُودُ هُنَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَّقَ بَيْنَ الِاغْتِيَابِ وَبَيْنَ الْبُهْتَانِ وَأَخْبَرَ أَنَّ الْمُخْبِرَ بِمَا يَكْرَهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ عَنْهُ إذَا كَانَ صَادِقًا فَهُوَ الْمُغْتَابُ وَفِي قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {ذِكْرُك أَخَاك بِمَا يَكْرَهُ} مُوَافَقَةً لِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} فَجَعَلَ جِهَةَ التَّحْرِيمِ كَوْنَهُ أَخًا أُخُوَّةَ الْإِيمَانِ؛ وَلِذَلِكَ تغلظت الْغِيبَةُ بِحَسَبِ حَالِ الْمُؤْمِنِ فَكُلَّمَا كَانَ أَعْظَمَ إيمَانًا كَانَ اغْتِيَابُهُ أَشَدَّ. وَمِنْ جِنْسِ الْغِيبَةِ الْهَمْزُ وَاللَّمْزُ؛ فَإِنَّ كِلَاهُمَا فِيهِ عَيْبُ النَّاسِ وَالطَّعْنُ عَلَيْهِمْ كَمَا فِي الْغِيبَةِ؛ لَكِنَّ الْهَمْزَ هُوَ الطَّعْنُ بِشِدَّةِ وَعُنْفٍ؛ بِخِلَافِ اللَّمْزِ فَإِنَّهُ قَدْ يَخْلُو مِنْ الشِّدَّةِ وَالْعُنْفِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} أَيْ يَعِيبُك وَيَطْعَنُ عَلَيْك وَقَالَ تَعَالَى {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} أَيْ لَا يَلْمِزُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَقَالَ: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} وَقَالَ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}.
إذَا تَبَيَّنَ هَذَا فَنَقُولُ: ذِكْرُ النَّاسِ بِمَا يَكْرَهُونَ هُوَ فِي الْأَصْلِ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا ذِكْرُ النَّوْعِ: وَالثَّانِي ذِكْرُ الشَّخْصِ الْمُعَيَّنِ الْحَيِّ أَوْ الْمَيِّتِ. أَمَّا الْأَوَّلُ فَكُلُّ صِنْفٍ ذَمَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ يَجِبُ ذَمُّهُ؛ وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ الْغِيبَةِ كَمَا أَنَّ كُلَّ صِنْفٍ مَدَحَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ يَجِبُ مَدْحُهُ وَمَا لَعَنَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ لُعِنَ كَمَا أَنَّ مَنْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَمَلَائِكَتُهُ يُصَلَّى عَلَيْهِ. فَاَللَّهُ تَعَالَى ذَمَّ الْكَافِرَ وَالْفَاجِرَ وَالْفَاسِقَ وَالظَّالِمَ وَالْغَاوِيَ وَالضَّالَّ وَالْحَاسِدَ وَالْبَخِيلَ وَالسَّاحِرَ وَآكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَالسَّارِقَ وَالزَّانِيَ وَالْمُخْتَالَ وَالْفَخُورَ وَالْمُتَكَبِّرَ الْجَبَّارَ وَأَمْثَالَ هَؤُلَاءِ؛ كَمَا حَمِدَ الْمُؤْمِنَ التَّقِيَّ وَالصَّادِقَ وَالْبَارَّ وَالْعَادِلَ وَالْمُهْتَدِيَ وَالرَّاشِدَ وَالْكَرِيمَ؛ وَالْمُتَصَدِّقَ وَالرَّحِيمَ وَأَمْثَالَ هَؤُلَاءِ. {وَلَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ} وَالْمُحَلِّلَ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ وَلَعَنَ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ. وَلَعَنَ مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا وَلَعَنَ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إلَيْهِ وَبَائِعَهَا وَمُشْتَرِيَهَا وَسَاقِيَهَا وَشَارِبَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا وَلَعَنَ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى حَيْثُ حُرِّمَتْ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَيْهِمْ الشُّحُومُ فَجَمَّلُوهَا فَبَاعُوهَا وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا وَلَعَنَ اللَّهُ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ الْبَيِّنَاتِ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَهُ لِلنَّاسِ وَذَكَرَ لَعْنَةَ الظَّالِمِينَ. وَاَللَّهُ هُوَ وَمَلَائِكَتُهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ وَيُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا. وَالصَّابِرُ الْمُسْتَرْجِعُ عَلَيْهِ صَلَاةٌ مِنْ رَبِّهِ وَرَحْمَةٌ. وَاَللَّهُ وَمَلَائِكَتُهُ يُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحِيتَانُ وَالطَّيْرُ وَأَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِذَنْبِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ. فَإِذَا كَانَ الْمَقْصُودُ الْأَمْرَ بِالْخَيْرِ وَالتَّرْغِيبَ فِيهِ وَالنَّهْيَ عَنْ الشَّرِّ وَالتَّحْذِيرَ مِنْهُ: فَلَا بُدَّ مِنْ ذِكْرِ ذَلِكَ وَلِهَذَا {كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا بَلَغَهُ أَنَّ أَحَدًا فَعَلَ مَا يَنْهَى عَنْهُ يَقُولُ: مَا بَالُ رِجَالٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ مَنْ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَهُوَ بَاطِلٌ وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ} {مَا بَالُ رِجَالٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنْ أَشْيَاءَ أَتَرَخَّصُ فِيهَا؟ وَاَللَّهِ إنِّي لَأَتْقَاكُمْ لِلَّهِ وَأَعْلَمُكُمْ بِحُدُودِهِ} {مَا بَالُ رِجَالٍ يَقُولُ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَأَصُومُ وَلَا أُفْطِرُ؟ وَيَقُولُ الْآخَرُ: أَمَّا أَنَا فَأَقُومُ وَلَا أَنَامُ؟ وَيَقُولُ الْآخَرُ: لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَيَقُولُ الْآخَرُ: لَا آكُلُ اللَّحْمَ؟ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَقُومُ وَأَنَامُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَآكُلُ اللَّحْمَ؛ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي}. وَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يُعَلِّقَ الْحَمْدَ وَالذَّمَّ وَالْحُبَّ وَالْبُغْضَ وَالْمُوَالَاةَ وَالْمُعَادَاةَ وَالصَّلَاةَ وَاللَّعْنَ بِغَيْرِ الْأَسْمَاءِ الَّتِي عَلَّقَ اللَّهُ بِهَا ذَلِكَ: مِثْلَ أَسْمَاءِ الْقَبَائِلِ وَالْمَدَائِنِ وَالْمَذَاهِبِ وَالطَّرَائِقِ الْمُضَافَةِ إلَى الْأَئِمَّةِ وَالْمَشَايِخِ؛ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا يُرَادُ بِهِ التَّعْرِيفُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} وَقَالَ تَعَالَى: {أَلَا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} وَقَالَ: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ آلَ أَبِي فُلَانٍ لَيْسُوا لِي بأولياء؛ إنَّمَا وَلِيِّي اللَّهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} وَقَالَ {أَلَا إنَّ أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ حَيْثُ كَانُوا وَمَنْ كَانُوا} وَقَالَ: {إنَّ اللَّهَ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ. النَّاسُ رَجُلَانِ: مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ.النَّاسُ مِنْ آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ} وَقَالَ: {إنَّهُ لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيِّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَبْيَضَ: إلَّا بِالتَّقْوَى}. فَذَكَرَ الْأَزْمَانَ وَالْعَدْلَ بِأَسْمَاءِ الْإِيثَارِ وَالْوَلَاءِ وَالْبَلَدِ وَالِانْتِسَابِ إلَى عَالِمٍ أَوْ شَيْخٍ إنَّمَا يَقْصِدُ بِهَا التَّعْرِيفَ بِهِ لِيَتَمَيَّزَ عَنْ غَيْرِهِ فَأَمَّا الْحَمْدُ وَالذَّمُّ وَالْحُبُّ وَالْبُغْضُ وَالْمُوَالَاةُ وَالْمُعَادَاةُ فَإِنَّمَا تَكُونُ بِالْأَشْيَاءِ الَّتِي أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا سُلْطَانَهُ وَسُلْطَانُهُ كِتَابُهُ فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا وَجَبَتْ مُوَالَاتُهُ مِنْ أَيِّ صِنْفٍ كَانَ وَمَنْ كَانَ كَافِرًا وَجَبَتْ مُعَادَاتُهُ مِنْ أَيِّ صِنْفٍ كَانَ قَالَ تَعَالَى: {
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} وَقَالَ تَعَالَى: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} وَقَالَ تَعَالَى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} وَقَالَ تَعَالَى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}. وَمَنْ كَانَ فِيهِ إيمَانٌ وَفِيهِ فُجُورٌ أُعْطِيَ مِنْ الْمُوَالَاةِ بِحَسَبِ إيمَانِهِ وَمِنْ الْبُغْضِ بِحَسَبِ فُجُورِهِ وَلَا يَخْرُجُ مِنْ الْإِيمَانِ بِالْكُلِّيَّةِ بِمُجَرَّدِ الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي كَمَا يَقُولُهُ الْخَوَارِجُ وَالْمُعْتَزِلَةُ وَلَا يُجْعَلُ الْأَنْبِيَاءُ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ وَالصَّالِحُونَ بِمَنْزِلَةِ الْفُسَّاقِ فِي الْإِيمَانِ وَالدِّينِ وَالْحُبِّ وَالْبُغْضِ وَالْمُوَالَاةِ وَالْمُعَادَاةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} {إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ} فَجَعَلَهُمْ إخْوَةً مَعَ وُجُودِ الِاقْتِتَالِ وَالْبَغْيِ وَقَالَ تَعَالَى: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} فَهَذَا الْكَلَامُ فِي الْأَنْوَاعِ.
وَأَمَّا الشَّخْصُ الْمُعَيَّنُ فَيُذْكَرُ مَا فِيهِ مِنْ الشَّرِّ فِي مَوَاضِعَ. مِنْهَا الْمَظْلُومُ لَهُ أَنْ يَذْكُرَ ظَالِمَهُ بِمَا فِيهِ. إمَّا عَلَى وَجْهِ دَفْعِ ظُلْمِهِ وَاسْتِيفَاءِ حَقِّهِ كَمَا {قَالَتْ هِنْدُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ وَأَنَّهُ لَيْسَ يُعْطِينِي مِنْ النَّفَقَةِ مَا يَكْفِينِي وَوَلَدِي. فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذِي مَا يَكْفِيك وَوَلَدَك بِالْمَعْرُوفِ} كَمَا قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ} وَقَالَ وَكِيعٌ: عِرْضُهُ شِكَايَتُهُ وَعُقُوبَتُهُ حَبْسُهُ وَقَالَ تَعَالَى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إلَّا مَنْ ظُلِمَ} وَقَدْ رُوِيَ: أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ نَزَلَ بِقَوْمِ فَلَمْ يَقْرُوهُ. فَإِذَا كَانَ هَذَا فِيمَنْ ظُلِمَ بِتَرْكِ قِرَاهُ الَّذِي تَنَازَعَ النَّاسُ فِي وُجُوبِهِ وَإِنْ كَانَ الصَّحِيحُ أَنَّهُ وَاجِبٌ فَكَيْفَ بِمَنْ ظُلِمَ بِمَنْعِ حَقِّهِ الَّذِي اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى اسْتِحْقَاقِهِ إيَّاهُ أَوْ يَذْكُرُ ظَالِمَهُ عَلَى وَجْهِ الْقِصَاصِ مِنْ غَيْرِ عُدْوَانٍ وَلَا دُخُولٍ فِي كَذِبٍ وَلَا ظُلْمِ الْغَيْرِ؛ وَتَرْكُ ذَلِكَ أَفْضَلُ. وَمِنْهَا أَنْ يَكُونَ عَلَى وَجْهِ النَّصِيحَةِ لِلْمُسْلِمِينَ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ {فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ لَمَّا اسْتَشَارَتْ
(يُتْبَعُ)
(/)
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَنْكِحُ؟ وَقَالَتْ: إنَّهُ خَطَبَنِي مُعَاوِيَةُ وَأَبُو جَهْمٍ فَقَالَ: أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ وَأَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَرَجُلٌ ضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ} وَرُوِيَ: {لَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ} فَبَيَّنَ لَهَا أَنَّ هَذَا فَقِيرٌ قَدْ يَعْجِزُ عَنْ حَقِّك وَهَذَا يُؤْذِيك بِالضَّرْبِ. وَكَانَ هَذَا نُصْحًا لَهَا - وَإِنْ تَضَمَّنَ ذِكْرَ عَيْبِ الْخَاطِبِ. وَفِي مَعْنَى هَذَا نُصْحُ الرَّجُلِ فِيمَنْ يُعَامِلُهُ وَمَنْ يُوَكِّلُهُ وَيُوَصِّي إلَيْهِ وَمَنْ يَسْتَشْهِدُهُ؛ بَلْ وَمَنْ يَتَحَاكَمُ إلَيْهِ. وَأَمْثَالُ ذَلِكَ.
إِذَا كَانَ هَذَا فِي مَصْلَحَةٍ خَاصَّةٍ فَكَيْفَ بِالنُّصْحِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ حُقُوقُ عُمُومِ الْمُسْلِمِينَ
مِنْ الْأُمَرَاءِ وَالْحُكَّامِ وَالشُّهُودِ وَالْعُمَّالِ: أَهْلِ الدِّيوَانِ وَغَيْرِهِمْ؟ فَلَا رَيْبَ أَنَّ النُّصْحَ فِي ذَلِكَ أَعْظَمُ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {الدِّينُ النَّصِيحَةُ الدِّينُ النَّصِيحَةُ قَالُوا لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ}. وَقَدْ قَالُوا لِعُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ فِي أَهْلِ الشُّورَى: أَمِّرْ فُلَانًا وَفُلَانًا فَجَعَلَ يَذْكُرُ فِي حَقِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ السِّتَّةِ - وَهُمْ أَفْضَلُ الْأُمَّةِ - أَمْرًا جَعَلَهُ مَانِعًا لَهُ مِنْ تَعْيِينِهِ. وَإِذَا كَانَ النُّصْحُ وَاجِبًا فِي الْمَصَالِحِ الدِّينِيَّةِ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ: مِثْلَ نَقَلَةِ الْحَدِيثِ الَّذِينَ يَغْلَطُونَ أَوْ يَكْذِبُونَ كَمَا قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْت مَالِكًا وَالثَّوْرِيَّ وَاللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ - أَظُنُّهُ - وَالْأَوْزَاعِي عَنْ الرَّجُلِ يُتَّهَمُ فِي الْحَدِيثِ أَوْ لَا يَحْفَظُ؟ فَقَالُوا: بَيِّنْ أَمْرَهُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: أَنَّهُ يَثْقُلُ عَلَيَّ أَنْ أَقُولَ فُلَانٌ كَذَا وَفُلَانٌ كَذَا. فَقَالَ: إذَا سَكَتّ أَنْتَ وَسَكَتّ أَنَا فَمَتَى يُعْرَفُ الْجَاهِلُ الصَّحِيحُ مِنْ السَّقِيمِ. وَمِثْلُ أَئِمَّةِ الْبِدَعِ مِنْ أَهْلِ الْمَقَالَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ الْعِبَادَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ فَإِنَّ بَيَانَ حَالِهِمْ وَتَحْذِيرَ الْأُمَّةِ مِنْهُمْ وَاجِبٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قِيلَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَعْتَكِفُ أَحَبُّ إلَيْك أَوْ يَتَكَلَّمُ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ؟ فَقَالَ: إذَا قَامَ وَصَلَّى وَاعْتَكَفَ فَإِنَّمَا هُوَ لِنَفْسِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ فَإِنَّمَا هُوَ لِلْمُسْلِمِينَ هَذَا أَفْضَلُ. فَبَيَّنَ أَنَّ نَفْعَ هَذَا عَامٌّ لِلْمُسْلِمِينَ فِي دِينِهِمْ مِنْ جِنْسِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ إذْ تَطْهِيرُ سَبِيلِ اللَّهِ وَدِينِهِ وَمِنْهَاجِهِ وَشِرْعَتِهِ وَدَفْعِ بَغْيِ هَؤُلَاءِ وَعُدْوَانِهِمْ عَلَى ذَلِكَ وَاجِبٌ عَلَى الْكِفَايَةِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَلَوْلَا مَنْ يُقِيمُهُ اللَّهُ لِدَفْعِ ضَرَرِ هَؤُلَاءِ لَفَسَدَ الدِّينُ وَكَانَ فَسَادُهُ أَعْظَمَ مِنْ فَسَادِ اسْتِيلَاءِ الْعَدُوِّ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ؛ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ إذَا اسْتَوْلَوْا لَمْ يُفْسِدُوا الْقُلُوبَ وَمَا فِيهَا مِنْ الدِّينِ إلَّا تَبَعًا وَأَمَّا أُولَئِكَ فَهُمْ يُفْسِدُونَ الْقُلُوبَ ابْتِدَاءً. وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ؛ وَإِنَّمَا يَنْظُرُ إلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ} وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ
(يُتْبَعُ)
(/)
لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ} فَأَخْبَرَ أَنَّهُ أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنَّهُ أَنْزَلَ الْحَدِيدَ كَمَا ذَكَرَهُ. فَقِوَامُ الدِّينِ بِالْكِتَابِ الْهَادِي وَالسَّيْفِ النَّاصِرِ {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا}. وَالْكِتَابُ هُوَ الْأَصْلُ؛ وَلِهَذَا أَوَّلُ مَا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ؛ وَمَكَثَ بِمَكَّةَ لَمْ يَأْمُرْهُ بِالسَّيْفِ حَتَّى هَاجَرَ وَصَارَ لَهُ أَعْوَانٌ عَلَى الْجِهَادِ.
وَأَعْدَاءُ الدِّينِ نَوْعَانِ:
الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ، وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ بِجِهَادِ الطَّائِفَتَيْنِ فِي قَوْلِهِ: {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} فِي آيَتَيْنِ مِنْ الْقُرْآنِ. فَإِذَا كَانَ أَقْوَامٌ مُنَافِقُونَ يَبْتَدِعُونَ بِدَعًا تُخَالِفُ الْكِتَابَ وَيُلْبِسُونَهَا عَلَى النَّاسِ وَلَمْ تُبَيَّنْ لِلنَّاسِ: فَسَدَ أَمْرُ الْكِتَابِ وَبُدِّلَ الدِّينُ؛ كَمَا فَسَدَ دِينُ أَهْلِ الْكِتَابِ قَبْلَنَا بِمَا وَقَعَ فِيهِ مِنْ التَّبْدِيلِ الَّذِي لَمْ يُنْكَرْ عَلَى أَهْلِهِ. وَإِذَا كَانَ أَقْوَامٌ لَيْسُوا مُنَافِقِينَ لَكِنَّهُمْ سَمَّاعُونَ لِلْمُنَافِقِينَ: قَدْ الْتَبَسَ عَلَيْهِمْ أَمْرُهُمْ حَتَّى ظَنُّوا قَوْلَهُمْ حَقًّا؛ وَهُوَ مُخَالِفٌ لِلْكِتَابِ وَصَارُوا دُعَاةً إلَى بِدَعِ الْمُنَافِقِينَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} فَلَا بُدَّ أَيْضًا مِنْ بَيَانِ حَالِ هَؤُلَاءِ؛ بَلْ الْفِتْنَةُ بِحَالِ هَؤُلَاءِ أَعْظَمُ فَإِنَّ فِيهِمْ إيمَانًا يُوجِبُ مُوَالَاتَهُمْ وَقَدْ دَخَلُوا فِي بِدَعٍ مِنْ بِدَعِ الْمُنَافِقِينَ الَّتِي تُفْسِدُ الدِّينَ فَلَا بُدَّ مِنْ التَّحْذِيرِ مِنْ تِلْكَ الْبِدَعِ وَإِنْ اقْتَضَى ذَلِكَ ذِكْرَهُمْ وَتَعْيِينَهُمْ؛ بَلْ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَلَقَّوْا تِلْكَ الْبِدْعَةَ عَنْ مُنَافِقٍ؛ لَكِنْ قَالُوهَا ظَانِّينَ أَنَّهَا هُدًى وَأَنَّهَا خَيْرٌ وَأَنَّهَا دِينٌ؛ وَلَمْ تَكُنْ كَذَلِكَ لَوَجَبَ بَيَانُ حَالِهَا. وَلِهَذَا وَجَبَ بَيَانُ حَالِ مَنْ يَغْلَطُ فِي الْحَدِيثِ وَالرِّوَايَةِ وَمَنْ يَغْلَطُ فِي الرَّأْيِ وَالْفُتْيَا وَمَنْ يَغْلَطُ فِي الزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ؛ وَإِنْ كَانَ الْمُخْطِئُ الْمُجْتَهِدُ مَغْفُورًا لَهُ خَطَؤُهُ وَهُوَ مَأْجُورٌ عَلَى اجْتِهَادِهِ. فَبَيَانُ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَاجِبٌ؛ وَإِنْ كَانَ فِي ذَلِكَ مُخَالَفَةٌ لِقَوْلِهِ وَعَمَلِهِ. وَمَنْ عُلِمَ مِنْهُ الِاجْتِهَادُ السَّائِغُ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُذْكَرُ عَلَى وَجْهِ الذَّمِّ وَالتَّأْثِيمِ لَهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ غَفَرَ لَهُ خَطَأَهُ؛ بَلْ يَجِبُ لِمَا فِيهِ مِنْ الْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى مُوَالَاتُهُ وَمَحَبَّتُهُ وَالْقِيَامُ بِمَا أَوْجَبَ اللَّهُ مِنْ حُقُوقِهِ: مِنْ ثَنَاءٍ وَدُعَاءٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ؛ وَإِنْ عُلِمَ مِنْهُ النِّفَاقُ كَمَا عُرِفَ نِفَاقُ جَمَاعَةٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي وَذَوِيهِ وَكَمَا عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ نِفَاقَ سَائِرِ الرَّافِضَةِ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَأٍ وَأَمْثَالِهِ: مِثْلَ عَبْدِ الْقُدُّوسِ بْنِ الْحَجَّاجِ وَمُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَصْلُوبِ؛ فَهَذَا يُذْكَرُ بِالنِّفَاقِ. وَإِنْ أَعْلَنَ بِالْبِدْعَةِ وَلَمْ يُعْلَمْ هَلْ كَانَ مُنَافِقًا أَوْ مُؤْمِنًا مُخْطِئًا ذُكِرَ بِمَا يُعْلَمُ مِنْهُ فَلَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يَقْفُوَ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ وَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا الْبَابِ إلَّا قَاصِدًا بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى وَأَنْ تَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَأَنْ يَكُونَ الدِّينُ
(يُتْبَعُ)
(/)
كُلُّهُ لِلَّهِ. فَمَنْ تَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَوْ بِمَا يَعْلَمُ خِلَافَهُ كَانَ آثِمًا. وَكَذَلِكَ الْقَاضِي وَالشَّاهِدُ وَالْمُفْتِي كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ: قَاضِيَانِ فِي النَّارِ وَقَاضٍ فِي الْجَنَّةِ: رَجُلٌ عَلِمَ الْحَقَّ وَقَضَى بِهِ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ عَلِمَ الْحَقَّ فَقَضَى بِخِلَافِ ذَلِكَ فَهُوَ فِي النَّارِ} وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} وَ " اللَّيُّ " هُوَ الْكَذِبُ وَ " الْإِعْرَاضُ " كِتْمَانُ الْحَقِّ؛ وَمِثْلُهُ مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا؛ وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا}. ثُمَّ الْقَائِلُ فِي ذَلِكَ بِعِلْمِ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ حُسْنِ النِّيَّةِ فَلَوْ تَكَلَّمَ بِحَقِّ لَقَصَدَ الْعُلُوَّ فِي الْأَرْضِ أَوْ الْفَسَادَ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الَّذِي يُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَرِيَاءً. وَإِنْ تَكَلَّمَ لِأَجْلِ اللَّهِ تَعَالَى مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ كَانَ مِنْ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ وَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ خُلَفَاءِ الرُّسُلِ. وَلَيْسَ هَذَا الْبَابُ مُخَالِفًا لِقَوْلِهِ: {الْغِيبَةُ ذِكْرُك أَخَاك بِمَا يَكْرَهُ} فَإِنَّ الْأَخَ هُوَ الْمُؤْمِنُ وَالْأَخُ الْمُؤْمِنُ إنْ كَانَ صَادِقًا فِي إيمَانِهِ لَمْ يَكْرَهْ مَا قُلْته مِنْ هَذَا الْحَقِّ الَّذِي يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَإِنْ كَانَ فِيهِ شَهَادَةٌ عَلَيْهِ وَعَلَى ذَوِيهِ بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِالْقِسْطِ وَيَكُونُ شَاهِدًا لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ وَالِدَيْهِ أَوْ أَقْرَبَيْهِ وَمَتَى كَرِهَ هَذَا الْحَقَّ كَانَ نَاقِصًا فِي إيمَانِهِ يَنْقُصُ مِنْ أُخُوَّتِهِ بِقَدْرِ مَا نَقَصَ مِنْ إيمَانِهِ فَلَمْ يَعْتَبِرْ كَرَاهَتَهُ مِنْ الْجِهَةِ الَّتِي نَقَصَ مِنْهَا إيمَانُهُ؛ إذْ كَرَاهَتُهُ لِمَا لَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ تُوجِبُ تَقْدِيمَ مَحَبَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}. ثُمَّ قَدْ يُقَالُ: هَذَا لَمْ يَدْخُلْ فِي حَدِيثِ الْغِيبَةِ لَفْظًا وَمَعْنًى. وَقَدْ يُقَالُ: دَخَلَ فِي ذَلِكَ الَّذِينَ خَصَّ مِنْهُ كَمَا يَخُصُّ الْعُمُومَ اللَّفْظِيَّ وَالْعُمُومَ الْمَعْنَوِيَّ وَسَوَاءٌ زَالَ الْحُكْمُ لِزَوَالِ سَبَبِهِ أَوْ لِوُجُودِ مَانِعِهِ فَالْحُكْمُ وَاحِدٌ. وَالنِّزَاعُ فِي ذَلِكَ يُؤَوَّلُ إلَى اللَّفْظِ؛ إذْ الْعِلَّةُ قَدْ يَعْنِي بِهَا التَّامَّةَ وَقَدْ يَعْنِي بِهَا الْمُقْتَضِيَةَ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -: وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الْغِيبَةَ فِي قَوَالِبَ شَتَّى. تَارَةً فِي قَالِبِ دِيَانَةٍ وَصَلَاحٍ فَيَقُولُ: لَيْسَ لِي عَادَةً أَنْ أَذْكُرَ أَحَدًا إلَّا بِخَيْرِ وَلَا أُحِبُّ الْغِيبَةَ وَلَا الْكَذِبَ؛ وَإِنَّمَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحْوَالِهِ. وَيَقُولُ: وَاَللَّهِ إنَّهُ مِسْكِينٌ أَوْ رَجُلٌ جَيِّدٌ؛ وَلَكِنْ فِيهِ كَيْت وَكَيْت. وَرُبَّمَا يَقُولُ: دَعُونَا مِنْهُ اللَّهُ يَغْفِرُ لَنَا وَلَهُ؛ وَإِنَّمَا قَصْدُهُ اسْتِنْقَاصُهُ وَهَضْمٌ لِجَانِبِهِ. وَيُخْرِجُونَ الْغِيبَةَ فِي قَوَالِبَ صَلَاحٍ وَدِيَانَةٍ يُخَادِعُونَ اللَّهَ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِذَلِكَ كَمَا يُخَادِعُونَ مَخْلُوقًا؛ وَقَدْ رَأَيْنَا مِنْهُمْ أَلْوَانًا كَثِيرَةً مِنْ هَذَا وَأَشْبَاهِهِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْفَعُ غَيْرَهُ رِيَاءً فَيَرْفَعُ نَفْسَهُ فَيَقُولُ: لَوْ دَعَوْت الْبَارِحَةَ فِي صَلَاتِي لِفُلَانِ؛ لَمَا بَلَغَنِي عَنْهُ كَيْت وَكَيْت لِيَرْفَعَ نَفْسَهُ وَيَضَعَهُ عِنْدَ مَنْ يَعْتَقِدُهُ. أَوْ يَقُولُ: فُلَانٌ بَلِيدُ الذِّهْنِ قَلِيلُ الْفَهْمِ؛ وَقَصْدُهُ مَدْحُ نَفْسِهِ وَإِثْبَاتُ مَعْرِفَتِهِ وَأَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْمِلُهُ الْحَسَدُ عَلَى الْغِيبَةِ فَيَجْمَعُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَبِيحَيْنِ: الْغِيبَةِ وَالْحَسَدِ. وَإِذَا أَثْنَى عَلَى شَخْصٍ أَزَالَ ذَلِكَ عَنْهُ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ تَنَقُّصِهِ فِي قَالِبِ دِينٍ وَصَلَاحٍ أَوْ فِي قَالِبِ حَسَدٍ وَفُجُورٍ وَقَدْحٍ لِيُسْقِطَ ذَلِكَ عَنْهُ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الْغِيبَةَ فِي قَالِبِ تمسخر وَلَعِبٍ لَيُضْحِكَ غَيْرَهُ
فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَغْتَابُ مُوَافَقَةً لِجُلَسَائِهِ وَأَصْحَابِهِ وَعَشَائِرِهِ مَعَ عِلْمِهِ أَنَّ الْمُغْتَابَ بَرِيءٌ مِمَّا يَقُولُونَ أَوْ فِيهِ بَعْضُ مَا يَقُولُونَ؛ لَكِنْ يَرَى أَنَّهُ لَوْ أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ قَطَعَ الْمَجْلِسَ وَاسْتَثْقَلَهُ أَهْلُ الْمَجْلِسِ وَنَفَرُوا عَنْهُ فَيَرَى مُوَافَقَتَهُمْ مِنْ حُسْنِ الْمُعَاشَرَةِ وَطِيبِ الْمُصَاحَبَةِ وَقَدْ يَغْضَبُونَ فَيَغْضَبُ لِغَضَبِهِمْ فَيَخُوضُ مَعَهُمْ.بِاسْتِهْزَائِهِ وَمُحَاكَاتِهِ وَاسْتِصْغَارِ الْمُسْتَهْزَأِ بِهِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الْغِيبَةَ فِي قَالِبِ التَّعَجُّبِ فَيَقُولُ تَعَجَّبْت مِنْ فُلَانٍ كَيْفَ لَا يَفْعَلُ كَيْت وَكَيْت وَمِنْ فُلَانٍ كَيْفَ وَقَعَ مِنْهُ كَيْت وَكَيْت وَكَيْفَ فَعَلَ كَيْت وَكَيْت فَيُخْرِجُ اسْمَهُ فِي مَعْرِضِ تَعَجُّبِهِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الِاغْتِمَامَ فَيَقُولُ مِسْكِينٌ فُلَانٌ غَمَّنِي مَا جَرَى لَهُ وَمَا تَمَّ لَهُ فَيَظُنُّ مَنْ يَسْمَعُهُ أَنَّهُ يَغْتَمُّ لَهُ وَيَتَأَسَّفُ وَقَلْبُهُ مُنْطَوٍ عَلَى التَّشَفِّي بِهِ وَلَوْ قَدَرَ لَزَادَ عَلَى مَا بِهِ وَرُبَّمَا يَذْكُرُهُ عِنْدَ أَعْدَائِهِ لِيَشْتَفُوا بِهِ. وَهَذَا وَغَيْرُهُ مِنْ أَعْظَمِ أَمْرَاضِ الْقُلُوبِ وَالْمُخَادَعَاتِ لِلَّهِ وَلِخَلْقِهِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُظْهِرُ الْغِيبَةَ فِي قَالِبِ غَضَبٍ وَإِنْكَارِ مُنْكَرٍ فَيُظْهِرُ فِي هَذَا الْبَابِ أَشْيَاءَ مِنْ زَخَارِفِ الْقَوْلِ وَقَصْدُهُ غَيْرُ مَا أَظْهَرَ. وَاَللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.
مجموع الفتاوى 28/من الصفحة 222 إلى الصفحة 238.طبعة دار الوفاء الثالثة، 1426 هـ / 2005م المحقق: أنور الباز - عامر الجزار
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 10:34]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى 28/ 15
(وليس للمعلمين أن يحزّبوا الناس ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى) انتهى
ـ[أبو يحيى جعفر]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 11:31]ـ
السلام عليكم و رحمة الله هذا كلام حق و جيد من الامام النحرير شيخ الاسلام رحمه الله تعالى رحمة واسعة لكن المشكلات تكثر عند الاستعمال اذ يعلم الجميع أن الناس على مختلف مشاربهم يستدلون بدرر هذا الامام كلما أرادوا الانتصار لباطلهم و منهم من يحمل كلامه ما لم و لن يعتقده ابن تيمية و لا خطر له قط على بال و ناهيك عن الذين يبترون كلامه و لولا طول الاطالة لأتيتكم بالطبعات والصفحات لكن يكفي اللبيب الاشارة ... اذ ان الغريب في الأمر هو استشهاد بعض من هم -عن جهل أو تجاهل أو هوى خفي في النفس-يدعون-وكلا يدعي وصلا بليلى- انهم على المنهج السلفي الصحيح بكلام شيخ الاسلام و اظن الاخوة هنا بعيدون ان شاء الله تعالى عن هذا فالكلام هذا حمال ذو وجوه فالبعض يستدل به لنصرة مذهب الموازنات و البعض الاخر لمؤازرة أهل الهوى و أهل البدع المنكرة و ربما لتوهين الأخطاء الشنيعة في العقيدة والمنهج التي تصدر عن بعض من يتقنع بالسلفية و ... و .... و ... اذ يصعب الان التمييز بسرعة حتى تمر الايام الطوال.وعلى أي ان يسر المولى جل في علاه فسوف اتيكم أو ينشط بعض المشاركين في هذا المنتدى المبارك لجمع درر شيخ الاسلام الطاحنة لأهل الأهواء و البدع و الضلالات و ان ادعى المردود عليهم أنهم على الحق المبين و ما يقع في الساحة من تراشق بالردود و تبرئة بشتى أنواع الكلام المعسول لخير أو شر دليل على ما أقول والله أعلى و أعلم.(/)
بالله عليكم أيها الحنابلة مسألة ربما أدخل النار بسسببها.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 02:50]ـ
قبل أن ألتزم كنت تاركًا للصلاة منذ البلوغ حوالى 6سنوات بالميلادى فكيف أقضيها الآن -وأنا آخذ بالمذهب الحنبلى فى هذه المسألة- وكذا الصوم والنقطة المهمة هى أن عندناأى الحنابلة لاتنفع أن تصلى الحاضرة حتى تصلى قبلها الفائتة فهل اؤخر الصلاة المكتوبة الحاضرة ولا أصليها فى الجماعة أم ماذا؟ فصلوا القول.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 03:17]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نسأل الله اللطف فيما جرت به المقادير.
قال تعالى: {إنّ الصّلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا}. فما فاتك قد فاتك.
تب إلى الله توبة نصوحة صادقة تفريطك في ترك الصّلاة, و كثّر من صلاة النّافلة.
و إيّاك و ترك صلاة الجماعة في مساجد المسلمين.
و لا تقنط من رحمة الله.
يقول الله تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفو على أنفسهم لا تقنطو من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعا إنّه هو الغفور الرّحيم}.
و الله أعلم.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 03:39]ـ
أظن سؤالى واضح أنا قلت أنا متبع لهذا القول وأرجوا الإجابة فى حدود السؤال.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 04:41]ـ
المذهب أن تشتغل بالفوائت حتى يتضايق الوقت فتصلي الحاضرة, والله أعلم.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 05:48]ـ
وضح أكثر أخى فإنى أعمل بالنهار فأذهب أصلى الجماعة وأحيانا أصلى بعض الفوائت وأحيانا لا.
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 07:00]ـ
أخي اذهب الى المكان الثاني الذي وضعت به سؤالك بارك الله فيك(/)
حكم سفر المسلم في رفقة الكافر
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 11:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد
فإن من الأحكام الغريبة التي انتبه إليها علماؤنا رحمهم الله تعالى حمكم السفر مع الكافر. وهو أمر قد لا يعيره كثيرة بل أكثر الناس اهتماما. ولكنه عند محبي السنة والباحثين عن القربة مما يثلج الصدر ويدفئ القلب.
فقد كان أئمتنا حريصين على تحسين النوايا في كل أعمالهم. ومن ذلك قول سفيان: (إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل) رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه. وقد حاولت أن أجد كلاما في هذا للمعاصرين ممن ألفوا في أحكام السفر فلم أجده.
ومما وقع في يدي من أدلة الشريعة في هذه المسألة قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آَخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ) (المائدة/106)
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره معددا فوائد الآية: (ومنها جواز سفر المسلم مع الكافر)
وقد يدعي أحد أنه لا يلزم من جواز إشهادهما في السفر كونهما مسافرين فلعلهما يكونان في طريق سفر المحتضر.والجواب أن هذا النفي صحيح. لكن روى الترمذي عن ابن عباس عن تميم الداري: في هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت) قال: برئ منها الناس غيري وغير عدي بن بداء. وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الإسلام. فأتيا الشام لتجارتهما وقدم عليهما مولى لبني هاشم يقال له بديل بن أبي مريم بتجارة ومعه جام من فضة يريد به الملك وهو عظم تجارته فمرض فأوصى إليهما وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله قال تميم فلما مات أخذنا ذلك إلجام فبعناه بألف درهم ثم اقتسمناه أنا وعدي بن بداء فلما قدمنا إلى أهله دفعنا إليهم ما كان معنا وفقدوا إلجام فسألونا عنه فقلنا ما ترك غير هذا وما دفع إلينا غيره قال تميم فلما أسلمت بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة تأتمت من ذلك فأتيت أهله فأخبرتهم الخبر وأديت إليهم خمسمائة درهم وأخبرتهم أن عند صاحبي مثلها فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم البينة فلم يجدوا فأمرهم أن يستحلفوه بما يقطع به على أهل دينه فحلف فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت) إلى قوله (أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم) فقام عمرو بن العاص ورجل آخر فحلفا فنزعت الخمسمائة درهم من عدي بن بداء) لكن الحديث ضعفه الشيخ الألباني!
وأما من السنة فالذي صح عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أنه سافر مع هاد خريت – وهو عبد الله بن أرقط كما في سيرة ابن إسحاق - والأصل عند البخاري من حديث عائشة قالت:
استأجر النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلا من بني الديل ثم من بني عبد بن عدي هاديا خريتا الخريت الماهر بالهداية قد غمس يمين حلف في آل العاص بن وائل وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال فأتاهما براحلتيهما صبيحة ليال ثلاث فارتحلا وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل الديلي فأخذ بهم أسفل مكة وهو طريق الساحل
قال الحافظ في الفتح عند ذكر فوائد الحديث: (وفي الحديث استئجار المسلم الكافر على هداية الطريق إذا أمن إليه)
قلت: وقد يقول قائل من المانعين إن وجد: يجوز ذلك عند أمن أذاه.
وقد يتبادر إلى فهم من يقرأ قوله تعالى (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ) أنها دليل في الباب. وليس بلازم أن يكون إبلاغ المأمن بالمرافقة.
قال شيخ شيخنا الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: (ليس المراد أن النبي صلى الله عليه وسلم يتكلف ترحيله ويبعث من يبلغه، فالمعنى: اتركه يبلغ مأمنه)
ومن فروع الباب حكم سفر المسلمة مع أبيها الكفار. وقد نص صاحب الإقناع على (حرمة ذلك) مع كونه محرما في النظر. وعلى كل فالأصل في ذلك الجواز إلا أن يدل الدليل على المنع إلا ما كان من أمر سفر المسلمة مع محرمها الكافر ففيه نظر.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 06:31]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه النكت الفقهية اللطيفة .. ،وبارك الله فيكم .. ،(/)
ماهو التحقيق عندكم في "جلال الدين الرومي" ?
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 11:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهو التحقيق عندكم عن هذاالرجل المشهورأعني جلال الدين الرومي
وهل يوجد كتاب معتمد علي أحواله
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[متأمل]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 12:59]ـ
افضل ما كتب عنه كتاب أخبار جلال الدين الرومي لأبي الفضل القونوي وفيه رد على بعض الأفاضل من المعاصرين
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 07:02]ـ
افضل ما كتب عنه كتاب أخبار جلال الدين الرومي لأبي الفضل القونوي وفيه رد على بعض الأفاضل من المعاصرين
صدقت .. فمن قرأه لم يحتج إلى غيره، أحسب ذلك، والله تعالى أعلم
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 08:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من اين احصل
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 08:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجوكم ان تدلني علي كيفية هذاالرجل دينا وشرعا
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 06:41]ـ
جلال الدين الرومي من غلاة المتصوفة القائلين بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود
وهو كابن عربي وأضرابه من رؤوس الضلال، عافانا الله من ذلك ..
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 11:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعني كان من الضالين
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 11:22]ـ
لا شك في ذلك
وفي كلامه -لا سيما في المثنوي- من الكفر الصريح مالا يحتمل التأويل
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 08:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوك ان تدلني علي بغض كلامه الدال علي الكفر
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
ولي أمر المرأة الكافرة إن أسلمت
ـ[لا تغتر]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 12:09]ـ
واقعة: إمرأة أسلمت حديثاً وليس من أهلها أحد مسلم ما عدا أخاها الكبير ولكنها تقول هو أسلم حتى يتزوج من إمرأة ثانية في أحد بلاد المسلمين وهو لا يصلي ويشرب الخمر ويكره العرب والمسلمين بصراحة حديثه ويريد أن يبحث لها عن رجل كافر يتزوجها. من يكون ولي أمر هذه المرأة إن أرادت الزواج من رجل مسلم تعرفه وهل يُشترط الولي كما في الحديث الشريف: (لا نكاح إلا بولي)؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 02:06]ـ
بما انك حنبلي أخي الكريم فسأجيبك بمنقولات الحنابلة:
قال المرداوي (الإنصاف ج8/ص70):
قَوْلُهُ: (ثُمَّ السُّلْطَانُ) هذا الْمَذْهَبُ وَعَلَيْهِ الْأَصْحَابُ. وَعَنْهُ: من أَسْلَمَتْ على يَدِ إنْسَانٍ فَهُوَ أَحَقُّ بِتَزْوِيجِهَا من السُّلْطَانِ.
قال في الْفُرُوعِ: وَالصَّحِيحُ ما نُقِلَ عن الْإِمَامِ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَغَيْرِهِ يُزَوِّجُهَا ذُو السُّلْطَانِ في ذلك الْمَكَانِ كَالْعَضِلِ، فَإِنْ تَعَذَّرَ وَكَّلَتْ.
قال ابن مفلح (الفروع ج5/ص135):
(السُّلْطَانُ أو نائبة) قال الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَالْقَاضِي أَحَبُّ إلي من الْأَمِيرِ في هذا. وَعَنْهُ: أو وَالِي البلدة وَكَبِيرُهُ، واختاره شَيْخُنَا. وَعَنْهُ: أو من أَسْلَمَتْ على يَدِهِ.
وقال ابن مفلح الحفيد (المبدع ج7/ص32):
(ثم السلطان) لما ذكرنا؛ وهو الإمام أو نائبه، قال أحمد: القاضي أحب إلي من الأمير في هذا. انتهى، وظاهره ولو من بغاة إذا استولوا على بلد.
فإن عدم وكلت، قاله في الفروع. وظاهر كلامهم أنه لا ولاية لغير من ذكر فيدخل فيه من أسلمت على يديه فإنه لا يلي نكاحها على الأشهر، وفيه رواية كالإرث، ولا والي البلد. وعنه: عند عدم القاضي.
قال ابن قدامة (المغني ج3/ص99):
قال أحمد في يهودي أو نصراني أسلمت ابنته: لا يزوجها ولا يسافر معها ليس هو لها بمحرم.
وقال (المغني ج7/ص14):
فصل: واختلفت الرواية في المرأة تسلم على يد رجل، فقال في موضع: لا يكون وليا لها؛ لا يزوج، يأتي السلطان، لأنه ليس من عصباتها ولا يعقل عنها ولا يرثها فأشبه الأجنبي. وقال في رواية أخرى في امرأة أسلمت على يد رجل: يزوجها. وهو قول إسحاق، وروي عن ابن مسعود أنه لا يفعل ذلك حتى يأتي السلطان، وعن الحسن أنه كان لا يرى بأسا أن يزوجها نفسه، ولما روى داود بإسناده عن تميم الداري أنه قال: يا رسول الله ما السنة في الرجل يسلم على يد الرجل من المسلمين؟ قال: "هو أولى الناس بمحياه ومماته" إلا أن هذا الحديث ضعفه أحمد وقال: رواية عبد العزيز يعني ابن عمر بن عبد العزيز وليس هو من أهل الحفظ والإتقان.
فصل: فإن لم يوجد للمرأة ولي ولا ذو سلطان فعن أحمد ما يدل على أنه يزوجها رجل عدل بإذنها فإنه قال في دهقان قرية يزوج من لا ولي لها: إذا احتاط لها في الكفء والمهر إذا لم يكن في الرستاق قاض.
وقال البهوتي (كشاف القناع ج5/ص52):
ولا ولاية لمن أسلمت المرأة على يديه، ولا لملتقط، لأنه لا نسب ولا ولاء، لحديث "الولاء لمن أعتق"، فإن عدم الولي مطلقا بأن لم يوجد أحد ممن تقدم، أو عضل وليها ولم يوجد غيره؛ زوجها ذو سلطان في ذلك المكان كوالي البلد أو كبيره أو أمير القافلة ونحوه، لأن له سلطنة.
فإن تعذر ذو سلطان في ذلك المكان زوجها عدل بإذنها قال الإمام أحمد في دهقان قرية يزوج من لا ولي لها: إذا احتاط لها في الكفء والمهر إذا لم يكن في الرستاق قاض. لأن اشتراط الولاية في هذه الحالة يمنع النكاح بالكلية فلم يجز كاشتراط كون الولي عصبة في حق من لا عصبة لها.
ـ[لا تغتر]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 02:11]ـ
الأخ الفاضل التميمي بارك الله فيك وزادك علماً
هذه المرأة تعيش في بلد غير إسلامي وهي تريد الزواج ممن أسلمت على يديه ...
ملاحظة: أنا لا انتمي لمذهب فقهي ولكن نقولاتك مفيدة ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 02:15]ـ
بإختصار شديد (ليبارك الله بينهما).
ـ[لا تغتر]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 02:51]ـ
بإختصار شديد (ليبارك الله بينهما).
بارك الله فيك وفي أهلك(/)
انتبه أخى ... كل محاورات طلبة العلم للمدارسة وليست للفتوى الشرعية
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 03:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخوة الكرام طلبة العلم والأعضاء الجدد بالموقع.
أرجو العلم أن كل محاورات طلبة العلم للمدارسة وليست للفتوى الشرعية
فأى رأي فقهى تقرأه لا تسارع باعتباره فتوى وتعمل بها وتنقلها إلى غيرك على أنها قول الشرع.
إلا إذا نص صاحبها على أنها فتوى وكان أهلاً للفتوى أو الاجتهاد أو الترجيح ويكون كلامه مدعماً بالأدلة الشرعية.
فالكثير وأخوكم منهم يدخلون المنتديات لمباحثة إخوانهم والمحاورة والاستفادة من وجهات النظر الأخرى.
أرجو ألا ننسى هذا بارك الله فيكم.
أرجو من إخوانى المشرفين التثبيت أو نشر إعلان بهذا المعنى لعل الأمر يكون سنةً حسنة وتقتدي به باقى المنتديات.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 05:23]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم على التّنبيه.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 06:39]ـ
شكر الله لكم كلام نفيس وثمين .. ،وحقيق بالطالب ان يستحضره .. ،
ولقد أضحكتني عندما طلبت التثبيت ... ، (ابتسامة)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 06:51]ـ
(ابتسامة) (ابتسامة) (ابتسامة)
وصلت الرسالة.
لكن إن شاء الله يترفع هذا المنتدى الكريم أن يوجد فيه من يفتي بلا علم، أو ينقل فتوى غير صحيحة.
فنحن محاسبون أمام الله تعالى.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 08:22]ـ
... بارك الله فيك ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 08:53]ـ
شكر الله لكم كلام نفيس وثمين .. ،وحقيق بالطالب ان يستحضره .. ،
ولقد أضحكتني عندما طلبت التثبيت ... ، (ابتسامة)
ولكم مثله الشيخ الحبيب الحميدي
أضحك الله سنك:)
ولكن لم َ تسبب كلامى عن طلب التثبيت في الضحك؟
عموماً أنا طلبته لأنى وجدت بعض الأخوة المبتدئين عند مناقشة موضوعات الغناء أو تكفير بعض من يفعل شركيات أوالزواج المريب مثل الزواج بنية الطلاق وخلافه يقرأون هذه المشاركة أو تلك ويأخذون ببعضها دون تمحيص ومعرفة أدلة ... فلا أريد لإخوانى المتحاورين أن نبوء بإثم أحد.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 09:02]ـ
(ابتسامة) (ابتسامة) (ابتسامة)
وصلت الرسالة.
لكن إن شاء الله يترفع هذا المنتدى الكريم أن يوجد فيه من يفتي بلا علم، أو ينقل فتوى غير صحيحة.
فنحن محاسبون أمام الله تعالى.
والله ما قصدت أية رسائل لأحد بل قصدت ظاهر كلامى والأسباب ذكرتها في المشاركة السابقة.
وأحياناً أناقش أحداً في موضوع مثل الغناء فأقول إن الحديث الفلانى ضعيف عندها قد يظن المبتدئ أن الغناء جائز مثلاً وهكذا أي مسألة
كذلك قد يبحث شخص عامى في محرك للبحث عن فتوى فيضع كلمة فتخرج له مناقشة كموضوع الغناء هذا فيفهم خلاف الصواب.
بارك الله فيكم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 09:03]ـ
... بارك الله فيك ...
وفيكم بارك سيدتي الفاضلة وحياكم الله.
ـ[الحافظة]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 10:03]ـ
جزاكم الله خيرااااا وزادكم من فضله تنبيه غاية في الأهمية ولابد للموضوع أن يثبت ...
ـ[الحُميدي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 11:30]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب أبامحمد المصري .. ،
وليس ضحكي تنقصا لما سطره يراعك السيال -حاشا وكلا - ... ، بل ما جاد به فيض يراعك يجب أن يثبت بماء الذهب .. ،وبجعل شعارا ترفعه كل المنتديات التي لها بالعلم الشرعي صلة ومتات .. ،ولكن أن يثبت موضوع صاحبه ظاهري في هذا المجلس .. ،فذاك هو المنال الصعب -وإن كنا نحسن الظن - .. ،خصوصا أنتم بارك الله فيكم .. ،ونسأل الله أن يرزقنا الإخلاص و الإنصاف .. ،
و توضيحا لما تفضلتم به .. ،فعلى الإخوة أن يفرقوا بين "البحث أو الرد العلمي" و "الفتوى" .. ،
فقد نرى بعض العلماء في بحثوهم يقررون مندوبية مسألة ما .. ،ولكن في فتاويهم يفتون بوجوبها .. ،وهذا لا يعد اضطرابا منهم .. ،بل ذلك راجع لحال المستفتي والظروف التي تحف به .. ،مما يدفع العالم المفتي استنادا على ما ذكرت إلى الإفتاء بغير ما أصله .. ،
كما أن للفتوى ضوابط و شروط .. ،تؤخذ من مظانها ... ،
والله أعلم.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 12:15]ـ
بارك الله فيك شيخنا العمري على التنبيه ..(/)
التحذير في الصورة المزعومة بأنها لـ (قبر) النبي - صلى الله عليه وسلم -
ـ[العوضي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 03:44]ـ
عباد القبور وكذبة صورة قبر النبي محمد
لا يفتأ عباد القبور والجيف المنتنة عن البحث عن أي دليل أو خيط ولو كان كخيط العنكبوت في وهنه للتشبث به والتعلق به في سبيل إيجاد مخرج شرعي لترسيخ مفهوم عبادة القبور واللجؤ إلى الأموات من غير الله تعالى ولو كان هذا الدليل هو الكذب والتلفيق بعينه.
قبل ان اتطرق للموضوع عليك اخي الكريم أن تشاهد الصور التالية:
http://alfares13.jeeran.com/hjuofk.jpg
هذه الصورة كثير منكم قد رآها وشاهدها في مكان ما .. وبالنسبة لي فقد شاهدتها في عديد من بيوت عباد القبور وبالتحديد في مجالسهم .. شاهدتها يعلقونها على جدران منازلهم للتبرك بها زاعمين أنها صورة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام .. وينسبون إليه (والعياذ بالله) قيامه أو قيام صحابته الكرام بمخالفة أمره عليه الصلاة والسلام والذي استمر على تأكيده حتى وفاته وهو التحذير من البناء على القبور أو رفعها أو تجصيصها.
وقد انتشرت الصورة في الإنترنت بشكل كبير، وحقيقة الأمر أن هذه الصورة ليست لقبر الرسول عليه الصلاة والسلام فمن زعم هذا القول فهو كاذب أشر أفاك مبين.
فالصورة هي لقبر جلال الدين الرومي الصوفي الشهير الذي أنشأ الطريقة المولوية في تركيا.
توفي "جلال الدين الرومي" في (5 من جمادى الآخرة 672 هـ = 17 من ديسمبر 1273م) عن عمر بلغ نحو سبعين عامًا، ودُفن في ضريحه المعروف في "قونية" في تلك التكية التي أنشأها لتكون بيتًا للصوفية، والتي تُعد من أنفس العمائر وأكثرها زخرفه وثرياتها الثمينة ...
وقد كتب على القبر بيت من الشعر يخاطب به جلال الدين الرومي زائره قائلا:-
يا من تبحث عن مرقدنا بعد شدِّ الرحال ++++ قبرنا يا هذا في صدور العارفين من الرجال
وهذه صورة للضريح
http://www.12mu.com/21/3.jpg
وستلاحظ في الصورة تشابهها مع الصورة المزعومة لقبر الرسول عليه الصلاة والسلام ولاحظ العمامة الموجودة فوق القبر على الجهة اليمنى.
وهذه صورة من زاوية اخرى واضحا بها أن القبر ليس بالمسجد النبوي بل بمكان آخر
http://www.12mu.com/21/2.jpg
ولمعرفة المزيد عن جلال الدين الرومي صاحب الضريح:
أخبار جلال الدين الرومي، ووقفات مع ترجمته في كتاب رجال الفكر والدعوة في الإسلام] ( http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=322)
وعن عقيدته
عقيدة وحدة الوجود عند جلال الدين الرومي مؤسس الطريقة المولوية ( http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1628&selected_id=-1630&page_size=5&links=False&gate_id=0)
وهذا الموضوع مهم جدا لم ينقله الأخ البرقعي - حفظه الله ونفع به - عن جلال الدين الرومي.
اعتذر للجميع: ماهو المزيد في علَّيّين عند المولوية .. !! ( http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=39885&highlight=%C7%E1%D1%E6%E3%ED)
والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 04:24]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
كنت أعرف أن صورة القبر غير صحيحة، ويكفي التأمل في أن حجم المكان أكبر بكثير من الحجرة النبوية التي يعرفها المسلمون! ولكن لم أكن أعرف صاحبها الحقيقي، ونظراً لوجود العمامة فقد شككتُ أن صاحبها تركي، فهذه طريقة معروفة عندهم، والعمائم موجودة على قبور سلاطينهم وأعيانهم.
أحسنت على هذه الإفادة.(/)
رسالة نصح وإشفاق إلى الإعلاميين ومالكي القنوات والقائمين عليها (عبدالمحسن العباد)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 04:44]ـ
http://oalbadr.googlepages.com/resalah601.jpg
...
http://oalbadr.googlepages.com/resalah602.jpg
...
http://oalbadr.googlepages.com/resalah603.jpg
...
http://oalbadr.googlepages.com/resalah604.jpg
...
http://oalbadr.googlepages.com/resalah605.jpg
...
http://oalbadr.googlepages.com/resalah606.jpg
...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 04:47]ـ
الرسالة على ملف pdf
( منقول من مُشَارَكَةِ الأخِ الفاضِل عُثمانَ بنِ الشَّيخِ عَبدِ المُحسن العبَّاد البَدر)(/)
إظهار الغرابة بذكر الجن من الصحابة
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 05:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إظهار الغرابة
بذكر الجن من الصحابة
كتبه لنفسه
طارق بن عبد الرحمن الحمودي
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, واشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
فقد ألف في ذكر أسماء الصحابة وشيء من أخبارهم وفضائلهم ثلة من فضلاء أهل العلم, والذي يثير اهتمامك في بعضها أنهم ذكروا صحابة من الجن. وقد ذكر شيخ شيخنا عبد الحي الكتاني في فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمسلسلات (1/ 338) أن هناك تأليفا في إثبات صحبة شمهروش الجني لأبي عبد الله محمد ابن عبد السلام بن محمد بن العربي بن يوسف بن عبد السلام الفاسي لقبا ودارا, المتوفي بفاس سنة (1214) وقال أيضا (2/ 848): (وهو عندي بخطه في أربع ورقات).وكان شيخنا بوخبزة قد أخبرنا أن أحمد بن الصديق ألف كتابا سماه (مسند الجن).لكنه لم يظهر ولربما لم يكن له وجود اصلا كعادة كثير من الكتب التي يوجد اسمها ولا يوجد ورقها.
فحاولت أن أهذب ما ذكره المتقدمون عن هؤلاء الصحابة في مصنف لطيف, يجمع أسماءهم, وما روي من أخبارهم.سميته (إظهار الغرابة, بذكر الجن من الصحابة).
* قال شيخ شيخنا عبد الحفيظ الفاسي في (الآيات البينات في شرح وتخريج الأحاديث المسلسلات (1/ 31): (وقد أنكر ذلك جماعة من أهل الحديث, وإنما أوردنا ذلك تبعا للمتأخرين من أرباب الفهارس وجمعا للنظائر, قال أبو سالم العياشي في مسالك الهداية: جرت عادتهم برواية, ما كان مثل هذا مع إنكاره كأحاديث المعمر والخضر, قال: وحيث ابن عقيلة في مسلسلاته قائلا: إن هذا الأمر لما لم يكن متعلقا بشيء من الأحكام بل هو أمر متبرك به قبلته الأئمة الأعلام ولو كان الأحكام والاستنباطات لما قبل هذا السند , وفيه ما فيه هـ
وقال الشيخ مرتضى في التعليقة الجليلة على مسلسلات ابن عقيلة: وما رأيت لأحد من الحفاظ المتقدمين كلاما في القاضي شمهروش, وفي ابنه علي وفي لقيه به صلى الله عليه وسلم, ولكن الجن كانت تجتمع به صلى الله عليه وسلم وتأخذ عنه, وهذا كله وإن لم يفد شيئا على طريقة المحدثين وعلماء الظاهر لكن يفيد عند أرباب الباطن الذين ألهموا صدق ذلك الجني فيما أخبر به, ويفيد هؤلاء الملهمين التبرك والانتظام في سلك هذا السند هـ.
قلت: اجتماع الجن بالنبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم وسماعهم منه منصوص عليه في القرآن الكريم, ومذكور في الصحيحين وغيرهما, ولما ذكر أهل الحديث تعريف الصحابي بمن لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤمنل به ومات على ذلك, قالوا: يدخل فيه كل مكلف من الجن والإنس, ويتعين ذكر من حفظ ذكره في الصحابة من الجن الذين آمنوا بالشرط المذكور لكن قد توقف في الرواية عن الجن بعض الحفاظ لأن شرط الراوي العدالة والضبط, وكذا مدعي الصحبة شرطه العدالة والجن لا نعلم عدالتهم مع أنه ورد الإنذار يخروج شياطين يحدثون الناس, وإثبات صحبة شخص وعدالته من الأمور الشرعية وليس الإلهام من الطرق عند أهل العلم التي يستدل بها في الشرعيات لأن الإلهام ربما لا يكون صحيحا وهو مثل الكشف في ذلك فقد صرح العلماء أن الكشف يخطئ ويصيب ويلزم من إثبات صحبة الجني بالإلهام تصديقه فيما يخبر به عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وربما يكون كاذبا في دعواه فنكون قد أثبتنا صحبة شخص للنبي صلى الله عليه وىله وسلم من غير اعتماد شيء يفيد إلا على الإلهام الذي ليس بحجة في الشرعيات فندخل في الوعيد الوارد في قوله صلى الله عليه وىله وسلم من كب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)
فالصحابي اسم يطلق على كل من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤمنا به ومات على ذلك. قال الحافظ في مقدمة الإصابة: (يدخل في قولنا (مؤمنا به) كل مكلف من الجن والإنس, فحينئذ يتعين ذكر من حفظ ذكره من الجن الذين آمنوا به بالشرط المذكور, وأما إنكار ابن الأثير على أبي موسى تخريجه لبعض الجن الذين عرفوا في كتاب الصحابة , فليس بمنكر. لما ذكرناه, وقد قال ابن حزم في كتاب الأقضية من المحلى: (من ادعى الإجماع فقد كذب على الأمة, فإن الله تعالى قد أعلمنا أن نفرا من الجن آمنوا وسمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم , فهم صحابة فضلا, فمن أين للمدعي إجماع أولئك؟)
وهذا الذي ذكره في مسألة الإجماع لا نوافقه عليه, وإنما أردت نقل كلامه في كونهم صحابة)
قلت: لابن حزم كلام آخر في المحلى (9/ 285 ـ 286/ دار النفائس) أنسب من هذا وهو قوله:: (ما يختلف مسلمان في أن من الجن قوما صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا به، ومن أنكر هذا فهو كافر، لتكذيبه القرآن، فلأولئك الجن من الحق ووجوب التعظيم منا، ومن منزلة العلم والدين ما لسائر الصحابة)
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 07:49]ـ
شكر الله لكم .. ، على هذه النوادر المستملحة ... ،
ومما استدركه الشيخ عبدالله ابن الصديق -رحمه الله - على الحافظ ابن حجر في كتابه (الإصابة) .. ،صحابي من الجن اسمه ابن لوذان .. ،ذكره صاحب كتاب (صديقون).(/)
فائدة من مفردات المذهب الحنبلي صحة إمامة المراءة بالرجال في التراويح وفوائد أخرى
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 09:56]ـ
لا تصح إمامة المرأة للرجل
قوله ولا تصح إمامة المرأة للرجل
هذا المذهب مطلقا قال في المستوعب: هذا الصحيح من المذهب ونصره المصنف واختاره أبو الخطاب و ابن عبدوس في تذكرته وجزم به في الكافي و المحرر و الوجيز و المنور و المنتخب و تجريد العناية و الإفادات وقدمه في الفروع و الرعايتين و الحاويين و النظم و مجمع البحرين و الشرح و الفائق و إدراك الغاية وغيرهم وهو ظاهر كلام الخرقي وعنه تصح في النفل وأطلقهما ابن تميم وعنه تصح في التراويح نص عليه وهو الأشهر عند المتقدمين
قال أبو الخطاب وقال أصحابنا: تصح في التراويح قال في مجمع البحرين اختاره أكثر الأصحاب قال الزركشي: منصوص أحمد واختيار عامة الأصحاب يجوز أن يؤمهم في صلاة التراويح انتهى وهو الذي ذكره ابن هبيرة عن أحمد وجزم به في الفصول و المذهب و البلغة وقدمه في التلخيص وغيره وهو من المفردات ويأتي كلامه في الفروع
قال القاضي في المجرد: ولا يجوز في غير التراويح
فعلى هذه الرواية قيل: يصح إن كانت قارئة وهم أميون جزم به في المذهب و الفائق و ابن تميم و الحاويين
قال الزركشي: وقدمه ناظم المفردات و الرعاية الكبرى وقيل: إن كانت أقرأ من الرجال وقيل: إن كانت أقرأ وذا رحم وجزم به في المستوعب وقيل: إن كانت ذا رحم أو عجوز واختار القاضي: يصح إن كانت عجوزا قال في الفروع: واختار الأكثر صحة إمامتها في الجملة لخبر أو ورقة العام والخاص
والجواب عن الخاص: رواه المروذي بإسناد يمنع الصحة وإن صح: فيتوجه حمله على النفل جمعا بينه وبين النهي ويتوجه احتمال في الفرض والنهي: تصح مع الكراهة انتهى
فائدة: حيث قلنا: تصح إمامها بهم فإنها تقف خلفهم لأنه أستر ويقتدون بها هذا الصحيح قدمه في الفروع و الفائق و مجمع البحرين و الزركشي و الرعاية الكبرى وجزم به في المذهب و المستوعب
قلت: فيعايي بها
وعنه تقتدي هي بهم في غير القراءة: فينوي الإمامة أحدهم اختاره القاضي في الخلاف فقال: إنما يجوز إمامتها في القراءة خاصة دون بقية الصلاة
وقلت ويعايي بها ايضا
انتهى كلامه رحمه الله
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 10:15]ـ
أخي الفاضل (أبا أنس) في كلام ابن مفلح رحمه الله مزيد توضيح، وترتيب عبارة، قال (المبدع ج2/ص72):
(ولا تصح إمامة المرأة والخنثى للرجال ولا للخناثى) لا يصح أن يأتم رجل بامرأة في الصحيح من المذهب، وهو قول عامتهم. قال البيهقي: وعليه الفقهاء السبعة والتابعون، لما روى ابن ماجه عن جابر مرفوعا: "لا تؤمن امرأة رجلا"، ولأنها لا تؤذن للرجال فلم يجن أن تؤمهم كالمجنون.
وكذا لا تصح إمامتها بالخنثى لاحتمال أن يكون رجلا.
وظاهره: لا فرق بين الفرض والنفل على الصحيح، وأنه لو صلى خلفها وهو لا يعلم لا تصح وعليه الإعادة ذكره السامري وغيره. وعنه: تصح في النفل. وعنه: في التراويح قدمه في التخليص، وجزم به ابن هبيرة.
وخص بعض أصحابنا الجواز بذي الرحم، وبعضهم بكونها عجوزا، وبعضهم بأن تكون أقرأ من الرجل.
وعلى الصحة: تقف خلفهم ويقتدون بها في جميع أفعال الصلاة، لأن أم ورقة قالت: يارسول الله إني أحفظ القرآن وإن أهل بيتي لا يحفظونه. فقال: "قدمي الرجال أمامك وقومي فصلي من ورائهم" ذكره صاحب النهاية. ولأنه أستر. وقيل: لا بد أن يتقدمهم أحدهم، وفيه بعد.
وعنه: يقتدون بها في القراءة ويقتدى بهم في غيرها فينوي الإمامة أحدهم.
واختار الأكثر الصحة في الجملة، لخبر أم ورقة العام وهو ما رواه داود أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لها أن تؤم أهل دارها وجعل لها مؤذنا فظاهره الصحة مطلقا والخاص وهو ما رواه الدارقطني.
وقال شيخ الإسلام (القواعد النورانية ص78):
و لهذا جوز أحمد في المشهور عنه أن المرأة تؤم الرجل لحاجة، مثل: أن تكون قارئة وهم غير قارئين، فتصلي بهم التراويح، كما أذن النبي صلى الله عليه وسلم لأم ورقة أن تؤم أهل دارها و جعل لها مؤذنا و تتأخر خلفهم و إن كانوا مأمومين بها للحاجة، وهو حجة لمن يجوز تقدم المأموم لحاجة. هذا مع ما روى عنه صلى الله عليه وسلم من قوله: "لا تؤمن امرأة رجلا" وأن المنع من إمامة المرأة بالرجال قول عامة العلماء.
للمعلومة أخي: قد حكي هذا القول عن أبي ثور وابن جرير الطبري.
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 10:30]ـ
بارك الله فيك على الفائدة(/)
التنبيه إلى خطأ اقترفه حامد أبو زيد في قراءته لكتاب "معاني القرآن"
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 03:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هذه ملاحظة على كتاب " الاتجاه العقلي في التفسير" لحامد أبو زيد.
بعد أن ذكر الكاتب أن مصطلح المجاز ظهر جلياً عند أبي عبيدة انتقل إلى معاصره الفراء (ت207)
(فتأملوا ياإخوان إلى ماذا يؤدي التصحيف في القراءة، فإنه جعله يستنتج أن لفظة المجاز بمعناها الإصطلاحي تبلورت مع الفراء.)
فقال (ص 103:)
د- الفراء وبلورة المصطلح:
"إذا تركنا أبا عبيدة وانتقلنا لمعاصره الفراء، فسنجد تحديداً أدق لمفهوم المجاز، أو التجاوز في الدلالة عموماً، وإذا كان الفراء لم يستخدم كلمة"مجاز" التي جعلها أبو عبيدة عنواناً لكتابه، فإنه استخدم صيغة فعل "التجوز" وذلك حين تعرض لقوله تعالى (فما ربحت تجارتهم) حيث اعتبر اسناد الربح إلى التجارة تجوزاً في التعبير
وهذا الاستعمال في هذا السياق يعني أن مفهوم "المجاز" قد تقدم على يد الفراء خطوة بعد أبي عبيدة، وذلك أن معنى "تجوز في كلامه أي تكلم بالمجاز"
ثم ساق كلام الفراء رحمه الله تعالى عند كلامه على قوله تعالى" فما ربحت تجارتهم"
"ربما قال القائل كيف تربح التجارة وإنما يربح الرجل التاجر؟ وذلك من كلام العرب: ربح بيعك و خسر بيعك، فحسن القول بذلك، لأن الربح والخسران إنما يكون في التجارة ... فلو قال قائل قد خسر عبدك لم يجز ذلك إن كنت تريد أن تجعل العبد تجارة يربح فيه أو يُوضع، لأنه قد يكون العبد تاجراً فيربح أو يوضع، فلا يعلم معناه إذا كان متجوزاً فيه." انتهى
قلت: هكذا قرأ هذا الرجل الكلمة "متجوزاً" فيه فراح كما نقلت كلامه يثبت بأن مصطلح المجاز تأكد في كلام الفراء هذا. ثم استخلص قائلا: (ص104) " والذي يهمنا في هذا النص هو التفات الفراء لمعنى التجاوز في التعبير واستخدامه لكلمة "التجوز" التي هي أقرب إلى كلمة "مجاز" ثم إدراكه للعلاقة بين المجاز والحقيقة في إسناد الفعل إلى غير فاعله"
وبالرجوع إلى كتاب الفراء "معاني القرآن" نجد الرجل في واد و حامد أبو زيد في واد
فإن الفراء لم يقل:" متجوزأ فيه بل "متجوراً" فيه. بالراء المهملة وليس بالزاي المعجمة، والمعنى أن العبد إن كان سلعة يتاجر فيها، لايمكن إطلاق عبارة ربح عبدك وأنت تريد ربحت تجارتك.
الخلاصة:
نعم، ربما كان الفراء يتكلم عماّ سمُي فيما بعد بالمجاز العقلي، لكن دعوى أن لفظة المجاز بمعناها الإصطلاحي تبلورت في كتاب الفراء مبنية على خطأ شنيع في القراءة. ثم تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز لم يكن ماثلاً للفراء كما بدا للكاتب وظن أنه ظفر بكلمة تساعده على نيل ما طلب، والله تعالى أعلم.(/)
قصص الأنبياء للشيخ السعدي مختصرة وروعة
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 12:02]ـ
من يتصدى من الشباب لجعلها في ملف وورد ويضعها لنا هنا فلعلها هي.
خذها من هنا وهي صفحات ويب
http://alminbar.al-islam.com/Mehwar4.aspx?View=Page&PageID=37&PageNo=1&BookID=287&word=images/books/110.doc&pdf=images/books/110.pdf
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 12:06]ـ
الأحسن الاكتفاء بها موجودة في كتابه تيسير اللطيف المنان فإنها مستلة منه
ـ[الحافظة]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 12:34]ـ
بارك الله فيكم وزادكم من فضله(/)
لله درك .. إن كنت منهم ...
ـ[الحافظة]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 03:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
>>>
>>>>
>>>>>>
هذه هي صفات الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون جعلنا الله وإياكم منهم ورزقنا الإخلاص في القول والعمل ........
قال الله جل وعلا:
إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59).
لما ذكر تعالى الذين جمعوا بين الإساءة والأمن، الذين يزعمون أن عطاء الله إياهم في الدنيا دليل على خيرهم وفضلهم، ذكر الذين جمعوا بين الإحسان والخوف، فقال:
(إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) أي: وجلون، مشفقة قلوبهم كل ذلك من خشية ربهم، خوفا أن يضع عليهم عدله، فلا يبقى لهم حسنة، وسوء ظن بأنفسهم، أن لا يكونوا قد قاموا بحق الله تعالى، وخوفا على إيمانهم من الزوال، ومعرفة منهم بربهم، وما يستحقه من الإجلال والإكرام، وخوفهم وإشفاقهم يوجب لهم الكف عما يوجب الأمر المخوف من الذنوب، والتقصير في الواجبات.
(وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ) أي: إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا، ويتفكرون أيضا في الآيات القرآنية ويتدبرونها، فيبين لهم من معاني القرآن وجلالته واتفاقه، وعدم اختلافه وتناقضه، وما يدعو إليه من معرفة الله وخوفه ورجائه، وأحوال الجزاء، فيحدث لهم بذلك من تفاصيل الإيمان، ما لا يعبر عنه اللسان.
ويتفكرون أيضا في الآيات الأفقية، كما في قوله: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ إلى آخر الآيات.
(وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ) أي: لا شركا جليا، كاتخاذ غير الله معبودا، يدعوه ويرجوه ولا شركا خفيا، كالرياء ونحوه، بل هم مخلصون لله، في أقوالهم وأعمالهم وسائر أحوالهم.
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) وَلا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (62).
(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا) أي: يعطون من أنفسهم مما أمروا به، ما آتوا من كل ما يقدرون عليه، من صلاة، وزكاة، وحج، وصدقة، وغير ذلك، (و) مع هذا (قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) أي: خائفة (أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) أي: خائفة عند عرض أعمالها عليه، والوقوف بين يديه، أن تكون أعمالهم غير منجية من عذاب الله، لعلمهم بربهم، وما يستحقه من أصناف العبادات.
(أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ) أي: في ميدان التسارع في أفعال الخير، همهم ما يقربهم إلى الله، وإرادتهم مصروفة فيما ينجي من عذابه، فكل خير سمعوا به، أو سنحت لهم الفرصة إليه، انتهزوه وبادروه، قد نظروا إلى أولياء الله وأصفيائه، أمامهم، ويمنة، ويسرة، يسارعون في كل خير، وينافسون في الزلفى عند ربهم، فنافسوهم. ولما كان السابق لغيره المسارع قد يسبق لجده وتشميره، وقد لا يسبق لتقصيره، أخبر تعالى أن هؤلاء من القسم السابقين فقال:
(وَهُمْ لَهَا) أي: للخيرات (سَابِقُونَ) قد بلغوا ذروتها، وتباروا هم والرعيل الأول، ومع هذا، قد سبقت لهم من الله سابقة السعادة، أنهم سابقون.
ولما ذكر مسارعتهم إلى الخيرات وسبقهم إليها، ربما وهم واهم أن المطلوب منهم ومن غيرهم أمر غير مقدور أو متعسر، أخبر تعالى أنه لا يكلف (نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا) أي: بقدر ما تسعه، ويفضل من قوتها عنه، ليس مما يستوعب قوتها، رحمة منه وحكمة، لتيسير طريق الوصول إليه، ولتعمر جادة السالكين في كل وقت إليه. (وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ) وهو الكتاب الأول، الذي فيه كل شيء، وهو يطابق كل واقع يكون، فلذلك كان حقا، (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) أي لا ينقص من إحسانهم، ولا يزداد في عقوبتهم وعصيانهم.
..... تفسير الشيخ السعدي رحمه الله .......
.. تخلق بصفاتهم تكن منهم ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 07:28]ـ
أحسن الله إليك على هذه التذكرة النافعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحافظة]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 07:30]ـ
جزاكم الله خيرا وزادكم من فضله
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[03 - Feb-2009, صباحاً 04:19]ـ
بارك الله فيك ونفع بك يا غالية ...
ـ[الحافظة]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 12:02]ـ
وفيك بارك الرحمن أختي ورزقك رضاه وتوفيقه
ـ[الحافظة]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 10:38]ـ
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في خطبة له بعنوان (نصر الله):
يا أيها الناس فاستمعوا إلى هذه الآيات
(إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ*وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ*وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ *بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ*حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ *لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ*قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ *مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ*أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ*أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ*أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ*وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ*أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ*وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ*وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ*وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ*وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ*حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) (المؤمنون:57 - 77)
أيها المؤمنون اتلوا هذه الآيات اقرءوا هذه الآيات بتمعن وتدبر وانظروا ماذا ينطبق عليها ماذا ينطبق علينا من مدلولاتها ومقتضياتها يقول الله عز وجل (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ) (المؤمنون:63) نعم إن قلوب كثير من المسلمين اليوم في غمرة في غفلة عن هذا عن دين الله عز وجل عن القيام بطاعته ولهم أعمال من دون ذلك نعم لهم أعمال من دون ذلك وهي أعمال الدنيا التي هي دون أعمال الآخرة بمراتب كثيرة هم لها عاملون تأمل كيف جاءت هذه الجملة الاسمية الدالة على الثبوت والاستمرار في وصف هؤلاء لهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون يعملون لها ليلا ونهارا لا يستريحون فيها إنهم يكدحون فيها إنهم يتعبون أفكارهم وعقولهم وأبدانهم ويتعبون أولادهم وحاشيتهم في هذه الأعمال التي هي دون أعمال الآخرة بمراتب كثيرة وإذا طبقت هذا وجدته في كثير من المسلمين اليوم نسأل الله لنا ولهم العافية إنهم يعطون أعمال الآخرة جانبا يسيرا من قواهم الفكرية والعقلية والبدنية والجوانب الكثيرة العظيمة إنما تكون لأعمال الدنيا إن الموظف لو قيل له احضر من حين أن يبزغ الفجر لرأيته يقوم من حين أن يبزغ الفجر ليؤدي هذا العمل الوظيفي وهو عمل دنيوي ولكن المؤذن يقول الله أكبر وحي على الصلاة حي على الفلاح وهو يتقلب في فراشه لا يقوم إليه ولا يجيبه وقد قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لرجل: (هل تسمع النداء قال نعم قال فأجب) إنه لا يمكنني أن أتكلم عن كل آية من هذه الآيات ولكني أوصيكم بأن تتأملوها وتفهموها وتنظروا هل تنطبق على أحوالكم أم لا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وإني أختم الكلام على هذه الآيات بقوله تعالى (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) (المؤمنون:76) أخذهم الله بالعذاب إما حالا فيهم وإما حالا فيمن حولهم ومع ذلك ما استكانوا لربهم وما يتضرعون ما ذلوا لله ولا تضرعوا إليه ولا لجأوا إليه ولا رفعوا أيديهم إليه يدعونه إلا من شاء الله ما أقاموا الصلاة ولا أتوا الزكاة ولا انتهوا عن منكر الربا ماشي حتى مع نزول العذاب التحيل على الربا بالمداينات التي يلعبون بها ويستهزئون بآيات الله بها ماشية كما هي ولم يتغير شيء الملاهي ماشية كما هي ولم يتغير شيء إننا نسمع نسمع كثيرا مما يذكر من آلات اللهو والغناء والمناظر الفاضحة في هذا الظرف العصيب الذي ينبغي بل يجب على المؤمنين بالله أن يرجعوا إلى الله عز وجل أن يستكينوا إلى الله أن يتضرعوا إليه (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) (المؤمنون:76)
اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من المعتبرين بعقوباتك المتعظين بها يا رب العالمين اللهم اجعل هذه العقوبة وهذه المصيبة سببا ليقظتنا؛ ليقظتنا حكاما ومحكومين يا رب العالمين اللهم إنا نسألك أوبة إليك وتوبة إليك ورجوعا إلى دينك على الوجه الذي ترضاه عنا يا رب العالمين يا عباد الله إن الأمر والله شديد إنه مخيف إننا على أبواب حرب إننا على أسنة الرماح فتوبوا إلى الله وأكثروا من اللجوء إليه وأكثروا من دعائه ولا سيما؛ ولا سيما في السجود ولا سيما في أوقات الإجابة مثل ما بين الآذان والإقامة وفي آخر الليل فإن الله عز وجل ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر واعلموا أيها المؤمنون أن آكل الحرام يبعد أن يستجيب الله دعاءه فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما صح عنه: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا) وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً) (المؤمنون: من الآية51) وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (البقرة:172) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك) فاستبعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستجيب الله دعاء هذا الآكل للحرام مع أنه أتى بالأسباب الموجبة للقبول ولكن أكل الحرام صار ولكن أكل الحرام صار مانعا من إجابة الدعاء وصارت إجابة الدعاء لهذا الآكل الحرام بعيدة لقوله صلى الله عليه وسلم: (فأنى يستجاب لذلك)
أطيبوا أيها المسلمون مطعمكم أطيبوا مطعمكم تجب دعواتكم وارفعوا أكفكم لله تعالى في كل وقت مناسب أن ينجي الله المؤمنين من أعدائهم اللهم إنا نسألك أن تنجي المؤمنين من أعدائهم اللهم أنجي المؤمنين من أعدائهم اللهم أنجي المؤمنين من أعدائهم اللهم اجعل كيدهم في نحورهم اللهم شتت شملهم اللهم فرق جمعهم اللهم اهزم جندهم اللهم زلزل بهم اللهم أجعل تدبيرهم تدميرا عليهم يا رب العالمين اللهم أذقهم الهوان والذل في الدنيا والعار والخزي يا رب العالمين
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 12:25]ـ
تذكرة جيدة .. ولحظات قيمة أمضيناها مع قراءة موضوعك .. جزاك الله خيرا.
ـ[الحافظة]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 03:08]ـ
نفع الله بكم وزادكم من فضله(/)