حاول أن تكون مصلحاً إصلاحاً بسيطاً جداً في أسرةٍ خاصة، فهذا البيت من بيوت المسلمين حاول أن تجنبه الآثام والمعاصي الكبار كبائر الإثم والفواحش، حاول أن يكون هذا البيت يتلى فيه كتاب الله، وحاول أن يقام فيه دين الله، وأن يكون فيه الآمر واحداً ويكون البقية مأمورين، وأن يحاولوا الالتزام بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلوكه، حاول أن يتقيدوا بالأذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يكونوا جميعاً من ذوي النفوس الشفافة المقبلة على الخير التي ليست لديها عبيّة الجاهلية ولا دعاويها ولا تفاخرها بالآباء.
وحاول أن تخرج لنا أهل بيتٍ يمكن أن يخرج من أصلابهم قوم يحققون هذه الأمنية التي تتمناها.
فإذا تجاوزت هذا وكنت سيداً مطاعاً أو كان مشاراً إليك بالبنان فاجعل من بيوت قبيلتك أو بيوت المجتمع التي تؤثر فيه بيوتاً مثل بيتك، فأصلح هذه البيوت حتى تكون نموذجاً في هذا المجتمع، فكيفما تكونوا يولَّ عليكم، فإذا وجدنا من كل أربعين بيتٍ بيتاً واحداً يشع منه نور القرآن، ويستمسك أهله بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويلتزمون في العقائد والعبادات والأخلاق والآداب بسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم، فإنه سيرفع بهم البلاء عن الأمة.
إن ما نجده ونعيشه من هذه الأخطار والابتعاد عن هذا الشرع هو بلاء أصبنا به بسبب ذنوبنا، وإننا إذا أقلعنا عن هذه الذنوب وعدنا فسيرفع الله عنا هذا الوباء، ولذلك قال أحد الدعاة المشاهير: أقيموا دولة الإسلام في نفوسكم يقمها الله في بلادكم.
فإذا بدأ الشخص بنفسه وبيته، ولم يسر مع الهالكين الغاوين، وحاول أن يكبح نفسه وأن يلتزم بالحق وأن يعض عليه بالنواجذ، وأن لا يتصرف تصرفاً إلا وهو يعد الجواب عنه بين يدي الله تعالى، وحاول أن يكون مصلحاً لكل من له عليه أمر أو يمكن أن يؤثر فيه فإن المجتمع سيصلح بكامله، ويرفع عنه هذا العقاب الذي قد ساده.
إذا وجدنا من يربي أولاده على أن يكونوا من حملة كتاب الله في صباهم، ومن المحبين لسنة رسول صلى الله عليه وسلم، ومن الراغبين في السؤال عما يجهلون من الدين، ومن الذين يتحلون بالأخلاق الإسلامية الحميدة، ومن الذين يحبون هذه المساجد التي يشع منها هذا النور وتنطلق منها هذه الدعوة فإننا نكون حينئذٍ قد تحقق لدينا كسب كبير، وعملنا للإسلام عملاً جاداً.
وبهذا تخرج الحشود من المسلمين وكل شخص منها عاقد العزم على أن يأتينا بأفرادٍ، فإذا مات لم نخسر مكانه في المسجد، فننظر إلى مكانه في الصف الأول أو في صفٍ من الصفوف فنجد من يخلفه فيه من ولده، سواءٌ أكان ولداً طينياً أم ولداً دينياً، فالطيني ولده لصلبه، والديني من أثر فيه ودعاه إلى الحق، وهداه بما تحمله من الهداية وبما آتاه الله تعالى من العلم، وبذلك يزداد العدد ويكثر السواد، وتحصل الهيبة المطلوبة في نصرة الدين.
فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان يأمر المسلمين أن يُخرجوا إلى صلاة العيد العواتقَ والحيَّضَ ورباتِ الخدور يشهدن الخير ويكثرن سواد المسلمين ويشهدن دعوة المؤمنين كان بهذا يرشد إلى أهمية اجتماع المسلمين واحتشادهم في حشدٍ عظيم يغيظ أعداء الله ويحقق نصرة دين الله تعالى ويعلي كلمته.
فهل ترين أخيّة = من أين أتينا؟!
اللهم نصرك القريب يا فارج الهم.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 04:44]ـ
وليعلم كل مؤمن أن سعيه في تعليم الناس ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم إن كان عاجزاً عن تعليمه أو تعلمه كأن يكون شيخاً كبيراً فانياً قد ولى شبابه وانقطعت قريحته، أو كان مشتغلاً بتجارته ولا يستطيع أن يعلم ولا أن يتعلم فإن عليه أن يعين متعلماً، وبذلك يكتب له مثل ثوابه، ويكون قد عمل للإسلام.
وإن كان لا يستطيع أن يجاهد في سبيل الله بيده، ولا يستطيع أن يكون تحت بارقة السيوف في الصفوف الأمامية وأن يحل أزرار قميصه لاستقبال الرصاص ويقول: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}، إن لم يستطع ذلك وحالت بينه وبين ذلك نفسه الضعيفة أو شيطانه فإن عليه أن يجاهد بماله وأن يبذله في سبيل الله.
فإن كان لا يستطيع هذه ولا تلك فإن عليه أن يجاهد بلسانه وهو سلاح الضعفاء، عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وإذا رأى خيراً حاول أن يعد من أهله وأن يكون بذلك مناصراً للحق ساعٍ فيه مهما كان.
اللهم استعملنا في طاعتك ومرضاتك
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 10:11]ـ
بارك الله فيك أخانا
وكتب لك بكل حرف حسنة وزادك بالحسنة عشرا
ولكن أيا أخي ..
إن فعلنا ما هو أقل من الجهاد لننال أجره
فمن يطفئ النار المتوقد في القلب .. ؟!!(/)
ما هو تحقيق المناط في معرفة إخراج زكاة الراتب المُوَحَّد؟
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 11:03]ـ
السلام عليكم و رحمة الله.
ثمة حالات يقترح البنك فيها على الرجل و زوجه أن يفتحا حساباً موحَدًا، أي لا يكون الحساب باسم الرجل فقط، بل باسم الزوجين معاً. و خاصة إذا كانت الزوجة تشتغل و لها راتبها الخاص.
أريد أن أعرف كيف يحسب الزوجان النصاب. هل يميّز كل واحد منهما ماله ثم يزكي كل واحد منهما على انفراد؟ أم يجمعا المال المشترك بينهما ثم يخرجا زكاته؟
و إنما ذكرت في العنوان "تحقيق المناط" لأنه وقع في ذهني عندما أردت طرح السؤال الخلاف الواقع بين العلماء في مفهوم الزكاة الشرعية: هل هي عبادة على الأبدان كالصلاة و الصوم أم هي حق يجب على الأغنياء للفقراء؟
و أنا لا أدّعي أن مسلك الجواب على سؤالي من حيث الجهة التي ذكرتُ، و إنما أردت الاستفسار فحسب.
فمن كان عنده علم بالمسألة فلا يبخل علينا. إن الله يحب المحسنين.(/)
وَا إِسْلامَاه .. مَنْ لأعْرَاضِ الْمُسْلِمَاتِ!!
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 11:08]ـ
وَا إِسْلامَاه .. مَنْ لأعْرَاضِ الْمُسْلِمَاتِ!!
كيفَ القرارُ و كيفَ يهدأُ مسلمٌ ... و المسلِماتُ مع العدوٍ المعُتدي
الضّارِبات خُدُودَهُنَّ بِرَنَّةٍ ... الدَّاعِياتُ نبِيَّهُنَّ مُحمّدِ
القائلاتُ إذا خَشِينَ فَضِيحَةً ... جَهْدَ المَقالَةِ ليتَنا لم نُولَدِ
مَا تَستَطِيعُ و ما لَها مِن حيلَةٍ ... إلاّ التَستُّرُ مِن أخِيها باليَدِ
يا لأعراض المسلمات!!
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: َ «مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ» [رواه أبو داود وأحمد-صحيح الجامع [
هذا نداء من الله:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيل} سورة التوبة:38
أتظنون أنّ الله تارككم وقد تقاعسكم عن الذب عن حرمات المسلمين {إِلا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سورة التوبة: 39. وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «:مَا تَرَكَ قَوْمٌ الْجِهَادَ إِلا عَمَّهُمُ اللهُ بِالْعَذَابِ» (السلسلة الصحيحة (2663.
أتنتظرون قارعة من السماء تخسف بكم!!
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «مَنْ لَمْ يَغْزُ أَوْ يُجَهِّزْ غَازِيًا أَوْ يَخْلُفْ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ أَصَابَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِقَارِعَةٍ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» رواه أبوداود وابن ماجة والدارمي وهو صحيح.
أم رضيتم أن تتشبهوا بأهل النفاق!!
«مَنْ مَاتَ، وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ، مَاتَ عَلى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ» رواه مسلم.
ألدنانير والدراهم والضياع تتركون الجهاد!!
«إِذَا ضَنَّ النَّاسُ بالدِّينَار والدِّرْهَم، وَتَبَايَعُوا بالعِينَةِ، واتَّبَعُوا أذْنَابَ البَقَرِ، وَترَكُوا الجِهَادَ في سَبِيلِ الله، أنْزَلَ الله بِهِمْ بَلاَءً، فلم يَرْفَعْهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينهُم» رواه أبو داود وأحمد.
أتخافون الهلكة!! فإن الهلكة والله ما أنتم فيه!!
عَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ التُّجِيبِيِّ قَالَ: كُنَّا بِمَدِينَةِ الرُّومِ فَأَخْرَجُوا إِلَيْنَا صَفًّا عَظِيمًا مِنْ الرُّومِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ مِثْلُهُمْ أَوْ أَكْثَرُ وَعَلَى أَهْلِ مِصْرَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ وَعَلَى الْجَمَاعَةِ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، فَحَمَلَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ عَلَى صَفِّ الرُّومِ حَتَّى دَخَلَ فِيهِمْ فَصَاحَ النَّاسُ وَقَالُوا: سُبْحَانَ اللَّهِ يُلْقِي بِيَدَيْهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ. فَقَامَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَتَأَوَّلُونَ هَذِهِ الْآيَةَ هَذَا التَّأْوِيلَ وَإِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الأيَةَ فِينَا مَعْشَرَ الأنْصَارِ لَمَّا أَعَزَّ اللَّهُ الْإِسْلَامَ وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ سِرًّا دُونَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَمْوَالَنَا قَدْ ضَاعَتْ وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَزَّ الإسْلامَ وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ فَلَوْ أَقَمْنَا فِي أَمْوَالِنَا فَأَصْلَحْنَا مَا ضَاعَ مِنْهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرُدُّ عَلَيْنَا مَا قُلْنَا {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} سورة البقرة: 195، فَكَانَتْ التَّهْلُكَةُ الإقَامَةَ عَلَى
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمْوَالِ وَإِصْلَاحِهَا وَتَرْكَنَا الْغَزْوَ فَمَا زَالَ أَبُو أَيُّوبَ شَاخِصًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى دُفِنَ بِأَرْضِ الرُّومِ. [رواه أبو داود والترمذي [
أين… {الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} سورة البقرة: 177.
أين المتقون غضب الواحد الجبّار!!
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} سورة الأنفال
وعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ» قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ قَال َ «الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ» رواه البخاري ومسلم.
أين الذين قال الله فيهم {إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} سورة البقرة: 218
أين الموقنون المؤمنون المُقدِمون!!
{وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} سورة النساء: 104
أين المفلحون!!
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} سورة المائدة: 35
أين الذين يحبهم الله ويحبونه!!
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} سورة المائدة: 54
أين من يعلّم الكفّار دروساً في مناهج الأبرار!!
{فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} سورة محمد 4:
{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} سورة التوبة: 14 - 15 {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} سورة التوبة: 123
{ ... فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} سورة الأنفال: 12 {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ... } سورة البقرة: 191 {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ... } سورة التوبة: 5
أين المؤمنون الصادقون!!
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} سورة الحجرات: 15
أين أصحاب الدرجات!!
(يُتْبَعُ)
(/)
{لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (95) دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} سورة النساء
أين أهل السمع والطاعة!!
{انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} سورة التوبة: 41
أين أهل الفضل من هذه الأمة!!
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ فَقَالَ: [إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ] قِيلَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» قِيلَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ «حَجٌّ مَبْرُورٌ» رواه البخاري ومسلم
أين المتعطّرين بعبير النقع!!
عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال َ «مَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ» رواه البخاري.
وَقَالَ «:مَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ فَهُمَا حَرَامٌ عَلَى النَّارِ» رواه أحمد، وصححه ابن حبان.
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «:مَنْ رَاحَ رَوْحَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ لَهُ بِمِثْلِ مَا أَصَابَهُ مِنْ الْغُبَارِ مِسْكًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه ابن ماجة وسنده حسن.
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «:مَا خَالَطَ قَلْبَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ رَهَجٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ» رواه أحمد- صحيح الترغيب.
أين الزاهدون في الدنيا!!
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «:لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» رواه البخاري ومسلم.
أين من سمت هممهم على أبواب الدنيا ليفتحوا بدنياهم أبواب السماء!!
عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي وَهُوَ بِحَضْرَةِ الْعَدُوِّ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «:إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ» فَقَامَ رَجُلٌ رَثُّ الْهَيْئَةِ فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى آنْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَقْرَأُ عَلَيْكُمْ السَّلَامَ ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ فَأَلْقَاهُ ثُمَّ مَشَى بِسَيْفِهِ إِلَى الْعَدُوِّ فَضَرَبَ بِهِ حَتَّى قُتِلَ. [رواه مسلم [.
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «:إِنَّ السُّيُوفَ مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ» رواه ابن أبي شيبة وإسناده جيد- السلسلة الصحيحة.
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «:جَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُنَجِّي اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِ مِنْ الْهَمِّ وَالْغَمِّ» رواه أحمد- السلسلة الصحيحة.
أين المؤمنون بالله المصدّقون رُسله!!
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «:انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ في سَبِيلِهِ لاَ يُخْرِجُهُ إِلاَّ إِيمَانٌ بِي، وتَصْدِيقٌ بِرُسُلي أَن أُرْجِعَهُ بِمَا نَالَ منْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ أَوْ أُدْخِلَهُ الجنَّةَ، وَلوْلاَ أَنْ أشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَودِدْتُ أَنِّى أُقْتَلُ في سَبِيلِ الله، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَل» رواه البخاري ومسلم.
أين أصحاب الهمم والعزائم!!
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «:أَنَا زَعيمٌ _ والزَّعيمُ الحَميلُ _ لِمَنْ آمَنَ بي، وأَسْلَمَ وهَاجَرَ بَبيْتٍ في رَبَضِ الجَنَّةِ، وبِبَيْتٍ في وَسَطِ الجَنَّةِ، وَأَنَا زَعِيمٌ لِمَنْ آمَنَ بِي وَأَسْلَمَ، وَجَاهَدَ في سَبِيلِ اللهِ بِبَيْتٍ في رَبَضِ الجَنَّةِ، وَبِبَيْتٍ في وَسَطِ الجَنَّةِ، وَبِبَيْتٍ في أَعَلَى غُرَفِ الجَنَّةِ، مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، لَم يَدَعْ لِلْخَيْرِ مَطْلَباً، ولا مِنَ الشَّرِّ مَهْرَباً يَمُوتُ حَيْثُ شَاءَ أَنْ يَمُوتَ» رواه النسائي وصححه ابن حبان والألباني.
أين المستثمرون لحظات الحياة الفانية!!
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «: مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فَوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَمَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْقَتْلَ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ صَادِقًا ثُمَّ مَاتَ أَوْ قُتِلَ فَلَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ نُكِبَ نَكْبَةً فَإِنَّهَا تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغْزَرِ مَا كَانَتْ لَوْنُهَا كَالزَّعْفَرَانِ وَرِيحُهَا كَالْمِسْكِ وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَعَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ» رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد- واللفظ للنسائي- وهو في صحيح الجامع.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ مَرَّ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِعْبٍ فِيهِ عُيَيْنَةٌ مِنْ مَاءٍ عَذْبَةٌ فَأَعْجَبَتْهُ لِطِيبِهَا فَقَالَ لَوْ اعْتَزَلْتُ النَّاسَ فَأَقَمْتُ فِي هَذَا الشِّعْبِ وَلَنْ أَفْعَلَ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ «لا تَفْعَلْ فَإِنَّ مُقَامَ أَحَدِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ سَبْعِينَ عَامًا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ الْجَنَّةَ اغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وأحمد.
أين السابقون إلى الخيرات!!
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ «:لَا تَسْتَطِيعُونَهُ» فَأَعَادُوا عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ «:لا تَسْتَطِيعُونَهُ» وَقَالَ فِي الثَّالِثَة: ِ «مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى» رواه البخاري ومسلم - واللفظ له.
أين المرابطون!!
قالَ صلى الله عليه وسلم لِرجلٍ حَرَسَ المسلمين ليلةً في سفرهم مِنْ أوَّلِها إلى الصباح عَلَى ظَهْرِ فرسه لم يَنِزلْ إلا لصلاةٍ أو قَضَاءِ حَاجَةٍ «: قَدْ أَوْجَبْتَ فَلا عَلَيْكَ أَنْ لَا تَعْمَلَ بَعْدَهَا» رواه أبو داود وإسناده صحيح.
وقالَ صلى الله عليه وسلم «:كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلاّ الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيَأْمَنُ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ» رواه أبو داود والترمذي وأحمد.
أين إخوان ذو النورين!!
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «: مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا» رواه البخاري ومسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ فَتًى مِنْ أَسْلَمَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ الْغَزْوَ وَلَيْسَ مَعِي مَا أَتَجَهَّزُ قَالَ «:ائْتِ فُلانًا فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ تَجَهَّزَ فَمَرِضَ»، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ وَيَقُولُ أَعْطِنِي الَّذِي تَجَهَّزْتَ بِهِ. قَالَ: يَا فُلانَةُ أَعْطِيهِ الَّذِي تَجَهَّزْتُ بِهِ وَلا تَحْبِسِي عَنْهُ شَيْئًا فَو َاللَّهِ لا تَحْبِسِي مِنْهُ شَيْئًا فَيُبَارَكَ لَكِ فِيهِ. [رَوَاهُ مُسلِمٌ [
وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ فَقَالَ هَذِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «:لَكَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعُ مِائَةِ نَاقَةٍ كُلُّهَا مَخْطُومَةٌ» رَوَاهُ مُسلِمٌ.
أين من يشتري دار الشهداء!!
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «:رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَةَ فَأَدْخَلَانِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا قَالَا أَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ» رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
أين المصدقون كلام سيّد المرسلين!!
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «:مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ الْقَرْصَةِ» رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ والنسائي وابن ماجة والدارمي وأحمد.
أين السائحون!!
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِي السِّيَاحَةِ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «:إِنَّ سِيَاحَةَ أُمَّتِي الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى» رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد جيد.
أين رهبان الإسلام!
روى أحمد أنّ رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أوصِني. فَقَالَ «:أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ شَيْءٍ وَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ الْإِسْلَامِ وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ اللَّهِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ رَوْحُكَ فِي السَّمَاءِ وَذِكْرُكَ فِي الْأَرْض» ِ حسن بمجموع طرقه: السلسلة الصحيحة.
أين الآمنون في القبور!!
عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلا الشَّهِيدَ قَالَ «:كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً» رواه النسائي وإسناده صحيح: أحكام الجنائز.
أين المتعلّقين بالعرش!!
«إِنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ في جَوْفِ طَيْرٍ خُضْر، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثمَّ تأْوي إلى تِلْكَ القَنَادِيلِ، فاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطَّلاَعَةً، فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئَاً؟ فَقَالُوا: أَيَّ شيء نَشْتَهي، وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا، فَفَعلَ بِهِمْ ذلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْركُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ نُرِيدُ أَنْ تَردَّ أَرْواحَنَا في أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ في سَبِيلكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا» رواه مسلم.
أين أصحاب الخصال الحميدة!!
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «:لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ» رواه الترمذي وابن ماجة و أحمد.
أين خُطّاب الحور!!
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «:لا تَجِفُّ الأرْضُ مِنْ دَمِ الشَّهِيدِ حَتَّى يَبْتَدِرَهُ زَوْجَتَاهُ كَأَنَّهُمَا ظِئْرَانِ أَظَلَّتَا أَوْ أَضَلَّتَا فَصِيلَيْهِمَا بِبَرَاحٍ مِنْ الأرْضِ بِيَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا حُلَّةٌ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» رواه ابن ماجة وأحمد.
أيّها الكريم:
اعلم بأنه لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِهِ (أمة محمد صلى الله عليه وسلم) يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُم مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ] رواه البخاري] وفي لفظ «:حتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَالَ» فكن من هذه الطائفة أو تخلّف عنها، فالأمر بيدك، وسوف يسألك الله عما اخترته لنفسك، ولن يقبل منك الاتقاء بعالم أو حاكم، فقد قال لك سبحانه: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ} سورة النساء: 84. فإن كنت تستطيع الجهاد فاختر لنفسك ما يسرّك أن تلقى الله به، ودع عنك تخذيل المنافقين ووسوسة الشياطين، وتوكل على الله 'وكفى بالله وكيلاً' ..
اللّهم أقم في الأمة علم الجهاد، ولا تُمتنا إلاّ وأنت راضٍ عنا.
للشيخ/ حسين بن محمود
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صحابة وبس]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 01:55]ـ
ما أجمل الحديث خاصة وكون الأمر يمس المسلمين جميعا، ووالله لوددنا أن نجاهد في سبيل الله حق جهاده، ووددنا لو تركنا الدنيا كلها ورحلنا في سبيله نطلب إحدى الحسنيين، ووالله لا نعلم شيئا أرجى لنا في دخول الجنة من الجهاد في سبيل الله .. ولكن!
أخي القارئ انتبه إلى أمر هام، وهو أن الجهاد يكون بحث أولياء الأمور عليه وهم من يتولون السلطة في بلاد المسلمين وإلا ..
فماذا يرجى من وراء هذا غير الفتنة العظيمة؟! فماذا يرجى غير ضياع المسلمين؟!
من حبسهم العذر فليتقوا الله فإن الله غني عنا وهو القادر على كل شيء، ولا نطلب رضاه وجنته بمعصيته ومعصية رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولكن نطلب رضاه وجنته بصدق النية وإخلاص الدعاء والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والأمر بالمعروف بالحسنى والنهي عن المنكر ولكن بما لا يتأتى من ورائه منكر أكبر أو موازي له.
يا أخواني ما أطيب الحديث عن الجهاد والله؟ ولكن ما أطيب العيش في ظل طاعة الرحمن والتسليم لأمره فهو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، وهو القاهر فوق عباده جميعا كافرهم قبل مؤمنهم، ولو أننا نتوب ونرجو رب المربوب فلا نعلم ما عند علام الغيوب .. اللهم اغفر لنا ولإخواننا ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، واجعل لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الإخلاص ويذل فيه أهل الشرك، وانصر اللهم المسلمين في كل مكان واهد كل من يقف عثرة في طريق النصر. وصلي اللهم على محمد وعلى أزواجه وذريته. والحمد لله رب العالمين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Dec-2008, صباحاً 12:38]ـ
اللهم انصر المسلمين في غزة على اليهود المجرمين اللهم اقذف الرعب في قلوب اليهود وانتقم منهم يارب العالمين
وانصر اللهم المسلمين المضطهدين في دينهم في كل مكان(/)
هل ثابت أن تسعة أعشار الرزق في التجارة؟
ـ[صحابة وبس]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 11:32]ـ
أفيدوني بما عنونت له بسند ثابت عن رسول الله (ص) إن وجد، هدى الله الجميع ثم بارك في هداه.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 11:59]ـ
ليس له إسناد ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم , وقد روي مرسلا من حديث نعيم بن عبدالرحمن , وهوثابت عنه , ومن حديث يحيى بن جابر الطائي.
ـ[صحابة وبس]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 12:26]ـ
لو تأتيني بمصدر السند المذكور أكون لك شاكرا. وجزاكم الله خيرا
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 01:59]ـ
أنظر تخريج إحياء علوم الدين للعراقي.
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 02:06]ـ
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
(تسعة أعشار الرزق في التجارة، والجزء الباقي في السابياء).
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7/ 412:
/ ضعيف/
رواه أبو عبيد في "الغريب" (52/ 2): حدثنا هشيم قال: أخبرنا داود بن أبي هند عن نعيم بن عبدالرحمن الأزدي يرفعه.
قال هشيم: يعني بـ (السابيا): النتاج.
قلت: وهذا إسناد ضعيف لإرساله؛ نعيم بن عبدالرحمن الأزدي أورده ابن أبي حاتم (4/ 1/ 461) بهذه الرواية عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فقال:
"روى عن النبي صلي الله عليه وسلم، مرسل، وروى عن أبي هريرة. روى عنه داود بن أبي هند".
وقد تابعه يحيى بن جابر الطائي، وهو ثقة من أتباع التابعين.
ـ[صحابة وبس]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 02:27]ـ
جزاكم الله خيرا.(/)
كيف تخشع بصلاتك
ـ[محمد رفيق]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 12:37]ـ
http://www.syria2u.com/vb/em/bs.gif
http://www.syria2u.com/vb/mwaextraadmin3/eid/eid.gif
سئل حاتم الأصم (رحمه الله) كيف تخشع في صلاتك؟
فقال: بأن أقوم واكبر للصلاة .. وأتخيل الكعبة أمام عينيّ والصراط تحت قدمي والجنة عن يميني والنار عن شمالي وملك الموت ورائي وأن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يتأمل صلاتي واظنها آخر صلاة فاكبرالله بتعظيم واقرأ بتدبر واركع بخضوع واسجد بخشوع واجعل صلاتي الخوف من الله والرجاء لرحمته ثم اسلم ولا ادري هل قبلت ام لا؟
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 01:19]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
فتوى اللجنة الدائمة في قنوت النوازل ....
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 10:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بيان عن قنوت النوازل
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:
فنظرا لكثرة الأسئلة عن صفة قنوت النوازل وأحكامه ولعموم الحاجة إلى معرفة السنة والعمل بها في قنوت النوازل وما يحدث من مخالفات يقع فيها بعض الناس فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء تبين لعموم المسلمين ما يلي:
أولا: القنوت في النوازل العارضة التي تحل بالمسلمين من الأمور المشروعة في الصلاة وهو من السنن الثابتة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم في (الصحيحين) وغيرهما من كتب السنة فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «بعث النبي صلى الله عليه وسلم سبعين رجلا لحاجة، يقال لهم القراء، فعرض لهم حيان من سليم: رعل وذكوان عند بئر يقال لها: بئر معونة، فقال القوم: والله ما إياكم أردنا وإنما نحن مجتازون في حاجة النبي صلى الله عليه وسلم فقتلوهم، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم شهرا في صلاة الغداة» (1). وعن أبي هريرة وأنس رضي الله عنهما «أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت بعد الركعة الأخيرة في صلاة شهرا: " اللهم أنج الوليد ابن الوليد، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج عياش ابن أبي ربيعة، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف» (2) إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة المشهورة.
ثانيا: المقصود بالنوازل التي يشرع فيها الدعاء في الصلوات هو ما كان متعلقا بعموم المسلمين، كاعتداء الكفار على المسلمين، والدعاء للأسرى وحال المجاعات، وانتشار الأوبئة وغيرها.
ثالثا: قنوت النوازل يكون بعد الركوع من آخر ركعة في الصلاة وفي جميع الصلوات المفروضات جهرية كانت أو سرية، وآكد ذلك في صلاة الفجر، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا متتابعا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح في دبر كل صلاة إذا قال سمع الله لمن حمده من الركعة الآخرة يدعو على أحياء من بني سليم على رعل وذكوان وعصية ويؤمن من خلفه» (1) خرجه الإمام أحمد وأبو داود.
رابعا: ليس هناك دعاء معين يدعى به في النوازل بل يدعو المسلمون في كل وقت ما يناسب حالهم في النازلة، ومن دعا في النوازل بدعاء قنوت الوتر الوارد (اللهم اهدنا فيمن هديت. . إلخ) فقد خالف السنة ولم يأت بالمقصود؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقنت في النازلة بذلك وإنما كان يعلمه الناس في دعاء الوتر.
خامسا: قنوت النوازل مشروع من حين وقوع النازلة ويستمر إلى حين انكشافها.
سادسا: على أئمة المساجد - وفقهم الله - الاجتهاد في معرفة السنة والحرص على العمل بها في جميع الأمور فالناس بهم يقتدون وعنهم يأخذون فالحذر الحذر من مخالفة السنة غلوا أو تقصيرا، ومن ذلك الدعاء في قنوت الوتر والنوازل: فالمشروع الدعاء بجوامع الكلمات والأدعية الواردة في حال من السكون والخشوع وترك الإطالة والإطناب والمشقة على المأمومين، وعلى الإمام أن لا يقنت إلا في النوازل العامة.
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
راجع فتاوى اللجنة الدائمة 394,395,396/ 5
وسؤالي هل ذكر أحد من العلماء أنه يشترط في دعاء النوازل أن يكون بإذن الإمام؟؟ وما دليله؟؟ أفيدونا في ذلك مأجورين ..
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 09:04]ـ
ابن عثيمين ذكر كلام قريب فيما تقول ... فراجع مجموع الفتاوى لابن عثيمين (332/ 25) تجد ضالتك باذن الله
ـ[الآجري]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 09:34]ـ
هناك من اشترط إذن الإمام، ولا أعرف لهذا القول دليلاً!
وهناك من قال: لا يقنت إلا بفتوى العلماء، لأن القنوت إحداث أمر في العبادة، وهذا الإحداث لا يكون إلا بفتوى من أهل العلم، وهو رأي الشيخ صالح الفوزان.
وهناك من خص القنوت بولي الأمر: فالنبي صلى الله عليه وسلم قنت ولم يأمر المسلمين في المساجد الأخرى بالقنوت، وأتذكر أنني قرأته للشيخ صالح آل الشيخ.
ورأي الشيخ عبدالرحمن البراك: استدامة القنوت في مثل عصرنا لتسلط الكفار على المسلمين.(/)
حكم رد السلام عند كتابة المشاركات؟.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[30 - Dec-2008, صباحاً 01:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سئل الفقيه ابن حجر الهيتمي رحمه الله: (هل يلزم رد جواب الكتاب ولو بلغ السلام في كتاب هل يلزم التلفظ برده على الكاتب والرسول، وما فائدة التلفظ مع غيبة الكاتب والرسول؟ أبسطوا الجواب.
فأجاب نفع الله سبحانه وتعالى بعلومه المسلمين بقوله: يسن السلام على الغائب إما برسوله، وإما بكتابه، ويلزم الرسول إذا رضي بتحمله بالإبلاغ، وأما المرسل إليه فلزمه الرد فوراً ثم إن كان السلام عليه بالإرسال لزمه الرد باللفظ، وإن كان بالكتابة لزمه الرد بها أو باللفظ، ويندب الرد على الرسول أيضاً وتقديمه فيقول: وعليك وعليه السلام، وكأن سبب عدم جعلهم قوله: وعليك السلام قاطعاً لفورية الرد لأنه غير أجنبي فكما اغتفروه في عدم قطعه لفورية القبول في نحو البيع فكذلك يغتفر الفصل به هنا، بل ندب تقديمه لأن الحاضر أولى بالرعاية من الغائب، وفائدة وجوب الرد باللفظ مع غيبة المسلم أن في وجوب الرد حقين حقاً لله سبحانه وتعالى وحقاً للآدمي، فلو فرض سقوط حق الآدمي لغيبته لم يسقط حق الله سبحانه وتعالى، إذ لا مقتضى لإسقاطه، وأيضاً إذا وقع الرد في حضرة الرسول باللفظ بلغه لمرسله فهذه فائدة ظاهرة، وأما وجوب الرد بالكتابة فحكمته ظاهرة لأن الكتاب إذا وصل للمسلم كان بمنزلة الرد عليه حينئذ، والله سبحانه وتعالى أعلم) الفتاوي الفقهية (4/ 243).
فما رأي الأخوة في هذه الفتوى جزاكم الله خيراً.(/)
اذا تعارض قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعلة للشيخ خليل المديفر
ـ[المحدثة]ــــــــ[30 - Dec-2008, صباحاً 05:23]ـ
بسم الله الحمن الرحيم
يقول الشيخ خليل المديفر حفظه الله
الاصل الاتباع لرسول صلى الله علية وسلم ولايقال بالتخصيص الابدليل بعض العلماء اذا تعارض قول وفعل قالوا يؤخذ بالقول والفعل يكون خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم كما فعله الشوكاني رحمه الله في كتبه فمن ادعى الخصوصية عليه بالدليل لماذا:1) لأن الله يقول (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة) 2) أن الله لما ذكر الهبة خصها بالنبي صلى الله عليه وسلم (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين) هذا فيه دليل انه لولا التخصيص لاقتدت به امته
أما إذا اختلف القول والفعل فيجمع بينهما على الوجه الناسب مثل نهى عن الشرب قائما وشرب قائما يحمل النهي على الكراهة
ـ[أفلااطون]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 09:39]ـ
الأصل في ذلك كله ـ على الرأي الراجح عند محققي أهل الأصول ـ عند التعارض يذهب المجتهد إلى الجمع.
فإن تعذر كان الترجيح هو المتعين , بوجه من الوجوه التي ذكرها أهل العلم , وقد أوصلها العراقي إلى أزيد من مائة وجه , فإن تعذر الترجيح فإنه ينظر في تاريخ ورود الدليلين , فإن عُرف المتقدم كان منسوخا والمتأخر ناسخا , فإن تعذر الجمع والترجيح ومعرفة المتقدم من المتأخر فإن المجتهد يحكم بسقوط الدليلين المتعارضين , ويرجع ليستدل على حكم الحادثة بالبراءة الأصلية , وكأن الدليلين المتعارضين غير موجودين.(/)
مسئلة في افعال النبي صلى الله علية وسلم للشيخ خليل المديفر
ـ[المحدثة]ــــــــ[30 - Dec-2008, صباحاً 07:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قد يشكل بعض الأمور ومافعله النبي صلى الله عليه وسلم على وجه التشريع أومافعلة على وجه العادة والجبلة مثل إطالة الشعر هل هو سنة وهذا محل تردد.
فما فعلة الرسول صلى الله علية وسلم يقسم الى أقسام:
1) مافعله على وجه الثشريع لاشك أنه دليل.
2) مافعلة على سبيل العادة مثل لبس العمامة والرداء والإزار مايقال لبس العمامة سنة ,وهذا من العادات والنبي صلى الله عليه وسلم لايخالف عادات الناس إلا اذا كان فيه احراج او أمر بالمخالفة
3) مافعلة النبي على سبيل الجبلة والطبيعة البشرية مثل النوم وقضاء الحاجة هذا ليس تعبد الاالطريقة والصفة مثل طريقة قضاء الحاجة وصفة النوم وصفة الاكل والشرب التعبد في الصفة اما مافعله على سبيل الجبلة فليس فيه تعبد
لذالك خالف الصحابة ابن عمر رضي الله عنهم لما كان يتتبع اثار النبي صلى الله عليه وسلم فيبول في المكان الذي بال فيه وينزل في المكان الذي نزل فيه
لكن هناك امور قد يلتبس حلها هل هي من هذا أوهذا وهذا محل اجتهاد مثل دخول مكة من الثنية العليا وخرج من الثنية السفلى.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 09:13]ـ
أفضل من كتب في هذا الباب , وجمع المسائل المتعلقة به هو الأشقر في كتابه: أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم (مجلدين).(/)
نحن في غزة منذ مئتي عام ......... ؟!؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 - Dec-2008, صباحاً 07:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان ...
لو كان الخلاف و الشقاق و الحرب مع جاري أو أخي أو صديقي ... إذن لكان الاستعداد لدرئه أو النشاط لحله يصح أن يكون وليد ساعات أو أيام ..
أما و أن المصيبة مصيبة أمة فلا يصح بحال أن تتغير مواقفنا و اجتهاداتنا و تحركاتنا و منهجياتنا بحسب ما نبصره بعين الرأس أن نسمعه بآذاننا:
قرروا أن يهجموا .... و قد جهزوا جيوشهم للغزو .... و أغارت الطائرات ...
نحن بحاجة في مسائل الأمة أن نفكر بعقول استراتيجية
و أن ننظر بالبصائر لا البصر الآني
و أن نسمع بآذان القلوب قبل الرؤوس ... ؟
نحن يا سادتي كأمة في حال غزة منذ مئتي عام ... !
فهل نفعل في قابل الأيام الأمية - أي العقود - ما نتداعى إليه الآن من ... و من ... و منها تعليق لوحات الدماء .. !
نعم يا سادتي .. فإن دماء الأمة تسيل منذ عقود طويلة؟!؟
.........
.....
...
ـ[خلوصي]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 05:03]ـ
نحن يا سادتي كأمة في حال غزة منذ مئتي عام ... !
فهل نفعل في قابل الأيام الأمية - أي العقود - ما نتداعى إليه الآن من ... و من ... و منها تعليق لوحات الدماء .. !
نعم يا سادتي .. فإن دماء الأمة تسيل منذ عقود طويلة؟!؟
.........
.....
...
.............................. .............................. ...............
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 - Jan-2009, صباحاً 07:10]ـ
للتدارس ..
و لتحفيز همة طالب العلم " النافع " لتأليف مجلد فيه!
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 - Jan-2009, صباحاً 03:06]ـ
أروي لكم قصتي مع زميلي الشيعي:
منذ أكثر من عشر سنوات حادثت شيعيا منفتحا ... و اتفقنا على أن كلمة واحدة تصدر من أحدنا قد تصبح و لو بشكل غير مباشر بعد 5 سنوات سببا لقتل أبرياء!؟!
ثم اتفقنا على عشر مباديء للالتزام بها حقنا للدماء!؟!
ثم سألته: فإذا رأيتني بعد ذلك أخالف هذه الاتفاقية ... ماذا أنت فاعل؟!
قال أخالفها كما خالفتها أنت .. !
قلت له: أما أنا فإذا رأيتك خالفتها فلن أخالفها .. !؟
لأنني أفعل ذلك ديانة .. !؟ فمهما نازعتك نفسك إلى الهوى فلن أسمح لنفسي أن تساق إلى ذلك!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 05:25]ـ
للتدارس ..
و لتحفيز همة طالب العلم " النافع " لتأليف مجلد فيه!
مطلوب مؤلفين في هذا العلم النافع ... الذي يصوغ الأمة!؟!(/)
الاخوه المالكيه .... ما هو أفضل شروح خليل
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[30 - Dec-2008, صباحاً 10:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الانبياء و المرسلين سيدنا محمد و على اله الطيبين الطاهرين و بعد:
الأخوه الأفاضل المالكيه و غيرهم
ما هو أفضل شرح لمختصر خليل من ناحية الشمول و الادله و التعليل و عليه المعول في معرفة قول المالكيه في المسائل المختلف فيها
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 12:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عموما شروح خليل خالية من التدليل إلا قليلا، ويظهر أن أحسنها شرح الحطاب المسمى مواهب الجليل، ويضاف إليه التوضيح على مختصر ابن الحاجب لخليل بن إسحاق صاحب المختصر فإنه من أنفس الشروح وقد جمع كل الذي ذكرت من تدليل وتعليل وقول معتمد.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 01:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عموما شروح خليل خالية من التدليل إلا قليلا، ويظهر أن أحسنها شرح الحطاب المسمى مواهب الجليل، ويضاف إليه التوضيح على مختصر ابن الحاجب لخليل بن إسحاق صاحب المختصر فإنه من أنفس الشروح وقد جمع كل الذي ذكرت من تدليل وتعليل وقول معتمد.
جزاك الله خيرا اخي الفاضل و لكن عندي سؤالين
1 - هل مواهب الجليل أفضل من حاشية الدسوقي على الشرح الكبير و هل أجمع بينهما أفضل؟
2 - بالنسبة للتوضيح هل تمت طباعته و ما هي افضل طبعه ان وجدت؟
ـ[ابومريقة]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 11:31]ـ
السلام عليكم
مواهب الجليل شرح ممتاز وفيه اقول علماء المالكية أما بالنسبة للتوضيح لابن الحاجب فهو أيضا كتاب قيم ذكر فيه مؤلفه الشيخ خليل بن اسحاق اقوال العلماء في المذهب واختلافاتهم مع ذكر الادلة ووجوه دلالتها واسباب الاختلاف
والله اعلم
ـ[محمد محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 01:59]ـ
مواهب الجليل أفضلها قطعا لمعرفة المشهور في المذهب وأقوال الأئمة المالكيين
ولكن بالنسبة للدليل والتأصيل فقد شرح المختصر بعض العلماء المعاصرين محاولا إسناد كل فقهية إلى أصلها ولا يزال بعض هذه الشروح في الأشرطة لم يفرغ كما سمعت
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 11:43]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله الأخ الكريم أنصحك بالمسائل التالية:1/نصيحة محمد الأمين بن أحمد زيدان الجكني فقد لخص فيها المشهور من أقوال المختصر الا أنه قال فيها بأنه ترك نخالة الكتب التالية:2/الحطاب 3/البناني مع الزرقاني 4/ابريز الرهوني مع كنون علما بأن الرهوني هو أكثر الشراح تأصيلا و ان أردت أن تتوسع في التأصيل فعليك بكتاب أحمد بن محمد بن الصديق الغماري"الهداية تخريج أحاديث البداية" 8 مجلدات كما أن للشيباني بن محمد أحمد تأصيل الشرح الصغير للدرير شرح الأحسائي من الإمارات و طبع في الإمارات يعين على معرفة مشهور المذهب و دليله مع مشهور أقوال المذاهب الأربعة 4 مجلدات.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 10:19]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله الأخ الكريم أنصحك بالمسائل التالية:1/نصيحة محمد الأمين بن أحمد زيدان الجكني فقد لخص فيها المشهور من أقوال المختصر الا أنه قال فيها بأنه ترك نخالة الكتب التالية:2/الحطاب 3/البناني مع الزرقاني 4/ابريز الرهوني مع كنون علما بأن الرهوني هو أكثر الشراح تأصيلا و ان أردت أن تتوسع في التأصيل فعليك بكتاب أحمد بن محمد بن الصديق الغماري"الهداية تخريج أحاديث البداية" 8 مجلدات كما أن للشيباني بن محمد أحمد تأصيل الشرح الصغير للدرير شرح الأحسائي من الإمارات و طبع في الإمارات يعين على معرفة مشهور المذهب و دليله مع مشهور أقوال المذاهب الأربعة 4 مجلدات.
شكرا للأخوه الفضلاء على ردودهم
الأخ مصطفى هل تنصح بكتاب التوضيح لخليل
و شرح التلقين للمازري
و الذخيره للقرافي
و كتابي المعونه و الأشراف للقاضي
و المنتقى و التمهيد و الاستذكار للباجي و ابن عبدالبر
في معرفة أدلة و تعليلات المذهب المالكي
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 12:19]ـ
يرفع للفائدة(/)
ذكر ابن حزم في أصحاب الاثني عشر عبد الله بن عكيم---
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[30 - Dec-2008, صباحاً 11:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر ابن حزم في أصحاب الاثني عشر عبد الله بن عكيم---
وذكر ابن الجوزي في أصحاب الاثني عشر عبدالله بن حكيم-----فما هو الصحيح وماأحالهما
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
أفشى ذنب عند طلبة العلم (تذكرة)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 01:59]ـ
من الملاحظ في أوساط طلبة العلم -وما أبريء نفسي-
أن أكثر الذنوب تفشيا فيهم .. وظهورا على اختلاف مستوياتهم
العلمية والأخلاقية: الغيبة ..
وقد تجد بعضهم يصدر غيبته بقوله: لا أعني غيبته .. ولكن ( .... ) إلخ!
وهذا في الواقع آكد في تحقيق الإثم حيث لاحظ عزمه على مقارفة الذنب
قبل مواقعته وهو من الحيل الإبليسية ..
وإنما جرأ الكثير منهم التحجج بالواهيات ..
كالنصح لله-ولايكون المقام كذلك-
أو ما اعتادوه من صنيع الأئمة في الجرح والتعديل
وكأنهم سولوا لأنفسهم تمثل مقولة شعبة: تعالوا كي نغتاب في ذات الله!
أو غير ذلك
والله الهادي
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 02:15]ـ
/// ومن أفشاها: العجب والكبر ثم البغي (الظلم) .. لأجل العلم أوقليله الذي يؤتاه المرء.
ولئن قبحت هذه عند الجاهل والفاجر فقبحها عند طالب العلم أشد
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 02:25]ـ
"فمن الناس من يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه وعشائره مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون أو فيه بعض ما يقولون؛ لكن يرى أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس ونفروا عنه فيرى موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة وقد يغضبون فيغضب لغضبهم فيخوض معهم.ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتى. تارة في قالب ديانة وصلاح فيقول: ليس لي عادة أن أذكر أحدا إلا بخير ولا أحب الغيبة ولا الكذب؛ وإنما أخبركم بأحواله. ويقول: والله إنه مسكين أو رجل جيد؛ ولكن فيه كيت وكيت. وربما يقول: دعونا منه الله يغفر لنا وله؛ وإنما قصده استنقاصه وهضم لجانبه. ويخرجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة يخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقا؛ وقد رأينا منهم ألوانا كثيرة من هذا وأشباهه. ومنهم من يرفع غيره رياء فيرفع نفسه فيقول: لو دعوت البارحة في صلاتي لفلان؛ لما بلغني عنه كيت وكيت ليرفع نفسه ويضعه عند من يعتقده. أو يقول: فلان بليد الذهن قليل الفهم؛ وقصده مدح نفسه وإثبات معرفته وأنه أفضل منه. ومنهم من يحمله الحسد على الغيبة فيجمع بين أمرين قبيحين: الغيبة والحسد. وإذا أثنى على شخص أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه في قالب دين وصلاح أو في قالب حسد وفجور وقدح ليسقط ذلك عنه. ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تمسخر ولعب ليضحك غيره. باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به. ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت وكيف فعل كيت وكيت فيخرج اسمه في معرض تعجبه. ومنهم من يخرج الاغتمام فيقول مسكين فلان غمني ما جرى له وما تم له فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف وقلبه منطو على التشفي به ولو قدر لزاد على ما به وربما يذكره عند أعدائه ليشتفوا به. وهذا وغيره من أعظم أمراض القلوب والمخادعات لله ولخلقه. ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر فيظهر في هذا الباب أشياء من زخارف القول وقصده غير ما أظهر. والله المستعان " مجموع الفتاوى(/)
إذا لم يكن هذا من الهوى في الفتوى فما في الفتوى هوى!
ـ[القاموس]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 06:53]ـ
ذكر الشيخ سعد الحميد سدده الله في شرح (رفع الملام) أن امرأة أبغضت زوجها، فأرادت مفارقته، فذهبت إلى أحد الشيوخ وأخبرته بخبرها، فما كان من هذا الشيخ إلا أن أفتاها بأن ترتد ثم تسلم!! فإن ردتها تبطل النكاح، وهكذا تتخلص بهذا الذكاء العجيب!!!
فلما أخبر العالم الرباني المحدث الفقيه المجاهد الزاهد الجواد الشجاع الإمام (عبدالله بن المبارك) بهذا البلية، أفتى بكفر قائلها، والراضي بها. اهـ
قلت: ولسان حال ابن المبارك يقول:
وعلوم دين الله نادت جهرة ****** هذا زمان فيه طي بساطي
ـ[أفلااطون]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 10:23]ـ
الصحيح أن ردتها لا تبطل النكاح , ولا ينفسخ بهذا عقد الزوجية.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 10:45]ـ
لماذا؟
ـ[أفلااطون]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 10:48]ـ
في العموم: لأن الردة ليست محل إجماع على أنها بمجردها ناقض من نواقض عقد الزوجية , وفي خصوص المسألة المذكورة إعمالا لقاعدة: المتحايل يعامل بنقيض قصده.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 12:55]ـ
نقل الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه " الإعتصام " عن ابن المبارك قوله في كتاب " ضع في الحيل": (مَن وضع هذا فهو كافر، ومن سمع به فرضي به فهو كافر، ومن حمله من كوره فهو كافر، ومن كان عنده فرضي به فهو كافر. وذلك أنه وقع فيه الاحتيال بأشياء منكرة حتى احتال على فراق الزوجة زوجها بأن ترتد. وقال إسحاق بن راهوية عن سفيان بن عبد الملك: أن ابن المبارك قال في قصة بنت أبي روح حيث أمرت بالإرتداد، وذلك في أيام أبي غشان: فذكر شيئاً. ثم قال ابن المبارك وهو مغضب: أحدثوا في الإسلام، ومن كان أمر بهذا فهو كافر. ومن كان هذا الكتاب عنده أو في بيته ليأمر أو صوبه ولم يأمر به فهو كافر، ثم قال ابن مبارك: ما أرى الشيطان يحسن مثل هذا، حتى جاء هؤلاء فأفادها منهم فأشاعها حينئذ، ولو كان يحسنها لم يجد من يمضيها فيهم، حتى جاء هؤلاء.
وإنما وضع هذا الكتاب وأمثاله ليكون حجة على زعمهم في أن يحتالوا للحرام حتى يصير حلالاً، وللواجب حتى يكون غير واجب. وما أشبه ذلك من الأمور الخارجة عن نظام الدين، كما أجازوا نكاح المحلل، وهو احتيال على رد المطلقة ثلاثاً لمن طلقها، وأجازوا إسقاط فرض الزكاة بالهبة المستعارة، وأشباه ذلك .. ) إهـ (جـ2، ص82).
ـ[الواحدي]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 01:55]ـ
نقل الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه " الإعتصام " عن ابن المبارك قوله في كتاب " ضع في الحيل".
وصوابه: " ( ... ) عن ابن المبارك قوله في كتاب وُضِعَ في الحِيَل ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 02:52]ـ
نقل الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه " الإعتصام " عن ابن المبارك قوله في كتاب " ضع في الحيل": (مَن وضع هذا فهو كافر، ومن سمع به فرضي به فهو كافر، ومن حمله من كوره فهو كافر، ومن كان عنده فرضي به فهو كافر. وذلك أنه وقع فيه الاحتيال بأشياء منكرة حتى احتال على فراق الزوجة زوجها بأن ترتد. وقال إسحاق بن راهوية عن سفيان بن عبد الملك: أن ابن المبارك قال في قصة بنت أبي روح حيث أمرت بالإرتداد، وذلك في أيام أبي غشان: فذكر شيئاً. ثم قال ابن المبارك وهو مغضب: أحدثوا في الإسلام، ومن كان أمر بهذا فهو كافر. ومن كان هذا الكتاب عنده أو في بيته ليأمر أو صوبه ولم يأمر به فهو كافر، ثم قال ابن مبارك: ما أرى الشيطان يحسن مثل هذا، حتى جاء هؤلاء فأفادها منهم فأشاعها حينئذ، ولو كان يحسنها لم يجد من يمضيها فيهم، حتى جاء هؤلاء.
وإنما وضع هذا الكتاب وأمثاله ليكون حجة على زعمهم في أن يحتالوا للحرام حتى يصير حلالاً، وللواجب حتى يكون غير واجب. وما أشبه ذلك من الأمور الخارجة عن نظام الدين، كما أجازوا نكاح المحلل، وهو احتيال على رد المطلقة ثلاثاً لمن طلقها، وأجازوا إسقاط فرض الزكاة بالهبة المستعارة، وأشباه ذلك .. ) إهـ (جـ2، ص82).
_ من كوره: من كورة إلى كورة.
_ في أيام أبي غشان: في أيّام أبي غسّان.
_ ومن كان هذا الكتاب عنده أو في بيته ليأمر أو صوبه ولم يأمر به فهو كافر: ومن كان هذا الكتاب عنده، أو في بيته ليأمر به، أو هَوِيَه ولم يأمر به، فهو كافر.
_ ولو كان يحسنها لم يجد من يمضيها فيهم، حتى جاء هؤلاء: أو كان يُحسِنها ولم يجد من يمضيها فيهم حتى جاء هؤلاء.
* التصويب من "الفتاوى الكبرى" و"أعلام الموقعين"
* فيهما: "وقال إسحاق بن راهوية عن شفيق (أو شقيق) بن عبد الملك". والصواب ما في "الموافقات"، أي: سفيان بن عبد الملك؛ كان من أصحاب عبد الله بن المبارك -رحمهم الله جميعا.
والله أعلم.
بارك الله فيك على ما أفدتَ به من نقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 03:59]ـ
ولا تصح نسبة هذه الفتوى لأئمة الأحناف-رحمهم الله- كما نبه شيخ الإسلام ..(/)
الإخوة من السعودية الذين يملكون جامع التراث الإصدار الرابع ....
ـ[الحسام الغامدي]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 07:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو يتفضل الإخوة الذين يملكون جامع التراث الإصدار الرابع ويسكنون جدة أو أبها أو الخميس أو الباحة أو ما جاور الباحة مراسلتي على الخاص لطلب بسيط لوجه الله تعالى ولكم فائق تقديري واحترامي(/)
مسالة: ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية؟
ـ[القاموس]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 07:29]ـ
الإخوة الفضلاء، وطلاب العلم النبلاء،
هل الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بتحية المسجد فيصلي ركعتين، ثم يسلم على الناس، أو يسلم ثم يصلي؟ مع الدليل أو التعليل؟ بارك الله فيكم وفي علمكم.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 12:07]ـ
يبدأ بالسلام , إذ السلام مرتبط بلقيا المسلم لحديث "إذا لقيته فسلم عليه" , وأما تحية المسجد فمتعلقة بـ الجلوس لحديث "إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين" , ولم يقل فلا يسلم أو فلا يتحدث.
تحياتي.
ـ[عبدالعزيز الحربي]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 08:53]ـ
بل يصلي ركعتين ثم يسلم والدليل ما جاء في حديث مسيء الصلاة فقد دخل وصلى ثم سلم على النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن الصلاة حق لله تعالى فيبدأ بحقه عز وجل ثم بحق المخلوقين، وللعلامة ابن القيم كلام في هذه المسألة في كتابه زاد المعاد وبالله التوفيق
ـ[القاموس]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 10:31]ـ
الأستاذ أفلاطون: تعليل جيد لو لم يرد فيها حديث.
الأستاذ عبدالعزيز الحربي: استدلال جيد، لكن ليتك عزوت الحديث حتى تكمن الفائدة.
وهناك دليل آخر في المسألة لم أر من ذكره وهو:
حديث كعب بن مالك في قصة تخلفه عن غزوة تبوك وفيه قال: (وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا؟ ثم أصلي قريباً منه). متفق عليه
فكيف الجمع بين هذين الحديثين أو الترجيح؟
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 01:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للفائدة http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16406
دمتم بودّ.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 01:54]ـ
بل يصلي ركعتين ثم يسلم والدليل ما جاء في حديث مسيء الصلاة فقد دخل وصلى ثم سلم على النبي صلى الله عليه وسلم ...
من أين لك أنه لما دخل المسجد لم يسلم على من فيه ........... ؟
هذا أمر , والأمر الآخر فلا بأس في أن يخص بعض الحاضرين بالسلام سواء بعد أن يصلي أو قبل.
ثالثا: فالرجل دعاه النبي صلى الله عليه وسلم ليبين له حال صلاته فناسب أن يسلم عليه.
وأما قولك أن السلام ليس حقا لله فهذا مما لا يحتاج إلى وقفة أصلا.
فتأمل.
ـ[القاموس]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 02:43]ـ
الأستاذ / عامي، جزاك الله خيراً، وهذا الرابط لا يفيد في هذه المسألة.
الأستاذ / أفلاطون، إيرادك ليس وجيهاً، فقد يقال: ومن أين لك أنه سلم لما دخل المسجد؟
فإن الراوي لقصة المسئ صلاته لم يذكر أنه سلم، بل ذكر أنه دخل فصلى في ناحية المسجد ثم جاء فسلم.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 03:01]ـ
ابن القيم كلام في هذه المسألة في كتابه زاد المعاد
ماذا قال فيه؟
............
ثم ألا يمكن أن يكون المسيء صلاته كان يقضي الفريضة التي هي حق الله فقدمه على حقوق غيره لا أنه كان يحيي المسجد؟.
ـ[القاموس]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 04:31]ـ
أما ابن القيم فقال في (زاد المعاد) 2/ 377: ومن هديه أن الداخل إلى المسجد يبتدئ بركعتين تحية المسجد، ثم يجيء فيسلم على القوم .... فإن تلك حق الله تعالى، والسلام على الخلق هو حق لهم، وحق الله في مثل هذا أحق بالتقديم.
ثم استدل بحديث المسيء في صلاته وفيه: فصلى فأخف صلاته، ثم انصرف فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم.
أما الجواب عن الاحتمال الذي أورده الأخ / مسلم بن عبدالله فيقال: الاحتمال الذي يبطل به الاستدلال في المسألة هو الاحتمال القوي، وليس مجرد احتمال.
وقد قال الحافظ ابن حجر في (الفتح) 2/ 359: (قوله (فصلى) زاد النسائي من رواية داود بن قيس " ركعتين " وفيه إشعار بأنه صلى نفلاً. والأقرب أنها تحية المسجد) اهـ
ـ[أفلااطون]ــــــــ[02 - Jan-2009, صباحاً 12:22]ـ
ليس صحيحا , بل الصحيح البدء بالسلام , وأما حديث المسيء صلاته فلا حجة فيه , فإنا لم نقل إن السلام واجب حتى يؤتى بحديث المسيء صلاته ...........
تحياتي.
ـ[القاموس]ــــــــ[02 - Jan-2009, صباحاً 01:15]ـ
الأستاذ / أفلاطون،
أولاً: يعجبني فيك عدم مللك من النقاش العلمي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: كلامك يحتاج إلى تحرير، فإني لم أتبينه.
وفقك الله
ـ[عبدالعزيز الحربي]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 06:59]ـ
أولا: أشكر الأخ القاموس على مروره.وفقهه.
ثانيا: أدعو بقية الأخوة للبحث في المسألة والنظر في الأدلة بتجرد والطلب الجاد للعلم دون الحيد للأراء الخالية من العلم.
ثالثا: لم أدخل إلا اليوم وقد كفاني القاموس الرد.
رزقنا اللهُ جميعاً العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[عبدالعزيز الحربي]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 08:17]ـ
جاء في الكتاب الذي عنوانه ((كتاب الآداب)) لمؤلفه فؤاد بن عبدالعزيز الشلهوب الطبعة الأولى الصادرة عن دار القاسم للنشر في الصفحة رقم57 في الفِقرة 21 المعنونة بـ تقديم تحية المسجد على السلام على مَنْ بالمسجد (ما نصه)
" فالداخل للمسجد يستحب له أن يقدم تحية المسجد قبل تحية أهله، وفي حديث المسيء في صلاته ما يدل لذلك فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد النبي صلى الله عليه وسلم السلام فقال: ارجع فصل فإنك لم تصل (ثلاثة) ... الحديث. قال ابن القيم الجوزية: ومن هديه صلى الله عليه وسلم أن الداخل إلى المسجد يبتديء بركعتين تحية المسجد، ثم يجيء فيسلم على القوم، فتكون تحية المسجد قبل تحية أهله. فإن تلك حق لله تعالى، والسلام على الخلق حق لهم، وحق الله في مثل هذا أحق بالتقديم ... ثم ساق حديث المسيء في صلاته مستدلاً به على قوله، وقال:فأنكر عليه صلاته، ولم ينكر عليه تأخير السلام عليه صلى الله عليه وسلم إلى ما بعد الصلاة.
قلت: هذا ينطبق على من دخل المسجد وبه جماعة جلوس، أو حلقة علم ونحو ذلك، فإن السنة في حقه أن يقدم تحية المسجد، ثم يأتي ويسلم عليهم. أما إن دخل المسجد وقد سبقه مصلون في الصف، فإنه يسلم عليهم ويصلي تحية المسجد أو ما كتب له. والله أعلم." اهـ
آمل تأمله مع تحفظي على ما جاء في آخر النقل فلا دليل له عليه فيما أعلم، ولأمانة النقل سقته كاملا بلا نقص، وإلا ما أذهب إليه وتعضده الأدلة ما ذهب له ابنُ القيم رحمه الله.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 08:32]ـ
الحمد لله ........
بالنسبة للأخ عبدالعزيز فلعله يشغل نفسه عما لا يحسنه من مسائل الفقه , وأما أنت أخي القاموس فبيان ما ذكرته لك من خلال عدة أمور:
أولا: قال صلى الله عليه وسلم (إذا لقيته فسلم ... ) والفاء تدل على التعقيب. وهذا بين ولله الحمد لمن تأمله.
ثانيا: السلام والصلاة كلها حق لله تعالى ولا فرق.
ثالثا: إنما عُلق أداء الركعتين بإرادة الجلوس لا بمطلق دخول المصلي إلى المسجد , وهذا بين من قوله (فلا يجلس حتى يصلي .. ) , وهناك علق السلام بمجرد اللقيا فتأمل منصفا.
رابعا: حديث المسئ صلاته لا دلالة فيه على المقصود , وذلك من وجوه:
1ـ أنه لم يفقه أمر صلاته فكيف يُظن به أن يعرف ما دون ذلك من أحكام.
2ـ لم يَرِدْ عن سلامه نفي ولا إثبات , فلا يُتعلق به أصلا. إذ من الممكن أنه سلم ولم يُنقل إلينا , وهذا له قرائن كثيرة في النصوص.
3ـ جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في ناحية المسجد , وأن الرجل بعد أن قضى صلاته جاء فسلم عليه , وهذا يدل بفحواه على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان بطائفة من المسجد فلعل الأعرابي ظن أنه لو سلم لما سمعه , وهذا يؤكده انتقاله بعد الصلاة إلى الناحية التي كان فيها رسول الله عليه الصلاة والسلام. وبالتالي أراد هذا الأعرابي أن يصلي (وقد تكون فريضة فاته أداؤها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) فأراد أن يصلي ثم يذهب فيجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم.
4ـ نحن لم نقل أن السلام واجب حتى يعترض علينا معترض بهذا الحديث , وذلك أنه حتى لو ثبت أن الأعرابي لم يسلم أصلا لا قبل السلام ولا بعده فهو لم يفعل ما يأثم به فضلا عن كونه أخر السلام إلى أن قضى الصلاة. وهذا من جهة أخرى يجيب على ما قد يتوهمه متوهم فيقول: لو أن الأعرابي أخطأ لنبهه النبي صلى الله عليه وسلم على الخطأ.
فنقول له: هنا أمور:
ـــــ هو لم يفعل منكرا حتى يجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن ينبهه , فغاية الأمر الاستحباب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـــــ على فرض وجوب السلام فمن أين لمدع أن يجزم بأن هذا الحديث ورد بعد نزول هذا الحكم واستقراره (أعني وجوب السلام) .. ؟ ودون إثبات هذا خرط القتاد.
ـــــ لقائل أن يقول: إنما اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بتعليمه الأمر الأهم ألا وهو ركن إسلامه أعني الصلاة , ولم يُرِدْ أن تكثر عليه الأحكام فينسي بعضها بعضا , فاقتصر على ما هو " رأس الأمر " دون ما دونه.
خامسا: إليك بعض النصوص التي من تأملها غلب على ظنه ما حررته لك من أن داخل المسجد يبدأ أولا بالسلام , فتأمل بقلب الفقيه , واطرح التقليد:
في مسند أحمد:
سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ كُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ تَعَلَّمُوا كِتَابَ اللَّهِ وَاقْتَنُوهُ قَالَ وَحَسِبْتُهُ قَالَ وَتَغَنُّوا بِهِ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنْ الْمَخَاضِ مِنْ الْعُقُلِ
وعند أبي داود:
عَنْ الْمِقْدَادِ قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَصَاحِبَانِ لِي وَقَدْ ذَهَبَتْ أَسْمَاعُنَا وَأَبْصَارُنَا مِنْ الْجَهْدِ فَجَعَلْنَا نَعْرِضُ أَنْفُسَنَا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَقْبَلُنَا فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى أَهْلِهِ فَإِذَا ثَلَاثَةُ أَعْنُزٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَلِبُوا هَذَا اللَّبَنَ بَيْنَنَا قَالَ فَكُنَّا نَحْتَلِبُ فَيَشْرَبُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا نَصِيبَهُ وَنَرْفَعُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصِيبَهُ قَالَ فَيَجِيءُ مِنْ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لَا يُوقِظُ نَائِمًا وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ قَالَ ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّي ثُمَّ يَأْتِي شَرَابَهُ فَيَشْرَبُ فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَقَدْ شَرِبْتُ نَصِيبِي فَقَالَ مُحَمَّدٌ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ وَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلَى هَذِهِ الْجُرْعَةِ فَأَتَيْتُهَا فَشَرِبْتُهَا فَلَمَّا أَنْ وَغَلَتْ فِي بَطْنِي وَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَيْهَا سَبِيلٌ قَالَ نَدَّمَنِي الشَّيْطَانُ فَقَالَ وَيْحَكَ مَا صَنَعْتَ أَشَرِبْتَ شَرَابَ مُحَمَّدٍ فَيَجِيءُ فَلَا يَجِدُهُ فَيَدْعُو عَلَيْكَ فَتَهْلِكُ فَتَذْهَبُ دُنْيَاكَ وَآخِرَتُكَ وَعَلَيَّ شَمْلَةٌ إِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى قَدَمَيَّ خَرَجَ رَأْسِي وَإِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى رَأْسِي خَرَجَ قَدَمَايَ وَجَعَلَ لَا يَجِيئُنِي النَّوْمُ وَأَمَّا صَاحِبَايَ فَنَامَا وَلَمْ يَصْنَعَا مَا صَنَعْتُ قَالَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ كَمَا كَانَ يُسَلِّمُ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى ثُمَّ أَتَى شَرَابَهُ فَكَشَفَ عَنْهُ فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقُلْتُ الْآنَ يَدْعُو عَلَيَّ فَأَهْلِكُ فَقَالَ اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي وَأَسْقِ مَنْ أَسْقَانِي قَالَ فَعَمَدْتُ إِلَى الشَّمْلَةِ فَشَدَدْتُهَا عَلَيَّ وَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ فَانْطَلَقْتُ إِلَى الْأَعْنُزِ أَيُّهَا أَسْمَنُ فَأَذْبَحُهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هِيَ حَافِلَةٌ وَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ كُلُّهُنَّ فَعَمَدْتُ إِلَى إِنَاءٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانُوا يَطْمَعُونَ أَنْ يَحْتَلِبُوا فِيهِ قَالَ فَحَلَبْتُ فِيهِ حَتَّى عَلَتْهُ رَغْوَةٌ فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَشَرِبْتُمْ شَرَابَكُمْ اللَّيْلَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اشْرَبْ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اشْرَبْ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِي فَلَمَّا عَرَفْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَوِيَ وَأَصَبْتُ دَعْوَتَهُ ضَحِكْتُ
(يُتْبَعُ)
(/)
حَتَّى أُلْقِيتُ إِلَى الْأَرْضِ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ مِنْ أَمْرِي كَذَا وَكَذَا وَفَعَلْتُ كَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هَذِهِ إِلَّا رَحْمَةٌ مِنْ اللَّهِ أَفَلَا كُنْتَ آذَنْتَنِي فَنُوقِظَ صَاحِبَيْنَا فَيُصِيبَانِ مِنْهَا قَالَ فَقُلْتُ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُبَالِي إِذَا أَصَبْتَهَا وَأَصَبْتُهَا مَعَكَ مَنْ أَصَابَهَا مِنْ النَّاسِ
و حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ
وعند ابن ابي شيبة:
عن ابن سيرين قال لما قدم عبد الله من الحبشة أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلم عليه فأومأ وأشار برأسه.
عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: قدم أبو ذر من الشام فدخل المسجد وفيه عثمان فقال: السلام عليكم، فقال: وعليكم السلام، كيف أنت يا أبا ذر؟ قال: بخير، كيف أنت يا عثمان؟
وعند عبدالرزاق:
قال ابن عوف، عن رجال من الانصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن رجلا من الانصار جاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في مجلس قريب من المقام، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله! إني نذرت إن فتح الله للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين مكة لاصلين في بيت المقدس.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «إن ذا القرنين دخل المسجد الحرام، فأتى إبراهيم عليه السلام، فسلم عليه وصافحه إبراهيم عليهما السلام»
وفي المستدرك عند الحاكم:
عن سالم، عن عبد الله بن عمر، قال: كنا جلوسا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخل أعرابي جهوري بدوي يماني، على ناقة حمراء فأناخ بباب المسجد، فدخل فسلم ثم قعد فلما قضى نحبه، قالوا: يا رسول الله، إن الناقة التي تحت الأعرابي سرقة، قال: «أثم بينة؟» قالوا: نعم يا رسول الله، قال: «يا علي خذ حق الله من الأعرابي إن قامت عليه البينة وإن لم تقم فرده إلي» قال: فأطرق الأعرابي ساعة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «قم يا أعرابي لأمر الله وإلا فادل بحجتك» فقالت الناقة من خلف الباب: والذي بعثك بالكرامة يا رسول الله، إن هذا ما سرقني ولا ملكني أحد سواه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أعرابي بالذي أنطقها بعذرك ما الذي قلت؟» قال: قلت: اللهم إنك لست برب استحدثناك ولا معك إله أعانك على خلقنا ولا معك رب فنشك في ربوبيتك أنت ربنا كما نقول وفوق ما يقول القائلون أسألك أن تصلي على محمد وأن تبرئني ببراءتي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي بعثني بالكرامة يا أعرابي لقد رأيت الملائكة يبتدرون أفواه الأزقة يكتبون مقالتك فأكثر الصلاة علي» «رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات ويحيى بن عبد الله المصري هذا لست أعرفه بعدالة، ولا جرح»
وعند الطبراني:
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَلَّمَ عَلَى مَنْ عِنْدَ مِنْبَرِهِ مِنَ الْجُلُوسِ، فَإِذَا صَعَدَ الْمِنْبَرَ تَوَجَّهَ إِلَى النَّاسِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ. لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ نَافِعٍ إِلا عِيسَى بن عَبْدِ اللَّهِ، تَفَرَّدَ بِهِ: الْوَلِيدُ، وَلا يُرْوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ
وفي حديث: دَخَلَ الْعَبَّاسُ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمًا الْمَسْجِدَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَنَظَرَ إِلَى الْكَرَاهِيَةِ فِي وُجُوهِهِمْ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِي إِذَا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ أَرَى الْكَرَاهِيَةَ فِي وُجُوهِ النَّاسِ، فجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ النَّاسِ، لَنْ تُؤْمِنُوا، وَلَنْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ حَتَّى تُحِبُّوا عَبَّاسًا".
وفيه من حديث بلال ..... ثم انطلقت إلى المسجد وقد ذهب عامة النهار، وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في المسجد وحده فسلمت عليه، فقال لي ..... الحديث.
وعند البيهقي:
أن أبا بكر الصديق، رضي الله عنه، خرج فإذا هو بعمر رضي الله عنه جالسا في المسجد، فعمد نحوه فوقف فسلم، فرد عمر، فقال له أبو بكر: ما أخرجك هذه الساعة؟ فقال له عمر: بل أنت ما أخرجك هذه الساعة؟ قال له أبو بكر: إني سألتك قبل أن تسألني. فقال عمر: أخرجني الجوع. فقال أبو بكر: وأنا أخرجني الذي أخرجك، فجلسا يتحدثان، فطلع النبي صلى الله عليه وسلم، فعمد نحوهما حتى وقف عليهما، فسلم، فردا عليه السلام، فقال ... الحديث.
وفي حديث أبي بصير قال الراوي: ... وطلب الآخر فجمز مذعورا مستخفيا حتى دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه: «لقد رأى هذا ذعرا» فأقبل حتى استغاث برسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء أبو بصير يتلوه، فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال .... الحديث.
وعند أبي يعلى:
أن عمر بن الخطاب مر على عثمان وهو جالس في المسجد، فسلم عليه، .... الحديث.
هذا ما سنح به الخاطر , ولولا السفر لحررت لك هنا ما يُثلج صدر المحب القريب. فتأمل هذا كله ثم قارنه بمن يستدل بحديث عنون له أهل العلم بـ بحديث "المسيء صلاته". فقهني الله وإياك.
تحياتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القاموس]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 09:16]ـ
الأستاذ / عبدالعزيز الحربي، وفقك الله لكل خير.
إذا كنت تذهب إلى ما ذهب إليه ابن القيم، فكيف الجواب عن الدليل الذي أورته، وهو فعل كعب بن مالك السابق.
ـ[القاموس]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 10:15]ـ
الأستاذ / أفلاطون، وفقك الله لكل خير.
آمل منك التحلي بآداب الحوار - ولا أظنك إن شاء الله عري عنها - وسعة البال، حتى يكون الحوار مفيداً وممتعاً.
فإن الحوار في مسائل العلم ليس المقصود منه الوصول للصحيح فقط، وإنما يُراد منه تلقيح الفهوم واتساع مدارك العلوم بين أهل العلم.
أما الجواب عما أورته فأقول:
الجواب عن الثاني: أن يقال: قد ورد في الحديث الصحيح عند مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: (حق المسلم على المسلم ست ... ) ومنها: (إذا لقيته فسلم عليه)؟
والجواب عن الرابع رقم 2: أنه لا يسلم هذا، فإن هذا احتمال ضعيف لا يبطل به الاستدلال بظاهر الحديث.
والجواب عن الرابع رقم 3: أن احتمال كونها فريضة فيه بعد، وقد سبق أن نقلتُ كلام الحافظ ابن حجر وترجيحه بأنها تحية المسجد.
أما هذه النقول، فليتك أولاً اقتصرت على الشاهد منها، ثم هي عمومات لا تقوي القول الذي ذهبت إليه. فضلاً عن صحتها وضعفها؟
وأرجو تحرير محل النزاع، حتى تضيق الدائرة، ولا يتشعب الأمر.
تنبيه: قولك: (حتى لو ثبت أن الأعرابي لم يسلم أصلا لا قبل السلام ولا بعده)! أظنك تقصد قبل الصلاة!
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 12:20]ـ
أخي القاموس لماذا جعلت من المسألة شيئاً عظيماً؟؟!!
وجعلت الأحاديث متعارضة في هذا؟؟
الجواب اليسير في هذا أن يقال: كلُ أتت به السنة إن سلمت قبل التحية فلا تثريب عليك لحديث كعب بن مالك, وإن سلمت بعد التحية فلا تثريب عليك لحديث المسئ صلاته, وكل ما أتى فيها صريح فهو من قبيل السنة التقريرية ليس فيها شئ مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم -فيما أعلم- وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم كلا الفعلين
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 01:04]ـ
أخي القاموس لماذا جعلت من المسألة شيئاً عظيماً؟؟!!
وجعلت الأحاديث متعارضة في هذا؟؟
الجواب اليسير في هذا أن يقال: كلُ أتت به السنة إن سلمت قبل التحية فلا تثريب عليك لحديث كعب بن مالك, وإن سلمت بعد التحية فلا تثريب عليك لحديث المسئ صلاته, وكل ما أتى فيها صريح فهو من قبيل السنة التقريرية ليس فيها شئ مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم -فيما أعلم- وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم كلا الفعلين
كلام جميل.
وأضيف تعليقا بسيطا لعله يحرر محل النزاع حفظكم الله، فأقول:
السلام هنا أحبتي يمكن أن يقسم إلى قسمين:
سلام عام، يسلم به عند الدخول وخاصة لمن هو قريب من مكان دخوله.
سلام خاص، يسلم به بعد الفراغ من صلاته، لأنه تفرغ الآن للشخص. وهذا السلام الخاص لا يخلوا من أمرين أيضا:
الأول: أن يكون لمن هو عن يمينه أو شماله، ولو زاد شخصا واحدا من الجانبين فلا بأس.
الثاني: أن يكون في المسجد قدوة كبير ومرجع عظيم يستحي من أن يراه هو ولا يسلم عليه.
ويشهد للسلام العام السابق، ما رواه نافع عن ابن عمر (أنه كان إذا دخل بيتا ليس فيه أحد قال: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وإذا كان في أحد قال: السلام عليكم، وإذا دخل المسجد قال: بسم الله السلام على رسول الله).
وأيضا ما جاء في رواية حديث الأعرابي الذي بال في المسجد، حيث روي أن أعرابيا دخل المسجد ورسول الله جالس، فبايعه وصلى ركعتين.
ولا يعقل أن يأتي يبايع رسول الله دون أن يسلم عليه وعلى من حوله.
ويشهد للسلام الخاص السابق، حديث المسيء في صلاته، حيث صلى ثم جاء فسلم.
والأمر واسع، في ذلك كله. وإن كان الإمام ابن القيم رحمه الله قد استنتج في ذلك رأيه، فلغيره رحمه الله رحمة واسعة ان يستنتج رأيه أيضا.
والله سبحانه وتعالى أعلم(/)
إلى أهل غزة الفضلاء بعض حكم نزول المصائب والبلاء
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 03:25]ـ
إلى أهل غزة الفضلاء بعض حكم نزول المصائب والبلاء
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
و أشهد أن لا إله إلى الله، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين
أما بعد:
فهذه تذكرة إلى كل مسلم عامة و إلى أخواني و أحبابي أهل غزة - فك الله كربهم و نصرهم على أعدائهم – خاصة ببعض حكم نزول المصائب و المحن والبلاء فالكل معرض لمصيبة له أو لعزيز عليه فقد يمرض الشخص أو يمرض حبيب له أو يحدث به مجاعة أو فقر أو يحدث لعزيز عليه فيجول في خاطر الإنسان سؤال ألا وهو لما يحدث الله هذه المصائب لما يحدث الله هذه المحن أليس الله رحيما بنا فكانت هذه الكلمة تذكير لكل مسلم بالإجابة على هذا السؤال الذي يدور في الخاطر.
و بداية نحن خلق الله قال تعالى: ? و َاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ? [1] و الخالق له أن يفعل في خلقه ما يشاء قال تعالى: ? لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ? [2] فمن حكم في ماله ما ظلم فكيف بمن حكم في خلقه؟!!
[1]- النحل الآية 70
[2]- الأنبياء الآية 23
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 03:28]ـ
و ثانيا الله
أرحم بنا من أنفسنا، قال تعالى: ? وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ? [1] و الله أرحم بنا من أمهاتنا فإذا كان جزء واحد من الرحمة في الأرض ومن هذا الجزء تراحم الأمهات على أولادهن فكم هي رحمة الله إذا!! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء تتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه» [2] و عن عمر بن الخطاب قال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسعى إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ فقلنا لا وهي تقدر على أن لا تطرحه فقال لله أرحم بعباده من هذه بولدها [3].
و ثالثا الله لا يظلم أحدا حتى و لو مقدار ذرة قال تعالى: ? إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً ? [4] و قال تعالى: ? مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ? [5] قال الألوسي: والأمر أنه تعالى ليس بمعذب لعبيده من غير ذنب من قبلهم، والتعبير عن ذلك بنفي الظلم مع أن تعذيبهم بغير ذنب ليس بظلم قطعاً على ما تقرر من قاعدة أهل السنة فضلاً عن كونه ظلماً بالغاً لبيان كمال نزاهته تعالى بتصويره بصورة ما يستحيل صدوره عنه تعالى من الظلم [6]، وليس في الآية نفي كثرة الظلم فالآية لا تعني أن الله يظلم بحال بل هي باعتبار كم الذين لا يظلمهم من قولك: فلان ظالم لعبده وظلام لعبيده قال ابن عادل في نفي صيغة المبالغة ظلام عن الله أنها للكثرة، ولكنه لما كان مقابلاً بالعباد -وهم كثيرون- ناسب أن يقابلَ الكثيرَ بالكثيرِ [7].
ورابعا الله حكيم في أفعاله فكل فعل يفعله له حكمة و الله لا يخلق شيئا عبثا حتى الذبابة يذل الله بها أنوف الجبابرةو كل أمر يأمر به له حكمة و كل نهي ينهي عنه له حكمة عرفناها أو لم نعرفها قال تعالى: ? و َاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ? [8] و قال تعالى: ? وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ? [9] و قال تعالى: ? و َإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ? [10].
[1]- الحديد من الآية 9
[2]- صحيح الجامع الصغير للألباني رقم 3095
[3]- رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما
[4]- النساء الآية 40
[5]- ق الآية 29
[6]- تفسير الألوسي
[7]- تفسير اللباب لابن عادل
[8]- النساء من الآية 26
[9]- الأنعام الآية 18
[10]- العمران الآية 62
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 03:29]ـ
و الله
يبتلينا بالمصائب كما يبتلينا بالنعم اختبارا لنا و امتحانا قال تعالى: ? كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ? [1].
و الله يبتلينا بالمصائب كي يرى منا عبادة الصبر ففي المصائب يجب أن نصبر بحبس أنفسنا عن التسخط في المقدور و نحبس ألسنتنا عن الشكوى لغير الله قال تعالى: ? قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ? [2] و هنيئا لمن صبر قال تعالى: ? وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ? [3] و الله مع الصابرين بعونه و توفيقه وتسديده لهم قال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ? [4] و هنيئا لمن صبر فالله يحبه قال تعالى: ? و َاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ? [5]، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر وكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» [6].
و الله يبتلي غيرنا بالمصائب كي يرى منا عبادة الشكر و ذكر الله بالحمد على معافة الله لنا و ابتلاء غيرنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء» [7] و كي نتعظ فأيها المسرف في المعاصي ألا تخشي أن يحل بك بلاء من الله مثل ما أنزله على غيرك قال تعالى: ? وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُون ? [8] أي: وضرب الله مثلا بلدة "مكة" كانت في أمان من الاعتداء, واطمئنان مِن ضيق العيش, يأتيها رزقها هنيئًا سهلا من كل جهة, فجحد أهلُها نِعَمَ الله عليهم, وأشركوا به, ولم يشكروا له, فعاقبهم الله بالجوع, والخوف من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيوشه, التي كانت تخيفهم; وذلك بسبب كفرهم وصنيعهم الباطل [9].
و بالمصائب يفيق الغافلون عن الله فكم من فاسق اهتدى بسبب بلاء نزله به أو نزل بغيره و كم من ضال اهتدى بسبب بلاء نزله به أو نزل بغيره أرأيتم عارضة الأزياء الفرنسية فابيان التي أعلنت اعتناقها الإسلام بعد أيام قليلة من اندماجها في صفوف المجاهدات الأفغانيات فعندما رحلة إلى بيروت أثناء العدوان عليها رأت مستشفى للأطفال تنهار و في ظرف دقيقة أصبحت كومة تراب فصرخت و انقشعت الغمامة و الغشاوة عن عينيها و اندفعت نحو أشلاء الأطفال الأبرياء كانت تحاول ما في وسعها أن تنقذ من بقي منهم على الحياة ثم تركت بيروت و سافرت إلى باكستان و عند الحدود الأفغانية عاشت ثم ما لبثت سنة و هي ترعى الأسر الأفغانية إلا و اعتنقت الإسلام فرب ضارة نافعة، و ما خبر توبة المغنية شادية منا ببعيد فقد أبتليت ببعض الأمراض الخطيرة و التي استدعت كل منها إجراء جراحات خطيرة و لما من الله عليها بالشفاء أفاقت من غفلتها و عرفت أنه لا ملجأ من الله إلا إليه، و كم من متبرجة ارتدت الحجاب بعد مرض أو حادثة حدثت لها.
و بالمرض تعرف نعمة العافية و الصحة كما أن بالموت تعرف نعمة الحياة فالكثير منا لا يشعر بنعمة الصحة إلا لما تنزع منه.
الله يبتلينا بالمصائب و المحن كي يرى منا عبادة الدعاء و الابتلاء فكم من إنسان لا يعرف الدعاء إلا عند الابتلاء مع أن الله أمرنا بأن ندعوه قال تعالى: ? وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ? [10] و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة» [11]
(يُتْبَعُ)
(/)
الله يبتلينا بالمصائب و الأمراض كي يرفع درجاتنا في الجنة و يحط من خطايانا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الصالحين يشدد عليهم وإنه لا يصيب مؤمنا نكبة من شوكة فما فوق ذلك إلا حطت عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة» [12].
[1]- الأنبياء الآية 35
[2]- يوسف الآية 86
[3]- البقرة الآية 155
[4]- البقرة الآية 153
[5]- ال عمران من الآية 146
[6]- صحيح الجامع الصغير للألباني رقم 3960
[7]- صحيح الجامع الصغير للألباني رقم 6248
[8]- النحل الآية 112
[9]- التفسير الميسر
[10]- غافر الآية 60
[11]- صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود رقم 1479
[12]- صحيح الجامع الصغير للألباني رقم 1660
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 03:30]ـ
الله يبتلي
المسلمين بالأعداء حتى يرجعوا إلى الإسلام و يتوبون إليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم» [1]
الله يبتلينا بالعدو حتى يرى الله منا عبادة الجهاد بالنفس و المال و الصبر على قتال الأعداء قال تعالى: ? وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ? [2] و ما نراه من عدوان أهل الكفر من صلبيين ويهود على المسلمين إلا لنرجع لديننا ونوحد صفنا و نجاهد في سبيله فالدعاء وحده دون بذل النفس و المال لله ضرب من التواكل فأين العمل و أين العمل بقوله تعالى: ? وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ? [3] و سنة الله ألا ينصر إلا من ينصره قال تعالى: ? وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ? [4].
و في غارات العدو على أراضي المسلمين من يموت من المسلمين فهو شهيد و من يؤذى فيصبرفله أجر عظيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله عز وجل المطعون شهيد والمبطون شهيد والغريق شهيد وصاحب الهدم شهيد وصاحب ذات الجنب شهيد وصاحب الحرق شهيد والمرأة تموت بجمع شهيدة» [5] فقتلى المسلمين في الجنة فاصبروا يا عباد الله و رابطوا في سبيل الله
[1]- صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود رقم 3462
[2]- محمد الآية 31
[3]- الأنفال الآية 60
[4]- الحج الآية 40
[5]- صححه الألباني في صحيح و ضعيف سنن النسائي 1846
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 03:31]ـ
فالله حكيم في ما قدره في نيل العدو من المسلمين حين من الدهر فلا نسيء بالله الظنون بل علينا أن ندعوه و نبتهل إليه ابتهال المسكين الخائف الذليل و نرجع إلى الله بالتوبة إليه و التذلل بين يديه و نصبر على قضائه و قدره قال تعالى: ? وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ? [1] و بالاستغفار يزيد الله قوتنا قال تعالى: ? وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ ? [2] و بالاستغفار يدفع الله البلاء قال تعالى: ? وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ? [3] و لنترك المعاصي فهي من مؤخرات النصر و لنوحد صفنا نواجه العدو يدا واحدة لا الفلسطنيين وحدهم هم الذين يقفون أما الغزو الصهيوني بل كل المسلمين معهم بالدعاء و العدة و ليرسل رأساء البلاد الإسلامية بعض جيوشهم لنصرة أهل فلسطيين فهذا واجب المسلم لنصرة أخيه المسلم و لنقبل على الله بقلوب راجية هذا هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتب ربيع أحمد سيد بكالوريوس الطب والجراحة الثلاثاء 2 محرم 1430 هـ 30/ 12 / 2008 م
[1]- النور الآية 55
[2]- هود الآية 52
[3]- الأنفال الآية 33
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 03:34]ـ
البحث بالمرفقات(/)
بحث في قنوت النوازل
ـ[معالم السنن]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 08:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من يستطيع من الاخوة ان يتحفنا ببحث مختصر عن قنوت النوازل والمسائل المتعلقة به ولكم جزيل الشكر
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 08:39]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد، فإن قنوت النوازل سنة ثابتة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والمشروع إذا نزلت بالمسلمين نازلة أن يطبقوا هذه السنة ويحيوا هذه الشعيرة اقتداءً بنبيهم – صلى الله عليه وسلم – والسلف الصالح من أمتهم – رضي الله عنهم –.
ومن الأدلة على ذلك:
[1] حديث أنس – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قنت شهراً حين قُتِل القُرّاء، فما رأيته حزن حزناً قط أشدّ منه [رواه البخاري].
[2] حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر يقول: (اللهم العن فلاناً وفلاناً وفلاناً بعدما يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد) [رواه البخاري].
[3] حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا قال: سمع الله لمن حمده، في الركعة الآخرة من صلاة العشاء قنت: اللهم أنج عيّاش بن أبي ربيعة، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين) [رواه البخاري ومسلم].
[4] حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال: (قنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شهراً متتابعاً في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح في دبر كل صلاةٍ إذا قال: سمع الله لمن حمده من الركعة الأخيرة يدعو عليهم يدعو على حيٍّ من بني سُليم، على رِعْل وذَكوان وعُصَيّة، ويؤمِّن من خلفه [رواه أحمد وأبو داود].
[5] حديث خُفاف بن إيماء الغفاري – رضي الله عنه – قال: ركع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم رفع رأسه فقال: (غِفار غَفَرَ الله لها، وأسلم سالمها الله، وعُصيّة عصت الله ورسوله، اللهم العن بني لِحيان، والعن رِعْلاً وذَكوان، ثم وقع ساجداً. قال خُفاف: فجُعِلت لعنة الكفرة من أجل ذلك [رواه مسلم].
فعُلِم بذلك أن هذا القنوت مشروع في الصلوات الخمس عقب الرفع من الركوع في الركعة الأخيرة، وأنه يكون بصوتٍ من الإمام جهير، ويؤمِّن المصلون من خلفه.
هذا وعلى أئمة مساجدنا دعاة الخير والإيمان أن يحيوا هذه السنة لعلّ الله أن يفرّج كرب إخواننا المسلمين في العراق وأفغانستان وفلسطين وغيرها من بلاد المسلمين، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
عبد الحي يوسف
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 08:41]ـ
قنوت النوازل (*)
يوسف بن عبد الله الأحمد
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد أصيبت الأمة الإسلامية بجراحات غائرة، في مشارق الأرض ومغاربها، فكان الواجب الشرعي هو: نصرة إخواننا المسلمين على عدوهم الكافر، ورفع الظلم عنهم، وإغاثتهم، وتعليمهم ما يجب عليهم في دينهم، والدعاء لهم؛ ومما يشرع من الدعاء (قنوت النوازل) (1).
ونظراً لأهمية هذا الموضوع، وحاجتنا إليه، وخفاء بعض أحكامه على كثير من الناس، أردت بيان أحكامه بإيجاز وفق ما ثبت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم مرتباً في الآتي:
أولاً: يشرع القنوت في النوازل في الصلوات الخمس كلها. وقد ثبت في ذلك نصوص كثيرة منها:
1. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا يَلْعَنُ رِعْلاً وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ " متفق عليه واللفظ لمسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
2. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " أَنَّ رِعْلاً وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ اسْتَمَدُّوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَدُوٍّ فَأَمَدَّهُمْ بِسَبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ كُنَّا نُسَمِّيهِمُ الْقُرَّاءَ فِي زَمَانِهِمْ كَانُوا يَحْتَطِبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ حَتَّى كَانُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قَتَلُوهُمْ وَغَدَرُوا بِهِمْ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو فِي الصُّبْحِ عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ قَالَ أَنَسٌ فَقَرَأْنَا فِيهِمْ قُرْآنًا ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ رُفِعَ (بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا) ". أخرجه البخاري.
3. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " كَانَ الْقُنُوتُ فِي الْمَغْرِبِ وَالْفَجْرِ " أخرجه البخاري.
4. عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: " قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفَجْرِ وَالْمَغْرِبِ " أخرجه مسلم.
5. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَالَ «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ قَنَتَ «اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ» (2). أخرجه البخاري.
6. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: " لأقَرِّبَنَّ صَلَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْنُتُ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ وَصَلَاةِ الْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ بَعْدَ مَا يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَيَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَلْعَنُ الْكُفَّارَ ". متفق عليه.
7. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: " قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ إِذَا قَالَ «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم كلهم من طريق ثابت بن يزيد عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس به، وهذا إسناد جيد.
قال النووي: " رواه أبو داود بإسناد حسن أو صحيح " (المجموع3/ 482).
وقال ابن القيم: " حديث صحيح " (زاد المعاد 1/ 280).
وقال ابن حجر: " هذا حديث حسن " (نتائج الأفكار 2/ 130) وحسنه الألباني (انظر صحيح سنن أبي داود ح1443).
ويتبين من هذه الأحاديث أمور:
1. مشروعية القنوت في النوازل.
قال ابن تيمية: " القنوت مسنون عند النوازل، وهذا القول هو الذي عليه فقهاء أهل الحديث، وهو المأثور عن الخلفاء الراشدين ".
(مجموع الفتاوى 23/ 108).
2. أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في النوازل في الصلوات الخمس كلها، وثبت في صحيح البخاري منها: الفجر والظهر والمغرب والعشاء.
أما العصر فقد ثبت عند أحمد وأبي داود بسند جيد كما سبق.
3. أن أكثر ما رواه الصحابة في قنوت النبي صلى الله عليه وسلم ـــ فيما يظهر من هذه الأحاديث وغيرها ـــ كان في الفجر، ثم المغرب والعشاء، ثم الظهر، ثم العصر.
قال ابن تيمية رحمه الله: " .. فيشرع أن يقنت عند النوازل يدعو للمؤمنين ويدعو على الكفار في الفجر وغيرها من الصلوات، وهكذا كان عمر يقنت لما حارب النصارى بدعائه الذي فيه (اللهم العن كفرة أهل الكتاب) " (مجموع الفتاوى 22/ 270).
وقال أيضاً: " وأكثر قنوته ـ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ـ كان في الفجر ". (مجموع الفتاوى 22/ 269).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن القيم: " وكان هديه صلى الله عليه وسلم القنوت في النوازل خاصة، وترْكَه عند عدمها، ولم يكن يخصه بالفجر، بل كان أكثر قنوته فيها ". (زاد المعاد 1/ 273).
4. أن قنوت النوازل إنما يكون في الركعة الأخيرة، و أن محله بعد الرفع من الركوع.
ثانياً: المشروع أن يكون القنوت يسيراً:
فيبتعد عن الإطالة لحديث أَنَسٍ رضي الله عنه لما سئل: هَلْ قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ؟ قَالَ: " نَعَمْ بَعْدَ الرُّكُوعِ يَسِيرًا " أخرجه مسلم.
وقد ظهر لنا من الأحاديث السابقة أن قنوت النبي صلى الله عليه وسلم كان جُملاً قليلة. والسعيد من وفق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: الاقتصار في الدعاء على النازلة:
فلا يزيد في قنوته أدعية أخرى، وإنما يقتصر على النازلة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
والذي يظهر من الأدلة السابقة وغيرها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرر الدعاء نفسه في قنوته حينما قنت شهراً، وربما كان بينها اختلاف يسير.
رابعاً: القنوت مشروع عند وجود سببه:
(وهو النازلة بالمسلمين) فإذا زال السبب ترك القنوت. أما قنوت النبي صلى الله عليه وسلم شهراً فليس مقصوداً منه التحديد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك القنوت لما زال سببه بقدوم من قنت لهم، كما يدل على ذلك حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ بَعْدَ الرَّكْعَةِ فِي صَلَاةٍ شَهْرًا إِذَا قَالَ «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» يَقُولُ فِي قُنُوتِهِ «اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ اللَّهُمَّ نَجِّ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ اللَّهُمَّ نَجِّ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ اللَّهُمَّ نَجِّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ»
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ الدُّعَاءَ بَعْدُ فَقُلْتُ أُرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَرَكَ الدُّعَاءَ لَهُمْ قَالَ فَقِيلَ وَمَا تُرَاهُمْ قَدْ قَدِمُوا (3) ". أخرجه مسلم.
قال ابن القيم: " إنما قنت عند النوازل للدعاء لقوم، وللدعاء على آخرين، ثم تركه لما قدم من دعا لهم، وتخلصوا من الأسر، وأسلم من دعا عليهم وجاؤوا تائبين، فكان قنوته لعارض، فلما زال ترك القنوت ". (زاد المعاد 1/ 272).
خامساً: قنوت النوازل ليس له صيغة معينة، وإنما يدعو في كل نازلة بما يناسب تلك النازلة.
أما الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم للحسن: «اللهم اهدنا فيمن هديت .. » الخ فإنما هو في قنوت الوتر، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في قنوت النوازل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " فالسنة أن يقنت عند النازلة ويدعو فيها بما يناسب القوم المحاربين ". (مجموع الفتاوى 21/ 155).
وقال أيضاً: " وينبغي للقانت أن يدعو عند كل نازلة بالدعاء المناسب لتلك النازلة. وإذا سمى من يدعو لهم من المؤمنين ومن يدعو عليهم من الكافرين المحاربين كان ذلك حسناً ". (مجموع الفتاوى 22/ 271).
وقال أيضاً: " عمر رضي الله عنه قنت لما نزل بالمسلمين من النازلة، ودعا في قنوته دعاءً يناسب تلك النازلة، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قنت أولاً على قبائل بني سليم الذين قتلوا القراء، دعا عليهم بالذي يناسب مقصوده، ثم لما قنت يدعو للمستضعفين من أصحابه صلى الله عليه وسلم دعا بدعاء يناسب مقصوده.
فسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين تدل على شيئين:
أحدهما: أن دعاء القنوت مشروع عند السبب الذي يقتضيه، ليس بسنة دائمة في الصلاة.
الثاني: أن الدعاء فيه ليس دعاء راتباً، بل يدعو في كل قنوت بالذي يناسبه، كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم أولاً وثانياً، وكما دعا عمر رضي الله عنه لما حارب من حاربه في الفتنة، فقنت ودعا بدعاء يناسب مقصوده " (مجموع الفتاوى 23/ 109).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن دعا بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه يناسب نازلة المسلمين كأن يقول في مثل مصابنا هذه الأيام: (اللهم أنج إخواننا المسلمين في العراق وفلسطين وأفغانستان والشيشان وكشمير، اللهم انصرهم، اللهم اشدد وطأتك على اليهود و النصارى والهندوس ومن شايعهم وأعانهم، اللهم العنهم، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف) فقد أحسن؛ لأن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أفضل وأجمع ما يدعى به.
سادساً: يسن جهر الإمام في القنوت للنازلة:
لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى أَحَدٍ أَوْ يَدْعُوَ لأحَدٍ قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ فَرُبَّمَا قَالَ إِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ «اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ وَاجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ» يَجْهَرُ بِذَلِكَ " أخرجه البخاري.
قال النووي: " وحديث قنوت النبي صلى الله عليه وسلم حين قُتل القراء رضي الله عنهم يقتضي أنه كان يجهر به في جميع الصلوات، هذا كلام الرافعي. والصحيح أو الصواب استحباب الجهر ". (المجموع 3/ 482).
قال ابن حجر: " وظهر لي أن الحكمة في جعل قنوت النازلة في الاعتدال دون السجود مع أن السجود مظنة الإجابة كما ثبت (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد) وثبوت الأمر بالدعاء فيه أن المطلوب من قنوت النازلة أن يشارك المأموم الإمام في الدعاء ولو بالتأمين، ومن ثمَّ اتفقوا على أنه يجهر به " (فتح الباري 2/ 570).
سابعاً: يسن تأمين المأموم على دعاء الإمام في قنوت النازلة:
لحديث ابن عباس رضي الله عنه في قنوت النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: " .. يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ " أخرجه أحمد، و أبو داود بإسناد جيد كما سبق.
ثامناً: يسن رفع اليدين في دعاء قنوت النازلة:
لحديث أنس رضي الله عنه قال " .. فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ عَلَى شَيْءٍ قَطُّ وَجْدَهُ عَلَيْهِمْ ـ يعني القرَّاء ـ فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ فَدَعَا عَلَيْهِمْ ".
أخرجه أحمد بإسناد صحيح. وقال النووي: " رواه ـ البيهقي ـ بإسناد له صحيح أو حسن " (المجموع 3/ 479).
وعن أبي رافع قال: " صليت خلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقنت بعد الركوع، ورفع يديه، وجهر بالدعاء ". أخرجه البيهقي وقال " هذا عن عمر صحيح " (سنن البيهقي 2/ 212).
قال النووي: " وعن أبي عثمان قال: كان عمر رضي الله عنه يرفع يديه في القنوت. وعن الأسود أن ابن مسعود رضي الله عنه كان يرفع يديه في القنوت .. رواها البخاري في كتاب رفع اليدين (4) بأسانيد صحيحة، ثم قال في آخرها ـ يعني البخاري: هذه الأحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه " (المجموع 3/ 490).
تنبيهات:
أولاً: لا يشرع مسح الوجه بعد دعاء القنوت. لأن ما ورد في المسح ضعيف لا يحتج به.
قال البيهقي ـ رحمه الله: " فأما مسح اليدين بالوجه عند الفراغ من الدعاء فلست أحفظه عن أحد من السلف في دعاء القنوت، وإن كان يروى عن بعضهم في الدعاء خارج الصلاة، وقد روي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث فيه ضعف. وهو مستعمل عند بعضهم خارج الصلاة، وأما في الصلاة فهو عمل لم يثبت بخبر صحيح ولا أثر ثابت، ولا قياس.
فالأولى أن لا يفعله ويقتصر على ما فعله السلف رضي الله عنهم من رفع اليدين دون مسحهما بالوجه في الصلاة وبالله التوفيق ". (سنن البيهقي 2/ 212).
وبين النووي ـ رحمه الله ـ ضعف ما ورد في مسح الوجه بعد الدعاء في الصلاة.
وقال: " وله ـ يعني البيهقي ـ رسالة مشهورة كتبها إلى الشيخ أبي محمد الجويني أنكر عليه فيها أشياء من جملتها مسحه وجهه بعد القنوت " (المجموع 3/ 480).
وقال ابن تيمية: " وأما مسح وجهه بيديه فليس عنه فيه إلا حديث أو حديثان لا يقوم بهما حجة " (مجموع الفتاوى 22/ 519).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: مما يلحظ على بعض الناس في الدعاء قوله: (اللهم اشدد وطأتك على النصارى المجرمين برحمتك يا أرحم الراحمين، أو يا عفو يا غفور) لأن التوسل بصفة الرحمة والمغفرة قد لا يناسب الدعاء عليهم باللعن وأخذهم بالشدة.
ثالثاً: من الخطأ التزام الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في ختام دعاء قنوت النوازل، لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء.
والأصل في العبادات التوقيف، فلا يلتزم ذكر أو دعاء عند سبب أو زمن معين إلا بدليل.
أما ما ورد عن بعض الصحابة فإنما هو في قنوت الوتر.
رابعاً: الذي ثبت هو القنوت في الصلوات الخمس في الجماعة.
أما القنوت في صلاة الجمعة، والنوافل، وللمنفرد فلم أقف للقنوت فيها للنازلة على حديث أو أثر صريح.
وقد بوب عبد الرزاق في مصنفه (3/ 194): " باب القنوت يوم الجمعة "، و ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 46) بقوله: " في القنوت يوم الجمعة "، وابن المنذر في الأوسط (4/ 122) بقوله: " ذكر القنوت في الجمعة " وذكروا آثاراً عن بعض الصحابة والتابعين عامتها في ترك القنوت وذمه في الجمعة.
ولكن لم يرد في شيء منها أن القنوت المتروك أو المذموم فيها هو قنوت النوازل. فدلالتها على منع قنوت النوازل في صلاة الجمعة ليست صريحة.
قال المرداوي: " وعنه يقنت في جميع الصلوات المكتوبات خلا الجمعة، وهو الصحيح من المذهب، نص عليه.
اختاره المجد في شرحه، وابن عبدوس في تذكرته، والشيخ تقي الدين، وجزم به في الوجيز، وقدمه في الفروع، .. . وقيل: يقنت في الجمعة أيضاً.
اختاره القاضي، لكن المنصوص خلافه " (الإنصاف 2/ 175). واختار ابن تيمية مشروعية القنوت للمنفرد (انظر الإنصاف 2/ 175).
والأصل في العبادات هو المنع حتى يتبين وجه المشروعية. وهذه المسألة (أي القنوت في صلاة الجمعة، والنوافل، وللمنفرد) بحاجة إلى مزيد من البحث والنظر، والله أعلم.
خامساً: قال ابن تيمية: " ينبغي للمأموم أن يتابع إمامه فيما يسوغ فيه الاجتهاد؛ فإذا قنت قنت معه، وإن ترك القنوت لم يقنت، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إنما جعل الإمام ليؤتم به) وقال: (لا تختلفوا على أئمتكم) وثبت عنه في الصحيح أنه قال: (يصلون لكم، فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطأوا فلكم وعليهم) " (مجموع الفتاوى 23/ 115ـ116).
سادساً: قال بعض الفقهاء: إن قنوت النوازل إنما يفعله إمام المسلمين، أما عامة المسلمين فلا.
وهذا القول فيه نظر لأمور:
الأول: أن الأصل في أفعال النبي صلى الله عليه وسلم العموم لجميع المسلمين، إلا إذا دل الدليل الصريح على التخصيص.
ولم يثبت في ذلك دليل، فنبقى على الأصل وهو مشروعيته لجميع المسلمين.
الثاني: حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه مرفوعاً: " صلوا كما رأيتموني أصلي " أخرجه البخاري.
فهذا الحديث صريح في أن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة أنها لعموم المسلمين.
الثالث: أن أبا هريرة رضي الله عنه قنت وهو ليس بإمام للمسلمين، كما ثبت في الصحيحين ـ وقد سبق ـ أن أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: " لأقَرِّبَنَّ صَلَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْنُتُ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنْ صَلاةِ الظُّهْرِ وَصَلاةِ الْعِشَاءِ وَصَلاةِ الصُّبْحِ بَعْدَ مَا يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَيَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَلْعَنُ الْكُفَّارَ ".
سابعاً: قال بعض أهل العلم المعاصرين بشرطية إذن الإمام لقنوت النازلة في الصلاة، وقد كثرت أسئلة الناس فيه جداً، وينبغي أن تطرح هذه المسألة طرحاً علمياً مجرداً عن الضغوط. ولم أقف بعد البحث والتتبع من اشترط هذا الشرط من العلماء المتقدمين، ولم أقف كذلك على دليل.
وبعض طلاب العلم قد تختلط عليه هذه المسألة بالتي قبلها، وبهذا البيان يتضح الفرق. وبالله التوفيق، والحمد لله رب العلمين.
---------------------------
الحاشية
(1) النازلة: " هي الشديدة من شدائد الدهر ". (كشاف القناع 1/ 421).
(2) (عياش والوليد وسلمة رضي الله عنه) حبسهم المشركون في مكة لما أسلموا ومنعوهم من الهجرة، وقد تواعدوا جميعاً للهروب من المشركين فدعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم. والمراد (بالمستضعفين من المؤمنين) هم ضعفاء المؤمنين الذين حبسهم الكفار عن الهجرة، وآذوهم وعذبوهم. وقوله: (اللهم اشدد وطأتك على مضر) أصل الوطأة الدوس بالقدم، ومن وطأ الشيء برجله بشدة فقد استقصى في إهلاكه وإهانته، فيكون المعنى: اجعل بأسك وعذابك الشديد عليهم. وقوله: (اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف) هي المشار إليها في قوله تعالى من سورة يوسف: "ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد" فكانت عليهم سبعة أعوام عمهم فيها القحط ونقص الطعام، فيكون المعنى هنا: هو الدعاء عليه بالقحط العظيم. (انظر في هذه المعاني: المنهل العذب المورود 8/ 82).
(3) " أي أتسأل عن ذلك وما تعلم أن الوليد ومن معه قد قدموا إلى المدينة ونجاهم الله تعالى من عدوهم " (المنهل العذب المورود 8/ 82).
(4) وهو من مصنفات الإمام البخاري رحمه الله. (انظر هدي الساري ص 516).
(*) كتب هذا الموضع في 8/ 1/1420 هـ ونشر في مجلة الدعوة (عدد 1700 ــــ 2/ 4/1420هـ) وأضيف عليه بعض الزيادات اليسيرة بتاريخ 16/ 2/1425هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالم السنن]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 08:50]ـ
بارك الله فيك اخي محب التوحيد ونفع بك
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 04:49]ـ
هذه رسالة للشيخ الصادع بالحق العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله في قنوت النوزال
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة في مشروعية قنوت النوازل
لفضيلة الشيخ العلامة
أ. حمود بن عقلاء الشعيبي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إلى فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ - حفظه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد ...
سبب الكتابة إليكم التوضيح والبيان وإبراء للذمة، وذلك أنني قرأت أوراقا لكم فرغت من شريط منسوب لمعاليكم عن حكم القنوت في النوازل، وقد لاحظت عليه عدة ملاحظات، فإن كان صدر عن معاليكم فأرجو إعادة النظر فيما قلتموه وعرضه على كلام العلماء وموافاتي بذلك، وإلا فسوف أضطر إلى نشره، لا سيما وأنكم أظهرتم أن هذا القول لكم سوف تلزمونه أئمة المساجد، باعتبارهم تحت ولايتكم - كما قلتَ ذلك مرتين -
بل قلتَ: إنك لن تتركهم يمضون على ما كان سابقا، وهذا ينبئ عن خطر عظيم في مسألة القنوت للمسلمين في نوازلهم ومصائبهم، إذ هو تقليص عظيم لهذه المسألة، إن لم يكن محواً لذلك كما سوف ترون في مناقشة ما ذهبتم إليه.
وهو أمر لم تسبقوا إليه في هذه البلاد التي تبنى أهلها مساندة المسلمين في كل مكان، ومن أقل ذلك القنوت لهم في نوازلهم وما أكثرها.
وقد نقل ابن القيم في كتاب الصلاة في فصل في صفة القنوت: قال إسحاق الحربي: سمعت أبا ثور يقول لأبي عبد الله احمد بن حنبل: ما تقول في القنوت في الفجر؟ فقال أبو عبد الله: (إنما القنوت في النوازل)، فقال له أبو ثور: أي نوازل اكثر من هذه النوازل التي نحن فيها؟ قال: (فإذا كان كذلك فالقنوت).
ونحن نقول اليوم: ما أكثر نوازل المسلمين فكيف يضّيق أمر القنوت لهم ويحجّم أو يُسيَّس، والله تعالى يقول: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض}، وقال تعالى: {والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض}.
علما بأن القنوت له مقاصد عظيمة كثيرة يختلف عن مجرد الدعاء لهم في السجود أو الخطب أو غيرها، حيث إن من أهدافه ومقاصده المشاركة المعنوية وحفز الهمم والاهتمام بالمسلمين وإظهار التعاطف والتعاون، ويتقوى بذلك المجاهدون، وهذا مشاهد وملموس وسمعناه كثيرا من المجاهدين أنهم يفرحون بدعاء إخوانهم المسلمين إذا كان علنا في القنوت، بل إنهم دائما يطالبون بذلك.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في "فتح الباري" في فصل القنوت: (وظهر لي أن الحكمة في جعل قنوت النازلة في الاعتدال دون السجود مع أن السجود مظنة الإجابة؛ أن المطلوب من قنوت النازلة أن يشارك المأمومُ الإمام في الدعاء ولو بالتأمين ومن ثم اتفقوا على أن يجهرَ به).
والقنوت نوع استنصار ونصرة.
وقد صح عن علي بن أبي طالب لما قنت في حروبه قال: (إنما استنصرنا على عدونا) [رواه ابن أبى شيبه 2/ 103، رقم 6981].
بل إن هناك من أهل العلم من قال بوجوب قنوت النوازل وقال إنه فعل الأئمة.
فقد ذكر ابن عبد البر في "الاستذكار" [6/ 202] بسنده عن يحي بن سعيد انه كان يقول: (يجب الدعاء إذا وغلت الجيوش في بلاد العدو) - يعني القنوت - قال: (وكذلك كانت الأئمة تفعل).
وبعد ..
فسنذكر إن شاء الله تعالى المآخذ عليكم فيما ذهبتم إليه في مسألة القنوت.
- أولا:
في المسألة الثالثة من كلامكم قلت: (إنه ليس من مفهوم قنوت النازلة عند الصحابة والسلف إذا وقعت نازلة في طرف من بلاد المسلمين قنت الجميع ... )، وقلت أيضا: (والصحابة رضوان الله عليهم لم يكن من هديهم أنه إذا وقعت نازلة في طرف بلاد المسلمين قنت جميع المسلمين ... وأن من تمام بحث المسألة أن قنوت النوازل لكل أهل بلد بحسبه) إهـ.
ومقتضى هذا الكلام أنه إذا وقعت نازلة في المسلمين في أي طرف من أطراف البلاد الإسلامية أنه لا يقنت إلا أهل تلك النازلة، لأن القنوت لكل أهل بلد بحسبه!
ويَردُ على كلامكم هذا عدة أدلة:
أ) أين دليل التخصيص ومنع ما عدا أهل النازلة؟ والمُخصِّص مطالب بالدليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب) يُرَدُّ عليكم باستدلالكم نفسه، حيث استدللتم بقصة قنوت النبي صلى الله عليه وسلم للقراء لما قتلوا، والقراء قتلوا في أطراف الدولة الإسلامية، بل قتلوا في مكان خارج ولاية الدولة الإسلامية، مما يدل انه يُقنت لما هو ليس بأطراف الدولة الإسلامية فحسب بل ما هو خارجها.
ج) قصة قنوته صلى الله عليه وسلم للمستضعفين في مكة، وكان ذلك بعد صلح الحديبية وفتح خيبر - كما قاله ابن تيمية في الفتاوى: 23/ 105 -
فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يرفع رأسه يقول: (سمع الله لمن حمده)، يدعو لرجال فيسميَهم بأسمائهم فيقول: (اللهم انج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف) [متفق عليه].
قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكة حينئذ دار كفر، فقنت لأناس ليسوا في أطراف الدولة الإسلامية بل في بلاد الكفر.
د) قصة الخرمية، وكانوا في أطراف الدولة الإسلامية في شمال فارس قرب أذربيجان.
فقد جاء في كتاب "المغني" لابن قدامة في فصل القنوت وقت النوازل؛ قال الأثرم سمعت أبا عبد الله - أحمد بن حنبل - سئل عن القنوت في الفجر فقال: (لو قنت أياما معلومة ثم يترك كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم)، قال أحمد: (أو قنت على الجرمية)، و [ذكر هذه الرواية ابن القيم، في كتاب الصلاة]، فقال قال الاثرم: سمعت أبا عبد الله يقول: (القنوت في الفجر بعد الركوع)، وسمعته قال لما سئل عن القنوت في الفجر، فقال: (إذا نزل بالمسلمين أمر قنت الإمام وأمّن من خلفه)، ثم قال: (مثل ما نزل بالناس من هذا الكافر)، يعني بابك الخرمي الخارجي إهـ.
وقد قاتلهم المأمون ثم المعتصم فقضى عليهم، فهذه واقعة في أطراف الدولة الإسلامية، والقنوت كان في بلد الإمام احمد.
ومما يدل على العموم وأنه لكل نازلة في أي بلد من بلاد المسلمين؛ أن الصحابة الذين رووا أحاديث قنوت النوازل، وأشهر من روى ذلك أنس وأبو هريرة أنهما فعلا القنوت بأنفسهما، بل وحثوا الناس على الاقتداء بهما، كما فعل أبو هريرة - وسوف يأتي إن شاء الله بعد قليل - بل إنهما رويا أحاديث القنوت بألفاظ عامة تدل على العموم.
وقد جاء عن أنس فيما روى عنه ابن خزيمة، قال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت إلا إذا دعا لقوم أو دعا على قوم)، وهذه ألفاظ عموم.
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت)، وهذه الفظ عموم.
ه) كلام أئمة المذاهب الفقهية المعروفة، فإنهم كلهم يذكرون أنه إذا وقع نازلة بالمسلمين ويذكرون كلمة "بالمسلمين"، بالألف واللام الدالة على العموم في أي طرف أو جزء من بلاد المسلمين.
وإليك نصوصهم:
1) الحنابلة:
قال ابن قدامة في "المغني": (فصل؛ فإن نزل بالمسلمين نازلة فللإمام أن يقنت في صلاة الصبح، نص عليه أحمد)، وتابعه علي هذا صاحب "الشرح الكبير" [المغني والشرح الكبير: 1/ 788].
وقال في "زاد المستقنع": (ويكره قنوت في غير الوتر، إلا أن تنزل بالمسلمين نازلة غير الطاعون فيقنت الإمام في الفرائض).
وجميع كتب الحنابلة تنص على لفظة "المسلمين" في النازلة، ثم تذكر الروايات عن الإمام احمد فيمن يقنت، وهي أربع روايات.
2) المالكية:
ذكر ابن عبد البر في "الاستذكار" [6/ 201] في باب القنوت في الصبح مذهب مالك وانه يرى القنوت.
وقال ابن رشد في "بداية المجتهد" في فصل أقوال الصلاة في المسألة التاسعة، قال: (ومذهب مالك أن القنوت في صلاة الصبح مستحب) [1/ 131].
وذكر الزرقاني في "شرح الموطأ" في باب القنوت في الصبح؛ أن هذا معتقد مالك القنوت في الصبح [1/ 223].
وجاء في "المدونة الكبرى" [1/ 103]، وذكر مذهب مالك القنوت في الصبح بالدعاء على الكفار والاستعانة بالله عليهم.
بل إن مالكا يرى دوام قنوت النوازل في الفجر - كما قال ابن العربي في شرحه للموطأ في كتابه "القبس" [1/ 348] في ذكر رأي مالك في قنوت النوازل.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن العربي: (ورأي احمد بن حنبل أن قنوت النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان لسبب فيما كان ينزل بالمسلمين والأحكام إذا كانت معلقة بالأسباب زالت بزوالها، ورأي مالك والشافعي أن ذلك من كلَب العدو ومقارعته معنى دائم فدام القنوت بدوامه) إهـ.
وقال ابن تيميه في الفتاوى [23/ 106]: (قول مالك القنوت في النوازل مشروع دائما والمداومة سنة وان ذلك يكون في الفجر قبل الركوع بعد القراءة سرا، وهذا يدل أن المالكية يرون قنوتا دائما ولكل إمام جماعة في صلاة الفجر، فما بالك بوقت النازلة بالمسلمين).
3) الشافعية:
قال في "المهذب": (وأما غير الصبح من الفرائض فلا يقنت فيه من غير حاجة، فإن نزلت بالمسلمين نازلة قنتوا في جميع الفرائض).
قال النووي في "المجموع شرح المهذب" على الكلام السابق، قال: (والصحيح المشهور الذي قطع به الجمهور إن نزلت بالمسلمين نازلة كخوف أو قحط أو وباء أو جراد ونحو ذلك قنتوا في جميعها، وإلا فلا) [3/ 493].
وذكر النووي نفس كلامه السابق في شرح مسلم في باب استحباب القنوت بجميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة والعياذ بالله، إهـ.
وقال الغزالي في "الوسيط" [2/ 133]: (وإذا نزلت بالمسلمين نازلة وأرادوا القنوت في الصلوات الخمس جاز).
وقاله الشيرازي الشافعي في "التنبيه" [1/ 33]، وقاله الشربيني الشافعي في "الإقناع" [1/ 141].
بل إن الشافعية من أوسع المذاهب في القنوت كالمالكية يرونه دائما في النوازل وغير النوازل.
4) الحنفية:
قال ابن عابدين في حاشيته [2/ 11] في مطلب القنوت في النازلة، قال: (إن نزل بالمسلمين نازلة قنت الإمام في صلاة الجهر ... )، ونقل عن الطحاوي في القنوت إن وقعت فتنة أو بلية فلا بأس به [وراجع إعلاء السنن: 6/ 95].
وقال في حاشية الطحاوي على "مراقي الفلاح" [1/ 252]: (إذا نزل بالمسلمين نازلة قنت في صلاة الفجر، وهو قول الثوري واحمد).
وقال اللكنوي في كتابه "التعليق الممجد" [1/ 636]، قال: (إن قول أبى حنيفة وأصحابه لا قنوت في شيء من الصلوات إلا في الوتر وإلا في نازلة).
وقال في "البحر الرائق" للحنفية [2/ 48]: (وإن نزل في المسلمين نازلة قنت الإمام في صلاة الجهر).
وذكر التهانوي في "إعلاء السنن" [6/ 84 – 95] أن عين مذهب الحنفية والجمهور هو القنوت في النوازل مؤقتا.
وبعض الحنفية يرى أن القنوت للنوازل منسوخ، كالطحاوي في "شرح معاني الآثار" وينقله عن بعض أئمة الحنفية [1/ 254]، مع أن كلام الطحاوي هذا ناقشه التهانوي في "إعلاء السنن" 6/ 96]، وبين اختيار المذهب، وهو القنوت.
والخلاصة من هذا النقل من أقوال المذاهب: التدليل على أن القنوت لكل نازلة تحصل في المسلمين أن يقنت الجميع، وليس القنوت لكل بلد بحسبه، وقد مر بك ألفاظ كلام العلماء الدالة على العموم، وليس فيها أدنى كلام في تخصيص كل بلد بنازلته.
أما كلام العلماء المستقلين:
فقد قال ابن حزم في المحلى 4/ 138وما بعدها، المسألة رقم 459: إن القنوت فعل حسن.
وقال الشوكاني في نيل الأوطار 2/ 345: القنوت عند النوازل مشروع عند النازلة
وقال في السيل الجرار 1/ 229: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله إذا نزلت في المسلمين نازلة فيدعو لقوم أو على قوم.
أما كلام ابن تيميه وبن القيم فكثير فمنه ما في الفتاوى 23/ 111: والقنوت فيها إذا كان مشروعا كان مشروعا للإمام والمأموم والمنفرد. بل إن ابن تيميه له رسالة مستقلة في القنوت في مشروعيته وعموميته، وكذا ابن القيم في زاد المعاد جعل فصلا مستقلا في هديه صلى الله عليه وسلم في قنوت النوازل.
وقال الصنعاني في السبل 1/ 378 رقم 288 قال: فالقول بأنه يسن القنوت في النوازل قول حسن. ومما يجمع خلاصة كلام المذاهب قول اللكنوي في كتابه التعليق الممجد 1/ 636: ولا نزاع بين الأمة في مشروعية القنوت ولا في مشروعيته للنازلة إنما النزاع في بقاء مشروعيته لغير النازلة،
ونقل ابن عبد البر في الاستذكار 6/ 202 عن يحي بن سعيد أن القنوت إذا دخلت جيوش المسلمين هو فعل الأئمة.
ثانيا:
ذكرتم في المسألة الثانية أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قنت لم يأمر مساجد المدينة بالقنوت – قنوت النوازل – ولم يأمر مسجد قباء ومسجد (زريق) ومسجد العالية.
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب: نفْيكم هذا يحتاج إلى إثبات خاص فهل هناك دليل صريح انه قال لهم لا تقنتوا أو انهم قنتوا فنهاهم، فالنفي مثل الإثبات يحتاج إلى دليل لأن النفي قضية سلبية تحتاج إلى برهان كالقضية الموجبة وكون المستدل ليس لديه دليل على القضية المعينة لا يلزم منه انتفاء تلك القضية إذ قد تكون ثابتة بدليل لم يعلمه المستدل كهذه القضية إذ من المعلوم قطعا أن الصحابة رضي الله عنهم لا يخالفون قول الرسول ولا فعله، وقد ثبت عنه انه قنت فلا بد أن يقتدوا به في ذلك القنوت، يدل على هذا قصة استدارة أهل مسجد قباء حينما أبلغوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم استقبل الكعبة ففعلوا ذلك عندما علموا من غير أن يأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.
ويقال أيضا لكم على وجه التنزل إذ لم يأت حديث بالأمر فأيضا لم يأت حديث بالنهي إنما هو شيء مسكوت عنه، والمسكوت عنه يرجع فيه للقواعد والأصول، والأصل أن الصحابة يقتدون بالرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) والأصل في الرسول انه مُتَبع، وما فعله شرع يعمل به مالم يدل دليل على خصوصيته به وإلا على كلامكم يلزم منه لوازم باطلة تؤدي إلى تعطيل بعض الشرائع فيقال صلاة التراويح فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده بعض الليالي وفعلها عمر رضي الله عنه في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا تفعل في المساجد الأخرى لأنه لم يرد دليل أن المساجد الأخرى اُمرت بذلك، ومثلها صلاة الكسوف صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء بعده ولم يأت دليل انه أَمر المساجد الأخرى، وكذا صلاة الخوف، فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين الدليل أنه أمر السرايا والجيوش الأخرى بصلاتها
ويقال أيضا البلاد التي فتحها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الدليل أنه أمر مساجدهم بإقامة الجمعة وغيرها من الشعائر الظاهرة، وهكذا من اللوازم الباطلة التي ليس المخرج منها إلا أن يقال الأصل الاقتداء بفعله صلى الله عليه وسلم، والأصل أن الصحابة والمسلمين فعلوا ما فعله صلى الله عليه وسلم إلا إذا جاء دليل خاص بالمنع أو النهي لا مجرد السكوت وعدم النقل.
ثالثا:
ذكرتم في المسألة الثانية قولكم إنما قنت هو عليه الصلاة والسلام شهرا، ولهذا استدل به عدد من الأئمة منهم الإمام أحمد أنه إنما يقنت الإمام الأعظم في المسجد الأعظم ما يقنت كل مسجد، وقلت أيضا إن السنة ظاهرة في انه لا يقنت في البلد الواحد إلا مسجد واحد فقط وهو المسجد الأعظم في البلد.
والجواب: ما هو الدليل أنه لا يقنت إلا الإمام الأعظم؟! وأنه لايقنت إلا مسجد الإمام الأعظم فقط! بل إن فقه الصحابة رضي الله عنهم على أن القنوت ليس من خصائص الإمام الأعظم ومسجده فقط، بل ثبت عن أنس بن مالك وأبى هريرة وابن عباس والبراء بن عازب ومعاوية وأبى موسى أنهم قنتوا، وليسوا بالإمام الأعظم ومسجدهم ليس بمسجد الإمام الأعظم كما سوف نذكره إن شاء الله بعد قليل:
أ) فقد صح عن انس بن مالك رضي الله عنه انه كان يقنت في صلاة الفجر رواه ابن المنذر في الأوسط 5/ 209 وغيره، علما بأن أنسا ممن روى أحاديث قنوت النازلة فكان بفعله هذا يرى أنها ليست من خصائص الإمام الأعظم ولا مسجده، بل صح عنه رضي الله عنه أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قنتوا في صلاة الفجر فذكر هنا انه فعل جمع من الصحابة والمقصود بذلك قنوت النازلة.
ب) وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه انه كان يقنت في الظهر والعشاء الآخرة وصلاة الصبح رواه الطبراني في تهذيب الآثار مسند ابن عباس 1/ 345 رقم 576 فيدعوا للمؤمنين ويلعن الكفار، وقال لأقرِّبن بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه، وفي رواية عند الطحاوي في شرح الآثار 1/ 241 (لأرينكم)، فصلى بهم وقنت حتى يعلّمهم أن القنوت مشروع لكل إمام في النازلة ولذا قال: لأرينكم، مع انه ليس بالإمام الأعظم ومسجده ليس بالمسجد الأعظم، علما بأن أبا هريرة رضي الله عنه ممن روى أحاديث القنوت للنازلة، فهذا فهمهم رضي الله عنهم، بل فعله هو بنفسه تدريبا لأصحابه عليها.
قال ابن القيم في زاد المعاد: ولا ريب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك (أي القنوت) ثم تركه، فأحب أبو هريرة أن يعلمهم أن مثل هذا القنوت سنة. اه
(يُتْبَعُ)
(/)
ج) صح عن البراء بن عازب انه كان يقنت. رواه بن أبي شيبة 2/ 106رقم 7016 و صفحة 108 رقم 7034، وعبدالرزاق في مصنفه 3/ 109وابن المنذر في الأوسط 5/ 209 والبيهقي في سننه 2/ 206 مع أن البراء ممن روى أحاديث قنوت النازلة.
د) صح عن ابن عباس رضي الله عنه انه صلى الغداة في إمارته على البصرة فقنت. رواه بن أبي شيبه 2/ 105 رقم 7003 وعبدالرزاق في مصنفه 3/ 113 وبن المنذر في الأوسط 5/ 209 علما بأن ابن عباس في البصرة كان أميرا لعلي بن أبي طالب، فلما قنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما حارب أهل الشام قنت ابن عباس تبعا له ذكر ذلك الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 252 في باب القنوت، وذكره التهانوي في إعلاء السنن 6/ باب القنوت، وقال الكاندهلوي في كتابه أوجز المسالك 3/ 175 نقلا عن الدار قطني عن سعيد بن جبير، قال أشهد أني سمعت بن عباس يقول: أن القنوت في صلاة الفجر بدعة. إلا إذا نزل بالمسلمين نازلة، فانظر إلى كلام بن عباس هذا وما فيه من عمومية القنوت للنوازل، بل لا يَبعد أن يكون هذا الكلام له حكم الرفع.
ه) جاء عن معاوية رضي الله عنه أنه قنت في صفين وما بعدها، يقنت هو ومن معه مع أنه ليس الإمام الأعظم في ذلك الوقت، وذكر قنوته الطحاوي في معاني الآثار وكذا الطبري في تاريخه 3/ 113، قال البيهقي في كتابه معرفة السنن في فصل القنوت: وقنت معاوية في الشام يدعو في صفين، فأخذ أهل الشام عنه ذلك.
ز – وروى الطحاوي في شرح معاني الآثار عن أبي موسى الأشعري أنه قنت وذكره عنه ابن القيم في زاد المعاد ورواه بن أبي شيبة 2/ 105 رقم 7001 بسنده عن عبد الله بن معقل قال: قنت في الفجر رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم علي وأبو موسى.
فهؤلاء ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضهم ممن روى أحاديث قنوت النازلة وفعلها، وكلهم يرون أن لغير الإمام الأعظم فعله، فأين المخالف لهم من الصحابة ممن منع قنوت النوازل أو رأى انه خاص بالإمام الأعظم أو مسجده.
أما الخلفاء الراشدون فقد صح عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم انهم قنتوا في النوازل فعن العوام بن حمزة سألت أبا عثمان عن القنوت فقال بعد الركوع قلت عمن؟ قال عن أبي بكر وعمر وعثمان. رواه بن أبي شيبة 2/ 106 رقم 7011 وابن المنذر في الأوسط 5/ 210 وحسنه البيهقي في معرفة السنن 2/ 79وقال ابن تيميه في الفتاوى 23/ 108 أن النبي عليه الصلاة والسلام قنت لسبب نزل به ثم تركه عند عدم ذلك السبب النازل، فيكون القنوت مسنونا عند النوازل، وهذا القول هو الذي عليه فقهاء أهل الحديث وهو المأثور عن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم .. ثم قال: فسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين تدل على شيئين، أحدهما: أن دعاء القنوت مشروع عند السبب الذي يقتضيه، وقال ابن القيم في الزاد في هديه صلى الله عليه وسلم في القنوت: إن المروي عن الصحابة في قنوت النوازل قنوت الصديق رضي الله عنه في محاربة مسيلمة وعند محاربة أهل الكتاب، (راجع كتاب إعلاء السنن 6/ 83) أما قنوت عمر فقد ذكره ابن تيميه في الفتاوى 23/ 108 وابن القيم في الزاد انه قنت لما حارب النصارى. وقال ابن تيميه في الفتاوى 23/ 108 وكان عمر إذا أبطأ عليه خبر جيوش المسلمين قنت، ونقل الكاندهلوي في أوجز المسالك 3/ 176 عن كتاب الآثار لمحمد بن حسن قال: كان عمر رضي الله عنه إذا حارب قنت وإذا لم يحارب لم يقنت رواه الطحاوي وإسناده حسن.
وكذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قنت لما حارب من حارب من الخوارج، قاله ابن تيميه في الفتاوى 23/ 103، وقنت أيضا لما حارب أهلَ الشام في صفين، قال البيهقي في كتابه معرفة السنن في فصل القنوت أن عليا قنت في حرب يدعو فأخذ أهل الكوفة ذلك عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا هدي الخلفاء الراشدين والصحابة المرضيين، بل لو قال قائل انه لا يعرف لهم مخالف لكان هو عين الصواب، وهو مذهب الناس في زمن علي بن أبي طالب وعليه أهل الكوفة تبعا له، و أهل البصرة تبعا لأبن عباس، وأهل الشام تبعا لمعاوية فقد روى محمد بن الحسن في الآثار عن إبراهيم النخعي بسند صحيح، قال: إن أهل الكوفة إنما اخذوا القنوت من علي حينما حارب وأهل الشام اخذوا القنوت عن معاوية، ذكره صاحب إعلاء السنن 6/ 88،وهو فعل الأمراء زمن انس رضي الله عنه كما ذكر ذلك ابن حزم في المحلى 4/ 141 رقم 459 وقال: فإن قيل فقد روي عن انس انه سئل عن القنوت: أقبل الركوع أم بعده؟ فقال: قبل الركوع، قال ابن حزم: إنما اخبر بذلك انس رضي الله عنه عن أمراء عصره اه والشاهد أن فعل القنوت للنوازل من فعل أمراء عصر انس رضي الله عنه وليس خاصا بالإمام الأعظم.
وقبل ذلك هو فعل الناس زمن عمر حيث قنت عدة مرات، وهو فعل الناس زمن أبي بكر حيث فعله فيهم، فأي إجماع اعظم من هذا وجاء في الاستذكار 5/ 170 أن أبا عبدالرحمن السلمي قنت في الفجر يدعو على قطري بن الفجاءة الخارجي (وأبو عبدالرحمن هذا مقرئ الكوفة من أولاد الصحابة اخذ القرآن عن عثمان وعلي رضي الله عنهما، ورواه ابن أبي شيبة 2/ 109 رقم 7047، وقنت من التابعين أيضا نفر كثير ليسوا بأئمة ومساجدهم ليست بمسجد الإمام الأعظم، وقال ابن عبدالبر في الاستذكار 5/ 172: (ومِن فعل الصحابة وجلة التابعين بالمدينة في لعن الكفرة في القنوت أخذ العلماء لعن الكفرة في الخطبة الثانية من الخطبة والدعاء عليهم). وممن نقل الإجماع الكاندهلوي في أوجز المسالك في شرح موطأ مالك 3/ 177 قال النيموي: تدل الأخبار على أن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه لم يقنتوا في الفجر إلا في النوازل، وقال اللكنوي في كتابه التعليق الممجد 1/ 636 ولا نزاع بين الأمة في مشروعية القنوت ولا في مشروعيته للنازلة إنما النزاع في بقاء مشروعيته لغير النازلة، ونقل بن عبدالبر في الاستذكار 6/ 202 عن يحي بن سعيد أن القنوت فعل الأئمة، وذكر ابن أبي شيبة برقم 7006 بسنده عن ابن أبي ليلى قال: القنوت سنة ماضية، وقال ابن تيميه في الفتاوى 23/ 108 أن القنوت مسنون عند النوازل وهذا القول هو الذي عليه فقهاء أهل الحديث وهو المأثور عن الخلفاء الراشدين. وقال التهانوي في إعلاء السنن 6/ 96 واما دعوى نسخ القنوت في الفجر مطلقا فتردها آثار الصحابة وقنوتهم بعد وفاته صلى الله عليه وسلم أحيانا، ونقل عن صاحب كتاب الحجة البالغة: وكان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه إذا نابهم أمر دعوا للمسلمين وعلى الكافرين بعد الركوع أو قبله إهـ.
وبعد هذا يقال أيضا لماذا يخصص القنوت بالإمام الأعظم ومسجده مع أن اصل القنوت دعاء واستنصار، فتكثير من يدعو من المقاصد الشرعية، ومن أسباب قبول الدعاء لا سيما وانه قد يوجد في غير مسجد الإمام من هو اقرب للإجابة وافضل، وقد قال صلى الله عليه وسلم: وهل تنصرون إلا بضعفائكم، بل قد يكون الإمام أو مسجده فيه من موانع قبول الدعاء ما يفوّت الهدف من القنوت وهو تحري الاستجابة، ثم يقال ليس في تعدد مساجد القنوت ضرر في ذلك، وليس هو مثل إقامة الحدود ونحوها التي في تعددها مفاسد، ولذا تخصص بالإمام أو نائبه لمنع المفاسد.
ويقال أيضا: لو كان قنوت النازلة خاص لكان النبي عليه الصلاة والسلام لما قنت في قصة القراء لقال للصحابة بعد الصلاة إن هذا الدعاء خاص بالإمام أو نحو ذلك لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، فلو كان هناك مخصص لبينه المصطفى المبلغ عليه الصلاة والسلام.
ومن أعجب الأمور أنكم تقولون عند النوازل: ادعوا في الخطب والمحاضرات ولا تدعوا في الصلاة إلا بإذن الإمام فتمنع الناس مما هو مشروع لهم بالإجماع ثم تحثهم على أمر آخر وإن كان جيدا ومطلوبا لكن المشروع أولى منه، وأخشى أن يجيء وقت لا قدر الله فيقال: وأيضا الخطب والمحاضرات لا يدعى إلا بإذن الإمام، أو انه خاص بالإمام ولا حول ولا قوة إلا بالله.
رابعا:
قلتم في المسالة الثانية:
إن القنوت للإمام الأعظم استدل به عدد من الأئمة منهم الإمام احمد على أنه إنما يقنت الإمام الأعظم في المسجد الأعظم!
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقال لكم إن الإمام احمد له عدة روايات في المسألة، فقد قال المرداوي في الإنصاف 2/ 175 لما ذكر عن احمد انه يقنت الإمام قال: وعنه يقنت نائبه بإذنه، وعنه يقنت إمام جماعة، وعنه كل مصل. اختاره تقي الدين، وقال في المحرر وهل يشرع لسائر الناس؟ على روايتين.
والله تعالى يقول (وان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) ومن البحث السابق وعمل الصحابة يتضح اقرب الروايات للسنة وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته العموم
ونفيد فائدة هنا وهي أن المتتبع لأقوال أهل العلم حسب اطلاعنا في الكتب المتيسرة بين أيدينا وحسب البحث السابق أن القول بأن قنوت النوازل خاص بالإمام الأعظم انه من مفردات الحنابلة في إحدى الروايات.
ثم اختياركم لهذا القول على خلاف مراد الإمام احمد، فإن معنى الإمام الأعظم عند احمد وغيره هو الخليفة الواحد الذي يحكم المسلمين جميعا، وهذه هي فائدة صفة الأعظم، واليوم ليس إمام اعظم يحكم المسلمين كلهم، فعلى هذا القول الذي اخترتموه وأردتم تطبيقه هذا اليوم على غير مراد الإمام احمد الذي اخترت قوله وهو إحدى الروايات يؤدي إلى تعطيل القنوت تماما، وهذا القول لم تسبقوا إليه ولا حول ولا قوة إلا بالله.
واخيرا ..
نحن اليوم نعرف اختلاف أهواء الحكام وماهي توجهاتهم فربط القنوت للنوازل بهم يجعل قضايا المسلمين خاضعة للسياسة و مصالح الحكام، وأنت ترى في الواقع اليوم تخاذل كثير من الحكام وعدم نصرتهم للمسلمين في نوازلهم بل انهم يخجلون من دعم قضايا الجهاد والمجاهدين، فكيف ينتظر منهم أن يأذنوا بالقنوت لهم إلا أن وافق مصالحهم وأهواءهم.
كتبت هذا لكم لكي تراجعوا أنفسكم فيما قلتم وتعودوا إلى هدي الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والعلماء بعده وتعلنوا للناس ذلك وإلا سوف نعلن هذا الرد للناس لبيان ما هو الحق في المسألة ونحن بالانتظار ..
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
أملاه؛ حمود بن عقلاء الشعيبي
17/ 10 / 1421 هـ
ـ[معالم السنن]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 08:00]ـ
الاخ الفاضل ابو البراء سلمه الله ......................... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا على هذا النقل الرائع ورحم الله الشيخ حمود كان جبلا شامخا امام البعض هداهم الله
كم نحن الان بحاجة لمثله والله المستعان
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 01:06]ـ
جزاك الله خيرا يالأندلسي(/)
كلمة الشيخ الصادق الغرياني لمناصرة أهل غزة
ـ[أبومنصور]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 02:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العدوان على غزة، واجب الحكام والمحكومين
الإدانة ثابتة على ما يزيد على مليار من المسلمين في أرجاء العالم الإسلامي وهم ينظرون إلى آلة الحرب الصهيونية تمزق أشلاء الفلسطينيين في غزة، ومن قبل ذلك وهم محاصرون، يُجَوَّعون ويسامون سوء العذاب، لا لشيء إلا لأنهم الفئة المؤمنة التي لم تول ظهرها العدو، وَوَلَّى الباقون، {وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى? فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ? وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} ([1]).
يتفق أهل العلم كافة على أن الجهاد يتعين على كل قادر عليه إذا أغار العدو على بلاد من بلاد المسلمين ونزل بهم، لقول الله تعالى: {فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ? كَذَ ?لِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} ([2])، وقوله تعالى: {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ? ذَ ?لِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} ([3])، وقوله عز وجل: {إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ? وَاللَّهُ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ([4])، والعدو محتل فلسطين، يُقَتِّل أهلها منذ ستين عاما.
والوجوب متعين ابتداء على أهل البلد المحتل، فإن لم تكن في أهل البلد كفاية، تعين على من يليهم من بلاد الإسلام، لقوله تعالى: {َا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ? وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} ([5])، فإن لم تكن فيمن يليهم كفاية، تعين على من يليهم، وهكذا حتى يتعين على جميع المسلمين قاطبة، إن لم يُقدر على رد الكفار إلا بهم جميعا، وإذا كان في البلد التي نزل بها الكفار كفاية في المقاتلين، ونقص في الأموال والعتاد، تَعَيَّن على جميع المسلمين الجهاد بالمال، وتجهيز المقاتلين بالمال والعتاد، لأن الله تعالى يقول: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} ([6]).
فكل مسلم مُتَعَيَّن عليه أن يعمل مقدوره لإضعاف العدو والنيل منه، والنيل ممن يدعمه ويقف وراءه، والدولة الكبرى الغاشمة المتمثلة في الإدارة الأمريكية هي الدعم الأول للعدو، مستميتة في الدفاع عنه، رابضة معه في خندق واحد، فهي وهو في العداء سواء، والمسلمون اليوم جميعا مسئولون عن دماء المسلمين التي تُنتهك على مرأى منهم ومسمع، إذ لم يبق عُذر لأحد أن يقول لم أر ولم أسمع، والصور الحية المباشرة للمجزرة الدموية بذبح المسلمين وإبادتهم تُنقل إليه لحظة فلحظة.
أما حكام العرب والمسلمين الذين يشاهدون من قصورهم وعلى عروشهم الأشلاء الممزقة، مُبْلِسون ولا يحركون ساكنا، فبماذا يجيبون حين يَقْدُمون على ربهم؟ أَتُراهم معتذرون لربهم: {رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} ([7])، وكيف ينفعهم هذا وقد جاءهم البلاغ: {ِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} ([8])، بل الموقف أشد من هذا وأفظع، فقد أخبر الله تعالى عن الأتباع وهم يتحاجون في النار مع السادة والكبراء بقوله تعالى: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَاد ِ} ([9]).
هذا حال الحكام المتفرجين الذين لا يحركون ساكنا للدماء المؤمنة التي تجري، فكيف بهم وقد جعلوا من أنفسهم حراسا للعدو، وحزام أمن له.
(يُتْبَعُ)
(/)
رب قائل يقول: ماذا عسى المسلمين أن يفعلوا حكاما ومحكومين، المحكومون من الشعوب تمنعهم حكوماتهم حتى من الجهاد بالمال للعُدَّة والسلاح، فضلا عن الجهاد بالنفس، وذلك لمحاكمة من يُضبط مُتَلَبِّسا به بتهمة الإرهاب، هكذا قالت أمريكا، فصدقوا قولها، ولم يصدقوا آيات ربهم في مُحكم كتابه الآمرة بالجهاد بالنفس والمال، ولطول ما مُنعت الشعوب من الدعم بالمال صار منسيا عند أكثر الناس، ولم يعد يخطر لهم على بال، ولا تحرك فيهم فاقة المجاهدين ومضة إيمان.
والحكام أيضا في نظر هذا القائل ليس في مقدورهم مواجهة الدولة الصهيونية المدججة بالأسلحة النووية، وهم لا يملكون من السلاح إلا ما يَصلح لقمع شعوبهم، فالعجز عذر الجميع!!
أقول: ليس الأمر كذلك، الحكام يملكون الكثير، يملكون أسلحة فعالة لو استعملوها لتوقف العدوان، ولراجع المعتدون ومن وراءهم الحساب، فالسياسة كلها مصالح، ولا تقف الدول الكبرى مع العدو إلا لمصالحها معه، ولو استخدم العرب والمسلمون ما يملكون، الاستخدام الصحيح، وملكوا أمر أنفسهم في قراراتهم، لاختلف الحال، وانقلب الميزان، ولسعت لاسترضائهم دول العدوان.
الحكام يملكون الأموال، ويملكون النفط، ويملكون التأثير في القرارات السياسية في المحافل الدولية، فإذا لم يُستعمل هذا السلاح وغيره الآن، فمتى يُستعمل؟! أضعف الإيمان أن يقول الحكام العرب والمسلمون للغرب: لن تصل إليكم قطرة نفط حتى تتوقفوا عن دعم العدوان، وتكفوا عن الكذب والبهتان، كلمةٌ خالدةٌ قالها من قبل لقريش ثُمامة بن أُثال: [َاللهِ لا يَأْتِيكُم مِن اليَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ *] ([10]) وهو رجل واحد، ليس حاكما ولا دولة، فما بال الحكام وأصحاب الجيوش والدول لا يقولون؟! بل قد وجدنا من الدول والحُكَّام وأصحاب الجيوش من يحاصر بجيوشه غزة ولا يسمحون بنجدتها، أليس في ذلك عونا مباشرا وتواطؤا مع العدو، وغدرا وخيانة للمسلمين.
ليس كافيا منهم أن يرسلوا حملات الإغاثة والدواء والكساء، فذلك يستوي فيه في الأزمات والمحنات الصليب الأحمر مع الهلال، والصديق مع العدو، ولا يُعد ممن أوجب عليهم الله تعالى الجهاد والنصرة لإخوانهم شيئا، كان عليهم أول ما بدأ القصف أن ينبذوا للعدو عهده ومواثيقه، ويقطعوا علاقاتهم به، ويطردوا سفراءه، ويلغوا مبادراتهم ومفاوضاتهم واتصالاتهم معه، لأنه الذي غدر ونكث العهد، قال تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى? سَوَاءٍ ? إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} ([11]).
أما الشعوب العربية والإسلامية، المترفة، التي لا ترضى من كماليات الحياة إلا ما كان أمريكي الصنع، فعليها أن ترجع إلى رُشدها، وتشد الأحزمة على البطون، وترضى بشظف العيش ثمنا للعزة والوقوف مع قضاياها ضد عدوها، حتى تُجبره على أن يحسب لها حسابا، وهذا سلاحٌ كُلُّ مُسلمٍ يملكه، لا يحتاج إلى إذنٍ من حاكم، منصف أو جائر.
يتعين على الشعوب المسلمة بالإضافة إلى الجهاد بالمال ودعم إخوانهم في فلسطين بكل ما يقدرون عليه من الغوث والنصرة ـ مقاطعة بضائع جميع الشركات اليهودية والأمريكية التي تُسند الصهاينة في إسرائيل، وتدعمهم دعما غير محدود، بالسلاح والعتاد، والمال، والصناعات المتطورة المتقدمة، العسكرية منها والمدنية، حتى إنها لا تسمح بها لغير اليهود، وتُنفق على هذه الدولة الصهيونية أكثر مما تُنفق على ولاية من ولاياتها، مع دعم سياسي صارخ ظالم في المحافل الدولية، بَيِّن التحيز، تعلنه ولا تخفيه، ولا تتستر عليه، تفعل ذلك لتغطي عن جرائم إسرائيل الدموية اليومية، فتَحْملها بذلك على مزيد من العدوان وجرائم الحرب وسفك الدماء، وتجعلها بمنأى عن أية مساءلة دولية أو قانونية، هل يبقى مع هذا العدوان السافر، والتحيز الجائر المعلن إلى جانب العدو، عذرٌ لأحد في أن يتأول للولايات المتحدة الأمريكية، ولا يصنفها بلدا محاربا معادياً للمسلمين؟ هل يحل للمسلم شراء السلع الأمريكية ـ ليس اليهودية فقط ـ التي اجتاحت أسواق المسلمين اليوم، بداية من عجين الغراء، وفرشاة الأسنان، إلى الأرز والقمح، والدواء والسيارات، والمعدات الثقيلة، والسلاح والطائرات.
(يُتْبَعُ)
(/)
هل يجوز شرعا الإقبال على شراء هذه السلع، والتنافس على استيرادها منهم، والحصول على التوكيلات التجارية عن شركاتهم، بفتح الأسواق المجمعة الكبرى، المعروفة بانتمائها الصهيوني ودعمها لإسرائيل، مثل أسواق (ماركس آند سبنسر) و (المول) وغيرها من الأسواق اليهودية والأمريكية، التي لا تكاد تخلو منها عاصمة من عواصم المسلمين، هل النشاط التجاري والتعاون مع هؤلاء سائغ للمسلم ديانة وشرعا، وهو يرى قصف إسرائيل غزة صباح مساء، بأسلحة الدمار، ويرى من قبله حصارها من أمريكا وإسرائيل بأم عينيه، وما يفعلونه بالفلسطينيين من التقتيل والتجويع واستباحة الحرمات، كسرا لشوكة المسلمين.
لو أن عدوا طوّق بيتك واستباحه، ومنع عنك الطعام والدواء، ويقصفك بأسلحة الدمار كل صباح، وجيرانك وإخوتك وبنو عمومتك يُعينونه على وجه من الوجوه بما يُقويه، بالمال أو غيره، يسكتون عن فعلته النكراء، أو يسوُّون بينك وبينه، ألا تَعدّهم قد خانوك وغدروا بك، وهم إخوتك وبنو عمومتك الذين كنت تنتظر منهم العون والنصرة؟ وهل وقع مَن فعل ذلك فيما نهى الله تعالى عنه بقوله: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى? إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ? وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَـ?ئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ([12]).
بل لو وقف جيرانك منك موقف المتفرج، فلم يعينوا العدو ولم يعينوك، ولم يهبوا لنجدتك، وأنت تستنصر بهم، لَعُدّ ذلك منهم خيانة وغدرا، وتخليا عن نصرة الله تعالى ودينه، ومخالفة لأمره، القائل في محكم تنزيله: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى? قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ}، إلى أن قال: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِير} ([13])، والقائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ} ([14])، والقائل {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم} ([15])، {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ? إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} ([16]).
ونصرة الله تعالى التي أمر بها عباده في هذه الآيات القرآنية لا تعني غير نصرة المؤمنين والدفع عن دمائهم وأعراضهم إذا اجتاحهم العدو، فإنه سبحانه في ذاته لا يحتاج إلى عون أحد، قوي قاهر، عزيز ظاهر غالب، غني عن نصرة عباده، فمن أراد أن ينصره فلينصر دينه والمستضعفين من عباده المقاتلين لأعدائه.
لذا فإنه يتعين على كل مسلم عندما يمد يده إلى دينار أو درهم، ليشتري سلعة، سيارة أو آلة، أو غذاء أو لباسا، أو أكلا في مطعم، أو شرابا في مقهى، أو مقاما في فندق، أو شيئا آخر من لوازم حياته، صغيرا كان أو كبيرا، أن ينظر إلى جيب من يذهب هذا المال في نهاية الأمر؟، فإن البائع والقابض للمال الذي أمامه، ما هو إلا حلقة من حلقات، وواسطة من وسائط متعددة، لا يأخذ من هذا المال الذي يدفعه إلا قليلا، وجله يذهب إلى المصدر الأول، منتج تلك السلعة ومالكها.
فإذا كان هذا المنتَج من شركات تنتمي إلى من يقتل إخوانه كفاحا جهارا، ويعلن عداءه للمسلمين ولا يخفيه، ولهذه السلع بديل من بلاد أُخر، أو يمكن للمسلمين الاستغناء عنها، ولا يوقع ترك جميعهم لها في الحرج، بأن تكون من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها، لا من علوم العصر المحتكرة عند العدو ولا بديل لها عند غيره، إن كان الأمر كذلك، فإن الواجب العيني على كل مسلم أن يكف عن شراء سلع تلك الدولة، ويقاطع الشركات التي تنتمي إليها، وكثير منها، هي شركات تقوم بالإضافة إلى أعمالها المدنية كبناء الطرق وإنتاج السلع والتنقيب على النفط، هي في الوقت نفسه تقوم بأعمال عسكرية تشارك فيها مشاركة مباشرة مع العدو في غزوه وحملاته، كحفر الخنادق، وتمده بالعتاد والخبرات الهندسية والاستخبارية وغيرها، فالمسلم يجب أن يكون منها على حذر فلا يعينها، لا بخبرة ولا عمل، إن كان يعطيها من خبرته وعمله أكثر مما يأخذ منها، حتى ولو أغرته بمرتبات عالية، ولا يعينها بشراء منتجاتها ولا بإسناد خدمات إليها في بلاده، ولا يكون وكيلا لها، فإنه بذلك يعين عدوه على نفسه وأمته، وعلى محاصرة إخوانه، وتجويعهم وانتهاك حرماتهم ودمائهم وأعراضهم، فلا يفعل ذلك، ولو كانت سلعهم ومنتجاتهم أرخص أو أجود، فإن من ترك سلعة عدوه مع رخصها، واشترى غيرها مع زيادة ثمنها، نكاية في عدوه ونيلا من عدوه، واحتسابا لله، ونصرة لدينه والمسلمين، كان بذلك مأجورا ـ فيما بذله زائدا من ماله في السلعة ـ أجرا عظيما، أجر من جاهد بماله وأنفقه في سبيل الله، وكُتب له به عمل صالح، قال تعالى: {وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ? إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون َ} ([17]).
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
1 محرم 1430 هـ، الموافق 29/ 12 / 2008
المصدر:
http://www.tanasuh.com/pdf/14_gazzah.pdf(/)
جواب العلامة السفاريني الحنبلي على من زعم أن العمل غير جائز بكتب الفقه
ـ[المقر بذنبه]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 05:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،، وبعد
فهذا سؤال أجاب عنه العلامة السفاريني الحنبلي بيَّن فيه بطلان زعم أحد الجهال أن العمل بكتب الفقه غير جائز لأنها محدثه ودعا للأخذ من الكتاب والسنة مباشرة دون التقيد بما أورده الأئمة من شروط وضوابط لمن أراد الإنتهاض لمثل هذا الأمر، فكان جواب الشيخ مختصرا مفيدا غاية الإفادة، وقد قام بتحقيق هذه الرسالة الأخ: وليد العلي، على نسخة بخط الشيخ رحمه الله فجزاه الله خيرا، ثم نقلت هذه الرسالة من حيز المسطور في الكتاب إلى هذا الموقع المبارك لينتفع بها الإخوة جميعا .. نسأل الله أن ينفع بها.
جواب العلامة السفاريني على من زعم أن العمل غير جائز بكتب الفقه لأنها مُحدثه ثم يليه ماكتبه شيخه الشهاب المنِّيني على جوابه تأييدا له.
نص الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
ماقول علماء المسلمين، وهداة المرشدين، في رجل تفقًّه في مذهب إمامه، ثم زعم بعد ذلك: أن العمل غير جائز بكتب الفقه كلها لأنها مُحدثة، وإنما الواجب العمل بالحديث والتفاسير، وترك ماسواهما.
فهل يلتفت إلى كلامه؟
وهل دعواه هذه دعوى مجتهد أم لا؟
فإن كانت فما يترتب عليها لغير مستحقها؟
وماشروط الإجتهاد؟
وماذا يلزم العامي إذا ترك قول إمامه وذهب إلى هذا الرجل، لزعمه أن قوله حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الفقه ليس كذلك؟
أفيدونا بالجواب ..
أجاب شيخنا الشيخ: محمد السفاريني حفظه الله تعالى:
الحمد لوليٍّه وصلى الله على صفوته ونبيه.
اعلم أن هذا السؤال اشتمل على عدة مسائل
:
الأولى
زعم هذا الزاعم أن كتب الفقه لايجوز العمل بشيء منها
هذا مراد السائل.
وهذه مُعظمة عظيمة، ومصيبة جسيمة، فإنها خارقة لإجماع الأمة، ومخالفة لجميع الأئمة.
فإن الأئمة والأعلام من دين الإسلام لم يزالوا ولن يزالوا يعملون بكتب الفقه المعروفة ويتوارثون ذلك خلفا عن سلف.
فزعم هذا الزاعم فيه طعن على جميع الأمة من عصر التابعين إلى عصرنا هذا.
ولم تزل العلماء تبذل مجهودها في جمع الفقه وترتيبه وتفصيله وتبويبه وهم ذلك مصيبون وعليه مثابون.
الثانية
دعواه أن الواجب: العمل بالحديث والتفسير وترك ماسواهما.
هذه مشتملة على حق وباطل.
أما الباطل: فقوله وترك ماسواهما، فإن أدلة الشرع: الكتاب والسنة والإجماع والقياس واستصحاب النفي الأصلي كماهو معلوم عن الأئمة ومشروح في كتب الأصول.
وأما الحق: فالعمل بالكتاب والسنة حق لامرية فيه، وهل كتب الفقه إلا زبدة الكتاب والسنة، وثمرتهما من متعلًّق الأحكام الفرعية بالأدلة الإجمالية والتفصيلية وماقيس عليهما؟!
ومصدر الجميع رب العالمين إذ الكتاب كلامه، والسنة بيانه، والإجماع دال على النص، ومدرٍّس الجميع الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ هو المبلغ عن الله عز شأنه، وتعالى سلطانه.
الثالثة
قوله: هل دعوى هذا دعوى مجتهد؟
فالجواب: نعم، ولكن مُجتهد في إزالة الشرع وارتكاب غير جادة المسلمين، فمثل هذا الرجل في مثل هذا الزمان دعواه الإجتهاد كدعوى مُسيلمة الكذاب النبوة، وكذا العنسي، وسجاح وأمثالهم من المتنبئين.
فمن رام الإجتهاد ترك الوساد والمهاد، وحُرم النساء والأولاد، ودخل جميع البلاد، ليُحصل الدواوين المدونة من السنة الغراء وتفاصيل أنواعها، ومعرفة استخراج الأحكام منها، إلى غير ذلك.
فإذا علمت ماذكرنا لك تحققت أنه لايُلتفت إلى كلامه ولايُترك النور الباهر ويحلك في ظلامه.
وأما قوله: فما يترتب عليها؟
فقد علمنا أن هذا الرجل ضال مُضل لعدم معرفته بطُرق الإجتهاد، حتى أنه أهمل الإجماع والقياس، وهذا غاية الإفلاس.
وأما من ادعي الإجتهاد: فيُطلبُ منه البرهان وأنًّى له به، فهذا ينبغي أن يؤدب التأديب الرادع له ولأمثاله، سيما في طعنه على سلف الأمة وأعلام الأئمة، في ضمن قوله: العمل بكتب الفقه غير جائز.
الرابعة
سؤال السائل عن شروط الإجتهاد
فاعلم أن المجتهدين على أربعة أقسام: مجتهد مطلق، ومجتهد في نوع من العمل، ومجتهد في مسألة منه، أو مسائل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلام هذا الجاهل والمُتجاهل يقتضي الإجتهاد المطلق، قال ابن حمدان من أئمة مذهبنا وقال غيره: المجتهد المطلق هو الذي يستقل بإدراك الأحكام الشرعية من الأدلة الشرعية العامة والخاصة، وأحكام الحوادث منها، لاكثرة الفقه، ولابد من معرفته من الكتاب والسنة وما يتعلق بالأحكام، وحقيقة ذلك ومجازه، وأمره ونهيه ومُجمله ومُفصًّله، ومحكمه ومتشابهه، وخاصه وعامه، ومطلقه ومقيده، وناسخه ومنسوخه، والمستثنى والمستثنى منه، وصحيح السنة وسقيمها، ومتواترها وآحادها، ومُرسلها ومُسندها، ومتصلها ومنقطعها، ويعرف الوفاق والخلاف في مسائل الأحكام الفقهية في كل عصر ومِصر، والأدلة والشُبهة والفرق بينهما، والقياس وشروطه ومايتعلق بذلك والعربية المتداولة بالحجاز والشام واليمن والعراق ومن حولهم من العرب وأمور أُخر غير هذه.
قلت: ومن رام الإجتهاد في هذه الأزمنة أو حدًّثته نفسه به فقد رام المُحال وحدُّثته نفسه بالباطل والضلال، والله ولي الإفضال.
الخامسة
الذي يلزم العامي عدم الإلتفات إلى مقالة هذا القتًّات، والإعراض عنه وعن قوله، وتقليد أحد الأئمة الأربعة المتبوعة، الذين بذلوا جُهدهم في استخراج الأحكام، وصاروا عُمدة لجميع الأنام، فليس لإحد من الأمة أن يخرج عن أقوالهم، هذا مما لانزاع فيه، عند كل موفق ونبيه.
وينبغي لكل إمام وفقيه، أن يُنفِّر عن مثل هذا الضال المُضل السفيه، فإن الأمة دوًّنت المذاهب أحسن تدوين، وبينتها أحسن تبيين.
وماذا يعرف هذا الجاهل، الكتاب والسنة؟ والإمام أحمد رضي الله عنه يقول: (صحًّ الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعمائة ألف حديث)، وإن قال الإمام ابن الجوزي: عنى به الطرق.
وأجاب رضي الله عنه عن ستين ألف مسألة بحدثنا وأخبرنا، وإليها أشار الصرصري:
أجاب على ستين ألف قضية بحدثنا لامن صحائف نُقًّلِ
وأحاط بالسنة كما قاله الحافظ ابن حجر، ولايُدعى ذلك في غيره، ومحفوظات الناس من بعض محفوظاته، كما أشار إليه الجلال السيوطي في المُنتهات.
وعلى كل حال تقليد غير الأربعة من السًّفه والضلال.
والله أعلم.
وكتب شيخه الشهاب المنِّيني على الجواب:
منقول .....
الحمد لله تعالى، هذا الجواب جار على نهج الحق وجادة الصواب.
ويُؤيده ماقاله العز بن عبدالسلام في جواب سؤال رُفع إليه: وأما الإعتماد على كتب الفقه الصحيحة الموثوق بها، فقد اتفق العلماء في هذا العصر على جواز الإعتماد عليها، والإستناد إليها، لأن الثقة قد حصلت بها كما تحصل بالرواية، ولذا اعتمد الناس على الكتب المشهورة: النحو واللغة والطب وسائر العلوم لحصول الثقة بها وبُعد التدليس.
ومن اعتقد أن الناس قد اتفقوا على الخطأ في ذلك، فهو أولى بالخطأ منهم، ولولا جواز الإعتماد على ذلك لتعطل كثير من المصالح المتعلقة بها، وقد رجع الشارع إلى قول الأطباء، وليست كتبهم مأخوذة في الأصل إلا عن كفار، ولكن لما بَعُد التدليس فيها اعتُمِد عليها، كما اعتمد في اللغة على أشعار العرب لبعد التدليس.
والذي يخطر بالبال أن قول هذا القائل مبني على قواعد لغات الشيعة، الذين يمنعون أخذ فروع الشريعة عن غير معصوم، ويدعون العصمة على اصطلاحهم، ولايُجوِّزون تقليد غيرهم من الأئمة.
والله سبحانه وتعالى أعلم.(/)
مقال بعنوان (لماذا يختلف العلماء؟) للشيخ صالح العامر.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 06:01]ـ
لماذا يختلف العلماء؟
صالح بن سليمان العامر
قال تعالى: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً). [النساء:65]. وقال تعالى: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). [النور:51]. إن تحكيم شرع الله هو في منزلة الإسلام، وعدم وجود الحرج مما قضى رسول الله بمنزلة الإيمان، ثم تأتي منزلة الإحسان في التسليم لحكم الله ورسوله، وهو المعبر عنه بالسمع والطاعة لشرع الله وتحكيمه الذي هو حال المؤمنين.
وشرع الله لعبادة جاء به أنبيائه ورسله؛ فقد كان لكل نبي شريعة، كما قال تعالى في سورة المائدة: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً) ثم خُتموا بمحمد -صلى الله عليه وسلم- الذي بين لنا شريعة الله، ثم ورّثها إلى من بعده من العلماء، كما قال عليه الصلاة والسلام: "إن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورّثوا العلم الذي من أخذه فقد أخذ بحظ وافر". رواه الترمذي بسند حسن؛ فالعلماء هم ورثة الأنبياء كما قال الشاعر:
أهلُ الحديثِ هُمُوا أهلُ النبي وإنْ لم يصحبوا نفسَه أنفاسَه صحِبوا
ولذلك بدأ تسلسل وتتابع العلماء من الصحب الكرام، ولهم القدح المعلّى من الفهم، وموافقة الصواب، ثم مروراً بتابعيهم وتلامذتهم، ثم انتهاء بالعلماء إلى يوم الدين الذين قاموا بنشر العلم، وإفتاء الناس، وتعليمهم، واستنبطوا الأحكام من كتاب الله وسنة محمد -صلى الله عليه وسلم- وإذا اختلفوا في شيء ردوه إلى الله والرسول، كما أمرهم الله، وكلهم مجتهد ومصيب، فمن أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر واحد، كما قال رسول الله فيما رواه الشيخان عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. وفي هذه العجالة ألملم شتات معلومات ألتقطها من خلال سماع دروس مشائخنا الكرام، والتي من أكثرها وأهمها ما اقتنصته من شيخنا المربي الفاضل سلمان العودة في الجامع الكبير في عام ألف وأربع مائة وثمانية، والذي كان -حفظه الله ورعاه- يمزج في دروسه لشرح البلوغ خاصة بذكر أدب العلم، والذي أسأل الله أن يكون له أثر على من شرف بالجلوس له في توازن الفقه والسداد فيه، واحترام أهل العلم أين ومتى كانوا ما داموا قد بذلوا وسعهم في اجتهادهم وبحثهم وفق آليات العلم وأدواته. هذه المعلومات تتعلق بفقه التعامل مع اختلاف أهل العلم، وتقبله، والاعتذار لهم في اختلافهم، وإدراك طبيعة ذلك، وإن ذلك لم يؤد إلى اختلاف قلوبهم والبغضاء فيما بينهم -رحمهم الله- بل كان كل واحد يكن التقدير والاحترام للآخر، والتماس العذر له، ومن أراد الاستزادة في هذا الموضوع فليراجع كتاب ابن تيمية "رفع الملام عن الأئمة الأعلام"، فإنه كتاب نفيس في هذا الباب.
من الأمر المهم أن نعلم أنّ من ادعى إحاطته بالسنة النبوية فقد أخطأ، لأن صحابة رسول الله قد انتشروا بعد وفاة رسول الله في أقطار الأمة الإسلامية، وجاء أهل الحديث الذين قاموا بجمع الأحاديث، ثم صنفوا الكتب في قصة لا تخفى على الجميع، لذلك لا يُشترط فيمن يفتي أن يكون محيطاً بالسنة النبوية، بل لابد أن يكون لديه القدرة على الفهم والاستنباط واستحضار آيات وأحاديث الأحكام، ومعرفة فقه واقع الناس في كل جانب من جوانب الحياة التي سوف يتكلم فيها، ويبين فيها حكم الله فيما يعتقد ويجتهد، إضافة إلى اكتساب أدوات وآليات النظر والاجتهاد، كما ذكرها أهل الأصول. يمكن تقسيم الأعذار إلى ثلاثة أقسام عامة، أحدها يرجع إلى الدليل، والثاني يتعلق بالاستدلال، والثالث يكون على حسب القدرة على فهم الواقع لكي يتم التخريج عليها، خاصة فيما يتعلق بفقه النوازل المعاصرة، ويمكن دمج الثلاث، واتباع ابن تيمية في تقسيمه وإضافة شيء يسير:
أولاً: ألا يعتقد العالم أو طالب العلم أن هذا الحديث صدر من رسول الله صلى الله عليه وسلم لخفائه عليه أو أنه حفظه ثم نسيه
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: أن يعلم الحديث ويصل إليه، لكنه لا يعلم صحته أو يعتقد أنه ضعيف، أو يرى أنه منسوخ، وهذا كثير جداً؛ لأن مدار العلم على الدليل، ومن ثم من صحح الحديث قال به، ومن لم يصححه فإنه لا يأخذ به.
ثالثاً: أن يصل الحديث ويكون صحيحاً عنده محكماً ليس بمنسوخ، لكنه لا يعتقد دلالته على المسألة والمقصود، وهذا من أوسع أبواب الأعذار، ومن أعظم أسباب الاختلاف، ويرجع ذلك إلى عدة أمور:
منها ما يكون بسبب اختلاف أهل العلم في مسألة أصولية أو قاعدة فقهية يكون لها أثر في فهم النص ومعرفة دلالته، وعلى سبيل المثال ما يسمى بالدلالات التي قسمها العلماء إلى عدة أقسام، مثل: دلالة المنطوق، والمفهوم، ودلالة الصفة، والعدد، والشرط إلى تقسيمات، و قد يقع الاختلاف بين أهل العلم في جواز استخدام بعضها، أو قد يتعارض نصان لوجود تعارض مثلاً دلالة المفهوم مع دلالة المنطوق، وهذا باب كبير عند الفقهاء، ومثل ذلك سد الذريعة يأخذ بها الحنابلة دون غيرهم، أو الاستحسان عند المالكية والأحناف، دون الشافعية وعمل أهل المدينة عند مالك أو عمل أهل مكة عند أحمد وهكذا.
ومن المسائل والقواعد الأصولية المؤثرة في الحكم قضية الأمر أو النهي المجردين، هل يدل الأول على الوجوب والآخر على التحريم مباشرة؟ ويلزم النظر إلى القرائن الدالة إما على الوجوب والتحريم أو الاستحباب والكراهة، وبعض العلماء يرى أن الأحاديث إذا كانت في أمور المعاملات فإنها تدل على الاستحباب عموماً، وإن كانت في باب العبادات فهي أشد، وتدل مباشرة على الوجوب أو التحريم.
ومنها ما يكون بسبب التعارض الظاهر لدى الفقيه وطالب العلم؛ لأننا نعتقد أنه لا تعارض بين النصوص، لكن بحسب ما يظهر إلى المجتهد، ولقد اعتنى علماء الأصول والفقه في هذا الباب وسموه تعارض الأدلة، وعملوا -رحمهم الله- على إيجاد وجوه للجمع بين الأدلة، و التي منها ما يتعلق بنفس النص والحديث رواية من متواتر أو آحاد أو صحيح وحسن أو ضعيف، أو كان منها ما يتعلق بمعنى الحديث وذكروا طرقاً كثيرة، من أحسن من قام بجمعها الشيخ الفقيه وهبة الزحيلي في كتاب أصول الفقه الذي اعتبره مقدمة لكتابه الكبير المفيد "الفقه الإسلامي وأدلته"، فقد جمع أوجه الجمع في الجزء الثاني، فليرجع إليه، ومن أعظم الأمثلة أن يكون النص الأول عام والآخر خاص، فيتوقع البسيط العامي أن هناك تعارضاً فيدفع رأياً بحجة مخالفته لحديث آخر قد يكون عاماً والآخر خاصاً، وهذا كثير.
ومنها أن يكون الخلاف بسبب اختلافهم في معنى الكلمة من الآية أو الحديث، ومن عجب الأمر ومتعته أن ترى أصحاب القولين يستدلان بنفس الحديث مثل مسألة طهارة المني أو نجاسته، فإن كلا القولين قد استدل لهما بحديث عائشة -رضي الله عنها- في رش المني، بل إن ذلك وقع في فهم كثير من الآيات من مثل كلمة القرء من ثلاثة قروء فقيل إنها الأطهار وقيل الحيض، وعليه وقع الاختلاف بين الجمهور ومخالفيهم
وفي رأيي أن الاختلاف في المسائل الفقهية في هذا العصر أكثر نظراً لاختلاف المدارس الفقهية والبلدان التي اتصلت عبر الأثير والاتصال الثقافي بين المجامع العلمية، والتي ربما يختلف العلماء في تلك البلاد في فهم واقعهم، أو قد يقع الاختلاف بين واقع والآخر، وقد يكون لوجود من يتكلم في العلم نظراً لسهولة وجود المعلومة من ليس من أهله، أو أن يكون طالب العلم فقيها في الشرع ليس فقيهاً أو عالماً بالواقع، فيقع اللبس والاختلاف، لذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم فيما حاصله اثنان لا يفتيان؛ عالم بالشرع ليس عالماً بالواقع، أو عالم بالواقع ليس عالماً بالشرع، إنما يفتي عندنا من كان عالماً بالشرع والواقع. وربما يقع الاختلاف بين عالمين بسبب معايشة الأول لواقع المسألة دون العالم الآخر، وهذا فيما يُسمّى بفقه المسلمين في المجتمع غير المسلم؛ لأن المسلمين في مجتمعهم الإسلامي لا يشتد التقارب بين المصلحة والمفسدة؛ لأن مصلحة الدعوة وكسب الآخر غير المسلم أو كف شره وضرره على المسلم تكون متعينة، وهذا لا يعايشه إلاّ من عايش المسلمين هناك، ومارس الدعوة، واهتم بها، وارتبط به صالح المسلمين هناك.
إذًا العلماء معذورون في اختلافهم، كما قال أهل العلم، فائدة ذلك أنه من الطبيعي أن يقع الاختلاف بين العلماء في آرائهم، أو بين العامة في تقليدهم لمن يثقون بعلمه ودينه، وكما قيل من المستحيل أن تزيل الخلاف؛ لأنه وقع في حياة النبي بين أصحابه، ولم يثرب أو يخطئ أحداً منهم، لكن من الواجب علينا أن نعرف ونتعلم كيف نتعامل مع الاختلاف، ويبدأ ذلك بقبول الاختلاف، والاعتراف به، والحوار الهادف في ظل التسامح والغفران، ومعرفة أن الميدان يسع الجميع، ويحتاج إليهم جميعاً. وفقني الله وإياكم لما يحبه الله ويرضاه.
المصدر:
http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-40-106088.htm(/)
ما الراجح في منطقة نمرة، هل هي من عرفة أم لا؟
ـ[حمد]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 09:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ما الراجح، بدليله؟
جزاكم الله خيراً
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 01:35]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6116&highlight=%C7%E1%CD%CC
ـ[حمد]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 02:34]ـ
جزاك الله خيراً،
إذاً ليست من عرفة.
لدي سؤال آخر:
ما الراجح: هل صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر داخل عرفة، أم خارجها؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 09:20]ـ
خارج عرفة في وادي عرنة وتامل المشاركة في الرابط المذكور وهي ما اورده بعض الاخوة فقال:
ففي حديث جابر عند مسلم " سار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها،
حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له
فركب حتى أتى بطن الوادي فخطب الناس ثم أذن بلال بنداء واحد ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر "
وهذا يدل أن نمرة بينها وبين عرفة بطن الوادي وهو وادي عرنة وبذلك يتضح خطأ تسمية المسجد بمسجد نمرة.
قال ابن الأثير " هو الجبل الذي عليه أنصاب الحرم " وهذا يؤيد ما قررناه آنفاً أن نمرة بين مزدلفة وعرنة.(/)
حمِّل محاضرة بعنوان (مهارات تصحيح التلاوة) للشيخ / عدنان العرضي
ـ[أبو عبد الحكم]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 06:06]ـ
يسر موقع حلقات أن يقدم هذه المحاضرة الصوتية والتي هي بعنوان
(مهارات تصحيح التلاوة)
لفضيلة الشيخ / عدنان بن عبد الرحمن العُرْضِي
مقرئ القراءات العشر - بجامع أم الحمام بالرياض
وقد تحدث الشيخ فيها عن (12) وسيلة وتنبيه في موضوع تصحيح التلاوة للطلاب، ونحن بهذه المناسبة نتقدم بالشكر الجزيل للشيخ حفظه الله على ما قدم
نسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في موازين حسناته.
رابط تحميل المحاضرة
http://www.halqat.com/Recording-174.html
http://www.halqat.com/images/d-mharat2.jpg
ـ[حسن الحربي]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 09:58]ـ
الرابط غير صالح ... أي معطوب ...
وجزاك الله خيرا على نفعك لأعضاء المجلس.
اخوك/حسن الحربي
من الرياض المحروسة
ـ[أبو عبد الحكم]ــــــــ[03 - Jan-2009, صباحاً 06:55]ـ
شكر الله لك تنبيهك يا أخ حسن
والرابط الآن يعمل بشكل جيد(/)
ما قولكم في طالب طلب من أستاذه أن يجيبه عن سؤال من المفروض أن يجيب عليه في الامتحان؟
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 10:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يبدو السؤال غريباً.
ما قولكم في طالب في العلوم الشرعية طلب من أستاذه أن يجيبه عن سؤال من المفروض أن يجيب عنه هو في الامتحان؟ إن كان ردكم لا يجيبه كما هو المتوقع. فما ردكم على من اعترض عليكم بالحديث التالي:" من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة" رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه، وصححه الألباني.
أقول هذا الكلام و في ذهني قصة حدّثنيها أحد طلبة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى أنه كان يحرس الطلبة في الجامعة الاسلامية أثناء الامتحان و كان الطلبة يسألونه عن أمور مطروحة عليهم، فيجيبهم و يستدل بالحديث الذي أوردت. هذا ما حدثني هذا التلميذ الذي جاوز الستين و في القلب من هذه القصة شيئ. وقد استبينته فأكد لي ما قال و الله أعلم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 11:18]ـ
لايجوز طبعا
وهذا تحايل عجيب في استعمال الأدلة!
لأن حال السائل وقصده ليس معرفة الحق والاستفتاء
وإنما الجواب على الامتحان .. الذي يأخذ بموجبه شهادة
فيلحق هذه الشهادة من الزور بقدر ذلك
وإلا فليسأله بعد الامتحان!
وكان من عادة النقاد امتحان بعض الحفاظ
لمعرفة تغير حفظهم من عدمه
والله الموفق
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[02 - Jan-2009, صباحاً 05:10]ـ
الذي أعرفه أن القصة لم تثبت عن الشيخ الشنقيطي رحمه الله.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 07:29]ـ
بارك الله فيك أخي أبا القاسم وكذلك الظن بالشيخ، أخي زين العابدين.(/)
ترجمة الشيخ المحدّث نزار ريان رحمه الله الذي اغتاله اليهود مع أسرته قبل ساعات
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 11:41]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
استشهد -إن شاء الله- قبل بضع ساعات الشيخ المحدث نزار ريان، من مشايخ الحديث البارزين في غزة، على يد المجرمين اليهود، مع عدد من أفراد أسرته، من نساء وأطفال، وهذا رابط الخبر.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/9BCEFFF1-1125-4F97-8954-3A43319FA392.htm
وهذا خبر آخر في فرحة اليهود باغتياله رحمه الله، مما يرفع من قدره رحمه الله.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/01FA3072-BF34-4515-A192-7A5C7D047A23.htm
وهذه ترجمة له استفدتها من نقل أحد الإخوة من هذا الرابط: http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=230283
تعريف بالعالم المجاهد نزار ريان العسقلاني "أبوبلال"
هو أحد طلاب الشيخ عبدالرحمن البراك
ومعروف لدى الكثير من مشايخ وفضلاء بلاد الحجاز و يحظى بثقة وتزكية طائفة كبيرة من المشائخ الثقات أذكر منهم كل من:
- الشيخ ناصر العمر
- الشيخ سفر الحوالي
- الشيخ عبدالله الأمين الشنقيطي
- الشيخ أحمدحمدان الغامدي
- الشيخ موسى القرني
- الشيخ محمد الدويش .. وغيرهم كثير
والشيخ هو الفقيه المحدث السلفي ا. د.نزار ريان العسقلاني
أستاذ الحديث بالجامعة الإسلامية في غزة) السيرة الذاتية للدكتور نزار ريان العسقلاني -: - نزار بن عبد القادر بن محمد بن عبد اللطيف بن حسن بن إبراهيم بن ريَّان. - البلدة الأصلية نِعِلْيَا" من قرى عسقلان بفلسطين، اغتصبها اليهود منذ أكثر من 50 سنة، وأسكن معسكر جباليا. - الميلاد: فجر الجمعة 26/شعبان/1378 للهجرة - وفق: 6/ 3/1959م في معسكر جباليا المذكور. - الوظيفة الحالية: أستاذ الحديث النبوي الشريف بقسم الحديث الشريف كلية أصول الدين، الجامعة الإسلامية بغزة، فلسطين. - الحالة الاجتماعية: متزوج، من أربع سيدات، وله ست أولاد ذكور، وست بنات، وحفيدان. . العنوان: فلسطين - غزة - معسكر جباليا - جوار مسجد الخلفاء الراشدين.
الحياة العامة والاجتماعية: عمل إماماً وخطيباً متطوعاً لمسجد الخلفاء بمعسكر جباليا منذ 1985 - 1996. - نشأ في أحضان الدعوة الإسلامية المجاهدة في فلسطين. - اعتقل مراتٍ عديدة من اليهود المغتصبين نحو أربع سنوات، ومن السلطة الفلسطينة عدة مرات وعذب هو وقادة حماس في سجون السلطة عذابا اشد مما كان يحدث لهم في سجون المحتل وأشرف محمد دحلان ورشيد أبو شباك على ذلك. - شارك بكتابة المقالات والفتاوى في عدة صحف وفي بعض المواقع الإسلامية أيضًا. - قام بجهد كبير في تحصيل قبولات لدراسة الماجستير في الجامعة الأردنية، للطلبة الغزيين، تجاوزت عشرين قبولاً، وحصل أكثر من مئة قبول دكتوراه في الجامعات السودانية لأبناء فلسطين، والأردن في تخصصات متعددة؛ ولا زال يقوم بهذه الخدمة في الجامعات السودانية حتى الآن؛ حسبة لله رب العالمين. - قام ولا زال يقوم بمشاركة اجتماعية في الوسط الذي يعيش فيه، فكان عضواً مؤسساً ثم رئيسا للجنة اصلاح ذات البين ولم الشمل.
الدراسة العلمية: - حصل على شهادة البكالوريوس في أصول الدين من الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة 1402هـ وتتلمذ على جمع من أبرز مشايخها كشيخه المحبب الشيخ عبدالحمن البراك وكانت له دراسة على الشيخ بن جبرين. وعمل بعدها في الجامعة الإسلامية معيداً، مدة ست سنوات -. - -حصل على الماجستير من كلية الشريعة الغراء بالجامعة الأردنية بعمان، الأردن، تخصص الحديث الشريف، وكتب في "الشهادة والشهيد" فجمع أحاديثهم من مطلق كتب السنة النبوية، وصنفتها موضوعياً، وخرجها، وحكم عليها بدرجتها، وذلك سنة: 1990 بتقدير "ممتاز". - وامتن الله عليه فنال درجة الدكتوراه من السودان، بجامعة القرآن الكريم، كتب الرسالة عن "مستقبل الإسلام -دراسة تحليلة موضوعية" سنة: 1994 بتقدير "ممتاز". حصل على رتبة الأستاذ المشارك سنة2001 حصل على رتبة الأستاذية سنة: 2004ا".
التدرج الوظيفي:
(يُتْبَعُ)
(/)
- عمل معيدًا بكلية أصول الدين اعتبارًا من27/ 2/1984 وحتى31/ 8/1990. - عمل مدرسًا بقسم الحديث الشريف بكلية أصول الدين اعتبارًا من1/ 9/1990 حتى21/ 8/1994.- عمل أستاذًا مساعدًا بقسم الحديث الشريف بكلية أصول الدين اعتبارًا من22/ 8/1994 وحتى12/ 10/1999. - عمل أستاذًا مشاركًا بقسم الحديث الشريف بكلية أصول الدين اعتبارًا من13/ 10/1999 حتى5/ 7/2004. - عمل أستاذًا بقسم الحديث الشريف بكلية أصول الدين اعتبارًا من 6/ 7/2004 حتى الآن. - عمل مساعدًا لنائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية من تاريخ1/ 9/2001 وحتى15/ 8/2003. - رئيساً لقسم الحديث الشريف، بكلية أصول الدين،.
المشاركة العلمية:
- تدريس طلبة الحديث الشريف في مرحلة البكالوريوس، ومرحلة الماجستير، وأشرف على الرسائل العلمية وناقش. - تدريس كتاب صحيح الإمام البخاري، شرحاً تحليلياً، لطلبة الجامعة الإسلامية، بمسجد الجامعة، في درس إملاء لمدة ساعتين إلى ثلاث، مدة أربع سنوات. - كتب شرحا لمقدمة صحيح مسلم، تجاوز ثلاث مئة صفحة، وحالت ظروف انتفاضة الأقصى وما فيها من خير وجهاد عن إتمامه. - شرح مائة حديث من رياض الصالحين. - عضواًفي لجنة الإفتاء بالجامعة الإسلامية لعدة سنوات. - عضوا في لجنة العاملين بالجامعة الإسلامية بغزة. - له بحث نفيس قي الاستنساخ. - يمتلك الشيخ مكتبة نادرة عامرة بنفائس الكتب، في الحديث والفقه والعربية والتاريخ، وعلوم أخرى، تتجاوز كتبها خمسة آلاف مجلدًا، في قاعة مخصصة لها. - ولديه مكتبة محوسبة. - يحسن التعامل مع جهاز الكمبيوتر بشكل جيد. - وقام بحمد الله تعالى، بإعداد برنامج كمبيوتر لخدمة طباعة القرآن الكريم.
-قام بكتابة بحوث متعددة، ا. - لعل من أنفسها كتابة السيرة النبوية من الميلاد إلى وصول المدينة، ووفاة النبي صلى الله عليه وسلم، دراسة حديثية مع دروس واقعية طبعة خاصة محدودة. - يعكف الشيخ فيما يسنح له من وقت عل المشروع الذي يسميه مشروع العمر وهو شرح ميسر لصحيح مسلم لأنه يرى أن صحيح مسلم لم يخدم كما خدم البخاري الاتجاهات البحثية الحالية: - يتوجه الباحث حاليًا إلى كتابة بقية السيرة النبوية، ومواصلة الكتابة بصحيح مسلم، والجرح والتعديل، وحاضر العالم الإسلامي.
البحوث المنشورة:
- بحث بعنوان: "شرح حديث" لتتبعن سنن من كان قبلكم" - نشر بمجلة كلية التربية بغزة، سنة صفر: 1419 وفق يونيو: 1998. - بحث بعنوان: "فهرسة الحديث الشريف؛ أصولها وأنواعها" - نشر بمجلة جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بأم درمان، بالسودان، في جمادى الآخر سنة 1419 وفق: 1998. - بحث بعنوان: "وأظلمت المدينة؛ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم" - نشر بمجلة كلية الدراسات العليا والبحث العلمي، بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، العدد الأول، ربيع الآخر1419 أغسطس 1998. - بحث بعنوان: "تواتر حديث" لتتبعن سنن من كان قبلكم" - نشر بمجلة الجامعة الإسلامية بغزة، المجلد السابع، العدد الأول، رمضان، 1419 يناير 1999. - بحث بعنوان: "الدواعي التربوية لرواية الصحابة الأحاديث النبوية" - نشر بمجلة الجامعة الإسلامية بغزة، المجلد الثامن، العدد الثاني، الجزء الأول، ربيع أول 1421 يونيو2000. - بحث بعنوان: "الدواعي العلمية لرواية الصحابة الأحاديث النبوية" - نشر بمجلة الجامعة الإسلامية بغزة، المجلد التاسع، العدد الأول، الجزء الأول، شوال 1421 كانون الثاني 2001. - بحث بعنوان: "أحاديث الإسراء والمعراج" - نشر بمجلة الجامعة الإسلامية بغزة، المجلد التاسع، العدد الثاني، ربيع أول 1422 حزيران 2001. - بحث بعنوان:" الإمام اليونيني وجهوده في ضبط صحيح الإمام البخاري" - نشر بمجلة الجامعة الإسلامية بغزة، المجلد العاشر، العدد الأول، شوال 1422، كانون الثاني 2002. - بحث بعنوان:" منهج تحليل النصوص في السيرة النبوية" - نشر في مجلة الجامعة الإسلامية، المجلد العاشر العدد الثاني، جمادى الأول، 1423 وفق: يونيو 2002. - بحث بعنوان: "صحيح الإمام مسلم، أسانيده، ونسخه ومخطوطاته وطبعاته" - مقبول للنشر بمجلة الجامعة الإسلامية، بغزة، المجلد الحادي عشر شوال 1423 وفق: يناير 2003. - بحث بعنوان: "رسم الأسانيد بالرموز صيغة مقترحة" - نشر بمجلة الجامعة الإسلامية. - بحث بعنوان: "مناهج النقاد" - نشر بمجلة
(يُتْبَعُ)
(/)
الجامعة الإسلامية.: - كتاب دراسات في السيرة، مشترك مع الأخوين الكريمين د. سالم أحمد سلامة، ود. طالب حماد أبو شعر، نشر أكثر من طبعة. - الصحيحان، أسانيدهما ونسخهما ومخطوطاتهما وطبعاتهما، نشر بدار المنارة بغزة، جمادى الآخرة 1423. - "أسباب إيراد الحديث الشريف، وأتمه وطبعه طبعة خاصة، قد يطبعه طبعة عامة إن تيسرت الظروف إن شاء الله.
الرسائل التي أشرفت عليها: - رسالة ماجستير بعنوان" الأحاديث المسندة في كتاب المحلى لابن حزم الظاهري". للباحث الطالب: سليمان إسماعيل الشيخ عيد. تاريخ المناقشة: 6 شعبان 1420، وفق:14/ 11/99.
- رسالة ماجستير بعنوان" عناية الكتاب والسنة بالبيئة دراسة موضوعية". للباحثة الطالبة: أمل توفيق أبو عبدو. تاريخ المناقشة: 18/رمضان/1420 وفق:26/ 12/99.
الرسائل التي ناقشتها: - رسالة ماجستير بعنوان" المعالم المدنية في العهد النبوي". للباحث الطالب: زكريا صبحي زين الدين. تاريخ المناقشة:28/ جمادى الآخر/1419 وفق:18/ 10/1998.
- رسالة ماجستير بعنوان" منهج ابن القيم في توثيق متون السنة". للباحث الطالب: يوسف محيى الدين الأسطل. تاريخ المناقشة:25 شوال1421 وفق:20/ 1/2001.
- رسالة ماجستير بعنوان" الموازنة بين منهاجي الإمامين؛ الشافعي وابن قتيبة من خلال كتابيهما" اختلاف الحديث" و" تأويل مختلف الحديث". للباحث الطالب: محمود صدقي الهباش. تاريخ المناقشة:18/رمضان/1422 وفق:3/ 12/2001.
- رسالة دكتوراه بعنوان" الأحاديث الواردة في الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي تخريج ودراسة. للباحث الطالب: عدنان محمود الكحلوت. تاريخ المناقشة:1421 وفق:2000.
البحوث غير المنشورة وبعضها لم يتم كتابةً، وقطعت فيه شوطاً: - الشروح الحديثية، منذ عهد النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى نهاية القرن الرابع، كتبت معظمه، والحمد لله رب العالمين. - الغيبة "دراسة حديثية فقهية". - شرح حديث جبريل رواية ودراية. - الإمام البخاري وكتابه الصحيح "دراسة تطبيقية في الشروط والمناهج". - صلة الأرحام "دراسة حديثية فقهية". - إثبات تواتر حديث حكيم بن حزام "لا تبع ما ليس عندك"، وشرحه شرحاً تحليلياً، ومناقشة بيع المرابحة على ضوء ذلك. - الأنساب "دراسة حديثية فقهية". - فرائد ألفاظ الجرح والتعديل، جمعت فيه أكثر من مائة وستين لفظاً غريباً من ألفاظ الجرح والتعديل.
المصدر: جريدة الرسالة - فلسطين
شئ لايصدق هل يمكن للمجاهد المرابط على الثغر أن يقوم بكل هذا الجهد العلمي الذي لايقوم بربعه كثير من المتفرغين الآمنين من المشايخ وطلبة العلم
ما لم أحدثكم عنه أعجب وأغرب إنها جهود الشيخ الدعوية وأدواره الجهادية ومكانته عند أهل فلسطين جميعا حت الفتحاويين يحبون الشيخ ويجلونه ويهابونه
جهوده الدعوية:
الشيخ يخطب بالأساس في جامع الخلفاء ولكنه يتجول للخطابة فيما يمكن أن يصل إليه من مساجد القطاع
ويشرف على عشات المساجد ومئات حلقات القرآن -نعم مئات ليس الكلام مبالغة.
ويشرف الشيخ مع عدة مجموعات من طلبة العلم على إعداد وتوزيع المطويات والكتيبات والأشرطة مالأقراص التي تحوي الخطب والمحاضرات لخطباء وعلماء فلسطين وعلماء وخطباء العالم الإسلامي وخصوصا بلاد الحرمين.
يجلس الشيخ للإفتاء كل يوم بعد العصر كل يوم عدا الجمعة
يدور بعد العشاء على مجموعات الشباب المجاهد يعظهم ويذكرهم بالله ويجيب على فتاواهم كما يقوم آخرون من أعضاء الهيئة الشرعية بحماس بنفس هذا الدور وذلك قي أغلب الليالي كما يتوقف كل منهم عند آخر مجموعة ليقوم معهم من الليل ويرابط على حدود غزة جزءا ولو يسيرا من الليل
: - يكفي أن نذكر أن في ميزان حسناته الشيخ المجاهد البطل مؤسس كتائب القسام صلاح شحادة -رحمه الله-والذي كان الشيخ هو الذي أثر فيه وجعل الله هدايته على يديه وإليكم وصية صلاح الشحادة الموجزة ((الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا أبي القاسم، محمد بن عبد الله .. أما بعد:
فهذه وصية شرعية، أدعو من يقرؤها إلى تنفيذها بكل ما يرد فيها:
أولاً: أوصيكم بتقوى الله، والجهاد في سبيله، وأن تجعلوا فلسطين أمانة في أعناقكم وأعناق أبنائكم إلى أن يصدح الأذان في شواطئ يافا وحيفا وعسقلان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: أوصي في كل أموالي وديوني التي ستفصل في ملحق خاص بتنفيذ حكم الله فيها؛ وذلك بعرض تفاصيل ما يتصل بأموالي وديوني على عالم شرعي مختص من أتقياء المسلمين.
ثالثاً: أؤكد بتنفيذ المواريث حسب شرعنا الحنيف.
رابعاً: أوصي أن يتولى غسلي -إن غُسلت- الأخ نزار ريان، فإن لم يكن فالأخ عبد العزيز الكجك، على أن يسترا عورتي، ويحفظا سري حفظهما الله، وأن يتولى لحدي في قبري أحد الأخوين المذكورين.
خامساً: تنتهي التعزية بي عند قبري، وإني بريء من كل من يقوم بنصب مأتم لي، وأبرأ إلى الله من كل عمل يخالف شرع الله من النياحة أو اللطم أو شق الجيوب أو نتف الشعور أو تكبير صوري ووضعها على الجدران.
سادساً: أوصي أهلي وزوجتي وذريتي بالدعاء لي بالمغفرة والستر، وأن يسامحوني على أي عمل يجدونه في خواطرهم سببته.
سابعا: أن يكون قبري بجوار قبور الصالحين ما أمكن، وألا يبنى قبري أو يجصّص، أو يكتب عليه "الشهيد"، وإن استشهدت فالله أعلم بعباده.
وأخيراً أدعو الله تعالى أن يرحمني وإياكم، وإلى لقاء عند رب غفور رحيم كريم بإذنه تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه صلاح بن مصطفى بن محمد شحادة بتاريخ 20 صفر 1422 هـ
شهد عليه الشيخ ……
أشهد لقد كتبها وأنا أنظر وأحضر
توقيع الشيخ الشاهد))
المصدر موقع دعوة وعودة
وممن تأثر بالشيخ وتربى على يديه الشيخ المجاهد البطل أسد فلسطين الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي_
قائدحماس بعد الشيخ ياسين
ومن شبابه الذين رباهم سامي أبوزهري ومشير المصري _
_ ويعد الشيخ صاحب الجهد الأكبر في محاربة محاولات إيجاد موطئ قدم للتشيع في أرض فلسطين وكان ينبه الإخوة في حركة الجهاد ولازال على أن لايتحول إعجابهم وتحالفهم مع الثورة الإيرانية إلى طريق للتأثير في شبابهم بفكر التشيع كما ينبه أصحابه وإخوانه في حماس أن لايغتروا بالمواقف المعلنة من الشيعة سواء إيران أو حزب الله) ويذكرهم برسالة الشيخ أحمد ياسين (نحن والشيعة تقاطع مصالح لا تحالف)
_ وله قصة شهيرة مع قناة المنار الشيعية والتي رفض أن يشارك في أي برنامج لها ولما ألح عليه مراسل القناة في غزة قالها له صريحة أنا عالم سلفي ولاأتعامل مع قناة بدعية وربما يسع السياسيين ما لايسعني فغضب الشيعة في إيران وحزب الله واتصلوا بالعديد من قيادات حماس فقالوها لهم هذا عالم الدين ويأخذ بالعزائم وسكتوا حتى يفهم الشيعة الرسالة
الآثار الجهادية:
_ الشيخ كما قلنا يرابط بنفسه أكثر الليلي ويقوم الليل مع الشباب
_ الشيخ لايحمس الناس على الجهاد والعمليات الإستشهادية فحسب بل أعطى مثلا قل نظيره في التاريخ
فوافق على إرسال ولده إبراهيم ذو الأربعة عشر ربيعا إلى عملية استشهادية نادرة اقتحم فيها مستوطنة وقتل ثمانية من اليهود ولما تحصن بأحد البيوت دخل فيه فإذا به امرأة وطفليها فلم يقتلهما بل ادخلهما الحمام وأغلقه عليهم _ ابن العالم علمه أبوه أن لا يقتل طفلا ولا امرأة عمدا_
الشيخ هو الذي ألهمه الله فكرة التحصن فوق البيوت التي كانت تهدمها إسرائيل من الجو فلما أعلم الجيش الاسرائيلي بيتا مجاورا للشيخ بإخلاء البيت لقصفه جاؤا إلى الشيخ فقام من ساعته وتوضأوانطلق غلى البيت ونادى فيالناس وهو يحث السير أن هلموا إلى بيت فلان وكان الناس لايردون للشيخ أمرا وأرسل ابته ينادي في الناس أن الشيخ يطلبكم سريعا عند بيت فلان فلما رأى الشيخ الجمع سر به وتزايد الناس حتى جاوزوا الألفين فطلب منهم الشيخ أن يصعد جزء منهم معه فوق السطح وجزء يبقوا حول المنزل فأجابه معظم الناس ولم أذن الفجر إذا بزوجته أم بلال ومعه الناس يقولون للرجال سنصلي الفجر ونأتي مكانكم لأن الطيران اتمر طيلة الليل فلما رأى صنيع النساء انصرف وكانت سنة بعد ذلك أوقفت هذا النوع من العدوان
_ أصيب ابن الشيخ الأكبر بلال وهو طالب علم وعلى خطا أبيه ثاني يوم من زواجه فقد أعلن النفير في الكتائب فنزل مسرعا وأصيب في تلك الليلة إصابة خطيرة لم يستط معها المشي ثلاث سنوات وهوالآن يعرج في مشيته
الشيخ محبوب من االجميع حتى من جيرانه النصارى فقد توفي أحدهم فوجد أبناؤه وصيته أنه لايقبل بأن يوزع أحدتركنه إلى الشيخ
كما أن الشيخ أحد أسباب انتشار التدين عند بعض شباب فتح لأنهم رأوا قادتهم يجلون الشيخ ويهرعون اليه ليصلح بينهم _هذا طبعا قبل الاستطاب الحالي _ كما يستغيثون به إذا حاصرهم شباب القسام _ وهذه إلى الآن _
للمعلومية ولمن لايعرف فإن حركة حماس لايمكنها اتخاذ أي قرار مهم دون المرور عل ى الهيئة الشرعية ومصادقتها عليه وقيادة حماس العليا تضم أربعة أعضاء من الهيئة الشرعية كلهم متخصصون في تخصصات شرعية دقيقة كما أنهم لا يكتفون بذلك بل يراسلون العلماء لأخذ رأيهم في كثير من القضايا المشكلة والمصيرية
كلام أغرب من الخيال لكنه الواقع هل يظن أحد أن بقاء هذه الحركة وثباتها على مبادئها بعد توفيق الله إلا بصدق رجالها ووضوح طريقها واجتهادها في التزام منهج الكتاب والسنة واحترام أهل العلم
أسأل الله لهم الثبات والسداد والنصر والتمكين
ولا أظن _ ولاأتألى على الله_ إلا أنهم والؤمنيين الصادقين معهم يحق عليهم
حديث لاتزال طائفة من أمتي عل الحق ظاهرين لايضرهم من خذلهم ولامن خالفهم ... فالوا فأينهم. قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس كما في بعض روايات الحديث والله أعلى وأعلم.
انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 11:45]ـ
الله أكبر .. لقد أجدت
وأحسنت
وجزاكم الله خيرا
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[02 - Jan-2009, صباحاً 12:20]ـ
دروس الورع:: للشيخ نزار ريان رحمه الله .. من غزة ..
http://muntada.islamtoday.net/t29810.html
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 04:39]ـ
كان الشيخ المحدث عبد الله السعد متأثر لفقد حين لقيته اليوم
يسترجع ويدعو له .. يسترجع ويدعو ..
وأخبرني ابن الشيخ سفر .. أنه أصابه الغم والحزن والتأثر الشديد فما يفتأ يدعو له طوال الوقت
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 05:14]ـ
بحث " وأظلمت المدينة " طبع في مكتبة دار المنهاج و يباع حالياً في جميع فروعها في المملكة
ـ[أم البررة]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 05:23]ـ
سيرة حقّ أن نتأملها كثيرًا، كثيرًا
جمعت بين العلم، والتأليف، والدعوة، والإصلاح، والقيادة، والجهاد، في ظل ظروف صعبة!
-حصل على الماجستير من كلية الشريعة الغراء بالجامعة الأردنية بعمان، الأردن، تخصص الحديث الشريف، وكتب في "الشهادة والشهيد" فجمع أحاديثهم من مطلق كتب السنة النبوية، وصنفتها موضوعياً، وخرجها، وحكم عليها بدرجتها، وذلك سنة: 1990 بتقدير "ممتاز".
سبحان الله، كتب في الشهادة، ونسأل الله أن يتقبله شهيدًا في سبيله!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 06:39]ـ
"استشهد -إن شاء الله- قبل بضع ساعات الشيخ المحدث نزار ريان،"
بارك الله فيك أخي الفاضل، لا وجه للاستثناء هنا، فكلامك عن الحكم الدنيوي، وهو شهيد بأحكام الدنيا ولا شك، أما أحكام الآخرة فهي التي نسأل الله أن يجعله فيها في خير منازل الشهداء، وأن يرحمه الله رحمة واسعة .. آمين.
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 08:17]ـ
الشيخ حاتم العوني وكلمته عن البطل نزار ريان
وصلتني اليوم رسالة من موقع الإسلام اليوم:
"لقد عرفت المجاهد البطل المحدث نزار ريان , الذي أسأل الله تعالى أن يكون قد تقبله في سادة الشهداء , لقد كان نبأ استشهاده متوقعا للأبطال الذين كان رمزا من رموزهم , وكم هو محزن للأمة فقدان أمثاله, لكن لنا في أبطال غزة العوض , ومن الله لأهله الصبر والإعانة والكفاية. (د/ الشريف حاتم العوني) ".
أتمنى أن نجمع عبارات أهل العلم عن هذا الأسد المجاهد
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 09:30]ـ
شرع الشيخ في تأليف كتاب في الأنساب سماه " فتح الوهاب في النسب والأنساب " بمثابة ذيل على كتاب الأنساب للسمعاني كما ذكر لي ذلك أحد تلامذته المقربين منه وأتم من خمس مجلدات تكلم في المجلدة الاولى عن فضل معرفة الأنساب وأهميتها وبعض قواعدها وهكذا, لكن يد الغدر والحقد اغتالته قبل أن يتمه
ـ[خَالِد]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 10:02]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 10:59]ـ
الحمد الذي جعل من امة محمد صلى الله عليه وسلم امثال هؤلاء الرجال (جمع بين جهاد العلم وجهاد البدن) وهذه من افضل الاعمال ... يذكرني بعلماء السلف ... اسأل الله ان يتغمده برحمته ويجعله من الشهداء
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Jan-2009, صباحاً 01:49]ـ
رحمهم الله برحمته الواسعة وجعلنا من أهل الشهادة.
ـ[أحمد السويد]ــــــــ[03 - Jan-2009, صباحاً 09:41]ـ
اللهم تقبَّله في الشهداء، ونور ضريحه، وأنزله جنة الفردوس ..
اللهم كن لأهل غزة نصيراً ووكيلاً، وخذ اليهود وأعوانهم أخذاً وبيلاً ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Jan-2009, صباحاً 11:57]ـ
إن طالب العلم ليستحي عند قراءة هذه السيرة التي جمعت بين العلم والعمل، وعلى رأس هذا العمل ذروة سنام الإسلام: الجهاد.
(أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده)، والأمثلة كثيرة على علماء من السلف مثل ذلك: عبدالله بن المبارك، شيخ الإسلام، وغيرهم. ولكن من كان عنده كتاب "نكت القرآن" الذي صدر مؤخراً، للإمام القصار - رحمه الله -، فليقرأ ترجمته فهو نموذج آخر مشرق للعالم الإمام المجاهد بعلمه وعمله، ولا سبيل للعزة إلا إذا رأينا القدوات تتقدم لتترجم أقوالها إلى أفعال.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 12:00]ـ
والعلامة الشهيد الدمياطي أيضا
صاحب كتاب مشارع الأشواق
والإمام الشافعي والبخاري وغيرهم من أهل الثغور
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 01:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اغفر له وارحمه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد.
اللهم انصر اخواننا اهل غزة، اللهم قاتل الكفرة من أهل الكتاب.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 01:53]ـ
جزاكم الله خيراً , وأيضاً العالم المجاهد ابن جزي صاحب كتاب التسهيل في تفسير القرآن فلقد استشهد مجاهداً في سبيل الله في إحدى الغزوات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 02:13]ـ
إن طالب العلم ليستحي عند قراءة هذه السيرة التي جمعت بين العلم والعمل، وعلى رأس هذا العمل ذروة سنام الإسلام: الجهاد.
(أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده)، والأمثلة كثيرة على علماء من السلف مثل ذلك: عبدالله بن المبارك، شيخ الإسلام، وغيرهم. ولكن من كان عنده كتاب "نكت القرآن" الذي صدر مؤخراً، للإمام القصار - رحمه الله -، فليقرأ ترجمته فهو نموذج آخر مشرق للعالم الإمام المجاهد بعلمه وعمله، ولا سبيل للعزة إلا إذا رأينا القدوات تتقدم لتترجم أقوالها إلى أفعال.
صدقت وبررت ..
وتاريخنا زاخر بهؤلاء القدوات، كما ذكرت وزذكر الإخوة أمثلة لهم.
ولم تخل الأمة في العصور المتأخرة عمن يحيي نهج أولئك، فالخير ماضٍ في الأمة، ومن أولئك محمد إسماعيل الدهلوي، وأحمد عرفان البريلوي، وعز الدين القسام.
والله إن الإنسان يحقر نفسه عندما يقرأ سير أولئك الكبار، نسأل الله أن يهدينا ويسددنا ويبلغنا!
لقد هز حدث الفقيد أعماق فؤادي، كما لو توفي أعز الناس لي، عندما قرأت سيرته، وشاهدت صوره وحوله المقاتلون المقنعون، وهو من بينهم مرفوع الرأس بلا قناع مخضوب اللحية الوافرة، وأكبرت فيه عمله بالحديث وتعليمه، وموقفه الصارم من الرافضة، فنسأل الله له الرحمة والرفعة ولبلده بالخلف والنصر.
لست أبكيكمُ ولكن علينا _ _ _ نحن في ذلنا يصح البكاءُ
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[05 - Jan-2009, صباحاً 12:35]ـ
صدقت وبررت ..
وتاريخنا زاخر بهؤلاء القدوات، كما ذكرت وزذكر الإخوة أمثلة لهم.
ولم تخل الأمة في العصور المتأخرة عمن يحيي نهج أولئك، فالخير ماضٍ في الأمة، ومن أولئك محمد إسماعيل الدهلوي، وأحمد عرفان البريلوي، وعز الدين القسام.
والله إن الإنسان يحقر نفسه عندما يقرأ سير أولئك الكبار، نسأل الله أن يهدينا ويسددنا ويبلغنا!
لقد هز حدث الفقيد أعماق فؤادي، كما لو توفي أعز الناس لي، عندما قرأت سيرته، وشاهدت صوره وحوله المقاتلون المقنعون، وهو من بينهم مرفوع الرأس بلا قناع مخضوب اللحية الوافرة، وأكبرت فيه عمله بالحديث وتعليمه، وموقفه الصارم من الرافضة، فنسأل الله له الرحمة والرفعة ولبلده بالخلف والنصر.
لست أبكيكمُ ولكن علينا _ _ _ نحن في ذلنا يصح البكاءُ
صدقت والله أخي والله إنه شيخنا وحبيبنا رحمه الله وأدخله الفردوس الأعلى
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 11:47]ـ
.... الشيخ المحدث نزار ريان، من مشايخ الحديث البارزين في غزة،.
الشيخ حاتم العوني وكلمته عن البطل نزار ريان
وصلتني اليوم رسالة من موقع الإسلام اليوم:
"لقد عرفت المجاهد البطل المحدث نزار ريان ,
تابع
نقل الشيخ أحمد شاكر في (شرح ألفية السيوطي): (ص/186) قول التاج السبكي في (معيد النعم): "من الناس فرقة ادعت الحديث فكان قصارى أمرها النظر في مشارق الأنوار للصاغاني، فإن ترفعت فإلى مصابيح البغوي، وظنت أنها بهذا القدر تصل إلى درجة المحدثين! وما ذلك إلا بجهلها بالحديث، فلو حفظ من ذكرناه هذين الكتابين عن ظهر قلب وضم إليهما من المتون مثليهما ـ: لم يكن محدثاً، ولا يصير بذلك محدثاً حتى يلج الجمل في سم الخياط! فإن رامت بلوغ الغاية في الحديث ـ على زعمها ـ اشتغلت بجامع الأصول لابن الأثير، فإن ضمت إليه كتاب علوم الحديث لابن الصلاح أو مختصره بالتقريب للنووي ونحو ذلك، وحينئذ يُنادى من انتهى إلى هذا المقام: محدث المحدثين وبخاريّ العصر! وما ناسب هذه الألفاظ الكاذبة، فإنَّ من ذكرناه لا يعد محدثاً بهذا القدر، وإنما المحدث: من عرف الأسانيد والعلل، وأسماء الرجال، والعالي والنازل، وحفظ مع ذلك جملة مستكثرة من المتون، وسمع الكتب الستة ومسند أحمد بن حنبل وسنن البيهقي ومعجم الطبراني، وضم إلى هذا القدر ألف جزء من الأجزاء الحديثية، وهذا أول درجاته، فإذا سمع ما ذكرناه وكتب الطباق ودار على الشيوخ وتكلم في العلل والوفيات والأسانيد-: كان في أول درجات المحدثين، ثم يزيد الله من يشاء ما يشاء) اهـ.
قال الشيخ أحمد شاكر في نفس الموضع: (وأما عصرنا هذا فقد ترك الناس فيه الرواية جملة، ثم تركوا الاشتغال بالأحاديث إلا نادراً، وقليل أن ترى منهم من هو أهل لأن يكون طالباً لعلوم السنة، وهيهات أن تجد من يصلح أن يكون محدثاً. وأما الحفظ فإنه انقطع أثره، وختم بالحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله، ثم قارب السخاوي والسيوطي أن يكونا حافظين، ثم لم يبق بعدهما أحد) اهـ.
هذا الكلام قرأته قبل عشر سنوات تقريباً، وكان يراود أفكاري ويزاحمها، كلما سمعت أو قرأت لأحد الناشئة الصغار = تفخيماً لشيخ معاصر لم يبلغ في الحفظ معشار ما بلغه السخاوي والسيوطي ثم تراه يضفي عليه لقب: (حافظ العصر أسند السنة الهمام شيخ الإسلام) وما ناسب هذه الألفاظ الكاذبة على قول السبكي.
ومن باب الإنصاف يقال: إن مثل هذا الشيخ قد يلقب بالمحدث؛ ولكن الأغرب والأعجب أن يلقب بذلك من هو دونه في العلم والاشتغال بالسنة النبوية بدرجات .. !! وأصبحنا نرى في المنتديات كثيراً من هذه الألقاب: كالمحدث .. ، وفقيه الأمة ... ، و .. و .. إلخ. يلقبون بها (بعض) من يكتب في هذه المنتديات!! على مسمع منهم ومرأى!!؟؟ ولا نرى منهم منكراً لهذا المنكر القبيح!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[27 - Jun-2009, صباحاً 12:07]ـ
اللهم اغفر له وارحمه وتقبله في الشهداء واخلفه في أهله وأمته بخير ..
هنيئاً .. جمع بين الجهاد بالبيان .. والجهاد بالسنان ..
جزيت خيراً يا شيخ محمد ..(/)
خطوات عملية تجاه غزة
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[02 - Jan-2009, صباحاً 03:07]ـ
خطوات عملية تجاه غزة
المجيب د. الشريف حاتم بن عارف العوني
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شيخنا الكريم، لعلكم شاهدتم وسمعتم ما جرى لإخواننا في غزة، وسؤالي هو: ما واجبنا تجاه إخواننا المتضررين في غزة؟ وما حقهم علينا؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أولاً: لابد من بقاء الضمير حيًّا باستمرار متابعة الحدث قلبا وقالباً، ولا يقول المسلم: ما دمت عاجزاً فلأتجاهل الواقع المرّ. ولكن مع وجوب معايشة هذا الواقع لضمان استشعار واجب النصرة، فلابد من ضبط المشاعر لتقود إلى ما فيه المنفعة، لا للحماس المفرط الذي لا فائدة فيه.
ثانياً: التبرع المادي لأهلنا في غزة عن طريق الجهات التي تستقبل التبرعات، مثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
ثالثاً: يُكتب ويُبرق للمسؤولين بضرورة الوقفة الحازمة التي يقدرون عليها دون تقصير.
رابعاً: يكتب للمسؤولين باقتراح فتح باب التبرع على المستوى الشعبي؛ ليبذل كل شخص ما يستطيعه.
خامساً: يُكتب لوسائل الإعلام (الفضائيات والإذاعات) بأن تتحمل مسؤولية الأمة في هذا الوقت، ولتقم بواجباتها في أن تُسمع العالم صراخنا ومظلمتنا، كما عليها أن ترحم أمتنا في هذا الوقت من إلهائها بالمجون واللامسؤولية، ولنكن جادين ولو في هذا الحدث فقط!
سادساً: التوبة والاستغفار من ذنوبنا الخاصة، فربَّ توبة رفعت عقوبة، ومن كان عاجزاً عن مغالبة شهوته الآن ما أعجزه عن مواجهة عدوه غداً.
سابعاً: الدعاء والضراعة لله تعالى بالدفع عن إخواننا وبنصرهم.
ثامناً: كل على قدر إمكانيته: من كتابة مقال، ومن خطبة، ومن بيان للمسلمين لوسائل النصرة السابقة وأمثالها، وحث لهم على التزامها.
المصدر: http://islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-174963.htm(/)
ما حكم شراء الكلاب من الكفار؟
ـ[حمد]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 02:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
من المعلوم أنه لا يجوز لمسلم أن يبيع كلباً -وإن كان لصيد أو حراسة-
لكن هل يجوز أن أشتريه من كافر؟(/)
ماحكم هذه الصلاة والسلاة
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[03 - Jan-2009, صباحاً 10:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض من العلماء في وقت متعين مثلا يعد صلاة العشاء يجلسون في مجلس مع تلامذتهم ومتبعيهم ويأمرون أحدا منهم لتلاوة كل التشهدات والتسليمات التي وردت في الاحاديث وكل جالس في هذا المجلس يسمع بالسكوت وبعد اختتام هذه الصلاة والسلام يدعواهذاالعالم المقتدي بصوت عال وكلهم يقول علي أدعيته امين
المطلوب السوال عن حكم هذاالعمل
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 01:12]ـ
الحق أن هذا الإجتماع لا يجوز فهو من باب البدعة فضلا عن أن يتخذ عادة إذ اتخاذه عادة يرمي به فى حقل البدعة والله أعلم
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 09:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهو الدليل لكونه بدعة
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
سؤال بخصوص نسب وتاريخ
ـ[حسن الحربي]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 03:59]ـ
اتمنى من يعرف أي شئ عن محافظة القنفذة سواء في النسب أو في تاريخها وخصوصا قبيلة آل عيسى وأنا من أفرادها، يفيدني عن ذلك.
واستفساري عن من كتب في تاريخها وفي نسبها سواء كتب أو أشخاص من النسابة والمؤرخين.
فقل لي أيه القارئ لموضوعي عسى ان أظفر منك بما يفيدني في هذ الشأن وللجميع الشكر والتوفيق.
أخوكم/حسن الحربي(/)
أيها العضو!!!!! كن عدلا
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 11:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ..... أما بعد ....
أرجو من الأعضاء المباركين قبل أن يكتبوا أي شيء أن يدققوا في كتاباتهم جيدا ....
و أن يتفهموا معاني ما يكتبون، ومدى تأثير تلك الكتابة في الناس ....
و أيضا التثبت فيما ينقلون عن الغير في الغير ......
كذلك التريث في إصدار الاحكام على الغير بسلب أو إيجاب من غير استعجال ....
و أعظم شيء أريد التنبيه إليه وقد يكون في صالح أخي العضو و أختي العضوة وهو
أيها العضو يجب أن يكون كلامك دقيقا صحيحا سليما موافقا للأصول و القواعد الشرعية، وذلك كي لا تندم و تريد بعد ذلك الخروج من عهدته والإقالة منه ....
فرب في الإبطاء براعة .....
قال الإمام ابن الجوزي - رحمة الله عليه - {اعلم أن أصلح الأمور الإعتدال في كل شيء} الصيد.
فكن أيها العضو عدلا في أخوتك لأخيك ....
كن عدلا في احكامك على الآخرين ....
كن عدلا في أقوالك و أفعالك ...
كن عدلا في نقدك للآخرين ....
كن عدلا في كتاباتك ....
كن عدلا في نقولك عن الغير ....
كن عدلا في دعوتك للآخرين ....
كن عدلا في كل شؤونك الحياتية ...
و الله المستعان
محبكم دائما
فيصل بن المبارك أبو حزم
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 12:51]ـ
نصحٌ طيّب، و كلامٌ جيّد
حبذا التزمه الجميع؛ فيَسلمون في الآخرة يوم تُسأل كل نفسٍ عما صدر عنها و بدر منها
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[04 - Jan-2009, مساء 02:32]ـ
أحسن الله إليك أخي الدكتور خليل ....
ـ[خلوصي]ــــــــ[06 - Jan-2009, صباحاً 09:42]ـ
جعلت شعاري قول الإمام الشافعي:
من نال مني أو علقت بذمته ... سامحته لله راجي منته
كي لا أعوّق مسلما يوم الجزا ... ء و لا أسو محمدا في أمته(/)
ثبتوا الموضوع وادعوا معي لإخوانكم في غزة .. فهم في كرب شديد
ـ[العرب]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 12:24]ـ
اللهم كن مع أهلنا في غزة يارب العالمين
اللهم فرج كربهم و انصرهم على عدوك و عدوهم يا الله
اللهم كن لهم عونًا و نصيرا
اللهم عليك بيهود اللهم اشدد وطأتك عليهم
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 12:42]ـ
اللهم فرج كربهم وانصرهم يا حي يا قيوم ..
إحدى الأخوات في فلسطين تقول: إن الوضع عندهم لا يُحتمل فلا ماء ولا أكل ولا مساكن ... ولا حول ولا قوة إلا بالله .. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 08:48]ـ
اللهمّ احفظ أهلنا المجاهدين و المرابطين و المستضعفين في غزة الصابرة الصامدة، المنتصرة بإذن الله
اللهمّ أهلِك اليهود المعتدين المحتلين أرضنا و مقدساتنا، و طهِّر الأرض المباركة من دنسهم و عُتوّهم
اللهمّ أهلكهم و أهلِك أعوانهم الفجرة في كل مكان
إخواني: الدعاء مِنّا لا يكفي وحده، و لن نُعذَر به يوم الحساب، و ليُقدِّم كلٌ منا ما يقدر عليه من مال و غيره لمن يستطيع إيصاله لأهل غزة المجاهدة
و كذا علينا شرح قضيتهم و مأساتهم لمن حولنا، و لندفع الافتراءات المثارة زوراً في حقهم
فذلك أقل ما نقدمه لإخواننا في الدين و الجيرة و الإنسانية؛ عسى الله أن يقبل عذرنا
* * *
بُشريات النصر تتوالى بفضل الله
و الحمد لله ثم الحمد لله: فالمقاتلون المجاهدون تصَدَّوَا ليلة أمس للهجوم الصهيوني البري ببسالة و ثبات، و أخبار القنوات الفضائية تترى بسقوط عشرات القتلى و الجرحى اليهود
و الله ناصرٌ عباده المجاهدين، و مُتِمّ نوره و لو كره الكافرون و المنافقون(/)
تسأولات ... عن حقيقة الغرور
ـ[ناريمان]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 02:18]ـ
تساؤلات عن حقيقة ابليس
كلنا يعلم مبدئيآ ان ابليس خلق من نار وانه من الجن وانه عصى امر الله وانه يغوي البشر الى ان تقوم الساعة
لكن في الايه (واذا قال ربك للملائكة اسجدوا لاادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه) نجد الخطاب في هذة الايه موجه
للملائكة فقط ولم يوجه لابليس.
فكيف يحاسب ابليس عن عصيان امر السجود وهو لم يوجه له بحكم اختلافه عن الملائكة؟
ام ان ابليس من الملائكة؟
واذا كان محسوب على الملائكة فلماذا لم يسجد والملائكة مخلوقات مسيرة ولاسبيل لها ان تعصي الله؟
ام انه جني ارتقى لدرجة الملائكة ثم عصى الله وكيف يعصى الله وقد وصل الى هذه الدرجة من القرب من الله،ام قدر عليه عصيان الله فيحاسب بامر خارج اردته؟
معروف ان السجود عبادة توجه للخالق، فلماذا تؤمرالملائكة بالسجود ل ادم المخلوق ام ان السجود هنا غير داخل في العبادة؟
ثم يرد في الاية (كان من الجن) قد يكون معنى كان اصبح اي ان ابليس اصبح من الجن بعد العصيان وسابقا كان من الملائكة فهل هو المقصود؟
ام ان (كان من الجن) اتت بمعنى اذ هو من الجن اي انه من الجن اصلا واذا كان كذلك فلماذا وجد مع الملائكة وهو يختلف عنهم في الخلق والتسير؟
مالذي يفعله هذا الجني مع الملائكة وما الذي ابقاه مع الملائكة وقت خلق ادم؟
معلوم ان ابليس خلق من نار وانه روح فقط بدون جسد فكيف يعذب بالنار والنار تختص بحرق الاشياء المادية المحسوسة وليست الارواح؟
كما في هذه الايه (كلما نضجت جلودهم بدلناهم بجلود غيرها) اذن النار تحرق الجلد فتتألم الروح المتعلقة بهذا الجسد ولكن ابليس مخلوق
روحي لا جسد له فكيف يتألم من النار ام ان الله سيخلق له جسد ثابت يوم القيامة؟
بمعنى اخر ابليس ليستطيع التأثير على بني ادم خلق من خصائص مختلفة عن بني ادم فكيف يتعذب بالطريقة اللتي يتعذبون بها؟
ثم هل سيموت ابليس عند قيام الساعة؟ كيف؟
هل ابليس يمثل العدو الروحي للجنس البشري ام ان ابليس هو الجانب الشرير في الطبيعة البشرية؟
ـ[ناريمان]ــــــــ[05 - Jan-2009, صباحاً 04:27]ـ
لازلت بالانتظااار(/)
أفتونا في فريق منصف بن عبد الجليل
ـ[جمال السبني]ــــــــ[04 - Jan-2009, صباحاً 02:49]ـ
قرأتُ في إحدى المقالات، عن فريق عمل مكون من (د. منصف بن عبد الجليل، د. عبد المجيد الشرفي، د. رجاء بن سلامة)، يعمل على مشروع يرمي إلى تحقيق نص القرآن بالاعتماد على مصاحف قديمة مثل مصاحف صنعاء .. فمن هم هؤلاء؟ وما هي غايتهم؟ ماذا يعرف الإخوة والشيوخ الكرام عن ذلك المشروع؟ وهل له خطورة؟
أفتونا، أيها الفضلاء .. وجزاكم الله خيرا، ولا حرمكم من الأجر والثواب.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[06 - Jan-2009, صباحاً 06:51]ـ
بحثتُ ثانية عن الموضوع، فوجدت في ملتقى أهل التفسير بحثا عن ذلك المشروع وسلبياته، بقلم الأخ: د. محمد محمود كالو، بعنوان "مشروع (المصحف وقراءاته)؟! ". على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=14212
أو لعلّه مشروع آخر. وهو يتحدث عن (د. عبد المجيد الشرفي) كرئيس للمشروع، ولا يذكر منصف بن عبد الجليل ولا رجاء بن سلامة.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[06 - Jan-2009, صباحاً 09:51]ـ
تحقيق نص القرآن (!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!)
يا عَجَبَا(/)
عظماء على فراش الموت
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[05 - Jan-2009, صباحاً 12:16]ـ
لما إحتضر أبو بكر الصديق رضى الله عنه وأرضاه حين وفاته قال: (و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)
و قال لعائشة:
إنظروا ثوبى هذين , فإغسلوهما و كفنونى فيهما , فإن الحى أولى بالجديد من الميت
و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضى الله عنه قائلاً:
إنى أوصيك بوصية , إن أنت قبلت عنى: إن لله عز و جل حقا بالليل لا يقبله بالنهار , و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة , و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه فى الآخرة بإتباعهم الحق فى الدنيا , و ثقلت ذلك عليهم , و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا , و إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة بإتباعهم الباطل , و خفته عليهم فى الدنيا و حق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفاً
ولما طعن عمر
.. جاء عبدالله بن عباس , فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس , و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس , و قتلت شهيدا و لم يختلف عليك اثنان , و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك راض
فقال له: أعد مقالتك فأعاد عليه , فقال: المغرور من غررتموه , و الله لو أن لى ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع
و قال عبدالله بن عمر: كان رأس عمر على فخذى فى مرضه الذى مات فيه
فقال: ضع رأسى على الأرض
فقلت: ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذى؟!
فقال: لا أم لك , ضعه على الأرض
فقال عبدالله: فوضعته على الأرض
فقال: ويلى وويل أمى إن لم يرحمنى ربى عز و جل
أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه و أرضاه
قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته:
لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين
اللهم إنى أستعديك و أستعينك على جميع أمورى و أسألك الصبر على بليتى
ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقاً مقفلاً؛ ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها (هذه وصية عثمان)
بسم الله الرحمن الرحيم
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق
و أن الله يبعث من فى القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد
عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث إن شاء الله
أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه
بعد أن طعن على رضى الله عنه
قال: ما فعل بضاربى؟
قالو: أخذناه
قال: أطعموه من طعامى , و اسقوه من شرابى , فإن أنا عشت رأيت فيه رأيى , و إن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها
ثم أوصى الحسن أن يُغسله و قال: لا تغالى فى الكفن فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: لاتغالوا فى الكفن فإنه يسلب سلباً سريعاً
و أوصى: إمشوا بى بين المشيتين لا تسرعوا بى , و لا تبطئوا , فإن كان خيراً عجلتمونى إليه , و إن كان شراً ألقيتمونى عن أكتافكم
معاذ بن جبل رضى الله عنه و أرضاه
الصحابى الجليل معاذ بن جبل .. حين حضرته الوفاة ..
و جاءت ساعة الإحتضار .. نادى ربه ... قائلاً .. :
يا رب إننى كنت أخافك , و أنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أننى ما كنت أحب الدنيا لجرى الأنهار , و لا لغرس الأشجار .. و إنما لظمأ الهواجر , و مكابدة الساعات , و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم
بلال بن رباح رضى الله عنه و أرضاه
حينما أتى بلالا الموت .. قالت زوجته: وا حزناه ..
فكشف الغطاء عن وجهه و هو فى سكرات الموت .. و قال: لا تقولى واحزناه , و قولى وا فرحاه
ثم قال: غداً نلقى الأحبة .. محمدا و صحبه
سلمان الفارسى رضى الله عنه و أرضاه
بكى سلمان الفارسى عند موته , فقيل له: ما يبكيك؟
فقال: عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب , و حولى هذه الأزواد
و قيل: إنما كان حوله إجانة و جفنة و مطهرة!
الإجانة: إناء يجمع فيه الماء
الجفنة: القصعة يوضع فيها الماء و الطعام
المطهرة: إناء يتطهر فيه
الصحابى الجليل عبدالله بن مسعود رضى الله عنه
لما حضر عبدالله بن مسعود الموت دعا إبنه فقال:
يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود , إنى أوصيك بخمس خصال , فإحفظهن عنى:
* أظهر اليأس للناس , فإن ذلك غنى فاضل
(يُتْبَعُ)
(/)
* و دع مطلب الحاجات إلى الناس , فإن ذلك فقر حاضر
* و دع ما تعتذر منه من الأمور , و لا تعمل به
* و إن إستطعت ألا يأتى عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس , فإفعل
* و إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع , كأنك لا تُصلى بعدها
الحسن بن على سبط رسول الله و سيد شباب أهل الجنة رضى الله عنه
لما حضر الموت بالحسن بن على رضى الله عنهما , قال:
أخرجوا فراشى إلى صحن الدار , فأخرج فقال:
اللهم إنى أحتسب نفسي عندك , فإنى لم أصب بمثلها!
الصحابى الجليل معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه
قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله: أجلسونى ..
فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. , ثم بكى .. و قال:
الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الإنحطام و الإنهدام .. , أما كان هذا و غض الشباب نضير ريان؟!
ثم بكى و قال:
يا رب , يا رب , أرحم الشيخ العاصى ذا القلب القاسى .. اللهم أقل العثرة و أغفر الزلة .. و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثق بأحد سواك ...
ثم فاضت رضى الله عنه
الصحابى الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه
حينما حضر عمرو بن العاص الموت .. بكى طويلا .. و حول وجهه إلى الجدار , فقال له إبنه:ما يبكيك يا أبتاه؟ أما بشرك رسول الله ....
فأقبل عمرو رضى الله عنه إليهم بوجهه و قال: إن أفضل ما نعد ... شهادة أن لا إله إلا الله , و أن محمدا رسول الله ..
إني كنت على أطباق ثلاث ..
لقد رأيتنى و ما أحد أشد بغضاً لرسول الله صلى الله عليه و سلم منى , و لا أحب إلى أن أكون قد إستمكنت منه فقتلته , فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار .....
فلما جعل الله الإسلام فى قلبى , أتيت النبى صلى الله عليه و سلم فقلت: إبسط يمينك فلأبايعنك , فبسط يمينه , قال: فقضبت يدى ..
فقال: ما لك يا عمرو؟
قلت: أردت أن أشترط
فقال: تشترط ماذا؟
قلت: أن يغفر لى
فقال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله , و أن الهجرة تهدم ما كان قبلها , و أن الحج يهدم ما كان قبله؟
و ما كان أحد أحب إلى من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى فى عينى منه , و ما كنت أطيق أن أملأ عينى منه إجلالا له , و لو قيل لى صفه لما إستطعت أن أصفه , لأنى لم أكن أملأ عينى منه ,
و لو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ,
ثم ولينا أشياء , ما أدرى ما حالى فيها؟
فإذا أنا مت فلا تصحبنى نائحة و لا نار , فإذا دفنتمونى فسنوا على التراب سنا ثم أقيموا حول قبرى قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها , حتى أستأنس بكم , و أنظر ماذا أراجع به رسل ربى؟
الصحابى الجليل أبو موسى الأشعرى رضى الله عنه
لما حضرت أبا موسى - رضى الله عنه - الوفاة , دعا فتيانه , و قال لهم:
إذهبوا فإحفروا لى و أعمقوا ...
ففعلوا ..
فقال: اجلسوا بى , فو الذى نفسى بيده إنها لإحدى المنزلتين , إما ليوسعن قبرى حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا , و ليفتحن لى باب من أبواب الجنة , فلأنظرن إلى منزلى فيها و إلى أزواجى , و إلى ما أعد الله عز و جل لى فيها من النعيم , ثم لأنا أهدى إلى منزلى فى الجنة منى اليوم إلى أهلى , و ليصيبنى من روحها و ريحانها حتى أُبعث
و إن كانت الأخرى ليضيقن على قبرى حتى تختلف منه أضلاعى , حتى يكون أضيق من كذا و كذا , و ليفتحن لى باب من أبواب جهنم , فلأنظرن إلى مقعدى و إلى ما أعد الله عز و جل فيها من السلاسل و الأغلال و القرناء , ثم لأنا إلى مقعدى من جهنم لأهدى منى اليوم إلى منزلى , ثم ليصيبنى من سمومها و حميمها حتى أُبعث
سعد بن الربيع رضى الله عنه
لما إنتهت غزوة أحد .. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع؟
فدار رجل من الصحابة بين القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه .. فناداه .. : ماذا تفعل؟
فقال: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني لأنظر ماذا فعلت؟
فقال سعد:
إقرأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم منى السلام و أخبره أنى ميت و أنى قد طعنت إثنتى عشرة طعنة و أنفذت فى , فأنا هالك لا محالة , و إقرأ على قومى من السلام و قل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و فيكم عين تطرف
عبدالله بن عمر رضى الله عنهما
قال عبدالله بن عمر قبل أن تفيض روحه:
ما آسى من الدنيا على شىء إلا على ثلاثة:
(يُتْبَعُ)
(/)
ظمأ ا لهواجر ومكابدة الليل و مراوحة الأقدام بالقيام لله عز و جل ,
و أنى لم أقاتل الفئة الباغية التى نزلت
(و لعله يقصد الحجاج و من معه)
عبادة بن الصامت رضى الله عنه و أرضاه
لما حضرت عبادة بن الصامت الوفاة، قال:
أخرجوا فراشى إلى الصحن
ثم قال:
اجمعوا لي موالى و خدمى و جيرانى و من كان يدخل على
فجمعوا له .... فقال:
إن يومى هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتى على من الدنيا، و أول ليلة من الآخرة، و إنه لا أدرى لعله قد فرط منى إليكم بيدي أو بلساني شيء، و هو والذي نفس عبادة بيده، القصاص يوم القيامة، و أحرج على أحد منكم فى نفسه شىء من ذلك إلا إقتص منى قبل أن تخرج نفسى
فقالوا: بل كنت والداً و كنت مؤدباً
فقال: أغفرتم لى ما كان من ذلك؟
قالوا: نعم
فقال: اللهم أشهد ... أما الآن فاحفظوا وصيتى ...
أحرج على كل إنسان منكم أن يبكى، فإذا خرجت نفسى فتوضئوا فأحسنوا الوضوء، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلى ثم يستغفر لعبادة و لنفسه، فإن الله عز و جل قال: و إستعينوا بالصبر و الصلاة و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين ... ثم أسرعوا بى إلى حفرتى، و لا تتبعونى بنار
الإمام الشافعى رضى الله عنه
دخل المزنى على الإمام الشافعى فى مرضه الذي توفى فيه
فقال له: كيف أصبحت يا أبا عبدالله؟!
فقال الشافعى:
أصبحت من الدنيا راحلاً , و للإخوان مفارقاً , و لسوء عملي ملاقياً , و لكأس المنية شارباً , و على الله وارداً , و لا أدرى أروحى تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشأ يقول:
و لما قسا قلبى و ضاقت مذاهبى
جعلت رجائى نحو عفوك سلما
تعاظمنى ذنبى فلما قرنته
بعفوك ربى كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
تجود و تعفو منة و تكرماً
الحسن البصرى رضى الله عنه و أرضاه
حينما حضرت الحسن البصرى المنية
حرك يديه و قال:
هذه منزلة صبر و إستسلام!
عبدالله بن المبارك
العالم العابد الزاهد المجاهد عبدالله بن المبارك , حينما جاءته الوفاة إشتدت عليه سكرات الموت
ثم أفاق .. و رفع الغطاء عن وجهه و إبتسم قائلا:
لمثل هذا فليعمل العاملون .... لا إله إلا الله ....
ثم فاضت روحه
الفضيل بن عياض
العالم العابد الفضيل بن عياض الشهير بعابد الحرمين
لما حضرته الوفاة , غشى عليه , ثم أفاق و قال:
وا بعد سفراه ...
وا قلة زاداه ... !
الإمام العالم محمد بن سيرين
روى أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة , بكى , فقيل له: ما يبكيك؟
فقال: أبكي لتفريطى فى الأيام الخالية و قلة عملى للجنة العالية و ما ينجينى من النار الحامية
الخليفة العادل الزاهد عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه
لما حضر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز الموت قال لبنيه و كان مسلمة بن عبدالملك حاضراً:
يا بنى , إنى قد تركت لكم خيراً كثيراً لا تمرون بأحد من المسلمين و أهل ذمتهم إلا رأو لكم حقاً
يا بنى , إنى قد خيرت بين أمرين , إما أن تستغنوا و أدخل النار , أو تفتقروا و أدخل الجنة , فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلى , قوموا عصمكم الله ... قوموا رزقكم الله ...
قوموا عنى , فإنى أرى خلقاً ما يزدادون إلا كثرة , ما هم بجن و لا إنس ..
قال مسلمة: فقمنا و تركناه , و تنحينا عنه , و سمعنا قائلاً يقول: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الأرض و لا فساداً و العاقبة للمتقين
ثم خفت الصوت , فقمنا فدخلنا , فإذا هو ميت مغمض مسجى!
الخليفة المأمون أمير المؤمنين رحمه الله
حينما حضر المأمون الموت قال:
أنزلوني من على السرير.
فأنزلوه على الأرض ...
فوضع خده على التراب و قال:
يا من لا يزول ملكه ... إرحم من قد زال ملكه ... !
أمير المؤمنين عبدالملك من مروان رحمه الله
يروى أن عبدالملك بن مروان لما أحس بالموت قال: إرفعونى على شرف , ففعل ذلك , فتنسم الروح , ثم قال:
يا دنيا ما أطيبك!
إن طويلك لقصير ...
و إن كثيرك لحقير ...
و إن كنا منك لفى غرور ... !
هشام بن عبدالملك رحمه الله
لما إحتضر هشام بن عبدالملك , نظر إلى أهله يبكون حوله فقال: جاء هشام إليكم بالدنيا و جئتم له بالبكاء , ترك لكم ما جمع و تركتم له ما حمل , ما أعظم مصيبة هشام إن لم يرحمه الله
أمير المؤمنين الخليفة المعتصم رحمه الله
قال المعتصم عند موته:
(يُتْبَعُ)
(/)
لو علمت أن عمرى قصير هكذا ما فعلت ... !
أمير المؤمنين الخليفة الزاهد المجاهد هارون الرشيد
لما مرض هارون الرشيد و يئس الأطباء من شفائه ... و أحس بدنو أجله .. قال: أحضروا لى أكفاناً فأحضروا له .. فقال:
احفروا لى قبراً ...
فحفروا له ... فنظر إلى القبر و قال:
ما أغنى عنى مالية ... هلك عنى سلطانية ... !
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحمد لله الواحد العلام
و على النبى الكريم الصلاة و السلام
أما بعد ..
فهذا ما تيسر جمعه من على فراش الموت ..
جمعتها تذكرة لنفسى أولا و لإخوانى .. لنأخذ منها العظة .. و لنتذكر حقيقة هذه الدنيا ...
و خير ختام لهذه الحلقات .. اللحظات الأخيرة على فراش موت النبى عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام ...
فى يوم الإثنين الثانى عشر من ربيع الأول للسنة الحادية عشرة للهجرة
كان المرض قد أشتد برسول الله صلى الله عليه و سلم، و سرت أنباء مرضه بين أصحابه، و بلغ منهم القلق مبلغه، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أوصى أن يكون أبو بكر إماما لهم، حين أعجزه المرض عن الحضور إلى الصلاة
و فى فجر ذلك اليوم و أبو بكر يُصلى بالمسلمين، لم يفاجئهم و هم يُصلون إلا رسول الله و هو يكشف ستر حجرة عائشة، و نظر إليهم و هم في صفوف الصلاة، فتبسم مما رآه منهم فظن أبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يُريد أن يخرج للصلاة، فأراد أن يعود ليصل الصفوف، و هم المسلمون أن يفتتنوا فى صلاتهم، فرحاً برسول الله صلى الله عليه و سلم
فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم، و أومأ إلى أبى بكر ليكمل الصلاة، فجلس عن جانبه و صلى عن يساره ....... و عاد رسول الله إلى حجرته، و فرح الناس بذلك أشد الفرح، و ظن الناس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أفاق من وجعه، و إستبشروا بذلك خيرا ...
و جاء الضحى .. و عاد الوجع لرسول الله صلى الله عليه و سلم، فدعا فاطمة .. فقال لها سرا أنه سيقبض فى وجعه هذا .. فبكت لذلك .. ، فأخبرها أنها أول من يتبعه من أهله، فضحكت ...
و إشتد الكرب برسول الله صلى الله عليه و سلم .. و بلغ منه مبلغه ... فقالت فاطمة: واكرباه ... فرد عليها رسول الله قائلا: لا كرب على أبيك بعد اليوم
و أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم وصيته للمسلمين و هو على فراش موته: الصلاة الصلاة .. و ما ملكت أيمانكم ...... الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم .... و كرر ذلك مراراً ......
و دخل عبد الرحمن بن أبى بكر و بيده السواك، فنظر إليه رسول الله، قالت عائشة: آخذه لك .. ؟، فأشار برأسه أن نعم ... فإشتد عليه ... فقالت عائشة: ألينه لك ... فأشار برأسه أن نعم ... فلينته له ...
و جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل يديه فى ركوة فيها ماء، فيمسح بالماء وجهه و هو يقول: لا إله إلا الله ... إن للموت لسكرات ...
و فى النهاية ... شخص بصر رسول الله صلى الله عليه و سلم ... و تحركت شفتاه قائلا: .... مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين، اللهم إغفر لى و إرحمنى ... و ألحقنى بالرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى
اللهم الرفيق الأعلى
اللهم الرفيق الأعلى
و فاضت روح خير خلق الله .. فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها .. فاضت روح من أرسله الله رحمة للعالمين و صلى اللهم عليه و سلم تسليماً كثيراً
أبو ذر الغفارى رضى الله عنه و أرضاه
لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال: ما يبكيك؟
قالت: و كيف لا أبكى و أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفناً ...
فقال لها: لا تبكى و أبشرى فقد سمعت النبى صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم: ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين
و ليس من أولئك النفر أحد إلا و مات فى قرية و جماعة , و أنا الذى أموت بفلاة , و الله ما كذبت و لا كذبت فإنظرى الطريق
قالت: أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق
فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبى فأسرعوا إلى فقالوا: ما لك يا أمة الله؟
قالت: امرؤ من المسلمين تكفونه ..
فقالوا: من هو؟
قالت: أبو ذر
قالوا: صاحب رسول الله
ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث
و قال: أنشدكم بالله , لا يكفننى أحد كان أمير أو عريفاً أو بريداً
فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه فى ثوبين لذلك الفتى
و صلى عليه عبدالله بن مسعود
فكان فى ذلك القوم
رضى الله عنهم أجمعين
الصحابي الجليل أبوالدرداء رضى الله عنه و أرضاه
لما جاء أبا الدرداء الموت ... قال:
ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا؟
ألا رجل يعمل لمثل يومى هذا؟
ألا رجل يعمل لمثل ساعتى هذه؟
ثم قبض رحمه الله
ثم فاضت روحه بعد أن قال: لا إله إلا الله ...
روى الترمذى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجل معاذ بن جبل
و روى البخارى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: أرحم الناس بأمتى أبوبكر .... إلى أن قال ... و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ(/)
بيان بخصوص أحداث غزة لمجموعة من علماء مصر
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[05 - Jan-2009, صباحاً 12:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان للناس
ا"] لحمد لله رب العالمين لا إله إلا هو القوي القادر العزيز الغالب الواحد القهار لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبد الله ورسوله إمام المجاهدين وقائد الفاتحين
إن الأحداث الجارية الآن على ارض من أراضي الإسلام والمسلمين على ارض غزة فلسطين الصامدة من عدوان سافر ومجازر تأباها كل القيم والأخلاق وترفضها الإنسانية جمعاء توجب علينا نحن الموقعين على هذا البيان مجموعة من علماء مصر الحبيبة ودعاتها أن نبين رأينا إعذاراً إلى الله عز وجل وبياناً للناس
أولا: إن فلسطين المباركة التي باركها الله في كتابه ارض إسلامية بكل ما تحمله الكلمة من معان ففيها أولى القبلتين وبها ثاني المسجدين وثالث الحرمين و مسرى رسولنا r لذا فانه لا يجوز لأحد كائناًً من كان أن يتنازل عن هذه الأرض أو عن جزء منها لغير المسلمين? سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ? سورة الإسراء آية رقم 1
ثانيا: الصهيونية العالمية المتمثلة في عصابة إسرائيل هم أشد الناس عداوة للمؤمنين على طول تاريخهم فقد طفحت عداوتهم لله ولأنبيائه ورسله وهم خلف كل شر ووراء كل فساد نقضوا العهود واستحلوا الحرمات و خانوا ونكلوا بكل من عاملهم واقترب منهم وقد اغتصبوا أرض فلسطين على حساب أهلها الوادعين وسكانها المسالمين. وبمساندة مستمرة من الغرب ظلماً وعدواناً. ? لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا? المائدة آية82
وهؤلاء الصهاينة الإسرائيليون جماعة مغتصبة محتلة لأرض فلسطين ولابد أن يعود الحق لأصحابه مهما طال الزمن ولا نرضى ولا نقبل بهذا الاحتلال الغاشم من هذه العصابة الصهيونية لهذه الأرض المقدسة.
ثالثا: الجهاد في سبيل الله والمقاومة المسلحة الخيار الاستراتيجي لإعادة الأرض المغتصبة والحق المسلوب فالصهاينة لا يعرفون لغة الحوار ولا يفهمون معنى السلام ومنهجهم القتل والإفساد في الأرض لذا فإننا نؤمن ونوقن بان اللغة الوحيدة التي يفهمونها هي لغة الجهاد بكل وسائله وأنواعه ولا ينبغي أن يتوقف الجهاد إلا عند خروج آخر صهيوني من أرض فلسطين ? وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ ? سورة الأنفال آية رقم 60.
رابعا: هؤلاء الذين اتخذوا طريق الجهاد والمقاومة طريقاً لهم وحملوا أرواحهم على اكفهم وقدموا شهداءهم وأموالهم وبذلوا الغالي والنفيس ثمناًً لتحرير هذه الأرض بالرغم من الآلة العسكرية التي يمتلكها العدو والقوة الهمجية الإجرامية التي تفصح عن حقد أعمى لكل ما هو مسلم هؤلاء من الطائفة المنصورة بإذن الله والجديرون بالمساندة والنصرة والتأييد.} لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين حتى يأتيهم أمر الله
وهم كذلك , قيل يا رسول الله أين هم؟ قال:ببيت المقدس و أكناف بيت المقدس. {أخرجه احمد
خامسا: وها نحن نذّكر ونؤكد على أن دور الشعوب في نصرتهم للقضية.و واجبهم الشرعي الذي يفرضه علينا ديننا هو الجهاد في سبيل الله بكل ما تحمله الكلمة من معان و تقديم العون المادي و المقاطعة بكل أشكالها وألوانها اقتصادية وسياسية وثقافية على حد سواء لإسرائيل ومن يساندها في الغرب أو في الشرق مع رفض التطبيع بكل أنواعه ونؤكد على تحريم التعامل مع هذا الكيان الصهيوني ومن يسانده بأي لون من ألوان التعامل والتطبيع
(يُتْبَعُ)
(/)
ويجب أن نقف جميعاً تحت قوله تعالى?وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ? سورة آل عمران آية 139،140.وعلى الأمة جميعاً أن تتوحد وتجتمع على قلب رجل واحد كل يقوم بواجبه وترك كل صور الخلاف البغيض الذي يعطل الجهاد في سبيل الله. ? وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا ?سورة ال عمران آية رقم 103
هذا بيان للناس وعلى كلً أن يتحمل مسئوليته وأما المجاهدون الشرفاء في غزة فلسطين وفي أي مكان من أرض المسلمين المغتصبة فنقول لهم لقد دفعتم دماءكم ضريبة الإيمان و العزة والكرامة فالثبات الثبات والصمود الصمود والصبر الصبر والله معكم ولن يتركم أعمالكم
?الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ? سورة ال عمران الآية رقم: [/ B]173
وقع على نص البيان
1 - د. نصر فريد واصل
2 - د. زغلول النجار
3 - د. عبد الستار فتح الله سعيد
4 - د. محمد عمارة
5 - د. محمد عبد المنعم البري
6 - - د. عبد الفتاح الشيخ
7 - د. صفوت حجازي
8 - الشيخ جمال قطب
9 - الشيخ احمد المحلاوي
10 - د. عبد الحليم عويس
11 - د. محمد رأفت عثمان
12 - د. عبد الله بركات
13 - د. عبد الله سمك
14 - الشيخ أبو إسحاق الحويني
15 - الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل
16 - الشيخ محمد جبريل
17 - د. صلاح سلطان
18 - الشيخ أحمد هليل
19 - د. محمد الصغير
20 - الشيخ سالم أبو الفتوح
21 - د. احمد العسال
22 - د. حازم السرساوي
23 - د. عبد الرحمن فودة
24 - الشيخ محمد مصطفى
25 - د. حسين شحاتة
26 - د. صلاح هارون
27 - الشيخ سلامة عبد القوي
28 - د. جمال عبد الهادي
29 - د. حسن عبيدو
30 - الشيخ محمد عبد الفتاح
31 - د. احمد أبو حذيفة
32 - د. علاء السيد عبد الرحيم
33 - د. عمر بن عبد العزيز
34 - الشيخ رجب زكي
35 - د. مازن السرساوي
36 - الشيخ احمد صبري
37 - الشيخ احمد الجهيني
38 - الشيخ مظهر أمين
39 - الشيخ علي أبو الحسن
40 - الشيخ مصطفى الأزهري
__________________
قناة الحكمة الفضائية
وإن تطيعوه تهتدوا
الرابط: http://www.alhekmah.tv/forum/showthread.php?t=6392
ـ[قدري أبو العيون]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 08:56]ـ
أين شيخ الأزهر؟(/)
حديث السّاعة: ما حكم المسيرات و التجمّعات؟
ـ[محمّد حدّاد الجزائري]ــــــــ[05 - Jan-2009, صباحاً 01:38]ـ
السّلام عليكم و رحمة اللّه
نعلم جميعا أنّ مسألة المسيرات و التجمّعات من المسائل الّتي اختلف فيها العلماء المعاصرون بين مجيز لها و مانع، و هي من الأمور الّتي تقع كثيرا جرّاء كثرة هموم المسلمين و قضاياهم الّتي جعلت من هذه المسيرات و التجمّعات أخصر طريق إلى التّعبير و الإفصاح عمّا يريدون قوله ...
و لعلّ سبب الخلاف بين العلماء في ذلك يرجع إلى ثلاثة أمور:
الأول: هل هذه المسألة لها تعلق بالعبادات أم العادات؟
ثانيا: هل تحصل منها الفائدة و تتحقّق بها الغاية؟
ثالثا: هل تحصل المفاسد منها؟
و ليتحفنا كلّ أخ أو أخت بما عنده في المسألة؛ سواء كان تعليق يبديه أو رأي يراه أو فتوى ينقلها، و للجميع الشكر و الدعاء بالعلم النافع.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[05 - Jan-2009, صباحاً 02:36]ـ
فتاوى و أقوال بعض أهل العلم المجيزين
-الشيخ عبد الله بن جبرين
السؤال س: لقد كثر الكلام في الأيام الماضية عن الطريق الصحيح لنصرة إخواننا في فلسطين في قتالهم ضد اليهود وخصوصًا أن القنوات الفضائية نقلت وما زالت تنقل ما يحدث من مسيرات تأييد في جميع دول العالم الإسلامي مما حدا بالبعض من الشباب -متعلمين وعوام- أن يقولوا: إن هذه المسيرات -المظاهرات- لا غبار عليها، وهي وسيلة مشروعة للتعبير عن الرأي، وخصوصًا أن بعض المختصين في العلوم الشرعية من المدرسين يقولون ذلك.
فما توجيه سماحتكم حفظكم الله؟
الاجابة
. وبعد:
صحيح أن دول العالم الكفرية تتعاون مع اليهود ضد المسلمين، لقول الله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ولذلك تتوالى الإعانات والمساعدات لليهود من الدول الكافرة رغم ما بينها من الخلافات العقدية، ولكنهم جميعًا يُحاربون الإسلام، ويحاولون محو آثار الإسلام من كثير من البلاد الإسلامية. فعلى هذا نقول: إذا كان هناك من المسلمين في فلسطين وفي غيرها من البلاد التي استعمرها الكفار يهودًا أو نصارى وفرضوا عليهم السلطة والتصرف، فإن على المسلمين السعي في التخلص من تلك التصرفات، ومن سيطرة أعداء الله على بلاد الإسلام، فإن كان في تلك المظاهرات تأثير على إضعاف الكفار، وإخضاعهم للحق، أو تقليلهم من الأضرار جازت هذه المظاهرات، أما إذا كان فيها ضرر على المسلمين بحيث يتسلط الأعداء عليهم بتلك الحجة، ويقتلون من قدروا عليه فنرى أنها تضر ولا تنفع.
ثم إنا ننصح المسلمين في فلسطين أن يصححوا إسلامهم، فيحققوا توحيد الله، ويخلصوا له الدين، ويتركوا الشرك بالأموات، ودعاء غير الله من ولي أو سيد أو نحوه، ومحو المزارات الشركية والقبور الوثنية، وهكذا المحافظة على الصلاة والزكاة والصيام، وكذا التقيد بالمعاملات الشرعية، واجتناب الربا والغش في المعاملات، والحرص على إقامة الحدود كرجم الزاني وقتل القاتل -إذا كان مكافئًا- وجلد شارب الخمر، وقتله في الرابعة، وقطع يد السارق، وقتل الساحر، والكاهن،، وتحكيم الشريعة الإسلامية، وإبعاد القوانين الوضعية، وتعظيم القرآن والسُنة، والرجوع إليهما عند التحاكم، والتوكل على الله، فبذلك يحصل النصر والتأييد من الله تعالى لقوله: وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ والله أعلم.
-الشيخ سلمان العودة
السؤال
نرجو من فضيلتكم بيان حكم المظاهرات التي تهدف إلى مناصرة إخواننا المستضعفين سواء في فلسطين أو غيرها؟
الجواب
لا نرى بأساً أن يجتمع المسلمون للإعراب عن احتجاجهم على معاناة إخوانهم في فلسطين، بحيث تكون مظاهرة سلمية، وبعيدة عن مضايقة السكان أو إزعاجهم، أو تعويقهم عن أعمالهم، ولا يكون فيها ارتكاب لما حرم الله من منكر بقدر ما تستطيعون. وهذا من نصرة إخوانكم، وله أثره البالغ على اليهود، وعلى من يناصرهم في كل مكان، ومن ثمراته أن يوصل الرأي الإسلامي إلى الشعوب الغربية، التي طالما هيمن اليهود على عقولها، وأوصلوا لها رسالة مضللة عن القضية. والأصل في مثل هذه الأمور الجواز، ولا تحتاج إلى دليل خاص، وقد ورد في السيرة أن المسلمين خرجوا في صفين لما أسلم حمزة وعمر، ولكنه ضعيف، إنما يغني عنه أنه لا دليل على منع مثل هذا أو تحريمه، وإنما يمنع إذا ترتب عليه ضرر أو
(يُتْبَعُ)
(/)
إخلال أو فساد.
-الشبكة الإسلامية
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
افتونا مأجورين:
الجالية الإسلامية عندنا في جنوب السويد قررت أن تقوم بمظاهرة تضامناً مع الشعب الفلسطيني على أن تكون المظاهرة سلمية لإيصال صوت المسلمين الى الحومة السويدية للضغط من أجل إيقاف المجازر في حق أطفال الشعب الفلسطيني فما حكم مثل هذه المظاهرات ونحيطكم علماً أن مثل هذه المظاهرات لها دور كبير وفعال لإيصال صوت المسلمين الى السياسين للضغط على حكومة الصهاينة من أجل ايقاف المجازر في حق الاطفال في فلسطين.
افتونا جزاكم الله خير الجزاء
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فبارك الله فيكم على مشاعركم النبيلة، وعاطفتكم الإيمانية، وحرصكم على التزام أحكام الشرع في المنشط والمكره.
أما ماسألتم عنه من رغبتكم القيام بمظاهرة تضامنا مع إخوانكم في فلسطين فإننا نقول:
إن هذه المظاهرات وغيرها من طرائق التعبير عن الرأي، وقنوات التأثير على الآخر هي وسائل يتوصل بها إلى غايات، وليست غاية في ذاتها. وما كان على هذا النحو فإنه ينظر إليه من جهتين:
الأولى: من جهة الوسيلة المستخدمة في التعبير عن الغرض، المتوصل بها إلى الغاية، هل هي مأمور بها شرعا، أم مباحة، أم ممنوعة.
ـ فإن كان مأمورا بها فلا شك في جواز استخدامها، وذلك مثل المشي لشهود الصلاة في المسجد مع جماعة المسلمين، أو السعي في طلب الرزق أو زيارة الأقارب والأرحام أو في الدعوة إلى الله .. ونحو ذلك.
ـ وإن كانت الوسيلة ممنوعة، فإن كان منع تحريم فإنه يحرم اتخاذها أو التوصل بها إلى أي غاية، حتى وإن كانت الغاية مطلوبة شرعا، وذلك كمن يسرق ليتصدق، أو يودع ماله بفائدة بنية التبرع بهذه الفائدة في المشاريع الخيرية، أو ينشىء مشروعا سياحيا في بلاد المسلمين، تمارس فيه الرذيلة ويباع فيه الخمر ويجلب إليه العاهرات .. بغرض التجارة .. ونحو ذلك، فهذا ونحوه لايلتفت فيه إلى الغاية، لأن الطريق الموصل إليها ممنوع في ذاته.
وإن كانت ممنوعة منع كراهة فإنه يكره اتخاذها تبعا لذلك.
ـ وإن كانت الوسيلة مباحة، فهذه مسألة اختلفت فيها أنظار أهل العلم بين مجيز ومانع.
ومستمسك المانعين أنهم جعلوا الوسائل تعبدية، فلا يتجاوز فيها المنصوص أو المقيس عليه.
والصواب إن شاء الله تعالى أن الوسائل، وهي الطرق إلى المقاصد غير منحصرة، وأنها تأخذ حكم مقاصدها، وأن النظر في الوسائل يكون من جهة: هل هي ممنوعة أولا. وليس: هل هي مأمور بها أو لا.
أي أننا في باب الوسائل ننظر: هل نهى الشارع عن هذه الوسيلة أو لا، ولانحتاج إلى البحث في: هل أمر بها الشارع أو لا. بل يكفي في الوسائل أن يكون الشارع قد أباحها أو سكت عنها.
الثانية: من جهة المقاصد، وذلك أننا لانحكم للوسائل ـ على التفصيل السابق ـ بحكم منفصل عن الغاية المقصودة من ورائها، لأنه قد تقرر أن الوسائل لها أحكام المقاصد. فإذا كان القصد مطلوبا شرعا، والغاية مأمورا بها من حيث هي، فإنه يشرع التوصل والتوسل إليها بكل وسيلة غير ممنوعة شرعا .. فنصرة المسلم المظلوم مطلوبة شرعا. قال تعالى: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) وقال عليه الصلاة والسلام: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) متفق عليه. فكل وسيلة قديمة أو مستحدثة غير ممنوعة شرعا، يغلب على الظن أنها تحقق المقصود، وهو النصرة ورفع الظلم أو تخفيفه، فإنها جائزة، بل مأمور بها، بحسب مالها من أثر.
ومعلوم أن الشعوب لها طرائق مختلفة في التعبير عن آرائها، والشرع لايمنع من استخدام تلك الطرائق، ولا يحصر معتنقيه على وسائل بعينها، وليس مع من ادعى ذلك حجة نقلية ولاعقلية، بل مقاصد الشرع وقواعده، ووقائع تاريخ المسلمين في الصدر الأول تشهد بخلاف ذلك.
إذا تقرر هذا فإننا لانرى مانعا من تنظيم المظاهرات والاحتجاجات على المذابح التي يتعرض لها إخواننا في فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين، فإن هذا أضعف الإيمان وأقل الواجب. والله المستعان. وهو حسبنا ونعم الوكيل. والله أعلم.
-الشيخ محمد عبد المقصود
(يُتْبَعُ)
(/)
س: ما حكم الإسلام في المظاهرات التي تحدث الآن في الجامعات؟
وجزاكم الله تعالى خيرا
ج: والله أنا عن نفسي ما أرى بأسا بهذه المظاهرات،فإن سبل إنكار المنكر معروفة باليد، باللسان وبالقلب، وهذا لون من إنكار المنكر باللسان حتى ولو كان مستحدثا فإن الشريعة المطهرة لم تبين لنا نماذج معينة تحصر فيها مظاهر إنكار المنكر باللسان، فكما أننا نجيز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال شريط الفيديو ومن خلال شريط الكاسيت من خلال الدروس والمحاضرات فكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد يكون بهذه الوسيلة، لاسيما – وهذا ما نراه الآن - أن مثل هذه المظاهرات قد تكون تدعيما للحكام في مواجهة أعداء الأمة الإسلامية حتى لا يجد الحاكم نفسه في موقف ضعف، بل أنا أشعر أن هذه الحاجة اتسعت الآن وتصدر برغبة أو بأوامر من
الحكومة، فإن تعميم المظاهرات في شتى أرجاء الدولة تظهر الحاكم في صورة أنه إنسان مضغوط وهو يريد هذا فهذا تدعيم له، فإن لم يكن كذلك فقد يكون ضغطا عليه فيتبى المواقف السليمة أو بعض المواقف السليمة التي ينبغي عليه أن يتبناها، أما أن يسكت الناس هكذا ويتركوا الأمر كأنهم ما سمعوا به فهذا أمر مرفوض يا إخواننا يضعف من قدرة الحاكم، فهذه المظاهرات لا بأس بها لكن مع مراعاة ألا تشتمل على مظاهر التخلف والعياذ بالله تعالى، فالمظاهرات هذه تخرج فتجد تكسيرا وتحطيما للسيارات والمحلات وما إلى ذلك، هذا التخريب يدل على أن الذين يسيرون في هذه المظاهرة أهل باطل أو ركب المظاهرة أهل باطل من الخطافة والنشالين وما إلى ذلك،
فإذا كانت المظاهرة ستؤدي إلى الإعتداء على أموال المسلمين وهي محرمة حرمة شديدة " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذ ا"، فإذا إذا لم تضمن (أي تتأكد) أن المظاهرة ستخرب أموال الناس وتدمرها ففي هذه الحالة يكفيك أن تجعل المظاهرة مثلا داخل جدران الجامعة، فليس ضروريا أن تسير المظاهرات في الطرقات لئلا يلحق بها فريق من تلك الفرق المبطلة والعياذ بالله تعالى.
-الشيخ أبو محمد المقدسي
بالنسبة للمسيرات والمظاهرات خصوصا المرتبة قانونيا كمسيرات الإخوان وغيرهم من الوطنيين فنحن لا نزج بإخواننا فيها ولاننصح بالمشاركة بها، لكن في الوقت نفسه لا نقف في الصف السلبي المثبط عنها إذ ليس هذا من السياسة الشرعية في شيء، فماذا يضير المسلمين أن يعارض أو يثور أو يقاتل أو يقتل في سبيل مقدساتهم أو أرضهم من لاخلاق لهم ممن يحسبون على عوام المسلمين، أو هم فعلا من عوام المسلمين، خصوصا وأن كثيرا من المشاركين في ذلك يقودهم الحماس للجهاد والعاطفة والغيرة الإسلامية فأي مصلحة في الوقوف في وجه هذه المسيرات أو المظاهرات خصوصا إذا كانت محسوبة على أنها غضبة لمقدسات المسلمين كما هو حال المظاهرات في هذه الأيام، بل على العكس فإن فيها من المصالح البينة الواضحة؛ من ذلك أن يعلم أعداء الله من اليهود وغيرهم أن ثمن تلويث مقدسات المسلمين باهظ، ولن يمر بهدوء، وأن الأمة لن ترضى بسلام الاستسلام، الذي رضيه حكامها، ولعل مثل هذه المدافعة تورث صحوة ورجعة الى الدين ولو بعد حين، فقد قال تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع ومساجد يذكر فيها اسم ا لله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) الآية
-فتوى حديثة للشيخ حامد العلي
فضيلة الشيخ حامد العلي وفقك الله
تنادت عندنا بعض الجهات والفعاليات للتظاهر والاعتصام تضامناً مع أهل غزة وإنكاراً لهذا التواطؤ والخذلان العربي الرسمي، وقد أكدت هذه الجهات سلمية الاعتصام والابتعاد عن أي شكل من أشكال الازعاج والاذى للناس، ومع كل هذه التطمينات إلا أن بعض المشائخ " الرسميين " قد أفتوا بحرمة هذه التجمعات، وإن كنت أرى أنه لا تخالف بأي حالاً من الاحوال أحكام الشريعة بل أنها تحقق مقصدين معلومين من الشريعة " النصرة والإنكار " مما جعل الناس يدخلوا في حيرة من أمرهم
فما رآيكم شيخنا الكريم في هذه التجمعات والاعتصامات السلمية والتي فيها تضامن ونصرة لأهل غزة وضغطاً على الحكومات المتواطئة مع كيان العدو الصهيوني؟
*****
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمظاهرات، والإعتصامات، وجميع وسائل الإحتجاج السلمية التي هدفها الضغط السياسي،لتحقيق أهداف مشروعة، هي مباحة، وليس مع من يحرمها دليل من الكتاب، ولا السنة، ولا الإجماع، ولا القياس، ولا منقول، ولا معقول.
وقد فصلت القول فيها، مع الرد على من يطلقون تحريمها، في مؤلف الحسبة على الحاكم ووسائلها في الشريعة الإسلامية، وهي في ركن المكتبة، وقد أوردت نماذج مما ذكره العلماء في تاريخ الإسلام من استعمال هذه الوسائل المشروعة للضغط السياسي، وتحقيق الأهداف المشروعة.
ومشروعية مقصدها مستمدة من عموم النصوص الدالة على وجوب النصرة، وتلك التي توجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومشروعية الوسيلة مستمدة من الإباحة الأصلية، وقاعدة الوسائل لها حكم المقاصد، كما يشير إلى المشروعية ما في النصوص من استدعاء الحشد لهدف شرعي، كقوله تعالى (موعدكم يوم الزينة) وحديث حشد النبي صلى الله عليه وسلم أهل مكة ليسمعهم.
وهي هذه الأيام واجبةٌ إن تحقق بها فائدة لأهلنا المحاصرين في غزة، إذ كانت أقل الواجب المقدور عليه، ويرجع في تقدير تحقيقها لهذه المصلحة إلى أهل المعرفة.
وينبغي أن يُعلم أن ما يجري على أهل غزة اليوم من القتل، والإبادة، والتدمير، حتى تدمير المساجد، مما يعظم الواجب على الأمة أن تسعى بكل ما تحت يدها من الوسائل، لتخفيف الضغط عليهم، ومن ذلك تحرّك الشعوب بوسائل الإحتجاج السلمية، التي تدفع السلطات إلى اتخاذ قرار لإنقاذ النفوس المسلمة، المرابطة على ثغر الجهاد قبالة اليهود المغتصبين، إنقاذهم من الهلكة المحقَّقة في غزة.
وحينئذ لايلتفت إلى الفتاوى التي تعيق الأمة عن نصرة إخوانهم، وفي الأخذ بها قعود عن الواجب الشرعي، وتفريط في الفرض الديني.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
و هذه بعض فتاوى المانعين من المظاهرات
-الشيخ محمد النجدي
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وآله وصحبه، وبعد:
بالنسبة للمظاهرات باختصار:
فإننا لا نعلم في النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، وعمل السلف، ما يدل على جوازها، أو ما يدل عليها، والمسلم عليه أن يكون متبعا لا مبتدعا، ففي ذلك الغنية والكفاية عن الأمور المحدثة،،،
وكل خير باتباع من سلف
وكل شر بابتداع من خلف
بل فيها من المفاسد الكثيرة، والأضرار بالأنفس والممتلكات، ودخول ذوي الأغراض الفاسدة فيها، ما هو معروف لكل ذي بصيرة، مما يقضي بحرمتها ومنعها.
وقد منع منها كبار أهل العلم في هذا العصر كالشيخ العلامة عبد العزيز بن باز، والشيخ المحدث الألباني، والشيخ الفقيه محمد بن صالح العثيمين، رحم الله الجميع.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
-الشيخ عبد الرحمان السحيم
المظاهرات أساليب غربية!
كما أن الإنكار بهذه الصورة تهييج للناس، مع ما يتضمّن من مفاسد، بالإضافة إلى نشاط المنافقين في مثل هذه الأحداث، وهم يَندسّون في الصفوف لإحداث فساد في الناس، ولِضرب الناس بعضهم ببعض.
ولا يَعني هذا أنه لا يُنكر على الحاكم، بل يُنكر على الحاكم، مع مراعاة الحكمة.
وفي الإسلام قد يَصِل الأمر من الإنكار على الحاكم أن يَخْلَعه أهل الحل والعَقد.
ومن بدّل دِين الله واستبدل شرع الله وحُكمه بزُبالات أفكار اليهود والنصارى والوثنيين، فإنه يَجب على أهل الحل والعقد التنادي إلى عزله وخَلْعِه، فإن فِعله هذا من الإفساد في الأرض.
أما إذا لم يكن لهم قوة ولا شوكة فعليهم الصبر، ولا يَجب عليهم الخروج عليه في حال الضعف
وفي فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله:
كما أوصي العلماء وجميع الدعاة وأنصار الحق أن يتجنبوا المسيرات والمظاهرات التي تضرّ الدعوة ولا تنفعها وتسبب الفرقة بين المسلمين والفتنة بين الحكام والمحكومين.
وقال في مناقشة بعض الفضلاء:
ذكرتم في كتابكم: (فصول من السياسة الشرعية) ص 31، 32: أن من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة التظاهرات (المظاهرة).
ولا أعلم نصا في هذا المعنى، فأرجو الإفادة عمن ذكر ذلك؟ وبأي كتاب وجدتم ذلك؟
فإن لم يكن لكم في ذلك مستند، فالواجب الرجوع عن ذلك؛ لأني لا أعلم في شيء من النصوص ما يدل على ذلك، ولما قد علم من المفاسد الكثيرة في استعمال المظاهرات، فإن صح فيها نص فلابد من إيضاح ما جاء به النص إيضاحا كاملا حتى لا يتعلق به المفسدون بمظاهراتهم الباطلة. اهـ.
والله تعالى أعلم.
-الشيخ عبد العزيز بن باز
لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج، ولكن أنا أرى أنها من أسباب الفتن، ومن أسباب الشرور، ومن أسباب بغض الناس، والتعدي على بعض الناس بغير حق، ولكن الأسباب الشرعية: المكاتبة، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق الشرعية، شرحها أهل العلم، وشرحها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعه بإحسان: بالمكاتبة والمشافهة؛ مع الأمير ومع السلطان، والاتصال به، ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير على المنابر بأنه فعل ذلك، وصار منه كذا، والله المستعان.
-عبد المحسن العباد
السؤال: نادى بعض الناس بإجراء مظاهرات لتأييد الإخوة في فلسطين، وأن هذه المظاهرات لا يوجد ما يمنع منها إذا كانت سلمية، فما قولكم حفظكم الله؟
الجواب: أقول: المظاهرات من السفه.
وهو رأي الكثير من المعاصرين.
قلت (أبو البراء) لا شك أن المسيرات و المظاهرات إذا اشتملت على محرم كالإختلاط أو شعارات كفرية و جاهلية أو أدت إلى الإضرار بإملاك الغير فهي محرمة.
و الله أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على آاله و صحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبيد الله]ــــــــ[06 - Jan-2009, صباحاً 11:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اما بعد: فاني اشكر الاخ محمد حداد الجزائري على طرحه الموضوع. كما اقدر ما قام به الاخ ابو براء الاندلسي وما طرحه من فتاوى الشيوخ حول الموضوع.
اما رأيي الشخصي فاني اعتبر مثل هذه المسيرات مضيعة للوقت والجهد وزيادة في المفسدة ان كانت تضر بمصالح البلدان وتخللتها بعض الامور المحرمة كالشعارات العنصرية والكفرية والاختلاط وتخريب المنشآت العمومية وسب ولي الأمر والحكام.
والنصرة انشاء الله تكون بالجهادان استطاع المرء الى ذلك سبيلا وبالدعاء ان لم يستطع.
ونصر الله ااخواننا في فلسطين وغزة خاصة وزادهم ثباتا في بليتهم العظيمة.الصبر الصبر اخواني فانكم على خير.
وتقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير.
ـ[محمّد حدّاد الجزائري]ــــــــ[07 - Jan-2009, صباحاً 01:26]ـ
تلقى فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي - رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين - رسالة بإمضاء " عدد من طلاب العلم الشرعي" (بتاريخ 5 فبراير 2008) تحمل هذا السؤال:
ما رأي فضيلتكم فيما ذكره بعض العلماء من عدم مشروعية تسيير المسيرات والمظاهرات، تأييدا لمطالب مشروعة، أو تعبيرا عن رفض أشياء معينة في مجال السياسة، أو الاقتصاد، أو العلاقات الدولية، أو غيرها؟ وقال هذا العالم: إن تنظيم هذه المسيرات أو الدعوة إليها، أو المشاركة فيها حرام.
ودليله على ذلك: أن هذه بدعة لم يعرفها المسلمون، وليست من طرائق المسلمين، وإنما هي مستوردة من بلاد اليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم من الكفرة والملحدين. وتحدّى هذا العالم من يأتيه بواقعة واحدة، سارت فيها مظاهرة كبيرة أو صغيرة، في عهد الرسول أو الصحابة.
وإذا كانت هذه المسيرات تعبّر عن الاحتجاج على الحكومة، فهذا خروج على المنهج الإسلامي في إسداء النصيحة للحكام، والمعروف: أن الأولى في هذه النصيحة أن تكون بين الناصح والحاكم، ولا تكون على الملأ.
على أن هذه المسيرات كثيرا ما يستغلّها المخرّبون، و يقومون بتدمير الممتلكات، وتخريب المنشآت. ولذا وجب منعها سدا للذرائع.
فهل هذا الكلام مسلّم من الوجهة الشرعية؟ وهل يسوغ للناس في أنحاء العالم: أن يسيروا المظاهرات للتعبير عن مطالبهم الخاصة أو العامة، وأن يؤثروا في الرأي العام من حولهم، وبالتالي يؤثِّرون على الحكام وأصحاب القرار، إلا المسلمين دون غيرهم، يحرم عليهم استعمال هذه الوسيلة التي أصبحت عالمية؟
نرجو أن نسمع منكم القول الفصل، الموثق بأدلة الشرع، في هذه الفضية الخطيرة، التي غدت تهم كل الناس في سائر الأقطار والقارات. وفقكم الله وسددكم.
وفي رده على السائل أفاد فضيلته بقوله:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن ابتع هداه ... أما بعد
فمن حق المسلمين – كغيرهم من سائر البشر- أن يسيروا المسيرات وينشئوا المظاهرات، تعبيرا عن مطالبهم المشروعة، وتبليغا بحاجاتهم إلى أولي الأمر، وصنّاع القرار، بصوت مسموع لا يمكن تجاهله. فإن صوت الفرد قد لا يسمع، ولكن صوت المجموع أقوى من أن يتجاهل، وكلما تكاثر المتظاهرون، وكان معهم شخصيات لها وزنها: كان صوتهم أكثر إسماعا وأشد تأثيرا. لأن إرادة الجماعة أقوى من إرادة الفرد، والمرء ضعيف بمفرده قوي بجماعته. ولهذا قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة:2]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا" وشبّك بين أصابعه.
ودليل مشروعية هذه المسيرات: أنها من أمور (العادات) وشؤون الحياة المدنية، والأصل في هذه الأمور هو: الإباحة.
وهذا ما قررته بأدلة – منذ ما يقرب من نصف قرن- في الباب الأول من كتاب: (الحلال والحرام في الإسلام) الذي بين في المبدأ الأول أن القاعدة الأولى من هذا الباب: (أن الأصل في الأشياء الإباحة). وهذا هو القول الصحيح الذي اختاره جمهور الفقهاء والأصوليين.
فلا حرام إلا ما جاء بنص صحيح الثبوت، صريح الدلالة على التحريم. أما ما كان ضعيفا في مسنده أو كان صحيح الثبوت، ولكن ليس صريح الدلالة على التحريم، فيبقى على أصل الإباحة، حتى لا نحرم ما أحل الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا ضاقت دائرة المحرمات في شريعة الإسلام ضيقا شديدا، واتسعت دائرة الحلال اتساعا بالغا. ذلك أن النصوص الصحيحة الصريحة التي جاءت بالتحريم قليلة جدا، وما لم يجئ نص بحله أو حرمته، فهو باق على أصل الإباحة، وفي دائرة العفو الإلهي.
وفي هذا ورد الحديث: "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئا". وتلا: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم:64].
وعن سلمان الفارسي: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء فقال: "الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرّم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا لكم"، فلم يشأ عليه الصلاة والسلام أن يجيب السائلين عن هذه الجزئيات، بل أحالهم على قاعدة يرجعون إليها في معرفة الحلال والحرام، ويكفي أن يعرفوا ما حرم الله، فيكون كل ما عداه حلالا طيبا.
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها".
وأحب أن أنبه هنا على أن أصل الإباحة لا يقتصر على الأشياء والأعيان، بل يشمل الأفعال والتصرفات التي ليست من أمور العبادة، وهي التي نسميها: (العادات أو المعاملات) فالأصل فيها عدم التحريم وعدم التقييد إلا ما حرّمه الشارع وألزم به، وقوله تعالى: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ} [الأنعام:119]، عام في الأشياء والأفعال.
وهذا بخلاف العبادة فإنها من أمر الدين المحض الذي لا يؤخذ إلا عن طريق الوحي، وفيها جاء الحديث الصحيح: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد"، وذلك أن حقيقة الدين تتمثل في أمرين: ألا يُعبد إلا الله، وألا يُعبد إلا بما شرع، فمن ابتدع عبادة من عنده – كائنا من كان- فهي ضلالة ترد عليه، لأن الشارع وحده هو صاحب الحق في إنشاء العبادات التي يُتقرب بها إليه.
وأما العادات أو المعاملات فليس الشارع منشئا لها، بل الناس هم الذين أنشأوها وتعاملوا بها، والشارع جاء مصححا لها ومعدلا ومهذبا، ومقرا في بعض الأحيان ما خلا عن الفساد والضرر منها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن تصرفات العباد من الأقوال والأفعال نوعان: عبادات يصلح بها دينهم، وعادات يحتاجون إليها في دنياهم، فباستقراء أصول الشريعة نعلم أن العبادات التي أوجبها الله أو أحبها لا يثبت الأمر بها إلا بالشرع.
وأما العادات فهي ما اعتاده الناس في دنياهم مما يحتاجون إليه. والأصل فيه عدم الحظر، فلا يحظر منه إلا ما حظره الله سبحانه وتعالى، وذلك لأن الأمر والنهي هما شرع الله، والعبادة لا بد أن تكون مأمورا بها، فما لم يثبت أنه مأمور به – أي من العادات – كيف يحكم عليه بأنه محظور؟
ولهذا كان أحمد وغيره من فقهاء أهل الحديث يقولون: إن الأصل في العبادات التوقيف، فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله، وإلا دخلنا في معنى قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} [الشورى:21].
والعادات الأصل فيها العفو، فلا يحظر منها إلا ما حرّمه الله، وإلا دخلنا في معنى قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً} [يونس:59].
وهذه قاعدة عظيمة نافعة، وإذا كان كذلك فنقول:
البيع، والهبة، والإجارة، وغيرها من العادات التي يحتاج الناس إليها في معاشهم – كالأكل والشرب واللباس- فإن الشريعة قد جاءت في هذه العادات بالآداب الحسنة، فحرمت منها ما فيه فساد، وأوجبت ما لا بد منه، وكرهت ما لا ينبغي، واستحبت ما فيه مصلحة راجحة في أنواع هذه العادات ومقاديرها وصفاتها.
وإذا كان كذلك، فالناس يتبايعون ويستأجرون كيف يشاءون، ما لم تحرم الشريعة، كما يأكلون ويشربون كيف شاءوا ما لم تحرم الشريعة – وإن كان بعض ذلك قد يستحب، أو يكون مكروها - وما لم تحد الشريعة في ذلك حدا، فيبقون فيه على الإطلاق الأصلي).انتهى.
ومما يدل على هذا الأصل المذكور ما جاء في الصحيح عن جابر بن عبد الله قال: "كنا نعزل والقرآن ينزل، فلو كان شيء ينهى عنه لنهى عنه القرآن".
(يُتْبَعُ)
(/)
فدل على أن ما سكت عنه الوحي غير محظور ولا منهي عنه، وأنهم في حل من فعله حتى يرد نص بالنهي والمنع، وهذا من كمال فقه الصحابة رضي الله عنهم، وبهذا تقررت هذه القاعدة الجليلة، ألا تشرع عبادة إلا بشرع الله، ولا تحرم عادة إلا بتحريم الله.
والقول بأن هذه المسيرات (بدعة) لم تحدث في عهد رسول الله ولا أصحابه، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار: قول مرفوض؛ لأن هذا إنما يتحقق في أمر العبادة وفي الشأن الديني الخالص. فالأصل في أمور الدين (الاتباع) وفي أمور الدنيا (الابتداع).
ولهذا ابتكر الصحابة والتابعون لهم بإحسان: أمورا كثيرة لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك ما يعرف بـ (أوليات عمر) وهي الأشياء التي ابتدأها عمر رضي الله عنه، غير مسبوق إليها. مثل: إنشاء تاريخ خاص للمسلمين، وتمصير الأمصار، وتدوين الدواوين، واتخاذ دار للسجن، وغيرها.
وبعد الصحابة أنشأ التابعون وتلاميذهم أمورا كثيرة، مثل: ضرب النقود الإسلامية، بدل اعتمادهم على دراهم الفرس، ودنانير الروم، وإنشاء نظام البريد، وتدوين العلوم وإنشاء علوم جديدة مثل: علم أصول الفقه، وعلوم النحو والصرف والبلاغة، وعلم اللغة، وغيرها.
وأنشأ المسلمون (نظام الحسبة) ووضعوا له قواعد وأحكاما وآدابا، وألّفوا فيه كتبا شتّى.
ولهذا كان من الخطأ المنهجي: أن يطلب دليل خاص على شرعية كل شأن من شؤون العادات، فحسبنا أنه لا يوجد نص مانع من الشرع.
ودعوى أن هذه المسيرات مقتبسة أو مستوردة من عند غير المسلمين: لا يثبت تحريما لهذا الأمر، ما دام هو في نفسه مباحا، ويراه المسلمون نافعا لهم." فالحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها".
وقد اقتبس المسلمون في عصر النبوة طريقة حفر الخندق حول المدينة، لتحصينها من غزو المشركين، وهي من طرق الفرس.
واتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم خاتما. حيث أشير عليه أن يفعل ذلك، فإن الملوك والأمراء في العالم، لا يقبلون كتابا إلا مختوما.
واقتبس الصحابة نظام الخراج من دولة الفرس العريقة في المدنية والتنظيم.
واقتبسوا كذلك تدوين الدواوين، من دولة الروم، لما لها من عراقة في ذلك.
وترجم المسلمون الكتب التي تتضمن (علوم الأوائل) أي الأمم المتقدمة، التي طورها المسلمون وهذبوها وأضافوا إليها، وابتكروا فيها مثل: (علم الجبر) بشهادة المنصفين من مؤرخي العلم.
ولم يعترضوا إلا على (الجانب الإلهي) في التراث اليوناني؛ لأن الله تعالى أغناهم بعقيدة الإسلام عن وثنية اليونان وما فيها من أساطير وأباطيل.
ومن نظر إلى حياتنا المعاصرة في شتى المجالات: وجد فيها كثيرا جدا مما اقتبسناه من بلاد الغرب: في التعليم والإعلام والاقتصاد والإدارة والسياسة وغيرها.
ففكرة الدستور، والانتخابات بالصورة المعاصرة، وفصل السلطات، وإنشاء الصحافة والإذاعة والتلفزة، بوصفها أدوات للتعبير والتوجيه والترفيه، وإنجاز الشبكة الجبارة للمعلومات (الإنترنت).
والتعليم بمؤسساته وتقسيماته وترتيباته ومراحله وآلياته المعاصرة، مقتبس في معظمه من الغرب.
والشيخ رفاعة الطهطاوي، حين ذهب إلى باريس إماما للبعثة المصرية، ورأى من ألوان المدنية ما رأى، بهرته الحضارة الحديثة، وعاد لينبه قومه إلى ضرورة الاقتباس مما سبق به الأوربيون، حتى لا يظلوا يتقدمون ونحن نتأخر.
ومن يومها بدأ المصريون، وبدأ معهم كثير من العرب، وقبلهم بدأ العثمانيون في اقتباس ما عند الغربيين.
كل هذه مقتبسات من الغرب الذي تفوق علينا وسبقنا بها، ولم نجد بدا من أن نأخذها عنه، ولم تجد نكيرا من أحد من علماء الشرع ولا من غيرهم فأقرها العرف العام. وقد أخذ الغرب عنا من قبل واقتبس منا، وانتفع بعلومنا أوائل نهضته {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران:140].
المهم أن نأخذ ما يلائم عقائدنا وقيمنا وشرائعنا، دون ما يناقضها أو ينقضها. فالناقل هو الذي يأخذ من غيره ما ينفعه لا ما يضره. وأهم ما يأخذه المسلم من غيره: ما كان متعلقا بشؤون الحياة المتطورة، وجله يتصل بالوسائل والآليات التي طابعها المرونة والتغير، لا بالأهداف والمبادئ التي طابعها الثبات والبقاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
على أن ما ذكره السائل أو السائلون، من نسبة هذه المظاهرات أو المسيرات إلى الشيوعيين الملحدين: غير صحيح، فالأنظمة الشيوعية لا تسمح بهذه المسيرات إطلاقا؛ لأن هذه الأنظمة الشمولية القاهرة تقوم على كبت الحريات، وتكميم الأفواه، والخضوع المطلق لسلطان الحكم وجبروته.
قاعدتان مهمتان
وأود أن أقرر هنا قاعدتين في غاية الأهمية:
1 - قاعدة المصلحة المرسلة:
الأولى هي: قاعدة المصلحة المرسلة، فهذه الممارسات التي لم ترد في العهد النبوي، ولم تعرف في العهد الراشدي، ولم يعرفها المسلمون في عصورهم الأولى، وإنما هي من مستحدثات هذا العصر: إنما تدخل في دائرة (المصلحة المرسلة) وهي التي لم يرد من الشرع دليل باعتبارها ولا بإلغائها.
وشرطها: أن لا تكون من أمور العبادات حتى لا تدخل في البدعة، وأن تكون من جنس المصالح التي أقرها الشرع، والتي إذا عرضت على العقول، تلقتها بالقبول، وألا تعارض نصا شرعيا، ولا قاعدة شرعية.
وجمهور فقهاء المسلمين يعتبرون المصلحة دليلا شرعيا يبنى عليها التشريع أو الفتوى أو القضاء، ومن قرأ كتب الفقه وجد مئات الأمثلة من الأحكام التي لا تعلل إلا بمطلق مصلحة تجلب، أو ضرر يدفع.
وكان الصحابة – وهم أفقه الناس لهذه الشريعة- أكثر الناس استعمالا للمصلحة واستنادا إليها.
وقد شاع أن الاستدلال بالمصلحة المرسلة خاص بمذهب المالكية، ولكن الإمام شهاب الدين القرافي المالكي (684هـ) يقول – ردا على من نقلوا اختصاصها بالمالكي-:
(وإذا افتقدت المذاهب وجدتهم إذا قاسوا أو جمعوا أو فرقوا بين المسألتين، لا يطلبون شاهدا بالاعتبار لذلك المعنى الذي جمعوا أو فرقوا، بل يكتفون بمطلق المناسبة، وهذا هو المصلحة المرسلة، فهي حينئذ في جميع المذاهب).
2 - للوسائل حكم المقاصد:
والقاعدة الثانية: هي أن للوسائل في شؤون العادات حكم المقاصد، فإذا كان المقصد مشروعا في هذه الأمور، فإن الوسائل إليه تأخذ حكمه، ولم تكن الوسيلة محرمة في ذاتها.
ولهذا حين ظهرت الوسائل الإعلامية الجديدة، مثل (التلفزيون) كثر سؤال الناس عنها: أهي حلال أم حرام؟
وكان جواب أهل العلم: أن هذه الأشياء لا حكم لها في نفسها، وإنما حكمها بحسب ما تستعمل له من غايات ومقاصد. فإذا سألت عن حكم (البندقية) قلنا: إنها في يد المجاهد: عون على الجهاد ونصرة الحق ومقاومة الباطل، وهي في يد قاطع الطريق: عون على الجريمة والإفساد في الأرض، وترويع الخلق.
وكذلك التلفزيون: من يستخدمه في معرفة الأخبار، ومتابعة البرامج النافعة ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، بل والبرامج الترفيهية بشروط وضوابط معينة، فهذا لا شك في إباحته ومشروعيته، بل قد يتحول إلى قربة وعبادة بالنية الصالحة. بخلاف من يستخدمه للبحث عن الخلاعة والمجون وغيرها من الضلالات في الفكر والسلوك.
وكذلك هذه المسيرات والتظاهرات، إن كان خروجها لتحقيق مقصد مشروع، كأن تنادي بتحكيم الشريعة، أو بإطلاق سراح المعتقلين بغير تهمة حقيقية، أو بإيقاف المحاكمات العسكرية للمدنيين، أو بإلغاء حالة الطوارئ التي تعطي للحكام سلطات مطلقة. أو بتحقيق مطالب عامة للناس مثل: توفير الخبز أو الزيت أو السكر أو الدواء أو البنزين، أو غير ذلك من الأهداف التي لا شك في شرعيتها. فمثل هذا لا يرتاب فقيه في جوازه.
وأذكر أني كنت في سنة 1989م في الجزائر، وقد شكا إلي بعض الأخوات من طالبات الجامعة من الملتزمات والمتدينات، من مجموعة من النساء العلمانيات أقمن مسيرة من نحو خمسمائة امرأة، سارت في شوارع العاصمة، تطالب بمجموعة من المطالب تتعلق بالأسرة أو ما يسمى (قانون الأحوال الشخصية) مثل: منع الطلاق، أو تعدد الزوجات، أو طلب التسوية بين الذكر والأنثى في الميراث، أو إباحة تزوج المسلمة من غير المسلم، ونحو ذلك.
فقلت للطالبات اللائي سألنني عن ذلك: الرد على هذه المسيرة العلمانية: أن تقود المسلمات الملتزمات مسيرة مضادة، من خمسمائة ألف امرأة! أي ضعف المسيرة الأولى ألف مرة! تنادي باحترام قواطع الشريعة الإسلامية.
وفعلا بعد أشهر قليلة أقيمت مسيرة مليونية عامتها من النساء تؤيد الشريعة، وإن شارك فيها عدد محدود من الرجال.
فهذه المسيرة – بحسب مقصدها- لا شك في شرعيتها، بخلاف المسيرة الأخرى المعارضة لأحكام الشريعة القطعية، لا يستطيع فقيه أن يفتي بجوازها.
سد الذرائع
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ما قيل من منع المسيرات والتظاهرات السلمية، خشية أن يتخذها بعض المخربين أداة لتدمير الممتلكات والمنشآت، وتعكير الأمن، وإثارة القلاقل. فمن المعروف: أن قاعدة سد الذرائع لا يجوز التوسع فيها، حتى تكون وسيلة للحرمان من كثير من المصالح المعتبرة.
ويكفي أن نقول بجواز تسيير المسيرات إذا توافرت شروط معينة يترجح معها ضمان ألا تحدث التخريبات التي تحدث في بعض الأحيان. كأن تكون في حراسة الشرطة، أو أن يتعهد منظموها بأن يتولوا ضبطها بحيث لا يقع اضطراب أو إخلال بالأمن فيها، وأن يتحملوا المسؤولية عن ذلك. وهذا المعمول به في البلاد المتقدمة ماديا.
في السنة دليل على شرعية المسيرات
أعتقد أن فيما سقناه من الأدلة والاعتبارات الشرعية، ما يكفي لإجازة المسيرات السلمية إذا كانت تعبر عن مطالب فئوية أو جماهيرية مشروعة.
وليس من الضروري أن يطلب دليل شرعي خاص على ذلك، مثل نص قرآني أو نبوي، أو واقعة حدثت في عهد النبوة أو الخلافة الراشدة.
ومع هذا، نتبرع بذكر واقعة دالة، حدثت في عهد النبوة، وذلك عندما أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فبعد أن يسرد عمر رضي الله عنه قصة إسلامه، ولنستمع إلى عمر نفسه، وهو يقص علينا نبأ هذه المسيرة. حتى إذا دخل دار الأرقم ابن أبي الأرقم معلنا الشهادتين يقول: (فقلت: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟ قال: "بلى، والذي نفسي بيده، إنكم على الحق إن متم وإن حييتم" قال: فقلت: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن، فأخرجناه في صفين: حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين، حتى دخلنا المسجد، قال: فنظرت إليّ قريش وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها. فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق).
ومن تتبع السيرة النبوية، والسنة المحمدية، لا يعدم أن يجد فيها أمثلة أخرى.
والحمد لله رب العالمين.
رابط الفتوى: http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=6701&version=1&template_id=232&parent_id=17
ـ[محمّد حدّاد الجزائري]ــــــــ[07 - Jan-2009, صباحاً 01:28]ـ
تلقى فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي - رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين - رسالة بإمضاء " عدد من طلاب العلم الشرعي" (بتاريخ 5 فبراير 2008) تحمل هذا السؤال:
ما رأي فضيلتكم فيما ذكره بعض العلماء من عدم مشروعية تسيير المسيرات والمظاهرات، تأييدا لمطالب مشروعة، أو تعبيرا عن رفض أشياء معينة في مجال السياسة، أو الاقتصاد، أو العلاقات الدولية، أو غيرها؟ وقال هذا العالم: إن تنظيم هذه المسيرات أو الدعوة إليها، أو المشاركة فيها حرام.
ودليله على ذلك: أن هذه بدعة لم يعرفها المسلمون، وليست من طرائق المسلمين، وإنما هي مستوردة من بلاد اليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم من الكفرة والملحدين. وتحدّى هذا العالم من يأتيه بواقعة واحدة، سارت فيها مظاهرة كبيرة أو صغيرة، في عهد الرسول أو الصحابة.
وإذا كانت هذه المسيرات تعبّر عن الاحتجاج على الحكومة، فهذا خروج على المنهج الإسلامي في إسداء النصيحة للحكام، والمعروف: أن الأولى في هذه النصيحة أن تكون بين الناصح والحاكم، ولا تكون على الملأ.
على أن هذه المسيرات كثيرا ما يستغلّها المخرّبون، و يقومون بتدمير الممتلكات، وتخريب المنشآت. ولذا وجب منعها سدا للذرائع.
فهل هذا الكلام مسلّم من الوجهة الشرعية؟ وهل يسوغ للناس في أنحاء العالم: أن يسيروا المظاهرات للتعبير عن مطالبهم الخاصة أو العامة، وأن يؤثروا في الرأي العام من حولهم، وبالتالي يؤثِّرون على الحكام وأصحاب القرار، إلا المسلمين دون غيرهم، يحرم عليهم استعمال هذه الوسيلة التي أصبحت عالمية؟
نرجو أن نسمع منكم القول الفصل، الموثق بأدلة الشرع، في هذه الفضية الخطيرة، التي غدت تهم كل الناس في سائر الأقطار والقارات. وفقكم الله وسددكم.
وفي رده على السائل أفاد فضيلته بقوله:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن ابتع هداه ... أما بعد
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن حق المسلمين – كغيرهم من سائر البشر- أن يسيروا المسيرات وينشئوا المظاهرات، تعبيرا عن مطالبهم المشروعة، وتبليغا بحاجاتهم إلى أولي الأمر، وصنّاع القرار، بصوت مسموع لا يمكن تجاهله. فإن صوت الفرد قد لا يسمع، ولكن صوت المجموع أقوى من أن يتجاهل، وكلما تكاثر المتظاهرون، وكان معهم شخصيات لها وزنها: كان صوتهم أكثر إسماعا وأشد تأثيرا. لأن إرادة الجماعة أقوى من إرادة الفرد، والمرء ضعيف بمفرده قوي بجماعته. ولهذا قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة:2]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا" وشبّك بين أصابعه.
ودليل مشروعية هذه المسيرات: أنها من أمور (العادات) وشؤون الحياة المدنية، والأصل في هذه الأمور هو: الإباحة.
وهذا ما قررته بأدلة – منذ ما يقرب من نصف قرن- في الباب الأول من كتاب: (الحلال والحرام في الإسلام) الذي بين في المبدأ الأول أن القاعدة الأولى من هذا الباب: (أن الأصل في الأشياء الإباحة). وهذا هو القول الصحيح الذي اختاره جمهور الفقهاء والأصوليين.
فلا حرام إلا ما جاء بنص صحيح الثبوت، صريح الدلالة على التحريم. أما ما كان ضعيفا في مسنده أو كان صحيح الثبوت، ولكن ليس صريح الدلالة على التحريم، فيبقى على أصل الإباحة، حتى لا نحرم ما أحل الله.
ومن هنا ضاقت دائرة المحرمات في شريعة الإسلام ضيقا شديدا، واتسعت دائرة الحلال اتساعا بالغا. ذلك أن النصوص الصحيحة الصريحة التي جاءت بالتحريم قليلة جدا، وما لم يجئ نص بحله أو حرمته، فهو باق على أصل الإباحة، وفي دائرة العفو الإلهي.
وفي هذا ورد الحديث: "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئا". وتلا: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم:64].
وعن سلمان الفارسي: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء فقال: "الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرّم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا لكم"، فلم يشأ عليه الصلاة والسلام أن يجيب السائلين عن هذه الجزئيات، بل أحالهم على قاعدة يرجعون إليها في معرفة الحلال والحرام، ويكفي أن يعرفوا ما حرم الله، فيكون كل ما عداه حلالا طيبا.
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها".
وأحب أن أنبه هنا على أن أصل الإباحة لا يقتصر على الأشياء والأعيان، بل يشمل الأفعال والتصرفات التي ليست من أمور العبادة، وهي التي نسميها: (العادات أو المعاملات) فالأصل فيها عدم التحريم وعدم التقييد إلا ما حرّمه الشارع وألزم به، وقوله تعالى: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ} [الأنعام:119]، عام في الأشياء والأفعال.
وهذا بخلاف العبادة فإنها من أمر الدين المحض الذي لا يؤخذ إلا عن طريق الوحي، وفيها جاء الحديث الصحيح: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد"، وذلك أن حقيقة الدين تتمثل في أمرين: ألا يُعبد إلا الله، وألا يُعبد إلا بما شرع، فمن ابتدع عبادة من عنده – كائنا من كان- فهي ضلالة ترد عليه، لأن الشارع وحده هو صاحب الحق في إنشاء العبادات التي يُتقرب بها إليه.
وأما العادات أو المعاملات فليس الشارع منشئا لها، بل الناس هم الذين أنشأوها وتعاملوا بها، والشارع جاء مصححا لها ومعدلا ومهذبا، ومقرا في بعض الأحيان ما خلا عن الفساد والضرر منها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن تصرفات العباد من الأقوال والأفعال نوعان: عبادات يصلح بها دينهم، وعادات يحتاجون إليها في دنياهم، فباستقراء أصول الشريعة نعلم أن العبادات التي أوجبها الله أو أحبها لا يثبت الأمر بها إلا بالشرع.
وأما العادات فهي ما اعتاده الناس في دنياهم مما يحتاجون إليه. والأصل فيه عدم الحظر، فلا يحظر منه إلا ما حظره الله سبحانه وتعالى، وذلك لأن الأمر والنهي هما شرع الله، والعبادة لا بد أن تكون مأمورا بها، فما لم يثبت أنه مأمور به – أي من العادات – كيف يحكم عليه بأنه محظور؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا كان أحمد وغيره من فقهاء أهل الحديث يقولون: إن الأصل في العبادات التوقيف، فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله، وإلا دخلنا في معنى قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} [الشورى:21].
والعادات الأصل فيها العفو، فلا يحظر منها إلا ما حرّمه الله، وإلا دخلنا في معنى قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً} [يونس:59].
وهذه قاعدة عظيمة نافعة، وإذا كان كذلك فنقول:
البيع، والهبة، والإجارة، وغيرها من العادات التي يحتاج الناس إليها في معاشهم – كالأكل والشرب واللباس- فإن الشريعة قد جاءت في هذه العادات بالآداب الحسنة، فحرمت منها ما فيه فساد، وأوجبت ما لا بد منه، وكرهت ما لا ينبغي، واستحبت ما فيه مصلحة راجحة في أنواع هذه العادات ومقاديرها وصفاتها.
وإذا كان كذلك، فالناس يتبايعون ويستأجرون كيف يشاءون، ما لم تحرم الشريعة، كما يأكلون ويشربون كيف شاءوا ما لم تحرم الشريعة – وإن كان بعض ذلك قد يستحب، أو يكون مكروها - وما لم تحد الشريعة في ذلك حدا، فيبقون فيه على الإطلاق الأصلي).انتهى.
ومما يدل على هذا الأصل المذكور ما جاء في الصحيح عن جابر بن عبد الله قال: "كنا نعزل والقرآن ينزل، فلو كان شيء ينهى عنه لنهى عنه القرآن".
فدل على أن ما سكت عنه الوحي غير محظور ولا منهي عنه، وأنهم في حل من فعله حتى يرد نص بالنهي والمنع، وهذا من كمال فقه الصحابة رضي الله عنهم، وبهذا تقررت هذه القاعدة الجليلة، ألا تشرع عبادة إلا بشرع الله، ولا تحرم عادة إلا بتحريم الله.
والقول بأن هذه المسيرات (بدعة) لم تحدث في عهد رسول الله ولا أصحابه، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار: قول مرفوض؛ لأن هذا إنما يتحقق في أمر العبادة وفي الشأن الديني الخالص. فالأصل في أمور الدين (الاتباع) وفي أمور الدنيا (الابتداع).
ولهذا ابتكر الصحابة والتابعون لهم بإحسان: أمورا كثيرة لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك ما يعرف بـ (أوليات عمر) وهي الأشياء التي ابتدأها عمر رضي الله عنه، غير مسبوق إليها. مثل: إنشاء تاريخ خاص للمسلمين، وتمصير الأمصار، وتدوين الدواوين، واتخاذ دار للسجن، وغيرها.
وبعد الصحابة أنشأ التابعون وتلاميذهم أمورا كثيرة، مثل: ضرب النقود الإسلامية، بدل اعتمادهم على دراهم الفرس، ودنانير الروم، وإنشاء نظام البريد، وتدوين العلوم وإنشاء علوم جديدة مثل: علم أصول الفقه، وعلوم النحو والصرف والبلاغة، وعلم اللغة، وغيرها.
وأنشأ المسلمون (نظام الحسبة) ووضعوا له قواعد وأحكاما وآدابا، وألّفوا فيه كتبا شتّى.
ولهذا كان من الخطأ المنهجي: أن يطلب دليل خاص على شرعية كل شأن من شؤون العادات، فحسبنا أنه لا يوجد نص مانع من الشرع.
ودعوى أن هذه المسيرات مقتبسة أو مستوردة من عند غير المسلمين: لا يثبت تحريما لهذا الأمر، ما دام هو في نفسه مباحا، ويراه المسلمون نافعا لهم." فالحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها".
وقد اقتبس المسلمون في عصر النبوة طريقة حفر الخندق حول المدينة، لتحصينها من غزو المشركين، وهي من طرق الفرس.
واتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم خاتما. حيث أشير عليه أن يفعل ذلك، فإن الملوك والأمراء في العالم، لا يقبلون كتابا إلا مختوما.
واقتبس الصحابة نظام الخراج من دولة الفرس العريقة في المدنية والتنظيم.
واقتبسوا كذلك تدوين الدواوين، من دولة الروم، لما لها من عراقة في ذلك.
وترجم المسلمون الكتب التي تتضمن (علوم الأوائل) أي الأمم المتقدمة، التي طورها المسلمون وهذبوها وأضافوا إليها، وابتكروا فيها مثل: (علم الجبر) بشهادة المنصفين من مؤرخي العلم.
ولم يعترضوا إلا على (الجانب الإلهي) في التراث اليوناني؛ لأن الله تعالى أغناهم بعقيدة الإسلام عن وثنية اليونان وما فيها من أساطير وأباطيل.
ومن نظر إلى حياتنا المعاصرة في شتى المجالات: وجد فيها كثيرا جدا مما اقتبسناه من بلاد الغرب: في التعليم والإعلام والاقتصاد والإدارة والسياسة وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففكرة الدستور، والانتخابات بالصورة المعاصرة، وفصل السلطات، وإنشاء الصحافة والإذاعة والتلفزة، بوصفها أدوات للتعبير والتوجيه والترفيه، وإنجاز الشبكة الجبارة للمعلومات (الإنترنت).
والتعليم بمؤسساته وتقسيماته وترتيباته ومراحله وآلياته المعاصرة، مقتبس في معظمه من الغرب.
والشيخ رفاعة الطهطاوي، حين ذهب إلى باريس إماما للبعثة المصرية، ورأى من ألوان المدنية ما رأى، بهرته الحضارة الحديثة، وعاد لينبه قومه إلى ضرورة الاقتباس مما سبق به الأوربيون، حتى لا يظلوا يتقدمون ونحن نتأخر.
ومن يومها بدأ المصريون، وبدأ معهم كثير من العرب، وقبلهم بدأ العثمانيون في اقتباس ما عند الغربيين.
كل هذه مقتبسات من الغرب الذي تفوق علينا وسبقنا بها، ولم نجد بدا من أن نأخذها عنه، ولم تجد نكيرا من أحد من علماء الشرع ولا من غيرهم فأقرها العرف العام. وقد أخذ الغرب عنا من قبل واقتبس منا، وانتفع بعلومنا أوائل نهضته {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران:140].
المهم أن نأخذ ما يلائم عقائدنا وقيمنا وشرائعنا، دون ما يناقضها أو ينقضها. فالناقل هو الذي يأخذ من غيره ما ينفعه لا ما يضره. وأهم ما يأخذه المسلم من غيره: ما كان متعلقا بشؤون الحياة المتطورة، وجله يتصل بالوسائل والآليات التي طابعها المرونة والتغير، لا بالأهداف والمبادئ التي طابعها الثبات والبقاء.
على أن ما ذكره السائل أو السائلون، من نسبة هذه المظاهرات أو المسيرات إلى الشيوعيين الملحدين: غير صحيح، فالأنظمة الشيوعية لا تسمح بهذه المسيرات إطلاقا؛ لأن هذه الأنظمة الشمولية القاهرة تقوم على كبت الحريات، وتكميم الأفواه، والخضوع المطلق لسلطان الحكم وجبروته.
قاعدتان مهمتان
وأود أن أقرر هنا قاعدتين في غاية الأهمية:
1 - قاعدة المصلحة المرسلة:
الأولى هي: قاعدة المصلحة المرسلة، فهذه الممارسات التي لم ترد في العهد النبوي، ولم تعرف في العهد الراشدي، ولم يعرفها المسلمون في عصورهم الأولى، وإنما هي من مستحدثات هذا العصر: إنما تدخل في دائرة (المصلحة المرسلة) وهي التي لم يرد من الشرع دليل باعتبارها ولا بإلغائها.
وشرطها: أن لا تكون من أمور العبادات حتى لا تدخل في البدعة، وأن تكون من جنس المصالح التي أقرها الشرع، والتي إذا عرضت على العقول، تلقتها بالقبول، وألا تعارض نصا شرعيا، ولا قاعدة شرعية.
وجمهور فقهاء المسلمين يعتبرون المصلحة دليلا شرعيا يبنى عليها التشريع أو الفتوى أو القضاء، ومن قرأ كتب الفقه وجد مئات الأمثلة من الأحكام التي لا تعلل إلا بمطلق مصلحة تجلب، أو ضرر يدفع.
وكان الصحابة – وهم أفقه الناس لهذه الشريعة- أكثر الناس استعمالا للمصلحة واستنادا إليها.
وقد شاع أن الاستدلال بالمصلحة المرسلة خاص بمذهب المالكية، ولكن الإمام شهاب الدين القرافي المالكي (684هـ) يقول – ردا على من نقلوا اختصاصها بالمالكي-:
(وإذا افتقدت المذاهب وجدتهم إذا قاسوا أو جمعوا أو فرقوا بين المسألتين، لا يطلبون شاهدا بالاعتبار لذلك المعنى الذي جمعوا أو فرقوا، بل يكتفون بمطلق المناسبة، وهذا هو المصلحة المرسلة، فهي حينئذ في جميع المذاهب).
2 - للوسائل حكم المقاصد:
والقاعدة الثانية: هي أن للوسائل في شؤون العادات حكم المقاصد، فإذا كان المقصد مشروعا في هذه الأمور، فإن الوسائل إليه تأخذ حكمه، ولم تكن الوسيلة محرمة في ذاتها.
ولهذا حين ظهرت الوسائل الإعلامية الجديدة، مثل (التلفزيون) كثر سؤال الناس عنها: أهي حلال أم حرام؟
وكان جواب أهل العلم: أن هذه الأشياء لا حكم لها في نفسها، وإنما حكمها بحسب ما تستعمل له من غايات ومقاصد. فإذا سألت عن حكم (البندقية) قلنا: إنها في يد المجاهد: عون على الجهاد ونصرة الحق ومقاومة الباطل، وهي في يد قاطع الطريق: عون على الجريمة والإفساد في الأرض، وترويع الخلق.
وكذلك التلفزيون: من يستخدمه في معرفة الأخبار، ومتابعة البرامج النافعة ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، بل والبرامج الترفيهية بشروط وضوابط معينة، فهذا لا شك في إباحته ومشروعيته، بل قد يتحول إلى قربة وعبادة بالنية الصالحة. بخلاف من يستخدمه للبحث عن الخلاعة والمجون وغيرها من الضلالات في الفكر والسلوك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك هذه المسيرات والتظاهرات، إن كان خروجها لتحقيق مقصد مشروع، كأن تنادي بتحكيم الشريعة، أو بإطلاق سراح المعتقلين بغير تهمة حقيقية، أو بإيقاف المحاكمات العسكرية للمدنيين، أو بإلغاء حالة الطوارئ التي تعطي للحكام سلطات مطلقة. أو بتحقيق مطالب عامة للناس مثل: توفير الخبز أو الزيت أو السكر أو الدواء أو البنزين، أو غير ذلك من الأهداف التي لا شك في شرعيتها. فمثل هذا لا يرتاب فقيه في جوازه.
وأذكر أني كنت في سنة 1989م في الجزائر، وقد شكا إلي بعض الأخوات من طالبات الجامعة من الملتزمات والمتدينات، من مجموعة من النساء العلمانيات أقمن مسيرة من نحو خمسمائة امرأة، سارت في شوارع العاصمة، تطالب بمجموعة من المطالب تتعلق بالأسرة أو ما يسمى (قانون الأحوال الشخصية) مثل: منع الطلاق، أو تعدد الزوجات، أو طلب التسوية بين الذكر والأنثى في الميراث، أو إباحة تزوج المسلمة من غير المسلم، ونحو ذلك.
فقلت للطالبات اللائي سألنني عن ذلك: الرد على هذه المسيرة العلمانية: أن تقود المسلمات الملتزمات مسيرة مضادة، من خمسمائة ألف امرأة! أي ضعف المسيرة الأولى ألف مرة! تنادي باحترام قواطع الشريعة الإسلامية.
وفعلا بعد أشهر قليلة أقيمت مسيرة مليونية عامتها من النساء تؤيد الشريعة، وإن شارك فيها عدد محدود من الرجال.
فهذه المسيرة – بحسب مقصدها- لا شك في شرعيتها، بخلاف المسيرة الأخرى المعارضة لأحكام الشريعة القطعية، لا يستطيع فقيه أن يفتي بجوازها.
سد الذرائع
أما ما قيل من منع المسيرات والتظاهرات السلمية، خشية أن يتخذها بعض المخربين أداة لتدمير الممتلكات والمنشآت، وتعكير الأمن، وإثارة القلاقل. فمن المعروف: أن قاعدة سد الذرائع لا يجوز التوسع فيها، حتى تكون وسيلة للحرمان من كثير من المصالح المعتبرة.
ويكفي أن نقول بجواز تسيير المسيرات إذا توافرت شروط معينة يترجح معها ضمان ألا تحدث التخريبات التي تحدث في بعض الأحيان. كأن تكون في حراسة الشرطة، أو أن يتعهد منظموها بأن يتولوا ضبطها بحيث لا يقع اضطراب أو إخلال بالأمن فيها، وأن يتحملوا المسؤولية عن ذلك. وهذا المعمول به في البلاد المتقدمة ماديا.
في السنة دليل على شرعية المسيرات
أعتقد أن فيما سقناه من الأدلة والاعتبارات الشرعية، ما يكفي لإجازة المسيرات السلمية إذا كانت تعبر عن مطالب فئوية أو جماهيرية مشروعة.
وليس من الضروري أن يطلب دليل شرعي خاص على ذلك، مثل نص قرآني أو نبوي، أو واقعة حدثت في عهد النبوة أو الخلافة الراشدة.
ومع هذا، نتبرع بذكر واقعة دالة، حدثت في عهد النبوة، وذلك عندما أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فبعد أن يسرد عمر رضي الله عنه قصة إسلامه، ولنستمع إلى عمر نفسه، وهو يقص علينا نبأ هذه المسيرة. حتى إذا دخل دار الأرقم ابن أبي الأرقم معلنا الشهادتين يقول: (فقلت: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟ قال: "بلى، والذي نفسي بيده، إنكم على الحق إن متم وإن حييتم" قال: فقلت: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن، فأخرجناه في صفين: حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين، حتى دخلنا المسجد، قال: فنظرت إليّ قريش وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها. فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق).
ومن تتبع السيرة النبوية، والسنة المحمدية، لا يعدم أن يجد فيها أمثلة أخرى.
والحمد لله رب العالمين.
رابط الفتوى: http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=6701&version=1&template_id=232&parent_id=17
ـ[ابن رشد]ــــــــ[07 - Jan-2009, صباحاً 05:10]ـ
أعتقد ان فتوى الشيخ ابن جبرين محررة وموفقة
وشكرا لك على طرح هذا الموضوع
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 09:15]ـ
جزى الله شيخنا ابن جبرين خيراً
فكل نظام حكم له وسائل للتعبير عن الرأي و التغيير
و هذه الوسائل الديموقراطية من المظاهرات و الاعتصامات يتوصل بها في البلاد الديموقراطية بلاد مبدلي الشرائع إلى الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر من باب الحيلة " كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك "
أما البلاد غير الديموقراطية فلها وسائل أخرى
ـ[محمّد حدّاد الجزائري]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 12:53]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
و لقد قال العلاّمة الشّيخ محمّد الحسن ولد الدّدو -رئيس مركز تكوين العلماء- بتاريخ يوم الجمعة 05 محرّم 1430هـ، الموافق لـ: 02/ 01/2009م؛ بعد أن شارك بنفسه في مظاهرة و تجمّع شعبي حاشد بموريتانيا ... ؛ ممّا قاله في هذا التجمّع -حفظه اللّه-: "إنّ وقوفكم معهم فيه حياة لضمائركم و إيمانكم، و فيه ردّ لطغيان العدوّ لأنّه إنّما يقوم بهذه الأعمال ليعرف هل أنتم أحياء أو أنتم أموات ... ".
ثمّ قال في أخبار الحصاد المغاربي -على قناة الجزيرة الفضائية- و على المباشر مجيبا عن أسئلة صحفية ليلة الجمعة 06 محرّم 1430هـ، الموافق لـ: 03/ 01/2009م: " ... يجب على الشّعوب الإسلامية كلّها أن تتحرّك لإعلان استنكارها لما يحصل من المجازر في غزّة و للوقوف مع إخواننا و أهالينا الّذين يُضطهدون و يُهانون و يُبادون كما تُباد الحشرات، و لا غرابة في وقوف الشّعوب الإسلامية معهم، و إنّما الغرابة إلى الآن في سكوت الحكّام و عدم وقوفهم معهم، فيجب على الحكّام أن لا يتأخّروا و لو دقيقة واحدة عن الوقوف معهم و أن يُحرّكوا كلّ ما لديهم من الجيوش و الآلات، و يجب عليهم المبادرة إلى إنقاذهم و علاج جرحاهم، و الإنفاق عليهم من أموال الدّول الإسلامية الّذي هو مال مشترك للمسلمين جميعا، و لأهل غزّة الحقّ فيه و هم أولى به الآن من غيرهم، فيجب على حكّام المسلمين أن يُبادروا إلى قطع العلاقات الظّاهرة و الباطنة مع الكيان الصّهيوني، و أن يفتحوا المعابر كلّها، و أن يُحرّكوا الجيوش لإيقاف هذه الحرب الّتي هي حرب إبادة شعواء لا تتوقّف ليلا و لا نهارا منذ سبعة أيّام، دُمّرت فيه المساجد و المستشفيات و المدارس و البيوت على أهلها، و قُتل الأطفال و النّساء، و هذا لا يُمكن أن يُقبل بمنطقٍ أيّا كان، و المظاهرات الّتي تُسيّرها الشّعوب كونها لم تتّجه إلى السّفارات و لم تتّجه إلى المصالح الأجنبية دليل على وعي الشّعوب و أنّها تعلم أنّها إنّما تُعبّر عن الرّفض و تُحرِّك و تضغط على الحكومات، فإغلاق السّفارات ليس بأيدي الشّعوب و إنّما هو بأيدي الحكومات و يجب عليها أنْ تُبادر إليه، و تركها هذا جريمة في حقّ شعبها و جريمة في حقّ أهل غزّة بل جريمة في حقّ الإسلام أصلا، فلا بدّ مِن المبادرة لقطع العلاقات الظّاهرة و الباطنة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، و لا بدّ مِن تحريك الجيوش، و لا بدّ مِن تدخّل الحكّام، و لا بدّ مِن الإنفاق لعلاج هؤلاء الجرحى و الأطفال و إيواء الأيامى و اليتامى، و لابدّ أن يكون العالم الإسلامي كلّه واقفا في خندق واحد مع أهل غزّة، و أ، ْ يوقفوا هذه الإبادة المستمرّة".
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 11:04]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد لقد دفعني ما قرأته عن فضيلة الشيخ محمد النجدي حين قال: فاننا لا نعلم في النصوص الشرعية من الكتاب و السنة و عمل السلف الصالح ما يدل على جوازها .... قلت كذا قال و المعروف أن الصحابة تظاهروا لهدم مسجد ضرار كما انهم تلقوا الرسول صلى الله عليه و سلم بالفرح المنظم و التهليل و انشاد الأراجيز الخ ... و من المعلوم عند الجميع أنه لا فرق بين التعبير عن الفرح و التعبير عن الغضب لكن ذلك كله ينبغي أن يضبض بما يسمونه الحاجي الضروري المتمثل في درء المفاسد و جلب المصالح و مكارم الأخلاق و محاسنها فاذا لم تنضبض بهذه القواعد أدت الى عواقب غير محمودة فتصبح حينئذ من الفساد المنهى عنه و الله أعلم(/)
هل لقول ابن القيم هذا ... حظ من النظر؟
ـ[القاموس]ــــــــ[05 - Jan-2009, صباحاً 04:29]ـ
أعذروني إذا بدوتُ حزيناً ... إن وجه المحب وجه حزينُ
ودعوني أعلّلُ نفسي بالقوافي ... قليلاً فطبعها لا يلينُ
إن هذا القريضَ يحكي جنوني ... لستُ أدري هل يُستطابُ الجنونُ
(معذرة .. فإن أحداث غزة لتذهل المرء عن طعامه وشرابه .. ولا يمكن أن يدارس العلم رجل أسِف .. قد ملئ هماً وحزنا)
لكن المسألة لها ارتباط بعبادة قد حلت وهي:
ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه (زاد المعاد) 2/ 63: أن صيام يوم عاشوراء على ثلاث مراتب وهي، قال: (مراتب صومه ثلاثة، أكملها: أن يُصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم).
قلت: الذي يظهر لي والعلم عند الله أن صيام يوماً قبله ويوماً بعده، لا يسعفه الدليل!
فإن قيل: هذا أكمل في المخالفة؟ فالجواب: أن هذا يلزم منه - أن يكون صيام يومين قبله ويومين بعده - أكمل في المخالفة من سابقه؟ ولم يقل بهذا أحد فيما أعلم.
فالوقوف مع النص وصيام يوم التاسع والعاشر، هو الأرجح، والأوفق للاتباع، والله أعلم.
(الموضوع مطروح للمناقشة العلمية)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Jan-2009, صباحاً 05:57]ـ
ليس المقصود بالكمال في كلام ابن القيم هو كثرة الصيام.
وإنما المقصود إعمال جميع الأدلة والخروج من الخلاف.
تأمل.
ـ[صالح العواد]ــــــــ[05 - Jan-2009, صباحاً 10:14]ـ
حديث ابن عباس عند الإمام أحمد الذي رفعه للنبي صلى الله عليه وسلم (خالفوا اليهود صوموا يوما قبله أو يوما بعده) حديث ضعيف لأن فيه ابن أبي ليلى وداود بن علي، بل الذي ثبت عن ابن عباس موقوفا في مصنف عبدالرزاق أنه قال: (خالفوا اليهود صوموا التاسع والعاشر)
على هذا الأكمل صيام يوم التاسع والعاشر لأنه هو الثابت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)، أما صيام التاسع والعاشر والحادي عشر فلا دليل عليه، وأما صيام العاشر والحادي عشر فأيضا لايثبت لضعف حديث ابن عباس المذكور أعلاه والعبادات كما هو معلوم توقيفية لا يجوز فعلها إلا بدليل.
فلم يبق إلا صيام اليوم التاسع والعاشر وهو الأكمل، ويأتي بعده في المرتبة العاشر فقط مع الكراهة عند بعضهم.
ـ[القاموس]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 02:23]ـ
أخي / أبو مالك العوضي،
ما الدليل على صيام التاسع والعاشر والحادي عشر، حتى يجمع بين الأدلة؟ هل هو الحديث الذي رواه الإمام أحمد وفيه (يوماً قبله أو يوماً بعده) أم أن هناك غيره؟
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 04:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اتفق الفقهاء على سنية صوم عاشوراء وتاسوعاء - وهما: اليوم العاشر والتاسع من المحرم - لقول النبي صلى الله عليه وسلم في صوم عاشوراء: أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ولحديث معاوية رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع.
وقد كان صوم يوم عاشوراء فرضا في الإسلام ثم نسخت فرضيته بصوم رمضان فخير النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين في صومه وهو اختيار كثير من العلماء واختيار شيخ الاسلام وهو الذي قاله الأصوليون.
قال الشيخ زروق في شرح القرطبية: واستحب بعض العلماء صوم يوم قبله ويوم بعده وقال الشربيني الخطيب: بل نص الشافعي في الأم والإملاء على استحباب صوم الثلاثة.
وذكر العلماء في حكمة استحباب صوم تاسوعاء أوجها:
أحدها: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر وهو مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود وصوموا قبله يوما أو بعده يوما " والحديث فيه مقال لكن يكفي قول الصحابي وقول الصحابي معروف من الادلة المختلف فيها وأكثر العلماء على أنه حجة وقول الصحابي من أصول الأئمة الاربعة حتى من خالف في حجية قول الصحابي لم يهمش قوله بل يرجحوه على غيره.
الثاني: أن المراد به وصل يوم عاشوراء بصوم كما نهى أن يصوم يوم الجمعة وحده.
الثالث: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع الغلط فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر وهذا هو مأخذ ابن القيم وأظن أنه صرح بهذا لكن لا اذكر في اي كتبه على العموم حتى لو لم يصرح فحمل كلامه على هذا ظاهر.
ـ[القاموس]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 06:47]ـ
أخي / بندر الطائي، وفقك الله وسددك
أظن أن مسألتنا لم تتضح عندك، أو أنني لم أفهم كلامك على الوجه الذي تريده،
آمل أن توضح أكثر، ما الذي يظهر لك ولماذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 08:38]ـ
بارك الله فيك.
قَالَ ابْنُ الْحَاجِبِ: وَأَكْثَرُ الْقَوْلِ بِالْمُوجَبِ هَذَا الْقِسْمِ، أَيْ الَّذِي يُسْتَنْتَجُ فِيهِ مَا يُتَوَهَّمُ أَنَّهُ مَأْخَذُ الْخَصْمِ، وَلَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ، وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا أَكْثَرَ لِخَفَاءِ الْمَآخِذِ، وَقِلَّةِ الْعَارِفِينَ بِهَذَا، وَالْمُطَّلِعِينَ عَلَى أَسْرَارِهَا، بِخِلَافِ مَحَلِّ الْخِلَافِ فَإِنَّ ذَلِكَ مَشْهُورٌ فَكَمْ مَنْ يَعْرِفُ مَحَلَّ الْخِلَافِ، وَلَكِنْ لَا يَعْرِفُ الْمَأْخَذَ.
أقصد أن دليل ابن القيم حيث قال مراتب الصوم ثلاثة أكملها: أن يصام قبله يوم وبعده يوم هو تعليل بأنه الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال أو زيادته.
ـ[صالح العواد]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 09:37]ـ
أخي بندر ..
ليس هذا مأخذ ابن القيم حسب علمي ولا أظنه صرح بهذا ولا ألمح أيضا، ولكنه استند على رواية منكرة عند أحمد والبزار كما ذكر ذلك ابن حجر الهيثمي في مجمع الزوائد من حديث ابن عباس: (صوموا يوما قبله ويوما بعده) كذا بالواو غير رواية (أو) وكلاهما لاتصحان، وكذلك رواهما - اللفظين (أو) و الواو - البيهقي في السنن الكبرى و لاتصحان،
ويدل لذلك أن ابن القيم أورد اللفظين في الهدي (2/ 72) واعتبرهما في احتجاجه بهذا القول ..
وأتصور أن المسألة حديثية، وبعد تمييز الألفاظ الصحيحة من الشاذة تعرض على أقوال الرجال .. والله ولي التوفيق
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[07 - Jan-2009, صباحاً 01:00]ـ
بارك الله فيك.
لا اعتقد أن الحافظ ابن القيم يخفى عليه هذه الرواية المنكرة ولاعتماد عليها وايرادها لا يدل على أنه اعتمد عليها وهذه هي طريقة ابن القيم يأتي بالبعيد والقريب وما قلته هو الائق بالحافظ ابن القيم خصوصا وأن بعض العلماء يرى الحكمة من أن يصام قبله يوم وبعده يوم هو الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال أو زيادته.
وأما مسألة تمييز الألفاظ الصحيحة من الشاذة هذا والله يا أخي هو المطلب.(/)
طلب مساعدة عاجلة
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[05 - Jan-2009, مساء 02:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .... أما بعد ...
أيها المباركون في هذا المجلس شيوخا وطلاب علم
سلام الله عليكم
أستاذتي تحضر رسالة دكتراه في الشريعة و القانون وتريد المساعدة.
أرجو من ذوي الإختصاص الإتصال بي على الخاص.(/)
سؤال عن العلم اللدني
ـ[أحمد الشيباني]ــــــــ[05 - Jan-2009, مساء 07:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مالمقصود بالعلم اللدني عند الصوفية؟
ـ[القاموس]ــــــــ[05 - Jan-2009, مساء 11:42]ـ
أخي / أحمد الشيباني وفقك الله وسددك،
العلم اللدني - عند الصوفية -: هو العلم الذي يقذفه الله في القلب إلهاماً بلا سبب من العبد.
ويستشهدون على هذا بقول الله عز وجل عن الخضر: (وآتيناه من لدنا علما).
قال بعض من كتب عن الصوفية عما سبق: يعني على قاعدة (حدثني قلبي عن ربي)!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[06 - Jan-2009, صباحاً 10:44]ـ
كل علم طيب نافع يؤتيه الله أحدا من خلقه فهو من لدنه سبحانه، يعني من عنده، من فضله تبارك وتعالى على ذلك العبد .. سواءا كان هذا العلم محصلا بالوحي - في حق الأنبياء والرسل - أو بالتلقي والسماع في حق من دونهم من البشر ..
ومنه ولا شك، كل الهام يمن الله به على العبد من فهم صحيح لنصوص الدين ينفدح في نفسه، يقوم عليه عنده تصور وقياس صحيح، فتنبت منه ثمرة موفقة مسددة من قول أو عمل صحيح، فهذا من العلم اللدني كذلك .. وفي الحديث المشهور أن مثل ما بعث به رسول الله كمثل الغيث أصاب أراض على أحوال ثلاثة، ذكر منها تلك التي تنبت العشب والكلأ الكثير .. والله يؤتي الحكمة من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
أما ما يدعيه الصوفية من كون العلم (اللدني) هذا من جهة المعنى علما من نوع خاص، يستقل لنفسه بمصدر مخصوص من مصادر التلقي بخلاف المصادر المجمع عليها في أمة الاسلام، كأن يجد المرء الرب يحدثه في نفسه بكلام يعلم أنه ليس كلامه، وانما هو بمثابة الوحي من الله، فهذا مفتر كاذب على الله وعلى رسوله، منتحل لمقام قد خص الله به الأنبياء والرسل، وليس هذا لأحد سواهم من البشر.
والله يقول: ((وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ)) [الشورى: 51]
ودعوى أن الانسان - من دون الأنبياء - قد يسمع في نفسه هاتفا من الرب يحدثه، هذه دعوى مشهورة عند أراب التصوف في كثير من الملل، وليس في أتباع ملة الاسلام وحدها! وأكثرها ما يكون من تلبيس الشيطان على الخلق يتكلم في نفوسهم بكلام يعلمون أنه ليس كلامهم ولا من نتاج أفكارهم، يوهمهم بأنه كلام رب العالمين، فيغترون بذلك على سذاجتهم وقلة علمهم، ويطيعون ذلك الهاتف كأنه وحي من السماء، وان حدثهم بما يخرق حدود الشرع ويبطلها، ولا حول ولا قوة الا بالله!
ـ[محمد عبيد الله]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 12:10]ـ
العلم اللدّني هو تقديم الذوق على النصوص وتأويل النص ليوافق هذا الذوق. وهو من مصادر التلقي عند الصوفية ويعتبرونه علم يأتي من لدّن الله عز وجل. وقداستندوا إلى قول الله في القرآن الكريم في قصة موسى والخضر (فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا).
وهو من الضلال ولاحول ولا قوة الا بالله.
ـ[القاموس]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 02:10]ـ
المعذرة، نقلت اِلآية خطئاً والصحيح قوله تعالى: (وعلمناه من لدنا علما)، وليت الإخوة نبهوني على هذا؟(/)
بيان ... بيان ... بيان ..... إلى متى!!
ـ[القاموس]ــــــــ[05 - Jan-2009, مساء 08:11]ـ
الحمد لله، فجزى الله كل من نصر إخوانه في غزة بمقاله أو بفعاله أو بكتابه أبو بدعائه أو بحرقته وحزنه ..
لكن الحقيقة تقول:
السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعبِ
بيض الصفائح لا سود الصحائف في متونهن جلاء الشك والريبِ
والعلم في شهب الأرماح لامعة بين الخميسين لا في السبعة الشهبِ
أين الرواية بل أين النجوم وما صاغوه متن زخرفٍ فيها ومن كذب؟
عجائباً زعموا الأيام مجلفةً عنهن في صفر الأصفار أو رجبِ
وخوّفوا الناس من دهياء مظلمةٍ إذا بدا الكوكبُ الغربي ذو الذنبِ
وصيّروا الأبرُجَ العليا مرتبةً ما كان منلقباً أو غير منقلبِ
يقضون بالأمر عنها وهي غافلةُ ما دار في فلكٍ منها وفي قطبِ
لو بينت قط أمراً قبل موقعهِ لم تخف ماحل بالأوثان والصلبِ
فتح الفتوح تعالى أن يحيط به نظم من الشعر أو نثر من الخطبِ
فتح تفتح أبواب السماء له وتبرز الأرض في أثوابها القشبِ
يايوم وقعة (عمورية) انصرفت عنك المنى حفلاً معولة الحلبِ
أبقيت جد بني الإسلام في صعد والمشركين ودار الشرك في صببِ
لقد تركت أمير المؤمنين بها للنار يوماً ذليل الصتخر والخشبِ
غادرت فيها بهيم الليل وهو ضحى يقله وسطها صبح من اللهبِ
حتى كأن جلابيب الدجى رغبت عن لونها أو كن الشمس لم تغبِ
ضوء من النار والظلماء عاكفة و ظلمة من دخان في ضحى شحبِ
فا لشمس واجبة في ذا ولم تجب والشمس واجبه في ذا ولم تجبِ
وحسن منقلب تبدو عواقبه جاءت بشا شته عن سوء منقلبِ
لم يعلم الكفر كم من أعصرً كمنت له المنية بين السمر والقضبِ
تدبير معتصمٍ با لله منتقم لله مرتقب في الله مرتغبِ
لم يغز قوماً ولم ينهض إلى بلدٍ إلا تقدمه جيش من الرعبِ
لو لم يقد جحفلاً يوم الوغي لفدا من نفسه وحدها في جحفلٍ لجبِ
رمى بك الله برجيها فهدمها ولو رمى بك غير الله لم تصبِ
أجبته معلناً بالسيف منصلتاً ولو أجبت بغير السيف لم تجبِ
حتى تركت عمود الشرك منقعراً ولم نعرج على الأوتاد والطنبِ
إن الأسود أسود الغاب همتها يوم الكريهة في المسلوب لا السلبِ
تسعون ألفاً كأساد الشرى نضجت جلودهم قبل نضج التين و العنبِ
يارب حوباء لما أجتث دابرهم طابت و لو ضمخت بالمسك لم تطبِ
خليفة الله جازي الله سعيك عن جرثومة الدين و الإسلام والحسبِ
بصرت با لراحة الكبرى فلم ترها نال إلاّ على جسرٍ من التعبِ
أبقيت بين الأصفر المصفرِ كاسمهمُ فر الوجوه وجلت أوجه العربِ
ـ[خلوصي]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 09:25]ـ
حتى نبدأ أنا و أنت و الإخوة بأنفسنا و ... أهلينا و جيراننا ... يا ايها العزيز!
ـ[القاموس]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 09:32]ـ
بارك الله فيك أخي / خلوصي(/)
بعد غزَّة ... المطر!
ـ[الواحدي]ــــــــ[05 - Jan-2009, مساء 11:08]ـ
*تنبيه هام جدًّا:
إذا لم يكن بحوزتك جهاز تحويل النصوص إلى المستوى الثاني من القراءة، لا تقرأ هذه القصة.
إذا كانت الحروف تزعجك، اقرأ ما بين السطور؛ هو أرْيَح للبصر ...
هذه القصة ليست بالقصيرة ولا الطويلة .. وهي ليست بالمرحة ولا الحزينة .. إنها قصة فحسب .. وحسبُ القصة أن تُقرأ وتُروى ...
يا رب! أسألك يومًا ممطرًا آخر ...
بعد عشرة أيام من الاجتياح البري لغَزَّة، انهزم الجيش الصهيوني أمام عزيمة المقاومة المؤمنة، ورفع الراية البيضاء .. لم يرفعها بشكل واضح صريح، بل أحاطها –كعادته- بضباب من حروف خناثية مدبجة لبيان تلبيسي لأغراض انتخابية.
المهم ..
فُكَّ الحصار، واحتفل العالم العربي والإسلامي كله بانتصار المقاومة. كل الناس احتفلت وعبّرت عن بهجتها، بما في ذلك "فخامة الريّس" .. فقد قرَّر فتح أحد مصراعَي بوَّابة رفح، أحدهما فقط .. لا إشفاقًا على أهالي غزَّة، بل استئناسا بـ "فتح" .. فهو يتفاءل بفتح، أيّ فتح كان .. ويتشاءم من حماس، أيّ حماس .. حتى لو صحَّحت "حماس" مسارها، وأضافت إليها تاء التأنيث، احترامًا للقواعد، وجيء له بالشنتمري نفسه شارحًا لها، لظل يتشاءم منها!
كل الناس احتفلت بانتصار المقاومة وعبّرت عن بهجتها، إلا السيد "أبو لاشي"؛ العربي الوحيد الذي ظل يصر أنّ "النهاية" لم تأت بعد، وأنّ انسحاب الصهاينة "مجرد مناورة"، وأنّ "الاجتياح الحقيقي" لم يأت بعد!
والأغرب في الأمر كله أنّ "أبو لاشي" كان من أشد المساندين والمتحمسين للمقاومة في غزَّة، كما أنّ الخاص والعام يعلم مدى كرهه العميق للكيان الصهيوني ..
"أبو لاشي" موظف حكومي في مصلحة البريد .. وهو يمقت كلمة "موظف"، ويصر على أن يقدِّم نفسه على أنه "إطار في الاتصالات" ..
منذ اليوم الثاني من الهجوم الجائر على غزة، تمترس "أبو لاشي"، وبدأ "الرباط" في خندقه الخاص .. وكان قد حصل على "إجازة" طبية مفتوحة، مكتوب عليها: "لا يُسمح له بالعمل إلى أن تُفرَج" ..
بمجرد عودته إلى البيت، ارتدى "أبو لاشي" بزَّة المقاومة والصمود: "بيجاما" قطنية، وجوارب صوفية، وبطانية للتترُّس .. وحمل سلاحه الوحيد: "الريموت كنترول"، ومعه أهم عتاد: إبريق الشاي .. ثم صرخ بأعلى صوته: "آتون يا غزَّة! "، ودخل في شاشة التلفزيون، ليصبح جزءًا من قناة "الجزيرة" ...
وهكذا، أصبح "أبو لاشي" مقاومًا من الدرجة الأولى .. يخطِّط، ويتكتك، ويناور .. يمارس الكر والفر، ويثخن العدوّ بالـ ... صراخ!
في اليوم الثالث من الاجتياح البري لِغَزَّة، طلبت منه زوجته "فتحية" الذهاب إلى السوق لبعض حاجات البيت، فهاج في وجهها، وهدّدها بالويل والثبور ..
_ ألا تستحين يا "بنت الذين"؟! ألا تخجلين من نفسك؟ السوق! هل هذا زمن السوق؟ إخواننا يموتون في غزة، ونحن نقاوم معهم؛ وتطلبين مني اللهاث وراء رغيف الخبز؟
_ كفى صراخًا؛ لا تنتفض عليَّ هكذا!
وهنا تلقَّف "أبو لاشي" كلامها، وراح يكيل لها من لسانها، في لهجة عنترية متهدِّجة:
_ نعم، هذا ما كنت أبحث عنه! لا بد من انتفاضة! انتفاضة ثالثة في غزة، وانتفاضات يومية عليك في هذا البيت الذي يذكِّرني بغوانتانامو ..
وكدأبها، اتجهت "فتحية" إلى المطبخ، وأغلقت الباب خلفها، تاركة إياه يرغي ويزبِد ..
عاد "أبو لاشي" إلى رباطه. "حمى ظهره" بأربع وسادات .. وموَّه على العدوِّ بالاستتار بالبطانية .. وأخذ عدَّته الضرورية: كأس الشاي، والريموت كونترول. ثم ... اندمج في المعركة ... وما هي إلا دقائق معدودات ما كادت تمرّ حتى راح يصرخ بملء فيه:
"الله أكبر! الله أكبر! دمَّرنا لهم ميركافا! دمّرنا لهم ميركااااااااافااااااا! "
ثم راح ينادي زوجته بصرخة، قيل إنّ صداها سُمِع في تل أبيب، فارتعدت ليفني هلعًا:
"فتحيّة! فتحيّياااااااااااااا! الحقي يا فتحيّييييييييييييا! "
فتحت "فتحية" باب المطبخ، وحدّقت فيه باستغراب، ثم سألته:
_ ما الذي حدث؟ هل هاجمتك الصراصير؟ أم هي الجرذان التي عجزت عن إبادتها منذ الصيف المنصرم؟
_ لا يا فتحية .. أنتِ فين واحنا فين! لقد حطَّمْنا لهم ميركافا! هل تفهمين؟ مر. كا. فا! ميم، راء، كاف، فاء! تعالي لتشاهديها تحترق، وتشمي رائحة جثث الخنازير المشوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
_ لا شأن لي بروائح الجثث، رائحة "الفراخ" الموشكة على التفحُّم تكفيني همًّا ..
قالتها وهمَّت بالعودة إلى مملكتها، فإذا به يخاطبها باستفزاز:
_ لقد أصبح تفكيرك أضيَق من معبر رفح، لكن لسانك صار أطول من صواريخ القسَّام! لكنني لا أستغرب هذه اللامبالاة من جانبك، فاسمك "فتحية"، ولعله مشتق من "فتْح" ..
تسمّرت في مكانها عند سماع هذه الكلمات .. ثم استدارت نحوه، وقالت له بكل برودة دم:
_ ما دام الأمر كذلك؛ لك القطاع، ولي الضِّفَّة!
ثم دخلت مملكتها الملتهبة، وأوصدت الباب بعنف شديد، اهتزّ له القصر الرئاسي ...
وظل الأمر على هذه الحال ... أبو لاشي "يقاوم"، وفتحية تغادر البيت بعد الفجر، وتحشر نفسها في زحمة "الأوتوبيس"، وتخاطب "اللي يسوى واللي مايسواش"، حتى تصل إلى مصنع النسيج قبل الثامنة .. وأبو لاشي "يقاوم" في جزيرته ..
ظل الأمر على هذه الحال .. إلى أن جاء اليوم "اللي ما يتسمّاش"، كما يحلو لفتحية تنعته كلّما ذَكَرتْه أو تذكَّرتْه ...
في ذلك اليوم "المهبّب"، عادت فتحية إلى البيت –على غير عادتها- قبل السابعة مساءً. ولشدة إنهاكها، فتحت الباب ببطء رافقه هدوء غير مقصود، فلم يتنبَّه لدخولها أبو لاشي .. وبمجرَّد أن تجاوزت العتبة "الهباب" هي الأخرى، سمعت زوجها يصرخ: "الله أكبر! الله أكبر! " فاتجهت رأسًا إلى غرفة الجلوس .. نظرت إلى زوجها، الذي أخذ منه وقع المفاجأة كل مأخذ، ثم أدارت بصرها إلى التلفاز .. وهنا، استولى عليها الذهول، ودارت بها الأرض، وكاد يُغمى عليها ...
وما كان لأحد أن يلوم فتحية .. فقد شاهدت على الشاشة "بأمِّ عينيها" -وخالتهما وعمّتهما- مباراةً في كرة القدم! ودقَّقت النظر، فاكتشفت أن أحد الفريقين يشبه "الأهلي"، أمّا الآخر فلا يُشبه "الزمالك" إطلاقًا .. وهذا هو اللغز الذي لم تجد له تفسيرًا! وبينما هي غارقة في حيرتها الغاضبة وغضبها المحتار، نطق المقاوم الصنديد منافحًا عن قضيته:
_ هدِّئي من روعك يا "وليَّة"! لعلك تتساءلين عن علاقة ما أنا فيه بمقاومتي الباسلة ضد الاجتياح الصهيوني الغاشم .. أليس كذلك؟
لكنها، من فرط حيرتها وارتباكها وحنقها، لم تنبس فتحية ببنت شفة ولا ببنت جارتها .. ولمهارته الفائقة في فن المناورة والتكتيك الحربي، لجأ إلى وسيلة "الإرباك"، فباغتها قائلَا:
_ ما لك يا هانم؟ ألم تعلمي أنَّ الرياضة جزء من مقاومتنا الباسلة؟ هل نسيت أخي وعزيزي "أبو تريكة" ومناصرته لأهالي غزّة؟ أنا لا تهمُّني كرة القدم .. لا يهمّني لا الأهلي ولا الزمالك ...
وهنا قاطعتْه فتحية قائلة بلؤم:
_ أعرف ذلك. فالذي يهمّك هو "النادي الإسماعيلي" وبسسس ....
أحس أنها أصابته في الصميم؛ لكنه لم يستسلم، وغادر مخبأه .. "عاري الصدر"، "ممشوق القامة"، وراح يمشي نحوها .. وبعد خطوة واحدة، صرخ في وجهها:
_ لا تقاطعي المقاوم حين يتكلّم! مفهوم؟
ثم خفض صوته قليلا، وأضاف:
_ كل الذي يهمّني في مباراة كرة القدم هو: اللحظة التي ينبري فيها أحد إخواننا أمام كاميرات العالم، ويعلن –على طريقته- مساندته لنا ...
ثم راح يبرهن على صدق دعواه بالحجج القاطعة المفحمة، كما قال ... وبينما هو كذلك، اقتربت فتحية من الشاشة، وقرأت في أعلاها: مانشستر يونايتد 0/ شلسي 1!! وهنا دارت بها الأرض "سبع دورات"، وأضافت الثامنة من عندها مجَّانًا لهول الصدمة ..
لاحظ أبو لاشي صدمتها، فبادر إلى إنقاذ الموقف بتكتيك حربي آخر يسمّيه: "العلاج بالصدمة"، وصرخ في وجهها:
_ يا جاهلة! يا أمِّيَّة! يا "بتاعت البتوع"! الآن فقط تأكدتُ أنك في الضفة .. الأخرى من العالَم! ألم تدركي بعدُ أنّ اللاعبين العرب والمسلمين يلعبون في معظم الأندية الأوروبية؟ ابتعدي قليلا عن الشاشة حتى لا تفقد أفكاري تسلسلها!
لم تستجب فتحية لطلبه، فغيَّر هو "موقعه الاستراتيجي" .. ثم ألصق عينيه على المستطيل الأخضر، وأضاف قائلا:
(يُتْبَعُ)
(/)
_ يا فتحية! يا روحي! في الأندية الأوروبية لاعبون مسلمون، مثلي مثلك. وبعضهم مقاوم مثلي تمامًا .. خذي –مثلاً- هذا اللاعب الذي سجَّل الهدف .. اسمه "بلال أنيلكا"، وهو فرنسي مسلم، مثلي ومثلك إلى حد ما .. وهو مشهور بمواقفه المقاوِمة؛ وهو في هذه مثلي تمامًا، وليس مثلك إطلاقًا .. ولهذا، عندما سجَّل الهدف، هتفتُ بالتكبير .. أتدرين لماذا؟ لأنني كنت متأكِّدًا أنه سيقوم بحركة ما يعبِّر بها عن مساندته للمقاومة في غزَّة. لكن اليهود –المسيطرين على الإعلام- أبعدوا عنه الكاميرا، لعنهم الله .. ثم أتيت أنتِ، هداك الله ...
لم تقل فتحية شيئا .. نظرت إليه، ثم إلى الشاشة .. تركته غارقًا في جزيرتيه، وغادرت الغرفة بخطى مترنِّحة، وفي أعماقها رغبة عارمة في الصراخ، والبكاء، والنسيان، والجنون ...
وفي اليوم العاشر من الاجتياح، وصل الخبر السارُّ إلى مسامع فتحية وهي في المصنع، تؤمِّن لقمة العيش للمقاوم المغوار .. ومن فرط فرحتها، زغردت بأحلى زغرودة في حياتها؛ وظلَّت تزغرد إلى أن وصلت إلى البيت! وما إن فتحت الباب حتى هرعت تجري إلى غرفة الجلوس .. لكنها فوجئت بها فارغة، إلا من ترس أبو لاشي وعُدّته وسلاحه .. التفتت إلى الشاشة، فوجدت التلفاز مبرمَجًا على قناة "أجواء"، قناة النشرة الجوية المستمرة. فتنهَّدت مبتسمةً، واتجهت إلى غرفة النوم ..
كانت سحنته حزينة، وكان ممدَّدا على السرير، كالعائد منهَكًا من معركة ضارية .. جلست قربه، وسألته بلهجة مداعبة:
_ ما لك يا سيدي، أتحزن وقد تحقق النصر؟ قم لنشاطرك الفرحة أيها المقاوِم الشهم، ولنحتفل بعودتك إلى العمل!
_ الفرحة؟ يا لك من متفائلة! ألم تشاهدي التلفزيون؟ لقد أعلنوا عن سقوط المطر غدًا! أفهمت؟ غدًا: مطر! م. ط.ر! ميم طاء راء!
_ وما علاقة المطر بغزَّة؟
_ دعيك من غزَّة .. أنا أتكلّم الآن عن العمل. إذا أمطرت السماء غدًا، لن أذهب إلى العمل. والشهادة الطبيَّة تؤكد ذلك ..
_ وإذا لم تمطر؟
_ ستمطر بإذن الله .. نُصرتُ في غزَّة، وسأُنصَر بالمطر هنا ...
تجاهلت فتحية كلامه، وأعدَّت العَشاء .. ولعق البطل المغوار كل الصحون، كعادته .. ونام أمام التلفاز، وهو يشاهد قناة "أجواء" ..
وفي الغد، هطل المطر، ولم يتوجَّه أبو لاشي إلى الشغل .. وفي اليوم الموالي، هطل المطر أيضًا ... لكن في ثالث يوم، لم تنزل ولو قطرة واحدة من السماء.
كانت فتحية في المصنع ذلك اليوم. وعندما تأكدت من امتناع السماء عن القطر، طلبت تسريحًا، وعادت إلى البيت مسرعة في منتصف النهار ...
ولمَّا فتحت الباب، سمعت تمتمة في الصالون، فتسارعت نبضات قلبها، وظنت أنَّ أبو لاشي أصيب فعلًا بالجنون .. لكنها حينما شارفت مدخل الصالون، شاهدت أبو لاشي جاثيًا على ركبتيه فوق السجّاد، رافعًا يديه إلى السماء .. وسمعته يقول بخشوع عميق:
يارب! يا خالق البحر العباب، ومُنزل الغيث من السحاب، أسألك يومًا مُمطرًا آخر ....
- نهاية-
09/محرم/1430هـ
الواحدي
ـ[أبو الحسين العاصمي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 10:41]ـ
الأستاذ الواحدي، رفع الله قدره ..
سلمت يمبنك، فلقد رويت فأطربت، وقصصت فأجدت، ووصفت فأصبت، وأوجزت فأبلغت .. فبارك الله فيك و"فتح" عليك (ابتسامة)
ـ[الحسن عبد الله الصياغي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 06:45]ـ
السلام عليكم شيخنا الواحدي
بارك الله فيكم وزادكم من فضله
هل خاصية الرسائل الخاصة عندك معطلة؟
ـ[ابو بشار الغزاوي]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 05:02]ـ
صدقني اخي الواحدي انت وضعتها في الصميم ولكن ما يغيظنا اكثرمن ابو لاشي من هم من العرب الذين لا يدروون ما الذي يحدث في فلسطين من اقتتال داخلي وتجدهم مثل اخانا الي في القصة يفتي ويخون ويكفر البعض دون البعض دون معرفة الواقع حياك الله اخي وبأسمي كأحد ابناء غزة اهنيك على روعة ما كتبت
ـ[الواحدي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 03:38]ـ
السلام عليكم
هل خاصية الرسائل الخاصة عندك معطلة؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيك أيها الأخ الفاضل.
ليست معطلة، لكن الصندوق ممتلئ، ويحتاج تفريغه إلى وقت ...
راجع الخاص غدًا، بإذن الله.
واعذرني ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 03:46]ـ
أخي أبا بشار:
نحن المدينون لكم بالتحية والإكبار، وشد الأزر، والدعم والمساندة ... كلٌّ من موقعه، وبما وهبه الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
غزّة منّا .. ونحن من غزة ...
اصبروا، وصابروا، ورابطوا ...
واتّقوا الله لعلّكم تفلحون ...
واعتصموا بحبل الله جميعا ...
وكونوا عباد الله إخوانا ...
وسنظلّ نردّد: متى نصر الله؟
والجواب: ألا إنّ نصر الله قريب ...
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 09:31]ـ
وكم من ابولاشي ابوماضي وابوفاضي ابتلت بهم الامة والله المستعان ونسال الله تعالى ان يردنا الى ديننا مردا جميلا
ـ[الواحدي]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 05:40]ـ
بعد غزة ... (2)
...
وتذكّر "أبو لاشي" غزة ... فانتفض انتفاضة الأسد الهصور، وهجم على .. "الريموت كنترول". ثم تمترس خلف وسادته، متذكّرًا أيّام مقاومته المجيدة، والشاي تلو الشاي، ومعارك الكرامة التي خاضها في مربّع البلّور ...
وقبل أن يقرأ شريط الأخبار أسفل الشاشة، قفزت شعارات قديمة من أعماق الذات وطفت على الذاكرة، فراح يردّدها بحماس وجهاد لا فتح بعدهما ... "وللحريّة الحمراء .. "، وقد ارتبط هذا الشعار في ذهنه بفريق "الأهلي" ... "النصر أو الشهادة" .. ولأجل فهمه هذا الشعار، فرح كثيرًا لمّا طُرد من المدرسة وحُرِم من الشهادة الإعدادية، معتبرًا أنّه حقّق النصر ...
لكن حماسه سرعان ما انقلب إلى خيبة، لأنّ عيون الجزيرة كانت أوّل ما اختطفه العدوّ ضمن ما اختطف من "أسطول الحياة" ... و"أبو لا شي" يؤمن إيمانًا أعمى أنه لا خبر بلا صورة، ولا إعلام دون كاميرا ... كيف إذن سيقاوم مثلما قاوم من قبل؟ كيف يوصل المساعدات إلى أهل غزة؟ وكيف يدكّ بعينيه الثائرتين أبواب رفح والجدار الفولاذي؟ كيف؟
وتذكّر ابنَ عمه "متولّي"، الذي اشترى تلفازًا جديدًا منذ بضعة أيّام لمتابعة مباريات كأس العالم في أدق تفاصيلها، وانكبّ يشرح له أنّ هذا التلفاز من طراز "أل س يدي" وأنّ شاشته تغطّي جدار صالونه كاملا، الجدار الرابع ... ولكي يغيظه أكثر، كان يضغط على اللام من "أل س يدي"، ويظل يكرّرها، ثم يلفظ بقية الحروف عندما يوشك نفَسه على الانقطاع ... وهذا الخبث أثار حفيظة "أبو لا شي"، فغلت دماؤه الثورية، وكاد ينفجر ... ولو لم يكونا في المياه الدولية الواقعة في مقهى "الغلابى"، لتصرّف مع ابن عمّه تصرّفًا آخر، ولقاده مكبّلا إلى بيته، واحتجزه هناك ليشاهد معه مباريات كأس العالم على تلفازه هو، لا تلفاز " الأللللللللللللللللللللللللللل ل س يديه" ...
ثم عاد "أبو لاشي" إلى الواقع، وتذكّر أنّ الواجب يناديه. وفي هذه اللحظة الحاسمة من عُمْر انتفاضته الثانية، عقد اجتماعا طارئا مع نفسه تحت "البطّانية" ... وبعد ساعة من التداول، والتشاور، والحل والعقد .. اتخذ بالإجماع قرارًا من شأنه أن يقلب موازين القوى في المنطقة، ويغيّر وجه التاريخ؛ تاريخه ...
ولأنّ القرار الجماعي الذي اتخذه مع نفسه في غاية السرّيّة، أردفه بقرار آخر يقتضي تحريم مفاتحة "فتحية" بالموضوع إلى أن يأتي الوقت المناسب.
ثم غادر البيت، ولم يَعُد إلا صبيحة اليوم الموالي ...
وقبل أن يطرق طرقاته المعتادة، وهي: 3 - 5 - 1، انفتح الباب، فوجد نفسه وجهًا لوجه مع فتحية، وحينئذ، شارك كلٌّ منهما في "الاتجاه المعاكس" ...
_ خير إن شاء الله؟ أقلقني غيابك .. أمضيت الليل كله بين أقسام الشرطة بحثًا عنك. وبكيت حتى انهدّ بدني ...
_ اسكتي يا "وليّة"! الوقت لا يتسع للعواطف. غزة تنادي، وقد اتخذت القرار الذي يُمليه الواجب.
_ غزة مرّة أخرى؟ الحمد لله أننّا مقبلون على الصيف، وإلاّ لتحجّجت أيضًا بالمطر ...
_ لا تلتفتي إلى الوراء؛ المقاومة إقدام وكرّ ...
_ وما هو قرارك هذه المرّة؟ هل سترابط وراء الوسادة، مدجّجًا بكؤوس الشاي؟
_ لا ... هذا جزء من الماضي ... واللبيب هو من لا يكرّر أخطاءه. انظري.
سحب من جيبه جواز سفره، ورماه على المائدة، شامخًا مشمخرًّا ...
_ ولماذا تريني جواز سفرك؟ هل ستسافر إلى جنوب إفريقيا؟
_ استحي يا وليّة! أنت تخاطبين مقاوم المستقبل. أنا مسافر إلى قبرص الآن بإذن الله.
_ ولماذا قبرص؟
_ للمشاركة في "أسطول الحياة 2".
_ أسطول الحياة؟ وماذا ستقدم لأهالي غزة؟
_ كلٌّ ينفق ممّا عنده يا وليّة ... وأنا سأضمن تصليح وتجديد "ريموت كونترول" كل بيت في غزة.
_ وماذا سيستفيد الغزاويون ...
(يُتْبَعُ)
(/)
_ لا تقولي "الغزاويون"، يا جاهلة! أما سمعت الشيخ "المصلحاتي" البارحة؟ قولي: "الغزّيّون"، غين، زاي، ياء، واو، نون؛ "غزّيّون". وإذا شئت استعارة لغة المقاومين الأخفياء مثلي، قولي: "الغزّاويّة".
_ طيّب .. وماذا سيستفيد الغزاويون، الغزّيّون، الغزّاوية، من تصليح "الريموت"؟
_ يا لك من ساذجة! بفضل ما سأنجزه، سيتمكّنون من رؤية أنفسهم في التلفاز، ورؤية نظرة إخوانهم العرب إليهم ... وبفضل ذلك أيضًا، سأتمكّن من رؤية نظر الغزاوية إلى أنفسهم، ونظرهم إلى رؤية العرب لهم! يعني: نظر، على نظر، على نظر .. رؤية ثلاثية الأبعاد، من دون "أل س يدي" أو "إتش دي"! أفهمتِ؟
_ آه فهمت .. وعلى ذكر الرقم ثلاثة، أرجوك! طلّقني بالثلاث، وأرحني، أراح الله منك الأرض!
_ لا جناح عليك، يا وليّة .. فأنت تصابين بالجنون كلّما قرّرت المشاركة في المقاومة ... والآن، أقول لك جملة واحدة لا غير: الوداع؛ أو إلى اللقاء.
_ صارت جملتين!
_ ماذا؟
_ تلفظت بجملة، لا جملتين .. وهذا لا يليق بمقاوم مثلك.
_ يا لك من جاهلة! وكأنك لم تقرئي النحو، ولم تصادفي شيئًا اسمه "البدل"! المهم ... اعتني بنفسك، وبابننا الذي لن يولد .. واذكريني بخير. وإذا استشهدت، أوصيك أن تطلبي من البطل "أبو تريكة" أن يتولّى شخصيّا إقامة صلاة الجنازة على جثماني الطاهر ... الوداع مرّةً أخرى .. ولعلّها الأخيرة ...
_ ألا أصحبك إلى الأمطار؟ عفوًا "المطار"؟
_ لا .. ممنوع منعًا باتًّا! فالمهمّة سرّيّة، وغير مسموح لك بالتعرّف على "الإخوان" الذين سيرافقونني إلى قبرص. وبالمناسبة: هذه شهادة إجازة طبّيّة لمدّة شهر. سلّميها للمدير، واذكري له أنّني نُقِلت للعلاج في الخارج. وإذا استشهدت، هنيئًا لك التعويض والمعاش ...
ثم تأخر خطوتين إلى الوراء، وحيّاها تحية عسكريّة. وقال لها، للمرة الأخيرة، بنبرة فيها شيء من صدى صوت يوسف وهبي: "الوداع يا حياتي"!
غادر العمارة، وقلبه يسابق رِجْلَيه إلى شقة ابن عمّه "متولّي"، شوقًا إلى الـ "أللللللللللللللللللل س يديه"، وإلى "الإخوان": أصدقاء الطفولة والشقاوة .. أصدقاء أيّام زمان .. أيّام كانت الملاعب ملاعب، والجمهور جمهور، والأهلي أهلي، والإسماعيلي إسماعيلي، و ... ويخرب بيت الزمالك ...
ركب سيارة الأجرة، وفي ذهنه شيء واحد: 63 معركة، وفوز واحد!
ثم تذكر غزة، فابتسم ... تذكّر عبارة الأسطى سلامة البارحة في "مقهى الغلابى"، حيث قال: "ما كلّو جزيرة ياسيدي ... "
وبينما كان يتأمّل القاذورات التي شوّهت وجه النيل، ردّد في نفسه: ومَن يدري؟ ربّما سيفوز المنتخب المصري بكأس العالم، فيتكرّم سيادة "الريّس" بفتح معبر رفح ...
2010/ 06/01
ـ[الواحدي]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 05:54]ـ
...
وقرأت بقية قصة "أبو لاشي" ..
فضحكت قليلا ..
ثم بكيت كثيرًا .. على نفسي ...
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 06:23]ـ
سلمت يمينك على هذه المقطوعة الرائعة
ـ[الواحدي]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 10:02]ـ
بارك الله فيك أيها الأخ العزيز ..
عجّل الله لك الشفاء، وأزال عنك كل داء. وألبسك ثوب العافية، وأقرّ عينيك بنعمة الرضا.
وقد نبّهتني مشاركتك إلى بعض الأخطاء الناشئة عن العجلة، فقررت تصحيح النص ونشره من جديد.
والله ولِيّ التوفيق.
ـ[الواحدي]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 10:08]ـ
بعد غزة ... (2)
...
وتذكّر "أبو لاشي" غزة ... فانتفض انتفاضة الأسد الهصور، وهجم على .. "الريموت كنترول". ثم تمترس خلف وسادته، متذكّرًا أيّام مقاومته المجيدة، والشاي تلو الشاي، ومعارك الكرامة التي خاضها في مربّع البلّور ...
وقبل أن يقرأ شريط الأخبار أسفل الشاشة، قفزت شعارات قديمة من أعماق الذات وطفت على الذاكرة، فراح يردّدها بحماس وجهاد لا فتح بعدهما ... "وللحريّة الحمراء .. "، وقد ارتبط هذا الشعار في ذهنه بفريق "الأهلي" ... "النصر أو الشهادة" .. ولأجل فهمه هذا الشعار، فرح كثيرًا لمّا طُرد من المدرسة وحُرِم من الشهادة الإعدادية، معتبرًا أنّه حقّق النصر ...
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن حماسه سرعان ما انقلب إلى خيبة، لأنّ عيون الجزيرة كانت أوّل ما اختطفه العدوّ ضمن ما اختطف من "أسطول الحرية" ... و"أبو لا شي" يؤمن إيمانًا أعمى أنه لا خبر بلا صورة، ولا إعلام دون كاميرا ... كيف إذن سيقاوم مثلما قاوم من قبل؟ كيف يوصل المساعدات إلى أهل غزة؟ وكيف يدكّ بعينيه الثائرتين أبواب رفح والجدار الفولاذي؟ كيف؟
وتذكّر ابنَ عمه "متولّي"، الذي اشترى تلفازًا جديدًا منذ بضعة أيّام لمتابعة مباريات كأس العالم في أدق تفاصيلها، وانكبّ يشرح له أنّ هذا التلفاز من طراز "أل سي ديه" وأنّ شاشته تغطّي جدار صالونه كاملا، الجدار الرابع ... ولكي يغيظه أكثر، كان يضغط على اللام من "أل سي ديه"، ويظل يكرّرها، ثم يلفظ بقية الحروف عندما يوشك نفَسه على الانقطاع ... وهذا الخبث أثار حفيظة "أبو لا شي"، فغلت دماؤه الثورية، وكاد ينفجر ... ولو لم يكونا في المياه الدولية الواقعة في مقهى "الغلابى"، لتصرّف مع ابن عمّه تصرّفًا آخر، ولقاده مكبّلا إلى بيته، واحتجزه هناك ليشاهد معه مباريات كأس العالم على تلفازه هو، لا تلفاز " الأللللللللللللللللللللللللللل ل سي ديه" ...
ثم عاد "أبو لاشي" إلى الواقع، وتذكّر أنّ الواجب يناديه. وفي هذه اللحظة الحاسمة من عُمْر انتفاضته الثانية، عقد اجتماعا طارئا مع نفسه تحت "البطّانية" ... وبعد ساعة من التداول، والتشاور، والحل والعقد .. اتخذ بالإجماع قرارًا من شأنه أن يقلب موازين القوى في المنطقة، ويغيّر وجه التاريخ؛ تاريخه ...
ولأنّ القرار الجماعي الذي اتخذه مع نفسه في غاية السرّيّة، أردفه بقرار آخر يقتضي تحريم مفاتحة "فتحية" بالموضوع إلى أن يأتي الوقت المناسب.
وغادر البيت، ولم يَعُد إلا صبيحة اليوم الموالي ...
وقبل أن يطرق طرقاته المعتادة، وهي: 3 - 5 - 1، انفتح الباب، فوجد نفسه وجهًا لوجه مع فتحية، وحينئذ، شارك كلٌّ منهما في "الاتجاه المعاكس" ...
_ خير إن شاء الله؟ أقلقني غيابك .. أمضيت الليل كله بين أقسام الشرطة بحثًا عنك. وبكيت حتى انهدّ بدني ...
_ اسكتي يا "وليّة"! الوقت لا يتسع للعواطف. غزة تنادي، وقد اتخذت القرار الذي يُمليه الواجب.
_ غزة مرّة أخرى؟ الحمد لله أننّا مقبلون على الصيف، وإلاّ لتحجّجت أيضًا بالمطر ...
_ لا تلتفتي إلى الوراء؛ المقاومة إقدام وكرّ ...
_ وما هو قرارك هذه المرّة؟ هل سترابط وراء الوسادة، مدجّجًا بكؤوس الشاي؟
_ لا ... هذا جزء من الماضي ... واللبيب هو من لا يكرّر أخطاءه. انظري.
سحب من جيبه جواز سفره، ورماه على المائدة، شامخًا مشمخرًّا ...
_ ولماذا تريني جواز سفرك؟ هل ستسافر إلى جنوب إفريقيا؟
_ استحي يا وليّة! أنت تخاطبين مقاوم المستقبل. أنا مسافر إلى قبرص الآن بإذن الله.
_ ولماذا قبرص؟
_ للمشاركة في "أسطول الحرية 2".
_ أسطول الحياة؟ وماذا ستقدم لأهالي غزة؟
_ كلٌّ ينفق ممّا عنده يا وليّة ... وأنا سأضمن تصليح وتجديد "ريموت كونترول" كل بيت في غزة.
_ وماذا سيستفيد الغزاويون ...
_ لا تقولي "الغزاويون"، يا جاهلة! أما سمعت الشيخ "المصلحاتي" البارحة؟ قولي: "الغزّيّون"، غين، زاي، ياء، واو، نون؛ "غزّيّون". وإذا شئت استعارة لغة المقاومين الأخفياء مثلي، قولي: "الغزّاويّة".
_ طيّب .. وماذا سيستفيد الغزاويون، الغزّيّون، الغزّاوية، من تصليح "الريموت"؟
_ يا لك من ساذجة! بفضل ما سأنجزه، سيتمكّنون من رؤية أنفسهم في التلفاز، ورؤية نظرة إخوانهم العرب إليهم ... وبفضل ذلك أيضًا، سأتمكّن من رؤية نظر الغزاوية إلى أنفسهم، ونظرهم إلى رؤية العرب لهم! يعني: نظر، على نظر، على نظر .. رؤية ثلاثية الأبعاد، من دون "أل س يدي" أو "إتش دي"! أفهمتِ؟
_ آه فهمت .. وعلى ذكر الرقم ثلاثة، أرجوك! طلّقني بالثلاث، وأرحني، أراح الله منك الأرض!
_ لا جناح عليك، يا وليّة .. فأنت تصابين بالجنون كلّما قرّرت المشاركة في المقاومة ... والآن، أقول لك جملة واحدة لا غير: الوداع؛ أو إلى اللقاء.
_ صارت جملتين!
_ ماذا؟
_ تلفظت بجملتين، لا جملة .. وهذا لا يليق بمقاوم مثلك.
_ يا لك من جاهلة! وكأنك لم تقرئي النحو، ولم تصادفي شيئًا اسمه "البدل"! المهم ... اعتني بنفسك، وبابننا الذي لن يولد .. واذكريني بخير. وإذا استشهدت، أوصيك أن تطلبي من البطل "أبو تريكة" أن يتولّى شخصيّا إقامة صلاة الجنازة على جثماني الطاهر ... الوداع مرّةً أخرى .. ولعلّها الأخيرة ...
_ ألا أصحبك إلى الأمطار؟ عفوًا "المطار"؟
_ لا .. ممنوع منعًا باتًّا! فالمهمّة سرّيّة، وغير مسموح لك بالتعرّف على "الإخوان" الذين سيرافقونني إلى قبرص. وبالمناسبة: هذه شهادة إجازة طبّيّة لمدّة شهر. سلّميها للمدير، واذكري له أنّني نُقِلت للعلاج في الخارج. وإذا استشهدت، هنيئًا لك التعويض والمعاش ...
ثم تأخر خطوتين إلى الوراء، وحيّاها تحية عسكريّة. وقال لها، للمرة الأخيرة، بنبرة فيها شيء من صدى صوت يوسف وهبي: "الوداع يا حياتي"!
غادر العمارة، وقلبه يسابق رِجْلَيه إلى شقة ابن عمّه "متولّي"، شوقًا إلى الـ "أللللللللللللللللللل سي ديه"، وإلى "الإخوان": أصدقاء الطفولة والشقاوة .. أصدقاء أيّام زمان .. أيّام كانت الملاعب ملاعب، والجمهور جمهور، والأهلي أهلي، والإسماعيلي إسماعيلي، و ... ويخرب بيت الزمالك ...
ركب سيارة الأجرة، وفي ذهنه شيء واحد: 63 معركة، وفوز واحد!
ثم تذكر غزة، فابتسم ... تذكّر عبارة الأسطى سلامة البارحة في "مقهى الغلابى"، حيث قال: "ما كلّو جزيرة ياسيدي ... "
وبينما كان يتأمّل القاذورات التي شوّهت وجه النيل، ردّد في نفسه: ومَن يدري؟ ربّما سيفوز المنتخب المصري بكأس العالم، فيتكرّم سيادة "الريّس" بفتح معبر رفح ...
2010/ 06/01(/)
صوتيات عن غزة
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[05 - Jan-2009, مساء 11:48]ـ
بعض المحاضرات التي اقيمت عن غزة
اخواننا في غزة الشيخ عبادالعزيز الكنهل
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=58010
نعليق على احداث غزة للشيخ ناصر العمر
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=58091
وقفات مع تاريخ اليهود للشيخ عبدالعزيز السدحان
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=58197
احداث غزة للشيخ محمد هاشل
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=58193
غزة تسثغيث للشيخ سامي الحمود
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=58192
خطبة الحرم للشيخ عبدالرحمن السديس
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=58164
هزة وعزة في ارض غزة للشيخ محمد المنجد
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=58159(/)
كيف تكتب بحثا علميا .....
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[05 - Jan-2009, مساء 11:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .... أما بعد ....
البحث العلمي يتصف بالدقة والضبط
وتتبدى تلك الدقة في العبارات التي يصاغ بها البحث
حيث يلجأ إلى التعبيرات الكمية غالبًا دون الكيفية
فالتعبيرات الكمية أدق
كما يمكن قياسها- بعكس الكيفية
يقول بعض شيوخنا في شرح {كيف تكتب بحثا علميا}
إن كتابة البحث العلمي هي أثقل مهمة يتعرض لها الباحث المبتدئ
لأن كتابة البحث العلمي يختلف عن كتابة أي موضوع آخر
فهو يحتاج إلى جهد ووقت وصبر وتدريب وممارسة
ومن يريد أن يكتب بحثًا علميًا عليه أن يقرأ بحوث غيره، ويختار النماذج الطيبة
ويحاول أن يرقى في كتابته إلى مستواها
لكن ذلك لن يتحقق إلا بعد تدريبات قد تطول
وعليه أن يستعين بمن سبقوه في هذا المضمار
وعليه أن يبتعد عن الجمل المطوَّلة، والعبارات المطاطة
والكلمات المجازية
ويجتنب التعالي والحذلقة وما شابه ذلك
ولابد أن تكون كتابته طبيعية كلما أمكن
وأن يعرض فكرته بكلام مختصر واضح
فقد يكون البحث متضمنًا لنتائج طيبة
ولكن يعيبه سوء الإخراج الفني والإسهاب
انتهى كلامه
حفظه الله تعالى
ـ[خلوصي]ــــــــ[06 - Jan-2009, صباحاً 07:39]ـ
يا أستاذ فيصل:
أيها المبارك ابن المبارك:
يقول أصحابي:
الأمة اليوم فيها معلومات ... و لكن ليس فيها معمولات!!
تعال نكتب مشياً عمليا في الناس؟!
مثلا لترسيخ شيء واحد فقط سهل - يبدو هكذا - و لكن إن لم نستطعه فو الله لن نفلح؟!؟
الحلقة اليومية المنزلية للأهل و الذرية!؟
شو رأيك؟
ـ[المحدثة]ــــــــ[06 - Jan-2009, صباحاً 07:57]ـ
يا أستاذ فيصل:
أيها المبارك ابن المبارك:
يقول أصحابي:
الأمة اليوم فيها معلومات ... و لكن ليس فيها معمولات!!
تعال نكتب مشياً عمليا في الناس؟!
مثلا لترسيخ شيء واحد فقط سهل - يبدو هكذا - و لكن إن لم نستطعه فو الله لن نفلح؟!؟
الحلقة اليومية المنزلية للأهل و الذرية!؟
شو رأيك؟
السلام عليكم اخي الكريم خلوصي من هم اصحابك الذي تأخذ عنهم لماذا لاتخبرنا من مشايخك هداك الله
ـ[خلوصي]ــــــــ[06 - Jan-2009, صباحاً 09:38]ـ
السلام عليكم اخي الكريم خلوصي من هم اصحابك الذي تأخذ عنهم لماذا لاتخبرنا من مشايخك هداك الله
كأنك لم تكوني معنا أختنا الفاضلة طيلة أشهر في المفاهيم؟! جرت حروب ضروس فيها!
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 01:54]ـ
يا أستاذ فيصل:
أيها المبارك ابن المبارك:
يقول أصحابي:
الأمة اليوم فيها معلومات ... و لكن ليس فيها معمولات!!
تعال نكتب مشياً عمليا في الناس؟!
مثلا لترسيخ شيء واحد فقط سهل - يبدو هكذا - و لكن إن لم نستطعه فو الله لن نفلح؟!؟
الحلقة اليومية المنزلية للأهل و الذرية!؟
شو رأيك؟
حياك الله أخي خلوصي ...
الرأي رأي الإخوة ....
أحسن الله إليك ....
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 04:38]ـ
بارك الله فيك ..
دعنا نبدأ برأيك الفاضل ... ثم نسمع من الإخوة ..
ـ[الآجري]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 04:42]ـ
أخي المبارك خلوصي:
إذا كان ما تفعله هنا من المشي الذي تشير إليه فكلنا إذاً نمشي!
وإلا يكن فابدأ بنفسك ولتمشي:)
ـ[ابن آغلان]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 07:57]ـ
أخي المبارك سلام الله عليكم
أود أن أتعلم أكثر من فضيلتكم حول هذا الموضوع الهام, فأنا من الشباب الذين يودون الولوج في سلك التأليف وكتابة الرسائل والمقالات العلمية من ردود ودراسات نقدية لبعض المؤلفات والآراء المخالفة.
فهل لك أن تتحفنا بنفائس أهل العلم حول هذا الموضوع؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 09:33]ـ
أخي المبارك خلوصي:
إذا كان ما تفعله هنا من المشي الذي تشير إليه فكلنا إذاً نمشي!
وإلا يكن فابدأ بنفسك ولتمشي:)
أيها الآجري المبارك:
أسعدتني بدعابتك ..
لكن ألا يمكن أن أكون قد جمعت الاثنتين؟:):)
شوف رجعتلك البسمة ببسمتين؟ لكان شو مفكر ... ؟ ما بتعرف إنو المشي بين الناس بيعلم الذلة على المسلمين و القرب منهم؟!
لا تكلمني بعد اليوم قبل أن تمشي على الاقل واحد كيلومتر!:):)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 06:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ابا حزم:
وماذا عن المعايير التي تحكم منهجية البحث وخطته .. نرجوا الافادة وشكرا(/)
18 علامة من علامات حسن الخاتمة للشيخ الألباني رحمه الله.أحسن الله خواتيمنا أجمعين.
ـ[الحافظة]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 02:12]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ......
....
......
.........
أنقل لكم علامات حسن الخاتمة للشيخ الألباني رحمه الله من كتابه (أحكام الجنائز) وأسأل الله أن ينفع بها الجميع ويجزي كاتبها خير الجزاء.
(إن الشارع الحكيم قد جعل علامات يستدل بها على حسن الخاتمة - كتبها الله تعالى لنا بفضله- فأيما امرئ مات بإحداها كانت بشارة له، ويا لها من بشارة، ومنها:
الأولى: نطقه بالشهادة عند الموت:
1 - فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ] رواه أبوداود وأحمد، وإسناده حسن.
2 - عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَى عُمَرُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ ثَقِيلًا فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَبَا فُلَانٍ لَعَلَّكَ سَاءَتْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ يَا أَبَا فُلَانٍ قَالَ: لَا إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا مَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ إِلَّا الْقُدْرَةُ عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: [إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلَّا أَشْرَقَ لَهَا لَوْنُهُ وَنَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ] قَالَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنِّي لَأَعْلَمُ مَا هِيَ قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ تَعْلَمُ كَلِمَةً أَعْظَمَ مِنْ كَلِمَةٍ أَمَرَ بِهَا عَمَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ طَلْحَةُ صَدَقْتَ هِيَ وَاللَّهِ هِيَ. رواه أحمد وابن ماجة، وإسناده صحيح
الثانية: الموت برشح الجبين:
عَنِ بُرَيْدَةَ أَنَّه كَانَ بِخُرَاسَانَ فَعَادَ أَخًا لَهُ وَهُوَ مَرِيضٌ فَوَجَدَهُ بِالْمَوْتِ وَإِذَا هُوَ يَعْرَقُ جَبِينُهُ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [مَوْتُ الْمُؤْمِنِ بِعَرَقِ الْجَبِينِ].أخرجه أحمد، والنسائي، والترمذي، وابن ماجة.
الثالثة: الموت ليلة الجمعة، أو نهارها: لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ] رواه الترمذي وأحمد، والحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح.
الرابعة: الاستشهاد في ساحة القتال: قال الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [169] فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [170] يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ [171]} [سورة آل عمران].
وفي ذلك أحاديث:
1 - عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ] رواه الترمذي وصححه، وابن ماجة، وأحمد، وإسناده صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلَّا الشَّهِيدَ قَالَ: [كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً] رواه النسائي، وسنده صحيح.
تنبيه: ترجى هذه الشهادة لمن سألها مخلصًا من قلبه، ولو لم يتيسر له الاستشهاد في المعركة، بدليل قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ] رواه مسلم.
الخامسة: الموت غازيًا في سبيل الله:
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ] قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ قَالَ: [إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ] قَالُوا فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: [مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ] رواه مسلم.
قوله: [وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ]: أي بداء البطن وهو الاستسقاء وانتفاخ البطن. وقيل: هو الاسهال، وقيل: الذي يشتكي بطنه.
وَعَنْ أَبَي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [مَنْ فَصَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمَاتَ أَوْ قُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ أَوْ وَقَصَهُ فَرَسُهُ أَوْ بَعِيرُهُ أَوْ لَدَغَتْهُ هَامَّةٌ أَوْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ أَوْ بِأَيِّ حَتْفٍ شَاءَ اللَّهُ فَإِنَّهُ شَهِيدٌ وَإِنَّ لَهُ الْجَنَّةَ] رواه أبو داود. [مَنْ فَصَلَ] أي: خرج
السادسة: الموت بالطاعون:
فَعَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ قَالَتْ قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ بِمَ مَاتَ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرَةَ قَالَتْ قُلْتُ بِالطَّاعُونِ قَالَتْ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ] رواه البخاري ومسلم.
وَعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الطَّاعُونِ فَأَخْبَرَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ] رواه البخاري.
وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [يَأْتِي الشُّهَدَاءُ وَالْمُتَوَفَّوْنَ بِالطَّاعُونِ فَيَقُولُ أَصْحَابُ الطَّاعُونِ نَحْنُ شُهَدَاءُ فَيُقَالُ انْظُرُوا فَإِنْ كَانَتْ جِرَاحُهُمْ كَجِرَاحِ الشُّهَدَاءِ تَسِيلُ دَمًا رِيحَ الْمِسْكِ فَهُمْ شُهَدَاءُ فَيَجِدُونَهُمْ كَذَلِكَ] رواه أحمد والطبراني في 'الكبير' بسند حسن كما قال الحافظ [10/ 159].
السابعة: الموت بداء البطن: لقوله صلى الله عليه وسلم: [ ... وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ] رواه البخاري ومسلم-واللفظ له-.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَسَارٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا وَسُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ وخَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ فَذَكَرُوا أَنَّ رَجُلًا تُوُفِّيَ مَاتَ بِبَطْنِهِ فَإِذَا هُمَا يَشْتَهِيَانِ أَنْ يَكُونَا شُهَدَاءَ جَنَازَتِهِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ يَقْتُلْهُ بَطْنُهُ فَلَنْ يُعَذَّبَ فِي قَبْرِهِ] فَقَالَ الْآخَرُ بَلَى. رواه
(يُتْبَعُ)
(/)
النسائي والترمذي وحسنه، وأحمد، وسنده صحيح.
الثامنة والتاسعة: الموت بالغرق والهدم: لقوله صلى الله عليه وسلم: [ ... الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ الْمَطْعُونُ وَالْمَبْطُونُ وَالْغَرِيقُ وَصَاحِبُ الْهَدْمِ وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... ] رواه البخاري ومسلم.
العاشرة: موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها: لحديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ عَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ فَمَا تَحَوَّزَ لَهُ عَنْ فِرَاشِهِ فَقَالَ: [مَنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِي] قَالُوا قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ قَالَ: [إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ وَالْبَطْنُ وَالْغَرَقُ وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جَمْعَاءَ] رواه أحمد والدارمي. وإسناده صحيح.
الحادية عشر، والثانية عشر: الموت بالحرق، وذات الجنب- هي ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع – وفي ذلك أحاديث، منها: عن جابر بن عتيك مرفوعًا: [الشُّهَدَاءُ سَبْعَةٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ وَالْحَرِقُ شَهِيدٌ وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ] رواه أبوداود والنسائي ومالك وأحمد.
الثالثة عشر: الموت بداء السل: لقوله صلى الله عليه وسلم: [الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهَادَةٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ، وَالْحَرِقُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرِقُ شَهَادَةٌ، والسِّلُّ شَهَادَةٌ، وَالبطنُ شَهَادَةٌ] رواه الطبراني في الكبير.
الرابعة عشر: الموت في سبيل الدفاع عن المال المراد غصبه، لقوله صلى الله عليه وسلم: [مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ] رواه البخاري ومسلم. وفي رواية للإمام أحمد: [مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ فَقَاتَلَ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ].
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي قَالَ: [فَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ] قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي قَالَ: [قَاتِلْهُ] قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي قَالَ: [فَأَنْتَ شَهِيدٌ] قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ قَالَ: [هُوَ فِي النَّارِ] رواه مسلم.
عَنْ مُخَارِقٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: الرَّجُلُ يَأْتِينِي فَيُرِيدُ مَالِي قَالَ: [ذَكِّرْهُ بِاللَّهِ] قَالَ فَإِنْ لَمْ يَذَّكَّرْ قَالَ: [فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ مَنْ حَوْلَكَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ] قَالَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَوْلِي أَحَدٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَالَ: [فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ بِالسُّلْطَانِ] قَالَ فَإِنْ نَأَى السُّلْطَانُ عَنِّي قَالَ: [قَاتِلْ دُونَ مَالِكَ حَتَّى تَكُونَ مِنْ شُهَدَاءِ الْآخِرَةِ أَوْ تَمْنَعَ مَالَكَ] رواه النسائي وأحمد، وسنده صحيح على شرط مسلم.
الخامسة عشر، والسادسة عشر: الموت في سبيل الدفاع عن الدين والنفس؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: [مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ] رواه أبوداود الترمذي والنسائي وأحمد، وسنده صحيح.
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ] رواه النسائي وأحمد.
السابعة عشرة: الموت مرابطًا في سبيل الله: لقوله صلى الله عليه وسلم: [رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ] رواه مسلم.
وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: [كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيَأْمَنُ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ] رواه أبو داود والترمذي وأحمد.
الثامنة عشر: الموت على عمل صالح: لقوله صلى الله عليه وسلم: [مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ] رواه أحمد. وإسناده صحيح.
من كتاب: " أحكام الجنائز " للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ
أحسن الله خواتيمنا أجمعين ورضي عنا وبلغنا الفردوس الأعلى بغير حساب ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السوادي]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 04:53]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 09:19]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 10:43]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 11:29]ـ
اللهم ارحم الشيخ محمد الالباني
ـ[محمد عبيد الله]ــــــــ[08 - Jan-2009, مساء 07:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خيرا على الموضوع.
ـ[الحافظة]ــــــــ[09 - Jan-2009, صباحاً 06:31]ـ
.... بارك الله فيكم ووفقكم لما يحب ويرضى ....
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 01:17]ـ
جزاك الله خير ورحم الله الإمام الألباني واسكنه فسيح جناته.
ـ[الحافظة]ــــــــ[14 - Jan-2009, صباحاً 03:02]ـ
اللهم آمين ... نفع الله بكم
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[01 - Jul-2009, صباحاً 10:49]ـ
قال أبو محمد عبد الحق الأشبيلي:
(واعلم أن سوء الخاتمة- أعاذنا الله منها- لا تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه، وإنما تكون لمن كان له فساد في العقل، أو إصرار على الكبائر، وإقدام على العظائم. فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة ويثبت قبل الإنابة، ويأخذه قبل إصلاح الطوية فيصطلمه الشيطان عند تلك الصدمة، ويختطفه عند تلك الدهشة، والعياذ بالله، أو يكون ممن كان مستقيما، ثم يتغير عن حاله ويخرج عن سننه، فيكون ذلك سببا لسوء خاتمته وشؤم عاقبته والعياذ بالله.
ـ[الحافظة]ــــــــ[04 - Jul-2009, صباحاً 12:07]ـ
جزاكم الله خيرا وزادكم من فضله
ـ[القضاعي]ــــــــ[04 - Jul-2009, صباحاً 08:37]ـ
جزيتم خيراً ورحم الله الشيخ الألباني.
--------------------------------------------------------------------------------
الثالثة: الموت ليلة الجمعة، أو نهارها: لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ] رواه الترمذي وأحمد، والحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح.
...
قال الحافظ في فتح الباري بعد ذكر هذا الحديث في إسناده ضعف وأخرجه أبو يعلى من حديث أنس نحوه وإسناده أضعف انتهى
قلت: الراجح ان هذا الحديث لا يثبت بطريق صحيح ولا يصح بمجموع طرقه لشدة ضعفها وبعضها موقوف.
والمتن مخالف لما ثبت في صحيح مسلم ((إِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ تُبْتَلَى فِى قُبُورِهَا)) وفيه عموم الفتنة لامة محمد في قبورها والله المستعان فتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ
ـ[حارث البديع]ــــــــ[04 - Jul-2009, مساء 02:24]ـ
اللهم رقق قلوبنا
ـ[أشجعي]ــــــــ[04 - Jul-2009, مساء 03:55]ـ
جزاكم الله خيرا
والمتن مخالف لما ثبت في صحيح مسلم ((إِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ تُبْتَلَى فِى قُبُورِهَا)) وفيه عموم الفتنة لامة محمد في قبورها والله المستعان فتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ
بارك الله فيك, ولكن إن صح الحديث فلا وجه للتعارض, والجمع بين الحديثين جائز,
فالحديث الذي تفضلت بذكره أنت -بارك الله فيك- عام ويمكن تخصيصه بالحديث المذكور -إن صح-.
فلا مشكلة بإذن الله.
زد على ذلك أن الحديث لا يتعارض أصلاً مع الحديث المذكور, فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم"إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ" أي أعانه وثبته والله أعلم,, لقوله تعالى " يُثَبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة" فهو سيبتلى وسيبتلى وسوف يسأل سوف يسأل, ولكن إن صح الحديث , من مات يوم الجمعة او ليلتها وقاه الله من هذه الفتنة وثبته واعانه والله أعلم.
ـ[ابن محمود القريشي]ــــــــ[04 - Jul-2009, مساء 10:37]ـ
جزاك الله خير .. ورحم الله الشيخ الألباني وأسكنه الفردوس الأعلى .. آمين ..
ـ[الحافظة]ــــــــ[28 - Jul-2009, مساء 09:04]ـ
بارك الله فيكم وزادكم من فضله ووفقك لمرضاته
ـ[ابو عبدالله العازمي]ــــــــ[29 - Jul-2009, مساء 02:27]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الحافظة]ــــــــ[11 - Aug-2009, مساء 04:44]ـ
.. نفع الله بكم ..
ـ[رعدالحق]ــــــــ[11 - Aug-2009, مساء 10:23]ـ
شكرًا بارك الله فيكم جميعًا
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[14 - Aug-2009, صباحاً 12:17]ـ
جزاك الله خيرا .. و بارك الله فيك ..
ـ[ابو محمد الشمالي]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 01:16]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
ـ[الحافظة]ــــــــ[25 - Aug-2009, صباحاً 12:03]ـ
بارك الله فيكم وزادكم من فضله(/)
إلزم هذا ... تكن من خير الناس على وجه الأرض ... بإذن الله
ـ[الحافظة]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 03:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
...
.....
........
أتعلم من خير الناس على وجه الأرض .. أتريد أن تراه وتجلس معه إنه ..
معلم ومتعلم القران ..
http://img291.imageshack.us/img291/4572/01zg5.jpg
فإلى من انشغل بالعلوم الأخرى دون القران وإلى من غفل عن تعليم أبنائه وأهله وجيرانه القران ألا تريد أن تكون من خير الناس على وجه الأرض كيف ترخص بوسام الخيرية فماأعظمه من وسام عرفه كثر فاشغلوا نهارهم وليلهم في تعلم وتعليم القران ... أما آن الوقت لتكن واحد من هؤلاء ..
فضيلة قراءة القرآن وحملته:
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}
[فاطر:29 - 30].
وعن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ?: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه "
[البخاري].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ?: " الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة , والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران " [متفق عليه].
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال رسول الله ?: " مثل الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب , ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو , ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر , ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر " [رواه البخاري - ومسلم].
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي ? قال: " إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواماً ويضع به آخرين " [رواه مسلم].
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ? يقول: " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفعياً لأصحابه " [رواه مسلم].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ? قال: " لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار " [رواه البخاري ومسلم].
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ?: " من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها , لا أقول ألم حرف , ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " [رواه الترمذي , وقال: حديث حسن صحيح].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ?: " إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب " [رواه الترمذي , وقال: حديث حسن صحيح].
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي ? قال: " يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها " [رواه أبو داود والترمذي , وقال: حديث حسن صحيح].
ترجيح القراءة والقاريء على غيرهما ... وتقديمه في اللحد على غيره ..
ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي ? قال: " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ".
[رواه مسلم].
وكان القراء (الفقهاء) أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولاً وشباباً.
[رواه البخاري].
وعن جابر رضي الله عنه أن النبي ?: كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول: أيهما أخذاً للقرآن؟ فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد ". [رواه البخاري].
تعلم القران مقدم على كل العلوم وأول مايبدأ به طالب العلم ويحرص عليه:
نقل الامام النووي رحمه الله تعالى في مقدمة " المجموع":
(كان السلف رضي الله عنهم لا يُعلمون الحديث والفقه الا لمن حفظ القرآن).
ورحم الله الامام الشاطبي, اذ يقول في " حرز الأماني":
روى القلب ذكر الله فاستسق مقبلا ..... ولا تعد روض الذاكرين فتمحلا
وآثر عن الآثارمثراة عذبه ...... وما مثله للعبد حصنا وموئلا
ومن شغل القرآن عنه لسانه ...... ينل خير أجر الذاكرين مكمّلا
وما أفضل الأعمال الا افتتاحه ..... مع الختم حلاّ وارتحالا موصّلا
قال الإمام المحدث العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- في السلسلة الصحيحة (حديث رقم 1173) , معلقا على الحديث الذي رواه أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان مرفوعا: ((خيركم من تعلم القرأن وعلمه)):
وفي هذا الحديث: إشارة إلى تعلم القرآن , وأن خير المعلمين هو معلم القرآن , وأن خير ما تعلم المرء هو تعلم القرآن , فياليت طلاب العلم يعلمون ذلك فإن فيه النفع العظيم , وإنه مما عمت به البلوى في زماننا هذا أنك تجد كثيرا من الدعاة أو المبتدئين في طلب العلم يتصدر للدعوة والفتيا والإجابة على أسئلة الناس وهو لا يحسن قراءة الفاتحة بالمخارج الصحيحة لكل حرف فتراه ينطق السين ضادا والطاء تاء والذال زايا والثاء سينا , ويقع في اللحن الجلي فضلا عن اللحن الخفي , والمفروض -بداهة - أن يحسن قراءة القرآن عن حفظه , لكي يحسن استخراج الآيات والإستدلال بها في مواعظه ودروسه ودعوته.
فتراه ينشغل بالتصحيح والتضعيف والرد على العلماء والترجيح بينهم , وتسمع منه دائما كلمات هي أعلى من المستوى الذي هو عليه فتراه يقول: ’’ أرى , وقلت , وقولي في المسألة كذا , والرأي الراجح عندي كذا ... ‘‘.
ومن عجيب الأمر أنك تجد مثل هؤلاء لا يتحدث عن مسألة من المسائل المتفق عليها , بل دائما - إلا من رحم الله- يتحدث في مسائل الخلاف حتى يدلي بدلوه فيها وإن تعسر عليه ذلك تراه يرجح بين الأقوال , أعوذ بالله من الرياء وحب السمعة والظهور. وأنصح نفسي أولا وهؤلاء ثانيا أن خير ما بدأ به طالب العلم هو حفظ القرآن لقوله تعالى: << فذكر بالقرآن من يخاف وعيد >>.
انتهى كلامه رحمه الله ...
أساله سبحانه أن نكون ممن حاز على وسام الخيرية وانتفع ونفع غيره .. وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبيد الله]ــــــــ[08 - Jan-2009, مساء 07:24]ـ
جزاكم الله خيرا وزادكم علما ونفع بكم.
ـ[الحافظة]ــــــــ[09 - Jan-2009, صباحاً 06:35]ـ
اللهم آمين ... بارك الله فيكم ووفقكم لما يحب ويرضى ..
ـ[الحافظة]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 12:55]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وأما طلب حفظ القرآن فهو مقدّم على كثير مما تسميه الناس علماً؛ وهو إما باطل أو قليل النفع. وهو أيضاً مقدّم في التعلم في حق من يريد أن يتعلم علم الدين من الأصول والفروع فإن المشروع في حق مثل هذا في هذه الأوقات أن يبدأ بحفظ القرآن فإنه أصل علوم الدين) مجموعة الفتاوى12/ 35.
وقال الخطيب البغدادي رحمه الله: (ينبغي للطالب أن يبدأ بحفظ كتاب الله عزوجل, إذ كان أجلَّ العلوم, وأولاها بالسبق والتقديم)
ـ[الموحده]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 02:53]ـ
جزاكِ الله خيراً ووفقنا الله الي حفظ كتابه والعمل به وثبتنا علي الحق المبين
ـ[الحافظة]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 03:10]ـ
بارك الله فيك أختي ووفقك لما يحب ويرضا وزادك من فضله(/)
متى تعود إلينا فلسطين؟:: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 09:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
متى تعود إلينا فلسطين؟
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1991 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1991)
http://www.rslan.com/images/index/MataTa3ood.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1991)
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1991[/ ... ]
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 10:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أخانا عبد الرحمان على هاته المادّة. و حفظ الله شيخنا رسلان. و اللهم فكّ الحصار على فلسطين.
دمتم سالمين.
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[07 - Jan-2009, صباحاً 12:03]ـ
جزاك الله خيرا
وحفظ الله الشيخ محمد سعيد رسلان(/)
سؤال عن مستند وزارة الحج في تحديد الحج لخمس سنين
ـ[القرشي]ــــــــ[08 - Jan-2009, مساء 06:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في النية إجراء بحث حول تقنين طلب الحج للقادرين استناداً إلى المصلحة فثم شرع الله.
ولسماعنا بفتوى السبق في ذلك يرجى تزويدنا بفتواكم المتضمنة تحديد الحج للقادرين مرة واحدة لكل خمس سنين مع أسانيدها الفقهية التي اعتمدتم عليها، وفقكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد فاضل إبراهيم الداهري
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 01:11]ـ
لعلهم اعتمدوا على الحديث الضعيف الوارد في هذا الباب(/)
ماذا قال أسامة حمدان ممثل حماس للشيخ / ناصر العمر
ـ[الخميس]ــــــــ[08 - Jan-2009, مساء 07:02]ـ
في اتصال هاتفي للشيخ الدكتور ناصر العمر ومجموعة من العلماء وطلبة العلم في الرياض، جرى حديث مطول مع الأستاذ أسامة حمدان مندوب حركة حماس في لبنان حول آخر المستجدات في ما يجري من أحداث دامية في فلسطين إثر العدوان الصهيوني الغادر على غزة.
وقد أكد العلماء وطلبة العلم وقوفهم الكامل مع إخوانهم الفلسطينيين المستضعفين في غزة وأبدوا مدى تألمهم وتعاطفهم لما أصاب أهل غزة من بلاء وضر وأيدوا ما يقوم به المجاهدون في حركة حماس وغيرها من ممانعة ومقاومة للعدو الصهيوني.
وقد بين الأستاذ أسامة حمدان في حديثه مع العلماء والمشايخ أن القضية الآن لدى حماس ولدى الشعب الفلسطيني ليست مجرد قضية سياسية بل هي قضية إيمان وعقيدة قبل كل شيء.
وفند الأستاذ أسامة حمدان ما يروج له البعض من أن حركة حماس قد أخطأت القرار بإنهاء التهدئة و أن ذلك هو سبب العدوان الصهيوني على غزة. وقال حمدان: إننا حين قبلنا التهدئة قبل ستة أشهر قبلناها على اعتبارين أساسيين: الأول قطع الطريق على كل من يقول أن عدم مرونتنا السياسية هو ما يسبب الأذى والبلاء على شعبنا. ونحن نعلم أن هذا القول هو إما لتبرير التآمر على الشعب الفلسطيني و إما لتبرير العجز عن نصرة المجاهدين. وقبلنا هذه التهدئة أيضا لنعطي الفرصة لكل من يريد أن يساهم في نصرة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني و أما السبب الثاني لقبولنا التهدئة فهو لأجل إعطاء شعبنا فرصة لالتقاط أنفاسه وتحسين أوضاعه المعيشية البائسة. ثم بين حمدان أنه طوال تلك الفترة لم يراع العدو الهدنة. فعلى مدى مائة وثمانين يوما أغلق العدو المعابر مدة مائة وعشرين يوما و لم يدخل مما كانت تحتاجه غزة سوى 15 %، فضلا عن اعتداءات عديدة بلغ عددها 53 اعتداء وبلغ عدد الشهداء 28 شهيدا و116 جريحا فضلا عن معاناة الشعب في الإغلاق والحصار.
وأضاف حمدان: عندما اقتربت المدة من النهاية روجع الوسطاء وقيل لنا أن (الأمور ستبقى على حالها وخير لكم أن لا تفكروا أن نهاية الهدنة تعني فتح المعابر ورفع الحصار) فدرست الحركة الأمر وقررت أنها لن تعطي الدنية في دينها وأنها لن تقبل بشروط العدو وأنه متى ما انتهت الهدنة تلقائيا فإن حركة حماس لن تجددها وسوف تستأنف المقاومة.
ثم بين أسامة حمدان بعضا من صور الواقع الأليم في غزة هذه الأيام وقال: إنه واقع صعب وقاس وأليم، ومثل لذلك بانقطاع الكهرباء عن غزة منذ عشرين يوما حتى غرقت في الظلام عدا مناطق صغيرة تستعين بالمولدات الخاصة التي ربما تتوقف قريبا لنقص الوقود مع نقص شديد في الأغذية والأدوية ومستلزمات الحياة الأساسية التي لاغني لإنسان عنها.
وأضاف حمدان: أما أبناء الشعب فمعظمهم في غزة ينحازون للمقاومة ويتحملون الأذى والبلاء وهذا ظاهر في تصريحاتهم لوسائل الإعلام كما يراه ويسمعه الجميع.
أما الوضع الميداني فرغم ضراوة العدو ورغم شدة تسلحه وعديده و قد تجاوز 30 ألفا من القوات النخبة فإن المجاهدين في أرض المعركة يتصدون لهم بقوة والمجاهدون في ثبات و صبر وهم يبلون بلاء حسنا و قد أجبروا العدو على التراجع والتوقف في نقاط معينة والانسحاب من نقاط أخرى و مثل لذلك بما يدور حول خان يونس من معارك شرسة حيث لا يحسن العدو التقدم واضطر للتراجع.
وأكد حمدان إن إطلاق الصواريخ يسير وفق ما هو مخطط له. وقال: نحن نعلم أن قوتنا لا تكافئ عشر قوات العدو لكننا نعلم أن الله معنا وقد وعدنا بالنصر حيث قال جل وعلا (إن ينصركم الله فلا غالب لكم) و إنا لنرجو نصر الله وتأييده والمجاهدون في كل ما يقومون به من عمل وما يرمون به من سلاح فهم أولا وأخيرا يستعينون بالله تعالى ويستمدون منه العون والسداد.
وفيما يتعلق بالاتصالات السياسية والواقع السياسي قال حمدان: كل الجهود لا تزال تنصب على النزول على شروط العدو وكل الاتصالات تسعى لتحقيق ما هدف له العدو وليس ما يريده المجاهدون وما يريده الشعب. و إننا لن نرضى أن نتنازل أو أن نفرط ونحن نتمنى الشهادة على أن نلقى الله وقد فرطنا أو ضيعنا.
وتابع حمدان: الاتصالات تسعى لوضع سياسي تتوقف فيه المقاومة لمدة عشرة أعوام وأن تقبل بالتسوية بحيث ينشأ كيان لا تزيد مساحته عن عشرة بالمائة من فلسطين منزوع السلاح ومطوق من العدو الصهيوني لا مكان للقدس فيه ولا عودة للاجئين. ولهذا لن نقبل بمثل تلك التسوية أو التهدئة وطالما أن الجهاد قائم فنحن لا نخشى بأس العدو.
واشتكى حمدان من تراجع و تراخ في دعم البعض لإخوانهم الفلسطينيين، وقال: إننا ولا زلنا نحسن الظن بهم ونرجو منهم أن يقفوا معنا بما يستطيعون. وقال حمدان: كثير من الناس يعيبون على حماس أنها تتلقى دعما من هنا أو هناك لكنهم ينسون أن حماس جزء من الأمة المسلمة التي أكرمها الله بحمل رسالة الإسلام وجعلها شاهدة على بقية الأمم، لكن البعض حين يتراجع أو يقصر عن دعمنا ثم يحدث فراغ يأتي آخرون يملئونه فإنه يعد ذلك منقصة في حق حماس وهنا أقول: نحن هنا نود من هؤلاء أن يتحركوا ونرجو من علمائنا الكرام أن يصدعوا بكلمتهم وأن يقولوا كلمة الحق وأن لا يجلسوا في مقاعد الحكم فهم مقصد الناس وذلك ما كانت عليه سيرة العلماء.
وزاد حمدان: وأنا أطمئنكم أن حركة حماس وهي تدير المعركة فهي تضع نصب عينها أن ترضي الله تعالى وأن تحافظ على عقيدتها وعقيدة أبنائها وتحسن اختيار أصدقائها وحلفائها وهي تتعامل بالسياسة دون أن تخطئ في دينها أو تخطئ في فهم من تتعامل معه كائنا من كان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[08 - Jan-2009, مساء 07:09]ـ
الناصرُ اللهُ
اللهم ثبتهم وانصرهم على اليهود الغاشِمين
اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلْهم
الحول والقوة لله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Jan-2009, مساء 08:48]ـ
الله ينصر برجال .. هذا هو الأصل في أمة محمد خاصة
"وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر"
والله المستعان
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[08 - Jan-2009, مساء 09:32]ـ
نصرهم الله، وخذل عدوهم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[10 - Jan-2009, صباحاً 10:04]ـ
لو فى شريط فأين هو؟
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 01:34]ـ
اللهم سدد رميهم,
واجعل كل ما يقومون به جهادياً وسياياً في صالح الإسلام والمسلمين.
آمين(/)
الوصية النافعة والمميزة لشيخ الإسلام ابن تيمية إجابة لأبي القاسم المغربي
ـ[الحافظة]ــــــــ[08 - Jan-2009, مساء 07:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنقل لكم هذا الموضوع القيم جزى الله كاتبه وناقله لنا خير الجزاء وهو عبارة عن الوصية النافعة والمميزة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى إجابة لأبي القاسم المغربي، وفيها فوائد جمة أسال الله ان ينفع بها، فإليكم هذه الوصية:
(سُؤَالُ أَبِي الْقَاسِمِ الْمَغْرِبِيِّ يَتَفَضَّلُ الشَّيْخُ الْإِمَامُ بَقِيَّةُ السَّلَفِ وَقُدْوَةُ الْخَلَفِ أَعْلَمُ مَنْ لَقِيت بِبِلَادِ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ؛ تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْنُ تيمية " بِأَنْ يُوصِيَنِي بِمَا يَكُونُ فِيهِ صَلَاحُ دِينِي وَدُنْيَايَ؟ وَيُرْشِدُنِي إلَى كِتَابٍ يَكُونُ عَلَيْهِ اعْتِمَادِي فِي عِلْمِ الْحَدِيثِ وَكَذَلِكَ فِي غَيْرِهِ مِنْ الْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ وَيُنَبِّهُنِي عَلَى أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَعْدَ الْوَاجِبَاتِ وَيُبَيِّنُ لِي أَرْجَحَ الْمَكَاسِبِ كُلُّ ذَلِكَ عَلَى قَصْدِ الْإِيمَاءِ وَالِاخْتِصَارِ وَاَللَّهُ تَعَالَى يَحْفَظُهُ. وَالسَّلَامُ الْكَرِيمُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
الْجَوَابُ:-
فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. أَمَّا " الْوَصِيَّةُ " فَمَا أَعْلَمُ وَصِيَّةً أَنْفَعُ مِنْ وَصِيَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِمَنْ عَقَلَهَا وَاتَّبَعَهَا. قَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ}. {وَوَصَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذًا لَمَّا بَعَثَهُ إلَى الْيَمَنِ فَقَالَ: يَا مُعَاذُ: اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْت وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقْ النَّاسَ بِخُلُقِ حَسَنٍ}. وَكَانَ مُعَاذٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْزِلَةِ عَلِيَّةٍ؛ فَإِنَّهُ قَالَ لَهُ: " {يَا مُعَاذُ وَاَللَّهِ إنِّي لَأُحِبّكَ وَكَانَ يُرْدِفُهُ وَرَاءَهُ}. وَرُوِيَ فِيهِ: " أَنَّهُ أَعْلَم الْأُمَّةِ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَأَنَّهُ يُحْشَرُ أَمَامَ الْعُلَمَاءِ بِرَتْوَةِ - أَيْ بِخُطْوَةِ - ". وَمِنْ فَضْلِهِ أَنَّهُ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُبَلِّغًا عَنْهُ دَاعِيًا وَمُفَقِّهًا وَمُفْتِيًا وَحَاكِمًا إلَى أَهْلِ الْيَمَنِ. وَكَانَ يُشَبِّهُهُ بِإِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَإِبْرَاهِيمُ إمَامُ النَّاسِ. وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: إنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ؛ تَشْبِيهًا لَهُ بِإِبْرَاهِيمَ. ثُمَّ إنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَّاهُ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ فَعُلِمَ أَنَّهَا جَامِعَةٌ. وَهِيَ كَذَلِكَ لِمَنْ عَقَلَهَا مَعَ أَنَّهَا تَفْسِيرُ الْوَصِيَّةِ الْقُرْآنِيَّةِ. حَقٌّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَحَقٌّ لِعِبَادِهِ. ثُمَّ الْحَقُّ الَّذِي عَلَيْهِ لَا بُدَّ أَنْ يُخِلَّ بِبَعْضِهِ أَحْيَانًا: إمَّا بِتَرْكِ مَأْمُورٍ بِهِ أَوْ فِعْلِ مَنْهِيٍّ عَنْهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْت} وَهَذِهِ كَلِمَةٌ جَامِعَةٌ وَفِي قَوْلِهِ " حَيْثُمَا كُنْت " تَحْقِيقٌ لِحَاجَتِهِ إلَى التَّقْوَى فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ. ثُمَّ قَالَ: {وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا} فَإِنَّ الطَّبِيبَ متى تَنَاوَلَ الْمَرِيضُ شَيْئًا مُضِرًّا أَمَرَهُ بِمَا يُصْلِحُهُ. وَالذَّنْبُ لِلْعَبْدِ كَأَنَّهُ أَمْرٌ حَتْمٌ. فَالْكَيِّسُ هُوَ الَّذِي لَا يَزَالُ يَأْتِي مِنْ الْحَسَنَاتِ بِمَا يَمْحُو السَّيِّئَاتِ. وَإِنَّمَا قَدَّمَ فِي لَفْظِ الْحَدِيثِ " السَّيِّئَةَ " وَإِنْ كَانَتْ مَفْعُولَةً لِأَنَّ الْمَقْصُودَ هُنَا مَحْوُهَا لَا فِعْلُ الْحَسَنَةِ فَصَارَ {
(يُتْبَعُ)
(/)
كَقَوْلِهِ فِي بَوْلِ الْأَعْرَابِيِّ: صُبُّوا عَلَيْهِ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ}. وَيَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ الْحَسَنَاتُ مِنْ جِنْسِ السَّيِّئَاتِ فَإِنَّهُ أَبْلَغُ فِي الْمَحْوِ وَالذُّنُوبُ يَزُولُ مُوجِبُهَا بِأَشْيَاءَ: (أَحَدُهَا) التَّوْبَةُ. وَ (الثَّانِي) الِاسْتِغْفَارُ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ. فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ يَغْفِرُ لَهُ إجَابَةً لِدُعَائِهِ وَإِنْ لَمْ يَتُبْ فَإِذَا اجْتَمَعَتْ التَّوْبَةُ وَالِاسْتِغْفَارُ فَهُوَ الْكَمَالُ. (الثَّالِثُ) الْأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ الْمُكَفِّرَةُ: أَمَّا " الْكَفَّارَاتُ الْمُقَدَّرَةُ " كَمَا يُكَفِّرُ الْمُجَامِعُ فِي رَمَضَانَ وَالْمُظَاهِرُ وَالْمُرْتَكِبُ لِبَعْضِ مَحْظُورَاتِ الْحَجِّ أَوْ تَارِكُ بَعْضِ وَاجِبَاتِهِ أَوْ قَاتِلُ الصَّيْدِ بِالْكَفَّارَاتِ الْمُقَدَّرَةِ وَهِيَ " أَرْبَعَةُ أَجْنَاسٍ " هَدْيٍ وَعِتْقٍ وَصَدَقَةٍ وَصِيَامٍ. وَأَمَّا " الْكَفَّارَاتُ الْمُطْلَقَةُ " كَمَا قَالَ حُذَيْفَةُ لِعُمَرِ: فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ؛ يُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ. وَقَدْ دَلَّ عَلَى ذَلِكَ الْقُرْآنُ وَالْأَحَادِيثُ الصِّحَاحُ فِي التَّكْفِيرِ بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَالْجُمْعَةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَسَائِر الْأَعْمَالِ الَّتِي يُقَالُ فِيهَا: مَنْ قَالَ كَذَا وَعَمِلَ كَذَا غُفِرَ لَهُ أَوْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَهِيَ كَثِيرَةٌ لِمَنْ تَلَقَّاهَا مِنْ السُّنَنِ خُصُوصًا مَا صُنِّفَ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ. وَاعْلَمْ أَنَّ الْعِنَايَةَ بِهَذَا مِنْ أَشَدِّ مَا بِالْإِنْسَانِ الْحَاجَةُ إلَيْهِ؛ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ مِنْ حِينِ يَبْلُغُ؛ خُصُوصًا فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ وَنَحْوِهَا مِنْ أَزْمِنَةِ الْفَتَرَاتِ الَّتِي تُشْبِهُ الْجَاهِلِيَّةَ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ الَّذِي يَنْشَأُ بَيْنَ أَهْلِ عِلْمٍ وَدِينٍ قَدْ يَتَلَطَّخُ مِنْ أُمُورِ الْجَاهِلِيَّةِ بِعِدَّةِ أَشْيَاءَ فَكَيْفَ بِغَيْرِ هَذَا وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ {لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَنْ؟} هَذَا خَبَرٌ تَصْدِيقُهُ فِي قَوْله تَعَالَى {فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا} وَلِهَذَا شَوَاهِدُ فِي الصِّحَاحِ وَالْحِسَانِ. وَهَذَا أَمْرٌ قَدْ يَسْرِي فِي الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الدِّينِ مِنْ الْخَاصَّةِ؛ كَمَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ السَّلَفِ مِنْهُمْ ابْنُ عيينة؛ فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ أَحْوَالِ الْيَهُودِ قَدْ اُبْتُلِيَ بِهِ بَعْضُ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْعِلْمِ وَكَثِيرًا مِنْ أَحْوَالِ النَّصَارَى قَدْ اُبْتُلِيَ بِهِ بَعْضُ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الدِّينِ كَمَا يُبْصِرُ ذَلِكَ مَنْ فَهِمَ دِينَ الْإِسْلَامِ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ نَزَّلَهُ عَلَى أَحْوَالِ النَّاسِ. وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ وَكَانَ مَيِّتًا فَأَحْيَاهُ اللَّهُ وَجَعَلَ لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ لَا بُدَّ أَنْ يُلَاحِظَ أَحْوَالَ الْجَاهِلِيَّةِ وَطَرِيقَ الْأُمَّتَيْنِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَيَرَى أَنْ قَدْ اُبْتُلِيَ بِبَعْضِ ذَلِكَ. فَأَنْفَعُ مَا لِلْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ الْعِلْمُ بِمَا يُخَلِّصُ النُّفُوسَ مِنْ هَذِهِ الْوَرَطَاتِ وَهُوَ إتْبَاعُ السَّيِّئَاتِ الْحَسَنَاتِ. وَالْحَسَنَاتُ مَا نَدَبَ اللَّهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
إلَيْهِ عَلَى لِسَانِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ مِنْ الْأَعْمَالِ وَالْأَخْلَاقِ وَالصِّفَاتِ. وَمِمَّا يُزِيلُ مُوجِبَ الذُّنُوبِ " الْمَصَائِبُ الْمُكَفِّرَةُ " وَهِيَ كُلُّ مَا يُؤْلِمُ مِنْ هَمٍّ أَوْ حُزْنٍ أَوْ أَذًى فِي مَالٍ أَوْ عِرْضٍ أَوْ جَسَدٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ لَكِنْ لَيْسَ هَذَا مِنْ فِعْلِ الْعَبْدِ. فَلَمَّا قَضَى بِهَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ حَقَّ اللَّهِ: مِنْ عَمَلِ الصَّالِحِ وَإِصْلَاحِ الْفَاسِدِ قَالَ: " وَخَالِقْ النَّاسَ بِخُلُقِ حَسَنٍ " وَهُوَ حَقُّ النَّاسِ. وَجِمَاعُ الْخُلُقِ الْحَسَنِ مَعَ النَّاسِ: أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَك بِالسَّلَامِ وَالْإِكْرَامِ وَالدُّعَاءِ لَهُ وَالِاسْتِغْفَارِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَالزِّيَارَةِ لَهُ وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَك مِنْ التَّعْلِيمِ وَالْمَنْفَعَةِ وَالْمَالِ وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَك فِي دَمٍ أَوْ مَالٍ أَوْ عِرْضٍ. وَبَعْضُ هَذَا وَاجِبٌ وَبَعْضُهُ مُسْتَحَبٌّ. وَأَمَّا الْخُلُقُ الْعَظِيمُ الَّذِي وَصَفَ اللَّهُ بِهِ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ الدِّينُ الْجَامِعُ لِجَمِيعِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مُطْلَقًا هَكَذَا قَالَ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ وَهُوَ تَأْوِيلُ الْقُرْآنِ كَمَا {قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ} وَحَقِيقَتُهُ الْمُبَادَرَةُ إلَى امْتِثَالِ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ تَعَالَى بِطِيبِ نَفْسٍ وَانْشِرَاحِ صَدْرٍ. وَأَمَّا بَيَانُ أَنَّ هَذَا كُلَّهُ فِي وَصِيَّةِ اللَّهِ فَهُوَ أَنَّ اسْمَ تَقْوَى اللَّهِ يَجْمَعُ فِعْلَ كُلِّ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ إيجَابًا وَاسْتِحْبَابًا وَمَا نَهَى عَنْهُ تَحْرِيمًا وَتَنْزِيهًا وَهَذَا يَجْمَعُ حُقُوقَ اللَّهِ وَحُقُوقَ الْعِبَادِ. لَكِنْ لَمَّا كَانَ تَارَةً يَعْنِي بِالتَّقْوَى خَشْيَةَ الْعَذَابِ الْمُقْتَضِيَةَ لِلِانْكِفَافِ عَنْ الْمَحَارِمِ جَاءَ مُفَسَّرًا فِي حَدِيثِ مُعَاذٍ وَكَذَلِكَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ: {قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ. قِيلَ: وَمَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ؟ قَالَ: الْأَجْوَفَانِ: الْفَمُ وَالْفَرْجُ}. وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا} فَجَعَلَ كَمَالَ الْإِيمَانِ فِي كَمَالِ حُسْنِ الْخُلُقِ. وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْإِيمَانَ كُلَّهُ تَقْوَى اللَّهِ. وَتَفْصِيلُ أُصُولِ التَّقْوَى وَفُرُوعِهَا لَا يَحْتَمِلُهُ هَذَا الْمَوْضِعُ فَإِنَّهَا الدِّينُ كُلُّهُ؛ لَكِنَّ يَنْبُوعَ الْخَيْرِ وَأَصْلَهُ: إخْلَاصُ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ عِبَادَةً وَاسْتِعَانَةً كَمَا فِي قَوْلِهِ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وَفِي قَوْلِهِ: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} وَفِي قَوْلِهِ: {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} وَفِي قَوْلِهِ: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ} بِحَيْثُ يَقْطَعُ الْعَبْدُ تَعَلُّقَ قَلْبِهِ مِنْ الْمَخْلُوقِينَ انْتِفَاعًا بِهِمْ أَوْ عَمَلًا لِأَجْلِهِمْ وَيَجْعَلُ هِمَّتَهُ رَبَّهُ تَعَالَى وَذَلِكَ بِمُلَازَمَةِ الدُّعَاءِ لَهُ فِي كُلِّ مَطْلُوبٍ مِنْ فَاقَةٍ وَحَاجَةٍ وَمَخَافَةٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَالْعَمَلِ لَهُ بِكُلِّ مَحْبُوبٍ. وَمَنْ أَحَكَمَ هَذَا فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُوصَفَ مَا يُعْقِبُهُ ذَلِكَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَمَّا مَا سَأَلْت عَنْهُ مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ بَعْدَ الْفَرَائِضِ؛ فَإِنَّهُ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ النَّاسِ فِيمَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ وَمَا يُنَاسِبُ أَوْقَاتَهُمْ فَلَا يُمْكِنُ فِيهِ جَوَابٌ جَامِعٌ مُفَصَّلٌ لِكُلِّ أَحَدٍ لَكِنْ مِمَّا هُوَ كَالْإِجْمَاعِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ بِاَللَّهِ وَأَمْرِهِ: أَنَّ مُلَازَمَةَ ذِكْرِ اللَّهِ دَائِمًا هُوَ أَفْضَلُ مَا شَغَلَ الْعَبْدَ بِهِ نَفْسَهُ فِي الْجُمْلَةِ وَعَلَى ذَلِكَ دَلَّ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ: {سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ الْمُفَرِّدُونَ؟ قَالَ: الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ} وَفِيمَا رَوَاهُ أَبُو داود عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعُهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ}. وَالدَّلَائِلُ الْقُرْآنِيَّةُ وَالْإِيمَانِيَّةُ بَصَرًا وَخَبَرًا وَنَظَرًا عَلَى ذَلِكَ كَثِيرَةٌ. وَأَقَلُّ ذَلِكَ أَنْ يُلَازِمَ الْعَبْدُ الْأَذْكَارَ الْمَأْثُورَةَ عَنْ مُعَلِّمِ الْخَيْرِ وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَالْأَذْكَارِ الْمُؤَقَّتَةِ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ وَآخِرِهِ وَعِنْدَ أَخْذِ الْمَضْجَعِ وَعِنْدَ الِاسْتِيقَاظِ مِنْ الْمَنَامِ وَأَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ وَالْأَذْكَارِ الْمُقَيَّدَةِ مِثْلُ مَا يُقَالُ عِنْدَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَاللِّبَاسِ وَالْجِمَاعِ وَدُخُولِ الْمَنْزِلِ وَالْمَسْجِدِ وَالْخَلَاءِ وَالْخُرُوجِ مِنْ ذَلِكَ وَعِنْدَ الْمَطَرِ وَالرَّعْدِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ وَقَدْ صُنِّفَتْ لَهُ الْكُتُبُ الْمُسَمَّاةُ بِعَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ. ثُمَّ مُلَازَمَةُ الذِّكْرِ مُطْلَقًا وَأَفْضَلُهُ " لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ". وَقَدْ تَعْرِضُ أَحْوَالٌ يَكُونُ بَقِيَّةُ الذِّكْرِ مِثْلُ: " سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ " أَفْضَلُ مِنْهُ. ثُمَّ يَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ اللِّسَانُ وَتَصَوَّرَهُ الْقَلْبُ مِمَّا يُقَرِّبُ إلَى اللَّهِ مِنْ تَعَلُّمِ عِلْمٍ وَتَعْلِيمِهِ وَأَمْرٍ بِمَعْرُوفِ وَنَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ فَهُوَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ. وَلِهَذَا مَنْ اشْتَغَلَ بِطَلَبِ الْعِلْمِ النَّافِعِ بَعْدَ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ أَوْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَتَفَقَّهُ أَوْ يُفَقِّهُ فِيهِ الْفِقْهَ الَّذِي سَمَّاهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فِقْهًا فَهَذَا أَيْضًا مِنْ أَفْضَلِ ذِكْرِ اللَّهِ. وَعَلَى ذَلِكَ إذَا تَدَبَّرْت لَمْ تَجِدْ بَيْنَ الْأَوَّلِينَ فِي كَلِمَاتِهِمْ فِي أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ كَبِيرَ اخْتِلَافٍ. وَمَا اشْتَبَهَ أَمْرُهُ عَلَى الْعَبْدِ فَعَلَيْهِ بِالِاسْتِخَارَةِ الْمَشْرُوعَةِ فَمَا نَدِمَ مَنْ اسْتَخَارَ اللَّهَ تَعَالَى. وَلْيُكْثِرْ مِنْ ذَلِكَ وَمِنْ الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ مِفْتَاحُ كُلِّ خَيْرٍ وَلَا يُعَجِّلُ فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْت فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي وَلْيَتَحَرَّ الْأَوْقَاتَ الْفَاضِلَةَ: كَآخِرِ اللَّيْلِ وَأَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ وَعِنْدَ الْأَذَانِ وَوَقْتَ نُزُولِ الْمَطَرِ وَنَحْوَ ذَلِكَ. وَأَمَّا أَرْجَحُ الْمَكَاسِبِ: فَالتَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ وَالثِّقَةُ بِكِفَايَتِهِ وَحُسْنُ الظَّنِّ بِهِ. وَذَلِكَ أَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْمُهْتَمِّ بِأَمْرِ الرِّزْقِ أَنْ يَلْجَأَ فِيهِ إلَى اللَّهِ وَيَدْعُوَهُ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ فِيمَا يَأْثُرُ عَنْهُ نَبِيُّهُ: {كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلَّا مَنْ أَطْعَمْته فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ. يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إلَّا مَنْ كَسَوْته
(يُتْبَعُ)
(/)
فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ} وَفِيمَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا حَتَّى شِسْعَ نَعْلِهِ إذَا انْقَطَعَ فَإِنَّهُ إنْ لَمْ يُيَسِّرْهُ لَمْ يَتَيَسَّرْ}. وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} وَقَالَ سُبْحَانَهُ. {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} وَهَذَا وَإِنْ كَانَ فِي الْجُمْعَةِ فَمَعْنَاهُ قَائِمٌ فِي جَمِيعِ الصَّلَوَاتِ. وَلِهَذَا وَاَللَّهُ أَعْلَم {أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِك وَإِذَا خَرَجَ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك مِنْ فَضْلِك} وَقَدْ قَالَ الْخَلِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ وَهَذَا أَمْرٌ وَالْأَمْرُ يَقْتَضِي الْإِيجَابَ فَالِاسْتِعَانَةُ بِاَللَّهِ وَاللَّجَأُ إلَيْهِ فِي أَمْرِ الرِّزْقِ وَغَيْرِهِ أَصْلٌ عَظِيمٌ. ثُمَّ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَأْخُذَ الْمَالَ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ لِيُبَارَكَ لَهُ فِيهِ وَلَا يَأْخُذُهُ بِإِشْرَافِ وَهَلَعٍ؛ بَلْ يَكُونُ الْمَالُ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ الْخَلَاءِ الَّذِي يَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ لَهُ فِي الْقَلْبِ مَكَانَةٌ وَالسَّعْيُ فِيهِ إذَا سَعَى كَإِصْلَاحِ الْخَلَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ: {مَنْ أَصْبَحَ وَالدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ شَتَّتَ اللَّهُ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إلَّا مَا كُتِبَ لَهُ. وَمَنْ أَصْبَحَ وَالْآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّهِ جَمَعَ اللَّهُ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ؟ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ}. وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: أَنْتَ مُحْتَاجٌ إلَى الدُّنْيَا وَأَنْتَ إلَى نَصِيبِك مِنْ الْآخِرَةِ أَحْوَجُ فَإِنْ بَدَأْت بِنَصِيبِك مِنْ الْآخِرَةِ مَرَّ عَلَى نَصِيبِك مِنْ الدُّنْيَا فَانْتَظَمَهُ انْتِظَامًا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ} {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} {إنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}. فَأَمَّا تَعْيِينُ مَكْسَبٍ عَلَى مَكْسَبٍ مِنْ صِنَاعَةٍ أَوْ تِجَارَةٍ أَوْ بِنَايَةٍ أَوْ حِرَاثَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ فَهَذَا يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ النَّاسِ وَلَا أَعْلَم فِي ذَلِكَ شَيْئًا عَامًّا لَكِنْ إذَا عَنَّ لِلْإِنْسَانِ جِهَةٌ فَلْيَسْتَخِرْ اللَّهَ تَعَالَى فِيهَا الِاسْتِخَارَةَ الْمُتَلَقَّاةَ عَنْ مُعَلِّمِ الْخَيْرِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ فِيهَا مِنْ الْبَرَكَةِ مَا لَا يُحَاطُ بِهِ. ثُمَّ مَا تَيَسَّرَ لَهُ فَلَا يَتَكَلَّفُ غَيْرَهُ إلَّا أَنْ يَكُونَ مِنْهُ كَرَاهَةٌ شَرْعِيَّةٌ. وَأَمَّا مَا تَعْتَمِدُ عَلَيْهِ مِنْ الْكُتُبِ فِي الْعُلُومِ فَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ وَهُوَ أَيْضًا يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ نَشْءِ الْإِنْسَانِ فِي الْبِلَادِ فَقَدْ يَتَيَسَّرُ لَهُ فِي بَعْضِ الْبِلَادِ مِنْ الْعِلْمِ أَوْ مِنْ طَرِيقِهِ وَمَذْهَبِهِ فِيهِ مَا لَا يَتَيَسَّرُ لَهُ فِي بَلَدٍ آخَرَ لَكِنَّ جِمَاعَ الْخَيْرِ أَنْ يَسْتَعِينَ بِاَللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي تَلَقِّي الْعِلْمِ الْمَوْرُوثِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُسَمَّى عِلْمًا وَمَا سِوَاهُ إمَّا أَنْ يَكُونَ عِلْمًا فَلَا يَكُونُ نَافِعًا؟ وَإِمَّا أَلَّا يَكُونَ عِلْمًا وَإِنْ سُمِّيَ بِهِ. وَلَئِنْ كَانَ عِلْمًا نَافِعًا فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ فِي مِيرَاثِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَسَلَّمَ مَا يُغْنِي عَنْهُ مِمَّا هُوَ مِثْلُهُ وَخَيْرٌ مِنْهُ. وَلْتَكُنْ هِمَّتُهُ فَهْمَ مَقَاصِدِ الرَّسُولِ فِي أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَسَائِر كَلَامِهِ. فَإِذَا اطْمَأَنَّ قَلْبُهُ أَنَّ هَذَا هُوَ مُرَادُ الرَّسُولِ فَلَا يَعْدِلُ عَنْهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى وَلَا مَعَ النَّاسِ إذَا أَمْكَنَهُ ذَلِكَ. وَلْيَجْتَهِدْ أَنْ يَعْتَصِمَ فِي كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْعِلْمِ بِأَصْلِ مَأْثُورٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَإِذَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ مِمَّا قَدْ اخْتَلَفَ فِيهِ النَّاسُ فَلْيَدْعُ بِمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إذَا قَامَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ: اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وميكائيل وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِك فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اُخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِك إنَّك تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ قَالَ فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ رَسُولُهُ: {يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَنْ هَدَيْته فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ}. وَأَمَّا وَصْفُ " الْكُتُبِ وَالْمُصَنِّفِينَ " فَقَدْ سُمِعَ مِنَّا فِي أَثْنَاءِ الْمُذَاكَرَةِ مَا يَسَّرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ. وَمَا فِي الْكُتُبِ الْمُصَنَّفَةِ الْمُبَوَّبَةِ كِتَابٌ أَنْفَع مِنْ " صَحِيحِ مُحَمَّدِ بْنِ إسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ " لَكِنْ هُوَ وَحْدَهُ لَا يَقُومُ بِأُصُولِ الْعِلْمِ. وَلَا يَقُومُ بِتَمَامِ الْمَقْصُودِ لِلْمُتَبَحِّرِ فِي أَبْوَابِ الْعِلْمِ إذْ لَا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ أَحَادِيثَ أُخَرَ وَكَلَامُ أَهْلِ الْفِقْهِ وَأَهْلِ الْعِلْمِ فِي الْأُمُورِ الَّتِي يَخْتَصُّ بِعِلْمِهَا بَعْضُ الْعُلَمَاءِ. وَقَدْ أَوْعَبَتْ الْأُمَّةُ فِي كُلِّ فَنٍّ مِنْ فُنُونِ الْعِلْمِ إيعَابًا فَمَنْ نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ هَدَاهُ بِمَا يَبْلُغُهُ مِنْ ذَلِكَ وَمَنْ أَعْمَاهُ لَمْ تَزِدْهُ كَثْرَةُ الْكُتُبِ إلَّا حَيْرَةً وَضَلَالًا؛ كَمَا {قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ: أَوَلَيْسَتْ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ عِنْدَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؟ فَمَاذَا تُغْنِي عَنْهُمْ؟}. فَنَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ أَنْ يَرْزُقَنَا الْهُدَى وَالسَّدَادَ وَيُلْهِمَنَا رُشْدَنَا وَيَقِيَنَا شَرَّ أَنْفُسِنَا وَأَنْ لَا يُزِيغَ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذْ هَدَانَا؟ وَيَهَبَ لَنَا مِنْ لَدُنْهُ رَحْمَةً إنَّهُ هُوَ الْوَهَّابُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَصَلَوَاتُهُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ.)
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
ـ[أبو الفضل]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 09:24]ـ
و صية شيخ الاسلام قد حققها شيخي على نسخة ثانية من مكتبة شستر بيتي وهي وصية نافعة ياليت الشباب يتداولونها و ينتفعون بها
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Feb-2009, صباحاً 06:04]ـ
للأهمية
ـ[الحافظة]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 04:44]ـ
نفع الله بكم
ـ[وحيد البيضاوي]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 06:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي الفاضلة
موفقة إن شاء الله
ـ[الحافظة]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 12:11]ـ
نفع الله بكم(/)
أريد ما يتعلق بسورة الأنعام من مسموع أو مكتوب على الشبكة
ـ[القرشي]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 02:28]ـ
إخواني: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد ما يتعلق بسورة الأنعام من مسموع أو مكتوب على الشبكة، فقلبي متعلق بها، وأريد تفسيرها، وكذلك ما يتعلق بالصوت من التفسير وكذلك القراءة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 07:00]ـ
للرفع
ـ[القرشي]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 09:33]ـ
الأمر مهم أرجو المساعدة
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 10:51]ـ
ان شاء الله بعد أسابيع سيزل موقع للوالد وفيه تفسيره لسورة الأنعام " صوتيا ومكتوبا ما يزيد على 60 درس والله أعلم. يسرّ الله كل ما هو خير.
وتفاسير هذه السورة متوفرة في الكتب والصوتيات المسموعة.
ـ[ابن طالب]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 11:43]ـ
تفسير الشيخ أبو بكر جابر الجزائري 'صوتي' حفظه الله
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=340
تفسير الشيخ محمد بن صالح العثيمين
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2356
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 10:43]ـ
ما شاء الله تبارك الله، أسأل الله أن يثبتنا وإياك على الحق، أما سورة الأنعام فهي من السور التي تتعلق بها القلوب -والقرآن كله كذلك للقلوب الحيّة-، ودونك تفسير يقرأه القارئ يخرج بعده بحياة أخرى وفهم آخر،
http://www.daawa-info.net/NewThelal.php?sura=6&suraname= الأنعام
وفقك الله،،
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 03:53]ـ
وفى الشبكة الاسلامية للشيخ محمد اسماعيل تجد صوتى ومُفرغ
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 07:47]ـ
فيما يتعلق بالقراءة، فإن هناك من الأئمة من تكون قراءته تفسيرية تفهم من خلالها الآيات، مثل:
1 - الشيخ عبدالمحسن القاسم، http://www.islamway.com/?iw_s=
السؤال
uran&iw_a=view&id=261
2- الشيخ سعود الشريم، http://www.islamway.com/?iw_s=
السؤال
uran&iw_a=view&id=47
3- الشيخ ماهر المعيقلي، http://www.islamway.com/?iw_s=
السؤال
uran&iw_a=view&id=115
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 08:51]ـ
ان شاء الله بعد أسابيع سيزل موقع للوالد وفيه تفسيره لسورة الأنعام " صوتيا ومكتوبا ما يزيد على 60 درس والله أعلم. يسرّ الله كل ما هو خير.
وتفاسير هذه السورة متوفرة في الكتب والصوتيات المسموعة.
ما شاء الله ما شاء الله
اللهم عجّل بهذا الخير العظيم.
ـ[القرشي]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 03:18]ـ
ان شاء الله بعد أسابيع سيزل موقع للوالد وفيه تفسيره لسورة الأنعام " صوتيا ومكتوبا ما يزيد على 60 درس والله أعلم. يسرّ الله كل ما هو خير.
وتفاسير هذه السورة متوفرة في الكتب والصوتيات المسموعة.
أخي معاذ متى يتم الأمر؟(/)
هل يجوز للمرأة إزالة الشارب و اللحية و باقي شعر الجسد؟
ـ[أبو إلياس الليبي]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 03:34]ـ
هل يجوز للمرأة أن تزيل شعر جسدها كله باستثناء الحاجبين و شعر الرأس؟
إن كان نعم ما هو الدليل على ذلك؟
و ما هو الرد على شبهة أن التنمص مختص بجميع شعر الجسم و بالتالي لا يجوز للمرأة غزالة شعر جسدها باستثناء العانة و الإبطين.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 03:50]ـ
الدليل يطلب على المنع لا على الجواز ..
والجواب: نعم يجوز .. بل قد يتوجه للقول بالوجوب ..
حتى لا ينفر زوجها منها ..
والله أعلم
ـ[الآجري]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 03:58]ـ
بقياس الأولى: إذا كان الإبط والعانة النابت فطرة يستثنى لكراهته، فاستثناء ما خالف الفطرة من نحو شارب من باب أولى.
أما ما يتعلق ببقية الجسد فكما قال أبو القاسم: هو باق على النفي الأصلي، وإثبات حكم التحريم يحتاج لدليل!
ـ[أبو إلياس الليبي]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 04:08]ـ
القائل بالمنع يستدل بحديث <لعن الله النامصة و المتنمصة> و النمص في اللغة هو إزالة الشعر و ليس مخصص بالحاجب فقط.
وبالتالي على قوله ما الدليل على استثناء جميع شعر الجسد دون الحاجبين؟
و هل صحيح أن مذهب ابن جرير هو منع ذلك؟
وهو اختيار الألباني كما ذكر الشيخ محمد حسن عبد الغفار.
نرجو الإفادة و الرد.
ـ[الآجري]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 04:25]ـ
إذا كان النمص في اللغة يعني نتف الشعر مطلقاً، فقد يكون له معنى شرعي آخر مخصوص بنتف شعر الوجه أو الحاجب.
كما الصيام في اللغة إمساك، وفي الشرع إمساك مخصوص (عن المفطرات).
فليس بالضرورة أن يكون المعنى اللغوي هو المراد.
ويؤيده العلة الواردة في الحديث (المغيرات خلق الله) وليس إزالة الشعر مطلقاً من تغيير خلق الله!
ـ[أبو إلياس الليبي]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 05:16]ـ
سيقول لك المخالف أن لغة الكتاب و السنة في العربية و بالتالي فلا يمكن ان نخصص المعنى اللغوي بشيء دون شيء آخر, فاللعن جاء لمتنمصة, فما هو السبب الذي جعل الجمور يقول أن التنمص هو شعر الحاجب فقط؟ لا بد من دليل أخي الكريم و إلا فالعموم يبقى.
تغيير خلق الله يمكن للمخالف أن يقول لك كما أن الحاجب ذلك من خلق الله فالشارب لتلك المرأة من خلق الله لا يجوز لها تغييره, و الشعر في الساقين و اليدين من خلق الله و بالإزالة يسمى تغييرا كما سميت إزالة الحاجبين تغييرا لخلق الله.
فما هو السبيل للرد على مثل هذه الشبه؟
مع العلم أني لست من من يقول بذلك القول, و لكن اريد رادا قويا على شبههم.
ـ[الآجري]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 05:27]ـ
مسألة المعنى اللغوي والمعنى الشرعي محل الخلاف فيها: إذا تجرد النص عن القرائن التي تفيد أحد المعنيين، وأنا لا أراه متجرداً في مسألتنا، حيث العلة التي ذكرت لك، وفهم الصحابة كما في حديث ابن مسعود - ولا أظن المرأة التي قامت تنظر إلى زوجته فتشت في شعر جسدها - فيوجد قرائن تشير لمعنى تخصيصه بالوجه (وربما هناك أدلة غير القرائن لكنني لا أعرفها)
تغيير خلق الله يمكن للمخالف أن يقول لك كما أن الحاجب ذلك من خلق الله فالشارب لتلك المرأة من خلق الله لا يجوز لها تغييره, و الشعر في الساقين و اليدين من خلق الله و بالإزالة يسمى تغييرا كما سميت إزالة الحاجبين تغييرا لخلق الله.
وجرياً على سنن هذا القول يكون إزالة الإبط من تغيير خلق الله؟!
ولا شك أنه ليس من التغيير المقصود، وإن كان تغييراً من حيث الأصل، فهناك ما تنفر الفطرة من تغييره وهناك ما تدعوا الفطرة لتغييره، ولا يكون من التغيير المنهي عنه شرعاً.
ـ[أبو إلياس الليبي]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 02:41]ـ
للرفع من يفيدنا أكثر في المسألة.
ـ[أبو إلياس الليبي]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 02:51]ـ
للرفع
ـ[إسلام]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 12:38]ـ
الله يعلم ما هو الدليل .. و لكن هذا رأيي ..
تشبه المرأة بالرجل لا يجوز.
و الأصل أن الشعر في الوجه للرجال .. و كذلك في اليدين و القدمين.و الرجال مأمورون باللحية.
و الأصل في وجه المرأة عدم و جود الشعر بخلاف الحواجب فوجودها أصل فلا يجوز إزلتها.
لذلك إزالة الشعر من وجه المرأة ليس فيه تغيير لخلق الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 12:51]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
بارك الله فى إخوانى جميعا وجزاكم الله خيرا
أرى والله أعلم أن الأصل فى إزالة شعر المرأة الجواز فجاء الدليل فحرم أخذ شعور وأباح شعور أخرى
ثم جاءت لفظة فى الحديث وهى لفظة النمص وهى تشمل نتف جميع الشعر من ناحية اللغة فما القرينةالتى قيدت أو اقتصرت الأمر على شعر الحاجب دون غيره؟
أقول والله أعلم أن أخذ شعر الإبط والعانة إنما من الفطرة فما وافق الفطرة يباح وما خافها يمنع ومعلوم من الفطرة أن المرأة لا شارب لها ولا لحية بل هو من هيئة الرجال فإذا تركت المرأة الشارب واللحية كانت متشبهة بالرجال ولعن الله المتشبهات من النساء بالرجال بل نص بعض العلماء أنه إذا نبتت للمرأة لشارب ولحية وجب إزالتها
وذهب بعض المالكية إلى وجوب إزالة شعر اليدين والرجلين لأن فى ترك هذا الشعر مثلة
ولا أعلم أثرا فى ذلك إلا عن عائشة وهى أعلم الناس بذلك وهذا يعد تخصيص لحديث اللعن بالحاجب
عن أبي إسحاق السبيعي فى حديث وفيه قال: وسألتها امرأتي عن المرأة تحف جبينها؟ قالت اميطي عنك الأذى ما استطعت)
وامرأة أبي إسحاق السبيعي، وهي العالية بنت أيفع وإن كان جهلها بعض العلماء إلا أن ابن القيم قال فى تعليقه على سنن أبى داود
(وأما العالية فهي امرأة أبي إسحاق السبيعي وهي من التابعيات وقد دخلت على عائشة وروى عنها أبو إسحاق وهو أعلم بها وفي الحديث قصة- يقصد حديث زيد - وسياق يدل على أنه محفوظ وأن العالية لم تختلق هذه القصة ولم تضعها بل يغلب على الظن غلبة قوية صدقها فيها وحفظها لها ولهذا رواها عنها زوجها ولم ينهها)
وقد صح الأثر عن عائشة كمافى مصنف عبد الرزاق
وقد وجدت مثل هذا الموضوع على هذا الملتقى فى هذا الرابط ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=746)(/)
ابنُ صَيَّاد (؟؟)!!
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 08:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليتكم إخوتنا الفضلاء تبينون لنا أمر ابن صياد الذي ورد في الصحيحين فإني أشكل علي أمره، والتوفيق بين الأحاديث أعجزني فهمه.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 05:51]ـ
هذا لغز لا يبدو أن احدا قادر على حله الا ان حان اوانه و لعل أوانه لا يحين الا بظهور الطاغية ... اضطربت فيه أقوال كبار المحدثين ممن سبروا أحواله كشيخ الاسلام و كالحافظ في الفتح و غيره الا ان كل التفسيرات المقترحة سواء كانت أن المنظور في الجزيرة شيطان او أن ابن صياد نفسه شيطان او أن ابن صياد لا يعدو كونه دجالا من كبار الدجاجلة ... تبقى بعيدة عن القطع لتعارض الأدلة بشدة و غموضها(/)
فائدة نفيسة احرص عليهااا
ـ[الحافظة]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 11:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل لكم هذه الفائدة النفسية وأسأله سبحانه ان ينفع بها ....
فائدةٌ نفيسة لشيخ الإسلام، تتعلق بعدم إظهار النعمة لكل أحد
--------------------------------------------------------------------------------
ذكر شيخ الإسلام ابن تيميَّة -رحمه الله- عند كلامه على قوله تعالى: (ادعوا ربَّكم تضرُّعاً وخُفيةً إنه لايحبُّ المعتدين ... ) عشرةً من فوائد إخفاء الدعاء، ومن ضمن تلك الفوائد قوله:
تاسعها/ أنَّ أعظمَ النعمة الإقبالُ والتعبُّد، ولكلِّ نعمة حاسدٌ على قَدْرها؛ دَقَّت أو جَلَّت، ولا نعمةَ أعظم من هذه النعمة، فإنَّ أنفسَ الحاسدين متعلقةٌ بها، وليس للمحسود أسلم من إخفاء نعمته عن الحاسد، وقد قال يعقوب ليوسف عليهما السلام: (لاتقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً) الآية.
وكم من صاحب قلبٍ وجَمعيَّة وحال مع الله تعالى قد تحدَّث بها وأخبر بها فسلبَه إياها الأَغيار، ولهذا يوصي العارفون والشيوخ بحفظِ السر مع الله تعالى، ولا يطلع عليه أحد، والقومُ أعظم شيئاً كتماناً لأحوالهم مع الله عز وجل، وما وهب الله من محبته والأُنس به وجَمعيَّة القلب، ولا سيَّما فِعلُه للمهتدي السالك، فإذا تمكَّن أحدُهم وقَوِىَ وثبتَ أصول تلك الشجرة الطيبة التى أصلُها ثابتٌ وفرعها فى السماء فى قلبه بحيث لايخشى عليه من العواصف فإنه إذا أَبدى حالَه مع الله تعالى ليُقتدى به ويُؤتمَّ به لم يُبال.
وهذا بابٌ عظيمُ النفع، إنما يعرفه أهله، وإذا كان الدعاء المأمور بإخفائه يتضمَّن دعاءَ الطلب والثناء والمحبة والإقبال على الله تعالى فهو من عظيم الكنوز التى هى أحقُّ بالإخفاء عن أعين الحاسدين.
وهذه فائدة شريفة نافعة.
مجموع الفتاوى (15/ 18، 19).
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 12:59]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 05:18]ـ
انظري هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21
ـ[الحافظة]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 05:55]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
وفيكم بارك الرحمن وزادكم من فضله
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 05:59]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[الحافظة]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 06:10]ـ
انظري هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21
أعتذر عن تكرار الموضوع وصراحة حصل هذا بخطأ مني وجزى الله خيراا شيخنا الحمادي ورفع قدره في الداريين ...
وجزاكم الله خيرا على التنبيه ووفقكم لمرضاته
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[05 - Dec-2009, مساء 06:05]ـ
قال تعالى "وأما بنعمة ربك فحدث"
قال السعدي رحمه الله وهذا يشمل النعم الدينية والدنيوية انتهى.
ولكن إخفاء التعبد لله أسلم من الرياء وإذا أمن الانسان الرياء وجب عليه إظهار النعمة عملا بهذه الاية.
وهناك حديث "استيعنوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود"
ضعيف وقد حكم عليه الامام أحمد بالوضع.
ـ[اسلامي حياتي]ــــــــ[07 - Dec-2009, صباحاً 07:43]ـ
جزاكِ الله الف خير
وتسلمي على طرحك.(/)
العلماء حماة الأمة من الفتن والضلالات والأفكار الفاسدة
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 11:40]ـ
العلماء حماة الأمة من الفتن والضلالات والأفكار الفاسدة
أكد الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء على الدور الذي يقوم به العلماء وطلبة العلم في حماية الوطن من الأفكار الفاسدة والمنحرفة، وقال الشيخ الشثري: إذا كانت هناك طائفة تحمي البلاد بالقوة والسلاح فإن هناك طائفة أخرى -العلماء- مهمتها حماية البلاد من الفتن والأفكار والعقائد الفاسدة.
وأشار الشيخ الشثري إلى أهمية نشر العلم الشرعي والمحافظة على ذلك لأنه من أسباب الحفاظ على النعم من الزوال وقال: ان الله رفع مكانة العلماء وأعلى درجاتهم فقال تعالى: (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)،، ولأهمية العلم الشرعي جعله الله تعالى من الواجبات المتأكدات الرجوع إلى أهل العلم (فاسألوا أهل العلم إن كنتم لا تعلمون)،، وبين سبحانه وتعالى فائدة التمسك بأقوال أهل العلم والرجوع إليهم، وعدم الرجوع لأهل العلم ينتج عنه الضلال واتباع الشياطين،، فكما أن هناك طائفة تحمي البلاد بالقوة والسلاح وهم العيون الساهرة على أمن المجتمع،، هناك طائفة تحمي البلاد من الضلالات والفتن والأفكار الفاسدة ..
وأضاف الدكتور سعد الشثري قائلاً: لقد أكدت الشريعة على أهمية العلم، ورغبت فيه، وقد جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم)، فعلماء الشريعة يفضلون على العباد ومن هنا رغب الشرع وأكد على أهمية طلبه يقول صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله به طريقاً إلى الجنة) ..
وتطرق الدكتور الشثري إلى فوائد طلب العلم الشرعي وقال: إن طلب العلم إرضاء لله رب العالمين ومن أجل أن نحصل على الدرجة العالية والمكانة الرفيعة في جنة الخلد فهذا هو المقصد لطلب العلم، فإخلاص النية وتصحيحها من أعظم الواجبات خصوصاً إذا تعلق الأمر بالعبادات ومنها طلب العلم الشرعي والفوائد التي يجنيها من طلب العلم الشرعي كثيرة -والكلام ما يزال للدكتور الشثري-: أولاً: إرضاء رب العالمين، ثانيها: الحصول على الحسنات والأجور المضاعفه،، ثالثها: تصحيح الأعمال فالعمل لا يكون صحيحاً ولا مقبولاً عند الله عز و جل حتى يسبقه علم صحيح بكيفية هذا العمل فمن أدى العمل ولم يكن عالماً بطريقة أدائه وفق ما جاء به الشرع فعلمه مردود عليه ولذلك فليحذر المسلم من البدع لأنها بلا علم.
وأيضاً من فوائد العلم الحذر من العقائد الفاسدة، التي هي سبب الضلال وسبب لمحق البركة وزوال النعم.
ومن الفوائد البعد عن السلوكيات المخالفة للشرع سواء في الاعتداء على الآخرين بسفك الدماء وأخذ الأموال وانتهاك الأعراض، لأن طالب العلم بين يديه النصوص الشرعية من الكتاب والسنة التي تحرم ذلك ..
كذلك إذا طلب الناس العلم والتزموا به عرفوا حقوق الولاية فجاء السمع والطاعة لولاة الأمر تقرباً لله ورغبة في الأجر الأخروي وحباً للخير، فطلب العلم أمانة للمجتمع وسبباً من أسباب بقاء النعم واستمرار الخيرات ومن هنا لابد من احتساب الأجر ببذل السبب في طلب العلم الشرعي حتى نكون بذلك ممن حقق مقصود الشرع في نشر العلم في الأمة.
الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري
عضو هيئة كبار العلماء
-------
المصدر: (صحيفة المدينة) الجمعة 21 شعبان 1429 - الموافق: 22 أغسطس 2008
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 09:24]ـ
خطورة الطعن في العلماء وولاة الأمر
انتشر بين بعض الناس أمران خطيران، مخالفان للقرآن والسنة، دون نكير له أو هجران إلا ما رحم ربنا المنان، وليتهما منتشران مع العلم بقبحهما، بل يعتقد كثير من الناس أنهم على خير، ((وصدق الله إذ يقول] قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)).
وهذان الأمران هما: الطعن في العلماء</ SPAN> والأمراء
. قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -: معلوم أن قيادة الأمة تكون بصنفين من الناس لا ثالث لهما:
الصنف الأول:العلماء.
والصنف الثاني: الأمراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهم المقصودون في قوله تعالى] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [.
ومعلوم أن الأمة إذا لم يكن لها قيادة،قيادة في دين الله تكون على أيدي العلماء</ SPAN> ، وقيادة في الأمن، أمن السبل، أمن البلاد،وتكون على يدي الأمراء،
إذا لم تكن هذه القيادة: أصبح الناس فوضى، أصبح كلٌ يعبد الله بما شاء، بالهوى بغير علم؛ فيضل هو بنفسه ويضل غيره. إذا لم يكن هناك حماية للأمن وللطرق وللبلاد عن طريق الأمراء أصبح الناس فوضى يقتل بعضهم بعضاً ,ويكسر بعضهم بعضاً،ولا يبالون؛لأنهم ليس لهم سلطان يحميهم كما أنَّ الأولين لا يبالون إذا خالفوا الشريعة؛لأنهم ليس لهم علماء يقتدون بهم.
ولهذا أقول: إن من الخطأ العظيم الفادح أن يقع الناس في أعراض العلماء</ SPAN> أو يقع الناس في أعراض الأمراء ().
نحن لا نبرأ العلماء</ SPAN> من الخطأ،ولا نبرأ الأمراء من الخطأ،كلٌ يخطئ ويصيب لكن هل يجوز لنا أن نتتبع عورات العلماء</ SPAN> وعورات الأمراء، ثم يُتخذ من هذا وسيلة لسبهم والقدح فيهم، وتهوين أمرهم على الناس،وتهوين قوتهم بين الناس؟! ما أعتقد أنَّ هذا جائز! لا عقلاً ولا شرعاً () اهـ.
والوقيعة في أعراض العلماء</ SPAN> والأمراء والاشتغال بسبهم وذكر معائبهم خطيئة كبيرة وجريمة شنيعة نهى عنها الشرع المطهر وذم فاعلها.
قال الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى -: على الناس أن يغضوا عن مساويهم - أي الملوك والأمراء - ولا يشتغلوا بسبهم بل يسألون الله لهم التوفيق؛ فإن سب الملوك والأمراء فيه شر كبير وضرر عام وخاص وربما تجد السَّاب لهم لم تحدثه نفسه بنصيحتهم يوماً من الأيام وهذا عنوان الغش للراعي والرعية اهـ ().
وقال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله تعالى -: الله، الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان وأن لا يتخذ من أخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور فهذا عين المفسدة وأحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس كما أن ملء القلوب على ولاة الأمر يحدث الشر والفتنة والفوضى.
وكذا ملء القلوب على العلماء</ SPAN> يحدث التقليل من شأن العلماء</ SPAN> وبالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها فإذا حاول أحد يقلل من هيبة العلماء</ SPAN> وهيبة ولاة الأمر ضاع الشرع والأمن؛ لأن الناس إن تكلم العلماء</ SPAN> لم يثقوا بكلامهم وإن تكلم الأمراء تمردوا على كلامهم وحصل الشر والفساد.
وقال أيضاً - رحمه الله تعالى -: لقد ابتلي بعض الناس بغيبة صنفين من الأمة وهما ولاة الأمور فيها من العلماء</ SPAN> والحكام، حيث كانوا يسلطون ألسنتهم في المجالس على العلماء</ SPAN> وعلى الدعاة وعلى الأمراء وعلى الحكام الذين فوق الأمراء، وإن غيبة مثل هؤلاء أشد إثماً وأقبح عاقبة وأعظم أثراً لتفريق الأمة.
إن غيبة ولاة الأمور من أمراء وعلماء ليست غيبة لهؤلاء بأشخاصهم ولكنها غيبة وتدمير لما يحملونه من المسئولية: فإن الناس إذا اغتابوا العلماء</ SPAN> قل قدر العلماء</ SPAN> في أعين الناس وبالتالي يقل ميزان ما يقولونه من شريعة الله وحينئذ يقل العمل بالشريعة بناء على هذه الغيبة؛ فيكون في ذلك إضعاف لدين الله تعالى في نفوس العامة.
وإن الذين يغتابون ولاة الأمور من الأمراء والحكام إنهم ليسيئون إلى المجتمع كله، لا يسيئون إلى الحكام فحسب ولكنهم يسيئون إلى كل المجتمع، إلى الإخلال بأمنه، واتزانه وانتظامه، ذلك لأن ولاة الأمور من الأمراء والحكام إذا انتهك الناس أعراضهم قل قدرهم في نفوس العامة وتمردوا عليهم فلم ينصاعوا لأوامرهم ولم ينتهوا عما نهوا عنه، وحينئذٍ تحل الفوضى في المجتمع ويصير كل واحد من الناس أميراً علىنفسه، وحينئذٍ، تفسد الأمور ويصبح الناس فوضى لا سراة لهم، وإن الغيبة من كبائر الذنوب ليست بالأمر الهين ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وقدسئل الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى -:ما رأي فضيلتكم في بعض الشباب الذين يتكلمون في مجالسهم عن ولاة الأمور في هذه البلاد بالسب والطعن فيهم؟ فأجاب - حفظه الله تعالى -: هذا كلام معروف أنه باطل وهؤلاء إما أنهم يقصدون الشر وإما أنهم تأثروا بغيرهم من أصحاب الدعوات المضللة الذين يريدون سلب هذه النعمة التي نعيشها. نحن - ولله الحمد - على ثقة من ولاة أمرنا وعلى ثقة من المنهج الذي نسير عليه وليس معنى هذا أننا قد كملنا وأن ليس عندنا نقص ولا تقصير بل عندنا نقص ولكن نحن في سبيل إصلاحه وعلاجه - إن شاء الله - بالطرق الشرعية.
أما أننا نتخذ من العثرات والزلات سبيلاً لتنقص ولاة الأمور أو الكلام فيهم أو تبغيضهم إلى الرعية فهذه ليست طريقة السلف أهل السنة والجماعة.
أهل السنة والجماعة يحرصون على طاعة ولاة أمور المسلمين وعلى تحبيبهم للناس وعلى جمع الكلمة هذا هو المطلوب.
والكلام في ولاة الأمور من الغيبة والنميمة وهما من أشد المحرمات بعد الشرك لا سيما إذا كانت الغيبة للعلماء ولولاة الأمور فهي أشد لما يترتب عليها من المفاسد من تفريق الكلمة وسوء الظن بولاة الأمور وبعث اليأس في نفوس الناس والقنوط.
وقال أيضاً - حفظه الله تعالى - معلقاً على قول عوف بن مالك - راداً على من قال: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء -: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله r فذهب عوف إلى رسول الله ليخبره فوجد القرآن قد سبقه" (): فيه احترام أهل العلم وعدم السخرية منهم أو الاستهزاء بهم؛ لأن هذا المنافق قال:" ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء"يريد بذلك العلماء</ SPAN> ، والعلماء ورثة الأنبياء، وهم قدوة الأمة، فإذا طعنا في العلماء</ SPAN> فإن هذا يحدث الخلخلة في المجتمع الإسلامي، ويقلل من قيمة العلماء</ SPAN> ، ويحدث التشكيك فيهم.
نسمع ونقرأ من بعض دعاة السوء من يقول: هؤلاء علماء حيض، علماء نفاس، هؤلاء عملاء للسلاطين، هؤلاء علماء بغلة السلطان، وما أشبه ذلك وهذا القول من هذا الباب والعياذ بالله وليس للعلماء ذنب عند هذا الفاسق إلا أنهم لا يوافقونه على منهجه المنحرف.
فالوقيعة بالمسلمين عموماً ولو كانوا من العوام لا تجوز؛ لأن المسلم له حرمة، فكيف بولاة أمور المسلمين وعلماء المسلمين. فالواجب الحذر من هذه الأمور، وحفظ اللسان والسعي في الإصلاح ونصيحة من يفعل هذا الشيء ().
المدارج في كشف شبهات للخوارج ... لكاتبه الشيخ / أحمد بن عمر بازمول
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 02:08]ـ
في كلمة وجهها إلى الجميع عموما وللشباب خصوصا </ span>
الغيث: على الشباب الالتفاف حول ولاة الأمر والعلماء وأن لا يكونوا مجرد دمى يحركها الآخرون</ span>
وجه معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ إبراهيم بن عبد الله الغيث كلمة إلى الجميع عموما والشباب والشابات خصوصا في هذه البلاد قال فيها</ span>
( لا يكن أحدكم إمعة يقول أنا مع الناس إن أحسنوا أحسنت وإن أساؤوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أحسنوا وإن أساءوا فأحسنوا) </ span>
لا ريب أننا في زمن تقاربت فيه البلدان حتى صار العالم قرية صغيرة وذلك بفضل الله ثم بفضل هذه التقنية المتطورة من اتصالات وبث فضائي وإنترنت غير أن لهذه التقنية </ span>
سلبيات وهي وصولها إلى الشاب والشابة مباشرة والواحد منهما في غرفته الخاصة دون المرور على الرقيب </ span>
ومن هذه السلبيات استغلال هذه الوسائل من قبل من لا يريدون لهذه البلاد خيرا </ span>
وذلك ببث البلبلة بين الناس وخصوصا الشباب وتحريكهم عبر هذه الوسائل لزعزعة الأمن وإحداث الفوضى من خلال التجمعات التي ليس منها خير </ span>
كما أن تلك الفئات التي لا تريد بنا في هذه البلاد خيرا تسعى جاهدة لبث الشبه في عقول أولئك الشباب،</ span>
لذا على الجميع في هذه البلاد وخصوصا الشباب والشابات شكر الله جل وعلا على ما نحن فيه من نعم</ span>
وذلك بالمحافظة عليها بأن لا يلتفتوا إلى ما تبثه تلك الأبواق وأن لا يكونوا مجرد دمى يحركها الآخرون متى ما أرادوا وكيف ما أرادوا وعلى الجميع وخصوصا الشباب أن يلتفوا حول ولاة الأمر أيدهم الله وحول العلماء حفظهم الله ويكونوا معهم يدا واحدة لرفعة راية الإسلام </ span>
فبلادنا قبلة الإسلام ومأرز الإيمان بأن يحافظوا على أمنها وأذكر نفسي وإخواني القراء بقول الله تعالى</ span>
( فليعبدوا رب البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) </ span>
فالأمن نعمة لا يعرفها إلا من فقدها لأن الأمن إذا فقد فلربما لا يستطيع المسلم حتى القيام بشعائر دينة ولن يأمن إذا اختل الأمن لا على عرضه ولا على ماله ولا حتى على نفسه،</ span>
فالله الله في المحافظة على نعمة الأمن، كما أن على الشباب والشابات أن يكونا متزنين وذلك بأن يعرضوا ما يشاهدونه ويسمعونه ويقرأونه عبر تلك الوسائل على العلماء الموثوقين</ span>
لكي يبينوا لهم الحق من الباطل والخير من الشر وأن لا يعتد أولئك الشباب بآراء هؤلاء الذين لا يريدون لهم خيرا </ span>
كما أن على ولاة أمور الشباب والشابات ومعلميهم ومعلماتهم متابعة أبنائهم وبناتهم </ span>
وخصوصا فيما يتعلق بتلك الوسائل وما يبث فيها من دعوات للإخلال بالأمن في هذه البلاد </ span>
بأن يقوموا بما أوجب الله عليهم فكما قال: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) </ span>
فمن رعاية الأب والأم والمعلم والمعلمة تبصير الشباب والشابات بخطورة تلك الدعوات وأطرهم على الحق أطرا نسأل الله جل وعلا أن يحفظ لهذه البلاد أمنها ويكفيها الفتن ما ظهر منها وما بطن). </ span>(/)
أرجوكم ساعدوني
ـ[سالم الحداد]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 11:58]ـ
أنا شاب تونسي عمري 24 سنة، متحصل على الأستاذية لم أجد عملا منذ أشهر وأحتاج إلى المال للزواج، و المضي في طاعة الله، وجدت شخصاً سيعينني على إيجاد عمل ولكن طلب مني مالا، وهذا الشخص له معارفه في الدولة، هل أعطيه المال أم هذا حرام، يعني رشوة؟ مع العلم بان في تونس ليس هناك حظ في مواطن الشغل إلا بدفع الرشوة أو الواسطية يعني تدخل المعارف و الأقارب في الحصول على شغل
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 03:12]ـ
كنتُ سمعتُ فتوى قديماً من فضيلة الشيخ محمد حسان إن كنتَ مؤهلاً لهذه الوظيفة ولا سبيل إليها إلا بذلك فافعل.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 03:36]ـ
الله المستعان،ولا حول ولاقوة إلا بالله، أسأل الله العظيم أن يفتح عليك فتحا مبينا
ـ[رضا رضا ب]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 06:57]ـ
السلام عليكم
اعانك الله على ايجاد عمل
لا يجوز دفع الرشوة الا للضرورة وتقدير الضرورة يرجع الى العلماء فان لم يرتق حالك الى درجة الاضطرار فلا يجوز لك دفع الرشوة
وعليك بالصبر ولا تعلق امال العمل عى الوظيفة العمومية(/)
مالدليل على رفع الحدثين بالغسل المجزئ؟
ـ[أشعث الساقة]ــــــــ[10 - Jan-2009, صباحاً 02:59]ـ
1 - العبادت توقيفية.
2 - الطهارة من العبادات.
3 - الغسل طهارة خاصة لها موجبات شرعية معينة (الجنابة، الحيض، الخ)
4 - الوضوء طهارة خاصة لها موجبات شرعية معينة (الخارج من السبيلين، لحم الجزور، الخ)
وبالتالي:
فـ (الغسل) يرفع أحكام أسبابه الشرعية، و (الوضوء) يرفع أحكام أسبابه الشرعية.
فكيف يقال أن الغسل المجزئ يقوم مقام الوضوء بالنية؟!
هذه عبادات توقيفية؛ فلا يجعل بعضها بدلاً عن بعض إلا بدليل ظاهر.
أما آية (وإن كنتم جنباً فاطهروا) أي فاطهروا من الجنابة بطهارتها الشرعية وهي الغسل، ولم يذكر الوضوء لاختلاف الموجب.
فما هو الدليل على هذا الترجيح الشائع بين طلاب العلم والمعنيين بالفتوى؟
ـ[الروض الباسم]ــــــــ[10 - Jan-2009, صباحاً 04:22]ـ
قال عبد الرحمن بن قدامة في الشرح الكبير:
قال ابن عبد البر: (المغتسل من الجنابة إذا لم يتوضأ وعم جميع بدنه فقد أدى ما عليه لان الله تعالى انما افترض على الجنب الغسل من الجنابة دون الوضوء بقوله (وان كنتم جنبا فاطهروا) وهو إجماع لا خلاف فيه بين العلماء إلا أنهم أجمعوا على استحباب الوضوء قبل الغسل تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روت عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتوضأ بعد الغسل من الجنابة رواه الامام أحمد والترمذي). وحديث عائشة صححه الألباني
ـ[أشعث الساقة]ــــــــ[10 - Jan-2009, صباحاً 11:24]ـ
أهلاً الروض الباسم. شكراً لإضافتك.
لكن يبدوا أن الإجماع الذي أشرتَ إليه لاصلة له بالموضوع. فالإجماع المذكور متعلق بصفة الغسل المجزئ، وهي مسألة شهيرة: هل يشترط للغسل وضوء أم لا؟ وليس في كون الغسل يجزئ عن الوضوء. وفرق بين المسألتين. أليس كذلك؟
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 10:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الفاضل من الممكن انهم استدلوا بعموم لفظ حديث عائشه فهو لم يحدد اذا ما كان غسله كاملا او مجزئا
ـ[أشعث الساقة]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 02:44]ـ
أهلا بالأخوين الكريمين الروض الباسم وابوالقاسم الحائلي.
شكر الله لكما إضافتكما ومناقشتكما.
ولازالت المسألة عندي مشكلة لعدة أمور:
1 - أن آية (وإن كنتم جنباً فاطهروا) يشكل عليها أن السياق في الجنابة وليس في الحدث الأصغر، فلم يذكر الوضوء في هذا الموضع لاختلاف الموجب.
وكذلك يمكن أن يقال: لم يذكر الوضوء هاهنا لأنه ذكره في الموضع الآخر: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا .. ) ولايلزم بيان كل شئ في موضع واحد، بل تضم النصوص إلى بعضها لاستكمال البيان.
2 - أما حديث عائشة (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتوضأ بعد الغسل) فيشكل عليه أن أغسال النبي التي نقلتها عائشة كلها تتضمن الوضوء قبل الغسل، ولم تنقل عائشة غسلاً بلا وضوء قبله، ومن ذلك مثلاً حديث عائشة في الصحيح (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة غسل يديه وتوضأ وضوءه للصلاة، ثم اغتسل).
وبالتالي فيصبح كأن مراد عائشة هو نفي كون النبي يتوضأ مرتين (قبل الغسل وبعده)، وذم مثل ذلك ظاهر لأن فيه تنطعاً وتكلفاً.
أليس كذلك؟
3 - أما دعوى الإجماع ففيها نظر، فإن كون الغسل لايجزئ عن الوضوء هو الرواية الأخرى عن أحمد، وأحد قولي الشافعي، وقال به أبو ثور وداود. (ونبه ابن حجر في الفتح على بطلان الإجماع في هذه المسألة)
4 - أما الآثار فيشكل عليها أن فيها اختلاف؛ فإن بعضهم كابن عمر وجابر كانوا يرون الغسل مجزئاً، لكن آخرين كعلي كانوا يتوضؤون بعد الغسل.
4 - ويشكل عليه أيضاً: أن الغسل المجزئ ليس فيه (مضمضة ولا استنشاق). والوضوء الذي افترضه الله فيه الوضوء والاستنشاق.
5 - ويشكل عليه أيضاً: أن (الترتيب) في الوضوء شرط صحة، وفي الغسل المجزئ لايراعي المغتسل الترتيب.
فلا زلت أرى صعوبة القول بأن الغسل يجزئ عن الوضوء. لأن النصوص في الأمر بالغسل لأسبابه والأمر بالوضوء لأسبابه ظاهرة محكمة، وجعل أحدهما يجزئ عن الآخر يحتاج لدليل ظاهر سيما في أمور توقيفية كالعبادات.
فإن كان عند أحد الإخوة استدلال جيد، أو توضيح لوجه الاستدلال مما سبق، أو توضيح لخطأ بعض الإيرادات التي ذكرتها، فإني له من الداعين الشاكرين.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 04:13]ـ
4 - أما الآثار فيشكل عليها أن فيها اختلاف؛ فإن بعضهم كابن عمر وجابر كانوا يرون الغسل مجزئاً، لكن آخرين كعلي كانوا يتوضؤون بعد الغسل.
إذا ثبت أن بعض الصحابة كان يرى الغسل مجزئا، فلا يكفي حينئذ في دفع هذا أن بعض الصحابة كان يتوضأ بعد الغسل؛ لأن مجرد الوضوء بعد الغسل لا دلالة فيه على وجوب، بل غاية ما فيه أن يكون مشروعا، والجمع بين الأدلة ما أمكن هو المتحتم.
ويصعب أن يقال إن الصحابة الذين كانوا يرون الغسل مجزئا قالوا ذلك بغير توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم.
4 - ويشكل عليه أيضاً: أن الغسل المجزئ ليس فيه (مضمضة ولا استنشاق). والوضوء الذي افترضه الله فيه الوضوء والاستنشاق.
هذه مسألة خلاف بين أهل العلم، فبعضهم يوجب المضمضة والاستنشاق في الغسل أيضا وعلى هذا القول لا إشكال.
5 - ويشكل عليه أيضاً: أن (الترتيب) في الوضوء شرط صحة، وفي الغسل المجزئ لايراعي المغتسل الترتيب.
وكذلك هذه مسألة خلاف، فبعض العلماء لا يرى الترتيب واجبا في الوضوء، فإذا صح ذلك كان الغسل شاملا للوضوء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشعث الساقة]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 05:39]ـ
شكر الله لك أبا مالك.
كعادتك لاتدخل موضوعاً إلا تركت بصماتك ولمساتك الخاصة، ويعلم الله أني أحبك فيه بسبب ماحباك الله من الغزارة العلمية.
1 - قولك (ويصعب أن يقال إن الصحابة الذين كانوا يرون الغسل مجزئا قالوا ذلك بغير توقيف من النبي) يشكل عليه أنه يمكن أنهم قالوه اجتهاداً واستنباطاً من النصوص العامة، وليس توقيفاً، وهذا كثير في فقه الصحابة كما هو معلوم، ويشير لذلك قول ابن عمر حين اعترض عليه: (فأي وضوء أسبغ من الغسل) فكأنه قاله استنباطاً لا عن نص خاص.
2 - أحب أن أشير إلى مسألة منهجية ترتب عليها عدم وضوح اللوازم التي ذكرتها، وهي أن اللوازم قسمان (لازم عام) يلزم كل المذاهب، و (لازم خاص) يلزم مذهباً خاصاً وهو من أقر بالملزوم فيلزمه أن يلتزم اللازم، ومن تدبر غالب اللوازم التي يتداولها أهل العلم في تحرير المذاهب علم أنها لوازم خاصة. ولو كان اللازم لايلزم إلا بلزومه لكل المذاهب لصارت المذاهب تتبنى التناقضات وتتعلل بكون اللازم لايلزم لكون بعض المذاهب لم تأخذ بالملزوم.
وعليه فإن:
3 - الايراد بالترتيب لازم لمن يشترطه، فإني لما رأيت مشائخنا يلتزمون شرطية الترتيب توجه في نظري القول بهذا اللازم الخاص عليهم، ولاينفع في الانفكاك من هذا اللازم القول بأن بعض المذاهب لم تقر بالملزوم، فإن هذا مآله أنه لا لازم إلا اللازم العام.
4 - وأما الإيراد بالمضمضة والاستنشاق فوجهه أنني رأيت أكثر أهل العلم عندنا يطلقون في فتاواهم أن "الغسل المجزئ يكفي عن الوضوء" ولايشترطون المضمضة والاستنشاق، وإذا حدث أن ذكروها فإنما يقيدونها بالاستحباب، والقليل منهم من يشترطها، فتوجه كون هذا لازم خاص على مذهبهم لا أنه لازم عام.
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 05:46]ـ
حياك الله يا أخي الكريم، وجزاك الله خيرا على حسن ظنك بأخيك الضعيف
طيب، دعنا نناقش ما تقول نقطة نقطة.
أولا: مسألة أقوال الصحابة، نحن الآن عندنا فتاوى بعض الصحابة بالإجزاء، صحيح؟
وعندنا روايات عن بعض الصحابة بأنهم كانوا يتوضئون بعد الغسل، صحيح؟
فمن الواضح هنا أن القسم الأول واضح الدلالة لا يحتمل وجها آخر، أما القسم الثاني فهو محتمل.
فهل الأقرب للعلم والفقه أن نفترض وقوع خلاف بين الصحابة في هذه المسألة، أو أن نفترض أنهم متفقون على مسألة تكاد تتكرر يوميا في حياتهم؟
ـ[أشعث الساقة]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 06:22]ـ
شكر الله لك.
في تقديري أنه قبل أن نناقش آثار الصحابة، دعنا نحدد أولاً ماهو الأصل في المسألة.
فهل أنت ترى أن الأصل في هذه المسألة هو آثار الصحابة فقط؟
وبناء عليه: فحتى لو ثبت أن هذا هو الأصل سيكون ملزماً فقط لمن يحتج بآثار أفراد الصحابة.
(وبالمناسبة: فالذي لاحظته في عمل أهل العلم عندنا أنهم يعظمون آثار الصحابة عند الحديث عنها نظرياً، لكن في التطبيق الفقهي فما أكثر المسائل التي قدموا فيها عمومات النصوص على آثار الصحابة، ولم يجعلوا آثار الصحابة مخصصة للعمومات).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 06:34]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
بغض النظر عن أصل المسألة، فأنا أريد أن أناقش هذه الجزئية على انفرادها، ثم بعد ذلك ننظر في المسألة إجمالا.
وأما ما تفضلت بذكره عن صنيع الأئمة في تناول أقوال الصحابة، فقد يبدو للناظر لأول وهلة أن ما تقوله صحيح.
ولكن عند التأمل يظهر أن الأمر بخلاف ذلك؛ والذي لاحظته أن الأئمة لهم نظرات دقيقة جدا في تناول مثل هذه الأمور.
فالمتقدمون ليسوا مثل المتأخرين في هذه المسائل، لأن المتأخر يريد أن يجعل الباب مهيعا واحدا، قول الصحابي حجة أو غير حجة مطلقا، الحديث المرسل حجة أو ليس بحجة، المفهوم حجة أو ليس بحجة.
وهذه القواعد إنما وضعها أهل العلم تقريبا على المتعلم، وليست مطلقة أو كلية في جميع الأحيان.
وأما المتقدمون فعندهم دقة عالية جدا في ترتيب الأدلة ومعرفة القرائن ودرجاتها.
ففي مسألة من المسائل مثلا لا يعتدون بقول الصحابي مطلقا؛ لأنه قد تبين لهم بأدلة أخرى أقوى منه أنه مخالف للصواب.
وفي مسألة أخرى لا يكون هناك أدلة معارضة لقول الصحابي، وحينئذ يجعلونه حجة، بل قد يضللون المخالف أيضا!
بل قد يكون في المسألة قول أحد التابعين فقط!! ومع ذلك يحتجون به ويجعلونه عمدة في المسألة، مع أن قول التابعي ليس بحجة اتفاقا، وإنما كان ذلك كذلك لأنهم ظهر لهم قرائن أن هذا القول من التابعي يفيد رجحان صواب هذا القول، ولم يظهر لهم شيء أقوى منه يقاوم هذا الدليل، فصار عمدة.
لأن صنيع العقلاء في الحياة أنهم يقدمون الأمر الراجح على الأمر المرجوح، بغض النظر عن مقدار الراجح في نفسه ومقدار المرجوح في نفسه.
فمثلا: 10 أرجح من 9، لكن 100 أقل رجحانا من 200.
فالناظر ببادي الرأي يرى أن العلماء رجحوا (10) في مسألة وتركوا (100) في مسألة فيظنهم قد تناقضوا، وليس كذلك.
وأنا لا يهمني الترجيح الترجيح في هذه المسألة بخصوصها، بقدر ما يهمني أن أفهم طريقة أهل العلم والضوابط التي يسيرون عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشعث الساقة]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 07:29]ـ
أنا أوافقك فيما تقوله عن الأئمة المتقدمين.
فمنهج المتقدمين في الفقه، هو عينه منهج المتقدمين في الحديث، وهو أنه (ليس قواعد مطلقة) بل (موازنة بين القرائن). في كلا الحقلين.
وكثير من الناس تنبه لمنهج المتقدمين في الحديث، ولم يتنبه لمنهج المتقدمين في الفقه. وهو عينه.
لكن مارأيته في كثير من المشائخ المتأخرين هو خلاف ذلك. فكثير منهم لايدرس آثار الصحابة أصلاً حتى يوازن بينها وبين بقية الأدلة. ثم تراه في بعض المسائل يتمسك بأثر في مقابل عموم محفوظ. وفي مسائل أخرى يدع آثاراً متضافرة ويتمسك بأصل الإباحة ونحوها من الأصول التي كثر تخصيصها، فهذا قطعاً ليس من (موازنات المتقدمين) بل هو من (فوضى المعاصرين).
على أية حال .. أما بخصوص آثار الصحابة في مسألة الغسل والوضوء فيصعب جعل البقية متفقين مع من صرح (كما ذكرتم) لأن جعل الغسل يكفي عن الوضوء خلاف الأصل والمستقر، فالأصل استقلال الطهارتين والحدثين والنسكين، وماخرج عن الأصل يحتاج في نسبته لأهل العلم إلى دليل أو قرينة ظاهرة.
ولو جاز ذلك لجعلنا في كل مسألة صرح فيها بعض الصحابة وسكت الباقون أن هذا مذهب الجميع، وهذا لايكون إلا بقرينة ظاهرة ككونه الأصل وليس الظاهر، أو انتشاره بلا نكير مع توفر الدواعي على الإتكار، ونحو ذلك من القرائن.
والله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 12:47]ـ
على كل أحبتي نحن نعلم أن الفقيه متى ما كان معروفا ثقة ذو مكانة بين العلماء وأراد التأليف فإنه لن يضمن كتابه أحكاما كان دليله في الرجوع إليها عقله وهواه، فنحن نعرف أنهم موقعين عن رب العالمين. هذا أولا.
ثم ثانيا أحبتي إثبات حكم مسالة ما له أصول يستند عليها:
1 - الكتاب.
2 - السنة.
3 - الإجماع.
4 - قول الصحابي.
5 - القياس. ومنه تداخل الأحكام. وهكذا
وهذا لا يخفاكم، إذا نستنتج من هذا أن الحكم على مسألة ما لا يثبت إلا عن طريق أحد هذه المصادر.
وعلى كل سوف أقوم بتقصي موجز منتقى من عدة مصادر لتقرير محل النزاع، على أنها أصلا مختلف فيها هل يجزئ الغسل عن الوضوء أم لا؟:
قال الزركشي الشافعي في (المنثور) بعد كلام سابق: كما لو أحدث ثم أجنب فيكفي الغسل على المذهب وفيه طريقة قاطعة بالتداخل لشدة العلاقة بين الحدثين.
وقال الرحيباني في (مطالب أولي النهى ج1/ص185): ومن نوى بغسل رفع الحدثين الأكبر والأصغر أو نوى رفع الحدث وأطلق واغتسل أجزأ عنهما أو نوى بغسله أمرا - أي فعل أمر - لا يباح إلا بوضوء وغسل كطواف وصلاة ومس مصحف واغتسل أجزأ غسله عنهما لقوله تعالى [ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا] جعل الغسل غاية للمنع من الصلاة فإذا اغتسل وجب أن لا يمنع منها، ولأنهما عبادتان من جنس فدخلت الصغرى في الكبرى كالعمرة في الحج إذا كان قارنا.
وقال البهوتي في (كشاف القناع ج1/ص156): وإذا اغتسل ينوي الطهارتين من الحدثين أجزأ عنهما ولم يلزمه ترتيب ولا موالاة. لأن الله تعالى أمر الجنب بالتطهير ولم يأمر معه بوضوء، ولأنهما عبادتان فتداخلتا في الفعل كما تدخل العمرة في الحج.
وقال في (شرح منتهى الإرادات ج1/ص88): ومن نوى بغسل رفع الحدثين الأكبر والأصغر واغتسل أجزأ عنهما أو نوى بغسله رفع الحدث و أطلق فلم يقيده بالأكبر ولا بالأصغر أجزأ عنهما أو نوى بغسله أمرا أي فعل أمر لا يباح إلا بوضوء وغسل كصلاة وطواف ومس مصحف واغتسل أجزأ الغسل عنهما لقوله تعالى: [ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا] جعل الغسل غاية للمنع من الصلاة فإذا اغتسل وجب إن لا يمنع منها، ولأنهما عبادتان من جنس فدخلت الصغرى في الكبرى كالعمرة في الحج إذا كان قارنا.
وقال ابن قدامة في (المغني ج1/ص139): وقوله: {وينوي به الغسل والوضوء} يعني أنه يجزئه الغسل عنهما إذا نواهما
نص عليه أحمد. وعنه رواية أخرى: لا يجزئه الغسل عن الوضوء حتى يأتي به قبل الغسل أو بعده.
وهو أحد قولي الشافعي لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، ولأن الجنابة والحدث وجدا منه فوجبت لهما الطهارتان كما لو كانا منفردين.
ولنا قول الله تعالى: [لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا] جعل الغسل غاية للمنع من الصلاة فإذا اغتسل يجب أن لا يمنع منها. ولأنهما عبادتان من جنس واحد فتدخل الصغرى في الكبرى كالعمرة في الحج.
قال ابن عبد البر: المغتسل من الجنابة إذا لم يتوضأ وعم جميع جسده فقد أدى ما عليه لأن الله تعالى إنما افترض على الجنب الغسل من الجنابة دون الوضوء بقوله: [وإن كنتم جنبا فاطهروا] وهو إجماع لا خلاف فيه بين العلماء إلا أنهم أجمعوا على استحباب الوضوء قبل الغسل تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنه أعون على الغسل وأهذب فيه
وروى بإسناده عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يتوضأ بعد الغسل من الجنابة. فإن لم ينو الوضوء لم يجزه إلا عن الغسل
وقال ابن مفلح في (المبدع ج1/ص200): وإذا اغتسل ينوي الطهارتين؛ وقال الأزجي والشيخ تقي الدين: أو الأكبر، أجزأ عنهما على المنصوص، ولم يلزمه ترتيب ولا موالاة لأن الله تعالى أمر الجنب بالتطهير ولم يأمر معه بوضوء، ولأنهما عبادتان فتداخلا في الفعل دون النية كما تدخل العمرة في الحج.
وقال النووي في (المجموع ج1/ص395): وهل يطهر عن الحدث والجنابة؟ فيه وجهان حكاهما الماوردي والشاشي والروياني وغيرهم، أصحهما يطهر وبه قطع القاضي أبو الطيب والشيخ نصر المقدسي في كتابه الانتخاب وابن الصباغ، لأن مقتضى الطهارتين واحد فكفاها غسلة واحدة كما لو كان عليها غسل جنابة وحيض، والثاني لا يطهر وبه قطع القاضي حسين وصاحباه المتولي والبغوي وصححه الشاشي في كتابه المعتمد والرافعي والمختار الأول.
هكذا استنتج أهل العلم حكمهم على هذه المسألة، فلم الاعتراض؟ هل يسعنا ما لم يسعهم؟ وإن كان كذلك فعلى المعترض رد استدلالهم بما هو ملزم لهم.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
ملاحظة: كلامي السابق فقط لتقرير الإستدلال، ولم أطرق جانب الردود على المعترض بما اعترض به، فسيطول الكلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 07:18]ـ
جزى الله الجميع خيرا على هذا البحث فقد استفدنا, ولعل في كلام الأخ/ السكران ما يبين ويجلي الأمر, وفي اعتقادي أن قوله تعالى: (حتى تغتسلوا ... ) من أقوى الأدلة على إجزاء الغسل عن الوضوء, وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عمران بن حصين في حديث المزادتين عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم للجنب: (اذهب فأفرغه عليك ... ) فذكر الإفراغ فقط _وظاهره الغسل المجزئ لا الكامل_ دون ذكر الوضوء بل حتى دون ذكر المضمضة والاستنشاق _ حتى لا نلتزم بما ذكرته لازماً_ وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز كما هو معلوم ....(/)
كم عدد الأحاديث التي في عمدة الأحكام و ليست في البلوغ؟
ـ[مهدي صالح]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 01:37]ـ
كم عددها؟
لأن بعضهم قال: إنها 12 حديثاً .. و من اطلع عليهما - فضلاً عمن حفظهما - عرف أن العدد كثير .. حتى لو قيل بأن المراد بها الأحاديث الجديدة، و ليس داخلا فيها مثلاً حديث يرد في العمدة مطولاً و في البلوغ مختصراً ..
هل هناك أحد بحثها؟
ـ[مهدي صالح]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 01:46]ـ
بانتظاركم يا طلاب العلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 01:59]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=125811
ـ[مهدي صالح]ــــــــ[12 - Jan-2009, صباحاً 11:25]ـ
أخي أبا مالك - أو أي أحد من الإخوان - الملف لم يفتح معي
فهل تتكرمون بفتحه و إفادتي و إفادة الإخوان و لكم مني الدعاء
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 12:48]ـ
تفضل أخي الكريم
http://209.85.129.132/search?q=cache:45lMd_bZOYwJ:ww w.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php%3Fattachmentid% 3D54358%26d%3D1202858334
(http://209.85.129.132/search?q=cache:45lMd_bZOYwJ:ww w.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php%3Fattachmentid% 3D54358%26d%3D1202858334+&hl=ar&ct=clnk&cd=2&gl=sa&client=firefox-a)
ـ[مهدي صالح]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 01:09]ـ
بارك الله فيكم أبا مالك و نفع بكم
هكذا عوتنا على المباردرات المباركة
جعلك الله مباركاً أينما كنت ..
ـ[العرب]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 01:13]ـ
اتوقع انها حوالي 250 حديث(/)
معنى منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 02:58]ـ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا الْعَدُوَّ انْتَظَرَ حَتَّى مَالَتِ الشَّمْسُ ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ وَمُجْرِيَ السَّحَابِ وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ". (1)
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري بشرح صحيح البخاري": أَشَارَ بِهَذَا الدُّعَاء إِلَى وُجُوه النَّصْر عَلَيْهِمْ, فَبِالْكِتَابِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبهُمْ اللَّه بِأَيْدِيكُمْ) وَبِمُجْرِيَ السَّحَاب إِلَى الْقُدْرَة الظَّاهِرَة فِي تَسْخِير السَّحَاب حَيْثُ يُحَرِّك الرِّيح بِمَشِيئَةِ اللَّه تَعَالَى, وَحَيْثُ يَسْتَمِرّ فِي مَكَانه مَعَ هُبُوب الرِّيح, وَحَيْثُ تُمْطِر تَارَة وَأُخْرَى لَا تُمْطِر, فَأَشَارَ بِحَرَكَتِهِ إِلَى إِعَانَة الْمُجَاهِدِينَ فِي حَرَكَتهمْ فِي الْقِتَال, وَبِوُقُوفِهِ إِلَى إِمْسَاك أَيْدِي الْكُفَّار عَنْهُمْ, وَبِإِنْزَالِ الْمَطَر إِلَى غَنِيمَة مَا مَعَهُمْ حَيْثُ يَتَّفِق قَتْلهمْ, وَبِعَدَمِهِ إِلَى هَزِيمَتهمْ حَيْثُ لَا يَحْصُل الظُّفْر بِشَيئ مِنْهُمْ, وَكُلّهَا أَحْوَال صَالِحَة لِلْمُسْلِمِينَ.
وَأَشَارَ بِهَازِمِ الْأَحْزَاب إِلَى التَّوَسُّل بِالنِّعْمَةِ السَّابِقَة, وَإِلَى تَجْرِيد التَّوَكُّل, وَاعْتِقَاد أَنَّ اللَّه هُوَ الْمُنْفَرِد بِالْفِعْلِ. وَفِيهِ التَّنْبِيه عَلَى عِظَم هَذِهِ النِّعَم الثَّلَاث, فَإِنَّ بِإِنْزَالِ الْكِتَاب حَصَلَتْ النِّعْمَة الْأُخْرَوِيَّة وَهِيَ الْإِسْلَام, وَبِإِجْرَاءِ السَّحَاب حَصَلَتِ النِّعْمَة الدُّنْيَوِيَّة وَهِيَ الرِّزْق, وَبِهَزِيمَةِ الْأَحْزَاب حَصَلَ حِفْظ النِّعْمَتَيْنِ, وَكَأَنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ كَمَا أَنْعَمْت بِعَظِيمِ النِّعْمَتَيْنِ الْأُخْرَوِيَّة وَالدُّنْيَوِيَّة وَحَفِظْتهمَا فَأَبْقِهِمَا. وعذرا على الإطالة. انتهى.
ــــــــــــ
(1)
أخرجه البخاري (3/ 1082، رقم 2804)، ومسلم (3/ 1362، رقم 1742)، وأبو داود (3/ 42، رقم 2631). وأخرجه أيضًا: أحمد (4/ 353، رقم 19137).
هذا الكلام النافع أتاني على البريد الإلكتروني.
ـ[محمد عبيد الله]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 03:50]ـ
جزاك الله خيرا اخي على المعلومة القيمة.
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[12 - Jan-2009, صباحاً 01:18]ـ
جزاني وإياك أخي محمد خير الجزاء
ـ[وحيد البيضاوي]ــــــــ[12 - Jan-2009, صباحاً 05:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك أخي الفاضل و بارك الله فيك
موفق إن شاء الله
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 01:33]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
وفيك بارك أخي الكريم.(/)
آلريان تلميذ الألباني؟
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 04:00]ـ
في كتاب (أحاديث الإسراء والمعراج) للشيخ المجاهد نزار ريان (م: الخميس 5/ 1/1430)
- تقبله الله شهيدًا -:
حاشية (16)
سنن الترمذي رقم: 3131 عن أنس بن مالك. ? وَقالَ الترمذي: هَذا حدِيث حسن، وصححه شيخنا الألباني.
---
حاشية (73)
سنن الترمذي رقم: 3147 عن حذيفة، وَقالَ الترمذي: هَذاحدِيث حسن صحِيح، قال شيخنا الألباني في صحيح النسائي: حسن الإسناد.
---
حاشية (94)
سنن أبي داود رقم: 4878 وصححه شيخنا الألباني
ومن الاستطراد:
حاشية (204): من كلام فضيلة أستاذي عبد الفتاح أبو غدة في تقديمه لتوجيه النظر 1/ 7.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 06:27]ـ
أظنه من جنس قول الإمام القنوجي عن الشوكاني قال شيخنا .. وهو لم يلقه
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 07:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آلريان تلميذ الألباني؟
انظر إلى هذا الرابط لزاما
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=24823
ولعل الأمر كما قال أخونا أبو البركات المصمودي
ودمت بودّ
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 07:59]ـ
يا أبا أويس الفَلاَحي
رضي الله عنك.
أعرف ما كتب كله - جزاك الله كل خير -.
لكن: لا أظن الأمر كما قال (إمام الأندلس) - جعلك الله كذلك، آمين-.
وكأن لقاء حصل بينهما، أو مجلسا جمعهما - جمعهما الله في الفردوس مع نبينا (ص)
أرجو أن لا يبخل أحد بما يفيد.
بوركتم
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 12:05]ـ
يا أبا أويس الفَلاَحي
رضي الله عنك.
أعرف ما كتب كله - جزاك الله كل خير -
ورضي عنك، وجزاك خيرا
وكأن لقاء حصل بينهما، أو مجلسا جمعهما - جمعهما الله في الفردوس مع نبينا (ص)
ممكن، ولعل أحد الإخوة يفيدنا في ذلك، والله أعلم.
وبوركت أخي الفاضل.
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 12:32]ـ
لعله رحمه الله وغفر له كان من حبه للعلامة الالباني يقول شيخنا.
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 07:37]ـ
لعله رحمه الله وغفر له كان من حبه للعلامة الالباني يقول شيخنا.
فيه نظر، في رأيي - القاصِر - إذ لا يصح أن يقوله؛ لأنه لفظ علمي يدل على التلمذة أو المجالسة.
رضي الله عنك.
ولعل الشيخ إحسان العتيبي يفيدنا بشئ.
أو غيره ممن التقوا بالناقد ناصر الدين رحمه الله.
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 08:09]ـ
على ملتقى أهل الحديث عنوانان لصوت الريان قبل استشهاده بيوم - كما قال العلامة البراك -:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=133212(/)
هل مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأمريكية الآن بعد الاعتداء الوحشي على غزة واجبة؟
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 09:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله.
أريد أقوال العلماء العاملين بارك الله فيكم في مسألة المقاطعة ..
فإن لم تكن المقاطعة قبل ذلك واجبة، فهل هي واجبة بعد الاعتداء الوحشي على غزة؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 02:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شئ من الفلسفة ...
من الناحية العملية لا يمكن للمقاطعة ان تكون فعالة الا اذا ساندها قرار سياسي قوي
ولهذا اناطت الشريعة الاسلامية مثل هذه الاحكام بولاية الامر ..
ذلك ان الحكام والعلماء وبحكم ما يتمتعون به من سلطة زمانية وروحية بامكنهم ان يعالجوا جميع الاثار النا تجة عن هذه العملية (المقاطعة) فاذا تخلف احد الامرين عن الاخر ادى الامر الى خلل كبير لا يمكننا توقع اثاره او فهمها بشكل دقيق ويبقى الامر موكولا بمقدار الوعي الجماعي لمجتمع ما.
ختاما لا يسعني الا ان اقول بان المسالة اجتهادية اختلفت فيها انظار الفقهاء المعاصرين و بامكانك الاطلاع على المسالة من خلال كتاب احكام المقاطعة لفضيلة الشيخ عبد الرحمن الجبرين
http://www.ibn-jebreen.com/ahkam.pdf
او كتاب المقاطعة بين أدلة الشريعة وانفعالات أهلها (دراسة فقهيه) لفضيلة الشيخ سعود بن محمد العقيلي
http://www.islamancient.com/books,it...b b7587cdc420
فائدة حول المقاطعة للشيخ الالباني
المصدر / شريط الفتاوي الجزائرية الكويتية للشيخ الامام محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
لسائل: شيخنا بما أن الحرب قائمة بيننا وبين اليهود، فهل يجوز الشراء من اليهود، والعمل عندهم في بلد أوروبا؟
الشيخ الألباني: الشراء من اليهود؟
السائل: نعم، والعمل عندهم في بلد أوروبا يعني؟
الشيخ الألباني: نحن لا نفرق بين اليهود والنصارى من حيث التعامل معهم في تلك البلاد، مع الكفار والمشركين إذا كانوا ذميين - أهل ذمة - يستوطنون بلاد الإسلام فهو أمر معروف جوازه.
وكذلك إذا كانوا مسالمين، غير محاربين أيضاً حكمه هو هو، أما إذا كانوا محاربين، فلا يجوز التعامل معهم، سواء كانوا في الأرض التي احتلوها كاليهود في فلسطين، أو كانوا في أرضهم، ما داموا أنهم لنا من المحاربين، فلا يجوز التعامل معهم إطلاقاً.
أما من كان مسالماً كما قلنا، فهو على الأصل جائز
---------------------------------------------------------
سلسلة الهدى والنور .. الشريط رقم 190 للشيخ المحدث محمد بن ناصر الدين الألباني
2 - قلت آنفا لبعض إخواننا سألني وكثيرا مانسئل، يسألون الناس إلى اليوم عن اللحم البلغاري، وأنا حقيقة أتعجب من الناس اللحم البلغاري بلينا به منذ سنين طويلة كل هذه السنين ماآن للمسلمين أن يفهموا شو حكم هذا اللحم البلغاري؟ أمر عجيب! فأنا أقول لابد أنكم سمعتم إذا كنتم في شك و في ريب من أن هذه الذبائح تذبح على الطريقة الإسلامية أو لا تذبح على الطريقة الإسلامية فلستم في شك بأنهم يذبحون إخواننا المسلمين هناك الأتراك المقيمين منذ زمن طويل يذبحونهم ذبح النعاج، فلو كان البلغاريون يذبحون هذه الذبائح التي نستوردها منهم ذبحا شرعيا حقيقة أنا أقول لايجوز لنا أن تستورده منهم بل يجب علينا نقاطعهم حتى يتراجعوا عن سفك دماء إخواننا المسلمين هناك، فسبحان الله مات شعور الإخوة التي وصفها الرسول عليه السلام بأنها كالجسد الواحد ((مثل المؤمنين في تواددهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)) لم يعد المسلمون يحسون بآلام إخوانهم فانقطعت الصلات الإسلامية بينهم ولذلك همهم السؤال أيجوز أكل اللحم البلغاري!
لك ياأخي إنت عرفت إن البلغار يذبحون المسلمين هناك ولافرق بين مسلم عربي ومسلم تركي ومسلم أفغاني إلى آخره، والأمر كما قال عليه السلام إنما المؤمنون إخوة، فإذا كنا إخوانا فيجب أن يغار بعضنا على بعض و يحزن بعضنا لبعض، ولايهتم بمأكله ومشربه فقط.
فلو فرضنا أن إنسانا ماقتنع بعد بأن اللحم البلغاري فطيسة .. حكمها فطيسة لأنها تقتل ولاتذبح، لانستطيع أن نقنع الناس بكل رأي لأن الناس لايزالون مختلفين إلا من رحم ربك كما جاء في القرآن الكريم، فإذا كنا لانستطيع أن نقنع الناس بأن هذه اللحوم التي تأتينا من البلغار هي حكمها كالميتة، لكن ألا يعلمون أن هؤلاء البلغار يذبحون إخواننا المسلمين هناك أما يكفي هذا الطغيان وهذا الاعتداء الأليم على إخواننا من المسلمين هناك أن يصرفنا عن اللحم البلغاري ولو كان حلالا هذا يكفي وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.
ـ[أبو رزان]ــــــــ[13 - Jan-2009, صباحاً 04:05]ـ
مقاطعة المعاصي والذنوب والشركيات أوجب من مقاطعة المنتجات، هذا لمن أراد استرداد العزة والريادة كما كانت للجيل الأول.
فإن الله عز وجل يقول في كتابه العزيز: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) ولم يقل حتى تقاطعوا المنتجات.
ونبينا عليه الصلاة والسلام يقول كذلك: إذا تبايعتم بالعينة و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد
سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) فإن الذل والهوان الذي نرتكس فيه من زمان لايرفع عنا حتى نمتنع عن شراء المشروب الغازي كوكا كولا. إنه الرجوع إلى الدين حتى ترجعوا إلى دينكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Jan-2009, مساء 01:04]ـ
نعوذ بالله من الخذلان ..
المقاطعة الاقتصادية لأي شركة يثبت دعمها للصهاينة
من أقل الواجبات البدهية ..
وهي من سنن الفطرة السليمة والعقول السوية ..
وللشيخ العلامة بن جبرين رسالة طيبة في هذا
فلتقرأ .. وقد ذهب الشيخ جزاه الله خيرا إلى أبعد من ذلك
فأشار إلى أنها تدخل في توليهم .. من بعض الوجوه
ويتأكد هذه المقاطعة مع أمثال ستاربوكس وماكدولندز وكوكاكولا
فلا أرتاب في تحريم الشراء من هؤلاء وأضرابهم ..
وقد كنا نرى الفساق في بلاد الغربة يقاطعون للغيرة التي في صدورهم
أما أدعياء التدين والسلفية .. فلا تسأل عنهم
ولأنهم لم يتربوا على ثقافة العز والجهاد
وإنما على الإخلاد إلى الأرض والدعة وما استفادوه من علم
ففي الجرح والتجريح
ـ[أبو رزان]ــــــــ[13 - Jan-2009, مساء 02:29]ـ
نعوذ بالله من الخذلان ..
المقاطعة الاقتصادية لأي شركة يثبت دعمها للصهاينة
من أقل الواجبات البدهية ..
وهي من سنن الفطرة السليمة والعقول السوية ..
وللشيخ العلامة بن جبرين رسالة طيبة في هذا
فلتقرأ .. وقد ذهب الشيخ جزاه الله خيرا إلى أبعد من ذلك
فأشار إلى أنها تدخل في توليهم .. من بعض الوجوه
ويتأكد هذه المقاطعة مع أمثال ستاربوكس وماكدولندز وكوكاكولا
فلا أرتاب في تحريم الشراء من هؤلاء وأضرابهم ..
وقد كنا نرى الفساق في بلاد الغربة يقاطعون للغيرة التي في صدورهم
أما أدعياء التدين والسلفية .. فلا تسأل عنهم
ولأنهم لم يتربوا على ثقافة العز والجهاد
وإنما على الإخلاد إلى الأرض والدعة وما استفادوه من علم
ففي الجرح والتجريح
قال تعالى (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[14 - Jan-2009, مساء 11:19]ـ
مقاطعة المعاصي والذنوب والشركيات أوجب من مقاطعة المنتجات، هذا لمن أراد استرداد العزة والريادة كما كانت للجيل الأول.
فإن الله عز وجل يقول في كتابه العزيز: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) ولم يقل حتى تقاطعوا المنتجات.
ونبينا عليه الصلاة والسلام يقول كذلك: إذا تبايعتم بالعينة و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد
سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) فإن الذل والهوان الذي نرتكس فيه من زمان لايرفع عنا حتى نمتنع عن شراء المشروب الغازي كوكا كولا. إنه الرجوع إلى الدين حتى ترجعوا إلى دينكم.
أحسنت أخي الفاضل،أحسن الله إليك
ـ[أبو رزان]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 01:59]ـ
وإياكم أخي الكريم، حمدان الجزائري
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 10:37]ـ
هل الشيخ ناصر العمر .. والشيخ عبد الرحمن البراك ..
والشيخ بن جبرين .. والشيخ المحدث عبدالله السعد؟
والشيخ العلامة ولد الددو؟
وعلماء البيانات وما أكثرهم ..
هل كل هؤلاء جهلاء؟
إذا كان ثمّ دكان قريب من بيتكما ..
وصاحبه المسلم يشتم أباكما كلما رآه .. فقط يشتمه
هل تشتريان منه؟ ..
ماذا لو كان صاحب الدكان .. يشتم كل أولاد الحارة
ماذا لو كان يقتلهم؟
فماذا إذن لو كان يحاصر شعبا كاملا وينكل بهم ويقتل نساءهم وأطفالهم؟
وماذا لو كان كافرا حاقدا؟
وماذا لو كان أشد الناس عداوة للذين آمنوا: اليهود!
أعلنت ماكدونادلز قبل أسبوعين عن تقديم ربح يوم السبت
للصهاينة كمساعدة منهم ضد الإرهابيين ..
وكذلك ستاربوكس .. وغيرها كثير مما هو مدون في قوائم المقاطعة على ذات النهج
أين عقولكم يا قوم ..
إلى متى هذا الانبطاح الذي تلصقونه زورا باسم السلفية؟
لقد كان أمثالكم فتنة للمسلمين الجدد والمهتدين الجدد
سألني أحد الذين منّ الله عليهم بالهداية بعد الرفض
وقال:هل السلفية شيء واحد أم طوائف؟!
فقلت له: لمهْ؟!
قال لي:هناك تيار منهم يقول بكذا
وهناك من يقول بكذا ..
وكان أصحاب الـ"كذا " الأولى هم الانبطاحيين المنهزمين المخذلين
فقلت له:يا صديقي .. ليس كل من اعتزى إلى شيء فهو صادق
فالسلفية شيء واحد .. لكنّ هؤلاء فرقوا الأمة .. وشمّتوا بنا الأعداء
أتحفونا بصمتكم الجميل يرحمكم الله ..
والله المستعان
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 11:20]ـ
إلى متى هذا الانبطاح الذي تلصقونه زورا باسم السلفية؟
لقد كان أمثالكم فتنة للمسلمين الجدد والمهتدين الجدد
سألني أحد الذين منّ الله عليهم بالهداية بعد الرفض
وقال:هل السلفية شيء واحد أم طوائف؟!
فقلت له: لمهْ؟!
قال لي:هناك تيار منهم يقول بكذا
وهناك من يقول بكذا ..
وكان أصحاب الـ"كذا " الأولى هم الانبطاحيين المنهزمين المخذلين
فقلت له:يا صديقي .. ليس كل من اعتزى إلى شيء فهو صادق
فالسلفية شيء واحد .. لكنّ هؤلاء فرقوا الأمة .. وشمّتوا بنا الأعداء
أتحفونا بصمتكم الجميل يرحمكم الله ..
والله المستعان
بعيدا عن الموقف الشرعي من المقاطعة وضوابطها والذي يخضع للدليل الشرعي وطرائق الاستدلال المعتبرة فان من يقرأ قولك هذا يخرج بنتيجة خاطئة وتصور مسرف في التهافت ذلك أن مناط الحكم بالسلفية أو بنقيضها هو (الافتاء بالمقاطعة) ولست أدري من سبقك إلى هذا وهل العلماء الذين صدرت مداختك بأسمائهم يقولون بقولك هذا أم هم يردونه عليك .. أرجوا ان تتحرر من ثنائية (المجاهد والمنبطح) ويتحرر غيرك من ثنائية (السلفي و الخارجي) فما أزرى بأهل السنة هذا الزمان إلا أمثال هذه الثنائيات المغرقة في الاقصائية وضيق الأفق ..... للتأمل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 11:25]ـ
أرجو أن تسخر قلمك لمرضاة الله عز وجل
صدقني قولك هذا هو من الجدل المحض
ولست في وارد رده .. فقد سئمت من الجدل العقيم
والعلماء المذكورون على قولي نعم ..
ولست مفتئتا عليهم ..
أما علاقة أدعياء السلفية بالأمر ..
فواضحة .. وليست محصورة في هذا
إنما هذه صورة من الصور
أما المقاطعة .. فلا نفهم الموقف المتشدد من منعها!
والمناداة بضوابطها على أنه تحر للحق أبدا
بل هو انبطاح محض .. وتخذيل عن نصرة أولياء الله
فإن من المتقرر شرعا أن نصرة المسلمين المستضعفين واجبة
وحين يثبت أنه هذه الشركات تدعم الملاعين في عدوانهم
فإنه من المتعين شرعا مقاطعتهم .. فهذا في دائرة الوسع
ولاسيما في الكماليات
كالشوكلاطة والكوكا!
ومن لطائف تقدير الله تعالى
أن معظم هذه الأشياء يضر بالصحة
سواء كان وجبات سريعة .. أو غازيات
أو غير ذلك
وكنت قبل قليل تسأل:ماذا بوسعي أن أفعل؟
وههنا تجادل!
فاتق الله .. !
وبالمناسبة لم أرد عليك
إذ لو رددت لكتبت صفحات
والله المستعان
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 12:00]ـ
أرجو أن تسخر قلمك لمرضاة الله عز وجل
صدقني قولك هذا هو من الجدل المحض
ولست في وارد رده .. فقد سئمت من الجدل العقيم
والعلماء المذكورون على قولي نعم ..
ولست مفتئتا عليهم ..
أما علاقة أدعياء السلفية بالأمر ..
فواضحة .. وليست محصورة في هذا
إنما هذه صورة من الصور
أما المقاطعة .. فلا نفهم الموقف المتشدد من منعها!
والمناداة بضوابطها على أنه تحر للحق أبدا
بل هو انبطاح محض .. وتخذيل عن نصرة أولياء الله
فإن من المتقرر شرعا أن نصرة المسلمين المستضعفين واجبة
وحين يثبت أنه هذه الشركات تدعم الملاعين في عدوانهم
فإنه من المتعين شرعا مقاطعتهم .. فهذا في دائرة الوسع
ولاسيما في الكماليات
كالشوكلاطة والكوكا!
ومن لطائف تقدير الله تعالى
أن معظم هذه الأشياء يضر بالصحة
سواء كان وجبات سريعة .. أو غازيات
أو غير ذلك
وكنت قبل قليل تسأل:ماذا بوسعي أن أفعل؟
وههنا تجادل!
فاتق الله .. !
وبالمناسبة لم أرد عليك
إذ لو رددت لكتبت صفحات
والله المستعان
أرجوا ان تكون دقيقا اذ ما خالفتك في حكم المقاطعة بل في تشنيعك على المخالفين وراجع ما نقلته من فتاوى للشيخ الالباني رحمه الله لتعرف حقيقة موقفي
اما التساؤل فهو تساؤل المستفيد لا تساؤل الحائر فأرجوا ان تفرق بين الأمرين
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 12:12]ـ
حسنا .. دعنا من حقيقة موقفك ..
ومن حسن نيتك .. ولا علاقة لفتوى الشيخ الألباني
بما نحن فيه .. ليتك تعي ما أدندن حوله ..
والشيخ الألباني ليس حيا الآن .. حتى تستند لقوله!
وإلا فلدي شريط ممنوع من أشرطته يقول فيه كلاما
قد تتعجب منه .. أسمعنيه والدي
ونحن نتكلم عن مسلمين يقتّلون ويدعمون بفلوس المسلمين
إخواننا وأهلنا .. أرجوك .. يا أخا الإسلام
فلا يقال في هذا شيخ فلان وشيخ علان
لأنه أمر متقرر بداهة كما أسلفت
وليس مناط التحريم هو أنهم كفار .. ولا أنهم يهود .. إلخ
فهذا لا نجادل فيها ألبتة ..
إنما الأمر أن صاحب شركة ستر بوكس الصهيوني لعنه الله
صرح من ثلاثة أسابيع: أننا ندعم الكيان اليهودي بكل ما أوتينا
والسؤال من يمول هذه الشركة غير المسلمين في بلادنا؟
ويخشى على من يعرف هذه الحقائق ثم يصر على الشراء منهم
أن يدخل في باب موالاتهم وتوليهم
وهذا مجرد مثال ..
وأرجو منك أخي مطالعة بحوث الدكتور إبراهيم علوش
في المقاطعة .. لتعلم أثرها البالغ في النكاية بالأعداء
ولما كانت نصرة المسلمين متعينة كما قال تعالى"وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر"
مع كوننا لا نستطيع جهادا بالنفس .. فماذا إذن؟
ثم إن هؤلاء الكفرة يستعملون سلاح الحصار الاقتصادي مع أهلنا هنالك
كما استعمله المشركون مع رسول الله في شعب أبي طالب ..
فلا أقل من رد المعتدي بشيء من جنس اتعدائه"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
واستعمل رسول الله سلاح المقاطعة كما في قصة سعد بن معاذ فارجع إليها في السيرة
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 12:45]ـ
حسنا .. دعنا من حقيقة موقفك ..
ومن حسن نيتك .. ولا علاقة لفتوى الشيخ الألباني
بما نحن فيه .. ليتك تعي ما أدندن حوله ..
والشيخ الألباني ليس حيا الآن .. حتى تستند لقوله!
وإلا فلدي شريط ممنوع من أشرطته يقول فيه كلاما
قد تتعجب منه .. أسمعنيه والدي
ونحن نتكلم عن مسلمين يقتّلون ويدعمون بفلوس المسلمين
إخواننا وأهلنا .. أرجوك .. يا أخا الإسلام
فلا يقال في هذا شيخ فلان وشيخ علان
لأنه أمر متقرر بداهة كما أسلفت
وليس مناط التحريم هو أنهم كفار .. ولا أنهم يهود .. إلخ
فهذا لا نجادل فيها ألبتة ..
إنما الأمر أن صاحب شركة ستر بوكس الصهيوني لعنه الله
صرح من ثلاثة أسابيع: أننا ندعم الكيان اليهودي بكل ما أوتينا
والسؤال من يمول هذه الشركة غير المسلمين في بلادنا؟
ويخشى على من يعرف هذه الحقائق ثم يصر على الشراء منهم
أن يدخل في باب موالاتهم وتوليهم
وهذا مجرد مثال ..
وأرجو منك أخي مطالعة بحوث الدكتور إبراهيم علوش
في المقاطعة .. لتعلم أثرها البالغ في النكاية بالأعداء
ولما كانت نصرة المسلمين متعينة كما قال تعالى"وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر"
مع كوننا لا نستطيع جهادا بالنفس .. فماذا إذن؟
ثم إن هؤلاء الكفرة يستعملون سلاح الحصار الاقتصادي مع أهلنا هنالك
كما استعمله المشركون مع رسول الله في شعب أبي طالب ..
فلا أقل من رد المعتدي بشيء من جنس اتعدائه"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
واستعمل رسول الله سلاح المقاطعة كما في قصة سعد بن معاذ فارجع إليها في السيرة
سبحان الله .. يا أخي ما بك؟!! إقرأ كلام الشيخ ثم قل ما شئت
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 12:55]ـ
كلام الألباني يشهد لما أقول به
وليس العكس .. حيث فرّق بين الحرب والسلم
والحمد لله رب العالمين
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 01:12]ـ
كلام الألباني يشهد لما أقول به
وليس العكس .. حيث فرّق بين الحرب والسلم
والحمد لله رب العالمين
الحمد لله .. هذا ما أردت إفهامك إياه .. اتعبت اخاك كثيرا يا اباالقاسم .. اووووف (ابتسامة)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 01:31]ـ
?ستار بوكس STARBUCS ?
? ماكدونالدز McDonalds ?
? برجر كينج BURGER KING ?
? كنتاكي ? KENTUCKY
? بيتزا هت PIZZA HUT ?
? كوكا كولا ? COCA COLA
? بيبسي PEPSI COLA ?
? فردركرز FUDRACKERS ?
? شيليز ? CHILIES
هذا بعض ما يجب مقاطعته ..
وبقية القائمة معروفة
لمن كان ذا ضمير حي (فقط)
وبالمناسبة معنى ستار بكس .. نجمة الفلوس
فالنجمة شعار اليهود
وبكس .. معناها الفلوس بالأمريكية الدارجة
والفلوس .. أي تجمع لهم
ـ[أفلااطون]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 04:03]ـ
من أقل الواجبات البدهية ..
هذا كلام من لم يرفع بالعلم رأسا , ولم يشم رائحة الفقه.
أخي "أبو القاسم" فَرقْ بين الخطابة ومسائل العلم , واجتهد في أن تعلم الفرق بين تحرير المسائل وفقا للأدلة والنظر الفقهي العميق , وبين أن تقررها وفق عاطفتك التي لا تقوم على دليل.
قلت لك كثيرا وسأقول: أعط القوس باريها , ودع عنك الخوض فيما لا تحسن فهو والله خير لك.
تحياتي.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 01:40]ـ
أتحفنا بسكوتك .. فمن يتهم أهل السنة بأن كلامهم في القدر هو كلام الجبرية ..
ويطالب بسلف في عدم مناقضة العقل للشرع
فهو سفيه جاهل .. وأما المقاطعة فحسبي أن العلامة العلوان على ما أقول ..
وكذلك بن جبرين .. والشيخ سفر الحوالي .. والمحدث السعد
ومن المعيب أن تتكلم عن العلم وأنت تتسمى بأسماء الكفرة من شيوخ أرسطو
فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده من طريق حسان بن عطية عن أبي منيب الجُرشي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال"ومن تشبه بقوم فهو منهم"
وأبو منيب لا بأس به
وإسناده الحديث جيّد ..
وأنت لاشك متشبه بهذا الملعون بأخض ما يميز الأشياء: الاسم
ولهذا كان من حجتنا البالغة على الرافضة
أننا نقول لهم: هذا علي سمى بعض ولده عمر .. إلخ
فاسكت!
ـ[يوسف الأمريكي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 03:17]ـ
بالمناسبة معنى ستار بكس نعم معنى ظاهر بالإنجليزية هو كما قلت أخي في الله لكن أئكد بأن هذا ليس معنى عند الناس في الغرب
فأصل الاسم هو شخص "ستار بك" من رواية أمريكية مشهورة "موبي ديك" .. هكذا يقول قادة الشركة
على كل حال علامة شركة ستار بكس أصلها من ميثولوجيا إغريقية شركية .. هي "حورية البحر" وفي البداية هي كانت كاشفة الصدر ثم تغييرت صورها بعد شكاوى الناس والله المستعان
والله أعلم
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 03:05]ـ
يا سبحان الله!!
المقاطعة ... وما تهون عليهم مقاطعة اليهود والنصارى ..
المناصرة ... وما تهون عليهم مناصرة المجاهدين في فلسطين وغيرها ولو بالدعاء ..
هم الحزب نفسه يعارض كل ما يمكن أن يساهم في نصرة المسلم وإهانة الكافر وإلحاق الضرر به سواء بالمقاطعة الاقتصادية لبضائعه أو بالدعاء عليه ورفض الخضوع له ...
احترنا معكم يا سلفية القرن الحادي والعشرين .. لا أعادها الله من سلفية ..
والله ودي أقرأ لكم كلام حلو لطيف بحق إخوانكم في فلسطين والشيشان .. ودي أقرأ لكم كلام قوي وغليظ على اليهود والنصارى الغاصبين .. ودي يا ناس تشاركون المسلمين أفراحهم وأتراحهم .. ودي!!
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 03:39]ـ
المعترضون على المقاطعة لا بأس أن يستمتعوا بالمنتجات اليهودية والأمريكية، لكن رجاء لا تحاولوا أن تبطلوا جهود المخلصين الذين ينادون الأمة إلى هذا السلاح الفعال!
ـ[يوسف الأمريكي]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 08:33]ـ
عفوا إخواني أردت أن أبين معنى شركة ستار بكس فقط فليس في كلامي اعتراض على المقاطعة
أنا من أمريكا ولا آكل من هذه المطاعم وأحاول أن لا أشتر من هذه الشركات قدر الاستطاع لأن المشكلة في الحقيقة هي بأن هذه الشركات أكثرها تضر الناس في وسائل كثيرة كهدم البيئة والصحة وظلم على الفقراء والحيوانات فلماذا نريد أن نساعدهم على ذلك؟ هذه الأشياء ثابتة كجريمة كوكا كولا في الهند وكولومبيا وأمريكا الجنوبية .. يوجد موقع خاص: killercoke.org
فهذا هو حال هذه الشركات عموما ولو كانت لا تعاون على إقامة دولة اليهود وقتل المسلمين
لا بد من البحث عن حقيقة أمور هذه الشركات كي نعرف جريمتهم وفسادهم في الأرض ثم نجمع كل ذلك ونسأل العلماء ما حكم إشتراء من مثلهم ولو كانت غير الصليبية الصهيونية - والله أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 08:36]ـ
هذا ما فهمته منك أخي الحبيب يوسف
وأشكرك على المعلومة ..
جزاكم الله خيرا
وشكر الله للفاضلين
الأمل الراحل
والعبادي
اللهم ارفع قدرهم
وذبّ عنهم
كما ذبّوا عن الحق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف الأمريكي]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 08:39]ـ
بارك الله فيكم وأسأل الله أن يهدينا جميعا إلى ما يحب ويرضى(/)
((لَفَظاتُ مُحتَضِرٍ (!) مِنْ قَلبِ غَزَّة العِزَّة)).
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 10:50]ـ
لَفَظاتُ مُحتَضِرٍ مِنْ قَلبِ غَزَّة العِزَّة
رَبَّنَا إِنَّا مَسَّنَا الضُرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .. !!
{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ...
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رَائِحةٌ مَلأتِ الآفاقَ ... !!
أصوَاتٌ وَصَلت حتَّى الزِّقاقَ ... !!
شُمُوعٌ أُضيئتْ ... !!، وَمصَابيحُ أُسرجتْ ... !!
عَويلٌ ونحِيبٌ ضَجَّ ... !!
أمَّا الأولى: فرائحةُ الموتِ ..
وأمَّا الثَّانية: فصوتُ العدْوانِ: قَصْفٌ .. إطْلاقُ نَارٍ .. وَتدمِيرٌ ..
وأمَّا الثَّالثة: فظلامٌ دامسٌ بدونِ كَهرُباءٍ ..
وأمَّا الرَّابعة: فحزنٌ وأسَىً على المفقودِ!! ..
أَمَا علِمْتَ أين اجتمعتْ هذه الصِّفاتُ؟!!، و (تكاثرتْ) تلك المدلهماتُ؟!!
في غزَّةَ ..... وما أدراكَ ما غزَّةُ ... !!
الحمدُ للهِ القَائِلِ: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}،والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى نبيِّ الرَّحمةِ وإمامِ الأُمَّةِ القَائِلِ: "ما يُصيبُ المسلمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حَزَنٍ وَلا أَذَىً وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا إلاّ كَفَّرَ الله بِهَا مِنْ خَطَايَاه"
((أَيَا)) إِخْوَانِي ...
لستُ أدري مِنْ أيْن أبدأ، وإلى أينَ انتَهِي؟!!
دُمُوعٌ تَذرِفُ عَلى وجْنَتيَّ سَحَّاً، حُزنَاً وَأسَىً وكَمَدَاً عَلى أُمَّتِي فِي غَزَّة، وَأهْلِي فِي أَرْضِ العزَّةِ!!
فَلا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ كمْ مِنْ دِمَاءٍ أُرِيقَتْ ... !!
وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ كمْ مِنْ أَروَاحٍ أُزْهِقتْ ... !!
وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ كمْ مِنْ مَساجِدَ قُصِفَتْ فَهُدَّمَتْ ... !!
وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ كمْ هُوَ مُرٌ وَاقِعُنا أَليِمْ ... !!
فِإلى اللَّهِ _لا إِلى سِوَاهُ_ نَشكُو ضعفَ حالِنَا، وَوَهَن يَقِينِنَا!، وهوانَنَا على النَّاسِ بل وهوانَنَا على أنفُسِنَا .. !!
فـ (اللهمَّ) يا ربَّ العالمينَ ويا أرحمَ الراحمينَ إلى مَنْ تكلُ (عبادكَ) المُستضعَفِينَ في غزةَ،
إلى ..... !!، أَمْ إلى ..... !!
أهوَ بَلاءٌ أم امِتحانٌ وابتلاءٌ ... ؟!!
فإن كانت الأولى فنسألُ اللهَ العافيةَ منْ كلِّ بلاءٍ وشرٍّ وفتنةٍ!
وإن كانت الثانية فنسأَلُهُ-سبحانهُ-الثباتَ والتثبِيتَ والرَّبطَ على القلوبِ!
يا أيُّها الذينَ آمنُوا .....
في خِضَمِّ هذه النَّازلةِ، وفي أتُوُنِ هذه (الرَّزِيَّةِ) العَاصِفَة ...
نسألُ ... لكي نضعَ أيْدِيِنَا على مكمَنِ الدَّاءِ؟!!
أحكامٌ .. أم أعداءُ .. أم تفرقٌ .. أمْ مَاذا؟ ما هوَ الدَّاءُ؟!
نعم، ما هو الدَّاءُ ... ؟ لكي نضعَ الدواءَ!
وخَيْرُ مجيبٍ على هذهِ التساؤلاتِ، وهِاتيكَ الاستفساراتِ قولُ ربِّ الأرضِ والسماواتِ:
{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ .. }
نعم، هوَ من عندِ أنفُسِنَا!!
وبِما كَسَبتْ أيْدِينَا!!
إذن وجدَ الداءُ، فما هوَ الدَّواءُ يا عبادَ اللهِ حتَّى نَتجرَّعُهُ ولو كانَ مُرَّاً علْقَماً، ولكنَّه حُلْوُ مستساغٌ!!
إنَّهُ العَوْدُ والأَوْبُ إلى اللهِ والفرارُ منهُ إليهِ: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ * وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}.
نعم أيَا أحبابُ وإنْ جلَّ المُصابُ ..
فلابدَّ مِنَ العَوْدِ و (العَوْدِ الصَّادقِ) لرَبِّ الأربابِ ومُسبِّبِ الأسبابِ (فإنهُ لا ملجأَ ولا مَنْجَى منهُ إِلا إليهِ)
فبِهِ = (العَوْدُ)
تدفعُ المصائِبُ، ويُستراحُ منَ المتاعبِ!!
وبِهِ = (العَوْدُ)
يُمكَّنُ لنا في الأرضِ!!
وبهِ = (العَوْدُ)
ننتصرُ على العدُوِّ الغاصِبِ!!
وبِهِ
لا يضرُّنَا كيدُهُم شيْئَاً، ((نعم)):
ألمْ تسمعْ قولَ ربِّنا _جَلَّت قُدرتُه_: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا}
تخافونَ من كيدهمْ؟!!، تخشونَ من بطشهمْ وسطوتهمْ؟!!
الصبرُ والتَّقْوى يَدفعانِ البلوَى!!!
فالصبرَ الصبرَ أهلَ غزَّةَ
(يُتْبَعُ)
(/)
والتَّقْوى التَّقْوى أهلَ غزَّةَ
العَوْدَ العَوْدَ أهلَ غزَّةَ
والأَوْبَ الأَوْبَ أهلَ غزَّةَ
وإن أردتمْ معيَّةَ اللهِ _عبادَ اللهِ_ فلا بُدَّ من تحقيقِ ذّيْنِكَ الشَّرطَينَ وهمَا: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}
واللهِ لا بُدَّ لنا منْ وقفَةٍ صادِقةٍ مع أنفسِنَا .. !!
لا بُدَّ لنا منْ صَحوَةٍ من سُباتِنَا .. !!، وانْتِبَاهٍ منْ غفوَتِنَا .. !!، وإفَاقَةٍ من غَفلتِنَا .. !!
فاللهَ اللهَ في الرُّجوعِ إلى دِينِ اللهِ ..
واللهَ اللهَ في التَّمسُّكِ بحبْلِ اللهِ المتِينِ ..
واللهَ اللهَ في السيرِ على خُطَى سَيِّدِ المُرسلِينَ ..
ولا نريدُ أن نَّزيدَ؟؟!!
هَمَسَاتٌ وَدِدْتُ أنْ أكتُبَهَا وأُسَطِّرَهَا مِن قَلبٍ مُحترِقٍ عَايشَ ألمَ الواقعِ الأليمِ!، علَّهَا تجدُ آذَاناً صَاغيةً وقُلوباً واعِيَةً بَدلاً منَ المُظاهراتِ والهُتافاتِ والحِزبياتِ .... !!
فالأخِيراتُ لا تجرُّ إلا الوَيلاتَ .. !!
اللهمَّ يا مغيثُ .. يا مغيثُ .. يا ذا الجلالِ والإكرامِ .. يا حَيُّ يا قيُّومُ
برحمتِكَ نستغيثُ .. برحمتِكَ نستغيثُ .. برحمتِكَ نستغيثُ
نسألكَ أن تفرِّجَ عنَّا .. نسألكَ أن تغيثَنَا .. نسألكَ أن ترحمَنَا
اللهمَّ إنكَ أرحمُ بنا مِن أمهاتِنَا .. إلى مَن تَكلُنَا .. إلى عدوٍ يَتَجَهَّمُنا و (يُبيدُنَا) .. إنْ لمْ يكنْ بكَ غضبٌ علينَا فلا نُبالي .. لكنَّ رحمتكَ أوسعُ لنا يا رَحيمُ يا رَحيمُ
يا وَدُودُ يا وَدُودُ .. يا ذا العرشِ المجيدِ .. يامُبدئُ يا معيدُ .. يا فعَّالاً لما تريدُ
نسأَلُكَ بِنُورِ وجهِكَ الذِي مَلأَ أَركَانَ عرشِكَ، ونَسألُكَ بقدرَتِكَ التِي قَدِرتَ بِها على جميعِ خلقِكَ،ونَسألُكَ برحمتِكَ التيِ وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ أَنْ تَرفَعَ الضُّرَّ والبَلا وتَكشِفَ السُّوءَ وَالبِلا.
نفَثاتُ مصدُورٍ .. وتأوُّهاتُ مَنْحُورٍ
كَتَبَها على ضُوءِ المِصبَاحِ
وعلى صَوتِ أزيزِ الطَّائراتِ
ودَوَي المدافعِ والصَّوارِيخِ الغّادِراتِ
محمُودُ بْنُ محمَّد حَمَدان
المَغَازي _غَزَّة _فِلَسطِين
الأربعاء 10_محرم_1430
من هجْرة النبيِّ الأمينِ.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 09:16]ـ
لَفَظاتُ مُحتَضِرٍ مِنْ قَلبِ غَزَّة العِزَّة
رَبَّنَا إِنَّا مَسَّنَا الضُرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .. !!
اللهمَّ يا مغيثُ .. يا مغيثُ .. يا ذا الجلالِ والإكرامِ .. يا حَيُّ يا قيُّومُ
برحمتِكَ نستغيثُ .. برحمتِكَ نستغيثُ .. برحمتِكَ نستغيثُ
نسألكَ أن تفرِّجَ عنَّا .. نسألكَ أن تغيثَنَا .. نسألكَ أن ترحمَنَا
اللهمَّ إنكَ أرحمُ بنا مِن أمهاتِنَا .. إلى مَن تَكلُنَا .. إلى عدوٍ يَتَجَهَّمُنا و (يُبيدُنَا) .. إنْ لمْ يكنْ بكَ غضبٌ علينَا فلا نُبالي .. لكنَّ رحمتكَ أوسعُ لنا يا رَحيمُ يا رَحيمُ
يا وَدُودُ يا وَدُودُ .. يا ذا العرشِ المجيدِ .. يامُبدئُ يا معيدُ .. يا فعَّالاً لما تريدُ
نسأَلُكَ بِنُورِ وجهِكَ الذِي مَلأَ أَركَانَ عرشِكَ، ونَسألُكَ بقدرَتِكَ التِي قَدِرتَ بِها على جميعِ خلقِكَ،ونَسألُكَ برحمتِكَ التيِ وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ أَنْ تَرفَعَ الضُّرَّ والبَلا وتَكشِفَ السُّوءَ وَالبِلا.
.
اللهم آمين آمين آمين
كشف الله عنكم
خفَّف الله عنكم
فرَّج الله عنكم
نفَّس الله عنكم
دفع الله عنكم
أذهب الله عنكم كل همٍّ وغمٍّ وكرْبٍ وسوء وبلاء
ـ[الحافظة]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 10:58]ـ
اللهم آمين ..
http://images.google.ae/url?q=http://kro12.jubiiblog.fr/upload/larme.jpeg&usg=AF
السؤال
jCNH7Ap080tmjD6BiOwqFtn hvS6
السؤال
iF
السؤال
ماأعمقها من كلمات وماأصدقها حيث صورت لنا حال إخواننا أيما تصوير وما ذلك إلا لأنها نابعة من القلب ولايسعنا إلا أن نقول اللهم اغفر لنا تقصيرنا في نصرة إخواننا ويعلم الله كم في القلب من الحرقة الآن والحمد لله على كل حال ....
وماهذا كله إلا إملاء للكفرة الفجرة وتمحيص لكم وللأمة الإسلامية جمعاء ... وأنقل لكم ماقرأت حول ذلك بإختصار وإضافة أسال الله أن ينفع به ..
الإملاء للكفار:
الكفار المعتدون هم مبتلون الآن بسنة الإملاء والاستدراج لهم مما يزيدهم كبراً وغطرسةً وحماقةً وغروراً حتى يأتي الموعد الذي أجله الله لمحقهم وإبادتهم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار)
وقال تعالى: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ}
وقال تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً}
وفي هذا فوائد جمة منها:
عدم الخوف والاغترار بقوة العدو لأنهم في قبضة الله عز وجل ونواصيهم بيده وتركهم يظلمون ويقتلون هو إملاء من الله عز وجل ليسارعوا إلى ساعة محقهم لا ليدوم ظلمهم، ولو شاء الله عز وجل لقصمهم في لمح البصر، ولكن له سبحانه الحكمة في تأجيل القصم .. وهذا الإيمان يذهب اليأس عن النفوس ويزيل الإحباط والخوف ويحل محله العزة والثبات على الحق والتضحية في سبيله.
التمحيص للمؤمنين:
ياأهل غزة اصبروا واحتسبوا وأخلصوا النية لله وماكل هذا إلا ابتلاء واختبار فاثبتوا فوالذي نفسي بيده، بإذن الله سيكون لكم دور أكبر مما تظنون بأنفسكم، وأن هذا الابتلاء ما هو إلا إعداد لكم وتمحيص للصفوف، قال تعالى: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [سورة البقرة: 141] قال تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)
ومن حكمة الله جل وعلا فيما يحدث أن يرفع لكم الدرجات، ويكفر عنكم السيئات، وكلما سمعنا صوت مكلوم او مكلومة في غزة تقول (حسبنا الله ونعم الوكيل)، كلما ازداد يقيننا أن هذا الشعب الأبي اختاره الله جل وعلا واصطفاه من بين البشر ليجعل منهم الشهداء والصالحين والصابرين و «أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه» [صححه الألباني].
هكذا أراد الله عز وجل وحكم في سننه التي لا تتبدل: إن محق الكافرين لا بد أن يسبقه تمحيص المؤمنين، ولذلك لما سئل الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: "أيها أفضل للرجل أن يمكن أو يبتلى؟ "، كان من دقيق استنباطه وفهمه لكتاب الله عز وجل أن قال: "لا يمكن حتى يبتلى"، ولعله فهم ذلك من قوله تعالى: {وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [سورة آل عمران: 141].
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وأعوانهم من المنافقين واجعل لإخواننا في غزة من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية .. وأرفع درجتهم في عليين .. اللهم آمين
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 04:27]ـ
جَزاكم اللهُ خيراً على هذا التفاعلِ الطيِّب، وهذه المشاعرِ الصَّادقةِ _واللهُ حسيبكُم _،
أسألُ الله أنْ يلطفَ بنا وبكم وبالمسلمين .. !!
محبكم: محمود الغزّي _كان اللهُ له ولأهلِ غَزَّةَ _.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 05:34]ـ
أحبك الله وأكرمك ونصرك أنت وسائر إخواننا هناك وعجل بظفركم وأمدكم بعونه وتأييده ونصره
اللهم عليك بيهود واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا
محبكم الداعي لكم بالنصر والظفر ابن السائح
ـ[محمد عبيد الله]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 06:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لايسعني الا ان اقول لاخواني اصبروا فإنكم على خير كبير انشاء الله.
اللهم اجعلنا ممن يستشهد في سبيلك.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 01:11]ـ
الإخوةُ المعلقونَ ومن قَرأَ، جزاكمُ اللهُ خيراً
ولاتنسوا إخوانَكم _ المستضعفين _ في غزَّةَ من دعائِكُم .. !!
محبكم: محمود الغزّي _كان اللهُ له ولأهلِ غَزَّةَ _.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 10:19]ـ
أخي محمود ..
أعزك الله بالاسلام وأعز الله الاسلام بأمثالكم .. صبرا صبرا أخي وما الصبح عن أهل الأسحار ببعيد بل لكم البشرى يا اهل الثغور فانتم من تغسلون بدمائكم عن وجوهنا العار والخزي الذي لحقها من اليهود وانتم من يجعلنا نرفع رؤوسنا شامخة في السماء ويجعلنا نفخر بالانتماء لهذه الامة الابية التي ترفض الذل وتمقت الخنوع صبرا يا اهلنا انما هي ايام وينجلي الليل عن سماء صافية نقية ولتعلموا ان لكم إخوة يحبونكم بظهر الغيب ويتمنون لو انهم يتلقون القنابل دونكم فتسفك دماؤهم ولا يمسكم من غبار المعارك شئ ولكنها الاقدار والله يفعل مايشاء ويمضي ما يريد وما النصر الا مع الصبر ولافرج الا من بعد الكرب والله ينصر المؤمنين
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 07:22]ـ
جزاك الله خيراً، لقد لامست كلماتك شغاف قلبي فالله المستعان ... !!
محبكم: محمود الغزّي _كان اللهُ له ولأهلِ غَزَّةَ _.
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[09 - Feb-2009, صباحاً 12:37]ـ
أحسن الله إليك أخاه إي وربي ما أحسن العود إلى الله إي وربي فبما كسبت أيدينا إن مصابكم مصابنا ودماءكم دماؤنا وأهلكم أهلنا عيوننا لما حل بكم بصيرة وأيادينا عن نصرتكم قاصرة قصيرة وليس لنا سوى الدعاء كلماتك صادقة مؤثرة إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أنها خرجت من قلب نحسبه صادقا ونفثات صدرك مؤلمة ولا ناصر إلا الله نعم المولى ونعم النصير ثبتكم الله على الهدى وأعانكم على الحق وربط على قلوبكم وثبت أقدامكم ونسأل الله العلي الأعلى بصفاته جميعا وبأنه يغار على انتهاك حرماته أن يذيق عدوكم ما ذقتم واصبروا واحتسبوا أخاه (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون) وإن النصر مع الصبر(/)
عقوبة من يعمل عمل قوم لوط. دراسة حديثية فقهية.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 11:43]ـ
المقدمة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فإنَّ مسألة عقوبة من يعمل عمل قوم لوط من المسائل التي يكثر حولها النقاش، وإيراد الأدلة والحجج، لاسيما وأنه نُقِلَ فيها إجماع الصحابة، مع بقاء الخلاف فيها إلى يومنا هذا!
فلمَّا رأيتُ الأمر كذلك، وبحثت عن كتاب يجمع بين دفتيه المسائل المتعلقة بعمل قوم لوط من حيث العقوبة، وطرق الإثبات، والقذف به ونحو ذلك فلم أجد بحثًا يجمع شتات المسائل ويدرسها دراسة مستفيضة = عزمتُ على بحث هذه المسائل حديثيًا وفقهيًا، سائلًا الله تعالى أن يوفقني فيه للصواب.
وهذا هو المبحث الأول، والمتعلق بعقوبة من يعمل عمل قوم لوط، ويليه – إن شاء الله – باقي المباحث.
تحرير محلِّ النزاع: أجمع أهل العلم على أن الفاعل والمفعول به في اللواط يستحق العقاب إلا خلافًا شاذًا ذكره الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – مستنكرًا له ولم ينسبه إلى أحد [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn1) يقول أصحابه: أنَّ من يعمل عمل قوم لوط لا يعزر ولا شيء عليه.
واستدلوا بأنَّ هذا العمل تكرهه النفوس، فيكتفى فيه بالرادع الفطري والطبعي!
وهذا القول شاذٌ منكر، وذلك لما يلي:
1 – أنَّي لم أجد من يقول بهذا القول بعد بحث [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn2) .
2 – أنَّ من أقدم على هذا الفعل برضاه – سواء كان فاعلًا أو مفعولًا به – فقد انتكست عنده الفطرة، فلا يوجد لديه رادعٌ نفسي أو طبعي، فاحتاج إلى رادعٍ آخر.
3 – أنَّ القاعدة العامة في باب التعازير – إن لم نقل بصحة الأحاديث الواردة في الباب – أنها تثبت في كل فعل محرم لا حدَّ فيه ولا كفارة؛ وهذا الفعل لا شكَّ في تحريمه وليس فيه حدٌّ ولا كفارة.
فإذا تبيَّنَ لنا مما سبق أنَّ أهل العلم مجمعون على معاقبة من يعمل عمل قوم لوط؛ فإنَّ الخلاف وقع بينهم في العقوبة المقررة لمن يقع في هذا الجريمة على أربعة أقوال:
القول الأول: أنه يجب قتل من يعمل عمل قوم لوط مطلقًا [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn3) ، وهذا هو المروي عن جماعة من الصحابة والتابعين [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn4) ، والمالكية [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn5) ، وهو قول الشافعي القديم [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn6) ، وقول الإمام أحمد [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn7) ورواية في المذهب [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn8) ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn9) ، وابن القيم [10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn10) ، وابن رجب [11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn11) ، واللجنة الدائمة للإفتاء [12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn12) ، وابن باز [13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn13) ، وابن عثيمين [14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn14) وغيرهم.
واستدلوا بما يلي:
الدليل الأول: ما ورد في السنة من الأحاديث الآمرة بقتل الفاعل والمفعول به، ومن ذلك:
أ – عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول ".
ب – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في الذي يعمل عمل قوم لوط: " ارجموا الأعلى والأسفل، ارجموهما جميعًا ".
ج – عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما –، عن النبي – صلى الله عليه وسلم –: " من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط، فاقتلوه ".
(يُتْبَعُ)
(/)
د – عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " يرجم من عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوط ".
ووجه الاستدلال بهذه الأحاديث ظاهر في قتل من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط، وعدم تفريق النبي – صلى الله عليه وسلم – بين المحصن وغيره.
ويرد على استدلالهم ما يلي:
1 – أنَّ هذه الأحاديث لا يصح منها شيء؛ كما هو مبين في الملحق المتعلق بتخريج الأحاديث والآثار الواردة في عقوبة من يعمل عمل قوم لوط.
يجاب عنه:
أن هذه الأحاديث وإن كانت ضعيفة إلا أنه لا يوجد ما يعارضها.
يرد عليه:
أنَّ مثل هذه الأحاديث الضعيفة لا يمكن إثبات الحد بها، ولا يحل سفك دم يهودي ولا نصراني من أهل الذمة؛ بل ولا حربي بمثل هذه الروايات؛ فكيف بدم فاسقٍ أو تائب؟!.
يجاب عنه:
أنه قد ثبت عن عثمان وابن عباس وغيرهما الأخذ بهذه الأحاديث؛ وهم صحابة النبي – صلى الله عليه وسلم –، ومن أشدِّ الناس تحريًا واتباعًا.
يرد عليه ما يلي:
أ – عدم صحة ما ورد عن الصحابة في ذلك [15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn15) .
يجاب عنه:
أنَّ هذا ثابت عن من ذكرنا؛ كما هو مبيَّنٌ في الملحق المتعلق بتخريج الأحاديث والآثار الواردة في عقوبة من يعمل عمل قوم لوط.
ب – قد ثبت عن غيرهما من الصحابة القول بمعاملة من يعمل عمل قوم لوط معاملة الزاني، فإذا اختلف الصحابة نُظِرَ إلى المرجِّح بين أقوالهم.
يجاب عنه:
أنَّه لم يصح ما جاء عن الصحابة خلافًا لما ورد عن عثمان وابن عباس؛ كما هو مبيَّنٌ في الملحق المتعلق بتخريج الأحاديث والآثار الواردة في عقوبة من يعمل عمل قوم لوط.
2 – على التسليم بصحة هذه الأحاديث يمكن أن يقال: أنَّ هذا الحكم – وهو القتل – فيمن فعله مستحلًا له.
يجاب عنه:
أنَّ هذا التأويل بعيدٌ جدًا، ويؤدي إلى تعطيل الحدود؛ ثم ما الدليل على هذا التأويل؟! والنصوص الواردة وأقوال الصحابة في ذلك مطلقة.
3 – على التسليم بصحة هذه الأحاديث فهي ليست دالةً على أنَّ القتل هو حدُّ من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط، بدليل: أنَّ حدَّه ليس هو القتل على الإطلاق، وإنما هو الرجم عندكم وعند من يُفَرِّق بينَ المحصن وغيره وذلك في المحصن؛ فالقتل – إذن – ليس قولًا لأحد، ولو كان بمنزلة الزنا لَفَرَّقَ النبي – صلى الله عليه وسلم – بين المحصن وغيره، وفي تركه – صلى الله عليه وسلم – التفريق بينهما = دليلٌ على أنه لم يوجبه على وجه كونه حدًّا [16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn16) .
يرد عليه:
أنَّ هذه عقوبة مستقلة لا علاقة لها بالزنا للفرق بين الجريمتين؛ كما افترق حكم الزنا فيمن أتى ذات محرم عن الزنا بامرأة بعيدةٍ عنه.
الدليل الثاني: أنَّ هذا القول محلُّ إجماع بين الصحابة، والخلاف الوارد فيه حادث، ويدل على هذا الإجماع ما ورد أنَّ خالد بن الوليد كتب إلى أبي بكر الصديق – رضي الله عنهما – في خلافته يذكر أنه وَجَدَ رجلًا في بعض نواحي العرب يُنْكَح كما تُنْكَح المرأة، فجمع أبو بكر الناس من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – فسألهم عن ذلك؛ فكان من أشدهم يومئذٍ قولًا علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال: إنَّ هذا ذنبٌ لم تعصِ بهِ أمة من الأمم إلا أمة واحدة صنعَ الله بها ما قد علمتم، نرى أن نُحَرِّقَهُ بالنار؛ فاجتمع رأي أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على أن يحرقه بالنار، فكتب أبو بكر – رضي الله عنه – إلى خالد بن الوليد يأمره أن يحرقه بالنار.
يجاب عنه:
أنَّ هذه الإجماع محلُّ نظر؛ فالقصة المذكورة لا تصح كما هو مبين في الملحق المتعلق بتخريج الأحاديث والآثار الواردة في عمل قوم لوط.
يرد عليه:
أنَّ جماعة من أهل العلم نقلوا إجماع الصحابة على ذلك؛ كابن قدامة وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهم [17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn17) .
يجاب عنه:
أننا قد علمنا مستند هذا الإجماع، وهو هذه القصة الباطلة؛ فلذا لا يصح الاستناد على هذا الإجماع.
يرد عليه:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما نقله الباجي عن الإمام مالك – رحمه الله –: لم نزل نسمع من العلماء أنهما يرجمان، أحصنا أم لم يحصنا [18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn18) .
يجاب عنه:
أنه قد ثبت اختلاف الصحابة والتابعين في هذه المسألة، فقول الإمام مالك يراد به – والله أعلم – حكاية قول وعمل أهل المدينة.
يرد عليه:
أنَّ اختلاف الصحابة لم يثبت، وإنما الثابت اختلاف التابعين فقط، ولم يصح عن الصحابة خلاف قول عثمان وابن عباس.
الدليل الثالث: أن هذا القول قد قال به جمع من الصحابة، كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن عباس – رضي الله عنهم –.
يرد عليه ما يلي:
1 – عدم صحة ما ورد عن الصحابة في ذلك [19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn19) .
يجاب عنه:
أنَّ هذا ثابت عن عثمان وابن عباس – رضي الله عنهم – وقريبٌ منهما ما جاء عن عمر؛ كما هو مبيَّنٌ في الملحق المتعلق بتخريج الأحاديث والآثار الواردة في عقوبة من يعمل عمل قوم لوط.
2 – قد ثبت عن غيرهما من الصحابة القول بمعاملة من يعمل عمل قوم لوط معاملة الزاني، فإذا اختلف الصحابة نُظِرَ إلى المرجِّح بين أقوالهم.
يجاب عنه:
أنَّه لم يصح ما جاء عن الصحابة خلافًا لما ورد عن عثمان وابن عباس؛ كما هو مبيَّنٌ في الملحق المتعلق بتخريج الأحاديث والآثار الواردة في عقوبة من يعمل عمل قوم لوط.
3 – على التسليم بصحته عن جماعة من الصحابة؛ إلا أنَّ هذا القول من الصحابة عارضه حديث: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله وَأَنِّي رسول اللَّهِ إلا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، والمفارق لدينه التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ " [20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn20) ، فحصر قتل المسلم في هذه الثلاث، وفاعل ذلك خارج عنها [21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn21) .
يجاب عنه:
أنه ورد القتل في غير هذه الثلاثة؛ كالمحارب قبل أن يتوب، والمحدود في الخمر ثلاثًا، ومن أتى ذات محرم وغيرهم.
يرد عليه:
أنَّ هذا جوابٌ بما هو محلُّ نزاعٍ وخلافٍ بين أهل العلم.
الدليل الرابع: أنَّ عمل قوم لوط عملٌ لا يستباح بحال، وقد ورد فيه الوعيد الشديد؛ فلذا يستوجب تغليظ العقوبة على فاعله أشد مما في القبل.
يرد عليه:
أنَّ تشديد العقوبة وإثبات حدٍّ بها مرجعه إلى النصوص الشرعية، فعند عدم النص ينظر إلى الأدلة الأخرى وإلا كان حكمه التعزير، ولولي الأمر – على الراجح – النظر في إيصال هذا التعزير إلى القتل من عدمه.
الدليل الخامس: أن هذا العمل فيه مفسدة اجتماعية عظيمة، حيث تجعل الرجال محلًا للمتعة بدلًا من النساء، ولا يمكن التحرز منها، لأن الذكور بعضهم مع بعض دائمًا، فلا يمكن أن نقول: ما الذي أتى بفلان مع فلان؟! بخلاف ما لو وجدنا معه امرأة، وشككنا هل هي من محارمه أم لا؟ = فلما كان هذا الأمر مفسدًا للمجتمع، ولا يمكن التحرز منه، صار جزاؤه القتل بكل حال.
يجاب عنه:
بأنَّ مثل هذه التعليلات لا تزهق بمثلها الأرواح حتى وإن وقع في كبيرةٍ من الكبائر؛ فقذف المحصنات المؤمنات الغافلات من أكبر الكبائر ومع ذلك لا يوجب القتل، بل من الكبائر ما ليس له عقوبة محددة كعقوق الوالدين وقول الزور.
الدليل السادس: أنَّ هذه العقوبة هي التي أنزل الله – تعالى – على قوم لوط.
يرد عليه:
أنه يلزم على هذا الدليل لوازم باطلة هي محل اتفاق، منها:
1 – أن لا يرجم من عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوط إلا إذا كان كافرًا، لقوله تعالى: " كذبت قوم لوط بالنذر " [القمر: 33] وقوله: " كذبت قوم لوط المرسلين " [الشعراء: 160].
يجاب عنه:
أنَّ الله أخبر أنهم كانوا على معاصٍ؛ فأخذهم الله بهذه؛ بدليل أنها كانت محور دعوة لوط لقومه بعد الإيمان بالله، وقد قال قوم لوط له: لئن لم تنته لنفعلن بك يا لوط، ففعل الله بهم قبل ذلك؛ قاله ابن العربي في أحكام القرآن (2/ 318).
يرد عليه:
تحديد سبب العقوبة بهذا العمل الشنيع، وأنهم قالوا للوط: لنفعلنَّ بك ... كلُّ هذا يحتاج إلى دليل واضح وصريح.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 – أن يرجم كل من أعان على ذلك العمل بدلالة أو قوادة، لأن امرأة لوط أصابها ما أصاب قومها مع العلم بأنها لم تكن تعمل هذا العمل.
يجاب عنه:
أُخِذَ مَنْ لم يفعل لسكوته ورضاه بذلك، فعوقب الجميع، وبقي الأمر في العقوبة على الفاعلين مستمرًا.
3 – أَنْ يُقتل كل من عقر ناقة آخر، لأنَّ الله – تعالى – أهلك قوم صالح إذ عقروا الناقة، ويقاس عليهما بقية الرسل؛ فمن نَقَصَ المكيال والميزان عوقب بعقوبة قوم شعيب؛ وهكذا.
فإذا لم تسلموا بهذه اللوازم فقد أبطلتم حجتكم.
الدليل السابع: أنَّ عمل قوم لوط إيلاج في فرج لا يسمى زنا، فلم يعتبر فيه الإحصان؛ كالإيلاج في البهيمة.
أجاب عن هذا القائلون بمعاملة من يعمل عَمَلَ قومِ لوط معاملة الزاني:
أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – سماه زنًا؛ حيث جاء في حديث أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " إذا أتى الرجلُ الرجلَ فهما زانيان ".
يجاب عنه:
1 – أنَّ هذا الحديث ضعيفٌ لا يصح؛ كما هو مبيَّنٌ في الملحق المتعلق بالأحاديث الواردة في عمل قوم لوط، في فصل خاص بتسمية من يعمل عمل قوم لوط زانيًا.
2 – يلزم على هذه التسمية وطرد الحكم أنْ تسموا (السحاق) زنًا، وتعاقبوا كلا المرأتين بعقوبة الزاني سواءً بسواء، حيث جاء في تكملة الحديث: " وإذا أتت المرأةُ المرأةَ فهما زانيتان ".
يرد عليه:
أنَّ هناك فرقًا بين الفعلين؛ فعمل قوم لوط فيه إيلاج فرج بآخر بخلاف السحاق فليس فيه إيلاج.
يجاب عنه:
أنَّكم استدللتم بالحديث على تساوي عقوبة من يعمل عمل قوم لوط بعقوبة الزنا بسبب تسمية النبي – صلى الله عليه وسلم – لمن يعمل عمل قوم لوط زانيًا، وهذا متحقق في كلا الفعلين؛ فإما أن تسووا بين الحكمين أو تبطلوا استدلالكم بهذا الحديث.
القول الثاني: أنَّ الواجب في من يعمل عمل قوم لوط أنْ يعامل معاملة الزاني سواء بسواء [22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn22) ، وهذا هو المروي عن جماعة من الصحابة والتابعين [23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn23) ، وهو قول أبي يوسف ومحمد بن الحسن من الحنفية [24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn24) ، ومذهب الشافعي الجديد [25] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn25) ، ومذهب متأخري الحنابلة [26] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn26) .
واستدلوا بما يلي:
الدليل الأول: حديث أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " إذا أتى الرجلُ الرجلَ فهما زانيان ".
وجه الاستدلال بهذا الحديث: أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – سمَّى من يعمل عمل قوم لوط زانيًا، والزنا له عقوبته المعروفة بالتفريق بين المحصن وغيره.
يرد عليه:
1 – أنَّ هذا الحديث ضعيفٌ لا يصح، وبيانه في الملحق المتعلق بالأحاديث والآثار الواردة في عمل قوم لوط، فصلٌ في تسمية من يعمل عمل قوم لوط زانيًا.
2 – أنَّ تسميته زنًا لا يعني مشابهته للزنا من كلِّ وجه، فهو زنا باعتبار أنه إيلاج فرج آدمي في آخر من غير حق؛ لكنَّ عقوبته تختلف عنه سواءً قلنا بقتله مطلقًا – كما هو القول الأول – أو قلنا بتعزيره – كما هو القول الثالث –.
3 – أنَّ المراد بالزنا في الحديث بالنسبة للإثم لا الحد؛ بدليل لقوله – صلى الله عليه وسلم –: " وإذا أتت المرأة المرأةَ فهما زانيتان "؛ فهل ستعاملون المرأتان المتساحقتان معاملة الزاني؟! وهل ستسمونهن (زانيتين)؟!
4 – أنَّ هذه التسمية على سبيل المجاز؛ كحديث أبي هريرة – رضي الله عنه –، أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ على ابن آدَمَ حَظَّهُ من الزِّنَا أَدْرَكَ ذلك لَا مَحَالَةَ؛ فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلك أو يُكَذِّبُهُ " [27] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn27) ، قال في طرح التثريب (8/ 19): ومنهم من يكون زناه مجازيًا؛ إما بالنظر إلى ما يحرم عليه النظر
(يُتْبَعُ)
(/)
إليه، وإما بمحادثته الأجنبية في ذلك المعنى، وإما بالسماع إلى حديثها بشهوة، وإما بلمسها بشهوة، وإما بالمشي إلى الفاحشة، وإما بالتقبيل المحرم، وإما بالتمني بالقلب والتصميم على فعل الفاحشة؛ فكل هذه الأمور مقدمات للزنا، ويطلق عليها اسم الزنا مجازًا، وعلاقة المجاز فيها لزوم التقييد؛ فإنه لا يصح أن يقال في صاحب النظر المحرم أنه زانٍ مطلقًا بلا قيد. اهـ
الدليل الثاني: أنَّ هذا العمل فاحشة كما جاء في قوله تعالى على لسان لوط: " أتأتون الفاحشة " [الأعراف: 80] وقال: " إنكم لتأتون الفاحشة " [العنكبوت: 28]، وقد سمَّى الله الزنى فاحشة فقال: " ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة " [الإسراء: 32] وقال: " واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم " [النساء: 15] فتطابق وصف الوطء في القبل والدبر بالفاحشة = فتطابقا في الحكم.
يرد عليه:
1 – أنَّ الله – سبحانه وتعالى – في عمل قوم لوط يذكر فعلهم دائمًا بِ (ال) والمفيدة للعموم، حيث إنه جامع لمعاني اسم الفاحشة التي استقر فحشها عند كلِّ أحد؛ فهي لظهور فحشها وكماله غنية عن ذكرها بحيث لا ينصرف الاسم إلى غيرها؛ أما الزنا فَنَكَّرَه ُ في الآية الأولى حيث إنه فاحشة من الفواحش، وفي الموضع الثاني عَرَّفه بِ (ال) الدالة على العهد الذهني؛ كقوله تعالى: " فعصى فرعون الرسول " [المزمل: 16].
يجاب عنه:
أنَّ (ال) في جميع المواضع المذكورة هي للعهد الذهني.
2 – أنَّ الله – تعالى – سَمَّى كُلَّ كبيرةٍ فاحشةً، فقال: " ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن " [الأنعام: 151]، ويلزم على ذلك: معاملة أصحاب الكبائر معاملة الزاني سواء بسواء، وهذا لا قائل به.
الدليل الثالث: أنَّ عمل قوم لوط إيلاجٌ في فرج آدمي، لا ملك له فيه ولا شبهة ملك = فكان زنًى كالإيلاج في فرج المرأة الأجنبية؛ وإذا ثبت كونه زنى = دخل في عموم الأدلة الواردة في حد الزاني.
يرد عليه:
1 – أنَّ الصحابة اتفقوا على أنَّ هذا الفعل ليس بزنا؛ ولهذا اختلفوا في موجبه، ولا يظن بهم الاجتهاد في موضع النص.
2 – لا نسلم لكم كونه زنا، يدل على ذلك أنَّ لكل فعل اسم وحكم خاص.
الدليل الرابع: أنَّه بعمله عمل قوم لوط يتم قضاء شهوته في محلٍّ يُشتهى على الكمال لقصد سفح الماء، فهو زنى؛ ومعنى سفحُ الماءِ في عمل قوم لوط أبلغ من الزنا حيث إنَّه لا يتم به حصول الولد.
يرد عليه:
1 – أنَّ هذا إثبات لحد من الحدود بالقياس، وهو غير جائز.
يجاب عنه:
1 – أنَّ مسألة عدم جواز القياس في الحدود محلُّ خلاف [28] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn28) ، فلا يصح الاعتراض بما هو محلُّ نزاع.
2 – أنَّ هذا ليس قياسًا؛ بل هو كإيجاب حد الزاني المحصن في حق غير ماعز استدلالًا بقصته؛ وكذلك هنا فقد ورد النصُّ بإيجاب الحدِّ على من باشر هذا الفعل في القبل فإيجابه على المباشر في الدبر بعد ثبوت المساواة بينهما في جميع المعاني لا يكون قياسًا.
يرد عليه:
عدم التسليم بثبوت المساواة بين عمل قوم لوط والزنا؛ فاختلف حكمهما؛ كالزنا بذوات المحارم مع مساواته للزنا في الأصل إلا أنه لبشاعته خُصَّ بحكمٍ آخر.
يجاب عنه:
عدم التسليم بالتفريق بين من أتى ذات محرم وبين غيره.
الدليل الخامس: أنَّ عقوبة عمل قوم لوط حدٌّ يجب بالوطء كالزنا؛ فلا بدَّ أن يختلف فيه البكر عن الثيب؛ بل هو من باب أولى، لأنه لمَّا وجب الفرق بين البكر والثيب فيما انعقد الإجماع على وجوب الحدِّ فيه = كان أولى أن يجب الفرق بينهما فيما اختلف في وجوب الحدِّ فيه.
يرد عليه:
1 – أنَّ النصوص الواردة في ذلك، وأقوال الصحابة على عدم التفريق بين المحصن وغيره.
يجاب عنه:
بما قد سبق مناقشته حول الاستدلال بالأحاديث والآثار الواردة في الباب.
2 – أنَّ الأصل في باب العقوبات استواء الفاعلين في العقوبة، ولا ننتقل عن هذا الأصل إلا بدليل واضح.
يجاب عنه:
أنَّ هذا الأصل غير مُسَلَّم به في باب الزنا ومنه عمل قوم لوط.
يرد عليه:
أنَّ اعتراضكم هذا هو في محلِّ النزاع، ولا يصح الاعتراض بما هو محلُّ نزاع.
(يُتْبَعُ)
(/)
القول الثالث: أنَّ عليهما التعزير حسب ما يراه ولي الأمر، وذهب إلى هذا القول إبراهيم النخعي، والحكم [29] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn29) ، وأبو حنيفة [30] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn30) ، والظاهرية [31] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn31) ؛ واستدلوا بما يلي:
الدليل الأول: النصوص الشرعية الواردة في تحريم دم المسلم؛ كقوله تعالى: " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق " [الأنعام: 151]، وقوله عليه الصلاة والسلام: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله وَأَنِّي رسول اللَّهِ إلا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، والمفارق لدينه التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ " [32] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn32) .
وجه الاستدلال بهذه النصوص: أنَّ الله ورسوله حَرَّمَا دم المسلم إلا بالحق، ولا حَقَّ إلا بالنصِّ أو الإجماع، وليس في المسألة واحدٌ منهما.
يرد عليه:
أنَّ الحق الوارد في الآية المقصود به: عدم قتل النفس إلا إذا كان هذا المقتول يستحق ذلك، وقد ورد في السنة قتل أشخاص غير ما ورد في الحديث؛ كالمحارب، ومن أتى ذات محرم ونحوهما.
يجاب عنه:
أنَّ الأمثلة المذكور هي محلُّ نزاع، ولا يصح الاستدلال والاعتراض بما هو محلُّ نزاع.
الدليل الثاني: أنَّ عمل قوم لوط لم يصح في العقوبة عليه نصٌّ شرعي صحيح ليثبت عليه الحد، وعند عدم الدليل نعود إلى القاعدة العامة في الباب، وهي كون عقوبة هذه الجريمة تعزيرية حسب ما يراه ولي الأمر.
يرد عليه:
1 – أنه ثبت عندنا أنَّ الرسول – صلى الله عليه وسلم – جعل فيه حدًّا معلومًا، وهو القتل مطلقًا.
يجاب عنه:
بعدم صحة ما ورد في الباب من الأحاديث المرفوعة، وقد سبق مناقشة ذلك.
2 – أنَّ نفي دليل معيَّنٍ لا يستلزم نفي مطلق الدليل، ولا نفي المدلول؛ فكيف وقد قَدَّمْنَا أنَّ الدليل الذي نفيتموه غير منتفٍ؟!
يجاب عنه:
أنه قد تمت مناقشة جميع أدلتكم التي أوردتموها، وأهمها النصوص الواردة في الباب عن النبي – صلى الله عليه وسلم – والإجماع المزعوم؛ وتبيَّن عدم صحة كلا الدليلين.
الدليل الثالث: أنَّ دبر الآدمي وطءٌ في محلٍّ لا تشتهيه الطباع؛ بل ركَّبَ الله الطباع على النُّفرةِ منه؛ فهو كوطء البهيمة والميتة.
يرد عليه:
1 – أنَّ هذا قياسٌ فاسد الاعتبار، مردود بالسنة وإجماع الصحابة.
يجاب عنه:
بما سبقت الإجابة عليه فيما يتعلق بالاستدلال بالسنة والإجماع.
2 – أنَّ قياس وطء الأمرد الجميل الذي فتنته تُربي على كل فتنة على وطء أتانٍ أو امرأة ميتة من أفسد القياس، وهل تغزَّلَ أحدٌ قط بأتانٍ أو بقرةٍ أو ميتةٍ؟! أو سبى عَقْلَ عاشقٍ؟! أو أَسَرَ قلبه؟! أو استولى على فكره ونفسه؟! فليس في القياس أفسد من هذا.
3 – أنَّ ما ليس محلًّا للوطء فَحَدُّ وطئه القتل؛ ودليل ذلك: النصوص الواردة في قتل من أتى بهيمةً، ومن أتى ذات محرمٍ منه.
يجاب عنه:
بأنَّ هذا الاستدلال محلُّ نزاع، ولا يصح الاعتراض أو الاستدلال بمحلِّ النزاع.
الدليل الرابع: أنَّ هذه الفعلة شنيعةٌ جدًا، ولا يمكن التحرز منها، وفيها مفسدة عظيمة للمجتمع = فكان الرادع لمثل هذه الفعلة خاضع للسياسية الشرعية وما يراه ولي الأمر رادعًا وزاجرًا عن ارتكابها، فزجر وردع الناس – عند عدم النص على العقوبة – عائد إلى ولي الأمر؛ فإن رأى أن زجر الناس عن ارتكاب هذه الجريمة يكون بما دون القتل فعل ذلك، وإن رأى تمادي الناس في الوقوع فيها ولا يتم الارتداع إلا بالقتل فعل؛ وهذا أقرب إلى المقاصد الشرعية في باب الحدود والتعازير.
يرد عليه:
ما سبق الإشارة إليه من ورود النص بقتل من يعمل عمل قوم لوط، أو قياسه على الزاني ... وقد سبق الرد على هذا الكلام.
الدليل الخامس: أنَّ الناظر إلى اختلاف السلف من الصحابة والتابعين فمن بعدهم يتضح له أنَّ العقوبة خاضعة للمصلحة الشرعية، وهي التعزير، لأنَّ التعزير هو الذي يحتمل الاختلاف في القدر والصفة لا الحد.
يرد عليه:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنَّ اختلاف الصحابة إنما كان في صفة القتل لا في القتل، لاتفاقهم على القتل؛ أما صفته فلم يرد فيه نصٌّ معيَّن؛ كالاختلاف الوارد في الخمر.
يجاب عنه:
أنه لم يثبت اتفاقهم على القتل، حيث إنَّ النزاع بينهم قائمٌ؛ كما في ملحق الأحاديث والآثار الواردة في عقوبة من يعمل عمل قوم لوط.
يرد عليه:
أنَّه لم يثبت مخالف من الصحابة للصحابة القائلين بالقتل.
الدليل السادس: أنَّ الإتيان في القبل يسمى (زنا)، والإتيان في الدبر يسمى (لواطًا)؛ فاختلاف المسميات يدل على اختلاف المعاني في الأصل مما ينبني عليه المغايرة في حكم كلٍّ منهما؛ ولا يسمى من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط زانيًا لا لغةً وشرعًا ولا عُرْفًا؛ فلا يدخل في النصوص الدالة على حَدِّ الزانيين.
يرد عليه:
1 – أننا نتفق معكم على المغايرة بينهما؛ لكن نختلف معكم في كونها تعزيرًا حسب ما يراه ولي الأمر؛ بل حكمه القتل مطلقًا.
يجاب عنه:
بما سبقت به الإجابة على استدلال أصحاب القول الأول فيما يتعلق بالأحاديث وإجماع الصحابة والقياس.
2 – قال الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله – في الحدود والتعزيرات (188): على أنَّ نفي تسمية اللواط (زنا) يحتاج إلى مدرك تام بالاستقراء والتتبع للغة العرب.
ولو كان القياس جائزًا لأمكن القول بأنه قد ثبت في اللغة تسمية ما هو دون الزنا زنًا؛ كتسمية النظر المُحَرَّم (زنا العين) وهكذا؛ فيكون تسمية اللواط زنًا من باب قياس الأولى، لكن القياس في اللغة ممتنع، والله أعلم.
يرد عليه:
ما تَمَّ نقله عن طرح التثريب (8/ 19) من كون تسمية هذه الأفعال زنًا من باب المجاز.
الدليل السابع: أنَّ الزنا أعظم من عمل قوم لوط لما يسببه من اختلاط الأنساب، وليس الأمر كذلك في عمل قوم لوط.
يرد عليه:
1 – أنَّ هذا ليس مسلمًا لكم؛ بل الصواب ما قاله السفاريني في قرع السياط (ص 427): إنْ نظرنا لذاتيهما – أي: الزنا وعمل قوم لوط – فاللواطة أقبح وأعظم من الزنا، وإن نظرنا لما يترتب عليهما من المفاسد؛ فالزنا أقبح وأشد.
2 – أنَّ عِظَمَ الإثم لا يلزم منه تغيير الحدود الشرعية؛ فمن زنا بحليلة جاره في المسجد الحرام في نهار رمضان أمام أنظار الناس لا يستوي مع من زنا بأجنبيةٍ عنه في مكانٍ خالٍ ناءٍ وليس في زمان ولا مكان مُعَظَّم = ومع ذلك فَحَدُّهما واحد.
الدليل الثامن: أنَّ العقوبة تُشرع دائمًا لما يغلب وجوده، والزنا هو الغالب لما في الرجل من الشهوة المركبة فيه الداعية إليه بخلاف اللواط.
يرد عليه:
يلزم على قولكم: أنه يصح أن لا يعاقب من يعمل قوم لوط، لأنَّ الغالب في الرجال عدم الميل إلى أمثالهم.
القول الرابع: يقتل المفعول به، وأما الفاعل فيعامل معاملة الزاني، وهو قول أبي جعفر محمد بن علي بن يوسف – أحد فقهاء الشافعية – [33] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn33) .
يمكن أن يستدل لهذا القول: بأنَّ الفساد الذي يقع على المفعول به – إذا كان عن رضى – أعظم من الفساد الذي يقع على الفاعل؛ بل إنَّ قتلَ المفعول به خيرٌ له من وطئه، فإنه إذا وطئه قتله قتلًا لا ترجى الحياة معه، بخلاف قتله فإنه مظلوم شهيد، وربما ينتفع به في آخرته [34] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn34) .
الترجيح:
بعد أنْ أجلنا النظر في أقوال المذاهب في هذه المسألة، وأدلة كل قول، وما يَرِدُ عليه من اعتراضات؛ يتضح لنا قوة الخلاف في المسألة، وأنَّ الترجيح بينَ هذه الأقوال يحتاج إلى تأمل طويل لأقربها إلى الصواب.
والذي ظهر لي: أنَّ القول الأول أسعد الأقوال بالدليل، وذلك لأنه ثبت عن اثنين من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – وهما: عثمان وابن عباس – رضي الله عنهم – [35] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn35) ولم يُعْلَم لهم مخالف من الصحابة، ثمَّ إنَّ فيه مراعاةً لِعَظَم الذنب.
ولمن أخذ بالمذاهب الأخرى له وجهٌ قوي لاسيما القول بالتعزير؛ والله أعلم.
واللهَ أسأل أن أكون قد وفقت فيه للصواب؛ فما كان فيه من حقٍ وصواب فمن الله، وما كان فيه من خطأ وزلل فمن نفسي والشيطان، والله ورسوله منه بريئان.
(يُتْبَعُ)
(/)
انتهيتُ من تحريره في يوم الاثنين الموافق للخامس من شهر ذي القَعدة من عام تسعٍ وعشرين وأربعمائة وألفٍ للهجرة.
_______________________
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref1) الشرح الممتع (14/ 241)، التعليق على السياسة الشرعية (298).
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref2) ولعل الشيخ – رحمه الله – وَهِمَ في هذه النسبة، يدل على ذلك ما يلي:
1 – أني لم أجد من يقول بهذا القول بعد بحث فيما بين يدي من المصادر، وبالرجوع – كذلك – للموسوعات الفقهية.
2 – أنَّ الاستدلال الذي ذكره الشيخ لهذا القول شبيهٌ باستدلال القائلين بالتعزير في أنَّ العقوبات تُشرع فيما يغلب وجوده.
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref3) وقد وقع الخلاف بينهم في كيفية قتله على أقوال، سنستعرضها – إن شاء الله – في مبحث مستقل.
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref4) انظر هذه الآثار في الملحق المتعلق بتخريج الأحاديث والآثار الواردة في عقوبة من يعمل عمل قوم لوط.
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref5) المنتقى للباجي (7/ 141)، أحكام القرآن لابن العربي (2/ 318)، مواهب الجليل (6 /)، الفواكه الدواني (2/ 210).
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref6) الأم (7/ 139) وقد نصَّ على تراجع الشافعي إلى معاملته معاملة الزاني.
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref7) الشرح الكبير (26/ 272).
[8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref8) المغني (9/ 59).
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref9) السياسة الشرعية (133 دار عالم الفوائد)، الفتاوى الكبرى (3/ 413).
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref10) الداء والدواء (409 دار عالم الفوائد)، وروضة المحبين (365)، والإنصاف (26/ 271).
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref11) الإنصاف (26/ 271).
[12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref12) فتاوى اللجنة (22/ 53).
[13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref13) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – (22/ 410).
[14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref14) الشرح الممتع (14/ 242).
[15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref15) قاله ابن حزم في المحلى (12/ 397).
[16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref16) هذا على مذهب القائلين بالتعزير.
[17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref17) المغني (12/ 350)، السياسة الشرعية (133 دار عالم الفوائد)، الداء والدواء (399).
[18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref18) المنتقى (7/ 141).
[19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref19) قاله ابن حزم في المحلى (12/ 397).
[20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref20) أخرجه البخاري (6484) واللفظ له، ومسلم (1676) من حديث عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه –.
[21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref21) قوله: (خارج عنها) مطلقًا بالنسبة للقائلين بالتعزير، وفي حال كونه غير محصن عند القائلين بمعاملته معاملة الزاني سواء بسواء.
[22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref22) فيجب رجم المحصن، وجلد غير المحصن مائة جلدةٍ مع تغربيه عامًا على الخلاف الوارد في التغريب.
(يُتْبَعُ)
(/)
[23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref23) انظر هذه الآثار في الملحق المتعلق بتخريج الأحاديث والآثار الواردة في عقوبة من يعمل عمل قوم لوط.
[24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref24) أحكام القرآن للجصاص (3/ 387)، المبسوط للسرخسي (9/ 78)، بدائع الصنائع (7/ 35)، البناية شرح الهداية (5/ 263).
[25] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref25) الأم (7/ 139)، منهاج الطالبين (503).
[26] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref26) المغني (9/ 59)، وكشاف القناع (6/ 95)، مطالب أولي النهى (6/ 182).
[27] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref27) أخرجه البخاري (6238)، ومسلم (2657).
[28] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref28) انظر للمسألة: جمع الجوامع للسبكي (ص 80)، ولباب المحصول من علم الأصول لابن رشيد المالكي (2/ 673)، وشرح مراقي السعود للشنقيطي (2/ 412).
[29] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref29) انظر هذه الآثار في الملحق المتعلق بتخريج الأحاديث والآثار الواردة في عقوبة من يعمل عمل قوم لوط.
[30] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref30) المبسوط للسرخسي (9/ 78)، بدائع الصنائع (7/ 35)، البناية شرح الهداية (5/ 263)، فتح القدير (5/ 263)، ويرى أن للإمام قتل من يعمل عمل قوم لوط إذا أكثر منه.
[31] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref31) المحلى لابن حزم (12/ 392).
[32] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref32) أخرجه البخاري (6484) واللفظ له، ومسلم (1676) من حديث عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه –.
[33] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref33) نسبه إليه: بن حزم في المحلى (12/ 392).
[34] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref34) الداء والدواء لابن القيم (396).
[35] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref35) وما جاء عن عمر بن الخطاب يحتمل القبول؛ لأن رجاله ثقات إلا عثمان بن النضر، فإني لم أعثر له على ترجمة.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 12:36]ـ
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
ولو أن البحث صُف على هيئة بي دي إف؛ لكان ذلك حسنًا.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 02:07]ـ
بارك الله فيك ...
أفعل - إن شاء الله - إذا عرفتُ ذلك:)
ـ[ربوة العارض]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 02:20]ـ
جزاكم الله خير الجزاء على هذا البحث الطيب الذي تعب عليه
وأذكر أن د. علي الحسون أفاض في بحث المسألة في كتابه (العقوبات المختلف عليها في جرائم الحدود) وأصله رسالة دكتوراه.
فهل اطلعتم عليه؟(/)
درروس وعبر من أحداث غزة الأخيرة
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 12:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من المسجد كانت الانطلاقة الأولى، ومن المسجد يصنع التاريخ الآن، وحوله يدور الصراع بين الإسلام والوثنية في الهند، وبين الإسلام واليهودية في فلسطين.
إن ما يدور الآن في أرض غزة من أحداث رهيبة يجب أن نأخذ منها الدروس والعبر فمن تلك الدروس:
أولا: إن ما يفعله اليهود في أرض الأسرى .. وما يرتكبونه في حق إخواننا هناك .. يجب أن لا يلجئنا إلى الصراخ والعويل، والشكوى إلى ما يسمى (مجلس الأمن) ولا البكاء على الذكريات، ولا أن نقول: أين أنت يا صلاح الدين؟ ولن نستجدي ظهور (البطل) ..
ولكننا نقول: إن الصراع بيننا وبين (اليهود) صراع طويل، وما يقوم به شجعان غزة من هذه العمليات الاستشهادية التي أقرت عيون المؤمنين .. ما هي إلا جزء من هذا الصراع، لقد قلنا ولا نمل من التكرار: إن هؤلاء القادمين من أوربا شرقيها وغربيها لا يفهمون إلا لغة القوة .. وهذا الأوربي والأمريكي الذي يمد هؤلاء لا يفهم إلا لغة القوة .. إنه لن يقف في وجه اليهود إلا هؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم .. ولا أدل على ذلك من حالة الرعب والهلع الذي يعاني منه شعب يهود ومن وراء يهود .. فهل يعي ذلك دعاة السلام والاستسلام؟!!
الدرس الثاني: إنّ الأمة التي تنطلق من أجل عقيدتها ـ أياً كانت هذه العقيدة ـ أقدر على الثبات والمواجهة، وهذا هو الذي تميزت به دولة يهود؛ إذ أنها انطلقت في بنائها من التعاليم التوراتية، التي أصبحت هي الأصل في كل مواقفها السياسية والعسكرية، بينما ـ مع الأسف الشديد ـ تنكّر العرب لعقيدتهم الإسلامية وخلفيتهم الحضارية، ورفعوا شعار القومية تارة، والوطنية تارة ثانية، والبعثية تارة ثالثة ... ونخرت هذه الشعارات النفعية في جسد الأمة نخراً شديداً، حتى أصابها التشتت والتمزق، ولم تعد قادرة على انتزاع أيسر حقوقها وأوضحها؛ فالإحباطات المتراكمة تسيطر عليها من كل جهة.
ولمّا رجع بعض الناس إلى هويتهم الأصيلة، وتعالت في صفوفهم آيات الأنفال وآل عمران، وارتفعت ألوية التوحيد، جُنّ جنون اليهود، واضطربت عقولهم، وأخذوا يبطشون بكل قسوة وجبروت، لعلهم يئدون هذا الوليد في مهده، ويخنقون صوته، لكنهم لم يجدوا إليه سبيلاً ..
إنّ الأحداث المتتالية علمتنا أن اليهود لا يمكن مواجهتهم إلا بسلاح العقيدة، وأن الرجال الصادقين المخلصين هم وحدهم القادرون على الثبات وإن أصابهم ما أصابهم من شدة وقتل، ولا يمكن ترويضهم أو تذليلهم؛ فهم حريصون على الشهادة أكثر من حرص غيرهم على الدنيا.
الدرس الثالث: والآن وفي هذه الأحداث الأخيرة والتي أسفر صباح الحقيقة، وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في مستقبل قضية فلسطين، واستسلمت كل الرايات .. وبقيت راية واحدة تعلن الرفض، وتتمسك بثوابت الحق، وتفي وتحمل الأمانة إلى الأجيال القادمة، تلك هي راية الإسلام، وأولئك هم أبناء الصحوة الإسلامية المجاهدة في فلسطين وفي أرض الله الواسعة كذلك.
ومما هو جدير بالتذكر الآن، أن هذه الرايات المنكوسة، هي ذاتها التي حاربت راية الإسلام على مدى نصف قرن، وقهرت كل من حاول رفعها في العديد من ديار الإسلام، وذلك باسم "قضية فلسطين"، "ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، ومنذ ذلك التاريخ، وفلسطين تضيع قطعة قطعة!!
إن الغضب الإسلامي مشروع ولا ريب .. الغضب لله ولدينه ولحرماته ولمسجده الأقصى، ولكن الذي ينبغي الحذر منه، أن يصبح الغضب فورة عاطفة، وانفلاتة أعصاب ومشاعر، دون أن تقنن هذه العاطفة وتلك المشاعر في خطط جديدة طويلة الأمد، ندير من خلالها صراعنا الجديد/القديم مع اليهود، ونظام الظلم العالمي الجديد.
إن ما حدث أخيراً، هو مفتتح جديد للتاريخ، بالقدر نفسه الذي يمثل نهاية مرحلة وتاريخ، وهذا التاريخ الجديد، يتحمل فيه الإسلاميون -وحدهم - عبء المواجهة، وتبعات الجهاد الأكبر .. فنسأل الله تعالى أن يوفقهم لنصرة الإسلام وأهله .. وأن يسدد خطاهم .. وجمع شملهم على الحق.
وأخيرا .. إخواننا هناك بحاجة إلى دعمكم ومساندتكم .. فلم يعد في وسعهم تأمين حاجاتهم الغذائية بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل .. فهل نخذلهم في وقت الشدة؟ هل نتركهم فتنة للقوم الظالمين؟ إن لم تستطيعوا أن تجاهدوا بأنفسكم فلا أقل من أن تجاهدوا بأموالكم ضد يهود
من موقع شبكة نور الاسلام , د: محمد الهبدان(/)
أحداث غزة جراح وأفراح .......... الشيخ د. أحمد النقيب
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 01:13]ـ
إن الحمد لله نستعينه و نستغفره , و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا و أشهد أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له , القائل في كتابه العزيز:" وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ " (169) آل عمران و القائل: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (200)
و أشهد أن محمدا عبده و رسوله , خير من جاهد و قاتل حتى أتاه اليقين , و القائل في سننه: و اعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف. (متفق عليه) و القائل: جعل رزقي تحت ظل رمحي و جعل الذلة و الصغار على من خالف أمري (البخاري تعليقا و وصله أحمد و الطبراني) و القائل: لا يكلم أحد في سبيل الله , و الله أعلم بمن يكلم في سبيله , إلا جاء يوم القيامة و جرحه يثعب –أي يجري – اللون لون دم و الريح ريح المسك. (متفق عليه)
أما بعد فإن أصدق الكلام كلام الله عز و جل ,و خير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ: أما بعد معشر الإخوان من المؤمنين و المسلمين , أظن أنه قد بلغكم و ترامى إلى مسامعكم , و شاهدت عيونكم , خبر هذه الداهية الدهياء , و المصيبه الصلعاء , و بحور الدماء , و تناثر الأشلاء , و نسف الطرق و البناء , و دك المساجد و أماكن الشفاء, كل ذلك رأيناه صباحا و مساء , من هؤلاء المجرمين اليهود الملاعين على إخواننا أهل غزة الصابرة , جبر الله مصابهم , و ربط عز و جل على قلوبهم , و شد سبحانه أزرهم , و سدد رميهم ,و تقبل شهداءهم , و داوى جرحاهم , و فك حصرهم ,و أمن خائفهم , و أطعم جائعهم , و كسى عاريهم , و وحد كلمتهم , و قوى عزمهم , و نصرهم على عدوهم , و حقن دماءهم , و صان أعراضهم , و خذل عدوهم , و جعل الدائرة على اليهود , و ألقى الرعب في قلوبهم اللهم آمين.
وهذه أيها الإخوة الأحباب إشارات سريعة , لما ظهر لي من جراح و أفراح في أحداث غزة فإليكم ما يلي:-
الجرح الأول:
هذا الإنقسام و التفرق و التشرذم بين صفوف الإخوة الفلسطينيين و هذا بشؤم الرايات الجاهلية المرفوعة , كالعلمانية , و القومية , و الوطنية ... إلخ. ولا شك أن هذه الرايات المناوئة للإسلام مما يزيد في ضعفهم , و يطمع فيهم أعداءهم , و يؤخر الظفر على أعدائهم , و هذا التفريق و الاختلاف أيضا موجود في مواقف الدول العربية و الإسلامية تجاه قضية فلسطين , و تجاه ما يجب عمله لأهل غزة خاصة , فمن يرى الحل السلمي و الدبلوماسي لا يطيق سماع من يرى أن القضية لن تحل إلا بالجهاد و قتال أعداء الله من اليهود و العكس بالعكس, و سيظل هذا الانقسام موجودا حتي نعود لهدي القرآن و السنة في تحقيق الأخوة الإيمانية امتثالا لقوله تعالى:-
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)} الحجرات و قوله جل في علاه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)} آل عمران
و قوله –صلى الله عليه و سلم –" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا, و شبك النبي بين أصابعه" (متفق عليه) و قوله "مثل المؤمنين في توادهم , و تراحمهم , و تعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى " (متفق عليه) و قوله " المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه –أي لا يتركه للأعداء من غير نصره- , و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته , و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة , و من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة " (متفق عليه)
و الآيات في هذا المعنى الجليل و الأحاديث كثيرة لا يتسع المقام لذكرها
الجرح الثاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن اليهود أهل مكر و حيلة و هذا مشهور عنهم قديما و حديثا , فقد قام عدد من المجرمين الصهاينة من ذوي المناصب بزيارة عدد من الدول العربية و الإسلامية كمصر و تركيا و غيرها قبل هذا الهجوم بيوم أو يومين , بل قامت وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني بتوجيه التهديدات الصريحة من أرض الكنانة –جبر الله مصابها –إلى حماس و أهل غزة , وهذا مما فتح الباب على مصراعيه لإلقاء التهم بالخيانة و العمالة , أو على الأقل بعدم المانع من المسؤلين في هذه الدول لهجوم الصهاينة على أهل غزة , ومن العجب أن تكون نتيجة استبيان للرأي أقامه موقع الجزيرة نت مفاده ,هل تعتقد أن الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة تمت بتواطئ عربي، نعم أو لا:
المحزن أن النتيجة كانت:7, 93% قالوا نعم؟!!
و هذا ما جرأ رئيس الكيان الصهيوني في اليوم الرابع للحرب بأن يقول أن بعض الدول العربية تحثني على مواصلة الحملة العسكرية على غزة , و أن تقول وزيرة الخارجية بأن الحملة العسكرية على حماس تصب في مصلحة الدول العربية حتى لا تظهر عندها منظمات كحماس , و لا سيما حينما تطلع على كلام الدكتور مصطفى الفقي لجريدة الشرق الأوسط 4 - 12 - 2008 قال: إن مصر لا يمكن أن تقبل بما وصفه "إمارة إسلامية " على حدودها مع غزة , معتبرا أن إضفاء الطابع الديني على القضية الفلسطينية يؤدي إلى تفتيتها؟!!
و صدق المصطفى – صلى الله عليه و سلم –و هو يقول:"إذا لم تستح فاصنع ماشئت " فأنت قد رضيت يا دكتور طائعا أو كارها بجوار اليهود , فلماذا يضيق صدرك عم جوار حماس و أهل غزة , ولا أدري عن أي تفتيت يتحدث للقضية , فمنذ ستين سنة و أنتم تتداولون القضية الفلسطينية , بعيدا عن الطابع الديني الذي ذكرت –و هو يتحاشى ذكر الإسلام- فماذا فعلتم فيها!! , واستغل ذلك أمين ما يسمى بحزب الله فقام بالتحريض الواضح الصريح للشعب و الجيش في مصر بالخروج على حكامه , و أن يفتحوا المعابر بالقوة –إلخ , فلماذا لم يقم هذا الجبان بمناوشة إسرائيل من جنوب لبنان حتى يشغلها بفتح جبهة أخرى , أو على أضعف الإيمان يرسل بعض الأسلحة أو المساعدات و لو في طي الكتمان لأهل غزة , أو على التنزل بكف شر ميليشياته التي دربها في لبنان لتمارس دورها القذر في قتل أهل السنة في العراق , و طعنهم في ظهورهم , و شغلهم عم عدوهم , أم أن الكلام سهل , و إطلاق التصريحات العنترية الجوفاء لا يكلفه شيء ولا من ورائه من الملالي في إيران؟!!
الجرح الثالث:
قامت مؤتمرات العرب و انتفضت و كما هو معتاد لم تأت بشيء اللهم إلا ان عجزوا عن الاتفاق فيما بينهم فحملوا خلافاتهم لتحل في مجلس الأمن و رجل الشارع كما وضح في وسائل الإعلام كان يعرف هذه النتيجة مسبقا حتى إن بعضهم قال لأحد المذيعين أتحب أن أقول لك ما سيقررونه قبل أن ينتهوا؟ و قد ترأس الوفد العربي إلى مجلس الأمن الرئيس الفلسطيني , وهكذا تنقضي الأيام في سفر و رحلات و مقابلات و مباحثات , وهب أن مجلس الأمن قد أصدر قرارا بوقف الحرب فسيظل حبرا على ورق حتى تنتهي إسرائيل من تحقيق أهدافها من إيقاع أكبر عدد من الشهداء و الجرحى و تدمير كل ما تطاله أسلحتها , و حينئذ سنقول بأننا قد انتصرنا , و انتزعنا هذا القرار بفضل هذه التحركات و المباحثات؟!!
الجرح الرابع:
حصرت كثير من الدول العربية و الإسلامية العون الذي يمكن أن يقدم لإخواننا في غزة فيما يسمى " المساعدات الإنسانية "فأقول إن الدول حتى غير المسلمة لا تمانع في هذا , بل إنها يمكن أن تكون أكثر عطاءا , و أسرع إرسالا منا في هذا السبيل و لعلكم سمعتم بقارب الكرامة الذي أبعدته الزوارق اليهودية إلى لبنان و من المضحك المبكي في آن واحد أن هذه المساعدات لم يتيسر دخولها في أحيان كثيرة , حتى إن دولة قطر اتفقت مع المسؤلين في دولة اليهود على أن ترسل المساعدات عن طريق مطار بن جوريون في تل أبيب ثم تحمل برا بعد ذلك إلى أهل غزة؟!!
كأننا نقول لأهل غزة على لسان اليهود: كلوا و اشربوا و تداووا حتى يحين الوقت المناسب لقتلكم , و هدم البيوت على رؤوسكم.
الجرح الخامس:
(يُتْبَعُ)
(/)
أراد بعض أهل الضفة الغربية و منهم خبراء عسكريون مسلمون الذهاب إلى أهل غزة لنصرتهم و تقديم العون لهم , فمنعتهم السلطة في الضفة الغربية و هذا من أعجب العجب و الله , فإذا كنتم تمنعون أهل فلسطين من مساعدة إخوانهم , فلماذا تطلبون العون من خارج فلسطين؟ و حتى الأسرى لمنظمة حماس لم تفرجوا عنهم , فحينئذ يكون من الواضح أنكم تسعون للقضاء على حماس للانفراد بالحكم و السلطة , و أي خير تأملون بعد هذا القتل و الهدم. يا عباد الله أفيقوا من سكرتكم رحمكم الله.
الجرح السادس:
وصل عدد الشهداء إلى أربعين و أربعمائة و العدد يزداد كل ساعة و كل يوم , و عدد الجرحى إلى ثلاثمئة و ألفين و العدد يزداد أيضا و منهم النساء و الأطفال الشيء الكثير , و أن اليهود يستهدفون الآن القياديين البارزين في حماس و من آخرهم استشهادا الدكتور نزار ريان أستاذ علم الحديث , فقد قتل في منزله و معه زوجاته الأربع و أولاده التسعة حينما ألقيت قنابل و صواريخ تحمل آلاف الأطنان على منزله فماتوا جميعا نسأل الله أن يتقبلهم قي الشهداء و أن يرحمهم.
الجرح السابع:
أقدم اليهود الجبناء على استهداف المساجد فدكوا أكثرها بالصواريخ , و لم تسلم منهم حتى المستشفيات , و سيارات الإسعاف , و من يقومون بداواة الجرحى من الأطباء و الممرضين.
الجرح الثامن:
المعيشة الصعبة التي يعيشها أهل غزة فلا كهرباء , و لا مياه , و نقص حاد في السلع الغذائية , و نقص شديد في الأدوية و الأجهزة الطبية , و هذا مع البرد الشديد , و الترقب من القصف الصاروخي كل وقت من ليل أو نهار. فحسبنا الله و نعم الوكيل
الأفراح
و يعجب القارئ من هذا العنوان و يقول أي فرح يكون في هذه الدواهي و المصائب. فأقول: إن رحمة الله على عباده إذا تشتد الكراب و ازدادت المحن أن يرسل لطفا من عنده , و يبشر عباده , ليثبت أهل البلاد و يحتسبوا , و اعتبر أيها الحبيب بما كان يوم بدر , و الأحزاب و حنين و غيرها من الوقائع العظام.
الفرح الأول:
عودة هذه الروح المفقودة من زمن بعيد إلى جماهير المسلمين فيما يلم بإخوانهم في غزة و غيرها , روح الأخوة الإيمانية , وهذه العواطف الملتهبة التي رأيناها , وهذا الغضب العارم المؤذن بتغير الأمور , و أقول فإنه و إن لم يبن عمل مثمر حتى الآن على هذه العواطف و إنما أغلبها في صورة مظاهرات و لقاءات و نحوها , لكنه يمكن أن تؤثر إذا أحسن أهل العلم و الدعوة توجيه هذا الجماهير إلى عمل فاعل بدلا من هذه المظاهرات و التي لا نحصل منها خيرا في الجملة و الغالب على ما فيها من حرج شرعي عند كثير من أهل العلم , لكن نقول هذا التطور الجارف من الناس بأنه لا بد عمل شيء لوقف الحرب يمكن استثمار ذلك بالتبرع بالدماء , و جمع الأموال , و غير ذلك مما يحتاجه أهل غزة , ومن يدري فلعله يأتي اليوم الذي يكون من السهل على أهل الإسلام إذا غزيت بلد مسلم أن يذهبوا إليها و يجاهدوا مع أهلها بأنفسهم , و هذا و الله من أعظم البشريات في هذه المحنة بعد أن تسكعت الأمة مشرقا و مغربا طوال القرن الماضي في استيراد هذه الأفكار الجاهلية التي مزقت قلوب الأمة , و نافرت بين دولها و أفرادها , و لم يسلم منها إلا من سلمه الله تعالى , و يمكن مراجعة هذه الرسالة اللطيفة للعلامة ابن باز رحمه الله " نقد القومية العربية " ففيها خير كثير , و كذلك مراجعة بحث " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم "في أضواء البيان , و كذلك رسالة " الإسلام و الحضارة الغربية " للدكتور محمد محمد حسين رحمه الله , و لكن هذا يحتاج من هذه الجماهير أن تراجع كل شيء في حياتها و أن تصحح عقيدتها , و عبادتها , و معاملاتها , و أخلاقها , و تصوراتها , و أفكارها على منهاج الكتاب و السنة بهدي الصحابة و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الفرح الثاني:
وضوح قضية أهل غزة عندهم و قد ظهر من كثير منهم أنهم مستهدفون لأنهم مسلمون , و هذه الصور التي نقلت في وسائل الإعلام عمن يجودون بأنفسهم و هم يرفعون إصبع السبابة و يجأرون بكلمة التوحيد واضحة بحمد الله , و لا أنسى مشهد هذه البنت الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها عشر سنوات , و هي تقول لأخواها و قد سمعت صوت القصف الصاروخي: ارفعوا السبابة و تشهدوا تشهدوا حتى تموتوا على ذلك؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فالحمد لله و نرضى بقضاء الله, و من مات في سبيل دينه , و ختم له بالتوحيد فلا يضره بعد ذلك شيء إن شاء الله!!
الفرح الثالث:
هذا الصبر العجيب الذي رأيناه من أهل غزة من الرجال الشيب و من النساء العجائز , و من الأمهات المكلومات في أزواجهن و أبنائهن , و هذا الإصرار على الصمود , وعدم الهزيمة , و هذه أم الدكتور نزار تقول: مات أولادي و تركوا لي بندقية سأحملها و أدافع بها و أقتل بها اليهود إذا أتوا إلينا , و الصبر مفتاح النصر إن شاء الله!!
الفرح الرابع:
هذه الصواريخ التي يطلقها أهل غزة على عدوهم و أصبحت تصل إلى مدى ستين كيلو مترا مما لم يكن في حسبان اليهود , و وصلت هذه الصواريخ إلى مدن مثل عسقلان , و بئر السبع , و النقب , وغيرها من المدن التي يحتلها اليهود , فأثارت فيهم الرعب بفضل الله , و اختبأ كثير منهم في الملاجئ و رؤي مسئول يهودي ينام كالفأر المذعور تحت سيارته خوفا من قصف الصواريخ ," و ما يعلم جنود ربك إلا هو " فبرغم أن هذه الصواريخ ليست بالمتطورة , لكن اليهود أجبن الخلق و بهم من الرعب ما يفوق مئات المرات ما عند أطفال غزة فكيف برجالها؟!! فالحمد لله!!
الفرح الخامس:
إن رفع راية الجهاد و مقاومة اليهود إيذان بقرب تحقق النبوءة النبوية و هي " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيختبئ اليهودي وراء الحجر و الشجر فيقول الحجر و الشجر يا مسلم يا عبد الله تعال فورائي يهودي فاقتله ... "
الفرح السادس:
نبشر أهل غزة أن اليهود رغم كفرهم و جبنهم عن المواجهة فإن معهم من أسباب السقوط و الهزيمة ما هو كاف بأهون و أيسر الأسباب فمن ذلك:-
1 - أنهم أهل مكر و قد قال تعالى " ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله"
2 - أنهم أهل غدر و قد قال تعالى "فمن نكث فإنما ينكث على نفسه"
3 - أنهم أهل بغي و قد قال تعالى "يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم "
4 - أنهم أهل ظلم و قد قال تعالى " و من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا " و قوله تعالى:" و كذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى و هي ظالمة إن أخذه أليم شديد" و قوله تعالى"و من يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا(/)
خذ نسختك من شرح الشيخ السحيمي لكتاب فضل علم السلف على الخلف) لابن رجب الحنبلي مفرغا
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 10:10]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
شَرْحُ كِتَابِ
فَضْلِ عِلْمِ السَّلفِ على الخَلَفِ
للْحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ الحَنْبَليِّ
- رَحِمَهُ اللهُ -
شَرْحُ فَضِيلَةِ الشَّيْخِ صَالِحٍ السُّحَيْمِيِّ
- حَفِظَهُ اللهُ -
إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله - صلى الله وسلم وبارك عليه - وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد: نبدأ مستعينين بالله - سبحانه وتعالى - هذا الكتاب المبارك (بيان علم فضل السلف على علم الخلف) للحافظ أبي الفرج زين الدين عبد الرحمان بن أحمد بن رجب الحنبلي البغدادي ثم الدمشقي المولود سنة (736) للهجرة والمتوفى (795) للهجرة - رحمه الله رحمة واسعة -.
وهو صاحب الكتب والتصانيف الكثيرة المعروفة؛ والتي منها (جامع العلوم والحكم)، وغيرُها من الكتب النافعة، ومنها (الفرق بين النصيحة والتعيير)، ومنها الكثير والكثير من الكتب النافعة.
وقبل أن نقرأ نص الكتاب أود أن أبين أمورا:
أولا: من هم السلف المقصود ببيان فضل علمهم؟
ثانيا: ما أدلة هذا الفضل إجمالا؟؛ لأن الشيخ سيدخل في تفاصيل، لكن سنجمل بعض الأدلة.
ثالثا: لماذا فُضِّل علم السلف على علم الخلف؟
أقول - وبالله التوفيق -: إذا أطلق السلف عند أهل السنة والجماعة؛ فالمقصود بهم - بشكل عام - من تقدم من أهل العلم من هذه الأمة على منهج المصطفى – صلى الله عليه وسلم -: قولا، وعملا، واعتقادا.
والبعض من أهل العلم، أو بعض أهل العلم؛ لأن بعض اللغويين يقولون: كلمة البعض خطأ لغوي؛ فنقول: وبعض أهل العلم يقصرون مفهوم السلف على أهل القرون الثلاثة الأولى المفضلة المعروفة؛ لأدلة سنذكرها – إن شاء الله -.
والبعض – ولعله يكون الأولى – يطلق السلف على كل من تقدم على هذا المنهج (من كان مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) (1).
فمن تقدم من المسلمين، وبخاصة أهل العلم = داعين ومتمسكين بهذا المنهج وداعين إليه وحرصين عليه = هم المعنيون بهذه التسمية، وأتباعهم هم السلفيون، هم أهل السنة والجماعة، هم الطائفة المنصورة، هم الفرقة الناجية، هم الجماعة، هم أهل الحق، هم أهل الحديث؛ وإن لم يتخصصوا في علوم الحديث؛ فهذه الأسماء تعني مسمى واحدا، تعني مسمى واحدا، حتى ولو قل الأتباع، وضَعُفَ النصير، والمهم أن نعلم أن مَن ثبت على السنة = هم السلف، ومن تبعهم هم السلفيون، ولا يتبرمن أحدٌ من الاعتزاء إلى هذا المنهج القويم، والانتساب إليه، والتشرف بالاعتزاء إليه، كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية (2)، وغيرُه: بأن الاعتزاء إليه منقبة للمؤمنين، وشرف لهم، ورفعة لهم؛ فيجب الاعتزاء إليه، والانتساب إليه، والتشرف بذلك، وعدم التبرم من ذلك؛ فإن وجد من يدعي هذه الدعوى، وهو ليس على المنهج الواجب؛ فإنه لا يضر من يعتزي إلى هذا المنهج؛ فلو تسمى أحد من التكفيريين – مثلا - كما يجري في بعض البلاد - بتسمية السلفيين، وهم لا يمثلون منهج السلف لا من قريب، ولا من بعيد؛ فهذا لا يمنعك من أن تنتسب، وأن تعتزي، وأن تتشرف بانتسابك إلى منهج السلف.
... الآن بعض الفرق الضالة مثل الدروز - موقعهم في الإنترنت الآن (التوحيد) فهل هم أهل توحيد؟
هل يزهدنا هذا في أن نشرف بأننا من أهل التوحيد؟
والقاديانيون الأحمديون - موقعم اسمه (الإسلام) فهل يمثلون الإسلام؟
الجواب: أنهم لا يمثلونه.
فكون فئات تتدعي هذه الدعاوي - كما أن هناك من يدعي الإسلام وهو لا يمثله، لا من قريب، ولا من بعيد؛ وإنما مجرد الانتساب، فهل يسمى مسلما؟ هل الانتسباب إلى الهوية - المسلم يعني مجرد الاسم هل يكون مسلما؟
الجواب: لا؛ لا يكون مسلما.
فكذلك من ادعى السلفية وليس سلفيا = هذا ليس بسلفي، ولا نتبرم من الانتساب إلى مذهب السلف من أجل تلك الدعاوى التي لم يقم عليها أهلها بينات.
(يُتْبَعُ)
(/)
أحببت أن أوضح هذه النقطة؛ لأنه اتصل بي قبل شهر إحدى الأخوات تقول: يعني هل يصح أن ننكر الانتساب إلى منهج السلف، وأن نقول: فلان - إذا قال: سلفي - ننكر عليه قولَه: إنه سلفي؟
فعياذا بالله! كيف هذا؟
قالت: هناك من يقول: لا تقولوا هذا؛ فإنه غير صحيح.
الجواب:
وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم
فلننتبه لهذا. هذا أمر.
الأمر الثاني: الأدلة على فضل السلف على فضل الخلف: أدلة من القرآن، والسنة، والإجماع.
فمن القرآن قول الله – تبارك وتعالى – ? وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ?] التوبة: 100 [.
وقوله - جل وعلا - ? وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ?] النساء: 115 [.
ويقول تبارك وتعالى ? أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ?] الأنعام: 90 [.
ويقول - تبارك وتعالى - ? الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ?
] الزمر: 18 [.
ولا شك أن أحسن القول بعد الكتاب والسنة = هو قول السلف الصالح.
وأما السنة فمنها قول النبي – صلى الله عليه وسلم – (عليكم بسنة وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ) (3).
وثناؤه على الصحابة في آخر سورة الحشر؛ ثم ذكر الآية بعد أن ذكر المهاجرين والأنصار قال: ? وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ?] الحشر: 10 [.
وقول النبي – صلى الله عليه وسلم – (إن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) (4).
ولا شك أن الإحداث إنما يطلق على ما خالف منهج السلف الصالح؛ سواء كان: قولا، عملا، أو اعتقادا.
وقول النبي – صلى الله عليه وسلم – أيضا –: (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) (5).
وقد جاءت النصوص على أنه ما يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه؛ ولذلك يقول حذيفة: (عليكم بالعتيق) (6).
ويقول عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه –: (من كان مستنا فليستن بمن قد مات) (7) – يعني من مضى من السلف.
وفي رواية: (فليستن بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فهم أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا؛ وهم على الهدى المستقيم) (8).
ويقول – رضي الله عنه –: (اتبعوا ولا تبدعوا فقد كفيتم) (9).
ولعل في هذا كفاية لمن تدبر.
و قبل أن ندخل في صلب الكتاب نقول:
لماذا يتبع مذهب السلف؟
أو لماذا يفضل علم السلف على علم الخلف؟
أولا: قرب عهدهم من النبوة؛ فمظنة وقوعهم في الخطأ أقل.
ثانيا: ما تقدم من النصووص التي ذكرنا بعضا منها في بيان فضلهم.
ثالثا: ورعهم، وزهدهم.
رابعا: صدقهم وتحريهم للصواب.
خامسا: عدم جرأتهم على القول على الله بغير علم، كما هو حال بعض الخلف، ووقوفهم عند النصوص الشرعية، ولزومهم للسنة.
سادسا: أنه كلما العهد متقدما = كان الوقوع في الزلل أقل.
وهناك أمور كثيرة تحتم على المسلم أن يلزم منهج السلف: عقيدة، وعبادة، وأحكاما، وأخلاقا، وآدابا، ومنهج حياة.
والآن نبدأ النص لكتاب الشيخ (فضل علم السلف على علم الخلف)
الْمَتْنُ
الحمد لله رب العالمين؛ وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيراً.
أما بعد: فهذه كلمات مختصرة في معنى العلم، وانقسامه إلى علم نافع، وعلم غير نافع، والتنبيه على فضل علم السلف على علم الخلف؛ فنقول - وبالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله -.
الشَّرْحُ
(يُتْبَعُ)
(/)
هنا بدأ المؤلف بحمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسوله – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه وأتباعهم، ثم بين أن ما يدل على مدلول الكتاب، وأنه سيتحدث فيه عن العلم بأقسامه المعروفة: وأن منه ما هو نافع، ومنه ما هو غير نافع، بل منه ما فيه نفع وضرر ويغلب ضرره على نفعه، إلا أن المشهور ما كان نافعا نفعا خالصا، وما كان ضارا ضررا خالصا، وسيذكر أمثلة لذلكم؛ لأن بعض العلوم فيها نفع من وجه، وضرر من وجه آخر.
الْمَتْنُ
قد ذكر الله – تعالى- في كتابه العلم تارة في مقام المدح؛ وهو العلم النافع، وتارة في مقام الذم؛ وهو العلم الذي لا ينفع.
فأما الأول فمثل قوله - تعالى - ? قُل هَل يَستَوي الَّذينَ يَعلَمونَ وَالَّذينَ لا يَعلَمون ?] الزمر: 9 [.
وقوله ? شَهِدَ اللَهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلّا هُوَ وَالمَلائِكَة وَأُولوا العِلمَ قائِماً بِالقِسط ?] آل عمران: 18 [.
وقوله ? وَقُل رَبِّ زِدني عِلماً ?] طه: 14 [.
وقوله ? إِنَّما يَخشى اللَهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ ?] فاطر: 28 [.
وما قص - سبحانه - من قصة آدم وتعليمه الأسماء، وعرضهم على الملائكة.
وقولهم ? سُبحانَكَ لا عِلمَ لَنا إِلّا ما عَلَّمتَنا إِنَّكَ أَنتَ العَليمُ الحَكيم ?] البقرة: 32 [.
وما قصه - سبحانه وتعالى - من قصة موسى - عليه السلام - وقوله للخضر: ? هَل أَتَّبِعُكَ عَلى أَن تُعَلِمَني مِمّا عُلِّمتَ رُشدا ?] الكهف: 66 [.
فهذا هو العلم النافع.
الشَّرْحُ
تحدث المصنف – رحمه الله تعالى – بادئ ذي بدء عن العلم النافع، والعلم النافع هو علم الكتاب والسنة، والتفقه في ذلك على منهج السلف الصالح، وهذا هو العلم الذي يبقى ذخرا لأهله يوم القيامة.
وهذا العلم النافع قد ذكر المصنف – رحمه الله – بعضا من أدلته من الآيات الكريمة التي إذا تأملها المسلم خرج بالنتائج، أو بالفوائد التالية نذكر بعضا منها:
الفائدة الأولى: أنه لا مقارنة بين الجاهل والعالم؛ فإن العالم والمتعلم على خير؛ يتميز عن الجاهل، بفقهه في دين الله – سبحانه وتعالى – فإنه لا يعمل الشيء إلا إذا عرف أنه مطلوب شرعا، فلا يقدم على إحداث شيء في الدين مما لم يأذن به الله – سبحانه وتعالى – بل يتوقف عند النصوص الشرعية؛ لذلك قال تعالى ? هَل يَستَوي الَّذينَ يَعلَمونَ وَالَّذينَ لا يَعلَمون ?] الزمر: 9 [.
ومن ورعه أنه لا يقول على الله بغير علم، بل يقف عند النصوص الشرعية، ? وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ?] الإسراء: 36 [.
الفائدة الثانية: أن طالب العلم - أو العالم، أو المتعلم - يعبد الله على بصيرة؛ فلا يعمل عملا إلا إذا كان مستندا إلى الكتاب والسنة، ومنهج السلف الصالح، كما يدل عليه قول الله – تعالى – ? قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ?
] يوسف: 108 [.
الفائدة الثالثة: أنه أشد الناس خشية لله – جل وعلا -؛ ولذلك يقول الله – تعالى – ? إِنَّما يَخشى اللَهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ ?
] فاطر: 28 [.
بل إن أشد الناس خشية لله هم الأنبياء، ثم من يليهم في الفضل؛ كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: (إني والله لأخشاكم لله، وأتقاكم له) (10).
الفائدة الرابعة: أنهم مهما تعلموا؛ فإنهم يطلبون المزيد من العلم، ولا يدعون كمال العلم إذ أنهم يعلمون أن: ? وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ?] يوسف: 76 [(وَقُل رَبِّ زِدني عِلماً ?] طه: 14 [.
ولا يزال الرجل عالما ما طلب العلم فإذا ظن أنه قد علم = فقد جهل (11).
الفائدة الخامسة: أنه يقف عند نصوص الشرعية؛ فلا يتجاوز القرآن والسنة فيما يقول وفيما يترك.
الفائدة السادسة: أنه يَكِلُ علم ما لم يعلم إلى عالِمه، وهو الله - تبارك وتعالى - انظر إلى قول الملائكة في قصتهم مع آدم
? سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ?] البقرة: 32 [. ففضل آدم عليهم بهذا العلم الذي علمه إياه.
(يُتْبَعُ)
(/)
الفائدة السابعة: أن الله – عز وجل – يختص بعلمه من يشاء من عباده، فانظر إلى قصة موسى – عليه السلام - مع الخَضِر – عليه السلام - وأن الله قد يخص كلا من الأنبياء بعلم ليس عند الآخر، وقد يكون الآخر أفضل منه، ومع ذلك يخص من دونه بعلم لا يوجد عنده، وفي ذلك بيان لأن العلم الذي لا يحيط به أحد، ولا ينتهي إلى أمد = هو علم الله – سبحانه وتعالى –.
فهذا هو العلم النافع، هذا هو العلم النافع الذي أمرنا أن ندعو الله في كل صباح ومساء على لسان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بطلبه؛ فإنه ورد في الحديث الصحيح من أذكار الصباح والمساء (اللهم إني أسألك علما نافعا، وعملا صالحا] وفي رواية متقبلا [، وزرقا طيبا) (12).
فهو الذي أمرنا أن ندعو الله. والعلم النافع هو ما تفقه فيه صاحبه كما قال الله – جل وعلا - ? فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ?] التوبة: 122 [.
وقول النبي – صلى الله عليه وسلم –: (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين) (13).
الْمَتْنُ
وقد أخبر عن قوم أنهم أوتوا علماً ولم ينفعهم علمهم. فهذا علم نافع في نفسه لكنّ صاحبه لم ينتفع به. قال تعالى: ? مَثَلُ الَّذينَ حُمِّلوا التَوراةَ ثُمَّ لَم يَحمِلوها كَمَثَلِ الحِمارِ يَحمِلُ أَسفارا ?] الجمعة: 5 [.
وقال: ? وَاِتلُ عَلَيهِم نَبَأَ الَّذي آتَيناهُ آياتِنا فَاِنسَلَخَ مِنها فَأَتبَعَهُ الشَيطانُ فَكانَ مِنَ الغاوينَ وَلَو شِئنا لَرَفَعناهُ بِها وَلَكِنَّهُ أَخلَدَ إِلى الأَرضِ وَإِتَّبَعَ هَواهُ ?] الأعراف: 175 [.
وقال تعالى: ? فَخَلَفَ مِن بَعدَهُم خَلفَ وَرِثوا الكِتابَ يَأخُذونَ عَرَضَ هذا الأَدنى وَيَقولونَ سَيُغفَرُ لَنا وَإِن يَأتِهِم عَرَضٌ مِثلُهُ يَأخُذوهُ ?] الأعراف: 169 [.
وقال: ? وَأَضَلَّهُ اللَهُ عَلى عِلمٍ ?] الجاثية: 23 [على تأويل من تأول الآية على علم عند من أضله الله.
الشَّرْحُ
هنا صنف من العلم أشار إليه الشيخ نافع في نفسه؛ لم ينتفع به صاحبُه، هو نافع في نفسه، لكن صاحبه لا ينتفع به، كحال أولئك الذين يقرأون العلوم ولا يطبقونها، ولا يعملون بها، ولا يدعون إليها، ولا يصبرون على الأذى في سبيلها؛ لأن العلم لابد فيه من العمل، ولابد في العمل من الدعوة إلى هذا العلم، ولابد من الصبر في سبيل تطبيقه، ولو تعرضت للأذى في سبيل ذلك؛ فمن لم يعمل به، ولا يدعو إليه، ولا يصبر على الأذى فيه = فإنه حجة عليه، هو نافع في نفسه، لكنه لم ينفع ذلك القلب القاسي عن ذكر الله – جل وعلا – وقد ضرب الله مثلا لذلك بحال اليهود ? مَثَلُ الَّذينَ حُمِّلوا التَوراةَ ثُمَّ لَم يَحمِلوها كَمَثَلِ الحِمارِ يَحمِلُ أَسفارا ?] الجمعة: 5 [. والأسفار هي الكتب، هل يستفيد الحمار من حمل الكتب؟
لا يستفيد؛ بيما الذي يستفيد غيرُه، وهو الإنسان، وكحال بلعان بن باعوراء ذلكم اليهودي الضال الذي وصفه الله بقوله ? وَاِتلُ عَلَيهِم نَبَأَ الَّذي آتَيناهُ آياتِنا فَاِنسَلَخَ مِنها فَأَتبَعَهُ الشَيطانُ فَكانَ مِنَ الغاوينَ وَلَو شِئنا لَرَفَعناهُ بِها وَلَكِنَّهُ أَخلَدَ إِلى الأَرضِ وَاِتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ?] الأعراف: 175 [؛ فهو لا يستفيد من علمه، لم يستفد من علمه، وهذا ينطبق على حال الزنادقة، والمنافقين الذين يعلمون العلم ولا يطبقونه، كما ينطبق على الخوارج المارقين الذين يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم؛ فيعرضون عن القرآن والسنة، ويحكِّمون أهواءهم، وآراءهم، وبدَعَهم، وشبهَهُم؛ فيستحلون دماءَ المسلمين، وأموالَهم، يقتلون برَّهم، وفاجرهم، وهم يظهرون في كل وقت (14)؛ كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – عن حالهم، وأنهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، وأنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية (15)، وإن كانوا أصحابَ عبادة؛ فإنها عبادة لا تمثل المنهج الحق الذي يجب أن يسير عليه المؤمن؛ لأنهم شذوا عن منهج أهل السنة والجماعة؛ فوقعوا في هذا الداء العضال، وهذا مصداق قول
(يُتْبَعُ)
(/)
النبي – صلى الله عليه وسلم -: (والقرآن حجة لك أو عليك) (16).
فكل من لم يعمل بعلمه ينطبق عليه ذلك ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ؛ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ?] الصف: 2 - 3 [.
? أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ?] البقرة: 44 [.
وجاء في الحديث الصحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم - من حديث أسامة – رضي الله عنه – أنه – صلى الله عليه وسلم – قال: يؤتى بالرجل يوم القيامة فتندلق أقتابه – يعني أمعاءه – فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى؛ فيقال: يا فلان! ألم تكن تأمرنا بالمعروف، وتنهانا عن المنكر؟
قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه (17).
وثبت في الحديث الصحيح (18) – أيضا – أن أول ما تسعر الناس بثلاث؛ وذكر منهم رجلا يجاء به يوم القيامة؛ فيعرف نعمة الله، فيعرفها. ثم يقال له: ماذا عملت بها؟
فيقول: يارب قرأت كتابك، وأقرأته الناس.
فيقال له: إنما قرأته ليقال: إنك قارئ، وقد قيل، ثم يأمر به؛ فيسحب على وجهه في النار - والعياذ بالله -.
فهؤلاء لم ينفعهم العلم الذي تعلموه؛ سواء كان منهم المنافقون الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا، وهم عن الآخرة معرضون، أو الزنادقة الذين ضلوا على علم كحال اليهود، أو الذين اتبعوا أهواءهم كالخوارج، وغيرهم من الشذاذ؛ فليس لهم إلا ما أُشْرِبَوا من أهوائهم.
يذبحون المسلمين ويرون أن هذا هو طريق الجنة: قتلة عثمان، وقتلة علي، وقتلة المسلمين في هذه الأزمنة، والمستأمنين، والذميين من أمثال أتباع كلاب أهل النار من الفئة الضالة المارقة من الدين، والتي تستحل دماءَ المسلمين بناء على فتاوي جاهلة من جهلة سفهاء؛ لا يعرفون من الفتوى إلا ما هو حجة عليهم – والعياذ بالله - فيفتون بغير علم؛ فيَضلون، ويُضلون – والعياذ بالله -، وما أكثرهم في هذه الأزمنة - لا كثرهم الله - عبر وسائل الإعلام، وعبر بعض القنوات، وعبر أجهزة الإنترنت، ونحو ذلك ممن فتنوا الأمة، وضيعوا شباب الأمة وراء السراب، وضيوعهم باسم الجهاد المزيف، الجهاد المزعوم الذي هو جهاد في سبيل إبليس، وفي سبيل خدمة اليهود، والنصارى، والغرب.
يقتِّلون المسلمين، ويفتنونهم، ويستحلون: التفجيرَ، والتدميرَ، والقتلَ في بلاد المسلمين، ويزعمون أن ذلك هو طريق الجنة، وهو طريق الشهادة ? قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ?] الكهف: 102 - 103 [.
وهكذا – والعياذ بالله – من طلب الفتوى من غير أهل العلم الخُلَّص = فإنه يضل؛ فاعرفوا عمن تأخذون دينكم إخوتي شبابَ الإسلام، وشيبه؛ فإن الدين لا يأخذ عن كل أحد (19)، وإنما يأخذ عن العلماء الربانيين الذين يقضون بالحق، وبه يعدلون، الذين ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين (20).
أما المردة، والزنادقة، والمنافقين، وعُبَّاد المادة، والذين أشتريت ذممهم؛ ليفسدوا أخلاق المسلمين، وليفسدوا عقائد المسلمين من مُفْرِطين، أو مُفَرِّطين = فهؤلاء علمهم حجة عليهم، ولو كانوا يعرفون الحق؛ لأنهم ممن ضل على علم - والعياذ بالله -.
فهذا العلم الذي أشار إليه المصنف = هو علم نافع نفسه، ولكنَّ حملته لم ينتفعوا به؛ فشبّههم الله بالحمار، كما شبَّه اليهودَ والنصارى.
الْمَتْنُ
وأما العلم الذي ذكره الله - تعالى - على جهة الذم له فقوله في السحر ? وَيَتَعَلَّمونَ ما يَضُرُّهُم وَلا يَنفَعُهُم وَلَقَد عَلِموا لَمَنِ اِشتَراهُ مالَهُ في الآخِرَةِ مِن خَلاقٍ ?] البقرة: 102 [.
وقوله: ? فَلَمّا جاءَتهُم رُسُلُهُم بِالبَيِّناتِ فَرِحوا بِما عِندَهُم مِنَ العِلمِ وَحاقَ بِهِم ما كانوا بِهِ يَستَهزِئون ?] غافر: 83 [.
وقوله تعالى ? يَعلَمونَ ظاهِراً مِنَ الحَياةِ الدُنيا وَهُم عَن الآخِرَةِ هُم غافِلون ?] الروم: 7 [.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك جاءت السنة بتقسيم العلم إلى نافع وغير نافع، والاستعاذة من العلم الذي لا ينفع، وسؤال العلم النافع ففي صحيح مسلم (21) عن زيد بن أرقم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها).
وخرجه أهل السنن (22) من وجوه متعددة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي بعضها ومن دعاء لا يسمع. وفي بعضها أعوذ بك من هؤلاء الأربع.
وخرج النسائي (23) من حديث جابر أن النبي - صلي الله عليه وسلم - كان يقول (اللهم إني أسألك علماً نافعاً وأعوذ بك من علم لا ينفع).
وخرجه ابن ماجه (24) ولفظه: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لا ينفع.
وخرجه الترمذي (25) من حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: (اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علماً).
وخرج النسائي (26) من حديث أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو (اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وارزقني علماً تنفعني به).
وخرج أبو نعيم (27) من حديث أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: (اللهم إنّا نسألك إيماناً دائماً فرب إيمان غير دائم وأسألك علماً نافعاً فرب علم غير نافع).
وخرج أبو داود (28) من حديث بُريدة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنَّ منَ البيان لسحراً وإن من العلم جهلاً) وإن صَعْصَة بن صَوْحان فسر قوله (إن من العلم جهلاً) أن يتكلف العالم إلى علمه مالا يعلم فَيُجَهِّلُهُ ذلك؛ ويُفسر أيضا بأن العلم الذي يضر ولا ينفع جهل؛ لأن الجهل به خير من العلم به؛ فإذا كان الجهل به خيراً منه فهو شر من الجهل. وهذا كالسحر وغيره من العلوم المضرة في الدين، أو في الدنيا؛ وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تفسير بعض العلوم التي لا تنفع.
الشَّرْحُ
هنا يبين المصنف – رحمه الله تعالى – أن الكتاب والسنة قد جاءا ببيان العلم النافع، والعلم الذي لا ينفع، وقد بينا – كما نص المصنف – في بيان العلم النافع، ما هو العلم النافع؛ ثم بين المصنف العلم النافع الذي لا ينتفع به صاحبُه، ثم انتقل في المرحلة الثالثة إلى بيان بعض العلوم الضارة المحضة، أو العلوم التي ضررها يغلب على نفعها، ومما يدل على أن العلم قسمان: نافع، وغير نافع الحديث الذي أورده المصنف والروايات التي أتبعها به، وهو (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها).
والرويات التي أوردها بعد ذلك؛ مما يدل على أن من العلوم ما لا ينفع ألبتة، وضرب الشيخ – رحمه الله – أمثلة لذلك؛ من ذلك:
علم السحر؛ فإنه علم ضار محض، ضرره محض ومتحقق قال الله – عز وجل – ? وَيَتَعَلَّمونَ ما يَضُرُّهُم وَلا يَنفَعُهُم وَلَقَد عَلِموا لَمَنِ اِشتَراهُ مالَهُ في الآخِرَةِ مِن خَلاقٍ ?] البقرة: 102 [.
وقبل ذلك قال: ? وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ?] البقرة: 102 [.
.
فعلم السحر = علم ضار ضررا محضا، بل إنه كفر وخروج من الدين، وهو نوعان: سحر حقيقي، وسحر تخييلي.
فالسحر الحقيقي: هو الذي يؤثر في الأبدان فقد يقتل، وقد يمرض باستخدام الأرواح الخبيثة من الشياطين، وأعوانهم من أجل أن يؤثر ذلك السحر، وهذا في الغالب لا يتحقق إلا بالكفر، بعد أن يكفر صاحبه بالله كأن يسجد لغير الله، أو يهين شيئا فيه ذكر الله، أو أن يستهزئ بالدين، أو أن يترك فرضا تركه كفر، أو أن يفعل محرما مستحلا ذلك، ومجيزا ذلك، أو أن يشرك بالله، أو أن يجعل معه إلها آخر، ونحو ذلك.
أو بإهانة شيء فيه ذكر الله - جلا وعلا – فالمقصود أن السحر ضرر محض ? وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ?] طه: 69 [، ? إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ?] يونس: 81 [.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالسحر من العلوم الضارة التي لافائدة فيها ألبتة؛ ولذلك فإن تعلمه حرام، وهذا هو ما حدا ببعض أهل العلم إلى أن يقولوا: إن الساحر لا تقبل توبته (29) – أي عند الناس – فيما يبدوا للناس، أما عند الله؛ فأمره إلى ربه؛ لأنه – غالبا – قد يبقى معه هذا العلم؛ فيصعب عليه التخلص منه، ومن مزوالته – والعياذ بالله -.
والسحر لا يجوز، حتى ولو لقصد المعالجة به؛ فإن الغاية لا تبرر الوسيلة في الإسلام، المؤمنون يتداوون بما أباح الله لهم، ويبتعدون عن المحرمات، فإن السحر ضرر محض، ولا يجوز تعلمه، ولا تعليمه، لا لقصد حل السحر، ولا لأي قصد آخر، إذ أن الغاية في الإسلام لا تبرر الوسيلة، فيجب التعاون على إزالة آثار السحرة، وعدم التستر عليهم، ومن تسر عليهم انطبق عليهم الحديث (لعن الله من آوى محدثا) (30) وقول النبي – صلى الله عليه وسلم – إن من البيان لسحرا (31).
هل قاله على سبيل الذم، أم على سبيل المدح؟
على سبيل الذم؛ لماذا على سبيل الذم؟ أي أن بعض الناس يتفاصح، ويتكلف، ويتخلل بلسانه! كما تتخلل البقرة؛ بأساليب ساحرة ربما أثرت على ضعاف الإيمان، ومن ليس عندهم علم؛ فتؤثر عليهم تلك الأساليب؛ لأنها أساليب قوية، بسبب ما فيها من فصاحة زائدة؛ ولذلك فإن أبغض الناس إلى الله الألد الخصم.
ونهى النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يتخلل المسلم بلسانه كما تتخلل البقرة (32)، يعني التكلف، هذا هو المقصود بقوله: إن من البيان لسحرا.
يعني ليس المقصود أن البيان يؤثر بالناس تأثيرا طيبا، أحيانا البيان والبلاغة والتعمق فيها = قد يؤدي إلى أمر عكسي؛ ولذلك كره أهل العلم الإفراط في علم البلاغة، وعلم النحو، مع أنهما نافعان، كآلة لتعلم العلوم النافعة.
لكن مع ذلك نهى العلماء عن التكلف في هذه العلوم؛ ولذلك قيل: أوهى من حجة نحْوي؛ هذا لا يدل على أن علم النحو ليس مفيدا، علم النحو مفيد إذا لم يخرج عن المؤلوف، وإذا لم يصل إلى درجة العمق، والتكلف، حتى إن من النحْويين المتكلفين، ومن البلاغيين المتكلفين من أوَّلَ نصوص القرآن، والسنة، وبخاصة نصوص الأسماء والصفات.
وهذا هو وجه ذم علم النحو -كما ستأتي الإشارة إليه -.
والخلاصة – يا عبدَ الله – أن كل علم لا ينفع، أو كل علم ضررُه غالب على نفعه؛ فإنه يجب البعد عنه؛ ومن ذلك:
علم الكلام.
وعلم المنطق.
وعلم النجوم فيه تفصيل سيأتي بيانُه بعد قليل – إن شاء الله -.
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 10:17]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الْمَتْنُ
ففي مراسيل أبي داود (33) عن زيد بن أسلم قال: قيل يا رسول الله! ما أعلمَ فلانا؟
قال: بم؟
قالوا: بأنساب الناس.
قال: علم لا ينفع وجهالة لا تضر.
وخرجه أبو نعيم في كتاب (رياض المتعلمين) من حديث بقية عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا وفيه (إنَّهم قالوا أعلم الناس بأنساب العرب وأعلم الناس بالشعر وبما اختلفت فيه العرب)، وزاد في آخره (العلم ثلاثة ما خلاهن فهو فضل: آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة)؛ وهذا الإسناد لا يصح، وبقية دَلَّسهُ عن غير ثقة.
وآخر الحديث خرجه أبو داود وابن ماجه (34) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا (العلم ثلاثة وما سوى ذلك فهو فضل: آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة) وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد الإفريقي وفيه ضعف مشهور.
وقد ورد الأمر بأن يُتعلم من الأنساب ما توصل به الأرحام من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم) أخرجه الإمام أحمد والترمذي (35).
وخرجه حميد بن زنجويه من طريق آخر عن أبي هريرة مرفوعا (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ثم انتهوا، وتعلموا من العربية ما تعرفون به كتاب الله ثم انتهوا، وتعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ثم انتهوا) وفي إسناد رواته ابن لَهيعة (36).
وخرج - أيضاً - من رواية نعيم بن أبي هند قال قال عمر: تعلموا من النجوم ما تهتدون به في بركم وبحركم ثم أمسكوا، وتعلموا من النسبة ما تصلون به أرحامكم وتعلموا ما يحل لكم من النساء ويحرم عليكم ثم أمسكوا (37).
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى مسعر عن محمد بن عبيد الله قال قال عمر بن الخطاب (تعلموا من النجوم ما تعرفون به القبلة والطريق).
وكان النخعي لا يرى بأساً أن يتعلم الرجل من النجوم ما يهتدي به (38).
ورخص في تعلم منازل القمر أحمد وإسحق نقله عنها حرب (39)؛ زاد إسحاق: ويتعلم من أسماء النجوم ما يهتدى به (40).
وكره قتادة تعلم منازل القمر (41)؛ ولم يرخص ابن عيينه فيه ذكره حرب عنهما.
وقال طاوس: " رب ناظر في النجوم ومتعلم حروف أبي جاد ليس له عند الله خلاق خرجه حرب. وخرجه حميد بن زنجويه " من رواية طاوس عن ابن عباس (42).
وهذا محمول على علم التأثير لا علم التسيير فإن علم التأثير باطل محرم.
وفيه ورد الحديث المرفوع (ومن اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر) خرجه أبو داود (43) من حديث ابن عباس مرفوعا، وخرج (44) - أيضاً - من حديث قبيصة مرفوعاً: " العيافة والطِيَرة والطرق من الجبت .. " والعيافة: زجر الطير، والطرَّْق: الخط في الأرض؛ فعلم تأثير النجوم باطل محرم، والعمل بمقتضاه كالتقرب إلى النجوم، وتقريب القرابين لها كفر.
وأما علم التسيير فإذا تعلم منه ما يحتاج إليه للاهتداء، ومعرفة القبلة، والطرق كان جائزاً عند الجمهور (45)، وما زاد عليه فلا حاجة إليه؛ وهو يشغل عما هو أهم منه، وربما أدى التدقيق فيه إلى إساءة الظن بمحاريب المسلمين في أمصارهم (46)، كما وقع ذلك كثيراً من أهل هذا العلم - قديماً وحديثاً -؛ وذلك يفضي إلى اعتقاد خطأ الصحابة والتابعين في صلاتهم في كثير من الأمصار؛ وهو باطل.
وقد أنكر الإمام أحمد الاستدلال بالجدي وقال: إنما ورد ما بين المشرق والمغرب قبلة؛ يعني لم يرد اعتبار الجدي ونحوه من النجوم.
وقد أنكر ابن مسعود على كعب قوله: إن الفَلَك تدور، وأنكر ذلك مالك وغيره، وأنكر الإمام أحمد على المنجمين قولهم: إن الزوال يختلف في البلدان، وقد يكون إنكارهم أو إنكار بعضهم لذلك؛ لأن الرسل لم تتكلم في هذا، وإن كان أهله يقطعون به، وإن كان الاشتغال به ربما أدى إلى فساد عريض (47).
وقد اعترض بعض من كان يعرف هذا على حديث النزول ثلث الليل الآخر؛ وقال: ثلث الليل يختلف باختلاف البلدان؛ فلا يمكن أن يكون النزول في وقت معين. ومعلوم بالضرورة من دين الإسلام قبح هذا الاعتراض، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم أو خلفاءه الراشدين لو سمعوا من يعترض به لما ناظروه بل بادروا إلى عقوبته وإلحاقه بزمرة المخالفين المنافقين المكذبين (48).
وكذلك التوسع في علم الأنساب هو مما لا يحتاج إليه: وقد سبق عن عمر وغيره النهي عنه مع أن طائفة من الصحابة والتابعين كانوا يعرفونه ويعتنون به (49).
وكذلك التوسع في علم العربية: لغة ونحواً = هو مما يشغل عن العلم الأهم، والوقوف معه يَحْرم علماً نافعاً.
وقد كره القاسم بن مخيمرة علم النحو وقال أوله شغل وآخره بغي (50).
وأراد به التوسع فيه؛ ولذلك كره أحمد التوسع في معرفة اللغة وغريبها وأنكر على أبي عبيد (51) توسعه في ذلك، وقال: هو يشغل عما هو أهم منه؛ ولهذا يقال: إن العربية في الكلام كالملح في الطعام؛ يعني: أنه يؤخذ منها ما يصلح الكلام، كما يؤخذ من الملح ما يصلح الطعام، وما زاد على ذلك = فإنه يفسده.
وكذلك علم الحساب يحتاج منه إلى ما يعرف به حساب ما يقع من قسمة الفرائض والوصايا، والأموال التي تقسم بين المستحقين لها، والزائد على ذلك مما لا ينتفع به إلا في مجرد رياضة الأذهان وصقالها لا حاجة إليه ويشغل عما هو أهم منه.
الشَّرْحُ
هذا الموضوع الذي استطرد فيه الشيخ – رحمه الله تعالى - كله مبني على بيان العلوم غير النافعة، أو بيان العلوم التي التوسع فيها غير نافع، إما أن يكون الاشتغال بها ليس نافعا ألبتة، بل هو ضار ضرر محض؛ وهذا كعلم السحر - وقد تقدم -، وإما أن يكون الاشتغال بها يشغل عما هو خير منها، وإما أن يكون لها جانبان: جانب فيه نفع، وجانب فيه مضرة؛ فيكتفى بالجانب الذي فيه النفع، ويترك ويبتعد عن الجانب الذي فيه مضرة، هذه كل ما مثل له المصنف – رحمه الله - بهذه الأمثلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر منها علم النجوم، والتحذير منه، وذكر منها علم الأنساب؛ فعلم الأنساب الذي يشتغل به البعض - التوسع فيه مشغلة، وربما أدى إلى عصبية جاهلية، أو أدى إلى فتن وحروب طائفية قبلية، لكن كون المسلم يحافظ على نسبه هذا لا اعتراض عليه، وكون المسلم يتعلم من نسبه ما يصل به رحمه هذا أمر مطلوب شرعا كما جاء في الحديث الذي صححه غيرُ واحد من أهل العلم (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم) (52) وإن كان البعض قد يرى ضعفه، ولكن الحقيقة أنه يصل – إن شاء الله - إلى درجة الحسن - على الأقل – وأما النهي الصريح عن تعلم الأنساب فمحمول على النهي الذي يوصل صاحبه إلى التعصب للقبيلة المحضة، حتى ولو كان على حساب الدين، ولو كان بمخالفة شرع الله – عز وجل – من التعصبات الجاهلية الخطيرة، وقد استفدنا من شيخنا الشيخ حماد الأنصاري – رحمه الله تعالى – تحذيره من تعصبات أربع:
التعصب القبلي العرقي القومي الجاهلي المنتن.
والتعصب الطرقي الطائفي الصوفي.
والتعصب الترابي الأرضي البهيمي.
وهنا أقف وقفة ليس المراد الذب عن أوطان المسلمين ومحبة المسلمين، وحبك لوطنك، ولبدك، وذوذك عنه، هذا أمر ليس فيه محل جدال، لكن المقصود أن يتحول الخلاف بين المسلمين إلى خلاف على هذا التراب.
والرابع: التعصب المذهبي الفقهي الذي وصل به الأمر إلى أن يوجد في المسجد الحرام، قبل مجيء الملك عبد العزيز – رحمه الله تعالى – كان فيه أربعة محاريب كل أتباع إمام يصلون وحدهم، والأئمة – رحمهم الله - يرضون بذلك، أم أنهم برئيون من ذلك؟
لا شك أنهم برئيون من ذلك براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
فهذه التعصبات الأربع ممقوتة، والمقصود أن الأنساب - عناية المسلم بنسبه لا اعتراض عليه. عنايته بقبيلته، والعناية بتكافلهم، ومساعدة فقيرهم، وتعليم جاهلهم، والرفق بضعيفهم = هذا أمر مطلوب، والرسول – صلى الله عليه وسلم – كان يعطي كل قبيلة راية، هذا لا اعتراض عليه، لكن أن يصل إلى درجة التعصب؛ حتى تقرب قريبك في النسب، ولو كان كافرا، أو ملحدا وتفضله على أخيك المؤمن الذي هو أخوك في الإسلام؛ فهنا تكون الكارثة؛ فإن الإسلام قد وضع أناسا، ورفع آخرين، رفع بلالا، وصهيبا، وخبابا، عمارا - رضي الله عنهم وأرضاهم – وكانوا مسترقين لدى كفار قريش، في الوقت الذي أذل أبا جهل، وأبا لهب، وعتبة وشيبة ابني ربيعة، وغيرهم من طواغيت الكفر.
الخلاصة: أن تعلمك لنسبك، بقصد المحافظة عليه، وبقصد صلة الأرحام = هذا أمر مشروع ومباح، وأما ما زاد عن ذلك من التعصب الجاهلي، أو ما يفضي إلى التعصب الجاهلي، أو إلى الحروب، أو إلى المفاخر بالأحسباب والأنساب، المفاخرة بالأحساب والأنساب = فهذا العلم علم باطل ممقوت.
أما تعلم علم النجوم فقد ورد كثير من تحذير السلف منه، وقد بين الله – عز وجل - في كتابه ما يدل على تحديد الفوائد من النجوم، من تعلم علم النجوم قال الله – تبارك وتعالى –:
? وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ?] الملك: 5 [.
وقال تعالى: ? وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ?
] النحل: 16 [.
وورد في الآثار عن الصحابة: خلق الله النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجوما للشايطين، وعلامات يهتدى بها (53).
فما خرج عن ذلك؛ فإنه إما أن يكون محرما – كما سنبينه – وإما أن يكون فضولا يفضي إلى ما لا تحمد عقباه؛ ولذلك جاء في الحديث (من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر) (54).
وثبت في الصحيحين من حديث زيد بن خالد الجهني – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: قال الله تعالى: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر؛ فمن قال: مطرنا بفضل الله ورحمته؛ فهو مؤمن بي كافر بالكوكب، ومن قال: مطرنا بنوء كذا وكذا؛ فهو كافر بي، مؤمن بالكوكب (55).
وقال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة على الميت (56).
وما جاء في ذم علم النجوم؛ فالمقصود به التأثير؛ لأن علم النجوم على قسمين:
علم التأثير، وعلم التسيير.
(يُتْبَعُ)
(/)
فعلم التأثير: الاعتقاد بأن للكواكب السيارة - أو غيرها من النجوم - تأثيرا في أحداث الكون لميت عظيم، أو ولادة عظيم، أو سعد، أو نحس، أو بركة، أو قحط، أو نحو ذلك؛ فهذا المعتقد محرم، وهو علم التأثير، وهو الذي أفضى بالصائبة إلى عبادة الكواكب الذين بعث الله فيهم إبراهيم – عليه السلام –؛ فأصبحوا يبنون لها الهياكل والنجوم، والتماثيل، ومثله ما يفعله البعض – الآن - من دعوى الحظ، والسعد، والنحس، وأنت طالعك فلان، وفلان طالعه فلان، وفلان نجمه فلان السعيد، وفلان نجمه فلان النحس، وهكذا، هذا كله من علم التأثير المحرم، وهو محرم بإجماع المسلمين.
والمقصود بعلم التسيير هو الاستدلال بالنجوم على نحو ما ذكرنا قبل قليل، كالاستدلال على القبلة، وعلى الطريق ? وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ?] النحل: 16 [؛ ومعرفة القبلة.
وأما ما أورده المصنف من أن أحمد كان يكره الاستدلال بالجدي، يقصد بهذا التنطع، الجدي هو النجم القبطي الشمالي، التنطع في تحديد القبلة لمن كان بعيدا عنها؛ فإن ما بين المشرقين قبلة (57) كما أخبر رسول الله – صلى الله عليه وسلم –؛ فلذلك: التدقيق والتعمق والتكلف في هذا لا يجوز، وإلا قد ينبني عليه بطلان صلوات المسلمين المتقدمين الذين اجتهدوا في تحديد المحاريب التي توجه إلى القبلة، فتكفي مجرد الجهة، ولا تلزم إصابة عين الكعبة بالنسبة لمن كان بعيدا عنها، بل المقصود التوجه إليها ? فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ?] البقرة: 144و 150 [أي نحوه، وليس المقصود النهي عن معرفة علوم النجوم مثل الجدي وغيره، والاستدلال به على القبلة - هذا لا بأس، لكن أن يتحول إلى تنطع وتكلف بحيث يختلف الناس بسبب ذلك = هذا لا يجوز، إذا اختلفوا فبالنسبة لمن يسكن شمال مكة فما بين المشرقين قبلة.
ولا يتشدد بهذا.
ومثله التوسع في علم العربية، وفي علم البلاغة الذي أشرنا إلى ما يجوز منه، وما لا يجوز.
بقي من درس الأمس مسألتان تكلم عنهما المصنف – رحمه الله تعالى -:
المسألة الأولى: أن ثمة من العلوم ما لاينفع علمه، ولا يضره جهله؛ فهذا = العلم به والجهل به سيان، وهناك فضول من العلوم، لاطائل تحتها، لا تفيد، لا في أمر الدين ولا في أمر الدنيا؛ فالعلم به لا ينفع، بل والجهل به لا يضر، ولا يترتب عليه مصلحة للأمة في أمر دينها ودنياها.
وأشار إلى مسألة الفلك، ودوارنه؛ فمثل هذا لو أن الأمة جهلته، أو لم تتعلمه؛ الأمر فيه سعة، ولكن الذي أحب أن أنبه إليه: أننا لا نخضع آيات القرآن لهذه العلوم؛ فإن توصل إلى علم لا يعارض النصوص، وفيه مصلحة للأمة في أمر دينها ودنياها؛ فالحمد لله، وهو يدخل في قول الله – تعالى –: ? سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ?] فصلت: 53 [.
وإن كانت مجرد نظريات بحتة؛ فهذه لها ثلاثة أحوال:
- إما أن يكون في النصوص الشرعية ما يدل عليها، أو يشير إليها.
- وإما أن لا يوجد ما يعارضها على الأقل.
- وأما أن تكون معارضة للشرع – جملة وتفصيلا -.
فإن كانت تلك النظرية معارضة للشرع؛ فيجب اطِّراحها، ولا شك أنهم سيصلون يوما من الأيام إلى أنها نظرية باطلة. مثل نظرية التطور والارتقاء، نظرية دارون التي تزعم أن أصل الإنسان يعني حيوان بحري، ثم قرد، ثم ... ثم ... ثم تطور إلى أن أصبح إنسانا؛ فهذه النظرية باطلة - جملة وتفصيلا - بل يعارضها حتى الكفار أنفسهم؛ لذلك يقول أحدهم: نحن نعلم أن الناس من أبناء آدم، وآدم من تراب.
ولا ندري ما إذا كان دارون صاحب هذه النظرية، ما إذا كان قردا أم لا؟
هذا يقوله بعض الكفار؛ فأي نظرية تعارض القرآن، تعارض السنة تعارض شيئا من العقيدة = فهي نظرية باطلة، لا يجادل فيها ولا يناقش.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: النظريات التي لا يعارضها نص، ولا يؤيدها، يعني مسألة صعودهم القمر - إن صح ذلك – الذي يبدو أنها ما زالت نظرية، بل إن بعض أساطينهم يشكك في ما يدعون أنهم نزلوا عليه أهو القمر، أم غيره، ونحن لا نعرض النصوص لهذه النظريات، كشأن الذين يقولون: إن مما يدل على طلوعهم القمر قول الله – تعالى - ? فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ?] الرحمان: 33 [. هذا كذب؛ لأن الآيات تتحدث عن يوم القيامة ? يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ، فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ، يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ ?] الرحمان: 33 – 35 [الآيات كلها تتحدث عن يوم القيامة.
فسواء صعدوا إلى القمر أو المريخ ما يعنينا، إن ثبت علميا تجريبيا صحيحا بالتجارب الحقيقة الحسية؛ فنحن نقول: ليس عندنا في الشرع ما يعارض ذلك؛ ربما أن ذلك يحصل – الله أعلم -، لكن لا نتسرع في التصديق، ولا في التكذيب، وفي الوقت نفسه لا نستخدم النصوص لا في التصدييق، ولا في التكذيب - في أمر لا يؤيده الشرع، ولا ينكره.
المسألة الثالثة: إذا وجد في الشرع ما يشير إليه؛ مثل دوران الكواكب، وما إلى ذلك، ما عدا الأرض، أنا مع قصر علمي أتوقف في القول بدوارنها، وهم أنفسهم متناقضون في القول بدوارن الأرض، أما الكواكب الأخرى، لا شك أن الله – عز وجل - ذكر أنها تدور، ? وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ?] ياسين: 40 [هل تدخل في ذلك الأرض، أو لا تدخل، الله أعلم، نكل علم هذا إلى الله – عز وجل – ولكن نعلم أن الأرض ثابتة من حيث إنها لا تموج ولا تتحرك تحركا مضطربا، ? وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ?] النازعات: 32 [? وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ ?] المرسلات: 27 [.
وهم يؤمنون بأن الجبال مثبتة للأرض، ووازن لحركتها، هم يقرون بهذا، لكن هل تدور حول محورها؟، هل تدور حول بعض الكواكب؟ هل تدور كذا، وكذا؟، هذا أمر لا نتدخل فيه، إلا إذا ثبت ما يدل من العلم التجريبي الصحيح الثابت.
لكن دعوى أن الشمس ثابتة، والأرض تدور = هذا باطل فالشمس تدور لقول الله – عز وجل -: ? وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ?] ياسين: 38 [وجاء أنها تستأذن يوما ما؛ فلا يؤذن لها؛ فتطلع من المغرب (58).
فلا شك أن الشمس تجري، ومن زعم أنها ثابتة = فهو كذاب، بقي موضوع الأرض: أنا ممن يتوقف فيه، وإن كان شيخنا الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى – له رأي في هذا وهو أنها لا تدور ألبتة، أقلّ ما نقول: هو التوقف؛ يعني إما أن تكون نظرية باطلة، وإذا بنا لم نقحم أنفسنا في إثباتها، أو إنكارها، وإما أن تكون نظرية صحيحة؛ فإذا بنا لم نعرض النصوص للإثبات أو الإنكار.
أما الكواكب، الشمس، القمر؛ فهذه تجري شاءوا أم أبوا، قالوا بذلك، أم لم يقولوا، ادعوا علما في هذا، أم لم يدعوا: ? وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ?] ياسين: 38 [وقوله تعالى ? وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ?] ياسين: 40 [.
هل هذا الفلك كله يدرو حول مجرة واحدة، بما فيه الأرض؟ الله أعلم.
لاشك أن النجوم تدور، والكواكب تدور، وتغرب، وتذهب، لكن هل الأرض تدرو، أو لا تدور؟ هذا أمر ما زالت نظريات، لا ينبغي أن نعرض النصوص لها: لا نفيا، ولا إثباتا.
هذا الذي يبدو لي في هذه المسألة.
النظريات التي فيها - هناك ما يشير إليها، أو ما يدل عليها، بعضها ثبت بالتجارب العلمية، وقد دلت الآيات عليها من مئات السنين، مثل قضية خلق الجنين من بين الصلب والترائب، يزعم أحد اليهود أنه هو الذي توصل إلى هذه النظرية: من صلب الرجل وترائبه، ومن صلب المرأة وترائبها، وليس المقصود أنه من بين صلب الرجل وترائب المرأة، بل من صلب وترائب الرجل، ومن صلب وترائب المرأة – الاثنين، وهذا أمر - الآن - ربما أنه ثبت عليما، والحمد لله أن القرآن قد سبق إلى بيانه، المهم نحن لا نعرض القرآن لهذه المسائل؛ لئلا
(يُتْبَعُ)
(/)
نقع في شيء من الإفراط، أو التفريط.
أما المسألة الثانية: وهي مسألة علاقة نزول الرب – سبحانه وتعالى –، بدوران الفلك، واختلاف الوقت، بعبارة أوضح: أننا - الآن - الساعة عندنا – مثلا – هنا في المملكة قرب الخامسة، نجدها في أمريكيا - مثلا - العاشرة صباحا، بينما نجدها في اليابان – مثلا - الحادية عشر ليلا – الآن – أو الثانية عشر ليلا، في أندونيسيا العاشرة ليلا، اختلاف الوقت هذا، بعض من تخصصوا في هذه الفنون دخلوا فيما لا يعنيهم، قالوا: كيف نقول: إن الرب ينزل في الثلث الأخير من اليل، بينما اختلاف الوقت ثابت علميا بين البلدان، اختلاف الوقت لا شك، الآن بين المدينة وبين ينبع كم دقيقة؟ = عشر دقائق، بين المدينة والرياض = نصف ساعة، بين المدينة والشرقية = خمس وأربعون دقيقة، هذا أمر مسلَّم - قديما وحديثا -، لكن ما الذي يجعل هؤلاء المساكين يعرضون صفات الرب – سبحانه وتعالى - لهذه النظريات، أو لهذه الأحوال الفلكية؟
الذي أوقعهم في ذلك = هي كلمة كيف.
وهذا هو الذي أضل كثيرا من البشر (كلمة كيف)، أضل الجهمية: كيف يستوي ربنا على عرشه؟
نحن نعرف أن الإنسان يصنع الكرسي، ثم يجلس، ثم يأتي، ثم يتكلف حتى يهيأ له هذه الكرسي؛ إذا قلنا: إن الله يستوي على عرشه أشبه من؟ المخلوقين.
رتبوا على هذا نفي الاستواء، ونفي العلو، كيف نقول: إن الله فوقه جميع خلقه؟
لو قلنا بذلك؛ لقلنا: إنه محدود، بحد معين، أو أنه جسم، أو أنه يعني متحيز، ونحو ذلك.
إذًا كلمة كيف؟ هي التي أوقعتهم في هذا.
نسي هؤلاء المساكين أنهم لا يعرفون كيفية الروح التي بين جنبيهم؛ أسألهم هذا السؤال: تؤمن بأن فيك روحا، أم لا؟
يقول لك: نعم فيّ روح.
تؤمن بأن معك ملكين: أحدهما عن اليمين والآخر عن اليسار؟
يقول لك: نعم؛ كيف!
هل تراهما؟
يقول لك: لا.
طيب هل تؤمن بهما؟
يقول لك: نعم.
طيب ألا تؤمن بأن الله يفعل ما يشاء ويختار؟
يفعل ما شاء إذا شاء كيف شاء؛ بغض النظر عن اختلاف الأوقات، لأن الله – عز وجل – لا يكرثه شيء، ولا يعجزه شيء، يفعل ما يشاء ويختار، لا تقسه بنفسك، ولا تقسه بالمخلوقين، أيا كانوا؛ ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – عند أصل ذكره في التدمرية (59): القول في الصفات فرع عن القول في الذات.
كيف؟
إذا قال لك الأشعري: كيف ينزل ربنا إلى السماء الدنيا، وهل يخلو منه العرش، أو لا يخلو، وهل تحيط به السماوات، أو لا تحيط، وما الحجم الذي نزل فيه، وكيف ينزل، وبأي طريقة؟
اسأله سؤالا معاكسا: قل له: هل تؤمن بوجود الله، هل تؤمن بذات الله، بأن له ذاتا تخصه؛ لا تشبه ذوات المخلوقين؟
يقول لك: نعم.
تؤمن له ذاتا خاصا لا تشبه ذوات المخلوقين؟
الجواب: نعم.
هل تشبه الذوات؟
لا.
طيب! كذلك له صفات لا تشبه الصفات.
فإذا قال لك: كيف ينزل؟
قل له: كيف هو؟
سيقول لك: لا يعلم كيف هو إلا هو.
قل له: ولا يعلم كيفية نزوله إلا هو.
فهذه قضية خطيرة جدا.
كان زميلا لنا تخرج معنا قبل أكثر من ثلاثين سنة من إحدى البلدان العربية الإسلامية، تخرج ودرس هذه القضايا، درس الطحاوية، ودرس كل شيء، لكن ما استفاد شيئا؛ لأنه غرس في ذهنه أن لا يستفيد.
فجاءني بعد ما تخرجنا، قال: والله! يا أخي أنا ما زالت قضية النزول مشكلة عليّ؛ لاختلاف الوقت، إذًا ربنا بظل طالع نازل (60)!
انظر هذا المسكين .... !
قلتُ له: أنت قست الله بنفسك، ولو أنك آمنت بأنه يفعل ما يشاء ويختار، وأنه لا يعلم كيف هو، إلا هو، ولا يعلم كيفية صفاته إلا هو، لما وقعت في هذا المأْزِق الذي أقحمت نفسك فيه.
وهذا ينسحب على سائر صفات الرب – سبحانه وتعالى -؛ فأي منكر لصفات الله ناقشه بمثل هذه المناقشة؛ فإما أن يسلّم، وإلا أن ينفي الصفات والأسماء، كما نفتها المعتزلة، ويصبح – حينئذ – خارج الحلبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذًا لا ننظر إلى دوران الفلك مقارَنا مع نزول الرب - سبحانه وتعالى -، نقول: الرب – تبارك وتعالى – ينزل كيف شاء، متى شاء، إذا شاء، أما لا تقسه بنزولك، ولا تقسه باختلاف الوقت؛ لأن هذا أمر ينزه الله عنه؛ فالله – تعالى - لا يشبه أحدا من خلقه، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله – سبحانه وتعالى –.
الْمَتْنُ
وأما ما أحدث بعد الصحابة من العلوم التي توسع فيها أهلها وسموها علوما وظنوا أن من لم يكن عالماً بها فهو جاهل، أو ضال؛ فكلها بدعة وهي من محدثات الأمور المنهي عنها؛ فمن ذلك ما أحدثته المعتزلة من الكلام في القدر وضرب الأمثال للَّه، وقد ورد النهي عن الخوض في القدر، وفي صحيحي ابن حبان والحاكم عن ابن عباس مرفوعاً (لا يزال أمر هذه الأمة موافيا ومقاربا ما لم يتكلموا في الولدان والقدر) (61) وقد روي موقوفا (*)، ورجح بعضهم وقفه.
وخرج البيهقي من حديث ابن مسعود مرفوعاً (إذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكر النجوم فأمسكوا) (62) وقد روي من وجوه متعددة في أسانيدها مقال.
وروي عن ابن عباس أنه قال لميمون بن مهران: إياك والنظر في النجوم؛ فإنها تدعو إلى الكهانة، وإياك والقدر؛ فإنه يدعو إلى الزندقة، وإياك وشتم أحد من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم ف-؛ َيُكِبَّكَ اللَه في النار على وجهك (63).
وخرجه أبو نعيم مرفوعاً، ولا يصح رفعه.
والنهي عن الخوض في القدر يكون على وجوه:
منها ضرب كتاب اللَه بعضه ببعض؛ فينزع المثبت للقدر بآية والنافي له بأخرى، ويقع التجادل في ذلك.
وهذا قد روي أنه وقع في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - غضب من ذلك، ونهى عنه، وهذا من جملة الاختلاف في القرآن والمراء فيه، وقد نهي عن ذلك.
ومنها الخوض في القدر إثباتاً ونفياً بالأقيسة العقلية؛ كقول القدرية: لو قدر وقضى ثم عذب؛ كان ظالماً.
وقول من خالفهم: إن اللَه جبر العبادَ على أفعالهم، ونحو ذلك.
ومنها الخوض في سر القدر؛ وقد ورد النهي عنه عن علي (64) وغيره من السلف؛ فإن العباد لا يطلعون على حقيقة ذلك.
الشَّرْحُ
بدأ - الآن - في بعض العلوم الضارة ضررا محضا؛ فهناك أمور أحدثت: مثل علم المنطق، ومثل الخوض في القدر، ومثل الجدل الذي لا طائل تحته، وتشقيق المسائل بغير طائل مما يوقع الناس في الحيرة والحرج؛ فهذه علوم مبتدَعة، لا تنفع المسلمين بشيء أبتة، بل هي ضرر محض؛ فالخوض في علم النجوم – إذا خرج عن علم التسيير – فهو علم باطل، أدى بالبعض إلى أن يقع في السحر، والكهانة، وما وقع فيه الرازي وكتابه (السر المكتوم) (65) وربط تلك الأمور بالنجوم؛ هذا في غاية من الشرك والكفر، ويبدو – والله أعلم – أنه – رحمه الله – رجع عن هذه الأمور، كما تدل عليه بعض عباراته (66).
فالخوض في علم النجوم – إذا خرج عن ما إذن الشرع فيه من كونه علامات، ورجوما للشياطين، وزينة للسماء، وعلامات على فصول العام، وعلى الزراعة، وما إلى ذلك؛ إذا خرجت الأمور عن هذا؛ فإنها تصبح علوما ضارة، لا سيما إن وصل الأمر إلى اعتقاد علاقة الكواكب والنجوم بهلاك الكون، أو حياة زيد، أو موت عمرو؛ فلا شك أن هذا من الشرك الذي نهى الله عنه.
ومن تلك الأمور: الخوض في شأن ما جرى بين الصحابة (67)؛ حيث إن السلف كانوا يكفون عما جرى بينهم، ويذكرونهم بالجميل (68)، ويحبونهم، ويوالونهم، ويترضون عنهم، ويعقدون عدالتهم جميعا، يعتقدون أنهم جميعا عدول (69)، وأنهم أفضل هذه الأمة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم – سواء كان الخلفاء الراشدين، أو بقية العشرة، أو أهل بدر، أو المهاجرين، أو الأنصار، أو من أسلم من بعد الفتح.
وكل من رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – مسلما، ومات على ذلك، ولو تخللت ذلك ردة في أصح أقوال أهل العلم (70).
فيجب أن لا يذكروا إلا بالجميل، كما يجب الكف عما شجر بينهم.
سئل عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – عما بين الصحابة، كما جرى بين علي ومعاوية – رضي الله عنهما - وما بين علي وأهل الجمل؛ فقال: أولئك قوم طهر أيدينا من دمائهم؛ فلنطهر ألسناتنا من أعراضهم، أو كما قال – رحمه الله تعالى - (71).
(يُتْبَعُ)
(/)
واقرأوا في هذا الباب كتاب (العواصم من القواصم) (72) لابن العربي القرطبي الإشبيلي المعافري أبي بكر صاحب كتاب (عارضة الأحوذي) وكتاب (أحكام القرآن) وكتاب (العواصم من القواصم) وغيرها.
فعلينا أن لا نخوض فيما جرى بينهم.
تجرأ بعض الناس على الكلام في الصحابة، ليس من الرافضة فحسب، والخوارج الذين يسبون الصحابة، بل من المنتسبين إلى أهل السنة؛ وبخاصة معاوية – رضي الله عنه – أرسل إليّ من إحدى البلاد الإسلامية، أو من إحدى الجامعات الإسلايمة رجلٌ بحثا يريد أن أقومه له، وينشر في مجلة الجامعة الإسلامية بعنوان (خدعة التحكيم) والتحكيم نسج حوله الرافضة، والكذابون من المؤرخين من الأراجيف ما لا يمكن حصره، ومن أراد التحقيق، والوقوف على حقيقة المسألة؛ فليقرأ كتابا (73) قام بجمعه أخونا الدكتور محمد بن عبد الله الغَبَّان وكيل كلية الدعوة وأصول الدين في الجامعة الإسلامية – سابقا – وهو في قسم التاريخ، بالجامعة الإسلامية، عن قصة عثمان، ثم لعله تعرض – أيضا – إلى قضية التحكيم في عهد علي – رضي الله عنه –.
هذا الرجل أرسل إليّ من إحدى البلاد الإسلامية - العنوان (خدعة التحكيم) ماذا تحت العنوان؟ لا يوجد فيه إلا سب معاوية – رضي الله عنه –، وعمرو بن العاص – رضي الله عنه – هذا كل ما خرج من التحكيم؛ لأنه صدّق الفرية التي تقول: إن عمرا قال: (إني أخلع عليا، وأثَبِّتُ معاوية). وهذا كذب، لم يقل هذا عمرو بن العاص، وليس هذا من حقيقة التاريخ، بل من أكاذيب التاريخ، من أكاذيب الكلبي، والواقدي، وغيرهم.
ومن أكاذيب صاحب (مروج الذهب) المسعودي و (تاريخ اليعقوبي) لأنها رافضيان؛ المسعودي واليعقوبي = رافضيان؛ فالتاريخ لا نأخذه من أي شخص؛ وإنما يعني يحقق في بعض القصص التي تروى، فانظر إلى هذا المسكين، يسب الصحابة، ويريد أن ننشره له في الجامعة الإسلامية! في مجلة الجامعة! طيب هذا دكتور أستاذ مشارك، أو لعله وكيل كلية في بلد ما:
أين عقله؟
أين علمه؟
ستر الصحابة من؟ الذي قال عنه أيوب السختياني (74): إنه ستر الصحابة؛ من هو؟ معاوية! فمن تكلم في معاوية فقد خرق هذا الستر - رضي الله وأرضاه، وأخزى الله من أبغضه وقلاه - معاوية خال المؤمنين، وكاتب الوحي لرسول – صلى الله عليه وسلم -؛ فانتبهوا لهذه المسألة.
كذلك من العلوم الفاسدة: الخوض في القدر؛ سواء بضرب الآيات بعضها ببعض - نفيا أو إثباتا -، أو الكلام على إنكاره بالعقل المجرد، أو إثباته – كذلك -، أو الكلام في سر القدر.
أما الأول: وهو الخوض في الآيات بغير علم، وضرب بعضها في بعض؛ فإن القدرية تمسكوا بالآيات التي فيها إثبات مشيئة العبد؛ فجعلوا له مشيئة مطلقة ثابتة تعارض مشيئة الله – تعالى -، وزعموا أن العبد هو الخالق لفعله، وفهموا من قول الله – تعالى – ? وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ?] النساء: 79 [أن قوله (من نفسك) = فهموا من هذا أن العبد هو الخالق لفعله، ورتبوا على هذا نفي القدر.
وهؤلاء القدرية مجوس هذه الأمة كما سماهم النبي – صلى الله عليه وسلم – ونهي عن زيارتهم، إذا مرضوا فلا تعودهم، وإذا ماتوا فلا تتبعوا جنائزهم (75).
ووجه الشبه بينهم وبين المجوس = أن كلا من المجوس والقدرية أثبتوا خالقين، أثبتوا خالقين؛ فقد أثبتت المجوس النور إلها، النور خالق الخير، والظلام خالق الشر.
وقالت القدرية: الله خالق للعبد، والعبد خالق لفعله.
فتمسكت القدرية بقوله (فمن نفسك).
عاكستهم الجبرية؛ فتمسكوا بقول الله – تعالى – ? قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ?] النساء: 78 [لكن ليس تمسك أهل السنة، وإنما رتبوا على ذلك أن العبد مجبور على فعله، رتبوا على ذلك أن العبد مجبور على فعله؛ فهو كالغصن في مهب الريح؛ حيث ما تميّله يميل.
وزعموا أنه ما دام مجبورا على فعله؛ فإنه غير مؤاخذ بما يفعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
أهل السنة كيف فهموا هذا (كل من عند الله) = تقديرا وخلقا، وهو منك سببا ومباشرة واختيارا؛ فالعبد يفعل الفعل باختياره، وبسبب فعله، والله أقدره على الأسباب، لكن مع هذا كله فإن جميع الكون لا يخرج عن مشيئة الله العامة ? وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ?] التكوير: 29 [.
فالجبرية احتجوا بحجة إبليس، وحجة المشركين، ? سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا ?] النعام: 148 [وبحجة إبليس ? فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ?] الأعراف: 16 [يعني قول: أنت أجبرتني على هذا.
والمجوس، والقدرية الذين أشبهوا المجوس احتجوا بأن العبد هو الخالق لفعله.
المسألة الثانية: احتجاجهم بالعقل في باب القدر، هذا من العلوم الفاسدة، فقالت القدرية النفاة: إن الله لو خلق أفعال العباد ثم عاقبهم عليها = كان ظالما لهم! فحتى ننزه الله عن ذلك ننفي القدر، ونقول: إن العبد هو الخالق لفعل نفسه، وإنه لا يدخل تحت مشيئة الله العامة، بل هو الخالق لفعل نفسه؛ لأنه لو قيل: إن الله هو خالق الأفعال، ثم يعذبهم عليها؛ كان هذا ظلما - تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا -؛ فأثبتوا خالقين كما أثبتتها المجوس، ونسوا قول الله – تعالى - ? وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ?] الصافات: 96 [وقوله تعالى ? اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ?] الزمر: 62 [.
الجبرية عكسوا هذا الأمر تماما؛ قالوا: إن العبد مجبور على الفعل، وإذا كان مجبورا على الفعل؛ فليفعل ما يشاء؛ فإنه لا يعاقب على ذلك.
أهل السنة قالوا: إن الله خالق العباد وأفعال العباد؛ كما قال تعالى: ? وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ?] الصافات: 96 [، وأن لله مشيئة عامة، وللمخلوق مشيئته الخاصة به، وأنه – كونا وقدرا - لا يخرج عن مشيئة الله، أما فيما يتعلق بما يحبه الله، ويرضاه، فإنه قد لا ينفذ ذلك – أعني: العبد.
فالعبد له مشيئة، وله اختيار، لكنها تابعة لمشيئة الله العامة النافذة، وقد جمع الله بين الأمرين في قول الله تعالى? لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ، وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ?] التكوير: 28 - 29 [.
المسألة الأخيرة: خوضهم في سر القدر ومحاولة علمه، وهذا عبث، يقول علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – (القدر سر الله في خلقه فلا نكشفه) (76) يعني لا نقحم أنفسنا في كشفه؛ لأننا غير قادرين على الوصول إلى ذلك، لسنا قادرين على كشفه؛ لأنه لا يعلمه إلا الله؛ حتى الأنبياء ? وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ ?] الأعراف: 188 [نعم، يمكن أن يحتج الجبري؛ لو أنه يعلم سر القدر، أمَا وقد طوى الله ذلك عنه؛ فإنه ليس له فيه حجة، ليس لهم فيه حجة، وهذا هو معنى قول علي - رضي الله عنه -: القدر سر الله في خلقه فلا نكشفه.
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 10:25]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الْمَتْنُ
ومن ذلك أعني محدثات الأمور ما أحدثه المعتزلة، ومن حذا حذوهم من الكلام في ذات الله – تعالى - وصفاته بأدلة العقول؛ وهو أشد خطراً من الكلام في القدر؛ لأن الكلام في القدر كلام في أفعاله، وهذا كلام في ذاته وصفاته. وينقسم هؤلاء إلى قسمين:
أحدهما: من نفى كثيراً مما ورد به الكتاب والسنة من ذلك لاستلزامه عنده للتشبيه بالمخلوقين كقول المعتزلة: لو رئي؛ لكان جسما؛ لأنه لا يرى إلا في جهة.
وقولهم: لو كان له كلام يسمع؛ لكان جسما، ووافقهم من نفى الاستواء؛ فنفوه لهذه الشبهة؛ وهذا طريق المعتزلة والجهمية، وقد اتفق السلف على تبديعهم وتضليلهم، وقد سلك سبيلهم في بعض الأمور كثير ممن انتسب إلى السنة والحديث من المتأخرين.
والثاني: من رام إثبات ذلك بأدلة العقول التي لم يرد بها الأثر، ورد على أولئك مقالتهم كما هي طريقة مقاتل بن سليمان ومن تابعه كنوح بن أبي مريم، وتابعهم طائفة من المحدثين - قديماً وحديثاً –، وهو - أيضاً - مسلك الكرامية فمنهم من أثبت لإثبات هذه الصفات الجسم: إما لفظًا، وإما معنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنهم من أثبت للَّه صفاتٍ لم يأت بها الكتابُ والسنةُ كالحركة، وغير ذلك مما هي عنده لازم الصفات الثابتة.
وقد أنكر السلفُ على مقاتل قوله في رده على جهم بأدلة العقل، وبالغوا في الطعن عليه.
ومنهم من استحل قتله منهم: مكي بن إبراهيم شيخ البخاري وغيرُه.
والصواب ما عليه السلفُ الصالحُ من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها، ولا تكييف، ولا تمثيل، ولا يصح من أحد منهم خلاف ذلك ألبتة خصوصاً الإمام أحمد؛ ولا خوض في معانيها ولا ضرب مثل من الأمثال لها، وإن كان بعض من كان قريباً من زمن الإمام أحمد فيهم من فعل شيئاً من ذلك اتباعاً لطريقة مقاتل؛ فلا يقتدى به في ذلك، إنما الاقتداء بأئمة الإسلام: كابن المبارك، ومالك، والثوري، والأوزاعي، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد، ونحوهم، وكل هؤلاء لا يوجد في كلامهم شيء من جنس كلام المتكلمين فضلا عن كلام الفلاسفة، ولم يدخل ذلك في كلام من سلم من قدح وجرح، وقد قال أبوزرعة الرازي: كل من كان عنده علم فلم يصن علمه واحتاج في نشره إلى شيء من الكلام فلستم منه.
الشَّرْحُ
مازال الشيخ يستطرد في ضرب أمثلة من العلوم غير النافعة، بل هي علوم ضارة، وضررها محض ثابت؛ فذكر منها ما اشتغلت بها الجهمية، والمعتزلة، وتابعتهم الماتريدية والأشاعرة، من إخضاع الكلام فيما يتعلق بذات الله، وأسمائه وصفاته إلى علم الكلام والمنطق، والبعد عن كتاب الله – تعالى – وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم -؛ ولذلك لما وقعوا في هذا المأزِق؛ اختلفوا اختلافا كثيرا، وهذا مصداق قول الله – جل وعلا – ? وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ?] النساء: 82 [.
لما ابتغوا العلم من المنطق والكلام ومن القلقلة التي لا تجدي، بل تضر؛ فإنهم وقعوا في الاختلاف؛ فمنهم من أنكر جميع الأسماء والصفات كجهم وأتباعه، ومنهم من أثبت الأسماء دون الصفات كالمعتزلة، ومنهم من اضطرب فأثبت البعض، ونفى البعض الآخر كما فعلت الأشاعرة والماتريدية.
أما أهل السنة فأثبتوا لله – تعالى – ما أثبت لنفسه، وما أثبته له رسوله – صلى الله عليه وسلم – ونفوا عنه ما نفى عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله – صلى الله عليه وسلم -، من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تأويل، ولا تشبيه ولا تأويل؛ على حد قول الله – سبحانه وتعالى – ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ?] الشورى: 11 [.
لما أعرضوا عن القرآن، وجاءوا بعلم المنطق = ضيعهم، وأوقعهم في هذه الحيرة.
جهم لما درس على السُّمنية وعلى الفلاسفة وعلى المناطقة = ترك الصلاة أربعين يوما، ثم غاب عن الناس، ثم خرج بعقيدة الإرجاء، وبعقيدة نفي الأسماء والصفات (77).
الإرجاء:
قال: العمل ليس من الإيمان، وفتن الأمة بهذه المقولة؛ فرتبوا على ذلك: أنه لا فرق بين إيمان أبي بكر، وبين إيمان الزنادقة، والذين لا يؤدون من العمل شيئا، حتى ولو لم يصلوا، ولو لم يزكوا، ولو لم يأمروا بمعروف، ولو لم ينتهوا عن منكر؟!
فهؤلاء وقعوا في شر مما فروا منه، زعموا أنهم يريدون أن ينزهوا الله؛ قالوا: لو استوى على عرشه؛ للزم من الاستواء أن العرش يحيط به، أو يظله، أو يقله، أو يحمله، ولو نزل للزم من النزول أن يأتي بين السماوات وكذا!
ولو قلنا بصفة الوجه؛ للزم أن يكون هناك شعر، وعروق وما إلى ذلك، ولو قلنا بصفة القدم؛ لوجب وجود عروق وعظام وما إلى ذلك.
ولو قلنا بصفة المجيء؛ لترتب على ذلك أنه يجيء على شكل كذا وكذا، والله منزه عن ذلك، ولو أنهم أثبتوها كما نص الإمام مالك بقوله: (الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة) (78)؛ لما وقعوا فيما وقعوا فيه.
إذًا وقعوا في هذا الأمر حتى أغوهم الشيطان، فوقعوا في نفي الأسماء والصفات، جاءت المعتزلة قالوا: الأسماء لا يمكن أن ننفيها، لكنها أسماء جوفاء لا معنى لها، وهذا نفسه ما وقع فيه جهم؛ فمن أثبت أسماء ليست لها معان = كما نفى الأسماء والصفات.
جاءت الأشاعرة – بعد ذلك - فأثبتوا البعض وأولوا البعض الآخر.
وهذه الطريقة يمجها العقل السليم والفطرة السليمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
جاء أعرابي إلى الجهم بن صفوان، وهو يقرر أن الله عليم بلا علم، حكيم بلا حكمة، سميع بلا سمع، بصير بلا بصر، رحيم بلا رحمة، جواد بلا جود، وهكذا دواليك؛ فارتجل قصيدة ذم فيها جهما؛ أعني ذلك الأعرابي الذي على فطرته؛ فقال – أذكر لكم بعض أبياتها -:
ألا إن جهما كافر بان كفره /// ومن قال يوماً قول جهم فقد كفر
لقد جن جهم إذ يسمي إلهه // سميعاً بلا سمع بصيراً بلا بصر
عليماً بلا علم رضياً بلا رضا /// لطيفاً بلا لطف خبيراً بلا خبر
أيرضيك أن لو قال يا جهم قائل // أبوك امرؤ حر خطير بلا خطر
مليح بلا ملح بهي بلا بها /// طويل بلا طول يخالفه القصر
حليم بلا حلم وفي بلا وفا /// فبالعقل موصوف وبالجهل مشتهر
جواد بلا جود قوي بلا قوى /// كبير بلا كبر صغير بلا صغر
أمدحا تراه أم هجاء وسبة /// وهزأ كفاك الله يا أحمق البشر
فإنك شيطان بعثت لأمة /// تصيرهم عما قريب إلى سقر
والعياذ بالله!
راجعوا هذه الأبيات في كتاب (جلاء العينين في محاكمة الأحمدين) للألوسي – رحمه الله – محمود شكري الألوسي الأب صاحب كتاب (الآيات البينات في عدم سماع الأموات على مذهب الحنيفة السادات) (79) وله مؤلفات كثيرة.
ما المقصود بالأحمدين؟
الشيخ ابن تيمية والهيتمي - بالتاء -.
الهيتمي: ابن حجر الهيتمي صاحب كتاب (الزواجر) (80)؛ لأنه اعتدى على شيخ الإسلام كثيرا بألفاظه البذيئة؛ فأجرى بينهما محاكمة؛ انتصر فيها لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى –.
إذًا هذه العلوم التي أفضت إلى هذا الحال = علوم ضارة؛ ولذلك بعضهم بعد أن كبر، وشعر بدنو أجله تبرأ من كل هذه العلوم، وكان أحدهم يقول - في علم الكلام -:
نهاية إقدام العقول عقال // وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا // وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثناطول عمرنا // سوى أن جمعنا فيه قيل وقال (81)
وقال آخر - والأول لعله الشهرستاني، والآخر أظنه الرازي - (82):
لعمر ي لقد طفت المعاهد كلها // وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعا كف حائر // على ذقن أو قارعا سن نادم (83)
فإذًا هذه حال من اشتغل بعلم الكلام والمنطق، وترك كتاب الله – عز وجل – وراءه ظهريا، وكل من اشتغل بالفلسفة، أوالمنطق = وقع في هذه المآزق، وفي هذا الاضطراب؛ ولذلك تجد كتبهم لا تجد فيها: قال الله وقال رسوله، إنما تجد قاعدة تنبي عليها أمور أخرى، المقدمة تنبي عليها نتائج، مثل النظريات، واقرأوا – إن شئتم – كتاب (المواقف) للأيجي، وكتاب (شروح الجوهرة) (84) وغيرها تجدونها كلها عبارة عن هراء، وكلام فارغ لا يمت إلى الدبن، ولا إلى العقيدة بصلة؛ فلنحذر من هذه الأمور التي تصل بأصحابها إلى الحيرة، ولنلزم هدي النبي – صلى الله عليه وسلم –.
الْمَتْنُ
ومن ذلك - أعني محدثات - العلوم ما أحدثه فقهاء أهل الرأي من ضوابط وقواعد عقلية ورد فروع الفقه إليها؛ وسواء أخالفت السنن أم وافقتها طرداً لتلك القواعد المقررة، وإن كان أصلها مما تأولوه على نصوص الكتاب والسنة، لكن بتأويلات يخالفهم غيرهم فيها؛ وهذا هو الذي أنكره أئمة الإسلام على من أنكروه من فقهاء أهل الرأي بالحجاز والعراق، وبالغوا في ذمه وإنكاره، فأما الأئمة وفقهاء أهل الحديث؛ فإنهم يتبعون الحديث الصحيح حيث كان إذا كان معمولا به عند الصحابة، ومن بعدهم، أو عند طائفة منهم؛ فأما ما اتفق على تركه؛ فلا يجوز العمل به؛ لأنهم ما تركوه إلا على علم أنه لا يعمل به.
قال عمر بن عبد العزيز: خذوا من الرأي ما يوافق من كان قبلكم؛ فإنهم كانوا أعلم منكم (85).
فأما ما خالف عمل أهل المدينة من الحديث؛ فهذا كان مالك يرى الأخذ بعمل أهل المدينة، والأكثرون أخذوا بالحديث (86).
ومما أنكره أئمة السلف: الجدال، والخصام، والمراء في مسائل الحلال والحرام - أيضاً -، ولم يكن ذلك طريقة أئمة الإسلام، وإنما أحدث ذلك بعدهم كما أحدثه فقهاء العراقين في مسائل الخلاف بين الشافعية والحنفية، وصنفوا كتب الخلاف، ووسعوا البحث والجدال فيها، وكل ذلك محدث لا أصل له.
وصار ذلك علمهم حتى شغلهم ذلك عن العلم النافع، وقد أنكر ذلك السلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وورد في الحديث المرفوع في السنن (ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل) ثم قرأ ? مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ?] الزخرف: 58 [(87) وقال بعض السلف (88): إذا أراد الله بعبد شراً أغلق عنه باب العمل، وفتح عليه باب الجدل.
وقال مالك: أدركت أهل هذه البلدة؛ وإنهم ليكرهون هذا الإكثار الذي فيه الناس اليوم (89) - يريد المسائل -.
وكان يعيب كثرة الكلام والفتيا، ويقول: يتكلم كأنه جمل مغتلم يقول: هو كذا، هو كذا يهدر في كل شيء (90).
وكان يكره الجواب في كثرة المسائل، ويقول: قال اللَهُ - عز وجل – ? وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ?] الإسراء: 85 [فلم يأته في ذلك جواب.
وقيل له: الرجل له علم بالسنة يجادل عنها؟
قال: لا، ولكن ليخبر بالسنة؛ فإن قبل منه وإلا سكت (91).
وقال: المراء والجدال في العلم يذهب بنور العلم من قلب العبد (92).
وقال: إنه يُقسي القلب، ويورث الضغن (93).
وكان يقول - في المسائل التي يسئل عنها كثيراً -: لا أدري (94).
وكان الإمام أحمد يسلك سبيله في ذلك.
الشَّرْحُ
.... ما يهمه الدليل، وإنما يهمه أن يعرف أن هذا القول قد قاله فلان من الناس، والقول عنده ما قال فلان، ولو خالف الدليل، إذ أن الحق عنده يعرف بالرجال، لا أن الرجال يعرفون بالحق، والصواب العكس؛ وهو أن الرجال هم الذين يعرفون بالحق، لا أن الحق يعرف بالرجال، والتعصب الفقهي احتدم في العصور المتأخرة بين الشافعية والحنفية، حتى إن الحنفية قالوا: لا يحل للحنفي أن يتزوج الشافعية إلا عند الضرورة قياسا على الكتابية (95)!!
وبلغ بهم الأمر إلى رد النصوص إذا خالفت قول الإمام المعين؛ فقد قال الكرخي وغيره: ما وجدتم من قول إمامنا مخالفا للكتاب أو السنة فإنه الكتاب أو ما جاء من الكتاب والسنة مخالفا لقول إمامنا فإنه مؤول أو منسوخ (96)!
فإما أن يكون مؤولا، له معنى آخر غير مقصود، وإما أن يكون قد وقع فيه النسخ، وهل يقع النسخ بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم -؟!
فهذا التعصب في غاية الخطورة يورث صاحبه البعد عن النصوص، وقد أورد المصنف أقوالا عن عمر بن عبد العزيز، وعن أحمد، وعن مالك، وعن غيرهم من أئمة الهدى والدين، أقوالا تبين وجوب التمسك بالسنة ولو كنت وحدك؛ فالحق أحق بالاتباع، ولو خالفه الناس.
ومن المشاكل في هذا الباب أن البعض منهم يتصدى إلى الفتوى بغير علم، فيسأل فيقحم نفسه في المسائل الكبار التي لا يحسن التعامل معها، مع أن الأئمة كانوا يتورعون عن الفتوى، وكانوا إذا جاءهم سائل = كل منهم يحيل إلى أخيه (97).
حتى في المسائل التي يختلفون فيها، كل منهم يحيل إلى أخيه، ورعا، وإيثارا، وتواضعا لله – عز وجل -.
هذا الإمام مالك – رحمه الله تعالى – يسأل عن أربعين مسألة؛ فيجيب عن اثنتين ويقول في الباقي: لا أدري!
فلما اعترض السائل - قال له: أنت إمام المدينة تقول في كل هذه المسائل: لا أدري؟!
قال له: اذهب إلى كل الأمصار، وقل: إنني سألت مالكا، فقال: إنه لا يدري (98).
وليس الحال كحال البعض - الآن -، ممن يتصدون للفتوى، ويفتون بغير علم، ويفتون الشباب بما يضيعهم، وما يضيع مستقبلهم، وما يضيع عليهم دينهم، بإفراط، أو تفريط، فالواجب البُعد عن هذا التعصب، ثم بين الشيخ – رحمه الله – أن هذا التعصب أفضى بهم إلى الجدل، والجدل في غاية الخطورة، وقد نهينا عن الجدل إلا بالتي هي أحسن، والجدل من سمات الكفار والمنافقين والكفار، ? وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ?] الحج: 3 [.
ومنهم من يجادل من أجل تحقيق باطل، أو إخفاء حق - والعياذ بالله -، من هنا قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: أنا زعيم ببيت ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا (99).
والجدل والمراء المنهي عنهما هما الجدل بغير حق،] ومن [يجادل بغير علم؛ ليصل إلى مأرب معين، قال الإمام مالك رحمه الله -: أكلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل على محمد – صلى الله عليه وسلم – لجدله (100)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أو لذلك الذي اشتهر بالجدل وعرف بالجدل، تترك السنة من أجل هؤلاء = هذا عين الباطل، وكذا سائر الأئمة.
أما المناقشة لإعلاء كلمة الله، ولتقرير المسائل العلمية بشرط أن يتخذ المناقشُ آداب الحوار، وآداب النقاش، وآداب الخلاف منهجا له؛] فهذا أمر مطلوب [، وهذا لا يتحقق إلا بالإفادة من كتب الأقدمين؛ ولذلك أقول: إنه يجب على طالب العلم أن يقرأ - قبل أن يدخل في مسائل الخلاف - كتاب (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى –؛ فإن من يقرأ هذا الكتاب يعرف احترام الأئمة، واحترام فقه الأئمة، ويعطي كل ذي حق حقه (101).
فالبعد عن الجدل غنيمة كبرى، لاسيما إذا عرفت أن هناك من هو أعلم منك، وأقرب منك إلى السنة.
فلابد من البعد عن الجدل بكل أحواله، اللهم إلا مباحثات، ونقاش هادئ في المسائل التي فيها وجهات نظر من المسائل التي يسوغ فيها الخلاف.
الْمَتْنُ
وقد ورد النهي عن كثرة المسائل وعن أغلوطات المسائل وعن المسائل قبل وقوع الحوادث وفي ذلك ما يطول ذكره.
ومع هذا ففي كلام السلف والأئمة: كمالك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق = التنبيه على مأخذ الفقه، ومدارك الأحكام بكلام وجيز مختصر يفهم به المقصود من غير إطالة ولا إسهاب، وفي كلامهم من رد الأقوال المخالفة للسنة بألطف إشارة، وأحسن عبارة؛ بحيث يغني ذلك من فهمه عن إطالة المتكلمين في ذلك بعدهم،بل ربما لم يتضمن تطويل كلام من بعدهم من الصواب في ذلك ما تضمنه كلام السلف والأئمة مع اختصاره وإيجازه؛ فما سكت من سكت عن كثرة الخصام والجدال من سلف الأمة: جهلا، ولا عجزاً؛ ولكن سكتوا عن علم وخشية للَّه.
وما تكلم من تكلم وتوسع من توسع بعدهم لاختصاصه بعلم دونهم، ولكن حباً للكلام، وقلة ورع. كما قال الحسن - وسمع قوما يتجادلون -: هؤلاء قوم ملوا العبادة وخف عليهم القول وقل ورعهم فتكلموا (102).
وقال مهدي بن ميمون: سمعت محمد بن سيرين وما رآه رجل ففطن له فقال إني أعلم ما يريد إني لو أردت أن أماريك كنت عالماً بأبواب المراء، وفي رواية قال أنا أعلم بالمراء منك ولكني لا أماريك (103).
وقال إبراهيم النخعي: ما خاصمت قط (104).
وقال عبد الكريم الجزري: ما خاصم ورع قط (105).
وقال جعفر بن محمد: إياكم والخصومات في الدين؛ فإنها تشغل القلب، وتورث النفاق (106).
وكان عمر بن عبد العزيز يقول: إذا سمعت المراء فاقصر (107).
وقال: من جعل دينه عرضاً للخصومات أكثر التنقل (108).
وقال: إن السابقين عن علم وقفوا وببصر نافذ قد كفوا وكانوا هم أقوى على البحث لو بحثوا (109).
وكلام السلف في هذا المعنى كثير جداً.
الشَّرْحُ
هنا يبين المصنفُ: أن أكثر ما وقع الضلال في المتأخرين بسبب كثرة الجدل، وتشقيق المسائل.
أنا أذكر أنه مر بي في كتاب اسمه (الأسرار) للدبوسي؛ أربعة لوحات- مخطوط - كلها نقاش لرد حديث أبي هريرة رضي الله عنه في مسألة المصراة.
فيجادلون بغير فائدة؛ لأنهم ما عندهم إلا الجدل، وكثرة الكلام، والسلف كانوا يصمتون إلا إذا دعت الحاجة، يمتثلون قول النبي – صلى الله عليه وسلم – من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت (110)، وقول الله – عز وجل – قبل ذلك ? وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ?] الفرقان: 63 [.
وإن تشقيق المسائل وتفريعها بدون ضرورة كان من الأمور التي يكرهها السلف؛ ولذلك يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم (111).
فـ (كثرة سؤالهم) يقصد بـ]ـه [الأسئلة المتعمقة المتكلَّفة التي فيها تنطع، روي عن أبي حنيفة – رحمه الله – أنه دخل عليه رجل ذو هيئة، وكان قد مد رجليه من العتب؛ فلما رأى ذلك الرجل كفكف رجليه وجلس معتدلا وما علم أن هذا الرجل جسم البغال وأحلام العصافير! فقال: أيها الشيخ! متى يفطر الصائم؟
فقال الإمام أبو حنيفة: إذا غربت الشمس.
قال: وإذا لم تغرب؟
قال: وإذا لم تغرب يمد أبو حنيفة رجليه ولا يبالي (112).
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا البعض أوتي أسئلة لا طائل تحتها، الله – عز وجل – لما سأل الكفارُ عما لا يعنيهم ? وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ?] الإسراء: 85 [.
? يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ?] الأعراف: 187 [.
فالأسئلة التي ليس فيها فائدة = إنما تعود على الإنسان بأن يشدد على نفسه، أو يَفْهَم أن هذا الجدل والتشقيق للمسائل = أنه يرفعه. بل إن النبي – صلى الله عليه وسلم – حذر من أولئك المتفاصحين الذين يبالغون في البلاغة، وفي البيان، وفي التورية، حتى يصبح ذلك معمى على الناس.
فالواجب البعد عن ذلك، وأن لا نسأل عن شيء حتى يقع (113)، وإذا وقع نسأل عنه بعد تثبت، وأن لا نصدق الإشاعات التي تروج هنا وهناك (114).
فالبعد عن الجدل وعن كثرة الأسئلة التي لا طائل تحتها، والبعد عن الاختلاف نعمة كبرى، من وفق لها فقد أوتي خيرا كثيرا، وأما الذي يتكلف ويتعمق ويشغل الناس بما ليسوا بحاجة إليه، مثل بعض الكتب التي هي عبارة عن إنشاءات تخلو من قال الله، وقال رسوله، هذه كتب ليس فيها بركة، وأحيانا تبث سما زعافا في أروقة شبابنا؛ فيقعون فريسة لها.
فماذا بعد الحق إلا الضلال.
المسلم لا يجادل إلا بالحق، نعم تجوز المجادلة في حدود المعقول، ? وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ?] العنكبوت: 46 [، (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ?] النحل: 125 [.
فإذًا لابد من الاجتهاد في مسك اللسان وكفه، وعدم إطلاقه في كل ما يخطر بالبال، وأولئك الذين يفرعون على المسائل - مسائل متكلَّفة، ما أنزل الله بها من سلطان، بعضها تتأسف أن توجد في الفقه الإسلامي، ولو أننا تأملنا سيرة السلف لوجدنا أنها لم تسمع من غير المتأخرين، وهذا كله بسبب بعدهم عن السنة؛ فكلما بعد الناس عن السنة، وعن تطبيق الكتاب والسنة = وقعوا في الجدل العقيم الذي لا يصلون فيها إلى بر النجاة.
والتعصب بلغ بين بعض المتفقهين من المتأخرين إلى حد الاقتتال (115) – والعياذ بالله – بل إنه كان يوجد في المسجد الحرام أربعة محاريب، حتى أزيلت – ولله الحمد - من أوائل عهد الملك عبد العزيز – يرحمه الله -.
وما أوتي قوم جدلا بعد هدى آتاهم إلا ضلوا (116)؛ لأنهم يشتغلون بالجدل ويتركون الهدى، ? وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ?] النساء: 82 [.
الْمَتْنُ
وقد فتن كثير من المتأخرين بهذا؛ فظنوا أن من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين = فهو أعلم ممن ليس كذلك، وهذا جهل محض، وانظر إلى أكابر الصحابة وعلمائهم كأبي بكر، وعمر، وعلي، ومعاذ، وابن مسعود، وزيد بن ثابت كيف كانوا؟ = كلامهم أقل من كلام ابن عباس، وهم أعلم منه، وكذلك كلام التابعين = أكثر من كلام الصحابة؛ والصحابة أعلم منهم، وكذلك تابعو التابعين = كلامهم أكثر من كلام التابعين؛ والتابعون أعلم منهم؛ فليس العلم بكثرة الرواية (117)، ولا بكثرة المقال ولكنه نور يقذف في القلب يفهم به العبدُ الحقَّ ويميز به بينه وبين الباطل، ويعبر عن ذلك بعبارات وجيزة محصلة للمقاصد.
وقد كان النبي - صلي الله عليه وسلم - أوتي جوامع الكلم (118) واخْتُصِرَ له الكلامُ اختصاراً (119)؛ ولهذا ورد النهي عن كثرة الكلام والتوسع في القيل والقال، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن اللَه لم يبعث نبيا إلا مبلغاً وإن تشقيق الكلام من الشيطان (120).
يعني أن النبي – صلى الله عليه وسلم - إنما يتكلم بما يحصل به البلاغ.
وأما كثرة القول وتشقيق الكلام = فإنه مذموم.
وكانت خطب النبي - صلى الله عليه وسلم – قصداً (121). وكان يحدث حديثاً لو عده العاد لأحصاه (122).
وقال: إن من البيان سحراً (123). وإنما قاله في ذم ذلك لا مدحاً له كما ظن ذلك من ظنه؛ ومن تأمل سياق ألفاظ الحديث قطع بذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الترمذي، وغيره عن عبد الله بن عمرو - مرفوعاً - (أن اللَه يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة بلسانها) (124)، وفي المعنى أحاديث كثيرة مرفوعة وموقوفة عن: عمر، وسعد، وابن مسعود، وعائشة، وغيرهم من الصحابة.
فيجب أن يعتقد أنه ليس كل من كثر بسطه للقول وكلامه في العلم كان أعلم ممن ليس كذلك.
وقد ابتلينا بجهلة من الناس يعتقدون في بعض من توسع في القول من المتأخرين أنه أعلم ممن تقدم؛ فمنهم من يظن في شخص أنه أعلم من كل من تقدم من الصحابة ومن بعدهم لكثرة بيانه ومقاله.
ومنهم من يقول: هو أعلم من الفقهاء المشهورين المتبوعين = وهذا يلزم منه ما قبله؛ لأن هؤلاء الفقهاء المشهورين المتبوعين أكثر قولا ممن كان قبلهم؛ فإذا كان من بعدهم أعلم منهم لاتساع قوله = كان أعلم ممن كان أقل منهم قولا بطريق الأَوْلى: كالثوري، والأوزاعي، والليث، وابن المبارك، وطبقتهم، وممن قبلهم من التابعين والصحابة – أيضاً -؛ فإن هؤلاء كلَّهم أقل كلاماً ممن جاء بعدهم، وهذا تنقص عظيم بالسلف الصالح وإساءةُ ظنٍّ بهم، ونسبته لهم إلى الجهل، وقصور العلم، ولا حول ولا قوة إلا باللَه.
ولقد صدق ابن مسعود في قوله في الصحابة: أنهم أبر الأمة قلوباً، وأعمقها علوماً، وأقلها تكلفاً.
وروي نحوه عن ابن عمر أيضاً.
وفي هذا إشارة إلى أن من بعدهم أقل علوماً، وأكثر تكلفاً.
وقال ابن مسعوداً - أيضاً -: إنكم في زمان كثير علماؤه، قليل خطباؤه، وسيأتي بعدكم زمان قليل علماؤه، كثير خطباؤه؛ فمن كثر علمه، وقلَّ قوله = فهو الممدوح، ومن كان بالعكس = فهو مذموم.
الشَّرْحُ
هناك فهم لدى البعض بأن كثرة الكلام = دليل على الأحقية، وأن من كثر كلامُه، وشقق الأساليب، ونوع الإنشاءات، ودخل في صنوف البيان، والبديع، والكنايات، وأغرب في ذلك، وأكثر من التأليف بأساليب مختلفة، هذا هو المقياس عند البعض في العلم؛ فيظن أن العلم عند من كثر كلامُه، ونسي من يتصور ذلك أن الله – عز وجل – في كتابه قد بين كل شيء في أوجز عبارة وألطف إشارة في كتاب عجزت العرب أن يأتوا بمثل آية، أو سورة، أو عشر سور مثله، بعد أن تحداهم الله به، وكذا النبي - صلى الله عليه وسلم – أوتي جوامع الكلم؛ انظر إلى قوله – صلى الله عليه وسلم – مثلا: (قل آمنت بالله ثم استقم) (125) (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت) (126).
وقوله – صلى الله عليه وسلم -: اتق الله حيثما كنت (127).
وقوله – صلى الله عليه وسلم -: البر حسن الخلق (128).
وقوله – صلى الله عليه وسلم -: إن الحلال بَيِّن، وإن الحرام بَيِّن وبينهما أمور مشتبهات (129).
وقوله – صلى الله عليه وسلم -: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك (130).
وأحاديثه الكثيرة التي توخَّى فيها قلة الكلام مع كثرة الفوائد التي تنتدرج تحت هذا الكلام الوجيز، من هنا يُنَنَّبه الإخوة طلبة العلم إلى أن كثرة تشقيق العبارات ليست هي الدليل على سعة العلم، وإلا فالبعض من الناس يتكلم من الصباح إلى الليل ما يسكت، أوتي حنجرة، وأمورا تجعله لا ينتهي من الكلام، وخير الكلام – كما يقال - ما قلَّ ودَلَّ.
فلا نعبأ بكثرة التشقيقات الواردة في عبارات المتأخرين، بل إن النبي – صلى الله عليه وسلم – حذر أن يتخلل المسلمُ بلسانه كما تتخلل البقرةُ بلسانها (131).
وقال: إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخَصِم (132).
? وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ?] البقرة: 204 - 205 [.
خلاصة هذه المسألة: أن العلم ليس بكثرة الكلام، وإنما العلم بقال الله، وقال رسوله؛ ولذلك يقول عمر بن عبد العزيز في وصف الصحابة: إنهم كانوا أبرَّ هذه الأمة قلوبا، وأقلها تكلفا، وأعمقها علما (133).
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان أحدُهم لا يتكلم إلا لماما؛ إذا دعت الحاجة إلى الكلام، وكانوا لا يكثرون الكلام بدون ضرورة؛ لأن كثرة الكلام = توقع في الأوهام، وزوغ الأفهام؛ فمن كثر كلامه كثر سقطه وغلطه؛ لذلك يعني روي عن عمر بن عبد العزيز، وعن الإمام أحمد، وعن مالك، وعن غيرهم: أن الصحابة – رضوان الله عليهم – كانوا أقل الناس كلاما. ومع هذا هم أنفعهم للناس، يليهم التابعون، ثم من جاء بعدهم، وكلما توسع الناس وتأخروا كلما زاد الكلام الذي في كثير من الأحيان ليس له معنى مفيد.
إذًا العبرة - يا إخواتاه! - بمدلول الكلام، لا بكثرة تشقيقه، وبكثرة نحته.
والسلف خير مثال لذلك؛ فمن زعم أن المتأخرين أفقه من السلف نظرا لكثرة كلامهم؛ فقد أعظم على الله الفرية؛ إذ أن هذا ليس مقياسا، وإنما المقياس ما دل عليه الدليل من كتاب رب العالمين:
العلم قال الله قال رسوله // قال الصحابة ليس بالتمويه
أما من يجعجع ويطحن كطحن القرون؛ ثم في النهاية لا توجد نتيجة ملموسة؛ فإن هذا من أخطر الأمور على الناشئة، ولا سيما إذا تلقف هذا الكلام عن أولئك المنظِّرين الذين يكتبون بالصفحات، ويتكلمون بالأشرطة الكثيرة، يشققون عبارة من العبارات حتى فتنوا الأمة، وشغلوها بما لا يفيدها؛ فعلينا أن ندرس سيرة السلف في هذه المسألة، وأن نتأمل ما قالوه، وأن نسير على منوالهم في ذلك؛ حتى نصل إلى بر النجاة – بإذن الله – سبحانه وتعالى -.
الْمَتْنُ
وقد شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل اليمن بالإيمان والفقه (134)؛ وأهل اليمن أقل الناس كلاماً وتوسعاً في العلوم، لكن علمهم علم نافع في قلوبهم، ويعبرون بألسنتهم عن القدر المحتاج إليه من ذلك؛ وهذا هو الفقه والعلم النافع؛ فأفضل العلوم في تفسير القرآن، ومعاني الحديث، والكلام في الحلال والحرام ما كان مأثوراً عن الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى أن ينتهي إلى زمن أئمة الإسلام المشهورين المقتدى بهم الذين سميناهم فيما سبق؛ فضبط ما روي عنه في ذلك = أفضل العلوم مع تفهمه وتعقله والتفقه فيه وما حدث بعدهم من التوسع لا خير في كثير منه، إلا أن يكون شرحاً لكلام يتعلق بكلامهم وأما ما كان مخالفاً لكلامهم = فأكثره باطل، أو لا منفعة فيه، وفي كلامهم في ذلك كفاية وزيادة؛ فلا يوجد في كلام من بعدهم من حق إلا وهو في كلامهم موجود بأوجز لفظ وأخصر عبارة، ولا يوجد في كلام من بعدهم من باطل إلا وفي كلامهم ما يبين بطلانه لمن فهمه وتأمله.
ويوجد في كلامهم من المعاني البديعة والمآخذ الدقيقة مالا يهتدى إليه من بعدهم ولا يلم به.
الشَّرْحُ
ما زال المصنف يبين أن كلام السلف قليل في مبناه عظيم في معناه، وكلام الخلف كثير في مبناه، وقليلة فوائده، ليبين ما تقدم من القاعدة وهو أن كثرة الكلام ليست دليلا على أن صاحب الكلام الكثير = هو الذي على الحق، وإنما - في الغالب – صاحب كلام الحق يزن كلامه، فلا ينطق إلا بكلام قليل مفيد للأمة، ولا يكثر من الهذرمة والثرثرة التي تخرج حتى عن المالوف، وإنما كان الصحابة والتابعون فمن بعدهم كانوا أقل الناس كلاما، وهم أعمقهم علما، وأقلهم تكلفا؛ لذلك لابد من البعد عن كثرة الشقشقة التي لا طائل تحتها، فكلام السلف قليل كثير البركة، وكلام من جاء بعدهم = كثير قليل البركة (135)، يستثنى من هذا ما كان شرحا لكلام السلف، وتوضيحا، وتفريعا مفيدا للأمة، كما ستجدون بعض الشروح على بعض المتون للأمة، أو لأئمة أهل الدين، وأما الخلط وكثرة إيراد العبارات المترادفة، والإنشاءات التي ملئت بها بطون الكتب في هذه الأزمنة = فإن ذلك قد شغل الأمة، مثل ثرثرة الصحف، كثير من كلامها مكرر لا خير فيه، والبعض من أصحاب التوجهات الفاسدة الحزبية = يردد كلاما هو هو بأساليب كثيرة، يفتن بها ضعاف الإيمان؛ فيتبعونه مع أن كلامه الذي قاله في قالب هذا اليوم = هو نفس الكلام الأول الذي قاله في قالب آخر فيما مضى، وإنما هو ينوع العبارة ويشققها حتى يسمعه الناس؛ فيلتفون حوله.
وهذا ليس دليلا على أن من كثر أتباعه هو الذي على حق، بل الله – عز وجل – يقول ? وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ?] الأنعام: 116 [.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 10:29]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الْمَتْنُ
فمن لم يأخذ العلم من كلامهم = فاته ذلك الخير كلُّه، مع ما يقع في كثير من الباطل متابعة لمن تأخر عنهم، ويحتاج من أراد جمع كلامهم إلى معرفة صحيحه من سقيمه وذلك بمعرفة الجرح والتعديل والعلل؛ فمن لم يعرف ذلك = فهو غير واثق بما ينقله من ذلك، ويلتبس عليه حقه بباطله، ولا يثق بما عنده من ذلك؛ كما يرى من قل علمه بذلك = لا يثق بما يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا عن السلف لجهله بصحيحه من سقيمه؛ فهو لجهله يُجوِّز أن يكون كله باطلا؛ لعدم معرفته بما يعرف به صحيح ذلك وسقيمه.
قال الأوزاعي: العلم ما جاء عن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - وما لم يجئ عنهم = فليس بعلم (136).
وكذا قال الإمام أحمد. وقال في التابعين: أنت مخير (137) - يعنى مخيرا في كتابته وتركه -.
وقد كان الزُهري يكتب ذلك، وخالفه صالح بن كيسان، ثم ندم على تركه كلام التابعين (138).
وفي زماننا يتعين كتابة كلام أئمة السلف المقتدى بهم إلى زمن الشافعي، وأحمد وإسحاق، وأبي عبيد، وليكن الإنسان على حذر مما حدث بعدهم؛ فإنه حدث بعدهم حوادث كثيرة، وحدث من انتسب إلى متابعة السنة والحديث من الظاهرية، ونحوهم، وهو أشد مخالفة لها؛ لشذوذه عن الأئمة، وانفراده عنهم بفهم يفهمه، أو يأخذ مالم يأخذ به الأئمة من قبله.
فأما الدخول مع ذلك في كلام المتكلمين، أو الفلاسفة = فشر محض؛ وقل من دخل في شيء من ذلك إلا وتلطخ ببعض أوضارهم كما قال أحمد: لا يخلو من نظر في الكلام من أن يتجهم. وكان هو وغيره من أئمة السلف يحذرون من أهل الكلام وأن ذبوا عن السنة.
الشَّرْحُ
يؤكد المصنف – رحمه الله تعالى – أن كلام السلف قليل وفيه خير كثير، وكلام الخلف كثير والغالب فيه أنه لا خير فيه (139).
وكان الإمام مالك، وأحمد، والشافعي، وعبد الله بن المبارك، والسفيانان وغيرهم من أئمة الهدى والدين يكتبون كلام أهل العلم القديم؛ فيستدلون به على المسائل، ويستفيدون منه، ولو أنك نظرت إلى الكتب التي يطلق عليها اسم السنة في العقيدة مثل:
(السنة) للإمام أحمد، و (السنة) لعبد الله بن الإمام أحمد، و (السنة) للخلال، و (السنة) لابن أبي عاصم، و (الإيمان) لأبي عبيد القاسم بن سلام، و (الإيمان) لابن أبي شيبة، و (الإيمان) لابن منده، و (شرح اعتقاد أصول السنة والجماعة) للالكائي؛ لو تأملت هذه الكتب = وجدتها مملوءة بكلام السلف الذي هو قليل وفوائده عظيمة؛ فقد كان السلف لا يلتفتون إلى بعض كلام المتأخرين الذين وصل بهم الحال إلى الترف الكلامي، وإلى فضول القول. وصل بهم الحال إلى أن الأشياء التي يجادلون فيها، أو يناقشون فيها ما هي إلا جدل بزنطي، حتى إنهم أصبحوا يأتون بمسائل يعني غريبة جدا، وافتراضات، واستطرادات ونحو ذلك.
تجد في بعض كتب الفقهاء المتأخرين ما يندى له الجبين، ولا ينبغي أن يحسب على الفقه الإسلامي، بينما كلام السلف هو من القلة بحيث يتمكن المسلم من استيعابه في أسرع وقت ممكن.
الْمَتْنُ
وأما ما يوجد في كلام من أحب الكلام المُحْدَث، واتبع أهله مِنْ ذم مَنْ لم يتوسع في الخصومات، والجدال، ونسبته إلى الجهل، أو إلى الحشو، أو إلى أنه غير عارف باللَه، أو غير عارف بدينه = فكل ذلك من خطوات الشيطان نعوذ باللَه منه.
ومما أحدث من العلوم: الكلام في العلوم الباطنة من المعارف، وأعمال القلوب، وتوابع ذلك؛ بمجرد الرأي والذوق، أو الكشف، وفيه خطر عظيم، وقد أنكره أعيان الأئمة كالإمام أحمد وغيرِه.
وكان أبو سليمان (140) يقول: ربما وقع في قلبي النكتةُ من نُكَتِ القوم أياما فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين: الكتاب والسنة (141).
وقال الجنيد: علمنا هذا مضبوط بالكتاب والسنة، من لم يحفظ الكتاب، ويكتب الحديث، ولم يتفقه، لا يقتدى به (142).
الشَّرْحُ
هنا – أيضا – بعد أن بَيَّنَ المصنفُ: أن كلام السلف يتمثل في الإيجاز مع الفوائد الجمة، وكلام الخلف يتمثل في التوسع مع قلة الفوائد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد هذا – أيضا - يظن البعض: أن العلم هو في كلام هؤلاء الخلف، وأنهم بسبب تشقيق الكلام أعلم من السلف؛ ولذلك لهم مقالة مشهورة؛ لعلها مرت بكم في الحموية، عندما قالوا: كلام السلف أسلم، وكلام الخلف أعلم وأحكم؛ معنى هذا الكلام: أن كلام السلف أسلم (143)، يعني مثل ما يقولون في عرفنا الآن: فلان ابن حلال، يعني أجودي من الأجاويد، لكن لا يفهم بعض الأمور.
ومثل ما قال أحد المنظرين للحزبيين عن شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله تعالى -: إنه رجل موسوعة، عنده علوم، ويحفظ المتون، وطيب لكنه لا يستطيع أن يحل شبهة تعترض سبيله، ونحن – كما يقول – لا نريد علماء محنطين!! (144) ? كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ?] الكهف: 5 [.
فهذا في غاية الخطورة، كيف كلام السلف أسلم، وكلام الخلف أعلم وأحكم؟!!
يعني قولون: إن السلف يقرأون النصوص ولا يفهمون معانيها، وإن المتأخرين من الخلف: من أهل الكلام والفلفسة = هم الذين توصلوا إلى معرفة حقائق الأشياء؛ فلذلك قالوا: إنهم أعلم وأحكم، وسبب قولهم هذا = أنهم فهموا أن السلف لا يعرفون معانِيَ النصوص، وأن النصوص عندهم عبارة عن نصوص جوفاء لا يُفْقَهُ لها معنى؛ حتى جاء المتأخرون من المتكلمين والمتفلسفين؛ فتوصلوا إلى حقائق الأشياء؛ فضلوا في فهم طريقة السلف، وأخطأوا في تصويب طريقة الخلف.
هذا هو الذي أوقعهم في هذا؛ كيف يكون أفراخ أفلاطون، وأفراخ اليهود والنصارى، وأفراخ الأنباط، والمتشبهون بالفلاسفة والمتكلمين أعلمَ بكتاب الله – عز وجل – من الصحابة والتابعين الذين عن بصيرة كفوا، وعلى قدم راسخة وقفوا، والذين هم أفهم الناس، وأعلم الناس بكتاب الله – عز وجل - وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم -، وهل كان القرآنُ والسنة ألغازا وأحاجي امتحن بها الناس، أم كانت كلاما عربيا مبينا واضحا؛ يفهمه كل من أراد الفهم؟
إذًا طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم، أما طريقة الخلف؛ فإنهم تخبطوا؛ لأنهم استقوا علومهم من غير القرآن والسنة ? وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ?] النساء: 82 [.
هذا ما يتعلق بأهل الكلام.
الفرقة الثانية التي أشار إليها المصنف = الفلاسفة؛ والفلاسفة ظنوا أن الأمور تخييلية، وأنه قد قصد بها إصلاح العالم، وإلا فلا تقصد حقائقها؛ فأدى بهم ذلك إلى إنكار اليوم الآخر، وإنكار المغيَّبات.
ثم ضرب مثالا ثالثا للمتصوفة أصحاب الوجد والشوق والذوق؛ والذين يحكمون أذواق عقولهم، وفهمهم في الشريعة؛ حتى وصل بهم الأمر إلى سقوط التكاليف الشرعية، بل وصل بهم الأمر إلى أن يقولوا بوحدة الوجود، وهو:
الرب عبد والعبد رب /// يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك حق /// وإن قلت رب فأنى يكلف (145)
وهذا ما توصل إليه القائلون بوحدة الوجود مثل: ابن عربي، والفارابي، وابن سبعين وغيرهم من أئمة الضلال.
يقول: لكن كل شيء تراه في الوجود هو الله، فالجدار، والحيوانات، والجمادات، والنباتات، والسماوات، والأرض، و ... و ... و ... = هذا كله هو الله! بل قال فيهم ابن القيم – رحمه الله - (146):
يا أمة معبودها موطوؤها
لماذا قال: يا أمة معبودها موطوؤها؟
لأنهم يقولون: أعلى درجات الاتحاد مع الله = عندما يضاجع أهله!!
هذه أعلى درجات الوحدة مع الرب – سبحانه وتعالى –؛ تعالى الله عما يقول المجرمون علوا كبيرا.
وقد حشي كتاب (الإحياء) للغزالي من هذه الأمور، كما حشيت (طبقات الشعراني) من الكفريات والإلحاديات، وقد حشيت (كتب الشعراني) وكتاب (المشرع الروي في تراجم آل علوي) (147)، وجاء أبو يزيد البسطامي الذين يسمونه طيفور الذي هو يعتبر المؤسس للقول بوحدة الوجود الذي يقول: لا تقل سبحان الله؛ فإنك – حينئذ – تكون سبحت نفسك؛ وإنما تقول: سبحاني سبحاني ما أعظم شأني! ونحو ذلك.
إخوتي ترى هذه الأشياء موجودة – الآن – تدرس في جامعات المسلمين في بعض البلاد على قدم وساق؛ بدعوى أنها من العلوم الشرعية؛ فمن سلك هذا الطريق = ينتهي به الأمر إلى أن يترك الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج؛ لأنه وصل إلى مرحلة تسقط عنه فيها التكاليف.
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت في إحدى البلاد الإسلامية؛ فكان في الشقة التي تحتنا رجل عجوز، وزوجته عجوز مثله، وثالثهم كلبهم، وأولادهم قد ذهبوا إلى أعمالهم وتركوهم؛ فرأينا ذلك العجوز لا يصلي = جالس على الأغاني والإذاعة ويستمع الغناء، فقلنا له: يا عم فلان! لماذا لا تصلي؟
قال: أنا لا أحتاج إلى الصلاة!؛ لأن شيخ الطريقة فلانا يتحمل عني كل شيء، شيخ الطريقة يتحمل عني كل شيء!
كما أشار الشيخُ – هنا – إلى أنهم يصلون إلى مرحلة يعتقدون فيها سقوط الأمر والنهي؛ فمثل هؤلاء – ولا شك – قد حادوا عن سواء السبيل، وبعدوا عن منهج الله الحق، ولا شك في كفرهم. وتجدهم يتعلقون ببعض الدراويش إلى درجة العبادة؛ يشربون فضلات غسلهم، ويتبركون بلعابهم، وبريقهم، وعرقهم، وينطرحون على الأرض بين أيديهم، ويرون أنهم من أولياء الله الصالحين، وهم من أولياء إبليس – والعياذ بالله –؛ فهذا هو الضلال المبين؛ يعني ألقى الشيطان أغلوطة: أن هؤلاء الأولياء وصلوا إلى مرحلة لا يسألون عما يفعلون.
ترى أحدهم يزني ما تنكر عليه؛ لأنه يزني في في نظرك أنت، لكن هو في الحقيقة يسد ثغرة انفتحت على الإسلام – كما يدعون -.
ترى أحدهم يفعل المنكرات = لا تنكر عليه؛ ولذلك يعتقد بعضهم أن أولياءهم يتصرفون في الكون، يتصرفون في الكون، يقول: إن الشيخ عبد القادر ينصب خيمته على متن جهنم؛ ليخرج أتباعه منها!
ما شاء الله!
طبعا الشيخ عبد القادر – رحمه الله – يبدو أنه بريء من كل ما ينسب إليه.
وقالوا: إنه ذات يوم قبض الملك روح رجل من أتباعه وهو وحيد أمه؛ فجاء فإذا بالعجوز تبكي؛ ما الذي يبكيك؟
قالت: وحيدي فلان أخذه الموت؛ فطار الشيخ عبد القادر، ولحق بملك الموت - مع أن هذا الكلام خلاف حتى السنة من بعيد؛ أن الذين يصعدون بالروح هم ملائكة الرحمة، أو ملائكة العذاب - وقال: لماذا تأخذ روح ابن مريدتي فلان؟
قال: الله أمرني بذلك.
فلطمه على وجهه؛ فسقطت منه الأرواح جميعا، وعادت كل روح إلى جسدها!!
أرأيتم هذا الهراء؟!
وفي كتاب موجود في مكتباتنا اسمه (المشرع الروي في تراجم آل علوي) هذا الكتاب مليء بالأباطيل.
يقول: إنه يوم من الأيام أراد أن يؤدب تلاميذه؛ فبحث عن – أنا والله لا أذكرها على سبيل القَصص يا إخوان، والله لا أذكرها على سبيل القصص، لكن تمثيلا لما ذكره المصنف – رحمه الله – مما وصل إليه الناس من الاشتغال بالعلم الذي لا ينفع؛ فهم اشتغلوا بهذه العلوم الشيطانية التي زينها لهم الشيطان وأغواهم.
يقول: إنه غضب على أحد تلاميذه يوما؛ فبحث عن عصا يؤذبهم بها؛ فلم يجد فأمسك بإحليل نفسه؛ فستطال إحليله (148) حتى صار طوله ستة أذرع؛ يعني: لَيْ (خرطوم)؛ فجلدهم به حتى شفى غليله؛ فلما شفى غليله أمسك بإحليله مرة أخرى فعاد كما كان.
يا إخوان أعداء الإسلام عندما يسمعون بهذه الأشياء يظنون أن الإسلام عبارة عن خرافات، وحكايات من حكايات (ألف ليلة وليلة) لا أكثر ولا أقل، وهذا كثير = الهراء الذي عند المتصوفة؛ ولذالك قال المصنف هنا: إنهم يعتقدون أن أوليائهم أفضل درجة من الأنبياء والرسل.
يقول ابن عربي نفسه (149):
مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي
يعني أن أولياءهم يفوقون الأنبياء، وهذا شابهوا فيه الرافضة، حيث قال خمينيهم في كتابه (الحكومة الإسلامية) (150): من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل.
رتب على اعتقادهم أن الأولياء أفضل من الأنبياء أنهم نسبوا أن الأولياء، يقولون للشيء: كن فيكون؛ ولذلك يقول أحد زعمائهم المعاصرين إبراهيم إنياس (151):
قد خصني بالعلم والتشريف إن قلت: كن يكن بلا تسويف!
– والعياذ بالله -.
ولو قرأتم كتاب (طبقات الشعراني) وكتاب (المشرع الروي) وكتاب (الإحياء) للغزالي؛ لوجدتم العجب العجاب من هذا الهراء الذي لا يصدقه عاقل - فضلا عن مسلم -.
الْمَتْنُ
وقد اتسع الخرق في هذا الباب ودخل فيه قوم إلى أنواع الزندقة والنفاق ودعوى أن أولياء اللَه أفضل من الأنبياء، أو أنهم مستغنون عنهم.
الشَّرْحُ
(يُتْبَعُ)
(/)
قد ضربت لكم أمثلة عن ذلك؛ حتى إن بعضهم قال: لا يحتاج أن تدعو الله – عز وجل – وإنما يكفيك أن تردد مدح الشيخ – شيخ الطريقة، وجدنا في بعض الدول الإسلامية وجدناه في: السودان، وفي نيجيرنا، وفي السنغال، وفي الهند، وفي الباكستان؛ يكتفون بذكر مشايخ طرقهم والثناء عليهم؛ ويرون أن هذا يقربهم إلى الله – جل وعلا -.
الْمَتْنُ
وإلى التنقص بما جاءت به الرسل من الشرائع، وإلى دعوى الحلول والاتحاد، أو القول بوحدة الوجود، وغير ذلك من أصول الكفر والفسوق والعصيان.
الشَّرْحُ
وقد ضربت لكم أمثلة في القول بوحدة الوجود، وكذلك الذين يزعمون سقوط الأمر والنهي.
الْمَتْنُ
.... كدعوى الإباحة، وحل محظورات الشرائع.
الشَّرْحُ
بل قال بعضهم بحل كل شيء، المهم أن تتبع شيخا معينا تسبح بحمده من دون الله؛ ثم لك أن تفعل ما تشاء.
الْمَتْنُ
وأدخلوا في هذا الطريق أشياء كثيرةً ليست من الدين في شيء:
فبعضها زعموا أنه يحصل به ترقيق القلوب كالغناء والرقص.
وبعضها زعموا أنه يراد لرياضة النفوس كعشق الصور المحرمة ونظرها.
وبعضها زعموا أنه لكسر النفوس والتواضع كشهرة اللباس، وغير ذلك مما لم تأت به الشريعة.
وبعضه يصد عن ذكر اللَه وعن الصلاة كالغناء والنظر إلى المحرم، وشابهوا بذلك الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً.
الشَّرْحُ
وصل الحال ببعض المتصوفة، وأصحاب الوجد والذوق إلى أن يعتبروا] أن [المحرمات = هي طريق الوصول إلى الحق؛ فيبيحون الغناء بدعوى أنه يرقق القلوب، ويقربها إلى الله، ويُتَوِّبُون العصاة بالغناء، وببعض الصياح، وببعض الهذيان؛ كما يحصل - الآن - في بعض المراكز، ويجعلون الأناشيد - وما أشبه الليلة بالبارحة - التي تسمى – الآن – بالأناشيد الإسلامية - البعض منها قد وصل إلى هذه المرحلة؛ أليس كذلك؟!
بل ويلحنونها بألحان خطيرة جدا، بألحان شبان مردان، أصواتهم تفتن، لا تقل نعومة وغنجا عن أصوات النساء.
فيقعون من هذا في حبائل الشيطان، وهذا كثير، وقفت في أحد المعارض، في بلادنا - معرض من معارض الكتاب؛ فسمعت صوتا رخيما عجيبا = يشبه صوت إحدى المغنيات؛ فهرعت إلى المكان؛ قلت له: يا أخي ما هذا؟ هذه امرأة؛ والله ما ظننتها إلا امراة!
قال: لا يا شيخ! حرام عليك هذه أناشيد – أناشيد إسلامية!
أناشيد إسلامية بهذا الشكل الغنائي؟!
هذا في غاية الخطورة، والآن ملئت بها ساحات التسجيلات، وكثير منها لا خير فيه؛ لا في لفظه، ولا في معناه، ولا في لحنه.
اللفظ تهييجي خارجي.
والمعني مفسد للقلوب.
واللحن مفسد للقلوب؛ حيث يجر إلى سماع الغناء.
ويرون أن هذا يرقق القلوب، ويقربها إلى الله!
أنا أسأل بالله: من لم يرق قلبُه لقول الله – تبارك وتعالى – ? إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا ?] النبأ: 21 [.
ولمثل قول الله – تبارك وتعالى – ? إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ، فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ?] الهمزة: (8 – 9 [.
ولقول الله – تعالى - ? إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ?] النساء: 56 [.
ولقول الله - سبحانه وتعالى - ? وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ?] الهمزة: 1 [.
ولقول النبي – صلى الله عليه وسلم – ? إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ? (152).
ولقوله – صلى الله عليه وسلم -: ? اطلعت على النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء ? (153).
ولقول الله – تبارك وتعالى - ? يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ?] ق: 30 [.
ولقول الله – تبارك وتعالى – ? مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ?] ق: 18 [.
ولقوله تعالى ? وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ?] ق: 21 [.
وغير ذلك من الآيات.
أنا أسأل سؤالا: من لم يتأثر بهذه الآيات، من لم يدعه إيمانُه بهذه الآيات إلى الإيمان، وإلى الإقلاع عما هو عليه؛ هل ستنجح معه الأغاني في رجوعه إلى الله؟
ولو قدر أنها نجحت وقتا؛ هل تجعله يثبت على ما هو عليه؛ أم تجعله يتذبب ويضيع؟! لا شك تجعله يتذبب ويضيع.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن القيم – رحمه الله – في أبيات أوردها في (إغاثة اللهفان) (154) في الرد على الذين اتخذوا الغناء طريقا للتوبة، وطريقا لترقيق القلوب يقول:
ألا قل لهم قول عبد نصوح //// وحق النصيحة أن تستمع
متى علم الناس فى ديننا //// بأن الغنا سنة تتبع
وأن يأكل المرء أكل الحمار //// ويرقص فى الجمع حتى يقع
وقالوا: سكرنا بحب الإله ////وما أسكر القومَ إلا القصع
كذاك البهائم إن أشبعت //// يرقصها ريها والشبع
ويسكره الناى ثم الغنا /// وياسين لو تليت ما انصدع
فيا للعقول، ويا للنهى //// ألا منكر منكم للبدع
تهان مساجدنا بالسما ع //// وتكرم عن مثل ذاك البيع
نعم؛ لو سمع سوة (ياسين) وغيرها من سور القرآن؛ ما تأثر قلبُه، ما تأثر فؤادُه، لكن لو سمع الغناء الذي يسمونه الأناشيد = يرقص طربا، يرقص، كنت في أحد المعسكرات الكشفية في بلادنا، وكان هناك برنامج أدخلوا فيه أغنية سموها أنشودة، واختاروا طالب علم صوتُه عذب بالقرآن؛ إذا قرأ القرآن = لا تريده أن يسكت، فاختاروه ليفسدوا لسانه؛ وبالتالي قد ينتقل ذلك إلى فساد قلبه؛ فلما عجز عن تلحين الأغنية التي سموها أناشيد، والله أنا أسميها أغاني – حقيقة – هي مثل الأغاني، واسألوا شيخنا الشيخ صالحا الفوزان عن حكمه في هذه الأناشيد.
جاء الأستاذ المنظر = دكتور تخصصه شرعي في أصول الفقه؛ ولحن هذه الأنشودة = الأغنية للطالب حتى أتقنها؛ فلما أتقنها، ولحنها أمامنا، واعترضتُ على هذا المشهد.
قال: رئيس المعسكر الكشفي: يا أخي! اتق الله!
هذه الأنشودة لما أنشدها هذا الولد في المعسكر الكشفي الذي أقيم للمسلمين في قبرص وفيه ثلاثة آلاف نسمة كلهم أجهشوا بالبكاء!!
وكنت أستحضر القصيدة التي أوردها ابن القيم هذه؛ فقرأتها عليه.
هو يبكي من اللحن أليس كذلك؟ مِن تأثره بماذا؟
الآن الممثلات الفنانات! ترى فنان بمعنى حمار في اللغة العربية – على فكرة – من بعض معاني فنان أي الحمار، وارجعوا إلى القاموس، ولسان العرب.
أقول: إن الفنانين والفنانات، والممثلين والممثلات؛ إذا مثلوا بعض الأدوار يبكون أليس كذلك؟
يتأثرون بالمواقف، تنهمر دموعهم، وهذا المسكين الذي صُرِفَ عن القرآن إلى الأغاني التي سموها أناشيد؛ ماذا حصل؟
تأثروا بتلك الألحان؛ حتى فتنوا بها؛ فأصبحت مقدَّمة عندهم حتى على القرآن الكريم؛ أي نعم! هذا هو الحاصل؛ فيبكون ويتأثرون معهم؛ فَتَلَوْتُ بعض الآيات التي تذكر مشاهد من الجنة والنار؛ فقلت: هذه التي تلين القلوب؛ أم تلك الأغنية التي علمتها لهذا الطالب المسكين؟!
فيجب علينا أن نَتَنَبَّه، الأمر في غاية الخطورة، هذا من العلم الذي لا ينفع – كما نبه المصنف – رحمه الله تعالى – وهذه الأناشيد من العلوم التي لا تنفع.
ووالله وتالله! أكثر ما أوقع شبابنا في المنهج التكفيري = هي هذه الأناشيد؛ يغني حتى يسبح في الخيال! فوق! يسرح فوق = يظن أنه دخل الجنة بهذه الأناشيد؛ خلاص!
وتجده يأخذ شهرا ما قرأ آية من كتاب الله، ولا حديثا من سنة رسول - صلى الله عليه وسلم –.
بينما عنده أربع مئة شريطا في الأناشيد:
في السيارة أناشيد.
وفي البيت أناشيد.
وفي المدرسة أناشيد.
ما بقي إلا المسجد، بل في بعض البلاد الإسلامية حتى المساجد فيه الطبول والأناشيد والأغاني؛ فليتق الله المربون الذين فتنوا شباب الأمة بهذه البهرجة، وبهذه الوسائل الخبيثة المخبثة، وأن يعيدوهم إلى حظيرة القرآن والسنة، وإلى منهج السلف الصالح؛ إذا أرادوا سلامة هؤلاء الشباب.
انتهى الشرح
الأسْئلَةُ
- يقول السائل: إنه طبيب إخصائي نساء وولادة، وأن والدته في حالة اضطرارية والمستشفى بعيد ليس قريبا منه، هل يقوم بتوضيعها هو بنفسها أفيدونا أفادكم الله. يعني أمه في حالة ولادة اضطرارية؟
- الشيخ: وهو طبيب! إذا جاز له توليد غيرها؛ فتوليد أمه من باب أولى – الجواز، وهذا بشرط أن لا يوجد نساء يُجِدْنَ هذا العمل؛ فإن وجد نساء يجدن، فيتقصر عليهن.
- تقول السائلة: إذا كان معها ماجستير دراسات إسلامية هل يحق لها أن تدعو إلى الإسلام؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- الجواب: الدعوة إلى الإسلام ليس مرهونا بالماجستبر، أو الدكتوراه، نعم هذه لا شك أن ما يحصل في هذه المراحل علوم نافعة - إن شاء الله تعالى – لكن المهم أن نتفقه في الدعوة على منهج السلف الصالح، أن نتفقه في الدعوة على منهج السلف، بأن ندرس منهج السلف في الدعوة إلى الله؛ فندعو إلى الله على بصيرة كما قال الله – سبحانه وتعالى - ? قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ?] يوسف: 108 [.
فعلى الأخت الفاضلة – وفقنا الله وإياها للعلم النافع، والعمل الصالح - أن تجتهد في تلقي العلم عن العلماء الربانيين، حتى تكون مؤهلة للدعوة إلى الله - عز وجل -.
- يقول السائل: ما حكم الرجل يفضل زوجته على أمه؟
- الجواب: هذه من المصائب التي ابتلي به الناس، ولا سيما في هذا العصر، جاء رجل أمام النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يطوف بالكعبة ويحمل أماه على ظهره؛ فقال: يارسول الله! هل أديت حقها؟
قال: ولا بلحظة، أو كما قال صلى الله عليه وسلم ولا بطلق مما يصيبها عند الولادة، أو كما قال صلى الله عليه وسلم (155). يعني ولا بمقدار ما يصيبها في حال الطلق الذي يأتيها قبيل الولادة؛ فحق الوالدين عظيم، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه قيل من يا رسول الله قال من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة (156).
فيا من ابتلي بمثل هذه الحال: من تفضيل زوجتك عل أمك، أقول لك: اتق الله!؛ فإن الجنة تحت أقدام الأمهات (157).
ولا شك أنه يجب أن تعطي كل ذي حق حقه؛ فتعطي زوجتك حقها، وتعطي أمك حقها، ولكن أن يتحول أحدُنا إلى خروف تقوده المراة حيث تشاء، ولو على حساب ترك والديه = فهذه مصايب عظيمة، لا ينبغي للمسلم أن يكون جلفا مع امرأته مثل الجاهليين الأوائل، ومثل بعض الجهلة القدامي الذين كانوا ما عندهم إلا الضرب، يكسرها بعمود البيت - قديما -، يأخذ العمود، عمود بيت الشعر، ويضربها حتى يكسر عضلاتها؛ لا!
هذا - أيضا – والعياذ بالله - حيوانية، وإسفاف، لكن - الآن - انعكس الأمر: قديما يجفون زوجاتهم، الآن تقودهم بعض زوجاتهم إلى عصيان أمهاتهم، حتى أن البعض قد يُلْجَأ إلى أن يجعل أبويه، أو أحدهما في دار الرعاية – والعياذ بالله - وفي دار العجزة، وهذه مصيبة عظيمة، مصيبة عظيمة، أين نحن من الرجل الذي وقف وصبيته يتضاغون تحته، وقف بالإناء حتى أصبحا عند الصباح فشربا؛ ففرج الله عنه بذلك ذلكم الهم الذي أصابه بإزالة الصخرة (158)، فعلى المسلم أن يتقي الله – عز وجل - وأن يعطي كل ذي حقه، كما أنني - هنا - أوجه – أيضا - نداءً للأمهات الفاضلات: أن لا يكلفن أولادهن ما لا يطيقون؛ لأن بعض الأمهات - وهن قلة – قد تتدخل في كل صغيرة وكبيرة؛ فقد تحمل ولدَها على العقوق، أو تحمله على طلاق زوجته، وليس من حقها أن تطلب طلاق زوجته بدون وجه شرعي تُعْذَرُ به أمام الله – عز وجل – فيا عبد الله! أعط كل ذي حقه، أعط والديك حقوقهما، وأعط زوجاتك حقن، ولا تجعل حقا يطغى على حق.
- هناك من يقول: هناك بدعة حسنة، وبدعة سيئة؛ فما قولكم وجزاكم الله خيرا؟
- الجواب: إذا وقفنا على الأحاديث التي تحذر من البدع = يتضح لنا الجواب.
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في خطبة الحاجة: إن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم – وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. وفي حديث العرباض: كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة (159).
وفي حديث أبي هريرة وعائشة – رضي الله عنهما -: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (160).
(من عملا عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) (161).
وفي حديث آخر (إن الله احتجر التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته) (162).
هل جاء في التحذير من البدع أي استثاء يقول: إلا إذا كانت بدعة حسنة؟
إذًا ما هو مفهوم الأحاديث؟
أن كل بدعة سيئة؛ وليست ثمة بدعة حسنة.
ثم إذا أردنا أن نقول: نفرق بين الحسن والقبح؛ من الذي يحدد الحسن والقبح؟
كيف نعرف أن هذا العمل: حسن، أو قبيح؟
(يُتْبَعُ)
(/)
بالرجوع إلى الكتاب والسنة؛ فإذا كان الكتاب والسنة قد حسّنا عملا؛ فكيف نسميه بدعة؟!، والرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول: وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة؟!
وقد قبح الكتاب والسنة جميع البدع بلا استثناء؛ فلنحذر من هذه الشبهة الخبيثة.
- أنا طالبُ علمٍ حديثُ الاستقامة ما هي الكتب التي تنصحوننا بقراءتها، وكذلك أرجو أن تذكر لنا كتابا يبين لنا أسماء الفرق الضالة وعقائدها؟
- الجواب: أما الكتب التي أنصحك بالبدء بها فأولها كتاب الله – عز وجل – تجتهد في حفظه، أو فهمه – على الأقل - وتحفظ منه – على الأقل – ما تستعين به على عبادتك، وكذلك يمكن أن تبدأ بـ (الأربعين النووية) وفي التوحيد تبدأ بـ (الأصول الثلاثة) وبكتاب (التوحيد) المجرد بدون شروح، وفي الفقه تبدأ بكتاب (المخلص الفقهي) (العبادات، قسم العبادات) لمعالي شيخنا فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان؛ ثم بعد ذلك إذا اتقنت هذه؛ إن شاء الله – نوجهك إلى ما بعدها من الكتب الأخرى.
- هناك من يستخدم النكت وكثرة الضحك، والتمثيل في الدعوة إلى الله – عز وجل – فما قولكم؛ وجزاكم الله خيرا؟
- الجواب: الحقيقة أن هؤلاء الناس قد تحولت دعوتهم إلى تمثيليات، أقرب ما تكون إلى التمثيل، والتمثيل كذب، ويُضَيّعون الأوقات بهذه النكت، أنا لا أمنع أن يتخلل الدرس طرفة = توقظ النِّيَام، والأولى أن يكون لها علاقة بالدرس، لكن أن يتحول الدرسُ – كلُّه – إلى مسخرة، وإلى مهزلة، ومع هذا تجد هؤلاء يحضر لهم الآلاف، ولو دعي سماحة المفتي = لما حضر له مئة أو مئتان!
هذا هو الواقع؛ وهذا ناتج عن خلل في الدعوة الله – عز وجل - أكثر الوسائل التي تستخدم = ليست وسائل دعوية صحيحة؛ سواء كان منها: التمثيليات، أو الأناشيد، أو الإفراط في ذكر القصص، أنا لا أمنع أن تذكر قصة، أو قصتين للعبرة، لكن أن يتحول الدرسُ – كلُّه – إلى قصص، وقد كان السلف يضربون الوعاظ القُصَّاص الذين لا يعتمدون على قال الله، وقال رسوله، وإنما يعتمدون – فقط - على القصص، والإفراط في القصص؛ فعلى المسلمين أن يؤتوا البيوت من أبوابها، ووسائل الدعوة توقيفية، أما ان تتحول الوسائل إلى: تمثيليات، وأغان، وصياح، وتقليد، وتفحيط = فالحقيقة هذا لا يصلح أبدا، وليس من وسائل الدعوة.
- هل في هذا البيت من خطأ عقدي:
أن تدخلني ربي الجنة ذلك أقصى ما أتمنى.
- الجواب: أن تدخلني ربي الجنة ذلك أقصى ما أتمنى؟
يجب أن يطلب رضا الله قبل ذلك؛ لأنه هو الذي يوصل إلى الجنة، اطلب رضا الله، وحب الله ورسوله؛ فهذا يدخلك إلى الجنة، ولا شك أن الجنة مطلوبة.
والرسول - صلى الله عليه وسلم – قال لرجل: كيف تقول في الصلاة؟
قال: أتشهد، وأقول: اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار، أما إني لا أحسن دندنتك، ولا دندنة معاذ.
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: حولها ندندن (163).
أنا لا يظهر لي – فيه - كبير مخالفة، لكن الأولى أن تكون الغاية القصوى هي عبادة الله – جل وعلا – وهي متضمنة للظفر بالمرغوب والحذر من المكروب.
- السائل: بالنسبة يا شيخ! قول المعتزلة: في نفي الرؤية لله – عز وجل – كما قال الزمخشري: فوز ليس بعده فوز؟
- الشيخ: هذا قاله الزمخشري عند قول الله – تبارك وتعالى – ? فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ?] آل عمران: 185 [.
قال: وأي شيء أعظم من هذا؟ وأي فوز أعظم من هذا؟ ماذا يقصد؟
إنكار رؤية الباري – سبحانه وتعالى –؛ فإذا كان القائل لهذا البيت يعني مثل هذا المعنى؛ فلا شك أن هذا إلحاد ولا يجوز.
- ما رأيكم في قناة المجد الفضائية وجزاكم الله خيرا؟
-: أنا لم أسمعها كثيرا، لكن يلفت نظري فيها ثلاثة أمور:
الأمر الأول: أنه يتكلم فيها من هب ودب؛ فيتكلم فيها السلفي والخلفي، وقد طُلِبَ مني أن أشارك، وأنا متردد حتى الآن؛ ومع أنه قد ألح عليّ، وربما أشارك بكتاب من كتب التوحيد، لكن ما زال عندي شيء من التردد، وإذا كان قد ابتلي بها المرء يسمع كلام مشايخنا الذين – قد – يظهرون فيها، ويبتعد عما سواه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذًا أخشى أن تكون في أغلب الأحيان = دعاية لبعض المنظِّرين الذين ينظِّرون للخوارج من طرف خفي، وهذا حاصل؛ لأن فيها تمجيدا لبعض الرموز.
الأمر الثاني: الذي يلفت النظر: أن وسائل الدعوة المتخذة عندهم منها: التمثيليات، والتمثليلات كذب، وأنا أسمع أن فيها تمثيليات، وأنا لم أقف على هذا.
والأمر الثالث: يدعون أنهم ألغوا الموسيقا، وأحدثوا موسيقا بالفم؛ فهم يصنعون موسيقا بأفواههم! يعني هي موسيقا أكثر ما تعلموها من: تري رم، تري رم، ونحو ذلك!
فإذًا هذه أشياء تلفت النظر؛ ونسأل الله القائمين عليها لتوجيهها التوجيه الصحيح؛ لأنها قد ملأت البيوت – الآن -.
- ما حكم القروض البنكية، والأسهم المتداولة؛ علما بأن هناك من يقول: بتحليلها، أو تحريمها؟
- الجواب: كلمة القروض خطيرة؛ إذا كان يعني بالقرض: أن البنك يقرض بفائدة؛ فهذا هو الربا بعينه، لكن بعض الناس يطلق (القروض) ويريد بها تداول، أو بيع الأسهم بأجل، أو أخذ سلعة بأجل من البنك، ومثل هذه أفتى علماؤنا أنه لا شيء فيها؛ إذا تجنب الشركات المحظورة الربوية، أو التي تشتري المحرمات، وارجعوا إلى اللجنة المشكلة، ومنهم فضيلة الشيخ عبد الله المنيع – وفقه الله تعالى -.
- ما حكم من يترحم عن النصارى والرافضة، ويدعي العلم؛ وجزاكم الله خيرا؟
- الجواب: أعوذ بالله! هذا جاهل؛ إن كان جاهلا = يعلم، وإن كان معاندا مكابرا؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله.
- أصحاب وحدة الأديان من أمثال الترابي وغيره يقولون بهذا، بل هناك دعوات نشأت في الكويت، وفي غير الكويت في أنه لا يجوز أن نقول لليهود: كفار، ولا للنصارى!
ولا شك أن من لم يكفر الكافر فهو كافر؛ فيجب أن توضع النقاط على الحروف، والرافضة هم شر من اليهود والنصارى، لكن وضعهم بيننا كوضع المنافقين في عهد النبي – صلى الله عليهم وسلم –؛ يجب أن نداريهم ولا يجوز أن نستفزهم درءًا للفتنة؛ فهم يعيشون بيننا، ونعاملهم كما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يعامل المنافقين، نداريهم، ولا نستفزهم، ولكن لا نمكنهم من تبليغ دعوتهم، بل نكن على حذر منهم؛ فلا شك أن الترحم على الكفار = اعتداء، وجهل مركب، وإن كان يترحم عليهم من واقع مودة لهم في قلبه = فهو كافر، يعني إن كان يودهم ويحبهم في قلبه؛ فهو كافر، لا شك في ذلك.
وما دام سئل عن هذا السؤال أحب أن أبين – من باب: سبحان الله! إنها صفية، تعرفون الحديث؟!
لما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – في المسجد وعنده أزواجه فَرُحْنَ فقال لصفية بنت حيي: لا تعجلي حتى أنصرف معك، وكان بيتها في دار أسامة؛ فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - معها؛ فلقيه رجلان من الأنصار؛ فنظرا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم أجازا.
وقال لهما النبي - صلى الله عليه وسلم -: تعاليا! إنها صفية بنت حيي.
قالا: سبحان الله يا رسول الله!
قال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يلقي في أنفسكما شيئا (164).
أذكر هذا؛ لأنه أشيع عني من قبل أحد الكذابين الأفاكين في المدينة، وما أكثر الأفاكين! أشيع عني أنني قلت: إن بابا الفاتيكان في الجنة!
وإني أقول لكم – كما قلت في مناسبات أخرى -: أسأل الله أن يُريني في هذا الكذاب عجائب قدرته؛ فقد افترى عليَّ، هل يمكن - أو هل يتصور عاقل - أن يقول مسلم – فضلا عن طالب علم - ونرجو أن نكون طلاب علم –: إن زعيم النصارى من أهل الجنة؟!
فهذا – والعياذ بالله – من إرجاف المرجفين؛ وما أكثر المرجفين! لا كثرهم الله.
- أقول – أحسن الله إليكم -: هناك من يتهم الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى - بالإرجاء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- الجواب: شيخنا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني شيخ السنة وإمام أهل الحديث، وقِرْنٌ وأخ لمشايخنا: الشيخ ابن باز – رحمه الله -، الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله –، كلهم قد خدموا السنة، وقدموا الكثير، و (كلمة أظنها الشيء) الكثير في خدمة المنهج الحق، والسنة النبوية؛ فهذا القول = افتراء؛ نتج عن إجمالات في مسألة عند الشيخ؛ عندما يقول: إن العمل في الإيمان شرط كمال، ونحن لا نقر الشيخ على الكلمة، نحن نقول ما قاله السلف: العمل من الإيمان، والإيمان قول وعمل، ومن أخرج العمل من الإيمان بالكلية فهو مرجئ ملحد.
- وربما جرأ البعض رأيُه في حكم تارك الصلاة تهاونا، ونحن وإن كنا نخالفه في هذا؛ فنعتقد أن تارك الصلاة – تهاونا – يكفر، ويخرج من دين الإسلام، لكن هذه المسألة للشيخ فيها سلف أم لا؟
نعم؛ مالك، والشافعي، وأبو حنيفة، ورواية عن أحمد كلهم يرون هذا الرأي؛ فإذا قلنا: إن الألباني مرجئ في هذه المسألة = لابد أن نقول ذلك – أيضا - عن مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة.
والحق أن هذا ليس من الإرجاء في شيء؛ هذا اختلاف في هذه المسألة – قديما وحديثا – اختلاف في مسألة تارك الصلاة – تهاونا -.
في الحقيقة نحن - مع ضآلة علمنا - مع من يقول: إن تارك الصلاة يكفر، ولا شك، بل لا أكاد أشك في كفره، من ترك الصلاة - ولو تهاونا - كفر، لكن هل إذا اقتنعت بهذا الرأي ألزم العلماء الربانيين القدامى، ومن السلف الصالح بأن من خالفني في هذا الرأي = يكون مرجئا؟!
لا؛ هذا لا يجوز؛ لكن المسألة تزعمها بعض شذاذ الآفاق من الجهلة، وبعض الحداديين، بدأ بها محمود الحداد، وسلكها بعض الناس من بعده؛ ونقول لهؤلاء قول النبي – صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن الله: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب (165).
والله يا إخوتاه! في السنة التي حمل فيها بعض الشذاذ على الشيخ ناصر؛ بعدها بأسابيع قليلة رشحته الدولة - وفقها الله – لجائزة الملك فصيل في خدمة السنة؛ فأخذها وهو أهل لها – رحمه الله رحمة واسعة -؛ فالمسؤولون – وفقهم الله – يعرفون أنه عالم من كبار علماء المسلمين، ولا يسمعون إلى نعيق زيد، أو عمرو ممن يصفونه بالإرجاء.
وكم من عائب قولا صحيحا //// وآفته من الفهم السقيم
والقائلون بهذا لا يخرجون عن ثلاثة أصناف:
- إما جاهل إمعة كالببغاوات يقلد الناس فيما يقولون.
- وإما مريض في قلبه مرض على أهل العقيدة؛ فيريد أن يسقط علماءهم.
- وإما أنه صاحب مصلحة وهوى؛ يريد أن يتوصل بهذا إلى التزلف، ويستغل بعض الأمور؛ ليركب مطية الشيطان هذه.
- أُثِرَ عن مجاهد في مسألة المقام المحمود وهو إجلاس النبي – صلى الله عليه وسلم – على العرش؛ فما هو الصواب في هذه المسألة؟
- الجواب: الصواب – فيما يبدو – في مسألة المقام المحمود: أنه الشفاعة العظمى التي يتخلى عنها أولي العزم من الرسل، والتي طالب النبي منا أن ندعو له بها، وهي متحققة – بإذن الله تعالى – ? عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ?] الإسراء: 79 [؛ فيقول العلماء: عسى من الله واجبة؛ يعني متحققة، ليس المقصود بالوجوب على الله؛ أنه يلزمه أن يفعل كذا، وكذا؛ لا! لكن من الله ثابتة لا شك فيها، وهي الدرجة العالية الرفيعة، الشفاعة الكبرى؛ وكذلك هو يعطى أعلى مكان في الجنة، أما الإجلاس على العرش؛ فالأحاديث الواردة فيه أحاديث لا تصح؛ فلا نشغل أنفسنا بها.
- نحن نحضر الدروس من العصر إلى العشاء؛ فهل نحتسب هذا بنية الاعتكاف؟
- الجواب: نرجو الله – عز وجل – أن يكتب لكم ذلك، وتعلم (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة،، وذكرهم الله فيمن عندهم) (166) هذا أمر عظيم جدا؛ فسواء يطلق عليه اسم الاعتكتاف، أم لم يطلق؛ فأحسن ما فيه أنه تنطبق عليهم هذه البشائر الأربع – إن شاء الله – في هذا الحديث.
- يقولون: إن القمر غير مضيء، والنور الذي ينبعث منه ناتج عن انعكاس شعاع الشمس؛ فما رأيك في هذا القول؟
- الجواب: الله أعلم؛ لا أقول أكثر من ذلك.
- هناك كتاب للشيخ حمود التويجري – رحمه الله – في أن الأرض ثابتة لا تدور؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- الجواب: أنا كنت أشرتم لكم إلى قول شيخنا الشيخ ابن باز – رحمه الله – وكذلك لشيخنا الشيخ حمود – رحمه الله – في هذه المسألة، ومع جلالتهما؛ فإن الذي يظهر – والله أعلم – هو التوقف في مسألة دوران الأرض؛ وأن لا نعرض النصوص لأن تتناقض؛ فالتوقف هو الأولى، لكن نحن نثبت أن الشمس تجري، وأن القمر يجري، وأن الكواكب تجري ? وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ?] ياسين: 40 [هل تدخل الأرض مع هذه، أو لا تدخل؟! أيضا أقول في ذلك: الله أعلم.
- يقول: ما رأيك فيمن يطعن في الصحابة – رضي الله عنهم - كأبي بكر وعمر، وغيرهما؟
- الجواب: الذين يقعون في الصحابة ثلاثة أصناف:
- الرافضة وهؤلاء كفّروا أكثر الصحابة، واعتقدوا ردتهم إلا أربعة، أو سبعة، أو أربعة عشر منهم، يستثنون ذلك، وهؤلاء لا ينظر فيهم إلى مذاهبهم – أصلا لأنهم مخالفون للمسلمين – جملة وتفصيلا –.
- ثم - أيضا - الخوارج؛ صح لا يسبون أبا بكر وعمر، لكن يكفرون عليا، وعثمان، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وغيرهم، وهم النواصب، هؤلاء - أيضا – توقف بعض المسلمين في تكفيرهم، وممن توقف فيهم علي – رضي الله عنه – مع أنهم قد كفروه، وأنا أشهد على شيخنا الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى – أنه كفرهم، كفر من؟ كفر الخوارج، قبل وفاته بسنة، سمعت ذلك من فيه، ونحن في مكتبه في مدينة الطائف، والعلماء لهم في تكفيرهم قولان:
الرافضة لا شك في كفرهم وإلحادهم وبعدهم عن الدين، لكن – كما قلت -: يعاملون كما يعامل المنافقون، لكن الخوارج يتوقف بعض أهل العلم، ويكفرهم آخرون، ولا يرى تكفيرهم آخرون؛ فيهم ثلاثة أقوال، وأنا - مع سماعي لفتوى شيخنا – فإني ما زلت أتوقف في الحكم عليهم.
وهناك صنف ثالث لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء أخذ بعض القصص التاريخية، وهو في الجملة منتسب إلى أهل السنة، لكن أخذ بعض القصص التاريخية مسلمة؛ فنتج عن هذا أنه كفر بعض الصحابة، وضلل بعضهم؛ فقال عن عصر عثمان: إنه عصر فجوة، وأن عثمان ظالم، وأن خلافته ضعيفة، وأنه ليس أهلا للخلافة، وأنه محاب لأقاربه، أخذ هذا من أكاذيب الرافضة، ثم كفر معاوية وعليا، وقال بكفر كل من شارك في صفين والجمل، وتعلمون أن بينهم من الصحابة، بل بينهم ممن هو مبشر بالجنة؛ فهؤلاء الناس بثوا في كتبهم هذه الأمور، والعجيب أن البعض لا يريد أن يُتكلم فيهم، ولا في بيان هذه الأمور، ونحن عندما نتكلم فيهم، لا نتلكم في مآلهم، ولا في مصيرهم عند ربهم؛ فنكل أمرهم إلى الله – عز وجل –؛ لعلهم جهلة؛ فيعذرون، الله أعلم بحالهم، نقول: أمرهم إلى الله، لكن هل يصح السكوت عن ما عندهم من أخطاء في العقيدة؟!! كتكفيرهم بعض الصحابة، أو نيلهم من بعض الأنبياء كموسى – عليه السلام -، أو دعوتهم إلى الاشتراكية في بعض كتبتهم، أو نفيهم أسماء الله وصفاته، وتأويلها، أو قولهم بوحودة الوجود، أو نحو ذلك، هذا أمر لا يجوز السكوت عليه.
قد يبين المسلم الخطأ الذي عند الصحابة والتابعين؛ فما بالك بكاتب جاهل جاء بعد أكثر من ألف وثلاث مئة سنة؛ ثم أخذ يصدر أحكامه على الصحابة؟!!
فينبغي أن نَتَنَبَّهَ لهذا، وإن كان لا يعجب بعضَ الناس هذا الكلامُ، لكن نحن نقول الحق، ولا نبالي به؛ صحيح نحن لا نرى كفره، كما يتهمنا بعضُهم بأننا نكفره، الذي يبدو أنه بعيد عن العلم الشرعي؛ فيتوقف في أمره، ويوكل أمره إلى ربه، لكن فتاواه هذه لابد أن تبين للأمة؛ حتى لا ينخدع الناس بها.
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.
وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله نبينا محمد.
انتهت
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 10:30]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
بسم الله الرحمان الرحيم
الحواشي:
(1) كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح؛ انظر (السلسلة الصحيحة) رقم (204).
(2) انظر (مجموع الفتاوي) (4/ 149).
(3) انظر (السلسلة الصحيحة) رقم (2735).
(4) انظر التعليق السابق.
(5) (السلسلة الصحيحة) رقم (699) و (700) فالحديث صحيح ثابت، لكن بلفظة (الناس) بدلا من (القرون)؛ فإنها ليست في شيء من كتب الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
(6) المشهور أنه من قول عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – وليس حذيفة – رضي الله عنه – وهذه الجملة من الأثر أخرجها المروزي في (السنة) برقم (86)، واللالكائي في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة) برقم (108).
(7) أخرجه ابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله) برقم (1810) وانظر تعليق المحقق عليه.
(8) انظر التعليق السابق، والتعليق رقم (136).
(9) أخرجه أبو خيثمة في (كتاب العلم) رقم (54) بإسناد صحيح.
(10) متفق عليه من حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه -.
(11) أخرج الدينوري في (المجالسة وجواهر العلم) (2/ 186) عن ابن المبارك – رحمه الله – أنه قال: لا يزال المرء عالما ما طلب العلم؛ فإذا ظن أنه قد علم؛ فقد جهل.
(12) أخرجه أحمد، وابن ماجه، والنسائي في الكبرى والطيالسي في مسنده، والطبراني في الدعاء، وغيرُهم، وما بين معقوفتين للطبراني في الدعاء والطيالسي، والحديث حسن، انظر (نتائج الأفكار) انظر (2/ 329) للحافظ ابن حجر.
(13) متفق عليه من حديث معاوي بن أبي سفيان – رضي الله عنهما -.
(14) إشارة إلى حديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – الذي رواه أحمد، والطيالسي برقم (2407) وغيرُهما؛ والذي جاء فيه: يخرج ناس من قبل المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما قطع قرن نشأ قرن حتى يكون مع بقيتهم الدجال. وقال الهيثمي – رحمه الله - في (مجمع الزوائد) (6/ 344): رواه الطبراني وإسناد حسن.
(15) وردت روايات كثيرة في هذا الباب، وتجد كثيرا منها في صحيحي البخاري ومسلم.
(16) أخرجه مسلم برقم (223) عن أبي مالك الأشعري – رضي الله عنه -.
(17) أخرجه البخاري، وغيرُه عن أسامة بن زيد – رضي الله عنهما -.
(18) أخرجه مسلم برقم (1905) عن أبي هريرة – رضي الله عنه -.
(19) كما قال ابن سيرين – رحمه الله – وغيرُه: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. مقدمة صحيح مسلم (1/ 14)، وللشيخ أحمد بن عمر بازمول – حفظه الله – شريط طيب بعنوان (إن هذا العلم دين).
(20) إشارة إلى الحديث الثابت الذي رواه غير واحد من الصحابة – رضوان الله عليهم - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وهو قوله: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين. رواه جمع من أهل العلم. وقد صححه جمع من أهل العلم منهم الإمام أحمد وابن عبد البر، وابن القيم، وابن الوزير، والقسطلاني وغيرهم، وقد أفرده بالتصنيف غير واحد من أهل العلم، ولشيخنا الشيخ سليم الهلالي – وفقه الله – جزء حديثي طبع في مجلدع عن مكتبة الفرقان / الإمارات بعنوان (إرشاد الفحول إلى تحرير النقول في تصحيح حديث العدول: رواية، ودراية، ورعاية).
(21) برقم (2722).
(22) أخرجه الترمذي (3482)، والنسائي (8/ 255)، وابن ماجه (250) وأبو داود (1533) وغيرهم عن أنس – رضي الله عنه -.
(23) في (السنن الكبرى) برقم (7818).
(24) برقم (3843).
(25) برقم (3593).
(26) في (السنن الكبرى) برقم (7819).
(27) لعله في كتابه (رياض المتعلمين) لأن الحافظ ابن رجب – رحمه الله - قد نقل عنه – هنا - في هذا الكتاب، أما جملة (اللهم إنا نسألك إيمانا دائما) فقد رواها أبو نعيم في (الحلية) (6/ 179) بسند ضعيف، وروى ابن أبي شيبة في (الإيمان) برقم (106) بسند صحيح عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – أنه كان يقول: اللهم إني أسألك إيمانا دائما، وعلما نافعا، وهديا قيما. قال معاوية: فنرى أن من الإيمان إيمانا ليس بدائم، ومن العلم علما لا ينفع، ومن الهدي هديا ليس بقيم.
قلت (أشرف): معاوية هو ابن قرة الراوي عن أبي الدرداء.
(28) برقم (4911).
(29) اختلف أهل العلم في حكم استتابة الساحر، وقبول توتبه؛ والذي عليه جمع من أهل العلم – قديما وحديثا – أنه لا يستتاب، ولا تقبل توبته، وهو قول الإمام مالك – رحمه الله -.
(30) أخرجه بهذا مسلم برقم (1978 - وما بعده)، وغيرُه عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -.
(31) انظر حاشية رقم (28).
(32) سيأتي تخريجه عند رقم (127).
(33) انظر (السلسلة الضعيفة) رقم (3872).
(34) أخرجه أبو داود برقم (2885)، وابن ماجه برقم (54).
(يُتْبَعُ)
(/)
(35) أخرجه أحمد (2/ 374)، والترمذي برقم (1979).
(36) هناك جمع من الرواة ممن صحت روايتهم عنه، غير العبادلة.
(37) انظر (الدر المنثور) (3/ 34) و (فيض القدير) (3/ 256) و (كنز العمال) (10/ 219).
(38) أخرجه ابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله) برقم (1475) بإسناد حسن.
(39) هو حرب بن إسماعيل الكرماني، من أصحاب الإمام أحمد توفي سنة (280) هجرية، وله مسائل عن الإمام أحمد طبع جزء منه بتحقيق ناصر السلامة، وطبع عن مكتبة الرشد.
(40) قال الشيخ صالح – هنا - إذا أطلق إسحاق دون أن يذكر اسم أبيه؛ فالغالب أن المعني به إسحاق بن راهُويَه.
(41) انظر (الدر المنثور) (3/ 34).
(42) أخرجه الطبرلني في (الكبير) (10980) وهو موضوع، علته خالد بن يزيد العمري، وهو كذاب، كما في (المجمع) (5/ 117)، وانظر (الدر المنثور) (3/ 35) و (كنز العمال) (10/ 218)، لكن أخرجه عبد الرزاق في (المصنف) (11/ 26) والبيهقي (8/ 139) وابن عبد البر (2/ 39) بإسناد قوي.
(43) برقمه (3905) وإسناده صحيح.
(44) برقم (3907) وهو ضعيف.
(45) انظر (أبجد العلوم) (2/ 551).
(46) انظر (المغني) (1/ 440).
(47) انظر كلام البغوي في (شرح السنة) (2/ 183) حول هذه المسألة.
(48) انظر جواب شيخ الإسلام ابن تيمية على هذا في (شرح حديث النزول) (101 - 107) طبع المكتب الإسلامي.
(49) منهم أبو بكر، كما أخرجه الإمام مسلم في (صحيحه) (2490) من حديث عائشة.
(50) رواه الخطيب البغدادي في (اقتضاء العلم العمل) برقم (150)؛ قلت (أشرف): قال الشاطبي – رحمه الله – في كتابه (الاعتصام) (1/ 334 - 335) طبعة الدار الأثرية: وما ذكر عن القاسم بن مخيمرة قد رجع عنه؛ فإن أحمد بن يحيى ثعلباً قال: كان أحد الأئمة في الدين يعيب النحو ويقول: أول تعلمه شغل، وآخره بغي يزدري العالم به الناس، فقرأ يوماً: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)؛ فقيل له: كفرت من حيث لا تعلم! تجعل الله يخشى العلماء؟! فقال: لا طعنت عن علم يؤول بي إلى معرفة هذا أبداً.
قال عثمان بن سعيد الداني: الإمام الذي ذكره أحمد بن يحيى هو القاسم بن مخيمرة. انتهى.
وانظر كلام الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله – في (حلية طالب العلم) ص (60) طبعة مؤسسة قرطبة حول كلام القاسم بن مخيمرة هذا.
(51) انظر (مسائل الإمام أحمد) (2/ 167) رواية ابن هانئ.
(52) انظر (السلسلة الصحيحة) (1/ 558 - 560) رقم (276).
(53) أورده البخاري معلقا بصيغة الجزم عن قتادة – رحمه الله -.
(54) أخرجه أحمد، وأبو دواد، وابن ماجه، وغيرهم.
(55) متفق عليه من حديث زيد بن خالد الجهني – رضي الله عنه -.
(56) أخرجه مسلم برقم (934) عن أبي مالك الأشعري – رضي الله عنه -.
(57) أخرجه النسائي، والترمذي وابن ماجه، وغيرهم انظر (إرواء الغليل) رقم (292).
(58) أخرجه الترمذي عن أبي ذر – رضي الله عنه – انظر (صحيح الترمذي) رقم (2186) و (3227).
(59) ص (43) طبعة العبيكان / تحقيق السعوي.
(60) يبدو أن الرجل - بحسب اللهجة التي قال بها الشيخ هذه العبارة – من أهل سوريا، والله أعلم.
(61) رواه ابن حبان (1824 - موارد) والطبراني في (الكبير) (12/ 162) والبزار كما في (المجمع) (7/ 202)، وصححه ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
(*) كذا الأصل، ولعله سبق قلم؛ صوابه: مرفوعا، والله أعلم.
(62) رواه الطبراني في الكبير، وغيرُه، انظر (السلسلة الصحيحة) (1/ 75 - 80) رقم (34).
(63) رواه الخطيب البغدادي في كتاب (النجوم) كم ذكر السيوطي في (الدر المنثور) (3/ 35)، وأخرجه بسند ضعيف السهمي في (تاريخ جرجان) ص (429) مرفوعا عن ابن عباس.
(64) سيأتي تخريجه – إن شاء الله -.
(65) انظر (كشف الظنون) حيث ذهب إلى أن هذا الكتاب منحول عليه؛ وللفائدة فإن للملطي كتابا في الرد عليه اسمه (اقضاض البازي في انفضاض الرازي).
(66) هذا إذا ثبت أن هذا الكتاب – أو هذا الكلام – له.
(67) ورحم الله الإمام القحطاني القائل في نونيته:
قل خير قول في صحابة أحمد // وامدح جميع الآل والنسوان
دع ما جرى بين الصحابة في الوغى // بسيوفهم يوم التقى الجمعان
فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم // وكلاهما في الحشر مرحومان
(يُتْبَعُ)
(/)
(68) ورحم الله الإمام الطحاوي القائل في عقيدته: وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين – أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر – لا يُذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء؛ فهو على غير السبيل. ص (104) (العقيدة الطحاوية: شرح وتعليق) للإمام الألباني – رحمه الله -.
(69) قال النووي: الصحابة كلهم عدول، من لابس الفتن وغيرهم، بإجماع من يعتد به (التقريب والتيسير – تدريب الراوي) (2/ 674).
(70) انظر ص (149 - وما بعدها) من (النكت على نزهة النظر).
(71) أخرج أبو نعيم في الحلية (9/ 114) بسنده عن الإمام الشافعي أنه قال: قيل لعمر بن عبد العزيز: ما تقول في أهل صفين؟
قال: تلك دماء طهر الله يدي منها؛ فلا أحب أن أخضب لساني فيها.
وروى (9/ 129) عن الشافعي أنه قال: سئل عمر بن عبد العزيز عن قتلى صفين فقال: ... فذكره. غير أنه ذكر (ألطخ) بدلا من (أخضب) انظر.
(72) طبع الكتاب مرارا منها طبعة الطالبي، ومنها طبعة الخطيب؛ وطبعة الطالبي كاملة، وطبعة الخطيب ناقصة، لكن عليها تعليقات جيدة.
(73) طبع الكتاب في مجلدين في أكثر من ستين وثماني مئة صفحة عن مكتبة العبيكان بعنوان (فتنة عثمان بن عفان - رضي الله عنه وأرضاه -)
(74) المعروف أن الذي قال هذا هو أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي – رحمه الله – كما في (البداية والنهاية) لابن كثير – رحمه الله – (8/ 202) دار ابن كثير.
(75) انظر (ظلال الجنة) رقم (328) و (338) و (342) وصحيح الجامع رقم (4442) كلاهما للإمام الألباني – رحمه الله رحمة واسعة -.
(76) ويروى مرفوعا، ولا يصح.
(77) انظر (شرح العقيدة الطحاوية) لابن أبي العز الحنفي – رحمه الله – ص (522 - وما بعدها) طبع المكتب الإسلامي.
(78) للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر – حفظه الله – دراسة نافعة قيمة حول أثر الإمام مالك – رحمه الله – بعنوان (الأثر المشهور عن الإمام ماالك في صفة الاستواء دراسة تحليلية) طبعت مفردة عن دار ابن الأثير، وطبع ضمن (الجامع للبحوث والرسائل ص (59 - 192) دار كنوز إشبيليا.
(79) كذا قال الشيخ؛ والصواب: أن كلا الكتابين لأبي البركات خير الدين نعمان الألوسي؛ ابن المفسر المشهور صاحب " روح المعاني ".
(80) هو كتاب (الزواجر عن اقتراف الكبائر) طبع مرارا.
(81) انظر ص (11) من (الفتوى الحموية) طبعة دار ابن حزم و (1/ 419 - وما بعدها) من (بيان تلبيس الجهمية) طبعة مجمع الملك فهد؛ وغيرها من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -.
(82) بل الأبيات الأولى للرازي، والثانية للشهرستاني.
(83) انظر (الفتوى الحموية) ص (10 - 11) طبعة دار ابن حزم.
(84) " المواقف " وشروح " جوهرة التوحيد " من الكتب التي عطلت وحرفت عقيدة السلف الصالح؛ لذا تجد أن أهل العلم يحذرون من هذين الكتابين الخلفيين، وأمثالهما.
(85) أخرجه أبو نعيم في (الحلية) (5/ 270 و315) بلفظين قريبين، وذكره ابن الجوزي في (سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز) ص (275) بلفظ (خذوا من الرأي ما قاله من كان قبلكم، ولا تأخذوا ما هو خلاف لهم؛ فإنهم كانوا خيرا منكم، وأعلم. انتهى. وهذا أحد الألفاظ التي رواها أبو نعيم في حليته.
(86) وفي أصول مذهب أهل المدينة كتب جمع من أهل العلم – قديما وحديثا -؛ ولشيخ افسلام كلام نفيس في مجموع فتاواه (20/ 294 - 396)، وطبعت مفردة بتحقيق أحمد الطهطاوي! عن دار الفضيلة / مصر.
(87) أخرجه الترمذي وغيره؛ انظر (صحيح الترمذي) رقم (3253) و (ظلال الجنة) رقم (101).
(88) هو معروف الكرخي كما في (سير أعلام النبلاء) (9/ 340)، وقريبا من هذا اللفظ أخرجه ابن الجوزي في (مناقب معروف الكرخي وأخباره) ص (123).
(89) انظر (ترتيب المدارك وتقريب المسالك) للقاضي عياض (1/ 179).
(90) انظر (ترتيب المدارك وتقريب المسالك) للقاضي عياض (1/ 190).
(91) (ترتيب المدارك) للقاضي عياض (2/ 39).
(92) (ترتيب المدارك) للقاضي عياض (2/ 39).
(93) (ترتيب المدارك) للقاضي عياض (2/ 39).
(94) انظر (ترتيب المدارك) للقاضي عياض (1/ 180 - 185).
(يُتْبَعُ)
(/)
(95) انظر (صفة الصلاة) للإمام الألباني – رحمه الله –، ص (65) طبعة مكتبة المعارف، و (بدعة التعصب المذهبي) لمحمد عيد عباسي – وفقه الله – ص (205)، وكلاهما عزا هذا القول لـ (البحر الرائق) لابن نجيم الحنفي!
(96) انظر رسالة أبي الحسن الكرخي في الأصول ص (129 - 130) المطبوعة مع (تأسيس النظر) للدبوسي / طبعة دار الفكر.
(97) وأوضح مثال على ذلك فعل الصحابة – رضوان الله عليهم – فقد أخرج الدارمي برقم (137) بسند صحيح عن ابن أبي ليلى – رحمه الله – أنه قال: لقد أدركت في هذا المسجد عشرين ومئة من الأنصار، وما منهم من أحد يحدث بحديث إلا ودَّ أن أخاه كفاه الحديث، ولا يسأل عن فتيا إلا ودَّ أن أخاه كفاه الفتيا.
(98) انظر (ترتيب المدارك) للقاضي عياض (2/ 181)، وقد ورد عن الإمام مالك في مثل هذا عدة آثار.
(99) أخرجه أبو داود وغيرُه عن أبي أمامة – رضي الله عنه -، انظر (السلسلة الصحيحة) (1/ 552 - 556) رقم (273).
(100) انظر (سير أعلام النبلاء) (8/ 99).
(101) وسيأتي مزيد تأكيد من الشيخ - حفظه الله - على قراءة هذا الكتاب الحافل.
(102) أخرجه أحمد في الزهد ص (272)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 156).
(103) أخرجه ابن سعد في طبقاته (6/ 188 - 199).
(104) أخرجه ابن بطة في (الإبانة الكبرى – تحقيق رضا نعسان) برقم (631) و (632).
(105) أخرجه ابن بطة في (الإبانة الكبرى – تحقيق رضا نعسان) برقم (634).
(106) أخرجه ابن بطة في (الإبانة الكبرى – تحقيق رضا نعسان) برقم (635) والآجري في (الشريعة) ص (58).
(107) أخرجه ابن بطة في (الإبانة الكبرى – تحقيق رضا نعسان) برقم (644) و (651).
(108) أخرجه أبو نعيم في (الحلية) (3/ 198)، وذكره الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (11/ 285).
(109) أخرجه أبو داود في سننه رقم (4612) طبعة دار ابن حزم، وابن وضاح في (البدع والنهي عنها) رقم (79) بإسناد صحيح.
(110) متفق عليه من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -.
(111) متفق عليه من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -، واللفظ لمسلم.
(112) ينسب كثير من أهلم هذه القصة إلى أبي حنيفة – رحمه الله – ولم أقف على ذكر لها في كتب أهل العلم المتقدمين، ولكني وقفت على قصة مشابهة لها عن تلميذه الإمام أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم – رحمه الله –، وهي: قال طاهر بن أحمد الزبيري: كان يجلس إلى أبي يوسف رجل فيطيل الصمت، فقال له أبو يوسف: ألا تتكلم؟
فقال: بلى. متى يفطر الصائم؟
فقال: إذا غابت الشمس.
فقال: فإن لم تغب إلى نصف الليل؟!
فضحك أبو يوسف وقال: أصبت في صمتك، وأخطأت أنا في استدعاء نطقك، ثم تمثل:
عجبت إزراء الغبي بنفسه /// وصمتِ الذي قد كان بالقول أعلما
وفي الصمت ستر للغبي وإنما ... صحيفة لب المرء أن يتكلما
أخرجها وكيع في (أخبار القضاة) ص (656) وذكرها ابن الجوزي في (أخبار الحمقى والمغفلين) ص (116 - 117) وتحرف – في هذه الطبعة - الزبيري إلى الزهري، وذكرها ابن خلكان في (وفيات الأعيان) (6/ 383 - دار الثقافة).
(113) وردت روايات كثيرة عن السلف في ذم السؤال عن المسائل التي لم تقع، وأفردها بعضهم بتصنيف مستقل.
(114) هناك رسالة نافعة للشيخ عبد العزيز بن محمد السدحان – حفظه الله – بعنوان (أخي احذر الإشاعة).
(115) وهذا عليه دلائل كثيرة؛ ومما سمعته من شيخنا أيي أنس محمد آل نصر – حفظه الله - في أحد دروسه أن رجلا وجد آخر يحرك أصبع السبابة في التشهد فكسرها لها، وهو يصلي! والعياذ بالله، وانظر – حول التعصب المذهبي، وآثاره السيئة – كتاب (بدعة التعصب المذهبي) للشيخ محمد عيد عباسي – وفقه الله -.
(116) يشير الشيخ إلى الحديث الذي مر ذكره معنا – هنا – برقم (89).
(117) ورد هذا عن جملة من السلف منهم: أبو موسى الأشعري – رضي الله عنه – كما في (إبطال الحيل) لابن بطة رقم (9)، وابن مسعود – رضي الله عنه – كما في (إبطال الحيل) لابن بة رقم (29) وإبراهيم الخواص كما في (اقتضاء العلم العمل) للخطيب البغدادي رقم (24) و (شعب الإيمان) للبيهقي رقم (1684)، والإمام مالك كما في (الجامع لأخلاق الراواي وآداب السامع) للخطيب البغدادي رقم (1574).
(يُتْبَعُ)
(/)
(118) ثبت أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: أعطيت جوامع الكلم. انظر (صحيح الجامع) رقم (4222).
(119) وورد ذلك في حديث، لكنه لا يصح؛ انظر (السلسلة الضعيفة) (6/ 392 - 395) رقم (2864)، لكن معناه صحيح.
(120) أخرجه معمر في جامعه (20209 - المصنف) عن مجاهد مرسلا؛ ولجملة (تشقيق الكلام من الشيطان) شاهد صحيح عند البخاري في (الأدب المفرد) رقم (875) طبعة مكتبة المعارف.
(121) أخرجه الستة إلا البخاري عن جابر بن سمرة – رضي الله عنه -؛ انظر (تمام المنة) للإمام الألباني – رحمه الله – ص (336).
(122) متفق عليه من حديث عائشة – رضي الله عنها -.
(123) أخرجه البخاري ومسلم.
(124) أخرجه أبو دواد، والترمذي عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – انظر (السلسلة الصحيحة) (2/ 540) رقم (880).
(125) (صحيح الجامع) رقم (4395).
(126) أخرجه البخاري، وغيرُه عن أبي مسعود البدري – رضي الله عنه -.
(127) (صحيح الجامع) رقم (97).
(128) (صحيح الجامع) رقم (2880).
(129) متفق عليه من حديث النعمان بن بشير – رضي الله عنهما -.
(130) (صحيح الجامع) رقم (3377) و (3378).
(131) مر برقم (127).
(132) متفق عليه من حديث عائشة – رضي الله عنها -.
(133) لقد سبق برقم (8) أن هذا من قول ابن مسعود – رضي الله عنه – ولم أقف عليه من قول عمر – رحمه الله -، لكن أخرجه أبو نعيم في (الحلية) (1/ 305 - 306) عن ابن عمر – رضي الله عنه –، وسنده ضعيف، وأخرجه ابن عبد البر في (جامع بين العلم) رقم (1807)، والآجري في (الشريعة) رقم (1161) و (1984) عن الحسن البصري – رحمه الله - وسنده حسن – كما قال محقق الشريعة -، وانظر (السلسلة الصحيحة) (6/ 309 وحاشيتها).
(134) انظر (صحيح الامع) رقم (53) ورقم (54).
(135) انظر (مدارج السالكين) لابن القيم (1/ 137)، (شرح العقيدة الطحاوية) لابن أبي العزي الحنفي ص (76) طبعة المكتب الإسلامي.
(136) (سير أعلام النيلاء) (7/ 120).
(137) وجاء عن الإمام أبي حنيفة – رحمه الله – أنه قال: ما جاء عن رسول - صلى الله عليه وسلم - فعلى الرأس والعين، وما جاء عن الصحابة اخترنا، وما كان غير ذلك فهم رجال ونحن رجالٌ.
(138) انظر (سير أعلام النبلاء) (5/ 455).
(139) انظر التعليق رقم (138).
(140) هو الداراني.
(141) (سير أعلام النبلاء) (10/ 183) و (18/ 231) وجاء في حاشيتها: وأراد بـ (النكتة): الحكمة، وبـ (القوم): الصالحين ممن اشتهر بالخير.
(142) انظر (سير أعلام النبلاء) (14/ 67).
(143) (الفتوى الحموية) ص (9) طبعة دار ابن حزم، وانظر لنقض هذا الكلام المتهافت (شرح فتح رب البرية بتلخيص الحموية) للشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – شريط رقم (4)، وللشيخ صالح السحيمي – حفظه الله – شريط بديع رائع ماتع بعنوان (منهج السلف أسلم واعلم وأحكم).
(144) وهو عبد الرحمان عبد الخالق؛ وانظر للرد على مقولته هذه كلام الشيخ ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله - في (النصر العزيز على الرد الوجيز) و (وجماعات واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات) و (بيان فساد المعيار حوار مع حزبي متستر) وغيرها من كتبه – حفظه الله -.
(145) القائل هو ابن عربي الصوفي؛ وذلك في كتابه (الفتوحات المكية)!
(146) وهو صدر بيت من (الكافية الشافية) المشهورة بـ (النونية) وعجزه هو: أين الإله وثغرة الطعان.
انظر ص (60) بيت رقم (311) من طبعة دار ابن الجوزي.
(147) سيأتي في كلام الشيخ – بعد قليل – مزيد بيان عن هذا الكتاب، وذكر بعض ما فيه من ضلال.
(148) ضحك الشيخ هنا، ثم قال: شر البلية ما يضحك.
(149) انظر (شرح العقيدة الطحاوية) لابن أبي العز – رحمه الله – ص (493).
(150) ص (52).
(151) ولعل الصواب أن تكون كلمة (التصريف) بدلا من كلمة (التشريف) كما في بعض المصادر، وإبراهيم بن إنياس هذا من كولخ - السنغال؛ ثم استقر في نيجيريا، وبدأ في نشر الطريقة التيجانية، ومن الغريب أن إنياس هذا كان عضوا في رابطة العالم الإسلامي!! ثم – بحمد الله - فصل – بعد أن انكشف أمره – بأمر من الشيخ السلفي محمد بن إبراهيم آل الشيخ – رحمه الله رحمة واسعة -.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهلك إيناس بلندن عام (1395) هجرية، ونقل جثمانه إلى موطنه (كولخ)!
ومن مقولته التي قالها في باريس وهو في المستشفى على فراش الموت:
بباريسَ هل هذا المحل محله // رأيت رسول الله جهراً ويقظة
والكلام عنه وعن طريقته يطول، لكن انظر بعض عقائده في مقال للدكتور علي بن محمد ناصر فقيهي – حفظه الله – بعنوان (حديث عن الدورة وأثرها على المجتمع الذي أقيمت فيه)؛ وهي في الأصل محاضرة ألقيت بقاعة المحضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية: مساء الأربعاء 3/ 1 / 1403 هجرية، ونشرت في (مجلة الجامعة الإسلامية) عدد (59).
وانظر كتاب (منهج السلف في العقيدة وأثره في وحدة المسلمين) للشيخ صالح بن سعد السحيمي – حفظه الله – حاشية ص (28 - 29) من مطبوعات مركز الإمام الألباني.
وللتوسع انظر كتاب (الشيخ إبراهيم إنياس السنغالي: حياته، وآراؤه وتعاليمه) لمحمد طاهر ميغري البرناوي / تقديم أبى بكر قومي / طبع الدار العربية.
(152) أخرجه مسلم وأحمد – واللفظ له – وغيرهما -
(153) أخرجه أحمد، وغيرُه، وهو صحيح دون لفظة (الأغنياء). قال الشيخ الألباني – رحمه الله - في (السلسلة الضعيفة) (6/ 316) تحت حديث رقم (2008): نعم؛ الحديث صحيح، لكن بدون قوله: " الأغنياء "، فقد ثبت عن جمع من الصحابة حاشا هذه الزيادة.
(154) (1/ 421 - 422) طبعة دار ابن الجوزي.
(155) ضعيف: أخرجه البزار، وقال: لا نعلمه يروى إلا من هذا الوجه، انظر تفسير ابن كثير (8/ 471) / طبعة أولاد الشيخ، لكن ثبت عن ابن عمر – رضي الله عنهما – بإسناد صحيح؛ فقد أخرج البخاري في (الأدب المفرد) برقم (11) عن سعيد بن أبي بردة قال سمعت أبي يحدث؛ أنه شهد ابن عمر، ورجل يماني يطوف بالبيت - حمل أمه وراء ظهره – يقول:
إني لها بعيرها المذلل /// إن أذعرت ركابها لم أذعر
ثم قال: يا ابن عمر! أتراني جازيتها؟
قال: لا، ولا بزفرة واحدة.
(156) أخرجه مسلم برقم (2551) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -.
(157) يورده بعضهم – بهذااللفظ - على أنه حديث صحيح، ولم يصح بهذا اللفظ، بل حكم عليه الشيخ الألباني – رحمه الله – بالوضع انظر (السلسلة الضعيفة) رقم (593)، ويغني عنه ما جاء في الصحيح من قوله – صلى الله عليه وسلم – لأحد الصحابة – رضوان الله عليهم - في حق الوالدة: الزمها؛ فإن الجنة تحت أقدامها. انظر (صحيح الجامع) رقم (1249).
(158) متفق عليه من حديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما -.
(159) انظر تخريج هذا الحديث بتوسع رسالة الشيخ الألباني – رحمه الله – (خطبة الحاجة التي كان
(160) متفق عليه من حديث عائشة – رضي الله عنها -.
(161) رواه مسلم وذكره البخاري معلقا بصيغة الجزم.
(162) أخرجه الطبراني في (الأوسط) والبيهقي في (الشعب) وغيرُهما؛ انظر (السلسلة الصحيحة) رقم (1620).
(163) رواه أبو دواد برقم (792).
(164) متفق عليه.
(165) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -.
(166) أخرجه مسلم رقم (2699) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -.
قال أبو عبد الخالق: أنهيتُ تفريغ هذه المادة الطيبة – إن شاء الله – عند الساعة (11:25) من ليلة الخميس المسفر صبحها عن الحادي عشر من شهر رمضان لعام (1429) هجرية، الذي يوافقه من التاريخ الصليبي (10/ 9/2008).
ثم راجعته بعد ذلك عدة مرات، كان آخرها ليلة الأحد المسفر صبحها عن الخامس عشر من شهر المحرم لعام ثلاثين وأربع مئة وألف للهجرة، الذي يوافقه من التاريخ الصليبي (11/ 1/2008).
تنبيهات:
1 - إذا لم يذكر الشيخُ الحديثَ بلفظه؛ فإني أبدله باللفظ الموجود في مصدره.
2 - أن القارئ يزيد في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - لفظة (وآله) وبما أنها ليست في الكتاب فلم أثبتها.
3 - يوجد بعض الخلل في التسجيل فجاء بعض الكلام غير مرتب؛ فقدمت جملة على أخرى، ووضعت ما يلزم بين معقوفتين] .. [.
4 – نقلت بعض تعليقات الشيخ علي الحلبي – حفظه الله – على متن الكتاب (فضل علم السلف على الخف) في المتن، وقد أزيد عليها، وقد أنقص منها، وكل ما وجد من تعليقات على الشرح فهي مني.
5 - الذي فرغته ثلاثة أشرطة؛ لكن الشرح ليس كاملا، بل بقي عدة صفحات من الكتاب لم يشرحه الشيخ، أو أنه شرحه، ولكن الأشرطة المكملة لهذا الشرح غير موجودة، فقد بحثت عنها ولم أجدها، وللتنبيه فإن للشيخ شرحا آخر على هذا الكتاب يقع في ستة أشرطة، يسر الله له من يفرغه.
6 – لابد وأن وقعت بعض الأخطاء في تفريغي هذا؛ فمن وجد شيئا من تلكم الأخطاء = فليبادر بإرسالها إليّ؛ لأقوم بتصحيحها – إن شاء الله -؛ فالمؤمن مرآة أخيه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
.
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 02:00]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
يرفع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الأزهر النيسابوري]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 07:14]ـ
أخي ما أخبار تفريغ الإصدار الكامل في ستة أشرطة، ليتك تتحفنا به مشكورا؟ أحسن الله إليك.
ـ[ابن الأزهر النيسابوري]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 12:51]ـ
يمكنك تحميل الاشرطة الكاملة من هنا:
http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=12309
ـ[ابوعبدالله السعدي]ــــــــ[18 - Mar-2010, مساء 04:17]ـ
شكر الله لك أخي ونفع بك وجعله نورا لك بعد مماتك ولو أمكن جعله في ملف وورد لزاد أجرك إن شاء الله
ـ[يوسف الأمريكي]ــــــــ[18 - Mar-2010, مساء 06:09]ـ
موقع الشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله
http://alsoheemy.net (http://alsoheemy.net/)
أشرطة شرح فضل علم السلف على الخلف ( http://alsoheemy.net/catplay.php?catsmktba=125)(/)
هل هذه الحرب بادرة لظهور علامة كبرى للساعة؟
ـ[معالم السنن]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 10:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
من يقرأ في احاديث الساعة والفتن والملاحم يعرف انه ستكون حرب بين اليهود والمسلمين
فهل هذه الحرب على غزة بداية لظهور علامة من علامات الساعة الكبرى؟(/)
أسئلة للمختصين في المذهب الحنفي حول قنوت النوازل
ـ[أبومنصور]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 11:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد ان اعرف ما هو الراي المقدم في المذهب الحنفي من ناحية:
مشروعية قنوت النوازل
كيفية الدعاء بمعنى هل هناك صيغة ثابتة ام ما يناسب المقام
مشروعية رفع اليدين بالنسبة للامام من عدمه
هل يشمل كل اوقات الصلوات ام هو مخصوص بصلاة معينة
ارجو ان يكون الجواب من خلال المصادر المعتمدة في المذهب
وبارك الله فيكم
ـ[أبوعلي العنزي]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 12:57]ـ
السلام عليكم
الذي في الكتاب عدم مشروعية غير قنوت الوتر بل فيه انه واجب وقبل الركوع ويرفع فيه اليدين
وفي غيره: ان قنوت النازلة في الجهرية فقط
فننتظر اهل الاختصاص من السادة الحنفية
ـ[أبومنصور]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 02:13]ـ
السلام عليكم
الذي في الكتاب عدم مشروعية غير قنوت الوتر بل فيه انه واجب وقبل الركوع ويرفع فيه اليدين
وفي غيره: ان قنوت النازلة في الجهرية فقط
فننتظر اهل الاختصاص من السادة الحنفية
بارك الله فيك اخي الكريم ابوعلي على هذه الاضافة ... والحقيقة اني محتاج الى اجابات الاسئلة اعلاه لان المسجد الذي اصلي فيه يشغله امام حنفي المذهب حيث يدعو فقط في صلاة الفجر دون رفع يديه ويقرا دعاء الوتر {اللهم اهدنا فيما هديت} ثم الدعاء الوارد عن عمر رضي الله عنه بعد منتصف رمضان {اللهم العن الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويقاتلون اوليائك .. الخ} وكل ذلك بالعموم دزن تخصيص للنازلة او الدعاء على من كان السبب فيها كما هو الوارد في هديه صلى الله عليه وسلم في دعاء قنوت النوازل.
ولعل بعض مشايخنا واخواننا طلاب العلم المطلعين على اقوال المذهب يتحفوننا بمزيد تفصيل.
وبارك الله فيكم(/)
ما هي الهيئة التي يتخذها الرجل قبل الدخول في الصلاة و حين الإقامة؟
ـ[أبو إلياس الليبي]ــــــــ[12 - Jan-2009, صباحاً 12:56]ـ
غالبا ما نرى في المساجد بعض الإخوة يقبضون أيديهم حين إقامة الصلاة و قبل تكبيرة الإحرام, فهل يجوز المداومة على ذلك؟ و هل يدخل في الإبتداع؟ و ما هي الهيئة الصحيحة في ذلك, القبض أم الإرسال؟
نرجو الإيضاح و البيان مع أقوال أهل العلم في المسألة.(/)
استفسار
ـ[سيد قطب]ــــــــ[12 - Jan-2009, صباحاً 02:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الاخوة الكرام هل كان عبدالله بن ابي بن سلول رأس المنافقين من اليهود قبل نزول النبي صلى الله عليه وسلم المدينة؟
ـ[التبريزي]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 03:46]ـ
لم يكن من اليهود، بل كان سيد الخزرج، وكان سيدا مطاعا، وكان أهل المدينة عازمين على تأميره عليهم قبل هجرة الرسول إلى المدينة، فلم يتحقق له مأربه فحقد على الإسلام ورسوله ... وأما سلول، فهو اسم أمه وكانت من خزاعة .. وولده الصحابي الجليل عبدالله الذي طلب من الرسول أن يقتل أباه الذي آذى الرسول بنفاقه، فمنعه الرسول عليه الصلاة والسلام ..
ـ[سيد قطب]ــــــــ[14 - Jan-2009, صباحاً 03:34]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
أفيدونا أفادكم الله عزوجل
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 12:10]ـ
الإخوة الكرام أعضاء المجلس العلمى المبارك
أنا الآن فى حيرة من أمرى لأننى أود أن أدخل خط نت دي اس ال أنا وبعض الجيران على أن نصنع شبكة لنا ويقسم المبلغ علينا.
ولكن المطلوب أننى من سيقوم بتركيب الخط على هاتفى ويوضع عندى الراوتر ويخرج منه الوصلة الى السويتش.
فهل يجوز لى ذلك مع عدم علمى فى أي شيئ سيستخدمونه؟
أفيدونى وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 12:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالله عليكم لا تتجاهلوا الموضوع
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 01:01]ـ
أخي العزيز تحية لك على غيرتك وحرصك، وعموما يقولون: اللي أوله شرط آخره نور.
فقد إشترط عليهم وأبن لهم وبذلك بإذن الله تبرأ ذمتك، فإن حصل مخالفة ومن دون أن تعلم بها فالذنب عليهم لا عليك.
ووفق الله الجميع(/)
هذا الطالب والجاهل سواء، بل الجاهل أحسن حالا منه!
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 08:41]ـ
السلام عليكم
قال الشيخ العثيمين -رحمه الله- في مقدمة شرح حلية طالب العلم:
طالب العلم إذا لم يتحلَّى بالأخلاق الفاضلة فإن طلبه للعلم لا فائدة فيه، لابد أن الانسان كلما علِم شيئا من الفضائل أو من العبادات أن يقوم به، فإن لم يفعل فهو والجاهل سواء، بل الجاهل أحسن حالا منه؛ لأن هذا ترك الفضل عن عمد بخلاف الجاهل، ولأن الجاهل ربما ينتفع إذا عَلِم، بخلاف مَن عَلِم ولم ينتفع.
فلهذا أحثُّ نفسي وإياكم على التحلي بالأخلاق الفاضلة والصبر والمصابرة والعفو والإحسان بقدر المستطاع. هذا بقطع النظر عن الوصية الكبرى، وهي الوصية بتقوى الله عز وجل التي قال الله تعالى فيها:} وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ {[النساء:131]. ا. هـ
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 08:42]ـ
قال ابن المبارك رحمه الله: "تعلمنا الأدب ثلاثين عاماً، وتعلمنا العلم عشرين"،
وقال ابن سرين: "كانوا يتعلمون الهديَ كما يتعلمون العلم" ..
وروى ابن المبارك عن ابن الحسن قال: "نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من حديث"
وجاء في السير للذهبي عن عبد الله بن وهب قال: "ما نقلنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا من علمه."
ولقد كان أئمة السلف يوجهون طلابهم إلى تعلم الأدب قبل الخوض في غوالي العلم والخلاف، فهذا إمام دار الهجرة يقول لفتى من قريش: "يا ابن أخي تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم."
(منقول بتصرف)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/misc/progress.gif
ـ[أم معاذة]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 08:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
فَتَيَقَّظَ يَا من ضَاعَ عُمرُهُ في الغَفََلات!
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[13 - Jan-2009, صباحاً 12:03]ـ
فَتَيَقَّظَ يَا من ضَاعَ عُمرُهُ في الغَفََلات!
فَتَيَقَّظَ يَا من ضَاعَ عُمرُهُ في الغَفََلات! انْتَبِهْ يَا مَنْ يَقْتُلُ أوقاتهُ عند الملاهِي والمنكراتِ.
يَا أسَفىَ على أوقاتٍ لا تُباعُ بملءَ الأرضِ ذهَباً تُضَيَّعُ عِنْدَ التَّلفْزْيُونِ والفِديُو والسِيْنَمَاَت والبكمات ولَعِبِ الأوَرَاقِ المحُرّمَات.
شِعْراً:
أَحْذِرْك أحَذِرْك لا أحْذرك واحِدَةً
عن المَذاَييعِ والتَّلفَازِ والصُّحُفِ
كَمْ عِنْدَهَا ضاعَ مِن وقْتٍ بلا ثَمَنٍ
لو كان في طاعَةِ أَحْرَزْتَ لِلشَّرَفِ
آهٍ على أوقاتٍ تُقتلُ عِنْدَ المَذيَاعِ وَاسْتِمَاعِ أَغَانِيهِ وَمَلاهِيهِ الْمُهْلِكَاتِ.
آهٍ عَلَى سَاعَاتٍ تمضي عِنْدَ الكُرةِ والمُطْرِبينَ والمُطْرِبَاتِ.
آهٍ على أوقاتٍ وتفكيراتٍ تذهبُ في قِراءة الكُتُبِ الخليعةِ والجَرائدِ والمَجلاتِ.
آهٍ على أوقاتٍ تنقضي في الإقامةِ بين أعدِاء اللهِ ورسولِه.
آهٍ على أوقاتٍ تقتل في الغِيبةِ والبُهتِ والتملقِ والنفاقِ والمدَاهَنَاتِ.
آهٍ على أوقاتٍ تقتل في الجلوس في الأسواق لا لمصلحة دنيا ولا دينٍ بل لأمورٍ عند أهل الضياع معلومات.
آهٍ على أوقاتٍ تُقضى في بلادِ الحُرَّيةِ والفِسقِ والفُجُوْرِ والأمور المهلكات.
آهٍ على أوقاتٍ تقتل بالحكايات المضحكاتِ والتَّمْثِيليَاتْ.
آهٍ على أوقاتٍ تَنقضي بِلَغو الكلامَ والمُغَازَلات لأهل المعاصي والمنكرات.
آهٍ على أوقاتٍ تَنقَضي في الاستماع لِلأغَاني الخَلِيعَاتِ.
آهٍ على أوقاتٍ تَمضِيْ في السُّكْرِ وَشُربِ أبي الخَبَائِثِ الدُّخَانْ.
آهٍ على أوقاتٍ تُقتلُ في ذِكرِ الحَوَادثِ والأمُورِ المَاضِيَاتِ التي لا تَعُودُ عَليهم بنفعٍ بل ربما عادتْ بالضررِ والنّكباتِ.
آهٍ على أوقاتٍ تذهب سُدَى في النَّومِ والغَفَلاتِ.
ومن يَقْطَعِ الأوقاتَ في غيرِ طاعةٍ
سَيندَمُ وقَتاً لا يُفيدُ التَّنَدُّمُ
آهٍ عَلى أمْوال تْنَفقُ فْيمَا يُغْضِبُ فَاطَر الأرض والسَّمَوَات وعلى أمْوَال تُبذَلُ للخَدَّامِينَ والخدّمات الكَافِرينَ والكافِرات.
آهٍ على ألسنةٍ لا تفترُ عَن الكَلامِ فِيمَا يَضُرُّ وَلمْ تَسْتبدِلْهُ بِتَمْجِيْد وَتَسْبِيْحِ وَتَكْبِير وَتَهْلِيلِ بَديع ِالأرضِ والسَّمواتِ.
آهٍ على أفكارٍ وأذهانٍ مَصْرُوفةٍ ومُشْتَغِلةٍ طوْل لَيلِهَا وَنَهارِهَا فَيْمَا في الدُّنيا مِنْ مَتَاعٍ وعَقَاراتٍ وَلَمْ تُفكَّرْ وَتَلْتَفِتْ وتَسْتعِدّ إلى مَا في أمامهَا مِنْ أهْوْالٍ وشدائِدَ وعَقَباتٍ ومَا في الآخِرةِ لِمنْ أَطَاعَ اللهَ مِن أنهارٍ وثمارٍ وحُورٍ حِسانٍ طَاهِراتٍ.
تاللهِ لقد فَسَدَتْ أمزِجَةُ أكْثَر النَّاسِ حَتَّى أثَّر فَسَادُهَا عَلي الأفهَامِ لذَلكَ رَجَّحُوا فانياً مُكدراً مُنَغَّصًا عَلى باقٍ ضَمِنَ صَفوهُ مُوْلي الأنعَامِ وَهَاهُم أولاءِ كَمَا تَرَى لا هَمَّ لَهُمْ وَلا عَمَل إلا للدُّنيَا ومَا لها مِنْ حُطامٍ قَالَ تَعَالى ? بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالأخرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَي ?.
عِبَادَ اللهِ أما سَمِعتُمْ قَوْلَ نَبِيَّكُمْ " أبشُروا وَأمَّلُوا ما يسُرُّكم فَوَاللهِ مَا الفَقرَ أخْشَى عَليْكُم، وَلَكِنْ أخْشَى أن تُبْسَطَ الدُنيا عَلَيْكُم كَمَا بُسِطَتْ عَلى من كانَ قَبْلََكُمْ فَتَنَافَسُوْهَا كَما تَنافَسُوهَا فَتُهَلِككم كَما أهلكتْهُم ". رَوَاهُ البُخَارِىّ ومُسلِمٌ.
وَخِتَاماً:
فَيْنَبَغِيْ لِلعَاقِل أنْ يَعْرفَ شَرَفَ زَمَانِهِ وَقَدْرَ وَقْتِهِ فَلا يُضِيْعُ مِنْهُ لحظةً في غير قُربةٍ وَيُقَدَّمَ الأفضَلَ فالأفْضَلَ مِنْ القَوْلِ والعَمَل.
(الشيخ عبدالعزيز السلمان رحمه الله) موارد الظمآن لدروس الزمان ص 14,15,16.م4.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[13 - Jan-2009, مساء 08:49]ـ
فَيْنَبَغِيْ لِلعَاقِل أنْ يَعْرفَ شَرَفَ زَمَانِهِ وَقَدْرَ وَقْتِهِ فَلا يُضِيْعُ مِنْهُ لحظةً في غير قُربةٍ وَيُقَدَّمَ الأفضَلَ فالأفْضَلَ مِنْ القَوْلِ والعَمَل.
.
... بارك الله فيك ...
ـ[الحافظة]ــــــــ[13 - Jan-2009, مساء 10:19]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع القيم وجعله الله في ميزان حسناتكم
[ center][size="6"].
عِبَادَ اللهِ أما سَمِعتُمْ قَوْلَ نَبِيَّكُمْ " أبشُروا وَأمَّلُوا ما يسُرُّكم فَوَاللهِ مَا الفَقرَ أخْشَى عَليْكُم، وَلَكِنْ أخْشَى أن تُبْسَطَ الدُنيا عَلَيْكُم كَمَا بُسِطَتْ عَلى من كانَ قَبْلََكُمْ فَتَنَافَسُوْهَا كَما تَنافَسُوهَا فَتُهَلِككم كَما أهلكتْهُم ". رَوَاهُ البُخَارِىّ ومُسلِمٌ.
.
وهذا والله هو الحاصل اليوم التنافس على الدنيا والتعلق بها فركنوا إليها واشغلوا ساعاتهم في تحصيلها وآثروها على ماهو باقي حتى صاروا عبيدا لها والعياذ بالله ..
نسوا الله فانساهم أنفسهم
نسوا أهليهم
نسوا أخوانهم ممن يحتاج إليهم وأسلموهم لعدوهم ... يفعل بهم مايشااااء ..
كل هذاااااااااااااااااااااااااااا اااا من أجل المال فصاروا عبيدا له ... وغفلوا عن السبب الحقيقي لخلقهم وهو التنافس لمرضاة الله ..
قال تعالى: (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[13 - Jan-2009, مساء 11:04]ـ
جُزيتَ خيراً على التذكرة. رزقنا الله وإياكَ البركة في العمر والمال والأهل.
.........
[ center][size="6"]
شِعْراً:
أَحْذِرْك أحَذِرْك لا أحْذرك واحِدَةً
لَمْ أفهَمْ هذه. (؟؟)
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 11:47]ـ
... بارك الله فيك ...
وفيكم بارك الله.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 08:26]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع القيم وجعله الله في ميزان حسناتكم
وهذا والله هو الحاصل اليوم التنافس على الدنيا والتعلق بها فركنوا إليها واشغلوا ساعاتهم في تحصيلها وآثروها على ماهو باقي حتى صاروا عبيدا لها والعياذ بالله ..
نسوا الله فانساهم أنفسهم
نسوا أهليهم
نسوا أخوانهم ممن يحتاج إليهم وأسلموهم لعدوهم ... يفعل بهم مايشااااء ..
كل هذاااااااااااااااااااااااااااا اااا من أجل المال فصاروا عبيدا له ... وغفلوا عن السبب الحقيقي لخلقهم وهو التنافس لمرضاة الله ..
قال تعالى: (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
نشكر مروركم اللهم أمين.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 08:54]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 02:55]ـ
فلنتدارك هنا كذلك إذن أيها المبارك:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23585
ـ[السوادي]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 06:05]ـ
... بارك الله فيك ...
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 12:49]ـ
جُزيتَ خيراً على التذكرة. رزقنا الله وإياكَ البركة في العمر والمال والأهل.
.........
لَمْ أفهَمْ هذه. (؟؟)
وإياكم أخي الكريم.
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 12:41]ـ
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجزيك يا أبا عبيدة الأثري الليبي ألف مليون خير على هذا النقل الذي يوقظ القلوب وأسال أن يحسن لنا ولك ولجميع الأخوة الخاتمة.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 08:24]ـ
جزاك الله خيرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وإياكم يا أبا احمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 01:12]ـ
شِعْراً:
أَحْذِرْك أحَذِرْك لا أحْذرك واحِدَةً
ألا مِن مُفيدٍ؟ ...
ما "أحْذِرْكَ"؟؟(/)
شرح كتاب الورع للإمام أحمد بشرح الشيخ المجاهد -الشهيد بإذن الله- نزار ريان رحمه الله
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[13 - Jan-2009, صباحاً 02:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الأمين أما بعد ..
فالحمد لله على نعمه التي أنعم بها علينا والحمد لله الذي جعل من أمتنا علماء وطلبة علم أجلاء كذلك نحسبهم ولا نزكي على الله أحدا ..
نضع بين أيديكم إخوتنا شرحا لكتاب الورع للإمام أحمد بن حنبل
والذي تم شرحه من قلب الحصار في قطاع غزة الصامد الأبي
على يد الشيخ المجاهد نزار ريان والذي استشهد بتاريخ 3/محرم/1430 هـ في الحرب على قطاع غزة الحبيب
كذلك نحسبه والله تعالى حسيبه
إليكم صورة الكتاب:
http://up110.arabsh.com/s/zhqsy2oon6.jpg (http://up110.arabsh.com/s/zhqsy2oon6.jpg)
نبذة عن الدرس:
درس "الورع" الرمضاني للشيخ نزار ريان - رحمه الله تعالى -: والذي كان يلقيه يوميا بمسجد الخلفاء الراشدين بمعسكر جباليا
يدرس الشيخ في هذا الدرس "كتاب الورع" للإمام أحمد بن حنبل الشيباني رحمه الله تعالى، بطريقة تجمع بين العلم والوعظ واليسر. وقد رأى الشيخ أن يبدأ بدرسين أو ثلاثة في تعظيم قدر الصلاة، جمع فيها من الآيات والأحاديث وأخبار الصالحين، وشرحها بأسلوب رائع مشوق ..
لتحميل الكتاب: http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_Book/Book_Waraa.pdf (http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_Book/Book_Waraa.pdf)
الدرس الأول:
http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_1/dars1.mp3 (http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_1/dars1.mp3)
الدرس الثاني:
http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_2/dars2.mp3 (http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_2/dars2.mp3)
الدرس الثالث:
http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_3/dars3.mp3 (http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_3/dars3.mp3)
الدرس الرابع:
http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_4/dars4.mp3 (http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_4/dars4.mp3)
الدرس الخامس:
http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_5/dars5.mp3 (http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_5/dars5.mp3)
الدرس السادس:
http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_6/dars6.mp3 (http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_6/dars6.mp3)
الدرس السابع:
http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_7/dars7.mp3 (http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_7/dars7.mp3)
الدرس الثامن:
http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_8/dars8.mp3 (http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_8/dars8.mp3)
الدرس التاسع:
http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_9/dars9.mp3 (http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_9/dars9.mp3)
الدرس العاشر:
http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_10/dars10.mp3 (http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_10/dars10.mp3)
الدرس الحادي عشر:
http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_11/dars11.mp3 (http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_11/dars11.mp3)
الدرس الثاني عشر:
http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_12/dars12.mp3 (http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_12/dars12.mp3)
الدرس الثالث عشر:
http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_13/dars13.mp3 (http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_13/dars13.mp3)
الدرس الرابع عشر:
http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_14/dars14.mp3 (http://www.archive.org/download/Nezar_Rayan_Dars_Waraa_14/dars14.mp3)
رحم الله شيخنا نزار ريان والإمام أحمد بن حنبل
وأسأل الله أن ينصرنا على عدونا ويزيدنا قربة لدينه وهدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
ولا تنسوا أختكم وأهلها في غزة من دعائكم
// بنت خير الأديان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[14 - Jan-2009, صباحاً 11:52]ـ
جزاكم الله خيرا أختي الفاضلة بنت خير الأديان
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 11:07]ـ
استشهد الشيخ - ونحسبه كذلك - بتاريخ 4/محرم/1430 هـ (تصحيحا لما سقط في الموضوع سهوا)
في أول أيام عام ألفين وتسعة وكان ذلك يوم الخميس ونحسبه كان صائما فقد عهدناه صواما للنهار مرابطا مجاهدا في الليل
ثم نزف لأمتنا يوم الخميس 18/محرم/1430 قائدا آخر وهو الشيخ الشهيد بإذن الله سعيد صيام
موافقا للخامس عشر من يناير
ونحسبهم من الصائمين ونسأل الله أن يقبلهم ويسكنهم في خلده وجنانه
وإنا لله وإنا إليه راجعون
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطيماوي]ــــــــ[26 - Apr-2010, مساء 04:12]ـ
الروابط كلها تالفة
ياريت احد الاخوة يعيد رفعها خاصة للكتاب والصوتيات
وبارك الله فيكم
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[27 - Apr-2010, مساء 04:56]ـ
رحمه الله تعالى ..(/)
كلام لشيخ الإسلام .. نقله الألباني عنه .. فهل أصاب رحمه الله في نقله؟
ـ[القاموس]ــــــــ[14 - Jan-2009, صباحاً 01:39]ـ
الحمد لله
الموضوع يدور حول: السكتة للإمام، وقراءة المأموم في حال سكتة الإمام؟
وقبل أن أنقل لكم كلام الشيخ الألباني رحمه الله، سأنقل لكم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كاملاً، حتى نستفيد من مشاركات الإخوة الفضلاء، فأقول:
قال شيخ الإسلام رحمه الله في (الفتاوى) 23/ 278: (ولم يستحب أحمد أن يسكت الإمام لقراءة المأموم، ولكن بعض أصحابه استحب ذلك، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يسكت سكتة تتسع لقراءة الفاتحة، لكان هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، فلما لم ينقل هذا أحد علم أنه لم يكن.
والسكتة الثانية في حديث سمرة قد نفاها عمران بن حصين، وذلك أنها سكتة يسيرة، قد لا ينضبط مثلها، وقد روي أنها بعد الفاتحة. ومعلوم أنه لم يسكت إلا سكتتين، فعلم أن إحداهما طويلة، والأخرى بكل حال لم تكن طويلة متسعة لقراءة الفاتحة.
وأيضاً فلو كان الصحابة كلهم يقرأون الفاتحة خلفه إما في السكتة الأولى وإما في الثانية لكان هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، فكيف ولم ينقل هذا أحد عن ِأحد من الصحابة أنهم كانوا في السكتة الثانية خلفه يقرأون الفاتحة، مع أن ذلك لو كان مشروعاً لكان الصحابة أحق الناس بعلمه وعمله، فعلم أنه بدعة).
السؤال: ما هو هذا الذي جعله شيخ الإسلام (بدعة) هنا بالتحديد؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Jan-2009, صباحاً 02:44]ـ
أخي الكريم الفاضل، المراد بالبدعة هنا من قول شيخ الإسلام رحمه الله هي: سكوت الإمام المتعمد للمأموم حتى يقرأ الفاتحة.
فهذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم فعله، بل سكتاته عليه الصلاة والسلام المنقولة ليست إلا سكتات طبيعية فعلها لا لغرض محدد ومعين، كما قد فهمه بعض الناس من أنه سكت قاصدا ليقرأ المأموم الفاتحة. والله سبحانه وتعالى أعلم
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[14 - Jan-2009, صباحاً 02:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /
الذي جعله ابن تيمية رحمه الله بدعة هو سكوت الامام لكي يقرا المأموم الفاتحة.
وله كلام عندي في مذكرة ولا اذكر من اين نقلته قال فيه إن الأئمة الثلاثة وجماهير العلماء لم يستحبوا أن يسكت الامام ليقرأ المأموم فهي عندهم غير واجبة ولا مستحبة بل منهي عنها
ـ[القاموس]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 11:00]ـ
حسناً، أرى أقوالكم قد تواطئت.
أما الشيخ الألباني رحمه الله، فقال في (السلسلة الضعيفة) 2/ 26: (على افتراض أنها أعني السكتة بعد الفاتحة، فليس فيه أنها طويلة بمقدار ما يتمكن المقتدي من قراءة الفاتحة! ولهذا صرح بعض المحققين بأن هذه السكتة الطويلة بدعة فقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الفتاوى) .. ) اهـ
ثم نقل كلام شيخ الإسلام السابق.
تنبيه: كلام شيخ الإسلام الذي نقله الشيخ الألباني، فيه بعض التغاير لما في الفتاوى، وفيه نقص أيضاً، ولم يُشر الألباني رحمه الله إلى أنه قد اختصره أو نحو هذا.
الآن هل كلام الشيخ الألباني رحمه الله، يتطابق مع كلام شيخ الإسلام؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 11:14]ـ
أخي العزيز، لا يوجد تناقض بين كلام الإمام شيخ الإسلام ولا بين الشيخ الفاضل الألباني.
فالكلام هنا نفسه السابق، وإن اختلف الإيراد، فالسكة المطولة هنا المراد بها السكة التي تخالف السكة المعهودة المعتبرة والتي أتت بها الروايات الصريحة الصحيحة، فهذه السكة المطولة ما هي إلا بدعة محدثة غرضها نفس الكلام الذي قد أخبرتك به؛ وهو جعل المأموم يقرأ. فتنبه حفظك الله
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 11:48]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله الإخوة الكرام راجعوا كتاب ابن قدامة الموسوم المغني شرح الخرقي و كذلك كتاب المحلى لابن حزم و القراءة خلف الإمام للبخاري و كذلك للدارقطني و للبيهقي عندئذ ستعرفون أن العصمة لمن عصم الله و الله الموفق
ـ[القاموس]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 12:45]ـ
أخي / مصطفى ولد ادوم، سلام عليك
هداك الله قد طرحت المسألة لحل الإشكال، لا للنقاش في المسألة، وإذا كان عندك فيها، علماً فافتح لها موضوعاً جديداً.
ـ[القاموس]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 12:48]ـ
أخي / السكران التميمي
أسألك سؤالاً: إذا سكت الإمام بعد الفاتحة سكوتاً طويلاً، ليس لقراءة المأمومين الفاتحة؟ وإنما لأخذ النفس واختيار السورة التي يقرأ بها مثلاً؟ فما حكم فعله؟ ولنفرض أن المأمومين يرون أن قراءة الإمام في الجهرية قراءة لمن خلفه.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 01:32]ـ
أهلا وسهلا بك أخي (القاموس) وآسف والله على التأخير، فوالله لم أنتبه إلى المشاركة إلا الآن.
أما بالنسبة للسؤال، فجوابه وبالله التوفيق:
أن الإمام في هذه الحالة لا إشكال عليه؛ ولا مناقشة، ولا يحق لأحد أن يخاطبه موبخا أو مخطئا. وهي أخي الفاضل فقط على النية، وهذا الكلام طبعا أخي لمن قال بهذا القول _أعني تخطئة من وقف ليقرأ المأموم _ وإلا فالمسألة خلافية، فكثير من أهل العلم قد أجاز ذلك بل وجعله من هديه صلى الله عليه وسلم، فمنهم الإمام الحرضي اليماني الشافعي.
والمسألة واسعة أخي ولا يمكن أن يقول أحد أن من فعلها قد بطلت صلاته، أو أن الصلاة خلفه لا تصح. والله سبحانه وتعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القاموس]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 05:03]ـ
حسناً أخي / السكران التميمي
هذا هو مربط الفرس، كما يقال!
فإذا كلام الشيخ الألباني رحمه الله فيه إيهام، فالذي يقرأ كلام الشيخ في (الضعيفة) يتوهم أن المراد بكلام شيخ الإسلام هو السكتة. بينما مراد شيخ الإسلام جعل السكتة مع قراءة المأموم الفاتحة خلف الإمام هي (البدعة)؟
وبغض النظر عن الخلاف في المسألة، أنا إنما استوقفني كلام الشيخ الألباني فقط، فأردت التوثق من نقل الشيخ فقط.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 08:32]ـ
فتح الله عليك أخي الكريم، ولا يعصم من الزلل والغفلة إلا من عصم الله.
وأشكرك على لباقتك وحسن تعاملك.
ـ[الحافظة]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 11:55]ـ
وأيضاً فلو كان الصحابة كلهم يقرأون الفاتحة خلفه إما في السكتة الأولى وإما في الثانية لكان هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، فكيف ولم ينقل هذا أحد عن ِأحد من الصحابة أنهم كانوا في السكتة الثانية خلفه يقرأون الفاتحة، مع أن ذلك لو كان مشروعاً لكان الصحابة أحق الناس بعلمه وعمله، فعلم أنه بدعة).؟
هل يلزم من كلام شيخنا ابن تيمية رحمه الله أنه لايجوز للمأموم قراءة الفاتحة بعد الإمام وإن كان كذلك فكيف نوفق بين ذلك وبين ماذُكر في هذا الحديث ...
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ، فَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: (لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ! قُلْنَا: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: لا تَفْعَلُوا إِلاّ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَإِنَّهُ لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا).
وقد حسنه الترمذي وصححه البيهقي والخطابي وغيرهم
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 06:48]ـ
هل يلزم من كلام شيخنا ابن تيمية رحمه الله أنه لايجوز للمأموم قراءة الفاتحة بعد الإمام وإن كان كذلك فكيف نوفق بين ذلك وبين ماذُكر في هذا الحديث ...
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ، فَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: (لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ! قُلْنَا: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: لا تَفْعَلُوا إِلاّ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَإِنَّهُ لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا).
وقد حسنه الترمذي وصححه البيهقي والخطابي وغيرهم
سألتُ الشيخ / ياسر برهامي حفظه الله تعالى فأفاد بقراءة الفاتحة مع الإمام في نفس الوقت، و استدل بفعل أحد الصحابة رضي الله عنهم.
ـ[القاموس]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 11:06]ـ
هذا قول عجيب!
وهل سبق أحد الشيخ / ياسر البرهامي _ كما نقلت _ على هذا القول؟
آمل أن تفيدنا أخي المبارك.
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 07:39]ـ
أخي_القاموس_ ليس في كلام الشيخ الألباني مخالفة لكلام الإمام ابن تيمية لأن الشيخ الألباني رحمه الله قال: (على افتراض أنها أعني السكتة بعد الفاتحة، فليس فيه أنها طويلة بمقدار ما يتمكن المقتدي من قراءة الفاتحة! ولهذا صرح بعض المحققين بأن هذه السكتة الطويلة بدعة فقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الفتاوى) .. ) اهـ
فقوله: (بأن هذه السكتة الطويلة بدعة) يقصد السكتة بمقدار ما يتمكن المقتدي من قراءة الفاتحة بناء على كلامه الأول فالكلام يحمل آخره على أوله.
وأما ماذكرت من السكوت لرد النفس أو اختيار ما يقرأ فإنه يسير جدا بالنسبة للسكتة حتى يتمكن المأموم من قراءة الفاتحة, والله تعالى أعلم.
ـ[القاموس]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 06:30]ـ
حديث عبادة بن الصامت، أظن الشيخ محمد بن عبدالله خرجه في هذا المنتدى المبارك، فليرجع إليه، وأظن أن شيخ الإسلام ذكر من أعله من العلماء. وأحتاج إلى التأكد من هذا.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 10:45]ـ
هذا قول عجيب!
وهل سبق أحد الشيخ / ياسر البرهامي _ كما نقلت _ على هذا القول؟
آمل أن تفيدنا أخي المبارك.
ليس قولاً عجيبًا مادام قد سبقه إليه صحابي كما ذكرتُ آنفًا.
و الحديث المذكور في سبل السلام و لا أتذكر موضعه الآن، و لعلكم تسألون الشيخ نفسه.(/)
اللهم امنن علينا بعبد من عبادك ينظم للحنابلة مختصر التحريركما نظم السيوطى للشافعية
ـ[عبد فقير]ــــــــ[14 - Jan-2009, مساء 06:21]ـ
جمع الجوامع
ـ[عبد فقير]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 01:07]ـ
اللهم آمين
ـ[عبد فقير]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 02:16]ـ
تحققت الأمنية ولله الحمد.
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 02:37]ـ
تحققت
أين ومتى؟؟
ـ[عبد فقير]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 02:25]ـ
انظر هذا الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=158508 وهذا أيضًا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=159814(/)
فائدة: من الشيخ ابن عثيمين .. في القتال عن الوطن الإسلامي؟
ـ[القاموس]ــــــــ[14 - Jan-2009, مساء 06:55]ـ
القتال لأجل الوطن ... القتال للوطن الإسلامي .. القتال لأرضي .. القتال لبلادي ..
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في (شرح رياض الصالحين) 1/ 34 و 312: (الذي يقاتل دفاعاً عن بلده: هل هو في سبيل الله أو لا؟
نقول: إن كنت تقاتل عن بلدك؛ لأنها بلد إسلامي فتريد أن تحميها من أجل أنها بلد إسلامي، فهذا في سبيل الله؛ لأنك قاتلت لتكون كلمة الله هي العليا. ط
إما إذا قاتلت من أجل أنها وطن فقط فهذا ليس في سبيل الله). وقال أيضاً: (أما الدفاع بنية الوطنية، أو بنية القومية؛ فهذا يكون من المؤمن والكافر، ولا ينفع صاحبه يوم القيامة، وإذا قتل وهو يدافع بهذه النية فليس بشهيد). قال: (فينبغي على طلبة العلم أن يُبيِّنوا للناس أن القتال للوطن ليس قتالاً صحيحاً، وإنما يُقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وأُقاتل عن وطني؛ لأنه وطن إسلامي، فأحميه من أعدائه وأعداء الإسلام، فبهذه النية تكون النية صحيحة). أهـ(/)
ندعوكم لمحاضرة لشيخنا عبدالرحمن البراك حفظه الله (آيات الوعد بالنصر للمؤمنين)
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[14 - Jan-2009, مساء 08:41]ـ
محاضرة للشيخ/عبدالرحمن البراك.
بعنوان:
(آيات الوعد بالنصر للمؤمنين)
مغرب الأحد 21/ 1/1430
الرياض
بجامع أبي هريرة ..
-خلف مستشفى الإيمان-
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 05:11]ـ
أحسن الله إليك أخي الفاضل
لعلنا نتابعها عن طريق البث المباشر(/)
هل النفث في اليدين -قبل النوم- يكون قبل قراءة المعوذات أم بعدها؟
ـ[حمد]ــــــــ[14 - Jan-2009, مساء 09:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
هل ينفث في يديه ثم يقرأ المعوذات، أم يقرأ أوّلاً ثم ينفث؟
مع الدليل أو التعليل.
ـ[أبو مساعد]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 01:11]ـ
عن عائشة رضي الله عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم, كان إذا أخذ مضجعه, نفث في يديه,
وقرأ بالمعوذات, ومسح بهما جسده).
أخرجه البخاري: كتاب الدعوات: باب التعوذ والقراءة عند المنام: رقم الحديث6319:ص:1989. المجلد الرابع: ط:المكتبة العصرية.
والله أعلم ..
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 01:53]ـ
السلام عليكم
الشيخ العثيمين رحمه الله يرى النفث مع القراءة مباشرة - أي عند كل اية -
أما الشيخ الالباني رحمه الله فيرى أن النفث يكون أولا ثم القراءة كما هو ظاهر الحديث الشريف - ففقه الحديث متعلق بفقه دور الواو -
ـ[القاموس]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 02:16]ـ
تنبيه على عجل:
الأخ / أبو مساعد، ليس فيما أوردته دلالة؛ لأن (الواو) لمطلق الجمع! وليست للترتيب.
الأخ / أبو عبدالله الشاوي، جاءت رواية بغير الواو وهي بـ (الفاء) التي تدل على التعقيب.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 07:36]ـ
الأظهر والله تعالى أعلم أن النفث بعد القراءة ويدلّ عليه أمور:
أولا: أنه جاء في رواية للبخاري: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نَفَث في كَفّيه بـ (قل هو الله أحد) وبالمعوذتين جميعا، ثم يمسح بهما وجهه وما بَلَغَت يَداه مِن جَسَدِه.
فقوله "نفث بـ" يدل بظاهره على أن النفث بعد القراءة.
الثاني: أن نفث النبي صلى الله عليه وسلم في غير هذا الحديث كان بعد القراءة وليس قبلها، كما في حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى نَفَث على نفسه بالمعوذات ومَسَح عنه بِيده، فلما اشتكى وَجَعه الذي تُوفِّي فيه طَفِقْت أنْفُث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث، وأمسح بِيد النبي صلى الله عليه وسلم عنه. رواه البخاري ومسلم. ومثله ما في حديث اللديغ , وجاء فيه "فجعل يقرأ ... ثم ينفث".
الثالث: أنه لم يقل أحد مِن المتقدمين بالنفث قبل القراءة.
وأما التعليل فلأنه لا فائدة في النفث دون القراءة , فهي علة بركته فوجب تقدم العلة على المعلول، فالنفث ينبغي أن يكون بعد التلاوة لتصِل بَرَكة القرآن إلى بَشَرة القارئ.
وأما الرواية التي فيها الفاء فلا دلالة فيها على أن النفث قبل القراءة إذ هي مثل ما في قوله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ)، ومعلوم أن الصحيح تقدم الاستعاذة على قراءة القرآن. فكذلك الحال هنا.
تنبيه: روى ابن حبان في صحيحه بإسناد ظاهره الصحة: "كان رسول الله إذا أراد النوم جمع يديه ثم نفث فيهما ثم قرأ قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم يمسح بهما وجهه ورأسه وسائر جسده".
فإن صحت هذه الرواية فهي نص في محل النزاع , ويكون هذا الموضوع مخصوص مما ذكرته سابقا من عموم ما ورد في السنة مما يدل بظاهره على أن النفث بعد القراءة , وإن لم تصح فالأمر على ما تقرر. وفي النفس من صحتها شيء لعنعنة ابن شهاب وقد وصفه الشافعي والدارقطني وغير واحد بالتدليس.
تحياتي.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 09:11]ـ
"وأما التعليل فلأنه لا فائدة في النفث دون القراءة , فهي علة بركته فوجب تقدم العلة على المعلول، فالنفث ينبغي أن يكون بعد التلاوة لتصِل بَرَكة القرآن إلى بَشَرة القارئ. "
هنا شيء من التكلف، فلا يسلم بأن علة تحقق بركة التلاوة هي النفث لملامسة الجلد، حتى يقال بأنه لو تقدم النفث على التلاوة لما وقعت بركة التلاوة! فالأمر غيبي على أي حال، وسبب البركة وعلتها في ذلك العمل التعبدي لا يمكن القول بتخصيصه بشيء منه دون الآخر الا بدليل، والله أعلم.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 07:39]ـ
"هنا شيء من التكلف ....
لعلك أيها الفاضل كلفت عقلك ما لم يطق من تأمل هذا الموضع الواضح , فلما لم يتبين لك قلت ما قلت , ولو كان النفث لا علاقة له بالقراءة أصلا لقيل لك: انفث دون أن تقرأ , بما أنك تثبت للنفث الأثر استقلالا. وإن قلت إنما كان أثره لوجود القراءة فقد عدت إلى ما قررته لك والحمد لله.
تحياتي.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 08:11]ـ
تنبيه: روى ابن حبان في صحيحه بإسناد ظاهره الصحة: "كان رسول الله إذا أراد النوم جمع يديه ثم نفث فيهما ثم قرأ قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم يمسح بهما وجهه ورأسه وسائر جسده".
فإن صحت هذه الرواية فهي نص في محل النزاع , ويكون هذا الموضوع مخصوص مما ذكرته سابقا من عموم ما ورد في السنة مما يدل بظاهره على أن النفث بعد القراءة , وإن لم تصح فالأمر على ما تقرر. وفي النفس من صحتها شيء لعنعنة ابن شهاب وقد وصفه الشافعي والدارقطني وغير واحد بالتدليس.
كل روايات الحديث تدور أصلاً على (ابن شهاب)، وعنعن فيها -أو في جُلها-!! فإعلال الإسناد بعنعنته عليل، هذا إن سُلّم بأن رواياته ترد بالتدليس، فإنه إمام علم، لا تجد من يرد روايته بذلك -وإن كان فنادر-.
وهذه الرواية (بتقديم النفث) جاءت في بعض أسانيد طريق سعيد بن أبي أيوب عن عُقيل عن الزهري، عند أحمد وإسحاق وابن حبان وغيرهم، وجاء عن سعيد روايات بدون ترتيب كذلك.
وعند الطبراني في الدعاء من طريق قتيبة عن مفضل بن فضالة عن عقيل: (كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه فقرأ قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس، ثم ينفث فيهما، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ... ).
لكن كلا الروايتين (بالترتيب) فيهما غرابة ومخالفة، والروايات الأخرى أشهر وأصح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أفلااطون]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 08:19]ـ
كل روايات الحديث تدور أصلاً على (ابن شهاب)، وعنعن فيها -أو في جُلها-!! فإعلال الإسناد بعنعنته عليل.
ما شاء الله .. !!! , ليهنك العلم أبا عبد الله , أتدري ما تقول يارعاك الله ... ؟
أنت تقول: بما أن كل الروايات مدارها على ابن شهاب , وقد عنعن فإنه عنعنته لا تضر ....
ما شاء الله ... ! ,
من أين لك هذا التقرير الذي لم يقل به سوالك .... ؟
فإما أن يكون هذا من العلم اللدني الذي لم يسمع به غيرك , أو أنك لا زلت تحبوا في هذا الفن. فتأمل.
تحياتي.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 08:32]ـ
لعلك أيها الفاضل كلفت عقلك ما لم يطق من تأمل هذا الموضع الواضح , فلما لم يتبين لك قلت ما قلت , ولو كان النفث لا علاقة له بالقراءة أصلا لقيل لك: انفث دون أن تقرأ , بما أنك تثبت للنفث الأثر استقلالا. وإن قلت إنما كان أثره لوجود القراءة فقد عدت إلى ما قررته لك والحمد لله.
تحياتي.
ليس كذلك .. وأنا لم أدع أن النفث لا علاقة له بالقراءة! فأين وجدت هذا الادعاء في كلامي؟؟
ما أعنيه باختصار هو: ما يدريك أن البركة تتحقق ان سبقت التلاوةُ النفثَ، ولا تتحقق ان وقع العكس؟ الفعل كله فعل تعبدي من أوله الى آخره، فلا أثبت فيه أثرا لشيء دون شيء الا بدليل! بينما أنت من تقول أنه لو تقدم النفث على التلاوة لما كان له أثر المباركة!! فمن منا الذي يتكلف ما لا يطيقه عقله، عفا الله عني وعنك؟
أنت نفسك تقر بأنه لو ثبت أثر صحيح في أسبقية النفث على التلاوة، لانهار ذاك التعليل .. واذا لسألناك: كيف توجه تعليلك حينئذ؟ وعلى أي شيء تعلق أثر هذا العمل، وما فائدة النفث قبل التلاوة فيه في نظرك؟
دع عنك ما لا طائل من الخوض فيه الا الرجم بالغيب، أكرمك الله ...
تحياتي!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 08:45]ـ
ما شاء الله .. !!! , ليهنك العلم أبا عبد الله , أتدري ما تقول يارعاك الله ... ؟
أنت تقول: بما أن كل الروايات مدارها على ابن شهاب , وقد عنعن فإنه عنعنته لا تضر ....
ما شاء الله ... ! ,
من أين لك هذا التقرير الذي لم يقل به سوالك .... ؟
فإما أن يكون هذا من العلم اللدني الذي لم يسمع به غيرك , أو أنك لا زلت تحبوا في هذا الفن. فتأمل.
تحياتي.
مه يا أخي!! سبحان الله!
أجئت الى هذا المنتدى لتفيد وتستفيد، أم لتصارع الاخوة وتستعرض عضلاتك؟؟؟؟؟؟
ليتك تترك هذه النبرة المتعالية في مخاطبة اخوانك يا أخ أفلاطون ان كنت تريد أن يبقى لك نصيب من الود في قلوبهم ... واعلم أنه ما تعاظم قدر انسان في نظر نفسه الا باء بسخط الله وتحقير الناس!! ان رأيت خطأ في كلام محاورك فصوبه بالدليل ان كنت فاعلا، واصبر على مناقشته! أما هذا الأسلوب التهجمي التهكمي في المناقشة فاعلم أننا لا نقبله!!
أسأل الله أن يصلح قلبي وقلبك وأن يرزقنا التواضع وألا يوبقنا بما أعطانا، انه بر تواب رحيم ..
ـ[أفلااطون]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 11:21]ـ
آمين , غير أنه يجب أن نتعلم أن من لا يحسن أمرا ينبغي له أن يدع الخوض فيه.
أما ماذكرته من أن التعليل لوثبتت صحة الرواية لألغيناه , وقولك بأن هذا دليل على ضعف التعليل فأمر لم تسبق إليه , وليس الحال على ما توهمته بارك الله فيك. فكل تعليل غير منصوص عليه بأن كان عن استنباط أي إنما دل عليه الإيماء أو التنبيه دون النص فهذا شأنه , أي أنه لو ثبت النص على خلافه لألغيناه كي لا يكون القياس في مقابلة النص. وليس في هذا ما يدل على ضعف مسلك التنبيه أو الإيماء وكذا المناسبة والتأثير كطرائق من أهم مسالك العلة. ولعل هذا لا يخفاك غير أنك كنت منه على مرمى حجر.
فمسألتنا هذه من تلك البابة , وهو أن التأثير فيها معقول , وذلك من حيث أننا نعلم أنه لولم يكن للقراءة والنفث أثر لكان وجودهما والعدم سواء , واللازم باطل فبطل الملزوم , وهذا كاف في إثبات التأثير.
فإذا تقرر وجود الأثر بقي النظر في: هل القراءة والنفث علتان لحكم واحد أم أن النفث طريق لإيصال أثر القراءة .... ؟ ,
والأول باطل , لأنه لو كان للنفث أثره استقلالا لنفع بمجرده دون القراءة , وكان المرء ينتفع بمجرد النفث كما ينتفع بمجرد القراءة , وهذا لا قائل به , ومن يزعمه فهو عن الفقه بمعزل. فتعين الثاني وهو: كون النفث طريقا لإيصال الأثر , وبالتالي فتأخره عن القراءة مما يعقله أولو الألباب. فتأمل , ودعك من الخروج عن الموضوع بنصائح ليس هذا مجالها.
تحياتي.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 11:46]ـ
أنت تقول: بما أن كل الروايات مدارها على ابن شهاب , وقد عنعن فإنه عنعنته لا تضر ....
هذا فهم من لا يفهم يا (أفلااطون).
وإنما أردتُ إثبات تناقضك، فإنك تصحّح أصل الحديث -الذي مداره الزهري معنعنًا- وتبني عليه الحكم، وتضعّف هذا الإسناد المعين -من الحديث نفسه- بعنعنة الزهري!!
ولو كنتَ أعللته بمن دون الزهري، أو بمن دون عقيل؛ لصح ذلك منك، ولما أبنت عن أنك تخوض فيما لا تحسن.
ويبدو أن لك اطلاعًا في كتب طبقات المدلسين:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=24591
وأما هزؤك بمخالفك الذي ما فتئت تشحن به مشاركاتك في المجلس؛ فدالٌّ على عقل خرب، إما بجهل بسيط، أو بتعال وتعالم، وليس بمستحق أن يقابل بمثله -وإن كان ذلك في الوسع-؛ ذلك أن مقابلة السفيه بالسفه سفه.
* شكر الله لك أبا الفداء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أفلااطون]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 12:16]ـ
إنما أردتُ إثبات تناقضك، فإنك تصحّح أصل الحديث -الذي مداره الزهري معنعنًا- وتبني عليه الحكم، وتضعّف هذا الإسناد المعين -من الحديث نفسه- بعنعنة الزهري!!
.
ألم أقل لك أن تركض في غير ميدانك , وتتكلف أمرا لست منه في قبيل ولا دبير.
أولا: يا أخي الكريم: ما ذكرته من أن مدار الروايات كلها على عنعنة ابن شهاب ليس صحيحا , كيف وقد صرح بالسماع في رواية البخاري , قال:
حدثني حِبَّانُ أخبرنا عبد اللَّهِ أخبرنا يُونُسُ عن بن شِهَابٍ قال أخبرني عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ ..... الحديث.
وقال:
حدثنا عبد اللَّهِ بن يُوسُفَ حدثنا اللَّيْثُ قال حدثني عُقَيْلٌ عن بن شِهَابٍ أخبرني عُرْوَةُ عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ في يَدَيْهِ وَقَرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ بِهِمَا جَسَدَهُ ... ".
ثانيا: من تأمل مشاركتك السابقة علم أني لم أدع عليك شيئا لم تقله , فأنت نصصت على أنه: بما أن الروايات كلها (وهذا ما ظهر لك الآن وهمك فيه) مدارها على عنعنة ابن شهاب فإن الحديث لا يُعل بمجرد العنعنة , وهو الأمر الذي لم تسبق إليه , فإما أن تغير عبارتك السابقة , وإما أن تعلن تراجعك , أو تصر على هذه القاعدة الجديدة وتبرهن عنها بعلم يخضع له مخالفك , أما مجرد الدعاوى فكل يحسنها.
بقي أن يقال لك: الحديث ثابت لتصريح ابن شهاب بالسماع , ورواية ابن حبان (التي قلت لك: لو صحت لكانت نصا في محل النزاع) معلولة بعنعنة الزهري. فعاد الأمر إلى ما قررته لك سابقا.
وياليتك إذا شاركت في مسألة تشتغل بأصل الموضوع وتريح القارئ من كثير من الكلام الذي لا يتقدم بالموضوع خطوة نحو الأمام.
تحياتي.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 12:30]ـ
آمين , غير أنه يجب أن نتعلم أن من لا يحسن أمرا ينبغي له أن يدع الخوض فيه.
أما ماذكرته من أن التعليل لوثبتت صحة الرواية لألغيناه , وقولك بأن هذا دليل على ضعف التعليل فأمر لم تسبق إليه , وليس الحال على ما توهمته بارك الله فيك. فكل تعليل غير منصوص عليه بأن كان عن استنباط أي إنما دل عليه الإيماء أو التنبيه دون النص فهذا شأنه , أي أنه لو ثبت النص على خلافه لألغيناه كي لا يكون القياس في مقابلة النص. وليس في هذا ما يدل على ضعف مسلك التنبيه أو الإيماء وكذا المناسبة والتأثير كطرائق من أهم مسالك العلة. ولعل هذا لا يخفاك غير أنك كنت منه على مرمى حجر.
معلوم أن التعليل اجتهاد من صاحبه لو قوبل بنص صحيح لوجب اسقاط التعليل وامرار النص، وهذا شأن سائر التعليلات ... وليس هذا مأخذي، انما مأخذي على استدلالك بهذا التعليل في محل النزاع هنا!
فالآن عندنا:
1 - نصوص مؤداها أن النفث مقدم على القراءة
2 - ونصوص مؤداها أن القراءة مقدمة على النفث
3 - ونصوص مؤداها الجمع بينهما دون وصف لتقديم أو تأخير
فالمسألة الآن في الترجيح بين هذه الثلاث ..
فالذي فعلته أنت، أن رجحت تقديم القراءة على النفث، واستدللت فيما استدللت به لذلك الترجيح بتعليل لذلك التقديم لا يقوم له برهان، فكيف يكون ذلك التعليل حجة للترجيح في محل النزاع وهو لا يدل عليه أي دليل أو قرينة خارجية؟؟
يمكنني أن أعترض عليك وأقول: أثبت لي أن وقوع تأثير هذا العمل مشروط بتقدم التلاوة فيه على النفث وليس العكس! فلو أثبت لي ذلك الشرط بدليل يصح الاستدلال بمثله، لكان ذلك الدليل نفسه هو حجة الترجيح بين النصوص في المسألة، وليس التعليل، فتأمل ..
فمسألتنا هذه من تلك البابة , وهو أن التأثير فيها معقول , وذلك من حيث أننا نعلم أنه لولم يكن للقراءة والنفث أثر لكان وجودهما والعدم سواء , واللازم باطل فبطل الملزوم , وهذا كاف في إثبات التأثير.
قلت لم نعترض على أن التأثير ثابت ومعقول، ولو لم يكن للنفث تأثير لما شرع كجزء من هذه الشعيرة! ولكن ما الدليل - نقلا أو عقلا - على أن هذا التأثير لا يتحقق الا ان تقدمت القراءة على النفث وليس العكس؟؟؟ هذا ما لا يمكن اثباته بمثل هذا التعليل!
فإذا تقرر وجود الأثر بقي النظر في: هل القراءة والنفث علتان لحكم واحد أم أن النفث طريق لإيصال أثر القراءة .... ؟ ,
والأول باطل , لأنه لو كان للنفث أثره استقلالا لنفع بمجرده دون القراءة , وكان المرء ينتفع بمجرد النفث كما ينتفع بمجرد القراءة , وهذا لا قائل به , ومن يزعمه فهو عن الفقه بمعزل. فتعين الثاني وهو: كون النفث طريقا لإيصال الأثر , وبالتالي فتأخره عن القراءة مما يعقله أولو الألباب.
هذا استدلال غير صحيح. فالمقدمة لا تؤدي الى النتيجة .. أولا قدمت الكلام بأنه متقرر وجود التأثير، وهذا كما أسلفت لم أخالفك فيه .. وهما باجتماعاهما علة واحدة لا علتان مستقلتان .. فالتأثير واقع باجتماع الفعلين معا: القراءة والنفث .. ولكن محل النزاع هو في تقديم أحدهما على الآخر .. فالقول بأن النفث طريق لايصال أثر القراءة، وجعل ذلك المعنى علة لتأخير النفث على القراءة، هذه نتيجة لا تؤدي اليها مقدمة ابطال القول بامكان استقلال النفث والقراءة كعلتين منفصلتين! فأنا أسلم لك بأن النفث والقراءة لو انفصلا لم يتحقق الأثر .. ولكني لا أسلم لك بأن النفث طريق لايصال أثر القراءة على هذا النحو، وان كنت أسلم بأن له تأثيرا والا لما شرع مع القراءة (على الخلاف في الترتيب) ..
ويمكن لأحدهم أن يقول بأن مجرد رفعك لكفيك أمام فيك وأنت على فراشك بنية تلاوة ذلك الذكر لهذه الغاية، وسبق تلك النية للنفث، هذا يكفي لجعل النفث مؤديا لأثره الغيبي الذي شرع من أجله ولا يكون ذلك الا بسبقه للتلاوة، فيكون هذا احتمال وذاك احتمال وكلاهما لا يرقى للاستدلال ولا يصلح للترجيح!!
فيرجع الأمر في النهاية الى افتقارك لدليل مستقل توجب به تقديم التلاوة على النفث، بحيث يصلح لأن يكون مرجحا في المسألة، والله أعلم.
تحياتي.
تحياتي ... !!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أفلااطون]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 12:39]ـ
عاد كلامك كله إلى أنك لم تعقل مرجحا تقوي به إحدى الهيئتين على الأخرى. وفيما ذكرت لك من إيماء النص , وفعله صلى الله عليه وسلم في غير هذا الموضع , إضافة لما شرحته لك من التعليل ما يكفي لمتأمل , وما يُرَجح بأقل منه عند التعارض , إن كنت تستحضر طرائق الترجيح.
خذ نفسا عميقا وتأمل من جديد.
تحياتي أبا الفداء.
ـ[القاموس]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 12:40]ـ
الأخ - المتسمي - بـ أفلااطون:
أولاً: ناقش بعلم أو اسكت بحلم.
ثانياً: كيف تقول: إن الزهري صرح بالسماع عند البخاري، ثم تقول: إن رواية ابن حبان معلولة بعنعنة الزهري!!!!!
هذا لم أره لغيرك، فإذا كان الزهري صرح بالسماع في رواية البخاري، فقد كفانا البخاري ما _ تظنه أنت _ أنه علة؟
وهذا من التنزل في الاستدلال فقط.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 12:41]ـ
أولا: يا أخي الكريم: ما ذكرته من أن مدار الروايات كلها على عنعنة ابن شهاب ليس صحيحا
هذا نص كلامي:
كل روايات الحديث تدور أصلاً على (ابن شهاب)، وعنعن فيها -أو في جُلها-!!
نعم قلتُ في المشاركة السابقة إن المدار على الزهري معنعنًا، لكن مرادي الغالب.
وأنت تردُّ على نفسك، وتبيّن تناقضك حيث تقول:
كيف وقد صرح بالسماع في رواية البخاري , قال:
حدثني حِبَّانُ أخبرنا عبد اللَّهِ أخبرنا يُونُسُ عن بن شِهَابٍ قال أخبرني عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ ..... الحديث.
وقال:
حدثنا عبد اللَّهِ بن يُوسُفَ حدثنا اللَّيْثُ قال حدثني عُقَيْلٌ عن بن شِهَابٍ أخبرني عُرْوَةُ عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ في يَدَيْهِ وَقَرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ بِهِمَا جَسَدَهُ ... ".
.....
بقي أن يقال لك: الحديث ثابت لتصريح ابن شهاب بالسماع , ورواية ابن حبان (التي قلت لك: لو صحت لكانت نصا في محل النزاع) معلولة بعنعنة الزهري. فعاد الأمر إلى ما قررته لك سابقا.
فإنه يعرف من له قليل ممارسة -مع فهم سليم- لهذا العلم: أن المدلس إذا ثبت سماعه في بعض طرق الحديث، فإن عنعنته في الطرق الأخرى لا تؤثر ولا يعلل بها؛ لاندفاع احتمال الانقطاع فيها بتصريحه بالسماع في الطرق الأخرى الثابتة، وهذا أوضح من أن يشرح.
ومعلوم كذلك أن عنعنة المدلس عمّن أكثر عنهم واختصّ بهم ممشّاة مقبولة، ولو كان ممن كثر تدليسه، فكيف بمن ينازع في تدليسه، أو لم نجد في تعامل الأئمة مع رواياته -عامة، وعمن أكثر عنهم خاصة- ردًّا لها بالعنعنة؟!
وقد ظهر لي مفرق عدم فهمك الكلام أولاً، ذلك أن قولي:
فإعلال الإسناد بعنعنته عليل
هو استئناف، لا بناء على ما سبق، وقد وضعتُ بعده فاصلة لارتباطه بما بعده، فنقلتَه واضعًا بعده نقطة؛ فأخطأت.
ولا يقول من شمَّ رائحة هذا العلم: إن عنعنة المدار لا تؤثر لكونه مدارًا.
ودع عنك محاولة التخلص والتملص بطلب المشاركة في أصل الموضوع.
ـ[القاموس]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 12:49]ـ
الأخ / محمد بن عبدالله
دعونا من هذا النقاش، ولننظر في المسألة حتى نستفيد!
ذكرت وفقك الله فيما سبق جواباً - عن الواو وثم - فما تقول في _ الفاء؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 12:53]ـ
عاد كلامك كله إلى أنك لم تعقل مرجحا تقوي به إحدى الهيئتين على الأخرى. وفيما ذكرت لك من إيماء النص , وفعله صلى الله عليه وسلم في غير هذا الموضع , إضافة لما شرحته لك من التعليل ما يكفي لمتأمل , وما يُرَجح بأقل منه عند التعارض , إن كنت تستحضر طرائق الترجيح.
خذ نفسا عميقا وتأمل من جديد.
تحياتي أبا الفداء.
أخذت نفسا عميقا .. وتأملت فلم أجد دليلا عقليا يصح به اعتبار هذا التعليل الذي تقول به، حجة للترجيح هنا .. أما استدلالك بفعل النبي عليه السلام في غير هذه الحال، فهذا باب جديد من أبواب القياس في المسألة ان أردت الاحتجاج به، فأرنا بضاعتك فيه، فلا يكفي مثل هذا التلويح العام بأنه موجود!!! وأما قولك بأن تعليلك هذا مما يرجح بأقل منه عند التعارض فهذه مبالغة لا تقبل من طالب علم في محل مدارسة علمية!! فالمقام مقام استدلال ومباحثة لا مقام تهويل يا أخ أفلااااطون ..
تحياتي!
ـ[أفلااطون]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 01:10]ـ
كيف تقول: إن الزهري صرح بالسماع عند البخاري، ثم تقول: إن رواية ابن حبان معلولة بعنعنة الزهري!!!!!
هذا لم أره لغيرك
سبحان الله ... ! لا زلنا نقول: من لا يحسن شيئا فيكفيه السماع.
أخي الكريم هذا من طرائق الترجيح بين الروايات , فإذا ورد لفظ في رواية مصرح فيها بالسماع كان هذا اللفظ مقدما على لفظ الرواية المعنعنة. وأرى لك أن تقرأ ما يكتبه الإخوة الفضلاء دون تعليق.
تحياتي أخي المتسمي بـ القاموس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القاموس]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 01:20]ـ
إن كنت - تدرك - ما تقول، فمثل أو استدل.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 09:40]ـ
المسالة تكلم عليها الامام ابن القيم في كتابه الوابل الصيب.
ـ[أبو مساعد]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 10:10]ـ
إخوتي قال الله عزوجل في محكم التنزيل:
((وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم)).
وقال صلى الله عليه وسلم ((والكلمة الطيبة صدقة)).
وقال تعالى ((وهدوا إلى الطيب من القول)).
وقال صلى الله عليه وسلم ((أيس الشيطان أن يعبده المصلون ... ولكن بالتحريش بينهم)).
وقال تعالى ((ادفع بالتي هي أحسن)) و ((إما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله)).
وغيرها نصوص كثيرة, ولكن اللبيب بالإشارة يفهم ..
فلماذا أحبتي هذا التطاحن والترامي والتهكم والإزدراء فيما بينكم, أليس منا رجل رشيد يعقل ما يقول, إننا أحبة في الله, ما أتينا هنا ليظهركل منا الكلمات الإستهتارية والإستفزازية على أخيه وكأن الذي أمامه عدو يريد الإنتصارعليه, ولكنها حظوظ نفوسنا والشهوة الخفية هي التي جعلت للشيطان مدخل ولم ننتبه لهذا الأمر, وماذا تخسر ياأخي عندما تعطي الفائدة بدون تهكم وازدراء واستفزاز وتعاظم نفس, هل تخسر شيئاً, هل نقص مقدارك, هل نقص علمك, هل نقص مالك, ألخ ..
بل العكس, الواثق من نفسه والمخلص الذي يريد وجه الله لاغير, لاحظوظ نفس ولا غيرها, هوالذي يتجنب هذه الأمور, لأنها لاتضر ولا تنفع, يا أخي عليك البلاغ دون التهكم والإزدراء, والله المستعان.
هذا الكلام نصيحةً لي ولجميع أحبتي وإخواني .. فاقبلوها .. مني ..
أسأل الله أن يصلح قلوبنا ونياتنا وسرائرنا ..
حفظكم الله أحبتي ..
ـ[أفلااطون]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 11:18]ـ
جزاك الله خيرا ابا مساعد.
تحياتي واعتذاري لكل الإخوة.
ـ[القاموس]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 11:22]ـ
بارك الله فيك يا أبا مساعد، وجعلك مباركاً أينما كنت.
ووفقك الله أخي - .... - أفلااطون (ابتسامة) فهذا الاعتذار دليل على تواضعك. واعلم أنني أسعد بالنقاش معك.
ـ[أبو مساعد]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 06:35]ـ
إخواني الكرام أفلاطون والقاموس وجميع الإخوة:
أسأل الله أن يجعلنا من المتحابين فيه.
هذا العهد بكم .... كم تسعدنا هذه الأمور ....
ـ[القاموس]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 12:28]ـ
الأخ / عبدالرزاق الحيدر،
أين قاله ابن القيم في (الوابل الصيب)؟(/)
درر الفوائد من الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 12:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
احضرت لكم من الموقع الشيخ عبدالكريم حفظه الله
ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
وما تواضع أحدٌ لله إلاَّ رفعهُ الله، ما تواضع أحدٌ لله يرجُو بهذا التَّواضُع ثواب الله -جل وعلا-، ما تواضع من أجلِ ثناءِ النَّاس عليه، ولا تواضَع للأغنياء كي يَصِلُوهُ بشيءٍ من أموالِهِم؛ إنَّما يتواضع لله -جل وعلا-، إذا تواضَع لله -جل وعلا-، والمُتواضِع والتَّواضُع خُضُوع وقُرب حسِّي، وإنْ كان من حيث النَّاحية المَعنويَّة رِفعة عند الله -جل وعلا- وعند خلقِهِ، وهذا شيءٌ مُجرَّب، بعضُ النََّاس لا يُطيق رُؤية المُتكبِّر؛ بل وُجد من يعتدي عليهِ، مُتكبِّر في مِشيتِهِ، في كلامِهِ، في تعامُلِهِ مع النَّاس، هذا لا يُطاق، مثل هذا وإنْ رفع نفسهُ أذَلَّهُ الله -جل وعلا-، يقول الشَّاعر:
تواضع تكُن كالنَّجم لاحَ لناظرٍ ... على صفحاتِ الماءِ وهو رفيعُ
ولا تكُ كالدُّخانِ يعلُو بنفسِهِ ... إلى طبقاتِ الجوِّ وهُو وضيعُ
لا شكَّ أنَّ المُتكبِّر مثل الدُّخان رافعٍ نفسُهُ؛ لكنْ لاشيء، رُؤيتُهُ تُزكم الأُنُوف مثل الدخان، وتقضي العيُون، وأمَّا بالنِّسبة للمُتواضع المُتحبِّب الأليف لاشكَّ أنَّ النَّاس يألفُونهُ ويُحبُّونهُ، وشواهِد الأحوال على ذلك كثيرة، والتَّواضُع لاشكَّ أنَّهُ قرينٌ للدِّينِ والعِلم، كُلَّما زادت عِبادةُ الشَّخص، وقُربِهِ من الله -جل وعلا- تواضَعَ لله، وخَضَعَ لهُ، وكُلَّما زاد عِلْمُ الإنسانِ بِرَبِّهِ، وبِأحكامِهِ، زادت معرفتهُ بِنفسِهِ، ثُمَّ دعاهُ ذلك إلى التَّواضع، والله المُستعان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 12:39]ـ
لا بُد أن تسد منافذ الشيطان في قلبك
الشيخ / عبد الكريم الخضير
جاء الحثُّ على الذِّكر و التِّلاوة في الكِتاب والسُّنَّة، قال الله -جل وعلا-: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [(35) سورة الأحزاب] وقال -عليه الصلاة والسلام-: ((سبق المُفرِّدُون الذَّاكرُون الله كثيراً والذَّاكِرات)) وجاء التَّرغيب بتلاوة القُرآن، ففي كل حرفٍ من القُرآن عشر حسنات، عِبادات أُجُورها لا يُمكن أنْ يُحاطُ بها مِمَّن لا تنفد خزائِنهُ، ومع ذلك لا تُكلِّفُ شيئاً، والمحرُوم لا تنفعُهُ مثل هذه النُّصُوص من كَتَب الله عليه هذا الحرمان؛ لأنَّ الله -جل وعلا- قال: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} [(45) سورة ق] {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ} [(17) سورة القمر] {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر} ٍ مو كل النَّاس، ولذلك تجِد بعضُ النَّاس يصعُبُ عليهِ أنْ يَفتح المُصحف، وتَجِدُهُ حافِظ ومع ذلك لا يقرأ، ولاشكَّ أنَّ هذا حِرمان، وبكلِّ حرف عشر حسنات، والختمة الواحدة بأكثر من ثلاثة ملايين حسنة، يعني الجُزء الواحد الذِّي يُقرأ بربع ساعة مائة ألف حسنة، وهذا أمرٌ في غاية اليُسر مِصداقاً لقول الله: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [(17) سورة القمر] يعني الإنسان إذا جَلَس بعد صلاة الصُّبح ينتظر الشَّمس إلى أنْ ترتفع بإمكانِهِ أنْ يقرأ القرآن في سبع وهو مرتاح، وهذا لا يعُوقُهُ عن شيءٍ من أعمالِهِ؛ لكنْ هذا الأمر يحتاج إلى شيءٍ من المُجاهدة، ثُمَّ بعد ذلك التَّلذُّذ كغيرِهِ من العِبادات، و إلا فالأصل أنَّ هذه العبادات تكاليف، ومِمَّا حُفَّت بِهِ الجنَّة، والجنَّةُ حُفَّت بالمكاره، يعني خلاف ما تشتهيهِ النُّفُوس، فإذا جاهد نفسهُ، وعَلِم اللهُ -جل وعلا- صِدْقَ الرَّغبة والنِّيَّة، أعانهُ حتَّى تلذَّذ بذلك، وأُثِر عن السَّلف أنَّهُم كابدُوا قيام اللَّيل، وما أشق قيام الليل على من لم يعتاد، تَجِدُهُ مُستعد يجلس في القيل والقال إلى قُرب الفجر، ثُمَّ بعد ذلك صِرَاع مع نفسِهِ، هل يُوتر بركعة أو يقول: الوِتر سُنَّة، ولِئَلاَّ يُشبَّه بالفرائض نترُكُهُ أحياناً، هذا شيءٌ مُجرَّب، وما كُرِه السَّهر والحديث بعد صلاة العِشَاء إلاَّ لهذا الأمر؛ لأنَّهُ يعُوق عن ذكر
(يُتْبَعُ)
(/)
الله وعن الصَّلاة؛ لأنَّهُ على حِسَاب الذِّكر، فإذا صلَّى العِشَاء ونام، نامَ على خير، الصَّلاة كفَّرت ذُنُوبُه، الصَّلوات الخمس كفَّارات لما بينهُما ما لم تُغشَ كبيرة، تنام على ذنُوبٍ مُكفَّرة، ولذا كان ابنُ عُمر إذا تحدَّث بعد صلاة العِشَاء صلَّى قبل أنْ ينام، لينام على صلاة.
هذا الحديث في القيل والقال لاشكَّ أنَّهُ يعُوق صاحبهُ عن الذِّكر والتَّلاوة، ولذا نرى مع قولِهِ -عليه الصلاة والسلام-: ((من حجَّ فلم يرفُث ولم يَفْسُق رجع من ذُنُوبِهِ كيوم ولدتهُ أُمُّه)) بعض النَّاس يقول: الحج أربعة أيَّام بالإمكان أنْ تُضبط النَّفس، ولا يتكلَّم بكلمة؛ لكنْ إذا كان قد عوَّد نفسه على القِيل والقال، يستطيع أنْ يَملك نفسهُ الثلاثة الأيام؟ وبعض النَّاس يُجاور في العشر الأواخر، ويجلس من صلاة العصر إلى صلاة المغرب في المسجد الحرام، فالمُتوقِّع أنَّهُ ترك أهلهُ وترك أموالهُ، و جاور في هذه البُقعة طلباً للثَّواب والإكثار من العِبادات، تجِدُهُ يفتح المُصحف إذا صلَّى العصر، ثُمَّ إذا قرأ صفحة أخذَ يلتفتُ يميناً وشمالاً لأنَّهُ ما تعوَّد على الله في الرَّخاء ليعرِفْهُ في الشِّدَّة، ثُمَّ بعد ذلك إنْ رأى أحداً مِمَّنْ يعرِفُهُ و إلاّ أطبق المُصحف، ثُمَّ يُؤنِّبُهُ ضميرهُ، لماذا أنا جئت، ويفتح المُصحف مرَّة ثانية، ثُمَّ يقوم من مكانِهِ يبحث عمَّن يُبادِلُهُ الحديث، وتجد بعض النَّاس نظرُهُ في السَّاعة خشية أنْ يُؤَذِّنْ المغرب قبل أنْ يُتِمَّ حِزْبُهُ، هذا تعوَّد في حال الرَّخاء، واللهُ -جل وعلا- يقول: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [(4) سورة الليل].
الذِّكر من أفضل العِبادات، وذكر ابن القيم فوائد عظيمة جدًّا في مُقدِّمة الوابل الصَّيِّب، وهو لا يُكلِّفُ شيئاً، سُبحان الله وبحمده مئة مرَّة حُطَّت عنهُ خطاياهُ وإنْ كانت مثل زبد البحر، يعني هذه تُقال بدقيقة ونصف، ومن قال: لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك لهُ، لهُ المُلك ولهُ الحمد وهو على كلِّ شيءٍ قدير كمن عتق أربعةً من ولد إسماعيل، والمائة عشرة من ولد إسماعيل، مع ما فيها من حِرز، ورفع درجات، وحط سيئات، و لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك لهُ ... إلى آخِرِه، مئة مرة بعشر دقائق.
والاستغفار شأنُهُ عظيم وجاءَ التَّنصيصُ عليه بالكتاب وصحيح السُّنَّة، والإنسان تجدُهُ إمّا بالقيل والقال أو بالسُّكُوت رغم أنَّ هذا شيء لا يُكلِّفُ شيئاً؛ لكنْ على الإنسان أنْ يُريَ الله -جل وعلا- من نفسِهِ خيراً، ويعزم، ويترك أو يسد منافذ الشيطان إلى قلبِهِ، ليُوفَّق لمثل هذه الأعمال.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 12:39]ـ
التطاول على هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
كثُر الحديث في الآونة الأخيرة، وتَطاول الكلام عن هيئات الأمر بالمعرُوف والنَّهي عن المُنكر، وذلك من قِبَل كُتَّاب بعض الصُّحُف، وأصبحُوا يَلْمِزُون أعضاء الهَيْئَات ويُهَاجِمُونَهُم ويَفْتَعِلُون القَصَص عليهم، ما رَأْيُ فَضيلتكُم في ذلك، وما هو دورُ المُسلم في الرَّدِّ على هؤُلاء الصَّحَفِيِّين الذِّين زَاغَتْ قُلُوبُهُم وأقلامُهُم؟
أما من يقع في رجال الحِسْبة؛ لأنَّهُم قامُوا بهذه الشَّعِيرة فَعَلى خطرٍ عظيم نسأل الله العَافية؛ لأنه ناتجٌ عن كُرهٍ لهذهِ الشَّعيرة لا لِذَواتهم، فالذِّي يَكْرَه ما أَنْزَل الله أو بَعْض ما أَنْزَل على مُحمد -عليه الصلاة والسلام- من الشَّعائِر كالأَمْرِ بالمَعْرُوف والنَّهي عن المُنكر لا شكَّ أنَّ هذا خطر، وهذا مِن سِيمَا المُنافقين -نسأل الله السَّلامة والعافية-، أمَّا من يَكْره زَيْداً من النَّاس، ولو كان من أَهْلِ الحِسْبَة لمُشَاحَّة دُنيويَّة فيما بينهُ وبينه فمِثل هذا يكون كالشَّخص العادي؛ لكنْ أَذِيَّة الآمرين بالمعرُوف ورجال الحِسْبة بدءاً من الكلام في أَعْرَاضِهِم، والتَّفَكُّه فيهم بمجالسهم، إلى أنْ يَصِل الأمر إلى حدِّ القَتْل، فهو مَقْرُونٌ بِأَذِيَّة الأنبياء الذين يقتلون الذِّين يَأْمُرُون بالقِسْطِ من النَّاس، هذا مَقْرونٌ بِقَتْلِ الأنبياء، فالأَمْر شَأْنُهُ عظيم، والكلام فيهم أَعْظَم من الكلام في غيرهم؛ لأنَّ الكلام في الإنسان المُجَرد عن الصِّفات الشَّرعية أَمْرُهُ أَخَفْ، وإنْ كانت غِيبةُ المُسْلِم حَرَام، والوُقُوع فِي عِرْضِهِ مِن الكَبَائِر؛ لكنْ يَبْقَى أنَّهُ إذا تَكَلَّمَ فِيه بِحَسَبِ ما يَحْمِلُهُ أو يَدْعُو إليهِ من عِلْمٍ أو أمرٍ بمعرُوف ونهي عن منكر فمثل هذا شأنُهُ عظيم، وعلى طالب العلم وعلى مُريد النَّجاة أنْ يَسْعَ بِجهدِهِ أنْ يُدَافِع عن هذهِ الثُّلَّة، وهذهِ الفِئَة لِيَدْخُل فِي زُمْرَتِهِم؛ لِيَكُون مُحِبًّا لهُم، فيكُون فِي الآخِرة مَعَ منْ أَحَب، وهذا أقل ما يُقَدَّم لهُم الدِّفَاع عنهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 12:40]ـ
الخشوع والانكِسَار عند الدعاء
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
تجد الإنسان ما دَام صحيح البدن وإنْ دَعَا، دَعا بِقَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ ومِثْلُ هَؤُلاء منْ أنفع الأُمُور لَهُمْ الأمراض، الأمراض البدنِيَّة منْ أنْفع الأُمُور لَهُم في دينهم ودُنْيَاهُم صَادَفَ خُشُوعاً في القلب وانْكِسَاراً بينَ يدي الرَّب، نشُوف كثيراً من النَّاس تَجِدْهُ في حال الصِّحَّة إنْ دَعَا على قِلَّة تَجِد ما يََحْضر من قلبُهُ شيء، لكِنْ إذا أُصِيب الإنسان في مالِهِ أو فِي بدَنِهِ أو في ولدِهِ يَأْتِي الانْكِسَار والخُشُوع والتَّضَرُّعْ والتَّذَلُّل والإلحَاح فَيقْرُبُ الإنسانُ من ربِّهِ، ويَتعرَّف على الله -عزّ َوجل- فَتَجِدُهُ يُخْبِتْ ويَنْكَسِر ويَذِل، ويَنْطَرِحْ بينَ يَديْ ربِّهِ -عز وجل- فيحصُلُ لهُ أضْعَافْ مَا أمَّلَهُ، فالأمراض والمَصَائِب إضافةً إلى كونها مُكَفِّرات للذُّنُوب، هي أيضاً منْ أنفعْ ما يَصِلُ الإنسانُ بربِّهِ -عز وجل-.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 12:41]ـ
هديُهُ عليهِ الصَّلاة والسَّلام في قيام الليل
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
القِيام شأنُهُ عظيم، والقِيام يُرادُ بِهِ الصَّلاة، من بعْدِ صلاة العِشاء إلى طُلُوع الفجر هذا قِيامُ الليل، وعِمَارة هذا الوقت بالصَّلاة والتِّلاوة والذِّكر، وأفْضَلُهُ كما جاء عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-: ((وأفْضَلُ القِيام قِيَام دَاوُود وصلاة دَاوُود -عليه السَّلام- يَنامُ نِصْفَ الليل، ثُمَّ يَقُومُ ثُلث الليل ثُمَّ يَنامُ سُدْسَهُ))، يَنامُ نِصْفَ الليل، ويَحْسِب الليل من صلاة العِشاء من الوقت الذِّي يَتَسَنَّى فيهِ القِيام، وإذا تمَّ الحِسابُ على هذا الأساس من صلاة العِشاء ونام نِصف الليل يكُونُ قِيامُهُ في الثُّلث الأخير، بينما لو حَسَبْنا الليل من غُرُوب الشَّمس صار قِيَامُهُ بدأ من نِصف الليل قبل وقت النُّزُول الإلهي كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، فالمقصُود أنَّ هذا الوقت يُعمر بالصَّلاة والتِّلاوة والذِّكْر، فالنَّوم الذِّي ينامُهُ بعد صلاة العِشاء، وينوي بِهِ الاستعانة على القِيام هو في صلاة، هو في قِيام وفي عبادة يُكتب لهُ أجرُها، فإذا قام الثُّلث واستغل هذا الوقت بما يَكْتُبُهُ اللهُ لهُ على خِلافٍ بين أهل العلم في القَدْر المُحدَّد من الرَّكعات، فلقد جاء عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- أنَّها قالت ((ما كان رسُول الله صلى الله عليه وسلَّم يزيدُ في رمضان ولا في غيرِهِ على إحدى عشرةَ ركعة، يُصلِّي أربعاً فلا تسأل عن حُسْنِهِنّ وطُولِهِنّ، ثُمَّ يُصلِّي أربعاً فلا تسأل عن حُسْنِهِنّ وطُولِهِنّ، ثُمَّ يُوتِر بثلاث)) هذهِ إحدى عشرة، وجاء أيضاً عن النبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- في الصَّحيحين ثلاث عشرة، وصحَّ عنهُ الخمس عشرة في حديث ابن عبَّاس، كُلُّ هذا يَدُلُّنا على أنَّ العدد غير مُرَاد، ويُؤيِّدُ هذا الإطْلاق في حديث: ((صلاةُ الليلِ مثْنَى مثْنَى)) فتُصلِّي في الليل ركعتين ركعتين كما قال ابن عبَّاس: ((صلَّى ركعتين، ثُمَّ ركعتين، ثُمَّ ركعتين، ثُمَّ ركعتين، ثُمَّ ركعتين، ثُمَّ ركعتين، ثُمَّ أَوْتَر)) خمس عشرة ركعة، المقصُود أنَّ العدد غير مُرَاد بدليل أنَّهُ ثبت عنهُ -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- الزِّيادة على الإحدى عشرة، وما جاء في حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها- على حدِّ عِلمِها، والمُثْبِتْ مُقدَّم على النَّافِي، فَعَلَى هذا القول المُرجَّح في القيام أنَّهُ لا حدَّ لهُ؛ بل يُصلِّي الأرْفَق بِهِ والأنْفَع لِقَلْبِهِ؛ فإذا كان الأرْفَق بِهِ كَثْرَة الرُّكُوع والسُّجُود وفي هذا يقُول النَّبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- لمَنْ طلب مُرافقَتُهُ في الجنَّة، قال: ((أعِنِّي على نفسِكَ بكثرة السُّجُود)) والسُّجُود أَشْرَف أرْكان الصَّلاة ((وأَقْرَبُ ما يكُون العبدُ من ربِّهِ وهو ساجد)) والكَثْرَة مطلُوبة، كما قال -عليه الصَّلاة والسَّلام-: ((أعِنِّي على نفسِكَ بكثرة السُّجُود)) وإذا كان الأنْسَب لهُ تطويل القِيام، وكثرة قراءة القرآن؛ لأنَّهُ يتلذَّذ بِهِ، فالقُرآنُ أفضلُ الأذكار، والخِلافُ بين أهلِ العلم في المُفاضلة بين
(يُتْبَعُ)
(/)
طُول القِيام الذِّي هو القُنُوت {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة/238]، وهو أشْرَفُ من غيرِهِ بِذِكْرِهِ لا بِذَاتِهِ، والسُّجُود أشْرَف بِذَاتِهِ، وعلى كُلِّ حال المسألة مُفْتَرَضَة في من يُريدُ أنْ يقُوم من الليل ساعة أو ساعتين أو ثلاث ويسأل يقول هل أُصلِّي في ثلاث السَّاعات إحْدَى عشرة ركعة أو أُصلِّي ثلاثين ركعة ... أيُّهُما أفضل؟ نقول: إذا أردْتَ أنْ تَقْتَدِيَ بما ثَبَت عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- كمًّا وكيفاً فهذا هو الأكمل، ما تقول أنا أقتدِي بالنَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- في حديث عائشة وأنَّهُ ما زاد ثُمَّ تنقُرُ إحدى عشرة ركعة في عشر دقائق وتقول: أصبت السُّنَّة! لا يا أخي، إذا أرَدْت أنْ تنظُر إلى هذا العدد فانظُر إلى أنَّهُ -عليه الصَّلاة والسَّلام- افتتح البقرة ثُمَّ النِّساء ثُمَّ آل عمران في ركعة، ورُكُوعُهُ قريبٌ من قِيامِهِ، رُكُوعُهُ وسُجُودُهُ قريب من السواء، فإذا استغلَّ الوقت، ولِذا جاء في سُورة المُزمِّل التَّحديد بالوقت بالزَّمن لا بالعَدد {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} [المزمل/ 2]، ثُمَّ في آخر السُّورة {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ} [المزمل/20]، المقصُود أنَّ التَّحديد بالزَّمن لهُ نَظَر؛ بل لهُ الحظُّ الأكبر من النَّظر؛ فالذِّي يُصلِّي ثلاث ساعات أفضل من الذِّي يُصلِّي ساعتين اتِّفَاقاً؛ فالمسألة مسألة وقت، فإذا عمر هذا الوقت بطاعة الله -جلَّ وعلا- وعندنا ما يُؤيِّدُ الإطلاق ((صلاةُ الليلِ مثْنَى مثْنَى)) فلتُصلِّ ما شِئْت على أنْ تَجْتَنِب السُّرعة والعجلة التِّي تذهبُ بِلُبِّ الصَّلاة، تأتي بصلاةٍ صحيحة تُفيدُكَ، وتُقرِّبُك من الله -جلَّ وعلا-، ويرى بعضُهُم أنَّ ما زاد على الإحدى عشرة بدعة؛ لكن كيف نقُولُ بدعة وقد ثَبَت عن النَّبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- غير هذا العَدَد، وصحَّ عنهُ الإطلاق ((صلاةُ الليلِ مثْنَى مثْنَى)) في حديث عائشة: ((يُصلِّي أربعاً)) وإذا ضَممنا إليه صلاةُ الليلِ مثْنَى مثْنَى قُلنا يُصلِّي أربعاً بسلامين، وأهلُ العلم يُؤكِّدُون على أنَّ من قام إلى ثالثة في صلاة الليل فكأنَّما قام إلى ثالثة في فجر، لا بدَّ أنْ يَرجع، فيُصلِّي أربع ... فلماذا قالت أربع ما قالت ركعتين ركعتين؛ لأنَّ الفواصل بين هذهِ الرَّكعات بين كُل أربع ركعات، ولِذا سُمِّيت الصَّلاة في رمضان تراويح؛ لأنَّهم يستريحُون بين كُل أربع ركعات، وهو ما يدل عليه حديث عائشة ((يُصلِّي أربعاً فلا تسأل عن حُسْنِهِنّ وطُولِهِنّ، ثُمَّ يُصلِّي أربعاً)) يدلُّ على أنَّ هُناك فاصل بين الأربع.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 12:41]ـ
أمرٌ مُهم يغفل عنهُ كثيرٌ من النَّاس
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
((وإنَّك لن تُنْفِق نفقة تبتغي بها وجه الله إلاّ أُجِرْتَ بها حتَّى ما تجعلُ في فيِّ امرأتك)) وهذا من فَضْلِ الله -جلَّ وعلا- ورحمتِهِ للأُمَّة أنْ جَعَل النَّفقة الواجِبَة فيها أجر؛ بلْ جعل اللَّذة فيها أجر ((أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أيكون عليه وزر؟ قال: نعم، وكذلك الحلال فيه أجر)) لكن مثل هذا يحتاج إلى نِيَّة، ((وإنَّك لن تُنْفِق نفقة تبتغي بها وجه الله إلاّ أُجِرْتَ بها حتَّى ما تجعلُ في فيِّ امرأتك)) تشتري حليب لِطِفْلِك فيهِ أجر، تشتري أدْنَى شيء نفقة لأولادِك فيهِ أجر؛ لكنْ اسْتَحْضِر النِّيَّة وأنَّك تُؤدِّي بذلك واجب أوجَبَهُ اللهُ عليك، ولا أقل من أنْ يَسْتَحْضِر الإنسان النِّيَّة العامَّة، يعني إذا عَزَبَت النِّيَّة في كونِهِ يدخل بقالة يأخذ خُبز يحتاج إلى نِيَّة؛ لكنْ أقل الأحوال النِّيَّة العامَّة في ميزانِيَّة المَصْرُوف الشَّهريّ وأنت داخل المَحل الكبير تأخُذ أغراض لمُدَّة شهر تنوِي بذلك التَّقرُّب إلى الله -جلَّ وعلا- وأنَّك تُؤدِّي هذا الواجب أما بالنِّسبة لكل فردٍ فرد هذا ما فيه شك أنَّهُ فيه مشقَّة على النَّاس، بعض النَّاس يجعل يوم وليكُن اليوم الذِّي يستلم فيه المُرتَّب الشَّهريّ لِقضاء الحوائج مِيزانِيَّة الحوائِج لهذا الشَّهر، نقول خمسة آلاف مثلاً يدخل المحل الكبير ويختار بهذهِ النِّيَّة، وتجري لكَ الأُجُور إلى مثله من الأجر الثَّاني، ((وإنَّك لن تُنْفِق نفقة تبتغي بها وجه الله إلاّ أُجِرْتَ بها حتَّى ما تجعلُ في فيِّ امرأتك))، النِّيَّة العامَّة تنفع، ولذلك المُزارع إذا زَرَع ينوي بذلك الخير، وإنْ استحضر بذلك وقت الزِّراعة أنْ يُؤكل منهُ من النَّاس، من الدَّواب، من الطُّيُور، كُل هذا فيهِ أجر؛ لكنْ ما يلزم أنْ ينوِ يعني كُل ما أُكِل منهُ يُكتب لهُ أجر، النِّيَّة العَامَّة تكفيهِ؛ بل مثل هذا يقول بعض أهل العلم أنَّ مثل هذا لا يحتاج إلى نِيَّة، الأجر رُتِّب عليهِ وإنْ ما نوى، قُل مثل هذا في الفرس التِّي يربطُها للجهاد في سبيل الله ثُمَّ تشربُ من الماء يُكتب لهُ الأجر ولو لم يقصد شُربها كما جاء في الحديث الصَّحيح؛ ولو لم ينوِ شُربها من الماء؛ لأنَّهُ إنَّما رَبَطها في سبيل الله، وفضل الله واسع، فعلينا أنْ نُرِيَ الله -جلَّ وعلا- منَّا الإخلاص، وقصد التَّقرُّب إليهِ -جلَّ وعلا- ((حتَّى ما تجعلُ في فيِّ امرأتك)) هذا من حُسن العِشْرَة والتَّعامُل يعني تأخُذ اللُّقمة وتضعها في فِيها، بعض النَّاس يأنَفْ من هذا ويتكبَّر؛ لكنْ لا شكَّ أنَّ هذا من العِشْرَة بالمعرُوف، وبعض النَّاس إذا دخل بيتُهُ مثل الإمبراطُور ما يُريد أحد يَتنفَّس، والنَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- في خِدْمَةِ أهلهِ {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 12:42]ـ
أيهما أفضل التدبر أم كثرة الختمات؟
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
هل كثرة قراءة القرآن في رمضان بسرعة هو الحل ... أو الأفضل القراءة بالتَّدبُّر وإنْ قلَّ الختم؟
عامَّةُ أهل العلم؛ بل جُمهُورهم على أنَّ القراءة على الوجه المأمُور بها أفضل وإنْ قَلَّتْ، والشَّافعي -رحمهُ الله- وبعضُ العُلماء يَرَوْن أنَّ استغلال مثل هذا الوقت بالقراءة السّرَيعة مع تكثير الحُرُوف أفضل؛ لأنَّ لهُ بكل حرف عشر حسنات، وصُورة الخِلاف إنَّما تَرِد فيمن أراد أنْ يجلِس ساعة بعد صلاة الصُّبح مثلاً أو بعد صلاة الظُّهُر أو بعد العصر، ويقول: هل أقرأ في هذهِ السَّاعة جُزْئِين أو خمسة أجزاء؟ جُزئين بالتَّدبُّر والتَّرتيل أو خمسة أجزاء بالسُّرعة؟! نقول الجُمهور على أنك تقرأ جُزئين أفضل، والشَّافعيَّة يرون أنَّ كُلَّما كثُرت الحُرُوف كان أفضل وأكثر الحسنات، وعلى كُلِّ حال القراءة على الوجه المأمُور بها أفضل ولو تَرَتَّب على ذلك إنَّهُ لا يقرأ القُرآن إلا أربع مرَّات، خمس مرَّات، ثلاث مرَّات، أو مع السُّرعة يقرأ عشر مرَّات، خمسة عشر مرَّة؛ لا شكَّ أنَّ التَّدبُّر والتَّرتيل أفضل
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 12:44]ـ
الصيام يُنمِّي ملكة المُراقبة
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
وليس الصِّيامُ في الإسلام من أجلِ تعذيب النَّفس؛ بل لِتربيتها وتزكِيَتها، والصِّيامُ أيضاً يُنمِّي لدى الصَّائم مَلَكَة المُراقبة، فهو ينتهي عن مَلاذِّ الدُّنيا وشهواتِها، وما يمنعُهُ من ذلك سوى إطلاعُ الله تعالى عليه ومُراقبتُهُ لهُ، لا جَرَمَ أنَّهُ يحصُلُ لهُ من تَكرارِ هذه المُلاحظة المُصاحِبَةِ للعمل مَلَكَة المُراقبة لله تعالى والحياءُ منهُ سُبحانهُ أنْ يراهُ حيثُ نهاهُ، و إلاّ فما الذِّي يمنع الَّصائِم أنْ يدخُل في مكانٍ ويستخفي عن النَّاس ويأكُل ويشرب؟؛ لكن هذهِ المَلَكة هو يعرف أنَّ الله -جلَّ وعلا- مُطَّلع عليه، فمن تكرار هذه العبادة مع الالتزام بعدم المفطرات مع الخلوة لا شكَّ أنَّهُ تنمي عندهُ هذهِ المَلَكة، وفي هذهِ المُراقبة من كمال الإيمان بالله تعالى والاستغراق في تعظيمِهِ وتقدِيسِهِ أكبر مُعدٍّ للنُّفُوس ومُؤهِّلٍ لها لِضبطِ النَّفس ونزَاهَتِها في الدُّنيا وسعادتها في الآخرة، والمُراقبة كما قال ابن القيم في مدارج السالكين: "دوامِ علمُ العبدِ وتَيَقُّنِهِ بإطلاع الحقِّ سُبحانهُ وتعالى على ظاهِرِهِ وباطِنِهِ"، وهي ثمرةُ علم الإنسان بأنَّ الله -سُبحانهُ وتعالى- رقيبٌ عليهِ، نَاظِرٌ إليهِ، سامِعٌ لقولِهِ، وهو مُطَّلِعٌ على عَمَلِهِ في كُلَّ وقتٍ وكُلَّ لحظة، وكُلَّ نَفَس وكُلَّ طرفة عين والغافلُ عن هذا بمعزل، ومن أدِلَّتِهِ قولهُ تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [البقرة: 235]، وقال الله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً} [الأحزاب: 52]، وقال -جلَّ وعلا-: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4]، وقال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق: 14]، وقال تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر: 19] إلى غير ذلك من الآيات، في حديث جبريل -الذِّي تقدَّم شرحُهُ- في سُؤالِهِ عن الدِّين سأل النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- عن الإحسان، فقال لهُ: ((أنْ تعبُد الله كأنَّكَ تراهُ؛ فإنْ لمْ تكُن تراهُ فإنَّهُ يراك))، والمٌراقبة كما قال ابن القيم -رحمهُ الله تعالى- هي: "التَّعبُّد بأسماءِ الله الحُسنى" الرَّقِيبْ، والحفيظ، والعليم، والسَّميع، والبصير، فمن عقَل هذهِ الأسماء وتعبَّد بمُقتضاها حصلتُ لهُ المُراقبة، يعني التَّعبُّد لله -جلّ وعلا- بِمعاني هذهِ الأسماء هو معنى الإحصاء الذِّي ورد في حديث الأسماء: ((من أحصاها دخل الجنة)) وش معنى أحصاها؟ عَدَّها وكتبها في ورقة وردَّدها؟ هذا الإحصاء؟! لا بُدَّ من العمل بمُقتضاها؛ فإذا عَمِل بمُقتضى الرَّقيب والحفيظ السَّميع العليم البصير حَصَلت لهُ هذهِ المُراقبة.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 12:44]ـ
دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابْ جَهَنَّمْ
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
(يُتْبَعُ)
(/)
دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابْ جَهَنَّمْ – نَسْأَلْ الله السَّلامة والعَافِيَة – دعاة على أبواب جهنم، وُجِدُوا فِي المِئة الثَّالثَة دَعَوا النَّاس إِلَى البِدَع، وأَشْرَبُوها قُلُوب بَعض الوُلَاة، فَامْتَحَنُوا النَّاس فِيها، وآذَوْهُم، آذَوْا الأَئِمَّة بِسَبَبِها، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابْ جَهَنَّمْ – نَسْأَلْ الله السَّلامة والعَافِيَة – يَدْعُونَ إِلَى هَذِهِ البِدَع، ويُلْزِمُونَ النَّاسَ بِهَا، ومَا زَالَ الأَمْرُ كَذَلِك، البِدَع تَزِيدُ كُلَّ عَصْرٍ، بِدَع جَدِيدَة فِي كُلِّ عَصْر وفِي كُلِّ مِصْر، إِلَى أَنْ وُجِدَ مِمَّنْ يَنْتَسِبُ إِلَى هَذَا الدِّين مَنْ لا يَعْرِفُ مِنَ الدِّينِ شيئاً، ما يَعْرِفُ مِنَ الدِّينِ إِلَّا الاسمْ، ولَو قَرَأْت فِي تَرَاجِم المُتَصَوِّفَة أو غيرهم من طَوَائِفْ البِدَع المُغَلَّظَة؛ لَعَرَفْت حَقِيقة هذا الكَلام، يُوجَدْ في بعض كُتُب التَّرَاجِم، يُتَرْجَمْ لِوَلِيّ مَزْعُومْ وَلِيّ مِنْ أَوْلِيَاء الله، وكانَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- لمْ يَسْجُد لله سَجْدَة! ولَمْ يَصُم في سَبِيلِ الله يوماً! ولا فَعَل ولا فَعَل جَمِيع الواجِبَات تَارِكْها! ولَمْ يَتْرُك مَحْظُور إِلَّا ارْتَكَبَهُ -رضي الله عنهُ وأرْضَاهُ! – عاد وَاحِد جاء مُعَلِّق على الكِتَاب، يَقُول: إذا كانَ هذا -رَضِيَ اللهُ عنهُ-، فَلَعْنَةُ اللهِ على من؟!، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابْ جَهَنَّمْ، وإِذَا مَاتْ مِثِل هذا شُيِّدْ عَلَى قَبْرِهِ ما يُشَيَّدْ وعُبِدْ مِنْ دُونِ الله! الضَّلال يا الإخْوَانْ مَا لُهُ حَدّ, يعني إذا كانْ قَبْر شَخْص يُعْبَدْ منْ دُون الله على نِطَاقٍ وَاسِعْ فِي الأُمَّة, وهُو الذِّي يَقُول: ألا بِذِكْرِ الله تَزْداد الذُّنُوب * وتَنْطَمِسُ البَصَائِرُ والقُلُوب!!!، واللهُ -سُبْحَانَهُ وتَعَالَى- يَقُول: {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [سورة الرَّعد / آية 28]، ويُعْبَدْ مِنْ دُونِ الله! دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابْ جَهَنَّمْ، وكُتُبُهُم الآنْ وقَبْلَ الآنْ مِنْ سِنِينْ، تُكْتَبْ بِمَاء الذَّهَب! وتُطْبَع عَلَى أَفْخَر الوَرَقْ، وأَجْوَدْ أَنْوَاع الطِّبَاعَة، ويَتَدَاوَلُها المُسْلِمُون وكَأَنَّهَا وِرْدْ يَقْرَؤُونَ فِيهَا لِيل نَهَار! ويَتَبَرَّكُونَ بِهَا! وإِذَا حَصَلَتْ لَهُم المُلِمَّاتْ اكْتَفَوْا بِإِخْرَاجِهَا! دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابْ جَهَنَّمْ، وَصِلْ الأَمْر بِالأُمَّة إِلَى هَذَا الحَدّ! وافْتَرَقَتْ الأُمَّة عَلَى الفِرَقْ التِّي ذَكَرَهَا النَّبي –عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام–: ((كُلَّها فِي النَّار إِلَّا وَاحِدَة))، ((قال: نعم، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابْ جَهَنَّمْ مَنْ أَجَابَهُم إليها قَذَفُوهُ فيها)) وكَانَتْ الوَسِيلَة لِتَرْويجِ هَذِهِ البِدَعْ الدُّرُوس والمُؤَلَّفَات وتَنَاقُل الطُّلاَّبْ، الآنْ عَلَى أَوْسَعِ نِطَاقْ، دُعَاة الشَّهَوات ودُعَاة الشُّبُهَات، وكُلّ وَاحِدٍ مِنْهُم على بَاب مِنْ أَبْوَابِ جَهَنَّم يَدْعُو النَّاس إِلَى شَهْوَة أَوْ إِلَى شُبْهَة، عَلَى أَوْسَعِ نِطَاقْ، وهِيَ تَدْخُل هَذِهِ الدَّعَوَاتْ إِلَى البُيُوتْ! ويَطَّلِعُ عليها الصِّغَار والكِبَار، الرِّجَال والنِّسَاء، والأَطْفَال، واللهُ المُسْتَعَانْ، نَسْأَلُ الله – جلَّ وعلا - أَنْ يَقِ المُسْلِمين شَرَّ هَذِهِ الفِتَنْ، ((نعم، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابْ جَهَنَّمْ مَنْ أَجَابَهُم إليها قَذَفُوهُ فيها، قلتُ: يا رسُول الله صِفْهُم لنا، قال: هُم مِنْ جِلْدَتِنَا!)) مِنْ أَنْفُسِنَا، مِنْ عَشِيرَتِنَا، مِنْ بِيئَتِنَا، يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا، بِلُغَتِنَا، يعني ما جَاؤُوا من بعيد، لَيْسُوا بِوَافِدِينْ ((قُلتُ: فما تَأمُرُني إنْ أَدْرَكَنِي ذلك؟! قال: تَلْزَمُ جَمَاعة المُسْلِمينْ وإمَامَهُمْ، قُلتُ: فإنْ لم يَكُنْ لَهُم جَمَاعَةٌ ولا إمَامْ؟!، قال: فاعْتَزِلْ تِلْكَ الفِرَقْ كُلَّها)) اعْتَزِلْ تِلْكَ الفِرَقْ كُلَّها إِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاك إِمَامْ، تُعْتَزَلْ هذهِ الفِرَقْ، ((ولو أنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَة)) هذا كِنَاية على أنَّكَ تَخْرُج إلى مَوَاطِنْ الشَّجَرْ منْ البَرَارِي والقِفَارْ، أوْ المَزَارِع المُنْزَوِيَة البَعِيدَة عنْ الأَنْظَارْ، وتَعَضْ على أَصْلِ شَجَرَة، يعني لا تَتَكَلَّمْ! الْزَمْ نَفْسَكْ، عليكَ بِخُوَيصت نَفْسِكْ ((حَتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتْ وأَنْتَ عَلَى ذلِكْ)) لأنَّكَ إذَا لَمْ تَسْتَطِعْ النَّفْعْ فِي مِثْلِ هذهِ الظُّرُوف فلا أقَلَّ مِنْ أنْ تَسْلَم بِنَفْسِكْ، وتَنْجُو بِجِلْدِكْ، لا يُؤَثِّروا عَلَيْك، لا تَتَأَثَّرْ بِأَفْعَالِهِمْ، ولا بِأَقْوَالِهِمْ، ولا تُشَارِكُ فِي رُؤْيَة ومُشَاهَدَة هذهِ المُنْكَرَاتْ، وتَكْثِير السَّوَادْ لِأَرْبَابْ المُنْكَرَاتْ؛ انْجُ بِنَفْسِكْ، ((ولو أنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَة حَتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتْ وأَنْتَ عَلَى ذلِكْ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 12:45]ـ
كلمة توجيهية لطلاب العلم للاهتمام بالوقت
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
يقول كلمة توجيهية لطلبة العلم للاهتمام بالوقت.
لا شكَّ أنَّ العُمُر هُو الوَقْت، فُلانْ مِن النَّاس زيد يُسَاوي هذِهِ الدَّقَائِقْ التِّي يَعِيشُها؛ فَإِنَّ أَحْسَنَ اغْتِنَام هذا الوَقْت صَار مُحْسِنًا إلى نَفْسِهِ، حَرِيصًا على نَفْعِهَا، حَرِيصًا على خَلَاصِهَا، وإنْ ضَيَّعَها عَادْ هُو الخَسْرَانْ، فَعَلَى طالب العِلم أنْ يُعْنَى بِالوَقْت ويَسْتَثْمِرُهُ.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 12:49]ـ
الطَّريقة المُثلى لِحفظ المتُون
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
الطَّريقة المُثلى لِحفظ المتُون، فقد شرحناها في مُناسباتٍ كثيرة؛ لكن باختصار: يُحدِّد الطَّالب ما يُريد حِفْظَهُ، وكُلُّ إنسانٍ اعْرَفْ بِمَقْدِرَتِهِ، وما يَسْتَطيع حِفْظَهُ، فإذا كانت الحافظة تُسْعِفُهُ لِحِفْظِ قَدرٍ أكبر هذا طيِّبْ، فيُحاول أنْ يحفظ هذا القَدر الذِّي حَدَّدَهُ، ويُردِّدَهُ حتَّى يرسخ في ذهنه، إنْ كانت حافِظَتُهُ مُتوسِّطة يأخذ قَدْر مُتوسِّط، وإذا كانت حَافِظَتُهُ ضَعِيفة يأخذ قَدْر قليل؛ لأنَّ الكثير الذِّي لا يُستطاع لا يَثْبُت في الذِّهْن، فمثل هذا إذا كَرَّر هذا القَدْر، وهذا النَّصيب الذِّي قَرَّر حِفْظَهُ هذا اليوم حتَّى ضَبَطَهُ وأتْقَنَهُ؛ وليَحْرصْ أنْ يحفظ بعد أنْ يقرأ النَّصَّ على شيخ؛ ليُصَحِّحَ لهُ ويُقوِّم له، ويَقرأ من نُسَخٍ صحيحة مُوَثَّقة؛ لأنَّهُ إذا حَفِظ على خطأ استمرَّ الخطأ، فإذا حَفظ نصيب هذا اليوم، وليَكُن من القرآن خمس آيات لضعيف الحافِظة، أو عشر للمُتوسِّط، أو ورقة للذِّي تُسْعِفُهُ حافِظَتُهُ لِحِفْظِ ورقة إذا كَرَّرَهُ وأتْقَنَهُ وضَبَطَهُ، من الغَد يُكَرِّر هذا النَّصِيب خمس مرَّات، ثُمَّ يبدأ بِنصيب اليوم الثَّاني فيُكَرِّرَهُ حتَّى يَحْفَظَهُ مثل ما فعل بالأمس، ثُمَّ في اليوم الثَّالث يُكرِّر نصيب اليوم الأول أربع مرَّات، ونصيب اليوم الثَّاني خمس مرَّات، ثُمَّ يبدأ بنصيب اليوم الثَّالث فيفعلُ بِهِ ما فعل وهكذا ... إذا كُرِّرَ الحِفظ بهذهِ الطَّريقة رَسَخ في ذِهْنِ حَافِظِهِ.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 12:50]ـ
كيفية دراسة كتب الفقه
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
كتب الفقه يحتاج فيها إلى التدرج، ولا نحتاج أن نطيل فيها؛ لأن الشيخ عبد القادر بن بدران ذكر طريقة للتفقه مفيدة:
أولاً: التدرج لا بد منه؛ فيقرأ الطالب في أول الأمر مثل آداب المشي إلى الصلاة مع شروطها للشيخ الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ثم يقرأ في عمدة الفقه للإمام الموفق، ثم بعد ذلك يقرأ في الدليل والزاد وما بعد ذلك على طريقة تكون هذه الكتب في المرحلة الثالثة عناصر بحث، خطة بحث، يعني في المرحلة الأولى طريقة الشيخ عبد القادر ابن بدران نافعة والمرحلة الثانية، يحفظ المتن، ويجتمع مع مجموعة متقاربين في السن والفهم، ثم بعد ذلك كل واحد من هؤلاء الطلاب يشرح القدر المحدد بنفسه من غير رجوع إلى الشروح، ثم بعد ذلك إذا اجتمعوا يقرأ كل واحد شرحه، ويتناقشون، يقول: أنا فهمت كذا، والثاني يقول: لا أنا فهمت في هذه الجملة كذا، فإذا انتهوا من قراءة ما عندهم يقرؤون الشرح - شرح الكتاب-، ويصححون أخطاءهم، فإذا صححت هذه الأخطاء لن تعود إلى القلب مرة ثانية، ثم يرجعون إلى الحواشي، ثم بعد ذلك يحضرون الدرس عند الشيخ، يصير عندهم الآن استعداد تام لما يزيده الشيخ على ما في الكتب، يتفقه الطالب بهذه الطريقة، في المرحلة الثالثة وهو حينئذ يقرأ الزاد، -زاد المستنقع- ووضع له أساس كتاب أو اثنين، يقرأ الزاد على أساس أنه عناصر بحث خطة بحث، لا على أنه دستور لا يحاد عنه، لا، هذا كلام البشر؛ فتمسك المسألة الأولى ثم تبحث لها عن دليل وتعليل لهذه المسألة، من وافق المؤلف على هذا من أتباع المذهب؟ من خالفه؟ من وافقه من المذاهب الأخرى؟ ومن خالفه؟ وننظر في أدلة الجميع، ونأخذ بالقول الراجح، يعني طالب العلم إذا انتهى من "زاد المستقنع" على هذه الطريقة فقيه، ينتهي فقيه بدون تردد، هذا إذا كان لديه فقه نفْس؛ لأن ما كل واحد يعاني العلم يكون عالم، فقد يطلب العلم سنين ولا يحصل علم، ولكن إذا مسك الجادة من أولها، ومعه من الإخلاص ما يعتمد عليه مما يكون سبباً إلى توفيقه، ومعه حرص واجتهاد، وعنده من يستشيره من أهل العلم ممن يثق بعلمه، -بإذن الله- يحصل، وإلا فلا يلزم كل من طلب العلم يكون عالم، ويكفي من لم يقدر الله له شيئاً من العلم، يكفيه أن يكون قد سلك الطريق ((من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)) يكفيه هذا، المتفقه على هذه الطريقة، قد يقول قائل: هل نحفظ كتب الفقه؟
إذا كانت الحافظة قوية وتسعف، لا شك أن كلام أهل العلم مفيد، نحن نسمع من يفتي ويتصدر للإفتاء تجد بعض الناس عنده محفوظ من كلام أهل العلم، كلامه متين ورزين، وبعض الناس ما عنده حفظ تجده أقرب ما يكون إلى الإنشاء، وهذا عند تفريغ الكلام وطبعه، لا تقبله الأسماع -الذي ليس لديه رصيد من كلام أهل العلم-.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 12:51]ـ
مَسْخُ القُلُوب أعْظَمُ منْ مَسْخ الأبْدَانْ
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
((أما يَخْشَى الذِّي يَرْفعُ رأسَهُ قبل الإمام أنْ يُحوِّلَ اللهُ رأسَهُ رأسَ حِمَار - أو - يجعل صُورتهُ صُورة حِمَار)) هذا وعيدٌ شديد، والعُلماء يختلفُون في حُكم صلاة المُسابق الذِّي يُسابق الإمام، فمنهم من قال ببُطلانِها للوعيد الشَّديد؛ ولأنَّهُ لا وحدَهُ صلَّى ولا بإمامِهِ اقْتَدى، ومنهُم من يقول صلاتُهُ صحيحة؛ لأنَّهُ مع هذا الوعيد الشَّديد لمْ يُؤْمَر بالإعادة، الجُمهُور على أنَّ صلاتَهُ صحيحة؛ لأنَّهُ لم يُؤْمَر بالإعادة، وأهلُ الظَّاهر ورواية عن أحمد أنَّ صلاتَهُ باطِلَة عليهِ أنْ يُعيدها ((أما يَخْشَى الذِّي يَرْفعُ رأسَهُ قبل الإمام أنْ يُحوِّلَ اللهُ صُورتهُ صُورة حِمَار)) هذا مَسْخ بلا شك ووعيد على ارتِكاب هذا المُحرَّم .. وأيُّهُما أسهل عُقُوبة الدُّنيا أو عُقُوبة الآخرة؟! إذاً أسهل على الإنسان أنْ تُحوَّل صُورتُهُ صُورة حِمار ولا تُدَّخَر لهُ العُقُوبة في الآخِرة؟ يعني المنصُوص عليهِ في حديث المُتلاعنين إنَّ عذاب الدُّنيا أسْهل من عذاب الآخرة بلا شك، إذا مُسِخ عُوقِب في الدُّنيا ولم يَجْمَع اللهُ لهُ بين عُقُوبتين؛ لكنْ إذا لمْ يُمْسَخ؟! ما فيه شكّ أنَّ الإنْسان يَسْتَعْظِم وُجُود مثل هذا الأمر، شيءٍ فُوق ما يَتَصَوَّرَهُ الإنْسَانْ أو يَتَخَيَّل أنَّهُ يُصلِّي مع النَّاس ويطلع رأسُهُ رأس حمار!؛ لكنْ مع ذلك لا يَرْتَدِعْ بعض النَّاس، والأمر ليسَ بالسَّهل، وعُقُوبة الآخرة أعْظَم من عُقُوبة الدُّنيا، ومَسْخُ القُلُوب أعْظَمُ منْ مَسْخ الأبْدَانْ، مَسْخُ القُلُوب يُقرِّرُ أهلُ العِلْم أنَّهُ أعْظَمُ منْ مَسْخ الأبْدَانْ، ولذلك تَجِد الإنْسَان تَمُر عليهِ الأوامر والنَّواهِي ولا كَأَنْها شيء، واللهُ المُستعان.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 12:51]ـ
الحذر من تتبع خطوات الشيطان
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
خطوات الشيطان، الشيطان يعرف أنه لو بدأ بالغاية ما وُفق، ما وافقه من ينتسب إلى الإسلام؛ لأن لو قال للإنسان: اكفر قال: ما أكفر، لكن يبدأ به خطوات، يبدأ به بالمكروهات والشبهات، ثم لا يلبث أن يتجاوز به إلى المحرمات، ثم المحرمات تهون عليه وتسهل فلا يكون هناك سد يحول بينه وبين الكفر؛ لأنه إذا تساهل بالمحرمات تساهل بما فوقها من الكبائر والموبقات، ثم إذا هانت عليه هذه ما صار بينه وبين الشرك والكفر حاجز معين سياج يمنعه من اقتحامه يسهل عليه ارتكابه، وهذا أمر مشاهد أن من يتساهل في أول الأمر لا ينتهي إلى حد، فخطوات الشيطان يبدأ بأدنى الوسائل، يقول مثلاً: النساء الآن قَلَّت الأعمال عندهن في بيوتهن، وكل امرأة عندها خادمة ولا تستطيع أن تصنع شاي، فهي دائماً جالسة، ولذلك ركبتها الشحوم، وتوالت عليها الأمراض، وهُددت بالأخطار، لا بد لها من رياضة، تقول: افعلي رياضة في البيت، ما تفعل، يعني المسألة مسألة كسل متراكم ما تعان على أن تزاول الحركة في البيت، لو كانت تبي تتحرك لاشتغلت في أعمالها الأصلية، لكن لا تتحرك، لا بد أن تلزم، وفي البيوت ما يستطيع أحد أن يُلزم، ما لها إلا في المجامع العامة وفي المدارس بحيث يوضع لها درجات تلتزم بها، هذه خطوة من خطوات الشيطان، الخطوة الأولى يقول تحتشم، احتمال في أول الأمر أن يقول: تلعب، تزاول الرياضة بعباءتها، ويش المانع؟ وفي محيط نساء، وقد يقال في أول الأمر في الفصل نفسه لا في الفِناء، ثم بعد ذلك يقال الفصل غير مناسب، كراسي وطاولات ومدري إيش؟ اخرجن في الأسياب أوسع شوي، ثم الخطوة التي تليها في الفِناء، ثم بعد ذلك هذا اللباس، هي في محيط نساء، وهذه الألبسة تعيقها أن تزاول ما تريد بحرية، ثم بعد ذلك يقضي عليها من حيث لا تشعر، ثم تقع في الغايات، مثل ما وقع من وقع في البلدان المجاورة، يعني أعظم درس نستفيده ما وقع فيه جيراننا من المسلمين وغيرهم، يعني المسألة خطوات لو تتبعنا تاريخ هذه الفواحش التي انتشرت في البلدان الإسلامية، لوجدناها إتباعاً لخطوات الشيطان، هي تخطيط خبيث مغرض من شياطين الإنس يوحي إليه شياطين الجن بهذه الخطوات ويطبق وينفذ وينظِّر والناس يتبعونه كالأغنام، يأتي بمبرر مقبول ثم الخطوة الأولى تسهل على الناس ثم الثانية ثم الثالثة ثم ... ، كنا نتساءل عن هؤلاء اللواتي يزاولن بعض الأعمال التي لا تخطر على عقل، يعني بنت من بيت مسلم محافظ تخرج شبه عارية تغني بين الناس في الملأ، كنا نسأل الوافدين من تلك البلدان، هل لهؤلاء البنات آباء؟ يعني هل هن من أسر، يعني من أبٍ وأمٍ مسلمين؟ وإلا من لا أنساب لهم؟ ولا أحد يغار عليهم؟ قال: لا هؤلاء من الأسر الكبيرة؛ لأنهم يعدون وين هذا تطور وتقدم، هذه خطوات الشيطان، يملي عليهم شيئاً فشيئاً ... الخ إلى أن يكون هذا هو القدوة، يكون هذا قدوة في المجتمع، ولذلك تجدون أرذال الناس تجدونهم هم القدوات الآن، والدعايات بأسمائهم، وصورهم يكتسب من وراءها الملايين وهكذا، وهم أرذال الناس وأسافلهم، لكنها خطوات الشيطان، يعني تساهلنا في الخطوة الأولى، الخطوة الثانية أختي أختي تليها بلا محالة، ثم الثالثة إلى أن نجد أنفسنا في وَحَل، لا نستطيع الخروج منه، وعلى هذا على من ولاه الله الأمر وبيده حل وعقد لا يجوز له أن يجيز الخطوة الأولى مهما كانت الظروف يعني تموت المرأة في بيتها من الأمراض ولا ترتكب ما حرم الله عليها، فإن ما عند الله لا ينال بسخطه؟ ترجون العافية؟ من الله -جل وعلا-، فكيف تطلب بما يسخط الله -جل وعلا-؟! ولم يجعل الله -جل وعلا- شفاء أمتي كما في الحديث فيما حرم عليها. فهذه صورة لخطوات الشيطان، من اتبع خطوات الشيطان، اتبع الخطوة الأولى لا بد أن يقع في الثانية؛ لأن المبررات موجودة، مرصودة من الأصل، ومضبوطة ومتقنة إلى أن تخرج إلى الشارع عريانة، لكنها تدرج في المجتمع؛ لأن المجتمع ما يقبل مثل هذا أول الأمر، فخطوات الشيطان التي يمليها على أوليائه ينتظرون بها الفرص المناسبة، نسأل الله السلامة والعافية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 03:55]ـ
جزاكم الله خير
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[16 - Jan-2010, مساء 01:36]ـ
واياك اخي الكريم
ـ[ربوع الكتب]ــــــــ[16 - Jan-2010, مساء 04:20]ـ
والله إنها لدُرر ..
أدعو لكَ بصدقٍ يا أخي وأقول:
جزاك الله خيرًا ..
ورزقك الإخلاص في القول والعمل ..
وأثابك ثوابًا واسعًا طيبًا مُباركًا فيه ..
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[16 - Jan-2010, مساء 05:26]ـ
امين امين
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[18 - Jan-2010, صباحاً 03:21]ـ
أخي بارك الله فيك.
وأشكرك جزيل الشكر على الرابط القرآني الذي تحت توقيعك فقد أفادني كثيرا ...
جزاك الله خيرا
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[18 - Jan-2010, مساء 12:29]ـ
بارك الله فيك وفقنا الله واياك للعلم النافع والعمل الصالح(/)
قبل أن تتكلم في شخص .. اقرأ كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 01:42]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد ..
فإن أعراض الناس ليست هينة، بل حفظ العرض من المقاصد الأساسية للشريعة الإسلامية الغراء، ومن المصائب التي عمت في زماننا انتشار الطعن في الأعراض، وأعظم منها: فلسفة ما بالقلوب من الأمراض!
فهذا يدعي أن نصحه لله تعالى، وأنه مشفق على الأمة من ضلال هذا الرجل – زعم – وهذا يقول كيت وكيت، وما أبرىء نفسي!
ولئن صدق في ذلك واحد فقد كذب مئة، بل هدفهم في ذلك أغراض انطوت عليها صدورهم التي امتلأت حقدًا وحسدًا وبغضًا وغلًا، لكنهم اتخذوا من النصح ستارًا، والحق أنهم لبسوا من اللؤم رداءً وإزارًا!
ولا أنكر أن تحذير الأمة من الضال المبتدع أمر مشروع بل واجب، لكن كغيره من الواجبات الشرعية له أركان وشروط وفقه، ولم يرد الشارع الحكيم أن يصبح هذاالواجب ألعوبة بيد الأغمار، أو بأيدي من أفنوا في الغيبة الأعمار، بل أناط هذا الواجب بأهل العلم والديانة، فهم المبرءون بإذن الله من تعمد الجور والخيانة.
أضف إلى ذلك ما وضعه الشارع من شروط، عصمة لأهل الحق من البخس والشطوط.
ولقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في حديثه عن تبيين بدعة المبتدع ونحو ذلك (مجموع الفتاوى ج28 ص219 – 238) بعضًا من هذه الشروط أردت أن أنقلها إلى إخواني الكرام بنصها؛ لينهجوا نهج الحق والسداد، والله الموفق إلى سبل الهدى والرشاد.
1 – الإخلاص:
وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح وابتغاء وجه اللّه تعالى لا لهوى الشخص مع الإنسان: مثل أن يكون بينهما عداوة دنيوية، أو تحاسد، أو تباغض، أو تنازع على الرئاسة، فيتكلم بمساوئه مظهرا للنصح، وقصده فى الباطن الغض من الشخص واستيفاؤه منه، فهذا من عمل الشيطان و " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل أمرئ ما نوى "، بل يكون الناصح قصده أن اللّه يصلح ذلك الشخص، وأن يكفى المسلمين ضرره فى دينهم ودنياهم، ويسلك فى هذا المقصود أيسر الطرق التى تمكنه.انتهى.
وقد ذكر شيخ الإسلام أغراضًا لذوي النفوس المريضة، ومنها:
* فمن الناس من يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه وعشائره، مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون، أو فيه بعض ما يقولون، لكن يري أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس ونفروا عنه، فيري موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة، وقد يغضبون فيغضب لغضبهم فيخوض معهم.
* في قالب ديانة وصلاح، فيقول: ليس لي عادة أن أذكر أحدًا إلا بخير، ولا أحب الغيبة ولا الكذب، وإنما أخبركم بأحواله. ويقول: والله إنه مسكين، أو رجل جيد؛ ولكن فيه كيت وكيت. وربما يقول: دعونا منه، الله يغفر لنا وله، وإنما قصده استنقاصه وهضمًا لجنابه. ويخرجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة، يخادعون الله بذلك، كما يخادعون مخلوقًا، وقد رأينا منهم ألوانًا كثيرة من هذا وأشباهه.
* ومنهم من يرفع غيره رياء فيرفع نفسه، فيقول: لو دعوت البارحة في صلاتي لفلان، لما بلغني عنه كيت وكيت، ليرفع نفسه ويضعه عند من يعتقده. أو يقول: فلان بليد الذهن قليل الفهم، وقصده مدح نفسه، وإثبات معرفته، وأنه أفضل منه.
* ومنهم من يحمله الحسد على الغيبة فيجمع بين أمرين قبيحين: الغيبة، والحسد. وإذا أثني على شخص أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه في قالب دين وصلاح، أو في قالب حسد وفجور وقدح؛ ليسقط ذلك عنه.
* ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تمسخر ولعب، ليضحك غيره
باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به.
* ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب، فيقول: تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت؟! ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت؟ وكيف فعل كيت وكيت؟ فيخرج اسمه في معرض تعجبه.
* ومنهم من يخرج الاغتنام، فيقول: مسكين فلان، غمني ما جري له وما تم له، فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف وقلبه منطو على التشفي به، ولو قدر لزاد على ما به، وربما يذكره عند أعدائه ليشتفوا به. وهذا وغيره من أعظم أمراض القلوب والمخادعات لله ولخلقه.
* ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر، فيظهر في هذا الباب أشياء من زخارف القول، وقصده غير ما أظهر. والله المستعان.
2 – التثبت والحذر من الافتراء:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالكذب على الشخص حرام كله، سواء كان الرجل مسلما أو كافراً، براً أو فاجراً، لكن.الافتراء على المؤمن أشد، بل الكذب كله حرام.
3 – التفريق بين خطأ أهل الصلاح وخطأ أهل النفاق
ومن علم منه الاجتهاد السائغ، فلا يجوز أن يذكر على وجه الذم والتأثيم له، فإن الله غفر له خطأه، بل يجب لما فيه من الإيمان والتقوي موالاته ومحبته، والقيام بما أوجب الله من حقوقه: من ثناء ودعاء وغير ذلك.
وإن علم منه النفاق، كما عرف نفاق جماعة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل عبد الله بن أبي وذويه، وكما علم المسلمون نفاق سائر الرافضة عبد الله بن سبأ وأمثاله مثل عبد القدوس بن الحجاج، ومحمد بن سعيد المصلوب فهذا يذكر بالنفاق.
4 – الحذر من النقد على أساس عنصري أو حزبي
وليس لأحد أن يعلق الحمد والذم والحب والبغض والموالاة والمعاداة والصلاة واللعن بغير الأسماء التى علق اللّه بها ذلك: مثل أسماء القبائل، والمدائن، والمذاهب، والطرائق المضافة إلى الأئمة والمشايخ، ونحو ذلك مما يراد به التعريف، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]. وقال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} [يونس: 62، 63]. وقال: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا} [مريم: 63]. وقد قال صلى الله عليه وسلم: " إن آل أبى فلان ليسوا لى بأولياء، إنما وليى اللّه وصالح المؤمنين ". وقال: " ألا إن أوليائى المتقون حيث كانوا ومن كانوا ". وقال: " إن اللّه أذهب عنكم عُبْيَة الجاهلية، وفخرها بالآباء. الناس رجلان: مؤمن تقى، وفاجر شقى.
الناس من آدم وآدم من تراب ". وقال: " إنه لا فضل لعربى على عجمى، ولا لعجمى على عربى، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى ".
فذكر الأزمان والعدل بأسماء الإيثار والولاء والبلد والانتساب إلى عالم أو شيخ إنما يقصد بها التعريف به ليتميز عن غيره. فأما الحمد والذم والحب والبغض والموالاة والمعاداة، فإنما تكون بالأشياء التى أنزل اللّه بها سلطانه، وسلطانه كتابه، فمن كان مؤمناً وجبت موالاته من أى صنف كان، ومن كان كافراً وجبت معاداته من أى صنف كان. قال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 55، 56]. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [المائدة: 51]. وقال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [التوبة: 71]. وقال تعالى: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء} [الممتحنة: 1]. وقال تعالى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف: 50]. وقال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} [المجادلة: 22].
ومن كان فيه إيمان وفيه فجور، أعطى من الموالاة بحسب إيمانه.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين.
ـ[المخضرمون]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 01:52]ـ
شكرا لكم هذه الاسطر الغالية , جعلها الله في موازين حسناتكم
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 07:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[القضاعي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 10:01]ـ
نفعنا الله بما نقلت وقلت وكتب لك الأجر.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 10:13]ـ
ولكنك يا قضاعي لا تعمل بهذا الكلام ..
وتسفه العلماء بطريق غير مباشر ..
وتهزأ بهم .. وتتكلم عنهم بتهكم ..
بل اتخذتني عدوا لمجرد أنك عرفت أني أحب سيدا بن قطب
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 10:22]ـ
أحسنت أيما إحسان، رحم الله شيخ الإسلام، وأسأله بمنه وكرمه أن يعافي قلوبنا من الأمراض قليلها وكثيرها.
ـ[القضاعي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 10:23]ـ
ولكنك يا قضاعي لا تعمل بهذا الكلام ..
وتسفه العلماء بطريق غير مباشر ..
وتهزأ بهم .. وتتكلم عنهم بتهكم ..
بل اتخذتني عدوا لمجرد أنك عرفت أني أحب سيدا بن قطب
سامحك الله يا أخي.
وإنما أريد لك ولشيخك الخير.
وعليك نسخ كلامي وعرضه على من تثق به وتأتيني بالخطأ , وأنا أقبله بالحجة والبرهان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 10:26]ـ
تريد له الخير وتسخر به .. ؟
وتقول عنه الأسطورة .. إلخ
حسنا اذهب إليه وانصحه أيها المتعالم المسكين
حتى البراك حيث وافق سفرا .. قلت: لا
راجع قلبك .. فالتظاهر بكلام الإخاء شيء
والإخاء الحقيقي شيء آخر
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 11:09]ـ
أبا القاسم، القضاعي:
بارك الله فيكما، الورع والرفق واللين وسعة الصدر خيرٌ وأبقى،،
القاريء فطن يحكم بنفسه، والحجة واضحة جلية، والتفريق واجب بين خطأ العلماء العاملين الصالحين وبين خطأ المتعمدين أصحاب الهوى ...
ـ[المخضرمون]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 11:16]ـ
أبا القاسم، القضاعي:
بارك الله فيكما، الورع والرفق واللين وسعة الصدر خيرٌ وأبقى،،
القاريء فطن يحكم بنفسه، والحجة واضحة جلية، والتفريق واجب بين خطأ العلماء العاملين الصالحين وبين خطأ المتعمدين أصحاب الهوى ...
أحسنت , بارك الله فيكم.(/)
الدعاء لاهل فلسطين للشيخ محمد المختار الشنقيطي
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 11:16]ـ
الدعاء لاهل فلسطين للشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 08:49]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد هذه كلمات شعرية من بحر المديد ما زالت في شكل مسودة لكن لما كان الأمر جلل أردت أن أنشرها هنا:قد همت بالدمع عين غزير ما لها #من عيون قد همت قبلها مه ما لها؟ # غزة بلورة في اباء داسها #ذا اللظى من قتل أطفال حب كالمها # لم تهن لا،غزة كبرياء في سنا # في علوب للهدى يا شهيدا في بها # أنت يا من جاء وحي الهدى في أجرك # قعقعت بالذاريات الردى أنيابها #لم تعش ذلا فأنت المنى يا من حمى # أرض فخر فالمسيح دعا فيها نهى # لم يزل من أهل حق جموع في على # عند قدس ظاهرين السلاح النبها # صه فصهيون له ذيل ذل عارب #قد دعا في عرب عز لذل بالدها # دعه نأبى الخنا ما له فينا صدى #ما له فينا مكان و لا فينا لها #ما لذيل قد أبى شرعنا مهدي هدى #قد أتت أخباره،في جلى أهل النهى # تنبيه:دعه من دع يدع أي يدفعه
ـ[السوادي]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 06:09]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
لعل النفس تُرزق الإخلاص.
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 01:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 11 ص 457 في ترجمة داود بن أبي هند:
" قَالَ الفَلاَّسُ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَدِيٍّ يَقُوْلُ:
صَامَ دَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، لاَ يَعْلَمُ بِهِ أَهْلُه.
كَانَ خَزَّازاً، يَحْمِلُ مَعَهُ غَدَاءهُ، فَيَتصدَّقُ بِهِ فِي الطَّرِيقِ ".
فمن يدلو لنا بمثل هذه المواقف؛ لعل النفس تُرزق الإخلاص.(/)
مقالة ممتعة جمعتها لك عن (القات)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 09:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام الجليل العلامة / مقبل بن هادي الوادعي:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد ... فشجرة القات شجرة أثيمة ضيعت أعمار اليمنيين واقتصادهم وعقولهم وأوقاتهم، هذا أمر لا ينازع فيه، وهي مضرة للاقتصاد أيما إضرار، وقد كان اليمن يورد الزبيب وبعض المنتجات إلى الخارج، والآن أصبح اليمنيون يستوردون البسباس والحلبة والثوم إلى غير ذلك، وكل هذا بسبب الشجرة الأثيمة التي ابتلي بها اليمنيون، والى الله المشتكى فلا ادري متى يفيقون، والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ... " وذكر منها "عن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه"، فمالك يضيع في هذه الشجرة الأثيمة وكذلك عمرك، فمن بعد الظهر إلى الساعة الرابعة من الليل فما بعد ذلك، دع عنك ما يتولد عنها من الأحزان ومن ضياع العقل، فرب شخص يبكي بعد أكل القات.
أخ في الله من ساكني الحديدة زارنا إلى هنا ويقول: أكل القات مع مجموعة كان يجاملهم وقام في الليل يبكي فقالوا له: مالك تبكي؟ قال: مات أبي، قال: وأبوه قد مات من زمان قديم.
وأما ضياع العقل فأنا أنصح بالرجوع إلى ما كتبه الأخ عائض مسمار حفظه الله تعالى وان كانت كتابته قاصرة لم يستوعب فإنني نصحته أن يقوم برحلة إلى جميع المخزنين، فعندهم من عيوب القات أكثر مما عندنا، فمما قيل له وانأ اسمع: أن شخصا أراد أن يشرب فاخذ الهرة فخمشته في يديه، فقال: أصابك الله ما أحرك، فقد ظن أنها ثلاجة ماء ثم رمى بها.
واخبرني الإخوان بذمار يقولون: هناك حداد يشتغل في الحديد، وهو مخزن ورأوا رجليه قد تحرقت والنار تأتي على رجليه وهو لا يشعر، فقالوا: رجلاك قد أصبحتا محرقتين. فقال: لا، ما فيه شيء الحمد لله، وبعد أن انتهى من أكل القات إذا هو يصرخ صراخا شديدا ويسعفونه إلى الدكتور.
والإخوة اللذين يخزنون يعرفون أضرارها أكثر، بل غير واحد قد جن ويذهب به إلى طب الأعصاب في تعز، فيقول: هذا من القات، وان رجعت وأكلت القات فلا تأتي. معناه انك أنت الذي تسببت في مرض نفسك وفي ضياع عقلك، واكل القات منظر مشوه وكريه، وقد أحسن من قال:
إنما القات حشيش اخضر ليس يحتاج إليه البشر
فإذا ما أكلته أمة فاعذروهم إنما هم بقر
فاليمنيون ابتلوا بهذا وواجب على كل يمني بل على كل مسلم لأنه يوجد كذلك في الحبشة وفي الصومال، أن يزيل هذه الشجرة الأثيمة من أرضه ولا يجوز له أن يبيعها، لأنه لا فائدة فيها مع قطع النظر أحرام هي أم ليست بحرام، فهي لا خير فيها، فنحن مسئولون عن أعمارنا وأوقاتنا وعن مالنا الذي أكرمنا الله وأرشدنا في كتابه ماذا نستعمله فيه مثل الرمان والعنب والزرع، وهناك كذب مفضوح في شأن القات، فقد أخبرت أن خطيبا قام في ذمار ويقول: ابشروا بالرخصة يا أهل القات فان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى علي بن أبي طالب فأقره.
وفي ذات مرة كنا في مجلس مع بعض المسئولين فإذا رجل كما يقول الإمام الشوكاني: عمامته كالبرج وكمه كالخرج وإذا هو يقول: روت بنت القاسم عن أبيها أن سليمان أخذه الفتور والتعب فدل على القات فصار نشيطا.
وهكذا الصوفية الأمة الحمقى يزعمون انه يعينهم على قيام الليل، ولست أنا الذي أقول أنهم الأمة الحمقى، بل هو الإمام الشافعي رحمه الله، فقد ذكر ابن الجوزي في صفة الصفوة عن الإمام الشافعي قال: لو أن رجلا تصوف في أول اليوم ما أتى آخر النهار إلا وهو أبله. فهم يزعمون أنه يعينهم على قيام الليل، فإذا أعانك على قيام ليلة تبقى في اليوم الثاني كأنك مصروع، وانظروا إلى حالة المخزنين بعد العصر في رمضان، إياك إياك أن تدخل في مشكلة مع المخزن فربما يوجه إليك البندقية والمضاربة، وهكذا لأنه ليس عاقلا في ذلك الوقت، بل عقله عقل هرة.
وأنا آسف جدا أن يكون سنيا يقوم ويعظ الناس: يا أيها الناس تمسكوا بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو يخزن وجماعته بخمسمائة ريال، فلو جمع هذه الخمسمائة مع خمسمائة مع خمسمائة لاستطاع أن يكون له مكتبة في أسرع وقت.
فالقات ضرر على صحتك وعلى مالك وعلى عقلك، والقات يتفاوت فرب بلدة يصير الشخص مثل المجنون إذا أكل من القات الذي يزرع فيها، وقد اخبرني الأخ عقيل المقطري يقول: عندهم منطقة إذا أراد الناس أن يضحكوا على شخص أعطوه يخزن منها فلا يشعر إلا وقد قام يخلع ثيابه ويبقى عريانا.
وقد كنت في ذات مرة أتكلم على القات ولم اجزم بتحريمه، فقام أخ وقال: اشهد لله بأنه حرام، فقلت له: لماذا؟ قال: لقد خزنت ذات ليلة في الغرفة فشعرت أن الغرفة تكاد أن تنطبق علي، ثم صعدت على خزان المياه فوق سطح المنزل ولولا الله سبحانه وتعالى ما قد قدر لي أن أموت وإلا فحركة صغيرة وانأ خارج البيت، يقول: فهذا ينبغي ألا يشك فيه أنه محرم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 07:58]ـ
القات منتشر جداً في جنوب بلاد الحرمين ويباع علناً وكثير من أهالي مناطق الجنوب يتعاطونه!!
ولا أدري لماذا لا تتعقبهم السلطات ولا ينكر عليهم أهل الدين!(/)
عقيدة ابن الماجشون السلفية السليمة (نفيسة ونادرة)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 09:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبي الشيخ الأصبهاني رحمه الله: اخبرنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا صالح بن مالك الخوارزمي، قال: قرأ علينا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون رحمه الله تعالى:
اعلم أن الله تعالى أول، لم يزل أولا، وليس بالأول الذي كان أولا ما كان من الأشياء وقد كان، هو الآخر الذي لم يزل، ليس بالآخر الذي يكون آخرا ثم لا يكون، وهو الآخر الذي لا يفنى، والأول الذي لا يبيد، القديم الذي لا بداية له، لم يحدث كما حدثت الأشياء.
لم يكن صغيرا فكبر، ولا ضعيفا فقوي، ولا ناقصا فتم، ولا جاهلا فعلم، لم يزل قويا، عاليا، كبيرا متعاليا، لم تأت طرفة عين قط إلا وهو الله، لم يزل ربا ولا يزال أبدا كذلك فيما كان، وكذلك فيما بقي يكون، وكذلك هو الآن.
لم يستحدث علما بعد أن لم يكن يعلم، ولا قوة بعد قوة لم تكن فيه، ولم يتغير عن حال إلى حال بزيادة ولا نقصان، لأنه لم يبق من الملك والعظمة شيء إلا وهو فيه، ولن يزيد أبدا عن شيء كان عليه، إنما يزيد من سينقص بعد زيادة كما كان قبل زيادته ناقصا، وإنما يزداد قوة من سيضعف بعد قوته كما كان قبل قوته ناقصا، وإنما يزداد علما من سيجهل بعد علمه كما كان قبل علمه جاهلا.
فأما الدائم الذي لا نفاد له، الحي الذي لا يموت، خالق ما يرى وما لا يرى، عالم كل شيء بغير تعليم، فان ذلك هو الواحد في كل شيء، المتوحد بكل شيء، ليس كمثله شيء، وكل شيء هالك إلا وجهه، وراجع إلى ما كان عليه بدء أمره.
ولم يكن تبارك وتعالى من شيء فيرجع إليه، ولم يكن قبله شيء فيقضي عليه، لا ينبغي أن يكون من صفته انه لم يكن مرة ثم كان، إنما تلك صفة المخلوقين، وليست بصفة الخالق، لأنه خلق ولم يكن يخلق، وبدا ولم يبدأ، فكما لم يبدأ فكذلك لا يفنى، وكما لا يفنى ولا يبلى فكذلك وعزة وجهه لم يزل ربا، وإنما يبلى ويموت من كان قبل حياته ميتا، قال الله عز وجل: (وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون)، وقال عز وجل: (ربنا امتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين)، فكلتاهما موتتان، ربنا لم يكن ميتا فحيي، وكذلك هو الحي الذي لا يموت.
هو رب الخلق قبل أن يخلقهم، كما هو ربهم بعد أن خلقهم، وقد أحاط بهم قبل خلقهم علما، وأحصاهم عددا، وأثبتهم كتابا، فكان من أمره في تقديره إياهم قبل أن يكونوا على ما هم عليه من أمرهم بعدما كانوا، ليس خلقه إياهم بأعظم في ملكه من تقديره ذلك منهم قبل أن يكونوا بعلمه، إنما هو علمه وفعله لا يستطيع احد أن يقدر واحدا منهم قدره.
وهو مالك يوم الدين قبل أن يأتي، وهو مالكه حين يأتي، لم يكن الخلق شيئا قبل أن يخلقهم حتى خلقهم، ثم يردهم إلى أن لا يكونوا شيئا، ثم يعيد خلقهم، قال تعالى: (كما بدأنا أول خلق نعيده)، فهو ابتدع الخلق وابتدأهم، وعلم قبل أن يكونوا ما يصيرون إليه، ثم هين بعد ذلك تكوينهم عليه، قال: (وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه)، وليس بأهون عليه من شيء، ولكنه قال ذلك مثلا وعبرة ليعرف العباد ما وصف بهم من القدرة وله المثل الأعلى، وكيف يكون شيء أهون عليه من شيء وإذا أراد شيئا يقول: كن فيكون، إنما هو كلمة ليس لها عليه مئونة، لا يبعد عليها كبير، ولا يقل عليها صغير، خلق السماوات والأرض وما بينهما كخلق اصغر خلقه، قال: (ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة)، قال: (إن كانت إلا صيحة واحدة)، وقال: (وما امرنا إلا واحدة كلمح بالبصر)، فهذا كله كن فيكون، (فسبحن الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون).
غيب الغيوب عن خلقه، ولم يغيبها عن نفسه، علمه بها قبل أن تكون كعلمه بها بعدما كانت، ما علم انه كائن قد قضى أن يكون، وذلك انه قد كتب ما علم وقضى ما كتب، لم يكتب ما علم تذكرا، ولم يزدد بخلقه بعدما خلقهم علما يزده إلى ملكه شيئا، وهو الغني عنهم بملكه الذي به خلقهم، قال: (إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد * وما ذلك على الله بعزيز).
هو أبد الأبد، الواحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد.
ـ[العرب]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 09:54]ـ
جزيت خيرا
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 12:04]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد قوله: القديم الذي لا بداية له .... فيه ما فيه لأن صفات الله و أسماءه توقيفية و لم يرد في القرآن كلمة قديم الا في قوله: كالعرجون القديم .. أما أنه هو الأول فقد جاء في الحديث: أنت الأول فليس قبلك شيء و أنت الآخر فليس بعدك شيء ... و جاء في القرآن:هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن ... لذلك تحفظ البعض من استعمال هذه الصفة لله كابن حزم و صرح بذلك الشنقيطي في عقيدته أردت أن أنبه الى ذلك من باب:و ذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين و الله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 01:20]ـ
أخي مصطفى، لا أعلم ## حرَّر باقيه المشرف ##
على العموم لا يخفانا بعض الجدل الملقى حول الكلمة، على أنه قد قررها أساطين السلف وتكلموا بها في غير واحد منهم رحمهم الله وهذه أقاويلهم مبثوثة في الكتب فراجعها، وهم من هم أعلم من ابن حزم رحمه الله بما فرقه كما بين السماء والأرض. فتنبه
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 01:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ مصطفى الكريم .. اليست هذه الكلمة جائزة من باب الاخبار ام للمسألة تفصيل آخر؟ .. أرجوا الافادة وشكرا
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 12:52]ـ
من اين اقتبس النص الوارد أعلاه؟؟
و للاخوة: التميمي و مصطفى، لا يمت ما دلوتما به لسمت أهل الطلب و التحصيل. الى الله المشتكى
و الى المصطفى و العاصمي أقول: أن كلمة القديم لها إطلاقان على الأزلي أو على الذي إذا جاء بعده حديثٌ صار قديما، و المقصود من كلام الإمام ابن الماجشون الاطلاق الأول، و قد فصّل شيخ الاسلام في الذي أشرت إليه في كثير من كتبه.
ثم إنها تطلق من باب الاخبار و ليس من باب الاسم أو الصفة.
و الله أعلم،،،
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 02:05]ـ
نحن لا نتكلم عن المعنى اللغوي و انما نتكلم عن العقيدة حيث بينا أن صفات الله و أسماءه متوقفة على ورودها في نص من القرآن أو السنة و قد بين الحافظ ابن القطان الفاسي ذلك في كتابه الإقناع في الإجماع حيث بين أن أسمء الله و صفاته توقيفية و قد أصلنا ذلك شخصيا في كتابنا الإشعاع و الإقناع بمسائل الإجماع المجلد الأول باب صحيح الاعتقاد
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 01:03]ـ
نحن لا نتكلم عن المعنى اللغوي و انما نتكلم عن العقيدة حيث بينا أن صفات الله و أسماءه متوقفة على ورودها في نص من القرآن أو السنة و قد بين الحافظ ابن القطان الفاسي ذلك في كتابه الإقناع في الإجماع حيث بين أن أسمء الله و صفاته توقيفية و قد أصلنا ذلك شخصيا في كتابنا الإشعاع و الإقناع بمسائل الإجماع المجلد الأول باب صحيح الاعتقاد
عجبا ...
و من يحادثك في التوقف في الأسماء و الصفات و هذا لا يحتاج لكي تَنُصَّ عليه في كتابك أصالة إذ هو ظاهر لكل سلفي، و إنما كان كلامي عن كون " القديم " من قبل المحتمل و بينت ذلك و أَحلتُ.
ثم لما ذكرت كتابك و عزوتني إليه و إن كنت على من السبق و الأولى غيره، أقول على منوال قالتك: و قد أصلنا ما إليه أشارنا أعلاه في كتابنا إثبات الدليل في مسألة الإخبار عن الجليل. نسأل الله أن يعجل طبعه.
ـ[التقرتي]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 07:40]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
كتاب العظمة أبو الشيخ الأصبهاني
قال محقق الكتاب رضاء الله بن محمد المباركفوري (1/ 131) (فأما المآخذ من الناحية العملية فهي تتمثل فيما يلي:
1ء إيراده في الكتاب من الواهيات والموضوعات شيئا كثيرا مما جعل الكتاب يعتبر مصدرا من مصادر كتب الموضوعات، ولذلك اعتمد عليه ابن الجوزي والسيوطي وابن عراق والملا علي القاري وغيرهم ممن ألفوا في الأحاديث الموضوعة.
وقال الذهبي: قد كان أبو الشيخ من العلماء العاملين، صاحب سنة واتباعلولا ما يملأ تصانيفه بالواهيات (سير أعلام النبلاء 16/ 279).
للتحميل
http://www.almeshkat.net/books/open.php?book=1824&cat=10(/)
كلمة للشيخ المحدث محمد الددو عن الواجب نحو غزة
ـ[العرب]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 09:54]ـ
قال العلاّمة الشّيخ محمّد الحسن ولد الدّدو -رئيس مركز تكوين العلماء- بتاريخ يوم الجمعة 05 محرّم 1430هـ، الموافق لـ: 02/ 01/2009م؛ بعد أن شارك بنفسه في مظاهرة و تجمّع شعبي حاشد بموريتانيا ... ؛ ممّا قاله في هذا التجمّع -حفظه اللّه-: "إنّ وقوفكم معهم فيه حياة لضمائركم و إيمانكم، و فيه ردّ لطغيان العدوّ لأنّه إنّما يقوم بهذه الأعمال ليعرف هل أنتم أحياء أو أنتم أموات ... ".
ثمّ قال في أخبار الحصاد المغاربي -على قناة الجزيرة الفضائية- و على المباشر مجيبا عن أسئلة صحفية ليلة الجمعة 06 محرّم 1430هـ، الموافق لـ: 03/ 01/2009م: " ... يجب على الشّعوب الإسلامية كلّها أن تتحرّك لإعلان استنكارها لما يحصل من المجازر في غزّة و للوقوف مع إخواننا و أهالينا الّذين يُضطهدون و يُهانون و يُبادون كما تُباد الحشرات، و لا غرابة في وقوف الشّعوب الإسلامية معهم، و إنّما الغرابة إلى الآن في سكوت الحكّام و عدم وقوفهم معهم، فيجب على الحكّام أن لا يتأخّروا و لو دقيقة واحدة عن الوقوف معهم و أن يُحرّكوا كلّ ما لديهم من الجيوش و الآلات، و يجب عليهم المبادرة إلى إنقاذهم و علاج جرحاهم، و الإنفاق عليهم من أموال الدّول الإسلامية الّذي هو مال مشترك للمسلمين جميعا، و لأهل غزّة الحقّ فيه و هم أولى به الآن من غيرهم، فيجب على حكّام المسلمين أن يُبادروا إلى قطع العلاقات الظّاهرة و الباطنة مع الكيان الصّهيوني، و أن يفتحوا المعابر كلّها، و أن يُحرّكوا الجيوش لإيقاف هذه الحرب الّتي هي حرب إبادة شعواء لا تتوقّف ليلا و لا نهارا منذ سبعة أيّام، دُمّرت فيه المساجد و المستشفيات و المدارس و البيوت على أهلها، و قُتل الأطفال و النّساء، و هذا لا يُمكن أن يُقبل بمنطقٍ أيّا كان، و المظاهرات الّتي تُسيّرها الشّعوب كونها لم تتّجه إلى السّفارات و لم تتّجه إلى المصالح الأجنبية دليل على وعي الشّعوب و أنّها تعلم أنّها إنّما تُعبّر عن الرّفض و تُحرِّك و تضغط على الحكومات، فإغلاق السّفارات ليس بأيدي الشّعوب و إنّما هو بأيدي الحكومات و يجب عليها أنْ تُبادر إليه، و تركها هذا جريمة في حقّ شعبها و جريمة في حقّ أهل غزّة بل جريمة في حقّ الإسلام أصلا، فلا بدّ مِن المبادرة لقطع العلاقات الظّاهرة و الباطنة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، و لا بدّ مِن تحريك الجيوش، و لا بدّ مِن تدخّل الحكّام، و لا بدّ مِن الإنفاق لعلاج هؤلاء الجرحى و الأطفال و إيواء الأيامى و اليتامى، و لابدّ أن يكون العالم الإسلامي كلّه واقفا في خندق واحد مع أهل غزّة، و أ، ْ يوقفوا هذه الإبادة المستمرّة".
ـ[سالم سليم أبوسليم]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 10:17]ـ
بارك الله فيك وبارك في علمائنا العاملين.
وهذا رابط -بعد إذنك- للشيخ صالح اللحيدان متحدثا فيه عن حركة حماس: http://www.*******.com/watch?v=MqCH
السؤال
52K42
السؤال
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 09:27]ـ
اللهم انصر إخواننا في غزة، واجعل لهم من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 09:29]ـ
بارك الله في الشيخ العلامة و فيكم أخي العرب.
ـ[محمد الكوري أحمد]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 01:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله ياشيخنا الجليل على هذا الكلام الطيب لقد أحسنت وأجدت وأفدت وأرشدت
وأود أن أرشد الزائرين للموقع والعاملين فيه إلى شيء مهم وهو الكف عن أعراض العلماء ولا أقصد بالعلماء من يحفظ حديثا أو آية لا يفهم معناه أو معناها ويظن أنه صار من أكبر العلماء فيصاب بالغرور وهذا يسمى الجهل المركب وصاحبه لا يرجى له خير كما قال الشاعر: أليس من الخسران أنك لا تدري ... وأنك لا تدري بأنك لا تدري (إن ذلك لهو الخسران المبين) وقد حذر العلماء من هذا النوع من الناس الذي إذا خلا بنفسه أو مع من هو دونه ظن أنه عالم كما قال الشاعر: إذا ما خلا الجبان بأرض ... طلب الطعن وحده والنزالا وكذاك الجاهل فقد كثر مع الأسف في هذا الموقع سب الشيخ الددو حفظه الله تعالى ورعاه , وجعل الجنة مأوانا ومأواه وهو لا يضره هذا النوع من الكلام المسموم ضده كما قال عنه التقي ولد الشيخ في وصفه: وقافلة تسير إلى المعالي
(يُتْبَعُ)
(/)
*** ولا تنفك تنبحها الكلاب وقال آخر: ما ضر بحر الفرات يوما ... إذا غاص بعض الكلاب فيه فقد سماه الشيخ بن باز _ رحمه الله _ نابغة المغرب الأقصى وقد شهد له كل العلماء بأنه نابغة هذا الزمان فما يضره نباح الكلاب.
ـ[محمد الكوري أحمد]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 09:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعقيب على مقال (التعايش مع الآخر) للشيخ الددو بقلم أبي يحي الليبي
أريد التعقيب هنا لأني لم أجد فرصة هنالك , في ذلك المكان
أولا مقال (الليبي) فيه نوع من خلط الأوراق واللعب على العقول , وكلام ساقط غير مقبول , كما قال الشاعر: وكم من عائب قولا صحيحا **** وآفته من الفهم السقيم
فالأخ (الليبي) مزج و دلس وأرعد وأبرق والتهم ما يسميه مدرسة «التطويع والتمييع» وهذا كعهدنا به وبأمثاله لكنني أستحضر قول النبي (ص) ألم ترو كيف صرف الله عني قريشا فهم يذمون مذمما وأنا محمد صلى الله عليه وسلم فأنت تذم مدرسة (التمييع) ونحن مدرسة (الوسطية والاعتدال) التي: يمر عليها اللئيم يسبها ... فنقول لا لا يعنينا * وقد دلست على الشيخ (الددو) أمور ا كثيرة منها أنك خلطت بين الكفار المحاربين وغير المحاربين وكلاهما تكلم عنه القرآن بشكل مختلف جدا عن الآخر فقد قال تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) وقال: إنما ينهاكم الله الآية والشيخ (الددو) يتكلم عن غير المحاربين.
فأنت لا تفرق بين مرحلة الاستضعاف وبين مرحلة الاسقواء
فمرحلة الاستضعاف لم يهاجم النبي صلى الله عليه وسلم أي كافر يهوديا كان نصرانيا كان مشركا كان مجوسيا كان إلا مشركي مكة فقط لأنهم حاربوه وظلمه وطردوه وأخرجوه وترك جميع ملل الكفر حتى قويت دولة الإسلام وحتى بدأت الملل الأخرى بمهاجمته , صلى الله عليه وسلم راجع كتب السيرة والتاريخ وكتب الحديث كلها.
كما أنك لايهمك ترصيص صفوف المسلمين أو تمزيقها , كما تفعل أنت وأمثالك
كما أنك وأمثالك تتصيدون الأخطاء في الماء العكر وأذكر كلمة محمد عبد الوهاب لأحد طلابه حين طعن في ابن حجر العسقلاني فقال له: (ما أنت إلا ذباب لا ينزل إلا على القذر) وكما قالوا (لكل ساقطة لاقطة) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتّبع عوراتهم يتّبع الله عورته، ومن يتّبع الله عورته يفضحه في بيته) والحديث صحيح في أبي داود وأحمد.
أما شيخنا الشيخ الددو فيكفيه قول حسان رضي الله عنه: أتهجوه ولست له بكفء ... فشركما لخيركما الفداء * وقول الآخر: أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم ... من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا * وكما قال الآخر:
ولو أني بليت بهاشمي **** خؤولته بني عبد المدانِ
لهان علي ما ألقى ولكن ****تعالوا فانظروا بمن ابتلاني
وأخيرا أشكرك على كثرة كتاباتك وكلامك ولكن من الكثرة ما قتل والسلام.(/)
الفرق بين البيع و القرض عند ابن حزم رحمه الله تعالى
ـ[كمال يسين]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 10:29]ـ
السلام عليكم
قال ابن حزم رحمه الله تعالى في المحلى المسألة 1416
و صفة البيع و الرّبا واحدة و العمل فيهما واحد, و إنّما فرّق بينهما الاسم فقط ............. إلى أن قال:
و لا خلاف بين الحاضرين منّا و من خصومنا في أنّ امرءا لو قال للآخر: أقرضني هذا الدينار و أقضيك دينارا إلى شهر كذا, و لم يحدّ وقتا فإنذه حسن, و أجر, و برّ.
وعندنا إن قضاه دينارين أو نصف دينار فقط و رضي كلاهما فحسن.
و لو قال له: بعني هذا الدّينار بدينار إلى شهر, ولم يسمّ أجلا, فإنّه ربا, و إثم, وحرام, و كبيرة من الكبائر-والعمل واحد, وإنّهما فرّق بينهما الاسم فقط. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
فأنا أريد أن أسأل المهتمين بفقه ابن حزم و بفقه الظاهرية:
هل العبرة باللفظ أم بصفة المعاملة؟
و على مذهب من يرى أن الأموال الورقية لا تجري فيها الربا ,هل لو أنّ البنوك استعملت لفظ البيع في معاملتها مع زبائنها لكانت معاملاتها حلالا, أم أنّه لا يهم اللفظ و إنّما العبرة في المعاملة؟ ففي هذه الحالة ما هو الضابط في تمييز البيع من القرض و القرض من البيع؟
هذا و أتمنى ممن يريد الإجابة على تساؤلاتي أن يكون همه هو تبيين الحق و البحث عنه و ليس الإتهام أو شيء من هذا القبيل, و أقول لكم أني محتاج كثيرا لهذا الموضوع ,و بارك الله فيكم.
ـ[كمال يسين]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 10:41]ـ
هل سؤالي ليس مهم لهذه الدّرجة
أليس موضوع المعاملات و الربا من أهم المسائل التي يجب أن تناقش
أخبركم أني في صدد البحث عن هذا الموضوع , و لهذا طرحت تساؤلاتي في هذا المنتدى لعلي أظفر بفائدة لم أجدها في مكان آخر, أين هم المهتمين بفقه ابن حزم رحمه الله تعالى
ـ[أفلااطون]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 10:47]ـ
الفرق واضح يا أخي الكريم , ولعلك تراجع كتاب القرض وماهيته في الفقه الإسلامي لـ د/ محمود الميلي. ففيه بحث مطول عن هذا الأمر.
تحياتي.
ـ[كمال يسين]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 11:03]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
إني بصدد البحث عن هذا الكتاب في الشبكة فلم أجده, فهل هو موجود على الشبكة؟
ـ[أفلااطون]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 12:12]ـ
لا أعلم.
تحياتي.(/)
كلام ينطبق على الامام ابن باز والالباني والعثيمين ومن سار على خطاهم في هذا الزمان؟
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 02:09]ـ
# عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قيل لعائشة: إن ناساً يتناولون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى أبا بكر وعمر فقالت: وما تعجبون من هذا؟ انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر.
- جامع الأصول (9/ 408 - 409).منقول.
- قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
ـ[إمام محمود]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 04:57]ـ
لا فض فاك، شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 07:18]ـ
هؤلاء الأماجد لا يضرهم جهل الجاهلين أو كيد الحاسدين أو إفك الكاذبين ويكفيهم أنهم ما تعصبوا إلا لكلام محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم اجمعنا بهم على حوض نبيك صلى الله عليه وسلم لنشرب منه شربة لا نظمأ بعدها أبداً
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 09:18]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[القضاعي]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 11:00]ـ
هولاء الثلاثة علامة على الحق , نحسبهم والله حسيبهم.
وجزيت خيراً.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 01:13]ـ
قال الإمام أحمد في خطبته في كتابه "الرد على الجهمية والزنادقة": (الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتل لإبليس فقد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس! وأقبح أثر الناس عليهم! ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عقال الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبّهون عليهم -فنعوذ بالله من فتن الضالين).
# ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لِمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حيا به أبدا الناس موتى وأهل العلم أحياء
# لعمرك ما الرزية فقد مال ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر يَموت بموته خلق كثير
وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول اللَّه يقول: ((إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)) رواه البخاري ومسلم.
قال النووي: "هذا الحديث يبين أن المراد بقبض العلم ليس هو محوه في صدور حفاظه، ولكن معناه أن يموت حملته، ويتخذ الناس جهالاً يحكمون بجهالتهم فيضلون ويضلون".
قال ابن مسعود: (موت العالم ثلمة في الإسلام لا يعوض عنه شيء ما اختلف الليل والنهار) رواه ابن عبد البر.
وقال عمر: (موت ألف عابد أهون من موت عالم بصير بحلال الله وحرامه).
وقال ابن القيم: "ووجه قول عمر أن هذا العالم يهدم على إبليس كل ما يبنيه بعلمه وإرشاده، وأما العابد فنفعه مقصور على نفسه"، وعن الحسن قال: "كانوا يقولون: موت العالم ثلمة في الإسلام، لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار".
وقال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله جل وعلا: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا [الرعد: 41]، قال: (خراب الأرض بموت علمائها وفقهائها وأهل الخير منها)، وقال مجاهد: "هو موت العلماء".
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها متى يمت عالم منها يمت طرفُ
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حلّ بها وإن أبى عاد في أكنافها التلف
قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في و صيته المشهورة للكُمَيْل بن زياد: (و محبة العالم دين يدان بها)
(يُتْبَعُ)
(/)
خرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (79/ 80) و من طريقه خرجه الخطيب البغدادي في الفقيه و المتفقه (182/ 1) ط: عادل العزازي.
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى- شارحا قول علي هذا:
(لأن العلم ميراث الأنبياء و العلماء ورثتهم فمحبة العلم و أهله محبة لميراث الأنبياء وورثتهم و بغض
العلم بغض لميراث الأنبياء وورثتهم ... ) الى أن قال -رحمه الله-:
(و أيضا فان الله سبحانه عليم يحب كل عليم و انما يضع علمه عند من يحبه فمن أحب العلم و أهله فقد
أحب ما أحبه الله و ذلك مما يدان به).
انظر مفتاح دار السعادة (136/ 1) ط: مكتبة الرياض الحديثة.
قال الامام أبو جعفر الطحاوي -رحمه الله-:
(و علماء السلف من السابقين و من بعدهم من التابعين -أهل الخبر و الأثر و أهل الفقه و النظر-
لا يذكرون الا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل).
العقيدة الطحاوية مع شرحها (ص 492) ط الثالثة: المكتب الاسلامي.
قال ابن أبي العز - شارحا قول الطحاوي السابق-:
( ... فيجب على كل مسلم بعد موالاة الله و رسوله موالاة المؤمنين كما نطق به القران خصوصا العلماء
الذين هم ورثة َ الأنبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يُهتدى بهم في ظلمات البر و البحر و قد أجمع
المسلمون على هدايتهم و درايتهم اذ كل أمة قبل مبعث محمد صلى الله عليه و سلم علماؤها شرارها الا
المسلمين فان علماءهم خيارهم فانهم خلفاء الرسول في أمته و المحيون لما مات من سنته فبهم قام الكتاب
و به قاموا و بهم نطق الكتاب و به نطقوا و كلهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول صلى الله
عليه و سلم و لكن اذا وُجدَ لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه فلابد له في تركه من عذر).
وقال طاووس: إن من السنة توقير العالم.
روي في الأثر (إنما مثل العلماء في الأرض مثل النجوم في السماء إذا رآها الناس اقتدوا بها وإذا عميت عليهم تحيروا) رواه أحمد.
وقال الحسن: لولا العلماء لصار الناس كالبهائم.
# كله منقول!
ـ[حارث البديع]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 04:22]ـ
بارك الله فيك
وهنا تعقيب بسيط لا نقول أنهم علامة على الحق
والأولى ان نقول أنهم عرفوا بإتباعه والإنقياد له
لان الرجال يعرفون بالحق لا الحق يعرف بالرجال
وكل يأخد من قوله ويترك كما تعلمون
رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته
فهم منارات للهدى هكذا نحسبهم والله سبحانه حسيبهم.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 02:56]ـ
رحيل أهل السنة
الحمد لله الذي أوجد الكون من عدم ودبره، وخلق الإنسان من نطفة فقدره، ثم السبيل يسره، ثم أماته فأقبره، ثم إذا شاء أنشره.
وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه، ومن استن بسنته، واهتدى بهديه، واقتفى أثره.
أما بعد ..
فإن الله تعالى بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق، فأكمل به الدين، وأتم به النعمة، وهدى به الضلال، وأرشد به الحيارى، ولم يرحل صلى الله عليه وسلم عن هذه الدنيا حتى بلغ الرسالة، وأدى الأمانة كما أمره ربه سبحانه وتعالى.
فلما توفي صلى الله عليه وسلم، خلفه أناس ورثوا ميراثه الطاهر جيلا بعد جيل، فنصروا سنته، واقتفوا أثره، وجاهدوا في سبيل إبقاء سنته واضحة بينة نقية لا يشوبها نقص ولا تغيير، ولن يزالوا على ذلك حتى تقوم الساعة.
فكانوا هم أهل السنة والجماعة، والطائفة المنصورة بظهور الحق وبيان الحجة، والفرقة الناجية من كل بدعة وانحراف في هذه الدنيا، ومن الخزي والعذاب يوم القيامة.
وقاموا لله حق القيام، متحملين في سبيل ذلك ظلم الظالمين، وكذب الأفاكين، وغربتهم بين طوائف أهل البدع والضلال، محتسبين الأجر في جهادهم في سبيل نصرة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، لتبقى السنة الغراء كالصفحة البيضاء لا يخالطها سواد، وكالعذراء المخدرة لا يكشف سترها غاو ولا ماجن ساقط، ولو ذهبت في سبيل ذلك الأموال والأعمار.
وينشرون الخير بين صفوف المسلمين، قاصدين نصحهم ونجاتهم رغم ما يتعرضون إليه من هجمات شرسة ودعاوى مضللة.
فما أحسن أثرهم على الناس، وأسوأَ اثر الناس عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا تزال السنة منصورة ما دام لها قوم يقومون بها لله، ويريدون بذلك وجه الله في أعمالهم، ويعلمون عظم الأجر في تمسكهم بها، ودعوتهم الناس إليها، قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة".
قال الإمام أحمد رحمه الله: "إنْ لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم".
وأهل الحديث: أي أهل السنة المتبعين لآثار النبي صلى الله عليه وسلم وهدي السلف الصالح.
قال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث، وقال البخاري رحمه الله: هم أهل العلم.
وهؤلاء هم الذين تحمى أنوفهم نصرة لدين الله وما بُعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تأخذهم في الله لومة لائم، ولا يتحيزون إلى فئة معينة، وينصرون الله ورسوله بكل قول حقٍ، قاله من قاله.
إن أهل السنة والجماعة هم النور الذي يضيء لهذه الأمة طريقها، لأنهم يدعون الناس إلى طريقة خير القرون وينهون عن الابتداع في الدين، ويغرسون في الناس أن كل طريق إلى الله مسدود إلا طريق محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء بالبينات والهدى ونصح لله حق النصح، فما ترك طريق خير إلا دل الناس عليه ولا طريق شر إلا حذر الناس منه.
ولن يجرب المرء طريق السعادة حتى يسلك سبيلهم ويأخذ من حيث أخذوا وينهل من حيث نهلوا من ذلك المعين الصافي الذي لا يخالطه كدر، لأن من قام عليه ودعا الناس إليه هو محمد صلى الله عليه وسلم، ومن خاصمهم لهوى في نفسه وليصد الناس عما يدعون إليه من التمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقد رام بعيدا وضل عن سواء السبيل، وسيكون مرد أمره إلى خذلان وهو في الآخرة من الخاسرين.
قال حماد رحمه الله: حضرت إلى أيوب السختياني وهو يغسل شعيب بن الحبحاب وهو يقول: "إن الذين يتمنون موت أهل السنة يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون".
وكم هي نعمة عظمى أن يجد المرء إخوانا له، وإن تباعدت ديارهم يدعون إلى ما يدعو إليه من حسن الاعتقاد والتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فيزيده ذلك فرحا واغتباطاً، لأنه يعلم أن هذا هو السبيل الأوحد لنصرة الدين ونجاة الأمة من الضياع والانحدار.
قال ابن القيم: "فإذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم، طالب للدليل محكم له، متبع للحق حيث كان وأين كان، ومع من كان، زالت الوحشة، وحصلت الألفة، ولو خالفك فإنه يخالفك ويعذرك، والجاهل يخالفك بلا حجة، ويكفرك بلا حجة، وذنبك مخالفة طريقته الوخيمة، وسيرته الذميمة، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب، فإن الآلاف المؤلفة منهم لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل بملء الأرض منهم".
ومن أجل ذلك فقد عظمت الصلة بين سلف الأمة الصالح، وطهرت قلوبهم وصفت لبعضهم البعض، وجاءت نصوصهم المتكاثرة تحث على الأخذ بهذا الخلق العالي وتوثيق الروابط والصلات بين أهل الحق الداعين إليه.
قال سفيان الثوري رحمه الله: "إذا بلغك عن رجل بالمشرق وآخر بالمغرب فابعث لهما بالسلام وادع لهما، ما أقل أهل السنة".
وقال الإمام أحمد: "أحبوا أهل السنة على ما كان منهم".
ومن بلغه مثل هذه النصوص جعل الرحمة والمودة نبراسا وشعارا له في تعامله مع إخوانه، وجعل الشفقة مقدمة على الاستعجال، فيكون بارا بهم، متعاونا معهم على الخير، ذابا عن أعراضهم في الغيبة، يفرح لتقدمهم في العلم ودعوة الناس إلى الحق، وما فتح الله على أيديهم من الخير، لأن الهدف واحد وهو الدعوة إلى السنة والنجاة بالأمة من مزالق الفتن، فمن وجد له معينا على هذا الطريق فليتشبث به.
واعلموا عباد الله: أن تحقيق النصر وحصول البركة، ووقوع الأمنة في الدارين، إنما هو بالتمسك بهدي نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين، فإن الخير كل الخير في اتباعهم، والشر كل الشر في ترك هديهم والأخذ بما أحدثه المحدثون.
قال ابن القيم رحمه الله: "وتأمل قوله تعالى لنبيه: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} كيف يفهم منه أنه إذا كان وجود بدنه وذاته فيهم دفع عنهم العذاب وهم أعداؤه، فكيف وجود سره والإيمان به ومحبته، ووجود ما جاء به إذا كان في قوم أو كان في شخص، أليس دفعه عنهم العذاب بطريقه الأولى والأحرى".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كان السلف رحمهم الله يستبشرون خيرا لمن مات على السنة ويرجون له خيرا عند الله سبحانه وتعالى، لأنهم يعلمون أن من تكرمة الله لعبده أن يقبضه وهو من المتبعين للسنة لم يحدث بدعة وضلالاً، قال عون رحمه الله: "من مات على الإسلام والسنة فله بشير بكل خير".
وقال معتمر بن سليمان: "دخلت على أبي وأنا منكسر. فقال: ما لك؟ قلت: مات صديق لي. قال: مات على السنة؟ قلت: نعم. قال: فلا تخف عليه".
وقال أيوب: "يا عمارة إذا كان الرجل صاحب سنة وجماعة فلا تسأل عن أي حال كان فيه".
وما هذا الكلام من هؤلاء الأئمة إلا من باب إحسان الظن بربهم الكريم الرحيم ألا يضيع أجر من تمسك بالسنة، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم، واستقام على أمره، ودعا إلى ذلك، وكابد المتاعب والمشاق في سبيل ذلك، وإنْ حدث منه شيء من التقصير والخلل، فالعبد ضعيف، ورحمة ربك خير مما يجمعون.
هذا ومما يجب معرفته واليقين به، أن البركة قرينة السنة، فكل عمل كان على سنة فهو إلى خير ونماء، وكل عمل قام على بدعة فهو إلى بتر وانقطاع.
قيل لأبي بكر بن عياش: "إن هاهنا في المسجد أقواما يجلسون فيجلس الناس إليهم. قال: من جلس للناس جلس الناس إليه، ولكن أهل السنة يموتون ويبقى ذكرهم، وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم".
ومن تأمل بعين البصيرة سنن الله تعالى في خلقه أيقن بذلك حق اليقين، فكم من السلف الصالح والعلماء الربانيين الذين لم تزل مقالاتهم وكتاباتهم ينتفع بها على مر العصور وطول الأزمان، وإلى أن يشاء الله سبحانه وتعالى، كل ذلك بسبب اتباعهم لسنة خير الورى محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيه ربه سبحانه وتعالى: {إن شانئك هو الأبتر} أي: مبغضك هو المقطوع، فكل من بغض شيئا مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، أو رغب عن سنته أو أعرض عنه، كان له نصيب من هذه الآية.
إن منتهى الفجيعة أن تفقد الأمة شابا ملتزما بالسنة في قوله وفعله، جعل همه الأكبر، وهمته العليا الدعوة إليها في كل محفل واجتماع.
وإن الفاجعة لتعظم وتشتد إذا كان الراحل عن هذه الدنيا عالما أو شيخا من ورثة ميراث النبي صلى الله عليه وسلم، تنكشف به الأهواء وتندحر به الخصوم.
إنها لمصيبة عظمى أن تفقد الأم أحد أبنائها الذين يعودون عليها بالنفع والخدمة، فكيف إذا كانت هذه الأم هي تلك الأمة المسكينة التي تصارع الأهواء والبدع والأفكار الماجنة والركض وراء أمم الكفر، وهي تعاني من الغربة، ولها ابن بار يدافع عنها الفتن والشرور فافتقدته، فبأي حال ستكون؟!
إن ذهاب أهل العلم الملتزمين بالسنة لهو أعظم الفجائع وأشد المصائب، فبذهابهم يذهب العلم وينقص، وتخور القوى وتضعف الأمة، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا"، وهذا يعني: أن قبض العلم لا يكون بمحوه من الصدور، ولكن يموت حملته، ويتخذ الناس جهالا يحكمون بجهالاتهم، فيضلّون ويُضلون.
ومن علم أن بذهابهم نقصان العلم وانتشار الجهل، وما سيحدث للناس من التخبط لعدم وجود الهادي إلى السبيل الأقوم علم قدر المصيبة، لذلك قال عبد الله بن المبارك: "فإلى الله نشكو وحشتنا وذهاب الإخوان، وقلة الأعوان، وظهور البدع، وإلى الله نشكو عظيم ما حل بهذه الأمة من ذهاب علماء أهل السنة".
فإلى الله نشكو، ففي كل يوم يأفل نجم عظيم ينير للأمة طريقها، ويذهب نوره، في وقت نحن أحوج فيه إلى ذبالة نور.
إن الراحلين عن هذه الدنيا كثير، ولكن بعض الناس يرحل وقد ترك في قلوب الصادقين جرحا لا يُداوى، وخلّة لا تُسد، وحسرة لا تعالج، فقد كان رجلا سنياً، يدعو إلى السنة في كل وقت وحين، يفرح إن علت راياتها، ويحزن إن رأى في أهلها تراجعا وفتورا، نصرَها في وقت كربة، وقام بحقها في وقت غربة، لم يأبه بطعن طاعن، ولا بقول مخذل، ولا بلعن لاعن.
يبذل جاهه لإخوانه، وينصح لأمته كتابة وتأليفاً، ودعوة بالقلم واللسان، طمعا في الآخرة الباقية، وحسن ظن بربه الذي يعطي العطاء الجزيل، ويعظم الأجر والمثوبة.
فمثل هذا حري بأن يتأسف على فراقه، وقد كان السلف رحمهم الله يتحسرون على فوات مثل هذا الصنف المبارك لانتفاع الأمة بهم على مر العصور والأزمان.
قال أيوب السختياني رحمه الله: "إني أخبر بموت الرجل من أهل السنة، وكأني أفقد أحد أعضائي".
وقال حماد: "كان أيوب يبلغه موت الفتى من أصحاب الحديث ـ أهل السنة ـ فيُرى ذلك فيه، ويبلغه موت الرجل يذكر بعبادة فما يرى ذلك فيه".
ونُعي إلى سفيان بن عيينه: عبد العزيز الدراوردي فجزع وأظهر الجزع ـ ولم يكن قد مات ـ فقلنا: ما علمنا أنك تبلغ مثل هذا! قال: إنه من أهل السنة.
ومن تحسس هذا، علم قوة الصلة التي تربط بين أهل الحديث والأثر الملتزمين بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة، فتجعلهم كالجسد الواحد، وما ذلك إلا لأنهم علموا علم اليقين أنه لا يوحّد القلوب إلا الالتزام بالسنة النبوية والتمسك بها، فأهل السنة أهل جماعة، وأهل البدعة أهل فرقة وشتات، كل يرسم لطائفته طريقا خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويريد أن يلتزم الناس به.
فإذا اتفقت القلوب على السنة، تلاشى ما سوى ذلك من اتباع الأهواء والآراء المضلة، وتوحدت على الألفة والمحبة التي يهدي إليها متبوعهم محمد صلى الله عليه وسلم، ووجدت المرء يتأثر بفوات أحد إخوانه ممن نفع الله بهم في العلم والإصلاح، لعلمه أن ما ينقص من العلم والجهد، بقدر ما ذهب في صدر ذلك الراحل.
يا عين في ساعة التوديع يشغلك البكاء عن لذة التوديع والنظر
خذي بحظك منهم قبل بينهمو ففي غد تفرغي للدمع والسهر
نسأل الله التوفيق والسداد في الأمر كله ..
اللهم أحينا على السنة سعداء، وأمتنا على السنة شهداء، وجنبنا سبل الأشقياء، واختم لنا بالصالحات، وأمتنا ميتة حسنة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.
http://www.salemalajmi.com/tafreeat/14.html
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 08:57]ـ
بارك الله فيكم أخي عبد الرزاق.
إن توقير العلماء السلفيين علامة على أن هذا السالك على الجادة.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 12:41]ـ
# من دعابات الألباني وابن باز والعثيمين رحمهم الله:
- ركب أحد طلبة العلم مع الشيخ الألباني رحمه الله في سيارته و كان الشيخ يسرع في السير.
فقال له الطالب: خفف يا شيخ فإن الشيخ ابن باز يرى أن تجاوز السرعة إلقاء بالنفس إلى التهلكة. فقال الشيخ الألباني رحمه الله: هذه فتوى من لم يجرب فن القيادة.
فقال الطالب: هل أخبر الشيخ ابن باز.
قال الألباني: أخبره.
فلما حدث الطالب الشيخ ابن باز رحمه الله بما قال الشيخ الألباني ضحك>>>
وقال: قل له هذه فتوى من لم يجرب دفع الديات!!. (ترجمة السدحان للشيخ ابن باز (.
يقول أحد طلبة العلم ....
من الأجوبة اللطيفة التي سمعتها عن سؤال يقول فيه صاحبه انه متزوج ويريد الزواج بالثانية بنية اعفاف فتاة فقال له الشيخ ابن عثيمين اعط المال لشاب فقير يتزوجها وتأخذ اجر الاثنين?
ومما نُقل عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى هذه المواقف:
قابله أحدهم في المستشفى، فسأله: ماذا تفعل هنا يا فضيلة الشيخ؟.
قال الشيخ: أحلل السكر.
فقال السائل: كلنا نعرف أن السكر حلال، ابحث لنا عن شيء آخر وحلله لنا.
ومن طرائف الشيخ ابن عثيمين مع الشيخ ابن باز رحمهما الله أنه مرة سألهما شخص فقال: لقد اخترع لنا جهاز ينبّه على السهو أثناء الصلاة، فلا يسهو المصلي إذا استعمله، فما حكمه؟ فسكت الشيخ ابن باز وضحك الشيخ ابن عثيمين رحمهما الله وقال: اسأله أهو يسبح أم يصفق؟ .. وكان الشيخ يقصد التسبيح للرجال والتصفيق للنساء
وسأل ابن عثيمين أحدهم: ما يفعل الشخص بعد أن ينتهي من الدعاء؟.
فرد الشيخ: ينزل يديه ... !!.
وسأله آخر: إذا كان الشخص يستمع إلى شريط مسجل ووردت آية فيها سجدة، هل يسجد؟.
فقال الشيخ: نعم، إذا سجد المسجل .. !!.
وكان الشيخ ابن عثيمين يلقي درساً في باب النكاح عن عيوب النساء، فسأله أحدهم: لو تزوجت ووجدت أن زوجتي ليس لها أسنان، هل يبيح لي هذا العيب فسخ النكاح؟؟.
فقال الشيخ: هذه امرأة جيدة، لإنها لا يمكن أن تعضك .. !!
كان الشيخ ابن عثيمين في مكة ذات يوم راكبا تاكسي .. والظاهر أن المشوار كان طويلا , فأراد سائق التاكسي أن يتعرف -ولم يكن يعرف الشيخ- فقال: ما تعرفنا على الاسم الكريم يا شيخ؟ فرد الشيخ: محمد بن صالح بن عثيمين …فرد السائق:تشرفنا , معك عبدالعزيز بن باز <-- السواق يحسبه يمزح .. هنا ضحك الشيخ , وقال له: ابن باز أعمى كيف يسوق تاكسي؟ …فرد السائق: ابن عثيمين في نجد وش اللي يجيبه هنا , تمزح معي أنت؟ هنا ضحك الشيخ , و أفهمه أنه بالفعل ابن عثيمين
*****
كان أحد كبار السن من أهل البادية يتواجد صدفة للصلاة في مسجد الشيخ ابن عثيمين من غير ما يعرف وعندما كان الشيخ في صلاة جهرية بمسجده نسي أحد الآيات، فذكّره بها أكثر من شخص خلفه، وعندما انتهى الشيخ من الصلاة نبههم إلى الى أن التذكير لا يكون بهذا الشكل الجماعي وان واحدا يكفي عن البقية، وهنا نطق كبير السن بكل ثقة وقال: إلا المفروض أن الشايب اللي مثلك ما يعرف يقرأ يصف ورى ويخلي الصلاة لأهلها!
ومِمَّا يُحْكَى عن علامة زمانه فضيلة الشيخ (محمد بن صالح العثيمين) –رحمه الله تعالى- أنه كان في مجلس مع سماحة الشيخ العلامة (عبد العزيز بن باز) –رحمه لله تعالى- فأبي الشيخ (ابن باز) إلا أن يترك إجابة الأسئلة للشيخ (ابن عثيمين)، ولما جاء السؤال الأخير اتفق أن كان الشيخ (ابن عثيمين) يُخالف الشيخ (ابن باز) في هذه المسألة! فقال الشيخ (ابن عثيمين): وخير ما نختم به المجلس جواب الشيخ (ابن باز) عن هذا السؤال الأخير، وترك الجواب للشيخ!
فلله درهم مِن قوم، كانوا نجومًا لأهل الأرض، عليهم شآبيب الرحمة.
# منقول" واسمحولي على عدم التوثيق"! لان معظم القصص معروفة لدى طلبة العلم!!
ـ[المحدثة]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 02:48]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... على هذه النقول الطيبة
ـ[القضاعي]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 02:12]ـ
بارك الله فيك
وهنا تعقيب بسيط لا نقول أنهم علامة على الحق
والأولى ان نقول أنهم عرفوا بإتباعه والإنقياد له
لان الرجال يعرفون بالحق لا الحق يعرف بالرجال
وكل يأخد من قوله ويترك كما تعلمون
رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته
فهم منارات للهدى هكذا نحسبهم والله سبحانه حسيبهم.
ما الفرق رعاك الله بين قولي: هم علامة على الحق نحسبهم والله حسيبهم.
وقولك: هم منارات للهدى نحسبهم والله حسيبهم.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 11:32]ـ
بارك الله فيك
وهنا تعقيب بسيط لا نقول أنهم علامة على الحق
والأولى ان نقول أنهم عرفوا بإتباعه والإنقياد له
لان الرجال يعرفون بالحق لا الحق يعرف بالرجال
وكل يأخد من قوله ويترك كما تعلمون
رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته
....
بارك الله فيكم
ينبغي أن نحذر من الغلو فالرجال يعرفون بالحق لا الحق يعرف بالرجال(/)
إذا كانت الفطرة تهدي للحق فلماذا إرسال الرسل؟ جواب العلَّامة عبد الرَّحمن البرَّاك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 07:04]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُئلَ صَاحِبُ الفَضِيلَةِ العلَّامَة عَبد الرَّحمن بن ناصِرٍ البَرَّاك ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعالَى ـ:
بما أنَّ الله أنعم على الإنسان بالعقل والفطرة فلماذا أرسل إليهم الرسل؟ ولماذا الرسل من البشر؟
فأجاب ـ رفعَ اللَّهُ قدره ـ:الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الفطرة هي ما يُطبع عليه الإنسان من إيثار الحق على الباطل وحب الخير وبغض الشر، وأصل ذلك أنه يطبع على إيثار عبادة الله على عبادة ما سواه، كما قال (ص): قال الله تعالى: «خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم» ولكن هذه الفطرة لا يتحقق أثرها إلا إذا سلمت من أسباب التغيير. قال (ص): «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»
وأكثر الخلق لا يسلم من عوامل التغيير، والعقل هو القوة المدركة التي ركبها الله فيمن شاء من عباده، ويدركون بها القضايا الكلية، ويميزون بينها وبين القضايا الجزئية، ويحكمون بها على ما تدركه حواسهم ومالها من دلالات، ومع ذلك فالعقول قاصرة عن معرفة الله وماله من الأسماء والصفات وما يجب له وما لا يجوز عليه أو يمتنع عليه، عاجزة عن معرفة ذلك تفصيلاً كما هي عاجزة عن معرفة ما يحبه الله ويرضاه أو يسخطه ويبغضه على التفصيل، وعاجزة عن معرفة مبدأ المعاد وما يصير إليه الناس بعد الممات، بل العقول عاجزة عن رسم منهج للحياة يتحقق به العدل، وتُعرف به الحقوق؛ لأن العقول كثيراً ما تعرض لها الأهواء، لذلك كان بعث الرسل ضرورياً لا يستغني عنه الخلق، فمن رحمة الله أن أرسل الرسل به معرفين، وإليه داعين، فعرفوا العباد بربهم، وبالطريق الموصل إليه، والمصير الذي ينتهي إليه أمر المكلفين، وقد بين سبحانه وتعالى أنه أرسل الرسل ? رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ? [النساء:165].
فأخرج بهم من شاء من الظلمات إلى النور. قال تعالى: ? وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ? [الأنبياء:107].
وقال: ? الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ? [إبراهيم:1].
وأما أن الرسل من البشر، فلا يناسب الخلق إلا أن يكون الرسل الذين يخاطبونهم ويعلمونهم من جنسهم، وقد اقترح الكفار أن يكون الرسل من الملائكة، فردَّ الله عليهم، فقال: ? قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا ? [الإسراء:95]. وقال تعالى: ? وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ ? [الأنعام:8].
والواجب على المسلم أن يؤمن بعدل الله وحكمته ورحمته، ولا يسأل مثل هذه الأسئلة التي تشعر بالاعتراض على الله، ولعل السائل لا يريد الاعتراض، بل يسترشد لمعرفة حكمة الله من إرسال الرسل وجعلهم من البشر. والله تعالى أعلم وأحكم ? أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ?.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 07:06]ـ
المصدر
( http://www.islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-170449.htm)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 09:15]ـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن صفة العلو: (ومن هذا الباب ما ذكره محمد بن طاهر المقدسي في حكايته المعروفة أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر مرة والأستاذ أبو المعالي يذكر على المنبر: «كان الله على العرش» ونفي الاستواء ـ على ما عرف من قوله وإن كان في آخر عمره رجع عن هذه العقيدة ومات على دين أمه وعجائز نيسابور ـ قال: فقال الشيخ أبو جعفر: يا أستاذ دعنا من ذكر العرش ـ يعني لأن ذلك إنما جاء في السمع ـ أخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا: ما قال عارف قط ”يا الله“ إلا وجد من قلبه معنى يطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة، فكيف ندفع هذه الضرورة عن
(يُتْبَعُ)
(/)
قلوبنا؟ فصرخ أبو المعالي ووضع يده على رأسه وقال حيرني الهمداني أو كما قال ونزل) إهـ
أقول لذلك كانت ضرورة الفطرة دليل على معرفة الحق والهدى.
يقول صاحب كتاب البلاغ المبين: (لو لم تكن ضرورة الفطرة التي هي أصل العلوم النظرية شرعية وعقلية لم تقم الحجة بالرسل أصلاٍ، إذ يجوز أن لا تكون المعجزة دليلاً على صدق الرسول لإمكان تأييد الفاجر بالمعجزة وإذا لم يكن هناك تمييز بالفطرة والعلم الضروري الفطري بين الصدق والبر والكذب والفجور وبين عبادة غير الله والأمر بالفواحش والظلم والكذب والجور، وبين عبادة الله والأمر بالمعروف والعفاف والصدق والصلة والبر والإحسان والعدل لما أمكن التمييز بين أحوال الرسل وأحوال الكهَّان والسحرة والمنجمين والكذبة أتباع الشياطين والدجالين، ولما قامت الحجة على الناس ببعث الرسل لأنه يتعذر التمييز بين الصادق والكاذب بل يتعذر استعمال اللغة أصلاً. فما العدل وما الظلم وما العفاف وما هي الصلة وما هو البر وما هو الكذب وما هو الفجور، ولماذا تسمي هذه الأفعال أو تلك بهذا الاسم أو ذاك وإذا أمكن التسمية فلماذا يكون العدل حسنًا والظلم قبيحًا، ولماذا يكون الصدق والبر حسنًا والكذب والفجور قبيحًا، ولماذا يأمر النبيُّ بالعدل والإحسان ولا يأمر بالفواحش والشرك، إذا قلنا أن معرفة هذه الأسماء نفسها لا تعرف إلا بالشرع. وإذا عرفت باللغة والعرف والفطرة فقبحها وحسنها لا يعرف إلا بالشرع لزم الدور القبلي أو دخلت في الاستعمال الحديث في حلقة مفرغة، فمعرفة الصادق من الكاذب لا تعرف إلا بالفرق بين أحوال الرسل وغيرهم مع المعجزة ولا يعرف الفرق إلا بمعرفة أسماء هذه المسميات وإدراك حسن الحسن وقبح القبيح منها، وإدراك هذا لا يعرف إلا من طريق الرسل والشرع فإذا لم يكن هناك تمييز بالفطرة قبل الرسل بدلالة المعجزة والأحوال كيف يعرف الرسول من المدَّعي وكيف يصدقه إذا عرَّف له العدل والظلم وبيَّن حسن هذا وقبح ذلك، وهو لم يعرف أنه رسول ليأخذ بقوله فإذا لم يستقم له التمييز بالفطرة لا يستقيم له التمييز بالشرع، لأن التمييز بالفطرة هو الذي يحدد له طريق الاتباع، واحتجاج المشركين بأن الله يأمر بالشرك ويرضي به لعدم تغييره عليهم بإنزال النقمة أو إزالة النعمة وهو الاحتجاج بالقدر على الشرك قد رده الله سبحانه وتعالى ببيان ما هو مستقر في الفطرة بأن الإنسان لا يشرك مملوكه في أمره ولا يخافه كخيفته نفسه لأن هذا سفه فكيف يليق بالربِّ ذلك؟ فإذا جاز ذلك على الإنسان فلماذا لا يجوز على الله إذا لم يكن سفهًا في الحالتين؟ وبالجملة فإنكار العلم الضروري الفطري يؤدي إلى السفسطة وجحد العلوم عقلية وشرعية وتنتفي خاصية التخاطب والفهم ويصير الإنسان كالحيوان لا يميز شيئًا عن شيء، ومن كان هذا شأنه كيف يصدق الرسول بالمعجزة أو أحوال الرسل أو غير ذلك وهو لا يستطيع أن يميز شيئًا عن شيء، وبالفطرة يدرك الإنسان حاجته إلى الرسل لأن كل ما يتوهمه العقل أنه يقرب إلى الله كذب على الله، وكل صرف لحق الله إلى غيره استخفاف بحق الله، فالعلم الضروري وفطرة التوحيد المركوزة في النفس البشرية لا تطلق العقل بديلاً عن الشرع أو شريكًا له بل تدرك قصور العقل بالفطرة وتحبسه عن تقحم المغيبات التي لا سبيل له إليها فلا يقول على الله بغير علم ولا يفتري على الله الكذب ويتوقف عن كل ما لا يستند إلى شرع من تحسين العقول وعليه فليس القول بهذا من مسالك المعتزلة بل هو قول أهل السنة كما ذكر الشاطبي في ”الاعتصام“ والقول بغير ذلك هو من قبيل السفسطة وجحد العلوم وانعدام القدرة على التمييز فتسقط الحجة بالرسل وفرق بين إدراك الإنسان لاحتياجه إلى الشرع، وبين انعدام الإدراك تمامًا إلا بالشرع الذي ينتفي معه التمييز بين الصادق والكاذب ـ كالمعجزة والأحوال ـ والرسول والمدعي أو حتي فهم ما هو الرسول وما هو غير ذلك وبالتالي يصادر على الإدراك بالشرع ويدخل في دور، وفرق بين هذا وذاك وبين الاستغناء بالعقل عن الشرع أو مشاركة العقل للشرع .. إلى أخره) إهـ البلاغ المبين
ومن أراد أن يستزيد في حجة العلم الفطري الضروري فليقرأ ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله في رسالته (الأصفهانية) والله أعلم.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 04:11]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد قال تعالى: {و اذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم و أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا:بلى شهدنا،أن تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا انما أشرك آباؤنا من قبل و كنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون؟} [172 و 173] و جاءت أحاديث الفطرة تؤكد ذلك و تبينه و منها:عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: [ما من مولود الا و يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه .. ] الحديث و في رواية عن الأسود بن سريع أن النبي [ص] قال: [و الذي نفس محمد بيده ما من نسمة تولد الا على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه] و في رواية: قالوا:و من مات قبل ذلك يا رسول الله؟ قال:الله أعلم بما كانوا عاملين] و في رواية لمسلم: [كل انسان تلده أمه على الفطرة و أبواه بعد يهودانه و ينصرانه و يمجسانه،فان كانا مسلمين،فمسلم ... ] الحديث و عن أبي أمامه أن رسول الله [صي قال: {لما خلق الله الخلق و قضى القضية و أخذ ميثاق النبيئين و عرشه على الماء،فأخذ أهل اليمين بيمينه و أخذ أهل الشمال بيده الأخرى و كلتا يدي الرحمن يمين فقال:أصحاب اليمين فاستجابوا له،فقالوا: لبيك ربنا و سعديك، قال:ألست بربكم؟ .. ] الحديث و عن ابن عباس عن النبي [ص] قال: [ان الله أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام بنعمان يوم عرفة فأخرج من صلبه ذرية ذرها فنشرها بين يديه ثم كلمهم قبلا قال {ألست بربكم؟ قالوا:بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا .. الى قوله .. المبطلون} و قد ذهب بعض المفسرين انطلاقا من هذا الميثاق الى القول بأن الله جل و علا كان بامكانه ألا يرسل رسولا بعد هذا الميثاق الا أنه رحمة منه و رأفة بعباده كان كلما زاغت الأمم و حادت عن جادة الطريق بسبب تراكم البدع حتى تصل الى الشرك أرسل رسولا ليعيدهم الى الجادة مذكرا بالميثاق فكانت كل الرسالات نذارة و تذكرة قال تعالى: {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى الا تذكرة لمن يخشى} و قال {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} و قال: {يأيها النبي انا أرسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا} و قال: {رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون لله على الناس حجة بعد الرسل} و الآيات في الباب كثيرة جدا و قد بينتها أكثر في كتابي:البعد العقائدي لحديث الحج عرفه من نفائس أسرار المعرفة الذي كان عبارة عن محاضرة ألقيتها في الجامعة الإسلامية في النيجر سنة 1999 ثم أضفت الأحكام الشرعية ليصبح كتابا في الحج عقيدة و أحكاما انطلقنا فيه من فقه الورع نرجو أن نجد من يطبعه مع الكتب الأخرى التي ألفناها نرجو أن يكون في هذا التبيين ما يبرره و يقنع و الله الموفق و هو الهادي الى سواء السبيل
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 09:37]ـ
عفوا بسبب سبق القلم قال تعالى في سورة النساء: {رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} و قال تعالى: {يأيها النبيئ انا أرسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا و داعيا الى الله باذنه و سراجا منيرا} و قال تعالى: {و ما أرسلناك الا كافة للناس بشيرا و نذيرا و ان من أمة الا خلا فيها نذير} و في المزمل 19 و الإنسان 29 و عبس 80 و الفرقان 1و56 و قال تعالى {و ذكر انما أنت مذكر} الخ ... فالآيات القرآنية و الأحاديث النبوية التي تبرز أن الرسالات النبوية كانت كلها تذكرة بهذا الميثاق الذي بسببه تحققت هذه الفطرة التي يولد عليها كل انسان سواء ولد في بلاد الكفر أو في بلاد الإسلام انطلاقا من قوله تعالى: {و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدوني ما أريد منهم من رزق و ما أريد أن يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين} و قوله تعالى: {و اذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم .... } الله ولي التوفيق
ـ[العرب]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 11:20]ـ
حفظ الله الشيخ الامام ونفع به(/)
كلمات ومقاطع ومؤثرة للشيخ محمد المختار الشنقيطي
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 09:39]ـ
كلمات ومقاطع ومؤثرة للشيخ محمد المختار الشنقيطي
1 - نرك صلاة الفجر بعذر النوم
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 02:02]ـ
الاسباب المعينة لقيام الليل
ـ[محب طابة]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 09:15]ـ
اخي ابي عمر اذا حملته ما يشتغل
ـ[السوادي]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 06:08]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 07:30]ـ
ب30ريال حفظ الله3000ريال
ـ[طويلب علم سلفي]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 12:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي الفاضل(/)
لأول مرة قراءة (لمنظومة أبي داود الحائية) صوتي
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 12:01]ـ
لأول مرة قراءة (لمنظومة أبي داود الحائية) صوتي
السلام عليكم ورحمة الله
لأول مرة على الشبكة قراءة لمنظومة أبي داوود الحائة قام بقرائتها الأخ أبوعبدالرحمن الليبي وفقه الله.
للتحميل
http://almobile.maktoob.com/org/uploads/1de6211cc1.rar
http://www.islamup.com/view.php?file=6656b2a00c
تمسك بحبلِ الله وأتبعِ الهُدى = ولا تكُ بدعيا لعلك تُفلحُ
ودنْ بكتابِ الله والسننِ التي = أتت عنْ رسول الله تنجو وتربحُ
وقل غيرُ مخلوقٍ كلام مليكنا = بذلك دان الأتقياء , وأفصحوا
ولا تكُ في القرآن بالوقف قائلاً = كما قال أتْباعٌ لجمٍ وأسححُوا
ولا تقل القرآن حلْقٌ قرأْتُهُ = فإن كلام اللهِ باللفظ يُوضحُ
وقل يتجلى الله للخلقِ جهرةً = كما البدر لا يخفى وربك أوضحُ
وليس بمولدٍ وليس بوالدٍ = وليس له شِبْهٌ تعالى المُسبحُ
وقد يُنكِر الجهمي هذا عندنا = بمصداقِ ما قلنا حديثٌ مصرحُ
رواه جريرٌ عم مقالِ مُحمدٍ = فقلُ مِثل ما قد قال ذاك تنْجحُ
وقد ينكرُ الجهمي أيضاً يمينهُ = وكِلتا يديه بالفواضلِ تنْفحُ
وقل ينزلُ الجبارُ في كلِّ ليلةٍ = بر كيفَ جلَّ الواحدُ المُتمَدحُ
إلى طبقِ الدنيا يمُنُّ بفضلهِ = فتفرجُ أبواب السماءِ وتُفتحُ
يقولُ أَلا مُستغفرٌ يَلقَ غافراً = ومُستمنحٌ خيراً ورِزْقاً فُمنحُ
روى ذاك قومٌ لا يردُّ حديثُهم = ألا خابَ قومٌ كذبوهم وقُبِّحوا
وقل: إنَّ خير النَّاسِ بعد محمَّدٍ = وزيراهُ قدَماً ثم عثمانُ الارجَحُ
ورابعهُمْ خيرُ البريَّة بعدهُم = عليٌّ حليفُ الخيرِ بالخيرِ مُنْجِحُ
ورابعهُمْ خيرُ البريَّة بعدهُم = عليٌّ حليفُ الخيرِ بالخيرِ مُنْجِحُ
وإنَّهم للرَّهطُ لا ريبَ فيهمُ = على نُجبِ الفردوسِ بالنُّور تَسرحُ
سعيدٌ وسعدٌ وابن عوفٍ وطلحةُ = وعامرُ فهرٍ والزبيرُ الممدَّح
وقل خيرض قولٍ في الصحابة كلِّهم = ولا تك طعَّاناً تعيبُ وتجرحُ
فقد نطقَ الوحيُ المبينث بفضلِهم = وفي الفتح آيٌ للصَّحابةِ تمدحُ
وبالقدرِ المقدورِ أيقِن فإنَّه = دعامةُ عقدِ الدِّين، والدِّينُ أفيحُ
ولا تُنكِرَنْ جهلاً نكيراً ومُنكراً = ولا الحوْضَ والِميزانَ انك تُنصحُ
وقُلْ يُخرجُ اللهُ الْعظيمُ بِفَضلِهِ = مِنَ النارِ أجْساداً مِنَ الفَحْمِ تُطرحُ
عَلى النهرِ في الفِرْدوسِ تَحْيَا بِمَائِهِ = كَحِبِّ حَمِيلِ السَّيْلِ إذْ جَاءَ يَطْفَحُ
وإن رَسُولَ اللهِ للخَلْقِ شَافِعٌ = وقُلْ في عَذابِ القَبْرِ حَقّ موَُضحُ
ولاَ تُكْفِرنْ أَهلَ الصلاةِ وإِنْ عَصَوْا = فَكُلهُمُ يَعْصِي وذُو العَرشِ يَصفَحُ
ولَا تَعتقِدْ رأيَ الْخَوَارجِ إِنهُ = مقَالٌ لَمنْ يَهواهُ يُردي ويَفْضَحُ
ولا تكُ مُرْجيًّا لَعُوبا بدينهِ = ألاَ إِنمَا المُرْجِي بِالدينِ يَمْزحُ
وقلْ: إنمَا الإِيمانُ: قولٌ ونِيةٌ = وفعلٌ عَلَى قولِ النبِي مُصَرحُ
ويَنْقُصُ طوراً بالمَعَاصِي وتَارةً = بِطَاعَتِهِ يَمْنَي وفي الوَزْنِ يَرْجَحُ
ودعْ عَنْكَ آراءَ الرجالِ وقَوْلَهُمْ = فقولُ رسولِ اللهِ أزكَى وأَشْرحُ
ولا تَكُ مِن قوْمٍ تلهوْا بدينِهِمْ = فَتَطْعَنَ في أهلِ الحَديثِ وتقدحُ
إِذَا مَا اعْتقدْت الدهْرَ يا صَاحِ هذهِ = فأَنْت عَلَى خَيْرٍ تبيتُ وتُصْبِحُ(/)
تأمل جيداً, هل طلبت لهذا .. ؟ يجيبك الذهبي ..
ـ[أبو مساعد]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 07:21]ـ
قال الذهبي:
من طلب العلم للعمل, كسره العلم وبكى على نفسه, ومن طلب العلم للمدارس والإفتاء والفخر والرياء, تحامق واختال, وازدرى بالناس وأهلكه العجب ومقتته الانفس ((قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)) أي: دسسها بالفجور والمعصية ..
أحبتي الأمر ليس بالهيّن, هذا دين رب العالمين, فلنحاسب أنفسنا قبل أن يأتينا ماذكره الذهبي ..
دعوة للتأمل,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,فتأم ل,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الله المستعان, نسأل الله الستر والعافية ..
ـ[المحدثة]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 07:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك نسئل الله الستر والعافية
ـ[أبو مساعد]ــــــــ[01 - Jun-2009, صباحاً 02:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك نسئل الله الستر والعافية
وفيكم بارك ...
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 04:42]ـ
ومن طلب العلم للمدارس والإفتاء والفخر والرياء, تحامق واختال, وازدرى بالناس وأهلكه العجب ومقتته الانفس
أحسنت الاختيار، كلامٌ سديد والله ..
سترنا الله وإياك ..
ـ[أبو مساعد]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 01:01]ـ
أحسنت الاختيار، كلامٌ سديد والله ..
سترنا الله وإياك ..
أحسن الله إليك وبارك فيك ... آمين ...(/)
والدة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي في حالة حرجة
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 01:24]ـ
والدة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي في حالة حرجة
نرجو الدعاء لها
ـ[العرب]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 11:04]ـ
توفيت رحمها الله
ادعوا لها(/)
رسالة "التسويق التجاري وأحكامه" .. من يحدثني عنها
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 05:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نوقشت صباح يوم الأربعاء 7/ 1/1429هـ في كلية الشريعة بالجامعة الإمام بالرياض رسالة الدكتوراه في الفقه المقدمة من الدارس بالقسم حسين بن علوي الشهراني وذلك تحت عنوان [التسويق التجاري وأحكامه].
وأنا في أمس الحاجة إلى من يربطني بالباحث المذكور أو يزودني بمعلومات حول البحث (المقدمة والخطة)
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه(/)
حول السجال الدائر (توقيفية وسائل الدعوة)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 08:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام:
في ظل السجال الدائر هذه الأيام برزت على الساحة العديد من المصطلحات العلمية مثل: (توقيفية وسائل الدعوة)
و (للوسائل حكم المقاصد) والتي اضحت الشغل الشاغل للعديد من المتحاورين ..
/// فما هو حدها
///وما وجه دلالتها
///وهل تتعارض مع بعضها .. ارجوا الاجابة وشكرا
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 04:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا رأي الشيخ الدكتور أبو عبد المعز فركوس حفظه الله
الفتوى رقم: 723
الصنف: فتاوى منهجية
في حدود استعمال وسائل
الدعوة إلى الله تعالى
السؤال:
من المعلوم أنّ الأمّةَ مأمورةٌ بالأخذ بوسائلِ الدعوةِ وتحصيلِ أسبابها، فهل يُشترط الاقتصارُ على الوسائل المنصوصِ عليها، أو التي فعلها النبيّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، أم يجوز التوسّع باستعمال الوسائل الدعوية، وإن لم يَرِدْ نصٌّ عليها، وهي لا تخالف الشرع؟ وبعبارة أخرى مقتضبة: هل وسائل ُالدعوة توقيفيةٌ أم اجتهاديةٌ؟
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد جاءتْ نصوصٌ عامّةٌ من الكتاب تأمر بالدعوة إلى الله تعالى وتبليغ الرسالة من غيرِ تقييدٍ بوسائلَ معيّنةٍ، مثل قوله تعالى: ?ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ? [النحل: 125]، وقوله تعالى: ?وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ? [القصص: 87]، وقوله عزّ وجلّ: ?وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ? [الشعراء:214]، وقوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ? [المائدة: 67]، فهذا الميدانُ الدعويُّ في حاجته إلى وسائل أمر بدهي، إذ «الأَمْرُ بِالشَّيْءِ أَمْرٌ بِلَوَازِمِهِ» (1 - انظر تفصيل هذه القاعدة في ”مجموع الفتاوى“ لابن تيمية: (20/ 159) وما بعدها)، وإذا كان الأمرُ بالدعوة والتبليغِ لا يتمُّ إلاَّ بتحصيل الوسائلِ وتحقيقِ الأسباب، كان الأخذُ بها واجبًا أو مستحبًّا بِحَسَبِهِ، جريًا على قاعدة: «الوَسَائِلُ لَهَا أَحْكَامُ المَقَاصِدِ، فَمَا لاَ يَتِمُّ الوَاجِبُ إِلاَّ بِهِ فَهُوَ وَاجِبٌ، وَمَا لاَ يَتِمُّ المَسْنُونُ إِلاَّ بِهِ فَهُوَ مَسْنُونٌ، وَطُرُقُ الحَرَامِ وَالمَكْرُوهِ تَابِعَةٌ لَهُ، وَوَسِيلَةُ المُبَاحِ مُبَاحَةٌ» (2 - انظر: ”أعلام الموقّعين“ لابن القيّم: (3/ 135)، ”القواعد والأصول الجامعة“ للسعدي: ص (10، 11)).
غيرَ أنّ هذه الوسائلَ -مِن حيثُ سعتُها- شاملةٌ للوسائلِ العباديةِ والعاديةِ، ومجالُ توقيفِ العاديةِ شرعًا أوسعُ من أن يكون نصًّا خاصًّا يشملُها، بل يتعدّى إلى ما كان عامًّا، أو إلى قاعدة علمية يمكن أن يستند إليها في تقرير شرعية هذه الوسائل؛ ذلك لأنّ مُمارسةَ العملِ الدعويِّ ومباشرتَهُ دون معرفةِ حُكمه والاستنادِ على دليلِهِ الشرعيِّ تَحكُّم، وعملٌ بالجهل، واتّباعٌ للهوى، وهو مردودٌ على صاحبه، إذ كما لا يجوز الخروج عن الحكم الشرعيِّ في المناهجِ والمقاصدِ؛ لا يجوز كذلك في الوسائلِ، لقوله تعالى: ?ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ? [الجاثية: 18]، ولقوله تعالى: ?اِتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ? [الأعراف: 3]، ولقوله تعالى: ?وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً? [الإسراء:36]، ولقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» (3 - أخرجه مسلم بهذا اللّفظ: (12/ 16) في الأقضية: باب نقض الأحكام الباطلة وردّ محدثات الأمور واتّفق الشيخان: البخاري: (5/ 301) في الصلح: باب إذا اصطلحوا على صُلح جَوْرٍ فالصلح مردود، ومسلم: (12/ 16) على إخراجه بلفظ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو
(يُتْبَعُ)
(/)
ردّ» من حديث عائشة رضي الله عنها وعند البخاري: «ما ليس فيه ... »).
وعليه؛ فعمومُ الوسائل الشرعيةِ سواء كانت عبادية أو عادية لا مدخل للعقل والرأيِ المجرّدِ في حُكمها.
ولمزيد من التوضيح في هذا المقام نلفت النظر إلى أنّ الوسيلةَ إن كانت من جِنس العبادات فإنّها تحتاج إلى نصٍّ خاصٍّ يقضي بمشروعيّتها، ذلكّ لأنّ «العِبَادَات أَصْلُهَا التَّوْقِيفُ وَالمَنْعُ حَتَّى يَرِدَ الدَّلِْيلُ النَّاقِلُ عَنْهُ»؛ فلا يُشرع منها إلاّ ما شرعه الله تعالى وأذن فيه، لقوله تعالى: ?أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ? [الشورى: 21].
وبناءً عليه؛ فإنّ الوسائلَ العباديةَ توقيفيةٌ، وحُكمها يُؤخذُ من جهةِ الشرعِ، وبالدليلِ الخاصِّ بها، لا بوصف العمومِ والإطلاقِ، إذ لا يلزم ما أمر اللهُ للعمل بوصف العموم والإطلاق -في باب العبادات- أن يكون مشروعًا بوصف الخصوص والتقييد، أو مأمورًا به، إلاّ إذا جاء دليلٌ مُبيِّنٌ للإجمال الحاصلِ في صفة العموم والإطلاق، ويكون حُكم الخصوصِ والتقييدِ تابعًا للدليل، فإن جاء موافقًا للأمر العامِّ أو المطلقِ كان تحصيلُ المعيّنِ بالخصوصِ والتقييدِ من باب عطف الخاصِّ على العامِّ، بتظافر الأدلةّ وتَعَاضُدِهَا، وإن جاء الدليل مخالفًا للأمر العامِّ أو المطلَقِ كان تحصيلُه من باب تخصيص العموم وتقييد المطلق، وهذا التقرير -وإن كان يشمل جانب العبادات والعادات والمعاملات- إلاّ أنّ باب العبادات قُيِّد بالدليل الخاصِّ؛ لأنّ الأصل فيها التوقيف والمنع -كما تقدّم-.
وهذا بخلاف الوسيلة الداخلةِ في جنس العاداتِ والمعاملاتِ؛ فلا يَلزم لثبوتها الأدلّّةُ الخاصّةُ، بل تكفي الأدلّة والقواعد العامّة في إثباتها وتقريرها، ذلك لأنّ «الأَصْل فِي المُعَامَلاَتِ وَالعَادَاتِ الإِبَاحَةُ وَالجَوَازُ» حتّى يَرِدَ الدليلُ الناقلُ عنه، فلا يمنع منها شيءٌ إلاّ ما منعه الشرعُ وحَرَّمه، لقوله تعالى: ?قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً، قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ? [يونس: 59]، ولقوله تعالى -مُمتَنًّا على عباده-: ?هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا? [البقرة: 29]، ولقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «الحَلاَلُ مَا أَحَلَّهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ، وَالحَرَامُ مَا حَرَّمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ، وَمَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ مِمَّا عَفَا عَنْهُ» (4 - أخرجه الترمذي: (4/ 220) في اللّباس: باب ما جاء في لُبس الفِراء، وابن ماجه: (2/ 1117) في الأطعمة: باب أكل الجبن والسمن، من حديث سليمان الفارسي -رضي الله عنه-. والحديث حسّنه الألباني في ”صحيح سنن الترمذي“: (2/ 267 ـ 268)، وفي ”صحيح سنن ابن ماجه“: (3/ 141)، وفي ”صحيح الجامع الصغير“ (3/ 102)). فالوسائلُ العادية يُؤخذ حُكمها –أيضًا- من جهة الشرع، لكن لا يُشترط أن يدلَّ عليها دليلٌ خاصٌّ، بل يجوز العمل فيها بالأوامر العامّة والمطلقة، كما يجوز أن تحال أحكامها إلى القواعد العامّة.
ولا شكّ -بعد هذا البيان- أنّ الوسائلَ الدعويةَ في تعلّقها بالعادات إن تضمّنت مصلحةً راجحةً للدعوة ولم تخالف نصًّا شرعيًّا فيجوز مباشرتها لدخولها إمّا في القواعد العامّة الكلّية، أو لاتّصاف الدليل عليها بصفة العموم والإطلاق؛ ذلكّ لأنّ تحصيل المعيَّن في الوسيلة إن كان مشمولاً بالأمر العامّ أو المطلق ولم تتعرّض له الأدلّة بأمر أو نهي بقي على وصف العموم والإطلاق، وجاز العمل بأيّ فعل معيَّن يتحقّق به امتثال الأمر العامّ أو المطلق؛ ذلك لأنّ «الأَصْل فِي العَادَاتِ وَالمُعَامَلاَتِ الإِبَاحَةُ وَالجَوَازُ» -كما تقدّم-، ويدلّ عليه عمل النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بعموم قوله تعالى: ?وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ? [الشعراء: 214]، حيث اختار النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في الدعوة وسيلة الصعود على الصفا ومخاطبة بطون قريش، وهذا الاجتهاد في الوسيلة إنّما جاء بناؤه على ضوابط عامّة متمثّلة في الحكمة والموعظة الحسنة المأمور بهما، واتّخذ هذه الوسيلة لتكون أسرع إلى الفهم، وأدعى إلى الانقياد، وأقوى في التأثّر والاستجابة. وكذلك إجماع
(يُتْبَعُ)
(/)
الصحابة على وجوب المصير إلى وسيلة جمع القرآن الكريم في مصحف واحد، لحفظ كلام الله سبحانه وتعالى، وقد تردّد الصحابة في أوّل الأمر لعدم ورود دليلٍ خاصٍّ يؤيّدُ هذا الفعلَ، كما أنّه لم يفعله النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ثمّ اعتبروا قوّةَ هذه الوسيلةِ لحفظ القرآن الكريم المتمثّلةِ في جمعِهِ في مُصحَفٍ واحدٍ لِمَا في ذلك من مصلحةٍ راجحةٍ.
فالحاصل؛ أنّ وسائلَ الدعوةِ إلى الله تعالى في تقرير مشروعيّتها يجب أن تراعى فيها جُملةٌ من الضوابط تتمثّل في: وجوب موافقتها للنصوص الشرعية العامّة والخاصّة أو قواعد الشرع الكلّية، كما أنّ الوسائل إن كانت تابعةً لمقاصدَ مخالفةٍ للشرع، فتُمنَعُ بحكم تبعيّتها للممنوع؛ لأنّ طُرُقَ الحرام والمكروهات تابعة لها، و «النَّهْيُ عَنِ الشَّيْءِ نَهْيٌ عَمَّا لاَ يَتِمُّ اجْتِنَابُهُ إِلاَّ بِهِ»، وتُمنع –أيضًا- الوسيلة إذا ما تعلّق بها وصف منهيّ عنه، فتبطل لاقترانها به، كأن يكون شعارًا لليهود والنصارى والمجوس، فقد سيَّب النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وسيلةَ النفخ في البوق للدعوة للصلاة لكونه شعار اليهود، وتخلّى عن الضرب بالناقوس لكونه شعار النصارى (5 - انظر ”صحيح مسلم“: (4/ 75) في الصلاة: باب بدء الأذان من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-)، وترك إيقاد النار لكونه شعار المجوس (6 - انظر: ”فتح الباري“ لابن حجر (2/ 80)).
هذا؛ ويشرع الأخذ بالوسيلة المشروعة إلى المقصد المشروع شريطةَ أن لا يترتّب على الأخذ بها مفسدةٌ مساويةٌ أو أكبرُ من المصلحة المرجوّة، وإلاّ بَطَلَت الوسيلةُ، عملاً بقاعدة: «الضَّرَرُ لاَ يُزَالُ بِمِثْلِهِ»، وقاعدة: «دَرْءُ المَفَاسِدِ أَوْلَى مِنْ جَلْبِ المَصَالِحِ».
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 10 شعبان 1428ه
الموافق ل: 23 أغسطس 2007م
--------------------------------------------------------------------------------
1 - انظر تفصيل هذه القاعدة في ”مجموع الفتاوى“ لابن تيمية: (20/ 159) وما بعدها.
2 - انظر: ”أعلام الموقّعين“ لابن القيّم: (3/ 135)، ”القواعد والأصول الجامعة“ للسعدي: ص (10، 11).
3 - أخرجه مسلم بهذا اللّفظ: (12/ 16) في الأقضية: باب نقض الأحكام الباطلة وردّ محدثات الأمور واتّفق الشيخان: البخاري: (5/ 301) في الصلح: باب إذا اصطلحوا على صُلح جَوْرٍ فالصلح مردود، ومسلم: (12/ 16) على إخراجه بلفظ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ» من حديث عائشة رضي الله عنها وعند البخاري: «ما ليس فيه ... ».
4 - أخرجه الترمذي: (4/ 220) في اللّباس: باب ما جاء في لُبس الفِراء، وابن ماجه: (2/ 1117) في الأطعمة: باب أكل الجبن والسمن، من حديث سليمان الفارسي -رضي الله عنه-. والحديث حسّنه الألباني في ”صحيح سنن الترمذي“: (2/ 267 ـ 268)، وفي ”صحيح سنن ابن ماجه“: (3/ 141)، وفي ”صحيح الجامع الصغير“ (3/ 102).
5 - انظر ”صحيح مسلم“: (4/ 75) في الصلاة: باب بدء الأذان من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-.
6 - انظر: ”فتح الباري“ لابن حجر (2/ 80).(/)
من حكايات منثور ابن الطاهر المقدسي
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 11:54]ـ
(1) قال محمد بن طاهرالمقدسي: سمعت أبا إسحاق الحبال يقول: سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول: رجلان جليلان يجمعهما لقبان قبيحان؛ عبد الله بن محمد الضعيف، وإنما كان ضعيفا في بدنه لا في حديثه، ومعاوية بن عبد الكريم الضال، ,إنما ضل في طريق مكة.
(2) وقال: سمعت أصحابنا بهراة يحكون: أن أبا محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري قال: كنت أقرأ على أبي القاسم البغوي ببغداد، فلما كان في بعض الأيام وكنت أقرأ عليه جزءا وقد وضع رأسه بين ركبتيه، فرفع رأسه وقال: كأني بهم إذا مت يقولون: مات البغوي، ولا يقولون: مات جبل العلم. ثم وضع رأسه بين ركبتيه واستند، فلما فرغت من قراءة الجزء قلت: كما قرأت عليك. فلم يجبني، فحركته فإذا به قد مات رحمه الله.
(3) وقال: سمعت عبد المؤمن بن عبد الصمد الزاهد بتنيس يقول: كان عندنا بتنيس رجل رافضي، وكان على طريق مسكنه كلب يعبر عليه كل من بالمحلة من كبير وصغير فلا يتأذى به، إلى أن يعبر ذلك الرافضي فيقوم ويمزق ثيابه ويعقره، إلى أن كثر ذلك منه واشتهر به، فشكا إلى صاحب السلطان وكان من أهل مذهبه، فبعث من ضرب الكلب وأخرجه من المحلة. ففي بعض الأيام نظر الكلب الى ذلك الرجل الرافضي وهو جالس على بعض الدكاكين في السوق، فصعد على ظهر السوق وحاذى الرافضي وخَرِئ عليه، فخرج الرجل من تنيس من خجالته.
(4) وقال: سألت أبا القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي: هل كان أبو بكر الخطيب كتصانيفه في الحفظ؟ قال: لا كنا إذا سألناه عن شيء أجابنا بعد أيام، وإن ألححنا عليه غضب، وكانت له بادرة وحشه، وأما تصانيفه فمصنوعة مهذبة، ولم يكن حفظه على قدر تصانيفه.
(5) وقال: سألت أبا إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال الحافظ رحمه الله عن كتاب (الشهاب) الذي صنفه أبو عبد الله القضاعي. فقال: ما كان القاضي يتفرغ إلى هذا لكثرة شغله، إنما أشار إلى أبي رجاء الشيرازي رجل من أهل الحديث كان عندنا بمصر: قد وقع في نفسي أن أجمع متونا على هذا النحو. فجمعه أبو رجاء له، واشتهر بالقاضي لروايته له، وخرّج له أسانيد في أجزاء أخر.
من كتاب (المنثور من الحكايات والسؤالات).
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[08 - Jul-2009, صباحاً 01:43]ـ
بوركتم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Jul-2009, صباحاً 01:50]ـ
غفر الله لكم وسددكم ..
وحقكم علي أن أقول:
(حباكم الله بالفضل المتين، وجعلكم من أصحاب اليمين، ورد أعدائكم بصفقة الغبين، وقرن سعيكم بالسعادة ونعم القرين).
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[08 - Jul-2009, مساء 02:56]ـ
جزاك الله خيرا(/)
بشارة ... رؤيا نقلها الشيخ محمد الحسن الددو!!!
ـ[القاموس]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 12:59]ـ
في قناة المجد، في برنامج (الجواب الكافي) أخبر الشيخ محمد الحسن الددو عن رجل من أهل العلم أخبره عن رجل يثق به أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم مغضباً وبيده السيف، فقال: إلى أين يا رسول الله؟ فقال: إلى غزة. وهذا الرابط فإن صلح فاسمعه، وإن لم أستطع تنزيله، فهذه هي الخلاصة.
ـ[الحافظة]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 02:00]ـ
سبحان الله .. وقد رأى ممن أعرف رؤيا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشار إليه أن اتبعني فتبعه حتى إذا وصل عليه الصلاة والسلام إلى باب مغلق ففتحه ودخل ودخل صاحب الرؤيا معه فإذا برسول الله يشير إلى مجموعة كتب فوق بعض كانت داخل هذه الغرفة وأخذ بكتاب وإذا هو كتاب علمي في كيفية تصنيع السلاح وكيفية الإعداد الحقيقي ... ثم نظر صلى الله عليه وسلم إلى صاحب الرؤيا فقال (الفرس الفرس)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 02:02]ـ
الله أكبر ولله العزة
والحمد لله رب العالمين(/)
محاضرة قيمة للشيخ ناصر العمر بعنوان ولويشاء الله لانتصر منهم
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 07:21]ـ
محاضرة قيمة للشيخ ناصر العمر بعنوان ولويشاء الله لانتصر منهم
http://almoslim.net/cat_audio/151(/)
أريد جمع فوائد في موضوع تقترحونه من " سير أعلام النبلاء "
ـ[مهدي صالح]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 10:17]ـ
السلام عليكم
أحبابي الكرام
أنا بصدد قراءة سير أعلام النبلاء للذهبي - رحمه الله -
أود أن أخرج من خلال قراءته بمشروع يفيدني و يفيد إخواني .. ليس مرادي التأليف و لكن الفائدة لي أولاً ثم إن ناسب إخراجها لهذا المنتى فعلتُ .. ثم خطوة ثالثة .. و هي ثقيلة إن ناسب أن تكون في مؤلّف فعلت ..
أريد أن أخرج في نهاية قراءتي للكتاب بموضوع نافع و مفيد ..
و إن كانت هناك طريقة مقترحة فحسن ..
أؤكد ..
لا أبحث عن طريقة تقييد الفوائد، ولكن عن موضوعات مناسبة
فما رأيكم؟ أشيروا عليّ
أنا بانتظاركم ..
ـ[أفلااطون]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 12:33]ـ
اقتراحي لك أن تجمع ما قال فيه الذهبي: قلت .......... , ثم تفهرسها كما ترى.
وهي تعليقات رائقة , وفيها من اللطائف والنكت ما يلذ له القارئ , كما أن فيها من التوجيهات ما يحتاجه الكبار , وقد اجتمع منها لدي قرابة المجلد , ولكنه فقد مني في الانتقال إلى المنزل الجديد.
تحياتي.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 01:29]ـ
أو مرويات الحافظ المسندة في السير. فإن له مرويات بسنده لابأس بها.
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 04:16]ـ
أنا جمعت كل ما يخص طلب العلم من المرويات و القصص التي ذكرها الذهبي رحمه الله و كذا تعليقاته المفيدة في هذا الموضوع , و سأرتبها و أقسمها و أضع لها عناوين مناسبة.
و أقترح عليك أخي الكريم أن تجمع أراء الامام الذهبي العقدية فهي كثيرة جدا في السير و في مسائل مختلفة أهمها صفة الكلام و صفة العلو لله عز و جل.
وفقك الله لاتمام مشروعك.
ـ[أبومنصور]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 04:50]ـ
فكرة جميلة ورائعة .. منذ زمن وانا اريد التفرغ لقراءته لما فيه من فوائد نفيسة وتعليقات لطيفة.
ارجز ذكر الطبعة المعتمد عليها ورقم الصفحة لكل فائدة يتم اقتابسها ثم وضعها في ملف ورد لطباعتها او حفظها.
اعانك الله
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 07:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسدك على همتك ولعلي اشاركك الاجر بهذه الفكرة وهي ان تهتم بجمع اقوال العلماء المتقدين في الاسماء والصفات مع توثيقها
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 08:57]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيك أخي الفاضل، وأنا أؤيد أن ترجع لفهرس الفوائد الذي صنعه الدكتور محمد الشريف في ذيل كتابه: تهذيب سير أعلام النبلاء؛ فقد يفتح لك ذلك آفاقًا جديدة.
أنا أقترح أن تهتم بتعقيبات الذهبي - رحمه الله - على التصرفات والأقوال التي فيها خروج وشطح عن المنهج الصواب، وكذلك تهتم بحكمه المنصف جدًا على الرجال.
وهذا الأمر - أعني أحكامه على الرجال - لم يُعط برأيي أهميته؛ مع أن الذهبي - رحمه الله - لا أجد له نظيرًا في الإنصاف وإحقاق الحق والتجرد، بعيدًا عن الهوى والشهوة.
وفقك الله.
ـ[مهدي صالح]ــــــــ[19 - Jan-2009, صباحاً 10:20]ـ
اقتراحي لك أن تجمع ما قال فيه الذهبي: قلت .......... , ثم تفهرسها كما ترى.
وهي تعليقات رائقة , وفيها من اللطائف والنكت ما يلذ له القارئ , كما أن فيها من التوجيهات ما يحتاجه الكبار , وقد اجتمع منها لدي قرابة المجلد , ولكنه فقد مني في الانتقال إلى المنزل الجديد.
تحياتي.
فكرة رائعة أخي الحبيب
ـ[مهدي صالح]ــــــــ[19 - Jan-2009, صباحاً 10:28]ـ
السكران التميمي
أبو عبد الأعلى
مقترح منكما طيّب
أبومنصور
بإذن الله، و بحاجة لدعواتكم.
العاصمي من الجزائر
أية همة تعني أخي الحبيب .. رحم الله أحوالنا .. مشايخنا يقرؤون مئات المجدات ..
أبو الوليد التويجري
أحسنت، الاطلاع على الفهرس سيفتح لي آفاقاً بالتأكيد
شكر الله لكم جميعاً هذه المقترحات الطيبة المباركة
و لا زلت بحاجة لمقترحات أكثر حتى أنتقيَ منها ..
و البداية وشيكة .. فلا تنسوني من دعائكم
و السلام
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 09:39]ـ
أجمع على الفوائد في الحث على الزهد أو الجهاد أو في أسماء المؤلفاب والكتب
ـ[مهدي صالح]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 10:56]ـ
بارك الله فيك أبا إسماعيل
مقترح مبارك أيها المبارك ..
و لا زلت بحاجة إلى مزيد من المقترحات .. حتى يحسن الاختيار ..
و أسأل الله أن يعينني و يوفقني لإتمام ذلك
دعواتكم ..
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 02:47]ـ
الأخ مهدي: يمكن جمع المرويات التي حكم عليها الذهبي.
وأحيلك على هذا الرابط؛ لفائدته: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1101
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 03:19]ـ
أقترح عليك ما يلي:
1 - الجنائز المشهودة.
2 - المعمرون.
3 - مجابي الدعاء.
قد جربت ذلك بنفسي ووجدت لطائف رائعة، وفوائد مهمة.
دعائي لكَ بالتوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 10:04]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل،
أفكار الإخوة أعلاه طيبة ..
وأقترح عليك أن تفرد باباً تجمع فيه الأعلام الذين أطلق عليهم الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى عبارة "شيخ الاسلام" ثم تبحث عن الأوصاف التي تجمعهم وعن الأوصاف التي يمكن أن تفرقهم.فترى مثلاً هل القاسم المشترك في هؤلاء الأعلام كونهم من أهل الحفظ أو من المشهورين بالفقه وهكذا ..
والله يوفقك
ـ[مهدي صالح]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 12:50]ـ
أنس الشهري ..
أعجبني مقترحك ..
و كذلك أنت أبا بكر ..
جزاكما الله خيراً
ـ[مهدي صالح]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 01:16]ـ
أبشّركم - إخواني - بأني بدأت بحمد الله و منّه و كرمه و توفيقه بقراءة كتاب السّير ..
قبل مدة قريبة ..
اعتمدتُ طبعة الرسالة الأخيرة 1429 هـ و هي الطبعة الثانية اشترك فيها مجموعة من المحققين بإشراف شعيب الأرنؤوط ..
قرأتُ المقدّمة .. فلمّا هممتُ أن أبدأ فإذا أول ترجمة هي ترجمة أبي عبيدة بن الجرّاح، فقلتُ أقرأ سير الخلفاء الراشدين أولاً .. قرأت سير الخلفاء ثم بدأت بسيرة أبي عبيدة .. و آخر ترجمة قرأتها هي ترجمة حمزة بن عبد المطّلب .. و لم أقرأ السيرة النبويّة .. لأنها قرأتها مراراً عديدة - بحمد الله - و لأني سوف أقرأها - إن شاء الله - لكن من (تاريخ الإسلام) فمن الذي يشبع من سيرة المصطفى - صلى الله عليه و سلم -
و في هذه الطبعة و أظن انهم كذلك فعلوا في الطبعة الأولى .. أضافوا السيرة النبويّة و سير الخلفاء الراشدين من كتاب الذّهبي (تاريخ الإسلام) و سبب ذلك عندهم أنهم وجدوا بخط الذّهبيّ نفسِه أنه قال: السيرة و سير الخلفاء الراشدين تؤخذ من التاريخ
مع أنهم تصرّفوا في حذف سيرِ من ترجم لهم الذهبي في السّير، و لم يرتضِ هذا بعض طلّاب العلم، و عدّوه تصرفاً غير سليم مع ثنائهم على حسن العناية بالكتاب ..
و قد اعتمدتُّ المقترح الذي فيه جمع تعقيبات و تعليقات الذهبي و الذي تتميّز غالباً بـ قلت: ..
و هو ذات المقترح الذي اقترحه أخي أفلااطون ..
و سببُ اختياري لهذا المقترح .. هو أني وجدتُ أن كثيراً من المقترحات التي طرحت تعود إلى هذا الأصل ..
كثير منها يطلب جمع آراء الذهبي في كذا .. أو كذا .. (ابتسامة)
فوجدتُ أني لو جمعت أراءه كلها سهل عليّ تصنيفها فيما بعد - إن شاء الله -
مع جمع الفوائد العامّة التي تروق لي ..
أشكركم جميعاً على تفاعلكم و بارك الله فيكم
و قد حدّدت قراءة ما لا يقل عن مجلد في الشهر، لأن الهمّة (بدون تعليق) و كذلك الاشتغال بعلوم تأصيليّة! لا تتيح أكثر من ذلك في الغالب ..
المُتوقّع إنهاء الكتاب في سنة و نصف كحدٍّ أقصى .. و الله المستعان ..
دعواتكم أن يخلص الله لي النيّة ..
و ييسّر لي إتمام قراءة هذا الكتاب الجميل العظيم في أقرب فرصة ..
و السلام
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 04:24]ـ
وفقك الله لقراءة هذا البحر الواسع ...
انا أجمع فوائد منتقاة من كتاب السير وان شاء الله في كل مدة اضع فوائد في كل 100 صفحة في السير.
وفقنا الله لكل خير
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 08:18]ـ
وفقكم الله ونفع بكم.
أو التنبيه إلى أن هناك جهود قد سبقت على هذا السفر النفيس.
منها: «قال الذهبي» جمع عمر بن موسى الحافظ. ط: دار المسلم 1420هـ
ومنها: «منجد الخطيب» روائع القصص والأمثال مرتبة على ترتيب كتاب «رياض الصالحين»
أحمد السويدي. ط: دار ابن حزم. عام1421هـ
ومنها: «الآثار الواردة عن أئمة السنة في أبواب الاعتقاد» جمعا وتخريجا ودراسة.
لـ. د. جمال أحمد بشير بادي
رسالة دكتوراه. ط: عام 1416هـ
ومنها: «القيم التربوية للموضوعات العقدية في أقوال الإمام الذهبي من خلال كتابه سير أعلام النبلاء».
لـ: حمدان مسلم مكتوم المزوعي.
رسالة ماجستير.
ـ[مهدي صالح]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 01:43]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم عبد الرحمن
و بارك فيك
أود منك آجرك الله
أن تقترح علي موضوعا مناسباً
بارك الله فيك(/)
يسمونه: (جهاداً) وهو في الحقيقة (مغامرة) للشيخ العلامة الفوزان حفظه الله تعالى.
ـ[أبو عبدالرحمن السلفي]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 02:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
قال الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى:
(الجهاد له باب عظيم في مؤلفات أهل العلم يرجع إليها وتستقرأ هذه الأحكام من كتاب الله وسنة رسوله، ويسأل عنها أهل العلم وأهل البصيرة، لأن الجهاد أمره عظيم، إذا نُظِّم وصار على ما رسمه الله عز و جل، صار جهاداً نافعاً للأمة، أما إذا كان فوضى وبغير بصيرة وبغير علم فإنه يصبح نكسة للأمة وعلى المسلمين، فكم يقتل من المسلمين بسبب مغامرة جاهل أغضب الكفار _ وهم أقوى منه _ فانقضوا على المسلمين تقتيلاً وتشريداً وخراباً، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويسموا هذه المغامرة بالجهاد، وهذا ليس هو الجهاد لأنه لم تتوفر شروطه، ولم تتحق أركانه، فهو ليس جهاداً وإنما هو عدوان لا يأمر الله عز و جل به.)
[رسالة: الجهاد أنواعه وأحكامه 91، 92 ضمن سلسلة وصايا وتوجيهات للشباب]
ـ[الكلاعي الأندلسي]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 02:17]ـ
اللهم انصر المجاهدين في غزة ياحي ياقيوم وفي كل مكان ووحد صفوف الامة واحفظ الشيخ صالح واكفنا شر الرويبضة
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 02:23]ـ
والجهاد ليس فقط باب عظيم من أبواب العلم، بل هو شعيرة عظيمة من شعائر الدين وذروة سنام الإسلام وهو ماض إلى قيام الساعة كما أخبر النبي (ص)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 02:31]ـ
اللهم انصر المجاهدين في غزة الأبية
واجعلهم شوكة في حلوق الأعداء والمنافقين
وبارك في العلماء الربانيين الذين ذبّوا عنهم
ونصروهم وقاتلوا عنهم بألسنتهم
وأصلح اللهم عموم علماء المسلمين
ـ[عمر ابو الحسن]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 02:34]ـ
اللهم انصر المجاهدين في غزة ياحي ياقيوم وفي كل مكان ووحد صفوف الامة واحفظ الشيخ صالح واكفنا شر الرويبضة
اللهم آمين
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 03:36]ـ
اللهم انصر المجاهدين الأبطال في غزة
اللهم انصرهم على اليهود
(ثم اعلموا أنكم لم تظهروا على عدوكم بعدد ولا عدة ولا حول ولا قوة ولكنه بعون الله ونصره ومنه تعالى وفضله فلله المن والطول والفضل العظيم فتبارك الله أحسن الخالقين والحمد لله رب العالمين)
لاشك أن شيخنا الفوزان وفقه الله لا يقصد أن من شروط الجهاد "تكافؤ القوة" ولا "تقاربها" كما قد يُظَن.
قال ربي وربك ورب العلماء والمجاهدين:
((فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252)))
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 03:50]ـ
لكنّ عبارة الشيخ .. لا يحسن عرضها أصلا
لما فيها من إجمال قد ينزّله بعض المرضى
على أحداث غزة ..(/)
يا أهل غزّة: "لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 03:52]ـ
يا أهل غزّة: "لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"
الحمد لله، وبعد:
فقد روى أبو داوود في سننه:
(عَنْ أَسْلَمَ أَبِى عِمْرَانَ قَالَ: غَزَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ نُرِيدُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ وَعَلَى الْجَمَاعَةِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَالرُّومُ مُلْصِقُو ظُهُورِهِمْ بِحَائِطِ الْمَدِينَةِ فَحَمَلَ رَجُلٌ عَلَى الْعَدُوِّ فَقَالَ النَّاسُ: مَهْ مَهْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يُلْقِى بِيَدَيْهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ. فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: إِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِينَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ لَمَّا نَصَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ وَأَظْهَرَ الإِسْلاَمَ قُلْنَا: هَلُمَّ نُقِيمُ فِى أَمْوَالِنَا وَنُصْلِحُهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى (وَأَنْفِقُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) فَالإِلْقَاءُ بِالأَيْدِى إِلَى التَّهْلُكَةِ أَنْ نُقِيمَ فِى أَمْوَالِنَا وَنُصْلِحَهَا وَنَدَعَ الْجِهَادَ.
قَالَ أَبُو عِمْرَانَ: فَلَمْ يَزَلْ أَبُو أَيُّوبَ يُجَاهِدُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى دُفِنَ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ.)
فيا أهل في غزة للأسف قد ألقينا بأنفسنا إلى التهلكة، فلا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 01:45]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيراً.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 01:48]ـ
رضي الله عنك يا شيخ عامر
صاحب هذه الاختيارات لابد أن يكون
شيخا ..
وفقك الله وبارك فيك
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 08:14]ـ
جزاك الله خيرا
الحقيقة كما ذكر الحديث
فقد ألقينا بانفسنا في التهلكة
هاهم يقفون منتصرين أمام
قوة جبارة بنظر البشر خرجت
رغم أنفها تجر أذيال الخسارة
والخيبة
ونحن ألقينا بأنفسنا في التهلكة
نسأل الله أن يعفو عنا
جزاك الله خيرا
لاقيمة لنا إن لم نكن مثلهم
هم شرفنا
هم عزتنا
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 06:47]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[آبومصعب المجآهد]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 04:21]ـ
بورك فيك واختيارات موفقة ..
كتب الله لك اجرها ونفعها ..(/)
تنادي الكريمة مكلومة (قصيدة)
ـ[باخريصة]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 05:01]ـ
تنادي الكريمةُ مكلومةً وقد نيل من عرضها المحصنِ
فلا مستجيبُ ولا ناصرٌ تحرِّكهُ نخوةُ المؤمنِ
تصيح وقد مات فينا الشعورُ وصرنا إلى سكرة المدمن
تصيحُ وقد مات فاروقُنا ووارثُ معتصمٍ قد فني
فعذراً أخيةَ لا ترتجي الإغاثةَ من حاكم ٍأو غني
فهذا يخافُ على عرشهِ وذاك على المالِ والمسكنِ
وسائرنا شُغلوا بالخنا وبالغثِّ من فننا المنتنِ
وكلٌّ يكيدُ لإخوانه وأعداؤه منه في مأمن
لذا فاتركينا ولا تطرحي رجاك علينا ولا تركني
ولوذي بذي العرشِ سبحانه يقيك من الكائد الممعن
وقد فاز من حلَّ من حرزه بإقباله الصادقِ الموقنِ
الأبيات / للشيخ أحمد بن حسن المعلم (حفظه الله)(/)
مذابح اليهود:: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 07:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مذابح اليهود
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1998 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1998)
http://www.rslan.com/images/index/Mathabe7.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1998)
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1998[/ ... ](/)
ابن تيمية: (الزناة واللوطية، وتارك الجهاد، وأهل البدع، وَشَرَبَةُ الخمر، هؤلاء كلهم و
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 11:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وبعد:
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
((وَهَذَا الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ مِنْ النَّفْيِ هُوَ نَوْعٌ مِنْ الْهِجْرَةِ أَيْ هَجْرِهِ وَلَيْسَ هَذَا كَنَفْيِ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا وَلَا هَجْرُهُ كَهَجْرِهِمْ فَإِنَّهُ مَنَعَ النَّاسَ مِنْ مُخَالَطَتِهِمْ وَمُخَاطَبَتِهِمْ حَتَّى أَزْوَاجُهُمْ وَلَمْ يَمْنَعْهُمْ مِنْ مُشَاهَدَةِ النَّاسِ وَحُضُورِ مَجَامِعِهِمْ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا وَهَذَا دُونَ النَّفْيِ الْمَشْرُوعِ فَإِنَّ النَّفْيَ الْمَشْرُوعَ مَجْمُوعٌ مِنْ الْأَمْرَيْنِ وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْآدَمِيِّينَ مُحْتَاجِينَ إلَى مُعَاوَنَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا عَلَى مَصْلَحَةِ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ فَمَنْ كَانَ بِمُخَالَطَتِهِ لِلنَّاسِ لَا يَحْصُلُ مِنْهُ عَوْنٌ عَلَى الدِّينِ بَلْ يُفْسِدُهُمْ وَيَضُرُّهُمْ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ اسْتَحَقَّ الْإِخْرَاجَ مِنْ بَيْنِهِمْ وَذَلِكَ أَنَّهُ مَضَرَّةٌ بِلَا مَصْلَحَةٍ؛ فَإِنَّ مُخَالَطَتَهُ لَهُمْ فِيهَا فَسَادُهُمْ وَفَسَادُ أَوْلَادِهِمْ؛ فَإِنَّ الصَّبِيَّ إذَا رَأَى صَبِيًّا مِثْلَهُ يَفْعَلُ شَيْئًا تَشَبَّهَ بِهِ وَسَارَ بِسِيرَتِهِ مَعَ الْفُسَّاقِ فَإِنَّ الِاجْتِمَاعَ بِالزُّنَاةِ وَاللُّوطِيِّينَ فِيهِ أَعْظَمُ الْفَسَادِ وَالضَّرَرِ عَلَى النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ وَالرِّجَالِ فَيَجِبُ أَنْ يُعَاقَبَ اللُّوطِيُّ وَالزَّانِي بِمَا فِيهِ تَفْرِيقُهُ وَإِبْعَادُهُ. وَجِمَاعُ الْهِجْرَةِ هِيَ هِجْرَةُ السَّيِّئَاتِ وَأَهْلِهَا وَكَذَلِكَ هِجْرَانُ الدُّعَاةِ إلَى الْبِدَعِ وَهِجْرَانُ الْفُسَّاقِ وَهِجْرَانُ مَنْ يُخَالِطُ هَؤُلَاءِ كُلَّهُمْ أَوْ يُعَاوِنُهُمْ وَكَذَلِكَ مَنْ يَتْرُكُ الْجِهَادَ الَّذِي لَا مَصْلَحَةَ لَهُمْ بِدُونِهِ فَإِنَّهُ يُعَاقَبُ بِهَجْرِهِمْ لَهُ لَمَّا لَمْ يُعَاوِنْهُمْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى فَالزُّنَاةُ وَاللُّوطِيَّةُ وَتَارِكُ الْجِهَادِ وَأَهْلُ الْبِدَعِ وشربة الْخَمْرِ هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ وَمُخَالَطَتُهُمْ مُضِرَّةٌ عَلَى دِينِ الْإِسْلَامِ وَلَيْسَ فِيهِمْ مُعَاوَنَةٌ لَا عَلَى بِرٍّ وَلَا تَقْوَى فَمَنْ لَمْ يَهْجُرْهُمْ كَانَ تَارِكًا لِلْمَأْمُورِ فَاعِلًا لِلْمَحْظُورِ فَهَذَا تَرْكُ الْمَأْمُورِ مِنْ الِاجْتِمَاعِ وَذَلِكَ فِعْلُ الْمَحْظُورِ مِنْهُ فَعُوقِبَ كُلٌّ مِنْهَا بِمَا يُنَاسِبُ جُرْمَهُ فَإِنَّ الْعُقُوبَةَ إنَّمَا تَكُونُ عَلَى تَرْكِ مَأْمُورٍ أَوْ فِعْلِ مَحْظُورٍ كَمَا قَالَ الْفُقَهَاءُ: إنَّمَا يَشْرَعُ التَّعْزِيرُ فِي مَعْصِيَةٍ لَيْسَ فِيهَا حَدٌّ فَإِنْ كَانَ فِيهَا كَفَّارَةٌ فَعَلَى قَوْلَيْنِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ. قَالَ: وَمَا جَاءَتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ مِنْ الْمَأْمُورَاتِ وَالْعُقُوبَاتِ وَالْكَفَّارَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يَفْعَلُ مِنْهُ بِحَسَبِ الِاسْتِطَاعَةِ فَإِذَا لَمْ يَقْدِرْ الْمُسْلِمُ عَلَى جِهَادِ جَمِيعِ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّهُ يُجَاهِدُ مَنْ يَقْدِرُ عَلَى جِهَادِهِ وَكَذَلِكَ إذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى عُقُوبَةِ جَمِيعِ الْمُعْتَدِينَ فَإِنَّهُ يُعَاقِبُ مَنْ يَقْدِرُ عَلَى عُقُوبَتِهِ فَإِذَا لَمْ يُمْكِنْ النَّفْيُ وَالْحَبْسُ عَنْ جَمِيعِ النَّاسِ كَانَ النَّفْيُ وَالْحَبْسُ عَلَى حَسَبِ الْقُدْرَةِ مِثْلَ أَنْ يُحْبَسَ بِدَارِ لَا يُبَاشِرُ إلَّا أَهْلَهَا لَا يَخْرُجُ مِنْهَا أَوْ أَنْ لَا يُبَاشِرَ إلَّا شَخْصًا أَوْ شَخْصَيْنِ فَهَذَا هُوَ الْمُمْكِنُ؛ فَيَكُونُ هُوَ الْمَأْمُورُ بِهِ وَإِنْ أَمْكَنَ أَنْ يُجْعَلَ فِي مَكَانٍ قَدْ قَلَّ فِيهِ الْقَبِيحُ وَلَا يُعْدَمُ بِالْكُلِّيَّةِ كَانَ ذَلِكَ هُوَ الْمَأْمُورُ بِهِ فَإِنَّ الشَّرِيعَةَ جَاءَتْ بِتَحْصِيلِ الْمَصَالِحِ وَتَكْمِيلِهَا وَتَعْطِيلِ الْمَفَاسِدِ وَتَقْلِيلِهَا فَالْقَلِيلُ مِنْ الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِهِ وَدَفْعُ بَعْضِ الشَّرِّ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِهِ كُلِّهِ))
الفتاوى 15/ 312
اللهم اعفُ عنّا واغفر لنا
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 11:26]ـ
جزاك الله خير أخي الحبيب على هذه الفائدة الرائعة .. ورحم الله شيخ الإسلام رحمة واسعة.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 01:17]ـ
الله أكبر ولله العزة
أحسنت صنعا في سوْق هذا
المقطع من كلام هذا الإمام
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 08:25]ـ
هجر (المبتدع والعاصي) منوطٌ بالمصلحة الشَّرعيَّة، لا على إطلاقه:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=213
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 08:48]ـ
هجر (المبتدع والعاصي) منوطٌ بالمصلحة الشَّرعيَّة، لا على إطلاقه:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=213
نعم سيدي!
بل إن الزمان بشدة الغفلة فيه قد أفرز أحكاما كثيرة خاصة غريبة؟!
فهل من أحد يستفرغ الوسع في تبين ملامح " فقه آخر الزمان " هذا؟!؟
و أنا بضعفي له من المعينين!؟:)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 08:50]ـ
/// سأجيبك أن قمت بتبيين كلامك .. وأكون لك من المعينيين.
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 09:07]ـ
تكرم عينك يا سيدي ..
قصدي أن اختلاف الزمان الشديد عن ذي قبل قد جعل اختلاف الأحكام شديدا كذلك إلى درجة الغرابة ...
يعني مثلا " يصبح مؤمنا و يمسي كافرا " يجعلك تحذر كثيرا و تفكر كثيرا و تتصرف تصرفا مغايرا كثيرا حتى تتعامل مع صاحب هذا الشأن!؟!
ألم يقل سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم " تجعل الحليم حيران "!!؟!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 01:53]ـ
نعم سيدي!
بل إن الزمان بشدة الغفلة فيه قد أفرز أحكاما كثيرة خاصة غريبة؟!
فهل من أحد يستفرغ الوسع في تبين ملامح " فقه آخر الزمان " هذا؟!؟
و أنا بضعفي له من المعينين!؟:)
/// سأجيبك أن قمت بتبيين كلامك .. وأكون لك من المعينيين.
تكرم عينك يا سيدي ..
قصدي أن اختلاف الزمان الشديد عن ذي قبل قد جعل اختلاف الأحكام شديدا كذلك إلى درجة الغرابة ...
يعني مثلا " يصبح مؤمنا و يمسي كافرا " يجعلك تحذر كثيرا و تفكر كثيرا و تتصرف تصرفا مغايرا كثيرا حتى تتعامل مع صاحب هذا الشأن!؟!
ألم يقل سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم " تجعل الحليم حيران "!!؟!!
ها قد بينت لكم أستاذنا الكريم .... من زمااااااان!!:)
فكن صاحب ذلك الفقه و كن مؤلف ذلك الكتاب! أرجوكم فأنتم لها بإذن الله.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 07:00]ـ
محاولة التفصيل في مثل هذا الكلام النفيس:يفسده
والله أعلم
ـ[أبو فهد السمراني]ــــــــ[03 - Jun-2009, صباحاً 08:42]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الكريم عامر بهجت
ورحم الله شيخ الاسلام ابن تيمية
ـ[سلام الهروي]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 03:15]ـ
سمعت ان الشيخ محمد حسان قال لا يصح ان نقول اللوطية لان فيها تجريح لسيدنا لوط عليه السلام ونما نقول عامل عمل قوم لوط لان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال لوطي ابدا بل قال من عمل عمل قوم لوط وجزاكم الله خيرا(/)
منهج تسير عليه في حياتك
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[19 - Jan-2009, صباحاً 03:31]ـ
منهج تسير عليه في حياتك
محمد بن صالح العثيمين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلقه أجمعين، وبعد:
من محمد بن صالح العثيمين إلى الابن / ........................... حفظه الله تعالى
فقد سألتني بارك الله فيك أن أضع لك منهجاً تسير عليه في حياتك، وإني لأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لما فيه الهدى والرشاد والصواب والسداد، وأن يجعلنا هداة مهتدين صالحين مصلحين، فأقول:
أولاً: مع الله عز وجل:
1 - احرص على أن تكون دائماً مع الله عز وجل، مستحضراً عظمته، متفكراً في آياته الكونية، مثل خلق السماوات والأرض، وما أودع فيهما من بالغ حكمته وباهر قدرته وعظيم رحمته ومنته، وآياته الشرعية التي بعث بها رسله، ولا سيما خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.
2 - أن يكون لبك مملوءاً بمحبة الله تعالى لما يغذوك به من النعم، ويدفع عنك من النقم، ولا سيما نعمة الإسلام والاستقامة عليه حتى يكون أحب شيء إليك.
3 - أن يكون قلبك مملوءاً بتعظيم الله عز وجل، حتى يكون في نفسك أعظم شيء. وباجتماع محبة الله تعالى وتعظيمه في قلبك تستقيم على طاعته قائماً بما أمر به لمحبتك إياه تاركاً لما نهى عنه لتعظيمك له.
4 - أن تكون مخلصاً له جل وعلا في عبادتك متوكلاً عليه في جميع أحوالك لتحقق بذلك مقام {إياك نعبد وإياك نستعين}، وتستحضر بقلبك أنك إنما تقوم بما أمر امتثالاً لأمره وتترك ما نهى عنه امتثالاً لنهيه، فإنك بذلك تجد للعبادة طعماً لا تدركه مع الغفلة، وتجد في الأمور عوناً لا يحصل مع الاعتماد على نفسك.
ثانياً: مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
1 - أن تقدم محبته على محبة كل مخلوق، وهديه وسنته على كل هدي وسنة.
2 - أن تتخذه إماماً لك في عباداتك وأخلاقك، بحيث تستحضر عند فعل العبادة أنك متبع له، وكأنه أمامك تترسم خطاه وتنهج نهجه، وكذلك في مخالفة الناس أنك متخلق بأخلاقه التي قال الله له عنها: {وإنك لعلى خلق عظيم}، ومتى التزمت بهذا فستكون حريصاً غاية الحرص على العلم بشريعته وأخلاقه.
3 - أن تكون داعياً لسنته، ناصراً لها، مدافعاً عنها، فإن الله تعالى سينصرك بقدر نصرك لشريعته.
ثالثاً: عملك اليومي غير المفروضات:
1 - إذا قمت من الليل فاذكر الله تعالى، وادع بما شئت، فإن الدعاء في هذا الموطن حري بالإجابة، واقرأ قول الله تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض} حتى تختم سورة آل عمران، وهي عشر آيات.
2 - صلّ ما كتب لك في آخر الليل، واختم صلاتك بالوتر.
3 - حافظ على ما تيسر لك من أذكار الصباح والمساء.
4 - قل مائة مرة: «لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير».
5 - صل ركعتي الضحى.
رابعاً: طريقة طلب العلم:
1 - احرص على حفظ كتاب الله تعالى، واجعل لك كل يوم شيئاً معيناً تحافظ على قراءته، ولتكن قراءتك بتدبر وتفهم، وإذا عنَّت لك فائدة أثناء القراءة فقيدها.
2 - احرص على حفظ ما تيسر من صحيح سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك حفظ عمدة الأحكام.
3 - احرص على التركيز والثبات بحيث لا تأخذ العلم نتفاً من هذا شيء ومن هذا شيء، لأن هذا يضيع وقتك ويشتت ذهنك.
4 - ابدأ بصغار الكتب وتأملها جيداً، ثم انتقل إلى ما فوقها، حتى تحصل على العلم شيئاً فشيئاً، على وجه يرسخ في قلبك، وتطمئن إليه نفسك.
5 - احرص على معرفة أصول المسائل وقواعدها، وقيد كل شيء يمر بك من هذا القبيل، فقد قيل: (من حرم الأصول حرم الوصول).
6 - ناقش المسائل مع شيخك أو من تثق به علماً وديناً من أقرانك، ولو بأن تقدر في ذهنك أحداً يناقشك فيها إذا لم تمكن المناقشة مع من سمينا.
هذا، وأسأل الله تعالى أن يعلمك ما ينفعك، وينفعك بما علمك، ويزيدك علماً، ويجعلك من عباده الصالحين وحزبه المفلحين ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[19 - Jan-2009, صباحاً 09:32]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[19 - Jan-2009, صباحاً 10:06]ـ
جزاك الله خيرا
لو جعلت العنوان " منهج تسير عليه في حياتك" للإمام محمد بن صالح العثيمين, لكان افضل!
على العموم, وفقك الله وشكرا على الفائدة الطيبة,
و حبذا لو يفطن لذلك المشرف ويغير العنوان, لان ذكر اسم الشيخ يكثر المشاهدون وادعى لقراءة هذا الكلام الطيب.
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 08:34]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الحافظة]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 11:22]ـ
بارك الله فيكم وزادكم من فضله ... على هذا الموضوع المهم جدا والقيم ..(/)
تعقب الحافظ ابن رجب لشيخ الإسلام ابن تيمية في كشف الفخذ في الصلاة
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[19 - Jan-2009, صباحاً 09:12]ـ
قال شيخ الإسلام - رحمه الله - (الفتاوى - 22 - 116) (وأما صلاة الرجل بادي الفخذين، مع القدرة على الأزار، فهذا لا يجوز، ولا ينبغي أن يكون فيه خلاف، ومن بنى ذلك على الروايتين في العورة، كما فعل طائفة فقد غلطوا، ولم يقل أحمد ولا غيره: أن المصلي يصلي على هذه الحال. كيف وأحمد يأمره بستر المنكبين فكيف يبيح له كشف الفخذ؟!)
قال الحافظ ابن رجب في (شر البخاري 2 - 412 - الغرباء) (فأما الصلاة فمن متأخري أصحابنا من أنكر أن يكون في صحة الصلاة مع كشفها عن أحمد فيها خلاف، قال: لأن أحمد لا تصح الصلاة مع كشف المنكب، فالفخذ أولى، وقال لا ينبغي أن يكون في هذا خلاف، فإن الصلاة المأمور فيها بأخذ الزينة ( ... ) يكتفي فيها بستر العورة.
والمنصوص عن أحمد يخالف هذا.
قال مهنا سألت أحمد عن رجل صلى في ثوب ليس بصفيق؟ قال: إن بدت عورته يعيد، وإن كان الفخذ فلا. قلتُ لأحمد ما العورة: قال الفرج والدبر.)
وقد حكى ابن بطال الإجماع على من أن من صلى منكشف الفخذ لا إعادة عليه، قال ابن الملقن في شرحه على البخاري (5 - 325) (مراده على مذهبه) وقال ابن رجب في (الفتح) ونسب الإجماع للمهلب (2 - 371) وقد حكى المهلب بن أبي صفرة المالكي في (شرح البخاري) الإجماع على أن من صلى مكشوف الفخذ لا يعيد صلاته. وهو خطأ)
تنبيه: محقق شرح ابن بطال وهم في هذا الموضع فأثبت من أحد النسخ خلاف الأصل الذي عنده وخلاف المنقول عن ابطال وهو (2 - 34) (واختلفوا في من صلى منكشف الفخذ) وقال المحقق في الحاشية (وفي الأصل و أجمعوا أن من صلى منكشف الفخذ لا إعادة عليه، وهو غير مستقيم المعنى)
والله المستعان.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[19 - Jan-2009, صباحاً 09:51]ـ
جزاك الله خيرا
يوجدكلام لشيخ الاسلام في مجموع الفتاوى (21/ 172) في مسألة شروط المسح على الخفين, نفى فيه-رحمه الله- نسبة القول للامام احمد في اشتراطه " ان يكون الخف يثبت بنفسه ... " ,حيث قال: (وهذا الشرط لا اصل له في كلام احمد ... ).
فهل وجد من استدرك عليه؟
_هذا الاستدراك ذكره محقق كتاب شرح العمدة لشيخ الاسلام الدكتور سعود العطيشان, صفحة251, في الحاشية.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 12:13]ـ
وياك
الذي في الإنصاف أنه رواية منصوصة عن أحمد. قال المرداوي: (1 - 406 - التركي) (تنبيه مفهوم قوله: ويثبت بنفسه أنه إذا كان لا يثبت إلا بشده لا يجوز المسح عليه، وهو المذهب في الجملة، ونص عليه، وعليه الجمهور)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 01:30]ـ
جزاك الله خيرا يا حنبلي, ووفقك الى ما يحب ويرضى. (ابتسامة).
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 05:12]ـ
وياكم أخي الفاضل ونفع بكم(/)
معالم في خطبة الإستسقاء
ـ[باخريصة]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 12:44]ـ
?
معالم في خطبة الإستسقاء
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى اله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فإن من أجمل المواطن و أعظم الفرص للداعية إلى الله تعالى المواطن التي تنكسر فيها قلوب المدعوين وتلين أفئدتهم وتنشرح صدورهم للتقّبل والتأثر فإن للقلوب إقبالا ولها إدبارا فاغتنموها عند إقبالها ودعوها عند إدبارها.
ومن هذه المواطن التي تلين فيها القلوب وتتأثر فيها النفوس وتترقرق فيها العيون صلاة الإستسقاء وما يلحق بها من الخطبة والإنكسار والدعاء وفي هذه المقالة المتواضعة أريد تسليط الأضواء على خطبة الإستسقاء والمعالم التي ينبغي للخطيب والداعية إلى الله تعالى التركيز عليها حتى تؤتي الخطبة ثمارها وتحقق مطلوبها والله وحده المستعان.
المعلم الأول:_ اختيار الرجل الصالح المشهور بالعلم والخشية للخطبة والصلاة
وليس معنى هذا تعلق القلب بشخصه أو الإعتماد عليه فإن هذا والعياذ بالله من الشرك المجلب للسخط المانع للإجابة ولكنه من باب (من أحق بالإمامة) كما يقول الفقهاء والمحدثون.
روى ابن عساكر بسند صحيح أن الضحاك بن قيس خرج يستسقي بالناس فقال ليزيد بن الأسود: قم يا بكاء (زاد في رواية: فما دعا إلا ثلاثا حتى أمطروا مطرا كادوا يغرقون منه) () وقد روت لنا الأحاديث والآثار قصة عاد عندما قحطت فبعثت وافدا منهم ليدعوا الله تعالى لهم ولكنهم لم يحسنوا الإختيار فاختاروا رجلا سيئا نزل ضيفا عند رجل يقال له (بكر بن معاوية) فمكث عنده شهرا كاملا يشرب الخمر وتغني له المغنيات فَلَمَّا مَضَى الشَّهْرُ خَرَجَ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي لَمْ آتِكَ لِمَرِيضٍ فَأُدَاوِيَهُ وَلَا لِأَسِيرٍ فَأُفَادِيَهُ اللَّهُمَّ اسْقِ عَادًا مَا كُنْتَ تَسْقِيهِ فَرُفِعَ لَهُ سَحَابَاتٌ فَقِيلَ لَهُ اخْتَرْ إِحْدَاهُنَّ فَاخْتَارَ السَّوْدَاءَ مِنْهُنَّ فَقِيلَ لَهُ خُذْهَا رَمَادًا رِمْدِدًا لَا تَذَرُ مِنْ عَادٍ أَحَدًا ().
قال محمد بن عبد الله بن موسى السعدي: كنا في مجلس أحمد بن حرب لما قدم من بخارى، فاجتمع عليه العامة من أهل المدينة والقرى، فقالوا كلهم: يا أبا عبد الله، أدع لنا، فإن زرعنا وأرضنا لم ينبت منذ عامين، أو قال: عام. فرفع يديه ودعا، فما فرغ حتى طلعت سحابة، وكانت الشمس طالعة، فمطرنا مطراً لم نر مثله، فجئنا مشمرين أثوابنا من شدة المطر ().
وقال ابن منظور رحمه الله خرج معاوية يستسقي فجعل يقول: قم يا فلان، قم يا فلان. فقيل له: إن في قرية كذا رجلاً مجاب الدعوة. فأرسل إليه فأتى على حماره وهو مسمط إداوةً له لئلا تأتي عليه حالة إلا وهو فيها متوضئ. فقال له معاوية: أردنا أن تستسقي لنا. فاستعفاه فلم يعفه، فأتى إداوته فأحدث وضوءاً وصلى ركعتين، واستسقى وعزم على ربه فقال: ارفعوا أيديكم. فما فرق بينهم إلا المطر حيث يصلي حتى جرى الماء من تحته. فأتاه أهل قريته فاحتملوه. فقال: اللهم، إن معاوية أقامني مقام سمعة ورياء، فاقبضني إليك. فقبض قبل الجمعة ().
وذكر ابن النجار البغدادي في ترجمة عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن الحصين الدسكري الشافعي وكان محموداً في ولايته مفضلاً على أهل العلم، مقبلاً على من يرد منهم من الغرباء. حج وأنفق بالحرمين مالاً صالحاً على المجاورين. وحكي أن الحجاج عطشوا فسألوه أن يستسقي لهم فتقدم وقال: اللهم إنك تعلم أن هذا بدن لم يعصك قط في لذة!، ثم استسقى فسقي الناس ().
قال عبد الملك بن عمير: كان أبو مسلم الخولاني إذا استسقى سقي) ()
المعلم الثاني:_ تهيئة الأجواء للصلاة
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (وبلغنا عن بعض الأئمة أنه كان إذا أراد أن يستسقى أمر الناس فصاموا ثلاثة أيام متتابعة وتقربوا إلى الله عزوجل بما استطاعوا من خير ثم خرج في اليوم الرابع فاستسقى بهم وأنا أحب ذلك لهم وآمرهم أن يخرجوا في اليوم الرابع صياما من غير أن أوجب ذلك عليهم ولا على إمامهم ولا أرى بأسا أن يأمرهم بالخروج ويخرج قبل أن يتقدم إليهم في الصوم وأولى ما يتقربون إلى الله أداء ما يلزمهم من مظلمة في دم أو مال أو عوض ثم صلح المشاجر والمهاجر ثم يتطوعون بصدقة وصلاة وذكر وغيره من البر وأحب كلما أراد الإمام العودة إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الاستسقاء أن يأمر أن يصوموا قبل عودته إليه ثلاثا.) ()
يقول الإمام السخاوي رحمه الله وهو يتحدث عن رسائل الإمام النووي ومناصحته لحكام عصره (ولما وصلت الرسالة لولّي الأمر " وفّقه الله تعالى " أمر محتسب البلد فنادى ساعته في الناس بصيام ثلاثة أيام، أولها يوم الاثنين، الثاني عشر من جمادى الأولى المذكور، وبالصدقة والمعروف ومصالحة الأعداء، وغير ذلك مما هو من آداب الاستسقاء. ثم خرج ولّي والناس يوم الخميس، الخامس عشر من الشهر المذكور، واستسقوا، ثم سقوا بعد ذلك بتسعة أيام سقيا عامة، وترادفت أمطار كثيرة، بعد أن حصل لكثير من الناس قنوط. فلله الحمد على نعمه والتوفيق لإظهار شعائر دينه، ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم، والاعتناء بسنّته، ومسارعة المسلمين إليها.
وكتب وليّ الأمر إلى نوابه في البلدان يأمرهم بالاستسقاء في اليوم الذي يستسقي في أهل دمشق، فامتثلوا أمره في ذلك، فسقوا كلهم في بلدانهم في الوقت المذكور، ثم وقعت في البلدان ثلوج كثيرة لم ير في تلك السنين مثلها) ().
المعلم الثالث:_ الإكثار من تعظيم الله وإجلاله جل جلاله سبحانه وتعالى
أخرج الإمام أبو داود بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت شكى الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه قالت عائشة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر صلى الله عليه وسلم وحمد الله عز وجل ثم قال إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله فلم يأت مسجده حتى سألت السيول فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه فقال أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله ().
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا) أي أمطرنا هذه الأرض دون هذه وسقنا السحاب يمر على الأرض ويتعداها ويتجاوزها إلى الأرض الأخرى فيمطرها ويكفيها ويجعلها غدقا والتي وراءها لم ينزل فيها قطرة من ماء وله في ذلك الحجة البالغة والحكمة القاطعة، قال ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم ليس عام بأكثر مطرا من عام ولكن الله يصرفه كيف يشاء ثم قرأ هذه الآية: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورًا) ().
وذكر رحمه الله تعالى قصة جميلة تدل على أثر تعظيم الله وإجلاله في الخطبة وتذكير الناس بذلك فقال (وقد استسقى موسى بن نصير بالناس في سنة ثلاث وتسعين حين أقحطوا بأفريقية، فأمرهم بصيام ثلاثة أيام قبل الاستسقاء، ثم خرج بين الناس وميز أهل الذمة عن المسلمين، وفرق بين البهائم وأولادها، ثم أمر بارتفاع الضجيج والبكاء، وهو يدعو الله تعالى حتى انتصف النهار، ثم نزل فقيل له: ألا دعوت لأمير المؤمنين؟ فقال: هذا موطن لا يذكر فيه إلا الله عزوجل، فسقاهم عزوجل لما قال ذلك () وفي رواية أخرى قال (فلما أراد أن ينزل عن المنبر قيل له: ألا تدعو لأمير المؤمنين؟ قال: ليس هذا الموضع موضع ذاك، فلما قال هذه المقالة أرسل الله عليهم الغيث فأمطروا مطرا غزيرا وحسن حالهم، وأخصبت بلادهم. ().
ومن عجيب ما ذكر قصة الإمام علي بن عيسى بن داود بن الجراح وكان ثقة نبيلا فاضلا عفيفا، كثير التلاوة والصيام والصلاة، يحب أهل العلم ويكثر مجالستهم، وكان من أكبر القائمين على الحلاج أنه طاف بالبيت وبالصفا والمروة في حر شديد، ثم جاء إلى منزله فألقى نفسه وقال: أشتهي على الله شربة ثلج. فقال له بعض أصحابه: هذا لا يتهيأ ههنا. فقال: أعرف ولكن سيأتي به الله إذا شاء، وأصبر إلى المساء.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما كان في أثناء النهار جاءت سحابة فأمطرت وسقط منا برد شديد كثير فجمع له صاحبه من ذلك البرد شيئا كثيرا وخبأه له، وكان الوزير صائما، فلما أمسى جاء به، فلما جاء المسجد أقبل إليه صاحبه بأنواع الاشربة وكلها بثلج، فجعل الوزير يسقيه لمن حواليه من الصوفية والمجاورين، ولم يشرب هو منه شيئا فلما رجع إلى المنزل جئته بشئ من ذلك الشراب كنا خبأناه له وأقسمت عليه ليشربنه فشربه بعد جهد جهيد، وقال أشتهي لو كنت تمنيت المغفرة. () والشاهد هو قوة يقينه بالله وتعظيمه له في قوله (سيأتي به الله إذا شاء)
المعلم الرابع: _ الإكثار من التضرع والدعاء وقرع أبواب السماء
روى الأئمة، عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني - رضي الله تعالى عنه - قال: (خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المصلى يستسقي فدعا فأطال الدعاء، وأكثر المسألة، واستسقى ثم استقبل القبلة، ثم قلب رداءه، وجعل إلى الناس ظهره، يدعو) وفي لفظ: (عليه خميصة سوداء، فأراد أن يأخذ بأسفلها فيجعله أعلاها فثقلت عليه، فقلبها عليه الأيمن على الأيسر، والأيسر على الأيمن) ().
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَسْقَى حَتَّى رَأَيْتُ أَوْ رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ ().
و عن أنس بن مالك رض الله عنه: «أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ثم قال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله تعالى يغيثنا، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال:» اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا «، قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب، ولا قزعة، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، قال أنس: لا والله ما رأينا الشمس سبتا، قال: ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبله قائما فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها عنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال:» اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام، والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر «، فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس». ().
و أخرج ابن أبي شيبه وأحمد في الزهد وابن أبي حاتم عن أبي الصديق الناجي قال: خرج سليمان بن داود يستسقي بالناس، فمر بنملة مستلقية على قفاها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول: اللهم إنا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن رزقك، فاما أن تسقينا، وإما أن تهلكنا فقال سليمان للناس: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم ().
وأخرج الإمام الحاكم بسنده عن إسماعيل بن ربيعة ال: سمعت أبي يحدث، عن أبيه إسحاق بن عبد الله، أن الوليد أرسله إلى ابن عباس، فقال: يا ابن أخي كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء (1) يوم استسقى بالناس، فقال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متخشعا، متذللا، متبذلا، فصنع فيه كما يصنع في الفطر والأضحى» ()
ساق الدولابي رحمه الله بسنده عن أنس، قال «بينا نحن عند أنس قعود إذ دخل صاحب الصهريج فقال يا أبا حمزة ذهب ماء الصهريج ليس فيه شيء قال ويحك ما تقول، قال: هو ما أقول لك، قال: إنا لله، ثم جثا على ركبتيه ورفع يديه قال وهو زمن الصيف قال:» اللهم اسقنا، اللهم ارحمني «وغمز بعضنا بعضا يقول: يستسقي في الصيف فدعا ساعة ثم قال: انظروا هل ترون شيئا قبل العين؟ قلنا: لا، قال: ما شاء الله، ثم رفع يديه فدعا مثل ما دعا ثم قال: هل ترون شيئا؟ قلنا: لا، قال: ما شاء الله، ثم رفع يديه فدعا ساعة، ثم قال: انظروا هل ترون من شيء قبل العين؟ فنظرنا فإذا سحابة من قبل العين قد ارتفعت مثل الترس فارتفعت حتى كانت على رؤسنا فأرعدت وأبرقت ثم أرسلت حتى امتلأ الصهريج فقال: انظروا أين بلغت، فنظرنا فإذا هي حوالينا لم تعدنا» ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر ابن كثير رحمه الله من أخبار القاضي منذر البلوطي رحمة الله تعالى عليه أنه أمره الملك أن يستسقي للناس، فلما جاءته الرسالة مع البريد قال للرسول: كيف تركت الملك؟ فقال تركته أخشع ما يكون وأكثره دعاء وتضرعا.
فقال القاضي: سقيم والله، إذا خشع جبار الارض رحم جبار السماء.
ثم قال لغلامه: ناد في الناس الصلاة. فجاء الناس إلى محل الاستسقاء وجاء القاضي منذر فصعد المنبر والناس ينظرون إليه ويسمعون ما يقول، فلما أقبل عليهم كان أول ما خاطبهم به قال: (سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم) [الانعام: 54] ثم أعادها مرارا فأخذ الناس في البكاء والنحيب والتوبة والانابة، فلم يزالوا كذلك حتى سقوا ورجعوا يخوضون الماء. ().
المعلم الخامس:_ الإكثار من الاستغفار في الخطبة
يقول الله تعالى في كتابه الكريم فَقُلتُ استَغفِرُوا رَبَّكُم إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا قال الإمام البغوي رحمه الله وذلك أن قوم نوح لما كذبوه زمانًا طويلا حبس الله عنهم المطر وأعقم أرحام نسائهم أربعين سنة، فهلكت أموالهم ومواشيهم، فقال لهم نوح: استغفروا ربكم من الشرك، أي استدعوا المغفرة بالتوحيد، يرسل السماء عليكم مدرارا.) (). وقال الإمام القرطبي رحمه الله (في هذه الآية والتي في " هود " () دليل على أن الاستغفار يستنزل به الرزق والأمطار. ().
وروى مطرف عن الشعبي أن عمر رضي الله تعالى عنه خرج يستسقي بالناس، فلم يزد على الاستغفار حتى رجع، فقيل له: ما سمعناك استسقيت؟ فقال. طلبت الغيث [بمجاديح] السماء التي يستنزل بها المطر، ثم قرأ: "استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا" ().
وقال الأوزاعي رحمه الله: خرج الناس يستسقون، فقام فيهم بلال بن سعد فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: اللهم إنا سمعناك تقول: " ما على المحسنين من سبيل " التوبة: 91] وقد أقررنا بالإساءة، فهل تكون مغفرتك إلا لمثلنا؟! اللهم اغفر لنا وأرحمنا واسقنا! فرفع يديه ورفعوا أيديهم فسقوا. ()
وقال ابن صبيح: شكا رجل إلى الحسن الجدوبة فقال له: استغفر الله.
وشكا آخر إليه الفقر فقال له: استغفر الله.
وقال له آخر.
ادع الله أن يرزقني ولدا، فقال له: استغفر الله.
وشكا إليه آخر جفاف بستانه، فقال له: استغفر الله.
فقلنا له في ذلك؟ فقال: ما قلت من عندي شيئا، إن الله تعالى يقول في سورة " نوح ": " استغفروا ربكم إنه كان غفارا.
يرسل السماء عليكم مدرارا. ().
قال ابن عساكر رحمه الله في تاريخ دمشق (استسقى عمر بن الخطاب لما وقف على المنبر أخذ في الاستغفار فقلت ما تراه يعمد لحاجته ثم قال في آخر كلامه اللهم إني قد عجزت عنهم وما عندك أوسع لهم وأخذ بيد العباس فقال وهذا عم نبيك نحن نتوسل به إليك فلما أراد عمر أن ينزل قلب رداءه ثم نزل فتراءى الناس طرة في مغرب الشمس فقالوا ما هذا قال وما رأينا قبل ذلك من قزعة سحاب أربع سنين قال ثم سمعنا الرعد ثم انتشرت ثم أمطرت فكان المطر يقلدنا في كل خمس عشرة قلد الزرع حتى رأيت الأرنبة خارجة من حقاق العرفط تأكلها صغرى الإبل ().
المعلم السادس:_ التحذير الشديد من المعاصي والذنوب
لأن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه قال الحسن البصري: هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد، قال الله تعالى في سورة الحج: (وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) ()
يقول الشيخ عبد الله بن جار الله آل جار الله (وتنتشر السحب في السماء حتى تسد الأفق وتنجلي وما أمطرت ... إن في ذلك إعلام من الله للمسلمين أن يراجعوا أنفسهم ويتفقدوا أعمالهم ويصلحوا ما فسد منها لأن تأخير نزول الغيث لمانع قائم.) () ويقول رحمه الله (ومن المؤسف أن الناس لم يفكروا في الموانع ولم يجددوا توبة نصوحا ويغيروا بعض أحوالهم حيث أنعم الله عليهم وفتح عليهم خزائن الأرض وجلبت إليهم خيرات الدنيا من أقصاها إلى أقصاها فاغتر بذلك الكثير من أهل هذا الزمان ورأوا أن صلاة الاستسقاء ليست ذات أهمية عند من أمن معيشته حسب لغة أهل هذا الزمان بعائد وظيفته أو ربح تجارته) ().
(يُتْبَعُ)
(/)
روى الكلبيّ عن أبي صالح أن العباس قال: يوم استسقى عمر رضي اللّه عنه: " اللهم إنه لم ينزلْ بلاء إلا بذنب، ولا يُكشَف إلا بتوبةٍ، وقد توجّه بي القوم إليك لمكاني من نبيّك وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا بالتوبة، فاسقنا الغيث،. فأرخت السماءُ شابيب مثلَ الجبال بديمةٍ مُطبِقَةٍ ().
كان كان الحسن رحمه الله إذا رأى السحاب قال: «في هذا والله رزقكم، ولكنكم تحرمونه بخطاياكم وذنوبكم» ()
قِيلَ: إنَّ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اسْتَسْقَى لِقَوْمِهِ فَلَمْ يُسْقُوا فَقَالَ: يَا رَبِّ بِأَيِّ شَيْءٍ مَنَعْتَنَا الْغَيْثَ؟ فَقَالَ: يَا مُوسَى إنَّ فِيكُمْ رَجُلًا عَاصِيًا قَدْ بَارَزَنِي أَرْبَعِينَ سَنَةً.
فَطَلَعَ مُوسَى عَلَى تَلٍّ عَالٍ وَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: أَيُّهَا الْعَاصِي قَدْ مُنِعْنَا الْغَيْثَ بِسَبَبِك فَاخْرُجْ، فَنَظَرَ الْعَاصِي يَمِينًا وَشِمَالًا فَلَمْ يَرَ أَحَدًا خَرَجَ فَعَلِمَ أَنَّهُ الْمَطْلُوبُ، فَقَالَ فِي نَفْسِهِ: إنْ خَرَجْت افْتَضَحْت وَإِنْ قَعَدْت مُنِعُوا مِنْ أَجْلِي، إلَهِي قَدْ تُبْت إلَيْك فَاقْبَلْنِي، فَأَرْسَلَ اللَّهُ إلَيْهِمْ الْغَيْثَ وَسُقُوا حَتَّى رَوُوا.
فَتَعَجَّبَ مُوسَى فَقَالَ: يَا رَبِّ سَقَيْتَنَا وَلَمْ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْ بَيْنِنَا؟ فَقَالَ: يَا مُوسَى الَّذِي مَنَعْتُكُمْ بِهِ قَدْ تَابَ إلَيَّ وَرَجَعَ.
فَقَالَ: يَا رَبِّ دُلَّنِي عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا مُوسَى أَنْهَاكُمْ عَنْ النَّمِيمَةِ وَأَكُونُ نَمَّامًا؟ ا ذَكَرَهُ الْبِرْمَاوِيُّ ()
المعلم السابع: - الدعوة للتفاؤل
يقول الله تعال وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ () قال ابن كثير رحمه الله أي: من بعد إياس الناس من نزول المطر، ينزله عليهم في وقت حاجتهم وفقرهم إليه، كقوله: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنزلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ} [الروم:49].
وقوله: {وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} أي: يعم بها الوجود على أهل ذلك القُطْر وتلك الناحية ()
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ () قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى وَاخْتُلِفَ فِي حِكْمَة هَذَا التَّحْوِيل: فَجَزَمَ الْمُهَلَّب بِأَنَّهُ لِلتَّفَاؤُلِ بِتَحْوِيلِ الْحَال عَمَّا هِيَ عَلَيْهِ ... () وقال الإمام النووي رحمه الله وَالتَّحْوِيل شُرِعَ تَفَاؤُلًا بِتَغَيُّرِ الْحَال مِنْ الْقَحْط إِلَى نُزُول الْغَيْث وَالْخِصْب، وَمِنْ ضِيق الْحَال إِلَى سَعَته ().
يقول ? " عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غِيَره؛ ينظر إليكم أزلين قنطين، فيظل يضحك؛ يعلم أن فرجكم قريب " ()
فإذا تأخر الغيث عن العباد مع فقرهم وشدة حاجتهم استولى عليهم اليأس والقنوط، وصار نظرهم قاصرًا على الأسباب الظاهرة، وحسبوا أن لا يكون وراءها فرج من القريب المجيب، فيعجب الله منهم، وهذا محل عجب، كيف يقنطون ورحمته وسعت كل شيء، والأسباب لحصولها قد توفرت، فإن حاجة العباد وضرورتهم من الأسباب لرحمته والدعاء لحصول الغيث، والرجاء لله من الأسباب، ووقوع الغيث بعد امتناعه مدة طويلة وحصول الضرورة يعجب أن يكون الفضل لله وإحسانه موقع كبير وأثر عجيب، كما قال تعالى: {فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ} الآيات. والله تعالى قدر من ألطافه وعوائده الجميلة أن الفرج مع الكرب، وأن اليسر مع العسر، وأن الضرورة لا تدوم، فإن حصل مع ذلك قوة التجاء وشدة طمع بفضل الله ودعاء فتح الله عليهم من خزائن جوده ما لا يخطر بالبال ().
(يُتْبَعُ)
(/)
فلابد للخطيب الناجح أن يزرع الأمل والتفاؤل في نفوس الناس لإن كثيرا من الناس اليوم _ وللأسف _ قد سيطر على قلوبهم اليأس حتى يئس بعضهم _ والعياذ بالله _ من رحمة الله وخيره حتى رأينا أناسا لا يخرجون مع الناس لصلاة الإستسقاء بسبب اليأس والإحباط أو لإنهم أصحاب ذنوب ومعاصي فلا حاجة لخروجهم وما علموا أن خروجهم وإقبالهم على الله والتوبة إليه والإعتراف بالذنب هو من أسباب نزول رحمة الله بدلا من الإعتراف بالمرض وترك العلاج مع أن العلاج بحمد الله سهل ميسر يقول الله تعالى في كتابه الكريم (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ()
ثم لابد أن يعلم الناس أن الإستسقاء هو مثل الدعاء فليس كل من دعا يستجاب له فقد توجد مع الدعاء موانع تمنع الإجابة والقبول أو تقتضي حكمة الله بعدم الإجابة فالمسلم يبذل الأسباب بشروطها وانتفاء موانعها ولا يحمل هم الإجابة يذكر ابن كثير رحمه الله في حوادث سنة اثنتين وخمسين وثلثمائة وفي ذي الحجة منها استسقى الناس لتأخر المطر - وذلك في كانون الثاني - فلم يسقوا. () ويقول في موضع آخر ثم دخلت سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة في سادس المحرم منها استسقى أهل بغداد لتأخر المطر عن أوانه، فلم يسقوا () ويقول أيضا وفي هذه السنة (674 هـ) استسقى أهل بغداد ثلاثة أيام فلم يسقوا ... وفيها استسقى أهل دمشق أيضا مرتين.
في أواخر رجب وأوائل شعبان - وكان ذلك في آخر كانون الثاني - فلم يسقوا أيضا. ().
وقال أيضا رحمه الله في حوادث سنة سنة ثمانين وستمائة من الهجرة في بكرة الخميس التاسع والعشرين من ذي القعدة، وهو العاشر من أذار، استسقى الناس بالمصلى بدمشق فسقوا بعد عشرة أيام. ().
فلابد من تعليق القلوب أولا وأخيرا بالله سبحانه وتعالى وحده فهو وحده الجواد الوهاب الرزاق المعطي القدير جل جلاله وعز كماله سبحانه وتعالى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
ـ[باخريصة]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 12:55]ـ
إخواني الكرام
هذا المقال كتبته ولم يتسنى لي أن أعرضه على أحد من المشايخ الكرام أرجوا من شيوخنا وطلاب العلم في هذا المنتدى المبارك موافاتهم بملاحظاتهم لأستفيد منها ونظرا لعدم ظهور الهوامش فبالإمكان تحميل المقال من الرابط اللآتي
http://file12.9q9q.net/Download/35394171/------------------------1.doc.html(/)
التضامن في زمن الأنانية والتخاذل والتغابن
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 08:19]ـ
التضامن في زمن الأنانية والتخاذل والتغابن
أبو يونس العباسي
الحمد لله معز الإسلام بنصره , ومذل الشرك بقهره , ومصرف الأمور بأمره , ومستدرج الكافرين بمكره، الذي قدر الأيام دولا بعدله , وجعل العاقبة للمتقين بفضله , والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه , وعلى من سار على دربه واقتفى أثره , واهتدى بهديه واستن بسنته , إلى يوم الدين.
سبب المقال
بينما تعيش غزة حصارا خانقا قلت فيه جل المواد الرئيسية على الناس , رأيت بعض التجار يضاعفون أثمان السلع , والبعض الآخر يحتكرون , ورأيت كثيرا من الناس يود لو جمع السوق كله في بيته غير مكترث بحاجات إخوانه , فهو يقول لنا بلسان حاله قبل مقاله:"أنا ومن بعدي الطوفان" , أضف إلى ذلك ما نعانيه من تكالب حكومات طواغيت العرب علينا ونصرهم لليهود وتعاونهم معهم على أهل الإسلام في غزة ... كان ذلك كله مسوغا إلى كتابة هذا المقال.
التضامن ما هو؟
التضامن تعاون في ما هو خير ... التضامن تكاتف وتناصر على الحق وللحق ... التضامن تواص بالحق وتواص بالصبر , قال الله تعالى:" وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) "
التضامن ... عندما يكون واجبا وعندما يكون محرما
التضامن الواجب هو ذلكم التضامن الذي يراد منه أن تكون كلمة الله هي العليا , وكلمة الذين كفروا هي السفلى ... هو ذلكم التضامن الذي نريد منه إخراج الناس من جور الأنظمة المتجبرة إلى عدل الإسلام ... هو التضامن الذي يراد منه نشر الخير والقضاء على الشر في هذا الكون الفسيح , قال الله تعالى:" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) " (المائدة) , لكن أن يحدث تضامن لأهداف تضاد هذه الأهداف وتخالفها , فهو التعاون على الإثم والعدوان المذكور في الآية سالفة الذكر , وهذا التضامن المحرم هو ذاته"البراء" كما إن التضامن الواجب هو "الولاء" , ومعلوم ما لعقيدة الولاء والبراء من أهمية , وانه لا يصح لأحد إيمان إلا بهذه العقيدة ولقد جعل الله من والى أعداءه ضالا عن السبيل فقال: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ" وحكم مولانا كذالك على من يوالي الكافرين بأنه منافق من أهل النار والعياذ بالله فقال " بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ... الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا " (النساء: 138,139) , وجعل الله تعالى من يوالي اليهود والنصارى منهم وتجري عليه أحكامهم , فقال ذو الجبروت والملكوت " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (المائدة:51) , وإذا سألت عن سبب البلاءات والمآسي والمصائب والكربات التي أصابت الأمة؟ قلت لك: هي بسبب ولائنا لليهود والنصارى والروافض ومن والاهم , قال سبحانه وتعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا " (النساء:144) , ولا بد أن نعلم: أنه لا يتصور من رجل يؤمن بالله واليوم الآخر , أن يوالي الكافرين بتاتا
(يُتْبَعُ)
(/)
, قال الله تعالى:" وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" ولقد نزلت الآية الأخيرة في عبد الله بن أبي بن سلول لما قدم ولائه لليهود على ولائه لله ورسوله والمؤمنين , والتزم هذا المنافق رسول الله , ووضع يده في درعه , وأصر على عدم تركه حتى يعفو الرسول عن أولياءه من اليهود , معللا ذلك بأنهم من يحميه ويناصره ويحصنه عندما تدور عليه الدوائر , في الوقت نفسه الذي تبرأ عبادة بن الصامت منهم أي من يهود بني قينقاع وكانوا أولياءه في الجاهلية , تبرأ منهم لما نقضوا عهدهم مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقدم الولاء لله على الولاء فيمن سواه فنعم الرجل عبادة وأمثاله , وبئس الرجل ابن أبي وأمثاله من طواغيت العرب والعجم وأذنابهم.
أركان الإسلام والتضامن
وإن أركان الإسلام كلها داعية وبشدة إلى التضامن والتلاحم , فها هي كلمة التوحيد " لا إله إلا الله محمد رسول الله" تجمع تحت طياتها أجناسا من البشر , يختلفون في اللون والعرق والزمان والمكان , ويرتبطون جميعا بهذه الكلمة ويتوحدون عليها , قال الله تعالى:" وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) " (المؤمنون) , وقال أيضا:" وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) " (آل عمران) , بل إن هذه الكلمة تساوي بين الناس جميعا , وتجعل التقوى والتقوى فقط هي مقياس التفاضل بين الناس , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) " (الحجرات) , ثم إذا انتقلنا إلى الصلاة وجدنا أنها داعية إلى التضامن , وذلك في تجمع أهل "لا إله إلا الله" خمس مرات في اليوم والليلة , ناهيك عن التجمع في الأعياد وفي صلاة الخسوف والكسوف والاستسقاء وغيرها , قال الله تعالى:" وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) (البقرة) , وإذا انتقلت إلى الزكاة وما فيها من تكافل اجتماعي بين الغني والفقير , لظهر لك ما في هذا من تضامن يعجز اللسان عن مدحه , أخرج البخاري في صحيحه عنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ ادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ. "وإذا انتقلت إلى الصوم وما فيه من شعور بمشاعر الفقير ... من جوع وعطش وعوز وغيرها , مما يحرك مشاعر الأغنياء تجاه الفقراء الذين يعانون مما يعاني منه الصائم العام كله , أخرج البخاري في صحيحه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال:"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ." ثم تأمل في زكاة الفطر وما فيها من طعمة للمساكين وسد لحاجاتهم , لتعلم ماهية التضامن في ركن الإسلام الرابع وهو الصوم , وإذا ذهبت للحج ووجدت المسلمين يجتمعون من كل فج عميق , تعرفت على حقيقة التضامن في هذا الركن العظيم , قال الله تعالى:" وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) " (الحج) , وإذا نظرت بعين المتأمل إلى الأضحية وقول الله فيها:" وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) " (الحج) , فإنه يظهر لك ما فيها من تضامن وتكاتف , ثم لتصل إلى قناعة , أن أركان الإسلام كلها دعت وبالأسلوبين النظري والتطبيقي لمفهوم التضامن , وهذا إن دل فإنما يدل على أهمية التضامن في الإسلام وحاجة المسلمين له.
الأسس المحمدية في المدينة المنورة والتضامن
وإذا سألت عن الأسس التي أرساها الرسول – صلى الله عليه وسلم – في المدينة المنورة فهي أولا: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار , بل وبين الأنصار بعضهم مع بعض , أوسيهم مع خزرجيهم , والأخوة على أساس الإيمان هي أروع ظاهر التضامن على الإطلاق , قال الله تعالى:" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ (10) " (الحجرات) , وبناء على هذه الأخوة رأينا كيف تضامن وتكافل الأنصار مع المهاجرين , وكيف كان الأنصاري يخرج اللقمة من فمه مع شدة حاجته إليها , ويضعها في فم أخيه المهاجر , حتى إن الله أنزل فيهم قوله:" وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) " (الحشر) , ويحسن بنا هنا أن نذكر قصة عبد الرحمن بن عوف المهاجر مع سعد بن الربيع الأنصاري والتي رواها الشيخان في صحيحهما أن عبد الرحمن بن عوف قال:" لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ فَقَالَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ إِنِّي أَكْثَرُ الْأَنْصَارِ مَالًا فَأَقْسِمُ لَكَ نِصْفَ مَالِي وَانْظُرْ أَيَّ زَوْجَتَيَّ هَوِيتَ نَزَلْتُ لَكَ عَنْهَا فَإِذَا حَلَّتْ تَزَوَّجْتَهَا قَالَ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ هَلْ مِنْ سُوقٍ فِيهِ تِجَارَةٌ قَالَ سُوقُ قَيْنُقَاعٍ قَالَ فَغَدَا إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَأَتَى بِأَقِطٍ وَسَمْنٍ قَالَ ثُمَّ تَابَعَ الْغُدُوَّ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَيْهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَمَنْ قَالَ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ كَمْ سُقْتَ قَالَ زِنَةَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ." , وظل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يشجع على التكافل إلى أن توفاه الله فقد أخرج البخاري عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ:قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:" إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ."
ثانيا: بناء المسجد , ومعلوم ما للمسجد كمؤسسة , من دور في دعم التضامن والتكاتف , فالمسجد هو مكان الاجتماع للمسلمين خمس مرات في اليوم , والمسجد هو مكان التربية والتعليم , والمسجد هو ملجأ كل محتاج , وهو بيت الشورى , وهو بيت القضاء والإصلاح بين الناس , وحل النزاعات , ومنه تنطلق البعوث والسرايا .... إلخ , ويمكننا أن نقول: حقا إن المسجد هو بيت التضامن.
ثالثا: المعاهدات مع جيران المدينة , وبيان منظومة الحقوق والواجبات لكل طرف على الآخر , على أن يكون الحكم الفاصل عند الاختلاف لله ورسوله , ومعلوم ما في ذلك من تضامن حتى مع الكافر , وإن كان الهدف الأساس منه حفظ دولة الإسلام ومن فيها.
التضامن كيف يكون؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والتضامن مع المسلمين يكون باليد والكلمة واللسان , وهو واجب المسلم على أخيه المسلم , يبادر به مبادرة ولا ينتظر حتى يُطلب منه , وإن الوقوف مع إخواننا المسلمين ومساندتهم في حاجاتهم الضرورية هو معروف لا بد من القيام به , وتركه منكر لا بد من النهي عنه , أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي سعيد أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:" مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " , فالمسلم لا بد عليه أن يشارك إخوانه أفراحهم وأتراحهم , أخرج البخاري في صحيحه من حديث النعمان أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:" مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى " , وفي الصحيح من حديث أبي موسى أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:" إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ " , وفي الصحيح كذلك من حديث أنس أن الرسول قال:"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" , ومن أهم صور التضامن أن تنصر أخاك إذا ما هضمت حقوقه من هذا أو ذاك , قال الله تعالى:" وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ (72) " (الأنفال) , وأخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:" انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ " , ومن التضامن كذلك: أن تعطي إخوانك من المسلمين ما لهم من حقوق , وتعظم ما يختص بهم من حرمات , أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة أن الرسول قال:"حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس " , وعند البخاري كذلك عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ههنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه."
وهذه معان المفردات الغريبة في الحديث (ولا يخذله) قال العلماء الخذل ترك الإعانة والنصر ومعناه إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه ولم يكن له عذر شرعي (ولا يحقره) أي لا يحتقره فلا ينكر عليه ولا يستصغره ويستقله (التقوى ههنا) معناه أن الأعمال الظاهرة لا تحصل بها التقوى وإنما تحصل بما يقع في القلب من عظمة الله وخشيته ومراقبته.
التضامن الدعوي
ولا بد على المسلمين أن يتضامنوا في نشر المنهج الذي جاء به محمد من عند ربه تبارك وتعالى , فالدعوة إلى الله مسؤولية جماعية وليست مسؤولية فردية , ففي صحيح البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً " , وفي سنن أبي داوود عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:" نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ ", والتضامن الدعوي يكون بالقتال والجهاد من أجل القضاء على الشرك ومظاهره والمعصية وأشكالها , قال الله تعالى:" وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193) " (البقرة) , ويكون أيضا بمحاربة البدع وهي: تغيير في الدين بزيادة أو نقصان أو إبدال , والبدع مردودة على صاحبها فلا نقبلها ولا نعمل بها , ففي الصحيح من حديث عائشة أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:"من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد" , ويكون أيضا: بالوقوف في وجه المناهج
(يُتْبَعُ)
(/)
الهدامة وهي كل منهج ليس هو منهج الله كالعلمانية والشيوعية والقوميية والديمقراطية وغيرها , قال الله تعالى:" وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) " (آل عمران) , وهنا ننبه أنه لا بد من استخدام وسائل الإعلام مقروءة ومسموعة ومرئية في نشر ما ينفع في الدين والدنيا والابتعاد عما يضر من كتابات وبرامج رديئة قبيحة هدامة , ويجدر بوسائل الإعلام التابعة للمسلمين أن تعنى بمشاكل المسلمين وقضاياهم المصيرية كقضية فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها.
التضامن الاجتماعي
ويكون التضامن الاجتماعي عندما يعطي الغني شيئا من ماله للمحتاجين على اختلاف أصنافهم وأنواعهم , قال الله تعالى:" وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) " (الذاريات) , وقال أيضا:" آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) " (الحديد) , وقال أيضا:" وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180) " (آل عمران) , ومن ألوان التضامن الاجتماعي: الإصلاح بين الناس وحل مشاكلهم ونزاعاتهم , ولو ذهبت تتأمل الآيات التي تأمر بالإصلاح لوجدت أنها تخاطب الجمع لا المفرد , مما يفيد أن الإصلاح بين المتخاصمين وظيفة جماعية لا فردية , قال الله تعالى:" وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) ".
وسائل نافعة لتعميق التضامن
وهنا أشير إلى عدد من الوسائل التي تسهم في تعميق مفهوم التضامن:
أولا: بشاشة الوجه ودليله ما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر أن الرسول– صلى الله عليه وسلم- قال:" لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ."
ثانيا: المصافحة ودليلها ما أخرجه أحمد في مسنده من حديث البراء أن الرسول – صلى الله عليه وسلم- قال:" مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا. "
ثالثا: الدعاء للمسلمين ودليله ما أخرجه مسلم من حديث أبي الدرداء أن الرسول – صلى الله عليه وسلم- قال:" مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ. "
رابعا: النصيحة ودليلها ما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث تميم أن الرسول – صلى الله عليه وسلم- قال:"الدين النصيحة"
خامسا: حسن الظن بالمسلمين ودليلها ما أخرجه مسلم في صحيحه أن
الرسول – صلى الله عليه وسلم- قال:"إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث" , وأختم بحديث عند مسلم في صحيحه عن أبي هريرة
: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال:" حق المسلم على المسلم ست قيل ما هن؟ يا رسول الله قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فسمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه".فأنت ترى أنه ما شيء يرسي دعائم المحبة إلا وأمرت به الشريعة وما من شيء يرسي دعائم البغضاء إلا ونهت عنه , وكل ذلك من أجل أن يكون المجتمع المسلم مجتمعا متضامنا.
إخواني الموحدين: هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء, إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم: أبو يونس العباسي
مدينة العزة غزة(/)
أرجوا الإجابة سريعاً مدعماً بالأدلة وكلام أهل العلم,,,
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 09:14]ـ
بعد سحب القوات الإسرائيلية عن غزة هل يتم إيقاف القنوت لكونها نازلة نزلة بالمسلمين رفعها الله!؟
أو يقال يستمر الدعاء عليهم بما خلفوا من قتلى وجرحى وخراب وهدام كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا القراء شهراً؟!
نرجوا الفائدة من الأخوان وجزى الله الجميع خيرا,,,,,,
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 09:17]ـ
أعتقد أخي الكريم أن المعني بالجواب عن سؤالك هم الحكام المسلمين، فهل يجيبون؟؟؟!!!
لا تعليق.
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 09:35]ـ
أخي السكران من أتى بذكر الحكام ـ هداك الله ـ أنا أسأل عن مسألة فقهية نتذاكر ونتدارس فيها, فأجب ـ أخي ـ بما تعلم فيها حتى نستفيد من علمكم ـ وفقك الله أخي السكران ـ
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 10:27]ـ
لا بأس أخي الكريم ولكن ثق أني عنيت ما قلته.
بالنسبة للموضوع فمن خلال تتبع سنته صلى الله عليه وسلم وهديه في القنوت عند النوازل، أنه صلى الله عليه يقنت بالدعاء للنازلة عند حدوثها ثم يقدر لها صلى الله عليه وسلم القدر الذي يرى أنه قد أوفاها حقها إما بالنصر أو الإستجابة. ومن ذلك حديث أنس رضي الله عنه الذي رواه الدارقطني وعبد الرزاق وأبو نعيم وأحمد والبيهقي والحاكم عندما دعى على من قتل أصحابه ببئر معونة.
وقد قرر العلماء أن القنوت مختص بالنوازل وأنه بنبغي عند نزول النازلة، وأنه لا يختص بصلاة دون صلاة، إلى أن يزيل الله هذه النازلة.
قال الإمام الشوكاني في (النيل): فإنه إنما قنت عند النوازل للدعاء لقوم، وللدعاء على آخرين ثم تركه لما قدم من دعا لهم وخلصوا من الأسر، وأسلم من دعا عليهم وجاءول تائبين، وكان فنوته لعارض فلما زال ترك القنوت.
وقال في المغني: قال أبو داود: سمعت أحمد يسأل عن القنوت في الفجر؟ فقال: لو قنت أياما معلومة ثم يترك كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا تقرير بسيط ليس بالمطول لعل فيه فائدة.
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 11:58]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... أخي السكران على ما أفدتنا ... نفع الله بك ...
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:03]ـ
وقفت على كلام للشيخ يوسف الأحمد عند كلامه عن قنوت النوازل في رسالة له قوله:
رابعاً: القنوت مشروع عند وجود سببه (وهو النازلة بالمسلمين) فإذا زال السبب ترك القنوت. أما قنوت النبي صلى الله عليه وسلم شهراً فليس مقصوداً منه التحديد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك القنوت لما زال سببه بقدوم من قنت لهم، كما يدل على ذلك حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ بَعْدَ الرَّكْعَةِ فِي صَلَاةٍ شَهْرًا إِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ يَقُولُ فِي قُنُوتِهِ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ اللَّهُمَّ نَجِّ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ اللَّهُمَّ نَجِّ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ اللَّهُمَّ نَجِّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ الدُّعَاءَ بَعْدُ فَقُلْتُ أُرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَرَكَ الدُّعَاءَ لَهُمْ قَالَ فَقِيلَ وَمَا تُرَاهُمْ قَدْ قَدِمُوا ". أخرجه مسلم.
قال ابن القيم: " إنما قنت عند النوازل للدعاء لقوم، وللدعاء على آخرين، ثم تركه لما قدم من دعا لهم، وتخلصوا من الأسر، وأسلم من دعا عليهم و جاؤوا تائبين، فكان قنوته لعارض، فلما زال ترك القنوت ". (زاد المعاد 1/ 272).اهـ
وقال عبدالرحمن بن الشيخ عبدالكريم الخضير أن الشيخ يرى أن القنوت يوقف عند ايقاف القتل.
ـ[القاموس]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:26]ـ
لكن ما المانع أن يستمر الدعاء عليهم، لما فعله صلى الله عليه وسلم مع رعل وذكوان؛ لما قتلوا القراء؟
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 07:22]ـ
أخي القاموس ـ حفظك الله ـ ما أصاب المسلمين اليوم تنزيله على ما أصاب المستضعفين الذين دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم بأسمائهم حتى رفع الله عنهم ثم توقف؛ أقرب من تنزيله على القراء السبعين الذين قتلوا, والله أعلم.
والمسألة في هذا قابلة للإجتهاد والحمد لله ...
ـ[القاموس]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 09:16]ـ
عجيب!!(/)
حكم مقاطعة المنتجات اليهودية.
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 09:21]ـ
حكم مقاطعة المنتجات اليهودية.
المفتي الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
تاريخ الفتوى 21/ 1/1430 هـ -- 2009 - 01 - 18
تصنيف الفتوى الفقه-> قسم الجهاد-> كتاب الجهاد-> باب مسائل متنوعة
السؤال
ما حكم مقاطعة المنتجات اليهودية؟
الجواب
الحمد لله وبعد
فإن أقل ما نستطيع فعله بالنسبة لإخواننا في فلسطين وفي غيرها أن نُقاطع منتجات عدوّنا وعدوّهم المشترك
وهذا الأمر ليس بدعاً من الأفعال
فالحصار الاقتصادي كان معروفاً، وأول من فرضه في الإسلام سيد بني حنيفة الصحابي الجليل ثمامة بن أثال رضي الله عنه.
فقد ثبت في الصحيحين في قصة طويلة ذُكر فيها إسلامه فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت؟ فقال: لا، ولكني أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وجاء في روايات أخرى:
ثم خرج إلى اليمامة فمنعهم إلى يَحملوا إلى مكة شيئا، فكتبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم إنك تأمر بصلة الرحم، فكتب إلى ثمامة أن يُخلى بينهم وبين الحمل إليهم.
واستخدام هذا السلاح كان معروفا حتى عند أهل الجاهلية في تعاملهم مع أعدائهم
وذلك أن المشركين لما حاصروا النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه في الشِّعب فَحُصِروا فيه ثلاث سنين وقطع عنهم المير (الطعام) حتى هلك من هلك، وكتبت قريش كتابا على بني هاشم أن لا ينكحوهم ولا ينكحوا فيهم، ولا يبايعوهم ولا يبتاعوا منهم، ولا يخالطوهم، وكانوا لا يَخرجون من الشعب إلا من موسم إلى موسم، حتى بلغهم الجهد ويسمع أصوات صبيانهم من وراء الشعب.
أفيكون أهل الجاهلية الذين يوالُون على الشجر والحجر والصنم أحصف مِنّا وأعقل؟!
أفيكون أهل الجاهلية أكثر محبة لآلهتهم من أهل الإسلام؟؟
أفيكون أهل الجاهلية أكثر ولاء لأصنامهم من أهل الإسلام لدينهم ولربهم ولإخوانهم؟؟
بل أيكون عُبّاد البقر من الهندوس أكثر ولاء للبقر منا لديننا؟؟؟!!!
لقد دعاهم حُبّهم لآلهتهم (البقر) وولائهم عليها أن يَدْعوا إلى إغلاق كل فروع مطاعم (ماكدونالدز) لأنها تستخدم لحم البقر في وجباتها أو مُشتقّّاته!!!!
انظر ولاء الهندوس للبقر
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/new...000/1315135.stm
وإن تعجب فعجب من أُناس يرون مُقاطعة بضائع اليهود من البدع!!
أفيكون شراء البضائع اليهودية والأمريكية (((سُنّة)))؟؟؟؟
أفيكون شراء البضائع اليهودية والأمريكية (((طاعة وقُربة)))؟؟؟؟
ولو تبيّنت حقيقة المقاطعة، وما ينتج عنها من إضرار بالعدو لما قال من قال: لا تُجدي شيئاً، ولما أنكرها مُنكِر.
إن خسائر بعض الشركات قُدّرت بالملايين نتيجة المقاطعة
وعلى وجه الخصوص شركة مطاعم ماكدونالدز، التي سمعتم جميعا أنها خصصت دخل يوم السبت الماضي لصالح إخوانهم (اليهود)!
ولما قامت الدول العربية بمقاطعة شركة فورد منذ سنوات مضت قُدّرت خسائر شركة فورد آنذاك بالملايين أيضا.
أفلا نقاطع تلك الشركات لتقوم هي بدورها بالضغط على حكوماتها؟؟
وقد رأيت شعارين هما أجمل ما رأيت فيما يتعلق بالمقاطعة
الأول:
إذا كُنت لا تستطيع أن تشتري رصاصة لفلسطيني، فلا تدفع ثمن رصاصة ليهودي
والثاني:
قاطعوهم .. إنهم يقتلوننا بأموالنا، والله تعالى أعلم.
موقع نور الإسلام
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 08:06]ـ
بل إنهم يا أخي الحبيب حين يردون بسفسطاتهم ..
تشعر من كلامهم أن المقاطعة محرمة .. وأن الشراء من هؤلاء الصهاينة
هو الواجب المتعين , وخلافه:البدعة والضلال المبين
ولايفهم سر الاستماتة في موقفهم هذا ..
أفلا يسعهم الصمت حين نكصت هممهم المخذولة عن أدنى بدهيات الواجب الأخوي
ـ[حارث البديع]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 08:23]ـ
لم يبذلوا مهجهم
ومانصروا إخوانهم
واستعصت عليهم نفوسهم ان تضحي بالغالي والنفيس
وليتهم اقتصروا عليه
بل تجاوزوا ذلك فكانوا مطية للعدوا من حيث لا يشعرون
وليتهم بالصمت اراحونا
بل راحوا بالقبيح من الكلام يتمتمون
وماذا بعد الحق إلا الضلال وليتهم يعلمون(/)
على ماذا أفهرس هذا الكتابين؟
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 09:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأقرأ فتح المجيد ط: الفريان والتنبيهات السنية وأريد فهرستهما فعلى ماذا أفهرسهما؟
الرجاء الرد عاجلا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 10:30]ـ
أخي الفاضل؛ لعل في سؤالك عدم توضيح، فهلّا وضحت أكثر؟
علما أن كلا الكتابين كتابا عقائد.
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 02:10]ـ
على ماذا أصنف فوائد هذين الكتابين؟
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 07:00]ـ
الرجاء الرد والإفادة ياإخوان وجزاكم الله خيرا(/)
الاستجابة لضغط الواقع ليس أمراً مذموماً على كل حال.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 10:42]ـ
كثيراً ما نسمع من يريد ذم بعض العلماء بعبارة " ... هؤلاء استجابوا لضغط الواقع" أو " .. هؤلاء غيروا مواقفهم تأثراً بضغط الواقع"، ولكن لنقف مع هذا التعبير وقفة، فـ "ضغط الواقع" قد يكون ضرورة تبيح محظوراً، وقد يكون حاجة ترفع كراهة، وقد يكون مفسدة تزال قبل مصلحة تجلب، وقد يكون واجباً حقه التأخير أو الإلغاء لتعيُّن واجب أوجب منه، أو مشقة تجلب التيسير، ومن قواعد الفقهاء: إذا ضاق الأمر اتسع، الخ.
الخلاصة: الاستجابة لضغط الواقع ليس تصرفاً معيباً أو مذموماً لذاته، بل قد يتعين على الجماعات والأفراد كل بحسبه.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 01:29]ـ
جزاكم الله خيرا يا أستاذنا
يا ليت قومي يعلمون
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 01:44]ـ
أما الاستجابة بمعنى قول الباطل .. فلاشك أنه مذموم مطلقا
وأما السكوت .. فقد يكون مباحا في أحوال معينة
لكنّ تقريرك لهذه القاعدة وفي هذا الوقت
ليس حسنا .. فالأصل في العلماء أنهم يبلغون الحق ..
وتتفاوت مقاماتهم في الرفعة بقدر ذلك
وقد رأينا في هذه الأزمة مراتبهم ..
فالمتكلم لم ينل غير العزة ..
وأستغرب من أخي أمجد موافقتك
مع أنه في وسط الحدث
وحسبنا الله ونعم الوكيل
على الضعف الذي أصابنا
وأظن أننا بحاجة لتقوية الإيمان بالقدر ..
فضعف الإيمان به أدى إلى النكوص والخوف
ولاشك أن الجرأة في الحق سبب من الأسباب
ووسيلة من وسائل النصرة المأمور بها شرعا
ولن يصيب العالم إلا ما كتب الله له ..
ولا نعني به التهور المذموم ..
الذي لا يستقيم مع سياق الحدث ومقامه
والعلماء ثلاثة
عالم رباني .. فهذا لا يستجيب إلا مع نداء الله
عالم سلطان .. فهذا مع السلطان في جهة الغرب وإن كان الشرع في جهة الشرق
وعالم جمهور .. فهو مع تحسس مايطلبه المستمعون!
فالثاني والثالث يستجيبان لضغط الواقع ..
وأحيانا بلا ضغط
ـ[أشعث الساقة]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 04:41]ـ
أعتقد أن هذا الاستدراك فيه تكلف وظلم وجور، وتجاهل لمقصود أهل العلم من هذا الاصطلاح، فإلقاء مثل هذه الاستدراكات المحتجة بمدخل لغوي على مقولاتٍ لها دلالاتها الاصطلاحية الخاصة عند أصحابها؛ فيه تجنٍ ظاهر.
لأن مثل هذا الاستدراك يوحي بأن أهل العلم الذين يستخدمون هذا المصطلح قد بغوا واعتدوا على أحكام الضرورات والحاجات والمصالح المعتبرة!
فهذا الاستدراك هو نظير من تقول له: الدعوة لرفض التراث مذمومة، فيقول لك: هذا الكلام ليس على إطلاقه، بل التراث الباطل مرفوض!
وكأن أهل العلم يدعون لتبني تراث المعتزلة والرافضة!
أو من تقول له: الدعوة لتغريب المجتمع مرفوضة، فيقول لك: هذا الكلام ليس على إطلاقه، بل النافع في النتاج الغربي يجب الاستفادة منه!
وكأن أهل العلم يدعون لرفض النتاج الغربي جملة وتفصيلاً بلا تمييز بين الحق والباطل!
أو من تقول له: يجب التمسك بالنصوص، فيقول لك: هذا الكلام ليس على إطلاقه، بل يجب مراعاة مقاصد الشريعة!
وكأن أهل العلم الذين يدعون للتمسك بالنصوص يعنون إلغاء مقاصد الشريعة!
أو كمن تقول له: إن تعطيل الصفات مذموم، فيقول لك: هذه القاعدة ليست على إطلاقها، بل تعطيل صفات النقص محمود!
وكأن أهل العلم يدعون لإثبات صفات النقص!
وجوهر الغلط في مثل هذه الاستدراكات أنها تهدر استخلاص معنى الاصطلاحات من العرف والسياق، وتحاسبها على أساس تمحلات في المدخل اللغوي لهذه العبارات!
فمفهوم (الاستجابة لضغوط الواقع) تؤخذ دلالته إما من العرف، أو سياق المتكلم به.
والعرف بين أهل العلم، وسياق من يستخدمه من أهل العلم: يريدون به معنى واضحاً وهو:
تبديل الشريعة بسبب الضغوط الثقافية للحضارة الغربية.
ولذلك فمن يستخدم هذا المفهوم من أهل العلم يقررون بصراحة ووضوح أحكام الضرورة، والحاجة، والمشقة تجلب التيسير، وربط الوجوب بحسب الإمكان، وقاعدة الأمثل فالأمثل، ومراعاة المصلحة الشرعية المعتبرة، وفقه التدرج، ونحوها من القواعد ذات الصلة.
فلامعنى لاستدراك مثل هذه الأحكام على أهل العلم الذين يقرون بها.
ولذلك فهذا الاستدراك اللفظي أرى أنه في غير محله لدلالاته الضمنية المتجنية على أهل العلم.
والله أعلم،،
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 05:57]ـ
كثيراً ما نسمع من يريد ذم بعض العلماء بعبارة " ... هؤلاء استجابوا لضغط الواقع" أو " .. هؤلاء غيروا مواقفهم تأثراً بضغط الواقع"، ولكن لنقف مع هذا التعبير وقفة، فـ "ضغط الواقع" قد يكون ضرورة تبيح محظوراً، وقد يكون حاجة ترفع كراهة، وقد يكون مفسدة تزال قبل مصلحة تجلب، وقد يكون واجباً حقه التأخير أو الإلغاء لتعيُّن واجب أوجب منه، أو مشقة تجلب التيسير، ومن قواعد الفقهاء: إذا ضاق الأمر اتسع، الخ.
الخلاصة: الاستجابة لضغط الواقع ليس تصرفاً معيباً أو مذموماً لذاته، بل قد يتعين على الجماعات والأفراد كل بحسبه.
هنا نشم رائحة من يتمرّس بأمّهات الكتب و المنهجية العلمية ... لا منهجية الثقافة الإسلامية المعاصرة .. ! و كم و كم نحتاج اليوم إلى هذه العقلية التي تخبيء تحتها بالضرورة النفس التي تبحث عن فلاحها بالتزكية.
بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 06:13]ـ
أعتقد أن هذا الاستدراك فيه تكلف وظلم وجور، وتجاهل لمقصود أهل العلم من هذا الاصطلاح، فإلقاء مثل هذه الاستدراكات المحتجة بمدخل لغوي على مقولاتٍ لها دلالاتها الاصطلاحية الخاصة عند أصحابها؛ فيه تجنٍ ظاهر.
لأن مثل هذا الاستدراك يوحي بأن أهل العلم الذين يستخدمون هذا المصطلح قد بغوا واعتدوا على أحكام الضرورات والحاجات والمصالح المعتبرة!
فهذا الاستدراك هو نظير من تقول له: الدعوة لرفض التراث مذمومة، فيقول لك: هذا الكلام ليس على إطلاقه، بل التراث الباطل مرفوض!
وكأن أهل العلم يدعون لتبني تراث المعتزلة والرافضة!
أو من تقول له: الدعوة لتغريب المجتمع مرفوضة، فيقول لك: هذا الكلام ليس على إطلاقه، بل النافع في النتاج الغربي يجب الاستفادة منه!
وكأن أهل العلم يدعون لرفض النتاج الغربي جملة وتفصيلاً بلا تمييز بين الحق والباطل!
أو من تقول له: يجب التمسك بالنصوص، فيقول لك: هذا الكلام ليس على إطلاقه، بل يجب مراعاة مقاصد الشريعة!
وكأن أهل العلم الذين يدعون للتمسك بالنصوص يعنون إلغاء مقاصد الشريعة!
أو كمن تقول له: إن تعطيل الصفات مذموم، فيقول لك: هذه القاعدة ليست على إطلاقها، بل تعطيل صفات النقص محمود!
وكأن أهل العلم يدعون لإثبات صفات النقص!
وجوهر الغلط في مثل هذه الاستدراكات أنها تهدر استخلاص معنى الاصطلاحات من العرف والسياق، وتحاسبها على أساس تمحلات في المدخل اللغوي لهذه العبارات!
فمفهوم (الاستجابة لضغوط الواقع) تؤخذ دلالته إما من العرف، أو سياق المتكلم به.
والعرف بين أهل العلم، وسياق من يستخدمه من أهل العلم: يريدون به معنى واضحاً وهو:
تبديل الشريعة بسبب الضغوط الثقافية للحضارة الغربية.
ولذلك فمن يستخدم هذا المفهوم من أهل العلم يقررون بصراحة ووضوح أحكام الضرورة، والحاجة، والمشقة تجلب التيسير، وربط الوجوب بحسب الإمكان، وقاعدة الأمثل فالأمثل، ومراعاة المصلحة الشرعية المعتبرة، وفقه التدرج، ونحوها من القواعد ذات الصلة.
فلامعنى لاستدراك مثل هذه الأحكام على أهل العلم الذين يقرون بها.
ولذلك فهذا الاستدراك اللفظي أرى أنه في غير محله لدلالاته الضمنية المتجنية على أهل العلم.
والله أعلم،،
ما أحسن هذا الفهم! بارك الله لك في نظرك وفهمك أيها الفاضل ..
ولعله أن يقال أن هذه العبارة ان أطلقت على عالم لم يرد بها الا المذمة، والاتهام بمخالفة الحق والموقف الشرعي الصحيح، لعلة اعتبرها هو مع كونها لا يصح اعتبار مثلها في مثل تلك الأحوال .. فلا يقال لمن أعمل أصول الفقه الصحيح وراعى المصالح والمفاسد اجتهادا سائغا وترجيحا معتبرا = أنه خضع لضغط الواقع! والله أعلم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 06:26]ـ
اشكركم على ما تفضلتم به.
عبارة "ضغط الواقع" عبارة لها اصطلاح يكاد يكون متفق عليه، وسياق معروف ترد فيه، وهو سياق الذم لمن بدّل أو غيّر، هذا صحيح، ولكن المشكلة فيمن يُشهر هذا العبارة كسيف مصلت على رقاب كل من غيّر أو بدّل، استغلالاً للقوة الضمنية للعبارة، والعوام بالذات يتأثرون تلقائياً، ولا يكادون يمحصون عند الإطلاق، وليس الحديث عن الذي يغير ويبدل فيما لا يقبل التغيير والتبديل، لا، فهنا التجني متحقق كما ذكر الأخ أشعث، وإنما حديثي عمّن توسع في استعمال هذه العبارة، حتى أضحت شبكة منتشرة مترامية الأطراف، إذا رُميت في الفضاء وقعت على كل من غير موقفه أو تراجع عن قوله، وليس كل من غير موقفه أو تراجع عن قوله مستحق للذم. ولذلك لا ينبغي ترك العبارة بلا توضيح أو قيد، حتى لا تصبح اصطلاحات الناس - مع مرور الوقت - في قوة اصطلاحات الشارع، فينخدع الناس، ولذلك ردة فعل الناس تختلف من شخص لآخر عند سماع هذه العبارة، فبعضهم عندما يسمعها يعتقد أن من قيلت فيه قد نافق، أو تعلمن، أو تحرر، والبعض الآخر يظن أن من قيلت فيه قليل البضاعة من العلم الشرعي، ضعيف النفس، إمعة، فينصرف الناس - خاصة العامي - عن الاستفادة من ذلك الشخص وإن كان عالماً بحق، والأمر في حقيقته ليس إلا سلطة العبارة، لا حقيقة الحال بالفعل. ولذلك تجد علماء اللغة اللذين يدرسون أثر اللغة الاجتماعي، يتحدثون عما يسمى بـ "سلطة اللغة" و "لغة السلطة"، فعبارتنا هنا ( ... ضغط الواقع) هي عبارة اكتسبت سلطتها من خلال العرف والاستعمال، والتساهل في إطلاق مثل هذه العبارات يؤدي إلى مفاسد، لأن سلطتها كامنة فيها، لا يفطن الناس في الغالب إلى أثرها الخفي، أما "لغة السلطة" فهي العبارة التي تكتسب قوتها ليس من ذاتها وإنما من قوة قائلها، وهذه خارجة عن موضوعنا، يمكن أن تناقش استقلالاً.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 06:39]ـ
كمثال عملي على ما أردت، أنا شخصياً لم أعد أقبل هذه العبارة كمسلّمة حكمية، حتى ولو قيلت من عالم أو طالب علم، فقد كثر التراشق بها، كغيرها من العبارات الدارجة، بل أقف وأسأل: ما مرادك بذلك؟ وهل هذا الذي ذكرت اجتهاد اخطأ فيه فلان أم استجابة غير مقبولة (فعلاً) لضغط لا مسوّغ له (فعلاً)؟
وتجد اليوم من يحكم على من أفتى بجواز المظاهرات بأنه استجاب لضغط الواقع ... وهذا قد يكون صحيحاً من جهة التصرف العملي الظاهر، ولا مشكلة هنا، ولكن هل يلزم من ذلك اهدار اجتهاده العلمي وتفريغه من مشروعيته، أو ذم المفتي والتشنيع على حقه في البحث والنظر؟ هنا الإشكال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 09:01]ـ
والعرف بين أهل العلم، وسياق من يستخدمه من أهل العلم: يريدون به معنى واضحاً وهو:
تبديل الشريعة بسبب الضغوط الثقافية للحضارة الغربية.
معاذ الله أن يكون هذا هو مراد الكاتب ولعلي إخواننا الذين اعترضوا فهموا هذا وما شابهه من كلام الكاتب وليس كذلك
ولذلك فمن يستخدم هذا المفهوم من أهل العلم يقررون بصراحة ووضوح أحكام الضرورة، والحاجة، والمشقة تجلب التيسير، وربط الوجوب بحسب الإمكان، وقاعدة الأمثل فالأمثل، ومراعاة المصلحة الشرعية المعتبرة، وفقه التدرج، ونحوها من القواعد ذات الصلة.
هذا الذي فهمته من كلام الأستاذ عبدالله
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 04:30]ـ
على كل حال، الأئمة العظام والعلماء الكبار ما كانوا لينالوا ما نالوا من علو ومكانة في القلوب لولا اشتهارهم بعدم الرضوخ لأمر الواقع (المعوج).
كان الإمام أحمد ساعة تعذيبه يسمع من أخيه البويطي تلميذ الإمام الشافعي الذي جره الهمج بالسلاسل في الصحاري كان يسمع منه قولته المشهورة: "اصبر يا إمام وتجلد فإن الناس تسمع منك ولا تسمع مني." أو كما قال. القصة مذكورة في سير الأعلام النبلاء.
وتكلم ابن المديني في مسألة فلم يسمعوا منه وقالوا له (فيما معناه) نريد أن نستوثق من الإمام أحمد، فبكى ابن المديني وقال: صبر أحمد على الحديد ولم أصبر!
وهذا ابن تيمية وصدعه بالحق في قضية تكفير التتار حتى لا ينخدع الناس بكلام من انتسب إلى العلم زاعما أن التتار اخوانا لنا في الدين. فبين رحمه الله حقيقة معتقد التتار ونواياهم ومرجعهم الطاغوتي الياسق.
ولا يجوز تأخير البيان عند وقت الحاجة في حق النبي (ص)
والعلماء ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
قد سكت الإمام أحمد وعلماء السلف عن مسائل لا تضر كعدم الإنكار على السلاطين زخرفتهم للمساجد، ذكر ذلك ابن رجب الحنبلي.
لكن تخيلوا لو سكت الإمام أحمد عن البدعة الكفرية القائلة بخلق القرآن ماذا كان سيحدث ـ والله حافظ دينه مهما كان ـ
ولنا في عالمنا المعاصر الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ فقد أحبه الناس بصدعه للحق وكان لا يخشى في الله لومة لائم.
والعلماء ثلاثة:
ـ عالم ملة (العالم الرباني، كثر الله من أمثالهم)
ـ عالم أمة (على حسب مذاق الجماهير)
ـ عالم سلطان (بدون تعليق)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 10:22]ـ
على كل حال .. لا نقبل منكم هذا التمييع وإن بدا بصورة التأصيل
ونعجب والله من أناس لهم باع جيد في العلم يطلقون هذه العبارات
وهو من حيل إبليس لتسويغ السكوت عن مقامات الحق
بحجة ضغط الواقع ..
والخلاصة أن هذه العبارة مدلولها سيء
فسوقها بهذا الأسلوب ثم تخريج الأمر على أنهم معذورون
لايخلو من تشويه لحقيقة مهمة العالم الرباني ..
ولهذا لا تتعجب إذا صار قائل هذا الكلام عالما متبعا
أن يجد لنفسه ألف مخرج في الركون لهذه الاستجابة ..
بحجة كذا وكذا ..
وعلى فرض التسليم بصحة المقولة في بعض الوجوه
فمجرد عرضها هكذا ليس من فقه الدعوة في شيء
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ولكن يقال من فقه السياسة الشرعية
التي لا تتعارض مع إظهار الحق خشية
فلان وفلان ..
أن يسكت العالم عن شيء لا لأنه مضغوط عليه
وخائف من الصدع بالحق في مقام البيان
بل لأن السكوت فيه مصلحة أكبر
كما في الصحيحين"لولا أن قومك حديث عهد بكفر، لهدمت الكعبة، ولجعلتها على قواعد إبراهيم. " من حديث
عائشة رضي الله عنها
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 05:21]ـ
أعتقد أن هذا الاستدراك فيه تكلف وظلم وجور، وتجاهل لمقصود أهل العلم من هذا الاصطلاح، فإلقاء مثل هذه الاستدراكات المحتجة بمدخل لغوي على مقولاتٍ لها دلالاتها الاصطلاحية الخاصة عند أصحابها؛ فيه تجنٍ ظاهر.
مصداق كلامك أخي - وإن كنت أعني بموضوعي شيئاً آخر - ما ذكره ابن القيم رحمه الله في الصواعق (1/ 384 - 385)، يقول:
((فصل القسم الثاني:
ما هو ظاهر في مراد المتكلم ولكنه يقبل التأويل
فهذا ينظر في وروده فإن أطرد استعماله على وجه واحد استحال تأويله بم يخالف ظاهره لأن التأويل إنما يكون لموضع جاء نادرا خارجا عن نظائره منفردا عنها فيؤول حتى يرد إلى نظائره وتأويل هذا غير ممتنع لأنه إذا عرف من عادة المتكلم بإطراد كلامه في توارد استعماله معنى ألفه المخاطب فإذا جاء موضع يخالفه رده السامع بما عهد من عرف المخاطب إلى عادته المطردة هذا هو المعقول في الأذهان والفطر وعند كافة العقلاء)).
وإنما أيدت كلامك بهذا النقل المهم لأني أوافقك من حيث المبدأ على ما ذكرت، ولكني أخالفك في فهمك لمرادي على وجه التعيين، وقد بينت ما أردت سابقاً.(/)
قاعدة: في التفضيل بين الأنواع في الأعيان والأعمال والصفات
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:26]ـ
قاعدة: في التفضيل بين الأنواع في الأعيان والأعمال والصفات
باب التفضيل باب عظيم من أبواب الشرع ويغلط فيه خلق كثير من الطوائف
فلن تجد طائفة من طوائف الإسلام وغيره إلا ولها كلام وقواعد في هذا الباب لأهميته وما يترتب عليه من مسائل علمية وعملية
وفي هذا الموضوع نجمع من كلام أهل التحقيق وأدلتهم ما يهدي إلى الصراط المستقيم في هذا الباب العظيم
ونستخلص ما يصلح أن يكون قاعدة أوضابطا في هذا الباب
وفي ظني أن أولى أهل العلم بنقل كلامه في هذا الباب من اتسعت دائرته في العلوم ومعرفته الملل والنحل والله أعلم.
******************************
/// هذا كلام لشيخ الإسلام فيه طول لكن صبرا على قراءته فإنه نفيس فإن أبيت وكسلت فتدبر ما لونته لك
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (11/ 366) بعد كلام له في الرد على بعض الطوائف الذين يفضلون أئمتهم على النبي كالصوفية الذين يفضلون خاتم الأولياء على خاتم الأنبياء وغيرهم كالأحمدية واليونسية:
"ثم نقول: بل أول الأولياء في هذه الأمة وسابقهم هو أفضلهم فإن أفضل الأمة خاتم الأنبياء وأفضل الأولياء سابقهم إلى خاتم الأنبياء، وذلك لأن الولي مستفيد من النبي وتابع له فكلما قرب من النبي كان أفضل وكلما بعد عنه كان بالعكس.
بخلاف خاتم الأنبياء فإن استفادته إنما هي من الله، فليس في تأخره زمانا ما يوجب تأخر مرتبته، بل قد يجمع الله له ما فرقه في غيره من الأنبياء فهذا الأمر الذي ذكرناه من أن السابقين من الأولياء هم خيرهم، هو الذي دل عليه الكتاب والسنن المتواترة وإجماع السلف.
ويتصل بهذا ظن طوائف أن من المتأخرين من قد يكون أفضل من أفاضل الصحابة ويوجد هذا في المنتسبين إلى العلم وإلى العبادة وإلى الجهاد والإمارة والملك حتى في المتفقهة من قال: أبو حنيفة أفقه من علي، وقال بعضهم يقلد الشافعي ولا يقلد أبو بكر وعمر، ويتمسكون تارة بشبه عقلية أو ذوقية من جهة أن متأخري كل فن يحكمونه أكثر من المتقدمين، فإنهم يستفيدون علوم الأولين مع العلوم التي اختصوا بها كما هو موجود في أهل الحساب والطبائعيين والمنجمين وغيرهم ومن جهة الذوق وهو ما وجدوه لأواخر الصالحين من المشاهدات العرفانية والكرامات الخارقة ما لم ينقل مثله عن السلف وتارة يستدلون بشبه نقلية مثل قوله:"للعامل منهم أجر خمسين منكم " وقوله: " أمتي كالغيث لا يدرى أوله خير أم آخره ".
وهذا خلاف السنن المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود وعمران بن حصين و مما هو في الصحيحين أو أحدهما من قوله: " خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " وقوله: " والذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" وغير ذلك من الأحاديث وخلاف إجماع السلف: كقول ابن مسعود: " إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد " وقول حذيفة " يا معشر القراء استقيموا وخذوا سبيل من كان قبلكم فو الله لئن اتبعتموهم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا " وقول ابن مسعود: " من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات أولئك أصحاب محمد أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم فإنهم كانوا على الهدي المستقيم " وقول جندب وغيره مما هو كثير مكتوب في غير هذا الموضع بل خلاف نصوص القرآن في مثل قوله:"والسابقون الأولون" الآية، وقوله: " لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل "الآية وقوله:" والذين جاءوا من بعدهم " الآية وغير ذلك، فإنه لم يكن الغرض بهذا الموضع هذه المسألة وإنما الغرض الكلام على خاتم الأولياء ومما يشبه هذا ظن طائفة كابن هود وابن سبعين والنفري والتلمساني: أن الشيء المتأخر ينبغي أن يكون أفضل من المتقدم؛ لاعتقادهم أن العالم متنقل من الابتداء إلى الانتهاء كالصبي الذي يكبر بعد صغره والنبات الذي ينمو بعد ضعفه ويبنون على ذلك أن المسيح أفضل من موسى ويبعدون ذلك إلى أن يجعلوا بعد
(يُتْبَعُ)
(/)
محمد واحدا من البشر أكمل منه كما تقوله الإسماعيلية والقرامطة والباطنية فليس على هذا دليل أصلا، أن كل من تأخر زمانه من نوع يكون أفضل ذلك النوع فلا هو مطرد ولا منعكس.
بل إبراهيم الخليل قد ثبت بقول النبي صلى الله عليه وسلم " أنه خير البرية " أي بعد النبي، وكذلك قال الربيع بن خيثم: " لا أفضل على نبينا أحدا ولا أفضل على إبراهيم بعد نبينا أحدا وبعده جميع الأنبياء المتبعين لملته مثل موسى وعيسى وغيرهما " وكذلك أنبياء بني إسرائيل كلهم بعد موسى وقد أجمع أهل الملل من المسلمين واليهود والنصارى على أن موسى أفضل من غيره من أنبياء بني إسرائيل إلا ما يتنازعون فيه من المسيح. والقرآن قد شهد في آيتين لأولي العزم فقال في قوله: " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم" وقال:" شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى" فهؤلاء الخمسة أولوا العزم وهم الذين قد ثبت في أحاديث الشفاعة الصحاح: أنهم يترادون الشفاعة في أهل الموقف بعد آدم فيجب تفضيلهم على بنيهم وفيه تفضيل لمتقدم على متأخر ولمتأخر على متقدم.
وأصل الغلط في هذا الباب: أن تفضيل الأنبياء أو الأولياء أو العلماء أو الأمراء بالتقدم في الزمان أو التأخر أصل باطل فتارة يكون الفضل في متقدم النوع وتارة في متأخر النوع
ولهذا يوجد في أهل النحو والطب والحساب ما يفضل فيه المتقدم كبطليموس وسيبويه وبقراط وتارة بالعكس.
وأما توهمهم أن متأخري كل فن أحذق من متقدميه لأنهم كملوه فهذا منتقض:
أولا: ليس بمطرد فإن كتاب سيبويه في العربية لم يصنف بعده مثله بل وكتاب بطليموس بل نصوص بقراط لم يصنف بعدها أكمل منها.
ثم نقول هذا قد يسلم في الفنون التي تنال بالقياس والرأي والحيلة، أما الفضائل المتعلقة باتباع الأنبياء فكل من كان إلى الأنبياء أقرب مع كمال فطرته: كان تلقيه عنهم أعظم وما يحسن فيه هو من الفضائل الدينية المأخوذة عن الأنبياء، ولهذا كان من يخالف ذلك هو من المبتدعة الخارج عن سنن الأنبياء المعتقد أن له نصيبا من العلوم والأحوال خارجا عن طور الأنبياء فكل من كان بالنبوة وقدرها أعظم كان رسوخه في هذه المسألة أشد وأما الأذواق والكرامات فمنها ما هو باطل والحق منه كان للسلف أكمل وأفضل بلا شك وخرق العادة تارة يكون لحاجة العبد إلى ذلك وقد يكون أفضل منه لا تخرق له تلك العادة فإن خرقها له سبب وله غاية فالكامل قد يرتقي عن ذلك السبب وقد لا يحتاج إلى تلك الغاية المقصودة بها ومع هذا فما للمتأخرين كرامة إلا وللسلف من نوعها ما هو أكمل منها.
وأما قوله: " لهم أجر خمسين منكم لأنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون على الخير أعوانا" فهذا صحيح إذا عمل الواحد من المتأخرين مثل عمل عمله بعض المتقدمين كان له أجر خمسين لكن لا يتصور أن بعض المتأخرين يعمل مثل عمل بعض أكابر السابقين كأبي بكر وعمر فإنه ما بقي يبعث نبي مثل محمد يعمل معه مثلما عملوا مع محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما قوله: "أمتي كالغيث لا يدرى أوله خير أم آخره" مع أن فيه لينا فمعناه: في المتأخرين من يشبه المتقدمين ويقاربهم حتى يبقى لقوة المشابهة والمقارنة لا يدري الذي ينظر إليه أهذا خير أم هذا وإن كان أحدهما في نفس الأمر خيرا.
فهذا فيه بشرى للمتأخرين بأن فيهم من يقارب السابقين كما جاء في الحديث الآخر: " خير أمتي أولها وآخرها وبين ذلك ثبج أو عوج وددت أني رأيت إخواني قالوا: أولسنا إخوانك؟ قال: أنتم أصحابي " هو تفضيل للصحابة فإن لهم خصوصية الصحبة التي هي أكمل من مجرد الإخوة وكذلك قوله: " أي الناس أعجب إيمانا " إلى قوله: " قوم يأتون بعدي يؤمنون بالورق المعلق " هو يدل على أن إيمانهم عجب أعجب من إيمان غيرهم ولا يدل على أنهم أفضل، فإن في الحديث أنهم ذكروا الملائكة والأنبياء ومعلوم أن الأنبياء أفضل من هؤلاء الذين يؤمنون بالورق المعلق، ونظيره كون الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء فإنه لا يدل على أنهم بعد الدخول يكونون أرفع مرتبة من جميع الأغنياء وإنما سبقوا لسلامتهم من الحساب.
وهذا باب التفضيل بين الأنواع في الأعيان والأعمال والصفات أو بين أشخاص النوع باب عظيم يغلط فيه خلق كثير والله يهدينا سواء الصراط.ا. هـ
نستخلص من هذا التحقيق البديع والتأصيل المنيع:
/// أن من قرب من النبي كان أفضل ممن بعُد عنه.
/// أن التفضيل بالتقدم زمنا من حيث الجنس لا النوع مطرد أما من حيث النوع فليس بمطرد فتارة يكون الفضل في متقدم النوع وتارة في متأخر النوع.
/// أن التفضيل بالتقدم زمنا أو التأخر أصل باطل إذا كان في الفنون التي تنال بالقياس والرأي والحيلة، مع عدم طرده في الأنواع كما تقدم، أما الفضائل المتعلقة باتباع الأنبياء فكل من كان إلى الأنبياء أقرب مع كمال فطرته كان أفضل.
/// يلاحظ مما سبق استدلال ابن تيمية بالكتاب والسنن المتواترة وغيرها والآثار والإجماع على ما قرره ورده على ما يتمسك به المخالف من شبه عقلية ونقلية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:38]ـ
وقال أبو العباس رحمه الله أيضا في منهاج السنة النبوية (6/ 88):
"وأمتنا خير أمم وأكرمها على الله وخيرها القرون الثلاثة وأفضلهم الصحابة وفي أمتنا شر كثير لكنه أقل من شر بني إسرائيل وشر بني إسرائيل أقل من شر الكفار الذين لم يتبعوا نبيا كفرعون وقومه وكل خير في بني إسرائيل ففي أمتنا خير منه وكذلك أول هذه الأمة وآخرها فكل خير من المتأخرين ففي المتقدمين ما هو خير منه وكل شر في المتقدمين ففي المتأخرين ما هو شر منه وقد قال تعالى:" فاتقوا الله ما استطعتم ".
ولا ريب أن الستة الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض الذي عينهم عمر لا يوجد أفضل منهم وإن كان في كل منهم ما كرهه فإن غيرهم يكون فيه من المكروه أعظم ولهذا لم يتول بعد عثمان خير منه ولا أحسن سيرة ولا تولى بعد علي خير منه ولا تولى ملك من ملوك المسلمين أحسن سيرة من معاوية رضي الله عنه كما ذكر الناس سيرته وفضائله وإذا كان الواحد من هؤلاء له ذنوب فغيرهم أعظم ذنوبا وأقل حسنات فهذا من الأمور التي ينبغي أن تعرف فإن الجاهل بمنزلة الذباب الذي لا يقع إلا على العقير ولا يقع على الصحيح والعاقل يزن الأمور جميعا هذا وهذا. ا.هـ
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:58]ـ
وقال هذا العبقري أيضا في رفع الملام ص18_19:
" فهؤلاء كانوا أعلم الأمة وأفقهها وأتقاها وأفضلها فمن بعدهم أنقص فخفاء بعض السنة عليهم أولى فلا يحتاج إلى بيان فمن اعتقد أن كل حديث صحيح قد بلغ كل واحد من الأئمة أو إماما معينا فهو مخطئ خطأ فاحشا قبيحا
ولا يقولن قائل إن الأحاديث قد دونت وجمعت فخفاؤها والحال هذه بعيد لأن هذه الدواوين المشهورة في السنن إنما جمعت بعد انقراض الأئمة المتبوعين ومع هذا فلا يجوز أن يدعي انحصار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في دواوين معينة ثم لو فرض انحصار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها
فليس كل ما في الكتب يعلمه العالم ولا يكاد ذلك يحصل لأحد بل قد يكون عند الرجل الدواوين الكثيرة وهو لا يحيط بما فيها
بل الذين كانوا قبل جمع هذه الدواوين كانوا أعلم بالسنة من المتأخرين بكثير لأن كثيرا مما بلغهم وصح عندهم قد لا يبلغنا إلا عن مجهول أو بإسناد منقطع أو لا يبلغنا بالكلية فكانت دواوينهم صدورهم التي تحوي أضعاف ما في الدواوين وهذا أمر لا يشك فيه من علم القضية".ا. هـ
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:59]ـ
هذه و الله اعلم احدى النقاط المنهجية الكبرى التي فارق فيها المتكلمون أهل السنة و الحديث ... أخذت بزمامها في أول الأمر الجهمية و المعتزلة ثم شيئا فشيئا و تحت ضغط العقلانية المطلقة التي يورثها التزام المنطق اليوناني كمعيار وحيد للصواب و الخطأ بدأ يلتزمها فحول الأشاعرة ممن كانوا انتدبوا للدفاع عن عقيدة الاتباث عند اهل السنة و بدأ بفعلها الشرخ يكبر بينهما و ينقلب أساس التقديس من النقل الى العقل .... فأنت ان قرأت كلام المتقدمين من أهل السنة ممن ناظروا الجهمية و المعتزلة كأحمد و ابن راهويه و داوود و ابن المبارك والبخاري بل و حتى متقدمي الكلابية تجدهم يحتجون بأقوال من قبلهم و من كان أقرب منهم الى عهد النبوة و لولا أن مجموع اقوالهم و كونها اقرب لعهد النبوة حجة عندهم لما احتجوا بها على المخالف ... و ان نظرت الى كلام المتقدمين من الجهمية و المعتزلة كالمريسي و ابن ابي دواد و عمرو بن عبيد و الجاحظ و غيرهم تجدهم على ما عليه متأخرو الأشاعرة-و تبعهم عليه معظم الحداثيين كالجابري في نقد سلطة السلف في كتابه نقد العقل العربي- من قلب هذا الميزان و الطعن فيه بالقول ان الأسبقية و القرب من عهد النبوة ليست معيارا للصحة و الصواب و أن المتقدم من الصحابة و غيرهم الواحد منهم ليس بمعصوم و ما نجا أحد منهم من الزلل و يجعلون الكلام في الواحد منهم كالكلام في الكثرة و هذا المذهب من نفي تأثير القرب من نور النبوة و البعد عنها -وهو عينه المعبر عنه بالمقولة الشهيرة مذهب السلف أسلم و مذهب الخلف أحكم - لا زمه عند تأمله الطعن حتى في ما كان عليه الصحابة لأنه ان تأمل وجد انهم لم يستحقوا ذلك الفضل الا بقربهم من نور النبوة حتى استنكروا على أبي هريرة حديثه بهذا الأصل ... أي قربه من النبي صلى الله عليه و سلم ... و رد عليهم رضي الله عنه أيضا بهذا الأصل أي ببيان قربه منه صلى الله عليه و سلم و لم يقل لهم: ليس القرب او البعد من نور النبوة بمؤثر في صواب الرواية و القول أو خطئه بل ما صح في العقل وحده هو المؤثر و يجوز أن أنفرد بالصواب في رواية كل هذه العلوم الضرورية في الدين و التي يتشوف اليها كل ذي نفس حرة و تتعطش اليها الأفئدة أن أنفرد بها و بروايتها عن كل من سبقني من المهاجرين و الأنصار و لازم نور النبوة أكثر مني ... لم يقله لعلمه أن نور النبوة هو العاصم للعقل و القلب و اللسان و كل قوى المعرفة الانسانية من الزلل لا مجرد المنطق .... و ان تأملت عمل كبار الصحابة تجدهم على ترتيب الناس على طبقات قربهم من نور النبوة و عمل عمر رضي الله عنه و غيره في ذلك مشهور ... و العجب ممن يرشده -و هو في غيبة عبادته- كشفه و قلبه ووجدانه و ذوقه الى خطر النور النبوي و أولويته و عظم هيمنته على غيره ... ثم ان حضر في شهود علمه أرشده عقله الى تقديم غيره عليه ... و الحق واحد لا يختلف ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 01:15]ـ
وقال تلميذه ابن القيم في إعلام الموقعين (4/ 118)
فصل
في جواز الفتوى بالآثار السلفية والفتاوى الصحابية وأنها أولى بالأخذ بها من آراء المتأخرين وفتاويهم وأن قربها إلى الصواب بحسب قرب أهلها من عصر الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأن فتاوى الصحابة أولى أن يؤخذ بها من فتاوى التابعين وفتاوى التابعين أولى من فتاوى تابعي التابعين وهلم جرا وكلما كان العهد بالرسول أقرب كان الصواب أغلب
وهذا حكم بحسب الجنس لا بحسب كل فرد فرد من المسائل كما أن عصر التابعين وإن كان أفضل من عصر تابعيهم فإنما هو بحسب الجنس لا بحسب كل شخص شخص ولكن المفضلون في العصر المتقدم أكثر من المفضلين في العصر المتأخر وهكذا الصواب في أقوالهم أكثر من الصواب في أقوال من بعدهم
فإن التفاوت بين علوم المتقدمين والمتأخرين كالتفاوت الذي بينهم في الفضل والدين
ولعله لا يسع المفتى والحاكم عند الله أن يفتى ويحكم بقول فلان وفلان من المتأخرين من مقلدي الأئمة ويأخذ برأيه وترجيحه ويترك الفتوى والحكم بقول البخاري وإسحاق بن راهويه وعلي بن المديني ومحمد بن نصر المروزي وأمثالهم بل يترك قول ابن المبارك والأوزاعي وسفيان بن عيينة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وأمثالهم بل لا يلتفت إلى قول ابن أبي ذئب والزهري والليث بن سعد وأمثالهم بل لا يعد قول سعيد بن المسيب والحسن والقاسم وسالم وعطاء وطاوس وجابر بن زيد وشريح وأبي وائل وجعفر بن محمد وأضرابهم مما يسوغ الأخذ به بل يرى تقديم قول المتأخرين من أتباع من قلده على فتوى أبي بكر الصديق وعمر وعثمان وعلى وابن مسعود وأبي بن كعب وأبي الدرداء وزيد بن ثابت وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وعبادة بن الصامت وأبي موسى الأشعري وأضرابهم فلا يدري ما عذره غدا عند الله إذا سوى بين أقوال أولئك وفتاويهم وأقوال هؤلاء وفتاويهم فكيف إذا رجحها عليها فكيف إذا عين الأخذ بها حكما وإفتاء ومنع الأخذ بقول الصحابة واستجاز عقوبة من خالف المتأحرين لها وشهد عليه بالبدعة والضلالة ومخالفة أهل العلم وانه يكيد الإسلام تالله لقد أخذ بالمثل المشهور رمتنى بدائها وانسلت وسمى ورثة الرسول باسمه هو وكساهم أثوابه ورماهم بدائه وكثير من هؤلاء يصرخ ويصيح ويقول ويعلن أنه يجب على الأمة كلهم الأخذ بقول من قلدناه ديننا ولا يجوز الأخذ بقول أبي بكر وعمر وعثمان وعلى وغيرهم من الصحابة وهذا كلام من أخذ به وتقلده ولاه الله ما تولى ويجزيه عليه يوم القيامة الجزاء الأوفى والذي ندين الله به ضد هذا القول والرد عليه. فنقول ... ".ا. هـ
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 01:28]ـ
جزاكم الله خيرا أخي ابن الرومية
والباب يشمل علم العقائد وغيره من العلوم ويشمل الأعمال والصفات وغيرها
ومسألة الفرق بين العلوم الدنيوية والشرعية في هذا الباب تحتاج إلى بحث ولعلها ينطبق عليها كلام ابن تيمية في العلوم التي تدرك بالقياس والحيلة والعلوم التي تتعلق باتباع الأنبياء
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 01:38]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم .. و الأمر كما قلتم الا أنه بدأ بمسائل الخلاف الأوضح و جلها في العقائد و بعدها تفشى الى الفقه و الأخلاق حتى وصل الى العلوم الآلية ... و مما يجدر التنبيه لتأصيله حسب نظري المتواضع حتى يطرد لكم الفرق بين العلوم الدنيوية والشرعية بسلاسة و دون وضع حدود تحكمية صارمة كفعل أهل المنطق ... معرفة أن العلوم أيضا في هذا كالناس .. تطرد فيها هذه القاعدة بحسب تعلق موضوعها و أهدافها بالنور النبوي و بحسب قربها او بعدها عنه ... أي أن كل العلوم التي تقل علاقتها بهذا النور و هدفه تنجو من القاعدة بحسب بعدها عنه و حاجة الشرع اليها و اقتضاءه لها ... بارك الله فيكم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 11:33]ـ
وقال الإمام أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله في الموافقات 147/ 1:
"أن يتحرى كتب المتقدمين من أهل العلم المراد فإنهم أقعد به من غيرهم من المتأخرين وأصل ذلك التجربة والخبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما التجربة فهو أمر مشاهد في أي علم كان فالمتأخر لا يبلغ من الرسوخ في علم ما يبلغه المتقدم وحسبك من ذلك أهل كل علم عملي أو نظري فأعمال المتقدمين -في إصلاح دنياهم ودينهم- على خلاف أعمال المتأخرين وعلومهم في التحقيق أقعد فتحقق الصحابة بعلوم الشريعة ليس كتحقق التابعين والتابعون ليسوا كتابعيهم وهكذا إلى الآن ومن طالع سيرهم وأقوالهم وحكاياتهم أبصر العجب في هذا المعنى.
وأما الخبر ففي الحديث: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" وفي هذا إشارة إلى أن كل قرن مع ما بعده كذلك وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أول دينكم نبوة ورحمة ثم ملك ورحمة ثم ملك وجبرية ثم ملك عضوض" ولا يكون هذا إلا مع قلة الخير وتكاثر الشر شيئا بعد شيء ويندرج ما نحن فيه تحت الإطلاق.
وعن ابن مسعود أنه قال: "ليس عام إلا الذي بعده شر منه لا أقول عام أمطر من عام ولا عام أخضب من عام ولا أمير خير من أمير ولكن ذهاب خياركم وعلمائكم ثم يحدث قوم يقيسون الأمور برأيهم فيهدم الإسلام ويثلم".
ومعناه موجود في "الصحيح" في قوله: "ولكن ينتزعه مع قبض العلماء بعلمهم فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيَضلون ويُضلون".
وقال عليه السلام: "إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ". قيل: من الغرباء؟ قال: "النزاع من القبائل ".
وفي رواية: قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: "الذين يصلحون عند فساد الناس ".
وعن أبي إدريس الخولاني: "إن للإسلام عُرى يتعلق الناس بها وإنها تمتلخ عروة عروة".
وعن بعضهم: "تذهب السنة سنة سنة كما يذهب الحبل قوة قوة".
وتلا أبو هريرة قوله تعالى: "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ" ثم قال: "والذي نفسي بيده ليخرجن من دين الله أفواجا كما دخلوا فيه أفواجا ".
وعن عبد الله قال: "أتدرون كيف ينقص الإسلام؟ " قالوا: نعم كما ينقص صبغ الثوب وكما ينقص سِمَن الدابة فقال عبد الله: "ذلك منه".
ولما نزل قوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم" بكى عمر فقال عليه السلام له "ما يبكيك؟ " قال: يا رسول الله إنا كنا في زيادة من ديننا فأما إذا كمل فلم يكمل شيء قط إلا نقص فقال عليه السلام: "صدقت".
والأخبار هنا كثيرة وهي تدل على نقص الدين والدنيا وأعظم ذلك العلم فهو إذًا في نقص بلا شك.
فلذلك صارت كتب المتقدمين وكلامهم وسيرهم أنفع لمن أراد الأخذ بالاحتياط في العلم على أي نوع كان وخصوصا علم الشريعة الذي هو العروة الوثقى والوَزَر الأحمى وبالله تعالى التوفيق". ا. هـ
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 12:32]ـ
ظاهر كلام الشاطبي يشمل الأمور الدنيوية عملا وعلما وصفة وصناعة وغير ذلك
هكذا على الإطلاق
وهذا مشكل لأن طبيعتها في ازدياد بخلاف الحقائق الشرعية وتكسب بالحيلة
وبعض الناس يرى أن قوم عيسى أعلم بالطب ممن أتى بعدهم
والفراعنة أعلم بالهندسة ممن بعدهم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 09:51]ـ
ثم نقول هذا قد يسلم في الفنون التي تنال بالقياس والرأي والحيلة، أما الفضائل المتعلقة باتباع الأنبياء فكل من كان إلى الأنبياء أقرب مع كمال فطرته: كان تلقيه عنهم أعظم وما يحسن فيه هو من الفضائل الدينية المأخوذة عن الأنبياء
المراد بالقياس وما لحقه في كلام شيخ الإسلام ما يقابل العلوم المستقاة من النبوة المعتمدة عليه اعتمادا كليا
ولم يرد نحو القياس الفقهي واللغوي
ولكن مراده العلوم التي لا تتعلق بنبي كالحساب مثلا
لذلك فعلوم العربية كعلوم الشرع الأفضل فيها لمن كان أقرب لزمن النبوة
وذلك أن زمن النبوة زمن الفصاحة والتفنن في الكلام وأساليبه وبلغتهم نزل الكتاب وفيهم أفصح من تكلم بها وهو النبي صلى الله عليه وسلم
فهم _أي من كان في ذلك الزمن_ أعلم الناس بالعربية فأعلم الناس بمقاصدهم وطرقهم في الكلام أعلم الناس بالعربية ولذلك قال الشاطبي رحمه الله في الاعتصام 297/ 2:
"فعلى الناظر في الشريعة والمتكلم فيها أصولا وفروعا أمران:
أحدهما: أن لا يتكلم في شيء من ذلك حتى يكون عربيا أو كالعربي في كونه عارفا بلسان العرب بالغا فيه مبالغ العرب أو مبالغ الأئمة المتقدمين كالخليل وسيبويه والكسائي والفراء ومن أشبههم وداناهم وليس المراد أن يكون حافظا كحفظهم وجامعا كجمعهم وإنما المراد أن تصير فهمه عربيا في الجملة وبذلك امتاز المتقدمون من علماء العربية على المتأخرين إذ بهذا المعنى أخذوا أنفسهم حتى صاروا أئمة ".(/)
إحداهن ورب الكعبة
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:30]ـ
ذكر أبو محمد القاسم بن ثابت السرقسطي المتوفى سنة 302 في كتاب الدلائل في غريب الحديث قصة علّق إسنادها، فقال رحمه الله:
"ومنه الحديث الذي يروى عن موسى بن عقبة يذكره عن المسور بن مخرمة قال: خرجنا مع عمر حجاجاً حتى إذا كنا بالعرج ليلاً إذا هاتف على الطريق يقول: قفوا، فوقفنا فقال: أفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ فقال عمر: إحداهن ورب الكعبة، أتعقل ما تقول؟ قال العقل ساقني هاهنا قال عمر: مات رسول الله صلى الله عليه وسلّم، قال أو مات؟ قال نعم، قال إنا لله وإنا إليه راجعون، فمن ولي الأمر بعده؟ قال أبو بكر، قال: أ نُحيف بني تميم؟ قال نعم، قال: والله إن كان لها لأهلاً، أو فيكم هو؟ قال عمر: مات، قال: أو مات؟ قال: نعم، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، فمن ولي هذا الأمر بعده؟ قال: عمر بن الخطاب، قال: وأين كانوا عن أبيض بني أمية، يعني عثمان بن عفان، قال: قد كان ما أخبرتك، قال: ماكانت صداقة عمر إلى أبي بكر لتسلمه إلاّ لخير فأين هو؟ قال: ها هو ذا يكلمك، قال: فالغوثَ يا أمير المؤمنين الغوث، قال قد بلغك الريّ، فمن أنت؟ الحسن بن عُقيل أحد بني ثعيلة بن مليل، لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلّم على ردهة بني جعال، فدعاني إلى الإسلام، فأسلمت، وسقاني فضلة سويق شرب أولها، فما زلت أجد ريّها إذا عطشت وشبععها إذا جعت، ثم يمّمت رأس الأبيض، فلم أزل فيه أنا وأهلي منذ عشرة أعوام، ما رأيت فيه ذاكراً غيري، أصلي في كل يوم وليلة صلوات خمساًو يدور شهر رمضان فأصومه، وإن كان اليوم حاراً، وأذبح لعشر ذي الحجة نسكاً فآكل وأطعم أهلي، كذالك علمني رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فأصابتنا حطمة فوالله ما أبقت لنا إلا شاة كنا نمتذق درها فعدا عليها الذئب بارحة الأولى فغبّبها واتبعته، فأدركت ذكاتها، فأكلت بعضاً و حملت بعضا. قال: أتاك الغوث، الحقني على الماء، فأوصى بالرجل وقال إذا أتاك فمُنه وعياله بما يسعهم. ومضينا، فلما انصرفنا مر عمر بصاحب الماء، فقال أين الرجل؟ فقال: ذاك قبره، فمشى عمر إلى قبره فاستغفر له وترحم عليه، ثم أقبل على أصحابه فقال: كره الله له فتنتكم، وما أنتم فيه فقبضه إليه."
قال المصنف رحمه الله تعالى: قوله "إحداهن ورب الكعبة" يعني إحدى العجائب، وفي مثل من الأمثال:" لايقوم لهذا الأمر إلا ابن إحداها، يقول إلا كريم الأباء و الأمهات من الرجال والإبل.
قال السيد المحقق د. محمد بن عبد الله القناص: أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق أحمد بن مالك بن ميمزن نا عبد الملك بن قريب الأصمعي نا هريم بن الصقر عن بلال بن الشقر عن المسور بن مخرمة فذكره بطوله ...
بغض النظر عن سند هذا الأثر فإني لاحظت في متنه نكارتين بارزتين فمن منكم يذكرهما و يزيد عليهما إن استطاع؟
والله يوفق الجميع
ـ[صالح غيث]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 01:11]ـ
أخبرنا حفظك الله، فلم نعاين النكارة
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 08:01]ـ
لستُ من أهل الفن، لكني لاحظتُ:
قال: أنُحيف بني تميم؟
ولعله من غلط الطباعة، فالصواب: تَيْم.
الحسن بن عُقيل
لَمْ يَكُنْ هذا الاسم في العرب، قبل ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أحد بني ثعيلة بن مليل .... بني جعال .... رأس الأبيض
لا أدري أوُجِدَتْ هذه الأسماء أم ...
وأذبح لعشر ذي الحجة نسكاً فآكل وأطعم أهلي
كأنه جعلها من المفترض.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 08:59]ـ
بارك الله فيكما و شكراً لمروركما
وأعتذر عن تأخري.
قولك حفظك الله:
"ولعله من غلط الطباعة، فالصواب: تَيْم."
نعم، وهو سبق قلم مني.
وقولك:
"لَمْ يَكُنْ هذا الاسم في العرب، قبل ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم "
نعم، بوركت .. وهذا أحد الأمرين الذين استغربتهما في الأثر.
وقولك:
"لا أدري أوُجِدَتْ هذه الأسماء أم لا"
فإن مثل هذا -والله أعلم- لا يُنكر به الأثر.
أما قولك:
"كأنه جعلها من المفترض "
فإنه وجيه جداً، وأصارحك بأنه لم يخطر ببالي.
بقي أمر ثان في الخبر يصلح أن يوصف بالمنكر، فما هو؟
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 08:13]ـ
أحسبني وجدته، لعلك تعني ذهاب عُمَرَ رضي الله عنه للقبر واستغفارهُ عنده.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 11:04]ـ
بارك الله فيك يا أخي ..
ذهاب عمر إلى القبر لم يخطر ببالي أيضاً، وما أظنه مما يُستشكل ولاسيما إذاظُنّ أنه رضي الله استقبل القبلة ودعى لذلك الميت.
لكن مخاطبة الرجل لعمر وقوله "يا أمير المؤمنين" مما يستنكر لأن الرجل يزعم أنه لم يكن على علم بوفاة النبي صلّى الله عليه وسلّم و لا باستخلاف أبي أبكر رضي الله عنه بعده، فكيف علم أن الخليفة الذي جاء إثره يخاطب ب"أمير المؤمنين"؟
هذا ما ظهر لي والله أعلم
والله أسأل أن يلهمك رشدك ويقيك الفتن ما ظهر منها و ما بطن.(/)
كتاب الزكاة من سنن الترمذي للشيخ محمد الشنقيطي
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:50]ـ
من الشروحات النافعة للشيخ محمد المختار الشنقيطي شرح سنن الترمذي مع العلم أن الشيخ مازال مستمر في الشرح وهو الآن في كتاب الحج ولقد انزل موقع طريق الإسلام كتاب الطهارة وكتاب الصلاة من هذا الشرح وفي ملتقى الحديث تم رفع كتاب الصيام واليوم نبدأ بتنزيل كتاب الزكاة ونسال الله أن ييسر رفع الباقي
الدرس الأول
SHN7C5B.mp3 - 16.0 Mb (http://www.salafishare.com/arabic/24BMD4L2K65G/SHN7C5B.mp3)
الدرس الثاني
EM9W3YA.mp3 - 18.2 Mb (http://www.salafishare.com/arabic/24KT04X8W4FV/EM9W3YA.mp3)
الدرس الثالث
41 DHZ2D.mp3 - 18.7 Mb (http://www.salafishare.com/arabic/24FHB98RKP7J/41DHZ2D.mp3)
الدرس الرابع
HXUPWB7.mp3 - 17.8 Mb (http://www.salafishare.com/arabic/241O
السؤال
8IM2132/HXUPWB7.mp3)
الدرس الخامس
FNJZZKD.mp3 - 17.1 Mb (http://www.salafishare.com/arabic/24I7UD7DMHV2/FNJZZKD.mp3)
الدرس السادس
K18S0ON.mp3 - 17.5 Mb (http://www.salafishare.com/arabic/243KACWDCM6
السؤال
/K18S0ON.mp3)
7
KI8586F.mp3 - 15.8 Mb (http://www.salafishare.com/arabic/24TBIBDRZRI6/KI8586F.mp3)
8
OWO
السؤال
PCT.mp3 - 13.6 Mb (http://www.salafishare.com/arabic/241I7M33GO7Z/OWO
السؤال
PCT.mp3)
9
K2DETE7.mp3 - 15.5 Mb (http://www.salafishare.com/arabic/24O
السؤال
2
السؤال
TCHN9O/K2DETE7.mp3)
ـ[محب طابة]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 09:37]ـ
جزاك الله خير اخي واتمنى ان يرفع الشرح من اوله الى اخر شيء وصل اليه الشيخ.
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 12:12]ـ
بإذن الله
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 12:13]ـ
10
http://www.salafishare.com/arabic/24F2JTCJ4O9L/W4MAXN7.mp3
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 02:15]ـ
15
http://www.salafishare.com/arabic/
YYB4GIH.mp3 - 17.1 Mb (http://www.salafishare.com/arabic/24FYUOZ1E0OV/YYB4GIH.mp3)
16
EXCYWT5.mp3 - 17.6 Mb (http://www.salafishare.com/arabic/24HA0USOYHHU/EXCYWT5.mp3)
http://www.salafishare.com/arabic/24HA0USOYHHU/EXCYWT5.mp3
17
NT5NWGV.mp3 - 17.8 Mb (http://www.salafishare.com/arabic/24NO0W94A3NE/NT5NWGV.mp3)
http://www.salafishare.com/arabic/24NO0W94A3NE/NT5NWGV.mp3
18
MM9B6GZ.mp3 - 10.8 Mb (http://www.salafishare.com/arabic/24YBTGJWEDX3/MM9B6GZ.mp3)
http://www.salafishare.com/arabic/24YBTGJWEDX3/MM9B6GZ.mp3
19
IM59R6L.mp3 - 18.0 Mb (http://www.salafishare.com/arabic/24UXU4MBKSZK/IM59R6L.mp3)
http://www.salafishare.com/arabic/24UXU4MBKSZK/IM59R6L.mp3
20
AJ2EOZF.mp3 - 17.3 Mb (http://www.salafishare.com/arabic/245DRR3SAICY/AJ2EOZF.mp3)
http://www.salafishare.com/arabic/245DRR3SAICY/AJ2EOZF.mp3
21
S6YUVSK.mp3 - 22.0 Mb (http://www.salafishare.com/arabic/24AADSJ482M2/S6YUVSK.mp3)
http://www.salafishare.com/arabic/24AADSJ482M2/S6YUVSK.mp3
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 07:28]ـ
11
http://www.salafishare.com/arabic/249YG48VDHM6/SIMLW9C.mp3
12
http://www.salafishare.com/arabic/24CYC6OW3N6L/1
السؤال
U9JAM.mp3
13
http://www.salafishare.com/arabic/24K40D
السؤال
3MNXN/RWCS2GY.mp3
14
http://www.salafishare.com/arabic/24GNOW1VH3NW/7HV41G2.mp3
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 01:06]ـ
22
http://www.salafishare.com/arabic/24BDCYR6XHVH/
السؤال
CD4SVV.mp3
23
http://www.salafishare.com/arabic/247IWO2R13WK/FWBBVJT.mp3
24
http://www.salafishare.com/arabic/24ODKXBBJ0RP/OPWM
السؤال
EN.mp3
25
http://www.salafishare.com/arabic/24
السؤال
WUIDFZEGF/0
السؤال
6GYM4.mp3
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 12:06]ـ
26
http://www.salafishare.com/arabic/249Y1FU955Y3/WA22L88.mp3
27
http://www.salafishare.com/arabic/24KOHEC9MKZV/H8PVUVY.mp3
28
http://www.salafishare.com/arabic/24F4G6C50B77/9GPWP0M.mp3
29
http://www.salafishare.com/arabic/24YDRGCIZ126/BVECS98.mp3
30
http://www.salafishare.com/arabic/24DN0MAP6SBG/ECGCCXS.mp3
31
http://www.salafishare.com/arabic/24DKJ7JYXL6O/VXAYIZG.mp3
32
http://www.salafishare.com/arabic/24PBMM5Z5BGA/SE2KK2M.mp3
33
http://www.salafishare.com/arabic/24B89LFMBV27/J4RX66H.mp3
تمت بحمد الله(/)
«كيفية التوفيق بين الدنيا والآخرة»،لسماحة شيخنا الزّاهد العلاّمة عبد اللّه بن جبرين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 10:02]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«كيفية التوفيق بين الدنيا والآخرة»،
لسَمَاحَةِ شَيْخِنَا الزَّاهِدِ العَلاَّمَةِ
عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ
ـ حفظهُ اللَّه تعالى،ورعاهُ ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد ...
فلاشك أن من أحب دنياه وانشغل بها وجعلها أكبر همه ومبلغ علمه فإنه ينسى الدار الآخرة، ولا يعمل لها، قال بعض السلف: (من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى)، فالإنسان عليه أن يبدأ بحظه من الآخرة، حتى يأتيه ما قدر الله له وما يحتاج إليه من الدنيا، يقول بعض السلف: (يا ابن آدم: أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج، فإن بدأت بنصيبك من الدنيا فاتك نصبك من الآخرة، وإن بدأت بنصيبك من الآخرة مر على نصيبك من الدنيا فانتظمه انتظامًا)، فالإنسان يشتغل بحظه من الدنيا في الأوقات التي يجد فيها سعة، ومع ذلك لا ينسى الدار الآخرة، فإذا اشتغل في تجارته أو حرثه أو حرفته أو ماشيته، لم يغفل عن ذكر ربه، ولا عن دعائه، واشتغل بالتسبيح والتكبير والتوبة والاستغفار، فحصل التوفيق بين الدنيا والآخرة، وإذا دخل وقت العبادة، كأوقات الصلوات، ترك ما كان فيه من الدنيا وقام إلى العبادة.
ولاشك أن الكثير قد طغوا وبغوا لما فتحت عليهم الدنيا، وتحقق قول الله تعالى: ? كَلا إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ? [العلق:6 - 7]، فيقال لهؤلاء: اربعوا على أنفسكم، اقنعوا من الدنيا بما تيسر، ولا تشغلكم دنياكم عن العمل للدار الآخرة، فإن من فعل ذلك أصبح عبدًا لدنياه.
فمن تزينت له الدنيا وأكب عليها وتمادى في الانشغال بها، فلابد أنه ينسى أو يتناسى نهايتها، مع أن ذلك واقع ومشاهد، فإن كثيرًا من أهل الدنيا قد جعلوها شغلهم الشاغل، وقطعوا في متابعتها أعمارهم، فجاءهم الأجل وهم غافلون عن الآخرة، فخرجوا من الدنيا مفاليس، لأنهم لم يتفكروا في نهاية الدنيا، وصدق عليهم قول الله تعالى: ? بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ? [الأعلى: 16 - 17]، مع ما يشاهدونه من تقلب الدنيا بأهلها، حيث يشاهدون بعض الناس ينشغلون بالدنيا، ويستكثرون من جمع الأموال من حلال أو حرام، ويتهالكون في حب المال، ويصدق عليهم قول الله تعالى: ? وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ? [الفجر:20]، وقوله تعالى: ? وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ? [العاديات: 8].
فتأتيهم الآجال وهم مفرطون، لم يقدموا لآخرتهم ما يكون سببًا في سعادتهم عند الله سبحانه وتعالى، ويشاهدون أيضًا من تبسط عليه الدنيا ثم تسلب منه بين عشية وضحاها، فيصبح غنيًا عنده الأموال الطائلة، ويمسي فقيرًا قد لا يجد قوت ليلته، مما يدل على تقلب الدنيا بأهلها، ولا يعتبر بذلك الآخرون الذين أنهكوا أبدانهم وشغلوا أعمالهم في جمع الحطام الفاني، وهم يعرفون أنهم سوف يفارقونه وينتفع به غيرهم، وقد يجمعونه من حرام أو من مشتبه، ويكون كما قال بعض السلف في الدنيا: (حلالها حساب، وحرامها عذاب)، بمعنى أنه يحاسب على المال، كما قال النبي: «لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به».
فعليه أن يعد للسؤال جوابًا، وللجواب صوابًا، ويتذكر قول بعض الواعظين فيمن جمع المال وخلفه:
سيأخذه الوارث من غير تعب * * * ويسأل جامعه من أين اكتسب
فما اكتسب إلا الشوك له * * * وللوارث الرطب
وقد وقعت وقائع كثيرة تدل على تغير الدنيا بأهلها وتقلبها بهم، حيث إنهم لما فتحت عليهم الدنيا طغوا وبغوا وتكبروا وتجبروا، وسول لهم الشيطان وأملى لهم، وزين لهم ما هم عليه من الاستمرار في الاستكثار من جمع المال من حل أو حرام، ثم أوقعهم ذلك في الانهماك في الشهوات والملذات، وتجاوز المباحات إلى المحرمات، فوقعوا في المسكرات والمخدرات، وخيل إليهم أن هذا من إعطاء النفس ما تتمناه وما تهواه أو تلتذ به، وجرهم ذلك إلى أن ثقلت عليهم الطاعات، فتركوا الصلوات، ومنعوا الواجبات، وتجاوزوا الشبهات إلى المحذورات، ونسوا الله فأنساهم أنفسهم.
نسأل الله أن يغنينا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه. والله تعالى أعلم.
قاله وأملاه
شَيخُنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَن بْنِ جِبْرِينٍ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 10:03]ـ
المصدر: موقع شيخنا.
( http://www.ibn-jebreen.com/article2.php?id=40)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحافظة]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 11:09]ـ
جزاكم الله خيرا .. ونفع الله بكم
قال تعالى: ((اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور))
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسير آية الحديد: يخبر تعالى عن حقيقة الدنيا وما هي عليه ويبين غايتها وغاية أهلها بأنها لعب ولهو تلعب بها الأبدان وتلهو بها القلوب، وهذا مصداق ما هو موجود وواقع من أبناء الدنيا فإنك تجدهم قد قطعوا أوقات عمرهم بلهو قلوبهم وغفلتهم عن ذكر ربهم وعما أمامهم من الوعد والوعيد، تراهم قد اتخذوا دينهم لعبا ولهوا بخلاف أهل اليقظة وعمال الآخرة فإن قلوبهم معمورة بذكر الله ومعرفته ومحبته وقد شغلوا أوقاتهم بالأعمال التي تقربهم إلى الله من النفع القاصر والمتعدي.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 01:46]ـ
ما شاء الله، كلام موقظ، ونحن في غمرة عارمة، و غفلة شاملة، جزاك الله أحسن الخير وأحسن عاقبتنا وعاقبة الشيخ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 07:06]ـ
جزاكُما اللَّهُ خَيرًا،وباركَ فيكُما.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 08:42]ـ
حفظ اللَّهُ شيخَنا،وشفاه.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 11:16]ـ
بارك الله فيكم.
ورحم الله الشيخ الجبرين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - Apr-2009, مساء 06:19]ـ
جزاكُم اللَّهُ خَيْرًا،وباركَ فيكُم.
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[22 - Apr-2009, صباحاً 12:24]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 04:53]ـ
جزاكُنَّ اللَّهُ خَيْرًا،وباركَ فيكُنَّ.(/)
حصريا ولهذا المنتدى القيّم بالذات أقدم هذا السبق: المنظومة الحائية.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 11:05]ـ
أحبتي الكرام ومنطلقا من محبتي للخير للجميع، ومحبتي لهذا المنتدى وأهله، ونشرا للخير إن شاء الله تعالى، فهذه إليكم أعزائي (المنظومة الحائية) محققة مدققة على يد الفقير الحقير أخيكم.
ولكن أحبتي شرطي عليكم أن تنسبوا الخير لأهله، فوالله لا تعلمون قدر الوقت الذي أخذ مني جمع مصادر المنظومة المتفرقة، وستجدون ذلك واضحا عند المطالعة.
المرفق فيه القصيدة والخط المكتوبة به.
وأبشروا السبق الثاني في الطريق بإذن الله.
ـ[الحافظة]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 11:18]ـ
جزاكم الله خيرا وزادكم من فضله .. للأسف لم أستطع فتح الملف ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 11:23]ـ
المعذرة أختي الفاضلة ولكن يستلزم فتح الملف الإصدار الأخير من برنامج الأوفس (2007).
ـ[أبو سيف العدل]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 08:09]ـ
جزاك الله خيرا و رفع قدرك
ـ[محمود الصيادي]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 08:28]ـ
جزاك الله خيرا اخي السكران
ـ[الحافظة]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 10:02]ـ
لله الحمد تم الإطلاع على الملف ...
بارك الله فيكم على هذا الجهد الطيب وجعله الله في ميزان حسناتكم يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم ..
ـ[الحافظة]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 10:50]ـ
وهذا رابط مسموع للمنظومة لمن يرغب في حفظها ... وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ..
http://www.islamup.com/uploads/files/islamup.com-6656b2a00c.amr
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 12:06]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا الفاضل، ولعله من الأفضل نشرها في مشاركة للقراءة حتى يتمكن من لم يستطع فتح الملف من قراءتها، وقد هممت بهذا لكن خشيت أن يتغير التنسيق فلعلك تقوم بهذا أفضل، بارك الله فيك.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 12:27]ـ
اللهم ارفع قدرهم جميعا آمين.
ليبارككم الله وينفع بكم، وجزاكم الله عني خير الجزاء.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 12:56]ـ
الفقير الحقير أخيكم ..
نفع الله بك ..
لكن.
الله يهديك ويرضى عنك ما يصير تقول عن نفسك (حقير) ..
وفقكم الله ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 01:00]ـ
والله يا أخي (الراحل) إني لأرى نفسي أحقر العباد إلى الله، فجعبتي مليئة بذنوب لا يعلمها إلا الله أسأله سبحانه لي ولكم الغفران والصفح.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 10:38]ـ
بارك الله فيكم ..... سامحونا للتطفل
قال الامام أبو بكر الآجري (1): أملى علينا أبو بكر بن أبي داود في مسجد الرصافة في يوم الجمعة لخمس بقين من شعبان سنة تسع وثلاثمائة، فقال:
وقال الإمام أبو حفص ابن شاهين (2): قال أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث شيحنا هذه القصيدة لنفسه، وجعلها محنته: ...
وقال الإمام أبو علي ابن البناء (3): أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الهروي، قال: أنا الإمام الحافظ أبو محمد المبارك بن علي الطباخ رحمه الله، قال: أخبرنا الشيخ العالم أبو العز أحمد بن عبد الله بن محمد بن كادش بقراءته عليه بباب المراتب في شوال سنة عشرين وخمسمائة، قال: أنا أبو طالب محمد بن علي بن أبي الفتح بن العشاري، قال: أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، عن أبي بكر بن أبي داود السجستاني رضي الله عنه بهذه القصيدة: ...
وقال القاضي أبو الحسين الفراء (4): أنبأنا علي المحدث، عن عبيد الله الفقيه، قال: أنشدنا أبو بكر بن أبي داود من حفظه لنفسه: ...
وقال الإمام الذهبي (5): أنشدنا (أحبرنا) {أبو العباس} أحمد بن عبد الحميد، {قال}: أنشدنا (أنا) {الإمام} أبو محمد بن قدامة سنة ثمان عشرة وست مئة، أخبرتنا فاطمة بنت علي {الوقاياتي}، أخبرنا علي بن بيان، أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا (أنا) أبو حفص بن شاهين، {قال}: {أنشدنا (قال)} {شيخنا} أبو بكر {عبد الله بن سليمان} {بن أبي داود} {لنفسه} {وجعلها محنته}:
هامش 1ـــــــــــــــــــ
(1) كتاب الشريعة 5/ 2563. طبعة دار الوطن.
(2) شرح مذاهب أهل السنة ص321. طبعة دارقرطبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) الأصول المجردة على ترتيب القصيدة المجودة ص73. طبعة دار طيبة الدمشقية.
(4) طبقات الحنابلة 3/ 100. طبعة العثيمين.
(5) سير أعلام النبلاء 13/ 233، العلو للعلي الغفار 2/ 1220. طبعة الرسالة، وطبعة دار الوطن.
تَمسَّكْ بحَبْلِ اللهِ واتَّبِع الهُدَى
ولا تَكُن (1) بِدْعِيَّاً لَعلَّكَ تُفْلِحُ
وَدِنْ (2) بِكِتَابِ اللهِ والسُّنَنِ التِي
أَتَتْ عَن رَسُولِ اللهِ تَنْجُو وَتَرْبَحُ
وَقُلْ: غَيْرُ مَخْلِوقٍ كَلامُ مَليكِنا
بِذَاكَ (3) دَانَ الأتْقِياءُ وأَفْصحُوا
{وَلا تَقُل (4) فِي القُرْآنِ (5) بالوَقْفِ قَائِلاً
كَمَا قَالَ أتْبَاعٌ لِجَهْمٍ وَأَسْجَحُوا} (6)
ولا تَقُلِ القُرآنُ خلق (7) قراءتهُ (8)
فإنَّ كَلامَ اللهِ باللفْظِ يُوضَحُ
وَقُلْ: يَتَجلَّى اللهُ للخَلْقِ جَهْرةً
كَمَا البدْرُ لا يَخْفى وَرَبُّكَ أَوْضَحُ
هامش 2ـــــــــــــــــــــ
(1) في شرح المذاهب، والأصول المجردة، والطبقات، والسير، والعلو، والمنهج الأحمد، وفيض القدير، والحطة، والشطي: (تك).
(2) في فيض القدير، والحطة: (ولذ).
(3) في شرح المذاهب، والأصول المجردة، والطبقات، والسير، والعلو، والمنهج الأحمد، والشطي: (بذلك).
(4) في شرح المذاهب، ونسخة من الأصول المجردة، والسير: (تك). وفي الطبقات، والمنهج الأحمد: (تغل).
(5) في الشطي: (بالقرآن).
(6) هذا البيت ساقط من العلو.
(7) في المنهج الأحمد: (خلقا).
(8) في نسخة من الأصول المجردة: (قراأه). وفي الشطي: (قرائه).
وَلَيْسَ بمْولُودٍ وليسَ يولد (1)
وَلَيسَ لهُ شِبْهٌ تَعَالَى المسَبَّحُ
وَقَدْ يُنكِرُ (2) الجَهْميُّ هَذَا وعِنْدَنَا
بِمِصْدَاقِ ما قُلْنَا حَدِيثٌ مُصَرِّحُ (3)
رَوَاهُ جَرِيرٌ عن مَقَالِ مُحمَّدٍ
فقُلْ مِثْلَ ما قَدْ قَالَ في ذَاكَ تَنْجَحُ
وَقَدْ يُنكِرُ الجَهْمِيُّ أَيضًا يَمِيْنَهُ
وَكِلْتَا يَدَيْهِ بالفواضِلِ (4) تَنْضَحُ (5)
وَقُلْ: يَنْزِلُ الجَبَّارُ في كُلِّ لَيْلَةٍ
بِلا كَيْف جَلَّ الواحدُ المتَمَدِّحُ (6)
إلى طَبَقِ الدُّنيا يَمُنُّ بِفَضْلِهِ
فَتُفْرَجُ أَبْوابُ السَّماءِ وتُفْتحُ
هامش 3ــــــــــــــــــــــ
(1) في شرح المذاهب، والأصول المجردة، والطبقات، والسير، والعلو، والمنهج الأحمد، والشطي: (بوالد).
(2) في شرح المذاهب: (ينكرن).
(3) في المنهج الأحمد، والشطي: (مُصَحّح).
(4) في شرح المذاهب: (بالنواضل).
(5) في شرح المذاهب: (ينفح). وفي الأصول المجردة، والشطي: (تنفح). وفي المنهج الأحمد: (تفتح).
(6) في شرح المذاهب: (المُمَدَّح).
يَقولُ: ألا مُسْتغفِرا (1) يَلْقَ غَافِرًا (2)
ومُسْتَمنِحا (3) خَيْرًا ورِزقًا فأمْنَحُ (4)
رَوَى ذَاكَ قَومٌ لا يُرَدُّ حَدِيثَهم
ألا خَابَ قَوْمٌ كذَّبوهُم وقُبِّحُوا
وَقُلْ إنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ
وَزِيراهُ قُدْمًا , ثُمَّ عُثْمَانُ ألأرْجَحُ (5)
وَرابِعُهُم خَيْرُ البريَّةِ بَعْدَهُم
عَلِيٌّ حَليفُ الخَيرِ, بالخَيرِ مُنْجِحُ (6)
وإنَّهمُ والرَّهْطُ (7) لا رَيْبَ (8) فِيْهِمُ
عَلَى نُجُبِ الفِرْدَوْسِ في الخُلْدِ (9) تَسْرَحُ (10)
هامش 4ـــــــــــــــــــــــ
(1) في شرح المذاهب، والطبقات، والسير، والعلو، والمنهج الأحمد، والشطي: (مستغفر).
(2) في الشطي: (أنا غافر).
(3) في شرح المذاهب، والأصول المجردة، والطبقات، والسير، والعلو، والمنهج الأحمد، والشطي: (ومستمنح).
(4) في شرح المذاهب: (فيُمنح).
(5) في شرح المذاهب: (أرجح).
(6) في الأصول المجردة: (للخير يمنح).
(7) في السير، والعلو، والمنهج الأحمد: (للرهط). وفي حاشية الأصل من شرح المذاهب أن الصواب: (الرهط).
(8) في الأصول المجردة: (لا شك).
(9) في السِّير، والعلو: (بالنور).
(10) في شرح المذاهب: (يسرح).
سَعِيدٌ وسَعْدٌ وابنُ عَوْفٍ وطَلْحةٌ
وعَامِرُ فِهْرٍ والزُّبَيْرُ المُمَدَّحُ
{وسبطي رسول الله وابني خديجة
وفاطمة ذات البقا تبحبحوا} (1)
{وعائشة (2) أم المؤمين وخالنا
معاوية أكرم به ثم امنح (3)
وأنصاره والهاجرين (4) ديارهم
بنصرتهم (5) عن كية (6) النار زحزحوا
ومن بعدهم فالتابعون لحسن (7) ما
حذوا فعلهم (8) قولا وفعلا فأفلحوا} (9)
{ومالك والثوري ثم أخوهم
أبو عمر والأوزاعي ذاك المسبح
ومن بعدهم فالشافعي وأحمد
إماما هدى من يتبع الحق ينصح
أولئك قوم قد عفا الله عنهم
(يُتْبَعُ)
(/)
وأرضاهم فأجبهم فإنك تفرح} (10)
وَقُلْ خَيْرَ قولٍ (11) في الصَّحَابةِ كُلِّهِمْ
ولا تَكُن (12) طَعَّاناً تَعِيْبُ وَتَجْرَحُ
هامش 5ـــــــــــــــــــ
(1) هذا البيت زيادة من شرح المذاهب.
(2) في الأصول المجردة، والشطي: (وعائش).
(3) في حاشية أصل شرح المذاهب، قال معناها: أرجح وأمدح. وفي الشطي: (أكرم به فهو مصلح).
(4) في شرح المذاهب: (والمهاجرين). وفي الشطي: (والهاجرون).
(5) في الأصول المجردة، والشطي: (بنصرهم).
(6) في الأصول المجردة، والشطي: (ظلمة).
(7) في الأصول المجردة، والشطي: (بحسن).
(8) في الشطي: (حذوهم).
(9) هذه الثلاثة أبيات زيادة من شرح المذاهب، والأصول المجردة، والشطي.
(10) الأبيات الثلاثة بين المعقوفين زيادة من شرح مذاهب أهل السنة.
(11) في شرح المذاهب: (قولا).
(12) في شرح المذاهب، والأصول المجردة، والطبقات، والسير، والعلو، والمنهج الأحمد، والشطي: (تك).
فَقَدْ نَطَقَ الوَحْيُ المُبينُ بِفَضْلِهِمْ
وفي الفَتْحِ آيٌ في الصَّحابةِ (1) تَمْدَحُ
وبِالقَدَرِ المقْدُورِ أيْقِنْ فإنَّهُ
دِعَامَةُ عقْدِ الدِّينِ، ولا دين (2) أفْيَحُ (3)
وَلا تُنْكِرن جَهلاً (4) نَكِيرًا ومُنْكَراً
وَلا الحْوضَ والِميزانَ إنَّكَ تُنْصَحُ
وقُلْ: يُخْرِجُ اللهُ العَظيمُ بِفَضلِهِ
مِن النارِ أجْسادًا مِن الفَحْمِ (5) تُطْرَحُ
عَلَى النَّهرِ في الفِردوسِ تَحْيا بِمَائِهِ
كَحَبّة حَملِ (6) السَّيْلِ إذْ جَاءَ يَطْفَحُ
وإنَّ (7) رَسُولَ اللهِ للخَلقِ شَافعٌ
وقُلْ فِي (8) عَذابِ القَبرِ حقٌّ (9) مُوَضَّحُ
هامش 6 ــــــــــــــــــ
(1) في شرح المذاهب، والأصول المجردة، والسير، والعلو: (للصحابة).
(2) في شرح المذاهب، والأصول المجردة، والطبقات، والمنهج الأحمد: (والدين).
(3) في الشطي: (أقبح).
(4) في الشطي: (جهراً).
(5) نسخة من الأصول المجردة، والشطي: (من اللحم).
(6) في الأصول المجردة، والسير: (كحب حميل).
(7) في الطبقات: (فإن).
(8) في الأصول المجردة، والشطي: (وإنّ).
(9) في الأصول المجردة، والشطي: (بالحق).
ولا تُكْفِّرَنَّ أهْلَ الصَّلاةِ وإِنْ عَصَوا
فكلُّهُمُ يَعْصِي وذُو العَرشِ يَصْفَحُ
{ولا تَعتقِدْ رَأيَ الخَوارجِ إنَّهُ
مَقَالٌ لِمَنْ يهواهُ يُرْدِي ويَفْضَحُ
ولا تَكُ مُرْجِيًّا لَعُوبًا بِدِينِهِ
ألا إنَّمَا المُرْجيُّ بالدِّينِ يَمْرَحُ (1)} (2)
وقُلْ: إنَّما الإيمانُ قَوْلٌ ونيَّةٌ
وِفعْلٌ عَلَى قَولِ النبيِّ مُصَرَّحُ (3)
ويَنْقُصُ طَوْرًا بالمعَاصِي وَتَارةً
بطَاعَتِهِ يَنْمِي (4) وفي الوَزنِ يَرْجَحُ
وَدَعْ عنكَ آراءَ الرِّجالِ وَقولَهُم
فَقْولُ رَسُولِ اللهِ أَزكى (5) وَأَشْرَحُ
{وَلا تَكُ مِن (1) قوْمٍ تَلَهَّوْ بِدِينِهِم
فَتَطْعنَ (2) في أَهَلِ الحَدَيثِ وتَقْدَحُ (3)} (4)
إذا مَا اعتقدْتَ الدَّهْرَ يا صَاحِ هذِه (5)
فَأَنْتَ عَلى خَيْرٍ تَبِيتُ وتُصْبِحُ
هامش أخير ـــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصول المجردة، والسير، والعلو: (يمزح).
(2) أتى هذين البيتين في الأصول المجردة، والشطي بعد البيتين بعدهما.
(3) في الأصول المجردة: (مشرح).
(4) في الشطي: (ينمو).
(5) في السير: (أولى).
(1) في الحطة: (في).
(2) في شرح المذاهب: (فيطعن).
(3) في شرح المذاهب: (ويقدح).
(4) أتى هذا البيت في الأصول المجردة، والشطي بعد الذي قبله.
(5) ساقطة من العلو.
قال الآجري: ثم قال لنا أبو بكر ابن أبي داود: هذا قولي, وقول أبي, وقول أحمد بن حنبل, وقول من أدركنا من أهل العلم ومن لم ندرك ممّن بلغنا عنه. فمن قال علي غير هذا فقد كذب.
وقال ابن شاهين: قال أبو بكر ابن أبي داود رحمه الله: هذا قولي, وقول أبي, وقول أحمد بن حنبل رحمه الله, وقول من أدركنا من أهل العلم وقول ممن لم ندرك ممن بلغنا قوله. فمن قال علي غير هذا فقد كذب.
وقال ابن البناء: قال أبو بكر بن أبي داود السجستاني: هذا مذهب أحمد بن حنبل ومذهبي ومذهب أبي رحمهم الله وإيانا.
وقال ابن أبي يعلى: قال ابن بطة: قال أبو بكر بن أبي داود: هذا قولي، وقول أبي، وقول أحمد بن حنبل، وقول من أدركنا من أهل العلم، ومن لم ندرك ممن بلغنا عنه، فمن قال غير هذا فقد كذب.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 01:22]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا التميمي ونفع الله بك وبأمثالك.
ـ[الراجية رحمة ربها الغفور]ــــــــ[04 - Sep-2009, مساء 08:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم بارك الله في سعيك واثابك خير الجزاء
رجاء هل يمكنك ان تساعدني على ايجاد قصيد في مدح سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لا اعرف منه الا بيتا وليتني احفظه كما نُظم
ما اتذكره:رايت قبر النبي .. فهالني جماله من بعده قبل قربه
.... فما بال التراب الذي يحوي محمدا
عذرا لا احفظ اكثر مما كتبت ,سمعت القصيد في المسجد اثناء شهر رمضان المعظم عندما كنت ادرس في الجامعة منذ اكثر من 09سنوات خلت فسالت الامام ان يمدني بالكاتب حتى انقلها واحفظها ولكن ولانه لا يعرفني رفض ذلك ولا لوم عليه
العيب فيّ لم اسال عن الشاعر كان همي استعارة الكتاب والنهل منه مباشرة ولم اتوقع رفضه فشغلتني فرحتي او لنقل انقلاب فرحتي الى حزن عن ايّ استفسار من شانه ان يعينني في البحث
اخي الكريم وفقكم الله لا ادري هل ان طلبي مقبول ام في الامر قلة تبصر مني فانا جديدة في المنتدى وزياتي له قليلة واليوم عندما تصفحت بعضا من الكم الزاخر الذي قدمته -جعله الله في ميزان حسناتك ورفع به دراجاتك ونفع به القرّاء امين -خاصة المنضومة الحائية بتدرني طلبي هذا والح عليّ فانسقت وراءه
ولو انك سمعت القصيدة كما سمعتها لعرفت السر وراء كل كلمة كتبتها
وفقكم الله وسدد خطاكم انت وكل من يريد بالمسلمين والاسلام خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Sep-2009, مساء 09:52]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وجزاك الله أخيتي خير الجزاء على هذه الثقة بالضعيف .. أسأل الله أن تكون لوجهه سبحانه.
أما طلبك أخيتي فوالله حرصت أشد الحرص على تلبيته ولكن العفو منك والسماح فلم أعرفها ولا قائلها ولا مظان وجودها.
ولا أظن إلا أنها من شاعر متأخر لركاكة وزنها وضعفه.
وأشير عليك أخيتي إن أردتها فاجعلي طلبك هذا في موضوع مستقلٍ في (استراحة المجلس) ففيه من الإخوة المهتمين بهذا الجانب ما بإذن الله سيلبى طلبك معه إن شاء الله.
ومرة أخرى أخيتي العفو، وتقبل الله دعائك آمين
ـ[الراجية رحمة ربها الغفور]ــــــــ[04 - Sep-2009, مساء 10:53]ـ
وفقك الله اخي الكريم
بصراحة لله الحمد والشكر ومن بعده لك فبعد ان كتبت لك طلبي وارسلته راجعته فوقفت على اخطاء انقطعت عندي تغطية الشبكة لم اتمكن من اصلاحها وعودتي اسعدتني بوجود ردك فشكرا لك مرة اخرى(/)
اسئلة الحرم النبوي للشيخ محمد الشنقيطي
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 12:23]ـ
اسئلة الحرم النبوي للشيخ محمد الشنقيطي وهي 42 شريط ستم رفعها بإذن الله نفعكم الله بها
1
http://www.salafishare.com/arabic/24VEME2ZOW9
السؤال
/62EZ2PP.mp3
2
http://www.salafishare.com/arabic/243H
السؤال
R8OWH7E/FO7PVG0.mp3
3
http://www.salafishare.com/arabic/24S33SLYDEKC/76M965E.mp3
4
http://www.salafishare.com/arabic/242DDAUEH63C/X1T9843.mp3
ـ[محب طابة]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 02:50]ـ
الله يجزاك خير لكن اخي لو كان يمكن تحمليها بصيغة رم بلير لاني اذا حملت مايشتغل الملف الصوتي.
ونتمنى من الشيخ ان يزيد حلقات في المسجد النبوي الشريف.
ونتمنى من اخينا ابو زيد الشنقيطي حفظه الله ان يوصل هذا الطلب الى الشيخ وجزاكم الله خير.
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 07:24]ـ
5
http://www.salafishare.com/arabic/24HIM9HM7FJZ/LU1WUGZ.mp3
6
http://www.salafishare.com/arabic/24
السؤال
J20LY6UJU/LC3VFC6.mp3
7
http://www.salafishare.com/arabic/24TA46D3VAZU/A9HDBCY.mp3
8
http://www.salafishare.com/arabic/24GIX08RBMTC/JOMN68O.mp3
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 01:11]ـ
9
http://www.salafishare.com/arabic/24
السؤال
AJUJ35JA2/5ZA0TBF.mp3
10
http://www.salafishare.com/arabic/2450N8UO8PE7/TF5RW37.mp3
11
http://www.salafishare.com/arabic/24AJXRUCRCZY/6V6
السؤال
YXA.mp3
12
http://www.salafishare.com/arabic/24K0FOITRHPF/TKMDAC0.mp3
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 10:25]ـ
13
http://www.salafishare.com/arabic/2466AOGZEN8C/DMK7FWV.mp3
14
http://www.salafishare.com/arabic/243HZ7C2YW53/HFABBBV.mp3
15
http://www.salafishare.com/arabic/24
السؤال
30RS67H5U/X2
السؤال
S64B.mp3
16
http://www.salafishare.com/arabic/24VLP82XXL0F/O2T88AK.mp3
17
http://www.salafishare.com/arabic/24E7GBBBPWEG/C4R6N1T.mp3
18
http://www.salafishare.com/arabic/24UEADOI4AVE/Y76A69H.mp3
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 12:01]ـ
19
http://www.salafishare.com/arabic/245JCB0IUV62/LH5SB6Z.mp3
20
http://www.salafishare.com/arabic/24
السؤال
JYPV3GOTA/JZ98JGM.mp3
21
http://www.salafishare.com/arabic/2463OVCFECXM/I1P9D
السؤال
R.mp3
22
http://www.salafishare.com/arabic/240RSKOYZBOV/8FRG4WU.mp3
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 11:02]ـ
23
http://www.salafishare.com/arabic/247ROAMG7CWX/Y48NCV1.mp3
24
http://www.salafishare.com/arabic/244JHGGE2UY
السؤال
/ZIMBCIV.mp3
25
http://www.salafishare.com/arabic/24EMZU8CAWFG/0A8HLHG.mp3
26
http://www.salafishare.com/arabic/24T9J99PL0SJ/JG2I17
السؤال
.mp3
27
http://www.salafishare.com/arabic/24I7TW
السؤال
J70TH/JTVYT4Y.mp3
28
http://www.salafishare.com/arabic/24E00U7LB
السؤال
0E/ALLSSUU.mp3
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 12:22]ـ
29
http://www.salafishare.com/arabic/24SW82PR
السؤال
597/BCUK9K0.mp3
30
http://www.salafishare.com/arabic/249J2TABIK1H/4WCJ7LG.mp3
31
http://www.salafishare.com/arabic/248HHL16ZUZA/0C9
السؤال
OU1.mp3
32
http://www.salafishare.com/arabic/24F4M871BSJ0/UY13DDP.mp3
33
http://www.salafishare.com/arabic/24RBSJN47ING/H4OL6A1.mp3
34
http://www.salafishare.com/arabic/24BO94GZCJFY/35HUW2X.mp3
35
http://www.salafishare.com/arabic/246K3TMIB5GE/ZOPRLUK.mp3
36
http://www.salafishare.com/arabic/24
السؤال
YPYF
السؤال
U6PK/JIHIV2X.mp3
37
http://www.salafishare.com/arabic/24JUP
السؤال
NO5AE7/O984EVJ.mp3
38
http://www.salafishare.com/arabic/24
السؤال
YP
السؤال
W7G4
السؤال
U/38
السؤال
السؤال
7MO.mp3
39
http://www.salafishare.com/arabic/2456ETZ4RI51/EK45DAI.mp3
40
http://www.salafishare.com/arabic/24HUMHFLUIJC/U4PBPFL.mp3
41
http://www.salafishare.com/arabic/24M5HG7
السؤال
W0P1/BCRPVJU.mp3
42
http://www.salafishare.com/arabic/24VBD04J5K2S/GVFO22B.mp3
تمت بحمد الله نفعكم الله بها
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 02:30]ـ
عند وجود خلل في اي رابط يرجى الابلاغ(/)
سلسلة الفوائد المنتقاة من تيسير الكريم الرحمن للشيخ السعدي رحمه الله
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 12:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فهذه سلسلة من مئات الفوائد المنتقاة من تفسير الشيخ السعدي للقرآن الكريم -تيسير الكريم الرحمن - أضعها هنا تباعا والله الموفق.
سورة الفاتحة 1
ـ الرب هو المربي خلقه بالإيجاد (الخلق) والإعداد (الخلقة) والإمداد (بالنعم)
2ـ تربية الله تعالى لخلقه نوعان: تربية عامة للخلق كلهم وتربية لأوليائه بالتوفيق لكل خير والعصمة من كل شر. وذكر الشيخ أنه لعله السر في أن جل أدعية الأنبياء تكون بلفظ الرب.
3ـ الاستعانة بالله هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به في تحصيل ذلك.
4ـ تقديم العبادة على الاستعانة في سورة الفاتحة اهتمام بتقديم حقه على حق عبده.
قلت: ولعله يكون إشارة إلا أن العبادة شرط الإعانة.
5ـ السعادة قائمة على شيئين: العبادة والاستعانة.
6ـ اهدنا الصراط المستقيم: أي اهدنا إليه (بسلوكه وترك سائر الأديان) وفيه (بمعرفة تفاصيل هذا الصراط علما وعملا)
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 12:29]ـ
تنبيه:
من الفوائد ما أعلق عليه أو أزيد والله المستعان.
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 11:43]ـ
سورة البقرة
7ـ الأسلم في الحروف المقطعة السكوت عن التعرض لمعناها من غير مستند شرعي, مع الجزم بأن الله تعالى لم ينزلها عبثا بل لحكمة لا نعلمها.
8ـ النفي المقصود بالمدح لا بد أن يكون متضمنا لضده, وهو الكمال. لأن النفي عدم, والعدم المحض لا مدح فيه.
9ـ الهداية نوعان: هداية البيان وهي حاصلة للناس كلهم وهداية توفيق وهي خاصة بالمتقين. وزاد شيخنا بوخبزة هداية ثالثة وهي الهداية الطبيعية. قلت: لعله يقصد الهداية في قوله تعالى: أعطى كل شيء خلقه ثم هدى.
10ـ الإيمان هو التصديق التام بما جاءت به الرسل, المتضمن لانقياد الجوارح.
11ـ عنوان سعادة العبد شيئان: إخلاصه في عبادة الخالق وسعيه في نفع المخلوق.
قلت: ولذلك يقرن الله الصلاة بالزكاة. ففي الصلاة عبودية الخالق. وفي الزكاة الإحسان إلى المخلوق.
12ـ الفلاح هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب
13ـ لم يظهر النفاق إلا في المدينة بعد غزوة بدر لما أظهر الله المؤمنين وأعز دينه.
14ـ ذكر الشيخ أن قوله تعالى (إنما نحن مصلحون) أي أن الإصلاح محصور فيهم (أي حصر الصفة في الموصوف) والذي يظهر لي أنه العكس أي أن أعمالهم محصورة في الإصلاح (حصر الموصوف في الصفة).
15ـ أمراض القلوب نوعان: أمراض الشبهة وأمراض الشهوة.
16ـ من الأدلة على إضلال الله لمن يستحق قوله تعالى (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا) وقوله تعالى (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) وقوله تعالى (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم)
17ـ قلت: قوله تعالى: (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس (أي الصحابة) قالوا: أنؤمن كما آمن السفهاء) تنطبق على المنافقين وآهل البدع المخالفين للهدي النبوي والنهج السلفي كما قال تعالى (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا) وقوله تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المومنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)
17ـ حقيقة السفه جهل الإنسان بمصالح نفسه وسعيه فيما يضرها
18ـ (وإذا خلوا إلى شياطينهم) أي كبرائهم ورؤسائهم.
19ـ للنار صفتان: الإشراق والإحراق.
20ـ (استوقد نارا) أي أخذوا الإيمان الظاهر من المؤمنين وهو الذي حقنوا به دماءهم وحفظوا به أموالهم. فاستناروا به برهة ولم ينفعهم!
21ـ (صم) عن سماع الحق (بكم) عن قوله (عمي) عن رؤيته
22ـ الصيب المطر الذي يصوب أي ينزل بكثرة.
23ـ (وإذا أظلم عليهم قاموا) أي وقفوا.
24ـ كل ما علا فوقك فهو سماء ومنه السحاب
25 ـ في قوله تعالى (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم ... ) أوضح دليل عقلي على وحدانية الباري سبحانه وتعالى وبطلان الشرك.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 07:19]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ طارق ...
راجع الخاص من فضلك ...
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 11:34]ـ
26ـ (فلياتوا بسورة من مثله) هذه الآية ومثلها تسمى آيات التحدي.
(يُتْبَعُ)
(/)
27ـ في قوله تعالى (وإن كنتم في ريب ... ). دليل على أن المحتار إذا بين له الحق كان حريا باتباعه. وأما الشاك الكاذب في طلب الحق والمعاند فلا يوفقان غالبا
28ـ سميت أعمال الخير بالصالحات لأن بها تصلح أحوال العبد كلها.
29ـ الجنات هي البساتين الجامعة للأشجار العجيبة والثمار الأنيقة والظل المديد والأغصان والأفنان.
30ـ أنهار الجنة.قال الشيخ: يفجرونها كيف شاؤوا ويصرفونها أين أرادوا.
31ـ في قوله تعالى: (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحان أن لهم جنات ... ) ذكر للمبشِّر والمبشَّر والمبشَّر به وأسباب تحصيله.
32ـ في هذه الآية أيضا دليل على استحباب بشارة المؤمنين بما ينشطهم على الأعمال.
33ـ في قوله تعالى (وما يضل به إلا الفاسقين) دليل على أن إضلال الله يكون بسبب الفسق وعدم صلاحية الفاسق للهدى.
34ـ قال في قوله تعالى (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا): (وفي هذه الآية الكريمة دليل على أن الأصل في الأشياء الإباحة والطهارة ,لأنها سيقت في معرض الامتنان. يخرج بذلك الخبائث, فإن تحريمها أيضا يؤخذ من فحوى الآية. وبيان المقصود منها , وأنه خلقها لنفعنا , فما فيه ضرر فهو خارج من ذلك.)
35ـ معاني كلمة استوى:
* الكمال والتمام (ولما بلغ أشده واستوى)
*العلو والارتفاع (الرحمن على العرش استوى)
* القصد (ثم استوى إلى السماء)
36ـ كثيرا ما يقرن الله تعالى بين ذكر خلقه وإثبات علمه, لأن خلقه للمخلوقات أدل دليل على علمه وحكمته وقدرته
37ـ اختار الشيخ أن الله علم آدم الأسماء ألفاظها ومعانيها حتى المصغر والمكبر كالقصعة والقصيعة.
38ـ في كلام الله للملائكة فضيلة العلم من وجوه
تعرفه لهم بعلمه, وتعريف فضل آدم بالعلم, وأمره لهم بالسجود لهم لذلك
39ـ وفيه إثبات صفة الكلام لله تعالى متعلقا بإرادته.
40ـ في قوله تعالى (ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) دليل على أن النهي للتحريم لأنه رتب الظلم عليه.
41ـ توبة الله على آدم وبنيه نوعان: توفيقه للتوبة أولا, ثم قبوله لها إذا اجتمعت شروطها ثانيا)
42ـ المراد بذكر نعم الله ذكرها بالقلب اعترافا وباللسان ثناء وبالجوارح باستعمالها فيما يحبه ويرضاه.
43ـ التعبير عن العبادة بجزئها يدل على فرضيته فيها. قلت: كالركوع والقرآن.
44ـ في قوله تعالى (واركعوا مع الراكعين) دليل على وجوب الجماعة.
45ـ سمي العقل عقلا لأنه يعقل به صاحبه ما ينفع من الخير وينعقل به عما يضره.
46ـ على الإنسان واجبان. أمر غيره ونهيه. وأمر نفسه ونهيها. وترك أحدهما لا يكون رخصة في ترك الآخر.
47ـ الصبر ثلاثة أقسام: صبر على الطاعة, وصبر عن المعصية, وصبر على قضاء الله وقدره.
48ـ (الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم) أي يستيقنون أنهم ملاقوا ربهم.
49ـ (لا تجزي) أي لا تغني.
50ـ (يسومونك) يعذبونكم
51ـ المن اسم جامع لكل رزق يحصل بغير تعب.
52ـ قال في شأن تبديل بني إسرائيل كلمة حطة: (وإذا بدلوا القول مع خفته فتبديلهم للفعل من باب أولى وأحرى ولهذا دخلوا يزحفون على أدبارهم)
53ـ قوله تعالى: (فاضرب بعصاك الحجر) قال الشيخ: إما حجر مخصوص معلوم عنده, وإما اسم جنس.
54ـ قوله تعالى (يقتلون النبيين بغير حق) (حق) زيادة شناعة لأنه لا يجوز قتل النبي أبدا.
55ـ ذكر الله تعالى حالة أسلاف بني إسرائيل ردا على دعواهم كونهم أهل المكارم والأخلاق ومعالي الأعمال ففضحهم. وفيه إشارة إلى أن خصائص كل أمة لا تتغير بتغير الأزمان وتعاقب الأجيال.
56ـ ذكر الشيخ أن الصابئة على الصحيح من فرق النصارى!
57ـ طريقة القرآن أنه إذا وقع في بعض النفوس عند سياق الآيات بعض الأوهام, فلا بد أن تجد ما يزيل ذلك الوهم. كقوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا ... )
58ـ (فادارأتم فيه) تدافعتم واختلفتم في قاتله
59ـ الجاهل من يتكلم بما لا فائدة فيه ويستهزئ بالناس.
60ـ (لا فارض) لا كبيرة
61ـ (عوان) متوسطة.
62ـ (مسلمة) أي من العيوب أو من العمل
63ـ الحجارة اشد قسوة من الحديد لأن الحديد إذا أذيب في النار ذاب بخلاف الأحجار.
64ـ (أو أشد قسوة) ليست (أو) بمعنى (بل) بل بمعنى (و)
(يُتْبَعُ)
(/)
65ـ قال رحمه الله تعالى: (اعلم أن كثيرا من المفسرين رحمهم الله، قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل، ونزلوا عليها الآيات القرآنية، وجعلوها تفسيرا لكتاب الله، محتجين بقوله صلى الله عليه وسلم: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) والذي أرى أنه وإن جاز نقل أحاديثهم على وجه تكون مفردة غير مقرونة، ولا منزلة على كتاب الله، فإنه لا يجوز جعلها تفسيرا لكتاب الله قطعا إذا لم تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن مرتبتها كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم "فإذا كانت مرتبتها أن تكون مشكوكا فيها، وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن القرآن يجب الإيمان به والقطع بألفاظه ومعانيه، فلا يجوز أن تجعل تلك القصص المنقولة بالروايات المجهولة، التي يغلب على الظن كذبها أو كذب أكثرها، معاني لكتاب الله، مقطوعا بها ولا يستريب بهذا أحد، ولكن بسبب الغفلة عن هذا حصل ما حصل، والله الموفق.)
66ـ المنافقون نوعان: منافقوا أهل الأوثان (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم ... ) ومنافقوا أهل الكتاب (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض ... )
67ـ (وأحاطت به خطيئته) قال: هذا لا يكون إلا في الشرك فإن من معه إيمان لا تحيط به خطيئته
68ـ كل مبطل يحتج بآية أو حديث صحيح على قوله الباطل, فلا بد أن يكون فيما احتج به حجة عليه.
69ـ للإحسان ضدان: الإساءة وهي أعظم جرما, وترك الإحسان بدون إساءة وهذا محرم.
70 ـ تفاصيل الإحسان لا تنحصر بالعد بل بالحد
71ـ من الأدب الذي أدب الله به عباده أن يكون الإنسان نزيها في أقواله وأفعاله, غير فاحش ولا بذيء, ولا شاتم ولا مخاصم بل يكون حسن الخلق, واسع الحلم, مجاملا لكل أحد. صبورا على ما يناله من أذى الخلق. امتثالا لأمر الله ورجاء ثوابه
72ـ ذكر أن فرق اليهود الثلاثة بني قريظة وبني النضير وبنس قينقاع كل واحدة حالفت فرقة من فرق المدينة. وكان اليهودي يقاتل أخاه مع حليفه ويخرجه من داره وإن وجده أسيرا افتداه.
73ـ في قوله تعالى: (أفتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض). دليل على أن الإيمان يقتضي العمل.
74ـ كثير من الناس يختار النار على العار. والهوى على الهدى
75ـ (خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا) سماع قبول وطاعة واستجابة
76ـ قال الشيخ: (من العوائد القدسية والحكمة الإلهية أن من ترك ما ينفعه, وأمكنه الانتفاع به ولم ينتفع به ابتلي بالاشتغال بما يضره)
77ـ كل يصبو إلى ما يناسبه
78ـ مما يدل على أن للسحر حقيقة مؤثرة أنه يضر المحبة بين الزوجين مع أنه لا يقاس عليها محبة غيرها.
79ـ المنهيات كلها إما مضرة محضة أو شرها أكبر من خيرها والمأمورات إما مصلحة محضة أو خيرها أكثر من شرها
80ـ في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا) النهي عن الجائز إذا كان وسيلة إلى محرم, وفيه الأدب واستعمال الألفاظ التي لا تحتمل إلا الحسن. وعدم الفحش وترك الألفاظ القبيحة أو التي فيها نوع تشويش واحتمال لأمر غير لائق.
81ـ النسخ النقل, وحقيقة النسخ نقل المكلفين من حكم مشروع إلى حكم آخر أو إسقاطه. وكان اليهود ينكرونه مع أنه واقع في التوراة
قلت: سمعت شيخنا أبا أويس يذكر أن الراغب الأصفهاني ممن ينكر النسخ في القرآن
82ـ (ومن أظلم) لا أحد أظلم.
83ـ السعي في خراب المسجد نوعان: سعي في خرابها الحسي بهدمها كما فعل أصحاب الفيل مع البيت الحرام والنصارى مع بيت المقدس, وسعي في خرابها المعنوي بمنع ذكر الله فيها.
84ـ (أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين) شرعا وقدرا. واستدل بعض العلماء بهذه الآية على منع الكفار من دخول المساجد.
85ـ يرجع حاصل أحكام المساجد إلى قوله تعالى (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) وقوله تعالى (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيه اسمه) وقوله تعالى (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها)
86ـ القنوت نوعان: عام وهو قنوت الخلق كلهم ومنه قوله تعالى (كل له قانتون) وخاص وهو قنوت العبادة ومنه قوله تعالى (وقوموا لله قانتين)
87ـ آيات الاقتراح: هي الآيات التي ذكرت ما كان أهل الكتاب يقترحونه على أنبيائهم بعقولهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة جرأة على الله واستكبارا على رسله.
88ـ السؤال نوعان: سؤال استرشاد وسؤال تعنت.
89ـ الآيات التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجع إلى ثلاثة أشياء: في نفس إرساله فبمجرد رسالته وهم على حالتهم يعرف العاقل صدقه. والثاني في سيرته وهديه فمن عرفه معرفة تامة وعرف أخلاقه وسبر أحواله عرف أنها لا تكون إلا لنبي. والثالث في معرفة ما جاء به من القرآن والسنة. فالأول والثاني قد دخلا في قوله تعالى (إنا أرسلناك) والثالث في قوله (بالحق)
90ـ لأن الله تعالى جعل الأوصاف أكبر دليل على معرفة أصحابها وصدقهم وكذبهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[09 - Feb-2009, صباحاً 10:09]ـ
91ـ الاعتبار بعموم المعنى لا بخصوص المخاطب. كما أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
92ـ (يتلونه حق تلاوته) يتبعونه حق الاتباع فيحلون حلاله ويحرمون حرامه. ويعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه.
93ـ قصد الله من الابتلاء لعباده معرفة الكاذب الذي لا يثبت من الصادق الذي ترتفع درجته ويزيد قدره ويزكو عمله ويخلص ذهبه.
94ـ (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) الجمهور على أن المراد بذلك الحجر فيصلي فيهما الحاج ركعتي الطواف. وقيل المراد كل مكان قام فيه إبراهيم فيكون المراد بالمصلى المعبد. وهو إشارة إلى كل شعائر الحج. واختار الشيخ المعنى الأعم لدخول المعنى الأول فيه واحتمال اللفظ له.
95ـ (أن طهرا بيتي) من النجاسات الحسية والمعنوية وهي الشرك.
96ـ قوله تعالى (للطائفين والعاكفين والركع السجود) قدم الطواف لاختصاصه بالمسجد الحرام ثم الاعتكاف لأن من شرطه المسجد مطلقا, ثم الصلاة مع أنها أفضل لهذا المعنى.
97ـ أضيف البيت الحرام إلى الله لثلاثة أمور: ليبالَغ في تطهيره. وليشرفه وليكون ذلك سببا في ميلان القلوب إليه بالحج والعمرة.
98ـ مع عظيم عمل إبراهيم وإسماعيل في بنائهما بيت الله تعالى فقد دعيا الله أن يتقبل منهما.
99ـ الإسلام هو خضوع القلب لله وانقياده له المتضمن لانقياد الجوارح.
100ـ النسك التعبد, وغلب على متعبدات الحج تغليبا عرفيا.
101ـ لما كان دعاء إبراهيم لبنيه بالإمامة كان الجواب مقيدا بعدم الظلم ولما كان دعاؤه بالرزق لمن آمن كان الجواب مطلقا برزق الكافر والمؤمن.
102ـ (من سفه نفسه) جهلها وامتهنها ورضي لها بالدون, وباعها بصفقة المغبون.
103ـ من عاش على شيء مات عليه, ومن مات على شيء بعث عليه.
104ـ قال الشيخ: فالقول الخالي من العمل عمل القلب عديم التأثير قليل الفائدة وإن كان العبد يؤجر عليه إذا كان خيرا ومعه أصل الإيمان و لكن فرق بين القول المجرد والمقترن به عمل القلب.
105ـ في قوله تعالى (قولوا آمنا) إشارة إلى الإعلان بالعقيدة والصدع بها والدعوة لها إذ هي أصل الدين وأساسه.
106ـ (آمنا) مما فيه صدور الفعل منسوبا إلى كل الأمة إشارة إلى وجوب الائتلاف والوحدة والنهي عن التفرق.
107ـ من الخصائص التي انفرد بها المسلمون عن سائر من يدعي أنه على دين إيمانهم بكل الأنبياء
108ـ من كمال ربوبية الله لعباده أن يرسل لهم الرسل وينزل عليهم الكتب ولا يتركهم سدى وهملا.
109ـ قوله تعالى (قولوا آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على ... ) اشتمل على أنواع التوحيد الثلاثة وعلى الإيمان بالرسل والفرق بين النبي وبين غيره من المدعين والتصديق بالقلب واللسان والجوارح ...
110ـ الله سميع لجميع الأصوات باختلاف اللغات وتفنن الحاجات.
111ـ (صبغة الله) أي اجعلوا هذا الإيمان في قلوبكم صفة لكم كما يصير الصيغ واللون صفة للثوب إذا صبغ به.
112ـ يفيد ذكر الأسماء الحسنى بعد الأحكام أن الأمر الديني والجزائي أثر من آثارها , وموجَب من موجَباتها, وهي مقتضية له.
113ـ النفع الحقيق بالأعمال , لا بالانتساب المجرد للرجال.
114ـ آيات الانقياد
* (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة ... )
* (فلا وربك لا يؤمنون ... )
* (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ... )
115ـ قوله تعالى (يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) مطلق, وقوله (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام) مقيد والمطلق يحمل على المقيد.
قلت: الأولى أن يقال: الأولى فيها إجمال والثانية مبينة والله أعلم.
116ـ (شهداء على الناس) قد يقال: كيف يقبل قول أحد المتخاصمين في الآخر. والجواب أن هذا عند وجود التهمة فيهما. أما وأحد الخصمين عدل صادق فلا استشكال.
117ـ في قوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) دليل على أن الإجماع حجة. وعلى اشتراط العدالة في الشهادة والفتيا.
118ـ (إلا لنعلم) وما أشبهها. علما يتعلق بالثواب والعقاب. ومعناه: (إلا لنمتحن) وإلا فإن الله تعالى عالم بالأشياء قبل وجودها.
119ـ حفظ الله للإيمان والعمل نوعان: حفظ من الضياع والبطلان, وحفظ بتنميته وتزكيته والتوفيق للازدياد منه.
120ـ الإنسان إنما يغمه اعتراض من اعترض عليه إذا كان الأمر مشتبها عليه, وكان ممكنا أن يكون معه صواب.(/)
بشريات النصر والتمكين .. في معركة الفرقان .. أربع بشريات رآها فضلاء في منامهم
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 10:35]ـ
أحبتنا الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أربع رؤى مفرحة ومبشرة تواترت وتظافرت وتكاثرت
أسألكم بالله إخواني: أن يكون مروركم كريما نبيلا طيبا مثمرا
النبي صلى الله عليه وسلم: يقاتل مع المجاهدين ويردد فتحت الجنة لأهل غزة والله إنها البشرى والنصرة
// رؤية رقم 1
ذكر الشيخ الشنقيطي
أن فاضلا أخبره: أنه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم:
غاضبا شاهرا سيفه فسأله ال أين قال الى غزة وهذه رؤية عظيمة جدا
وقال ذلك الشيخ محمد الحسن ولد الددو
المقطع الصوتي للشيخ
http://www.dedew.net/downloadsd.php?id=977 (http://www.dedew.net/downloadsd.php?id=977)
بعد تحميل هذا المقطع وهو عبارة عن 55 دقيقة للإستماع لهذه الرؤية راجع الدقيقة رقم 13
// رؤية رقم 2
الشيخ أحمد القطان
يقسم بالله العلي العظيم أنه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم
يقاتل مع المجاهدين ضد اليهود فى غزة وهذه رؤية عظيمة جدا جدا
والله إنها البشرى والنصرة هذا ما قاله لي مباشرة شيخ فاضل من بلاد الحرمين
// رؤية رقم 3
ذكرها خطيب الجمعة
سمعتها بأذني من شيخ فاضل
رأى الرسول صلى الله عليه وسلم:
وهو يردد: فتحت الجنة لأهل غزة , فتحت الجنة لأهل غزة
// رؤية رقم 4
ذكرها خطيب الجمعة
وأخبرني بها شيخ فاضل
رأى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له:
يا أبا حمزة كيف حال أهل غزة قال صعبة يارسول الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر أهل غزة أن شهدائكم في الجنة
ما أروع البشرى وما أطيب الخبر عجل بنصر جندك يارب البشر
نقلا بتصرف
//
معركة الفرقان .. على أرض غزة العزة
اثنان وعشرون يوما من الصمود والتحدي والمقاومة أكرم الله جنده بعدها بالنصر المظفر
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا(/)
أيهما أفضل فى الإقراء"الغيث أم اللب"
ـ[أبوخديجة السلفى]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 11:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيهما أفضل للإقراء الغيث الهامع لأبي زرعة أم لب الأصول للأنصاري؟(/)
كتاب للشيخ الألباني رحمه الله .... من يعرف عنه شيئاً؟
ـ[القاموس]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 11:26]ـ
كتاب (التعليقات الجياد على زاد المعاد) للشيخ المحدث الألباني رحمه الله واسكنه فسيح جنانه، هل يعرف أحد الإخوة الفضلاء عنه شيئاً، فيفيدنا عنه.
ـ[الحافظة]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 11:52]ـ
بارك الله فيكم ..
الكتاب ضاع من الشيخ العلامة عليه رحمة الله
ولا وجود لهذا الكتاب الآن.
والله أعلم
ـ[ابن عسكر]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 11:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
قيل أن مطبعة المعارف - الرياض - قد طبعته، والله أعلم.
ـ[القاموس]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 06:27]ـ
الأخ / ابن عسكر، (قيل) هل هي صيغة تمريض!!
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 08:12]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سمعت شريطاً للشيخ - رحمه الله تعالى- يحكي أن هذا الكتاب قد ضاع من الشيخ عندما انتقل من سوريا إلى الأردن ..
عهدي بالكلام قديم جداً .. ولكن رأس خيط للموضوع لتكمل مهمة البحث ..
وفقك الله
ـ[ابن عسكر]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 02:57]ـ
الأخ / ابن عسكر، (قيل) هل هي صيغة تمريض!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
بل عدم تيقن الحقيقة.
ـ[العرب]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 10:42]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=25897
ـ[علي سليم]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 05:27]ـ
و أيضا سمعت الشيخ في احدى أشرطته يذكره ضمن الكتب التي ضاعت عندما انتقل من دمشق .....
ـ[القاموس]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 11:21]ـ
شكراً لكم جميعاً(/)
المسجد الأقصى وفلسطين المباركة ... للشيخ د. حمد الهاجري - حفظه الله -
ـ[الفلاح]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 11:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المسجد الأقصى وفلسطين المباركة
للشيخ د. حمد الهاجري - حفظه الله -
الحمد لله بارك حول المسجد الأقصى، وأقصى من أعرض عن عبادته واستقصى، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أمرنا بالتمسك بالدين وأوصى، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله بلغ رسالة ربه فما ضل ولا استعصى، صلى الله وبارك عليه وعلى من تبع ملته وتمسك بسنته واستوصى، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فلا يخفى على أحد ما يعيشه المسلمون اليوم من محن وما تعترضهم من عقبات وما يصيبهم من نكبات. ولا شك أن من أعظم المصائب التي ألمت بالأمة الإسلامية وقوع مسجدنا الأقصى المبارك وأرض فلسطين المسلمة تحت وطأة الاحتلال الصهيوني الغاشم.
وهذه القضية ليست قضية الفلسطينيين فقط ولا قضية العرب فقط، كما يصورها أعداء الدين، بل هي قضية تخص كل مسلم ومسلمة.
فضل المسجد الأقصى:
وإن مما يؤسف له أن كثيراً من المسلمين لا يعرف عن المسجد الأقصى إلا اسمه، ذلك المسجد المبارك أولى القبلتين وثالث المسجدين الشريفين ومسرى سيد الثقلين.
إن المسجد الأقصى هو ثاني المساجد التي وضعت على الأرض لعبادة الله جل وعلى، كان المسجد الحرام أول هذه المساجد:?إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين? [آل عمران:96]. وقد كان بناؤه على يد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام:?وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ? [البقرة:127].
أما المسجد الأقصى فهو ثاني المساجد، وقد بني بعد المسجد الحرام بأربعين سنة، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال:"المسجد الحرام". قلت: ثم أي؟ قال:" المسجد الأقصى" قلت: كم بينهما؟ قال:"أربعون سنة "متفق عليه.
والمسجد الأقصى هو أولى القبلتين، فقد جاء في الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ثم صُرفنا نحو الكعبة". وزاد البخاري في لفظ آخر:"وكان ـ أي النبي صلى الله عليه وسلم ـ يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت".
وقد أنزل الله تعالى في ذلك:?قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره? [البقرة:144].
ولقد أسرى الله عز وجل بخاتم الأنبياء ـ عليه الصلاة والسلام ـ إلى بيت المقدس فصلى إماماً بالأنبياء هناك، يقول الله سبحانه:?سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ? [الإسراء:1].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عن رحلة الإسراء والمعراج:" أُتِيت بالبُراق فركبتُه حتى أَتَيت بَيت المقدس فربطته بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم عُرِج بي إلى السماء". رواه مسلم (162).
والمسجد الأقصى هو أحد المساجد الثلاثة التي يجوز أن تُشدَّ لها الرحال، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى". متفق عليه (1189) (1397).
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"لما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثاً: حُكماً يصادف حكمه، ومُلكاً لا ينبغي لأحد من بعده، وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه "فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أما اثنتان فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة ". رواه ابن ماجه (1408) وصححه الألباني.
فلسطين أرض مباركة:
ولقد سمى الله أرض فلسطين بالأرض المباركة والأرض المقدسة في مواضع عدة في كتابه الكريم فلما خرج نبي الله إبراهيم عليه السلام من أرض العراق قصد أرض الشام المباركة فكانت مُهَاجَرَه، ثم كان موته عليه الصلاة والسلام في مدينة الخليل:?ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين? [الأنبياء:71].
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما أراد موسى عليه السلام من اليهود دخول فلسطين قال لهم:?يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين ? [المائدة:21].
ثم دخلها بنو إسرائيل على يد نبي الله يوشع بن نون فتحقق موعود الله لهم حين جاهدوا لإقامة دينه:?وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا? [الأعراف:137].
ثم أكد القرآن بركة أرض فلسطين حين قال:?ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها? [الأنبياء:81].
واكتملت البركة حين أسري بخاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام إلى بيت المقدس فصلى إماماً بالأنبياء هناك.
طوبى للشام:
وفلسطين قطعة من أرض الشام التي جاءت الأحاديث تشهد بمزيتها عن سائر بلاد المسلمين، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:" طوبى للشام" فقال زيد بن ثابت رضي الله عنه: ما بال الشام؟ قال:"الملائكة باسطوا أجنحتها على الشام ". رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع (3920).
وعن قرّة بن إياس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، ولا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة". رواه أحمد والترمذي وابن ماجة وصححه الألباني في صحيح الجامع (702).
فتح فلسطين:
وقد فتح عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيت المقدس وتسَلَّم مفاتيحها بعد أن أعطى أهلها الأمان وكان من شروط العهدة العمرية ـ واشترطه نصارى بيت المقدس حينذاك على المسلمين ـ أن لا يسمحوا لأحد من اليهود أن يدخل بيت المقدس ولا يسكن بإيليا (أي المقدس) أحد منهم. وكان ذلك في شهررجب 16 هـ.
وفي شعبان 492 هـ اقتحم الصليبيون المسجد الأقصى وقتلوا نحواً من سبعين ألفاً من المسلمين كما خربوا المسجد الأقصى. وقد استرده المسلمون في رجب سنة 583 هـ على يد القائد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.
واستمرت فلسطين مقاطعة إسلامية حتى سقوطها في يد الإنجليز عام 1923م في أعقاب الحرب العالمية الثانية حين هُزمت جيوش الخلافة العثمانية. وفي عام 1947م أعلن اليهود إقامة وطن لهم في فلسطين بمباركة وتوطئة من الغرب.
فلسطين قضية إسلامية لا تقبل الجدل:
إن من الثوابت المسلمة التي لا تقبل الجدل أن قضية المسجد الأقصى المبارك قضيةٌ إسلاميةٌ عريقة، فلا مساومة على مقدساتنا، ولا تنازل عن شيء من ثوابتنا بحال من الأحوال. فالمسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث المسجدين الشريفين، ومسرى سيد الثقلين، مكانته ضاربة في حدود التاريخ، وهو اليوم يمرُ بمأساة تمزق القلوب،وتؤرق الأكباد، من شذاذ الآفاق وحثالة العالم،وإخوان القردة والخنازير عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة ـ يريدون هدم بنائه، وتغيير معالمه وإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه ـ لا بلغهم الله مرادهم!!
ولقد تابعنا جميعا بكل أسى وحزن وألم ما جرى ويجري على إخواننا المسلمين في فلسطين وفي قطاع غزة على الخصوص من عدوان وقتل للأطفال والنساء والشيوخ وانتهاك للحرمات وتدمير للمنازل والمنشآت وترويع للآمنين، ولاشك أن ذلك إجرام وظلم في حق الشعب الفلسطيني.
واجب النصرة لإخواننا في فلسطين:
___________
لقراءة بقية المقالة: فإنه تنفرد بنشرها وحصريا: منتديات الفلاح الإسلامية، في القسم الخاص بمجموع مقالات الشيخ - حفظه الله -
www.isfalah.com
____________
ـ[ابو نصار]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 11:36]ـ
جزاء الله الشيخ / حمد الهاجري خير الجزاء
والشكر موصول للأخ الفلاح. .
ـ[الفلاح]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 12:05]ـ
جزاكم الله خيرا على مروركم الكريم أبا نصار(/)
خذ نسختك من شرح الشيخ صالح السحيمي حفظه الله للقصيدة اللامية المنسوبة إلى شيخ الإسلام
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 01:30]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فهذا تفريغ آخر - وفقني الله - سبحانه وتعالى - لتفريغه، وهأنذا أقوم بتنزيله ابتغاء حصول النفع من ورائه.
وهناك عدة تفريغات يسر الله إتمامها ومراجعتها - سأقوم بتنزيلها على الشبكة، وغيرها من الشبكات؛ ليعم النفع، والآن مع الشرح:
شَرْحُ فَضِيلَةِ الشَّيْخِ صّالِحٍ السُّحَيْمِيِّ
لِلْقَصِيدَةِ اللَامِيَّةِ
الْمَنْسُوبَةِ إِلى شَيْخِ الإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةِ – رَحِمَهُ اللهُ –
بسم الله الرحمان الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمدا عبدُه ورسولُه – صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه أجحمعين.
ثم أما بعد:
فقد رأى بعض الإخوة أن نشرح - في هذين اليومين، أو لعلنا ننتهي منها اليوم: الصباح والليلة المغرب - قصيدة اللامية لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – حول بعض مسائل العقيدة، وهي قرابة ستة عشر بيتا، لعلنا أن نجتهد في أن نخلص، أو ننهيها الليلة العشاء - إن شاء الله -.
ودراسة كتب السلف والمتون الشرعية لها فوائد عظيمة تربط طالب اللعم بالسنة. بهدي النبي – صلى الله عليه وسلم -؛ ولذلك فإن التركيز على مثل هذه المتون = نافع جدا للمسلمين عامة، ولطلبة العلم خاصة.
ونبدأ مباشرة – إن شاء الله – في هذه القصيدة اللامية، ونجتهد في شرحها باختصار – إن شاء الله تعالى -.
المقدمة
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وعلى آله وأصحابه ومن والاه – فهذه قصيدة اللامية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وهي زهرة من بستانه اليانع بالأزهار؛ ليشم عبقها وعبيرها أهل السنة والآثار، وهي شوكة وغصة وسهم من كنانيته في حلوق أهل الزيغ والضلال، يعلن فيها عن مذهبه واعتقاده ليستنار، ويخصم بها كل مشبه ومعطل وجبار.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - يرحمه الله – في قصيدته اللامية.
((المتن))
يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي /// رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَل
((الشرح))
بدأ الشيخ – رحمه الله تعالى - بهذا البيت:
يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي ///رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَل
بدأ – رحمه الله تعالى – بمخاطبة إخوانه المسلمين الذين يسألونه عن مذهبه، وعقيدته؛ لأن البعض يشكك، ولا سيما أولئك الذين ابتلوا بالانحراف في العقيدة، بالوقوع في البدع والخرافات، بل وربما أحيانا في الشركيات؛ فإنه أراد أن يبين لهم معتقده هذا؛ حتى يتضح أنه موافق لهدي النبي – صلى الله عليه وسلم –.
والعقيدة هو ما يعقد عليه القلب، قد تكون عقيدة فاسدة، وقد تكون صالحة؛ ولذلك فإنها تتضح من خلال توجه صاحبها، فمن اعتقد منهج أهل السنة والجماعة وسار على ذلك = فهي العقيدة الصحيحة السُّنية السلفية، ومن حاد عن ذلك = فهي عقيدة خرافية، بغض النظر عن قربها، أو بعدها من هدي الإسلام، بحسب حال صاحبها، والمذهب هو المنهج الذي يسير عليه المرءُ: في الفقه، في السلوك، في التعامل، في العبادة، في الحدود، في الأحكام؛ فالمذهب هو الطريقة، ولا يلزم إذا قيل: مذهب فلان كذا من السلف، أو مذهب أهل السنة كذا؛ أن يكون مذهبا يختص به دون غيره من أهل السنة، وإنما المراد أنه يتمذهب ويسير على طريقة أهل السنة والجماعة: قولا، وعملا، واعتقادا، فلا يحيد عن ذلك قِيدَ أُنملة، يلزم السنة، يتمسك بها، يعض عليها بالنواجذ، بكل ما يستطيع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وشيخ الإسلام: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن يتيمة المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبع مئة = معروف بجهاده: بلسانه، وقلمه، ونفسه؛ فقد شارك في الجهاد ضد التتار والمغول، وشارك بجهاده في الذب عن العقيدة، وتقرير عقيدة السلف، ودحض شبه المشبهين، كما شارك بقلمه السيال في إثراء المكتبة الإسلامية بما صفا، وطاب من منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة، والفقه، والسلوك، ومن ذلك: هذه القصيدة.
ثم بعد أن نادى سائله ليبين له عقيدته، بيَّن أن مَن رُزِقَ الفقه في الدين = هو االذي يهدى – يهديه الله إلى عقيدة السلف الصالح، ويسأل عنها؛ ليعض عليها بالنواجذ، وليسير عليها، وليلزمها؛ لأنه طريق الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} النساء: 69 {ومن شذ عن هذا المنهج فهو متبع لغير سبيل المؤمنين، قال الله – عز وجل - وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} النساء:115 {.
ولذلك:
فإن كل خير في اتباع من سلف /// وكل شر في اتباع من خلف
((المتن))
اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه /// لا يَنْثَني عَنهُ ولا يَتَبَدَّل
((الشرح))
يبين لمخاطَبه بأن كلامه الذي سيقوله = هو الكلام الحق الذي لا مرية فيه، وأنه ثابت عليه ثبوت الجبال الراسيات، وهذا هو الذي يجب أن يكون عليه كل مؤمن، بأن يتمسك بالعقيدة الصافية المستمدة من كتاب الله – جل وعلا –، وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - وفق منهج السلف الصالح؛ فهو يقول: أيها الأخ المسلم الذي تبحث عن الحق عليك أن تسمع ما أقوله، والذي أخذته من كتاب الله – جل وعلا - وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – والذي لا يثنيني عنه أي ثانٍ، ولا يمنعني من سلوكه – طالما توكلت على الله - جل وعلا -، واعتمدت عليه، واستعنت به وحده؛ فإنني أسير على هذا المنهج الحق الذي عليه النبي - صلى الله عليه وسلم – وأصحابُه، وهكذا ينبغي – بل يجب – أن يكون هذا شأن كل مسلم، يجتهد في اتباع منهج السلف، بعد أن يتعلم، ويتفقه في دين الله؛ لأن الفقه في دين الله = يحمي الله به المؤمن من الإفراط والتفريط؛ لأنه المنهج الوسط الذي كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابُه أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} الأنعام: 90 {.
فعليك – يا عبدَ اللهِ! – أن تلزم هذا المنهج، وأن تسير عليه، وسنبين طريق السير عليه، كيف يكون، وما أسبابه - بإذن الله – تبارك وتعالى –.
وأن لا يثنيه عنه أيُّ أمر إلى أن يلقى الله – تبارك وتعالى – وهو على ذلك؛ وذلك بالاعتماد على الله، والتوكل عليه، وسؤاله الثبات على الحق؛ ولذلك أمرنا أن نسأل الله الثبات في السجود (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينتك) وقال – صلى الله عليه وسلم – أيضا -: (إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابيع الرحمان يقلبها كيفما شاء).
فعلى المسلم أن يجتهد في السير على منهج السلف الصالح، بعيدا عن الإفراط والتفريط؛ لأن هذا هو الطريق السوي الذي يقرب إلى الله – عز وجل -، وهو طريق النجاة، وهو طريق الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، والجماعة المؤمنة التي تسعى أن تكون ثابتة على هدي النبي – صلى الله عليه وسلم -.
فنسأل الله أن يثبتنا وإياكم عليها.
((المتن))
حُبُّ الصَّحابَةِ كُلِّهُمْ لي مَذْهَبٌ /// وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
((الشرح))
من المعلوم في الشرع أن أحد أنواع التوسل المشروعة هي التوسل بالعمل الصالح؛ لأن التوسل – كما تعلمون – رحمني الله وإياكم – على ثلاثة أقسام:
الأول: التوسل بأسماء الله وصفاته؛ كقول النبي – صلى الله عليه وسلم – (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث).
الثاني: التوسل إلى الله بالعمل الصالح كقول الله – سبحانه وتعالى – حكاية عن الحورايين رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} آل عمران: 53 {.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقول النبي – صلى الله عليه وسلم – عندما سمع رجلا يدعو قائلا: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد) قال – صلى الله عليه وسلم -: لقد دعا اللهَ باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب.
وقد جمع في هذا الدعاء بين التوسل بأسماء الله وصفاته، والتوسل بالأعمال الصالحة.
والعمل الصالح الذي يتوسل به لابد له من شرطين:
- أن يكون خالصا لوجه الله.
- أن يكون موافقا لهدي النبي – صلى الله عليه وسلم -.
الثالث: التوسل إلى الله – تعالى – بدعاء المسلم الصالح الحي القادر على الدعاء، كما جاء في حديث استسقاء الصحابة – رضوان الله عليهم - بدعاء عمر بن الخطاب، وفي حديث الرجل الذي في الصحيحين الذي جاء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال: يارسول الله! هلكت الأموال، وتقطعت السبل، فادع الله أن يغيثنا، وغير ذلك من أدلة التوسل إلى الله بدعاء المسلم الصالح.
وكانوا في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – يتوسلون بدعائه، وبعد وفاته – عليه الصلاة والسلام – يختارون من يتوسمون فيه الصالح؛ فيطلبون منه الدعاء في الاستسقاء وغيره، ولم يتوسلوا به بعد وفاته – صلى الله عليه وسلم –؛ لعلمهم أن المقامَ مقامُ دعاءٍ.
فهنا: شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى - يتوسل بأمرين، يتقرب إلى الله بأمرين:
الأمر الأول: حب أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –؛ لأنه من الأعمال الصالحة، من أعمال القلوب؛ حب أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –، وهو من أعمال القلوب.
الأمر الثاني: حب آل البيت؛ لأنهم لهم ميزة خاصة على غيرهم؛ فيجب أن يُحَبَّ المؤمن منهم محبة خاصة؛ فلذلك هو يتوسل إلى الله بهذين الأمرين، والتوسل إلى الله بالأعمال الصالحة = من أنواع التوسل المشروع؛ ولذلك يقول النبي – صلى الله عليه وسلم –: آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار.
الصحابة الكرام!
والصحابي: هو كل من لقي النبي – صلى الله عليه وسلم – مؤمنا] به [، ومات على ذلك، ولو تخللت ذلك ردة على الصحيح.
وأصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – كلهم عدول، يجب توليهم، والترضي عنهم، وحبهم، واعتقاد عدالتهم، وتفضيلهم على كل الناس بعد رسول – صلى الله عليه وسلم –، والأنبياء.
فهم صحبه الكرام، لا نفرق بين أحد منهم، كما فعل ذلك أهل الزيغ والبدع والضلال، وإنما نتولاهم جميعا بلا استثاء، وعلى رأسهم العشرة المبشرون بالجنة، وعلى رأس هؤلاء العشرة الخلفاء الراشدون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي – رضي الله عنهم -.
وبعد العشرة يأتي أهل بدر.
ثم المهاجرون.
ثم الأنصار.
ثم أهل بيعة شجرة الرضوان.
ثم من أسلم قبل الفتح.
ثم من أسلم بعد الفتح.
فيجب توليهم جميعا، وقد تجاوزا مئة وعشرين ألفا يوم حجة الوداع.
ولا يجوز أن نفرق بينهم، كما يفعل أهل الزيغ والضلال، وأهل البدع والانحلال، بل الصحابة كلهم عدول = يجب توليهم جميعا.
ومن كفرهم جميعا = فهو كافر.
ومن اعتقد ارتداتهم = فهو المرتد.
ومن سب أحدا منهم = فهو المسبوب.
ومن نال من أحد منهم = فهو مبتدع ضال مارق.
رضي الله عنهم، وأرضاهم، وأخزى الله من أبغضهم وقلاهم.
ولذلك شيخ الإسلام – هنا – يبين - في هذا البيت - أنه يتقرب إلى الله بحبهم، والتقرب بحب الصالحين = عمل صالح، ليس المراد بالتقرب: التمسح بالصالحين، أو التعلق بهم من دون الله، أو دعائهم، أو الاستغاثة بهم، لا الصحابة، ولا غير الصحابة، ولا الأنبياء.
حتى الأنبياء لا يستغاث بهم، ولا يدعون من دون الله، ولا الصحابة، ولا الصالحون، ولا الأولياء؛ فالاستغاثة بهم، أو دعاؤهم من دون الله = شرك أكبر = يخرج من حظيرة الإسلام، لكننا نتوسل إلى الله بحبهم، وهو التوسل المشروع، وحبهم = عمل صالح من أعمال القلوب الصالحة؛ ولذلك يقول النبي – صلى الله عليه وسلم –: من السبعة الذين يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله: رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول – صلى الله عليه وسلم –: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار.
تنبهتم إخوتي؟!
ولذلك فإن حب جميع المسلمين المخلصين، أهل السنة = عبادة، وعمل يقرب إلى الله – سبحانه وتعالى –.
فيجب أن نحب المسلمين أهل السنة لإسلامهم، المسلمين: أهل السنة، المستقيمين على طاعة الله، السائرين على هدي النبي – صلى الله عليه وسلم –، وعلى رأسهم – كما ذكرنا – أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –؛ الذين بهم قام القرآن، وبه قاموا، وبهم نطق القرآن، وبه نطقوا = أولئك الأفذاذ الذين نضَّرَ الله وجوههم بصحبة النبي – صلى الله عليه وسلم –، والتلقي عنه مباشرة، فهم نقلة السنة، وهم نقلة القرآن، وهم نقلة الإسلام؛ فالنيل منهم = نيل من الإسلام كله، وتنقصهم تنقص للدين كله، وسبهم سب للدين، وتوليهم تولي لدين الله؛ فيجب أن نواليهم، وأن نوالي من يواليهم، وأن نحبهم، وأن نحب من يحبهم، وأن نبغض من يبغضهم؛ رضوان الله عليهم أجمعين، وقاتل الله من نال منهم، أو سبهم، أو شتمهم، ولعن الله من كفرهم – أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –: أعلام الهدى، ومصابيح الدجى.
اسمع بعض ما ورد في فضلهم من آيات القرآن الكريم:
قال الله – عز وجل - في حق المهاجرين لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} الحشر: 8 {هؤلاء المهاجرون.
وقال في الأنصار وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الحشر: 9 {
ثم قال في حق بقية الصحابة وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} الحشر: 10 {.
ومما يجدر التنبيه له: الكف عما شجر بينهم، ومما حصل من فتن، بسبب من اندسوا في الإسلام من أمثال عبد الله بن سبأ اليهدوي – قاتله الله -، وغيره من المندسين؛ فحدثت فتن في عهد الصحابة؛ فلا يجب أن نلوك أعراضهم، ولا يجوز أن نستغل هذه الأحداث للنيل من أحد منهم، سواء ما جرى في وقعة الجمل بين علي، وطلحة، والزبير – رضي الله عنهم أجمعين -، وأم المؤمنين الطاهرة المطهَّرة، الصدِّيقة بنت الصديق عائشة – رضي الله عنها -، أو ما جرى بين علي، ومعاوية، وعمرو بن العاص – رضي الله عنهم أجمعين – في صفين، وفي غير صفين، بل يجب أن نكف عن الخوض في هذه القضايا، إلا بقدر ما تذكر الواقعة؛ لبيان الواقع؛ للتحذير من الفتن، ثم الكف عن ذلك بعدُ، ولا يجوز أن نعتمد على روايات المسعودي، واليعقوبي الرافضيين فيما يتعلق بما جرى بين الصحابة؛ فإن أكثر ما ينسب، وينسج في هذين الكتابين، من روايات الواقدي، والكلبي، وغيرهما = كله لا يصح، وإنما هي من مخترعات أهل البدع والزيغ والضلال؛ فيجب أن نحذر من ذلك، وأن نكف عما شجر بين الصحابة.
يقول علي – رضي الله عنه – بعد انتهاء موقعة الصفين والجمل، وغيرهما، وبعد أن ندم الصحابة على ما جرى بسبب بعض المندسين، يقول علي – رضي الله عنه -: إني لأرجو أن أكون أنا، وطلحة، والزبير، ومعاوية؛ ممن قال الله فيهم وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} الحجر: 34 {.
ونزعنا ما صدورهم من غل – رضي الله عنهم، وأرضاهم، وأخزى الله من أبغضهم وقلاهم -.
يقول عمر بن عبد العزيز – رحمه الله -: أولئك قوم طهر الله أيدينا، وسيوفنا من دمائهم؛ فلنطهر ألسناتنا من أعراضهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأكثر الروايات التاريخية التي تتداول في مدارسينا – ويا للأسف! – أكثرها غير صحيحة؛ ولذلك يجب على المسلم أن يأخذ الروايات المحققَّة الصحيحة؛ ويكاد قسم التاريخ في الجامعة الإسلامية – ولله الحمد والمنة – بالمدينة النبوية، أن يغطي كلَّ هذه الأحداث مع الدقة في البحث عن الروايات الصحيحة، وتفنيد الروايات الباطلة، ولا سيما ما نسجه المبتدعون، والمنحلون حول قضية التحكيم، وما زيد فيها، ونقص، وما حيك حولها من حكايات باطلة لا تصح، ولا تثبت عن الصحابة، ومن أراد التوسع في هذا فليقرأ كتاب (العواصم من القواصم) لابن العربي، وليس النكرة ابن عربي! ابن العربي المالكي الإشبيلي المعارفي القرطبي أبو بكر – رحمه الله تعالى - في كتابه المعروف بـ (العواصم من القواصم)، واقرأوا من الكتب الحديثة كتاب (الانتصار للصحب والآل في الرد على السماوي الضال) لأخينا فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم الرحيلي – حفظه الله –.
وكثير من الكتب في الرد على المبتدعة في هذا الباب؛ فينبغي للمسلمين أن يتنبهوا.
أغرب ما مر عليّ في هذا الباب أن باحثا أكادميا، أستاذا جامعيا أرسل إليَّ بحثا من بلد ما من بلاد المسلمين يريد أن أقومه له؛ ليترقى به إلى درجة أستاذ مشارك، وهي درجة معروفة عند الأكادميين، والجامعيين، الكتاب بعنوان (خدعة التحكيم) تصوروا ماذا في هذا الكتاب – عباد الله! – ماذا في هذا الكتاب؟
ليس في هذا الكتاب إلا سب معاوية وعمرو بن العاص – رضي الله عنهما -، لا يوجد في الكتاب شيء غير ذلك – أبدا – ما فيه إلا السب لهذين، ولكن أبشركم – ولله الحمد – أن الرجل قد اهتدى ورجع.
كتبتُ له جوابا على بحثه يكاد أن يكون مثل بحثه، يزيد عن ثلاثين صفحة، وصححت مفهومه، وهو اعتمد – فقط – على هذين الكتابين: اليعقوبي، والمسعودي، وهي من أشهر كتب الضلال في التاريخ، حتى كتب التاريخ الأخرى لم تسلم، ولكن هذه كلها ضلال، فلا يجوز الاعتماد عليهما.
ولا تلتفتوا – يا إخواني! – إلى بعض شطحات الكُتَّاب المعاصرين الذين وقعوا، وولغوا في أعراض الصحابة؛ فمنهم من كفر معاوية وعمرا، ومنهم من كفر عليا – رضي الله عنهم أجمعين -، ومنهم من كفر كلَّ من شارك في صفين والجمل، ومنهم من وصف معاوية وعمرا بشراء الذمم، وبالظلم، وبالكفر، ونحو ذلك، وكل هذا = قلدوا فيه إخوان القردة والخانزير، بل إن إخوان القردة والخنازير لو سئلوا عن أفضل قومهم؛ لقالوا: أصحاب عيسى، ولو سئل النصارى عن أفضل أمتهم – بعد عيسى –؛ قالوا: أصحاب عيسى، ولو سئل هؤلاء القوم الضالون عن شر قومهم – أو عن شر الأمة -؛ لقالوا: أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم –، عليهم من الله ما يستحقون.
فانتبهوا! واحذروا من هذا المسلك.
هؤلاء الكُتَّاب – ويا للأسف! – أنهم محسبون على أهل السنة، ومع ذلك يغتر بعض الناس بكتاباتهم، ويسميهم شهداء! فانتبه!
الصحابة لا نسمي شهيدًا إلا من شهد له النبي – صلى الله عليه وسلم –، أما من قتل ولم يشهد له النبي – صلى الله عليه وسلم –؛ فنقول: نرجو الله أن يكون شهيدا، أما نأتي إلى كُتَّاب، سبوا أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –، وكفروهم، ونصفهم بالشهادة! فهذه مصيبة من المصايب، نعم نحن نترك مآلهم إلى ربهم – سبحانه وتعالى -، ونكل مصيرهم؛ لأنهم جهلة، قد يعذرون بجهلهم، الله أعلم بحالهم، أمرهم إلى الله – سبحانه وتعالى -، لكن هل نسكت عن كتاباتهم، في سب الصحابة، وتكفيرهم؟ لا! فالساكت عن ذلك = شيطان أخرص، فنتبه يا عبدَ الله!
حب الصحابة = قربة، يقرب إلى لله – عز وجل -؛ ولذلك بيَّن – رحمه الله – هنا – في هذا البيت: أنه يتوسل ويتقرب إلى الله بحبهم، لا بالتعلق بأشخاصهم، لا بالتبرك بأجسامهم، لا بعبادتهم، لا بدعائهم، لا بسؤالهم شيئا من دون الله كما يفعل كثير من المشركين في هذا العصر، لا بالاستغاثة بهم، وإنما نتوسل إلى الله بمحبتهم، ومحبة كل مسلم صالح؛ لأن هذا من الأعمال الصالحة، ثم بيَّن توسله بذوي القربى؛ من هم؟ آل البيت المؤمنين الصالحين، وعلى رأسهم: علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، والعباس، وغيرهم من بني هاشم، وبني المطلب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – = كلهم يعتبرون من آل البيت يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} الأحزاب: 33 {.
فأزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – يعتبرن – أيضا – من أهل البيت؛ فيجب محبتهن، واعتقاد أنهن أمهات المؤمنين وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} الأحزاب: 6 {.
ولا يجوز أن ننال من أحد منهن، ولا من آل البيت الطاهرين الطيبين، كما تفعل النواصب والخوارج؛ فنحن نبتعد – في هذا - عن منهج الروافض المارقين، وعن منهج النواصب الخوارج المارقين؛ فنكون وسطا في محبة أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –، وفي محبة آل بيته على المنهج الذي قرره أهل السنة والجماعة، ونرى أن ذلك عمل صالح يقرب إلى الله، كما بيَّن الشيخ – هنا – رحمه الله تعالى -.
((المتن))
وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ علا وَفَضائلٌ /// لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل
((الشرح))
الآن يبين فضله من حيث الدرجات؛ فالصحابة كلُّهم فاضلون، على نحو ما بينا قبل قليل، وكلُّهم عدول، وكلُّهم تجب محبتهم، وكلُّهم يجب اعتقاد عدالتهم، ويجب اعتقاد أنهم أفضل الأمة بعد نبيها – صلى الله عليه وسلم –، ولا نفرق بين أحد منهم، لكن لا شك أن بعضهم يفضل بعضا، فأفضلهم – على الإطلاق – الصديق أبو بكر – رضي الله عنه وأرضاه – رفيق النبي – صلى الله عليه وسلم – في الغار، والذي قال فيه: ما طلعت على أفضل من أبي بكر.
وقال – صلى الله عليه وسلم –: ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا.
وكثيرا ما كان يردد – صلى الله عليه وسلم – ويقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر؛ فهذا هو الصديق أفضل هذه الأمة بعد نبيها – صلى الله عليه وسلم –، أول من أسلم من الرجال - رضي الله عنه وأرضاه -، والحديث عن فضله يطول، لكننا نريد شرح هذه الأبيات باختصار.
((المتن))
وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ علا وَفَضائلٌ /// لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل
((الشرح))
يعني كل الصحابة لهم فضائل، وكلُّهم عدول – كما بينا -.
وأفضلهم – كما بين النبي – صلى الله عليه وسلم – هو أبو بكر الصديق – رضي الله عنه وأرضاه -، فمن نال منه = فإنما ينال من هدي النبي – صلى الله عليه وسلم –، وينال من القرآن، وقد أثنى الله عليه في كتابه كما قال – جل وعلا - وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى} الليل: 19 - 21 {.
وأثنى عليه في سورة الأنفال فقال إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} التوبة: 40 {فمن هو هذا الثاني؟
أبو بكر – رضي الله عنه وأرضاه، وأخزى الله من أبغضه وقلاه -.
((المتن))
وأقول في القُرآنِ ما جاءَتْ بِه /// آياتُهُ فَهُوَ الكريم المُنْزَلُ
((الشرح))
يعني يقف في اعتقاده تجاه القرآن كما جاء في القرآن، وكما جاء في السنة من أنه كلام الله الحق، الذي تكلم به حقيقة، والذي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} فصلت: 42 {.
كتاب الله نزل به الروح الأمين على قلب نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – بلسان عربي مبين، ويجب أن نفهم ما يلي؛ حتى نسلم من الذين حرفوا في كلام الله، وبدلوا، ووصفوه بأنه مخلوق، أو أنه الكلام النفسي، أونحو ذلك، ولا يتسع الوقت للرد على كلامهم، وتفنيده، لكن سنقرر عقيدة أهل السنة في هذا الباب؛ ولذلك يجب مراعاة الأمور الآتية في معتقدك تجاه القرآن المنزل من عند الله – سبحانه وتعالى -:
أولاً: أن نعتقد أنه كلام الله: لفظه ومعناه، لم يعبر به أحد عن الله، ولم يتلكم به أحد نيابة عن الله، بل هو كلام الله الذي تكلم به حقيقة وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} التوبة: 6 {.
ثانيا: يجب أن نعتقد أن جبريل سمعه من الله مباشرة، أنه كلام الله المسموع، بأن الله يتكلم بصوت وحرف مسموعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثا: يجب أن نعتنقد أنه تكلم به بحرف وصوت؛ خلافا لمن يزعم أنه عبارة عن كلام الله؛ ولذلك ألف الإمام السجزي من تلاميذ الإمام أحمد كتابا بعنوان (الحرف والصوت).
ليس ككلامنا، وليس كنطقنا لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} الشورى: 11 {.
ولا يتبادر إلى ذهنك التشبيه الذي تبادر إلى أذهان الجهمية؛ فاضطروا إلى نفي صفات الله – جل وعلا -، لكن نقول: تكلم به كما يليق بجلاله وعظمته، سمعه منه جبريل كما يليق بجلاله وعظمته، بصوت وحرف كما يليق بجلاله وعظمته.
رابعا: أنه كلام الله المنزل غير مخلوق، لماذا قيدنا بكلمة (غير مخلوق)؟
لأن الجهمية، والمعتزلة، والرافضة، والخوارج، وغيرَهم من الفرق الضالة، كلهم يَدَّعون أن القرآن مخلوق.
وقد التحق بهم طوائف أخرى، ولكن أخطر هذه الأقوال: هو قول القائلين: بأن القرآن مخلوق كسائر المخلوقات، ونحن نقول: إنه كلام الله الذي تلكم به حقيقة، وأنزله على رسوله – صلى الله عليه وسلم – بواسطة رسوله، وسفيره بينه وبين رسله: جبريل – عليه السلام -.
خامسا: أن يعتقد المؤمن أن القرآن المتلوَّ بالألسن = هو كلام الله.
سادسا: أن نعتقد أن القرآن المحفوظ في الصدور = هو كلام الله.
سابعا: أن نعتقد أن القرآن المكتوب في المصحف = هو كلام الله.
ثامنا: يقال إن المداد الذي هو الحبر، والورق مخلوقة كما قال ابن القيم – رحمه الله –: ومداده والرق مخلوقان.
أما ما تقدم من الأوصاف؛ فإنه بتلك الأوصاف غير مخلوق.
لماذا قيدنا بهذه القيود: أن القرآن المتلوَّ، أن القرآن المحفوظ، أن القرآن المكتوب = هو كلام الله، لماذا قيدنا؟
لأن هناك من يعتقد أنه عبارة، أو حكاية عن كلام الله.
((المتن))
وجميعُ آياتِ الصِّفاتِ أُمِرُّها ///حَقاً كما نَقَلَ الطِّرازُ الأَوَّلُ
((الشرح))
المقصود بهذا البيت أن ما ثبت في كتاب الله – جل وعلا – من الأسماء والصفات يمرها كما جاءت على مراد الله – تبارك وتعالى – دون أن يخوض فيها بأي تأويل، أو تعطيل، أو تكييف، أو تمثيل، أو تشبيه، أو تأويل، على حد قوله – تعالى – لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} الشورى: 11 {.
وقوله (كما قال الطراز الأول) أي كما قال السلف الصالح؛ لأنه من المعلوم أن كل خير في اتباع من سلف؛ فالسلف، والطراز الأول، والقرون الأولى الذين قعَّدوا هذه القواعد وفق هدي النبي - صلى الله عليه وسلم – هم الذين يجب أن نتبع هديهم، وأن نسير على منهاجهم، وأن نحذو حذوهم كما قال الله – جل وعلا - وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه} التوبة: 100 {.
وقال تعالى أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} الأنعام: 90 {.
وقال – جل وعلا - وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} النساء: 115 {.
يقول حذيفة – رضي الله عنه -: عليكم بالعتيق.
ويقول ابن مسعود – رضي الله عنه -: من كان متأسيا؛ فليتأس بأصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبكل حال.
ومذهبهم في الأسماء والصفات أنهم يمرونها كما جاءت بلا كيف، نقلت هذه العبارة عن عشرات من السلف الصالح، لاسيما في القرون – القرنين: الثاني والثالث، بعد أن كثر اللغط والتأويل والتعطيل في أسماء الله وصفاته؛ فقالوا عبارتهم المشهورة (أمروها كما جاءت بلا كيف) قالها مالك، والأوزاعي، وقالها مكحول، وقالها الليث، وقالها غيرث واحد من السلف (أمروها كما جاءت بلا كيف)، بمعنى أن كلَّ ما ورد في الكتاب والسنة من الأسماء والصفات يجب إمراره، والإيمان به على مراد الله – جل وعلا - ولا نأوله، ولا نعطله، ولا نحرفه، ولا نشبهه، ولا نمثله، ولا نكيفه، والميزان في ذلك قول الله – سبحانه وتعالى - لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} الشورى: 11 {.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا أخبر الله – جل وعلا – عن نفسه بصفة وجب إثباتها، والإيمان بمعناها وآثارها، كما قال الإمام مالك – رحمه الله – في الاستواء (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة)، وكذا نقول في سائر الصفات.
اليد معلومة، والكيف مجهول، والإيمان بها واجب، والسؤال عن الكيفية بدعة.
وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} الرحمان: 27 {.
الوجه معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عن الكيفية بدعة.
وكما قال - تبارك وتعالى - وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} الفجر: 22 {.
نقول: المجيء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة؛ فنتجنب – بذلك - مزالق الجهمية، والمعتزلة، والخوارج، والرافضة، ومن نهج نهجهم من الفرق الأخرى.
((المتن))
وأَرُدُّ عُهدتها إلى نُقَّالِها ///وأصونُها عن كُلِّ ما يُتَخَيَّلُ
((الشرح))
وأرد عهدتها يعني: أرد معناها إلى أولئك النَّقَلَة الذين نقلوها لنا بكل صدق وأمانة، ولا نتجاوز ما هم عليه من الإيمان بها، وبمعانيها على الوجه الذي يليق بجلال الله وعظمته؛ فلا نكيف، ولا نمثل، ولا نعطل، ولا نتجاوز مواقفهم: بإفراط، أو تفريط، بتشبيه، أو تعطيل؛ وبهذا الأمر كان أهل السنة وسطا بين المشبهة والمعطلة، كانوا وسطا في باب الصفات بين المشبهة والمعطلة، فهو يقول: أنا لا أتحول عن منهج السلف في باب الأسماء والصفات؛ فأثبت لله ما أثبت لنفسه، وما أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم –، وأنفي عنه ما نفى عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم –، ولا أتحول عن هذا المبدأ الذي كان عليه السلف الصالح.
((المتن))
قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ القرآن وراءَهُ /// وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ
((الشرح))
قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ القرآن وراءَه، ويجوز تسهيل الهمزة؛ فنقول: القران، وأصلا (القرآن) وتسهل فيقال: القران.
من هو الأخطل؛ حتى نعرف أصحاب هذه العقيدة؟
الأخطل شاعر نصراني في الصدر الأول في عهد الدولة الأموية، وهذا الأخطل نصراني، وهو معروف بسكره وفجره؛ فضلا عن كونه كافرا نصرانيا.
هناك فرقتان بالأحرى تفرعتا عن الجهمية والمعتزلة، وهما أقرب الناس إلى أهل السنة، وهم مسلمون، لكنهم مبتدعة في هذا الباب، أي باب الأسماء والصفات، هاتان الفرقتان يقولون في الصفات بخلاف ما قرره القرآن، والشيخ – هنا – يقول: أنا أقرر ما قرره القرآن، ولا أقرر من الأخطل؛ لأن الأشاعرة، والماتريدية - نسأل الله لنا ولهم الهداية، والعودة إلى الصواب - ماذا يقولون في القرآن؟ إنه عبارة عن كلام الله! أو حكاية عن كلام الله، طيب يا مساكين! لماذا قلتم هذا؟
قالوا: لأنا لو قلنا: إن القرآن كلام الله على الحقيقة، للزم من ذلك التجسيم، والتشبيه؛ لأن الكلام لا يصدر إلا من لسان، وأسنان، وشفتين، وحنجرة، وبلعوم، وحبال صوتية!
أول ما خطر ببالهم التشبيه – والعياذ بالله –؛ فلما خطر ببالهم التشبيه = انتقلوا إلى بيت الأخطل، وقالوا: الكلام هو المعنى القائم بالنفس، وإن الله لا يتكلم حقيقة، وإنما يتكلم كلاما نفسيا؛ فإن كان الكلام باللغة العربية سمي قرآنا، وإن كان بالسريانية سمي إنجيلا، وإن كان بالعبرية سمي توراة.
طيب! سؤال يا مساكين! تعالوا!
أنتم تقولون: عبارة عن كلام الله؛ من الذي عبر عن الله؟ أهو رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، أم جبريل – عليه السلام -؟
يلزمكم أحد أمرين:
إما أن تقولوا بقول المعتزلة، وأن الله خلقه في الهواء، وسمعه جبريل من الهواء، أو النبي – صلى الله عليه وسلم – من الهواء.
وإما أن ترجعوا إلى قول أهل السنة، وهو أنه كلام الله الذي تكلم به حقيقة على الوجه اللائق بجلاله وعظمته.
هم قالوا: نحن لو قلنا: بأنه الكلام الحقيق لزم منه كذا، وكذا، وكذا، مما ذكرتُه قبل قليل.
طيب ما الحل؟
قالوا: الحل نقول: إنه حكاية، أو عبارة عن كلام الله.
القرآن حكاية عن كلام، أو عبارة عن كلام الله!! من الذي ناب عنه؟
وهل هو عاجز عن الكلام حتى يُعَبَّر عنه؟ - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ما زادوا في هذا على أن شبهوا الله بالأخرص الذي لا يستطيع الكلام - تعالى الله عما يقولون علوا كبير -.
وهذه العقيدة من أفسد العقائد، وكأنهم ينسبون الله إلى العجز، والخرص، وعدم القدرة على الكلام، وهذا أمر في غاية الخطورة.
طيب! لماذا يا مساكين؟!
قالوا: يلزم منه كذا، وكذا، طيب! ما دام قلتم: إنه يلزم من الكلام كذا، وكذا، يلزم من عدم الكلام ماذا؟
الخرص، وعدم القدرة على الكلام؛ فأنتم فررتم مما تصورتم أنه تشبيه بالموجود؛ فشبهتم الله بالمعدوم؛ ولذلك يقول أهل السنة: إن المعطلة يعبدون عدما، وإن المشبهة يعبدون صنما.
المشبهة - كاليهود - يعبدون أصناما، الذين قالوا: إن طوله كذا، وعرضه كذا، وأنه يستوي كما نستوي، ويتكلم كما نتكلم؛ هؤلاء شبهوه بالأصنام، المعطلة الذين نفوا الصفات شبهوه بالعدم؛ فأصبحوا يعبدون عدما.
الآن: أنا أسأل سؤالا: يعين لو جاءنا واحد من المعاتيه، فقال: فلان من الناس، زيد من الناس ليس في الحرم، ولا خارج الحرم، لا فوق الأرض، ولا تحت الأرض، ولا في السماء، ولا في الأرض، ولا في الشرق، ولا في الغرب، ولا أمام لاو خلف، ولا يمين، ولا شمال، ولا فوق، ولا تحت؛ النتيجة ماذا؟ العدم. أن هذا الشيء ما هو إلا أمر خيالي، وجوده وجود ذهني، ليست له حقيقة في واقع الأمر، وهذا ما انتهت إليه المعتزلة في نهاية المطاف؛ عندما قالوا: لا نقول موجود، ولا معدوم، ولا متصل، ولا منفصل، ولا فوق العالم، ولا تحت العالم، ولا فوق، ولا شمال، ولا جنوب، ولا يمين، ولا ... إلى آخره.
إذًا النتيجة ماذا؟ تصبح العنقاء أقرب منه وجودا – المستحيلة – تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا -، وأصبح قولهم قريبا من قول فرعون مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} القصص: 38 {.
فإذًا القضية خطيرة جدا، هم لا يدركون هذه الحقيقة؛ ولذلك لو سألتهم من الذي عبر عن القرآن: جبريل، أم محمد؟
سيسكتون، لا يجيبون.
إذًا قولكم، واستدلالكم ببيت الأخطل = استدلال فاسدٌ، باطلٌ.
ما هو بيتُ الأخطلِ؟
قال:
إن الكلام لفي الفؤاد /// وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
أولا: هذا البيت لا يثبت في ديوان الأخطل المعروف، نعم، الأخطل يقال: إنه من آخر من يحتج بشعرهم في باب اللغة، والنحو، لا في باب العلم الشرعي، يعني في باب اللغة العربية، ومع هذا فإن هذا البيت لا يوجد في دواوينه.
ثانيا: الأخطل رجل نصراني يعتقد اتحاد اللاهوت بالناسوت، ومعنى ذلك أن الإله اتحد مع الناس؛ فلا فرق – حينئذ – بين الإنسان والله – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا -، وهذه ما سرت إلى عقيدة بعض المتصوفة أتباع ابن عربي القائلين بأن:
العبد رب والرب عبد /// فليت شعري من المكلف
إذًا عقيدة نصرانية، وهو لا يفرق بين الصفة والموصوف، ولا بين الخالق والمخلوق – حينئذ -؛ فهل يعتد، أو يحتج بشعر من كان هذا معتقده؟!
ثالثا: أن الذي يروى في المشهور:
إن البيان، وليس: إن الكلام ...
إن البيان لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
يعني يبدأ بفكرة في الفؤاد، ثم توضح بالكلام؛ فأصبح - بهذه الرواية – لا حجة فيه لهم.
رابعا: من المعلوم أن الكلام في الصلاة محرم أليس كذلك؟
ومن تكلم في الصلاة متعمدا = بطلت صلاته، طيب! من وسوس، أو حدثته نفسه، تبطل صلاته، أو لا تبطل؟
لا تبطل، ومعنى كلامهم – أننا لو قلنا بهذا - الكلام في الفؤاد؛ لقلنا: كل من حدثته نفسه بشيء بطلت صلاته؛ لأنه يعتبر متكلما، يعتبر متكلما بهذا المعنى الفاسد، وقد أجمع أهل السنة على أن الذي تحدثه نفسُه، أو تهجم عليه بعض الوسوسة في صلاته؛ فإن صلاته صحيحة؛ لأنه لم يتلكم، لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: (إن هذه الصلاة لا يصح فيها شيء من كلام الناس).
فلذلك بطل استدلالهم ببيت الأخطل. فيقرر شيخ الإسلام: إنني أعتقد ما جاء في القرآن من أن الله يتكلم متى شاء، إذا شاء، كيف شاء، وأن القرآن كلام الله الذي تكلم حقيقة: لفظه، ومعناه - المكتوب في المصاحف، والمحفوظ في الصدور، والمتلوُّ بالألسن = كلُّه كلام الله غير مخلوق، ولا أقرر ما يقرره الأخطل النصراني، كما يستدل على ذلك بعض المبتدعة.
((المتن))
(يُتْبَعُ)
(/)
والمؤمنون يَرَوْنَ حقاً ربَّهُمْ /// وإلى السَّماءِ بِغَيْرِ كَيْفٍ يَنْزِلُ
((الشرح))
قرر في هذا البيت – رحمه الله – مسألتين:
المسألة الأولى: مسألة رؤية الباري – سبحانه وتعالى -؛ فهو يعتقد – كما يعتقد سائر أهل السنة – أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة كما يرون القمر ليلة البدر، أو كما يرون الشمس ليس دونها سحاب، وهذا هو معتقد أهل السنة قاطبة، وخالف في هذا المعتقد أربع طوائف، وبعض الطوائف توافقهم – أحيانا -، وتخالفهم - أحيانا أخرى -.
الطوائف التي أنكرت الرؤية هم: الجهمية، والمعتزلة، والرافضة، والخوارج، وحري بمن أنكر رؤية الباري – سبحانه وتعالى – يوم القيامة في الجنة أن يحرم منها. يقول الإمام الشافعي – رحمه الله – في معنى قول الله – سبحانه وتعالى – كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} المطفيفين: 15 {؛ بما أن هؤلاء قد حجبوا عن الله – تعالى - حال السخط؛ فإن المؤمنين يرونه حال الرضا، أو كما قال – رحمه الله تعالى -.
فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة: أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة رؤية حقيقة، وقد دلت عليها النصوص من الكتاب، والسنة، وإجماع الأمة: أعني إجماع أهل السنة؛ لأن تلك الفرق لا يعتد برأيها، ولا بآرائها، ولا بأقوالها، ومن شذ شذ في النار.
إذًا أجمع أهل السنة على أن المؤمنين يرون ربهم، وسنذكر دليلا واحدا من الكتاب، ومن السنة، وبيان إجماع الأمة ونمضي.
استدل أهل السنة بأدلة كثيرة من القرآن، منها قول الله - تعالى – وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} القيامة: 22 – 23 {وجه الاستدلال من الآية من ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: أن الله عبر بالوجوه التي هي محل النظر؛ لأن موقع العينين في الوجه، والعينان هما محل النظر.
الوجه الثاني: أن الله – تبارك وتعالى – عدى الفعل بحرف (إلى) (إلى ربها ناظرة)، الأولى (ناضرة) بالضاد، المقصود: فرحة، مسرورة، منبسطة، نضرة (نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها؛ فأداها كما سمعها).
فـ (إلى ربها ناظرة) الثاني تعديته الفعل (نظر) بحرف (إلى).
الوجه الثالث: خلو الفعل، أو خلو السياق من قرينة تصرف عن هذا المعنى الذي هو الرؤية الحقيقة إلى معنى آخر.
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} القيامة: 22 – 23 {كما استدلوا بقول الله تعالى لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} يونس: 26 {؛ وهذه الآية فسرها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؛ فعن صهيب – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ينادي الله أهل الجنة، إذا دخل أهل الجنة نادى منادٍ: يا أهل الجنة! إن لكم موعدا سوف ننجزكموه؛ فيقولون:
يا ربنا! ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة؟ ألم تزحزنا عن النار؟
قال: بلى؛ إن لكم موعدا لن تخلفوه؛ فيتجلى لهم؛ فيرونه، وينظرون إليه، وهذا أفضل نعيم يراه المؤمنون؛ حيث ينسون كل شيء مع هذه الرؤية، وأما الأحاديث فهي كثيرة ومنها قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: إنكم سترون ربكم، كما ترون القمر ليلة البدر لا تُضَامون في رؤيته، وفي رواية لا تُضُأرُّونه، وفي رواية لا تَضَامُون أي لا تتزاحمون.
كل كأنه ينظر إليه وحده، وهم يرونه جميعا، لكن كل واحد كأنه ينظر إليه مستقلا، وهذا فضل من الله، ومنة الله – سبحانه وتعالى -.
فانتبه لهذا! وانتبه لهذا الاستدلال العظيم!
وهذا محل إجماع بين أهل السنة.
المسألة الثانية: أن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الأخير من الليل؛ فماذا يقول الناس؟ أو ماذا ينبغي أن يفعلوا في مثل تلك اللحظات؟
عندما يتجلى؛ فينزل إلى السماء الدنيا؛ فيتجلى لعباده، وينادي: من يدعوني فأستجيب له، من يستغفرني فأغفر له، من يسألني فأعطيه.
فأهل السنة يؤمنون بأنه ينزل نزولا يليق بجلاله وعظميته.
كيف ينزل؟
ينزل كيف يشاء.
متى ينزل؟
حين يبقى الثلث الأخير من الليل؟
ما الطريقة التي ينزل بها؟
الله أعلم.
هل يخلو منه العرش، أو لا يخلو؟
الله أعلم.
هذا علمي غيبي.
كيف يأتي والسماوات طباقا؟
الله أعلم.
استبعد كلمة (كيف) فإنها خطيرة، لو أدخلت نفسك في كلمة (كيف) = لما انتهيت إلى الأبد؛ ولذلك لو قال لنا قائل:
ما دليل النزول؟
قول النبي – صلى الله عليه وسلم – في الأحاديث المتواترة (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الأخير من الليل؛ فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يستغفرني فأغفر له، من يسألني فأعطيه) هو حديث يبلغ حد التواتر المعنوي؛ ولذلك يجب الإيمان به، وعدم تكييفه، أو تفويضه، نقول: ينزل نزولا يليق بجلاله وعظمته، مثل الاستواء، نقول: النزول معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عن الكيفية بدعة = هذا هو ما يجب اعتقاده في نزول الرب – سبحانه وتعالى -، ولسنا مكلَّفين أن نبحث كيف ينزل؟ ولا كيف يكون ذلك؟ مع أن النزول عندنا – الآن - غير النزول في أمريكيا، أو في اليابان شرقا - مثلا -.
إذًا المقصود أن نؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة، ولا نناقش بغير دليل؛ فيجب الإيمان بصفة النزول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 01:32]ـ
((المتن))
وأُقِرُ بالميزانِ والحَوضِ الذي /// أَرجو بأنِّي مِنْهُ رِيًّا أَنْهَلُ
((الشرح))
انتهى المصنف – رحمه الله تعالى – من تقريره للكلام على الأسماء والصفات، ثم بدأ هذا البيت بتقرير ما يتعلق بمسائل لها علاقة باليوم الآخر، وهما: الحوض والميزان؛ فقال:
وأُقِرُ بالميزانِ والحَوضِ الذي /// أَرجو بأنِّي مِنْهُ رِيًّا أَنْهَلُ
المقصود – يا عبدَ الله – أنه يقرر – رحمه الله تعالى – أنه يؤمن بالحوض والميزان، والمقصود بذلك الإقرار بكل ما جاء في اليوم الآخر، من الإيمان بيوم القيامة، وما جاء في القرآن والسنة من ما يقع فيه من أمور.
ومن بينها: الإيمان بالميزان، والميزان هو الذي توزن به الأعمال عند الله – سبحانه وتعالى - وهو حق آمن أهل السنة والجماعة، وخالفت فيه: الجهمية، والمعتزلة، وبعض الفرق الأخرى، وزعموا أن الميزان، أنه مؤول، وأولوه بتأويلات فاسدة، أولوه بالعدل، ولم يقروا بالميزان، وأهل السنة والجماعة دائما أسعد بالدليل؛ لأنهم يقفون عند حدود النصوص، فيؤمنون بما جاء في الكتاب والسنة، وقد أجمع أهل السنة على أن الميزان حق، وأنه يكون في عرصات القيامة، وأنه توزن فيه الأعمال، والله أعلم بكيفية الوزن، لكن نؤمن بأنها توزن، بأان الأعمال توزن، أما الكيفية والكُنْهُ فنكله إلى الله - سبحانه وتعالى -.
قال الله جل وعلا – وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} الأنبياء: 47 {.
وقال تعالى فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ} القارعة: 6 - 11 {.
وقال – جل وعلا – فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} المؤمنون: 102 – 103 {.
وغير ذلك من الآيات الدالة على ثبوت الميزان، بل هي موازين، وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من حديث أبي مالك الأشعري الذي جاء فيه ( .. والحمد تملأ الميزان).
وقال – صلى الله عليه وسلم – وهو آخر حديث في صحيح الإمام البخاري: كلمتان خفيفتان على اللسان، حبيبتان إلى الرحمان، - الشاهد أين هو؟ -: ثقيلتان في الميزان.
وثبت من حديث البطاقة أنه توضع (لا إله إلا الله) في كفة، وسجلات الذنوب في كفة؛ فتطيش السجلات، وتثقل البطاقة، التي كتبت عليها (لا إله إلا الله) فيدخل الجنة.
وقول الله – سبحانه وتعالى – فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} الزلزلة: 7 - 8 {.
وأهل السنة – كما قلنا – مجمعون على أن الميزان حق، كغيره مما يقع في عرصات القيامة.
وأنكرتِ المعتزلةُ ومن لَفَّ لفهم ذلك، وقالوا: لا يوجد ميزان إلا ميزان الفَوَّالِ، والبَقَّالِ – والعياذ بالله -، وأنكروا النصوص الشرعية الثابتة من كتاب الله – عز وجل – وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم –، وأوَّلُوها كما هي عاداتهم.
ثم ذكر الشيخ – رحمه الله – إيمانه بالحوض، وهذا – أيضا – قد أنكرته المعتزلةُ؛ لأنهم يُخْضِعُونَ النصوصَ لعقولِهم الفاسدة، وآرائهم الكاسدة، ولا يعملون النصوص الشرعية؛ فإن كانت سنة ردوها، وإن كانت قرآنا أوَّلُوه – والعياذ بالله -.
فهنا يقرر الإيمان بالحوض، وهو حوض رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، الحوض العظيم الذي طوله مسافة شهر، وعدد آنيته عدد نجوم السماء، وهو أشدُّ بياضًا من اللبن، وأبردُ من الثلج، وأحلى من العسل، من شرب منه شربة = لا يظمأُ بعدها أبدًا؛ ولذلك دعا في آخر البيت أن يسقيه الله – تعالى – منه شربة ترويه بحيث لا يظمأُ بعدها أبدًا، كما وعد النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – المؤمنين بذلك.
أحاديث الحوض متواترة، وهو حوض يصب فيه الكوثر - يشخب فيه إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} الكوثر: 1 – 3 {.
ولكل نبي حوض، وأكبرها وأعظمها حوض نبينا – صلى الله عليه وسلم –.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثبت في الصحيح أنه يدفع عنه أقوام، ويذاذون عنه، ويختلجون دونه؛ فيقول الني – صلى الله عليه وسلم –: ربي! أمتي، أمتي.
فيقال: إنهم ليسوا من أمتك. إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؛ إنهم غيروا وبدلوا.
فيقول النبي – صلى الله عليه وسلم –: سحقا! سحقا! لمن غَيَّرَ، وبَدَّلَ.
ومعنى (سحقا) أي: بُعْدًا، بُعْدًا لمن غَيَّرَ، وبَدَّلَ.
وتزعم طائفة الرافضة أن بعض الروايات التي جاء فيها (أصحابي! أصحابي! فيذاذون عنه) أن المراد بذلك أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –؛ الذين عاصروه؛ وهذا دجل وقلة حياءٍ في حق الصحابة – رضوان الله عليهم أجمعين -، ومن وصف الصحابة بذلك = فهو أوْلَى بالرد عن الحوض، والذوذ عنه، والاختلاج دونه؛ لأن الصحابة – كما بَيَّنا – هم أفضل هذه الأمة بعد نبيها – صلى الله عليه وسلم –:
فمن تنقصهم = فهو المُتَنَقَّصُ.
ومن كفرهم = فهو الكافر.
ومن اعتقد ارتدادهم = فهو المرتد.
ومن حط من أحد منهم، أو تنقصه = فهو أحق بالحطَّ والتنقص.
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: أنا فرطكم على الحوض.
معنى فرطكم أي: أسبقكم إليه، والفَرَطُ هو الذي يسبق غيرَه؛ ولذلك يسمى الطفل الذي يموت صغيرا: فَرَطًا؛ ولذلك جاء في دعاء الجنازة في الصلاة على الطفل: اللهم اجعله فَرَطًا، وشفيعا، وذخرًا لوالده.
فمسألة الحوض متواترة روي عن أكثر من سبعين صحابيا، ولا ينكره إلا مُلْحِدٌ.
((المتن))
وكذا الصِّراطُ يُمَدُّ فوقَ جَهَنَّمٍ ///فَمُسَلَّمٌ نَاجٍ وآخَرَُ مُهْمَلُ
((الشرح))
يقرر – في هذا البيت – وجوب الإيمان بالصراط، والصراط هو جسر ينصب على متن جهنم – كما سمعنا قبل قليل في آيات مريم - وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} مريم: 71 – 72 {، وهو جسر صغير في حجمه، لكنَّ المؤمنين يثبتون عليه، ودعاءُ الأنبياء أثناء المرور على الصراط (اللهم سلم سلم)، والناس يمرون عليه بحسب أعمالهم: فمنهم من يمر كالبرق الخاطف، ومنهم من يمر كأجاود الخيل، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يعدو عدوًا، ومنهم من يركض ركضًا، ومنهم يزحف زحفا، ومنهم من يريد العبور؛ فتتخطفه كلاليب جهنم فيكردس فيها – والعياذ بالله -.
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يتجاوز الصراط بسلام؛ انتبهوا دعاء الأنبياء كيف؟ (اللهم سلم سلم).
فالصراط حق يجب الإيمان به، وقد جاء بيانه في القرآن وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} مريم: 71 {أي المقصود المرور عليها؛ لأن هذا الجسر يقسم جهنم نصفين، فيمر الناس عبره، أو من خلاله على حسب أعمالهم.
وكذلك: هذا أنكرته المعتزلة، وأنكرته بعض الطوائف الضالة، والحق أنه جسر ثابت ينصب على متن جهنم، يمر الناس من فوقه، ولا يضر المؤمنين؛ فإنهم يمرون كصلاة يؤديها أحدُنا، وأما الكافرون فإنهم يكردسون في النار، يلقون فيها، ولا يستطعون المرور على الصراط، نسأل الله أن يقينا وإياكم أهوال ذلكم اليوم.
((المتن))
والنَّارُ يَصْلاها الشَّقيُّ بِحِكْمَةٍ ///وكذا التَّقِيُّ إلى الجِنَانِ سَيَدْخُلُ
((الشرح))
في هذا بيان أن الشيخ يؤمن – كما يؤمن أهل السنة قاطبة – بأن المؤمنين سيدخلون الجنة، وأن الكفار سيدخلون النار، وأن الناس تتفاوت دراجاتهم، في ذلك، كما أن دركات أهل النار تتفوت، والجنة حق، والنار حق، يجب الإيمان بهما، وأنهما مخلوقتان موجودتان - الآن -، وأن الله قد أقسم أنَّ لكل واحدة منها مِلْأََهَا لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} هود: 119 {و} السجدة: 13 {.
فلكل عليه ملؤها، كما وعد – سبحانه وتعالى - وهو لا يخلف المعياد.
فأما الجنة فيدخلون إلى الرحمان وفدا، وكلمة وفد تشعر بالهدوء، والطمأنينة، والاستقرار، والكافرون يحشرون إلى جهنم وردا كناية عن السرعة، وسرعةالانغماس فيها – والعياذ بالله – والتكردس فيها؛ ولذلك قال عن أهل الجنة حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} الزمر: 73 {.
(يُتْبَعُ)
(/)
انتبهت؟! الواو تدل على الطمأنينة، والهدوء، والأمن، لكن الكفار قال:حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} الزمر: 71 {– والعياذ بالله - نعوذ بالله وإياكم من هذا المصير -. ما فيه إمهال؛ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا} الزمر: 71 {.
إذًا الجنة والنار حق مخلوقتان موجودتان - الآن -، ومن أنكرهما كفر؛ لأنهما ضمن الإيمان باليوم الآخر الذي هو أحد أركان الإيمان الستة، ومن أدلة وجود الجنة – الآن - قول الله - عز وجل - چأُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ} آل عمران: 133 – 134 {، وكذا قول الله - عز وجل - أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} الحديد: 21 {، ومن السنة قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (لقيت ليلة أسري بي إبراهيم؛ فقال: اقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم بأن الجنة قيعان، وأنها طيبة التربة، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
وقول النبي – صلى الله عليه وسلم – (اطلعت على الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطللعت على النار فرأيت أكثر أهلها النساء).
ووصفه – صلى الله عليه وسلم – للمجاهدين الخُلَّص وبشارتهم بالجنة في القرآن وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} آل عمران: 169 {. الذين جاهدوا لتكون كلمة الله هي العليا، وليس أصحاب المطامع، ولا أصحاب التوجهات الذين يكفرون عباد الله الصالحين، ويزعمون أنهم على الحق، وغيرهم على الباطل.
وكذلك ما جاء في وصف نعيم القبر (*)، وما أعد الله للمتقين من نُزُل ومن ذلك قول الله – تعالى - إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} فصلت: 30 – 32 {.
كل هذه أدلة على أن الجنة موجودة مخلوقة، وكذلك النار قال الله – تعالى - إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا} النبأ: 21 {، وقال – تعالى - چوَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} آل عمران: 131 {، وقال – تعالى – في شان آل فرعون النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِچ} غافر: 46 {، وما رآه النبي – صلى الله عليه وسلم – من أهوال ليلة أسري به، وما رآه من خندق من النار يوم أن كسفت الشمس، وما أخبر به – صلى الله عليه وسلم – عندما مَرَّ بقبرين فقال: إنهما ليعذبان.
وقوله – صلى الله عليه وسلم –: لو ترون ما أرى لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، وغير ذلك من الدلائل على وجود النار – الآن – خلافا لمن تزعمه المعتزلة من أن الجنة والنار لم تخلقا بعدُ.
وقد سمعنا الأدلة على ذلك، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل – كما يقال -.
((المتن))
ولِكُلِّ حَيٍّ عاقلٍ في قَبرِهِ ///عَمَلٌ يُقارِنُهُ هنالك وَيُسْأَلُ
((الشرح))
والمقصود وجوب الإيمان بأن القبر أول منازل الآخرة؛ ولذلك هناك عبارة خطيرة يتناقلها الناس عندما يموت أحد من الناس عندما يقولون: (قد نقل إلى مثواه الأخير)!!
هذا عند من لم يؤمن بالبعث، أما المؤمنون فلا يسمون ذلك المثوى الأخير، بل هو أول منازل الآخرة، ومن مات فقد قامت قيامته، وهو أول منازل الآخرة، وهو إما أن يكون روضة من رياض الجنة – جعلني الله وإياكم من أهلها -، وإما أن يكون حفرة من حفر النار – عافاني الله وإياكم منها –؛ لذلك فإنه يجب الاستعداد ليوم المعاد، الاستعداد ليوم التناد، الاستعداد لذلكم اليوم الذي تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} الحج: 2 {؛ فلا بد من الاستعداد لذلك اليوم
(يُتْبَعُ)
(/)
بالعمل الصالح الذي يقرب إلى الله – سبحانه وتعالى –.
هذا هو خلاصة ما يتعلق بتقرير الشيخ الإيمان بالجنة والنار، وأن ذلك أمر ثابت، وأن المؤمنين سيدخلون الجنة، حتى ولو كانوا من أهل المعاصي - في نهاية المطاف سيدخلون الجنة بعد تطهير وتمحيص، وأما الكفار فليس لهم نصيب إلا النار - والعياذ بالله -.
((المتن))
هذا اعتقادُ الشافِعيِّ ومالكٍ /// وأبي حنيفةَ ثم أحمدَ يُنْقَلُ
((الشرح))
يبين الشيخ – رحمه الله تعالى – أنَّ مَا تَقَدمَ من تقرير عقيدة السلف من الإيمان بالقرآن والسنة، والإيمان بحب الصحابة أجمعين، والإيمان بأسماء الله وصفاته، والإيمان بالقرآن، وأنه كلام الله، والإيمان بالرؤية: رؤية ربهم يوم القيامة، والإيمان باليوم الآخر، وما أعده الله للمتقين، وما أعده للكافرين، كل ذلك عقيدة السلف الصالح أجمعين: أهل السنة والجماعة، لايحيدون عنها يمينا، ولا شمالا، وذكر منهم الأئمة الأربعة: أبو حنيفة النعمان المتوفى سنة مئة وخمسين، والإمام مالك المتوفى سنة تسع وسبعين ومئة، والإمام الشافعي المتوفى سنة أربع ومئتين، وأحمد بن حنبل المتوفى إحدى وأربعين ومئتين، وغيرهم ممن هم على منهجهم من أهل السنة والجماعة.
فهذه عقيدة أهل السنة قاطبة، التي يجب أن يثبت عليها المرء المسلم؛ ولذلك هو يقول: ما سمعتم، وما قررتُه في هذه القصيدة من عقيدة = إنما هي عقيدة السلف الصالح، وعلى رأسهم الأئمة الأربعة الْمُتَّبَعون الذين يقتدي بهم المسلمون، ويقتدون بغيرهم من أئمة الهدى والدين، وليس المراد أن ذلك قاصر على هؤلاء الأربعة، لكن هؤلاء الأربعة – رحمهم الله – ممن بارك الله في فقههم، وجعل لهم مكانة خاصة بين المسلمين؛ لما هم عليه من اجتهاد فقهي؛ ولما هم عليه من خير؛ فلذلك هذه عقيدتهم، وهذا هو منهجهم الذي يسيرون عليه، ونسأل الله وإياكم الثبات عليه إلى أن نلقى الله – سبحانه وتعالى -، وفي هذا إشارة إلى أن الأئمة الأربعة ليس بينهم اختلاف في باب العقيدة، ليس بينهم أي خلاف في العقيدة، وهم ضد من يعتقد خلاف الحق، ضد من يتبين له أنه على خلاف الحق، وهم على قلب رجل واحد، وهم لم يفرقوا الأمة إلى أربع طوائف كما يتصوره البعض، يأتيك واحد جاهل مسكين يقول: يا أخي أنا كيف أطوف وأنا على مذهب الشافعي، والإمام الشافعي يرى أن من مس المرأة فقد انتقض وضوؤه، وأنا مضطر أن أمسك بزوجتي، أو أختي، أو بنتي، أو أمي؟
فالأمر ميسور؛ الصحيح أن اللمس لا ينقض الوضوء في أرجح أقوال أهل العلم.
إذًا يجب أن نسير على منوالهم، وأن ننهج نهجهم أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} الزمر: 18 {.
((المتن))
فإِنِ اتَّبَعْتَ سبيلَهُمْ فَمُوَفَّقٌ /// وإنِ ابْتَدَعْتَ فَما عَلَيْكَ مُعَوَّلُ
((الشرح))
يشير بهذا إلى أن من اتبع سبيل الأئمة الفضلاء في القرون المفضلة = فهو الناجي، وهو السالم من الهلاك، إن اتبعت سبيل هؤلاء المؤمنين = فأنت على خير. قال الله – عز وجل – وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} النساء: 115 {.
وقال تعالى أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} الزمر: 18 {.
وقال تعالى وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} الحشر: 10 {.
فمن سار على نهجهم واتبع سبيلهم = فهو على خير، ومن حاد عن سبيلهم = فقد حاد عن سبيل المؤمنين، وبذلك يوليه اللهُ ما تولى، ويصليه جهنم وساءت مصيرا.
فانتبه – يا عبدَ الله! – وسِرْ على نهجهم، أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} الأنعام: 90 {، فَلْنَسِرْ على هديهم، ولنجتهد في سلوك طريقهم، حيث اتخذوا القرآن والسنة: عقيدةً، وشرعةً، وأحكامًا، وآدابًا، وحدودًا، وعبادةً، ومعاملةً، ومنهجَ حياة.
(يُتْبَعُ)
(/)
بهذا – أيها الإخوة – نختم هذه اللامية القصيرة في مبناها، والعظيمة في معناها، وحبذا لو أننا جميعا حفظناها؛ فحفظها لا يصعب، وهي تلخص لك بعض معتقدات السلف التي يجب التنبه لها، واعتقادها، والتي خالف الكثيرُ من الطوائف فيها، واتبعوا غيرَ سبيل المؤمنين، وسار البعض على مخالفة هؤلاء الأئمة الذين يؤمنون بالقرآن، ويعملون به، ويؤمنون بالسنة ويعملون بها، ويطبقون ذلك في نواحي الحياة كافةً: في سلوكهم، في عقيدتهم، في عبادتهم، معاملاتهم، في سائر سؤون حياتهم.
وهم السائرون على منهج الصحب الكرام كما قال عبد الله ابن مسعود – رضي الله عنه – (من كان مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة)، يعني بذلك أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – فإنهم (أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأحسنها حالا).
أولئك الصحاب الكرام الذين قال فيهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه).
والتي تُقَدَّمُ أقوالهم على أقوال من سواهم بعد قول الله، وقول رسول – صلى الله عليه وسلم -.
فلنجتهد ولنتأس بهم، أعلام الهدى، ومصابيح الدجى، أولئك الذين ذاقوا حلاوة الإيمان الحق؛ حيث جالسوا وشافهوا وتلقوا مباشرة الوحيَّ غضا طريا من فِيّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
فلنتأس بهم، ولنقتدِ بأقوالهم وأفعالهم، ولْنَسِرْ على منوالهم؛ فإن أحدَنا لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مدَّ أحدهم، ولا نصيفه.
وأحث الإخوة على حفظ مثل هذه المتون.
وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يوفقني وإياكم إلى ما فيه رضاه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
انتهت
تنبيهات:
1 - إذا ذكر الشيخ النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يذكر الصلاة والسلام؛ فإني أذكرها بصيغة – صلى الله عليه وسلم –.
2 - إذا أعاد الشيخ البيت كاملا في أول الشرح؛ فإني لا أذكره، بل أذكر الشرح مباشرة؛ إلا أول بيت فقد أعدته.
3 - يعيد القارئ في بداية كل درس الأبيات التي تم شرحها؛ فلم أثبت ذلك.
4 - حذفت البسملة والحمدلة وما أشبه ذلك من بداية كل درس إلا الدرس الأول.
5 - يوجد اختلاف في بعض الأبيات؛ لاختلاف النسخ؛ فاكتفيت بما قرأه القارئ على الشيخ.
6 - حذفت بعض الكلام! كأن يسأل الشيخ سؤالا، أو يريد أن يذكر شيئا؛ فيذكر بعضه، ثم يعرض عنه، أو يذكره لاحقا.
قال (أشرف): انتهيتُ من تفريغ هذه المادة وتصحيحها، ومراجعتها بعد منتصف ليلة الأربعاء المسفر صبحها عن (25/المحرم/لعام1430 هجرية) الذي يوافقه من التاريخ الصليبي (21/ 1/2009).
ومن هنا على ملف بي دي إف ( http://www.salafishare.com/245LS9S4KTJ1/ZPE1ZB1.pdf)
والحمد لله رب العالمين.
. [/ SIZE][/FONT] [FONT="Comic Sans MS"][SIZE="6"] بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فهذا تفريغ آخر - وفقني الله - سبحانه وتعالى - لتفريغه، وهأنذا أقوم بتنزيله ابتغاء حصول النفع من ورائه.
وهناك عدة تفريغات يسر الله إتمامها ومراجعتها - سأقوم بتنزيلها على الشبكة، وغيرها من الشبكات؛ ليعم النفع، والآن مع الشرح:
شَرْحُ فَضِيلَةِ الشَّيْخِ صّالِحٍ السُّحَيْمِيِّ
لِلْقَصِيدَةِ اللَامِيَّةِ
الْمَنْسُوبَةِ إِلى شَيْخِ الإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةِ – رَحِمَهُ اللهُ –
بسم الله الرحمان الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمدا عبدُه ورسولُه – صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه أجحمعين.
ثم أما بعد:
فقد رأى بعض الإخوة أن نشرح - في هذين اليومين، أو لعلنا ننتهي منها اليوم: الصباح والليلة المغرب - قصيدة اللامية لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – حول بعض مسائل العقيدة، وهي قرابة ستة عشر بيتا، لعلنا أن نجتهد في أن نخلص، أو ننهيها الليلة العشاء - إن شاء الله -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ودراسة كتب السلف والمتون الشرعية لها فوائد عظيمة تربط طالب اللعم بالسنة. بهدي النبي – صلى الله عليه وسلم -؛ ولذلك فإن التركيز على مثل هذه المتون = نافع جدا للمسلمين عامة، ولطلبة العلم خاصة.
ونبدأ مباشرة – إن شاء الله – في هذه القصيدة اللامية، ونجتهد في شرحها باختصار – إن شاء الله تعالى -.
المقدمة
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وعلى آله وأصحابه ومن والاه – فهذه قصيدة اللامية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وهي زهرة من بستانه اليانع بالأزهار؛ ليشم عبقها وعبيرها أهل السنة والآثار، وهي شوكة وغصة وسهم من كنانيته في حلوق أهل الزيغ والضلال، يعلن فيها عن مذهبه واعتقاده ليستنار، ويخصم بها كل مشبه ومعطل وجبار.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - يرحمه الله – في قصيدته اللامية.
((المتن))
يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي /// رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَل
((الشرح))
بدأ الشيخ – رحمه الله تعالى - بهذا البيت:
يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي ///رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَل
بدأ – رحمه الله تعالى – بمخاطبة إخوانه المسلمين الذين يسألونه عن مذهبه، وعقيدته؛ لأن البعض يشكك، ولا سيما أولئك الذين ابتلوا بالانحراف في العقيدة، بالوقوع في البدع والخرافات، بل وربما أحيانا في الشركيات؛ فإنه أراد أن يبين لهم معتقده هذا؛ حتى يتضح أنه موافق لهدي النبي – صلى الله عليه وسلم –.
والعقيدة هو ما يعقد عليه القلب، قد تكون عقيدة فاسدة، وقد تكون صالحة؛ ولذلك فإنها تتضح من خلال توجه صاحبها، فمن اعتقد منهج أهل السنة والجماعة وسار على ذلك = فهي العقيدة الصحيحة السُّنية السلفية، ومن حاد عن ذلك = فهي عقيدة خرافية، بغض النظر عن قربها، أو بعدها من هدي الإسلام، بحسب حال صاحبها، والمذهب هو المنهج الذي يسير عليه المرءُ: في الفقه، في السلوك، في التعامل، في العبادة، في الحدود، في الأحكام؛ فالمذهب هو الطريقة، ولا يلزم إذا قيل: مذهب فلان كذا من السلف، أو مذهب أهل السنة كذا؛ أن يكون مذهبا يختص به دون غيره من أهل السنة، وإنما المراد أنه يتمذهب ويسير على طريقة أهل السنة والجماعة: قولا، وعملا، واعتقادا، فلا يحيد عن ذلك قِيدَ أُنملة، يلزم السنة، يتمسك بها، يعض عليها بالنواجذ، بكل ما يستطيع.
وشيخ الإسلام: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن يتيمة المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبع مئة = معروف بجهاده: بلسانه، وقلمه، ونفسه؛ فقد شارك في الجهاد ضد التتار والمغول، وشارك بجهاده في الذب عن العقيدة، وتقرير عقيدة السلف، ودحض شبه المشبهين، كما شارك بقلمه السيال في إثراء المكتبة الإسلامية بما صفا، وطاب من منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة، والفقه، والسلوك، ومن ذلك: هذه القصيدة.
ثم بعد أن نادى سائله ليبين له عقيدته، بيَّن أن مَن رُزِقَ الفقه في الدين = هو االذي يهدى – يهديه الله إلى عقيدة السلف الصالح، ويسأل عنها؛ ليعض عليها بالنواجذ، وليسير عليها، وليلزمها؛ لأنه طريق الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} النساء: 69 {ومن شذ عن هذا المنهج فهو متبع لغير سبيل المؤمنين، قال الله – عز وجل - وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} النساء:115 {.
ولذلك:
فإن كل خير في اتباع من سلف /// وكل شر في اتباع من خلف
((المتن))
اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه /// لا يَنْثَني عَنهُ ولا يَتَبَدَّل
((الشرح))
(يُتْبَعُ)
(/)
يبين لمخاطَبه بأن كلامه الذي سيقوله = هو الكلام الحق الذي لا مرية فيه، وأنه ثابت عليه ثبوت الجبال الراسيات، وهذا هو الذي يجب أن يكون عليه كل مؤمن، بأن يتمسك بالعقيدة الصافية المستمدة من كتاب الله – جل وعلا –، وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - وفق منهج السلف الصالح؛ فهو يقول: أيها الأخ المسلم الذي تبحث عن الحق عليك أن تسمع ما أقوله، والذي أخذته من كتاب الله – جل وعلا - وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – والذي لا يثنيني عنه أي ثانٍ، ولا يمنعني من سلوكه – طالما توكلت على الله - جل وعلا -، واعتمدت عليه، واستعنت به وحده؛ فإنني أسير على هذا المنهج الحق الذي عليه النبي - صلى الله عليه وسلم – وأصحابُه، وهكذا ينبغي – بل يجب – أن يكون هذا شأن كل مسلم، يجتهد في اتباع منهج السلف، بعد أن يتعلم، ويتفقه في دين الله؛ لأن الفقه في دين الله = يحمي الله به المؤمن من الإفراط والتفريط؛ لأنه المنهج الوسط الذي كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابُه أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} الأنعام: 90 {.
فعليك – يا عبدَ اللهِ! – أن تلزم هذا المنهج، وأن تسير عليه، وسنبين طريق السير عليه، كيف يكون، وما أسبابه - بإذن الله – تبارك وتعالى –.
وأن لا يثنيه عنه أيُّ أمر إلى أن يلقى الله – تبارك وتعالى – وهو على ذلك؛ وذلك بالاعتماد على الله، والتوكل عليه، وسؤاله الثبات على الحق؛ ولذلك أمرنا أن نسأل الله الثبات في السجود (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينتك) وقال – صلى الله عليه وسلم – أيضا -: (إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابيع الرحمان يقلبها كيفما شاء).
فعلى المسلم أن يجتهد في السير على منهج السلف الصالح، بعيدا عن الإفراط والتفريط؛ لأن هذا هو الطريق السوي الذي يقرب إلى الله – عز وجل -، وهو طريق النجاة، وهو طريق الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، والجماعة المؤمنة التي تسعى أن تكون ثابتة على هدي النبي – صلى الله عليه وسلم -.
فنسأل الله أن يثبتنا وإياكم عليها.
((المتن))
حُبُّ الصَّحابَةِ كُلِّهُمْ لي مَذْهَبٌ /// وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
((الشرح))
من المعلوم في الشرع أن أحد أنواع التوسل المشروعة هي التوسل بالعمل الصالح؛ لأن التوسل – كما تعلمون – رحمني الله وإياكم – على ثلاثة أقسام:
الأول: التوسل بأسماء الله وصفاته؛ كقول النبي – صلى الله عليه وسلم – (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث).
الثاني: التوسل إلى الله بالعمل الصالح كقول الله – سبحانه وتعالى – حكاية عن الحورايين رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} آل عمران: 53 {.
وقول النبي – صلى الله عليه وسلم – عندما سمع رجلا يدعو قائلا: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد) قال – صلى الله عليه وسلم -: لقد دعا اللهَ باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب.
وقد جمع في هذا الدعاء بين التوسل بأسماء الله وصفاته، والتوسل بالأعمال الصالحة.
والعمل الصالح الذي يتوسل به لابد له من شرطين:
- أن يكون خالصا لوجه الله.
- أن يكون موافقا لهدي النبي – صلى الله عليه وسلم -.
الثالث: التوسل إلى الله – تعالى – بدعاء المسلم الصالح الحي القادر على الدعاء، كما جاء في حديث استسقاء الصحابة – رضوان الله عليهم - بدعاء عمر بن الخطاب، وفي حديث الرجل الذي في الصحيحين الذي جاء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال: يارسول الله! هلكت الأموال، وتقطعت السبل، فادع الله أن يغيثنا، وغير ذلك من أدلة التوسل إلى الله بدعاء المسلم الصالح.
وكانوا في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – يتوسلون بدعائه، وبعد وفاته – عليه الصلاة والسلام – يختارون من يتوسمون فيه الصالح؛ فيطلبون منه الدعاء في الاستسقاء وغيره، ولم يتوسلوا به بعد وفاته – صلى الله عليه وسلم –؛ لعلمهم أن المقامَ مقامُ دعاءٍ.
فهنا: شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى - يتوسل بأمرين، يتقرب إلى الله بأمرين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر الأول: حب أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –؛ لأنه من الأعمال الصالحة، من أعمال القلوب؛ حب أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –، وهو من أعمال القلوب.
الأمر الثاني: حب آل البيت؛ لأنهم لهم ميزة خاصة على غيرهم؛ فيجب أن يُحَبَّ المؤمن منهم محبة خاصة؛ فلذلك هو يتوسل إلى الله بهذين الأمرين، والتوسل إلى الله بالأعمال الصالحة = من أنواع التوسل المشروع؛ ولذلك يقول النبي – صلى الله عليه وسلم –: آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار.
الصحابة الكرام!
والصحابي: هو كل من لقي النبي – صلى الله عليه وسلم – مؤمنا] به [، ومات على ذلك، ولو تخللت ذلك ردة على الصحيح.
وأصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – كلهم عدول، يجب توليهم، والترضي عنهم، وحبهم، واعتقاد عدالتهم، وتفضيلهم على كل الناس بعد رسول – صلى الله عليه وسلم –، والأنبياء.
فهم صحبه الكرام، لا نفرق بين أحد منهم، كما فعل ذلك أهل الزيغ والبدع والضلال، وإنما نتولاهم جميعا بلا استثاء، وعلى رأسهم العشرة المبشرون بالجنة، وعلى رأس هؤلاء العشرة الخلفاء الراشدون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي – رضي الله عنهم -.
وبعد العشرة يأتي أهل بدر.
ثم المهاجرون.
ثم الأنصار.
ثم أهل بيعة شجرة الرضوان.
ثم من أسلم قبل الفتح.
ثم من أسلم بعد الفتح.
فيجب توليهم جميعا، وقد تجاوزا مئة وعشرين ألفا يوم حجة الوداع.
ولا يجوز أن نفرق بينهم، كما يفعل أهل الزيغ والضلال، وأهل البدع والانحلال، بل الصحابة كلهم عدول = يجب توليهم جميعا.
ومن كفرهم جميعا = فهو كافر.
ومن اعتقد ارتداتهم = فهو المرتد.
ومن سب أحدا منهم = فهو المسبوب.
ومن نال من أحد منهم = فهو مبتدع ضال مارق.
رضي الله عنهم، وأرضاهم، وأخزى الله من أبغضهم وقلاهم.
ولذلك شيخ الإسلام – هنا – يبين - في هذا البيت - أنه يتقرب إلى الله بحبهم، والتقرب بحب الصالحين = عمل صالح، ليس المراد بالتقرب: التمسح بالصالحين، أو التعلق بهم من دون الله، أو دعائهم، أو الاستغاثة بهم، لا الصحابة، ولا غير الصحابة، ولا الأنبياء.
حتى الأنبياء لا يستغاث بهم، ولا يدعون من دون الله، ولا الصحابة، ولا الصالحون، ولا الأولياء؛ فالاستغاثة بهم، أو دعاؤهم من دون الله = شرك أكبر = يخرج من حظيرة الإسلام، لكننا نتوسل إلى الله بحبهم، وهو التوسل المشروع، وحبهم = عمل صالح من أعمال القلوب الصالحة؛ ولذلك يقول النبي – صلى الله عليه وسلم –: من السبعة الذين يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله: رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه.
ويقول – صلى الله عليه وسلم –: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار.
تنبهتم إخوتي؟!
ولذلك فإن حب جميع المسلمين المخلصين، أهل السنة = عبادة، وعمل يقرب إلى الله – سبحانه وتعالى –.
فيجب أن نحب المسلمين أهل السنة لإسلامهم، المسلمين: أهل السنة، المستقيمين على طاعة الله، السائرين على هدي النبي – صلى الله عليه وسلم –، وعلى رأسهم – كما ذكرنا – أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –؛ الذين بهم قام القرآن، وبه قاموا، وبهم نطق القرآن، وبه نطقوا = أولئك الأفذاذ الذين نضَّرَ الله وجوههم بصحبة النبي – صلى الله عليه وسلم –، والتلقي عنه مباشرة، فهم نقلة السنة، وهم نقلة القرآن، وهم نقلة الإسلام؛ فالنيل منهم = نيل من الإسلام كله، وتنقصهم تنقص للدين كله، وسبهم سب للدين، وتوليهم تولي لدين الله؛ فيجب أن نواليهم، وأن نوالي من يواليهم، وأن نحبهم، وأن نحب من يحبهم، وأن نبغض من يبغضهم؛ رضوان الله عليهم أجمعين، وقاتل الله من نال منهم، أو سبهم، أو شتمهم، ولعن الله من كفرهم – أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –: أعلام الهدى، ومصابيح الدجى.
اسمع بعض ما ورد في فضلهم من آيات القرآن الكريم:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله – عز وجل - في حق المهاجرين لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} الحشر: 8 {هؤلاء المهاجرون.
وقال في الأنصار وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الحشر: 9 {
ثم قال في حق بقية الصحابة وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} الحشر: 10 {.
ومما يجدر التنبيه له: الكف عما شجر بينهم، ومما حصل من فتن، بسبب من اندسوا في الإسلام من أمثال عبد الله بن سبأ اليهدوي – قاتله الله -، وغيره من المندسين؛ فحدثت فتن في عهد الصحابة؛ فلا يجب أن نلوك أعراضهم، ولا يجوز أن نستغل هذه الأحداث للنيل من أحد منهم، سواء ما جرى في وقعة الجمل بين علي، وطلحة، والزبير – رضي الله عنهم أجمعين -، وأم المؤمنين الطاهرة المطهَّرة، الصدِّيقة بنت الصديق عائشة – رضي الله عنها -، أو ما جرى بين علي، ومعاوية، وعمرو بن العاص – رضي الله عنهم أجمعين – في صفين، وفي غير صفين، بل يجب أن نكف عن الخوض في هذه القضايا، إلا بقدر ما تذكر الواقعة؛ لبيان الواقع؛ للتحذير من الفتن، ثم الكف عن ذلك بعدُ، ولا يجوز أن نعتمد على روايات المسعودي، واليعقوبي الرافضيين فيما يتعلق بما جرى بين الصحابة؛ فإن أكثر ما ينسب، وينسج في هذين الكتابين، من روايات الواقدي، والكلبي، وغيرهما = كله لا يصح، وإنما هي من مخترعات أهل البدع والزيغ والضلال؛ فيجب أن نحذر من ذلك، وأن نكف عما شجر بين الصحابة.
يقول علي – رضي الله عنه – بعد انتهاء موقعة الصفين والجمل، وغيرهما، وبعد أن ندم الصحابة على ما جرى بسبب بعض المندسين، يقول علي – رضي الله عنه -: إني لأرجو أن أكون أنا، وطلحة، والزبير، ومعاوية؛ ممن قال الله فيهم وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} الحجر: 34 {.
ونزعنا ما صدورهم من غل – رضي الله عنهم، وأرضاهم، وأخزى الله من أبغضهم وقلاهم -.
يقول عمر بن عبد العزيز – رحمه الله -: أولئك قوم طهر الله أيدينا، وسيوفنا من دمائهم؛ فلنطهر ألسناتنا من أعراضهم.
وأكثر الروايات التاريخية التي تتداول في مدارسينا – ويا للأسف! – أكثرها غير صحيحة؛ ولذلك يجب على المسلم أن يأخذ الروايات المحققَّة الصحيحة؛ ويكاد قسم التاريخ في الجامعة الإسلامية – ولله الحمد والمنة – بالمدينة النبوية، أن يغطي كلَّ هذه الأحداث مع الدقة في البحث عن الروايات الصحيحة، وتفنيد الروايات الباطلة، ولا سيما ما نسجه المبتدعون، والمنحلون حول قضية التحكيم، وما زيد فيها، ونقص، وما حيك حولها من حكايات باطلة لا تصح، ولا تثبت عن الصحابة، ومن أراد التوسع في هذا فليقرأ كتاب (العواصم من القواصم) لابن العربي، وليس النكرة ابن عربي! ابن العربي المالكي الإشبيلي المعارفي القرطبي أبو بكر – رحمه الله تعالى - في كتابه المعروف بـ (العواصم من القواصم)، واقرأوا من الكتب الحديثة كتاب (الانتصار للصحب والآل في الرد على السماوي الضال) لأخينا فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم الرحيلي – حفظه الله –.
وكثير من الكتب في الرد على المبتدعة في هذا الباب؛ فينبغي للمسلمين أن يتنبهوا.
أغرب ما مر عليّ في هذا الباب أن باحثا أكادميا، أستاذا جامعيا أرسل إليَّ بحثا من بلد ما من بلاد المسلمين يريد أن أقومه له؛ ليترقى به إلى درجة أستاذ مشارك، وهي درجة معروفة عند الأكادميين، والجامعيين، الكتاب بعنوان (خدعة التحكيم) تصوروا ماذا في هذا الكتاب – عباد الله! – ماذا في هذا الكتاب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس في هذا الكتاب إلا سب معاوية وعمرو بن العاص – رضي الله عنهما -، لا يوجد في الكتاب شيء غير ذلك – أبدا – ما فيه إلا السب لهذين، ولكن أبشركم – ولله الحمد – أن الرجل قد اهتدى ورجع.
كتبتُ له جوابا على بحثه يكاد أن يكون مثل بحثه، يزيد عن ثلاثين صفحة، وصححت مفهومه، وهو اعتمد – فقط – على هذين الكتابين: اليعقوبي، والمسعودي، وهي من أشهر كتب الضلال في التاريخ، حتى كتب التاريخ الأخرى لم تسلم، ولكن هذه كلها ضلال، فلا يجوز الاعتماد عليهما.
ولا تلتفتوا – يا إخواني! – إلى بعض شطحات الكُتَّاب المعاصرين الذين وقعوا، وولغوا في أعراض الصحابة؛ فمنهم من كفر معاوية وعمرا، ومنهم من كفر عليا – رضي الله عنهم أجمعين -، ومنهم من كفر كلَّ من شارك في صفين والجمل، ومنهم من وصف معاوية وعمرا بشراء الذمم، وبالظلم، وبالكفر، ونحو ذلك، وكل هذا = قلدوا فيه إخوان القردة والخانزير، بل إن إخوان القردة والخنازير لو سئلوا عن أفضل قومهم؛ لقالوا: أصحاب عيسى، ولو سئل النصارى عن أفضل أمتهم – بعد عيسى –؛ قالوا: أصحاب عيسى، ولو سئل هؤلاء القوم الضالون عن شر قومهم – أو عن شر الأمة -؛ لقالوا: أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم –، عليهم من الله ما يستحقون.
فانتبهوا! واحذروا من هذا المسلك.
هؤلاء الكُتَّاب – ويا للأسف! – أنهم محسبون على أهل السنة، ومع ذلك يغتر بعض الناس بكتاباتهم، ويسميهم شهداء! فانتبه!
الصحابة لا نسمي شهيدًا إلا من شهد له النبي – صلى الله عليه وسلم –، أما من قتل ولم يشهد له النبي – صلى الله عليه وسلم –؛ فنقول: نرجو الله أن يكون شهيدا، أما نأتي إلى كُتَّاب، سبوا أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –، وكفروهم، ونصفهم بالشهادة! فهذه مصيبة من المصايب، نعم نحن نترك مآلهم إلى ربهم – سبحانه وتعالى -، ونكل مصيرهم؛ لأنهم جهلة، قد يعذرون بجهلهم، الله أعلم بحالهم، أمرهم إلى الله – سبحانه وتعالى -، لكن هل نسكت عن كتاباتهم، في سب الصحابة، وتكفيرهم؟ لا! فالساكت عن ذلك = شيطان أخرص، فنتبه يا عبدَ الله!
حب الصحابة = قربة، يقرب إلى لله – عز وجل -؛ ولذلك بيَّن – رحمه الله – هنا – في هذا البيت: أنه يتوسل ويتقرب إلى الله بحبهم، لا بالتعلق بأشخاصهم، لا بالتبرك بأجسامهم، لا بعبادتهم، لا بدعائهم، لا بسؤالهم شيئا من دون الله كما يفعل كثير من المشركين في هذا العصر، لا بالاستغاثة بهم، وإنما نتوسل إلى الله بمحبتهم، ومحبة كل مسلم صالح؛ لأن هذا من الأعمال الصالحة، ثم بيَّن توسله بذوي القربى؛ من هم؟ آل البيت المؤمنين الصالحين، وعلى رأسهم: علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، والعباس، وغيرهم من بني هاشم، وبني المطلب.
وكذلك أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – = كلهم يعتبرون من آل البيت يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} الأحزاب: 33 {.
فأزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – يعتبرن – أيضا – من أهل البيت؛ فيجب محبتهن، واعتقاد أنهن أمهات المؤمنين وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} الأحزاب: 6 {.
ولا يجوز أن ننال من أحد منهن، ولا من آل البيت الطاهرين الطيبين، كما تفعل النواصب والخوارج؛ فنحن نبتعد – في هذا - عن منهج الروافض المارقين، وعن منهج النواصب الخوارج المارقين؛ فنكون وسطا في محبة أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –، وفي محبة آل بيته على المنهج الذي قرره أهل السنة والجماعة، ونرى أن ذلك عمل صالح يقرب إلى الله، كما بيَّن الشيخ – هنا – رحمه الله تعالى -.
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 01:33]ـ
((المتن))
وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ علا وَفَضائلٌ /// لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل
((الشرح))
(يُتْبَعُ)
(/)
الآن يبين فضله من حيث الدرجات؛ فالصحابة كلُّهم فاضلون، على نحو ما بينا قبل قليل، وكلُّهم عدول، وكلُّهم تجب محبتهم، وكلُّهم يجب اعتقاد عدالتهم، ويجب اعتقاد أنهم أفضل الأمة بعد نبيها – صلى الله عليه وسلم –، ولا نفرق بين أحد منهم، لكن لا شك أن بعضهم يفضل بعضا، فأفضلهم – على الإطلاق – الصديق أبو بكر – رضي الله عنه وأرضاه – رفيق النبي – صلى الله عليه وسلم – في الغار، والذي قال فيه: ما طلعت على أفضل من أبي بكر.
وقال – صلى الله عليه وسلم –: ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا.
وكثيرا ما كان يردد – صلى الله عليه وسلم – ويقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر؛ فهذا هو الصديق أفضل هذه الأمة بعد نبيها – صلى الله عليه وسلم –، أول من أسلم من الرجال - رضي الله عنه وأرضاه -، والحديث عن فضله يطول، لكننا نريد شرح هذه الأبيات باختصار.
((المتن))
وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ علا وَفَضائلٌ /// لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل
((الشرح))
يعني كل الصحابة لهم فضائل، وكلُّهم عدول – كما بينا -.
وأفضلهم – كما بين النبي – صلى الله عليه وسلم – هو أبو بكر الصديق – رضي الله عنه وأرضاه -، فمن نال منه = فإنما ينال من هدي النبي – صلى الله عليه وسلم –، وينال من القرآن، وقد أثنى الله عليه في كتابه كما قال – جل وعلا - وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى} الليل: 19 - 21 {.
وأثنى عليه في سورة الأنفال فقال إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} التوبة: 40 {فمن هو هذا الثاني؟
أبو بكر – رضي الله عنه وأرضاه، وأخزى الله من أبغضه وقلاه -.
((المتن))
وأقول في القُرآنِ ما جاءَتْ بِه /// آياتُهُ فَهُوَ الكريم المُنْزَلُ
((الشرح))
يعني يقف في اعتقاده تجاه القرآن كما جاء في القرآن، وكما جاء في السنة من أنه كلام الله الحق، الذي تكلم به حقيقة، والذي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} فصلت: 42 {.
كتاب الله نزل به الروح الأمين على قلب نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – بلسان عربي مبين، ويجب أن نفهم ما يلي؛ حتى نسلم من الذين حرفوا في كلام الله، وبدلوا، ووصفوه بأنه مخلوق، أو أنه الكلام النفسي، أونحو ذلك، ولا يتسع الوقت للرد على كلامهم، وتفنيده، لكن سنقرر عقيدة أهل السنة في هذا الباب؛ ولذلك يجب مراعاة الأمور الآتية في معتقدك تجاه القرآن المنزل من عند الله – سبحانه وتعالى -:
أولاً: أن نعتقد أنه كلام الله: لفظه ومعناه، لم يعبر به أحد عن الله، ولم يتلكم به أحد نيابة عن الله، بل هو كلام الله الذي تكلم به حقيقة وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} التوبة: 6 {.
ثانيا: يجب أن نعتقد أن جبريل سمعه من الله مباشرة، أنه كلام الله المسموع، بأن الله يتكلم بصوت وحرف مسموعين.
ثالثا: يجب أن نعتنقد أنه تكلم به بحرف وصوت؛ خلافا لمن يزعم أنه عبارة عن كلام الله؛ ولذلك ألف الإمام السجزي من تلاميذ الإمام أحمد كتابا بعنوان (الحرف والصوت).
ليس ككلامنا، وليس كنطقنا لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} الشورى: 11 {.
ولا يتبادر إلى ذهنك التشبيه الذي تبادر إلى أذهان الجهمية؛ فاضطروا إلى نفي صفات الله – جل وعلا -، لكن نقول: تكلم به كما يليق بجلاله وعظمته، سمعه منه جبريل كما يليق بجلاله وعظمته، بصوت وحرف كما يليق بجلاله وعظمته.
رابعا: أنه كلام الله المنزل غير مخلوق، لماذا قيدنا بكلمة (غير مخلوق)؟
لأن الجهمية، والمعتزلة، والرافضة، والخوارج، وغيرَهم من الفرق الضالة، كلهم يَدَّعون أن القرآن مخلوق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد التحق بهم طوائف أخرى، ولكن أخطر هذه الأقوال: هو قول القائلين: بأن القرآن مخلوق كسائر المخلوقات، ونحن نقول: إنه كلام الله الذي تلكم به حقيقة، وأنزله على رسوله – صلى الله عليه وسلم – بواسطة رسوله، وسفيره بينه وبين رسله: جبريل – عليه السلام -.
خامسا: أن يعتقد المؤمن أن القرآن المتلوَّ بالألسن = هو كلام الله.
سادسا: أن نعتقد أن القرآن المحفوظ في الصدور = هو كلام الله.
سابعا: أن نعتقد أن القرآن المكتوب في المصحف = هو كلام الله.
ثامنا: يقال إن المداد الذي هو الحبر، والورق مخلوقة كما قال ابن القيم – رحمه الله –: ومداده والرق مخلوقان.
أما ما تقدم من الأوصاف؛ فإنه بتلك الأوصاف غير مخلوق.
لماذا قيدنا بهذه القيود: أن القرآن المتلوَّ، أن القرآن المحفوظ، أن القرآن المكتوب = هو كلام الله، لماذا قيدنا؟
لأن هناك من يعتقد أنه عبارة، أو حكاية عن كلام الله.
((المتن))
وجميعُ آياتِ الصِّفاتِ أُمِرُّها ///حَقاً كما نَقَلَ الطِّرازُ الأَوَّلُ
((الشرح))
المقصود بهذا البيت أن ما ثبت في كتاب الله – جل وعلا – من الأسماء والصفات يمرها كما جاءت على مراد الله – تبارك وتعالى – دون أن يخوض فيها بأي تأويل، أو تعطيل، أو تكييف، أو تمثيل، أو تشبيه، أو تأويل، على حد قوله – تعالى – لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} الشورى: 11 {.
وقوله (كما قال الطراز الأول) أي كما قال السلف الصالح؛ لأنه من المعلوم أن كل خير في اتباع من سلف؛ فالسلف، والطراز الأول، والقرون الأولى الذين قعَّدوا هذه القواعد وفق هدي النبي - صلى الله عليه وسلم – هم الذين يجب أن نتبع هديهم، وأن نسير على منهاجهم، وأن نحذو حذوهم كما قال الله – جل وعلا - وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه} التوبة: 100 {.
وقال تعالى أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} الأنعام: 90 {.
وقال – جل وعلا - وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} النساء: 115 {.
يقول حذيفة – رضي الله عنه -: عليكم بالعتيق.
ويقول ابن مسعود – رضي الله عنه -: من كان متأسيا؛ فليتأس بأصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبكل حال.
ومذهبهم في الأسماء والصفات أنهم يمرونها كما جاءت بلا كيف، نقلت هذه العبارة عن عشرات من السلف الصالح، لاسيما في القرون – القرنين: الثاني والثالث، بعد أن كثر اللغط والتأويل والتعطيل في أسماء الله وصفاته؛ فقالوا عبارتهم المشهورة (أمروها كما جاءت بلا كيف) قالها مالك، والأوزاعي، وقالها مكحول، وقالها الليث، وقالها غيرث واحد من السلف (أمروها كما جاءت بلا كيف)، بمعنى أن كلَّ ما ورد في الكتاب والسنة من الأسماء والصفات يجب إمراره، والإيمان به على مراد الله – جل وعلا - ولا نأوله، ولا نعطله، ولا نحرفه، ولا نشبهه، ولا نمثله، ولا نكيفه، والميزان في ذلك قول الله – سبحانه وتعالى - لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} الشورى: 11 {.
فإذا أخبر الله – جل وعلا – عن نفسه بصفة وجب إثباتها، والإيمان بمعناها وآثارها، كما قال الإمام مالك – رحمه الله – في الاستواء (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة)، وكذا نقول في سائر الصفات.
اليد معلومة، والكيف مجهول، والإيمان بها واجب، والسؤال عن الكيفية بدعة.
وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} الرحمان: 27 {.
الوجه معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عن الكيفية بدعة.
وكما قال - تبارك وتعالى - وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} الفجر: 22 {.
نقول: المجيء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة؛ فنتجنب – بذلك - مزالق الجهمية، والمعتزلة، والخوارج، والرافضة، ومن نهج نهجهم من الفرق الأخرى.
((المتن))
(يُتْبَعُ)
(/)
وأَرُدُّ عُهدتها إلى نُقَّالِها ///وأصونُها عن كُلِّ ما يُتَخَيَّلُ
((الشرح))
وأرد عهدتها يعني: أرد معناها إلى أولئك النَّقَلَة الذين نقلوها لنا بكل صدق وأمانة، ولا نتجاوز ما هم عليه من الإيمان بها، وبمعانيها على الوجه الذي يليق بجلال الله وعظمته؛ فلا نكيف، ولا نمثل، ولا نعطل، ولا نتجاوز مواقفهم: بإفراط، أو تفريط، بتشبيه، أو تعطيل؛ وبهذا الأمر كان أهل السنة وسطا بين المشبهة والمعطلة، كانوا وسطا في باب الصفات بين المشبهة والمعطلة، فهو يقول: أنا لا أتحول عن منهج السلف في باب الأسماء والصفات؛ فأثبت لله ما أثبت لنفسه، وما أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم –، وأنفي عنه ما نفى عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم –، ولا أتحول عن هذا المبدأ الذي كان عليه السلف الصالح.
((المتن))
قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ القرآن وراءَهُ /// وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ
((الشرح))
قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ القرآن وراءَه، ويجوز تسهيل الهمزة؛ فنقول: القران، وأصلا (القرآن) وتسهل فيقال: القران.
من هو الأخطل؛ حتى نعرف أصحاب هذه العقيدة؟
الأخطل شاعر نصراني في الصدر الأول في عهد الدولة الأموية، وهذا الأخطل نصراني، وهو معروف بسكره وفجره؛ فضلا عن كونه كافرا نصرانيا.
هناك فرقتان بالأحرى تفرعتا عن الجهمية والمعتزلة، وهما أقرب الناس إلى أهل السنة، وهم مسلمون، لكنهم مبتدعة في هذا الباب، أي باب الأسماء والصفات، هاتان الفرقتان يقولون في الصفات بخلاف ما قرره القرآن، والشيخ – هنا – يقول: أنا أقرر ما قرره القرآن، ولا أقرر من الأخطل؛ لأن الأشاعرة، والماتريدية - نسأل الله لنا ولهم الهداية، والعودة إلى الصواب - ماذا يقولون في القرآن؟ إنه عبارة عن كلام الله! أو حكاية عن كلام الله، طيب يا مساكين! لماذا قلتم هذا؟
قالوا: لأنا لو قلنا: إن القرآن كلام الله على الحقيقة، للزم من ذلك التجسيم، والتشبيه؛ لأن الكلام لا يصدر إلا من لسان، وأسنان، وشفتين، وحنجرة، وبلعوم، وحبال صوتية!
أول ما خطر ببالهم التشبيه – والعياذ بالله –؛ فلما خطر ببالهم التشبيه = انتقلوا إلى بيت الأخطل، وقالوا: الكلام هو المعنى القائم بالنفس، وإن الله لا يتكلم حقيقة، وإنما يتكلم كلاما نفسيا؛ فإن كان الكلام باللغة العربية سمي قرآنا، وإن كان بالسريانية سمي إنجيلا، وإن كان بالعبرية سمي توراة.
طيب! سؤال يا مساكين! تعالوا!
أنتم تقولون: عبارة عن كلام الله؛ من الذي عبر عن الله؟ أهو رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، أم جبريل – عليه السلام -؟
يلزمكم أحد أمرين:
إما أن تقولوا بقول المعتزلة، وأن الله خلقه في الهواء، وسمعه جبريل من الهواء، أو النبي – صلى الله عليه وسلم – من الهواء.
وإما أن ترجعوا إلى قول أهل السنة، وهو أنه كلام الله الذي تكلم به حقيقة على الوجه اللائق بجلاله وعظمته.
هم قالوا: نحن لو قلنا: بأنه الكلام الحقيق لزم منه كذا، وكذا، وكذا، مما ذكرتُه قبل قليل.
طيب ما الحل؟
قالوا: الحل نقول: إنه حكاية، أو عبارة عن كلام الله.
القرآن حكاية عن كلام، أو عبارة عن كلام الله!! من الذي ناب عنه؟
وهل هو عاجز عن الكلام حتى يُعَبَّر عنه؟ - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا -.
ما زادوا في هذا على أن شبهوا الله بالأخرص الذي لا يستطيع الكلام - تعالى الله عما يقولون علوا كبير -.
وهذه العقيدة من أفسد العقائد، وكأنهم ينسبون الله إلى العجز، والخرص، وعدم القدرة على الكلام، وهذا أمر في غاية الخطورة.
طيب! لماذا يا مساكين؟!
قالوا: يلزم منه كذا، وكذا، طيب! ما دام قلتم: إنه يلزم من الكلام كذا، وكذا، يلزم من عدم الكلام ماذا؟
الخرص، وعدم القدرة على الكلام؛ فأنتم فررتم مما تصورتم أنه تشبيه بالموجود؛ فشبهتم الله بالمعدوم؛ ولذلك يقول أهل السنة: إن المعطلة يعبدون عدما، وإن المشبهة يعبدون صنما.
المشبهة - كاليهود - يعبدون أصناما، الذين قالوا: إن طوله كذا، وعرضه كذا، وأنه يستوي كما نستوي، ويتكلم كما نتكلم؛ هؤلاء شبهوه بالأصنام، المعطلة الذين نفوا الصفات شبهوه بالعدم؛ فأصبحوا يعبدون عدما.
(يُتْبَعُ)
(/)
الآن: أنا أسأل سؤالا: يعين لو جاءنا واحد من المعاتيه، فقال: فلان من الناس، زيد من الناس ليس في الحرم، ولا خارج الحرم، لا فوق الأرض، ولا تحت الأرض، ولا في السماء، ولا في الأرض، ولا في الشرق، ولا في الغرب، ولا أمام لاو خلف، ولا يمين، ولا شمال، ولا فوق، ولا تحت؛ النتيجة ماذا؟ العدم. أن هذا الشيء ما هو إلا أمر خيالي، وجوده وجود ذهني، ليست له حقيقة في واقع الأمر، وهذا ما انتهت إليه المعتزلة في نهاية المطاف؛ عندما قالوا: لا نقول موجود، ولا معدوم، ولا متصل، ولا منفصل، ولا فوق العالم، ولا تحت العالم، ولا فوق، ولا شمال، ولا جنوب، ولا يمين، ولا ... إلى آخره.
إذًا النتيجة ماذا؟ تصبح العنقاء أقرب منه وجودا – المستحيلة – تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا -، وأصبح قولهم قريبا من قول فرعون مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} القصص: 38 {.
فإذًا القضية خطيرة جدا، هم لا يدركون هذه الحقيقة؛ ولذلك لو سألتهم من الذي عبر عن القرآن: جبريل، أم محمد؟
سيسكتون، لا يجيبون.
إذًا قولكم، واستدلالكم ببيت الأخطل = استدلال فاسدٌ، باطلٌ.
ما هو بيتُ الأخطلِ؟
قال:
إن الكلام لفي الفؤاد /// وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
أولا: هذا البيت لا يثبت في ديوان الأخطل المعروف، نعم، الأخطل يقال: إنه من آخر من يحتج بشعرهم في باب اللغة، والنحو، لا في باب العلم الشرعي، يعني في باب اللغة العربية، ومع هذا فإن هذا البيت لا يوجد في دواوينه.
ثانيا: الأخطل رجل نصراني يعتقد اتحاد اللاهوت بالناسوت، ومعنى ذلك أن الإله اتحد مع الناس؛ فلا فرق – حينئذ – بين الإنسان والله – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا -، وهذه ما سرت إلى عقيدة بعض المتصوفة أتباع ابن عربي القائلين بأن:
العبد رب والرب عبد /// فليت شعري من المكلف
إذًا عقيدة نصرانية، وهو لا يفرق بين الصفة والموصوف، ولا بين الخالق والمخلوق – حينئذ -؛ فهل يعتد، أو يحتج بشعر من كان هذا معتقده؟!
ثالثا: أن الذي يروى في المشهور:
إن البيان، وليس: إن الكلام ...
إن البيان لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
يعني يبدأ بفكرة في الفؤاد، ثم توضح بالكلام؛ فأصبح - بهذه الرواية – لا حجة فيه لهم.
رابعا: من المعلوم أن الكلام في الصلاة محرم أليس كذلك؟
ومن تكلم في الصلاة متعمدا = بطلت صلاته، طيب! من وسوس، أو حدثته نفسه، تبطل صلاته، أو لا تبطل؟
لا تبطل، ومعنى كلامهم – أننا لو قلنا بهذا - الكلام في الفؤاد؛ لقلنا: كل من حدثته نفسه بشيء بطلت صلاته؛ لأنه يعتبر متكلما، يعتبر متكلما بهذا المعنى الفاسد، وقد أجمع أهل السنة على أن الذي تحدثه نفسُه، أو تهجم عليه بعض الوسوسة في صلاته؛ فإن صلاته صحيحة؛ لأنه لم يتلكم، لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: (إن هذه الصلاة لا يصح فيها شيء من كلام الناس).
فلذلك بطل استدلالهم ببيت الأخطل. فيقرر شيخ الإسلام: إنني أعتقد ما جاء في القرآن من أن الله يتكلم متى شاء، إذا شاء، كيف شاء، وأن القرآن كلام الله الذي تكلم حقيقة: لفظه، ومعناه - المكتوب في المصاحف، والمحفوظ في الصدور، والمتلوُّ بالألسن = كلُّه كلام الله غير مخلوق، ولا أقرر ما يقرره الأخطل النصراني، كما يستدل على ذلك بعض المبتدعة.
((المتن))
والمؤمنون يَرَوْنَ حقاً ربَّهُمْ /// وإلى السَّماءِ بِغَيْرِ كَيْفٍ يَنْزِلُ
((الشرح))
قرر في هذا البيت – رحمه الله – مسألتين:
المسألة الأولى: مسألة رؤية الباري – سبحانه وتعالى -؛ فهو يعتقد – كما يعتقد سائر أهل السنة – أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة كما يرون القمر ليلة البدر، أو كما يرون الشمس ليس دونها سحاب، وهذا هو معتقد أهل السنة قاطبة، وخالف في هذا المعتقد أربع طوائف، وبعض الطوائف توافقهم – أحيانا -، وتخالفهم - أحيانا أخرى -.
(يُتْبَعُ)
(/)
الطوائف التي أنكرت الرؤية هم: الجهمية، والمعتزلة، والرافضة، والخوارج، وحري بمن أنكر رؤية الباري – سبحانه وتعالى – يوم القيامة في الجنة أن يحرم منها. يقول الإمام الشافعي – رحمه الله – في معنى قول الله – سبحانه وتعالى – كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} المطفيفين: 15 {؛ بما أن هؤلاء قد حجبوا عن الله – تعالى - حال السخط؛ فإن المؤمنين يرونه حال الرضا، أو كما قال – رحمه الله تعالى -.
فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة: أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة رؤية حقيقة، وقد دلت عليها النصوص من الكتاب، والسنة، وإجماع الأمة: أعني إجماع أهل السنة؛ لأن تلك الفرق لا يعتد برأيها، ولا بآرائها، ولا بأقوالها، ومن شذ شذ في النار.
إذًا أجمع أهل السنة على أن المؤمنين يرون ربهم، وسنذكر دليلا واحدا من الكتاب، ومن السنة، وبيان إجماع الأمة ونمضي.
استدل أهل السنة بأدلة كثيرة من القرآن، منها قول الله - تعالى – وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} القيامة: 22 – 23 {وجه الاستدلال من الآية من ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: أن الله عبر بالوجوه التي هي محل النظر؛ لأن موقع العينين في الوجه، والعينان هما محل النظر.
الوجه الثاني: أن الله – تبارك وتعالى – عدى الفعل بحرف (إلى) (إلى ربها ناظرة)، الأولى (ناضرة) بالضاد، المقصود: فرحة، مسرورة، منبسطة، نضرة (نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها؛ فأداها كما سمعها).
فـ (إلى ربها ناظرة) الثاني تعديته الفعل (نظر) بحرف (إلى).
الوجه الثالث: خلو الفعل، أو خلو السياق من قرينة تصرف عن هذا المعنى الذي هو الرؤية الحقيقة إلى معنى آخر.
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} القيامة: 22 – 23 {كما استدلوا بقول الله تعالى لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} يونس: 26 {؛ وهذه الآية فسرها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؛ فعن صهيب – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ينادي الله أهل الجنة، إذا دخل أهل الجنة نادى منادٍ: يا أهل الجنة! إن لكم موعدا سوف ننجزكموه؛ فيقولون:
يا ربنا! ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة؟ ألم تزحزنا عن النار؟
قال: بلى؛ إن لكم موعدا لن تخلفوه؛ فيتجلى لهم؛ فيرونه، وينظرون إليه، وهذا أفضل نعيم يراه المؤمنون؛ حيث ينسون كل شيء مع هذه الرؤية، وأما الأحاديث فهي كثيرة ومنها قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: إنكم سترون ربكم، كما ترون القمر ليلة البدر لا تُضَامون في رؤيته، وفي رواية لا تُضُأرُّونه، وفي رواية لا تَضَامُون أي لا تتزاحمون.
كل كأنه ينظر إليه وحده، وهم يرونه جميعا، لكن كل واحد كأنه ينظر إليه مستقلا، وهذا فضل من الله، ومنة الله – سبحانه وتعالى -.
فانتبه لهذا! وانتبه لهذا الاستدلال العظيم!
وهذا محل إجماع بين أهل السنة.
المسألة الثانية: أن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الأخير من الليل؛ فماذا يقول الناس؟ أو ماذا ينبغي أن يفعلوا في مثل تلك اللحظات؟
عندما يتجلى؛ فينزل إلى السماء الدنيا؛ فيتجلى لعباده، وينادي: من يدعوني فأستجيب له، من يستغفرني فأغفر له، من يسألني فأعطيه.
فأهل السنة يؤمنون بأنه ينزل نزولا يليق بجلاله وعظميته.
كيف ينزل؟
ينزل كيف يشاء.
متى ينزل؟
حين يبقى الثلث الأخير من الليل؟
ما الطريقة التي ينزل بها؟
الله أعلم.
هل يخلو منه العرش، أو لا يخلو؟
الله أعلم.
هذا علمي غيبي.
كيف يأتي والسماوات طباقا؟
الله أعلم.
استبعد كلمة (كيف) فإنها خطيرة، لو أدخلت نفسك في كلمة (كيف) = لما انتهيت إلى الأبد؛ ولذلك لو قال لنا قائل:
ما دليل النزول؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قول النبي – صلى الله عليه وسلم – في الأحاديث المتواترة (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الأخير من الليل؛ فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يستغفرني فأغفر له، من يسألني فأعطيه) هو حديث يبلغ حد التواتر المعنوي؛ ولذلك يجب الإيمان به، وعدم تكييفه، أو تفويضه، نقول: ينزل نزولا يليق بجلاله وعظمته، مثل الاستواء، نقول: النزول معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عن الكيفية بدعة = هذا هو ما يجب اعتقاده في نزول الرب – سبحانه وتعالى -، ولسنا مكلَّفين أن نبحث كيف ينزل؟ ولا كيف يكون ذلك؟ مع أن النزول عندنا – الآن - غير النزول في أمريكيا، أو في اليابان شرقا - مثلا -.
إذًا المقصود أن نؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة، ولا نناقش بغير دليل؛ فيجب الإيمان بصفة النزول.
((المتن))
وأُقِرُ بالميزانِ والحَوضِ الذي /// أَرجو بأنِّي مِنْهُ رِيًّا أَنْهَلُ
((الشرح))
انتهى المصنف – رحمه الله تعالى – من تقريره للكلام على الأسماء والصفات، ثم بدأ هذا البيت بتقرير ما يتعلق بمسائل لها علاقة باليوم الآخر، وهما: الحوض والميزان؛ فقال:
وأُقِرُ بالميزانِ والحَوضِ الذي /// أَرجو بأنِّي مِنْهُ رِيًّا أَنْهَلُ
المقصود – يا عبدَ الله – أنه يقرر – رحمه الله تعالى – أنه يؤمن بالحوض والميزان، والمقصود بذلك الإقرار بكل ما جاء في اليوم الآخر، من الإيمان بيوم القيامة، وما جاء في القرآن والسنة من ما يقع فيه من أمور.
ومن بينها: الإيمان بالميزان، والميزان هو الذي توزن به الأعمال عند الله – سبحانه وتعالى - وهو حق آمن أهل السنة والجماعة، وخالفت فيه: الجهمية، والمعتزلة، وبعض الفرق الأخرى، وزعموا أن الميزان، أنه مؤول، وأولوه بتأويلات فاسدة، أولوه بالعدل، ولم يقروا بالميزان، وأهل السنة والجماعة دائما أسعد بالدليل؛ لأنهم يقفون عند حدود النصوص، فيؤمنون بما جاء في الكتاب والسنة، وقد أجمع أهل السنة على أن الميزان حق، وأنه يكون في عرصات القيامة، وأنه توزن فيه الأعمال، والله أعلم بكيفية الوزن، لكن نؤمن بأنها توزن، بأان الأعمال توزن، أما الكيفية والكُنْهُ فنكله إلى الله - سبحانه وتعالى -.
قال الله جل وعلا – وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} الأنبياء: 47 {.
وقال تعالى فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ} القارعة: 6 - 11 {.
وقال – جل وعلا – فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} المؤمنون: 102 – 103 {.
وغير ذلك من الآيات الدالة على ثبوت الميزان، بل هي موازين، وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من حديث أبي مالك الأشعري الذي جاء فيه ( .. والحمد تملأ الميزان).
وقال – صلى الله عليه وسلم – وهو آخر حديث في صحيح الإمام البخاري: كلمتان خفيفتان على اللسان، حبيبتان إلى الرحمان، - الشاهد أين هو؟ -: ثقيلتان في الميزان.
وثبت من حديث البطاقة أنه توضع (لا إله إلا الله) في كفة، وسجلات الذنوب في كفة؛ فتطيش السجلات، وتثقل البطاقة، التي كتبت عليها (لا إله إلا الله) فيدخل الجنة.
وقول الله – سبحانه وتعالى – فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} الزلزلة: 7 - 8 {.
وأهل السنة – كما قلنا – مجمعون على أن الميزان حق، كغيره مما يقع في عرصات القيامة.
وأنكرتِ المعتزلةُ ومن لَفَّ لفهم ذلك، وقالوا: لا يوجد ميزان إلا ميزان الفَوَّالِ، والبَقَّالِ – والعياذ بالله -، وأنكروا النصوص الشرعية الثابتة من كتاب الله – عز وجل – وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم –، وأوَّلُوها كما هي عاداتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ذكر الشيخ – رحمه الله – إيمانه بالحوض، وهذا – أيضا – قد أنكرته المعتزلةُ؛ لأنهم يُخْضِعُونَ النصوصَ لعقولِهم الفاسدة، وآرائهم الكاسدة، ولا يعملون النصوص الشرعية؛ فإن كانت سنة ردوها، وإن كانت قرآنا أوَّلُوه – والعياذ بالله -.
فهنا يقرر الإيمان بالحوض، وهو حوض رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، الحوض العظيم الذي طوله مسافة شهر، وعدد آنيته عدد نجوم السماء، وهو أشدُّ بياضًا من اللبن، وأبردُ من الثلج، وأحلى من العسل، من شرب منه شربة = لا يظمأُ بعدها أبدًا؛ ولذلك دعا في آخر البيت أن يسقيه الله – تعالى – منه شربة ترويه بحيث لا يظمأُ بعدها أبدًا، كما وعد النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – المؤمنين بذلك.
أحاديث الحوض متواترة، وهو حوض يصب فيه الكوثر - يشخب فيه إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} الكوثر: 1 – 3 {.
ولكل نبي حوض، وأكبرها وأعظمها حوض نبينا – صلى الله عليه وسلم –.
ثبت في الصحيح أنه يدفع عنه أقوام، ويذاذون عنه، ويختلجون دونه؛ فيقول الني – صلى الله عليه وسلم –: ربي! أمتي، أمتي.
فيقال: إنهم ليسوا من أمتك. إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؛ إنهم غيروا وبدلوا.
فيقول النبي – صلى الله عليه وسلم –: سحقا! سحقا! لمن غَيَّرَ، وبَدَّلَ.
ومعنى (سحقا) أي: بُعْدًا، بُعْدًا لمن غَيَّرَ، وبَدَّلَ.
وتزعم طائفة الرافضة أن بعض الروايات التي جاء فيها (أصحابي! أصحابي! فيذاذون عنه) أن المراد بذلك أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –؛ الذين عاصروه؛ وهذا دجل وقلة حياءٍ في حق الصحابة – رضوان الله عليهم أجمعين -، ومن وصف الصحابة بذلك = فهو أوْلَى بالرد عن الحوض، والذوذ عنه، والاختلاج دونه؛ لأن الصحابة – كما بَيَّنا – هم أفضل هذه الأمة بعد نبيها – صلى الله عليه وسلم –:
فمن تنقصهم = فهو المُتَنَقَّصُ.
ومن كفرهم = فهو الكافر.
ومن اعتقد ارتدادهم = فهو المرتد.
ومن حط من أحد منهم، أو تنقصه = فهو أحق بالحطَّ والتنقص.
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: أنا فرطكم على الحوض.
معنى فرطكم أي: أسبقكم إليه، والفَرَطُ هو الذي يسبق غيرَه؛ ولذلك يسمى الطفل الذي يموت صغيرا: فَرَطًا؛ ولذلك جاء في دعاء الجنازة في الصلاة على الطفل: اللهم اجعله فَرَطًا، وشفيعا، وذخرًا لوالده.
فمسألة الحوض متواترة روي عن أكثر من سبعين صحابيا، ولا ينكره إلا مُلْحِدٌ.
((المتن))
وكذا الصِّراطُ يُمَدُّ فوقَ جَهَنَّمٍ ///فَمُسَلَّمٌ نَاجٍ وآخَرَُ مُهْمَلُ
((الشرح))
يقرر – في هذا البيت – وجوب الإيمان بالصراط، والصراط هو جسر ينصب على متن جهنم – كما سمعنا قبل قليل في آيات مريم - وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} مريم: 71 – 72 {، وهو جسر صغير في حجمه، لكنَّ المؤمنين يثبتون عليه، ودعاءُ الأنبياء أثناء المرور على الصراط (اللهم سلم سلم)، والناس يمرون عليه بحسب أعمالهم: فمنهم من يمر كالبرق الخاطف، ومنهم من يمر كأجاود الخيل، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يعدو عدوًا، ومنهم من يركض ركضًا، ومنهم يزحف زحفا، ومنهم من يريد العبور؛ فتتخطفه كلاليب جهنم فيكردس فيها – والعياذ بالله -.
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يتجاوز الصراط بسلام؛ انتبهوا دعاء الأنبياء كيف؟ (اللهم سلم سلم).
فالصراط حق يجب الإيمان به، وقد جاء بيانه في القرآن وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} مريم: 71 {أي المقصود المرور عليها؛ لأن هذا الجسر يقسم جهنم نصفين، فيمر الناس عبره، أو من خلاله على حسب أعمالهم.
وكذلك: هذا أنكرته المعتزلة، وأنكرته بعض الطوائف الضالة، والحق أنه جسر ثابت ينصب على متن جهنم، يمر الناس من فوقه، ولا يضر المؤمنين؛ فإنهم يمرون كصلاة يؤديها أحدُنا، وأما الكافرون فإنهم يكردسون في النار، يلقون فيها، ولا يستطعون المرور على الصراط، نسأل الله أن يقينا وإياكم أهوال ذلكم اليوم.
((المتن))
(يُتْبَعُ)
(/)
والنَّارُ يَصْلاها الشَّقيُّ بِحِكْمَةٍ ///وكذا التَّقِيُّ إلى الجِنَانِ سَيَدْخُلُ
((الشرح))
في هذا بيان أن الشيخ يؤمن – كما يؤمن أهل السنة قاطبة – بأن المؤمنين سيدخلون الجنة، وأن الكفار سيدخلون النار، وأن الناس تتفاوت دراجاتهم، في ذلك، كما أن دركات أهل النار تتفوت، والجنة حق، والنار حق، يجب الإيمان بهما، وأنهما مخلوقتان موجودتان - الآن -، وأن الله قد أقسم أنَّ لكل واحدة منها مِلْأََهَا لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} هود: 119 {و} السجدة: 13 {.
فلكل عليه ملؤها، كما وعد – سبحانه وتعالى - وهو لا يخلف المعياد.
فأما الجنة فيدخلون إلى الرحمان وفدا، وكلمة وفد تشعر بالهدوء، والطمأنينة، والاستقرار، والكافرون يحشرون إلى جهنم وردا كناية عن السرعة، وسرعةالانغماس فيها – والعياذ بالله – والتكردس فيها؛ ولذلك قال عن أهل الجنة حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} الزمر: 73 {.
انتبهت؟! الواو تدل على الطمأنينة، والهدوء، والأمن، لكن الكفار قال:حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} الزمر: 71 {– والعياذ بالله - نعوذ بالله وإياكم من هذا المصير -. ما فيه إمهال؛ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا} الزمر: 71 {.
إذًا الجنة والنار حق مخلوقتان موجودتان - الآن -، ومن أنكرهما كفر؛ لأنهما ضمن الإيمان باليوم الآخر الذي هو أحد أركان الإيمان الستة، ومن أدلة وجود الجنة – الآن - قول الله - عز وجل - چأُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ} آل عمران: 133 – 134 {، وكذا قول الله - عز وجل - أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} الحديد: 21 {، ومن السنة قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (لقيت ليلة أسري بي إبراهيم؛ فقال: اقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم بأن الجنة قيعان، وأنها طيبة التربة، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
وقول النبي – صلى الله عليه وسلم – (اطلعت على الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطللعت على النار فرأيت أكثر أهلها النساء).
ووصفه – صلى الله عليه وسلم – للمجاهدين الخُلَّص وبشارتهم بالجنة في القرآن وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} آل عمران: 169 {. الذين جاهدوا لتكون كلمة الله هي العليا، وليس أصحاب المطامع، ولا أصحاب التوجهات الذين يكفرون عباد الله الصالحين، ويزعمون أنهم على الحق، وغيرهم على الباطل.
وكذلك ما جاء في وصف نعيم القبر (*)، وما أعد الله للمتقين من نُزُل ومن ذلك قول الله – تعالى - إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} فصلت: 30 – 32 {.
كل هذه أدلة على أن الجنة موجودة مخلوقة، وكذلك النار قال الله – تعالى - إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا} النبأ: 21 {، وقال – تعالى - چوَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} آل عمران: 131 {، وقال – تعالى – في شان آل فرعون النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِچ} غافر: 46 {، وما رآه النبي – صلى الله عليه وسلم – من أهوال ليلة أسري به، وما رآه من خندق من النار يوم أن كسفت الشمس، وما أخبر به – صلى الله عليه وسلم – عندما مَرَّ بقبرين فقال: إنهما ليعذبان.
وقوله – صلى الله عليه وسلم –: لو ترون ما أرى لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، وغير ذلك من الدلائل على وجود النار – الآن – خلافا لمن تزعمه المعتزلة من أن الجنة والنار لم تخلقا بعدُ.
(يُتْبَعُ)
(/)