ـ[المحدثة]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 11:08]ـ
الحمد لله على كل حال انتم رجال تطبقون السنن ولاأحد يحجر عليكم أما نحن النساء ماذا نفعل اذا حججنا مع رجال لايتقون اللة في النساء اناحججت ولم ارمي ابدا بحجة الزحمة لا اذكر من حجي الا السعي والطواف ,اما اتباع (أفعل ولاحرج) وان كان الشيخ له اجتهادة لكن أخذ بهذا المنهج جملة من طلبة العلم ممن اضاع دنياه وأخرتة للأسف اضاعوا حقوق من تحت ايديهم من نساءهم واضاعوا الدين بحجة التيسيروزعموا أن الفقهاء شددو على الامة وهم أكتشفوا ذلك في القرن الخامس عشر لاحول ولاقوة الا بالله الحمد لله الذي عافانا الله مما ابتلاهم وفضلنا على كثير ممن خلقنا تفضيلا
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 11:25]ـ
الحمد لله على كل حال انتم رجال تطبقون السنن ولاأحد يحجر عليكم أما نحن النساء ماذا نفعل اذا حججنا مع رجال لايتقون اللة في النساء اناحججت ولم ارمي ابدا بحجة الزحمة لا اذكر من حجي الا السعي والطواف ,اما اتباع (أفعل ولاحرج) وان كان الشيخ له اجتهادة لكن أخذ بهذا المنهج جملة من طلبة العلم ممن اضاع دنياه وأخرتة للأسف اضاعوا حقوق من تحت ايديهم من نساءهم واضاعوا الدين بحجة التيسيروزعموا أن الفقهاء شددو على الامة وهم أكتشفوا ذلك في القرن الخامس عشر لاحول ولاقوة الا بالله الحمد لله الذي عافانا الله مما ابتلاهم وفضلنا على كثير ممن خلقنا تفضيلا
يا حبي لك كان طلعتِ للرمي لوحدك .. أريح لك والله أنا مجربة. والحمدلله لا زحمة ولا شيء ما به إلا العافية.
وإذا ظلت المراة تتبع محرمها في كل شيء، ذهب الخشوع والتلذذ بالعبادة .. هذا رأيي ..
ـ[المحدثة]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 11:30]ـ
يا حبي لك كان طلعتِ للرمي لوحدك .. أريح لك والله أنا مجربة. والحمدلله لا زحمة ولا شيء ما به إلا العافية.
وإذا ظلت المراة تتبع محرمها في كل شيء، ذهب الخشوع والتلذذ بالعبادة .. هذا رأيي ..
هو على كيفي؟ بعض الرجال المرأة هم على قلبة لاحول ولاقوة الابالله
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 12:20]ـ
يا حبي لك كان طلعتِ للرمي لوحدك .. أريح لك والله أنا مجربة. والحمدلله لا زحمة ولا شيء ما به إلا العافية.
وإذا ظلت المراة تتبع محرمها في كل شيء، ذهب الخشوع والتلذذ بالعبادة .. هذا رأيي ..
لا يا أختي
لا ينبغي ذلك فلا تدري المرأة هل تجد زحاما أم لا
عندما حججت مع أحد محارمي أخذني معه لرمي الجمرات ولم يكن الإزدحام في الدور الأرضي كما هو على الجسر، ولكن مع صغر الإزدحام كنت أوشكت على السقوط وأنا بين الناس أرمي، وبفضل الله ثم سحب محرمي لي من وسط الزحام لربما وقعت وانكشفت أو حصل لي شيء،
وكنت وقتها قوية وبصحة جيدة لكن الضغط ودف الناس بعضهم البعض
والمرأة ما زالت أضعف من الرجل حتى وإن كانت بنيتها قوية وبصحة جيدة.
وبعض النساء قد تضيع الطريق بسبب كثرة الناس وعدم معرفتها بالمكان جيدا.
المقصود هو أن اقتراحك فيه مخاطرة على المرأة، الأفضل أن تذهب مع محرمها وإذا لم يأخذها فالله يحاسبه على ذلك
ولتسأل الله عز وجل أن ييسر لها حجا آخر ترمي فيه الجمرات.
ـ[معالم السنن]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 10:01]ـ
الاخوات الفاضلات ليعلم انه لا يجوز التوكيل في الرمي الا عند العجز او عند الزحام الشديد وهذا لم يعد موجودا الان بحمد الله بعد توسعة جسر الجمرات
لكن لا بد من الذهاب مع المحرم في المشاعر كلها لان المراة لا تعلم ما يستقبلها في الطريق زحام ضياع تعب ....... الخ
سبحان الله الاحظ حرص شديد من النساء على اتباع السنة وتعظيم حدود الله بعكس بعض الرجال بورك فيكن
اما سمعتم بحج 24 ساعة فقط؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 05:28]ـ
أقول للأخت (الشيخة) لا ينبغي أن نحمل حرص الرجل على زوجته وخوفه عليها على أنه حجر عليها، اصطحبت زوجتي معي للحج منذ حوالي 5 سنوات ذهبت بها في البداية فلم أستطع أن أخترق بها الزحام إذ كنت أحتاج لتنفيذ ذلك إلى دفع هذا ولف ذراعي حولها لالتحام الناس وفي واحدة من تلك المرات وجدت أحد الإخوة الأعاجم حجزته بيدي وهو يتكأ عليها بشدة لا تتحملها فما كان منه إلا ان التفت علي رافعا يده متحرشا بي لضربي، فلم ألتفت إليه فواصل دفعه للناس من غير مراعاة لحرمة امرأة أو رجل ضعيف.
وقبل ذلك في الرمي يوم النحر بعد أن رميت فجأة ظهر خمسة من إخواننا الأفارقة طوال القامة فرغوا من الرمي واستداروا وشبكوا أيديهم واكتسحوا الناس أمامهم ليتمكنوا من الخروج فتحول الموقف إلى بحر متلاطم الأمواج لا يستطيع الأنسان أن يتماسك بسبب التدافع وسقط من سقط وأصيب من أصيب ووالله لولا إمساك الرجل منا بردائه وإزاره لخرج بدونهما من شدة الدفع والاحتكاك.
فالرجل الذي يعاين هذا ويحمل زوجته على أن يرمي لها يجب أن لا نعتبر تصرفه حجرا عليها.
وعموما نحمد الله في السنوات الأخيرة أصبح الأمر أسهل من ذي قبل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالم السنن]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 04:28]ـ
للفائدة
ـ[أم هانئ]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 06:09]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أرى أن هذا يعود لعدم فقه الحجيج بالمناسك كما ينبغي
فلو علموا أن وقت الرمي موسع لتحين كل منهم ما يناسبه
وأهله ويتم الأمر بيسر ودون مشقة بحول من الله وقوة
فوقت الرمي يوم النحر (العاشر من ذي الحجة):
من بعد الشروق إلى المغرب وقال بعض أهل العلم إلى قبل فجر يوم الحادي عشر
ووقت الرمي في الحادي عشر والثاني عشر والثالث (أيام التشريق):
من الزوال (أذان الظهر) إلى المغرب وقال بعض أهل العلم إلى قبل فجر اليوم التالي
** علما بأن التعجل في يومين يقصد به (الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة)
ولا يدخل فيهما يوم النحر (العشر من ذي الحجة)، فلا يحل لأحد الحجيج أن يغادر
منى قبل ظهر يوم الثاني عشرمن ذي الحجة.
ومن أراد مزيد تفصيل فليرجع إلى: الشرح الممتع للعثيمين / ج7 / كتاب: المناسك // صفة الحج والعمرة.
نسأل الله علما نافعا آمين.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 11:34]ـ
... وعموما نحمد الله في السنوات الأخيرة أصبح الأمر أسهل من ذي قبل.
بارك الله فيكم
الأمر الآن أفضل وأسهل
المبنى الجديد للجمرات جزى الله من ساهم فيه خيراً لا يسبب أي زحام أو تدافع على الإطلاق وأصبح الرمي الآن أسهل شعائر الحج(/)
هل يجوز في المسجد يوم العيد أن يفتح المسجل،المصحوب بالأناشيد الخالية من آلات المعازف
ـ[أبو رزان]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 01:22]ـ
السلام عليكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
كما هو معلوم أن يوم العيد يوم بهجة وسرور، لكن من ابتلوا بالإقامة في بلاد الكفار، أغلب تجمعاتهم
تكون في المسجد.
وعليه هل يجوز في يوم العيد أن يفتح المسجل،المصحوب بالأناشيد الخالية من آلات المعازف.
وكذلك فقط للأطفال ذكورا وإناثا.
الرجاء التكرم بالجواب إن أمكن بارك الله في الجميع
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 02:31]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إن كانت هذه الأناشيد مما أباحه الشرع فلا بأس بذلك في المسجد في يوم العيد لما رواه البخاري في صحيحه؛ قال - رحمه الله-:
باب أصحاب الحراب في المسجد
- حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن بن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على باب حجرتي والحبشة يلعبون في المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه أنظر إلى لعبهم.
- زاد إبراهيم بن المنذر حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم والحبشة يلعبون بحرابهم.
وإنشاد الصحابة للشعر في المسجد بحضور النبي صلى الله عليه وسلم مشهور معروف، لكن ينبغي تجنب الصخب والمبالغة في اللعب مما قد يخدش هيبة المساجد، خصوصا في تلك المساجد التي يغلب فيها الجهل بأحكام المساجد، والله أعلم.
ـ[أبو رزان]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 10:14]ـ
جزى الله خيرا الفاضل: علي أحمد عبد الباقي.
لكن قد يقول قائل أن هذا لعب بالحراب والسيوف وفيه شبه بالتمرن على الحروب، وذلك إنشاد لم يكن على هيئة إنشاد الصحابة للشعر بحضرة النبي عليه الصلاة والسلام، بحيث أن هذه الأناشيد تكون بصوت جماعي وأحيانا بإيقاعات يخيل لسامعها أنها موسيقى.
لكن هل ممكن أن نستأنس بهذا الحديث على جواز ماذكرتم حفظكم المولى: عن عائشة قالت: إن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان وفي رواية: تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال: " دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وفي رواية: يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا " متفق عليه.
الشاهد من الحديث: هل من الوارد جدا أن ينبعث الدف أو الغناء من حجرة عائشة رضي الله عنها إلى فناء المسجد؟
فنريد بارك الله في علمكم أن توجهونا.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 01:32]ـ
قدمت بين يدي كلامي التنبيه على أن يكون الإنشاد على هيئة مقبولة شرعًا، وذكرت ما يحضرني، وحديث عائشة رضي الله عنها الذي ذكرته أقوى في الدلالة على المطلوب ويستأنس بما ذكرته أنا من أدلة، بارك الله فيك.
جزى الله خيرا الفاضل: علي أحمد عبد الباقي.
لكن قد يقول قائل أن هذا لعب بالحراب والسيوف وفيه شبه بالتمرن على الحروب، وذلك إنشاد لم يكن على هيئة إنشاد الصحابة للشعر بحضرة النبي عليه الصلاة والسلام، بحيث أن هذه الأناشيد تكون بصوت جماعي وأحيانا بإيقاعات يخيل لسامعها أنها موسيقى.
لكن هل ممكن أن نستأنس بهذا الحديث على جواز ماذكرتم حفظكم المولى: عن عائشة قالت: إن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان وفي رواية: تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال: " دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وفي رواية: يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا " متفق عليه.
الشاهد من الحديث: هل من الوارد جدا أن ينبعث الدف أو الغناء من حجرة عائشة رضي الله عنها إلى فناء المسجد؟
فنريد بارك الله في علمكم أن توجهونا.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 01:36]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14239&highlight=%C7%E1%DA%D1%D6%C9
ـ[أبو رزان]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 04:57]ـ
الأستاذان الكريمان: علي أحمد عبد الباقي وعدنان البخاري.
جزاكما ربي خير الجزاء وأوفاه.(/)
هل يقع الطلاق قبل النكاح؟
ـ[عبدالملك الثابتي]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 06:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س/هل يقع الطلاق قبل النكاح؟
المسألة فيها حالتان:
الأولى: أن يطلقها قبل العقد عليها، في فترة خطوبته لها، فهذا بإجماع أهل العلم أنه لا يقع الطلاق استدلالاً بقوله تعالى: (إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن)، فقد رتبت الأية بُثم التي تفيد التراخي.
فلا يقع الطلاق إلا بعد العقد.
الثانية: أن يقول إن تزوجت فلانة فهي طالق، فقد وقع الخلاف في هذه المسألة بين العلماء رحمهم الله على قولين مشهورين.
القول الأول: مذهب الإمام الشافعي رحمه الله والإمام أحمد رحمه الله: إلى أن الطلاق بهذه الصورة (الطلاق المعلق) أنه لا يقع، وهو مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
القول الثاني: مذهب الإمام أبي حنيفة والإمام مالك رحمهما الله: إلى أنه يقع الطلاق بعد عقد الزواج وهو مروي عن ابن مسعود رضي الله عنه.
وسأذكر في مشاركتي التالية إن شاء الله الأدلة لكل من المذهبين، إن أحببتم.
محبكم
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 10:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س/هل يقع الطلاق قبل النكاح؟
المسألة فيها حالتان:
الأولى: أن يطلقها قبل العقد عليها، في فترة خطوبته لها، فهذا بإجماع أهل العلم أنه لا يقع الطلاق استدلالاً بقوله تعالى: (إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن)، فقد رتبت الأية بُثم التي تفيد التراخي.
فلا يقع الطلاق إلا بعد العقد.
أخي.هداك الله الآية التي ذكرتها لا تتوافق مع المسألة المفروضة، إذ أنها بإجماع وردت في طلاق المعقود عليها قبل الدخول بها. أما طلاق غير المعقود عليها ـ كما في مسألتك ـ فلاغ كطلاق الاجنبية،فهو لا يقع لأنه لم يصادف محلا.
ـ[عبدالملك الثابتي]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 10:21]ـ
أخي.هداك الله الآية التي ذكرتها لا تتوافق مع المسألة المفروضة، إذ أنها بإجماع وردت في طلاق المعقود عليها قبل الدخول بها. أما طلاق غير المعقود عليها ـ كما في مسألتك ـ فلاغ كطلاق الاجنبية،فهو لا يقع لأنه لم يصادف محلا.
حياك ربي يا أبا فيصل الحضني ... وسددك ... وعلى طريق الخير والاستقامة والعلم ثبتك ...
أخي الغالي ..
لم أورد هذه الآية إلا كما أوردها ابن عباس حبر هذه الأمة، حينما سُئل عن طلاق المعلق فقال رضي الله عنه: هو ليس بشيء. فقيل له: إن ابن مسعود يخالفك يقول: إذا طلق مالم ينكح فهو جائز، فقال ابن عباس: رحم الله أبا عبدالرحمن، لو كان كما قال لقال الله تعالى: (يا أيها الذين أمنوا إذا طلقتم المؤمنات ثم نكحتموهن) ولكن إنما قال: (إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن).
ولمزيد نظر في هذه المسألة:
أنظر إلى باب لا طلاق قبل نكاح في صحيح البخاري.
أنظر روائع البيان للصابوني المجلد الثاني ص291 ..
ولي عودة إن شاء الله لتفصيل أدلة كل من القولين ..
محبكم(/)
(أحكام) تزيين المولود/ الأخت أسماء بنت محمّد آل طالب
ـ[محمّد حدّاد الجزائري]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 11:50]ـ
السّلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته
لقد اطّلعتُ على بحث قيّم فريد في بابه، تناول موضوع تزيين المولود؛ فصّل أحكام شعر المولود مِن حلق و قصّ و توفير و تسريح و تلوين، و تقليم أظافره و خضابه، و ثقب أذنه أو أنفه، و ستر بدنه و لباسه، و إلباسه الحرير أو الذّهب ...
بحث لأخت فاضلة؛ هي الأخت أسماء بنت محمد آل طالب -كلية الشريعة / قسم الفقه-.
أحببت أن أطلع عليه إخواني و أخواتي للحاجة إليه و عموم البلوى بمسائله؛ و إليكم روابط البحث في خمسة حلقات و لا تنسونا مِن دعائكم الطيّب لي و لصاحبة البحث.
تزيين المولود (1/ 5) ( http://www.womanmessage.com/articles.aspx?cid=3&acid=37&aid=4823)
تزيين المولود (2/ 5) ( http://www.womanmessage.com/articles.aspx?cid=3&acid=37&aid=4993)
تزيين المولود (3/ 5) ( http://www.womanmessage.com/articles.aspx?cid=3&acid=37&aid=5041)
تزيين المولود (4/ 5) ( http://www.womanmessage.com/articles.aspx?cid=3&acid=37&aid=5145)
تزيين المولود (5/ 5) ( http://www.womanmessage.com/articles.aspx?cid=3&acid=37&aid=5373)
ـ[العرب]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 11:04]ـ
جزى الله الاخت الفاضلة اسماء على جهودها(/)
دعاء نُسب إلى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لا تصح نسبته اليه؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 07:10]ـ
تنبيه مهم جداً من موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
ورد إلينا عبر البريد الإلكتروني أنه نُسب إلى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله قوله:
أفضل الدعاء:
[اللهم إني أسألك الأنس بقربك]
يتحقق للمؤمن فيها أربع:
1 - عز من غير عشيرة.
2 - علم من غير طلب.
3 - غنى من غير مال.
4 - أنس من غير جماعة.
وهذه النسبة إلى الشيخ غير صحيحة إطلاقاً حيث كان فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى يتحرى أن يدعو بالدعاء الوارد ويختار الجوامع من الدعاء إتباعاً للسنة وكان من عباراته المشهورة قوله رحمه الله: (عليك بالدعاء الوارد ودع عنك الجمل الشوارد).
ولا شك أن هذا الدعاء المنقول غير وارد فلا تصح نسبته إلى الشيخ ولذا جرى التنبيه.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ,,,
القسم العلمي(/)
حصل هذا في المدينة المنورة، والعياذ بالله ..
ـ[العز بن عبد الغني]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 09:50]ـ
لقد ساءنا كثيرا ماسمعناه ورأيناه في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة المنورة
التي يذهب الناس إليها استشفاءا للصدور
التي يذهب الناس إليها للصلاة في مسجد الرسول
التي يذهب الناس إليها لاستنشاق الهواء الذي كان يستنشقه الصحابة
نذهب إليها لطلب العلم
يأرز إليها الإيمان
خير لهم لو كانوا يعلمون ...
في فترة الحج .. تتدافع سكان الداخل للسياحة هناك من مواطنين ومقيمين
ياليت شعري أي تدافع ذاك
عند حرم المسجد ترى:
سفور النساء وتبرجهن
عباءات فاضحة
عبارات ساقطة
شباب يتعرضوا للنساء
فتيات يتعرضوا للشباب
مقابلات
موادعات
ابتسامات
من هنا وهناك
جرءة على رجال الحسبة
قلة خوف وحياء من الله ومن رسول
أرقام تتطاير من حولك
لتلقطها أنامل ساقطة
نظرات لها مستقبِل
أيها الأخوة .. والله والله جرح لا يندمل .. وقلب يتقطع من الألم .. أأصبحت مدينة رسول الله مرتعا لهؤلاء الفسقة الفجرة .. ولا من درى ولا من سمع ,,,
حتى أني سمعت من أكثر من شخص يخبرني أن المدينة في فترة الحج (((خرااااااااب))))
أيعقل هذا أن تقترن اسم المدينة المنورة بهذا الوصف ...
إذا كان هذا الحال في كل سنة فترة الحج فلماذا لا يضبط الوضع وتكثف الجهود هناك حتى ينظف الحرم من الحشرات والجراثيم التي لاتخاف الله ولاتستحي من رسوله ,,
_صرخة باكي -(/)
نقد محاضرة الشيخ الدكتور عبد المحسن العسكر حول المجاز ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 11:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الدكتور عبد المحسن العسكر رجل فاضل من أهل العلم، ولا تزال أخباره العلمية تبلغني من بعض وثيقي الصلة به، وقد فرحتُ لما علمتُ بمحاضرته تلك؛ إذ فضل مخالفك لا يقل أبداً عن فضل موافقك؛فالمخالف يهديك بخطأه قبل صوابه إلى جوانب من الحق لربما ما كنت تهتدي إليها لولا منازعته إياك الرأي، ومماراته لك في المذهب، وإني إذ أرجو نقل نقدي له= أرجو أن يتقبله بقبول حسن،وأنه نقد محب يحب لأخيه من موافقة الحق ما يُحب لنفسه، وأنه نقد عارفٍ بفضل وعلم من يردُ عليه ..
1 - قال الدكتور: ((أيها الأخوة، لم أجد بابا من أبواب العلم كثر الخوض فيه ممن يحسنون العلم وممن لا يحسنونه - كما وقع في المجاز)).
قلت: هذه مبالغة من الدكتور فما كان هكذا في أبواب العلم كثير،والمجاز في هذا دون غيره.
2 - قال الدكتور: ((فبينما ترى في علماء الإسلام من يعُد المجاز شطر الحسن في القرءان، ويعده أحدَ مفاخر العربية ودليل الفصاحة فيها ورأس البلاغة، ومن أكبر الوسائل إلى الافتنان في التعبير وإيراد المعنى الواحد بالصور المختلفة، وأنه يُكسب اللغة مرونة وتجددا واتساعا يؤدي إلى استيعاب المكتشفات الحديثة وافتراع المصطلحات التي تناسبها)).
قلت: الحمد لله فقد جمع نفاة هذه القسمة الباطلة بين نفي الباطل= والتمتع بهذا الحسن الذي أشار إليه الدكتور على وجه هو أتم وأحسن، وهذا الكلام من الدكتور هو أول مثال على المغالطات التي تكثر في كلام مثبتة هذه القسمة؛ فثبوت ظاهرة الاتساع في الكلام واستعمال اللفظ الواحد في أكثر من معنى ليس محلاً للنزاع، وبالتالي فنفاة المجاز يثبتونه ويتمتعون بما فيه من مواطن الجمال = لكنهم يرفضون تأطير هذا الاتساع وتلك الظاهرة =تحت هذه القسمة بما تحمله من قوانين = ثم هم أسعد بمواطن الجمال في الاتساع من مثبتة القسمة من وجوه أهمها: أنهم يطلبون القرينة الدالة على مراد المتكلم في كل كلام فلا يتوقفون عن تدبر الكلام لمعرفة مراد المتكلم تحت دعوى أن المعنى الأصلي هو الذي يتوقف عنده أو المعنى المتبادر، وأنه لا حاجة للبحث عن مراد المتكلم إلا إذا ظهرت قرينة تصرف عن إرادة المعنى الأصلي.
فالذي يتدبر ويتأمل ويبحث في كل لفظ عن المعنى المراد =ولا يركن إلى السهولة والتيسير الكامنين في القسمة =هو أسعد وأمتع بوجوه الجمال ومواطنه في ظاهرة الاتساع تلك،وذلك كله من جنس قول الشافعي عن سنن العرب: ((وتكلَّمُ بالشيء تُعَرِّفُه بالمعنى دون الإيضاح باللفظ كما تعرِّف الإشارةُ ثم يكون هذا عندها من أعلى كلامها لانفراد أهل علمها به دون أهل جَهَالتها)).
الخلاصة: أن ظاهرة الاتساع باستعمال اللفظ الواحد في عدة معاني = ثابتة، والتمتع بمواطن الجمال فيها لا يتوقف على قسمة تلك المعاني إلى حقائق ومجازات. وأن تمتع الباحث عن القرائن المحيطة بكل لفظ من غير حاجز يحجزه عن توقع إرادة أي معنى من معاني اللفظ = هو أعظم من تمتع غيره ممن تحجزه الحواجز المشار إليها.
3 - قال الدكتور: (( ... إذ تجد في مقابل ذلك من يطعُن في المجاز ويحاول هدمه من أصوله وأنه حادث في هذه الأمة، وما جاء إلا من المعتزلة والجهمية وأضرابهم من المتكلمين، وأن المجاز طاغوت التجأ إليه المعطلة لتعطيل نصوص الوحي، وأن الذين اخترعوه جهمية وزنادقة، كما قرأنا هذا في مصنفات بعض المعاصرين)).
قلت: ليس هذا زعم المعاصرين فحسب يا دكتور، ومن أئمة أهل السنة السابقين من وكد كون المجاز بدعة جهمية ومركب معتزلي وسنة أشعرية = كل ذلك والمعاصرون في أصلاب آبائهم؛فإلصاق هذا بالمعاصرين فحسب = غير حسن وغير دقيق.
4 - قال الدكتور: ((إن الذين يثبتون المجاز هم علماء هذه الأمة)).
قلت: كذا قال الدكتور ((علماء هذه الأمة)) (!!) ثم عاد واستدرك بغير صيغة استدراك فقال: ((جمهورهم يحكي القول بالمجاز)) .. ثم لم يترك لنا مجالاً للاعتذار له بأن الثانية تفسر الأولى فعاد فقال مضرباً على لفظ الجمهور: ((بل حكى يحيى بن حمزة العلوي في كتابه (الطراز) إجماعَ علماء الأمة على القول بالمجاز)).
(يُتْبَعُ)
(/)
الآن فلنترك التعليق على هذا ونعزوه لطبيعة المحاضرة الصوتية، ونكتفي بالتعليق على النقل الذي نقله الدكتور عن العلوي والذي من المفترض أن نجدَ فيه حكاية ثبوت المجاز بإجماع علماء الأمة ...
قال العلوي: ((أجمعَ أهل التحقيق من علماء الدين والنظار من الأصوليين وعلماء البيان - أجمعوا على جواز دخول المجاز في كلام الله تعالى، وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -)) انتهى كلامه.
قلت: نعم انتهى كلامه وقد برئ الرجل وسلمت عبارته من هذه الدعوى العريضة (إجماع علماء الأمة)) وما قال الرجل غير الصدق، فأهل التحقيق (لا غيرهم عنده) من علماء الدين = والنظار (لا غيرهم عنده) من الأصوليين = وعلماء البيان (من أول الشيخ الجاحظ) أجمعوا على ما ذكر ..
وإن كنتُ لا أخلي الشيخ العلوي من بعض التهمة (!)
ألم يك يكفيه ما في حكايات الإجماع من إجمال وتعميم حتى يحكي عبارته مملؤة بالقيود،أولم يعلم أن من الناس من سيُعرض عن قيوده الحذرة فيجعل الكلام إجماعاً لعلماء الأمة ...
ما علينا ...
الحق أن الدكتور قد قذف بي بسبب كلامه هذا في أودية من الحيرة ..
هل يعني الدكتور بالفعل أن الإجماع منعقد على ثبوت المجاز (؟!)
هذا عجيب ..
أبِجَدٍ يعتقد الدكتور العسكر أن إثبات المجاز هو من معاقد الإجماع عند المسلمين (؟؟!!)
إن كان هذا فهو عجيب عجيب ... بل لا يكون هذا الإجماع أبداً ..
ما أعجب هذا الإجماع الذي لا يستطيع مدعيه أن ينقل لفظاً واحداً يدل عليه دلالة تخلو من المصادرة عبر مائتي عام من عمر هذه الأمة (!!)
ما أعجب هذا الإجماع الذي يُقر مدعيه معنا أن من أهل العلم من أنكر المجاز قبل ولادة العلوي (!!)
وَ لَمُنْكِرُ المجاز حقيق بأن يدعي هذه الدعوى وأن ينافحَ عنها، ومعه الأصل الثابت الواضح = أن ليس لعالمٍ من علماء القرون الثلاثة فمن بعدهم من الأئمة الأربعة عبارة واحدة تشير إلى المجاز تخلو دلالتها من المصادرة، والمجاز نصف بلاغة القرءان كما ادعى الشيخ ..
أفيليق بنصف بلاغة القرآن أن يُعرض عن بيانه سادة مفسري القرآن من الصحابة والتابعين وأتباعهم فالأئمة الأربعة (؟؟!!)
وليطمئن الدكتور فلسنا نلزمه بلفظ المجاز وإنما نريد على الأقل شيوع استعمال معاني المجاز وقوانينه وتطبيقاته بين السلف = شيوعاً يليق بنصف بلاغة القرآن ..
ولكنا نريح الدكتور فلن يجد من ذلك شيئاً .. فالمجاز وقوانينه كذبة يونانية برئ منها قوم خلقهم الله عُرب القلوب والوجوه والألسنة وهم أفصح وأبلغ من أن تجري على ألسنتهم أوهام أرسطوطاليس.
فهذا التقسيم هو اصطلاح حادثٌ بعد انقضاء القرون الثلاثة , لم يتكلم به أحدٌ من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان , ولا أحدٌ من الأئمة المشهورين في العلم , كمالك والثوري والأوزاعي , وأبي حنيفة , والشافعي , بل ولا تكلم به أئمة اللغة والنحو , كالخليل , وسيبويه , وأبي عمرو بن العلاء , ونحوهم.
وإذاً: فليس لثبوت هذا الإجماع شبر من الأرض يقف عليه، فلا هو بالثابت في نفسه = ولا عبارة العلوي التي نقلها الدكتور تدل عليه ..
لم يبق في أيدينا إذاً، إلا أن يكون الدكتور قصد بسياقه هذا أن يُغري سامعه بأن يقع في أسر الوهم المجرد.فما دام أهل التحقيق والنظار وأهل البيان وجماهير العلماء وهم من هم = قد أثبتوا المجاز فلا حيلة لنا إلا الإذعان والتسليم قبل إبداء الحجج وتمحيص الأدلة. وهذا وجه من تقرير الصواب اعتاده الناس اليوم وقبل اليوم، وكل من نجاه الله من أسر هذا الوهم المجرد عبر تاريخ الأمة كان أهدى للحق وأعرف به، إذ تلك الكثرة التي اعتاد الناس الاعتزاء إليها هي من بعد القرون المفضلة لا تزال تبعد عن النور الأول في الصدر الأول، ويوماً من بعد يوم يكثر الظلام المحيط بالنور الأول فلا يكاد يستبين ذلكم النور إلا من جعل طلبه والوصول إليه = أكبرهمه و أعظم قصده، أما من اعتزى للكثرة بعد افتراق الناس فِرقاً بعدت كل واحدة منها عن النور الأول بقدر ما كتب لها الله= فلا يكاد يُبصر هذا النور الأول أو يهتدي إليه إلا ما شاء الله.
5 - قال الدكتور: ((المجاز في اللغة عند المثبتين يقابل الحقيقة)).
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وهذا تعميم غير دقيق، وهو من آفة الباحثين في العلم عموماً وآفة الباحثين في المجاز على وجه الخصوص؛ فما كل مثبتة المجاز قسموا الكلام إلى حقيقة يُقابلها المجاز، وإنما هذا من محدثات أبي عبد الله البصري الشهير بالجُعل ..
فأبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي لم يذكر لفظ الحقيقة في كتابه , وابن المعتز ذكر الاستعارة , ولم يذكر حقيقة ولا مجازاً , والجاحظ لم يجعل الحقيقة قسماً من الكلام يقابله المجاز , وأولئك الثلاثة كانوا أئمة المتكلمين في المجاز والاستعارة إلى آخر المائة الثالثة من الهجرة , فالذي وقع في المائة الثالثة , وأواخر الثانية هو ذكر المجاز والاستعارة , وليس تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز , وأما تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز فلم يظهر إلا في المائة الرابعة من الهجرة , وكان أول من أظهره هو أبو عبد الله البصري المعتزلي , وأصحابه من بعده: أبو الحسن الكرخي , وأبو بكر الجصاص , والقاضي عبد الجبار , وأبو الحسين البصري , ومن اتبعهم.ولسنا نزعم أن الجاحظ ومن معه قد ازوروا عن هذه القسمة =لا. فالأصل الذي ينقل منه الجاحظ والبصري واحد.نحن فقط نريد شيئاً من الدقة العلمية، ونُرجع عدم ذكر الجاحظ للقسمة بتمامها مع كونه ينقل عن نفس الأصل اليوناني الذي ينقل عنه البصري إلى أحد سببين:
الأول: اختلاف التعبيرات عند ترجمة النص اليوناني.
الثاني: أن يكون الجاحظ –كعادته-أعمل عقله ولسانه في الأصل اليوناني فأخذ منه وترك وزاد فيه ونقص= على العكس من البصري وطبقته الذين كانوا يتقيلون الأصل اليوناني حذو القذة بالقذة.
6 - قال الدكتور: ((الذي يظهر - يا أخوة - أن هذا التقسيم - تقسيم الكلم إلى حقيقة ومجاز - ليس خاصا بالعربية - كما ذهب إلى ذلك جمع من العلماء -، بل هو أمر فطري تقتضيه طبيعة اللغات، وتفرضه قرائح المتكلمين؛ لأنه خروج بالكلام عن الأصل الذي اطرد به الاستعمال، وهذا موجود في كل لغة، ولا تختص به لغة دون لغة، ولا تختص به أمة دون أمة، ومن المعلوم بداهة أن هناك طرائق في التعبير، وأساليب مشتبهة بين البشر، وهذه الأساليب المشتركة إنما هي تتبع الخصائص الموجودة في النوع الإنساني، فطبعي بعد ذلك أن يكون في كل لغة حقيقة ومجاز.
والتعبير بـ (القمر) عن الطلعة البهية، وبـ (السبع) عن الرجل الشجاع، هذا لا تختص به هذه اللغة العربية، بل هو موجود في كل لغة، نعم هذه اللغة العربية تمتاز بوفرة مجازاتها وبوفرة أساليبها حتى اعترف بذلك المستشرقون الذين لهم اطلاع على لغات واسعة)).
قلت: الآن أرجو أن ينتبه الإخوة إلى أهم المغالطات والمصادرات الكامنة في كلام مثبتة المجاز.
عندنا ظاهرة تشترك فيها الألسنة جميعاً وهي: استعمال اللفظ الواحد للدلالة على أكثر من معنى.
هذا القدر لا نزاع فيه.
محل النزاع: هو قول مثبتة المجاز إن واحداً من هذه المعاني بعينه فقط، هو الأصل = وهو ظاهر اللفظ = (وبدءاً من أبي عبد الله البصري) سيُجعل هذا المعنى: هو الذي وضع اللفظ للدلالة عليه أول الأمر، أو وضعت له في اصطلاح التخاطب بعدُ = وهذا المعنى تُعرف دلالة اللفظ عليه من غير احتياج إلى قرينة = وهذا المعنى هو الأصل الذي يجب التمسك به فلا نقول أن غيره من المعاني هو مقصود المتكلم من اللفظ إلا بقرينة تدل على ذلك = وأن هذا المعنى الذي زعم أنه الأصل وأول ما وضع اللفظ للدلالة عليه هو الحقيقة = وأن غيره من المعاني مجازات.
هذا هو القانون الذي وُضع ليحكم قضية استعمال اللفظ الواحد في عدة معاني.
الآن نفاة هذه القسمة لا يُنازعون في حقيقة الظاهرة الموسومة أولاً، وإنما ينازعون في تأطيرها داخل هذا القانون، ويقولون، إن هذا القانون فيه من التألي على الألسنة عموماً وعلى لسان العرب خصوصاً ما فيه = وأن فيه من التألي على المتكلم وجعل ظنون السامع حكماً على مراده شئ كثير = وأنه يقود إلى ضروب شتى من الأوهام في تفسير الكلام = ويقولون أنه لا يوجد معنى من المعاني التي استعمل فيها أهلُ اللسانِ اللفظَ؛ لا يحتاج هذا المعنى لقرينة = وأن قضية أصل الوضع اللغوي التي يتكئ عليها المتكلم بهذه القسمة كثيراً؛ وهم علمي ومن أكثر قضايا العلم افتقاداً للبرهان الصادق= بل هي درب عماية وجهالة = وليس مع المتكلم بها إلا ظنون وخيالات ودعاوى عارية
(يُتْبَعُ)
(/)
عن البينات= وأن قضية اصطلاح التخاطب التي بنى عليها مثبتة الحقائق الشرعية كلامهم؛ هي من اختلاف الألسنة = وأن بحثها على ضوء أن لكل لسان ولكل لسان ظواهره هو البحث الصحيح = وأن إثبات أن لسان النبي صلى الله عليه وسلم فارق لسان قومه عن طريق النقل والتغير الدلالي؛ بدعة عقدية من افتراع المعتزلة = ويقولون أن السبيل الصحيح للتعامل مع هذه الظاهرة هو جمع القرائن المحيطة بالكلام للوقوف على المعنى المعين الذي أراده المتكلم من كلامه من غير الوقوع في أسر أحكام مسبقة من أوهام أصل الوضع والمعنى الأصلي،والمعنى المتبادر، وغيرها من الأشياء التي تُضل عن الصواب في فهم مراد المتكلم.
الآن أين مكمن المغالطة: تكمن المغالطة والمصادرة في أن الدكتور تجاهل أن مخالفيه لا ينكرون ظاهرة استعمال اللفظ في أكثر من معنى، وإنما ينازعون في تقسيم هذه المعاني إلى حقيقة ومجازات أو مجاز = والتعامل مع هذه المعاني بعد هذا التقسيم وفقاً للقانون السابق، راح يستدل بوجود الظاهرة التي لا خلاف على وجودها= على إثبات المجاز وهذه مغالطة وحيدة عن محل النزاع = ثم صادر فبدلاً من أن يستعل ألفاظاً تدل على القدر المشترك الذي لا نزاع فيه وفي كونه أمراً واقعاً = استعمل لفظي الحقيقة والمجاز وبات يقول إنهما هما الأمر الواقع وأنه يستدل بوجود هذه الظاهرة (التي باتت عنده: انقسام اللفظ إلى حقيقة ومجاز) على ثبوت القسمة إلى حقيقة ومجاز.
7 - قال الدكتور: ((إن تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز، هذا في الحقيقة يشبه تقسيمه إلى خبر وإنشاء، وتقسيمه إلى اسم وفعل وحرف، وليس يخلو كلام - أي كلام - من هذه التقسيمات؛ فهي تقسيمات تفرضها طبائع اللغات، وهذه التقسيمات مفهومة من معاني كل كلام، ومن مدلولات الألفاظ.
هذه التقسيمات - وفيها التقسيم إلى حقيقة ومجاز - تقسيمات اصطلاحية تواطأ عليها العلماء، والمقصود منها ضبط دلالات الألفاظ وتحرير معانيها)).
قلت: هذه مغالطة اخرى من مغالطات مثبتة هذه القسمة، وهي دعواهم أن هذه القسمة قسمة اصطلاحية كغيرها من تقسيمات العلوم، وهم يقرنون هذا عادة بأن خلاف نفاة القسمة معهم لفظي ..
وهذا الكلام خطأ من وجهين:
الوجه الأول: أن كل تقسيم لابد أن يستند إلى براهين علمية تبرر هذه القسمة وتظهر معالم الفصل بين القسمين.
الآن: عندنا لفظ واحد .. استعمله العربي للدلالة على عدة معاني، ما هو البرهان الذي استند عليه من قسم هذه المعاني إلى معنى واحد هو الحقيقة ومعنى أو معان هي مجازات (؟؟)
هذا البرهان ينحصر في شئ واحد وهو نظرية بدء اللغة والوضع اللغوي، وأن الألفاظ وضعت أولاً للدلالة على المحسوسات فإذا عبر بها عن غيرها كان هذا خروجاً عن المعنى الأصلي إلى المعنى المجازي.
وهذه نظرية يونانية أخذها المعتزلة عن كتب اليونان،وهي نظرية باطلة.وهي شديدة الاتصال بنظرياهم في بدء الخليقة، ولي مقال منفصل في الإشارة لهذه النظرية وأصولها أكتفي بالإحالة إليه.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10924
وهنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=11069
أما كلام الدكتور في إجابة الأسئلة عن كون الاستعمال هو ضابط الحقيقة، فليس انفكاكاً عن القول بالوضع كما ظن الدكتور، بل هو عين القول بالوضع = غاية الأمر أن القائلين بالوضع جعلوا من علامات معرفة الأصل الذي وضعت له الكلمة أولاً هو شيوع وكثرة استعمالها في معنى معين، وظن الدكتور أنه بمسألة الاستعمال هذه قد فر من مسألة الوضع= هو من أعجب ما وقع لي من كلامه في محاضرته هذه. فالوضع والاستعمال وجهان لعملة واحدة وتأمل تعبير شيخ الإسلام: ((سواء ثبت وضع متقدم على الاستعمال او كان المراد بالوضع هو ما عرف من الاستعمال)).
(يُتْبَعُ)
(/)
فتأمل كيف جعل الشيخ القول بالاستعمال أحد مفاهيم الوضع، ومع ذلك فقد نص على أن استعمال الألفاظ للدلالة على المعاني لا يكون إلا مصحوباً بالقرينة الدالة على المعنى المراد و لا يصلح لمعرفة مراد المتكلم باللفظ بغير قرينة يقول الشيخ: ((كذلك لا يوجد في الاستعمال لفظ مطلق مجرد عن جميع الأمور المعينة، فإن الكلام إنما يفيد بعد العقد و التركيب و ذلك تقييد و تخصيص =كقولك أكرم الانسان أو الانسان خير من الفرس و مثله قوله أقم الصلاة و نحو ذلك و من هنا غلط كثير من الناس فى المعانى الكلية حيث ظنوا و جودها في الخارج مجردة عن القيود و في اللفظ المتواطىء حيث ظنوا تجرده فى الاستعمال عن القيود و التحقيق أنه لايوجد المعنى الكلي المطلق فى الخارج إلا معيناً مقيدا و لا يوجد اللفظ الدال عليه فى الاستعمال إلا مقيداً مخصصا و إذا قدر المعنى مجرداً كان محله الذهن و حينئذ يقدر له لفظ مجرد غير موجود فى الاستعمال مجرداً)).
وأبلغ رد على محاولة الدكتور حشر شيخ الإسلام في كلامه عن الاستعمال=أن مثال جناح الطائر الذي ضربه الشيخ العسكر على دلالة الاستعمال =قد أبطله وأبطل دلالته على القسمة ومنع أن يكون جناح الطائر هو الأصل=نعم نفس المثال وعينه أبطله الشيخ في رده على الآمدي.
ودلالة الاستعمال هذه تحتاج إلى استقراء لكلام أهل اللسان المراد تفسير كلامهم،أما ما يفعله من يستدل بها=فهو أن يُفسر كلام المتكلم بغلبة استعمال اللفظ في لسانه هو لا في لسان المتكلم، والسبيل الصحيح أن يُنظر في لسان المتكلم نفسه وإلى موارد استعمال اللفظ نفسه عنده وعند طبقته فإن ثبتت غلبة الاستمال في معنى معين=فغاية ذلك أن يكون قرينة تحتاج إلى مساعد لها ينفي إرادة معنى آخر، ا أن يُتمسك بغلبة استعمال مظنونة متأثرة بلسان المتلقي يحمل بها المتلقي لسان المتكلم على لسانه هو ويفسره به. طلباً للسهولة، وقعوداً عن طلب القرائن،وتحقيق الصدق في تفسير كلام المتكلم.
فإذا ظهر بطلان النظرية التي بني عليها التقسيم بطلت هذه القسمة من ناحية الأسس العلمية وصارت باطلة في نفسها بقطع النظر عن البدع التي بنيت عليها= وبقطع النظر عن قوانين التألي التي سنشير إليها في:
الوجه الثاني الدال على بطلان القول بأن هذه القسمة كغيرها من التقسيمات وأن خلاف مثبتة ظاهرة الاتساع نفاة القسمة=خلاف لفظي يظهر بتأمل ما يلي:
العرب استعملت اللفظة الواحدة وأرادت بها أكثر من معنى ... إلى هنا وهذا قدر متفق عليه لا نزاع فيه ...
الآن: لنتصور أن باحثاً سمى هذا الأسلوب من أساليب العرب= توسعاً
وسماه آخر: تجوزاً
وسماه ثالث: فخامة
وسماه رابع: اتساعاً
إلى هنا وهنا فقط يمكننا تسمية ذلك خلافاً لفظياً ويمكننا عد الخلاف هنا من بابة الخلاف في التلقيب فحسب ....
طيب .... هل هذه هي حقيقة الحال في مسألة المجاز والنزاع فيه (؟؟؟)
الجواب: لا وكلا وكلا ولا .......
فواقع الحال: أن لدينا تياراً كبيراً نحن نتنازع معه.هذا التيار مارس من أنواع التألي والادعاء على العرب والعربية والشرع ما لا يمكن وصفه ووصف خطورته إلا بوصف واحد وهو: الجناية.
زعموا:
1 - إن أحد هذه المعاني التي تكلمت العرب بهذا اللفظ تريدها هو المعنى الحقيقي وهو الذي ينبغي حمل الكلام عليه إذا خلا الكلام من القرائن ... ومعنى حمل الكلام: أنك تقول: إن المتكلم الذي بيني وبينه قرون قد أراد هذا المعنى بالذات.
2 - ثم زادوا في الزعم والتألي فقالوا إن هذا المعنى الحقيقي هو الذي وضع له اللفظ منذ نشأة اللسان ... يا سلام
3 - ثم زادوا في الزعم والتألي فقالوا إن المعاني الأخرى غير هذا المعنى الحقيقي مجاز وإنه لا يجوز أن يقال إن المتكلم أراد معنى منها إلا مع وجود القرينة ... ومش بس كده حتى لو وجدت القرينة فمادام الحمل على المعنى الأول الحقيقي ممكن فإنه يمتنع الحمل على المجاز ...
وزادوا وعادوا وكرروا وفرعوا وزادوا ونقصوا وبنوا وهدموا واشترطوا وأجازوا ومنعوا ...
ولو جئت تسأل من أنبأكم بهذا عن العرب ... ومن أين لكم هذه الحدود والقوانين ومن أخبركم أن اللغة موضوعة ومن أعلمكم أن هذا المعنى بالذات حقيقي وأن الآخر مجاز ... حاروا وأبلسوا وصارت الألسنة مضغ لحم تُلاك في الفم لا تدري ما البيان ....
ما علينا ....
(يُتْبَعُ)
(/)
الآن مع كل هذه الأحكام التي رتبها من وصف طريقة العرب آنفة الذكر هل لا يزال يسوغ أن نقول: إن الخلاف خلاف في التلقيب وما الفرق بين أن نسميه حقيقة ومجازاً وبين أن نسميه اتساعاً وتوسع،أو حقيقة مفردة وحقيقة تركيبية و ... و ... (؟؟)
لا لا يجوز أبداً ... بل هذا لعب بالعقول وسخرية باللسان وأهله ...
بل مذهب المجاز مذهب تام قائم له أحكام وقوانين وتبعات وليس مجرد تلقيب ...
ولا والله ما جرت أحكامه وقوانينه على أمة العرب والإسلام إلا الفساد =فساد الدين وفساد اللسان ...
8 - تكلم الدكتور كلاماً طويلاً عن شيوع القسمة في أوساط البلاغيين والأصوليين،وختم كلامه بقوله: ((إن الأقلام المختلفة إذا تعاورت على باب من أبواب العلم، فلا شك أنها تزيده وضوحا وجلاء، وتكسب الموضوع عمقا)).
قلت: والحق أنه ما ثم إلا قلم واحد شيخنا الفاضل وهو القلم الاعتزالي ومخنثه الأشعري،لن يخرجه عن هذين الوصفين تدثره بدثار البلاغة أو استخفاءه بلثام الأصول، ولن يُساعده على النجاء من التهمة تسليم بعض أهل السنة بهذه الألفاظ ورضاءهم بهذه التقسيمات؛ فللشيوع أثره، ولغلبة الكثرة أثرها، ولضعف غير المتخصص تحت ضغط الألفاظ التي يلوكها المتخصص وطأته.
9 - تكلم الدكتور عن وجود المجاز في شعر الجاهلية وفي القرآن وفي كلام النبي ثم ذكر الاتساع الذي ذكره سيبويه وأشار إلى سعة تصرف العرب في كلامها الذي ذكر الشافعي.
قلت: لا يزال الدكتور سادراً في نفس المغالطة والمصادرة = وهي: الاستدلال بوجود ظاهرة الاتساع واستعمال اللفظ الواحد في أكقر من معنى وإشارة سيبويه والشافعي إليها= على ثبوت القسمة .. بل والتعبير بالقسمة نفسها على الرغم من أن من نقل عنهم لم يستعملوا نفس ألفاظ القسمة ولا أشاروا إلى الأحكام والقوانين المنضوية تحت القسمة. أما تفسير مثبة المجاز من شراح سيبويه لاتساع سيبويه بأنه مجاز فليس أقل كذباً من تفسير كلام الله على المعاني البدعية الذي فعله كثير ممن فسر القرآن، فلا يصلح ذلك دليلاً يكشف عن مراد سيبويه، واستدلال الدكتور بوحدة الأمثلة عجيب جداً؛ لأن محل البحث واحد وهو ظاهرة الاتساع وأمثلتها، وإنما الشأن في القسمة والتلقيب والأحكام المنضوية تحت التقسيم فستظل الأمثلة واحدة عند الجميع.
وقد أشرتُ إلى وجه المغالطة والمصادرة من قبل فلا أعيد .. وإنما أُقرب بمثال:
إنما مثل الدكتور في كلامه كمثل من يثبت التواتر والآحاد ولا يحتج بالآحاد في الاعتقاد فيستدل فيقول: وهذا الذي نقرره ظاهر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
فإن حاققته: أين لفظ التواتر ولفظ الآحاد في كلام النبي (؟؟)
أجابك: ليست العبرة بالألفاظ والمسميات ألا ترى أن من الأحاديث ما روي من طرق لا تُحصى كثرة ومنها ما روي من طريق واحد
فتجيبه: نعم أرى هذه الظاهرة وأقر بوجودها وأقدر بوجود أساس مبدئي واضح للتفريق وهو اختلاف عدد الطرق ولكني لا أعلم أن أحداً سمى هذه متواتر وتلك آحاد فهذا قدر زائد على مجرد وجود الظاهرة.
القدر الزائد الثاني على مجرد وجود الظاهرة وعلى مجرد تقسيم الظاهرة إلى قسمين = إعطاء كل قسم أحكام تخالف القسم الآخر من ناحية الحجية مثلاً = بلا بينة.
الآن أرجو تطبيق هذا على قضية المجاز مع التنبه للفرق في قضية المجاز فالقدر الزائد فيها أكبر: ظاهرة الاتساع موجودة في الكلام العربي.
القدر الزائد الأول: تقسيم المعاني (أو الألفاظ) إلى بلا دليل صالح.
القدر الزائد الثاني: تسمية قسم بالحقيقة والباقي بالمجاز أو المجازات.
القدر الزائد الثالث: الأحكام التي ستُعطى لما زعم أنه حقيقة وتنزع عن ما زعم مجازاً.
10 - قال الدكتور: ((ممن سمى المجاز في عصر سيبويه (استعارةً) أبو عمرو بن العلاء (ت 154 هـ)؛ فإنه - رحمه الله - قد سمى المجاز (استعارةً)، ونقل له شواهد على ذلك ابنُ رشيق في (العمدة).
قلت: هذا نقل معلق لا سند له.
11 - ذكر الدكتور كلام الأخفش.
قلت: والأخفش بصري معتزلي لا يٌفرح بمثله.
12 - ذكر الدكتور أبا عبيدة معمر بن المثنى.
قلت: كتبتُ عن كتابه مقالاً طويلاً فليُراجع.
13 - ذكر الدكتور كلام ابن قتيبة والبخاري وغيرهم من أهل السنة وهناك بعدهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وختم بقوله: ((وهذا الإيراد للمجاز بمعناه الاصطلاحي في هذه البيئات المختلفة؛ الأدباء، واللغويون، والمحدثون، وعلماء الشريعة - يدل على أنه كان مشهورا في القرن الثالث لا سيما في المنتصف الأول منه)).
قلتُ: نحن لا ننفي ورود المجاز على لسان هؤلاء،بعد شيوعه على لسان الجاحظ ومن بعده وسطوة اللفظ والتقسيم وتلقي العقول السنية له ليس بمستنكر فقد نُقب النقب.
ولذا فالذي ادعاه نفاة المجاز عدم وجود هذا اللفظ قبل المعتزلة ومنظريهم وسلامة القرون الثلاثة الأول والأئمة الأربعة،وطبقتهم = منه.
وإن كنت أستشعر من سياق الدكتور وحرصه على إثبات وجود المجاز في القرن (المئوي) الثالث = أنه أخطأ في فهم مراد أهل العلم عموماً ونفاة المجاز خصوصاً من عبارة: ((القرون الثلاثة)) .. فالمراد بلفظ القرن في تلك العبارة في كلام أهل العلم وفي كلام النبي صلى الله عليه وسلم = القرن أي الجيل من الناس وليس القرن الذي هو (مئة عام) فهذا اصطلاح متأخر.
فالقرون الثلاثة: هم الصحابة والتابعون وأتباعهم. فليتنبه وليُجعل هذا مثالاً على خدعة الشيوع والمتبادر للذهن.
14 - تطرق الدكتور لنفي نسبة القول بنفي المجاز عن جماعة ممن نُسب إليهم ذلك، ولا أحب التعرض لذلك فليس مع الدكتور في نفيه علم يُرد عليه، وليس معنا في إثبات نسبة القول لهم إلى تتابع النقل عنهم تتابعاً نطمئن إلى ثبوت النقل به عنهم.
15 - تطرق الدكتور لشيخ الإسلام وحاول حصر دافع الشيخ في الدافع العقدي وهذا خطأ محض والمتأمل في كلام الشيخ وربطه بين مثبتة المجاز وبين الأصول اللغية للمسألة يعلم أن الشيخ يُبطل المجاز في نفسه بقطع النظر عن أثره العقدي .. وما نقله الدكتور عن الشيخ بواسطة القاسمي سبق إبطاله.
16 - تطرق الشيخ للأصول العقدية التي تيسر الجمع بين ثبوت المجاز وبين النجاة من توسل المبتدعة به إلى بدعهم. وهنا فقط أحب أن أشير لشئ مهم تجمعه نقاط خمس:
الأولى: إنكار القسمة لمجرد منع توسل أهل البدع بها لمراميهم = غير صحيح.
الثانية: لا يلزم مثبتة المجاز غبش بدع من جمع إلى إثبات المجاز التوسل به إلى بدع الصفات والمنزلة بين المنزلتين.
الثالثة: إنفكاك إثبات القسمة عن البدع المبنية عليها أحياناً لا يمنع جعل إثبات القسمة من أصول أهل البدع. لكن لا من جهة مجرد إثبات القسمة وإنما من جهة إثبات القسمة وتطبيقها على النصوص والمسائل المعينة.
الرابعة: هذا التقسيم باطل في نفسه ومن ناحية الأسس العلمية، والمنهج العلمي = بقطع النظر عن الدوافع الكلامية التي كانت وراءه والقضايا العقدية التي بنيت عليه.
الخامسة وهي أهم النقاط: صورة النعامة تدس رأسها في الرمال= هي أصدق الصور المعبرة عن من يغفل أو يتغافل عن أن شيوع فكرة التقسيم بقوانينها كان على يد الجاحظ وأن أهم قوانينها وتعريفاتها صاغته يد أبي الحسين البصري المعتزلي، وأن الذي أكمل العمل عبد القاهر الجرجاني الذي لم يخرج من جرجان وكانت دراسته على يد ابن أخت أبي علي الفارسي المعتزلي، وأن هذه الفكرة بقوانينها لا أثر لها عبر مائتي عام من عمر هذه الأمة.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 03:32]ـ
بارك الله فيك
والحقيقة أن نظرية المجاز مرهونة بأصل الوضع اللغوي، فإذا سلم لهم القول بأصل الوضع سلمت معه نظرية المجاز.
ولكن لما كان القول بالوضع اللغوي مسألة غيبية، فما ينبني عليها سيكون ضربا من الظن المذموم على أقل تقدير.
إضافة إلى أن المجاز في واقع الأمر سيلتهم الحقيقة، لا يترك لها وجودا.
فابن جني قد ذهب إلى القول بأن أكثر اللغة مجاز.
فإذا قلت ضرب زيد، فهذه مجاز عنده لأنه لا يمكن أن يجتمع له في وقت واحد كل معاني الضرب، فيكون محمولا على الاتساع أو تشبيه القليل بالكثير أو المبالغة، لأنه هنا وضع للكل في موضع البعض.
فلم يبق على هذا للحقيقة أثر بل أصبحت اللغة مجازا كلها!!
وفي ظني أن ابن جني هو أكثر من التزم بما يُلزم به القائلون بالمجاز دون مواربة ولا مداورة ... فتأمُّلُ بعض المنقول عنه يدلك على ما تجنيه هذه النظرية على اللغة وبالتالي على الدين.
والله الهادي سواء السبيل.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 07:19]ـ
والحقيقة أن نظرية المجاز مرهونة بأصل الوضع اللغوي، فإذا سلم لهم القول بأصل الوضع سلمت معه نظرية المجاز.
ولكن لما كان القول بالوضع اللغوي مسألة غيبية، فما ينبني عليها سيكون ضربا من الظن المذموم على أقل تقدير.
غير صحيح، بارك الله فيك!
وهذه إحدى مغالطات المنكرين للمجاز!
فلو قلتُ لك (شغِّل الكمبيوتر)، وأنا أقصد دماغك، فهذا مجاز، مع أن الكلمة مستحدثة من نحو ثلاثين عاماً، ولا علاقة لها بالغيب اللغوي.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 07:23]ـ
بوركت أخي خزانة الأدب ..
يُمكن تصحيح كلام أبي جهاد إن كان متنبهاً إلى أن من معاني الوضع ونظائره عند أبي عبد الله البصري -وعنه أخذ كثير من المثبتة- الاستعمال واصطلاح المخاطبة = فتدخل الألفاظ الحادثة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 09:08]ـ
غير صحيح، بارك الله فيك!
وهذه إحدى مغالطات المنكرين للمجاز!
فلو قلتُ لك (شغِّل الكمبيوتر)، وأنا أقصد دماغك، فهذا مجاز، مع أن الكلمة مستحدثة من نحو ثلاثين عاماً، ولا علاقة لها بالغيب اللغوي.
أحسن الله إليك
من قال إن منكري المجاز، ينكرون إمكانية الاصطلاح بين الناس؟!
إن شيخ الإسلام نفسه لم يكن غائبا عنه إمكانية ذلك، وهذه من وظائف اللغة = هي المسمّاة عند المتأخرين من اللغويين بالوظيفة (الميتا-لغوية)، التي هي في ذاتها مندرجة ضمن وظائف أخرى كالوظيفة الانفعالية، والتعبيرية، واللَّغْوية (بتسكين الغين) والإحالية ...
فشيخ الإسلام رحمه الله تعالى يقول: نَعَمْ قَدْ يَضَعُ النَّاسُ الِاسْمَ لِمَا يَحْدُثُ مِمَّا لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلِهِمْ يَعْرِفُهُ فَيُسَمِّيهِ كَمَا يُولَدُ لِأَحَدِهِمْ وَلَدٌ فَيُسَمِّيهِ اسْمًا إمَّا مَنْقُولًا وَإِمَّا مُرْتَجَلًا وَقَدْ يَكُونُ الْمُسَمَّى وَاحِدًا لَمْ يَصْطَلِحْ مَعَ غَيْرِهِ وَقَدْ يَسْتَوُونَ فِيمَا يُسَمُّونَهُ. وَكَذَلِكَ قَدْ يَحْدُثُ لِلرَّجُلِ آلَةٌ مِنْ صِنَاعَةٍ أَوْ يُصَنِّفُ كِتَابًا أَوْ يَبْنِي مَدِينَةً وَنَحْوَ ذَلِكَ فَيُسَمِّي ذَلِكَ بِاسْمِ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ الْأَجْنَاسِ الْمَعْرُوفَةِ حَتَّى يَكُونَ لَهُ اسْمٌ فِي اللُّغَةِ الْعَامَّةِ , اهـ مجموع الفتاوى (7 - 92).
لكن - بارك الله فيك - ألم تستعمل اللغة في هذه المواضعة؟
أليس في تسميته لولده أو لآلته أو لكتابه أو لمدينته بهذا الاسم المرتجل أو المنقول، قد استعمل اللغة؟
فعدنا للقول بأن الوضع اللغوي ثبتت به اللغة، وهذه اللغة هي التي ثبت بها هذا الاصطلاح المستحدث أو الوضع "الميتالوغوي"، فتأمل.
فقولك:
مع أن الكلمة مستحدثة من نحو ثلاثين عاماً، ولا علاقة لها بالغيب اللغوي
أجيب عنه فأقول:
هذه الآلة: " الكمبيوتر " أو " العقل الإلكتروني " أو " الحاسوب "، لم تكن من الأجناس المعروفة حتى يكون لها اسم في اللغة العامة. فتنبه لهذا!
وكوننا نستعمل كل حين أعرافا لغوية غير مسبوقة، فلا يشكل هنا مطلقا، لأنه ليس سوى استعمال كلمات قديمة لنضع بها كلمات جديدة.
فأما الوضع السابق للاستعمال فلا يدل عليه شيء، اللهم إلا التقدير الذهني، وهذا لا يمكن البرهنة عليه بوجه من الوجوه.
وعليه نعود إلى أن الصواب هو نظرية الاستعمال لا نظرية الوضع في عموم اللغة.، لأن مفهوم المواضعة داخل في جملة التقديرات الذهنية، وأما في جوهرها فهي استعمال في الواقع، وهو ما يكثر تعبير شيخ الإسلام عنه بقوله (في نفس الأمر).
فحيث كان، الكل يستعمل اللغة، وأما الوضع فهو أمر غيبي ومتاهة ميتافيزيقية.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 09:13]ـ
بوركت أخي خزانة الأدب ..
يُمكن تصحيح كلام أبي جهاد إن كان متنبهاً إلى أن من معاني الوضع ونظائره عند أبي عبد الله البصري -وعنه أخذ كثير من المثبتة- الاستعمال واصطلاح المخاطبة = فتدخل الألفاظ الحادثة ..
نفع الله بك
لم أنتبه لما كتبته.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 09:21]ـ
فالسؤال لك إذاً يا أبا جهاد ..
لنفرض أنك وجدت ورقة كتب فيها: هذا كمبيوتر ..
فسر لي كلام كاتب هذه الورقة وماذا أراد بكلامه (؟؟)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 09:28]ـ
أحسن الله إليك
ومن قال أن هذا كلام أصلا؟ (ابتسامة)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 09:42]ـ
كنت قد سألتك يا أبا فهر سؤالا شبيها بهذا فلم تجبني فيما أحسب.
وقلت لك في موضوعك الموسوم ب: لا تقل الأمر للوجوب ...
لو جاء العبد خبر عن سيده يقول له: أعطني كأس ماء
فهل يحمله على الوجوب أم الندب أم يتوقف؟
ومثله هذا: لو وجد ورقة مكتوبا عليه: افعل كذا.
؟
؟
؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 09:53]ـ
انت عارف يا مولانا السائلون تكثر سهامهم علي فلربما لهيت ببعضهم عن بعض ..
أم جوابك فيفيد أنك معي على الجادة وإن كان الجواب يحتاج لإعادة صياغة
ـ[مالك بن نبي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 10:38]ـ
أخونا أبو فهر
عموما كنت قد بحثت منذ زمن مسألة المجاز سواء من جهة المخالفين أو الموافقين لأني لم أصل إلى نتيجة من قراءة ما كتب حول هذا الموضوع المتشابك- والذي يحسن بنا إحسان النية في المختلفين فيه .. وأنا وإن كنت أختلف مع الشيخ العسكر حفظه الله في بعض النقاط إلا أني أختلف معك في نقاط أكثر من ناحية إثبات المجاز خاصة وأن بعض اللغويين أثبت حدوث لفظ المجاز في القرن الثالث أي قبل حياة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ..
ثم ألا نستطيع أن نقول بحرمة إعمال المجاز في القرآن كميزة للقرآن الكريم كما نقول بذلك في أبواب التأويل الباطلة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 10:45]ـ
الأخ الفاضل أبا جهاد
اعتراضي كان على قولك (الوضع اللغوي مسألة غيبية)، فكان اعتراضي: أين الغيبية في لفظة (الكمبيوتر)؟
ولا ينفع في الإجابة أن تفيدنا بأن الكمبيوتر آلة مستحدثة، وأن شيخ الإسلام قال كذا.
فإما أن تسلِّم بأن قضية المجاز لا علاقة لها بكون الألفاظ قديمة أو جديدة، وأما أن تتمسَّك بأنها مرهونة بمسألة الغيب، وأنك أخطأت عندما ربطت بين المسألتين.
وأما سؤالك:
من قال إن منكري المجاز، ينكرون إمكانية الاصطلاح بين الناس؟!
فهو من باب التشتيت للموضوع، لأنني لم أزعم ذلك، ولو زعمتُه فقد أستطيع الاستدلال عليه بقولك (والحقيقة أن نظرية المجاز مرهونة بأصل الوضع اللغوي، فإذا سلم لهم القول بأصل الوضع سلمت معه نظرية المجاز. ولكن لما كان القول بالوضع اللغوي مسألة غيبية، فما ينبني عليها سيكون ضربا من الظن المذموم على أقل تقدير). إذن المجاز عندك منحصر بالألفاظ القديمة التي يدخل تاريخها في علم الغيب!
ولعلمك الكريم: حتى الألفاظ القديمة لا يستمر وقوع المجاز فيها إلا لأجل استمرار الناس في الاصطلاح على معانيها. ولو فرضنا أن كلمة (الكمبيوتر) صارت بعد مائة سنة اسماً لنوع من الطائرات، فلن أستطيع أن أقول لك (شغِّل الكمبيوتر).
إذن لا علاقة بين المجاز والغيب، وهذا هو اعتراضي.
وقصدي من هذا الاعتراض أن أوضِّح استعجال كثير من المنكرين للمجاز، قبل تحرير اعتراضاتهم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 10:52]ـ
إلا أني أختلف معك في نقاط أكثر من ناحية إثبات المجاز خاصة وأن بعض اللغويين أثبت حدوث لفظ المجاز في القرن الثالث (الهجري) أي قبل حياة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ..
فيم تختلف معي .. هل أنكرتُ أنا هذا أصلاً (؟؟)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 10:56]ـ
الفاضل خزانة الأدب ..
أفهم أن تقول: لا ينحصر تحديد وجه القسمة في البناء على الوضع اللغوي الأول ..
لكن الذي لا يرتاب فيه عالم بما نتكلم فيه .. أن قضية الوضع اللغوي الأول هي أحد أركان نظرية إثبات القسمة .. وأن هذا الركن ما ورائي غيبي لا سبيل للعلم به (وهذا ما أقر به الشيخ العسكر)
وسؤالك لأبي جهاد: أين الغيبية في لفظ الكمبيوتر (؟) = سؤال لا محل له .. لأن محل الغيبية الذي يرمي إليه أبو جهاد إنما هو فيمن يزعم أن برهان الفصل بين المعاني هو في الفصل بين ما وضع له اللفظ أولاً وما استعمل فيه اللفظ في غير ما وضع له وذلك على البناء على الوضع اللغوي الأول وأنه يمكن معرفة هذا الوضع بالقرائن .. وأن مبدأ هذا الوضع كان عند نشأة اللغة لا أنه استعمال صدر ممن سبق له التكلم باللغة ..
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 11:57]ـ
الأخ الفاضل أبا جهاد
اعتراضي كان على قولك (الوضع اللغوي مسألة غيبية)، فكان اعتراضي: أين الغيبية في لفظة (الكمبيوتر)؟
ولا ينفع في الإجابة أن تفيدنا بأن الكمبيوتر آلة مستحدثة، وأن شيخ الإسلام قال كذا.
فإما أن تسلِّم بأن قضية المجاز لا علاقة لها بكون الألفاظ قديمة أو جديدة، وأما أن تتمسَّك بأنها مرهونة بمسألة الغيب، وأنك أخطأت عندما ربطت بين المسألتين.
سبحان الله!!
أخي الكريم:
عرف صاحب الايضاح: الحقيقة: الكلمة المستعملة فيما وضعت له في اصطلاح به التخاطب
...... والمجاز وهو ما استعمل فيما لم يكن موضوعا له لا في اصطلاح به التخاطب ولا في غيره ...
وقال ابن جني في الخصائص: الحقيقة ما أُقرّ في الاستعمال على أصل وضعه في اللغة والمجازُ: ما كان بضدّ ذلك ......
فلاحظ معي أن مفهوم"الوضع"ضروري لقيام المجاز ... واصل له ... فلا يصبح المجاز ممكنا .. الا إذا ثبت وضع سابق ..... لكن الوضع السابق هو مجرد دعوى .... فكيف تصمد نظرية المجاز؟
لذلك قال الإمام ابن القيم:" ... وهذا كله إنما يصح إذا علم ان الألفاظ العربية وضعت أولا لمعان ثم استعملت فيها ..... ثم وضعت لمعان أخر بعد الوضع الأول والاستعمال بعده ... ولا تتم لكم دعوى المجاز إلا بهذه المقامات الأربع ...... "اهـ
فكلمة: (أسد) بمعنى إنسان شجاع = مجاز.
لكي يصح هذا القول لا بد من:
1 - وضع أولي لكلمة أسد، بمعنى الحيوان المفترس
2 - استعمال أسد للدلالة على الحيوان المفترس = دلالة حقيقية
3 - وضع تال لهذا الوضع، بمعنى إنسان شجاع
4 - استعمال أسد للدلالة على الإنسان الشجاع = دلالة مجازية
والاعتراض عندنا على هذا الترتيب، لأنه تخرص و قول بلا علم، فلا يمكن لأحد من الناس أن يثبت هذا الكلام!!
وقد ننكر الوضع الثاني ونقول: بل هو وضع واحد واستعمالان.
لكن لن يحل هذا من الإشكال شيئا، فإنه قائم في ذلك الوضع الأول:
من ومتى وكيف وأين تم هذا الوضع؟؟
ثم لن تجد للإجابة - أيها الفاضل - سبيلا إلا بالدعوى، والتألي، والضرب شرقا و غربا في أمر غيبي بحت.
أفتراك تقول بعد هذا:
وأما أن تتمسَّك بأنها مرهونة بمسألة الغيب، وأنك أخطأت عندما ربطت بين المسألتين؟؟
أو تقول:
إذن لا علاقة بين المجاز والغيب، وهذا هو اعتراضي
وأما ما قلت - أحسن الله إليك -:
فكان اعتراضي: أين الغيبية في لفظة (الكمبيوتر)؟
فالكمبيوتر كلمة اصطلح عليها أو لنقل تواضع عليها من الناس فئام باستعمال اللغة.
عندنا لغة أنتجت كلمة الكمبيوتر
ووضع لغوي أنتج لغة.
وقد سبق في كلامي - بارك الله فيك -:
وكوننا نستعمل كل حين أعرافا لغوية غير مسبوقة، فلا يشكل هنا مطلقا، لأنه ليس سوى استعمال كلمات قديمة لنضع بها كلمات جديدة. (لاحظ أن هذا هو مقام الكمبيوتر)
فأما الوضع السابق للاستعمال فلا يدل عليه شيء، اللهم إلا التقدير الذهني، وهذا لا يمكن البرهنة عليه بوجه من الوجوه. (لاحظ أنه هنا يكمن الغيب المشار إليه)
وعلى هذا لا يكون لسؤالك: " أين الغيبية في الكمبيوتر " أساس أيها الفاضل، لأن الغيبية إنما هي في الوضع السابق للاستعمال، وليست في استعمال اللغة لاصطلاح ألفاظ منقولة أو مرتجلة.
ودمت على درب التوفيق قائما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العرب]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 01:08]ـ
ليتك اجتنبت الحدة والشدة في نقاش الشيخ، قد اكثرت من كلمة (مغالطة .. مصادرة .. الخ) يكفيك الوصول للاستدراك باكثر ادبا علميا
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 01:16]ـ
تقول بارك الله فيك:
فلا يصبح المجاز ممكنا .. الا إذا ثبت وضع سابق ..... لكن الوضع السابق هو مجرد دعوى .... فكيف تصمد نظرية المجاز؟
إذن أنت تتمسَّك بأن القول بالمجاز رجم بالغيب.
فأقول: أحسن طريقة لاختبار هذه الفرضية أن نناقش لفظة لا يقال إن الكلام على أصل معناها رجم بالغيب. وههنا لفظة جديدة (الكمبيوتر)، لا أظن عاقلاً يجادل في أنها موضوعة للآلة المعروفة، ولا مجال لاتهام من يقول بذلك، لا بالتخرص و القول بلا علم، ولا بالدعوى والتألي والضرب شرقا و غربا في أمر غيبي بحت.
فما توجيهك إذن لقولي لك (شغِّل الكمبيوتر) بمعنى (شغِّل عقلك)؟
أرجو أن تكون الإجابة مباشرة ومختصرة، وعلى ضوئها يكون النقاش.
ودمت موفَّقاً.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 11:53]ـ
ليتك اجتنبت الحدة والشدة في نقاش الشيخ، قد اكثرت من كلمة (مغالطة .. مصادرة .. الخ) يكفيك الوصول للاستدراك باكثر ادبا علميا
بوركتَ ..
ليس الأمر على ما توهمتَ؛ فلفظي: المغالطة والمصادرة، من مصطلحات علم الجدل وآداب البحث والمناظرة، وهما توصيف محض لأخطاء جدلية حوارية،ولا علاقة لهما بالشدة ولا غيرها ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 01:32]ـ
الفاضل أبا فهر .. أحييك على الوضوح وحسن البيان ..
وأقر لك بأنك أجدت تصوير المسألة ..
وأصبت في النتيجة إن شاء الله تعالى
ـ[أبوهلا]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 02:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو فهر أنت تقر بأن لبعض الألفاظ أكثر من معنى، فما الذي يبين المعنى المراد من بين تلك المعاني؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 03:12]ـ
الفاضل أبا القاسم جزاك الله خيراً ..
===========
أخي أبو فهر أنت تقر بأن لبعض الألفاظ أكثر من معنى، فما الذي يبين المعنى المراد من بين تلك المعاني؟
القرائن الداخلية والخارجية ...
ـ[أبوهلا]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 03:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل مصطلح القرائن مصطلح وارد في القرون المفضلة أم محدث بعدها؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 05:00]ـ
لفظ القرائن أقدم مما ذكرتَ فهو من ألفاظ اللسان الأول لسان عرب الجاهلية .. وهو جمع قرينة والقرينة هي ما يقترن بالشئ أي يصاحبه ويكون معه .. وهذا المعنى هو مرادي ..
أما استعمال القرائن بمعنى الأدلة فهو اصطلاح حادث ..
ـ[أبوهلا]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 05:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو التوضيح أكثر فالذي فهمته من كلامك السابق أن مرادك من القرائن هو الأدلة الدالة على المعنى المراد من الألفاظ الدالة على أكثر من معنى.
أما مجرد الاقتران والمصاحبة دون دلالة على المعنى المراد فلم أفهمه من كلامك السابق.
أرجو التوضيح والتفريق
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 05:38]ـ
الأمر سهل يا مولانا ..
كل كلام يقترن به ويصاحبه أشياء .. بعضها يصاحبه بنفسه وبعضها يصاحبه بعمل الناظر وهو المسمى بجمع الباب .. ثم يُنظر في هذه القرائن المصاحبة للنص .. لتحديد المعنى المعين الذي أراده المتكلم بنصه ..
هذه القرائن منها ما يصلح ويفيد في تحديد المعنى ومنها ما لا يفيد ..
ثم الذي يفيد هل يدلُ ويسمى دليلاً على المطلوب (؟؟)
الجواب: أما في اللسان الأول.فنعم. يصلح أن يُسمى دليلاً ..
ففي اللسان الأول القرينة شئ لا علاقة له بلفظ الأدلة من جهة الدلالة والمعنى لكنها تكون دليلاً إن دلت الناظر على شئ ..
مثال: هل لفظة بعرة ترادف أو حتى تقارب لفظة دليل ..
الجواب: لا.
طيب .. هل يدل وجود البعرة على سبق وجود بعير بحيث يمكن القول بأن البعرة دليل على وجود بعير ..
الجواب نعم.
أما في الاصطلاح الحادث .. علاقة لفظة القرينة بلفظة الدليل من جهة الدلالات علاقة تقارب أو مرادفة مع فرق في القوة ..
فالقرينة ما أدى إلى المطلوب برتبة (من جهة قوة الدلالة واطمئنان النظر) أقل من الدليل.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 06:30]ـ
لا يزال سؤالي بلا جواب!
عندما أقول لك (شغِّل الكمبيوتر) بمعنى (شغِّل عقلك)، فهل وُضعت هذه اللفظة لعقل الإنسان؟
الجواب الواضح عندي وعند جمهور الناس فيما أظن: لا، لأنها لفظة معاصرة، ونحن نعرف متى وُضعت ولأي شيء وُضعت!
إذن هي مجاز! لأنني استعملتها لغير ما تعارف الناس عليه، لعلاقة ظاهرة بين المعنيين، ولأن السياق يدل على أن المعنى الأصلي غير مراد.
فما جوابكم بارك الله فيكم؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 06:34]ـ
الفاضل خزانة الأدب إذا كنتُ داخلاً فيمن تَطلب منهم الإجابة فأعلمني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 06:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم خليك دوغري معايه حتى نصل للحق إن شاء الله.
لاحظ أخي قولك:
هذه القرائن منها ما يصلح ويفيد في تحديد المعنى ومنها ما لا يفيد ..
ثم الذي يفيد هل يدلُ ويسمى دليلاً على المطلوب (؟؟)
الجواب: أما في اللسان الأول.فنعم. يصلح أن يُسمى دليلاً ..
إذن القرينة في اللسان الأول تسمى دليلا على المطلوب.
ثم لاحظ قولك عن القرينة في الاصطلاح الحادث:
فالقرينة ما أدى إلى المطلوب برتبة (من جهة قوة الدلالة واطمئنان النظر) أقل من الدليل.
أعتقد أن مفهوم كلامك هو أنه لا فرق بينهما في اللسان الأول والاصطلاح الحادث.
وأخيرا دعك من البعرة والبعير ـ على الرغم من عدم ورود مصطلح القرينة في كلام ذلك العربي ـ واضرب لي مثالا بلفظ له عدة معاني ميز أهل اللسان الأول بينها بمصطلح القرينة الذي تزعم أنهم يعرفونه.
أما سؤال خزانة الأدب فأنت أول المعنيين ألست صاحب الموضوع؟؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 06:44]ـ
آسف أخي الفاضل فالواضح أنك لا تستطيع فهم كلامي جيداً ... فأعتذر عن عدم استطاعتي مواصلة الحوار معك؛ فليس عندي قدرة على الإبانة أكثر من هذا ..
دمت موفقاً ..
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 06:50]ـ
لا يزال سؤالي بلا جواب!
عندما أقول لك (شغِّل الكمبيوتر) بمعنى (شغِّل عقلك)، فهل وُضعت هذه اللفظة لعقل الإنسان؟
الجواب الواضح عندي وعند جمهور الناس فيما أظن: لا، لأنها لفظة معاصرة، ونحن نعرف متى وُضعت ولأي شيء وُضعت!
إذن هي مجاز! لأنني استعملتها لغير ما تعارف الناس عليه، لعلاقة ظاهرة بين المعنيين، ولأن السياق يدل على أن المعنى الأصلي غير مراد.
فما جوابكم بارك الله فيكم؟
بل سبق وأن أجبتك بارك الله فيك
فليتك أخي الكريم تتأمل ما سبق من جوابي، في مشاركتيّ السابقتين، فلا أحب أن أكرر نفسي!!
دمت مخلصا.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 08:11]ـ
أخي
إنما كررت السؤال لأنني لم أجد الإجابة، وهي تحتاج منك إلى نصف سطر!
هل تلك اللفظة في ذلك المثال حقيقة أم شيء آخر؟
أخي أبا فهر
فضلا الانتظار حتى يجيب أبو حهاد أو ينكل عن الجواب
ـ[أبوهلا]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 08:16]ـ
آسف أخي الفاضل فالواضح أنك لا تستطيع فهم كلامي جيداً ... فأعتذر عن عدم استطاعتي مواصلة الحوار معك؛ فليس عندي قدرة على الإبانة أكثر من هذا ..
دمت موفقاً ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أظنك أخي السلفي تبحث معي عن الحق. أما أن تتهمني في فهمي فقد خيبت أملي بعد أن ظننتك رجلا آخر!!!
ويحسن أن أذكرك بتوقيعك الذي تذيل به مشاركاتك: قال ابن عقيل الحنبلي: ((اعلم أنه إذا انتهى الجدال إلى المسابة، دل على أن الذي حمله على ذلك ضيق عطنه وانقطاعه عن حجته)).
يبدو أن المشكلة ليست في فهمي، وإنما في انقطاعك عن حجتك، ولو كانت لديك أدنى شبهة (وليس حجة) لتبجحت ونفخت كما فعلت مع الدكتور العسكر، وكما تفعله في بقية مشاركاتك.
دمت موفقا ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 08:22]ـ
أدام الله توفيقك وسعادتك .. وجمع لك خيري الدنيا والآخرة .. وجمعنا الله وإياك في جنته إخواناً على سرر متقابلين ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 08:24]ـ
أخي أبا فهر
فضلا الانتظار حتى يجيب أبو حهاد أو ينكل عن الجواب
بوركتَ ..
هذا ما توقعتُ أنك تريده، ولذا سألتُك حسماً للظن ..
ـ[أبوهلا]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 08:26]ـ
أدام الله توفيقك وسعادتك .. وجمع لك خيري الدنيا والآخرة .. وجمعنا الله وإياك في جنته إخواناً على سرر متقابلين ...
أمين
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 09:18]ـ
الاخوة الأفاضل المشاركون في هذه الصفحة .. أحسن الله اليكم جميعا ...
اعذروا تطفلي ..
الذي أراه والله أعلم أن كثيرا من فرعيات الخلاف في هذه القضية - لا في أصلها ومصدرها - هي من الخلاف اللفظي الذي لا ثمرة له في الحقيقة .. وأنا أرجو أن يكون الاخوة قد لمسوا ذلك في كل موضوع فتح في هذا المجلس وغيره وتصارع فيه "المثبتة" و"النفاة" على نحو ما تكرر ولا يزال يتكرر!
(يُتْبَعُ)
(/)
فما دمنا نتفق على أن فهم الكلام يتوقف على الالمام بالقرائن - أو الدلائل أو العلامات أو سمها ما شئت يا أبا هلا - الدالة على معناه عند المتكلم به، وأن ذلك معزو الى ما اتفق عليه الناس في الاستعمال الشائع بينهم، فان خالفوا ذلك الاستعمال الشائع - سواءا كان ذلك الاستعمال من الغيب أو مما شهدنا نحن تواضعهم عليه - وعلمنا أن شيوعه على هذا الوجه يجعل صرفه الى غيره يحتاج الى الالمام بمزيد من القرائن، لم يضرنا بعد ذلك أن نسمي هذا حقيقة وذاك مجازا أو أن نسميهما استعمال قديم واستعمال جديد واستعمال عارض أو غير ذلك مما يسعنا، ولا مشاحة طالما أن المدار في جميع الأحوال هو جمع ما به يعلم مراد المتكلم من كلامه في كل حالة ... وبس!!
فمسألة لفظ الكمبيوتر لا يضيرني أن أقول أن اطلاقها وارادة العقل البشري بها من المجاز، طالما أني لم أتوصل لذلك الا بمعرفة أن هذا الاستعمال بخلاف ما هو متعارف عليه بين الناس في عرف مستعملها، وبمعرفة القرائن التي أفادت تحويله الى ذلك المعنى المخالف للاستعمال السائد .. كأن أرى المتكلم وهو يشير الى رأسه مثلا في قوله "شغل الكمبيوتر"، فأفهم مراده! وسؤال الفاضل أبي جهاد ماذا أفهم ان قرأت ورقة مكتوب عليها "افعل كذا" .. فأنا عن نفسي لا أفهم من مجرد هذا شيئا ولا أعد ذلك كلاما فلا أدري لمن كتبت تلك الورقة أصلا، لي أم لغيري وان كانت قد كتبت لي، فهل احتفت بها عندي قرائن تفيد أنني ملزم بطاعة ما فيها أم أن الأمر خلاف ذلك، وهكذا ... هل يلزم أن يكون هذا الآمر ملزما لي بالامتثال لأمره هذا ايجابا وفرضا؟؟ قد يكون كذلك وقد لا يكون، بناءا على معرفتي من هو ذلك الآمر وما موقفي منه وطبيعة علاقتي به وقرائن كثيرة!
ولهذا لما قال القائل بأن الأمر في الشرع يفيد الوجوب حتى تتبين قرينة تحمله على خلاف ذلك، اعتضدنا لقوله هذا بقرائن كثيرة ليس ههنا محل البسط فيها، منها معرفتنا وتسليمنا بأننا عبيد لنا سيد يأمرنا، فأول ما ينصرف اليه الذهن من الأمر لزوما هو الوجوب وضرورة الامتثال .. هذه كلها قرائن يتحقق الفهم بجمعها واستقصائها .. وفي جميع الأحوال يجب استقصاء تلك القرائن والدلائل جميعا دون تقصير ..
فالأمر هين يا اخوان والله، طالما أننا نعرف كيف نرد على أصحاب الباطل باطلهم، ونهدم لهم ما التزموه من لوازم باطلة مبناها نظريات اليونان أو غيرها من افك الفلاسفة وأهل الباطل .. نعم القول بمعرفة حقيقة وضع اللفظ الأول رجم بالغيب ولا شك، سيما ان كان في لغة لم نشهد المتكلمين بها ولم نكن معهم في زمانهم - كما هو حال لسان القرءان في زمان التنزيل - ولكن ان قال أحدهم هذا حقيقة وهذا مجاز، لم نبدعه بمجرد ذلك ولم نرده عليه هكا مطلقا، وانما لزم أن نستفصل منه عن هذا الذي يسميه حقيقة ماذا يقصد به؟ هل يقصد أنه المعنى الذي وضع اللفظ في الأساس من أجل ارادته؟ فان قال نعم قلنا له وما دليلك؟ فان قال كما قال صاحبنا هنا بأن لفظة كمبيوتر معلوم أنها ما وضعت الا لارادة الجهاز الفلاني والذي يعرفه عامة مستعملي هذه الكلمة، لم نشاححه في قوله هذا حقيقة وهذا مجاز ولم ينبن على الخلاف معه أي فائدة!! وان كان اللفظ قديما وقال جوابا على سؤالنا: وجدت أغلب أصحاب المعاجم التي ترجمت للفترة التي أبحث فيها يفيدون بذلك، قلنا فهذا يستفاد منه الاستعمال الغالب في ذلك الزمان تحديدا لا الأصل الأول للكلمة الذي وضعت لارادته! فان أقررنا الأول على ما قال ونازعنا الثاني، كان ماذا؟ لا زلنا يلزمنا استيفاء سائر القرائن التي تفيد في كل حالة أن المتكلم يريد هذا المعنى الذي فهمناه دون غيره!! هذه قاعدة نتفق عليها جميعا، من أثبت ومن نفى، بغض النظر عن تفريعات المعتزلة والجهمية عليها، فلماذا نضخم هذه القضية الى هذا الحد؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 09:37]ـ
أصحاب الحقيقة والمجاز لا يبحثون يا مولانا فالأصل هو اللمعنى (س) حتى تقوم قرينة تصرف عنه ..
أما نحن فنقول: لا يوجد أصل ولا يُعلم المعنى ولا يُحكم به حتى يُستفرغ الوسع في جمع الباب .. حينها فقط يُمكنك التمسك بالمعنى الذي انتهيت إليه ..
هم يقولون إذا تجرد عن القرائن ..
ونحن نقول لا يوجد لفظ يتجرد عن القرائن ..
وانظر هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13420
أما مسألة الكمبيوتر ونظائرها فجوابها الشافي حاضر ينتظر إذن (خزانة الأدب) ..
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 10:10]ـ
أخي
إنما كررت السؤال لأنني لم أجد الإجابة، وهي تحتاج منك إلى نصف سطر!
هل تلك اللفظة في ذلك المثال حقيقة أم شيء آخر؟
أخي أبا فهر
فضلا الانتظار حتى يجيب أبو حهاد أو ينكل عن الجواب
نعم، هي حقيقة
والكمبيوتر يطلق على الآلة وعلى العقل البشري وعلى لعبة الأطفال الشبيهة به ....
والقرينة هي التي تحدد لي ما تقصده حين تقول لي: شغل الكمبيوتر.
وعذرا من جميع الإخوان فإني قد جاءتني شواغل، فادعو لي فأنا في ضيق، بارك الله فيكم أجمعين.
ولم أفهم هذه بارك الله فيك:
أو ينكل عن الجواب
ولي على مداخلة أخينا الفاضل أبي الفداء، تعليق فلعل الله ييسر لي أمري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 10:12]ـ
سيدي الفاضل، قرأت هذا الموضوع الذي أحلتني عليه من قبل، وسامحك الله على التعريض بنسبة كلامي هذا الى السذاجة في التهوين من شأن الخلاف، الحاقا له بهذا الذي تنقده في المقال المحال اليه!
لا يا أخي لا أهون من الخلاف هكذا باطلاق، ولكن أنبه الى ضرورة معرفة وتصور موقف كل متكلم فيه وحقيقة ما يقصده بوضوح، قبل أن تطلق عليه لوازم متقررة عندك وعند غيرك مرتبطة بصفة "المثبتة" وهي قد لا تلزم باطلاق وقد لا يلتزمها هو بحال!! تقول مثلا أنهم لا يبحثون ولا ينظرون في القرائن، واطلاق هذا الكلام في حد ذاته غير صحيح وهم قطعا لا يقبلونه! أليس النظر في المعاجم في حد ذاته يعد بحثا عن قرائن لمعرفة المعنى المراد، بغض النظر هل أقررناهم على الاكتفاء بها أم لا؟؟؟؟ فما الذي ينبني عندهم بعد ذلك على ما يجدون في تلك المعاجم؟ فليسمه هو المعنى الحقيقي ان شاء، أو المجازي ان شاء، المهم أننا لا نقبل منه اطلاق أي قاعدة عامة الا بدليل .. كأن يقول أن هذا هو المتعين حمل المراد عليه من اللفظة أو من الأسلوب دائما وفي كل حالة ما لم تظهر قرينة صارفة الى خلافه، هذا لا نقبله الا ان أثبت لنا أنه في مثل هذه الحالة يستند في ذلك الى قرينة متفق عليها، كما في مثال قاعدة الأمر يفيد الوجوب والتي أشرت اليها في مشاركتي الآنفة .. فان سلمنا بهذا لم نقبل منه أن يطلق هذه القاعدة في كل الأحوال دون التفات الى القرائن المحتفة بالكلام .. المهم أن يثبت صاحب الزعم بالقرائن في كل حالة على حدة أن ما فهمه هو مراد المتكلم من استعمال اللفظة! فان كان هذا هو مجرى البحث وهذه هي وجهته، واتفق معنا على هذا التأصيل، فلا مشاحة اذا في أن يقول هذا حقيقة وهذا مجاز!! فهل اتضح ما أرمي اليه؟؟
يعني باختصار لا تعمم صورة واحدة على كل من قال حقيقة ومجاز يا شيخنا، تنسبه الى نظريات أرسطوطاليس، وهو منها براء!
هذا غاية ما أردت بيانه ...
أرجو ألا يضيق صدرك بكلامي هذا، والله من وراء القصد، وشكر الله سعيكم وسددنا واياكم الى ما يحب ويرضى.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 10:19]ـ
يا مولانا أنت أعقل من أن تظن أني قصدتُ رميك بالموجود في المقال إنما أردت تكميل الفائدة فحسب
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 10:21]ـ
أما الباقي .. فمعذرة يا مولانا هم فيما ذكرتُ صورة واحدة ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 10:25]ـ
وما ذكرتَه أنت من الرجوع للمعاجم وأن كذا قران = ويسمونها ما شاءوا .. كل ذلك عندي لا ينفق في سوق العلم وهو خيال ذهني لا علاقة له بالبلاء الذي أنشأه البصري وإخوانه .. ولا علاقة له بتنظير المجازيين للمجاز ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 10:34]ـ
لم تفهمني الى الآن يا أبا فهر، لكن لا بأس .. فأنا على أي حال متفق معك على ابطال أصول الفلاسفة وأوهامهم، ولست من "المثبتة" ولا أنتصر لهم ولا لغيرهم حتى لا تحسبني منهم .. (ابتسامة)
انما الدليل ديدني به أحتج على هؤلاء وهؤلاء، والحمد لله وكفى.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 10:58]ـ
بوركتَ .. وأنت حبيب كما تعلم ..
ـ[أبوهلا]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 11:00]ـ
أخي أبو الفداء لا يغرنك زعمه أني لم أفهم كلامه فقد تناقشت مع هذا السلفي في مسألة طاعة ولاة الأمر من قبل عندما كنت أفهم فانقطع وشهد لي الإخوة هناك بالصواب انظر الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23365
وتناقشت مع هذا السلفي عندما كنت أفهم في مسألة لصيقة عنده بالمجاز وهي مسألة الأمر للوجوب فانقطع واعترف هو بخطئه انظر الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13859
وحين بدأت معه هنا اختصر الطريق وقال السلامة لا يعدلها شيء ثم قال كلمته وانصرف. ولو ثبت لتبين له الحق إن كان يبحث عنه.
أما أنت أخي أبو الفداء فانظر معي قولك:
الاخوة الأفاضل المشاركون في هذه الصفحة .. أحسن الله اليكم جميعا ...
اعذروا تطفلي ..
أخي ليس في المنتديات تطفل بل هي موضوعات تطرح للمدارسة، ومن كان لديه حديث خاص فلماذا ينشره على الملأ!!! كما أن هناك الرسائل الخاصة يمكنه استخدامها.
فما دمنا نتفق على أن فهم الكلام يتوقف على الالمام بالقرائن - أو الدلائل أو العلامات أو سمها ما شئت يا أبا هلا - الدالة على معناه عند المتكلم به، وأن ذلك معزو الى ما اتفق عليه الناس في الاستعمال الشائع بينهم، فان خالفوا ذلك الاستعمال الشائع - سواءا كان ذلك الاستعمال من الغيب أو مما شهدنا نحن تواضعهم عليه - وعلمنا أن شيوعه على هذا الوجه يجعل صرفه الى غيره يحتاج الى الالمام بمزيد من القرائن، لم يضرنا بعد ذلك أن نسمي هذا حقيقة وذاك مجازا أو أن نسميهما استعمال قديم واستعمال جديد واستعمال عارض أو غير ذلك مما يسعنا، ولا مشاحة طالما أن المدار في جميع الأحوال هو جمع ما به يعلم مراد المتكلم من كلامه في كل حالة ... وبس!!
أحسنت أخي أبو الفداء هذا الكلام هو نفس الذي كنت أريد الوصول إليه مع الأخ السلفي ولكن خطوة خطوة أي حتى نتفق على المقدمات فنصل إلى هذه النتيجة.
فلماذا نضخم هذه القضية الى هذا الحد؟؟
هذا السؤال موجه إلى الأخ الذي سلسل سلسلة من المقالات في هذا المنتدى عن مسألة المجاز.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 11:14]ـ
الفاضل خزانة الأدب يبدو أن ما ذكره أبو جهاد هو منتهى مراده فإن شئت = أجبتُك ..
ـ[أبوهلا]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 11:18]ـ
لم تفهمني الى الآن يا أبا فهر،
دنيا صغيرة!!!!!
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 11:35]ـ
الأخ الكريم أبو فهر أنا أتابع سلسلتك عن المجاز من فترة والحق لك هي جيدة لكن نقدك هذا هو أوضح ما كتبت يوضح مذهبك فجزيت الجنة
الأخ أبو هلا لا تتعب نفسك فيبدو أن أبو فهر سيتبع معك طريقته الأثيره
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19524
وقد راجعت موضوع طاعة ولي الأمر فما وجدته إلا أعرض عنك لسوء أسلوبك
وراجعت الرابط الذي وضعته عن الأمر فما رأيته أخطأ ولا رأيته ذكر أي شئ عن الاعتراف بالخطأ أنت كنت تستوضحه عن مراده فأفهمك وشرح لك
وأريد أنبهك لشئ بمناسبة الدنيا الصغيرة: هو قال إنك لم تفهمه فأرعدت وأزبدت ولازلت تسئ الخطاب من ساعتها وهو ما فعل إلا الدعا لك
وفي المقابل أبو الفداء قال إن أبو فهر لم يفهمه فما رد عليه أبو فهر إلا بالمحبة والدعاء بالبركة
فعلا كل اناء بما فيه ينضح
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 11:53]ـ
فقد تناقشت مع هذا السلفي .....
وتناقشت مع هذا السلفي .....
وحين بدأت معه هنا ....
ولو ثبت لتبين له الحق إن كان يبحث عنه ....
ويحك!!! ما هذه الطريقة يا أخي؟؟؟ هذا السلفي .. !!، ولو ثبت لتبين له الحق و ... كأنك تصارع مبتدعا!!
أنت أيضا لم تفهم مرادي يا أبا هلا، فتريث!!
أخي نحن لا نتكلم في اثبات القدر ونفيه، انما في اثبات المجاز ونفيه فتأمل! ومن أهل السنة من يثبتون المجاز ومنهم من ينفونه، وكلهم متفقون على ذات الأصول وينتهون من النصوص الى ذات الفهم في النهاية، فان كان الجدال فيما بيننا نحن معاشر أهل السنة في هذا التفريق فأمره اذا هين، لأننا جميعا - سواء ألحقنا بالمثبتة أو بالنفاة - ان حاججنا جهميا أو مبتدعا من أي طائفة فطرائق احتجاجنا عليه واحدة والزاماتنا واحدة فيما يتعلق باللفظ والمعنى المراد منه وطريق الوصول الى ذلك المعنى! فمن هذه الجهة قلت: الخطب يسير والكلام ليس باطلاقه!
أما أنت يا أخي الفاضل ...
فتأمل ما هجمت به على أخيك كأنك تناظره على التوحيد!!
ما هكذا تورد الابل يا أبا هلا .. سامحك الله!
ولعل أبا فهر أن يكون بهذا قد زاد قصدي وضوحا له، والله الموفق ..
ـ[أبوهلا]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 11:54]ـ
هو قال إنك لم تفهمه فأرعدت وأزبدت ولازلت تسئ الخطاب من ساعتها
تكرم علي أخي وحدد لي في أي مشاركة أرعدت وأزبدت وأسأت الخطاب، لأني لم أشارك بعد انتهاء حديثي معه إلا بمشاركتين من أصل 11 مشاركة.
وأنا لدي الشجاعة في الاعتذار منه إن تبين أني أخطأت في حقه أو أسأت الخطاب معه.
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 12:12]ـ
حتى مشاركاتك انت لا تفهمها ولا ترى ما فيها من الغلظة والغضبة وسوء المخاطبة هذا عجيب
على كل حال كل ذي عينين وعقل بما فيهم الأخ ابو الفداء تنبهوا لسوء خطابك وغلظتك
ـ[أبوهلا]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 12:39]ـ
حتى مشاركاتك انت لا تفهمها ولا ترى ما فيها من الغلظة والغضبة وسوء المخاطبة هذا عجيب
على كل حال كل ذي عينين وعقل بما فيهم الأخ ابو الفداء تنبهوا لسوء خطابك وغلظتك
أدام الله توفيقك وسعادتك .. وجمع لك خيري الدنيا والآخرة .. وجمعنا الله وإياك في جنته إخواناً على سرر متقابلين ...
ـ[أبوهلا]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 12:53]ـ
سأتوقف هنا لأني لن أفيدكم ما دمتم غير متفهمين لي.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 03:24]ـ
نعم، هي حقيقة. والكمبيوتر يطلق على الآلة وعلى العقل البشري وعلى لعبة الأطفال الشبيهة به .... والقرينة هي التي تحدد لي ما تقصده حين تقول لي: شغل الكمبيوتر.
وعذرا من جميع الإخوان فإني قد جاءتني شواغل، فادعو لي فأنا في ضيق، بارك الله فيكم أجمعين.
أشكرك على الجواب المختصر، بارك الله فيك وفرَّج عنك.
ولولا اعتذارك لطرحت عليك سؤالاً آخر:
ماذا لو كنا نناقش مسألة عويصة، وكنتَ معروفاً بالهدوء وبردودة الأعصاب، فقلتُ لك (شغِّل الثلاجة!)، ونقرت بإصبعي على رأسي!
(يُتْبَعُ)
(/)
ربما ستقول أيضاً: الثلاجة تطلق على الآلة وعلى العقل البشري وعلى لعبة الأطفال الشبيهة بها .... والقرينة هي التي تحدد لي ما تقصده حين تقول لي: شغل الثلاجة!
وقد أقول (شغِّل السلحفاة!)، لبطء تفكيرك، حاشاك!
وقد أقول (شغِّل الصحراء الكبرى!)، للدلالة على الجفاف والفراغ، وحاشاك أيضاً!
... إلخ، مما يناسب المقام وتدل عليه القرائن.
وإذن فلا حاجة لمزيد من الأسئلة، فأنتقل إلى المناقشة وأقول مستعيناً بالله:
أولاً: ظهر من الأمثلة أعلاه أن الألفاظ التي قد أستعملُها للدلالة على ذهن الإنسان غير متناهية.
ثانياً: كما ظهر أن المسألة لا علاقة لها بالغيب (وهو موضوع النقاش بيني وبين الأخ أبي جهاد وفقه الله)، إذ لا فرق بين أن أكون قد سُبقت إلى استعمال الكمبيوتر والثلاجة والسلحفاة والصحراء بهذا المعنى، فأكون أول مستعمل لها في التاريخ كله! أو أكون عند نفسي قد اخترعت الاستعمال ثم يتضح أنني مسبوق إليه، أو أكون قد كرَّرتُ عبارة مشهورة متداولة. ولكن من واجبي في جميع الأحوال أن أوصل الرسالة إلى السامع ليعرف المعنى المقصود، حتى لو كان يسمع هذا الأسلوب لأول مرة. غاية ما في الأمر أن شهرة أسلوب ما وانتشاره على الألسنة وطروقه للآذان يسهِّل الأمر، ويقلِّل من مقدار القرينة اللازمة، وإلا فلا بدَّ من مزيد قرائن (كنقر الرأس للدلالة على المقصود بالثلاجة، لأنها أندر استعمالاً في هذا المقام من الكمبيوتر).
ثالثاً: من المغالطة أي يقول الأخ (هي حقيقة. والكمبيوتر يُطلق على الآلة وعلى العقل البشري وعلى لعبة الأطفال الشبيهة به)، لأن سؤالي نفسه يتضمن إطلاق لفظة الكمبيوتر على العقل البشري، فأنا لا أنتظر منه إخباري بوقوع ذلك! والجواب اللائق به أن يقول (هي حقيقة. لأنها وُضعت للدلالة على الآلة وعلى العقل البشري وعلى لعبة الأطفال الشبيهة به)، فلأن هذا لا الجواب لا يستقيم عدل الأخ عن (وُضع) إلى (يُطلق)!
ومن المكابرة طبعاً أن يقال: أي لفظة يستخدمها أي إنسان للدلالة على ذهن الإنسان فهي موضوعة من الأصل لهذا المعنى!
والدليل على ذلك: أنني لو سألتُ الأخ قبل بضعة أيام: احصر لي جميع الألفاظ التي يجوز إطلاقها على ذهن الإنسان، فهل يستطيع ذلك، وتكون الكمبيوتر إحداها؟ الجواب بالطبع: لا!
ولو سألتُه: احصر لي جميع المعاني التي يجوز استخدام لفظة الثلاجة فيها، فهل يستطيع ذلك، ويكون من بينها ذهن الإنسان؟ الجواب بالطبع: لا!
ولا يستقيم للأخ أن يقول (لفظة كذا وُضعت من الأصل لثلاثة معانٍ)، وينكر على غيره أن يقول (وُضعت أصلاً لمعنى واحد)، مع أن كلا القولين رجم بالغيب!
إذن لا علاقة لمسألة المجاز بقضية الوضع، وهو ما قلتُه في أصل الاعتراض على كلام الأخ الكريم (هذه إحدى مغالطات المنكرين للمجاز).
رابعاً: القائلون بالمجاز لا يرجمون بالغيب، وإنما يقيسون الغائب على الشاهد، والماضي على الحاضر. والأمثلة التي أوردتُها أعلاه تدل بكل وضوح أن عمود مسألة المجاز على الاختراع والتجديد في اللغة. وأنا أستطيع أن استخدم أي كلمة أريدها للدلالة على ذهن الإنسان، فأقول مثلاً (شغِّل البتاع!)، وطبعاً لا بدَّ من تقوية القرينة للتعويض عن غرابة الاستعمال عند السامع، وإذا لم يفهم المقصود فهناك تقصير من أحد الطرفين أو كليهما.
وإن كنتُ قد أسأمتُكم بهذه الأمثلة الافتراضية الباردة، فإليكم هذا المثال الواقعي لغرض الإحماض (من الإنجليزية):
قبل ثلاثة أشهر اختار جون ماكين (سارة بَيْلِن) لمرافقته في حملته الانتخابية، وكان من أهدافه خداع الأصوات النسائية، فكتبت الصحفية المشهورة (مورين داود) في نيويورك تايمز تقول (لا تتفق تلك المرأة مع سائر النساء إلا في السباكة الداخلية!). وأنا لم أسمع بهذا التعبير من قبل، ولا جمهور القرّاء الكرام كما أظن، ولكن المعنى واضح كالشمس!
فالحاصل أن مسألة المجاز تقوم على الاختراع والتجديد واستخدام الألفاظ في معان غير مألوفة، وقد يستحسن الناس هذا المعنى الجديد ويألفونه، إلى أن يزاحم المعنى القديم أو يتغلَّب عليه (كلفظة الغائط مثلاً، أعزَّك الله)، وقد يفشل ويموت في مهده، ولا يغيِّر ذلك شيئاً من كونه مجازاً في أول الأمر على الأقل.
خامساً: يظهر لي أن الأخ الفاضل تعجَّل في الاستكثار بهذه الحجَّة، بينما أدرك غيره أنها حجَّة غير مستقيمة. وقد راجعتُ البارحة كتاب العلامة الشنقيطي رحمه الله (منع دخول المجاز)، وهذا الرجل وكتابه هما الغاية في هذا الباب، ولا يُشَقُّ له غبار في الأصول والمنطق، فلم أجده وقف عند دعوى غيبيَّة الوضع الأصلي، بل أنكر وقوع المجاز في القرآن - أو مطلقاً - بناء على حجَّة أخرى.
الأخ الكريم أبا فهر:
فضلاً انتظر قليلاً، فمن حقّ أبي جهاد أن نعطيه فرصة، إن تيسَّر له الجواب!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 04:14]ـ
ان شئت النصيحة يا أبا جهاد خل بين الشيخ خزانة الأدب و الشيخ أبي فهر فلست تعرف من تحاور من الدواهي ... فمن جهتي متشوق لرؤية كيف سيستطيع الشيخ أبا فهر الانفكاك هذه المرة و قلب الطاولة على الشيخ الفاضل خزانة الأدب ... :):):)
ملحوظة كل ما قلته محتف بقرائن البسمات و الحب و الوداد و يبدو أننا مع الوقت سنحتاج في المنتديات الى ايقونات قرائنية أكثير لتوضيح المراد ... فلا تؤاخذونا:):)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وهران]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 07:10]ـ
الأخ أبوهلا
ليتك تواصل النقاش مع الأخ أبي الفداء
اننا نحزن كثيرا بصفتنا متابعين للنقاش أن ينسحب كل محاور بسبب سوء فهم أو سوء ظن أو مكابرة ...
أرى أن أبا الفداء وأنت يا أباهلا؟ أهلا لهذا النقاش فلتواصلا بارك الله فيكما
وأعتذر لغيرهم من المحاورين في هذه الصفحة - بما فيهم صاحب الحوار - أن أقول لهم أنتم بعيدون عن لب الموضوع الذي اقترب إليه أبوهلا على الأقل وأبو الفداء نظيرا له
أتمنى مواصلة الحوار بارك الله فيكما
أو لعلي أطلب منهما النقاش حول موضوع مشابه له في صفحة جديدة
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 07:25]ـ
ان شئت النصيحة يا أبا جهاد خل بين الشيخ خزانة الأدب و الشيخ أبي فهر فلست تعرف من تحاور من الدواهي ... فمن جهتي متشوق لرؤية كيف سيستطيع الشيخ أبا فهر الانفكاك هذه المرة و قلب الطاولة على الشيخ الفاضل خزانة الأدب ... :):):)
ملحوظة كل ما قلته محتف بقرائن البسمات و الحب و الوداد و يبدو أننا مع الوقت سنحتاج في المنتديات الى ايقونات قرائنية أكثير لتوضيح المراد ... فلا تؤاخذونا:):)
فليكن أيها الأخ الفاضل
قبلت نصحك - سددك الله تعالى - ووقانا الله تعالى جميعا شر الدواهي!! (ابتسامات).
على الرغم من أني ما زلت عند ظني أني أجبت على السؤال، وأن هناك وصلة لم تعمل عملها جيدا بيني وبين خزانة الأدب - حفظه الله - .. ولعله سوء تبيين للمراد مني.
ثم إنني مشغول جدا بأمر أمني ينغص علي لقيا الأحبة، فأسألكم الدعاء ثانية لعل الله يفرج عني شيئا مما أنا فيه.
ثم شرط على أبي فهر أن يتحفنا - نفع الله به - بإجابة تدفع سير الحوار إلى الأمام ..
وها أنا مشارك قارئ لا محاور .. داع للجميع بالتوفيق.
مع ضميمة: الحوار في المسألة برمتها .. لم ولا ولن يفسد أخوة يقينية بين الجميع .. فالله الله في الحلم .. ولا داعي لشحن النفوس.
بارك الله لكم وفيكم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 09:28]ـ
أما عن الدفع يا أبا جهاد فهو (رباعي) لا تقلق .. ولا أحب إلي من محاورة من يعقل ويفهم .. والفاضل خزانة الأدب كذلك إن شاء الله، والمثال الذي ضربه من خير ما يُضح به الفرق بين المنهج العلمي الصائب في تصنيف الدلالات وتفسير كلام المتكلم =و منهج المثبت الغير علمي أو كما يعبر أستاذنا جلال أمين عن نظائره هو -أي منهج المثبتة-: من بناء العلم على أسس غير العلم .. ويسمي مثل أباطيلهم: الأسس غير العلمية للعلم ..
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 09:39]ـ
أما عن الدفع يا أبا جهاد فهو (رباعي) لا تقلق .. ولا أحب إلي من محاورة من يعقل ويفهم .. والفاضل خزانة الأدب كذلك إن شاء الله، والمثال الذي ضربه من خير ما يُضح به الفرق بين المنهج العلمي الصائب في تصنيف الدلالات وتفسير كلام المتكلم =و منهج المثبت الغير علمي أو كما يعبر أستاذنا جلال أمين عن نظائره هو -أي منهج المثبتة-: من بناء العلم على أسس غير العلم .. ويسمي مثل أباطيلهم: الأسس غير العلمية للعلم ..
سر فلا كبا بك الفرس ... (ابتسامة)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 09:44]ـ
لكني مؤدب أنتظر صاحب الخزانة أن يفتح لنا بابها (ابتسامة)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 01:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الله أعلم أن الخلاف في هذه المسألة خلاف لفظي يرجع إلى تفسير الحقيقة ما هي فإن كان المراد بها الحق فقد أجمع العلماء على أنه لا مجاز في القرآن لأن المجاز مقابل الحقيقة والحقيقة هي الحق فيكون المقابل هو الباطل وهذا نقطع بأنه لا يوجد في القرآن
وإن كان المراد بالحقيقة: اللفظ المستعمل فيما وضع له أصلا" فإنه يوجد في القرآن مجاز لأن المجاز مقابل الحقيقة والحقيقة هي اللفظ المستعمل فيما وضع له أصلا" فيكون مقابله وهو المجاز وهو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له وهذا يجيز القول بأن القرآن مشتمل عليه لأنه واقع فيه ومنهم من سماه بغير هذا الاسم وهو المجاز فيكون نزاع في العبارة أما المعنى فهو متفق عليه فيكون الخلاف لفظيا" هذا فيما يتعلق في القرآن أما وقوعه في اللغة فالخلاف إذا كان معنوي فهو أضعف من هذا الخلاف.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 10:30]ـ
تفضل يا أبا فهر
وأقترح عليك أن نركّز في البداية على مسألة أصل الوضع، لأنني رأيت الشيخ الشنقيطي لم يحفل بها.
فما رأيك حفظك الله بقول أبي جهاد:
والحقيقة أن نظرية المجاز مرهونة بأصل الوضع اللغوي، فإذا سلم لهم القول بأصل الوضع سلمت معه نظرية المجاز.
الشنقيطي وأنا (ومعذرة لهذا العطف!) لا نرى صلة بين حكاية الوضع ومسألة المجاز، وأخونا يقول إنها عمود المسألة، فما رأيك مُسَدَّدًا إن شاء الله؟
ـ[أبوهلا]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 10:35]ـ
الأخ أبوهلا
ليتك تواصل النقاش مع الأخ أبي الفداء
اننا نحزن كثيرا بصفتنا متابعين للنقاش أن ينسحب كل محاور بسبب سوء فهم أو سوء ظن أو مكابرة ...
أرى أن أبا الفداء وأنت يا أباهلا؟ أهلا لهذا النقاش فلتواصلا بارك الله فيكما
وأعتذر لغيرهم من المحاورين في هذه الصفحة - بما فيهم صاحب الحوار - أن أقول لهم أنتم بعيدون عن لب الموضوع الذي اقترب إليه أبوهلا على الأقل وأبو الفداء نظيرا له
أتمنى مواصلة الحوار بارك الله فيكما
أو لعلي أطلب منهما النقاش حول موضوع مشابه له في صفحة جديدة
يشهد الله أني لا أعرف الأخ وهران ولكني أشكره على حسن ظنه بي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 10:56]ـ
الأخ وهران، لم يكن النقاش أصلا بيني أنا وبين أبي هلا وفقه الله! فأي نقاش هذا الذي تريد مني أن أواصله معه؟!
أما الأهلية فالمسألة ليست مسألة أهلية! أنا خلافي في وجهة النظر مع أخي الفاضل أبي فهر، - ان صح أن يقال عنه خلاف أصلا - ليس بما يدعوني الى قطع مسار هذا الحوار الطيب أو التدخل فيه، فقد بينت مرادي لمن فهمه، وحفظت الود بيني وبين سائر الاخوة هنا وفقهم الله، وبينت أن القضية لا تدعو أبدا الى التشاحن والتلامز، فضلا عن الطعن على "السلفية" والمناظرة على الحق والسنة ونحو ذلك، فأمر الخلاف في هذه القضية بيننا معاشر أهل السنة ولله الحمد يسير، ما دام كل منا يفهم ما ينتهي إليه قول محاوره .. هذا كل ما عندي وقد بينته بما فيه الكفاية ولله الحمد،
فان كنت أنت متابعا للحوار، فأنا متابع معك .. وهو حوار شيق ننتظر ثمرته، بارك الله في اخواننا المتحاورين فيه، ونفع به المسلمين .. (ابتسامة)
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 03:51]ـ
الفاضل ابا هلا
واصل وصلك الله بفضله
فإن أبى فلان ان يسمع لك فنحن فى حاجة لأن نسمع لكل الآراء وإن شئت فافتح موضوعا تدلى فيه بدلوك
رزقنا الله وإياك التواضع وخفض الجناح لاخواننا المؤمنين وعافانا من امراض القلوب
ـ[أبوهلا]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 04:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو الفداء ليس مثلي من يطعن على السلفية، ولكن التسمي بالسلفي هو الذي أطعن فيه وقد تناولت هذه المسألة من قبل هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=171786#post17 1786
أخي الكريم أبو معاذ المصري بارك الله فيك لا أخفيك أني أتضايق من الأساليب الملتوية التي يتبعها بعض الإخوة من أجل ألا يقر بالخطأ، ولكنه تضايق وقتي يزول سريعا والحمد لله، أما في مسألتنا هنا فإليك بيانها:
يجب أن نفرق أولا بين ثلاث مصطلحات تناولتها في مشاركة سابقة لي في هذا المنتدى:
المشترك اللفظي: وهو لفظ له عدة معاني حقيقية مثل: عين وخال ....
التشبيه البليغ: وهو تشبيه حذفت منه الأداة ووجه الشبه مثل: محمد أسد، وعقله كمبيوتر ...
المجاز: وهو لفظ استعمل في غير معناه أو معانيه الحقيقية بشرطين:
ـ وجود قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي.
ـ وجود علاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي. والعلاقة إما أن تكون المشابهة (فتسمى استعارة)، وإما غيرها (فتسمى مجاز مرسل).
أما مثال المجاز فسأكتفي بالتمثيل للاستعارة لكثرة تفريعات المجاز المرسل.
لاحظوا معي أيها الإخوة:
ـ عندما أشير إلى عقلك وأقول: هذا مثل الكمبيوتر: هذا الكلام حقيقة وهو تشبيه.
ـ عندما أشير إلى عقلك وأقول: هذا كمبيوتر: هذا الكلام حقيقة وهو تشبيه بليغ.
ـ عندما أشير إلى عقلك وأقول: شغل الكمبيوتر: هذا الكلام مجاز.
وهكذا كل تشبيه يمكنك تحويله إلى مجاز.
فإن ناقشك من يريد الحق فقل له: اقترح لفظا ثم عدد كل معانيه عند العرب أو العجم أو النمل أو أي أمة تريد.
فإن انتهى من تعداد تلك المعاني فما عليك إلا الإتيان بمعنى جديد للفظ من خلال تشبيه هذا اللفظ بأي معنى آخر له علاقة به ثم احذف المشبه والأداة ووجه الشبه ثم أطلق المشبه به على المشبه.
ثم قل له: الآن هذا المعنى الجديد الذي أتيت به أنا ولم يسبقني به أحد من العالمين، هل هو من النوع الأول أم نوع جديد.
فإن قال من النوع الأول فدعه واعلم أنه مكابر ومش دوغري،
وإن قال: هذا المعنى نوع جديد، فقل له: لدينا الآن نوعين من المعاني فماذا نطلق عليهما؟ أي مصطلحات سيقولها معناه أن الخلاف لفظي.
ملحوظة:
الأخ السلفي يقول مصطلح المجاز حادث بعد القرون المفضلة، فناقشته في مصطلح هو يقر به، وسألته: أليس مصطلحك هذا بمصطلح حادث؟ فانسحب من النقاش.
وما أكثر المصطلحات الحادثة التي يقر بها ولا يمكنه إنكارها. بل يمكننا اليوم الاصطلاح على مصطلحات جديدة لم تكن في القرون المفضلة وليس في ذلك أي محظور شرعي ولكن القوم يقلدون وخلاص.
تنبيه:
ليس لي في هذا المنتدى أي علاقة مع أي شخص يكتب فيه ولا يعرف أي واحد منهم من أكون. باستثناء الأخ عدنان بخاري فأنا أعرف أنه عندنا في مكة وأسمع عنه خيرا كثيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 10:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ائذنوا لي بالمشاركة معكم في هذا النقاش، وأرجو أن تكون مشاركتي في محلها، حيث أراد الأخ خزانة الأدب وأؤيده على اختياره.
فأقول وبالله التوفيق:
مثبتة المجاز ليسوا متفقين على أن مبدأ اللغات هو الوضع الاصطلاحي - الذي نقضه النافون للمجاز وجعلوا نقضه أساساً للنفي المجاز -:
فمنهم من قال بذلك وهم المعتزلة، وقد بين الشيخ أبو فهر أنهم تلقوا ذك عن اليونانين الوثنين.
ومنهم من قال إنها توقيفية كأبي الحسن الأشعري وابن فورك وابن الخطيب وابن الحاجب ونسبه السبكي إلى أكثر العلماء [شرح جمع الجوامع (2/ 296)].
ومنهم من قال: إنها توقيفية في قدر ما يكفي به التعريف وهو قول أبي إسحاق الاسفراييني.
ومنهم من توقف، قال السيوطي في المزهر: " والمحققون متوقفون في الكل ".
بل نص كثير من الأصولين على ان الخوض في هذه المسألة من الفضول ولا ثمرة لها قال في المرتقى بعد ذكر الأقوال:
ثم الجميع ممكن الوقوع = والخف ا يثمر في الفروع
فالحاصل أن النافين حين نقدوا القول بالمجاز المبني الوضع الأول لم ينقدوا إلا قول المعتزلة، أما على القول بالتوقيف - وهو اختيار شيخ الإسلام (1) - فكيف يكون الحال؟
مثلاً: هل علم الله تعالى آدم عليه السلام أن لفظ الأسد يطلق على الحيوان المعروف، وعلى الشجاع معاً؟ أم على واحد منهما؟. فعلى القول بنفي المجاز لا يصح إلا الأول، ويلزم عليه أن الله تعالى علم آدم جميع المعاني التي يدل عليها اللفظ الواحد المحتمل لأكثر من معنى، ثم إن المجاز في حالة التركيب لا انحصار لحالاته فكيف يكون الحال؟.
ثم إن شيخ الإسلام أشار إلى أن تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز لا يصح إلا على القول بأن اللغات اصطلاحية فهل يكون من قال بالمجاز مع عدم قوله بالوضع الاصطلاحي متناقضاً؟.
أرجو من الشيخ أبي فهر التكريم بالإجابة عن هذ التساؤلات.
--------------------------
(1) قال شيخ الإسلام (7/ 96 - 97): بعد أن بين استحالة ان يكون آدم تعلم اللغات جميعها: " فَعُلِمَ أَنَّ اللَّهَ أَلْهَمَ النَّوْعَ الْإِنْسَانِيَّ أَنْ يُعَبِّرَ عَمَّا يُرِيدُهُ وَيَتَصَوَّرُهُ بِلَفْظِهِ وَأَنَّ أَوَّلَ مَنْ عَلِمَ ذَلِكَ أَبُوهُمْ آدَمَ وَهُمْ عَلِمُوا كَمَا عَلِمَ وَإِنْ اخْتَلَفَتْ اللُّغَاتُ، بَلْ الْإِلْهَامُ كَافٍ فِي النُّطْقِ بِاللُّغَاتِ مِنْ غَيْرِ مُوَاضَعَةٍ مُتَقَدِّمَةٍ؛ وَإِذَا سُمِّيَ هَذَا تَوْقِيفًا؛ فَلْيُسَمَّ تَوْقِيفًا ".
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 04:04]ـ
أنعم و أكرم .. جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم على مشاركتكم القيمة لو سمحتم لي أن أعقب على بعض تساؤلاتكم ..
هل علم الله تعالى آدم عليه السلام أن لفظ الأسد يطلق على الحيوان المعروف، وعلى الشجاع معاً؟ أم على واحد منهما؟. فعلى القول بنفي المجاز لا يصح إلا الأول، ويلزم عليه أن الله تعالى علم آدم جميع المعاني التي يدل عليها اللفظ الواحد المحتمل لأكثر من معنى، ثم إن المجاز في حالة التركيب لا انحصار لحالاته فكيف يكون الحال؟.
ليس بلازم اذ أن القائلين بالتوقيف ليس لهم قول واحد في معنى الأسماء التي علمها آدم فقد قال من قال كقتادة و عكرمة أنه علم كليات الألفاظ و ما تتمايز به -و هو الذي ينصره شيخ الاسلام وهو المخرج الأفضل فيما يبدو لي للمنكرة- لا أنه علم الأسماء منوطة بأعيانها فردا فردا .. و هذا الأخير نفسه ليس له انحصار ذهني فكيف يكون الحال أيضا؟؟؟ فان جاز ان يعلم أسماء كل شيء فردا فردا مما لا تنحصر في ذهن جاز ان يعلم تركيباتها المعنوية كذلك ..
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 05:21]ـ
الأخ أبا الحسنات وفقه الله
منكرو المجاز لم يفرِّقوا بين مجاز المعتزلة ومجاز الأشاعرة، بل منعوا المجاز مطلقاً.
والشيخ الشنقيطي لم يتطرَّق لمسألة أصل اللغة في إنكاره للمجاز!
وهو يعرف ما يقول بطبيعة الحال، بدليل ما أثبتُّه وأثبته الأخ أبو هلا وفقه الله، من أن كل متكلم بالعربية يستطيع أن يخترع مجازاً لم يُسبق إليه.
لقد فطن الشيخ إلى ذلك فلم يتعرَّض لهذه المسألة.
فالذي أستشكله أن الإخوة ههنا - ولعلك أحدهم - لا شُغل لهم إلا أصل وضع اللغة!
لا نزال بانتظار جوابك يا أبا فهر!
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 08:21]ـ
أنا لم أقل انهم فرقوا بين مجاز المعتزلة ومجاز الأشعرية، وإنما سؤالي عن علاقة مسألة تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز ومسألة مبدأ اللغات عى القول بأنها توقيفية، كما في التساؤلات التي ذكرتها.
وإن كان الشيخ الشنقيطي لم يذكر مسألة مبدأ اللغات في إنكار المجاز فإن شيخ الإسلام ذكرها، لذا فلا بد من الاهتمام بها.
أما مسألة الكمبيوتر هذه فقد ذكر أبو فهر أن لديه جوابا شافياً، فإذا رجع أجابك عنها.
واعذرني إن قطعت حواركما، لكن أظن أن هذا الذي ذكرته له فائدة لإيضاح صلة مسألة الوضع بمسألة المجاز.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 11:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو أن هناك خلطا بين المجاز والمشترك اللفظي عند بعض الإخوة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 12:08]ـ
الفاضل خزانة الأدب ..
الجواب جاهز لكنه طويل فثقل بتنسيقاته على حالة الشبكة بعد قطع الكابل .. يسر الله رفعه ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 12:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - أول ما نبحثه من كلام الفاضل خزانة الأدب = هو قوله مؤكداً: ((ولا صلة للوضع اللغوي بمسألة المجاز)).وهذا الكلام من أخينا الفاضل ليس له وجه صحيح يُحمل عليه، فهو إما أن يقال فيه: هذا كلام يدل على أن لخزانة الأدب نظرية في المجاز تُخالف ما عليه مثبتي المجاز. = ولن يُقال هذا بإذن الله؛ ويأتيك البيان في الفقرة القادمة وسترى كيف عاد هو للوضع ثانية. وإما أن يقال إنه لم يضبط مذهب مثبتة المجاز.
وكان الأصل أن نسأل أخانا: هل ترى أن انتفاء علاقة مسألة الوضع اللغوي هو الصواب في نفس الأمر وأن نفاة المجاز أخطأوا في فهم كلام مثبتة المجاز جميعاً (؟؟)
أم إنك ترى أن انتفاء علاقة مسألة الوضع اللغوي هو ما ينبغي أن يكون بحسب نظرك أنت في مسألة المجاز وإن خالفك في ذلك غيرك من مثبتة المجاز (؟؟)
ما الذي قادنا إلى كل هذا (؟؟)
قادنا إلى كل ذلك أخي القارئ الكريم = أن ما ذكره أخونا خزانة الأدب من أنه لا شأن لمسألة الوضع اللغوي وبدء اللغة بمسألة المجاز = أمر افترعه هو يُخالف ما عليه مثبتة المجاز جميعاً من أبي عبد الله البصري إلى زمان الناس هذا ..
فمثبتة القسمة جميعاً لا تخلو تعريفاتهم للحقيقةوالمجاز من ذكر أن اللفظ الحقيقي هو ما استعمل فيما وضع للدلالة عليه.
وأن اللفظ المجازي هو ما استعمل في غير ما وضع له.
وقسم مثبتة الحقائق الأربع هذا الوضع إلى قسمين:
الأول: الوضع اللغوي الأول.
الثاني: ما اصطلح على التخاطب به فكان بمنزلة الوضع المتأخر.
فتجد لفظ الصيام عندهم وضع في بدء اللغة ونشأتها عندهم للإمساك .. ووضع في اصطلاح تخاطب الشارع للصيام المعروف .. فلفظ الصيام الشرعي عندهم مجاز بالنسبة للفظ الإمساك حقيقة بالنسبة للصيام عن الكلام.
فالوضع اللغوي الأول هو أُم الحقائق عندهم.
وأوغل جمهرة مثبة القسمة في تقرير أن نشأة اللغة كانت بالمواضعة والاصطلاح وجعلوا هذا جزءاً لا يتجزأ من النظر في قضية المجاز بل هو عندهم رأس مسألة القسمة وذروة سنامها.
وكان أبو عبد الله البصري المعتزلي المعروف بالجعل هو أوَّل من قسم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز , وذكر لفظ الوضع في حدِّه لهما , وكان شيخه أبو هاشم الجبَّائي هو أوَّل من زعم من المسلمين أن اللغة بدأت بالوضع والاصطلاح , ونقل ذلك من كتب الفلاسفة , فأخذ أبو عبد الله البصري لفظ الوضع من كلام شيخه أبي هاشم في بدء اللغة , فأدخله في حدِّه للحقيقة والمجاز , فاتَّبعه أصحابه أبو الحسن الكرخي , وأبو بكر الجصاص , والقاضي عبد الجبَّار وأبو الحسين البصري.
1 - قال أبو الحسين البصري المعتزلي: الحقيقة ما أفيد بها ما وضعت له في أصل الاصطلاح الذي وقع التخاطب به.
2 - قال أبو بكر الجصاص: الحقيقة ما سمِّي به الشيء في أصل اللغة وموضوعها.
3 - وقال أبو بكر الباقلاني: الحقيقة قد تكون حقيقة الشيء التي هي حدُّه وصفته التي هو عليها في ذاته , وقد تكون الحقيقة حقيقة الكلام , وذلك راجع في وصف الكلام إلى أنَّه قول استعمل فيما وضع في الأصل له.
4 - وقال عبد القاهر الجرجاني: الحقيقة هي كل كلمة أريد بها ما وقعت له في وضع واضع , أو مواضعة , وقوعاً لا تستند فيه إلى غيره.
5 - وقال الشيرازي: الحقيقة كلُّ لفظ استعمل فيما وضع له من غير نقل.
6 - وقال ابن الحاجب: الحقيقة اللفظ المستعمل في وضع أولاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
واستقر الأمر على ذلك وباتت قضية الوضع اللغوي الأول ووصف ما يطرأ عليه بعد بأنه نقل أو مجاز أو استعمال = ركن أصيل في الدراسات اللغوية وحتى تعدى ذلك مسألة المجاز إلى نظائرها وحتى رأينا السبكي يُعرف المشترك فيقول في ((الإبهاج في شرح المنهاج)): المشترك هو اللفظ الواحد الدَّال على معنيين مختلفين أو أكثر , دلالة على السواء عند أهل تلك اللغة , سواء كانت الدلالتان مستفادتين من الوضع الأول , أو من كثرة الاستعمال أو كانت إحداهما مستفادة من الوضع والأخرى من كثرة الاستعمال.
ولمثبتة المجاز بحوث طريفة في جواب سؤال: من أدراكم أن هذا المعنى هو ما وضعت اللفظ للدلالة عليه أولاً = حيث يفيضون في ذكر ما سموه: علامات الحقيقة، مما يوكد ما نحن بصدده من كون مسألة الوضع هي الركن الأصيل في قضية القسمة.
الخلاصة: أن مسألة الوضع اللغوي الأول وابتناء الحقيقة اللغوية،وما يتفرع عنها من المجاز والنقل = عليها ليس من مغالطات نفاة المجاز كما أكثر أخونا من الزعم بل هو أمر واقع بين ظاهر غاية الظهور في كلام مثبتة المجاز،بل ما كنا لنظن أن يزعم زاعم ما زعمه أخونا خزانة الأدب.
2 - أكثر أخونا من الاستشهاد بأن الشيخ الشنقيطي –رحمه الله- لم يُشر لمسألة الوضع ونحن نسأله: فكان ماذا (؟؟)
ألم يُشر غيره وأجل منه وأعلم ومن يبلغ كلامه في المجاز أربعة أضعاف كلام الشنقيطي = إلى أثر قضية الوضع، وهبهم جميعاً لم يُشيروا لمسألة الوضع أليست مسطورة مزبورة ظاهرُُ بناء المجازيين عليها (؟؟)
ومع ذلك فليست كتابة الشيخ الشنقيطي في هذه المسألة مبرأة من كل عيب بل عنده فيها خطأ جسيم وهو تسليمه لهم بدلالة لفظ الأسد على الحيوان المعروف من غير قرينة وعلى غيره بقرينة وهذا عين القول بالمجاز فالشيخ الشنقيطي هو أكثر من يصدق عليه أن خلافه مع المثبتة لفظي. وقد أشرتُ لهذا في مقال قديم مفرد فليُراجع
3 - ثم ذكر أخونا عجيبة غريبة وهي قوله: ((القائلون بالمجاز لا يرجمون بالغيب، وإنما يقيسون الغائب على الشاهد، والماضي على الحاضر. والأمثلة التي أوردتُها أعلاه تدل بكل وضوح أن عمود مسألة المجاز على الاختراع والتجديد في اللغة.))
وهذا غريب منه جداً لأنه ان عاد لإثبات الوضع الأول وأثره بل عبارته هذه بالتحديد هي أحد الاستدلالات المشهورة للقائلين بالوضع اللغوي؛ إذ يقولون: مادامت هناك أمثلة على معرفة متى اخترع لفظ معين بدلالة معينة وهي أمثلة مشاهدة، فما الذي تنكرون من قولنا بأصل الوضع ..
وقبل النظر في جواب هذا الاستدلال أوكد أن هذا من خزانة الأدب تقرير بل استدلال لصحة نظرية الوضع اللغوي وأثرها في المجاز فهو يستدل بمشاهد هو: الوضع والاختراع المشاهد على عدم إنكار وضع واختراع أول غائب ..
أما جواب أصل هذا الاستدلال فسهل:
1) المنكر في نظرية الوضع إثباتهم لوضع أول سابق على استعمال اللغة بلا برهان ولا حجة ولا منطق عقلي يعضد اصطلاح قوم على لغة بغير لغة.
2) المنكر في نظرية الوضع (ولينتبه أبو الحسنات) أنهم لو عدلوا عنه للاستعمال أو الاصطلاح بعد توقيف سابق أو إلهام أو ... فما الدليل على أن هذا اللفظ بعينه دل على هذا المعنى بعينه في الاصطلاح والاستعمال الأول .. نريد دليلاً في ظهوره وقطعيته كدليل الكمبيوتر وبدايته وهذا في سائر ألفاظ اللسان فهل توجدونا إياه (؟؟).
3) المنكر في نظرية الوضع = من أدراكم أن اللسان العربي (مثلاً) على حاله منذ نشأته وأن ما وضعت له الألفاظ أولاً لم تتغير دلالته بعدُ بل وتزول بالمرة بعض دلالاته .. من أنبأكم أن ما تزعمونه معنى أصلياً هو حقيقة ليس في أصله معنى مجازياً لحقيقة أخرى.
4) ما قولكم في إلزام الأشعري لكم بالقلب فنجعل ما زعمتموه حقيقة هو المجاز والعكس (؟؟)
4 - نأتي الآن إلى صلب الاستشكال الذي أثاره أخونا فنقول:
لنظرنا في مسألة المجاز وفساد القسمة مستويين أساسيين:
المستوى الأول: فساد القول بالوضع الأول، وغيبيته، وما ورائيته، وعدم وجود الدلائل العلمية الظاهرة الدلالة على كون هذا اللفظ وضع لهذا المعنى، وبطلان الزعم أن قوماً من العقلاء اجتمعوا واصطلحوا على أن يسموا هذا بكذا , وهذا بكذا , ويجعل هذا عاماً في جميع اللغات؛ وهذا القول لا نعرف أحداً من المسلمين قاله قبل أبي هاشم الجبَّائي.
(يُتْبَعُ)
(/)
المستوى الثاني: بُطلان نظرية الحقيقة والمجاز كأداة لتفسير كلام المتكلم، كأن يزعم الزاعم أن اللفظة التي استعملت في أكثر من معنى إذا وردت في الكلام متجردة عن القرائن فإن الأصل (هكذا زعماً وتألياً على المتكلم) أنه أراد معنى معين منها بلا دليل دال على أن المتكلم أراد هذا سوى أنهم أراحوا أنفسهم لما لم يجدوا قرينة (في زعمهم) فحملوا كلامه على أنه أراد معنى معين هو المعنى الحقيقي عندهم. وأكبر من ذلك ضعف بحثهم عن القرائن أصلاً وقولهم بأن هذا المعنى المتبادر هو ظاهر اللفظ الذي يجب التمسك به والوقوف عنده حتى تأتي القرينة الصارفة.
الآن يأتينا الأخ خزانة الأدب بمثال غايته: أنه إذا كان هناك جنس من الألفاظ يُعلم قطعاً أنه وضع لمعنى معلوم أولاً ثم استُخدم في معنى ثان هو متأخر قطعاً .. أفلا يُثبت هذا أن مسألة الوضع ليست غيبية دائماً، وما قولكم وقد علم الوضع الأول هنا = في تسمية المعنى الأول حقيقة والثاني مجاز .. وألا يثبت هذا أن مسألة الحقيقة والمجاز أعم من أن تُحصر في قضية الوضع اللغوي الأول وتُبطل لأجله (؟؟؟)
وجواب هذه النقاط المهمة التي نشكر أخانا الذكي خزانة الأدب على إثارتها = في النقاط التالية:
1 - من المعلوم أن المجال الأكبر والأوسع لتطبيق نظرية الحقيقة والمجاز هو كلام لا يُمكن معرفة الوضع أو الاصطلاح الأول فيه.فالألفاظ التي يستعملها شعراء الجاهلية وكثير من كلام الله ورسوله والصحابة وجل كلام جل الناس لا يُمكن ان يُجعل من الجنس الذي يُعلم فيه الوضع الأول أو الاصطلاح الأول لا قطعاً ولا ظناً، وأن محاولات تحديد هذا المعنى الأول –عندنا-محاولات بائسة يائسة تفتقد لأسس المنهج العلمي. وإذاً فلا يُعترض بلفظة كالتي ذُكرت على إبطال نظرية فُسر بها كلام الله وكلام رسوله وكلام الناس وملأت الدنيا عبر أحد عشر قرناً .. فبقطع النظر عن إمكان معرفة الوضع والاصطلاح الأول أحياناً فإن هذا لا يقدح في بطلان ركام النظرية التاريخي لأنه وببساطة كل الذين نظروا لقضية القسمة لم يحصروا كلامهم وتنظيرهم فيما يمكن معرفة الوضع والاصطلاح الأول فيه بصورة قاطعة ولو فعلوا لما ناقشناهم النقاش السابق ولناقشناهم النقاش التالي الذي سنناقشه لخزانة الأدب.
الخلاصة: غاية ما يُثبته مثال خزانة الأدب ويمكنه الاحتجاج به عليه: أنه إذا علم الاصطلاح الأول قطعاً فما الذي يمنع من إجراء قسمة الحقيقة والمجاز .. وهذا ما سنناقشه فنقول:
2 - ليس لإجراء القسمة في مثل هذه الألفاظ أخانا خزانة الأدب إلا واحداً من معنيين أو هما جميعاً:
المعنى الأول: أنك تريد إجراء قسمة الحقيقة والمجاز بما يستتبعها من أحكام وقوانين فتقول:
تُستعمل لفظة الكمبيوتر في كلام الناس اليوم للدلالة على عدة معاني (مثلاً):
المعنى الأول: الحاسب الآلي.
المعنى الثاني: الدماغ والعقل.
المعنى الثالث: العلم المعين الذي يتمكن متعلمه من التعامل مع الحاسب الآلي.
ثم تقول: قد علم أن نشأة هذا اللفظ أولاً كانت للدلالة على جهاز الحاسب الآلي ثم استعمل بعدُ للدلالة على باقي المعاني.
ثم تقول: لفظ الكمبيوتر حقيقة في الدلالة على الجهاز المعين مجاز في الدلالة على باقي المعاني.
ثم تقول: إذ وردت لفظة الكمبيوتر متجردة عن القرائن تُصرف للدلالة على الجهاز المعين ولا تُحمل عنه إلى غيره إلا بقرينة صارفة .. فلو رأيت ورقة كُتب فيها: ((شغل الكمبيوتر)) لا أعلم أي المعاني أرادها كاتبها فتُحمل هذه اللفظة على الجهاز المعين حتى تقوم قرينة صارفة.
ونقول إذا أردت هذا بمطالبتك بإجراء القسمة في هذا الجنس من الألفاظ فنقول: نحن نرى أن هذا أيضاً باطل مطلق والسبب:
إنك بهذا وإن نجوت من المستوى الأول السابق ذكره من مستويات نظرنا في إثبات فساد القسمة (وهو ضعف الأسس العلمية لضبط الوضع الأول والاصطلاح الأول) = فلم تنج من المستوى الثاني وهو أن هذا منهج فاسد في تفسير كلام المتكلم؛ إذ يجعل هذا القانون حكماً على مراد المتكلم وقاضياً بأنه أراد معنى معين قد لا يكون خطر له ببال. وهو شهادة بغير علم كان يحسن الوقوف عنها طلباً للقرائن المفسرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالذي نراه: أنه لا فرق بين معرفة الوضع الأول قطعاً أم لا = في أنه لم يعد يصلح تفسير كلام المتكلم عبره بعدما ثبت استعمال اللفظ في معاني غير الوضع الأول، فما دام ثبت استعمال اللفظ في معاني غير الوضع الأول وجب التوقف عن تحديد أن المتكلم أراد أحد المعاني حتى نجد من القرائن ما يُعين على معرفة هل أراد المتكلم المعنى الأصلي أم واحداً من المعاني الحاصلة بعده، فإن لم تُسعف القرائن المفسر بالمعنى الذي أراده المتكلم أو شئ منه وجب عليه التوقف عن القول بغير ما علمه من مراد المتكلم ويكون ما خفي عليه من المتشابه النسبي الذي يخفى لبعض الناس ويظهر لبعضهم.
والحالة الواحدة التي يُحمل فيها كلام المتكلم على معنى بعينه من غير وجوب بحث عن القرائن هي في حالة استعمال المتكلم للفظ يُعلم قطعاً أنه لا يستعمل إلا في معنى واحد.
أما كل لفظ استعمل في أكثر من معنى فسواء علمنا المعنى الأول (كالكمبيوتر) منهم أم لا (كجل الكلام) = فلا يجوز القول بأن اللفظ يتجرد عن القرائن أو أن يُحمل على معنى معين هو الأصلي الأول في حالة عدم الوقوف على القرائن.
المعنى الثاني لطلبك إجراء القسمة في مثل هذه الألفاظ .. هو أنك تريد إجراءها مع تجريدها عن قانون تفسير كلام المتكلم بأن تُسمي المعنى الأول حقيقة والثاني المجاز استناداً لمعرفة بدء الاصطلاح.
ونقول: أنه حتى هذا لا يصلح أخانا الحبيب.فأنت تريد أخذ مصطلح يطلق على نظرية كاملة فتُطلقه على جزء من أجزاء هذه النظرية تجرده عنها.
وهذا من أسباب الفساد والاشتباه، وإذا كنا لن نستخدم القانون الذي لأجله سمي هذا اللفظ حقيقة وهذا اللفظ مجاز فلماذا نستعمل هذين اللفظين (؟؟)
بل لا يكون استعمالهما –بعد إفراغهما من القانون-إلا ضرباً من اللغو ..
ثم نقول: إن الصواب الذي لا مدخل للتوهم والفساد فيه: أن يقال: ما كان من هذا الجنس من الألفاظ قد عُلم المعنى الأول الذي استعمل فيه ثم علم أنه استعمل في معاني أخر = أن يقال: هذا من قبيل النقل والتطور الدلالي فيقال: وضع هذا اللفظ والصواب أن يقال: (معنى هذا اللفظ في الطبقة الأولى التي تكلمت به) هو: كذا ..
ثم تم نقله ليدل على: كذا،وكذا ..
مثال: القهوة في لسان العرب الأول هي الخمر، ثم نقلت في الألسنة المتأخرة للدلالة على المشروب المعروف.
مثال (2): المكروه في اللسان الأول هو المبغض حرمه الشارع أم بغضه ولم يصل به لدرجة التحريم ثم نقل في ألسنة بعض الأصوليين للدلالة على المبغض الذي لم يحرم.
وهذا المنهج في التعامل مع هذا الجنس من الألفاظ الذي علم معناها الأول قطعاً = فيه ثلاث فوائد:
الأولى: انطباقه على الصورة الحاصلة من غير زيادة ولا نقصان.
الثانية: بعده عن الاشتباه والتوهم الحاصل من إطلاق لفظ الحقيقة والمجاز.
الثالثة: أنه لا يخرج عن وصف الظاهرة ليحشر نفسه في تفسير كلام المتكلم ويُطالب بحمل كلام المتكلم .... إلخ هذا القانون الفاسد ..
وختاماً: فثم وجه آخر من التحليل لكثير من الكلمات الحادثة كالكمبيوتر وإثبات كونها تعود لكونها تعديد مضافات خارجية للفظ سابق ولكنه ألصق بالبحث الدلالي العام منه بقضية المجاز ..
وجزى الله الأخ الذكي المفيد خزانة الأدب؛ لما فتح الله على يديه من أبواب المدارسة النافعة.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 01:10]ـ
أخي أبا فهر:
تقول حفظك الله:
تُستعمل لفظة الكمبيوتر في كلام الناس اليوم للدلالة على عدة معاني (مثلاً):
المعنى الأول: الحاسب الآلي.
المعنى الثاني: الدماغ والعقل.
المعنى الثالث: العلم المعين الذي يتمكن متعلمه من التعامل مع الحاسب الآلي.
فأقول: إن صحَّ قولك هذا فلا داعي لبقية الكلام الذي تكلَّفتَ زَبْره وتسطيره، ما دمتَ ترى أن لفظة (الكمبيوتر) هي اسم من أسماء عقل الإنسان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولستُ أحتاج إلى أن أناقشك في دعواك، لأنني أعتقد أن بطلانها هو من بديهيات الأمور عند جمهور الناس، وأن (الكمبيوتر) لفظة مخترعة منذ سنوات غير بعيدة لإطلاقها على آلة جديدة. بل إن العكس أقرب إلى الصجة، أي أن الآلة المستحدثة قد يُطلق عليها أحياناً (العقل الإلكتروني) أو (الدماغ الإلكتروني)، فينقلون هاتين اللفظتين من الإنسان إلى الآلة، مع تقييدهما بـ (الإلكتروني). أما دعوى أن (الكمبيوتر) اسم لعقل الإنسان فأراها ضرباً من المكابرة.
وعلى أي حال، الذي يكشف صحة هذه الدعوى أو بطلانها أن نأخذ لفظة لا يُقال إنها من أسماء عقل الإنسان، كالثلاجة أو الدينمو مثلاً، ونقول (شغِّل الثلاجة)، أو (شغِّل الدينمو)، مع القرينة الكافية، كنقر الرأس بالإصبع!
فهل ستقول وفَّقك الله: هذه أيضاً من أسماء عقل الإنسان؟!
بل لعل المثال التالي أدلّ على ما نحن بصدده:
حضر المدعوُّون إلا أبا فهر، المعروف بكشف الجرائم الغامضة، فقال أحدهم:
أين شرلوك هومز؟
إن قلتَ: أبو فهر من أسمائه شرلوك هومز! فهي مكابرة!
وإن قلتَ: ليس من أسمائه، وإنما أُطلق عليه لمناسبة اقتضت ذلك، وهو أسلوب مألوف من أساليب العربية! فتؤول المسألة إلى خلاف لفظي مع أصحاب المجاز.
وأما ما تفضَّلتَ به من كلام طويل عن الوضع اللغوي، وإن كان يتردَّد في كلام الفريقين، فلا علاقة له بموضوع المجاز، بل هو مغالطة، لأن دعوى المجاز لا يُشترط لها معرفة متى أُطلق اسم (شرلوك هومز) على غير أبي فهر، وإنما يُشترط لها أن يكون قد أُطلق على غير أبي فهر أولاً، ثم أبي فهر ثانياً (وهذا الترتيب مجزوم بحصوله ههنا طبعاً!)
هذا أيها الفاضل معنى قولي (لا صلة بين حكاية الوضع ومسألة المجاز)، وهو أن تاريخ الوضع الأصلي لا يعنينا، والذي يعنينا أنه أُطلق على أبي فهر لأول مرَّة بُعيد منتصف هذه الليلة!
ولعلمك الكريم: الذي يقول (أين شرلوك هومز؟) لا ينظر إلى أصل هذا الاسم وتاريخ إطلاقه، وإنما ينظر إلى إدراك السامعين الآن لمعناه، بدليل أنه لو نشأ جيل لا يعرف شيئاً عن (شرلوك هومز) لما كان لقولنا (أين شرلوك هومز؟) أي معنى!
وهذا هو أيضاً تفسير قولي (عمود مسألة المجاز على الاختراع والتجديد في اللغة)، فاللغة تُبيح لي أن أطلق ما أشاء من الأسماء على أبي فهر، بحسب المناسبات:
أين حاتم الطائي؟ (لشهرة أبي فهر بالكرم)،
أين عنترة؟ (لشهرته بالشجاعة)،
إلخ إلخ
وطبعاً قد أُخطئ وأختار لفظة غير مناسبة أو غير جيدة، وهذا باب آخر غير ما نحن فيه، والمهمّ ههنا أن يفهم السامع أنني أعني أبا فهر، بصرف النظر عن جودة العبارة وبلاغتها.
فأكرِّر ما قلتُه أعلاه: لقد فطن الشيخ الشنقيطي إلى فساد الاعتماد في إنكار المجاز على دعوى الوضع اللغوي، لمعرفته التامة بأن الألفاظ تُنقل في كل يوم إلى معان لم تكن لها بالأمس، وأنه ـ مع إنكاره لوقوع المجاز ـ لا يستطيع أن يجادل في وقوع هذا الأمر البديهي!
بانتظار الجواب، مع الرجاء بالإقلال من التنظير والتركيز على التطبيق.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 01:17]ـ
ما هذه العجلة يا مولانا (؟؟!!)
كيف فهمتَ من كلامي أني أقصد أن لفظة الكمبيوتر مجرد اسم من اسماء عقل الإنسان (؟؟؟!!!)
كلامي صريح للغاية في أن لفظة الكمبيوتر استعملتها الطبقة الأولى التي تكلمت بها للدلالة على الجهاز ثم استعملت بعدُ في عدة معاني منها ماذكر ..
فلا أخالفك أنه اخترع للدلالة على الجهاز .. ولا تُتصور باقي المسألة ولا يُعقد الخلاف مالم تُستعمل نفس اللفظة بعدُ في معنى آخر ..
مثال الثلاجة الذي ضربتَه سيُطبق عليه نفس ما سبق .. استعملته الطبقة الأولى للدلالة على الجهاز ثم استعمله واحد (نقله وغير دلالته) ليدل به على عقله البارد السمج .. لا بأس طبِق نفس ما سبق ..
وأما ما تفضَّلتَ به من كلام طويل عن الوضع اللغوي، وإن كان يتردَّد في كلام الفريقين، فلا علاقة له بموضوع المجاز، بل هو مغالطة، لأن دعوى المجاز لا يُشترط لها معرفة متى أُطلق اسم (شرلوك هومز) على غير أبي فهر، وإنما يُشترط لها أن يكون قد أُطلق على غير أبي فهر أولاً، ثم أبي فهر ثانياً
مغالطة منك أنت يا مولانا ...
فإذا كنت تقر أنها دخلت في كلام الفريقين وأنك أنت الذي تخرجها = فمغالطة منك أن تزعم أنا مغالطين حين نذكرها؛ لأن المغالطة عنا مرفوعة إذ ندخل في كلامنا ما أدخله من نناقشه .. ولم نكن مناقشين لك حتى يلزمنا إخراجها ..
دع عنك أن معرفتك بالمعنى الذي استُعمل له اللفظ أولاً بعد منتصف الليل هي عينها معرفة الوضع الأول .. وهو رجوع للوضع الأول عين مذهب من تزعم مباينتهم وإخراجك لما أدخلوه (!!!)
غاية الأمر أنهم تكلموا عن ألفاظ الكتاب والسنة والعرب فطلبوا الوضع الأول القديم .. ووضعوا قرائن لمعرفته بعد جعله ركناً في قضية المجاز ..
أنت عندك الوضع الأول المتعلق بالألفظ التي ذكرتها هو ركن العملية وينبني عليه م بعدها .. فلا فرق بينكما في ركنية الوضع الأول .. إنما الفرق في زمان الوضع فحسب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 05:12]ـ
كتابات أبي فهر تقرأ بأناة، ولا بأس من تكرار قراءتها، بل لا بد من ذلك.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 02:36]ـ
صدق توقيع أبي مالك: أصحاب العربية جن الإنس يبصرون ما لا يبصر غيرهم ...
كأننا مع لغز يتردد بين الغموض و الوضوح كقضية جريمة كاملة يتداولها المحققون .. كألغاز قصص شرلوك هولمز و أرسين لوبين ...
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 08:47]ـ
"فإذا كنت تقر أنها دخلت في كلام الفريقين وأنك أنت الذي تخرجها = فمغالطة منك أن تزعم أنا مغالطين حين نذكرها؛ لأن المغالطة عنا مرفوعة إذ ندخل في كلامنا ما أدخله من نناقشه .. ولم نكن مناقشين لك حتى يلزمنا إخراجها .. "
نفهم من ذلك أنك الآن اذ صرت مناقشا لخزانة الأدب، ستخرجها كما يخرجها؟؟
"غاية الأمر أنهم تكلموا عن ألفاظ الكتاب والسنة والعرب فطلبوا الوضع الأول القديم .. ووضعوا قرائن لمعرفته بعد جعله ركناً في قضية المجاز .. "
نعم صحيح هذه الصورة موجودة وهي الأصل .. لكن هل هذا ما ترى الأخ خزانة الأدب يقول به أو ينافح عنه؟ ولو أنه اصطلح باصطلاحهم ولكنه لم يقل بأصولهم وفلسفاتهم ولا ما لأجله جعلوا الحقيقة حقيقة والمجاز مجازا، فهل يضيره ذلك، وقد علمت أنه يوافقك في طريق النظر ومؤداه؟؟ لعلك قد وقفت فيما طالعت على درجات من الأقوال كثيرة في تلك المسألة تتفاوت فيما يأخذه الناس وما يتركونه من تلك القسمة وما يتعلق بها من نظريات! فهم ليسوا في ذلك على صورة واحدة!
هب أن واحدا من المثبتين للمجاز كان منهجه البحث في استخدام أهل اللسان الشائع عندهم لكل لفظ أو أسلوب، وسمى ذلك "حقيقة" ولم يجزم بأنه هو الوضع الأول ولا الثاني ولا الثالث ولا خاض في ذلك أصلا، ثم نظر في السياق والقرائن في كل حالة ليرى هل الاستخدام في هذه الحالة بعينها يوافق ذلك الاستخدام الأول (فهو عنده حقيقة على اصطلاحه) أم أنه بخلافه (فيكون مجازا على اصطلاحه)،
لو أن رجلا آخر من الذين لا يقبلون بتلك القسمة جملة وتفصيلا - مثلي ومثلك -، جاء ونظر في الاستخدام الشائع في لسان القوم في زمان التنزيل وقال هذا (استعمال القوم السائد بينهم) ثم جمع القرائن المتعلقة بلفظ من ألفاظ القرءان في سياقه فخرج منها بأن استعمال القرءان للفظ هنا بخلاف الاستعمال السائد حينئذ، ثم لم يسم الأول حقيقة ولا الثاني مجازا وكره تلك التسمية، وتحرك هو الآخر حيثما حركته القرائن، فهل يؤول الخلاف بين هذا وصاحبنا الأول الى أكثر من الخلاف اللفظي يا أخي الكريم؟
نعم أنا أوافقك في تفضيل ترك كلمة حقيقة وكلمة مجاز جملة واحدة عند النظر في نصوص الشرع بالذات، ولا أحب ذلك التقسيم الضيق للغة أصلها الاتساع والرحابة التي لا يعرفها لسان آخر أصلا، ولا أحب التألي على أصول الكلمات بمثل هذا التحكم فيما هو حقيقة وما ليس بحقيقة والكلام في الوضع الأول وما الى ذلك! ولكن تأمل في كلام هذا وذاك ومآله وحاصله عندهما، فان اتفقا في النتيجة وخلاصة النظر فهل يكون خلافهما هنا الا خلافا لفظيا في الحقيقة؟
تأمل هذا المعنى بروية بارك الله فيك!
"دع عنك أن معرفتك بالمعنى الذي استُعمل له اللفظ أولاً بعد منتصف الليل هي عينها معرفة الوضع الأول .. وهو رجوع للوضع الأول عين مذهب من تزعم مباينتهم وإخراجك لما أدخلوه (!!!) "
مهلا يا أخي بارك الله فيك! كلام الأخ الفاضل الذي ذكر فيه "منتصف الليل" كان واضحا في أنه يقرر علمه بمتى استحدث الاستخدام الثاني ولكنه يقرر بوضوح أنه لا يعنيه متى "وضع" الاستخدام الأول الأقدم - وان كان في مثال الكمبيوتر معروف - ولا مسألة هل كان الاستخدام الأقدم هذا تواضعا أم وحيا أم ماذا!! فلماذا تصر على أن تلزمه بما بين بوضوح أنه لا يقول به ولا يلتفت اليه؟؟
أعتذر عن هذه المداخلة وقطع سير هذا الحوار الماتع، انما وجدت نفسي مدفوعا اليها،
وسأعاود الانسحاب الى مقعد المتفرج مرة أخرى بارك الله فيكم
(ابتسامة)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 01:24]ـ
ركز معي أبا الفداء ..
الذين وضعوا نظرية الحقيقة والمجاز .. وربطوا تعريف الحقيقة بالوضع = كانوا أذكى وأدق من أن يحصروا القضية في الوضع الأول القديم = فيصبح بذلك عمر نظريتهم قصير جداً ولا يستطيعون تطبيقه على ما سيُنتجه العقل البشري من استعمالات للألفاظ ..
فذكروا وضعان:
1 - الوضع الأول القديم. وهذا هو الأصل عندهم في تعريف الحقيقة اللغوية، وجل الحقائق التي سيقسمونها بعدُ = هي عندهم مجازات بالنسبة لهذا الوضع = حقائق بالنسبة لما سيستجد من المعاني. (راجع مثال الصيام في كلامي السابق).
2 - وضع ثاني (وليست ثاني هي التي قبل ثالث بل المراد جنس آخر من الوضع .. فكل وضع خلاف الأول فهو ثاني)
ومرادهم بهذا الوضع: كل مواضعة أو اصطلاح حدثت بعد هذا الوضع الأول القديم سواء كان هذا الوضع مجرد نقل لكلمة عن الوضع الأول بتضييق معناها أو توسيع معناها أو تغيير دلالتها بالمرة أو كان هذا باختراع كلمة جديدة أو حتى كان هذا اللفظ مجازاً ثم شاع حتى صار هو الحقيقة (على مذهب بعضهم).
ويطلقون على هذا الوضع الثاني أسماء كثيرة أشهرها وأوسعها: اصطلاح المخاطبة.
الآن نحن نفاة القسمة: ننكر عليهم ذلك الوضع الأول وبناء أي علم عليه لجهالته وعدم انضباطه وكثرة الدعاوى التي تنسب له بغير أدلة.
ونُلحق بهذا كل وضع ثاني زعموه شارك الوضع الأول في نفس الشروط كالجهالة إلخ.
الآن عندنا مشكلة: أن ما نزعمه من جهالة الوضع الأول وكثرة الدعاوى إلخ .. وما يُشاركه في ذلك من الوضع الثاني = يَنتفي إذا عُلم يقيناً أن هذه اللفظة بعينها استُعملت أولاً للدلالة على معنى بعينه ثم استُعملت بعدُ في معنى ثاني.
الآن يأتي مثبت القسمة فيقول: هيه (!) أين تذهبون (؟) خلت هذه الصورة من جهالة الوضع الأول وإمكان قلبه (إلخ) فمالكم لا تجرون القسمة في هذا الجنس من الألفاظ (؟؟) وقد علم الوضع الأول وعلم استعمال اللفظ بعده في غير ما وضع له ..
هذه صورة الإشكال ..
أرجو أن تقرأ الآن ردي على خزانة الأدب من بداية مناقشتي له في مثال الكمبيوتر ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأشفقي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 11:51]ـ
الشيخ أبوفهر السلفي:
قلتم في بعض المواقع:
ليس في كلام العرب مجاز أصلاً يا دكتور ....... حتى يلزم وجوده في القرآن ...
ثم قلتم:
وريثما يُفرغ الممعنون في بنيات الطريق جعبتهم أذكر لك باقيها ..
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=14186
وأسئلتي: بأي لغة تتكلم مع مخالفيك؟
وهل يمكننا القول بأنك تنفي المجاز عن العرب ثم تستخدم كلامهم وتحرفه عن معانيه؟
وما معنى: بنيات الطريق؟؟
وما معنى: جعبتهم؟
وما أدراك أن أدلة مخالفيك هي في جعبة؟ إلا إذا كان للجعبة في لسان العرب معنى غير ماهو معروف؟؟
وما معنى قول بعض موافقيك: المجاز حمار المبتدعة؟
أين هو هذا الحمار - أكرم الله القارئين -؟
هذه كلمات فقط من عشرات مثلها سلكت فيها بنفسك ما يسميه مخافك " مجازاً "، فماذا تسميها أنت.
الأشفقي الشنقيطي.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 12:19]ـ
سهلة يا مولانا لا تظن أنك أتيتَ بما يُعجز ..
وكذا كل مثال يضربه مثبتة القسمة يظنون أن المتكلم واقع في أسر قسمتهم وإن نفاها ..
ويزعمون عدم قدرة المفسر على تفسير كلام الله وكلام رسوله بغير قسمتهم ..
وكل ذلك لم يكن ..
وكل لفظ أو معنى حسبوه هم استعمال للمجاز= هو استعمال للفظ فيما يدل عليه ..
ثم قد تكون دلالة اللفظ على المعنى الذي أراده المتكلم دلالة معروفة في لسان العرب الأول .. أو في لسان متأخر عنهم .. أو حتى هي من انشاء هذا الذي تكلم ..
مثال تطبيقي: قول القائل: المجاز حمار المبتدعة.
استعمل فيه لفظ الحمار في أحد معانيه وهو ما يوصل لغرض محدد.
الآن: إما أن تكون العرب استعملت الحمار في هذا المعنى أولا ..
فإن لا ...
يبحث في أي لسان نقل الحمار للدلالة على هذا المعنى
حتى نصل إلى شئ ممكن: وهو أن يكون هذا المتكلم المتأخر هو من افترع هذا النقل ..
وكل هذا لا بأس به وهذا البحث منا عن زمان النقل غرضه تحديد رتبة هذه الدلالة وهل هي عربية أم مولدة ..
ولا بأس بهذا التوليد -وإن كان لزوم اللسان الأول أحسن- مع التبيين وألا يدخل بسببه الخطأ على تفسير كلام الله وكلام الرسول بضوابط وضعتُها في موضوع آخر ..
ومن هذا التوليد النافع: ما تفعله المجامع اليوم من ادخال معاني حادثة تحت ألفاظ قديمة كلفظ: السيارة.
المهم: ليس في كل هذا ولا لكل هذا حاجة ولا افتقار لقسمة المجاز ولا قوانينها الباطلة .. ولا يزال الناظر في هذا التركيب وفي عباراتي التي ذكرها الشنقيطي = باحثاً عن القرائن المعينة لمراداتي بألفاظي التي استعملتها في بعض معانيها = ليهتدي للمعنى الذي أردته .. منهج أهل الحق يتبع ومنهج الدعوى والتألي يهجر ..
فائدة: لم تستعمل العرب في اللسان الأول الحمار للدلالة على البليد ... واعجب كيف شئت لشيوع هذا في كتابات المجازيين ..
ـ[أبوهلا]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 09:12]ـ
للفائدة فقط:
الصيام، الصلاة، الزكاة ....... هذه حقائق شرعية وليست مجازا!!!
المولد، العامي، الدخيل .......... لا تدخل ضمن موضوع المجاز أصلا!!!
إذا كانت اللغة توقيفا فهل علم الله آدم لفظ الكمبيوتر ولفظ الثلاجة وهل علمه أنهما يطلقان على العقل!!!!!
أنت تقول: اللسان الأول .... !!!!!
ـ[الأشفقي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 10:56]ـ
فتح الله عليّ وعليك أخي الفاضل والشيخ الكريم أبي فهر السلفي، أستسمحك:
1 - لا أناقش في التقسيم اليوناني، الذي ظهر لي -والله أعلم - أنه من أكبر أسباب نفيكم المجاز عن لغة العرب، بل أتكلم عن لغة العرب أصالة، وليس عن لغة لسان متأخر عنهم كما عبرتم حفظكم المولى.
2 - كلمة " الحمار " - أعزكم الله والقارئين -، معروف استعمال العرب لها، فلم تستخدمها لمعنى إلا بعد أن أطلقتها على ما هو معروف حساً.
عندنا شيئان مختلفان حتى وان اجتمعا في نسبة مشتركة بينهما:
أ - عندنا: حيوان - وأنتم بكرامة - من لحم ودم وروح.
ب - عندنا: معنى حسي وهو البلادة حفظنا الله وإياكم والجميع منها.
ورأينا استعمال الناس للحمار مكان البلادة ولم نرهم يسمون الحمار بليداً.
فإذا كان هذا ليس مجازاً فهو حقيقة ولا ثالث، وهو ما ننتظر - إن تكرمتم - بتوضيحه وجلائه.
معترف بفضلك وقدرك وإن اختلفت معك:
الأشفقي الشنقيطي
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 12:21]ـ
الشيخ الفاضل ..
1 - لا دليل عندي على أن أول المعاني التي تستعمل فيها الألفاظ هي الحسيات بل هذا عندي من تقريرات اليونان وزاد عليهم عبد القاهر لفظ الصورة ولي مقال هنا في توثيق ذلك.
2 - العرب استعملت الحمار في معنيين: الحيوان-أعزك الله- والقوة والصلابة، ولم تستعمل الحمار في البليد وإنما هذا استعمال مولد متأخر.
3 - فلنجعل كلامنا في الحمار الحيوان والقوة فهذا ألصق بلسان العرب وحينها أقول:
ليس عندي هذان اللفظان أصلاً (الحقيقة والمجاز) وإنما عندي أن العرب استعملت لفظ الحمار للدلالة على شيئين هما الحيوان والقوة ..
لا أمنع أن تكون بدأت بإطلاق اللفظ على معنى منهما ثم نُقل للدلالة على المعنى الثاني بحيث بلغنا اللفظ وهو يطلق على المعنيين معاً ..
لكن لا برهان عندي على أن هذا المعنى هو الحيوان .. بل لا أمنع أن تكون لفظة الحمار في لسان الطبقة الأولى التي تكلمت بها تعني: قوي صلب.
ثم نقلت للدلالة على الحيوان المعروف لما رأوا فيه من القوة والصلابة والاحتمال.
لا أقول أن هذا هو ماحدث .. ولكن كلامي: أن هذا احتمال قائم وارد ولا مرجح لواحد من المعنيين ولا يود برهان علمي يُحدد واحداً منهما .. (إلا البدء بالحسيات وهو باطل عندي)
ومن هنا لاأستطيع إجراء هذه القسمة اليونانية لا ألقابها ولا بقوانينها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأشفقي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 01:39]ـ
جزيتم خيراً شيخنا الفاضل، واسمح لي:
1 - هل العرب الأوائل كان بينهم وبين اليونان اتصال حتى يصل بهم اعتماد تقريراتهم؟؟
2 - قولكم:
لا أمنع أن تكون بدأت بإطلاق اللفظ على معنى منهما ثم نُقل للدلالة على المعنى الثاني
أفهم من هذا أنه اجتهاد منكم لعدم وجود دليل لديكم عليه، وإذا صح هذا أفلا يمكن لمخالفكم أن يقول بعكس كلامكم؟؟ وعندها يكون الإثبات والنفي غير قطعيين من الطرفين، فيعطينا نتيجة مهمة وهي أن تقريركم بعدم وجود المجاز في لسان العرب مبني على أدلة ظنية وليست يقينية؟
ومن باب تذكير شيخنا الكريم - وعفواً إن كنت أسوق بضاعتكم إليكم - أن مسألة اللفظ والمعنى من المسائل العويصة عند علماء اللغة أيهما أول؟
3 - قولكم:
.. (إلا البدء بالحسيات وهو باطل عندي)
المأمول من شيخنا التكرم بحل هذا الإشكال عندمحدثكم:
كيف حكمتم عليه بالبطلان مع تقريركم عدم وجود الدليل على قولي المسألة أصلاً.
محبكم:
الأشفقي الشنقيطي
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 01:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
للفائدة:
1 - يوجد بحث متقن في موضوع المجاز في كتاب الشيخ محمد احمد لوح " جناية التأويل الفاسد", رسالة دكتوراة.
2 - موضوع مبدأ اللغات وهل هي توقيفية ام لا, تكلم عليها الشيخ العروسي في كتابه " المسائل المشتركة بين اصول الدين وأصول الفقه", رسالة دكتوراة.
3 - تخطأت الامام الشنقيطي فيه نظر! يحسن بك ان تسأل ابنه محمد قبل كل شيء! ورقمه الجوال موجود على مؤلفاته, وشكرا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:11]ـ
بوركتَ.
1 - الصلة إنما هي بين اليونان وقسمتهم وأذيالهم وحملة علمهم المبتدعين لحمل كلام الله وكلام رسوله وكلام العرب على تلك التقسيمات اليونانية من أمثال: الجاحظ وابن المعتز وابن جني وعبد القاهر.
2 - ليست المسألة إثبات ونفي بل تجويز وقوع هذا وتجويز وقوع هذا؛ فتتكلم الطبقة الأولى باللفظ تعني به معنى وتتكلم باللفظ تعني به حس ويكون المعنى الثاني المنتقل إليه اللفظ معنوي أو حسي وهكذا .. كل ذلك يقع .. وآية ذلك أن في اللسان العربي المحفوظ اللفظ بإزاء معنى واحد هو معنى كالحياء، واللفظ بإزاء معنى واحد هو حس كالأرض ..
3 - فإن كان هذا يقع وهذا يقع؛ فالزعم بحصر إطلاقاتهم الدلالية في أنها تكون للحس أولاً = زعم باطل.لأنه لا دليل عليه .. أولاً .. وتصرفاتهم تخالفه ثانياً.
4 - من منع أن يُنسب للعرب قاعدة (البدء بالحس) بغير دليل فهو متكلم بالعلم،متمسيك بالعلم، إذ وصف الظاهرة وتعامل معها كما هي ولم يتزيد عليهم، ومن نسب لهم قاعدة (البدء بالحس) كان كلاماً عارياً عن الدليل .. فليسوا سواء.
مثال: من قال إن أبا فهر يجوز أن يكون من أهل العلم ويجوز أن يكون من أهل الجهل فلا يُحكم عليه بواحد منها إلا بدليل = كان متمسكاً بالعلم قائلاً به وهو علمه الذي انتهى إليه.
ومن قال: بل الأصل فيه أن يكون من أهل العلم كان قوله باطلاً لتزيده فوق المنقول إليه من العلم، وعدم إقامته الدليل على قوله.
فصاحب القسمة: نسب إليهم شيئاً بغير دليل.
ونافيها: لا ينسب إليهم إلا ما ثبت بالدليل في كل جزء على حدة.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 11:14]ـ
@* تخطئة
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 04:31]ـ
أرجو من الشيخ الإجابة عن تساؤلاتي
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 05:09]ـ
الجواب على أبي فهر قيد الإعداد
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 12:28]ـ
الأخ أبا فهر وفقه الله
قبل نشر الجواب على موضوعك، أود الاستيضاح منك عن نقطة حيَّرتني في إنكارك للمجاز:
أيهما أصلح للجهمية:
أ - أن يقال لهم: الأصل في اليد أن تكون للجارحة، ومن يفسِّرها بالنعمة فعليه إثبات القرينة المانعة من المعنى الأصلي.
ب - أو يقال لهم: كلا المعنيين أصلي، ويستوي من يفسِّرها بهذا أو بهذا في وجوب إثبات القرينة.
بانتظار الجواب المختصر المفيد
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 04:16]ـ
أخي الحبيب ..
1 - أنا وأنت نرفض من يُنكر القسمة لمجرد قطع إحدى الطرق على الجهمية ..
فأحرى بي وبك ألا نقبل من يثبتها لكونها أسهل في مناقشتهم (إن صح ذلك) ..
ولا يَجمل بمبتغي الحق وطالب المنهج الصحيح أن يكون إمامه قانون رد الفعل ..
وإنما الصواب أن أطلب الهداية إلى المنهج الصحيح في نفسه وبأدلته الصحيحة الدالة عليه بقطع النظر عن مثل هذه الأمور ..
2 - الأولى اجتناب لفظ الجارحة لحدوثه وإيهامه ..
3 - لا. أخي الحبيب ليست طريقة المجاز أسهل فهم مخترعوها والذين اتكأوا عليا ولو كانت أسهل لما سلكوها، هم لا يوافقوك أصلاً على اشتراط امتناع الحمل على الحقيقة (وهو شرط فاسد بيني وبينك) ومتقدمة مثبتة القسمة لم يذكروا هذا الشرط، ولم أر أديباً بلاغياً يوماً يُفسر شعر شاعر ولا يثبت الحمل على المجازات في شعره لجواز الحمل على الحقيقة.
المهم: أننا نزعم أن طريقتنا هذه أقوم وأصح لأنها تطلب تفسير كلام المتكلم في كل موطن بجمع ما يبين مراده من كلامه هو، أما طريقة المجاز فلم تُحوج الجهمية إلا إلى تفسير كلام الله بكلام الأخطل ..
4 - لا نزعمأن كلا المعنيين أصلي ولا شئ، غاة ما نقوله أنه إذا صح جواز استعمال اللفظ في أكثر من معنى لم يجز تعيين المعنى المراد بغير جمع الأدلة،وهذا أهدى من طريقة من يكفيه صارف واحد ينسف به عشرة أدلة ..
دمت موفقاً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 12:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ائذنوا لي بالمشاركة معكم في هذا النقاش، وأرجو أن تكون مشاركتي في محلها، حيث أراد الأخ خزانة الأدب وأؤيده على اختياره.
فأقول وبالله التوفيق:
مثبتة المجاز ليسوا متفقين على أن مبدأ اللغات هو الوضع الاصطلاحي - الذي نقضه النافون للمجاز وجعلوا نقضه أساساً للنفي المجاز -:
فمنهم من قال بذلك وهم المعتزلة، وقد بين الشيخ أبو فهر أنهم تلقوا ذك عن اليونانين الوثنين.
ومنهم من قال إنها توقيفية كأبي الحسن الأشعري وابن فورك وابن الخطيب وابن الحاجب ونسبه السبكي إلى أكثر العلماء [شرح جمع الجوامع (2/ 296)].
ومنهم من قال: إنها توقيفية في قدر ما يكفي به التعريف وهو قول أبي إسحاق الاسفراييني.
ومنهم من توقف، قال السيوطي في المزهر: " والمحققون متوقفون في الكل ".
بل نص كثير من الأصولين على ان الخوض في هذه المسألة من الفضول ولا ثمرة لها قال في المرتقى بعد ذكر الأقوال:
ثم الجميع ممكن الوقوع = والخف ا يثمر في الفروع
فالحاصل أن النافين حين نقدوا القول بالمجاز المبني الوضع الأول لم ينقدوا إلا قول المعتزلة، أما على القول بالتوقيف - وهو اختيار شيخ الإسلام (1) - فكيف يكون الحال؟
مثلاً: هل علم الله تعالى آدم عليه السلام أن لفظ الأسد يطلق على الحيوان المعروف، وعلى الشجاع معاً؟ أم على واحد منهما؟. فعلى القول بنفي المجاز لا يصح إلا الأول، ويلزم عليه أن الله تعالى علم آدم جميع المعاني التي يدل عليها اللفظ الواحد المحتمل لأكثر من معنى، ثم إن المجاز في حالة التركيب لا انحصار لحالاته فكيف يكون الحال؟.
ثم إن شيخ الإسلام أشار إلى أن تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز لا يصح إلا على القول بأن اللغات اصطلاحية فهل يكون من قال بالمجاز مع عدم قوله بالوضع الاصطلاحي متناقضاً؟.
أرجو من الشيخ أبي فهر التكريم بالإجابة عن هذ التساؤلات.
--------------------------
(1) قال شيخ الإسلام (7/ 96 - 97): بعد أن بين استحالة ان يكون آدم تعلم اللغات جميعها: " فَعُلِمَ أَنَّ اللَّهَ أَلْهَمَ النَّوْعَ الْإِنْسَانِيَّ أَنْ يُعَبِّرَ عَمَّا يُرِيدُهُ وَيَتَصَوَّرُهُ بِلَفْظِهِ وَأَنَّ أَوَّلَ مَنْ عَلِمَ ذَلِكَ أَبُوهُمْ آدَمَ وَهُمْ عَلِمُوا كَمَا عَلِمَ وَإِنْ اخْتَلَفَتْ اللُّغَاتُ، بَلْ الْإِلْهَامُ كَافٍ فِي النُّطْقِ بِاللُّغَاتِ مِنْ غَيْرِ مُوَاضَعَةٍ مُتَقَدِّمَةٍ؛ وَإِذَا سُمِّيَ هَذَا تَوْقِيفًا؛ فَلْيُسَمَّ تَوْقِيفًا ".
أرجو من الشيخ أبي فهر التكرم بالإجابة عن هذ التساؤلات.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 12:39]ـ
مش فاهم السؤال يا مولانا ...
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 02:29]ـ
شيخ أبو فهر .. إن الكريم يجيب من ناداه ..
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 08:37]ـ
غريب ..
السؤال باختصار:
النافون حين نقدوا القول بالمجاز المبني على الوضع الأول لم ينقدوا إلا قول المعتزلة وهو أن مبدأ اللغة الاصطلاح، أما على القول بالتوقيف وهو قول الأشاعرة فكيف يكون النقد؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 11:33]ـ
ولا غريب ولاحاجة هو أنا صحيح علامة بس ساعات ما بافهمش (ابتسامة)
سأجيبك بإذن الله وسؤالك مفيد .. ولكني مشغول بنقاش طويل ومرهق على أحد المنتديات فصبراً جميلاً وذكر ..
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 04:54]ـ
شيخ أبو فهر .. إن الكريم يجيب من ناداه ..
أقصد سؤالي على الخاص يا شيخ بارك الله فيك
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 09:48]ـ
هو أنا صحيح علامة بس ساعات ما بافهمش (ابتسامة).
أضحك الله سنك ..
ولكني مشغول بنقاش طويل ومرهق على أحد المنتديات).
كيف يمكنني متابعته؟ فأنا أحب مناقشاتكم وأستفيد منها.
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 01:47]ـ
للتذكير ..........
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - Jul-2009, مساء 08:38]ـ
النافون حين نقدوا القول بالمجاز المبني على الوضع الأول لم ينقدوا إلا قول المعتزلة وهو أن مبدأ اللغة الاصطلاح، أما على القول بالتوقيف وهو قول الأشاعرة فكيف يكون النقد؟
1 - عدم الدليل على التوقيف.
2 - سواء كان بالتوقيف أو غيره فليس معنى ما يدل على أن من علمهم الألفاظ بإزاء المعاني = أي معنى للفظ وكم معنى للفظ = علمهم، وما هو الحد الفاصل بين ما استعملوه توقيفاً وما استعملوه تصرفاً.(/)
إشكالات
ـ[أبو يحيى الأركاني]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 01:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كل عام وأنتم بخير تقبل الله منا ومنكم صالح العمل.
لدي بعض الإشكالات أود طرحها هنا لتعم الفائدة ومن لديه إجابات وافية مع الأدلة فليوافينا بها.
أولا: طواف الإفاضة لأهل مكة يجوز تأخيره إلى نهاية ذي الحجة وقد قرأت هذا في قتاوى الشيخ لكني بحثت عن الدليل هناك فلم أجد مع أن الشيخ قال: ولادليل لمن لم يقل بالجواز فمعنى هذا أن الشيخ وقف على دليل الجواز ولم يعثر على دليل عدم الجواز. فمن وقف على ما وقف عليه الشيخ فليفدنا بارك الله فيه.
ثانيا: المبيت بمنى ليالي أيام التشريق واجب على الراجح فما حكم من ترك ليلة واحدة؟ وما حكم من ترك كل الليالي الثلاث؟ وما حكم من ترك لعذر؟
ثالثا: من لم يخرج من منى قبل الغروب يوم الثاني عشر لعذر ماذا عليه؟
آمل من الإخوة الذين لهم باع طويل أن يوافونا بالإجابة على هذه الإشكالات.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 04:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كل عام وأنتم بخير تقبل الله منا ومنكم صالح العمل.
لدي بعض الإشكالات أود طرحها هنا لتعم الفائدة ومن لديه إجابات وافية مع الأدلة فليوافينا بها.
أولا: طواف الإفاضة لأهل مكة يجوز تأخيره إلى نهاية ذي الحجة وقد قرأت هذا في قتاوى الشيخ لكني بحثت عن الدليل هناك فلم أجد مع أن الشيخ قال: ولادليل لمن لم يقل بالجواز فمعنى هذا أن الشيخ وقف على دليل الجواز ولم يعثر على دليل عدم الجواز. فمن وقف على ما وقف عليه الشيخ فليفدنا بارك الله فيه.
ثانيا: المبيت بمنى ليالي أيام التشريق واجب على الراجح فما حكم من ترك ليلة واحدة؟ وما حكم من ترك كل الليالي الثلاث؟ وما حكم من ترك لعذر؟
ثالثا: من لم يخرج من منى قبل الغروب يوم الثاني عشر لعذر ماذا عليه؟
آمل من الإخوة الذين لهم باع طويل أن يوافونا بالإجابة على هذه الإشكالات.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك يا أبا يحيى.
أما المسألة الاولى: هي محل خلاف بين أهل العلم والشيخ ولا أدري من تعني بالشيخ الذي قال بهذا وما قال به هو مذهب المالكية وإن أخره عن شهر ذي الحجه لزمه دم وأما الشافعية والحنابلة فقالوا له تأخيره عن شهر ذي الحجة لأن وقته غير محدود كالسعي وأما الحنفية قالوا إن أخره عن أيام النحر لزمه دم.
وأما دليل الجواز فهو عدم الدليل على عدم الجواز يعنى أنه لم يرد دليل على وجوب طواف الإفاضة في مدة معينة ولا يعني أنه لا يوجد استدلال بل يوجد لكن ليس فيه دلالة على المراد وعلى هذا فالأقرب ما ذهب إليه الشافعية والحنابلة هذا من الناحية العلمية أما العملية فلا ينبغي أن يؤخر الطواف عن أيام النحر لكن لو أخره لعذر أو فعل وبعد ذلك سئل عن الحكم فلا يقال أن عليه دم لعدم الدليل والاصل براءة الذمة.
أما المسألة الثانية: حكم المبيت جمهور أهل العلم: وجوب المبيت بمنى.
وعند الحنفية: لا يجب المبيت بمنى لكن يكره تركه.
ودليل الجمهور: ما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: " أن النبي (ص) رخص للعباس أن يبيت بمنى من أجل السقاية " والتعبير بالرخصة يقتضي أن مقابلها عزيمة ولأن النبي (ص) بات بها، وقال: " لتأخذوا عني مناسككم " رواه مسلم. ولقول عمر رضي الله عنهما: " لا يبيتن أحد من الحاج ليالي مني من رواء العقبة " رواه مالك في الموطأ.
وأما من ترك كل الليالي الثلاث فعليه دم على رأي الجمهور.
وأما من ترك ليلة واحدة فلا شيء عليه قال به جمع من العلماء.
وأما من ترك المبيت لعذر قال الشنقيطي في منسكه 1/ 121: " والظاهر: أن من ترك المبيت لعذر لا شيء عليه كما دل عليه الترخيص للعباس من أجل السقاية والترخيص لرعاء الإبل في المبيت ورمي يوم بعد يوم ".
المسألة الثالثة: لا شيء عليه قاله شيخنا ابن عثيمين.
ـ[أبو يحيى الأركاني]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 09:07]ـ
زاك الله خيرا أخي بندر الطائي كفيت ووفيت وأعطيت الموضوع حقه وزيادة وشكر الله سعيك.
وأما بالنسبة لقولي فتاوى الشيخ: كنت أقصد الشيخ ابن باز رحمه الله سقط مني اسمه سهوا.
* قد فصلت في المسألة الأولى بين من أخره لعذر أو أخره لجهل بالحكم فما رأيكم لو أخر رجل من أهل مكة لئلا يزاحم الحجاج في هذه الأيام فهل نقول عليه دم أم ماذا؟ وبعبارة أخرى هل نعتبر هذا عذرا لتأخير الطواف أم لا يعتبر؟
* الثانية: هلا أسندت لي قول العلماء الذين قالوا بعدم وجوب شيئ على من ترك ليلة من ليالي أيام التشريق لأكون على علم ويا حبذا يكون ذلك مع الأدلة إن وجد.
الثالثة: وهل في هذه أقوال أخرى لغير الشيخ رحمه الله؟
آمل أن لا أتعبك لكن ثق تماما أنك تجد ذلك في موازين حسناتك إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 11:58]ـ
زاك الله خيرا أخي بندر الطائي كفيت ووفيت وأعطيت الموضوع حقه وزيادة وشكر الله سعيك.
وأما بالنسبة لقولي فتاوى الشيخ: كنت أقصد الشيخ ابن باز رحمه الله سقط مني اسمه سهوا.
* قد فصلت في المسألة الأولى بين من أخره لعذر أو أخره لجهل بالحكم فما رأيكم لو أخر رجل من أهل مكة لئلا يزاحم الحجاج في هذه الأيام فهل نقول عليه دم أم ماذا؟ وبعبارة أخرى هل نعتبر هذا عذرا لتأخير الطواف أم لا يعتبر؟
* الثانية: هلا أسندت لي قول العلماء الذين قالوا بعدم وجوب شيئ على من ترك ليلة من ليالي أيام التشريق لأكون على علم ويا حبذا يكون ذلك مع الأدلة إن وجد.
الثالثة: وهل في هذه أقوال أخرى لغير الشيخ رحمه الله؟
آمل أن لا أتعبك لكن ثق تماما أنك تجد ذلك في موازين حسناتك إن شاء الله.
بارك الله فيك.
س: فما رأيكم لو أخر رجل من أهل مكة لئلا يزاحم الحجاج في هذه الأيام فهل نقول عليه دم أم ماذا؟ وبعبارة أخرى هل نعتبر هذا عذرا لتأخير الطواف أم لا يعتبر؟
ليس عليه شيئا.
س: هلا أسندت لي قول العلماء الذين قالوا بعدم وجوب شيئ على من ترك ليلة من ليالي أيام التشريق لأكون على علم ويا حبذا يكون ذلك مع الأدلة إن وجد.
نعم المذهب ومذهب الشافعية عليه مد يعني إطعام مسكين قال ابن مفلح في الفروع 3/ 383: وفي ترك مبيت ليالي منى دم نقله حنبل واختاره الأكثر
وعنه يتصدق بشيء نقله الجماعة قاله القاضي وعنه لا شيء اختاره أبو بكر وليلة كذلك ذكره جماعة وعنه كشعرة لأنها ليست نسكا بمفردها بخلاف مزدلفة قاله القاضي وغيره وقالوا لا تختلف الرواية أنه لا يجب دم وعنه لا يجب شيء.
س:وهل في هذه أقوال أخرى لغير الشيخ رحمه الله؟
قال في مغني المحتاج 1/ 506: ولو غربت الشمس وهو في شغل الارتحال فله النفر لأن في تكليفه حل الرحل والمتاع مشقة عليه كما لو ارتحل وغربت الشمس قبل انفصاله من منى فإن له النفر وهذا ما جزم به ابن المقري تبعا لأصل الروضة وهو المعتمد خلافا لما في مناسك المصنف من أنه يمتنع عليه النفر وإن قال الأذرعي إن ما في أصل الروضة غلط.(/)
# نظرية القيم (من كلام شيخ الإسلام)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 03:10]ـ
وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ الْعَالِمُ الْعَلَّامَةُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد ابْنُ تيمية الحراني قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَنَوَّرَ ضَرِيحَهُ:
وَتَنَازَعُوا فِي الْحُسْنِ وَالْقُبْحِ بِمَعْنَى كَوْنِ الْفِعْلِ سَبَبًا لِلذَّمِّ وَالْعِقَابِ هَلْ يُعْلَمُ بِالْعَقْلِ أَمْ لَا يُعْلَمُ إلَّا بِالشَّرْعِ. وَكَانَ مِنْ أَسْبَابِ النِّزَاعِ أَنَّهُمْ ظَنُّوا أَنَّ هَذَا الْقِسْمَ مُغَايِرٌ لِلْأَوَّلِ وَلَيْسَ هَذَا خَارِجًا عَنْهُ. فَلَيْسَ فِي الْوُجُودِ حَسَنٌ إلَّا بِمَعْنَى الْمُلَائِمِ. وَلَا قَبِيحٌ إلَّا بِمَعْنَى الْمُنَافِي، وَالْمَدْحُ وَالثَّوَابُ مُلَائِمٌ وَالذَّمُّ وَالْعِقَابُ مُنَافٍ فَهَذَا نَوْعٌ مِنْ الْمُلَائِمِ وَالْمُنَافِي. يَبْقَى الْكَلَامُ فِي بَعْضِ أَنْوَاعِ الْحَسَنِ وَالْقَبِيحِ لَا فِي جَمِيعِهِ وَلَا رَيْبَ أَنَّ مِنْ أَنْوَاعِهِ مَا لَا يُعْلَمُ إلَّا بِالشَّرْعِ وَلَكِنَّ النِّزَاعَ فِيمَا قَبَّحَهُ مَعْلُومٌ لِعُمُومِ الْخَلْقِ كَالظُّلْمِ وَالْكَذِبِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَالنِّزَاعُ فِي أُمُورٍ: (مِنْهَا هَلْ لِلْفِعْلِ صِفَةٌ صَارَ بِهَا حَسَنًا وَقَبِيحًا وَأَنَّ الْحُسْنَ الْعَقْلِيَّ هُوَ كَوْنُهُ مُوَافِقًا لِمَصْلَحَةِ الْعَالِمِ وَالْقُبْحَ الْعَقْلِيَّ بِخِلَافِهِ. فَهَلْ فِي الشَّرْعِ زِيَادَةٌ عَلَى ذَلِكَ؟ وَفِي أَنَّ الْعِقَابَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ هَلْ يُعْلَمُ بِمُجَرَّدِ الْعَقْلِ وَبَسْطُ هَذَا لَهُ مَوْضِعٌ آخَرُ. وَمِنْ النَّاسِ مَنْ أَثْبَتَ قِسْمًا ثَالِثًا لِلْحُسْنِ وَالْقُبْحِ وَادَّعَى الِاتِّفَاقَ عَلَيْهِ: وَهُوَ كَوْنُ الْفِعْلِ صِفَةَ كَمَالٍ أَوْ صِفَةَ نَقْصٍ وَهَذَا الْقِسْمُ لَمْ يَذْكُرْهُ عَامَّةُ الْمُتَقَدِّمِينَ الْمُتَكَلِّمِينَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ؛ وَلَكِنْ ذَكَرَهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ: كالرازي وَأَخَذَهُ عَنْ الْفَلَاسِفَةِ. وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ هَذَا الْقِسْمَ لَا يُخَالِفُ الْأَوَّلَ فَإِنَّ الْكَمَالَ الَّذِي يَحْصُلُ لِلْإِنْسَانِ بِبَعْضِ الْأَفْعَالِ هُوَ يَعُودُ إلَى الْمُوَافَقَةِ وَالْمُخَالَفَةِ وَهُوَ اللَّذَّةُ أَوْ الْأَلَمُ فَالنَّفْسُ تَلْتَذُّ بِمَا هُوَ كَمَالٌ لَهَا وَتَتَأَلَّمُ بِالنَّقْصِ فَيَعُودُ الْكَمَالُ وَالنَّقْصُ إلَى الْمُلَائِمِ وَالْمُنَافِي وَهَذَا مَبْسُوطٌ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ. وَ (الْمَقْصُودُ هُنَا): أَنَّ الْفَرْقَ بَيْنَ الْأَفْعَالِ الْحَسَنَةِ الَّتِي يَحْصُلُ لِصَاحِبِهَا بِهَا لَذَّةٌ وَبَيْنَ السَّيِّئَةِ الَّتِي يَحْصُلُ لَهُ بِهَا أَلَمٌ أَمْرٌ حِسِّيٌّ يَعْرِفُهُ جَمِيعُ الْحَيَوَانِ. فَمَنْ قَالَ مِنْ الْمُدَّعِينَ لِلْحَقِيقَةِ الْقَدَرِيَّةِ وَالْفَنَاءِ فِي تَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ وَالِاصْطِلَامِ: أَنَّهُ يَبْقَى فِي عَيْنِ الْجَمْعِ بِحَيْثُ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ مَا يُؤْلِمُ أَوْ مَا يَلَذُّ كَانَ هَذَا مِمَّا يُعْلَمُ كَذِبُهُ فِيهِ إنْ كَانَ يَفْهَمُ مَا يَقُولُ وَإِلَّا كَانَ ضَالًّا يَتَكَلَّمُ بِمَا لَا يَعْرِفُ حَقِيقَتَهُ وَهُوَ الْغَالِبُ عَلَى مَنْ يَتَكَلَّمُ فِي هَذَا. فَإِنَّ الْقَوْمَ قَدْ يَحْصُلُ لِأَحَدِهِمْ هَذَا الْمَشْهَدُ " مَشْهَدُ الْفَنَاءِ فِي تَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ " فَلَا يَشْهَدُ فَرْقًا مَا دَامَ فِي هَذَا الْمَشْهَدِ. وَقَدْ يَغِيبُ عَنْهُ الْإِحْسَاسُ بِمَا يُوجِبُ الْفَرْقَ مُدَّةً مِنْ الزَّمَانِ فَيَظُنُّ هَذَا الْفَنَاءَ مَقَامًا مَحْمُودًا وَيَجْعَلُهُ إمَّا غَايَةً. وَإِمَّا لَازِمًا لِلسَّالِكِينَ وَهَذَا غَلَطٌ فَإِنَّ عَدَمَ الْفَرْقِ بَيْنَ مَا يُنْعِمُ وَيُعَذِّبُ أَحْيَانًا هُوَ مِثْلُ عَدَمِ الْفَرْقِ بَيْنَ النَّوْمِ وَالنِّسْيَانِ وَالْغَفْلَةِ وَالِاشْتِغَالِ بِشَيْءِ عَنْ آخَرَ وَهُوَ لَا يُزِيلُ الْفَرْقَ الثَّابِتَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ وَلَا يُزِيلُ الْإِحْسَاسَ بِهِ إذَا وَجَدَ سَبَبَهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالْوَاحِدُ مِنْ هَؤُلَاءِ لَا بُدَّ أَنْ يَجُوعَ أَوْ يَعْطَشَ فَلَا يُسَوِّي بَيْنَ الْخُبْزِ وَالشَّرَابِ وَبَيْنَ الْمِلْحِ الْأُجَاجِ وَالْعَذْبِ الْفُرَاتِ بَلْ لَا بُدَّ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا وَيَقُولَ: هَذَا طَيِّبٌ وَهَذَا لَيْسَ بِطَيِّبِ وَهَذَا هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ كُلِّ مَا أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِهِ وَنَهَى عَنْهُ فَإِنَّهُ أَمَرَ بِالطَّيِّبِ مِنْ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَنَهَى عَنْ الْخَبِيثِ. وَإِذَا عَرَفَ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْفَرْقِ هُوَ أَنَّ مِنْ الْأُمُورِ مَا يَنْفَعُ وَيُوجِبُ اللَّذَّةَ وَالنَّعِيمَ وَمِنْهَا مَا يَضُرُّ وَيُوجِبُ الْأَلَمَ وَالْعَذَابَ فَبَعْضُ هَذِهِ الْأُمُورِ تُدْرَكُ بِالْحِسِّ وَبَعْضُهَا يُدْرِكُهُ النَّاسُ بِعُقُولِهِمْ لِأُمُورِ الدُّنْيَا. فَيَعْرِفُونَ مَا يَجْلِبُ لَهُمْ مَنْفَعَةً فِي الدُّنْيَا وَمَا يَجْلِبُ لَهُمْ مَضَرَّةً وَهَذَا مِنْ الْعَقْلِ الَّذِي مُيِّزَ بِهِ الْإِنْسَانُ فَإِنَّهُ يُدْرِكُ مِنْ عَوَاقِبِ الْأَفْعَالِ مَا لَا يُدْرِكُهُ الْحِسُّ وَلَفْظُ الْعَقْلِ فِي الْقُرْآنِ يَتَضَمَّنُ مَا يَجْلِبُ بِهِ الْمَنْفَعَةَ وَمَا يَدْفَعُ بِهِ الْمَضَرَّةَ. وَاَللَّهُ تَعَالَى بَعَثَ الرُّسُلَ بِتَكْمِيلِ الْفِطْرَةِ فَدَلُّوهُمْ عَلَى مَا يَنَالُونَ بِهِ النَّعِيمَ فِي الْآخِرَةِ وَيَنْجُونَ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ. فَالْفَرْقُ بَيْنَ الْمَأْمُورِ وَالْمَحْظُورِ هُوَ كَالْفَرْقِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَاللَّذَّةِ وَالْأَلَمِ وَالنَّعِيمِ وَالْعَذَابِ وَمَنْ لَمْ يُدْرِكْ هَذَا الْفَرْقَ فَإِنْ كَانَ السَّبَبُ أَزَالَ عَقْلَهُ هُوَ بِهِ مَعْذُورٌ وَإِلَّا كَانَ مُطَالِبًا بِمَا فَعَلَهُ مِنْ الشَّرِّ وَتَرَكَهُ مِنْ الْخَيْرِ. وَلَا رَيْبَ أَنَّ فِي النَّاسِ مَنْ قَدْ يَزُولُ عَقْلُهُ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَعَاطَى مَا يُزِيلُ الْعَقْلَ: كَالْخَمْرِ وَكَسَمَاعِ الْأَصْوَاتِ الْمُطْرِبَةِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ يَقْوَى حَتَّى يَسْكَرَ أَصْحَابُهَا وَيَقْتَرِنَ بِهِمْ شَيَاطِينُ فَيَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي السَّمَاعِ الْمُسْكِرِ، كَمَا يَقْتُلُ شُرَّابُ الْخَمْرِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إذَا سَكِرُوا وَهَذَا مِمَّا يَعْرِفُهُ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْأَحْوَالِ؛ لَكِنْ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ الْمَقْتُولُ شَهِيدٌ. وَ " التَّحْقِيقُ: أَنَّ الْمَقْتُولَ يُشْبِهُ الْمَقْتُولَ فِي شُرْبِ الْخَمْرِ فَإِنَّهُمْ سَكِرُوا سُكْرًا غَيْرَ مَشْرُوعٍ؛ لَكِنَّ غَالِبَهُمْ يَظُنُّ أَنَّ هَذَا مِنْ أَحْوَالِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُتَّقِينَ فَيَبْقَى الْقَتِيلُ فِيهِمْ كَالْقَتِيلِ فِي الْفِتْنَةِ وَلَيْسَ هُوَ كَاَلَّذِي تَعَمَّدَ قَتْلَهُ وَلَا هُوَ كَالْمَقْتُولِ ظُلْمًا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ. فَإِنْ قِيلَ: فَهَلْ هَذَا الْفَنَاءُ يَزُولُ بِهِ التَّكْلِيفُ؟ قِيلَ: إنْ حَصَلَ لِلْإِنْسَانِ سَبَبٌ يُعْذَرُ فِيهِ زَالَ بِهِ عَقْلُهُ الَّذِي يُمَيَّزُ بِهِ فَكَانَ بِمَنْزِلَةِ النَّائِمِ وَالْمُغْمَى عَلَيْهِ وَالسَّكْرَانِ سُكْرًا لَا يَأْثَمُ بِهِ كَمَنْ سَكِرَ قَبْلَ التَّحْرِيمِ أَوْ أُوجِرَ الْخَمْرَ أَوْ أُكْرِهَ عَلَى شُرْبِهَا عِنْدَ الْجُمْهُورِ، وَأَمَّا إنْ كَانَ السُّكْرُ لِسَبَبِ مُحَرَّمٍ فَهَذَا فِيهِ نِزَاعٌ مَعْرُوفٌ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ. وَاَلَّذِينَ يَذْكُرُونَ عَنْ أَبِي يَزِيدَ وَغَيْرِهِ كَلِمَاتٍ مِنْ الِاتِّحَادِ الْخَاصِّ وَنَفْيِ الْفَرْقِ وَيَعْذُرُونَهُ فِي ذَلِكَ يَقُولُونَ: إنَّهُ غَابَ عَقْلُهُ حَتَّى قَالَ: أَنَا الْحَقُّ وَسُبْحَانِي وَمَا فِي الْجُبَّةِ إلَّا اللَّهُ. وَيَقُولُونَ: إنَّ الْحُبَّ إذَا قَوِيَ عَلَى صَاحِبِهِ وَكَانَ قَلْبُهُ ضَعِيفًا يَغِيبُ بِمَحْبُوبِهِ عَنْ حُبِّهِ وَبِمَوْجُودِهِ عَنْ وَجْدِهِ وَبِمَذْكُورِهِ عَنْ ذِكْرِهِ حَتَّى يَفْنَى مَنْ لَمْ يَكُنْ وَيَبْقَى مَنْ لَمْ يَزَلْ ويحكون أَنَّ شَخْصًا أَلْقَى بِنَفْسِهِ فِي الْمَاءِ فَأَلْقَى مَحَبَّةَ نَفْسِهِ خَلْفَهُ. فَقَالَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
أَنَا وَقَعْت فَلِمَ وَقَعْت أَنْتَ؟ فَقَالَ: غِبْت بِك عَنِّي فَظَنَنْت أَنَّك أَنِّي. فَمِثْلُ هَذَا الْحَالِ الَّتِي يَزُولُ فِيهَا تَمْيِيزُهُ بَيْنَ الرَّبِّ وَالْعَبْدِ، وَبَيْنَ الْمَأْمُورِ وَالْمَحْظُورِ لَيْسَتْ عِلْمًا وَلَا حَقًّا بَلْ غَايَتُهُ أَنَّهُ نَقْصُ عَقْلِهِ الَّذِي يُفَرِّقُ بِهِ بَيْنَ هَذَا وَهَذَا، وَغَايَتُهُ أَنْ يُعْذَرَ. لَا أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ تَحْقِيقًا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 03:18]ـ
وقال رحمه الله:
وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَحَقِيقَةُ الْفَرْقِ: أَنَّ مِنْ الْأُمُورِ مَا هُوَ مُلَائِمٌ لِلْإِنْسَانِ نَافِعٌ لَهُ فَيَحْصُلُ لَهُ بِهِ اللَّذَّةُ. وَمِنْهَا مَا هُوَ مُضَادٌّ لَهُ ضَارٌّ لَهُ يَحْصُلُ بِهِ الْأَلَمُ فَرَجَعَ الْفَرْقُ إلَى الْفَرْقِ بَيْنَ اللَّذَّةِ وَالْأَلَمِ. وَأَسْبَابُ هَذَا وَهَذَا. وَهَذَا الْفَرْقُ مَعْلُومٌ بِالْحِسِّ، وَالْعَقْلِ وَالشَّرْعِ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ بَيْنَ الْأَوَّلِينَ والآخرين؛ بَلْ هُوَ مَعْلُومٌ عِنْدَ الْبَهَائِمِ. بَلْ هَذَا مَوْجُودٌ فِي جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ وَإِذَا أَثْبَتْنَا الْفَرْقَ بَيْنَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ وَهُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ الْحَسَنِ وَالْقَبِيحِ فَالْفَرْقُ يَرْجِعُ إلَى هَذَا. وَالْعُقَلَاءُ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ كَوْنَ بَعْضِ الْأَفْعَالِ مُلَائِمًا لِلْإِنْسَانِ وَبَعْضَهَا مُنَافِيًا لَهُ إذَا قِيلَ: هَذَا حَسَنٌ وَهَذَا قَبِيحٌ. فهذا الْحُسْنُ وَالْقُبْحُ مِمَّا يُعْلَمُ بِالْعَقْلِ بِاتِّفَاقِ الْعُقَلَاءِ.
وقال أيضا:
مَنْ يُحِبُّ صِفَاتِ الْكَمَالِ أَكْمَلُ مِمَّنْ لَا فَرْقَ عِنْدَهُ بَيْنَ صِفَاتِ النَّقْصِ وَالْكَمَالِ؛ أَوْ لَا يُحِبُّ صِفَاتِ الْكَمَالِ. وَإِذَا قُدِّرَ مَوْجُودَانِ: (أَحَدُهُمَا يُحِبُّ الْعِلْمَ وَالصِّدْقَ وَالْعَدْلَ وَالْإِحْسَانَ وَنَحْوَ ذَلِكَ. وَ (الْآخَرُ لَا فَرْقَ عِنْدَهُ بَيْنَ هَذِهِ الْأُمُورِ وَبَيْنَ الْجَهْلِ وَالْكَذِبِ وَالظُّلْمِ وَنَحْوِ ذَلِكَ لَا يُحِبُّ هَذَا وَلَا يُبْغِضُ هَذَا كَانَ الَّذِي يُحِبُّ تِلْكَ الْأُمُورَ أَكْمَلَ مِنْ هَذَا. فَدَلَّ عَلَى أَنَّ مَنْ جَرَّدَهُ عَنْ " صِفَاتِ الْكَمَالِ وَالْوُجُودِ " بِأَنْ لَا يَكُونَ لَهُ عِلْمٌ كَالْجَمَادِ فَاَلَّذِي يَعْلَمُ أَكْمَلُ مِنْهُ؛ وَمَعْلُومٌ أَنَّ الَّذِي يُحِبُّ الْمَحْمُودَ وَيُبْغِضُ الْمَذْمُومَ: أَكْمَلُ مِمَّنْ يُحِبُّهُمَا أَوْ يُبْغِضُهُمَا
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 08:51]ـ
وقال رحمه الله رحمة واسعة:
قَاعِدَةٌ قَدْ كَتَبْت مَا يَتَعَلَّقُ بِهَا فِي الْكُرَّاسِ الَّذِي قَبْلَ هَذَا. أَصْلُ الْإِثْبَاتِ وَالنَّفْيِ وَالْحُبِّ وَالْبُغْضِ: هُوَ شُعُورُ النَّفْسِ بِالْوُجُودِ وَالْعَدَمِ وَالْمُلَاءَمَةِ وَالْمُنَافَرَةِ. فَإِذَا شَعَرَتْ بِثُبُوتِ ذَاتِ شَيْءٍ أَوْ صِفَاتِهِ: اعْتَقَدَتْ ثُبُوتَهُ وَصَدَّقَتْ بِذَلِكَ. ثُمَّ إنْ كَانَتْ صِفَاتِ كَمَالٍ اعْتَقَدَتْ إجْلَالَهُ وَإِكْرَامَهُ صَدَّقَتْ وَمَدَحَتْهُ وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ. وَإِذَا شَعَرَتْ بِانْتِفَائِهِ أَوْ انْتِفَاءِ صِفَاتِ الْكَمَالِ عَنْهُ: اعْتَقَدَتْ انْتِفَاءَ ذَلِكَ. وَإِنْ لَمْ تَشْعُرْ لَا بِثُبُوتِ وَلَا انْتِفَاءٍ: لَمْ تَعْتَقِدْ وَاحِدًا مِنْهُمَا وَلَمْ تُصَدِّقْ وَلَمْ تُكَذِّبْ وَرُبَّمَا اعْتَقَدَتْ الِانْتِفَاءَ إذَا لَمْ تَشْعُرْ بِالثُّبُوتِ وَإِنْ لَمْ تَشْعُرْ أَيْضًا بِالْعَدَمِ. وَبَيْنَ الشُّعُورِ بِالْعَدَمِ وَعَدَمِ الشُّعُورِ بِالْوُجُودِ فَرْقٌ بَيِّنٌ وَهِيَ مَنْزِلَةُ الْجَهْلِ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهَا أَكْثَرُ النَّاسِ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَاَلَّذِي مَنْ جَهِلَ شَيْئًا عَادَاهُ. ثُمَّ إذَا اعْتَقَدَتْ الِانْتِفَاءَ كَذَّبَتْ بِالثُّبُوتِ وَذَمَّتْهُ وَطَعَنَتْ فِيهِ؛ هَذَا إذَا كَانَ مَا اسْتَشْعَرَتْ وُجُودَهُ أَوْ عَدَمَهُ مَحْمُودًا وَأَمَّا إنْ كَانَ مَذْمُومًا: كَانَ الْأَمْرُ بِالْعَكْسِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَكَذَلِكَ إذَا شَعَرَتْ بِمَا يُلَائِمُهَا أَحَبَّتْهُ وَأَرَادَتْهُ وَإِنْ شَعَرَتْ بِمَا يُنَافِيهَا أَبْغَضَتْهُ وَكَرِهَتْهُ وَإِنْ لَمْ تَشْعُرْ بِوَاحِدِ مِنْهُمَا أَوْ شَعَرَتْ بِمَا لَيْسَ بِمُلَائِمِ وَلَا مُنَافٍ: فَلَا مَحَبَّةَ وَلَا بِغْضَةَ؛ وَرُبَّمَا أَبْغَضْتَ. مَا لَمْ يَكُنْ مُنَافِيًا إذْ لَمْ يَكُنْ مُلَائِمًا. وَبَيْنَ الشُّعُورِ بِالْمُنَافِي وَعَدَمِ الشُّعُورِ بِالْمُلَائِمِ: فَرْقٌ بَيِّنٌ؛ لَكِنَّ هَذَا مَحْمُودٌ فَإِنَّ مَا لَمْ يُلَائِمْ الْإِنْسَانَ: فَلَا فَائِدَةَ لَهُ فِيهِ وَلَا مَنْفَعَةَ فَيَكُونُ الْمَيْلُ إلَيْهِ مِنْ بَابِ الْعَبَثِ وَالْمَضَرَّةِ. فَيَنْبَغِي الْإِعْرَاضُ عَنْهُ لِأَنَّهُ لَا فَائِدَةَ فِيهِ وَمَا لَا فَائِدَةَ [فِيهِ] فَالْمَيْلُ إلَيْهِ مَضَرَّةٌ ثُمَّ يَتْبَعُ الْحُبَّ لِلشَّخْصِ؛ أَوْ الْعَمَلَ: الصَّلَاةُ عَلَيْهِ وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِ. كَمَا يَتْبَعُ الْبُغْضَ: اللَّعْنَةُ لَهُ وَالطَّعْنُ عَلَيْهِ وَمَا لَمْ يَكُنْ مَحْبُوبًا. وَلَا مُبْغَضًا لَا يَتْبَعُهُ ثَنَاءٌ وَلَا دُعَاءٌ وَلَا طَعْنٌ [وَلَا لَعْنٌ]. وَلَمَّا كَانَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ وُجُودُ مَحْبُوبٍ مَأْلُوهٍ: كَانَ أَصْلُ السَّعَادَةِ الْإِيمَانَ بِذَلِكَ وَأَصْلُ الْإِيمَانِ: قَوْلُ الْقَلْبِ الَّذِي هُوَ التَّصْدِيقُ وَعَمَلُ الْقَلْبِ الَّذِي هُوَ الْمَحَبَّةُ عَلَى سَبِيلِ الْخُضُوعِ إذْ لَا مُلَائِمَةَ لِأَرْوَاحِ الْعِبَادِ: أَتَمُّ مِنْ مُلَاءَمَةِ إلَهِهَا الَّذِي هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ. وَلَمَّا كَانَ الْإِيمَانُ جَامِعًا لِهَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ وَكَانَ تَعْبِيرُ مَنْ عَبَّرَ عَنْهُ بِمُجَرَّدِ التَّصْدِيقِ نَاقِصًا قَاصِرًا: انْقَسَمَ الْأُمَّةُ إلَى ثَلَاثِ فِرَقٍ: - فَالْجَامِعُونَ حَقَّقُوا كِلَا مَعْنَيَيْهِ مِنْ الْقَوْلِ التصديقي وَالْعَمَلِ الْإِرَادِيِّ. وَفَرِيقَانِ فَقَدُوا أَحَدَ الْمَعْنَيَيْنِ: فالكلاميون: غَالِبُ نَظَرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ فِي الثُّبُوتِ وَالِانْتِفَاءِ وَالْوُجُودِ وَالْعَدَمِ وَالْقَضَايَا التصديقية؛ فَغَايَتُهُمْ مُجَرَّدُ التَّصْدِيقِ وَالْعِلْمِ وَالْخَبَرِ. وَالصُّوفِيُّونَ: غَالِبُ طَلَبِهِمْ وَعَمَلِهِمْ فِي الْمَحَبَّةِ وَالْبِغْضَةِ وَالْإِرَادَةِ وَالْكَرَاهَةِ وَالْحَرَكَاتِ الْعَمَلِيَّةِ؛ فَغَايَتُهُمْ الْمَحَبَّةُ وَالِانْقِيَادُ وَالْعَمَلُ وَالْإِرَادَةُ. وَأَمَّا أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ: فَجَامِعُونَ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ؛ بَيْنَ التَّصْدِيقِ الْعِلْمِيِّ وَالْعَمَلِ الحبي. ثُمَّ إنَّ تَصْدِيقَهُمْ عَنْ عِلْمٍ وَعَمَلَهُمْ وَحُبَّهُمْ عَنْ عِلْمٍ فَسَلِمُوا مَنْ آفَتَيْ مُنْحَرِفَةِ الْمُتَكَلِّمَةِ وَالْمُتَصَوِّفَةِ وَحَصَّلُوا مَا فَاتَ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِنْ النَّقْصِ؛ فَإِنَّ كُلًّا مِنْ الْمُنْحَرِفِينَ لَهُ مَفْسَدَتَانِ: إحْدَاهُمَا: الْقَوْلُ بِلَا عِلْمٍ - إنْ كَانَ مُتَكَلِّمًا - وَالْعَمَلُ بِلَا عِلْمٍ - إنْ كَانَ مُتَصَوِّفًا - وَهُوَ مَا وَقَعَ مِنْ الْبِدَعِ الْكَلَامِيَّةِ وَالْعَمَلِيَّةِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. وَالثَّانِي: فَوَّتَ الْمُتَكَلِّمُ الْعَمَلَ وَفَوَّتَ الْمُتَصَوِّفُ الْقَوْلَ وَالْكَلَامَ. وَأَهْلُ السُّنَّةِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ: كَانَ كَلَامُهُمْ وَعَمَلُهُمْ بَاطِنًا وَظَاهِرًا بِعِلْمِ وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ قَوْلِهِمْ وَعَمَلِهِمْ مَقْرُونًا بِالْآخَرِ. وَهَؤُلَاءِ هُمْ الْمُسْلِمُونَ حَقًّا الْبَاقُونَ عَلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ صِرَاطِ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ. فَإِنَّ مُنْحَرِفَةَ أَهْلِ الْكَلَامِ فِيهِمْ شَبَهُ الْيَهُودِ وَمُنْحَرِفَةَ أَهْلِ التَّصَوُّفِ فِيهِمْ شَبَهُ النَّصَارَى؛ وَلِهَذَا غَلَبَ عَلَى الْأَوَّلِينَ جَانِبُ الْحُرُوفِ وَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ مِنْ الْعِلْمِ وَالِاعْتِقَادِ. وَعَلَى الْآخَرِينَ جَانِبُ الْأَصْوَاتِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمَا يُثِيرُهُ مِنْ الْوَجْدِ وَالْحَرَكَةِ.
[وينظر أيضا: http://majles.alukah.net/showpost.php?p=170408&postcount=10]
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 03:49]ـ
وقال رحمه الله:
وَكُلَّمَا قَوِيَ طَمَعُ الْعَبْدِ فِي فَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ وَرَجَائِهِ لِقَضَاءِ حَاجَتِهِ وَدَفْعِ ضَرُورَتِهِ قَوِيَتْ عُبُودِيَّتُهُ لَهُ وَحُرِّيَّتُهُ مِمَّا سِوَاهُ؛ فَكَمَا أَنَّ طَمَعَهُ فِي الْمَخْلُوقِ يُوجِبُ عُبُودِيَّتَهُ لَهُ فَيَأْسُهُ مِنْهُ يُوجِبُ غِنَى قَلْبِهِ عَنْهُ. كَمَا قِيلَ: اسْتَغْنِ عَمَّنْ شِئْتَ تَكُنْ نَظِيرَهُ وَأَفْضِلْ عَلَى مَنْ شِئْتَ تَكُنْ أَمِيرَهُ؛ وَاحْتَجْ إلَى مَنْ شِئْتَ تَكُنْ أَسِيرَهُ. فَكَذَلِكَ طَمَعُ الْعَبْدِ فِي رَبِّهِ وَرَجَاؤُهُ لَهُ يُوجِبُ عُبُودِيَّتَهُ لَهُ؛ وَإِعْرَاضَ قَلْبِهِ عَنْ الطَّلَبِ مِنْ غَيْرِ اللَّهِ، وَالرَّجَاءِ لَهُ يُوجِبُ انْصِرَافَ قَلْبِهِ عَنْ الْعُبُودِيَّةِ لِلَّهِ؛ لَا سِيَّمَا مَنْ كَانَ يَرْجُو الْمَخْلُوقَ وَلَا يَرْجُو الْخَالِقَ؛ بِحَيْثُ يَكُونُ قَلْبُهُ مُعْتَمِدًا إمَّا عَلَى رِئَاسَتِهِ وَجُنُودِهِ وَأَتْبَاعِهِ وَمَمَالِيكِهِ؛ وَإِمَّا عَلَى أَهْلِهِ وَأَصْدِقَائِهِ؛ وَإِمَّا عَلَى أَمْوَالِهِ وَذَخَائِرِهِ؛ وَإِمَّا عَلَى سَادَاتِهِ وَكُبَرَائِهِ؛ كَمَالِكِهِ وَمَلِكِهِ؛ وَشَيْخِهِ وَمَخْدُومِهِ وَغَيْرِهِمْ؛ مِمَّنْ هُوَ قَدْ مَاتَ أَوْ يَمُوتُ. قَالَ تَعَالَى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا}. وَكُلُّ مَنْ عَلَّقَ قَلْبَهُ بِالْمَخْلُوقَاتِ أَنْ يَنْصُرُوهُ أَوْ يَرْزُقُوهُ أَوْ أَنْ يَهْدُوهُ خَضَعَ قَلْبُهُ لَهُمْ؛ وَصَارَ فِيهِ مِنْ الْعُبُودِيَّةِ لَهُمْ بِقَدْرِ ذَلِكَ؛ وَإِنْ كَانَ فِي الظَّاهِرِ أَمِيرًا لَهُمْ مُدَبِّرًا لَهُمْ مُتَصَرِّفًا بِهِمْ؛ فَالْعَاقِلُ يَنْظُرُ إلَى الْحَقَائِقِ لَا إلَى الظَّوَاهِرِ؛ فَالرَّجُلُ إذَا تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِامْرَأَةٍ وَلَوْ كَانَتْ مُبَاحَةً لَهُ يَبْقَى قَلْبُهُ أَسِيرًا لَهَا تَحْكُمُ فِيهِ وَتَتَصَرَّفُ بِمَا تُرِيدُ؛ وَهُوَ فِي الظَّاهِرِ سَيِّدُهَا لِأَنَّهُ زَوْجُهَا. وَفِي الْحَقِيقَةِ هُوَ أَسِيرُهَا وَمَمْلُوكُهَا لَا سِيَّمَا إذَا دَرَتْ بِفَقْرِهِ إلَيْهَا؛ وَعِشْقِهِ لَهَا؛ وَأَنَّهُ لَا يَعْتَاضُ عَنْهَا بِغَيْرِهَا؛ فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تَحْكُمُ فِيهِ بِحُكْمِ السَّيِّدِ الْقَاهِرِ الظَّالِمِ فِي عَبْدِهِ الْمَقْهُورِ؛ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الْخَلَاصَ مِنْهُ بَلْ أَعْظَمُ فَإِنَّ أَسْرَ الْقَلْبِ أَعْظَمُ مِنْ أَسْرِ الْبَدَنِ وَاسْتِعْبَادَ الْقَلْبِ أَعْظَمُ مِنْ اسْتِعْبَادِ الْبَدَنِ فَإِنَّ مَنْ اُسْتُعْبِدَ بَدَنُهُ وَاسْتُرِقَّ لَا يُبَالِي إذَا كَانَ قَلْبُهُ مُسْتَرِيحًا مِنْ ذَلِكَ مُطْمَئِنًّا بَلْ يُمْكِنُهُ الِاحْتِيَالُ فِي الْخَلَاصِ. وَأَمَّا إذَا كَانَ الْقَلْبُ الَّذِي هُوَ الْمَلِكُ رَقِيقًا مُسْتَعْبَدًا مُتَيَّمًا لِغَيْرِ اللَّهِ فَهَذَا هُوَ الذُّلُّ وَالْأَسْرُ الْمَحْضُ وَالْعُبُودِيَّةُ لِمَا اسْتَعْبَدَ الْقَلْبَ. وَعُبُودِيَّةُ الْقَلْبِ وَأَسْرُهُ هِيَ الَّتِي يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ؛ فَإِنَّ الْمُسْلِمَ لَوْ أَسَرَهُ كَافِرٌ؛ أَوْ اسْتَرَقَّهُ فَاجِرٌ بِغَيْرِ حَقٍّ لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ إذَا كَانَ قَائِمًا بِمَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ الْوَاجِبَاتِ وَمَنْ اُسْتُعْبِدَ بِحَقِّ إذَا أَدَّى حَقَّ اللَّهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ لَهُ أَجْرَانِ وَلَوْ أُكْرِهَ عَلَى التَّكَلُّمِ بِالْكُفْرِ فَتَكَلَّمَ بِهِ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ وَأَمَّا مَنْ اسْتَعْبَدَ قَلْبَهُ فَصَارَ عَبْدًا لِغَيْرِ اللَّهِ فَهَذَا يَضُرُّهُ ذَلِكَ وَلَوْ كَانَ فِي الظَّاهِرِ مَلِكَ النَّاسِ. فَالْحُرِّيَّةُ حُرِّيَّةُ الْقَلْبِ وَالْعُبُودِيَّةُ عُبُودِيَّةُ الْقَلْبِ كَمَا أَنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ قَالَ النَّبِيُّ
(يُتْبَعُ)
(/)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَإِنَّمَا الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ} وَهَذَا لَعَمْرِي إذَا كَانَ قَدْ اسْتَعْبَدَ قَلْبَهُ صُورَةً مُبَاحَةً فَأَمَّا مَنْ اسْتَعْبَدَ قَلْبَهُ صُورَةً مُحَرَّمَةً: امْرَأَةً أَوْ صَبِيًّا فَهَذَا هُوَ الْعَذَابُ الَّذِي لَا يُدَانُ فِيهِ. وَهَؤُلَاءِ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ عَذَابًا وَأَقَلِّهِمْ ثَوَابًا فَإِنَّ الْعَاشِقَ لِصُورَةِ إذَا بَقِيَ قَلْبُهُ مُتَعَلِّقًا بِهَا مُسْتَعْبَدًا لَهَا اجْتَمَعَ لَهُ مِنْ أَنْوَاعِ الشَّرِّ وَالْفَسَادِ مَا لَا يُحْصِيهِ إلَّا رَبُّ الْعِبَادِ وَلَوْ سَلِمَ مِنْ فِعْلِ الْفَاحِشَةِ الْكُبْرَى فَدَوَامُ تَعَلُّقِ الْقَلْبِ بِهَا بِلَا فِعْلِ الْفَاحِشَةِ أَشَدُّ ضَرَرًا عَلَيْهِ مِمَّنْ يَفْعَلُ ذَنْبًا ثُمَّ يَتُوبُ مِنْهُ وَيَزُولُ أَثَرُهُ مِنْ قَلْبِهِ وَهَؤُلَاءِ يُشَبَّهُونَ بِالسُّكَارَى وَالْمَجَانِينِ. كَمَا قِيلَ: سكران: سُكْرُ هَوًى وَسُكْرُ مُدَامَةٍ وَمَتَى إفَاقَةُ مَنْ بِهِ سكران وَقِيلَ: قَالُوا: جُنِنْتَ بِمَنْ تَهْوَى فَقُلْتُ لَهُمْ الْعِشْقُ أَعْظَمُ مِمَّا بِالْمَجَانِينِ الْعِشْقُ لَا يَسْتَفِيقُ الدَّهْرَ صَاحِبُهُ وَإِنَّمَا يُصْرَعُ الْمَجْنُونُ فِي الْحِينِ وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ هَذَا الْبَلَاءِ إعْرَاضُ الْقَلْبِ عَنْ اللَّهِ فَإِنَّ الْقَلْبَ إذَا ذَاقَ طَعْمَ عِبَادَةِ اللَّهِ وَالْإِخْلَاصِ لَهُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ قَطُّ أَحْلَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَلَذَّ وَلَا أَطْيَبَ وَالْإِنْسَانُ لَا يَتْرُكُ مَحْبُوبًا إلَّا بِمَحْبُوبِ آخَرَ يَكُونُ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنْهُ أَوْ خَوْفًا مِنْ مَكْرُوهٍ فَالْحُبُّ الْفَاسِدُ إنَّمَا يَنْصَرِفُ الْقَلْبُ عَنْهُ بِالْحُبِّ الصَّالِحِ؛ أَوْ بِالْخَوْفِ مِنْ الضَّرَرِ. قَالَ تَعَالَى فِي حَقِّ يُوسُفَ. {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}. فَاَللَّهُ يَصْرِفُ عَنْ عَبْدِهِ مَا يَسُوءُهُ مِنْ الْمَيْلِ إلَى الصُّوَرِ وَالتَّعَلُّقِ بِهَا وَيَصْرِفُ عَنْهُ الْفَحْشَاءَ بِإِخْلَاصِهِ لِلَّهِ. وَلِهَذَا يَكُونُ قَبْلَ أَنْ يَذُوقَ حَلَاوَةَ الْعُبُودِيَّةِ لِلَّهِ وَالْإِخْلَاصِ لَهُ تَغْلِبُهُ نَفْسُهُ عَلَى اتِّبَاعِ هَوَاهَا فَإِذَا ذَاقَ طَعْمَ الْإِخْلَاصِ وَقَوِيَ فِي قَلْبِهِ انْقَهَرَ لَهُ هَوَاهُ بِلَا عِلَاجٍ. قَالَ تَعَالَى: {إنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} فَإِنَّ الصَّلَاةَ فِيهَا دَفْعٌ لِلْمَكْرُوهِ وَهُوَ الْفَحْشَاءُ وَالْمُنْكَرُ وَفِيهَا تَحْصِيلُ الْمَحْبُوبِ وَهُوَ ذِكْرُ اللَّهِ وَحُصُولُ هَذَا الْمَحْبُوبِ أَكْبَرُ مِنْ دَفْعِ الْمَكْرُوهِ فَإِنَّ ذِكْرَ اللَّهِ عِبَادَةٌ لِلَّهِ وَعِبَادَةُ الْقَلْبِ لِلَّهِ مَقْصُودَةٌ لِذَاتِهَا. وَأَمَّا انْدِفَاعُ الشَّرِّ عَنْهُ فَهُوَ مَقْصُودٌ لِغَيْرِهِ عَلَى سَبِيلِ التَّبَعِ. وَالْقَلْبُ خُلِقَ يُحِبُّ الْحَقَّ وَيُرِيدُهُ وَيَطْلُبُهُ. فَلَمَّا عَرَضَتْ لَهُ إرَادَةُ الشَّرِّ طَلَبَ دَفْعَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يُفْسِدُ الْقَلْبَ كَمَا يَفْسُدُ الزَّرْعُ بِمَا يَنْبُتُ فِيهِ مِنْ الدَّغَلِ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} وَقَالَ تَعَالَى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} وَقَالَ: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا} فَجَعَلَ سُبْحَانَهُ غَضَّ الْبَصَرِ وَحِفْظَ الْفَرْجِ هُوَ أَزْكَى لِلنَّفْسِ وَبَيَّنَ أَنَّ تَرْكَ الْفَوَاحِشِ مِنْ زَكَاةِ النُّفُوسِ وَزَكَاةُ النُّفُوسِ تَتَضَمَّنُ زَوَالَ جَمِيعِ الشُّرُورِ مِنْ الْفَوَاحِشِ وَالظُّلْمِ وَالشِّرْكِ وَالْكَذِبِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَكَذَلِكَ
(يُتْبَعُ)
(/)
طَالِبُ الرِّئَاسَةِ وَالْعُلُوِّ فِي الْأَرْضِ قَلْبُهُ رَقِيقٌ لِمَنْ يُعِينُهُ عَلَيْهَا وَلَوْ كَانَ فِي الظَّاهِرِ مُقَدَّمَهُمْ وَالْمُطَاعَ فِيهِمْ فَهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ يَرْجُوهُمْ وَيَخَافُهُمْ فَيَبْذُلُ لَهُمْ الْأَمْوَالَ وَالْوِلَايَاتِ وَيَعْفُو عَنْهُمْ لِيُطِيعُوهُ وَيُعِينُوهُ فَهُوَ فِي الظَّاهِرِ رَئِيسٌ مُطَاعٌ وَفِي الْحَقِيقَةِ عَبْدٌ مُطِيعٌ لَهُمْ وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ كِلَاهُمَا فِيهِ عُبُودِيَّةٌ لِلْآخَرِ وَكِلَاهُمَا تَارِكٌ لِحَقِيقَةِ عِبَادَةِ اللَّهِ وَإِذَا كَانَ تَعَاوُنُهُمَا عَلَى الْعُلُوِّ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ كَانَا بِمَنْزِلَةِ الْمُتَعَاوِنَيْنِ عَلَى الْفَاحِشَةِ أَوْ قَطْعِ الطَّرِيقِ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ الشَّخْصَيْنِ لِهَوَاهُ الَّذِي اسْتَعْبَدَهُ وَاسْتَرَقَّهُ يَسْتَعْبِدُهُ الْآخَرُ. وَهَكَذَا أَيْضًا طَالِبُ الْمَالِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَسْتَعْبِدُهُ وَيَسْتَرِقُّهُ وَهَذِهِ الْأُمُورُ نَوْعَانِ: (مِنْهَا) مَا يَحْتَاجُ الْعَبْدُ إلَيْهِ كَمَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ وَمَسْكَنِهِ ومنكحه وَنَحْوِ ذَلِكَ. فَهَذَا يَطْلُبُهُ مِنْ اللَّهِ وَيَرْغَبُ إلَيْهِ فِيهِ فَيَكُونُ الْمَالُ عِنْدَهُ يَسْتَعْمِلُهُ فِي حَاجَتِهِ بِمَنْزِلَةِ حِمَارِهِ الَّذِي يَرْكَبُهُ وَبِسَاطِهِ الَّذِي يَجْلِسُ عَلَيْهِ؛ بَلْ بِمَنْزِلَةِ الْكَنِيفِ الَّذِي يَقْضِي فِيهِ حَاجَتَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَعْبِدَهُ فَيَكُونُ هَلُوعًا إذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا؛ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا. و (مِنْهَا) مَا لَا يَحْتَاجُ الْعَبْدُ إلَيْهِ فَهَذِهِ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُعَلِّقَ قَلْبَهُ بِهَا؛ فَإِذَا تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِهَا صَارَ مُسْتَعْبَدًا لَهَا؛ وَرُبَّمَا صَارَ مُعْتَمِدًا عَلَى غَيْرِ اللَّهِ فَلَا يَبْقَى مَعَهُ حَقِيقَةُ الْعِبَادَةِ لِلَّهِ وَلَا حَقِيقَةُ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ؛ بَلْ فِيهِ شُعْبَةٌ مِنْ الْعِبَادَةِ لِغَيْرِ اللَّهِ وَشُعْبَةٌ مِنْ التَّوَكُّلِ عَلَى غَيْرِ اللَّهِ وَهَذَا مِنْ أَحَقِّ النَّاسِ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ؛ تَعِسَ عَبْدُ الْقَطِيفَةِ؛ تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ} وَهَذَا هُوَ عَبْدُ هَذِهِ الْأُمُورِ فَلَوْ طَلَبَهَا مِنْ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ إذَا أَعْطَاهُ إيَّاهَا رَضِيَ؛ وَإِذَا مَنَعَهُ إيَّاهَا سَخِطَ وَإِنَّمَا عَبْدُ اللَّهِ مَنْ يُرْضِيهِ مَا يُرْضِي اللَّهَ؛ وَيُسْخِطُهُ مَا يُسْخِطُ اللَّهَ؛ وَيُحِبُّ مَا أَحَبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَيُبْغِضُ مَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؛ وَيُوَالِي أَوْلِيَاءَ اللَّهِ وَيُعَادِي أَعْدَاءَ اللَّهِ تَعَالَى وَهَذَا هُوَ الَّذِي اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ. كَمَا فِي الْحَدِيثِ {مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ} وَقَالَ: {أَوْثَقُ عُرَى الْإِيمَانِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ؛ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ}. وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَمَنْ كَانَ يُحِبُّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ وَمَنْ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ} فَهَذَا وَافَقَ رَبَّهُ فِيمَا يُحِبُّهُ وَمَا يَكْرَهُهُ فَكَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَحَبَّ الْمَخْلُوقَ لِلَّهِ لَا لِغَرَضِ آخَرَ فَكَانَ هَذَا مِنْ تَمَامِ حُبِّهِ لِلَّهِ فَإِنَّ مَحَبَّةَ مَحْبُوبِ الْمَحْبُوبِ مِنْ تَمَامِ مَحَبَّةِ الْمَحْبُوبِ؛ فَإِذَا أَحَبَّ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ وَأَوْلِيَاءَ اللَّهِ لِأَجْلِ قِيَامِهِمْ بِمَحْبُوبَاتِ الْحَقِّ لَا لِشَيْءِ آخَرَ فَقَدْ أَحَبَّهُمْ لِلَّهِ لَا لِغَيْرِهِ. وَقَدْ
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ تَعَالَى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةً عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةً عَلَى الْكَافِرِينَ}. وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} فَإِنَّ الرَّسُولَ يَأْمُرُ بِمَا يُحِبُّ اللَّهُ وَيَنْهَى عَمَّا يُبْغِضُهُ اللَّهُ وَيَفْعَلُ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيُخْبِرُ بِمَا يُحِبُّ اللَّهُ التَّصْدِيقَ بِهِ. فَمَنْ كَانَ مُحِبًّا لِلَّهِ لَزِمَ أَنْ يَتَّبِعَ الرَّسُولَ فَيُصَدِّقُهُ فِيمَا أَخْبَرَ وَيُطِيعُهُ فِيمَا أَمَرَ وَيَتَأَسَّى بِهِ فِيمَا فَعَلَ وَمَنْ فَعَلَ هَذَا فَقَدَ فَعَلَ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ؛ فَيُحِبُّهُ اللَّهُ؛ فَجَعَلَ اللَّهُ لِأَهْلِ مَحَبَّتِهِ عَلَامَتَيْنِ: اتِّبَاعِ الرَّسُولِ؛ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ. وَذَلِكَ لِأَنَّ الْجِهَادَ حَقِيقَتُهُ الِاجْتِهَادُ فِي حُصُولِ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ مِنْ الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ؛ وَمِنْ دَفْعِ مَا يُبْغِضُهُ اللَّهُ مِنْ الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {قُلْ إنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ} إلَى قَوْلِهِ: - {حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} فَتَوَعَّدَ مَنْ كَانَ أَهْلُهُ وَمَالُهُ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ بِهَذَا الْوَعِيدِ. بَلْ قَدْ ثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ قَالَ: {وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}. وَفِي الصَّحِيحِ {أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاَللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إلَّا مِنْ نَفْسِي؛ فَقَالَ: لَا يَا عُمَرُ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ؛ فَقَالَ: فَوَاَللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ نَفْسِي فَقَالَ الْآنَ يَا عُمَرُ}. فَحَقِيقَةُ الْمَحَبَّةِ لَا تَتِمُّ إلَّا بِمُوَالَاةِ الْمَحْبُوبِ وَهُوَ مُوَافَقَتُهُ فِي حُبّ مَا يُحِبُّ وَبُغْضِ مَا يُبْغِضُ وَاَللَّهُ يُحِبُّ الْإِيمَانَ وَالتَّقْوَى وَيُبْغِضُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ. وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْحُبَّ يُحَرِّكُ إرَادَةَ الْقَلْبِ فَكُلَّمَا قَوِيَتْ الْمَحَبَّةُ فِي الْقَلْبِ طَلَبَ الْقَلْبُ فِعْلَ الْمَحْبُوبَاتِ فَإِذَا كَانَتْ الْمَحَبَّةُ تَامَّةً اسْتَلْزَمَتْ إرَادَةً جَازِمَةً فِي حُصُولِ الْمَحْبُوبَاتِ. فَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ قَادِرًا عَلَيْهَا حَصَّلَهَا. وَإِنْ كَانَ عَاجِزًا عَنْهَا فَفَعَلَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ الْفَاعِلِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَنْ دَعَا إلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ اتَّبَعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقِصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا؛ وَمَنْ دَعَا إلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْوِزْرِ مِثْلُ أَوْزَارِ مَنْ اتَّبَعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقِصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا}. وَقَالَ {إنَّ بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إلَّا كَانُوا مَعَكُمْ. قَالُوا: وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ. قَالَ: وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ}. و " الْجِهَادُ " هُوَ بَذْلُ الْوُسْعِ وَهُوَ الْقُدْرَةُ فِي حُصُولِ مَحْبُوبِ الْحَقِّ وَدَفْعُ مَا يَكْرَهُهُ الْحَقُّ فَإِذَا تَرَكَ الْعَبْدُ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ الْجِهَادِ كَانَ دَلِيلًا عَلَى ضَعْفِ مَحَبَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فِي قَلْبِهِ وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْمَحْبُوبَاتِ لَا تُنَالُ غَالِبًا إلَّا بِاحْتِمَالِ الْمَكْرُوهَاتِ سَوَاءٌ كَانَتْ مَحَبَّةً صَالِحَةً أَوْ فَاسِدَةً فَالْمُحِبُّونَ لِلْمَالِ وَالرِّئَاسَةِ وَالصُّوَرِ لَا يَنَالُونَ مَطَالِبَهُمْ إلَّا بِضَرَرِ يَلْحَقُهُمْ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا
(يُتْبَعُ)
(/)
يُصِيبُهُمْ مِنْ الضَّرَرِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَالْمُحِبُّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ إذَا لَمْ يَحْتَمِلْ مَا يَرَى ذُو الرَّأْيِ مِنْ الْمُحِبِّينَ لِغَيْرِ اللَّهِ مِمَّا يَحْتَمِلُونَ فِي حُصُولِ مَحْبُوبِهِمْ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى ضَعْفِ مَحَبَّتِهِمْ لِلَّهِ إذَا كَانَ مَا يَسْلُكُهُ أُولَئِكَ هُوَ الطَّرِيقُ الَّذِي يُشِيرُ بِهِ الْعَقْلُ. وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ الْمُؤْمِنَ أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}. نَعَمْ قَدْ يَسْلُكُ الْمُحِبُّ لِضَعْفِ عَقْلِهِ وَفَسَادِ تَصَوُّرِهِ طَرِيقًا لَا يَحْصُلُ بِهَا الْمَطْلُوبُ فَمِثْلُ هَذِهِ الطَّرِيقِ لَا تُحْمَدُ إذَا كَانَتْ الْمَحَبَّةُ صَالِحَةً مَحْمُودَةً فَكَيْفَ إذَا كَانَتْ الْمَحَبَّةُ فَاسِدَةً وَالطَّرِيقُ غَيْرَ مُوصِلٍ كَمَا يَفْعَلُهُ الْمُتَهَوِّرُونَ فِي طَلَبِ الْمَالِ وَالرِّئَاسَةِ وَالصُّوَرِ فِي حُبِّ أُمُورٍ تُوجِبُ لَهُمْ ضَرَرًا وَلَا تُحَصِّلُ لَهُمْ مَطْلُوبًا وَإِنَّمَا الْمَقْصُودُ الطُّرُقُ الَّتِي يَسْلُكُهَا الْعَقْلُ لِحُصُولِ مَطْلُوبِهِ. وَإِذَا تَبَيَّنَ هَذَا. فَكُلَّمَا ازْدَادَ الْقَلْبُ حُبًّا لِلَّهِ ازْدَادَ لَهُ عُبُودِيَّةً وَكُلَّمَا ازْدَادَ لَهُ عُبُودِيَّةً ازْدَادَ لَهُ حُبًّا وَحُرِّيَّةً عَمَّا سِوَاهُ وَالْقَلْبُ فَقِيرٌ بِالذَّاتِ إلَى اللَّهِ مِنْ " وَجْهَيْنِ ": مِنْ جِهَةِ الْعِبَادَةِ وَهِيَ الْعِلَّةُ الغائية. وَمِنْ جِهَةِ الِاسْتِعَانَةِ وَالتَّوَكُّلِ وَهِيَ الْعِلَّةُ الْفَاعِلِيَّةُ فَالْقَلْبُ لَا يَصْلُحُ وَلَا يُفْلِحُ وَلَا يَلْتَذُّ وَلَا يُسَرُّ وَلَا يَطِيبُ وَلَا يَسْكُنُ وَلَا يَطْمَئِنُّ إلَّا بِعِبَادَةِ رَبِّهِ وَحُبِّهِ وَالْإِنَابَةِ إلَيْهِ. وَلَوْ حَصَلَ لَهُ كُلُّ مَا يَلْتَذُّ بِهِ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ لَمْ يَطْمَئِنَّ وَلَمْ يَسْكُنْ إذْ فِيهِ فَقْرٌ ذَاتِيٌّ إلَى رَبِّهِ وَمِنْ حَيْثُ هُوَ مَعْبُودُهُ وَمَحْبُوبُهُ وَمَطْلُوبُهُ وَبِذَلِكَ يَحْصُلُ لَهُ الْفَرَحُ وَالسُّرُورُ وَاللَّذَّةُ وَالنِّعْمَةُ وَالسُّكُونُ وَالطُّمَأْنِينَةُ. وَهَذَا لَا يَحْصُلُ لَهُ إلَّا بِإِعَانَةِ اللَّهِ لَهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى تَحْصِيلِ ذَلِكَ لَهُ إلَّا اللَّهُ فَهُوَ دَائِمًا مُفْتَقِرٌ إلَى حَقِيقَةِ {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فَإِنَّهُ لَوْ أُعِينَ عَلَى حُصُولِ مَا يُحِبُّهُ وَيَطْلُبُهُ وَيَشْتَهِيهِ وَيُرِيدُهُ وَلَمْ يَحْصُلْ لَهُ عِبَادَتُهُ لِلَّهِ بِحَيْثُ يَكُونُ هُوَ غَايَةَ مُرَادِهِ وَنِهَايَةَ مَقْصُودِهِ وَهُوَ الْمَحْبُوبُ لَهُ بِالْقَصْدِ الْأَوَّلِ وَكُلُّ مَا سِوَاهُ إنَّمَا يُحِبُّهُ لِأَجْلِهِ لَا يُحِبُّ شَيْئًا لِذَاتِهِ إلَّا اللَّهَ فَمَتَى لَمْ يَحْصُلْ لَهُ هَذَا لَمْ يَكُنْ قَدْ حَقَّقَ حَقِيقَةَ " لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ " وَلَا حَقَّقَ التَّوْحِيدَ وَالْعُبُودِيَّةَ وَالْمَحَبَّةَ وَكَانَ فِيهِ مِنْ النَّقْصِ وَالْعَيْبِ بَلْ مِنْ الْأَلَمِ وَالْحَسْرَةِ وَالْعَذَابِ بِحَسَبِ ذَلِكَ. وَلَوْ سَعَى فِي هَذَا الْمَطْلُوبِ وَلَمْ يَكُنْ مُسْتَعِينًا بِاَللَّهِ مُتَوَكِّلًا عَلَيْهِ مُفْتَقِرًا إلَيْهِ فِي حُصُولِهِ لَمْ يَحْصُلْ لَهُ فَإِنَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ فَهُوَ مُفْتَقِرٌ إلَى اللَّهِ مِنْ حَيْثُ هُوَ الْمَطْلُوبُ الْمَحْبُوبُ الْمُرَادُ الْمَعْبُودُ وَمِنْ حَيْثُ هُوَ الْمَسْئُولُ الْمُسْتَعَانُ بِهِ الْمُتَوَكَّلُ عَلَيْهِ فَهُوَ إلَهُهُ لَا إلَهَ لَهُ غَيْرُهُ وَهُوَ رَبُّهُ لَا رَبَّ لَهُ سِوَاهُ. وَلَا تَتِمُّ عُبُودِيَّتُهُ لِلَّهِ إلَّا بِهَذَيْنِ فَمَتَى كَانَ يُحِبُّ غَيْرَ اللَّهِ لِذَاتِهِ أَوْ يَلْتَفِتُ إلَى غَيْرِ اللَّهِ أَنَّهُ يُعِينُهُ كَانَ عَبْدًا لِمَا أَحَبَّهُ وَعَبْدًا لِمَا رَجَاهُ بِحَسَبِ حُبِّهِ لَهُ وَرَجَائِهِ إيَّاهُ. وَإِذَا لَمْ يُحِبَّ لِذَاتِهِ إلَّا اللَّهَ وَكُلَّمَا أَحَبَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
سِوَاهُ فَإِنَّمَا أَحَبَّهُ لَهُ وَلَمْ يَرْجُ قَطُّ شَيْئًا إلَّا اللَّهَ وَإِذَا فَعَلَ مَا فَعَلَ مِنْ الْأَسْبَابِ أَوْ حَصَّلَ مَا حَصَّلَ مِنْهَا كَانَ مُشَاهِدًا أَنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي خَلَقَهَا وَقَدَّرَهَا. وَأَنَّ كُلَّ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَاَللَّهُ رَبُّهُ وَمَلِيكُهُ وَخَالِقُهُ وَهُوَ مُفْتَقِرٌ إلَيْهِ كَانَ قَدْ حَصَلَ لَهُ مِنْ تَمَامِ عُبُودِيَّتِهِ لِلَّهِ بِحَسَبِ مَا قُسِمَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ. وَالنَّاسُ فِي هَذَا عَلَى دَرَجَاتٍ مُتَفَاوِتَةٍ لَا يُحْصِي طَرَفَيْهَا إلَّا اللَّهُ. فَأَكْمَلُ الْخَلْقِ وَأَفْضَلُهُمْ وَأَعْلَاهُمْ وَأَقْرَبُهُمْ إلَى اللَّهِ وَأَقْوَاهُمْ وَأَهْدَاهُمْ أَتَمُّهُمْ عُبُودِيَّةً لِلَّهِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَهَذَا هُوَ حَقِيقَةُ دِينِ الْإِسْلَامِ الَّذِي أَرْسَلَ بِهِ رُسُلَهُ وَأَنْزَلَ بِهِ كُتُبَهُ وَهُوَ أَنْ يَسْتَسْلِمَ الْعَبْدُ لِلَّهِ لَا لِغَيْرِهِ فَالْمُسْتَسْلِمُ لَهُ وَلِغَيْرِهِ مُشْرِكٌ وَالْمُمْتَنِعُ عَنْ الِاسْتِسْلَامِ لَهُ مُسْتَكْبِرٌ وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ كَمَا أَنَّ النَّارَ لَا يَدْخُلُهَا مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَانٍ} فَجَعَلَ الْكِبْرَ مُقَابِلًا لِلْإِيمَانِ فَإِنَّ الْكِبْرَ يُنَافِي حَقِيقَةَ الْعُبُودِيَّةِ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {يَقُولُ اللَّهُ الْعَظَمَةُ إزَارِي وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا عَذَّبْتُهُ} فَالْعَظَمَةُ وَالْكِبْرِيَاءُ مِنْ خَصَائِصِ الرُّبُوبِيَّةِ وَالْكِبْرِيَاءُ أَعْلَى مِنْ الْعَظَمَةِ؛ وَلِهَذَا جَعَلَهَا بِمَنْزِلَةِ الرِّدَاءِ كَمَا جَعَلَ الْعَظَمَةَ بِمَنْزِلَةِ الْإِزَارِ. وَلِهَذَا كَانَ شِعَارُ الصَّلَوَاتِ وَالْأَذَانِ وَالْأَعْيَادِ هُوَ التَّكْبِيرَ وَكَانَ مُسْتَحَبًّا فِي الْأَمْكِنَةِ الْعَالِيَةِ كَالصَّفَا والمروة وَإِذَا عَلَا الْإِنْسَانُ شَرَفًا أَوْ رَكِبَ دَابَّةً وَنَحْوَ ذَلِكَ وَبِهِ يُطْفَأُ الْحَرِيقُ وَإِنْ عَظُمَ وَعِنْدَ الْأَذَانِ يَهْرُبُ الشَّيْطَانُ. قَالَ تَعَالَى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}. وَكُلُّ مَنْ اسْتَكْبَرَ عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ لَا بُدَّ أَنْ يَعْبُدَ غَيْرَهُ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ حَسَّاسٌ يَتَحَرَّكُ بِالْإِرَادَةِ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {أَصْدَقُ الْأَسْمَاءِ حَارِثٌ وَهَمَّامٌ} فَالْحَارِثُ الْكَاسِبُ الْفَاعِلُ وَالْهَمَّامُ فَعَّالٌ مِنْ الْهَمِّ وَالْهَمُّ أَوَّلُ الْإِرَادَةِ فَالْإِنْسَانُ لَهُ إرَادَةٌ دَائِمًا وَكُلُّ إرَادَةٍ فَلَا بُدَّ لَهَا مِنْ مُرَادٍ تَنْتَهِي إلَيْهِ فَلَا بُدَّ لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْ مُرَادٍ مَحْبُوبٍ هُوَ مُنْتَهَى حُبِّهِ وَإِرَادَتِهِ فَمَنْ لَمْ يَكُنْ اللَّهُ مَعْبُودَهُ وَمُنْتَهَى حُبِّهِ وَإِرَادَتِهِ بَلْ اسْتَكْبَرَ عَنْ ذَلِكَ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ مُرَادٌ مَحْبُوبٌ يَسْتَعْبِدُهُ غَيْرُ اللَّهِ فَيَكُونُ عَبْدًا لِذَلِكَ الْمُرَادِ الْمَحْبُوبِ: إمَّا الْمَالُ وَإِمَّا الْجَاهُ وَإِمَّا الصُّوَرُ وَإِمَّا مَا يَتَّخِذُهُ إلَهًا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالْكَوَاكِبِ وَالْأَوْثَانِ وَقُبُورِ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ أَوْ مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَّخِذُهُمْ أَرْبَابًا أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ. وَإِذَا كَانَ عَبْدًا لِغَيْرِ اللَّهِ يَكُونُ مُشْرِكًا وَكُلُّ مُسْتَكْبِرٍ فَهُوَ مُشْرِكٌ وَلِهَذَا كَانَ فِرْعَوْنُ مِنْ أَعْظَمِ الْخَلْقِ اسْتِكْبَارًا عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ وَكَانَ مُشْرِكًا
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ} {إلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} إلَى قَوْلِهِ: {وَقَالَ مُوسَى إنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ} - إلَى قَوْلِهِ: - {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ} وَقَالَ تَعَالَى: {إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} وَمِثْلُ هَذَا فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ. وَقَدْ وُصِفَ فِرْعَوْنُ بِالشِّرْكِ فِي قَوْلِهِ: {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ}. بَلْ الِاسْتِقْرَاءُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كُلَّمَا كَانَ الرَّجُلُ أَعْظَمَ اسْتِكْبَارًا عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ كَانَ أَعْظَمَ إشْرَاكًا بِاَللَّهِ؛ لِأَنَّهُ كُلَّمَا اسْتَكْبَرَ عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ ازْدَادَ فَقْرُهُ وَحَاجَتُهُ إلَى الْمُرَادِ الْمَحْبُوبِ الَّذِي هُوَ الْمَقْصُودُ: مَقْصُودُ الْقَلْبِ بِالْقَصْدِ الْأَوَّلِ فَيَكُونُ مُشْتَرِكًا بِمَا اسْتَعْبَدَهُ مِنْ ذَلِكَ. وَلَنْ يَسْتَغْنِيَ الْقَلْبُ عَنْ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ إلَّا بِأَنْ يَكُونَ اللَّهُ هُوَ مَوْلَاهُ الَّذِي لَا يَعْبُدُ إلَّا إيَّاهُ وَلَا يَسْتَعِينُ إلَّا بِهِ وَلَا يَتَوَكَّلُ إلَّا عَلَيْهِ وَلَا يَفْرَحُ إلَّا بِمَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ وَلَا يَكْرَهُ إلَّا مَا يُبْغِضُهُ الرَّبُّ وَيَكْرَهُهُ وَلَا يُوَالِي إلَّا مَنْ وَالَاهُ اللَّهُ وَلَا يُعَادِي إلَّا مَنْ عَادَاهُ اللَّهُ وَلَا يُحِبُّ إلَّا لِلَّهِ وَلَا يُبْغِضُ شَيْئًا إلَّا لِلَّهِ وَلَا يُعْطِي إلَّا لِلَّهِ وَلَا يَمْنَعُ إلَّا لِلَّهِ. فَكُلَّمَا قَوِيَ إخْلَاصُ دِينِهِ لِلَّهِ كَمُلَتْ عُبُودِيَّتُهُ وَاسْتِغْنَاؤُهُ عَنْ الْمَخْلُوقَاتِ وَبِكَمَالِ عُبُودِيَّتِهِ لِلَّهِ يُبَرِّئُهُ مِنْ الْكِبْرِ وَالشِّرْكِ. وَالشِّرْكُ غَالِبٌ عَلَى النَّصَارَى وَالْكِبْرُ غَالِبٌ عَلَى الْيَهُودِ. قَالَ تَعَالَى فِي النَّصَارَى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إلَّا لِيَعْبُدُوا إلَهًا وَاحِدًا لَا إلَهَ إلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} وَقَالَ فِي الْيَهُودِ: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}. وَقَالَ تَعَالَى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا}. وَلَمَّا كَانَ الْكِبْرُ مُسْتَلْزِمًا لِلشِّرْكِ وَالشِّرْكُ ضِدُّ الْإِسْلَامِ وَهُوَ الذَّنْبُ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ - قَالَ تَعَالَى: {إنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إثْمًا عَظِيمًا} وَقَالَ: {إنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} - كَانَ الْأَنْبِيَاءُ جَمِيعُهُمْ مَبْعُوثِينَ بِدِينِ الْإِسْلَامِ فَهُوَ الدِّينُ الَّذِي لَا يَقْبَلُ اللَّهُ غَيْرَهُ لَا مِنْ الْأَوَّلِينَ وَلَا مِنْ الآخرين. قَالَ نُوحٌ: {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إنْ أَجْرِيَ إلَّا عَلَى اللَّهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} وَقَالَ فِي حَقِّ إبْرَاهِيمَ: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إبْرَاهِيمَ إلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} {إذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} إلَى قَوْلِهِ: {فَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} وَقَالَ يُوسُفُ: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} وَقَالَ مُوسَى: {يَا قَوْمِ إنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} {فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا} وَقَالَ تَعَالَى: {إنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا} وَقَالَتْ بلقيس {رَبِّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وَقَالَ: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} وَقَالَ: {إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} وَقَالَ: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}. وَقَالَ تَعَالَى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} فَذَكَرَ إسْلَامَ الْكَائِنَاتِ طَوْعًا وَكَرْهًا لِأَنَّ الْمَخْلُوقَاتِ جَمِيعَهَا مُتَعَبِّدَةٌ لَهُ التَّعَبُّدَ الْعَامَّ سَوَاءٌ أَقَرَّ الْمُقِرُّ بِذَلِكَ أَوْ أَنْكَرَهُ وَهُمْ مَدِينُونَ مدبرون؛ فَهُمْ مُسْلِمُونَ لَهُ طَوْعًا وَكَرْهًا لَيْسَ لِأَحَدِ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ خُرُوجٌ عَمَّا شَاءَهُ وَقَدَّرَهُ وَقَضَاهُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِهِ وَهُوَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَمَلِيكُهُمْ يصرفهم كَيْفَ يَشَاءُ وَهُوَ خَالِقُهُمْ كُلُّهُمْ وَبَارِئُهُمْ وَمُصَوِّرُهُمْ وَكُلُّ مَا سِوَاهُ فَهُوَ مَرْبُوبٌ مَصْنُوعٌ مَفْطُورٌ فَقِيرٌ مُحْتَاجٌ مُعَبَّدٌ مَقْهُورٌ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ. وَهُوَ وَإِنْ كَانَ قَدْ خَلَقَ مَا خَلَقَهُ بِأَسْبَابِ فَهُوَ خَالِقُ السَّبَبِ وَالْمُقَدِّرُ لَهُ وَهُوَ مُفْتَقِرٌ إلَيْهِ كَافْتِقَارِ هَذَا وَلَيْسَ فِي الْمَخْلُوقَاتِ سَبَبٌ مُسْتَقِلٌّ بِفِعْلِ وَلَا دَفْعِ ضَرَرٍ بَلْ كُلُّ مَا هُوَ سَبَبٌ فَهُوَ مُحْتَاجٌ إلَى سَبَبٍ آخَرَ يُعَاوِنُهُ وَإِلَى مَا يَدْفَعُ عَنْهُ الضِّدَّ الَّذِي يُعَارِضُهُ وَيُمَانِعُهُ. وَهُوَ سُبْحَانَهُ وَحْدَهُ الْغَنِيُّ عَنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ يُعَاوِنُهُ وَلَا ضِدٌّ يُنَاوِئُهُ وَيُعَارِضُهُ. قَالَ تَعَالَى: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وَقَالَ تَعَالَى عَنْ الْخَلِيلِ: {يَا قَوْمِ إنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} {إنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا} إلَى قَوْله تَعَالَى {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ {أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ لَمَّا نَزَلَتْ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
لَمْ يَلْبِسْ إيمَانَهُ بِظُلْمٍ فَقَالَ: إنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ أَلَمْ تَسْمَعُوا إلَى قَوْلِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ: {إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}} وَإِبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ إمَامُ الْحُنَفَاءِ الْمُخْلِصِينَ حَيْثُ بُعِثَ وَقَدْ طَبَقَ الْأَرْضَ دِينُ الْمُشْرِكِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِذِ ابْتَلَى إبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} فَبَيَّنَ أَنَّ عَهْدَهُ بِالْإِمَامَةِ لَا يَتَنَاوَلُ الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْمُرْ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ الظَّالِمُ إمَامًا وَأَعْظَمُ الظُّلْمِ الشِّرْكُ. وَقَالَ تَعَالَى: {إنَّ إبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} و " الْأُمَّةُ " هُوَ مُعَلِّمُ الْخَيْرِ الَّذِي يُؤْتَمُّ بِهِ كَمَا أَنَّ " الْقُدْوَةَ " الَّذِي يُقْتَدَى بِهِ. وَاَللَّهُ تَعَالَى جَعَلَ فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَإِنَّمَا بَعَثَ الْأَنْبِيَاءَ بَعْدَهُ بِمِلَّتِهِ قَالَ تَعَالَى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} وَقَالَ تَعَالَى: {إنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} وَقَالَ تَعَالَى: {مَا كَانَ إبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إلَى إبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ} - إلَى قَوْلِهِ - {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ إبْرَاهِيمَ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} فَهُوَ أَفْضَلُ الْأَنْبِيَاءِ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ خَلِيلُ اللَّهِ تَعَالَى. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّهُ قَالَ: {إنَّ اللَّهَ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا كَمَا اتَّخَذَ إبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} وَقَالَ: {لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ خَلِيلًا لَاِتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا وَلَكِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ} - يَعْنِي نَفْسَهُ - وَقَالَ: {لَا يَبْقَيَن فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إلَّا سُدَّتْ إلَّا خَوْخَةَ أَبِي بَكْرٍ} وَقَالَ: {إنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ} وَكُلُّ هَذَا فِي الصَّحِيحِ. وَفِيهِ أَنَّهُ قَالَ: ذَلِكَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَيَّامِ وَذَلِكَ مِنْ تَمَامِ رِسَالَتِهِ. فَإِنَّ فِي ذَلِكَ تَحْقِيقُ تَمَامِ مُخَالَّتِهِ لِلَّهِ الَّتِي أَصْلُهَا مَحَبَّةُ اللَّهِ تَعَالَى لِلْعَبْدِ وَمَحَبَّةُ الْعَبْدِ لِلَّهِ خِلَافًا للجهمية. وَفِي ذَلِكَ تَحْقِيقُ تَوْحِيدِ اللَّهِ وَأَنْ لَا يَعْبُدُوا إلَّا إيَّاهُ وَرَدٌّ عَلَى أَشْبَاهِ الْمُشْرِكِينَ. وَفِيهِ رَدٌّ عَلَى الرَّافِضَةِ الَّذِينَ يَبْخَسُونَ الصِّدِّيقَ حَقَّهُ وَهُمْ أَعْظَمُ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْقِبْلَةِ إشْرَاكًا بِالْبَشَرِ. وَ " الْخُلَّةُ " هِيَ كَمَالُ الْمَحَبَّةِ الْمُسْتَلْزِمَةِ مِنْ الْعَبْدِ كَمَالَ الْعُبُودِيَّةِ لِلَّهِ وَمِنْ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ كَمَالَ الرُّبُوبِيَّةِ لِعِبَادِهِ الَّذِينَ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ وَلَفْظُ الْعُبُودِيَّةِ يَتَضَمَّنُ كَمَالَ الذُّلِّ وَكَمَالَ الْحُبِّ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ: قَلْبٌ مُتَيَّمٌ إذَا كَانَ مُتَعَبِّدًا
(يُتْبَعُ)
(/)
لِلْمَحْبُوبِ وَالْمُتَيَّمُ الْمُتَعَبِّدُ وَتَيْمُ اللَّهِ عَبْدُهُ وَهَذَا عَلَى الْكَمَالِ حَصَلَ لِإِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ وَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ خَلِيلٌ؛ إذْ الْخُلَّةُ لَا تَحْتَمِلُ الشَّرِكَةَ فَإِنَّهُ كَمَا قِيلَ فِي الْمَعْنَى. قَدْ تَخَلَّلْتَ مَسْلَكَ الرُّوحِ مِنِّي وَبِذَا سُمِّي الْخَلِيلُ خَلِيلًا بِخِلَافِ أَصْلِ الْحُبِّ فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ فِي الْحَسَنِ وَأُسَامَةَ: {اللَّهُمَّ إنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُمَا} {وَسَأَلَهُ عَمْرُو بْنُ العاص أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ قَالَ فَمِنْ الرِّجَالِ؟ قَالَ أَبُوهَا} {وَقَالَ لِعَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} وَأَمْثَالُ ذَلِكَ كَثِيرٌ. وَقَدْ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ وَيُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَيُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ وَيُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ وَيُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ وَقَالَ: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} فَقَدْ أَخْبَرَ بِمَحَبَّتِهِ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَحَبَّةِ الْمُؤْمِنِينَ لَهُ حَتَّى قَالَ: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} وَأَمَّا الْخُلَّةُ فَخَاصَّةٌ. وَقَوْلُ بَعْضِ النَّاسِ: إنَّ مُحَمَّدًا حَبِيبُ اللَّهِ؛ وَإِبْرَاهِيمَ خَلِيلُ اللَّهِ وَظَنُّهُ أَنَّ الْمَحَبَّةَ فَوْقَ الْخُلَّةِ قَوْلٌ ضَعِيفٌ فَإِنَّ مُحَمَّدًا أَيْضًا خَلِيلُ اللَّهِ كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ الْمُسْتَفِيضَةِ.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 12:56]ـ
وقال رحمه الله في مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 3 / ص 445) - الشاملة:
فَصْلٌ وَهَذَا النِّسْيَانُ نِسْيَانُ الْإِنْسَانِ لِنَفْسِهِ وَلِمَا فِي نَفْسِهِ حَصَلَ بِنِسْيَانِهِ لِرَبِّهِ وَلِمَا أَنْزَلَهُ. قَالَ تَعَالَى {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. وَقَالَ تَعَالَى فِي حَقِّ الْمُنَافِقِينَ {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}. وَقَالَ {كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}. وَقَوْلُهُ {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} يَقْتَضِي أَنَّ نِسْيَانَ اللَّهِ كَانَ سَبَبًا لِنِسْيَانِهِمْ أَنْفُسَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَمَّا نَسُوا اللَّهَ عَاقَبَهُمْ بِأَنْ أَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ. وَنِسْيَانُهُمْ أَنْفُسَهُمْ يَتَضَمَّنُ إعْرَاضَهُمْ وَغَفْلَتَهُمْ وَعَدَمَ مَعْرِفَتِهِمْ بِمَا كَانُوا عَارِفِينَ بِهِ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ حَالِ أَنْفُسِهِمْ كَمَا أَنَّهُ يَقْتَضِي تَرْكَهُمْ لِمَصَالِحَ أَنْفُسِهِمْ. فَهُوَ يَقْتَضِي أَنَّهُمْ لَا يَذْكُرُونَ أَنْفُسَهُمْ ذِكْرًا يَنْفَعُهَا وَيُصْلِحُهَا وَأَنَّهُمْ لَوْ ذَكَرُوا اللَّهَ لَذَكَرُوا أَنْفُسَهُمْ. وَهَذَا عَكْسُ مَا يُقَالُ " مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ عَرَفَ رَبَّهُ ". وَبَعْضُ النَّاسِ يَرْوِي هَذَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ هَذَا مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا هُوَ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ وَلَا يُعْرَفُ لَهُ إسْنَادٌ. وَلَكِنْ يُرْوَى فِي بَعْضِ الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ إنْ صَحَّ " يَا إنْسَانُ اعْرَفْ نَفْسَك تَعْرِفْ رَبَّك ". وَهَذَا الْكَلَامُ سَوَاءٌ كَانَ مَعْنَاهُ صَحِيحًا أَوْ فَاسِدًا لَا يُمْكِنُ الِاحْتِجَاجُ بِلَفْظِهِ فَإِنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ عَنْ قَائِلٍ مَعْصُومٍ. لَكِنْ إنْ فُسِّرَ بِمَعْنَى صَحِيحٍ عُرِفَ صِحَّةَ ذَلِكَ الْمَعْنَى سَوَاءٌ دَلَّ عَلَيْهِ هَذَا اللَّفْظُ أَوْ لَمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَدُلَّ. وَإِنَّمَا الْقَوْلُ الثَّابِتُ مَا فِي الْقُرْآنِ وَهُوَ قَوْلُهُ {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ}. فَهُوَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ نِسْيَانَ الرَّبِّ مُوجِبٌ لِنِسْيَانِ النَّفْسِ. وَحِينَئِذٍ فَمَنْ ذَكَرَ اللَّهَ وَلَمْ يَنْسَهُ يَكُونُ ذَاكِرًا لِنَفْسِهِ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ نَاسِيًا لَهَا سَوَاءٌ ذَكَرَ اللَّهَ أَوْ نَسِيَهُ لَمْ يَكُنْ نِسْيَانُهَا مُسَبَّبًا عَنْ نِسْيَانِ الرَّبِّ. فَلَمَّا دَلَّتْ الْآيَةُ عَلَى أَنَّ نِسْيَانَ الْإِنْسَانِ نَفْسَهُ مُسَبَّبٌ عَنْ نِسْيَانِهِ لِرَبِّهِ دَلَّ عَلَى أَنَّ الذَّاكِرَ لِرَبِّهِ لَا يَحْصُلُ لَهُ هَذَا النِّسْيَانُ لِنَفْسِهِ. وَالذِّكْرُ يَتَضَمَّنُ ذِكْرَ مَا قَدْ عَلِمَهُ. فَمَنْ ذَكَرَ مَا يَعْلَمُهُ مِنْ رَبِّهِ ذَكَرَ مَا يَعْلَمُهُ مِنْ نَفْسِهِ. وَهُوَ قَدْ وُلِدَ عَلَى الْفِطْرَةِ الَّتِي تَقْتَضِي أَنَّهُ يَعْرِفُ رَبَّهُ وَيُحِبُّهُ وَيُوَحِّدُهُ. فَإِذَا لَمْ يُنْسَ رَبَّهُ الَّذِي عَرَفَهُ بَلْ ذَكَرَهُ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يَقْتَضِي مَحَبَّتَهُ وَمَعْرِفَتَهُ وَتَوْحِيدَهُ ذَكَرَ نَفْسَهُ فَأَبْصَرَ مَا كَانَ فِيهَا قَبْلُ مِنْ مَعْرِفَةِ اللَّهِ وَمَحَبَّتِهِ وَتَوْحِيدِهِ. وَأَهْلُ الْبِدَعِ الجهمية وَنَحْوُهُمْ لَمَّا أَعْرَضُوا عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ الذِّكْرَ الْمَشْرُوعَ الَّذِي كَانَ فِي الْفِطْرَةِ وَجَاءَتْ بِهِ الشِّرْعَةُ الَّذِي يَتَضَمَّنُ مَعْرِفَتَهُ وَمَحَبَّتَهُ وَتَوْحِيدَهُ نَسُوا اللَّهَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ فَنَسُوا مَا كَانَ فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْ الْعِلْم الْفِطْرِيِّ وَالْمَحَبَّةِ الْفِطْرِيَّةِ وَالتَّوْحِيدِ الْفِطْرِيِّ. وَقَدْ قَالَ طَائِفَةٌ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ: {نَسُوا اللَّهَ} أَيْ تَرَكُوا أَمْرَ اللَّهِ {فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} أَيْ حُظُوظَ أَنْفُسِهِمْ حَيْثُ لَمْ يُقَدِّمُوا لَهَا خَيْرًا هَذَا لَفْظُ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ البغوي. وَلَفْظُ آخَرِينَ مِنْهُمْ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: حِينَ لَمْ يَعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ. وَكِلَاهُمَا قَالَ: {نَسُوا اللَّهَ} أَيْ تَرَكُوا أَمْرَ اللَّهِ. وَمِثْلُ هَذَا التَّفْسِيرِ يَقَعُ كَثِيرًا فِي كَلَامِ مَنْ يَأْتِي بِمُجْمَلِ مِنْ الْقَوْلِ يُبَيِّنُ مَعْنًى دَلَّتْ عَلَيْهِ الْآيَةُ وَلَا يُفَسِّرُهَا بِمَا يَسْتَحِقُّهُ مِنْ التَّفْسِيرِ. فَإِنَّ قَوْلَهُمْ " تَرَكُوا أَمْرَ اللَّهِ ". هُوَ تَرْكُهُمْ لِلْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ فَصَارَ الْأَوَّلُ هُوَ الثَّانِي. وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ قَالَ {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ}. فَهُنَا شَيْئَانِ: نِسْيَانُهُمْ لِلَّهِ ثُمَّ نِسْيَانُهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ الَّذِي عُوقِبُوا بِهِ. فَإِنْ قِيلَ: هَذَا الثَّانِي هُوَ الْأَوَّلُ لَكِنَّهُ تَفْصِيلٌ مُجْمَلٌ كَقَوْلِهِ {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} وَهَذَا هُوَ هَذَا؛ قِيلَ: هُوَ لَمْ يَقُلْ " نَسُوا اللَّهَ فَنَسُوا حَظَّ أَنْفُسِهِمْ " حَتَّى يُقَالَ: هَذَا هُوَ هَذَا بَلْ قَالَ {نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} فَثَمَّ إنْسَاءٌ مِنْهُ لَهُمْ أَنْفُسَهُمْ وَلَوْ كَانَ هَذَا هُوَ الْأَوَّلُ لَكَانَ قَدْ ذَكَرَ مَا يَعْذُرُهُمْ بِهِ لَا مَا يُعَاقِبُهُمْ بِهِ. فَلَوْ كَانَ الثَّانِي هُوَ الْأَوَّلُ لَكَانَ: {نَسُوا اللَّهَ} أَيْ تَرَكُوا الْعَمَلَ بِطَاعَتِهِ فَهُوَ الَّذِي أَنْسَاهُمْ ذَلِكَ. وَمَعْلُومٌ فَسَادُ هَذَا الْكَلَامِ لَفْظًا وَمَعْنًى. وَلَوْ قِيلَ: {نَسُوا اللَّهَ} أَيْ نَسُوا أَمْرَهُ {فَأَنْسَاهُمْ} الْعَمَلَ بِطَاعَتِهِ أَيْ تَذَكُّرَهَا لَكَانَ أَقْرَبَ وَيَكُونُ النِّسْيَانُ الْأَوَّلُ عَلَى بَابِهِ. فَإِنَّ مَنْ نَسِيَ نَفْسَ أَمْرِ اللَّهِ لَمْ يُطِعْهُ. وَلَكِنَّ هُمْ فَسَّرُوا نِسْيَانَ اللَّهِ بِتَرْكِ أَمْرِهِ. وَأَمْرُهُ الَّذِي هُوَ كَلَامُهُ لَيْسَ مَقْدُورًا لَهُمْ حَتَّى يَتْرُكُوهُ إنَّمَا يَتْرُكُونَ الْعَمَلَ بِهِ فَالْأَمْرُ بِمَعْنَى الْمَأْمُورِ بِهِ. إلَّا أَنْ يُقَالَ: مُرَادُهُمْ بِتَرْكِ أَمْرِهِ هُوَ تَرْكُ الْإِيمَانِ بِهِ. فَلَمَّا تَرَكُوا الْإِيمَانَ أَعْقَبَهُمْ بِتَرْكِ الْعَمَلِ. وَهَذَا أَيْضًا ضَعِيفٌ فَإِنَّ الْإِيمَانَ الَّذِي تَرَكُوهُ إنْ كَانَ هُوَ تَرْكُ التَّصْدِيقِ فَقَطْ فَكَفَى بِهَذَا كُفْرًا وَذَنْبًا. فَلَا تُجْعَلُ الْعُقُوبَةُ تَرْكَ الْعَمَلِ بِهِ بَلْ هَذَا أَشَدُّ. وَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ بِتَرْكِ الْإِيمَانِ تَرْكَ الْإِيمَانِ تَصْدِيقًا وَعَمَلًا فَهَذَا هُوَ تَرْكُ الطَّاعَةِ كَمَا تَقَدَّمَ. وَهَؤُلَاءِ أَتَوْا مِنْ حَيْثُ أَرَادُوا أَنْ يُفَسِّرُوا نِسْيَانَ الْعَبْدِ بِمَا قِيلَ فِي نِسْيَانِ الرَّبِّ وَذَاكَ قَدْ فُسِّرَ بِالتَّرْكِ. فَفَسَّرُوا هَذَا بِالتَّرْكِ. وَهَذَا لَيْسَ بِجَيِّدِ فَإِنَّ النِّسْيَانَ الْمُنَاقِضَ لِلذِّكْرِ جَائِزٌ عَلَى الْعَبْدِ بِلَا رَيْبٍ. وَالْإِنْسَانُ يُعْرِضُ عَمَّا أُمِرَ بِهِ حَتَّى يَنْسَاهُ فَلَا يَذْكُرُهُ. فَلَا يَحْتَاجُ أَنْ يَجْعَلَ نِسْيَانَهُ تَرْكًا مَعَ اسْتِحْضَارٍ وَعِلْمٍ. وَأَمَّا الرَّبُّ تَعَالَى فَلَا يَجُوزُ عَلَيْهِ مَا يُنَاقِضُ صِفَاتِ كَمَالِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. وَفِي تَفْسِيرِ نِسْيَانِهِ الْكُفَّارَ بِمُجَرَّدِ التَّرْكِ نَظَرٌ. ثُمَّ هَذَا قِيلَ فِي قَوْله تَعَالَى {كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا} أَيْ تَرَكْت الْعَمَلَ بِهَا. وَهُنَا قَالَ {نَسُوا اللَّهَ} وَلَا يُقَالُ فِي حَقِّ اللَّهِ " تَرَكُوهُ ".(/)
استعمال الرجال لطيب النساء!!
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 09:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
استعمال الرجل للعطر النسائي
السؤال
أود معرفة حكم استخدام الرجل لعطر نسائي؟
الجواب:
الحمد لله
المستحب في طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه؛ لما روى الترمذي (2788) والنسائي (5117) وأبو داود (2174) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ خَيْرَ طِيبِ الرَّجُلِ مَا ظَهَرَ رِيحُهُ وَخَفِيَ لَوْنُهُ، وَخَيْرَ طِيبِ النِّسَاءِ مَا ظَهَرَ لَوْنُهُ وَخَفِيَ رِيحُهُ)، والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي.
وإذا خرجت المرأة من بيتها نهيت عن التعطر بما يشم منه رائحتها.
وجاء في السنة الرخصة في تطيب الرجل من طيب أهله، كما روى مسلم (846) عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ وَسِوَاكٌ، وَيَمَسُّ مِنْ الطِّيبِ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ)، وفي رواية: (وَلَوْ مِنْ طِيبِ الْمَرْأَةِ).
فهذا الحديث يشير إلى أن الرجل ممنوع من استعمال طيب النساء، ولكنه أبيح هنا من أجل الحاجة أو الضرورة.
قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم": "قَوْله: (وَلَوْ مِنْ طِيب الْمَرْأَة) وَهُوَ الْمَكْرُوه لِلرِّجَالِ , وَهُوَ مَا ظَهَرَ لَوْنه، وَخَفِيَ رِيحه، فَأَبَاحَهُ لِلرَّجُلِ هُنَا لِلضَّرُورَةِ، لِعَدَمِ غَيْره" انتهى.
فإذا كان العطر معروفاً بين الناس أنه خاص بالنساء، فإنه يكره للرجل استعماله، وقد يساء به الظن لو فعل، وبعض العطور لا تظهر فيها تلك الخصوصية، فلا حرج على الرجل في استعمالها.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
وأشكل علي ما أخرجه البزار وصححه الألباني 5464 - حق كل مسلم السواك و غسل يوم الجمعة و أن يمس من طيب أهله إن كان (البزار) عن ثوبان. قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 3153 في صحيح الجامع. فهل يقال: إن الأمر هنا مطلق قيد في حديث مسلم؟؟!
أرجوا الإفادة من الأخوة الكراام كما عودونا,,,
تنبيه: وقفت على كلام لبعض شراح الحديث بأن المراد: وأن يمس من طيب له عند أهله؛ وهذا فيه بعد لا يخفى.
وقال بعضهم: هو كقوله عليه الصلاة والسلام:" لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه"
أي: معنى الطيب هنا كمعناه هناك, وهذا كسابقه, فنرجوا من الأخوة الإفادة.
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 12:54]ـ
طيب الرجل بطيب النساء المجيب د. حمد بن إبراهيم الحيدري رقم السؤال 7108 التاريخ الجمعة 20 ربيع الأول 1429 الموافق 28 مارس 2008 السؤال في هذه الأيام تعددت أنواع العطور وتميزت رائحتها، فصار هناك أنواع خاصة بالنساء من يشم رائحتها يعلم بأنها عطور نسائية، وهناك عطور خاصة بالرجال كذلك، فإذا تعطر الرجل بطيب النساء، هل يدخل تحت الحديث الذي لعن الرسول –صلى الله عليه وسلم- فيه الرجال المتشبهين بالنساء؟ وماذا عن الحديث في (سنن النسائي) عن غسل يوم الجمعة إلى أن قال: " ... ثم يمس من الطيب ما قدر عليه ولو من طيب أهله"؟
الجواب فرّق النبي –صلى الله عليه وسلم- بين طيب الرجل وطيب المرأة، فأخبر "أن طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه" رواه الترمذي (2787) والنسائي (5117) وأبو داود (2174) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-، وفي هذا العصر ميّزت عطور النساء عن عطور الرجال حتى صارت معروفة برائحتها عند كثير من الناس، ولم يتقيدوا بما جاء في الحديث، وفي الرواية الواردة في مس الطيب يوم الجمعة وبلفظ: "ولو من طيب المرأة" رواه مسلم (846) من حديث أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- ما يدل على أنه يكره استعماله للرجل فإباحته للرجل لأجل عدم غيره، كما قال الحافظ ابن حجر –رحمه الله-، وبهذا يعرف أن استعمال طيب المرأة لا يُدخل الرجل تحت الوعيد المذكور في المتشبهين من الرجال بالنساء؛ لأنه لو كان كذلك لم يأذن فيه النبي –صلى الله عليه وسلم-.
ولكن الأعمال بالنيات، فلو تطيّب من طيب المرأة تأنثاً فإنه يخشى أن يلحقه الوعيد، والأولى بالرجل أن يتخذ لنفسه طيباً، وأن يجتنب طيب النساء ما استطاع، والله أعلم.
جميع الحقوق محفوظة لموقع الإسلام اليوم © 2008(/)
مسألة شائكة جداً في بلدي أرجوا السرعة الفائقة في التوضيح
ـ[عبدالسلام شيث]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 10:09]ـ
السلام عليكم في هذا العام وغيره من الأعوام أهل بلدي أقاموا العيد يوم عرفة احتجاجاً باختلاف المطالع أرجوا البيان الشافي في هذه المسألة هل الاعتبار بيوم عرفة أو برؤية الهلال وجزاكم الله خير.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 04:57]ـ
جمهور أهل العلم على أن العبرة برؤية الهلال في أي بلد من بلاد المسلمين وعلى من عرف ذلك في أي قطر أن يصوم، وذهب بعض أهل العلم إلى اختلاف المطالع وأن يصوم أهل كل قطر لرؤيتهم الهلال، وهو خلاف معتبر.
والأولى جمع الكلمة وتوحيد المسلمين على رؤية واحدة، لكن في ظل ما نحياه من فرقة وأحوال سياسية متهافتة، قد يترتب الاختلاف والافتراق إذا انقسم أهل القطر الواحد فصام بعضهم وأفطر آخرون بسبب هذه القضية.
وتجد الحاجة ماسة وملحة للأخذ برأي الجمهور في توحيد الرؤية في شهر ذي الحجة حتى يكون الناس في أقطار المسلمين صّومًا والحجيج بعرفة يتضرعون ويجأرون إلى الله، وتوحيد النحر يوم العاشر.
لكن إذا وقع ما قصصته في سؤالك فدرء للاختلاف والفتن يتعين على كل مسلم أن يلتزم بما يقرره أهل العلم في قطره.
ومن وافق يوم عرفه عنده يوم العيد عند أهل مكة فصام فلا لوم عليه لأنه لم يصم يوم العيد وإنما صام يوم التاسع حسب رؤية أهل بلده.
نسأل الله أن يجمع المسلمين على الحق والخير، وأن يوحد كلمتهم ويجمع شملهم.
وهنا فتوى مفيدة في الموضوع:
http://www.alukah.net/articles/1/1762.aspx?highlight=%d8%a7%d8% ae%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%81+%d8 %a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%a7%d9 %84%d8%b9&soption=0
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 08:18]ـ
(الأذكياء فقط)
القمر الشرعي … والقمر السياسي!!
لو سئل المرء عن أذكى الحيوانات لما كان ذلك لغزاً، ولكن لو سئل عن أذكى الجمادات لكان الجواب محيراً!!! فهل في الجمادات ذكاء؟
في الحقيقة: إن في الجمادات ذكاء، ولا أدل على ذلك مما يفعله القمر قبل حلول شهر رمضان المبارك – بأيام – حيث يقوم بالإطلاع على المعاهدات الدولية، والحدود الجغرافية .. فيرى هل من متغيرات في الحدود حتى يلتزم بها؟
فقد كان القمر من قبل يطلع على بلاد الشام طلعة بهية واحدة .. وذلك لما كانت أمة الإسلام أمة واحدة، ولما عقدت معاهدة ((سايكس بيكو)) التي رسمت الحدود الجغرافية، وفرقت بلاد المسلمين، سارع ((القمر الذكي)) للإلتزام بها ذراعاً بذراع، شبراً بشبر!!! تماماً كما التزم بذلك أهلها، وصار يُهل على بلاد الشام – بعد المعاهدة – بأربعة مطالع، تماما كما قسمها الأوغاد، فصار يطلع على ((سورية)) مطلعاً مغايراً لمطلع ((لبنان)) وعلى ((لبنان)) مطلعاً غير مطلع ((الأردن)) وعلى ((فلسطين)) غير مطلعهم .. وفي الوقت الذي ترى فيه حرس الحدود في بلد ((شرقستان)) في أول يوم من رمضان يدخنون .. ذلك لأن القمر لم يطلع على بلادهم، ولم يجرؤ على تجاوز الحدود الدولية لعدم السماح له بذلك .. ترى حرس الحدود المقابل في ((غربستان)) صائمين لأن الهلال قد أذن له فطلع عليهم .. والبعد بينهما عرض الأسلاك الشائكة التي شاكت المسلمين، ومزقت أشلاءهم.
ألا ترى أن هذا ((القمر)) الذي التزم بالحدود التي رسمت في ((سايكس بيكو)) وأقرتها هيئة الأمم المتحدة، قد استحق أن يكون أذكى الجمادات، وأن ينال أعلى الأوسمة.
وليس هذا غريباً من ((القمر الذكي)) …!! لأنه جماد لا نفقه منه غير التقليد .. ولكن الغريب أن لا يزال بعض الفضلاء يقولون: (لكل بلد مطلع) ويعرفون البلد حسب تقسيم أعداء الإسلام لبلاد المسلمين – فتارة يكون البلد كبيراً جداً يقدر بمئات الألوف من الأذرعة المربعة، بل بالملايين … وتارة يكون صغيراً جداً لا يكاد يُرى على الخريطة، ومع ذلك ((فلكل بلد مطلعه)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا أدل على استحقاق القمر وسام الذكاء، ما كان يفعله قبل اتحاد ((اليمنَيْن)) فقد كان يطلع على كل ((يمنٍ)) مطلعاً مستقلاً حسب ((سايكس بيكو)) وقرارات الأمم المتحدة، وبعدما وافقت الأمم المتحدة واتحد اليمنان، أدرك ((القمر الذكي)) – وهو في عليائه – ذلك، فصار يطلع على اليمنَيْن مطلعاً واحداً!! ويؤيد القمر في تصرفه هذا، أولئك الذين كانوا يقولون – قبل الاتحاد: لكل بلد مطلعه – فلما اتحد اليمنان، نسوا ما كانوا يقولونه من قبل، وجعلوا البلدين بلداً واحداً، والمطلعين مطلعاً واحداً، ولا يزالون يقولون عن البلاد التي لم تتحد معهم ((مطلعها غير مطلعنا)) حتى إذا ما اتحدت، أصدروا فتوى ((للقمر الذكي)): أن يوحد مطالعه، كما وحدت البلدان أعلامها.
ومما يزيد القمر ذكاءً ورفعة، أنه على استعداد لأن يفصل مطالعه إذا ما انفصلت البلدان بعضهما عن بعض، وأن يوحد مطالعه إذا ما توحدت البلدان، ألا يستحق بعد ذلك أن ينال وسام الذكاء – من الدرجة الأولى –؟! ويشاركه في هذا الاستحقاق أولئكم الذين يصومون في بلاد الغرب حسب جوازات سفرهم! ويفطرون حسب بطاقات هوياتهم! ويتسحرون حسب بلد مولدهم! ومن النوازل التي أعجزت فقهاء الواقع، وعلماء المطالع، أن يفتوا فيها، ولم يجدوا من سبقهم في الفتيا إليها: متى يصوم – في دول الغرب – أصحاب الجوازات المزورة، والذين دخلوها بغير طرق قانونية،
ثم لماذا وحّد المسلمون هلال ذي الحجة للوقوف في عرفات ولم يوحدوا هلال رمضان المسكين ألا يجب بعد هذا على المسلمين أن يدركوا الفرق بين المطالع الشرعية والمطالع السياسية؟
بقلم
أبو الأطفال
------------------
بالطبع أحبتي أن هذا المقال ليس من كتابة قلمي بل:
هو مقال من الشيخ الفاضل عدنان بن محمد العرعور - حفظه الله - من مواليد حماة - سورية عام 1368هـ , وهو الآن من سكان مدينة الرياض ,
هو المشرف العلمي على مشروع جمع السنة النبوية في مؤلف واحد من كتب الأمهات , لا زال المشروع قائماً , جمع ما يقرب من سبعين مجلداً
حاز على جائزة نايف للسنة النبوية عام 1424هـ والجائزة كانت تحت عنوان: الدراسات الاسلامية المعاصرة في موضوعها (منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر)
له عدة مؤلفات منها: (السبيل إلى منهج أهل السنة والجماعة - منهج الاعتدال في قضايا الإيمان والتكفير - صراع الفكر والاتباع - صراع العقل والنقل - الصحوة الإسلامية بين الفتنة والثبات)
وللشيخ موقع على الإنترنت "الإسلام الوسط" تحت الإنشاء http://www.islamwasat.com (http://www.islamwasat.com/)
أسأل الله أن يوقفنا جميعاً وإياه لكل خير وينفعنا بما نقلنا عنه ,, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله
ـ[عبدالسلام شيث]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 12:03]ـ
جزاكم الله خيرا واريد المزيد(/)
هل من معين
ـ[حسام السعيد]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 10:24]ـ
هل ممكن أحد يساعدني على تخريج أحاديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كتب بيده , وكان يقول للصحابة عند كتابة الوحي دور الحرف كذا وطول السين وهكذا وجزاكم الله خيرا(/)
من منكم يعرف ابن القيم؟
ـ[مُرْتَاعٌ]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 01:49]ـ
للمطلعين على كتب ابن القيم هل ذكر الإمام –رحمه الله- في أحد كتبه , أو ذُكر عنه مامعناه .. " أن علاج هذا المرض ذكره الإمام ابن القيم في سورة يوسف (يوسف أعرض عن هذا) , وفي أي مرضٍ ذكره الإمام ليكون الإعراض دواؤه؟
أيضاً في أي موضع ذكر الإمام (لاأذكر الحُلم تماما ً) لكن وكأن الصفحة في المنام عُرض لي فيها خمس أو أربع نقاط –راع في خاطري أنها الأوقات التي يتسلّط فيها الشيطان على الإنسان - ... منها في حالة الخوف الشديد بل جُلّها الخوف , هذا ماأذكره من النقاط , مع العلم أن المرض أنهكني مع قصر زمنه بالنسبة لطول العافية سنوات مضت , ولكن الإنسان إذا مسّه الشر جزوعاً أسأل الله العافية دنيا وآخرة , الموضوع ياإخوة .. كأن في الحُلمِ وصف الدواء , أو أنه الشيطان يعرض لي صفحات الكتاب ليروع في خاطري أني من الصالحين:)
هذا والله في عون العبد مادام العبدُ في عونِ أخيه.
ـ[مُرْتَاعٌ]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 03:58]ـ
إياكم وترك الفؤاد مرتاعٌ .....
ـ[مُرْتَاعٌ]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 11:01]ـ
بالمناسبة .. -إن كان ثمة من يهتم- الحُلم عُرض لي فيه كلام ابن القيم على صفحة صفراء لافاقع لونها أذكرها باهتة اللون. ماأذكره من الحلم قول: علاج هذا المرض ذكره الله تعالى في القرآن في سورة يوسف: (يوسف أعرض عن هذا) , تبِعه حلم آخر اليوم الثاني هو ماذكرته عن الخوف أعلاه.
بالله عليكم ماكان مرضي غير حسيّاً فلاتظنوا شرّاً , وسواساً قهرياً قهرني وفطر كبِدي , لعل الإعراض يُقصد به قطع الفكر والإعراض عنه , والخوف لاعلم لي به.
وقفة بلا معرفة للشعر ولا الأوزان ..
إنما ذوقة فرح وليت من يصحح البيتين يعلمنا , نضيف نكهة مرح للموضوع مع الأحلام والوساوس عافاكم الله.
مباركٌ عليكم حذاء منتظر // والنصرُ آتٍ لاشكّ ننتظرُ
بداية الغيث قَطراً ثمّ ينهمر // وأول غيثُ النصر نعال منتظر
ـ[حمد]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 05:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أهلاً بك أخي الحبيب
الخوف من عذاب الله تعالى عبادة، ولكن رجاء رحمته عند عبادته = عبادة أيضاً.
فاجمع بين الاثنين: الرجاء مع الخوف
لعل ذلك يكون سبباً لإعراضك عن الوسواس.
لعل هذا هو تفسير ما رأيت
ـ[مُرْتَاعٌ]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 05:01]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل حمد؛ أمؤولاً أنت الحُلم , أم تقوله على ماظهر لك من كلام ابن القيّم الذي تعرفه وأخفيته عنّا؟!
إن كنت مؤولا فوالله لو أخبرتك مامررتُ به لثلاث أشهرٍ مضت لقلتُ إنك لمصاحبي , هلاّ تكرمت فضلاً وأجبت , فإن كنتَ مؤولاً ثقةً -نحسبك- ماكنتُ أدعك حتى أستخير الله , فما مرّ بي في حياتي قط مثل عامي هذا عجباً إلا حذاء مُنتظر!
هذا ولك الشكر والتحية.
ـ[حمد]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 05:13]ـ
لا تهتم كثيراً لأمر الرؤى أخي الحبيب،
هل ما قلتُه موافق للشرع؟
اعمل به، هيا
واعمل من الصالحات ما تستطيع. وادرس معاني أسماء الله الحسنى، هيا. لم أنت جالس هكذا؟!
غيّر اسمك إلى راجي رحمة ربه الغفور الرحيم
ـ[مُرْتَاعٌ]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 02:40]ـ
يا حمد يا ابن الكرام
غيّر اسمك إلى راجي رحمة ربه الغفور الرحيم
بل إلى راجية رحمة ربها الغفور الرحيم يكون توقيعي .. ولا أغيّر مُرْتَاع ٌ
المُرتاعُ فؤادي لاأنا , وثمّة فرقٌ هنا , ذكرّني ردّك بقول سفيان بن عيينة إن لم تخن الذاكرة وهي خوّانة: إن سُئلت هل تخاف الله؟ اصمت ولا ترد , فإن قلت: نعم كذبت , وإن قلتَ: لا كفرت.
ولولا أنّ مكتبتي محاصرة مغلقة , وممنوع الوصول إليها إذ هي عند أهلي البدو الأميين سبب الوسوسة والمرض لكنتُ أبحث عن قول ابن القيّم في كتبه , وغاب الانترنت عنّي وشُفّعت فيه وهاأنا ماخطر لي البحث عن قوله في هذا الجهاز الفضائي العجيب.
ما تعلقت ياحمد بالأحلام , وما حلمتُ بشيء من الدنيا غير مستحيل لاأخبر به أحدا , ولكنّ المريض اليائس من الدنيا الخائف حتى من نفسه يتعلق بقشة , ردّك الأخير كان برداً وسلاماً ...
إلا أني أسألك فأرشدني .. أيّ كتابٌ هو الأفضل والأكمل لمعرفة أسماء الله وصفاته؟ ما أملكه لا يسمن ولا يغني من جوع.
ما فهمتُ قولك: هل ما قلتُه موافق للشرع؟
إن قصدت الأحلام فإني بالقشة هالكة , وبالله وحده متمسكة.
سلامٌ عليك.
ـ[حمد]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 07:54]ـ
أهلاً بك أختنا.
لست مطّلعاً على ما أُلّف في هذا المجال.
لكن راجعي كتاب: (مدارج السالكين) لابن القيم، ففي تفسيره لسورة الفاتحة إشارة لبعض ما يتعلق بأسماء الله سبحانه الحسنى.
وهذه روابط قد تفيد:
http://www.esahwa.com/vb/t224.html
http://www.nabulsi.com/video/02akida/names/asmaa.php
وابدئي في تدبر كتاب الله، ودراسة ما يعينك على تفسيره.
((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا، وإنّ الله لمع المحسنين))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 09:52]ـ
بصرف النظر عن موضعها من كتاب ابن القيم ..
لكن إن صدقت الرؤيا .. فتأويلها والله أعلم هو منطوقها: أعرض عن هذا .. فأعرض عما تجده من وساوس
أو خوف أو غير ذلك .. وأكثر من الاستغفار ..
وأسأل الله أن يشفيك أخي الفاضل
ـ[مُرْتَاعٌ]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 05:41]ـ
الأستاذ الفاضل حمد .. هذا فضلٌ منك جزاك الله خيراً وجعله في ميزان حسناتك , تهديني كنزاً وتقول لعله يفيد , الرابطين حفظتهما في المفضلة , اكتفيت بالاطلاع على مقدمة النابلسي إذ أكتب وأنا في حالة من الإحباط واليأس الله بها عليم , ووالله ماأحب أن يكون لي بهذا الرابط صندوق كنز , مات خمس عشرة رجلاً من أجل صندوق , ووصلني بلا فداء.
أسأل الله السميع العليم في هذه الساعة أن ينفعني به , ويدخل كلّ ذرة حرف تنظرها عيناي نوراً إلى صدري , إيماناً ويقيناً وتصديقاً واطمئناناً.
أما مدارج السالكين مغلق عليه لعلّ الإفراج يكون قريباً , ودراسة كتاب الله مابدأته بعد , وخطة البدء مرسومة أخذتها من الثرايا أنوار الهدى , وقناديل الدُجى صحابة حبيبنا وحبيبهم محمد صلى الله عليه وسلم .. ماأبدأ عشر آيات حتى أتوضأ وأصلي ركعتين أسأله أن يفتح قلبي لها , ويجلو الله راناً على القلب يعمي بصيرتنا عنها .. والله المُستعان وعليه التكلان.
الأستاذ الفاضل أبا القاسم .. اللهم آمين .. هو ذا ماأره من ظاهر الرؤيا الإعراض , أما الاستغفار أخبرني أحدهم أن له صاحب يستغفر في اليوم الواحد عشرة آلاف مرة بصيغتها الكاملة:"أستغفر الله الذي لاإله إلا هو الحيّ القيّوم وأتوب إليه" فصغرت في عيني نفسي وما زالت.
أشكر لك طيب المرور.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 06:28]ـ
بحتثُ في تفسير ا (الضوء المنير) للشيخ الصالحي الذي جمع كلام ابن القيم في التفسير في سورة يوسف، ولم أجد أنها تعرض هذه الآية، فكأنه لم يقف لابن القيم على تفسير فيها. والله أعلم
أما الرؤيا فهي خير بحول الله، فالذي يظهر أن المقصود بذلك سورة يوسف وإسم يوسف عليه السلام، فهي تدل على كثرة الأعداء والحسد من الأهل، وأُمر يوسف عليه السلام بالإعراض عن ذلك، وهي تدل على الفرج بعد الشدة، وقدوم غائب وهي العافية إن شاء الله. أما الكتاب فكون ففرج بعد شدة ونصر بإذن الله، والذي يظهر أنك محسودة في الدين بشكل قوي، وقد تكون تلك آثار وأعراض عين قوية، فعليك بالرقية الشرعية، فابن القيم يرى من أنواع هجر القرآن، هجر الإستشفاء به.
والله أعلم
ـ[مُرْتَاعٌ]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 01:23]ـ
جئتنا يا أبا عبد الرحمن الناصر بضوءٍ منيرٍ من (الضوء المنير) , وأشعلتَ جذوة إيمانٍ -بعد الله- كادت تخبو , فالنصر على الأعداء هو نصرٌ على (الشيطان) بإذن الله , هذا وما أبلغ شاكرُ المعروف في الثناء على صاحبه بمثل قوله:جزاك الله خيراً.
حين قرأتُ ردك قلتُ لمن بجانبي: اقرئي ماكتبَ الرجل , أمفسراً أنتَ أيضاً! ما استطعت قراءة القرآن في رمضان ولا الأذكار ... والصلاة المفروضة بالكاد أُصليها , حتى وصل بي الحال أن أضع أصابعي في أذنيّ لأقرأ آية الكرسي والمعوذتين والله المُستعان وإليه المُشتكى. وإني لأرى الفرج والله يدنو .. فما أبعد اليوم بأمسٍ مضى لا يُفتحُ فيه الجهاز حتى , ووالله أني لا أرى نفسي من الصالحين إلا ساعات يغويني فيها الشيطان .... ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه , جعلنا الله منهم.
ماكنتُ أحب أن أُرقى , لي صاحبة أحسبها من الصالحين , سقطت العام الماضي حتى وصل بها المرض ألا تمشي على قدميها فكانت تحبو حبواً وترقي نفسها بنفسها وهي بخير حالٍ اليوم والفضل لله وحده. استرقيتُ أنا فقيل حسد ولا يكون من أهلي إن شاء الله , فقد كادت تُخلع قلوبهم لما أصابني , وبذلوا الغالي والرخيص في سبيل السلامة , إلا أن أكون أنا الحاسدة ظناً بنفسي أنها من الصالحين! ... هي لنفسي أقرب منها إليهم.
ألم يقل الغساني: نظر سليمان بن عبد الملك في المرآة فأعجبته نفسه , فقال: كان محمد صلى الله تعالى عليه وسلم نبيّاً , وكان أبو بكر صدّيقاً , وكان عمر فاروقاً , وعثمان حيّياً , ومعاوية حليماً , ويزيد صبوراً , وعبد الملك سائساً , والوليد جبّاراً , وأنا الملك الشاب , وأنا الملك الشاب , فما دار عليه الشهر حتى مات!
ما أنا والصالحين إلا ماصوّره الشافعي ... أُحبُّ الصالحين ولستُ منهم * لعلي أن أنالَ بهم شفاعة
أمّا الإعراض فأسأل الله العظيم أن لاأعرف حاسدي إن كان حسداً , أو كان سحراً كما يصوّر الشيطان لي ذلك أعوذ بالله منه وعليه لعنات الله تترى , فما والله وبإذنه أُشغل نفسي به إلا اللهمّ شفقةً عليه وسؤال الله العافية لي وله .. أما لي فبما أصبتُ به , وله بما هو مبتلىً به , أوّلت الإعراض أن يكون إعراضاً عن الوسواس وأرجو أن يكون ذلك , إذ يصوّر لي القرآن وآياته صوراً بشعةً ويشككني في آياته وأكذّبها حتى أسقط من الروع , لذا تركته لا أقرأه بعد أن كنتُ بالأمس أروي كبِدي منه غدا اليوم يحرقها.
ليت الغائب يا أبا عبد الرحمن العافية , فلئِن جاءت لأدعوّن الله دوامها دنيا وآخرة ..
ولئِن أُجبت -أرجو- فلتغب الروح الساعة لاخاسرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 08:58]ـ
أختي الفاضلة أعرف غير واحد من طلاب العلم أصابهم ما اصابك. وأذكر أن أحدهم كان يقرأ يوميا خمسة أجزاء من القرآن من حفظه، فما استطاع بعدها أن ينظر في مصحف، ولا صلاة نافلة، ومطالعة علم. فكان محسودا من اقرأنه، واستشفى بالرقية الشرعية، فشفاه الله، واعرف من دخل العناية المركزة من طلاب العلم بعد درس له اقامه بين النساء وحار الأطباء في حالته، فما نزلت دقات قلبه إلا بسبب الرقية الشرعية، وتذكر كلام ابن تيمية عندما كان يأمر أهله في مرضه أن يقرأوا عليه آيات الشفاء والسكينة، كما ذكر ذلك ابن القيم عنه في مدارج السالكين في منزلة السكينة، فسمع آيات الشفاء والسكينة لمدة نصف ساعة، وعاد قلبه طبيعيا رغم أن الدواء لم يفد معه وكان مقرر له عملية، وحار الأطباء كيف عاد! واعرف من جائته ايضا حالتك وهو في قيام الليل، فأصبح صائما لظنه أن ذلك آخر يوما له في الدنيا، ولم يكن يستطع الصلاة في مسجد ولا غيره من آثار من جاه من الهلع، واستشفى بالرقية الشرعية، واستقام، وقد كان يحي بن معين رحمه الله يحصن أهل بيته بقراءة آية الكرسي خمسين مرة في اليوم. وهناك موقع انصحك بعرض حالتك فيه وعلاج نفسك بنفسك فيه، وتعرضين حالتك في عيادة الراقي أبو عبدالله هناك، فأنا اعرفه شخصيا وهو من أهل السنة وطلاب العلم. والموقع هو
http://www.roqyah.com/index.php
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 05:01]ـ
لاباس عليك طهور ان شاء الله وللاهميه حين الانفراد بالنفس اذكري الله عشوائيا لايشغلك الترتيب واجعليها عاده وسبحان الله اغلب ظني ان هذا البلاء سبيل الصالحين الى الاحسان وبلوغ اعلى مراتب الجنان ان شاء الله فاشغلي نفسك بالصدقه والذكر والقران من البقره الى الناس واحمدي الله كثيرا
ـ[مُرْتَاعٌ]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 10:20]ـ
زارنا ليلة البارحة في المنام وقبيل صلاة المغرب إذِ الدواء -خلّصنا الله منه- , يسرق نصف العمر نهباً ... وجه صالحٌ –أحسبه- الداعية محمد العريفي , يشرح لي قول ابن القيّم في سورة يوسف أنّ المعنى هو بداية التدبّر ودراسة آي القرآن الكريم , فما فتحتُ عيناي ألحق ببقية وقتٍ للصلاة قبل مغيب حمرة الشفق , ووجّهت وجهي لله مكبّرة فإذا بالشيخ العريفي حفظه الله يتسلل صوته من قناة بداية فعلمت أن الفكر يعمل في النوم حتى! اختلط عندي صوت تلفازٍ مع حديثُ نفس تمخضت عنهما أضغاثُ أحلام!
أستاذنا الكريم .. أبو عبد الرحمن بن ناصر
أعوذُ بالله من مثلِ هؤلاء بشر إن كانوا بشراً , وأسأل الله العافية لكلّ مبتلىً ومصاب .. خطر لي وأنا أقرأ المُبتلى المحسود من النّساء جمعهنّ في قصور (الأفراح) -زعموا-
فاحمد الله أن لست امرأة.
عافاك الله وحماك من كلِّ سوء, ماكنتُ أعرف منتدى الخير للرقية الشرعية , ومن عجيب الأمر وأنا أتصفح المنتدى أن وجدت اسم فضيلة الشيخ خالد الجريسي , إذ أُهديتُ كتابه الصغير الحجم العظيم الفائدة للرقية الشرعية , واستمعت إلى شريطه وبه من عجيب أخبار المبتلين ماتهون به عليك مصيبتك , منهم امرأة لا أزال أذكر قصتها ماحييت لله درّها.
ما وصفتُه من حالي قليل من كثير , والكثير ولّى زمانه والحمد لله على فضله .. زمنٌ مضى إذ ألوم الله جهلاً آنذاك أني بالدرك الأسفل من النار لامحالة , فطار الإيمان , وضعفتُ وهناً عن الدعاء , وتفطرت الكبِد وارتاع الفؤاد والرّوع يمنعك البكاء. وليلة يأسٍ كئيب مُخيف بكيتُ ونُحت حتى بحتُ لمن جانبي لا لله:
نادوه بالله عليكم نادوه من فوق سبع سموات .. قولوا فلانة تناديك ماتستطيع دعاؤك وترجو رحمتك!
لوددت أن قُطّع لحمي وأنا صابرة لهو أحبُّ إليّ مما كان , قيل لي اصبري أنتِ مُبتلاة!
... وأنّى لي الصبر ومصيبتي في ديني؟! والله لوددت أن فقدتُّ أهلي ومالي ونفسي لكان أهون عندي!
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا سنذهب بكِ الشيخ الفلاني والبلد ذاك ونذهب بك هنا وهناك ... فما هم إلا خناجر تطعنني إذ أذكر حبس ابن تيمية وأقول: وما يصنع الناس بي والنّار هاهنا بصدري حرقة! .. والله لو وضعتموني بجنة في الأرض مازادني ذاك إلا ناراً على نار! والنسيم العليل بها يذكرني ببرد الجنة فما هو على جلدي إلا كلفح جهنّم (لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً * إلا حميماً وغسّاقاً) , وليلها يمثّل أمامي ظلام قبر ... وكأنّي بإبليس فرِحٌ بي مستبشر بحزني وروعي!
وليلةً ضاقت حتى سألتُ من حولي: أيا فلانة وفلانة وفلانة لو كان شفائي بأيديكن أكنتن تمسكهنّ عنّي وأنا أسألكن إيّاه؟
قلن: لا.
فأجبت: والله ما أُحبُّ أن يكون الأمر بأيديكن إذن .. هو بيدِ الله أحبّ إلي من أن يكون بأيديكن.
وقربةً إلى الله عزّيت امرأة بذي القعدة في صبيةٍ لها ماتت غرقاً , وبالمرأة مابها من الجزع وهول المُصاب , فقلتُ أغبطها –أستغفر الله- وليس لي القول:
ارحم إلهي من مصيبته أعظمُ * من الثكلى على الوليد لها عويلاً
لكنها ليلة من رمضان سرتُ فيها بفناء المنزل الفسيح , ووجدتُ نفسي أدخل المزروع , وأتوسد على جزءٍ من التراب فيه قد أُهمل ... أنظر السماء والبدر , وأتأمل النجم ودقة صنع الله وبديعه , يدور بخاطري قول الحبيبب:نزلت عليّ الليلة آيات ويلٌ لمن سمعها ولم يتفكر فيها , فكان أول ثمرة أجنيها من التأمل: أهذا الجمال , ودقة الصنع , وبهاء الأنجم المتلألئة , والسراج المنير , واللباس ليلاً , والمعاش النهار , واخضرار الأرض رغم اصفرارها من الظمأ , لا شيء سرمدياً , أضف البحار بما فيها , ومما خلق الله مما نعلم وما لانعلم .. أثمّة خطأ في خلق الكون؟ آلله ظالم؟! أأدخل النّار ظُلما؟! ... فكان أن كانت أول نسمة باردة مسّت شغاف القلب سكّنته .. وما أحلى والله رائحة الإيمان.
يا أبا عبد الرحمن .. كتبتُ ماكتبت ليعلم المُعافى بعظم نعمة الله عليه , وليستبشر المُصاب أن لم يكن مُصابه في دينه , فكل مصاب دون الدين هيّن , هذا وقد أغرقتنا بجميلك , وحُسن صنيعك , وخُلقك وأدبك الجمّ ولولا الله وحده لا شريك له ثمّ رؤيا فجر عيد الأضحى كنتُ أفعلُ.
الأخ الفاضل علي الغامدي .. حيّاك الله وبيّاك , وأبلاك ولاابتلاك , جزاك الله خيراً على الدعاء , أمّا الجنّة ماخلت ساعة أنّ لي داراً بالآخرة سواها , حتى جلّ المُصاب , وطمّ على قلبي فنسيت البلاء وحكمة الله ورحمته فحكمت على نفسي النّار والكفر والنّفاق , وما علمتُ أنّ لله حكمة , وأنّي والله أبصرت الأشهر الثلاث الأخيرة مالم أبصره سنوات عمري , وانقشع الغطاء عن البصيرة –أحسبُ- , وفهمت لمَ بكى المتقين الصالحين , ومالت يميناً وشمالاً من الطربِ رؤوس الجاهلين , إذ والله أنّ الله يحول دون المرء وقلبه , والقلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء , وليس بأمانينا ولا بأمانيّ أهل الكتاب الجنّة , من يعمل سوءاً يجزى به , فعضّوا بالنواجذ على سيرة رسول الله وخلفاؤه من بعده , وعمّا قريب الجنّة الموعد .. ولا تكن –والكلام لنفسي قبلك أذكرها- ممن اتكئ على رحمة الله ونسي عقابه , فقد حذّرنا الله نفسه , وبشرنا برحمته , وخوّفنا عذابه وعقابه , وجُلّنا إلا من رحم الله عَلِم يقيناً -من شيطانه لانفسه- أن الرحمة نصيبه لاالعذاب ولا العقاب حتى خرج من الدنيا من لو ملأت ذنوبه الأرض لملأتها , ولو مُزجت بماء البحر لمزجته , أذكر استشهاد شيخنا بنقله قول من انتسب إلى الفقه: أعملُ من الذنوب ما أشاء , لأنّ من قال في يومه مئة مرة: (سبحان الله وبحمده) غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر! هذا قول ابن القيّم في الداءِ والدّواء.
ولكنّك – ياغامدي- نكأت الجُرح ويحك! أتظن سبيل الصالحين هذا إلى الإحسان؟
أيفعل هذا مسلم فضلاً عن مؤمن! .. وهل لإبليس إلى عباد الله غلبة وسلطاناً؟ ومابي مسٌ ولاسحرٌ غير حسد , وتزيدني حرقة أن تقول ليبلغوا أعلى مراتب الجِنان!
ليته كان شبراً , ليته كان أدناها , ليتني آخر من يخرج من النار .. ليته كان فَناء!
(هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً)
بقول أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه نختم: ليتها تمّت.
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 03:07]ـ
وفقك الله لكل خير نعم هذا الدواء وينقصه جزء ثاني وبينه كاملا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي اخرجه الشيخان من طريق: عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولَ مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا حَتَّى يَقُولَ لَهُ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ.
ولتطمينك اخي انت لا تعاقب على هذه الوساوس مالم تعمل او تتكلم به كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي اخرجه مسلم من حديث:
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ(/)
هل أدرك الحافظ ثناء الله المدني الشنقيطي بالمدينة النبوية؟ قالها الشيخ البستوي؟؟
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 07:29]ـ
كتب أحد الأخوة في احدى الملتقيات هذه الطرفة مع العلامة محمد الأمين الشنقيطي:
قلت: كنت قد حدثت بكثير من المرويات عن مشايخنا،وكتبتها مرسلا الى العديد من المشايخ بالعالم لنظفر بنظرهم وتعقيباتهم،وكان منها هذه القصة التي سماها الأخ (طرفة) وقد روينا لها هكذا:
حدثنا شيخنا عبدالله الأنصاري قال حدثنا شيخنا سالم آل عبدالرحمن البصري المديني قال حدثنا العديد من المشايخ،قالوا: لما كنا في الجامعة الإسلامية في المدينة، كان شيخنا محمد الأمين الشنقيطي من كبار الأساتذة فيها،وفي أحدى الامتحانات التي راقب فيها على الطلبة استفسر أحدهم من الشيخ عن سؤال في الامتحان، فما كان من الشيخ إلا أن (قدم) الجواب.
ولما جاء التصحيح استغرب المصحح إجابة الطالب (المتميزة). ولعل البعض أشار الى إنه جرى تحقيق مع الطالب، فرد عليهم بقوله: إن العلامة الشنقيطي أجابه، ولما سئل الشيخ قال: ماذا أفعل وهو سألني عن علم، وفي الحديث: من سئل علما فكتمه ألجمه الله بلجام من نار!!
وبعدها أُعفي الشيخ من مراقبة الامتحانات.
وبالأمس أستلم أحد أخوتنا -من طلبة الشيخ العلامة البصري المديني- الرسالة التالية من الشيخ د. عبدالقيوم البستوي وكان يقول فيها:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الواقعة صحيحة سمعتها من قبل من بعض المشائخ
لكن لعل الشيخ الحافظ ثناء الله المدني لم يدرك الشيخ الشنقيطي تأكدوا من ذلك حفظكم الله
لعله حكى ذلك عن واسطة
وشكرا لكم.
قلت: هل أدرك الحافظ ثناءالله المدني الشيخ الشنقيطي، أم لا؟؟؟؟
______________________________ ______
قال الشيخ علم الدين البرزالي فيما ينقل عنه الشيخ سالم البصري المديني في محاضرات له بعنوان "قطب الثبات" ولما دخل الحبس - يشير لشيخ الاسلام رحمه الله تعالى- وجد المحابيس مشغولين بأنواع من اللعب يتلهون بها عما هم فيه كالشطرنج والنرد مع تضييع الصلوات،فأنكر الشيخ ذلك عليهم،وأمرهم بملازمة الصلاة،والتوجه الى الله تعالى بالأعمال الصالحة والتسبيح والاستغفار والدعاء،وعلمهم من السنة ما يحتاجون اليه .... حتى صار الحبس بالاشتغال بالعلم والدين خيراً من كثير من الزوايا والربط والخوانق والمدارس.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 03:00]ـ
نعم، الشيخ ثناء الله بن عيسى خان المدني -مفتي أهل الحديث في باكستان الآن- من جلّة تلاميذ العلامة محمد الأمين الشنقيطي، وقرأ عليه وحضر دروسه طوال سنوات دراسته في المدينة، سواء في الجامعة الإسلامية أو المسجد النبوي، وهو من خريجي الدفعات الأولى، وأدرك قدامى مدرسيها كالإمام الألباني وغيره، ودرس وتخرج في حياة الشنقيطي، ومما قرأه عليه رسالته في الصفات.
وأخشى أن من استشكل الأمر إما لم يستحضر وقت دراسة الشيخ ثناء الله المدني أو اشتبه عليه بغيره، مثل ثناء الله الزاهدي.
والقصة حدثناها شيخنا ثناء الله في مجلس عام في الكويت عن الشنقيطي مباشرة، لم يذكر لنا واسطة.
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 07:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة شيخنا الأكرم أ. زياد رعاه الله تعالى
جزاكم الله خيرا.
أحسب أن القول هنا كله قولكم ولعله نحو ما ذكرتم في ذيل أشارتكم وهو الصواب -كما ظهر-وقد أرسلت لفضيلة الشيخ د. البستوي الساعة وسأسل ما يرد به رعاه الله تعالى.
من أحبكم في الله يأمل أن يرى ترجمة لفضيلتكم بخطكم والى بريد من يدعو لكم بخاصة.
الحمد لله الذي زرع فينا حب من لم نراهم ولم نطالع سيرهم الا من قليل
وما ذلك الا لصفاء منهجهم وبياض سيرتهم وفضائل سجاياهم ...
نحبكم في الله ..
لا تنسونا من دعواتكم رعاكم الله ..(/)
كيف أحمل تفريغ الدروس المفرغة فى الشبكة الإسلامية؟
ـ[عبد فقير]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 08:06]ـ
كيف أحمل تفريغ الدروس المفرغة فى الشبكة الإسلامية؟(/)
علماؤنا الكرام: ما الحكم فيما يلي:
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 08:09]ـ
كثير من الناس يعصون ويكونون مشهورين بين العامة بعصيانهم , لكن يقدر الله لهم التوبة وهؤلاء مثل من يغنون للناس في الحفلات أو يمثلون في الأفلام والمسرحيات وغير ذلك
والسؤال هو:
هل يجوز لغيرهم أن يذكروا أسماءهم وأفعاله للعظة والإعتبار وإن جاز فما هي الضوابط التي ينبغي مراعاتها لدى المتكلم
فأرجوا التفصيل في الجواب حفظكم الملك الوهاب
وبارك الله فيكم
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 10:19]ـ
هذا طلب
عذرا اخي .... انا لست عالما
لكن لدي طلب بسيظ ..... كيف استطيع المشاركة بموضوع جديد ... لقد عجزت ان اعرف فهل من مساعد؟؟؟؟؟؟
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 10:50]ـ
بارك الله فيكم
اذهب الى كلمة: موضوع جديد عند أعلى الصفحة في الساحة التي ترغب بها المشاركة واكتب ما شئت
وحياكم الله
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 10:46]ـ
الله يرضى عليك اخي حمد ويبارك فيك
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 07:52]ـ
بارك الله فيكم
هل سؤالي لا يناسب الساحة؟!!!
فما أنا الا طويلب علم
ـ[خالد الروقي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 08:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وضح سؤالك أخي الكريم حتى يرد عليك الإخوة الكرام
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 08:36]ـ
بارك الله فيك
أقصد الذي يجاهر بالمعصية ثم يتوب هل يجوز لغيره أن يذكر معاصيه أمام الناس كي يتعظوا ويعتبروا أم لا دون قصد إهانة للمتكلم عنه بل للعظة والعبرة فقط , وإن جاز فما هي الضوابط؟
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 12:10]ـ
أخوك مجردطالب علم
سؤالك سؤال وجيه
#### حق التائب
أن لا يذكر بما يكره
وهم في ذلك يختلفون
فمنهم من قص بنفسه قصة توبته دون تفاصيل
ومنهم من اشتهر حاله قبل التوبة
لكنه يكره أن يذكر ماضيه
ويكره أن يقال المغني التائب أو المغنية أو الممثلة التائبة
ومنهم من يرضى بذلك دون تفاصيل
الأسلم أن يتلزم بكلامهم أنفسهم
#### حق الله
أن لا ينشر شيء فيه ترويج وتزيين ودعوة غير مباشرة للمنكر
كأن يقول الممثلة التائبة فلانة بعض الناس يحارب الله ويبيع اشرطتها في محل كذا
أو يقول وجدت في الشبكة - الانترنت - أغاني المغنية فلانة مع أنها تابت
والأصل في القصص التركيز على معاني القرآن والسنة لا على أفعال التائبين
كأن يبين أثر الذكر والاستغفار
أو أثر الصلاة أو أثر الجليس
فيقال دعي فلان للصلاة فصلى ثم تاب
ولبعض السلف تنفير من الإفراط في قصص غير القرآن وغير السنة
هذه مشاركة لعها تكون نواة
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 10:40]ـ
بارك الله فيكم
ولعل أحدا من الأخوة يؤصل هذه المسألة بأدلتها الشرعية(/)
للمقلدين فقط!
ـ[القضاعي]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 08:30]ـ
قال شيخ الإسلام رحمه الله (35/ 233):
وَقَدْ قَالَ بِكُلِّ قَوْلٍ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ الْمَشْهُورِينَ فَمَنْ صَارَ إلَى قَوْلٍ مُقَلِّدًا لِقَائِلِهِ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يُنْكِرَ عَلَى مَنْ صَارَ إلَى الْقَوْلِ الْآخَرِ مُقَلِّدًا لِقَائِلِهِ؛ لَكِنْ إنْ كَانَ مَعَ أَحَدِهِمَا حُجَّةٌ شَرْعِيَّةٌ وَجَبَ الِانْقِيَادُ لِلْحُجَجِ الشَّرْعِيَّةِ إذَا ظَهَرَتْ. وَلَا يَجُوزُ لِأَحَدِ أَنْ يُرْجِعَ قَوْلًا عَلَى قَوْلٍ بِغَيْرِ دَلِيلٍ وَلَا يَتَعَصَّبُ لِقَوْلِ عَلَى قَوْلٍ وَلَا قَائِلٍ عَلَى قَائِلٍ بِغَيْرِ حُجَّةٍ؛ بَلْ مَنْ كَانَ مُقَلِّدًا لَزِمَ حُكْمَ التَّقْلِيدِ؛ فَلَمْ يُرَجِّحْ؛ وَلَمْ يُزَيِّفْ؛ وَلَمْ يُصَوِّبْ؛ وَلَمْ يُخَطِّئْ: وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ الْعِلْمِ وَالْبَيَانِ مَا يَقُولُهُ سُمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ فَقَبِلَ مَا تَبَيَّنَ أَنَّهُ حَقٌّ وَرَدَّ مَا تَبَيَّنَ أَنَّهُ بَاطِلٌ وَوَقَفَ مَا لَمْ يَتَبَيَّنْ فِيهِ أَحَدَ الْأَمْرَيْنِ. وَاَللَّهُ تَعَالَى قَدْ فَاوَتَ بَيْنَ النَّاسِ فِي قُوَى الْأَذْهَانِ كَمَا فَاوَتَ بَيْنَهُمْ فِي قُوَى الْأَبْدَانِ. وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ وَنَحْوُهَا فِيهَا مِنْ أَغْوَارِ الْفِقْهِ وَحَقَائِقِهِ مَا لَا يَعْرِفُهُ إلَّا مَنْ عَرَفَ أَقَاوِيلَ الْعُلَمَاءِ وَمَآخِذَهُمْ فَأَمَّا مَنْ لَمْ يَعْرِفْ إلَّا قَوْلَ عَالِمٍ وَاحِدٍ وَحُجَّتَهُ دُونَ قَوْلِ الْعَالِمِ الْآخَرِ وَحُجَّتِهِ فَإِنَّهُ مِنْ الْعَوَامِّ الْمُقَلِّدِينَ؛ لَا مِنْ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ يُرَجِّحُونَ وَيُزَيِّفُونَ. وَاَللَّهُ تَعَالَى يَهْدِينَا وَإِخْوَانَنَا لِمَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ: وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيقُ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. انتهى
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 03:08]ـ
ولماذا للمقلدين فقط!
ـ[القضاعي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 01:32]ـ
ليعلم المقلد بأن ليس له أن يُنكر على من أنكر قولاً مرجوحاً بحجة وبرهان.
مثال ذلك:
مسألة الإسبال: تجد البعض هداهم الله يُنكر على من بيّن ضعف القول بحمل المطلق على المقيد , فيقول المقلد: هذا القول قد قال به فلان وعلان , فلا يجوز إنكار الخلاف في المسألة؟!
والله المستعان.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 02:54]ـ
بل المقصود أن المقلد لا يصح أن يحمل غيره على مذهبه إن لم يكن معه إلا التقليد.
أما المجتهد فله أن يحمل غيره على مذهبه المدعوم بالدليل.
ومع ذلك فليس له أن يجبر غيره عليه، ما دام الخلاف سائغا في الباب.
والمسألة التي ذكرتها ليست بهذه السهولة، فهذا قول الجمهور، والخلاف إنما هو في فهم النص لا في أن الدليل مع طائفة دون أخرى.
وأنصحك أن لا تسرع في مضايق أبطأ عنها كبار العلماء.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 02:57]ـ
المثال الصحيح في هذا الباب مسألة قراءة الفاتحة في الصلاة.
فمن العجائب أن ترى بعض الحنفية يتعمد ترك الفاتحة لمجرد التعصب للمذهب، مع أن صلاته ناقصة في مذهبه نفسه، بل هو واقع في الإثم في مذهبه نفسه! والخلاف إنما هو في بطلان الصلاة فقط.
ـ[خالد الروقي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 08:14]ـ
المثال الصحيح في هذا الباب مسألة قراءة الفاتحة في الصلاة.
فمن العجائب أن ترى بعض الحنفية يتعمد ترك الفاتحة لمجرد التعصب للمذهب، مع أن صلاته ناقصة في مذهبه نفسه، بل هو واقع في الإثم في مذهبه نفسه! والخلاف إنما هو في بطلان الصلاة فقط.
الأخ الكريم:
أبو مالك العوضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. حدد في أي صلاة جهرية أم سرية حتى تكون دقيقا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 08:16]ـ
لا سرية ولا جهرية!
المقصود صلاة المنفرد، ولست في مناظرة حتى أكون دقيقا، فتفاصيل المسائل معروفة.
ـ[القضاعي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 12:00]ـ
المثال الصحيح في هذا الباب مسألة قراءة الفاتحة في الصلاة.
فمن العجائب أن ترى بعض الحنفية يتعمد ترك الفاتحة لمجرد التعصب للمذهب، مع أن صلاته ناقصة في مذهبه نفسه، بل هو واقع في الإثم في مذهبه نفسه! والخلاف إنما هو في بطلان الصلاة فقط.
كذلك من يسبل إزاره , ليس معه إلا التعصب لمن قال بحمل المطلق على المقيد , مع أن هذا الحمل ضعيف ومردود من أوجه كثيرة.
فمن يجتهد اليوم في هذه المسألة (من طرف القائلين بالحمل) لا يكفيه دعوى أن قوله (قول الجمهور) , بل يجب عليه الإجابة عن تلك الأوجه المعارضة لهذا الحمل , وتأكيد دعوى صحة الحمل , وإلا لا فرق بينه وبين الحنفية في مسألة قراءة الفاتحة والله أعلم.
ـ[القضاعي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 12:07]ـ
بل المقصود أن المقلد لا يصح أن يحمل غيره على مذهبه إن لم يكن معه إلا التقليد.
أما المجتهد فله أن يحمل غيره على مذهبه المدعوم بالدليل.
ومع ذلك فليس له أن يجبر غيره عليه، ما دام الخلاف سائغا في الباب.
والمسألة التي ذكرتها ليست بهذه السهولة، فهذا قول الجمهور، والخلاف إنما هو في فهم النص لا في أن الدليل مع طائفة دون أخرى.
وأنصحك أن لا تسرع في مضايق أبطأ عنها كبار العلماء.
في كلامك سلمك الله , تقريرات لا توافق عليها , ولا أدري من أين لك الجزم بها ومن ذلك:
1 - المسألة خلافية _ أي سائغ الخلاف فيها.
2 - القول بالحمل هو قول الجمهور. (هل من دليل أو نص إمام على هذه الدعوى).
وعلمي أن كبار أئمة هذا العصر , يُشنّعون على القول المخالف في هذه المسألة ولا يعتدون بالخلاف فيها , فهل في إتباعهم بعد معرفة مآخذهم تسرّع في شيء لم يبطأ أحدهم في إنكاره.
وفقني الله وإياك لمحابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 02:04]ـ
أما أن المسألة خلافية (أي يسوغ الخلاف فيها) فلا يخالف فيه أحد.
وأما أن هذا قول الجمهور، فهو أشهر من أن يعرف.
بل إن شيخ الإسلام ابن تيمية نفسه يرجح هذا القول، ولعلك لا تعلم هذا.
ولعلك تنقل لي عن واحد فقط من كبار أئمة هذا العصر يشنع على المخالف في المسألة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 02:08]ـ
كذلك من يسبل إزاره , ليس معه إلا التعصب لمن قال بحمل المطلق على المقيد , مع أن هذا الحمل ضعيف ومردود من أوجه كثيرة.
فمن يجتهد اليوم في هذه المسألة (من طرف القائلين بالحمل) لا يكفيه دعوى أن قوله (قول الجمهور) , بل يجب عليه الإجابة عن تلك الأوجه المعارضة لهذا الحمل , وتأكيد دعوى صحة الحمل , وإلا لا فرق بينه وبين الحنفية في مسألة قراءة الفاتحة والله أعلم.
الفرق واضح بين المسألتين لمن تأمل، ولا نزاع عند العقلاء أن المسألة التي يقول بها الجمهور تختلف عن المسألة التي يشذ فيها الحنفية.
وهذا الحمل ليس مردودا من أوجه كثيرة كما تزعم، بل هو مردود من وجه واحد فقط قاله ابن عثيمين رحمه الله، ولا أعلم أحدا من المتقدمين قال به.
وحتى إن ثبتت صحة هذا الوجه فيمكن المناقشة في تطبيقه على المسألة التي معنا.
فالمسألة ليست بالوضوح الذي تظنه.
وحتى مع التسليم بترجيح قوله فابن عثيمين نفسه لم يشنع على المخالف، ولا غير ابن عثيمين.
وآفة كثير من طلبة العلم في هذا العصر - مع الأسف الشديد - أنهم يأتون إلى المسائل التي اختلف فيها كبار العلم فيحسبون أنها مسألة سهلة جدا وواضحة لا إشكال فيها، وبناء على هذا يسفهون آراء العلماء ويحسبون أنهم أعقل منهم وأعلم وأحكم!!
وهذه آفة شديدة لا تصيب إلا قصير النظر ضعيف الاطلاع ضيق الأفق.
ولذلك كثيرا ما يغير هذا الشخص نفسه رأيه عندما ترسخ قدمه في العلم.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 02:21]ـ
الفرق واضح بين المسألتين لمن تأمل، ولا نزاع عند العقلاء أن المسألة التي يقول بها الجمهور تختلف عن المسألة التي يشذ فيها الحنفية.
وهذا الحمل ليس مردودا من أوجه كثيرة كما تزعم، بل هو مردود من وجه واحد فقط قاله ابن عثيمين رحمه الله، ولا أعلم أحدا من المتقدمين قال به.
وحتى إن ثبتت صحة هذا الوجه فيمكن المناقشة في تطبيقه على المسألة التي معنا.
فالمسألة ليست بالوضوح الذي تظنه.
وحتى مع التسليم بترجيح قوله فابن عثيمين نفسه لم يشنع على المخالف، ولا غير ابن عثيمين.
وآفة كثير من طلبة العلم في هذا العصر - مع الأسف الشديد - أنهم يأتون إلى المسائل التي اختلف فيها كبار العلم فيحسبون أنها مسألة سهلة جدا وواضحة لا إشكال فيها، وبناء على هذا يسفهون آراء العلماء ويحسبون أنهم أعقل منهم وأعلم وأحكم!!
وهذه آفة شديدة لا تصيب إلا قصير النظر ضعيف الاطلاع ضيق الأفق.
ولذلك كثيرا ما يغير هذا الشخص نفسه رأيه عندما ترسخ قدمه في العلم.
سبق ابن عثيمين رحمه الله الشوكاني (من الذاكرة إن لم تخني)
وما نقلته عن شيخ الإسلام يا شيخنا الكريم صواب وقد نص على التحريم أيضا في موطن آخر ..
وللتذكير الإسبال الذي وقع الخلاف في حكمه ما لم يكن بقصد الخيلاء أما إذا كان فيه خيلاء فهو حرام بالاتفاق
للتنبيه رواية تحريم الإسبال مطلقا نقلها ابن مفلح عن الإمام أحمد
أما ما لون بالأحمر فقد صدق أبو مالك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 02:24]ـ
للتنبيه رواية تحريم الإسبال مطلقا نقلها ابن مفلح عن الإمام أحمد
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
ولكن المشهور في المذهب خلافه كما هو معلوم.
ويا ليتك تفيدنا بالموضع الآخر من كلام شيخ الإسلام ولك جزيل الشكر.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 02:33]ـ
حباً وكرامة
قال ابن تيمية رحمه الله (وإن كان الإسبال والجر منهيا عنه بالاتفاق والأحاديث فيه أكثر وهو محرم على الصحيح (الإقتضاء 1/ 130 من نسخة الشاملة)
للفائدة كلام ابن مفلح في الأداب وليس في كتاب فقهي والمذهب في الإنصاف لا يحكون إلا الرواية التي ذكرتها أيها الفاضل
للفائدة http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144916
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 03:14]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن هذا النقل الذي تفضلت به ليس صريحا في المسألة؛ لأنه لم يفصل الخيلاء عن غيره.
فإن قلت: إن الإسبال للخيلاء محرم بالاتفاق.
قيل: بل قال جماعة من الفقهاء إنه مكروه كما نقل شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (20/ 277)، فلعله يقصد هذا بقوله (على الصحيح).
وأيا ما كان الأمر، فالمقصود أن المسألة فيها مساغ لاختلاف وجهات النظر، فلا يصح فيها التشنيع على المخالف.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 03:28]ـ
وشيخ الإسلام نفسه في شرح العمدة نص على أن المطلق في هذه المسألة محمول على المقيد، وهو نفسه ذكر في النصوص المطلقة حديث (ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار)، وذكر أن الذين حرموا الإسبال مطلقا احتجوا بعموم النهي ولم يلتفتوا إلى النصوص المقيدة.
وأما التفريق الذي ذكره ابن عثيمين رحمه الله فلم يذكره شيخ الإسلام ولم يشر إلى أن الذي أطلقوا التحريم قالوا به، ولم أقف عليه لأحد من العلماء قبل ابن عثيمين.
وإنما هم اعتمدوا على أن الإسبال مظنة الخيلاء، سواء تحققت أو لم تتحقق، بناء على قاعدة إقامة المظنة مقام العلة أو الوصف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 03:29]ـ
فإن قلت: إن الإسبال للخيلاء محرم بالاتفاق.
قيل: بل قال جماعة من الفقهاء إنه مكروه كما نقل شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (20/ 277)، فلعله يقصد هذا بقوله (على الصحيح).
وقد صرح بهذا أيضا في شرح العمدة بكلام أوضح من هذا.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 03:59]ـ
المثال الصحيح في هذا الباب مسألة قراءة الفاتحة في الصلاة.
فمن العجائب أن ترى بعض الحنفية يتعمد ترك الفاتحة لمجرد التعصب للمذهب، مع أن صلاته ناقصة في مذهبه نفسه، بل هو واقع في الإثم في مذهبه نفسه! والخلاف إنما هو في بطلان الصلاة فقط.
و هذا ضمه ابن الجوزي الى أمثلة الحمق في كتابه عن الخمقى و المغفلين وهو مثال فقيه يقول أنه لم يوتر قط خلافا لمن أوجبه ... :)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 04:31]ـ
للفائدة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=9120
ـ[القضاعي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 10:50]ـ
أما أن المسألة خلافية (أي يسوغ الخلاف فيها) فلا يخالف فيه أحد.
وأما أن هذا قول الجمهور، فهو أشهر من أن يعرف.
بل إن شيخ الإسلام ابن تيمية نفسه يرجح هذا القول، ولعلك لا تعلم هذا.
ولعلك تنقل لي عن واحد فقط من كبار أئمة هذا العصر يشنع على المخالف في المسألة.
هل تعتقد أن النقاش فضلاً عن الخلاف يكون سائغاً معك وأنت تقرر وتجزم بما تريد , فضلاً عن أن ترمي مناقشك بعدم العلم بما يناقش فيه؟
ما هكذا يكون النقاش زادك الله علماً نافعاً.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:05]ـ
يا أخي الفاضل، أنت تريد أن تناقشني في هذه المسألة، وأنا تنزلا سأفترض أن الصواب فيها معك، ولكني لا أعلم ذلك وأخالفك فيها الرأي لاجتهاد اجتهدته وافقت فيه الأئمة الأربعة، ووافقت فيه شيخ الإسلام ابن تيمية.
فهل ترى حينئذ أنني زائغ عن سواء السبيل، وأنني أستحق التشنيع في المجالس العلمية، وأنني وأنني .... ؟
هذا هو موضع الكلام، فتأمل بارك الله فيك.
ثم إنك ادعيت دعوى معينة وهي أن كبار أئمة هذا العصر يرون التشنيع على المخالف في هذه المسألة، فهل من العيب أن أسألك عن واحد فقط من هؤلاء؟؟
ـ[القضاعي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:06]ـ
وأما أن المسألة خلافية - بمعنى عدم الإنكار على القول بجواز الإسبال - فهذا غير صحيح:
قال الإمام ابن باز رحمه الله [مجموع فتاويه (6/ 410)]: " حكمه التحريم في حق الرجال ....... ولا يجوز أن يظن أن المنع من الإسبال مقيد بقصد الخيلاء ..... أما من يتعمد إرخاءها سواء كانت بشتا أو سراويل أو إزارا أو قميصا فهو داخل في الوعيد وليس معذورا في إسباله ملابسه، لأن الأحاديث الصحيحة المانعة من الإسبال تعمه بمنطوقها وبمعناها ومقاصدها فالواجب على كل مسلم أن يحذر الإسبال وأن يتقي الله في ذلك، وألا تنزل ملابسه عن كعبه عملا بهذا الحديث الصحيح، وحذرا من غضب الله وعقابه.انتهى مختصراً
وقال الإمام ابن باز أيضاً [مجموع فتاويه (6/ 411)]: " الإسبال حرام ومنكر سواء كان ذلك في القميص أو الإزار أو السراويل أو البشت وهو ما تجاوز الكعبين ..... وهذه الأحاديث تدل على أن الإسبال من كبائر الذنوب ولو زعم فاعله أنه لم يرد الخيلاء لعمومها وإطلاقها .... نسأل الله العافية من ذلك.انتهى مختصراً
قال الشيخ الألباني رحمه الله [سلسلة الأحاديث الصحيحة حديث رقم (2682)]: " و من العجيب أن بعضهم ممن هو على شيء من الثقافة الإسلامية يحاول أن يستدل على جواز الإطالة المذكورة بقول أبي بكر ..... فهل يجوز الاستدلال بهذا و الفرق ظاهر كالشمس بين ما كان يقع من أبي بكر بغير قصد، و بين من يجعل ثوبه مسبلا دائما قصدا! نسأل الله العصمة من الهوى.انتهى مختصراً
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله [الباب المفتوح (234/ 20) الشاملة]:السؤال: بعض الناس يستدل في الإسبال إذا كان غير خيلاء بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأبي بكر: (إنك لست ممن يفعله خيلاء)، كيف نرد عليه؟
الجواب: ........................ وهذا وأمثاله ممن يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق، يأتون بالمتشابه ويتركون المحكم، كالذي يقول: إذا قيل له: يا فلان، هذا البيع والشراء الذي أنت تستعمله لا يجوز، اسأل العلماء، فيقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ [المائدة:101] الآية.اهـ
قال الشيخ الفوزان حفظه الله [المنتقى فتوى رقم (248)]:لا يجوز للذكر إسبال الثياب تحت الكعبين لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وتوعده عليه بالنار فهو من الكبائر ........ وقول القائل إن الشوارع نظيفة فلا مانع من الإسبال هو من الكلام السخيف الذي لا قيمة له وقائله جاهل لا عبرة به وبقوله.اهـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ وفقه الله:الحالة الثانية أن يكون المنكر ملازماً لصاحب المنكر مثل أن يكون حالقاً للحيته أو أن يكون مسبلاً لإزاره أو أن يكون لابساً لذهبٍ أو أن يكون سكراناً أو ما شابه ذلك.انتهى من [شرحه للواسطية مبحث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
فهل المسألة عند هؤلاء العلماء سائغة الخلاف؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:19]ـ
ويا ليتك تفيدنا بالموضع الآخر من كلام شيخ الإسلام ولك جزيل الشكر.
أنت هداك الله ليس معك من أقوال شيخ الإسلام في مسألة الإسبال إلا ما وقفت عليه في شرح العمدة , وها أنت تجزم بأن مذهب شيخ الإسلام الحمل؟!!
فهاك رحمك الله بعض أقوال شيخ الإسلام:
جاء في (مجموع الفتاوى 22/ 144):
وسئل - شيخ الإسلام - عن طول السراويل إذا تعدى عن الكعب هل يجوز؟
فأجاب - رحمه الله -:
طول القميص والسراويل وسائر اللباس إذا تعدى ليس له أن يجعل ذلك أسفل من الكعبين كما جاءت بذلك الأحاديث الثابتة عن النبى وقال الإسبال فى السراويل والأزار والقميص يعنى نهى عن الإسبال.اهـ
قلت: قوله (ليس له) و قوله (نهى عن الإسبال) يدلان على أنه رحمه الله يرى النهي للتحريم فالتنزية لا يقال فيه ليس لك فعله.والله اعلم
,قال شيخ الإسلام كما في (مجموع الفتاوى 22/ 147):
فإن النساء على عهده كن يلبسن ثياب طويلات الذيل بحيث ينجر خلف المرأة إذا خرجت والرجل مأمور بأن يشمر ذيله حتى لا يبلغ الكعبين ولهذا لما نهى النبى الرجال عن إسبال الإزار وقيل له فالنساء قال يرخين شبرا قيل له إذن.اهـ المقصود
أليس في هذين النقلين صراحة الحكم بالتحريم عن شيخ الإسلام , بالإضافة إلى ما نقله بعض الإخوة من الاقتضاء وهو ذا كاملاً:
" وأما ما ذكره أبو الحسن الآمدي وابن عقيل من أن السدل هو إسبال الثوب بحيث ينزل عن قدميه يجره فيكون هو إسبال الثوب وجره المنهي عنه , فغلط مخالف لعامة العلماء وإن كان الإسبال والجر منهيا عنه بالاتفاق والأحاديث فيه أكثر وهو محرم على الصحيح لكن ليس هو السدل ".اهـ
قلت: ففرق بين الجر والإسبال , وجمع بينهما في الحكم بالتحريم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:32]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
نعم أرى ذلك! وليس فيما نقلت ما يخالف ذلك.
ويبدو أنك اكتفيت بالاطلاع على المراجع المذكورة، ولم ترجع إلى كتب بقية العلماء.
والإشكال عندك في معنى كلمة (سائغة الخلاف)، فأنت تفهمها على غير معناها.
(سائغة الخلاف) بمعنى أنني لا أقطع بخطأ المخالف، مع أنني لا بد أن أفتي بما أدى إليه اجتهادي من تحريم أو غيره.
وأنا أدعوك أن تقرأ كلام هؤلاء العلماء الذين نقلت عنهم في كثير من مسائل الفقه، فستجد لهم عبارات قريبة من هذه في مسائل يسوغ فيها الخلاف، بل في مسائل اختلفوا فيها هم أنفسهم!
الشيخ ابن باز مثلا يقول قريبا من هذا الكلام في مسألة التصوير الفوتوغرافي، مع أن ابن عثيمين يقول بخلافه.
فهل ترى أنه يجوز التشنيع على ابن عثيمين في هذا؟!
والشيخ ابن عثيمين يرى أنه يجوز بيع الريالات الورقية بالريالات الفضية، وأكثر العلماء على خلافه.
فهل ترى أننا نشنع على ابن عثيمين في هذا؟!
والشيخ الألباني يرى حرمة صيام يوم السبت مطلقا، وخالفه جل العلماء.
فهل ترى أننا نشنع على الألباني في هذا؟
ولو رحت أجمع لك المسائل الشبيهة بهذا فلن أنتهي!
وأنا أدعوك أن تبحث هذه المسألة في باقي الكتب كما بحثت في المراجع المذكورة، فلعلك تغير رأيك.
تعال نناقش نقولك واحدة واحدة:
1 - أما ما نقلته عن ابن باز، فلم يتعرض لقول المخالف أصلا.
2 - الألباني يقول (على شيء من الثقافة الإسلامية)، فهل ترى أن هذا ينطبق على المخالف في هذه المسألة؟
المخالف هم الأئمة الأربعة وعشرات العلماء الآخرين، فهل هؤلاء (على شيء من الثقافة الإسلامية)؟
3 - ابن عثيمين يقول (يجادلون بالباطل)، فهل ترى أن الأئمة الأربعة وابن تيمية يجادلون بالباطل؟
هل يمكنك أن تظن أن ابن عثيمين يقصد هؤلاء بقوله؟
4 - الشيخ الفوزان تعرض لقول سخيف وعلق عليه بأنه سخيف، والأئمة الأربعة لم يقولوا هذا القول السخيف!
5 - الشيخ صالح آل الشيخ لم يتعرض لقول المخالف أصلا!
ـ[القضاعي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:34]ـ
وافقت فيه الأئمة الأربعة، ووافقت فيه شيخ الإسلام ابن تيمية.
نسبة القول بحمل المطلق على المقيد للأئمة الأربعة كذلك دعوى لن تجد عليه حجة دامغة تستند عليها , مثلها مثل دعوى الجمهور!!
وأنا أسال هل الصحابة رضي الله عنهم داخلون في مسمى الجمهور؟
وهل التابعون كذلك؟
وهل تجد لأحد منهم قول يدل على صرف النهي المطلق عن ظاهره وتقييده بالخيلاء؟
بل قد أخرج عبد الرزاق في المصنف (19991) عن عبد العزيز - بن أبي رواد - قال: قلت لنافع أرايت قول النبي صلى الله عليه و سلم " ما تحت الكعبين من الإزار في النار " أمن الإزار أم من القدم؟ قال نافع: وما ذنب الإزار.
ففي هذا الأثر فتوى أحد كبار التابعين بأن النهي للتحريم مطلقاً.
ولكن لعل نافع ليس من الجمهور!!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:36]ـ
مع أني لا أوافقك على فهمك لكلام شيخ الإسلام، ولكن حتى لو افترضنا أن مذهب شيخ الإسلام هو التحريم.
فقد نقل شيخ الإسلام نفسه أن بعض العلماء يقولون: إن الإسبال للخيلاء!! مكروه فقط وليس محرما، ولم يشنع على قائل هذا القول، مع أنه أبعد بكثير عن القول الذي معنا.
خلاصة الأمر يا أخي الفاضل: اذهب إلى أي عالم من علماء هذا العصر (حتى من الذين نقلت عنهم) وقل له:
((شيخنا الفاضل، هل يجوز التشنيع على رجل من أهل العلم اجتهد في مسألة من المسائل ووافق اجتهاده فيها قول الأئمة الأربعة))؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:41]ـ
هداك الله يا أبا مالك
حرر معنى (القول السائغ) ثم ناقش مخالفك قبل أن تنكر عليه!!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:44]ـ
نسبة القول بحمل المطلق على المقيد للأئمة الأربعة كذلك دعوى لن تجد عليه حجة دامغة تستند عليها , مثلها مثل دعوى الجمهور!!
وأنا أسال هل الصحابة رضي الله عنهم داخلون في مسمى الجمهور؟
وهل التابعون كذلك؟
يبدو أن الخلط عندك أكبر مما كنت أظن!!
عافاك الله
هل جهلنا بقول الصحابة والتابعين في هذه المسألة يكفي حجة في التشنيع على باقي العلماء؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:45]ـ
هداك الله يا أبا مالك
حرر معنى (القول السائغ) ثم ناقش مخالفك قبل أن تنكر عليه!!!
آمين، وأسأل الله أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه.
أنا ذكرت معناه، فإن كان عندك ما يخالفه فاعرضه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:46]ـ
بل قد أخرج عبد الرزاق في المصنف (19991) عن عبد العزيز - بن أبي رواد - قال: قلت لنافع أرايت قول النبي صلى الله عليه و سلم " ما تحت الكعبين من الإزار في النار " أمن الإزار أم من القدم؟ قال نافع: وما ذنب الإزار.
ففي هذا الأثر فتوى أحد كبار التابعين بأن النهي للتحريم مطلقاً.
ولكن لعل نافع ليس من الجمهور!!!
لكي أثبت لك جهلك بهذه المسألة أسألك سؤالا:
ما الفرق بين قول نافع وبين الحديث؟
ـ[القضاعي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:46]ـ
((شيخنا الفاضل، هل يجوز التشنيع على رجل من أهل العلم اجتهد في مسألة من المسائل ووافق اجتهاده فيها قول الأئمة الأربعة))؟
[/ color]
بل أدعوك أن تسأل في عين المسألة ((هل يسوغ القول بجواز الإسبال من غير خيلاء؟))
وأما جواب سؤالك: فأنا أجيب: لا لا يجوز.
وإن أردت التفصيل: قلت لك: العبرة بتحرير المسألة والتأكد من أن القائل قد وافق الأئمة الأربعة أو غيرهم , فعنئذ لا يُشنع عليه.
بصرك الله بما ينفعك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:47]ـ
يعني الآن أنا لا أفهم مرادك؟
- هل تنكر أن هذا قول الأئمة الأربعة؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:49]ـ
وإن أردت التفصيل: قلت لك: العبرة بتحرير المسألة والتأكد من أن القائل قد وافق الأئمة الأربعة أو غيرهم , فعنئذ لا يُشنع عليه.
بصرك الله بما ينفعك
آمين وإياك
وهذه العبرة في معرفة الراجح يا أخي لا في الإنكار على المخالف، فتبصر!
ـ[القضاعي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:52]ـ
لكي أثبت لك جهلك بهذه المسألة أسألك سؤالا:
ما الفرق بين قول نافع وبين الحديث؟
الجاهل هو من يضيق ذرعاً بالنقاش , لا سيما إن ظهر له جهله!
وجوابك: أن نافعاً أمر الوعيد على ظاهره وهذا شاهدي ثم فسر الحديث للسائل وأن النار مسلطة على المسبل لا على الإسبال , وهذا يقتضي التحريم.
ـ[القضاعي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:57]ـ
هل وقفت على أقوال الأئمة الأربعة حتى تجزم بذلك.
وهل تعلم أهي رواية لهم أو تخريج على أقوالهم؟
وهل تعلم بأن القول إنما هو لفقهاء المذاهب وليس لأئمتهم.
ـ[القضاعي]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 12:03]ـ
إذا سألت أشعرياً وقلت له:
هل قوله (لا ينظر الله له) وقوله (في النار) يعد حكماً أو حكمين؟
الأشعري سيقول لك: بل حكماً واحداً وهو الوعيد بالعذاب.
وأم السني سيقول لك: بل هما حكمان.
فإن فهمت هذا المثال , فهمت لماذا ذهب فقهاء المذاهب خاصة الشافعية والمالكية للحمل!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 12:06]ـ
الله أكبر!
خرجت المسألة إلى الخلاف مع الأشاعرة!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 12:38]ـ
ومن الأدلة على خطأ التفريق المذكور ما جاء في مسند الإمام أحمد بسند صحيح عن هبيب الغفاري مرفوعا: من وطئ إزاره خيلاء وطئه في النار.
فهذا الحديث نص في موضع النزاع.
ـ[القضاعي]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 12:39]ـ
هذا ما ذكره الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله
فلا داعي للسخرية هداك الله , وجملك بالعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 12:51]ـ
أنا لا أسخر يا أخي الكريم
ولكن من له أدنى تأمل في كتب الفقه والخلاف يجد العلماء يختلفون فيما هو أشد من هذا ويقول بعضهم كلاما أشد من هذا، ومع ذلك لا يطعن بعضهم في بعض، ولا يشنع بعضهم على بعض.
ـ[القضاعي]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 02:01]ـ
ومن الأدلة على خطأ التفريق المذكور ما جاء في مسند الإمام أحمد بسند صحيح عن هبيب الغفاري مرفوعا: من وطئ إزاره خيلاء وطئه في النار.
فهذا الحديث نص في موضع النزاع.
هذا مسلم به , فمن لا ينظر الله إليه هو متوعد بالنار , ولا عكس إلا بنص.
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 06:55]ـ
بارك الله فيكم أنا لم أقرأ الردود كلها لكن استوقفني قول أخينا أبي مالك العوضي "وإنما هم اعتمدوا على أن الإسبال مظنة الخيلاء، سواء تحققت أو لم تتحقق، بناء على قاعدة إقامة المظنة مقام العلة أو الوصف."
لكن يا أخي هناك حديث صحيح بين أن الاسبال مخيلة وهو حديث جابر بن سليم وفيه قول النبي عليه الصلاة والسلام له:"و إياك و إسبال الإزار فإنه من المخيلة وان الله لا يحب المخيلة .. " الحديث أخرجه أبو داود (2/ 179) و الترمذي (2/ 120) وصححة الألباني في الصحيحة وصحيح الجامع.
أليس هذا نصا في المسألة أخي أن الاسبال مخيلة وليس مظنتها؟
ما رأيك؟ وفقني الله واياك الى كل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 11:45]ـ
وآفة كثير من طلبة العلم في هذا العصر - مع الأسف الشديد - أنهم يأتون إلى المسائل التي اختلف فيها كبار العلم فيحسبون أنها مسألة سهلة جدا وواضحة لا إشكال فيها، وبناء على هذا يسفهون آراء العلماء ويحسبون أنهم أعقل منهم وأعلم وأحكم!!
وهذه آفة شديدة لا تصيب إلا قصير النظر ضعيف الاطلاع ضيق الأفق.
ولذلك كثيرا ما يغير هذا الشخص نفسه رأيه عندما ترسخ قدمه في العلم. [/ quote]
أسأل الله العظيم أن يثيبك على هذه الكلمات
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 08:41]ـ
فَأَمَّا مَنْ لَمْ يَعْرِفْ إلَّا قَوْلَ عَالِمٍ وَاحِدٍ وَحُجَّتَهُ دُونَ قَوْلِ الْعَالِمِ الْآخَرِ وَحُجَّتِهِ فَإِنَّهُ مِنْ الْعَوَامِّ الْمُقَلِّدِينَ؛ لَا مِنْ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ يُرَجِّحُونَ وَيُزَيِّفُونَ.
بقطع النظر عن حكم التقليد.
أليس هذا هو من يوسم عند بعضهم بالمتبع؟
ـ[القضاعي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 10:53]ـ
بقطع النظر عن حكم التقليد.
أليس هذا هو من يوسم عند بعضهم بالمتبع؟
شيخ الإسلام يتكلم عن المسائل الخلافية التي تتعدد فيها الأقوال وحججها , فمن أخذ بقول عالم وحجته , هو مقلد من جهة أنه لا يسوغ له الانكار على باقي الأقوال لمجرد اتباعه لقول إمام لا يعرف غير قوله وحجج مخالفيه , والله أعلم.(/)
من اعترض انطرد!!!
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 08:48]ـ
الاعتراض قد يأتي من الإشكال, والإشكال يأتي من عدم إدراك الأمور على حقيقتها .. فإذا نزلنا هذا الكلام على المسائل التي تشكل علي بعض العقول في أمور الدين: علمنا مدى قصور العقل البشري, وأنه لا ينبغي له أن يعترض على ما لم يدرك حقيقته ..
بل إن قصور العقل عن إدراك بعض الأمور يدل على ضعفه, وأنه لابد له أن يقف ويسلم عند ما لا يدرك حقائقَه, لأن خالقه سبحانه جعل لعقله حدودًا, وهذه هي عبودية العقل الواجبة عليه, فخالق العقل هو الذي أنزل الشرع, وهو سبحانه قد أعلم عباده كثيرًا من الحِكَم فيما شرع حتى يكون مثالاً لهم فيما جهلوه, فعدم إدراك الحكمة لا يدل على عدمها، وهذا مما يدل على ضعف عقولنا مهما بلغت, {وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً} ومن لم يرض بهذا فساعتها يصح أن نقول له: من اعترض انطرد!!!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 09:30]ـ
نعم جميل ... بارك الله فيكم ...
وهذه هي عبودية العقل الواجبة عليه
و من ذلك عدم المسارعة إلى إنكار كثير من الغرائب حتى يتبين لنا تحقيقها!؟
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 12:32]ـ
نعم جميل ... بارك الله فيكم ...
و من ذلك عدم المسارعة إلى إنكار كثير من الغرائب حتى يتبين لنا تحقيقها!؟
شكر الله لك مرورك وإضافتك(/)
رد القرطبي في مقدمة تفسيره على من حظرالتفسير الا بالمأثور
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 11:36]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال القرطبي في مقدمة تفسيره، وبعدما ذكر روايات حديث " من قال في القرآن برأية فليتبوأ مقعده من النار " - بصرف النظر عن صحة الحديث - قال: وقال ابن عطية: " ومعنى هذا ان يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله عزوجل فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء، واقتضته قوانين العلم كالنحو والاصول، وليس يدخل في هذا الحديث ان يفسر اللغويون لغته والنحويون نحوه والفقهاء معانيه، ويقول كل واحد باجتهاده المبنى على قوانين علم ونظر، فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه ".
قلت - أي القرطبي -: هذا صحيح وهو الذي اختاره غير واحد من العلماء، فإن من قال فيه بما سنح في وهمه وخطر على باله من غير استدلال عليه بالاصول فهو مخطئ، وان من استنبط معناه بحمله على الاصول المحكمة المتفق على معناها فهو ممدوح.
وقال بعض العلماء: ان التفسير موقوف على السماع، لقوله تعالى: " فإن تنازعتم في شئ فردوه الى الله والرسول "
وهذا فاسد لأن النهي عن تفسير القران لا يخلو: اما ان يكون المراد به الاقتصار على النقل والمسموع وترك الاستنباط، أو المراد به امرا اخر.
وباطل ان يكون المراد به ألا يتكلم احد في القران الا بما سمعه، فإن الصحابة رضى الله عنهم قد قرءوا القران واختلفوا في تفسيره على وجوه، وليس كل ما قالوه سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم، فان كان التأويل مسموعا كالتنزيل فما فائدة تخصيصه بذلك! وهذا بين لا اشكال فيه،
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 03:18]ـ
المفسر مثل أي عالم لا بد أن يتكلم بعلم، فإن تكلم بعلم سمع منه وقبل، وإن تكلم بغير علم لم يسمع منه ولا من غيره ممن يشابهه.
وقول من حظر التفسير إلا بالمأثور لعله لا يقصد المعنى المشار إليه، وإنما يقصد الالتزام بأصول الشرع وقواعده وضوابطه عند التفسير، فلا يخترع قولا لم يقل به أحد مثلا، ولا يقول قولا ليس له أصل في لغة العرب، ولا يرجح قول أهل البدعة على قول أهل السنة، وغير ذلك من الأصول التي لا ينبغي الاختلاف فيها.
أما الآيات التي لم يرد فيها أثر عن السلف، أو اختلف السلف في تفسيرها، فهذه الأمر فيها واسع، مع التقيد أيضا بالقواعد العلمية.
فالخلاصة: أنه ينبغي فهم هذه المسألة على وجهها، وعدم تنزيل كلام العلماء على غير منازله، أو تقويلهم ما لم يقولوه.
لأن بعض الناس يظن أن الاجتهاد معناه أن تخالف!! فمهما وافقت الأقدمين فأنت مقلد مطلقا، ومهما خالفتهم فأنت مجتهد مطلقا! وهذا قول واضح الفساد، بل عظيم البطلان!!
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 04:35]ـ
وقول من حظر التفسير إلا بالمأثور لعله لا يقصد المعنى المشار إليه، وإنما يقصد الالتزام بأصول الشرع وقواعده وضوابطه عند التفسير، فلا يخترع قولا لم يقل به أحد مثلا، ولا يقول قولا ليس له أصل في لغة العرب، ولا يرجح قول أهل البدعة على قول أهل السنة، وغير ذلك من الأصول التي لا ينبغي الاختلاف فيها.
لا يا سيدي، بل منهم من يقصد المعنى المشار اليه، فالالتزام بأصول الشريعة واللغة وقواعدهما شرط للحديث في أي علم من علوم الشريعة وليس في التفسير فقط، أما التفسير فهم يمنعون القول مطلقاً الا بما أثر وإلا كان صاحبه خارجاً عن نهج أهل السنة والجماعة.
ولو تدبرت رد القرطبي لعلمت أنه يقصد هؤلاء ممن كانوا في زمنه.
ولو تصفحت موضوعات منتدانا المبارك ذات الصلة لوجدت كثيراً من الأعضاء على ذات الفهم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 09:59]ـ
دعك من المعاصرين، وأخبرني عن واحد فقط ممن ينتسب للعلم يقول بما تظنه!
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 10:55]ـ
لا أعلم أحداً بعينه ولكن:
قال القرطبي في مقدمة تفسيره، 00000
وقال بعض العلماء: ان التفسير موقوف على السماع، لقوله تعالى: " فإن تنازعتم في شئ فردوه الى الله والرسول "
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 10:59]ـ
الخلاصة: نحن متفقون على أن هذا القول (بحسب الفهم الذي تقوله):
- إما أنه لم يقل به أحد من العلماء المعتبرين.
- وإما أنه قد قال به بعض من ينتسب إلى العلم من المجهولين الذين لم تعرف أعيانهم.
وفي الحالتين لا عبرة بمثل هذا القول.
ولما كان لا عبرة به، فلا ينبغي الاشتغال به وإقامة صرح من الخلاف لا حقيقة تحته.(/)
ومن أحسن من الله حكما ....... ؟
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 12:21]ـ
أيها الأحبة.كان في نفسي شيء من دليل إجماع أهل الملة على منع اسناد الولاية العظمى للمرأة،وكنت أقول في نفسي: إن كان شأن الإمامة العظمى عند الله عظيما فلم لم يفصل القول فيها تفصيلا،ولم يقم لها من القواطع دليلا،وتركها عرضة لأوهام العقول،و متاهات الظنون؟
وفي صباح اليوم كنت أراجع سورة البقرة،فاستوقفتني هذه الآية {قال إني جاعل في الارض خليفة ... }
قلت: سبحان الله! هذا ربنا قد اختار آدم عليه السلام لخلافته في الارض ولم يختر لذلك حواء!
فلم لا نرضى لأنفسنا ما رضيه الله واختاره لنا؟؟(/)
سؤال للمدرسين الحلقة او طلاب التجويد؟
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 06:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي تم تعييني مدرس حلقة الابتدائي لكن لا اعرف التجويد فما هو االتجويد الميسر السهل لتعليمهم وتصحيح الخطأ عند سماع منهم القرءان وفقكم الله ارجوا الاجابة سريعآ انتظركم
ـ[أبوهلا]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 08:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ إن كان هناك منهج للتجويد فالتزم به.
ـ الواجب عليك أولا أن تتعلم التجويد سواء كان هناك منهج أم لا.
ـ أفضل طريقة لتعليم الصغار هي المشافهة، يعني اقرأ أمامه مجودا، وطالبه بأن يقرأ مثلك، ولا تتسامح معه لأن الطفل سريع التعلم، لذا سيريحك بعد شهر تقريبا ويبدأ هو يطبق معظم الأحكام التي سبق أن طبقها.
ـ قد تستعين بالتنقيط بالقلم الأحمر فوق الأحكام التي تريد.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 09:31]ـ
اخي هل يوجد كتاب؟
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 10:55]ـ
يا أخي أنت لخّص بنفسك التجويد بما يناسب مستوى الإبتدائي.
وإن كنتَ قد درستَ من قبل ولا تتذكر منه إلا معلومات بسيطة فعليك بمؤلفات عبدالرحمن القرش 3 مجلدات للمبتدئين (وهذا يصلح لك)، وللمتوسطين، وللمتقدمين.
راجع مجلد المبتدئين، وإن كان لديك وقتا كافيا فعليك بأشرطة الشيخ إبراهيم الدوسري في التجويد وتجدها في مكتبة دار طيبة بالسويدي.
والابتدائي قسمين:
الصفوف الدنيا في حلقة.
والصفوف العليا او المتقدمة في حلقة
فالصفوف الدنيا تحتاج فقط للتلقين من دون تجويد نظري فقط تلقين.
والحلقة الثانية (الصفوف العليا) تحتاج لتجويد تطبيقي مكثف ونظري مبسط. يعني تعلمهم الفرق بين الإخفاء والإقلاب ووو تطبيقيا.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 11:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا للكتاب في التجويد عليك بالمشافهة من القراء.
وإن كان ولابد فاذهب لأي مكتبة ستجدها مليئة بالكتب ومنها ماذكرته الأخت وأذكر كتيب البرهان في تجويد القرآن، وكتيب المذكرة في التجويد.(/)
منهج أبي رافع ولد ابن حزم في تكملته للمحلى من كتاب الإيصال
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 10:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد
فكما هو معلوم أن ابن حزم رحمه الله لم يتم كتابه المحلى, وأن ولده أبا رافع أتم ذلك من كتاب الإيصال.
وقد ذكر الكتاني أن أبا رافع تصرف في المنقول من كتاب الإيصال بالحذف ونحوه, فما مصدر الكتاني في أن أبا رافع كان يحذف من كلامه أو يتصرف, ولو كان عندي الآن كلام الكتاني لنقلته ولكني قرأته هذا الصباح في مكتبة عامة, وكنت أتوهم أني وقفت عليه في الشاملة أو في الملتقى فتعبت بحثا عنه الليلة ولم أظفر به, فلعلي أنقله لاحقا وأضعه هنا.
على كل حال, يا ليت يبين لنا الإخوة الكرام أي معلومة تفيد حول هذه التكملة ومنهج أبي رافع فيها, وهل هناك خلاف في بدايتها ونهايتها كما فهمته من مشاركات بعض الكتاب في مواضيع حول ذلك في الملتقى, وما مستندهم, وما الراجح في ذلك.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 10:24]ـ
للأهمية ..
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 11:46]ـ
قال الأستاذ حسان عبد المنان في مقدمته للطبعة التي اعتنى بها, والتي صدرت من بيت الأفكار الدولية:
" وأكمل الكتاب كما هو بين أيدينا الآن من المسألة (2024) في المطبوع بطريقة قريبة: ابن المؤلف, أبو رافع كما وجد في بداية المجلد السادس من المخطوط, ونصه:
" من هنا إلى آخر الجزء مختصرمن كتاب الإيصال لأبي محمد بن حزم, اختصره ولده أبو رافع, وكمل به كتاب المحلى على ما ذكر عنه والله تعالى أعلم ". انتهى.
قال حسان بعد ذلك: " ولوحظ أن الطريقة في التتمة قريبة, لأنه من أصل كتاب المؤلف, إلا أنه بدأه بإتمامٍ لأسانيد الأحاديث في حين كان المؤلف قبل ذلك بقليل يقتطع أكثرها, فلا يذكر ما بينه وبين المصنف صاحب الحديث, بل يبدأ بالحديث مثلا من عبد الرزاق ... ثم رجع ابنه بعد قسم من التتمة فاقتطع كثيرا من الأسانيد. ونلاحظ أيضا أن هذا القسم يكثر فيه الترحم على المؤلف, فيعقب ذكره: ((رحمه الله)) في حين أن القسم الذي قام به مؤلفه لم نجد فيه إلا ذكره, وفي أواخره بدأ يذكر الترضية عن نفسه: ((رضي الله عنه)) فيمكن أن تكون منه أو من غيره " انتهى.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 12:10]ـ
إشكال كبير أبرزه في هذه المشاركة:
تقدم ما قاله الأستاذ حسان:
" وأكمل الكتاب كما هو بين أيدينا الآن من المسألة (2024) في المطبوع بطريقة قريبة: ابن المؤلف, أبو رافع كما وجد في بداية المجلد السادس من المخطوط, ونصه:
" من هنا إلى آخر الجزء مختصرمن كتاب الإيصال لأبي محمد بن حزم, اختصره ولده أبو رافع, وكمل به كتاب المحلى على ما ذكر عنه والله تعالى أعلم ". انتهى.
والمشكلة أنه في المسألة الثانية من هذه التكملة ورقمها 2026 جاء ما نصه: " فلا يحل لاحد ايجاب غرامة على أحد الا أن يوجبها نص صحيح أو اجماع متيقن فاما النص الصحيح فقد أمنا وجوده بيقين ههنا فكل ما روى في ذلك منذ أربعمائة عام ونيف وأربعين عاما من شرق الارض إلى غربها قد جمعناه في الكتاب الكبير المعروف بكتاب الايصال ولله الحمد, وهو الذى أوردنا منه ما شاء الله تعالى فان وجد شئ غير ذلك فما لاخير فيه أصلا لكن مما لعله موضوع محدث ... "
فكيف يقول جمعناه في الإيصال والمفترض أن هذا نقله أبو رافع من الإيصال؟!!
ولو أن هذا جاء بعد عدة مسائل لقلنا لعل هذا أبو رافع كمل جزءا كان قد نقص من المحلى ثم عاد الكلام لابن حزم, ولكن هذا الكلام أتى بعد صفحات في المسألة الثانية من التكملة المنسوبة للأبي رافع.
ألا يثير هذا التساؤل ويتطلب إعادة النظر والتفحص, وربما التأمل في ما جاء في هامش المخطوط والذي استند عليه في القول بأن هذه تكملة أبي رافع من الإيصال: " وكمل به كتاب المحلى على ما ذكر عنه والله تعالى أعلم " فكأن الناسخ هنا جعل العهدة على شيء ذكر عن أبي رافع, وكأني أستشعر من هذا الأسلوب شيء من عدم التيقن, أضف إلى ذلك رده العلم لله مما قد يكون أحيانا قرينة لوجود الشك, وإن كان لا يلزم دائما فقد يذكر ذلك لمجرد تعظيم لله.
------------
جاء في ملتقى أهل الحديث في موضوع عن كتاب الإيصال لابن حزم:
في المجلد العاشر من المحلى لابن حزم طبعة الشيخ أحمد شاكر:
في حاشية الصفحة 401:
(إلى هنا انتهى المجلد الخامس من كتاب المحلى من دار الكتب المصرية، ووجد في آخر هذه النسخة: تم الجزء الخامس من كتاب المحلى شرح المجلى وبتمامه انتهى تأليف الإمام الحافظ .. ابن حزم).
وفيها أيضاً بعد ذلك:
(بسم الله الرحمن الرحيم، رب يسر وأعن .. ، مسألة من كتاب الإيصال تكملة لما انتهى إليه أبو محمد من كتاب المحلى ... ).
وفي الحاشية أيضاً: (من هنا إلى آخر الجزء مختصر من كتاب الإيصال لأبي محمد ابن حزم اختصره ولده أبو رافع، وكمل به كتاب المحلى على ما ذكر عنه)
فظاهر هذه العبارة أن باقي الكتاب، وهو آخر المجلد العاشر، والمجلد الحادي عشر من مختصر الإيصال ..
ويعكر عليه في نظري عبارة وردت في 10/ 415 وهي: (فكل ما روي في ذلك منذ أربعمائة عام ونيف وأربعين عاما من شرق الأرض إلى غربها قد جمعناه في الكتاب الكبير المعروف بكتاب الإيصال ولله الحمد وهو الذي أوردنا منه ما شاء الله تعالى فإن وجد شيء غير ذلك فما لا خير فيه أصلا لكن مما لعله موضوع محدث).
ولاشك أن المسألة تحتاج إلى مراجعة وبحث وتحرير
وهذا رابط الموضوع المنقول منه هذه المشاركة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=47587
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 12:17]ـ
هل يمكن أن يكون الذي نقله أبو رافع من الإيصال مسألة واحدة فقط, بقرينة أن في المسألة التي بعدها إشارة لكتاب الإيصال تشعر بأن الكلام غير منقول منه, وبقرينة ما جاء في بداية المسألة الواحدة التي بدأت به التكملة: " مسألة من كتاب الإيصال تكملة لما انتهى إليه أبو محمد من كتاب المحلى " فظاهرها أنها مسألة من كتاب الإيصال, أي واحدة فقط. ربما, والله أعلم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 06:34]ـ
تفضل أخى الكريم
هذه روابط بها الكثير عن هذا الموضوع
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=587
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=475
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=710
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=1786
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 08:59]ـ
بالنسبة لمقدمة كتابي (المورد الأحلى في اختصار المحلى) و (القدح المعلى في إكمال المحلى) للإمام ابن خليل العبدري الظاهري ..
حاولت تنزيل المقدمة المذكورة فلم أفلح لعدم التسجيل, أرجو من لديه اشتراك عندهم أن يرفعه هنا أو إرساله على الخاص إن أمكن, وهذا رابط الموضوع:
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=587
---------
بالنسبة لهذا الرابط: http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=475, فهو بعنوان: (ابن حزم وتكملة كتاب المحلى) وطرح فيه نفس الإشكال في المشاركة (4) أعلاه, فكان جواب الأستاذ ابن تميم:
(الإشكال وقع عند أكثر أهل الأخبار والسير أن النص في هذه التكملة ليس هو النص في بقية الأجزاء ..
أي اختلفت العبارة عما كانت عليه ..
في حين أن الأجزاء الأولى كانت مرتبة ترتيباً فقهياً ..
تحولت العبارة في الجزء الأخير إلى بحث المسألة وبحث فقهها بين النقاش والاخبار ..
أي لم يصدر الإمام المسألة بما يراه هو ويرجحه ..
فحصل الإشكال ..
يبقى الوقوف على كتاب تتمة المحلى لابن خليل الظاهري فهو الذي يرفع هذا الإشكال ..
فقد يكون ابن خليل ذكر سبب تتمته للمحلى ..
وكتابه مخطوط عند العلامة ابن عقيل الظاهري وكان العزم أن يكون هو رسالتي للماجستير بعد علمي بتحقيق الإعراب لابن حزم ..
ولكن للأسف لم أطلع على المخطوط ..
وسأسعى لتصويره إن شاء الله لننظر فيه إن ذكر سبب تتميمه للمحلى ..
فهل تمم هذا الجزء نفسه أو زاد عليه مسائل باجتهاده ..
مع أني استبعد أن يكون ابن خليل زاد من عنده ..
ولو كانت التتمة لغير مسائل المحلى الأخيرة لانتبه العلامة ابن عقيل وبيّن ذلك فيما كتبه ..
إلا إن كان كتبه وفاتني الوقوف عليه ..
وقد يكون الفضل هو المكمل لكتاب المحلى ولكن وقع الخطأ في بداية هذه التتمة والتكملة ..
فوضعت قبل حكاية الإمام هذه الجملة والمفروض أن تكون بعدها ..
فكل هذه تشكل عليّ في الحقيقة ..
لكن فعلاً إضافة قيمة منك .. ) ا. هـ من مشاركة الأستاذ ابن تميم
فقوله: (يبقى الوقوف على كتاب تتمة المحلى لابن خليل الظاهري فهو الذي يرفع هذا الإشكال ..
فقد يكون ابن خليل ذكر سبب تتمته للمحلى .. )
أقول: نحتاج لمن يقوم بهذا أو يرفع لنا هذا الكتاب أو يدلنا على موضعه لننظر فيه لعل الإشكال ينحل ..
وأما قوله: (الإشكال وقع عند أكثر أهل الأخبار والسير أن النص في هذه التكملة ليس هو النص في بقية الأجزاء ..
أي اختلفت العبارة عما كانت عليه .. ) فنحتاج معرفة من هم المستشكلين وبعض النقول عنهم لعلنا نستفيد من كلامهم, فنرجو من لديه علم إحالتنا على مواطن كلامهم .. لا سيما من أهل الأخبار والسير المذكورين ..
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 09:02]ـ
أما الرابطان الأخيران فلم أجد فيهما شيئا وثيق الصلة ذا تفصيل يتعلق بالتكملة ..
وجزاك الله خيرا يا أبا محمد العمري ونفع بك وسدد خطاك .. وأتمنى أن تفيدنا بأي جديد حول الموضوع بحكم اهتمامك بفقه ابن حزم رحمه الله ..
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 09:31]ـ
وجزاكم خيراً أخى الفاضل أبا فاطمة وأعدك لو عرفت الجديد عن الموضوع أن أخبركم
بالنسبة للملف المرفق المطلوب حمله من هنا
http://file12.9q9q.net/Download/96943642/mawred.zip.html
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 01:01]ـ
السلام عليكم,
أبا محمد, هناك إشكال في أحد التعليقات لابن تميم, أتمنى أن تتأمله ولو تسأل فيه الأستاذ ابن تميم أكون لك شاكرا:
يقول صاحب المورد الأحلى: " وقد اعتذر ابن خليل عن إخلاله بجامع الإيصال عند فراغ الكتاب؛ لأنه لم يجده *، وقد ألفيته ومعه جامع المجلى، وسأضع إن شاء الله جامع الإيصال عند فراغ الكتاب، وأتلوه بجامع المجلى، إذ هو الكتاب المشروح وبه إن شاء الله يختم الكتاب "
-------------
الإشكال هو في قول ابن تميم تعليقا على قول صاحب المورد (وقد اعتذر ابن خليل عن إخلاله بجامع الإيصال عند فراغ الكتاب؛ لأنه لم يجده).
قال ابن تميم:" قلت: يعني أنه وجد كتاب الإيصال ومعه كتاب جامع المجلى ".
أقول: الذي ذكره صاحب المورد هو جامع الإيصال وليس الإيصال, أي: كتاب الجامع من الإيصال, وكما تعلم فإنه قد درج كثير من أهل التصنيف في كتبهم على وضع كتاب بهذا الاسم يضعون فيه مسائل متنوعة لم تندرج تحت تبويباتهم السابقة.
ثم إن ابن خليل لم يخل بكتاب الإيصال, بل قد قال في مقدمته: " ووقع إلي من كتاب الإيصال جملة كبيرة فيها موضع الحاجة، رأيت أن أكمله على ترتيبه ووضعه إن شاء الله تعالى ".
فموضع الإحلال مختص بكتاب الجامع من الإيصال, لا بكتاب الإيصال أو المجلى.
وإن كنت قد فهمت الأمر على غير وجهه فبينوا لي غفر الله لكم, وأعتذر مسبقا فليس لي خبرة طويلة بتراث هذا العالم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 10:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(خلاصات تتعلق بالتكملة ومنهجية أبي رافع فيها)
مستفادة من مقدمة المورد الأحلى, ومن صدر القدح المعلى في إكمال المحلى لابن خليل, ومن تعليق الأستاذ ابن تميم على ما قرره العبدري حول محل انتهاء ما كتبه ابن حزم مصنف المحلى, أسوقها كما يلي:
? ما استفيد من المورد الأحلى:
أولا: صاحب المورد الأحلى اختصر المحلى بدون تصرف, وذلك باختصار أسانيده إلى حيث انتهى ابن حزم.
ثانيا: وقوف صاحب المورد الأحلى على القدح المعلى للعبدري جعله يضم كتابه إليه.
ثالثا: أشار صاحب المورد الأحلى إلى إخلال ابن خليل بجامع الإيصال, وأنه اعتذر لذلك بأنه لم يجده، وذكر صاحب المورد الأحلى أنه وجد جامع الإيصال ومعه جامع المجلى, وأنه سيضع جامع الإيصال ومعه جامع المجلى ويختم بذلك الكتاب. وذكر أنه سيسوق بعد ذلك تراجم من روى عنهم ابن حزم وطرق اتصال رواية مصنفاته به وبه يكمل الكتاب.
رابعا: أكد صاحب المورد الأحلى أنه لم يتصرف على ابن حزم في كلمة فما فوقها, ثم قال: " وقد تقدمني في هذا الإمام محمد بن خليل العبدري، وناهيك به، وإنما أحببت شيئاً ورأيت من تقدمني فيه مستحسنا ذلك لديه فنحوت نحوه ", والمشار إليه في قوله: " في هذا " إما أن يعود على منهج صاحب المورد في عدم التصرف على ابن حزم وهو أقرب مذكور, وإما أن يعود على صنيعه في اختصار المحلى بقرينة أنه أسلف ذكر القدح المعلى وامتدحه بقوله: " ألفيته قد طابق اسمه مسماه، ولفظه فحواه، سبق لما أملته، ولكنه أتى ببعض ما تخيلته، فانشرح صدري لما أحجمت عنه، واستخرت الله تعالى فيه ", فكأن وقوفه عليه وأنه أتى ببعض ما تخيله جمله ذلك على الإقدام في الشروع في كتابه ". وقد ذكرت هذين الاحتمالين لأنه على التقدير الأول نعلم أن تكملة العبدري موصوفة من قبل صاحب القدح المعلى بعدم التصرف على ابن حزم, وهذا ميزة مهمة. وسيأتيك في الفوائد من صدر تكملة العبدري نصه على التزام هذا.
خامسا: يقرر صاحب المورد الأحلى أن ابن حزم وقف في تأليف المحلى في أثناء كتاب الجراج والدماء. وذكر أنه إذا وصل – في اختصاره - إلى حيث انتهى ابن حزم سيترجم ذلك معلما عليه بفصل, وذكر أن القارئ سيعلم فحوى هذا إذا قرأ صدر كتاب العبدري.
انتهى: ويليه: (ما استفيد من صدر تكملة العبدري) .. إن شاء الله تعالى
وصلى الله على نبينا محمد
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 02:23]ـ
? ما استفيد من صدر تكملة العبدري:
أولا: قرر العبدري أن كتاب الإيصال قد عدم في وقته عدما لا يتأتى وجوده كاملا أبدا.
ثانيا: قرر العبدري أن ابن حزم انتهى في كتابه إلى " أول كتاب الدما، والديات، والقصاص، والقسامة، وقتال أهل البغي، وحكم المحاربين، وحد السرقة، وحد العادية، وحكم المرتدين، وحكم الزنا والقذف وشرب الخمر، وذكر التعزير، والجامع ".
ثالثا: ذكر العبدري أنه حدِّثَ أن الثقة – وقد أبهم الثقة وأبهم من حدثه عنه هذا الثقة - أخبر عنه أنه عهد إلى بنيه أن يكملوه، على ما نهجه من كتابه الإيصال، فقام بذلك " أبو رافع الفضل أكبرهم سناً، وأجلهم قدراً، فانبرى لتكميله وتتميمه "
رابعا: ورد في الرواية التي ذكرها العبدري عن مبهم حدثه عن الثقة أن أبو رافع بيَض " مبيضة لم يخلصها، ولا رويت عنه بعد نظره فيها نظر تهذيب وتبصر " وأنه " أدركته رحمه الله الوفاة، وحالت بينه وبين ما حاول من إتمام غرضه؛ لأنه استشهد في وقعة الزلاقة ". وهذا ملحظ هام في تكملة أبي رافع, وهو ما ذكر في الرواية من أنه لم يتسن له إتمام غرضه والنظر في التكملة التي بيضها نظر تهذيب وتبصر ".
خامسا: ذكر العبدري روايتين لنسخ المحلى:
1 - رواية إلى المسألة التي توفي ابن حزم رحمه الله ولم يكملها, ولم يزد الناسخ شيئا وقال: هنا أدركت الإمام الوفاة. وهذه رواية أبي خالد يزيد بن العاص الأونبي الأندلسي.
2 - رواية إلى آخر زيادة أبي رافع الفضل, وهي رواية أبي عمر كوثر بن خلف بن كوثر, وأبي الخسن شريح بن محمد بن شريح, بإجازة أبي محمد لهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
سادسا: ذكر العبدري أنه تأمل زيادة أبي رافع فوجد فيها خلالا كثيرا. وأنه وقع في إخلال كثير " لا ينبغي معه لتلك الزيادة أن تثبت، ولا أن تعد شيئاً مغيناً بالنسبة إلى مراد المصنف ".
سابعا: ذكر العبدري أوجه الخلل في زيادة أبي رافع, وخلاصة ما ذكره من الخلل مقتصرا عليه – مع إشارته إلى وجود غير ما ذكر من خلل - تتمثل في النقاط التالية:
1. مخالفة أبي رافع في زيادته لترتيب ابن حزم لكتاب المحلى, وذلك بأنه كمله بأخذه أبوابا على ترتيب الإيصال مع عدم تعرضه للمجلى. " ولم ينقل منه كلمة واحدة ". بينما ابن حزم رتب المحلى على المجلى, " فيقول: كتاب كذا، مسألة كذا، وينقل من المجلى مذهبه في تلك المسألة كما هو فيه إلى آخر كلامه فيها، ثم يقول: برهان ذلك إلى آخر البرهان من الكتاب أو السنة أو الإجماع أو النظر الراجع إلى ذلك عنده، فإن كانت المسألة لا يعرف فهيا خلافاً: فقد تمت، ويذكر المسألة التي تليها، وإن كانت فيها خلاف ذكره، وذكر استدلال المخالف واعتراضه، ورجح بحسب ما ظهر له، ويذكر من قال بقوله من الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار، ثم مر في ترتيب المحلى كذلك، لا يخالف ترتيب المجلى؛ لأنه شرحه حتى أنتهى إلى حيث قدر له ".
2. لم يعتمد أبو رافع على الإيصال بحيث لا يحذف منه إلا التكرير والتطويل, بل وقع في أمور منها:
أ - "حذف مسائل كثيرة, فينقل منه باباً ويترك منه باباً، وربما كان الذي يحذفه أكثر فائدة فيما هو بسبيله من الذي يثبته، والضرورة لما يحذفه أشد ".
ب - ربما "طال عليه الباب الذي ينقل منه فيطرح من فصوله ما فائدة الباب فيه ".
ت - ربما " أثبت في الباب كلاماً لبعض الناس، وحذف الرد عليه، أو أثبت الرد وحذف أصل الكلام ".
ث - قد " يثبت في بعض المسائل أقوال الناس ويحذف القولة التي اعتمد عليها أبوه ".
سابعا: رأى العبدري بسبب ما ذكر من الخلل في الزيادة, ونظرا لوجود جملة كبيرة من كتاب الإيصال لديه " فيها موضع الحاجة ", رأى أن يكمل المحلى على ترتيب ابن حزم, " حتى إذا رآه العارف الناقد لم ير فرقاً بينه وبين ما ابتدأ به أبو محمد، إلا فيما قدمته من ذكر الإسناد فقط ".
ثامنا: ذكر العبدري معالم منهجه في التكملة, وخلاصتها في النقاط الآتية:
1. ليس له " في هذا التأليف غير نسخه فقط، كله كلام أبي محمد رحمه الله ", فهو " لأنه محض عبارته، لم أدخل فيها شيئاً ".
2. بالإضافة للنسخ دون تصرف, ينبه العبدري على نوع من المسائل عند ابن حزم, فيقول أنه ينبه على " مسألة ألقى فيها بيده متحاملاً، فنبهت عليها فقط، لم أدخل من كلامي في كلامه شيئاً، وإنما أفردتها بذاتها لتعلم ".
3. " أذكر المسألة التي وقف فيها الإمام أبو محمد، فأتم منها ما غادره "
4. " ثم أرجع إلى كتاب المجلى فأنقل المسألة التي تليها، وأذكر البرهان عليها منقولاً من كتاب الإيصال سواء، أنقله على ما هو عليه. ثم أنقل مسألة مسألة كذلك من كتاب المجلى لا أتعدى ترتيبه، وأذكر البرهان على ذلك من الإيصال حيث وقع ".
5. " ثم أذكر الخلاف فيها إن وقع والاحتجاج والاعتراض والترجيح، حتى كأنه هو الذي تممه".
تاسعا: يمكن أن يستفاد من قول العبدري: " أذكر المسألة التي وقف فيها الإمام أبو محمد، فأتم منها ما غادره, ثم أرجع إلى كتاب المجلى " أن وقوف ابن حزم رحمه الله كان في أثناء مسألة, لا في أولها ولا في آخرها.
عاشرا: قام العبدري بمقابلة " رؤوس المسائل التي شرحت من كتاب المجلى " " بالزيادة المختلفة على ما ذكرت على ما شرطت ". ونتج عن تلك المقابلة ما يلي:
1. استدرك المسائل التي نقصت في تكملة أبي رافع، أو ما نقص من مسائل، ذكر بعضها، وترك بعضها, واستوفى ذلك كله على أكمل ما ظهر له.
2. وجد في زيادة أبي رافع من الخلل " مسائل ليس لها في المجلى أصل فتركها، ليست من الكتاب المشروح، ولا من شرط المسمى، ولا دخلت في وصيته بوجه ". وذكر أن تلك المسائل الزائدة لعلها " من تراجم كتاب الخصال المشروح بكتاب الإيصال المكمل منه المحلى، فاشتبهت على أبي رافع الفضل رحمه الله حين تكميله الكتاب ".
انتهى. ويليه:
فوائد من تعليق الأستاذ ابن تميم على ما قرره العبدري حول محل انتهاء ما كتبه ابن حزم مصنف المحلى.
يتبع إن شاء الله ..(/)
قولهم "اليوم عمل بلا حساب وغداً حساب بلا عمل" لا يصح بإطلاق.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 10:44]ـ
مأثور عن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -. ولكن حمل العبارة على معناها الظاهر بإطلاق فيه نظر. والوعاظ كثيراً ما يرددونها، وقد كان في النفس منها حسكة لم تزل إلا ببيان أبي العباس ابن تيمية، قال رحمه الله وجميع موتى المسلمين: ((فالدنيا درا تكليف بلا خلاف، وكذلك البرزخ، وعرصة القيامة، وإنما ينقطع التكليف بدخول دار الجزاء، وهي الجنة أو النار، كما صرح بذلك بعض من صرح من أصحابنا وغيرهم، مستدلين بامتحان منكر ونكير للناس في قبورهم وفتنتهم إياهم، وبأن الناس يوم القيامة يدعون إلى السجود، فمنهم من يستطيع ومنهم من لا يستطيع، وبأن من لم يكلف في الدنيا يكلف في عرصات القيامة. وهذا ظاهر المناسبة، فإن دار الجزاء لا امتحان فيها، واما الامتحان قبل دار الجزاء فممكن لا محذور فيه)). [1]
= = = = = = = = = = = = =
[1] الدرر المضية (مختصر الفتاوى)، بدر الدين البعلي، ص 629.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 10:43]ـ
للفائدة.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 10:38]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عبد الله
/// قولهم أو قوله رضي الله عنه:"وغدا حساب بلا عمل".
قد يقال: المراد بالغد أي يوم دخول أحد الدارين فيصح الإطلاق
ولأن أكثر من يطلق هذا القول لا يخالف في وقوع سؤال منكر ونكير والسجود لله في تلك العرصات
/// وقد يقال أيضا على كلام شيخ الإسلام: ما ذكره الأصحاب نادر والعبرة بأغلب أحوال الناس يوم القيامة
ويجوز إطلاق الكلام وحمله على الغالب وله نظائر
أما سؤال منكر ونكير واعتبار دار البرزخ دار تكليف فغير مسلم
لأن هذا التكليف لا يستقل بذاته في التأثير بالثواب والعقاب
بل هو مستند ومعتمد على التكليف في الدنيا
فمن عمل صالحا أجاب ومن لا فلا
وأم السجود يوم القيامة فليس تكليفا فيما يظهر لي والله أعلم بل هو للتمييز بين المؤمنين والمنافقين
أو لإظهار عظمة المولى عز وجل في ذلك اليوم
كما يفعل بعد قبض جميع الأرواح ويقول لمن الملك اليوم
وأما أهل الفترة فإن صح حديثهم فهو نادر ويرد عليه ما تقدم
/// ويؤيد هذا كله ويدعمه ظاهر قوله صلى الله عليه وسلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ......(/)
كيف تنظم وتحافظ على وقتك؟؟
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 10:52]ـ
تنبيه: هذا موضوع مأخزذ من موقع الشيخ الدكتور محمد الهبدان وفقه الله
ربما قد تظنون انه موضوع ممل وطويل لكن اقرأو وستجدون الفوائد وليس مجرد فائدة نفعنا الله واياكم بهذه المقالة
____
كيف تنظم وقتك
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المرسلين وعلى أصحابه ومن تبعهم إلى يوم الدين أما بعد:
فرسالتي هذه .. مهمةٌ للجميعِ ..
مهمٌ لطالبِ العلمِ حتى يصلَ إلى بغيتِه وهدفهِ المنشود ..
ومهمٌ لرجالِ الأعمالِ حتى يستطيعَ أن يُنجزَ أكبرَ قدرٍ ممكنٍ من المشاريعِ والأفكارِ في وقتٍ قليلٍ وجهدٍ يسيرٍ،
وهو مهمٌ للمرأةِ التي تريدُ أن تَستثمرَ وقتَها، وتشتكي من قلةِ الوقتِ وضيقهِ.
إذن لن يكون الحديثُ مخصوصاً لفئةٍ معينةٍ بل سيكونُ حديثي لجميعِ فئاتِ المجتمعِ .. التجارُ و الأطباءُ، والمهندسون ورجالُ الأمن الأمناءُ، وإن كان هذا الموضوعُ يُهمُ بعنايةٍ فائقةٍ طالبَ العلمِ؛ لأنه من المفترضِ أن يكون من أشدِّ الناسِ حرصاً على إدراكِ هذا الموضوعِ وفهمهِ ومن ثم تطبيقِه والعملِ به.
هذا الموضوعُ هو كيفَ تنظمُ وقتك؟ بحيثُ لا تكون عشوائياً .. لك في كلِّ يومِ فكرةٌ، وفي كلِّ ليلةٍ عملٌ وخَطْرةٌ.
و أولُ العقباتِ التي تصادفُنا في هذا الموضوعِ شكايةُ كثيرٍ من الناسِ من الفراغِ .. نعم الفراغُ الذي هو نعمةٌ في أصلهِ .. أصبحَ الآن عند فئامٍ كثيرةٍ من الناسِ نقمةً يقولُ النبي r : " نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناسِ الصحةُ والفراغ " رواه البخاري.
وسببُ هذا الفراغِ:
غيابُ الاهتماماتِ الكبرى في حياةِ المسلمِ وضميرهِ، فكلما غابتِ تلك الأحاسيسُ .. وهاتيك الاهتماماتُ .. زادت هوةُ الفراغِ في حياةِ المسلمِ وانشغالهِ بقضايا هامشيةٍ يشتركُ هو وغيرهُ من سائرِ الحيواناتِ فيها .. فغيابُ الأهدافِ العاليةِ، والمقاصدِ الساميةِ، والغاياتِ النبيلة .. تجعلُ الإنسانَ يعيشُ حياةَ الفوضوية، ثم يصبحُ نسيا منسيا .. لا أثرَ له في واقعِ الحياة .. ولا تأثيرَ له في مجرياتِ الأمور.
ولكن حين كان الوعيُ ناميا، والغاياتُ عالية .. كانت المشاغلُ متراكمةٌ، والأعمالُ متزايدةٌ، لدى أسلافنِا الأوائلِ.
قل لي بربك: كمْ من المدائنِ فُتحت؟ وكم من الكتبِ والمؤلفات صنفت؟ وكم من المخترعاتِ والمبتكرات ابتدعت؟!! وكم من الإنجازاتِ تحققت؟!!
هذا أبو هريرةُ رضي الله عنه لزمَ رسولَ الله r على شبعِ بطنهِ، وربما صُرِعَ بين الحجرةِ والمنبرِ من الجوعِ .. لكن ماذا حقق للأمةِ من خيرٍ عظيمٍ .. ونفعٍ عميم؟!!
أحمدُ بنُ حنبلُ رحمه الله طافتْ به همتُه الدنيا من أجلِ الحديثِ، فحفظَ أكثرَ من ألفِ ألفِ حديثٍ .. أي مليونِ حديثٍ، فترك لنا المسندَ، وتركَ العلمَ للعالمِ.
والبخاريُ رحمه الله ألفَ كتابَ الصحيحِ وحفظَ تواريخَ الرواةِ وأكثرَ الشيوخِ، وكان يطوفُ البلادَ الإسلاميةَ ذاهباً وآيباً، وليس همُه إلا الحديثَ. فبلغه الله ما أراد.
وألّف ابنُ عقيلٍ الحنبلي في أوقاتِ فراغهِ كتابَ الفنونِ في سبعمائةِ مجلد!! وابنُ حجرٍ يُؤلفُ كتابَ فتحِ الباري فيعجزُ كثيرٌ من العلماءِ عن مجردِ قراءتهِ، وقسمتُ كتبَ ابنِ جريرٍ الطبري على عددِ أيامِ عمرهِ فصارَ لكلِّ يومٍ كُراسةً من التأليفِ، وابنُ الجوزي يؤلفُ أكثرَ من ألفِ مصنفٍ!! ومن العلماءِ من وزعَ ليلَهُ أثلاثا: ثلثاً لنومهِ، وثلثا لتهجده، وثلثا لمذاكرةِ العلم.
وحتى لا يقولَ قائلٌ: هؤلاء لم يدركوا ما نحنُ عليه الآن من زمنٍ انفتحتْ في الشهواتُ، واتسعتْ فيه دائرةُ الملذاتِ والملهياتِ، فهذا شيخنا العلامةُ ابنُ عثيمين رحمه الله تعالى .. ومن منا لا يعرفُ هذه الشخصيةَ الفذةَ في تنظيمِ وقتهِا، وترتيبِ زمانِها .. فهاهو قد وضعَ برنامجا لنفسهِ .. فهو يخصصُ ليلةً في الشهرِ للخطباء .. وليلةً للقضاة .. وليلةً لمشرفي تحفيظِ القرآنِ الكريم .. وليلةً لطلبةِ العلم .. وليلةً لأهلِ الحسبة .. ولقاءً أسبوعياً للعامةِ في منزلهِ .. ولقاءً شهريا في مسجده .. وجانبٌ آخرَ تنظيمهُ لدروسهِ فلكلِّ درسِ وقتُه المحددُ لا يتجاوزُه، وأصبحَ صوتُ الساعةِ مؤذناً بانتهاءِ الدرسِ لدرسٍ آخرَ وهكذا .. وتخصيصُه للإفتاءِ على الهاتفِ بعد
(يُتْبَعُ)
(/)
الظهرِ .. ومن منا لم يسمعْ صوتَ الشيخِ وهو يُوضحُ له ذلك؟! ولا يعني هذا أنه نسي الجانبَ الإيمانيَ لنفسِه فهو رحمه الله لا يسمحُ لأحدٍ أن يستفتيَه أو يحدثَه بعد الصلاةِ حتى ينتهي من وردهِ وذكرهِ، و قد خصصَ سيرهَ إلى مسجدهِ لمراجعةِ القرآنِ الكريم، ولا يأذنُ لأحدٍ بالحديثِ معَه، بل أحياناً يقفُ عند بوابةِ المسجدِ من أجلِّ أن يُتمَ حزبَه الذي خصصَه!! فرحمك الله رحمة واسعة.
هكذا كانتْ أحوالهُم .. يوم ارتقتْ اهتماماتُهم .. وهكذا كانت إنجازاتُهم .. يومَ اتسعت مداركهُم،ونضجتْ عقولُهم وأفكارُهم.
على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ وتأتي على قدرِ الكرامِ المكارم
وتعظمُ في عينِ الصغيرِ صغارُها وتصغرُ في عينِ العظيمِ العظائمُ
إننا مطالبون اليومَ بالسيرِ على ما ساروا عليه، وأن نقتفي أثرَهُم، ونحذوا حذوَهُم .. لنصل إلى القمةِ الشماءِ، والمرتبةِ العليا.
ولعلنا بعدَ هذا العرضِ قد عزمنا على أن تكونَ لنا أهدافٌ منشودة، وغايةٌ مقصودة بإذن الله تعالى:
لكن لابد أن تكون هذه الأهدافُ شرعيةٌ، والغاياتُ نبيلة، والمقاصدُ سامية، فالثراءُ مثلا: هدفٌ تطمحُ إليه النفوسُ ولكن هل يتخذُ من الربا والمعاملاتِ المحرمةِ وسيلةً لبلوغِ هذه الغاية؟!! ومن أراد أن يتفوقَ في دراستهِ هل يتخذُ من الغشِ والاحتيالِ وسيلةً لبلوغِ هدفِه؟!
وقد تتساءلُ أخي الكريم: كيف يمكنُ الوصولُ إلى غايتي وهدفي بأفضلِ طريقةٍ، وأخصرِ وسيلة؟!!
وإجابةٌ لسؤالك؛ اطرحُ هذه الأسئلةِ عليك:
هل يمكنُ الوصولُ إلى غايتِك من خلالِ حياةِ العشوائية؟
هل يمكن أن تُحقق أهدافَك من خلالِ الارتجاليةِ والعفوية؟
هل يمكنُ أن تنجزَ هدفَك بوقتٍ مقبولٍ بدون دراسةٍ ولا تخطيطٍ مسبق؟!
إذن: أفضلُ طريقةٍ،وأخصرُ وسيلةٍ لبلوغِ الأهدافِ والغاياتِ هو أن تعملَ ما يلي:
أولاً: أن تخططَ للمستقبلك.
ثانياً: أن تنظمَ نفسَك.
ثالثاً: أن تنفذَ وتطبيقَ بدقةٍ وعناية.
ونبدأ أولاً: بالحديثِ عن القضيةِ الأولى وهي قضيةُ التخطيط.
إن التخطيطَ لأي عملٍ؛ عملٌ مشروعٌ، فعلَه خيرُ البرية وأزكى البشريةِ r فمن ذلك:
عندما عزمَ r الانتقالَ من مكةَ إلى المدينةِ في هجرتهِ العظيمةِ .. لم تقمْ تلك الرحلةُ بعشوائيةِ، بل خططَ لهذه المسيرةِ الخطيرةِ والتي يعلمُ r حجمَ المؤامرةِ التي تحاكُ له في جنحِ الظلامِ للقضاءِ عليه .. فمن ذلك ذهابُه r متقنعاً لبيتِ أبي بكرٍ الصديقِ في وقتٍ لم يكن يأتيهِ فيه،حتى استنكرَ أبو بكرٍ هذا المجيءَ، وعلمَ أن هذا القدومَ إنما هو لغايةٍ عظيمة .. ثم أمرُه r لأبي بكرٍ أن يُخرجَ من كان عندَه .. ليَعرضَ عليه أمرَه الذي جاءَ من أجلهِ .. حتى طمأنَهُ أبو بكر؛ وقال: هم أهلُكَ يا رسولَ الله .. بعد ذلك أبرمَ r خطةَ الهجرةِ مع صاحبهِ رضي الله عنه .. وأيضاُ: أمرُه r لعلي بنِ أبي طالبٍ أن ينامَ في مكانهِ حتى يؤخرَ الطلبَ عنه ويمكنَهُ الابتعادَ أكثرَ .. ثم خروجُه r مع أبي بكرٍ من البابِ الخلفي، ليَخرجَ من مكةَ على عجلٍ، ثم سلوكُه r لطريقٍ غيرِ معتادٍ ومتوقعٍ لأهلِ مكة َ، ثم صعودهُ r لجبلٍ شامخٍ وعرٍ صعبِ المرتقى ذا أحجارٍ كثيرةٍ .. ومكوثهُ r فيه ثلاثةَ أيام .. كلُّ هذا وغيُره تخطيطٌ لصرفِ الأنظارِ عنه r وبلوغهُ للغايةِ التي قصدَها .. وهي وصولُه إلى المدينةِ سالما، ومن ثم مواصلةُ رحلتهِ الدعويةِ إلى الله تعالى.
وإذا انتقلنا إلى صورةٍ أخرى من صورِ تخطيطهِ r وحرصهِ على هذا المبدأِ في حياتهِ ما كان يفعلُه r في غزواتهِ حيث قلَّ ما كان يريدُ غزوةً إلا ورى بغيرهِا.
أخي المبارك: إن من خلالِ التخطيطِ المدروسِ تستطيعُ أن تكسبَ الفوائدَ التالية:
1 - تحديدُ الأهدافِ المقصودةِ، والغاياتِ المنشودةِ،والتي تطمحُ أن تصلَ إليها، وأن تنجزَها
2 - إمكانيةُ التنسيقِ بين جهودكِ وأعمالكِ الأخرى.
3 - معرفةُ كميةِ الجهدِ الذي تحتاجُه للوصولِ لهدفِك.
4 - معرفةُ الوقتِ المناسبِ لقضاءِ هذا الهدفِ والحصولِ عليه.
5 - معرفةُ العقباتِ التي يمكنُ أن تعرقلَ مسيرك.
6 - معرفةُ الوسائلِ التي يمكنُ من خلالِها الوصولُ إلى الهدفِ بأفضلِ طريقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا اتضحتْ هذه الحقائقُ في ذهنِك، ورسمتَها بقلمِك، فإن معالمَ الطريقِ قد اتضحتْ لك، وسبلُ الوصولِ إليه قد تبينتْ، ولم يبقْ إلا أن تعرفَ الأسبابَ الشرعيةَ الموصلةَ لهدفِك المشروع، و تستعدَ للسيرِ على هذا الطريقِ، الذي جعلتَهُ على هيئةِ مراحلَ؛ لكلِّ مرحلةٍ زمنيةٍ كافيةٍ أهدافٌ معينةٌ ممكنة، فكلما انتهيتَ من مرحلةٍ زادَ نشاطُك، وعلت همتُك، وتاقتْ نفسُك، لبلوغِ الغايةِ والهدفِ.وأدركتَ أهميةَ الوقتِ الذي هو حياتُك وعمرُك،
روي عن الحسنِ البصري (رحمه الله) أنه قالَ: (يا ابنَ آدمَ، إنما أنتَ أيامٌ، كلما ذهبَ يومٌ ذهبَ بعضُك):
دقاتُ قلبِ المرءِ قائلةٌ له إن الحياةَ دقائقٌ وثوان
فارفعَ لنفسِك قبلَّ موتِك ذكرَها فالذكرُ للإنسانِ عمرٌ ثان
قواعدُ في التخطيط:
1 - أن تكون الأهدافُ المقصودةُ ممكنةَ التنفيذ. فمن الخطأِ في التخطيطِ أن تفكرَ أن تتخرجَ من كليةِ الطبِ في سنتين مثلا.
2 - أن تكون الأهدافُ واضحةً لا غبشَ فيها. كمن وضعَ نصبَ عينيه أن يكون صاحبَ منصبٍ!! المناصبُ كثيرةٌ فأي المناصبِ تريد؟ هل مثلاً أن تكون عالما أو ضابطا أو طبيبا أو مهندسا، فلا بد إذن من أن يكون الهدفُ واضحاً.
3 - أن يكون الوقتُ الذي حددتَه لهذه الأهدافِ كافياً، فمن أراد أن يحفظَ ألفَ حديثٍ مثلا لابد أن يكون الوقتُ المحددِ لها كافياً لأن الزيادةَ أو النقصانَ تسببان للإنسانِ إما الإحباطَ أو ضياعَ الوقت.
4 - أن يكون التخطيطُ مكتوباً في ورقة.
5 - أن يكون المخطَطُ قابلا للتغييرِ للظروفِ الصعبة، فمثلا لو طَلبَ منك الوالدُ حاجةً للمنزلِ وأنتَ قد رسمتْ برنامجاً لهذا الوقتِ فماذا تفعل؟ يمكنُ أن تفعلَ أشياءَ كثيرةً حتى تستغلَ هذا الوقت: بحفظِ متٍن مثلا، أو سماعِ شريطٍ تريدُ سماعَه، أو مراجعةٍ لكتابِ الله تعالى.
6 - أن يوجدَ في المخطَطِ وقتٌ للراحةِ والاستجمام؛ لأن النفسَ قد تملُ وتكلُ فإذا روحتَ عليها عادتْ إلى الجدِ والعملِ بقوةٍ ونشاط.
7 - جمعُ الوسائلِ التي يتمٌ من خلالِها تحقيقُ الأهدافِ. فمثلا:
من أراد أن يتقن متن البيقونيةِ في الحديثِ حفظا وفهماً فمن الوسائلِ لتحقيقِ هذا الهدف:
ـ تحديدُ وقتِ الحفظ ـ تحديدُ من ستقرأُ عليه هذا المتنَ ـ جمعُ الشروحِ المتعلقةِ بهذا المتن ـ تلخيصُ الشرحِ على نسختِك الخاصةِ أو بطريقةٍ مناسبةٍ لك.
مثالٌ آخر: من أرادَ أن يفتحَ مشروعاً تجارياً فمن الوسائل:
الاستخارة ـ إقامةُ دراسةٍ لهذا المشروع ـ وجودُ رأسِ المال ـ تحديدُ الأيدي العاملةِ التي تقومُ على هذا المشروعِ ـ وغيرهِا من الوسائل.
بهذا التخطيطِ تشعرُ بأهميةِ الوقتِ، وتقضي على مشكلةِ الفراغِ الذي تعاني منه، فوضعُك لبرنامجٍ محددٍ هو بدايةُ تحريِك نفسِك، وبعثِ همتِك لاستدراكِ الفائت، أو اغتنامِ الحاضر، والاستعدادِ للمستقبل.
يقولُ الله تعالى: ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)) أي لنوفقنهم لإصابةِ الطريقِ المستقيم.
عقبات في طريق التخطيط
قد تقولُ إن التخطيطَ قد تعتريهِ عقباتٌ كؤودةٌ، وعوارضُ صعبة، من همومٍ وغموم، وأمراضٍ موجعة، وزياراتٍ محرجة، ومناسبةٍ متعددة،مما يَقلبُ الأملَ يأسا، والتفاؤلَ تشاؤما، والهمةَ العاليةَ فتورا؟
فأقولُ: لابد أن تدركَ ما يلي:
أولاً: أن التخطيطَ إنما هو رسمٌ لمنهجٍ موصلٍ إلى الغايةِ المطلوبةِ، و ليس تشريعاً لا يجوزُ لك أن تتجاوزَه في وقتِ المصائبِ ونحوهِا.
ثانياً: بإمكانِك أن تستغلَ هذه العوارضَ بما يُلائمُ وضعَك، ويناسبُ وقتك، من قراءةِ قرآن، أو اتصالٍ هاتفي، أو كتابةِ رسالة، أو ذكرٍ لله تعالى، وهذا ما أوصى به النبيُ r فعن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ الله r : (( إن قامتْ الساعةُ وبيدِ أحدكِم فسيلةٌ، فإن استطاعَ أن لا يقومَ حتى يغرسَها فليفعلْ)) فالإسلامُ يحثُّ المسلمَ على الاستفادةِ القصوى من الوقتِ حتى في أشدِّ الظروفِ صعوبةً وهو عند قيامِ الساعةِ!!
وأنتْ الآن تُشاهدُ خلقاً كثيراً من الناسِ تضيعُ أوقاتُهم سداً دون أدنى فائدةٍ تُذكرُ ولعلي أذكرُ لكم نماذجَ من ذلك فمثلاً:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ انظر كمْ هم الذين يستغلونَ الوقتْ في ركوبِهم للسيارةِ أو الطائرةِ أو غيرهِا من وسائلِ المواصلاتِ، وهذا الاستغلالُ على حسبِ اتجاهاتِ الشخصِ وميولهِ وأهدافهِ؟
_ انظر مثلاً إلى رجلِ الأمنِ عندما يقفُ للحراسةِ والمرابطةِ لماذا لا يستغلُ هذا الوقتَ مثلاً بذكرِ لله تعالى أو مراجعةِ سورةٍ قد حفظَها أو نحو ذلك من الأعمالِ التي لا تُؤثرُ على عملهِ الذي هو فيه.
- انظر مثلاَ الذين يُراقبون أبناءَنا الطلابِ أثناءَ الاختباراتِ فمَنْ منهُم استغلْ وقتَ المراقبةِ بمراجعةِ سورةٍ أو ذكرٍ لله تعالى أو حفظِ أبياتٍ نافعةٍ يسيرة .. يُحدثني أحدُ المشائخِ بأنه أثناءَ المراقبةِ يُراجعُ ستةَ أجزاءٍ من القرآنِ الكريم، وآخرُ يقول:بأن قد حفظَ متنينِ من متون العلم في هذا الوقت دون أن يشغلَه عن المتابعةِ والمراقبة.
ـ مثالٌ آخر: أصحابُ المحلاتِ التجاريةِ باختلافِ أصنافهِا كم هم الذين يستغلونَ أوقاتَهم وقتَ فراغهمِ؟! تجد بعضهم إما أن يقلبَ صفحاتِ الجرائدِ والمجلاتِ، أو ينظر فيمن يروحون ويجيئون.
وقل هذا في أصحاب الوظائف والمكاتب وغيرها. اعرف شخصا يُنهي جميع أعماله الوظيفية بسرعة وينجزُها في أولِ وقتهِا وبعد ذلك يبقى طوالِ الوقتِ مع كتابهِ للقراءةِ والاستفادة.
فهذه وغيرُها عوارضُ قد تفسدُ على الإنسانِ ما خططَ له .. ولكن كما قلتُ سابقاً يمكنُ للإنسانِ أن يستفيدَ من هذه العوارضِ بقدرِ الإمكانِ دون أن يختلَ جدولَهُ اليومي.
ثانياً: التنظيم
بعد أن أدركنا أهميةَ التخطيطِ وطريقتَه، بقي علينا أن نعرفَ القضيةَ الثانيةَ، وهي لا تقلُ عن سابقتِها في الأهميةِ ألا وهي التنظيمُ.
لو جازَ لكلِّ أمةٍ في الدنيا أن لا تنظمَ نفسَها، لما جازَ للمسلمين؛ لأن دينَهم يقومُ على التنظيمِ والترتيبِ بالدقائقِ والثواني، فالذي يُصلي قيلَ موعدِ الصلاةِ بخمسِ دقائق؛ هلْ تصحُ صلاتُه؟، والذي يفطرُ قبلَ أذانِ المغربِ بخمسِ دقائق، هلْ يصحَ صومُه، والذي يصلْ عرفةَ بعد طلوعِ فجرِ يومِ النحرِ بخمسِ دقائقَ لا يصحُ حجُه، كلُّ ذلك لتعليمِنا النظامَ وضبطَ النفسِ، وإلا فماذا يَضرُ الصائمَ في الصيفِ (عقلاً لا شرعاً) إن صامَ أربعةَ عشرَ ساعةً إلا خمسَ دقائقَ؟!
إذن من الحِكَمِ المرادةِ أن نتعودَ على النظامِ في أعمالنِا كلِها، وألا نُصابَ بطاعونِ العشوائيةِ والفوضويةِ في حياتنا.
هناك عواملُ تساعدُك على تنظيمِ جميعِ أمورِك منها:
1 - اكتبْ أي معلومةٍ تريدُها مباشرةً، ثم ضعْ هذه الورقةَ في مكانٍ تكونُ متأكداً من وقوعِ بصركَ عليها.
2 - حاولْ أن تتجاهلَ بعضَ المشكلاتِ، فهذا هو خيرُ علاجٍ للقضاءٍ عليها.
3 - قسمْ الأعمالَ المطلوبةَ إلى مجموعاتٍ بحيثُ تجمعُ الأعمالَ المتشابهةَ في مجموعةٍ واحدةٍ.فمثلاً:
- تريدُ شراءَ بعضِ الخضارِ وبعضِ المأكولاتِ والمرطباتِ فتذهبُ إلى الأماكنِ التي تجمعُ هذين الأمرينِ حتى لا يضيعَ عليكَ الوقتُ.
- مثالٌ آخرَ: تريدُ شراءَ كتبٍ و أشرطةٍ و تصويرِ أوراقٍ و زيارةِ قريبٍ و شراءَ بعضِ الخضارِ والفواكه، فماذا تفعل؟
قسمْ هذه الأعمالَ إلى مجموعاتٍ .. فنقسمُها إلى ثلاثةِ أقسام: أدواتٌ مدرسية وصلةٌ رحم، والخضارُ والفواكه؟ بعد ذلك هلْ يمكنُ أن تقومَ بها في مسيرةٍ واحدةٍ من خلالِ ما يلي:
4 - هل يوجدُ حولَ منزلِ قريبِك من يبيعُ أدواتٍ مدرسيةٍ وفواكهَ وخضار؟ فإن كان كذلك فإنك بذلكَ توفرُ على نفسِك أوقاتٍ كثيرةٍ يُمكنُ من خلالِ عدمِ التنظيمِ أن تضيعَ سدى.
5 - عدمُ تركِ المهامِ غيرُ منتهيةٍ؛ فالتنقلُ من موضوعٍ لآخرَ سوفُ يُضيعُ عليك وقتك، ولن تصلَ إلى هدفِك فتصبحُ كالمنبتْ لا أرضا قطعَ ولا ظهراً أبقى.
- مثالُ ذلك: من أرادَ أن يحفظَ عمدةَ الأحكامِ فيبدأُ بالحفظِ، فيحفظُ مائةَ حديثٍ مثلا، فتعلو همتهُ فينتقلْ ليحفظَ في كتابِ بلوغِ المرامِ فيحفظُ تسعيَن حديثا، فتعلو همتُه فيحفظُ في مختصرِ صحيحِ مسلمٍ خمسين حديثاً ثم بعد ذلك ينقطعُ ويفترُ والنتيجةُ لا شيء!!
(يُتْبَعُ)
(/)
- مثالٌ آخرَ: قررَ محمدٌ أن يقرأَ كتابَ فتحِ المجيدِ شرحَ كتابِ التوحيدِ وخصصَ له وقتاً وبدأ بالقراءةِ وبعد أن قطعَ مشاوراً لا بأسَ به غيَر وجهةَ نظرهِ فانتقلَ إلى كتابٍ آخر، ثم إلى آخرَ وهكذا فينتهي عمرُه وهو يتنقلُ من كتابٍ إلى آخرَ دون أن يُتمَّ قراءةَ واحدٍ منها.
6 - حاولْ أن تقللَ من الأعمالِ (الروتينيةِ)، وهي الأعمالُ اليوميةِ ذاتِ الطبيعةِ النمطيةِ والتي تشكلُ قيمةً يسيرةً لتحقيقَ الأهدافَ العامة.
مثالُ ذلك: شراء الخبر يمكن أن تشتري ما يكفيك لمدة سبعة أيام مثلا بدلا من أن تذهب في كلِّ يوم لشرائه.
مثالٌ آخر: دفترُ التحضيرِ للمعلمين؛ هذا عملٌ يقومُ به المعلمُ يومياً في الغالبِ ولذا يمكنُ أن يتقللَ منه من خلالِ تصميمِ ورقةِ التحضيرِ في الحاسبِ الآلي وكتابةِ التحضيرِ فيها، وفي كلِّ عامٍ يطبعُ هذه الأوراقَ مع تغييرِ التاريخِ والحصةِ وإن كان هناكَ زيادةٌ يسيرةٌ سجلَها ودونَها، ثم توضعُ في ملفٍ، وبذلك يحفظُ المعلمُ وقتَه من إعادةِ الجهدِ مراتٍ عديدة وكراتٍ مديدة دون فائدةٍ تُذكرْ.
7 - حاولْ استغلالَ الأجهزةِ والمعداتِ الحديثةِ التي تحفظُ وقتك،كأجهزةِ التصويرِ و (الفاكس) والحاسبِ الآلي، وبالنسبةِ للمرأةِ أجهزةُ الطبخِ أو الغسيلِ أو كي الملابسِ ونحو ذلك
8 - تعلمْ في الاتصالاتِ الشفاهيةِ (هاتفٌ أو مقابلاتٌ) كيفَ تقطعُ المحادثاتِ أو النقاشَ بأسلوبٍ لبقٍ وواضحٍ عندما تعتقدُ أن الموضوعَ قد تم تغطيتُه تماماً.
9 - اتقنْ قولَ (لا) عندما ترى أن الاستجابةَ معناها ضياعُ الوقتِ وإفسادُ سُلَّمِ أولوياتِك، فالخجلُ والمجاملاتُ قد يضرانِ بك وبالآخرينَ كثيراً.
10 - ضعْ أكثرِ النشاطاتِ أهميةً وأكثرَها صعوبةً والأعمالَ التي تتطلبُ تركيزاً كبيراً في ساعاتِ صفائِك الذهني، والتي تكون فيها في أوجِ نشاطك.
- فمثلا من الأعمالِ المهمةِ حفظُ القرآنِ أو السنةِ النبوية أو المنظومةِ العلمية فتخصصُ لها مثلاً بعد الفجرِ أو بعد المغربِ،والقراءةَ في كتبِ الأدبِ والسيرةِ تخصصُ لها وقتَ القليلةِ مثلا أو عند النومِ لأنها لا تحتاجُ إلى إعمالِ فكرٍ كثير.
10 - لا تضيّعْ وقتكَ في القيامِ بالمهامِ المستحيلةِ، كمن يريدُ أن يقرأَ كتاباً باللغةِ الإنجليزيةِ وهو لا يحسنُ حرفاً واحداً منها
من أهمْ القضايا في التنظيمِ كيفْ تُنظمُ أوراقَك؟ ويمكن ذلك من عدةِ طرقٍ:
- أن تضعَ الأوراقَ في ملفاتٍ لكلِّ ملفٍ موضوعٌ خاصٌ به مثلا: ملفْ لقضايا المرأةِ، وملفٌ لأنشطةِ المسجدِ، وملفٌ للمسابقات،وملفٌ للأوراق الخاصةِ بعائلتك،وملفٌ للفواتيرِ والضماناتِ، وهكذا فكلُ ورقةٍ تأتي تضعَها في ملفِها الخاصِ بها.
- أو أن تضعَ أدراجاً لكلِّ درجِ موضوعٌ خاصٌ به،فدرج لأوراق المدرسة مثلا، ودرج لأوراقك الخاصة، ودرج للفتاوى، ودرج للبحوث .. وهكذا.وتكتبُ على كلِّ درجٍ عنوانا لهذه الأوراقِ الموجودةِ فيه.
- أو أن تحفظهَا داخلَ جهازِ الحاسوبِ وذلك من خلالِ جهازٍ يسمى (اسكنر) فتضعُ الورقةَ عليه ثم تنسخُ صورتَها داخلَ جهازك، وقد وضعتْ قبلَ ذلك ملفاتٍ لكلِّ ملفٍ عنوانٌ خاصٌ به: ملفٌ للفتاوى، ملفٌ للصور، فتضعُ الورقةَ في المكانِ المخصصِ لها، وبهذه الطريقةِ لا تحتاجٌ إلى كثيرِ ملفاتٍ ولا تأخذُ مساحاتٍ كبيرةٍ في مكتبتك الخاصة، وكلما احتجتْ ورقةً أخرجتَها من جهازِك وتحاولُ أن تنسخَ هذه الملفاتِ على دسكاتٍ بين كلِّ فينةٍ و أخرى حتى لو حصلَ خللٌ في جهازك يبقى عملُك محفوظا.
- ومن طرقِ تنظمِ الوقتِ: الحذرُ من مضيعاتِ الوقت، وهذه المضيعاتُ للأوقاتِ على قسمين:
القسمُ الأول: أن تكون من الإنسانِ نفسِه ومن ذلك:
- عدمُ التفريقِ بين الأهمِ والأقلِ أهميةً: كمن فرطِ في قواعدِ منزلهِ وأهملَ فيها ولكن أهتمَ غايةَ الاهتمامِ بتزينهِ وتأثيثهِ فهل يبقى البناءُ؟
- سوءُ التنظيمِ: سواءً كان ذلك في المواعيدِ أو في تنظيمِ الأوراقِ والكتبِ أو البدءِ بأعمالٍ جديدةٍ مع عدمِ الانتهاءِ من أعمالهِ القديمةِ، أو تكرارِ العملِ الواحدِ عدةَ مرات، ولله درُ الصديقِ حين قالَ في وصيتهِ للفاروقِ رضي الله عنهما: واعلمْ أن لله عملاً في الليلِ لا يقبلُه في النهار، وأن لله عملا في النهار لا يقبلُه في الليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
- عدمُ التخطيطِ للمستقبلِ فتراه يعملُ بعشوائيةٍ تامةٍ ولا يعرفُ ما سيعملُه غدا أو بعد غد.
فالطالبُ في المرحلةِ الثانويةِ مثلا الذي لم يخططْ للمستقبلِ من خلالِ قدراتهِ يضيعُ في اختيارِ التخصصِ: هل القسمُ الشرعي، أم القسمُ الطبيعي، أم الإداري،ولذلك تحصل الأخطاءُ الكثيرةُ في ذلك، فبعد أن يتخرجَ من القسمِ الطبيعي يدخلُ في كليةٍ شرعيةٍ .. فهذا الطالبُ كم فوتَ على نفسِه من فوائدَ وعلومٍ أثناءَ دراستهِ المرحلةَ الثانويةَ، تفيدُه كثيراً في المرحلةِ الجامعية؟ كل ذلك بسببِ غيابِ التخطيطِ للمستقبل.
القسم الثاني: أن تكون المضيعاتُ للوقتِ من غيركِ ومنها:
- الهاتفُ: فهو يعدُ في الأساسِ إحدى وسائلِ توفيرِ الوقتِ، لكن إساءةَ استخدامِه قد تجعلُهُ من مضيعاتِ الوقتِ، ولتفادي ذلك:
- عليك أن تنظرَ إلى الهاتفِ بوصفهِ وسيلةً لتوصيلِ الرسائلِ فقط.
- إن أمكن استخدامُ الفاكسِ فيما تريدُ نقلَه فهو أفضل.
- استخدمْ في منزلكِ الجهازَ الصوتي لنقلِ رسالتِك للمتصل.
- حدد وقتاً للردِ على المكالمات.
- حاول أن تختارَ فتراتِ انخفاضِ إنتاجيِتك، فلا تستخدمْ الهاتفَ في فتراتِ صفائِك وارتفاعِ إنتاجيتِك.
- اعلم أن الحوارَ الهاتفي السيئَ يُمكنُ أن يُكلفَك ساعاتٍ من الوقتِ الضائعِ فيما بعد لمعالجةِ سوءِ الفهم الذي حصل.
- الزيارةُ المفاجئة:
وهذه اشتكى منها المتقدمون أيضاً كالإمامِ ابنِ الجوزي رحمه الله ولعلاجِ هذه المشكلةِ:
- أتقنْ كلمة: ((وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ)) (سورة النور 28). إن كانتِ الزيارةُ من غيرِ موعدٍ مُسبق.
- ضعْ بعضَ الأعمالِ التي لا تحتاجُ إلى إعمالِ فكرٍ في مثلِ هذه الزياراتِ للقيامِ بها؛
فمثلا عندما كان يحضرُ الباطلون لزيارةِ الإمامِ ابنِ الجوزي،ماذا كان يفعلُ حتى لا يضيعَ وقتُه يقول: (أعددتُ أعمالاً لا تمنعُ من المحادثةِ لأوقاتهِم؛ لئلا يمضي الزمانُ فارغا، فجعلتُ من المستعدِ للقائهِم قطعُ الكاغدِ وبريُ الأقلامِ، وحزمُ الدفاترِ، فإن هذه الأشياءَ لابد منها، ولا تحتاجُ إلى فكرٍ وحضورِ قلبٍ، فأرصدتُها لأوقاتِ زيارتِهم لئلا يضيعَ شيءٌ من وقتي).
- إن كان الطارقُ عليك كثيرٌ فيمكنُ أن تخصصَ يوماً أو يومين لمثلِ هذه الزياراتِ فيتعارفُ الناسُ على ذلك، ولا مانعَ أن تضع لوحةً على البابِ تفيدُ ذلك.
- حاولْ أن تنفعَ هؤلاءِ بما يفيدُ، وألا يضيعَ الوقتُ بكلامٍ لا فائدةَ منه.
- حاول ألا تكثرَ من الكلامِ أو التشعبَ فيه حتى لا يطولَ الوقتُ ويضيعَ الزمان.
القسم الثالث: الارتباطات العائلية: ولعلاج هذه المشكلة أُوصي بما يلي:
- أن يكون لك تأثيرٌ على الحاضرين، وذلك بوضعِ برنامجٍ ينفعُ الجميعَ، ولا يحتقرْ أحدُكم نفسَه .. فيقولُ من أنا حتى أضعْ برنامجاً لمن أهمْ أكبرُ مني فاستعنْ بالله تعالى.
- إن لم يكن لك تأثيرٌ في المجلسِ وبعد فراغِك من السلامِ عليهِم يمكنُ أن تستغلَ الوقتَ بذكرِ الله تعالى أو مراجعةِ حفظك أو حفظِ بعضِ المتونِ العلمية فتكون في جيبِك ورقةٌ من إحدى المتونِ التي قد عقدتْ العزمَ على حفظهِا وتضعهْا على هيئةِ ورقةٍ صغيرةٍ فكلما حفظتَ بيتا أدخلَ الورقةَ في جيبِك وهكذا.
- يمكنُ أن تستغلَ وقتَ المناسبةِ في دعوةِ بعض الحاضرين إلى الله تعالى فتجلسُ تحادثهُ في ذلك لعل الله تعالى أن يهديه على يديك فقد جاءَ في الحديث: " لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خيرٌ لك من حمرِ النعم "
- بعد الانتهاءِ من الطعامِ إن كان لك همٌ دعوي مع أقاربِك وإلا انصرفْ إلى برنامجك الذي رسمتَه قال تعالى: ((فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ)) (سورة الأحزاب: 53).
يقولُ ابنُ كثيرٍ في تفسيره: إذا فرغتم من الذي دُعيتمْ إليه فخففوا عن أهلِ المنزلِ وانتشروا في الأرض.
القضيةُ الثالثة: التنفيذُ والتطبيق
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد أن خططتْ ونظمتْ نفسَك بقي عليك المرحلةُ الأخيرةُ وهي أن تنفذَ ما خططتْ له ونظمتْ نفسَك من أجلِه وألا أصبحَ جهُدك السابقَ لا فائدةَ منه البتة ولذلك عاتب الله تعالى المؤمنين بقوله: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)) (سورة الصف: 3).
وللتنفيذِ أُوصي بما يلي:
* ضعْ قائمةً بالأشياءِ التي يجبُ القيامُ بها.
* حاولْ أن تجمعْ الأعمالَ المتشابهةَ بعضَها مع بعضٍ في هذه القائمة.
* ابدأ يومَك بطلباتٍ تطلبُها من الآخرين؛ فبينما تقومُ أنت بعملِ أشياءٍ أخرى سيعملُ الآخرون في الوقتِ نفسهِ على إنجازِ الأعمالِ التي طلبتِها منهم، وإذا تعذرَ وجودُ وقتٍ للقيامِ بكلِّ المهامِ فاعملْ على إنجازِ المهامِ الكبرى تطبيقاً لقولِ القائلِ: (اعملْ بذكاءٍ لا بجهدٍ أكثر).
* عند إنجازِ عملٍ ما من القائمةِ عليك شطبُه منها، وهذا في حد ذاتِه يعدُ حافزاً لك على مواصلةِ العمل، ولكن احذرْ أن يتسربَ إليك إحساسٌ خادعٌ بالرضا من شطبِ الأشياءِ من قائمةِ المهام، خاصةً إن كان معظمُها ذا أوليةٍ منخفضة.
* وفي نهايةِ اليومِ احصرْ المهامَ المتبقيةَ،ولا تحتفظْ بها في القائمةِ نفسِها، بل حوّلِها إلى قائمةِ اليومِ التالي، إلا إذا كنتَ فوّضتَ بعضاً منها إلى آخرين أو أسقطتَها لعدمِ أهميتهِا.
* لا تنس أن يكون يومُك مجزأً بين إنجازِ عملِ اليومِ، والتفكيرِ في أعمالِ الغدِ ونشاطاته.
* أثناءَ العمل: كن متأكداً بأنك تركزُ على تنفيذِ العملِ الصحيحِ بشكلٍ صحيحٍ في الوقتِ الصحيح.
* عندما يكون الموضوعُ لا يزال جديداً أمامَك فلا تترددْ في أخذِ موقفٍ حيالَه؛ لأن هذا يوفرُ عليك مشقةَ إعادةِ تذكرِ الموقفِ مرةً أخرى.
* لا تكن مهتمّاً بشكلٍ زائدٍ بمسألةِ إنهاءِ العملِ بسرعةٍ؛ فالنتائجُ غيرُ المتقنةِ تعني أنك ستضطرُ إلى إعادةِ القيامِ بالعمل، مما يعني ضياعُ وقتٍ آخر، عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: قال رسول الله r : (( إن الله يحبُ إذا عملَ أحدُكم عملاً أن يتقنه)).
وكما قال القائلُ:
قد يدركُ المتأني بعضَ حاجتِه وقد يكونُ مع المستعجلِ الزلل
عليك مراقبةُ مدى التقدمِ في إنجازِ عملِك، وذلك حتى لا تعودَ إلى ممارسةِ عاداتِك السيئةِ السابقة، وحتى تُجري إصلاحاتٍ وتعديلاتٍ على خطتِك، لتتلاءمَ مع الهدفِ ومع الظروفِ التي تواجُهها.
وفي الختام:
فإن الأشخاصَ الفاعلين لم يولدوا هكذا بالفطرة، بل هم مصنوعون، والنقطةُ المهمةُ والمحوريةُ التي يجبُ أن تتذكرهَا هي استمرارُ الوعي بالكفاءةِ من خلالِ الوعي بأهميةِ الوقت؛ فذلك أكثرُ أهميةٍ من مجردِ الانصياعِ وتطبيقِ كلِ المبادئِ التي يمكنُ وصفُها.
وتذكر أيضاً أنك لا تستطيعُ إرضاءَ كلَّ شخصٍ، وأن الطريقةَ التي ستستثمرُ بها وقتَك قد تزعجُ آخرين، وقد لا يعاونُونك عليها.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 01:19]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع الله بكم.
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 04:51]ـ
اياك.
.أسأل الله أن ينفعني واياك بهذه المقالة ويجلعها حجة لنا وعونا لنا على طاعة ربنا(/)
أين أجد تخريجا وافيا لحديث أم معبد
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 11:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي في الله أنا ابحث عن تخريج لحديث ام معبد عندما مر عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه للهجرة
أثابكم الله
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 03:03]ـ
قال الشيخ الالبانى رحمه الله
اسناده معضل كما فى السيرة لابن اسحاق ثم وجدت (والكلام للالبانى) الحديث موصولا اخرجه الحاكم عن حديث هشام ابن حبيش وقال صحيح ووافقه الذهبى وفيما قالاه نظر وقال الهيثمى رواه الطبرانى وفى اسناده جماعة لم اعرفهم
لكن للحديث طريقين اخرين اوردهما ابن كثير فى البداية فالحديث بهذه الطرق لاينزل عن رتبة الحسن
انظر تعليق الالبانى على فقه السيرة للغزالى
والله اعلم
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 12:24]ـ
أبو معاذ
أثابك الله وجزاك خيرا
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 06:26]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فينظر هاهنا ( http://www.ahlalathr.net/vb/showthread.php?p=913)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي في الله أنا ابحث عن تخريج لحديث ام معبد عندما مر عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه للهجرة
أثابكم الله(/)
الأثر السلبي للمتكلمين الأصوليين على الإمام ابن الصلاح
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 12:14]ـ
تكلم الحافظ بن رجب عن أثر المتكلمين الذي وجده في كلام ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث.
لكني مؤخرا وقفت على نقد آخر في كتاب النكت الوفية للبقاعي 1/ 426 فأحببت أن أبدأ به مشاركتي في هذا المنتدى المبارك
فقد قال البقاعي وهو يتكلم عن مسألة تعارض الوصل والإرسال والرفع والوقف: (ثم إن ابن الصلاح خلط هنا طريقة المحدثين بطريقة الأصوليين , على أن لحذاق المحدثين في هذه المسألة نظرا آخر لم يحكه , وهو الذي لا ينبغي أن يُعدل عنه , وذلك أنهم لا يحكمون في هذه المسألة بحكم مطرد , وإنما يدورون في ذلك مع القرائن)(/)
إنصاف نادر لكنه ليس نادرا من ابن تيمية
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 12:35]ـ
كلنا يعرف فخر الدين الرازي وماله من طوام في العقيدة , مع ذلك فقد استوقفني كلام شيخ الإسلام بن تيمية عنه فقد قال عنه في شرح حديث النزول: وصار طائفة أخرى قد عرفت كلام هؤلاء وكلام هؤلاء كالرازى والآمدى وغيرهما يصنفون الكتب الكلامية فينصرون فيها ما ذكره المتكلمون المبتدعون عن أهل الملة من حدوث العالم بطريقة المتكلمين المبتدعة هذه وهو امتناع حوادث لا أول لها ثم يصنفون الكتب الفلسفية , كتصنيف الرازى المباحث الشرقية ونحوها ويذكر فيها ما احتج به المتكلمون على امتناع حوادث لا أول لها وان الزمان والحركة والجسم لها بداية ثم ينقض ذلك كله ويجيب عنه ويقرر حجة من قال ان ذلك لا بداية له
وليس هذا تعمدا منه لنصر الباطل بل يقول بحسب ما توافقه الادلة العقلية في نظره وبحثه فإذا وجد في المعقول بحسب نظره ما يقدح به في كلام الفلاسفة قدح به فان من شأنه البحث المطلق بحسب ما يظهر له فهو يقدح في كلام هؤلاء بما يظهر له أنه قادح فيه من كلام هؤلاء وكذلك يصنع بالآخرين
ومن الناس من يسىء به الظن وهو أنه يتعمد الكلام الباطل وليس كذلك بل تكلم بحسب مبلغه من العلم والنظر والبحث في كل مقام بما يظهر له وهو متناقض في عامة ما يقوله يقرر هنا شيئا ثم ينقضه في موضع آخر لأن المواد العقلية التى كان ينظر فيها من كلام أهل الكلام المبتدع المذموم عند السلف ومن كلام الفلاسفة الخارجين عن الملة يشتمل على كلام باطل كلام هؤلاء وكلام هؤلاء فيقرر كلام طائفة بما يقرر به ثم ينقضه في موضع آخر بما ينقض به ولهذا اعترف في آخر عمره فقال لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفى عليلا ولا تروى غليلا ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن اقرأ في الاثبات ((الرحمن على العرش استوى)) ((إليه يصعد الكلم الطيب)) واقرأ في النفى ((ليس كمثله شيء)) ((ولا يحيطون به علما)) ومن جرب مثل تجربتى عرف مثل معرفتى) انتهى كلام شيخ الإسلام ص440,441
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 03:07]ـ
و غيرها كثير بل وقعت في الدرء و البغية و غيرها من مؤلفاته على مواقف عملية يدافع فيها عنه وعن كثير من أقواله خيرا مما يفعله بعض غلاة الأشاعرة الذين لا يفترون عن اتباع البرهان المنطقي الصوري الأعوج في محاكمة شيخ الاسلام .. الرازي امام أئمة ساداتنا ... الطعن في ساداتنا ضلال يودي للكفر ... ابن تيمية طعن في الرازي و كلامه ... ابن تيمية ضال على حافة الكفر ... أتباع ابن تيمية عبيد لأقواله ... فلنطعن في كلام ابن تيمية حتى نسكتهم عن الطعن في الرازي ... و هكذا المتسلسلة التي لا تنتهي و الأشد من متسلسلة الخوارج ... و لا عجب فقد اعتبرت القرون الأولى بدعة التجهم شرا من بدعة الحرورية و أخوف عندهم منها
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 03:10]ـ
شكرا أخي ابن الرومية وليتنا نفتح ملفا لإنصاف شيخ الإسلام نذكر فيه نماذج رائعة من إنصافه(/)
منهجية البحوت العلمية وتحقيق المخطوطات
ـ[أبو ايمان]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 01:49]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الاخوة الأعزاء أحيكم بتحية الاسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
المرجوا ممن له القدرة أن يساعدنا على تحميل بعض الكتب المساعدة على كتابة البحوت وتحقيق المخطوطات ولكم جزيل الشكر.(/)
الآية الجامعة لحسن الخلق مع الناس من درر تفسير الشيخ السعدي رحمه الله
ـ[الحافظة]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 07:42]ـ
الآية الجامعة لحسن الخلق مع الناس من درر تفسير الشيخ السعدي رحمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن:
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}. سورة الأعراف آية 199
هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم، فالذي ينبغي أن يعامل به الناس، أن يأخذ العفو، أي: ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق، فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به، من قول وفعل جميل أو ما هو دون ذلك، ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم، ولا يتكبر على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه، ولا الفقير لفقره، بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال وتنشرح له صدورهم.
{وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} أي: بكل قول حسن وفعل جميل، وخلق كامل للقريب والبعيد، فاجعل ما يأتي إلى الناس منك، إما تعليم علم، أو حث على خير، من صلة رحم، أو بِرِّ والدين، أو إصلاح بين الناس، أو نصيحة نافعة، أو رأي مصيب، أو معاونة على بر وتقوى، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد إلى تحصيل مصلحة دينية أو دنيوية، ولما كان لا بد من أذية الجاهل، أمر اللّه تعالى أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مقابلته بجهله، فمن آذاك بقوله أو فعله لا تؤذه، ومن حرمك لا تحرمه، ومن قطعك فَصِلْهُ، ومن ظلمك فاعدل فيه.
وأما ما ينبغي أن يعامل به العبد شياطين الإنس والجن، فقال تعالى:
{وَإِمَّا يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ}. سورة الأعراف الآية 200 - 202
أي: أي وقت، وفي أي حال {يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ} أي: تحس منه بوسوسة، وتثبيط عن الخير، أو حث على الشر، وإيعاز إليه. {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} أي: التجئ واعتصم باللّه، واحتم بحماه فإنه {سَمِيعٌ} لما تقول. {عَلِيمٌ} بنيتك وضعفك، وقوة التجائك له، فسيحميك من فتنته، ويقيك من وسوسته، كما قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} إلى آخر السورة.
ولما كان العبد لا بد أن يغفل وينال منه الشيطان، الذي لا يزال مرابطًا ينتظر غرته وغفلته، ذكر تعالى علامة المتقين من الغاوين، وأن المتقي إذا أحس بذنب، ومسه طائف من الشيطان، فأذنب بفعل محرم أو ترك واجب ـ تذكر من أي باب أُتِيَ، ومن أي مدخل دخل الشيطان عليه، وتذكر ما أوجب اللّه عليه، وما عليه من لوازم الإيمان، فأبصر واستغفر اللّه تعالى، واستدرك ما فرط منه بالتوبة النصوح والحسنات الكثيرة، فرد شيطانه خاسئا حسيرا، قد أفسد عليه كل ما أدركه منه.
وأما إخوان الشياطين وأولياؤهم، فإنهم إذا وقعوا في الذنوب، لا يزالون يمدونهم في الغي ذنبا بعد ذنب، ولا يقصرون عن ذلك، فالشياطين لا تقصر عنهم بالإغواء، لأنها طمعت فيهم، حين رأتهم سلسي القياد لها، وهم لا يقصرون عن فعل الشر.
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 04:19]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
ذكرتيني بدرس ألقيته عن هذه الآية في رحلة قبل خمس عشرة سنة، كان الأساس فيه كلام العلامة السعدي رحمه الله
ومما أفدتُ منه حينها كلامٌ للإمام ابن القيم -رحمه الله- في مدارج السالكين عند حديثه عن (منزلة الخُلُق)
فقد تكلم عن المعنى الذي تفضلتِ بنقله عن العلامة السعدي
وفي جملة من التفاسير فوائدُ أخرى، وكذا في ضِلال القرآن والتحرير والتنوير
ـ[الحافظة]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 10:06]ـ
اللهم آمين ..
.. وفيكم بارك الرحمن شيخنا وزادكم من فضله ووفقكم لما يحب ويرضى ..(/)
القواعد الفقهية في شرح المنظومة البصرية لأبي عبدالوهاب البصري المديني
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 08:55]ـ
القواعد الفقهية في شرح المنظومة البصرية
لأبي عبدالوهاب البصري المديني
في زيارتي الأخيرة لمكتبة جامعة البصرة عام 1997 للميلاد عثرت – من بين ما عثرت عليه – على عدة مخطوطات للشيخ سالم البصري المديني التي حقق فيها بعض كتب سلفنا الصالح رضوان الله عليهم،وكنت قد رأيت ورقة بحثية تشير إلى القواعد الفقهية المشتقة من المنظومة البصرية،وهي التي أشار لها بعض أهل العلم من أنها إحدى شروح القواعد الفقهية المستوعبة لما ورد عند الشيخ في منظومته والتي يظهر أنه كتبها بين عام 1982 وعام 1984 للميلاد حيث وردت الاشارة لها عند بعض العلماء من العراق والهند والباكستان أيضا ..
وكان من بين ما وجدته في الورقة التي شرحت هذه القواعد أشارة إلى ما يلي ولعلها تتضمن ملخصاً للجهد المبذول على الشرح المقدم.
قال الناظم والشارح (البصري المديني): القاعدة لغة هي الأساس.
قال ابن فارس قواعد البيت أساسه – أنظر: معجم مقاييس اللغة ج 5/ 109.
وأما في اصطلاح الفقهاء فهي الحكم الكلي الذي ينطبق على جميع جزئياته أو أكثرها وترد إليها أحكام الأشباه والنظائر من الفروع المتعلقة بها.
والنظم:التأليف،نظمت اللولؤ: جمعته في السلك،ونظمت الشعر.والنظم: المنظوم (العمدة ج 2 – ص 278،وينظر كفاية الطالب، ص 110).
وقيل أن النظم هو تعليق الكلم بعضها ببعض، وجعل بعضها بسبب من بعض (اللسان: نظم)،وهو توخي معاني النحو، قال عبد القاهر:" وأعلم أن ليس النظم إلا أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو،وتعمل على قوانينه وأصوله،وتعرف مناهجه التي نهجت،فلا تزيغ عنها، وتحفظ الرسوم التي رسمت فلا تحل بشئ منها. وذلك إنا لا نعلم شيئاً يبتغيه الناظم بنظمه غير أن ينظر في وجوه كل باب وفروقه (دلائل الإعجاز، ص 64 - وتنظر مادة "النظم" في معجم المصطلحات البلاغية وتطورها- ج3).
وكانت فكرة " النظم" قد بدأت في مجالس المعتزلة وأوضح أطرافا ً منها الجاحظ،والقاضي عبدا لجبار، ولما وصلت إلى عبد القاهر أقام عليها تصوره البلاغي ونظر إلى إعجاز القرآن الكريم وبلاغة الكلام من خلالها. وأصبحت نظرية النظم " علم المعاني" حينما قسم السكاكي البلاغة إلى علومها المعروفة.
والنظم: هو كتابة الشعر، وقد وضع إزاء النثر (ينظر اللطف واللطائف – ص 58،والمثل السائر ج1 - ص 3،19،21،65،الروض المريع – ص 82).
وقد تحدث القدماء عن نظمه – أي الشعر - ووصفوا المراحل التي تمر بها القصيدة (ينظر عيار الشعر – ص 7، وكتاب الصناعتين – ص 139،و نضرة الاغريض – ص 389 - ومنهاج البلغاء – ص 109)
والقواعد التي تضمنتها منظومتي فقد أدرجتها لتكون: كبرى وصغرى،و لم أضف جديداً، إنما هو دلو مع الدلاء.
فمن القواعد الكبرى ذكرت المنظومة ما يلي:
القاعدة الأولى: الأمور بمقاصدها.
القاعدة الثانية اليقين لا يزول بالشك.
القاعدة الثالثة: درء المفاسد أولى من جلب المصالح.
القاعدة الرابعة: المشقة تجلب التيسير.
القاعدة الخامسة: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
القاعدة السادسة: العادة محكمة.
ومن القواعد الصغرى ذكرت في هذه المنظومة التي تقدم شرحها لك ما يلي:
1 - المشغول لا يشغل.
2 - الميسور لا يسقط بالمعسور.
3 - إذا بطل الأصل يصار إلى البدل.
4 - للأكثر حكم الكل.
5 - الاشتغال بغير المقصود إعراض عن المقصود.
6 - إذا سقط الأصل سقط الفرع.
7 - من استعجل الشئ قبل أوانه عوقب بحرمانه.
8 - إذا تعارض المانع والمقتضى يقدم المانع.
9 - يغتفر في البقاء ما لا يغتفر في الابتداء.
10 - من ملك شيئاً ملك ما هو من ضروراته.
11 - دليل الشئ في الأمور الباطنة يقوم مقامه.
12 - لا مساغ للاجتهاد في مورد النص.
13 - الاجتهاد لا ينقض بمثله.
14 - الولاية الخاصة أقوى من الولاية العامة.
15 - التصرف على الرعية منوط بالمصلحة.
ويمكننا جمع القواعد التي وردت عندنا في الشرح للمنظومة بما يلي:
(1) الأمور بمقاصدها.
(2) العبرة في العقود بالمقاصد والمعاني لا الألفاظ والمباني.
(3) الأصل في الكلام الحقيقة.
(4) إذا تعذرت الحقيقة يصار إلى المجاز.
(5) إعمال الكلام أولى من إهماله.
(يُتْبَعُ)
(/)
(6) لا ينسب إلى الساكت قول ولكن السكوت في معرض الحاجة بيان.
(7) لا عبرة بالدلالة في مقابلة التصريح.
(8) ذكر بعض ما لا يتجزء كذكر كله.
(9) المطلق يجري على إطلاقه ما لم يقم دليل التقييد نصاً أو دلالة.
(10) لا مساغ للاجتهاد في مورد النص.
(11) الاجتهاد لا ينقض بمثله.
(12) اليقين لا يزول بالشك.
(13) الأصل براءة الذمة.
(14) الأصل بقاء ما كان على ما كان.
(15) ما ثبت بزمان يحكم ببقائه ما لم يقم الدليل على خلافه.
(16) الأصل في الصفات العارضة العدم.
(17) الأصل إضافة الحادث إلى أقرب أوقاته.
(18) القديم يترك على القدم.
(19) الضرر لا يكون قديماً.
(20) المشقة تجلب التيسير.
(21) إذا ضاق الأمر اتسع.
(22) الضرورات تبيح المحظورات.
(23) الضرورات تقدر بقدرها.
(24) الحاجة تنزل منزلة الضرورة.
(25) ما جاز بعذر بطل بزواله.
(26) إذا زال المانع عاد الممنوع.
(27) الاضطرار لا يبطل حق الغير.
(28) ما حرم أخذه حرم إعطاؤه.
(29) ما حرم فعله حرم طلبه.
(30) لا ضرر ولا ضرار.
(31) الضرر يزال.
(32) الضرر لا يزال بمثله.
(33) الضرر يدفع قدر الإمكان.
(34) يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام.
(35) الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف.
(36) إذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمهما ضرراً بارتكاب أخفهما.
(37) يختار أهون الشرين.
(38) درء المفاسد أولى من جلب المصالح.
(39) العادة محكمة.
(40) لا ينكر تغير الإحكام بتغير الأزمان.
(41) الممتنع عادة كالممتنع حقيقة.
(42) العبرة للغالب الشائع لا للنادر.
(43) إذا تعارض المانع والمقتضى يقدم المانع.
(44) التابع تابع.
(45) التابع لا يفرد بالحكم.
(46) يقبل قول المترجم مطلقاً.
(47) من ملك شيئاً ملك ما هو من ضروراته.
(48) إذا سقط الأصل سقط الفرع.
(49) قد يثبت الفرع مع عدم ثبوت الأصل.
(50) الساقط لا يعود كما أن المعدوم لا يعود.
(51) إذا بطل الشئ بطل مل في ضمنه.
(52) إذا بطل الأصل يصار إلى البدل.
(53) التصرف على الرعية منوط بالمصلحة.
(54) الولاية الخاصة أقوى من الولاية العامة.
(55) دليل الشئ في الأمور الباطنة يقوم مقامه.
(56) لا عبرة بالظن البين خطؤه.
(57) لا حجة مع الاحتمال الناشئ عن الدليل.
(58) لا عبرة للتوهم.
(59) الثابت بالبرهان كالثابت بالعيان.
(60) على المدعي البينة وعلى المنكر اليمين.
(61) البينة لإثبات خلاف الظاهر واليمين لإبقاء الأصل.
(62) البينة حجة متعدية والإقرار حجة قاصرة.
(63) لا حجة مع التناقض ولكن لا يختل معه حكم الحاكم.
(64) الخراج بالضمان.
(65) الأجر والضمان لا يجتمعان.
(66) الجواز الشرعي ينافي الضمان.
(67) الغرم بالغنم.
(68) إذا اجتمع المباشر والمتسبب يضاف الحكم إلى المباشر.
(69) المتسبب لا يضمن إلا يتعمد.
(70) المباشر ضامن وان لم يتعمد.
(71) يضاف الفعل إلى الفاعل لا إلى الآمر ما لم يكن مجبراً.
(72) لا يجوز لأحدٍ أن يتصرف في ملك الغير بلا إذنه.
(73) الأمر بالتصرف في ملك الغير باطل.
(74) تبدل سبب الملك قائم مقام تبدل الذات.
(75) جناية العجماء جبار.
(76) من استعجل الشئ قبل أوانه عوقب بحرمانه.
(77) من سعى في نقض ما تم من جهته فسعيه مردود عليه.
(78) الحدود تدرأ بالشبهات.
(79) إذا اجتمع الحلال والحرام غلب الحرام.
(80) الأصل في الابضاع التحريم.
(81) الأصل في الأشياء الإباحة.
(82) ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
(83) الخروج من الخلاف مستحب.
(84) الميسور لا يسقط بالمعسور.
(85) لا يجوز لأحدٍ أن يأخذ مال أحد بلا سبب شرعي.
(86) ليس لعرق ظالم حق.
(87) على اليد ما أخذت حتى تؤديه.
(88) الإسلام يجب ما قبله.
(89) الأصل في المضار التحريم.
(90) الإيثار في القرب مكروه وفي غيرها محبوب.
(91) إذا اجتمع أمران من جنس ٍ واحد ولم يختلف مقصودهما دخل أحدهما في الآخر.
(92) يغتفر في البقاء ما لا يغتفر في الابتداء.
(93) لا يتم التبرع إلا بالقبض.
(94) السؤال معاد في الجواب.
(95) الإشارة المعهودة للأخرس كالبيان باللسان.
(96) المرء مؤاخذ بإقراره.
(97) المواعيد بصورة التعليق لازمة.
(98) الوصف في الحاضر لغو.
(99) للأكثر حكم الكل.
(100) المجهول في الشريعة كالمعدوم والمعجوز عنه.
ورأيت في ذيل الصفحات:
كتبت في قبة الإسلام – ربيع الأول 1410 للهجرة.(/)
طلب: رسالتي في الدكتوراه عن المعتزلة
ـ[أبوهلا]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 09:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله تم اعتماد موضوع رسالتي في الدكتوراه وهو يتعلق بالجانب العقلي عند المعتزلة الأوائل حتى وفاة المتوكل.
لذا أرجو الإفادة من آرائكم واقتراحاتكم بارك الله فيكم.
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 09:56]ـ
الحمد لله تم اعتماد موضوع رسالتي في الدكتوراه وهو يتعلق بالجانب العقلي عند المعتزلة الأوائل حتى وفاة المتوكل.
لو فصلت لنا الأبواب التي ستأتي عليها لحولتها الى خبير في الباب ولعله يجيبكم لمسددات مغنية.
لك حبي وتقديري
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 10:00]ـ
(الشيخ علي عبد الباقي) لعله يفيدك في هذا الباب.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 01:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الأنصاري المديني إليك:
هناك تمهيدات وفصول تقييم وفصول مقارنة مع أهل والسنة الجماعة وليس لدي فيها إشكال ومراجعها بين يدي ولكن المسائل المهمة التي أرغب المساعدة فيها الآن هي:
ـ أهم الكتب المطبوعة للمعتزلة الأوائل.
ـ مصادر الاستدلال عند المعتزلة.
ـ مفهوم العقل عند المعتزلة الأوائل: وهل هو مفهوم واحد أم عدة مفاهيم؟
ـ أبرز النزعات العقلية قبل المعتزلة: عند اليهود والنصارى والمجوس والصابئة
ـ الاستدلال العقلي بين متكلمة الإسلام ومناطقة اليونان.
ـ مناهج المعتزلة في الاستدلال العقلي.
ـ العقل وتأويل النصوص. ويحتوي على عناية المعتزلة باللغة
ـ مسألة خلق القرآن والاستدلال العقلي. (دراسة تطبيقية)
ولازلت في أول الطريق وقد تستجد معي مسائل سأعرضها عليكم في حينها.
ملاحظة كل ما سبق مقيد بالمعتزلة حتى وفاة المتوكل.
أخي أبو مالك من هو الشيخ علي عبد الباقي؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 02:45]ـ
الشيخ علي عبد الباقي أحد المشرفين الأفاضل معنا.
وهو متخصص في دراسة المعتزلة.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 05:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذه دعوة خاصة للشيخ علي عبد الباقي للمشاركة، وأن لا يبخل علينا بعلمه نفع الله به.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 05:28]ـ
حياك الله أبا هلا، ومرحبًا وهلا.
وشكرًا لأخينا أبي مالك، أحسن الله عاقبتنا وإياه، ومن قرأ.
ما هو عنوان موضوعك أيها الحبيب بالضبط وأين سجلته؟
لو أحببت أن يكون جوابك على الخاص فلا حرج.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 06:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتاك الجواب على الخاص.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 10:12]ـ
أخى ابا هالة حاولت مراسلتك على الخاص فوجدتك لا تستقبل مراسلات على الخاص
وأنت تعلم ما أخذته على نفسى فإن شئت فارسل لى بريدك الإلكترونى على الخاص لعلى أفيدك بشىء واستفيد منك أشياء
بارك الله فيك ووفقك لما يحبه ويرضاه
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 11:22]ـ
أهلا بأبي هلا
نعمة تغبط عليها
هذا يفيدك
تجديد أصول الفقه وتخليصه مما أحدث بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
http://osoolslfee.blogspot.com/
وهي مدونة تحت الإعداد
لم أنشرها بعد
فلا تنشر الخبر إلا لمثلك
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 03:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نقل قوام السنة الأصبهاني في كتابه الحجة في بيان المحجة (1/ 314 - 322) فصلا بديعا من كلام شيخه أبي المظفر السمعاني = قد يفيدك.
وفقكم الله.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 07:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور عبد الباقي أتاك الجواب على الخاص. وجزاك الله خيراً.
شكرا أخي حاتم الفرائضي على اهتمامك وجزاك الله خيرا. أما مدونتك فرائعة ومفيدة.
ولكن لعلك تعيد ترتيبها وتنظيمها قبل انتشار الخبر (ابتسامة)
أخي الأبياري بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:37]ـ
(1)
كتب المعتزلة المطبوعة:1 - المغني في أبواب التوحيد والعدل، للقاضي عبد الجبار. طبع في لجنة التأليف والترجمة والنشر، وأشرف على نشره الدكتور طه حسين، في عشرين مجلدًا، ناقص منه المجلدات (1، 2، 3، 10، 18، 19).
2 - تثبيت دلائل النبوة للقاضي عبد الجبار، تحقيق عبد الكريم عثمان.
3 - متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار، تحقيق عدنان زرزور.
4 - تنزيه القرآن عن المطاعن، للقاضي عبد الجبار بن أحمد.
5 - فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة، للقاضي عبد الجبار، له أكثر من تحقيق.
6 - شرح الأصول الخمسة، للقاضي عبد الجبار ن تحقيق عبد الكريم عثمان.
7 - رسائل العدل والتوحيد، لمجموعة من كبار المعتزلة، تحقيق الدكتور محمد عمارة.
8 - المحيط بالتكليف، للقاضي عبد الجبار، تحقيق عمر السيد عزمي.
9 - الكامل في الاستقصاء فيما بلغنا من كلام القدماء، لمختار بن محمود العجالي المعتزلي، تحقيق السيد محمد الشاهد.
10 - قبول الأخبار ومعرفة الرجال، للكعبي.
11 - المعتمد في أصول الفقه لأبي الحسين البصري المعتزلي.
12 - شرح العمد في أصول الفقه لأبي الحسين البصري وهو شرح لكتاب العمد في أصول الفقه للقاضي عبد الجبار، مطبوع لكن لم يتيسر لي الوقوف عليه.
13 - منهاج الوصول إلى معاني معيار العقول لأحمد بن يحيى بن المرتضى الزيدي المعتزلي.
14 - الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد، لأبي الحسين الخياط المعتزلي.
15 - جميع كتب الجاحظ (الحيوان، والبيان والتبيين، والرسائل الكثيرة التي جمعها عبد السلام هارون في (رسائل الجاحظ).
16 - المطبوع من كتب أبي عبيدة معمر بن المثنى المعتزلي.
يتبع إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 12:13]ـ
(1)
كتب المعتزلة المطبوعة:
12 - شرح العمد في أصول الفقه لأبي الحسين البصري وهو شرح لكتاب العمد في أصول الفقه للقاضي عبد الجبار، مطبوع لكن لم يتيسر لي الوقوف عليه.
جزاك الله خيرا يا شيخ / علي
الجزء الثاني موجود في المكتبة الإسكندرية، صور يمكنك تحويلها إلى Pdf
ftp://ia331311.us.archive.org/3/items/shrh-alamdh-abn-vol2-ar/shrh-alamdh-abn-vol2-ar_PTIFF.zip
10- قبول الأخبار ومعرفة الرجال، للكعبي.
هذا إن استطعت رفعه مصورا فلك جزيل الشكر، فقد بحثت عنه دهرا ولما أجده.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 02:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لكما وجزاكما خيرا.
وأنا في انتظار البقية.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 11:32]ـ
أبو عبيدة معمر بن المثنى وجدتهم ينسبونه للخوارج فما رأيك أستاذنا الكريم؟
ـ[سالم سليم أبوسليم]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 04:48]ـ
لدي اقتراح ... وقد لا يكون غائبا عنك ..
وهو أن تنظر في مفردات فصول بحثك, وتفتح على موقع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
وتبحث في الرسائل العلمية, فقد تجد في بعض جزئيات بحثك رسالة علمية كاملة, أو ضمن رسالة علمية, ومن ثم عليك بالبحث عن هذه الرسالة, وأسهلها أن تجدها في مقر المركز بالرياض.
لأن مثل هذه المواضيع مع أهميتها إلا أنها مخدومة كثيراً, فلعلك تجد بغيتك. والله يحفظك.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 04:21]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ / علي
الجزء الثاني موجود في المكتبة الإسكندرية، صور يمكنك تحويلها إلى Pdf
ftp://ia331311.us.archive.org/3/items/shrh-alamdh-abn-vol2-ar/shrh-alamdh-abn-vol2-ar_PTIFF.zip
هذا إن استطعت رفعه مصورا فلك جزيل الشكر، فقد بحثت عنه دهرا ولما أجده.
الأخ الفاضل الشيخ إبراهيم، بارك الله فيك لكن لم أستطع التحميل من الرابط، ولا أدري هل أنت متأكد أن الموضوع رابط الجزء الثاني من (شرح العمد) أم هو الجزء الثاني من كتاب (المعتمد) وكلاهما لأبي الحسين البصري؟
وبخصوص (قبول الأخبار) لدي منه طبعة سيئة بتحقيق أبي عمرو الحسيني بن عمر بن عبد الرحيم، توزيع مكتبة عباس الباز - مكة المكرمة.
وفي الحقيقة لا أستطيع تصويره الآن فإن تمكنت من ذلك فسوف أقوم برفعه لك إن شاء الله، لكن على كل حال أذكر أن منه نسخة في برنامج (الجامع الكبير) شركة التراث.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 04:26]ـ
أبو عبيدة معمر بن المثنى وجدتهم ينسبونه للخوارج فما رأيك أستاذنا الكريم؟
أحسنت يا أبا هلا، هو كذلك، وقد أخطأت إنما أردت (أبو زكريا الفراء) فوهمت وكتبت (أبو عبيدة معمر بن المثنى) لارتباط في ذهني منذ زمن بعيد بين كتاب (مجاز القرآن) لأبي عبيدة، و (معاني القرآن) للفراء.
والصحيح أن أبا عبيدة فعلا رمي برأي الخوارج بينما نسب أبو زكريا الفراء صاحب (معاني القرآن) للاعتزال، وهو معلم ابني المأمون وكان من المقربين إليه.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 04:33]ـ
أمر يحسن تنبيه الأخ أبا هلا عليه وهو:
الواضح من المشاركة الأولى أن بحثك في المعتزلة حتى عصر المتوكل، والحقيقة أن مصنفات المعتزلة الأوائل حتى تلك الفترة لا أثر لها ولا يوجد منها شيء في المكتبات لا مطبوعا ولا مخطوطا.
والطريق الوحيد في الحصول على أراء هؤلاء هو تتبعها في كتب متأخري المعتزلة والكتب التي أرخت للفرق الكلامية مثل (مقالات الإسلاميين) للأشعري، و (الملل والنحل) لا بن حزم، و (الملل والنحل) للشهرستاني، و (الملل والنحل) لعبد القاهر البغدادي وغيرها من الكتب التي سوف أقوم بسرد معظمها في مشاركة لاحقة بإذن الله.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 04:35]ـ
لدي اقتراح ... وقد لا يكون غائبا عنك ..
وهو أن تنظر في مفردات فصول بحثك, وتفتح على موقع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
وتبحث في الرسائل العلمية, فقد تجد في بعض جزئيات بحثك رسالة علمية كاملة, أو ضمن رسالة علمية, ومن ثم عليك بالبحث عن هذه الرسالة, وأسهلها أن تجدها في مقر المركز بالرياض.
اقتراح طيب لابد من الأخذ به، بارك الله فيك.
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 11:06]ـ
تفضل يا شيخ / علي
وبخصوص كتاب "قبول الأخبار"، فأنا من أنصار "لغة من ينتظر". (ابتسامة)
http://wadod.org/uber/uploads/Sharh_Omad.jpg (http://wadod.org/uber/uploads/Sharh_Omad_V2.rar)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 12:05]ـ
تفضل يا شيخ / علي
وبخصوص كتاب "قبول الأخبار"، فأنا من أنصار "لغة من ينتظر". (ابتسامة)
http://wadod.org/uber/uploads/Sharh_Omad.jpg (http://wadod.org/uber/uploads/Sharh_Omad_V2.rar)
جزاك الله خيرًا، حملت الجزء الثاني، وأنا فيما يتعلق بالأول على لغة من ينتظر.
أما بخصوص (قبول الأخبار) فقد كنت أتمنى ألا أوافقك على لغة من ينتظر، وأبادر برفع الكتاب على لغة من لا ينتظر، لكن لم أستطع، قدر الله وما شاء فعل. (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 01:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجزء الأول من قبول الأخبار على هذا الرابط:
http://www.4shared.com/file/69060432/4f67a1b2/___1.html?dirPwdVerified=18a9f d29
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 03:39]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خيرًا أخي / أبا هلا، ونفع بك.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 03:11]ـ
تابع الكلام في مصنفات المعتزلة المطبوعة
من كتب المعتزلة المطبوعة أيضًا:
((الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل))، تأليف أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري. له طبعات كثيرة.
و ((غرر الفوائد ودرر القلائد)) المعروف بـ ((أمالي المرتضى)) علي بن الحسين الموسوي، طبع بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم.
وهناك مجموعة من علماء اللغة من المعتزلة أو نسبوا إلى الاعتزال ولهم تصانيف يظهر فيها أثر الفكر الاعتزالي من هؤلاء على سبيل المثال:
- أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري صاحب كتاب ((النوادر)).
- وسعيد بن مسعدة، المشهور بـ ((الأخفش الأوسط)).
- وأبو عثمان المازني، النحوي المشهور وهو أول من صنف في علم التصريف على ما أذكر.
- وأبو سعيد السيرافي النحوي المشهور شارح الكتاب لسيبويه.
- وأبو علي الفارسي.
- وعلي بن عيسى الرماني.
- وأبو الفتح عثمان ابن جني.
وقد جمع هؤلاء وتكلم على مذاهبهم العقدية الدكتور محمد الشيخ عليو في الباب الثاني من كتابه: ((مناهج اللغويين في تقرير العقيدة إلى نهاية القرن الرابع الهجري)).
ـ[أبوهلا]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 09:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للأهمية ....(/)
أصول الفقه بين الثبات والتجديد
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 02:22]ـ
أصول الفقه بين الثبات والتجديد
البعد الفكري، والإمكان العملي
قراءة في السببية المطالبة، وأوجه الإمكان التطبيقية التجديدية
تصنيف
يوسف بن محمد الغفيص
عضو هيئة كبار العلماء , عضو اللجنة الدائمة للإفتاء
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد رسول الله وآله وصحبة أما بعد:
فإن تحديد رؤية علمية أمام هذه الفرضية ((تجديد أصول الفقه)) يرتبط بوجود إمكانية مؤهلة من حيث المنهج النظري، والواقعية التطبيقية لإجراء حوار يتطلع لقراءة مراجعة للكتابة الأصولية التاريخية.
هذه المبدئية أو الاتجاه على أقل تقدير يعطي مراجعة للسببية المطالبة بتجديد أصول الفقه، وربما كان من الرسم الصحيح للشكل العلمي: أن هذه الدعوة إنتاج (للعقل المنفعل حضارياً) أو (للعقل المدني المتحول) وفي تقديري: أن هذا العقل عقل ذرائعي افتراضي بدرجة ذوقية عالية!! ومقدّر: أنه يواجه أزمة تكوين، وليس أزمة تطبيق، وليس على علاقة معتدلة مع التراث الإسلامي من حيث الولاء والتصور.
من هنا فإن هذه الفرضية العلمية في شكلها الحضوري لا تحمل إلحاحاً ذاتياً من داخل علم ((أصول الفقه)) أو حتى معطيات علمية وتاريخية قادرة على ترسيم هذا الافتراض.
هذا الإنتاج لا يعني أن (علم أصول الفقه) علم متعالي على التجديد والمراجعة والتصحيح في سائر جزئيات بنيته، بل هذه مراجعة متاحة ومؤهلة علمياً وتاريخياً بل وممارسة داخل هذا العلم أو عند من قرأه من كبار علماء ونظار المسلمين الذين كتبوا في التصحيح الأصولي.
ثمت فرق بين رؤية تقع استجابة لفرضية حضارية أو أزمة تكوينية فكرية وبين الاستجابة لواقعية علمية تاريخية أو حتى حظورية طارئة. هذا الفرق لا يتمثل في القراءة السببية المجردة بل يرتبط به التكوين التطبيقي ولو بمعدل اللغة التعاملية الأولية. ومن هنا فإن الكشف عن حقيقة هذه الدعوة داخل رؤية واتجاه العقل المدنى المتحول سواء كان في اتجاه ما يسمى "اليسار الإسلامي" أو "العقلاني الحر" أو "الوسط الحداثي" يعد قيمة مهمة في تقييم هذه الدعوة التي يحاول رموزها الفكرية المتحولة إقصاء الاتجاه الوسط الإسلامي المحافظ عن الامتياز التأصيلي.
حسب التقدير الشخصي: فإن الدعوة إلى (تجديد أصول الفقه) بهذه الدرجة من العمومية، والنسق الفكري الذي ترفع فيه هذه المطالبة جاءت محاولة تجاوز للتنظيم التشريعي المذهبي القائم في القرون الإسلامية، والممتد في الواقع المعاصر، أو بعبارة أكثر تطبيقية مع الواقع الثقافي: محاولة تحييد النظامية التشريعية التي يمثلها الوسط العلمي المحافظ عن الممارسة التطبيقية المعاصرة، وإعطاء واقعية معرفية لحرية العقل المتحول في كثير من الأوساط الثقافية العربية أو حتى في اليسار الثقافي الإسلامي لتجاوز المنهج العلمي الوسطي الذي مثله الفقهاء الأوائل، وهذه التوافقية بين هذين التجمعين الذي ربما صح أن نسميهم: رواد هذه الدعوة ليست توافقية منهجية، وهذا منطق عدلي يجب أن يكون واضحاً، فمن المؤكد أن "اليسار الإسلامي" أكثر تعقلاً بل لا يمكن أن يؤهل "العقل الحداثي" لمعادلة تعاملية تجاه هذه الدعوة مع كل الأشكال الإسلامية. لكن ربما كان مهماً أن ندرك أن هذه المطالبة، أو بتصورية أكثر: الافتراض التحويلي لأصول الفقه، ليست محاولة علمية داخل التجمع العلمي التخصصي أو اعتباراً شرعياً داخل التمثيل الإسلامي التعددي القائم، وإن كنا ندرك أن هناك مناقشات وربما إيحاءات قبولية أو رفضية قائمة في هذين المسارين لكن البعد الثقافي المعاصر في أشكاله الاتجاهية الفكرية يتعامل مع هذه الفرضية كنظرية يحاول أن يسجل لها استجابة داخل التجمع العلمي التخصصي أو داخل التطبيق الإسلامي التعددي أي: خلق سببية معرفية أو شرعية، ورغم وجود مقتضيات نسبية في المحورين فإن تجسير العلاقة مع العقل الوضعي أو العقل المتحول يمثل تسرعاً ولو بمستوى التصويت الأولي لصالح تصحيح النظرية،وهنا يمكن أن نسجل رفض القبول لهذه الدعوة التي تقع تحت رؤية فكرية متحولة، وليست على علاقة مناسبة مع التراث الوسطي المحافظ بل يكون هذا ضرورة منهجية لازمة التحقيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن هذا العلم الذي بدأ التصنيف فيه – حسب رأي الأكثرين خلافاً لبعض الأحناف – الإمام محمد بن إدريس الشافعي، في كتابه المسمى: بالرسالة. والتي كانت محاولة وضع قاعدة توافقية بين "مدرسة المحدثين" و"مدرسة الرأي" في التداول الفقهي، حيث كان في تلك المرحلة التاريخية بعض الامتياز بين هاتين المدرستين في التحصيل الفقهي مع كثير من التوحُّد في أصول التلقي والاستدلال.
وبإمامة الشافعي العلمية المتعددة مثلت رسالته التي أرسلها إلى الإمام عبد الرحمن بن مهدي المحدث، واقعية تطبيقية تمثلت بعد عصر الشافعي في النظم العلمية المكتوبة في المذاهب الفقهية الأربعة في الفقه وأصوله.
ويدرك القاري لكبار كتب الفقه عند الأحناف والشافعية والمالكية والحنابلة وكذا كبار الكتب الأصولية أن ثمت توافقية في اعتبار نظم التشريع وأصول الاستدلال وكثير من نتائجه وفروعه مع امتياز حاصل نتيجة معطيات متعددة علمية ومذهبية وغيرها، وربما صح أن بعضاً من الاميتاز المسجل تاريخياً بين المذاهب لأربعة كان مرتبطاً بالطائفية التي تمثلت في التمذهب الشمولي والتعصب والتقليد عند كثير من أتباع الأئمة.
فهو إلى حد كبير لم يكن موقفاً علمياً محضاً فضلاً عن كونه ضرورة منهجية مذهبية تستلزمها الأصول المتحققة عن الإمام المتفقه على مذهبه كمالك والشافعي. بل بعض من الامتياز وإن كان له بناء ورسم علمي إلا أنه ولائي بنسبة مقدرة من حيث التكوين.
ولست ترى أن الأئمة الأربعة يمارسون هذا الامتياز بنفس الدرجة التي يمارسها كثير من أتباعهم ولا سيما متأخريهم.
ومن هنا فإن المحققين من علماء الإسلام الكبار لا يرون تفضيل أحد هذه المذاهب الأربعة في النظم الأصولية أو الفروع الفقهية المحصلة تفضيلاً عمومياً من حيث الأصل بل يرون ثمت تحقيقاً تفاضليا نسبياً بحسب الأبواب المقررة في الفقه وأصوله. كتقديم أحد هذه المذاهب في قواعد القياس والعلة و السبب، أو دلالات الألفاظ، أو ترتيب و توفيق الأدلة المختلف فيها ونحو ذلك، وكذا في الأبواب الفقهية كتقديم مذهب في مسائل الطهارة وآخر في المناسك وآخر في الأطعمة و هلم جرا. ومع هذا فلا يقع هذا التفضيل في سائر المسائل المقولة باطراد بل يكون هذا من حيث الجنس الذي يتخلف بعض أفراده. والناظر في كتب الفقه و أصوله يرى تداخلاً في كثير من الفروع والقواعد التطبيقية بين هذه المذاهب فضلاً عن التوافق في أصول الاستدلال، وجماع الفروع المتفق عليها، و بخاصة بين الشافعية والحنابلة في الفروع الفقهية، وبين الشافعية والمالكية المتأخرين في كتب الأصول هذا التداخل الثاني بفعل الجمع المنهجي الكلامي الذي انتجته مدرسة الأشعرية التي أكثر ممثليها من الشافعية ثم المالكية، حتى أطلق كثير ممن كتب في تاريخ أصول الفقه: أن ثمت طريقتين للتأليف فيه: طريقة المتكلمين الممثلة عند علماء الأصول من الشافعية و المالكية في الجملة، وطريقة الفقهاء التي تضاف للأحناف، ويذكر كثيرون وجود منهج توفيقي بين الطريقتين. وهذه القراءة التاريخية في التصنيف المنهجي لصياغة هذا العلم فيها مراجعة، وعليها سؤالات ليس هنا إمكان للحديث عنها.
لكن المهم قوله هنا: أن أكثر كتب أصول الفقه التي يجري التعامل معها في هذا العصر، بمعنى: أنها ورقة القراءة المفترضة، مكتوبة بتكوين علمي مركب إلى حد الاختلاف إذا اعتبرنا الأصول التجذيرية لهذا التركيب، حيث مثل "علم الكلام" الذي استعمله المعتزلة ثم الأشاعرة و الماتريدية في التقرير العقدي أثراً في التقرير والصياغة الأصولية، وإن كان ليس بنفس الممارسة العقدية، لكن حين تقرأ البرهان لأبي المعالي الجويني أو المستصفى لأبي حامد الغزالي أو المحصول لابن الخطيب الرازي أو الأحكام للسيف الآمدي وهم من أعيان الشافعية الأصولية، المتكلمة على الطريقة الأشعرية أو في المعتمد لأبي الحسين البصري المعتزلي الحنفي وترى رسم أصول الفقه عند هؤلاء المصنفين و أمثالهم من أعيان علماء الكلام فهنا يكون من الواضح أثر هذا العلم في صياغة أصول الفقه فضلا عن استعمال المنطق الأرسطي المترجم كآلية للتراتيب الأصولية عند كثير من المتكلمين المصنفين في الأصول، وربما صار هو قانون العقل كما هو اتجاه الغزالي. وإذا أخذنا الاتجاه المذهبي الفقهي وجدنا أنه
(يُتْبَعُ)
(/)
يُشكل مع الاتجاه القانوني (الكلامي ـ المنطقي) تركيباً متمايزاً ليس أثره يختص بصنعة الحرف والكلمة،ونسق الصياغة بل يتحصل له أثر في النتائج العلمية، وانقطاع التواصل أحياناً مع المذهب الفقهي،و ربما صح أن نقول: إن هذا الترتيب المتمايز شكّل العقل الأصولي في الطور الثاني بعد الشافعي.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 02:27]ـ
وهنا من الصعب أن تقرأ علاقة تمامية بين الفقه الذي قرره الشافعي وأئمة أصحابه المتقدمين، والأصول التي نظمها للمذهب أمثال الجويني والغزالي و الرازي. وهذا مطرد مع كثير من الأصولين من أصحاب مالك المتأخرين وكذا بعض الحنفية كأبي الحسين البصري صاحب المعتمد بل وجمع من الحنابلة وإن كانوا أكثر تسالماً مع فقه إمامهم وأصحابه الأوائل لأن علم الكلام لم يستعمل منهجاً عند الحنابلة كما وقع في غيرهم وإن كان هناك ممارسات كلامية لبعض الحنابلة أو ما هو من النقل الذي دخل عليهم من التحصيل من كتب الأصول التي صنفها متكلمون.
هذه قراءة طويلة بل ومعقدة لكن ربما كان مهماً أن نعرف بعض حركة التركيب التاريخي لهذا العلم.
و حينما نحاول أن نقرأ الأمور حسب مساحتها القائمة فلا يعني أننا نمارس حركة الإغلاق من الداخل لأي مشروع تجديدي، لكن من الحق أن نعي أن التراث العلمي الأصولي قيمة راقية، ومع ذلك ففيه مساحة للمراجعة والتجديد حسب قواعد الشريعة و مقاصدها المتقررة في الكتاب والسنة وليس حسب الذوق الفكري المتنصل من الولاء العلمي التاريخي.
إن التجديد فضيلة شرعية، وهو مصطلح مشرق يعني التخلص من سلطة النفس، والتقليد، والتعصب لما هو بمقتضى أصول الشريعة ليس مؤهلاً لهذا الإلحاح مما هو داخل دائرة الخلاف و الاجتهاد عند أئمة الإسلام وفقهائه إلا أن من المتحقق أن التجديد في هذا العلم ليس فضيلة معاصرة تمثلها دعوة أو اتجاه بل هو ممارسة سابقة على يد كثير من محققي علماء الإسلام، ومن أخص ذلك الإشارات التي نقد فيها الإمام ابن تيمية في موارد من كتبه كثيراً من المسائل المكتوبة في كثير من الكتب الأصولية و بخاصة ما تحصل بأثر علم الكلام. ويعد ابن حزم من أخص من كتب في هذه المراجعات في مصنفه الأصولي " الأحكام " وإن كانت مراجعته رسماً مذهبياً لأصول الظاهرية أكثر من كونها تصحيحاً بأصول متقررة عند الأئمة المتقدمين كما هو منزع الإمام ابن تيمية.
بل إنك تقرأ داخل المحور الأصولي نفسه قراءة حوارية أو جدلية بين الأصوليين حسب الإملاء المذهبي العقدي أو الفقهي. ويعد الشاطبي من كبار المراجعين في القراءة و الصياغة الأصولية. صحيح أننا قد نحاول أن نبحث عن تجديد آخر في أصول الفقه أو نستكمل هذه المراجعات هذا لا يبدو مشكلاً،والتاريخ لا يمكن أن يغلق باب الاجتهاد و التجديد في لحظة معينة، والأمة لا تزال بحاجة إلى التطوير العلمي، وحين ننتقد الدعوة المعاصرة " تجديد أصول الفقه " المطروحة في أوساط فكرية معاصرة مختلفة بل ومتناقضة أحياناً فمن "اليسار الإسلامي" إلى "الاتجاه العقلاني الحر"، إلى "الوسط الحداثي" الذي يحاول بمثل هذه الدعوة تسجيل مصداقية تصحيحية لأنموذجه المختار، و ثمت أشكال ثقافية أخرى متبنية أو متعاطفة مع هذه الدعوة فهنا يفترض أن نكون أكثر وعياً بسببية هذا النقد فليس هو إنتاجاً لرفض التجديد، أو محاولة لرسم الإغلاق الثقافي، أو مشاكسة للإبداع بل محاولة قراءة للأمور كما هي، وكما تستحق دون مزاحمة عواطف التاريخ القبلية و الحضورية.
إن نقد هذه الدعوة إلى حد الرفض في إطارها الفكري السابق يعد ضرورة منهجية ولزوماً شرعياً.
يبدو من المهم كثيراً أن نتصور مناط التجديد و محوره قبل ترتيب الحكم فحين نتحدث عن التجديد في مشروع إسلامي تعاملي، أو حركي،أو وسائلي يرتبط بالواقع الدعوي أو الاجتماعي أو التربوي فهنا ندرك أننا في مساحة واسعة حسب الاجتهاد الشرعي القائم لكن حين نتحدث عن مشروع تجديدي مقدم من دوائر فكرية متقاطعة مع المنهج الشرعي الوسطي المحافظ فهنا يفترض أن نفكر بطريقة واعية وأن ندرك أننا في مساحة ضيقة و معقدة التركيب، وأننا أمام رؤية تأسيسية،ومن الصعب أن توجد رؤية تصالحية بل نكون أمام حتمية الرفض كضمان منهجي.
(يُتْبَعُ)
(/)
من المهم أن نتجاوز في هذه الورقة لغة الشعارات الحضارية قبولاً أو رفضاً و ألاّ نقرأ هذه الفرضية في التجديد قراءة ذوقية. ومن المهم تماماً أن ندرك أن هذه الدعوة تحمل بعداً فكرياً يمثله معارضون للمنهج السني المحافظ بشكل كبير.
إن هذه الدعوة " تجديد أصول الفقه " في الأوساط الثقافية الفكرية المعاصرة المتمثلة فيما يسمي اليسار الإسلامي، و الاتجاه العقلاني الحر،والوسط الحداثي يرى رموز كل اتجاه فيها محاولة لتجاوز المسار المحافظ المعتدل في الوسط الثقافي بسلطة قانونية، وهنا يمكن أن نتصور أننا نتحرك في المسار التكويني التأسيسي المنهجي، ولسنا أمام قبول أو رفض التجديد و الإبداع.
في التقدير الشخصي فإن مشروع " تجديد أصول الفقه " لا يمكن أن يكون له قاعدة أولية يفضّل المصادقة عليها كفضيلة مجردة وهي " قبولية التجديد " هذه المبدئية فرضية ذهنية كلية لا تتجاوز إلى العقل التصوري. أي: أن تجزئة المشروع لا يمكن أن يكون له وضوح في التطبيق العلمي.
إن إعطاء حكم لدعوة تجديد علمية يرتبط بتصورين:
أ ـ معرفة السببية المطالبة بهذا التجديد.
ب ـ معرفة القدر الذي تتمتع به هذه الدعوة من حيث الإدراك و التصور و الفهم، أي: نسبة الوعي بهذا العلم في العقلية المطالبة.
وهنا يكون الحكم المنتج أكثر عدلية بين التراث و التجديد.
وهنا نقول: إن القاري لكتب أصول الفقه و التراث الأصولي و لا سيما في طوره الثاني بعد الشافعي الذي يعد الأخصب من حيث سعة التصنيف يدرك أن ثمت تركيباً علمياً في التكوين والبناء يصل أحياناً إلى حد الانعقاد، وترى أنه رسم بطريقة نظرية مرتبطة بالنص، والمذهبية الفقهية، والاتجاه العقدي، والصنعة الكلامية والمنطقية واللغة العربية و مادة من اللسانيات، وهذا التكوين جعل كثيرين حتى من المثقفين لا يتمتع بقدرة كافية لقراءة هذه المصنفات بإدراكية مناسبة، وصار هذا العلم ينغلق تفصيله على الكثير أو الأكثر لضعف الامتياز العلمي و الثقافي حتى إنك ترى في الأكاديميات العلمية المتخصصة جمعاً من المختصين في دراسة الفقه المذهبي أو المقارن ليس على علاقة متناسقة مع التصنيف الأصولي المذهبي أو المقارن كنظام يطبق بصورة بنائية ترتيبية. وهذا وإن كان له سببيات أخرى إلا أن هذا المؤثر أكثر وضوحاً، و ترى في المختصين بالدراسة الأصولية من لا يتمتع بملكة فقهية تطبيقية حسب قراءته الأصولية.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 02:28]ـ
هذه الإشارة ليست نقداً يوجه للواقع الأكاديمي المتخصص بشكل مقصود لكنها محاولة قياسية لتقرير: أن الوسط الثقافي المطالب يواجه أزمة في سببية المطالبة، وأيضاً في الوعي الإدراكي العلمي الذي يواجه حتى المتخصص في الدراسة الأصولية.
ومن العدل و الإنصاف أن في التجمع المتخصص والثقافي قرّاء ذوي امتياز متقدم في التصور المعرفي لهذا العلم.
لكن حينما تكون المطالبة تواجه أزمة وعي معرفي بهذا العلم فهنا يمكن أن نتصور: أنها مطالبة ذوقية ذرائعية تقع عند كثيرين محاولة استجابة لتجاوز مرحلة من التكوين الفكري.
إن الكتابة في أصول الفقه بطريقة إبداعية يحتاج لثراء علمي، وهذا ليس إنتاجاً لطبيعة التصنيف الأصولي بل هو حقيقة ذاتية يتمتع بها هذا العلم وهنا يفترض لمن يحاول رسم مشروع علمي أصولي أن يراجع قاعدته العلمية بدرجة كافية!!.
و يمكن ألا نكون مبالغين في التشكيك بوجود تأهيل معرفي داخل كثير من الأوساط الفكرية المطالبة يمكن أن يمارس مصداقية معرفية في مشروعه المقترح إلا إن كان محور مشروعه تقويض البناء الأصولي!!!؟.
وحسب التقدير الشخصي فإن قراء التراث المعرفي بصورة تكاملية في هذه الأوساط لا يمثلون عددية تستطيع أن ترفع شعارات جادة في الوسط الثقافي المتحول.
وإذا كان العقل المدني المتحول يريد أن يعي ذاته، فمن الضروري أن يعترف بهذا الحق لكل من يتمتع به حتى ولو كان تاريخياً مارس حريته في مرحلة تاريخية فربما كان مؤهلا للاستمرارية،والوعي والحرية غير مرتبطة بالتسلسل التاريخي. فمن الصعب أن يفرض العقل المتحول سلطة على مساحة الرأي كلها. والعقل الإسلامي الوسطي المحافظ هو الأساس و الصانع لهذا الانتاج فمن المهم أن يمارس سلطته.
إن الصياغة لأصول الفقه تتطلب ثراء علمياً في النصوص و مقاصد الشريعة ولغة العرب وقواعد العقل الإسلامي و سعة علم بأقوال الفقهاء، و قواعد المذاهب، ومتطلبات في القدرة والعبقرية بل وإرادة صادقة متدينة.
إن علم أصول الفقه علم متدين وهذا امتياز وليس إشكالية يحاول تجاوزها باسم التجديد. ومع هذه المحاذرة والتشكيك بل رفض التعامل و القبول لهذه الدعوة التي تمثلها اتجاهات فكرية غير متواصلة مع التراث والمسار الوسطي المحافظ المعتدل فإن الفضيلة الشرعية " التجديد " تبقى امتيازاً يخاطب أهل العلم و الاختصاص بتطبيقه حتى في هذا العلم علم أصول الفقه، و ربما كان من اللغة الخطابية أن نقول: إن التجديد الفاضل هو التجديد في أصول الفقه وليس تجديد أصول الفقه.
إن هذا العلم من أخص تراث الأمة،والقارئ له يدرك أنه صياغة راقية للنظم الشرعية بل وصياغة للعقل الإسلامي، وأنه مؤهل في الجملة للاستمرارية في هذا العصر الحضاري إذا كنا نتعامل مع هذا العلم بوعي وإدراك، ووضوح في المقاصد. حسب التقدير الشخصي فإن هذا العلم بتكوينه التاريخي لم يواجه مشكلة حضارية أو يصطدم بها، بل هو صياغة علمية شمولية مؤهلة لاستيعاب الطارئ والنازل حسب الإملاء الشرعي الذي بنى عليه هذا العلم، وليس حسب رؤية "العقل المدني المتحول" المقطوع أو المتنصل من التراث، الذي يحاول تجاوز المسار المحافظ المعتدل من الداخل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 02:29]ـ
وهذا لا يعني أنه علم مغلق عن الدراسة و المراجعة والتصحيح حسب قواعد الشريعة وأصولها بل يعد هذا العلم أخصب العلوم المصنفة تصنيفاً شرعياً للمراجعة و التنقيح نظراً لتعدد مادته التكوينية وتأثره بأكثر من محور معرفي،ومن المناسب هنا أن أشير إلى موارد المراجعة والتصحيح الممكنة بل والمقترحة في كثير من كتب أصول الفقه المصنفة من قِبل كثير من أتباع الأئمة:
1 - المورد العقدي في جملة من المسائل الأصولية التي ذكرها متكلمة المعتزلة المصنفين في أصول فقه الحنفية، وذكرها متكلمة الأشعرية المصنفين في أصول فقه الشافعية و المالكية كالجوينى وأبي حامد الغزالي و الرازي وهم من الشافعية و أمثالهم.
ولعل من أخص مسائل هذا المورد كثير من المسائل المذكورة في التكليف و أحكام خطاب الشارع و حكم العقل، وهذا يغلب عليه أنه نتيجة لمقولات عقدية يذكرونها في كتب أصول الدين التي صنفوها لتقرير المذهب العقدي عند المعتزلة والأشعرية، وأكثرها يلحق بترتيب على القول في مسائل القدر والإرادة والتعديل و التجويز التي بحثها أمثال القاضي عبدالجبار بن أحمد المعتزلي في كتبه العقدية كالمغني و شرح الأصول و المحيط بالتكليف وشرحها علماء الأشاعرة المتكلمة في مثل التمهيد للقاضي الباقلاني والشامل و الإرشاد للجوينى ونهاية الإقدام للشهرستاني و أصول الدين للبغدادي والمطالب العالية ونهاية العقول و الأربعين لابن الخطيب الرازي، وغاية المرام للآمدي وغيرها. وهذه التراتيب على المقولات العقدية لا تختص بهذه المسائل بل ثمت أثر عقدي في مسائل أخرى.
وهنا إشارتان:
أ ـ أن هذه التراتيب ليست لازمة في بعض الأحوال لما اعتبرت به من المقولات العقدية، وهذا ما قرره الإمام ابن تيمية في كلامه عن جملة من مسائل التكليف الأصولية التي بنيت على الخلاف العقدي في القدر بين المعتزلة و الأشعرية وهذا المعنى أشار إليه بعض محققي نظار المتكلمين و الأصوليين، و ثمت قدر من هذه التراتيب هو معتبر بالمقولات العقدية بلا منازعة.
ب ـ أن هذه التراتيب المبنية على المقولات العقدية تصاغ كثيراً في الكتب الأصولية خلافاً بين الحنفية والشافعية و تراها من حيث المبنى أو الذكر خلافا بين المعتزلة و الأشعرية في الكتب العقدية، وعند التحقيق فإن أئمة المذاهب الفقهية كالشافعي و أبي حنيفة ليسوا على اتصال بهذا التقرير الأصولي المرتب وكذا كبار أصحابهم المتقدمين،ويقع في كثير من كتب الأصول المتأخرة مقالات مخالفة لمذهب الأئمة المتقدمين -الأئمة الأربعة وغيرهم هي عند التحقيق مقالات للمعتزلة أو نحوهم من الطوائف الكلامية المخالفة لمقالات أئمة السلف أهل السنة والجماعة.
2 - المورد الثاني المؤهل للمراجعة والتصحيح في الكتب الأصولية: تأثر كثير من هذه الكتب ولا سيما في الطور الثاني من تصنيفه بعلم الكلام.وهو علم أنتج من قبل جملة من النظار لتقرير رأيهم العقدي في الإلهيات من حيث الأصل ثم استعمل في مسائل القدر،واستعمله كثير من متأخري المتكلمين في تقرير مسمى الإيمان و جملة من مسائله.
وقراءة هذا العلم من التكوين ليس هذا محل يراد له إلا أن من المتحقق أن أئمة المذاهب من المحدثين والفقهاء الأوائل كانوا طاعنين في هذا العلم ومن هؤلاء الأئمة الأربعة (أبو حنيفة ومالك والشافعي و أحمد) و كبار أصحابهم المتقدمين، وطعن هؤلاء في هذا العلم محفوظ بالأسانيد التي رواها المصنفون في أصول السنة من كبار أصحاب الأئمة، وقد ذكر أبو إسماعيل الأنصاري الهروي نقلاً متواتراً عن الأئمة المتقدمين في ذم هذا العلم في مصنفه " ذم الكلام " وقد صرح بهذا التحقق كثير من حذاق متكلمة الأشعرية كالجويني و الغزالي و الشهرستاني، لكنهم يتأولون مقصد الشافعي وأمثاله في ذمهم بما لا ينافي اتخاذهم له مع انتحالهم قول الشافعي في الفقه وأصوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا العلم " علم الكلام " قد كدّر علم أصول الفقه، كما هيأ للاضطراب والتهوك في أصول الدين عند أربابه السالكين له كما صرح بذلك الشهرستاني في مقدمة كتاب نهاية الإقدام، والرازي في كتابه أقسام اللذات، والجو يني والغزالي من قبل، فليس هذا التصور من إملاء مخالفي المتكلمين فحسب بل قد شهد به كبار رواده،بل مما يعلم أن الطعن في علم الكلام مجمع عليه بين أئمة السلف رحمهم الله.
3 - المورد الثالث: إدخال مسائل نظرية مجردة في كثير من كتب أصول الفقه ليست من المقولات العقدية أو الأصولية بل هي مسائل مجردة و الخلاف فيها جمهوره نظري بل كثير منه لا ثمرة له حتى نظراً وهذا يقع في مسائل مقولة في المقدمات الكلامية و النظرية و اللسانية، خاصة أن كثيراً من هذا النزاع المذكور يُنصب مع شذاذ في تاريخ المعرفة والفكر كالسفسطائية، والسمنية وأمثالها من أصحاب الاتجاهات الفلسفية البائدة.
وهذا المورد كثير منه إنتاج لعلم الكلام ودخوله في الصياغة الأصولية كما صرح بذلك الغزالي في مقدمة المستصفى، وذكر أنه يذكر من هذا القدر اللائق وإن كان نقد كثيراً ممن قبله من متكلمة الأصولية الذين أسرفوا في هذا الخلط حسب عبارة الغزالي ثم شرع في رسم مقدمته المنطقية.
ونقد هذه المسائل النظرية المجردة أشار إليه جمع من الأصوليين كالجويني في البرهان والغزالي في المستصفى وابن حزم في الأحكام و الشوكاني في إرشاد الفحول وغيرهم وإن كان هؤلاء حكوا ما هو من ذلك وذكروه مع انتقادهم لبعض صوره.
ويعد الشاطبي من مقدمي نقاد هذا النوع، المتباعدين عنه.
4 - المورد الرابع: المنطق الأرسطي المترجم وأثره في بناء و صياغة أصول الفقه عند كثير من متكلمة الأصولية. وفي التقدير الشخصي أن أثر المنطق الأرسطي لم يختص في كثير من المصنفات الأصولية التي كتبها النظار بنسق البناء وصورة الصياغة بل شارك في تشكيل العقل الأصولي في الطور الثاني لهذا العلم، كما تقرأ هذه الإشارة عند كثيرين ومن أخصهم الغزالي صاحب المستصفى.
و المنطق الأرسطي قد نقده كثير من النظار الإسلاميين من الأصوليين و غيرهم حتى من استعمله في بعض أطواره فإنه رجع كثير منهم إلى ذمه ونقده، وترى الغزالي حينما يكون رياضياً إشراقياً يتجاهل قيمة المنطق. والقراءة في نقد المنطق الأرسطي تعد مراجعة طويلة لكن يمكن الإشارة إلى أن هذا المنطق وضعه أرسطو آلة للمنهج العقلي التجريدي الذي هو قوام فلسفته، وهذا يعنى أنه غير مؤهل التواصل مع العقل الإسلامي.
ويعد الإمام ابن تيمية من كبار رواد هذا النقد في مصنفات أخصها " نقض المنطق ".
5 - المورد الخامس: تأخر أهلية كثير من المصنفين في أصول الفقه عن التكاملية المناسبة المفترضة. ولئن كان الإمام الشافعي الذي وضع فواتح وقواعد هذا العلم كان يتمتع بأهلية علمية ربما صح أن نقول: مثالية. فإنك حين تقرأ سيرة الشافعي تجد أن ثمت ثراء علمياً متعدداً بل إمامه متعددة في الحديث والفقه و العربية و النظر الذي هو الاعتبار الشرعي المقاصدي، لكن كثيراً من الأصولية بعده مع امتيازهم العقلي و امتلاكهم قوانين نظرية و معرفتهم بالفروع الفقهية و لا سيما في المذهب الإنتمائي إلا أن تأخرهم عن سعة العلم بتفاصيل السنة والحديث النبوي الذي هو أحد معتبرات وضع قواعد المقاصد فضلاً عن الضوابط التفصيلية الإطرادية المذهبية شارك في عدم تمامية كثير من هذه المصنفات، وصار ثمت نظرية تجريدية في بناء بعض النظم الأصولية ولا سيما إذا عرف أن سببية هذا التأخر في الغالب هي مزاحمة علم الكلام و المنطق الصوري من حيث اشتغال المتكلمين به عن تفاصيل الأحاديث والآثار، ومن الحقائق التاريخية أن علماء الكلام من المعتزلة و غيرهم و حتى جمهور علماء الكلام الأشعرية ليسوا من أهل الاختصاص بمعرفة السنة والآثار و ما صح وما ورد.
وترى أن أبا حامد الغزالي وهو من أكابر أساتذة علم أصول الفقه مع ثرائه العلمي إلا أنه يذكر عن نفسه: أنه مزجي البضاعة في الحديث.
و لئن كان الأصوليون يذكرون في شروط المجتهد في الأحكام العلم بتفاصيل الأحاديث الواردة في الأحكام والتكليف فإن هذا الشرط أكثر إلحاحاً في حق من يرسم قواعد ونظم التشريع استقراء من مصادر الشريعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - المورد السادس: تطويل هذا العلم بمسائل أصولية مجردة عن الثمرة وهذا نوع أخص من المذكور في المورد الثالث، وهذا له مثالات ذكرها وأشار إليه كثير من الأصولية أنفسهم وإن كان أكثر هؤلاء أمضاها في تصانيفه.
7 - المورد السابع: تركُّب هذا العلم من غير مادة أنتج إشكالية تقاطع هذا العلم مع الفروع الفقهية و عدم وضوح التطبيق كممارسة متاحة، ولا سيما في التصانيف التي تسمى عند كثيرين: المصنفات على الطريقة الكلامية.
وإن كان يقال عند كثيرين: إن سببية هذا التقاطع أن هذه الطريقة تنتج الفروع وليس يراد أن الفروع تنتجها. لكن هذا عليه سؤلات تأخره عن رتبة الصحة والمناسبة.
8 - هنا إمكانية لأهل العلم العارفين بأصول السنة والشريعة لمراجعة بعض القواعد الأصولية الخلافية بين الأصوليين التي لها اتصال بإنتاج أحكام النوازل المعاصرة، ورسم صياغة شرعية أكثر مناسبة لهذه النوازل.
وفي التقدير الخاص: أن هذا العلم تتجه أكثر مراجعته إلى " التنقيح " وليس هناك وضوح علمي في حاجة هذا العلم إلى إعادة بناء بمعطيات جديدة كما هو ادعاء العقل المدني المتحول.
و من المقدر هنا: أن الواقع الحضاري بمعطياته و نوازله يمكن أن يستوعب داخل هذا العلم حتى في شكله التاريخي البحت إذا كان ثمت امتيازان:
أ- الثراء العلمي لقارئ كتب الأصول، فهذا العلم في تركيبه انعقاد علمي وتاريخي حتى قال بعض الناظرين فيه: إنه علم لا يحمل استقلالاً، وهذا وإن خالفه الأكثر إلا أنه إشارة إلى حقيقة تكوين وبناء هذا العلم التعددية.
ب- المصادقة على استمرار حكمية وأهلية التراث العلمي التشريعي المحصل من مصادر التشريع المعتبرة عند علماء الإسلام، وأن الواقع الحضاري يمكن أن يستوعب من حيث الجملة داخل هذا التراث مع فتح باب الاجتهاد و الترجيح و التجديد لمن يتأهل لذلك من أهل العلم والمعرفة بأصول السنة ومقاصد الشريعة.
و من الصعب أن نتصور أن النظم الأصولية كانت مجرد لحظة استجابة لمعطيات حضورية تاريخية، وأن الواقع الحضاري يملي علينا استجابة من مقدماتها تجاوز التاريخية العلمية كما هو اتجاه موجود في بعض الأوساط الثقافية الحداثية. في التقدير أن هذه رؤية ذوقية ذرائعية وليست قراءة علمية جادة في التراث.
و في ختم هذه الإدلاء السريع في تقديم رؤية حول هذا الموضوع " تجديد أصول الفقه " يمكن أن نلخص هذه المحاولة: بأن هذا الموضوع يقع في محورين:
1 - المحور الفكري المنهجي.
2 - المحور العلمي التخصصي. ونتيجة الحكم في المحورين مختلفة بصورة واضحة.
وهذا الرأي المكتوب اجتهاد محتمل في بعض جوانبه وثمت جوانب أساسية ثبوتية داخل هذه الرأي. وأحب أن أشير إلى أنه ليس توافقاً أو رداً لورقة شارك فيها بعض الباحثين في هذه الندوة فلست على اطلاع وقت كتابة هذا الموضوع على المشاركات المتدوالة، كما أشير إلى أن هذا الموضوع يعتبر الحديث عنه، فيه انعقاد ويحتاج إلى تصور متميز ومن هنا لست أميل إلى فتح الحوار في هذا الموضوع لسائر طبقات القراء كما هو الشأن في موضوعات التربية والاجتماعيات و قضايا الدعوة الواقعية التي من المهم كثيراً أن تفتح المساحة فيها.
وأخيراً هذا الحديث و المشاركة إملاء من الذهن وليس بحثاً و ملاحقة للحروف المكتوبة في التصانيف ولهذا جردته عن النقل والإحالة وقصدت أن يكون واضح التناول بلغة مقربة لإعطاء رؤية مبسطة عن حقيقة هذه الدعوة وبعده الفكري، وإمكانها العلمي،وأنهما مساران مختلفان فالرفض للأول لا يعني رفض الثاني وهذه حقيقة فاضلة الإدراك والوعي،ولم تكن هذه المشاركة محاولة رد مفصل على اتجاه فكري فهذا استقراء آخر.
والله الهادي إلى صراطه المستقيم و الصلاة والسلام على النبي محمد وآله وصحبه
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 02:30]ـ
منقول من مجالس النعماني(/)
اقترح عالما يُعتنى بعلمه وتراثه وتُصاحَب أنفاسُه الدهرَ ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 02:44]ـ
يَجمُل بطالب العلم ويحسن أن يختار عالما:
يعتني بعلمه
وقراءة تراثه
وتحليل فكره وعقليته وأسلوبه
وبيان منهجه وأصوله
وتحقيق ما لم يطبع من تراثه بعد التنقيب عنه
يسير في ذلك كله على طريقة الاستقراء الكلي التام
ويكون ذلك في جانب مسيرته في طلبه وتحصيله للعلم
فيصاحب أنفاس هذا العلم طيلة حياته
ربع قرن فأكثر
بحيث يشهد له أهل العلم بأنه أعلم الناس بهذا العالم أو يصبح عندهم مرجعا يرجعون إليه في كل ما يخص هذا العالم
وفي ذلك فوائد جمة
/// منها معرفة دقيق العلم إذ هذا العمل ضرب من التخصص
/// كشف ما يشكل عن هذا العالم
في كلامه وعلمه
أو في ترجمته وسيرته
/// أو ابطال معنى اشتهر عنه أو رفع ظلم وقع عليه لتقصير في دراسة علمه وحاله أو التنبيه على منقبة له أو حق لم ينبه عليه من قبل
إلى غير ذلك
ولعظيم الفائدة المترتبة على هذا العمل العظيم قام به وسلك هذه الطريق كثير من العلماء:
كالذهلي وغيره مع الزهري
والوكيعي مع وكيع
والأعمشي مع الأعمش
وغيرهم
واشتهر ذلك في هذه العصور على الوصف الذي وصفت:
كهارون مع الجاحظ
وعُضيمة مع المبرد
وشاكر مع المتنبي
وأبو زيد مع ابن القيم
والديب مع الجويني
وغيرهم
ولا شك أن من أهل العلم من لا يستحق أن يفرد بهذا المشروع إما لقلة علمه أو ضياعه أو يكون إفراده بذلك قليل الفائدة
لذلك لا بأس من ذكر أبرز صفات هذا العالم الذي يقدم على غيره ويكون أولى منه بهذا المشروع
فيحسن أن يكون:
/// متفننا واسع الاطلاع تكلم في أكثر من فن كالجاحظ وابن القيم مثلا
/// أو مبرزا في فنه حتى عد من محققي هذا الفن كابن حجر مثلا
/// أو كلامه حجة لا أقصد حجة في اللغة لكن في العلم كالشافعي مثلا والخطابي في شرح الحديث فأنت ترى اعتماد جل شراح السنن على معالمه
/// أو مغمورا لم يعط حقه وهذه أهم الصفات المرشحة
/// ولم يفرد بهذا المشروع من قِبل الباحثين كما سمينا آنفا بعضهم
هذه بعض الصفات ذكرتها لتصوير المطلوب لا تحديده والله الموفق
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 02:59]ـ
وأحب_تكرما_ لمن قدم عالما أو أكثر أن يذكر سبب تقديمه وترشيحه لهذا المشروع
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 03:36]ـ
والوكيعي مع وكيع
من أين لك: أن الحافظ أبا جعفر الجلاب قد عُني بحديث أبي سفيان الكوفي؟! هل أخذتَ ذلك من لقبه أم ماذا؟!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 03:47]ـ
ابن عقيل مع ابن حزم شيخنا .... :):) و الحقيقة ان هذه الفكرة للأسف قد سبقنا اليها المستشرقون بعد عصور الاستشراق الموسوعية في القرنين 17 و 18 تلتها مرحلة تخصص المستشرقين في انواع العلوم الشرقية و مختلف المدارس ثم تبعتها مرحلة تخصصهم بالعلماء دراسة و تحقيقا و تعريفا كتخصص ماسينيون بالحلاج و الغزالي و تخصص هنري لاوست بابن تيمية و تخصص المقدسي بابن عقيل و هكذا ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 03:52]ـ
ترى؟
هل يوافقون عليّ مع الأستاذ النورسي؟!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 05:16]ـ
من أين لك: أن الحافظ أبا جعفر الجلاب قد عُني بحديث أبي سفيان الكوفي؟! هل أخذتَ ذلك من لقبه أم ماذا؟!
إنما قصدت الحافظ أبا عبد الرحمن أحمد بن جعفر وأخذته من ظن أبي سعد التميمي
وقول الشهاب الكناني ذلك في الجلاب يحتمل:
/// أن يكون وهما، ويكون ظن أبي سعد إنما هو في ابن جعفر لا غير
/// أو عمم ظن أبي سعد
/// أو عنده زيادة علم فإنه قال في "فصل في الأنساب من الألقاب": جمع حديث وكيع
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 05:33]ـ
ولا بأس بذكر من قام بهذا العمل غير ما ذُكر آنفا وهل وفق في مشروعه أم لا بحيث لا يكون من سيقوم بعمله تكرارا لا فائدة منه؟
وأيضا من يقوم به ويسلكه مع أحد العلماء حتى لا تتكر الجهود
وليس المقصود الاقتصار على علماء الشرع بل يدخل في ذلك الشعراء وغيرهم أيضا ممن يستحق ذلك
هل تعلمون من تخصص في أحد الطائيين كما فعل شاكر مع المتنبي؟
مر علي من تخصص في بشار بن برد وصاحبه مدة طويلة وفاتني الآن من هو؟ فهل من فاتح
ـ[أبوهلا]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 08:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل الشيخ عائض القرني مشتهر بالمتنبي أيضا.
أما الاقتراح فما أكثر من يقترح العناية به:
مثلا من يحسن ملازمة الشافعي واستكشاف عبقرياته؟؟؟؟
ومن يحسن ملازمة ابن جرير الطبري؟؟؟؟
ومن يحسن ملازمة البخاري؟؟؟؟ مسلم؟؟؟؟ أبو داود؟؟؟؟ ...
ومن يحسن ملازمة الجاحظ؟؟؟؟
ومن يحسن ملازمة ابن تيمية؟؟؟؟ وابن القيم؟؟؟؟
ومن يحسن ملازمة الغزالي؟؟؟؟
ومن يحسن ملازمة ابن حجر؟؟؟؟
ومن يحسن ملازمة ابن الجوزي؟؟؟؟ والسيوطي؟؟؟؟
ووووووووووو
أعجبتني مقولة سمعتها أظن من الشيخ عايض القرني لعلها تصلح هنا يقول: المرعى أخضر ولكن العنز مريضة (ابتسامة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 01:23]ـ
ترى؟
هل يوافقون عليّ مع الأستاذ النورسي؟!
يصلح، لكن في غير منتديات أهل السنة والأثر.
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 10:48]ـ
يصلح، لكن في غير منتديات أهل السنة والأثر.
لك يا زلمة حطلك بسمة على الأقل .. :)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 02:20]ـ
# (يصلح، لكن في غير منتديات أهل السنة والأثر).
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 02:12]ـ
موضوع عبقري أيها الفاضل .... وأنا حائر بين السبكي (عبد الوهاب) والشوكاني وابن حزم وابن الوزير ...
فماسبب الحيرة؟
ـ[محمد محمود الشنقيطي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 12:31]ـ
بارك الله فيك أخي على هذا الموضوع الرائع والجاد
أظن أن الإمام أبا عمر بن عبد البر من الذين يحتاجون لمثل هذه الدراسة ويحتاج تراثهم لمثل هذه المصاحبة فهو مجتهد وصاحب تبحر في علوم الشريعة وعلوم الآلة
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 02:07]ـ
بارك الله فيكما
أظن أن الشوكاني وابن حزم وابن عبد البر قد اعتنى بعلمهما وتراثهما
أما الشوكاني فتخصص فيه حلاّق
وابن حزم كثير أبرزهم ابن عقيل
واما ابن عبد البر فليفدنا الشيخ الحمادي
وأما التاج السبكي وابن الوزير فحقيقان بهذه المشاريع خاصة ابن الوزير والله أعلم
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 05:21]ـ
- ابن عبد الهادي.
- ابن رجب.
- محمد الطاهر بن عاشور.
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 06:28]ـ
بسم الله والحمد لله
أعتذر في البدء عن خروجي عن الموضوع.
ولكن محبتي لكم أبت علَيّ إلا أن أنصحكم بنصيحة أنتم أهل لقبولها إن شاء الله تعالى
هلاّ صحبتم كتاب الله عز وجل؟
لا أعني حفظه فقط، أو الالتزام بحزبك، لكن صحبته صحبة تدبر وتمعن وتأمل واستخراج لكنوزه
وتصديق لأخباره، واستنباط لفوائده، وعمل بأوامره، واجتناب لنواهيه.
هلاّ صحبتم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
صحبة تدبر لها، وتسليم بها، وتفقه فيها.
فالزم الوحي ليلك ونهارك، واجعله شعارك ودثارك
وكُن معروفاً بالكتاب والسنة ففيهما العصمة والفلاح
وفقني الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 08:37]ـ
بارك الله فيك أخي النجدي على هذه النصحية
وقد يقع التعارض بين ما ذكرتَ وذكرتُ وقد لا يقع
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 11:21]ـ
بقي ابن مخلد الأندلسي رحمه الله ..
من العلماء الرحالين الذين لا يعرفهم إلا خاصة الخاصة ..
وقد سافر إلى الإمام أحمد بعدما سمع خبره، من الأندلس فأفريقيا ثم العراق لكنه وصل إليه وقد منع الإمام من إلقاء دروسه، فكان يزوره ويسمع منه الأحاديث في بيته في قصة غريبة جدا، تدل على علو همته ..
............
أظن أنه يستحق ... والله أعلم(/)
سلسة التحذير من تتبع الرخص 4 - كلمة لابن عبد اللطيف في من اتهم أئمة الدعوة بالغلو
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 05:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كم هي الأكاذيب والمفتريات التي ألصقت بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – وكم هي الشبهات والأراجيف التي وُصمت بها هذه الدعوة المباركة، وما أكثر المؤلفات التي سوّدها الخصوم في الشناءة بالدعوة وعلمائها، لا سيما الرافضة والصوفية، فلا تكاد تحصى هذه المؤلفات إلا بكلفة، بل إن جملة من المنتسبين للعلم في نجد قد رموا الشيخ الإمام ودعوته عن قوس واحدة، ألم تعلم أن أحد المشتغلين بالعلم ومن قرابة الشيخ المعاصرين له قد تفوّه بأقبح القذف وأشنع الإفك! إذ يقول هذا المخذول (1): "فإني أذكر في هذه الأوراق شيئاً من نشأة الطاغية المرتاب، المحيي ما اندرس من أباطيل مسيلمة الكذاب، أي المنسوب إلى المرحوم الشيخ (2)، وأرجو أنه ليس له، بل لعل الشيخ (3) غفل عن مواقعة أمه، فسبقه الشيطان إليها فكان أباً لهذا المارد؛ إذ هو لعدو الله إبليس أشد الخلق شبهاً له في إبراز الباطل في قالب الحق بأعظم تلبيس ... "!!
لقد افتروا على الشيخ الإمام، فزعموا أنه متنبئ كذّاب، وأنه ينتقص الرسول صلى الله عليه وسلم، واتهموا الشيخ وأتباعه بالتشبيه والتجسيم في صفات الله تعالى، وأنهم لا يعترفون بالأولياء وكراماتهم! وأثاروا شبهة التكفير وتحريم التوسل ونحوها من الشبهات المكرورة.
ثم جاء الطاغية إبراهيم باشا –رسول الحضارة الغربية– فأهلك الحرث والنسل في جزيرة العرب، وخرب الدرعية، وحمل الأسرى من أشراف القوم إلى مصر والأستانة في رقابهم الحديد، يطاف بهم في البلاد ثم يقتلون، ونكّل بالعلماء، فمنهم من كان يربط بأفواه المدافع ثم تطلق فتتناثر لحوم جثثهم في الفضاء، ومنهم من كانت تخلع جميع أسنانه قبل قتله، إضافة إلى وقائع السلب والنهب وهتك الأعراض -كما وصفه الجبرتي في تاريخه-.
ومع تكالب الأعداء على هذه الدعوة ومن كل حدب وصوب، إلا أن الله تعالى نَصَر دينه وأيّد جنده وهزم الأحزاب وحده؛ إذ صار هذا اللمز المكشوف إلى زوال، وحاق بأهله سوء المآل، فإن الله لا يصلح عمل المفسدين، ومن وجد اللهَ فما فقد شيئاً، ومن ضيّع الله فما وجد شيئاً.
وأكثر هذه المؤلفات المناوئة للدعوة -من خلال بحث واستقراء (4) - هي أشبه ما تكون الآن بالقطع القديمة، أو الآلات التالفة! وعمّ مذهب أهل السنة بيوت المدَر والوبَر، وصار ملء السمع والبصر، فالحمد لله على الإسلام والسنة.
وعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر جاء مسلسل القهقرى والانهزامية والتراجعات فتعددت حلقاته وتنوّعت أدواته، ومن ذلك هذه الأصوات النشاز من متسننة هذا العصر والذين يلمزون من طرف خفي هذه الدعوة، ويعرِّضون بها، متدثرين بالنقد والموضوعية وعدم العصمة، وأجج هذا الطرح سكوتُ فئام من أهل العلم وطلابه؛ إذ لاذوا بالصمت وآثروا التواري والانكفاء عن المدافعة والاحتساب، واستملحوا الملاينة في كل الخطوب والأحوال.
نُبئت أن النار بعدك أُوقدت واستبَ بعدك يا كليب المجلس
وتحدّثوا في أمر كل عظيمة لو كنتَ حاضرهم بها لم ينبسوا
وها هو الشيخ الفاضل/ د. حاتم بن عارف العوني، يُسأل في موقع الإسلام اليوم بتاريخ 19/ 5/1429هـ "عن التكفير الذي في تاريخ ابن غنام وابن بشر وعلاقته بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ... لكن فضيلته أعرض عن الإشكال، وحاد عن السؤال "والحيدة ضرب من الانقطاع"، وكان يسعه السكوت أو الاعتذار، فقيمة المرء ما يحسنه، ولو أن الشيخ الشريف اشتغل بما يجيده من الحديث وعلومه، لكان أولى وأجدى.
استهل د. حاتم جوابه أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب "ليست معصومة، فالخطأ يقع عند دعاتها في تقرير المسائل، وفي الممارسة العملية أيضاً كغيرها من الدعوات الإصلاحية، لكن من حاكمها إلى زمن ظهورها بإنصاف علم أن خيرها أكثر من شرها بكثير .. والثناء عليها لا يعني عصمتها من الخطأ، ولا أن نجمد على آرائها ومواقفها ..
ثم ثنّى قائلاً: "ومشكلتنا من طائفتين في الدعوة النجدية: غلاة فيها (وهم كثيرون في أتباعها) وغلاة عنها (وهم كثيرون في منافريها) وطالب الشريفُ بتدريس أخطاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب! ثم فسّر الشريف العصمة بعدم قبول النقد فيمن يعظمه!!
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب: دعوى أن الشيخ الإمام ليس معصوماً تحصيل حاصل، فهل قال أحد بعصمتها، حتى ينهمك الشريف بالإنكار والنفي لعصمة هذه الدعوة؟! وهل سُبق الشريف إلى هذه الدعوى! فإن كنتَ ناقلاً فالصحة أو مدّعياً فالدليل.
إن العصمة للأنبياء عليهم السلام فحسب، ولقد افترى الأفّاكون على الشيخ محمد بن عبد الوهاب واتّهموه بدعوى النبوة بلسان الحال، وزعموا أن الشيخ بين أتباعه كالنبي لا يتركون شيئاً مما يقول، لكن هذا الكذب الصراح صار نسياً منسياً؛ إذ اندرست تلك المقالات، وانقرض أولئك الأشخاص.
ثم يقال للدكتور حاتم: ومَن هؤلاء الغلاة الكثيرون من أتباعها حتى جعلتَهم قسيماً للغلاة عنها؟!
وثالثة الأثافي عندما يتأوّل الشريفُ العصمةَ بتأويل متكلف مستكره؛ إذ يتفوّه قائلاً: "إن كان لا يقبل تَخطيء الذي يعظمه فقد وصل حدّ ادعاء العصمة"!
وإن كان الخصوم الأوائل قد اتّهموا الشيخ الإمام بادّعاء النبوية بلسان الحال، فليُحذر من محاكاتهم بادّعاء العصمة بلسان الحال و"المآل"!
وأما دعوى الخطأ في تقرير المسائل، فكان على الدكتور حاتم أن يبيّن ذلك دون هذا الكلام المجمل العائم، فكم هي هذه الأخطاء على حدّ دعواه؟ وما نوعها؟ وما حجمها؟ والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث، وكفى المرء نبلاً أن تعدّ معايبه.
وأما الأخطاء في الممارسات العملية، فلا يكاد يسلم منها أحد مادام بشراً، فلا موجب للتعريض أو الشغب على الدعوة بنحو هذا.
كان على الشريف أن يسعه ما وسع "أهل الإنصاف" من أمثال أ. د. محمد محمد حسين – رحمه الله – إذ يقول – عن هذه الدعوة المباركة-: "ما من دعوة إلا وقد ابتليت بمن يسيء فهمها وتطبيقها، والإسلام نفسه لا يخلو من ذلك، ولكن لا نحكم على الإسلام بسوء فهم بعض المسلمين أو سوء تصرفهم.
أما لبّ الدعوة وحقيقتها فهي ثابتة واضحة فيما تركه صاحب الدعوة من كتب ومن رسائل، وهذه الكتب والرسائل هي التي يحتكم إليها ولا يحتكم إلى سواها في معرفة حقيقة الدعوة مجردة من المبالغات ومن ردود الأفعال" (5).
ومن العجب أن يُطالب الدكتور حاتم –وهو من أهل الشورى– بتدريس أخطاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟! ومتى كان تدريس "الزلات" مسلكاً رشيداً وطريقاً سديداً؟!
وأما مسألة تسلسل الحوادث والقول بفناء النار، فليستا مجرد رأي لابن تيمية كما يُفهم من كلام الدكتور حاتم، فالقول بدوام جنس الحوادث هو قول السلف الصالح، وقد دلّ عليه النقل والعقل كما هو مبسوط في موضعه، وأما القول بفناء النار -أعاذنا الله منها- فهو قول معتبر له حظه من الأثر والنظر، وقال به صحابة كرام وأئمة أعلام قبل أن يخلق ابن تيمية بمئات السنين! مع أن نسبته إلى ابن تيمية محل بحث ونظر؛ إذ قرر في المنهاج -وغيره- أن النار لا تفنى ولا تبيد .. وليس هذا موضع تفصيل هاتين المسألتين، والمقصود أن يتجنب التعجل والاندفاع، لا سيما وأن الكاتب قد طالب "بالإنصاف والنقد العلمي البناء"، والعلم إما نقل مصدّق، وإما قول محقق.
والنظرة الموضوعية لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- لا تتحقق إلا بعلم وعدل، والانعتاق من ردود الأفعال والمقررات السابقة، ومجانبة التوتر والانفعال، والانفكاك من أَسْر الأحداث التاريخية وتبعاتها وركام الممارسات العملية وتداعياتها والتي وقعتْ في أرض الحجاز ونحوها، كما يتعيّن مجاوزة الإقليمية الضيّقة .. حجازيون "وشروق"! فعلماء الحجاز من أمثال الشيخ محمد حياة سندي -رحمه الله- ونحوه لهم الفضل والسبق في هذه الدعوة السلفية الإصلاحية، وللشيخ محمد بن عبدالوهاب الظهور والانتشار.
يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب (الأزهري) -رحمه الله- عن جده الشيخ محمد: "وسمع الحديثَ عن أشياخ الحرمين في وقته، وأجازه الكثير منهم، ومن أعلامهم محدِّث الحرمين الشيخ محمد حياة السندي، وكان له أكبر الأثر في توجيهه إلى إخلاص توحيد عبادة الله، والتخلص من رق التقليد الأعمى والاشتغال بالكتاب والسنة" (6).
وأخيراً كان على الدكتور حاتم أن يتسع صدره لهذه الدعوة السلفية -وهو من أهلها ودعاتها- وأن ينظر إليها بعلم وعدل، كما اتسع صدره لأهل البدع في رسالة "التعامل مع المبتدع"، فأفرط في الرحمة والملاينة، فجزم أن "البدعة وحدها لا تستوجب عقوبة صاحبها مطلقاً" (7)، "وأن أهل البدع مقبولو الشهادة والرواية" (8)، "وأن المبتدع لا يفسّق بمجرد البدعة" (9)، "والبدعة لا تنافي الاتصاف بالإيمان ومتين الديانة وعظم الورع" (10) ... إلى آخر كلامه وما فيه من المغالطة والتخليط.
وأحسب أن للشيخ حاتم من العلم والديانة والدعوة ما يجعله أوّاباً للحق رحيماً بأهل السنة قبل أهل القبلة، وبالله التوفيق.
________________
(1) القائل: محمد بن فيروز، كما في مطلع مخطوط الصواعق والرعود، لعبد الله بن داود الزبيري.
(2) المراد بالشيخ: عبد الوهاب بن سليمان – والد الشيخ محمد – رحمهم الله-.
(3) المراد بالشيخ: عبد الوهاب بن سليمان – والد الشيخ محمد – رحمهم الله-.
(4) انظر: دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عرض ونقض للكاتب.
(5) بحث محمد بن عبد الوهاب بين التأييد والمعارضة ص3.
(6) مصباح الظلام ص139.
(7) التعامل مع المبتدع ص13.
(8) التعامل مع المبتدع ص14.
(9) التعامل مع المبتدع ص38.
(10) التعامل مع المبتدع ص61.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
* عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 11:16]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 01:46]ـ
لماذا إعادة فتح هذا الموضوع: وهنا رد الشيخ راشد العلي على الشيخ العبد اللطيف
تعقيب على مقال اللمز الجلي والخفي لدعوة الشيخ محمد رحمه
اشتهر المفكر الكبير مالك بن نبي بعبارته الشهيرة: " قابلية الاستعمار "، والتي كان يقصد فيها أن كثيراً من بلاد المسلمين كان عند أهلها نوعاً من الاستعداد النفسي لأن يقبل الاستعمار في ذاك الوقت، وبغض النظر عن تفاصيل مقولته، فلعلي استعير الطابع العام لهذه الفكرة منه لأقول: إن واقع الدعوة الإسلامية_ بل والسلفية كذلك _ يعاني عند كثير من أبنائه من " قابلية الاختلاف " أي أن أنفس كثيرٍ منهم مهيأة نفسياً لاشتعال الخلاف حتى عندما لا يكون ثمة مبرراً حقيقياً لذلك.
أحسب أن الضجة التي أحدثتها فتوى الدكتور حاتم الشريف حول " الدعوة الإصلاحية " والتي نشرت في موقع "الإسلام اليوم" هي من هذا الجنس، فقد جاءت عليه بعض التعقيبات والردود التي أحدثت بين التيار السلفي الواحد مالا ينبغي أن يحدث، ولم أجد من حاول أن يُحلل تلك التعقيبات ليرى كيف أننا نعاني من إشكالية لا تكمن في المقولات التنظيرية حول الخلاف وكيفية التعامل معه، بل إننا نعاني من إشكالية في تنزيل تلك المقولات وتطبيقها على أرض الواقع.
وحتى يجد القارئ الكريم عمق هذه الإشكالية فإني سأتناول بالتحليل والتعقيب مقالاً من تلك المقالات التي تعقبت تلك الفتوى، وهو مقال للدكتور الفاضل عبدالعزيز العبداللطيف بعنوان: (اللمز الخفي والجلي لدعوة الشيخ محمد ابن عبدالوهاب رحمه الله) , نشر في موقع "الإسلام اليوم" و"المسلم" وغيره من المواقع.
وقد وجدت في مقال الدكتور الفاضل عدة ملاحظات أتمنى أن يتسع صدره لها؛ وأتمنى _ كذلك_ أن لا تُقرأ هذه الملاحظات على أنها نوع من التعصب لرأي الدكتور الشريف , أو جزء من (الاستمرار في القهقرى والانهزامية التي أصابت متسننة هذا العصر) , كما أني لا اعتبر هذه الملاحظات رداً على الدكتور الكريم , وإنما إيضاحات قد يكون من شأنها أن تزيل كثيراً من مواطن الخلاف بين الدكتور عبدالعزيز العبداللطيف والدكتور حاتم الشريف.
وهي إيضاحات _كذلك_ تبين تلك الإشكالية الخلافية التي أشرت إليها.
أتمنى أن تُقرأ كذلك؛ وأسأل الله أن يوفقني لإيضاح لتلك الإيضاحات , وأسأله أن يجمع كلمة العلماء والمصلحين على الحق.
لا أريد أن أطيل في المقدمات سأبدأ تلك الإيضاحات من حيث بدأ الدكتور الفاضل مقاله , وسأنهيها بما انتهى به.
الإيضاح الأول: كيف يقرأ الدكتور الشريف تاريخ المناوئين للدعوة؟
ابتدأ الدكتور العبداللطيف تعقيبه على الفتوى بذكر شيء من تاريخ المناوئين للدعوة في القديم , حتى وصل الأمر إلى ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عندما جاء بعض متسننة هذا العصر ليمزوا الدعوة من طرف خفي، ليكون الدكتور الشريف واحداً من هؤلاء.
وهنا أريد أن أسأل الدكتور العبداللطيف والقارئ المنصف هل كان الدكتور الشريف يختلف معه حول وجود هذا التيار المنافر لدعوة الشيخ؛ لقد ذكر الدكتور الشريف في فتواه تلك أن ثمة طرفاً مجافياً لدعوة الشيخ (وهم كثيرون) كما يُعبر.
وإذا لم يكن هذا التعريض بهم كافياً في بيان منافرة الدكتور الشريف للمناوئين لدعوة الشيخ في الأمر الجلي والخفي _ويبدو أن الأمر كذلك_ لأنه حُشر من ضمن (أهل اللمز الخفي) فإني أستأذن دكتورنا الفاضل وقارئنا الكريم في نص واحد مما قاله الدكتور الشريف في هذا الفريق المنافر وقد أحالنا إليه أثناء جوابه و لعل الكثير لم يسعفهم الوقت لقراءته , ولذلك سأضطر لا إلى الإحالة إليه بل إلى ذكر شيء من نصوصه حتى أريح القارئ من عناء البحث ومشقة التنقل بين المقالات.
يقول الدكتور الشريف في مقاله (الحجاز والتسامح الديني): (وأنا إذ أتكلم عن الحجاز وتاريخها، فأنا ابن تاريخها، وأقولها كلمة حق عن تاريخها: إن الحجاز – كغيرها من مناطق العالم الإسلامي- قد مرّت بمراحل مختلفة، بالنسبة لتحقق التسامح الديني والمذهبي فيها، بحسب الظروف الدينية والسياسية والعلمية التي تمر بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمثلاً: في الفترة التي كانت فيها الحجاز تُعدُّ ولاية من ولايات الدولة العثمانية، وبما أن الدولة العثمانية كانت تتبنى مذهبًا صوفيًا متطرّفا في الغالب، كانت الدعوة السلفيّة في الحجاز وغيرها من ولايات الدولة العثمانية محارَبةً بقوّة وبغير تسامح).
(فأين التسامح الديني في هذا الحادث التاريخي، الذي يدلّ على الواقع الذي كان يعيشه الحجاز في تلك الفترة، ومناهضته وعداوته للدعوة السلفيّة، وعدم تعايشه معها بأي وجه من وجوه التعايش، والتي وصلت إلى درجة الطرد والإبعاد من الحجاز.
وفي آخر حكم الأشراف كانت الدعوة السلفية محاربةً بكل قوّة؛ لتعلّق ذلك بالصراعات السياسية بين الحجاز ونجد).
(وكل من عرف الحجاز وتاريخها الأخير، يعرف مقدار ما كانت تواجه به الدعوة السلفية من العداء، وعدم السماح لصوتها بالظهور، بل للقلوب أن تنطوي عليها، لو كان ذلك في قدرتهم).
أعتذر للقارئ الكريم إن طال عليه هذا الشاهد لكن للضرورة أحكام ولاشك , أتمنى تُقْرَأ هذه النصوص بشيء من التأمل لأني بعد هذه القراءة المتأنية سأتساءل مع الدكتور العبداللطيف عدة تساؤلات:
التساؤل الأول: أليس من قرأ كلام الدكتور الشريف يظهر له أنه لا يَشُك طرفة عين في تلك الاضطهادات التي تعرضت لها الدعوة السلفية والتي هي دعوة الشيخ محمد كما يتبين من خلال قراءة المقال؟ بل إنه لا يَشُك فيها لا باعتبارها واقعاً تاريخياً وحسب بل باعتبارها تطرفاً وظلماً وعدواناً ومحاربةً كما هي عبارات الدكتور الشريف؟
والتساؤل الثاني: لقد قال الدكتور الشريف هذا الكلام القاسي والصريح والواضح الذي لا تجد فيه مكاناً للمجاملة _ لا عن عالمٍ بعيدٍ عنه لا يربطه به أي يصله , بل قاله عن دياره التي تربى فيها , و عن فترة أجداده (آخر حكم الأشراف) _ فهل يحق أن يُعَرّض بالدكتور الشريف على أنه محتاج إلى (الانفكاك من أَسْر الأحداث التاريخية وتبعاتها وركام الممارسات العملية وتداعياتها والتي وقعتْ في أرض الحجاز ونحوها) , (كما يتعيّن مجاوزة الإقليمية الضيّقة .. حجازيون "وشروق"!)؟!!
إذا كان من قال مثل هذا الكلام لم ينفك عن تلك العقدة فلا أدري من الذي سيحالفه التوفيق حتى ينفك منها؟! ثم للقارئ أن يتساءل كذلك , من أين جاء استدعاء هذه القضية والدكتور الشريف لم يتحدث لا من قريب ولا بعيد في مقاله عن شيء من تلك الإقليمية؟
للقارئ الكريم أن يعيد النظر في الفتوى محل التعقيب ليرى هل فيها ما يؤجج هذه النزعة الإقليمية؟
ولا أحسب الدكتور العبداللطيف فهم ذلك من عنوان المقالة التي أحال إليها الدكتور الشريف (الحجاز والتسامح الديني) ليحسب أن هذا نوع من التزكية للحجاز , لأن الدكتور العبداللطيف _ كما ذكر في تعقيبه_ واعي تماماً بأن النقد حتى يكون موضوعياً لابد أن (يتجنب التعجل والاندفاع) فإن المقال الدكتور الشريف المُحال إليه جاء لنقض هذه الدعوى التي كانت الكاتبة تدعيها عن الحجاز , لا لإثباتها.
لقد كان واحداً من ردود الدكتور الشريف على الكاتبة التي ادعت أن نجداً استولت على الزعامة الدينية التي كانت في الحجاز أن قال لها: (وهو عرض لا شك أنه يساعد على تأجيج نار الإقليمية والعنصرية، المؤدية إلى إثارة الفتن، وإلى المطالبة بتفكيك هذه الوحدة التي تنعم بها المنطقة، والتي هي (أعني الوحدة) مما تتفق عليها جميع التيارات الإسلامية والمشاريع الدينية بل والقومية الصادقة مع مبادئ القومية: على المطالبة لا بالحفاظ عليها كإنجاز وقد تم فقط، بل على توسيع دائرتها، ليشمل العالم الإسلامي كله).
وحتى يُعرف أن الدكتور الشريف لا يختلف معه حول هذه القضية فقد تصادف أن ينقل الدكتور العبداللطيف نقلاً عن الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ت1293هـ) يستشهد به على نقض ذلك التفريق بين الحجاز ونجد = ثم يجد القارئ أن النص ذاته قد اسشتهد به الدكتور الشريف في مقاله عن الحجاز للغرض نفسه.
ألا يدل ذلك على أن الدكتور الشريف لا يخالف الدكتور العبداللطيف في ذلك فمن أين جاء هذا الاختلاف؟ فالدكتور العبداللطيف مطالبٌ _إذاً_ بالقاعدة التي أرشدنا إليها: (إن كان ناقلاً فالصحة أو مدعياً فالدليل).
(يُتْبَعُ)
(/)
التساؤل الثالث: حُشِرَ الدكتور الشريف في زاوية اللمز الخفي أو الجلي لدعوة الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله.
فليسمح لي الدكتور العبداللطيف بهذه التساؤلات الثلاثة التي أُوردها للإيضاح وهي تساؤلات سبق أن عرضتها في مقال سابق لكني أعيدها هنا حتى لا أتعب الدكتور الفاضل والقارئ الكريم بالرجوع إليها؛ وأعيدها _أيضاً_ لأنه استجد أمر آخر يصدق هذه التساؤلات، فأقول:
هل من جعل الدعوة الإصلاحية أقرب الدعوات إلى الحق، يصبح من الأصوات النشاز من متسننة هذا العصر التي تلمز وتُعرض وتُشغب على الدعوة من طرف خفي أو جلي؟
وثاني هذه التساؤلات: هل من يجعل أتباعها (مع التنصيص على العقيدة) أقرب للسلف من غيرهم وإن أخطئوا = يصبح من الأصوات النشاز من متسننة هذا العصر التي (تلمز) و (تُعَرّض) و (تُشَغْب) على الدعوة من طرف خفي أو جلي؟
وثالثها: هل من جعل الصواب الذي هو أكثر بكثير (ولاحظ بكثير كما يعبر الدكتور الشريف) من الخطأ في هذه الدعوة؛ هل من جعل ذلك محلاً للفخر , يُصبح من الأصوات النشاز من متسننة هذا العصر التي (تلمز) و (تُعَرّض) و (تُشَغْب) على الدعوة من طرف خفي أو جلي؟
إنني أزعم أن هذا الوصف الذي أطلقه الدكتور الشريف لن يقبله المشككون فيها بل إنهم سيجعلون هذا نوعاً من التعصب لها.
أنني أدعو الدكتور الفاضل _ باعتباره واحداً من المتخصصين في المناوئين لدعوة الشيخ_ أن يأتيني بواحد من خصوم دعوة الشيخ يُقر بهذه الأوصاف الثلاثة , وعندها سأعترف أن الدكتور الشريف وقع في اللمز الخفي أو الجلي لدعوة الشيخ محمد رحمه الله؟
لقد تساءلت هذا التساؤل في مقال سابق، ووجدت بعد ذلك مصداق هذا التساؤل، فهاهم المناوئون الحقيقون لدعوة الشيخ محمد رحمه الله يصفون جواب الدكتور الشريف بأنه نوع من التعصب لهذه الدعوة؟
أدعو الدكتور العبداللطيف والقارئ الكريم أن يدخل _ غير مأمور _ لموقع (ملتقى النخبة) ليجد ماذا قال بعض هؤلاء عن مقال الدكتور الشريف؟ وكيف وصفوه بالتعصب لها؟
أرأيتم كيف أن الدكتور الشريف لم يكن مشككاً في دعوة الشيخ محمد رحمه الله بل كان واحداً من المناصرين لها وصادقاً معها كذلك، فمن أين جاء هذا كل الاختلاف؟
ثم إني أتسائل أخيراً هل العالم العراقي السلفي محمود شكري الآلوسي في تاريخ نجد (ص 183) بعد أن أثنى الثناء العاطر على هذه الدعوة الإصلاحية وقال: (وغالى في تكفير من خالفهم وشدّد في بعض الأحكام وحملوا أكثر الأمور على ظواهرها كما غالى الناس في قدحهم , والإنصاف الطريقة الوسطى لا التشديد الذي ذهب إليه علماء نجد ... ولا التساهل الذي عليه عامة أهل العراق والشامات وغيرهما من الحلف بغير الله وبناء الأبنية المزخرفة بالذهب والفضة والألوان المختلفة على قبور الصالحين والنذر لهم , وغير ذلك من الأمور التي نهى عنها الشرع) = هل حُشِرَ في زاوية اللمز الخفي أو الجلي لدعوة الشيخ محمد رحمه الله؟
مع أن نقده كان محل تعقب ورَدِّ من بعض علماء الدعوة الإصلاحية فإن الشيخ سليمان بن سحمان مع رده عليه يقول عن هذا الخطأ: (وهذا يخالف ما بلغنا عنه وتحققناه , فلعله وقع في حال ذهول وغفلة والله يغفر له) (184 تاريخ نجد) , ثم أخذ الشيخ سليمان يبرأ الدعوة من ذلك , ولازال الألوسي في نظر الشيخ يوصف بـ (العلامة) (163 تاريخ نجد).
ولا زلت كتبه في الرد على القبوريين وغيرهم محل تقدير وإشادة من علماء الدعوة الإصلاحية وغيرهم.
الإيضاح الثاني: توافق في النتيجة واختلاف في الطريق إليها:
استنكر الدكتور العبداللطيف على الدكتور الشريف أن ذكر أن للدعوة الإصلاحية أخطاء في تقرير المسائل وفي الممارسات العلمية، وجعل ذلك نوعاً من اللمز والتعريض والتشغيب على الدعوة , وتساءل على إثر ذلك إن كان ماقاله الدكتور الشريف صحيحاً فما هي هذه الأخطاء؟ وما عددها؟ وحجمها؟ وحيث أن الدكتورالشريف لم يتعرض لذلك فقد (وقع في التعريض و الشغب على الدعوة بنحو هذا). لكن الدكتور العبداللطيف وفي ذات الاعتراض قال بعد أن تساءل عن أخطاء الدعوة وحجمها وعددها: (والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث، وكفى بالمرء نبلاً أن تعدّ معايبه).
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن كان الدكتور العبداللطيف يريد حقيقة هذا الاستدلال فقد وصل إلى كل ما يريده الدكتور الشريف؛ ثمة أخطاء لكنها لا تعكر صفو هذه الدعوة ولذلك كانت أقرب الدعوات إلى الحق، وأتباعها أقرب الأتباع إلى السلف، وصوابها أكثر من خطئها (والماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث , وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه).
أدعو الدكتور العبداللطيف و القارئ الكريم أن يتأمل هذا الاستدلال ويعود بكل هدوء إلى كلام الدكتور الشريف سيجد حقيقة هذا المعنى , هذا بالنسبة للأخطاء العلمية.
أما بالنسبة للأخطاء في الممارسة العملية فقد قال الدكتور العبداللطيف وبالحرف الواحد: (وأما الأخطاء في الممارسات العملية، فلا يكاد يسلم منها أحد مادام بشراً , فلا موجب للتعريض أو الشغب على الدعوة بنحو هذا).
وهذا كل ما يريده الدكتور الشريف؛ أن نعترف بأن ثمة أخطاء في الممارسة العلمية لأنها ليست معصومة ولا يسلم منها أحد؛ ولذلك كانت هذه الدعوة أقرب الدعوات إلى الحق، وأتباعها أقرب الأتباع إلى السلف، وصوابها أكثر من خطئها , (فلا موجب للتعريض أو الشغب على الدعوة بنحو هذا).
أرأيت أيها الدكتور الفاضل والقارئ الكريم أنه ليس ثمة خلاف حقيقي بين القولين؟!!
أرأيتم كم تستنزفنا بعض الخلافات والحقائق واحدة؟
الإيضاح الرابع: لماذا غاب ذِكْرُ الأخطاء:
وجه الدكتور الفاضل للدكتور الشريف تساؤلاً يقول فيه: (فكم هي هذه الأخطاء على حدّ دعواه؟ وما نوعها؟ وما حجمها؟).
ولأن الدكتور الشريف لم يذكر ذلك فقد وقع في (التعريض أو الشغب على الدعوة بنحو هذا).
ليأذن لي الدكتور العبداللطيف أن أناقش معه هذه المسألة في ثلاثة أمور بعضها ذكرته في مقال سابق لكني سأستدعي منه ما يناسب في هذا التعقيب حتى لا أشتت ذهن القارئ هنا وهناك، ولأنه وقع بعد ذلك ما يشهد لصدق تلك الأمور:
1_ هذا السؤال المركزي الذي يريد الدكتور العبداللطيف من الدكتور الشريف أن يجيب عليه , وبمجرد عدم إجابته على هذا التساؤل يتحول قول القائل إلى (مجرد تعريض وشغب حول هذه الدعوة)؛ أي أنك عندما تذكر أن ثمة أخطاء في الدعوة الإصلاحية فلابد أن تعدد لنا هذه الأخطاء حتى لا يصبح الكلام مجرد تشغيب وتعريض , فعدم ذكرها عندما يطلب منك ذلك يعني أنها دعوى يقصد منها (التعريض والتشغيب واللمز الخفي لدعوة الشيخ محمد رحمه الله).
ولو أخذنا نحاكم فكرة الدكتور العبداللطيف لبعض ما يُدَرِّسه لطلابه في معتقد السلف الصالح حول الصحابة لوقعنا في إشكالٍ كبير , أليس مما يقرره السلف في معتقدهم: (أن الصحابة كلهم عدول ولا يعني هذا أنهم معصومون من الخطأ والذنب بل هم بشر؛ وهذا الخطأ والذنب لا يُقلل من شأنهم و لا يُنقص من عدالتهم فهم أفضل وأعدل جيل)؛ وهم مع ذلك: (يكفون عما شجر بين الصحابة).
هذا التقرير السني ليس من باب التسليم المحض والتقديس الذي لا أساس له؛ أنه منطلق من أساس عقلي صحيح يخدم مصلحة الإسلام ويصح تطبيقه على كل ماهو كذلك، فالدخول في تلك الأحداث التفصيلية مما قد يُضعف قدر الصحابة في قلوب النفوس الضعيفة والمتربصين للطعن فيهم , والمنع من الدخول التفصيلي إنما كان لما فيه من مصلحة الدين وحفظ رواته.
أننا لم نسمع أن أحداً ادعى أن هذا التقرير المجمل السابق كان تشغيباً وتعريضاً بقدر الصحابة، وحتى نخرج من ذلك فلابد أن نعدد تلك الأخطاء للصحابة.
هذا مالم يقله أحد من أهل السنة , والدكتور الفاضل واحد ممن يقرر ذلك.
قارن هذا التقرير السابق بالتقرير التالي للدكتور الشريف: (الدعوة الإصلاحية ليست معصومة , فهي تخطئ لكن صوابها أكثر من خطئها ولذلك هي أقرب الدعوات للحق وأتباعها أقرب الإتباع إلى السلف الصالح).
لا أقصد هنا أن أرفع الدعوة الإصلاحية إلى رتبة عهد الصحابة , ولكني أريد أن ألفت الانتباه إلى أن التقرير السني لمعتقد الصحابة ليس ناشئ من مبدأ التسليم فقط , بل هو موقف يمليه العقل والمصلحة العظمى للدين.
وهذا المنطق ذاته هو الذي يجعل الدكتور الشريف لا يدخل في مثل هذه التفاصيل التي طولب بها. وحتى تتضح الصورة فلك أن تقارن بين جوابين:
(يُتْبَعُ)
(/)
جواب يُكتفي فيه بوصف الدعوة الإصلاحية بأن فيها أخطاء لكن صوابها أكثر من خطئها بكثير , وأنها أقرب الدعوات إلى الحق , وأن أتباعها أقرب إلى السلف من غيرهم.
إن هذا الجواب: لن يُفرح الخصوم والأعداء لأنهم لا يقبلون بهذه الأوصاف , إنه يُلقم المخالفين حجراً , ويقول لهم نحن أتباع الدعوة لا ننزهها من الخطأ لكنها أقرب من غيرها إلى الحق.
إن الذي يستفيد من هذا الجواب هو الطرف المحايد , فسيجد في هذا الجواب ما قد يقوده إلى الاستفادة من هذه الدعوة التي أتباعها أقرب إلى السلف من غيرهم.
أما الجواب الآخر والذي يريده الدكتور العبداللطيف من الدكتور الشريف هو أن ينساق في تعداد أخطاء الدعوة الإصلاحية.
فماذا سيكون بعد ذلك؟
سيدخل أتباع الدعوة الإصلاحية (الدكتور العبداللطيف والدكتور الشريف) في جدال كبير بعضهم مع بعض حول صحة هذا الرأي أو ذاك لننتقل الآن إلى معركة جديدة بين أتباع الدعوة الإصلاحية.
ليفرح بهذه المعركة المناوئون الحقيقيون , ويقتات عليها المتربصون.
لكن قل لي بالله عليك , ماذا سيقتات هؤلاء المتربصون من خطاب يقول: ثمة أخطاء في هذه الدعوة ولكنها أقرب الدعوات إلى الحق وأتباعها أقرب الأتباع إلى السلف.
لقد قلت ذلك أيضاً في مقال سابق ووجدت بعد ذلك ما يصدقه، فهاهم المناوئون الحقيقيون للدعوة يطالبون الدكتور الشريف بعدم التكتيم على تلك الأخطاء وأن عدم ذكرها ليس إلا نوعاً من التعصب لها؟
فليقرأ ذلك من أراد في الموقع المشار إليه سابقاً.
وحتى يجد الدكتور العبداللطيف وغيره من القراء مصداق ذلك، وهو أن الدكتور الشريف ليس ممن ينشغل باللمز والتعريض والتشغيب على الدعوة , فدونه كتابه في (الولاء والبراء) وهو يقرر فيه تقريراً يخالف بعض أئمة الدعوة , في (ضابط المظاهرة المكفرة) لماذا غاب في هذا الكتاب الرد على المخالفين له من أئمة الدعوة؟
وهو تساؤل أظن أن بعض الأخوة لم يلحظه.
لو كان الدكتور الشريف يريد (التشغيب والتعريض واللمز الخفي للدعوة) , لكن قصده الأول أن يرد ويناقش أقوال من يخالفهم من أئمة الدعوة؛ لكنه تصرف حكيم قدر ماذا يقول؟ وكيف يقول؟
أرأيتم أن الدكتور الشريف لم يكن مخالفاً لمبدأ الدفاع عن الدعوة الإصلاحية؟! فمن أين جاء هذا الاختلاف؟
2_ فإن كان الدكتور العبداللطيف لا زال على طلبه السابق وهو أنك إن لم تذكر تلك الأخطاء فكلامك مجرد دعوى يراد منها (التشغيب والتعريض واللمز الخفي للدعوة) فليأذن لي بهذا التساؤل:
لقد قال الدكتور العبداللطيف: (وأما الأخطاء في الممارسات العملية، فلا يكاد يسلم منها أحد مادام بشراً). فقد أقرّ كما أقرَ الدكتور الشريف بوجود أخطاء؛ فهل يحق أن يُعَدّ واحداً من المشغبين والمعرضين بالدعوة لأنه لم يبين هذه الأخطاء في الممارسة العلمية؟
إنني _وكل منصف- لا نستحل أن نصفه بذلك , فلماذا لا يعامل أقرار الدكتور الشريف الجملي بمثل هذا التعامل.
3_ فإن كان كل ذلك لم يكف أن نحسن الظن بكلام الدكتور الشريف ونحمله على المحمل الصحيح , فماذا سيقول الدكتور العبداللطيف عن تلك الاختلافات الحقيقة بين أئمة الدعوة في تقرير بعض مسائل العقيدة والتكفير؟ ألا يلزم من هذا الاختلاف أن يكون من قرر مسألة قد خالفه فيها غيره = كان قد اعتقد خطأ مخالفه في تلك المسألة؟ وتأمل أننا هنا نتحدث عن مسائل الاعتقاد والتكفير , وهذا يعني بالضرورة أن يعتقد بعض علماء الدعوة أنهم بعضهم قد أخطأ في تقرير بعض المسائل.
فإن كان واقع علماء الدعوة كذلك؛ فلماذا نجعل كل تخطيء لعلماء الدعوة نوعاً من التشغيب والتعريض واللمز الخفي للدعوة؟
ألم يخالف الشيخ عبداللطيف الشيخ حمد بن عتيق وغيره في ضابط المظاهرة المكفرة؟
ألم يخالف الشيخ عبدالعزيز بن باز شيخه ابن إبراهيم وغيره من بعض أئمة الدعوة في مسألة الحكم بغير ما أنزل فيما يختص بالقوانين الوضعية؟
ألم يخالف الشيخ حمود التويجري وغيره بعض تقريرات أئمة الدعوة في مسألة حكم من سأل الميت أن يدعو الله له؟
قد يخالفني البعض في بعض هذه الأمثلة لكني أزعم أن مثالاً واحداً يكفي لإثبات القضية.
هل يمكن أن يُعد هذا التخطيء في مسائل التكفير نوعاً من التشغيب والتعريض بالدعوة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
4_ اعترض الدكتور العبداللطيف على تمثيل الدكتور الشريف عندما استشهد ببعض المسائل التي خولف فيها ابن تيمية؛ وهي أمثلة قد سُبق الدكتور الشريف إلى الاستشهاد بها وإلى فَهْمِهَا كما فَهِمَها فلم يُشكك أحد في علمهم ولم يُفَسّر ذلك على أنهم تكلموا فيما لا يحسنوا، بل أصبح اجتهاد في الفهم يخالفه اجتهاد آخر، والعبرة بالدليل.
ومع ذلك فإن الاعتراض على تلك الأمثلة لا يلغي القضية التي يريد إثباتها , فلن نعدم أن نجد أمثلة أخطأ فيها بعض أئمة السلف ولم يُعد ذلك نقصاً من مكانتهم ولا فُسِّر من أحد من العلماء على أنه تشكيك في دعوة السلف , فهل عُدَّ تخطيء العلماء للإمام بن خزيمة في حديث الصورة تشغيباً منهم على كتبه وعلى إمامته أو أنه تعريض بكتب السلف؟
بل إنني أدعو الدكتور اللعبداللطيف و القارئ الكريم أن يتأمل معي هذا النص أنقله بطوله _ أعان الله القارئ الكريم على مشقته_ يقول صاحبه: (وَهَؤُلَاءِ الغالطون الَّذِينَ أَعْرَضُوا عَمَّا فِي الْقُرْآنِ مِنْ الدَّلَائِلِ الْعَقْلِيَّةِ وَالْبَرَاهِينِ الْيَقِينِيَّةِ صَارُوا إذَا صُنِّفُوا فِي أُصُولِ الدِّينِ أَحْزَابًا: ... وَالْحِزْبُ الثَّانِي: عَرَفُوا أَنَّ هَذَا الْكَلَامَ مُبْتَدَعٌ وَهُوَ مُسْتَلْزِمٌ مُخَالَفَةَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَعَنْهُ يَنْشَأُ الْقَوْلُ بِأَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَرَى فِي الْآخِرَةِ وَلَيْسَ فَوْقَ الْعَرْشِ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ بِدَعِ الجهمية فَصَنَّفُوا كُتُبًا قَدَّمُوا فِيهَا مَا يَدُلُّ عَلَى وُجُوبِ الِاعْتِصَامِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِنْ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ وَكَلَامِ السَّلَفِ وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ صَحِيحَةً لَكِنَّهُمْ قَدْ يَخْلِطُونَ الْآثَارَ صَحِيحَهَا بِضَعِيفِهَا وَقَدْ يَسْتَدِلُّونَ بِمَا لَا يَدُلُّ عَلَى الْمَطْلُوبِ. وَأَيْضًا فَهُمْ إنَّمَا يَسْتَدِلُّونَ بِالْقُرْآنِ مِنْ جِهَةِ إخْبَارِهِ لَا مِنْ جِهَةِ دَلَالَتِهِ فَلَا يَذْكُرُونَ مَا فِيهِ مِنْ الْأَدِلَّةِ عَلَى إثْبَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ والوحدانية وَالنُّبُوَّةِ وَالْمُعَادِ؛ وَأَنَّهُ قَدْ بَيَّنَ الْأَدِلَّةَ الْعَقْلِيَّةَ الدَّالَّةَ عَلَى ذَلِكَ؛ وَلِهَذَا سَمَّوْا كُتُبَهُمْ أُصُولَ السُّنَّةِ وَالشَّرِيعَةِ وَنَحْوَ ذَلِكَ وَجَعَلُوا الْإِيمَانَ بِالرَّسُولِ قَدْ اسْتَقَرَّ فَلَا يَحْتَاجُ أَنْ يُبَيِّنَ الْأَدِلَّةَ الدَّالَّةَ عَلَيْهِ فَذَمَّهُمْ أُولَئِكَ وَنَسَبُوهُمْ إلَى الْجَهْلِ؛ إذْ لَمْ يَذْكُرُوا الْأُصُولَ الدَّالَّةَ عَلَى صِدْقِ الرَّسُولِ؛ وَهَؤُلَاءِ يَنْسُبُونَ أُولَئِكَ إلَى الْبِدْعَةِ بَلْ إلَى الْكُفْرِ لِكَوْنِهِمْ أَصَّلُوا أُصُولًا تُخَالِفُ مَا قَالَهُ الرَّسُولُ. وَالطَّائِفَتَانِ يَلْحَقُهُمَا الْمَلَامُ؛ لِكَوْنِهِمَا أَعْرَضَتَا عَنْ الْأُصُولِ الَّتِي بَيَّنَهَا اللَّهُ بِكِتَابِهِ فَإِنَّهَا أُصُولُ الدِّينِ وَأَدِلَّتُهُ وَآيَاتُهُ فَلَمَّا أَعْرَضَ عَنْهَا الطَّائِفَتَانِ وَقَعَ بَيْنَهُمَا الْعَدَاوَةُ؛ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} ... ). مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 4 / ص 204).
أتدري أيها القارئ الكريم من قائل هذا النص؟
أنه إمام من أعظم من ناصر كتب السنة وعقيدة السلف؛ إنه ابن تيمية.
هل يستطيع أحدٌ أن يقول عن ابن تيمية أن شكك في كتب السنة والشريعة أو أنه صاحب لمز خفي أو جلي لكتب السلف بمجرد أن نقد شيئاً منها؟
إنني إذ استشهد بذلك لا أدعو أن نرفع الدكتور الشريف إلى منزلة ابن خزيمة وابن تيمية لكنني أدعو أن نتعامل التعامل المنصف مع كلامه كما نتعامل مع كلام العلماء الإجلاء لأن الإنصاف والعدل لا يتغير بتغير الأشخاص بل هي قيمة مطلقه أظن أنها تشمل الدكتور الشريف وغيره.
الإيضاح الخامس: "قيمة المرء ما يحسن":
قال الدكتور العبداللطيف: (ولو أن الشيخ الشريف اشتغل بما يجيده من الحديث وعلومه، لكان أولى وأجدى).
(يُتْبَعُ)
(/)
ليسمح لي الدكتور الفاضل بهذا التساؤل لقد كان الدكتور الشريف في مقاله: (الحجاز والتسامح الديني) محل إعجاب وتقدير ويشهد لذلك تناقل الصحف (عكاظ، الرياض) والمواقع الإسلامية وخاصة المتخصصة في الرد على الصوفية لهذا المقال، ولم نقرأ هنا أوهناك لأحد من أهل السنة من يأمره أن يشتغل بما يحسنه من الحديث وعلومه، فهل لأنه وافق ما نريد هناك صمتنا فلما خالفنا الرأي هنا أردنا منه أن لا يتحدث، إن حقيقة هذا التعامل أننا لا نأمره بالسكوت _هكذا مطلقاً_ في غير الحديث بل نأمره: بأن يتكلم عندما يوافق ما نريد، فإن خالف ذلك _ولو كان حقاً في نظره ونظر من يوافقه_ نأمره بالاشتغال بالحديث وعلومه.
والذي يؤكد ذلك أننا وجدنا من يأمره بالرد على الصوفية وفي ذات الأمر يأمره بالاشتغال بالحديث وعلومه؟
فلماذا يُؤمر بالرد على الصوفية _ وقد فعل ذلك_ إن كان لا يُحسن إلا الاشتغال بالحديث وعلومه.
وهل من المنطق الصحيح أن نطالبه وقد أحسن في الحديث وعلومه أن لا يُحسن في غيره؟
ثم إنني أتسائل تساؤلاً آخر:
ألم تُعتبر مناظرات الشيخ الفاضل المحدث سعد الحميد مع الإباضية محل إشادة وافتخار؟
ألم يَنْشُر ويَشْرَح الشيخ الفاضل المحدث عبدالله السعد بعض رسائل التوحيد؟
ألم يؤلف الشيخ الفاضل المحدث سليمان العلوان شرح نواقض الإسلام؟
ألم يؤلف الشيخ الفاضل المحدث عبدالعزيز الطريفي في شرح نواقض الإسلام؟
إننا لم نسمع _ ولا ينبغي أن نسمع _ من يأمرهم بالسكوت والاشتغال في العلم الذي أبدعوا فيه.
فلماذا كان من نصيب الدكتور الشريف أن يؤمر بالاشتغال بالعلم الذي يحسنه ولا يؤمر غيره بذلك.
إنني لا أدعو إلى ذلك معاذ الله؟ لكنني أدعو إلى نوع من الإنصاف مع الدكتور الشريف وغيره.
الإيضاح السادس: حول تدريس أخطاء الدعوة الإصلاحية:
يقول الدكتور العبداللطيف أن الدكتور الشريف _ وهو من أهل الشورى_ طالب: (بتدريس أخطاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟! ومتى كان تدريس "الزلات" مسلكاً رشيداً وطريقاً سديداً؟!).
قد كان من إرشادات الدكتور الفاضل: (مجانبة التوتر والانفعال)، إنني أدعو نفسي والدكتور العبداللطيف والقارئ الكريم _ غير مأمور _ لإعادة قراءة تلك الجملة التي فُهِمَ منها هذا الفهم، ليجدها تعني (دراسة) لا (تدريس) فإنه قال: (فإن كان له أخطاء فلماذا لا تدرس؟ ولماذا لا ينبه عليها؟).
فقرأ الدكتور العبداللطيف (تُدْرَس) على أنها (تُدَرّس) ومشكلة الدكتور الشريف أنه لم يضبط تلك الجملة، وقد كان يَحْسُن بنا أن نُحسن به الظن وهو من أهل الشورى، وأن نتأمل في سياق كلامه قبل أن نحكم عليه بالخطأ.
وعندئذ فلا داعي أن نقول إن الدكتور الشريف يطلب تدريسها، بل إنه يطلب بدراستها، وهذا مالا أظن أن الدكتور العبداللطيف يخالف فيه في حين سلم بوجود تلك الأخطاء، وقد سبق أن بيّنت أنه أقرّ بأن الماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث.
أريتم _هنا_ أنه ليس ثمة اختلاف حقيقي بين الدكتورين الفاضلين؟ فمن أين جاء كل هذا الاختلاف؟
الإيضاح الأخير: الموقف من المبتدع ومشكلة المقال:
مشكلة بعض طلبة العلم اليوم _ عند الدكتور العبداللطيف _ أنهم: (لاذوا بالصمت وآثروا التواري والانكفاء عن المدافعة والاحتساب، واستملحوا الملاينة في كل الخطوب والأحوال).
أتمنى أن لا يكون الدكتور الشريف واحداً من هؤلاء فهو قد جاهر بكل قوة في الرد على المشككين في الدعوة السلفية والتي هي دعوة الشيخ محمد رحمه الله في مقاله عن (الحجاز والتسامح الديني) وقد كان مما قال فيه: (وأما موقف الصوفية من غيرهم، فكتبهم ومقالاتهم في ذلك معروفة، من اتهام السلفية ببغض النبي –صلى الله عليه وسلم-، وانتهاك حرمة الصالحين، بل إنهم دسيسة على الإسلام والمسلمين، إلى درجة التكفير الصريح، وما يستتبعه ذلك من استباحة الدماء والأعراض. وها هي السلفية محاربة في كثير من بقاع العالم الإسلامي، من قبل الصوفية والشيعة، ولا دعوة فيهم إلى المطالبة بالتنوع الديني وأما موقف الشيعة من بقية المسلمين (سلفية وصوفية) فمعروف لا في بطون الكتب فقط، ولا على منابر الخطب فقط، ولا في الدروس اليومية فقط؛ بل في واقع تعاملهم معهم في عدد من بلاد العالم الإسلامي، التي يكون لهم فيها سلطة. فأين التنوع الديني عند هؤلاء؟
فلا داعي بعد ذلك كله أن نغالط أنفسنا، لنصف هذا الاختلاف بالتنوع.
ولا داعي لأن ندعي وبكل سذاجة أن مجرد وصف هذا الاختلاف بالتنوع، أن الواقع سيتغير، وأن الأمور ستنقلب رأساً على عقب، فيصبح الاختلاف ائتلافاً والافتراق اتفاقاً).ا. هـ
وبهذا الرد الواضح والصريح يُعرف أن الدكتور الشريف لم يكن يريد في كتابه (التعامل مع المبتدع التلاين مع البدعة، بل كرّر مراراً في كتابه ذاك أنه لابد من ردّ البدع وبكل وضوح وصراحة، وطبق هذا هنا كما في نصه، لكن كل الذي أراده أن لا يدفعنا هذا الرد للبدعة بأن نسعى إلى نسيان حقوقه كمسلم.
أما المسائل التي عرضها الدكتور العبداللطيف من كتاب (التعامل مع المبتدع) للدكتور الشريف، فهي مسائل بحث بينكم أيها المشائخ الكرام، أنضجوها بالبحث والمناقشة، ولكن بعيداً عن (التعجل والاندفاع) والاتهام بـ (المغالطة والتخليط) وناقشوها (بعلم وعدل، والانعتاق من ردود الأفعال والمقررات السابقة، ومجانبة التوتر والانفعال، والانفكاك من أَسْر الأحداث التاريخية وتبعاتها وركام الممارسات العملية).
وعندما تختلفون فليكن حادي كل واحدٍ منكم أن يكون (رحيماً بأهل السنة قبل أهل القبلة، وبالله التوفيق). هكذا بدأت من حيث ابتدأ الدكتور الفاضل وانتهيت بما اتنهى به.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع قلوب أهل السنة على الحق، وأن يجنبهم الفرقة والاختلاف.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 02:02]ـ
ثم إني أتسائل أخيراً هل العالم العراقي السلفي محمود شكري الآلوسي في تاريخ نجد (ص 183) بعد أن أثنى الثناء العاطر على هذه الدعوة الإصلاحية وقال: (وغالى في تكفير من خالفهم وشدّد في بعض الأحكام وحملوا أكثر الأمور على ظواهرها كما غالى الناس في قدحهم , والإنصاف الطريقة الوسطى لا التشديد الذي ذهب إليه علماء نجد ... ولا التساهل الذي عليه عامة أهل العراق والشامات وغيرهما من الحلف بغير الله وبناء الأبنية المزخرفة بالذهب والفضة والألوان المختلفة على قبور الصالحين والنذر لهم , وغير ذلك من الأمور التي نهى عنها الشرع) = هل حُشِرَ في زاوية اللمز الخفي أو الجلي لدعوة الشيخ محمد رحمه الله؟
!!!!!!!!!!!!!(/)
سؤال في حق الحضانة ...
ـ[محمد سعيد 1]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 06:43]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال حفظكم الله:
ماهي الأسباب التي تُسقط حق المرأة في الحضانة؟
وهل مسافة القصر بين الطليقين له اعتبار في سقوط حق المرأة في
الحضانة؟(/)
ما حكم تغسل الكافر
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 07:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم تغسيل الكافر الأصلي " اليهودي , النصراني "
وما حكم تغسيل الشيوعي الذي لا يؤمن الله
وما حكم تغسيل المرتد؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 12:50]ـ
الحمد لله.أما مالك ـ رحمه الله ـ فمذهبه أن من لا يصلى عليه لا يغسل.فالكافر كتابيا او مشركا أو شيوعيا لا يغسل ولا يصلى عليه.أما الشافعي رحمه الله تعالى فمذهبه جواز تغسيل الكافر ودفنه.
أقول: أما الدفن فيستدل له بدفن علي بن ابي طالب لأبيه.لكن الغسل لا دليل عليه.
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 10:38]ـ
بارك الله فيكم أخي الفاضل أبو فيصل الحضني
لكن هل تفصيل أكثر لدى المذاهب الفقهية غير المالكية(/)
مواقع تعريف بالإسلام
ـ[معاصر]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 07:57]ـ
من المعلوم أن أكثر من يسأل عنه المسلمون في هذا العصر تقصيرهم قي أمور
الدعوة والتعريف بالإسلام , وعلى اعتبار أن اللغة الانكليزية هي أكثر اللغات
انتشارا في هذا الزمان , فإنني أرى أن من الواجب علينا -سيما على المختصين-
أن يشرفوا ويراقبوا ويقوموا مواقع الأنترنيت المتعلقة بالدعوة إلى الإسلام والتعريف
به و بأحكام الشرع حلاله وحرامه باللغة الانكليزية ...
هدفي الآن من هذا التعليق أن يزودنا المختصون و القارؤون بالانكليزية بتقويمهم
لما على الأنترنيت في هذا الشأن.(/)
طلب مساعد: مراجع أو بحوث حول فصل الشتاء والبرد
ـ[ربوة العارض]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 08:25]ـ
طلب مساعد: مراجع أو بحوث حول فصل الشتاء والبرد
أنوي كتابة بحث حول موسم الشتاء والبرد في الشريعة، وأرجو من إخوتي المساعدة بكل ما يعرفونه حول الموضوع من مراجع أو بحوث.
وقد وقفت على كتاب (لطائف المعارف) لابن رجب، والموضوع المدرج هنا في فوائد كتاب الشيخ علي حسن.
أنتظر إفادتكم وجزاكم الله خيرا(/)
لقاء مع الشيخ عبد الباري الأنصاري يتحدث فيه عن والده الشيخ حماد (خذه ملخصا) مع ذكر صي
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 12:56]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى؛ وبعد: فهذا شبه تلخيص!! لشريط ((أجوبة فضيلة الشيخ عبد الباري بن حماد الأنصاري حفظه الله على أسئلة أعضاء موقع المحجة العلمية السلفية)) قمت فيه بذكر صيغ الأسئلة كلها مع تحديد ذلك بذكر الدقيقة التي فيها صيغة السؤال، وأما الأجوبة فهي للاختصار أقرب منها إلى التلخيص!
ولن أطيل فإلى المراد:
(1:16) نرجو من الشيخ حفظه الله تعالى أن يتحفنا بشيء من سيرة الوالد الشيخ العلامة – رحمه الله تعالى -؟
تكلم الشيخ عبد الباري - حفظه الله - عن حياة والده الشيخ حماد – رحمه الله في حوالي عشر دقائق.
(9:04) هل هناك مؤلفات للوالد لم تطبع بعد؟
الشيخ عبد الباري: يوجد بعض المؤلفات لم تخرج، مثل: المجموعة الحديثية وتضمن عدة رسائل، وكذلك الرحمات الأنصارية التي تتضمن تفصيل رحلات الشيخ، فالشيخ كان في كل رحلة من رحلاته يدون تفصيل الرحلة، وكذلك الكناشة الأنصارية وهي عبارة عن الفوائد التي كان يدونها الشيخ، وفتاوي ورسائل متفرقة للشيخ.
(11:38) وقفت على كتاب بلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني للشيخ الوالد – رحمه الله تعالى – وهو المجلد الأول فقط، وقد وصل فيه الشيخ الوالد في التراجم إلى حرف الياء ثم ترجم للنساء فهل يوجد عندكم المجلد الثاني؟
الشيخ: ذكر أن الشيخ قد شرع في تأليفه منذ سنسن طويلة منذ أكثر من فيه ثلاثين سنة، وكان في ذلك الوقت كثير من الكتب التي تعتني بتراجم الرواة لم تطبع، أو ما زال مخطوطا.
تراجم شيوخ الأنصاري على قسمين:
1 - الذين وقف على ترجمة لهم في غير كتب الطبراني المشهورة التي هي مظنة وجود المشايخ ومن أهمها (المعجم الأوسط) و (المعجم الصغير).
2 – الذين لم يقف على ترجمة لهم في غير كتب الطبراني وهؤلاء موجودن في معجميه الأوسط والصغير. وبادر بنشر المجلد الأول والمقصود به ما وقف على ترجمته في غير كتب الطبراني.
والثاني تتمة ويتضمن نوعين:
1 – للذين يستجد العثور على ترجتمه.
2 – للذين لم يقف لهم على ترجمة بل وقف على ذكرهم فقط.
(15:20) هل انتهى الوالد من ترجمة مشايخ الطبراني كلهم؟
قال الشيخ: ذكر أن العمل كان صعبا ويحتاج إلى جهد كبير؛ لأن كثيرا من كتب التراجم لم تطبع في ذلك الوقت.
وذكر أن الطبراني عالم مكثر ووصل عدد مشايخه أكثر من ألف شيخ.
أما التتمة فلم يقف الشيخ إلا على تراجم يسيرة.
وذكر أن أخاه الشيخ عبد الأول له عدة سنوات يعمل في إكمال التتمة، وسيعاد طبع الكتاب بقسميه.
(17:50) رأيت نقصا كبيرا في المطبوع وكذلك بعض التصحيفات في التراجم فهل الشيخ الوالد – رحمه الله – راجع المطبوع، أم طبع في حالة مرضه – رحمه الله تعالى -؟
بالنسبة للأخطاء المطبعية التي وقعت في الكتاب، فهذه تقع – في العادة – بسبب الطباعة، مع أن الوالد بذل جهده في التصحيح، فهذه الأخطاء المطبعية تعود إلى أحد أمرين:
الأمر الأول: الأمر الذي لم يسلم من أحد من البشر.
الأمر الثاني: قد تكون بعض هذه الأخطاء هي كذلك في المصادر التي نقل عنها الشيخ – حرمه الله تعالى -.
وذكر أن الرواة الذين ترجم لهم الشيخ تجاوز سبع مئة راويا!
(20:20) هل لكم فضيلة الشيخ أن تذكروا لنا بعض رحلات الشيخ وأسفاره في جمع تراث المسلمين؟
ذكر السنين التي رحل فيها الشيخ إلى دول العالم لجمع المخطوطات، وجمعه لمئات نفائس المخطوطات، حتى صارت مكتبته من أحسن المكتبات.
وذكر أن في القسم المتعلق برحلات الشيخ وسفراته ستذكر قوائم المخطوطات التي صورها الشيخ – رحمه الله - في تلك الرحلات.
(23:27) ما هي الكتب التي حثكم الوالد على قراءتها في العقيدة والحديث والنحو والفقه؛ وما هي وصيته المتكررة لكم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر أنه كان يوصي بقراءة كتب العقيدة للعلماء المتقدمين ككلام الإمام أحمد و، ما نقله عنه تلاميذه، وكالإبانة لابن بطة، والشريعة للآجري، وأصول اعتقاد أهل السنة للالكائي، وغيرها من المصنفات التي بسطت فيها عقيدة السف؛ فكان الشيخ يوصي بمثل هذه الكتب والاهتمام بها.
وكذا كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وكان للوالد اهتمام كبير بكتب هذين الشيخين، وكان سبب هذا أنه لما أراد المجيء لبلاد الحرمين استنصح شيخه الشيخ محمد المدني وطلب منه أن يوصيه بوصية جامعة فوصاه بوصية جامعة، ووصاه إذا قدم إلى بلاد الحرمين أن يهتم بعلمين هما: علم العقيدة، وعلم الحديث، ووصاه بكتب أئمة ثلاثة: ابن تيمية، ابن القيم، ومحمد عبد الوهاب.
وذكر أنه كان يوصي بحفظ بعض المختصرات والاهتمام بها كالواسطية، وكتاب التوحيد لمحمد عبد الوهاب.
وذلك أنه كان يوصي في علم الحديث بقراءة الكتب الستة، والاهتمام بها، وهذا للمتخصصين، أما غيرهما فإنه كان يوصي بحفظ الكتب المختصرة في ذلك؛ مثل: عمدة الأحكام، وبلوغ المرام.
وأذكر مرة أني سألته عن مسألة نحوية فقال: لو كنت تحفظ ألفية ابن مالك لما استشكلت هذه المسألة؛ فكان يوصي بحفظها وإتقانها وأخذها على أحد المشايخ المتمكنين.
ومن الكتب اللطفية التي وصلتها، وبعد أن قرأه أعجبه كثيرا، وأعطاني إياه وأوصاني بقراءته، وذلك الكتاب هو (الحث على حفظ العلم) لأبي هلال العسكري. وهذه الرسالة صغيرة الحجم وألفها مؤلفها بأسلوب أدبي عال، وأجاد في هذه الرسالة إجادة كبيرة في بيان ما يرغب طالب العلم في طلب العلم والصبر عليه، ومداومة مدارسته.
وكان يوصينا كثيرا، ويوصي طلبته بتقوى الله - عز وجل - والمحافظة على الصلوات، والبعد عن المعاصي، فكان - رحمه الله - له مجالس تفسير، وبخاصة إذا جاءه بعض طلبته ممن يحفظون كتاب الله، فيطلب منهم قراءة بعض الآيات؛ فيقوم بتفسيرها وما يتعلق بإعرابها، ولطائف التفسير، وكان يوصي كثيرا بالاعتناء بالسنة، والبعد عن الفرقة والابتداع وكل ما يتعلق بهما.
(32:00) هل لكم أن تتكرموا فتحدثونا عن جهود الشيخ الوالد الكريم العلامة الشيخ حماد الأنصاري - رحمه الله تعالى - في نشر العقيدة السلفية؟
ذكر أنه بعد أخذ الشيخ علوم الآلة عن شيوخ بلده، وعلوم الغاية، وبعد أن لقيه شيخه محمد المدني ووصيته له بالاعتناء بالعقيدة السلفية؛ فكانت لهذه الوصية الأثر الكبير على الوالد - رحمه الله -، وجهود الشيخ في نشر العقيدة السلفية يمكن أن نستفيدها من أمور:
الأمر الأول: بالتدريس حيث قام بالتدريس في الكليات والمعاهد وإشرافه على الرسائل العلمية.
الأمر الثاني: تصوير المخطوطات التي تتعلق بالعقيدة السلفية، بل سمعت من بعض طلبته أنه قال: ما كنا نعرف شيئا عن المخطوطات حتى عرفنا بها الشيخ - رحمه الله -، فكان طلبة العلم بالكاد يعرفون ويستفيدون من الكتب المطبوعة، وكثير من كتب العقدية التي طبعت اليوم صورت من مكتبة الشيخ.
الأمر الثالث: إرشاد الطلاب في الكليات في تحقيق كتب العقيدة السلفية.
وكثير من المتخصصين في العقيدة في أيامنا هذه استفدوا من الشيخ.
والشيخ بالنسبة للتدريس لم يضن بعلمه حتى على العامة؛ فإنه إذا كان في مكان عام، أو دعوة فإنه يتكلم عن العقيدة السلفية، فكان يفسر بعض السور كتفسير الفاتحة، أو الإخلاص، أو المعوذتين، وغيرها.
(38:00) هل كان للشيخ – رحمه الله - دروس منهجية لطلب العلم؟
ذكر أنه كان للشيخ دروس عديدة، ومنذ أن قدم للمملكة له دروس متصلة، منذ أكثر من خمسين عاما.
والشيخ عطية محمد سالم والشيخ عبد الصمد الكاتب درسا على الشيخ عام (1367) والشيخ عطية درس على الوالد (الآجرومية) و (الرحبية) وكذا الحال بالنسبة للشيخ عبد الصمد وتخصص بعد ذلك في علم الفرائض ومن أوائل من أخذ عنهم أخذ عن الوالد متن (الرحبية).
فدرَّس (الموطأ) (الجامع) للترمذي و (التوحيد) لابن خزيمة، وفي أواخر أيامه درس (صحيح البخاري) و (صحيح مسلم) في بيته وسجلت بعض هذه الدروس، وهي موجودة لدينا - والحمد لله -.
(40:23) هل تذكرون شيئا من رحلاته الدعوية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
كان الشيخ لا يصل إلى بلد إلا ويقوم أهل تلك البلد بتنظيم الدروس والمحاضرات له، وكان لهذه الرحلات فائتان:
الفائدة الأولى: إلقاء الدروس والمحاضرات الدعوية.
الفائدة الثانية: تصوير المخطوطات المهمة في تلمك البلدان.
(42:08) هل كان للشيخ عناية بعلوم اللغة كالنحو والصرف والبلاغة؟
ذكر أنه - رحمه الله - تلقى أوائل العلوم في بلده مسقط رأسه في الصحراء الكبرى في أفريقيا، وتلك البلاد كما هي عادة أهل المغرب بصفة عامة أنهم يعتنون بعلوم الآلات عناية كبيرة، فلا يعد طالب العلم مستفيدا حتى يدرس هذه العلوم دراسة عميقة، فالشيخ الوالد درس علوم اللغة دراسة متخصصة، فبالنسبة للنحو حفظ (الآجرومية) ثم (ملحة الإعراب) ثم (ألفية ابن مالك) ثم (زوائد الألفية) من الكافية الشافية لابن مالك وكان - رحمه الله – يقول: أنا خرجت من أفريقا لكيلا أكون نحْويا فقط! فهو يرى أن الدراسة عندهم تعتني بهذا الجانب عناية كبيرة وتغلبه على غيره؛ فهو دَرَس النحو دراسة عميقة قوية جدا؛ لذلك في مكتبته قَلّت كتب النحو؛ لأنه أخذها في بلده.
أما الصرف والبلاغة فقد أدرك من العلماء الذين بلغوا رتبة عالية وخاصة في علم البلاغة، ومنهم العلامة موسى الكسائي فإنه كان يثني عليه في علم البلاغة، وأنه أجاد في هذا العلم، وتخصص فيه تخصصا كبيرا، وأفاد منه إفادة عظيمة.
(44:58) ما مدى صلته بالشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين – رحمهم الله -؟
صلته صلة وثيقة وكان يحبه محبة كبيرة، ويثني عليه في مجالسه؛ يثني عليه في علمه وجهوده في الدعوة، وصبره على أعداء الدعوة، وكان سماحة الشيخ يعرف للوالد فضله وعلمه، وكانت بينهما اتصالات هاتفية، ورسائل إخوانية، وربما طلب الشيخ من الوالد كتابة بعض المسائل.
ومما لا أنساه من فضل الشيخ أنه حين مرض الوالد ونقل إلى الرياض في المستشفى التخصصي فجاء الشيخ إلى الوالد وجعل يقرأ عليه ويرقيه، وهذا من حق الشيخ على الوالد، فكانت الصلة بينهما صلة وثيقة وود عظيمين.
أما علاقته بالشيخ الألباني فأيضا علاقة حب وود، وكان الوالد يعرف للشيخ مكانته في علم الحديث ويقدر له علمه، وإن كان يخالفه في بعض المسائل. وكان الوالد يستقبل تلاميذة الألباني في مكتبته، ويطلب منهم أن يبلغوا سلامه للشيخ.
أما ما يتعلق بالشيخ العثيمين فكذلك كان الوالد يعترف للشيخ محمد بن صالح العثيمين بفضله وبعلمه؛ وسبق أن زاره الوالد في عنيزة، زار الشيخ ابن العثيمين في بيته وحضرت مجلسا في المدينة وكان بينهما من المحبة والتقدير والاحترام ما يتوقع من مثل هؤء العلماء - رحمهم الله تعالى وغفر لهم -.
(48:44) ما أبرز سمات الشيخ الخُلُقًية؟
أبرز سمات الشيخ الخلقية: حرصه على اتباع السنة، كان حريصا جدا على اتباع السنة.
ومن أهم سماته الخلقية ما أعطاه الله من الهيبة الذي يظنه من لا يعرفه معرفة جيدة أنها شدة، وليس كذلك، فكان رقيقا رفيقا، لكنه مع ذلك كان مهابا.
من أبرز سماته الخلقة الصدق وخاصة الصدق مع الله - سبحانه وتعالى - فيما نحسب، فكان الشيخ يوافق ظاهره باطنه؛ فإذا قال أمرا فإنه أول من يمتثل له.
ومن أبرز سماته الخلقية: سخاؤه وكرمه، وكان بيته مثابة للضيوف، وبحكم أن بيت الوالد كان في المدينة، والمدينة مقصد المسلمين من جميع البلدان، وخصتة أهل العلم؛ فكان بيته لا يخلو - غالبا من الضيوف، فكان سخيا كريما وماله إما في كتاب يقتنيه، أو ضيفه يكرمه، أو قيام بحق عياله وأهله، وكان لا يهتم بجمع شيء من حطام الدنيا.
ومنها: الجد والاجتهاد وعدم التواني، وهذا كان يتصف بها الأولون، فإنه كان جادا مجتهدا ليس عنده توان أو قصورا، سواء في الأمور الوظيفية، أو الأمور العادية؛ فرحمه الله كان جادا فيها.
وغير ذلك من الصفات الخلقية الكريمة التي كان يتصف بها - رحمه الله -، ولكن هذه التي أشرت إليها من أهمها.
(52:46) هل لكم بأن تتحفونا بشيء من زهد الشيخ وعبادته لنتقتدي به - رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته -؟
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أشرت كان الشيخ - رحمه الله – لا يعتني بأمور الدنيا؛ فقد كان كريما سخيا بما في يده، ولا يجمع شيئا من حطام الدنيا، وماله ينفقه فيما مر ذكره؛ فكان - رحمه الله - صاحب صدقة سر، ورأيته عدة مرات - دون أن يشعر بي - يتصدق على قرابته، وبعض طلبة العلم المعوزين، وإنما تسنى لي رؤيته؛ لقربي منه، وخدمته في السنين الأخيرة.
أما عبادته فإن الشيخ كان قائما بحقوق ربه، وكان محافظا على الصلاة، وكان من أوائل من يدخل المسجد، ومن أواخر من يخرج منه، وله حظ من قيام الليل، رأيته مرات وهو يقوم الليل، ويكثر من قراءة القرآن، فكان يتعاهده.
(55:21) ما مصير مكتبة الشيخ بعد وفاته – رحمه الله تعالى -؟
بعد وفاته اتفق ورثته على أن تبقى مكتبته موقوفة يستفيد منها طلبة العلم، وتبقى مفتوح بابها لطلبة العلم والزوار ينهلون منها من خير وفائدة، وهذا الذي تم؛ فمنذ عشر سنين والمكتبة مفتوح بابها؛ فطلبة العلم يأتون وينهلون منها، وإذا احتاجوا إلى تصوير كتاب ونحوه؛ فإن ذلك مبذولا للجميع، وما زال ذلك في توسع – ولله الحمد – للقسمين: قسم المخطوطات، وقسم المطبوعات.
(56:55) بلغنا أن هناك مشروعا ضخما لإعادة طبع الكتب الستة؛ فهل كان للشيخ علاقة بهذا العمل؟
ذكر أن الشيخ كان عضوا في مركز خدمة السنة النبوية ضمن الأعضاء الاسشتاريين ومن مشاريع تحقيق الكتب الستة، لكن إلى أين وصل هذا المشروع ليس عندي تفاصيل هذا المشروع؛ لأن المركز من أمد توقفت بعض الأمور المتعلقة به، فلعله أن تستكمل هذه المشاريع فيما يأتي من الزمان ونسأل الله العون والتوفيق للجميع.
(58:02) كتاب الرباعيات لأبي بكر الشافعي هل نشرتموه محققا، وما هي النسخ التي حققت عليه؟
سبق لي أن قمت بتحقيق قسم من كتاب الرباعيات لأبي بكر الشافعي في بحث االتخرج من السنة الرابعة من كلية الحديث الشريف، لكن لم أتقدم بطبعه؛ لأن هذا الكتاب قمت بالاشتراك فيه مع عدد من الزملاء، فلم أكون منفردا به، وكتاب الرباعيات لا توجد له إلا نسخة واحدة وهي نسخة المكتبة الظاهرية في جزأين، ولم يطبع الكتب حسب علمي، وقدم أحد الباحثين هذين الجزأين رسالة علمية في جامعة الإمام سعود، ولم يصلني خبر هل يرغب في طباعتها أم لا.
(59:19) أرجو من فضيلتكم التكرم علينا بالإجابة عن هذه الأسئلة:
السؤال الأول: هل تتلمذ الشيخ حماد على محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ عبد الرحمان بن يحيى المعلمي، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمهم الله تعالى -؟
ذكر أن الشيخ لازم الشيخ محمد بن إبراهيم مدة طويلة في الرياض واستفاد منه كثيرا من علمه وخلقه، وحرصه على الدعوة، ونشر العلم، وكان الوالد يلازم الشيخ ملازمة قوية، وسمعنا منه: أنه لثقة الشيخ محمد بالوالد أن الشيخ محمدا إذا طرأ عليه طارئ منعه من حضور درس بلوغ المرام أناب الشيخ الوالد مكانه.
أما الشيخ الشنقيطي فتتملذ عليه أما الكتب التي درسها فلا أستحضر شيئا من ذلك.
أم الشيخ المعلمي فلازمه الوالد في أثناء إقامته مكة من عام (1370) إلى (1374) واستفاد منه خاصة في علم الحديث؛ لما عرف عن الشيخ المعلمي معرفة تامة بعلم الحديث ورجاله.
فهؤلاء الثلاثة استفاد.
أما الشيخ محمد بن إبراهيم فإنه استفاد منه في العقيدة والفقه، واستفاد من خلقه؛ فإن الشيخ محمد بن إبراهيم كان عالي الأخلاق، ومن أئمة هذا الزمان في الحرص على نشر الدعوة في الآفاق؛ فإنه له الفضل الكبير في نشر الدعوة.
واستفاد من الشيخ محمد الأمين فيما يتعلق بعلم التفسير، والأصول، وغيرها من الأصول.
أما الشيخ المعلمي فاستفاد منه فيما يتعلق بعلم الحديث وعلم الرجال.
(1:03:10) هل نشر الشيخ – رحمه الله تعالى - شيئا من الصحيحن أو, من السنن، وهل يوجد هذا الشرح عندكم مكتوبا أو مسموعا؟
كان للشيخ - رحمه الله - دروس في صحيح الإمام البخاري في منزله، ودروس أخرى في صحيح الإمام مسلم، وكنت حضرت بعض هذه الدروس وسجلنا بعض هذه الدروس وتوجد لدينا، أما الشروح المكتوبة فليس للشيخ شرح مكتوب؛ لأنه - رحمه الله - كان يرى أن الكتب الموجودة مغنية في هذا الشأن.
(1:04:08) من هم أبرز تلاميذة الشيخ رحمه الله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر أن الشيخ أمضى في نشر العلم والتعليم والتدريس سنين طويلة أكثر من خمسين سنة؛ فالآخذون عنه منهم من أخذ عنه قبل أن أطلب العلم بمدة طويلة، ومنهم في ذلك الوقت؛ فلذلك لا أستيطع حصرهم، لكن أشير إلى من يحضرني منهم فمن أبرزهم:
الشيخ بكر أبو زيد.
الشيخ صالح بن محمد آل الشييخ (1).
الشيخ يوسف بن محمد الدخيل.
الشيخ محمد بن خليفة التميمي.
الشيخ صالح السحيمي.
الشيخ عبد الرزاق العباد.
الشيخ محمد عبد الوهاب العقيل.
الشيخ صالح الفهد المَزْيَد
وومن استفاد منه كثيرا في علم الحديث الشيخ مساعد الراشد الحميد، والشيخ أنيس بن أحمد طاهر؛ وغيرهم من المشايخ، وعدم ذكري لهم لا ينفي عدم تتملذهم على الوالد، والمقصود التمثيل وأما الحصر فإنه يصعب الآن، ولعله يتم ذكر عدد كبير منهم – إن شاء الله تعالى - في كتاب يفرد في ترجمة الوالد - رحمه الله تعالى وغفر له -.
(1:07:18) ما هي أهم وأبرز مواقف الشيخ - رحمه الله - مع أهل البدع؟
سبقت وأن ذكرت أن من أهم صفات الشيخ حرصه على تعليم السنة وتعليما وذمه لأهل البدع وتحذيرهم منهم وبدعهم؛ فقد كان شجى في حلوق المبتدعة لمعرفته بأصول بدعهم وخرافتهم، وكيفية الرد عليهم؛ فكان نادر المثال لعلمه الراسخ في أصول البدع المختلفة من تجهم وأشعرية، وقبورية، وصوفيى، ومرجئة، وخاريجة، وله نظر ثاقب في كيفية بيان أصولهم الفاسدة، وبيان واهئها ودفع شيبهم على اختلاف مشاربهم وأهوائهم.
ومن سمع دروسه في هذا الجانب تبين له ذلك بوضوح.
(1:08:49) لو تذكرون لنا الأسلوب المتبع من قبل الشيخ – رحمه الله - في عنايته بالمخطوطات؛ وتحقيقها، وهل دون الشيخ منهجه وخبرته في هذا الميدان؟
ذكر أن الشيخ أمضى عمرا طويلا فيما يتعلق بالمخطوطات، وعنايتها، وخدمتها، وتحقيقها، وقراءتها، ويمكن أن نتكلم عن هذا الجانب من عدة نواح:
الناحية الأولى: اقتناء الشيخ للمخطوطات؛ فقد كان - رحمه الله - له شرط في اقتناء المخطوطات، وكما هو معلوم أن كثيرا من كتب الحديث قد طبع منذ زمن طويل منذ أكثر من مئة سنة، فصرف الشيخ إلى عنايته إلى كتب الحديث التي لم تطبع في وقته، وكذلك المخطوطات في العقيدة السلفية التي بهذا الوصف، ذلك لأن المطبوع يمكن الوقوف عليه بسهولة، وذلك أن أكثر كتب الحديث والعقيدة لم يكون مطبوعا، فحرص الشيخ على اقتناء ما لم يطبع من هذه الكتب.
الناحية الثانية: من ناحية القراءة؛ فهذه الكتب التي كان يقتنيها الشيخ متنوعة فمنها ما كان يحرص على قراءته، ويعمل له فهرسا على ما يحتوي عليه هذا الكتاب، ومنها ما هو مرجع يرجع إليه عند الحاجة.
الناحية الثالثة: التحقيق فإنه اشتغل بتحقيق بعض المصنفات الحديثية اليت تخدم علوم الحديث مثل تحقيقه لكتاب (الديوان) للحافظ الذهبي، و (ذيل الديوان) له، و (المختلف فيهم) لابن شاهين، وحقق أجزاء عديدة مثل (جزء في تحريم نكاح المتعة) لنصر المقدسي، وغيرها من التحقيقات، وهدف الشيخ الرئيس في التحقيق: قراءة النص من المخطوط قراءة صحيحة سليمة من الخطأ والتحريف والتصحيف، مع الخدمة المناسبة لهذا الكتاب الذي يخدمه ويقوم بتحقيقه.
الناحية الرابعة: مكتبة الشيخ فيما يتعلق بالمخطوطات مكتبية كبيرة تتجاوز ألفي عنوان، وكان لا يضن بها، وكان الغرض من جمعها أن يستفيد منها طلبة العلم عامة سواء في القراءة أو التحقفيق، أو الرجوع إليها لتوثيق النصوص، فكان يبذل للطلبة ما يحتاجون إليه منها، وهذا أمر مشهور معلوم بين طلبة العلم، وبفضل الله قد نشر كثير من كتب الحديث والعقيدة السلفية من مصورات مكتبة الشيخ - رحمه الله -.
(1:14:01) المعروف عن الشيخ كثرة رحلاته؛ فهل دونها الشيخ وطبعها؟
سبق أن أجبنا عن هذا السؤال أو سؤال شبيه به فيما مضى، وذكرت أن رحلات الشيخ إلى خارج الممكلة المتعددة؛ أنه كان يدون دقائق وتفاصيل تتعلق بهذه الرحلات بأسلوب أدبي جميل، يمتع القارئ إذا قرا هذه الرحلات ويفيده، مع ذكره انطباعتاه وملاحظاته على ذلك البلد، وهذه الرحلات نقوم بإعدادها مع ذكر قوائم المخطوطات التي صورها الشيخ من البلاد التي زارها.
(يُتْبَعُ)
(/)
(1:15:19) ذكر عن الشيخ - رحمه الله - أنه كان يقيد الفوائد على أغلفة كتبه، هل جمعت وكتبت؟
هذه القضية من الأشياء التي اعتنينا بها؛ فبدأنا بتدوين هذه الفوائد التي قيدها الشيخ على أغلفة كتبه ونحن بصدد العمل فيها؛ لتكون ملحقا بكناشته التي سبق الكلام عليها، وأنها في طريق إخراجها، وهذه الفوائد هي من الأعلاق النفيسة؛ فإذا ما تم ترتيبها وإخراجها فإنها يرجى لها أن تكون لها فائدة كبيرة بالنسبة لطلبة العلم - بإذن الله تعالى -.
(1:16:38) عرف عن الشيخ – رحمه الله - بخبرته الواسعة بالكتب كيف وصل إلى هذه المنزلة؟
لا شك أن هذه المنزلة التي وصلها الشيخ من معرف الكتب والمصنفات ما بلغها إلا بعد مضي عمر طويل، وجهد كبير، ومن الطريف في هذا الجانب أنه في مرة من المرات كان الوالد قد أحضر بعض المصنفات التي خرجت حديثا إلى مكتبته فحضر بعض طلبته إلى المكتبة ورأوا هذه الكتب المتنوعة والمهمة فتعجبوا منها فقال أحدهم: يا شيخ! أنت تعرفك الكتب فتأتي إليك!
فقال له الشيخ: لا! بل من يعرف الكتب يأتي بها.
فالشاهد أن هذا لم يحدث اتفاقا وإنما ببذل الجهد، والدأب، والصبر، وفوق ذلك توفيق الله، ومما يحضرني في هذا كلمة تشبه هذه الكلمة التي ذكرها الشيخ كلمة ذكرها الإمام الذهبي في ترجمة إبراهيم الحربي؛ فإنه كانت له مكتبة نفيسة؛ فقال له بعض تلاميذة: كيف حصلت على هذه الكتب النفيسة؟
فقال: جمعتها بلحمي ودمي.
فالشاهد من هذا: أن إبراهيم الحرب كان فقيرا، لكنه كان صاحب همة عالية وبذل للجهد في نسخ هذه الكتب واقتنائها، وبذل ما عنده من القليل في سبيل شراء ما يحتاج منها، فهي لم تتكون بالهوينا والفتور، وإنما حصلت عنده ببذله لقوته وجده ونصبه وتعبه بعد توفيق - الله عز وجل -.
(1:19:27) كان الشيخ - رحمه الله - ينظم شعرا جميلا ويقول الأمثال والحكم هل جمع ذلك كله؟
ذكر أن الشيخ - رحمه الله - أديبيا؛ فقد هو قد درس علوم اللغة العربية بتعمق شديد في أفريقيا، وكان ينظم الشعر، ويحفظ من أشعار العرب مئات الأبيات، وعشرات القصائد، وكان له ذوق أدبي، وله قصائد شعرية، وكتابات أدبية، منها (مقامة في آداب العلم وما يلزمه في ذلك) ومنها قصيدة هي بين يدي الآن قالها في سنة (1366) هجرية حينما أراد الهجر إلى المملكة؛ يقول في الهجر في سبيل الله وتحمل مشاقها:
لله در الفتى يجوب فيافيا يسعى بجد كي ينال الأمانيا
تسمو بهمته إلى أقصى المدى نفس يجود به تلين القاصيا
يعنى بأمر طيب ما شابه كدر إلى أسمى المراتب جاريا
ويديم في الليل الطويل تفكرا شوقا يقرب للحبيب النائيا
فمضى إلى محبوبه زيافة بيت دعائمه تفوق سواريا
وتضج أشتات من الحجاج في جناباته ويرون نورا ساميا
هذي إجابة ربنا لخليله لمّا استوى بعد البنا مناديا
فسمت إليه بكل فج ضُمّر ترمي بأرجلها الخفافا مآويا
وتجردوا لما أتوا ميقاتهم وعلى جسومهم أفاضوا الصافيا
ويهل بعد سلامه ذاك الفتى من ركعتين خفيفتين مواليا
ويقولها مهما تجدد حاله حتى يكون من البيوت مدانيا
ويطوف حين قدومه من غير ما ريث ويمضي بعد ذلك ساعيا
فالفسخ حتم عند حَبْر قد سما من بعد عزم ساخطا أو راضيا
وهذا البيت يشير فيه الشيخ إلى مذهب ابن عباس - رضي الله عنهما – من وجوب للفسخ بعمرة للقادم للحج حين قدومه إلى مكة.
فهذه بعض قصائد الشيخ، وسنعمل ترجمة للشيخ – رحمه الله – تحوي قصائده وكتاباته الأدبية؛ ليستفيد منها طلبة العلم - بإذن الله تعالى -.
(1:23:34) كان للشيخ عبارات دقيقة في الرجال والكتب والبلدان هل جمعت؟
حينما كنا ملازمين للشيخ كنا نقيد عنه الفوائد النفسية، والفوائد المهمة التي نسمعها منه، وهي مجموعة مدونة لدينا، وقام أخونا عبد الأول بجمع عدد وافر منها، وأثبتها في كتابه (المجموع في ترجمة حماد الأنصاري)، وهذه الفوائد سنقوم بجمعها مع الكتاب الذي نعزم على إخراجه في ترجمة الوالد - بإذن الله تعالى -.
(1:24:38) يا حبذا لو تذكرون لنا حياة الشيخ - رحمه الله - في بيته، وعلاقته بأهله وأولاده، وطريقة تعامله معهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ في بيته كان مثالا لصورة أهل العلم السابقين الذين بذبوا حياتهم للعلم وأهله؛ فأطيب ملذاتهم الانشغال بها قراءة ودرسا، وبحثا ومذاكرة، واقتناء لنفائس الكتب والمصنفات.
والصفة المشتركة للشيخ في بيته وبين حاله خارج البيت وقاره وهيبته وجلال العلم الذي يحوطه، كما قال الشاعر:
وأجله في كل عين علمُه فيرى له الإجلال كل جليل
الشيخ في بيته حريص على أن يكون بيته بيت إيمان وفضل، وذكر لله - تعالى - لا يشوبه شيء من المنكرات.
كان أمرا بالصلاة، كان حريصا على أن يقوم أبناؤه بها وسائر أهل بيته بها، وأن لا يتخلف أبناؤه عن الجماعة والتبكير إليها.
كان محبا لأبنائه وأحفاده يأنس بهم ويلاطفهم ويلاعبهم، والشيخ مرب بأفعاله وأقواله، فلا تجده يقول شيئا ويفعل خلافه.
كان الشيخ يصل أرحامه، ويصل أقرباءه، وكان وفيا لهم، يحضر مناسباتهم ويدعوهم في داره، ويكرمهم، كثير النوارد.
يحتفي بضيوفه القادمين إليه من بلاد شتى مكرما لهم قائما بحقوقهم، لا قيمة للدنيا عنده، ولو أراد لفعل، وكان كريما سخيا، لا يدخر شيئا إلا لسداد دين؛ يواصل القريب والبعيد.
(1:27:39) هل طبعت الكتب الآتية:
- رجال جهلهم ابن حزم وهم معرفون؟
لم يطبع هذا الكتاب وهذا من المشاريع العلمية التي شرع الوالد فيها ولم يكمل تصنيفه لهذا الكتاب.
- المقامة الأنصارية في ابتداء طلب علم الحديث؟
هذه المقامة هي التي أشرت إليها قبل قليل في السؤال عن ما يتعلق بمنهج الشيخ، وفي السؤال بما يتعلق بالشيخ ومكانته وما يتعلق بالأدب، وهذه المقامة لم تطبع، وستجمع - بإذن الله - مع ترجمته المفصلة.
- أجوبة عن الأحاديث الثلاثة التي أرسلها الشيخ ابن باز؟
هذا كما تقدم إننا بدأنا في جمع فتاواه ورسائله المتفرقة وسوق تتضمن - بإذن الله - هذه الرسالة - إن شاء الله تعالى -.
- تاريخ مالي قديما وحديثا؟
أيضا هذه رسالة فيها مقتطفات تتعلق بتاريخ مالي، ولم يتم الشيخ تصنيفها، والاستفاضة على هذا الموضوع، لكن سيطبع ما هو موجود من هذا ضمن فتاواه ورسائله - إن شاء الله تعالى -.
- تعليق الأنواط في التذييل على صاحب الاغتباط، وغيرها من الكتب والمخطوطات؟
أيضا هذا كتاب مفرد للشيخ، وقد أتم تأليفه ولعله يطبع قريبا - إن شاء الله -.
(1:30:00) قضى الشيخ رحمه الله فترة من أزهر فترات حياته في الجامعة الإسلايمة هلا لنا أن نعرف انطباعات الشيخ عن تلك المرحلة وذكرياته؟
ذكر أن هذه الفترة كانت من أهم فترات حياة الشيخ ..
(1:31:47) ما وصيتكم لنا نحن طلاب العلم حفظكم الله ووفقكم لكل خير؟
أوصى الشيخ بتقوى الله.
وأوصى بالعمل بما تضمتنه سورة (العصر).
وأوصى بالحرص على أدب النفس.
وتكلم عن فضل العلم، وذكر بع ما جاء في ذلك. انتهى المقصود.
(1) قال (أشرف): لعله يقصد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله - وزير الأوقاف الحالي؛ لأنه هو المشهور بالأخذ عن الشيخ حماد - رحمه الله -.
اللهم ارحم الشيخ حمادا رحمة واسعة، وبارك في ولده عبد الباري.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
والله الموفق
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 03:25]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
يرفع رفع الله قدر الشيخ عبد الباري.
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 08:22]ـ
سأكون شاكرا لمن يوافينا بهاتف الشيخ عبدالباري فقد فقدته منذ فترة
جزاكم الله خيرا
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 01:39]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
يرفع رفع الله قدر الشيخ
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 02:10]ـ
يرفع رفع الله قدر الشيخ
وقدرك ..
بوركت أخي أشرف.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 07:15]ـ
بورك فيك .... وفي مساعيك
رحم الله الشيخ حماد وحفظه الله ولده عبد الباري. آمين.
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 02:08]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى؛ وبعد: فهذا شبه تلخيص!! لشريط ((أجوبة فضيلة الشيخ عبد الباري بن حماد الأنصاري حفظه الله على أسئلة أعضاء موقع المحجة العلمية السلفية))
.......................
قال (أشرف): لعله يقصد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله - وزير الأوقاف الحالي؛ لأنه هو المشهور بالأخذ عن الشيخ حماد - رحمه الله -.
اللهم ارحم الشيخ حمادا رحمة واسعة، وبارك في ولده عبد الباري.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
والله الموفق
جزاكم الله خيرا.
والشيخ عبد الباري - حفظه الله - معروف بعلمه وخلقه الرفيع وسعيه في خدمة الباحثين.
وقال لي الشيخ عبد الباري - حفظه الله - مرة: قال الوالد عن الشيخ صالح آل الشيخ - وفقه -: أحد أذكياء العالم.
نفع الله بكم.(/)
أسباب الإرث المختلف فيها
ـ[الآجري]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 10:55]ـ
رواية عند الحنابلة: عند عدم الأسباب المتفق عليها يرث بموالاة ومعاقدة وإسلامه على يديه والتقاطه وكونهما من أهل الديوان، ذكره في الفروع والشرح والإنصاف.
وعند الشافعية والمالكية: توريث بيت المال أو (جهة الإسلام). كما في شرح الفصول المهمة وغيره.
السؤال: ما معنى (كونهما من أهل الديوان)؟
ثم طلب من الإخوة المطلعين: من يعرف سبباً مما فيه خلاف غير ما ذكر فليتفضل به علينا مشكوراً ومأجوراً إن شاء الله.
ـ[الآجري]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 01:32]ـ
رفع.
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 11:04]ـ
السؤال: ما معنى (كونهما من أهل الديوان)؟
الديوان:هو الدفتر أو الكتاب الذي تسجل فيه اسماء الاجناد وأصحاب العطاء ومستحقاتهم من بيت المال.ومعنى "كونهما من اهل الديوان" هو أن يكونا ـ الوارث والهالك ـ قد سجلا في ديوان واحد تحت مسمى واحد،ويمكن تسميتها أخوة الديوان
ـ[الآجري]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 11:14]ـ
جزاك الله خيراً أبا فيصل.
ومن لديه مزيد كلام - خصوصاً في الفقرة الثانية من الموضوع - فلا يحرمنا لا حرمه الله الأجر
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 09:14]ـ
من موانع الارث المختلف فيها:
*/المحرم يرث قريبا له يملك صيدا
*/الدور الحكمي
والله أعلم
ـ[أشعث الساقة]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 12:59]ـ
السؤال: ما معنى (كونهما من أهل الديوان)؟
الديوان هو السجل الذي تضبط فيه اسماء أفراد معينين لتنظيم العطاء لهم، وقد يكونون مقاتلين أو ذوي ولايات أو محاويج أو غيرهم. وأول من وضعه عمر على مايذكره المؤرخون. وتوسع في شرح تفاصيله الماوردي في الأحكام السلطانية.
ويذكر الفقهاء "أهل الديوان" في موضعين شهيرين: مسألة ضابط العاقلة، ومسألة أسباب الإرث.
وجوهر المسألة: أنه طالما أن الاشتراك في ديوان واحد مصدر ضمان (العاقلة) فليكن أيضاً مصدر خراج (الإرث). ولذلك فيغلب على من جعل الديوان عاقلة أن يجعله مصدر إرث، والعكس بالعكس.
ومحل المسألة في الإرث هي "عند عدم الأسباب المتفق عليها". أي عند عدم (النكاح والولاء والنسب): فهل الأولى هو بيت المال أم هذه الأسباب؟
وكان ابن تيمية يرجح هذه الأسباب كلها، ويتوسع فيها، ويرى أنها أولى من بيت المال، وينقلها رواية عن أحمد، وخالفه متأخرو الحنابلة في ذلك.
وممن اختار ترجيح ابن تيمية من المتأخرين ابن عثيمين في تسهيل الفرائض وذكر أنه على رغم ضعف أدلته الخاصة إلا أنه أقوى سبباً من بيت المال (أي عند عدم الأسباب المتفق عليها).
أما معنى (أهل الديوان) فقد جاء في المطلع على المقنع:
(«وكونهما من أهل الديوان» الديوان: بكسر الدال على المشهور، وحكي فتحها، وهو: فارسيُّ معرَّب. قال الجوهري: الديوان: أصله دِوَّان، فعوض من إحدى الواوين ياء، لأنه يجمع على دواوين. ولو كانت أصلية، لقالوا: دياوين. ويقال: دوَّنت الدواوين، قال الماوردي في «الأحكام السلطانية»: وهو موضع لحفظ الحقوق من الأموال، والعمال، ومن يقوم بها من الجيوش، والعمال .. ، وأول من وضع الديوان في الإسلام عمر. وقال أبو السعادات: هو اسم الدفتر الذي يكتب فيه أسماء الجيش، وأهل العطاء، والمراد: كونهما مكتوبين في ديوان واحد)
وأفضل مايوضح مفهوم (أهل الديوان) هو شرح ابن تيمية لمسألة علاقة أهل الديوان بالعاقلة، يقول ابن تيمية في الفتاوى:
(النبى صلى الله عليه و سلم قضى بالدية على العاقلة، وهم الذين ينصرون الرجل ويعينونه، وكانت العاقلة على عهده هم عصبته، فلما كان فى زمن عمر جعلها على أهل الديوان، ولهذا اختلف فيها الفقهاء، فيقال أصل ذلك أن العاقلة هم محدودون بالشرع او هم من ينصره ويعينه من غير تعيين؟ فمن قال بالأول لم يعدل عن الأقارب فانهم العاقلة على عهده، ومن قال بالثانى جعل العاقلة فى كل زمان ومكان من ينصر الرجل ويعينه فى ذلك الزمان والمكان، فلما كان في عهد النبى انما ينصره ويعينه أقاربه كانوا هم العاقلة، إذ لم يكن على عهد النبى ديوان ولا عطاء، فلما وضع عمر الديوان كان معلوما أن جند كل مدينة ينصر بعضه بعضا ويعين بعضه بعضا، وان لم يكونوا أقارب، فكانوا هم العاقلة، وهذا أصح القولين، وانها
(يُتْبَعُ)
(/)
تختلف باختلاف الاحوال، وإلا فرجل قد سكن بالمغرب وهناك من ينصره ويعينه كيف تكون عاقلته من بالمشرق فى مملكة أخرى؟! ولعل أخباره قد انقطعت عنهم!).
ووضح ابن تيمية أشهر أنواع المسجلين بالديوان في العصور المبكرة فقال في مجموع الفتاوى:
(كان اهل الديوان نوعين: مقاتلة وهم البالغون، وذرية وهم الصغار والنساء الذين ليسوا من اهل القتال)
وحكى ابن تيمية الخلاف في اعتبار أهل الديوان سبباً للإرث فقال في مجموع الفتاوى:
(يقول الفقهاء الاسباب المثبتة للارث ثلاثة نسب ونكاح وولاء عتق، واختلفوا فى المحالفة والاسلام على يديه وكونهما من اهل الديوان، منهم من يجعل ذلك سببا للارث كأبى حنيفة، ومنهم من لا يجعله سببا كمالك والشافعى، وعن احمد روايتان).
وسئل ابن جبرين أثناء شرحه لأخصر المختصرات عن هذا الموضع، وهذا صورة السؤال وجوابه:
(السؤال: ذكر شيخ الإسلام-رحمه الله تعالى-: "إن من أسباب الإرث: الإسلام على اليد، والالتقاط، وكونهما من أهل الديوان". فما معنى هذا القيد؟ والله يرعاكم.
الجواب: .. ، وأما كونهما من أهل الديوان فالمراد أنهم: كانوا يجتمعون في اسم، ويدونون اسمهم تحت مسمى واحد، فيكون هذا دليل على أخوتهما، وتسمى هذه "أخوة بالمؤآخاة"، يعني: اسمهما في الديوان واحد، والصحيح -أيضا- في القول المشهور: "إنهما لا يتوارثان")
وقال الجزيري في كتابه الفقه على المذاهب الأربعة:
(واهل الديوان هم اهل الريات والألوية وهم الجيش الذين كتبت أسماءهم في الديوان والجريدة لأن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه هو أول من دون الدواوين وجعل العقل كان على أهل النصرة وقد كانت بأنواع بالقرابة والحلف والولاء والعد وفي عهد عمر رضي الله عنه قد صارت بالديوان فجعلها على أهله اتباعا للمعنى ولهذا قالوا: لو كان اليوم قوم تناصرهم بالحرف فعاقلتهم أهل الحرفة).
والله أعلم.
ـ[الآجري]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 02:09]ـ
بارك الله فيك أخي أشعث الساقة(/)
وطء امرأة أجنبية في دبرها
ـ[علي الزيود]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 11:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال عليه الصلاة والسلام: < من اتى امرأته في دبره فقد كفر بما انزل على محمد > , هذا بالنسبة لمن اتى امرأته من دبرها. أما بالنسبة لمن أتى امرأة أجنبية في دبرها فهل هذا يعتبر زنا؟
وهل يقام عليه حد الزنا؟ اذا أخذنا بالرأي أنها لوطية صغرى , هل اللواط يعتبر زنا؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 12:46]ـ
ذكر بعض العلماء أنه لا يصح في إتيان الرجل امرأته في دبرها حديث، وأن طرقها كلها معلولة، ولكنهم استدلوا بالإجماع على الحرمة، وبعضهم يقوي الأحاديث بآثار موقوفة صحيحة، من جهة أن الحكم بالحرمة او استحقاق العقوبة أو الذم مما لا يقال بمجرد الرأي. وأما اتيان الأجنبية في دبرها فأظنه لا خلاف بين العلماء في وجوب إقامة الحد عليه، وهو القتل، ولكن هل اختلفوا في صفة القتل كما اختلفوا في صفة قتل اللوطي وما الراجح في ذلك؟ محل بحث.
ـ[أشجعي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 06:08]ـ
وأما اتيان الأجنبية في دبرها فأظنه لا خلاف بين العلماء في وجوب إقامة الحد عليه، وهو القتل
اذا كان اعتبار الوطء في الدبر مثل الزنا ,فالحد يكون مثل حد الزنا
فيرجم المحصن او المتزوج حتى القتل
ويجلد الأعزب أو (العزب)
وليس القتل لوحده والله اعلم,
هذا على اعتباره انه مثل الزنا, ولا اعلم ما دليل ذلك إلا توجيه بعض العلماء للآية (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً)
والآية (ولوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد .. ) أو قوله تعالى (ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون)
ولا أظن انه هناك اجماع, لعله قول الجمهور ولكنه ليس اجماعا,
ولا يحضرني من خالف او من وافق,
اراجع المسألة بإذن الله.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 07:19]ـ
قال الزبيدي (الجوهرة النيرة) (وَمَنْ أَتَى امْرَأَةً فِي الْمَوْضِعِ الْمَكْرُوهِ أَوْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَلَا حَدَّ عَلَيْهِ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ وَيُعَزَّرُ) وَيُودَعُ فِي السَّجْنِ.وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ وَمُحَمَّدٌ وَهُوَ كَالزِّنَا وَعَلَيْهِ الْحَدُّ هَذَا عَلَى وَجْهَيْنِ إنْ كَانَ فِعْلُهُ فِي زَوْجَتِهِ أَوْ أَمَتِهِ فَلَا حَدَّ عَلَيْهِ وَيُعَزَّرُ وَإِنْ فَعَلَهُ فِي أَجْنَبِيَّةٍ أَوْ فِي رَجُلٍ فَلَا حَدَّ عَلَيْهِ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ لِأَنَّهُ لَا يُسَمَّى زِنًا وَيُعَزَّرُ لِأَنَّهُ أَتَى مُنْكَرًا وَقِيلَ الْخِلَافُ فِي الْغُلَامِ أَمَّا إذَا أَتَى أَجْنَبِيَّةً فِي دُبُرِهَا يُحَدُّ إجْمَاعًا، وَلَوْ فَعَلَهُ فِي عَبْدِهِ أَوْ أَمَتِهِ أَوْ زَوْجَتِهِ لَا يُحَدُّ بِلَا خِلَافٍ وَيُعَزَّرُ كَذَا فِي الْفَتَاوَى، ... ثُمَّ عَلَى قَوْلِهِمَا إذَا أَتَى أَجْنَبِيَّةً فِي دُبُرِهَا أَوْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَإِنَّهُمَا يُحَدَّانِ جَمِيعًا إنْ كَانَا مُحْصَنَيْنِ رَجْمًا وَإِنْ لَمْ يَكُونَا مُحْصَنَيْنِ جُلِدَا لِأَنَّهُ فِي مَعْنَى الزِّنَا. انتهى. أبو معاذ.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 07:46]ـ
- (جاء في المدونة) قُلْت: أَرَأَيْت مَنْ أَتَى امْرَأَةً أَجْنَبِيَّةً فِي دُبُرِهَا، وَهِيَ لَيْسَتْ لَهُ بِامْرَأَةٍ وَلَا بِمِلْكِ يَمِينٍ، أَيُحَدُّ حَدَّ الزِّنَا فِي قَوْلِ مَالِكٍ؟ قَالَ: نَعَمْ يُحَدُّ حَدَّ الزِّنَا لِأَنَّ مَالِكًا قَالَ: هُوَ وَطْءٌ.انتهى.- (جاء في مختصر الخليل) الزنا: وطء مكلف مسلم فرج ادمي لا ملك له فيه باتفاق تعمدا وإن لواطا أو إتيان أجنبية بدبر أو إتيان ميتة غير زوج. انتهى.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 07:54]ـ
قال الشافعي (الأم) والاجماع يدل على أنه لا تجوز إلا شهادة عدل حر بالغ عاقل لما يشهد عليه (قال) وسواء أي زنا ما كان زنا حرين أو عبدين أو مشركين لان كله زنا ولو شهد أربعة على امرأة بالزنا أو على رجل أو عليهما معا لم ينبغ للحاكم أن يقبل الشهادة لان اسم الزنا قد يقع على ما دون الجماع حتى يصف الشهود الاربعة الزنا فإذا قالوا رأينا ذلك منه يدخل في ذلك منها دخول المرود في المكحلة فأثبتوه حتى تغيب الحشفة فقد وجب الحد ما كان الحد رجما أو جلدا وإن قالوا رأينا فرجه على فرجها ولم يثبت أنه دخل فيه فلا حد ويعزر فإن شهدوا على أن ذلك دخل في دبرها فقد وجب الحد كوجوبه في القبل. انتهى
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 08:05]ـ
قال البهوتي (الروض المربع) وهو فعل الفاحشة في قبل أو دبر. انتهىقال ابن قدامة (المقنع) فَصْلٌ وَلَا يَجِبُ الْحَدُّ إلَّا بِثَلَاثَةِ شُرُوطٍ.أَحَدُهَا: أَنْ يَطَأَ فِي الْفَرَجِ، سَوَاءٌ كَانَ قُبُلًا أَوْ دُبُرًا.وَأَقَلُّ ذَلِكَ تَغْيِيبُ الْحَشَفَةِ فِي الْفَرَجِ. انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 08:09]ـ
أرجو المعذرة عن عدم انتظام الكتابة جيدا, و لا أدري ما السبب فأنا أحاول تنسيق الكتابة جيدا و بعد إضافة الرد أجد الكتابة غير منتظمة. و الله المستعان.
ـ[علي الزيود]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 10:03]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[طالب بالماجستير]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 10:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
قولكم وأما اتيان الأجنبية في دبرها فأظنه لا خلاف بين العلماء في وجوب إقامة الحد عليه، وهو القتل ففيه نظر فإن الحنفية ذهبوا إلي عدم وجوب الحد علي من وطء إمرءة في دبرها وإستدلوا بأنه وطء في غير الفرج فلا يجب فيه الحد وهذا ايضا بناءا علي قولهم بعدم وجوب الحد علي اللوطي والله اعلم
ومن طمع في المزيد فعليه بالمغني باب الزنى
ـ[عارف الصاعد]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 11:04]ـ
أخي الفاضل عبد الله /
لو تكرمت بالاطلاع على كلام الإمام العمراني في كتابه البيان ج 12 ص 368 ط. دار المنهاج.
تحت عنوان / فرعٌ: [وطءُ امرأة في دبرها أو عبدٍ] وإذا وَطئ امرأة أجنبية في دبرها ... .
وكذلك كلام البهوتي في كشاف القناع ج 14 ص49 ط. وزارة العدل.
هذا على سبيل المثال في أنّ المسألة ليست بإجماع.
ـ[ابو بردة]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 09:32]ـ
بارك الله فيكم
هذه المسألة تقودنا إلى مسألة لم أر من نصَّ عليها وهي
هل من شروط إقامة الحد على اللوطي الإيلاج أم مجرد الفعل يوجب الحد وإن لم يحصل إيلاج؟
فما رأي الأفاضل
ـ[علي الزيود]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 02:00]ـ
اللواط في هذا الباب مثل الزنا لا يثبت إلا بأربعة عدول. قال تعالى: وَالَّذِين َيَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً (النور: من الآية4)
وعليه؛ فإذا كان الشهود الأربعة الذين شهدوا على هذه الفاحشة عدولا كلهم، وصرحوا بأنهم شاهدوا دخول فرج أحد الرجلين في دبر الآخر، كدخول المرود في المكحلة، ولم يشك أحد منهم في ذلك، ولم يرجع أي منهم عما شهد به، كان الرجلان مستحقين للحد المذكور إذا كانا مكلفين، وإلا استحقه المكلف منهما، وسقط حد القذف عن القاذف، وإن كان فيهم من هو غير عدل أو لم تكن الرؤية التي أخبر عنها دقيقة كدخول المرود في المكحلة، أو رجع أحد منهم عن شهادته فإنهم يحدون جميعاً حد القذف.
قال في تحفة المحتاج: لو شهد بزنا ثم رجع فيحد للقذف.
وفي المبسوط وهو حنفي: أربعة شهدوا على عبد أن مولاه أعتقه وأنه قد زنى وهو محصن فرجم ثم رجعوا عن شهادتهم فعليهم ضمان القيمة .. ويضربون الحد.
وفي المغني: وإن رجعوا عن الشهادة أو واحد منهم فعلى جميعهم الحد في أصح الروايتين.
وفي شرح مخصتر خليل للخرشي: لو شهد أربعة على شخص بالزنا ثم رجعوا عن شهادتهم فإنهم يحدون حد القذف ..
وهو ثمانون جلدة كما بينته الآية السابقة، ويسقط الرجم عن المشهود عليهما باللوط.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 02:39]ـ
قلت في مشاركة لي سابقة, ردا على سؤال:
ما هو صحة أثر أبي البراء بن عازب رضي الله عنه في كفر الوطء في الدبر؟!
* جاء ذلك مرفوعا:
روى الامام أحمد و أهل السنن من حديث حماد بن سلمة، عن حكيم الأثرم، عن أبي تميمة الهُجيْمي، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى حائضًا أو امرأة في دبرها، أو كاهنًا فصدقه، فقد كفر بما أنزل على محمد"
المسند (2/ 408) وسنن أبي داود برقم (3904) وسنن الترمذي برقم (135) وسنن النسائي الكبرى برقم (9016) وسنن ابن ماجة برقم (639).
قال ابن كثير:
قال الترمذي: ضعف البخاري هذا الحديث. والذي قاله البخاري في حديث حكيم الأثرم عن أبي تميمة: لا يتابع في حديثه.
* جاء اطلاق الكفر على من أتى أمرة في دبرها عن عدد من الصحابة:
1_ جاء عن أبي الدرداء.
قال النسائي
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب , ثنا يحيى بن أبي طالب، أنبأ عبد الوهاب بن عطاء قال: سألت سعيدا عن الرجل يأتي المرأة في دبرها فأخبرنا , عن قتادة، عن عقبة بن وساج، عن أبي الدرداء قال: " وهل يفعل ذلك إلا كافر " السنن الكبرى [كتاب النكاح باب اتيان النساء في أدبارهن]
2_ أبي هريرة:
قال النسائي:
أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال: " إتيان
الرجال والنساء في أدبارهن كفر " (9018)
وروي مرفوعا.قال ابن كثير: والموقوف أصح.
3_ جاء عن ابن مسعود قريبا من هذا:
قال ابن كثير:
قال أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الدارمي في مسنده: حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث، عن الحارث بن يعقوب، عن سعيد بن يسار أبي الحباب قال: قلت لابن عمر: ما تقول في الجواري، أنحمض لهن؟ قال: وما التحميض؟ فذكر الدُّبر. فقال: وهل يفعل ذلك أحد من المسلمين؟
وكذا رواه ابن وهب وقتيبة، عن الليث، به. وهذا إسناد صحيح.
* وما جاء فيه بأنه كفر ليس المراد أنه يخرج من الملة فلا قائل بهذا بل المراد بأنه كبيرة من كبائر الذنوب وكفر لنعمة الله.
بل إني أقول إن هذه المسئلة_إتيان الزوجة في الدبر_ من المسائل المشكلة.
والأحاديث الواردة في الحرمة أكثرها في إسناده مقال.
والاثار الواردة عن الصحابة فمن بعدهم متداخلة غير واضحة جدا.
وأما دعوى الإجماع فغير صحيح فالخلاف في هذه المسئلة قديم
× وقد استقصى الحافظ ابن كثير كثيرا من هذه الأحاديث والآثار الواردة في هذه المسئلة عند آية (نسائكم حرث لكم).
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 05:28]ـ
بارك الله فيكم
هذه المسألة تقودنا إلى مسألة لم أر من نصَّ عليها وهي
هل من شروط إقامة الحد على اللوطي الإيلاج أم مجرد الفعل يوجب الحد وإن لم يحصل إيلاج؟
فما رأي الأفاضل
-المذهب المالكي
قال النفراوي (فواكه الدواني)
شَرْطُ الرَّجْمِ بِاللِّوَاطِ كَشَرْطِ حَدِّ الزِّنَا مِنْ مَغِيبِ جَمِيعِ الْحَشَفَةِ أَوْ قَدْرِهَا، وَالثُّبُوتُ إمَّا بِالِاعْتِرَافِ الْمُسْتَمِرِّ أَوْ شَهَادَةِ أَرْبَعٍ مِنْ الْعُدُولِ عَلَى نَحْوِ مَا مَرَّ, انتهى
-قال عبد الوهاب البغدادي (التلقين)
ويجب بالإيلاج في اللواط الرجم عليها من غير مراعاة إحصان وطريقة إثباته طريق إثبات الزنا ,انتهى.
-المذهب الشافعي
قال النووي (روضة الطالبين)
وضابط الموجب أن إيلاج قدر الحشفة من الذكر في فرج محرم يشتهى طبعاً لا شبهة فيه سبب لوجوب الحد ...
ثم قال (النووي)
قولنا إيلاج الفرج في الفرج يدخل فيه اللواط وهو من الفواحش الكبائر فإن لاط بذكر ففي عقوبة الفاعل قولان. انتهى
-مذهب أحمد
-قال البهوتي (شرح منتهى الإرادات)
وَشُرُوطُهُ أَيْ حَدِّ الزِّنَا (ثَلَاثَةٌ) أَحَدُهَا (تَغْيِيبِ حَشَفَةٍ أَصْلِيَّةٍ وَلَوْ مِنْ خَصِيٍّ أَوْ) تَغْيِيبِ (قَدْرِهَا) أَيْ: الْحَشَفَةِ (لِعَدَمِهَا فِي فَرْجٍ أَصْلِيٍّ مِنْ آدَمِيٍّ حَيٍّ وَلَوْ دُبُرًا) لِذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى .... فَلَا حَدَّ بِتَغْيِيبِ بَعْضِ الْحَشَفَةِ، وَلَا بِتَغْيِيبِ ذَكَرِ خُنْثَى مُشْكِلٍ، وَلَا بِتَغْيِيبٍ فِي فَرْجِهِ، وَلَا بِالْقُبْلَةِ وَالْمُبَاشَرَةِ دُونَ الْفَرْجِ، وَلَا بِإِتْيَانِ الْمَرْأَةِ الْمَرْأَةَ، وَيُعَزَّرُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ.انتهى
نقله أبو معاذ.
ـ[أشجعي]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 05:48]ـ
هناك والله اعلم أو ان احد أسباب الخلاف في قضية الدبر,
أن الرجل يستطيع ان يستمتع بالزوجة كيفما يريد وبأي شكل يريد
فيستطيع ان يستمتع بالزوجة من الدبر,
ولكن من القبل,
فعندما يُقرأ كلام لأحد الأئمة او الصحابة بأن الاتيان في الدبر جائز لعل البعض حمله على (المستقيم) أجلكم الله,
وانما كان المقصد أن الاتيان من دبر او من قبل يكون في (الفرج)
فلعل هنا بعض الالتباس والله أعلم.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 08:37]ـ
قال الامام ابن قدامه في المغني
وَيَدْخُلُ فِيهِ اللِّوَاطُ، وَوَطْءُ الْمَرْأَةِ فِي دُبُرِهَا؛ لِأَنَّهُ زِنًا.
وَعِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ، يَثْبُتُ بِشَاهِدَيْنِ، بِنَاءٍ عَلَى أَصْلِهِ فِي أَنَّهُ لَا يُوجِبُ الْحَدَّ.
وَقَدْ بَيَّنَّا وُجُوبَ الْحَدِّ بِهِ، وَيُخَصُّ هَذَا بِأَنَّ الْوَطْءَ فِي الدُّبُرِ فَاحِشَةٌ، بِدَلِيلِ قَوْله تَعَالَى: {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْعَالَمِينَ}.
وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاَللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ}.
فَإِذَا وُطِئَتْ فِي الدُّبُرِ، دَخَلَتْ فِي عُمُومِ الْآيَةِ.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 08:39]ـ
قال العلامه الشنقيطي حفظه الله في شرح الزاد
قوله رحمه الله: (في قبل أو دبر) تقدم معنا مسألة هل اللواط ووطء المرأة في الدبر ينزل منزلة القبل؟ فيها وجهان للعلماء رحمهم الله: فمن أهل العلم من اختار أن وطء المرأة في الدبر كالزنا بها إذا كان من غير الزوج، وهكذا إذا كان زوجاً فإنه قد أتى الحرام، وقالوا: إنه يعزر أشد التعزير.
ومنهم من قال: يقام عليه الحد.
ونسب لبعض العلماء الترخيص فيه، ولكنه مذهب شاذ لا يعول عليه ولا يعمل به؛ لأن الله تعالى يقول: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} [البقرة:223]، والحرث إنما هو في القبل دون الدبر، فوطؤها في الدبر كوطء الأجنبية، فهو وطء في غير المحل المعتبر شرعاً، وروى الترمذي حديثاً حسن بعض العلماء إسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم بريء ممن أتى امرأته في دبرها، وهذا وعيد شديد، وجماهير السلف والخلف رحمهم الله أن من كبائر الذنوب إتيان المرأة في الدبر، وللإمام ابن القيم كلام نفيس في هذا
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 08:46]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جاء في الموسوعة الفقهيه الكويتية
رَابِعًا: وَطْءُ الأَْجْنَبِيَّةِ فِي دُبُرِهَا:
29 - لاَ خِلاَفَ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ فِي حُرْمَةِ وَطْءِ الأَْجْنَبِيَّةِ فِي دُبُرِهَا، وَأَنَّهُ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا (3)، لِمَا رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى رَجُلٍ أَتَى رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً فِي الدُّبُرِ (4). وَمَا رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: مَلْعُونٌ مَنْ
أَتَى امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا (1).
30 - غَيْرَ أَنَّ الْفُقَهَاءَ اخْتَلَفُوا فِي عُقُوبَةِ مُرْتَكِبِ هَذِهِ الْفَاحِشَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْوَالٍ:
الأَْوَّل: لِلْمَالِكِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ وَالشَّافِعِيَّةِ عَلَى الْمَذْهَبِ وَالصَّاحِبَيْنِ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ، وَهُوَ أَنَّ فِيهِ حَدَّ الزِّنَا، وَذَلِكَ لأَِنَّهُ فِي مَعْنَى الزِّنَا، إِذْ هُوَ قَضَاءٌ لِشَهْوَةٍ فِي مَحَلٍّ مُشْتَهًى، عَلَى سَبِيل الْكَمَالِ، عَلَى وَجْهٍ تَمَحَّضَ حَرَامًا، بِقَصْدِ سَفْحِ الْمَاءِ. وَهُوَ قَوْل الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَالنَّخَعِيِّ وَقَتَادَةَ وَالأَْوْزَاعِيِّ (2).
الثَّانِي: لأَِبِي حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيَّةِ فِي قَوْلٍ، وَهُوَ عَدَمُ وُجُوبِ الْحَدِّ فِي وَطْءِ الْمَرْأَةِ الأَْجْنَبِيَّةِ فِي دُبُرِهَا، لأَِنَّهُ لَيْسَ بِزِنًا، نَظَرًا لاِخْتِلاَفِ الصَّحَابَةِ فِي مُوجِبِهِ مِنَ الإِْحْرَاقِ بِالنَّارِ وَهَدْمِ الْجِدَارِ وَالتَّنْكِيسِ مِنْ مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ بِاتِّبَاعِ الأَْحْجَارِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَلاَ هُوَ فِي مَعْنَى الزِّنَا، لأَِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ إِضَاعَةُ الْوَلَدِ وَاشْتِبَاهُ الأَْنْسَابِ،
وَكَذَلِكَ لِنُدْرَةِ وُقُوعِهِ لاِنْعِدَامِ الدَّاعِي مِنْ أَحَدِ الْجَانِبَيْنِ عَلَى مَا هُوَ الْجِبِلَّةُ السَّلِيمَةُ، وَالدَّاعِي إِلَى الزِّنَا مِنَ الْجَانِبَيْنِ، وَلَكِنْ يَجِبُ فِيهِ التَّعْزِيرُ لِقُبْحِهِ وَفُحْشِهِ (1).
الثَّالِثُ: لِلْقَاضِي أَبِي الْحَسَنِ مِنَ الْمَالِكِيَّةِ، وَهُوَ أَنَّ حُكْمَ ذَلِكَ حُكْمُ اللِّوَاطِ، يُرْجَمَانِ جَمِيعًا، أُحْصِنَا أَمْ لَمْ يُحْصَنَا (2). وَقَال ابْنُ عَقِيلٍ الْحَنْبَلِيُّ: يُحَدُّ حَدَّ اللِّوَاطِ، وَهُوَ الْقَتْل بِكُل حَالٍ (3).
الرَّابِعُ: لِبَعْضِ الشَّافِعِيَّةِ، وَهُوَ أَنَّهُ يَجِبُ فِيهِ الْقَتْل بِالسَّيْفِ حَدًّا كَالْمُرْتَدِّ، بِكْرًا كَانَ أَمْ ثَيِّبًا
ـ[أشجعي]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 09:54]ـ
جزاك الله خيرا أخ محمد وبارك الله فيك على الافادة
ـ[ابو بردة]ــــــــ[31 - May-2009, صباحاً 08:55]ـ
بارك الله في الأخوة جميعاً
لكن يُشكل على هذا (أي شرط الايلاج والشهود في اللواط) أن الصحابة أجمعوا على قتل اللوطي دون تقييده بشرط
بدليل قتله مطلقاً سواء كان محصنا أم غيرمحصن كما ذهب إليه الشافعي وجماعة من أهل العلم وورد فيه حديث ضعيف لا يعتمد عليه
قال العلامة الشنقيطي في الأضواء
اختلف العلماء في عقوبة من ارتكب فاحشة قوم لوط، وستذكر إن شاء الله أقوال العلماء في ذلك وأدلتهم وما يظه رجحانه بالدليل من ذلك فنقول وبالله جل وعلا نستعين:
قال بعض العلماء: الحكم في ذلك: أن يقتل الفاعل والمفعول به مطلقاً سواء كانا محصنين أو بكرين، أو أحدهما محصناً والآخر بكراً.
ومن قال بهذا القول: مالك بن أنس وأصحابه، وهو أحد قولي الشافعي، وإحدى الروايتين عن أحمد. وحكى غير واحد إجماع الصحابة على هذا القول، إلا أن القائلين به اختلفوا في كيفية قتل من فعل تلك الفاحشة.
قال بعضهم: يقتل بالسيف.
وقال بعضهم: يرجم بالحجارة.
وقال بعضهم: يحرق بالنار.
وقال بعضهم: يرفع على أعلى بناء في البلد فيرمى منه منسكاً ويتبع بالحجارة.
وحجة من قال بقتل الفاعل والمفعول به في اللواط مطلقاً: ما أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم والبيهقي عن عكرمة عن ابن عباس: أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
«من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به».
قال ابن حجر: ورجاله موثقون، إلا أن فيه اختلافاً ا ه.
وما ذكره يحيى بن معين من أن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب ينكر عليه حديث عكرمة هذا عن ابن عباس، فيه أن عمراً المذكور ثقة، أخرج له الشيخان ومالك كما قدمناه مستوفى.
ويعتضد هذا الحديث بما رواه سعيد بن جبير ومجاهد عن ابن عباس في البكر يوجد على اللوطية: أنه يرجم. أخرجه أبو داود والنسائي والبيهقي.
وبما أخرجه الحاكم وابن ماجة عن أبي هريرة، أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «اقتلوا الفاعل والمفعول به أحصنا أو لم يحصنا» قال الشوكاني وإسناده ضعيف.
قال ابن الطلاع في أحكامه: لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رجم في اللواط، ولا أنه حكم فيه، وثبت عنه أنه قال: «اقتلوا الفاعل والمفعول به» رواه عنه ابن عباس وأبو هريرة. اه.
قال الحافظ: وحديث أبي هريرة لا يصح، وقد أخرجه البزار من طريق عاصم بن عمر العمري عن سهيل عن أبيه عنه وعاصم متروك. وقد رواه ابن ماجه من طريقه بلفظ: «فارجموا الأعلى والأسفل» اه.
وأخرج البيهقي عن علي رضي الله عنه: أنه رجم لوطياً، ثم قال: قال الشافعي: وبهذا نأخذ برجم اللوطي محصناً كان أو غير محصن.
وقال هذا قول ابن عباس قال: وسعيد بن المسيب يقول: السنة أن يرجم اللوطي أحصن أو لم يحصن.
وقال البيهقي أيضاً: وأخبرنا أبو نصر بن قتادة، وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالا: ثنا أبو عمرو بن مطر، ثنا إبراهيم بن علي، ثنا يحيى بن يحيى، أنبأ عبد العزيز بن أبي حازم، انبأ داود بن بكر عن محمد بن المنكدر، عن صفوان بن سليم أن خالد بن الوليد كتب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما في خلافته يذكر له: أنه وجد رجلاً في بعض نواحي العرب ينكح كما تنكح المرأة، وأن أبا بكر رضي الله عنه جمع الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم عن ذلك، فكان من أشدهم يومئذ قولاً علي بن أبي طالب رضي الله تعالىعنه، قال: إن هذا ذنب لم تعص به أمة من الأمم إلا أمة واحدة صنع الله بها ما قد علمتم، نرى أن نحرقه بالنار. فاجتمع رأي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يحرقه بالنار. فكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد رضي عنه يأمره أن يحرقه بالنار.
هذا مرسل.
وروي من وجه آخر عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن علي رضي الله عنه في غير هذه القصة قال: يرجم ويحرق بالنار.
ويذكر عن ابن أبي ليلى عن رجل من همدان: أن علياً رضي الله عنه رجم رجلاً محصناً في عمل قوم لوط. هكذا ذكره الثوري عنه مقدياً بالإحصان. وهشيم رواه عن ابن أبي ليلى مطلقاً اه منه بلفظه.
فهذه حجج القائلين بقتل الفاعل والمفعول به في اللواط.
وحجة من قال: إن ذلك القتل بالنار هو ما ذكرناه عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفاً.
وحجة من قال: إن قتله بالسيف قوله صلى الله عليه وسلم: «فاقتلوا والفاعل والمفعول به» والقتل إذا أطلق انصرف إلى القتل بالسيف.
وحجة من قال: إن قتله بالرجم هو ما قدمنا من رواية سعيد بن جبير ومجاهد عن ابن عباس: أنه يرجم. وما ذكره البيهقي وغيره عن علي أنه رجم لوطياً، ويستأنس بأن الله رمى أهل تلك الفاحشة بحجارة السجيل.
وحجة من قال: يرفع من أعلى بناء أو جبل ويلقى منكساً ويتبع بالحجارة: أن ذلك هو الذي فعله الحكيم الخبير بقوم لوط، كما قال: {جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ} [هود: 82].
قال مقيدة عفا الله عنه: وهذا الأخير غير ظاهر، لأن قوم لوط لم يكن عقابهم على اللواط وحده، بل عليه، وعلى الكفر، وتكذيب نبيهم صلى الله عليه وسلم. فهم قد جمعوا إلى اللواط ما هو أعظم من اللواط، وهو الكفر بالله، وإيذاء رسوله صلى الله عليه وسلم.
القول الثاني - هو أن اللواط زنى فيجلد مرتكبه مائة إن كان بكراً ويغرب سنة، ويرجم إن كان محصناً. وهذا القول هو أحد قولي الشافعي.
وذكر البيهقي عن الربيع بن سليمان: أن الشافعي رجع إلى أن اللواط زنى، فيجري عليه حكم الزنى، وهو إحدى الروايتين عن أحمد رحمهم الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورواه البيهقي عن عطاء وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، وهو قول أبي يوسف ومحمد وسعيد بن المسيب والحسن وقتادة والنخعي والثوري والأوزعي وغيرهم.
واحتج أهل هذا القول بما رواه البيهقي عن محمد بن عبد الرحمن عن خالد الحذاء عن ابن سرين عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أتى الرجل الرجل فهما زانيان، وإذا أتت المرأة المرأة فهما زانيتان»
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس بن يعقوب، ثنا يحيى بن أبي طالب، ثنا أبو بدر، ثنا محمد بن عبد الرحمن فذكره. قال الشيخ: ومحمد بن عبد الرحمن هذا لا أعرفه، وهو منكر بهذا الإسناد. انتهى منه بلفظه.
وقال الشوكاني رحمه الله في «نيل الأوطار» في هذا الحديث، وفي إسناده محمد بن عبد الرحمن كذبه أبو حاتم.
وقال البيهقي لا أعرفهن والحديث منكر بهذا الإسناد. ورواه ابو الفتح الأزدي في الضعفاء، والطبراني في الكبير من وجه آخر عن أبي موسى. وفيه بشر بن المفضل البجلي وهو مجهول. وقد أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده عنه اه منه.
واستدل القائلون بهذا القول أيضاً بقياس اللواط على الزنى بجامع أن الكل إيلاج فرج في فرج محرم شرعاً، مشتهى طبعاً.
ورد بأن القياس لا يكون في الحدود، لأنها تدرأ بالشبهات. والأكثرون على جواز القياس في الحدود، وعليه درج في مراقي السعود بقوله:
والحد والكفارة التقدير ... جوازه فيها هو المشهور
إلا أن قياس اللائط على الزاني يقدح فيه بالقادح المسمى: «فساد الاعتبار»، لمخالفته لحديث ابن عباس المتقدم: أن الفاعل والمفعول به يقتلان مطلقاً، أحصنا أو لم يحصنا، ولا شك أن صاحب الفطرة السليمة لا يشتهي اللواط، بل ينفر منه غاية النفور بطبعه كما لا يخفى.
القول الثالث - أن اللائط لا يقتل ولا يحد حد الزنى، وإنا يعزر بالضرب والسجن ونحو ذلك. وهذا قول أبي حنيفة.
واحتج أهل هذا القول بأن الصحابة اختلفوا فيه، واختلافهم فيه يدل على أنه ليس فيه نص صحيح، وأنه من مسائل الاجتهاد، والحدود تدرأ بالشبهات قالوا: ولا يتناوله اسم الزنى، لأن لكل منهما اسماً خاصاً به، كما قال الشاعر:
من كف ذاب حر في زنى ذي ذكر ... لها محبان لوطي وزناء
قالوا: ولا يصح إلحاقه بالزنى لوجود الفارق بينهما. لأن الداعي في الزنى من الجانبين بخلاف اللواط، ولأن الزنى يفضي إلى الاشتباه في النسب وإفساد الفراش بخلاف اللواط. قال في مراقي السعود:
والفرق بين الأصل والفرع قدح ... إبداء مختص بالأصل قد صلح
أو مانع في الفرع. . . ... الخ. . . . .
واستدل أهل هذا القول أيضاً بقوله تعالى: {واللذان يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا} [النساء: 16] الآية.
قالوا المراد بذلك: اللواط. والمراد بالإيذاء: السبّ أو الضرب بالنعال.
وقد أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {واللذان يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ} قال: الرجلان الفاعلان.
وآخرج آدم والبيهقي في سننه عن مجاهد في قوله: {فَآذُوهُمَا} يعني سبا، قاله صاحب «الدرالمنثور»
انتهى كلامه رحمه الله
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[31 - May-2009, صباحاً 09:59]ـ
× وقد استقصى الحافظ ابن كثير كثيرا من هذه الأحاديث والآثار الواردة في هذه المسئلة عند آية (نسائكم حرث لكم).
والله أعلم. وقول ابن كثير بارك الله فيك يقول فيه رحمه الله ما نصهُ:
وَرَوَى مَعْمَر بْن عِيسَى عَنْ مَالِك أَنَّ ذَلِكَ حَرَام. وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن زِيَاد النَّيْسَابُورِيّ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيل بْن حُسَيْن حَدَّثَنِي إِسْرَائِيل بْن رَوْح سَأَلْت مَالِك بْن أَنَس مَا تَقُول فِي إِتْيَان النِّسَاء فِي أَدْبَارهنَّ قَالَ: مَا أَنْتُمْ إِلَّا قَوْم عَرَب هَلْ يَكُون الْحَرْث إِلَّا مَوْضِع الزَّرْع؟ لَا تَعْدُوا الْفَرْج قُلْت يَا أَبَا عَبْد اللَّه إِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّك تَقُول ذَلِكَ. قَالَ يَكْذِبُونَ عَلَيَّ يَكْذِبُونَ عَلَيَّ فَهَذَا هُوَ الثَّابِت عَنْهُ وَهُوَ قَوْل أَبِي حَنِيفَة وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد بْن حَنْبَل وَأَصْحَابهمْ قَاطِبَة وَهُوَ قَوْل سَعِيد بْن الْمُسَيِّب وَأَبِي سَلَمَة وَعِكْرِمَة وَطَاوُس وَعَطَاء وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَعُرْوَة بْن
(يُتْبَعُ)
(/)
الزُّبَيْر وَمُجَاهِد بْن جَبْر وَالْحَسَن وَغَيْرهمْ مِنْ السَّلَف أَنَّهُمْ أَنْكَرُوا ذَلِكَ أَشَدّ الْإِنْكَار وَمِنْهُمْ مَنْ يُطْلِق عَلَى فِعْله الْكُفْر وَهُوَ مَذْهَب جُمْهُور الْعُلَمَاء وَقَدْ حُكِيَ فِي هَذَا شَيْء عَنْ بَعْض فُقَهَاء الْمَدِينَة حَتَّى حَكَوْهُ عَنْ الْإِمَام مَالِك وَفِي صِحَّته نَظَر. أنتهى قوله رحمه الله.
فهل من الإنصاف أن نقول أن من السلف لم يطلق عليه أسم الكف بـ (ال) التعريف
حفظك الله، وليس قصدي هنا أن انازع أهل الصنعة ولكن ظاهر اللفظ والروايت الصحيحة التي جاءت مثل رواية البراء بن عازب كم جاء في الأثر أنه سئل عن جماع النساء في الدبر فقال: << وهل يفعل ذلك إلا كافر؟ >>. أخرجه عبدالرزاق في ـ مصنفه ـ باب إتيان المرأة في دبرها ـ (11/ 443)، أخرجه الإمام أحمد في ـ مسنده ـ مسند عبدالله بن عمرو ـ (2/ 210)، وابن أبي شيبة في ـ مصنفه ـ (3/ 363) ـ كتاب النكاح ـ باب ماجاء في إتيان النساء في أدبارهن ـ حديث رقم (5)، والطبري ـ في تفسيره ـ (2/ 407) ـ حديث رقم (4335)، والبيهقي ـ في الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن (7/ 199)، من طريق قتادة، حدثني عقبة بن وساج عنه وإسناده صحيح.
وأخرجه عبدالرزاق ـ في مصنفه ـ باب إتيان المرأة في دبرها ـ (11/ 443) حديث رقم (20957)، والبيهقي ـ في شعب الإيمان ـ باب في تحريم الفروج وما يجب التعفف عنها ـ (4/ 355) حديث رقم (5379)، من طريق معمر، عن قتادة، عن أبي الدرداء بمثله.
وما جاء كذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن الذي يأتي امرأته في دبرها، فقال: << هذا يسائلني عن الكفر >>، أخرجه عبدالرزاق ـ في مصنفه ـ باب إتيان المرأة في دبرها ـ (4/ 442) ـ حديث رقم (20953)، والنسائي في ـ الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر حديث ابن عباس فيه واختلاف ألفاظ الناقلين عليه (5/ 321) ـ حديث رقم (9004)، والبيهقي في ـ شعب الإيمان ـ باب في تحريم الفروج وما يجب من التعفف عنها ـ (4/ 355) ـ حديث رقم (5378)، من طريق معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: سئل ابن عباس، وعزاه ابن كثير في تفسيره (1/ 270) إلى عبد بن حميد، وصحح إسناده وقال الحافظ في التلخيص (3/ 181): " إسناده قوي ".
وما جاء عن أبي هريرة أنه قال: << من أتى أدبار الرجال والنساء فقد كفر >> وفي لفظٍ الطبراني ـ في الأوسط ـ باب من اسمه مورع ـ (9/ 161 ـ 162) ـ حديث رقم (9179) من طريق عمر بن يزيد، عن عبدالوارث، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: << من أتى النساء في أعجازهن فقد كفر >>. قال الطبراني (9/ 162): " لم يرو هذا الحديث عن ليث إلا عبدالوارث تفرد به عمر بن يزيد.
وأخرج النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة ـ (5/ 323 ـ 324) ـ حديث رقم (9018 ـ 920) 0 من طرق عن عبدالرحمن، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة موقوفاً.
وأخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر إختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة ـ (5/ 324) ـ حديث رقم (9021) من طريق منصور بن مزاحم، نا أبو سعيد المؤدب، عن علي بن بذيمة، عن مجاهد به موقوفاً، والموقوف أصح. [أنظر هذه الأثار في رسالة وطء المرأة في الموضع الممنوع منه شرعاً دراسة حديثية فقهية طبية للشيخ طارق بن محمد الطواري].
الا يوافق هذا قول ابن كثير حفظك الله وأنه كفر أكبر (مع أني لا أقول به ولكن هو البحث والنقاش مع الأخوة حتى نستبين الأمر حفظكم الله).
وقد توقفنا في الموضوع السابق الذكر عند هذه النقطة حفظك الله ولم تكمل بارك الله فيك (أي عند قول ابن كثير بارك الله فيك).
ـ[أشجعي]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 12:02]ـ
الأخ أبو بردة انت نقلت عن حكم اللواط, أي فعل قول لوط
أي بين الذكر والذكر
وليس بين الذكر والانثى, ((أي موضوعنا هذا))
فتنبه,
حتى لا تخلط,
-وإن سماه البعض اللواط الأصغر أو اللوطية الصغرى_
ـ[ابو بردة]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 01:01]ـ
الأخ أبو بردة انت نقلت عن حكم اللواط, أي فعل قول لوط
أي بين الذكر والذكر
وليس بين الذكر والانثى, ((أي موضوعنا هذا))
فتنبه,
حتى لا تخلط,
-وإن سماه البعض اللواط الأصغر أو اللوطية الصغرى_
أعلم هذا أخي الكريم ولم أخلط
واقرأ كلامي جيدا الذي ذكرته قبل نقل كلام الشنقيطي
لكن يُشكل على هذا (أي شرط الايلاج والشهود في اللواط) أن الصحابة أجمعوا على قتل اللوطي دون تقييده بشرط
بدليل قتله مطلقاً سواء كان محصنا أم غيرمحصن كما ذهب إليه الشافعي وجماعة من أهل العلم وورد فيه حديث ضعيف لا يعتمد عليه
ـ[أشجعي]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 01:48]ـ
بارك الله فيك أخي,
لكن يُشكل على هذا (أي شرط الايلاج والشهود في اللواط) أن الصحابة أجمعوا على قتل اللوطي دون تقييده بشرط بدليل قتله مطلقاً سواء كان محصنا أم غيرمحصن كما ذهب إليه الشافعي وجماعة من أهل العلم وورد فيه حديث ضعيف لا يعتمد عليه
كلامك قد قرأته جيدا, وما تفضلت بنقله بارك الله بك ليس في حكم من أتى أجنبية في دبرها,
والصحابة لم يجمعوا على قتل من أتى انثى في دبرها -سواء كان قد تزوج قبل هذا أو لا-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 05:46]ـ
أخي الفاضل عبد الله /
لو تكرمت بالاطلاع على كلام الإمام العمراني في كتابه البيان ج 12 ص 368 ط. دار المنهاج.
تحت عنوان / فرعٌ: [وطءُ امرأة في دبرها أو عبدٍ] وإذا وَطئ امرأة أجنبية في دبرها ... .
وكذلك كلام البهوتي في كشاف القناع ج 14 ص49 ط. وزارة العدل.
هذا على سبيل المثال في أنّ المسألة ليست بإجماع.
أحسنتم. لم انتبه أن أنك تقصدني. وقد اشتريت شرح العمراني لما رأيته وقلبته وأعجبني فجزاك الله خيرا على جميل الدلالة. والظاهر أنه لا إجماع قطعي في المسألة كما ذكرتم، ولذلك تحرزت شخصياً بقيد "الظن".(/)
اعلان استضافة الشيخ عبدالله السعد على موقع شبكة أنصار آل محمد عليهم السلام.
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 11:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
الحمد لله رب العالمين الذي وهب لهذه الأمة رجالا يفقهون الناس بدينهم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...... ,
إيمانا من منتدى أنصار آل محمد بأهمية استضافة العلماء من منطلق التفقه بالدين فلقد وفقنا الله تعالى بأن حصلنا على موافقة الشيخ المحدث عبدالله السعد ليكون ضيفا كريما في هذا المنتدى
يرد على أسئلة واستفسارات الأعضاء في بيت خاص سيتم افتتاحه اليوم إن شاء الله أو غدا بالكثير في البيوت الإسلامية
لمحة عن الشيخ المحدث:
http://www.alssad.com/publish/article_39.shtml
الأسئلة يتم الرد عليها حسب تفرغ الشيخ ونرجو الصبر على تلقي الإجابة فممكن تكون بعد يوم أو ثلاثة أيام حسب استطاعة الأخوة الملازمين للشيخ في نقل الأسئلة وكتابة رد الشيخ عليها.
كتبه: أبو هاجر
http://www.ansaaar.net/vb/showthread.php?t=44234
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 01:39]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 08:48]ـ
وجزاك خيراً وبارك فيك.
تم افتتاح بيت استضافة الشيخ وفقه الله ونستقبل اسئلتكم بارك الله فيكم هناك:
http://www.ansaaar.net/vb/forumdisplay.php?f=79(/)
صفة الفقية بحق
ـ[القضاعي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 01:18]ـ
قال الإمام ابن بطة العكبري مبيناً صفة العالم في كتابه إبطال الحيل:
غير أني أقدم امام القول, وأبدأ قبل الجواب عن مسئلتك, بذكر صفة الفقيه الذي يجوز تقليده والفزع إليه عند المشكلات, والانقياد إلى طاعته عند نزول المعضلات وحلول الشبهات ثم أتبع ذلك بالجواب عما سألت عنه فإني أرى هذا الإسم قد كثر المتسمون به من عامة الناس وكافتهم وما ذاك إلا لأن البصائر قد عشيت والأفهام قد صدئت وابهمت عن معنى الفقه ما هو والفقيه من هو فهم يعولون على الإسم دون المعنى وعلى المنظر دون الجوهر.
ولذلك قال علي بن أبي طالب كرم الله وجه حين وصف المتجاسر على الفتوى بغير علم سماه أشباه الناس عالما ولم يفن في العلم يوما سالما.
وقال رضي الله عنه "يوشك أن لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه مساجدهم يومئذ عامرة وهي خراب من الهدى علماؤهم شر من تحت أديم السماء من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود" حدثنيه أبو محمد عبد الله بن سليمان الفاسي حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي حدثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا عبد الله بن مكين حدثنا جعفر بن محمد عن جده عن علي رضي الله عنه أنه قال ذلك.
وسأنعت لك معنى الفقه والفقيه من العربية والشريعة الإسلامية نعتا جامعا من الشهادة المقنعة والدلالة الشافية مختصرا ذلك ومقتصرا على بعض الرواية دون النهاية وملخصه من الرواية بما فيه الكفاية تلخيصا يأتي على ما وراءه [ويغني] عما سواه.
فأما الفقيه في اللسان الفصيح فمعناه الفهم تقول فلان لا يفقه قولي أي لا يفهم قال الله عز وجل: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} أي لا تفهمون وقوله عز وجل: {ِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} أي ليتفهموه فيكونوا علماء به ومن ذلك قولهم فلان لا يفقه ولا ينقه معناه لا يفهم ولا يعلم.
ونجد الله عز وجل ندبنا إلى توحيده, والمعرفة بعظيم قدرته, بما دلنا عليه من بديع صنعته, وعجيب حكمته وما أسبغ علينا من نعمته ثم أخبرنا أنه إنما أظهر هذه المعجزات وفصل هذه الآيات للفقهاء العلماء لأنهم هم الذين فهموا عنه وفقهوا معنى مراده فجاز أن يدلوا عليه بما دلهم به على نفسه وجاز أن يكونوا هم النصحاء لعباده بما نصحوا به أنفسهم فإن الله عز وجل وصف نفسه لعباده وعرفهم ربوبيته ودعاهم إلى توحيده وعبادته بما أظهر لهم من قدرته فقال عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} إلى آخر الآية ثم قال عز وجل: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} ثم قال عز وجل {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} ثم قال عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ}.
فلما فقهوا عن الله عز وجل ما عظم به نفسه, وأخبر به من جلاله وهيبته, ونفاذ قدرته وعظيم سلطانه وسطوته وما وعد به من ثوابه وتوعد به من عقابه وملكه للأشياء في الضر والنفع والإعطاء والمنع والدوام والبقاء هابوا الله عز وجل وأجلوه واستحيوا الله وعبدوه وخافوا الله وراقبوه وذلك لما فقهوا عنه من عظمته وجلاله وعظيم ربوبيته ولصق ما فقهوا عن الله عز وجل بقلوبهم فأزعجها وعن جميع مكاره الله باعدها وعلى ما يرضيه حركها وأذابها ومن مخالفته أوجلها وأرهبها فعند ذلك أضافهم الله عز وجل على نفسه فيما شهد لها بالالهية فقال: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ} ثم رفعهم على جميع خلقه فقال: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} وقال: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ}
(يُتْبَعُ)
(/)
قيل: بالعلم. فهم صفوة الله من عباده, وأهل نوره في بلاده اصطفاهم الله لعلمه واختارهم لنفسه وعرفهم حقه ودلهم على نفسه فأقام بهم حجته وجعلهما قوامين بالقسط ذبابا على حرمه نصحاء له في خلقه فارين إليه بطاعته فلذلك أمر الله عز وجل بمسئلتهم والنزول عند طاعتهم فقال عز وجل: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} ثم ألصق طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله فقال: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} قال الفقهاء: كذا قال المفسرون.
حدثنا ابن مخلد حدثنا الحساني حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية بذلك.
طاعتهم على جميع الخلق واجبة ومعصيتهم محرمة من أطاعهم رشد ونجا ومن خالفهم هلك وغوى هم سرج العباد ومنار البلاد وقوام الأمم وينابيع الحكم في كل وقت وزمن وصفهم الله عز وجل بالخشية والاعتبار والزهد في كل ما رغب فيه الجهلة الأغمار فقال عز من قائل: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} وقال: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}.
ووصف قارون وخروجه في زينته, ومباهاته لأهل عصره بما أوتيه من حطام الدنيا وزينتها وغبطة الجاهلين له المريدين منها مثل إرادته, وتأسفهم على مثل حاله ثم دل على فضل العلماء وإصابتهم الصواب بعزوف أنفسهم عن ملكه وزينته ورضاهم بما فهموا عن الله وتصديقهم له فيما وعد من جزيل ثوابه وحسن مآبه لمن آمن بذلك ورضي به فقال عز وجل: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} ثم قال: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً}.
وقال الله عز وجل تخصيصا للعلماء وتفضيلا للفقهاء: {وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُون} يعني الصابرين على الدنيا وزينتها رضاء بالله وبثوابه وبما أعاضهم من العلم به والفهم عنه وبما فقهوا عنه ما وعد به من صبر عنها ولذلك يروى والله أعلم في معنى هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين".
حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد القافلاني حدثنا الحسين بن محمد بن أبي معشر حدثنا وكيع حدثنا أسامة ابن زيد عن محمد بن كعب القرظي قال: حدثنا معاوية ابن أبي سفيان على المنبر: "اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين":سمعت هؤلاء الكلمات من نبيكم صلى الله عليه وسلم.
وحدثني أبو علي محمد بن أحمد البزار وأبو بكر محمد بن الحسين قالا: حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي حدثنا سليمان بن داود حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين".
حدثنا ابن صاعد حدثنا ابن زنبور حدثنا إسماعيل ابن جعفر حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن أبي هريرة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين".
قال عبيد الله بن محمد شيخنا رضي الله عنه: ولهذا الفقيه الذي أراد الله به خيرا صفات وعلامات وصفها العلماء وأبانت عن حقائقها العقلاء.
فمن صفاته وعلاماته ما حدثنا أبو الفضل شعيب ابن محمد بن الداجيان الكفي حدثنا علي بن حرب حدثنا الحسين بن علي الجعفي حدثنا ليث عن مجاهد قال: "إنما الفقيه من يخاف الله عز وجل".
وحدثنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي حدثنا حسين بن علي عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال: "الفقيه من يخاف الله عز وجل".
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن أبي سهل الحربي حدثنا أبو العباس أحمد بن مسروق الطوسي حدثنا موسى بن خاقان النحوي "ح" وحدثنا أبو الحسين أحمد ابن عثمان الأزدي حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا أبو النصر هاشم بن القاسم حدثنا بكر بن خنيس عن ليث بن أبي سليم عن أبي هبيرة الأنصاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "ألا أخبركم بالفقيه كل الفقيه؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤمنهم من مكر الله ولم يرخص لهم في معاصي الله ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره".
حدثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفر الخوارزمي حدثنا محمد بن إسماعيل أبو عبد الله الضرير حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: قال عبد الله بن مسعود: "كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا".
حدثنا أبو الحسين الحربي حدثنا أحمد بن مسروق حدثنا الحسين بن حفص حدثنا وكيع عن محمد بن عمر عن أبي علقمة الليثي قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري رحمه الله "إن الفقه ليس بكثرة السرد وسعة الهدر وكثرة الرواية وإنما الفقه خشية الله عز وجل".
حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن السري الكوفي بالكوفة حدثنا إسحاق بن يحيى الدهقان حدثنا أبو كريب حدثنا ابن مسعود عن أبيه قال قلت لسعد أن إبراهيم: من أفقه أهل المدينة؟ قال: أتقاهم.
حدثني أبو صالح محمد بن أحمد بن ثابت حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد الحربي حدثنا أحمد بن مسروق حدثنا محمد بن الحسن حدثنا أبو بشير حدثني مروان بن
قال: سمعت بعض القرشيين قال: "إن كمال علم العالم ثلاثة! ترك طلب الدنيا بعلمه ومحبته الانتفاع لمن يجلس إليه ورأفته بالناس".
حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي حدثنا يحيى بن أيوب العابد حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمراني قال: قال أبو حازم "لا يكون العالم عالما حتى تكون فيه ثلاث خصال لا يحقر من دونه في العلم ولا يحسد من فوقه ولا يأخذ على علمه دنيا".
حدثنا أبو صاعد حدثنا علي بن مسلم حدثنا يسار ابن جعفر بن سليمان حدثنا مطر الوراق قال: سألت الحسن عن مسئلة فقال فيها فقلت يا أبا سعيد يأبى عليك الفقهاء فقال الحسن ثكلتك أمك يا مطر وهل رأيت بعينك فقيها قط وقال: "تدري ما الفقيه الفقيه؟ الورع الزاهد المقيم على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا يسخر بمن أسفل منه ولا يهزأ بمن فوقه ولا يأخذ على علم علمه الله إياه حطاما".
حدثنا أبو الحسن إسحاق بن أحمد الكاذي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عمر بن الهيثم حدثنا أبو حمزة عن الحسن قال: "الفقيه المجتهد في العبادة الزاهد في الدنيا المقيم على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
حدثنا إسحاق بن أحمد حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا موسى بن هلال حدثنا هشام صاحب الدستوائي عن رجل عن الحسن وقد أتاه رجل فسأله عن مسئلة فأفتاه قال فقال له الرجل: يا أبا سعيد قال فيها الفقهاء غير ما قلت قال فغضب الحسن وقال: "ثكلتك أمك وهل رأيت فقيها قط؟ قال: فسكت الرجل قال فسأله رجل فقال يا أبا سعيد من الفقيه قال: "الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة البصير في دينه المجتهد في العبادة هذا الفقيه".
حدثنا أبو عمارة حمزة بن القاسم خطيب جامع المنصور حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا أبو عبد الله حدثنا سفيان بن عيينة قال: سمعت أيوب يقول سمعت الحسن يقول: "ما رأيت فقيها قط يداري ولا يماري إنما يفشي حكمته فإن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله" قال: وسمعت الحسن يقول: "ما رأيت فقيها قط. وإنما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة الدائب على العبادة, المتمسك بالسنة"
حدثنا أبو عبد الله أحمد بن علي بن العلاء حدثنا عبد الوهاب ابن الحكم الوراق حدثنا محمد بن بكر حدثنا جعفر بن سليمان عن عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبه قال: "الفقيه العفيف المتمسك بالسنة أولئك أتباع الأتباع الأنبياء في كل زمان".
حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الراجيان حدثنا أبو نصر فتح بن شخرف حدثني عبد الله بن حبيق عن يوسف بن أسباط قال: قال سفيان الثوري: "الفقيه الذي يعد البلاء نعمة, والرخاء مصيبة وأفقه منه من لم يجترى ء على الله عز وجل في شيء لعلة به".
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد زياد النيسابوري حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا عبد الله بن وهب حدثنا سليمان بن القاسم عن الحارث بن يعقوب قال يقال: "إن الفقيه كل الفقيه من فقه في القرآن وعرف مكيدة الشيطان".
حدثنا أبو جعفر محمد بن سليمان النعماني الباهلي حدثنا عبد الله بن عبد الصمد حدثنا مخلد بن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الدرداء قال: "لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتا".
حدثنا أبو بكر محمد بن محمود السراج حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي الدرداء قال: "إن من فقه المرء ممشاه ومدخله ومجلسه".
حدثنا إسحاق الكاذي حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا إسماعيل بن إسحاق حدثنا أيوب عن أبي قلابة قال: قال أبو الدرداء "إنك لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها وإنك لا تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في جنب الله عز وجل ثم ترجع إلى نفسك فتكون لها أشد مقتا منك للناس".
حدثنا أبو صالح محمد بن أحمد حدثنا محمد بن يونس الديلمي حدثنا إبراهيم بن نصر الصائغ قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: "إنما الفقيه الذي أنطقته الخشية, وأسكتته الخشية. إن قال قال بالكتاب والسنة وإن سكت سكت بالكتاب والسنة وإن اشتبه عليه شيء وقف عنده ورده إلى عالمه".
قال الشيخ أبو عبد الله أنا أقول- والله المحمود هذه صفة أحمد بن حنبل رحمه الله. فيا ويح من يدعي مذهبه ويتحلى بالفتوى عنه. وهو سلم لمن حاربه عون لمن خالفه الله المستعان على وحشة هذا الزمان.
حدثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفر بن بكر الخوارزمي حدثنا أبو عبد الله إسماعيل حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن يونس عن الحسن قال: "إنا لنجالس الرجل فنرى أن به عيا وما به عي وإنه لفقيه مسلم" قال وكيع: "أسكتته الخشية".
حدثني أبو علي محمد بن الحسن البزار حدثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا يوسف بن موسى حدثنا حكام حدثنا عيسى بن معاذ عن ليث قال: "كنت أسأل الشعبي فيعرض عني ويجبهني بالمسئلة قال فقلت يا معشر العلماء؟ تزوون عنا أحاديثكم وتجبهوننا بالمسئلة؟ " فقال الشعبي "يا معشر العلماء, يا معشر الفقهاء؟! لسنا بعلماء ولا فقهاء. ولكننا قوم قد سمعنا حديثا فنحن نحدثكم بما سمعنا. إنما الفقيه من ورع عن محارم الله والعالم من خاف الله عز وجل".
حدثنا أبو شيبة حدثنا الحساني محمد بن إسماعيل حدثنا ابن نمير عن مالك بن مغول قال: "استفتى رجل الشعبي فقال: أيها العالم أفتني فقال إنما العالم من يخاف الله".
حدثنا أبو طلحة أحمد بن محمد بن عبد الكريم الفزاري حدثنا محمد بن يحيى الأزدي حدثنا داود بن المحبر حدثنا عباد بن كثير عن ابن جريح عن عطاء وأبي الزناد عن جابر أنه تلا {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} 1فقال: "العالم الذي عقل عن الله أمره فعمل بطاعة الله واجتنب سخطه".
حدثني أبو صالح محمد بن أحمد حدثنا أبو الحسن بن أبي العلاء الكوفي حدثنا العباس بن يزيد البحراني حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثني قرة بن خالد عن عون بن عبد الله بن عيينة قال: قال عبد الله بن مسعود: "ليس العلم للمرء بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية".
حدثنا أبو بكر محمد بن دارم الكوفي حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن يزيد الرازي حدثنا محمد بن مسلم الرازي حدثني مقاتل بن محمد قال: "خرجنا مع سفيان بن عيينة إلى منى في جماعة فيهم أبو مسلم المستملي فقال سفيان في بعض ما يتكلم به "العالم بالله الخائف لله وإن لم يحسن "فلان عن فلان" ومن لم يحسن العلم والخوف من الله فهو جاهل وإن كان يحسن فلان عن فلان المسلمون شهود أنفسهم عرضوا أعمالهم على القرآن فما وافق القرآن تمسكوا به وإلا استعتبوا من قريب" قال أبو مسلم ما أحسن هذا الكلام يا أبا محمد, قال "إنه والله أحسن من الدر وهل الدر إلا صدفة؟ ".
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا أبو عبد الله بن مخلد حدثنا أبو بكر المروذي حدثنا حبان بن موسى قال: سئل عبد الله بن المبارك "هل للعلماء علامة يعرفون بها؟ " قال "علامة العالم من عمل بعلمه, واستقل كثير العلم والعمل من نفسه ورغب في علم غيره وقبل الحق من كل من أتاه به. وأخذ العلم حيث وجده فهذه علامة العالم وصفته" قال المروذي: فذكرت ذلك لأبي عبد الله. فقال: "هكذا هو".
حدثنا ابن مخلد حدثنا المروذي قال: قلت لأبي عبد الله: قيل لابن المبارك: كيف يعرف العالم الصادق؟ فقال: "الذي يزهد في الدنيا ويعقل أمر آخرته" فقال: "نعم كذا يريد أن يكون".
حدثنا أبو بكر محمد بن محمود السراج حدثنا أبو بكر بن زنجويه حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر قال سمعت الزهري يقول "لا نثق للناس بعمل عامل لا يعلم ولا ترضي لهم بعلم عالم لا يعمل".
حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن أبي سهل الحربي حدثنا أحمد بن مسروق الطوسي قال سمعت إبراهيم بن الجنيد يقول "عوتب بعض العقلاء على تركه المجالس وقيل له ما بالك لا تكتب الحديث؟ فقال قد سمعت حديثين فأنا محاسب نفسي بهما, فإذا أنا علمت آني قد عملت بهما كتبت غيرهما. قيل: وما الحديثان؟ قال: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" و "حب الدنيا رأس كل خطيئة" وأنا أستغفر الله من اعتذاري إليه وأشكره على ما قد عرفني من زللي فانصرفوا وهم يحلفون بالله ما رأينا أفقه منه ولا أشد محاسبة منه لنفسه قال فرجع إليه رجل منهم فقال أوصني قال: "عليك بتقوى الله وصدق الحديث وترك ما لا يعنيك ثم قام فدخل إلى منزله".
حدثنا أبو عبد الله أحمد بن علي بن العلاء حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر حدثنا أبو أسامة عن زائدة "ح" وحدثنا ابن مخلد قال حدثنا ابن إسحاق حدثنا نعيم بن حماد حدثنا ابن المبارك عن زائدة عن هشام عن الحسن قال: "كان الرجل إذا طلب بابا من العلم لم يلبث أن يرى ذلك في تخشعه وبصره ولسانه ويده وزهده وصلاته وبدنه وإن كان الرجل ليطلب الباب من العلم فلهو خير له من الدنيا وما فيها".
حدثنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عفان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: "ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعا لله عز وجل".
حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم النحوي حدثنا الحسن بن الحباب حدثنا معمر القطيعي قال سمعت سفيان بن عيينة يقول "العلم إذا لم ينفع ضر".
حدثنا أبو جعفر عمر بن محمد بن رجاء حدثنا أبو نصر عصمة بن أبي عصمة حدثنا العباس بن الحسين القنطري حدثنا محمد بن الحجاج قال كتب أحمد بن حنبل رضي الله عنه عني كلاما قال العباس وأملاه علينا. قال: "لا ينبغي للرجل أن ينصب نفسه "يعني للفتوى" حتى يكون فيه خمس خصال أما أولاها فأن يكون له نية فإنه إن لم تكن له فيه نية لم يكن عليه نور ولا على كلامه نور وأما الثانية فيكون له خلق ووقار وسكينة وأما الثالثة فيكون قويا على ما هو فيه وعلى معرفته وأما الرابعة فالكفاية وإلا مضغه الناس. وأما الخامسة فمعرفة الناس".
قال أبو عبد الله رحمه الله: فأقول والله العالم- "لو أن رجلا أنعم نظره, وميز فكره, وسما بطرفه واستقصى بجهده طالبا خصلة واحدة في أحد من فقهاء المدينة والمتصدرين للفتوى فيها لما وجدها بل لو أراد أضدادها والمكروه والمرذول من سجايا دناءة الناس وأفعالهم فيهم لوجد ذلك متكاثفا متضاعفا والله نسأل صفحا جميلا وعفوا كثيرا".
حدثنا أبو صالح محمد بن أحمد قال: حدثنا أبو الأحوص قال حدثنا ابن أبي أوس عن أخيه عن أبيه قال: أدركت الفقهاء بالمدينة يقولون "لا يجوز أن ينصب نفسه للفتوى ولا يجوز أن تستفتي إلا الموثوق في عفافه وعقله وصلاحه ودينه وورعه وفقهه وحلمه ورفقه وعلمه بأحكام القرآن والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ عالما بالسنة والآثار وبمن نقلها والمعمول به منها والمتروك عالما بوجوه الفقه التي فيها الأحكام, عالما باختلاف الصحابة والتابعين فإنه لا يستقيم أن يكون صاحب رأي له علم بالكتاب والسنة والأحاديث والاختلاف. ولا صاحب حديث ليس له علم بالفقه والاختلاف ووجوه الكلام فيه. وليس يستقيم واحد منهما إلا بصاحبه. قالوا ومن كان من أهل العلم والفقه والصلاح بهذه المنزلة إلا أن طعمته من الناس وحاجاته منزلة بهم وهو محمول عليهم. فليس بموضع الفتوى ولا موثوق به في فتواه
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا مأمون على الناس فيما اشتبه عليهم".
قال الشيخ أبو عبد الله ابن بطة -رضي الله عنه: قد اقتصرت يا أخي صانك الله من صفة الفقيه على ما أوردت وكففت عن أضعاف ما أردت فإني ما رأيت الإطالة بالرواية في هذا الباب متجاوزة ما قصدنا من جواب المسئلة. نعم -أيضا- وتهجين لنا وسبة علينا وغضاضة على الموسومين بالعلم والمتصدرين للفتوى من أهل عصرنا مع عدم العالمين لذلك والعاملين به. فأسأل الله أن لا يمقتنا فإنا نعد أنفسنا من العلماء الربانيين والفقهاء الفهماء العارفين ونحسب أنا أئمة متصدرون علما وفتيا وقادة أهل زماننا ولعلنا عند الله من الفاجرين ومن شرار الفاسقين فقد روي عن الفضيل بن عياض رحمه الله قال: "إنا نتكلم بكلام أحسب أن الملائكة تستحسنه ولعلها تلعن عليه".
وروي أن قائلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله من شر الناس فقال: "اللهم غفرا, شر الناس العلماء إذا فسدوا" 1 وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: "يوشك أن لا يبقى من الإسلام إلا إسمه ومن القرآن إلا رسمه مساجدهم يومئذ عامرة وهي خربة من الهدى, علماؤهم شر من تحت أديم السماء, من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود".
وقال عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم "يا معشر الحواريين, الحق أقول لكم: إن الدنيا لا تصلح إلا بالملح, والطعام لا يطيب إلا به, فإذا فسد الملح فسد الطعام وذهبت المنفعة به. وكذلك العلماء ملح الأرض لا تستقيم الأرض إلا بهم وإذا فسد العلماء فسدت الأرض".
وقال سفيان بن عيينة: "قدم عبيد الله بن عمر الكوفة فلما رأى اجتماعهم عليه قال: نسيتم العلم وأذهبتم نوره لو أدركني وإياكم عمر لأوجعنا ضربا".
هذا-رحمكم الله- قول عبيد الله بن عمر رحمه الله ن اجتمع عليه من طلبة العلم وهم: سفيان الثوري وابن عيينة وأبو إدريس الخولاني, وحفص بن غياث ونظراؤهم فما ظنك بقوله لو رأى أهل عصرنا فنسأل الله صفحا جميلا, وعفوا كبيرا, فيا طوبى لنا إن كانت موجبات أفعالنا أن نوجع ضربا فإني أحسب كثيرا ممن يتصدر لهذا الشأن يرى نفسه فوق الذين قد مضى وصفهم ويرى أنهم لو أدركوه لا حتاجوا إليه وأمموه. ويرى أن هذه الأفعال منهم والأقوال المأثورة عنهم كانت من عجزهم وقلة علمهم وضعف نحائزهم, الله المستعان فلقد عشنا لشر زمان. فقد حدثنا أبو محمد السكري حدثنا أبو يعلى الساجي حدثنا الأصمعي قال سمعت سفيان بن عيينة قال: "إذا كنت في زمان يرضى فيه بالقول دون الفعل والعلم دون العمل فاعلم بأنك في شر زمان بين شر الناس".
ولقد روي عن حبر من أحبار هذه الأمة وسيد من سادات علمائها أنه قال: "ما أرى أن يعذب الله هذا الخلق إلا بذنوب العلماء".
ال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد- ومعنى ذاك: والله أعلم- أن العالم إذا زل عن المحجة, وعدل عن الواضحة, وآثر ما يهواه على ما يعلمه وسامح نفسه فيما تدعوه إليه زل الناس بزلله, وانهمكوا مسرعين في أثره يقفون مسلكه ويسلكون محجته. وكان ما يأتونه ويرتكبونه من الذنوب وحوبات المأثم بحجة, وعلى اتباع قدوة فلا تجري مجرى الذنوب التي تمحى بالاستغفار, ومرتكبها بين الوجل والإنكسار, فالمقتدون به فيها كالسفينة إذا غرقت غرق بغرقها خلق كثير وجوهر خطير أضعاف ثمنها وقيمتها بأضعاف مضاعفة. والله أعلم. انتهى كلام الإمام العكبري رحمه الله وقدس روحه وجزاه عنا وعن المسلمين خيراً كثيراً.(/)
زاد علمه ونقص من لحيته
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 01:38]ـ
ذكرت للشيخ حاتم الشريف حفظه الله مره مابال بعض اهل العلم طيله حياته وبعد ماشابت لحاهم وقد كانت كثيفه نراهم اليوم وقد احذ من اللحيه بل الاتكاد تراها
تغير بشكل كامل وخاصه بعد ظهوره في العلام وقد وصل الى مرحلة الدكتوره واللحيه على حالها وقد يكون في اول ظهوره اعلاميا باقي على شكله ثم تغير بعدها
وفقال لى الشيخ حاتم لعله زاد علمه
فلم استوعب جوابه
هل كان جاهل في امر اللحيه من قبل ثم لما كان توقيتها بعد ظهوره اعلاميا
ثم اخذ الدكتوره وما زال جاهل في امرها ثم عل زياده العلم تقتضي قص اللحيه
ثم الملاحظه على الكثير من الاشياخ تغير في الاخذ من اللحيه وكانه اتفاق بينهم وقد كانوا من قبل في اطلاق تام لها
قال البعض لعلهم لم يتفرغوا لها من قبل والان اصبح لديهم وقت كافيه لاصلاحها؟!
المهم هذا كلام احد الاخوه ممن قال له الشيخ حاتم هذا الكلام ودار نقاش بينهم بهذا الامر
وهو عليه مشكل فمن عنده زياده علم في هذا فليتفضل به
ـ[الآجري]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 01:46]ـ
ربما يقصد أنَّ السائد الذي يعرفه كل الناس أن اللحية تترك ولا يؤخذ شيء منها، ثم هذا لما عرف الأقوال (ومنها القول بسنية التهذيب والأخذ، والقول بحرمة الزائد عن القبضتين، و القول بأخذ ما دون القبضة ... الخ) هان عليه أمر الأخذ من اللحية، ولما قرأ أن بعض الصحابة كان يأخذ من اللحية، وكذلك بعض الأئمة عرف أن المسألة واسعة.
ومثل ذلك قولهم: (من كثر علمه قل إنكاره) لأنه يعرف الخلافيات.
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 01:53]ـ
ربما يقصد أنَّ السائد الذي يعرفه كل الناس أن اللحية تترك ولا يؤخذ شيء منها، ثم هذا لما عرف الأقوال (ومنها القول بسنية التهذيب والأخذ، والقول بحرمة الزائد عن القبضتين، و القول بأخذ ما دون القبضة ... الخ) هان عليه أمر الأخذ من اللحية، ولما قرأ أن بعض الصحابة كان يأخذ من اللحية، وكذلك بعض الأئمة عرف أن المسألة واسعة.
ومثل ذلك قولهم: (من كثر علمه قل إنكاره) لأنه يعرف الخلافيات.
بورك فيك كلامك جيد ولكن
الاشكال في ان من غير للحيته هو يعرف اقول العلماء من قبل واطلاع عليه بل تحد شرحها وبينها وشرح عدة كتب ومتون وبلغ الخمسين من عمره ووصل الى الشهادة العليا من دكتورا وهذه حاله حتى ظهر في فضائيه حصل تغير في للحيه والعجب كثير على هذا النسق ليس واحد
ـ[الآجري]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 02:02]ـ
هل تقصد أنه يعرض له ما يعرض للبشر؟
ليس من ذلك عجب، ولا فيه غرابة!
ـ[أبوهلا]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 07:06]ـ
ربما يقصد أنَّ السائد الذي يعرفه كل الناس أن اللحية تترك ولا يؤخذ شيء منها، ثم هذا لما عرف الأقوال (ومنها القول بسنية التهذيب والأخذ، والقول بحرمة الزائد عن القبضتين، و القول بأخذ ما دون القبضة ... الخ) هان عليه أمر الأخذ من اللحية، ولما قرأ أن بعض الصحابة كان يأخذ من اللحية، وكذلك بعض الأئمة عرف أن المسألة واسعة.
ومثل ذلك قولهم: (من كثر علمه قل إنكاره) لأنه يعرف الخلافيات.
شكرا أخي الآجري: هكذا يجب أن يعتذر للعلماء.
ثم أحب أن أنبه إلى مسألة مهمة لها علاقة بالموضوع وهي عدم الخلط بين الأمور مثلا هناك من يقول: من زادت لحيته نقص عقله!!!!! مع أنه ليس هناك أي علاقة بين اللحية والعقل!!!
وعنوان الموضوع هنا (زاد علمه ونقص من لحيته) مع أنه ليس هناك أي علاقة بين اللحية والعلم!!! إلا أن يكون كما ذكر الأخ الآجري هنا من الاطلاع على الأقوال في حكم اللحية وزيادة تحقيق المسألة. ومن يرى جواز الأخذ فلا إنكار عليه.
ـ[جاسم آل إسحاق]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 08:23]ـ
لبعض السلف عبارة جميلة قرأتها في رسالة الخطيب (اقتضاء العلم العمل)
معناها أن المؤمن إذا زاد علمه زاد عمله.
والله المستعان
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 10:14]ـ
الذي افهمه في امر اللحيه ان من زاد علمه فيها يصل الى القدوه الاقتداء بسيد البشر نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم والذي صح في الصحيح انه لحيته عليه الصلاة والسلام كثيفه بل صح ان الصحابه كانوا يشهادون اضطراب لحيته من خلفه في الصلاة فهذا يعين انه ظاهره في الكثاقه
والذي يظهر من الاشياخ ممن كانت لاحهم كثيفه العكس انهم اخذوا منها حتى اصبحت تتوارى عن الانظار
ـ[أبوهلا]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 10:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن يرى جواز الأخذ فلا إنكار عليه.
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:41]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الإنكار ليس متوجها إلى من أخذ بقول سائغ (حلق ما دون القبضة)، إنما هو متوجه إلى من أخذ بقول غير سائغ (حلق ما هو أقل من القبضة) حتى لو كان يعتقد أنه الحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 12:29]ـ
ذكرت للشيخ حاتم الشريف حفظه الله مره مابال بعض اهل العلم طيله حياته وبعد ماشابت لحاهم وقد كانت كثيفه نراهم اليوم وقد احذ من اللحيه بل الاتكاد تراها
تغير بشكل كامل وخاصه بعد ظهوره في العلام وقد وصل الى مرحلة الدكتوره واللحيه على حالها وقد يكون في اول ظهوره اعلاميا باقي على شكله ثم تغير بعدها
وفقال لى الشيخ حاتم لعله زاد علمه
فلم استوعب جوابه
هل كان جاهل في امر اللحيه من قبل ثم لما كان توقيتها بعد ظهوره اعلاميا
ثم اخذ الدكتوره وما زال جاهل في امرها ثم عل زياده العلم تقتضي قص اللحيه
ثم الملاحظه على الكثير من الاشياخ تغير في الاخذ من اللحيه وكانه اتفاق بينهم وقد كانوا من قبل في اطلاق تام لها
قال البعض لعلهم لم يتفرغوا لها من قبل والان اصبح لديهم وقت كافيه لاصلاحها؟!
المهم هذا كلام احد الاخوه ممن قال له الشيخ حاتم هذا الكلام ودار نقاش بينهم بهذا الامر
وهو عليه مشكل فمن عنده زياده علم في هذا فليتفضل به
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد سبق الشيخ بهذا القول علماء
ـ[القضاعي]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 12:37]ـ
العلم قال الله قال الرسول ... قال الصحابة ليس خلف فيه
ما العلم نصبك للخلاف ... سفاهة بين الرسول وبين قول فقيه
ـ[فارس بن محمد]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 10:32]ـ
طالب العلم بشر يعرض له ما يعرض لعموم الناس،كما أنه من الممكن أن الشيخ حاتم قالها تندرا .. ويحتمل أنه يريد بها بروز هذه الصفة مع الآسف.
ويحتمل أنه قالها وأخطأ بها الشيخ حاتم .... إلخ. واحتمالات كثيرة يصرفها جواب الشيخ حاتم نفسه.
والاعتذرات نافعة.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 12:45]ـ
هذا من بدائع الأجوبة، ففيه اعتذار الشيخ لذاك العالم، وفيه ترجيح الشيخ حاتم الجواز!
وطول اللحية من ألفاظ الجرح عند أهل الجرح والتعديل! كما ذكره أبو الحسن السليماني في كتابه (شفاء العليل)
ـ[أنس السويلم]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 02:52]ـ
الموضوع جميل جدا ,وقد كنت أفكر فيه منذ سنوات, لأني رأيت الأخذ من اللحية قد انتشر بين بعض العلماء والدعاة.أشكر الأخ (بين المحبرة والكاغد) على هذه المشاركة.
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 05:12]ـ
يقول أحد الإخوان: هذا من بدائع الأجوبة، ففيه اعتذار الشيخ لذاك العالم، وفيه ترجيح الشيخ حاتم الجواز.
أو لعله يريد تنبيه السائل إلى عدم اتهام الناس في دينهم بغير دليل
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 05:53]ـ
يقول أحد الإخوان: هذا من بدائع الأجوبة، ففيه اعتذار الشيخ لذاك العالم، وفيه ترجيح الشيخ حاتم الجواز.
أو لعله يريد تنبيه السائل إلى عدم اتهام الناس في دينهم بغير دليل
ما أظن أن فيه ترجيح الشيخ حاتم إذ ان السائل قد سأله عن التقصير الذى يقارب حلقها .. و هذا لا ترجيح فيه!!
فلعله فعلا يريد تنبيه السائل أن مثل هذه الأور لا تقدح فى علمه .. بل يؤخذ منه الحق!!
و يمكن قصد الشيخ أنه فقط زاد علمه .. و لم يزد فقهه .. فصار يأخذ بالرخص
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 10:13]ـ
ظاهر كلام الشيخ حاتم الجواز وعدم التركيز على اللحيه
وذكر انه ايام الطلب كان بعض العلماء ينصحوننا بعدم طلب العلم على من يحلق لحيته وانه كم هو نادم على تركه الطلب عليهم (هذا كلامه بالمعنى)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 11:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة أنا رأيت الدكتور حاتم الشريف في حج هذا العام. وهو للعلم يأخذ من لحيته دون القبضة. ولعل صاحب الموضوع هنا يفيدنا في هذه المسألة أكثر.
أما مسألة الأخذ من اللحية فقد ذكرتها من قبل هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=22684(/)
هل هل صحيح أن العلامة بوخبزة ينكر أن للداودي شرح على صحيح البخاري؟
ـ[صادق الرافعي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 07:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إلى الإخوة المغاربة:
هل صحيح أن العلامة بوخبزة ينكر أن للداودي شرح على صحيح البخاري؟
ـ[الحُميدي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 09:50]ـ
عليكم السلام ورحمة الله:
بارك الله فيك اخي الكريم .. ،
واما بخصوص ما ذكرته عن الشيخ العلامة المحدث محمد بوخبزة -حفظه الله -،فهو ليس بصحيح .. ،بل الشيخ يثبت أن لأبي جعفر أحمد الداودي التلمساني -رحه الله - المتوفى سنة (402هـ) شرح على صحيح البخاري .. ،وهذا ما قاله لي في مجالسي معه -متعنا الله ببقائه-،إلى انه يقول كما هو معروف،ان هذا الكتاب في حكم المفقود حتى الآن .. ،ولعل من نقل الخبر ظن ان حكم الشيخ على الكتاب بالفقدان هو نفي لوجوده أو تأليف الدوادي له .. ، وهذا ليس بصحيح.
أعانك الله .. ،
ـ[صادق الرافعي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:02]ـ
بارك الله
أخي الحميدي زادك الله علما، ومتعك بمجالسة شيخك-حفظه الله-
ما أخبار الشيخ الصحية و العلمية؟
ـ[صادق الرافعي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:07]ـ
عليكم السلام ورحمة الله:
ولعل من نقل الخبر ظن ان حكم الشيخ على الكتاب بالفقدان هو نفي لوجوده أو تأليف الدوادي له .. ، وهذا ليس بصحيح.
أعانك الله .. ،
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك أخي الحميدي، ومتعك بمجالس شيخك
ما أخبار الشيخ الصحية و العلمية؟ .. أبلغه السلام من الجنوب الغربي-الجزائر-
ـ[الحُميدي]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 12:52]ـ
بارك الله فيك .. ،وسلمك الله .. ،
والشيخ -حفظه الله - لازال يجتهد في بث العلم ونشره رغم سُقمه .. ، شفاه الله .. ،
وللفائدة:
هذا جواب للشيخ على أسئلة ملتقى أهل الحديث .. ،
2) السؤال: شيخنا الفاضل من هو أول من شرح صحيح البخاري، هل هو أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي (المتوفى سنة 402 هـ) أم هو الخطابي؟ وهل شرح الداودي هذا "النصيحة" موجود أم مفقود (إذ أن فؤاد سزكين لم يذكره في كتابه، ولا المستشرق بروكلمان).
) لا أستطيع الآن الجزم بتحديد أول شارح لصحيح البخاري، وإن كنت أميل إلى أنه أبو سليمان الخطابي في (أعلام السنن) وقد طبع، أما النصيحة للداودي التلمساني، فلا أعلم عنها شيئا إلا النقول عنها في (فتح الباري) وغيره.
الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3264&highlight=%C7%E1%C3%E3%ED%E4
قلت: وأبو سليمان الخطابي -رحمه الله - توفي سنة 388هـ، و أبوجعفر الداودي سنة 402هـ، مما يرجح ميْلَ الشيخ.
وهذه ترجمة أبي جعفر الداودي من كتاب (ترتيب المدارك،ص:634) للقاضي عياض -رحمه الله -:
(أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي الأسدي
من أئمة المالكية بالمغرب، والمتسمين في العلم، المجيدين للتأليف، أصله من المسيلة، وقيل من بسكرة. كان بطرابلس، وبها أملى كتابه في شرح الموطأ، ثم انتقل الى تلمسان، وكان فقيهاً فاضلاً متفنناً مؤلفاً مجيداً، له حفظ من اللسان والحديث والنظر، أخذ عنه أبو عبد الله البوني، وعليه تفقه، وألّف كتاب القاضي في شرح الموطأ، والواعي في الفقه، والنصيحة في شرح البخاري، والإيضاح في الرد على الفكرية، وكتاب الأصول، وكتاب البيان، وكتاب الأموال، وغير ذلك، وبلغني أنه كان ينكر على معاصريه من علماء القيروان سكناهم في مملكة بني عبيد، وبقاؤهم بين أظهرهم، وأنه كتب إليهم مرة بذلك. فأجابوه أسكت لا شيخ لك، أي لأن درسه كان وحده، ولم يتفقه في أكثر علمه عند إمام مشهور، وإنما وصل الى ما وصل بإدراكه، ويشيرون أنه لو كان له شيخ يفقهه حقيقة الفقه لعلم أن بقاءهم مع من هناك من عامة المسلمين تثبيت لهم على الإسلام، وبقية صالحة للإيمان، وأنهم لو خرج العلماء عن إفريقية لتشرّق من بقي فيها من العامة الألف والآلاف فرجحوا خير الشرين، والله أعلم، حمل عنه أبو عبد الله البوني، وأبو بكر ابن الشيخ أبي محمد ابن أبي زيد رحمه الله، وأبو علي ابن الوفاء من أهل بلدنا وغيرهم. قال حاتم الطرابلسي: توفي بتلمسان سنة اثنتين وأربعماية، وقبره عند باب العقبة، ولم يسمع منه حاتم وكان حياً إذ كان حاتم بالقيروان، وقرأت في بعض التواريخ أن وفاته سنة إحدى عشرة والأول أصحّ.) انتهى.(/)
عقوبة الجرح والتجريح الغالي (القسوة)
ـ[أبو رزان]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 09:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فهذا كلام نافع إن شاء الله من الشيخ عبد الكريم الخضير لمن ابتلاه الله بالولوغ في أعراض المسلمين عامة، وفي الدعاة إلى الله خاصة.
فكانت العقوبة جزاءا وفاقا، نسأل الله لنا ولهم التوفيق والسداد لما يحب ربنا ويرضاه. تفضلوا الرابط.
http://www.khudheir.com/ref/1300(/)
إلى جميع محبي ابن تيمية
ـ[أبوهلا]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 09:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان ابن تيمية ـ على الرغم من أنه متأخر ـ إمام في كثير من العلوم والفنون نسأل الله عز وجل أن يرحمه وأن يجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى من الجنة.
ولكن ابن تيمية كان يكره الغلو في الرجال والتعصب للمذاهب على حساب الحق والدليل، وبنى منهجه على الانتصار للدليل
وما يشاهد اليوم من غلو كثير من محبيه فيه وتعصبهم لاختياراته، وتعاميهم عن الحق والدليل واحتجاجهم بأقواله مجردة عن أي دليل وكأنها وحدها دليل، مخالف لمنهجه رحمه الله. فهل أنتم منتهون
ومثله في ذلك ابن القيم وابن باز والعثيمين والألباني وووو
هذا ما أردت التنبيه عليه إبراء للذمة.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 10:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيك على هذا التنبيه لكن الغالب أن اختيارات ابن تيمية مبنية على الدليل هذا إذ لم يكن كلها لهذا كان أكثر طلاب العلم يرجحون اختياراته لا لتعصب.
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 10:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذا كنتم تتكلمون عن ابن تيمية .... فأنما من محبيه .... ليس لذاته فقط .. احبه في الله ولما قدمه للمسلمين ...
ارجوا من اخوة ارشادي الى افضل الكتب- المعاصرة والمتقدمة - التي تناولت سيرة ابن تيمية والاشارة الى الطبعات ان امكن
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوهلا]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 10:47]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لكن الغالب أن اختيارات ابن تيمية مبنية على الدليل هذا إذ لم يكن كلها
هذا الكلام الذي كنت أحذر منه، بل ثق تماما أن في كتب ابن تيمية مناقشات عقلية للمتكلمين والمناطقة والفلاسفة واليهود والنصارى ....
ولكن الرجل موفق، والمطلوب منا أن نكون مثله في المنهج لا أتباعا له دون دليل.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:01]ـ
بارك الله فيك نحن نتكلم عن الاختيارات العلمية والناظر في أقوال ابن تيمية يعرف تماما ما ذكرت.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي بندر بارك الله فيك:
حتى اختياراته العلمية خالفها علماء ومحققون مثله وبدليل أيضاً، والمقصود أن ندور مع الدليل حيث دار إن وجدناه عند ابن تيمية أو النووي أو ابن حجر أو ابن باز أو ابن عثيمين (كل هؤلاء لا يتفقون في اختياراتهم).
ـ[القاموس]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:25]ـ
الأخ أبو مصعب الكويتي وفقه الله.
من الكتب المتقدمة، كتاب (العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية) لابن عبدالهادي، ومن الكتب المعاصرة، كتاب (الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية) لعلي العمران وآخر، والذي قدم له الشيخ بكر أبو زيد، وهو من أجمع الكتب.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي بندر بارك الله فيك:
حتى اختياراته العلمية خالفها علماء ومحققون مثله وبدليل أيضاً، والمقصود أن ندور مع الدليل حيث دار إن وجدناه عند ابن تيمية أو النووي أو ابن حجر أو ابن باز أو ابن عثيمين (كل هؤلاء لا يتفقون في اختياراتهم).
بارك الله فيك ونفع بك لعلنا متفقان.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 11:36]ـ
بارك الله فيك التوقيع وقع اتفاقا لا تذهب بعيدا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 02:01]ـ
المشكلة أن بعض طلبة العلم يكثر من قراءة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية حتى يظن أنه هو نفسه صار (شيخ الإسلام)!
يتكلم بطريقة شيخ الإسلام، ويتجرأ كجرأة شيخ الإسلام، ويكثر من الإطلاقات التي يطلقها شيخ الإسلام!
عندما يقول شيخ الإسلام مثلا: (هذا باطل بإجماع أهل المعرفة بالحديث!) فهو شيخ الإسلام، أما أنت يا أخي الحبيب فلا يصح أن تطلق مثل هذا الإطلاق؛ لأنك لم تبلغ عشر معشار شيخ الإسلام!
عندما يقول شيخ الإسلام: (ولا يعرف حرف واحد يخالف هذا عن سلف الأمة) فهو شيخ الإسلام الذي قيل فيه: حديث لا يعرفه شيخ الإسلام فليس بحديث، أما أنت يا أخي الكريم، فكم تحفظ من الحديث؟!
فإياك أخي الكريم (والكلام هنا بالتجريد) أن تغتر بنفسك وتضع نفسك موضعا لا يناسبك، فإن أكبر الآفات أن تجهل من نفسك قدرها، فإن الذي يجهل قدر نفسه لا بد أن يكون لغيرها أجهل.
وصدق من قال: درهم من ضربي خير من دينار غيري!
ـ[أبوهلا]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 02:09]ـ
أحسنت أخي أبي مالك هذه مشكلة أخرى من مشكلات محبي شيخ الإسلام.
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 10:57]ـ
كما قال أخي بندر
:
"
بارك الله فيك على هذا التنبيه لكن الغالب أن اختيارات ابن تيمية مبنية على الدليل
هذا إذ لم يكن كلها
لهذا كان أكثر طلاب العلم يرجحون اختياراته لا لتعصب.
"
لكن
كون
"الغالب أن اختيارات ابن تيمية مبنية على الدليل"
لا يعني أن مخالفه لا يني كلامه على دليل ولا يعني أن مصيب قطعا
فليس كل من بنى فتواه على دليل وافق الصواب ما لم يكن استدلاله صحيحا وخلا عن المعارضة
خذ مثلا مسألة قراءة المأموم الفاتحة في الجهرية إذا لم يسكت الإمام
فمخالفي ابن تيمية معهم أدلة لكن الحق - بأدلة - مع ابن تيمية وابن كثير وهو قول جمع من السلف الصالح
#
نصيحة لكل طالب علم وأنا من طلبة العلم في بداية طلبك اقرأ للأمة السلفيين الكبار فقط
مالك الشافعي أحمد ابن تيمية ابن القيم ابن كثير ابن عبد البر ابن إبراهيم ابن باز
مع التأكيد على تفاوت طبقات هؤلاء
بعد فترة
ستتكون عندك ملكة استدلالية أصولية لا تكاد تخطئ السنة
وهذه لا يبنى عليها شيء
فالبناء على الأدلة الشرعية والأصول الواضحة
لكن هذه الملكة تنبئ الطالب أن هذا القول نشاز فيتعين مزيد البحث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 12:34]ـ
المشكلة أن بعض طلبة العلم يكثر من قراءة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية حتى يظن أنه هو نفسه صار (شيخ الإسلام)!
يتكلم بطريقة شيخ الإسلام، ويتجرأ كجرأة شيخ الإسلام، ويكثر من الإطلاقات التي يطلقها شيخ الإسلام!
عندما يقول شيخ الإسلام مثلا: (هذا باطل بإجماع أهل المعرفة بالحديث!) فهو شيخ الإسلام، أما أنت يا أخي الحبيب فلا يصح أن تطلق مثل هذا الإطلاق؛ لأنك لم تبلغ عشر معشار شيخ الإسلام!
عندما يقول شيخ الإسلام: (ولا يعرف حرف واحد يخالف هذا عن سلف الأمة) فهو شيخ الإسلام الذي قيل فيه: حديث لا يعرفه شيخ الإسلام فليس بحديث، أما أنت يا أخي الكريم، فكم تحفظ من الحديث؟!
فإياك أخي الكريم (والكلام هنا بالتجريد) أن تغتر بنفسك وتضع نفسك موضعا لا يناسبك، فإن أكبر الآفات أن تجهل من نفسك قدرها، فإن الذي يجهل قدر نفسه لا بد أن يكون لغيرها أجهل.
وصدق من قال: درهم من ضربي خير من دينار غيري!
بارك الله فيك يكفي لمن يقرأ كتب شيخ الاسلام أن يقول قال شيخ الاسلام ولا يعرف حرف واحد يخالف هذا عن سلف الأمة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 12:54]ـ
بارك الله فيك يكفي لمن يقرأ كتب شيخ الاسلام أن يقول قال شيخ الاسلام ولا يعرف حرف واحد يخالف هذا عن سلف الأمة.
وفقك الله
المقصود أنه يطلق هذه الإطلاقات في غير ما قاله شيخ الإسلام!!!
أو يقوله في نفس ما يقوله شيخ الإسلام ولكن في موضع النزاع.
فالمقصود أن هذا الاستقراء إن كان استقراء شيخ الإسلام فليس من حقك أن تستدل على مخالفك بتقليدك له، وهذا واضح.
نعم لا مانع أن تؤيد كلامك بالنقل عن شيخ الإسلام.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 01:08]ـ
وفقك الله
المقصود أنه يطلق هذه الإطلاقات في غير ما قاله شيخ الإسلام!!!
أو يقوله في نفس ما يقوله شيخ الإسلام ولكن في موضع النزاع.
.
إذا ما علاقة شيخ الاسلام.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 01:11]ـ
وفقك الله
فالمقصود أن هذا الاستقراء إن كان استقراء شيخ الإسلام فليس من حقك أن تستدل على مخالفك بتقليدك له، وهذا واضح.
.
لعل له حق في ذلك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 01:14]ـ
ومن قال إن لشيخ الإسلام علاقة؟!
المشكلة فيمن يتمسحون فيه بغير علم!
والحقيقة أول مرة أسمع أن من حق أحد المتناظرين أن يستدل على مخالفه بتقليده لعالم آخر!
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 01:26]ـ
ومن قال إن لشيخ الإسلام علاقة؟!
المشكلة فيمن يتمسحون فيه بغير علم!
المشكلة فيمن نصب نفسه ميزان.
والحقيقة أول مرة أسمع أن من حق أحد المتناظرين أن يستدل على مخالفه بتقليده لعالم آخر!
ليس كما تقول بل المقصود أن استقراء العالم يحق الاستدلال به كما لو قلت قال الامام أحمد لا يثبت في هذا الباب شيء والاستقراء معروف بابه في اصول الفقه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 01:29]ـ
هذا صحيح، ولكن مع التقيد بما يلي:
1 - أن لا يعارضه استقراء غيره.
2 - أن لا ينسب هذا الكلام لنفسه كأنه من كيسه.
وهو ما نبهت عليه فيما سبق.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 08:38]ـ
وفقك الله
فالمقصود أن هذا الاستقراء إن كان استقراء شيخ الإسلام فليس من حقك أن تستدل على مخالفك بتقليدك له، وهذا واضح.
نعم لا مانع أن تؤيد كلامك بالنقل عن شيخ الإسلام.
هذا ما نبهت عليه.
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 08:09]ـ
جزاك الله خير يا القاموس .... على الفائدة
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 12:29]ـ
جزاك الله خير.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 09:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن أعجب مارأيت من بعض محبي ابن تيمية أنهم يطبقون القواعد الأصولية على كلامه فهذا ظاهر كلامه وهذا مفهومه، وقد أجمل هنا ولكنه بين هناك، وحديثه هنا عام خصصه في مكان آخر ... وعجائب لا تنتهي مبعثها التقليد.
وأعجب من ذلك تكفير الناس وإخراجهم من الإسلام والدليل هو مفهوم كلام ابن تيمية!!! ولو كان ابن تيمية حيا لما وافقهم على كثير مما حملوه عليه.
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 10:51]ـ
للأخ الكويتي أرسل لي عنوانك على الألكتروني لأوافيكم بما يجمع له بعض أخوتنا من درر الشيخ رحمه الله.
,واسلم موفقا
almadini1978@gmail.com
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 10:52]ـ
العنوان المعطى لكم هو لأحد طلبة العلم وهو حريص نحو ما أردت فتواصل معه رعاك الله تعالى.
د. الأثري
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 06:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن أعجب مارأيت من بعض محبي ابن تيمية أنهم يطبقون القواعد الأصولية على كلامه فهذا ظاهر كلامه وهذا مفهومه، وقد أجمل هنا ولكنه بين هناك، وحديثه هنا عام خصصه في مكان آخر ... وعجائب لا تنتهي مبعثها التقليد.
.
بارك الله فيك هذا المنهج صحيح وهذا هو ما يفعلوه اتباع الأئمة الأربعة في تخريج أقوالهم والتفريع عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 06:50]ـ
بارك الله فيك هذا المنهج صحيح وهذا هو ما يفعلوه اتباع الأئمة الأربعة في تخريج أقوالهم والتفريع عليها.
بل ليس بصحيح على إطلاقه يا عبد الله!! ولعل مراد (أبي هلا) هو الغلو في تنزيل تلك القواعد على كلام غير المعصومين من البشر ..
والأخ أبي هلا: يبدو في كلامه شيئ من الفهم والإنصاف .. حيَّاه الله ...
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 09:59]ـ
بل ليس بصحيح على إطلاقه يا عبد الله!! ولعل مراد (أبي هلا) هو الغلو في تنزيل تلك القواعد على كلام غير المعصومين من البشر ..
والأخ أبي هلا: يبدو في كلامه شيئ من الفهم والإنصاف .. حيَّاه الله ...
وما هو الصحيح يا عبد الله يبدو أنك لا تعرف المداخل الفقهية إليك بعض ما فيها قال ابن بدران في المدخل 1/ 55: لا يخفاك أن الأصحاب أخذوا مذهب أحمد من أقواله وأفعاله وأجوبته وغير ذلك فكانوا إذا وجدوا عن الإمام في مسألة قولين عدلوا أولا إلى الجمع بينهما بطريقة من طرق الأصول إما يحمل عام على خاص أو مطلق على مقيد فإذا أمكن ذلك ... وأنهم أثبتوا لها أصولا كما أثبت الأئمة أصولا لمسالك الاجتهاد المطلق وإن ذلك التصرف مفرع على أصول الفقه عامة وعلمت إن هذه التصرفات لا تختص بمذهب بعينه.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 09:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومما يلاحظ على بعض الجهلة من محبي ابن تيمية أن مفهوم السلف الصالح عندهم يدور حول ابن تيمية وتلاميذه.
كما يلاحظ تعصبهم لآراء ابن تيمية في علوم لم يشتهر بها ابن تيمية، بل حتى لو كانت تلك الآراء مخالفة لأهل الفن المعتبرين.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - Apr-2010, مساء 12:33]ـ
أكبر مشكلة لمحبي الشيخ - فيما أرى - هو أن بعضهم لا يقرأون كلامه أصلا. . لا آراءه ولا دلائله.
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[05 - Apr-2010, مساء 12:45]ـ
ابن تيمية بشر يخطئ ويصيب
وقد قال تلميذه ابن قيم الجوزية: شيخ الإسلام حبيب إلينا، ولكن الحق أحب إلينا من شيخ الإسلام
ولكن سؤالي
هل لو كان أبوحنيفة أو مالك أو الشافعي أو أحمد
أكان كلامك نفسه؟
أشك إن هي إلا حملة على ابن تيمة مضادة معاكسة للمبجلين المعظمين
وإلا فإن الشيعة والشاعرة اتخذوه غرضا
وكل كلامهم محض كذب وافتراء عليه
وسوء نقل وسوء فهم
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[05 - Apr-2010, مساء 01:26]ـ
ابن تيمية بشر يخطئ ويصيب
وقد قال تلميذه ابن قيم الجوزية: شيخ الإسلام حبيب إلينا، ولكن الحق أحب إلينا من شيخ الإسلام
يقصد شيخ الإسلام إسماعيل الهروي.
لكن يصح أن يسحب كلامه على شيخه شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية وأن الحق أحب من الأحباب.
غفر الله لهم ووفق الله الجميع.
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[05 - Apr-2010, مساء 05:29]ـ
اللهم أحيني تيميا وأمتني تيميا وابعثني تيميا واحشرني تيميا واكرمنني برفقته في الفردوس فان المرء مع من احب.
وابن اللبون اذا ما لز في قرن لم يستطع صولة البزل القناعيس.
ـ[الباحث العلمي]ــــــــ[05 - Apr-2010, مساء 10:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ أبو هلا
أقول لك بضع كلمات:
1 - تطبيق القواعد الأصولية على كلام أهل العلم أمر محل اتفاق وقد تعلمنا من مشايخنا أن أصول الفقه يفهم بها كلام الله وكلام رسوله وكلام أهل العلم وتعلمنا أن المتشابه يرد إلى المحكم من كلام أهل العلم والمطلق يحمل على المقيد وهذا صنيع أهل كل مذهب مع إمامهم في معرفة مذهبه ولا إشكال في هذا.
2 - شيخ الإسلام ابن تيمية جعله الله على رأس قرنه إمام هدى وأعاد الناس إلى الأمر الأول: فكتب موسوعته في الرد على الروافض وهي بحسب علمي أكبر موسوعة في هذا الشأن جمعت بين النقل والعقل، وكتب في الرد على الفلاسفة والمتكلمين وانتصر للحنابلة وأهل الحديث ورثة علوم السلف حقا في درء تعارض العقل والنقل وبيان تلبيس الجهمية، وكتب رده المبهر على النصارى في الجواب الصحيح وقد قرأنا وسمعنا ثناء المتخصصين في مقارنة الأديان على كتابه هذا، وأبان عن فحولة علمية في رده على المنطقيين وكان سابقا في نقداته تلك على الغربيين واقرأ إن شئت تأكيد كلامي هذا لشيخ الأشاعرة الدكتور علي سامي النشار في كتابه مناهج البحث لدى مفكري الإسلام، وهو إلى هذا أخبر الناس بمذهب السلف ومن حفاظ الحديث المعدودين وهو من أعلم الناس بالمذاهب الفقهية وكان أيضا سابقا عصره في اجتهاداته الفقهية، وكان مفسرا بارعا عالما بالنحو بصيرا.
ونحن لا ندعي له العصمة بل نخالفه في أمور ظهر لنا فيها الحق بخلاف ما قرر لكن الذي لا نخالفه فيه هو تقريراته العقدية فهذه لا تحتمل المخالفة بل هو فيها على الصراط المستقيم وهو عندنا فيها محنة فمن حهله (بالتشديد) أو عاداه أو انتقص من قدره فيها أو خطأه علمنا أنه قد جهل من السنة بقدر ما انتقص شيخ الإسلام فمبغضه في مسائل الاعتقاد إما جاهل بالسنة أو مبغض للسنة.
وأنا كلما قرأت الدرء وبيان التلبيس تعجبت من شدة إحاطة هذا الإمام بكلام الفلاسفة والمتكلمين وتفريقه الدقيق بين طرائقهم مع انتصار تام للسلف وتقرير كلامهم بطريقة عقلية مذهلة. والقارئ لشيخ الإسلام لا يخطئ ثبات موقفه طول حياته وما ذاك إلا لأنه قرآني المنهج ينتزع أدلته العقلية من القرآن الكريم ولا يرضى به بدلا فأكرم به من إمام همام. ولا أدري إلى أين كان سينحدر بنا الحال لو لم يبعث الله هذا الإمام المجدد الذي لم يأت عالم في معناه منذ عصره وحتى الآن.
فلماذا ينكر الناس علينا اعترافنا بفضله، وكل ما نعرفه من السنة (وهي في اصطلاح السلف تعني العقيدة) وكيفية الرد على أهل البدع إنما هو مما دبجته يراعة شيخ الإسلام.
هداني الله وإياك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 08:53]ـ
جزاك الله خيرا الباحث العلمي لكن أظن أن كلامك لن يجد آذانا صاغية لأن البعض يعتقد ثم يستدل أسأل الله عز وجل أن يهدني وإياكم فالمتكلم والطاعن في الأئمة السابقين إما أنه صاحب هوى وبدعة أو جاهل بعقيدة ومنهج السلف رضوان الله عليهم فإما أن ينصح ويعلم أو يدعى له أو عليه وأحلاها مر كما قيل.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 10:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الباحث العلمي .. كفيت ووفيت أحسن الله إليك ..
أمّا صاحب الموضوع -غفر الله لنا وله - فالسؤال هو: لم يجبن بعض مناوئي منهج شيخ الإسلام رحمه الله عن التصريح بمعتقداتهم والدفاع عنها برجولة ويلجؤوا للطرق الملتوية
كالتترس بذكر (الجهلة) و (المتعصّبين) .. وغير ذلك من الأوصاف .. مع أنّك لا تكاد تجدّ عالما سلم كلّ محبّيه من بعض تلك الأوصاف أي (الجهل) و (التعصّب)؟؟
أليس هذا بحدّ ذاته دليلا على فساد مذاهب (المتترّسين) .. ؟؟؟
ثمّ .. ما رأيك في ردود شيح الإسلام رحمه الله على المذهب الفاسد الذي يدعى أتباعه بال (أشعرية) ..
أرجو الجواب من أبي .. هلا لا من غيره وشكرا ...
ـ[حمد بن علي الحمد]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 11:26]ـ
خذوها من جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ـ رحمه الله ـ.
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ عن اختيارات شيخ الإسلام: (مع أن غالب اختياراته أقرب إلى الصواب من غيره، لكنه ليس بمعصوم، لدينا نحو عشر مسائل أو أكثر نرى أن الصواب خلاف كلامه ـ رحمه الله ـ؛ لأنه كغيره يخطيء ويصيب). الشرح الممتع (8/ 369)، وقال ـ رحمه الله ـ أيضاً: (والغالب حسب علمي مع قصوري أن شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ دائماً موفق للصواب، فغالب ما يختاره هو الصواب). الشرح الممتع (13/ 54).
ومعلوم تأثر الشيخ محمد رحمه الله باختيارات شيخ الإسلام وتقريراته، شأنه في ذلك شأن شيخه ابن سعدي رحمه الله، إلا ان الشيخ مع ذلك كله قرر هنا ثلاثة أمور:
أولاً / الاعتراف بالفضل لأهل الفضل (غالب اختياراته أقرب إلى الصواب).
ثانياً / الاعتدال في إطلاق الأحكام على الآخرين (لكنه ليس بمعصوم)، (كغيره يخطيء ويصيب).
ثالثاً / مخالفته شيخ الإسلام متى ظهر له رجحان غير اختياره (لدينا نحو عشر مسائل أو أكثر نرى أن الصواب خلاف كلامه).
وقد تتبعت مخالفات الشيخ محمد أو موافقته لشيخ الإسلام في الشرح الممتع، فكانت على أربعة أقسام:
1/ قلده في مسألة واحدة.
2/ خالفه في أكثر من أربعين مسألة، مصرحاً فيها برأي شيخ الإسلام.
3/ خالفه في مسائل كثيرة، ولم يذكر فيها رأي شيخ الإسلام.
4/ وافقه في غالب اختياراته، كما قرره الشيخ.
ولعله إن عزم الله لي ويسّر نقلتها هنا بإذنه تعالى.
والله أعلم.
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[07 - Apr-2010, صباحاً 10:24]ـ
يقصد شيخ الإسلام إسماعيل الهروي.
لكن يصح أن يسحب كلامه على شيخه شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية وأن الحق أحب من الأحباب.
غفر الله لهم ووفق الله الجميع.
معلومة جديدة
بارك الله فيك
ـ[فتح البارى]ــــــــ[07 - Apr-2010, صباحاً 10:47]ـ
لو كان الأمر كما أوهمنا صاحب الوضوع لكان العنوان مثلا= [إلى المتعصبين (للعلماء)]
إذ لا فرق بين ابن تيمية وغيره، بل قد يكون التعصب لغير شيخ الاسلام أكثر!
وما أراها إلا حملة على شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله-(/)
بها يقاس دين المرء (نصائح)
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 10:20]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد
لكن اتكلم عن بموضوع ... ما اريده ... هو جمع اكبر قدر ممكن من الوسائل المعينة على المحافظة على الصلوات الخمس واخص بالذكر صلاة الفجر ...
للاسف قد يسمى الانسان بطالب علم او شيخ او نحو ذلك ... وتجده يفرط في عن الجماعة وبالذات صلاة الفجر بتفريط بنوم او غيره او يتخلف عن الصفوف الاول او يقضي ما فاته من الصلاة ويكون هذا الغالب من حاله .. قال ابو العالية الرياحي رحمه الله تعالى: (كنا نأتي الرجل لنأخذ عنه فننظر اذا صلى فإن احسنها جلسنا اليه وقلنا هو لغيرها احسن، وإن اساءها قمنا عنه وقلنا هو لغيرها اسوأ) سنن الدارممي (1/ 94 - 93)
.... ان المصيبة تكمن ان الانسان العامي اذا اراد ان يستفتي هذا الشيخ او طالب العلم ... فانه قد لا يثق به ... يقول: كيف استفتي واسأل من هذا حاله في الصلاة ... وربما يرد عليه الشيخ لا عليك بحالي خذ ما لدي من العلم واتركني واشأني لا تقتدي بي ..... اليس هذا واقع نعيشه؟؟؟؟ ولا اقول ان جميع المشايخ او طلبة العلم هذه حالهم ... ابدا لا اقصد هذا .. لان من قال هلك الناس فهو اهلكهم ....
وقد ضرب السلف الصالح اروع الامثلة في المحافظة على صلاة الجماعة فهذا الاعمش لم تفته تكبيرة الاحرام لمدة اربعين سنة ... الله اكبر
ان بعض الناس يحاول ان يكون كأمثال هؤلاء الجبال ... لكن ما ان يمر عليه شهر او شهران او سنة الا وفاته الفجر في جماعة ... اليس هذا صحيح .. وللاسف كلما اريد ان يستقيم على الخط وقع وندم .... يستمر فترة ثم يقع وهكذا ديدنه لا شك ان هناك خلل؟؟
اتمنى من جميع الاخوة ان يساهموا في بيان الوسائل المعينة على المحافظة على الجماعة وبالذات الفجر ... حتى نكون حقا سلفا صالحا قولا وعملا لا مجرد الدعاوى
لانه اذا تم جمع عدد لا بأس به من النصائح و الوسائل ... فستنشر بإذن الله وينصب ذلك ان شاء الله في ميزان الاخوة بارك الله فيهم
... ان المسألة مسألة خطيرة .. الصلاة اول ما يحاسب به المرء يوم القيامة ان صلحت صلح سائر العمل وان فسدت ( ....... ) فالنتيجة معروفة ولا حول ولا قوة الا بالله
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 08:31]ـ
الله المستعان ... معقولة نا في احد في المنتدى يعرف الوسائل المعينة على الصلاة الفجر؟؟؟؟ مع اني بينت بأني منتظر لمشاركات الاخوة ....
وعلى كل حال ....... سأطرح بعض الوسائل منقولة من المواقع الاخرى ... والله يسامحكم ..
بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر ... (بتصرف يسير ... منقول من موقع صيد الفوائد
قال
عبد الرحمن بن صالح السديس
</ TD< tr>
الحمد لله الحليم الكريم رب العرش العظيم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وسلم تسليما أما بعد:
ففي أيام الصيف هذه يشهد كثير من المساجد انحسارا شديدا، وفي أعداد المصلين في صلاة الفجر؛ لقصر الليل، ووقوع كثير من الناس في السهر المفرط ...
حتى إن كثيرا من الأخيار بلوا بهذا، ومنهم بعض الأئمة والمؤذنين، وهؤلاء أمرهم أعظم؛ لتعلق الأمانة بهم، وتأثير تقصيرهم على جماعة المسجد.
وفضل صلاة الفجر، والجماعة كبير، والتفريط فيها خطير، ولو لم يرد سوى هذين الحديثين لكفى وهما:
عن عثمان رضي الله عنه عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما صلى الليل كله». رواه مسلم.
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم
بيوتهم بالنار». متفق عليه.
وأضع بين يدي هذه الوسائل هذه القصص، والمواقف لبعض السلف والعلماء =
لنرى كيف كانت عنايتهم بالفرائض، واهتمامهم بها:
في مصنف عبد الرزاق 1/ 526:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن معمر عن الزهري عن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت: «دخل عليَّ بيتي عمر بن الخطاب، فوجد عندي رجلين نائمين، فقال: وما شأن هذين ما شهدا معي الصلاة؟
قلت: يا أمير المؤمنين صليا مع الناس ـ وكان ذلك في رمضان ـ فلم يزالا يصليان حتى أصبحا، وصليا الصبح، وناما، فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماعة أحب إلي من أن أصلي ليلة حتى أصبح».
مصنف عبد الرزاق 1/ 527:
عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: «كان إذا شهد العشاء الآخرة مع الناس صلى ركعات ثم نام، وإذا لم يشهدها في جماعة أحيا ليله، قال أخبرني بعض أهل معمر: أنه كان يفعله، فحدثت به معمرا قال: كان أيوب يفعله».
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 9/ 12:
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا عبدالرحمن بن محمد، ثنا عبدالرحمن بن عمر، حدثني يحيى بن عبدالرحمن بن مهدي: أن أباه قام ليلة ـ وكان يُحيي الليل كله ـ، فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش، فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس، فقال:
هذا مما جنى عليّ هذا الفراش، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض وجلده شيئا شهرين، فقرح فخذاه جميعا.
الرابعة:
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 10/ 320:
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: سمعت أبا القاسم علي بن الحسن بن زكريا القطيعي الشاعر قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي
يقول: سمعت عبيد الله بن عمر القواريري يقول: لم تكن تكاد تفوتني صلاة العتمة في جماعة، فنزل بي ضيف فشغلت به، فخرجت أطلب الصلاة في قبائل البصرة، فإذا الناس قد صلوا، فقلت في نفسي: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صلاة الجميع تفضل على صلاة الفذ إحدى وعشرين درجة»، وروي «خمسة وعشرين درجة»
، وروي «سبعا وعشرين» فانقلبت إلى منزلي فصليت العتمة سبعا وعشرين مرة، ثم رقدت، فرأيتني مع قوم راكبي أفراس، وأنا راكب فرسا كأفراسهم، ونحن نتجارى، وأفراسهم تسبق فرسي، فجعلت أضربه لألحقهم، فالتفت إلي آخرهم، فقال: لا تجهد فرسك فلست بلاحقنا! قال فقلت: ولم ذاك؟ قال: لأنا صلينا العتمة في جماعة.
في كتاب «جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز» ص79:
في يوم من الأيام كان سماحة الشيخ على موعد بعد صلاة الفجر، فلم يصل في المسجد، وذهبنا بعد الصلاة إلى منزل سماحته، وانتظرناه، وقلقنا عليه، فخرج علينا، وسألنا عن الوقت، فأخبرناه بأن الجماعة قد صلوا.
وكان ـ رحمه الله ـ متعبا في الليل، ولم ينم إلا في ساعة متأخرة، وبعد أن قام للتهجد اضطجع فأخذه النوم، ولم يكن حوله أحد يوقظه، أو يضبط له ساعة المنبه، وبعد أن علم أن الناس قد صلوا صلى، وقال للأخوين الزميلين الشيخ عبد الرحمن العتيق، والأخ حمد بن محمد الناصر: هذه أول مرة تفوتني صلاة الفجر!
قلت- القائل الشيخ السديس-: رحمهم الله، هكذا كانوا في الاجتهاد في العبادة، ومحاسبة النفس عند أدنى خلل، فزكت نفوسهم، وعلت هممهم، وبقي ذكرهم لمن بعدهم ..
فياليت شعري: من تفوته الصلاة هذه الأيام هل يحس بشيء من ذلك؟!
من طلبة العلم، والصالحين من يتخلف عن صلاة الفجر مرارا، وتكرارا، مع أنه لم يحيي الليل، ولا عشره، بل ولا عشر عشره!
ثم لا يتألم؟ و لا يحزن؟ وكأن شيئا لم يكن؟!
بل إنك ترى بعضهم قد أصبحت عنده عادة مستمرة يغيب مرة، ويحضر مرات، وإن حضر فمن آخر الناس حتى أصبح محل استغراب، وريبة من العوام!
وهذا جانب آخر من جوانب هذه المشكلة، فهذا الفاضل عندهم لا يوثق بكلامه، ولا علمه، ولا نصحه من هؤلاء العامة، وقد حدثت أن رجلا من العامة كان يعالج أبناءه على صلاة الفجر، فأغلظ على أحدهم مرة في إيقاظه، فقال الولد:
[بالعامي] (لا تشغلني رح انصح المطوع أول!) وكان إمامهم كثير التخلف عن صلاة الفجر.
ولندخل في بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - من أهم الوسائل على الإطلاق تقوى الله، والاهتمام بأمر الصلاة في الجماعة، فإذا اهتم المسلم بأمر الله الصلاة في الجماعة سيجد ـ بإذن الله ـ سهولة كبيرة في الاستيقاظ للصلاة، وهذا أمر مجرب فالذي يهتم بشيء قد لا يستغرق في نومه من أجل ذلك، وهذا ظاهر حتى في الأطفال إذا وعد برحلة في الصباح = استيقظ قبل أهله،وقبل الموعد من غير أن يوقظه أحد.
2 - النوم مبكرا، وكثير من الناس يعرف الحد الذي يستطيع معه أن يستيقظ، وإذا تجاوزه نام عن الصلاة، فهذا لا يجوز له أن يسهر إلى الحد الذي يقع معه الخلل
في هذه الفريضة.
3 - استخدام وسائل التنبيه كالساعات المنبهة، والجوالات وغيرها ... وبعض الناس يشتكي من ثقل نومه فلا يسمعها، وبعضهم يشتكي أنه ربما أغلقها من غير شعور ...
ثم عاود النوم ...
وهناك بعض الأفكار لتقوية صوت المنبه منها:
أن تضع هذا المنبه في قِدْرٍ، أو تقلب هذا القدر، وتجعل المنبه على ظهره، فسيزيد هذا الصوت، وكذلك الهاتف الجوال ضع مع الجرس ميزة الاهتزاز، وضعه على ظهر القدر، وإن كان في الغرفة (سراميك)، واخترت قدرا قديما متمايل الأطراف =
فسيصبح الصوت كالزلزال، ويوقظ الجيران!
أما من كان يغلقها من غير شعور، فيمكن أن يستخدم عددا من المنبهات، ويغاير بين أوقات تركيبها، فيجعل بينها عددا من الدقائق، وكذلك يغاير بين مواقعها.
4 - الاستفادة من تقنية التبريد في أيام الصيف الشديد فبعض المكيفات (السبلت)
فيها ميزة ضبط الوقت في التشغيل والإغلاق؛ فيمكن ضبطه على الإغلاق قبل موعد الاستيقاظ بنصف ساعة أو أكثر.
والمكيفات التي لا توجد بها هذه التقنية يمكن أن يوضع جهاز صغير لها يسمى بالإنجليزية (تايمر)، وفكرته أنه يركب في (فيش) الجدار، ويَضبط عملية التشغيل إلى 12 ساعة، فمثلا نمتَ الساعة الواحدة ليلا، وتريد الاستيقاظ الساعة الثالثة، ضعه على رقم اثنين، فسيعمل المكيف لمدة ساعتين ثم ينطفئ بعدها مباشرة، وهكذا.
والحر كفيل بتخفيف حدة النوم إن لم يوقظك قبل أن يدق جرس الساعة.
5 - من الوسائل التكثير من شرب السوائل قبل النوم، وعدم دخول الخلاء، فسيوقظك الحسر بلا ساعة، وبالتجربة ستعرف القدر، والمقدار الذي يساعدك على الاستيقاظ في الوقت المناسب.
6 - قد يضطر الإنسان أحيانا لسهر بغير إرادته لظرف، أو آخر، فيصل لوقت يظن أنه لا يستطيع أن يستيقظ معه ... فالحل أن يغير مكان نومه، وفراشه فينام مثلا على الأرض من غير فراش، أو من غير وسادة في غير غرفة نومه ... ونحو ذلك من التغييرات التي تطرد الاستغراق في النوم وتسهل عملية الاستيقاظ.
هذا الذي سنح بالبال الآن، ولعل في بالك زيادة ...
والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.
---------------------
(1) الكربج: الحانوت. قاموس.
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 08:54]ـ
ومن الوسائل ايضا ما ذكرها الشيخ المنجد ........
هنا 21 من الوسائل المعينة على صلاة الفجر للشيخ المنجد
. حل هذه المشكلة – كغيرها – له جانبان:
جانب علمي، وجانب عملي.
أما الجانب العلمي فيأتي من ناحيتين:
الناحية الأولى: أن يعلم المسلم عظمة مكانة صلاة الفجر عند الله عز وجل، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من صلّى الصبح في جماعة فكأنما صلّى الليل كله) مسلم ص 454 رقم 656، الترمذي 221.
وقال عليه الصلاة والسلام: (أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً) رواه الإمام أحمد المسند 2/ 424، وهو في صحيح الجامع 133،
وقال: (من صلّى الفجر فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته) ومعنى في ذمة الله: أي في حفظه وكلاءته سبحانه، " من كتاب النهاية 2/ 168" والحديث رواه الطبراني 7/ 267، وهو في صحيح الجامع رقم 6344.
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي، فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون) رواه البخاري الفتح 2/ 33.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الحديث الآخر: (أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة، في جماعة) رواه أبو نعيم في الحلية 7/ 207، وفي السلسلة الصحيحة 1566. وفي الحديث الصحيح: (من صلّى البردين دخل الجنة) رواه البخاري الفتح 2/ 52. والبردان الفجر والعصر.
الناحية الثانية: أن يعلم المسلم خطورة تفويت صلاة الفجر ومما يبين هذه الخطورة الحديث المتقدم: (أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر) وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن) رواه الطبراني في المعجم الكبير 12/ 271، قال الهيثمي رجال الطبراني موثقون المجمع 2/ 40. وإنما تكون إساءة الظن بذلك المتخلف عن هاتين الصلاتين لأن المحافظة عليهما معيار صدق الرجل وإيمانه، ومعيار يقاس به إخلاصه، ذلك أن سواهما من الصلوات قد يستطيعها المرء لمناسبتها لظروف العمل ووقت الاستيقاظ، في حين لا يستطيع المحافظة على الفجر والعشاء مع الجماعة إلا الحازم الصادق الذي يُرجى له الخير.
ومن الأحاديث الدالة على خطورة فوات صلاة الفجر قوله صلى الله عليه وسلم: (من صلّى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإن من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم) رواه مسلم ص 454، ومعنى من يطلبه من ذمته بشيء يدركه أي من يطلبه الله للمؤاخذة بما فرط في حقه والقيام بعهده يدركه الله إذ لا يفوت منه هارب، حاشية صحيح مسلم ترتيب عبد الباقي 455.
هاتان الناحيتان كفيلتان بإلهاب قلب المسلم غيرة، أن تضيع منه صلاة الفجر، فالأولى منهما تدفع للمسارعة في الحصول على ثواب صلاة الفجر، والثانية هي واعظ وزاجر يمنعه من إيقاع نفسه في إثم التهاون بها.
وأما الجانب العملي في علاج هذه الشكاية فإن هناك عدة خطوات يمكن للمسلم إذا اتبعها أن يزداد اعتياداً ومواظبة على صلاة الفجر مع الجماعة، فمن ذلك:
1 - التبكير في النوم: ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها، فلا ينبغي للمسلم أن ينام قبل صلاة العشاء والمُشاهد أن غالب الذين ينامون قبل العشاء يمضون بقية ليلتهم في خمول وكدر وحال تشبه المرضى.
ولا ينبغي كذلك أن يتحدث بعد صلاة العشاء، وقد بين أهل العلم سبب كراهية الحديث بعدها فقالوا: لأنه يؤدي إلى السهر، ويُخاف من غلبة النوم عن قيام الليل، أو عن صلاة الصبح في وقتها الجائز أو المختار أو الفاضل.
والمكروه من الحديث بعد صلاة العشاء كما قال الشراح: هو ما كان في الأمور التي لا مصلحة راجحة فيها، أما ما كان فيه مصلحة وخير فلا يكره، كمدارسة العلم، ومعرفة سير الصالحين وحكايتهم، ومحادثة الضيف، ومؤانسة الزوجة والأولاد وملاطفتهم، ومحادثة المسافرين بحفظ متاعهم وأنفسهم، إلى آخر ذلك من الأسباب المباحة. فما الحال إذا تفكرنا فيما يسهر من أجله كثير من الناس اليوم من المعاصي والآثام إذن فعلى المسلم أن ينام مبكراً، ليستيقظ نشيطاً لصلاة الفجر، وأن يحذر السهر الذي يكون سبباً في تثاقله عن صلاة الفجر مع الجماعة.
حقاً إن الناس يتفاوتون في الحاجة إلى النوم، وفي المقدار الذي يكفيهم منه، فلا يمكن تحديد ساعات معينة يُفرض على الناس أن يناموا فيها، لكن على كل واحد أن يلتزم بالوقت الكافي لنوم يستيقظ بعده لصلاة الفجر نشيطاً، فلو علم بالتجربة والعادة أنه لو نام بعد الحادية عشر ليلاً مثلاً لم يستيقظ للصلاة، فإنه لا يجوز له شرعاً أن ينام بعد هذه الساعة .. وهكذا.
2 - الحرص على الطهارة وقراءة الأذكار التي قبل النوم، فإنها تعين على القيام لصلاة الفجر.
3 - صدق النية والعزيمة عند النوم على القيام لصلاة الفجر، أما الذي ينام وهو يتمنى ألا تدق الساعة المنبهة، ويرجو ألا يأتي أحد لإيقاظه، فإنه لن يستطيع بهذه النية الفاسدة أن يصلي الفجر، ولن يفلح في الاستيقاظ لصلاة الفجر وهو على هذه الحال من فساد القلب وسوء الطوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ مباشرة، فإن بعض الناس قد يستيقظ في أول الأمر، ثم يعاود النوم مرة أخرى، أما إذا بادر بذكر الله أول استيقاظه انحلت عقدة من عُقد الشيطان، وصار ذلك دافعاً له للقيام، فإذا توضأ اكتملت العزيمة وتباعد الشيطان، فإذا صلّى أخزى شيطانه وثقل ميزانه وأصبح طيب النفس نشيطاً.
5 - لا بد من الاستعانة على القيام للصلاة بالأهل والصالحين، والتواصي في ذلك، وهذا داخل بلا ريب في قوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى) وفي قوله (والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).
فعلى المسلم: أن يوصي زوجته مثلاً بأن توقظه لصلاة الفجر، وأن تشدد عليه في ذلك، مهما كان متعباً أو مُرهقاً، وعلى الأولاد أن يستعينوا بأبيهم مثلاً في الاستيقاظ، فينبههم من نومهم للصلاة في وقتها، ولا يقولن أب إن عندهم اختبارات، وهم متعبون، فلأدعهم في نومهم، إنهم مساكين، لا يصح أن يقول ذلك ولا أن يعتبره من رحمة الأب وشفقته، فإن الرحمة بهم والحدَبَ عليهم هو في إيقاظهم لطاعة الله: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليهم).
وكما يكون التواصي والتعاون على صلاة الفجر بين الأهل، كذلك يجب أن يكون بين الإخوان في الله، فيعين بعضهم بعضاً، مثل طلبة الجامعات الذين يعيشون في سكن متقارب ومثل الجيران في الأحياء، يطرق الجار باب جاره ليوقظه للصلاة، ويعينه على طاعة الله.
6 - أن يدعو العبد ربه أن يوفقه للاستيقاظ لأداء صلاة الفجر مع الجماعة؛ فإن الدعاء من أكبر وأعظم أسباب النجاح والتوفيق في كل شيء.
7 - استخدام وسائل التنبيه، ومنها الساعة المنبهة، ووضعها في موضع مناسب، فبعض الناس يضعها قريباً من رأسه فإذا دقت أسكتها فوراً وواصل النوم، فمثل هذا يجب عليه أن يضعها في مكان بعيد عنه قليلاً، لكي يشعر بها فيستيقظ.
ومن المنبهات ما يكون عن طريق الهاتف، ولا ينبغي للمسلم أن يستكثر ما يدفعه مقابل هذا التنبيه، فإن هذه نفقة في سبيل الله، وأن الاستيقاظ لإجابة أمر الله لا تعدله أموال الدنيا.
8 - نضح الماء في وجه النائم، كما جاء في الحديث من مدح الرجل الذي يقوم من الليل ليصلي، ويوقظ زوجته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ومدح المرأة التي تقوم من الليل وتوقظ زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء رواه الإمام أحمد في المسند 2/ 250 وهو في صحيح الجامع 3494.
فنضح الماء من الوسائل الشرعية للإيقاظ، وهو في الواقع منشط، وبعض الناس قد يثور ويغضب عندما يوقظ بهذه الطريقة، وربما يشتم ويسب ويتهدد ويتوعد، ولهذا فلا بد أن يكون الموقظ متحلياً بالحكمة والصبر، وأن يتذكر أن القلم مرفوع عن النائم، فليتحمل منه الإساءة، ولا يكن ذلك سبباً في توانيه عن إيقاظ النائمين للصلاة. [على أن يكون ذلك بالاتفاق بين الزوجين].
9 - عدم الانفراد في النوم، فلقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيت الرجل وحده رواه الإمام أحمد في المسند 2/ 91 وهو في السلسلة الصحيحة رقم 60. ولعل من حِكم هذا النهي أنه قد يغلبه النوم فلا يكون عنده من يوقظه للصلاة.
10 - عدم النوم في الأماكن البعيدة التي لا يخطر على بال الناس أن فلاناً نائماً فيها، كمن ينام في سطح المنزل دون أن يخبر أهله أنه هناك، وكمن ينام في غرفة نائية في المنزل أو الإسكان الجماعي فلا يعلم به أحد ليوقظه للصلاة، بل يظن أهله وأصحابه أنه في المسجد، وهو في الحقيقة يغّط في نومه.
فعلى من احتاج للنوم في مكان بعيد أن يخبر من حوله بمكانه ليوقظوه.
11 - الهمة عند الاستيقاظ، بحيث يهب من أول مرة، ولا يجعل القيام على مراحل، كما يفعل بعض الناس الذين قد يتردد الموقظ على أحدهم مرات عديدة، وهو في كل مرة يقوم فإذا ذهب صاحبه عاد إلى الفراش، وهذا الاستيقاظ المرحلي فاشل في الغالب، فلا مناص من القفزة التي تحجب عن معاودة النوم.
12 - ألا يضبط المنبه على وقت متقدم عن وقت الصلاة كثيراً، إذا علم من نفسه أنه إذا قام في هذا الوقت قال لنفسه: لا يزال معي وقت طويل، فلأرقد قليلاً، وكل أعلم بسياسة نفسه.
13 - إيقاد السراج عند الاستيقاظ، وفي عصرنا الحاضر إضاءة المصابيح الكهربائية، فإن لها تأثيراً في طرد النعاس بنورها.
(يُتْبَعُ)
(/)
14 - عدم إطالة السهر ولو في قيام الليل، فإن بعض الناس قد يطيل قيام الليل، ثم ينام قبيل الفجر بلحظات، فيعسر عليه الاستيقاظ لصلاة الفجر، وهذا يحدث كثيراً في رمضان، حيث يتسحرون وينامون قُبيل الفجر بقليل، فيضيعون صلاة الفجر، ولا ريب أن ذلك خطأ كبير؛ فإن صلاة الفريضة مقدمة على النافلة، فضلاً عمن يسهر الليل في غير القيام من المعاصي والآثام، أو المباحات على أحسن الأحوال، وقد يزين الشيطان لبعض الدعاة السهر لمناقشة أمورهم ثم ينامون قبل الفجر فيكون ما أضاعوا من الأجر أكثر بكثير مما حصلوا.
15 - عدم إكثار الأكل قبل النوم فإن الأكل الكثير من أسباب النوم الثقيل، ومن أكل كثيراً، تعب كثيراً، ونام كثيراً، فخسر كثيراً، فليحرص الإنسان على التخفيف من العشاء.
16 - الحذر من الخطأ في تطبيق سنة الاضطجاع بعد راتبة الفجر، فربما سمع بعض الناس قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا صلّى أحدكم فليضجع على يمينه) رواه الترمذي رقم 420 وهو في صحيح الجامع 642.
وما ورد من أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا صلّى سنة الفجر يضطجع، ثم يُؤذنه بلال للصلاة، فيقوم للصلاة، وربما سمعوا هذه الأحاديث، فعمدوا إلى تطبيق هذه السنة الثابتة، فلا يحسنون التطبيق، بحيث يصلي أحدهم سنة الفجر، ثم يضطجع على جنبه الأيمن، ويغط في سبات عميق حتى تطلع الشمس، وهذا من قلة الفقه في هذه النصوص، فليست هذه الاضطجاعة للنوم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه بلال للصلاة وهو مضطجع، وكان أيضاً كما في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وابن حبان إذا عرس (أقبل) الصبح وضع رأسه على كفه اليمنى، وأقام ساعده. رواه أحمد في المسند 5/ 298 وهو في صحيح الجامع رقم 4752، وهذه الكيفية في النوم تمنع من الاستغراق؛ لأن رأس النائم في هذه الحالة يكون مرفوعاً على كفه وساعده، فإذا غفا سقط رأسه، فاستيقظ، زد على ذلك أن بلالاً كان موكلاً بإيقاظه صلى الله عليه وسلم لصلاة الفجر.
17 - جعل قيام الليل في آخره قبيل الفجر، بحيث إذا فرغ من الوتر أذن للفجر، فتكون العبادات متصلة، وتكون صلاة الليل قد وقعت في الثلث الأخير - وهو زمان فاضل – فيمضي لصلاة الفجر مباشرة وهو مبكر ونشيط.
18 - اتباع الهدي النبوي في كيفية الاضطجاع عند النوم، بحيث ينام على جنبه الأيمن، ويضع خده الأيمن على كفه اليمنى، فإن هذه الطريقة تيسر الاستيقاظ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم بخلاف النوم بكيفيات أخرى، فإنها تؤثر في صعوبة القيام.
19 - أن يستعين بالقيلولة في النهار، فإنها تعينه، وتجعل نومه في الليل معتدلاً ومتوازناً.
20 - ألا ينام بعد العصر، ولا بعد المغرب، لأن هاتين النومتين تسببان التأخر في النوم، من تأخر نومه تعسر استيقاظه.
21 - وأخيراً فإن الإخلاص لله تعالى هو خير دافع للإنسان للاستيقاظ للصلاة، وهو أمير الأسباب والوسائل المعينة كلها، فإذا وجد الإخلاص الذي يلهب القلب ويوقظ الوجدان، فهو كفيل بإذن بإيقاظ صاحبه لصلاة الصبح مع الجماعة، ولو نام قبل الفجر بدقائق معدوادات.
ولقد حمل الإخلاص والصدق بعض الحريصين على الطاعة على استعمال وسائل عجيبة تعينهم على الاستيقاظ تدل على اجتهادهم وحرصهم وتفانيهم،وذلك يخضع لاجتهاد كل إنسان بما يناسبه من وسائل معينة على صلاة الفجر.
و الحقيقة المرة هي أن ضعف الإيمان، وقلة الإخلاص تكاد تكون ظاهرة متفشية في الناس اليوم، والشاهد على ذلك ما نراه من قلة المصلين ونقص الصفوف في صلاة الفجر، بالرغم من كثرة الساكنين حول المسجد في كثير من الأحياء.
على أننا لا ننكر أن هناك أفراداً يكون ثقل النوم عندهم أمراً مرضياً قد يُعذرون به، لأنه أمر خارج عن الإرادة فمثل هذا عليه أن يلجأ إلى الله بالتضرع، ويستفيد ما استطاع من الوسائل الممكنة، وأن يراجع الطبيب لمحاولة إيجاد علاج.
والله أعلم(/)
أين أجد شروح صوتية للعقيدة السفارينية؟
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 03:31]ـ
الأعضاء الأفاضل من يدلني على الشروح الكاملة لمتن الدرة المضية على الشبكة؟
على غرار شرح الشيخ ابن العثيمين و الفوزان.
بشرط أن تكون كاملة.
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 05:12]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=682
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[فتح الباري]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 02:41]ـ
سلام عليكم
يوجد شرح لشيخنا الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح-وفقه الله-
وجدتها على أشرطة
ـ[عمارابويوسف]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 07:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[صالح المحمد]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 05:25]ـ
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
http://islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=1843 lang=AR& (http://islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=1843&)
الشيخ خالد المصلح ((تحتاج جمع))
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=4402
شرح الشيخ عبد الكريم الخضير
http://www.khudheir.com/list/85(/)
خطبة النبي صلى الله عليه وسلم للجمعة لم تكن تتجاوز الثلاث دقائق
ـ[أفلااطون]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 02:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأمل معي أخي يا رعاك الله.
جاء في مسلم:
حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَاصِلِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ قَالَ أَبُو وَائِلٍ خَطَبَنَا عَمَّارٌ فَأَوْجَزَ وَأَبْلَغَ فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا يَا أَبَا الْيَقْظَانِ لَقَدْ أَبْلَغْتَ وَأَوْجَزْتَ فَلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ , فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (إِنَّ طُولَ صَلَاةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ فَأَطِيلُوا الصَّلَاةَ وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ وَإِنَّ مِنْ الْبَيَانِ سِحْرًا)
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ كُنْتُ أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَتْ صَلَاتُهُ قَصْدًا وَخُطْبَتُهُ قَصْدًا.
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَوَاتِ فَكَانَتْ صَلَاتُهُ قَصْدًا وَخُطْبَتُهُ قَصْدًا.
وفي مستدرك الحاكم قال:
حدثنا عبد الباقي بن قانع الحافظ، ثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي، ثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، حدثني أبي، عن واصل بن حبان، عن أبي وائل قال: خطبنا عمار بن ياسر فأبلغ وأوجز فقلنا: يا أبا اليقظان، لقد أبلغت وأوجزت، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن طول الصلاة، وقصر الخطبة مئنة من فقه الرجل، فأطيلوا الصلاة، وأقصروا الخطبة» «صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة.
وفي صحيح ابن حبان:
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا سريج بن يونس، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، عن أبيه، عن واصل بن حيان، قال: قال أبو وائل، خطبنا عمار بن ياسر، فأوجز وأبلغ، فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان، لقد أبلغت وأوجزت، فلو كنت تنفست، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقه الرجل، فأطيلوا الصلاة، واقصروا الخطبة، وإن من البيان سحرا» قال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم.
وعند البيهقي:
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر الفحام، نا محمد بن يحيى، نا عبد الرزاق، نا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل قال: قال عبد الله بن مسعود: «إن طول الصلاة، وقصر الخطبة مئنة من فقه الرجل يقول علامة»
وعند الطبراني:
َحدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن النَّضْرِ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بن عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ:"أَحْسِنُوا هَذِهِ الصَّلاةَ، وَاقْصُرُوا هَذِهِ الْخُطَبَ ".
حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن كَثِيرٍ، حَدَّثَنَاسُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بن شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:"طُولُ الصَّلاةِ، وَقِصَرُ الْخُطْبَةِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ"
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن النَّضْرِ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بن عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرِو بن شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:"طُولُ الصَّلاةِ، وَقِصَرُ الْخُطْبَةِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ".
وقد كان رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الجمعة، بـ سبح اسم ربك الأعلى، و هل أتاك حديث الغاشية , كما ثبت عند مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة والبغوي وابن حبان. وربما قرأ بـ سورة الجمعة، وإذا جاءك المنافقون.كما ثبت في الموطأ وعند مسلم أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان والدارمي والبغوي وغيرهم.
وإذا كان مما لا مماراة فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفقه العلماء وأعلم الفقهاء , وكانت صلاته صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها بما علمت فقد تيقنا أن هذا القدر هو المقصود بقوله (طول الصلاة) , وبالتالي فإن الفقه يقتضي أن تكون الخطبة أقل من وقت قراءة "الجمعة" و"المنافقون" , أو "سبح اسم ربك الأعلى" و "والغاشية" , وبالتالي إذا تأملت وجدت أن خطبته صلى الله عليه وسلم لم تكن تتجاوز الثلاث دقائق. وهذا والله عين الفقه , ومقتضى الأثر والنظر , وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في طور تأسيس الدولة الإسلامية وتعليم الناس أمور دينهم ونقلهم من شوائب الكفر إلى نور الإيمان وكان هذا هو حال خطبته وصلاته (فهل من مدكر) , والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى من أحيا سنته ولازم هديه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 03:31]ـ
أخي الكريم الا يكون هذا تسرعا منك في الجزم ... فلا الحديث يدل دلالة قاطعة على مقارنة الصلاة بالخطبة بل قد يكون طول هذه أو قصر تلك بالمقارنة مع امثالها ... و لا أن المعني هو وقت القراءة في الصلاة فقط ... و لا حتى ان قراءته للسور المذكورة بمثل ما ذكره ابن الجزري في كيفية القراءة و تهجي العرب لكلامها لا يتجاوز الثلاث دقائق التي لن تستغرق و الحال هذه حتى خطبة الحاجة ... و الله أعلم
ـ[أفلااطون]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 03:45]ـ
شكرا الله لك ... وبارك الله فيك أخي ...
عند التأمل يظهر لك أمران:
أولهما: أن دلالة الاقتران تدل على أن المقصود بالمقدار ما يتعلق بالصلاة والخطبة.
وثانيهما: لن تجد ضابطا للطول ولا للقصر , لنسبيتها من جهة , ومن جهة أخرى لأنه لم يرد في الشرع ما يدل على الخطبة القصيرة من الطويلة. فحمل الطول والقصر على ما في الحديث أولى من تلمس ذلك في العرف.
يبقى أن يقال: قد علم من النصوص التي ذكرت ومن غيرها أن خطبته صلى الله عليه وسلم كانت قصدا , وهو المطلوب.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 03:45]ـ
ليس في الحديث أن الخطبة أقصر من الصلاة، وإنما المذكور هو (تقصير الخطبة) و (تطويل الصلاة).
أما النسبة بين هذين فلا ذكر لها في الحديث.
وهذا ما قرره أهل العلم كالنووي في شرح مسلم.
فالمراد تقصير الخطبة بالنسبة إلى معهود الخطب عندهم، وتطويل الصلاة بالنسبة إلى معهود الصلوات عندهم، هذا هو الواضح الجلي.
ثم إننا لو سلمنا جدلا أن المراد ما تقول، فإن قراءة هاتين السورتين تستغرق نحوا من سبع دقائق بخلاف باقي الصلاة.
فإذا أخذنا بظاهر حديث البراء أن الركوع والسجود والقيام والقعود قريب من السواء، دل هذا على أن الصلاة كاملة كانت قريبا من نصف ساعة، فيناسب هذا أن تكون الخطبة ثلث ساعة، ولا إشكال في ذلك.
ولكن يبدو أنك تظن أن صلاة النبي مثل صلاة كثير من أئمة زماننا هذا الذين يجعلون القراءة هي معظم الصلاة، وهو خطأ.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 04:08]ـ
من أين لنا أن المقصود بالطول والقصر ما هو معهود عندهم؟ ثم ما هو المعهود عندهم حتى يحمل الوارد في النص عليه؟
هذا من جهة , ومن جهة أخرى فإن مما هو متقرر أن تفسير النص بما ورد فيه مما قد يبين إجمالا أو يقيد مطلقا أو يخصص عموما أولى من حمله على ما ورد في غيره من النصوص فضلا عن حمله على العرف الذي اختلف في مدى صحة الاستدلال به , خصوصا وأن النسبية في العرف تجعل الأمر أشبه بعدم ورود النص , إذ يلزم من ذلك الدور كما لا يخفى على متأمل.
وتأمل معي ما رواه أحمد قال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ كَنَحْوٍ مِنْ صَلَاتِكُمْ الَّتِي تُصَلُّونَ الْيَوْمَ وَلَكِنَّهُ كَانَ يُخَفِّفُ كَانَتْ صَلَاتُهُ أَخَفَّ مِنْ صَلَاتِكُمْ وَكَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ الْوَاقِعَةَ وَنَحْوَهَا مِنْ السُّوَرِ
الأمر الآخر: القول بأن صلاته عليه الصلاة والسلام كانت قريبا من نصف الساعة مما يحتاج إلى استدلال. خصوصا مع ما قد علم من حثه صلى الله عليه وسلم الأئمة على التيسير , وقوله (من أم الناس فليخفف) كما في الصحيحين وغيرهما. وظاهر هذا الحديث وجوب التخفيف من الأئمة. فإذا نظرت: وجدته صلى الله عليه وسلم يأمر بالتخفيف , ويجعل طول الصلاة من الفقه , ولا يمكن أن يتعارض أمره عليه الصلاة والسلام , فيبقى أن ينظر في صلاته لنعلم التطويل المطلوب فوجدناه (سبح و الغاشية) , ومن المحال أن يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم تخفيف الصلاة معللا ذلك بأن فيهم (الصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَالْمَرِيضَ) ثم يأمر بخلاف ذلك في الخطبة مع أن العلة واحدة , والحكم يدور مع علته وجودا وعدما.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 06:38]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
أرجو أن لا تتسرع في الحكم والاستنباط، ولا سيما فيما تستخرجه بنفسك.
(يُتْبَعُ)
(/)
من أين لنا أن المقصود بالطول والقصر ما هو معهود عندهم؟
أي نص من النصوص الشرعية ينبغي حمله على المعهود عندهم، هذا هو الأصل الذي لا ينبغي أن ينازع فيه أحد؛ لأن الخطاب من النبي صلى الله عليه وسلم موجه إلى الصحابة، ومن المحال أن يخاطب العاقل قوما عقلاء بغير ما هو معهود عندهم.
هذا هو الأصل، ولا يخرج عن هذا الأصل إلا بدليل أرجح منه.
وهو أصل عام في كل شيء، في الألفاظ اللغوية والأمور العرفية وغيرها، فلا يصح في عقل عاقل مثلا أن أفسر كلاما وجهه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة إلا بما هو معروف عند الصحابة من اللغة، وكذلك في العرف.
فالخلاصة أن القدح في هذا الأصل لا يستقيم بحال، فدعه وتكلم في غيره.
ثم ما هو المعهود عندهم حتى يحمل الوارد في النص عليه؟
لا يلزمنا جواب هذا السؤال، فلم يقع فيه النقاش أصلا، وإنما وقع في بيان معنى الحديث، وأنه ليس فيه أصلا ما يدل على ما تقول، إلا الدعوى المجردة.
هذا من جهة , ومن جهة أخرى فإن مما هو متقرر أن تفسير النص بما ورد فيه مما قد يبين إجمالا أو يقيد مطلقا أو يخصص عموما أولى من حمله على ما ورد في غيره من النصوص فضلا عن حمله على العرف الذي اختلف في مدى صحة الاستدلال به , خصوصا وأن النسبية في العرف تجعل الأمر أشبه بعدم ورود النص , إذ يلزم من ذلك الدور كما لا يخفى على متأمل.
تفسير النص بما ورد فيه من اللازم الذي لا محيد عنه، ولكن ليس بما يتوهمه المتوهم من النص ثم يحسب أنه هو معنى النص!!
فأنت توهمت معنى معينا في النص فأردت أن تلصقه به، مع أن النص لا يدل على هذا المعنى.
فيجب عليك أن تثبت بالبرهان أن المعنى الذي حملت عليه النص هو المفهوم منه، لا بمجرد الدعوى المجردة المقابلة بنظيرها من جماهير العلماء.
وتأمل معي ما رواه أحمد قال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ كَنَحْوٍ مِنْ صَلَاتِكُمْ الَّتِي تُصَلُّونَ الْيَوْمَ وَلَكِنَّهُ كَانَ يُخَفِّفُ كَانَتْ صَلَاتُهُ أَخَفَّ مِنْ صَلَاتِكُمْ وَكَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ الْوَاقِعَةَ وَنَحْوَهَا مِنْ السُّوَرِ
هذا المنقول دليل عليك لا لك!!
لأن جابرا رضي الله عنه بين للتابعين كيفية صلاة النبي بناء على المعهود لديهم، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يكلم العاقل قوما عقلاء بغير المعهود لديهم!
الأمر الآخر: القول بأن صلاته عليه الصلاة والسلام كانت قريبا من نصف الساعة مما يحتاج إلى استدلال.
وكذلك القول بأن خطبته كانت ثلاث دقائق يحتاج إلى استدلال!!
وأنت لم تذكر دليلا على كلامك إلا الدعوى المحفوفة بالفهم الخاطئ للنصوص.
أما نحن فقد ذكرنا دليلا واضحا على صدق كلامنا، ولكن يبدو أنه لم يتضح لك فأعيده مرة أخرى مبسوطا:
- في حديث البراء أن قيام النبي وركوعه وسجوده وقعوده كان قريبا من السواء، وهذا معناه أن القيام يستغرق تقريبا ربع وقت الركعة، وكذلك الركوع وكذلك السجود وكذلك القعود.
فإذا كانت القراءة مثلا تستغرق دقيقة، فهذا معناه أن الركعة تستغرق تقريبا أربع دقائق، وهذا واضح.
- قراءة سورة الجمعة والمنافقون تستغرق نحو سبع دقائق، ويمكنك أن تستمع إلى أي قارئ من القراء المشهورين في عصرنا حتى ترى كم تستغرق هذه القراءة.
- اضرب 4 في 7 يكون الناتج 28، أي تقريبا نصف الساعة.
- وهذا برهان حسابي ضروري لا ينازع فيه أحد، إلا أن ينازع في مقدماته، وأنت توافق على هذه المقدمات.
خصوصا مع ما قد علم من حثه صلى الله عليه وسلم الأئمة على التيسير , وقوله (من أم الناس فليخفف) كما في الصحيحين وغيرهما. وظاهر هذا الحديث وجوب التخفيف من الأئمة. فإذا نظرت: وجدته صلى الله عليه وسلم يأمر بالتخفيف , ويجعل طول الصلاة من الفقه , ولا يمكن أن يتعارض أمره عليه الصلاة والسلام , فيبقى أن ينظر في صلاته لنعلم التطويل المطلوب فوجدناه (سبح و الغاشية) , ومن المحال أن يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم تخفيف الصلاة معللا ذلك بأن فيهم (الصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَالْمَرِيضَ) ثم يأمر بخلاف ذلك في الخطبة مع أن العلة واحدة , والحكم يدور مع علته وجودا وعدما.
ها أنت ذا قد رجعت لتخالف نفسك!!
من أين لك أن التيسير المقصود هو ما تظنه؟!
كان النبي صلى الله عليه يأمر بالتخفيف ويصلي بالصافات، وأحيانا يصلي المغرب بقاف.
وحتى لو سلمنا أنه كان يقرأ دائما بمثل هذه السور من المفصل، فهي تستغرق كما قلنا من قبل.
وخلاصة القول:
- نحن لا ننازع في أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالتخفيف.
- ولا ننازع في أن طول الصلاة وقصر الخطبة مئنة من فقه الرجل.
- ولا ننازع في أن النص محتمل لما تقول، ولكنه احتمال مقابل بمعارضه، فيحتاج إلى دليل من خارج.
- ولا ننازع في أن الصلاة تصح بمثل ذلك، ولا أنه يمكن أن يكون فعله في بعض الأحيان.
ولكن:
- من أين لك أن طول صلاة الرسول هي بعينها طول قراءة سورة؟! وهل يمكن أن يقول هذا عاقل يعي ما يقول؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 06:48]ـ
خلاصة استدلالك كما يلي:
- بما أن: طول قراءة السورة 3 دقائق
- وبما أن: الخطبة أقصر من الصلاة
- إذن: الخطبة أقل من 3 دقائق
وهذا الاستدلال لا يتم إلا بأمرين:
- الأول: أن يكون طول الصلاة هو نفسه طول قراءة سورة واحدة من السورتين اللتين يقرؤهما، وهو محال!
- الثاني: أن المقصود من الحديث النسبة بين طول الخطبة وطول الصلاة.
فلنفرض أننا وافقنا تنزلا على (الثاني)، فهذا لا ينفعك أيضا؛ إذ بقي عليك (الأول) وهو محال كما سبق.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 09:58]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ............................ ثم أما بعد:
أولا: أخي أبا مالك لا أرى مبررا لتشنجك , ولا مسوغ له إلا أنك لم يسهل عليك الانفكاك عن ضراوة الاعتياد وحلاوة المألوف من الاعتقاد , فأخذت تضرب ذات اليمين تارة وذات الشمال تارات , وأنا احتمل فظاظتك وأعتذر لك بأن من ألف أمرا نفر عن نقيضه طبعه , وتجافى عنه سمعه.
ثانيا: قولك: (أرجو أن لا تتسرع في الحكم والاستنباط، ولا سيما فيما تستخرجه بنفسك) , فهذا رجم بالغيب كان يحسن من مثلك تجنبه , فمن أين لك أني تسرعت في الحكم والاستنباط وأنت لم تعلم من حال الراقم شيئا .... ؟
ثالثا: قولك: (أي نص من النصوص الشرعية ينبغي حمله على المعهود عندهم ..... ) , فهذا من الحيدة عن محل النزاع , فأنا لم أخالف في أن المتحث يخاطب مستمعه من خلال ما عهده من اللغة حتى تستدرك بهذا الأمر , ولكني قلت لك أن جعل العرف قائدا للمعنى هو ما لا يستقيم بالنظر إلى تأصيل أهل العلم الراسخين. وهذا الذي تقرره بارك الله فيك لا يخدم أحدا كما يخدم القائلين بـ نظرية: (سيلان المعنى) و (موت المؤلف) من حيث أنك تجعل العرف في كل زمان ومكان هو الأصل الذي نفهم منه مراد الشارع , وهذا لعمري زلة من عاقل ووهلة من غافل , تحتمل له ولا تقبل منه.
رابعاا: قولك: (لا يلزمنا جواب هذا السؤال ..... ) فهذه حيدة , ولا يخرجك منها قولك بأن النقاش لم يتطرق إليها. بل تحرير هذا الأمر من أركان مسألتنا , فأنت لم تزد على أن قلت بأن العرف السائد في عصرهم هو ما نحتكم إليه في تحديد الطول والقصر , فلما قلنا لك ما هو هذا العرف قلت هذا أمر لا نحتاج إليه. وهنا يحسن أن نستعير عبارتك فنقول (وهل يمكن أن يقول هذا عاقل يعي ما يقول ... ؟)
خامسا: قولك: (تفسير النص بما ورد فيه من اللازم الذي لا محيد عنه، ولكن ليس بما يتوهمه المتوهم من النص ثم يحسب أنه هو معنى النص , فأنت توهمت معنى معينا في النص فأردت أن تلصقه به، مع أن النص لا يدل على هذا المعنى).
فهذا محل النقاش يا رعاك الله , ولو شئت لاستعرت عبارتك ورددتها إليك , فما من مختلفين إلا وكل يظن أن فهمه أصح من فهم مخالفه , وبالتالي فمثل هذه العبارات الخطابية لا تقدم لمسألتنا فائدة تذكر , والمتعين هو التركيز على أصل المسألة دون الخوض في شخص القائل.
سادسا: أما قولك عن حديث جابر: (هذا المنقول دليل عليك لا لك) , فلو أنك تأملت قوله: (كَانَ يُخَفِّفُ كَانَتْ صَلَاتُهُ أَخَفَّ مِنْ صَلَاتِكُمْ) لوجدت أنه رضي الله عنه لم يبين المقدار الفارق بين صلاته وصلاتهم , وهذا ينتقض عليك ما أردت التأسيس له.
سابعا: استدلالك قائم على حديث البراء , وهو دليل عليك لا لك عند التحقيق , وأظنك أخيَ إنما أتيت من ضعف البضاعة في الحديث , ولو تأملت لوجدته كالنص في مسألتنا. ونص الحديث (كان صلى الله عليه وسلم ركوعه وقيامه بعد الركوع وسجوده وجلسته بين السجدتين قريبا من السواء) , زاد البخاري: (ما خلا القيام والقعود). وقد حكم الأباني على الرواية التي فيها ذكر (القيام) والتي هي أساس استدلالك بالشذوذ فتأمل غير معاند. وقال الأباني (وإذا جمع بين الروايتين ظهر من الأخذ بالزيادة فيهما أن المراد بالقيام المستثنى: القيام للقراءة وكذا القعود , والمراد به القعود للتشهدر. قال الترمذي: والعمل عليه عند أهل العلم) (انظر صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم 2/ 668) , أي أن قيامه للقراءة وجلوسه للتشهد خارج عن قول البراء (قريب من السواء) , فهذه العبارة لا تعلق لها بما نحن بصدده , وبالتالي فالاستدلال بها خلف.
ثامنا: قولك (قراءة سورة الجمعة والمنافقون تستغرق نحو سبع دقائق ... ) هذا مما لا توافق عليه ولو استمعت إلى قراءة الشيخ الحذيفي في المصحف المرتل (وهو من أكثر القراء ترسلا) لوجدت السورة قريبا من الدقيقة الواحدة تزيد عنها بخمس عشرة ثانية لا غير , فو استمعت إلى الشيخ السديس وطبقته لوجدتهم أقل من ذلك بكثير.
والخلاصة: أن السورة تأخذ دقيقة وبقية الركعة قريبا من ذلك (قل دقيقتين) فالمجموع ست دقائق للركعتين.وبالتالي يثبت المقصود من أن خطبته صلى الله عليه وسلم قريبا مما قلت والله تعالى أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القاموس]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 10:23]ـ
الإخوة الفضلاء / أبو مالك العوضي، وأفلااطون،
يظهر أن الأمر قد تبين أيما بيان، وينبغي النظر إلى النقطة المحورية وهي كافية لتوضيح المسألة وهي:
أن الأخ أفلااطون جعل صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بمقدار قراءة سورة الأعلى والغاشية، ثم قدر طول الخطبة على هذا!!
والصواب هو ما نبة عليه الأخ أبو مالك العوضي، وهو أننا إذا أضفنا إلى ذلك الركوع والقيام منه والسجود وجميع أفعال الصلاة، تبين أن الخطبة ليس كما توصل إليه الأخ أفلااطون، وأنها أطول من ذلك، والله أعلم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 12:17]ـ
كان يخطب - صلى الله عليه وسلم - بسورة (ق)، فهل يمكن تلاوتها في المتوسط خلال 3 دقائق؟
... بل فائدة:
س: هل من السُّنة قراءة سورة (ق) في خطبة الجمعة؟
الإجابة (للشيخ ابن جبرين حفظه الله):
((ورد ذلك في حديث صحيح عن إحدى الصحابيات أنها قالت: ما حفظتُ سورة (ق) إلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقرأها في خُطبة الجمعة، وقد استغرب هذا الحديث بعضُ العلماء؛ حيث لم يشتهر ولم ينقله أحدٌ من مشاهير الصحابة، ولا ذُكر عن بعضهم أنه عمل به، مع حرصهم على الاتباع، ويظهر أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ هذه السورة في أثناء الخطبة، ولا بد أنه يأتي بما تشتمل عليه الخطبة من الحمد والثناء على الله، والتشهد والموعظة، ثم يقرأ في أثناء الخطبة هذه السورة أو بعضها، ولم يكن يقتصر عليها وحدها، هذا هو الصحيح)).
= = = = = = = = = = = = = =
فهل يقال بعدئذٍ: كل هذا في ثلاث دقائق؟
ـ[أفلااطون]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 01:23]ـ
أخي عبدالله شكر الله لك مرورك , والحقيقة أني كنت أتمنى أن أجد لديك من التأمل ما لم أجده عند أبي مالك , ولكن لا تثريب عليك يغفر الله لك وهو أرحم الراحمين. والذي أرجوه أن تعيد النظر أنت وأبو مالك , ولا يزوينك عن هذه الفائدة مرارة مذاقها وخشونة ملمسها فنصيحة في تخشين خير من خديعة في لين.
ولو تأملت متجردا لوجدت أن القراءة في الركعتين تأخذ قريبا من الدقيقتين , وبقية أمور الصلاة تأخذ قريبا من الأربع دقائق فتكون الصلاة قريبا من الست دقائق وبالتالي تكون الخطبة دون ذلك بكثير لأن الفارق بين (الطول) و (القصر) لن يكون بأقل من الثلث , وبالتالي يثبت المراد وهو أن الخطبة قريبا من ثلاث دقائق لا غير.
يبقى أن يقال: من الفوائد المستنبطة من قوله صلى الله عليه وسلم (إن قصر الخطبة وطول الصلاة مئنة من فقه الرجل) أن قوله (مئنة من فقه الرجل) دليل على فقه الخطيب بمنطوق النص وعلى فهم المتأمل بفحوى الخطاب , وإن شئت فقل: ذلك دليل على فقه الخطيب بدلالة التضمن أو المطابقة , ودليل على فهم المتأمل بدلالة الالتزام , إذ لا يمكن لمن يقرر ما تقرره حفظك الله أن يكون فقه عن الشارع مراده وإلا لم يقل ما قال , ومن يرد الله به خيرا يفقه في الدين وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
والله من وراء القصد.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 01:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في اعتقادي أن المسألة ليست رياضية، ومن أجل ذلك فعملية الطول والقصر مسألة نسبية يقدرها كل خطيب.
ولعل كلام الأخ في ظني ردة فعل للفوضى الموجودة حاليا من كثير الخطباء، حيث يشرح أحدهم حجة النبي وأحكام الحج كاملة في خطبة واحدة!!!!!
والمقصود من المسألة كلها قصر الخطبة وتركيزها خشية تزاحم المواعظ وملال الناس.
ونسأله سبحانه أن يصلح الأحوال.
ـ[الواحدي]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 06:28]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
هذا الموضوع من عجائب مآلات النقاش غير المنضبط بأسس السجال العلمي، ورحابة الصدر، وحسن الظن بالمُحاور. فقد بدأ أخونا "أفلاطون" بتقرير أنّ خطبة الرسول –صلّى الله عليه وسلَّم- لم تكن تتجاوز الثلاث دقائق. ثم استدرك وسلَّم أنَّ النصوص أثبتت أنَّها كانت قصدا، وأنّ ذلك "هو المطلوب". لكن لمَّا نوقش في صحة ودقة تقريره الأوَّل، تمسَّك به ونسي استدراكه، ومضى في النقاش متمسِّكا بالذي قرَّره. بل بلغ به الأمر أن شبَّه رأيه بالحق المر الذي لا يجوز التساهل إزاءه ولا التنازل عنه، لأنّ "النصيحة في تخشين، خير من خديعة في لين"!!
ولإيماني أنّ الرفق "لا يكون في شيء إلا زانه"، ليسمح لي الأخ "أفلاطون" أن أطرح عليه الأسئلة:
_ لوقلنا: "إنَّ قِصَر الصلاة الرجل وطول خطبته مئنَّة من جهله" ماذا كنت ستفهم من ذلك؟
_ هل ورد عن السلف-أو عن أي فقيه من الفقهاء- توقيت لخطبة الجمعة، بالدقة التي قرَّرتها؟
_ ما هو ضابط التخفيف والتطويل في الصلاة؟
_ هل صيغة "كان يفعل" تدل على المداومة والاستمرار؟ أم لا؟
أرجو أن تتكرم بالإجابة عن أسئلتي متى تسنّى لك ذلك. وأرجو أيضا أن يكتسي النقاش شيء من الرفق ومراعاة مشاعر المحاوِر مهما يكن مقامه، ما دام يتكلم بالدليل وفي إطار الأدب الذي ينبغي الالتزام به في مثل هذا المقام. فالخطأ مِن عوارض البشر. وما من مسألة يختلف عليها اثنان إلا ويكون فيها مصيب ومخطئ؛ لكن التخطئة تكون بالدليل والحجة، وهذا هو مفهوم القوّة في النصيحة .. ولْيتذكر كل واحد منّا أنّ الهدف من مشاركته هو إمّا الإفادة أو الاستفادة؛ فإذا تجاوزنا هذا الإطار استبدت بنا جملة من أمراض النفوس، عافاني الله وإياكم منها ..
فلْنجتنب الألفاظ الجارحة، والعبارات المنتقصة، والإشارات المثيرة ... المسألة ليست مسألة إثبات وجود من خلال الآخر، أو إثبات علمنا بتجهيل المعترضين ... يا إخوان! إنه "مجلس" "علمي"!
هدانا الله جميعا إلى ما يحبه ويرضاه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أفلااطون]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 02:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لك أخي الواحدي ما نطقت به , والأمر أهون مما تظنه بكثير. ولا يعدو الحال أن يكون نقاشا بين متحابين إن شاء الله.
أما عن أسئلتك
فقولك: ("إنَّ قِصَر صلاة الرجل وطول خطبته مئنَّة من جهله" ماذا كنت ستفهم من ذلك؟)
رأيي لو قلت: (إنَّ قِصَر صلاة الرجل وطول خطبته مئنَّة من قلة فقهه) لكان أولى ومطابقا لمفهوم المخالفة الذي تدل عليه فحوى النص المذكور. ولا يخفاك أن مفهوم مخالفة الصفة حجة عند مالك والشافعي وأحمد وأكثر اصحابهم وأبي عبيد ومعمر وغيرهم من أهل العربية.
أما قولك (هل ورد عن السلف-أو عن أي فقيه من الفقهاء- توقيت لخطبة الجمعة، بالدقة التي قرَّرتها؟)
الجواب: لا أعلم.
أما قولك (ما هو ضابط التخفيف والتطويل في الصلاة؟) فضابطه ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن تتبع النصوص التي وردت في صلاته عليه السلام وما كان يقرأ به لاتضح له الأمر. ولعلك تعود إلى ما كتبه ابن القيم في الزاد حول هذا الأمر بعينه فستجد فيه ما يشفيك.
أما قولك: (هل صيغة "كان يفعل" تدل على المداومة والاستمرار؟ أم لا؟) فالأصل فيها هذا إلا أن تدل القرينة على خلافه.
والله أعلم.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 03:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ أفلاطون جزاكم الله خيرا على سعة صدركم، وفي ظني أن ضبطكم الأمر بثلاث دقائق للتقريب لا للتحديد. والذي أراه أن كلامكم متجه في هذا الباب لو زاد الوقت قليلا كأن تقول 7 دقائق. وقد جربتُ الخطبة بسبع دقائق وعشر أيضا، وكنتُ أخرج في كل مرة والعامة كأنما حفظوا الخطبة عن ظهر قلب مع نشاط في الاستماع وانشراح في الجلوس، والله أعلم
ـ[أفلااطون]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 08:07]ـ
شكر الله لك أخي أبا عبدالرحمن وجزاك الله خيرا. وأسأل الله تعالى أن يفقهني وإياك في الدين , وأرى يا أخي أن هذا من الفقه الغائب , والذي لا يسهل على النفوس تقبله حتى تألف سماعه وممارسته , وكم أتمنى أن تجرب هذا المقدار في خطبك وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 08:23]ـ
بصراحة أخي الحبيب لو فعلتُ ما قلتَ، لأعاد العامة صلاتهم!!!. وصدقا وحقا لا يمكن للخطيب أن يعظ في هذه المدة، فليتك تكتب لي هنا خطبة لا تزيد مدتها عن ثلاث دقائق فيها الوعظ والتذكير والترغيب والترهيب بالآيات والأحاديث، ومنكم نستفيد
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 09:03]ـ
أخي عبدالله شكر الله لك مرورك , والحقيقة أني كنت أتمنى أن أجد لديك من التأمل ما لم أجده عند أبي مالك , ولكن لا تثريب عليك يغفر الله لك وهو أرحم الراحمين. والذي أرجوه أن تعيد النظر أنت وأبو مالك , ولا يزوينك عن هذه الفائدة مرارة مذاقها وخشونة ملمسها فنصيحة في تخشين خير من خديعة في لين.
ولو تأملت متجردا لوجدت أن القراءة في الركعتين تأخذ قريبا من الدقيقتين , وبقية أمور الصلاة تأخذ قريبا من الأربع دقائق فتكون الصلاة قريبا من الست دقائق وبالتالي تكون الخطبة دون ذلك بكثير لأن الفارق بين (الطول) و (القصر) لن يكون بأقل من الثلث , وبالتالي يثبت المراد وهو أن الخطبة قريبا من ثلاث دقائق لا غير.
يبقى أن يقال: من الفوائد المستنبطة من قوله صلى الله عليه وسلم (إن قصر الخطبة وطول الصلاة مئنة من فقه الرجل) أن قوله (مئنة من فقه الرجل) دليل على فقه الخطيب بمنطوق النص وعلى فهم المتأمل بفحوى الخطاب , وإن شئت فقل: ذلك دليل على فقه الخطيب بدلالة التضمن أو المطابقة , ودليل على فهم المتأمل بدلالة الالتزام , إذ لا يمكن لمن يقرر ما تقرره حفظك الله أن يكون فقه عن الشارع مراده وإلا لم يقل ما قال , ومن يرد الله به خيرا يفقه في الدين وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
والله من وراء القصد.
أحبك الله يا حبيب.
استحي أن أقول يا أخي "أفلاطون"، فلا أخوة بيننا وبينه، ولا تؤاخذني إذا اقترحت عليك أن تتخذ اسماً عربياً حسناً نناديك به.
أما بيانك فله من الأسلوب الأفلاطوني نصيب ... فهو صعب المراس، و يدير الرأس، من أجل تقرير مسألة بسيطة، ولا أرى أنها تحتاج لفضل فهم، ولن تجد عندي التأمل الذي تنشده، ذلك التأمل الذي يقرّك على خطبة في ثلاث دقائق. ومعلوم أركان الخطبة في المشهور من مذهب الحنابلة أربعة: حمد، صلاة على الرسول (ص)، الوصية بتقوى الله، وقراءة آية، فإن رأيت الاكتفاء بأدنى عبارة تحققها حصل لك ما ترجو، لأن الفقهاء يصححون خطبة اقتصرت على هذه الأركان ولو قيلت في دقيقة، ولكن أين الجلوس بين الخطبتين، كما روى ابن عمر، حيث رواها بصيغة تفيد التكرر والاستمرار، قال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ((كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ يَقْعُدُ بَيْنَهُمَا))، وأين ذهب حديث ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته، واشتد غضبه كأنه منذر جيش صبحكم ومساكم ويقول: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها ... )) من رواية جابر بن عبدالله، أترى مجموع هذا يحصل في ثلاث دقائق ... تحمر عيناه، ويعلو صوته، ويشتد غضبه، وويحمد و يثني و يعظ ويأمر وينهى ويجلس بين الخطبتين، كل هذا في ثلاث دقائق [1] ... هذا لا يتم إلا بصراخ مفاجيء وهذرمة عجلة تنتهي بسكوت مفاجيء (!) وننزه مقام النبوة عن مثل هذا، لاسيما مع شهادة الأحاديث الكثيرة بعكس ماذكرتَ. [2].
= = = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] ولا يأت أحد فيقول بل هذا ممكن لأنها ليست من محالات العقول وإنما من محارات العقول!
[2] لما قيل لابن تيمية - رحمه الله - أن مراد الرسول (ص) بالقلة في "حديث القلتين " المشهور هو قلة الجبل! قال: وليس في الوجود ماء يصل إلى قلل الجبال، إلا ماء الطوفان، فحمل كلامه (ص) على مثل ذلك يشبه الاستهزاء بكلامه. أ. هـ.
أرجو ألا تكون خطبة الثلاث الدقائق مما يدخل في هذا، ومضامين الأحاديث المستفيضة تدل على خطبة معتدلة لاوكس فيها ولا شطط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أفلااطون]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 09:04]ـ
قل في الأولى:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إخي أوصيك بتقوى الله فإنها الركن إن خانتك أركان. وتأمل معي قوله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) وقوله تعالى (واتقوا الله ويعلمكم الله) وقوله عز من قائل (إن الله يحب المتقين) ......... أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
وقل في الثانية:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قال تعالى (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين) , وقال تعالى (واتقون يا أولي الأباب) وقال تعالى (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون) , وقال صلى الله عليه وسلم (اتق الله حيثما كنت) رواه الترمذي وهو حسن , وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع (اتقوا الله ربكم .. ) رواه الترمذي وغيره وهو صحيح. وجاء أبو سعيد الخدري رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أوصني فقال: (أوصيك بتقوى الله فإنه رأس كل شيء) صححه الألباني.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أوليائه المتقين , وأن يصطفينا من عباده المخلصين .......... وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 09:09]ـ
أخي عبدالله هل كلما خطبت احمرت العينان وعلا الصوت ...... الخ , وهل هذا الأمر مقصود شرعا حتى يكون ضابطا يرجع إليه .... ؟
تحياتي لك يا حبيب.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 09:23]ـ
أخي عبدالله هل كلما خطبت احمرت العينان وعلا الصوت ...... الخ , وهل هذا الأمر مقصود شرعا حتى يكون ضابطا يرجع إليه .... ؟
تحياتي لك يا حبيب.
عنوان موضوعك (خطبة النبي صلى الله عليه وسلم للجمعة لم تكن تتجاوز الثلاث دقائق)، وهذا جنس مضاف يدل على العموم، أنت لم تقصد خطبة واحدة، وإنما خطبته المعهودة، المعروفة - كما يفهم من عبارتك - فهل ديدنه (ص) خطبة لا تزيد عن ثلاث دقائق؟ وهل التحديد بعدم مجاوزة ثلاث دقائق مقصود شرعاً؟ فإن كان نعم فأين دليلك؟ ومن قال بهذا من أهل العلم من عهد الصحابة إلى يومنا هذا؟
هل كلما خطبت احمرت العينان وعلا الصوت
رواها جابر بن عبدالله رضي الله عنه بلفظ يفيد التكرر والتعاهد، (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم .... )
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 10:30]ـ
قال ابن إسحاق رحمه الله: ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حجه فأرى الناس مناسكهم وأعلمهم سنن حجهم وخطب الناس خطبته التي بين فيها ما بين فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (أيها الناس اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت، فمن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وإن كل ربا موضوع ولكن لكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون. قضى الله أنه لا ربا، وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله وأن كل دم كان في الجاهلية موضوع وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية. أما بعد أيها الناس فإن الشيطان قد يئس من أن يعبد بأرضكم هذه أبدا، ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك فقد رضي به بما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم أيها الناس إن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا، يحلونه عاما ويحرمونه عاما، ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله. إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم ثلاثة متوالية ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان. أما بعد أيها الناس، فإن لكم على نسائكم حقا، ولهن عليكم حقا، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله فاعقلوا أيها الناس قولي، فإني قد بلغت، وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا، أمرا بينا، كتاب الله وعترتي اهل بيتي. أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمن أنفسكم اللهم هل بلغت؟ فذكر لي أن الناس قالوا: اللهم نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ا شهد)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 11:43]ـ
أخي عبدالله شكر الله لك مرورك , والحقيقة أني كنت أتمنى أن أجد لديك من التأمل ما لم أجده عند أبي مالك , ولكن لا تثريب عليك يغفر الله لك وهو أرحم الراحمين. والذي أرجوه أن تعيد النظر أنت وأبو مالك , ولا يزوينك عن هذه الفائدة مرارة مذاقها وخشونة ملمسها فنصيحة في تخشين خير من خديعة في لين.
ولو تأملت متجردا لوجدت أن القراءة في الركعتين تأخذ قريبا من الدقيقتين , وبقية أمور الصلاة تأخذ قريبا من الأربع دقائق فتكون الصلاة قريبا من الست دقائق وبالتالي تكون الخطبة دون ذلك بكثير لأن الفارق بين (الطول) و (القصر) لن يكون بأقل من الثلث , وبالتالي يثبت المراد وهو أن الخطبة قريبا من ثلاث دقائق لا غير.
يبقى أن يقال: من الفوائد المستنبطة من قوله صلى الله عليه وسلم (إن قصر الخطبة وطول الصلاة مئنة من فقه الرجل) أن قوله (مئنة من فقه الرجل) دليل على فقه الخطيب بمنطوق النص وعلى فهم المتأمل بفحوى الخطاب , وإن شئت فقل: ذلك دليل على فقه الخطيب بدلالة التضمن أو المطابقة , ودليل على فهم المتأمل بدلالة الالتزام , إذ لا يمكن لمن يقرر ما تقرره حفظك الله أن يكون فقه عن الشارع مراده وإلا لم يقل ما قال , ومن يرد الله به خيرا يفقه في الدين وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
والله من وراء القصد.
في ست دقائق (ابتسامة)
اكفونا هذا التفقه الذي لا حاجة للأمة به عفا الله عنكم
أنا أصلي الجمعة بـ (سبح) والغاشية) في ثمان دقائق .. فما بالك بـ (الجمعة) و (المنافقون)؟ وبصلاة طويلة قصد فيها التطويل؟ وما بالك بركوعها وسجودها؟!
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 12:00]ـ
قل في الأولى:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إخي أوصيك بتقوى الله فإنها الركن إن خانتك أركان. وتأمل معي قوله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) وقوله تعالى (واتقوا الله ويعلمكم الله) وقوله عز من قائل (إن الله يحب المتقين) ......... أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
وقل في الثانية:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قال تعالى (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين) , وقال تعالى (واتقون يا أولي الأباب) وقال تعالى (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون) , وقال صلى الله عليه وسلم (اتق الله حيثما كنت) رواه الترمذي وهو حسن , وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع (اتقوا الله ربكم .. ) رواه الترمذي وغيره وهو صحيح. وجاء أبو سعيد الخدري رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أوصني فقال: (أوصيك بتقوى الله فإنه رأس كل شيء) صححه الألباني.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أوليائه المتقين , وأن يصطفينا من عباده المخلصين .......... وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.
خطبة بتراء .. فلا التقوى عرفوها، ولا التأمل أدركوه .. ولا ترغيب ولا ترهيب سمعوه ..
هذا ليس وعظاً يا أخا العرب. هداك الله
ـ[أفلااطون]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 07:50]ـ
لا ينتظر من الخطباء الذين لم يشموا رائحة الفقه أن يتقبلوا مثل هذا الطرح , هذا من جهة , ومن جهة أخرى من لم تعظه آيات القرآن وكلام المصطفى صلى الله عليه وسلم فلا وصله الله , وكأني بك ـ من حيث لا تشعرـ جعلت كلام الخطيب أكثر أثرا في قلوب الناس من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم , وهذا لعمري زلة قدم يستغفر منها , ويستتاب قائلها إن وعى ما يقول.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 11:56]ـ
لا ينتظر من الخطباء الذين لم يشموا رائحة الفقه أن يتقبلوا مثل هذا الطرح , هذا من جهة , ومن جهة أخرى من لم تعظه آيات القرآن وكلام المصطفى صلى الله عليه وسلم فلا وصله الله , وكأني بك ـ من حيث لا تشعرـ جعلت كلام الخطيب أكثر أثرا في قلوب الناس من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم , وهذا لعمري زلة قدم يستغفر منها , ويستتاب قائلها إن وعى ما يقول.
كفانا الله شر "ثلاث دقائق" اضطرتك لمثل هذا التعريض.
ـ[أسامة أمين]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 02:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
جزى الله الجميع خيرا
يبدو أن الخروج من الخلاف هنا أولى من المكوث!!
...
كفانا الله شر "ثلاث دقائق" اضطرتك لمثل هذا التعريض.
حقا!!
ـ[الواحدي]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 06:11]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
الأخ الممضي باسم "أفلاطون"، بصَّرني الله وإياك بمراشد الأمور، وهدانا جميعا إلى الحق بإذنه.
يبدو أنَّ "الدقائق الثلاث" ستأخذ منّا من الوقت ما لم نكن نتوقعه! ولكن لا بأس بذلك، طالما التزمنا آداب النقاش ..
وفي الذي سبق من مشاركات، بل وفي الموضوع نفسه، كلام طويل، سيأتي إبّان نضجه بإذن الله.
لكنني بِتُّ أخشى أن تكثر الانزلاقات، ويتفاقم سوء التفاهم، فيُغلَق الموضوع، وهذا ما لا نحبذه جميعا.
ولهذا سأكتفي بإيراد اعتراضين فقط على ما ذهبتَ إليه، وأردفه بملاحظة يقتضيها المقام، ثم أختم بنقل. وهذا لا يعني أنّ ما ستقرأه هو كل ما في الجعبة، ولكنني أعجلتُه حرصًا على رد النقاش إلى مساره.
1_ اعتراض
فهمتَ من الحديث أنّ المراد هو أن تكون الصلاةُ أطولَ من الخطبة. وهو ما فهمه كثير من شرَّاح الحديث، إلا أنه غير مسلَّم لهم، ويحتمل الأخذ والرد. لكن، لنفترض أنَّ هذا هو المدلول الصحيح للحديث .. ثم بنيتَ طول الصلاة على طول القراءة. ولأنك وجدت في المأثور الصحيح تلاوة سورة الأعلى والغاشية (أو الجمعة والمنافقون)، جعلت مقدار تلاوة هذين السورتين مضافا إلى مقدار ما تبقى من أقوال الصلاة مقدارًا للصلاة. والتوقف عند السورتين أيضا غير مسلَّم به؛ لكن لنفترض أيضًا أنّه هو السنة التي تنبغي المداومة عليها بشكل راتب في هذا المقام .. وبعد ذلك استنتجتَ مدة الخطبة.
وهنا اعتراضان:
1_ إذا سلِّم لك بصحة تقديرك لطول الصلاة، فإنَّه لن يسلَّم لك بصحة تقديرك لقِصر الخطبة. لماذا؟ لأنّ ضابط التفاوت هنا مفقود. فقولنا مثلا: "فلان طوله: متر وسبعون سنتيماً؛ وفلان أقصر منه" لن يدلنا في أي حال من الأحوال على طول الثاني. فقد يكون أقصر منه بسنتمر واحد، كما قد يكون أقصر منه بخمسين!
فإن قلتَ: يعتبَر في ذلك أقل ما يجزئ في الخطبة؛ قيل لك: أقل ما يجزئ في ذلك: التحميد، والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم، والوصية بتقوى الله، وقراءة شيء من القرآن (وحدَّده بعضهم بآية واحدة!). ولا ريب أنَّ هذا سيؤدي إلى مدة أقل من التي حدَّدتها!
كما أنّ هذا الجواب المحتمل سيجعل تحديد طول الصلاة لا معنى له ...
وإن قلت: يعتبر في ذلك ضابِط القِصر في الخطبة، تكون قد نقضت فهمَك للحديث بأنَّ المراد منه هو قِصر الخطبة بالنسبة للصلاة.
2 _ المقارنة في الطول والقصر إنما تكون بين متجانسين، والصلاة والخطبة ليستا منتجانستين من كل الوجوه؛ والجامع بينهما هو الذكر والقراءة. فلا يصح أن تؤخذ القراءة وحدها مقياسا للمقارنة بينهما، لأنّ بقية الأفعال والأقوال لا ضابط لحدِّها.
فإن قلت: ضابط ذلك إيقاع الأقل، التزاماً بسنِّيَّة التخفيف على المأمومين؛ أصبحت الصلاة تخفيفًا لا تطويلا.
وإن قلت: ضابط ذلك التطويل، لنص الحديث، فقدتَ حدَّ طول الصلاة الذي بنيت عليه مدة الخطبة القصيرة.
وإذا بنيت طول تلك الأقوال والأفعال (عدا القراءة) على ما ورد عن الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، انفرط ضابط الطول أيضًا، لتعدد الأذكار الواردة في الركوع والقيام منه والسجود والجلسة بين التشهدين. ولو أخذنا برأي شيخ الإسلام القائل بأن الأدعية الواردة دبر الصلاة إنما المراد بها قبل السلام، لفقدت أيضا حدَّ الطول الذي بنيت عليه قِصر الخطبة. بل لو أخذنا بمذهب من يقول باستحباب الجمع بين كل ما صحَّ عن الرسول –صلَّى الله عليه وسلَّم- من أذكار وأدعية في الاستفتاح، والركوع، والرفع منع، والسجود، وبين السجدتين، وقبل السلام، لتمدد طول الصلاة الذي بنيتَ عليه تحديد مدة الخطبة.
ومن هنا يتبيَّن أنَّ ما وضعتَه تقديرًا لطول الصلاة رغبةً في تقدير مدة الخطبة، على التسليم بصحة مقدماته، لا يستقيم!
يتبع ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 06:51]ـ
(تابع ... )
2_ ملاحظة يقتضيها المقام:
لعلك أدركت أنّ الذي أثار النقاش معك وشعَّبه ليس تقريرك أنَّ صلاة الجمعة ينبغي أن تكون أطول من خطبتها، بل مدار كل ما نحن فيه هو عنوان موضوعك، ثم إصرارك على "الدقائق الثلاث"!
عندما يقول أحدهم: "خطبة النبي صلى الله عليه وسلم للجمعة لم تكن تتجاوز الثلاث دقائق"، يوحي كلامه أنّ ما أورده تقرير لمسلَّمة من المسلَّمات، وأنه مبني على حجج صلبة لا تقبل الرد، وأنَّ لمقاله سلفا يستند إلى رأيهم أو أدلتهم. وأنت أدرى أنّ الأمر خلاف ذلك. والعنوان بإطلاقه الجازم هو الذي لفت الانتباه، لأنه مجازفة لا ينتهض الدليل لها .. والتوقيت من غير أصل صحيح هو مدخل الابتداع كما تعلم ..
وقد سألتك في المشاركة رقم 13: "هل ورد عن السلف-أو عن أي فقيه من الفقهاء- توقيت لخطبة الجمعة، بالدقة التي قرَّرتها؟ " فأجبت: لا أعلم. وكان من شأن السؤال أن يدفعك إلى مراجعة ما توصلتَ إليه بخصوص تقدير مدة خطبة الجمعة ..
فتحديد خطبة الجمعة بوقت معيَّن، لم يثبت فيه شيء، ولم يَرِد عن العلماء تعنُّتٌ لتحديد ذلك. وافرض مثلا أنَّ أحدهم قدَّر صلاة الخسوف بناء على حديث عائشة –رضي الله عنها- وطلع على الناس بمدّة استنبطها، ولنفرض أنها ساعة، ثم قال: "صلاة النبي –صلّى الله عليه وسلَّم- المخصوصة بالخسوف لم تكن تقل عن الساعة"! ألا ترى أنَّ هذا هو عين التكلُّف؟
وبما أنني لمست من كلامك أمارت الفقه والذكاء، اسمح لي أن أورد هذه القصة التي تناقلتها مصادر الأدب، وأرجو ألاَّ تعتبرها تعريضا، لظني أنَّ مقامك أعلى من ذلك:
خطب والي اليمامة (تحت إمرة عبد الله بن الزبير) فقال: "إنَّ الله لا يقارُّ عباده على المعاصي، وقد أهلك الله أمَّة عظيمة في ناقة ما كانت تساوي مائتي درهم". فسُمِّيَ "مُقَوِّمَ الناقة"!! فلمّا بلغ ذلك عبد الله بن الزبير قال: "إنَّ هذا لهُوَ التَّكلُّف"!! ثم عزله.
(ويقال: الخطيب المشار إليه هو: عبيدة أخو عبد الله بن الزبير، وكان ولاَّه على المدينة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 07:28]ـ
(تابع ... )
3_ نقول للاستئناس:
أ_ قال الشيخ العثيمين في "الشرح الممتع":
" قوله: "ويقصر الخطبة" أي: يُسَنُّ أن يجعلها قصيرة؛ لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: "إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مَئِنَّة من فقهه". فالأولى أن يقصر الخطبة، لأن في تقصير الخطبة فائدتين:
1 ـ ألاَّ يحصل الملل للمستمعين؛ لأن الخطبة إذا طالت، لا سيما إن كان الخطيب يلقيها إلقاءً عابراً لا يحرك القلوب، ولا يبعث الهمم، فإن الناس يَمَلُّون ويتعبون.
2 ـ أن ذلك أوعى للسامع، أي: أحفظ للسامع. لأنها إذا طالت أضاع آخرها أولها، وإذا قصرت أمكن وعيها وحفظها. ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: "إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه"، أي: علامة ودليل على فقهه، وأنه يراعي أحوال الناس. وأحياناً تستدعي الحال التطويل، فإذا أطال الإنسان أحياناً لاقتضاء الحال ذلك، فإن هذا لا يخرجه عن كونه فقيهاً؛ وذلك لأن الطول والقصر أمر نسبي، وقد ثبت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه كان يخطب أحياناً بسورة "ق"، وسورة «ق» مع الترتيل والوقوف على كل آية تستغرق وقتاً طويلاً".
وقبل هذه الفقرات قال:
"وقال بعض أهل العلم: إن الشرط الأساسي في الخطبة أن تشتمل على الموعظة المرققة للقلوب، المفيدة للحاضرين، وأن الحمد لله، أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقراءة آية، كله من كمال الخطبة.
ولكن هذا القول، وإن كان له حظ من النظر، لا ينبغي للإنسان أن يعمل به إذا كان أهل البلد يرون القول الأول الذي مشى عليه المؤلف؛ لأنه لو ترك هذه الشروط التي ذكرها المؤلف لوقع الناس في حرج، وصار كلٌّ يخرج من الجمعة، وهو يرى أنه لم يُصَلِّ الجمعة، وإذا أتيت بهذه الشروط لم تقع في محرم. ومراعاة الناس في أمر ليس بحرام هو مما جاءت به الشريعة، فقد راعى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الصوم والفطر في رمضان في حال السفر، وراعاهم عليه الصلاة والسلام في بناء الكعبة حيث قال لعائشة - -: "لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لهدمت الكعبة وبنيتها على قواعد إبراهيم"، وهذه القاعدة معروفة في الشرع.
أما إذا راعاهم في المحرَّم فهذه تسمى مداهنة لا تجوز، وقد قال الله تعالى: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) "
ب_ استدل الشيخ ابن جبرين، في شرحه لأخصر المختصرات، على أنَّ الجلسة بين الخطبتين في الجمعة دليل على وجود الطول في الخطبتين، وأنَّ علَّتها التعب، وبأنّ الرسول صلّى الله عليه وسلَّم لو لم يكن يطيل لما احتاج إلى هذا الفاصل.
ج_ وقال الحجيلان في كتابه "خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية:
"ومع هذه الأدلة على سُنِّيَّة تقصير الخطبة، وخاصة الأدلة من السُّنَّة، إلا أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يكن مواظبا على هذا، وإنما كان يفعله في أكثر الأحيان، وإذا لم يكن هناك حاجة تستدعي التطويل، فإن كان هناك حاجة أطال. قال ابن القيم -رحمه الله-: " وكان يقصر خطبته أحيانا، ويطيلها أحيانا، بحسب حاجة الناس؛ وكانت خطبته العارضة أطول من الراتبة ".
والله من وراء القصد، وهو وليُّ التوفيق.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 12:26]ـ
كلامنا يا رعاك الله إنما هو في تقرير ما هو الأصل الذي ينبغي أن يكون هو المعمول به وغيره لا يعدو أن يكون استثناء , وليس المقصود تحريم الزرادة عن المقدار المعتاد لعارض ولمصلحة تقتضيه , فالإتيان بهذه النقول مما لا مسوغ له. فعد متأملا. واسلم لمن يحبك.
تحياتي.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 12:28]ـ
كلامنا يا رعاك الله إنما هو في تقرير ما هو الأصل الذي ينبغي أن يكون هو المعمول به وغيره لا يعدو أن يكون استثناء , وليس المقصود تحريم الزيادة عن المقدار المعتاد لعارض أولمصلحة تقتضيه , فالإتيان بهذه النقول مما لا مسوغ له. فعد متأملا. واسلم لمن يحبك.
تحياتي.
ـ[الواحدي]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 01:10]ـ
كلامنا يا رعاك الله إنما هو في تقرير ما هو الأصل الذي ينبغي أن يكون هو المعمول به وغيره لا يعدو أن يكون استثناء , وليس المقصود تحريم الزيادة عن المقدار المعتاد لعارض أولمصلحة تقتضيه , فالإتيان بهذه النقول مما لا مسوغ له. فعد متأملا. واسلم لمن يحبك.
تحياتي.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
بارك الله فيك أخي الكريم.
النقول إنما أوردتُها استئناسا، لا استدلالاً.
وجوابك ممَّا يجاب عنه، لأنَّه يحيل على العارض والمصلحة، وهذان يختلف تقدير الناس لهما، فهما أيضا لا ضابط لهما ...
فقد يحتج عليك بأنَّ ما وصلت إليه الأمَّة الآن من غلبة العجمة، والجهل بالدين، والإعراض عن الوعظ، إضافة إلى ما يتعرض له الإسلام من حملات شرسة من قِبل أعدائه؛ كل ذلك يجعل من المصلحة عدم اختصار الخطبة أو إيجازها .. فيصبح الأصل استثناءً، والاستثناء أصلاً (للتذكير بالسنَّة)، مراعاةً للمصلحة.
ولهذا تجد بعض متأخري الفقهاء، عند تناولهم لهذه المسألة، يشيرون إلى أنَّ العمل في أمصارهم خلاف ما قرَّره من تقدمهم من العلماء. ولعلَّ سبب ذلك: غلبة العجمة، وخفة دين العوام، وهجرانهم للمساجد فيما عدا الجمعة .. والمصلحة قد تختلف من مصر إلى مصر، ومن عصر إلى آخر ...
وعليه، فإنَّ ضابط العارض والمصلحة ضابط نسبي، وبالتالي يكون مقدار الخطبة نسبيًّا أيضا، استنادًا إلى ما قرَّرتَه.
وأراك لم تعقب على استدلال الشيخ ابن جبرين ..
وأراك أيضا لم تتناول الاعتراضين، وهما أهم من النقول التي -على وجاهتها- ما ذكرتها إلا استئناسًا ...
وأضيف هنا سؤالا آخر: لماذا كان طول الصلاة وقِصر الخِطبة مئنَّة من فقه الرجل؟
بارك الله فيك، ووفَّقنا جميعًا إلى سداد الرأي والقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أفلااطون]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 12:35]ـ
فقد يحتج عليك بأنَّ ما وصلت إليه الأمَّة الآن من غلبة العجمة، والجهل بالدين، والإعراض عن الوعظ، إضافة إلى ما يتعرض له الإسلام من حملات شرسة من قِبل أعدائه؛ كل ذلك يجعل من المصلحة عدم اختصار الخطبة أو إيجازها .. فيصبح الأصل استثناءً، والاستثناء أصلاً (للتذكير بالسنَّة)، مراعاةً للمصلحة.
.
ليس الأمر كما توهمت رعاك الله , وذلك أن ما كان في عهده صلى الله عليه وسلم من تأسيس دولة الإسلام ونقل الناس من الكفر إلى الإيمان وما يتبع ذلك من مصالح مقطوع بها كل ذلك كالأصل مع ما ذكرت حفظك الله , ولا يخفاك أن الفقهاء يقولون: الدفع أسهل من الرفع ......... فدفع ما قد يلحق الناس من ضرر متوهم في دينهم بعد أن انشرحت صدورهم للإسلام أسهل من رفع الشرك المتحقق فيمن كان في عهده عليه الصلاة والسلام ممن انتقلوا إلى الإسلام بعد أن عاشوا في الكفر زمنا طويلا , ومع ذلك فقد كانت خطبته صلى الله عليه وسلم ما قد علمت فتأمل منصفا.
تحياتي.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 10:31]ـ
ليس الأمر كما توهمت رعاك الله , وذلك أن ما كان في عهده صلى الله عليه وسلم من تأسيس دولة الإسلام ونقل الناس من الكفر إلى الإيمان وما يتبع ذلك من مصالح مقطوع بها كل ذلك كالأصل مع ما ذكرت حفظك الله , ولا يخفاك أن الفقهاء يقولون: الدفع أسهل من الرفع ......... فدفع ما قد يلحق الناس من ضرر متوهم في دينهم بعد أن انشرحت صدورهم للإسلام أسهل من رفع الشرك المتحقق فيمن كان في عهده عليه الصلاة والسلام ممن انتقلوا إلى الإسلام بعد أن عاشوا في الكفر زمنا طويلا , ومع ذلك فقد كانت خطبته صلى الله عليه وسلم ما قد علمت فتأمل منصفا.
تحياتي.
أخي الفاضل كلام حضرتك يكاد ينطق بأنك لم تعالج وعظ الناس وإرشادهم وهذا هو سبب صدمة الناس مما تقول
فلا يتصور أبداً كفاية 3 دقائق لخطبة يستفيد منها الناس في عصرنا هذا فلا يكاد يصل معنى آية أو حديث إلا بشرح وتفصيل وضرب مثل وحكاية قصة مفهمة ومبينة وهذه كتب الخطب عن علماء الأمة متفاوتة طولا وقصراً
خطبة الحاجة وخطبة أولى وجلسة استراحة وخطبة ثانية ودعاء كل هذا في 3 دقائق!!!!!!؟؟؟؟
يا لك من شجاع (ابتسامة مودة)
أخي الفاضل: أسألك سؤالاً هل تخطب الجمعة؟ وهل إذا خطبت كانت خطبتك 3 دقائق؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 04:49]ـ
أخي الفاضل ..
ليتك تترفع عن اتهام مخالفيك بقلة الفقه ولو تعريضا، لأنهم لو تأملت لوجدتهم يدخل فيهم جماهير العلماء والأئمة في سائر القرون و الأمصار، فما سمعنا أحدا منهم يقول بأن خطبته عليه السلام في الجمعة لم تكن تتجاوز ثلاث دقائق! هذا تقرير مردود عليك ولو لم يكن فيه الا مخالفته اجماع المسلمين القولي والعملي عبر الأعصار لكفى به دليلا يرد به قولُك هذا، فتريث وراجع وفقني الله واياك الى الصواب!!! فلا يكن ردك على كلامي هذا أن ثقل القول على نفسي من مغبة طول الإلف والعادة، هو ما يعميني عن رؤية ما جئت أنت به من الحق الغائب! فلما سألناك عن سلفك فيما ذهبت اليه من تقرير أخير، عنونت به لموضوعك ونافحت عنه، قلت لا أعلم! وهذا التفريط في العلم يا أخي الكريم مما يلام عليه المجتهد بل هو مما قد يأثم عليه، اذ كيف تكلفت النظر في المسألة وقد علمت أنها من المسائل القديمة قدم الوحي نفسه، ولم تتكلف حصر وتتبع أقوال السلف والصحابة فيها لتعلم هل يوجد من يصلح سلفا لك فيما انتهيت اليه من الاستنباط والقول أم لا يوجد؟؟؟
هذا خطأ منهجي أيها المبارك لا يسوغ السكوت عليه، ولولا أني رأيت ضرورة التنبيه اليه لما كتبت هذه الكلمات، والا فقد وفى الفاضل الواحدي حفظه الله ومن قبله أبو مالك والشهري رعاهما الله، بيان أدلة عدم استقامة نظرك في هذه المسألة! وانظر أنت الى تلك الخطبة التي كتبتها، بالله عليك في زمان كزماننا هذا، ومع جماهير من المصلين كعامة أهل هذا الزمان، كيف تتوقع أن يكون حمالهم مع خطبة كهذه؟ وكيف يستقيم لفقيه في الخطابة والوعظ أن يقرر بأن مثل هذا الذي اكتفيت به يكفي لوعظهم؟؟ لا تقل أن الذي يقول بأنه لا يكفي يلزم من كلامه التقليل من قدر القرءان والخطاب النبوي في السنة المطهرة ومن أنهما يكفيان، فلا والله ليس كذلك، وانما أُتيتَ
(يُتْبَعُ)
(/)
أنت في هذه من قبل عجلتك وحرصك على الانتصار لرأيك!
بل المراد كما بين الفاضل الواحدي أن عامة المستمعين للخطب اليوم الا ما رحم ربك، من فرط عجمتهم وفرط ما ران على قلوبهم من انشغالهم بالدنيا وانصرافهم عن أقل ما به يضبط فهم كلام الله: لسان العرب نفسه، حتى أن أكرثهم لا يفهم حتى قصار السور التي لا يصلي ان صلى الا بها، هؤلاء ما عاد من الفقه أبدا أن تكتفي معهم بمثل هذا وتزعم أنهم ان لم يفهموا فالعتب عليهم وأنت على السنة وما عليك من شيء!! لا والله ما بهذا الفهم تكون السنة!!
ان من بشائر الخير أن ينطلق طالب العلم - بل والعالم الفقيه - في الاستنباط والاستدلال المتجرد من التقليد المذموم، رجوعا الى النصوص مباشرة، وهذا ولا شك ينغي أن يكون قد حقق ما به يتحقق شرط الاجتهاد المطلق كما قرره أهل الأصول، وأنت وفقك الله قد تكون هذا الفقيه - فلا دراية لي بحالك - وهنيئا لك ذلك، ولكن اعلم أن ضابط حسن الفقه وصحته ألا يخترع الفقيه قولا (قيدا أو تقعيدا) لم يسبقه اليه سلف من أهل العلم، ثم ينافح عنه ويتهم أسلافه وأقرانه كلهم بقلة الفقه دفاعا عنه، مع أن المسألة التي بين يديه قد قتلتها قرون من الفقهاء من قبله دراسة وفقها ومذاكرة ومباحثة للأدلة والنصوص، وجرت بها أمم من أهل الأمصار متابعة وعملا، وما قال أحدهم بمثل هذا، ومعلوم أن الحق لا يخرج عن جملة ما انتهوا اليه من الأقوال فيها، والا لكانوا مجمعين على ضلالة!
فلو جئت أنا الآن لأبحث في مسألة من مسائل العبادات أو نحوها، فوجدتني أخرج بقول ليس لي فيه سلف، فلك أن تتهمني على الفقه والعلم اذا ولو كنت اماما في أهل زماني، لا أن توافقني ان رأيتني أتهم غيري بقلة الفقه وان كان غيري هذا: قرونا من العلماء والأئمة وصولا الى قرن الصحابة!!
فأنا والحال كذلك أكون أمام خيارين لا ثالث لهما: اما أن أتهم فهمي أنا وأراجع بضاعتي وطريق استدلالي باخلاص وتجرد، واما أن يحملني الكبر - وأعيذك ونفسي منه - على اتهام أفهام سائر من نظروا في تلك المسألة قبلي وصولا الى القرون الفاضلة! فأجد تجهيل الأمة وتضليلها عبر قرونها الطويلة أهون على نفسي من تجهيل نفسي ومراجعتها فيما ذهبت اليه من القول!! ولهذا قال الأئمة رحمهم الله "اياك أن تقول بقول ليس لك فيه سلف"، ولا أظن مثلك مما يخفى عليه مراد هؤلاء الأئمة رحمهم الله بهذه الموعظة!
فيا أخي بارك الله فيك هذه موعظة محب لك حريص عليك، أرجو ألا أقابل منك عليها بمثل ما قابلت به اخوانك هنا، واعذرني فلن أدخل في جدال معك في هذه المسألة .. فليس عندي ما أزيده على ما تفضل به الأفاضل قبلي، انما هو كلام اضافي رأيته يحتاج الى تقرير وبيان هنا فوضعته، سائلا ربي السداد والقبول
بارك الله فيك وألهمني واياك الرشد وأعاذني واياك من شرور أنفسنا، والحمد لله رب العالمين.
دمت مسددا وسالما لمن يحبونك .. (ليس لمن يحبون أفلاطون وأرسطو، أعاذك الله منهم)
(ابتسامة)
ـ[الواحدي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 05:02]ـ
ليس الأمر كما توهمت رعاك الله , وذلك أن ما كان في عهده صلى الله عليه وسلم من تأسيس دولة الإسلام ونقل الناس من الكفر إلى الإيمان وما يتبع ذلك من مصالح مقطوع بها كل ذلك كالأصل مع ما ذكرت حفظك الله , ولا يخفاك أن الفقهاء يقولون: الدفع أسهل من الرفع ......... فدفع ما قد يلحق الناس من ضرر متوهم في دينهم بعد أن انشرحت صدورهم للإسلام أسهل من رفع الشرك المتحقق فيمن كان في عهده عليه الصلاة والسلام ممن انتقلوا إلى الإسلام بعد أن عاشوا في الكفر زمنا طويلا , ومع ذلك فقد كانت خطبته صلى الله عليه وسلم ما قد علمت فتأمل منصفا.
تحياتي.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أخي الكريم، أثابني الله وإياك على هذا الجهد المشترك بغية اكتناه موطن الحق.
لن أجيبك على ما أوردته، لأن ذلك سيجرنا حتمًا إلى تناول ألفاظ الحديث، لحتمية تحديد مفهوم البلاغة والإيجاز. وقد قال أبوائل خطبَنا عمّار فأَوْجَزَ وأَبْلَغ، فلمّا نزَل قلنا: "يا أبا اليقظان، لقد أَبْلَغْتَ وأوْجَزتَ؛ فلو كنتَ تَنَفَّسْتَ". وهذا يعني أنَّ العرب كانت في ذلك الوقت تستطيب الكلام البليغ ولا تستطيله؛ بل لعلّ بلاغته كانت تُشعِرُهم بأنه موجَز! وقال له "لقد أَبْلغْتَ"، والبلاغة هي الإيجاز من وجه، لا من كل الوجوه. فليس كل من أوجز بليغًا .. وهنا يشار إلى أنّ من شروط البلاغة أيضًا مراعاة المقام ومقتصى الحال ...
ولكن، هبني غصتُ في هذا المعنى وأوردت ألف دليل وشاهد لتعزيزه .. هل سيقدِّمنا ذلك شيئًا في موضوع مذاكرتنا؟ قناعتي أن الجواب سيكون بالسلب؟ وهبني تعرَّضت لألفاظ الحديث وشرحه وضبط معناه على ضوء غيره من النصوص وتوصلتُ إلى إثبات عكس ما استخلصتَه أنت منه .. هل سيوصلنا ذلك إلى خط النهاية المؤذن بانتهاء النقاش؟ ظني الراجح أنَّ النتيجة ستكون أيضًا لاءً راسخة لا تتزعزع ...
لماذا؟
لأنَّ مدار الموضوع كله على عنوانه، وهذا نصه: "خطبة النبي صلى الله عليه وسلم للجمعة لم تكن تتجاوز الثلاث دقائق". ولو كان كلامك مخالفًا للعنوان، لما تجشم الواحد منا مؤنة مناقشتك، ولشكرك الجميع على التذكير بأنَّ الرسول –صلَّى الله عليه وسلَّم- كان لا يطيل في خطبة الجمعة. لكن إصرارك على كون خُطَبه "لم تكن تتجاوز الثلاث دقائق" هو الذي حرَّك الأقلام لمناقشة هذا الإطلاق ومدى صحَّته. ومن هنا كان الكلام عن أي مسألة أخرى متعلِّقة بالموضوع لا يلقى التجاوب الذي من شأنه أن يساعد في تحرير المسألة. ولهذا السبب، لعلك لاحظتَ أنني لم أتعرَّض إطلاقًا لأحاديث الباب والمعاني والأحكام التي تحتملها ...
ولعلك لا حظت أيضا أنني تجنبت الدخول في تمارين إخضاع الخطبة أو الصلاة لعدَّاد الزمن، لأنني خشيت أن يقرأ كلامنا بعض العقلاء فيرى في ذلك "مئنَّة من" قلة نباهتي ..
ولكن، بما أنَّنا وصلنا إلى هذا المخرَج الوحيد الذي لا مناص منه، وبما أنَّه لا بُدَّ أحيانًا ممّا ليس منه بُدّ، فلنخرج من الحجاج البرهاني الاستدلالي، ولنضع ساعاتنا بين أيدينا، ولنجعلها الحكم في هذه المسألة!!
وهذا ما ستجده –بإذن الله- مسطورًا في المشاركة القادمة.
(يتبع ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 05:08]ـ
هذه خَمس!
1_ تقول (في المشاركة رقم 32): "كلامنا يا رعاك الله إنما هو في تقرير ما هو الأصل الذي ينبغي أن يكون هو المعمول به وغيره لا يعدو أن يكون استثناء، وليس المقصود تحريم الزيادة عن المقدار المعتاد لعارض أولمصلحة تقتضيه ".
والجواب: لو لم تقل إلا هذا، لكفي لإنهاء النقاش؛ فأنت تقر فيه بوجود استثناءات يقتضيها العارض أو المصلحة. وقد قلتَ هذا الكلام بعد ما أوردته عليك من كلام ابن القيم –رحمه الله- ونصه: "وكان (أي: الرسول صلّى الله عليه وسلَّم) يقصر خطبته أحيانا، ويطيلها أحيانا، بحسب حاجة الناس؛ وكانت خطبته العارضة أطول من الراتبة".
وهذا يعني أنك تراجعت –ربما من حيث لا تدري- عن قولك "إنّ خطبة النبي صلى الله عليه وسلم للجمعة لم تكن تتجاوز الثلاث دقائق". إذ وقوع الاستثناء يعني ضرورةً نفي الإطلاق!!
2_ قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إذا جاء أحدكم يومَ الجمعة وقد خرج الإمامُ، فلْيُصَلِّ ركعتين" (متفق عليه). وعن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: "دخل رجُل يومَ الجمعة والنبي –صلّى الله عليه وسلَّم- يخطب، فقال: "أصلَّيْتَ؟ " قال: "لا". قال: "فصَلِّ ركعتين" (البخاري)
وفي "سنن الترمذي": أن رجلا جاء يوم الجمعة في هيئة بَذَّة والنبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يَخطُب يومَ الجمعة، فأمَرَه فصلَّى ركعتين، والنبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يخطب". قال صاحب "منتقى الأخبار": وهذا يصرِّح بضعف ما روي أنه أمسك عن خطبته حتى فرغ من الركعتين.
ولأنني لست مختصا في حسابات الزمن، أطلب منك أن تقدر لنا مدة ركعتين، ولْتكونا خفيفتين (كما جاء في رواية مسلم وغيره)، ثم أبلغنا النتيجة. وقد تعاطيتُ هذا التمرين (سرًّا، دون أن يراني أحد!) فتوصَّلت إلى أنَّ ركعتين يُقرأ فيهما بـ "الكافرون" و"الإخلاص" (مع الفاتحة)، ويؤتى فيهما بأدنى حد من الأذكار لا تقلَّان عن الدقيقتين ...
فإذا كانت الخطبة "لا تتجاوز الثلاث دقائق"، ماذا تبقى منها إذن للذي يؤدي صلاة تحية المسجد؟!
3_ عن سهل بن معاذ، عن أبيه أنَّ رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم- نهى عن الحَبْوَةِ يومَ الجمعة والإمام يخطب" (رواه أبو داود وغيره، حسَّنه الألباني)
والاحتباء: أن يَجمع الرجل ظهرَه وساقيه بعمامته، وقد يحتبي بيديه. ومن كلامهم: الحِبا حِيطان العرب؛ أي: ليس في البراري حيطانٌ، فإذا أرادوا أن يستندوا احتبوا، لأنّ الاحتباء يمنعهم من السقوط ويصير لهم كالجدار. قال صاحب "النهاية في غريب الحديث"، تعليلا لحديث النهي عن الاحتباء يوم الجمعة والإمام يخطب: "لأنّ الاحتباء يجلب النومَ، فلا يَسمع الخطبةَ ويعرِّض طهارته للانتقاض ... "
وهل من الغالب على المرء أن ينام في أقل من "ثلاث دقائق"، وهو يسمع الخطبة (!)، إلى درجة أنَّ الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم نهى عن الاحتباء لأنه من شأنه أن يجلب النوم؟!
4_ روى أبو داود والترمذي، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "إذا نَعَسَ أحدُكم يومَ الجمعة، فلْيَتَحوَّلْ من مجلسه ذلك". (صحَّحه الألباني)
وهذا يلحق بما سبق. وهو يعني أنَّ بعض الصحابة كان ينتابهم النعاس أثناء خطبة الجمعة، ومن المستبعد أن يطرأ عليهم ذلك بشكل متكرر في خطبة تدوم أقل من ثلاث دقائق إلى الحد الذي يجعل النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمينبِّههم إلى كيفية التخلص منه!
5_ روى مسلم عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما – أنّ النبيَّ –صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "لا يُقِيمَنَّ أحدُكم أخاه يومَ الجمعة، ثم ليُخالفْ إلى مَقْعَدِه فيقعدَ فيه، ولكن يقول: افسَحوا".
ولو كانت خطبة الرسول –صلَّى الله عليه وسلَّم- "لا تتجاوز الثلاث دقائق"، لما احتاج بعض الصحابة إلى التزاحم على أماكن الجلوس، ولا كتفوا بالقيام لانتفاء المشقة!
ـ[الواحدي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 05:19]ـ
( ... تابع)
وهذه خمس أخرى ...
6_ عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ –صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: إذا قلتَ لصاحبك "أَنصِتْ" يومَ الجمعة والإمام يخطُب، فقد لغوت". (متفق عليه) وفي رواية لمسلم: "ومن مس الحصى فقد لغا".
(يُتْبَعُ)
(/)
والناس لا تلجأ إلى الكلام والنجوى أو إلى لمس الحصى أثناء خطبة لا تتجاوز الدقائق الثلاث، وواقع الحال يشهد بذلك ...
7_ عن أبي رفاعة قال: "انتهيتُ إلى النبيِّ -صلَّى الله عليه و سلَّم- وهو يخطب، فقلت: "يا رسولَ الله! رجُلٌ جاهلٌ عن دينه، لا يدري ما دينه". فأقبل عليَّ رسول الله -صلَّى الله عليه و سلَّم-، وترك خطبته حتى انتهى إليَّ. فأُتِيَ بكرسيٍّ حسبتُ قوائمه حديدًا، فقعد عليه رسول الله -صلَّى الله عليه و سلَّم- وجعل يعلِّمني ممَّا علَّمه الله، ثم أتى خطبته فأتمَّ آخرها". (رواه مسلم)
ولك أن تتصوّر خطبة تقل عن الدقائق الثلاث، يقطعها الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم لتعليم رجُلٍ دينَه، ثم يستأنفها .. لك أن تتصوَّر ما يمكن أن يبقى ليقال فيها مِن كلام!
8_ عن ابن عبَّاس –رضي الله عنهما- قال: "كان النبي –صلَّى الله عليه وسلَّم- يخطبهم في السفر متوكِّئا على قوس قائمًا". وفي "مسند الشافعي": أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب يعتمد على عنزته اعتمادًا".
وفي حديث الحكَم بن حزن (الذي رواه أبو داود وغيره): " ( ... ) فأقمنا بها أياما شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم- فقام متوكِّئا على عصا، أو قوس، فحمد الله وأثنى عليه ... "
ومعلوم أنّ في العصا عدَّة فوائد للخطيب، ومنها: الاعتماد والاتكاء، ولا يكون ذلك إلا لاحتمال شيء من تعب الإطالة واقفا. وقد قال الجاحظ في "البيان والتبيين": " ( ... ) مع الذي عابُوا (أي: الشعوبية) من الإشارة بالعِصيّ، والاتّكاء على أطراف القِسِيّ، وخدِّ وجه الأرض بها، واعتمادها (أي: العرب) عليها إذا اسْحَنْفَرَت في كلامها، وافتنَّتْ يومَ الحفل في مذاهبها". وبتأمُّل "اسحنفرت" يدرَك المقصود. (ابتسامة)
9_ عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: خَطَبَنَا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم- فأقبَل الحسن والحسين –رضي الله عنهما- عليهما قميصان أحمران، يعثُران ويقومان. فنزل، فأَخذَهما، فصعد بهما المنبر، ثم قال: صدق الله: (إنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ). رأيتُ هذَيْن، فلَمْ أصبِر". (أبو داود، وصحَّحه الألباني)
وبما أنّنا دخلنا مجال الحساب والتعداد، لك أن تقدر هذا "الوقت المستقطع". وإليك هذه المعطيات:
_ طول المسجد النبوي في عهد الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، بعد غزوة خيبر كان حوالي 50 مترًا وعرضه كذلك. والسؤال: ما هي المدة التي تستغرقها هذه المسافة إذا قطعها صبيَّان، يعثران ويقومان؟
وإذا افترضنا أنهما دخلا من جهة الحجرات، اقسم المسافة على اثنين، ثم اقدر المدة ...
وبعدها قل لي كيف تكون خطبة من ثلاث دقائق يتخللها هذا "الفاصل" غير المتوقَّع!
10_ وَعَن ربيعَة بن عبد الله بن الهدير التيمي: أَنَّ عمر بن الْخطاب –رضي الله عنه- قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَة عَلَى الْمِنْبَر بسُورَة النَّحْل، حَتَّى إِذا جَاءَ السَّجْدَة نزل فَسجدَ، وَسجد النَّاس. حَتَّى إِذا كَانَت الْجُمُعَة الْقَابِلَة قَرَأَ بهَا، حَتَّى إِذا جَاءَ السَّجْدَة قَالَ: يَا أَيهَا النَّاس إِنَّمَا نمُرًّ بِالسُّجُود، فَمن سجد فقد أصَاب، وَمن لم يسْجد فَلَا إِثْم عَلَيْهِ. وَلم يسْجد عمر" (رواه البخاري).
فاقدر لنا مدة تلاوة سورة النحل، ثم قل لنا ما مدة خطبة تضمَّنتها، وكرَّرها عمر –رضي الله عنه- مرتين!
فإن قلت: إنما المراد بقوله: "قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَة عَلَى الْمِنْبَر بسُورَة النَّحْل": قرأ شيئا منها، جاءك الجواب من صحيح البخاري، حيث تقرأ فيه:
عن المسور بن مخرمة وعبد الرحمان بن عبدٍ القاريِّ أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعتُ هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يُقرئنيها رسولُ الله –صلَّى الله عليه وسلَّم- فكدت أساوره في الصلاة. فتصبَّرتُ حتى سلَّم، فلببته بردائه فقلت: "مَن أقْرَأَك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ " قال: "أَقْرَأنيها رسولُ الله –صلَّى الله عليه وسلَّم-" فقلت: كذبتَ، فإنَّ رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم- قد أقرأنيها على غير ما قرأتَ! " فانطلقت به أقوده إلى رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم- فقلت: "إني سمعتُ هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها". فقال رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم: "أرْسِلْه. اقرأ يا هشام". فقرأ عليه القراءة التي سمعتُه يقرأ، فقال رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم: "كذلك أُنزِلت" ثم قال: "اقرأ يا عمر". فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم: كذلك أُنزِلت. إن هذا القرآن أُنزِل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسَّر منه".
ومنه تلاحظ أنّ: "قرأ سورة كذا" و"قرأ بسورة كذا" هما بمعنى واحد.
تلك عشرة كاملة.
والله وليُّ الوفيق ..
رجائي أن يكون في هذا مقنع .. وإذا كان من جواب، فرجائي أن يشمل ما أوردتُه هنا وما أوردته من قبل .. فأنت مدين لي بـ 14 جوابًا!! (ابتسامة)
ورجائي أن تتذكر أننا لم نتكلم عن وجازة خطب الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، ولا عن علاقة مدتها بمدة صلاة الجمعة، وإنما ركَّزنا فقط على مدى صحة نظرية "الثلاث دقائق" ...
هدانا الله جميعا إلى السديد النافع من القول والعمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أفلااطون]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 05:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبا الفداء:
أولا: ما من فقيه إلا وهو ضمنا إما تلميحا أو تصريحا يتهم مخالفه بقلة الفقه في المسألة التي خالفه فيها , ولكن مشكلتنا القفز أحيانا على واقعية التأمل في حقيقة الأمر دون أن تجذبنا المثالية الزائفة إلى جهة هذا الرأي أو ذاك.
ثانيا: أخي الكريم لو عدت فتأملت مقالك لوجدت نفسك واقعا فيما نهيتني عنه , لكن الفارق بيني وبينك , أني أنا أتفهمك وأدرك طبيعة التفكير البشري في مثل الحوار وغيره مما تمارسه الذات البشرية بوعي وبدون وعي أحيانا.
ثالثا: ليس من شرط العالم إذا قرر المسألة من خلال كلام الله ورسوله , وعلى وفق القواعد الأصولية وما تقتضيه لغة العرب أن ينقل أقوال المتقدمين فيما يتناوله البحث , وهذا أمر لتقريره مكان آخر.
رابعا: إن كنت تسأل عن التحديد بالثلاث دقائق فنعم لا أعلم من حد الأمر بهذا كما أني على يقين أن من حد الأمر بـ"نصف ساعة" و بـ "سبع دقائق" ونحوها لا يملك سلفا ينقل عنهم , ولكن الفارق بيني وبين من ذكرت أني أعلم أن النقل في مثل هذا مما لا ينبغي الوقوف عنده , وأن المطالب بذلك إنما أتي من قبل جهله بطرائق أهل العلم , وما درجت عليه تصرفاتهم في مسائل الجدل. ولعلك تراجع في كتب الأصول المبحث الذي تناول إحداث قول ثالث فيما جرى فيه الخلاف على رأيين , وسينفتح لك باب من التأمل فالزمه.
أما إن كنت تطلب نقولا عن أهل العلم تنص على تقصير الخطبة وتطويل الصلاة , فالنقولات تبدأ منذ أن قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم (إن قصر الخطبة وطول الصلاة مئنة من فقه الرجل) إلى أن كتب محدثك ما كتب.
سابعا: أذكرك ونفسي وجميع الأخوة بأن تتأمل كيف أني أدعوك إلى متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن رماك أبناء قومك عن قوس واحدة , فهذا شأن المصلحين في كل زمان ومكان , ولا بد قبل الشهد من إبر النحل. وكيف أن مألوف العادة لم يجعل المتابعة هنا مما تتقبله النفس , فذهبت ذات اليمين تارة وذات الشمال تارات لعلها أن تجد مستندا في قول هنا أو آخر هناك. وهذا لعمري حال أهل التقليد منذ أن عرفت السماء الأرض.
ثامنا: قال تعالى (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) , والذي لا محيد عنه وإن ورم أنف من شاء فإن المقلدين لا يدخلون في هذه الآية لا من قبيل ولا دبير , والله المستعان , وعليه التكلان.
يا قومنا أجيبوا داعي الله إذا دعاكم لما يحييكم ..........
تحياتي.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 05:38]ـ
بالنسبة لأخي الواحدي فأنا اعجب أشد العجب مما أوردته وكيف توهمت أن في ذلك ما يوحي بما ذكرت فضلا عن أن يدل عليه , ولو عدت إلى كل نص وتأملته لما وجدت أنه يشير إلى التطويل الذي تلمح إليه لامن قريب ولا من بعيد , وخذ مثالا يغنيك عن غيره: قولك (روى أبو داود والترمذي، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "إذا نَعَسَ أحدُكم يومَ الجمعة، فلْيَتَحوَّلْ من مجلسه ذلك". (صحَّحه الألباني) وهذا يلحق بما سبق. وهو يعني أنَّ بعض الصحابة كان ينتابهم النعاس أثناء خطبة الجمعة، ومن المستبعد أن يطرأ عليهم ذلك بشكل متكرر في خطبة تدوم أقل من ثلاث دقائق إلى الحد الذي يجعل النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم ينبِّههم إلى كيفية التخلص منه!)
كيف أنك نست ما هو معلوم من فعل الصالحين من المبادرة إلى صلاة الجمعة من الساعة الأولى ,هذا من جهة ومن جهة أخرى: من أين لك إن هذا النعاس كان حال الخطبة , وكيف توهمت أنه لا يشمل كل من أصابه النعاس وهو قاعد ينتظر الخطبة والصلاة .................... ؟
وفي هذا ما يغني عن رد (العشرة الكاملة) فإنها من ذات البابة.
تحياتي إخي الواحدي.
ـ[الواحدي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 05:45]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بالنسبة لأخي الواحدي فأنا اعجب أشد العجب مما أوردته وكيف توهمت أن في ذلك ما يوحي بما ذكرت فضلا عن أن يدل عليه , ولو عدت إلى كل نص وتأملته لما وجدت أنه يشير إلى التطويل الذي تلمح إليه لامن قريب ولا من بعيد , وخذ مثالا يغنيك عن غيره: قولك (روى أبو داود والترمذي، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "إذا نَعَسَ أحدُكم يومَ الجمعة، فلْيَتَحوَّلْ من مجلسه ذلك". (صحَّحه الألباني) وهذا يلحق بما سبق. وهو يعني أنَّ بعض الصحابة كان ينتابهم النعاس أثناء خطبة الجمعة، ومن المستبعد أن يطرأ عليهم ذلك بشكل متكرر في خطبة تدوم أقل من ثلاث دقائق إلى الحد الذي يجعل النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم ينبِّههم إلى كيفية التخلص منه!)
كيف أنك نست ما هو معلوم من فعل الصالحين من المبادرة إلى صلاة الجمعة من الساعة الأولى ,هذا من جهة ومن جهة أخرى: من أين لك إن هذا النعاس كان حال الخطبة , وكيف توهمت أنه لا يشمل كل من أصابه النعاس وهو قاعد ينتظر الخطبة والصلاة .................... ؟
وفي هذا ما يغني عن رد (العشرة الكاملة) فإنها من ذات البابة.
تحياتي إخي الواحدي.
قال المناوي:
" (إذا نعس أحدكم) يوم الجمعة هكذا هو في رواية الترمذي (وهو في المسجد) أي والحال أنه فيه (فليتحوّل) أي لينتقل ندبا (من مجلسه) أي من محل جلوسه (ذلك إلى غيره) لأنّ بتحوّله يحصل له من الحركة ما ينفي الفتور الموجب للنوم. ومثل الجمعة غيرها .. وخصَّها، للطول فيها بالخطبة فهي مظنة النعاس أكثر".
قال البدر العيني:
"قوله: " فليتحول " أمره بذلك لأنه إذا تحول حصل له من الحركة ما ينفي الفتور المقتضي للنوم، وأخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وفيه: " إذا نَعَس أحدكم يوم الجمعة"، وأخرجه ابن أبي شيبة أيضا. وقال أيضا: نا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب قال: سمعت رجلاً يخطب يقول: قال محمد: إن النوم في الجمع من الشيطان، فإذا نعس أحدكم فليتحول".
وأخرج عن ابن عمر قال: إذا نعست يوم الجمعة والإمام يخطب فتحول.
وعن ابن سيرين أنه كان إذا خشي أن ينعس في الجمعة تحول.
وعن الحسن قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: "النوم أو النعاس في الجمعة من الشيطان، فإذا نعس أحدكم فليتحول".
وعن طاووس قال؛ لأن تختلف السياط على ظهري، أحب إليّ من أن أنام والإمام يخطب يوم الجمعة."
ها قد سددنا البابة، بل وأزلناها! (ابتسامة تلطيفية)
والله ولي التوفيق ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 06:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبا الفداء:
أولا: ما من فقيه إلا وهو ضمنا إما تلميحا أو تصريحا يتهم مخالفه بقلة الفقه في المسألة التي خالفه فيها , ولكن مشكلتنا القفز أحيانا على واقعية التأمل في حقيقة الأمر دون أن تجذبنا المثالية الزائفة إلى جهة هذا الرأي أو ذاك.
سبحان الله! ما توقعته كان! مع أني بينت أنني لست داخلا في الجدال، ولكن النفس تأبى الا الرد وان كانت لا تعترض على هذا الكلام لو قرأته هو نفسه بنفس حروفه وألفاظه في سياق آخر ينصر رأيها أو لا يخالفه، ولو لم تكن هي المخاطبة به! فعجبا لك يا نفس عجبا!
كل من له عينان وتابع الموضوع من أوله رأى منك المكابرة الواضحة! ولا داعي لتتبع ذلك من كلامك لأنه قد عقب عليه في موضعه من عقب! فقولك أن كل فقيه يفعل هذا في مناظرة أقرانه ليس بمسلم لك، وان فعله من فعله لكان خطأ منه على جلالة منزلته ولا يتابع عليه! فتأمل كيف أنك في الفقرة التالية من ردك ترميني وأقراني بالتقليد المذموم لمجرد أن قلنا لك بأنه لا سلف لك فيما تذهب اليه، وها أنت الآن تقول أنك لست مخالفا لعموم الفقهاء فيما يقع منهم من أمور عاتبناك عليها وبينا لك أنها ليست تصح في مقام مدارسة مثل هذه المسألة!! فما يكون هذا الا أن يكون تناقضا بينا ومكابرة؟ هكذا نفوس البشر، نسأل الله العصمة من كل نقص ..
ثانيا: أخي الكريم لو عدت فتأملت مقالك لوجدت نفسك واقعا فيما نهيتني عنه , لكن الفارق بيني وبينك , أني أنا أتفهمك وأدرك طبيعة التفكير البشري في مثل الحوار وغيره مما تمارسه الذات البشرية بوعي وبدون وعي أحيانا.
(يُتْبَعُ)
(/)
تأمل بالله عليك هذه العبارة: الفرق بيني وبينك أني أتفهمك وأدرك طبيعة التفكير البشري ... الى آخر ما قلت!! فمع أني قررت أنك ربما تكون فقيها عالما بالغا في الاجتهاد منتهاه، - وما ادعيت مثل ذلك أبدا لنفسي، أسأل الله الهداية والستر - الا أنك تقرر في المقابل باستعلاء واضح - هداك الله وغفر لك - أنك تفضلني في فهم وادراك طبيعة التفكير البشري وكذا، فما أدراك أنك تفضلني في ذلك الفهم أو غيره وأنت أصلا لا تعلم من محاورك ولا ما مؤهله العلمي ولا من أي معين شرب قبل أن يأتيك محاورا؟؟؟
أرأيت ما أعنيه اذ أقول بأن كلامك لا يخلو من مكابرة؟
ثالثا: ليس من شرط العالم إذا قرر المسألة من خلال كلام الله ورسوله , وعلى وفق القواعد الأصولية وما تقتضيه لغة العرب أن ينقل أقوال المتقدمين فيما يتناوله البحث , وهذا أمر لتقريره مكان آخر.
أين ما تقتضيه لغة العرب هذا؟؟ ومن من العرب أصلا كان يعرف الدقائق هذه التي تراها أنت على ساعة يدك والتي حددت خطبة الجمعة بثلاث منها - أو حتى بعشرين أو ثلاثين؟؟؟ ومن من الذين فهموا لغة العرب عبر قرون الأمة انتهى فهمه الى ما انتهيت انت اليه؟؟؟ أم أن أحدا لم يفهم لغة العرب مثلك في قرون المسلمين كلها؟؟!
رابعا: إن كنت تسأل عن التحديد بالثلاث دقائق فنعم لا أعلم من حد الأمر بهذا كما أني على يقين أن من حد الأمر بـ"نصف ساعة" و بـ "سبع دقائق" ونحوها لا يملك سلفا ينقل عنهم ,
فمن من محاوريك فهمت من كلامه أن يلزمك بان الصواب التحديد بثلث ساعة في مقابل تلك الدقائق الثلاثة؟؟ الأخ أبو مالك وفقه الله انما كان يبين لك أنه كما أن منطقك في الاستدلال يمكن أن يؤدي بك الى هذا القدر الذي حددته، فيمكن ان يؤدي بغيرك الى غيره، والواحدي حفظه الله بين بما لا مزيد عليه انه لا يمكن ضبط الأمر في قدر محدود أصلا لا ثلاث دقائق ولا غيرها!! فالقصد أنه لو كان ذلك التحديد متجها من حيث الأصل لوجدت من قال بمثله من السلف، والا فأنت الآن من يأتي في هذه العبادة بقيد جديد لا دليل عليه!!
ولكن الفارق بيني وبين من ذكرت أني أعلم أن النقل في مثل هذا مما لا ينبغي الوقوف عنده , وأن المطالب بذلك إنما أتي من قبل جهله بطرائق أهل العلم , وما درجت عليه تصرفاتهم في مسائل الجدل. ولعلك تراجع في كتب الأصول المبحث الذي تناول إحداث قول ثالث فيما جرى فيه الخلاف على رأيين , وسينفتح لك باب من التأمل فالزمه.
النقل في مثل هذا لا ينبغي الوقوف عنده! في مثل ماذا؟ في تحديد طول الخطبة بأنها لم تكن تزيد عن كذا أو كذا تحديدا؟؟؟ اذا فلماذا تكلفت أنت تحديد ما لم يحدده الشارع ولم يات في تحديده أي نص؟؟ هذا قيد لو كان في تحديده مصلحة شرعية تراد لما ترك الأمر فيه لاجتهادات الناس! وقد اتفقنا معك على أن النصوص تفيد أن التخفيف من طول الخطبة هو الأصل فيها، بخلاف الصلاة .. فأن الآن من تريد الخروج بالزيادة على ذلك من عندك، بقيد لم يقل به أحد قبلك، وهذا ما نرده عليك، تماما كما نرده على من ادعى أن التحديد بعشرين دقيقة أو نصف ساعة لازم أو أنه هو الأصل الذي يؤخذ من تلك التصوص وغيرها!! فعن أي جهل بطرائق أهل العلم تتكلم؟
يا أخي هداك الله لا تحلني على كتب الأصول وتقول راجع باب كذا وفصل كذا، بل أخرج لنا أنت بالنقل الواضح ما رأيتنا نخالفه من كلام العلماء ان شئت لنناقشك فيما فهمته أنت منه ومن كلامنا اذ تدعي علينا مخالفته! أما هذا الأسلوب: تجهيل المخالفين جميعا دون بيان وجه جهلهم وخطئهم، والاكتفاء بامرهم بقراءة كتاب كذا وكذا، فهذا غير مبيع في أسواق المناقشة العلمية أيها الأخ الفاضل ولا يقبله أمثال محاوريك هؤلاء من أمثالك فانتبه!
أما إن كنت تطلب نقولا عن أهل العلم تنص على تقصير الخطبة وتطويل الصلاة , .....
قلت فبالله يا أولي الألباب من الذي أُتي من قبل سوء فهمه لكلام محاورية؟؟؟ الله المستعان!
سابعا: أذكرك ونفسي وجميع الأخوة بأن تتأمل كيف أني أدعوك إلى متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن رماك أبناء قومك عن قوس واحدة , فهذا شأن المصلحين في كل زمان ومكان , ولا بد قبل الشهد من إبر النحل. وكيف أن مألوف العادة لم يجعل المتابعة هنا مما تتقبله النفس , فذهبت ذات اليمين تارة وذات الشمال تارات لعلها أن تجد مستندا في قول هنا أو آخر هناك. وهذا لعمري حال أهل التقليد منذ أن عرفت السماء الأرض.
قلت أحسبت يا مولانا أن تأتينا في هذا المجلس بدعوى مفادها أن خطبة النبي عليه السلام ما كانت تتجاوز ثلاث دقائق، تدعونا الى قبول ذلك منك على أنه هو السنة، وقد علمت أنه ما سبقك الى القول بمثله أحد من العالمين؟؟؟ ثم تعظنا باجابة داعي الله؟؟؟ سبحان الله!
ثامنا: قال تعالى (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) , والذي لا محيد عنه وإن ورم أنف من شاء فإن المقلدين لا يدخلون في هذه الآية لا من قبيل ولا دبير , والله المستعان , وعليه التكلان.
يا قومنا أجيبوا داعي الله إذا دعاكم لما يحييكم ..........
قلت: ما أسهل أن يخترع الباحث قولا جديدا يشذ به على ما اتفق عليه السابقون من أئمة العلم جميعا، ثم ان جادلته رأيته يرميك بالتقليد الأعمى وضيق الفهم واستحكام علل النفس والخوف من ترك المعتاد المألوف و .... ! والى الله المشتكى!
تحياتي.
سبحان الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 06:23]ـ
والباب الذي ذكر فيه أبو داود هذا الحديث في سننه عنوانه:
"باب الرجل ينعس والإمام يخطب"
جاء في "عون المعبود": (إذا نعس أحدكم) لم يرد بذلك جميع اليوم، بل المراد به إذا كان في المسجد ينتظر صلاة الجمعة، كما ورد في رواية أحمد في مسنده بلفظ "إذا نعس أحدكم في المسجد يوم الجمعة". وسواء فيه حال الخطبة أو قبلها، لكن حال الخطبة أكثر".
وإليك هذا من "مصنف ابن أبي شيبة":
5298 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ الْجَرِيرِيِّ؛ أَنَّ أَبَا الْعَلاَءِ كَانَ يَنَامُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ قَاعِدٌ.
5299 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو الْعَالِيَةِ، وَخِلاَسُ بْنُ عَمْرٍو يَنَامَانِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ نَوْمًا طَوِيلاً، ثُمَّ يَقُومَانِ فَيُصَلِّيَانِ.
5300 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَحْتَبِي يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَام يَخْطُبُ، فَإِنْ طَالَ وَضَعَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِي".
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 06:29]ـ
أخي الواحدي، تأمل ما رد به أخونا الفاضل افلاطون على مشاركتي السابقة ليتبين لك أنك والحال هذه لو نقلت اليه كل ما في بطون الكتب فلن يقتنع الا أن يشاء الله! بل لم يزد قناعة الا بأنك مقلد لا تجيد النظر استقلالا عمن تنقل عنهم، ولأحالك الى باب من أبواب الأصوليين في مصنفاتهم يطالبك بمراجعته قبل أن تواصل النقل والاستدلال! (وعجبا منه اذ يدعي منزلة الاجتهاد المطلق، ويذم التقليد والمقلدين، ثم هو يحيلنا في نفس الوقت الى كتب الأصوليين لنقلد كلامهم فيها، سبحان الله!)
أخي أفلاطون، أعتذر عن حدة ربما بدت مني في كلامي، ولكن يجب أن تتوقع وتفهم - يا من تفهم نفوس البشر وطرائق الفكر والادراك البشري أحسن من غيرك كما تقول - أن كلامك هذا لابد وأن يقابل من اخوانك هؤلاء بمثل ما وجدته منهم .. لا لأنهم دونك في العقل والفهم، ولكن لأننا جميعا نتبع منهجا في النظر لا يسمح لنا باختراع قول جديد والمنافحة عنه وان تبين لنا عواره، فليتسع صدرك لهذا الكلام منا ولتحسن الظن بنا، وفقنا الله واياك الى الخير والصواب ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 01:58]ـ
أسجل اعجابي بأريحية الشيخ الواحدي و حسن استحضاره للنصوص بارك الله في ذكائكم و وقانا و اياكم شرور أنفسنا
ـ[الواحدي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 02:22]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أخانا الفاضل أبا الفداء، بارك الله فيك ونفع بك.
تأملت باهتمام تعقيبك، كما هو الشأن مع سائر ما تكتبه في هذا المنتدى المبارك، ولا يسعني إلا أن أقول إنه مئنّة من فقهك .. ولعل ما ذكرتَ هو من "الفقه الغائب" الذي نحن بأمسِّ الحاجة إليه في عصرنا هذا ...
وقديما، قال أفلاطون، حكيم اليونان: "العِلمُ مصباح النفس، ينفي عنها ظلمة الجهل. فما أمكنك أن تضيف إلى مصباحك مصباح غيرك، فافعل".
ومن كلامه أيضا: "اللّجاج: عُسْرُ انطباع المعقولات في النفس".
ويروى أنَّ خاتمه كان منقوشا عليه: "تحريكُ الساكن أسْهَلُ مِن تسكين المتحرك".
فتأمّل! وأرجو أن يتأمّله سَمِيُّه ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 02:27]ـ
أسجل اعجابي بأريحية الشيخ الواحدي و حسن استحضاره للنصوص بارك الله في ذكائكم و وقانا و اياكم شرور أنفسنا
آمين، أخي العزيز.
جعلنا الله جميعا أفضل ممّا يقال عنّا، وستر وغفر ما لا يعلمه خلْقه منّا، ورزقنا الإخلاص في القول والعمل.
وقد قرأت ما كتبتَه في موضع آخر، وانثالت عليَّ تعقيبات على المنوال نفسه؛ لكنني أمسكتُ القلمَ، لِعلَّة لعلَّك أدركتَها الآن ...
جزاك الله عنّا خير الجزاء، ولا تحرمنا مِن مفيد إسهاماتك، وثواقب تعقيباتك، ومليح تعليقاتك ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 03:04]ـ
... وهل لك -أخي ابن الرومية- أن تتكرَّم بإجابتي عن هذا السؤال الذي حيَّر العشابين: قصب الذريرة، المذكور في كتب الطب، أين يمكنني العثور عليه؟
(ابتسامة ... )
ـ[أفلااطون]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 12:34]ـ
يمكنك الحصول على "قصب الذريرة" بنهاوند إن كنت من أهل الأسفار , فإن لم تنشط فعليك بكتاب: محمد بن أحمد بن سعيد التميمي الذي ألفه في الطب في مجلدين وسماه "حبيب العروس وريحان النفوس" , فستجد فيه بغيتك , ولعل هذا الأمر أرفق بك من تكلف المباحثة فيما يشق عليك أمره. على قول الأول:
إذا لم تستطع شيئا فدعه ......... وجاوزه إلى ما تستطيع.
وأتمنى أن لا يكون "ابن الرومية" و "الواحدي" و "أبو الفداء" ثلاث من الأرواح حلت بدنا .......
تحياتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أفلااطون]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 12:56]ـ
والحقيقة أني وأنا أنظر فيما كتبه الإخوة الكرام وما تجشموه من النقول لم أملك إلا أن أقول لهم ما قاله الشافعي لبعض أصحاب الحديث: "أنتم الصيادلة، ونحن الاطباء" , ولعل قارئا يقرأ ما كتبه الإخوة الفضلاء من الأثار التي لم يستطيعوا أن يفجروا منها فقها يدعم رأيا أو يرد آخر , ثم يقارن ذلك بما فتح الله به حيال مسألتنا فيقول ما رواه ابن عساكر في تاريخه عن الإمام أحمد رحمه الله حين قال: "كان الفقهاء أطباء، والمحدثون صيادلة، فجاء محمد بن إدريس طبيبا صيدلانيا".
ولا زلنا نقول: يا لله أي أمر يفعله مألوف الاعتقاد.
تحياتي.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 01:13]ـ
وأتمنى أن لا يكون "ابن الرومية" و "الواحدي" و "أبو الفداء" ثلاث من الأرواح حلت بدنا .......
فلو تمنيت لنا ذلك مستقبلا و دعوت لنا به و لم تكتف بتمني عدم وقوعه ماضيا لكان كرما تشكر عليه فالفكرة تعجبني:)
هذه النمطية التي يخلقها الاسلام في أرواح أتباعه مع احتفاظ كل منهم بشخصيته سواء ساعة الاختلاف أو الاتفاق هي المقصود بالبنيان المرصوص و الجسد الواحد و التوازن الذي ينتج من مبادئ ادارة الاختلاف في المجتمع الاسلامي من عهد تشاجر الصحابة الى يومنا هذا ... فليس صدفة أن تتكرر نفس هذه الملاحظة مع خلوصي او مع عدنان أو مع الواحدي او مع أبي الفداء ... فالحاصل أن التمسك بالتوحيد يخلق الوحدة و شخصية الرجل الواحد ... مع المحافظة على توازن الاختلاف ... :)
ـ[أفلااطون]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 01:17]ـ
عسى أن لا يكون الحال أخي "ابن الرومية" على رأي ابن عربي في وحدة الوجود (ابتسامة)
ـ[الواحدي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:20]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
عفا الله عنك، وشفاك ممّا استبد بك!
صدق سعد باشا! "ما فيش فايدة"!!
وكنت أظن الرفق يجلي عنك غشاوة العناد، لكنك لا تفتأ تؤكد لي أنّ داءك لا دواء له ...
وسأعود إلى الكلام في موضوعنا بعد ساعات، بإذن الله .. (والساعة عبارة عن تكرر ثلاث دقائق عشرين مرة!) ..
وأكتفي في هذا المقام بتذكيرك بالتالي:
رجائي أن يكون في هذا مقنع .. وإذا كان من جواب، فرجائي أن يشمل ما أوردتُه هنا وما أوردته من قبل .. فأنت مدين لي بـ 14 جوابًا!! [/ SIZE][/FONT]
تأمَّله! وأنت معفى من الشيء الذي لن تستطيعه، فلك أن تجاوزه .. أجبني فقط بالذي تستطيع!
وأراك موسوسًا بالتثليث، فأنت تُسقطه على كل شيء ... فمن دقائقك الثلاث –التي أخالها ستلازمك إلى قيام الساعة- إلى اعتقادك أنَّني ثلاثة في واحد!!
أمّا عن "قصب الذريرة"، فقد ورد في كلام وجَّهته إلى أخينا الفاضل "ابن الرومية"، ولا أدرى بالأعشاب من شيخ العشَّابين.
وفي هذه أيضًا جانبتَ الصواب، فالمشهور المعروف هو أنه كان موجودا بكثرة في الأهواز ..
وعلى ذكر الأهواز، رحم الله الشريف الرضي حين قال:
فقُل للحَائن المغرور أمْسَى --- بِمَارِنِك الرَّغَامَة ُ وَالرّغَامُ
أتَعْلَمُ مَن تُخَاطِرُ أوْ تُسامي --- غروراً ما أراك به المنامُ؟
فَخَلِّ عن الطريق لِسَيْل طَوْدٍ --- تَحَدَّرَ لا يُخاض ولا يُعامُ
أَلَمْ يُقْنِعْك بالأهْواز منه --- قطارٌ غَيْمُ عارِضِه القَتامُ؟!
والأكثر مناسبةً لموضوعنا هو قول أبي الطيِّب:
تَقضمُ الجمْرَ والحديدَ الأعادي --- دونَه قَضْمُ سُكَّر الأهوازِ
قال الشارح: "إنَّ أعداءه يقضمون على الجمر والحديد، حنقاً وغيظاً، دون بلوغ مرتبته! فكأنهم يقضمون سُكَّر الأهواز، لأن الإنسان يحب الإكثار من ذلك."
فتأمَّل!!
تأمَّل، وتناول شيئا من قصب الذريرة، فقد وصفه الشيخ الرئيس بأنه ملطِّف! لطف الله بنا جميعا ...
وقد سألتُ أخي ابنَ الرومية عن قصب الذريرة، لأنَّ سميَّه سئل نفس السؤال في عصره. ولم أتمعَّن في إجابته .. لكن الآن اكتشفت أنّ إجابته تناسب ما نحن فيه مناسبة عجيبة!
قال أحدهم لابن الرومية: "قصب الذريرة قد ذكر في كتب الطب، وذكروا أنه يستعمل منه شيء كثير. وهذا يدل على أنه كان موجوداً كثيراً؛ وأمَّا الآن فلا يوجد، ولا يخبر عنه مخبر".
فأجاب: "هو موجود، وإنما لا يعلمون أين يطلبونه".
فقال له: "وأين هو؟ "
قال: "بالأهواز منه شيء كثير" ..
سبحان الله! [ COLOR="red"] هو موجود، وإنما لا يعلمون أين يطلبونه!!!
ـ[أفلااطون]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 05:59]ـ
بالنسبة للإخوة ـ آسف ـ للأخ الواحدي فلا زلت أقول: أي متأمل لما يكتبه يجد أنه يجمع من النصوص ما لا يفيد في تحرير مسألتنا لا من قبيل ولا دبير , فلا أدري أهو لم يعي ما نتحدث عنه , أم أنه لم يدرك مدلولات النقول التي أوردها وكيف أنها خالية من أن يكون في فحواها فضلا عن ظاهرها أو منطوقها ما قد يؤيد ما ذهب إليه , ومع هذا فأنا لن أخرجه من زمرة الصيادلة (ابتسامة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 07:08]ـ
بالنسبة للإخوة ـ آسف ـ للأخ الواحدي فلا زلت أقول: أي متأمل لما يكتبه يجد أنه يجمع من النصوص ما لا يفيد في تحرير مسألتنا لا من قبيل ولا دبير , فلا أدري أهو لم يعي ما نتحدث عنه , أم أنه لم يدرك مدلولات النقول التي أوردها وكيف أنها خالية من أن يكون في فحواها فضلا عن ظاهرها أو منطوقها ما قد يؤيد ما ذهب إليه , ومع هذا فأنا لن أخرجه من زمرة الصيادلة (ابتسامة).
يبدو من كلامك مع أخيك الواحدي: أنك أعلم منه، لكني أراه أعقل منك! (ابتسامة)
وحبذا لو ضربت صفحا عن التلقب بألقاب الملاحدة أيها الفاضل الذكي ..
ودخولي هنا: إنما كان ابتغاء المعرفة، والتماس فضل علم ضاعت مفاتيحه؟ فلعلك لا تجد في نفسك من تلك الكلمات يا أخي ... وحذار من مراماة القارة!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 08:31]ـ
فلو تمنيت لنا ذلك مستقبلا و دعوت لنا به و لم تكتف بتمني عدم وقوعه ماضيا لكان كرما تشكر عليه فالفكرة تعجبني:)
هذه النمطية التي يخلقها الاسلام في أرواح أتباعه مع احتفاظ كل منهم بشخصيته سواء ساعة الاختلاف أو الاتفاق هي المقصود بالبنيان المرصوص و الجسد الواحد و التوازن الذي ينتج من مبادئ ادارة الاختلاف في المجتمع الاسلامي من عهد تشاجر الصحابة الى يومنا هذا ... فليس صدفة أن تتكرر نفس هذه الملاحظة مع خلوصي او مع عدنان أو مع الواحدي او مع أبي الفداء ... فالحاصل أن التمسك بالتوحيد يخلق الوحدة و شخصية الرجل الواحد ... مع المحافظة على توازن الاختلاف ... :)
بارك الله فيك، ما أجمل ما كتبته يمينك أيها المبارك ..
ويا ليت هذه الأرواح الثلاثة تجتمع في جسد واحد حقا! (ابتسامة)
انها فوبيا المخالفة والبارانويا أيها الحبيب، وقانا الله واياك من شرها!
ولو أنه تأمل في تاريخ مشاركاتنا في هذا المجلس المبارك نحن الثلاثة لتبين أنه يستحيل أن نكون عضوا واحدا! ولكنها المكابرة ولا حول ولا قوة الا بالله!
وأنا أتساءل لماذا طرأ في ظنه هذا التصور؟! ألأننا خالفناه وأثقلنا عليه في ابطال دعواه؟ فلو تأمل لوجد أنه ما من يد امتدت لتكتب في هذا الموضوع الا وخالفته، أولها يد الفاضل أبي مالك حفظها الله وسدده ... فلعلنا نكون في الحقيقة سبعة أوراح في جسد واحد؟
نعم الجسد هذا اذا ... يا سيد أفلاطون (ابتسامة)
ـ[أفلااطون]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 10:05]ـ
بالنسبة لما ذكرته أخي النوراني فأنا وأيم الله لم أجد في نفسي تجاهك أو تجاه أحد من الإخوة إلا ما يحمده الأخ المؤالف. وأما ما أشرت إليه من الاسم فليست الأسماء حكرا على أول من تسمى بها , ولتقرير هذا وما قد يتوهمه متوهم من مسائل التشبه مقام آخر.
عود إلى المقصود: لا زلت أقول لكل أحد من الإخوة الكرام:
تأمل أخي منصفا , وقلب دلالت الألفاظ , وانظر بعمق فيما أوردته وأورده الإخوة من الآثار تجدها تتفق في تقرير ما سطرته لك , وعسى أن يكون لي ولك غنمه , ويسلم المخالف من غرمه. (وهذا الموضع مما يصح أن يستثنى من قاعدة الضمان المشهورة: الغنم بالغرم) ....... (ابتسامة).
تحياتي.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 11:19]ـ
خطبة الجمعة فيما يقل عن ثلاث دقائق من التصورات المحالة أو كادت،
لكن على مذهب أفلاطون اليوناني: التصورات كلها موجودة متحققة في الخارج!(/)
العلاج الصحيح لزوال سب الدهر والزمان من جميع المنتديات
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 04:26]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
العلاج الصحيح لإزالة سب الدهر والزمان من جميع المنتديات
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم القائل:
[المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه] حسنه الألباني
--------------
انتشر في كثير من مواضيع المنتديات [خاصة التي تحتوي على الشعر]، السب والإستهزاء والسخرية للزمن" الدهر" الذي جاءت الأحاديث النبوية الصحيحة بالتحذير الشديد من سبه أو انتقاصه أو السخرية منه لأن سب الدهر يعود على خالق الدهر، ولأن الله عز وجل هو الذي أنزل هذه النوازل التي لا يصبر عليها بعض الناس فيقوم بلعن الدهر ويسب الأيام والليالى التي خلقها الله عز وجل.
وتنشر هذه المنكرات خاصة في المواضيع التي تحتوي على الشعر أو المواضيع التي تكثر فيها الإعتراضات على أي شىء كان.
------------
فإذا دخلت موضوع أو مقال لأي كاتب من الكتاب، فما عليك أيها القارىء الكريم وفقك الله تعالى لكل خير إلآ أن تقوم بعمل:
[تحكم " كنترول " مع حرف " f " وكتابة كلمة " زمن " أو " زمان "] وستخرج لك النتائج إن شاء الله تعالى.
فإن وجدت " سب أو سخرية أو انتقاص " للزمن أو الزمان أو الدهر ـ فقم بالرد على الموضوع وانسخ له من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التالية:
------------
[1] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [قال الله عز وجل يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار] صحيح البخارى.
[2] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [قال الله يسب بنو آدم الدهر وأنا الدهر بيدي الليل والنهار] صحيح البخاري.
[3] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا تسموا العنب الكرم ولا تقولوا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر] صحيح البخارى.
[4] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [يقول الله عز وجل يؤذيني ابن آدم قال يقول يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإن شئت قبضتهما] مسند أحمد.
[5] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا تسبوا الدهر؛ فإن الله عز وجل قال: أنا الدهر، الأيام والليالي لي أجددها وأبليها، وآتي بملوك بعد ملوك] صححه الألباني.
والروايات كثيرة في التحذير الشديد من سب الدهر ولله الحمد.
------------
فإن فعل كل واحد منا ذلك، فقد يزول إن شاء الله تعالى أي سب أو سخرية أو انتقاص للزمن أو الدهر في جميع المنتديات المنتسبة للإسلام ولله الحمد.
قال الله عز وجل: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}
قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ}
قال النبي صلى الله عليه وسلم: [إن الله ليسأل العبد يوم القيامة حتى يقول ما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكره فإذا لقن الله عبدا حجته قال يا رب رجوتك وفرقت من الناس] صححه الألباني.
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(/)
هجمة شديدة وجديدة على السنة
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 05:05]ـ
جاء في موقع قناة العربية الخبر التالي:
جرد باحث إسلامي شهير صحيحي البخاري ومسلم من 653 حديثا مشككا في صحتها، معتبرا أنها غير مُلزمة لأحد.
واعتبر المصري جمال البنا (84 عاما) وهو الشقيق الأصغر لمؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، ونجل محقق الأحاديث النبوية عبد الرحمن البنا، أنه تجاوز بذلك عقبة الخوف من "التعرض لتنقية الصحيحين اللذين يعدان أقدس كتابين عند المسلمين بعد القرآن الكريم".
وقال: إن حديثا واحدا لم تشمله هذه العملية وهو "رضاع الكبير" الذي أحدث ضجة كبيرة في العام الماضي، عندما أصدر رئيس قسم الحديث السابق بجامعة الأزهر فتوى مستندا عليه بجواز إرضاع زميلة العمل لزميلها لكي لا تصبح خلوتهما في المكتب غير محرمة.
وأوضح لـ"العربية. نت": إن ذلك لا يرجع لاعتبار الحديث صحيحا، وإنما من قبيل السهو والنسيان لكون عملية "التنقية" اعتمدت أصلا على الأحاديث الواردة في "البخاري" باعتبارها جاءت أيضا في "مسلم" لكن هذا الحديث بالذات ورد في الأخير فقط، لكنه يأخذ نفس حكم الأحاديث المستبعدة.
وصدرت "تنقية" جمال البنا في 342 صفحة من القطع الكبير بعنوان "تجريد البخاري ومسلم من الأحاديث التي لا تُلزم" ووصفها بأنها "كانت أملا عزيزا عبر عنه الكثيرون، ولكن لم يقم أحد بهذه المهمة".
وأضاف "ظهر أن الإحجام عن القيام بأي تنقية، خاصة إذا مست الصحيحين -البخاري ومسلم- لا يعود إلى العجز، ولكن إلى الخوف، وهكذا تعين علينا أن نقوم بها".
وبدأ البنا تنقيته للصحيحين بإهداء يقول "إليك يا سيدي يا رسول الله"، كنوع من الاعتذار عما جناه الأسلاف، عندما تقبلوا أحاديث تمس مقام الرسول وتنال من ذات الله، وتسيء إلى العقيدة، والقرآن، والمجتمع.
وأوضح أنه "لا يتعرض للسُنة، لأنها المنهج والدأب والطريقة، أي أنها عملية، وليست قولية، وهو لا يتعرض أيضًا للأحاديث لو ثبتت نسبتها إلى الرسول، بدليل أنه أبقى على أي حديث ينبض بعبق النبوة ويتفق مع القرآن، ولكن هذا لم يكن شأن مئات الألوف من الأحاديث التي ظهرت لاعتبارات دينية وسياسية واجتماعية عديدة".
الاستناد على 4 مقدمات
وأشار إلى أنه نبه إلى أربع مقدمات، الأولى عن "إجماع علماء السُنة على عدم صحة كل ما في البخاري"، والثانية عن أن "رواية الحديث في عهد الرسول والخلفاء الراشدين كانت تحريم التدوين والإقلال من الرواية"، والثالثة عن "تجربة حديثة لباحث إسلامي متخصص في مجال علوم الحديث تؤكد قصور قواعد المحدثين في التحقيق من صحة الأخبار"، وجاء في نهاية بحثه تحقيق حديث "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله الله" باستخدام موسوعة خاصة على حاسوب به 265000 طريقة، وتم استخلاص 234 طريقاً لهذا الحديث لا يسلم واحد منها من أن يكون فيه كلام.
والمقدمة الرابعة جاءت عن «زواج النبي من عائشة، وهي بنت تسع سنين" معتبرا أنها كذبة كبيرة في كتب الحديث، ومشيرا إلى أن "هذه المقدمات الأربع استغرقت ثمانين صفحة وكانت ضرورية، فما كان ممكناً أن ينتقل القارئ من عالم البخاري المقدس كأصدق كتاب بعد كتاب الله إلى تجريده من مئات الأحاديث إلا بعد أن تهيئته بها".
وتحدث البنا عن موضوعات الأحاديث التي قام بعملية التنقية فيها، بادئا بالغيب الذي يقول إنه استأثر على غالبية الأحاديث الواردة في موضوع واحد "227 حديثا، مما يعني تركيزاً لابد وأن يعمق أثره على العقل".
وعرض 37 حديثاً عن الإسرائيليات، أشار إلى أن "أقل ما يقال فيها أنها لا تلزم، كما عرض ستة أحاديث تمس ذات الله تعالى وما يجب له من منزلة".
أحاديث تفسير القرآن
ورأى جمال البنا أنه "لا يمكن للأحاديث تفسير القرآن أو تحديد أسباب نزول أو إدعاء النسخ، لأن القرآن قطعي الثبوت ولا يمكن لأحاديث ـ حتى لو كانت صحيحة ـ أن تدعي أن هذه الآية منسوخة، أو أن تبين سبب نزولها، فهذا مرفوض شكلاً وموضوعًا، شكلاً لأن الحديث أقل في درجة ثبوته من القرآن، وموضوعًا لأن درجة منزلته أقل من القرآن".
وقال إنه "تحفظ على 53 حديثا في هذا الإطار بينها 24 في تفسير القرآن الكريم، و11 تدعي النسخ و18 تقدم أحكاما مختلفة عن أحكام القرآن".
واستطرد بأن التنقية التي قام بها تستبعد 18 حديثا قدسيا مبررا ذلك بأنه "لا يؤمن إلا بوحي قرآني، أما السُّنة فما جاء فيها بوحي، فهو أقل شأناً من الوحي القرآني والمفروض أن يفرق بينهما".
واستبعد جمال البنا من صحيحي البخاري ومسلم "الأحاديث الواردة عن كرامات للرسول، و26 حديثا تخل بعصمته، و4 أحاديث يرى أنها تتناقض مع آيات متعددة عن حرية الاعتقاد، و46 تسرف في الترغيب والترهيب، و39 حديثا تفرض دونية على المرأة، ووجد مشكلة في متن 89 حديثا".
وعن مجمل الأحاديث التي استبعدها "653 حديثا" قال: إن ثلثها مكرر، وقد يصل تكرار الحديث الواحد خمس أو سبع أو ثمان مرات. ووصف كتابه الذي تضمن ذلك بأنه "أول خطوة منظمة ومنهجية لضبط السُّنة بضوابط القرآن، وهو الذي يمكننا من التخلص من الأحاديث الموضوعة التي كانت من أكبر أسباب تخلف المسلمين. وبالطبع فإن هذا لا يُعد مساسًا بالسُّنة الحقيقية، لأنه لا يمكن أن يكون في السُّنة حديث يخالف القرآن، وإذا وجد فيجب استبعاده بلا تردد، والتصرف غير ذلك يعني الإيمان بشرع يخالف القرآن".
وواصل بقوله: أعتقد أننا اقتحمنا العقبة وفتحنا السبيل لمراجعة كتب السُنة الأخرى، وكل حديث تحفظنا عليه في البخاري سيستتبع التحفظ على عشرة أحاديث في المراجع الأخرى التي هي دون الصحيحين".
وهذا رابط الخبر: http://www.alarabiya.net/articles/2008/12/17/62240.html
وانظروا التعليقات عليه وفرح أهل الضلال به.
فليتنا ننشغل بفضح هؤلاء وتعريتهم بالجهل الذي هم فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 06:30]ـ
الله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله
أحب أن أنبه من أراد أن يرد على هذا الصنف من الناس أن لا يعاملهم معاملة أهل العلوم الشرعية فضلا عن أهل الاختصاص
بل يعتبره ويعامله معاملة أعداء الدين كالمستشرقين والحداثيين ونحوهم
فينبغي أولا أن يقدم بمقدمة يهدم بها أصوله التي خالف فيها الأصول العلمية وإجماع أهل العلم والاختصاص
ثم بعد ذلك يشرع في الرد عليه فرعا فرعا
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 07:27]ـ
شكرا لتعليق الشيخ أمجد , ومع تأييدي لقوله الذي فسّره , وهو قوله: (أحب أن أنبه من أراد أن يرد على هذا الصنف من الناس أن لا يعاملهم معاملة أهل العلوم الشرعية فضلا عن أهل الاختصاص
بل يعتبره ويعامله معاملة أعداء الدين كالمستشرقين والحداثيين ونحوهم
فينبغي أولا أن يقدم بمقدمة يهدم بها أصوله التي خالف فيها الأصول العلمية وإجماع أهل العلم والاختصاص)
لكني أضيف مع عدم التسرع في التكفير أو الدخول في النوايا , ولنا في قبيح ما أظهر كفاية عما أخفاه.
ـ[بن بنه]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 08:19]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 10:39]ـ
شنشنة نعرفها من أخزم ............
كناطح صخرة يوما ليوهنها ****** فلم يضرها.وأوهى قرنه الوعل
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 10:59]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
فإنَّ الرجل أصغر من أن يُرد عليه00و من يفرح بصنيعه هذا إلا الذي مثله في الضلال والجهل المركب00اللهم احفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا00وردَّ سهام أعدائه في نحروهم وأفئدتهم00وأفضحهم بين الخلائق في الدنيا قبل الآخرة00اللهم آمين00اللهم آمين00
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 11:36]ـ
سخافة القول وسقوطه عند طلبة العلم لا يعني أنه لا يستحق الرد , فقد ينخدع به المسلمون والمثقفون في غير العلوم الشرعية. بل لا بد من الرد وبيان جهل الكاتب وفضحه بذلك , ليكون لمن خلفه آية , ولكي لا ينخدع به أحد.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 01:42]ـ
أكره في العنوان - عنوان الموضوع - وصف هذه "الهجمة" بأنها "شديدة"!! فلا هي شديدة ولا هي جديدة - من جهة النوع على الأقل -، فالهجمة الشديدة هي التي تحتاج منا الى رفع الكثير من التروس العلمية لصدها، وهذا الرجل قد يفلح في الرد عليه طالب في المدرسة!! ولا أقلل من أهمية الرد العلمي على أمثاله وسحقهم! فكما يقولون: ان كان عدوك نملا فلا تنم له! ولكن وصف هجمته هذه بالشدة من شأنه أن يضع هذا المهرج المتهالك في مكان أضخم بكثير مما يستحق، ولا شك في أنه هو المنتفع من ظهور كلامه هذا على أنه كلام خطير وشديد!! فتنبهوا لذلك بارك الله فيكم ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 05:13]ـ
[ COLOR="Red"] لكني أضيف مع عدم التسرع في التكفير أو الدخول في النوايا , ولنا في قبيح ما أظهر كفاية عما أخفاه.
بارك الله فيك
استصحب هذه القاعدة في فهم كلام الناس وأدب الرد:
"تشبيه شيء بشيء لا يلزم منه وقوع الشبه من جميع الوجوه"
ـ[محمداحمد الحقاني الافغاني]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 05:26]ـ
اللهم انصر من نصر دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم واجعلنا منهم , واخذل من أهان دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولا تجعلنا منهم.
آمين
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 05:30]ـ
شيخنا أمجد لا أعرف ما الذي جعلك تعرِّض بسوء فهمي وسوء أدبي , مع أني بينت أني لا أخالفك , ولكني فسرت ووضحت , خشية أن يظن أحد بأن تشبيهك يقتضي المشابهة من كل وجه. ولذلك قلتُ في تقديم عبارتك بأنها مفسَّرة , لأحمل القارئ على عدم التعجل في فهمها.
ولا أظنني محتاجا لإعادة العبارة لتعيد فيها النظر.
لا أخفيك لقد آلمني أن تواجهني بهذا الأسلوب مع توقيري لك
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 05:44]ـ
والله ما قصدت يا أخي الكريم ما فهمته من تعريض ولم يخطر ببالي ولكن خانني التعبير
وكنت فهمت من تعليقك على كلامي أني أتهم البنا بالكفر فذكرت هذه القاعدة
وأعتذر لك اعتذارا صادقا
وصدقني _مرة ثانية_ لم يخطر ببالي ما ذكرت من تعريض ولكن كتبت عبارتي على عجل
بارك الله فيك
ـ[وهران]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 09:56]ـ
لم يأت هذا الرجل بجديد وإنما قلد من سبقه من الزنادقة مع أني لا اتهمه بالزندقة لأني أظنه جاهلا.
وقد فعل مثل هذه الفعلة الزنديق المعروف بأحمد صبحي منصور الداعي إلى الاكتفاء بالقرآن كما يزعم, وادعى أن الكثير من الأحاديث الموجودة في الصحيحن إنما هي كذب وسوء أدب مع الله على حد زعمه.
وقد تابعه الكثير من المبتدعة وأشهرهم طائفة الاباضية, أذكر أني قرأت كتابا لأحدهم سماه: جدلية الرواية والدراية عند أهل الحديث, حيث تهجم على المحدثين واتهمهم بالوضع والتناقض والأخذ عن اليهود, بل اتهم الصحابة كابن عباس وأبي هريرة وغيرهم بأنهم نقلة عن اليهود حتى خلطوا بين أحاديث النبي وكلام اليهود.
وتكلم كثيرا حول أحاديث يزعم أنها مناقضة للقرآن وقادحة في ذات الله تعالى كأحاديث الدجال والصفات وغيرها.
لذا لم يأت هذا الجاهل بجديد وإنما حاطب ليل.
والرد على هؤلاء واجب على أهل العلم ولا يجوز السكوت.
هداني الله وإياكم إلى سواء السبيل وعافانا مما ابتلي به هؤلاء القوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الحسني]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 11:32]ـ
سلام عليكم هذا الصنف من الناس انما يبحث عن الشهرة اوانه يقدم عمله لمخدوميه حتى يتقاضى أجرته، والردود تحقق له مبتغاه وكم من مجهول تحدث فيما لا يحسن فلم يعبأ به الناس الى ان رد عليه اهل العلم والفضل فبحثوا حينئذ عما كتب ذلك الذي لم يكن بعبأ به، ولذا اقترح الا يلتفت اليه الا اذا اتضح ان كلامه انتشر بين الناس لا سيما العوام منهم وحينها فالغيورون على دين الله وسنة نبيه ليسوا قلة وفق الله الجميع.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 07:24]ـ
رد الله كيده وكيد من يصفق له من قنوات العمالة في نحورهم .. وقيض الله لهم من أسود السنة من يحرق أكبادهم غيظا وكمدا بإزهاق باطلهم ورد شبهاتهم الواهية
ـ[عاشق الحور العين]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 09:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا كثيرا.
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ((وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ)) اليكم بعض فتاوي الرويبضة.
لا لزوم للحجاب وشعر المرأة ليس عورة
ليس في القرآن والسنة أمر بالحجاب
ارتداء المرأة للبنطلون أكثر حشمة وسترة
الاختلاط ضروري ومن الطبيعة والفطرة
رضاء الطرفين وتوافقهما كاف لصحة الزواج
لا شهود ولا مهر ولا ولي
لا يقع طلاق الرجل منفردا بدون موافقة زوجته
المرأة الأكثر علما تؤم الرجال في الصلاة
هذه الفتاوي تأتي على هوى ما يسمى بالاسلام الجديد الذي تريده امريكا ومن لف لفها هؤلاء سيتساقطون الواحد تلو الاخر ويبقى الاسلام الحق بحفظ الله ومن ثم علماء الحق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 12:42]ـ
بعد أن استبعد 653 حديثا من الصحيحين
د. الشريف: ما قام به البنا جريمة طالت السنة النبوية
صلاح عبد الشكور - مكة المكرمة
أعرب الشيخ الدكتور حاتم الشريف عضو مجلس الشورى والمتخصص في علوم السنة النبوية عن أسفه لما أقدم عليه الباحث جمال البنا بعمده إلى صحيحي البخاري ومسلم وتجريده منهما 653 حديثا شكك في صحتها، وقال إن البحث الذي قام به الباحث يعد جريمة طالت السنة النبوية من جهة أنه من غير المتخصصين في علم الحديث ومن جهة جنايته على أحاديث هذين الكتابين. وقال في تصريحه لملحق الدين والحياة: كلنا نعرف أن لكل علم من العلوم حرمة وحصانة، ولا يحق لأي شخص أن يتكلم في أي علم من العلوم إلا أن يكون عالما به، فلا يحق لغير الطبيب مثلا أن يمارس مهنة الطب، وهذا مما تأتلف عليه جميع القلوب، فإذا تحدث ممن ليس له عناية بعلم السنة النبوية فإنه لا يقبل منه هذا الكلام أصلا، وينبغي عليه أن يحترم عقله وأن لا يخوض في علم لا يحسنه، وللأسف فإن الناس يعرفون هذه الحصانة في غير العلوم الشرعية؛ أما العلوم الشرعية فإنهم يتساهلون في هذه الحصانة ويبيحون لكل شخص أن يتكلم في علوم الشريعة. وردا على ما ذهب إليه الباحث جمال البنا يقول الدكتور الشريف: يكفي لبيان بطلان هذا الأمر أن المتحدث ليس مهتما بعلوم السنة النبوية بل ولا بالعلوم الشرعية، الأمر الثاني أنه يعارض كلام أهل الاختصاص، وهنا حقيقة جريمتان: الأولى الكلام بالجهل وكل الناس يرفض ذلك، والجريمة الثانية: مخالفة أهل الاختصاص وهم المحدّثون، فكلام أهل الاختصاص جميعا قديما وحديثا بل كلام الفقهاء وأصول الفقه؛ كلهم يصرحون بأن مرجع التصحيح والتضعيف وبيان المقبول من المردود هو لأهل الحديث لا لأحد سواهم، حتى أن علماء الفقه وعلماء الأصول يصرحون أنهم عالة على أهل الحديث في تمييز الصحيح من الضعيف. وأما أن يأتي شخص غير معروف بهذا العلم ويتكلم بمثل هذا الكلام العجيب، ويزداد العجب حين تقوم وسائل الإعلام بإذاعة كلامه ونشره على الناس، ومن المفترض أن لا يلتفت إلى كلام هذا الباحث لأنه مخالف لإجماع الأمة وعلماء المسلمين ولكل من له أدنى معرفة بعلم الحديث. وحول دور علماء الشريعة وخاصة علماء السنة النبوية في مثل هذه الاجتهادات يقول الشيخ الشريف: أتمنى أن تكون هناك لجنة أو رابطة عالمية إسلامية متعلقة بالسنة النبوية، الغرض من هذه الرابطة هو الرد على مثل هذه الهجمات التي أصبحت تتكرر من حين لآخر، فلو كانت هناك جهة شرعية ذات صبغة عالمية تضم علماء السنة النبوية من جميع العالم الإسلامي، ويكون لها ثقل، وبالتالي لو أخرجت بيانا في الرد على مثل ما قام به جمال البنا أو غيره، فهذا يميت مثل هذه الدعوات ويجعلها مرفوضة تماما.
المصدر صحيفة عكاظ ملحق الدين والحياة
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20081225/Con20081225248259.htm(/)
لطيفة: "استحباب" دليل الاستصحاب.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 11:55]ـ
كما هو معروف، الأحكام التكليفية أحكام تطلق على أفعال المكلفين [1]، ولكن من اللطائف التي وقفت عندها، أن يُطلق حكمٌ تكليفي على ما يمكن أن يكون سبباً للحكم على فعل المكلف (!!)، وهو دليل الاستصحاب [2]. قال ابن تيمية رحمه الله في الدرر المضية ص 14: ((والإحتياط بمجرد الشك في أمور المياه ليس مستحباً ولا مشروعاً، بل المستحب: بناء الأمر على الاستصحاب)).
= = = = = = = = = = =
[1] وبعض الأصوليين يقول لو قيل أفعال "العباد" لكان أصوب.
[2] ومع ذلك لا يخرج هذا التصرف عن كونه فعلاً للمكلف، إلا أنه فعل لا يستحضره كثيرٌ منهم على النحو الذي عبّر به ابن تيمية.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 12:04]ـ
... وعلى هذا، فأدلة الفقه المتفق عليها والمختلف عليها، توصلنا لأحكام تكليفية، كما أن أقسام الأحكام التكليفية يمكن أن تنبسط على أنواع الأدلة الموصلة لهذه الأحكام التكليفية، كما إذا قلنا: "يجب" الاعتماد على الاستصحاب هنا، و"يستحب" في هذه المسألة، أو "يجب" القياس في هذا الموضع للوصول إلى الحكم لأن ما لايتم الواجب إلا به فهو واجب.(/)
ما حكم العمل في مؤسسة البريد
ـ[ابو رشيد]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 12:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم العمل في مؤسسة البريد وخاصة العمل كساعٍ للبريد، الذي يوزع الرسائل والحولات على أصحابها، ومن بين هذه الرسائل، الرسائل التي ترسلها البنوك إلى زبائنها و كذا الضرائب، بالإضافة إلى أن مؤسسة البريد لديها بعض المعاملات الربوية كصندوق التوفير الوطني، أفتونا مأجورين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
مسألتان في صلاة الوتر (؟)
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 02:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو أن أحداً صلى الوتر كصلاته المغرب أيصح وتره؟
ولو أنه صلاها ثلاثاً لا فاصل بينهن أيصح؟
أرجو الإفادة منكم، مع استعراض أقوال متقدمي أهل العلم، جزاكم الله خيراً
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 06:37]ـ
صلاة الوتر يصلونها مع الشفع بدون تسليم كصلاة المغرب وأيضا يقولون هذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم؟
الجواب المحفوظ من فعل النبي صلى الله عليه وسلم في أغلب أوقاته أنه يفرد الوتر ركعة واحدة بسلام مستقل، كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها وابن عباس وغيرهما، وربما أوتر بخمس، لا يجلس إلا في آخرها، كما في الصحيحين من حديث عائشة،
وربما أوتر بثلاث، لم يجلس إلا في آخرها، كما رواه أحمد والنسائي والبيهقي والحاكم من حديث عائشة،
وأما إيتاره بثلاث كالمغرب فلا نعلم لذلك أصلا، بل ورد النهي عن ذلك وأن لا تشبه بالمغرب، كما رواه الدار قطني بإسناده وقال: كلهم ثقات.
و بالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج 7/ ص 175 ـ 176) [رقم الفتوى في مصدرها
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 08:18]ـ
جزاك الله خيراً
فالصورة الأولى لا تصح والثانية جائزة على أن الأولى الفصل، هل هذا ملخص لما أفدتَني به أخي الكريم
ـ[المشتاقة لجنة الرحمن]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 10:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اخى الكريم
واتمنى ان تكون فى احسن حال بأذن الله
فى رعاية الله وحفظه
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 12:49]ـ
شكرا لكم و بارك الله فيكم ...
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[09 - Feb-2009, صباحاً 01:26]ـ
وفقكم الله ونفع بكم:
ماذا عن القنوت في الوتر، بعض الناس يقنتُ فيه سراً بعد الرفع من الركوع، ألِصاحب هذا القول سلفٌ؟
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[18 - Mar-2010, مساء 02:16]ـ
لو أن أحداً صلى الوتر كصلاته المغرب أيصح وتره؟ ليس له أصل بل ورد النهي عنه.
ولو أنه صلاها ثلاثاً لا فاصل بينهن أيصح؟ (؟)
ماذا عن القنوت في الوتر، بعض الناس يقنتُ فيه سراً بعد الرفع من الركوع، ألِصاحب هذا القول سلفٌ؟ (؟)(/)
أيهما أصح: أن يقول مثل ما يقول المؤذن أم يقول بعد الحيعلة: لا حول ولا قوة إلا بالله؟
ـ[حمد]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 06:47]ـ
مسند البزار ج1/ص383
(258) حدثنا محمد بن المثنى قال نا محمد بن جهضم قال نا إسماعيل بن جعفر قال نا عمارة بن غزية عن خبيب بن عبد الرحمن بن يساف عن حفص بن عاصم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر فقال أشهد أن لا إله إلا الله قال أشهد أن لا إله إلا الله قال أشهد أن محمدا رسول الله قال أشهد أن محمدا رسول الله قال حيى على الصلاة قال لا حول ولا قوة إلا بالله قال حيى على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله قال الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة).
وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد.انتهى
وقال الأثرم -كما في المغني-: وهذا من الأحاديث الجياد.
* فنظراً لعدم بلوغ الحديث درجةَ الاحتجاج، فلعل الصحيح: أنّ الإنسان مخيّر بين أن يقول مثل ما يقول المؤذن عند الحيعلة، أو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
للنقاش.
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 07:48]ـ
بارك الله فيك
الحديث المذكور أخرجه الإمام مسلم في الصحيح بهذا الإسناد نفسه
ـ[حمد]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 11:00]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب.
نعم رواه الإمام مسلم
لكن قصدتُ ذكر وجهٍ لإعلال الحديث - وإن لم يره الإمام مسلم قادحاً -.
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 01:21]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب.
نعم رواه الإمام مسلم
لكن قصدتُ ذكر وجهٍ لإعلال الحديث - وإن لم يره الإمام مسلم قادحاً -.
وجزاك ربي خيراً
هلا تفضلت ببيان هذه العلة.
ـ[حمد]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 01:51]ـ
لوّنتها بالأزرق أخي / الحمادي من كلام البزار في الأعلى
ومسند البزار مسند معلّل
وكذلك أيضا قال ابن كثير: مسند البزار. نعم. وهو مسند البزار اسمه "المسند الكبير المعلل" يذكر فيه البزار عللا كثيرة للأحاديث، والظاهر -والله أعلم- أن البزار يعني قصد به شرح علل الأحاديث
http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=2&t=book49&f=alo00056.htm
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 03:00]ـ
هل يعني هذا أنَّ جميع ما في كتابه معلولٌ عنده؟
إن صح هذا -ولا يصح- فلا يكفي لأن تقول:
* فنظراً لعدم بلوغ الحديث درجةَ الاحتجاج، فلعل الصحيح: أنّ الإنسان مخيّر بين أن يقول مثل ما يقول المؤذن عند الحيعلة، أو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
إلا إن ترجح عندك تعليله
ـ[حمد]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 07:56]ـ
جزاك الله خيراً
نعم ترجّح لي تعليله.
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 09:10]ـ
وجزاك ربي خيراً
هل يمكن الإفادة بدليل الترجيح؟
وهل جميع ما في مسند البزار معلول عنده؟
ـ[حمد]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 09:18]ـ
أشكرك أخي عبد الله. هنا أتوقف، إلا إن كان هناك أخ يثري الموضوع معكم - سواء في فقهه أو تصحيح حديثه -
ـ[أفلااطون]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 09:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ................. ثم أما بعد:
بالنسبة لهذه المسألة فالذي أراه أن السنة أن يقول الانسان هذا تارة وهذا تارة , فمرة يردد مع المؤذن كما يقول , وأخرى يقول مكان الحيعلتين: لا حول ولا قوة إلا بالله.
أما دليل الأول فما رواه مالك والبخاري ومسلم وغيرهم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن) , وحديث أم حبيبة رضي الله عنها قالت (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كان عندها في يومها وليلتها فسمع المؤذن قال كما يقول المؤذن) رواه ابن ماجه وأحمد وغيرهم وفي إسناده مقال , وإن كان سكت عنه الحافظ في الفتح وقال عنه الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولم يتعقبه الذهبي. ومثله في الدرجة حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قال مثل ما قال هذا "يعني المؤذن" يقينا دخل الجنة) وهو عند النسائي , وفي سنده مقال وإن كان قال الحاكم صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
وفي الصحيح ما يغني عما سواه.
ودليل الثاني: ما رواه مسلم وأبو داود وغيرهم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر , فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر ........... ثم قال: حي على الصلاة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله , ثم قال: حي على الفلاح قال: لا حول ولا قوة إلا بالله .... من قلبه دخل الجنة) , ومثله حديث معاوية رضي الله عنه عند الدارمي والطحاوي وغيرهم وهو صحيح بمجموع الطرق.
فائدة:
اختلفوا في الإجابة كيف تكون على أربعة مذاهب:
1 ـ أن يقول مثل ما يقول حتى في الحيعلتين وهو مذهب بعض السلف عملا بحديث (فقولوا مثل ما يقول).
2 ـ أن يقول مثل قوله إلا في الحيعلتين فيقول مكانهما: لا حول ولا قوة إلا بالله , وهو مذهب جمهور الشافعية وغيرهم عملا بحديث عمر ومعاوية رضي الله عنهما.
3 ـ أن يجمع بين الحيعلة والحوقلة وهو مذهب لبعض الأحناف ووجه عند الحنابلة.
4ـ أن يحوقل تارة , ويحيعل تارة أخرى وبه قال ابن حزم رحمه الله , وهو الذي أرتضيه لي مذهبا.
أخرى:
يستحب لك أن تقول أحيانا عند قول المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله ..... (وأنا وأنا) , فكذلك كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة رضي الله عنها. وهو عند أبي داود والحاكم وهو على شرط مسلم , وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 09:56]ـ
الأمر إليك وفقك الله وسددك
والذي يظهر أن الحديث صحيح، احتج به الإمام مسلم في صحيحه
وإن وقع اختلافٌ في وصله وإرساله، فالأظهر وصله كما أشار إلى ذلك الإمام الدارقطني في العلل
وظاهر تصرفه في التتبع يخالفه
فإن صح كونه معلولاً -وفيه نظر- ولم يأت ما يفيد معناه في الحوقلة عند الحيعلة= فيبقى العمل على عموم
(فقولوا مثل ما يقول)
ـ[حمد]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 03:35]ـ
فائدة:
فتح الباري ج2/ص91
وقال بن المنذر: يحتمل أن يكون ذلك من الاختلاف المباح فيقول تارة كذا وتارة كذا
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 05:58]ـ
فائدة:
فتح الباري ج2/ص91
وقال بن المنذر: يحتمل أن يكون ذلك من الاختلاف المباح فيقول تارة كذا وتارة كذا
هذا محتمل
والأصل حمل العام على الخاص
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 06:28]ـ
وحمل العام على الخاص في مسألتنا هو الأظهر
أما القول بأن ذلك من الاختلاف المباح فيترجح في النصوص الخاصة المفسرة؛ كما في اختلاف صيغ التشهد والأذان وغيرهما
والاختلاف في مسألتنا بين عام وخاص
على أنه روي نص خاص بالحيعلة عند الحيعلة، ولو صح لترجح القول بأن ذلك من الاختلاف المباح، لكنه حديث منكر
ـ[أفلااطون]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 07:45]ـ
ليس الأمر كما ذكرت حفظك الله , من أن مسألتنا من باب حمل العام على الخاص , فإنه إذا ذكر بعض أفراد العام بحكم وأمكن إعمال العموم فيه عندها فإن طريقة أهل التحقيق إعمال الخاص تارة والعام تارة أخرى , وهذاه عين مسألتنا.فتأمل.
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 07:59]ـ
ليس الأمر كما ذكرت حفظك الله , من أن مسألتنا من باب حمل العام على الخاص , فإنه إذا ذكر بعض أفراد العام بحكم وأمكن إعمال العموم فيه عندها فإن طريقة أهل التحقيق إعمال الخاص تارة والعام تارة أخرى , وهذاه عين مسألتنا.فتأمل.
وحفظك ربي وبارك فيك
هل قول (لاحول ولاقوة إلا بالله) فردٌ من الأفراد التي يدل عليها عموم: (مثل ما يقول)؟
ـ[أفلااطون]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 08:09]ـ
المقصود ـ رفعك الله بطاعته ـ أن قول: حي على الصلاة حي على الفلاح بعد أن يقولها المؤذن فرد من أفراد العام وهو قوله (مثل ما يقول) , ولما أفردت الحيعلتين في النصوص الأخرى بـ لا حول ولا قوة إلا بالله وأمكن إعمال العام تارة والخاص تارة أخرى فهذا هو المتعين , إذ التنويع فيما ورد فيه التنويع هو ما عليه المحققون من أهل العلم , وإعمال كلا الدليلين أولى من إهمال إحدهما. رفعك الله بالعمل الصالح والعلم النافع.
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 08:37]ـ
ورفعك الله بطاعته ووفقك لمرضاته وسددك وأصاب بك الحق
أردتُ التنبيه إلى أنَّ القاعدة التي تفضلت بالإشارة إليها لا تنطبق على مسألتنا
فإنَّ الحوقلة عند الحيعلة (على ما ثبت في حديث عمر) لا يشمله عمومُ حديث أبي سعيد
فخرج هذا المثال عن هذه القاعدة
إنما تنطبق قاعدة (ذكر بعض أفراد العام ... ) فيما إذا ذُكِرَ في نص فردٌ من الأفراد التي يشملها عموم النص المخالف
كما في حديث: (وجعلت لي الأرض مسجداً) وفي حديث آخر: (وجعلت تربتها لنا طهوراً)
فالتربة جزءٌ من الأرض وفرد من الأفراد المندرجة فيها، فذكر التربة في الحديث الثاني لا يستلزم التخصيص للحديث الأول.
ولا يخفى عليكم أنَّ القولَ بالعموم والخصوص صورةٌ من صور الجمع، وليس فيه رفع لأحد الدليلين ولا إهمالٌ له
صحيح أن فيه رفعاً لظاهر دلالة جزء من الدليل، لكنه ليس رفعاً لكامل الدليل
وأما القول بالتنويع والتخيير فسبق أنه يصح في النصوص الخاصة المفسرة، كما في صيغ التشهد
والاستفتاح والأذان ونحو ذلك(/)
ما حكم من يفضل نبيا من الأنبياء على رسول الله؟
ـ[أبو موسى]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 09:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم من يفضل نبيا من الأنبياء على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
وقد يستدل بالأحاديث التالية _مع ما في بعضها من مقال_
في صحيح البخاري:6/ 31 ونحوه في:4/ 135:
قال سألت مجاهداً عن سجدة (سورة) (ص) فقال سألت ابن عباس: من أين سجدت (يعني لماذا) فقال: أو ما تقرأ: ومن ذريته داود وسليمان أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده، فكان داود ممن أُمِرَ نبيكم (صلى الله عليه وسلم) أن يقتدي به، فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد روى الهندي في كنز العمال:11/ 521 عن مسند أحمد وطبقات ابن سعد وغيرهما، عن ابن عباس: ما من أحد من ولد آدم إلا وقد أخطأ أو هم بخطيئة، إلا يحيى بن زكريا، فإنه لم يهم بها ولم يعملها)
وفي كنز العمال:11/ 522 عن ابن عساكر: لا ينبغي لاحد أن يقول أنا خير من يحيى بن زكريا، ما همَّ يخطيئة ولا جالت في صدره امرأة.
عن ابن عساكر، عن أنس أن رجلاً قال للنبي (صلى الله عليه وسلم): يا خير الناس، قال: ذاك إبراهيم! قال: يا أعبد الناس، قال: ذاك داود!!. وفي:3/ 671 (إن أخي داود كان أعبد البشر)
وفي مجمع الزوائد:8/ 206:
عن أبي الدرداء قال: وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا ذكر داود (صلى الله عليه وسلم) قال: كان أعبد البشر. رواه البزار في حديث طويل وإسناده حسن.
قال البخاري في صحيحه:7/ 193:
عن أبي هريرة قال: استبَّ رجلان، رجلٌ من المسلمين ورجلٌ من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمداً على العالمين، فقال اليهودي والذي اصطفى موسى على العالمين، قال فغضب المسلم عند ذلك فلطم وجه اليهودي، فذهب اليهودي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطشٌ بجانب العرش، فلا أدري أكان موسى فيمن صعق فأفاق قبلي؟ أو كان ممن استثنى الله؟ انتهى.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 10:17]ـ
هو مخطئ ومكابر لمخالفته اجماع المسلمين على أفضلية محمد صلى الله عليه وسلم على سائر النبيين وعلى سائر ولد آدم، وكثرة نصوص السنة الدالة على ذلك، في شأن الاسراء والمعراج وفي الشفاعة الكبرى يوم القيامة والصراط وغير ذلك ..
والذي يستدل بهذه الأحاديث التي ذكرتها - على فرض صحتها جميعا - استدلاله مردود من وجوه:
/// أن ورود نصوص تدل على اقتداء نبي بسنن نبي قبله وموافقته عليها لا تعني بحال من الأحوال أفضلية السابق على اللاحق، ولو صح ذلك لكان آدم عليه السلام أفضل الأنبياء لأنهم جميعا يدعون بدعوة التوحيد التي كان هو أول داع اليها!
/// حقيقة أن يحيى عليه السلام لم يخطئ ولم يهم بخطيئة، وأن داود عليه السلام كان أعبد البشر، وأن شعيبا كان أفصح الخطباء، وأن عيسى كرمه الله برفعه وابقائه في السماء، وأن غيره تميز بكذا وكذا، الى آخر ما هو معلوم من فضائل النبيين والمرسلين، كل هذا لا يجعل أحدا منهم أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم، فأنا قد أفضلك في وجه - ان صح اعتباره كذلك - وأنت تفضلني فيما سواه من الوجوه، وما أكثرها بين النبيين عليهم صلوات الله وسلامه، وقد جمع الله لمحمد صلى الله عليه وسلم من فضائل النبيين والمرسلين ما رفعه به فوقهم جميعا ..
/// وعليه فحديث البخاري الذي فيه النهي عن تفضيل محمد عليه السلام على موسى، يجب أن يفهم في سياقه، لا على أنه نهي عن التفضيل باطلاق! فالنبي عليه السلام نهى المسلم عن ذلك عند تخاصمه مع اليهودي وتمسك هذا بنبيه وهذا بنبيه - الذي يزعم النسبة اليه - حتى لا يجعل الناس بجهالتهم من الأنبياء وأتباعهم شيعا وأحزابا يتعصبون لها عند النزاع، فيقول أحدهم أنا نبيي خير من نبيك، فأنا اذا خير منك، وما هم الا مبلغون عن رب واحد، هو الذي يعلم أيهم أفضل من أي، ويأمر الناس بالايمان بهم جميعا، وبتوقيرهم جميعا، فلا يفرقون بينهم كل على هواه وعصبيته! فالتفاضل بينهم ثابت بنص القرءان كما في قوله تعالى: ((تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ)) [البقرة: 253]
ولكن من الذي له أن يفاضل بينهم، ومن الذي يعلم في أي شيء كان هذا النبي أفضل من ذاك؟ انه ربهم سبحانه وتعالى، فذاك وجه النهي في الحديث وهو واضح ان شاء الله من سياقه، ولا يدل على أن موسى أفضل من محمد عليه الصلاة والسلام باطلاق، ولا يعارض النصوص الدالة على أفضلية محمد عليه السلام على سائر النبيين، والله تعالى أعلى وأعلم(/)
ذم الكلام من كتاب شن الغارات لابن أبي مدين الشنقيطي
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 10:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا فصل من كتاب شَنُّ الغَارَات على أهلِ وحدَةِ الوجُودِ وأهلِ المعيَّةِ بالذََّات للشيخ محمد ابن أبي مدين الشنقيطي وهو لا يزال مخطوطاً.
قال فيه: " واعلم أن السَّلَفَ الصالح إنما يرجع في صِفَات الله تعالى وأسمائِهِ إلى مُجرَّدِ النَّقلِ وبه يردُّ على من خالفَ، كردِّ ابن عُمَرَ رضي الله عنهما على معبدٍ الجُهَنِيِّ في مسألةِ القَدَر بجوابِهِ ? لجبريلَ عليه السلام، وهو أول حديث في «صحيح مسلم»، وقد أخرجه مسلمٌ أيضاً والبخاري عن أبي هريرة مُختصراً، وغير ذلك مما لا يحصى.
وأما المتكلِّمُون فيرجعونَ في ذلك إلى الدَّليلِ العقلِيِّ ويُحكِّمُونه في ما لا مدخلَ لهُ فيهِ، فإن وافق الدليلُ النقلي قبلوه وإلا ردُّوهُ أو تأولوه، وحقيقةُ ذلك الدليلِ العقليِّ مبنيةٌ على تقسيم الفلاسفة العالمَ إلى عرضٍ وجوهرَ، وهو أمرٌ لا أصل له في دين الإسلام، لا في كتابٍ ولا في سُنَّةٍ ولا في أقوالِ سلفِ هذه الأُمَّةِ، فعلى المسلم أن يجعل العقل تابعاً للنَّقل لئلا يقعَ في المهالك.
انظر: «شرح القرطبي لصحيح مسلم» في الكلامِ على حديث: " أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخصم "، وشرح علي القاري للشفا في الكلام على الباطنِيَّة، ومقدمة «تاريخ ابن خلدُون» في الكلام على العلوم الإلهيَّات، والجُزء الأول من «الاعتصام» لأبي إسحاقَ الشَّاطبيِّ، وكتاب «التعليم والإرشاد» لمُحمد بدرِ الدين الحلبيِّ.
قال العلامة الفقيهُ مُحمَّد يحيى بن محمد المختار بن الطالب عبد الله الداوودي ثم السعيدي الولاتي وطناً المتوفى سنة ثلاثين وثلثمائة ما نصه: " ومذهبُ أهل السنة أن العقل لا عبرة به إلا إذا وافق دليلاً نقلياً من كتاب أو سنة، فلا يعتبرُ إلا تبعاً للشرع، ولا استقلال له في إثباتِ حكمٍ شرعي " ا. هـ كلامه بلفظه.
وقال السندي في حاشيته على «سُنن ابن ماجه» في الكلام على زيادة الإيمانِ ونُقصانه ما نصه: " والسَّلفُ كانوا يتبعون الوارد ولا يلتفتون إلى نحو تلك المباحث الكلاميَّةِ التي استخرجها المتأخِّرُون " ا. هـ كلامه بلفظه.
وقال العلامة أحمد بك الهاشميُّ في كتابه «جواهر الأدب» ما نصه: " كان السَّلفُ الصالحُ من الصَّحابةِ والتابعين يستدلُّون على عقائدهم بظاهرِ الكتابِ والسُّنَّة، وما وقع فيهمَا من المتشابه أو أوهم التشبيه المنافي لتنزيه المعبود توقَّفُوا فيه خوفَ أن يحيد فهمُهُم في التأويل عن القصد " ا. هـ كلامه بلفظه.
وبهذا كلِّه تعلم أنَّ الدَّليلَ الذي يُحمل اللَّفظُ على غير ظاهره إنَّمَا هو عند السَّلف النقليُّ لا العقلي، وبه أول الأدلةَ التي احتجَّ بها جهم وأتباعهُ لمعيَّة الذات، وقد جمعتُ لك – ولله الحمد – في هذا الكتاب من ذلك ما فيه – إن شاء الله تعالى – كفاية.
وقال السيوطي في كتابه: «الدُّرِّ المنثور في التفسير بالمأثور في الكلام على قوله تعالى: ? فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ? الآية [آل عمران: 7] الآية ": أخرجَ الهرويُّ في «ذم الكلام» عن الإمامِ الشَّافعي رضي الله عنه قال: حُكمي في أهلِ الكلام حكمُ عمرَ في صَبِِيغ: أن يضرَبُوا بالجريد والنعال، ويحملُوا على الإبل، ويطافَ بهم في العشائر والقبائلِ، وينادى عليهم: هذا جزاءُ من ترك الكتاب والسنة وأقبلَ على الكلام " ا. هـ كلامه بلفظه. ومثله في كتاب «شرف أصحاب الحديثِ» للحافظ الخطيب البغداديِّ.
وفي كتاب «التعليم والإرشاد» لمحمد بدر الدين الحلبي ما نصُّه: " قال الفخرُ الرازيُّ: ولقد تأملتُ الطُّرقَ الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتُهَا تشفي غليلاً، ولا تروي عليلاً، ورأيتُ أقرب الطُّرق طريقُ القرآن، اقرأ في الإثبات: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? و? إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ?.
واقرأ في النفي: ? لَيسَ كمثلِهِ شَيٌء ?، ? ولا يحيطُونَ بِهِ علمَاً ?، ومن جرَّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي " ا. هـ منه بلفظه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلتُ: قد نقلَ ابنُ القيِّم في الجزء الأول من كتابه «إغاثةِ اللَّهفانِ من مصائد الشيطان» كلامَ الفخر الرازي المذكور وقال عقِبهُ ما نصُّه: " فهذه ألفاظُهُ في آخر كتُبِه، وهو أفضلُ أهل زمانه على الإطلاق في علمِ الكلام والفلسفة، وكلامُ أمثاله في مثلِ ذلك كثيرٌ جدَّاً، قد ذكرناه في كتاب «الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة»، وغيره، وذكرنا قول بعض العارفين بكلام هؤلاء: آخرُ أمر ِالمتكلمين الشك، وآخر أمر ِالمُتصَوِّفين الشَّطحُ.
والقرآنُ يوصلك إلى نفس اليقين في هذه المطالب التي هي أعلى مطالب العباد، ولذلك أنزله من تكلَّمَ به، وجعلَهُ شفاءً لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين " ا. هـ كلامه بلفظه.
وقال الإمامُ محمَّد بن الحسين السنوسي في «شرح الكبرى» في الكلام على معنى ما رويَ عن الفخر الرازي أنه قال عند موته: " اللهم إيمان العجائز "، وفي رواية عنه: " من لزم مذهب العجائز كان هو الفائزُ " ما نصُّه: " يحتملُ أن يكون سبب دعائهِ بهذا ما عُلم من حاله من الولوعِ بحفظ آراء الفلاسفة وأصحابِ الأهواءِ، وتكثيرِ الشُّبَه لهُم، وتقويةِ إيرادها مع ضعفِهِ عن تحقيق الجواب عن كثيرٍ منها، على ما يظهرُ من تأليفِه.
ولقد استرقُّوه في بعض العقائد فخرج إلى قريب من شنيعِ أهوائِهم، ولهذا يحذر الشيوخ من النظر في كثيرٍ من تأليفه.
قال الشيخ أبو عبد الله المَقَّرِي التلمساني رحمه الله تعالى: من تحقَّق كلام ابن الخطيب وجده في تقرير الشبهة أشد منه في ...... عنها، وفي هذا ما لا يخفى.
أنشدني شيخي أبو عبد الله الأيلي قال: أنشدني عبد الله بن إبراهيم الزَّمُوري قال: أنشدني تقيُّ الدين ابنُ تيمية لنفسه:
محصّلٌ في أصول الدين حاصله
من بعد تحصيلهِ علمٌ بلا دين
أصل الضلالة في الإفك المبين فما
فيه فأكثره وحي الشياطين
قال: وكان بيده قضيبٌ فقال: لو أدركتُ فَخر الدين لضربته بقضيبي على رأسه. ا. هـ كلام السنوسي بلفظه. انظر حاشية اليُوسي على «شرح الكبرى»، وحاشية الأمير على «شرح الجوهرة».
قلت: «محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من الحكماء والمتكلمين» للإمام فخر الدين محمد بن عمر بن الخطيب الرازي.
قال شارحهُ العلامة علي بن عمر القزويني المتوفى سنة خمس وسبعين وستمائة رحمه الله تعالى ما نصه: " وفي هذا الزمان لم يبق من الكتب التي يتداولونَهَا في علم الأصُول سوى «المحصل»، والذي اسمه غيرُ مطابق لمعناه، وفيه من الغثِّ والسَّمين ما لا يحصى " ا. هـ كلامه بلفظه.
قلتُ: أخرجَ ابن سعد في الجزء الخامس من «طبقاته» بسنده إلى جعفر بن بُرقان قال: جاء رجل إلى عمر بن عبد العزيز فسأله عن شيء من الأهواء فقال له: الزم دين الصَّبيِّ في الكتاب، والأعرابي والهُ عما سوى ذلك.
فلعل هذا هو مستندُ الفخر الرازي في دعائِهِ السابق، والعلم عند الله.
وقال السُّيوطي في شرحه لنقايته ما نصه: " (أصول الدين): بدأتُ به لأنه أشرف العلوم مطلقاً، لأنه يبحث عمَّ ا تتوقف صحة الإيمان عليه وتتماته، ولست أعني به علم الكلام، وهو ما ت ..... الأدلة العقلية، وتنقل فيه أقوال الفلاسفة فذاكَ حرامٌ بإجماع السلف، نصَّ عليه الشافعي رحمه الله تعالى، ومن كلامه فيه: لأن يلقى الله العبدُ بكل ذنب ما خلا الشرك، خيرٌ لهُ من أن يلقاه بشيء من علمِ الكلام " ا. هـ كلامه بلفظه.
ونقلَ الشيخ ...... عن بعض العلماء أنه قال: الناظرُ في علم الكلام كالناظر في عين الشمس؛ كلما ازداد نظراً ازداد عمىً.
وقال الغزاليُّ في «الإحياء» ما نصُّه: " قال الشافعيُّ رضي الله عنه: " لو يَعلمُ الناسُ ما في الكلام من الأهواء لفَرُّوا منه فراَرهُم من الأسد.
وقال أيضاً: قد اطلعْتُ لأهل الكلام على شيء ما ظننته قَطٌُّ ().
وقال أيضاً: إذا سمعتَ الرَّجُل يقول الاسم هو المسمى أو غيره فاشهد أنه من أهل الكلام ولا دين له.
وحَكَى الكرابيسي أنَّ الشَّافعيَّ سُئل عن شيء من الكلام فغضب، وقالَ: يُسئلُ عن هذا حفصٌ الفرد وأصحابه، أخزاهم الله!.
ولما مرض الشافعي رضي الله عنه دخل عليه حفصٌ الفرد فقال له: من أنا؟. فقال: أنت حفص الفرد، لا حفظك الله ولا رعاك حتى تتوبَ مما أنت فيهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الإمامُ أحمدُ رضي الله عنه: لا يفلح صاحبُ الكلام أبداً، ولا تكاد ترى أحداً ينظرُ في الكلام إلا وفي قلبه مرضٌ.
وبالغ في ذمِّه حتى هجر الحارث المحاسبي مع زهده وورعه لتصنيفه كتاباً في الردِّ على المبتدعة وقال له: ويحكَ! ألست تحكي بدعتهم أولاً ثم ترد عليهم؟ ألستَ تحملُ الناس بتصنيفك على مطالعة كلام أهل البدعة، والتفكُّر في تلك الشبهات، فيدعوهم ذلك إلى الرأي والبحث!.
وقال أيضاً: علماءُ الكلام زنادقة.
وقال الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه: لا تجوز شهادةُ أهل البدعِ والأهواء.
قال بعضُ أصحابِهِ: أراد بأهل الأهواء أهلَ الكلام على أي مذهبٍ كانُوا.
وقدِ اتَّفَق أهل الحديث من السلف على هذا، ولا ينحصرُ ما نقل عنهم من التشديدات فيه " ا. هـ كلامه بلفظه.
وفي ترجمةِ الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه لعبد الحليم الجندي ما نصُّه: " قال أبو حنيفة: كنتُ أظنُّ أن علم َالكلام أجلُّ العلوم، فلما مضت مدّةٌ من عُمُري تفكرت وقلتُ: السلف كانو أعلمَ بالحقائقِ، ولم ينتصبوا مجادلين، وخاضُوا في علم الشريعة ورغبوا فيه، وعلمُوا وتعلموا وتناظرُوا عليه، فتركتُ الكلام واشتغلتُ بالفقه، ورأيتُ المشتغلينَ بالكلام ليس سيماهم سيماء الصالحين، قاسيةٌ قلوبهم، غليظةٌ أفئدتُهُم ". ا. هـ من تلك الترجمة باللفظ، ورواه العلامة أحمد أمين في الجزء الثاني من كتابه «ضحى الإسلام» ولفظُهُ عنده: " كنتُ أعدُّ الكلام أفضلَ العلوم، ثم علمتُ أنَّهُ لو كان فيه خير لتعاطاه السلف الصَّالحُ، فهجرتُهُ ".
وفي الجزء الثالث من «أخبارِ القضاة» لوكيع بن خلف في ترجمة القاضي أبي يوسف يعقوبَ بنِ إبراهيمَ الأنصاريُّ صاحبِ أبي حنيفة ما نصه: قال أبُو يوسف: العلم بالكلام جهل، ومن طلب العلم به تزندقَ، ومن طلب المال بالكيمياء أفتقَرَ، ومن طلب الحديث بالغرائب كذَبَ " ا. هـ منه بلفظه.
وقال الحافظُ شرفُ الدِّين عبد المومن بن خلف الدُّيمياطيُّ المتوفى سنة خمس وسبعمائة رحمه الله تعالى:
وما العلم إلا في كتابٍ وسنَّةٍ
وما الجهل إلا في كلام ومنطقِ
وما الخير إلا في سكوتٍ بحسبةٍ
وما الشَّرُّ إلا في كلامٍ ومنطقِ
وقال الحافظ ابنُ حَجَر في كتاب التَّوحيدِ من «فتحِ الباري» ما نصه: صَحَّ عن السلفِ أنهم نَهَوا عن علمِ الكلامِ، وعَدُّوهُ ذريعةً للشَّكِّ والارتيابِ، وَقَدْ قَطَعَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ بِأَنَّ الصَّحَابَة لَمْ يَخُوضُوا فِي الْجَوْهَر وَالْعَرَض وَمَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ مِنْ مَبَاحِث الْمُتَكَلِّمِينَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ طَرِيقهمْ فَكَفَاهُ ضَلَالًا، وَأَفْضَى الْكَلَام بِكَثِيرٍ مِنْ أَهْله إِلَى الشَّكِّ، وَبِبَعْضِِهِمْ إِلَى الْإِلْحَاد وَبِبَعْضِِهِمْ إِلَى التَّهَاوُن بِوَظَائِف الْعِبَادَات، وَسَبَبُ ذَلِكَ إِعْرَاضهمْ عَنْ نُصُوص الشَّارِعِ وَتَطَلُّبهمْ حَقَائِق الْأُمُور مِنْ غَيْره، وَلَيْسَ فِي قُوَّةِ الْعَقْلِ مَا يُدْرِكُ مَا فِي نُصُوص الشَّارِع مِنْ الْحِكَم الَّتِي اِسْتَأْثَرَ بِهَا، وَقَدْ رَجَعَ كَثِير مِنْ أَئِمَّتهمْ عَنْ طَرِيقهمْ ".
قال القرطبي – وهو الإمام أبو العبَّاس أحمد بن عمر بن إبراهيم شارح «صحيح مسلم» المتوفى سنة ستٍّ وخمسين وستمائة، رحمه الله تعالى: " وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْكَلَامِ إِلَّا مَسْأَلَتَانِ هُمَا مِنْ مَبَادِئِهِ لَكَانَ حَقِيقًا بِالذَّمِّ:
إِحْدَاهُمَا: قَوْلُ بَعْضهمْ إِنَّ أَوَّل وَاجِب الشَّكّ، إِذْ هُوَ اللَّازِم عَنْ وُجُوب النَّظَر أَوْ الْقَصْد إِلَى النَّظَر، وَإِلَيْهِ أَشَارَ إِمَام الحرمين بِقَوْلِهِ: " رَكِبْتُ الْبَحْر الأعظم ".
ثَانِيَتُهمَا: قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنْهُم: إِنَّ مَنْ لَمْ يَعرِفِ اللَّهَ بِالطُّرُقِ الَّتِي رَتَّبُوهَا وَالْأَبْحَاثِ الَّتِي حَرَّرُوهَا لَمْ يَصِحّ إِيمَانُهُ، حَتَّى لَقَدْ أُورِدَ عَلَى بَعْضهمْ أَنَّ هَذَا يَلْزَم مِنْهُ تَكْفِير أَبِيك وَأَسْلَافك وَجِيرَانك!. فَقَالَ لَا تُشَنِّعُ عَلَيَّ بِكَثْرَةِ أَهْلِ النَّارِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ: وَقَدْ رَدَّ بَعْضُ مَنْ لَمْ يَقُلْ بِهِمَا عَلَى مَنْ قَالَ بِهِمَا بِطَرِيقٍ مِنْ الرَّدِّ النَّظَرِيِّ وَهُوَ خَطَأ مِنْهُ، فَإِنَّ الْقَائِل بِالْمَسْأَلَتَيْن كَافِرٌ شَرْعاً، لِجَعْلِهِ الشَّكّ فِي اللَّه وَاجِباً، وَمُعْظَمَ الْمُسْلِمِينَ كُفَّاراً، حَتَّى يَدْخُلُ فِي عُمُومِ كَلَامه السَّلَفُ الصَّالِحُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَهَذَا مَعْلُوم الْفَسَاد مِنْ الدِّين بِالضَّرُورَةِ، وَإلا؛ فلا يُوجَد فِي الشَّرْعِيَّات ضَرُورِيٌّ!.
وقال البيهقي في كتاب «الاعتقاد»: " سلك بعض أئمتنَا في إثبات الصَّانِعِ وحدوث العالم طريقَ الاستدلال بمُعجِزَاتِ الرِّسَالةِ؛ لأن دلائِلَها مأخوذَةٌ مِنَ طَريقِ الحِسِّ لمن شاهَدَهَا، ومن طريق استفاضَةِ الخبر لمَنْ غابَ عَنْهَا، فلما ثَبَتتِ النُّبوَّةُ صارت أصلاً في وجوب قَبُول ما دعَا إليه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا الوَجْهِ كانَ إيمَانُا الذين استجابوا للرسل ".
ثم ذكر قصةَ النَّجاشيِّ وقولَ جعفرَ بنِ أبي طالبٍ له: " بعث الله إلينا رسُولاً نعرفُ صدقَهُ، فدعانا إلى الله، وتَلا علينَا تنزيلاً مِنَ اللهِ لا يشبهِهُ شيءٌ غيرُه، فصَدَّقنَاه، وعرَفْنَا أن الذي جاء به الحقُّ .. الحديث بطوله، أخرجه ابن خزيمة في كتاب الزكاة من «صحيحه» من رواية ابن إسحاق، وحاله معروف، وحديثه في درجة الحسن.
ثم قال البيهقيُّ: " فاستدَلُّوا بإعجاز القرآن على صدق النَّبِيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ، فآمنوا بما جاء به من إثبات الصانع ووحدانيَّته وحدوث العالَم وغير ذلك مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من القرآن وغيرِه، واكتفاءُ غالب من أسلمَ بذلكَ مشهورٌ في الأخبار، فوجب تصديقُهُ في كلِّ شيءٍ ثبت عنه بطريقِ السمعِ، ولا يكونُ ذلك تقلِيدَاً، بل هو اتِّبَاعٌ ". ا. هـ المراد من كلام الحافظ بلفظه.
قلت: قد وقفتُ على كلام البيهقي في كتابه المذكورِ.
قوله: " وَقَدْ قَطَعَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ بِأَنَّ الصَّحَابَة لَمْ يَخُوضُوا فِي الْجَوْهَر وَالْعَرَض .. إلخ ": لعلَّه يريدُ بذلكَ البعضَ الإمامَ أبا الوفاء عليَ بن عُقيل الحنبليَّ المتوفى سنة ثلاث عشرةَ وخمسمائة، رحمه الله تعالى، فقد ذكر ابن رجبٍ في ترجمته في الجزء الأول من «طبقات الحنابلة» عنه أنه قال: " أنا أقطَعُ أنَّ الصحابةَ ماتُوا وما عرفُوا الجوهرَ والعرضَ، فإن رضيتَ أن تكونَ مثلَهُم فكن، وإن رأيت أن طريقةَ المتكلمين أولى من طريقة أبي بكر وعمر فبئس ما رأيت " ا. هـ. والعلم عند الله تعالى.
وفي «شرح النُّقَاية» للسُّيوطِيِّ في الكلام على الحديث الحسن مانصُّه: " وأعلاه ما قيل بصحته، كرواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه، ومحمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن جابر " ا. هـ منه بلفظه.
ولقد أجاد العلامة أبو الكرم خميسُ بن عليِّ بن احمدَ الواسطيُّ المتوفى سنةَ عشْرٍ وخمسمائة، رحمه الله تعالى، حيث يقُولُ:
تركت مقالات الكلام جميعها
لمبتدع يهذي بهنَّ إلى الردى
ولازمتُ أصحابَ الحديثِ لأنهم
دُعاةٌ إلى سبل المكارم والهُدَى
وهل تركَ الإنسانُ في الدين غايةً
إذا قالَ قلَّدت النبي محمَّداً؟!
صلواتُ الله وسلامُه عَليه.
ولأبي مزاحم الخاقانِيِّ:
أهلُ الكلام وأهلُ الرَّأيِ قد عدِمُوا
علمَ الحديثِ الذي ينجو به الرَّجلُ
لوأنهم عَرَفُوا الآثار ما انحرفُوا
عَنْهَا إلى غَيرِها لكنَّهُم جَهِلُوا
وقال ابن كثير في الجزء الأول من «تفسيره» في الكلام على خاتمة آية الكرسي ما نصُّهُ: " وهذهِ الآياتُ ومَا في معنَاهَا من الأحاديثِ الصِّحَاحِ؛ الأجودُ فِيهَا طريقَةُ السَّلَفِ الصَّالِحِ؛ إمرارُهَا كمَا جاءت من غَير تكييف ولا تشْبيهٍ" ا. هـ كلامه بلفظه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تقي الدين ابن تيمية في «العقيدة الحَمَويَّةِ الكُبرى» ما نصُّهُ: فَلَئِنْ كَانَ الْحَقُّ مَا يَقُولُهُ هَؤُلَاءِ السَّالِبُونَ النَّافُونَ مِنْ هَذِهِِ الْعِبَارَاتِِ وَنَحْوِهَا دُونَ مَا يُفْهَمُ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ إمَّا نَصَّاً وَإِمَّا ظَاهِرًا؛ كَيْفَ يَجُوزُ عَلَى اللَّهِ ثُمَّ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ عَلَى خَيْرِ الْأُمَّةِ أَنَّهُمْ يَتَكَلَّمُونَ دَائِماً بِمَا هُوَ إمَّا نَصٌّ أو ظَاهِرٌ فِي خِلَافِ الْحَقِّ، ثُمَّ الْحَقُّ الَّذِي يَجِبُ اعْتِقَادُهُ لَا يَبُوحُونَ بِهِ قَطُّ، وَلَا يَدُلُّونَ عَلَيْهِ، حَتَّى يَجِيءَ أَنْبَاطُ الْفُرْسِ وَالرُّومِ وَأفراخُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْفَلَاسِفَةِ يُبَيِّنُونَ لِلْأُمَّةِ الْعَقِيدَةَ الصَّحِيحَةَ الَّتِي يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ أَنْ يَعْتَقِدَهَا!.
لَئِنْ كَانَ مَا يَقُولُهُ هَؤُلَاءِ الْمُتَكَلِّمُونَ الْمُتَكَلِّفُونَ هُوَ الِاعْتِقَادُ الْوَاجِبُ، وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ أُحِيلُوا فِي مَعْرِفَتِهِ عَلَى مُجَرَّدِ عُقُولِهِمْ، وَأَنْ يَدْفَعُوا بِمُقْتَضَى قِيَاسَ عُقُولِهِمْ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ ظَاهِراً؛ لَقَدْ كَانَ تَرْكُ النَّاسِ بِلَا كِتَابٍ وَلَا سُنَّةٍ: أَهْدَى لَهُمْ وَأَنْفَعَ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ، بَلْ كَانَ وُجُودُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ضَرَراً مَحْضاً فِي أَصْلِ الدِّينِ!.
فَإِنَّ حَقِيقَةَ الْأَمْرِ عَلَى مَا يَقُولُهُ هَؤُلَاءِ: إنَّكُمْ يَا مَعْشَرَ الْعِبَادِ لَا تَطْلُبُوا مَعْرِفَةَ اللَّهِ وَلا مَا يَسْتَحِقُّهُ مِنْ الصِّفَاتِ نَفْياً وَإِثْبَاتاً لا مِنْ الْكِتَابِ وَلا مِنْ السُّنَّةِ، وَلَا مِنْ طَرِيقِ سَلَفِ الْأُمَّةِ، وَلَكِنْ اُنْظُرُوا أَنْتُمْ: فَمَا وَجَدْتُمُوهُ مُسْتَحِقَّاً لَهُ مِنْ الصِّفَاتِ فَصِفُوهُ بِهِ - سَوَاءٌ كَانَ مَوْجُوداً فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ لَمْ يَكُنْ - وَمَا لَمْ تَجِدُوهُ مُسْتَحِقَّاً لَهُ فِي عُقُولِكُمْ فَلَا تَصِفُوهُ بِهِ!.
هَذَا حَقِيقَةُ الْأَمْرِ عَلَى رَأْيِ الْمُتَكَلِّمِينَ، وَهَذَا الْكَلَامُ قَدْ رَأَيْته صَرَّحَ بِمَعْنَاهُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ لَازِمٌ لِجَمَاعَتِهِمْ لُزُوماً لا مَحِيدَ عَنْهُ " ا. هـ كلامه بلفظه.(/)
حكم قتل الإنسان نفسه في سبيل الله تعالى
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 10:46]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90244
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 11:03]ـ
عندما اقتل كافرآ بيدي في ساحة العدو خير لي ان اقتل نفسي
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ايمان نور]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 11:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ما أجمل كلمة " فى سبيل الله " تُنهى الخلاف وتُظهر قصد العمل ونية الفاعل!
بارك الله فيك ونفع بك واسمح لى بأخذ مقالك ونشره فى مدونة أعدها عن فقه الجهاد مع مواد وفتاوى أخرى عن نفس المسألة جزاك الله عنّا خيرا سدد الله إلى الجنة خطاك ...
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 01:03]ـ
وإياكم ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 07:07]ـ
سبق مناقشة الموضوع هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10760(/)
قرأتُ .. فاستفدتُ .. فَنقلتَ.
ـ[عارف الصاعد]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 11:44]ـ
قال العلامة / عبد القادر بن بدران الدّومي الحنبلي ت (1346هـ):
((إنَّا إذا تأمَّلْنا ما جاءَ به النبي ? مِنَ البَيِّناتِ والهُدى بِعَيْنِ الحِكْمَةِ، وَحَقَّقْناهُ بِعَقْلِ الاسْتِبْصارِ، وَجَدْناهُ لا يَخْرُجُ عَنْ أَصْلَيْنِ:
أَحَدُهُما: مَعْرِفَةُ الخَالِقِ – جَلَّ وَعَلا – وَوَصْفُهُ بِصِفاتِهِ اللاَّئِقَةِ بِجَلاَلِهِ.
وَثانِيهِمَا: مَعْرِفَةُ ما يُرْضِيهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعالَى – وَالتَّباعُدُ عَمَّا لاَ يَرْضَى بِهِ.
وَهذانِ الأَصْلاَنِ عَلَيْهِما مَدَارُ الشّّرَائِعِ الإِلهِيَّةِ، وَحِكْمَةُ الحُكَمَاءِ تُدَنْدِنُ حَوْلَهُما.
.............. (ثم قال): وَأَنْتَ إِذا حَقَّقْتَ ذَلِكَ – أَيْ العَمَلُ بالأصْلَيْنِ – وَطَرَحْتَ الأَغْيارَ؛ لَمْ تَذُمَّ عِلْماً، وَلَمْ تَقْدَحْ في فَنِّ، بَلْ رَأَيْتَ قَلْبَكَ مُنْشَرِحاً لِلجَميعِ، مُقْبِلاً عَلَيْه، جاعِلاً قَواعِدَهُ آلَةً لِمَعْرِفَةِ خالِقِكَ، حَتَّى الفُنونُ الرِّياضِيَّةُ وَالطَّبيعِيَّةُ، فَسُبْحانَ مَنْ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئاً عَبَثاً، وَلا يَجْرِي شَيْءٌ في مُلْكِهِ إِلاَّ بِإرادَتِه وَخَلْقِهِ.
.............. (ثم قال): وَحَاصِلُ القَوْلِ: أَنَّ القُرآنِ الكَريمَ وَكَلاَمَ الرَّسُولِ ? قَدْ تَكَفَّلا بِما يَضْمَنُ لِلنَّاسِ سَعَادَتَهُمُ الدُّنْيَويَّةَ وَالأُخْرَوِيَّةَ، وَهُما المُساعِدانِ عَلَى التَّرَقَّي وَالنَّجاحِ عَاجِلاً وَآجِلاً، وَحاشاهُما أَنْ يَكُونا عَثَرَةً أَمامَ التَّقَدُّمِ، بَلْ هُما يُنادِيان بِهِ، وَيُعينانِ عَلَيْهِ، دَعْ عَنْكَ مَا لَفَّقَهُ المُلَفِّقُونَ، وَارْجِعْ إِلَى الأَصْلِ تَجِدْ ذَلِكَ وَاضِحاً جَليّاً، وَمَنْ قَالَ خِلافَ ذَلِكَ نُطالِبُهُ بِالدَّليلِ، بِشَرْطِ أَلاّ يُكَدِّرَ المَشْرَبَ بِأَقْوالٍ لَمْ تُطابِقْ حَقيقَةً، وَلَمْ تَرْجِعْ إِلى مُسْتَنَدٍ)) ا. هـ.
شرح كتاب الشِّهاب في الحكم والمواعظ
والآداب ص 15 و ص16 و ص17.
فهل يصلح أن يكون هذا الكلام المنقول ميزاناً جيداً لما نطلبه من العلم؟
ـ[عارف الصاعد]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 11:53]ـ
عذراً ... أخطأت في تشكيل العنوان (فنقلتَ)، والصواب: (فنقلتُ) بالضم.
ـ[قبس]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 12:13]ـ
نعم يصلح لذلك
فنحن آمنا بالله واتبعنا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم
ثم يأتي دورنا في اثبات وجوده ووحدانيته سبحانه لغيرنا من الأمم
وذلك بأن نُعمِلَ عقولنا في تدبر آياته في كل مجال من مجالات العلم
فنختار من العلم ما يساعدنا على الرقي بين الأمم لنثبت أن ديننا
دين تقدم وازدهار وأن شريعتنا لم تغفل عن شيء من أمور الدنيا والآخرة
إلا نظمته وأسست له قواعد متينة فيها كل خير وصلاح.
سلمت يمينك أخي وبارك الله فيك.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 08:07]ـ
نقل موفق، من ناقل واسع الأفق، جزاك الله خيرا.(/)
لو تساعدوني فيما أريد .. أكون لكم من الشاكرين .. يا أحبة
ـ[سالك طريق علم]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 03:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعا أحبتنا في هذا المجلس الشرعي المبارك .. أسأل الله أن يجزي القائمين عليه خير الجزاء
سررت بالإنضمام إليكم .. أن شاء الله نكون إخوة علي سرر متقابلين في جنات النعيم يوم القيامة .. اللهم آمين
يا أخوة هذه أول مشاركة لي .. أحب أن سمح لكم وقتكم أن تسدوا لي خدمة
لقد كلفت من قبل الدكتور في الجامعة بالبحث عن كتب الإعجاز العلمي الإتيان بإسم الكتاب وإسم المؤلف ونبذة عن هذا الكتاب
من يستطيع مساعدتي فللا يبخل يا أحبة
وتذكر يا أحي الحبيب حديث النبي صلي الله عليه وسلم الذي يقول فيه:" كان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه:" او كما قال صلي الله عليه وسلم
بارك الله فيكم وجزاكم الله عنا كل خير
ـ[أبوهلا]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 08:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي هناك عدة طرق:
ـ بإمكانك الدخول إلى مواقع المكتبات على الشبكة وأخذ ما تريد.
ـ بإمكانك كتابة الإعجاز العلمي في قوقل وخذ ما تريد.
ـ بإمكانك التوجه إلى مكتبة الجامعة واستخدام الفهارس هناك.
ـ بإمكانك التوجه لأي مكتبة في بلدك واسأل البائع عن كتب الإعجاز العلمي.
أما النبذة فيكفيك ذكر الناشر وتاريخ النشر وحجم الورق وعدد الصفحات وعدد الأبواب والفصول وإن ذكرتها فلا بأس، وإن كتبت سطرين عن فصل فقد بلغت الغاية.(/)
هل يرى ابن المسيّب أن المجوس أهل كتاب
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 04:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
هل يرى ابن المسيّب أن المجوس أهل كتاب
وماهو قوله في نكاح المجوسيات
أثابكم الله
ـ[أبوهلا]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 08:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أذكر أنني قرأت منذ زمن في كتاب الملل والنحل أنهم من أهل الكتاب أو يلحقون بأهل الكتاب، فلعلك تراجع الكتاب.
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 12:45]ـ
أبو هلا
أثابك الله
أنا قد مرّ علي أن ابن حزم وقبله ابو ثور، وقتادة - على ما أظن - يرون أنهم أهل كتاب
ولابن المسيب نص فيه إباحة ذبائحهم
لذلك ابحث عن قوله في هذه المسألة: هل يراهم أهل كتاب أم لا؟
أثابك الله
وبانتظار ردود أحبتنا
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 09:01]ـ
أحبتي في الله
هل من جواب؟(/)
يا حبذا نوم الأكياس وإفطارهم
ـ[الحافظة]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 06:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل لكم هذا الشرح الممتع للشيخ صالح آل شيخ وهو يشرح قول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كتابه الثلاثة أصول:
... (العلم قبل القول والعمل) ..
الشيخ رحمه الله تعالى يقول (العلم قبل القول والعمل)، نعم، وصدق رحمه الله، فالعلم إذا كان قبل القول والعمل بورك لصاحبه في القليل، وإن كان العملُ و القول قبل العلم ربما كانت الأعمال و الأقوال جبالا، ولكنها ليست على سبيل نجاة، ولهذا روى الإمام أحمد في الزهد وأبو نعيم وجماعة عن أبي الدّرداء أنه قال: «يا حبذا نوم الأكياس وإفطارهم، كيف يغبِطُنا سهر الحمقى وصومهم، ولمثقال ذرة مع بِرٍّ ويقين أعظم عند الله من أمثال الجبال عبادةً من المغترين» يقول يا حبذا، يعني يتمنى نوم الأكياس, الأكياس من؟ (إن لله عبادا فطنا) هؤلاء هم الأكياس الذين حيوا؛ قلوبهم صحيحة، عقولهم صحيحة، يقول يا حبذا نوم الأكياس؛ أهل العلم، وإفطارهم، ناموا، والحمقى على كلام أبي الدرداء سهروا ليلهم في صلاة، لكن هؤلاء لا يستوون عند أبي الدرداء مع أولئك؛ لأن أولئك عبدوا الله جل وعلا على جهل، وهؤلاء عبدوا الله بعبادات قليلة، ولكنها مع علم وبصيرة فكانوا أعظم أجرا، بحيث قال أبو الدرداء رضي الله عنه: «ولمثقال ذرة مع بر ويقين أعظم من أمثال الجبال عبادة من المغترين»، لهذا نقول العلم في غاية الأهمية, العلم في غاية الأهمية، ويُبدأ به قبل أي شيء, خاصة العلم الذي يصحح العبادة، يصحح العقيدة، يصحح القلب، ويجعل المرء في حياته يسير على بيِّنة وفق سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ليس على جهالة ...
انتهى ...(/)
رأيكم هل اعود الى العراق
ـ[عاشق الحور العين]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 12:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
لاأطيل عليكم أود ابداء أرائكم حول العودة الى العراق في هذه الظروف علما أنني من أهل السنة والجماعة وتعلمون ماحصل فأرجو بيان أرائكم وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أم معاذة]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 06:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا تريد العودة إلى العراق؟
ـ[عاشق الحور العين]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 07:25]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على الرد انا عراقي خرجت من العراق منذ 14 عاما بسبب الحال الذي وصل اليه العراق تحت الحصار في ذلك الوقت والان الوضع امسى اسوأ لكون الحكم بيد الرافضة وانا من اهل السنة والجماعة وتعلمون جيدا ماحصل لاهل السنة والجماعة هناك هذا ماكنت اود الاستشارة به بعد ان استخير الله الا انني غير مطمئن للعودة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[زيد عبيد زيد]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 08:33]ـ
أيها المبارك إن كنت في بلد تقيم فيها دينك، وتعبد ربك أكثر مما سيكون عليه حالك لو ذهبت العراق فابق حيث أنت وإن كان العكس فاذهب ...
وإن أشكل عليك ذلك فاسأل عالما مبرزا في العلم بصيرا بحال البلدين
هذا ما كنت سأفعله لو كنت مكانك وهو ما أحبه لنفسي لذا ذكرته لك وفقك الله ويسر لك أمرك
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 10:14]ـ
التحق بقوافل المجاهدين ..
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 10:22]ـ
المستشار مؤتمن يا إمام الأندلس ..
ـ[أم معاذة]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 11:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كنت غير مطمئن للعودة، فأنصحك بالبقاء حيث أنت، فلا أعتقد أن هناك بلدا أسوء حالا من العراق، أسأل الله أن يفرج عن أهلها.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 01:14]ـ
كان الأولى بك ألا تخرج، أما وقد خرجت فالأولى بك ألا تعود في هذه الظروف لاسيما إذا كنت بأرض تتمكن فيها من الطاعة، ولا تُحمل فيها على انتهاك محارم الله. والله أعلم.
ـ[المحدثة]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 09:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي بارك الله فيك نحن مقبلون على فتن عظيمة على كل البلاد الاسلامية فزوال امريكا اوشك ولايدرى ماسيحدث بسبب هذا ,فعليك بطلب العلم لمواجهة هذه الفتن وهذا فيه خير لك ولوطنك , اجارنا الله من الفتن ماظهر منها ومابطن وكان الله في عونكم وحفظك الله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 10:15]ـ
اتصل بالشيخ ناصر العمر .. واجلس معه
إن استطعت .. واذكر له وضعك .. بدقة واسأله بعد أن تضعه في الصورة
ولا يحسن وضع مثل سؤالك هنا
حيث ستأتيك أجوبة بجميع ألوان الطيف
وحيث إنك تسمي نفسك عاشق الحور
فسواء عليك أفتاك بالعودة للجهاد أو الرباط في سبيل الله
أو قال لك بالمكث ..
إنما المهم أن تصدر في ذلك عن قول عالم بالشرع موثوق وله خبرة بواقع الحال
ـ[عاشق الحور العين]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 01:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ماقدمتم من نصائح الاخوة والاخوات (زيد عبيد زيد وإمام الأندلس والأمل الراحل وأم معاذة وعلي أحمد عبد الباقي والشيخة وأبو القاسم) جزاكم الله خيرا وفي ميزان حسناتكم ان شاء الله اخي العزيز ابو القاسم كيف الاتصال بالشيخ ناصر العمر أرجو ارسال المعلومة على الخاص بارك الله فيك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
طلب مساعدة في البحث عن مكتبة الكترونية
ـ[المحدثة]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 05:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرغب من الاخوة ان يرشدوني ماهي افضل المكتبات والبرامج الالوكترونية غير المكتبة الشاملة سواءا التي تباع في الاسواق أو الموجودة في المواقع ,حيث احتاج اليه للأعداد بحث الماجستير في العقيدة جزاكم الله خير.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 10:51]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كل برامج شركة حرف نافعة جدا، ولا يوجد أفضل منها ...
ثم برامج التراث، ومنها الهارديسك الذي جمع كماً هائلا من الكتب
ثم عندك برنامج جامع الحديث النبوي وهو مجاني، وهو برنامج مميز جدا
ـ[المحدثة]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 08:46]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كل برامج شركة حرف نافعة جدا، ولا يوجد أفضل منها ...
ثم برامج التراث، ومنها الهارديسك الذي جمع كماً هائلا من الكتب
ثم عندك برنامج جامع الحديث النبوي وهو مجاني، وهو برنامج مميز جدا
جزاك الله وبارك فيك
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 12:08]ـ
وهناك أيضا برنامج جوامع الكلم إنتاج شركة أفق
http://www.offok.com/Products/Gwam3ElKalem.html
وقد نزل برنامج (جامع الحديث النبوي) في حلته الجديدة، لكن هذه المرة بمقابل
http://www.sonnaonline.com/
وفي منتصف الصفحة من جهة اليمين أيقونة (شراء البرنامج).(/)
الآيات الدالة على الفئة الضالة ...
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 11:58]ـ
الآيات الدالة على الفئة الضالة ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات الدالة على الفئة الضالة
الحمد الله الذي تفضل على عباده بالهدى بعد الضلال، ثم الصلاة والسلام على المتحلي بصفات الكمال من الرجال: محمد بن عبد الله المأمور في الورى بالقتال، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم السؤال.
أما بعد:
قال ربنا سبحانه وتعالى {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ}، قال السعدي رحمه الله في تفسير الآية: {قُلْ} يا أيها الرسول, لما تبين البرهان {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ} أي: الخبر الصادق المؤيد بالبراهين , الذي لا شك فيه بوجه من الوجوه , وهو واصل إليكم من ربكم الذي من أعظم تربيته لكم أن أنزل إليكم هذا القرآن الذي فيه تبيان لكل شيء وفيه من أنواع الأحكام والمطالب الإلهية والأخلاق المرضية ما فيه أعظم تربية لكم , وإحسان منه إليكم , فقد تبين الرشد من الغي ولم يبق لأحد شبهة. {فَمَنِ اهْتَدَى} بهدى الله بأن علم الحق وتفهمه وآثره على غيره {فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ} والله تعالى غني عن عباده , وإنما ثمرة أعمالهم راجعة إليهم. {وَمَنْ ضَلَّ} عن الهدى بأن أعرض عن العلم بالحق , أو عن العمل به {فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} ولا يضر الله شيئا , فلا يضر إلا لنفسه. {وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ} فأحفظ أعمالكم وأحاسبكم عليها , وإنما أنا لكم نذير مبين , والله عليكم وكيل. فانظروا لأنفسكم , ما دمتم في مدة الإمهال. (انتهى) ..
لا زال بعضهم – رغم ما اتضح للناس – يصر على وضع الكلام في غير موضعه وتسمية الأمور بنقيض مسمياتها، وترديد ذلك كثيرا في المحافل والمناسبات لترسخ هذه المصطلحات في الأذهان بفلسفة المثل الشعبي - الذي صار مبلغ علمهم وطريقة تعاملهم مع الناس - "كثرة التكرار تعلم الحمار"، وهذا من الإستغفال والإستحمار لعقل الإنسان الذي لا يُلقي له هؤلاء وزنا برغم علمهم أن الله شرّف الإنسان بهذا العقل ..
لقد استخدم هؤلاء كلمات كثيرة في وصف المجاهدين، منها: الخوارج، والفئة الباغية، والمفسدون، والمخربون، والأغرار، والجهال، والإرهابيون، وأهل العنف، والتكفيريون، والمتنطعون، والمتشددون، والجهاديون (وهذه – لجهلهم - ظنوا أنها ذما!!)، وأسماء ابتدعوها ما أنزل الله بها من سلطان، ليصدوا الناس عن الجهاد وينفروهم من المجاهدين، ولما لم تنطلي هذه المسميات على الناس: اجتمع أبو جهل وأبو لهب وأمية بن خلف في دار ندوتهم (القمة العربية) ليتآمروا على الجهاد والمجاهدين فكانوا على موعد مع "الشيخ النجدي" صاحب العباءة المذهبة ليستقر رأيهم على مسمى هزيل ضعيف ضعف كيد الشيطان، فقالوا "الفئة الضالة"!!
لقد فنّد العلماء والعقلاء مزاعم هؤلاء، وبينوا كذبهم وزيف ادعاءاتهم ورميهم المجاهدين وطعنهم فيهم، ولكن قبل أن يستقر هؤلاء على هذا المسمى عمدوا إلى سجن وقتل كل عالم رباني اعتقدوا أو شكوا أنه يرد عليهم، وها هم العلماء والدعاة الأخيار في سجونهم بلا تهمة ولا قضية ولا سبب إلا أن يقولوا {ربنا الله}!!
لو كان لهؤلاء المساكين عقل لكانوا أبعد الناس عن استخدام مصطلح "الفئة الضالة"، فهذا المصطلح لا يليق إلا بهم، ولا يحور إلا عليهم، فهم أولى الناس به بنص كتاب الله، وهذا ما سيراه القارئ في الكلمات التالية:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن المعنى اللغوي لمصطلح "الفئة الضالة" واضح لا يحتاج إلى تفسير، فالفئة هي: الجماعة أو الفرقة من الناس، والضلالة: ضد الهدى والحق والرشاد، ومعنى الكلمتين معاً (الفئة الضالة) لا يحتاج إلى بحث، ولعلنا نقرب معنى كلمة "الضلال" بما ذكر الله لها من أضداد في كتابه "وبضدها تُعرف الأشياء"، قال سبحانه {فَذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} (يونس: 32)، فالحق ضد الضلال، ولكن أكثر كلمة جاءت في القرآن نقيضة للضلال هي كلمة الهدى، فقد جاءت في آيات كثيرة، منها قوله تعالى {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (الإسراء: 15)، وقال تعالى {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى} (طه: 79)، وقال تعالى {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى} (طه: 123)، وسيأتي ذكر آيات أخرى في ثنايا الكلام ..
إن كتاب ربنا سبحانه هو الفيصل بين الحق والباطل، وما ترك الله سبحانه وتعالى باطلاً إلا ورد عليه في كتابه، ولا حق إلا وبينه لنا، قال تعالى {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}، ولا بد للمسلم أن يرجع إلى كتاب الله عند التنازع حتى يعرف الحق، فالحق هو ما قال ربنا لا ما استحسنته عقولنا أو عقول غيرنا {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}، والله ربنا سبحانه ما كان ليترك الناس يضلون بدون إرشادهم وبيان ما يجب عليه فعلهم واعتقادهم، قال تعالى {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (التوبة: 115)، والذي يختار بعد البيان أن يكون في أهل الضلال فهو الظالم، قال تعالى {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ} (إبراهيم: 27)، ومثل هذا يجني على نفسه ولا يلوم غيرها، قال تعالى {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ} (سبأ: 50) ..
إن الباحث عن كلمة "الضلال" ومشتقاتها في كتاب الله يجد أن هذه الكلمة أتت في آيات كثيرة تصف أحوال أناس وفئات من الناس حادوا عن طريق الهدى، فبين لنا ربنا سبحانه وتعالى حقيقة ما وقع فيه هؤلاء ووصفهم بما يليق بهم ..
الشيطان هو رأس الفئة الضالة وحامل لواء ضلالها، قال تعالى محدثا عن كليمه موسى {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ} (القصص: 15)
ولا نحتاج إلى دليل على كون الشيطان ضال مضل، فقد اعترف بنفسه حيث قال (في ما أثبته عنه ربنا جل في علاه) {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا} (النساء: 119) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن اتخذ الشيطان ولياً يأتمر بأمره وينتهي بنهيه وترك القرآن وراء ظهره وهو يحسب أنه مهتد، فهذا من الفئة الضالة، قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} (الحج: 3 - 4)، وقال تعالى {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} (الأعراف: 30)، قال ابن كثير في تفسيره "قال ابن جرير: وهذا من أبين الدلالة على خطأ من زعم أن الله لا يعذب أحداً على معصية ركبها أو ضلالة اعتقدها , إلا أن يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها فيركبها عناداً منه لربه فيها , لأنه لو كان كذلك لم يكن بين فريق الضلالة الذي ضل وهو يحسب أنه مهتد , وفريق الهدى فرق , وقد فرق الله تعالى بين أسمائهما وأحكامهما في هذه الاَية". (تفسير ابن كثير) ..
إن أول ما يتبادر في قلب المؤمن عن أهل الضلال والفئة الضالة أنهم أتباع إبليس من أهل الكفر والشرك الذين هم في صفوف الضلال الأولى، وهذا حق، وهو ما بيّنه الله في كتابه في مواضع كثيرة، منها قوله تعالى {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ} (إبراهيم: 18)، وقال تعالى {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} (محمد: 8)، وقال تعالى {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} (الأنعام: 74)، {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا} (النساء: 116)، وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلاَلاً بَعِيدًا} (النساء: 167)، والآيات في كتاب الله كثيرة بهذا المعنى وبلفظ الضلال، فأولى الناس بلقب "الفئة الضالة" هم الكفار والمشركين ..
ولكن مصطلح "الفئة الضالة" في القرآن وقع على النصارى خاصة (وبأل التعريف)، قال تعالى في كتابه {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} (الفاتحة: 7)، أخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان في صحيحه عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المغضوب عليهم هم اليهود، وإن الضالين النصارى"، قال ابن أبي حاتم: لا أعلم خلافاً بين المفسرين في تفسير المغضوب عليهم باليهود، والضالين بالنصارى (انظر تفسير الشوكاني) ..
إذاً "الفئة الضالة": هي فئة النصارى إجماعاً، وهم اليوم: أوروبا والأمريكتين واستراليا وكثير من دول آسيا وأفريقيا، وعلى رأس هؤلاء: الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وروسيا .. ومن يتبع النصارى فهو تابع للفرقة الضالة .. وقد أكد الله هذا المعنى في قوله تعالى {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (آل عمران: 69)، فأهل الكتاب يريدون أن نتبعهم ليُضلونا، قال تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (النساء: 44)، فالمجاهدون – ولله الحمد – يقاتلون أهل الكتاب من اليهود والنصارى ولا يتقربون إليهم ولا يحاولون اتباعهم ويُرهبونهم ويغلظون عليهم، أما الحكام وأذنابهم فهم يعلنون ولائهم للصليبيين ويتذللون لهم ويحنون لهم ظهورهم ويأخذون منهم تعاليمهم ويحاولون تقليدهم بشتى الطرق، حتى أنهم الآن يغيرون البرامج التعليمية في جميع الدول العربية وفق المطالب الأمريكية اليهودية، وقد علم الناس خبر السحاقية بنت "ديك تشيني" التي استقبلها أصحاب اللحى والشوارب من الأمراء والشيوخ في بلادنا لتعلن على
(يُتْبَعُ)
(/)
الملأ سحاقيتها وتمر على وزارات التعليم في بلادنا لتُلغي آيات وأحاديث من مناهجنا الدينية فيطيعها القوم رغبة ورهبة!!
إن الذي يتبع النصارى الضالين لهو الضال، ولكن ضلاله أعظم من ضلال المتبوع، فهؤلاء الحكام وأتباعهم يعملون جاهدين للوصول إلى رتبة النصارى في الضلال، ولم يصلوا بعد، فهم لا زالوا في قعر الضلال بعيدين عن النصارى الذين هم فوقهم، فالنصارى الضالين يعملون عن جهل لتطوير أنفسهم والوصول إلى بعض الهدى، ولكن لجهلهم يبتعدون عن الهدى يوما بعد يوم، أما هؤلاء التابعين فيتبعون ما يعرفون أنه ضلال، فليس من يريد الوصول إلى الضلال مثل من يريد الوصول إلى بعض الهدى ..
وليس الضلال حكرا على النصارى فقط، وإن كانوا المقصودين بقوله تعالى في سورة الفاتحة {الضالين}، فهناك صفات ذكرها الله سبحانه في القرآن لأهل الضلال توسع هذه الدائرة، وقد حرصت هنا أن آتي بآيات يكون فيها لفظ "الضلال" أو أحد مشتقاته لأن الكلام في مصطلح "الفئة الضالة"، مع العلم بوجود آيات كثيرة تدل على معنى الضلال دون ذكر اللفظ ..
اليهود من الفئة الضالة، قال تعالى {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (المائدة: 60)، فالذين يريدون تطبيع العلاقات مع الفئة اليهود إنما يتقربون إلى الفئة الضالة، وهم في نفس الوقت يقتلون المسلمين والمجاهدين ويجعلونهم قرابين لليهود الضالين ..
ومن الذي ذكرهم الله في "الفئة الضالة" ما جاء في قوله تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا} (النساء: 60)، فالذين لا يحكمون بما أنزل الله ويتحاكمون بغير شرعه هم من "الفئة الضالة" ..
ومن اتبعهم في حكمهم وأقرهم على ما هم عليه فهو من الفئة الضالة أيظا، قال تعالى {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ قُلْ لاَ أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ * قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} (الأنعام: 56 - 57) ..
والذي علِم حكم الله واختار غيره أو رضي به أو اعتقد بأن له الإختيار: فهو من الفئة الضالة، قال تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا} (الأحزاب: 36) ..
وبعض المساكين يرى أن الهدى كل الهدى في من يسميهم "ولاة الأمر"، فبمجرد أن يحكم إنسان دولة أصبح في نظرهم هاديا مهديا واجب الطاعة والولاء!! وهذا من الحمق والجهل بمكان، قال تعالى {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ} (يونس: 88) ففرعون كان ولي أمر المصريين وحاكم مصر ومع ذلك فهو ضال مضل، ومن كان على شاكلة فرعون فإنه من الفئة الضالة وليس من ولاة الأمر الشرعيين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وكم هو قريب موقف فرعون من موقف كثير من الحكام اليوم، فقد قتل فرعون أبناء المسلمين في زمانه – بعد أن علم أنهم على حق – وادعى فرعون بقتلهم أنه يحمي المجتمع من هذه الفئة التي تريد أن "تفسد" في الأرض، قال تعالى {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ * وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ} (غافر: 25 - 26)، فالدعوة الفرعونية تكمن في ادعاء حماية أمن المواطنين واستقرار البلاد وحفظها من "الفئة الضالة"، وهذا ما يحدث الآن، فالحكام يقتلون المجاهدين وأهليهم في الحل والحرم ثم يتهمون المجاهدين بالتنطع والغلو والإفساد والإخلال بالأمن، وهذه الفلسفة الفرعونية تعلمها حكامنا من الصليبيين، وإلا فإن هؤلاء الحكام كانوا يقتلون الصالحين - قبل بضع سنوات فقط - دون أن يبدوا أي مبررات أو حجج للناس، فقد كانوا متفرعنين أكثر من فرعون، فأصبحوا اليوم متصيلبين أكثر من الصليبيين ..
وبعض الناس يعتذر للحكام بأعذار واهية لا يستسيغها العقل، فضلا عن الشرع، فيقول بأن هؤلاء الحكام فيهم الطيبة وحب الوطن وحب الناس وفيهم العدل والحكمة وفيهم وفيهم، ولكنهم (الحكام) غفلوا عن حكم الشرع أو جهلوا حكم التحاكم إلى الشريعة أو لا يستطيعون تحكيم الشرع، أو هم متأولون، وغيرها من الأعذار التي لا تنطلي على من له عقل، وهذا ربنا جل في علاه يحذر نبي من أنبيائه إن هو عدل عن الحق، قال تعالى {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} (ص: 26)، وعلى المسلم أن يؤمن بأن كل ما خالف الشرع فهو باطل وإن أخبره عقله بأنه حق، فلا حق في مخالفة الشرع، فمن اتبع هواه وحكم غير الشرع فهو من الفئة الضالة، لم يستثن ربنا - جل في علاه – في هذا أحد إلا المكره ..
لقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من اتباع الطواغيت، فقال سبحانه {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلاَلَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} (النحل: 36)، فالطواغيت موجودون في كل أمة وفي كل زمن، ومن تبعهم ولم يجتنبهم ويبغضهم فهو من الفئة الضالة، وموقف هذه الفئة الضالة التابعة للفئة المضلة يوم القيامة موقف تقشعر منه الأبدان، قال تعالى {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} (الأحزاب: 67 - 68)، فانظر كيف يتزلفون لهم في الدنيا ويبيعون دينهم لهم مقابل حضوة عندهم وبعض فتات المال، ثم يلعنونهم في الآخرة ويدعون الله عليهم، فسبحان مغير الأحوال ..
ومن الفئة الضالة من يتابعون آبائهم وأجدادهم على الخطأ بدون علم أو هدي من الله، وإذا قيل لهم بأن ما يفعلون مجانب للصواب قالوا {هذا ما وجدنا عليه آبائنا}، فهؤلاء قال الله فيهم {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاَءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لاَ تَعْلَمُونَ} (الأعراف: 38) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
والمنافقين من الفئة الضالة، قال تعالى {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً * وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلاَ تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} (الإسراء: 89)، قال ابن كثير رحمه الله "عن زيد بن ثابت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى أحد فرجع ناس خرجوا معه , فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين: فرقة تقول: نقتلهم , وفرقة تقول: لا , هم المؤمنون, فأنزل الله {فما لكم في المنافقين فئتين} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنها طيبة وإنها تنفي الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد" (أخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة) " (انتهى)، فهذا ابن سلول وأصحابه لما تركوا الجهاد المتعين عليهم وخذلوا المسلمين في أحد أخبرنا الله بأنهم ضلّال، فالفئة الضالة هنا هي: الفئة المنافقة المتخلفة عن الجهاد المتعين ..
وهناك فرقة ضالة أخرى ذكرها الله في كتابه في قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} (البقرة: 174 - 175)، فهؤلاء لشدة غبائهم وضلالهم باعوا الهدى واشتروا الضلال عن علم، فهؤلاء لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، قال ابن كثير رحمه الله " يقول تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب} يعني اليهود الذين كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتبهم التي بأيديهم مما تشهد له بالرسالة والنبوة , فكتموا ذلك لئلا تذهب رياستهم وما كانوا يأخذونه من العرب من الهدايا والتحف على تعظيمهم إياهم , فخشوا - لعنهم الله - إن أظهروا ذلك أن يتبعه الناس ويتركوهم, فكتموا ذلك ابقاء على ما كان يحصل لهم من ذلك وهو نزر يسير , فباعوا أنفسهم بذلك واعتاضوا عن الهدى واتباع الحق وتصديق الرسول والإيمان بما جاء عن الله , بذلك النزر اليسير, فخابوا وخسروا في الدنيا والاَخرة" (انتهى)، فهؤلاء العلماء الذين يلبسون على الناس ويخفون آيات الله وحكمه ليتقربوا إلى السلطان فيأخذوذ فتات ما يلقي لهم: باعوا دينهم بجاههم ومكانتهم عند السلطان، ولما سلب قادة الجهاد قلوب الناس أكلت الغيرة قلوب هؤلاء العلماء وأخذوا يطعنون في المجاهدين ليرجع الناس إليهم ويحصل لهم ما كان بالأمس من إنحصار التعظيم والتوقير ..
ومن يتبع شياطين الإنس - من العلماء المضلين - في ضلالهم وزلاتهم وغيهم فيظلم نفسه ويدمر مستقبله متعذرا بمحبة هؤلاء العلماء ومكانتهم في قلبه أو في المجتمع فهو من الفئة الضالة، قال تعالى {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً} (الفرقان: 27 - 29)، وكم وجدنا من هؤلاء ممن لا عقول لهم: نُسمعهم كلام الله وكلام رسوله فيقولون: ولكن فلان من العلماء قال غير ما تقولون، فحسبنا الله ونعم الوكيل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
والذين يوالون أعداء الله ويُظهرون ودهم لهم - وقد علموا أنهم كفار وأن الله يبغضهم - ولا يكتفون بهذا بل يأمرون المجاهدين بالتصالح مع الكفار الحربيين الصائلين من خلال نظرياتهم الخبيثة التي تسمى "بالمصالحة الوطنية" وهم يعلمون أن الله أمر المؤمنين بالجهاد وبالمفاصلة على أساس العقيدة، فهؤلاء من الفئة الضالة، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} (الممتحنة: 1)، وها هي الأبواق المنافقة تنعق في العراق وأفغانستان وفلسطين تريد من المجاهدين إلقاء السلاح ومصالحة الأعداء، فمن فعل ذلك أو دعى إليه فهو من "الفئة الضالة" بنص كتاب الله ..
والفئة المتذبذبة التي لا يستقر لها قرار وتجدها تلعب على جميع الحبال وتتزلف لجميع الفئات لتضمن لنفسها مكاسب موهومة على حساب العقيدة والمبدأ هي أيظا من "الفئة ضالة"، قال تعالى {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً * إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاَءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلاَءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} (النساء: 141 - 143)
والذين يدعون غير الله ويرتجون منهم الإجابة، كالذين يدعون الأموات في القبور والذين يدعون الأصنام والكواكب، فهؤلاء من الفئة الضالة، قال تعالى {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لاَ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} (الأحقاف: 5)، قال السعدي رحمه الله في تفسير الآية "لا أحد أضل وأجهل ممن يدعو من دون الله آلهة لا تستجيب دعاءه أبدا , لأنها من الأموات أو الأحجار والأشجار ونحوها , فهي غافلة عن دعاء من يعبدها , عاجزة عن نفعه أو ضره" (انتهى)، وهؤلاء يشبهون من يطلب النصرة من جامعة الدول العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي أو غيرها من المنظمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولو أن هؤلاء لجؤوا إلى الله لكان خيرا لهم ..
والذين يحاربون الدين ويمنعون الناس من أداء شعائره وإتيان الواجبات المتحتمات عليهم فهؤلاء من الفئة الضالة، فمن منع الناس الصلاة أو إتيان المساجد وأخذ يعد على الناس صلواتهم وارتيادهم لبيوت الله ويستجوبهم إذا كثر تردادهم، ومن منع الناس الصوم المتعين أو الزكاة المتعينة أو الحج المتعين أو الجهاد المتعين أو صد الناس عن العقيدة الحقة أو منع المرأة من ارتداء الحجاب، فهؤلاء من الفئة الضالة، قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلاَلاً بَعِيدًا} (النساء: 167) ..
والذين قالوا بتساوي الرجال والنساء في الميراث واصدروا قوانين تلزم الناس بذلك (كما في تونس وغيرها من الدول العربية) هم أيظا من الفئة الضالة، قال تعالى {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (النساء: 176) ..
ومن عبد الطاغوت واتخذه ندا لله يطيعه في معصية الله ويتبعه في كل شيء ويكل أمره إليه دون الله: فهو من الفئة الضالة، قال تعالى {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (المائدة: 60) قال إبن القيم رحمه الله تعالى "الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع"، وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالته في معنى الطاغوت "والطاغوت عام في كل ما عُبد من دون الله ورضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله فهو طاغوت. والطواغيت كثيرة ورؤوسهم خمسة [وذكرهم، ويعنينا منهم هنا الثاني والثالث] الثاني: الحاكم الجائر المغير لأحكام الله، والدليل قوله تعالى {ألم تر إلى الذين يزعمون أنّهم ءامنوا بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك يُريدون أنْ يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمِروا أنْ يكفروا به ويريد الشيطانُ أنْ يُضِلّهم ضلالاً بعيداً}، الثالث: الذي يحكُم بغير ما أنزل الله، والدليل قوله تعالى {ومَن لم يحكُم بما أنزل اللهُ فأولئك همُ الكافرون} (انتهى) .. فمن تجاوز حد اتباع هؤلاء الطواغيت في تغييرهم لحكم الله والتحاكم إلى غير شريعة الله فقد عبدهم، وهو من "الفئة الضالة" ..
والذين يتبعون أقوال العلماء - وإن كانت تعارض كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم - فيغلون فيهم، هؤلاء من الفئة الضالة، قال تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (المائدة: 77)، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول للناس "اغزو في سبيل الله" والعلماء يقولون "لا تغزوا" والناس يتبعون كلام العلماء دون كلام النبي صلى الله عليه وسلم!!
الله يقول للناس {قاتلوا}، وعلمائهم يقولون لهم "لا تقاتلوا"!!
الله يقول لهم {اقتلوهم} وعلمائهم يقولون لهم "لا تقتلوهم"
الله يقول لهم {جاهدوا} وعلمائهم يقولون لهم "لا تجاهدوا"
اللهم يقول لهم {اضربوا فوق الأعناق} وعلمائهم يقولون لهم "لا تضربوا فوق الأعناق"
الله يقول لهم {وما لكم لا تقاتلون} وعلمائهم يقولون "ما لكم تقاتلون"!!
الله يقول لهم {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر} وعلمائهم يقولون لهم "ليس عليكم نصرهم"، الله يقول {وحرض المؤمنين} وهؤلاء يمنعون الخطباء والعلماء والمسلمين من التحرض على الجهاد!!
فمن اتبع هؤلاء العلماء وهو يقرأ كتاب الله ويعي معناه فقد غلا في دينه غير الحق واتبع أهواء قوم ضلوا، فهو من الفئة الضالة ..
وبعضهم يرى أن الحق يعرف بالكثرة العددية، وهذا من الجهل الذي لا ينبغي لمسلم أن يقع فيه، فأكثر الناس اليوم غير مسلمين، ولو كان الحق بالكثرة للزم أن نكون نصارى لأنهم الأكثرية في الأرض، قال تعالى {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (الأنعام: 116 - 117)، فدعوات مواكبة العصر والعولمة الثقافية وغيرها من الدعوات المشبوهة هي دعوات ضلال: دعاتها من الفئة الضالة ..
ومن تمسك بالدنيا وزينتها وغره بريقها وترك أمر الآخرة فهو من الفئة الضالة، قال تعالى {قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ} (طه: 85)، فالسامري جمع ما عند يهود من ذهب وحلي وصاغه عجلا له خوار فعبده اليهود من دون الله، فهذه عبادة المال والإشتغال به وبالتجارة وسوق الأسهم والذهب وغيرها، ونسيان الآخرة، فمن عبد المال فهو من الفئة الضالة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وأهل الجدال بالباطل الذين يجادلون بحجج واهية لا يقبلها العقل ولا تتوافق ونصوص الشرع في رد صريح للحق وتكبر أحمق، هؤلاء أيظا من الفئة الضالة، قال تعالى {وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ} (الأنعام: 119)، وقال تعالى {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِرَاءً عَلَى اللهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} (الأنعام: 140)، وقال تعالى { .... فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (الأنعام: 144)، وقال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ} (المجادلة: 8 - 9)، قال السعدي رحمه الله " فأخبر أنه {يُجَادِلُ فِي اللَّهِ} أي: يجادل رسل الله وأتباعهم بالباطل ليدحض به الحق. {بِغَيْرِ عِلْمٍ} صحيح {وَلَا هُدًى} أي: غير متبع في جداله هذا من يهديه , لا عقل مرشد , ولا متبوع مهتد. {وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} أي: واضح بين , فلا له حجة عقلية ولا نقلية. (انتهى)، وهذا حال كثير ممن يتركون كلام الله ورسوله ويتبعون كلام غير معصوم!!
وأصحاب الوجهين من الفئة الضالة، وهم الذين يقولون للمسلمين كلاما ثم إذا كانوا بين الكفار قالوا كلاما آخر، فتجدهم متمسلمين عند المسلمين يدّعون محبة الدين وأنهم حماة الإسلام وشريعته وأنهم يعملون لخير الممسلمين ويحملون هم الإسلام، فإذا ذهبوا إلى الكفار قالوا: إنا معكم، إنما نقول ما نقول للإستهلاك المحلي ولما تستلزمه السياسة .. إذا لقوا المسلمين قالوا نحن منكم وفيكم، وإذا لقوا الكفار قالوا: نحن نواليكم وسيوفنا وجيوبنا رهن إشارتكم {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} (البقرة: 14 - 16)، وهذا شأن كل الحكام اليوم، فتجدهم في خطبهم يذكرون الله ويعظمونه ويطبعون المصاحف ويكونون في الصفوف الأولى في صلوات الأعياد، وعندما يذهبون إلى واشنطن تسمع هناك عن الليالي الحمراء والسوداء وشرب الخمر والزنا بعد أن يسلموا أمريكا أسرار المسلمين ويجددوا العهد معها بالوفاء لها في محاربة الإسلام وأهله!!
وأصحاب الأغاني والموسيقى والمعازف، ومن ينشر هذا الفجور، ومن يسمح بنشره، ومن يمتلك الإذاعات واستيديوهات التسجيل والقنوات الفضائية التي تبث هذا المجون والخبث ليضلوا المسلمين، هؤلاء أيظا من الفئة الضالة المضلة، قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} (لقمان: 6) ..
والذين يتخذون من دون الله آلهة، وإن اعتقدوا – كما اعتقد الكفار – بوجود الله، فهؤلاء من الفئة الضالة قال تعالى {وَقَالُوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدًّا وَلاَ سُوَاعًا وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا * وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلاَلاً} (نوح: 23 - 24)، والقوم اليوم استبدلوا "سواعاً" بالقومية، ووداً بالديمقراطية، ويغوثا بالوطنية، ويعوقا بالصليبية، ونسرا باليهودية، تعددت الأسماء والكفر واحدُ، فهذه كلها آلهة تُعبد من دون الله يريدون أن يُعبدوا المسلمين لها ليُضلوهم عن عبادة الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا يغفر أن يُشرك به!!
(يُتْبَعُ)
(/)
والفساق الذين يُعملون عقولهم في آيات الله ويردون ظاهرها بغير وجه شرعي معتبر، فيزعمون أن العقل لا يستسيغ مثل هذه الآيات والنصوص، فيردون صحيح الحديث وظاهر معنى القرآن ليوافق ما تستسيغه عقولهم، فهؤلاء من الفئة الضالة، قال تعالى {إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ} (البقرة: 26) ..
والذين يستهزؤون بالدين من المغنيين والمغنيات والممثلين والممثلات والعلمانيين والعلمانيات، من الذين يظهرون على الشاشات أو يكتبون في الجرائد والمجلات {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً * إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلاَ أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً} (الفرقان: 41 - 42) هؤلاء كلهم من الفئة الضالة المضلة التي يُكرمها الحكام ولا نراهم يعلنون الحرب عليهم كما يفعلون مع المجاهدين، بل يقدمونهم ويمكنونهم من عقول الناس وقلوبهم على أمل أن يصغر الدين في نفوس المسلمين بعد احتقاره وكثرة استهزاء هؤلاء المرتدين به!!
والذي يتهم الصالحين بما ليس فيهم ويرميهم بدائه: كمن يرمي المجاهدين بالإرهاب والعنف وهو يقتل المسلمين وينتهك حرمات بيوتهم، ومن يرمي المجاهدين بالإفساد في الأرض وهو يقتل الصالحين ويسجن العلماء الربانيين وينشر الإنحلال الخلقي في بلاد المسلمين، فهذا من الفئة الضالة، قال تعالى {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} (النساء: 113)، انظر سبب نزول الآية ..
والذي يتخذ هواه وما يمليه عليه طمعه وكبره وعجبه وعصبيته هو أيظا من الفئة الضالة، قال تعالى {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} (الجاثية: 23)، وقال تعالى {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} (الفرقان: 43 - 44)، فهؤلاء أضل من البقر والتيوس، عرفوا الحق ورأوه رأي العين ثم يختارون ما يتوافق وأهوائهم ودنياهم، فهؤلاء من الفئة الضالة ..
والذين يسمعون آيات الله تتلى عليهم فلا يتبعونها ويتبعون أهوائهم وأهواء أحبارهم ورهبانهم وحكامهم وهوى أنفسهم، فهؤلاء من الفئة الضالة، قال تعالى {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (القصص: 49 - 50)، فكلما أتيتهم بآية أو حديث يحثهم ويحضهم على الجهاد وأتيت لهم بإجماع أهل العلم في مسائل الجهاد أتوك بأعذار من عندهم ما أنزل الله بها من سلطان ليبرروا لأنفسهم التثاقل وليخذلوا الناس عن الجهاد ..
وبعد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
إن اتهام الصالحين بالضلال قديم قدم الرسالة، فهذا ديدن من لا عقل له ولا منطق سليم، وقد أتُّهم الأنبياء بالضلال مع علم أقوامهم بالحق الذي جاؤوا به، قال تعالى {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ * قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأعراف: 59 - 61)، وقد تقدم رمي فرعونُ موسى بالضلال، فهذا ديدن الجبابرة والكفار الذين يردون الحق رغبة في الملك، ويصدون الناس عن الحق بتنقص الحق وإنكاره، كي لا ينقص أتباعهم لصالح أهل الحق ويبقى الناس عبيدا لهم ..
وقد تحْمل بعض الناس الغيرة والحسد على رمي الأخيار بالضلال، فهؤلاء إخوة يوسف {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} (يوسف: 8)، وهم يعلمون أن اباهم نبي، ويؤمنون بالله، ولكنها الغيرة والحسد ..
إن امرء حجيج نفسه، ومسؤول عن اختياره واعتقاده وعمله، والعاقل لا يلتفت للناس إذا علم الحق، ولا يأبه بكثرة أهل الباطل ولا بدولتهم، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (المائدة: 105) .. فالذي يطلب الحق يجده أمامه ويراه رأي العين، أما الذي يعاند ويكابر ويعطل عقله وينظر بهوى غيره فهذا لا يستحق الهداية لأنه لم يكرم عقله الذي أكرمه الله به {وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلاَلَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ} (النمل: 81)، والآية في سورة المائدة تشير بأن المسلم لا ينبغي أن يكون إمعة يتبع الناس إن أحسنوا يحسن وإن أساؤوا قال: أنا مع الناس، بل عليه أن يتبع الحق وإن خالفه أكثر الناس، ويثبت على الحق وإن تحول عنه الناس!!
والقرآن خير دليل وأعظم نور يهتدي به الإنسان، ومن قرأ آيات الله لزمه الإذعان لها وقبلولها واعتقادها والعمل بمقتضاها، ومن ضل بعد أن رأى برهان ربه فلا يلومن إلا نفسه، قال تعالى {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ} (النمل: 92)، وقال تعالى {وَمَنْ لاَ يُجِبْ دَاعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} (الأحقاف: 32)، قوال تعالى {إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} (الزمر: 41)، وقال تعالى {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ} (يونس: 108)، فمن لم يتبع ما في القرآن من البينات والبرهان فهو من الفئة الضالة ..
لقد نفى الله الضلالة عن نفسه في القرآن فقال سبحانه على لسان كليمه موسى حين سأله فرعون {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى *قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى * قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنْسَى} (طه: 49 - 51)، ثم جاء نفي الضلالة عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} (النجم: 1 - 2)، ولم أجد – بعد البحث- في كتاب الله نفي الضلالة عن أحد باستخدام أحد مشتقات كلمة "الضلال"، ولكن وجدت هذه الآية {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} (محمد: 4)، قال السعدي رحمه الله " والذين قتلوا في سبيل الله من المؤمنين فلن يبطل الله ثواب أعمالهم"، وهي أقرب ما وجدت ..
لقد تبين من كتاب الله بأن الهدى ضد الضلال، ولا توجد آية في كتاب الله تصف المجاهدين بالضلال، وقد علمنا من هم أهل الضلال والفئة الضالة، أما المجاهدون فقد قال الله سبحانه وتعالى في شأنهم {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت: 69)، قال السعدي رحمه الله "دل هذا على أن أحرى الناس بموافقة الصواب: أهل الجهاد" (انتهى)، وجاء في أضواء البيان للشنقيطي رحمه الله "ذكر جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة أن الذين جاهدوا فيه، أنه يهديهم إلى سبل الخير والرشاد، وأقسم على ذلك بدليل اللام في قوله: {لَنَهْدِيَنَّهُمْ} " (انتهى)، فالله يخبرنا في كتابه بأنه يهدي المجاهدين إلى سُبله، وهذا ينفي عن المجاهدين الضلال، "قال سفيان بن عيينة لابن المبارك: إذا رأيت الناس قد اختلفوا فعليك بالمجاهدين وأهل الثغور فإن الله تعالى يقول {لنهدينهم} " (تفسير القرطبي) ..
إن الذين سجدوا للعجل من بني إسرائيل أقروا بخطئهم وعرفوا ذنبهم ورجعوا إلى رشدهم، وهذه هي قصتهم {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ * وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الأعراف: 148 - 149)، فهل يرجع من رمى المجاهدين بهذه الفرية، وهل يرجع من صدّقها، وهل يرجع من روج لها!! أم يبقى هؤلاء على ضلالهم يعبدون عجل إعلامهم ويصدقون كذبهم فيكونون أضل ممن عبد العجل من بني إسرائيل!!
إن المجاهدين لا يضرهم قول قائل أو كذب متقول، فهدايتهم موعودة وأجرهم مضمون وعملهم مأجور ما أخلصوا النية وتابعوا رسول رب البرية، ولكن الذي يصدّق هذه الدعوى ويترك كلام الله ولا يلتفت إلى ما في القرآن من الآيات الدالة على الفئة الضالة هو الذي يخسر الحق ويبتعد عن الهدي الرباني فيكون تابع لكل ناعق، مبطل لعقله، مغيّب بصيرته، حاجب فكره، نافخ على الشمس يبتغي إطفاء لهيبها!!
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
حسين بن محمود
12 جمادى الآخر 1427هـ
ـ[أبو المعتصم]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 01:05]ـ
أحسنت
لا يفضض الله فاك
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 02:01]ـ
كتبت الرد في غير مكانه المناسب.فعذرا
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 06:25]ـ
حق على من يقرأ هذا المقال أن يطهر قلبه وعقله بقراءة هذا المقال:
المجلس العلمي > المجالس > المجلس الشرعي
الامام العثيمين-معالم في التعامل مع الفئة الضالة
الامام العثيمين-معالم في التعامل مع الفئة الضالة
وههنا حوار مثير جرى بين الشيخ وبين إحدى الجماعات المسلحة في الجزائر على مدى يومين في أوائل رمضان 1420هـ .. وبقطع النظر عن الفوارق بين الأطراف المختلفة والظروف البيئية، واختلاف الأحوال بين بلد وآخر، فإن ما يهمنا من هذا النقل هو أصل الحوار ومنهجية الشيخ في احتواء المخالف والرد عليه.
وفيما يلي أورد مقتطفات من هذا الحوار الهاتفي الطويل، والذي ورد ضمن كتاب (فتاوى العلماء الأكابر).
(يُتْبَعُ)
(/)
- السائل: نُعلمكم أنَّ الذي يُخاطبكم الآن هم إخوانك المقاتلون ... ونحن طبعاً سننقل كلامَكم إن شاء الله عزَّ وجلَّ إلى جميع إخواننا المقاتلين في هذه الجماعة وغيرها أيضاً ... ومن جهة أخرى، فإنَّ الكثير من الإخوة مِمَّن بلغَتْهم نصيحتكم وقعت لهم شبهةٌ حالت دون الاستجابة لِماَ دعوتم إليه، فكان لابدَّ إذاً من إجراء هذا الحوار الجديد مع فضيلتكم؛ أملاً أن نتمكَّن من خلاله من الإجابة على جميع التساؤلات المطروحة، وإزاحة جميع الشُّبه، وبيان الحقِّ البواح؛ حتى نصبح على مثل المحجَّة البيضاء، لا يزيغ عنها إلاَّ هالك [النصيحة والبيان العام أمر هام، لكن تأثيره محدود، ولا يمكن أن يصل إلى قوة تأثير الحوار المباشر في الإقناع وتفنيد الشبه لدى المخالف].
وعلى هذا الأساس، فإنَّنا نلتمس من سماحتكم حفظكم الله إعطاءنا أكبر قدر من وقتكم، وأن تُسهِبوا في الشرح والبيان؛ لأنَّه لا يخفى عليكم يا شيخنا أنَّ الإخوة عندنا قد رسَّخَتْ فيهم سنواتُ القتال أفكاراً وعقائد ليس من السهل يا شيخ ولا من البسيط التخلِّي عنها واعتقاد بطلانها، إلاَّ ببيان شافٍ منكم [هذا يبين حتمية المواجهة الفكرية، وأهميتها في انتشال الأفكار والشبهات المترسبة في أعماق النفوس] وذلك لِمَا لكم في قلوب الإخوة عندنا من عظيم المنزلة، ووافر التقدير والإجلال والاحترام؛ لأنَّنا نعتقد أنَّكم من أعلام أهل السنة والجماعة في هذا العصر [تعظيم قدر العلماء، وإنزالهم منازلهم، من أهم أسباب قبول الناس لفتاويهم، وصدورهم عن رأيهم، ومتى ما انقطعت الرابطة بين الناس وبين العلماء، وفقدوا الثقة بهم، وقعت الفتن التي لا عاصم منها إلا من رحم الله].
- الشيخ: دعنِي أتكلَّم قليلاً.
الحمد لله ربِّ العالمين، وأصلِّي وأسلِّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
أما بعد، فإنَّني من عنيزة القصيم ـ المملكة العربية السعودية ـ وفي أول يوم من رمضان عام عشرين وأربعمائة وألف، أتحدَّث إلى إخواني في الجزائر، وأنا محبُّهم: محمد بن صالح آل عثيمين. [المقام مقام نصح وحوار، ومن أسباب نجاحه: التواضع، والتلطف في العبارة، والشفقة على المخالف، كما هو ظاهر من كلام الشيخ].
أقول لهم: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرَّر في حجَّة الوداع تحريمَ دمائنا وأموالنا وأعراضنا تقريراً واضحاً جليًّا بعد أن سأل أصحابه عن هذا اليوم، والشهر، والبلد، وقال: ((إنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟)).
فهذا أمرٌ مجمعٌ عليه، لا يختلف فيه اثنان، والإخوة الذين قاتلوا في الجزائر منذ سنوات قد يكون لهم شبهة ففي أوَّل الأمر، حينما اتَّجه الشعب الجزائري إلى جبهة الإنقاذ، وعَلَت أصواتهم لصالح الجبهة [وفي هذا التماس العذر للمخالف -إن أمكن- في الماضي، وحثه على الرجوع للحق في الحاضر] ... ولكن هذا لا يقتضي ولا يسوِّغ حمل الإخوة السلاحَ بعضُهم على بعض، وكان الواجب عليهم من أول الأمر أن يمشوا ويُكثِّفوا الدعوة إلى تحكيم الكتاب والسنة، وفي الجولة الأخرى تكون أصواتهم ... ، ويكون وزنُهم في الشعب الجزائري أكبر، ولكن نقول: قَدَر الله وما شاء فعل؛ لو أراد الله أن يكون ما ذكرتُ لكان.
والآن، أرى أنَّه يجب على الإخوة أن يَدَعوا هذا القتال، لا سيما وأنَّ الحكومة الجزائرية عرضت هذا، وأمَّنت من يَضَع السلاح، فلم يبق عذرٌ. والجزائر الآن تحمل الويلات بعد الويلات مِمَّا كانت عليه.
أما الجماعة ... فأرى أن يُوافقوا لأنَّه مهما كان الأمر، الخروج على الحاكم ـ ولو كان كفرُه صريحاً مثل الشمس ـ له شروط، فمِن الشروط: ألاَّ يترتَّب على ذلك ضررٌ أكبر، بأن يكون مع الذين خرجوا عليه قدرة على إزالته بدون سفك دماء، أما إذا كان لا يمكن بدون سفك دماء، فلا يجوز؛ لأنَّ هذا الحاكمَ ـ الذي يحكم بما يقتضي كفره ـ له أنصار وأعوان لن يَدَعوه.
ثمَّ ما هو ميزان الكفر؟ هل هو الميزان المزاجي ـ يعني ـ الذي يوافق مزاج الإنسان لا يكفر، والذي لا يوافقه يكفر؟! من قال هذا؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
الكفر لا يكون إلاَّ من عند الله ومن عند رسوله، ثمَّ إنَّ له شروطاً، ولهذا قال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلَّم لَمَّا تحدَّث عن أئمَّة الجَوْر ـ وقيل له: أفلا ننابذهم ـ قال: ((لا، إلاَّ أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان)) وأين هذا؟
كثيرٌ من الإخوة ولا سيما الشباب، الكفر عندهم عاطفي، مزاجي، ليس مبنيًّا على شريعة، ولا صدر عن معرفة بشروط التكفير، لهذا نشير إلى إخواننا في الجزائر أن يضعوا السِّلاحَ، وأن يدخلوا في الأمان، وأن يُصلحوا بقدر المستطاع بدون إراقة دماء، هذا هو الذي يجب علينا أن نناصحهم به، ومن وُجِّهت إليه النصيحة، فالواجب عليه على الأقل أن يتأنَّى وينظر في هذه النصيحة، لا أن يردَّها بانزعاج واستكبار وعناد، نسأل الله تعالى أن يُطفئ الفتنة، وأن يزيل الغُمَّة عن إخواننا في الجزائر.
- السائل: الإخوة ... عندما ناديتموهم بوضع السلاح مع اعتقادهم كفر حاكمهم شقَّ ذلك عليهم كثيراً وكبُر عليهم كثيراً، يعني وضع السلاح والعودة تحت حكم من يعتقدون كفرَه، يعني هذه معضلة كيف حلُّها يا شيخ؟
- الشيخ: والله ليست معضلة؛ أوَّلاً: ننظر هل هناك دليل على كفر هذا الحاكم، والنظر هنا من وجهين:
الوجه الأول: الدليل على أنَّ هذا الشيءَ كفرٌ.
الثاني: تحقق الكفر في حقِّ هذا الفاعل؛ لأنَّ الكلمة قد تكون كفراً صريحاً، ولكن لا يكفر القائل، ولا يخفى علينا جميعاً قول الله عزَّ وجلَّ: {مَن كَفَرَ مِن بَعْدِ إِيمَانِه إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بالإِيمَانِ وَلَكِن مَن شَرَحَ بِالكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل 106]، رفع الله عزَّ وجلَّ حكم الكفر عن المكره وإن نطق به.
ولقد أخبر النبيُّ ? أنَّ الربَّ عزَّ وجلَّ أشدُّ فرحاً بتوبة عبده من رجل فَقَدَ راحلتَه، وعليها طعامه وشرابُه، فلمَّا أَيِس منها اضطجع تحت شجرة، فبينما هو كذلك إذا بناقته حضرت، فأخذ بزمامها وقال: اللَّهمَّ أنت عبدي وأنا ربُّك، قال النبيُّ ?: ((أخطأ من شدَّة الفرح)).
وكذلك الرجل الذي قال: ((لئن قدر الله عليَّ ليعذِّبنِّي عذاباً ما يعذِّبه أحداً من العالمين، فأمر أهله إذا مات أن يحرقوه ويسحقوه في اليمِّ، فجمعه الله وسأله؟ فقال: فعلتُ ذلك خوفاً منك يا ربِّ))، ولم يكفر.
الحاكم قد يكون عنده حاشية خبيثة، تُرقِّقُ له الأمور العظيمة وتسهِّلها عليه، وتُزيِّنها في نفسه، فيمضي فيما يعتقد أنَّه حلال، ولكنه ليس بكفر ... فالواجب على هؤلاء أن ينظروا في أمرهم، وأن يُلقوا السلاح، وأن يصطلحوا مع أمَّتهم، وأن يبثوا الدعوة إلى الله بتيسير لا بعنف.
- السائل: شيخنا حفظكم الله، لو فرضنا كفر الحاكم، هل يستلزم الخروج عليه بدون شروط؟
- الشيخ: لا! لا بدَّ من شروط، ذكرتها آنفاً. لو فُرض أنَّه كافر مثل الشمس في رابعة النهار، فلا يجوز الخروجُ عليه إذا كان يستلزم إراقة الدِّماء، واستحلال الأموال.
السائل: الآن يعني بعض الإخوة عندنا مثلاً يقولون إنَّهم ما داموا خرجوا وحملوا السلاح وخاضوا هذه الحرب مع هذا النظام، هم اليوم وإن اعتقدوا أنَّ ما هم فيه ليس بجهاد؛ لأنَّهم كما ذكرتم لم يَستَوفوا الشروط، لكن رغم ذلك يسألون: هل يمكنهم رغم ذلك المواصلة وإن أيقنوا الفناءَ والهلاك، أم يُهاجرون، أم ماذا؟
- الشيخ: والله! لا يجوز لهم، والله! لا يجوز لهم المضيُّ فيما هم عليه من الحرب الآن؛ إذ أنَّها حرب عقيم ليس لها فائدة ولا تولِّد إلاَّ الشرَّ والشَّرَر.
- السائل: شيخنا، بعض الإخوة عندنا بعد أن سلَّموا بأنَّ هذا ليس بجهاد على وفق ما ذكرتم لم يثقوا في الحكومة نسبيًّا، فيسألون هل يجوز لهم المكث في الجبال دون الرجوع إلى الحياة المدنية بدون قتال، يعني يبقون بأسلحتهم في الجبال ويتوقَّفون عن القتال، لكن لا يرجعون إلى الحياة المدنية؟
- الشيخ: أقول: إنَّهم لن يبقوا على هذه الحال، مهما كان الحال، ولا بدَّ أن تحرِّكهم نفوسُهم في يوم من الأيام حتى ينقضُّوا على أهل القرى والمدن؛ فالإنسانُ مدنيٌّ بالطبع.
يبقى في رؤوس الجبال وفي تلالها وشعابها، ومعه السلاح؟!!.
في يوم من الأيام لا بدَّ أن تُهيِّجهم النفوسُ حتى يكونوا قطَّاعَ طرق.
[تأمل في بعد نظر الشيخ ورجاحة عقله].
(يُتْبَعُ)
(/)
- السائل: إذاً لا يجوز لهم المكث على هذه الحال؟
- الشيخ: هذا ما أراه، أرى أن ينزلوا للمدن والقرى ولأهليهم وذويهم وأصحابهم.
- السائل: الآن إذا لم تستجب القيادة لندائكم هذا، يعني إذا لم يستجب رؤوس المقاتلين لندائكم هذا، ما واجب كل مقاتل في حقِّ نفسه؟
- الشيخ: الواجب وضع السلاح، وأن لا يطيعوا أمراءَهم إذا أمروهم بمعصية؛ لأنَّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
- السائل: شيخنا! هناك أحدهم يدَّعي أنَّه تلميذكم، ويَدَّعي أنَّ الاتصالَ بكم أمرٌ صعب، وأنَّكم محاطون بالمخابرات ـ يعني ـ وغير ذلك، والإخوة ههنا، الإخوة المقاتلين يعتقدون أنَّ الاتصال بكم بين الاستحالة والصعوبة، بناءً على كلام هذا الإنسان، هل هذا صحيح؟
- الشيخ: غير صحيح، أبداً كلُّ الناس يأتون ويتصلون بنا، ونحن نمشي
والحمد لله من المسجد إلى البيت في خلال عشر دقائق في الطريق، وكل يأتي ... ويمشي، والدروس ـ والحمد لله ـ مستمرة، ونقول ما شئنا مِمَّا نعتقده أنَّه الحق.
[هذا مثال على تسرع كثير من المخالفين في قبول ما يشاع ضد العلماء، وإساءة الظن في علمهم، والطعن في فتاويهم، بناء على أوهام لا صحة لها]
- سائل آخر: إخواننا من الجماعة ... يُحبُّونكم، وينظرون إليكم على أنَّكم من علمائنا الذين يَجب أن نسير وراءكم.
- الشيخ: جزاهم الله خيراً.
- السائل: لكن هناك أسئلة تدور في رؤوسهم، ومن بين هذه الأسئلة يقولون: أنَّنا إذا نقلنا إلى الشيخ عن طريق أشرطة مصورة، وبيَّنا له فيها قتالنا أنَّنا لا نقتل الصبيان، ولا نقتل الشيوخ، ولا نفجِّر في المدن، بل نقتل من يُقاتلنا من هؤلاء الذين لا يُحكِّمون كتاب الله عزَّ وجلَّ فينا، فإنَّ الشيخ بعد أن يعرف بأنَّ عقيدتنا سليمة وأنَّ منهجنا سليماً وأنَّ قتالنا سليم فإنَّ فتواه ستتغيَّر، ما قولكم في هذا بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً؟
- الشيخ: لا! قولي: إنَّ الفتوى لا تتغيَّر مهما كانت نيَّة المقاتل، فإنَّها لا تتغيَّر؛ لأنَّه يترتَّب على هذا أمور عظيمة، قتل نفوس بريئة، استحلال أموال، فوضى.
[وهذا فيه ثبات الشيخ وقوته في بيان الحق، وعدم مجاملته المخالف، أو الانجرار وراء ما يظنه المخالف مبرراً لفعله].
- السائل: شيخنا! حفظك الله، إذا كان في صعودنا إلى الجبال اعتمدنا على فتاوى، وإن كانت كما قال الأخ ظهر خطؤها، ولو كانت من عند أهل العلم، وبعض فتاوى بعض الدعاة ظنًّا منَّا أنَّ ذلك حجة في القتال، فصعدنا إلى الجبال وقاتلنا سنين، يعني فما دور المجتمع الآن في معاملتنا؟ هل يعاملنا كمجرمين، أم أنَّنا كمجاهدين أخطأنا في هذه الطريق؟
- الشيخ: أنت تعرف أنَّ جميع المجتمعات لا تتفق على رأي واحد، فيكون الناس نحوكم على ثلاثة أقسام:
ـ قسم يكره هؤلاء ويقول: إنَّهم جلبوا الدَّمار وأزهقوا الأرواح وأتلفوا الأموال، ولن يرضى إلاَّ بعد مدَّة طويلة.
ـ وقسم آخر راضٍ يُشجِّع، وربَّما يلومهم إذا وضعوا السلاح.
ـ القسم الثالث: ساكت، يقول: هؤلاء تأوَّلوا وأخطأوا، وإذا رجعوا فالرجوع إلى الحقِّ فضيلة.
[يحاول الشيخ فتح باب الأمل للمخطيء التائب، وتخفيف أثر ردة فعل المجتمع عليه. وهذا يشير إلى أهمية وجود باب مفتوح، وطريق رجعة لمن صحت توبته، وصدقت نيته، وتخلى عن فكره المنحرف]
- السائل: شيخنا! حفظك الله، نريد كلمة توجيهية إلى الطرفين، أقصد إلى الإخوة الذين سينزلون إلى الحياة المدنية وإلى المجتمع، يعني: كيف نتعامل الآن؟ وأن ينسوا الأحقاد، نريد نصيحة في هذا الباب حفظكم الله؟
- الشيخ: بارك الله فيكم، أقول: إنَّ الواجب أن يكون المؤمنون إخوة، وأنَّه إذا زالت أسباب الخلاف وأسباب العداوة والبغضاء فلنترك الكراهية، ولنرجع إلى ما يجب أن نكون عليه من المحبة والائتلاف، كما قال الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ}.
وفي اليوم التالي، كان الاتصال الثاني بالشيخ.
- السائل: أنا أركِّز على أهم ما يمكن أن يؤثِّر على الإخوة عندنا، يعني المقاتلين حتى يرجعوا إلى الحقِّ.
- الشيخ: طيِّب! توكَّل على الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
- السائل: إن شاء الله، أهمّ قضية ـ يا شيخ ـ ادعاؤهم أنَّكم لا تعلمون واقعنا في الجزائر، وأنَّ العلماء لا يعرفون الواقع في الجزائر، وأنَّكم لو عرفتم أنَّنا سلفيِّين أنَّ هذا سيغيِّر فتواكم، فهل هذا صحيح؟
[وهذا مما يشغّب به دعاة الفكر المنحرف كثيراً ضد العلماء والأئمة، فإذا لم ترق لأحدهم الفتوى، قال: إن العالم الفلاني غائب عن الساحة، ولا يعلم الواقع].
- الشيخ: هذا غير صحيح، وقد أجبنا عنه بالأمس، وقلنا مهما كانت المبالغات فإراقة الدِّماء صعب، فالواجب الكفّ الآن والدخول في السِّلم.
- السائل: شيخنا! ما رأيكم فيمن يعتقد أنَّ الرجوع إلى الحياة المدنية يُعتبر رِدَّة؟
- الشيخ: رأينا أنَّ من قال هذا فقد جاء في الحديث الصحيح أنَّ من كفَّر مسلماً أو دعا رجلاً بالكفر وليس كذلك عاد إليه.
- السائل: شيخنا! ما رأيكم في قولهم أنَّه لا هدنة ولا صلح ولا حوار مع المرتدِّين؟
- الشيخ: رأينا أنَّ هؤلاء ليسوا بمرتدِّين، ولا يجوز أن نقول إنَّهم مرتدُّون حتى يثبُت ذلك شرعاً.
- السائل: بناءً على ماذا شيخنا؟
- الشيخ: بناء على أنَّهم يُصلُّون ويصومون ويحجُّون ويعتمرون ويشهدون أن لا إله إلاَّ الله وأنَّ محمداً رسول الله .. فكيف نقول إنَّهم كفار على هذه الحال؟! إنَّ النبيَّ ? قال لأسامة بن زيد لَمَّا قتل الرَّجل الذي علاه بالسيف، فشهد أن لا إله إلاَّ الله، أنكر الرسول ? على أسامة، مع أنَّ الرَّجل قال ذلك تعوُّذاً كما ظنَّه أسامة، والقصة مشهورة.
[تأمل تحمل الشيخ وطول باله مع ما يطرح المخالف من الأسئلة والشبه، واستجابته لما يطلب المخالف من التفصيل , وبيان الأدلة والبراهين]
- السائل: شيخنا! الكفر العملي هل يُخرج من الملة؟
- الشيخ: بعضه مخرجٌ وبعضه غير مخرج، كقتال المؤمن، فقد قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم: ((قتاله كُفْرٌ))، ومع ذلك لا يخرج من المِلَّة مَن قاتل أخاه المؤمن بدليل آية الحجرات: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} قال: {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات 9 ـ 10].
- السائل: متى يُصبح الكفر العملي كفراً اعتقاديًّا شيخنا؟
- الشيخ: إذا سجد لصنم، فهو كافر كفراً مخرجاً عن الملة، إلاَّ أن يكون مكرهاً.
- السائل: وفي قضية الحكم بغير ما أنزل الله؟
- الشيخ: هذا باب واسع، هذا باب واسع، قد يحكم بغير ما أنزل الله عدواناً وظلماً، مع اعترافه بأنَّ حكم الله هو الحق، فهذا لا يكفر كفراً مخرجاً عن الملة، وقد يحكم بغير ما أنزل الله تشهيًّا ومحاباة لنفسه، أو لقريبه، لا لقصد ظلم المحكوم عليه، ولا لكراهة حكم الله، فهذا لا يخرج عن الملة، إنَّما هو فاسق، وقد يحكم بغير ما أنزل الله كارهاً لِحُكم الله، فهذا كافرٌ كفراً مُخرجاً عن الملَّة، وقد يحكم بغير ما أنزل الله طالباً موافقة حكم الله، لكنَّه أخطأ في فهمه، فهذا لا يكفر، بل ولا يأثم؛ لقول النَّبِيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا حكم الحاكمُ فاجتهدَ فأخطأ فله أجرٌ واحد، وإن أصاب فله أجران)).
[لا بد للمحاور من علم راسخ، مبني على الأدلة الشرعية، مع حسن العرض والبيان للمسائل، وترتيب الجواب للسائل]
وفي ختام الاتصال .. قال السائل: شيخنا،كلامكم واضح والحمد لله، وبهذه الصيغة يزيح إن شاء الله الشبهَ التي تحول دون أن يعملَ الحقُّ عملَه إن شاء الله.
- الشيخ: نسأل الله أن يهديهم، وأن يرزقهم البصيرة في دينه، ويحقن دماء المسلمين.
- السائل: أعطِنا تاريخ المكالمة واسمك.
- الشيخ: هذه المكالمة يوم الجمعة في شهر رمضان، أجراها مع إخوانه محمد بن صالح العثيمين من عنيزة بالمملكة العربية السعودية،1420هـ، نسأل الله أن ينفع بهذا. ا هـ.
(شواهد على ذلك من فعل السلف رحمهم الله)
ابن عباس والخوارج:
(يُتْبَعُ)
(/)
من أشهر الحوارات التاريخية مع الطوائف المنحرفة مناظرة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما للخوارج حينما خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكانت هذه المناظرة بحق أنموذجاً فريداً، وتطبيقاً ناجحاً للحوار، رجع بسببه فئام من هذه الفئة، فإلى هذه المناظرة كما ساقها الحاكم في المستدرك 2/ 150ـ 152 والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 179، وسأدرج في ثنايا النقل بعض الملاحظات والتنبيهات وأضعها بين معقوفتين.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: " لما خرجت الحرورية اجتمعوا في دار وهم ستة آلاف أتيت علياً، فقلت: يا أمير المؤمنين أبْرِد بالظهر لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم، قال: إني أخاف عليك. قلت: كلا. قال ابن عباس: فخرجت إليهم ولبست أحسن ما يكون من حُلَلِ اليمن - وكان ابن عباس جميلاً جهيراً – [وهذه لفتة إلى أهمية العناية بشخصية المحاور ومظهره، وأثر ذلك في قبول الطرف الآخر].
قال ابن عباس: فأتيتهم وهم مجتمعون في دارهم قائلون، فسلمت عليهم، فقالوا: مرحباً بك يا ابن عباس، فما هذه الحلة؟!! [مظهر من مظاهر الغلو، والأخذ بالأشد حتى في اللباس].
قال: قلت: ما تعيبون علي؟ لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن ما يكون من الحلل، ونزلت ? قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ?.
قالوا: فما جاء بك؟ قلت: أتيتكم من عند صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار لأبلغكم ما يقولون، وتخبرون بما تقولون، فعليهم نزل القرآن وهم أعلم بالوحي منكم وفيهم أنزل، وليس فيكم منهم أحد. [تذكير بما لدى المخالف من مزيد علم وفضل، إشارة إلى أنه أقرب إلى الحق عند الاختلاف].
فقال بعضهم: لا تخاصموا قريشاً، فإن الله يقول: ? بل هم قوم خصمون ?
[انظر إلى سوء الفهم، والاستدلال بالنصوص في غير مواضعها]
قال ابن عباس: وأتيت قوماً لم أر قوماً قط أشد اجتهاداً منهم، مسهمة وجوههم من السهر، كأن أيديهم وركبهم تثنى عليهم.
[لا تلازم بين مظاهر الصلاح وشدة الاجتهاد في العبادة وبين صحة المنهج والهداية للحق].
قال: فمضى من حضر، فقال بعضهم: لنكلمنّه ولننظرنّ ما يقول.
قلت: أخبروني ماذا نقمتم على ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره والمهاجرين والأنصار؟.
قالوا: ثلاثاً.
قلت: ما هن؟
قالوا: أما إحداهن فإنه حكّم الرجال في أمر الله، وقال الله تعالى: ? إن الحكم إلا لله ? وما للرجال وما للحكم؟.
فقلت: هذه واحدة.
قالوا: وأما الأخرى، فإنه قاتل ولم يَسْبِ ولم يَغْنَمْ، فلئن كان الذي قاتل كفاراً لقد حل سبيهم وغنيمتهم، ولئن كانوا مؤمنين ما حل قتالهم.
قلت: هذه اثنتان، فما الثالثة؟
قالوا: إنه محا نفسه من أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين.
قلت: أعندكم سوى هذا؟
قالوا: حسبنا هذا. [هذه قاعدة هامة، وهي الاستماع الجيد إلى كلام المخالف، وحصر جميع حججه، قبل الشروع في الرد عليه]
فقلت لهم: أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما يُرَدّ به قولكم أترضون؟ [وهذه قاعدة أخرى من أهم قواعد الحوار، وهي أنه لا بد من مرجعية ثابتة متفق عليها، يردّ إليها عند التنازع بين الطرفين، وإلا كان الحوار عقيماً غير مثمر].
قالوا: نعم.
فقلت: أما قولكم حكم الرجال في أمر الله، فأنا أقرأ عليكم ما قد رد حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم في أرنب ونحوها من الصيد فقال: ? يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم .. إلى قوله يحكم به ذوا عدل منكم ?. فنشدتكم الله [خطابٌ مؤثر، يحرك العواطف، ويستثير الإيمان والخوف من الله] أَحُكْمُ الرجال في أرنب ونحوها من الصيد أفضل أم حكمهم في دمائهم وصلاح ذات بينهم؟. وأن تعلموا أن الله لو شاء لحكم ولم يصير ذلك إلى الرجال. وفي المرأة وزوجها قال الله عز وجل: ? وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها أن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما ? فجعل الله حكم الرجال سنة مأمونة.
قال: أخرجتُ عن هذه؟ [تحقق من زوال الشبهة عند المخالف]
قالوا: نعم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: وأما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم، أتسْبُون أمكم عائشة ثم تستحلون منها ما يُسْتَحَل من غيرها؟ فلئن فعلتم لقد كفرتم وهي أمكم، ولئن قلتم ليست أمنا لقد كفرتم فإن الله يقول: ? النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ?. فأنتم تدورون بين ضلالتين أيهما صرتم إليها صرتم إلى ضلالة. [محاصرة المخالف، وبيان فساد رأيه بناءً على اللوازم الفاسدة المترتبة على القول به].
قال: فنظر بعضهم إلى بعض!! [إشارة إلى وصول المخالف إلى درجة الشك والتردد].
قال: أخرجت من هذه؟
قالوا: نعم.
قال: وأما قولكم محا اسمه من أمير المؤمنين فأنا آتيكم بمن ترضون وأريكم، قد سمعتم أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية كاتب سهيل بن عمرو وأبا سفيان بن حرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمير المؤمنين اكتب يا علي: هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله. فقال المشركون: لا والله ما نعلم إنك رسول الله لو نعلم إنك رسول الله ما قاتلناك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إنك تعلم أني رسول الله، اكتب يا علي هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله. فوالله لرسول الله خير من علي وما أخرجه من النبوة حين محا نفسه.
قال ابن عباس: فرجع من القوم ألفان وقتل سائرهم على ضلالة ". اهـ
وهكذا .. كان من ثمرات هذا الحوار الهادف الذي قام به أحد علماء الأمة -وهو رجل واحد فقط- أن رجع ثلث هذه الفئة عن باطلهم، وتخلوا عن أفكارهم، وهذا مكسب كبير في القضية، ناهيكم عن زعزعة فكر من بقي من هذه الفئة، ونقلهم من دائرة القناعة التامة إلى دائرة الشك والتردد، وهذا مكسب آخر بلا شك.
جابر بن عبد الله والخوارج:
وهذه حادثة أخرى رواها الإمام مسلم في صحيحه، وكان الحوار فيها بين الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري وبين بعض من بدأت عندهم نزعة الخوارج.
عن يزيد الفقير قال: كنتُ قد شَغَفَنِي رأي من رأي الخوارج، فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج، ثم نخرج على الناس.
قال: فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يُحدِّث القوم جالس إلى سارية، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فإذا هو قد ذكر الجهنَّميِّين [أي الذين يخرجهم الله من النار بشفاعة الشافعين، وهذا يخالف مذهب الخوارج لأنهم يرون أن أهل الكبائر مخلدون في النار، وأنهم لا تنفعهم الشفاعة].
قال: فقلتُ له: يا صاحبَ رسول الله، ما هذا الذي تُحدِّثون؟ والله يقول: ? إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ? , و ? كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا ?، فما هذا الذي تقولون؟ [خطأ في فهم الآيات، وإنزالها على غير ما نزلت فيه].
قال: فقال: أتقرأُ القرآنَ؟ [تقرير لمرجعية الحوار، وهو الكتاب والسنة].
قلتُ: نعم.
قال: فهل سمعت بمقام محمد عليه السلام، يعني الذي يبعثه فيه؟
قلتُ: نعم!
قال: فإنَّه مقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يُخرج اللهُ به مَن يُخرج. قال: ثمَّ نعتَ وضعَ الصِّراط ومرَّ الناس عليه، قال: وأخاف أن لا أكون أحفظ ذاك. قال: غير أنَّه قد زعم أنَّ قوماً يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها، قال: يعني فيخرجون كأنَّهم عيدان السماسم، قال: فيدخلون نهراً من أنهار الجنَّة فيغتسلون فيه، فيخرجون كأنَّهم القراطيس.
قال يزيد: فرجعنا، قلنا: وَيْحَكم!! أَتَروْنَ الشيخَ يَكذِبُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فرجعنا، فلا والله! ما خرج منَّا غيرُ رَجل واحد.
أقول: وهذه صفحة أخرى من صفحات الحوار الهادف، وقى الله بسببها هذه العصابة -عدا أحدهم- من مغبة الخروج.
وفي صحيح البخاري أن ابن عمر رضي الله عنهما أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا: إن الناس صنعوا وأنت ابن عمر وصاحب النبي ? فما يمنعك أن تخرج؟ فقال: يمنعني أن الله حرم دم أخي. فقالا: ألم يقل الله: ? وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ?. فقال: قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله".
-مقتقطفات من رسالة (مع تقديم وتأخير بتصرف) باسم " ابن عثيمين يحاور المسلّحين" (معالم في التعامل مع الفئة الضالة)
للاخ سامي بن خالد الحمود-باحث شرعي أكاديمي
فتنة ابن الأشعث فوائد وعبر
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،،، أما بعد
ففي قصص من سبقنا عبرة ومزدجر (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم)
يسمع الناس بالفتن وخطرها وسوء عاقبتها، ولكن كما قيل بالمثال يتضح المقال.
من الفتن التي هزت الأمة الإسلامية، وكادت تطيح بالخلافة زمن بني أمية؛
فتنة عبد الرحمن بن الأشعث
وكان ابتداؤها سنة إحدى وثمانين.
قال الحافظ ابن كثير: وكان سبب هذه الفتنة أن ابن الأشعث كان الحجاج يبغضه، وكان هو يفهم ذلك، ويضمر للحجاج السوء وزوال الملك عنه، ثم إن الحجاج بن يوسف نائب الخليفة عبد الملك بن مروان على العراق جهز جيشا من البصرة والكوفة وغيرهما لقتال رتبيل الكافر ملك الترك، الذي آذى أهل الإسلام وقتل فئاما منهم، وأمر الحجاج على ذلك الجيش ابن الأشعث، مع أنه كان يبغضه كما تقدم، حتى إنه كان يقول: ما رأيته قط حتى هممت بقتله
ودخل ابن الأشعث يوما على الحجاج وعنده عامر الشعبي، فقال الحجاج انظر إلى مشيته!! والله لقد هممت أن أضرب عنقه
فأخبر الشعبي ابن الأشعث بما قال الحجاج، فقال ابن الأشعث: وأنا والله لأجهدن أن أزيله عن سلطانه إن طال ببي البقاء.
فسار ذلك الجيش بإمرة ابن الأشعث، حتى وطئ أرض (رتبيل)، ففتح مدنا كثيرة، وغنم أموالا كثيرة، وسبى خلقا من الكفار، ورتبيل ملك الكفار يهرب منهم من مدينة لأخرى.
ثم إن ابن الأشعث رأى لأصحابه أن يوقفوا القتال، حتى يتقووا إلى العام المقبل، ولتستقر الأمور في البلاد التي فتحوها.
فكتب إليه الحجاج يأمره بالاستمرار في القتال، ويذمه ويعيره بالنكول عن الحرب، فغضب ابن الأشعث، ثم سعى في تأليب الناس على الحجاج.
وقام والد ابن الأشعث _ وكان شاعرا خطيبا، فقال: إن مثل الحجاج في هذا الأمر ومثلنا كما قال القائل: (احمل عبدك على الفرس، فإن هلك هلك، وإن نجا فلك)، إنكم إن ظفرتم كان ذلك زيادة في سلطان الحجاج، وإن هلكتم كنتم الأعداء البغضاء.
ثم قال: اخلعوا عدو الله الحجاج، ولم يذكر خلع الخليفة، اخلعوا عدو الله الحجاج وبايعوا لأميركم عبد الرحمن بن الأشعث، فإني أشهدكم أني أول خالع للحجاج.
فقال الناس من كل جانب: خلعنا عدو الله الحجاج _ وكانوا يبغضونه _ ووثبوا إلى ابن الأشعث فبايعوه، ولم يذكروا خلع الخليفة.
وبعد بيعة الفتنة تلك تبدلت الأمور، ووقع ما لم يكن في الحسبان، فقد انصرف ابن الأشعث عن قتال الترك الكفرة!! وسار بجيشه المفتون مقبلا إلى الحجاج ليقاتله ويأخذ منه العراق، فلما توسطوا في الطريق، قالوا: إن خلعنا للحجاج خلع لابن مروان، فخلعوا أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، وجددوا البيعة لابن الأشعث، فبايعوه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخلع أئمة الضلالة وجهاد الملحدين.
فلما بلغ الحجاج ما صنعوا من خلعه وخلع أمير المؤمنين، كتب إلى الخليفة بذلك يعلمه، ويستعجله في بعثه الجنود إليه، فانزعج الخليفة واهتم
وسعى الناصحون المصلحون في درء الفتنة.
فكتب المهلب بن أبي صفرة إلى ابن الأشعث يحذره، وينهاه عن الخروج على إمامه وقال:
إنك با ابن الأشعث قد وضعت رجلك في ركاب طويل، أبق على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، الله الله!! انظر لنفسك فلا تههلكها، ودماء المسلمين فلار تسفكها، والجماعة فلا تفرقها والبيعة فلا تنكثها، فإن قلت أخاف الناس على نفسي، فالله أحق أن تخافه من الناس، فلا تعرضها لله في سفك دم أو استحلال محرم، والسلام عليك
ثم أخذ الخليفة عبد الملك في تجهيز الجنود في نصرة الحجاج في قتاله الخارجين على الجماعة، وجعل المفتونون يلتفون على ابن الأشعث من كل جانب، حتى قيل إنه سار معه ثلاثة وثلاثون ألف فارس ومائة وعشرون ألف راجل!!!
حتى دخلوا البصرة، فخطب ابن الأشعث وبايعم، وبايعوه على خلع الخليفة ونائبه الحجاج بن يوسف، وقال لهم ابن الأشعث:
ليس الحجاج بشيء، ولكن اذهبوا بنا إلى عبد الملك الخليفة لنقاتله، ووافقه على خلعهما جميع من بالبصرة من الفقهاء والقراء والشيوخ والشباب.
قال الحافظ ابن كثير: وتفاقم الأمر وكثر متابع ابن الأشعث على ذلك، واشتد الحال وتفرقت الكلمة جدا، وعظم الخطب واتسع الخرق ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم التقى جيش الخليفة وجيش ابن الأشعث، فقال القراء الذين خلعوا البيعة: أيها الناس قاتلوا عن دينكم ودنياكم.
وقال عامر الشعبي _ وكان من الأئمة، لكن ابن الأشعث فتنه _ قال: قاتلوهم على جورهم، واستغلالهم الضعفاء!! وإماتتهم الصلاة.
ثم بدأ القتال، ما بين كر وفر، يقتتل الناس كل يوم قتالا شديدا، حتى أصيب من رؤوس الناس خلق كثير،
واستمر هذا الحال مدة طويلة، ثم كتب الخليفة إلى ابن الأشعث ومن معه يقول:
إن كان يرضيكم مني عزل الحاج خلعته، وأبقيت عليكم أعطياتكم، وليخير ابن الأشعث أي بلد شاء يكون عليه أميرا ما عاش وعشت.
فلما بلغ ذلك ابن الأشعث خطب الناس وندبهم إلى قبول ما عرضه عليهم أمير المؤمنين من عزل الحجاج وإبقاء الأعطيات، فثار الناس من كل جانب، وقالوا: والله لا نقبل ذلك، نحن أكثر عددا وعدة!!
ثم جددوا خلع الخليفة عبد الملك واتفقوا على ذلك كلهم، واستمر القنال بين الفئتين مائة يوم وثلاثة أيام على ما قاله ابن الأثير.
وصبر جيش الخليفة بقيادة الحجاج، بالحرب، فأمر بالحملة على كتيبة القراء الذين خلعوا الخليفة، لأن الناس كانوا تبع لهم، وهم الذين يحرضونهم على القتال، والناس يفتدون بهم
فحمل جيش الحجاج عليهم ـ، فقتل منهم خلقا كثيرا، وبعدها انهزم ابن الأشعث ومن معه، فلحقهم جيش الحجاج يقتلون ويأسرون، وهرب ابن الأشعث ومعه جمع قليل من الناس، فأرسل الحجاج خلفه جيشا كثيفا ليقتلوه ويأسروه
ففر ابن الأشعث حتى دخل هو ومن معه إلى بلاد رتبيل الكافر ملك الترك!!! فأكرمه وأنزله عنده وأمنه وعظمه كيدا للمسلمين
هرب ابن الأشعث بعد أن أثار فتنة أهلك الحرث والنسل فقتل من أتباعه من قتل، وأسر كثير منهم، فقتلهم الحجاج بن يوسف، وهرب من بقي منهم.
ومنهم عامر الشعبي الإمام الثقة، فأمر الحجاج أن يؤتى بالشعبي فجيء به حتى دخل على الحجاج.
قال الشعبي: فسلمت عليه بالإمرة، ثم قلت:
أيها الأمير، إن الناس قد أمروني أن أعتذر إليك بغير ما يعلم الله أنه الحق، ووالله لا أقول في هذا المقام إلا الحق، قد والله تمردنا عليك وحرضنا، وجهدنا كل الجهد، فما كنا بالأتقياء البررة، ولا بالأشقياء الفجرة، لقد نصرك الله علينا، وأظفرك بنا، فإن سطوت فبذنوبنا، وما جرت إليك أيدينا، وإن عفوت عنا فبحلمك، وبعد فالحجة لك علينا.
فقال الحجاج لما رأى اعترافه وإقراره: أنت يا شعبي أحب إلي ممن يدخل علينا يقطر سيفه من دمائنا، ثم يقول ما فعلت ولا شهدت، قد أمنت عندنا يا شعبي.
ثم قال الحجاج: يا شعبي كيف وجدت الناس بعدنا يا شعبي؟ وكان الحجاج يكرمه قبل دخوله في الفتنة.
فقال الشعبي مخبرا عن حاله بعد مفارقته للجماعة: أصلح الله الأمير؛ قد اكتحلت بعدك السهر!! واستوعرت السهول!! واستجلست الخوف!! واستحليت الهم!! وفقدت صالح الإخوان!! ولم أجد من الأمير خلفا!!
فقال الحجاج: انصرف يا شعبي، فانصرف آمنا.
ثم شرع الحجاج في تتبع أصحاب ابن الأشعث، فقتلهم مثنى وفرادى!!! حتى قيل إنه قتل منهم بين يديه مائة ألف وثلاثين ألفا!!! منهم محمد بن سعد بن أبي وقاص، وجماعات من السادات، حتى كان آخرهم سعيد بن جبير رحمه الله.
وكان ممن تبع ابن الأشعث طائفة من الأعيان منهم مسلم بن يسار وأبو الجوزاء، وأبو المنهال الرياحي ومالك بن دينار والحسن البصري رحمه الله
وذلك أنه قيل لابن الأشعث: إن أردت أن يقاتل الناس حولك كما قاتلوا حول هودج عائشة فأخرج الحسن البصري معك، فأخرجه
وكان ممن خرج أيضا سعيد بن جبير وابن أبي ليلى الفقيه وطلحة بن مصرف وعطاء بن السائب، وغيرهم
قال أيوب: فما منهم من أحد صرع مع ابن الأشعث إلا رغب عن مصرعه، ولا نجا أحد منهم إلا حمد الله أن سلمه!!!
ثم إن الحجاج كتب إلى رتبيل ملك الترك الذي لجأ إليه ابن الأشعث، أرسل إليه يقول: والله الذي لا إله إلا هو، لئن لم تبعث إلي بابن الأشعث لأبعثن إليك بألف ألف مقاتل ولأخربنها
فلما تحقق الوعيد من الحجاج استشار في ذلك بعض الأمراء فأشار عليه بتسليم ابن الأشعث قبل أن يخرب الحجاج دياره، ويأخذ عامة أمصاره، فعند ذلك غدر رتبيل بابن الأشعث فقبض عليه وعلى ثلاثين من أتباعه، فقيدهم بالأصفاد وبعثهم مع رسل الحجاج إليه
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما كانوا ببعض الطريق بمكان يقال له (الرخج) صعد ابن الأشعث وهو مقيد بالحديد إلى سطح قصر، ومعه رجل موكل به لئلا يفر فألقى ابن الأشعث بنفسه من ذلك القصر، وسقط معه الموكل به فماتا جميعا، فعمد الرسول إلى رأس ابن الأشعث فاختزه، وقتل من معه من أصحابه، وبعث برؤوسهم إلى الحجاج فأمر فطيف برأس ابن الأشعث في العراق، ثم بعثه إلى أمير المؤمنين عبد الملك فطيف به في الشام، ثم بعث به إلى ألأخيه عبد العزيز بمصر فطيف برأسه هناك، ثم دفن.
قال الحافظ ابن كثير: والعجب كل العجب من هؤلاء الذين بايعوه بالإمارة: كيف يعمدون إلى خليفة قد بويع له بالإمارة على المسلمين من سنين، فيعزلونه وهو من صليبة قريش، ويبايعون لرجل هندي بيعة لم يتفق عليها أهل الحل والعقد!!!
ولهذا لما كانت هذه زلة وفلتة نشأ بسببها شر كثير، هلك فيه خلق كثير، فإنا لله وإنا إليه إليه راجعون ا. هـ
ذكر ابن الأثير في تاريخه: أن رجلا من الأنصار جاء إلى عمر بن عبد العزيز فقال: أنا ابن فلان بن فلان، قتل جدي يوم بدر، وقتل جدي فلان يوم أحد، وجعل يذكر مناقب سلفه، فنظر عمر إلى جليسه فقال: هذه المناقب والله، لا يوم الجماجم ويوم راهط، من الخروج وحمل السلاح على المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين
إن فتنة ابن الأشعث كانت فتنة عظيمة فرقت الكلمة، وقتل فيها أكثر من مائة ألف مسلم، وفي هذه الحادثة فوائد منها:
أولها: أن للفتن في أول نشوئها لذة وحلاوة تستهوي كثيرا من الناس، إلا من عصمه الله ونجاه، وقد خرج كثير من القراء مع ابن الأشعث، فضلا عن عامة الناس، كان كلامهم في أول الفتن قويا ومهيجا، تكلم متكلموهم، وأبدع خطباؤهم، في التحريض على قتال جند الخليفة.
قال أبو البختري: أيها الناس قاتلوهم على دينكم ودنياكم، فوالله لئن ظهروا عليكم ليفسدن عليكم دينكم، وليلن على دنياكم.
قوال عامر الشعبي: أيها الناس قاتلوهم، ولا يأخذكم حرج من قتالهم، والله ما أعلم على بسيط الأرض أعمل بظلم ولا أعمل بجور منهم
وقال سعيد بن جبير نحو ذلك
ووالله لو كانوا يعلمون ما ستؤول الأمور إليه لما قالوا ما قالوا، ولكنها الفتن تعمى فيها الأبصار.
ثانيا: إذا وقعت الفتن فإن ضحاياها الأبرار والفجار، قال الله تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)
ذكر ابن الأثر في تاريخه أن الحجاج لما غلب جيش ابن الأشعث أخذ يبايع الناس وكان ظالما، وكان لا يبايع أحدا إلا قال له اشهد على نفسك أنك كفرت، يعني بنقضك البيعة وحملك السلاح، فإن قال نعم بايعه، وإلا قتله.
فأتاه رجل من خثعم كان معتزلا للناس كلهم، فسأله الحجاج عن حاله فأخبره باعتزاله، قال الحجاج، بل أنت متربص بنا، أتشهد أنك كافر؟
قال الرجل: بئس الرجل أنا أعبد الله ثمانين سنة، ثم أشهد على نفسي بالكفر
قال الحجاج: أقتلك إذا؟
قال الرجل: وإن قتلتني
فقتله الحجاج، ولم يبق أحد من أهل الشام والعراق إلا رحمه، وحزن لقتله
ثالثا: إذا ولت الفتنة مدبرة عند ذلك يندم من دخل فيها لما يراه من الفساد والشرر الذي نتج عنها، واستمع إلى أهلها وقد جيئ بهم حتى أوقفوا بين يدي الحججاج بن يوسف
هاهو فيروز بن الحصين أسر فأتي به إلى الحجاج فقال له: أبا عثمان!! ما أخرجك مع هؤلاء، فوالله ما لحمك من لحومهم ولا دمك من دمائهم
فقال: أيها الأمير فتنة عمت، فأمر به الحجاج فضربت عنقه
ثم دعا الحجاج بعمر بن موسى فجيء به موثقا، فعنفه الحجاج، فاعتذر، وقال أصلح الله الأمير!! كانت فتنة شملت البر والفاجر، فدخلنا فيها، فقد أمكنك الله منا، فإن عفوت فبفضلك، وإن عاقبت ظلمت مذنبين
فقال الحجاج: أما إنها شملت البر والفاجر، فقد كذبت، ولكنها شملت الفاجر وعوفي منها الأبرار، وأما إقرارك فعسى أن ينفعك.
فرجى له الناس السلامة، لكن الحجاج أمر به فضربت عنقه
ثم دعا الحجاج بالهلضام بن نعيم فقال: ما أخرجك مع ابن الأشعث؟ وما الذي أملت؟
فقال الرجل: أملت أن يملك ابن الأشعث فيوليني العراق، كما ولاك عبد الملك
فقتله الحجاج
ثم دعا بأعشى همدان وقد تبع ابن الأشعث، وعمل الشعر في التحريض على قتال الخليفة، فلما دخل على الحجاج أنشد يعتذر:
(يُتْبَعُ)
(/)
أبى الله إلا أن يتمم نوره ... ويطفئ نار الفاسقين فتخمدا
فقتلاهم قتلى ضلال وفتنة ... وجيشهم أمسى ذليلا ممردا
فما لبث الحجاج أن سل سيفه ... فولى جيشنا وتبددا
دنود أمير المؤمنين وخيله ... وسلطانه أمسى عزيزا مؤيدا
ليهنأ أمير المؤمنين ظهوره ... على أمة كانوا سعاة وحسدا
نزلوا يشتكون البغي من أمرائهم ... وكانوا هم أبغى البغاة وأعندا
فقال الحجاج: والله يا عدو الله لا نحمدك، وقد قلت في الفتنة ما قلت، وحرضت الناس علينا، فصربت عنقه وأحلق بأصحابه.
رابعا: إذا وقعت الفتنة سعى أهلها في استدراج بعض الخواص إليهم ليحتجوا بهم عند العامة، وقد قيل لابن الأشعث: إذا أردت أن يقاتل الناس حولك كما قاتلوا حول هودج عائشة فأخرج الحسن البصري معك، فأخرجه.
وخرج مع ابن الأشعث بعض الأئمة، كسعيد بن جبير، ومالك بن دينار وغيرهما، ففتن الناس والمعصوم من عصمه الله.
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الفتن ويأمر بذلك في كل صلاة، لأن بعضها يجعل الحليم حيرانا، ذلك أن أهل الفتنة يزينون فعلهم بكثرة موافقيهم.
فابن الأشعث قاتل معه أكثير من مائة وخمسين ألفا، وتبعه جماعة من السادات، لكن فعلهم لم يكن مرضيا، إذ هو خلاف النصوص الآمرة بالجماعة والصبر الناهية عن الخروج والفرقة والمنازعة.
قال أيوب: ما منهم من أحد صرع مع ابن الأشعث إلا رغب عن مصرعه، ولا نجا من نجا منهم إلا حمد الله وسلمه.
قال الإمام ابن بطة العكبري في التحذير والاغترار بالكثرة: والناس في زماننا أسراب كالطير يتبع بعضهم بعضا!! لو ظهر فيهم من يدعي النبوة _ مع علمهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء _ أو من يدعي الربوبية لوجد على ذلك أتباعا وأشياعا.
خامسأ: أن عاقبة الفتن وخيمة، ومآل أهلها الخسران، فهاهو ابن الأشعث خرج على جيش إسلامي مجادا في سبيل الله، ثم صار رأسا في الفتنة، فترك قتال الكفار وهجم على أهل الإسلام!! وقتل بسببه جمع كثير، واضطربت الأمور وكثر الشر، ثم آلت به الحال أن يلجأ إلى ملك الكفار الذي كان يقاتله بالأمس، ففرح به الكافر وأكرمه إغاظة للمسلمين.
وهكذا الفتن تقود صاحبها إلا ما لا يريد.
وليت ابن الأشعث وقف عند هذا لكان هينا، وما هو وربي بهين
لقد غدر به الملك الكافر وأرسله موثقا إلى الحجاج، فأسقط في يده، فلما كان ببعض الطريق، صعد قصرا فألقى نفسه، فمات، فمن كان يظن أن نهايته تكون كذلك. |
سادسا: لقد ألبس ابن الأشعث فتنته هذه لباس الشرع، وأوهمهم أنها إنكار للمنكر ونصرة للدين، لكن الباطن خلاف ذلك، قد ذكر ابن الأثير أن الحجاج كان يبغض ابن الأشعث، ويقول: ما رأيته قط إلا وأردت قتله، وهو يعلم ذلك، وكان يهدد ويقول: وأنا والله لأجهدن أن أزيل الحجاج عن سلطانه إن طال بي البقاء.
ونص ابن كثير على أن سبب تلك الفتنة كره ابن الأشعث للحجاج، ثم جمع حوله من يبغضون الحجاج، فانظروا كيف استغل كره الناس ليثأر منه وينكد عليه!!
ولهذا فمن دعا إلى مفارقة الجاعة وإثارة الفتنة فهو صاحب هوى مريض قلب، مخالف للسنة، وإن ظهر فعله ذلك في صورة إنكار للمنكر
سابعا: إذا وقعت الفتنة، فإن أول من يصطلي بنارها من أوقدها، فتنقلب الأمور عليهم، ويتسلط الجهال من أتباعهم حتى يكون الأمر والنهي عليهم.
وقد كتب الخليفة إلى ابن الأشعث عزل الحجاج وتوليته مكانه، وبقاء أعطيات الناس، فمال إلى ذلك ابن الأشعث، فخطب الناس وقال: اقبلوا ما عرض عليكم، وأنت أعزاء أقوياء، فوثب الجهال من كل مكان يقولون: لا والله لا نقبل نحن أكثر منهم عددا وعدة، وأعادوا خلع الخليفة ثانية، وبايعوا ابن الأشعث، فانصاع لأمرهم ووافقهم حتى آل أمره إلى ما آل إليه.
ثامنا: من فارق الجماعة ودخل في الفتنة فهو في غربة ووحشة، ومآله أن يتخلى عنه أحبابه وأعوانه.
هاهو الشعبي يصف حاله بعد أن خلع البيعة ودخل مع ابن الأشعث، فقدت صالح الإخوان ولم أجد من الأمير خلفا.
من أجل ذلك كان الأئمة يحرصون على الاجتماع زمن الفتن
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول حنبل: اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلى أبي عبد الله _ يعني الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله _ يقولون له: إن الأمر تفاقم وفشا _ يعنون إظهار القول بخلق القرآن، ولا نرضى بإمرته ولا سلطانه، فناظهرهم الإمام أحمد في ذلك وقال: عليكم بالإنكار في قلوبكم، ولا تخلعوا يدا من طاعة، لا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم، وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح بر ويسترح من فاجر.
وقال لهم: ليس هذا _ يعني نزع أيديهم من طاعتهم _ صوابا، هذا خلاف الآثار ا. هـ
الإمام أحمد يقول هذا، وقد آذاه السلطان وجلده وسجنه، ثم منعه من لقيا الناس، لكن أهل السنة أهل عدل واجتماع ومتابعة للنصوص يرجون ما عند الله تعالى
وآخرها: أن هذه الفتنة تدل على أهمية التمسك بالآداب الشرعية زمن الفتن، فمن تلك الآداب:
#الحذر من الفتن وعدم الاستشراف لها واعتزال أهلها.
# ومنها الحلم والرفق، فلا تعجل في قبول الأخبار، والأفكار والآراء، والحكم على الناس تخطئة وتصويبا، فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.
# ومنها لزوم جماعة المسلمين وإمامهم والحذر من التفرق، لقول حذيفة رضي الله عنه لما ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم الفتن، قال فما تأمرني إن أدركني ذلك؟
فقال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم
# ومنها الالتفاف حول علماء السنة أهل التوحيد، والحذر من التفرق عليم ومنازعتهم، والصدور عن آرائهم والاستجابة لنصحهم
ووالله، وتالله، وبالله: إن أول باب يلج الرجل منه إلى الفتنة الطعن بالعلماء، والاستبداد بالرأي دونهم.
ومن رأيتموه يقدح في علمائنا فاعلموا أنه مفتون، فإن من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل السنة
# ومنها أن الفتن إذا وقعت فما كل ما يعلم يقال، وليت بعض الناس يتركون الأمور العظام للعلماء الكبار حفاظا على اجتماع الكلمة، لأن مرد الناس في آخر أمرهم للعلماء، فمن كان عنده رأي فليعرضه عليهم (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)(/)
فتاوي السادة المالكية في حكم الدولة العبيدية.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 07:11]ـ
هذه بعض فتاوي السادة المالكية في حكم دولة بني عبيد الشيعية.
يقول القاضي عياض بن موسى بن عياض السبتي، المتوفى سنة 544 هجرية، في كتابه: (ترتيب المدارك وتقريب المسالك) في المجلد السابع / صفحة 274 وما بعدها:
أبو بكر إسماعيل بن إسحاق بن عذرة الأنوي.
أثنى عليه ابن أبي يزيد في شبيبته في كتابه معه، لأنه سُئل - أي ابن عذرة - عن خطباء بني عُبيد، وقيل له: إنهم سُنِّية، فقال: (أليس يقولون؛ اللهم صلِّ على عبدك الحاكم وورثة الأرض؟)، قالوا: نعم، قال: (أرأيتم لو أنّ خطيبا خطب فأثنى على الله ورسوله، فأحسن الثناء، ثم قال: أبو جهل في الجنة، أيكون كافرا؟)، قالوا: نعم، قال: (فالحاكم أشد من أبي جهل).
قال عياض: وسُئل الداودي عن المسألة، فقال: (خطيبهم الذي يخطب لهم ويدعو لهم يوم الجمعة؛ كافرٌ يُقتل، ولا يُستتاب، وتحرم عليه زوجته، ولا يرث ولا يورث، وماله فيء للمسلمين، وتعتق أمهات أولاده، ويكون مدبّروه - أيعبيده الذين علّق عتقهم بعد موته - للمسلمين، يعتق أثلاثهم بموته، لأنه لم يبق له مال، ويؤدي مكاتبوه للمسلمين، ويُعتقون بالأداء، ويرقون بالعجز، وأحكامه كلها أحكام الكفر، فإن تاب قبل أن يُعزل، إظهارا للندم، ولم يكن أخذ دعوة القوم قُبلت توبته، وإن كان بعد العزل أو بشيء منعه لم تُقبل، ومن صلى وراءه خوفا أعاد الظهر أربعا، ثم لا يقيم إذا أمكنه الخروج، ولا عذر له بكثرة عيال ولا غيره).
ثم قال عياض:
أبو محمد الكبراني:
من القيروان، سُئل عمن أكرهه بنو عبيد على الدخول في دعوتهم أو يُقتل؟ قال: (يختار القتل، ولا يعذر أحد بهذا إلا من كان أول دخولهم البلد قبل أن يعرف أمرهم، وأما بعد؛ فقد وجب الفرار، ولا يُعذر أحد بالخوف بعد إقامته، لأن المقام في موضع يُطلب من أهله تعطيل الشرائع لا يجوز، وإنما أقام فيها من العلماء والمتعبدين على المباينة لهم، يخلو بالمسلمين عدوهم فيفتنونهم عن دينهم).
قال عياض: وعلى هذا كان جبلة بن حمود ونظرائه؛ ربيع القطان، وأبو الفضل الحمصي، ومروان ابن نصرون، والسبّائي، والجبيناني، يقولون ويفتون.
قال يوسف بن عبد الله الرعيني في كتابه: (أجمع علماء القيروان - أبو محمد بن أبي زيد، وأبو الحسن القابسي، وأبو القاسم بن شلبون، وأبو على بن خلدون، وأبو محمد الطبيقي، وأبو بكر بن عذرة -؛ أن حال بني عُبيد حال المرتدين والزنادقة.
فحال المرتدين؛ بما أظهروه من خلاف الشريعة، فلا يورثون بالإجماع.
وحال الزنادقة؛ بما أخفوه من التعطيل، فيُقتلون بالزندقة).
قالوا: (ولا يُعذر أحد بالإكراه على الدخول في مذهبهم، بخلاف سائر أنواع الكفر، لأنه أقام بعد علمه بكفرهم، فلا يجوز له ذلك، إلا أن يختار القتل دون أن يدخل في الكفر).
وعلى هذا الرأي كان أصحاب سحنون يفتون المسلمين.
قال أبو القاسم الدهّاني: (وهم بخلاف الكفار، لأن كفرهم خالطهم سحر، فمن اتصل بهم خالطه السحر والكفر).
ولما حُمل أهل طرابلس إلى بني عُبيد، أضمروا أن يدخلوا في دينهم عند الإكراه، ثم ردُّوا من الطريق سالمين، فقال ابن أبي زيد: (هم كفار، لاعتقادهم ذلك) انتهى.
والله أعلم(/)
تذكير بدرس الشخ ناصر العمر
ـ[الخميس]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 08:14]ـ
http://www.almoslim.net/files/drsmuslem.png(/)
ما حكم إمامة الأعمى في الصلاة؟
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 09:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم إمامة الأعمى في الصلاة؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 11:20]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تجوز إمامة الأعمى للمبصرين، والمبصر أولى بالإمامة منه إذا تساويا في القراءة والفقه والسن وغير ذلك مما يستحب توفره في الإمام، وذلك أن المبصر أقدر على التحرز من النجاسات وإحسان الطهارة وإستقبال القبلة من الأعمى، والله أعلم.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 12:13]ـ
_فتوى اللجنة الدائمة
ما حكم الصلاة وراء إمام شيخ أعمى ويخطئ أحيانا؟
الصلاة جماعة وراء إمام أعمى جائزة، وقد تكون أفضل إذا كان أقرأ للقرآن ممن يصلون وراءه؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم ((يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله)) الحديث، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استخدم ابن أم مكتوم يؤم الناس وهو أعمى. رواه الإمام أحمد وأبوداود أما خطؤه في القرآن ففيه تفصيل: فإن كان خطؤه لحنا لايغير المعنى فالصلاة خلفه صحيحة، وإذا تيسر من لا يلحن فهو أولى، وإن كان لحنه يغير المعنى فالصلاة وراءه باطلة؛ وذلك من أجل لحنه لا لعماه كقراءة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [الفاتحة:5] بكسر الكاف أو: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة:7] بضم التاء أو كسرها، وإن كان يخطئ لضعف حفظه كان غيره ممن هو أحفظ أولى بالإمامة منه.
_قال الشيخ عبد المحسن العباد (شرح سنن أبي داود)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب إمامة الأعمى: حدثنا محمد بن عبد الرحمن العنبري أبو عبد الله حدثنا ابن مهدي حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أنس رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتوم يؤم الناس وهو أعمى)]. أورد أبو داود رحمه الله هذه الترجمة وهي: [باب إمامة الأعمى]، وأورد حديث أنس بن مالك: (أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتوم يؤم الناس وهو أعمى) يعني: استخلفه في المدينة، وذلك وقع في غزوة من الغزوات، حيث خلفه وجعله يصلي بالناس وهو أعمى، وهذا يدل على إمامة الأعمى، وأنه لا بأس بذلك ولا مانع منها. وقد مر أن ابن أم مكتوم كان مؤذناً، والأذان كما هو معلوم يحتاج إلى أمانة، ويحتاج إلى معرفة الوقت، ولكن الأعمى إذا كان له من يرشده ويخبره ممن يثق به فلا بأس بأن يؤذن وهو أعمى، ويصلي وهو أعمى.
_قال الشيخ عبد المحسن الزامل (شرح بلوغ المرام)
هذا الحديث رواية أنس -رضي الله عنه- من طريق رجل يقال له: عمران بن داور، وفيه بعض الضعف، لكن رواية ابن حبان أصح وإسنادها صحيح، وهو أنه -عليه الصلاة والسلام- استخلف ابن أم مكتوم يؤم الناس، وفي لفظ استخلفه على المدينة، وفيه جواز إمامة الأعمى في الصلاة.
وقال بعضهم: إن البصير أولى، وهذا الحديث يدل على جواز أن يكون إمامًا؛ لأنه داخل في عموم الأدلة التي جاءت يؤم القوم فإذا كان متوفرا فيه الشروط يؤم القوم وهو أولى من غيره، ولم يأت في الشروط أن يكون بصيرًا يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنًّا أو سلمًا وهو داخل في هذه العمومات، فهو يؤم في الصلاة كغيرها.
و الله أعلم.
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 05:38]ـ
علي أحمد عبد الباقي
أبو البراء الأندلسي
جزاكم الله خيرا على المعلومات القيمة
بارك الله فيكم
دمتم على طريق الخير
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 11:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
من باب الفائدة:
توجد رسالة علمية باسم " أحكام الاعمى في الفقه الاسلامي"-تاليف محمد عمر شماغ.
-وحديث جابر بن عبد الله-رضي الله عنه- الطويل في الحج دليل على على جواز صلاته وصحتها, مع اني لم انظر في الرسالة, لانه قد تكون فيها ادلة اخرى.(/)
حجية تخصيص الأخبار عند الأصوليين.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 10:10]ـ
حجة تخصيص الأخبار عند الأصوليين
بسم الله الرحمن الرحيم
اتفق الأصوليون سلفا وخلفا على أن التخصيص للعمومات جائز قال ابن السبكي { .... لم يخالف في ذلك إلا شرذمة قليلون} الإبهاج 2/ 123 فقد أنكروا تخصيص الأخبار.
و التخصيص حده طائفة من الأصوليين أنه تميز بعض الجملة -أي- إخراجه منها، وقيل في حده هو إخراج بعض ماتناوله الخطاب عنه وهو تعريف العلامة أبو الحسين البصري.
قال السيف الآمدي -رحمة الله عليه - {اتفق القائلون بالعموم على جواز تخصيصه على أي حال كان من الأخبار، و الأمر وغيره، خلافا لشذوذ لا يؤبه لهم في تخصيص الخبر} انظر الإحكام بتعليق العفيفي 2/ 345.
و أشار بعض الأصوليين كالإمام وابن الحاجب إلى أن الخلاف واقع أيضا في الأوامر و النواهي كما هو واقع في الاخبار. انظر المحصول 1/ 399 و بيان المختصر 2/ 238.
وذكر حجة الإسلام و الأنام أبو حامد الغزالي أن لم يقف على خلاف في جواز تخصيص العام مطلقا.
قال أبو إسحق الشيرازي {يجوز تخصيص الخبر كما يحوز تخصيص الأمر و النهي} راجع التبصرة ص 143.
واستدل الجمهور على جواز تخصيص العام مطلقا بأنه واقع، و الوقوع أكبر شاهد على الجواز. فمن امثلة ذلك قول الحق تبارك وتعالى {الله خالق كل شيء} فالعقل يقضي بان هذه الأية ليس مرادا منها العموم. ضرورة أن سبحانه وتعالى لم يخلق ذاته الكريمة ولا صفاته، لأن المخلوق حادث وذاته وصفاته قديمة.
وذهب المنكرون لتخصيص الخبر أن تخصيصه يوهم الكذب وهو محال في حق الواحد الأحد. فنرد عليهم أن العام مطلقا سواء كان ف الخبر أو الإنشاء محتمل للتخصيص احتمالا راجحا، وهذا الإحتمال يجعل السامع للخبر مجوزا إرادة بعض أفراد العام من العام، فإذا ورد مايثبت إرادة هذا لابعض علمنا أن البعض المخرج لم يكن مرادا من العام، وحيث يكن مرادا فلا يحصل إيهام الكذب كما يقولون، ولقد كان الإيهام يحصل لو كان المخرج مرادا. ولزيادة التوضوح ارجعوا إلى الإحكام للسيف 2/ 346 و الإبهاج 2/ 75.
أظن الصورة واضحة، من منكم سيتخرج لنا الثمار المبنية على هذا الخلاف.
و الله المستعان.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 10:13]ـ
لا يخفى عليكم أن عنوان الموضوع أعم و أوسع مما كتبت، لكن أردت فتح الموضوع معكم مبدئيا لكي نتناقش فيه ريثما أحرره كليا
و الله المستعان
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 01:59]ـ
أظنك بحاجة لتحرير الفرق بين العام الذي أريد به الخصوص والعام المخصوص.
وأيضا هل العام الذي خص بالعقل أو بالحس من الأول أم من الثاني؟(/)
هكذا ولج الإسلام في بلادي!!
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 09:06]ـ
للحديث عن فحوى ولوج الإسلام في بوركينافافو، سنحتاج إلى طرح سؤال مهمّ ألا وهو متى عرفتْ أفريقيا الإسلام؟ وللإجابة على هذا السؤال المهم، سنضطرّ أيضا القهقرى، وتقليب صفحات التأريخ للوراء، لنعمق النظر في أحداث السنة الخامسة من البعثة ..
في هذه السنة، أمر الرسول عليه الصلاة والسلام، بعض الأقلية المسلمة بمكة، بعد ما عاينوا ألوانا من التنكيل والضيم من أهل مكة، أمرهم بالهجرة إلى ملاذ آمن، وأرض خصبة، هي مفتوحة أبوابها للقاصي والداني، هي أرض أفريقيا وتحديدا (الحبشة) وبها ملك منشرح صدره لقبول الحق، ولا يظلم الناس عنده،وكانت الحبشة قديما، متجر قريش، فتعرف العرب على عدالة ملكها ..
وهكذا تمت الهجرة الأولى، فقوبلوا من الملك (النجاشي) بحفاوة وترحاب، ثم بعدها تلتها الهجرة الثانية، وهذا يسفر أن أفريقيا عرفت الإسلام، منذ ما قبل الهجرة النبوية ...
وفي عهد عمر بن الخطاب فُتحت مصر على يد عمرو بن العاص وانتشر فيها الإسلام، فكانت هي البوابة، وقاعدة الفتح لإفرقيا الشمالية ..
وفي عهد عثمان بن عفان، توسعت الفتوحات الإفريقية، إذ بعث عبدالله بن السرح عام 27هـ غازيا في جيش قوامها 20 ألف إلى المغرب العربي، ففتحت مدينة سبيطلة وما يحيط بها وهي مدينة بجنوب شرقي تونس ومازالت، وفيها قَتل عبدُالله بن الزبير ملكَ البربر من قبل الروم (جرجير) وانهزم البربر شر هزيمة بمقتله مع كثرة عددهم، فكان ذلك فتحا عظيما لأفريقيا ..
وفي عهد معاوية بن أبي سفيان، توسعت رقعة الفتح، واستمر التوغل أسحق من ذلك، وذلك عندما بعث عقبة بن نافع الفهري، الفاتح العظيم إليها، فأسس القيروان عام50هـ 670مـ لتكون عاصمة للمسلمين ولتكون منطلق الفتوحات الإفريقية، ففتح على إثرها: تلمسان، كنجة، طرابلس، وغيرها ..
وهكذا شهد شمال أفريقيا الإستقرار في ظل مظلة الإسلام، وسكن فيها بنوا هلال بن عامر بن صعصعة، في القرن الخامس تقريبا، فتعرب البربر بالإحتكاك بهم، ومن ثم واصل الإسلام سيره الحثيث إلى جنوب الصحراء (أفريقيا السمراء) ...
لقد كان للتجار المسلمين دور فعال ومجهود طيب في نشر الإسلام في جنوب الصحراء إذكانت الطرق التجارية الموصلة بين المراكز الإسلامية في شمال القارة والبلاد الواقعة فيما وراء الصحراء هي المسالك الحقيقية التي تسرب الإسلام عبرها إلى قلب أفريقيا، وكذلك الأمر بالنسبة للطرق التجارية على طول ساحل المحيط الأطلسي، فقد قامت هذه الطرق بدور جليل الشأن في نشر الإسلام في بلاد السنغال وأعالي النيجر ومنطقة بحيرة تشاد .. كذلك كان شأن الطرق التجارية التي تصل وادي النيل ببلاد السودان وشرق أفريقيا، وقد ولج الإسلام من طرق عدة في أفريقيا:
أولاها: طريق باب المندب والبحر الأحمر .. وعن طريقه انتشر الإسلام في القرن الأفريقي وأفريقيا الشرقية، وكان اتصال العرب بالساحل الشرقي لأفريقيا قديما قبل الإسلام، وذلك لقربه من جزيرة العرب، واستقر الكثير من المهاجرين والتجار العرب في هذه المناطق، واختلطوا بأهالي البلاد، وأثروا فيهم، إلا أن التأثير الحقيقي كان بعد الإسلام، وقوي التواصل بين الطرفين، وكان الإنتقال بين ضفتي البحر الأحمر مألوفا أيضا، قبل الإسلام، وقوي بعد الإسلام كمعبر قريب إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج ...
ثانيها: عن طريق جنوب مصر ..
وانتشر الإسلام عن طريقها إلى بلاد النوبة، والبربر ..
ثالثها: عن طريق المغرب العربي
ووصل الإسلام عبر هذا المحور إلى أفريقيا الغربية والوسطى، وقد اتسع انتشار الإسلام في غرب أفريقيا على المرابطين،وقامت هناك دول ومماليك إسلامية ..
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى ..
وسنبدأ بموضوع كيف دخل الإسلام في بوركينافاسو؟
ـ[أبوهناء]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 01:44]ـ
بارك الله فيك وأرجو أن تستمر أخي الكريم ..
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 05:24]ـ
جزاك الله خيرا أخي وفيك بارك ..
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 05:29]ـ
كيف دخل الإسلام في بوركينافاسو
(يُتْبَعُ)
(/)
فيما سلف تطرقنا لفحوى انتشار الإسلام في ربوع مصر بعد فتحها على يد الفاتح العظيم، والآن بقي أن نعلم أن الإسلام وجد حظه من الإنتشار من دون سيف في القارة السمراء، وذلك بالإحتكاك بين المدنيين والتجار العرب والمسلمين، ثم بالوعظ والإرشاد بالحكمة والحنكة ...
لقد لعب التجار في سبيل نشر الإسلام، في القارة، دورا كبيرا لا يجوز تجاهله، فمر الإسلام بترحالهم عبر بلاد الشنقيط (موريتانيا) والسنغال وأعالي النيجر ومالي وتحديدا مدينة تمبكتو وعن طريقها واصل الإسلام سيره الحثيث حتى بزغ نوره وتنفس صبحه في وطن الأحرار (بوركينا فاسو) وذلك منذ حوالي القرن الحادي عشر ميلادي تقريبا ..
وقد امتازت قبيلة moaga في الوسطى بأسبقية اعتناق الإسلام ومنطقة liptako في الشمال ويقطنها الفلانيون ...
ولقد شعر البوركينابيون تحت ظل مظلة الإسلام، روح التسامح والتساوي بين الشعوب فكان التفكير غيار التفكير في ظل الوثنية والإستعمار الغاشم .. إذكان بنوا الأصفر (الفرنجى) قد هضم حقوقهم، وأذاقهم سوء العذاب بقهرهم على أعمال شاقة، وجعل الحق للأقوى والأبيض فوق الأسود في كل شيئ، فجاء الإسلام ليعلن عاليا أن لا فرق إلا بالتقوى، وأن لا مجال للعصبيات للعرق أو اللون (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ...
وهكذا انتشر الإسلام بحليته الجميلة، وتعاليمه المتلائمة للفطرة السليمة الزكية، ولكن الأمر المؤسف، أن الإسلام لم يأت بمفاهيمه الصحيحة بكل جوانبه، والسبب قلة بضاعة هؤلاء التجار من العلم الشرعي (فاقد الشيء لا يعطيه) لذلك كان من البدهي أن ترى في قديم الزمان مسلما يرتكب بعض المحرمات ولا يراه محرجا كالجمع بين الأختين، والإيمان بتأثير الأرواح في شؤون الحياة سلبا وإيجابا ..... إلخ
ولا زال بعض هذه الخزعبلات موجودة عند المتعصبين بالتقاليد وخاصة أهل البادية ..
وبمرور الزمان وتعاقب الأجيال، وبالأسفار والرحلات وخاصة إلى بلاد الحرمين لأداء فريضة الحج، تعرف الكثير على المنهج الصحيح، وخاصة الذين أقاموا بمكة واغترفوا من فيضان دروس الحرم، ثم رجعوا دعاة خير لبني جلدتهم ...
ثم في الستينيات تقريبا، انطلقت مجموعات من أبناء بوركينافاسو إلى مختلف دول العربية للتزود من العلم، إلى الأزهر الشريف بمصر وإلىالجامعات السعودية ومعاهدها والسودان ثم إلى كل من الكويت وسوريا والمغرب وقطر ... فتفقهوا في الدين وتعلموا اللغة العربية، ثم رجعوا لينشروا الدين الخالص من الإنحرافات والمفاهيم الخاطئة، في بلادهم، وهؤلاء جابهوا الكثير من المشاكل والعقبات في طريق دعوتهم، وسنتناول معظمها في فصل خاص فيما يأتي إن شاء الله ..
وفيما يلي إن شاء الله (الأديان في بوركينافاسو والنشاطات الإسلامية فيها)
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 12:31]ـ
نسبة الأديان في بوركينافاسو
يدين البوركينابيون بأديان مختلفة وهي بالجملة أربعة:
1 - الإسلام
2 - النصرانية
3 - الوثنية
4 - العلمانية
ويُعتبر المسلمون هم الأغلبية الساحقة، منذ فجر الإستعمار إلى اليوم، فحسب الإحصائيات المحلية الأخيرة، فإن عدد المسلمين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم 65% وأغلبهم أهل السنة، وعددالنصارى 21% الكاتوليك منهم 11% والبرتستانت 10% وعددالوثنيين 19% والعلمانية (اللادينية) 8%
النشاطات الإسلامية في بوركينافاسو
كانت لهذه الكوكبة من أبناء بوركينا فاسو بعد عودتهم آثار وبصمات خير تحت سماء بلادهم، حيث استطاعوا بث روح جديدة في النشاط الإسلامي، والعمل في صحوته ويقظته من الركون والجمود الذي ظل فيه أحقابا، وذلك من خلال إنشاء جمعيات وهيئات ومدارس إسلامية وإقامة دروس ومحاضرات وخطب في المساجد، وبناء مساجد بدعم من الإخوة العرب كما سيأتي بيانه ..
* الجمعيات والمنظمات الإسلامية في بوركينافاسو:
ومن أهم هذه الجمعيات:
1 - جمعية أهل السنة المحمدية
2 - الجمعية الإسلامية
3 - جمعية الطلاب المسلمين ( a.m.b) وهي خاصة لأبناء المسلمين الدارسين للغة الفرنسية في المدارس الحكومية
4 - رابطة خريجي جامعات ومعاهد المملكة العربية السعودية
وغيرها من الجمعيات الإسلامية التي يربو عددها على 30 جمعية إسلامية، ومقرات معظم هذه الجمعيات في العاصمة ولبعضها فروع في المناطق الأخرى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم بدأت الهيئات الإسلامية العالمية في دول العرب، بزوغها في الساحة، من خلال بعثاتها، ومكاتبها للإسهام في شؤون الإسلام والمسلمين في بوركينافاسو ...
يوصل إن شاء الله ...
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 05:29]ـ
• المدارس الإسلامية:
مما هو جدير بالذكر، أن تغييرا وصحوة طرأت على قارة أفريقيا بعد الحربين العالميتين، كان لها قوة دفع نحو تعليم أفضل في المدارس القرآنية، وإيجاد رجال ذوي خبرة نفوس حية سعوا إلى إدخال و تغيير أسلوب التعليم في المدارس الإسلامية التي كانت قاصرة على القرآن الكريم وشيئ من التفسير والفقه المالكي، وأدخلوا إصلاحات كثيرة وأجازوا تعليم بعض العلوم العصرية، والتوحيد، ومنذ ذلك الزمن تنفست الجماعات الإسلامية الصعداء وتخلصت من المراقبة والمضايقة الشديدة على علماء المسلمين، وبدأت عودة أبناء القارة المهاجرين إلى بلاد العرب بوعي وتنوير وعلم وإدراك لمشكلات المجتمع الإسلامي فعملوا على فتح مدارس نموذجية حديثة على غراء ما رأوها في بلاد العرب ..
ولقد أعطى هؤلاء الخريجون عناية فائقة، لجانب المدارس، فتسابقوا إلى بناءها من ناحية وتنظيمها من ناحية أخرى، فكثرت وتنوعت المدارس النموذجية الحديثة، وكانت المدارس، منحصرة في الزوايا والخلاوى والكتاتيب، وهي عبارة عن جمع الأولاد في مسجد أو دار المعلم لتعليمهم القرآن الكريم ..
والآن ضاق الخناق على هذا النظام التقليدي العتيق، فأخذ في الإضمحلال، والآن لا يكان يُرى في الساحة إلا عند من كان شعارهم (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) ..
والآن توجد ما يزيد على 400 مدرسة إسلامية نظامية في بوركينافاسو مابين معترفة بها لدى الحكومة وغير معترفة ..
وأهم هذه المدارس:
1 - مدرسة السلام
2 - مدرسة أهل السنة المحمدية
3 - مدرسة الجمعية الإسلامية
4 - معهد ابن تيمية
5 - معهد الإمام مالك .... وغيرها كثيرة .... إلخ
ولبعض هذه المدارس فروع في مختلف أحياء العاصمة، ولها إسهام كبير في نشر الوعي الفكري الإسلامي، والإنفتاح لأبناء المسلمين ولله الحمد والمنة.
• المحاضرات والدروس والخطب في المساجد:
عبر هذه الدروس والمحاضرات التي تكثفت إثر عودة الخريجين، وعى كثير من المسلمين كثيرا من أمور دينهم، وخاصة الآباء والأمهات الذين فاتهم التعليم وقت شبابهم، فتفقه كثير منهم في ضروريات دينهم ..
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[16 - Dec-2009, مساء 06:57]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، نسأل الله أن يحفظ الإسلام وأهله في بوركينا فاسو وفي جميع بقاع الأرض، وأن يسخر العلماء والطلبة المخلصين للدعوة إلى ديننا الحنيف.(/)
المرأة عند بعض الفقهاء!
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 06:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعروف أن الإسلام قد أعطى المرأة حقوقها كاملة و جعلها في مكانة عالية معززة مكرمة.
لكن يحيرني موقف بعض الفقهاء في بعض المسائل المتعلقة بها،
و حينما يتكلمون عنها و كأنها مجرد متاع تنتهي صلاحيته بموتها!!
كهذه الفتاوى:
في زاد المستقنع للفقيه الحنبلي البهوتي: "أن الزوج لايلزمه كفن امرأته
ولو كان غنياً، لأن الكسوة وجبت عليه بالزوجية والتمكن من الاستمتاع
وقد انقطع ذلك بالموت "ولا يلزم الزوج بشراء دواء لزوجته أو دفع أجرة الطبيب"
ويشرح ابن قاسم: بتوصيف المرأة بالبيت المستأجر:"لأن العلاج يراد لإصلاح الجسم
كما لا يلزم المستأجر بناء ماتهدم من الدار"!
ويضيف (المحلى بالآثار) المسألة (571) معللاً:"لأن أموال المسلمين محظورة إلا بنص
قرآن أو سنة، مستشهداً بقوله عليه الصلاة والسلام"إن دماءكم وأموالكم حرام"!
فهلا تفضل أحدكم بتفسير ذلك و أجره على الله؟
لكم جزيل الشكر و التقدير.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 06:36]ـ
الأخت الكريمة أم إبراهيم
المرأة هي الأم والأخت والزوجة
هى خير متاع الدنيا إن كانت صالحة
وكلام الفقهاء عن أحكام النساء والأحكام عموماً يأتي في سياق علمى بحت خال من العاطفة
فلا تفهمى كلام الفقهاء أنهم يقللون من شأن المرأة بل يتكلمون عن المرأة والرجل وأي أحكام أخرى بصورة مجردة
ولكي نفهم أكثر ... هل سمعت بأحد من الفقهاء أنه احتقر المرأة أو هون من شأنها
إذا راجعنا سيرة الفقهاء والعلماء وطلبة العلم وجدناهم أفضل الخلق معاملةً لنسائهم فصاحب المحلى رحمه الله الذي نقلت عنه من أكثر الفقهاء إن لم يكن أكثرهم احتراماً للمرأة ومشاعرها وكذلك ساوى بينها وبين الرجل إلا فيما فرقت بينهما الأحكام فيه
وهذا ليس بالهوى بل بنصوص الشرع ولو شئت لنقلت لك من كتبه العديد من الفقرات التى تثبت ما أقول ... وليس وحده بل باقى الفقهاء والعلماء إن شاء الله كذلك.
ولا تلتفتِ إلى بعض الحمقى من المعاصرين المتزين بزى طلبة العلم في بعض البلاد المشرقية ممن يضطهد المرأة ويتعمل معها كالمتاع بل عندما يذكر النساء يقول بعدها -أعزكم الله- فهؤلاء المعاصرون من أهل البداوة والجهل وأشباههم سفهاء ولا يحسبون على أهل العلم.
هذا في عجالة وقد أعود للإضافة إن شاء الله.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 06:52]ـ
الأخت الفاضلة، الذي يظهر لي أنك تكثرين من الاستماع لشبهات الرافضة والنصارى والعلمانيين وأضرابهم، سيما الرافضة، والنصيحة لك ألا تعرضي نفسك للفتنة من قبل أن ترسخ قدمك في العلم والفقه، والا فلا يدري المرء في أي شبهة أو فتنة تكون هلكته، نسأل الله السلامة!
والأمر كما تفضل أخونا العمري وفقه الله أن الفقيه انما يقيس قياسات عقلية مجردة من العواطف، لأحكام وقواعد عامة وجزئية، استبناطا من جملة الأدلة التي بين يديه، فان أصاب فقد وفقه الله وان أخطأ فمن نفسه، ولا ينتقص ذلك منه شيئا، ومن حيث الاصطلاح مثلا فانك تجدين الفقهاء يصنفون عقد النكاح على أنه عقد انتفاع بالبضع، امتلاك للبضع من المرأة، فهل يعني هذا التوصيف الاصطلاحي والفقهي لعقد النكاح أنه عقد بيع وشراء لشيء جامد لا روح فيه، يخلو من المودة والمحبة والرحمة والحقوق المتبادلة، ويؤخذ من مجرد منطوقه هذا أن هؤلاء الفقهاء ينظرون الى المرأة على أنها بهيمة تباع وتشترى أو نحو ذلك مما أفحش به المجرمون الزنادقة الرافضة وأضرابهم من التهمة على فقهاء المسلمين وأئمتهم؟؟ ما أشبه ذلك بالذي يقف على نص في كتب الفقهاء فيه دراسة من الفقيه - مثلا - لحكم طهارة رجل واقع امرأة ميتة مثلا، فيقول: "فقهاء المسلمين/ الوهابيين/ الاسلاميين (هكذا لو كان صاحب الكلام نصرانيا/رافضيا/علمانيا، بالترتيب) يبيحون ويجيزون ولا يرون حرجا في مواقعة الرجل لامرأة ميتة!!! " فهل هذا كلام من شم رائحة الفقه في حياته أو فهم موارد كلام الفقهاء في كتبهم؟؟؟ أبدا!
فالنصيحة لك ولسائر المسلمين ألا يفتحوا آذانهم لهؤلاء المجرمين حتى ترسخ أقدامهم في الفقه والعلم، وأن يستعينوا بالله على ذلك فانه لا نجاة للمسلمين في زماننا الا بتعلم ما يلزمهم تعلمه من دينهم، والله المستعان والموفق لما يحب ويرضى ..
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 07:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أن هذه الشريعة الغراء معصومة من الخطأ صالحة لكل زمان ومكان، لكن هذا لا ينفي أن يقع بعض الفقهاء في الخطأ وهنا أشاطر الأخت الكريمة فيما ذهبت إليه وتراثنا الفقهي مليء بالشولهد على ذلك ...
ـ[أم معاذة]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 07:30]ـ
"ولا يلزم الزوج بشراء دواء لزوجته أو دفع أجرة الطبيب"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طبعا أنا لا أشاطر الأخت في حكمها على ما نقلته، ولكني أود أن أستفسر عن صحة ما اقتبسته هنا.
بارك الله في الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 07:36]ـ
"ولا يلزم الزوج بشراء دواء لزوجته أو دفع أجرة الطبيب
إن صح هذا عن بعض الحنابلة كما نقلته الأخت وشبهه البعض بالبيت المؤجر فهذا رأي بخلاف النص الذي يحض على الإنفاق على الأهل ومردود لخلافه النص
وهذا خطأ بسبب القياس وليس تحيزاً من الفقهاء أو احتقاراً للمرأة.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 07:45]ـ
احتقار بعض أهل العلم والدعوة للمراة وعدها مجرد متاع، معروف .. ولا يحتاج لأن نستمع لشبهات الرافضة وغيرهم فالواقع يشهد ..
ولا أدل على ذلك من تلاعبهم بالميثاق الغليظ، وإباحتهم لأنفسهم الزواج بنية الطلاق، والتحايل على الشرع بـ زواجات مؤقته كـ المسيار .. لماذا؟؟ لأن المراة في نظرهم مجرد مخلوق للمتعة. . لكن أن يبيحوا هذا الشيء لغيرهم فلا .. لأنهم يرون أن بناتهم مصونات عن شهوات الرجال أمثالهم .. فيا للعجب!
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 08:18]ـ
احتقار بعض أهل العلم والدعوة للمراة وعدها مجرد متاع، معروف .. ولا يحتاج لأن نستمع لشبهات الرافضة وغيرهم فالواقع يشهد ..
ولا أدل على ذلك من تلاعبهم بالميثاق الغليظ، وإباحتهم لأنفسهم الزواج بنية الطلاق، والتحايل على الشرع بـ زواجات مؤقته كـ المسيار .. لماذا؟؟ لأن المراة في نظرهم مجرد مخلوق للمتعة. . لكن أن يبيحوا هذا الشيء لغيرهم فلا .. لأنهم يرون أن بناتهم مصونات عن شهوات الرجال أمثالهم .. فيا للعجب!
الأخت الفاضلة الأمل القادم إن شاء الله
من يتلاعب بالميثاق الغليظ ويعتبر المرأة مجرد متاع أو سلعة ليس من أهل العلم بل ينسب نفسه زوراً إليهم
ومن قد يوجد من هذا الصنف في عصرنا الحاضر يكون بسبب بيئته فيحاول تبرير أفعال قومه مستغلاً بعض قواعد المذهب وليس بسبب العلم أو الدعوة فهذا تعميم غير صحيح.
والزواج المؤقت أو المسيار وما شابهه تكلم عليها بعض أهل العلم من بلدك وضبطوها وأحسن من تكلم عليها وفقاً لمقاصد الشرع حقاً هو العلامة أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري.
يرجى التكرم بمراجعة المشاركة التالية
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 08:19]ـ
قال العلامة أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه الله تعالى ـ متعقباً الدكتور عبدالله بن محمد المطلق ـ حفظه الله تعالى ـ في فتواه الزواج بنية الطلاق:
" فضيلة الشيخ معالي الدكتور عبدالله بن محمد المطلق عضو كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: من العلماء الإجلاء الذين صبغ الله في قلبوب العباد محبتهم من العامة والخاصة من خلال فتاواه عبر التلفاز، وذلك بحول الله دليل الصلاح وحسن النية .. ومن فُتح له في العلم النافع فقد حقق له الله التقوى، كما في قوله تعالى: ( .. واتقوا الله ويعلمكم الله .. ) [سورة البقرة 2/ 282]، وصحة المعتقد والتصور تنتج حسن السلوك، وما خرج من القلب دخل القلب .. هكذا كان شعوري وأنا أتابع فتاواه / وفي يوم الجمعة الموافق 2/ 2 1424هـ نشر معاليه في جريدة الجزيرة العدد 11145 ص 25 فتوى عن الزواج بنية الطلاق .. ومنه حفظه الله أتعلم، ولكن الله جعل العلم والملاحظة مشاعة بين ذوي العلم؛ فيصيب الشيخ في خمسين مسألة، وقد يسهو العالم في مسألة فيستدركها عليه تلميذه .. وفتوى معاليه عن شخص يقيم في أوروبا بصفة مؤقته ويريد تزوُّج إحدى بنات ذلك البلد .. ثم يطلقها عند عودته .. وأجاب معاليه بأن الزواج بنية الطلاق جائز، وبذلك أفتى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله .. وأضاف معاليه: أن المحظور الذهاب إلى البلد الأوروبي من أجل الزواج أياماً معدودة ثم يعود، ويكون زواجه بنية الطلاق .. وهذا جنوح منه حفظه الله إلى التسهيل على الناس، لأن شريعتنا المطهرة يسر ورفع حرج ..
وعقب الشيخ ابن عقيل الظاهرى على هذه الفتوى بأمور:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولها: أنه ينبغي تبسيط الأمر للعامة والخاصة أيضاً في التفريق بين الحكم التكليفي والحكم الوضعي في هذه المسألة؛ فالحكم الوضعي: أن الزواج صحيح ليس سفاحاً ولا نكاحاً فاسداً، وأما الحكم التكليفي فلعل معاليه (أى الدكتور المطلق حفظه الله) يحقق الحكم في ذلك ما بين الحرمة أو الكراهية الشديدة؛ لأن مقتضى النكاح شرعاً استدامة العقد، وإضمار الطلاق سلفاً ينافي مقتضى العقد،
كما أن النصوص وأقوال العلماء متضافرة على المنع من الطلاق بغير ضرورة ملجئة؛ ولهذا شُرع الحَكَمَان عند الأختلاف من أهله وأهلها، ولأن الزواج بنية الطلاق تدليس وغش للمرأة التي ترغب زواجاً مستديماً، والغش محرم شرعاً .. فإن صرّح لها بأنه سيطلقها بعد مدة، وأنهما سيمتنعان عن الولد تغيرت المسألة فلم تكن نكاحاً بنية الطلاق، وإنما كان هذا تصريحاً في حكم المتعة.
وأضرب أمثلة لمعاليه في التفريق بين الحكم التكليفي والحكم الوضعي؛ فمن ذبح ذبيحة في شهر شوال، وسمَّ الله عليها، وصرّح بأنها أضحية له أو لوالديه: فالأضحية غير صحيحة بالحكم الوضعي، وأكل الذبيحة حلال بالحكم التكليفي؛ لانه ذكر اسم الله عليها .. وأن كان جاهلاً بوقت الأضحية لا تجوز إلا في وقتها المعين فذبيحته حلال أكلها، وغير صحيحة أضحية، وفعله هو المحرم في أعتقادها أضيحة؛ لأنه متلاعب بالدين مع علمه بالحكم .. ومن ذبح الأضحية في وقتها ولم يذكر اسم الله عليها عمداً فأكل الذبيحة حرام بالحكم التكليفي، والأضحية غير صحيحة؛ لأنها صادرة عن فعل محرم.
وثانيها: أن معاليه أطلق الزواج من البنات في أوروبا ولم يفرَّق بين مسلمة وكتابية، ونكاح المؤمن لكتابية مباح بالإجماع في شريعتنا المطهرة بلا عكس .. ولكن علم معاليه الجم قمين بأن يحرِّر الحكم الاجتهادي في هذه المسألة إذا كان المسلم سيتزوج كتابية، وكان عقد النكاح ومعقّباته يخضع لقانون وضعي لا يجعل للزوج ولايةً على الولد إن رغب غير دين الإسلام، ويخضع في العلاقة مع الزوجة ولاية وعشرة وحقوقاً لقانون وضعي بخلف أحكام الشريعة، فهذه الفوارق تحتاج إلى نظر وتدقيق بينما زواج المسلم بالكتابية في تاريخنا الإسلامي خاضع للحكم الشرعي فيما يتعلق بالولاية والنسل والحقوق؛ ولهذا السبب والله أعلم امتنع نكاح الكتابي للمؤمنة .. والمجتمع والدولة اليوم يعانون من زواج مسلمين بكتابيات تحت ولاية قانونهم الوضعي؛ فتنصر الأولاد، وصاروا في ولاية أمهاتهم على الرغم من بلوغهم، وضربت بالزوج عرض الحائط، وظُلم قانونياً بحقوق مجحفة ليست من دين الله .. وأقل ما في ذلك مقاسمته في ثروته.
وثالثها: أن الشريعة المطهرة يسر ورفع حرج بلا ريب .. ولكن اليسر ورفع الحرج حالة نكتشفها من الشريعة ولا نؤسسها، وفي الشريعة المطهرة ما يثقل على النفوس ولكنه مستطاع؛ ولهذا حُفت الجنة بالمكاره وحُفت النار بالشهوات .. واليسر ورفع الحرج في الشريعة هو رفع الآصار التي كانت من قبلنا كتكليف الله لليهود بأن يقتلوا أنفسهم بعد أن تابوا من عبادة العجل، ومعنى اليسر سهولته على النفس إذا زين الله الإيمان في قلوب المؤمنين؛ فاستلذّوا بالعبادة؛ فكانت أسهل عليهم من العادة. ومعنى اليسر أن ما أحلّه الله إباحة أو وجوباً أيسر وأمتع وأنفع مما حرمه الله .. والعالم المجتهد ليس من حقه التيسير أو التعسر، وإنما واجبه الاجتهاد في اكتشاف اليسر من الشريعة على أن يصحب اكتشافه ببرهان يتقق فيه وجود المقتضي وتخلف المانع " أ. هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1) اليمامة العدد1752 / السبت 17صفر 1424هـ الموافق 19 إبرايل 2002م
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 09:14]ـ
الأخت الكريمة أم إبراهيم
المرأة هي الأم والأخت والزوجة
هى خير متاع الدنيا إن كانت صالحة
وكلام الفقهاء عن أحكام النساء والأحكام عموماً يأتي في سياق علمى بحت خال من العاطفة
فلا تفهمى كلام الفقهاء أنهم يقللون من شأن المرأة بل يتكلمون عن المرأة والرجل وأي أحكام أخرى بصورة مجردة
ولكي نفهم أكثر ... هل سمعت بأحد من الفقهاء أنه احتقر المرأة أو هون من شأنها
إذا راجعنا سيرة الفقهاء والعلماء وطلبة العلم وجدناهم أفضل الخلق معاملةً لنسائهم فصاحب المحلى رحمه الله الذي نقلت عنه من أكثر الفقهاء إن لم يكن أكثرهم احتراماً للمرأة ومشاعرها وكذلك ساوى بينها وبين الرجل إلا فيما فرقت بينهما الأحكام فيه
وهذا ليس بالهوى بل بنصوص الشرع ولو شئت لنقلت لك من كتبه العديد من الفقرات التى تثبت ما أقول ... وليس وحده بل باقى الفقهاء والعلماء إن شاء الله كذلك.
ولا تلتفتِ إلى بعض الحمقى من المعاصرين المتزين بزى طلبة العلم في بعض البلاد المشرقية ممن يضطهد المرأة ويتعمل معها كالمتاع بل عندما يذكر النساء يقول بعدها -أعزكم الله- فهؤلاء المعاصرون من أهل البداوة والجهل وأشباههم سفهاء ولا يحسبون على أهل العلم.
هذا في عجالة وقد أعود للإضافة إن شاء الله.
بارك الله فيك و جزاك خيرا.
الحقيقة أنني صدمت حينما قرأت تلك الآراء، فأردت أن أفهم حقيقة الموقف و أدلتهم على ذلك.
فعرضت الأمر هنا لعلكم تتفضلون بالتوضيح إن أمكن.
و ليتك إن لم يكن في ذلك تكليفا و مشقة أن تنقل لي من كتبهم ما أشرت إليه.
و لك فائق التقدير و الشكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 09:27]ـ
الأخت الفاضلة، الذي يظهر لي أنك تكثرين من الاستماع لشبهات الرافضة والنصارى والعلمانيين وأضرابهم، سيما الرافضة، والنصيحة لك ألا تعرضي نفسك للفتنة من قبل أن ترسخ قدمك في العلم والفقه، والا فلا يدري المرء في أي شبهة أو فتنة تكون هلكته، نسأل الله السلامة!
جزاك الله خيرا.
المسألة أيها الأخ الفاضل أنني قرأت مقالا لإحداهن تتهم فيه الفقهاء بأنهم يرون المرأة متعة فقط، و أوردت تلك الأحكام التي نقلتُها لكم لتثبت مزاعمها و استنتاجاتها، فأردت أن أفهم حقيقة ذلك و سبب تلك الآراء للفقهاء.
أما الاستماع للرافضة و العلمانيين فإنني لا أتعمد ذلك، و إنما يحدث أن يقع تحت يدي مثل ذلك المقال، و بفضل الله أعرف أنها افتراءات و جهل من أمثال هؤلاء العلمانيين، و لذا جئت أستوضح منكم، لا لأنني أصدقهم، و إنما لأعرف كيف أرد على تلك الافتراءات إذا ما صادفتني يوما.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 09:31]ـ
احتقار بعض أهل العلم والدعوة للمراة وعدها مجرد متاع، معروف .. ولا يحتاج لأن نستمع لشبهات الرافضة وغيرهم فالواقع يشهد ..
ولا أدل على ذلك من تلاعبهم بالميثاق الغليظ، وإباحتهم لأنفسهم الزواج بنية الطلاق، والتحايل على الشرع بـ زواجات مؤقته كـ المسيار .. لماذا؟؟ لأن المراة في نظرهم مجرد مخلوق للمتعة. . لكن أن يبيحوا هذا الشيء لغيرهم فلا .. لأنهم يرون أن بناتهم مصونات عن شهوات الرجال أمثالهم .. فيا للعجب!
سبحان الله! ما هذا الكلام أيتها الأخت الفاضلة؟؟؟ ما كنت أحسبك الا أرشد من هذا! تعميم الاتهام لكل من خالفك في تلك المسائل من أهل الفقه بأنهم يحتقرون المرأة هذا كلام خطير أدعوك الى مراجعته بروية وبتجرد، غفر الله لي ولك! ولا يخلو كل من تلك المسائل التي ذكرتيها هنا من مجتهد مصيب ومجتهد مخطئ، نجلهم جميعا مصيبهم ومخطئهم عن هذا الذي تعممين التهمة به على من خالف رأيك أنت منهم!!
والا فمن أهل العلم هؤلاء "من أهل العلم والدعوة" الذين يبيحون لأنفسهم - على حد قولك - زواج المسيار والزواج بنية الطلاق بينما يحرمونه على من أراد مثله من بناتهم، ولا يحركهم في الأمر كله الا الهوى والشهوة؟؟؟ سبحان الله!
انما الأمر أمر مدارسة شرعية بالأدلة من الكتاب والسنة، واجتهاد قد يصيب فيه من يصيب ويخطئ من يخطئ، ولا يقال في مثل هذا بالعاطفة ولا "بشعور" بعض النساء بأن هذا الحكم أو ذاك من هذا الفقيه أو غيره فيه ظلم لهن!!
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 09:33]ـ
الأخ الكريم / محمد عزالدين المعيار
جزاك الله خيرا.
الأخت الكريمة / أم معاذة:
إنني لم أحكم على ما نقلته بالصدق أو غيره، و إنما أردت السؤال عن حقييقة ذلك.
و لعلي أخطأت التعبير، فالمعذرة.
جزاك الله خيرا.
ـ[المحدثة]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 04:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته للأسف بعض الفقهاء يكثر من القياس والرأي على حساب النص مثال ذلك تشبيه عقد الزواج بعقد الاجار لذلك اذا مرضت المرأة لايوجبون عليه علاجها ونسوا الأية (وعاشروهن بالمعروف) والأمر للوجوب وليس من المعروف ان تترك الزوجة تتعذب من المرض ,ومن ذلك يجعلون كسوة المرأة على زوجها كسوة في الشتاء وكسوة في الصيف والشرع الحنيف أطلق ولم يحدد وجعل ذلك للعرف ومقدرة الزوج وحاجة المراة والامثلة كثيرة سواء في جانب المرأة اوغيرة من الجوانب مما يجعل خصوم الاسلام يطيرون فرحا بمثل هذه الزلات خصوصا انه قد يكون من الفقهاء من ينظر للمرأة نظرة دونية والله أعلم
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 08:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته للأسف بعض الفقهاء يكثر من القياس والرأي على حساب النص مثال ذلك تشبيه عقد الزواج بعقد الاجار لذلك اذا مرضت المرأة لايوجبون عليه علاجها ونسوا الأية (وعاشروهن بالمعروف) والأمر للوجوب وليس من المعروف ان تترك الزوجة تتعذب من المرض ,ومن ذلك يجعلون كسوة المرأة على زوجها كسوة في الشتاء وكسوة في الصيف والشرع الحنيف أطلق ولم يحدد وجعل ذلك للعرف ومقدرة الزوج وحاجة المراة والامثلة كثيرة سواء في جانب المرأة اوغيرة من الجوانب مما يجعل خصوم الاسلام يطيرون فرحا بمثل هذه الزلات خصوصا انه قد يكون من الفقهاء من ينظر للمرأة نظرة دونية والله أعلم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 11:56]ـ
لهجة احتقار المرأة موجودة عند بعض المعاصرين من المحسوبين على الفقه
لكن ليس الأمر كما وصفته الفاضلة أم إبراهيم ..
فقد كان كبار أهل العلم لهم شيخات .. مما يدل على مكانتهن .. واحترام عقولهن وعلمهن ..
وإلا لزهدوا في الأخذ عنهن ..
وكما تفضل الفاضل أبو محمد العمري .. فهذه الاجتهادات الفقهية
مبنية على تقصّي الدليل ولا تعلق له بازدرائها في حقيقة الأمر ..
وذلك يشبه صنيع الصديق أبي بكر حين امتنع عن تأدية فدك لفاطمة رضي الله عنها
فإنما فعل ذلك اتباعا للرسول .. لا أنه ينقصها حقها أو يزدريها .. حاشاه رضي الله عنه
وحتى تنجلي شبهة تكريم الرجل على حساب المرأة .. فلتعلم النساء
أن العدل هو الحق والمساواة هي عين الظلم
وإنما العدل وضع الشيء في نصابه الذي خلق له ..
وكلما تعمق المرء في حقائق الدين ومقاصده السامية
تبين له ما تقاصر عنه فهمه .. من قبل
ولهذا قد تعجبين إذا علمت أن الروس منذ مدة يطبقون نظام المواريث
الإسلامي مع كونهم ملاحدة
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 01:30]ـ
الحمد لله, ما تقدمت به الأخت أم إبراهيم من كلام بعض الفقهاء مما يندى له الجبين و ليس من الشرع في شيء, بل من قرأ الأبواب المتعلقة بالمرأة في صحيحي البخاري و مسلم ظهر له مخالفة كثير من الفقهاء للسنة النبوية و الهدي الشريف, ومن قرأ كتب المتأخرين من مقلدة المذاهب وجد العجب العجاب ... وكتاب تحرير المرأة في عصر الرسالة للعلامة أبي شقة ـ رحمه الله ـ قد بين زيف كثير من تلك الأقوال مع التنبيه على عدم متابعته فيما خالف فيه جماهير الأمة ... كقوله بعدم استحباب النقاب .. لكن الكتاب فريد في بابه ...(/)
إطلاق عبارة " لا إنكار في مسائل الخلاف " خطأ
ـ[أم معاذة]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 07:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فائدة كنت قد سمعتها من شرح الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله - لكتاب كشف الشبهات للإمام المجدد، محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى -، وكانت عبارة عن جواب عن سؤال طرح على فضيلته حول صحة إطلاق هذه العبارة من عدمها، فكانت الإجابة كما يلي - بتصرف بسيط لا يخل بمقصود الشيخ - إن شاء الله -:
لا إنكار في مسائل الخلاف القوي، أما الخلاف الضعيف فينكر على صاحبه،وإطلاق عبارة " لا إنكار في مسائل الخلاف " خطأ.
والمسائل الخلافية على ثلاثة أنواع:-
1 - مسائل خلافية لم يرد فيه دليل، وتسمى المسائل الإجتهادية، فهذه لا إنكار فيها.
2 - مسائل خلافية، والخلاف فيها قوي، فهذه لا إنكار فيها، مثل " زكاة الحلي "، "قراءة الفاتحة في الصلاة بالنسبة للمأموم ".
3 - مسائل خلافية، والخلاف فيها ضعيف فهذه ينكر عليها، مثل "كشف المرأة وجهها "، " إباحة النبيذ ".
الشريط 16 من شرح كشف الشبهات للشيخ صالح آل الشيخ.
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 08:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والمسائل الخلافية على ثلاثة أنواع:-
1 - مسائل خلافية لم يرد فيه دليل، وتسمى المسائل الإجتهادية، فهذه لا إنكار فيها.
2 - مسائل خلافية، والخلاف فيها قوي، فهذه لا إنكار فيها، مثل " زكاة الحلي "، "قراءة الفاتحة في الصلاة بالنسبة للمأموم ".
3 - مسائل خلافية، والخلاف فيها ضعيف فهذه ينكر عليها، مثل "كشف المرأة وجهها "، " إباحة النبيذ ".
.
جزى الله الشيخ صالحا خيرا على كل حال: إلا أن تقسيمه المذكور مما يُشاححُ فيه!!
أما النوع الأول: فليس في الدنيا مسألة اجتهادية ينتحلها مجتهد ليس عليها دليل عنده!! دقَّ ذلك الدليل أو جل ّّ .. ومتى صح في شريعتنا الاجتهاد عن غير دليل يا عباد الله؟
وأما النوع الثاني: فاعتبار قوة الخلاف فيه: ليس عائدا إلى ذوق بعض المجتهدين!! بل لا بد وأن تكون تلك القوة باعتبار آخر يعرفه كل مجتهد؟! وإلا: فما يراه هذا قويا، يراه غيره ضعيفا أو لا شيئ أصلا!!
وأما النوع الثالث: فلم يُوفٌّق الشيخ في ذكر أمثلته ولا قارب!! وقد يرى غيره عكس ما يراه!! لا سيما الخلاف في "كشف المرأة وجهها "، " فإنه من القوة بحيث كان ..
ثم لم يذكر الشيخ ضابط هذا الإنكار؟!! وهنا تُسْكَب العبرات! وتتابع الحسرات!
ولنا عودة إن اقتضى المقام، و خفي مشهور كلامنا على بعض الأفهام ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 08:32]ـ
/// لعلَّ الشَّيخ يقصد بعدم ورود الدليل: النَّص القاطع الرَّافع للنِّزاع، لا المفهوم الذي يتنازعه الطرفان لظاهر دليل.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 10:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل عدنان البخاري بارك الله فيكم
الفاضل النوراني، هون عليك، فلا داعي لتلك العبرات المسكوبة، والحسرات المتتابعة، فالأمر يسير بإذن الله، وإن كان هناك أي استدراك فما عليك إلا إيراده وتوضيحه، فلتحبس عبراتك ولتوقف تتابع حسراتك واحتفظ بهما لوقت الحاجة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 10:46]ـ
يا ليته أراد يا شيخ عدنان = إذاً لالتحق القسمان الآخران بالأول فليس في كل واحد منهما قاطع للنزاع ..
ـ[المحدثة]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 11:00]ـ
لا إِنْكَارْ فِي مَسَائِلْ الخلاف الشيخ/ عبد الكريم الخضير
يقول: نسمعُ من كثير من العلماء هذه المقُولة: (لا إِنْكَارْ فِي مَسَائِلْ الخِلَافْ) هل لهذهِ العبارة أصل عند الفُقهاء؟ وما هو مصدرُها؟ وإذا صَحَّتْ ما القولُ في مسألة التَّصوير مع ما فيها من الخلاف، وكذلك مسألة الحجاب وما فيها من الخلاف، وكثير من الأحكام التِّي ورد فيها الخلاف هل نُنْكِرْ على مُرْتَكِبِيها أم ماذا نفعل؟ أفتُونا مأجُورين.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم، وَرَدَتْ كثيراً على أَلْسِنة أهل العلم أنَّهُ (لا إنكار في مسائل الخِلاف)، والمُراد بذلك المسائل الاجتهاديَّة التِّي مَرَدُّها الاختلاف في فَهْم النَّصّ، أو في كيفيَّة تنزيل المسألة على النَّصّ، أو اسْتِنْبَاطها من القاعدة، على كُلِّ حال المسائل المَنْصُوص عليها من الشَّارع، ولو خالفَ فيها من خَالف من أهلِ العلم يُنْكَرْ عليه، ينكر على من خالفَ فيها، إذا كانت المسألة مَحْسُومة بِنَصٍّ شرعيّ، الأمر الثَّاني إذا كان القول المَعْمُول بِهِ في بلدٍ من البُلدان، والمُعتمد في البلد والقولُ الثَّاني لهُ آثار، فالأصل الإنكار، فمثلاً مسألة الحجاب، مسألة التَّصوير مع ما فيها من خلاف كَثُر لا لأنَّ التَّصوير فيهِ خلاف! التَّصوير حرام، الخلاف في هذا النَّوع من التَّصوير، هل يدخُل في النُّصُوص أو لا يَدْخُل؟! ولا شكَّ أنَّهُ تصوير، وهو داخل في النُّصُوص فهو مُحرَّم؛ لكنْ يبقَى أن من اقْتَدَى بعالمٍ تبرأُ الذِّمَّة بِتَقْلِيدِهِ، وفَرْضُهُ التقليدُ هو من العوام أو من أشْبَاه العَوام، واقْتَدَى بمنْ تَبْرَأُ الذِّمَّة بتقلِيدِهِ ورأَى لا لِهَوىً في نفسِهِ، فرق بين أنْ تقتدي بالعالم الفُلاني؛ لأنَّهُ إمام تبرأُ الذِّمَّة بتقْلِيدِهِ حتَّى لو قال لك حرام اعْتَمَدْت أنَّهُ حرام، وبينَ أنْ تعتمد هذا القول؛ لأنَّهُ يُوافق هوى نَفْسِك! أنتْ ما قَلَّدْت العالم؛ اتَّبَعْتْ هواك! فإذا قَلَّدَ الإنْسَانْ من تَبْرَأْ الذِّمَّة بتقْلِيدِهِ؛ بَرِأَتْ عُهْدَتُهُ من الإثْم، مسألة الحجاب عَرَفْنَا أنَّها وإنْ كان فيها خِلاف؛ إلاَّ أنَّ الرَّاجِحْ بِأَدِلَّتِهِ المُتظاهِرة، المُتكاثرة أنَّهُ يشمل الوجه والكَّفَّيْنْ، ((وكان يَعْرِفُني قبل الحجاب))، ((إذا مرَّ بنا الرِّجال أسْدَلَتْ إحدانا جلبابها))، المقصُود أنَّ النُّصُوص كثيرة في الصَّحيحين وغيرهما، القولُ الآخر لهُ أدِلَّتُهُ، والإجابةُ عنها مُمْكِنة ما فيها أدنى إشكال، هناك أدِلَّة مُلْتَبِسَة على بعضِ أهل العلم، فَجَوَّزُوا منْ خِلالها كَشْفْ الوجه؛ لكنْ يبقى أنَّهُ إذا خُشِيَتْ الفِتْنَة؛ فَتَغْطِيَةُ الوجه إجماع، إذا كان القول المُعتمد في بلدٍ من البُلدان، حَمْلُ النَّاس على القول الأحْوَطْ الذِّي إذا افْتَرَضْنا أنَّهُما على حدٍّ سواء، مع أنَّ المسألة في الحجاب – لا - لَيْسَت الأقوال مُسْتَوِيَة، النُّصُوص صريحةٌ في وُجُوب تَغْطِية الوجه والكَفِّينْ، إذا فَرَضْنَا أنَّ المسألة على حدٍّ سواء، الأدِلَّة مُتعادِلَة، واعْتُمِدَ قول وأُفْتِيَ فيه في بلدٍ من البُلْدَانْ، لا شكَّ أنَّ هذا القول هو المُعْتَمَدْ، والذِّي يُثير غيره لا سِيَّما إذا كان القولُ الآخر تَتَرَتَّب عليهِ آثار عَمَلِيَّة مُؤَثِّرة سَلْبِيَّة، فإنَّهُ لا حَظَّ لهُ من النَّظر؛ بل يُنْكَر على منْ أَفْتَى بِهِ.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 11:20]ـ
بارك الله فيكِ أم معاذة .. وبارك في الأخت الشيخة عن هذا النقل الجميل عن الشيخ الخضير ..
مقال مشابه:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/29.htm
ـ[أم معاذة]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 11:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذا كلام آخر لفضيلته، وجدته في ملتقى أهل الحديث، أنقله هنا للفائدة.
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا تفصيل طيب ذكره فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في قول البعض (لا إنكار في مسائل الخلاف) وهو مأخوذ من شرح العقيدة الواسطية، لدى شرحه لحديث (من رآى منكم منكراً فليغيره بيده)
--------------------------------------------------------------------------------
قال حفظه الله:
قال (فليغيره بيده) بل قبل (فليغيره بيده) (منكراً) هنا المنكر المراد هنا فيه ما عُلِم كما ذكرنا ما عُلِمَتْ نكارَتُهُ بالشريعة، وهذا يدخل في صورتين:
الصورة الأولى ما كان مُجمعاً عليه.
والصورة الثانية ما كان مُختَلَفاً فيه ولكن الخلاف فيه ضعيف، فهذا يُنكَر.
ما أُجْمِعَ عليه ينكر وما اختُلٍف فيه ولكن الخلاف فيه ضعيف أيضاً تنكره.
ما أُجْمِعَ عليه واضح مثل إنكار الزنا والسرقة والرشوة إلى آخره.
وما اختُلِف فيه ولكن الخلاف فيه ضعيف هذا أيضاً يجب إنكاره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما اختُلِف فيه والخلاف فيه قوي هذا لا يُنْكَرْ، بل لا يجوز إنكاره ولكن يُنَاَظُر فيه ويُجَادَلُ فيه ويبحث فيه.
مثال ما كان الخلاف فيه ضعيفاً النبيذ الذي تبيحه بعض الحنفية ويبيحه بعض الأوائل أو العصير الذي اشتد وصار مسكراً يعني جلس ثلاثة أيام في حر، هذا يكون مسكراً، طائفة من أهل العلم يبيحونه، أو إباحة الفوائد الربوية، يعني إباحة الفوائد البنكية والعملات والفائدة أو المنفعة من وراء القرض أو تفصيل أنواع القروض بقروضٍ صناعية وقروضٍ استهلاكية ونحو ذلك، هذه فيها خلاف.
ولكن الخلاف فيها عندنا ضعيف لأنه ليس حجة لمن خالف في هذه المسائل حجة واضحة فهذه تُنكَرْ، تُلْحَقْ بالمسائل المجمع عليها، ولا تدخل في قول من قال (لا إنكار في مسائل الخلاف).
أما ما كان الخلاف فيه قوياً فهذا لا يُنكَرْ، مثل قراءة الفاتحة في الصلاة، فمن تركها مثلاً هذا الخلاف فيه قوي، هل تجب في الصلاة على المأموم أم لا تجب، يتحملها الإمام، هذا الخلاف فيها قوي معروف، مثل زكاة الحل ومثل إعفاء اللحية بعدم أخذ شيء منها أو بما زاد عن القبضة ونحو ذلك من المسائل.
هذه المسائل فيها خلاف، واختلف فيها العلماء ومذاهب الأئمة فيها معروفة ونحو ذلك.
هذه المسائل الخلاف فيها قوي، الباب فيها باب دعوة ومجادلة لا باب إنكار.
وبهذه المناسبة نُفَصِّل القول في مسألة من يقول (لا إنكار في مسائل الخلاف)، وبما ذكرت يتبين لك أن هذا القول على إطلاقه غلط، بل الصواب فيه أن تُفَصِّل القول في مسائل الخلاف، وذلك أن نقول مسائل الخلاف تنقسم قسمين:
- مسائل الخلاف فيها ضعيف فهذه يُنكر فيها.
- ومسائل الخلاف فيها قوي فهذه لا إنكار في مسائل الخلاف فيها.
ولهذا قيَّد طائفة من أهل العلم قول من قال (لا إنكار في مسائل الخلاف) بما إذا كان الخلاف قوياً، أما إذا كان الخلاف ضعيفاً فإنه يُنكَر، وتشابهها عبارة قول من قال (لا إنكار في مسائل الإجتهاد) هذه غير مسائل الخلاف لأن مسائل الإجتهاد غير مسائل الخلاف.
مسائل الإجتهاد التي اجتهد فيها أهل العلم في نازلة من النوازل.
نازلة من النوازل نزلت فاجتهد فيها العلماء، قال طائفة كذا وقال طائفة كذا.
فمسائل الإجتهاد ما يكون الإجتهاد فيها في إلحاق النازلة بالنص، ومسائل الخلاف ما كان الإجتهاد فيها راجعاً إلى فهم النص.
فإذا كان الفهم راجعاً إلى النص في مثل المسائل التي ذكرت لكم فهذه تسمى مسائل الخلاف.
لا إنكار في مسائل الخلاف التي خلافها قوي.
وأما مسائل الإجتهاد في إنكار فيها مطلقاً بدون تفصيل، لأنه اجتهد، ما دام أنه اجتهد في النازلة ليلحقها بالنصوص ولا نَصَّ فيها، فهذه لا يُثَرِّبُ أحد المجتهدين على الآخر ولا ينكر عليه إلا إذا كان اجتهاده في مقابلة النص أو في مصادمة القواعد الشرعية على ما هو معلوم في أصول الفقه.
وهذا رابط الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14565
ـ[أم معاذة]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 11:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تشرفت بمروركم يا شيخ سليمان وأشكر لكم إضافتكم للرابط.
الفاضلة الشيخة، بارك الله فيك على الإضافة.
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 12:34]ـ
هون عليك، فلا داعي لتلك العبرات المسكوبة، والحسرات المتتابعة، فالأمر يسير بإذن الله!!!!.
هانتْ عليها أدمعي وآهاتي! ****** فكأنما طابتْ لها زفراتي!!
واسْتَمْلَحتْ مني لواعج حسرتي ****** وتقول: مْهْ مَهْ هذه العَبَرَاتِ!!
****************************** ****************************
دع عنك لومي في البُكَىَ يا لائمي ***** بين الصدور وشائج تتقطَّعُ
من يعلم الشكوى يئنُّ حرارة ***** مما حوتْه وقلبه يتمزَّعُ
****************************** ****************************** *
سهلٌ على كل من لم يخض قاموس تلك البحار، ولم يقتحم غائبات هاتيك الأرضي القفار: أن يزعم: أن الخطب يسير! وأن ما ثمَّ شيئ خطير! فتهون في عينيه عظائم لأمور، وتصغر لديه ما تجري به غاربات الدهور!!
وهذه القضية: (الإنكار في مسائل الخلاف) قلَّ من وقف على غورها، فضلا عن المحيط بها!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وما أيسر الكلام النظري المحض بشأنها، وإنما الخطب في تطبيقها وإعمالها إزاء أنفس المجتهدين ...
ولقد سألتُ سؤالا ما أجبنيه أحد!! فقلتُ: (ما ضابط هذا الإنكار؟!!) يعني على المجتهد الذي بذل وسعه في تحرير مسألة، وطال سهره في حلِّ معضلة ..
وكم اسْتُبِيحتْ بتلك القضية من كبار الأمة أعراض؟ وكم عمل فيهم من الجرح ذلك المقراض؟
ومن نظر نظرة عابرة: في أكثر ذلك التشنيع والتبديع والتفسيق والتكفير!! الواقع بين رجالات الأمة من سابق عهدها حتى تلكم الأوقات، لقضى نحبه، ولم ينقطع عجبه!! من سوء فهم، وقلة علم، لأبعاد الإنكار في مسائل الخلاف و إلحاقه مَنْ يلحقه بحق!!
ومسائل الخلاف عندي: تشمل المسائل العلمية والعملية على حدٍّ سواء!! وإن كره ذلك من كره!! وأصرَّ على أن المسائل العلمية كلها لا يُعذر في بعضها المخالف! بل ويجب الإنكار عليه فيها!
وعلى كل حال: فدعونا من هذا الأمر الآن ... وحسبنا المسائل العملية هنا ... فأقول:
لم يكن التشنيع والتبديع والتفسق والتكفير!! في تلك المسائل العملية، بأقل منها في المسائل العلمية!! وكل غائص في بحار الجدالات الفقهية، والاختلافات الشرعية: يدري ما أقول جيدا ..
وحسبي منها مثالا فردا وقع في كلام الشيخ الصالح (صالح آل الشيخ) سابقا.
وهذا المثال: هو قضية (كشف المرأة وجهها)!! تلك القضية التي وقفتُ فيها على كل شر!! صدر من الكبار والصغار في تلك الأعصار في بعضهم البعض!! مما يندى لمثله جبين كل منصف؟
هذا والمخالف والموافق: كلاهما على عقيدة واحدة، ومشرب سنِّيِّ أصيل المحتد ..
وذِكْرُ إنكار هؤلاء على هؤلاء، وهؤلاء على هؤلاء: لا يأتي من ورائه ما أبغاه هنا، وإن كان موجودا منشورا مسطروا لمن تطلبه وسعى له ...
إن الرزية - عندي - كل الرزية: أن يكون مردُّ ذلك الإنكار إلى أذواق المجتهدين وحسب!!
إذ اعتبار كون هذه القضية - أي قضية -: مما يجب الإنكار على المخالف فيها: هو أمر غير منضبط أصلا!! ولا يرجع إلى سبيل محكم ..
وقد قلتُ سابقا: بكون الدليل الذي يراه البعض ظاهرا لا يحتمل التأويل!! يراه غيره ضعيفا لا شبهة للمتمسك به!! فمتى يصح قبول التشنيع - فضلا عن التبديع والتفسيق - من الطرفين في كليهما؟! ولولا الإبقاء على حرمة العلم: لجرى القلم في هذا الميدان، بما لا أرغب فيه الآن!
وكم كان يسيل الكبد مرارة من فُحش ما أقف عليه من كلام هذا السني في ذلك السلفي حول بعض المسائل الشرعية دون الاعتقادية!! بحيث يتذرَّع كلاهما بالاعتصام البارد!! والتخريج السخيف للبذاءة والرمي بكل سوء؛ ارتكانا إلى جواز أو وجوب - لا أدري!! - الإنكار على المخالف!! والله المستعان .. وعليه التكلان ...
فإن قلتَ: فما مردُّ الإنكار على المخالف عندك أيها المتحذلق؟!
قلتُ: مردُّه الذي لا يأباه كل عارف منصف: هو ما سأتولى بيانه بعون الله عند العودة، وللحق صولة بعد صولة، نسأل الله الثبات حتى الممات، ومزيدا من الأعما الباقايات الصالحات، فإنه بكل جميل كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل ...
وآمل: أن أكون ببعض ما شرحت: قد أفصحت عن بواعث حسراتي، وكشفتُ عن جالبات عبراتي، وإذا لم تبكِ العين على آثار ذلك التصادم المريع بين الكبار والصغار في مسائل الخلاف، مع المقابلة المشينة التي أزرت بمحاسن الشريعة، وأذهبت من جميل بهجتها ما أذهبت! من الفريقين جميعا إلا من رحم ربي: فما على العين أن تذرف بعد ذلك يوما ..
[تنبيه] الأبيات السالفة في مقدَّم كلامي: هي من نظم هذا العبد الفقير ..
و البيتان الأولان منهما: قد جريا على لسانه عندما شرع في كتابة تلك الكلمات ... ولله الحمد ..
ـ[أفلااطون]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 12:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين:
(يُتْبَعُ)
(/)
[خَطَأُ قَوْلِ مَنْ قَالَ لَا إنْكَارَ فِي الْمَسَائِلِ الْخِلَافِيَّةِ] وَقَوْلُهُمْ: " إنَّ مَسَائِلَ الْخِلَافِ لَا إنْكَارَ فِيهَا " لَيْسَ بِصَحِيحٍ؛ فَإِنَّ الْإِنْكَارَ إمَّا أَنْ يَتَوَجَّهَ إلَى الْقَوْلِ وَالْفَتْوَى أَوْ الْعَمَلِ، أَمَّا الْأَوَّلُ فَإِذَا كَانَ الْقَوْلُ يُخَالِفُ سُنَّةً أَوْ إجْمَاعًا شَائِعًا وَجَبَ إنْكَارُهُ اتِّفَاقًا، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَإِنَّ بَيَانَ ضَعْفِهِ وَمُخَالَفَتِهِ لِلدَّلِيلِ إنْكَارُ مِثْلِهِ، وَأَمَّا الْعَمَلُ فَإِذَا كَانَ عَلَى خِلَافِ سُنَّةٍ أَوْ إجْمَاعٍ وَجَبَ إنْكَارُهُ بِحَسَبِ دَرَجَاتِ الْإِنْكَارِ، وَكَيْفَ يَقُولُ فَقِيهٌ لَا إنْكَارَ فِي الْمَسَائِلِ الْمُخْتَلَفِ فِيهَا وَالْفُقَهَاءُ مِنْ سَائِرِ الطَّوَائِفِ قَدْ صَرَّحُوا بِنَقْضِ حُكْمِ الْحَاكِمِ إذَا خَالَفَ كِتَابًا أَوْ سُنَّةً وَإِنْ كَانَ قَدْ وَافَقَ فِيهِ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ؟ وَأَمَّا إذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْمَسْأَلَةِ سُنَّةٌ وَلَا إجْمَاعٌ وَلِلِاجْتِهَادِ فِيهَا مَسَاغٌ لَمْتُنْكَرْ عَلَى مَنْ عَمِلَ بِهَا مُجْتَهِدًا أَوْ مُقَلِّدًا.
وَإِنَّمَا دَخَلَ هَذَا اللَّبْسُ مِنْ جِهَةِ أَنَّ الْقَائِلَ يَعْتَقِدُ أَنَّ مَسَائِلَ الْخِلَافِ هِيَ مَسَائِلُ الِاجْتِهَادِ، كَمَا اعْتَقَدَ ذَلِكَ طَوَائِفُ مِنْ النَّاسِ مِمَّنْ لَيْسَ لَهُمْ تَحْقِيقٌ فِي الْعِلْمِ.
وَالصَّوَابُ مَا عَلَيْهِ الْأَئِمَّةُ أَنَّ مَسَائِلَ الِاجْتِهَادِ مَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا دَلِيلٌ يَجِبُ الْعَمَلُ بِهِ وُجُوبًا ظَاهِرًا مِثْلَ حَدِيثٍ صَحِيحٍ لَا مُعَارِضَ لَهُ مِنْ جِنْسِهِ فَيُسَوَّغُ فِيهَا - إذَا عُدِمَ فِيهَا الدَّلِيلُ الظَّاهِرُ الَّذِي يَجِبُ الْعَمَلُ بِهِ - الِاجْتِهَادُ لِتَعَارُضِ الْأَدِلَّةِ أَوْ لِخَفَاءِ الْأَدِلَّةِ فِيهَا، وَلَيْسَ فِي قَوْلِ الْعَالِمِ: " إنَّ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ قَطْعِيَّةٌ أَوْ يَقِينِيَّةٌ، وَلَا يُسَوَّغُ فِيهَا الِاجْتِهَادُ " طَعْنٌ عَلَى مَنْ خَالَفَهَا، وَلَا نِسْبَةٌ لَهُ إلَى تَعَمُّدِ خِلَافِ الصَّوَابِ وَالْمَسَائِلِ الَّتِي اخْتَلَفَ فِيهَا السَّلَفُ وَالْخَلْفُ وَقَدْ تَيَقَّنَّا صِحَّةَ أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ فِيهَا كَثِيرٌ مِثْلَ كَوْنِ الْحَامِلِ تَعْتَدُّ بِوَضْعِ الْحَمْلِ، وَأَنَّ إصَابَةَ الزَّوْجِ الثَّانِي شَرْطٌ فِي حِلِّهَا لِلْأَوَّلِ، وَأَنَّ الْغُسْلَ يَجِبُ بِمُجَرَّدِ الْإِيلَاجِ وَإِنْ لَمْ يُنْزِلْ، وَأَنَّ رِبَا الْفَضْلِ حَرَامٌ، وَأَنَّ الْمُتْعَةَ حَرَامٌ، وَأَنَّ النَّبِيذَ الْمُسْكِرَ حَرَامٌ، وَأَنَّ الْمُسْلِمَ لَا يُقْتَلُ بِكَافِرٍ، وَأَنَّ الْمَسْحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ جَائِزٌ حَضَرًا وَسَفَرًا، وَأَنَّ السُّنَّةَ فِي الرُّكُوعِ وَضْعُ الْيَدَيْنِ عَلَى الرُّكْبَتَيْنِ دُونَ التَّطْبِيقِ، وَأَنَّ رَفْعَ الْيَدَيْنِ عِنْدَ الرُّكُوعِ وَالرَّفْعِ مِنْهُ سُنَّةٌ، وَأَنَّ الشُّفْعَةَ ثَابِتَةٌ فِي الْأَرْضِ وَالْعَقَارِ وَأَنَّ الْوَقْتَ صَحِيحٌ لَازِمٌ، وَأَنَّ دِيَةَ الْأَصَابِعِ سَوَاءٌ، وَأَنَّ يَدَ السَّارِقِ تُقْطَعُ فِي ثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ، وَأَنَّ الْخَاتَمَ مِنْ حَدِيدٍ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صَدَاقًا، وَأَنَّ التَّيَمُّمَ إلَى الْكُوعَيْنِ بِضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ جَائِزٌ، وَأَنَّ صِيَامَ الْوَلِيِّ عَنْ الْمَيِّتِ يُجْزِئُ عَنْهُ، وَأَنَّ الْحَاجَّ يُلَبِّي حَتَّى يَرْمِيَ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، وَأَنَّ الْمُحْرِمَ لَهُ اسْتِدَامَةُ الطِّيبِ دُونَ ابْتِدَائِهِ، وَأَنَّ السُّنَّةَ أَنْ يُسَلِّمَ فِي الصَّلَاةِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ.
وَأَنَّ خِيَارَ الْمَجْلِسِ ثَابِتٌ فِي الْبَيْعِ، وَأَنَّ الْمُصَرَّاةَ يُرَدُّ مَعَهَا عِوَضُ اللَّبَنِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، وَأَنَّ صَلَاةَ الْكُسُوفِ بِرُكُوعَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، وَأَنَّ الْقَضَاءَ جَائِزٌ بِشَاهِدٍ وَيَمِينٍ، إلَى أَضْعَافِ أَضْعَافِ ذَلِكَ مِنْ الْمَسَائِلِ، وَلِهَذَا صَرَّحَ الْأَئِمَّةُ بِنَقْضِ حُكْمِ مَنْ حَكَمَ بِخِلَافِ كَثِيرٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَائِلِ، مِنْ غَيْرِ طَعْنٍ مِنْهُمْ عَلَى مَنْ قَالَ بِهَا.
وَعَلَى كُلِّ حَالٍ فَلَا عُذْرَ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِمَنْ بَلَغَهُ مَا فِي الْمَسْأَلَةِ مِنْ هَذَا الْبَابِ وَغَيْرِهِ مِنْ الْأَحَادِيثِ وَالْآثَارِ الَّتِي لَا مُعَارِضَ لَهَا إذَا نَبَذَهَا وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَقَلَّدَ مَنْ نَهَاهُ عَنْ تَقْلِيدِهِ، وَقَالَ لَهُ لَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَقُولَ بِقَوْلِي إذَا خَالَفَ السُّنَّةَ، وَإِذَا صَحَّ الْحَدِيثُ فَلَا تَعْبَأْ بِقَوْلِي، وَحَتَّى لَوْ لَمْ يَقُلْ لَهُ ذَلِكَ كَانَ هَذَا هُوَ الْوَاجِبُ عَلَيْهِ وُجُوبًا لَا فُسْحَةَ لَهُ فِيهِ، وَحَتَّى لَوْ قَالَ لَهُ خِلَافَ ذَلِكَ لَمْ يَسَعْهُ إلَّا اتِّبَاعَ الْحُجَّةِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي هَذَا الْبَابِ شَيْءٌ مِنْ الْأَحَادِيثِ وَالْآثَارِ أَلْبَتَّةَ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَعْلَمُ بِالِاضْطِرَارِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ هَذِهِ الْحِيَلَ، وَلَا يَدُلُّهُمْ عَلَيْهَا، وَلَوْ بَلَغَهُ عَنْ أَحَدٍ فَعَلَ شَيْئًا مِنْهَا لَأَنْكَرَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يُفْتِي بِهَا وَلَا يَعْلَمُهَا، وَذَلِكَ مِمَّا يَقْطَعُ بِهِ كُلُّ مَنْ لَهُ أَدْنَى اطِّلَاعٍ عَلَى أَحْوَالِ الْقَوْمِ وَسِيرَتِهِمْ وَفَتَاوِيهمْ، هَذَا الْقَدْرُ لَا يَحْتَاجُ إلَى دَلِيلٍ أَكْثَرَ مِنْ مَعْرِفَةِ حَقِيقَةِ الدِّينِ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ.)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 10:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل النوراني،إن كنت طلبت منك أن تحبس دموعك وحسراتك فهذا من باب التهوين من وقع الصدمة عليك ليس إلا،فما كان ليجدر بي وقد قرأت شكواك أن أزيد من كربك، فهل أخطأت في هذا؟!
فما طابت لي زفراتك وما استملحت لواعج حسراتك، وإنما قلت لك مه ,مه هذه العبرات شفقة على حالك من أن تؤول للأسوء، ورغبة مني أن تكون لغيرك قدوة في التحمل والصبر، وخاصة أنك
من خاض قاموس تلك البحار! واقتحم غائبات هاتيك الأراضي القفار! فهل يحسن أن تكون هذه حالك؟ دموع وحسرات وآهات!!
*بارك الله فيك يا صاحب المشاركة الأخيرة على الإضافة القيمة، وأرجو أن تعذرني لأني لم أسمك باسمك المستعار،ففي الواقع أنا أتحرج من أن أناديك بالفاضل أفلاطون أو بالأخ أفلاطون، فماكان أفلاطون فاضلا ولا أخا.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 08:33]ـ
لا تثريب عليك يغفر الله لك وهو أرحم الراحمين.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 10:01]ـ
لا تثريب عليك يغفر الله لك وهو أرحم الراحمين.
لو رغب أخونا صاحب المعرف (أفلااطون) في تغيير معرفه لآخر فلا مانع لدينا، ضع لي معرفك الذي ترغب فيه هنا أو في (مجلس الشكاوى والاقتراحات) ليتم تغييره.
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 11:20]ـ
الفاضل النوراني،إن كنت طلبت منك أن تحبس دموعك وحسراتك فهذا من باب التهوين من وقع الصدمة عليك ليس إلا،فما كان ليجدر بي وقد قرأت شكواك أن أزيد من كربك، فهل أخطأت في هذا؟!
فما طابت لي زفراتك وما استملحت لواعج حسراتك، وإنما قلت لك مه ,مه هذه العبرات شفقة على حالك من أن تؤول للأسوء، ورغبة مني أن تكون لغيرك قدوة في التحمل والصبر، وخاصة أنك
من خاض قاموس تلك البحار! واقتحم غائبات هاتيك الأراضي القفار! فهل يحسن أن تكون هذه حالك؟ دموع وحسرات وآهات!!
.
سارتْ مُشرقةً وسرت مغربا ... شتان بين مُشرق ومُغرب!!
******************
يبدو أن أحدا لم يفهم ما إليه أرمي؟! فتثاقل عليه همي وغمي!! وخرجنا من تلك القضية التي تقوم لها الجبال، ويصرع دونها هؤلاء الأبطال، إلى الكلام في الحسرات والزفرات، والعبرات والتأوُّهات!! كأن قارورةً ما كُسِرتْ! ولؤلؤة ما سُرِقتْ! وأعراضا ما خُدِشَتْ!!
ويبدو: أن استرسال الكلام بغير ما قرره الشيخ (صالح آل الشيخ) ومن وافقه: لا يجيئ على قلب الأعضاء هنا!! فصِرتُ أخاطب نفسي! وتتقاسم الأنفاس بين يومي وأمسي!!
ولم تزَلْ قلةُ الإنصافِ قاطعةً ********** بين الرجالِ وإن كانوا ذوي رحِم!!
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 02:09]ـ
فائدة
فيه خلاف وفيه اختلاف
الأول شر كما قال ابن مسعود رضي الله عنه. أما الاختلاف فمحمود وطبيعي
فيه فرق بين المسائل الخلافية والمسائل الاجتهادية.
وليس كل خلاف جاء معتبرا ... إلا خلافا له وجه من النظر
وفي لفظ:
وليس كل خلاف جاء معتبراً إلَّا خلافاً له حظٌّ من النَّظرِ
هذا من حيث التنظير
أما الواقع مع الأسف فخلاف واختلاف
والتطبيق أصعب من التنظير.
وكل يدعى وصلا بليلى ..........
اللهم أصلح أحوالنا.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 01:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فائدة كنت قد سمعتها من شرح الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله - لكتاب كشف الشبهات للإمام المجدد، محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى -، وكانت عبارة عن جواب عن سؤال طرح على فضيلته حول صحة إطلاق هذه العبارة من عدمها، فكانت الإجابة كما يلي - بتصرف بسيط لا يخل بمقصود الشيخ - إن شاء الله -:
لا إنكار في مسائل الخلاف القوي، أما الخلاف الضعيف فينكر على صاحبه،وإطلاق عبارة " لا إنكار في مسائل الخلاف " خطأ.
والمسائل الخلافية على ثلاثة أنواع:-
1 - مسائل خلافية لم يرد فيه دليل، وتسمى المسائل الإجتهادية، فهذه لا إنكار فيها.
2 - مسائل خلافية، والخلاف فيها قوي، فهذه لا إنكار فيها، مثل " زكاة الحلي "، "قراءة الفاتحة في الصلاة بالنسبة للمأموم ".
3 - مسائل خلافية، والخلاف فيها ضعيف فهذه ينكر عليها، مثل "كشف المرأة وجهها "، " إباحة النبيذ ".
(يُتْبَعُ)
(/)
الشريط 16 من شرح كشف الشبهات للشيخ صالح آل الشيخ.
هنا اقتباس لتوضيح مراد الشيخ بالمسائل التي لا دليل عليها من شريط "الضوابط الشرعية في الدعوة إلى الله":
من الضوابط المهمة أيضا في الدعوة إلى الله جل جلاله أن يرعى في الدعوة أن ثمة اجتهادات، ومعلوم أنّ الاجتهاد يعذر فيه الناس، إذا اجتهد مجتهد في مسألة وآخر في مسألة، فكانت المسألة اجتهاد فإنه لا إنكار في مسائل الاجتهاد، وهذه المسألة تحتاج إلى شيء من التفصيل، وهو أنّ من المسائل ما لا يكون فيها دليل واضح في الشرع، فتكون مسألة اجتهاد، فإذا كان مسألة اجتهاد، فإن الواجب فيها أن يُرجع إلى أهل العلم للحكم فيها، ونعني بأهل العلم الراسخين فيه، الذين ثبتت قدمهم فيه، وشهد لهم بالعلم والعمل، فإنهم هم الذين يجتهدون في المسائل الواقعة في الدعوة، ما الذي يصلح الدعوة؟ هل هذا الفعل أصلح أو ذاك الفعل أصلح؟ فإنه إذا حصل ذلك فإن بعض المهتمين بالدعوة يعذر الآخر لحصول ذلك الاجتهاد من أهل العلم وليس من الجهلة أو من أنصاف المتعلمين؛ بل من الراسخين في العلم، وهذا يختلف عن مسائل الاختلاف، فإن مسائل الخلاف يكون فيها إنكار، أما مسائل الاجتهاد فلا إنكار فيها، ومسائل الخلاف التي اختلف فيها الناس مع جود دليل، مع وجود حجة؛ لأحد القولين، فهذا من خالف الحجة، من خالف الدليل، من خالف السنة فإنه ينكر عليه، وهذا غير مسائل الاجتهاد مسائل الاجتهاد مسألة واقعة نازلة اجتهد الناس فيها في حكم أو تصرف فيها اجتهاد ليس فيها نص لا من الكتاب ولا من السنة ولا من كلام أهل السنة والجماعة. أما مسائل الخلاف فيأتي تأتي المسألة ويكون فيها نص من القرآن أو في السنة أو في تأصيل أهل السنة والجماعة في عقائدهم ومنهجهم، فهنا من خالف طريقة أهل السنة والجماعة، من خالف طريقة أهل العلم بما استدلوا عليه من الكتاب والسنة فإنه ينكر عليه.
فثمة فرق مهم بين قاعدتين من قواعد أهل العلم:
الأولى يقولون لا إنكار في مسائل الاجتهاد، وهذا صحيح بالتوضيح الذي أوضحت.
والثانية ينكر في مسائل الخلاف، وهذا صحيح.
بعض الناس يجعل القاعدة لا إنكار في مسائل الخلاف وهذا غلط ومسائل الخلاف كثيرة والمسائل المجمع عليها قليلة، فما ثَم مسألة إلا والخلاف قائم فيها إلا ما أُجمع عليه وهو قليل بالنسبة إلى كثرة المسائل المختلف فيها.
فلو قيل لا إنكار في كل مسألة اُختلف فيها، صار المجال واسعا ولا ينكر إلا ما خولف فيه الإجماع، وهذا باطل؛ بل ينكر على من خالف الكتاب والسنة؛ لأن من ذهب إلى قول من الأقوال، قد يكون فاتته السنة، قد يكون ما فقه الدليل، قد يكون له عذر؛ ولكن إذا اتضحت السنة وجب اتباعها ولم يُعذر أحد بمخالفتها، وإذا خالفها فإنه ينكر عليه ويبين لأنه حماية دين الله أعز من احترام الناس أو احترام الشخصيات.
هذه مسألة مهمة وقاعدة ضرورية في رعايتها، وكثير ما حصل الخلط بين هاتين القاعدتين، ولم يُعرف الفرق بين المسائل الاجتهادية التي يقال هذه فيها اجتهاد لا إنكار فيها، اجتهد هؤلاء، وهؤلاء اجتهدوا فلا إنكار في مسائل الاجتهاد، هذا صحيح.
وبين المسائل التي يكون الخلاف فيها قائما خلافا للسنة، خلافا لقول أئمة أهل السنة خلافا لكلام أهل العلم الراسخين فيه، وهذا ينكر على المخالف فيه، وليست المسألة مما لا إنكار فيها؛ بل يجب أن ينكر على المخالف على الأدلة، وخالف كلام أهل السنة وخالف كلام الراسخين في العلم المتحققين فيه، بخلاف مسائل الاجتهاد.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 02:26]ـ
الحمد لله وحده
الخلاف سنة كونية لا مفر منها ...
والخلاف في النظر في قدر الخلاف والموقف من المخالف، هو كذلك سنة لا مغر منها ..
والمسدد من سدده الله وألهمه حسن التقدير والنظر وحسن اقتفاء الأثر ..
فمجرد تقرير العالم أو الطالب أي المسائل الخلافية هي مسألة الخلاف فيها قوي، وأيها الخلاف فيه ضعيف أو غير معتبر، هذه محل خلاف ونزاع بالأساس في كثير من المسائل! ولا عجب!
(يُتْبَعُ)
(/)
فكلما قوي ميل المجتهد إلى قول من قولين في مسألة من المسائل، ضعف اعتبار القول المخالف في نظره وإن قال به من قال! وخير مثال على ذلك، المثال الذي ساقه الشيخ حفظه الله إذ اعتبر مسألة كشف وجه المرأة من المسائل التي يضعف الخلاف فيها ولا يعتبر به!! مع أنه خلاف قديم مشهور، ولكل فريق من الفريقين مأخذ قوي وجيه وحظ من الأدلة لا بأس به، والترجيح فيها ليس بالأمر اليسير بحال من الأحوال! ومع ذلك فهو لا يرى قول المخالفين له شيئا أصلا! ولو رأى امرأة من العامة تكشف وجهها لأنكر عليها، لا لدافع التعصب المذهبي، فليس الظن بعلمائنا مثل هذا، حفظهم الله ووفقهم، ولكن لأنه يدين الله بأن هذا هو الحق والشرع الصحيح، ولو رأى امرأة مقلدة أو جاهلة أو لا يعرف عنها طلب للعلم، تعيش في بلد يؤمر فيها بستر الوجه، لما كان عليه من عتب إن أنكر عليها وأمرها بستر وجهها، مع علمه بأن في المسألة خلافا!
فالقضية إذا ليست متعلقة بفقه الخلاف الذي في المسألة وفقط، وإنما بحال المنكر والمنكر عليه كذلك، والمصلحة الشرعية الراجحة وغير ذلك ..
فأما فقه الخلاف، فهذا كما تقدم أمر قد تتباين فيه الأنظار وتتقارب المآخذ، ومعلوم أن كل خلاف حادث في مسألة قديمة فهو مذموم غير سائغ، (وإن كان هذا القول نفسه يخالف فيه بعض الأصوليين خلافا ليس بسائغ، والله أعلم) ومعلوم أن كل خلاف قام على أساس من فقد للنص الصحيح، فهو ساقط بوجود ذلك النص، والعذر فيه ملتمس لمن قال به من الأئمة فاقدا النص في المسألة، والمسائل النازلة النظر فيها إما أن يكون قياسا جليا (كمسألة حكم التدخين مثلا، أو القروض الربوية) فلا يجوز السكوت على المخالف فيها، وإما أن يكون القياس فيها غير جلي (كما في بعض المسائل الدقيقة في حكم التصوير الفوتوغرافي أو مسألة تصوير الكتب أو نحو ذلك)، فهذه ينظر فيها قبل مناصحة المخالف إلى اعتبارات أخرى خارجة غالبا عن محل النزاع، سيما إذا كان للمخالف متمسك في التقليد بكلام واحد من أهل العلم، فضلا عن أن يكون له حظ من النظر والاجتهاد العلمي فيها .. ويبقى الأمر في جميع الأحوال كما تقدم، محل اجتهاد في حد ذاته: متى يكون الإنكار، ومتى يخرج في صورة مناصحة، ومتى يخرج على هيئة منافشة أو مدارسة، ومتى يكون الخير في الإمساك عن ذلك أصلا .. والأنظار في فقه هذا الأمر نفسه تختلف ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعرفهن كثير من الناس .. "
وخير الناس أعذرهم للناس، وما من أحد العذر أحب إليه من الله ..
فما كان من الأمور عند رجل معدودا من المشتبهات، وكان عند غيره من الحرام البين، وكان كلاهما على قول له فيه سلف من القرون الفاضلة، فليس لأحد منهما أن ينكر على أخيه .. ولكن إن كان أحدهما مقلدا جاهلا، وكانت المصحلة الشرعية تدعو - سدا للذريعة أو لغير ذلك - إلى أن يناصح بترك ذلك، فإنه يسوغ الإنكار حينئذ، بضوابطه الصحيحة!
هذا وينبغي التنبيه على أن المقلد الذي يقلد شيخا له في مسألة من المسائل، ليس له أن ينكر على أخيه إن وجده مقلدا لشيخ يخالفه في تلك المسألة، فكلاهما مقلد للأوثق عنده، ولا يلزم أحدهما الأخذ بقول شيخ هو عنده دون شيخه الذي استفتاه ولزم العمل بفتواه! فلا يلزم أن يكون الشيخ الأوثق عند أحدهما هو الأوثق عند أخيه، ولا مشاحة في ذلك، ما دام كلاهما من العلماء الربانيين المنضبطين الذين لا يظن فيهم اتباع الأهواء في الفتيا!!
وهذه مسألة يقع بسببها فساد كثير بين شباب الملتزمين! تجد الواحد منهم لا يكاد يزيد حظه من العلم على أن سأل شيخا له في حكم من الأحكام فأجابه الشيخ بالقول الراجح عنده، فإذا بهذا الأخ كلما رأى أخا له يخالفه في مذهبه في تلك المسألة، لم يتركه حتى ينكر عليه، بل وربما يجادله وينازعه ويشدد عليه، ويأتيه بفتيا الشيخ الذي قلده مسجلة ليسمعه إياها، ولا يقنع بأن يقول له أخوه لقد استفيت أنا فلانا وقال لي كذا، وأن المسألة فيها خلاف سائغ!! لماذا؟ لأنه لا يرى فلانا هذا أعلم أو أوثق - عنده هو - من شيخه الذي استفتاه هو، أو ربما لأنه لا يعرف ذلك الشيخ أصلا الذي استفتاه أخوه!! مع أن كلا منهما يعلم عن أخيه أنه لا يستفتي إلا الثقات الربانيين من أهل العلم، وأنه ليس من أتباع الهوى الباحثين عن أهل الترخص في الفتاوى!! ومع ذلك، يزين الشيطان لهما التنازع والتناحر وكلاهما ليس بأهل لذلك أصلا، وكلاهما غايته أن يقلد الأوثق عنده حتى يمن الله عليه بقدر من العلم والنظر يميز به بين هذا وذاك، ويوازن ما بين الأقوال! فالله المستعان!
هذا وأنبه إلى أن الإنكار شيء، والتبديع والتفسيق باب آخر وشيء آخر لا يستويان! فقد لمست خلط بعض الأفاضل بينهما .. الإنكار أوسع مفهوما من التفسيق والتبديع، فليس كل من تلبس بمنكر لحقت به صفة الفسق أو البدعة، فكلامنا هنا حول الإنكار وليس التبديع، فتنبهوا بارك الله فيكم ..
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 03:50]ـ
الإخوة الأحباب:
لا شك أن قاعدة: ((لا إنكار في مسائل الخلاف)): مخصوصة بالمسائل الخلافية الاجتهادية ذات الأدلة والمدارك المتكافئة، والتي مسارح النظر فيها فسيحة، وتناوش الاحتمالات فيها أكيدة، وقد أشار إلى ذلك شيخنا الأثير الحبيب إلى قلوبنا؛ الشيخ صالح حفظه الله ورعاه!!
ومع ذلك:
فإن لهذه القاعدة مستثنياتٍ أحببت أن أنبه على ما حضرني منها؛ من هذه المستثنيات:
1ـ المسائل الخلافية التي اعتضد أحد الأقوال فيها بحكم الحاكم؛ والمراد بالحاكم - في هذا السياق - القاضي المجتهد، الحاكمُ في وقائع الأعيان، فإن حكم الحاكم يرفع الخلاف؛ على ما هو مقرَّر في القواعد الفقهية.
2ـ المسائل الاجتهادية المرتبطة بأمور السياسات الشرعية، والمرتبطة بالأحوال العامة للأمة، وهنا يجب الإنكار على المخالف، لا لخلافه في الاجتهاد، ولكن لكون تَمَسُّكِهِ بقوله واجتهاده، أو بتقليده بعضَ الأئمة المتَّبَعِينَ -: يُفضِي إلى عصيان ولي الأمر الشرعي، الواجب الطاعة في المَنْشَطِ والمَكْرَهِ.
ومن أمثلة هذا النوع:
المثال الأول: أن سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان لا يرى قتال مانعي الزكاة، وراجع سيدنا با بكر الصديق مرار في هذا الحكم، ومع ذلك، فعندما أخذ الإمام القرار لم يكن لأحد - ولو كان الفاروقَ - أن يناقش أو يناوش، ولو أُمِرَ عمرُ بمباشرة قتالهم، وجب عليه قتالهم، بل وقتلهم؛ عملا باجتهاد الإمام وحكمه، وإن كان هو نفسُهُ لا يرى صحةَ قتلهم.
المثال الثاني: موقف سيدنا عبد الله بن مسعود من مسألة قصر الصلاة في المناسك؛ فإنه كان يرى وجوب القصر، خلافا لاجتهاد سيدنا عثمان؛ الذي أداه اجتهاده إلى أن الإمام لا يكون مسافرا ولا منقطعا عن أهله؛ لولايته العامة على أقطار الرقعة الإسلامية كافة، ولما ابتلي سيدنا ابن مسعود بالصلاة مع الخليفة، أتم صلاته، وأجاب عن فعله - وقد سئل عن ذلك - فقال: ((الخِلَافُ شَرٌّ)).
3ـ المسائل الخلافية التي يترتب على أحد الأقوال فيها مفسدة عظيمة؛ فإنه ينكر - حينئذ - على المخالف، ولو كان معذورا في اجتهاده، وقد مثل الإمام عز الدين ابن عبد السلام - رحمه الله - لهذا النوع بِـ: ((حدِّ الحنفيِّ على شُرب النبيذ، مع الجزم بعدالته، وأنه ليس بعاص، دفعا لمفسدة شرب المسكر)). انظر: قواعد الأحكام في مصالح الأنام: 1/ 162.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 04:48]ـ
ذكر الإمام الشاطبي - في المسألة الثانية عشرة من كتاب الاجتهاد - مسألة الخلاف الذي لا يعتد به، وهو الخلاف القائم على غير دليل معتبر للمخالف، وتحريره نافع لهذا الموضوع فدونكم إياه:
قال الإمام الشاطبي رحمه الله ورضي الله عنه -:
((المسألة الثانية عشرة:
من الخلاف ما لا يعتد به في الخلاف، وهو ضربان:
أحدهما: ما كان من الأقوال خطأ مخالفًا لمقطوع به في الشريعة، وقد تقدم التنبيه عليه.
والثاني: ما كان ظاهره الخلاف وليس في الحقيقة كذلك، وأكثر ما يقع ذلك في تفسير الكتاب والسنة؛ فتجد المفسرين ينقلون عن السلف في معاني ألفاظ الكتاب أقوالًا مختلفة في الظاهر، فإذا اعتبرتَها وجدتَها تتلاقى على العبارة كالمعنى الواحد، والأقوال إذا أمكن اجتماعها والقول بجميعها من غير إخلال بمقصد القائل، فلا يصح نقل الخلاف فيها عنه.
وهكذا يتفق في شرح السنة، وكذلك في فتاوي الأئمة وكلامهم في مسائل العلم، وهذا الموضع مما يجب تحقيقه، فإن نقل الخلاف في مسألة لا خلاف فيها في الحقيقة خطأ، كما أن نقل الوفاق في موضع الخلاف لا يصح.
فإذا ثبت هذا، فلنقل: للخلاف هنا أسباب:
أحدها: أن يذكر في التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك شيء أو عن أحد من أصحابه أو غيرهم، ويكون ذلك المنقول بعض ما يشمله اللفظ، ثم يذكر غير ذلك القائل أشياء أخر مما يشمله اللفظ أيضا، فينصهما المفسرون على نصهما، فيظن أنه خلاف؛ كما نقلوا في المن أنه خبز رقاق، وقيل: زنجبيل، وقيل: الترنجبين وقيل: شراب مزجوه بالماء، فهذا كله يشمله1 اللفظ؛ لأن الله من به عليهم، ولذلك جاء في الحديث: "الكمأة من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل"، فيكون المن جملة نعم، ذكر الناس منها آحادًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: أن يذكر في النقل أشياء تتفق في المعنى بحيث ترجع إلى معنى واحد، فيكون التفسير فيها على قول واحد، ويوهم نقلها على اختلاف اللفظ أنه خلاف محقق، كما قالوا في السلوى: إنه طير يُشبِهُ السماني، وقيل: طير أحمر صفته كذا، وقيل: طير بالهند أكبر من العصفور، وكذلك قالوا في المن: شيء يسقط على الشجر فيؤكل، وقيل صمغة حلوة، وقيل: الترنجبين، وقيل: مثل رب غليظ، وقيل: عسل جامد، فمثل هذا يصح حمله على الموافقة وهو الظاهر فيها.
والثالث: أن يذكر أحد الأقوال على تفسير اللغة، ويذكر الآخر على التفسير المعنوي، وفرق بين تقرير الإعراب وتفسير المعنى، وهما معًا يرجعان إلى حكم واحد؛ لأن النظر اللغوي راجع إلى تقرير أصل الوضع، والآخر راجع إلى تقرير المعنى في الاستعمال، كما قالوا في قوله تعالى: {وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِين} [الواقعة: 73]، أي: المسافرين، وقيل: النازلين بالأرض القواء وهي القفر، وكذلك قوله: {تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَة} [الرعد: 31]، أي: داهية تفجؤهم، وقيل: سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشباه ذلك.
والرابع: أن لا يتوارد الخلاف على محل واحد، كاختلافهم في أن المفهوم له عموم أولا، وذلك أنهم قالوا: لا يختلف القائلون بالمفهوم أنه عام فيما سوى المنطوق به، والذين نفوا العموم أرادوا أنه لا يثبت بالمنطوق به، وهو مما لا يختلفون فيه أيضًا، وكثير من المسائل، على هذا السبيل فلا يكون في المسألة خلاف، وينقل فيها الأقوال [على] على أنها خلاف.
والخامس: يختص بالآحاد في خاصة أنفسهم، كاختلاف الأقوال بالنسبة إلى الإمام الواحد، بناء على تغير الاجتهاد والرجوع عما أفتى به إلى خلافه، فمثل هذا لا يصح أن يعتد به خلافًا في المسألة؛ لأن رجوع الإمام عن القول الأول إلى القول الثاني اطراح منه للأول ونسخ له بالثاني، وفي هذا من بعض المتأخرين تنازع، والحق فيه ما ذكر أولًا، ويدل عليه ما تقدم في مسألة أن الشريعة على قول واحد، ولا يصح فيها غير ذلك، وقد يكون هذا الوجه على أعم مما ذكر كأن يختلف العلماء على قولين ثم يرجع أحد الفريقين إلى الآخر، كما ذكر عن ابن عباس في المتعة وربا الفضل، وكرجوع الأنصار إلى المهاجرين في مسألة الغسل من التقاء الختانين، فلا ينبغي أن يحكى مثل هذا في مسائل الخلاف.
والسادس: أن يقع الاختلاف في العمل لا في الحكم، كاختلاف القراء في وجوه القراءات، فإنهم لم يقرؤوا به على إنكار غيره، بل على إجازته والإقرار بصحته، وإنما وقع الخلاف بينهم في الاختيارات، وليس في الحقيقة باختلاف، فإن المرويات على الصحة منها لا يختلفون1 فيها.
والسابع: أن يقع تفسير الآية أو الحديث من المفسر الواحد على أوجه من الاحتمالات، ويبني على كل احتمال ما يليق به من غير أن يذكر خلافًا في الترجيح، بل على توسيع المعاني خاصة، فهذا ليس بمستَقِرِّ خِلافٍ؛ إذِ الخلاف مبنيٌّ على التزام كل قائل احتمالًا يعضِّدُهُ بدليل يرجحه على غيره من الاحتمالات حتى يبني عليه [دون غيره]، وليس الكلام في مثل هذا.
والثامن: أن يقع الخلاف في تنزيل المعنى الواحد، فيحمله قوم على المجاز مثلًا وقوم على الحقيقة، والمطلوب أمر واحد، كما يقع لأرباب التفسير كثيرًا في نحو قوله: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَي} [يونس: 31]، فمنهم من يحمل الحيات والموت على حقائقهما، ومنهم من يحملهما على المجاز، ولا فرق في تحصيل المعنى بينهما، ونظير هذا قول ذي الرمة:
وَظَاهِرٌ لَهَا مِنْ يَابِسِ الشَّخْتِ
وبائس الشخت، وقد مر بيانه، وقول ذِي الرُّمَّةِ فيه: إن "بائس" و"يابس" واحد.
ومثل ذلك قوله: {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيم} [القلم: 20]، فقيل: كالنهار بيضاء لا شيء فيها، وقيل: كالليل سوداء لا شيء فيها؛ فالمقصود شيء واحد وإن شبه بالمتضادين اللذين لا يتلاقيان.
والتاسع: أن يقع الخلاف في التأويل وصرف الظاهر عن مقتضاه إلى ما دل عليه الدليل الخارجي، فإن مقصودَ كلِّ متأوِّلٍ الصرف عن ظاهر اللفظ إلى وجه يتلاقى مع الدليل الموجب للتأويل، وجميع التأويلات في ذلك سواء، فلا خلاف في المعنى المراد، وكثيرًا ما يقع هذا في الظواهر الموهمة للتشبيه [قلت: هذا على مذهب النفاة، لا السلف الصفاتية مثبتي الصفات الخبرية]، وتقع في غيرها كثيرًا أيضًا، كتأويلاتهم في حديث خيار المجلس بناء على رأي مالك فيه، وأشباه ذلك.
والعاشر: الخلاف في مجرد التعبير عن المعنى المقصود وهو متحد؛كما اختلفوا في الخبر: هل هو منقسم إلى صدق وكذب خاصة، أم ثَمَّ قسمٌ ثالث ليس بصدق ولا كذب؟:
فهذا خلاف في عبارة، والمعنى متفق عليه، وكذلك الفرض والواجب يتعلق النظر فيهما مع الحنفية بناء على مرادهم فيهما.
قال القاضي عبد الوهاب في مسألة "الوتر أواجب هو؟ ": "إن أرادوا به أن تركه حرام، يُجَرَّحُ فاعله به، فالخلاف بيننا وبينهم في معنًى يصح أن تتناوله الأدلة، وإن لم يريدوا ذلك، وقالوا: لا يحرم تركه ولا يجرح فاعله، فوصفه بأنه واجب خلافٌ في عبارة لا يصح الاحتجاج عليه":
وما قاله حق؛ فإن العبارات لا مشاحَّة فيها، ولا ينبني على الخلاف فيها حكم، فلا اعتبار بالخلاف فيها.
هذه عشرة أسباب لعدم الاعتداد بالخلاف، يجب أن تكون على بال من المجتهد، ليقيس عليها ما سواها، فلا يتساهل فيؤدي ذلك إلى مخالفة الإجماع)). الموافقات: 5/ 210 - 218(/)
كلمات في وداع بوش بالحذاء - للشيخ / ناصر العمر
ـ[الخميس]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 07:40]ـ
كلمات في وداع بوش بالحذاء! ( http://almoslim.net/node/103996)
أ. د. ناصر العمر - 25/ 12/1429
لا شك أن الرئيس الأمريكي المنصرف عندما قرر بصورة مفاجئة -بعد أن أوشك على مغادرة البيت الأبيض- زيارة البلاد التي نكبها بظلمه وطغيانه طوال سنوات، كان يحلم أن يوفر له حفل الوداع ذلك فرصة ذهبية ليخلد ذكراه في التاريخ كفارس منتصر بعد سلسلة النكبات والهزائم والأزمات المالية والاقتصادية والعسكرية التي جرها على أمته.
وبرغم أن الأحداث على أرض الواقع لا تسعفه لتحقيق ذلك، إلا أن بريق عدسات المصورين مع شيء من النفاق السياسي الذي اعتاده القوم يمكن أن تعمل عمل السحر!
لكن الرئيس -بكل تأكيد-لم يكن يتمنى أو يتوقع في أسوأ الاحتمالات أن يتحول حفل الوداع ذلك إلى أكبر إهانة يتعرض لها هو أو أي رئيس أمريكي قبله، بحيث إن صورته في الأذهان ستبقى ملازمة لصورة الحذاء الذي انطلق نحوه كلما ذكر!
ولم يكن من المفاجئ ولا من المستغرب أن تستقبل الأمة هذا الحدث بالفرح والسرور، بل إن الفرح بما حصل والسخرية من هذا الرئيس بسبب ما حل به قد تجاوز الأمة إلى كل بقاع الأرض ومن بينها أمريكا نفسها، فما جره هذا الرئيس على العالم من ويلات ودمار وفوضى قد جعل مِن رفضه وبغضه شعاراً جامعاً لكثيرين.
إن لهذه الحادثة وما رافقها من مشاعر الفرح التي عمت أبناء أمتنا دلالات كثيرة يحسن بنا أن نقف مع بعضها:
1. فمرة بعد مرة يظهر تأثير الإعلام في الأحداث، ودوره الكبير في قيادة الناس وتوجيه تصرفاتهم، فالإعلام لم يجعل العالم كالقرية الصغيرة فحسب بل إنه كاد أن يحوله إلى بيت صغير، فما هي إلا لحظات بعد ضرب الرئيس الأمريكي حتى طارت الصور إلى أنحاء العالم وبدأ الناس في تناقلها والتحدث عنها؛ والإعلام سلاح ذو حدين، فكما يمكن أن يستخدم في نشر الحق والخير والحقائق، يمكن أن يستخدم في نشر الباطل والظلم والأكاذيب، وهذا يدعونا للمبادرة لامتلاك وسائل الإعلام والاستفادة منها بكل ما نستطيع، فكل من استطاع أن يستخدم وسيلة إعلامية نافعة فعليه أن يقدم على ذلك ويقتحم هذا المجال بضوابطه الشرعية، فمن سبَق في الإعلام اليوم فله السبْق، وله اليد الطولى في التأثير على الناس، فلا ينبغي لنا أن نقف متفرجين ومكتوفي الأيدي، بل لا بد من وعي خطورة الإعلام والتعامل معه بإيجابية، بفتح المواقع النافعة والقنوات الفضائية والصحف والمجلات واستخدام رسائل الجوال وغير ذلك.
2. إن الفرح الذي اعترى أفراد الأمة صغاراً وكباراً فرح مشروع، فقد بين الله جل وعلا بعض آثار ما يصيب الكفار من العذاب فقال: {وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ} [التوبة: 14، 15]، وهذا الفرح يدل على خيرية هذه الأمة، صحيح أن من أسباب الفرح ما شاركنا فيه غيرنا، وهو ظلم وعدوان هذا الرئيس الذي فاق الحد، إلا أن هذا الفرح يدل من جهة أخرى على أن كل محاولات التمييع والتلميع وتسويق العدو المبغض الناشر للظلم والعدوان كصديق محب ناشر للحرية والعدل لم تفلح، وأن كل الحيل والألاعيب لم تنطل على الناس في بلادنا، وأن بغضهم لأعداء الله مستقر في قلوبهم، وهذا ما يفسر هذه الفرحة العارمة التي شعر بها الناس وكأن هذه الضربة قد عبرت عما في صدورهم تجاه هذا الرجل وما يمثله.
3. إن هذه الحادثة قد كشفت عن خور وعجز هذا الرئيس حتى إنه لم يحاول أن يتقي الضربة بيده بل انحنى لها وجعلها تمر لتحطم هيبة علم بلاده، ولهذا فقد اعتبر كثير من الأمريكان أن الحادثة إهانة للشعب الأمريكي ولأمريكا، وحملوا رئيسهم المسؤولية عن ذلك بسبب سياساته الرعناء. وفي هذا الذي حصل دلالة رمزية، فالأمم تجاهد وتتفانى لحماية الرمز، بينما آثر هذا الرجل سلامة نفسه ولم يقدم شيئاً لحماية علم بلاده، وقديماً كان سقوط الراية في المعركة من يد حاملها يؤذن بانتهاء المعركة وضياع كل شيء، فكأن هذا الذي حصل فضلاً عن الأزمات التي تلاحق أمريكا إيذان ببدء أفول نجمها وزوال ملكها.
(يُتْبَعُ)
(/)
4. إن العدل قيمة غالية لا ينبغي لنا عند تناول الأحداث أن نفرط فيها أو نتجاوزها، ومن العدل أن يبين للناس أن قاذف الحذاء ليس شيوعياً كما حاولت أن تُسَوِّق بعض القنوات المعروفة بميلها بل موالاتها لأمريكا، وكونه شيعياً كما أكد لي من يعرفه لا يعني أن نرضى بظلمه أو أن نروج لهذا الظلم، صحيح أن له ميولاً يسارية وأنه كما يقولون في مصطلحاتهم وطني يدافع عن العراق إلا أنه ليس شيوعياً، وهذه التهمة التي حاولت أن تروجها هذه القناة وغيرها لتنفر المسلمين وتسرق فرحتهم بالحدث إنما جاءت بسبب شعورها -ربما- أن هذا الحذاء قد طالها هي أيضاً.
5. من العدل كذلك أن يقال إن تناول الحدث كان فيه شيء من المبالغة، والمبالغة ليست في تناوله مجرداً، فهو حدث كبير، ولكن بمقارنة هذا التناول بتناول وسائل الإعلام المختلفة لجهاد أهلنا في العراق طيلة خمس سنوات، حيث لم يحظ هذا الجهاد الذي أزهقت فيه آلاف الأرواح الطاهرة وسالت فيه أنهار الدماء الزكية بمثل ما حظيت به هذه الحادثة، فأين الشعراء والخطباء والكتاب والمعلقون من هذا الجهاد؟ وأيهما أولى بالاهتمام والإبراز؟ نعم، لا حرج في الفرح بما حل بالرئيس الأمريكي، ولكن في المقابل أين الإشادة بتضحيات الشعب العراقي ومجاهديه الذين أذاقوا بوش وأمريكا مئات وآلاف الصفعات والركلات؟!
إنه لمن العجيب أن بعض من كتب مهللاً لرمي الحذاء لم يقل كلمة واحدة في نصرة العراق وجهاد أهله طوال سنوات، والأعجب من ذلك أن بعض المهللين كان يقف ضد جهاد الشعب العراقي ويصفه بقتال الفتنة، ويبقى أن نقول من باب العدل والإنصاف أن بعض من كتب في الحادثة له كتابات ودور لا ينكر في نصرة أهل العراق وجهادهم.
6. من الأمور التي ينبغي التنبه لها أن الصخب الذي صاحب الحادثة قد غطى على أمر أكثر أهمية وجعله يتراجع في سلم الأولويات، أعني بذلك الاتفاقية الأمنية التي قام المالكي بالتوقيع عليها مع الاحتلال الأمريكي بموافقة الحكومة العراقية وتصديق البرلمان العراقي بأغلبه عليه، وهذه الاتفاقية من أسوأ اتفاقيات الاستعمار، وهي ليست أمنية فحسب، بل عبارة عن عدد من الاتفاقات؛ الأمنية والسياسية والثقافية والمالية وغيرها، ولا نريد أن نذهب بعيداً كما ذهب البعض ونقول إن هذه الحادثة كانت بعلم المالكي، أو نقول إنها مدبرة لصرف الأنظار عن تلك الاتفاقية وخطورتها، لكننا نقول إن أمثال هذه الحوادث قد تستغل لتمرير مشاريع خطيرة فلا بد من التنبه لذلك.
7. في الختام فإننا لا بد أن نحمد الله عز وجل على ما ابتلى به هذا الرجل من ذل وهوان من حيث لم يحتسب، فهذه النهاية الأدبية والمعنوية لم تكن لتحصل إلا بأمر الله، كما قال جل وعلا: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم: 4، 5]، فنصر الله متحقق لكنه يحتاج إلى رجال لا يعزلون قضايا الأمة عن العقيدة والشريعة، فالأمم والجيوش تهزم بمعصية أو ذنب فكيف إن فرطت في العقيدة والتوحيد؟ فلابد للأمة إن أرادت أن تنتصر على عدوها أن تحقق توحيد ربها وعبوديته على الوجه الذي يرضيه، فإن هي فعلت فقد بانت بوارق النصر {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].(/)
ذكرُ حُفَّاظِ "كتاب سيبويه في النحو واللغة والمعاني".
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 08:54]ـ
ذكرُ حُفَّاظِ كتابِ سيبويه "في النحو واللغة والمعاني".
أدام الله سروركم وأطاب عيشكم وأعلى مناركم
لا يخفى على شريف علمكم ما لكتاب سيبويه من المكانة عند أهل العربية
فمنذ أن وضعه صاحبه والناس به منشغلة وعليه معتكفة وفي رياضه راتعة ولعجائبه خاضعة
فمن عاكف على درسه وفهمه سنوات عدة
ومن شارح وجامع بين الشروح ومعلق ومختصر وراد ومدافع
حتى بات يُمدح عندهم في الفن ويُقدم من حلَّ كتابه وفهمه ومارسه
وبات عندهم أن من لم يقرأه ويفهمه لم يفهم النحو ولم يعرف شيئا وإن قرأ غيره.
قال أبو حيان في النُضار في المسلاة عن نُضار _وهو كتاب صنفه في أخباره وأخبار شيوخه وهو كثير الفوائد ونضار ابنته_: كان_ أحمد بن عبد النور المالقي تـ702هـ _ عالما بالنحو، وكان لا يقرأ كتاب سيبويه، فكان أصحابنا إذا ذُكر يقولون: هل يقرأ كتاب سيبويه؟ فيقال: لا، فيقولون: لا يعرف شيئا. بغية السيوطي 1/ 331.
ومعالم الاعتناء بهذا الكتاب بارزة في كتب التراجم والسير والفهارس
قال العلامة الحَفَظَة محمد عبد الخالق عُضيمة في المغني في تصريف الأفعال ص 10:"من مظاهر العناية بكتاب سيبويه أن بلغ عدد النحويين الذين عرف عنهم أنهم فقهوا هذا الكتاب ودرسوه 150 نحوي، شرحه منهم خمسون نحويا، وشرح شواهده سبعة عشر نحويا، وكان يحفظه ويستظهره عشرة، وهذا فيما أحصيت، ولولا خوف الإطالة لذكرت أسماء هؤلاء"ا. هـ
قلت وعدد المعتنين في كل ما ذكر أكثر من ذلك فلعله لم يستقص أو كان السبب عدم وقوفه على بعض كتب التراجم التي طبعت بعده.
وكتاب سيبويه لا يحتاج إلى غيره وغيره محتاج إليه
قال محمد بن يزيد المبرد: " لم يعمل كتاب في علم من العلوم مثل كتاب سيبويه، وذلك أن الكتب المصنّفة في العلوم مضطرة إلى غيرها، وكتاب سيبويه لا يحتاج من فهمه إلى غيره "
وقال الزمخشري يمدح كتاب سيبويه رحمه الله:
ألا صلى الإله صلاة حق ///////// على عمرو بن عثمان بن قنبر
فإنَّ كتابه لم يغن عنه ///////// بنو قلم ولا أبناء منبر
/// وفي هذا الموضوع المتواضع نجمع من وقفنا على أنه حفظ الكتاب عن ظهر قلب
/// ونلحق بهم من حفظ أكثره منصوصا على ذلك
/// ومن ذُكر عنه ما يستلزم حفظه فقط.
وفي ذلك فوائد:
/// أهمها رفع الهمة والاقتداء.
/// وبيانُ خطرِ هذا الكتاب.
/// ومكانةِ من حَفِظهُ، واعتنى به.
/// والغرضِ الذي كان طالب العلم من أسلافنا يرمي إليه.
/// واعتنائهم بحفظ كبار الكتب إذا كانت أصولا وعدم اقتصارهم على المختصرات والمتون، وفي كتب التراجم والفهارس من هذا النوع كثير مشهور.
وغير ذلك.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 09:00]ـ
فممن حفظه كله عن ظهر قلب:
1_ حمدون النحوي المعروف بنعجة محمد بن إسماعيل توفي بعد المائتين
كان مقدما في النحو واللغة يحفظ كتاب سيبويه ويتقعر في الكلام ويتشادق.
طبقات الزبيدي ص235، والبلغة ص 21
و هو الذي ذكره الحافظ في نزهة الألقاب1/ 213 حيث قال:
" ومحمد بن إسماعيل الفراء النحوي كان يحفظ كتاب سيبويه مات قبل الثلاثمائة". ليس غيره
وهو أول من حفظه فيما بلغنا.
2_ محمد بن موسى بن هاشم الأفشين _اختلف في لقبه_ القرطبي المتوفى سنة 309 هـ ذكر الرافعي في تاريخ الأدب العربي 3/ 315: أنه كان يحفظ الكتاب وبحثت في ترجمته فيما بين يدي من المصادر فلم أجد ما يشير إلى ذلك فالله أعلم.
3_ ابن الوزان أبو القاسم إبراهيم بن عثمان القيرواني (ت346هـ)
شيخ المغرب في النحو واللغة، حفظ كتاب سيبويه، والمصنف الغريب، وكتاب العين وإصلاح المنطق، وكتب الفراء، وغير ذلك.
طبقات الزُبيدي ص 247، والسير 15/ 540، وغيرهما.
قلت هذه كتبٌ كبارٌ أصولٌ في فنها لا يُستغني عن النظر فيها ودرسها.
4_ خلف بن يوسف بن فرتون أبو القاسم بن الأبرش الأندلسي الشنتريني النحوي (ت532هـ)
كان يستظهر كتاب سيبويه وأدب الكتاب والمقتضب والكامل.
بغية الوعاة 1/ 557 وغيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: هذه كتب كبار أصول في فنها وهو ظاهر إلا في المقتضب للمبرد وحقه أن يكون من الأصول لكن كما قيل إن للكتب حظوظ من الخمول والشهرة والاعتناء كما للعلماء في ذلك، ولذلك أثر عن بعض أهل العلم والأدب حفظه منهم أبو الحسن محمد بن محمد بن عيسى النحوي المعروف بالخيشي كما في سؤالات السلفي لخميس ص 87
وينظر مقدمة العلامة عُضيمة عليه لمعرفة مكانة هذا الكتاب.
5_ أبو الحسن علي بن النضر الأسنائي قاضي الصعيد.
كان يحفظ كتاب سيبويه توفي بمصر سنة 505هـ
معجم البلدان 1/ 189.
6_ القيرواني العلامة الأصولي الأشعري المتكلم شيخ القراء أبو عبد الله محمد بن عتيق المعروف بابن أبي كُدَيَّة توفي سنة 512هـ
قال سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان: كان يحفظ كتاب سيبويه.
قال ابن عقيل: هو شيخ هش حسن العارضة جاري العبارة حفظة متدين صلف تذاكرنا فرأيته مملوءا علما وحفظا.
كانت بينه وبين الحنابلة فتن.
السير للذهبي 19/ 417 وانظر في حواشيه، و الوافي للصفدي 4/ 59.
7_ الأستاذ الإمام أبو الحسن علي بن أحمد ابن خلف الأنصاري المقرئ المعروف بابن الباذش.
إمام كبير مشهور من شراح الكتاب
كان رحمه الله من الحفاظ لكتاب سيبويه المبرزين في النظر في معانيه من أهل الخير والرواية
توفي سنة 528هـ
فهرسة ابن عطية ص 101، وغيره.
8_ ابن الطَرَاوة سليمان بن محمد بن عبد الله السبائي النحوي أبو الحسين تـ528هـ
كان واقفا على كتاب سيبويه لا يعلم أحد من أهل عصره كان أعلم به منه ولا أحفظ له.
قال أبو بكر ابن سمحون: ما يجوز على الصراط أعرف منه بالنحو.
له أقوال تفرد بها خالف فيها جمهور النحاة فذمه بعضهم بذلك.
وله المقدمات على كتاب سيبويه خالفه وانتقده حتى ثار عليه معاصروه ولابن الضائع رد عليه
التكملة لابن الأبار4/ 92، والبغية 1/ 602، وغيره، وينظر "أبو الحسين بن الطراوة وأثره في النحو".
9_ أبو الزهر نابت بن المفرج بن يوسف الخثعمي الضرير، توفي في سنة 545هـ
قال العماد الكاتب: كان يحفظ كتاب سيبويه، وكان هجاءً، ومن شعره في الهجاء قوله:
ونابت هو في ذا الدهر نائبة ///////// وأقرع وهو عندي من قوارعه
قفاه يشهد وهو العدل أن يدي ///////// لا توقع الصفع إلا في مواقعه (ابتسامة).
تكملة الإكمال لابن نقطة 3/ 45، نكت الهميان للصفدي ص 254.
10_ عبد الله بن الحسن بن عبد الله بن يزيد السعدي اليحصبي أبو محمد يعرف بابن الأديب، مات سنة 557هـ
قال ابن الزبير: كان أستاذا نحويا، من أهل المعرفة التامة بالعربية والأدب، فذّ الناس في ذلك في وقته، يحفظ كتاب سيبويه كحفظه للقرآن، عارفا مع ذلك بالقراءات والفقه، مشاركا في علوم.
البغية 1/ 38.
11_ محمد بن حجاج بن إبراهيم الحضرمي أبو عبد الله وأبو بكر الوزير المعروف بابن مطرف الإشبيلي، تـ 607هـ
كان قرأ النحو على الشلوبين، وكان يحفظ كتاب سيبويه.
وكان يطوف في اليوم والليلة ستين أسبوعاً
البغية 1/ 74.
12_ على بن عبد الله الغسانيّ الزيتوني (609 هـ).
حفظ كتاب سيبويه.
البغية 2/ 172
13_ السنهوري هو أبو إسحاق إبراهيم بن خلف بن منصور الغساني تـ620 هـ
قال ابن المستوفي في ترجمته من تاريخ إربل 1/ 258: وحدثني أنه قرأ "كتاب سيبويه" على أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي حفظا _ والله أعلم _ وتحدث الناس فيه. ا. هـ
اتهم وضرب وكان حزمي المذهب وله مع ابن دحية حوادث والله أعلم بصحة ما يذكر عنه.
ترجمه في اللسان 1/ 54، وغيره.
14_ تاج الدين أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي ت 613 هـ.
قال ابن النجار وأظنه كان يحفظ كتاب سيبويه، لأني ما دخلت عليه قط إلاّ وهو في يده يطالعه، وكانت له به نسخة في مجلدة واحدة بخط الدقاق النحوي دقيقة الخط، فكان يراها بلا كلفة وقد بلغ التسعين، وكان قد متعه الله بسمعه وبصره وقوته.
بغية الطلب لابن العديم 9/ 4012.
وفي البلغة1/ 22:كان مستحضرا لكتاب سيبويه.
15_ محمد بن عبد المنعم الصنهاجي الحميري أبو عبد الله السبتي، مات سنة 727هـ.
كان من صدور الحفاظ، لم يستظهر أحد في زمانه من اللغة ما استظهره آية تتلى ومثال يضرب قائماً على كتاب سيبويه يسرده بلفظه اختبره الفاسيون في ذلك غير ما مرة وكان يستظهر صحاح الجوهري.
الإحاطة في أخبار غرناطة3/ 134، والدرر الكامنة 5/ 282 والبغية 1/ 164.
16_ تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي تـ 756 هـ.
قال ابنه في الطبقات 10/ 198: وأما استحضاره لكتاب سيبويه وكتاب المقرب لابن عصفور فكان عجيبا ولعله درس عليهما.
وقد ذكر ابنه عجبا من محفوظات والده منها الكتب الستة وغيرها والله أعلم بصحة ذلك والأصل الصحة.
17_ محمد بن موسى بن النعمان أبو عبد الله، المزالي التلمساني تـ 683هـ.
كان غاليا في أشعريته منحرفا على الحنابلة وهو صاحب كتاب مصباح الظلام
قال الذهبي في تاريخ الإسلام: وقيل: إنه كان يحفظ "سيبويه ".
تاريخ الإسلام 51/ 170، والعبر3/ 354.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 09:54]ـ
18_ المحترق من كثرة الحفظ إبراهيم بن مسعود بن حسان النحوي المعروف بالوجيه الصغير تـ590هـ.
قال ياقوت في معجم الأدباء1/ 187:" إبراهيم بن مسعود بن حسان المعروف بالوجيه الصغير، ويعرف جده بالشاعر، وإنما سمى بالوجيه الصغير لأنه كان ببغداد حينئذ نحوي آخر يعرف بالوجيه الكبير، وهو شيخي رحمه الله، وقد ذكرته في باب المبارك بن المبارك، وكانا ضريرين معاً، وكان هذا من أهل الرصافة ببغداد، وكان عجباً في الذكاء وسرعة الحفظ، وكان قد حفظ كتاب سيويه، وقيل: بل حفظ أكثره، وكان يحفظ غير ذلك من كتب الأدب، وأخذ النحو عن مصدق بن شبيب، وكان أعلم منه، وأصفى ذهناً، واعتبط (1) شاباً في جمادى الأولى سنة تسعين وخمسمائة، ولو قدر الله أن يعيش لكان آية من الآيات".
وفي مختصر تاريخ الدبيثي 1/ 134: إبراهيم بن مسعود بن حسان الضرير أبو إسحاق النحوي الوجيه: من الرصافة، كان من أكثر أهل زمانه محفوظا وأتمهم فهما ومعرفة للنحو أتى على كتاب سيبويه حفظا إلا يسيرا منه وغير ذلك، وكان سريع الحفظ ثابت الذهن حاضر الجواب.
توفى سنة تسعين وخمسمائة، وقد استكمل سبعا وعشرين سنة.
وفي البغية للسيوطي1/ 432: "مات شابا عن نيف وثلاثين سنة في سنة590هـ قال ابن النجار: احترق من كثرة الحفظ والكد، وأصابه سل".
ـــــــــــــ
(1) يقال مات فلان عَبْطة أي شاباً صحيحاً، واعتبطه الموتُ، وقال أميَّة بن أبي الصلت:
من لم يمت عَبْطة يَمُتْ هرماً ... للموت كأس فالمرء ذائقها. تهذيب اللغة 2/ 185.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 10:06]ـ
19_ ابن الفَرَس عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم بن فرج الخزرجي، تـ سنة 599هـ.
وهو صاحب كتاب الأحكام، ألفه وهو ابن خمسة وعشرين عاماً، فاستوفى ووفي.
من أهل غرناطة يكنى أبا محمد، ويعرف بابن الفرس، قال ابن عبد الملك، كان من بيت علم وجلالة، مستبحراً في فنون المعارف، على تفاريقها، متحققاً بها، نافذا فيها، ذكي القلب، حافظاً للفقه.
استظهر أوان طلبه للكتابين، المدونة، وكتاب سيبويه وغيرهما، وعني به أبوه وجده عناية تامة.
الذيل والتكملة السفر الخامس 1/ 60، الإحاطة 3/ 542.
20_ علي بن محمد بن محمد (2) بن عبد الرحيم الخشني الأُبَّذي أبو الحسن تـ680هـ.
قال السيوطي: قال في تاريخ غرناطة: كان نحويا ذاكرا للخلاف في النحو، من أحفظ أهل وقته لخلافهم، من أهل المعرفة بكتاب سيبويه والواقفين على غوامضه، ولم يكن يعرفه كحفظه ..
وقال أبو حيان في النضار: كان أحفظ من رأيناه بعلم العربية، وكان يقرئ كتاب سيبويه فما دونه .. ا. هـ
قوله "ولم يكن يعرفه كحفظه" إما أن يكون حفظه دون معرفته أو العكس.
وعلى الوجهين فهو دليل على حفظه للكتاب ولكنه موهم ولم أجد عبارة ابن الخطيب في الإحاطة لتزيل الإشكال.
البغية 2/ 199.
21_ أبو الحسن السعيدي لم أعرفه كان حيا سنة 500 هـ.
قال أبو بكر محمد بن الحسن يعرف بابن برنجال: قال أبو الحسن السعيدي: أملقت سنة من السنين وكنت أحفظ كتاب سيبويه وغيره عن ظهر قلب ... الصلة2/ 554.
وفي "المحمدون من الشعراء" للقفطي:" محمد بن الحسن بن يحيى بن خلف الأمويّ أندلسي، من أهل دانية، يكنّى أبا بكر ويعرف بابن برنجال، رحل إلى الشرق بعد الخمسمائة، وسمع من المشايخ، كان من أهل الدّراية.
روى عنه قال: كنتُ أحفظ كتاب سيبويه ظاهر قلب، وغيره من كتب الأدب ...
وفي الوافي 22/ 87:"ومحمد بن حسن بن يحيى الداني الحافظ وذكره ابن عرام في سيرة بني الكنز وأثنى عليه العماد الكاتب قال أبو الحسن المذكور أملقت سنة وكنت أحفظ كتاب سيبويه وغيره عن ظهر قلب ...
واعتمادي على المنقول في الصلة والباقي لم أحرره بعد.
ـــــــــــــــــ
(2) وفي الذيل والتكلملة السفر الخامس1/ 391: علي بن محمد بن عبد الرحمن ... لكن وقع في الوافي للصفدي 5/ 183 عن أبي حيان ذكر اسمه كما ذكر السيوطي وأبو حيان تلميذ الأبذي.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 10:09]ـ
22_ ومن المعاصرين الشيخ محمد عبد الخالق عُضَيمة
قرأت أن د. رمضان عبد التواب قال إن الشيخ محمد عبد الخالق عُضَيمة يستظهر كتاب سيبويه.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 10:34]ـ
ويلحق بهم
(يُتْبَعُ)
(/)
23_ عبد الله بن محمد بن عيسى بن وليد النحوي يعرف: بابن الأسلمي.
ذكره ابن بشكوال في الصلة ولم يؤرخ سنة ولادته ولا وفاته.
قال: كان من أهل الحفظ والذكاء ذكر عنه أنه كان يختم كتاب سيبويه في كل خمسة عشر يوماً رحمه الله.
الصلة1/ 253، الوافي للصفدي17/ 289.
وأقل من هذا الفعل يستلزم حفظ الكتاب فإن فاعله موصوف بالحفظ والذكاء.
24_ الحافظ عبد الملك بن سراج أبو مروان النحوي المتوفى سنة 489.
إمام أهل الأندلس في اللغة بلا مدافعة، عنده يسقط حفظ الحفّاظ ودونه يكون علم العلماء.
عكف على الكتاب ثمانية عشر عاماً لا يعرف سواه، ثم درس الجمهرة فاستظهرها، واستدرك الأوهام على المؤلفين، وطال عمره؛ مع البحث والتنقير، وكان يقول: طريحتي في كل يوم سبعون ورقة. الصلة1/ 346، بغية الوعاة 2/ 110
وأقل من هذا الفعل يستلزم حفظ الكتاب فإن فاعله موصوف بالحفظ والذكاء.
25_ ابن الدهان العلامة وجيه الدين أبو بكر المبارك بن المبارك الواسطي النحوي الضرير توفي سنة 612هـ.
قال ابن النجار: وقرأ جملة من كتب النحو واللغة والشعر على أبي البركات الأنباري من حفظه، وذكر لي أنه قرأ نصف " كتاب سيبويه " من حفظه عليه أيضا، وأنه كان يحفظ في كل يوم كراسا في النحو ويفهمه ويطارح فيه.
حتى برع، وكان يتردد إلى منازل الصدور لإقراء الأدب، وكان شديد الذكاء، ثاقب الفهم، كثير المحفوظ، مضطلعا بعلوم كثيرة: النحو، واللغة، والتصريف، والعروض، ومعاني الشعر، والتفسير، ويعرف الفقه والطب وعلم النجوم وعلوم الأوائل.
قلت (أي الذهبي): لو جهل هذين العلمين لسعد (3).
قال: وله النظم والنثر، وينشئ الخطب والرسائل بلا كلفة ولا روية، ويتكلم بالتركية والفارسية والرومية والأرمنية والحبشية والهندية والزنجية بكلام فصيح عند أهل ذلك اللسان.
وهو الذي قيل فيه:
ومن مبلغ عني الوجيه رسالة ///////// وإن كان لا تجدي لديه الرسائل
تمذهبت للنعمان بعد ابن حنبل ///////// وذلك لما أعوزتك المآكل
وما اخترت رأي الشافعي ديانة ///////// ولكنما تهوى الذي هو حاصل
وعما قليل أنت لا شك صائر ///////// إلى مالك فافطن لما أنا قائل.
السير 22/ 86.
26_ العلامة محمد الحسن بن الخديم اليعقوبي، أظنه توفي عن قريب.
قال صاحب رسالة "لماذا يحفظ الشناقطة": "ومن المعاصرين الحفاظ أيضاً صاحب المحضرة العامرة العلامة محمد الحسن بن الخديم وقد حدثني بعض تلامذته أنه يحفظ النص من مرتين فقط، وأنه لا يكاد يوجد فن إلا ويحفظ فيه ألفيةً حتى في الطب والعقيدة والقواعد الفقهية والقضاء، وأنه يحفظ كثيراً من كتاب سيبويه وتمنى لو جاءه في الصغر.
27_ القللوسى؛ محمد بن محمد بن إدريس القضاعي من أهل إسطبونة يكنى أبا بكر ويعرف بالقللوسى، تـ سنة 750هـ.
كان رحمه الله إماماً في العربية والعروض والقوافي موصوفاً بذلك منسوباً إليه يحفظ الكثير من كتاب سيبويه ولايفارقه بياض يومه شديد التعصب له مع خفة وطيش يحمله على التوغل في ذلك.
حدثني شيخنا أبو الحسن بن الجياب رحمه الله، قال وقف أبو بكر القللوسى يوماً على القاضي أبي عمرو بن الرندون، وكان شديد الوقار، مهيباً، وتكلم في مسألة من العربية، نقلها عن سيبويه، فقال القاضي أبو عمرو: أخطأ سيبويه.
فأصاب أبا بكر القللوسى قلق كاد يلبط به الأرض، ولم يقدر على جوابه بما يشفى به صدره لمكان رتبته، قال: فكان يدور بالمسجد، والدموع تنحدر على وجهه، وهو يقول أخطأ من خطأه يكررها (ابتسامة)
والقاضي أبو عمرو يتغافل عنه، ويزرى عليه.
الإحاطة لابن الخطيب 75/ 3
28_ الطبيب الفقيه النحوي المتفنن موفق الدين البغدادي أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف يعرف بابن اللباد تـ 629 هـ
ذكر في سيرته التي ألفها لولده:
/// أنه حفظ القرآن
/// والفصيح
/// والمقامات
/// وديوان المتنبي ونحو ذلك
/// ومختصراً في الفقه
/// ومختصراً في النحو
/// واللمع في ثمانية أشهر
/// وأدب الكاتب لابن قتيبة حفظاً متقناً أما النصف الأول ففي شهور
/// وأما تقويم اللسان ففي أربعة عشر يوماً لأنه كان أربعة عشر كراساً
/// ثم حفظ مشكل القرآن له
/// وغريب القرآن له وكل ذلك في مدة يسيرة
/// ثم انتقل إلى الإيضاح لأبي علي الفارسي فحفظه في شهور كثيرة، ولازم مطالعه شروحه وتتبعه التتبع التام حتى تبحر فيه وجمع ما قال الشراح
/// وأما التكملة فحفظها في أيام يسيرة كل يوم كراساً ...
/// قال: وللشيخ كمال الدين مائة تصنيف وثلاثون تصنيفاً، أكثرها في النحو وبعضها في الفقه والأصولين وفي التصوف والزهد، وأتيت على أكثر تصانيفه سماعاً وقراءة وحفظاً، وشرع في تصنيفين كبيرين أحدهما في اللغة والآخر في الفقه ولمن يتفق له إتمامهما
/// وحفظت عليه طائفة من كتاب سيبويه وأكببت على المقتضب فأتقنته، وبعد وفاة الشيخ تجردت لكتاب سيبويه ولشرحه للسيرافي، ثم قرأت ... الخ ترجمته الممتعة
عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة ص683.
///////////////
/// وقد يلحق بهم من قيل فيه أنه ما طالع كتابا إلا حفظه كما قيل في حق أبي محمد عبد الله بن محمد أو ابن محمود النحوي القيرواني الضرير كان عالما بالغريب والعربية والشعر وتفسير المشروحات وأيام العرب وأخبارها وتوفي سنة 308هـ وكان يحفظ الكتاب من مرتين
وكما قيل في حق ابن تيمية وكان قرأ في العربية أياماً على سليمان بن عبد القوى ثم أخذ كتاب سيبويه فتأمله ففهمه
ـــــــــــــــــ
(3) قلت هذا ليس على إطلاقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 10:38]ـ
/// فائدة: من ملح التحقيق ذكر حفاظ الكتاب المُحقق إن كان له حفاظ فإنه يدخل في فصل أو مبحث "اعتناء واحتفال أهل العلم بالكتاب"
/// فائدة أخرى: ظهر لي من خلال تتبع كتاب سيبويه وما يتعلق به في كتب التراجم والتواريخ أن أهل المغرب كانوا أكثر اعتناء به وبفهمه وشرحه وحفظه من غيرهم، وقد نبه غير واحد على هذا.
////////////
/// وبعد هذا فلا يظنن طالب علم بعد حفظه للكتاب أنه بلغ الغاية ودرجة الاجتهاد:
قال عبد الواحد المراكشي في ترجمة أبي جعفر الحميري: قال لي ولده عصام - وقد رأيت - عنده نسخة من شعر أبي الطيب قرئت علي أو أكثرها فألفيتها شديدة الصحة فقلت: له لقد كتبتها من أصل صحيح وتحرزت في نقلها فقال: لي ما يمكن أن يكون في الدنيا أصل أصح من الأصل الذي كتبت منه فقلت: له أين وجدته؟ قال: هو موجود الآن بين أيدينا وعندنا - وكنا في المسجد في زاوية - فقلت: له أين هو؟ فقال: لي عن يمينك فعلمت أنه يريد الشيخ فقلت: ما على يميني إلا الأستاذ! فقال: لي هو أصلي وبإملائه كتبت كان يملي علي من حفظه! فجعلت أتعجب فسمع الأستاذ حديثناً فالتفت إلينا وقال: فيم أنتما؟ فأخبره ولده الخبر فلما رأى تعجبي قال:
بعيداً أن تفلحوا يعجب أحدكم من حفظ ديوان المتنبي! والله لقد أدركت أقواماً لا يعدون من حفظ كتاب سيبويه حافظاً ولا يرونه مجتهداً!.
توفي أبو جعفر هذا في شهر صفر من سنة 610.
المعجب للمراكشي ص221.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 11:43]ـ
22_ ومن المعاصرين الشيخ محمد عبد الخالق عُضَيمة
قرأت أن د. رمضان عبد التواب قال إن الشيخ محمد عبد الخالق عُضَيمة يستظهر كتاب سيبويه.
لعل المقصود بذلك أنه يستحضر مواضع المسائل التي فيه وإن كانت في غير مظنتها.
أما حفظ حروفه فأنا أستبعد ذلك، ولعل من يطالع تصانيف الشيخ عضيمة يقول مثل قولي.
ولو كان يحفظه ما احتاج إلى وضع فهارس مفصلة له.
وأظنني وقفت في كلامه أنه وجد نسبة قول لسيبويه في كلام بعض أهل العلم، ولم يجدها في الكتاب، ثم وجدها فيه بعد سنوات في غير مظنتها، وهذا يفيد أنه لا يحفظه بحروفه.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 07:29]ـ
مقال رائع، سلمكَ الله. ونفع بك.
ويلحق بهم
26_ العلامة محمد الحسن بن الخديم اليعقوبي، أظنه توفي عن قريب.
قال صاحب رسالة "لماذا يحفظ الشناقطة": "ومن المعاصرين الحفاظ أيضاً صاحب المحضرة العامرة العلامة محمد الحسن بن الخديم وقد حدثني بعض تلامذته أنه يحفظ النص من مرتين فقط، وأنه لا يكاد يوجد فن إلا ويحفظ فيه ألفيةً حتى في الطب والعقيدة والقواعد الفقهية والقضاء، وأنه يحفظ كثيراً من كتاب سيبويه وتمنى لو جاءه في الصغر.
هذا العلامة حي بعدُ يا شيخنا. أخبرني بذلك غير واحد من الشناقطة.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 05:11]ـ
بارك الله فيكم
قرأت أنه توفي فالله أعلم
يستدرك هذا:
29_ ابن حراز الحسين بن أبي منصور بن حَرَّاز أبو عبد الله الهمامي وجيه الدين مات سنة 619.
قال ياقوت في معجم الشعراء سمعته يقول حفظت كتاب سيبويه بعد المفصل للزمخشري
الوافي 13/ 43، تبصير المنتبه1/ 422.(/)
لو قيل: "مصافة المرأة للمنفرد خلف الصف تصحح صلاته" لكان له وجه.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 11:17]ـ
المشهور من مذهب أحمد رحمه الله أنه لو صف بجانب المنفرد خلف الصف امرأة لم تصح صلاته لأنه لا زال فذاً. ولكن لِمَ لا تصح، لاعتبارات منها:
1 - أنه لم يعُد فذاً.
2 - أنه لا يوجد دليل يدل على البطلان.
3 - انفكاك جهة التعلق، فالصلاة صحيحة لعدم كونه فذاً، ولكن مع نقصان الأجر أو مع الإثم (ولكن من يأثم هي أم هما أم هو؟) وهذا كمن يصلي في الأرض المغصوبة، صلاته صحيحة مع الإثم أو كمن يتطهر بالماء المغصوب تصح طهارته مع الإثم، ونحوه. فليس ما هاهنا من شرط صحة الصلاة أو ماهيتها (ركنها).
4 - صحتها مع الضرورة أو المشقة كما يحصل في الحرم بعض الأحيان.
وكذلك الأمر بالنسبة للخنثى - خلافاً للمذهب - أما الكافر فلا تصح صلاته ولاخلاف في عدم اعتبار مصاففته.
هذه مسألة بين أيديكم للبحث والنظر(/)
حكم تغسيل الكافرة اتباع جنازته؟ (للمناقشة العلمية)
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 12:12]ـ
هل يجوز تغسيل الكافر الميت؟
و هل يجوز اتباع جنازته؟
وهل هناك فرق بين الكافر الأصلي و المرتد و المحارب على القول بالجواز؟
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 03:44]ـ
هل يجوز تغسيل الكافر الميت؟
و هل يجوز اتباع جنازته؟
وهل هناك فرق بين الكافر الأصلي و المرتد و المحارب على القول بالجواز؟
أخي الكريم بارك الله فيك!!
سؤالك يحمل غموضا واحتمالات .. فأرجو كشف الغمة والغموض .. للقارئ ليفهم السؤال عند أول نظرة ... كما قيل فهم السؤال نصف الجواب ....
هل تقصد تغسيل الكافر المسلم أم تقصد الإطلاق؟
وهل الضمير في جنازته عائد إلى الكافر أو الميت؟
أي: هل تقصد إن كان يجوز للكافر اتباع جنازة من غسله سواء كان مسلما أوكافرا؟
أم تقصد إن كان يجوزاتباع المسلم جنازة الكافر؟(/)
من هم العلماء الذين سبقوا الشيخ عبد الله السعد بهذا القول: استحاب الوضوء من مس الذكر؟
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 12:30]ـ
ذكر الشيخ عبد الله السعد في مسألة الوضوء من مس الذكر أن الراجح هو الإستحباب حيث جمع بين حديث طلق بن حبيب و حديث بسرة.
فمن سبق الشيخ بهذا القول؟ مع العلم أن الشيخ سلمان العودة ذكر هذا القول في المسألة.
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 02:29]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ..
ما قاله الشيخ هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمنة رحمه الله تعالى,,,
وقد خلص ابن عثيمين رحمه الله الإختلاف في المسألة بقوله:
(أن الإنسان إذا مس ذكره استحب له الوضوء مطلقا سواء بشهوة أو بغير شهوة، وإذا مسه لشهوة فالقول بالوجوب قوي جدا، لكنه ليس بظاهر، بمعنى أني لا أجزم به، والإحتياط أن يتوضأ.
انظر الشرح الممتع جـ 1صـ185 ط دار ابن الهيثم.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 03:25]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الله
لكن الشيخ العثيمين له قول آخر في المسألة وهو النقض إذا كان بشهوة, فكيف يمكن الجمع بين أقواله؟
فتوى على موقع الشيخ
السؤال: إذا اغتسل ثم لمس عورته فهل عليه شيء؟
الجواب
الشيخ: ليس عليه شيء يعني أن مس الذكر لا ينقض الوضوء لكن إذا كان لشهوة فإنه ينقض الوضوء لأن بهذا التفصيل تجتمع الأدلة فإن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يمس ذكره في الصلاة أعليه وضوء قال لا إنما هو بضعة منك أي جزءا منك ومس الإنسان جزءا من نفسه لا يعتبر ناقضا للوضوء فهو كما لو مس رجله بيده فإن وضوءه لا ينتقض والحديث الآخر حديث بسرة بنت صفوان أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال (من مس ذكره فليتوضأ) يدل على وجوب الوضوء من مس الذكر والجمع بينه وبين الحديث الأول أن يقال إن مسه الإنسان لشهوة فإنه يخالف مس بقية الأعضاء فينتقض وضوءه وأما إذا مسه لغير شهوة فإنه لا ينتقض وضوءه وليعلم أن المس هو المس بلا حائل أما إذا كان مع حائل فإن ذلك لا يعد مساً فلا ينقض الوضوء حتى لو كان لشهوة فإنه لا ينقض الوضوء إلا إذا خرج منه ما يوجب الوضوء.
-في فتوى لموقع إسلام سؤال و جواب للشيخ محمد المنجد جاء فيها عن الشيخ العثيمين بعد نقل قوله باستحباب الوضوء
ثم جزم الشيخ رحمه الله في شرح "بلوغ المرام" (1/ 259) أن مس الذكر بشهوة ناقض للوضوء، ومسه بدون شهوة غير ناقض.
قال الشيخ عبد العزيز الراجحي _شرح سنن النسائي_
وذهب بعض العلماء إلى أن الوضوء من مس الذكر مستحب وليس بواجب، واختار هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، واختاره الشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله
فالشيخ عبد العزيز نسب الإستحباب للشيخ و لم ينسب له الوجوب إذا كان بشهوة.
و من جهة أخرى وجدت كلاما مخالفا للشيخ في شرح سنن أبي داود ينسب التفريق بين المس بشهوة و بغيرها إلى شيخ الإسلام
قال
فمن العلماء من عمل بحديث بسرة، ومنهم من عمل بحديث طلق وقال: إنه لا ينقض مطلقاً، ومنهم من فصل وقال: إذا مسه بشهوة انتقض وضوؤه، وإذا مسه بغير شهوة لم ينتقض، وذهب إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
ونسب الشيخ عبد الله الفوزان الإستحباب لشيخ الإسلام في شرحه لرسالة لطيفة في أصول الفقه
قال
وبعض العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية قال بالجمع، يحمل حديث بسرة بنت صفوان على الاستحباب.
فيرى شيخ الإسلام ابن تيمية أن الوضوء من مس الذكر ليس بواجب، إنما هو مستحب، لكن المسألة مفروضة على رأى من يقول بالترجيح.
ثم نظرت في قول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى فوجدته يقول بالإستحباب
قال
وَالْأَظْهَرُ أَيْضًا أَنَّ الْوُضُوءَ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ مُسْتَحَبٌّ لَا وَاجِبٌ وَهَكَذَا صَرَّحَ بِهِ الْإِمَامُ أَحْمَد فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ وَبِهَذَا تَجْتَمِعُ الْأَحَادِيثُ وَالْآثَارُ بِحَمْلِ الْأَمْرِ بِهِ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ لَيْسَ فِيهِ نَسْخُ قَوْلِهِ: {وَهَلْ هُوَ إلَّا بَضْعَةٌ مِنْك؟} وَحَمْلُ الْأَمْرُ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ أَوْلَى مِنْ النَّسْخِ
إذن فشيخ الإسلام يرى الإستحباب و نسب هذا القول إلى أحمد في أحد رواياته.
و نسب القول بالإستحباب الشيخ عطية سالم لمالك في إحدى رواياته و ذلك في شرحه لبلوغ المرام.
(يُتْبَعُ)
(/)
بقي قول الشيخ العثيمين الآن, فمن يستطيع أن يوجه كلام الشيخ و يرجح قول الشيخ الأخير إن كان هناك تعارض.
و الله أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 04:33]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الله
لكن الشيخ العثيمين له قول آخر في المسألة وهو النقض إذا كان بشهوة, فكيف يمكن الجمع بين أقواله؟
فتوى على موقع الشيخ
السؤال: إذا اغتسل ثم لمس عورته فهل عليه شيء؟
الجواب
الشيخ: ليس عليه شيء يعني أن مس الذكر لا ينقض الوضوء لكن إذا كان لشهوة فإنه ينقض الوضوء لأن بهذا التفصيل تجتمع الأدلة فإن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يمس ذكره في الصلاة أعليه وضوء قال لا إنما هو بضعة منك أي جزءا منك ومس الإنسان جزءا من نفسه لا يعتبر ناقضا للوضوء فهو كما لو مس رجله بيده فإن وضوءه لا ينتقض والحديث الآخر حديث بسرة بنت صفوان أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال (من مس ذكره فليتوضأ) يدل على وجوب الوضوء من مس الذكر والجمع بينه وبين الحديث الأول أن يقال إن مسه الإنسان لشهوة فإنه يخالف مس بقية الأعضاء فينتقض وضوءه وأما إذا مسه لغير شهوة فإنه لا ينتقض وضوءه وليعلم أن المس هو المس بلا حائل أما إذا كان مع حائل فإن ذلك لا يعد مساً فلا ينقض الوضوء حتى لو كان لشهوة فإنه لا ينقض الوضوء إلا إذا خرج منه ما يوجب الوضوء.
-في فتوى لموقع إسلام سؤال و جواب للشيخ محمد المنجد جاء فيها عن الشيخ العثيمين بعد نقل قوله باستحباب الوضوء
ثم جزم الشيخ رحمه الله في شرح "بلوغ المرام" (1/ 259) أن مس الذكر بشهوة ناقض للوضوء، ومسه بدون شهوة غير ناقض.
قال الشيخ عبد العزيز الراجحي _شرح سنن النسائي_
وذهب بعض العلماء إلى أن الوضوء من مس الذكر مستحب وليس بواجب، واختار هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، واختاره الشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله
فالشيخ عبد العزيز نسب الإستحباب للشيخ و لم ينسب له الوجوب إذا كان بشهوة.
و من جهة أخرى وجدت كلاما مخالفا للشيخ في شرح سنن أبي داود ينسب التفريق بين المس بشهوة و بغيرها إلى شيخ الإسلام
قال
فمن العلماء من عمل بحديث بسرة، ومنهم من عمل بحديث طلق وقال: إنه لا ينقض مطلقاً، ومنهم من فصل وقال: إذا مسه بشهوة انتقض وضوؤه، وإذا مسه بغير شهوة لم ينتقض، وذهب إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
ونسب الشيخ عبد الله الفوزان الإستحباب لشيخ الإسلام في شرحه لرسالة لطيفة في أصول الفقه
قال
وبعض العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية قال بالجمع، يحمل حديث بسرة بنت صفوان على الاستحباب.
فيرى شيخ الإسلام ابن تيمية أن الوضوء من مس الذكر ليس بواجب، إنما هو مستحب، لكن المسألة مفروضة على رأى من يقول بالترجيح.
ثم نظرت في قول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى فوجدته يقول بالإستحباب
قال
وَالْأَظْهَرُ أَيْضًا أَنَّ الْوُضُوءَ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ مُسْتَحَبٌّ لَا وَاجِبٌ وَهَكَذَا صَرَّحَ بِهِ الْإِمَامُ أَحْمَد فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ وَبِهَذَا تَجْتَمِعُ الْأَحَادِيثُ وَالْآثَارُ بِحَمْلِ الْأَمْرِ بِهِ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ لَيْسَ فِيهِ نَسْخُ قَوْلِهِ: {وَهَلْ هُوَ إلَّا بَضْعَةٌ مِنْك؟} وَحَمْلُ الْأَمْرُ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ أَوْلَى مِنْ النَّسْخِ
إذن فشيخ الإسلام يرى الإستحباب و نسب هذا القول إلى أحمد في أحد رواياته.
و نسب القول بالإستحباب الشيخ عطية سالم لمالك في إحدى رواياته و ذلك في شرحه لبلوغ المرام.
بقي قول الشيخ العثيمين الآن, فمن يستطيع أن يوجه كلام الشيخ و يرجح قول الشيخ الأخير إن كان هناك تعارض.
و الله أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
كان ظاهر سؤالك أخي الكريم لمعرفة إن كان هناك من يشارك الشيخ عبدالله السبت في استحباب الوضوء عند مس الذكر، وأظن أن جوابه قد أتاك. ولله الحمد
وأما بخصوص قول الشيخ العثيمين، فيبدوا لي أنه تدندن حول المسألة -إن صح منقولك_ولذلك نرى له قولين فيها، وهذا ليس جديدا في أهل العلم، ويبقى أن نعلم إلى أي منهما انتهى رأي الشيخ رحمه الله ..
ولاكن الظاهر، في قاله في الشرح الممتع، هو ميوله إلى نقض الوضوء إن كان المس بشهوة، إلا أنه لم لم يجزم به ..
ولعل الشيخ قد انتهى بالجزم إلى ما كان يميل إليه-إن كانت الفتوى مرفوعة إليه- والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 08:58]ـ
هو مذهب الإمام مالك، وهو اختيار ابن تيمية في (الاختيارات)
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 08:04]ـ
أيضاً سمعت الشيخ عبدالله الخنين حفظه الله رجح هذا القول في برنامج (نور على الدرب).
وكذلك الشيخ سليمان الماجد في برنامج (فتوى) في قناة دليل.
والله أعلم.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 04:09]ـ
بوركتم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 11:04]ـ
يقول الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي - عضو هيئة كبار العلماء- حفظه الله , عند شرحه لقول صاحب الزاد رحمه الله [ومس ذكر متصل]:
(والصحيح أنه يوجب انتقاض الوضوء، ويجاب عن حديث طلق بن علي من وجهين:
الوجه الأول: أنه منسوخ؛ لأن طلق بن علي قدم عند بناء المسجد كما جاء في الرواية، وحديث: (من مس ذكره فليتوضأ) رواه المتأخرون إسلاماً من الصحابة: كأبي هريرة رضي الله عنه، والقاعدة: أن تأخر إسلام الراوي مع تقدم المعارض يدل على النسخ أو يشعر بالنسخ.
الوجه الثاني: أن يجُمع بين حديث طلق بن علي وبين حديث: (من مس ذكره فليتوضأ) بأن سؤال طلق بن علي رضي الله عنه عن مس الذكر من فوق الثوب فقال له: (وهل هو إلا بضعة منك) أي: إذا مسسته بحائل كأنك لمست يداً أو نحو ذلك من الأعضاء. وأما إذا لمسه مباشرة فإنه يحُمل عليه حديث: (من مس ذكره فليتوضأ).
وقد صحح غير واحد من أهل العلم حديث الأمر بالوضوء من مس الذكر منهم: الإمام أحمد، و أبو زرعة واستصوبه الإمام البخاري رحمه الله، فلذلك يقوى الحكم بأن مس الذكر يوجب انتقاض الوضوء).
وقال -سلمه الله وتولاه - في شرحه للسنن في جامع الملك سعود بجدة:
ومس الذكر لا يخلو من حالتين:
الحالة الأولى: أن يكون مباشرة بدون وجود حائل. والحالة الثانية: أن يكون بوجود حائل.
فأما إذا كان مس الذكر بوجود الحائل فإنه لا ينقض الوضوء في قول جماهير السلف والخلف من أهل العلم-رحمة الله على الجميع- وذلك لأنهم حملوا حديث طلق بن علي الحنفي لما سأل النبي (ص) وهو يبني مسجده-صلوات الله وسلامه عليه- عن مس ذكره فقال: ((وهل هو إلا بضعة منك؟)) قالوا والمراد بذلك أن يمسه مع وجود الحائل من فوق الثوب أو من فوق الإزار ونحو ذلك، وأما إذا كان مس الذكر بدون وجود حائل كأن يفضي بالبشرة إلى البشرة فللعلماء في هذا المسألة قولان:
القول الأول: إن مس الذكر بدون حائل يوجب انتقاض الوضوء وهذا هو مذهب المالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية وطائفة من أهل الحديث.
القول الثاني: إنه لا ينقض الوضوء وهو مذهب الإمام أبي حنيفة-رحمة الله على الجميع-.
استدل الجمهور بحديث بسرة بنت صفوان -رضي الله عنها وأرضاها - أن النبي (ص) قال: ((من مس ذكره فليتوضأ)) وهذا الحديث صححه الأئمة كالإمام أحمد، وكذلك قال الإمام البخاري-رحمه الله-إنه أصح شئ في هذا الباب ووجه الدلالة من هذا الحديث أن النبي (ص) قال: ((من مس ذكره فليتوضأ)) فدل على أن مس الذكر يوجب انتقاض الوضوء.
وأكدوا ذلك بأن مس الذكر يحرك الشهوة، ولذلك الغالب فيه أن يحرك شهوة الإنسان خاصة إذا لم يوجد الحائل فنزل السبب منزلة ما ينشأ عنه من الانتقاض ولذلك النوم ينزل منزلة الحدث حكماً فكذلك مس الذكر ينزل منزلة الخروج حكماً.
أما الحنفية-رحمة الله عليهم- فقد استدلوا بحديث طلق بن علي رضي الله عنه وأرضاه-:"أنه سأل النبي (ص) عن مس الذكر فقال-صلوات الله وسلامه عليه-: ((وهل هو إلا بضعة منك)) ووجه الدلالة من هذا الحديث أن النبي (ص) لم يأمره بالوضوء فدل على أن مس الذكر لا يوجب انتقاض الوضوء.
وأما سبب الخلاف في هذه المسألة فتعارض هذين الحديثين أحدهما يدل على أن المس ناقض والثاني يدل على أنه غير ناقض فمن رجح حديث بسرة بنت صفوان-رضي الله عنها- قال بالنقض ومن رجح حديث طلق بن علي الحنفي رضي الله عنه قال بعدم النقض والذين قالوا بعدم النقض يستدلون بالأصل فقالوا الأصل أنه متوضئ ولم يخرج منه شئ ومس الذكر ليس بناقض عيناً أي ليس بحدث بذاته ولكنه في حكم الحدث.
والذي يترجح في نظري والعلم عند الله هو القول باعتبار مس الذكر ناقضاً للوضوء لما يلي:
أولاً: لصحة دلالة السنة على ذلك في قوله-عليه الصلاة والسلام-: ((من مس ذكره فليتوضأ)).
وأما ثانياً: فلأن حديث طلق بن علي رضي الله عنه وأرضاه- لايقوى على معارضة حديث بسرة بنت صفوان وذلك من وجوه:
الوجه الأول: أن المراد بحديث طلق ما كان بحائل وأما حديث بسرة فالمراد ما كان مباشرة.
الوجه الثاني: أن حديث طلق بن علي يعتبر متقدماً على حديث بسرة وأبي هريرة - رضي الله عن الجميع -.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتوضيح ذلك: أن حديث طلق بن علي قد جاء في الرواية الكاملة أنه قدم على النبي (ص) وهو يبني مسجده -صلوات الله وسلامه عليه - فسأله عن مسألة مس الذكر هل هو ناقض للوضوء أو غير ناقض؟ وهذا يدل على أنه كان في أول الإسلام وحديث أبي هريرة وبسرة بنت صفوان متأخر لأن أبا هريرة رضي الله عنه تأخر إسلامه إلى عام خيبر فهو متأخر عن حديث طلق بما لا يقل عن خمس سنوات من بعد هجرته-صلوات الله وسلامه عليه- فهذا يقوي القول بالنسخ فلا مانع أن يكون الأمر في أول الإسلام على الرخصة ثم نزلت العزيمة بعد ذلك أن من مس ذكره وعليه الوضوء.
وهذا هو أقوى الوجوه في الجواب عن حديث طلق بن علي، ولذلك يقوى القول بأن حديث من مس ذكره أقوى في الدلالة على النقض ولأن حديث: ((من مس ذكره)) فيه احتياط وصيانة للصلاة التي هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين فالعمل به أحوط وأسلم ولأن حديث طلق بن علي ينفي الوضوء وحديث أبي هريرة وبسرة بنت صفوان يثبت الوضوء والقاعدة:"أن المثبت يقدم على النافي" وأدلة الإثبات أقوى من أدلة النفي لهذا كله يترجح القول بأن مس الذكر يعتبر ناقضاً للوضوء.انتهى عنه بنصه
وقال -حفظه الله - في الدرس التالي:
وقد أجاب العلماء عن هذا الحديث بما قدمنا:
أولاً: أنه منسوخ وهذا الجواب هو أقوى الوجوه؛ وذلك لأن حديث طلق بن علي جاء برواية مفصلة مبينة اشتملت على ذكر بناء المسجد وقد كان ذلك عند قدومه على النبي (ص) في السنة الأولى من الهجرة وحينئذ يكون حديث طلق بن علي رضي الله عنه متقدماً وحديث النقض بحديث بسرة بنت صفوان وحديث أبي هريرة كلها أحاديث متأخرة، والقاعدة: "أن المتأخر ينسخ المتقدم "وبناءً عليه يكون مس الذكر في أول الإسلام فيه تخفيف وتيسير ثم شدد في الأمر وأخذ الناس بالعزائم ابتلاء من الله سبحانه وتعالى.
وأما الوجه الثاني: فقالوا إن حديثطلق بن علي محمول على المس بالحائل وحديث بسرة محمول على المس بدون حائلٍ- أعني المباشرة-وعلى هذا فلا تعارض بين الحديثين؛ لأن القاعدة في الأصول:"أنه لايحكم بتعارض النصين إلا إذا كان موردهما ومحلهما واحد"فقالوا مورد النصين هنا مختلف فنص نحمله على ما كان بحائل ونص نحمله على ما كان مباشرة بدون حائل.
والوجه الثالث في ترجيح حديث بسرة: أن حديث بسرة بنت صفوان يشتمل على الزيادة وأثبات الوضوء، وحديث طلق بن علي ليست فيه هذه الزيادة، وبناءً عليه فإنه يقدم المثبت على النافي.
الوجه الرابع: أن حديث بسرة بنت صفوان اقتضى الحظر -أي يحظر على المصلي أن يصلي وقد مس الذكر حتى يتوضأ-؛ لأن لفظ الحديث اشتمل على النهي عن الصلاة حتى يتوضأ، وحديث طلق بن علي ليس فيه ذلك فقد اشتمل على الإباحة والإذن والقاعدة:"أنه إذا تعارض الحاظر والمبيح فإنه يقدم الحاظر على المبيح".
أما الوجه الخامس: فهو شهادة الأصول بترجيح حديث الأمر بالوضوء على حديث عدم الأمر بالوضوء؛ وذلك أن حديث بسرة بنت صفوان يدل على أن مس الذكر يعتبر ناقضاً وحديث طلق لا يدل على ذلك فنظرنا في مس الذكر فوجدنا أن الإنسان إذا مس ذكره تحركت شهوته وهذا يقوي جانب الحيطة وقد أقام الشرع السبب منزلة الوجود كما في النوم فإن الإنسان إذا نام فهو مظنة أن يخرج منه الخارج فيؤمر بإعادة الوضوء كذلك بالنسبة لمس الذكر فالغالب أن الإنسان إذا مس الذكر أنه يجد الشهوة واللذة، وبناءً على ذلك ترجح من هذه الوجه مذهب جمهور العلماء أن من مس الذكر فعليه أن يعيد الوضوء.(/)
هل ثبت إجماع في مشروعية التسمية في الوضوء؟
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 03:36]ـ
أغلب كتب الفقه التي تذكر مسألة التسمية في الوضوء تنقل الخلاف بين القائلين بالإستحباب و الوجوب و لا تذكر أحدا قائلا بالكراهة مثلا.
فهل ثبت إجماع على مشروعية التسمية في الوضوء؟
نرجو من الإخوة البيان و التوضيح.
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 04:10]ـ
أغلب كتب الفقه التي تذكر مسألة التسمية في الوضوء تنقل الخلاف بين القائلين بالإستحباب و الوجوب و لا تذكر أحدا قائلا بالكراهة مثلا.
فهل ثبت إجماع على مشروعية التسمية في الوضوء؟
نرجو من الإخوة البيان و التوضيح.
لقد أجمع المسلمون قديما وحديثا عامتهم وخاصتهم على مشروعية التسمية عند الوضوء ولا كلام على الشذوذ ... ولذلك كان اختلافهم في (الوجوب أو الندب) لا في (الجواز وعدمه) كالتسمية عند الأذان مثلا .. أو عند القراءة في منتصف السورة من القرآن.
ولكن السؤال إن كان بغرض معرفة إن صرح أحد من العلماء قديما، بهذا الإجماع فهذا الذي لم أقف عليه ..
والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 08:42]ـ
نقل الدبيان في كتابه أحكام الطهارة أن بعض المالكية كره ذلك، وعهدي به قديم، ولعلي أراجعه إن شاء الله وأرى هل هو الإمام مالك نفسه أم لا؟
ـ[أبو موسى]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:24]ـ
جاء في المجموع للنووي:
قد ذكرنا أن التسمية سنة وليست بواجبة، فلو تركها عمدا صح وضوءه. هذا مذهبنا وبه قال مالك وأبو حنيفة وجمهور العلماء، وهو أظهر الروايتين عن أحمد، وعنه رواية أنها واجبة، وحكى الترمذي وأصحابنا عن إسحاق بن راهويه أنها واجبة، إن تركها عمدا بطلت طهارته، وإن تركها سهوا أو معتقدا أنها غير واجبة لم تبطل طهارته. وقال المحاملي وغيره: وقال أهل الظاهر: هي واجبة بكل حال وعن أبي حنيفة رواية أنها ليست بمستحبة، وعن مالك رواية أنها بدعة ورواية أنها مباحة لا فضيلة في فعلها ولا تركها.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:31]ـ
الصحابة الذين نقلوا صفة وضوء النبي صلى الله عليه و سلم و لم يذكروا التسمية في وضوئهم ألا يعتبر مذهبهم في المسألة هو عدم مشروعية التسمية؟
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 03:14]ـ
? للفائدة:
__ في الباب حديثان -فيما أعلم-:
? الحديث الأول:
__حديث أبي سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وغيره أن النبي (ص) قال: «لا صَلاةَ لِمَنْ لا وُضُوءَ لَهُ. وَلا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ»
(حسن): أخرجه أحمد وحسنه الألباني والحويني. وللعلم؛ فالحديث مختلف في صحته بين أهل العلم.
? الحديث الثاني:
__ حديث أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -؛ والذي فيه قصة خروج الماء من بين أصابع النبي (ص) يوم الحديبية؛ وأنه (ص) قال: «تَوَضَّئُوا بِسْمِ اللَّهِ»
(صحيح) أخرجه عبد الرزاق -ومن طريقه أحمد والنسائي-، وبوب النَسائي عليه: "بَابُ التَّسْمِيَةِ عِنْدَ الْوُضُوءِ". والحديث صححه الألباني، والأرناؤوط، وحسين أسد.(/)
قبل التوديع والإستقبال 1429 - 1430هـ
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 06:00]ـ
أبوعبدالرحمن عبدالله نياوني
الحمد لله رب البريات، المحمود في جميع الحالات، المرتجى منه الخيرات، المستعان على الكربات، جلت قدرته على القدرات، وامتاز اسمه على المسميات، أحمده حمد عبدمعترف بقصوره في الواجبات، وأستعينه استعانة عبد مؤمن بضعف المخلوقات، وأشهد أن لاإله إلا هو فاطر الأرض والسماوات، شهادة تنجى قائلها من لج الظلمات والضلالات، وأشهد أن محمدا عبده أفضل المخلوقات، المبعوث المؤيد بالآيات الساطعات، والبراهين الواضحات، وأفضل المعجزات، فأتم به الله الرسالات، فجاهد في سبيل الله حتى أتاه الممات، صلى الله عليه أفضل الصلوات، وآله وصحبه مادامت الأرض والسماوات.
أمابعد:
أحبتي في الله!
هانحن قريبا سنودع عامنا هذا ونستقبل عاما هجريا جديدا، فحري بكل مسلم لبيب حصيف أن يقف مدكرا برهة مع ذاته، وقفة المراقبة والمحاسبة والموازنة…
ليسأل نفسه كم زلة،وهفوة، وسقطة، وكم منكرا ومعصية، سواء في حق الله تعالى أو في حق عبادالله، صدر منه في عامه هذا?!؟
إسأل نفسك بل الإنسان على نفسه بصيرة، أترضى فراق عامك هذا وحالك هذا؟
كم علبة من السجائر دخنتها؟ كم مالا غششته؟ كم مسلما اغتيته؟ كم وكم…
هيا….لنبادر بالتوبة والإنابة واللجوء والفرار إلى الله قبل فوات العوان، فأمامنا ولله الحمد أيام ودقائق بل وثواني، علينا اغتنامها لنجب سواد صفحات عامنا هذا، فالتوبة تجب ما قبلها، ولا تنس من رد الحقوق إلى أصحابها، ولنسقبل عامنا الجديد أحبتي في الله، بالإقبال على الله علام الغيوب، والنية الصادقة على فعل الخيرات وترك المنكرات. (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما)
وصلى الله وسلم على رسوالله وآله وصحبه أجمعين(/)
المختصر المبتكر في آراء المعتزلة الأصولية
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 01:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اما بعد.
لا يخفى على كل ذي لب شرف علم أصول الفقه و أنه من أهم العلوم الشرعية و أعظمها {فإنه يؤخذ من صفو الشرع و العقل سواء السبيل، فلا هو تصرف بمحض العقول بحيث لا يتلقاه الشرع بالقبول، ولا هو مبني على محض التقليد بحيث لا يشهد له العقل بالتأييد و التسديد} فالناظر فيه يدرك العديد من الفوائد و النكت مالايحصى.
وأول من ألف في أصول الفقه على القول الراجح هو الإمام الشافعي، ثم بعد ذلك تناولته عقول، وتعددت فيه المذاهب و الآراء تبعا لمعتقدات أصحابه، حتى انتشر وتبلور فنشأت طرق في التأليف فيه من أهمها ثلاث طرق:
الأولى: طريقة الفقهاء أو الحنفية.
ثانيا: طريق المتكلمين أو الجمهور.
ثالثا: طريقة المتأخرين التي جمعت بين الطريقتين {الفقهاء و المتكلمين}.
و أخذت كل من هذه الطرق الثلاث أبعادا في التأليف في أصول الفقه وتحريره، وتميزت بميزات، وكل طريقة اخضعت أصول الفقه لمعتقداتها الفكرية و العقدية، فهناك أصول الفقه المعتزلة حيث استقلت بأصول فقهية مينية على أصول عقدية مخالفة لعقيدة أهل السنة و الجماعة، وهناك أصول الفقه الرافضة كذلك استقلت بأصول فقهية مبنية على أصول عقدية فاسدة، وهناك أصول الفقه الظاهرية حيث استقلت بأصول فقهية مخالفة لما عليه جماهير الأصوليين، وهكذا. وهذا الكتاب الذي نحن بصدد دراسته {وتدريسه لطلاب أصول الفقه المقارن} {آراء المعتزلة الأصولية دراسة وتقويما} للشيخ الدكتور علي بن سعد الضويحي يعد من الكتب الأصولية الحديثة المهمة في علم {أصول الفقه المقارن} يقول عنه الشيخ الدكتور عبد الحميد ميهوب عويس - جزاه الله خيرا - {وموضوع هذه الرسالة العلمية ليس موضوعا تقليديا ولكنه موضوع فيه تجديد وفتح آفاق للكتابة في هذا العلم - يعني أصول الفقه المقرن - ...... فالموضوع هو {آراء المعتزلة الأصولية دراسة وتقويما} فالباحث - جزاه الله خيرا - وضع آرا المعتزلة الأصولية، وبين أصول هذه الآراء. كيف استخرجت والأصل لكل رأي. وهذا بلا ريب موضوع لم يطرق من قبل، واتجاه مبتكر.وغزو للآراء الآخرى ليس أمرا هينا ..... ومنهج الباحث منهج متميز فريدا في ابتكاره وتناوله فهو {دراسة أصولية مقارنة} ولا شك ان المقارنة في دراسة أصول الفقه تعتبر ابتكارا ومنهجا جديدا، لا يستطيعه ولا يخوض غماره إلا من تمكن من دراسة علم أصول الفقه دراسة عميقة متأنية ببصيرة واعية .... } انتهى. ونحسب أن الدكتور الضويحي قطع مرحلة عظيمة من هذه الرسالة {من وقته وجهده} حتى اخرج لها هذا النتاج العلمي الأصولي الفريد.
مهمتي في هذا الكتاب بسيطة جدا وجدا. هو اختصاره قدر الإمكان، واستخراج من عذبه الزلال النكت و الفوائد المتعلقة بالمذهبين {الجمهور و المعتزلة} و الوقوف على رؤوس المهمات من مسائل أصول الفقه، وترك الخوض في الفضول و الترف الزائد فيه، وتصرفي في عبارات الدكتور وبعض التعليق يسير جدا - بإذن الله -. وسميت هذا العمل {المختصر المبتكر في آراء المعتزلة الأصولية} أملا أن يشاركني طلاب العلم في دراسة هذا الكتاب.
هذا و أسأل الله - الواحد الأحد - التوفيق و السداد منه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
فيصل بن المبارك أبو حزم
يتبع.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:35]ـ
المختصر المبتكر في آراء المعتزلة فيما يتعلق بـ أقسام الكم التكليفي
الأول
عدم اشتراط الإرادة للآمر
اتفق المعتزلة قاطبة على أن إرادة الله - عزوجل - حادثة موجودة لا محل.
قال القاضي عبد الجبار - رحمة الله عليه - {واعلم أنه مريد عندنا إرادة محدثة موجودة لا في محل ... } الأصول الخمسة ص 440.
وفيما ذكروه هنا من القول بحدوث الإرادة و أنه -تعالى - كان مريدا بعد أن لم يكن باطل.
فقولهم {إرادة محدثة} يلزم منه القول بخلق الإرادة، و ان جميع صفاته - تعالى - مخلوقة، وذلك كفر صريح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: قولهم {لا في محل} وهذا كذلك باطل، وذلك ان الإرادة صفة لله -تعالى - وهي ملازمة لذاته المقدسة.
رأي المعتزلة
يرى المعتزلة أنه يشترط للأمر إرادة الآمر امتثال المأمور للمأمور به. انظر المغني 17/ 22.
قال أبو الحسين البصري - رحمة الله عليه - {و الفعل الواقع على وجه دون وجه يحتاج عند أصحابنا إلى إرادة} المعتمد 1/ 165.
- أدلتهم:
قالوا: إن الصيغة - يقصدون صغة الأمر - مترددة بين أشياء، فلا ينفصل الأمر منها مما ليس بأمر إلا بإرادة.
قال أبو الحسين البصري -رحمة الله عليه - {إن صيغة الأمر يجوز استعمالها في التهديد و الإباحة، وغنما يتميز منها بالإرادة، فهي كافية في ثبوت حقيقة الأمر} المعتمد 1/ 70.
لتوضيح مثالهم أكثر.
1: ان صيغة الأمر ترد و المراد بها الأمر كقوله تعالى {و أقيموا لاصلاة}.
2: وترد صيغة الأمر وراد بها الإباحة كقوله تعالى {و إذا حللتم فاصطادوا}.
3: وترد صيغة الأمر و يراد بها التهديد كقوله تعالى {اعملوا ماشئتم}.
4: وترد صيغة الأمر و يراد بها الهوان كقوله تعالى {اخسأوا فيها ولا تكلمون}.
ولا يتميز الأمر من بين هذه الضروب إلا بالإرادة، فدل ذلك على أنها شرط عندهم.
وهناك أدلة أخرى غير هذا لا داعي لحصرها.
الرأي المخالف للمعتزلة
المخالفون لرأي المعتزلة على فريقين:
الأول: ينفي اشتراط الإرادة للأمر نفيا مطلقا {قلت: وإن كان في كلمة نفيا مطلقا تجوز ظاهر، لأنه ليس هناك دليل على نفيهم للإرادة مطلقا}.
قال ابن برهان - رحمة الله عليه - {ليس من شرط الأمر إرادة الآمر امتثال المأمور} الوصول إلى الأصول 1/ 131.
الثاني: يفرق بين الإرادة الكونية و الإرادة الشرعية، بحيث يكون الأمر مستلزما للإرادة الدينية دون الإرادة الكونية.
-أدلتهم إجمالا:
إن الله أمر نبيه إبراهيم - عليه السلام - بذبح ابنه ولهذا قال تعالى حكاية عن اسماعيل - عليه السلام - يا أبت افعل ما تؤمر}.
ولم يرد سبحانه وتعالى منه ذلك، إذ لو أراده لوقع منه حتما، لأنه فعال لما يريد.
الخلاصة مع بيان القول الراجح وثمرة الخلاف
رأي المعتزلة في هذه المسألى مبني على أن الإرادة من لوازم الأمر بحيث لا يكون الأمر أمرا بمجرد صيغته، و إنما بإرادة إحداثه، و الحكمة عندهم تأبى أن يأمر الحكيم بشيء لا يريده.
واشتراطهم الإرادة في الأمر مسلم غالبا عند الفريق الثاني الذين قالوا {الأمر و النهي يستلزم طلبا و إرادة من الآمر ..... } انظر الموافقات 3/ 119 - 121.
وذلك إذا كان مقصود المعتزلة من اشتراط الإرادة التي يستلزمها الامر وهي الإرادة الدينية دون الإرادة الكونية.
و الذين شنعوا على المعتزلة وقالوا بنفي الإرادة نفيا مطلقا فإنهم لم يسلموا للمعتزلة هذا الشرط، وشنعوا عليهم بأنه يلزم من قولهم باشتراط الإرادة في الآمر أن تكون إرادة الكافر غالبة لإرادة الله تعالى، لأن الله تعالى أمره بالإيمان وهو - أي الكافر - أراد لنفسه الكفر، فتحقق مراده دون مراد الله تعالى شأنه وتقدس.
قال الدكتور الضويحي - حفظه الله تعالى - {و الذي آراه - ونراه نحن كذلك - أن هذا اللازم غير صحيح، لأن الكافر إنما أراد الله تعالى منه الإيمان شرعا ولم يرد منه كونا، إذ لو أراده منه كونا لآمن، فعدم إيمانه ليس ناشئا عن إرادته بل عن إرادة الله تعالى الذي قضى عليه بالكفر فبقي مصرا على كفره} انتهى.
القول الراجح.
الإرادة على قسمين:
1: إرادة كونية قدرية، وهي المشيئة الشاملة لجميع الحوادث، لا يخرج عن مرادها شيء.
2: إرادة شرعية دينية، وهي المتضمنة للمحبة و الرضا.
وبناء على هذا أن الأمر الشرعي لا يستلزم الإرادة الكونية القدرية، لأنها قد تختلف عنه فقد يأمر الله تعالى شرعا بما لا يريده كونا وينهى شرعا عما اراده كونا.
أما الإرادة الشرعية المتضمنة للمحبة و الرضا فغن الأمر يستلزمها، فلا يأمر الله تعالى إلا بما يريد ولا ينهى إلا عما يريد.
ثمرة الخلاف.
الثمرة على قسمين أصولية وفقهية.
أما الأصولية.
1: قول المعتزلة بعدم جواز أن يامر الله تعالى المكلف بما يعلم أنه لا يمكن، ويحال بينه وبينه.
2: قولهم بعدم جواز أن يأمر المكلف بما يعلم منه لا يفعله.
3: قولهم بعدم جواز نسخ العبادة قبل التمكن من فعلها.
أما الفقهية.
فليس للخلاف في هذه المسألة ثمرة عملية فيها.
و الله المستعان
يتبع .....
ـ[أبوهلا]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 05:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ أخي الكريم أنا لدي الكتاب وعندي اهتمام بهذا الجانب، ولعلي أكون من أصدقاء هذه الصفحة.
ـ كانت بدايتك سريعة حيث ذكرت عدة مسائل، وهذا يزاحم من يريد مدارسة المسائل جميعا.
ـ لم تبين منهجك فهل ننتظر حتى تنتهي من الاختصار ثم نناقش أم نناقش مباشرة؟
أنا في انتظار الرد
أشكرك أخي على هذا الجهد وأسأل لك التوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 08:12]ـ
هناك رسالة علميه بعنوان (آراء المعتزلة الأصولية) للشيخ علي بن سعد الضويحي عضو هيئة كبار العلماء ... وهي من اصدار مكتبة الرشد وقد اقتنيتها قبل فترة.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 10:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ أخي الكريم أنا لدي الكتاب وعندي اهتمام بهذا الجانب، ولعلي أكون من أصدقاء هذه الصفحة.
ـ كانت بدايتك سريعة حيث ذكرت عدة مسائل، وهذا يزاحم من يريد مدارسة المسائل جميعا.
ـ لم تبين منهجك فهل ننتظر حتى تنتهي من الاختصار ثم نناقش أم نناقش مباشرة؟
أنا في انتظار الرد
أشكرك أخي على هذا الجهد وأسأل لك التوفيق
أحسن الله إليك أخي الحبيب .....
و الله أخشى لو انتظرت إلى نهاية الإختصار أن تذهب همتك في مناقشة هذه المسائل .....
ماذا تقترح أنت أخي؟
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 10:15]ـ
هناك رسالة علميه بعنوان (آراء المعتزلة الأصولية) للشيخ علي بن سعد الضويحي عضو هيئة كبار العلماء ... وهي من اصدار مكتبة الرشد وقد اقتنيتها قبل فترة.
و الكتاب عندي أيضا، ونفس الطبعة .....
هل تشاركنا المناقشة أخي هشيم ....
ـ[عبدالله الكناني]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 11:19]ـ
أخي الكريم فيصل: هل لديك معلومات جاهزة عن هذا التساؤل؟؛ حيث إن الإجابة قد تطول بي لو بحثت عنها وليس لدي الوقت الكافي لتناثر الموضوع بين المصادر
انظر هنا لو تكرمت
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=756
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 10:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإرادة على ثلاث أقسام.
الأولى: إرادة إيجاد الصيغة وهي شرط اتفاقا.
الثانية: إرادة صرف اللفظ من غير جهة الأمر إلى جهة الأمر، وهذه الإرادة اشترطها المتكلمون دون الفقهاء.
الثالثة: إرادة الإمتثال، وهي محل النزاع بين جمهور الأصوليين و المعتزلة.
وقد ذكر هذه الثلاث الإمام وحجة الإسلام.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 08:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم الفاضل:
أحب أن أبين بين يدي مدارستنا هنا مسألة مهمة وهي أن المعتزلة مسلمون ومنهم أئمة أعلام وفقهاء وقضاة ولا يكفرهم إلا جهلة طلاب العلم. لذا يجب أن يجتهد في الاعتذار لهم وتوجيه قولهم على أحسن محامله.
أما فيما يتعلق بهذا المبحث (المبحث الأول من الفصل الثاني) فقد عرض المؤلف لقضية: هل الإرادة شرط للأمر أم لا؟
ذهب المعتزلة إلى أنها شرط.
وذهب ابن برهان وابن قدامة والبيضاوي وابن السبكي إلى أنها ليست شرطا.
ووفق الشاطبي بين المذهبين فذهب إلى أن الإرادة الشرعية شرط أما الإرادة الكونية فليست شرطا. وهو الذي رجحه المؤلف. أي إن المعتزلة كانوا يقصدون الإرادة الشرعية، وابن برهان ومن بعده كانوا يقصدون الإرادة الكونية، ووفق الشاطبي بينهما وبهذا يسلم الجميع من الخطأ.
وأخيرا عندي ملاحظة وسؤال:
أما الملاحظة فعلى قوله ص 211 (اتفق المعتزلة) وأشعر أن في هذا الحكم تسرع لأمرين أحدهما أنه مبني على استقراء ناقص والآخر أن المعتزلة قلما يتفقون على أمر.
وأما السؤال فهو: هل الإرادة من الصفات الذاتية أم الفعلية؟
دمت موفقا
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 11:09]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قولك {أحب أن أبين بين يدي مدارستنا هنا مسألة مهمة وهي أن المعتزلة مسلمون ومنهم أئمة أعلام وفقهاء وقضاة ولا يكفرهم إلا جهلة طلاب العلم. لذا يجب أن يجتهد في الاعتذار لهم وتوجيه قولهم على أحسن محامله}
أحسنت، وكثير من المعتزلة فقهاء و أذكياء، ومحل ثقة إن شاء الله.
قولك {أما الملاحظة فعلى قوله ص 211 (اتفق المعتزلة) وأشعر أن في هذا الحكم تسرع لأمرين أحدهما أنه مبني على استقراء ناقص والآخر أن المعتزلة قلما يتفقون على أمر}
أحسنت أحسن الله إليك. فكثير من الأصوليين نصبوا الخلاف بينهم وبين المعتزلة، ونقلوا العديد من أرائهم وأقاويلهم، و بالنسبة لكثير من العلماء لم تصل كتبهم بأيديهم حتى يتحققوا من صحة تلك الآراء. قال العلامة عبد القادر بن بدران {ومن أراد الإطلاع على مذهب على مذهب لم يتم له إلا بمطالعة كتبه، ونحن لا علم لنا بمقولهم إلا بما نقله خصومهم عنهم في كتبهم، وهذا مشكل يؤدي إلى الغلط و الحيرة في النسبة} أو كما قال. فنرى في كتب الأصوليين نسبة القول إلى جميع المعتزلة، و إذا حققنا القول وجدناه منسوب إلى طائفة منهم وليس كل المعتزلة، بيان ذلك في مسألتنا هذه صاحب القول باشتراط الأرادة في الآمر هو أبا علي و ابنه أبا هاشم. شرطا في دلالة الصيغة إرادة المأمور به، فلا يوجد الامر الذي هو الطلب إلا ومعه الإرادة، وتابعهما أبو الحسين و القاضي عبد الجبار. وهناك قول لا أستطيع استحضاره الآن أن بعض المعتزلة لم يشترطوا هذا الشرط الذي اشترطه بعض المعتزلة.
أما عن سؤالك أيها الفاضل فمجاله علم الكلام أو أصول الدين وهو من الدخيل على علم الأصول و إن أقحمه بعض الأصوليين في مباحث الأصول {هل الإرادة من الصفات الذاتية أم الفعلية؟}.
أولا الصفات الذاتية وهي التي لا تنفك عن الذات كاليد و الرجل وغيرها من الصفات.
والصفات الفعلية هي التي تتعلق بالمشيئة و الاختيار ومنها الإرادة.
انتهى.
موفق أيها الفاضل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 12:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب
إذا كانت الإرادة من الصفات الفعلية، وهي كما ذكرت متعلقة بمشيئة الله إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها، فهل يمكن توجيه قول المعتزلة بأنها حادثة على هذا الأساس أي حادثة بمعنى إن شاء فعلها ...
لأنهم كما سبق واتفقنا مسلمون وعلماء وأذكياء وقضاة ولا يظن بمثلهم أن يقول إن الله كان بلا إرادة ثم حدثت له إرادة.
فإن صح هذا التوجيه بطل اعتراض المؤلف على المعتزلة ص 212 - 213
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 12:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب
إذا كانت الإرادة من الصفات الفعلية، وهي كما ذكرت متعلقة بمشيئة الله إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها، فهل يمكن توجيه قول المعتزلة بأنها حادثة على هذا الأساس أي حادثة بمعنى إن شاء فعلها ...
لأنهم كما سبق واتفقنا مسلمون وعلماء وأذكياء وقضاة ولا يظن بمثلهم أن يقول إن الله كان بلا إرادة ثم حدثت له إرادة.
فإن صح هذا التوجيه بطل اعتراض المؤلف على المعتزلة ص 212 - 213
وعليك سلام الله ورحمته ....
قولك أيها الفاضل {بأنها حادثة على هذا الأساس أي حادثة بمعنى إن شاء فعلها ... } حادثة بمعنى مخلوقة، لأن الإرادة من الصفات الفعلية بمعنى تتعلق بإرادة الله ومشيئته، وليست حادثة بمعنى مخلوقة ....
هل توافقني؟
ـ[أبوهلا]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 12:43]ـ
حادثة بمعنى مخلوقة، لأن الإرادة من الصفات الفعلية بمعنى تتعلق بإرادة الله ومشيئته، وليست حادثة بمعنى مخلوقة ....
أخي الكريم لم أفهم مرادك؟
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 12:48]ـ
أخي الكريم لم أفهم مرادك؟
غذرا أخطأت في الكتابة ....
قصدي حادثة بمعنى مخلوقة، لأن الإرادة من الصفات الفعلية بمعنى تتعلق بإرادة الله ومشيئته، وليست حادثة بمعنى إن شاء فعلها ....
ـ[أبوهلا]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 12:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم هكذا فهمها المخالفون للمعتزلة، ولكني كما قلت من قبل (لا يظن بمثلهم أن يقول إن الله كان بلا إرادة ثم حدثت له إرادة) لذا حاولت توجيه كلامهم بأن المقصود بحادثة أنها صفة فعلية متجددة حسب المشيئة. فما رأيك؟
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 01:09]ـ
نعم هذا الذي فهمه الجمهور من كلمة حادثة.
قولك أيها الفاضل {لذا حاولت توجيه كلامهم بأن المقصود بحادثة أنها صفة فعلية متجددة حسب المشيئة} لكن أخي الفاضل توجيهك هذا مبني على اعتقادك أن المعتزلة أذكياء وعباقرة، وهذا لا يصح عقلا.
من قال لك عنهم أنهم يقصدون هذا المفهوم الذي أوردته أن حادثة بمعنى صفة فعلية متجددة بحسب المشيئة.
أولا: لأن الدعاوى تبنى على الأدلة الحسية الثبتة أما المعنوية فهي متعرضة لنقض و الكسر، لأن الذكي ليس ذكي كل مرة، او يسلم من الخطأ.
و الله أعلم.
ثانيا: أريدك أن تفسر لي مصطلحهم {حادثة} وخصوصا انك متخصص في هذا الطائفة.
و الله أعلم.
تفضل أيها الفاضل.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 01:29]ـ
نعم أخي الكريم يعرف الحادث بأنه ما كان لوجوده ابتداء، أفلا يمكن أن نقول إنهم يريدون أن إرادته سبحانه لما كانت صفة فعلية متجددة، كان لكل إرادة ابتداء.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 01:33]ـ
نعم أخي الكريم يعرف الحادث بأنه ما كان لوجوده ابتداء، أفلا يمكن أن نقول إنهم يريدون أن إرادته سبحانه لما كانت صفة فعلية متجددة، كان لكل إرادة ابتداء.
أنت تحاول تبرأة المعتزلة .....
طيب ..
ممكن نرجع إلى كلام غيرنا في هذه المسألة، ونرى كيف فهم العلماء من قولهم {حادثة} ....
ابحث انت و أبحث أنا، من تحصل على كلام لأهل العلم يكتبه هنا ....
اتفقنا أيها المبارك ....
ـ[أبوهلا]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 01:50]ـ
لا أبرئ المعتزلة ولا غيرهم وإنما أحاول أن أتفهم كيف أن قاض من القضاة وعالم من العلماء بل مجموعة علماء يتفقون على رأي يرفضه الأطفال!!!!!
وأحب أن أذكرك بالنقل الذي أتيت به من قبل عن العلامة ابن بدران {ومن أراد الإطلاع على مذهب لم يتم له إلا بمطالعة كتبه، ونحن لا علم لنا بمقولهم إلا بما نقله خصومهم عنهم في كتبهم، وهذا مشكل يؤدي إلى الغلط و الحيرة في النسبة}
أما البحث ففيه توسع قد يفيد ولكنه قد يبعدنا عن موضوعنا. ولكن لا بأس أن يعرض كل منا ما يستجد معه في هذه المسألة في أي وقت لاحق.
استدراك: لست متخصصا في المعتزلة بعد.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 01:54]ـ
.
استدراك: لست متخصصا في المعتزلة بعد.
ستتخصص فيها إن شاء الله - وتصبح مرجعا فيها ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 10:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أيها الفاضل. أرجو أن تكون في تمام الصحة و العافية ......
نكمل نقاشنا وموقف المعتزلة من الإرادة الإلهية.
أخي الكريم لمست في كلام أنك تدافع عن المعتزلة، وتريد قدر الإمكان تبرير رأيهم أن الله مريد إرادة محدثة موجدة لا في محل. ذهب النظام بن يسار شيخ الجاحظ و إمام المعتزلة أن الإرادة الله لأفعاله خلقه لها، ولأفعال العباد أمر بها، و أنكر الجاحظ الإرادة في الشاهد وفسرها بعدم السهو و الغفلة من الفاعل. و اما البصريون من المعتزلة فذهبوا أن الله تعالى مريد بإرادة قائمة لا في محل، وهذا راي اكثر الشيعة كما حكاه الأشعري في المقالات. وهناك مذاهب ذكرها المتكلمون في كتبهم قريبة المذاهب.
راجع:الملل و النحل للشهرستاني 1/ 100. ومقالات الإسلاميين و غاية المرام للآمدي.
هذا ماتيسر لي إعداده في هذه الجلسة.(/)
التصوير الفوتغرافي
ـ[علي الزيود]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 01:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأفاضل , من مستلزمات هذا العصر الضرورية الصور الفوتغرافية , ومعظم المعاملات الرسمية وغير الرسمية أصبح المسلم بحاجة لابراز هويته أو رخصة القيادة أو غير ذلك من الوثائق الرسمية التي لابد أن تحوي الصورة الشخصية.
فاذا حكمنا بالتحريم على التصوير الفوتغرافي , من سيقوم بهذه المهمة؟
نعم الدين صالخ لكل زمان ومكان , ولكن عندما كان يأتي نهي أو تحريم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأتي لشيء موجود عندهم , وهذا غالبا , ولم يكن معروف لديهم التصوير الفوتغرافي المعروف اليوم. وانما كان يعرفون النحت والتمثيل. وهذا المنهي عنه في الحديث الشريف.
أما السؤال , رجل مصور (فوتغراف) لا يحمل شهادة , وان ترك عمله سوف يصعب عليه ايجاد عمل بديل , فهل يترك العمل؟ أم ماذا عليه؟
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:23]ـ
للعبد الفقير: كتاب ضخم بعنوان: (الرد الوافي على من حرم التصوير الفتوغرافي!!) استقصيتُ فيه أدلة المحرمين، مع غربلتها وبيان ما فيها، وأمور أخرى يطول تعدادها ...
وقد بيَّضتُ منه رسالة مهذبة بعنوان: (خلاصة الرد الوافي ..... ) وكتبها لي بعض الأصحاب .. ولا تزال عندي في أدراجي ..
وكل من يبيح الصور المتحركة: (يعني: الفيديو) ثم يحرم الصور الصامتة: (يعني: الفتوغرافية) فقد تناقض!! شاعرا أو غير شاعر!!
وأكثر الذين يبيحون: (التصوير الفتوغرافي) للضرورة وحسب!! تراهم يتوسعون في ذلك توسعا يوافق أغراضهم في الظهور في (الفضائيات) أو تسجيل المحاضرات والدروس والخطب بـ (الفيديو!!)
مع كون: (الفيديو) هو هو (التصوير الفتو غرافي) لا فرق بين هذا وذاك أصلا!! اللهم إلا أن الأول: تكون صوره متحركة، والثاني: تكون الصورة فيه صامتة جامدة! فاعجب لمن يُفرِّق بين أخوين، ويبعثر في الحكم بين شملين!!
ـ[علي الزيود]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 03:01]ـ
بارك الله فيك أخي
ولكن لعدم احتوائي الكتاب , لم تتضح لي رأيك في المسألة , أرجو منك أن تزيدني ايضاحا.
بارك الله فيك
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 03:07]ـ
بارك الله فيك أخي
ولكن لعدم احتوائي الكتاب , لم تتضح لي رأيك في المسألة , أرجو منك أن تزيدني ايضاحا.
بارك الله فيك
كيف لم يتضح لك رأيي في المسألة وهو سافر جدا من عنوان كتابي؟!!
ومع قولي بالإباحة: إلا أنني قد وضعتُ لذلك ضوابط لا بد منها ... والله المستعان لا رب سواه ..
ـ[علي الزيود]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 03:31]ـ
بارك الله فيك
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 09:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى- ذهب الى جواز التصوير الفوتغرافي - سواء بسواء - مثل كامير فيديو مع الاتزلام ببعض الضوابط فيها.
ويرى انها تدخل في حبس الظل.
والشيخ صالح آل الشيخ، يرى أنها مسألة اجتهادية لا يُنكر فيها على المُخالف.
وكلامهم موجود وموثق.
ـ[وهران]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 12:47]ـ
ومع قولي بالإباحة: إلا أنني قد وضعتُ لذلك ضوابط لا بد منها ... والله المستعان لا رب سواه ..
أخي النوراني زادك الله علما ونورا
هل لك أن تذكر لي هذه الضوابط مختصرة عسى أن نتناقش فيها؟
لأني دائما أذهب إلى جواز التصوير لكن بضوابط أيضا.
لكن تصدى لي الكثير من زملائي بالاعتراض والنقد الحاد مع أني لم أقتنع بأدلتهم رغم كثرتها.
لذا أرى أن ندرس هذه المسألة لو تكرمت أخي الحبيب وجزاك الله خيرا.
ـ[علي الزيود]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 10:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم النوراني , بحثت في مكتباتنا عن كتابك < الرد الوافي على من حرم التصوير الفوتغرافي > ولكني لم أجده , فكيف لك أن تساعدني في الحصول عليه.
وجزاك الله خيرا(/)
هل هذا يعتبر ّ ّ زنى ّ ّ أو ّ ّ لواط ّ ّ و العياذو بالله؟
ـ[شامل باسييف]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 05:26]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة.
كما يقال لا حياه في الدين
مسألة و أرجوا التوضيح ممن لديه العلم
شاب و فتاة اجتمعوا في مكان و تقاربوا و فعلوا كل شيء و لكن لم يلج فيها!!
أو شباب و مخنث على سبيل المثال فعلوا و لكن لم يلج فيه.
هل يعتبر هذا زنى أو لواط
أو
يجب الايلاج لكي يكون زنى أو لواط!!
و بارك الله فيكم
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 05:49]ـ
.
كما يقال لا حياه في الدين
إنما يقال: (لا حياء في العلم) أما الدين فكله حياء وأدب ..
وجواب سؤالك: أن ما ذكرته ليس بزنا ولا لواط اتفاقا، إلا أن يكون من قبيل زنا الجوارح مع إثم المماسة بين الطرفين .. وضابط الفاحشة: هو الإيلاج يا عبد الله كما تساءلت ..
أصلح الله حال المسلمين والمسلمات ..
ـ[شامل باسييف]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 05:57]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم
و هل هذا اجماع بين العلماء ام يوجد أحد خالف؟
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 06:24]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة.
كما يقال لا حياه في الدين
مسألة و أرجوا التوضيح ممن لديه العلم
شاب و فتاة اجتمعوا في مكان و تقاربوا و فعلوا كل شيء و لكن لم يلج فيها!!
أو شباب و مخنث على سبيل المثال فعلوا و لكن لم يلج فيه.
هل يعتبر هذا زنى أو لواط
أو
يجب الايلاج لكي يكون زنى أو لواط!!
و بارك الله فيكم
أخي الحبيب استرق دقائق من وقتك الثمين في مطالعة تفسير قول الله تعالى في تفسير ابن كثير: (وأقم الصلاة طرفي النهار زلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) سورة هود 114
ـ[بلال مجاهد]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 06:28]ـ
أخي النوراني أرجو منك توضيح المسألة أكثر من ذلك والرد بإيضاح وما معني إلا أن يكون من قبيل زنا الجوارح وإيضاح رأي أهل العلم في المسألة والدليل علي آراءهم في هذه المسألة فما رأيتك ترد علي أحد في مسألة بدون أن توضح له الدليل عليها من الكتاب والسنة جزاك الله خيرا وأحسن إليك ....
أرجو ردا سريعا ووافيا
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 12:04]ـ
أما في الزنا فجاءت الأدلة مصرحة أنه الإيلاج و ليس التقبيل و التفخيذ و غير ذلك من المقدمات
لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (لعلك قبلت، أو غمزت، أو نظرت). قال: لا يا رسول الله، قال: (أنكتها). لا يكني، قال: فعند ذلك أمر برجمه. (رواه البخاري و غيره)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. رواه البخاري ومسلم.
جاء في الموسوعة الفقهية
لا خلاف بين الفقهاء في أنه يشترط في حد الزنا إدخال الحشفة أو قدرها من مقطوعها في الفرج. فلو لم يدخلها أصلا أو أدخل بعضها فليس عليه الحد لأنه ليس وطئا. ولا يشترط الإنزال ولا الانتشار عند الإدخال. فيجب عليه الحد سواء أنزل أم لا. انتشر ذكره أم لا "
راجعوا هذه المسألة في كتب الحدود تجدون التفصيل.
ـ[شامل باسييف]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 12:15]ـ
ابو البراء الاندلسي
بارك الله فيك بدعم الموضوع الادلة.
هكذا يا اخوان
عندما نطرح موضوع و خاصة من اراد الجواب او المشاركة يكون مدعوم بالادلة حتى تتضح الصورة
و نرجوا من لديه اي مداخلة لا يبخل علينا
اظن موضوع مهم جدا و جديد او قليل طرحة
نسأل الله العافية
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 01:21]ـ
قال ابن عابدين في رد المحتار على الدر المختار (6/ 382): ((ولا يجوز للرجل مضاجعة الرجل وإن كان كل واحد منهما في جانب من الفراش) قال عليه الصلاة والسلام " {لا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد} " وإذا بلغ الصبي أو الصبية عشر سنين يجب التفريق بينهما بين أخيه وأخته وأمه وأبيه في المضجع لقوله عليه الصلاة والسلام " {وفرقوا بينهم في المضاجع وهم أبناء عشر} "))
ـ[شامل باسييف]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 12:50]ـ
عبدالله الشهري
حياك الله
لكن لا أظن الحديث له علاقة في موضوعنا!
يعني ممكن المكان غير غرفة النوم او السرير! ممكن يكون في الصالة أو اي مكان آخر و هكذا خرج من مقصود الحديث.
ـ[خالد سالم باوزير]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 08:57]ـ
عبدالله الشهري
حياك الله
لكن لا أظن الحديث له علاقة في موضوعنا!
يعني ممكن المكان غير غرفة النوم او السرير! ممكن يكون في الصالة أو اي مكان آخر و هكذا خرج من مقصود الحديث.
ما دام أن الأمر اتضح وأدلى الإخوة بدلوهم فإنني أرى عدم الإسهاب في هذا الموضوع , والحياء من الدين.(/)
حاك سميخ ... هبي كرسمس .... و ضاع الدين
ـ[مجالسنا]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 07:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه ..... وبعد:
فلا يخفى على كل ذي عينين ما حل بالأمة من البلايا والرزيا فصارت النظر لحال أمتنا بالنسبة لأحدنا أهون من سقوط الذباب على أنفه ليشير بيده و فيطير همها عنه، فاللهم لا حول ولا قوة الا بك
فتنت بالغرب الذي زين لها الدنيا وأراح من فكرها الاخرة فصارت الامة امة ذلة بعد أمجاد العزة، يشدها لهذه الهاوية عدو خبيث و خصم ألد، يتكلم بلسانها لا بل من بني جلدتها لا يعرف معنى للعيب إذا أمتلأ الجيب، ولا يأبه للعار وإن دخل النار، يحذف الاصلي و العائف والصلة والزائف، يسعى لهدم الملة بجمع القلة، بسط يده ولسانه بالسوء والعدو من وراءه يتحدث باسمه ويتستر به كما يتيتر بائع الحمار بالحمار، ينشر الرذيلة ويفسد الفضيلة، فتمثل به قول الشاعر
يقبل خسة أيدي الأعادي ويلطم خسة خد العشير .... ؟
وأقصى همه شبع وري ونعم العيش في شرع الحمير
لقد أصاب العدو الامة في مقتل فنال من عقول شبابها و أنهم فكر أبنائها، وزين التبرج لنسائها و سعى بكل وسيلة و طريقة لمنع الماعون وعلاج حماها بالطاعون .....
أيها الحبيب:
متى كان للمسلم أن يسلك طريق ذلة وجده النبي و صاحب الغار والخطاب ..... لا دنية في ديننا ومن مظاهر هذه الأمور
تهنئة الكافرين بأعيادهم، أهل الكتاب خاصة وأهل الكفر عامة، أما تهنئة عباد الصليب- الصليبين- فجاء في حكمها ما يلي:؟
قال ابن القيم - يرحمه الله - في كتاب (أحكام أهل الذمة) حيث قال: " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه." انتهى كلامه - يرحمه الله -.
قال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله:؟
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنّئ بها غيره، لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى: {إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم} وقال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}، وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا.
وإذا هنؤنا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى، لأنها إما مبتدعة في دينهم وإما مشروعة لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً إلى جميع الخلق، وقال فيه: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}. وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها.
وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى، أو أطباق الطعام،أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {من تشبّه بقوم فهو منهم}. قال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه: (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم): " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء ". انتهي كلامه يرحمه الله.
ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو توددا أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم.
والله المسئول أن يعز المسلمين بدينهم، ويرزقهم الثبات عليه، وينصرهم على أعدائهم، إنه قوي عزيز. انتهى كلامه رحمه الله.
ومن ظن خيرا بعباد الصليب ... غبي وإدراكه ضيق
والحال جار على من لعنه الله و جعل منهم القردة والخناززير وعبد الطاغوت .... وغير أهل الكتب من الذين لا يدنيون بدين الله كالمجوس ومن نحى نحوهم أو على شاكلتهم ....
هذا و ما اصاب العبد فمن الله وما أخطأ فمن نفسه والشيطان و الصلاة والسلام على النبي الحبيب واله وسلم ...(/)
الاعتداد بخلاف الظاهرية في الفروع الفقهية
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 10:29]ـ
الاعتداد بخلاف الظاهرية في الفروع الفقهية
"دراسة تأصيلية"
للدكتور
عبد السلام بن محمد الشويعر
عضو هيئة التدريس في كلية الملك فهد الأمنية قسم العلوم الشرعية.
** نشر البحث في مجلة مجلة البحوث الإسلامية التي تصدرها دار الإفتاء في المملكة العدد67ص 293 - 323
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. . أما بعد فإن مسألة (الاعتداد بخلاف الظاهرية في الفروع الفقهية) من المسائل التي يحتاجها الفقيه وتعرض له، خصوصا عند نظره في الخلاف العالي بين المذاهب الفقهية، فكثيرا ما يتوقف الناظر عند بعض المسائل الفقهية التي انفرد بها الظاهرية عن جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة، وذلك بسبب اختلاف أصول هذا المذهب عن البقية باعتماده على ظواهر النصوص وعدم عمله بالقياس، إضافة لما في شخصية بعض المنتسبين إليه من التميز سواء في سلاسة العبارة وقوة الحجة، أو شدة التعبير على المخالفين حتى قورن أحيانا بسيف الحجاج شدة وبطشا، مما يجعل البعض يتوقف عند هذا المذهب وأصحابه وقفة إعجاب أحيانا، أو حنق أحيانا أخرى، أو توسطا بين ذلك توقف نظر وتأمل. فلذلك عمد بعض الباحثين لهذه المفردات فجمعها، واعتنى بدراستها لكن من الناحية الفقهية فقط.
ولما لم أقف على من أفرد النظر في هذه المفردات من ناحية تأصيلية، من حيث اعتمادها والاعتداد بها مع ما يراه المطالع لكتب كثير من الفقهاء- مع جلالة قدرهم- عندما يحكون خلافا شاذا للظاهرية يتبعونه بعبارة مؤداها (أن خلاف الظاهرية غير معتبر) مع اختلاف في البناء والصياغة لهذا المعنى؛ ففي حين يكتفي البعض بهذا الرد عن مقارعتهم بالحجة والبرهان، يزيد آخرون ببعض الأوصاف والنعوت الغريبة لهذا المذهب الفقهي، حتى صارت هذه طريقة للبعض لرد خلاف الظاهرية دون النظر في دليلهم وتعليلهم، بل وصمها بعض العلماء بأنها: (طريقة القاصرين، إذا أعيتهم الأدلة ادعوه على منازعهم، ولا يليق ذلك بأئمة التحقيق).
فأردت البحث في هذه المسألة، وهل هي مسألة مسلمة بين الفقهاء، أم هي من مواضع النزاع بينهم؟ وزاد عزمي ما سبق
بيانه من عدم وقوفي على من أفرد بحثها، مع أهميتها.
فجمعت شتات هذه المسألة من غير مظانها، من بطون الكتب، وخبايا الزوايا بحسب المستطاع، فإن هذه المسألة اشترك في بحثها شراح الأحاديث، وعلماء الفقه عند ذكرهم لخلافات الظاهرية في الفروع الفقهية- وذكرها علماء الأصول- في مباحث الإجماع، والقياس، والاجتهاد والتقليد، وغيرها من المباحث، بل وكان للمؤرخين نصيب في ذكر هذه المسألة- كما سيأتي-. فسطرت هذا البحث جمعا للمتفرق، وتوليفا لهذا الشتات، سائلا الله تعالى التوفيق والسداد.
وجعلته في أربعة مباحث:
الأول: تحرير محل النزاع في المسألة.
الثاني: سبب الخلاف في المسألة.
الثالث: خلاف أهل العلم في المسألة، وأدلتهم، والترجيح.
الرابع: أمثلة تطبيقية لخلاف الظاهرية.
المبحث الأول: تحرير محل النزاع في المسألة؛ (مشكلة البحث):
المقصود بهذا البحث خلاف الظاهرية في المسائل الفقهية الفرعية، دون غيرها من المباحث، كخلافهم في بعض المباحث الأصولية، أو خلاف بعضهم في بعض المباحث العقدية.
والمسائل الفرعية التي يبدي فيها الظاهرية رأيهم الفقهي لا تخلو من ثلاث حالات:
1 - أن يكون رأي الظاهرية موافقا لرأي المذاهب الفقهية الأربعة، أو أحدها. فهنا لا خلاف في اعتبار رأيهم؛ لأنهم مسبوقون إليه.
2 - أن يكون من مفرداتهم عن المذاهب الأربعة، ولم يوافقهم عليه أحد من الأئمة الأربعة، ولا هو قول عند أصحابهم، لكن قال به أحد العلماء المعتبرين من الصحابة، أو التابعين، فمن بعدهم.
فهذه مسألة خارجة عن محل البحث؛ لأنها داخلة في مسألة حكم تقليد الميت، وما إذا كان هناك خلاف في مسألة على قولين، ثم حدث إجماع على أحدهما، فهل يكون هذا الإجماع رافعا للنزاع، أم لا؟، وفيهما نزاع مشهور.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أن يغرب فقهاء الظاهرية باختيار قول لم يسبقهم إليه أحد من علماء المسلمين المعتبرين، سواء كان العلماء مجمعين على خلافه، أو لهم أقوال سوى قول الظاهرية، فهل يعتد بهذا القول، أم لا؟
فهذا هو محل النزاع، وهي الحالة التي يراد بحثها في هذا المبحث، وما عداها لا يخلو من أحد الأقسام الماضية، وهي خارجة عن محل البحث.
المبحث الثاني: سبب الخلاف في المسألة:
سبب خلاف العلماء في الاعتداد بخلاف الظاهرية فيما أغربوا فيه، هو أن من أعظم أصول الظاهرية التي شذوا بها عن باقي العلماء إنكار القياس، وعدم العمل به.
وقد نقل بعض العلماء الإجماع على إعمال القياس، فهل يكون الظاهرية بفعلهم هذا قد خالفوا الإجماع، وأنكروا ظواهر النصوص؟ فخرجوا عن أصول أهل السنة، فلا يعتد بخلافهم؛ كما لا يعتد بخلاف باقي الفرق الضالة، كالخوارج والإمامية، وغيرهم، وأنهم- على أقل تقدير في رأي البعض- بعدم عملهم بالقياس تركوا معلوما لدى أهل العلم، وطريقا من طرق الاستنباط المتفق عليها؛ فأشبهوا العوام فلا يعتد بخلافهم. . أم أنهم بفعلهم هذا لم يخالفوا جماعة المسلمين، ولا يعدو قولهم أن يكون من الاجتهاد السائغ بين المسلمين. وقد يكون سبب خلافهم هو المسألة الأصولية: ((إذا أجمع المسلمون على أن في المسألة قولين، أو أكثر، فهل يجوز إحداث قول ثالث)).
ولكن هذا في بعض المسائل، وليس كليا؛ لأنه توجد مسائل شذ الظاهرية بقول، ولا يعلم للمتقدم فيها رأي.
المبحث الثالث: خلاف أهل العلم في المسألة، وأدلتهم، والترجيح.
اختلف أهل العلم القائلون بالقياس - رحمهم الله- في هذه المسألة على أربعة أقوال:
القول الأول: أن خلافهم غير معتبر، وليس معتدا به مطلقا.
وهو منسوب لجمهور أهل العلم، حكاه أبو إسحاق الاسفرائيني (ت 316 هـ) عن جمهور أهل العلم، وذكر أبو العباس القرطبي (ت 656 هـ) أن جل الفقهاء والأصوليين على أنه لا يعتد بخلافهم. وقال النووي (ت 676 هـ): ((ومخالفة داود لا تقدح في الإجماع عند الجمهور))، وقال في موضع آخر: ((ومخالفة داود لا تضر في انعقاد الإجماع؛ على المختار الذي عليه المحققون والأكثر)).
وقال بدر الدين الزركشي (ت 794 هـ): ((ولم يعدهم المحققون من أحزاب الفقهاء. . . وأخرجوهم من أهل الحل والعقد)).
وحكاه ابن دقيق العيد (ت 702 هـ)، والصنعاني (ت 1182 هـ) عن بعض الناس.
وممن وقفت على قوله من أهل العلم موافقا لهذا القول، أبو الحسن الكرخي (ت 340 هـ)، وأبو بكر الجصاص الرازي (ت 370 هـ)، والحموي (ت 1098 هـ).، وابن عابدين (ت 1252 هـ) من الحنفية.
ومن المالكية: القاضي أبو بكر الباقلاني (ت 403 هـ)، وابن بطال (ت 449 هـ) (شرح صحيح البخاري، لابن بطال 1\ 352.)، والقاضي أبو بكر ابن العربي (ت 543هـ)، وأبو العباس القرطبي (ت 656 هـ) (المفهم لأبي العباس القرطبي 1\ 543.)، والدرديري (ت 1201 هـ) (بلغة السالك لأقرب المسالك، للدرديري 2\ 389.)، وعليش (ت 1299 هـ).
وبه قال من الشافعية أبو العباس بن سريج (ت 306 هـ) (انظر كتاب: (المحمدون من الشعراء للقفطي 2\ 427).، والأستاذ أبو إسحاق الاسفرائيني (ت 316 هـ)، وأبو علي بن أبي هريرة (ت 345 هـ)، والقاضي أبو الحسن المروزي (ت 462 هـ)، وأبو المعالي الجويني (ت 478 هـ) ((البرهان، للجويني 2\ 819 - في مبحث مسالك العلة -، وانظر: فيض القدير للمناوي 6\ 226))، وأبو حامد الغزالي (ت 505 هـ) (البحر المحيط 4\ 472، حاشية العطار على شرح جمع الجوامع 2\ 242).، وحكي عن النووي (ت 676 هـ) الجزم بعدم الاعتداد بقولهم، ورجح هذا القول صلاح الدين الصفدي (ت 826 هـ) (الوافي بالوفيات، للصفدي 13\ 475).، وولي الله العراقي (ت 826 هـ) (طرح التثريب شرح التقريب، لولي الله العراقي 2\ 37).، ونقله أبو منصور البغدادي (ت 429 هـ) عن طائفة من متأخري الشافعيين.
وقال به نجم الدين الطوفي (ت 716 هـ) من الحنابلة (التعيين في شرح الأربعين، للطوفي ص 244) ..
والحافظ أبو بكر ابن مفوز (ت 505 هـ) من علماء الحديث.
القول الثاني: أن خلافهم معتبر مطلقا.
وممن قال به القاضي عبد الوهاب البغدادي من المالكية (ت 422 هـ) (قاله في كتاب (الملخص)، ونقله عنه الزركشي في (البحر المحيط 4\ 472) ..
وبه قال من الشافعية أبو منصور البغدادي الشافعي (ت 429 هـ)؛ وحكى أنه الصحيح من مذهب الشافعية، ونسب هذا القول لأبي عمرو ابن الصلاح (ت 650 هـ)، وقال به الذهبي (ت 748 هـ) (سير أعلام النبلاء، للذهبي 13\ 104).، وابن السبكي (ت 771 هـ)، (وهو الذي استقر عليه الأمر آخرا كما هو الأغلب الأعرف من صفو الأئمة المتأخرين) قاله ابن الصلاح (الفتاوى ص 67)، والنووي (تهذيب الأسماء واللغات 1\ 183). .
وهو رأي كثير من الحنابلة.
واختاره غير واحد من المحققين؛ كالعلامة ابن القيم (ت 751 هـ)، والصنعاني (ت 1182 هـ) (العدة، للصنعاني 1\ 140).، والشوكاني (ت 1250 هـ) (إرشاد الفحول، للشوكاني ص 71).، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي (ت 1393 هـ) (نثر الورود على مراقي السعود، للشنقيطي 2\ 428، أضواء البيان. ونسبه للمحققين من علماء الأصول).
القول الثالث: أن خلافهم معتبر في غير المسائل القياسية، وأما المسائل القياسية فلا اعتبار بقولهم.
وهو قول أبي الحسن الأبياري (ت 618 هـ) (نقله عنه في (البحر المحيط 4\ 473). .
القول الرابع: أن خلافهم معتبر فيما خالف القياس الخفي، دون ما خالف القياس الجلي.
وهو قول ابن الصلاح (ت 650 هـ)؛ قال: " والذي أجيب به بعد الاستخارة والاستعانة بالله أن داود يعتبر قوله ويعتد به في الإجماع إلا فيما خالف فيه القياس الجلي " (نقله عنه النووي في (تهذيب الأسماء واللغات 1\ 184)، وسكت عنه). .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 10:32]ـ
الأدلة:
استدل أصحاب القول الأول (وهم القائلون بعدم الاعتداد بخلاف الظاهرية مطلقا) بأدلة متعددة، بعبارات مختلفة، وسأسوق بعضا منها:
- أن أهل الظاهر ليسوا من العلماء ولا من الفقهاء، بل هم من جملة العوام الذين لا يعتد بخلافهم (نقله في (المفهم 1\ 543) عن القاضي أبي بكر الباقلاني). .
- أن الظاهرية في حيز العوام، فلا اعتبار بخلافهم (الفصول في الأصول 3\ 296، سير أعلام النبلاء 13\ 104). .
- أن معظم الشريعة صدر عن الاجتهاد، والنصوص لا تفي بالعشر من معشار الشريعة، فبإنكارهم القياس والاجتهاد يكونون ملتحقين بالعوام، وكيف يدعون الاجتهاد، ولا اجتهاد عندهم، وإنما غاية التصرف التردد على ظواهر الألفاظ. (البرهان للجويني 2\ 818).
- أن من أنكر القياس لا يعرف طرق الاجتهاد، وإنما هو متمسك بالظواهر، فهو كالعامي الذي لا معرفة له (البحر المحيط 4\ 472). .
- أنهم لا يعتد بخلافهم لأنهم من جملة العوام، وأن من اعتد بخلافهم فإنما ذلك لأن مذهبه أنه يعتبر خلاف العوام في انعقاد الإجماع، والحق خلافه (المفهم 1\ 543، وعنه البحر المحيط 4\ 472). .
- ولأنهم في الشرعيات كالسوفسطائية في العقليات (البحر المحيط 4\ 472).
- أن منكري القياس من الظاهرية ليسوا من علماء الأمة؛ لأنهم مباهتون على عنادهم فيما ثبت استفاضة وتواترا، ومن لم يزعه التواتر، ولم يحتفل بمخالفته لم يوثق بقوله ومذهبه (البرهان للجويني 2\ 818). .
- أنهم كالشيعة في الفروع، ولا يلتفت إلى أقوالهم، ولا ينصب معهم الخلاف، ولا يعتنى بتحصيل كتبهم، ولا يدل مستفت من العامة عليهم (سير أعلام النبلاء 13\ 104). .
- أنهم لم يبلغوا رتبة الاجتهاد، ولا يعتبر في الإجماع إلا خلاف من له أهلية النظر والاجتهاد.
بل بالغ بعضهم فلم يعدوا الظاهرية من العلماء والفقهاء.
- أنهم لما أحدثوا قواعد تخالف الأولين، أفضت إلى المناقضة لمجلس الشريعة، فلم يعتبر خلافهم (البحر المحيط، لبدر الدين الزركشي 6\ 291). .
- أنهم لما اجترءوا على دعوى أنهم على الحق، وأن غيرهم على الباطل أخرجهم أهل العلم من أهل الحل والعقد (البحر المحيط، لبدر الدين الزركشي 6\ 291). .
- أنه قد دل الدليل القاطع على أصل القياس، وهو لا يحتمل المنازعة فيه لظهوره. وقد نازع الظاهرية فيه.
وهذه المنازعة الظاهر أنها عناد، والمعاند في الحق لا عبرة بقوله، وهذا ظاهر.
وإن لم تكن عنادا - كما هو الظنون بذوي الحجى -، فقد نفوا ما ثبت بالدليل القاطع باجتهاد، قصاراه إفادة الظن الذي لا يعارض القطع الظاهر (الوافي بالوفيات، للصفدي 13\ 475). .
والاجتهاد الواقع على خلاف الدليل القاطع كاجتهاد من ليس من أهل الاجتهاد في إنزالهما بمنزلة ما لا يعتد به، وينقض الحكم به (فتاوى ابن الصلاح ص 69).
- أن من أنصف لنفسه علم أن النصوص التي أخذت منها الأحكام لا تفي بعشر معشار الحوادث التي لا نهاية لها، فما الذي يقوله الظاهري في غير المنصوص إذا أتاه عامي وسأله عن حادثة لا نص فيها، أيحكم فيها بشيء أم يدع العامي وجهله؟
لا قائل من المسلمين بالثاني؛ أعني أنا ندع العامي يخبط في دينه، وإن حكم فيها - والواقع أن لا نص -؛ فإما أن يقيس، أو يخترع من نفسه حكما يلزم الناس الأخذ به.
إن اخترع من عند نفسه ونسبه إلى الحكم الشرعي كان كاذبا على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإلا كان ملزما للناس بفلتات لسانه، فما بقي إلا أنه لا يخترعه من عند نفسه ويقيسه على الصور المنصوص عليها.
والظاهري لا يقول بذلك، فعاد الأمر إلى أنه إما أن يدع العامي يخبط في دينه بما لم ينزل الله به سلطانا، أو يكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أو يلزم الناس بهفواته، والثلاثة لا يقولها ذو لب - معاذ الله – (الوافي بالوفيات، للصفدي 13\ 475). .
- أن داود ينفي حجج العقول. . . فمن كان هذا مقدار عقله ومبلغ علمه كيف يجوز أن يعد من أهل العلم وممن يعتد بخلافه. . . (الفصول في الأصول، للجصاص 3\ 296).
(يُتْبَعُ)
(/)
- أنهم قد أخذوا هذا القول - نفي القياس - عن النظام من المعتزلة، وقد كفره جمع من أهل العلم (فقه أهل العراق وحديثهم، للكوثري ص 17). .
مما سبق من تعليلات القائلين بعدم الاحتجاج بخلاف الظاهرية يتبين أنهم يدورون حول معنى واحد وإن اختلفت العبارات، وهو:
أن الظاهرية عندما أنكروا القياس خرجوا عن دائرة العلم، وأهله [وصاروا في دائرة العوام، أو الجهال، أو المبتدعة،
أو المباهتين (البرهان للجويني 2\ 818.، أو الكفار والمشركين - بحسب اختلاف العبارات -] وهؤلاء لا يصح الاحتجاج بهم في الإجماع، ولا يقدح خلافهم فيه.
والسبب في ذلك - مما تقدم - ثلاثة أمور:
أ - أن النصوص الشرعية لا تفي بجميع الأحكام الشرعية، ولا بد من القياس لإظهار الأحكام الشرعية.
ب - أن الظاهرية وافقهم في قولهم هذا كثير من أهل البدع.
ج - أن القياس قد دل عليه (الدليل القاطع) فإنكارهم له إنكار لأمر معلوم من الدين بالضرورة، فخالفوا صريح العقول، وصحيح المنقول.
أما الأمر الأول؛ وهو أن النصوص الشرعية لا تفي بجميع الأحكام الشرعية، ولا بد من القياس لإظهار الأحكام الشرعية.
فلا يسلم ذلك - عندهم - فإن في القرآن والسنة بيانا لجميع الأحكام الشرعية إما بطريق المنطوق أو المفهوم أو غيرها من دلائل الألفاظ ووسائل الاستنباط غير القياس، ويدل على ذلك عموم قول الله تعالى: سورة النحل الآية 89 وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ، وقوله تعالى: سورة الأنعام الآية 38 مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ.
وقال ابن حزم (النبذ في أصل الفقه، لابن حزم ص 118): " كل أبواب الفقه ليس منها باب إلا وله أصل في الكتاب والسنة نعلمه والحمد لله، حاشا القراض فما وجدنا له أصلا البتة ".
قال أبو إسحاق الشاطبي (ت 790 هـ) (الموافقات للشاطبي 4\ 189): " العالم بالقرآن على التحقيق عالم بجملة الشريعة، ولا يعوزه منها شيء، والدليل على ذلك أمور. . .
ومنها: التجربة؛ وهو أنه لا أحد من العلماء لجأ إلى القرآن في مسألة إلا وجد لها أصلا، وأقرب الطوائف من إعواز المسائل النازلة أهل الظاهر الذين ينكرون القياس، ولم يثبت عنهم أنهم عجزوا عن الدليل في مسألة من المسائل " ا. هـ.
وقال الشوكاني (ت 1255 هـ) بعد ذكره لدليل المانعين من الاعتداد بخلاف منكري القياس: ويجاب عنه بأن من عرف نصوص الشريعة حق معرفتها، وتدبر آيات الكتاب العزيز، وتوسع في الاطلاع على السنة المطهرة، علم بأن نصوص الشريعة جمع جم، ولا عيب لهم إلا ترك العمل بالآراء الفاسدة التي لم يدل عليها كتاب، ولا سنة، ولا قياس مقبول (وتلك شكاة ظاهر عنك عارها). نعم قد جمدوا في مسائل كان ينبغي لهم ترك الجمود عليها، ولكنها بالنسبة إلى ما وقع في مذاهب غيرهم من العمل بما لا دليل عليه البتة قليلة جدا " (إرشاد الفحول ص 72). .
أما الأمر الثاني؛ وهو أن الظاهرية وافقهم في قولهم هذا كثير من أهل البدع.
فقد دفع ابن حزم هذا التراشق بأمرين؛ أحدهما: أنه لا يهمه من وافقه من أهل الباطل، فلا ينكر أن تقول اليهود لا إله إلا الله ويقولها هو.
وثانيهما: أنها لا تخلو كلمة حق أو باطل يذهب إليها غيره من آخذ بها من أهل الباطل، فالأخذ بالقياس قال به بعض المعتزلة، والأزارقة، وأحمد بن حابط، ولكل هؤلاء من شنيع الأقوال ما هو كفر (تحرير بعض المسائل على مذهب الأصحاب للعلامة ابن عقيل الظاهري ص 52).
أما الأمر الثالث؛ وهو أن القياس قد دل عليه (الدليل القاطع)، فإنكار الظاهرية له إنكار لأمر معلوم من الدين بالضرورة، فخالفوا بذلك صريح العقول، وصحيح المنقول.
فهو محل النزاع بين الظاهرية وغيرهم، وقد أطال الظاهرية في نقاش هذه الأدلة التي استدل بها القائلون بصحة القياس (انظر مثلا: الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم 2\ 761 وما بعده).
إضافة إلى أن (الدليل القاطع) إن سلم به، فإنما هو قد دل على أصل القياس، وصحة الاستدلال بجنسه. لا على صور آحاده؛ فإنها باتفاق ظنية، ما عدا بعض الصور التي قال بعض العلماء بأن القياس فيها قطعي؛ كالقياس الأولوي على نزاع في تسميته قياسا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبذلك يتبين فساد المقدمات التي بنى عليها أصحاب هذا القول نتيجتها؛ وهو عدم الاعتداد بخلاف الظاهرية. فإذا سقطت المقدمات سقطت النتيجة المترتبة عليها. وعليه يتبين ضعف هذا القول - والله أعلم -.
واستدل أصحاب القول الثاني (القائلون باعتبار خلاف الظاهرية مطلقا) بأدلة متعددة، وسأسوق أولا عباراتهم؛ فمنها:
- أن ما تفردوا به هو من قبيل مخالفة الإجماع الظني، وتندر مخالفتهم لإجماع قطعي (سير أعلام النبلاء 13\ 104).
- قال الصنعاني (ت 1182 هـ) (العدة شرح إحكام الأحكام، للصنعاني 1\ 140 - بتصرف يسير).: إن الظاهرية لم يخالفوا في المسائل المجمع عليها؛ لأن التحقيق أنه لم يقم الدليل إلا على حجية الإجماع القولي، وقد كذب من ادعاه إلا في المسائل الضرورية - كما قال الإمام أحمد -.
فإذا حققت فالحق أن دعوى الإجماع طريقة القاصرين، إذا أعيتهم الأدلة ادعوه على منازعهم، ولا يليق ذلك بأئمة التحقيق، فليس العمدة إلا الدليل من الكتاب والسنة أو قياس في معنى الأصل، فإذا قام الدليل فلا ينظر إلى التنقيش قال به قائل أو لا؟، فلا وحشة مع الدليل، ولا ناظر بعد وجوده إلى قال ولا قائل ولا قيل، والله يقول الحق ويهدي السبيل.
- أن هؤلاء المخالفين في القياس كلا أو بعضا، هم بعض الأمة، فلا بد من الاعتداد بخلافهم (إرشاد الفحول ص 210).
- أنه لم يذكر أحد من العلماء أن من شرط المجتهد المعتبر قوله أن يكون من أهل القياس القائلين به.
- أن قول الظاهرية اجتهاد منهم، ومن لم يعتد بخلافهم كان هذا اجتهادا منه فكيف يرد اجتهاد بمثله (سير أعلام النبلاء 13\ 105)، ونقله عنه الصفدي في (الوافي 13\ 474). .
- أن داود الظاهري كان يقرئ مذهبه، ويناظر عليه، ويفتي به في مثل بغداد، وكثرة الأئمة بها وبغيرها، فلم نراهم قاموا عليه، ولا أنكروا فتاويه ولا تدريسه، ولا سعوا في منعه من بثه (سير أعلام النبلاء 13\ 105. ثم ذكر أمثلة لبعض العلماء الذين عاصروا داود).
- أنهم وإن جاء عنهم مسائل غريبة، فإنهم علماء مجتهدون، وقد صدر من كثير من العلماء مسائل تخالف الإجماع، وإنما تحكى للتعجب؛ كقول ابن عباس في المتعة، والصرف، وإنكار العول (سير أعلام النبلاء 13\ 105 - 106).
- أن كثيرا من الأئمة المصنفين أوردوا خلاف الظاهرية في كتبهم، مما يدل على اعتبارهم له، فلولا اعتدادهم بخلافهم لما أوردوا مذاهبهم في مصنفاتهم، لمنافاة موضوعها لذلك (فتاوى ابن الصلاح ص 68).
- أننا ما اعتددنا بخلافهم لأن مفرداتهم حجة، بل لتحكى في الجملة، وبعضها سائغ، وبعضها قوي، وبعضها ساقط (سير أعلام النبلاء 13\ 104).
- أنه يلزم القائل بعدم الاعتبار بخلاف الظاهرية في الإجماع يلزمه أن لا يعتبر خلاف منكر العموم، وخبر الواحد، ولا ذاهب إليه (البحر المحيط 4\ 472، نقلا عن الأصفهاني شارح (المحصول). .
- أن خلاف الظاهرية معتبر كما يعتبر خلاف من ينفي المراسيل، ويمنع العموم، ومن حمل الأمر على الوجوب؛ لأن مدار الفقه على هذه الطرق (البحر المحيط 4\ 472، نقلا عن القاضي عبد الوهاب في (الملخص). .
- أن عدم الاعتداد بخلاف الظاهرية غير صحيح؛ لأنه إن كان نفيا للوجود فهذا كذب تدفعه المشاهدة والعيان، وإن قيل: إن الله أمر بعدم سماعه، أو رسوله أمر بذلك فهذا شر من الأول لأنه كذب على الله ورسوله.
مما تقدم يتبين أن الحديث في قبول خلاف الظاهرية ما ادعي فيه الإجماع مقبول وأنه مانع من انعقاد الإجماع لأمور:
أ - منع صحة الإجماع شرعا، وعقلا في المسائل التي خالف فيها الظاهرية (وقد أطال ابن حزم في (الإحكام 2\ 494 - 506) النفس في تقرير هذا الأصل، فيراجع).
ب - وعلى فرض صحة الإجماع قبل خلافهم، فإنه يمنع من الوقوع؛ لأن الوقائع التي ادعي فيها خلاف الظاهرية للإجماع، إنما هو خلاف ظني (قاله الذهبي في (السير 13\ 104)، والصنعاني في (العدة شرح إحكام الأحكام 1\ 140) وتقدم نقله. .
(يُتْبَعُ)
(/)
ج - أن إنكارهم للقياس لا يعني خروجهم من دائرة العلماء؛ لأنهم مجتهدون توفرت فيهم جميع أدوات الاجتهاد - ولم يذكر أحد من العلماء أن من شروط المجتهد أن يكون عاملا بالقياس في المسألة المجتهد فيها -، كما أنه يلزم من عدم الاعتداد بخلافهم عدم الاعتداد بخلاف منكري حديث الآحاد - مطلقا أو في وقائع معينة - ومنكري العمل بالحديث المرسل، ومن يرى نسخ القرآن بالسنة، ومنكري العموم، وغير ذلك من صور عدم العمل ببعض آحاد الأدلة المتفق عليها من الكتاب والسنة.
د - (القلب للدليل) وهو أن الإجماع منعقد على قبول خلاف الظاهرية؛ لأن داود الظاهري أظهر قوله في عصره وكذا تلامذته من بعده وحكى خلافهم أهل العلم في كتبهم، ولم يرو عن أحد معاصريه أنه أنكر خلافه ولم يعتد به.
واستدل أصحاب القول الثالث (وهم القائلون بقبول خلافهم في المسائل غير القياسية، وأما القياسية فلا يعتد بخلافهم) بأدلة منها:
أن المسألة إن كانت مما يتعلق بالآثار والتوقيف واللفظ اللغوي، ولا مخالف للقياس فيها، لم يصح أن ينعقد الإجماع بدونهم - إلا على رأي من يرى أن الاجتهاد لا يتجزأ -.
فإن قلنا بالتجزؤ، لم يمنع أن يقع النظر في فرع هم فيه محقون، كما نعتبر خلاف المتكلم في المسألة الكلامية؛ لأن له فيه مدخلا، كذلك أهل الظاهر في غير المسائل القياسية يعتد بخلافهم (البحر المحيط 4\ 473، نقلا عن الأبياري).
ويظهر بتأمل هذا القول أنه عائد في الحقيقة إلى القول الأول القائل بعدم الاعتداد بخلاف الظاهرية؛ لأن جل المسائل إنما هي قياسية؛ كما قال إمام الحرمين الجويني (ت 478 هـ) (البرهان، للجويني 2\ 818):
" إن معظم الشريعة صدر عن الاجتهاد، والنصوص لا تفي بالعشر من معشار الشريعة ".
كما أن في التفريق بين المسائل التي يدخلها القياس والتي لا يدخلها القياس خلافا بين العلماء؛ فمثلا مسائل الحدود، والكفارات، والعبادات فإن بين القائسين خلافا في جريان القياس فيها من عدمه.
إضافة لذلك فإن هذا التفريق هو محل النزاع؛ فإن الظاهرية يرون أن جميع هذه المسائل ليست قياسية؛ فيكون قولهم معتبرا.
واستدل أصحاب القول الرابع (وهم القائلون باعتبار خلافهم فيما خالف القياس الخفي، دون ما خالف القياس الجلي) بأدلة منها:
أن خلاف الظاهرية فيما خالف القياس الخفي معتبر؛ لما سبق في أدلة القول الثاني.
أما خلافهم فيما خالف القياس الجلي فهو غير معتد به؛ لكونه مبنيا على ما يقطع ببطلانه، والاجتهاد الواقع على خلاف الدليل القاطع كاجتهاد من ليس من أهل الاجتهاد في إنزالهما بمنزلة ما لا يعتد به، وينقض الحكم به (فتاوى ابن الصلاح ص 69).
ولأنه يجوز تبعيض الاجتهاد؛ بمعنى أن يكون العالم مجتهدا في نوع دون غيره، فكذلك الظاهرية يعتبر قولهم فيما عدا ما خالفوا القياس الجلي (فتاوى ابن الصلاح ص 69).
ولأن المسائل التي خالفوا فيها القياس الجلي، وما أجمع عليه القياسيون من أنواعه، أو بنوه على أصولهم التي قام الدليل القاطع على بطلانها باتفاق من سواهم على خلافه، إجماع منعقد. وقولهم حينئذ خارج من الإجماع؛ كقولهم في التغوط في الماء الراكدة؛ وقولهم: لا ربا إلا في الستة المنصوص عليها.
فخلافهم في هذا، وشبهه غير معتد به؛ لأنه مبني على ما يقطع ببطلانه، والاجتهاد على خلاف الدليل القاطع مردود، وينتقض حكم الحاكم به (تهذيب الأسماء واللغات للنووي 1\ 184). .
ويعرض على تفريقهم بين القياس الجلي، والقياس الخفي في الاعتداد بخلاف الظاهرية في الثاني دون الأول. أن يقال لهم:
أ - إن تقسيم القياس إلى جلي وخفي - بحسب تقسيم الشافعية - إنما هو تقسيم لما يطلق عليه القياس، لا القياس الشرعي المعرف بين الأصوليين، والذي فيه نزاع الظاهرية.
فإن الجمع بنفي الفارق - وهو القياس الخفي - ليس من حقيقة القياس (تيسير التحرير لأمير بادشاه 4\ 77). .
فعاد هذا القول للقول الأول، وهو نفي الاعتداد بخلاف الظاهرية مطلقا، فيكون القول فيهما واحدا.
ب - كذلك فإنه يقال: إما أن يعمم عدم الاعتداد بخلاف من خالف قول الأكثر في القياس الجلي سواء كان من أهل القياس، أم لا. أو أن يخص بأهل الظاهر فقط.
فإن قيل بالأول وهو أن كل من خالف في القياس الجلي لم يقبل قوله، ولا يعتد بخلافه، فهذا يؤدي إلى القول بقطعية هذا القياس، وفيه نظر؛ بدليل خلاف بعض القياسيين فيه.
وإن قيل بتخصيص منكري القياس فقط. ففيه تحكم؛ لأنه ربما خالف في هذه المسألة التي يدعي أن القياس فيها جلي غير الظاهرية ممن يعمل القياس؛ فيكون القائل هذا القول قد أهمل خلاف الظاهري، وأعمل خلاف غيره في مسألة واحدة، وهو تحكم.
مثال ذلك: ما ذكره أصحاب هذا القول من التمثيل للمسائل التي خالف فيها الظاهرية القياس الجلي؛ بأن الظاهرية يقولون: " بأن الربا لا يجري إلا في الأصناف الستة المنصوص عليها في الحديث فقط، ولا يتعداها لغيره ".
وهذه المسألة لم ينفرد بها الظاهرية بل وافقهم عليها بعض أهل القياس، فقال أبو الوفا ابن عقيل (ت 513 هـ) من الحنابلة، وغيره.
فإن قبلنا خلافه، ورددنا خلاف الظاهرية فهو تحكم. وإن قلنا برد خلاف الجميع فلا فائدة من تخصيص الظاهرية بعدم الاعتداد بقولهم، بل نرد خلاف جميع من خالف في هذا القياس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 10:33]ـ
والراجح في هذه المسألة - والله تعالى أعلم - هو الاحتجاج بخلاف الظاهرية مطلقا، وعدم انعقاد الإجماع بدونهم. وأن خلافهم مانع من انعقاده. ولا يصح رد قولهم بإجماع معاصريهم.
وأما ما شذوا فيه فيرده كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهما اللذان يحكمان ببطلانه حال عرضه عليهما.
المبحث الرابع: أمثلة تطبيقية على خلاف الظاهرية
سبق في بيان محل البحث والنزاع أن الحديث هنا فيما إذا انفرد الظاهرية بقول ولم يسبقوا إليه بقول أحد من الصحابة أو التابعين، أو لم يوافقهم عليه أحد من علماء المذاهب الأربعة المعروفة.
وبالنظر إلى كثير من المفردات التي ذكرها من حرص على جمع مفردات الظاهرية، أو ابن حزم بالخصوص، نجد أنهم يذكرون ما خالف فيه مشهور أقوال الأئمة الأربعة فقط، وهذا في الحقيقة خلاف المقصود بالبحث.
وسأذكر بضع مسائل، لا بقصد الاستيعاب، بل لقصد التمثيل فحسب.
مسألة: وجوب تقديم العضو الأيمن على الأيسر في الوضوء.
قال ابن حزم بوجوبه (المحلى 3 - 66)
وقد حكى الإجماع على الاستحباب دون الوجوب جمع من العلماء؛ منهم ابن المنذر (الأوسط 1 - 387، والنووي (المجموع 1 - 383).
مسألة: وجوب الاضطجاع على الشق الأيمن على من صلى ركعتي الفجر.
ذكر ابن حزم (المحلى 3 - 196) أنه يجب على من صلى ركعتي الفجر أن يضطجع على شقه الأيمن قبل صلاة الفجر سواء صلاها في وقتها أو قاضيا لها من نسيان أو عمد نوم، فإن عجز عن الضجعة أشار إلى ذلك حسب طاقته. ولم يجز له أن يصلي الصبح إلا بأن يضطجع على شقه الأيمن.
مسألة: جواز قص المحرم لأظفاره.
ذكر ابن حزم (المحلى 7 - 246) أنه يجوز للمحرم قص أظفاره وأنه لا شيء عليه فيه.
وقد حكى الإجماع على حرمتها جمع من أهل العلم؛ كابن المنذر (الاجماع ص 17)، وابن قدامة (المغني 5 - 146)، وغيرهم.
مسألة: عدم توريث الجدة أم الأب.
أنكر ابن حزم الإجماع على توريث أم الأب، وقال (المحلى 10 - 350): " إن أبا بكر رضي الله عنه لم يورث إلا جدة واحدة فقط؛ وهي أم الأب، فلا ميراث لغيرها من الجدات ".
وقد حكى الإجماع على توريث أم الأم جمع من العلماء؛ منهم ابن المنذر (الاجماع ص 34)، والماوردي (الحاوي 8 - 110)، والبغوي (شرح السنة 8 - 347)، والعمراني (البيان 3 - 704)، وغيرهم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
... انتهى البحث ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 12:15]ـ
بارك الله فيكم
حمل البحث من هنا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=4908(/)
هذه شروط لا إله إلا الله يا أهل الإسلام
ـ[ابو البراء]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 01:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه شروط لا إله إلا الله يا أهل الإسلام
الحمد لله الواحد الأحد، والصلاة والسلام على النبي أحمد، ثم أما بعد: لقد ظهرت دعوات جديدة بفهم غربي معاصر ومعرفة غريبة عن الإسلام وأهله تدعو إلى التخلي عن دراسة العقيدة الإسلامية، وتعارض تبسيط التوحيد، وتحارب شرح مقتضيات الدين، وتضايق من يوضح حقوق الإسلام التي لا يقوم الإيمان إلا بركائزها، فهذه الدعوات الخاذلة تنادي بإسقاط فهم السلف الصالح للعقيدة الإسلامية، ويدق طبول التخويف من خروج جيل يفهم الدين بطريقة التشدد [أي يقصدون علماء السلف الأوائل] ويصيحون بعدم التعرض لشروط التوحيد لصحة التدين عند المرء، ويقولون هذا تدقيق خطير يولد التكفير ويخرج جيل التطرف، وتطالب هذه الدعوات الغربية المنحلة عن الدين بمحاربة من ينادي بالعودة إلى سلامة العقيدة السلفية التي دعا إليها علماء الملة المحمدية وفقهاء الأمة الإسلامية، فنقول لمن ينادي بهذه الدعوات إن الدين عند الله الإسلام، والإسلام هو التوحيد والتوحيد هو عبادة الله تعالى وحده عقيدة وقولا وعملا، والعبادة هي إقامة العبودية لله وحده، والعبودية هي تحقيق الإلهية، والإلهية لن تتحقق إلا بإقامة دين الله تعالى عقيدة وشريعة بجميع شعائر الدين العقائدية الإيمانية وجميع شرائع الإيمان التشريعية، ولن يكون هذا إلا إذا فهم الناس عقيدة لا إله إلا الله التي تعبدنا بها، وعلموا مدلولاتها ومعانيها، وعملوا بمقتضياتها وأذعنوا لشروطها وطبقوا حقوقها وحققوا لوازمها، فالذي يطالب اليوم بتجديد الدين، وتغيير مفاهيم العقيدة مجنون أو دجال أو عدو منغمس، أو محارب متربص، أو منحل مرتد مفلس، فكلمة لا إله إلا الله هي كلمة التوحيد وكلمة التقوى، وكلمة الإسلام قيدت بالقيود الثقال في الكتاب والسنة وأهلها هم العارفون لمعناها العاملون بحقها كما قال الله تعالى في أهلها: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون}، فأول شرطها العلم المنافي للجهل ولن يتحقق هذا الشرط إلا بتدريس العقيدة وتبسيط التوحيد، ولن يكون هذا إلا بشرح شروط لا إله إلا الله، واجتناب الشرك بالله والكفر به سبحانه وتعالى، فبتعريف الكفر بعد الإيمان والردة بعد الإسلام يفهم المسلمون دينهم وعقيدتهم وتوحيدهم، ويكون هذا الكفر بعد الإسلام بأمور تتعلق بالردة فمن ارتكب الكفر الأكبر أو وقع في الردة كان مرتدا عن دين الإسلام، فالكفر بعد الإيمان والردة بعد الإسلام سببها عدة أشياء منها ما يكون بجحود المعلوم من الدين بالضرورة، ومنها ما يكون بالتكذيب ومنها ما يكون بالاستحلال القلبي أو القولي أو العملي، ومنها ما يكون بفعل الكفر، ومنها ما يكون بقول الكفر والتكلم به، ومنها ما يكون بالترك والإعراض والتولي عن دين الله تعالى، ومنها ما يكون بارتكاب نواقض الإسلام ومبطلات الإيمان، ومنها ما يكون بالصد عن سبيل الله توحيد الله تعالى، ومنها ما يكون بمحاربة للدين، والخروج عن قواعده وأصوله، فيكون الكفر بالاعتقاد كما لو اعتقد لله صاحبة ًأو ولداً أو اعتقد أن الله له شريك في الملك أو أن الله معه مدبرٌ في هذا الكون أو اعتقد أن أحداً يشارك الله في أسمائه أو صفاته أو أفعاله أو اعتقد أن أحداً يستحق العبادة غير الله أو اعتقد أن لله شريكاً في الربوبية فإنه يكفر بهذا الاعتقاد كفراً أكبر مخرجاً من الملة، ويكون الكفر بالفعل كما لو سجد للصنم أو فعل السحر أو فعل أي نوع من أنواع الشرك كأن دعا غير الله أو ذبح لغير الله أو نذر لغير الله أو طاف بغير بيت الله تقرباً لذلك الصنم الذي يعبده، وهكذا فالكفر أنواع وأقسام، فالكفر يكون بالفعل كما يكون بالقول، كما يكون بالاعتقاد والعمل كذلك، ويكون الكفر بالقول كما لو سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم أو سب دين الإسلام أو استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله أو بدينه، قال الله تعالى في جماعة من المنافقين صدر منهم كفر القول في غزوة تبوك فاستهزؤوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبأصحابه الكرام رضي الله عنهم فأنزل الله تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُم}، فأثبت لهم الكفر
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد الإيمان فدل على أن الكفر يكون بالفعل كما يكون بالاعتقاد ويكون بالقول أيضاً، فإن هؤلاء كفروا بالقول، ويكون الكفر بالجحود والاعتقاد وهما شيء واحد، وقد يكون بينهما فرق فالجحود كأن يجحد أمراًَ معلوماً من الدين بالضرورة كأن يجحد ربوبية الله أو يجحد ألوهية الله أو استحقاقه للعبادة أو يجحد ملكاً من الملائكة أو يجحد رسولاً من الرسل أو كتاباً من الكتب المنزلة أو يجحد البعث أو الجنة أو النار أو الجزاء أو الحساب أو ينكر وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة أو وجوب الحج أو وجوب الصوم أو يجحد وجوب بر الوالدين أو وجوب صلة الرحم أو غير ذلك مما هو معلوم من الدين بالضرورة وجوبه أو يجحد تحريم الزنا أو تحريم الربا أو تحريم شرب الخمر أو تحريم عقوق الوالدين أو تحريم قطيعة الرحم أو تحريم الرشوة أو غير ذلك مما هو معلوم من الدين بالضرورة تحريمه، ويكون الكفر بالإعراض عن دين الله والترك والرفض لتوحيد الله كأن يرفض دين الله بأن يعرض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعبد الله ولا يعمل به فيكفر بهذا الإعراض والترك والتولي عن الانقياد قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ}،وقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}، فمن أين يتعلم المسلم هذه النواقض لو لم يتعلمها على يدي المشايخ الكبار، فشروط لا إله إلا الله هي سبعة، فمن نطق بكلمة التوحيد لا إله إلا الله تجري عليه أحكام الإسلام ابتداء وأصلا وحكما، ثم يطالب بعد إسلامه بإقامة الشعائر التعبدية، والشرائع الحكمية، والأوامر الربانية، والتكاليف الشرعية، و وجوب مجانبة المحارم والحدود، وبهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم معاذا لما بعثه إلى اليمن كما جاء في الصحيحين عند البخاري ومسلم: [إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أول من تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك، فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب]، فهذا هو دين الله تعالى: توحيد ومباني وشعائر وشرائع، وأحكام ومعاملات وآداب وأخلاق، وإلا فما معنى كلمة لا إله إلا الله عند من ينطق بها إذا كان لتوحيد الله معطلا، ولدين الرسل محاربا، ولمنهج الأنبياء مناوئا، وعن شريعة الله صدا، وعن عبادة الله تعالى معرضا، لقد نطق قوم من التتار بلا إله إلا الله وهم أكفر من اليهود والنصارى والمجوس فيهم عقائد الوثنية وشركيات الإلحاد ما لا يعلمها إلا الله تعالى، من عبادة المخلوقات وتعظيم الشرك والكهانة والسحر وغير ذلك من تعطيل الصلاة ومحاربة الإسلام وشرائعه وشعائره وهم مع ذلك على عقائد الرافضة والفلاسفة فخلطوا دينهم بالأديان والفلسفات الكفرية والسفسطة الشركية، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى عن هؤلاء التتار الملاعين الذين حاربوا دين النبي صلى الله عليه وسلم:" فقد علم أن هؤلاء القوم [أي التتار] جازوا على الشام في المرة الأولى: عام تسعة وتسعين وأعطوا الناس الأمان وقرءوه على المنبر بدمشق، ومع هذا فقد سبوا من ذراري المسلمين ما يقال إنه مائة ألف أو يزيد عليه، وفعلوا ببيت المقدس وبجبل الصالحية ونابلس وحمص وداريا وغير ذلك من القتل والسبي ما لا يعلمه إلا الله حتى يقال إنهم سبوا من المسلمين قريبا من مائة ألف وجعلوا يفجرون بخيار نساء المسلمين في المساجد وغيرها كالمسجد الأقصى والأموي وغيره وجعلوا الجامع الذي بالعقيبة دكا، وقد شاهدنا عسكر القوم فرأينا جمهورهم لا يصلون ولم نر في عسكرهم مؤذنا ولا إماما وقد أخذوا من أموال المسلمين وذراريهم وخربوا من ديارهم ما لا يعلمه إلا الله، ولم يكن معهم في دولتهم إلا من كان من شر الخلق، إما زنديق منافق لا يعتقد دين الإسلام في الباطن وإما من هو من شر أهل البدع كالرافضة والجهمية والاتحادية ونحوهم، وإما من هو من أفجر الناس وأفسقهم، وهم في بلادهم مع تمكنهم لا يحجون البيت العتيق وإن كان فيهم من يصلي ويصوم فليس الغالب عليهم إقام الصلاة ولا إيتاء الزكاة، وهم
(يُتْبَعُ)
(/)
يقاتلون على ملك جنكسخان فمن دخل في طاعتهم جعلوه وليا لهم وإن كان كافرا، ومن خرج عن ذلك جعلوه عدوا لهم وإن كان من خيار المسلمين، ولا يقاتلون على الإسلام ولا يضعون الجزية والصغار، بل غاية كثير من المسلمين منهم من أكابر أمرائهم ووزرائهم أن يكون المسلم عندهم كمن يعظمونه من المشركين من اليهود والنصارى كما قال أكبر مقدميهم الذين قدموا إلى الشام وهو يخاطب رسل المسلمين ويتقرب إليهم بأنا مسلمون، فقال هذان آيتان عظيمتان جاءا من عند الله محمد وجنكسخان، فهذا غاية ما يتقرب به أكبر مقدميهم إلى المسلمين أن يسوي بين رسول الله وأكرم الخلق عليه وسيد ولد آدم وخاتم المرسلين وبين ملك كافر مشرك من أعظم المشركين كفرا وفسادا وعدوانا من جنس بخت نصر وأمثاله، وذلك أن اعتقاد هؤلاء التتار كان في جنكسخان عظيما فإنهم يعتقدون أنه ابن الله من جنس ما يعتقده النصارى في المسيح، ويقولون إن الشمس حبلت أمه وأنها كانت في خيمة فنزلت الشمس من كوة الخيمة فدخلت فيها حتى حبلت، ومعلوم عند كل ذي دين أن هذا كذب، وهذا دليل على أنه ولد زنا وأن أمه زنت فكتمت زناها وادعت هذا حتى تدفع عنها معرة الزنا وهم مع هذا يجعلونه أعظم رسول عند الله في تعظيم ما سنه لهم وشرعه بظنه وهواه حتى يقولوا لما عندهم من المال هذا رزق جنكسخان ويشكرونه على أكلهم وشربهم وهم يستحلون قتل من عادى ما سنه لهم هذا الكافر الملعون المعادي لله ولأنبيائه ورسوله وعباده المؤمنين. فهذا وأمثاله من مقدميهم كان غايته بعد الإسلام أن يجعل محمدا صلى الله عليه وسلم بمنزلة هذا الملعون، ومعلوم أن مسيلمة الكذاب كان أقل ضررا على المسلمين من هذا وادعى أنه شريك محمد في الرسالة وبهذا استحل الصحابة قتاله وقتال أصحابه المرتدين، فكيف بمن كان فيما يظهره من الإسلام يجعل محمدا كجنكسخان وإلا فهم مع إظهارهم للإسلام يعظمون أمر جنكسخان على المسلمين المتبعين لشريعة القرآن ولا يقاتلون أولئك المتبعين لما سنه جنكسخان كما يقاتلون المسلمين بل أعظم، أولئك الكفار يبذلون له الطاعة والانقياد ويحملون إليه الأموال ويقرون له بالنيابة ولا يخالفون ما يأمرهم به إلا كما يخالف الخارج عن طاعة الإمام للإمام، وهم يحاربون المسلمين ويعادونهم أعظم معاداة ويطلبون من المسلمين الطاعة لهم وبذل الأموال والدخول فيما وضعه لهم ذلك الملك الكافر المشرك المشابه لفرعون أو النمروذ ونحوهما، بل هو أعظم فسادا في الأرض منهما، قال الله تعالى: {إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين}، وهذا الكافر علا في الأرض: يستضعف أهل الملل كلهم من المسلمين واليهود والنصارى ومن خالفه من المشركين بقتل الرجال وسبي الحريم وبأخذ الأموال، وبإهلاك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد، ويرد الناس عما كانوا عليه من سنن الأنبياء والمرسلين إلى أن يدخلوا فيما ابتدعه من سنته الجاهلية وشريعته الكفرية، فهم يدعون دين الإسلام ويعظمون دين أولئك الكفار على دين المسلمين ويطيعونهم ويوالونهم أعظم بكثير من طاعة الله ورسوله وموالاة المؤمنين والحكم فيما شجر بين أكابرهم بحكم الجاهلية لا بحكم الله ورسوله، وكذلك الأكابر من وزرائهم وغيرهم يجعلون دين الإسلام كدين اليهود والنصارى وإن هذه كلها طرق إلى الله بمنزلة المذاهب الأربعة عند المسلمين، ثم منهم من يرجح دين اليهود أو دين النصارى ومنهم من يرجح دين المسلمين وهذا القول فاش غالب فيهم حتى في فقهائهم وعبادهم لا سيما الجهمية من الاتحادية الفرعونية ونحوهم فإنه غلبت عليهم الفلسفة، وهذا مذهب كثير من المتفلسفة أو أكثرهم وعلى هذا كثير من النصارى أو أكثرهم وكثير من اليهود أيضا، بل لو قال القائل: إن غالب خواص العلماء منهم والعباد على هذا المذهب لما أبعد، وقد رأيت من ذلك وسمعت ما لا يتسع له هذا الموضع، ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين أن من سوغ اتباع غير دين الإسلام أو اتباع شريعة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر وهو ككفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض الكتاب كما قال تعالى: {إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا}، {أولئك
(يُتْبَعُ)
(/)
هم الكافرون حقا، وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا}، واليهود والنصارى داخلون في ذلك وكذلك المتفلسفة يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، ومن تفلسف من اليهود والنصارى يبقى كفره من وجهين، وهؤلاء أكثر وزرائهم الذين يصدرون عن رأيه غايته أن يكون من هذا الضرب فإنه كان يهوديا متفلسفا ثم انتسب إلى الإسلام مع ما فيه من اليهودية والتفلسف وضم إلى ذلك الرفض، فهذا هو أعظم من عندهم من ذوي الأفلام وذاك أعظم من كان عندهم من ذوي السيف، فليعتبر المؤمن بهذا، وبالجملة فما من نفاق وزندقة وإلحاد إلا وهي داخلة في أتباع التتار، لأنهم من أجهل الخلق وأقلهم معرفة بالدين وأبعدهم عن أتباعه وأعظم الخلق اتباعا للظن وما تهوى الأنفس"، فليس كل من نطق بلا إله إلا الله يعد من المسلمين قطعا، بل قد يكون من أعداء الله تعالى وخصوم رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن نطق بلا إله إلا الله وأدى حقا وشرطها دخل الجنة، فكلمة لا إله إلا الله لها حقوق وشروط ولوازم ومقتضيات قد جاءت منصوص عليها في الكتاب والسنة، فمن أدها وقام بقيودها وحقق معناها وعمل بمقتضاها كان من جملة الموحدين المسلمين، ومن أخل بها ونقضها فإنه لم يحقق مدلولها الذي دلت عليه لم يعمل بقيدها كان من المشركين الذين تجري عليهم أحكام الكفر بعد الإيمان، كما قال تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها}، وهذه الحقوق والشروط والمقتضيات ينبغي على كل مسلم أن يعلمها ويعمل بها ويعلمها لغيره ممن هو مسئول عنه أمام الله يوم القيامة، فالشرط الأول هو:
1: العلم المنافي للجهل والدليل قوله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله}، ولذلك بوب البخاري باب: العلم قبل القول والعمل، وقد قال السلف رضوان الله عليهم:" لا تقل كلمة في الدين إلا بسلطان العلم والحجة"، فأعظم علم على الإطلاق هو العلم بالله تعالى ودينه وشرائعه، إذ العلوم تنقسم إلى قسمين: علم بالله وهو العلم بذاته وأسماءه وصفاته وأقواله وأفعاله، والقسم الثاني علم بحكمه وأمره ونهيه، وهو علم الشرائع والشعائر والأحكام والمعاملات، وقوله سبحانه وتعالى: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} يدل على أن الشاهد ينبغي أن يشهد بعلم وبينة وإلا تكون شهادته غير معتبرة، فكل شهادة كانت مجردة من العلم والبينة فهي شهادة خاوية غير معتبرة مردودة على صاحبها في الدارين، وقد شهد الله تعالى على نفسه بعلم أنه لا إله إلا هو سبحانه وتعالى حيث قال جل جلاله: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط}، وكذلك الملائكة شهدت بعلم أنه تعالى هو الإله الأوحد الذي لا يستحق العبادة إلا هو تعالى، فلا معبود بحق إلا الله، وكذلك العلماء الذين شهدوا بقسط وعدل وحق وصدق وبينة وإخلاص على أن الله تعالى واحد، أنزل شهادته في الكتب ونزلت بها الصحف وصدقها الرسل والأنبياء بالحق وشهدوا بصدق في الرسالة، والمؤمنون الذين هم أتباع الرسل صدقوا بالبراهين والدلالات التي جاءت بها الرسل ونزلت بها الكتب، فكل ما في الكون يشهد أن الله تعالى واحد، وقوله تعالى: {أنزله بعلمه والملائكة يشهدون}، يدل على أن الشهادة في الإسلام مقرونة بالعلم، فكلمة التوحيد لا ينتفع بها صاحبها إلا إذا نطق بها بعلم وفهم لما دلت عليه الشهادة، والدليل من السنة الميمونة ما روى مسلم:عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة]، فالعلم بلا إله إلا الله هو العلم بحقيقة أحكامها ولوازمها ومقتضياتها وحقوقها وشروطها، فأول شرط لدخول الجنة أن تقول لا إله إلا الله بعلم ومعرفة، وآخر شرط لدخول الجنة هو أن تموت وأنت تعلم أنه لا إله إلا الله بعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
2: الإخلاص المنافي للشرك: والإخلاص الذي في هذا الشرط هو صفاء النية وسلامة المقصد بالتوجه إلى الله تعالى وحده، والدليل من القرآن قوله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}، {ألا لله الدين الخالص}، فالقيد في هذه الآيات هو الإخلاص المنافي للشرك، كما جاء في سنن النسائي بسند صححه العلامة الأرناؤوط عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه]، وقال عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: " والدين: كل ما يُدان الله به من العبادات الظاهرة و الباطنة" ويشترط في إقامة الدين أن يكون خالصا لله وحده لا شريك له، كما قال تعالى: {فادع الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون}، و روى البخاري: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه]، وفي رواية: [أو من نفسه] وفي رواية [من قِبل نفسه]، وخرج السيوطي في الجامع وصححه الألباني: عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [من قال لا إله إلا الله خالصا مخلصا من قلبه دخل الجنة]، خالصا مخلصا أي: خاصا قلبا وقالبا، ظاهرا وباطنا، جوهرا ومظهرا، فلا بد على المسلم أن يحقق الإخلاص في المعتقد والقول والعمل حتى يسلم من الشرك بالله تعالى كما جاء في صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: [أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا أشرك فيه معي غير تركته وشركه]، وفي رواية: [وشريكه]، فبادروا إلى الإخلاص.
3: الصدق المنافي للكذب: وهذا الشرط هو تحقيق الصدق بكل ركائزه الثلاثة قلبا وقولا وعملا، قلبا وقالبا، والدليل قوله تعالى: {ألم أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}، فالفرق بين الصادق والكاذب يظهر في العمل، وقيل: في صدق العمل بعد القول، فهيهات هيهات أن يشتري العبد اسم الإيمان وهو يدعيه دعوى كاذبة من غير ثبوت ولا بينة ولا برهان في العمل، فقيد الصدق في هذا الشرط من خلال الكتاب والسنة يدل أن الصدق عنوان ما في القلب من الإيمان، فقد قيل كما جاء مأثورا عن السلف: كل صادق مخلص وليس كل مخلص صادق، فالصدق قمة الإخلاص وقيل هو توافق الظاهر مع الباطن، أن روى الشيخان: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار]، فالشرط في هذا الحديث هو صدق العمل الموافق لايمان القلب ونطق اللسان، قال الحافظ في [فتح الباري باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا]: " قال الطيبي قوله [صدقا]: أقيم هنا مقام الاستقامة لأن الصدق يعبر به قولا عن مطابقة القول المخبر عنه، يعبر به فعلا عن تحري الأخلاق المرضية كقوله تعالى: {والذي جاء بالصدق وصدق به} أي: حقق ما أورده قولا بما تحراه فعلا"، وقال العلامة ابن القيم [التبيان في أقسام القرآن ص43]: " والتصديق بلا إله إلا الله يقتضي الإذعان والإقرار بحقوقها وهي شرائع الإسلام التي هي تفصيل هذه الكلمة بالتصديق بجميع أخباره وامتثال أوامره واجتناب نواهيه"، و روى الحاكم وصححه و وافقه الذهبي: قال صلى الله عليه وسلم: [شفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصا يصدق قلبه لسانه ولسانه قلبه]، فعلى كل مسلم أن يبادر لتحقيق قيود وحقوق لا إله إلا الله.
4: اليقين المنافي للشك: فهذا الشرط الثاني من شروط التوحيد هو اليقين ودليله من كتاب الله تعالى قوله: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا و جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون}، فاليقين هو الجزم والعزم والحزم في الإيمان والقناعة، وضده هو الشك والريب في العقيدة، فالإيمان السليم هو المصحوب باليقين، كما روى ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفا: [اليقين هو الإيمان كله]، فاليقين هو الاستيقان بما أخبر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو التصديق الجازم بلا اضطراب ولا شك فيما أخبرنا الله تعالى ورسوله صلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الله عليه وسلم من وسائل الوعد والوعيد، وهو التصديق بيقين وحق بمصداقية وشرعية ما حكم الله تعالى به أنه حق وقسط وعدل فيه الحكمة والمعرفة والعلم والخير والنفع ومصلحة، وأن ما نهى الله تعالى عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم ففيه شر ومضرة وأذى، فالحكمة كل الحكمة فيما أمر الله تعالى به، والخير كل الخير في اجتناب كل نهى الله تعالى عنه، وأما دليل السنة ما روى مسلم في صحيحه:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة]، وفي رواية: [لا يلقى اللهَ بهما عبدُُ غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة]، و روى مسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقتا بها قلبه فبشره بالجنة]، وهذا القيد الذي قيد لا إله إلا الله هو من الشروط المستنبطة نصا من الأدلة الواردة في الكتاب والسنة، كما أخبر تعالى عن أهل الشك والريب: {فهم في ريبهم يترددون}، وقال تعالى عن أهل الشك: {وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي} فهذا هو الريب والشك الذي ينافي اليقين والإيمان، فشرط اليقين شرط ضروري أساسي لسلامة التوحيد والإسلام والإيمان من شوائب الريب والشك والإضطراب.
5: المحبة المنافية للبغض: وهذا القيد عنوان المحبين الصادقين، فإن صدق المحبة يظهر في العمل لما يرضي المحبوب، كما قال تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله}، فشرط المحبة يحققه المسلم إذا أحب الله وكتابه ودينه ورسوله صلى الله عليه وسلم وسنته وهديه وعباد الله المؤمنين، فقد روى أحمد (4/ 366) والبخاري (7/ 218): قال عمر رضي الله عنه: [والله لأنت يا رسول الله أحب إلى من كل شيء إلاّ من نفسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه، فقال عمر رضي الله عنه: فأنت الآن والله أحب إلى من نفسي، فقال رسول الله: الآن يا عمر]، وقال العلامة العثيمين [القول المفيد على كتاب التوحيد ج2 ص52]: " إذا كان الرسول أحب إليك من نفسك فأنت تنتصر للرسول أكثر مما تنتصر لنفسك، وترد على نفسك بقول الرسول صلى الله عليه و سلم فتدع ما تهواه من أجل طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم و هذا عنوان تقديم محبته على محبة النفس و لهذا قال بعضهم:
تعصي الإله وأنت تزعم حبه --- إن هذا تالله في القياس بديع.
لو كان حبك صادقا لأطعته --- إن المحب لمن يحب مطيع.
إذا يؤخذ من هذا الحديث وجوب تقديم قول الرسول صلى الله عليه وسلم على قول كل الناس حتى على قول أبي بكر و عمر وعثمان"، وبوب النووي: [بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان] روى البخاري (16) ومسلم (43): عن أنس بن مالك رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم: [ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان] وفي رواية: [طعم الإيمان من كان الله ورسوله أحبَ إليه مما سواهما]، [وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار]، وفي رواية: [ومن كان أن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه]، في رواية لمسلم: [من أن يرجع يهوديا أو نصرانيا]، وقال النووي [شرح صحيح مسلم ج1 ص289]: "هذا حديث عظيم، وأصل من أصول الإسلام، قال القاضي عياض رحمه الله هذا الحديث بمعنى الحديث المتقدم: [ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا]، وذلك أنه لا تصح المحبة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم حقيقة وحب الأدمي في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكراهة الرجوع إلى الكفر إلا لمن قوي بالإيمان يقينه واطمأنت به نفسه وانشرح له صدره وخالط لحمه ودمه وهذا هو الذي وجد حلاوته، قال (أي القاضي): والحب في الله من ثمرات حب الله"، وقال العلامة صالح الفوزان [محاضرات في العقيدة والدعوةص279]: "فعلامة محبة الله عز وجل: اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلامة بغض الله عز وجل مخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر عز وجل علامة بغض الله فقال سبحانه: {فإن تولوا} أي عن طاعة الله و رسوله
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله عليه وسلم فهذا دليل على بغض الله عز وجل و بغض رسوله فإن الله لا يحب الكافرين".
6: القبول المنافي للرد: فهذا الشرط قد ورد في الكتاب الكريم والسنة المباركة وهو قيد القبول أو الرضا المنافي للرد، فقوله تعالى: {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا} فعلامة القبول تظهر على فلتات اللسان وجوارح الأعمال، كما قال العلامة الشيخ صالح الفوزان في شرح هذه الآية [محاضرات في العقيدة والدعوة ص147]: " هذا موقف الفريقين عندما يدعيان إلى التحاكم إلى شريعة الله وهو موقف لا يزال يتكرر كلما حدثت قضية أو عرضت نازلة، المنافقون يريدون حكم الله ورسوله فيما إذا كان لهم، أما إذا كان عليهم فإنهم يهربون إلى حكم الطاغوت ليخلصهم من حكم الله، والمؤمنون يريدون حكم الله على كل حال سواء كان لهم أو عليهم"، فقوله تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} يدل على أن القبول بالرضا هو صفة المسلمين المؤمنين الصادقين الذين قبلوا أمر الله تعالى وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم برضا وقناعة، كما روى الترمذي و صححه الألباني: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وجبت له الجنة]، وفي رواية: [نبيا ورسولا وجبت له الجنة]، وروى مسلم: عن العباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا و بمحمد نبيا]، فالرضا بالله تعالى رضا به خالقا ورازقا ومدبرا ومشرعا، والرضا بكل ما في القرآن الكريم عقيدة وعبادة وتشريعا وحكما ومعاملة، والرضا برسول الله صلى الله عليه وسلم يكون بقبول سنته وحكمه وتشريعه وما قضى به، والرضا بالإسلام يكون بقبول دين الإسلام حكما وتشريعا وعقيدة وسنة ومنهاجا في الدين والدنيا بلا علمانية ولا فصل دين عن حكم، والقبول الذي هو الرضا: لا بد أن يكون مصحوبا برضا القلب والقول والعمل والانقياد
7: الانقياد المنافي للترك: وهذا الشرط هو قيد الانقياد لحكم لا إله إلا الله، وحقيقته الإذعان والامتثال لما دلت عليه لا إله إلا الله علما وعملا بقيودها السبع الواردة في الكتاب والسنة، والدليل من القرآن قوله تعالى: {ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى}، فإسلام الوجه لله تعالى يكون بالتوحيد، والإحسان في القول والعمل، والانقياد يكون لما جاء في شرط الإذعان قوله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}، فعلى كل مسلم أن فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه و سلم: [لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به] قال النووي حديث حسن صحيح قد رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح وحسنه المحدث ابن باز، وقال الشيخ عبد المحسن العباد [رسالة الحث على اتباع السنة والتحذير من البدع وبيان خطرها ص31]: قال الحافظ ج13ص289وأخرج البيهقي في المدخل وابن عبد البر في بيان العلم عن جماعة من التابعين كالحسن وابن سرين وشريح و الشعبي و النخعي بأسانيد جياد ذم القول بالرأي المجرد، ويجمع ذلك كله حديث أبي هريرة: [لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به] أخرجه الحسن بن سفيان وغيره ورجاله ثقات وقد صححه النووي في آخر الأربعين"، وقال العلامة محمد بن عبد الوهاب: " كون الإيمان لا يحصل لأحد حتى يكون هواه تبعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم"، وقال محمد بن صالح العثيمين: [القول المفيد على كتاب التوحيد ج2ص176: ج2ص182]:" هذا واضح من الحديث أي [لا يؤمن أحدكم إيمانا كاملا إلا إذا كان لا يهوى ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بالكلية فإنه ينتفي عنه الإيمان بالكلية لأنه إذا كره ما أنزل الله فقد حبط عمله لكفره، قال تعالى: {ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم}، قال الشيخ صالح الفوزان [محاضرات في العقيدة والدعوة ص66]: " الانقياد بأداء حقوقها وهي الأعمال الواجبة إخلاصا لله وطلبا لمرضاته"، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية [شرح كتاب العمدة (ج2/ ص 86)]: " فإن الإيمان عند أهل السنة والجماعة قول وعمل كما دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف، وعلى ما هو مقرر في موضعه فالقول: تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم، والعمل: تصديق القول فإذا خلا العبد عن العمل بالكلية لم يكن مؤمنا "، وفي ختام هذا المبحث المتواضع: لا بد على المسلم أن يحقق شروط لا إله إلا الله اعتقادا وقولا وعملا بكل ما دلت عليه كلمة التوحيد لا معبود بحق إلا الله، حتى يكون الموحد مسلما حقا وصدقا، ولا بد على العبد المسلم أن يحقق شروط الكلمة بما قيدت به في الكتاب والسنة: علما وإخلاصا وصدقا ويقينا ومحبة وقبولا وانقيادا، فمن حققها كاملة كان مسلما موحدا، ومن لم يحققها كاملة لم يصح إسلامه وهو على خطر عظيم.
و كتبه
عبد الفتاح زراوي حمداش
المشرف العام لموقع ميراث السنة
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1963(/)
حكم تسمية العمارات بـ قصر الكوثر، والفردوس .. ونحو ذلك
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 11:32]ـ
السؤال:
توجد بعض العمائر التي أعدها أصحابها للإيجار، كغرف مفروشة أو شقق، وقد أطلقوا عليها بعض الأسماء، مثل: (قصر عباد الرحمن، قصر تبارك، قصر الكوثر، قصر الفردوس ... ) وما شابه ذلك. هل يجوز إطلاق مثل هذه العبارات على العمارات المعدة للإيجار أو خلافه؟
الجواب:
الحمد لله
"لا يجوز إطلاق العبارات المذكورة على الغرف والشقق المعدة للإيجار؛ لأنها تشتمل على الكذب، فالتسمية بـ (قصر عباد الرحمن) مشعرة بالمدح، وقد يسكنه من ليس أهلاً لذلك.
وتسمية قصر تبارك لا يجوز، لأن كلمة (تبارك) لا تطلق إلا على الله عز وجل، كما قال سبحانه: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) الملك/1، والقصر المذكور قد يكون غير مبارك ولا خير فيه.
و (قصر الكوثر) الذي هو (الخير الكثير)، وقد يكون القصر شراً محضاً، ويطلق على نهر في الجنة أعطاه الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، كما في قول الله عز وجل: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) الكوثر/1.
ولأن (الفردوس) اسم لأعلى الجنة وأوسطها، فلا يليق أن يسمى به قصر من قصور الدنيا.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الشيخ عبد الرزاق عفيفي ... الشيخ عبد الله بن غديان.
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (26/ 377).
الإسلام سؤال وجواب(/)
أبحث عن كتب في التناسب بين خواتيم السور لما بعدها
ـ[الحسام الغامدي]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 12:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعزاء مكلف ببحث عن مناسبة خواتيم السور لما بعدها في الجزء الأخير من القرآن وأبحث عن مراجع فيه ومما أبحث عنه هذه الكتب ولم أجد لها أثر على الشبكة ولست أدري أبحث قَصُر أم أنها غير موجودة فلو تساعدونني في العثور عليها أكن لكم من الشاكرين
1 - الإعجاز البياني في ترتيب آيات القرآن وسوره - محمد أحمد القاسم
2 - إمعان النظر في نظام الآيات والسور - محمد عناية محمد
3 - فواتيح السور وخواتيمها - الخضيري (رسالة دكتوراة)
وجزاكم الله خيرا
ـ[أفلااطون]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 07:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعلك تطالع كتاب البقاعي: "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور" , وبعض النكات في "ملاك التأويل".(/)
حكم علاج السِّحر بالنَّجاسات؟
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 03:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخ الكرام ,,,,,
سمعت بان هناك نوع من أنواع السحر والعياذ بالله تسقي فيه الزوجة من دم حيضها لزوجها في أكله وشربه حتى يصبح بليدا (لا لها ولا لغيرها) نسأل الله السلامة وهذا النوع مشهور في جنوب شرق آسيا
وقيل لي إن علاج مثل هذا الأمر يكون بشرب بول أم الزوج بنفس الطريقة!!!!!!! حتى يتشافي فهل هذا الطريقة للعلاج تجوز؟
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 04:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخ الكرام ,,,,,
سمعت بان هناك نوع من أنواع السحر والعياذ بالله تسقي فيه الزوجة من دم حيضها لزوجها في أكله وشربه حتى يصبح بليدا (لا لها ولا لغيرها) نسأل الله السلامة وهذا النوع مشهور في جنوب شرق آسيا
وقيل لي إن علاج مثل هذا الأمر يكون بشرب بول أم الزوج بنفس الطريقة!!!!!!! حتى يتشافي فهل هذا الطريقة للعلاج تجوز؟
ما هذا السحر الباعث للغثيان!! وما تلك الوصفات المقرفة؟!
وعلاج السحر: لا يكون إلا بما جوّزته الشريعة، لا بالإتيان بهذه الأشياء المهلكة صاحبها!!
والذي أعرفه: أن (دم الحيض) يقتل من احتساه قتلا بطيئا!! وقد وقعت في ذلك جرائم!! طالعتُ بعضها في هاتيك الصحف السيَّارة ...
وعلى كل حال: فلا يجوز علاج السحر بمثله أصلا!! إنما يُفزع من المسِّ به: إلى معين القرآن والسنة النبوية والتحصن بهما أبدا ...
وكلام أهل العلم في السحر والساحر: شديد جدا، بل فيه الكفر عند بعضهم!!
والأولى: عدم تتبع هذه الأمور إلا لمن ابتُلي وحسب .. والله المستعان لا رب سواه ....
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 04:53]ـ
ما هذا السحر الباعث للغثيان!! وما تلك الوصفات المقرفة؟!
وعلاج السحر: لا يكون إلا بما جوّزته الشريعة، لا بالإتيان بهذه الأشياء المهلكة صاحبها!!
والذي أعرفه: أن (دم الحيض) يقتل من احتساه قتلا بطيئا!! وقد وقعت في ذلك جرائم!! طالعتُ بعضها في هاتيك الصحف السيَّارة ...
وعلى كل حال: فلا يجوز علاج السحر بمثله أصلا!! إنما يُفزع من المسِّ به: إلى معين القرآن والسنة النبوية والتحصن بهما أبدا ...
وكلام أهل العلم في السحر والساحر: شديد جدا، بل فيه الكفر عند بعضهم!!
والأولى: عدم تتبع هذه الأمور إلا لمن ابتُلي وحسب .. والله المستعان لا رب سواه ....
صدقت باعث للغثيان كما قلت!!!
المشكلة اني اعاني من احد اقاربي تزوج من تلك المنطقة وكان شاب مستقيما وانتكس رويدا رويدا بعد زواجه بتلك الخبيثة أصبح بليدا ديوثا زوجته تخونه بل وخرجت قبل اشهر من بيتها أسبوعين وغضب وقرر طلاقها ثم لما عادت كأن شيء لم يكن قصة طويلة لااود شرحها حسبي الله ونعم الوكيل ....
واني والله لااحب تتبع هذه الامور ابدا لكن عرضت لي احداهن هذا العلاج واستقذرته بفطرتي وقلت اضع الموضوع عندكم حتى اجد جوابا شافيا بارك الله فيكم ونفع بكم وسامحوني(/)
درس جديد للشيخ سعد الحميد شرح رسالة شيخ الإسلام رفع الملام
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 04:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يبدأ بمشيئة الله تعالى شرح رسالة شيخ الإسلام رحمه الله رفع الملام عن الأئمة الأعلام
وسيشرحها فضيلة الشيخ سعد الحميد وفقه الله يوم الخميس بعد العشاء بتوقيت مكة
أرجو من المنتدى والمشرفين تثبيت الدرس ومتابعته
نفع الله بالجميع
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 04:14]ـ
اخي بارك الله فيك لم تذكر لنا مكان الدرس؟ فأين سيكون, وهل هناك بث مباشر؟!(/)
ما مذهب الشيخ أبي زهرة؟
ـ[أبو حاتم حفيد الصديق]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 12:49]ـ
رجاء ايها الإخوة من يؤكد أو يصحح معلوماتي: الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله، حنفي أم غير ذلك؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو حاتم حفيد الصديق]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 10:57]ـ
رجاء ايها الإخوة من يؤكد أو يصحح معلوماتي: الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله، حنفي أم غير ذلك؟
جزاكم الله خيرا
إخوتاه، بارك الله فيكم أما من مجيب مسعف بالطلب؟
ـ[أبو حاتم حفيد الصديق]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 04:11]ـ
رجاء ايها الإخوة من يؤكد أو يصحح معلوماتي: الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله، حنفي أم غير ذلك؟
جزاكم الله خيرا
والله ما ترفا أسأل، ولكن المسألة يترتب عليه توجيه علمي.
يرحمكم الله(/)
السيد محمد رشيد رضا
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 05:54]ـ
هو العلم العلامة الحبر البحر الفهامة المحدث المتقن الفقيه المتفنن المفسر المحقق القدوة شيخ المحدثين في عصره ومصره الشيخ محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا بن علي خليفة القلموني الطرابلسي البغدادي القاهري المصري: {1354:ت}:
ولد الشيخ ـ عليه الرحمة ـ ولد لعام ألف واثنين وثمانين من الهجرة وتعلم العلم في بيت والده كما قال في ترجمته في مجلته ثم إنه حفظ القرآن وتتلمذ للشيخ حسين الجسر بن محمد الجسر بن المصطفى الجسر الصيادي الطرابلسي المصري ثم إنه ظل هكذا يدارس أهل بلده من هنا وهنا إلى أن وقعت في يده مجلة "العروة الوثقى " والتي كان يكتب فيها حكيما المشرق أبو تراب محمد عبده بن حسن خير الله التركماني الأزهري المصري الشناري الحنفي والشيخ محمد جمال الدين بن صفدر الحسيني الأفغاني، فاتصل بالسيد جمال الدين ولم يسعفه الحظ فاتصل بالشيخ محمد عبده بعد أن ذهب إلى مصر لعام ألف وثلاث مئة وخمسة عشر وفتح مجلته وأشار على الشيخ محمد عبده السالف ذكره أن يقرأ التفسير على نحو المقالات التي كتبت في المجلة السالفة الذكر فتردد الشيخ وعلل بكثرة التفاسير وأنها في حانوت كذا وكذا قد كللها الغبار فوضح له الشيخ رشيد وأوضح ففعل الشيخ محمد عبده وألقى التفسير في ساحة الأزهر وكان لا يكتب ذلك التفسير من الشيخ ويودعه في مذكرات سوى الشيخ رشيد وبعض التلاميذ، ثم إن الشيخ رشيد ظل هكذا يكتب التفسير من الشيخ عبده إلى أن قضى نحبه في عام ألف وثلاث مائة وثلاثة وعشرين من الهجرة وأكمله من بعده الشيخ محمد رشيد رضا وأزاد مباحث قال الذهبي:أن الشيخ رشيد ما زاد تلك المباحث إلا كونه رجلاً صحفياً له الدراية والعلم بحال الأمة ثم إن الشيخ مازال يكتب في تفسيره هذا حتى وفاته المنية قبل أن يتمه وأكمل الشيخ محمد بهجت البيطار سورة يوسف ولم يكمل ما كتب الشيخ رشيد سوى تلك السورة حيث قضى نحبه ثم إن ذلك التفسير ظل هكذا لم يكمل حتى إن العلامة عبد الحميد بن باديس عليه الرحمة قد قيل له أن يكمله فقال أين لي بعلم رشيد وفهم رشيد ومكتبة رشيد وما ذاك الأمر أو قوله هذا كناية عن الولوج في مسألة التفسير فهي مسألة عظيمة وقوله هذا يبين أن للشيخ رشيد باع في العلوم ثم إن علامة ألبانيا محمد ناصر الدين بن نوح بن آدم بن نجاتي الألباني الدمشقي قد أشاد به ـ أي الشيخ رشيد ـ وبمجلته، وبيت القصيد أنني وددت أن أكمل تفسير الشيخ رشيد عليه الرحمه إن كان لم يكمله أحد ولكن!!!!!!!! سأكمله من خلال مجلته عن طريق التجميع ومن مؤلفاته ومؤلفات الشيخ محمد عبده والشيخ الثالث محمد جمال الدين الأفغاني وقد خطت لهذا ولكن؟؟؟؟
أريد من الأخوة الأعضاء أن يساعدونني بأسماء مؤلفات اللشيخ رشيد وأسماء الدور التي طبعت كتبها حتى أبدأ في هذا، فيا أهل المنتدى نود أن نرى كلامكم وتعليقاتكم على هذا الأمر
محبكم
أبو الفداء أحمد بن طراد الحجازي
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 08:40]ـ
جزاك ربي خيرا
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 11:13]ـ
يضاف إلى الموضوع شعرالشيخ رشيد لمن يحب الشعر هاهو الشيخ شاعر ولا ضير في هذا:
---من شعر الأستاذ العلم العلامة المحدث المفسر
محمد بن رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا علي خليفة القلموني الحسيني الطرابلسي البغدادي المصري القاهري: {1354ت}:
أي حسن نرى بهذي الغواني ... كل عضو كآلة حربيه
ما لنا نحسب الحسان ظباء ... ولها فتكة بنا قسوريه
ونسمي خدر الفتاة كناسًا ... ونرى الغاب يدعي الأولويه
ونذوق الغرام عذبًا وإن كا ... ن عذابًا لدى النفوس الأبيه
يا رقيقًا لذات خصر رقيق ... برئت منك ذمة الحريه
قد أذلتك نسوة يتبرجن ... دلالاً تبرج الجاهليه
تلك سلوى أن التخيل يدعو ... رقة العقل رقة طبعيه
كم تناجي الدجى وما أنت ممن ... يفتري عن ضاوعة المفريَّه
وتبيح الرياح كل غدوّ ... ورواح شؤونك السريه
وتصيخ الآذان تسترق السمع ... جوابًا يأتي من العامريه
قد أقامت لك الأماني سلكًا ... لأداء الرسائل البرقيه
ولكم أنت في عتاب وشكوى ... لحبيب دياره مقصيه
(يُتْبَعُ)
(/)
إن نأى يدنه الخيال من التمثيل ... في آلة له رصديه
وعلام الوقوف حول رسوم ... دارسات ما ثَمَّ منها بقيه
تمطر السحب من عيونك ما ثار ... بخارًا عن نارك القلبيه
بحر دمع وفُلْك جسمك فيه ... سيرته أنفاسك الصدريه
خل عنك التمويه بالغيد وأسلم ... إنما الحب لذة وهميه
قد أقامت على الحقائق سترًا ... فاستسرت نجومها الدريه
حجبت عنك شمسها بسحاب ... ظله قام صورة شمسيه
ومنها في إثبات أن الحب اختياري في مبدئه:
أنت أشعلت نار قلبك بالتحديق ... نحو الحدائق الحسنيه
صاد رسم الحبيب طرفك منها ... بانعكاس الأشعة النوريه
فسرى من زجاجة العين للقلـ ... ب شعاع كجذوة ناريه
جر ذيلاً عن المجرة إذ جا ... وز هام الجوزاء بالفوقيه
ما علاه نبتون والعقل كم كذب ... حكم المشاعر الحسيه
نافذ الرأي مسقب كل ناء ... من عويص المشاكل الفكريه
يومض الذهن من تلاق لإيجا ... بية الحكم فيه والسلبيه
فكأن السداد والحزم فيه ... برلمان أقيم أو جمعيه
حرر الملك بعد رق فقرت ... فيه عين الإسلام والحريه
أيد الملة الحنيفية السمحة ... فيه والشرعة الحنفيه
فهو والملك إذ تولى عليه ... فتوالت نعمى وولت رزيه
شبح صافحته أم لهيم ... فسرت فيه قوة روحيه
فأباح العمران سر الترقي ... لنفوس الجمعية البشريه
فأفاضت ماء الزراعة عين ... أيقظتها الصنائع العمليه
وأقامت لها التجارة سوقًا ... أحرزت في مجالها السبقيه
وبغيث العلوم أينع روض ... صوحته البوارح الدهريه
فيه شمنا شمس الهدى وشممنا ... منه عرف المعارف الحكميه
ووجدنا جسم الوجود صحيحًا ... بارتقاء الصناعة الطبيه
ورياضي فكره ظل يبدي ... من زوايا الفنون كل خبيه
وتدلت زهر النجوم إلينا ... بل عرجنا للقبة الفلكيه
هل كعبد الحميد يلفى مليك ... أو تولى من عهد آل أمية
عُمريٌّ عدالةً علوي ... سطوةً والسمات عثمانيه
سار في نهج ملكه وكلاء ... مثلوا نور عدله للرعيه
بالشمس نظامها فيه دارت ... واستنارت سيارة بشريه
ومنها بعد ذكر وفود أصناف الناس على المابين حتى الملوك، وكان ذلك عقب
زيارة إمبراطور ألمانيا الآستانة.
فكأن المابين والناس ما بين ... مجدّ سعيًا وذي بطئيه
كعبة والحجيج من كل فج ... ينتحيها أو مركز الجاذبيه
ومنها في مدح الأمير وهو ختامها:
لم أقل إنني خصيص علاه ... فهي دعوى بمدحتي ضمنيه
وكفاني قرب القرابة أنّا ... بوأتنا البنوة النبويه
وبكلي له تسلسل ود ... دار فيه كالدورة الدمويه
يا عريقا بالمكرمات فليست ... هبة تستردّ أو عارِيّه
هاك بكراً جاءت بمبتكرات ... من مجاني جناتها معنويه
أشربت رقة الحضارة لكن ... رويت بالجزالة البدويه
أعجبت بالمديح فيك فقامت ... تتهادى كأنها حوريه
رامت الحلي في الثناء فلبتـ ... ها عقود الكواكب الدريه
فبدت تنتحي علاك وناهيك ... بباد أوفى على المدنيه
تستميح الرضى لكي تغتدي را ... ضية عند ربها مرضيه
يقولها تهنئة للسلطان عبد الحميد
يوم الجلوس على العرش الحميدي ... أجلُّ عيد على الدنيا سياسي
ذاك الجلوس قيام بالأمانة أو ... نوم مع الأمن أو نيل الأماني
قيام راعٍ يبيت الليل منتبهًا ... كيما ينام قريرًا كل مرعي
قيامه بشؤون الملك تابعة ... حكم الخلافة في الدين الحنيفي
عبد الحميد وذو الرأي الرشيد بنا ... وخير هادٍ ومأمون ومهدي
مقرونة طاعة الباري بطاعته ... كما قرأناه في النص القرآني
ذو همة تحسب الأفلاك أنجمها ... دارت على محور منها مجازي
إذا خبا البرق في الآفاق أومض في ... أفكاره بين إيجاب وسلبي
يعارض البرق منهلاً ومنسجمًا ... بعارض من نداه حافل الري
بين المحيا وكفيه مناسبة ... كالبدر والبحر في الجذب الطبيعي
تقلد الملك والأخطار مهطعة ... من كل صوب كأعناق البخاتي
فاستَّل صارم عزم من إضاءته ... تنصلت صبغة الخطب الدجوجي
فلم يدع هام خطب غير منفلق ... ولم يذر عنق كرب غير مفري
وشاد للدولة العظمى دعائمها ... من دنيوي به تسمو وديني
شكت له البؤس والضرا فأتحفها ... بمعنوي من النعمى وصوري
وبث روح الترقي في عناصرها ... من عسكري ومالي وعلمي
وكف عنها زحوف الطامعين ... وقد كانت تهدد منهم بالآلافي
مآثر كهتون المزن هامية ... تواترت بين مروي ومرئي
قد طوقت كرة الدنيا مناطقها ... منها بنور ولكن غير شمسي
بالكَمِّ والكيف تأبى الاشتراك بها ... بالرغم عن هذيان الاشتراكي
تعزى إلى شخصه السامي فلست ترى ... سوى حميدية اسم أو حميدي
يا خادم الحرمين الأشرفين ويا ... رب النفوذين حسي وروحي
وحاملاً راية السلم الشريف وميـ ... ـزان السياسة للقطر الأوروبي
يخشى خلافك بل يرجى حلافك من ... ملوكه كل مرجو ومخشي
يهنيك عيد به عاد السرور ... على كل الرعية من عرب وتركي
وعش لأمثاله بالله معتصمًا ... مؤيدًا منه بالنصر الإلهي
ومن أمنية الشيخ محمد عبده:
فيا رب إن قدرت رجعي قريبة
إلى عالم الأرواح وانفض خاتم
فبارك على الإسلام وارزقه مرشداً
(رشيدا) يضيء النهج والليل قائم
ومن محاسن الشيخ عليه الرحمة قوله:
وكان أقواهم
حجةً: شيخا الإسلام ابن تيمية و ابن القيم.
فأنا أشهد على نفسي أنني لم يطمئن قلبي لمذهب السلف إلا بقراءة كتبهما
ومن شهادات العلماء بفضله:
يقول المحدث العلامة محمد ناصر بن نوح بن نجاتي بن آدم الألباني الدمشقي: {1420:ت}:
عن الشيخ محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا بن علي خليفة القلموني الطرابلسي البغدادي الحسيني ا لمصري القاهري: {1354:ت}:
(السيد محمد رشيد رضا، رحمه الله له فضل كبير على العالم الإسلامي، بصورة عامة، وعلى السلفيين منهم بصورة خاصة، ويعود ذلك إلى كونه من الدعاة النادرين الذين نشروا المنهج السلفي في سائر أنحاء العالم بوساطة مجلته المنار، .. ويقول أيضاً: فإذا كان من الحق أن يعترف أهل الفضل بالفضل، لذوي الفضل، فأجد نفسي بهذه
المناسبة الطيبة مسجلاً هذه الكلمة، ليطلع عليها من بلغته، فإنني بفضل الله عز
وجل، بما أنا فيه من الاتجاه إلى السلفية أولاً وإلى تمييز الأحاديث الضعيفة
والصحيحة ثانياً يعود الفضل الأول في ذلك إلى السيد رشيد رضا رحمه الله عن طريق
أعداد مجلته المنار التي وقفت عليها في أول اشتغالي بطلب العلم) اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 11:14]ـ
نرجو من العلماء الأفاضل التعليق والإفادة على ما نقتبسه من نور نورهم ونتمنى من الله أن يرزقنا الإخلاص
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 02:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيك على الترجمة الطيبة
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 10:48]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزى الله محرر الموضوع ومشاركيه خيراً
بيد أن لي اقتراح آخر أظن أنه أكثر فائدة من استكمال التفسير من كتب الشيخ الأخرى، فما كتبه في تفسيره يكاد يكون كافياً حيث أن تفسيره يندرج تحت نوع التفسير الموضوعي.
هذا الاقتراح هو تتبع وتجميع مقالات الشيخ وكتاباته في مجلة المنار في الموضوع الواحد ليكون مؤلفاً واحدا مستقلاً مجموعاً فيه كل ما قاله الشيخ في هذا الموضوع، وهكذا في كل موضوع هام يكون الشيخ قد طرقه أكثر من مرة أو في الموضوعات التي يهتم بها الناس ويحتاجون اليها.
فالملاحظ أن مجلة المنار بشكلها الحالي (وهي كنز كبير من العلوم في 35 مجلد كل مجلد يحتوي على عدد معين مرتب من أعداد المجلة) يجد الانسان صعوبة كبرى في الاستفادة منها إذا أراد القراءة في موضوع معين حيث تتفرق المقالات في أعداد مختلفة يصعب تتبعها، فإذا نجحنا في تجميع هذه المقالات - وهو أمر يسير الآن عن طريق الكمبيوتر - كان في ذلك تيسيراً وتقريباً لعلوم الشيخ وتراثه للناس، وقد أكون من أسعد الناس أن أتشرف وأشارك في مثل ذلك العمل.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 11:57]ـ
أشاطرك الرأي أخي وهذا سيكون عملٌ رائع وجيد لكن ألا ترى أن مؤلفات الشيخ وكل ما كتب يصلح لأكمال تفسير له:
فإنه هو هو أعني الشيخ رشيد ينقل من بعض المقالات عن المجلة في التفسير مثالٌ على ذلك ما نقله عن محمد توفيق صدقي في الصلب وما إلى ذلك فإذا جمع من مجموعة مؤلفاته ثم وجدنا خللاً فلنعالجة بالأخذ من الأستاذ الإمام وجمال الدين الأفغاني أعني كتاباتهم أو من تفسير القاسمي فإنه كان معاصراً له والشيخ كان يثني على تفسير محاسن التأويل
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 12:35]ـ
(قال الذهبي:أن الشيخ رشيد ما زاد تلك المباحث إلا كونه رجلاً صحفياً له الدراية والعلم بحال الأمة)
مافهمت, من هذا الذهبي المذكور في المقال؟؟؟؟
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 01:23]ـ
هو الشيخ محمد حسين الذهبي الأزهري المصري صاحب كتاب التفسير والمفسرون
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 03:46]ـ
محمد حسين الذهبي
( ... ـ 1397هـ = ...... ـ 1977)
عالم أزهري كبير
عُرف ببحوثه القيمة في مناهج التفسير
اغتيل في شهر رجب
من مؤلفاته
(الاتجاهات المنحرفة في التفسير ـ التفسير والمفسرون ـ الشريعة الإسلامية: (مقارنة بين أهل السنة ومذهب الجعفرية) ـ مشكلات الدعوة والدعاة في العصر الحديث ـ أثر إقامة الحدود في استقرار المجتمع ـ نور اليقين من هدي سيد النبيين ـ علم التفسير) اهـ بتصرف من تتمة الأعلام لمحمد خير رمضان يوسف
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 03:15]ـ
قال الشيخ المقد انه كان يتولى كل الاعمال فى مجلة المنار ويطبعها بيده وينسق وهكذا ثم يحملها على كتفه ويدور بها الشوارع ينادى عليها لتباع
وهو ابو السلفية فى مصر
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 07:28]ـ
حكى الأستاذ محمد عمارة المصري في الأعمال الكاملة عن الأستاذ الإمام محمد عبده بن حسن خير الله التركماني المصري الأزهري الحنفي: {1323:ت}:
أنه عندما كان في النفي،أو في بيروت، زار المدرسة "" الخاتونية ""بمدينة ""طرابلس"" الشام،وكان الشيخ رشيد رضا لا يزال تلميذاً بها، فسأل التلميذ رشيد رضا الأستاذ الإمام عن "أي التفاسير أنفع لطالب العلم "؟
فأجاب الإمام: الكشاف.
فقال الشيخ رشيد: ولكن فيه كثير من نزعات الاعتزال!
فأجاب الإمام: مسائل معروفة لا تخفى على طالب التفسير، الواقف على أقوال الفرق ومذاهب السنة فيها.
ومن هذا النص تدري ببزوغ عقلانية الأستاذ الإمام لذا ليس من الغريب بأن يحكم عليه أولوا العلم بالاعتزال في بعض تأويلاته وأقواله ـ عفا الله عنه ـ.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 12:52]ـ
وقال القرضاوى ان دعوة الامام رشيد كانت لا تزال موجهة للنخبة والذى استطاع انزالها للعوام هو الامام حسن البنا
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 10:39]ـ
من الفوائد أن الأستاذ الإمام محمد عبده بن حسن خير الله التركماني الأزهري الحنفي المصري: {1323:ت} حنفي المذهب وكذاك شيخه محمد جمال الدين الأفغاني بن صفدر بن علي رضى الحسيني: {1315:ت}، والشيخ محمد رشيدبن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا بن علي خليفة القلموني البغدادي الطرابلسي الحسيني المصري الأزهري شافعي ولكنه ثار على التقليد ديدنه ديدن من سبقه كمحمدصديق خان بن حسن بن لطف الله القنوجي البخاري الحسيني الهندي البهوبالي: {1307:ت} وأبو علي محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن الشوكاني الصنعاني اليماني: {1250:ت} و أبو الثناءشهاب الدين محمود بن عبد الله بن محمود بن عاشور الحسيني الآلوسي البغدادي الكبير الشافعي ثم الحنفي، والشيخ أبو الفرج محمد جمال الدين بن محمد بن صالح بن إسماعيل بن أبي بكر الحلاق القاسمي الدمشقي شافعي المذهب وهو كسابقه(/)
«أحكام تتعلق بالعام الجديد»،لسماحة شيخِنا الزَّاهد العلاّمة عبد اللَّه بن جبرين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 07:54]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«أحكام تتعلق بالعام الجديد»،
لسَمَاحَةِ شَيْخِنَا الزَّاهِدِ العَلاَّمَةِ
عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ
ـ حفظهُ اللَّه تعالى،ورعاهُ ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد ...
فبمناسبة انتهاء السنة الهجرية بنهاية شهر ذي الحجة، وابتداء سنة جديدة بحلول شهر محرم، وكذلك السنة الميلادية، نقول:
إن التهنئة بالعام الجديد لا أصل لها، ولا دليل عليها، وذلك لأنه نهاية شهر وابتداء آخر، ولم يكن السلف والأئمة والعلماء يتبادلون التهنئة بكل عام جديد، وإنما يعرف ذلك في هذه الأزمنة المتأخرة، حيث أصبحوا يهنئ بعضهم بعضًا في أول يوم من كل سنة بواسطة الصحف والمجلات، التي تُنشر فيها هذه التهاني، أو بواسطة الجوالات والهواتف المتنقلة، حيث ترسل فيها الكثير من التهاني، أو بواسطة المراسلات والخطابات.
والإنسان عليه أن يعرف أن هذا العام الذي مضى قد نقص من عمره، وأن عليه أن ينتبه لهذا النقص ويعمل عملاً صالحًا ويزيد في عمله، فقد روي في بعض الآثار أن كل يوم تطلع شمسه ينادي بلسان الحال: (إني يوم جديد، وعلى ما تعمل فيَّ شهيد، فاغتنمني فإني لا أعود)، وما روي عن بعض الأنبياء أن هذه الأيام خزائن لما يعمل فيها، ثم تفتح الخزائن، فالمحسن يجد العزة والكرامة، والمفرط يجد الخيبة والندامة.
وكل هذا ينافي التهنئة التي يُفرح بها، وإن كان الإنسان يفرح بطول عمره إذا عمل فيه عملاً صالحًا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ مَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ، وَشَرُّكُمْ مَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَسَاء عَمَلُهُ».
كما يلاحظ أيضًا أن بعض الأشخاص يقيمون عيدًا لبدأ كل عام من الأعوام الهجرية، أو الأعوام الإفرنجية، أي في السنة الشمسية أو القمرية، وهذه الأعياد بدعة محدثة في الدين، فلا يجوز إقامة الأعياد لها، وإنما أعياد المسلمين عيد الفطر وعيد الأضحى، ويوم الجمعة الذي هو عيد الأسبوع، والمسلم يعمل في الأعياد الشرعية الأعمال الصالحة، كصلاة العيد، والتكبير والذكر، والعمل الخيري، ويفرح فيها بما وفقه الله من إكمال العبادة التي تقرب بها قبل ذلك العيد، فلا يجوز جعل رأس السنة عيدًا كما يفعله النصارى، ولا تجوز التهنئة بعيدهم، ولا يجوز التشبه بهم.
كذلك أيضًا يلاحظ توصية بعض الشباب وبعض الإخوة بختم العام الهجري ونحوه بصيام أو صدقة، أو صلاة خاصة، أو نحو ذلك، وهذه التوصية حسنة، وصدرت من الناصحين عن حسن قصد، وكأنهم يظنون أن ختم السنة بتلك الأعمال الصالحة يكفر ما فيها من الذنوب ونحوها، ولكن لا نعلم دليلاً عن السلف بمثل هذه التوصية، ولا بمثل هذا العمل، وليس مثل ختم المجالس بكفارة المجلس، ونحو ذلك، الإنسان عليه أن يكون مداومًا على العبادة، يختم كل يوم أو كل ليلة بعمل صالح، ولا يخص بذلك آخر يوم من السنة الهجرية القمرية، أو السنة الإفرنجية الميلادية الشمسية، بل يكون مداومًا على الأعمال الصالحة، مجددًا للتوبة في كل يوم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا» وهذا فيه الحث على العبادة وعدم الانقطاع منها.
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن سار على نهجهم على يوم الدين.
قاله وأملاه
شَيخُنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَن بْنِ جِبْرِينٍ
27/ 12/1429هـ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 07:56]ـ
المصدر: موقع شيخنا.
( http://www.ibn-jebreen.com/article2.php?id=37)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 11:47]ـ
رحم اللَّهُ شيخَنا الحبيب.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 01:02]ـ
رحم الله الشيخ عبد الله بن جبرين واسكنه فسيح جناته
ـ[منهاج]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 04:55]ـ
رحمه الله، وملأ قبره نورا.(/)
أنواع هجر القرآن
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 11:34]ـ
قال الامام ابن القيم في كتابه القيم (الفوائد)
هجر القرآن أنواع
أحدها هجر سماعه والايمان به والاصغاء اليه.
والثاني هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وان قرأه وآمن به.
والثالث هجر تحكيمه والتحاكم اليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم.
والرابع هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه.
والخامس هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلب وأدوائها فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به وكل هذا داخل في قوله وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا وأن كان بعض الهجر اهون من بعض وكذلك لحرج الذي فى الصدور منه فانه تارة يكون حرجا من إنزاله وكونه حقا من عند الله وتارة يكون من جهة لتكلم به أو كونه مخلوقا من بعض مخلوقاته الهم غيره أن تكلم به وتارة يكون من جهة كفايته وعدمها وأنه لا يكفي العباد بل هم محتاجون معه الى المعقولات والأقيسة أو الأراء أو السياسات وتارة يكون من جهة دلالته وما أريد به حقائقه المفهومة منه عند الخطاب أو أريد به تأويلها واخراجها عن حقائقها الي تأويلات مستكرهة مشتركة وتارة يكون من جهة كون تلك الحقائق وان كانت مرادة فهي ثابتة في نفس الامر أو أوهم أنها مرادة لضرب المصلحة فكل هؤلاء في صدورهم حرج من القرآن وهم يعلمون ذلك من نفوسهم ويجدونه في صدورهم ولا تجد مبتدعا في دينه قط الا وفي قلب حرج من الآيات التي تخالف بدعته كما نك لا تجد ظالما فاجرا الا وفى صدره حرج من الآيات التي تحول بينه وبين ارادته فتدبر هذا لمعنى ثم ارض لنفسك بما تشاء.(/)
لعمري ليست من قبيل القسم
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 12:43]ـ
فائدة من موقع الشيخ حامد العلي في سؤال وجه إليه
السؤال: فضيلة الشيخ ما حكم قول الرجل: لعمري، وهل هي من القسم بغير الله تعالى؟!
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فهذه اللفظة ليست من قبيل القسم، وإن كانت في الظاهر كذلك، غير أنها جرت على لسان العرب بغير قصد الحلف، ولهذا استثنيت من تحريم الحلف بغير الله تعالى، ولهذا وردت عن الصحابة، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: وكتبت تسألني متى ينقضي يُتم اليتيم؟ فلعمري إن الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ لنفسه، ضعيف العطاء منها، فإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليُتم. رواه مسلم.
وجاء عن ابن مسعود رضي الله عنه: ولعمري لو أن كلكم صلى في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم. رواه ابن ماجه.
وقالت عائشة رضي الله عنها: فلعمري ما أتمّ الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة. رواه مسلم
وأخرج ابن سعد في الطبقات، عن عائشة قالت: لما حضر أبو بكر قلتُ كلمةً من قول حاتم:
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى ... إذا حَشْرجَتْ يوما وضاق بها الصدر
فقال: لاتقولي هكذا يا بنية، ولكن قولي: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (
وكنت قد سمعت شيخنا الشيخ حماد الأنصاري، يقول: إن أحسن الأجوبة عما ورد على ألسنة الصحابة، أنها مما جرى على السنة العرب ولايراد بها ظاهرها، كقولهم: ويل أمّك، تكلتك أمّك، عقرى حلقى .. ونحو ذلك.
وقد وجدت للشيخ العثيمين هذه الفتوى: (أما لعمري، فليس بها بأس أيضا، فقد جاءت في السنة، وجاءت في كلام الصحابة ... فالذي يظهر أنها لا يُراد بها القَسَم، وإنما هي كلمة تجري على ألسنة العرب لا يُراد بها ظاهرها، وهذا معروف عند العرب، فإنهم يُطلِقون مثل لفظ " قاتَلك الله " و " ترِبَتْ يداك " ونحو ذلك).
والله أعلم
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 01:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اختلف العلماء في حكم هذه المسألة على قولين.
الاول:أنه ينهى عنه.
الثاني: جواز ذلك والصحيح جواز هذا اللفظ لوروده عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن هل يعتبر يمينا"؟
في ذلك قولان لأهل العلم:
القول الاول أنه ليس يمينا وهو قول أكثرأهل العلم.
القول الثاني: أنه يمين فيه كفارة.
وقيل بالتفصيل إن قصد من هذا اللفظ اليمين فلا يجوز لأنه حلف بحياة الشخص وإن لم يقصد منه اليمين جاز كما ورد وبهذا تجتمع الادلة.
انظر إرشادات في أحكام الكفارات للشيخ أ. د. عبد الله الطيار.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 01:41]ـ
انظر استعمال عائشة رضي الله عنها لهذه اللفظة في صحيح البخاري حديث (4695) من كتاب التفسير , واستعملها ابن القيم في روضة المحبين 286 , وزاد المعاد 3/ 353. وللشيخ حماد الأنصاري رسالة بعنوان: القول المبين في أن لعمري ليست نصا في اليمين. وانظر: المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة , و معجم المناهي اللفظية صـ 470 , و تصويب المفاهيم صـ 41ـ58 لـ مصطفى الصياصنة.
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 01:53]ـ
جزاكما الله خيرا على هذه الفوائد(/)
هكذا أفهم هذا الحديث
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 12:57]ـ
الحمد لله وبعد:فقد جاء في الحديث {إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة وإن من البيان سحرا}
وقد فهم منه بعض أهل العلم أنه يستحب للإمام يوم الجمعة أن يقصر خطبته ويطيل في صلاته، حتى ذهب بعض المعاصرين الى تحديد وقت الخطبة بدقائق ثلاث بناء على ما فهمه من تلازم بين "طول صلاته "و " قصر خطبته" ..
وقد عن لي في فهم هذا الحديث رأي غير الذي ذهبوا اليه، وبيانه هو: ان قوله (ص) "طول صلاة الرجل" إنما يكون مئنة على فقهه حيث يصلي لنفسه لا بالناس لقوله (ص): { ... فإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء} بعد قوله عليه السلام: {إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والشيخ الكبير وذا الحاجة}
ولا شك أن الجمعة يجتمع فيها من المرضى والضعفاء و أصحاب الحاجات ما لا يكون في غيرها من الجماعات.فكيف يأمر النبي (ص) الأئمة بإطالة الصلاة يومها؟ بل ينبغي على الإمام أن يخفف في صلاته كما يقصر في خطبته سواء،وهذا معنى قول جابر بن عبد الله {كانت خطبته (ص) قصدا وصلاته قصدا}
وأما تقدير ذلك التخفيف والتقصير فموكول أمره الى الإمام وما يعلمه من حال المؤتمين به.(/)
(تفسير غنى النفس) ابن القيمرحمه الله
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 02:11]ـ
(تفسير غنى النفس)
غنى النفس أنه استقامتها على المرغوب وسلامتها من الحظوظ وبراءتها من المراءاة, يريد استقامتها على الأمر الديني الذي يحبه الله ويرضاه وتجنبها لمناهيه التي يسخطها ويبغضها وأن تكون هذه الاستقامة على الفعل والترك تعظيما لله سبحانه وأمره وإيمانا به واحتسابا لثوابه وخشية من عقابه.
لا طلبا لتعظيم المخلوقين له ومدحهم وهربا من ذمهم وازدرائهم, وطلبا للجاه والمنزلة عندهم فإن هذا دليل على غاية الفقر من الله والبعد عنه وأنه أفقر شيء إلى المخلوق.
فسلامة النفس من ذلك واتصافها بضده دليل غناها.
لأنها إذا أذعنت منقادة لأمر الله طوعا واختيارا ومحبة وإيمانا واحتسابا بحيث تصير لذتها وراحتها ونعيمها وسرورها في القيام بعبوديته كما كان النبي يقول يا بلال أرحنا بالصلاة وقال حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة فقرة العين فوق المحبة فجعل النساء والطيب مما يحبه وأخبر أن قرة العين التي يطمئن القلب بالوصول إليها ومحض لذته وفرحه وسروره وبهجته إنما هو في الصلاة التي هي صلة الله وحضور بين يديه ومناجاة له واقتراب منه.
فكيف لا تكون قرة العين وكيف تقر عين المحب بسواها فإذا حصل للنفس هذا الحظ الجليل فأي فقر يخشى معه. وأي غنى فاتها حتى تلتفت إليه ولا يحصل لها هذا حتى ينقلب طبعها ويصير مجانسا لطبيعة القلب. فتصير بذلك مطمئنة بعد أن كانت لوامة وإنما تصير مطمئنة بعد تبدل صفاتها وانقلاب طبعها لاستغناء القلب بما وصل إليه من نور الحق سبحانه فجرى أثر ذلك النور في سمعه ونثره وشعره وبشره وعظمه ولحمه ودمه وسائر مفاصله وأحاط بجهاته من فوقه وتحته ويمينه ويساره وخلفه وأمامه وصارت ذاته نورا وصار عمله نورا وقوله نورا ومدخله نورا ومخرجه نورا وكان في مبعثه ممن انبهر له نوره فقطع به الجسر.
وإذا وصلت النفس إلى هذه الحال استغنت بها عن التطاول إلى الشهوات التي توجب اقتحام الحدود المسخوطة والتقاعد عن الأمور المطلوبة المرغوبة.
فإن فقرها إلى الشهوات هو الموجب لها التقاعد عن المرغوب المطلوب وأيضا فتقاعدها عن المطلوب بينهما موجب لفقرها إلى الشهوات فكل منهما موجب للآخر وترك الأوامر أقوى لها من افتقارها إلى الشهوات فإنه بحسب قيام العبد بالأمر تدفع عنه جيوش الشهوة كما قال تعالى إن الصلواة تنهى عن الفحشاء والمنكر وقال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) الحج وفي القراءة الأخرى يدفع فكمال الدفع والمدافعة بحسب قوة الإيمان وضعفه وإذا صارت النفس حرة طيبة مطمئنة غنية بما إغناها به مالكها وفاطرها من النور الذي وقع في القلب ففاض منه إليها استقامت بذلك الغنى على الأمر الموهوب وسلمت به عن الأمر المسخوط وبرئت من المراءاة ومدار ذلك كله على الاستقامة باطنا وظاهرا ولهذا كان الدين كله في قوله تعالى (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) وقال سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).كتاب طريق الهجرتين، الجزء 1، صفحة 71,72,73.(/)
بشرى ياطلبة العلم
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 12:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم بفضل الله الأفتتاح التجريبي
معهد آفاق التيسير الإلكتروني لتدريس المتون العلمية
بإشراف الشيخ عبدالعزيز الداخل.
والمعهد يختصر على طالب العلم الجهد والوقت في تحصيل العلوم وهناك قسم مخصص للأسئلة العلمية.
يمكنكم النظر للروابط التالية للإطلاع على المعهد ومعرفة كيفية الدراسة فيه والدراسة فيه مجانية بفضل الله.
الصفحة الرئيسية للمعهد
http://www.afaqattaiseer.com/vb/inde...7471e9f39dd3ac
كيفية الدراسة في المعهد
http://www.afaqattaiseer.com/vb/showthread.php?t=2051
مع العلم أن المعهد مازال يقوم بإضافة المتون , وماسترونه جزء من المواد العلمية.
وقريبا بإذن الله تكون جميع الأقسام العلمية متاحة للجميع ..
- تقسيم المعهد إلى أقسامـ رئيسية ويحتوي على الأقسامـ التالية:
(المنتديات العامة , علوم القرآن الكريم , علوم الحديث الشريف , العقيدة , الفقه , أصول الفقه , القواعد الفقهية , النحو والصرف , البلاغة , الآداب الشرعية , التاريخ , السيرة النبوية , الأدب , علومـ اللغة)
- تحت كل قسم رئيسي توجد الأقسامـ الفرعية المعنونة بإسم المادة التي تحتويها , مثلا
في قسم علوم القرآن الكريم تجد قسم فرعي بعنوان (مقدمة التفسير) فيها متن مقدمة التفسير لإبن تيمية وشروح المقدمة لـ (إبن عثيمين , الجبرين , صآلح آل الشيخ).
- تقسيم المتن إلى مواضيع وفتح صفحة مستقلة لكل موضوع.
- إتباع المتن بشروح مجموعة من كبار أهل العلم.
وفقني الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح ..
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 08:36]ـ
ولله الحمد الآن بدأ التسجيل في الدورة الأولى للمعهد نسأل الله التوفيق والسداد.
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[13 - Jan-2009, مساء 01:59]ـ
الحمد لله(/)
هل بين الجن والإنس نسل
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 01:53]ـ
أرجو نقل كلام أهل العلم في هذا الموضوع فقد كثرت الدعاوى في هذا الزمان
تنبيه: السؤال عن امكانية حصول الولد بين الإنس و الجن لا عن مجرد الاستمتاع المحرم(/)
أين أجد محاضرات المغامسي المفرغة
ـ[القرشي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 08:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أجد محاضرات المغامسي المفرغة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[يوسف الأمريكي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 09:40]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
صفحة الشيخ صالح بن عواد المغامسي حفظه الله ( http://www.saaid.net/Doat/almgamce/index.htm)
قائمة الدروس والمحاضرات المفرغة ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=lecview&sid=1203&read=1)(/)
رفع جهل العبيد الغافلين عن وجه وعظ النبي صلى الله عليه وسلم النساء يوم العيد
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 11:59]ـ
رفع جهل العبيد الغافلين عن وجه وعظ النبي صلى الله عليه وسلم النساء يوم العيد
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
و أشهد أن لا إله إلى الله، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين
أما بعد:
فهذه كلمة لأولئك العبيد [1] الذين رفضوا أن يكونوا عبيدا لله و كفروا به وعبدوا الشيطان فأصمهم و أعمى أبصارهم، وألقى إليهم الشبه كي يصدوا الناس عن الإسلام و أن يدخلوا في دين الشيطان، والله لا يرضى لعباده الكفر، وتوهم هؤلاء أن غايتهم في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي في صحيح مسلم عندما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيد إلى المصلى فمر على النساء فقال: (يا معشر النساء تصدقن فإن أريتكن أكثر أهل النار، فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ؟ قَالَ: أَمَّانُقْصَانُ الْعَقْلِ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ فَهَذَانُقْصَانُ الْعَقْلِ وَتَمْكُثُ اللَّيَالِي مَا تُصَلِّي وَتُفْطِرُ فِي رَمَضَانَفَهَذَا نُقْصَانُ الدِّينِ» [2]، زاعمين أن في هذا الحديث طعن في المرأة و أنه فيه عدم حكمة النبي صلى اله عليه وسلم في اختيار الوقت المناسب للدعوة.
و من كمال هذا الدين أن من طعن في الإسلام بشيء جعل الله هذا الطعن سبب في زيادة كمال هذا الدين ووضوحه فالطعن في الإسلام يزيد الإسلام وضوحا وكمالا و برهانا و يزيد الطاعن خزيا و بهتانا.
[1]- عبيد مفرد عبد و كلمة عبد عندما تأتي بمعنى الانصياع لأوامر الله تعالى والرضى بحكمه واتباع أوامره يكون جمعها عباد وهي درجة تشريف أما كلمة عبد عندما تأتي بمعنى الافتقار والضعف و الحاجة إلى الله يأتي جمعها عبيد.
[2]- حديث أخرجه مسلم في كتاب الإيمان
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 12:02]ـ
و الآفة كل الآفة في بتر الكلام و أخذ بعض الكلام دون بعض فالذي قال النساء ناقصات عقل ودين هو الذي فسر في نفس المجلس نقصان العقل بأن شهادة امرأتين تعدل شهادة رجل و فسر نقصان الدين بعدم الصلاة وقت الحيض و ذكر جزء مثير للكلام لجذب القاريء و السامع لمعرفة المزيد من فنون الصحافة المعاصرة فلو بين لهن النبي صلى الله عليه وسلم أن النساء ناقصات عقل لكذا ونقصات دين لكذا دفعة واحدة لما انتبهن له غالب النساء فلما ذكر جزء من الكلام ألا وهو نقصان العقل و نقصان الدين انتبهن النساء و قامت امرأة لتستفسر مما جعل الوعظ في شكل حوار فيزيد الوعظ ترسيخا في الذهن.
أما أن هذا الحديث طعن في المرأة فهذا منقوض بأن هذا الحديث يدل على حرص الإسلام على المرأة و اهتمام الإسلام بالمرأة و حرص نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم على دخولهن الجنة و رغبة النبي صلى الله عليه وسلم في حصول الخير لهن.
فتذكير اللشخص باجتناب ما يحول بينه وبين الجنة و اجتناب ما يقربه من النار و حضه على فعل ما يقربه من الجنة دليل على حب الخير للشخص و الحرص عليه و الاهتمام به، ويزداد هذا الاهتمام و حب الشخص والحرص عليه عندما يكون الواعظ يذكر الشخص في وقت فرحه يترك فرحه و يوعظه ما هذا الحب! وما هذا الحرص! وما هذا الاهتمام!! فوقت الفرح ينسى ينسى الإنسان من ليسوا على باله فينشغل بالمحبين دون غيرهم.
و ها هو النبي صلى الله عليه وسلم وقت العيد وقت الفرح و المرح و البهجة والسرور لم ينس النساء بل وعظهن وذكرهن بالخير و حضهن على الصدقة والتي تقربهن من الجنة و أرشدهن باجتناب ما يدخلهن النار مما يدل على حرصه عليهن و اهتمامه بهن ورغبته في الخير لهن.
و أنت إيها اللبيب إذ وجدت شخصا في وقت فرحه ترك من حوله و أتى لك لينصحك فماذا يدل فعله إلا على حبه الشديد لك وحرصه عليك.
و من الحكمة اختيار وقت الوعظ فمن يوعظ في وقت المصائب غير وقت تشاجر شخص مع شخص آخر غير الذي يوعظ في وقت الفرح و إنعام الله على العبد ففي وقت حلول المصائب والنقم قد لا يستجيب الشخص للوعظ بل ربما يكفر بالله وفي المشاجرة ربما لا يستجيب الشخص و يسب دين الله أو الله أما وقت الفرح فهو الأحرى بالاستجابة إذ وقت السرور تكون نفسية الشخص هادئة ومرضية و مطمئنة وبهيجة فيحب الشخص صاحب الخلق و الدين أن يرضي غيره إن تذكر أو ذكره أحد.
و الشخص عندما يكون الشخص في سرور و نعمة حلت به ينسى من يؤذيه و يل ربما يلقي السلام و يصاحف من أذاه فيقول نحن في وقت فرح و ووقت مرح السلام لله و يا فلان لا تزعل مني نحن أخوة و هذا نجده واضحا في أيام العيد و الأفراح.
و ها هو النبي صلى الله عليه وسلم وقت الفرح وقت احساس الناس بنعمة الله بتشريع العيد يذكر النساء بالله حتى ينتبهن و يجتنبن ما يغضب الله و يفعلن ما يقربهن من الله فيكون هذا الوقت أحرى للنساء أحرى بالاستجابة لفعل ما يرضى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتب ربيع أحمد سيد بكالوريوس الطب والجراحة السبت 29 ذو الحجة 1429 هـ 27/ 12 / 2008 م
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 12:07]ـ
حمل من المرفقات(/)
سؤال في اجرة التقاعد و الورثة
ـ[أبو الفضل]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 12:11]ـ
سلام الله عليكم
اخواني الكرام
عندما يتوفى عندا رجل و كان يعمل وقت شبابه في شركة فرنسية فانه لما يصل الى سن التقاعد يأخذ اجرة التقاعد و ان كان في بلده
و اذا توفي فان أجرة التقاعد تنتقل الى زوجته
و شيء آخر وهو:
انه بعد وفاته مباشرة تعطيه تلك الشركة الفرنسية قيمة مالية خاصة بالزوجة او الاولاد الاقل من سن 18 او البنات غير المتزوجات
اما الاولاد غير ذلك فلا حق لهم في هذا المنحة التي تعطيها الشركة و اشترطت لها هذه الشروط
و السؤال المطروح؟
هل الراتب الذي ستأخذه الزوجة نيابة عن زوجها المتوفي هو من حقها خاصة ام للورثة نصيب؟
و هل تلك المنحة او الهبة التي تعطيها الشركة و اشترطت لها شرط وهو انها من نصيب الزوجة و الاولاد الاقل من 18 او البنات غير المتزوجات فقط - هل هذا الشرط معتدج به فلا تقسم هذه المنحة على من اشترطتهم الشركة ام هي من نصيب كل الورثة
ـ[أفلااطون]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 01:32]ـ
هذه من مسائل (الهبات) وليس من مسائل الميراث , ومثل هذه المسألة بحثها الفقهاء في الهبة قبل الموت , والصحيح أنها ليست من الميراث بل هي كـ العطية التي يهبها الميت لمن شاء قبل موته لكن لم يقبضها إلا بعد الموت , سواء أكانت لعدم تمكنه من القبض , أو أن الواهب جعل موته شرطا لقبضها.
وعموما: المسألة فيها خلاف معروف , وبكل قال محققون.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 11:04]ـ
ولكي أزيدك إيضاحا ثم لعلك أن تحكم أنت بما تراه:
مسألتك هذه من مسائل قياس الشبه , وذلك أنه يتنازعها أصلان وهما: الميراث والهبة.
فشبهها بالميراث:
من حيث أن هذا المال هو من كسب ذلك الميت , وذلك أنه إنما أُعطيه لعمله في تلك الشركة , ومن هنا كان هذا المال إنما حازته الزوجة والأولاد بسبب عمل أبيهم فهو داخل في كسبه , ومن هنا أشبه الميراث. وعليه فمن ألحقه بهذا الأصل فإنه يأخذ أحكام الميراث عنده.ويؤيد هذا الإلحاق أنهم (أي الزوجة والأولاد) إنما استحقوه بوفاة عائلهم , فهو من هذا الجانب أشبه بالميراث منه بغيره.
وشبهها بالهبة:
من حيث أنه هبة من الشركة لزوجة العامل وأولاده بشرط وفاته. فكأن الشركة قالت: أنا أهب زوجتك وأولادك مالا بشرط وفاتك , فهو من هذا الباب أشبه بالهبة , فمن ألحقها بهذا الأصل أخذت أحكام الهبات عنده. ويؤيد هذا الإلحاق أن الميراث: هو كل مال حازه الميت أثناء حياته وأمكنه التصرف فيه.
والله تعالى أعلم.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 01:06]ـ
تصور لو قال لك إنسان:
لك عندي ألف ريال كل شهر، ولزوجتك بعد موتك لمدة عشر سنوات، بشرط كذا وكذا
فهذا ليس ميراثاً
ومعلوم أن صندوق التقاعد له تنظيم وشروط
وسواء قلنا بأن المال المدفوع للصندوق هبة من الشركة أو من كسب الموظف، أو خليط منهما، فالأمر واحد، لأن الموظف تصرف في ماله في حياته، وإذا وضعه في الصندوق فبشروط الصندوق، وإذا أدى ذلك إلى حرمان بعض الورثة منه فهو الذي حرمهم منه.(/)
مادليل الحنابلة على أن من سلم قبل التشهد لا يعيد الركعة؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 02:10]ـ
مع أنهم يقولون أن من ترك ركناً سهواً أعاد ركعة تلك الركن - مالم يشرع في ركن آخر - وهنا انصرف من صلاته وهو لم يأت بركن.(/)
أليس الشك في ترك الواجب - كالركن - شك في كمال الصلاة؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 02:32]ـ
ومع ذلك يعتبر الحنابلة الشك في ترك الركن ويلزمه سجود السهو ولا يعتبرون الشك في الواجب، وعللوا ذلك بكون الشك في ترك الركن شك في كمال الصلاة. ألا ينطبق هذا على الشك في ترك الواجب؟ وعللوا أيضاً أن الشك في ترك الواجب شك في وجوب سجود السهو، والأصل عدم وجوبه.(/)
درس الشيخ سعد بن عبدالله الحميد (شرح كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام لشيخ الإسلام)
ـ[الألوكة]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 06:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
بدأ الدرس الثاني لفضيلة الشيخ سعد الحميد حفظه الله والذي بعنوان:
(شرح كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام لشيخ الإسلام).
مع العلم أن الدرس يبث مباشرةً كل يوم خميس الساعة السابعة والنصف مساءاً بتوقيت الرياض عبر الغرفة الصوتية لموقع الألوكة على الرابط التالي:
http://www.alukah.net/voiceroom/
كما سيتم إدراج رابط تحميل ملف صوتي في هذا الموضوع اسبوعياً لمن لم يتمكن من سماع الدرس مباشرةً.
والله ولي التوفيق،،
ـ[الألوكة]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 07:31]ـ
رابط تسجيل الحلقة الأولى من درس (شرح كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام لشيخ الإسلام)
http://www.alukah.net/Lectures/Sheikh.aspx?lid=1317#1317
ـ[رقاء]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 11:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا
دروس طيبة .. نتمنى استمرارها في الغرفة الصوتية، شكر الله للشيخ سعد.
جزاكم الله خيرا على جهودكم المباركة.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 08:15]ـ
جَزى اللَّهُ شَيْخَنا سَعدًا خَيرًا،وباركَ في جهوده. آمين.
ـ[الألوكة]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 08:44]ـ
الملفات الصوتية لدرس الشيخ تضاف أسبوعياً على الرابط التالي:
http://www.alukah.net/Lectures/Sheikh.aspx?lid=1317#1317
كما ستجدون كل دروس ومحاضرات فضيلة الشيخ سعد الحميد الصوتية على الرابط التالي:
http://www.alukah.net/Lectures/Sheikh.aspx?SheikhID=8
ـ[الخمراوي]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 01:17]ـ
يا إخوان جزاكم الله خيرا
أين مسجد الشيخ الذي يلقي فيه الدرس؟
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 06:18]ـ
بادرة طيبة نسأل الله أن يبارك في الشيخ وجميع من كان سبباً في هذه اللقاءات العلمية
ـ[أبوشجون]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 07:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الألوكة]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 04:10]ـ
للمزيد حول النتاج الأكاديمي لفضيلة الشيخ الدكتور/ سعد بن عبد الله الحميد حفظه الله
أضع بين أيديكم رابط موقعه الشخصي ضمن موقع جامعة الملك سعود الخاص بأعضاء هيئة التدريس في الجامعة:
http://faculty.ksu.edu.sa/homayed/Pages/home.aspx
ـ[طويلب علم سلفي]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 02:58]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 10:37]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 06:27]ـ
بارك الله فيكم ونفع الله بكم
ـ[رقاء]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 03:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة المشرفين على الغرفة الصوتية وفقكم الله
ذكر الشيخ حفظه الله في آخر درس له - قبل الإجازة - أن الدرس سيكون كل جمعة بعد صلاة العشاء، أول جمعة بعد بدء الدراسة، ودخلت بالأمس فلم أجد الدرس، فهل حصل تغيير للموعد وفقكم الله؟
هذا وجزاكم الله خيرا وشكر لكم
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 07:29]ـ
هذه روابط مباشرة لتحميل الدروس الموجودة في الموقع:
رفع الملام عن الأئمة الأعلام (1)
http://dl.alukah.net/ala3lam/1-1.rar
رفع الملام عن الأئمة الأعلام (2)
http://dl.alukah.net/ala3lam/2-2.rar
رفع الملام عن الأئمة الأعلام (3)
http://dl.alukah.net/ala3lam/3-3.rar
رفع الملام عن الأئمة الأعلام (4)
http://dl.alukah.net/ala3lam/4-4.rar
رفع الملام عن الأئمة الأعلام (5)
http://dl.alukah.net/ala3lam/5-5.rar
رفع الملام عن الأئمة الأعلام (6 - 1)
http://dl.alukah.net/ala3lam/6-6.rar
رفع الملام عن الأئمة الأعلام (6 - 2)
http://dl.alukah.net/ala3lam/66-6.rar
ولا تنسوا والدي من دعوة صالحة.
ـ[سعيد يوسف]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 09:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على رفع هذه الدروس المفيدة
واسأل الله ان يبارك في وقت الشيخ وفي عمره
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 02:52]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 07:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا لا أستطيع تحميل أي درس من هذه الروابط وكذا الأمر في درس شرح رسالة في اختلاف لفظ الحديث
مع أنني حاولت بكل الطرق
هل يمكن رفعها على kabah.info
ـ[عادل عيدروس]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 06:14]ـ
الأخ الفاضل: أبو زرعة حازم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تم التأكد من جميع الروابط ولا يوجد بها أي خلل، قم بحذف ملفات الانترنت المؤقتة لديك وحاول مرة أخرى.
ـ[ابو حسان]ــــــــ[28 - Apr-2009, مساء 06:11]ـ
نعم الملفات تعمل
بارك الله فيكم
ـ[أبومروة]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 08:21]ـ
بارك الله في الشيخ العلامة سعد الحميد ونفع الله به
لكن الملاحظ أن هذه الغرفة في غالب الأحيان بدون برامج اللهم إلا ماكان منها الذي ذكرتهم.
ولقد كنت من الذين أقترحوا إنشاء غرفة للموقع وربما كان إقتراحي متأخرا لكن الموقع يزدهر بثلة من طلبة العلم، فياحبذا لو تتكرمون بوضع برنامج متواصل للغرفة يومي خاصة في الفترة المسائية،
أنا على يقين أن هذه الغرفة ستكون بمثابة الأثير الدعوي للموقع.
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوعبدالله زياد]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 02:04]ـ
الأخ الفاضل: أبو زرعة حازم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تم التأكد من جميع الروابط ولا يوجد بها أي خلل، قم بحذف ملفات الانترنت المؤقتة لديك وحاول مرة أخرى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حذفت انا الملفات الموقته ولم تعمل الروابط
شكرا
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 10:50]ـ
بوركتم
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[05 - Aug-2009, صباحاً 08:45]ـ
بارك الله في الجميع، ونفع بالشيخ سعد.
ـ[طارق جابر]ــــــــ[16 - Oct-2009, صباحاً 07:09]ـ
بارك الله فيكم
ونفع بعلمكم
ـ[فتى الكهول]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 09:44]ـ
كتاب قيم بارك الله فيكم
ـ[بن مصدق]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 09:49]ـ
بارك الله فيكم و رفع الله من قدركم
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[18 - Dec-2009, صباحاً 08:15]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 01:24]ـ
بارك الله فيكم و جزاكم الفردوس الأعلى
ـ[حسن حافظ]ــــــــ[24 - Mar-2010, صباحاً 12:38]ـ
مشكووووور
ـ[أبو أنس الشامي]ــــــــ[31 - Mar-2010, مساء 05:40]ـ
بورك فيكم إخوتي ...
لكن هل هناك دروس أخرى؟؟
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[25 - Aug-2010, مساء 04:14]ـ
ارجو رفع الدروس مرة اخرى بارك الله فيكم لان الروابط لم تعد فيها الدروس التي رفعت الظاهر انها حذفت مع الزمن
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[25 - Aug-2010, مساء 05:03]ـ
حفظكم قد وجدتها على الصفحة الشخصية للشيخ حفظه الله(/)
??¦| الاعجاز العلمي في قيام الليل|¦??
ـ[محمد رفيق]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 09:35]ـ
http://www.syria2u.com/vb/em/bs.gif
http://www.syria2u.com/vb/mwaextraadmin3/eid/eid.gif
??¦| الاعجاز العلمى فى قيام الليل |¦??
http://www.lakii.com/vb/smile/9-121.gif
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها
أحبتي ..
انك حينما
تطرد فراشك جانبا وتتذكر ان الجنة تناديك
فتتوضأ وتزيل عن جسدك من آثار ذنوب النهار
وتصلى ركعتين في جوف الليل
تناجي بهما ربك
تشكو له حالك
تدعوه بقلب صادق ويقين
فإنك تشعربلذة لا تفوقها متع الدنيا جميعا
لأنك بين يدي مالك القلوب
قل له أنك ضعيف
غلبتك الدنيا والهوى
أريه من قلبك صدق طلبه سيكفيك
وسيكون لك نعم العون
ناجيه ليلاً ليكون عونك نهاراً
ادعوه نهارا ليقويك
على القيام ليلاً
http://www.lakii.com/vb/smile/9-62.gif
قال رسول اللة صلى علية وسلم
[عليكم بقيام الليل،فانه داب الصالحين قبلكم،
وقربة الى اللةعز وجل، ومنهاةعن الاثم،
وتكفير للسيئات، ومطردةللداء من الجسد]
والله لو قمنا به لنيل تلك الامور لكفتنا ولكنني
أود ان أذكر لكم احبتي بعض الأسطر
في الإعجاز العلمي في قيام الليل
والتي استوقفتني ..
وعن كيفيةقيام الليل بطرد الالم من
الجسد فقد ثبت الاتى: ـ
- يؤدى قيام الليل الى تقليل الكورتيزول
{وهوالكورتيزول الطبيعى للجسم} خصوصاقبل
الاستيقاظ بعدة ساعات وهو يتوافق زمنيا
مع وقت السحر {الثلث الاخير من الليل} مما يقى من الزيادة المفاجئة فى مستوى سكر
الدم، والذى يشكل خطورة على مرضى السكر
ويقلل من الارتفاع المفاجىء فى ضغط الدم
ويقى من السكتة المخية والازمات
القلبية فى المرضى المعرضين لذلك.
http://www.lakii.com/vb/smile/9-62.gif
يؤدى قيام الليل الى تحسين الليونة
لمرضى التهاب المفاصل المختلفة سواء
كانت روماتيزمية او غيرها نتيجة الحركة
الخفيفة والتدليك اثناء الوضوء.
http://www.lakii.com/vb/smile/9-62.gif
يقلل قيام الليل من مخاطر تخثر الدم
فى وريد العين الشبكى الذى يحدث نتيجة
لبطء سريان الدم اثناء النوم وزيادة لزوجته
بسبب قلة تناول السوئل او زيادة فقدانها او
بسبب السمنة المفرطة وصعوبة التنفس
مما يعوق ارتجاع الدم الوريدى من الراس
http://www.lakii.com/vb/smile/9-62.gif
يقلل قيام الليل من مخاطر تخثر الدم
فى وريد العين الشبكى الذى يحدث نتيجة
لبطء سريان الدم اثناء النوم وزيادة لزوجته
بسبب قلة تناول السوئل او زيادة فقدانها او
بسبب السمنة المفرطة وصعوبة التنفس
مما يعوق ارتجاع الدم الوريدى من الراس
http://www.lakii.com/vb/smile/9-62.gif
ـيؤدى قيام الليل الى تخلص الجسد من
ما يسمى بالجليسرات الثلاثية {نوع الدهون}
التى تتراكم فى الدم خصوصا بعد تناول العشاء
المحتوى على نسبة عالية من الدهون التى
تزيد من مخاطر الاصابة بامراض شرايين
القلب التاجيةبنسبة32%من هؤلاء المرضى
مقارنة بغيرهم.
http://www.lakii.com/vb/smile/9-62.gif
قيام الليل علاج ناجح لما يعرف باسم
{مرض الاجهاد الزمنى} ما يوفره قيام الليل
من انتظام فى الحركة ما بين الجهد البسيط
والمتوسط الذى ثبت فاعليته فى علاج هذا المرض.
http://www.lakii.com/vb/smile/9-62.gif
يقلل قيام الليل من خطر الوفاة بجميع الاسباب
خصوصا الناتج عن السكتة الدماغية
والقلبية وبعض انواع السرطان.
http://www.lakii.com/vb/smile/9-62.gif
يقلل قيام الليل من مخاطر الموت المفاجىء بسبب اضطراب
ضربات القلب لما يصاحبه من تنفس هواء نقى
خال من الملوثات فى النهار واهمها عادمات
السيارات ومسببات الحساسية.
http://www.lakii.com/vb/smile/9-62.gif
قيام الليل ينشط الذاكرة ووظائف المخ الذهنية
المختلفةلمافيه من قراءة وتدبر للقرآن وذكر
للادعية واسترجاع لاذكار الصباح والمساء،
ويقلل من امراض الزهايمر وخرف
الشيخوخة والاكتئاب وغيرها،
وكذلك يقلل القيام من شدة حدوث مرض طنين
الاذن والتخفيف منه.
http://www.lakii.com/vb/smile/9-62.gif
جعلنا الله من القائمين آناء الليل واطراف النهار
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 03:15]ـ
وأين هو الإعجاز المزعوم الذي عنونت به؟!!
هذه تسمى فوائد قيام الليل.
ـ[حجاج]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 01:03]ـ
وأين هو الإعجاز المزعوم الذي عنونت به؟!!
هذه تسمى فوائد قيام الليل.
أخي الفاضل أبو جهاد عفى الله عنك ..... لم يزعم أخونا ولكن على ما أظن أنه كان يجزم بفائدة ما كاتب ....
وعلى العموم يا إخوتي فأسوق لكم التفريق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي لمن أراد الإستزاده في معرفة المعنى
إذ يعرف التفسير العلمي بأنه: "الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية. أما الإعجاز العلمي: فهو إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيرا، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. وهكذا يظهر اشتمال القرآن أو الحديث على الحقيقة الكونية التي يؤول يصير وينتهي إليها معنى الآية أو الحديث، ويشاهد الناس مصداقها في الكون فيستقر عندها التفسير ويعلم بها التأويل، كما قال تعالى:) لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون ([الأنعام: 67]. وقد تتجلى مشاهد أخرى كونية عبر القرون تزيد المعنى المستقر وضوحا وعمقا وشمولا؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أوتي جوامع الكلم، فيزداد بها الإعجاز عمقا وشمولا، كما تزداد السنة الكونية وضوحا بكثرة شواهدها المندرجة تحت حكمها"
فضيلة الشيخ /عبدالمجيد الزنداني حفظه الله
مجلة الإعجاز- عدد 1 - صفر 1416 - يوليو 1995م.
فهد الرومي، منهج المدرسة العقلية في التفسير، ص550.(/)
لماذانركع مره ونسجد مرتين-- ارجو الرد
ـ[الشيخ طه]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 10:36]ـ
سأل رجل الإمام علي بن أبي طالب: لماذا نسجد مرتين .. !! ولماذا لا نسجد مرة واحدة كما نركع مرة واحدة .. !!
قال الإمام علي: من الواضح أن السجود فيه خضوع وخشوع أكثر من الركوع ..
قال تبارك وتعالى
{وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}
العلق19
ففي السجود يكون الإنسان أقرب ما يكون لربه ويضع أعز أعضائه وأكرمها ((أفضل أعضاء الإنسان رأسه لأن فيه عقله، وأفضل ما في الرأس الجبهة)) على أحقر شيء وهو التراب كرمز للعبودية لله، وتواضعاَ وخضوعاً له تعالى ..
سأل الرجل: لماذا نسجد مرتين مع كل ركعة
وما هي الصفة التي في التراب
فقرأ أمير المؤمنين الآية الكريمة
: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ ... وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ ... وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ... }
طه55
أول ما تسجد وترفع رأسك يعني
((مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ))
وجسدنا كله أصله من التراب وكل وجودنا من التراب ..
وعندما تسجد ثانية تتذكر انك ستموت وتعود إلى التراب
{وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ}
وترفع رأسك فتتذكر أنك ستبعث من التراب مرة أخرى .. !!
{وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}
سبحان الله
اللهم ثبتنا على دين الاسلامألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 10:43]ـ
سؤال: أين قال علي هذا الكلام؟.
و .........
لِمَ هذا الاستفتاء على الموضوع؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 12:11]ـ
أنت تركع مرة وتسجد مرتين لأن الله أمرك بهذا ولا تسأل عما لا يعنيك
اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم ولا تسألوا لم َ و ....(/)
كيف عالج الاسلام مشكلة التسول
ـ[الشيخ طه]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 10:45]ـ
كيف عالج الإسلام مشكلة التسول؟
الإسلام يغرس فى نفس المسلم كراهة السؤال للناس. تربية له على علو الهمة وعزة النفس. والترفع عن الدنايا. وإن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ليضع ذلك في صف المبادئ التي يبايع عليها صحابته. ويخصها بالذكر ضمن أركان البيعة، فعن أبي مسلم الخولاني قال: حدثنى عوف بن مالك قال: " كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، سبعة أو ثمانية أو تسعة فقال: " ألا تبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ولنا حديث عهد ببيعة " قلنا: قد بايعناك! حتى قالها ثلاثاً. وبسطنا أيدينا فبايعنا. فقال قائل: يا رسول الله، إنا قد بايعناك فعلام نبايعك؟ قال: " أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً. وتصلوا الصلوات الخمس، وتسمعوا وتطيعوا " وأسر كلمة خفية: قال " ولا تسألوا الناس شيئاً " قال راوي الحديث: فلقد كان بعض أولئك النفر يسقط سوطه، فما يسأل أحدأ أن يناوله إياه. (رواه مسلم وأبو داود والنسائى، وابن ماحة
ـ كما فى الترغيب والترهيب ج 2 باب: الترهيب من المسألة). وهكذا نفذ هؤلاء الأصحاب الميامين مضمون هذه البيعة النبوية تنفيذا " حرفيا " فلم يسألوا أحدا حتى فيما لا يرزاَ مالاً ولا يكلف جهداً. ورضي الله عن الصحابة فإنهم ما انتظروا على الناس إلا بعد أن انتصروا على أنفسهم. وألزموها صراط دينهم المستقيم.
وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من يتكفل لى أن لا يسأل الناس شيئا وأتكفل له بالجنة "؟ فقال ثوبان: أنا يا رسول، فقال: "لا تسأل الناس شيئا " فكان لا يسأل أحداً شيئاً (رواه أبو داود ـ المصدر السابق، " وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 197/ 4).
ولقد صور لهم النبي صلى الله عليه وسلم اليد الآخذة بـ " اليد السفلى" واليد المنفقة أو المعطية بـ "اليد العليا " وعلمهم أن يروضوا أنفسهم على الأستعفاف فيعفهم الله. وعلى الأستغناء عن الغير فيغنيهم الله، فعن أبي سعيد الخدرى: أن ناساً من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى إذا نفد ما عنده قال: " ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم. ومن يستعف يعفه الله. ومن يستغين يغنه الله، ومن ينصبر يصبره الله. وما أعطى أحد من عطاء أوسع من الصبر " (رواه السنة إلا ابن ماجه)
العمل هو الاساس
لقد علم الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه مبدآين جليلين من مبادىء الإسلام:
المبدأ الأول: أن العمل هو أسا الكسب وأن على المسلم أن يمشي في مناكب الأرض وينبغي من فضل الله وأن العمل ـ وإن نظر إليه بعض الناس نظرة آستهانة ـ أفضل من تكفف الناس، وإراقة ماء الوجه بالسؤال: " لأن يأخذ أحدكم حبله على ظهره فيأتى بحزمة من الحطب فيبيعها. فيكف الله بها وجهه، خير من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه " (رواه البخارى في أول كتاب " البيع " عن الزبير) والمبدأ الثاني: أن الأصل في سؤال الناس وتكففهم هو الحرمة، لما في ذلك من تعويض النفس للهوان والمذلة، فلا يحل للمسلم أن يلجأ للسؤال إلا لحاجة تقهره على السؤال، فإن سأل وعنده ما يغنيه كانت مسألته خموشاً في وجهه يوم القيامة.
وفى هذا المعنى جاءت جملة أحاديث ترهب عن المسألة بوعيد تنفطر له القلوب.
من ذلك ما رواه الشيخان والنسائى عن ابن عمر مرفوعاً: " لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم ".
ومنها ما رواه أصحاب السنن: " من سأل وله ما يغنيه جاءت يوم القيامة خموش أو خدوش أو كدوح في وجهه "، فقيل: يا رسول الله! وما الغنى؟ قال " خمسون درهما أو قيمتها ذهباً (رواه الأربعة) فالمسألة تصيب الإنسان في أخص مظهر لكرامته وإنسانيته وهو وجهه.
ومنها حديث: " من سأل وله أوقية فقد ألحف "، (رواه أبو داود والنسائى). والأوقية أربعون درهما.
ومنها حديث:" من سأل وعنده ما يغنيه، فإنما يستكثر من النار ـ أو من جمر جهنم ـ فقالوا: يا رسول الله وما يغنيه؟ قال: " قدر ما يفديه ويعشيه " (رواه أبو داود)
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل المراد أ عنده غذاء يوم وعشاه؟ أم المراد أنه يكسب قوت يوم بيوم، فيجد غذاءه وعشاءه على دائم الأوقات؟
لعل هذا هو الأرجح والأليق، فمثل هذا هو الذي يجد من رزقه المتجدد ما يغنيه عن ذل السؤال.
العلاج
والعلاج العلمي هنا يتمثل في أمرين:
الأول: تهيئة العمل المناسب لكل عاطل قادر عل العمل، وهذا واجب الدولة الإسلامية نحو أبنائها، فما ينبغي لراع مسؤول عن رعيته أن يقف مكتوف اليدين أمام القادرين العاطلين من الموطنين، كما لا يجوز أن يكون موقفة منهم بصفة دائمة اليد بمعونة، قلت أو كثرت، من أموال الصدقات. فقد ذكرنا في مصادر
الزكاة قوله عليه الصلاة والسلام: " لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي " وكل إعانه مادية تعطى " لذي مرة سوي"
ليست في الواقع إلا تشجيعا للبطالة من جانب، ومزاحمة للضعفاء والزمني والعاجزين في حقوقهم من جانب أخر.
والتصرف السديد الواجب هو ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بإزاء واحد من هؤلاء السائلين، فعن أنس بن مالك أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم، يسأله فقال: أما في بيتك شىء؟ قال: بلى: حلس (الحلس: كساء يوضع على ظهر البعير أو يفرش في البيت تحت حر الثياب)، نلبس بعضه، ونبسط بعضه، وقعب (والقعب: القدح أو الإناء). نشرب فيه الماء، قال: ائتني بهما فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال من يشترى هذين؟ قال رجل: أنا أخذهما ببدرهم، وقال: من يزيد على درهم؟ مرتين أو ثلاثا ـ قال رجل: أنا أخدهما بدرهمين، فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين. وأعطاهما الأنصارى وقال: أشتر بأحدهما طعاماً وانبذه إلى أهلك، واشترى بالأخر قدوما فائتني به، فشد رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا بيده ثم قال له: أذهب فاحتطب وبع، ولا أرينك خمسة عشر يوماً فذهب الرجل يحتطب، ويبيع فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوباً وببعضها طعاماً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع " والفقر المدقع: الشديد وأصله من الدقعاء وهو التراب ومعناه: الفقر الذى يقضي به إلى التراب، أي لا يكون عنده ما ينقي به التراب " أو لذي غرم مفظع " والغرم المفظع: أن تلزمة الدية الفظيعة الفدحة، فتحل له الصدقة ويعطى من سهم الغارمين " أو لذي دم موجع " الدم الموجع: كناية عن الدية يتحملها، فترهقة وتوجعه، فتحل له المسألة فيها ".
الإسلام سباًق دائماَ
وفي هذا الحديث الناصع نجد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يرذ للأنصاري السائل أن يأخذ من الزكاة وهو قوي على الكسب، ولا يجوز له ذلك إلا إذا ضاقت أمامة المسالك، وأعيته الحبل، وولي الأمر لابد أن يعينه في إتاحة الفرصة للكسب الحلال وفتح باب العمل أمامه.
إن هذا الحديث يحتوى خطوات سباقة سبقّ بها الإسلام
ـ إنه لم يعالج السائل المجتاح بالمعونة المادية الوقتية كما يفكر كثيرون. ولم يعالج بالوعظ انمجرد والتنفير من المسألة كما يصنع أخرون. ولكنه أخذ بيده في حل مشكلته بنفسه وعلاجها بطريقة ناجحة.
ـ وعلمه أن كل يجلب رزقاً حلالاً هو عمل شريف كريم. ولو كان احتطاب حزمة يجتلبها فيبيعها، فيكف الله بها وجهه أن يراق ماؤه في سؤال الناس.
ـ وأرشده إلى العمل الذي يناسب شخصه وقدرته وظروفه وبيئته وهياً له " آلة العمل " الذي أرشده إليه، ولم يدعه تأئهاً حبراناً
ـ وأعطاه فرصة خمسة عشر يوماً يستطيع أن يعرف منه بعدها مدى ملاءمة هذا العمل له ووفاءه بمطالبة " فيقره عليه " أو يدبر له عملاً آخر.
ـ وبعد هذا الحل العملي لمشكلته لقنه ذلك الدرس النظري الموجز البليغ في دائرتها، وما احرانا أن نتبع نحن هذه الطريقة النبوية الرشيدة! فقبل أن نبدىء ونعيد في محاربة التسول بالكلام والإرشاد، نبدأ أولاً بحل المشاكل، وتهيئة العمل لكل عاطل.
دور الزكاة
ودور الزكاة هنا لا يخفى، فمن أموالها يمكن إعطاء القادر العاطل ما يمكنه من العمل في مصارف الزكاة، ومنها يمكن أن يدرب على عمل مهني يحترفه ويعيش منه، ومنها يمكن إقامة مشروعات جماعية
ـ مصانع أو متاجر أو مزارع ونحوها ـ ليشتغل فيها العاطلون وتكون ملكاً لهم بالاشتراك، كلها أو بعضها.
الأمر الثاني: أعني ثاني الأمور التي يتمثل فيها العلاج العملي للمسألة والتسول في نظر الإسلام هو ضمان المعيشة الملائمة لكل عاجز عن اكتساب ما يكفيه وعجزه هذا السببين
ـ إما لضعف جسماني يحول بينه وبين الكسب لصغر السن وعدم العائل كما في اليتامى، أو لنقص بعض الحواس أو بعض الأعضاء أو مرض معجز ... الخ، تلك الأسباب البدنية التي يبتلى المرء بها ولا يملك إلى التغلب عليها سبيلاً، فهذا يعطى من الزكاة ما يغنيه جبراً لضعفه، ورحمة بمعجزه، حتى لا يكون المجتمع عوناً للزمن عليه، على أن عصرنا الحديث قد استطاع أن ييسر بواسطة العلم لبعض ذوي العاهات كالمكفوفين وغيرهم، من الحرَف والصناعات ما يليق بهم، ويناسب حالتهم، ويكفيهم هوان السؤال، ويضمن لهم العيش الكريم، ولا بأس بالإتفاق على تعليمهم وتدريبهم من مال الزكاة.
ـ والسبب الثاني العجز عن الكسب هو انسداد أبواب العمل الحلال في وجه القدرين عليه، رغم طلبهم له، وسعيهم الحثيث إليه، رغم محاولة ولي الأمر إتاحة الكسب لهؤلاء، فهؤلاء ـ ولا شك ـ في حكم العاجزين عجزا جسمانياً مقعداً، وأن كانوا يتمتعون بالصحة والقوة لأن القوة الجسمية وحدها لا تطعم ولا تغني من جوع، ما لم يكن معها اكتساب.
وقد روى الإمام أحمد وغير قصة الرجلين اللذين جاءا يسألان النبي صلى الله عليه وسلم من الصدقة فرفع فيهما البصر وخفضه فوجدهما جلدين قويين فقال لهما: " إن شئتما أعطيتكما، ولا حظ فيها لغنى " ولا لقوي مكتسب " فالقوي المكتسب هو الذي لا حق له في الزكا(/)
عشرات العلماء بالسعودية يدعون الشعوب والحكام إلى مساندة أهل غزة
ـ[الخميس]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 08:34]ـ
موقع المسلم ( http://almoslim.net/node/104302)
دعا عشرات من العلماء بالمملكة العربية السعودية مصر إلى فتح معبر رفح بصفة دائمة.
وقال علماء من بينهم الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك، والدكتور ناصر بن سليمان العمر، والدكتور أحمد بن سعد بن غرم الغامدي في بيان تلقى موقع "المسلم" نسخة منه: " لا يكفي في النصرة مجرد الشجب والاستنكار؛ بل لابد من أفعال تبرهن على صدق المناصرة؛ ومن ذلك: فتح الحكومة المصرية لمعبر رفح بصفة دائمة، وإن إغلاقه في مثل هذه الظروف الصعبة يعد من الخذلان وتحقيقاً لأهداف العدو."
وطالب العلماء الشعوب بالانتصار لأشقائها في غزة، والدعاء لهم، مشيراً إلى أن "من حقهم علينا نصرهم والاجتهاد في رفع الظلم عنهم بما يمكن من الأسباب، ومن أعظم ذلك التوجه إلى الله تعالى بالدعاء، ومن نصرهم مساعدتهم مادياً ومعنوياً كل بحسبه".
وحث البيان أهل غزة على الثبات والصبر والتقوى مذكراً إياهم بآيات الله التي تقرن بين التقوى والنجاة من كيد الظالمين.
وأدان البيان الجريمة التي ترتكب بحق أهل قطاع غزة، والتي بدأت بحصار لمدة سنتين ثم تبعها العدوان الصهيوني والتواطؤ الدولي معه.
وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان مجزرة غزة
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فمعلوم ما أصاب إخواننا المسلمين في قطاع غزة من حصار اقتصادي طيلة السنتين الماضيتين، وفي هذين اليومين انقشعت سُحب الخداع وصرّح الشر، وذلك بما قامت به دولة يهود بتواطؤٍ وتمالؤٍ من دول الكفر وعملائهم في المنطقة من الاجتياح المدمر على إخواننا المظلومين المستضعفين في قطاع غزة، وهل بعد هذا يمكن أن يكون لدعوة التطبيع والسلام مكان مع هؤلاء المعتدين الغاصبين؟ وذلك مصاب جلل لا يجوز للمسلمين السكوت عنه وخذلان إخوانهم، فإن المسلمين كالجسد الواحد يجب أن يفرح أحدهم لفرح أخيه ويحزن لحزنه، فحق على المسلم أن ينصر أخاه المسلم ويقف معه في شدته.
وبمناسبة هذه النازلة نتوجه إلى إخواننا المسلمين في غزة أن يتسلحوا بالصبر والتقوى فإن الله {مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} ومن كان الله معه فلن يضره كيد العدو شيئاً قال الله تعالى: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاَ} [سورة آل عمران120]. ومن ثمرات الصبر والتقوى: صدق التوكل على الله والتفويض إليه في جميع الأمور واستنصاره وصدق اللجأ إليه في الدعاء امتثالاً لأمر الله في قوله: {ادعوني أستجب لكم} وأسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا كما قال: (اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم).
كما نتوجه إلى عموم إخواننا المسلمين مذكرين بحقوق الأخوّة الإسلامية قال الله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة} [الحجرات آية 10] وقال عليه الصلاة والسلام: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) فمن حقهم علينا نصرهم والاجتهاد في رفع الظلم عنهم بما يمكن من الأسباب، ومن أعظم ذلك التوجه إلى الله تعالى بالدعاء، ومن نصرهم مساعدتهم مادياً ومعنوياً كل بحسبه؛ فعلى الحكومات من واجب النصرة القدر الأكبر قال صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) وعلى المسلمين حكومات وشعوباً أن يحذروا من خذلان إخوانهم المظلومين المستضعفين فقد قال عليه الصلاة والسلام: (ما من امرئ يخذل امرءاً مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته .. ) الحديث، رواه الإمام أحمد وأبو داوود، ولا يكفي في النصرة مجرد الشجب والاستنكار؛ بل لابد من أفعال تبرهن على صدق المناصرة؛ ومن ذلك: فتح الحكومة المصرية لمعبر رفح بصفة دائمة، وإن إغلاقه في مثل هذه الظروف الصعبة يعد من الخذلان وتحقيقاً لأهداف العدو.
نسأل الله أن يرفع الشدة والبلاء عن أهل غزة وعن كل المظلومين، وأن ينزل بأسه على القوم المجرمين، كما نسأله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين إنه تعالى ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الموقعون:
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ العلامة/ عبدالرحمن بن ناصر البراك جامعة الإمام سابقاً
أ. د.ناصر بن سليمان العمر المشرف العام على موقع المسلم
د. أحمد بن سعد بن غرم الغامدي رئيس قسم الدراسات القرآنية والإسلامية في جامعة الباحة سابقاً
أ. د.سليمان بن حمد العودة جامعة القصيم
د. ناصر بن يحيى الحنيني الأستاذ المساعد بجامعة الإمام والمشرف العام على مركز الفكر المعاصر
أ. د.أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي أستاذ العقيدة بقسم الدراسات العليا بجامعة أم القرى
د. محمد بن عبدالله الهبدان المشرف على شبكة نور الإسلام
د. محمد بن عبدالله الدويش المشرف على موقع المربي
علي بن إبراهيم المحيش رئيس كتابة عدل الأحساء متقاعد
د. وليد بن عثمان الرشودي رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين
د. عبدالله بن عبدالرحمن الوطبان وزارة التربية والتعليم
د. عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف أستاذ مشارك بجامعة الإمام
د. خالد بن عبدالله الشمراني أستاذ الفقه المشارك بجامعة أم القرى
د. خالد بن عبدالرحمن العجيمي أستاذ جامعي سابق
د. سعد بن عبدالله الحميد عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
فهد بن سليمان القاضي مستشار تعليمي
خالد بن محمد الشهراني جامعة أم القرى
عبدالعزيز بن ناصر الجليل باحث في الشؤون الإسلامية
فيصل بن عبدالله الفوزان القاضي بالمحكمة العامة بالجبيل
عبدالعزيز بن عبدالله المبدل أستاذ مساعد بجامعة الملك سعود
أحمد بن عبدالله آل شيبان العسيري داعية بمنطقة عسير
د. علي بن سعيد الغامدي أستاذ الفقه بجامعة الإمام وأستاذ كرسي بالمسجد النبوي الشريف (سابقاً)
عبدالله بن ناصر السليمان المفتش القضائي
د. عبدالحميد بن عبدالله الوابل
د. محمد بن صالح الفوزان أستاذ مساعد بجامعة الملك سعود
د. حمود بن غزاي الحربي أستاذ جامعي
عيسى بن درزي المبلع خطيب جامع الأمير سعود الفيصل بحائل
د. إبراهيم بن محمد أبكر عباس استشاري طب أطفال
محمد بن علي المسملي إمام وخطيب جامع أبي بكر الصديق بجازان
د. عبدالله بن عمر الدميجي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
سعد بن ناصر الغنام خطيب جامع الفاروق بالخرج
د. خالد بن عثمان السبت جامعة الملك فيصل
د. عبدالرحيم بن صمايل السلمي أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى
صالح بن عبدالعزيز الطواله رئيس المحكمة العامة المساعد بمكة
خالد بن عبدالله الحقباني القاضي بالمحكمة الجزئية بمكة
بدر بن إبراهيم الراجحي القاضي بالمحكمة العامة بمكة
إبراهيم بن فراج الفراج القاضي بالمحكمة العامة بجدة
مسعود بن حسين بن سحنون القحطاني تعليم عسير
د. ظافر بن سعيد الشهري جامعة الملك خالد
سعد بن علي العمري معلم متقاعد
د. محمد بن سعيد القحطاني أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى سابقاً
د. خالد بن محمد الماجد أستاذ مساعد في كلية الشريعة
د. عبداللطيف بن عبدالله الوابل جامعة الملك سعود
عبدالله بن حمود التويجري رئيس قسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين بجامعة الإمام سابقاً
عبدالله بن إبراهيم الريس جامعة الملك سعود
د. سليمان بن وايل التويجري عميد كلية الشريعة سابقاً
يوسف بن عبدالله الأحمد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام
إبراهيم بن خضران الزهراني كاتب عدل بمكة المكرمة
أحمد بن عبدالله الزهراني عميد كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية سابقاً
أحمد بن حسن بن محمد آل عبدالله معلم متقاعد
إسماعيل بن أحمد بن حسن آل عبدالله معلم
د. محمد بن عبدالله الخضيري جامعة القصيم
د. محمد بن عبدالعزيز اللاحم إدارة التربية والتعليم
عثمان بن عبدالرحمن العثيم وكيل المعهد العلمي ببريدة سابقاً وخطيب جامع الحبيب
عبدالله بن صالح القرعاوي عضو الدعوة والإرشاد ببريدة
أ. د. خالد بن علي المشيقح جامعة القصيم
عبدالله بن فهد السلوم مدير ثانوية الملك سعود سابقاً وخطيب جامع الثنيان ببريدة
د. محمد بن عبدالله المحيميد جامعة القصيم
د. محمد بن ناصر السحيباني أستاذ متقاعد الجامعة الإسلامية
إبراهيم بن محمد الحقيل داعية بوزارة الشؤون الإسلامية
ـ[المخضرمون]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 08:36]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
فديت القدس لو يدري بما دار اليوم في بلدي .. فديت غزة لو تدري بما جال اليوم في خلدي
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 10:24]ـ
فديت القدس لو يدري بما دار اليوم في بلدي .. فديت غزة لو تدري بما جال اليوم في خلدي
بسم الله الرحمن الرحيم .. معز المؤمنين مذل الكافرين .. ناصر المجاهدين خاذل الفاجرين .. الآمر بالصلاة والزكاة والصوم والحج إلى يوم الدين .. لا إله سواه هو رب العالمين .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخاتم النبيين .. ثم أما بعد ..
جئتكم اليوم إخوتاه أستشيركم بأمور شتى .. عَنْونت صفحتها بفداء للقدس وغزة
جاءكم قليل صوم وصلاة وزكاة .. يستشيركم عن الذي سيؤول إليه الحال
فأشيروا عليّ معشر المسلمين ولا تكونوا بالعلم من الباخلين
فإن الله مؤيد جنده بالنصر والتمكين وأنتم جند الله بإذن الله
فديت القدس لو يدري بما دار اليوم في بلدي
فديت أقصاي لو يدري كم في الحنايا شوق لصلاةِ
فديت غزّتي لو تدري كم في القلب شوق للجهاد
فديتهم جميعا لو علموا ما دار بخلدي
أيا إخوتاه .. ماذا يفعل قليل الزاد إن كان الطريق طويلا
ماذا يفعل من هو حفيد لعمر بن الخطاب وأبي بكر وعثمان وعلي
وهو عن أفعالهم بعيد بعيد بعيد
عمر بن الخطاب الذي كان يقول: اللهم لا تجعل هلاك أمة محمد على يدي!!
من الذي يهلك الأمة يا عمر! .. إن كان هذا تواضع عمر
فليتنا نحن نقول بعض قوله وليس لنا من العبادة ما يضاهي عُشره
وليت ولاة أمورنا اليوم يقتدون بعمر بن الخطاب
ولكن أسفا على قلوب غرتها الحياة الدنيا إلا من رحم ربي
فأشيروا علي بربكم ..
كيف لنفس هي حفيدة لعمر بن الخطاب أن يطيب لها هناء عيش والجهاد يناديها
وكيف لطالب علم أن يطلب علمه وهو عن الجهاد بعيد
وكيف لامرئ أن يتذوق هجعة وإخوته من حوله يُقتّلون!!
كيف لمسلم تطرب آذانه بصوت المدافع صباح مساء
فيقتله الشوق للجهاد .. ويقتله الحنين للشهادة
كيف له أن يسكن ويهدأ ..
مسلم مؤمن قائم بالليل لربه يرجو رحمته ويخشى عذابه
أيضا يقتله الشوق لأن يقيم تينك الركعتين في معسكرات المرابطين
كيف يعيش هذا وهو في جمر حنينه يتقلب
يتمنى أن يكون معه مصحف في اليمين وبندقية في اليسار
ويسأل ربه أن ينيله تي المنية ثم يمن عليه بالشهادة
لأنه يعلم أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة
ويعلم أن سلعة الله غالية ..
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ "
اللهم ارزقنا الجنة نتبوأ منها حيث نشاء
أشيروا علي معشر المؤمنين
إن كان ذاك الشخص يكاد الشوق للجهاد يقتله
ماذا يفعل ..
وما بالي بجسد في الخان قابع!!
وقلب بالقدس موله والع!!
ثم روح لا أدري أهي لرجل أم فتى يافع!!
فعساني أرى الجسد والقلب والروح واحدا وأقصى الرجولة جامع!!
فديت أقصاي لو يدري كم قتلني الشوق له ..
وفديت غزة لو درت وعلمت برغبة مسلم في الجهاد ..
فهل من ناصح لنا أمين .. ؟!
// بنت خير الأديان
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 04:24]ـ
أي أخيّة: أما علمت بعد؟!
نحن اليوم في زمان الغربة، وفي زمان ضعف الدين وتراجعه، ولم يأتنا هذا من جهالةٍ، بل أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق بذلك، وأخبرنا أن هذا الزمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، وأخبرنا بهذه الفتن التي تموج كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا.
وأخبرنا أن هذه الأزمان تكثر فيها الفتن وتنتشر، ويكثر فيها الهرج، ويرفع فيها العلم ويكثر الجهل، كل ذلك أخبر عنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، ولكنه أخبرنا عن الاستمساك فيها وما ينجي منها، فأخبرنا أن النجاة بهذا الحبل المتين المستقيم الذي هو حبل الله، من استمسك به عصم، ألا وهو القرآن الذي {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه السنة المبينة للقرآن التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وبين بها القرآن أتم بيان، فمن استمسك بهما عصم، ومن تركهما قصم الله ظهره، وانهوى على وجهه في النار، لذلك فإن الذي يتوقف عن العمل لنصرة الدين رجاء هذه الآمال الكاذبة مغرور ويخشى عليه من الخذلان، يخشى عليه من الخذلان حين يطيل الأمل ويتبعه، وتُمنيه النفس الأماني فينقاد لها، ويأتيه الشيطان كي يدعوه إلى بنيات الطريق ويقول له: وتكونوا من بعدها قوماً صالحين.
حينئذٍ يغتر بأعماله التي يقوم بها، وينسى ما كلف به، وينسى ما أسلف وما فرط فيه من جنب الله فيما مضى من عمره، فيا ليت هؤلاء انتبهوا قبل أن يقعوا في الهاوية، وقبل أن توصد عليهم النار الحامية، يا ليت هؤلاء انتبهوا وأدركوا أن بقية العمر ما لها ثمن، ولذلك يقول الحكماء: إن عمراً ضيع أوله لجدير أن يحفظ آخره.
كل شخصٍ منا يعلم أن ما مضى من عمره قد ضيع، وأن بقيته لا يدرى متى تنقضي، فعمر ضيع أوله جدير بأن يحفظ آخره، فعلى الشخص حينئذٍ أن يحقق عهده مع الله الذي أخذه عليه، وأن يبدأ بنفسه ويحاول الإنطلاق بما أتاه الله من قوة، ويعلم أن الحرب القائمة سنة كونية وذات تاريخ طويل مستمر، فمنذ بعث أول رسولٍ إلى أهل الأرض وهذه الحرب قائمة بين الحق والباطل، يكون للباطل فيها بعض الصولات ولكنه يضمحل في النهاية، ويورث الله الأرض عباده المؤمنين المتقين، وبعدها تأتي صولة أخرى للباطل ثم يضمحل، وهكذا دواليك.
إن الحرب قائمة على ساقها، ونازعة بأشدها، ونحن نشهدها في مختلف مجالات الحياة، نشهدها في مجال الاعتقاد، وفي مجال العمل، وفي مجال الاقتصاد، وفي مجال السياسة، وفي مجال الثقافة، وفي غير ذلك من المجالات، وفي بناء البيوت والمجال الاجتماعي الحرب شعواء على دين الله، وقبل ذلك نُبِذَ فيها ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم في كثير ٍمن المجتمعات الإسلامية -إلا من عصم الله- وراء الظهور، وفي مجال الثقافة والعلم أصبح الناس يرجعون إلى مراجع مخالفةٍ لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ويقدمونها على كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وفي مجال التشريع والتحاكم يرجع الناس إلى قوانين هي من وضع أقوامٍ لو نظر إلى مصالحهم الدنيوية وكيف يتصرفون فيها لرأيت أنهم من أسفه الناس، ومع ذلك يوكل إليهم التشريع للأمم، كل واحدٍ منهم لا يحسن القيام على نفسه، ولا على ما أودعه الله وما جعل تحت يده من أهله وأولاده وماله، ومع ذلك يأتي بقوانين يضعها لتطبق على عباد الله في أرض الله، إن هؤلاء السفهاء الذين يشرعون للناس أحكاماً غير شرع الله سبحانه وتعالى إنما يتلقون ذلك من قبل شياطينهم {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}، وإنهم بذلك حين شرعوا هذه القوانين ونصبوها في الأرض ودعوا الناس إليها بل أجبروهم على التحاكم إليها وترك كتاب الله ظهرياً سيكون عليهم إثمهم وإثم من لحقهم واتبعهم على ذلك المنهج.
إن جهالة المسلمين اليوم بكثيرٍ من شرع الله سبحانه وتعالى، وأن يعيش الكبير منهم عمره كاملاً ويموت، بل قد تموت الأجيال المتلاحقة، فتجد أربعة أجيال وخمسة من المسلمين في قطرٍ واحد، وهذه الأجيال الخمسة لم يشهد الواحد منها حداً مقاماً على الأرض، ولم يشهد التحاكم الواقعي إلى دين الله تعالى في حياته، خمسة أجيال متلاحقة!!
إن هؤلاء حين انصرفوا عن منهج الله ستكون عليهم آثام هذه الأجيال بكاملها، وهذه الآثام ليست تابعةً لدول، فهذه المؤسسات التي يسميها الناس الدول أو الشركات أو المجالس أو الإدارات لا تبعث يوم القيامة، إنما يبعث الأفراد، والمسئولية يوم القيامة فردية، في الدنيا يقال: فلان من قتله؟ فيقال: قتلته الدولة الفلانية.
أو يقال: المال الفلاني من أخذه؟ فيقال: أخذته الدولة أو المؤسسة الفلانية، أو المحكمة الفلانية.
لكن يوم القيامة المسئولية محددة، وفلان هو المسئول عن هذا بعينه، لا يبعث يوم القيامة أحد رئيساً ولا وزيراً ولا حاكماً ولا قاضياً، يبعثون يوم القيامة عباداً سواسية، كل شخصٍ منهم يتحمل أوزاره على عنقه، وهو المسئول عنها وعن كل من عمل بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا تظنن أن هذه المؤسسات التي تشاهدها باقية أو أنها دائمة، وانظر إلى القبور تخبرك بالحق الذي لا غبار عليه ولا مرية فيه، وانظر إلى القبور التي يستوي فيها الحاكمون والمحكومون، يأتي الدود والرمل على كل ما هنالك، فيذهب كل ذلك للملة والتراب والمهلة، وهو بعد ذلك سيبعث ويسأل عن أعماله.
وترى كثيراً من الذين كانوا صناديد في هذه الأرض وأذلوا الناس في مشارق الأرض ومغاربها بسلطانهم وقد أصبحوا لا تدرى جثثهم في أي مكان من الأرض استقرت، وتجد الفقراء المساكين يمشون على قبورهم وهم لا يشعرون.
أين الجبابرة الذين أخرجوا إبراهيم من كوثا؟!
وأين نمرود الذي رمى به في النار؟
وأين الفراعنة الأقوياء؟
وأين القياصرة والكياسرة؟
أين الملوك التي كانت مسلطنة ///////// حتى سقاها بكأس الذل ساقيها
كل هؤلاء إذا سألت عن قبورهم لا تجد من يخبرك عنها، وتجد أن كثيراً منهم حين عاد إلى الأرض التي منها بدأ أصبحت ذراته في هذا التراب يمشي عليها الفقراء والمعبّدون الخادمون، وأصبحت رفاتهم مزارع للفقراء، ما هي إلا مدة يسيرة تعود فيها الأمور وتحول كما كانت، ولكن بني الإنسان يغترون بهذه المدة اليسيرة، فحين يجلس شخص على كرسيٍ ما يتوقع أنه دائم على ذلك وأنه لا يتحرك، حينئذ يطغى ويبغي ويفعل ما سولت له نفسه، كما أخبر الله تعالى عن اليهود بذلك: {وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً}، لكن هذا منقطع زائل، ويبقى بعده الحجة لله على عباده، والمسائلة بين يديه والعرض عليه، فحينئذٍ إما إلى جنةٍ وإما إلى نار.
إن كثيراً من الناس حين يطرح هذا السؤال -وهو: كيف نعمل للإسلام- ينطلق من نظرة عجلى ضيقة فيقول: نحن اليوم في أمة الإسلام ونراها وهي أضعف الأمم وأذلها، وأبعدها عن النهج الصحيح، حتى في أمور الدنيا تكون في مؤخرة الركب دائماً، ولا يوزن لها أي ميزان، وقد انتشر فيها من أنواع المخالفات والمعاصي ما لا يمكن عده فضلاً عن إصلاحه، وتأتي الهزيمة من هذا الوجه!
فيقول الشخص كيف أعمل وأنا في هذا السيل الجارف؟! فيجد نفسه مضطراً بأن يسير في اتجاه السير، وبذلك يخسر نفسه؛ لأنه ليس مثل أولئك الهالكين الذين لم يرفعوا رؤوسهم بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
فأولئك قد حددوا طريقهم وساروا فيها عن قناعةٍ، وهم الذين اتخذوا القرار بأن يضلوا سواء السبيل، ولكن هذا المسكين قد انجرف في السيول الجارفة دون أن يتخذ قراراً بذلك، بل هو تابع سيكون مستضعفاً في الدنيا مستضعفاً في الآخرة، ولذلك في خصومتهم مع الذين استكبروا يوم القيامة نجد هؤلاء المستضعفين يشكونهم إلى الله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: {يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ}.
نجد كثيراً من الناس يقول: إن مسئولية إعلاء كلمة الله تعالى ونصرة دينه مسئولية شاقة ينبغي أن يتحملها الرؤساء والقادة والعلماء فقط، وأما من عداهم من الناس فما عليهم إلا السمع والطاعة وهز الرؤوس إلى الأمام لكل من قام.!
وهم رعاع وهمج يرعون كما ترعى البهائم، وهذا معناه أنهم يعلمون أنه لا خير فيهم؛ إذ لو كان فيهم خير لعلموا أن هذا لا يمكن أن يقدموه حجةً بين يدي الله سبحانه وتعالى في العرض عليه، ولعلموا بأن مسئوليتهم لا تقف عند هذا الحد، وأن المسئولية شاملة عامة، فليس الغزو لدين الله تعالى والتخريب فيه خاصاً بالمجال السياسي أو العلمي فقط حتى يُعدل فيه باللائمة على السياسة والقادة أو على العلماء، بل الفساد سائد وسائر في جميع المجالات، وأنت -يا عبد الله- آلة من الآلات فحاول أن تُستغل في خير، حاول أن يكون لك جزء بسيط من الإصلاح، ولا تحتقر ذلك الجزء؛ فالله سبحانه وتعالى يقول: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن ذلك لا يغني عنهم من الله شيئا، فهؤلاء الذين ساروا مع هذا السيل في اتجاهه قد خسروا أنفسهم وقامت عليهم الحجة بقناعتهم، فلذلك غووا وضلوا عن سواء السبيل، فلم ينالوا حظاً في الدنيا ولا حظاً في الآخرة.
إنك حين تصلح نفسك وتجعل منها نموذجاً صالحاً ملتزماً بشرع الله تعالى مسارعاً إلى الخير محققاً لزومية اتباع رسول صلى الله عليه وسلم تكون قد انتصرت على نفسك، وكان ذلك إرشاداً لمن سواك، وضرب مثلٍ لهم ليقتفوا أثرك.
وحين تعجز عن هذا فلا تعجز عن أن تكف الشر وأن تقتصر على أن لا تكون آلةً تستغل في الشر، فما أكثر الذين يستغلون من حيث لا يشعرون، ما أكثر الذين يقادون بأزمتهم إلى الشر من حيث لا يشعرون فيستغلون في معصية الله سبحانه وتعالى، تستغل أوقاتهم بالمعصية ويسخرون لها، وتستغل أموالهم في المعصية وتؤخذ منهم لذلك، أو يؤدونها طائعةً بها أنفسهم.
ولو أن رئيساً أو جباراً من أهل الأرض أخبر قوماً أنه سيزورهم، فهل ترى أن تجارهم وأغنيائهم سيبخلون فيما يقدمون في ضيافته من المال؟
سيقدمون له كثيراً من الأموال التي لو عرضت عليه من قبل لما رضي بإفساد هذا المال الكثير في هذه اللحظات القليلة؛ لأن إفساده سيعود بالضرر عليه هو.
لكن لو أنهم سمعوا قول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} فهل ترى أنهم سيقدمون العشر فقط من هذه المبالغ التي يقدمونها في سبيل وجهاء الدنيا وطواغيتها؟
إنه مع الأسف قلّ من ينظر هذه النظرة، وقل من يوجه هذا السؤال إلى نفسه، ولذلك ليس هذا فقط مختصاً بالجانب المالي، بل حين ننظر إلى الوقت ونجد أن عمر الإنسان في الواقع إنما هو أربع وعشرون ساعة فتقسيمه لها إذا راجع نفسه وحاسبها وهو على فراشه حين ينام، وسأل نفسه: كم أنفقتُ من هذه الأربع والعشرين ساعة في مرضات الله سيجد أن ذلك قليل جداً، وأنه كان بالإمكان أن يكون كل ما أنفق في سبيل الله، فإن ذهب يلتمس درهماً للمعاش فلو أخلص النية لله لكان ذلك في سبيل الله؛ حيث أدى حقاً واجباً عليه من نفقةٍ أهلٍ أو قضاء دينٍ أو خدمةٍ أياً كانت، فلو أخلص في ذلك لله لكان إنفاقاً في سبيل الله، وإن جلس وقتاً مع صديقٍ له أو أخ في الله فلو نوى لذلك وقصد به الخير وجعله من التزاور في ذات الله لكان ذلك في سبيل الله.
ولكن المشكلة أن الناس سفهاء في الأوقات رغم رشدهم في الأموال، الأوقات تمضي دون حساب، والأموال تحاسب بالدوانق.
كذلك فإن الشخص عندما يقوم على تربية أهل بيته، ويجد نفسه مسئولاً عن زوجةٍ وأولادٍ وإخوةٍ صغارٍ وجيرانٍ، وقد يكون له أثر في بعض الأحيان حتى على قبيلةٍ بكاملها، فيجد أنه كان بالإمكان أن يصلح، وأن يعلم أن هؤلاء رعية له، وهم خصومه يوم القيامة، وعليه أن يربيهم أحسن تربية، وأن يدعوهم إلى الالتزام بمنهج الله سبحانه وتعالى، وأن يحببه إليهم، وأن يسعى على الأقل أن لا يتخذوه سبيلاً إلى المخالفة والمعصية.
إننا بحاجةٍ إلى أن تكون لدينا هذه الجراءة، فالذي يعاهد الله سبحانه وتعالى على أن يكون جندياً من الجنود لا بد أن يعلم أن الجندية لا بد أن تمر بكثير ٍمن التدريب، فهل تظنُّ أن شخصاً يمكن أن يكون عقيداً دون أن يمر بكثيرٍ من التدريبات، وأن يكون خادماً لكثير ٍمن الجنود والضباط؟!
لا يمكن أن يتم هذا.
فلذلك لا بد قبل هذا أن يبذل كثيراً من المجاهدة وأن يمر بكثير ٍمن المراحل، ونحن نعلم أن أول الفكرة آخر العمل،
فالذي يفكر في نصرة دين الله وهو في بيته أول فكرةٍ تدور في خلده وخاطره هو أن يرجع الناس جميعاً إلى دين الله أفواجاً، وأن يقيموا خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يطبقوا القرآن ويتحاكموا إليه ويلغوا كل القوانين ويدوسوها بأقدامهم، وأن يعلوا راية الجهاد في سبيل الله وتنطلق تحتها الصائفة والشاتية.
ولكن هذا هو غاية لا بد قبلها من كثيرٍ من الوسائل والخطوات التي تأتي بالتدريج، فقد لا تعيش أنت إلى ذلك الزمان، ولكن اجعل ما بقي من عمرك في سبيل الله.
حاول أن يكون عمرك أنت إعداداً لأجيالٍ من أولادك وأولاد غيرك يسلكون هذا الطريق لعلهم يصلون إلى هناك وإلى ما ترغب فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)