ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 03:34]ـ
شكر الله لك أيها الفاضل أبا الفداء .. على دعائك ومرورك ومداخلتك الطيبة .. وجزاك ربي خيرا
--
قال الشيخ عبد الرحمن الدوسري -رحمه الله تعالى-:" (لا إله إلا الله) من ألفها إلى يائها سياسة"
يرد بذلك على بعض العلمانيين المتحذلقين بالحكمة السائرة: أعطوا الخبز لخبازه
ولتعرفنهم في لحن القول .. فليس كلام هؤلاء هو المؤسف ..
وإنما الذي يوجع أفئدة الموحدين أن يُسمع هذا من أناس محسوبين على
العلم والعلماء وبعضهم يشار إليه بالأصابع العشرة ..
وكلمة الشيخ الدوسري ,من فقهه رحمه الله حيث قلب عليهم الشبهة
رأسا على عقب .. وبيان ذلك يحتاج لتخصيص مقال
قال ابن القيم"فكما أنّ طاعة العلماء تبع لطاعة الرسول، فطاعة الأمراء تبع لطاعة العلماء "
وليس معنى كون السياسة من الدين والدين من السياسة اقتصار ذلك على مدلول "السياسة الشرعية"
الذي أصبح فنا مستقلا اليوم وهو بالجملة قائم على المصالح التي شهد النص باعتبارها وإن لم يرد بخصوصها دليل خاص
بل كون السياسة من الدين أشمل من ذلك بكثير .. لمن عرف الكتاب والسنة وقرأ سيرة الرسول والخلفاء الراشدين
وقد أنبأنا التاريخ أن غفلة بعض العلماء عن فهم الواقع الدولي كان سببا في كوارث (اقرأ إن شئت"رسالة في الطريق إلى ثقافتنا" للعلامة محمود شاكر)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 04:39]ـ
الفقيه المتصوف (بالمعنى البدعي) تنعكس بدعته على اختياراته الفقهية ولا بد
ومن ذلك ..
1 - أنه لغلوه في رسول الله .. سيجنح لإثبات الخصوصية بشخص النبي صلى الله عليه وسلم .. في أمور لم يرد دليل على كونها خاصة .. فرارا من القياس عليه .. مثال ذلك: أن يقال من دلالة أن الماء المستعمل طاهر مطهر .. أن الصحابة كانوا يقتتلون على وضوء النبي .. ويتوضؤون به .. ولم ينههم .. فيقولون: هذا ماء مر على جسده الشريف .. فكيف يقاس عليه؟!
2 - وبالعكس .. سينفي الخصوصية عنه فيما دل عليه التخصيص كالتبرك به وآثاره عليه الصلاة والسلام ..
ليكون أوفق مع بدعته .. ومع معاينته للتناقض المنهجي واستشعاره لاضطرابه .. فلا يقيم لهذا وزنا بل يعرض عن صوت الفطرة الخفيض في قلبه .. لأن البدعة طمست قلبه .. ورانت عليه
والله أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 04:42]ـ
بعض أهل العلم من أهل السنة .. يقعون في خطأ يبدو أنهم في الغالب لا يشعرون به .. إذ يقعون فيه
وقد لمسته في بعض المناظرات ..
حيث يستعملون بعض مصطلحات أصول الفقه التي يتقن الرافضة الجدال فيها لتتلمذهم على موائد المعتزلة الجدلية في تحصيلهم للعقائد .. ومن ذلك قول بعض المشايخ عند إيراد الشيعة لبعض الأدلة:"هذه الآية ظنية الدلالة في الولاية .. وليست قطعية .. "
والحق أنه لا دلالة فيها أصلا حتى توصف بالظنية أو القطعية!
فهنا خطأ من وجهين ..
الأول: أن قولهم ظني الدلالة ليس صحيحا ألبتة .. بل لا علاقة أصلا بأي آية يأتي بها الشيعة بما يستدلون عليه من عقائد
الثاني .. وهو المسألة المنهجية في الجدال .. لأن دخول هذا الباب أعني إرادة إفحام الخصم بببعض مقتضيات أصول الفقه .. التي هي ميدان فسيح للأخذ والرد .. ولو على سبيل الجدل الباطل ..
وإلا فجدالهم يكفي فيه بيان تناقضهم .. وبيان كون آي القرآن على النقيض من مزاعمهم .. ولوازم ذلك .. ونحوه
والله أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 11:05]ـ
لقد غدت بعض النساء "الشيخات" تزاحم الرجال "الشيوخ" في بعض القنوات ..
منهن الشابة ومنهن العجوز .. وما بين ذلك .. وقد صدر هؤلاء من قناعتهن أن كشف الوجه جائز
وهو من قلة الفقه حتى لو أفتى لهن بذلك كبار العلماء!
ذلك أنه حتى على القوال بجواز كشف الوجه .. فإني سأسلم جدلا أن هذا القول هو الراجح ..
بل دعني أفترض أنه محل إجماع ..
يبقى أن التلفاز إنما اخترع ليكون جهاز فُرجة .. ينظر الناس إليه ..
فلا تجد من يفتحه ثم يطأطئ رأسه ليسمع كما يفعل في الرادّ (الراديو)
وقد أجمع أهل العلم أنه لايجوز تعمد النظر إلى المرأة ..
فكيف يُظن أن خروجها لتقديم برنامج شرعي من قبيل الحلال الزلال؟
مع العلم أنك لاتجد منهن من تخرج مبتذلة بل تعتني بمظهرها
وفي أقل الأحوال يكون لباسها الخارجي ذا زينة بينة
فدل على أن التفريع على إباحة الوجه .. خطأ بين ..
لا يليق أن يصدر من عالم
والله أعلم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 11:12]ـ
بعض أهل العلم من أهل السنة .. يقعون في خطأ يبدو أنهم في الغالب لا يشعرون به .. إذ يقعون فيه
وقد لمسته في بعض المناظرات ..
حيث يستعملون بعض مصطلحات أصول الفقه التي يتقن الرافضة الجدال فيها لتتلمذهم على موائد المعتزلة الجدلية في تحصيلهم للعقائد .. ومن ذلك قول بعض المشايخ عند إيراد الشيعة لبعض الأدلة:"هذه الآية ظنية الدلالة في الولاية .. وليست قطعية .. "
والحق أنه لا دلالة فيها أصلا حتى توصف بالظنية أو القطعية!
فهنا خطأ من وجهين ..
الأول: أن قولهم ظني الدلالة ليس صحيحا ألبتة .. بل لا علاقة أصلا بأي آية يأتي بها الشيعة بما يستدلون عليه من عقائد
الثاني .. وهو المسألة المنهجية في الجدال .. لأن دخول هذا الباب أعني إرادة إفحام الخصم بببعض مقتضيات أصول الفقه .. التي هي ميدان فسيح للأخذ والرد .. ولو على سبيل الجدل الباطل ..
وإلا فجدالهم يكفي فيه بيان تناقضهم .. وبيان كون آي القرآن على النقيض من مزاعمهم .. ولوازم ذلك .. ونحوه
والله أعلم
/// بارك الله فيك، ليس هذا من الغلط -في رأيي القاصر- لأنَّ هذا قد يكون من الإيراد بكلِّ ما يمكن أن يُورَد، ولو على سبيل إلزام الخصم بما يلتزمه.
أو على سبيل التنزُّل، ثم نقض ذاك الذي تنزَّل فيه.
/// ولو رجعتَ إلى منهاج السُّنَّة لرأيت من ذلك شيئًا كثيرًا يضارع ما ذكرته ههنا، وهذا ما حدا بعض من لم يفهم سياق المناظرة أوالردود إلى إلزام شيخ الإسلام ما لا يلزمه، وأنَّه قال لخصمه "ابن المطهِّر الحلِّي" كذا وكذا، وهو باطلٌ أصلًا فكيف يقول به.
/// فيجوز في المناظرة والرُّدود ما لا يجوز في سياق التَّقرير والاستهلال أوالتَّقعيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 11:18]ـ
شكر الله لكم
منهاج السنة مختلف يا شيخ عدنان .. فلم يغب عن خاطري
ولكنك لم تر الذي رأيت من هذه المناظرات .. فيما يبدو
ووجه اختلاف منهاج السنة
أنه موسوعة في الرد عليهم .. فجيش لعالمهم الحلي
كل أسلحته .. حتى يكبته بكل الطرائق
كما أن الحلي استعمل أصول الفقه فرد عليه بها
بخلاف حالتنا ..
لكني أتكلم عن شيء أغلبي ..
وثبت لي بالمعاينة أنه أسلوب غير سديد في الجملة
وقد يكون نافعا في أحوال
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 11:24]ـ
/// بارك الله فيكم ... إن كنتَ تقصد يا أبا القاسم المناظرات التي على المستقلة من سنواتٍ، مناظرات عثمان الخميس وغيره مع ثلَّة الحمقى المهرِّجين -وقد رأيت جميعها- فرأيي أنَّ طريقة الإلزام والتنزُّل التي ذكرتها أنفع ما تكون أمام العامَّة، إذ إلجام الخصم بحُجَّته وقلب السِّحر على السَّاحر من أنجع ما يكون للعامَّة. وقد جرَّبتُ مثل هذه الطَّريقة، أودمجتُ بينهما فرأيتها ناجحةً مع كثيرٍ ممَّن اناظرهم، من أهل السُّنَّة أوغيرهم، حتَّى قال لي أحد المتصوِّفة من جيراني حين أفحمته بأسلوبه وطريقته: أنتم يا وهَّابيَّة ما يقدر عليكم إلَّا ربَّنا؟! (ابتسامة)
/// فتكون الطَّريقة: أنت قلت وأصَّلت كذا وكذا، وتقول ههنا كذا، وأوَّلُ كلامك يبطل آخره، أويلزمك أن تقول بكذا، وإن كنت لا ألتزمه مذهبًا لي ... وهكذا.
/// وأتكلَّم عن تجربةٍ في الجدل والمناظرة مع أطيافٍ مختلفةٍ ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 11:31]ـ
صدقت .. ولكني لا أقصد مناظرات الخميس فلم يكن فيها هذا الضرب
وهاك مزيد بيان للمقصود:-
جاء الشيعي فذكر آية .. (الآية بالطبع لا علاقة لها ألبتة بالمستدل عليه)
فقال له السني: هذه ظنية الدلالة ..
فاستمسك بها .. ثم أخذ يجلب أحاديث كثيرة من العقيدة
ويقول إن علماءنا وصفوها بأنها ظنية .. (وذكر أسماءهم مع المراجع)
وأصبح الناظر للمناظرة .. مستشعرا تقارب الخصمين!
ولا ينبغي هذا أبدا حتى في جدال من هم أقل ضلالا ..
فكيف بالرافضة؟
فإذا عرفت هذا
عرفت وجه تخطئتي لهذا الأسلوب
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 11:34]ـ
/// لعلَّك تتكلَّم عن شيءٍ بعينه من المناظرات، وأنا أتكلَّم عن منهج عامٍّ .. فافترقنا .. وعلى كلٍّ لكلِّ مقامٍ مقال .. وجزاكم الله خيرًا
ـ[ابن رشد]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 11:37]ـ
تسجيل متابعة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 11:38]ـ
شيخنا .. هذا أسلوب ضعيف في مقارعة هؤلاء
حتى في مجابهة العلماء ..
ولولم يكن فيه إلا جعل المتحاورين أشبه
بفقيهين من المالكية والحنابلة لكفى
وكون ابن تيمية استعمله لا يعني أنه قوي
لأن ابن تيمية كان يستدل على الخصم
بكل شيء يجده قدامه .. حتى لو كان مكنسة تنظيف
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 11:39]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل ابن رشد
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 09:17]ـ
يأتي أحد الناس ليخرج حديثا
من كتب السنة ..
فيجده مثلا:حدثنا فلان عن فلان .. إلخ
ثم يقول: فلان مدلس وقد عنعن هنا
إذن ضعيف ..
وفاته أن صيغة الإسناد في الكتب
لا تعني بالضرورة أن الشيخ قال: عن
بل هذا من تصرف الراوة على سبيل الاختصار مثلا
وإنما يعرف الاتصال والانقطاع على التحقيق
من كتب التاريخ والعلل والجرح والتعديل والرجال
.. ونحوها ..
ويحمد للإمام مسلم عنايته بألفاظ التحديث
ودقته فيها
وهو مما فاق به البخاري في كتابه
ـ[ابن رشد]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 05:17]ـ
أخي الكريم ابا القاسم:
اذكر ان لك موضوع عن العلم في القرآن أونحو ذلك ,أذكر اني استفدت منه كثيرا ,ولكن هل انتهى البحث او لازال
وأرجوا رفع الموضوع ليستفيد منه على الاقل أمثالي
وشكرا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 08:34]ـ
أخي المكرم .. ابن رشد ..
قد فرغت منه قديما .. وشكرا لحسن ظنك .. ولم يكن المقصود منه الاستقصاء .. وإنما نتف تنويرية مقتبسة من بحر القرآن
---
ينسب للإمام أحمد أنه قال: (الشافعي فيلسوف في أربعة أشياء: في اللغة، و اختلاف الناس،و المعاني، و الفقه)
يستدل بهذا بعض من لا خلاق له على الترويج للفلسفة ..
وهذا الخبر باطل سندا ومتنا .. كما أن الاستدلال به على هذا نوع غباء حتى لو صح
أما السند ففيه أبو المؤمل العباس بن الفضل .. وهو ضعيف
وعبد الجبار بن أبي الفضل وهو مجهول ..
وأما المتن .. فإنه لايعرف عن السلف استعمال مصطلح الفلسفة للدلالة على المدح .. ألبتة ..
ولاسيما عن أئمة أهل السنة الكبار .. وأخص منهم الإمام أحمد .. فليت شعري كيف يكون قامع أهل البدع في زمانه
وهي في الجملة دون كفر الفلسفة .. وقد عاصر عهد انتعاش الترجمة الذي تولى كبرها المأمون ..
كيف يتفوه بهذا ,من عرفت ..
ثم اعلم أن الشافعي إمام في أكثر من هذا المذكور
فهو إمام في الحديث والورع والتفسير والعبادة .. وغير ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 08:30]ـ
في زحمة المصطلحات .. وانتهاك أعراضها ..
تعجبت من استعمال بعض الاقتصاديين الإسلاميين-وبعضهم علماء! - لمصطلح الضريبة مرادفا أو مقربا لمعنى الزكاة
وإليك نتفا في بيان الفروق الجوهرية:-
-أولا المعنى اللغوي:
دلالة استعمال الله للألفاظ تحمل معاني عميقة .. وليست مجردا أسماء هكذا مفرغة من مدلولها ..
فالصلاة إنما سميت صلاة لكونها صلة بين العبد وربه .. ولاشتمالها على على الدعاء الذي هو من آكد العبادات تمحضا
وقس عليها ..
وأما الزكاة .. فمعانيها في اللغة تدور على "النماء" وعلى "الطهارة"
قال تعالى "ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه" أي تطهر من الذنوب ..
وقالت العرب: زكا الزرع .. أي نما ..
أما الضريبة فمشتقة من الضرب! المفروض قهرا على العبد دون وجه حق ..
بل هو ظلم بحت وحرام سحت ..
ثانيا-الضريبة .. تأخذها الدولة .. من كل أحد حتى الفقير بحسبه .. لحسابها الخاص وربما تصرف منها اليسير في المصالح العامة .. أما الزكاة فلا تؤخذ إلا ممن جاز عتبة الفقر الشرعي .. (بلغ ماله النصاب)
ثالثا-الضريبة .. تؤخذ بغير مقابل شرعي .. فالأصل أن الدولة هي التي ترعى الأفراد .. وليس العكس ..
أما الزكاة .. فنظام ,فيه البركة في الدنيا والثواب في الآخرة
رابعا-الضريبة .. تؤخذ من المسلم والكافر .. بخلاف الزكاة فتؤخذ من المسلم فحسب ..
خامسا-الزكاة نظام للتكافل الاجتماعي .. والضريبة نظام استبدادي .. قهري رأسمالي
سادسا-الزكاة حق فرضه الله تعالى خالق هذا الكون .. للفقير ..
فالغني الذي يخرج زكاة ماله لا يتفضل بذلك .. إذ هذا الذي أخرجه منصوص على كونه حقا للفقير والمسكين .. فليس هو بمثابة التبرع ..
أما الضريبة فليس فيها هذا المعنى النبيل .. الذي يخرج الفقير من طائلة الحرج والإهانة ..
والضريبة في حال مشروعيتها الاستثنائية يكون مآلها بيت مال المسلمين .. فأشبهت الجزية من هذا الوجه ..
بخلاف الزكاة فليس مستقرها بيت مال المسلمين بل بيوت المسلمين الخاوية من المال!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 08:34]ـ
/// بارك الله فيك .. لستُ عارفًا باللُّغات، لكن باطِّلاعٍ يسيرٍ لعلَّ المشكلة تكمن في كثيرٍ من الأحيان عند ترجمة المصطلحات الشرعيَّة العربيَّة إلى اللُّغات الأخرى = في ضعف اللُّغات وعجزها عن استيعاب مفردات ومصطلحات العربيَّة.
/// وهذا أكَّده لي بعض الإخوة المشتغلين بالتَّرجمة إلى اللُّغة الإنجليزيَّة.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 08:37]ـ
لمكانة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تعلق خاص بالعقيدة .. تنماز به عن بقية أهل البيت والصحابة عامة
وذلك في أمور منها:-
-أن الإجماع منعقد على تكفير من يتهمها بما برأها الله منه قال النووي في شرحه على مسلم" و هي براءة قطعية بنص القرآن العزيز، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين " انتهى .. فاستحق ذلك أن يكون من نواقض الإسلام الثابتة ..
-وأن الله تعالى سجل براءتها والذب عنها قرآنا يتلى إلى يوم القيامة .. ولاشك أن ما اختار الله أن يتكلم به فيكون محفوظا في الكتاب .. له رتبة خاصة فإن إنكار أي آية أو حرف من كتاب الله كفر بالاتفاق
-وأن الله جل وعلا .. سمى تهمتها بما اتهمت به "إفكا" وهو أخرص الخرص وأكذب الكذب"إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم" .. وسمى صنيع الكفار إفكا كما في آيات كثيرة نحو قوله سبحانه"أإفكا آلهة دون الله تريدون" فتأمل هذه المنزلة السامية ..
-وأنه سبحانه أورد التسبيح تعقيبا على هذا القول المنكر .. ولم يفعل ذلك إلا مع الشرك البيّن الذي منه وصف المشركين إياه بما يتنزه عنه فقال عز وجل"سبحان الله عما يصفون" أي عما يصفون الله به من النقائص
وقال في معرض الحديث عن اتهام الشريفة أم المؤمنين "ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم" فلما نزه نفسه سبحانه بعد التعريض بقالة السوء في أم المؤمنين .. عُلم أن تنقيصها بهذا يتضمن التنقص لله عز وجل
هذا ما تيسر إيراده والله تعالى أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 08:55]ـ
شيخنا عدنان .. ليس الأمر كما تفضلتم ..
فإن المتحدث عربي .. والزكاة كلمة عربية .. والضريبة كذلك ..
فما تحدثتم عنه شيء آخر ولا علاقة للترجمة به
ومع ذلك .. فلو قدر أنه علي أن أشرح الزكاة كمصطلح للغرب
ولم أجد مرادفا قريبا .. فيمكن بيانه ببيان التئامه من معنيين أو أكثر
وأقرب معنى للزكاة أن يقال: charity
أي صدقة .. لكنه معنى قاصر لتضمنه معنى الشفقة .. :الإعطاء بالشفقة: أي التبرع
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 09:02]ـ
وإلى أن ألقاكم .. فأخوكم مسافر
أسأل الله أن يؤلف بين قلوبنا
ويجمعنا على الخير
وينصر بنا الإسلام وأهله
وجزى الله خيرا كل من أكرمني
بمشاركة أو نظرة على الموضوع عابرة
والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 02:40]ـ
بينا كنت أتفيأ ظلال عليّة مسجد على طريق السفر أثناء استراحة الطريق ..
رمقت جبلا عاليا .. يعانق السماء .. ويكاد بعُجبه ينطح الثريا ..
استفزّ فيّ هذا الطود الأشم .. الشعورَ بالتحدي ..
وقالت النفس تخاطبني: أبا القاسم! .. ألا تكسر أنف هذا الجبل
فقلت: لم أرهق نفسي صعودا؟
قالت: إنما هو التحدي .. فإن أفلحت .. كانت هذه دلالة على
أنك تصلح "شيئا ما" عظيمًا في هذي الحياة
وتابعت تقول: ولك علي: أن أظل على العهد بتذكيرك بهذا النجاح ..
في امتطاء رأس الجبل .. وتهشيم أنفه
تحركت كوامن الشعور في أضلعي .. وجعلت أصعد .. وأصعد ..
حتى بلغت القمة! ..
وهنا .. فرحت حقا كما الأطفال .. وعلمت أن الهمة العالية والشجاعة ..
تصنع المعجزات .. فإذا كانت مؤسسة على الإيمان والتقوى .. كانت هذه الهمة ..
لصالح الدين والأمة*
*كدت في هذا الصعود أفقد حياتي .. فقد تعثرت وتدحرجت .. وأنقذني الله عز وجل .. وفي هذا درس أيضا .. فتأمل!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 08:48]ـ
شيخنا عدنان .. ليس الأمر كما تفضلتم ..
فإن المتحدث عربي .. والزكاة كلمة عربية .. والضريبة كذلك ..
فما تحدثتم عنه شيء آخر ولا علاقة للترجمة به
ومع ذلك .. فلو قدر أنه علي أن أشرح الزكاة كمصطلح للغرب
ولم أجد مرادفا قريبا .. فيمكن بيانه ببيان التئامه من معنيين أو أكثر
وأقرب معنى للزكاة أن يقال: charity
أي صدقة .. لكنه معنى قاصر لتضمنه معنى الشفقة .. :الإعطاء بالشفقة: أي التبرع
جزاك الله خيرا. نظراً لاشتغالي بالترجمة ممارسة ومراجعة، توقفت عن استعمال charity للسبب الذي ذكرت وهو قصورها، ورأيت أن أقرب منها poor due ومعناها حق الفقير أو المال الذي يؤول إليه، وهو الأقرب في نظري للمعنى الشرعي وإن قصر بعض الشيء كذلك، لأن الزكاة في الأصل الشرعي "حق للفقير" وليس صدقة charity أي عطاء اختياري مبني على الإحسان فقط، بل حق واجب يستحقه، يؤيد ذلك الأدلة كأمره صلى الله عليه وسلم معاذاً بأن يأخذ الصدقة من أغنياء اليمن فترد في فقراءها، ولقوله تعالى (وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)، إلى غير ذلك من النصوص التي تحقق هذا المعنى.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 12:07]ـ
شكرا لك أخي المبجل عبدالله ..
--
قال علي رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون أتحبون أن يكذب الله ورسوله
وقال فقيه الصحابة ابن مسعود: ما أنت محدثا قوما بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ..
يسيء مضمون هاتين العبارتين فئام منهم الصوفية والفلاسفة المتمسلمين ..
-
وذلك في تسويغ باطلهم بجعل الشريعة ذات وجهين .. وجه يناسب الجمهور .. ويليق بهم .. ولا يفهمون سواه
ووجه باطن .. هو الحق بزعمهم في نفس الأمر .. لكن لا يسوغ حكايته للعوام .. بل هو لأهل اليقين والبرهان
وذكره للعامة البُله يودي بهم إلى الكفر فذلك قوله: أتحبون أن يكذب الله ورسوله أو قوله: إلا كان فتنة لبعضهم
ومعنى العبارتين .. مشاهد دون هذا التفسير الشيطاني,
وهو أنك حين تذكر بعض أحاديث الرسول التي يستهولها بعض الناس من قبل قلة علمهم ..
كأن تذكر حديث الذبابة وغمسها .. فيستشنع ذلك .. ويقول: الإسلام لا يمكن أن يدعو لهذا الأمر "المقرف"!
أو تذكر حديث "ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" أمام نساء ضعيفات العقول .. فيعددنه مخالفا لما يعلمنه من عدل الإسلام
وكذا حديث "فإني رأيتكن أكثر أهل النار" .. إلخ
قال الإمام مجدد ما اندرس من معالم الدين ابن تيمية في رده على ابن رشد: ((و هذا يدل على نقيض مطلوبه لأنه قال: أتحبون أن يكذب الله ورسوله، فعلم أن الأحاديث التي قالها الله ورسوله، أحاديث لا يطيق كل أحد حملها فإذا سمعها من لا يطيق ذلك كذّب الله ورسوله. وهذا إنما يكون في ما قاله الرسول- صلى الله عليه وسلم- وتكلم به، لا في خلاف ما قاله، ولا في تأويل ما قال خلاف ظاهره))
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 12:28]ـ
((و هذا يدل على نقيض مطلوبه لأنه قال: أتحبون أن يكذب الله ورسوله، فعلم أن الأحاديث التي قالها الله ورسوله، أحاديث لا يطيق كل أحد حملها فإذا سمعها من لا يطيق ذلك كذّب الله ورسوله. وهذا إنما يكون في ما قاله الرسول- صلى الله عليه وسلم- وتكلم به، لا في خلاف ما قاله، ولا في تأويل ما قال خلاف ظاهره))
لمثل هذا النظر النافذ الذي لا يفلت شاردة و الذي عز نظيره من خمسمائة سنة من ظهوره تتهيب من تسفيه قوله ان زعم تحقيق ثمانين موضعا في فن لا يعرفها امام عصره فيه كما تتهيب من مجاراته فيه لجبنك وخوفك من انقطاع نفسك حين ولوج تلك المضايق ... :):):)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 01:27]ـ
لست جبانا ولله الحمد
كما أني لست متعصبا والحمد لله رب العالمين
وشكرا
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 01:40]ـ
الضمير اعتباري شيخنا الكريم و حاشا أن يكون شخصيا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 02:05]ـ
ما فهمت كلامك ..
فأبِن عن مرادك
فعقلي دون استيعابه
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 03:27]ـ
تكلمت بضمير المخاطب الاعتباري بعيدا عن الشخصنة شيخنا الكريم .. تكلمت به و المقصود به نفسي و كل من قد يجد نفسه مكاني حين يعاشر كلام هذا الرجل و يصاحبه .... و ترى نفسك مرات كثيرة تقول لنفسك و تحادثها حين تقرأ طويلا له .. أنا لست متعصبا أنا لست امعة ... لا يجب أن يغلبني حبه على أن لا أتبين مواطن الغلط و المجازفة في كلامه ... ما هو بالمعصوم يا ابن الرومية ... الرجل مهما بلغ من تفوق فلن يعدم أن يخطئ ... لعل هذه المرة قد أخطأ .. اقرأ أكثر للمخالفين فلعل الاقتصار على بعد واحد في القراءة و النظر يعميك ... و لكن .......
المشكلة هذا الرجل من الصعب ان دخل لتحقيق مسألة أن يبعد عن اصابة الحق فيها ... ما أشك ان لاخلاصه و عظيم تألهه و كثرة صدقه في طلب الحق اضافة الى عظم ذكاءه أثر كبير في ذلك .. تأخذ المسألة و تنظر فيها و تنظر فيها ثم تعيد النظر فيها و تقارن بكلام السابق عليه و اللاحق و أنت تقول لنفسك ... لا يجب ان يكون مصيبا هذه المرة ... و لكن كلما تجردت و بحثت بانصاف تجد الكفة تميل أكثر و اكثر لصالحه ... فملاحظتك لكثرة صوابه مضمومة الى وجوده في القرن الثامن في عصور الفتن و ليس في القرون المفضلة حيث كان فحول النظر والأثر متوافرون و كان طبيعيا أن يكثر صواب العالم ... تجعلك قلقا و متوجسا من الوقوع في فخ التقليد و التعصب و الغلو و من جهة أخرى جبانا و مترددا من التسرع في تخطئته مع ما تلاحظه مثلا من قوة الشخصية العلمية عند من لم يخالفه من المحققين الا قليلا كابن ناصر و ابن القيم و ابن عبد الهادي ما يذكرك بعصور أصحاب ائمة المذاهب المتبوعة و ما تجده من الجلالة عندما تقرأ لمثل الشافعي او البخاري او الطبري أو ابو عبيد ممن تلزمك الكثير من الجرأة و الكثير من التحقيق لتستطيع القطع -بما قد يجده غيرك ظنا- بخطئهم ... و لعل هذا ما أورث له هذه الهيبة عند الموافقين و المخالفين فلم يعرف أنه انقطع في مناظرة رغم بساطة شخصيته و كثرة تودده للناس و عدم ترفعه عن مناقشتهم حتى الثقلاء منهم .. حتى أني لا أتمالك نفسي من الضحك حين أقع في تتبع التراجم على مثل هذا:
أبو بكر بن بهادر بن سنقر الشاعر أسد الدين، كان كثير الهجاء وبلغ ديوانه مجلدات وكان شيعياً وكان يلقب أسد الدين وسيف الدين وكان له أقطاع وكان قد سمع من ابن مشرف ويقال كان صحيح العقيدة إلا أنه يحب أهل البيت وسلك في شعره طريق الإغراب وكان يوسوس عند النية ليقرنها بالتكبير في أول الصلاة فربما كرر التكبير حتى يفرغ الإمام من الرباعية وكان يدعى أنه يجتمع بالجن ويقال إنه اجتمع بابن تيمية فقال له: بلغني أنك تفضل بلالاً على علي، فقال ابن تيمية: أنا ما فضلته ولكن الله فضله، قال: في أين؟ قال: في قوله تعالى: " لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ". فقال له: في الاستدلال بهذه الآية على المدعي نظر، قال: اجلس أقرره لك، فأبى وقال:: بلغني أنك ما ناظرت أحداً فقطعك
من انباء الغمر
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 02:28]ـ
جزاك الله خيرا. نظراً لاشتغالي بالترجمة ممارسة ومراجعة، توقفت عن استعمال charity للسبب الذي ذكرت وهو قصورها، ورأيت أن أقرب منها poor due ومعناها حق الفقير أو المال الذي يؤول إليه، وهو الأقرب في نظري للمعنى الشرعي وإن قصر بعض الشيء كذلك، لأن الزكاة في الأصل الشرعي "حق للفقير" وليس صدقة charity أي عطاء اختياري مبني على الإحسان فقط، بل حق واجب يستحقه، يؤيد ذلك الأدلة كأمره صلى الله عليه وسلم معاذاً بأن يأخذ الصدقة من أغنياء اليمن فترد في فقراءها، ولقوله تعالى (وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)، إلى غير ذلك من النصوص التي تحقق هذا المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
أحسن الله اليكم .. الذي أراه - والله أعلم - أن الصواب في ترجمة المصطلحات الشرعية أن تنقل بلفظها صوتا transliteration لا بمعناها فقط، فيكون مصطلح الزكاة ترجمته هكذا: Zakat ثم يفسر في حاشية النص أو بين معقوفين الى جواره في عبارة موجزة ان شاء المترجم، وليس بالضرورة في كلمة واحدة تناظرها فهذا من الصعوبة بمكان، سيما واللغة العربية لا تناظرها في الأرض لغة أصلا في سعة ألفاظها وبلاغتها! والا فالمترجم بتحويله المصطلح الشرعي الى لفظ مترجم من صنعه هو، فانه يشجع غيره على استبدال هذا اللفظ الواحد بالمصطلح الأصلي، فتضيع مرجعية ذلك المصطلح الشرعي عند من يقرأ كلامه من الأعاجم، ويصير كأنه وضع لمصطلح أعجمي في مكان المصطلح الشرعي، وان كانت هذه نتيجة لم تخطر للمترجم ببال!
وفي استطراد لعله يفيد هنا - على ذكر ما قد يتسبب فيه المترجم لسوء تقديره في تحويل الألفاظ - أقول أنه مما يعاني منه مترجمة القرءان - أكثرهم أو أكثر من وقفت على أعمالهم، سيما للغة الانكليزية - من قصور في الحقيقة انما يأتي من محاولته محاكاة ما لا يلزمه أحد بمحاكاته في الترجمة .. فكثير منهم تراه يحاول - ولا أدري لماذا - أن يخرج ترجمة الآية التي في المصحف يراها في سطر واحد = في سطر واحد كذلك ولابد! فيجعل همه تحويل كل لفظ الى لفظ واحد يناظره، وكأنه يقتفي أثر مترجمي الكتب النصرانية في عملهم على تحويل النص الأصلي الى نص أصلي أيضا، يجعلون هذا كلام الله وذاك كلام الله على السواء، مع أنه ليس الا ترجمة للمعاني على فهم المترجم! ومن غرائب ذلك ما تراه في بعض الترجمات من محاولة بعضهم اخراج النص في قالب اللسان الانكليزي القديم بالذات، قياسا على ما في ترجمة الملك جيمس لكتاب النصارى من أسلوب شكسبيري في الترجمة!! وأقول أن مترجمي كتب النصارى كانوا يؤمنون بأن ما يكتبونه في ترجماتهم هو كلام الله، فلماذا تلزمون أنفسكم معاشر مترجمي القرءان بهذا القالب الخبيث؟؟ انه من ثمرات ذلك الأسلوب أن تجد بعض المنصرين الأعاجم عند مجادلته يأتيك بنصوص من تلك الترجمات قد وضع فيها مترجم كلمة زائدة عن غيره أو وضع فيها تفصيلا بين معقوفتين أو نحو ذلك، فيقول لك: ها أنتم كذلك تختلف نسخ المصحف عندكم ويقع فيها تحكم من المترجمين بفهمهم، فكيف تتهموننا بأن تراجمنا قد أفسدت النص الأصلي؟؟
فالشاهد أن حركة الترجمة الشرعية تحتاج الى تغيير كثير من الأوضاع والمفاهيم، وما هذه الا نفثة مصدور، ولا حول ولا قوة الا بالله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 11:32]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل ابن الرومية .. على التوضيح
وشكر الله لك أيها الفاضل الكريم أبا الفداء .. ولعل أوفق ما يكون وأدقه
أن يشرح المعنى كما وجدته في أحد الترجمات للقرآن الكريم ببيان ائتلافه من كذا وكذا
فيقال في معنى التوكل .. كما قال ابن القيم بأنه يلتئم من الاعتماد على الله والثقة به .. وهكذا
---
قال أحدهم لعالم الجزيرة محمد بن إبراهيم: لم لا تشتك على ابن حمدان
وهو يكثر من الطعن فيك والتشنيع عليك؟
قال: أأشكو على رجل يشرح التوحيد؟!
(وكان ابن حمدان عالم مكة ,وكان بينهما مما يكون بين الأقران)
قلت: تدبر هذا التجرد .. وفقه السياسة الشرعية
وقارنه بحال الكثير من المنتسبين للمشيخة
والعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 01:32]ـ
شيخنا الوالد ناصر الطريري (والد الشيخ عبد الوهاب الطريري) فقيه .. وقد تشرفت بالتتلمذ عليه .. فكان أبا حانيا .. وفرضيا على السليقة .. وأحببت أن أعبر عن بعض مشاعري بأبيات عفو الخاطر ..
أحبك يا شيخي الطريريّ ناصرُ .. كحب الصحاري للسما حين تمطرُ
وحبِ الغصون الخضْر للشمس والصَّبا .. ولكنّ حبي –والدي الشيخ-أكبرُ
وأشهد من روحي جنوحًا لروحكم ... كعاشق بحر يومَ ُيرفيء يبحرُ
فدعني أحاكي الناس عن بعض فضلكم .. فذلك أدنى ما به المرء يُشكر
وقد عشت مغبونا زمانا بغفلتي .. أرجّي ابتياع المجد بخسا .. وأخسرُ
ولما تبدى في الدجى لمعُ بارق .. تيممت شطر النور لا أتعثّرُ
فألفيت قوما أذهلتني خيولهم .. مضمرةً .. إني إذن لمؤخّر!
وقيل ستدركهم ولو كنت راجلا .. فإن الذي في الدرب لابد ظافرُ
ولما ثنيت الركبتين أمامه .. تهشم منّي الخاطر المتكدرُ
ورحت أناجي الله يا عِظم فضله .. أهذا أنا قداميَ الشيخُ ناصرُ؟!
نبيل السجايا في مشابهة الأولى .. وجانبه سمحٌ كريم معطرُ
تراه خفيف الظلِ سهلاً كأنه .. أبوك المربي أو أخوك المصدّرُ
فإن ما تطاولْ كي تقبلَ رأسه .. يطاول تواضعُه عليك ويكبُرُ
ولو لم تفدْ من درسه غيرَ سمتِه .. لعمري لقد حزت الذي هو أجدرُ
ويبذل من علم فلا قيدَ عنده .. سوى ما يرجّي من تلاميذَ تصبرُ
ألينَ له علم الفرائض مثلما .. ألين لداود الحديد المسخرُ
ويكفيه فخرا أنه أنبت ابنَه ... فقيهًا وأسقاه البلاغةَ تقطرُ
وما شهرة الإنسان آية فضله .. فكم من عظيم القدر وهْو مغمّرُ
وكم من جهول وهو في الناس عالم .. وكم من رفيع وهو فيهم محقّر
وليس يضير العبدَ في الأرض قولهُم ... إذا كان مِن فوق السماوات يُذكرُ
سيبقى هواكم ساكنا في جوانحي .. أطير به كالصقر دوماً وأفخرُ
وموعدنا الفردوس إن شاء ربنا .. مع الأنبيا والآل* نلهو و نسمرُ
ولما سلمتها له .. تغير وجهه
وقال إنما أنا أخوك .. ولا تخاطبني بصيغة الجمع!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 08:29]ـ
وبمناسبة المواريث ..
مما يجده الدارس في كتب الفرائض ما يسمى بالمسألة البخيلة!
وفيها سهام الفرائض تعول وذلك المسألتين اللتين يعول فيهما أصل أربعة وعشرين إلى سبعة وعشرين ..
ولها صورتان .. منها المنبرية .. سميت بذا لأن عليا رضي الله عنه سئل عنها وهو على المنبر فأجاب على البديهة ..
وتسميتها بالبخيلة سوء أدب فاحش مع الله تعالى .. ويعجب المرء كيف وقع فيه بعض الفقهاء
لأن قاسمها هو الله سبحانه وتعالى .. ونسبة المسألة إلى البخل .. يتعدى إلى واضع قسمتها ..
وذلك ينسحب حتى لو كانت عن محض اجتهاد .. لأن المجتهد إنما يفتي بما يغلب على ظنه أنه حكم الله تعالى
ولا يقال هذا من باب الاصطلاح .. والتسهيل .. فإن اللغة بحر ..
وحسب اللغة سعة أن تسع كتاب الله لفظا وغاية كما يقول حافظ إبراهيم
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[20 - Apr-2010, صباحاً 10:50]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا(/)
ضوابط الإعلان الإشهاري (الشيخ محمد علي فركوس)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 09:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" ضوابط الإعلان الإشهاري "
بقلم: فضيلة الشيخ د. محمد علي فركوس - حفظه الله -
السؤال:
ممَّا لا يخفى أنَّ الإعلام التجاري - في إطار المنافسة التجارية - قد أضحى في عصرنا الحالي وسيلةً أساسيةً للتعريف بالسِّلع والبضائع والخدمات، والسؤال الذي يفرض نفسه: ما حكم تصميم الإعلانات الإشهارية؟ وكذا عرض اللوحات الإشهارية في مختلف الأماكن والمحطَّات في الطرقات والقطارات والحافلات وغيرها؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فالإعلاناتُ الإشهاريةُ سواء كانت تجاريةً أو غيرَ تجاريةٍ تدخل في قسم المعاملات والعادات، والأصل فيها الإباحة والجواز ما لم يقترن بها محظورٌ شرعيٌّ ينقل الحكمَ إلى المنع، ويمكن أن يحافظ الإعلان الإشهاري على حكم الإباحة والحِلِّ إذا ما انضبط بجُملةٍ من الشروط تظهر على الوجه التالي:
الأول:
أن يكون الإعلان الإشهاري مباحًا في حَدِّ ذاته، خاليًا من الدِّعايات المبتذلة التي تنافي الأحكام الشرعيةَ، والأخلاق والقِيَمَ الإسلاميةَ وآدابَها، فلا يجوز تصميم الإعلانات التي تحتوي على الصور المثيرة للغرائز والشهوات، كعرض جسد المرأة بما فيها من العُري والتبرج والفتنة، وعموم الأفلام الماجنة والمثيرة، ولا للنوادي الليلية والحفلات المنكرة، وكتب أهل الفساد والفجور والضلال، ولا يجوز الترويج للخمر والدخان والمخدِّرات وغيرها، ولا لنوادي القِمار والرهان سواء كان رياضيًّا أو غيرَ رياضي، ويجب تجنُّبَها سواء كانت مصحوبةً بموسيقى أو خاليةً منها.
فالحاصل: أنَّ كُلَّ وسيلةٍ أبطلها الشرعُ وذمَّها لفسادها وإفسادها للدِّين والخُلق فهي محرَّمة، والتعاون عليها محرَّمٌ بنصِّ قوله - تعالى -: ? وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ? [المائدة: 2].
الثاني:
أن يتحرَّى المعلِنُ الصدقَ والأمانةَ في عرض السلع والخدمات، فلا يصوِّر الأمر على غير حقيقته بالكذب وإخفاء العيوب، أو بالمبالغة في حجم المنتوج المراد تصميم إعلانه ونشره، أو تضخيم محاسنه للمستهلك أو الزبون، فالواجب أن يكون الإعلان مطابقًا لحقيقة ما يعرضه من السلع والمنتوجات والخدمات على وجه الصدق والأمانة، لوجوب التحلِّي بالصدق وهو سبب البركة، وحرمة الكذب وكتمان العيوب، لأنه عِلة الكساد والمَحْقِ، قال - صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «المُتَبَايِعَانِ بِالخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا» (1).
الثالث:
ومن هذا القبيل لا يجوز إشاعةُ إعلانٍ إشهاريٍّ فيه غِشٌّ وخِداع، ولا تهويل ما فيه مكرٌ وتزوير، ولا إيهام ما فيه تدليس لقوله - صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا، وَالمَكْرُ وَالخِدَاعُ فِي النَّارِ» (2)، ولقوله - صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، وَلاَ يَحِلُّ لمِسُلْمٍ إِذَا بَاعَ مِنْ أَخِيهِ بَيْعًا فِيهِ عَيْبٌ أَنْ لاَ يُبَيِّنَهُ» (3)، ولقوله - صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «مَنْ أَشَارَ عَلَى أَخِيهِ بِأَمْرٍ يَعْلَمُ أَنَّ الرُّشْدَ فِي غَيْرِهِ فَقَدْ خَانَهُ» (4).
الرابع:
أن لا ينعكس إعلانه الإشهاري سلبًا على غيره من التجار، بحيث يحدث ضررًا بمنتوجاتهم وسلعهم بالتحقير لأصنافها، والتهوين لأوصافها، والذمِّ لحسنها، كل ذلك لتحقيق مصالحه المادية على حساب مصالح غيره من التجار، لقوله - صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارٍ» (5)، ولقوله - صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» (6).
الخامس:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن يجتنب التغرير بالمستهلكين عن طريق استغلال التشابه في الاسم التجاري أو في العلامة التجارية سواء وقع التشابه في التسمية موافقة، أو تعمده بسوء نيته، ليبتغي من ورائها إيهام المستهلكين والزبائن بأنها هي البضائع المشهورة في الأسواق، أو المماثلة لها في الجودة والإتقان ليقع المستهلك فريسة التضليل والإيهام، وهو مخالف لقوله - صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِكِتَابِهِ وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» (7) الحديث.
السادس:
أن يحرص على أن يكون عقد الإعلان الإشهاري مستوفى شروط عقد الإجارة، ومن جملتها: العلم بثمن الإجارة، ومُدَّتها بين المتعاقدين، وأن يكون محلّ الإجارة منتفعًا به، ومقدور التسليم مع خلو العقد من الجهالة والغرر.
هذا ما بان لي من ضوابط الإعلان الإشهاري قصد المحافظة على سلامة أصلِ الإباحة والجواز.
والعلمُ عند اللهِ - تعالى -، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 26 شعبان 1429ه
الموافق ل: 27 أوت 2008م
--------------------
1 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب البيوع،باب إذا بين البيعان ولم يكتما ونصحا: (1973)، ومسلم في «صحيحه» كتاب البيوع، باب الصدق في البيع والبيان: (3858)، من حديث حكيم بن حزام - رضي الله عنه -.
2 - أخرجه ابن حبان في «صحيحه» كتاب البر والإحسان، باب الصحبة والمجالسة: (567)، من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (1058).
3 - أخرجه ابن ماجه في «صحيحه» كتاب التجارات، باب من باع عيبا فليبينه: (2246)، والحاكم في «المستدرك»: (2152)، من حديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه -، وأخرجه أحمد في «مسنده»: (15583)، من حديث واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه -. والحديث حسّنه الحافظ ابن حجر في «فتح الباري»: (4/ 364)، وصححه الألباني في «صحيح الجامع»: (6705).
4 - أخرجه أبو داود في «سننه» كتاب العلم، باب التوقي في الفتيا: (3657)، والحاكم في «المستدرك»: (350)، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. والحديث حسّنه الألباني في «صحيح الجامع»: (6068).
5 - أخرجه ابن ماجه في «سننه» كتاب الأحكام، باب من بنى في حقه ما يضر بجاره: (2340)، وأحمد في «مسنده»: (23462)، من حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -. والحديث صححه الألباني في «إرواء الغليل»: (896).
6 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه: (13)، ومسلم في «صحيحه» كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير: (170)، من حديث أنس - رضي الله عنه -.
7 - أخرجه مسلم في «صحيحه» كتاب الإيمان، باب بيان أن الدين النصيحة: (205)، وأبو داود في «سننه» كتاب الأدب، باب في النصيحة: (4946)، والترمذي في «سننه» كتاب البر والصلة، باب ما جاء في النصيحة: (1926)، والنسائي في «سننه»، كتاب البيعة، باب النصيحة للإمام: (4214)، وأحمد في مسنده: (17403)، من حديث تميم الداري - رضي الله عنه -.
المصدر:
مجلة " الإصلاح " (العدد 11، رمضان / شوال 1429ه، ص 64 - 66)
http://ferkous.com/rep/Bi149.php
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 11:46]ـ
جزاك الله خيرا(/)
أيها العضو المبارك أيتها العضوة المباركة رفقا بي
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 12:05]ـ
أيها العضو المبارك أيتها العضوة المباركة رفقا بي
بسم الله الرحمن الرحيم
أتكلم بهذا الكلام الصريح
المقصد الأول
أعلم يا صديقي العضو أني لا أقول إلا ما أعتقد ....
ولا أحب مداهنة أحد، فضلا عن محاباته .....
فربما خالفتك في أشياء تعلم منها غير ما اعلم .....
ومعذرتي إليك في ذلك أن الحق أولى بالمجاملة منك .....
وأن في جوفة رأسي عقلا أجله عن أن أنزل به إلى أن يكون سيقة للعقول و الأذهان .......
أو أن أكون ريشة في مهب الرياح و الأهواء .....
فهل يجمل - يرحمني الله و إياكم- ويستحسن بعد ذلك بأحد منكم أن يرميني بضغينة، أو يقذفني بجارحة من القول ..... لأني خالفت رأيكم في جزئية من الجزئيات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أو يرى أن له من الحق في حملي على رأيه أكثر مما يكون لي من الحق في حمله على رأيي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المقصد الثاني
أيها العضو الصديق لابأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....
كما لا بأس أن تنقض أدلتي، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له ..... لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ماحييت، ولا أعتقد أنه ينفعك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الشتم و السباب
المقصد الثالث و الآخير
أيها العضو المبارك أيتها العضوة المباركة أيدني الله و إياكم بالقول الحسن .....
لا أسمح لك بحال من الأحوال أن يكون غرضك من كتابتك عني، أو مناقشتك لي شيئا غير خدمة النصيحة و الدين ......
إعلم أن قلمك سياااااااااااااااااااااااااااا اااال جدا ...... لا يقوى إلا إذا استمد قوته من القلب و الفؤاد ..........
فقلمك دليل القوم عليك - اعلم -
أرجوووووووووك لا تقل لي، أنك جاهل لا علم لك ........
أو وامق لا يعتد برأيك ...................
فحينها ستذم على رأس الأشهاد، أولهم الثقلين .........
عاااااجلا، أم آآآآآآآآآآجلا .....
لا شأن لك بعلمي أو جهلي .........
فإن أقول قولا، فإن كان صوابا فسلم به، أو باطلا فبين لي وجه بطلانه ..........
لكن بهدوووووووووووووووووووء تام، وبلطف ناعم ......
و الله المستعان
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه
فيصل بن المبارك أبو حزم
يوم الخميس 29 - ذو القعدة - 1429 هجرية
على الساعة 09:57 ليلا
ـ[حورية الجزائرية]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 01:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت مقاصدكم وفقهتها
تعقيبكم على موضوعي كان فيه ايجاز
أرجو الوقوف على هنات ثم جماليات النص فالله الله على من يهديني عيوبي
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 08:44]ـ
أيها العضو المبارك أيتها العضوة المباركة رفقا بي
يا ليتني رأيت هذا من قبل!! بارك الله فيكم.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 12:31]ـ
تعقيبكم على موضوعي كان فيه ايجاز
خير الكلام ماقل ودل:)
وعلى العموم فقد كان الثاني أعمق(/)
هل صح نسبة هذا القول إلى عبيد الله العنبري وأبي حامد الغزالي.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 01:24]ـ
هذه مسألة أطرحها على الأخوة الكرام رجاء أن يفيدونا في بيانها سواء من جهة ثبوتها وصحة الحكم الصحيح فيها.
يقول الإمام الشاطبي رحمه الله: (وعبيد الله بن الحسن العنبري كان من ثقة أهل الحديث، ومن كبار العلماء العارفين بالسنة، إلا أن الناس رموه بالبدعة بسبب قول حكى عنه من أنه كان يقول: بأن كل مجتهد من أهل الأديان مصيب، حتى كفَّره القاضي أبو بكر وغيره، وحكى القتيبي عنه كان يقول: إنَّ القرآن يدل على الاختلاف فالقول بالقدر صحيح وله أصل في الكتاب والقول بالإجبار صحيح وله أصل في الكتاب، ومن قال بهذا فهو مصيب لأن الآية الواحدة ربما دلت على وجهين مختلفين وسئل يومًا عن أهل القدر وأهل الإجبار؟ قال: كلٌّ مصيب، هؤلاء قومٌ عظَّموا الله، وهؤلاء قومٌ نزهوا الله فقال: وكذلك القول في الأسماء، فكل من سمَّى الزاني مؤمنًا فقد أصاب، ومن سماه كافرًا فقد أصاب. ومن قال هو فاسق وليس بمؤمن ولا كافر فقد أصاب، ومن قال هو كافر وليس بمشرك فقد أصاب لأن القرآن يدل على كل هذه المعاني. قال: وكذلك السنن المختلفة كالقول بالقرعة وخلافه، والقول بالسعاية وخلافه، وقتل المؤمن بالكافر، ولا يقتل مؤمن بكافر، وبأي ذلك أخذ الفقيه فهو مصيب. قال: ولو قال قائل: إن القاتل في النار كان مصيبًا، ولو قال: في الجنة كان مصيبًا، ولو وقف وأرجأ أمره كان مصيبًا إذا كان إنما يريد بقوله إنَّ الله تعبده بذلك وليس عليه علم الغيب.
قال ابن أبي خيثمة: أخبرني سليمان بن أبي شيخ قال كان عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن أبي الحريقي العنبري البصري اتهم بأمر عظيم، وروى عنه كلام ردئ.
قال بعض المتأخرين: هذا الذي ذكره ابن أبي شيخ عنه قد روى أنه رجع عنه لما تبين له الصواب، وقال: إذًا أرجع وأنا من الأصاغر ولأن أكون ذنبًا في الحق، أحبُّ إليَّ أن أكون رأسًا في الباطل.
فإن ثبت عنه ما قيل فيه فهو على جهة الزلة من العالم، وقد رجع عنها رجوع الأفاضل إلى الحق، لأنه بحسب ظاهر حاله فيما نقل منه إنما اتبع ظواهر الأدلة الشرعية فيما ذهب إليه، ولم يتبع عقله، ولا صادم الشرع بنظره، فهو أقرب من مخالفة الهوى، ومن ذلك الطريق _ والله أعلم _ وفق إلى الرجوع إلى الحق) إهـ الإعتصام (1/ 146).
----------------------------------
ويقول القاضي عياض رحمه الله: (وذهب عبيد الله بن الحسن العنبري إلى تصويب أقوال المجتهدين في أصول الدين فيما كان عرضه للتأويل، و فارق في ذلك فرق الأمة، إذ أجمعوا سواه على أن الحق في أصول الدين في واحد، و المخطئ فيه آثم عاص فاسق، و إنما الخلاف في تكفيره. و قد حكى القاضي أبو بكر الباقلاني مثل قول عبيد الله عن داود الأصبهاني،
قال: و حكى قوم عنهما أنهما قالا ذلك في كل من علم الله سبحانه من حاله استفراغ الوسع في طلب الحق من أهل ملتنا أو من غيرهم.
وقال نحو هذا القول الجاحظ، و ثمامة، في أن كثيراً من العامة و النساء و البله و مقلدة النصارى و اليهود و غيرهم لا حجة لله عليهم، إذ لم تكن لهم طباع يمكن معها الاستدلال.
و قد نحا الغزالي من هذا المنحى في كتاب التفرقة.
و قائل هذا كله كافر بالإجماع على كفر من لم يكفر أحداً من النصارى و اليهود و كل من فارق دين المسلمين، أو وقف في تكفيرهم، أو شك.
قال القاضي أبو بكر: لأن التوقيف و الإجماع على كفرهم، فمن وقف في ذلك فقد كذب النص، و التوقيف، أو شك فيه. و التكذيب أو الشك فيه لا يقع إلا من كافر.) إهـ الشفا بتعريف حقوق المصطفى.
------------------------
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وَالْقَوْلُ الْمَحْكِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيِّ هَذَا مَعْنَاهُ: أَنَّهُ كَانَ لَا يُؤَثِّمُ الْمُخْطِئَ مِنْ الْمُجْتَهِدِينَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، لَا فِي الْأُصُولِ، وَلَا فِي الْفُرُوعِ؛ وَأَنْكَرَ جُمْهُورُ الطَّائِفَتَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ وَالرَّأْيِ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ هَذَا الْقَوْلَ؛ وَأَمَّا غَيْرُ هَؤُلَاءِ فَيَقُولُ: هَذَا قَوْلُ السَّلَفِ وَأَئِمَّةِ الْفَتْوَى، كَأَبِي حَنِيفَةَ، وَالشَّافِعِيِّ،
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالثَّوْرِيِّ، ودَاوُد بْنِ عَلِيٍّ، وَغَيْرِهِمْ؛ لَا يؤثمون مُجْتَهِدًا مُخْطِئًا فِي الْمَسَائِلِ الْأُصُولِيَّةِ، وَلَا فِي الفروعية، كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ عَنْهُمْ ابْنُ حَزْمٍ وَغَيْرُهُ؛ وَلِهَذَا كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُمَا يَقْبَلُونَ شَهَادَةَ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ إلَّا الْخَطَابِيَّة، وَيُصَحِّحُونَ الصَّلَاةَ خَلْفَهُمْ. وَالْكَافِرُ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَلَا يُصَلَّى خَلْفَهُ) إهـ
--------------------------------
قال العلامة بدر الدين الزركشي رحمه الله: (مَسْأَلَةٌ ادَّعَى الْغَزَالِيُّ وَغَيْرُهُ الْإِجْمَاعَ عَلَى أَنَّ كُلَّ مُجْتَهِدٍ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ حُكْمٌ كَانَ ذَلِكَ حُكْمَ اللَّهِ تَعَالَى فِي حَقِّهِ وَحَقِّ مَنْ قَلَّدَهُ حَتَّى لَوْ اعْتَقَدَ خِلَافَ الْإِجْمَاعِ لِدَلِيلٍ كَانَ حُكْمَ اللَّهِ فِي حَقِّهِ إلَى أَنْ يَطَّلِعَ عَلَى مُخَالَفَتِهِ الْإِجْمَاعَ.
وَفِي ذَلِكَ نَظَرٌ، لِأَنَّ الشَّافِعِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ فِي سِيَرِ الْوَاقِدِيِّ " - وَهُوَ مِنْ كُتُبِ " الْأُمِّ " مِنْ أَوَاخِرِهَا -: فَإِذَا قَدِمَ الْمُرْتَدُّ لِيُقْتَلَ فَشَهِدَ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَقَتَلَهُ بَعْضُ الْوُلَاةِ فَاَلَّذِينَ لَا يَرَوْنَ أَنْ يُسْتَتَابَ الْمُرْتَدُّ فَعَلَى قَاتِلِهِ الْكَفَّارَةُ وَالدِّيَةُ، وَلَوْلَا الشُّبْهَةُ لَكَانَ عَلَيْهِ الْقَوَدُ .. ) إهـ
ويقول رحمه الله: (قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيُّ قَاضِي الْبَصْرَةِ: كُلُّ مُجْتَهِدٍ فِي الْأُصُولِ مُصِيبٌ، وَنُقِلَ مِثْلُهُ عَنْ الْجَاحِظِ، وَيَلْزَمُ مِنْ مَذْهَبِ الْعَنْبَرِيِّ أَنْ لَا يَكُونَ أَحَدٌ مِنْ الْمُخَالِفِينَ فِي الدِّينِ مُخْطِئًا.وَأَمَّا الْجَاحِظُ فَجَعَلَ الْحَقَّ فِي هَذِهِ الْمَسَائِلِ وَاحِدًا، وَلَكِنَّهُ يَجْعَلُ الْمُخْطِئَ فِي جَمِيعِهَا غَيْرَ آثِمٍ.
أَمَّا رَأْيُ الْعَنْبَرِيِّ فَبَيَّنَ الِاسْتِحَالَةَ، فَإِنَّهُ يَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ الْحَقُّ أَنَّ
الْعَالَمَ قَدِيمٌ وَأَنَّهُ مُحْدَثٌ، وَأَمَّا رَأْيُ الْجَاحِظِ فَبَاطِلٌ، فَإِنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَاتَلَ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، وَكَذَلِكَ الصَّحَابَةُ، وَلَوْلَا أَنَّهُمْ مُخْطِئُونَ لَمَا كَانَ كَذَلِكَ.
قَالَ ابْنُ السَّمْعَانِيِّ: وَكَانَ ابْنُ الْعَنْبَرِيِّ يَقُولُ فِي مُثْبِتِي الْقَدَرِ: هَؤُلَاءِ عَظَّمُوا اللَّهَ، وَفِي نَافِي الْقَدَرِ: هَؤُلَاءِ نَزَّهُوا اللَّهَ، وَقَدْ اُسْتُبْشِعَ هَذَا الْقَوْلُ مِنْهُ، فَإِنَّهُ يَقْتَضِي تَصْوِيبَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَسَائِرِ الْكُفَّارِ فِي اجْتِهَادِهِمْ، قَالَ: وَلَعَلَّهُ أَرَادَ أُصُولَ الدِّيَانَاتِ الَّتِي اخْتَلَفَ فِيهَا أَهْلُ الْقِبْلَةِ، كَالرُّؤْيَةِ وَخَلْقِ الْأَفْعَالِ وَنَحْوِهِ.
وَأَمَّا مَا اخْتَلَفَ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ، كَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوس، فَهَذَا مِمَّا يُقْطَعُ فِيهِ بِقَوْلِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ.
قُلْت: وَهَذَا أَحَدُ الْمَنْقُولَاتِ عَنْهُ.
قَالَ الْقَاضِي فِي " مُخْتَصَرِ التَّقْرِيبِ ": اخْتَلَفَتْ الرِّوَايَةُ عَنْ الْعَنْبَرِيِّ فَقَالَ فِي أَشْهَرِ الرِّوَايَتَيْنِ: إنَّمَا أُصَوِّبُ كُلَّ مُجْتَهِدٍ فِي الدِّينِ تَجْمَعُهُمْ الْمِلَّةُ.
وَأَمَّا الْكَفَرَةُ فَلَا يُصَوِّبُونَ.
وَغَلا بَعْضُ الرُّوَاةِ عَنْهُ فَصَوَّبَ الْكَافِرِينَ الْمُجْتَهِدِينَ دُونَ الرَّاكِنِينَ إلَى الْبِدْعَةِ.
وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ مَعَهُمَا مُخْتَصَرًا فَنَقُولُ: أَنْتُمَا أَوَّلًا: مَحْجُوجَانِ بِالْإِجْمَاعِ قَبْلَكُمَا وَبَعْدَكُمَا.
وثَانِيًا: إذَا أَرَدْتُمَا بِذَلِكَ مُطَابَقَةَ الإعْتِقَادِ لِلْمُعْتَقِدِ فَقَدْ خَرَجْتُمَا عَنْ حَيِّزِ الْعُقَلَاءِ وَانْخَرَطْتُمَا فِي سِلْكِ الْأَنْعَامِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِنْ أَرَدْتُمَا الْخُرُوجَ عَنْ عُهْدَةِ التَّكْلِيفِ وَنَفْيِ الْحَرَجِ - كَمَا نُقِلَ عَنْ الْجَاحِظِ - فَالْبَرَاهِينُ الْعَقْلِيَّةُ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ الْخَارِجَةِ عَنْ حَدِّ الْحَصْرِ تَرُدُّ هَذِهِ الْمَقَالَةَ.
وَأَمَّا تَخْصِيصُ التَّصْوِيبِ بِالْمُجْمِعِينَ عَلَى الْمِلَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ فَنَقُولُ: مِمَّا خَاضَ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ الْقَوْلَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَعْظُمُ خَطَرُهُ.
وَأَجْمَعُوا قَبْلَ الْعَنْبَرِيِّ عَلَى أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ إدْرَاكُ بُطْلَانِه.
وَقَالَ الْغَزَالِيُّ فِي " الْمَنْخُولِ ": لَعَلَّهُ أَرَادَ خَلْقَ الْأَفْعَالِ وَخَلْقَ الْقُرْآنِ، إذْ الْمُسْلِمُ لَا يُكَلَّفُ الْخَوْضَ فِيهِ، بِخِلَافِ قِدَمِ الْعَالَمِ وَنَفْيِ النُّبُوَّاتِ، وَهُوَ مَعَ هَذَا فَاسِدٌ، فَإِنَّ اعْتِقَادَ الْإِصَابَةِ الْمُحَقَّقَةِ عَلَى هَذَا مُحَالٌ.
وَقَالَ إلْكِيَا: ذَهَبَ الْعَنْبَرِيُّ إلَى أَنَّ الْمُصِيبَ فِي الْعَقْلِيَّاتِ وَاحِدٌ، وَلَكِنْ مَا يَتَعَلَّقُ بِتَصْدِيقِ الرُّسُلِ وَإِثْبَاتِ حُدُوثِ الْعَالَمِ وَإِثْبَاتِ الصَّانِعِ، فَالْمُخْطِئُ فِيهِ غَيْرُ مَعْذُورٌ.
وَأَمَّا مَا يَتَعَلَّقُ بِالْقَدَرِ وَالْجَبْرِ وَإِثْبَاتِ الْجِهَةِ وَنَفْيِهَا فَالْمُخْطِئُ فِيهِ غَيْرُ مَعْذُورٍ وَلَوْ كَانَ مُبْطِلًا فِي اعْتِقَادِهِ بَعْدَ الْمُوَافَقَةِ بِتَصْدِيقِ الرُّسُلِ وَالْتِزَامِ الْمِلَّةِ، وَبَيَّنَ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْخَلْقَ مَا كُلِّفُوا إلَّا اعْتِقَادَ تَعْظِيمِ اللَّهِ وَتَنْزِيهِهِ مِنْ وَجْهٍ، وَلِذَلِكَ لَمْ يَبْحَثْ الصَّحَابَةُ عَنْ مَعْنَى الْأَلْفَاظِ الْمُوهِمَةِ لِلتَّشْبِيهِ عِلْمًا مِنْهُمْ بِأَنَّ اعْتِقَادَهَا لَا يَجُرُّ حَرَجًا.
وَقَالَ ابْنُ بَرْهَانٍ: لَعَلَّهُ أَرَادَ أَنَّهُ مَعْذُورٌ فِي اجْتِهَادِهِ، وَلَكِنْ عَبَّرَ عَنْهُ بِالْمُصِيبِ.
وَاَلَّذِي نَقَلَهُ الْإِمَامُ عَنْهُمَا الْجَوَازُ فِي الْأُصُولِ مُطْلَقًا بِمَعْنَى حَطِّ الْإِثْمِ، لَا بِمَعْنَى الْمُطَابَقَةِ لِلْحَقِّ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ، إذْ فِيهِ الْجَمْعُ بَيْنَ النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ، وَهُوَ مُحَالٌ.
وَمَا ذَكَرَاهُ لَيْسَ بِمُحَالٍ عَقْلًا، لَكِنَّهُ مُحَالٌ شَرْعًا، لِلْإِجْمَاعِ عَلَى تَخْلِيدِ الْكُفَّارِ فِي النَّارِ، وَلَوْ كَانُوا غَيْرَ آثِمِينَ لَمَا سَاغَ ذَلِكَ.
وَأَمَّا ابْنُ فُورَكٍ فَنُقِلَ عَنْهُ ذَلِكَ فِيمَا يُمْكِنُ فِيهِ التَّأْوِيلُ، نَحْوُ الْقَوْلِ بِالْقَدَرِ وَالْإِرْجَاءِ.
وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي " الشِّفَاءِ ": ذَهَبَ الْعَنْبَرِيُّ إلَى تَصْوِيبِ أَقْوَالِ الْمُجْتَهِدِينَ فِي أُصُولِ الدِّينِ فِيمَا كَانَ عُرْضَةً لِلتَّأْوِيلِ وَحَكَى الْقَاضِي ابْنُ الْبَاقِلَّانِيِّ مِثْلَهُ عَنْ دَاوُد بْنِ عَلِيٍّ الْأَصْفَهَانِيِّ، وَحَكَى قَوْمٌ عَنْهُمَا أَنَّهُمَا قَالَا ذَلِكَ فِيمَنْ عَلِمَ اللَّهُ مِنْ حَالِهِ اسْتِفْرَاغَ الْوُسْعِ فِي طَلَبِ الْحَقِّ مِنْ أَهْلِ مِلَّتِنَا وَغَيْرِهِمْ، وَقَالَ الْجَاحِظُ نَحْوَ هَذَا الْقَوْلِ: وَتَمَامُهُ فِي أَنَّ كَثِيرًا مِنْ الْعَامَّةِ وَالنِّسَاءِ وَالْبُلْهِ مُقَلِّدَةِ النَّصَارَى وَالْيَهُودِ وَغَيْرِهِمْ لَا حُجَّةَ لِلَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ، إذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ طِبَاعٌ يُمْكِنُ مَعَهَا الِاسْتِدْلَال، وَقَدْ نَحَا الْغَزَالِيُّ قَرِيبًا مِنْ هَذَا الْمَنْحَى فِي كِتَابِ " التَّفْرِقَةِ بَيْنَ الْإِسْلَامِ وَالزَّنْدَقَةِ " وَقَائِلُ هَذَا كُلِّهِ كَافِرٌ بِالْإِجْمَاعِ عَلَى كُفْرِ مَنْ لَمْ يُكَفِّرْ أَحَدًا مِنْ النَّصَارَى وَالْيَهُودِ، وَكُلُّ مَنْ فَارَقَ دِينَ الْمُسْلِمِينَ وَوَقَفَ فِي تَكْفِيرِهِمْ أَوْ شَكَّ، لِقِيَامِ النَّصِّ وَالْإِجْمَاعِ عَلَى كُفْرِهِمْ، فَمَنْ وَقَفَ فِيهِ فَقَدْ كَذَّبَ النَّصَّ.
انْتَهَى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمَا نَسَبَهُ لِلْغَزَالِيِّ غَلَطٌ عَلَيْهِ، فَقَدْ صَرَّحَ بِفَسَادِ مَذْهَبِ الْعَنْبَرِيِّ، كَمَا سَبَقَ عَنْهُ، وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ هَذِهِ الْمَقَالَةِ وَاَلَّذِي أَشَارَ إلَيْهِ فِي كِتَابِ " التَّفْرِقَةِ " هُوَ قَوْلُهُ: إنَّ مَنْ لَمْ تَبْلُغْهُ الدَّعْوَةُ مِنْ نَصَارَى الرُّومِ أَوْ التُّرْكِ أَنَّهُمْ مَعْذُورُونَ، وَلَيْسَ فِيهِ تَصْوِيبُهُمْ، وَالْكَلَامُ إنَّمَا هُوَ فِيمَنْ بَلَغَتْهُ الدَّعْوَةُ وَعَانَدَ، وَإِنَّمَا نَبَّهْت عَلَى هَذَا لِئَلَّا يَغْتَرَّ بِهِ الْوَاقِفُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ: مَا نُقِلَ عَنْ الْعَنْبَرِيِّ وَالْجَاحِظِ إنْ أَرَادَا أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ الْمُجْتَهِدِينَ مُصِيبٌ لَا فِي نَفْسِ الْأَمْرِ فَهُوَ بَاطِلٌ قَطْعًا، لِأَنَّ الْحَقَّ مُتَعَيَّنٌ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ فِي جِهَةٍ وَاحِدَةٍ، وَالْمُتَفَاضِلَانِ لَا يَكُونَانِ حَقَّيْنِ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ.
وَإِنْ أُرِيدَ بِهِ أَنَّ مَنْ بَذَلَ الْوُسْعَ وَلَمْ يُقَصِّرْ فِي الْأُصُولِيَّاتِ أَنَّهُ يَكُونُ مَعْذُورًا غَيْرَ مُعَاقَبٍ هَذَا أَقْرَبُ وَجْهًا، لِكَوْنِهِ نَظَرِيًّا، وَلِأَنَّهُ قَدْ يُعْقَدُ فِيهِ أَنَّهُ لَوْ عُوقِبَ وَكُلِّفَ بَعْدَ اسْتِفْرَاغِهِ غَايَةَ الْجَهْدِ لَزِمَ تَكْلِيفُهُ لِمَا لَا يُطَاقَ.
وَقَالَ فِي " شَرْحِ الْإِلْمَامِ ": يُمْكِنُ أَنْ يُجِيبَ الْعَنْبَرِيُّ عَمَّا رُدَّ بِهِ عَلَيْهِ مِنْ تَبْيِيتِ الْمُشْتَرَكِينَ وَاغْتِرَارِهِمْ وَعَدَمِ الْمَعْرِفَةِ بِالْفَرْقِ بَيْنَ الْمُعَانِدِ وَغَيْرِهِ، فَلَهُ أَنْ يَقُولَ: الْمُكَلَّفُ مِنْهُ مَعَ إمْكَانِ النَّظَرِ بَيْنَ مُعَانِدٍ وَمُقَصِّرٍ، وَأَنَا أَقُولُ بِهَلَاكِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، هَذَا إنْ كَانَ مَا قَالَا بِنَاءً عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ.
وَأَمَّا الَّذِي حُكِيَ عَنْهُ مِنْ الْإِصَابَةِ فِي الْعَقَائِدِ الْقَطْعِيَّةِ فَبَاطِلٌ قَطْعًا، وَلَعَلَّهُ لَا يَقُولُهُ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.وَأَمَّا الْمُخْطِئُ فِي الْأُصُولِ وَالْمُجَسِّمَةِ: فَلَا شَكَّ فِي تَأْثِيمِهِ وَتَفْسِيقِهِ وَتَضْلِيلِهِ.وَاخْتُلِفَ فِي تَكْفِيرِهِ.
وَلِلْأَشْعَرِيِّ قَوْلَانِ.
قَالَ إمَامُ الْحَرَمَيْنِ وَابْنُ الْقُشَيْرِيّ وَغَيْرُهُمَا: وَأَظْهَرُ مَذْهَبَيْهِ تَرْكُ التَّكْفِيرِ، وَهُوَ اخْتِيَارُ الْقَاضِي فِي كِتَابِ " إكْفَارِ الْمُتَأَوِّلِينَ ": وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ: رَجَعَ الْأَشْعَرِيُّ عِنْد مَوْتِهِ عَنْ تَكْفِيرِ أَهْلِ الْقِبْلَةِ، لِأَنَّ الْجَهْلَ بِالصِّفَاتِ لَيْسَ جَهْلًا بِالْمَوْصُوفَاتِ.
وَقَالَ: اخْطَفْنَا فِي عِبَارَةٍ وَالْمُشَارُ إلَيْهِ وَاحِدٌ.
وَالْخِلَافُ فِيهِ وَجْهَانِ لِأَصْحَابِنَا كَمَا قَالَهُ ابْنُ الْقُشَيْرِيّ، وَكَانَ الْإِمَامُ أَبُو سَهْلٍ الصُّعْلُوكِيُّ: لَا يُكَفِّرُ، قِيلَ لَهُ: أَلَا تُكَفِّرُ مَنْ يُكَفِّرُك؟ فَعَادَ إلَى الْقَوْلِ بِالتَّكْفِيرِ.
وَهَذَا مَذْهَبُ الْمُعْتَزِلَةِ، فَهُمْ يُكَفِّرُونَ خُصُومَهُمْ وَيُكَفِّرُ كُلُّ فَرِيقٍ مِنْهُمْ الْآخَرَ.
قَالَ الْإِمَامُ: وَمُعْظَمُ الْأَصْحَابِ عَلَى تَرْكِ التَّكْفِيرِ.
وَقَالُوا: إنَّمَا نُكَفِّرُ مَنْ جَهِلَ وُجُودَ الرَّبِّ، أَوْ عَلِمَ وُجُودَهُ وَلَكِنْ فَعَلَ فِعْلًا، أَوْ قَالَ قَوْلًا، أَجْمَعَتْ الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّهُ لَا يَصْدُرُ ذَلِكَ إلَّا عَنْ كَافِرٍ.
وَمَنْ قَالَ بِتَكْفِيرِ الْمُتَأَوِّلِينَ يَلْزَمُهُ أَنْ يُكَفِّرَ أَصْحَابَهُ فِي نَفْيِ الْبَقَاءِ أَيْضًا، كَمَا يُكَفَّرُ فِي نَفْيِ الْعِلْمِ وَغَيْرِهِ مِنْ الْمَسَائِلِ الْمُخْتَلَفِ فِيهَا.
قُلْت: وَقَدْ أَطْلَقَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَكْفِيرَ الْقَائِلِ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ، لَكِنَّ جُمْهُورَ أَصْحَابِهِ تَأَوَّلُوهُ عَلَى كُفْرَانِ النِّعْمَةِ، كَمَا قَالَهُ النَّوَوِيُّ وَغَيْرُهُ.) إهـ البحر المحيط
ننتظر منكم التوضيح بارك الله فيكم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 11:11]ـ
هل من مجيب يا أحباب؟؟؟(/)
كل شيء بقدر حتى العجز والكيس ... حدود الاختيار البشري
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 01:54]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل شيء بقدر حتى العجز والكيس))
أخرجه مسلم في صحيحه ومالك في الموطأ من حديث ابن عمر رضي الله عنه.
عندما وقفت على هذا الحديث أصابني خوف شديد. إذ الأمر في لا يتعلق بالسنن الظاهرة والأفعال المشاهدة وإنما بعالم الإرادات والرغبات وغير ذلك من الأحوال المتصلة بالنيات، والحديث إنما استفاد خطورته وجلالته من اتصاله بهذا الجانب. اللهم سلم سلم، كل شيء بقدر حتى العجز والكيس؟ حديث كهذا يحتاج إلى أمرين: الأول التسليم والإذعان، فليس لنا من أمر الله مهرب، فهو خالق أعمالنا (والله خلقكم وما تعملون) والأعمال نوعان: أعمال الجوارح وأعمال القلب. والأمر الثاني: شيء من التدبر والتأمل لهذا الحديث مع شيء من الشرح والإيضاح لتزول بعض الإشكالات المحتملة. فالأمر الأول يستوي فيه الجميع، وهو مقدور لهم كلهم إن شاء الله، أما الثاني فالتفاوت وارد جداً، ففينا المستشكل المستفهم، وفينا العارف بمعناه ووجه الصواب فيه، وربما وجد من أساء فهمه واختل بنيان العقيدة عنده.
دعوة لمدارسة هذا الحديث والتعليق بما يعود على الموضوع بالفائدة.
ولعلي أطرح إشكالاً: مالمراد بـ "العجز" هنا: أهو
(الضعف) أو (نقيض الحزم) [معجم مقاييس اللغة 4: 232 / الصحاح 2: 749 / القاموس المحيط: 515]
(عدم القدرة) قال القاضي عياض: ويحتمل أن العجز هنا على ظاهره، وهو عدم القدرة [شرح النووي على مسلم: 16: 420 - 421].
(ترك ما يجب فعله، والتسويف به، وتأخيره عن وقته) [شرح النووي على مسلم: 16: 421].
(العجز عن الطاعات أم يحتمل العموم في أمور الدنيا والآخرة) [شرح النووي: 16: 421].
قال ابن عبدالبر في التمهيد (14/ 386): وفي هذا الحديث أدل الدلائل وأوضحها على أن الشر والخير كل من عند الله، وهو خالقهما لا شريك له، ولا إله غيره، لأن العجز شر، ولو كان خيراً، ما استعاذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت: وفي الحديث مقابلة العجز بالكيس، فهل لذلك فائدة من جهة بيان معنى أحدهما بذكر ما يضاده؟ إذاً فما هو الكيس، أهو:
(النشاط والحذق بالأمور) [شرح النووي على مسلم: 16: 421]
(خلاف الخرق) [معجم مقاييس اللغة، 4: 149]، وفي الحديث (( ... تعين صانعاً أو تصنع لأخرق)).
(العقل و خلاف الحمق) [القاموس المحيط،: 571]
أعود إلى "العجز"، أيمكن أن يشتمل على المعنى الذي يذكره الأصوليون، وله ما يؤيده من بعض الدلالات القرآنية، وذلك في كلامهم عن "تكليف العاجز"، مبحث التكليف بما لا يطاق: جائز أم غير جائز، [انظر: البحر المحيط للزركشي: 312 - 313].
والإجماع منعقد على أن من عجز عجزاً حقيقياً عن الإتيان بالطاعة على وجهها فمعذور لا إثم عليه، ولكن اختلفوا: هل هو مكلف حكماً أم حقيقة، فيه بحث. ويمكن القول هنا: الإشكال في هذا المعنى للعجز قليل أو معدوم لأن الإجماع منقول بشأنه والنصوص الصريحة واردة بذلك (ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به) قال تعالى: قد فعلت، وقال (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)، وقال صلى الله عليه وسلم (صل قائماً فإن لم تستطع فصل قاعداً) أو كما قال. وفي القاعدة الفقهية: لا وجوب مع العجز، قال في بدائع الصنائع: ((وإذا كان عاجزا عن المشي لا يلزمه شيء ; لأنه لم يترك الواجب إذ لا وجوب مع العجز)).
ومعلوم أن العجز بهذا المعنى لا يصلح أن يكون داخلاً في معنى العجز الذي استعاذ منه الرسول صلى الله عليه وسلم، وبناء عليه اعتبر أبو عمر ابن عبد البر العجز شراَ لا خير فيه، بل من العجز ما لا شر فيه وهو هذا الذي ذكرت لأنه ليس من كسب العبد وليس لأحد يد فيه، وهو العجز الكائن بسبب عدم القدرة حقيقة، ولذلك جعل الله الرخصة في مقابل المشقة في الإتيان بالعزيمة فما بالك بالعجز عن ذلك؟ اللهم إلا أن يكون مراد حافظ المغرب عدم نفي الجنس وإنما نفي نوع هو العجز المقدور للعبد، الذي يملك به تعجيز نفسه بإتيان الأسباب الموجبة لذلك من غفلة و تهاون وتراخ ونحوه، وهو الأظهر.
... الموضوع مهم من وجهة نظري ومتشعب فهو متعلق بالعقيدة والفقه، وقد سقت الحديث وأثرت بعض القضايا وتركت التعليق مع وجود الأفكار الكثيرة رغبة في طرحها شيئاً فشيئاً مع نقاش الإخوة.
ومن أهم ما يحتاج إلى بحث فيما أرى هو: كيف يلتقي هذا الحديث مع سائر النصوص لأن في الحديث إشارة واضحة إلى تقدير الإرادات الدوافع والمحفزات النفسية التي تجعل العبد بين إقبال وإدبار في أمور دنياه، والأخطر في أمور دينه. ربما لا جديد في هذا لاشتهار نصوص بنفس المعنى (القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن) الحديث. ولكن هل تقدير الأعمال القلبية والإرادات حاصل بمشاركة تسبب من العبد (وما كان الله ليضل قوم بعد إذ هداهم حتى يبين لهم يتقون) أم أنه اختيار إلهي محض (وربك يخلق ما يشاء ويختار) [1].
اللهم اهدنا فيمن هديت يا أرحم الراحمين
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] روي أن غيلان القدري وقف بربيعة ابن أبي عبدالرحمن فقال له: يا أبا عثمان أرأيت الذي منعني الهدى، ومنحني الردى، أحسن إلي أم أساء؟ فقال ربيعة: إن كان منعك شيئاً هو لك، فقد ظلمك، وإن كان فضله يؤتيه من يشاء، فما ظلمك شيئاً. [التمهيد 14/ 387] قال ابن عبدالبر بعد أن ذكر هذا الأثر: وإنما أخذه ربيعة من قول ابن عباس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 02:56]ـ
وولكن هل تقدير الأعمال القلبية والإرادات حاصل بمشاركة تسبب من العبد (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) أم أنه اختيار إلهي محض (وربك يخلق ما يشاء ويختار) [1].
اللهم اهدنا فيمن هديت يا أرحم الراحمين
=
بارك الله فيك و نفع بك
أما بعد فكما علمت أخي الكريم فمذهب أهل السنة التفريق بين الخلق و الفعل
والعجز الذي هو ليس من كسب العبد هذا من الخلق فلا يدخل في التكليف لأن التكليف بالفعل لا بالخلق.
وأما العجز الذي هو التسويف و التمني كما روي في الخبر: " والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله " فهذا من فعل العبد، وكل عاقل يعلم أنه من فعله ويقر بأنه مستحق للوم و العذل عليه.
فهذا داخل في التكليف.
ثم لم أفهم تماما استشكالك الذي اقتبسته ههنا فلعلك تزيده بيانا لضعاف الفهم من أمثالي بارك الله فيك.
وليتك تتكرم أيضا ببيان وجه الاستدلال بالآية الأولى فيه كذلك.
ودمت على طريق الحق مسددا أخي الكريم.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 05:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبد الله
تقول أخي (عندما وقفت على هذا الحديث أصابني خوف شديد ... اللهم سلم سلم، كل شيء بقدر حتى العجز والكيس)
مسألة الإيمان بالقضاء والقدر مسألة مهمة جداً أنا وأنت مؤمنين بها، ولعل علمك بعدل ربك ورحمته وكرمه يزيل خوفك الشديد ورعبك الظاهر في كلامك.
أخي كل من يؤمن بعلم الله الأزلي المكتوب في اللوح المحفوظ، وبمشيئته النافذة وقدرته التامة فلا يكون إلا ما يريد سبحانه، أقول كل مؤمن بهذا فهو مؤمن بالقضاء والقدر.
وهناك طريقة حلوة لفهم القضاء والقدر، وهي أن تنام أخي وتكبر المخدة ولا تذهب للعمل (ليش تروح اللي مقدر بيصير) ولا تشتري فطور ولا غداء ولا عشاء ولا تطبخ ولا تنفخ (ليش التعب اللي مقدر بيصير) ولا تتزوج (ليش تتزوج إذا مقدر يجيك عيال بيجيك) وهكذا في بقية محبوباتك هل ستحتج عندها بالقدر؟ أم أنك ستقول أنا سأعمل حيلتي وأترك الباقي على الله الكريم الرحيم العدل.
الموضوع طويل وأنا أحب الاختصار، ولكن أرجو أن يكون كلامي فيه راحة لك من مخاوفك، وبيان للمطلوب منك في هذه الحياة.
نسأل الله الجنة برحمته وفضله فنحن عبيده
نصيحة: أرجوكم اتركوا الخوض في القدر في صفحات المنتدى ومن لديه إشكال فعليه بالعلماء.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 05:58]ـ
يبدو أن استشكال هذا الحديث جاء بسبب الاشتراك في كلمة (العجز).
وهذا الاشتراك ابتداء غير وارد هنا؛ لأن مقابلة العجز بالكيس تبين المراد منه، وكلام العرب واضح في هذه المقابلات.
فالعجز المقصود هو ما يقابل الكيس، ويعبر عن ذلك أيضا بقولهم (العجز والحزم)، فالعاجز هو الضعيف التدبير عند ورود الأمور المهمة، أو هو الضعيف العقل الذي لا يستطيع أن يتخذ قرارا حكيما عند حصول المشكلات.
والحازم أو الكيس عكسه.
هذا هو المفهوم من كلام العرب في مثل هذه المقابلة.
وفي الحديث (الكيس من دان نفسه ... والعاجز من أتبع نفسه هواها)، وهو ضعيف، لكن المراد بيان ما فيه من المقابلة.
وهذا العجز هو المستعاذ منه في الحديث.
ثم أقول أيضا: إن استشكال الحديث غير وارد على أي معنى فسرت هذه الألفاظ؛ لأن أول الحديث (كل شيء بقدر)، وأما (العجز والكيس) فمجرد تمثيل، وإلا فهما داخلان في قوله (كل شيء) ضرورة.
وليس للأمر علاقة بالعذر وعدم العذر؛ لأن الحديث لم يتعرض له أصلا، فكل شيء بقدر سواء كنت معذورا فيه أو لم تكن معذورا.
والله أعلم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 11:55]ـ
بارك الله فيك و نفع بك
أما بعد فكما علمت أخي الكريم فمذهب أهل السنة التفريق بين الخلق و الفعل
والعجز الذي هو ليس من كسب العبد هذا من الخلق فلا يدخل في التكليف لأن التكليف بالفعل لا بالخلق.
وأما العجز الذي هو التسويف و التمني كما روي في الخبر: " والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله " فهذا من فعل العبد، وكل عاقل يعلم أنه من فعله ويقر بأنه مستحق للوم و العذل عليه.
فهذا داخل في التكليف.
ثم لم أفهم تماما استشكالك الذي اقتبسته ههنا فلعلك تزيده بيانا لضعاف الفهم من أمثالي بارك الله فيك.
وليتك تتكرم أيضا ببيان وجه الاستدلال بالآية الأولى فيه كذلك.
ودمت على طريق الحق مسددا أخي الكريم.
جزاك الله خيرا على الإضافة المفيدة.
وجه الاستدلال بالآية الأولى أن الإضلال يحصل نتيجة عدم التقوى، فبين لهم يتقون ليكون إضلاله إياهم نتيجة عدم أخذهم بالتقوى، فيكون بتسبب منهم في المقام الأول، مصداقاً لقوله تعالى (إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون). ونظائر هذا كثيرة في القرآن: ألا وهو ترتيب الإضلال على ذنب يسبقه، وقد يكون هذا الذنب قلبي: الجحود - التكذيب - الاستكبار، الخ، وكما في قوله تعالى (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى). فهداهم هداية دلالة ومحجة فلم تنجع معهم لأن قلوبهم اختارت العمى بدلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 12:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبد الله
تقول أخي (عندما وقفت على هذا الحديث أصابني خوف شديد ... اللهم سلم سلم، كل شيء بقدر حتى العجز والكيس)
مسألة الإيمان بالقضاء والقدر مسألة مهمة جداً أنا وأنت مؤمنين بها، ولعل علمك بعدل ربك ورحمته وكرمه يزيل خوفك الشديد ورعبك الظاهر في كلامك.
أخي كل من يؤمن بعلم الله الأزلي المكتوب في اللوح المحفوظ، وبمشيئته النافذة وقدرته التامة فلا يكون إلا ما يريد سبحانه، أقول كل مؤمن بهذا فهو مؤمن بالقضاء والقدر.
وهناك طريقة حلوة لفهم القضاء والقدر، وهي أن تنام أخي وتكبر المخدة ولا تذهب للعمل (ليش تروح اللي مقدر بيصير) ولا تشتري فطور ولا غداء ولا عشاء ولا تطبخ ولا تنفخ (ليش التعب اللي مقدر بيصير) ولا تتزوج (ليش تتزوج إذا مقدر يجيك عيال بيجيك) وهكذا في بقية محبوباتك هل ستحتج عندها بالقدر؟ أم أنك ستقول أنا سأعمل حيلتي وأترك الباقي على الله الكريم الرحيم العدل.
الموضوع طويل وأنا أحب الاختصار، ولكن أرجو أن يكون كلامي فيه راحة لك من مخاوفك، وبيان للمطلوب منك في هذه الحياة.
نسأل الله الجنة برحمته وفضله فنحن عبيده
نصيحة: أرجوكم اتركوا الخوض في القدر في صفحات المنتدى ومن لديه إشكال فعليه بالعلماء.
بارك الله فيك أخي الكريم. لا أشك في أهمية ما ذكرت. أما الخوف فقد سبقنا به السلف كما تعلم ونحن نخاف بخوفهم. فقد كان عمر يدعو الله ملحاً أن ينقله من ديوان الأشقياء إلى ديوان السعداء، مع أن الأمر مكتوب، جفت الأقلام وطويت الصحف. وكان كثير منهم يخشى سوء الخاتمة، مخافة أن يكونوا ممن يسبق عليهم الكتاب فيعملوا بعمل أهل النار، ولكن هنا فائدة: لعل السر هو في هذا الخوف والإشفاق، فهو أحرى بأن تحوط صاحبه العناية الإلهية، فييسره مقدر الأقدار لليسرى. والله أسأل أن يجعل عاقبة أمري وأمرك إلى خير.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 12:12]ـ
يبدو أن استشكال هذا الحديث جاء بسبب الاشتراك في كلمة (العجز).
وهذا الاشتراك ابتداء غير وارد هنا؛ لأن مقابلة العجز بالكيس تبين المراد منه، وكلام العرب واضح في هذه المقابلات.
فالعجز المقصود هو ما يقابل الكيس، ويعبر عن ذلك أيضا بقولهم (العجز والحزم)، فالعاجز هو الضعيف التدبير عند ورود الأمور المهمة، أو هو الضعيف العقل الذي لا يستطيع أن يتخذ قرارا حكيما عند حصول المشكلات.
والحازم أو الكيس عكسه.
هذا هو المفهوم من كلام العرب في مثل هذه المقابلة.
وفي الحديث (الكيس من دان نفسه ... والعاجز من أتبع نفسه هواها)، وهو ضعيف، لكن المراد بيان ما فيه من المقابلة.
وهذا العجز هو المستعاذ منه في الحديث.
ثم أقول أيضا: إن استشكال الحديث غير وارد على أي معنى فسرت هذه الألفاظ؛ لأن أول الحديث (كل شيء بقدر)، وأما (العجز والكيس) فمجرد تمثيل، وإلا فهما داخلان في قوله (كل شيء) ضرورة.
وليس للأمر علاقة بالعذر وعدم العذر؛ لأن الحديث لم يتعرض له أصلا، فكل شيء بقدر سواء كنت معذورا فيه أو لم تكن معذورا.
والله أعلم.
جزاك الله خيرا على الإفادة. عبارتك الأخيرة نافعة جداً، ومما يتمم نفعها ما ذكره الأخ أبو زكريا من ضرورة التفريق بين الخلق والفعل، وهو تفريق مهم، لكن ألا يشكل عليه أيضاً أن الفعل أيضاً من الخلق (والله خلقكم وما تعملون)؟
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 03:29]ـ
جزاك الله خيرا على الإفادة. عبارتك الأخيرة نافعة جداً، ومما يتمم نفعها ما ذكره الأخ أبو زكريا من ضرورة التفريق بين الخلق والفعل، وهو تفريق مهم، لكن ألا يشكل عليه أيضاً أن الفعل أيضاً من الخلق (والله خلقكم وما تعملون)؟
لعلك تقصدني وإن كنت تتكلم عن أبي زكريا (ابتسامة) (ابتسامة)
تقول: ضرورة التفريق بين الخلق والفعل، وهو تفريق مهم، لكن ألا يشكل عليه أيضاً أن الفعل أيضاً من الخلق (والله خلقكم وما تعملون)؟
فأقول بارك الله فيك
الحديث عن فعل الله لا عن فعل المخلوقين وأفعال العباد مخلوقة ولا شك
وأفعال العباد باعتبار الإرادتين التشريعية والتكوينية أربعة أقسام:
والإرادة التشريعية هي أمره جل و علا، و التكوينية معناها تكوينه الشيء وإبرازه للوجود.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالقسم الأول ما تتعلق به الإرادتان: كالأعمال الصالحة من النبي صلى الله عليه و سلم ومن كل من قدّر الله منه عملا صالحا.
والقسم الثاني: ما لم تتعلق به واحدة من الإرادتين كارتكاب الكبائر من رسول الله صلى الله عليه و سلم.
والقسم الثالث: هو كا تعلقت به الإرادة التشريعية دون التكوينية: كالأعمال الصالحة من أبي لهب مثلا
والقسم الرابع: ما تعلقت به الإرادة التكوينية دون التشريعية: كأعمال السوء من أبي لهب.
وكل الأفعال داخلة تحت هذه الأقسام سواء منها ما وجد وما لم يوجد.
فإن كان طاعة ووجدت فقد تعلقت بها الإرادتان، وإن كان معصية ووجدت فقد تعلقت بها الإرادة التكوينية، وإن كانت طاعة ولم توجد فقد تعلقت بها الإرادة التشريعية، وإن كانت معصية ولم توجد فلم تتعلق بها واحدة من الإرادتين.
والناس في القدر على أقوال أربعة:
1 - نفاة القدر (القدرية) وهم ينفون القدر جملة و تفصيلا ويزعمون الأمر أنفا
2 - مذهب الجبرية الذين بالغوا في إثبات القدر حتى نفوا عن المخلوق الفعل أصلا، فنسبوا جميع الأفعال إلى الله، وهؤلاء جعلوا ما ليس من القدر داخلا في القدر، ولم يفرقوا بين الفعل و الخلق.
فهم أثبتوا الخلق لله و صدقوا، لكنهم نسبوا جميع الأفعال إليه وهذا خطأ، لأنهم جعلوا الكفر و السرقة و الزنا والخيانة من أفعال الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
فهؤلاء يرون أن المخلوق لا يفعل أصلا يقولون:
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له ... إياك إياك أن تبتل بالماء
3 - القول الثالث هو مذهب الأشعري: وهو إثبات نظرية الكسب
وهذه صعبة جدا في تصورها وإحدى النظريات التي لا تفهم بل قال بالبعض أنه لا حقيقة تحتها، وهي تحتاج إلى بسط (لا أملك الوقت له الآن)
4 - القول الرابع مذهب أهل السنة: أهل الحديث:
وهو التفريق بين الخلق و الفعل
فالخلق كله لله عز وجل، أما الفعل فبعضه من الله وبعضه من المخلوق
فإنزال المطر والإحياء والإماتة والرزق وبعثة الرسل .. هذه كلها من أفعال الله جل جلاله.
والصلاة والخشوع والتوبة، وغيرها من أفعال البر، والسرقة والزنا و الخيانة و غيرها من أفعال الفجور، كل هذه من أفعال البشر.
ولذلك يثابون على حسنها و يعاقبون على سيئها.
وأفعال الله تعالى لا تلتبس بأفعال المخلوقين
فخلق السماوات و الأرض وخلق آدم كل هذه أفعال الله جل و عز.
وأما الطاعات والمعاصي فليست من فعل الله جل جلاله، وهي من خلقه، والخلق هنا بمعنى التقدير.
فالله جل جلاله قدرها عليك، لكن أنت فعلتها
والتكليف -كما أسلفت- بالفعل لا بالخلق.
وبهذا يعلم جواب السؤال الذي يدندن حوله كثيرون: هل الإنسان مخير أو مسير؟
والجواب: أننا فيما يتعلق بالقدر مسيرون على وفق ما أراد الله و خلق، وهذا هو الخلق.
أما فيما يتعلق بالشرع، أي بأفعالنا فنحن مخيرون.
فما فعلناه من طاعة فهو لنا، وما فعلنا من معصية فهو علينا كما قال الله تعالى: {لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت}
ونحن نفعل ولنا قدرة ليست تتجدد مع الفعل (كما تقول الأشاعرة)، بل هي قدرة موجودة ونقدر بها على ما في طوقنا لأنها محدودة.
فلا نقدر بها على الخلق، لكننا نقدر بها على الفعل الذي نستطيعه.
وإذا استوعبت أخي الكريم هذا المذهب زال عنك كل إشكال يتعلق بالقدر، وحسبك به دليلا على أنه مذهب أهل الحق.
أرجو الله أن أكون وُفقت للحق ولتبيين مذهب أهله .. والله الهادي إلى سواء السبيل.
وإن تجد عيبا فسد الخللا ... وجل من لا فيه عيب وعلا
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 05:52]ـ
أخى الكريم بارك الله فيك
لعلك أخى ان طالعت كتاب شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل وهو لابن القيم يزول عنك كل ما تستشكله
ان شاء الله
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 05:54]ـ
أخى الكريم بارك الله فيك
لعلك أخى ان طالعت كتاب شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل وهو لابن القيم يزول عنك كل ما تستشكله
ان شاء الله
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 07:55]ـ
جزاك الله خيرا. قد طالعته قديماً ويستحق أن أطالعه مرات ومرات. فجزاك الله خيرا على التذكير. إن عن لي شيء أثناء مطالعتي له سجلته هنا.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 08:27]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس من باب التقليل مما لديك - والله - ولكن تفصيلك الحسن أعرفه من بداية الطلب. وما أحسن مذهب أهل السنة وما أقوى حجته. جزاك الله خيرا على تبيين المقصود بالفعل، ولا أدري لماذا فهمتُه بهذه الطريقة؟ ربما الكتابة مع تخليط الذهن وهو يحصل لكل أحد ولا أدل على التخليط في تلك الساعة من تحريفي لاسمك:)
قولك:
إن كانت معصية ولم توجد فلم تتعلق بها واحدة من الإرادتين.
ألا يمكن أن تتعلق بالتشريعية من جهة طلب الترك، لأن ترك المعاصي مطلوب شرعاً، ومحبوب لله تعالى؟
- القول الثالث هو مذهب الأشعري: وهو إثبات نظرية الكسب
وهذه صعبة جدا في تصورها وإحدى النظريات التي لا تفهم بل قال بالبعض أنه لا حقيقة تحتها، وهي تحتاج إلى بسط (لا أملك الوقت له الآن)
إن شاء الله ليست بهذه الصعوبة، وللشيخ سفر الحوالي تبسيط حسن لفكرة الكسب. يقول عافاه الله وحفظه:
((والأشعرية أثبتوا شيئاً جديداً في مسألة القدر، وهو الكسب، والكسب في الحقيقة ليس من ابتداع أبي الحسن الأشعري وإنما نقله عن المعتزلة وعندما رجع عن الاعتزال إِلَى الكلابية وهي المرحلة الثانية من مراحله قبل أن يرجع إِلَى مذهب السلف، أخذ بهذه النظرية وهي الكسب، فقال: الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فاعل، والعبد: نافذ، فجاء بنظرية يرى أنها وسط بين الجبرية والقدرية.
وهي في الحقيقة وسط بين قول الجبرية وبين مذهب أهل السنة، وتمثل الأشعرية على ذلك بالمصباح الكهربائي: إذا أراد الأب أن يمتحن ابنه فَقَالَ له: لا تنفخ هذا المصباح فإذا نفخته وانطفأ عاقبتك، والمصباح الكهربائي لا ينطفئ بالنفخ، وإنما ينطفئ بالزر [!]، والأب عنده الزر، فإذا نفخ الابن المصباح أطفأ الأب المصباح، ثُمَّ يضرب الابن فَيَقُولُ: أضربك لأنك خالفت أمري فأطفأت المصباح)).
وأما الطاعات والمعاصي فليست من فعل الله جل جلاله، وهي من خلقه، والخلق هنا بمعنى التقدير.
فالله جل جلاله قدرها عليك، لكن أنت فعلتها
أخي الفاضل: هل تقصد بقولك "قدرها علي" أي جعلها موجودة و ممكنة لي، أو قل مقدورة ومتاحة بحيث لو أردت فعلها لفعلت ولو أردت الإمساك عنها لفعلت؟ كما في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 09:50]ـ
ألا يمكن أن تتعلق بالتشريعية من جهة طلب الترك، لأن ترك المعاصي مطلوب شرعاً، ومحبوب لله تعالى؟
أنا قد بينت مرادي من الإرادة التشريعية فقلت:
والإرادة التشريعية هي أمره جل و علا
وطلب الترك أمر به، فلا تنافي.
لكن المقصود بأنه لا تتعلق به واحدة من الإرادتين: مثل الكبائر من النبي صلى الله عليه و سلم
فهي لم تقع منه فلم تتعلق بها الكونية، ولم يردها الله إرادة تشريعية لأن الله لا يأمر بالفحشاء.
وقد يعبّر بالإرادة الشرعية عن الكلمات الشرعية وهي الكتب المنزلة.
قلت:
إن شاء الله ليست بهذه الصعوبة، وللشيخ سفر الحوالي تبسيط حسن لفكرة الكسب. يقول عافاه الله وحفظه:
((والأشعرية أثبتوا شيئاً جديداً في مسألة القدر، وهو الكسب، والكسب في الحقيقة ليس من ابتداع أبي الحسن الأشعري وإنما نقله عن المعتزلة وعندما رجع عن الاعتزال إِلَى الكلابية وهي المرحلة الثانية من مراحله قبل أن يرجع إِلَى مذهب السلف، أخذ بهذه النظرية وهي الكسب، فقال: الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فاعل، والعبد: نافذ، فجاء بنظرية يرى أنها وسط بين الجبرية والقدرية.
وهي في الحقيقة وسط بين قول الجبرية وبين مذهب أهل السنة، وتمثل الأشعرية على ذلك بالمصباح الكهربائي: إذا أراد الأب أن يمتحن ابنه فَقَالَ له: لا تنفخ هذا المصباح فإذا نفخته وانطفأ عاقبتك، والمصباح الكهربائي لا ينطفئ بالنفخ، وإنما ينطفئ بالزر [!]، والأب عنده الزر، فإذا نفخ الابن المصباح أطفأ الأب المصباح، ثُمَّ يضرب الابن فَيَقُولُ: أضربك لأنك خالفت أمري فأطفأت المصباح)).
بل هي صعبة جدا أخي الفاضل
وليس أدل على ذلك من أن بعض أهل العلم يقول أنه لا حقيقة تحتها أصلا
(يُتْبَعُ)
(/)
وملخص هذه النظرية - وأخشى أن يكون مخلا - أن الأفعال من خلق الله تعالى، فالله خالق كل شيء، والإنسان من خلق الله، وأفعاله مخلوقة لله، لكنه يقول أن الله تعالى خلق في الإنسان كسبا و خلق الفعل، فإذا وقعت المقاربة بين الكسب والفعل انجذب الفعل إلى الكسب كانجذاب الحديد إلى المغناطيس.
فهو يرى أن الإنسان تخلق له استطاعة على الطاعة، فإذا أراد الله أن يخلق صلاة العصر في جسمك، خلق فيك استطاعة مؤقتة على قدر الركعات الأربع وتنفد وتنتهي، فإذا أراد الله أن يخلق فيك فعلا آخر خلق فيك استطاعة جديدة، وهكذا ...
وهذه النظرية ونظرية المصلحة عند الطوفي والطفرة عند النظام وحوادث لا أول لها عند شيخ الإسلام صعبة جدا في تصورها.
وعدا النظرية الأخيرة لشيخ الإسلام ونظرية المصلحة عند الطوفي، فهي نظريات لا حقيقة تحتها
ومثلها أيضا نظرية الحال عند أبي هاشم.
ولذلك يقول أحد العلماء:
مما يقال ولا حقيقة تحته ... معقولة تدنو إلى الأفهام
الكسب عند الأشعري والـ ... حال عند البهشمي و طفرة النظام
فالأشاعرة مثلا يقولون: مذهبنا أن لنا قدرة حادثة لسنا بها نقدر!!
وقد سألت يوما أحد مشايخ الزيتونة أن يشرح لي معني قولهم هذا، فقال لي: هذا من المتشابه، وتلا علي قوله تعالى: " فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه "!!
مع أن قول الأشاعرة فيه سلامة من مذهب القدرية، لأنهم أثبتوا القدر، وفيه سلامة من مذهب الجبرية لأنهم لم ينسبوا تلك الأفعال إلى الله، وقد تجنى عليهم من جعلهم جبرية، فهم إنما نسبوها إلى كسب الإنسان، ونسبوا خلقها لله، لكنهم لم ينسبوا فعلها إلى الله.
ولكن هذا القول صعب جدا في الفهم، وليس عليه دليل مطلقا.
قلت - حفظك الله-:
أخي الفاضل: هل تقصد بقولك "قدرها علي" أي جعلها موجودة و ممكنة لي، أو قل مقدورة ومتاحة بحيث لو أردت فعلها لفعلت ولو أردت الإمساك عنها لفعلت؟ كما في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم)
تعليقا على قولي:
وأما الطاعات والمعاصي فليست من فعل الله جل جلاله، وهي من خلقه، والخلق هنا بمعنى التقدير.
فالله جل جلاله قدرها عليك، لكن أنت فعلتها
وقصدي أن الله تعالى قدرها عليك بمعنى علمها منذ الأزل في علمه المحيط وكتبها في أم الكتاب وهما المرتبتان القديمتان من القدر، وزمّنها ووقتها، وأنفذها على وفق ما علم جل جلاله وهما المرتبتان المحدثتان من القدر.
كل هذا أقصد، وما أشرت إليه أنت - حفظك الله - مندرج تحت مرتبة إنفاذه جل وعلا على وفق ما علم.
فسبحانه وتعالى
" لن يطاع إلا بإذنه ولن يعصى إلا بعلمه يطاع فيشكر وبتوفيقه ونعمته أطيع ويعصى فيغفر ويعفو وحقه أضيع فهو أقرب شهيد وأدنى حفيظ وأوفى وفي بالعهد وأعدل قائم بالقسط حال دون النفوس وأخذ بالنواصي وكتب الآثار ونسخ الآجال فالقولب له مفضية والسر عنده علانية والعلانية والغيوب لديه مكشوف وكل أحد اليه ملهوف وعنت الوجوه لنور وجهه وعجزت القلوب عن إدراك كنهه ودلت الفطرة والأدلة كلها على امتناع مثله وشبهه أشرقت لنور وجهه الظلمات واستنارت له الارض والسموات وصلحت عليه جميع المخلوقات لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه.
مما اعتاض باذل حبه لسواه من ... عوض ولو ملك الوجود بأسره" ابن القيم - الجواب الكافي ص 167
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 09:15]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن إليك.
فائدة:
طفرة النظام فيها شبه بطبيعة حركة الالكترون حسب التجارب المجراه في فيزياء الكم. فطفرة النظام نملة تمشي مرة ثم تطفر مرة على مسافة لا متناهية، فتتجاوز نقطة 1 إلى 3 دون المرور بـ 2، وأما حركة الالكترون فينتقل من نقطة 1 إلى 3 دون المرور بـ 2 كذلك، إلا ان الفرق بينهما أن طفرة النظام تريد أن تجمع بين قطع المسافات اللامتناهية بواسطة جسم متناه، ويكفي في بطلان هذا تصور العقلاء له.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 09:29]ـ
استطراد: أثبت الملحد دانيال دينيت، من خلال علم الحياة، أن الإنسان يمتلك حرية حقيقية، وليست وهمية، وهو ذلك القدر من الحرية الذي يجيز لنا محاسبته على تصرفاته الواعيه وتحميله المسؤولية عند تعمد الخطأ. وهذا ليس بجديد على اعتقاد أهل السنة ولله الحمد، ولكنه مُشكل عندهم جداً لأن هناك طائفة كبيرة من علماء الحياة تقول أن تطور الطبيعة يلتزم عملية حتمية صمّاء لا يمكن أن يحيد عنها شيء، بما في ذلك جينات الآدمي وما تحويه من معلومات، فجاء هذا الملحد الدارويني - المخضرم عندهم - واثبت ما ذكرت في كتابه " Elbowroom".
فائدة: لا تعارض بين مشيئة الله ومشيئة العبد، لأن الله يقدر على أن يحظر على نفسه أشياء معينة، وقد فعل، فقد حرّم على نفسه الظلم، ولاشك أن أظلم الظلم أن يخلق الله عبداً ثم يسلبه حريته ويأمر به إلى النار، فلذلك حرية العبد من أولى ما ينتُج عن تحريم الله الظلم على نفسه، ثم الله مع ذلك بيده مقاليد السموات والأرض، وبكل شيء محيط.(/)
من حصل له شيئاً من هذا فليصنع كأبي حنيفة
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 02:04]ـ
نقل الكردرى عن أبي حنيفة قوله: ((مررت ببعض الطرقات فقالت امرأة: هذا الذي يصل الفجر بوضوء العشاء فتعمدت ذلك حتى صار دأبي))
الأشباه والنظائر، ص 413
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 07:13]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
هل قصيدة اللاميه تثبت لشيخ الاسلام بن تيميه؟؟؟
ـ[فيصل الخالدي]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 01:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ‘‘‘
هناك كلام لاهل العلم على ان قصيدة شيخ الاسلام وهي في مطلعها
يا سائل عن عقيدتي ومذهبي ^^^ رزق الهدى من للهداية يسأل
يقول الشيخ العلامه ^ عبدالله الغنيمان حفظه الله
انها لاتثبت لشيخ الاسلام
وقال الشيخ عبدالكريم الخضير
ان شيخ الاسلام قال في مجموع الفتاوى
ذكر الشاعر
وقال القصيده ........
لم يذكر انها لشيخ الاسلام
وقال بعض اهل العلم
انها لشيخ الاسلام
والله اعلى واعلم ‘‘‘
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 01:30]ـ
تستطيع أن ترجع لشرح الشيخ عبدالرحمن المحمود للقصيدة، وقد أثبت في بدايتها أنها لشيخ الإسلام ..
ـ[أبو تميم التميمي]ــــــــ[16 - Dec-2009, مساء 04:27]ـ
الألوسي في (جلاء العينين) نسبها إليه، وكذلك الشيخ الشيباني، والشيخ محمد هرّاس، ولما شرحها الإمام أحمد المرداوي أشار إلى نسبتها أنها لابن تيمية.
وكلام ابن تيمية يستطيع من يُدمن القراءة في كتبه تمييز كلامه من كلام غيره، بل هناك من الكتب نُسبت إليه من سياق الكلام فقط!.
جزيتم خيرًا
ـ[الهلالي]ــــــــ[16 - Dec-2009, مساء 06:25]ـ
وكلام ابن تيمية يستطيع من يُدمن القراءة في كتبه تمييز كلامه من كلام غيره، بل هناك من الكتب نُسبت إليه من سياق الكلام فقط!.
هنا اعتراض وسؤال أخي التميمي بارك الله فيك:
فالاعتراض ألا تتفق معي أنه يصعب الاعتماد على معرفة أسلوب الإمام ابن تيمية في هذا الباب (أعني باب النظم)؛ لأنّ نظمه قليل، ومن المعلوم أنّ النتاج القليل لا تتضح خصائصه للقارئ نحو استخدام أسلوب أو ترديد كلمة أو انتهاج طريقة، ومِن ثَم فلا يمكن الاتكاء عليها في الحُكم؟!
أما السؤال فهو: ما هي الكتب التي نُسبت إليه بالأعتماد على مجرّد معرفة الأسلوب دون قرائن أخرى؟
جزاك الله خيراً ونفع بك
ـ[أبو تميم التميمي]ــــــــ[16 - Dec-2009, مساء 08:39]ـ
الأخ الكريم \ الهلالي
يكفينا كلام أكثر أهل العلم من المتأخرين في صحة نسبتها، ومن عداهم فإنه لم يجزم بعدم صحة نسبتها، وإنما احتملوا ذلك، وقد أُجيب عن احتمالاتهم، إلا الشيخ بن عثيمين -رحمه الله فيظهر جزمه كما في شرح السفارينية، وما ذكرتُه بأخرَة فهو للاعتضاد، ومَن أدمن النظر في كتب شيخ الإسلام أدرك ذلك، وبعض المحققين اعتمدوه في التوثيق، ولا يحضرني الآن منهم أحد.
أشكرك(/)
طمس الوجوه أو الرؤوس المعبرة في المنتديات أو في غرف الدردشة
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 03:50]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. مَنْ يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، البشير النذير والسراج المنير، الذي حرَّم التصوير، وحذَّر منه غاية التحذير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد فقد انتشرت في كثير من المنتديات الإسلامية وغرف الدردشة الصوتية والمرئية على شبكة الإنترنت (نسخ الوجوه أو الرؤوس) التعبيرية التي يستخدمها كثير من الناس في التعبير عن مشاعرهم تجاه الآخرين على نحو (رضا – غضب – اعتراض – ابتسام – حزن – بكاء – فرح – ضحك - ... إلخ) فأحببت أن أنصح إخواني بخطورة هذه الوجوه المعبرة، وهذا المقال مقتبس أكثره من كلام العلامة حمود التويجري رحمه الله تعالى في كتاب تحريم التصوير والرد على من أباحه.
-------------------
المسألة باختصار
جاءت الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحاح والمسانيد والسنن دالة على تحريم تصوير كل ذي روح، آدميا كان أو غيره، وهتك الستور (مرسوم – مطبوع) التي فيها الصور، والأمر بطمس الصور ولعن المصورين، وبيان أنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة.
وبلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الصورة الرأس
وعلمنا أن الصورة تخرج من التحريم بقطع الرأس
ولا تخرج من التحريم بطمس الأنف أو الشعر فقط أو عدم تصويرهما
لأن الذي ورد عن جبريل عليه السلام هو قطع الرأس كله ولم يرد عنه أنه إذا قطع الأنف أو الشعر زال التحريم
وكذلك الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قطع الرأس ولم يرد قطع الأنف أو الشعر فقط!!
ومن قال بأن هذه الوجوه تخرج من التحريم لأنها ليست صور لذوات الأرواح فقوله مرجوح
لأن نصوص الشريعة جائت بتحريم صورة الإنسان، أو الحيوان، أو الطيور، وكل ما فيه روح وكل ما شابه ذلك.
وجائت بإباحة ما ليس فيه روح كصور الأشجار، والأزهار، والأعشاب، أو الشمس، والقمر، والنجوم، والجبال، أو مصنوعات منزل، أو منارة، أو سفينة، وكل ما شابه ذلك.
و هذه الوجوه فيها تعابير: (الضحك، البكاء، الاشمئزاز، الحزن، الحذر، الغيظ، الخجل، تكشير الأنياب عند الغضب، وغيرها الكثير)!!!
ولا توجد هذه الصفات في غير ذوات الأرواح فلا توجد جمادات تضحك وتبكي وتحب وتكره وتقبل .. إلخ.
وماذا بقي لذوات الأرواح أن تفعله لم تفعله هذه الوجوه؟؟!!
التي لها وجه يحتوي على عينان ووجنتان وأسنان وفم وتفعل كل هذه الصفات التي تفعلها ذوات الأرواح.
وطمس الصور مراد شرعي فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعله أصحابه رضي الله عنهم وفعلها من بعدهم عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى
ولذلك نقول يجب طمس الوجوه أو الرؤوس المعبرة التي تنسخ في المنتديات أو في غرف الدردشة
ومن وجد مكان فيه هذه الصور (الوجوه أو الرؤوس)
فليخرج من غرفة الدردشة أو المنتدى كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما رأى التصاوير
عن علي رضي الله عنه قال: (صَنَعْتُ طَعَامًا فَدَعَوْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ فَرَأَى فِي الْبَيْتِ تَصَاوِيرَ فَرَجَعَ). رواه ابن ماجة بإسناد صحيح
وكما امتنع جبريل عليه السلام من دخول بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه الصورة الرقمية والصورة المجسدة
أتاني جبريل عليه السلام، فقال: إني كنت أتيتك الليلة، فلم يمنعني أن أدخل عليك البيت الذي أنت فيه؛ إلا أنه كان في البيت تمثال رجل، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل، فمر برأس التمثال يقطع فيصير كهيأة الشجرة، ومر بالستر يقطع (وفي رواية: إن في البيت سترا في الحائط فيه تماثيل، فاقطعوا رؤوسها فاجعلوها بساطا أو وسائد فأوطئوه؛ فإنا لا ندخل بيتا فيه تماثيل)، فيجعل منه وسادتان توطآن، ومر بال ... فيخرج. ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا ال ... جرو كان للحسن والحسين عليهما السلام تحت نضد لهما. قال: وما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أو رأيت أنه سيورث
صححه الألباني
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما محيت كل صورة مجسدة ومرسومة في الكعبة
عن أسامة بن زيد رضِيَ الله عنهما قال: "دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة ورأى صورا قال فدعا بدلو من ماء فأتيته به فجعل يمحوها ويقول: "قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون" صححه الألباني في الصحيحة
-------------------
وننصح المسلمين جميعا بعدم نسخ هذه الوجوه أو تصميمها – لأن التصوير حرام شديد التحريم
وننصح أيضا أصحاب المنتديات وغرف الدردشة بعدم السماح لأحد بنسخ هذه الوجوه – وليعلم كل مشرف أنه مسؤول أمام الله عز وجل – عن أي صورة نسخت أو صممت في مجال مسؤوليته.
وليعلم كل مشرف ومشرفة في المنتديات أو في غرف الدردشة أنه لو بدء في منع الناس من نسخ هذه التصاوير أو معاقبتهم بإيقاف أو ما شابه – كما كان ينوى عمر بن عبد العزيز – رحمه الله أن يفعل عندما مر بحمام عليه صورة فأمر بها فطمست وحكّّت، ثم قال: لو علمت من عمل هذا لأوجعته ضربًا.
وقد ذكر ابن الجوزي عن حسين بن وردان قال: مر عمر بن عبد العزيز بحمام عليه صورة فأمر بها فطمست وحكّّت، ثم قال: لو علمت من عمل هذا لأوجعته ضربًا.
يكون بذلك سن سنة حسنة في منع التصاوير
وليفعل كل واحد منا كما كان يفعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه – حينما قال ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم أن لا تدع ...... ، ولا صورة إلا طمستها.
فطمس الصور أو هتكها مراد شرعي، كما ذكرنا آنفًا ....
-------------------
وقد أجمع المسلمون على أنه من استبان له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز له أن يدعها لقول أحدا كائن من كان، فإذا عرفت الحق في قول ما لأنه موافق لكتاب الله أو لسنة رسول الله فلا يحل لك أبدا أن تترك سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لقول أحدا كائنا من كان
عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع عليهم وهو مسؤول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته * (صحيح) _ وأخرجه البخاري ومسلم.
قال الله تعالى: ? وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُّبِينًا ?.
قال ابن كثير في تفسيره: هذه الآية عامة في جميع الأمور، وذلك أنه إذا حكم الله ورسوله بشيء فليس لأحد مخالفته ولا اختيار لأحد ها هنا ولا رأي ولا قول. ولهذا شدد في خلاف ذلك فقال: ? وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِيناً ?. انتهى باختصار.
وقال تعالى: ? فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ?.
قال ابن كثير في الكلام على هذه الآية: يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة أنه لا يؤمن أحد حتى يحكّم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطنًا وظاهرًا، ولهذا قال: ? ثُمَّ لا يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ?، أي: إذا حكّموك يطيعونك في بواطنهم، فلا يجدون في أنفسهم حرجًا مما حكمت به، وينقادون له في الظاهر والباطن فيسلمون لذلك تسليمًا كليًا من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة، كما ورد في الحديث: «والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئتُ به». انتهى.
وقال تعالى: ? فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ?.
قال الإمام أحمد: أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن كثير في تفسيره: وقوله ? فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ?، أي: عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله فما وافق ذلك قُبِل، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائنًا من كان. أي فليحذر وليخشَ من خالف شريعة الرسول باطنًا وظاهرًا ? أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ?، أي: في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة ? أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ?، أي: في الدنيا بقتل أو حد أو حبس ونحو ذلك انتهى
فيا أخي وأختي من كان منكم قد تولى مسؤولية إدارة أو إشراف على أحد المنتديات، فليضعْ هذا الأمر نصب عينيه، وكما يضع شروطًا في التسجيل في منتداه فليضعْ ذلك الشرط ضمن هذه الشروط الكثيرة والتي بعضها أقل ضررًا بكثير من هذا الأمر العظيم.
هذا والله تعالى أعلم.
عقوبة المصور
1) اللعن للمصورين قد جاء بلفظ العموم الذي يشمل الصور المجسمة وغير المجسمة.
المصورين شرار الخلق عند الله يوم القيامة.
2) التصوير من سنن النصارى والمشركين، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من تشبه بقوم فهو منهم» النص على أن التصوير من أظلم الظالمين لما جاء في الحديث القدسي أن الله تعالى قال: «ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي».
3) المصورين أشد الناس عذابًا يوم القيامة.
يجعل للمصور بكل صورة صورها نفس تعذبه في جهنم.
4) المصور يكلف يوم القيامة أن ينفخ الروح فيما صوره وليس بنافخ.
عجز المصور عن نفخ الروح فيما صوّره.
5) المصورين يعذّّبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم. قال النووي: وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «ويقال لهم أحيوا ما خلقتم» فهو الذي يسميه الأصوليون أمر تعجيز كقوله تعالى: ? قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ ?. انتهى.
6) المصورين والجبارين والمشركين قد وكل بهم عنق من النار يخرج إليهم فيأخذهم.
7) قال عكرمة في الكلام على قول الله تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالإخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً ?: أنها نزلت في المصورين. رواه ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية. وذكره الماوردي والبغوي والزمخشري وابن الجوزي والقرطبي وابن كثير في تفاسيرهم.
وتوجد أحاديث كثيرة في تحريم التصوير المجسد (المجسم) والتصوير الرقمي (المطبوع _ المرسوم) جمعها الشيخ التويجرى رحمه الله فى كتاب تحريم التصوير وسيأتي ذكرها إن شاء الله عز وجل
وقد احتج من أجاز اتخاذ الثياب والستور التي فيها الصور باستثناء الرقم في الثوب وهو مروي عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال النووي: وهو مذهب القاسم بن محمد. وقد أجاب عن ذلك النووي وابن حجر العسقلاني. فأما النووي فقال في (شرح مسلم) قوله (إلا رقمًا في ثوب) هذا يحتج به من يقول بإباحة ما كان رقمًا مطلقًا. وجوابنا وجواب الجمهور عنه أنه محمول على رقم على صورة الشجر وغيره مما ليس بحيوان. وقد قدمنا أن هذا جائز عندنا. وأما ابن حجر فإنه ذكر جواب النووي بمعناه ثم قال: ويحتمل أن يكون ذلك قبل النهي كما يدل عليه حديث أبي هريرة الذي أخرجه أصحاب السنن.
ورد عليه أيضا
اللجنة الدائمة للإفتاء
و سماحة الشيخ / إبراهيم أل الشيخ – الشيخ بن باز – بن عثيمين – الألباني – بن الجبرين – الفوزان – بكر أبو زيد –التويجري وغيره.
والأدلة على تحريم التصوير الرقمي (المطبوع أو المرسوم) هي:
1) القرام الذي غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلوّن وجهه حين رأى ما فيه من الصور ثم هتكه بيده لم تكن الصور التي فيه مجسدة، وإنما كانت نقوشًا ليس لها ظل.
2) التمثال الذي أمر جبريل بقطع رأسه لم يكن مجسدًا وإنما كان نقشًا ليس له ظل.
3) الصور التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمحوها من الكعبة لم تكن مجسدة، وإنما كانت نقوشًا في الجدران، وقد محاها عمر رضي الله عنه بالماء أو محاها هو بيده الشريفة صلى الله عليه وسلم كما في رواية أخرى
(يُتْبَعُ)
(/)
فالصور التي كانت مرسومة في الكعبة وعلى جدرانها, بعضها كان صنماً وبعضها كان رسماً على الجدران، فالأصنام أخرجت وكسرت, والصور المرسومة على الجدر محيت وأزيلت, فإن الأصنام لا تمحى وتزال بالماء. وهذا يدل دلالة واضحة على أن الصور المرسومة والتي لا ظل لها هي من مقصود هذا التحريم.
ويدل على أنه لا فرق بين الصور المجسدة وغير المجسدة في الحكم فكل من النوعين يحرم تصويره ويجب تغييره بحسب القدرة. وقد ذكر ابن الجوزي عن حسين بن وردان قال: مر عمر بن عبد العزيز بحمام عليه صورة فأمر بها فطمست وحكّّت، ثم قال: لو علمت من عمل هذا لأوجعته ضربًا.
وذكر المروذي في كتاب الورع عن عيسى بن المنذر الراسبي قال: سمعت الحسن وقال له عقبة الراسبي في مسجدنا ساجة فيها تصاوير؟ فقال الحسن: أنجروها. وتقدم عن المروذي أنه قال لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: فإن دخلت حمامًا فرأيت فيه صورة ترى أن أحك الرأس؟ قال: نعم.
------------------------
وعلة التحريم: ثلاث:
1) / العلة في تحريم التصوير بأنها المضاهاة بخلق الله، أي التشبيه بخلقه كما قد جاء ذلك منصوصًا عليه في بعض الروايات عن عائشة، رضي الله عنها.
2) التصوير ذريعة إلى تعظيم الصور وعبادتها من دون الله، كما قد وقع ذلك لقوم نوح وللنصارى وغيرهم من المشركين. والذرائع لها حكم الغايات كما هو مقرر عند الأصوليين، والدليل على أن الصور كانت تعبد من دون الله ما رواه الإمام أحمد والترمذي وابن خزيمة في كتاب (التوحيد) من حديث العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ثُمَّ يَطَّلِعُ عَلَيْهِمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَيَقُولُ أَلا لِيَتْبَع كُلُّ أُنَاسٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَُ. فَيُمَثَّلُ لِصَاحِبِ الصَّلِيبِ صَلِيبُهُ وَلِصَاحِبِ التَّصَاوِيرِ تَصَاوِيرُهُ وَلِصَاحِبِ النَّارِ نَارُهُ فَيَتْبَعُونَ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ». الحديث. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
3) التشبه بالنصارى والمشركين وإتباع سننهم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من تشبه بقوم فهو منهم». وكل واحدة من العلل الثلاث المذكورة في هذه الفائدة والفائدتين قبلها تكفي وحدها في تحريم التصوير فكيف وقد اجتمعت العلل الثلاث فيه، وهذا مما يزيد التحريم شدة.
----------------------------
إطلاق اسم الصورة على الوجه أو الرأس وحده في كلام النبي صلى الله عليه وسلم
الحديث الأول:
الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة / صححه الألباني.
--------------------------------
الحديث الثاني:
أَتَانِي جِبْريلُ عليهِ السَّلَامُ فقَالَ: إنِّي كُنْتُ أَتَيْتُكَ الليلَةَ، فلمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَدْخُلَ عليكَ البيتَ الَّذِي أَنتَ فِيه؛ إلاَّ أَنَّهُ كَانَ فِي البيتِ تِمْثَالُ رَجُلٍ، وكَانَ فِي البيتِ قِرَامُ سِتْر فِيهِ تمَاثِيلٌ، فَمُرْ بِرَأسِ التَّمثَالِ يُقْطَعُ فيَصِيرُ كهيئةِ الشَّجَرَةِ ومُرْ بالسَّتْرِ يُقْطَعُ (وفي روايةٍ: إِنَّ فِي الْبَيْتِ سترًا فِي الْحَائطِ فِيهِ تماثيلُ, فاقْطَعُوا رُؤوسَهَا، فاجْعَلُوهَا بَساطًا أو وَسَائِدَ فأَوْطِئوهُ؛ فإنَّا لا نَدْخُلُ بَيْتًا فيهِ تماثيلُ)، فيُجْعَلُ مِنْهُ وسادَتَانِ تُوطآنِ، ومُرْ بالكَلْبِ فيُخْرَجَ. ففعلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإذا الكَلْبُ جَرْوٌ كَانَ للحسنِ والحُسينِ عليهما السَّلامُ تحتَ نَضَدٍ لَهما. قَالَ: ومازالَ يوصِيني بالجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَو رَأَيْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ" صححه الألباني.
--------------------------------
الحديث الثالث:
إن الله لاينظر إلى صوركم ولا أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم أخرجه مسلم وابن ماجة وأحمد وفي رواية لمسلم
إلى أجسادكم ولا إلى صوركم
والمراد بالصورة هنا (الوجوه) والله تعالى أعلم
--------------------------------
الحديث الرابع:
عن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تضرب الصورة) يعني الوجه. رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال البخاري في صحيحه (باب الوسم والعلم في الصورة): حدثنا عبيد الله بن موسى عن حنظلة عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كره أن تُعْلم الصورة، وقال ابن عمر رضي الله عنهما: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تضرب). تابعه قتيبة قال: حدثنا العنقزي عن حنظلة وقال: «تضرب الصورة».
قوله: أن تُعْلم الصورة أي يجعل في الوجه علامة من كي أو وسم. قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): والمراد بالصورة الوجه. قال: وقد أخرج الإسماعيلي الحديث من طريق وكيع عن حنظلة بلفظ: (أن تضرب وجوه البهائم)، ومن وجه آخر عنه (أن تضرب الصورة). يعني الوجه. وأخرجه أيضًا من طريق محمد بن بكر البرساني وإسحاق بن سليمان الرازي كلاهما عن حنظلة قال: سمعت سالما يسأل عن العلم في الصورة فقال: كان ابن عمر رضي الله عنهما يكره أن تعلم الصورة وبلغنا (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تضرب الصورة). يعني بالصورة الوجه. انتهى.
--------------------------------
الحديث الخامس:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورهمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ».رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
والمراد بالصور في هذا الحديث الوجوه خاصة لما في الصحيحين عن أبي حازم عن سهل ابن سعد رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَوْ سَبْعُ مِائَةِ أَلْفٍ لا يَدْرِي أَبُو حَازِمٍ أَيُّهُمَا قَالَ مُتَمَاسِكُونَ آخِذٌ بَعْضُهُمْ بَعْضًا لا يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ وُجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ». وروى الإمام أحمد ومسلم عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال – فذكر الحديث وفيه -: «فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفًا لا يحاسبون» الحديث.
وروى الإمام أحمد أيضاً عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُعطيتُ سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر».
ففي هذه الأحاديث بيان المراد بالصور في حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأنها الوجوه خاصة.
--------------------------------
الحديث السادس:
وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صُورَةُ وُجُوهِهِمْ عَلَى مِثْلِ صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ».
الحديث رواه الإمام أحمد والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح. وهذا لفظ أحمد.
وفي هذا الحديث، والذي قبله، تشبيه صورة الزمرة الأولى من أهل الجنة بصورة القمر. ومن المعلوم أن القمر ليس فيه إلاّ صورة الوجه وحده فدل هذا على أن الوجه وحده يسمى صورة فيحرم تصويره سواء كان مفردًا بالتصوير أو كان معه جسم أو بعض جسم.
--------------------------------
الحديث السابع:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو يصف يوسف حين رآه في السماء الثالثة ليلة الإسراء قال: «رأيت رجلاً صورته كصورة القمر ليلة البدر، فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هو أخوك يوسف».
رواه الحاكم في مستدركه، وفيه إطلاق اسم الصورة على الوجه لأنه هو الذي يشبه صورة القمر.
--------------------------------
الحديث الثامن:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ أَوْ أَلا يَخْشَى أَحَدُكُمْ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الإمَامِ أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ.
رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وأهل السنن، وهذا لفظ البخاري. والمراد بالصورة في هذا الحديث الوجه لما في رواية لمسلم: «أن يجعل الله وجهه وجه حمار». ففي هذه الرواية بيان المراد بالصورة في الرواية الأولى.
--------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث التاسع:
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَجَدَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ فَأَحْسَنَ صُورَتَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ».
رواه الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي والدارقطني. وهذا لفظ النسائي.
--------------------------------
الحديث العاشر::
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أَنَّ نَاسًا فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ». الحديث بطوله وفيه: «حَتَّى إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّارِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ بِأَشَدَّ مُنَاشَدَةً لِلَّهِ فِي اسْتِقْصَاءِ الْحَقِّ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لِلَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ فِي النَّارِ يَقُولُونَ رَبَّنَا كَانُوا يَصُومُونَ مَعَنَا وَيُصَلُّونَ وَيَحُجُّونَ فَيُقَالُ لَهُمْ أَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ فَتُحَرَّمُ صُوَرُهُمْ عَلَى النَّارِ».
الحديث متفق عليه وهذا لفظ مسلم.
وقد رواه الإمام أحمد وابن ماجه وفي روايتهما قال: «فَيَقُولُ اذْهَبُوا فَأَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ فَيَأْتُونَهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِصُوَرِهِمْ لا تَأْكُلُ النَّارُ صُوَرَهُمْ. ورواه النسائي دون قوله: «لا تَأْكُلُ النَّارُ صُوَرَهُمْ».
والمراد بالصورة في هذا الحديث الوجوه والدليل على ذلك ما رواه الإمام أحمد ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ قَوْمًا يُخْرَجُونَ مِنْ النَّارِ يَحْتَرِقُونَ فِيهَا إِلا دَارَاتِ وُجُوهِهِمْ حَتَّى يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ.
ويدل على ذلك أيضًا ما جاء في حديث الشفاعة الطويل، ففيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ الْقَضَاءِ بَيْنَ العِبَادِ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنْ النَّارِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ أَمَرَ الْمَلائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلامَةِ آثَارِ السُّجُودِ، حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ». الحديث رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ورواه النسائي وابن ماجه مختصرًا.
وما ذكر في هذا الحديث من تحريم أثر السجود على النار معناه تحريم دارات الوجوه من العصاة المؤمنين على النار، كما تقدم التصريح به في حديث جابر، رضي الله عنه.
وَدَارَات الوجوه هي الصور المحرمة على النار كما تقدم ذلك في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
وفي هذه الأحاديث دليل على أن تصوير الوجوه داخل في عموم النهي عن صناعة الصور واتخاذها لإطلاق اسم الصورة على الوجه في حديث ابن عمر وما ذكر بعده من الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم
--------------------------------
إطلاق اسم الصورة على الوجه في كلام الصحابة، رضي الله عنهم
فقد رواه الإمام أحمد من حديث سالم بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، أنه كان يكره العلم في الصورة. وقال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب الوجه». إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد رواه البخاري في صحيحه والإسماعيلي بنحوه وتقدم ذكره قريبًا.
وروى الإمام أحمد ومسلم والبخاري في الأدب المفرد من حديث هلال بن يساف، قال: كنا نبيع البز في دار سويد بن مقرن، فخرجت جارية فقالت لرجل شيئًا، فلطمها ذلك الرجل، فقال له سويد بن مقرن: ألطمت وجهها؟ لقد رأيتني سابع سبعة وما لنا إلا خادم، فلطمها بعضنا، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتقها. هذا لفظ البخاري. وفي رواية لمسلم أن سويد بن مقرن قال للذي لطم وجه الخادم: عجز عليك إلا حر وجهها.
ورواه أبو داود بمثله. ورواه الإمام أحمد بنحوه. وفي رواية لمسلم عن سويد بن مقرن أن جارية له لطمها إنسان فقال له سويد: أما علمت أن الصورة محرمة. ورواه البخاري في الأدب المفرد بنحوه والمراد بالصورة الوجه ويدل على ذلك قوله في الرواية الأولى: عجز عليك إلا حُرّ وجهها. وأشار سويد بن مقرن رضي الله عنه بقوله: أما عملت أن الصورة محرمة. إلى ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه». رواه الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والبخاري في الأدب المفرد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
--------------------------------
إطلاق اسم الصورة على الوجه في كلام أهل اللغة:
فقال ابن الأثير في «النهاية»، وتبعه ابن منظور في «لسان العرب»: وفي حديث ابن مقرن أما علمت أن الصورة محرمة: أراد بالصورة الوجه وتحريمها المنع من الضرب واللطم على الوجه، ومنه الحديث: كره أن تعلم الصورة أي يجعل في الوجه كي أو سمة. وقال مرتضى الحسيني في «تاج العروس»: والصورة الوجه. ثم ذكر ما ذكره ابن الأثير وابن منظور.
وأما إطلاق اسم الصورة على الوجه في عرف الناس فهو من المعلوم عند الخاصة والعامة فكل عاقل من الكبار والصغار إذا رأى صور وجوه الذين يعرفهم قال: هذه صورة فلان وهذه صورة فلان لا يشك في ذلك.
ومما ذكرته من الأحاديث الصحيحة في إطلاق اسم الصورة على الوجه وحده، وما قاله ابن عمر وسويد بن مقرن رضي الله عنهما، في ذلك وما قاله أهل اللغة في ذلك وما هو شائع في العرف عند الناس من إطلاق اسم الصورة على الوجه وحده يعلم أن تصوير الوجه حرام وكبيرة من الكبائر وسواء كان مفردًا بالتصوير أو كان معه جسم أو بعض جسم، وكذلك اتخاذ ما فيه صورة الوجه إلا فيما يداس ويمتهن كالبساط والوسادة ونحوهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 03:54]ـ
الأحاديث التي جائت في تحريم التصويرالتي جمعها الشيخ التويجري رحمه الله في كتاب (تحريم التصوير والرد على من أباحه)
الحديث الأول: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصور في البيت ونهى أن يصنع ذلك). رواه الإمام أحمد والترمذي وابن حبان في صحيحه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. قال: وفي الباب عن علي وأبي طلحة وعائشة وأبي هريرة وأبي أيوب.
الحديث الثاني: عن كيسان مولى معاوية قال: خطب معاوية الناس فقال: يا أيها الناس إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تسع وأنا أنهى عنهن، (النوح، والشِّعْر، والتبرج، والتصاوير، وجلود السباع، والغناء، والذهب، والحرير، والحديد). رواه البخاري في التاريخ وإسناده لا بأس به، وقد رواه الطبراني في الكبير وذكر فيه الحِرَ بدل الحديد. قال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات. وقد رواه الإمام أحمد ولفظه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرَّم سبعة أشياء وإني أبلغكم ذلك وأنهاكم عنه، منهن (النوح، والشعر، والتصاوير، والتبرج، وجلود السباع، والذهب، والحرير).
الحديث الثالث: عن أبي الهياج الأسدي - واسمه حيان بن حصين - قال: قال لي علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته). رواه الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن. قال: وفي الباب عن جابر. وفي رواية لمسلم أنه قال: (ولا صورة إلا طمستها). ورواه النسائي ولفظه: (لا تَدَعَنَّ قبرًا مشرفًا إلا سويته، ولا صورة في بيت إلا طمستها).
الحديث الرابع: عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الصور في البيت - يعني الكعبة - لم يدخل وأمر بها فمحيت. ورأى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأيديهما الأزلام فقال: «قاتلهم الله، والله ما استقسما بالأزلام قط». رواه الإمام أحمد والبخاري وابن حبان في صحيحه.
الحديث الخامس: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب زمن الفتح وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها، ولم يدخل البيت حتى محيت كل صورة فيه. رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن حبان في صحيحه والبيهقي في سننه. وفي رواية لأحمد عن جابر رضي الله عنه قال: كان في الكعبة صور فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب أن يمحوها فبلَّ عمر ثوبًا ومحاها به فدخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما فيها منها شيء.
الحديث السادس: عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (لم يكن يترك في بيته شيئًا فيه تصاليب إلا نقضه). رواه الإمام أحمد والبخاري وأبو داود ولفظه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يترك في بيته شيئًا فيه تصليب إلا قضبه). وقد رواه الإمام أحمد بهذا اللفظ أيضًا. وفي رواية له أن عائشة رضي الله عنها قالت: (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع في بيته ثوبًا فيه تصليب إلا نقضه). وفي رواية له عن زفرة أم عبد الله بن أذنية قالت: كنَّا نطوف مع عائشة بالبيت فأتاها بعض أهلها فقال: إنك قد عُرفت فغيري ثيابك فوضعت ثوبًا كان عليها فعرضتُ عليها بردًا على مصلبًا فقالت: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رآه في ثوب قضبه) قالت: فلم تلبسه.
قال الخطابي: قوله (قضبه) معناه قطعه والقضب القطع. والتصليب ما كان علي صورة الصليب انتهى. وذكر الحافظ ابن حجر أن في رواية الكشميهني (). (تصاوير) بدل (تصاليب).
قلت: فلعل البخاري أشار إلى هذه الرواية حيث ترجم على هذا الحديث بقوله: (باب نقض الصور). قال الحافظ ابن حجر: والذي يظهر أنه استنبط من نقض الصليب نقض الصورة التي تشترك مع الصليب في المعنى وهو عبادتهما من دون الله فيكون المراد بالصور في الترجمة خصوص ما يكون من ذوات الأرواح. انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث السابع: عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أنه سمع عائشة رضي الله عنها، تقول: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سترت سهوة لي بقرام () فيه ثماثيل فلما رآه هتكه وتلوَّن وجهه، وقال: «يا عائشة أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله». قالت عائشة: فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين. رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم واللفظ له، والنسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه.
وفي رواية لمسلم قالت: (دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيَّ وَقَدْ سَتَرْتُ نَمَطًا () فِيهِ تَصَاوِيرُ فَنَحَّاهُ فَاتَّخَذْتُ مِنْهُ وِسَادَتَيْنِ). وفي رواية لمسلم والنسائي وابن حبان عن عائشة (أَنَّهَا نَصَبَتْ سِتْرًا فِيهِ تَصَاوِيرُ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَعَهُ، قَالَتْ: فَقَطَعْتُهُ وِسَادَتَيْنِ).
وفي رواية لأحمد ومسلم (أَنَّهُ كَانَ لَهَا ثَوْبٌ فِيهِ تَصَاوِيرُ مَمْدُودٌ إِلَى سَهْوَةٍ فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِلَيْهِ فَقَالَ: «أَخِّرِيهِ عَنِّي». قَالَتْ: فَأَخَّرْتُهُ فَجَعَلْتُهُ وَسَائِدَ). ورواه النسائي بنحوه.
وقد رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم والنسائي أيضًا من حديث الزهري عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت قرام فيه صور فتلوَّن وجهه ثم تناول الستر فهتكه. وقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُصَوِّرُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ». هذا لفظ البخاري في كتاب الأدب من صحيحه. ولفظ مسلم قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا متسترة بقرام فيه صورة فتلوَّن وجهه ثم تناول الستر فهتكه. ثم قال: «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ». ورواه الإِمام أحمد والنسائي بنحو رواية مسلم.
ورواه مالك في الموطأ عن نافع عن القاسم بن محمد عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً () فِيهَا تَصَاوِيرُ فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ عَلَى الْبَابِ فَلَمْ يَدْخُلْ فَعَرَفَتْ فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةَ
، وَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ فَمَاذَا أَذْنَبْتُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَمَا بَالُ هَذِهِ النُّمْرُقَةِ»؟ قَالَتْ: اشْتَرَيْتُهَا لَكَ تَقْعُدُ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدُهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ». وقَالَ: «إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لا تَدْخُلُهُ الْمَلائِكَةُ».
ورواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم من طريق مالك. ورواه البخاري أيضًا من طريق جويرية - وهو ابن أسماء الضبعي - ومن طريق إسماعيل بن أمية عن نافع عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها، فذكره بنحوه.
ورواه مسلم من عدة طرق عن نافع، منها عن عبيد الله بن عمر عن نافع. وقد رواه البيهقي من هذا الطريق ولفظه عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: دخل النبي صلى الله عليه وسلم فإذا ستر فيه صور قالت: فعرفت في وجهه الغضب ثم جاء فهتكه قالت: فأخذته فجعلته مرفقتين قالت: فكان يرتفق بهما في البيت صلى الله عليه وسلم.
ورواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم النسائي من حديث هشام بن عروة عن أبيه عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ وَقَدْ سَتَّرْتُ عَلَى بَابِي دُرْنُوكًا () فِيهِ الْخَيْلُ ذَوَاتُ الأجْنِحَةِ فَأَمَرَنِي فَنَزَعْتُهُ). هذا لفظ مسلم ونحوه عند أحمد والنسائي، ولفظ البخاري قَالَتْ: (قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ وَعَلَّقْتُ دُرْنُوكًا فِيهِ تَمَاثِيلُ فَأَمَرَنِي أَنْ أَنْزِعَهُ فَنَزَعْتُهُ). وفي رواية لأحمد قَالَتْ: (قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَدْ عَلَّقْتُ عَلَى بَابِي دُرْنُوكًا فِيهِ الْخَيْلُ أُولاتُ الأجْنِحَةِ قَالَتْ فَهَتَكَهُ).
ورواه الإمام أحمد ومسلم والنسائي من حديث سعد بن هشام عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: (كَانَ لَنَا سِتْرٌ فِيهِ تِمْثَالُ طَائِرٍ وَكَانَ الدَّاخِلُ إِذَا دَخَلَ اسْتَقْبَلَهُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «حَوِّلِي هَذَا فَإِنِّي كُلَّمَا دَخَلْتُ فَرَأَيْتُهُ ذَكَرْتُ الدُّنْيَا».
ورواه مسلم وأبو داود من حديث زيد بن خالد الجهني عن عائشة رضي الله عنها، وستأتي هذه الرواية مع حديث أبي طلحة الأنصاري إن شاء الله تعالى.
الحديث الثامن: عن أنس رضي الله عنه قال: كان قرام لعائشة رضي الله عنها قد سترت به جانب بيتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَمِيطِي عَنَّي قِرَامَكِ هَذَا؛ فَإِنَّهُ لا تَزَالُ تَصَاوِيرُهُ تَعْرِضُ لي فِي صَلاتِي». رواه الإمام أحمد والبخاري.
وهذا الحديث شبيه بالرواية الأخيرة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها وشبيه أيضًا برواية سعد بن هشام عنها رضي الله عنها.
وظاهر هذه الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أقر عائشة رضي الله عنها، على نصب القرام في أول الأمر ثم هتكه بعد ذلك وأمرها بنزعه. فعلى هذا يكون هتكه للقرام وأمره بنزعه ناسخًا للإقرار على نصبه، وقد قال النووي في الجواب عن إقرار عائشة على نصب القرام في أو الأمر: هذا محمول على أنه كان قبل تحريم اتخاذ ما فيه صورة فلهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل ويراه ولا ينكره قبل هذه المرة الأخيرة. انتهى.
الحديث التاسع: عن علي رضي الله عنه قال: (صَنَعْتُ طَعَامًا فَدَعَوْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ فَرَأَى فِي الْبَيْتِ تَصَاوِيرَ فَرَجَعَ). رواه ابن ماجة بإسناد صحيح، وبوَّب عليه بقوله: «بَاب إِذَا رَأَى الضَّيْفُ مُنْكَرًا رَجَعَ». ورواه النسائي بأبسط منه ولفظه قال: (صَنَعْتُ طَعَامًا فَدَعَوْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ فَدَخَلَ فَرَأَى سِتْرًا فِيهِ تَصَاوِيرُ فَخَرَجَ. وَقَالَ: إِنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَصَاوِيرُ».
إسناده حسن. ورواه أبو نعيم في الحلية بنحو رواية النسائي.
الحديث العاشر: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَتَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَكُونَ دَخَلْتُ عَلَيْكَ الْبَيْتَ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ إِلا أَنَّهُ كَانَ فِي بَابِ الْبَيْتِ تِمْثَالُ الرِّجَالِ وَكَانَ فِي الْبَيْتِ قِرَامُ سِتْرٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ وَكَانَ فِي الْبَيْتِ كَلْبٌ فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي بِالْبَابِ فَلْيُقْطَعْ فَيصير كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ وَمُرْ بِالسِّتْرِ فَلْيُقْطَعْ وَيُجْعَلْ مِنْهُ وِسَادَتَيْنِ مُنْتَبَذَتَيْنِ يُوطَآَنِ، وَمُرْ بِالْكَلْبِ فَيُخْرَجْ». فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ ذَلِكَ الْكَلْبُ جَرْذوًا لِلْحَسَنِ أَوْ الْحُسَيْنِ تَحْتَ نَضَدٍ لَهُ فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ). رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي واللفظ له، وابن حبان في صحيحه والبيهقي في سننه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قال: وفي الباب عن عائشة وأبي طلحة. ورواه النسائي مختصرًا ولفظه، قَالَ: (اسْتَأْذَنَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «ادْخُلْ». فَقَالَ: «كَيْفَ أَدْخُلُ وَفِي بَيْتِكَ سِتْرٌ فِيهِ تَصَاوِيرُ فَإِمَّا أَنْ تُقْطَعَ رُؤوسُهَا أَوْ تُجْعَلَ بِسَاطًا يُوطَأُ فَإِنَّا مَعْشَرَ الْمَلائِكَةِ لا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَصَاوِيرُ». وقد رواه الإمام أحمد وابن حبان والبيهقي بنحوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث الحادي عشر: عن عائشة رضي الله عنها قالت: وَاعَدَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام فِي سَاعَةٍ يَأْتِيهِ فِيهَا فَجَاءَتْ تِلْكَ السَّاعَةُ وَلَمْ يَأْتِهِ وَفِي يَدِهِ عَصًا فَأَلْقَاهَا مِنْ يَدِهِ وَقَالَ: «مَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلا رُسُلُهُ»، ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا جِرْوُ كَلْبٍ تَحْتَ سَرِيرِهِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ مَتَى دَخَلَ هَذَا الْكَلْبُ هَا هُنَا»؟ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا دَرَيْتُ. فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ فَجَاءَ جِبْرِيلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَاعَدْتَنِي فَجَلَسْتُ لَكَ فَلَمْ تَأْتِ»؟ فَقَالَ: «مَنَعَنِي الْكَلْبُ الَّذِي كَانَ فِي بَيْتِكَ إِنَّا لا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ». رواه مسلم بهذا اللفظ. ورواه الإمام أحمد وابن ماجة مختصرًا وإسناد كلٍ منهما صحيح على شرط الشيخين.
الحديث الثاني عشر: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أخبرتني ميمونة رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَصْبَحَ يَوْمًا وَاجِمًا () فَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ اسْتَنْكَرْتُ هَيْئَتَكَ مُنْذُ الْيَوْمِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ وَعَدَنِي أَنْ يَلْقَانِي اللَّيْلَةَ فَلَمْ يَلْقَنِي، أَمَ وَاللَّهِ مَا أَخْلَفَنِي». قَالَ: فَظَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَهُ ذَلِكَ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ وَقَعَ فِي نَفْسِهِ جِرْوُ كَلْبٍ تَحْتَ فُسْطَاطٍ لَنَا فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ مَاءً فَنَضَحَ مَكَانَهُ، فَلَمَّا أَمْسَى لَقِيَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ: «قَدْ كُنْتَ وَعَدْتَنِي أَنْ تَلْقَانِي الْبَارِحَةَ»؟ قَالَ: «أَجَلْ وَلَكِنَّا لا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ». رواه الإمام أحمد ومسلم واللفظ له وأبو داود والنسائي وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والطبراني في الكبير.
الحديث الثالث عشر: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (وَعَدَ جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَرَاثَ عَلَيْهِ حَتَّى اشْتَدَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَقِيَهُ فَشَكَا إِلَيْهِ مَا وَجَدَ. فَقَالَ لَهُ: «إِنَّا لا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلا كَلْبٌ». رواه البخاري.
الحديث الرابع عشر: عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: (دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ الْكَآبَةُ فَسَأَلْتُهُ مَا لَهُ فَقَالَ: «لَمْ يَأْتِنِي جِبْرِيلُ مُنْذُ ثَلاثٍ». قَالَ: فَإِذَا جِرْوُ كَلْبٍ بَيْنَ بُيُوتِهِ فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ فَبَدَا لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام فَبَهَشَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُ فَقَالَ: «لَمْ تَأْتِنِي»؟ فَقَالَ: «إِنَّا لا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا تَصَاوِيرُ». رواه الإمام أحمد وأبو داود الطيالسي وإسناد كل منهما حسن.
الحديث الخامس عشر: عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سَمِعْتُ فِي الْحُجْرَةِ حَرَكَةً فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا فَقَالَ: «أَنَا جِبْرِيلُ». قُلْتُ: «ادْخُلْ». قَالَ: «لا اخْرُجْ إِلَيَّ». فَلَمَّا خَرَجْتُ قَالَ: «إِنَّ فِي بَيْتِكَ شَيْئًا لا يَدْخُلُهُ مَلَكٌ مَا دَامَ فِيهِ». قُلْتُ: «مَا أَعْلَمُهُ يَا جِبْرِيلُ». قَالَ: «اذْهَبْ فَانْظُرْ». فَفَتَحْتُ الْبَيْتَ فَلَمْ أَجِدْ فِيهِ شَيْئًا غَيْرَ جَرْوِ كَلْبٍ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ الْحَسَنُ. قُلْتُ: «مَا وَجَدْتُ إِلا جَرْوًا» قَالَ: «إِنَّهَا ثَلاثٌ لَنْ يَلِجَ مَلَكٌ مَا دَامَ فِيهَا أَبَدًا وَاحِدٌ مِنْهَا كَلْبٌ أَوْ جَنَابَةٌ أَوْ صُورَةُ رُوحٍ». رواه الإمام أحمد وإسناده جيد. وقد أخرج به ابن حبان والحاكم حديث علي الذي سيأتي بعد حديث أبي هريرة وصححاه وصححه أيضًا الذهبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث السادس عشر: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلُ أَوْ تَصَاوِيرُ». رواه مسلم.
الحديث السابع عشر: عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلا كَلْبٌ وَلا جُنُبٌ». رواه الإمام أحمد وأبو داود الطيالسي وأهل السنن إلا الترمذي وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه والبيهقي في سننه وصححه الحاكم والذهبي.
الحديث الثامن عشر: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت أبا طلحة رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةُ». رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والطيالسي وأهل السنن إلا أبا داود. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ورواه أيضًا ابن حبان في صحيحه، والبيهقي في سننه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن أبي طلحة رضي الله عنه.
ورواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن حبان من حديث الليث ابن سعد عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن أبي طلحة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ الصُّورَةُ». قَالَ بُسْرٌ: ثُمَّ اشْتَكَى زَيْدٌ بعد فَعُدْنَاهُ فَإِذَا عَلَى بَابِهِ سِتْرٌ فِيهِ صُورَةٌ. فَقُلْتُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ الخولاني رَبِيبِ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَلَمْ يُخْبِرْنَا زَيْدٌ عَنْ الصُّوَرِ يَوْمَ الأوَّلِ؟ فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: أَلَمْ تَسْمَعْهُ حِينَ قَالَ: «إِلا رَقْمًا فِي ثَوْبٍ».
ورواه البخاري ومسلم أيضًا من حديث عمرو بن الحارث أن بكير بن الأشج حدثه أن بسر بن سعيد حدَّثه أن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه حدثه ومع بسر بن سيعد عبيد الله الخولاني الذي كان في حجر ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها حدثهما زيد بن خالد أن أبا طلحة رضي الله عنه حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ الصُّورَةُ». قال بسر: فمرض زيد بن خالد فعدناه فإذا نحن في بيته بستر فيه تصاوير، فقلت لعبيد الله الخولاني: ألم يحدثنا في التصاوير، فقال: إنه قال إلا رقم في ثوب ألا سمعته، قلت: لا، قال: بلى قد ذكره.
ورواه مسلم أيضًا وأبو داود من حديث سعيد بن يسار عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا تِمْثَالٌ» وقال: انطلق بنا إلى أم المؤمنين عائشة نسألها عن ذلك فانطلقنا قلنا: يا أم المؤمنين إن أبا طلحة حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا فهل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر ذلك؟ قالت: لا ولكن سأحدثكم بما رأيته فعل. خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه وكنت أتحيَّن قفوله، فأخذت نمطًا كان لنا فسترته على العرض فلما جاء استقبلته فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي أعزكَّ وأكرمك، فنظر إلى البيت فرأى النمط فلم يرد علي شيئًا ورأيت الكراهة في وجهه فأتى النمط حتى هتكه، ثم قال: «إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَأْمُرْنَا فِيمَا رَزَقَنَا أَنْ نَكْسُوَ الْحِجَارَةَ وَاللَّبِنَ». قالت: فقطعته وجعلته وسادتين وحشوتهما ليفًا فلم ينكر ذلك عليَّ. هذه رواية أبي داود وهي أتم من رواية مسلم. ورواه ابن حبان في صحيحه بنحو رواية أبي داود ورواه البيهقي بنحو رواية مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث التاسع عشر: عن عبيد الله بن عتبة بن مسعود أنه دخل على أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه يَعُودُهُ قَالَ فَوَجَدَ عِنْدَهُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ رضي الله عنه فَدَعَا أَبُو طَلْحَةَ إِنْسَانًا يَنَزَع نَمَطًا تَحْتِهِ فَقَالَ لَهُ سَهْلُ: لِمَ تَنْزِعُهُ؟ قَالَ: لأنَّ فِيهِ تَصَاوِيرَ، وَقَالَ فِيهَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَا قَدْ عَلِمْتَ. قَالَ سَهْلٌ: أَولَمْ يَقُلْ: «إِلا مَا كَانَ رَقْمًا فِي ثَوْبٍ». قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّهُ أَطْيَبُ لِنَفْسِي. رواه مالك وأحمد والترمذي والنسائي وابن حبان والبيهقي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
الحديث العشرون: عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن رافع بن إسحاق، مولى الشفا، أخبره قال: دخلت أنا وعبد الله بن أبي طلحة على أبي سعيد الخدري نعوده فقال لنا أبو سعيد: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلُ أَوْ تَصَاوِيرُ». شك إسحاق لا يدري أيتهما قال أبو سعيد. رواه مالك وأحمد والترمذي والنسائي وابن حبان وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
الحديث الحادي والعشرون: عن عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير فذكرتا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلكَ الصُّوَرَ فَأُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن حبان والبيهقي.
الحديث الثاني والعشرون: عن أبي جحيفة، رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المصورين). رواه الإمام أحمد والبخاري وأبو داود الطيالسي وابن حبان والبيهقي
الحديث الثالث والعشرون: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ تبْصِرُان وَأُذُنَانِ تسْمَعُان، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ يَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلاثَةٍ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَبِكُلِّ مَنْ ادَّعَى مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَالْمُصَوِّرِينَ». رواه الإمام أحمد والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
الحديث الرابع والعشرون: عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير قال: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ دَار مروان بن الحكم فرأى فيها تصاوير وهي تبنى: فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يقول الله عز وجل وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أَوَ لْيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوَ لْيَخْلُقُوا شعيرة». رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم، وهذا لفظ أحمد ونحوه عند مسلم، ولفظ البخاري قال: «دَخَلْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ دَارًا بِالْمَدِينَةِ فَرَأَى أَعْلاهَا مُصَوِّرًا يُصَوِّرُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً وَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً». وروى أيضًا المرفوع منه في كتاب التوحيد من صحيحه بنحو رواية أحمد ومسلم. ورواه ابن حبان في صحيحه ثم قال قوله صلى الله عليه وسلم: «فليخلقوا حبة أو ليخلقوا ذرة» من ألفاظ الأوامر التي مرادها التعجيز. انتهى.
ورواه الإمام أحمد أيضًا من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ يَخْلُقُ كَخَلْقِي فَلْيَخْلُقُوا بَعُوضَةً أَوْ لِيَخْلُقُوا ذَرَّةً».
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث الخامس والعشرون: عن أبي الضحى - واسمه مسلم بن صبيح قال: كنا مع مسروق في دار يسار بن نمير فرأى في صفته تماثيل فقال: سمعت عبد الله قال: «قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: يَقُولُ إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ». رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وهذا لفظ البخاري. وفي رواية لأحمد ومسلم عن مسلم بن صبيح قال: (كُنْتُ مَعَ مَسْرُوقٍ فِي بَيْتٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ مَرْيَمَ، فَقَالَ مَسْرُوقٌ: هَذَا تَمَاثِيلُ كِسْرَى. فَقُلْتُ: لا هَذَه تَمَاثِيلُ مَرْيَمَ. فَقَالَ مَسْرُوقٌ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ». وفي رواية لأحمد ومسلم أيضًا عن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ».
الحديث السادس والعشرون: عن أبي وائل - واسمه شقيق بن سلمة - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ قَتَلَهُ نَبِيٌّ أَوْ قَتَلَ نَبِيًّا وَإِمَامُ ضَلالَةٍ وَمُمَثِّلٌ مِنْ الْمُمَثِّلِينَ». رواه الإمام أحمد وإسناده صحيح. قال ابن الأثير في النهاية وفيه: «أشد الناس عذابًا ممثل من الممثلين»، أي: مصور يقال مثلث بالتثقيل والتخفيف إذا صورت مثالاً. والتمثال الاسم منه. وظلُّ كل شيء تمثاله ومثّل الشيء بالشيء سواه وشَبهه به وجعله مثله وعلى مثاله. انتهى.
الحديث السابع والعشرون: عن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ». رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم والنسائي والبيهقي.
الحديث الثامن والعشرون: عن عائشة رضي الله عنها أنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ). رواه الإمام أحمد والبخاري والنسائي وابن ماجة.
الحديث التاسع والعشرون: عن أبي هريرة رضي الله عنه: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ». رواه الإمام أحمد والنسائي.
الحديث الثلاثون: عن عبد الله بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبَ - وَفي لفظ - كُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا وَلَيْسَ بِنَافِخٍ». رواه الإمام أحمد.
الحديث الحادي والثلاثون: عن ابن عباس رضي الله عنهما سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ». رواه الإمام أحمد والبخاري والترمذي والنسائي، وهذا لفظ البخاري في كتاب اللباس من صحيحه. ولفظ الترمذي: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً عَذَّبَهُ اللَّهُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا - يَعْنِي الرُّوحَ - وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا». ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، قال: وفي الباب عن عبد الله بن مسعود وأبي هريرة وأبي جحيفة وعائشة وابن عمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث الثاني والثلاثون: عن النضر بن أنس بن مالك قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما وَهُوَ يُفْتِي النَّاسَ لا يُسْنِدُ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا مِنْ فُتْيَاهُ حَتَّى جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَإِنِّي أُصَوِّرُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: ادْنُهْ إِمَّا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا. فَدَنَا. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا يُكَلَّفُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهِ الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ». رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وهذا لفظ أحمد.
ورواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم أيضًا من حديث سعيد بن أبي الحسن قال: «كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ إِنِّي إِنْسَانٌ إِنَّمَا مَعِيشَتِي مِنْ صَنْعَةِ يَدِي وَإِنِّي أَصْنَعُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: ألا أُحَدِّثُكَ إِلا مَا سَمِعْتُ منْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فَإِنَّ اللَّهَ مُعَذِّبُهُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا». فربا الرجل ربوة شديدة واصْفّرَّ وجهه فقالَ: ويْحَكَ إنْ أبيت إلا أنْ تصنع فعليك بهذا الشجر، كل شيء ليس فيه الروح. هذا لفظ البخاري في كتاب البيوع من صحيحه.
ولفظ أحمد قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ إِنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ وَأَصْنَعُ هَذِهِ الصُّوَرَ فَأَفْتِنِي فِيهَا؟ قَالَ: ادْنُ مِنِّي. فَدَنَا مِنْهُ حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ قَالَ: أُنَبِّئُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ يُجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسٌ تُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ». فَإِنْ كُنْتَ لا بُدَّ فَاعِلا فَاجْعَلْ الشَّجَرَ وَمَا لا نَفْسَ لَهُ). وقد رواه مسلم بنحو رواية أحمد.
الحديث الثالث والثلاثون: عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قَالَتْ: (إنَّ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ الله في خَلْقِهِ). رواه النسائي موقوفًا وله حكم المرفوع لأن مثله لا يقال من قِبَلِ الرأي وإنما يقال عن توقيفٍ، وقد تقدم مرفوعًا من حديث عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها، وتقدم أيضًا نحوه في رواية الزهري عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها.
الحديث الرابع والثلاثون: عن أبي محمد الهذلي، ويكنى أيضًا بأبي مورع، عن علي رضي الله عنه قال: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَنْطَلِقُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلا يَدَعُ بِهَا وَثَنًا إِلا كَسَرَهُ، وَلا قَبْرًا إِلا سَوَّاهُ، وَلا صُورَةً إِلا لَطَّخَهَا». فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَانْطَلَقَ فَهَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرَجَعَ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا أَنْطَلِقُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «فَانْطَلِقْ». فَانْطَلَقَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَدَعْ بِهَا وَثَنًا إِلا كَسَرْتُهُ، وَلا قَبْرًا إِلا سَوَّيْتُهُ، وَلا صُورَةً إِلا لَطَّخْتُهَا. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَادَ لِصَنْعَةِ شَيْءٍ مِنْ هَذَا فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم». رواه الإمام أحمد وابنه عبد الله في زوائد المسند من طرق عن شعبة عن الحكم - وهو ابن عتيبة - عن أبي محمد الهذلي عن علي رضي الله عنه قال المنذري في (الترغيب والترهيب). إسناده جيد إن شاء الله وحسنه الشيخ أحمد محمد شاكر في تعليقه على مسند الإمام أحمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وشعبة من المتشددين في الرجال فروايته هذا الحديث تدل على قوة إسناده عنده.
وقد رواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن شعبة عن الحكم عن أبي محمد الهذلي عن علي رضي الله عنه فذكره بنحو رواية أحمد إلا أنه قال في آخره: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَادَ لصنعةِ شيء مِنْهَا» فقال فيه قولاً شديداً. ولبعض هذا الحديث شاهد من حديث أبي الهياج الأسدي عن علي رضي الله عنه وقد تقدم في أول الأحاديث.
" تعقيب الشيخ التويجري رحمه الله بعد جمعه للأحاديث "
فليتأمل المبيحون للتصوير ما ذكرته من الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن التصوير والتشديد فيه حق التأمل، وليتقوا الله في أنفسهم وفيمن يعمل بفتاويهم الباطلة من العوام وأشباه العوام من ذوي الجهل المركب الذين يسارعون إلى استحلال المحرمات بأدنى شبهة، ولا يأمنوا أن يكون لهم نصيب وافر من أوزار الذين يعملون بفتاويهم في تحليل التصوير، ولا يأمنوا أيضًا أن يكون لهم نصيب وافر من أذية الله تعالى وأذية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال عكرمة في الكلام على قول الله تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالإخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً ?: أنها نزلت في المصورين. رواه ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية. وذكره الماوردي والبغوي والزمخشري وابن الجوزي والقرطبي وابن كثير في تفاسيرهم. وعكرمة لا يقول هذا من قبل رأيه فلعله سمعه من ابن عباس، رضي الله عنهما، أو من غيره من الصحابة الذين لهم علم بأسباب النزول والله أعلم.
وينبغي لمن أخطأ في فتيا أو في غيرها من الأقوال أو الأعمال أن يبادر إلى التوبة مما أخطأ فيه ولا يُصِرّ على الخطأ فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كُلُّ بني آدَمَ خَطَّاءٌ وخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة والدارمي والحاكم من حديث أنس رضي الله عنه، وصححه الحاكم وقال الذهبي صحيح على لين.
وليحذر المؤمن الناصح لنفسه من الإصرار على الخطأ، فقد جاء الوعيد على ذلك في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى مِنْبَرِهِ يَقُولُ: «وَيْلٌ لأقْمَاعِ الْقَوْلِ، وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ». رواه الإمام أحمد بأسانيد جيدة وصححه أحمد محمد شاكر في تعليقه على المسند.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 04:26]ـ
الرد على المخالف في حكم هذه الوجوه المعبرة:
وهذه بعض الفتاوى لبعض أهل الفضل والرد عليها إن شاء الله تعالى.
حكم رسم وجه مبتسم في المحادثة على الإنترنت
سؤال:
أعرف أن رسم صور ووجوه من فيه روح حرام، ولكن على الإنترنت يتم استخدام بعض الرموز التي تعبر عن المشاعر، مثلا يتم كتابة:-) للتعبير عن ابتسامة (فلو نظرت إليها فستجدها تعبر عن عينين وأنف وفم يبتسم) فهل هذا حرام؟ [وقد تتحول هذه الرموز تلقائيًا على الإنترنت إلى أشكال كهذه، فما الحكم؟]
الجواب:
الحمد لله
الذي يظهر والله أعلم أن هذا الوجه - مبتسما أو حزينا - لا يأخذ حكم الصورة التي يمنع تصويرها ورسمها واستعمالها؛ وذلك من وجهين:
الأول: أنه لا تظهر فيه معالم الوجه الحقيقي، من العينين والفم والأنف، وهو خال من الرأس والأذنين.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الصورة الرأس، فإذا قطع الرأس فلا صورة " رواه الإسماعيلي في معجمه من حديث ابن عباس، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 1921، وفي صحيح الجامع برقم (3864).
الثاني: أن جمهور الفقهاء على أن الصورة إذا قطع منها ما لا تبقى معه الحياة، لم تكن صورة محرمة، وينظر تفصيل هذه المسألة وأقوال المذاهب الأخرى في: أحكام التصوير في الفقه الإسلامي، ص 224 - 240
وننبه على الأمرين:
أن هذا المستعمل في المحادثة على الإنترنت ليس من قبيل رسم الصورة، وإنما هو استعمال لها.
ويراجع جواب السؤال (78963).
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أنه ليس للمرأة أن تستعمل هذه الوجوه في محادثتها مع الرجل الأجنبي عنها؛ لأن هذه الوجوه تعبر عن حال واضعها فكأنه يبتسم ويضحك ويخجل الخ، وليس للمرأة أن تفعل ذلك مع الرجل الأجنبي.
ومحادثة المرأة للرجال إنما تجوز عند الحاجة بشرط أن تكون في منتدى عام، لا في مراسلة خاصة، وينظر: سؤال رقم (34841).
والله أعلم.
فضيلة الشيخ / مُحمد صالح المنجد
الإسلام سؤال وجواب
======================
استعمال الأيقونات والصور التعبيرية في الإنترت
ما حكم استخدام الصور التعبيرية والرسومات التي في المنتديات [كالأيقونات] أو بعض الصور الحقيقية للتوضيح؟
الحمد لله
أولا:
الأصل في تصوير ذوات الأرواح أنه محرم، سواء كانت الصورة مجسمة، أو مرسومة باليد، على ورق أو قماش أو جدار أو غيره، وهذا ما ذهب إليه جمهور أهل العلم. وراجع السؤال رقم (34839)، (10668)، (39806).
قال النووي رحمه الله في "رياض الصالحين": " باب تحريم تصوير الحيوان في بساط أو حجر أو ثوب أو درهم أو دينار أو مخدة أو وسادة وغير ذلك، وتحريم اتخاذ الصورة في حائط وسقف وستر وعمامة وثوب ونحوها، والأمر بإتلاف الصورة " انتهى.
إلا أن أهل العلم المعاصرين اختلفوا في ما يسمى بالتصوير الفوتوغرافي بين مانع ومجوّز، والراجح هو المنع إلا لضرورة أو حاجة، وانظر جواب السؤال رقم (22660)، (8954).
ثانيا:
الصور التعبيرية التي توجد في المنتديات، كوجه ضاحك أو حزين، لا تأخذ حكم الصور فيما يظهر؛ لأمرين:
الأول: أنها غير واضحة المعالم، وإنما هي أشبه بالرمز، بل ذهب بعض أهل العلم إلى أن الصورة " لو كانت صغيرة بحيث لا تبدو للناظر إلا بتأمل: لا يُكْره " اهـ الفتاوى الهندية (1/ 108).
والثاني: أنه قد قُطع منها ما لا تبقى معه الحياة، فلا صدر ولا بطن، بل ولا رأس في الحقيقة، فإنها لا تعدو أن تكون دوائر للوجوه خالية من شعر أو أنف أو أذن.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الصورة الرأس، فإذا قطع الرأس فلا صورة) رواه الإسماعيلي في معجمه من حديث ابن عباس، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1921).
وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الصورة إذا قطع منها ما لا تبقى معه الحياة أنها لا تأخذ حكم الصورة، قال ابن قدامة رحمه الله: "فإن قطع رأس الصورة , ذهبت الكراهة. قال ابن عباس: الصورة الرأس , فإذا قطع الرأس فليس بصورة. وحكي ذلك عن عكرمة. وقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل , فقال: أتيتك البارحة , فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل , وكان في البيت ستر فيه تماثيل , وكان في البيت كلب , فمر برأس التمثال الذي على الباب فيقطع , فيصير كهيئة الشجر , ومر بالستر فلتقطع منه وسادتان منبوذتان يوطآن , ومر بالكلب فليخرج. ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإن قطع منه ما لا يبقى الحيوان بعد ذهابه , كصدره أو بطنه , أو جعل له رأس منفصل عن بدنه , لم يدخل تحت النهي , لأن الصورة لا تبقي بعد ذهابه , فهو كقطع الرأس.
وإن كان الذاهب يبقي الحيوان بعده , كالعين واليد والرجل , فهو صورة داخلة تحت النهي.
وكذلك إذا كان في ابتداء التصوير صورة بدن بلا رأس , أو رأس بلا بدن , أو جعل له رأس وسائر بدنه صورة غير حيوان , لم يدخل في النهي ; لأن ذلك ليس بصورة حيوان ". انتهى من "المغني" (7/ 216).
وينظر تفصيل هذه المسألة وأقوال المذاهب الأخرى في: "أحكام التصوير في الفقه الإسلامي" ص 234 - 240.
ثالثا:
ينبغي تجنب وضع الصورة الحقيقية في المنتديات، ولو كانت مجرد صورة للوجه، فإن ذلك أسلم وأبرأ، لاسيما وظاهر حديث الصورة الرأس، أن الرأس هو المعتبر في حكم الصورة سواء كان متصلاً بالجسد أو منفصلاً عنه.
وإلى هذا ذهب بعض فقهاء الشافعية [انظر: أحكام التصوير (235)]
قال الشيخ محمد بن إبراهيم التصوير النصفي لا إشكال عندي في أَنه محرم، وان كان ذهب نزر قليل إلى القول بعدم التحريم، وربما يكون أَخف من الكامل لأَجل هذا القول، وأَما أَنا فلا إشكال عندي فيه، لأَن الوجه هو المقصود " اهـ.
فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم (1/ 165).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: " ويستدل بالحديث المذكور أيضا على أن قطع غير الرأس من الصورة كقطع نصفها الأسفل ونحوه لا يكفي ولا يبيح استعمالها، ولا يزول به المانع من دخول الملائكة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بهتك الصور ومحوها وأخبر أنها تمنع من دخول الملائكة إلا ما امتهن منها أو قطع رأسه، فمن ادعى مسوغا لبقاء الصورة في البيت غير هذين الأمرين فعليه الدليل من كتاب الله أو سنة رسوله عليه الصلاة والسلام. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الصورة إذا قطع رأسها كان باقيها كهيئة الشجرة، وذلك يدل على أن المسوغ لبقائها خروجها عن شكل ذوات الأرواح ومشابهتها للجمادات، والصورة إذا قطع أسفلها وبقي رأسها لم تكن بهذه المثابة لبقاء الوجه، ولأن في الوجه من بديع الخلقة والتصوير ما ليس في بقية البدن، فلا يجوز قياس غيره عليه عند من عقل عن الله ورسوله مراده. وبذلك يتبين لطالب الحق أن تصوير الرأس وما يليه من الحيوان داخل في التحريم والمنع؛ لأن الأحاديث الصحيحة المتقدمة تعمه "
فتاوى الشيخ ابن باز (4/ 212).
، وقد تستغل هذه الصورة الحقيقية استغلالا سيئا، مع التنبه إلى أن المحرّم هو رسم الصورة أو التقاطها، وأما مجرد الضغط عليها، أو النظر إليها، فلا، إلا أن تكون صور نساء، أو صورا تدعو للفحشاء والمنكر.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
فضيلة الشيخ / مُحمد صالح المنجد
الإسلام سؤال وجواب
===================
السؤال: ما حكم استخدام الوجوه التعبيرية
في الرسائل أو في المنتديات؟ وهل تعتبر من مضاهاة خلق الله؟
وما حكم استعمال صور الأطفال في التصاميم التي تم عرضها
في الإنترنت؟
قد كثر الجدال حول ذلك فأفيدونا جزاكم الله كل الخير
أنا في انتظار إجابتكم ..
الجواب: أخي الكريم ... وفقك الله
سؤالك عن استخدام الوجوه التعبيرية في الرسائل أو المنتديات الأصل فيه الجواز؛ لأن هذه الوجوه التعبيرية ليست من ذوات الأرواح والذي ورد النهي عن تصويرها؛ بل هي أشياء تصويرية لا حقيقة لها.
وكذلك الصور الفوتوغرافية للأطفال الصحيح أنها جائزة. وليست داخلة في النهي؛ لأنها مجرد حبس الظل لصورة ذوات الأرواح وليست مضاهاة لخلق الله. فلا بأس بها.
ويتبقى الحكم في ماذا تستعمل هذه التصاميم! إن كانت تستعمل في أمر مباح وبشكل مباح فلا بأس، وإن كانت تستعمل على شكل محرم ولأغراض محرمة فتأخذ حكم التحريم. والله الموفق.
اللجنة العلمية بمؤسسة الإسلام اليوم
6/ 6/1426هـ
استعمال الأيقونات والصور التعبيرية في الإنترت
ما حكم استخدام الصور التعبيرية والرسومات التي في المنتديات [كالأيقونات] أو بعض الصور الحقيقية للتوضيح؟
الحمد لله
أولا:
الأصل في تصوير ذوات الأرواح أنه محرم، سواء كانت الصورة مجسمة، أو مرسومة باليد، على ورق أو قماش أو جدار أو غيره، وهذا ما ذهب إليه جمهور أهل العلم. وراجع السؤال رقم (34839)، (10668)، (39806).
قال النووي رحمه الله في "رياض الصالحين": " باب تحريم تصوير الحيوان في بساط أو حجر أو ثوب أو درهم أو دينار أو مخدة أو وسادة وغير ذلك، وتحريم اتخاذ الصورة في حائط وسقف وستر وعمامة وثوب ونحوها، والأمر بإتلاف الصورة " انتهى.
إلا أن أهل العلم المعاصرين اختلفوا في ما يسمى بالتصوير الفوتوغرافي بين مانع ومجوّز، والراجح هو المنع إلا لضرورة أو حاجة، وانظر جواب السؤال رقم (22660)، (8954).
ثانيا:
الصور التعبيرية التي توجد في المنتديات، كوجه ضاحك أو حزين، لا تأخذ حكم الصور فيما يظهر؛ لأمرين:
الأول: أنها غير واضحة المعالم، وإنما هي أشبه بالرمز، بل ذهب بعض أهل العلم إلى أن الصورة " لو كانت صغيرة بحيث لا تبدو للناظر إلا بتأمل: لا يُكْره " اهـ الفتاوى الهندية (1/ 108).
والثاني: أنه قد قُطع منها ما لا تبقى معه الحياة، فلا صدر ولا بطن، بل ولا رأس في الحقيقة، فإنها لا تعدو أن تكون دوائر للوجوه خالية من شعر أو أنف أو أذن.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الصورة الرأس، فإذا قطع الرأس فلا صورة) رواه الإسماعيلي في معجمه من حديث ابن عباس، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1921).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الصورة إذا قطع منها ما لا تبقى معه الحياة أنها لا تأخذ حكم الصورة، قال ابن قدامة رحمه الله: "فإن قطع رأس الصورة , ذهبت الكراهة. قال ابن عباس: الصورة الرأس , فإذا قطع الرأس فليس بصورة. وحكي ذلك عن عكرمة. وقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل , فقال: أتيتك البارحة , فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل , وكان في البيت ستر فيه تماثيل , وكان في البيت كلب , فمر برأس التمثال الذي على الباب فيقطع , فيصير كهيئة الشجر , ومر بالستر فلتقطع منه وسادتان منبوذتان يوطآن , ومر بالكلب فليخرج. ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإن قطع منه ما لا يبقى الحيوان بعد ذهابه , كصدره أو بطنه , أو جعل له رأس منفصل عن بدنه , لم يدخل تحت النهي , لأن الصورة لا تبقي بعد ذهابه , فهو كقطع الرأس.
وإن كان الذاهب يبقي الحيوان بعده , كالعين واليد والرجل , فهو صورة داخلة تحت النهي.
وكذلك إذا كان في ابتداء التصوير صورة بدن بلا رأس , أو رأس بلا بدن , أو جعل له رأس وسائر بدنه صورة غير حيوان , لم يدخل في النهي ; لأن ذلك ليس بصورة حيوان ". انتهى من "المغني" (7/ 216).
وينظر تفصيل هذه المسألة وأقوال المذاهب الأخرى في: "أحكام التصوير في الفقه الإسلامي" ص 234 - 240.
ثالثا:
ينبغي تجنب وضع الصورة الحقيقية في المنتديات، ولو كانت مجرد صورة للوجه، فإن ذلك أسلم وأبرأ، لاسيما وظاهر حديث الصورة الرأس، أن الرأس هو المعتبر في حكم الصورة سواء كان متصلاً بالجسد أو منفصلاً عنه.
وإلى هذا ذهب بعض فقهاء الشافعية [انظر: أحكام التصوير (235)]
قال الشيخ محمد بن إبراهيم التصوير النصفي لا إشكال عندي في أَنه محرم، وان كان ذهب نزر قليل إلى القول بعدم التحريم، وربما يكون أَخف من الكامل لأَجل هذا القول، وأَما أَنا فلا إشكال عندي فيه، لأَن الوجه هو المقصود " اهـ.
فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم (1/ 165).
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: " ويستدل بالحديث المذكور أيضا على أن قطع غير الرأس من الصورة كقطع نصفها الأسفل ونحوه لا يكفي ولا يبيح استعمالها، ولا يزول به المانع من دخول الملائكة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بهتك الصور ومحوها وأخبر أنها تمنع من دخول الملائكة إلا ما امتهن منها أو قطع رأسه، فمن ادعى مسوغا لبقاء الصورة في البيت غير هذين الأمرين فعليه الدليل من كتاب الله أو سنة رسوله عليه الصلاة والسلام. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الصورة إذا قطع رأسها كان باقيها كهيئة الشجرة، وذلك يدل على أن المسوغ لبقائها خروجها عن شكل ذوات الأرواح ومشابهتها للجمادات، والصورة إذا قطع أسفلها وبقي رأسها لم تكن بهذه المثابة لبقاء الوجه، ولأن في الوجه من بديع الخلقة والتصوير ما ليس في بقية البدن، فلا يجوز قياس غيره عليه عند من عقل عن الله ورسوله مراده. وبذلك يتبين لطالب الحق أن تصوير الرأس وما يليه من الحيوان داخل في التحريم والمنع؛ لأن الأحاديث الصحيحة المتقدمة تعمه "
فتاوى الشيخ ابن باز (4/ 212).
، وقد تستغل هذه الصورة الحقيقية استغلالا سيئا، مع التنبه إلى أن المحرّم هو رسم الصورة أو التقاطها، وأما مجرد الضغط عليها، أو النظر إليها، فلا، إلا أن تكون صور نساء، أو صورا تدعو للفحشاء والمنكر.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/78963/ الصور%20التعبيرية
في سؤال ورد للشيخ (سلمان بن فهد العودة) هذا مضمونه:
السؤال:
ما حكم استخدام الوجوه التعبيرية في الرسائل أو في المنتديات؟ وهل تعتبر من مضاهاة خلق الله وما حكم استعمال صور الأطفال في التصاميم التي تم عرضها في الإنترنت؟ قد كثر الجدال حول ذلك فأفيدونا جزاكم الله كل الخير.
أنا في انتظار إجابتكم ..
الجواب: أخي الكريم ... وفقك الله
سؤالك عن استخدام الوجوه التعبيرية في الرسائل أو المنتديات الأصل فيه الجواز؛ لأن هذه الوجوه التعبيرية ليست من ذوات الأرواح والذي ورد النهي عن تصويرها؛ بل هي أشياء تصويرية لا حقيقة لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك الصور الفوتوغرافية للأطفال الصحيح أنها جائزة. وليست داخلة في النهي؛ لأنها مجرد حبس الظل لصورة ذوات الأرواح وليست مضاهاة لخلق الله. فلا بأس بها.
ويتبقى الحكم في ماذا تستعمل هذه التصاميم! إن كانت تستعمل في أمر مباح وبشكل مباح فلا بأس، وإن كانت تستعمل على شكل محرم ولأغراض محرمة فتأخذ حكم التحريم. والله الموفق.
اللجنة العلمية بمؤسسة الإسلام اليوم 6/ 6 / 1426هـ
-------------------------------
الرد على هذه الفتاوى:
تحرير الخلاف:
أجاز فضيلة الشيخ " محمد صالح المنجد "، وفضيلة الشيخ " سلمان بن فهد العودة " حفظهما الله تعالى، هذه الوجوه التعبيرية بناءًا على أسباب: وهي:
[أولاً] قول بعض أهل العلم المتقدمين، بجواز الصورة النصفية، أو صورة الرأس فقط، أو طمس أجزاء من الصورة بحيث لا تبقى معها حياة.
[ثانياً] كون هذه الوجوه التعبيرية، ليست وجهًا كامل.
[ثالثاً] كون هذه الوجوه المرسومة غير حقيقية، أي خيالية.
[رابعاً] كون استعمال والنظر للصورة مباح، ورسم الصورة غير مباح.
---------------------
[أولا ً]: الجواب على قول بعض أهل العلم المتقدمين، بجواز الصورة النصفية، أو الرأس فقط، أو طمس أجزاء من الصورة بحيث لا تبقى معها حياة:
عند الاختلاف الواجب على المسلم، أن يتبع كتاب الله عز وجل، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وسنة الخلفاء الراشدين، لمعرفة الحق من أقوال المختلفين.
وأنبه على ما جاء في بعض هذه التقولات من تناقض:
قال الشيخ حفظه الله تعالى: الذي يظهر والله أعلم أن هذا الوجه - مبتسما أو حزينا - لا يأخذ حكم الصورة التي يمنع تصويرها ورسمها واستعمالها؛ وذلك من وجهين، ثم ذكر الوجه الثاني: [أن جمهور الفقهاء على أن الصورة إذا قطع منها ما لا تبقى معه الحياة، لم تكن صورة محرمة] " اهـ
قال الشيخ حفظه الله تعالى: ينبغي تجنب وضع الصورة الحقيقية في المنتديات، ولو كانت مجرد صورة للوجه، فإن ذلك أسلم وأبرأ، لاسيما [وظاهر حديث الصورة الرأس، أن الرأس هو المعتبر في حكم الصورة سواء كان متصلاً بالجسد أو منفصلاً عنه].اهـ
فكيف يكون السبب في إخراج هذه الوجوه التعبيرية من التحريم هو [أن جمهور الفقهاء على أن الصورة إذا قطع منها ما لا تبقى معه الحياة، لم تكن صورة محرمة] وفي نفس الوقت نقول أن [ظاهر حديث الصورة الرأس، أن الرأس هو المعتبر في حكم الصورة سواء كان متصلاً بالجسد أو منفصلاً عنه].
فالعبرة بما قام عليه الدليل، وليس بقول بعض الفقهاء.
وقد كفانا الشيخ حفظه الله تعالى الرد على هذه الجزئية بقوله أن [ظاهر حديث الصورة الرأس، أن الرأس هو المعتبر في حكم الصورة سواء كان متصلاً بالجسد أو منفصلاً عنه].
وقال الشيخ صالح المنجد حفظه الله تعالى، في موقع الإسلام سؤال وجواب: [تلك اللعب التي من العهن لا تعتبر صورة، لأنها ليس لها رأس سوى قطعة من العهن وليس فيها معالم الوجه: لا عين ولا أنف، ولا فم ولا أذن، والصورة إذا خلت من الرأس وما فيه المعالم زالت عنها الحرمة] اهـ.
وقال الشيخ صالح المنجد حفظه الله تعالى، في موقع الإسلام سؤال وجواب: [وبناء على ما سبق فلا يجوز لك الاتجار في المجسمات الأثرية المصورة على صور ذوات الأرواح، إلا أن تكون مقطوعة الرؤوس، وقد أحسنت في السؤال عن حكم العمل قبل أن تقدم عليه].
وقال الشيخ صالح المنجد حفظه الله تعالى، في موقع الإسلام سؤال وجواب: [محل التحريم في الرسم والتصوير هو الوجه، فإنه المقصود من الرسم أصلا، حتى إن لفظ " الصورة " إذا أطلق انصرف إليه].
وقال الشيخ صالح المنجد حفظه الله تعالى، في موقع الإسلام سؤال وجواب: [رخص بعض العلماء في الصورة النصفية، أو ما قطع منها ما لا تبقى معه الحياة، وذهب آخرون إلى أن العبرة بالرأس، فإذا بقيت الرأس فهي الصورة الممنوعة، [وهذا أظهر القولين]؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الصورة الرأس، فإذا قطع الرأس فلا صورة)] اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فحينئذ نعلم من كلام فضيلة الشيخ نفسه، حفظه الله تعالى، أن الذي يعتمد في جواز هذه الوجوه التعبيرية، على أقوال بعض أهل العلم المتقدمين في أن الصورة تخرج من التحريم، إن كانت الصورة نصفية، أو الرأس فقط، أو طمس أجزاء من الصورة بحيث لا تبقى معها حياة ـ قوله مرجوح.
وزيادة في البيان، نقول والله المستعان:
قال شيخ الإسلام بن تيمية في مجموع الفتاوى: [وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل قال له في الصورة: (مر بالرأس فليقطع)؛ ولهذا نص الأئمة على ذلك، و [[قالوا: الصورة هي الرأس،]] لا يبقي فيها روح، فيبقي مثل الجمادات] اهـ
وقد تفضل الشيخ حفظه الله تعالى، بنقل فتاوى الشيخ العلامة " محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي عام بلاد الحرمين، وفتاوى الشيخ العلامة " عبد العزيز بن باز " مفتي عام بلاد الحرمين، رحمهما الله تعالى، في تأييد القول بأن الصورة هي الرأس او الوجه.
قال العلامة " ناصر الدين الألباني: في شرحه لحديث " الصورة الرأس، وحديث جبريل عليه السلام:
حديث (الصُّورةُ الرَّأس، فَإذَا قُطِعَ الرَّأسُ، فَلَا صُورة.
لكن يشهد له قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أبي هريرة:
"أتاني جبريل ... " الحديث, و فيه:
"فَمُرْ برأس التمثال الذي في البيتِ يُقطعْ فيصير كهيئة الشجرة ... ", فهذا صريح في أن قطع رأس الصورة أي التمثال المجسم يجعله كَلَا صورة.
قلت: وهذا في المجسم كما قلنا، [وأما في الصورة المطبوعة على الورق أو المطرزة على القماش, فلا يكفي رسم خط على العنق ليظهر كأنه مقطوع عن الجسد، بل لابد من الإطاحة بالرأس. وبذلك تتغير معالم الصورة وتصير كما قال عليه الصلاة والسلام: "كهيئة الشجرة".
فاحفظْ هذا ولا تغتر بما جاء في بعض كتب الفقه ومن أتخذها أصلًا من المتأخرين. راجع "آداب الزفاف" (ص 103 - 104 - الطبعة الثالثة)، [انتهى النقل من سلسلة الأحاديث الصحيحة، طبعة دار المعارف، لعام 1415هـ-1995م
وهذا جواب من العلامة الألباني رحمه الله تعالى، حيث قال [ولا تغتر بما جاء في بعض كتب الفقه ومن أتخذها أصلًا من المتأخرين.] اهـ.
والأدلة على أن الصورة هي الرأس أو الوجه:
الحديث الأول: الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة / صححه الألباني.
الحديث الثاني:
أَتَانِي جِبْريلُ عليهِ السَّلَامُ فقَالَ: إنِّي كُنْتُ أَتَيْتُكَ الليلَةَ، فلمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَدْخُلَ عليكَ البيتَ الَّذِي أَنتَ فِيه؛ إلاَّ أَنَّهُ كَانَ فِي البيتِ تِمْثَالُ رَجُلٍ، وكَانَ فِي البيتِ قِرَامُ سِتْر فِيهِ تمَاثِيلٌ، فَمُرْ بِرَأسِ التَّمثَالِ يُقْطَعُ فيَصِيرُ كهيئةِ الشَّجَرَةِ ومُرْ بالسَّتْرِ يُقْطَعُ (وفي روايةٍ: إِنَّ فِي الْبَيْتِ سترًا فِي الْحَائطِ فِيهِ تماثيلُ, فاقْطَعُوا رُؤوسَهَا، فاجْعَلُوهَا بَساطًا أو وَسَائِدَ فأَوْطِئوهُ؛ فإنَّا لا نَدْخُلُ بَيْتًا فيهِ تماثيلُ)، فيُجْعَلُ مِنْهُ وسادَتَانِ تُوطآنِ، ومُرْ بالكَلْبِ فيُخْرَجَ. ففعلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإذا الكَلْبُ جَرْوٌ كَانَ للحسنِ والحُسينِ عليهما السَّلامُ تحتَ نَضَدٍ لَهما. قَالَ: ومازالَ يوصِيني بالجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَو رَأَيْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ" صححه الألباني.
الحديث الثالث:
إن الله لاينظر إلى صوركم ولا أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم أخرجه مسلم وابن ماجة وأحمد وفي رواية لمسلم
إلى أجسادكم ولا إلى صوركم
والمراد بالصورة هنا (الوجوه) والله تعالى أعلم
الحديث الرابع:
عن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تضرب الصورة) يعني الوجه. رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم.
وقال البخاري في صحيحه (باب الوسم والعلم في الصورة): حدثنا عبيد الله بن موسى عن حنظلة عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كره أن تُعْلم الصورة، وقال ابن عمر رضي الله عنهما: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تضرب). تابعه قتيبة قال: حدثنا العنقزي عن حنظلة وقال: «تضرب الصورة».
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله: أن تُعْلم الصورة أي يجعل في الوجه علامة من كي أو وسم. قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): والمراد بالصورة الوجه. قال: وقد أخرج الإسماعيلي الحديث من طريق وكيع عن حنظلة بلفظ: (أن تضرب وجوه البهائم)، ومن وجه آخر عنه (أن تضرب الصورة). يعني الوجه. وأخرجه أيضًا من طريق محمد بن بكر البرساني وإسحاق بن سليمان الرازي كلاهما عن حنظلة قال: سمعت سالما يسأل عن العلم في الصورة فقال: كان ابن عمر رضي الله عنهما يكره أن تعلم الصورة وبلغنا (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تضرب الصورة). يعني بالصورة الوجه. انتهى.
[اسم الصورة على الوجه في كلام الصحابة، رضي الله عنهم]:
فقد رواه الإمام أحمد من حديث سالم بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، أنه كان يكره العلم في الصورة. وقال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب الوجه». إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد رواه البخاري في صحيحه والإسماعيلي بنحوه وتقدم ذكره قريبًا.
وروى الإمام أحمد ومسلم والبخاري في الأدب المفرد من حديث هلال بن يساف، قال: كنا نبيع البز في دار سويد بن مقرن، فخرجت جارية فقالت لرجل شيئًا، فلطمها ذلك الرجل، فقال له سويد بن مقرن: ألطمت وج**ا؟ لقد رأيتني سابع سبعة وما لنا إلا خادم، فلطمها بعضنا، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتقها. هذا لفظ البخاري. وفي رواية لمسلم أن سويد بن مقرن قال للذي لطم وجه الخادم: عجز عليك إلا حر وج**ا.
ورواه أبو داود بمثله. ورواه الإمام أحمد بنحوه. وفي رواية لمسلم عن سويد بن مقرن أن جارية له لطمها إنسان فقال له سويد: أما علمت أن الصورة محرمة. ورواه البخاري في الأدب المفرد بنحوه والمراد بالصورة الوجه ويدل على ذلك قوله في الرواية الأولى: عجز عليك إلا حُرّ وج**ا. وأشار سويد بن مقرن رضي الله عنه بقوله: أما عملت أن الصورة محرمة. إلى ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه». رواه الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والبخاري في الأدب المفرد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[إطلاق اسم الصورة على الوجه في كلام أهل اللغة]:
فقال ابن الأثير في «النهاية»، وتبعه ابن منظور في «لسان العرب»: وفي حديث ابن مقرن أما علمت أن الصورة محرمة: أراد بالصورة الوجه وتحريمها المنع من الضرب واللطم على الوجه، ومنه الحديث: كره أن تعلم الصورة أي يجعل في الوجه كي أو سمة. وقال مرتضى الحسيني في «تاج العروس»: والصورة الوجه. ثم ذكر ما ذكره ابن الأثير وابن منظور.
وأما إطلاق اسم الصورة على الوجه في عرف الناس فهو من المعلوم عند الخاصة والعامة فكل عاقل من الكبار والصغار إذا رأى صور وجوه الذين يعرفهم قال: هذه صورة فلان وهذه صورة فلان لا يشك في ذلك.
ومما ذكرته " الشيخ التويجري " من الأحاديث الصحيحة في إطلاق اسم الصورة على الوجه وحده، وما قاله ابن عمر وسويد بن مقرن رضي الله عنهما، في ذلك وما قاله أهل اللغة في ذلك وما هو شائع في العرف عند الناس من إطلاق اسم الصورة على الوجه وحده يعلم أن تصوير الوجه حرام وكبيرة من الكبائر وسواء كان مفردًا بالتصوير أو كان معه جسم أو بعض جسم، وكذلك اتخاذ ما فيه صورة الوجه إلا فيما يداس ويمتهن كالبساط والوسادة ونحوهما.
ومن أراد الزيادة فعليه بكتاب " تحريم التصوير والرد على من أباحه " للعلامة الشيخ التويجري، رحمه الله تعالى.
-----------------------------
[ثانياً] الجواب على كون هذه الوجوه التعبيرية، ليست وجهًا كامل.
نصوص الشريعة جاءت بتحديد المرض وهو: [الصورة الرأس]، وجاءت بالعلاج من هذا المرض، وهو: [قطع الرأس]، [طمس الصورة].
والأدلة على ذلك:
[1] قول النبي صلى الله عليه وسلم: [الصورة الرأس، فإذا قطع الرأس فلا صورة] صححه الألباني.
[2] قول النبي صلى الله عليه وسلم: [لا تدع صورة إلا طمستها] رواه مسلم.
[2] قول جبريل عليه السلام: [فَمُرْ برأس التمثال الذي في البيتِ يُقطعْ فيصير كهيئة الشجرة] صححه الألباني.
(يُتْبَعُ)
(/)
[3] قول جبريل عليه السلام: [إِنَّ فِي الْبَيْتِ سترًا فِي الْحَائطِ فِيهِ تماثيلُ, فاقْطَعُوا رُؤوسَهَا، فاجْعَلُوهَا بَساطًا] صححه الألباني.
وقد تقدم أن الصورة هي الرأس، أو الوجه.
لم يقل جبريل عليه السلام: [اقطعوا " بعض " رؤوسها].
و لم يقل جبريل عليه السلام: [فَمُرْ برأس التمثال الذي في البيتِ يُقطعْ " بعضه " فيصير كهيئة الشجرة]
ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: [فإذا قطع " بعض " الرأس فلا صورة].
ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: [ولا تدع صورة إلا طمست " بعضها "].
فلذلك نحن نتمسك بما دلت عليه نصوص الشريعة، ونقول من ادعى أن الصورة تخرج من التحريم بقطع بعض الرأس فقط، أو طمس بعض الوجه فقط، فعليه الدليل، من نصوص الشريعة.
وهذه الوجوه التعبيرية، وجه كامل، ما عدا الأذن والأنف، ومنها ما يحتوي على أنف في بعض المنتديات الأخرى، ومنها ما هو يتحرك.
فمن ادعى أن قطع أو طمس الأنف فقط، أو الأذن فقط، أو كليهما، أو عدم تصويرهما يخرج الصورة من التحريم، فعليه الدليل من نصوص الشريعة
لأنه يترتب على هذا الفعل التالي:
أن المصور إذا قام بتصوير الرأس أو الوجه كاملاً ما عدا الأنف فقط، أو الأذن فقط، أو كليهما، يكون حلال في دين الله عز وجل.
وأن المصور إذا قام بتصوير تمثال كاملاً، ولم يصور الأنف، أو الأذن، أو كليهما، يكون حلال في دين الله عز وجل، لأن المعتبر في التصوير هو الرأس أو الوجه، كما تقدم.
وهذا مخالف للأحاديث السابقة، ومخالف لقول عبد الله بن عباس، وأبو هريرة، وعمر بن عبد العزيز، والإمام أحمد بن حنبل.
جاء عن ابن عباس مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة] صححه الألباني.
و جاء عن أبي هريرة: [الصورة الرأس فكل شيء ليس له رأس فليس بصورة]. شرح معاني الآثار (4/ 287).
عن حسين بن وردان قال: [مر عمر بن عبد العزيز بحمام عليه صورةفأمر بها فطمست وحكّّت، ثم قال: لو علمت من عمل هذا لأوجعته ضربًا] ذكره ابن الجوزي.
عن عيسى بن المنذر الراسبي قال: [سمعت الحسن وقال له عقبة الراسبي في مسجدنا ساجة فيها تصاوير؟ فقال الحسن: أنجروها] ذكر ه المروذي فيكتاب الورع.
و قيل لأحمد بن حنبل: [في الرجل يكتري البيت فيه تصاوير، يحكه؟ قال: نعم، وقيل له: وإن دخل حماماً ورأى صورة حك الرأس؟ قال: نعم، وقال: إذا كان تمثالاً منصوباً يقطع رأسه] شرح عمدة الفقه لشيخ الإسلام (2/ 397).
قال شيخ الإسلام ابن تيميه -رحمه الله-: [وكذلك الحيوان إذا قطع رأسه، أو طمس لم يكن من الصور المنهي عنها] شرح عمدة الفقه لشيخ الإسلام (2/ 397).
فالأحاديث النبوية الشريفة، وأقوال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والحسن، وعمر بن عبد العزيز، وشيخ الإسلام بن تيمية، لا يوجد فيها أنه إذا طمس الأنف فقط، أو الأذن فقط، أو كليهما [بعض الوجه أو الرأس]ـ أو لم يصورهما، زال التحريم،بل نصوص الشريعة جاءت بقطع الرأس، وطمس الصورة، التي هي الرأس أو الوجه.
فمن ادعى أن الصورة تخرج من التحريم بعدم تصوير الأنف فقط، أو الأذن فقط، أو كليهما فعليه الدليل من نصوص الشريعة.
وأما استدلال المخالف بقول الله عز وجل: {يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردّها على أدبارها}، وما روي عن عبد الله بن عباس من أن المراد بالطمس في هذه الآية الكريمة هو العين خاصة "، ويستدل بذلك على أن هذه الوجوه التعبيرية تخرج من التحريم لأنها ليست وجه كامل.
الجواب من وجوه:
[1] أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، الذي رُوي عنه: [أن تزال العينان خاصة]، هو نفسه الذي جاء عنه مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة] صححه الألباني. ً فإن كان ما روي عن عبد الله بن عباس في معنى الطمس في الآية " أن تزال العينان خاصة]، فعند حكم التصوير،وعند إخراج الصورة من التحريم جاء عن ابن عباس مرفوعاً للنبي صلى الله عليه وسلم [الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة]، ولم يقل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما إذا طمست العين زال التحريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
[2] أن هذه الوجوه التعبيرية، تحتوي على العين، فلا عبرة إطلاقاً بإنزال معنى الطمس في الآية على الوجوه التعبيرية ـ لأن الذي روى عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: [أن تزال العينان خاصة].
[3] ذكر القرطبي في تفسير هذه الآية معنى الطمس في اللغة حيث قال: في تفسير الآية " [أَيْ يَذْهَب بِالْأَنْفِ وَالشِّفَاه وَالْأَعْيُن وَالْحَوَاجِب ; هَذَا مَعْنَاهُ عِنْد أَهْل اللُّغَة].اهـ
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: [لو أن ما يقل ظفر مما في الجنة بدا لتزخرفت لهما بين خوافق السموات و الأرض و لو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم. "صححه الألباني.
وبالنظر لوصف النبي صلى الله عليه وسلم للطمس حيث قال: [كما تطمس الشمس ضوء النجوم] والشمس لا تبقي للنجوم أي ضوء.
وهذه بعض فتاوى سماحة الشيخ الإمام: عبد العزيز بن باز " مفتي عام بلاد الحرمين، رحمه الله تعالى، في طمس الوجه أو الرأس بالكامل.
قال سماحة الشيخ بن باز، رحمه الله تعالى:
وأما كونه في كتاب ... فلا يرميه، وإذا أزاله المؤمن صورة الرأس بالكلية إذا قطع الرأس بالحبر زال كله أو وأزيل بالكلية فلا بأس، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أمربقطع رأس التمثال حتى يكون المصور في .... بلا رأس] اهـ. http://www.binbaz.org.sa/mat/14625
قال سماحة الشيخ بن باز، رحمه الله تعالى:
ففي هذه الحال ينبغي للمؤمن أن يحتاط لدينه وأن يمحو رأس الصورة يمحوه بشيء، فإذا محى الرأس كفى، لهذا الحديث السابق، ولا يكفي الشخط بين الرأس أو بين الجثة، ما يسمى هذا قطع الرأس، وإنما [يمحى الرأس بالكلية]، يطمس وبهذ ايزول الحكم. http://www.binbaz.org.sa/mat/10779
قال الشيخ " ناصر الدين الألباني:
وأما في الصورة المطبوعة على الورق أو المطرزة على القماش, فلا يكفي رسم خطعلى العنق ليظهر كأنه مقطوع عن الجسد، بل لابد من [الإطاحة بالرأس]. وبذلك تتغيرمعالم الصورة وتصير كما قال عليه الصلاة والسلام: "كهيئة الشجرة".
فاحفظْ هذاولا تغتر بما جاء في بعض كتب الفقه ومن أتخذها أصلًا من المتأخرين. راجع "آدابالزفاف" (ص 103 - 104 - الطبعة الثالثة.
وقال الشيخ " صالح المنجد " نفسه، حفظه الله تعالى، في موقع الإسلام سؤال وجواب:
والذي نراه أن تسمحي بعرض ما يلي من الصور:
1 - صورة الرأس وتسريحة الشعر من الخلف أو الجنب، مع [طمس معالم الوجه].
2 - صورة العينين أو الفم أو الأنف، على وجهٍ لا يسمح بتجميعها، بأن يؤخذ ذلك من صور مختلفة.
3 - صور الأزياء مع قطع الرأس، أو [طمس معالم الوجه تماما]
-----------------------------
[ثالثاً] الجواب عن كون هذه الوجوه المرسومة غير حقيقية، أي خيالية.
نصوص الشريعة جائت بتحريم صورة الإنسان، أو الحيوان، أو الطيور، وكل ما فيه روح وكل ما شابه ذلك.
وجائت بإباحة ما ليس فيه روح كصور الأشجار، والأزهار، والأعشاب، أو الشمس، والقمر، والنجوم، والجبال، أو مصنوعات منزل، أو منارة، أو سفينة، وكل ما شابه ذلك.
فهل هذه الوجوه التعبيرية، من القسم الأول المحرم، أو القسم الثاني المباح!!!
هل هذه الوجوه التعبيرية، صور للأشجار، والأزهار، والأعشاب، أو الشمس، والقمر، والنجوم، والجبال، أو مصنوعات منزل، أو منارة، أو سفينة، وكل ما شابه ذلك.
أم أن المقصود منها صور ذوات الأرواح، يضحك ويلعب، ويشمأز، ويبكي، ويكشر عن أنيابه، ويسخط، ويخجل، ويحزن، ويبتسم، ويغمز بعينه، ويخرج لسانه، بل ومنها ما هو يتحرك.
فهل هناك شجر، وحجر يفعل كل هذه الصفات، ويحتوي على وجه فيه عينان، ووجنتان، وفم!!!
وهذه فتوى اللجنة الدائمة في حكم التصوير الخيالي:
قال علماء اللجنة الدائمة: "
(يُتْبَعُ)
(/)
مدار التحريم في التصويركونه تصويراً لذوات الأرواح، سواء كان نحتاً، أم تلويناً، في جدار، أو قماش،أو ورق، أم كان نسيجاً، وسواء كان بريشة، أم قلم، أم بجهاز، وسواء كان للشيءعلى طبيعته، أم دخله الخيال فصغر أو كبر أو جُمِّل، أو شُوِّه، أو جعل خطوطا تمثل الهيكل العظمي، فمناط التحريم: كون ما صور من ذوات الأرواح، ولو كالصورالخيالية التي تجعل لمن يمثل القدامى من الفراعنة وقادة الحروب الصليبية وجنودهاوكصورة عيسى ومريم المقامتين في الكنائس .. إلخ، وذلك لعموم النصوص ولما فيها منالمضاهاة ولكونها ذريعة إلى الشرك ".
الشيخ عبد العزيز بنباز،
الشيخ عبد الرزاق عفيفي،
الشيخ عبد الله بن غديان،
عبد الله بنقعود.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (1/ 696).
لأن النبي صلى الله عليه وسلم:لم يستثني من التصوير شيئاً، سواء حقيقي ـ أم خيالي، حيث قال:
[من صور صورةً]، و [من] من ألفاظ العموم.
قوله [كل مصور فيالنار]، و [كل] من ألفاظ العموم.
قوله [لا تدع صورة إلا طمستها]، و [صورة] نكرة في سياق النفي فتفيد العموم
[4] الجواب عن كون الإستعمال والنظر للصورة مباح، ورسم الصورة غير مباح.
وننبه بعون الله تعالى، على بعض الجمل التي صدرت في هذه الفتاوى:
قال الشيخ حفظه الله تعالى: أن هذا المستعمل في المحادثة على الإنترنت ليس من قبيل رسم الصورة، وإنما هو [استعمال له] اهـ.
قال الشيخ حفظه الله تعالى:، وقد تستغل هذه الصورة الحقيقية استغلالا سيئا، مع التنبه إلى أن المحرّم هو رسم الصورة أو التقاطها، وأما مجرد الضغطعليها، أو النظر إليها، فلا، إلا أن تكون صور نساء، أو صورا تدعو للفحشاء والمنكر.اهـ.
قال الشيخ حفظه الله تعالى: [الذي يظهر والله أعلم أن هذا الوجه - مبتسما أو حزينا - لا يأخذ حكم الصورة التي يمنع تصويرها ورسمها [واستعمالها].اهـ
فالشيخ ولله الحمد، كفانا الرد على شبهة [كون استعمال والنظر للصورة مباح، ورسم الصورة غير مباح]، حيث قال: - لا يأخذ حكم الصورة التي يمنع تصويرها ورسمها [واستعمالها]: فالشيخ حفظه الله تعالى صرح بمنع استعمال الصورة.
وزيادة في البيان، والله المستعان:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " [وأما التصوير نفسه عملاً [واستعمالاً] فحرام في كل موضع لما روى ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {والذين يضعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال أحيوا ما خلقتم}. اهـ " شرح عمدة الفقه لشيخ الإسلام (2/ 378ـ395).
والاستعمال فيه تفصيل: لأن المحققين من أهل العلم اختلفوا في حكم استعمال الصور الممتهنة، ولم يختلفوا على عدم جواز استعمال الصور المعظمة، أو الغير ممتهنة.
واستعمال الصور الغير ممتهنة قال المحققون من أهل العلم، أنها لا تجوز ن كما صرح بذلك شيخ الإسلام بن تيمية، كما أسلفت.
والأدلة هي:
[1] عن علي رضي الله عنه قال: (صَنَعْتُ طَعَامًا فَدَعَوْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ فَرَأَى فِي الْبَيْتِ تَصَاوِيرَ فَرَجَعَ). رواه ابن ماجة بإسناد صحيح
فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم، عندما رأى التصاوير في بيت علي ابن أبي طالب لم يدخل البيت ورجع، فكيف بمن يستعمل التصاوير؟!.
[2] عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِي اللَّه عَنْهَا أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى الْبَابِ فَلَمْ يَدْخُلْهُ فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاذَا أَذْنَبْتُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا بَالُ هَذِهِ النُّمْرُقَةِ؟) قُلْتُ اشْتَرَيْتُهَا لَكَ لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعَذَّبُونَ فَيُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ وَقَالَ إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لَا تَدْخُلُهُ الْمَلَائِكَةُ) أخرجه البخارى ومسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكيف يكون الشىء الذي تلون من أجله وجه النبي صلى الله عليه وسلم يكون استعماله مباح؟! حتى قالت أم المؤمنين " أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاذَا أَذْنَبْتُ؟، وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم على التوبة، وقال لها " إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعَذَّبُونَ "
[3] عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الصور في البيت - يعني الكعبة - لم يدخل وأمر بها فمحيت. ورأى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأيديهما الأزلام فقال: «قاتلهم الله، والله ما استقسما بالأزلام قط». رواه الإمام أحمد والبخاري وابن حبان في صحيحه.
[4] أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ إِنِّي كُنْتُ أَتَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَكُونَ دَخَلْتُ عَلَيْكَ الْبَيْتَ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فِي بَابِ الْبَيْتِ تِمْثَالُ الرِّجَالِ وَكَانَ فِي الْبَيْتِ قِرَامُ سِتْرٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ وَكَانَ فِي الْبَيْتِ كَلْبٌ فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي بِالْبَابِ فَلْيُقْطَعْ فَلْيُصَيَّرْ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ وَمُرْ بِالسِّتْرِ فَلْيُقْطَعْ وَيُجْعَلْ مِنْهُ وِسَادَتَيْنِ مُنْتَبَذَتَيْنِ يُوطَآَنِ وَمُرْ بِالْكَلْبِ فَيُخْرَجْ فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ ذَلِكَ الْكَلْبُ جَرْوًا لِلْحَسَنِ أَوِ الْحُسَيْنِ تَحْتَ نَضَدٍ لَهُ فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ) سنن الترمذي، وصححه الألباني.
فإن كان جبريل عليه السلام لم يدخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما كان فيه التصاوير، فكيف بمن يستعملها؟!
والأدلة كثيرة، في منع استعمال الصور، وقد تقدم ما فيه بيان لطالب الحق.
فإذا علمنا أن استعمال الصور الغير ممتهنة لا يجوز، وان استعمال الصور الممتهنة فيها خلاف بين المحققين من أهل العلم.
السؤال الآن، هل هذه الوجوه التعبيرية، ممتهنة، أم غير ممتهنة؟
فمن ذاق حلاوة قول الحق والعمل به، لا يتردد إطلاقاً في أن هذه الوجوه التعبيرية غير ممتهنة.
وهي منتشرة في أكثر المنتديات، وغرف الدردشة، ومن تتبعها لعلم أن القوم يضعونها بين آيات رب العالمين، وبين الأحاديث النبوية الشريفة، وبين فتاوى علماء الدين، وفي المناسبات، وفي التعبيرعن الأفعال.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 04:32]ـ
[ COLOR="Navy"] بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن التصوير المجسد (المجسم) أو الرقمي (المطبوع أو المرسوم) حرام شديد التحريم
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أو أختي صدى الذكريات
هذا تسامح منك غفر الله لك في العبارة، لأنه لم يبلغ أحد غيرك أن الرسول (ص) حرم التصوير الرقمي. وأخشى أن يكون في ذلك كذب عليه (ص).
وكان الأصل في العبارة أن تكون: بلغنا عن رسول الله (ص) تحريم التصوير، ويترجح لدي أن التصوير الرقمي (المطبوع أو المرسوم) داخل في حكم التحريم.
هناك فرق بين النصوص وفهمها.
موضوع جيد وجهد مبارك.
ـ[أبو أسامة الحضرمي]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 07:27]ـ
أخي الكريم أشكرك على هذا البحث ولكن عندك فيما ظهر لي اشكالية في تصوير المسألة وربط الفرع بالأصل
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 11:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أو أختي صدى الذكريات
هذا تسامح منك غفر الله لك في العبارة، لأنه لم يبلغ أحد غيرك أن الرسول (ص) حرم التصوير الرقمي. وأخشى أن يكون في ذلك كذب عليه (ص).
وكان الأصل في العبارة أن تكون: بلغنا عن رسول الله (ص) تحريم التصوير، ويترجح لدي أن التصوير الرقمي (المطبوع أو المرسوم) داخل في حكم التحريم.
هناك فرق بين النصوص وفهمها.
موضوع جيد وجهد مبارك.
بارك الله فيك يا أخي على هذه النصيحة الصحيحة، وجزاك الله كل خير.
وملاحظتك دقيقة ـ وصحيحة أسأل الله العظيم أن يجزيك خيراً عليها.
وأرجوا من أي مشرف وفقه الله تعالى لكل خير، أن يقوم بتغيير هذه الجملة: [بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن التصوير المجسد (المجسم) أو الرقمي (المطبوع أو المرسوم) حرام شديد التحريم] بهذه الجملة: [جاءت الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحاح والمسانيد والسنن دالة على تحريم تصوير كل ذي روح، آدميا كان أو غيره، وهتك الستور (مرسوم – مطبوع) التي فيها الصور، والأمر بطمس الصور ولعن المصورين، وبيان أنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة] اهـ.
وأبرأ إلى الله تعالى من هذه الجملة في المقالات المنتشرة في كثير من المنتديات.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 11:22]ـ
أخي الكريم أشكرك على هذا البحث ولكن عندك فيما ظهر لي اشكالية في تصوير المسألة وربط الفرع بالأصل
بارك الله فيك على قيامك بالتعليق، وكنت أحب منك وفقك الله تعالى لكل خير، أن تبين لي ما هو الإشكال في تصوير المسألة وربط الفرع بالأصل؟ ولا تكتفي بذكر الخطأ؟
ولو تأملت وفقك الله تعالى لكل خير، ستجد في هذا المقال البيان لما تعترض عليه الآن حيث قمت ولله الحمد بـ:
[1] ذكر الأدلة على تحريم التصوير (المطبوع – المرسوم).
[2] الأدلة على أن الصورة هي الرأس.
[3] بيان خطأ المخالف في إخراج هذه الوجوه من حكم التصوير.
والمسألة يا أخي بسيطة ولله الحمد.
التصوير المطبوع المرسوم لكل ما له روح حرام سواء دخله الخيال أم لا، والصورة هي الرأس أو الوجه، وهذه الوجوه المعبرة غير ممتهنة، وفيها صفات ما له روح من: رضا – غضب – اعتراض – ابتسام – حزن – بكاء – فرح – ضحك - ... إلخ.
فما الذي يخرجها من حكم التصوير؟!، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث:
من [صور صورةً]، و [من] من ألفاظ العموم.
قوله [كل مصور في النار]، و [كل] من ألفاظ العموم.
قوله [لا تدع صورة إلا طمستها]، و [صورة] نكرة في سياق النفي فتفيد العموم.
قوله [قاتل الله قوماً يصورون ما لا يخلقون] وهو عام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أسامة الحضرمي]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 12:21]ـ
اللي اقصده ان ربط النازلة لابد ان يكون لدى اصل يوافقها ولكن بصورة متجدده وانت ربطتها بصورة ليست هي محل النقاش عند من يفتي بها ولست هي الاصل للمسألة:) يا رعاك الله
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 01:36]ـ
اللي اقصده ان ربط النازلة لابد ان يكون لدى اصل يوافقها ولكن بصورة متجدده وانت ربطتها بصورة ليست هي محل النقاش عند من يفتي بها ولست هي الاصل للمسألة [ابتسامة] يا رعاك الله
أخي الكريم، وفقك الله تعالى لكل خير ـ لا داعي للإستفزاز بنسخك لهذه الوجوه، فإن كنت ترى جوازها، فأنت تعلم أن غيرك يقول بعدم جوازها وأرجوا منك أن تضع في الإعتبار مشاعر إخوانك ممن يرون عدم جواز هذه الوجوه، خاصة وأن هذا المقال يتكلم عن بطلانها.
وكان الواجب عليك وفقك الله تعالى لكل خير أن تبين لنا في التعليق الأول ما هي الأخطاء التي وجدتها، كما فعل الأخ الفاضل " أبو هلا " من قبل، لكي نحاول تصحيحه إن شاء الله تعالى.
وبخصوص تعليقك الثاني ـ وإن كان موهم أيضاً وأرجوا أن يكون فهمي لتعليقك صحيحاً فلتعلم يا أخي أن من يفتي بجواز هذه الوجوه المعبرة درجات وأنواع منهم من:
[1] يقول بتحريم التصوير المرسوم أو المطبوع و يقول بأن الصورة هي الرأس أو الوجه، و يعتبر التصوير الخيالي داخل في حكم التصوير، لكنه يخرج هذه الوجوه من التحريم لكونها ليست وجهاً كاملاً.
[2] يقول بتحريم التصوير المرسوم أو المطبوع و يقول بأن الصورة هي الرأس أو الوجه، و لكنه لا يعتبر التصوير الخيالي داخل في حكم التصوير.
[3] يقول بتحريم التصوير المرسوم أو المطبوع و لكنه لا يقول بأن الصورة هي الرأس أو الوجه.
[4] لا يقول بتحريم التصوير المطبوع أو المرسوم أصلاً.
فأصل الخلاف عند من يفتي بجوازها يختلف من مفتي لآخر، وفقك الله تعالى لكل خير.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 09:36]ـ
بارك الله فيك يا أخي على هذه النصيحة الصحيحة، وجزاك الله كل خير.
وملاحظتك دقيقة ـ وصحيحة أسأل الله العظيم أن يجزيك خيراً عليها.
وأرجوا من أي مشرف وفقه الله تعالى لكل خير، أن يقوم بتغيير هذه الجملة: [بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن التصوير المجسد (المجسم) أو الرقمي (المطبوع أو المرسوم) حرام شديد التحريم] بهذه الجملة: [جاءت الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحاح والمسانيد والسنن دالة على تحريم تصوير كل ذي روح، آدميا كان أو غيره، وهتك الستور (مرسوم – مطبوع) التي فيها الصور، والأمر بطمس الصور ولعن المصورين، وبيان أنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة] اهـ.
وأبرأ إلى الله تعالى من هذه الجملة في المقالات المنتشرة في كثير من المنتديات.
تم التعديل بارك الله فيكم.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 10:33]ـ
جزاك الله كل خير يا أخي.
وبارك الله فيك وزادك الله تعالى علماً وحلماً وفضلاً.(/)
حكم الانصراف من عرفة قبل الغروب
ـ[تلميذ ابن عقيل]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 04:19]ـ
حقيقة لا اعلم مستند المانعين قبل الغروب ووجوب الدم على من فعل ذلك
لكني اطرح هذا السؤال على الاخوة في المنتدي
ـ[سالم سليم أبوسليم]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 09:12]ـ
في الحقيقة كنت قد كتبت في هذه المسألة (بحيثاً) أرجو من الإخوة تأمله, ونقده.
حكم الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس.
القول الأول:
وجوب الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس, وأن من دفع قبل غروب الشمس لزمه الدم.
وهذا قول الحنفية ,وقولٌ للشافعية , والحنابلة.
الدليل:
1/ حيث وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة إلى غروب الشمس ,وقال: (لتأخذوا عني مناسككم) فيحمل فعله صلى الله عليه وسلم على الوجوب.
2/ وجوب مخالفة المشركين حيث كان المشركون ينفرون قبل غروب الشمس.
ويدل لذلك حديث المِسور بن مخرمة رضي الله عنه حيث قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بعرفة فحمد الله و أثنى عليه ثم قال: " أما بعد فإن أهل الشرك و الأوثان كانوا يدفعون من ها هنا عند غروب الشمس حين تكون الشمس على رؤوس الجبال مثل عمائم الرجال على رؤوسها فهدينا مخالف لهديهم .. الحديث"
القول الثاني:
أن الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس واجب. والوقوف ساعة بعد الغروب ركن. فمن دفع قبل الغروب ولم يرجع, لم يصح حجه.
وهذا قول المالكية.
الدليل:
1 / ما رواه عبد الرحمن بن يعمر رضي الله عنه: أن ناساً من أهل نجد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة فسألوه، فأمر منادياً ينادي: "الحج عرفة، من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج"
وجه الاستدلال:
أن النبي علق إدراك الحج بإدراك الوقوف بعرفة ليلاً.
2 / حديث ابن عمر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من وقف بعرفات بليل فقد أدرك الحج، ومن فاته عرفات بليل فقد فاته الحج"
وجه الاستدلال: حيث علق فوات الحج بفوات الوقوف بعرفة ليلاً.
القول الثالث:
أن الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس, سنة. ولا يترتب على من دفع قبل الغروب شيئاً.
وهذا قول الشافعية ورواية عند الحنابلة.
الدليل:
1 / حديث عروة بن مضرِّس الطائي رضي الله عنه وفيه:" ... وقد وقف بعرفة قبل ذلك ليلاً أو نهاراً, فقد أتم حجه وقضى تفثه "
وجه الاستدلال:
أن قوله: " ليلاً أو نهاراً" يدل على إجزاء الوقوف بأي جزء من الليل أو النهار. وأن من فعل ذلك" فقد أتم حجه وقضى تفثه " فلا يلزمه شيء. ولم يأمره بدم فدل أنه ليس بواجب.
2/ أن الأصل براءة الذمة ولا ناقل لهذا الأصل, فتبقى عليه. فلا يوجد حديث صحيح صريح يوجب الوقوف حتى الغروب.
المناقشة والترجيح:
بالنظر في الأقوال السابقة نجد أن مذهب مالك بأن الوقوف بعد الغروب ركن قول يصعب القول به وذلك أن وجه الاستدلال له بحديث عبد الرحمن بن يعمر يردُّه حديث عروة بن مضرس فقد أثبت حديث عروة أن من وقف بأي ساعة "من ليل أو نهار" فقد أدرك الحج. فالوقوف بالنهار يحصل به إدراك الحج أيضاً.
.وأيضاً فإن حديث عبد الرحمن بن يعمر يدل على آخر الوقت الذي يحصل به إدراك الحج وليس كل الوقت.
وأما حديث ابن عمر فهو ضعيف ولو صح موقوفاً فإنه إنما خص الليل لأن الفوات يتعلق به فهو آخر وقت الوقوف.
وقد قال ابن عبد البر:"ولا نعلم أحدا من فقهاء الأمصار قال بقول مالك أن من دفع قبل الغروب فلا حج له وهو قد وقف بعد الزوال وبعد الصلاة ولا روينا عن أحد من السلف والله أعلم "
ويناقش هذا القول أيضاً: بأن الحديث ليس فيه نفي صحة الوقوف بعرفة في النهار لمن لم يقف في الليل، بل غاية ما فيه أن وقت الوقوف يمتد إلى آخر الليل كما أفاده حديث عروة بن مضرس
وأما القول بوجوب المكث إلى غروب الشمس وأن من دفع قبل الغروب لزمته الفدية.فهو قول قوي. ولكن هذا القول يرده حديث عروة بن مضرِس فقد دل على أن من وقف نهاراً فقد أتم حجه ولم يلزمه النبي بدم.
ولأن الليل والنهار وقت لإدراك الوقوف بعرفة، ثم ثبت أنه لو وقف بها ليلا دون النهار لم يلزمه دم، فكذلك إذا وقف بها نهارا دون الليل لم يلزمه دم.
وأما قصد مخالفة المشركين فإن الحديث الوارد فيها ضعيف.
والقول بهذا القول فيه إعمال لحديث (خذوا عني مناسككم) بحمله على الاستحباب وحديث عروة على الجواز. وهو أولى من ترجيح أحد الدليلين, كما هو معلوم.
ـ[معالم السنن]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 09:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وهذا هو الذي نرجحه ويرجحه شيخنا عبدالله السعد اعمالا للادلة جميعها
والافضل البقاء الى الغروب(/)
أَعْمَالُ العَشْرِ الأَوَائِلِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ
ـ[محمّد حدّاد الجزائري]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 11:33]ـ
أَعْمَالُ العَشْرِ الأَوَائِلِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ
بسم اللّه و الحمد للّه وحده، و الصّلاة و السّلام على من لا نبي بعده. و بعد.
فإنّ ممّا يستوجب على العبد حمد ربّه؛ أنْ يمدّ اللّه له في عمره فيبلّغه مواسم الخيرات ليفتح له أبوابها و يعرض عليه بركاتها، فيجتهد و يسابق في جنّة عرضها كعرض السّموات و الأرض، [[وَ فِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ]] (1).
و قد حَبانا اللّه دون كثيرٍ ما بين مُوسَّد الثَّرى و ضالّ زاهد في الأخرى؛ بأنْ بلّغنا شهر ذي الحِجّة الحرام و أوائل أيّامه العشر، الأيّام الّتي وردت النّصوص و الآثار و الأقوال في الحديث حول فضائلها و خصائصها و شرفِها؛ فهي الأيّام الّتي أقسم اللّه بها (2) بقوله: [[وَ الفَجْرِ () وَ لَيالٍ عَشْرٍ]] (3)، و هي الأيّام المعلومات الّتي أشار اللّه تعالى إلى فضلها بقوله: [[وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَ عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ () لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَ يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ]] (4)، و هي أفضل أيّام الدّهر حيث قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيها: ((أفضل أيّام الدّنيا أيّام العشر)) (5)، و هي الأيّام الّتي رغّب فيها النّبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى العمل الصّالح بقوله: ((ما مِن أيامٍ العمل الصّالح فيها أحبُّ إلى الله مِن هذه الأيامِ. قالوا: يا رسول الله، و لا الجهادُ في سبيل الله؟ قال: و لا الجهادُ في سبيل الله! إلاّ رجلٌ خرج بنفسه و ماله فلم يرجعْ مِن ذلك بشيء)) (6)، و هي الأيّام الّتي فيها فريضة الحجّ الّتي هي الرّكن الخامس مِن أركان الإسلام، و هي الأيّام الّتي فيها يوم عَرَفَة الّذي ورد فيه قول نبيّنا صلّى اللّه عليه و سلّم: ((ما مِن يومٍ أكثر مِن أنْ يُعتق الله عزّ و جلّ فيه عبداً مِن النّار، مِن يوم عرفة، و إنّه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟)) (7)، و هي الأيّام الّتي فيها يوم النّحر و هو يوم العاشر مِن ذي الحجّة الّذي رُوي فيه قوله صلّى اللّه عليه و سلّم: ((إنّ أعظم الأيّام عند الله تبارك و تعالى يومُ النّحر، ثمّ يوم القَرّ)) (8)، و هي الأيّام الّتي تجتمع فيها أُمّهات العبادات (9).
لكلّ هذا؛ أدرك سلفنا الصّالح و مَن تبعهم بإحسان قيمة هذه الأيّام فتنافسوا على الخير و العمل الصّالح فيها، و كان سعيد بن جبير-رحمه الله- "إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادا حتّى ما يكاد يقدر عليه" (10).
و ممّا لا شكّ فيه أنّ عبادة الله تعالى و التقرّب إليه بالطّاعات القولية و الفعلية مطلوبة مِن المسلم في كلّ وقتٍ و حين؛ إلاّ أنّها تتأكد في بعض الأوقات و المناسبات الّتي منها هذه الأيّام العشرة مِن شهر ذي الحجّة، فأحببتُ أن أذكّر نفسي أوّلا ثمّ إخواني و أخواتي جميعا ثانيا، بما أشارت إليه بعض آيات القرآن الكريم و الأحاديث النّبوية إلى بعض تلك العبادات على سبيل التّخصيص لبعضها و التّأكيد لأخرى، عُمدتي في ذلك أقول علماء الأمّة.
و مِن تلك الأعمال و العبادات ما يلي:
أوّلا/ شكر الله على هذه النِّعمة:
فقبل كلّ شيء علينا أن نشكر الله تعالى على أنْ بلَّغنا هذه العَشر الّتي هي مِن أفضل أيّام الدّهر، فإنّ شكر اللّه سبحانه على نعمه مِن أسباب زيادة الخير و التّوفيق إليه؛ قال سبحانه: [[وَ إِذْ تَأَذّنَ رَبّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنّكُمْ]] (11).
ثانيا/ التّوبة إلى الله:
كلّنا نُخطئ و نُذنب؛ و لا شكّ أنّ اللّبيب منّا الحريص على طاعة ربّه و المجتهد لمرضاته؛ يعلم يقينا أنّ مِن طاعة اللّه اجتناب معاصيه في جميع الأوقات و الأحوال، و الأشهر الحُرم خاصّة -و ذو الحجّة منها- يتأكّد فيها الحذر مِن المعاصي كما يتأكّد الحِرص على الطّاعات، فإنّه كما تُضاعَف الحسنات في مِثل هذه الأيّام تُضاعف السّيئات أيضا، و معاذ اللّه أنْ يكون حالنا كمَن خلط عملا صالحا و آخر سيّئا؛ قال الله تعالى: [[إِنّ عِدّةَ الشّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السّمَاوَات وَ الأرْضَ مِنْهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدّينُ الْقَيّمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنّ أَنْفُسَكُمْ]] (12).
فعلى المسلم استقبال هذه الأيّام بالتّوبة و الإقلاع عن جميع الذّنوب و المعاصي، حتّى يترتّب على أعماله المغفرة و الرّحمة و التّوفيق، و إذا كانت الطّاعات سببا في القرب و الودّ فإنّ المعاصي سبب في البعد و الطّرد، فكانت التّوبة الصّادقة النّصوح متأكّدة في هذه الأيّام، كما أنّها واجبة في كلّ وقت و مِن كلّ ذنب، ولكنّها في مثل هذه المواسم و المناسبات آكد و أوجب و أرجى أن تُقبل و يُوفّق صاحبها للهداية و الاستقامة؛ فإنّه إذا اجتمع للمسلم توبة نصوح مع أعمال فاضلة في أزمنة مباركة، فذلك عنوانٌ لصلاحه و فلاحه و رضا ربّه عنه، قال اللّه تعالى: [[يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا تُوبُوَا إِلَى اللّهِ تَوْبَةً نّصُوحاً عَسَىَ رَبّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيّئَاتِكُمْ وَ يُدْخِلَكُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِى اللّهُ النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبّنََا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَ اغْفِرْ لَنَا إِنّكَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ]] (13)، و قال عَزّ مِن قائل: [[فَأَمّا مَن تَابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ]] (14)، و قال سبحانه: [[وَ إِنّي لَغَفّارٌ لِمَن تَابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صَالِحَاً ثُمّ اهْتَدَىَ]] (15).
ثالثا/ الاجتهاد في العمل الصّالح مُطلقا:
نَدَبَت الأحاديث النّبوية إلى العمل الصّالح مطلقاً في هذه الأيام؛ مِنها ما ذكرتُه في مقدّمة كلامي مِن قوله صلّى اللّه عليه و سلّم: ((ما مِن أيامٍ العمل الصّالح فيها أحبُّ إلى الله مِن هذه الأيّامِ. قالوا: يا رسول الله، و لا الجهادُ في سبيل الله؟ قال: و لا الجهادُ في سبيل الله! إلاّ رجلٌ خرج بنفسه و ماله فلم يرجعْ مِن ذلك بشيء))، فكلّ العبادات و الطّاعات مقصودة بمثل هذا الحديث، و هو ما تُشير إليه جملة مِن الحديث نفسه في قوله صلّى اللّه عليه و سلّم: ((العمل الصّالح))؛ ففي التّعريف بـ (أل) الجنسيّة نستفيد العموم و عدم التّخصيص، و في هذا إشارة و ترغيب إلى الإكثار مِن الأعمال الصّالحة بأنواعها سواء كانت واجبة فيُحافظ عليها، أم نافلة فيُكثر مِنها؛ كتلاوة القرآن و تعلّمه، و قيام اللّيل، و صلاة النّوافل، و الصّدقة، و إفشاء السّلام، و إطعام الطّعام، و الإصلاح بين النّاس، و الإحسان إلى الجيران، و إكرام الضّيف، و إماطة الأذى عن الطريق، و زيارة المرضى، و قضاء حوائج النّاس، و الصّلاة على النّبي صلى الله عليه و سلم، و إسباغ الوضوء، و الدّلالة على الخير، و الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر، و سلامة الصّدر و ترك الشّحناء، و تعليم الأولاد و البنات ... ، أمّا ما ورد ذكره مِن فضائل بعض الأعمال في أحاديث أخرى بخصوصها؛ فهو مِن قبيل موافق العام الّذي يوافقه و لا يُخصّصه.
و قد جاء في فضل الإكثار مِن النّوافل حديث قدسي عظيم، فيه: ((ما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ ممّا افترضته عليه، و ما زال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أُحبَّه، فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به، و بصره الّذي يبصر به، و يده الّتي يبطش بها، و رجله الّتي يمشي بها، و إِن سألني لأعطيّنه، و لَئن استعاذني لأعيذَنَّه)) (16).
رابعا/ الصّلاة:
الصّلاة مِن أجلّ الأعمال في هذه الأيّام و أعظمها و أكثرها فضلاً؛ أوّلا لدخول الصّلاة في عموم الاجتهاد في العمل الصّالح كما قدَّمت، و ثانيا لما تنطوي عليه هذه العبادة مِن ذِكرٍ للّه تعالى و قرآن و دعاء؛ و هي جميعها مطلوبة في بعض الأحاديث كما سيأتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيتأكّد علينا المحافظة على هذه العبادة الصِّلة بيننا و بين ربّنا عزّ و جلّ؛ أمّا المكتوب مِنها فالمحافظة عليه فرض واجب في كلّ حين، و أمّا نَفلها فالمستحبّ الإكثار مِن الصّلوات المسنونة بكلِّ أنواعها قدر المستطاع، مِن صلاة الرّواتب، و قيام اللّيل، و الضّحى ... ، فإنّ صلاة النّوافل ينجبر بها ما نقص من الفرائض، و هي مِن أسباب رفع الدّرجات و محو السّيئات و إجابة الدّعوات، و سعِد مَن نال حظّا مِن قول نبيّنا صلى الله عليه و سلّم –و قد تَقدَّم- فيما يرويه عن ربّه: ((و ما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتى أُحبَّه))، و أيّ حبّ أعظم و أجمل و أسعد و أبقى و أطيب مِن حبِّ اللّه لعبده المؤمن؟!
خامسا/ الحجّ:
الحجّ هو مِن أفضل ما يُعمل في الأيّام العشر، بل مِن خصائص هذه الأيّام مشروعية الحجّ فيها؛ يقول النّبي صلّى الله عليه و سلّم: ((تابعوا بين الحجّ و العمرة، فإنّهما ينفيان الفقر و الذّنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد و الذّهب و الفضّة)) (17)، و بيّن عليه الصّلاة و السّلام أنّ الحجّ المقبول ليس لصاحبه جزاء إلا الجنّة فقال: ((العمرة إلى العمرة كفّارة لما بينهما والحجّ المبرور ليس له جزاء إلا الجنّة)) (18).
و هو كما يُعلم واجب على المستطيع مرّة في العمر؛ قال تعالى: [[فِيهِ آيَاتٌ بَيّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَ مَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَ للّهِ عَلَى النّاسِ حِجّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَ مَن كَفَرَ فَإِنّ الله غَنِيّ عَنِ الْعَالَمِينَ]] (19).
و لْيُبشَّر مَن لم يستطع الحجّ بما قاله بعض الأئمّة الأعلام؛ قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله-: "لمّا كان الله سبحانه و تعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنيناً إلى مشاهدة بيته الحرام، و ليس كلّ أحد قادر على مشاهدته في كلّ عام، فرض على المستطيع الحجّ مرّة واحدة في عمره، و جعل موسم العشر مشْتَرَكاً بين السّائرين و القاعدين، فمَن عجز عن الحجّ في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته؛ يكون أفضل مِن الجهاد الّذي هو أفضل مِن الحجّ" (20).
سادسا/ الصّيام:
الصّيام مِن أفضل الأعمال الصّالحة الّتي وردت فيه النّصوص الكثيرة في بيان فضله، و قد أضافه الله إلى نفسه لعِظم شأنه و علوّ قدره؛ فقال سبحانه و تعالى في الحديث القدسي: ((كلّ عمل ابن آدم له إلاّ الصّوم فإنه لي وأنا أجزي به)) (21). وعليه فيُسنّ للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة؛ لأنّ النّبي صلى الله عليه و سلّم حثّ على العمل الصالح فيها أوّلا، و كان عليه الصّلاة و السّلام يصومها ثانيا؛ فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النّبي صلى الله عليه وسلم قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه و سلّم يصوم تسع ذي الحجة، و يوم عاشوراء، و ثلاثة أيّام مِن كلّ شهر، أوّل اثنين مِن الشّهر و الخميس)) (22).
و في كتاب لطائف المعارف: "وممّن كان يصوم العشر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. و يقول أكثر العلماء أو كثير منهم بفضل صيام هذه الأيام" (23)، بل ذهب بعضهم إلى أنّ صيام التّسع مِن ذي الحجّة مستحبّ استحباباً شديداً. (24)
و أمّا إذا عجز أحد عن صيام الأيّام التّسع، فلا يعجز عن صيام ثلاثة أيام مِنها -مِن أوّلها أو وسطها أو آخرها-؛ فإنّ صيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر سنّة مُتّبعة، فلا يحرم المسلم نفسه مِن أجر صيامها في هذا الشّهر المبارك على الأقلّ، و إنْ ضعفت الهِمّة عن هذا كلّه أو شُغلت النّفس عنه، فلا ينبغي أنْ يعجزنّ أحدٌ أو يضعفنّ أو ينشغلَنّ عن صيام يوم عرفة؛ و الحديث عنه في الموضوع التّالي.
سابعا/ صيام عرفة:
قد جاءت في فضل يوم عرفة أحاديث؛ مِنها ما ورد عن عَائِشَة -رضي اللّه عنها- أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلّم قَالَ: ((مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَ إِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلائِكَةَ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاءِ؟)) (26)، قال النوويّ في شرحه صحيح مسلم: "هذا الحديث ظاهِر الدَّلالة في فضل يوم عَرفة، و هو كذلك"، و عن طارق بن شهاب قال: قال رجل من اليهود لعمر: يا أمير المؤمنين، لو أنّ علينا أُنزلت هذه الآية [[اليََوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً]] (27) لاتّخذنا ذلك اليوم عيدا. فقال عمر: "إنّي لأعلم أيّ يوم نزلت هذه الآية؛ نزلت يوم عرفة، في يوم الجمعة" (28).
أمّا صيام هذا اليوم -يوم عرفة-؛ فيكفيه فضلا ما رواه أَبو قَتَادَةَ اْلأنْصَارِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رسول اللّه صلّى الله عليه و سلّم ((سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَ البَاقِيَةَ)) (29). قال بعض العلماء أنّ الحديث "معناه يُكفّر ذنوب صائمه في السّنتين، قالوا: و المراد بها الصّغائر، و هذا يشبه تكفير الخطايا بالوضوء، فإنْ لم تكن هناك صغائر يُرجى التّخفيف مِن الكبائر، فإنْ لم يكن رُفعت درجات" (30)، و "قال إمام الحرمين: المكفّر الصغائر. و قال القاضي عياض: و هو مذهب أهل السنّة و الجماعة، و أمّا الكبائر فلا يكفّرها إلا التّوبة، أو رحمة الله" (31)، و عن تكفير السَّنة الباقية و إشكاله قال المباركفوري: "فإن قيل: كيف يكون أنْ يكفّر السّنة الّتي بعده مع أنّه ليس للرّجل ذنب في تلك السّنة؟! قيل: معناه أنّ يحفظه الله تعالى مِن الذّنوب فيها، و قيل: أنْ يعطيه من الرّحمة و الثّواب قدرا يكون ككفّارة السّنة الماضية و السّنة القابلة إذا جاءت و اتّفقت له ذنوب" (32).
ثامنا/ الذِّكر:
هذه الأيّام؛ أيّام ذِكرٍ للّه سبحانه و تعالى بجميع أنواعه؛ مِن تكبير، و تسبيح، و تهليل، و تحميد، و دعاء، و استغفار، و قراءة قرآن ... ، قال اللّه تعالى في آية الحجّ: [[لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَ يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ]] (33)، و نقل البخاري في صحيحه عن ابن عباس -رضي اللّه عنهما- في تفسير (الأيّام المعلومات)؛ قوله: أنها أَيَّامُ الْعَشْرِ الأوائل مِن ذي الحِجّة (34)، و قد أكّدت السنّة النّبوية على الذّكر و الإكثار منه في هذه الأيّام، بما رُوي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلّم: ((ما مِن أيّام أعظم عند الله، ولا أحبّ إليه العمل فيهنّ مِن هذه الأيّام العشر، فأكثروا فيهنّ مِن التّكبير، و التّهليل، و التّحميد)) (35)؛ و ما أمر نبيّنا عليه الصّلاة و السّلام بالإكثار مِن التّهليل و التّكبير و التّحميد في هذه الأيّام المباركة دون غيرها من الأذكار، إلاّ لأنّها من آكد العبادات و الشّعائر فيها، و أمّا بقية الأذكار الّتي أشرتُ إليها مستحبّة أيضا لدخولها في عموم معنى الذِّكر كما قال علماؤنا. و قد نُقل عن سلف الأمّة -رضي الله عنهم- أنّهم كانوا يلهجون بذكر الله منذ دخول العشر، و يُعلنون ذلك في بيوتهم و مساجدهم و أسواقهم و أماكن أعمالهم، و يذكرون الله على كلّ أحوالهم.
و يتأكّد هذا الذِّكر أكثر في يوم عرفة؛ قال الإمام النّووي -رحمه الله-: "و اعلم أنّه يُستحبُّ الإِكثار مِن الأذكار في هذه العشر زيادةً على غيره، ويُستحب من ذلك في يوم عرفة أكثر من باقي العشر" (36).
تاسعا/ التّكبير:
التّكبير و إنْ كان مِن جملة الذّكر، إلاّ أنّني أحببتُ أن أعقد له هنا عنوانا خاصّا لورود ذِكره في النّصوص و الآثار المتعلّقة بالأيّام العشر أكثر مِن غيره مِن الأذكار؛ و لم يسبق لي أنْ قرأتُ كلاما يُلخّص موضوع التّكبير في الأيّام العشر أحسن ممّا قرأتُه لفضيلة الشّيخ الدّكتور عبد العزيز بن فوزان الفوزان، لذلك و لِغناه اكتفيتُ بتقييده هنا كاملا دون إضافة شيء؛ قال حفظه اللّه و نفعنا بعلمه: "و الإكثار من التّكبير و الجهر به من الشّعائر الّتي يشابه بها المقيمون حجّاج بيت الله الحرام.
و قد أصبح التّكبير في هذا الزّمن من السّنن المهجورة، و لا سيما في أوّل العشر فلا تكاد تسمعه إلا مِن القليل. فحرِيّ بالمسلمين أنْ يحيوا هذه السنّة فيفوزوا بأجر العمل، و أجر إحياء سنّة تكاد تندثر.
و أمّا صفة التّكبير، فليس له صفة يجب الالتزام بها، و الأمر في ذلك واسع، و المقصود هو كثرة الذّكر على أيّ صفة مشروعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
و قد ورد عن السّلف صفات متعدّدة، و المنقول عن أكثرهم أنّهم كانوا يقولون: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، و الله أكبر، الله أكبر و لله الحمد. و عن بعضهم: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، و الله أكبر، الله أكبر، و لله الحمد، و عن بعضهم: الله أكبر كبيراً، و الحمد لله كثيراً، و سبحان الله بكرة وأصيلاً.
و بالإضافة إلى التّكبير المطلق الّذي يبتدئ مِن أوّل ذي الحجة إلى غروب الشّمس مِن اليوم الثّالث عشر، فإنّه يُشرع كذلك التّكبير المقيَّد بأدبار الصّلوات بعد السّلام، و هو يبتدئ بالنّسبة لغير الحجّاج مِن فجر يوم عرفة إلى صلاة العصر مِن آخر أيّام التّشريق. و بالنّسبة للحجّاج مِن صلاة الظّهر يوم النّحر إلى صلاة العصر مِن آخر أيّام التّشريق. و هذا هو أصحّ الأقوال الّذي عليه جمهور السّلف و الفقهاء قديماً وحديثاً.
و ظاهر النّصوص أنّ التّكبير المقيّد شامل للمقيم و المسافر، و الجماعة و المنفرد، و الصّلاة المفروضة و النّافلة. و المسبوق ببعض الصّلاة يكبّر إذا فرغ من قضاء ما فاته؛ لأنّ التّكبير ذِكر مشروع بعد السّلام" (37).
عاشرا/ الدّعاء:
الدّعاء هو مخّ العبادة، مَن وُفّق إلى دعاء اللّه وحده فقد بُلّغ منزلة عظيمة و وُفِّق إلى خير كثير، فكيف إذا وافق دعاء العبد ربَّه هذه الأيّام المباركة و هو مجتهد صائم؛ لا شكّ أنّه سيُفتَح له باب أسباب إجابة دعائه على مصراعيه.
بل كيف إذا وافق دعاؤه يوم عرفة و ما أدراك ما دعاء يوم عرفة؛ عن عبد اللّه بن عمر –رضي اللّه عنهما- أنّ النّبي صلّى الله عليه و سلّم قال: ((خير الدّعاء دعاء يوم عرفة)) (38)، قال ابن عبد البر معلِّقا على هذا الحديث: "و فيه مِن الفقه أنّ دعاء يوم عرفة أفضل مِن غيره، و في ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره، ... و في الحديث أيضًا دليل على أنّ دعاء يوم عرفة مُجاب كلّه في الأغلب" (39). فلْيحرص المسلم على الإكثار مِن الدّعاء لاسيما سؤاله ربَّه سبحانه أنْ يعتقه مِن النّار؛ فقد قال النّبي صلّى الله عليه و سلّم في حديث سبق ذِكره: ((مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ)).
حادي عشر/ قيام اللّيل:
لا شكّ أنّ قيام اللّيل عبادة عظيمة جليلة، يكفي عن وصف عظمة شأنها و جلالة قدرها قوله تعالى في أهل القيام: [[أَمّنْ هُوَ قَانِتٌ أَنَاءَ اللّيْلِ سَاجِداً وَ قَائِماً يَحْذَرُ الاَخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنّمَا يَتَذَكّرُ أُولُو الألْبَابِ]] (40)، و مع دخول القيّام في عموم العمل الصّالح كما ذكرتُ في شأن بعض العبادات، فقد ذُكر عن بعض العلماء تنصيصهم على استحباب قيام ليالي العشر الأوائل مِن ذي الحجّة، مِنهم الإمام الشّافعي و غيره، و قال سعيد بن جبير كما في لطائف المعارف: " لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر" (41).
ثاني عشر/ التّضحية:
الأضحية سنّة سنّها لنا أبونا إبراهيم عليه الصّلاة و السّلام حين فدى الله ولده بذِبح عظيم، و هي مِن خير القربات في هذه الأيّام؛ يُغنينا اشتهارها لدى النّاس علما و عملا عن سرد النّصوص حولها، حتّى إنّ مِن العلماء مَن قال بأنّها واجبة على الموسِر، و الجمهور منهم على أنّها سنّة مؤكّدة.
فينبغي على المستطيع الحِرص على هذه السنّة مع تعلّم آدابها و أحكامها.
و لا يحزَنَنّ مَن لم يستطع شراء أضحية لحاجته أو فقره، إذ يكفيه شرفا و أجرا أنْ ضحّى عنه خير البرية صلّى اللّه عليه و سلّم؛ فعن عائشة و أبي هريرة -رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ((كان إذا أراد أنْ يُضحّي اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوأين، فذَبَح أحدهما عن أمّته لِمن شهد بالتّوحيد و شهد له بالبلاغ، و ذَبَح الآخر عن محمّد و عن آل محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم)) (42).
ثالث عشر/ عدم أخذ شيء مِن الشَّعر و الظِّفر بالنّسبة للمضحّي:
قال نبيّنا صلى الله عليه و سلم: ((مَن كان له ذبح يذبحه، فإذا أهلّ هلال ذي الحجة، فلا يأخُذنّ من شَعره و لا مِن أظفاره شيئاً حتى يُضحّي)) (43). و في حديث آخر: ((فليُمسك عن شعره و أظافره حتى يضحّي)).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالحديث الأوّل فيه النّهي عن أخذ شيء من الشَّعر أو الظّفر و الأصل في النّهي إفادة التّحريم و لا صارف له هنا إلى الكراهة، و الحديث الثّاني فيه الأمر بالإمساك عن أخذ ذلك و الأصل في الأمر إفادة الوجوب و لا صارف له كذلك إلى الاستحباب، و عند كثير مِن العلماء إذا أهلّ هلال ذي الحجّة على مَن أراد أنْ يُضحّي؛ لا يجوز له أنْ يأخذ شيئا مِن شعره و لا أظفاره حتّى يُضحّي، و مَن اشترى أضحية بعد مُضي أيّام مِن أوّل ذي الحجّة أمسك مِن وقت عزمه على التّضحية.
و النّهي عن الأخذ يخصّ المضحّي وحده (صاحب الأضحية) و لا يتناول المُضحَّى عنهم كالزّوجة و الأولاد و نحوهم، إلاّ إذا كان لأحدهم أضحيّة تخصّه، لأنّ النّبي صلى الله عليه و سلم كان يضحّي عن آل محمد -رضي اللّه عنهم- و لم يُنقل عنه أنه نهاهم عن الأخذ.
أمّا الحِكمة مِن ذلك؛ فقد قال بعض العلماء أنّه لمّا شابه المضحّي المحْرِمَ في بعض أعمال النّسك -و هو التقرّب إلى الله بذَبْح القربان- أُعطي بعض أحكامه، و قيل أنّ الحِكمة في ذلك أن يبقى كامل الأجزاء ليُعتَق مِن النّار.
رابع عشر/ استغلال يوم العيد:
يوم العيد هو أفضل أيّام السّنة على الإطلاق، لحديث النّبي صلى الله عليه و سلّم: ((إِنَّ أَعْظَمَ الأيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ)) (44)، فالجدير بالمسلم أنْ يستغلّ هذا اليوم في التقرّب إلى اللّه بمختلف العبادات؛ و الّتي مِنها ما يأتي ذكره.
خامس عشر/ الخروج إلى صلاة العيد:
على المسلم ذكرا كان أو أنثى الحِرص على أداء صلاة العيد حيث تُصلّى، و لْيحرص على الاستماع إلى خطبة العيد، فمِن الغُبن و الخطأ أن يحرِِم المسلم و المسلمة نفسيهما مِن شهود هذا الخير العظيم، ذلك لأنّ هذا اليوم -يوم النّحر- هو أعظم الأيّام عند اللّه كما في الحديث السّابق ذكره، علاوة على أمر النّبي عليه الصّلاة و السّلام الرّجال و النّساء بذلك.
سادس عشر/ صِلة الأرحام:
صِلة الرّحم مِن الأمور الواجبة حُكما و العظيمة أجرا؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها النّاس أفشوا السّلام و أطعموا الطّعام و صِلوا الأرحام و صلّوا باللّيل و النّاس نيام تدخلوا الجنّة بسلام)) (45)، و قال عليه الصّلاة و السّلام: ((لا يدخل الجنّة قاطع)) (46). و لا شكّ أنّ أعرافنا و عاداتنا جارية بالتّزاور و التّواصل بين ذوي الرّحم في هذه الأيّام و في اليوم العاشر منها خاصّة -يوم العيد-، فلْيستدم كلّ منّا على ما بدأه و اعتاد عليه، و لْيوصي غيره و لْيربّي أبناءه على ذلك.
سابع عشر/ الصّدقة:
الصّدقة في وقت الحاجة و الشدّة أفضل مِن بعض العبادات التطوّعية الخاصّة في هذه الأيّام و غيرها؛ و علّل ذلك علماؤنا بأنّ العبادة التطوّعية الخاصّة نفعها قاصر على صاحبها، أمّا الصّدقة على الفقراء و المساكين و المحاويج و الجياع فنفعه متعدّي، و ما كان نفعه متعدّيًا أفضل ممّا كان نفعه قاصرًا.
و يكفي المتصدِّق و الباذل و المعطي و المحسن إلى الآخرين أجرا؛ أنّ فعله استجابة لنداء الإيمان في قوله تعالى: [[يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمّا رَزَقْنَاكُم مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَ لاَ خُلّةٌ وَ لاَ شَفَاعَةٌ وَ الكَافِرُونَ هُمُ الظّالِمُونَ]] (47)، و يكفيه فضلا قوله سبحانه: [[مَن ذَا الذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ]] (48).
و أمّا مَن لم يجدْ ما يتصدّق به؛ فأبشِّره بما وَرد عن نبيّنا صلى الله عليه و سلّم أنّه قال: ((على كل مُسلمٍ صدقة)). فقالوا: يا نبي الله! فمَن لم يجد؟ قال: ((يعمل بيده فينفع نفسه و يتصدّق)). قالوا: فإنْ لم يجد؟ قال: ((يُعين ذا الحاجة الملهوف)). قالوا: فإنْ لم يجد؟ قال: ((فلْيعمل بالمعروف و ليُمسك عن الشرّ فإنّها له صدقةٌ)) (49).
ثامن عشر/ استشعار وِحدانية اللّه عزّ و جلّ:
(يُتْبَعُ)
(/)
علينا جميعا و نحن نجتهد في هذه الأيّام؛ استشعار عظمة اللّه الواحد الأحد، و أنّ كلّ ما نقوم به مِن أعمال و نؤدّيه مِن عبادات فهو بفضله و توفيقه سبحانه، و ما كنّا لنصنع شيئا لولاه عزّ و جلّ، لذلك علينا أنْ نستشعر معاني وحدانية خالقنا و إلهنا ربّ العالمين الرّحمان الرّحيم ملك يوم الدّين، فنستحضرها في ما وُفّقنا إليه مِن أعمال و عبادات؛ فصلاةٌ تُبذل له وحده، و صيامٌ له و هو يجزي به، و حجٌّ بأفئدة هَوَت إلى البيت العتيق و ما قَصَدَت إلى ربّ البيت، و تضحيةٌ هي توحيدٌ يُذكِّر بأبي الموحّدين إبراهيم عليه السّلام، و صدقةٌ يُراد بها وجهه و جنّته، و تكبيرٌ يُعلن بأنّ عظمة اللّه لا تضاهيها عظمة، و تحميدٌ يُعترف فيه بتفرّد اللّه سبحانه بأحسن الأسماء و أعلى الصّفات و سعة رزقه و إنعامه، و التّهليل يُلخّص ذلك كلّه ...
قال اللّه تبارك و تعالى: [[قُلْ إِنّ صَلاَتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيَايَ وَ مَمَاتِي للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ () لاَ شَرِيكَ لَهُ وَ بِذَلِكَ أُمِرْتُ وَ أَنَا أَوّلُ الْمُسْلِمِينَ]] (50).
هذا ما تيسّر لي كتابته و جمعه في هذا الموضوع -موضوع العمل في العشر الأوائل مِن ذي الحجّة-، قد اجتهدتُ فيه للجود بأفضل ما ورد فيه مع الحرص على الأصوب منه، فإنْ كان فيه مِن صواب و توفيق فمِن اللّه وحده، و ما جرت كتابة سطوري إلاّ بما تجري به سائر الأقلام، و العبد يُصيب و يُخطئ، و أفرَح بالتّصويب كما أطرب لمدح قريب، فمَن وجد خيرا فيما كتبت فلْيحمد اللّه و ليشمّر عن ساعد الجدّ، و مَن وجد غير ذلك فلْيُحسن الظنّ بي و ها هو ذا عنواني الالكتروني على ذيل المقال بابه مفتوحة لكلّ مُهدٍ إليّ عيوبي.
و في الأخير أسأل اللّه عزّ و جلّ لي و لأخواني و أخواتي جميعا بمناسبة حلول هذه الأيّام المباركة؛ التّوفيق إلى الاجتهاد في العمل و الباقيات الصّالحات، و أنْ ييسّر لنا أسباب الفوز بجنّة عرضها الأرض و السّموات، و نسأله الغفور التوّاب؛ السّداد و الإخلاص و الصّواب، و حُسن الخاتمة و المغفرة و الثّواب؛ في القول و العمل. كما أناشد كلّ أخ أو أخت قرأ رسالتي منشورة على الانترنت أو مطبوعة على الورق؛ الدّعاء لي و لوالدي و لكلّ من له عليّ فضل، و الاشتراك معي على الخير بنشر الرّسالة في مناسبتها على معارفه، و لي منّي إليهم مقدّما المحبّة في اللّه و السّلام مع رحمته و بركاته و مغفرته.
و سبحانك اللّهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك و أتوب إليك.
أخوكم محمّد بن حسين حدّاد الأمازيغيّ الجزائريّ
tarekzyad@gmail.com
ليلة الخميس 29 ذو القعدة 1429هـ، الموافق لـ: 27 نوفمبر 2008م
--------------------------------------------------------------------------------
(1) سورة المطففين: الآية 26.
(2) و لاشك أنّ قسمَ الله تعالى بها يُنبئُ عن شرفها و فضلها.
(3) سورة الفجر: الآيتان 1 - 2.
قال الإمام الطّبري في تفسيره للآية الثّانية: "هي ليالي عشر ذي الحجة، لإجماع الحُجة من أهل التأويل عليه". (تفسير الطّبري: ج 7/ص 514).
(4) سورة الحجّ: الآيتان 27 - 28.
و نقل البخاري في صحيحه عن ابن عباس قوله في هذه الأيام أنّها: أَيَّامُ الْعَشْرِ.
(5) صحيح الجامع الصّغير (1133).
(6) صحيح سنن الترمذي (757)؛ صحيح سنن أبي داود (2438)؛ صحيح سنن ابن ماجه (1753). و لتمام الفائدة، انظر جامع الأصول في أحاديث الرّسول صلى الله عليه وسلم. (6863). و انظر شرح الحديث في: (فتح الباري) و (شرح مسلم للنووي) و (لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي).
(7) رواه مسلم: (الحديث رقم: 3288/ ص 568).
(8) رواه أبو داود: (الحديث رقم 1765/ ص 271).
(9) قال الحافظ ابن حجر العسقلاني (فتح الباري: 2/ 534): "و الذي يظهر أنّ السّبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، و هي الصّلاة و الصّيام و الصّدقة و الحجّ، و لا يتأتّى ذلك في غيره".
(10) رواه الدّارمي و البيهقي في الشّعب.
(11) سورة إبراهيم: الآية 7.
(12) سورة التّوبة: الآية 36.
(13) سورة التّحريم: الآية 8.
(14) سورة القَصص: الآية 67.
(15) سورة طه: الآية 82.
(16) البخاري كتاب الرقائق، باب التّواضع (6502).
(17) متّفق عليه.
(18) رواه التّرمذي و النسائي.
(19) سورة آل عمران: الآية 97.
(20) لطائف المعارف.
(21) متّفق عليه.
(22) رواه أحمد و النّسائي، و هو في صحيح أبي داود: 2129، و صحّحه الألباني في صحيح النسائي برقم: 2372.
(23) لطائف المعارف: 522.
(24) كما قال بذلك الإمام النّووي في شرحه صحيح مسلم (4/ 328).
(26) مسلم في كتاب الحج: 1348.
(27) سورة المائدة: الآية 3.
(28) صحيح البخاري: كتاب الإيمان، باب زيادة الإيمان و نقصانه (97). و كتاب التّفسير و كتاب الاعتصام.
(29) رواه مسلم و غيره.
(30) شرح صحيح مسلم: (4/ 308).
(31) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: (4/ 474).
(32) تحفة الأحوذي: (3/ 171 - 172).
(33) سورة الحجّ: الآية 28.
(34) و ذكر ابن رجب الحنبلي أن هذا القول هو قول جمهور أهل العلم كما في لطائف المعارف: ص289.
(35) رواه أحمد (مج2/ص131/الحديث رقم: 6154)، و صحّحه الشّيخ أحمد محمّد شاكر في تخريج المسند (7/ 224).
(36) الأذكار: ص 389.
(37) مِن مقال للشّيخ نُشر على موقع صيد الفوائد –على الانترنت-.
(38). الترمذي: (كتاب الدّعوات/ باب في دعاء يوم عرفة/ 3585). و الحديث في السّلسلة الصّحيحة (1503).
(39) التمهيد (6/ 41).
(40) سورة الزّمر: الآية 9.
(41) انظر: (لطائف المعارف: 524).
(42) رواه بن ماجه (2/ 199).
(43) رواه مسلم و أبو داود و التّرمذي و النّسائي.
(44) صحيح ابن حبّان، و سنن أبي داود، و هو في صحيح سنن أبي داود (2/ 148)، و أنظر المشكاة: (ح/2643). يوم القرّ هو اليوم الّذي يلي يوم النّحر، و قيل سُمي بذلك لقرار –أي استقرار- الحجاج فيه و عدم نفرهم.
(45) أخرجه التّرمذي و صحّحه.
(46) رواه مسلم.
(47) سورة البقرة: الآية 254.
(48) سورة الحديد: الآية 11.
(49) رواه البخاري: (الحديث رقم 1445/ ص 233).
(50) سورة الأنعام: الآيتان 162 - 163.(/)
التسجيلات الكاملة للشيخ المحدث عبدالله السعد ,شرح (كتاب الحج من المنتقى لابن الجارود)
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 01:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.alssad.com/images/a-ads_1.gif (http://www.alssad.com/publish/cat_index_67.shtml)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه , أما بعد
فهذه كامل التسجيلات لدروس شيخنا الشيخ المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد حفظه الله ونفع به الإسلام والمسلمين , والتي شرح فيها كتاب الحج من المنتقى لابن الجارود رحمه الله تعالى , وتقع في 22 درس بدأناها يوم الأثنين الموافق 18\ 10\1428 هـ وختمناها في يوم الأثنين الموافق 19\ 11\1429 هـ
ويسر الله تسجيلها كاملة ورفعها في موقع الشيخ , أسأل الله جل في علاه أن ينفع بها الإسلام والمسلمين ويجزي شيخنا عنا خير الجزاء ويحفظه وينفع بعلمه وعمله.
روابط التحميل:
الدرس الأول ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/01.rm)
الدرس الثاني ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/02.rm)
الدرس الثالث ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/03.rm)
الدرس الرابع ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/04.rm)
الدرس الخامس ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/05.rm)
الدرس السادس ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/06.rm)
الدرس السابع ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/07.rm)
الدرس الثامن ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/08.rm)
الدرس التاسع ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/09.rm)
الدرس العاشر ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/10.rm)
الدرس الحادي عشر ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/11.rm)
الدرس الثاني عشر ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/12.rm)
الدرس الثالث عشر ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/13.rm)
الدرس الرابع عشر ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj14.rm)
الدرس الخامس عشر ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/15.rm)
الدرس السادس عشر ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/16.rm)
الدرس السابع عشر ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/17.rm)
الدرس الثامن عشر ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/18.rm)
الدرس التاسع عشر ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/19.rm)
الدرس العشرون ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/20.rm)
الدرس الواحد والعشرون ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/21.rm)
الدرس الثاني والعشرون ( http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/22.rm)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 02:00]ـ
جَزاكُم اللَّهُ خَيْرًا،ونفع بِشَيْخِنَا الْمُحَدِّثِ عَبْدِ اللَّهِ السَّعَد.
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 06:42]ـ
أخي سلمان أبو زيد , اللهم آمين وبارك الله فيكم ووفقكم.
تصحيح رابط الدرس الرابع عشر
http://www.alssad.com/sound/3-IbnAljawzi-Alhajj/14.rm
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 04:45]ـ
بارك الله فيكم.
1/ هل هذه الصوتيات خاصة في الانترنت أم ستباع في التسجيلات في (كاست)؟
2/ هل الشيخ سيكمل شرح الكتاب؟
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 12:40]ـ
أخي أبو عمر القصيمي وفقه الله
1 - إن شاء الله سيتم توفيرها في التسجيلات الإسلامية.
2 - لم يقرر الشيخ شيئا بعد , لكنه سبق وشرح أحاديثا من كتاب الصيام والطهارة ولم يتم الكتابين.(/)
نفحات العشر الأولى من ذي الحجة
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 05:52]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أحبتي الكرام أطل علينا موسم عظيم، لا يعدو فضله أن يكون كفضل العشر الأواخر من رمضان، العشر الأوائل من ذي الحجة أفضل أيام الدنيا كما ثبت في الحديث الصحيح، العشر موسم الخيرات وكرم رب البريات، العشر فرصة عظيمة لأولي الألباب وذوي النفوس العطشى لرحمة رب البريات، أيام العشر نهر يتدفق بالحسنات المضاعفات، وأرض خصبة للأعمال الصالحات، العشر الأوائل ثماره بدت يانعة للصالحين، فبادروا فيه القطف سراعا عدة ليوم تتعاظم فيه حسرات المفرطين، العمل في العشر الأوائل من ذي الحجة فاق أجر المجاهدين إلا من ذهبت في سبيل الله نفسه وماله، ذاك فقط الذي يعدله، فمال بال الناس عن نفحاته غافلين، وفي موسم ربحه معرضين، العشر الأوائل نسماته مباركة فيحاء وصدى الذكر فيه شفاء، والإقبال فيه على الله فتح وفرج ودواء " ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب " (سورة الشورى 10)، كرم ربنا لا حد له، ورحمته سبقت غضبه، وعفوه أخجل البكر في خدرها، فاليسير الخالص له يقبله، ودعاء الأسحار قلما يرده، فأقبلوا على ربكم الرحيم فقد ناداكم بقوله " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين " (آل عمران) 133وقوله " سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض " (الحديد21)، فالبدار البدار لصوم هذه الأيام والصدقة فيها، وختم القرآن في أيامها ولياليها، وصلة الرحم التي قطعت، وأداء الزكاة التي منعت، والإكثار من التهليل والتكبير والإستغفار وحفظ الألسن من غدراتها وحفظ الفروج وغض الأبصار، أيام العشر ميزها الله عن سائر الأيام لاجتماع مجموعة من العبادات فيها صوم وذكر وصدقة وحج، إنه عمر جديد لمن استغله واستثمره بالطاعة، وإنها حياة أنس وسعد لمن أيقن واستيقن بوعد الصدق الذي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان مأتيا، يقول الله تعالى " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهومؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " (النحل 97)، أيام العشر زاد وأنعم به من زاد ليوم المعاد، فكم من مريض حرم صيامه، وكم من معدوم حرم الصدقة فيه، أما رأيتم فضل ربكم وسماحة دينكم، كيف أرشد النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أفضل العمل فيه، من غير مشقة ولا تعب يفريه، ثبت في الحديث الصحيح
قول النبي صلى الله عليه وسلم " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر فقالوا: يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله [لأن الصحابة يرون الجهاد أعظم أعمال النوافل وسؤالهم دليل فقههم] قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء، وفي حديث آخر بسند صحيح قال صلى الله عليه وسلم: مامن أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد " فأرشد النبي الكريم أمته بمزية نص عليها بعد أن أطلق بعموم العمل الصالح بقوله " ما من أيام العمل الصالح " فخص بقوله " فأكثروا فيهن من التهليل .. " ولا شيء يقوم لذكر الله فإذا اجتمع مع الصيام والصلاة كان أكمل وأنضر، ذكر الله حياة القلوب " الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد " وسنة الجهر بها هجرت ومن أحياها كان له أجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيئ، ذكر الله لا يقوم مقامه إنفاق الذهب والفضة وقتال العدو مع أنه يسير على من يسره الله عليه كما ثبت في الأحاديث الصحيحة، وقراءة القرآن أفضل الذكر،
ختاما:
قالت حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم " أربع لم يكن يدعهن النبي صلى الله عليه وسلم: صيام عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الفجر " ويكلل النجاح في اليوم التاسع من ذي الحجة بصوم يوم عرفة لغير الحاج فقد ثبت في الحديث الصحيح " صيام يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية " وسئل عنه فقال: هذا اليوم لمن ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له "
" الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد
وصلى الله وبارك على نبينا محمد وآله وسلم
كتبه محمد الحجي(/)
ما المقصود باحرام اهل مكه من مكه هل له ان يحرم من عرفه
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 06:50]ـ
بورك في الجميع
احرام اهل مكه من مكه
لكن يسال البعض هل يلزم من بيته ام من اي مكان في مكه فلو احرم من اي حي في مكه او احرم من عرفه
ثانيا اهل الشرائع من اهل مكه لكن بعضهم خارج الحرم هل يرحم من بيته
او هو بالخيار ممكن يدخل مكه في العزيزيه مثلا ويحرم
وقول هذا لان نقطه التفتيش تفصل بين الشرائع وداخل مكه فالبعض يحج من اهل الشرائع يدخل بثوبه حتى لا يوقف واذا دخل عرفه احرم او دخل العزيزية
اتمنى ان يطرح كلا من مما علمه الله فيفيد ويستفيد
ـ[معالم السنن]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 10:34]ـ
اهل مكة يحرمون بالحج فقط من اي مكان داخل الحرم
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 11:37]ـ
اهل مكة يحرمون بالحج فقط من اي مكان داخل الحرم
بورك فيك
هل كل من هو داخل الحرم من اهل مكه
لان مكه اتسعت فاصبح النيان متصل الى خرج الحرم
فالشرائع بعضها في الحل وبعضها بالحرم
سؤالى بورك فيك من كان بيته خارج الحرم فاحرم من داخل الحرم مااذ عليه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Nov-2008, صباحاً 11:06]ـ
/// لا أفتي، ولكنِّي أذكره على سبيل المذاكرة ..
/// من كان داخل حدود الحرم فمهلُّه حيث أنشأ يعني من كان في الشرائع -القسم الداخل في الحرم- فإنَّه يُهلُّ من حيث أنشأ، ولا يلزمه الخروج للحِلِّ.
/// وكذلك الشأن فيمن كان خارج الحرم ودون المواقيت، فمهلُّه حيث أنشأ، كمن كان في الشرائع -القسم الخارج عن الحرم- وعزم على الحجِّ فيُهلُّ من مكانه، ولا يحلُّ له الدخول للحرم وترك الإحرام عن محل مهلِّه.
/// أمَّا لو كان مكِّيًا وصار في مكان غير محلَّه وقت مهلِّه فمهلُّه حيث عزم، لقوله (ص): ((هنَّ لهنَّ ولمن أتى عليهنَّ من غير أهلهنَّ))، ومعلوم أنَّ جزءًا من الشرائع في الحلِّ فإذا وُجِد المكِّي هنالك وقت عزمه على الحجِّ فلا يشرع له تجاوز ذلك المكان ودخول الحرم والإحرام من داخله. والله أعلم بالصَّواب ..
ـ[معالم السنن]ــــــــ[30 - Nov-2008, صباحاً 11:42]ـ
لا يجوز_ لمن اراد الحج من خارج الحرم ودون المواقيت_ ان يحرم من داخل الحرم بل لابد من مكانه كما في الحديث (من دويرة اهله) ومن فعل ذلك بسبب التفتيش فعليه دم
والله اعلم
ـ[أبو خبيب النجدي]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 02:57]ـ
سألني بعضهم عن رجل في قرى مكة خارج الحرم , و يريد الإحرام لكن بعد مجاوزة نقطة التفتيش التي خارج الحرم فيحرم خارج الحرم بعد أن يجاوز التفتيش , فقلت له أنه لا مانع من ذلك لأن قوله - صلى الله عليه و سلم - و من كان دون ذلك فمن حيث أنشأ أو قوله من دويرة أهله , لا يعني أن الإنسان لا يجوز له أن يحرم من دار جاره أو قريبه في موضع بعيد عن داره و إنما يراد به الغالب على حال الناس أن الوحد منهم ينشئ إحرامه من دويرة أهله , فإذا كان كذلك فلا يوجد دليل مانع من أن يتقدم الإنسان ما دام هناك حاجة قبيل الحرم فيحرم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 03:25]ـ
/// أصبت يا أبا خبيبٍ ..
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 04:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع 7/ 49: وانظر إلى هذا التعبير النبوي حيث قال (ص): "من حيث أنشاء " ولم يقل: من بلده لأن بلده قد يكون دون المواقيت ولكنه في مكان آخر غير بلده فينشىء نية العمرة أو الحج منه فنقول: أحرم من حيث أنشأت.
لكن يبقى محظور وهو مخالفة ولي الأمر.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 04:31]ـ
/// إتمامًا لكلام الأخ أبي خبيبٍ أقول: إنَّما وضعت المواقيت الشَّرعيَّة لا لعين مكانها؛ بل لئلًّا يتجاوز المرء حدَّها دون إحرام، وليس المقصود بالميقات الشَّرعي أن يذهب المرء إلى المسجد الموضوع للميقات فيحرم منه، وعلى هذا يوجَّه تحديد عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لميقات ذات عرق لأهل العراق لأنَّها كانت حذاء ميقات قرن المنازل، وكذا إحرام الناس من ميقات "وادي محرم" الذي في أعلى جبل "الكُرِّ" في الهدا فإنَّه ليس بميقاتٍ وضعه الشَّارع، لكنَّه بحذاء ميقات السَّيل الكبير فأخذ حكمه.
/// وهكذا الشأن فيمن مرَّ بميقاتٍ من المواقيت فإنَّه لا يجب عليه الذَّهاب إلى عين مكان الميقات؛ إذ هو مكان واسع أُريد به جعله حدًّا لا مكانًا بعينه؛ كما قد يفهمه العامَّة وأشباههم.
/// وهكذا الشأن فيمن أحرم من هواء أي ميقات جوًّا بالطائرة، أومن حذائه بحرًا في السفينة ..
/// وبناء على هذا فالمقصود بقول أهل العلم (دويرة أهله) ليس منزلُه أوحيُّه وشارعُه الذي يسكن فيه، بل بلدتُه التي هو فيها، وعلى حسب ما فُهِم من كلام الأخ أبي خبيب، من كون نقطة التفتيش في نفس القرية المذكورة التي يسكن بها -وهي محلُّ مهلِّه- لكنها بعيدة عن بيته =فلا بأس من الإحرام منها حينئذٍ.
/// كلُّ هذا الحكم بغضِّ النَّظَر عن كون ذلك الإحرام فيه نوع تحايل على الأنظمة التي وضعها ولي الأمر.
/// والله أعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 05:39]ـ
/// هل تقصد بقولك:
فإذا كان كذلك فلا يوجد دليل مانع من أن يتقدم الإنسان ما دام هناك حاجة قبيل الحرم فيحرم.
/// أنَّ المحرم يترك الإحرام من بلدته وحذائها ويتجاوز ذلك إلى قبل الحرم وإن كان بعيدًا عن بلدته =فيحرم منها؛ كمن كان بيته في الكامل أوعسفان فيتجاوز الإحرام منها إلى أن يأتى نقطة تفتيش النوارية قبل التنعيم فلما يتجاوزها يحرم هنالك؟ إن كان هذا مقصدك = فأكثر العلماء على حرمة تجاوز المحرم القروي بلدته التي هو فيها أوالبدوي المحلَّة التي هو فيها دون إحرام. وأمَّا الدليل على ذلك فقوله (ص): ((فمن حيث أنشأ)).
/// ومذهب الحنفيَّة أنَّ الحلَّ كلُّه محلٌّ لإحرام من كان دون الميقات؛ فحدُّ من كان دون المواقيت هو من بيته إلى قبيل حدود الحرم، فمن أحرم بعد ميقاته -الذي هو دُوَيْرةِ أهله- وقبل دخوله الحرم فلا شيء عليه. قالوا: لأنَّ قُبَيْلَ حدود الحرم أقصى حدِّه.
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 06:49]ـ
بورك فيك
فعلى هذا الذي في الشرائع خارج حدود الحرم يحرم بعد نقطه التفتيش ولا شي عليه
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 06:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع 7/ 49: وانظر إلى هذا التعبير النبوي حيث قال (ص): "من حيث أنشاء " ولم يقل: من بلده لأن بلده قد يكون دون المواقيت ولكنه في مكان آخر غير بلده فينشىء نية العمرة أو الحج منه فنقول: أحرم من حيث أنشأت.
لكن يبقى محظور وهو مخالفة ولي الأمر.
لو تشرح قول الشيخ رحمه الله
هل المقصود شيئا متعمدا
فمن بلده خارج الحرم وهو على نيه الحج ولكن يدخل داخل مكه ويحرم بقصد التخلص من التفتيش
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 07:51]ـ
بورك فيك
فعلى هذا الذي في الشرائع خارج حدود الحرم يحرم بعد نقطه التفتيش ولا شي عليه
/// الذي يظهر -من جهة أصل المسألة غير مسألة التحايل على النِّظام- أنَّه لا شيء عليه، والله أعلم.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 08:08]ـ
لأن قوله - صلى الله عليه و سلم - و من كان دون ذلك فمن حيث أنشأ أو قوله من دويرة أهله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ظاهر كلامك أخي أن قوله (من دويرة أهله) هي من كلام النبي (ص) وليس كذلك فيما بين يدي من مراجع.
أما أهل الشرائع حتى من هم خارج الحرم فلهم حكم أهل مكة وذلك لامتداد العمران حتى أصبحت الشرائع حي من أحياء مكة، وليسوا مثل أهل عسفان أو الكامل وغيرها والله أعلم بالصواب.
ـ[معالم السنن]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 08:50]ـ
الفتوى على ان من فعل ذلك فعليه دم
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 11:25]ـ
فمن بلده خارج الحرم وهو على نيه الحج ولكن يدخل داخل مكه ويحرم بقصد التخلص من التفتيش
قال في مفيد الأنام 1/ 78: ((ومن منزله بين الميقات ومكة كأهل خليص وعسفان ووادي فاطمة وبحرة ولزيمة والشرائع فميقاته من موضعه وفاقاً للمالكية والحنفية والشافعية لقوله (ص): ((ومن كان دون ذلك فمهله من أهله)).
فإن كان له منزلان جاز أن يحرم من أبعدهما من مكة كما تقدم في طرفي الميقات، وجزم الشيخ مرعي في الغاية بأن بلاده كلها منزله ... وحكم من منزله دون الميقات خارجاً من الحرم ... إذا جاوز قريته إلى ما يلي الحرم حكم المجاوز للميقات؛ لأن موضعه ميقاته فهو في حقه كالمواقيت الخمسة في حق الأفقي)).
ـ[أبو خبيب النجدي]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 11:33]ـ
نعم أخي الفاضل عدنان البخاري فأنا أقصد آخر كلامك.
و هو ما أظن الأخ (بين المحبرة و الكاغد) يقصده , إلا أن مسألته أن الرجل لا يزال في حي الشرائع فيغادر نقطة التفتيش إلى آخر الحي في الحل فيحرم , و هذا بخلاف عسفان و هو المكان الذي ورد في السؤال الذي سألني عنه السائل.
إلا أنه حسب فهمي للشرائع فإنها منطقة كبيرة و شاسعة , لكن بنيانها ليس متصل , بل يفصل بينها مسافات فارغة ليست بالهينة - هكذا أفهم إن لم أخلط - فإذا كان كذلك فالذي يتبين للمتأمل سيرى أن حكمها مثل حكم عسفان و نحوها فمن أجاز هناك أجاز هنا و من لا فلا.
أما لو كانت الشرائع أو غيرها كمحلة واحدة و فيها نقطة تفتيش داخل هذه المحلة ثم يتجاوزه ليحرم , فلا أظن - ليس عن اطلاع - أن هناك من يمنع هذا , فهل هذا صحيح؟؟
لكن - في الواقع - أن الغالب إن لم يكن الجميع , أن تكون نقاط التفتيش خارج القرى و الأحياء , فمن منع مجاوزة دويرة أهله سيمنع هنا لأن النقطة خارجها.
أما الأخ الفاضل معالم السنن:
فقولك: أن الفتوى على أن عليه دم , فلعلك تقصد الرجل الذي هو دون الميقات و دخل الحرم فأحرم , فهل ما فهمته صحيح؟
بارك الله فيكم.
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 11:42]ـ
الشرائع الان متصله بمكه
ونقطه التفتيش في الوسط
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 11:58]ـ
/// أبا خبيب .. يبدو أن معلوماتك عن الشرائع قديمة، وعلى كلٍّ فما الشرائع إلا مثال يمكن تجاوزه إلى غيره، والعبرة بالحكم العام.
قال في مفيد الأنام 1/ 78: ((ومن منزله بين الميقات ومكة كأهل خليص وعسفان ووادي فاطمة وبحرة ولزيمة والشرائع فميقاته من موضعه وفاقاً للمالكية والحنفية والشافعية لقوله (ص): ((ومن كان دون ذلك فمهله من أهله)) ..
/// بارك الله فيك .. ليس موضع الخلاف في أول حد ميقات من كان دون المواقيت؛ بل في آخر ذلك؛ وقد تقدَّم نقلي لمذهب الحنفيَّة أنَّه يتَّسع حتى يبلغ به قبيل حدود الحرم، وهذا ما رأيته في غير ما كتابٍ من كتبهم المعتمدة في نقل المذهب. وأظُنُّ أنَّ ذلك قول ابن حزمٍ أيضًا، ويحتاج هذا لمراجعةٍ.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 12:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النقل الذي أتى به الأخ بندر قبل أن يكون هناك عزيزية وششة ووو من أحياء مكة التي هي اليوم وسط مكة فضلا عن الشرائع التي أدركناها نحن وهي خالية من العمران تماما.
أما الأخ النجدي فيفتي بعيدا عن واقع الشرائع اليوم التي أصبحت من أحياء مكة، والحكم على الشيء فرع عن تصوره.
أما الأخ معالم السنن فيقول (الفتوى على ان من فعل ذلك فعليه دم) وما هذا بأسلوب طلاب الدراسات العليا في جامعة الإمام العريقة التي ربتنا على الدليل وليس التقليد.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 12:27]ـ
لمذهب الحنفيَّة [/ COLOR] أنَّه يتَّسع حتى يبلغ به قبيل حدود الحرم، وهذا ما رأيته في غير ما كتابٍ من كتبهم المعتمدة في نقل المذهب. وأظُنُّ أنَّ ذلك قول ابن حزمٍ أيضًا، ويحتاج هذا لمراجعةٍ. [/ COLOR][/SIZE]
بارك الله فيك ليس المقصود هو أول النقل بل ما جزم به صاحب الغايه.
وعلى هذا فاذا كانت الشرائع متصلة بمكة فالقول بالجواز واضح أما إذا كانت غير متصلت فإن القول بعدم الجواز غير واضح حتى ولو كان هو قول أكثر أهل العلم وما جرم به صاحب الغاية.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 10:17]ـ
اهل مكة يحرمون بالحج فقط من اي مكان داخل الحرم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي معالم السنن هل تعلم أن خمسة مخططات من مخططات الشرائع داخل الحرم!!!
وبناء على كلامك المقتبس فهؤلاء من أهل مكة و (يحرمون بالحج فقط من اي مكان داخل الحرم)
وقد ذكرت في مشاركة سابقة لي في هذه الصفحة ما نصه (أما أهل الشرائع حتى من هم خارج الحرم فلهم حكم أهل مكة وذلك لامتداد العمران حتى أصبحت الشرائع حي من أحياء مكة، وليسوا مثل أهل عسفان أو الكامل وغيرها).
إذن فهم من أهل مكة وليسوا ممن هم بين مكة والميقات حتى يدخلون في قوله (من أهله).
ـ[معالم السنن]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 12:56]ـ
غير صحيح بارك الله فيك الحكم متعلق بمن هم داخل حدود الحرم والا للزم من قولك تطبيق احكام الحرم على خارج الحرم لاتصال البنيان!!! وهذا لا يقوله عاقل ابدا
لا زلت انادي بقراءة كلام اهل العلم في مظانه وفهم الفاظ الروايات والجمع بينها ليتضح للجميع الامر
مكة
ـ[أبوهلا]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 01:28]ـ
لا زلت انادي بقراءة كلام اهل العلم في مظانه وفهم الفاظ الروايات والجمع بينها ليتضح للجميع الامر
مكة
صبرك علي أخي معالم السنن فأنا عامي مسكين.
أنتظر منكم ومن عقلكم الكبير بصفتكم طالب من طلاب الدراسات العليا في جامعة الإمام ـ وأنت مصدق عندي في دعواك ـ أن تطبق ما تنادي به أولا (بقراءة كلام أهل العلم في مظانه)
وأن تفهم (ألفاظ الروايات)
وأن (تجمع بينها)
ثم تعرضه في هذه الصفحة (ليتضح للجميع الأمر)
للجميع العقلاء وغير العقلاء!!!!
تنبيه قد يساعدك في بحثك الذي ننتظره:
الحكم لا علاقة له باحكام الحرم بل بأهل مكة ومن فهم (ألفاظ الروايات) علم ذلك، أما أن يكون (الحكم متعلق بمن هم داخل حدود الحرم)!!! فهذا لا يقوله عاقل ابدا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 01:58]ـ
/// سبحان الله! ما دمت تنادي بقراءة الناس لكلام أهل العلم فلم لا تنقله ههنا، ما فائدة المنتديات العلمية إذن؟ للأخذ من أختيارتك العلميَّة؟! أوتظنُّ النَّاس يثقون في نقل مجهولٍ عن أهل العلم دون توثيق ولا نقل؟!
/// إن كنتَ ترى أنَّ الإخوة لا يفهمون ولا يفقهون فانقل بالمراجع ما زعمت أنَّه حقٌّ يفتقده الإخوة ههنا، بدل هذا التشغيب والإطلاق الفارغ دون برهان ولا حجة!
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 05:16]ـ
حاليا وعاجل
انا اسكن في الشرائع وحاج مع حمله من مكه
والا انا خارج منتطقه مكه بعيدا جدا وسوف اصل جده يوم السابع
هل اذهب الى بيتي في الشرائع واحرم منه
ام لا بد من الميقات الذي امر عليه
ام من جده
ام اذهب الى الحمله في داخل مكه واحرم معهم
الذي يتضح لى الان انه يجوز لى ان اصل الى بيتي غير محرم ويجوز ان احرم من الميقات
وان احرمت من داخل مكه جاز
ما رايكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 06:04]ـ
الذي يتضح لى الان انه يجوز لى ان اصل الى بيتي غير محرم ويجوز ان احرم من الميقات
وان احرمت من داخل مكه جاز
ما رايكم
أخي الفاضل ما اتضح لك هو الصواب بإذن الله فكل هذه الصور جائزة لك لأنك مكي - هنيئا لك - (ابتسامة)
ومن أخصب تخير ولم يتحير
تقبل الله منا ومنكم
ـ[أبوهلا]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 10:34]ـ
حاليا وعاجل
انا اسكن في الشرائع وحاج مع حمله من مكه
والا انا خارج منتطقه مكه بعيدا جدا وسوف اصل جده يوم السابع
هل اذهب الى بيتي في الشرائع واحرم منه
ام لا بد من الميقات الذي امر عليه
ام من جده
ام اذهب الى الحمله في داخل مكه واحرم معهم
الذي يتضح لى الان انه يجوز لى ان اصل الى بيتي غير محرم ويجوز ان احرم من الميقات
وان احرمت من داخل مكه جاز
ما رايكم
أصلحك الله أخي عاطف هل هذه الفتوى عن علم ودليل؟
أما أنت أخي صاحب السؤال فالمكي إذا مر بالميقات وهو يريد الحج والعمرة فحكمه حكم غير المكي،
يعني أنت الآن بعيد عن مكة وستعود إلى مكة للحج وعند عودتك ستمر بالميقات فلا تجاوزه إلا بعد أن تحرم. وإن جاوزته عد إليه.
تنبيه لجميع الأخوة:
هناك علماء للإفتاء فاسألوهم،
أما المنتدى فليس مكانا للإفتاء بل هو لمناقشة القضايا العلمية، لذا ستجد أقوالا شاذة وغير معتبرة عند العلماء، وستجد جهلة وعوام ووو وكل من يعتمد على كلام المشاركين في المنتدى فهو مخطئ لأنه يأخذ دينه عن مجاهيل.
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 10:35]ـ
أخي الفاضل ما اتضح لك هو الصواب بإذن الله فكل هذه الصور جائزة لك لأنك مكي - هنيئا لك - (ابتسامة)
ومن أخصب تخير ولم يتحير
تقبل الله منا ومنكم
بورك فيك
كان محل الاشكال ان سكني في الشرائع خارج الحرم ويلزمني ان احرم منه ولا ادخل الحرم بغير احرام
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 10:43]ـ
أما المنتدى فليس مكانا للإفتاء بل هو لمناقشة القضايا العلمية، لذا ستجد أقوالا شاذة وغير معتبرة عند العلماء، وستجد جهلة وعوام ووو وكل من يعتمد على كلام المشاركين في المنتدى فهو مخطئ لأنه يأخذ دينه عن مجاهيل.
/// أحسنت .. وأصبت .. لكن يستثنى منه ما لو نقل فتواه عن أهل العلم ووثَّق ذلك وبيَّنه.
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 02:38]ـ
أصلحك الله أخي عاطف هل هذه الفتوى عن علم ودليل؟
أما أنت أخي صاحب السؤال فالمكي إذا مر بالميقات وهو يريد الحج والعمرة فحكمه حكم غير المكي،
يعني أنت الآن بعيد عن مكة وستعود إلى مكة للحج وعند عودتك ستمر بالميقات فلا تجاوزه إلا بعد أن تحرم. وإن جاوزته عد إليه.
تنبيه لجميع الأخوة:
هناك علماء للإفتاء فاسألوهم،
أما المنتدى فليس مكانا للإفتاء بل هو لمناقشة القضايا العلمية، لذا ستجد أقوالا شاذة وغير معتبرة عند العلماء، وستجد جهلة وعوام ووو وكل من يعتمد على كلام المشاركين في المنتدى فهو مخطئ لأنه يأخذ دينه عن مجاهيل.
وما ذكرته حفظه الله هو فنوى
وجكم شرعي
وبخصوص المسأله العلماء قالوا ان من كان من اهل مكه وقدم اليها له ان يتجاوز الميقات من غير احرم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 02:49]ـ
/// من فتاوى لقاءات الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
السؤال: فضيلة الشيخ: رجل سافر من القصيم إلى جدة لزيارة أهله وهو من أهل جدة وقد نوى الاعتمار في هذا السفر، فهل يجوز له أن يؤخر إحرامه حتى يصل إلى أهله؟
الشيخ: الرجل الذي أهله في جدة أنشأ السفر لأجل زيارة أهله سواء اعتمر أم لم يعتمر لكن يقول: سأعتمر إذا بقيت أسبوعاً أو شهراً أو ما أشبه ذلك، فهذا لا يجب عليه أن يحرم من الميقات، كما أن الرجل من أهل مكة لو أنه سافر من القصيم إلى مكة ذهب إلى أهله وهو يريد أن يحج هذا العام، فإننا لا نلزمه أن يحرم إذا مر بالميقات؛ لأن هذا الرجل ذاهب إلى أهله، وكذلك المسألة الأولى الذي ذهب إلى أهله في جدة. أما الذي من أهل الرياض فهو في جدة مسافر غير مستوطن، فإذا ذهب إلى جدة لغرض شغل أوزيارة أو تجارة أو وظيفة وهو يريد أن يعتمر في هذا السفر، فهذا السفر كان للأمرين، فإننا نقول: لا تتجاوز الميقات حتى تحرم؛ لأنك مسافر حتى وأنت في جدة.
السائل: وإذا كان متزوجاً ويسكن مع زوجته وأولاده في الرياض وأمه وأبوه في جدة فما الحكم؟
الشيخ: هذا إذا جاء إلى جدة فهو مسافر، فهنا إذا أراد أن يذهب إلى أهله للزيارة وهو يريد أن يعتمر نقول: لا بد أن تحرم من الميقات؛ لأن وطنه الرياض. أما جدة فهي وطن أبيه وأمه، ولهذا لو كان في رمضان فله أن يفطر إذا سافر إلى مقر أبيه وأمه وهو ساكن في بلد آخر، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 02:58]ـ
المكي إذا خرج إلى الطائف وفي نيته الحج هل يلزمه الإحرام؟
قمت أنا وزوجتي وعمتي ولله الحمد بأداء فريضة الحج للعام المنصرم1426 هـ أنا وزوجتي من سكان مكة المكرمة أما عمتي فهي من سكان مدينة الباحة وقد قامت بالسفر إلى مدينة الطائف حيث ذهبت أنا وزوجتي لإحضارها من مدينة الطائف إلى مكة المكرمة في اليوم السادس من ذي الحجة حيث أحرمت من ميقات " وادي محرم " وفي اليوم السابع قامت بأداء طواف القدوم وفي اليوم الثامن قمت أنا وزوجتي بالإحرام من منزلنا في مكة للحج وانطلقنا نحن الثلاثة لأداء فريضة الحج في إحدى الحملات .... سؤالي: هل يلزمنا فدية لأننا لم نحرم من ميقات " وادي محرم " أي أننا تجاوزناه أنا وزوجتي بدون أن نحرم منه لأننا من سكان مكة؟
الحمد لله، لا حرج عليكم في تجاوز الميقات دون إحرام؛ لكونكم لم تريدوا الحج أو العمرة في ذلك الوقت، وفي نيتكم الإحرام في اليوم الثامن من منازلكم، لمفهوم قوله صلى الله عليه وسلم في المواقيت: (هُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ، حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ) رواه البخاري (1524) ومسلم (1181).
وهكذا إذا خرج المكي إلى الطائف أو جدة، ثم رجع وهو غير مريد للنسك، فلا يلزمه الإحرام، على الراجح من قولي العلماء.
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (11/ 122): " من مر على أي واحد من المواقيت التي ثبتت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو حاذاها جوا أو برا أو بحرا وهو يريد الحج أو العمرة وجب عليه الإحرام، وإذا كان لا يريد حجا ولا عمرة فلا يجب عليه أن يحرم " انتهى.
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إذا خرج المكي إلى جدة مثلا ثم رجع إلى مكة في اليوم الخامس من ذي الحجة وهو يريد الحج من عامه فهل يلزمه الإحرام من جدة؟ وهل له أن يحرم بالعمرة ويكون متمتعا؟
فأجاب: " له أن يحرم بالعمرة ويكون متمتعا، وإذا كان يريد الحج لم يلزمه (يعني الإحرام من جدة)؛ لأن أهله في مكة " انتهى من "فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (21/ 326).
وقوله رحمه الله: " لأن أهله في مكة " المقصود أنه من أهل مكة أو المقيمين بها، فلا يؤثر كون أهلك خرجوا معك إلى الطائف، فالحكم واحد.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/90074
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 03:01]ـ
يا شيخ عدنان بورك فيك
الحرج عندي اني اسكن خارج الحرم في الشرائع مع اني اجزم بان الشرائع من مكه في الوقت الحالى
الحرج في اني اريد الاحرام من مكه حيث مقر الحمله حيث قدومي عليها من طريق جده
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 03:02]ـ
/// من فتاوى ابن حجر المكي الشافعي:
(وسئل) نفع الله به عن مكي خرج لزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم فزار ثم وصل ذا الحليفة فهل يلزمه الإحرام منها لأن من الغالب أن المكي المقيم بمكة يحج كل سنة فكان كقاصد مكة للنسك أو لا يلزمه ذلك.
(فأجاب) بقوله في ذلك تفصيل لا بد منه لأنه الذي دل عليه كلام النووي في مجموعه في مواضع حيث قال إذا حج واعتمر حجة الإسلام وعمرته ثم أراد دخول مكة لحاجة لا تتكرر كزيارة أو رسالة أو كان مكيا سافر فأراد دخولها عائدا من سفر ونحو ذلك لم يلزمه الإحرام بحج ولا عمرة وكذا لو أراد دخول الحرم دون مكة بلا خلاف كما صرح به جميع الأصحاب ا هـ ملخصا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 03:07]ـ
يا شيخ عدنان بورك فيك
الحرج عندي اني اسكن خارج الحرم في الشرائع مع اني اجزم بان الشرائع من مكه في الوقت الحالى
الحرج في اني اريد الاحرام من مكه حيث مقر الحمله حيث قدومي عليها من طريق جده
/// الذي يظهر أنَّك تحرم من المكان الذي تنوي الحج منه، مثلما لو كنت من أهل مكة -في الشرائع- وصادف وجودك في اليوم الثامن كونك في الحملة أوعرفة؛ فتحرم من هناك ..
/// ومثلما لو كنت في ذي الحليفة يوم الثامن وأردَّت الحجَّ فتحرم من هناك.
/// ولعلَّ هذا كلُّه راجعٌ إلى قوله: ((ولمن أتى عليهنَّ من غير أهلهنَّ)).
والله أعلم!
/// وثم فتوى للشيخ ابن باز أو اللجنةالدائمة قريبة من هذا الباب لا تحضرني الآن.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 01:11]ـ
/// ثم رأيت تلك الفتوى المنوَّه بها أعلاه:
/// من فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله:
س: من كان في منى قبل يوم التروية هل عليه أن يذهب إلى مكة ويحرم منها؟ وما حكم استبدال الإحرام؟
ج: الذي في منى قبل يوم التروية إذا جاء يوم التروية يحرم من مكانه في منى والحمد لله، وهكذا المرابط في مزدلفة من الجنود والمسؤولين، يحرم من مكانه.
إذا جاء يوم الثامن يحرم من مكانه الذي في منى والذي في مزدلفة من مزدلفة، والذي في عرفة من عرفة، والذي في مكة من مكة، والذي في ضواحيها من ضواحيها؛ كلُّ يحرم من مكانه ... الخ.
/// وفي فتوى مختصرة أخرى للشيخ ابن باز رحمه الله شبيهة بهذه:
س: من كان في منى قبل يوم التروية هل يدخل ويحرم من مكة أو يحرم من منى؟
ج: الجالس في منى يشرع له أن يحرم من منى والحمد لله، ولا حاجة إلى الدخول إلى مكة؛ بل يلِّبي من مكانه بالحج إذا جاء وقته.(/)
سلسلة الفوائد والنكت: كتاب مباحث في علوم القرآن للقطان
ـ[عبدالحي]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 11:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- المصحف الذي جمع في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يسمى بالمصحف الإمام , وسميت كتابته بالرسم العثماني نسبة إليه ويعتبر هذا بداية لعلم رسم القرآن ص 6
- وضع أبو أسود الدؤلي بأمر من علي بن أبي طالب رضي الله عنه قواعد النحو صيانة لسلامة النطق , وضبطا لقرآن الكريم ويعتبر هذا كذلك بداية لعلم إعراب القرآن ص 6
- من أشهر المفسرين من الصحابة: الخلفاء الأربعة , ابن مسعود , ابن عباس , أبي بن كعب , زيد بن ثابت , أبو موسى الأشعري , عبدالله بن الزبير رضي الله عنهم.
إشتهر من تلاميذ ابن عباس بمكة: سعيد بن جبير , مجاهد , عكرمة مولى ابن عباس , طاوس بن كيسان اليماني , عطاء بن أبي رباح.
إشتهر من تلاميذ أبي بن كعب بالمدينة: زيد بن أسلم , ابو العالية , محمد بن كعب القرضي
إشتهر من تلاميذ ابن مسعود بالعراق: علقمة بن قيس , مسروق , الأسود بن يزيد , عامر الشعبي , الحسن البصري , قتادة بن دعامة السدوسي ص 7
- الحديث النبوي ينقسم إلى قسمين: 1 - قسم توقيفي وهو الذي تلقى الرسول صلى الله عليه وسلم مضمونه من الوحي فبينه للناس بكلامه 2 - قسم توفيقي وهو الذي استنبطه الرسول صلى الله عليه وسلم من فهمه للقرآن , وهذا القسم يقره الوحي إذا كان صوابا , وإذا وقع خطأ جزئي نزل الوحي بما فيه الصواب. ص 23
ـ[عبدالحي]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 01:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- الوحي بمعناه اللغوي يتناول: 1 - الإلهام الفطري للإنسان كالوحي إلى أم موسى 2 - الإلهام الغريزي للحيوان كالوحي إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا 3 - الإشارة السريعة على سبيل الرمز و الإيحاء كإيحاء زكريا لقومه أن سبحوا الله بكرة وعشيا 4 - وسوسة الشاطين وتزيينه الشر في نفس الإنسان 5 - ما يلقيه الله إلى ملائكته من أمر ليفعلوه.
والوحي بالمعنى المصدري اصطلاحا: هو إعلام الله تعالى من يصطفيه من عباده ما أراد من هداية بطريقة خفية سريعة ص 28
- قوله تعالى: " ووجدك ضالا فهدى " لا يفهم منه أنه كان على وثنية قبل الإهتداء إلى التوحيد , أو على سبيل غير قويم , قبل الخلق العظيم حاشى لله , وإنما هي الحيرة تلم بقلوب أهل الإخلاص , فيما يرجون للناس من الخلاص , وطلب السبيل إلى ماهدوا إليه من إنقاذ الهالكين و إرشاد الضالين ص 47
- العلم بالمكي والمدني له فوائد أهمها: 1 - الإستعانة به في تفسير القرآن ومنها معرفة الناسخ والمنسوخ عند تعارض المعنى في آيتين 2 - تذوق أساليب القرآن و الإستفادة منها في أسلوب الدعوة إلى الله 3 - الوقوف على السيرة النبوية من خلال الآيات القرآنية ص 58
- إعتمد العلماء في معرفة المكي والمدني على منهجين أساسيين: 1 - المنهج السماعي النقلي الذي يستند إلى الرواية الصحيحة عن الصحابة الذين عاصروا الوحي , وشاهدوا نزوله ,أو عن التابعين الذي تلقوا عن الصحابة , ومعضم ما ورد في المكي والمدني من هذا القبيل 2 - والمنهج القياسي الإجتهادي يستند إلى خصائص المكي وخصائص المدني ص 59
ـ[عبدالحي]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 09:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- للعلماء في الفرق بين المكي و المدني ثلاثة أراء اصطلاحية , كل رأي منها بني على اعتبار خاص: 1 - اعتبار زمن النزول , فالمكي ما نزل قبل الهجرة و إن كان بغير مكة و المدني ما نزل بعد الهجرة و إن كان بغير المدينة 2 - اعتبار مكان النزول , فالمكي ما نزل بمكة و ما جاورها كمنى و عرفات و الحديبية و المدني ما نزل بالمدينة و ما جاورها كأحد و قباء و سلع ويترتب على هذا الرأي عدم تنائية القسمة و حصرها فما نزل بالأسفار أو تبوك أو بيت المقدس لا يدخل تحت القسمة فلا يسمى مكيا و لا مدنيا 3 - اعتبار المخاطب فالمكي ما كان الخطاب لأهل مكة و المدني ما كان خطابا لأهل المدينة , وينبني على هذا الرأي عند أصحابه أن ما في القرآن من قوله تعالى (يا أيها الناس) مكي و ما فيه من قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا) مدني , و بالملاحظة يتبين أن أكثر سور القرآن لم تفتتح بأحد الخطابين و أن هذا الضابط لا يطرد ص 60
- ضوابط المكي: 1 - كل سورة فيها سجدة فهي مكية 2 - كل سورة فيها لفظ (كلا) فهي مكية , و لم ترد إلا في النصف الأخير من القرآن , و ذكرت ثلاثا و ثلاثين مرة في خمس عشرة سورة 3 - كل سورة فيها (يا أيها الناس) و ليس فيها (يا أيها الذين آمنوا) فهي مكية , إلا سورة الحج ففي أواخرها (يا أيها الذين آمنوا اركعوا و اسجدوا ....... ) و مع هذا فإن كثيرا من العلماء يرى أن هذه الآية مكية كذلك 4 - كل سورة فيها قصص الأنبياء و الأمم الغابرة فهي مكية سوى البقرة 5 - كل سورة فيها آدم و إبليس فهي مكية سوى البقرة 6 - كل سورة تفتح بحروف الهجاء فهي مكية سوى الزهراوين و هما البقرة و آل عمران و اختلفوا في الرعد.
أما من ناحية المميزات الموضوعية و خصائص الأسلوب فيمكن إجمالها في: 1 - الدعوة إلى التوحيد , و إثبات الرسالة و إثبات البعث و الجزاء و ذكر القيامة و أهوالها و النار و عذابها و الجنة و نعيمها و مجادلة المشركين بالبراهين العقلية و الآيات الكونية 2 - و ضع الأسس العامة للتشريع و الفضائل الأخلاقية التي يقوم عليها كيان المجتمع و فضح جرائم المشركين في سفك الدماء و أكل أموال اليتامى ظلما ووأد البنات و ما كانوا عليه من سوء العادات 3 - ذكر قصص الأنبياء و الأمم السابقة 4 - قصر الفواصل مع قوة الألفاظ و إيجاز العبارة بما يصخ الأذان و يصعق القلوب و يؤكد المعنى بكثرة القسم كقصار المفص إلا نادرا ص 62
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 08:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- ضوابط المدني: 1 - كل سورة فيها فريضة أو حد فهي مدنية 2 - كل سورة فيها ذكر المنافقين فهي مدنية سوى العنكبوت فإنها مكية 3 - كل سورة فيها مجادلة أهل الكتاب فهي مدنية.
أما من ناحية المميزات الموضوعية و خصائص الأسلوب فهي: 1 - بيان العبادات و المعاملات و الحدود و نظام الأسرة و المواريث و فضيلة الجهاد , و الصلات الإجتماعية , و العلاقات الدولية في السلم و الحرب و قواعد الحكم و مسائل التشريع 2 - مخاطبة أهل الكتاب و دعوتهم إلى الإسلام و بيان تحريفهم لكتب الله , و تجنيهم على الحق و اختلافهم من بعد ماجاءهم العلم بغيا بينهم 3 - الكشف عن سلوك المنافقين , و تحليل نفسيتهم و إزاحة الستار عن خبايهم , و بيان خطرهم على الدين 4 - طول المقاطع و الآيات في أسلوب يقرر الشريعة و يوضح أهدافها و مراميها ص 63
- فوائد معرفة سبب النزول: 1 - بيان الحكمة التي دعت إلى تشريع حكم من الأحكام و إدراك مراعاة الشرع للمصالح العامة في علاج الحوادث رحمة بالأمة 2 - تخصيص حكم ما نزل إن كان بضيغة العموم بالسبب عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب لا بعموم اللفظ , و هي مسألة خلافية 3 - إذا كان لفظ ما نزل عاما وورد دليل على تخصيصه فمعرفة السبب تقصر التخصيص على ما عدا صورته و لا يصح إخراجها لأن دخول صورة السبب في اللفظ العام قطعي فلايجوز إخراجها بالإجتهاد لأنه ظني و هذا هو ما عليه الجمهور 4 - معرفة سبب النزول خير سبيل لفهم معاني القرآن و كشف الغموض الذي يكشف بعض الآيات في تفسيرها ما لم يعرف سبب نزولها 5 - يوضح سبب النزول من نزلت فيه الآية حتى لا تحمل على غيره بدافع الخصومة و التحامل ص 79
ـ[عبدالحي]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 10:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- ذهب الجمهور إلى أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب , فالحكم الذي يؤخذ من اللفظ العام يتعدى صورة السبب الخاص إلى نظائرها و هذا هو الرأي الراجح و الأصح و هو الذي يتفق مع عموم أحكام الشريعة و الذي سار عليه الصحابة و المجتهدون من هذه الأمة فعدوا بحكم الآيات إلى غير صورة سببها ص 83
- إن سبب النزول إذا تعدد: فإما أن يكون الجميع غير صريح و إما أن يكون الجميع صريحا و إما أن يكون بعضه غير صريح و بعضه صريحا , فإن كان الجميع غير صريح في السببية فلا ضرر حيث يحمل على التفسير , و إن كان بعضه غير صريح و بعضه الآخر صريحا فالمعتمد هو الصريح , و إن كان الجميع صريحا فلا يخلو إما أن يكون أحدهما صحيحا أو الجميع صحيحا , فإن كان أحدهما صحيحا دون الآخر فالصحيح هو المعتمد و إن كان الجميع صحيحا فالترجيح إن أمكن و إلا فالجمع إن أمكن و إلا حمل على تعدد النزول و تكرره و في هذا القسم الآخير مقال و في النفس منه شيء ص 91
- قد يتعدد ما ينزل و السبب واحد و لا شيء في ذلك فقد ينزل في الواقعة الواحدة آيات عديدة في سور شتى ص 92
- تقدم نزول الآية على الحكم و معنى هذا أن الآية قد تنزل بلفظ مجمل محتمل أكثر من معنى ثم يحمل تفسيرها على أحد المعاني فيما بعد فتكون دليلا على حكم متأخر ص 92
- قد يحدث لشخص واحد من الصحابة أكثر من واقعة و يتنزل القرآن بشأن كل واقعة منها , فيتعدد ما نزل بشأنه بتعدد الوقائع ص 94
- إن معرفة المناسبة بين الجملة و الجملة في الآية الواحدة أو بين الآية و الآية في الآيات المتعددة أو بين فواتح السور و خواتيمها أو بين السورة و السورة تساعد على حسن التأويل و دقة الفهم و لذا أفرد بعض العلماء هذا المبحث بالتصنيف ص 96
ـ[عبدالحي]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 02:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- حكمة نزول القرآن منجما: 1 - تثبيت فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقب و أشد عناية بالمرسل إليه , ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك إليه , و تجدد العهد به و بما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز , فيحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة , و لهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة لقياه جبريل 2 - التحدي و الإعجاز فإن تحديهم به مفرقا مع عجزهم عن الإتيان بمثله أدخل في الإعجاز و أبلغ في الحجة من أن ينزل جملة ويقال لهم جيئوا بمثله 3 - تيسير حفظه وفهمه 4 - مسايرة الحوادث و التدرج في التشريع 5 - الدلالة القاطعة على أن القرآن الكريم تنزيل من حكيم حميد فإن القرآن نزل منجما خلال فترة من الزمن لكن عندما يقرأه الإنسان و يتلو سورة يجده محكم النسج دقيق السبك مترابط المعاني رصين الأسلوب متناسق الآيات و السور كأنه عقد فريد نظمت حياته بما لم يعهد له مثيل في كلام البشر قال تعالى (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) ولو كان هذا القرآن من كلام البشر قيل في مناسبات متعددة , ووقائع متتالية و أحادث متعاقبة لوقع فيه التفكك و الإنفصام , و استعصى أن يكون بينه التوافق و الإنسجام قال تعالى (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) ص 107
- تعتمد العملية التعليمية على أمرين أساسيين: 1 - مراعاة المستوى الذهني للطلاب 2 - تنمية قدراتهم العقلية و النفسية و الجسمية بما يوجهها وجهة سديدة إلى الخير و الرشاد ص 117
- جمع أبوبكر الصديق رضي الله عنه القرآن سنة 12 هجرية و يسمى بالجمع الثاني و جمعه مرة أخرى عثمان بن عفان رضي الله عنه على حرف واحد سنة 25 هجرية و يسمى بالجمع الثالث ص 135
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 03:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- سور القرآن أقسام أربعة: 1 - الطوال و هي سبع: البقرة , آل عمران , النساء , المائدة , الأعراف , و السابعة قيل هي الأنفال و براءة معا لعدم الفصل بينهما بالبسملة , و قيل هي يونس.
2 - المئين: التي تزيد آياتها على مائة أو تقاربها.
3 - المثاني: هي التي تليها في عدد الآيات و سميت بذلك لأنها تثنى في القراءة و تكرر أكثر من الطوال و المئين.
4 - المفصل: قيل من أول سورة ق و قيل من أو سورة الحجرات , و قيل غير ذلك , وأقسامه ثلاثة: 1 - طواله من ق أو الحجرات إلى عم أو البروج 2 - و أوساطه من عم أو البروج إلى الضحى أو إلى لم يكن 3 - و قصاره من الضحى أو لم يكن إلى آخر القرآن على خلاف في ذلك و سميّ بالمفصل لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة ص 145
- ذهب أكثر العلماء إلى أن المراد بالأحرف السبعة , سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد , على معنى أنه حيث تختلف لغات العرب في التعبير عن معنى من المعاني , يأتي القرآن منزلا بألفاظ على قدر هذه اللغات لهذا المعنى الواحد , و حيث لا يكون هناك اختلاف فإنه يأتي بلفظ واحد أو أكثر و هذا هو الراجح ص 158
ـ[عبدالحي]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 12:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- حكمة نزول القرآن على سبعة أحرف: تتلخص في:
1 - تيسير القراءة و الحفظ على قوم أميين لكل قبيل منهم لسان و لا عهد لهم بحفظ الشرائع , فضلا عن أن يكون ذلك مما ألفوه و هذه الحكمة نصت عليها الأحاديث
2 - إعجاز القرآن للفطرة اللغوية عند العرب
3 - إعجاز القرآن في معانيه و أحكامه فإن تقلب الصور اللفظية في بعض الأحرف و الكلمات يتهيأ معه استنباط الأحكام التي تجعل القرآن ملائما لكل عصر ص 169
- ضوابط القراءة الصحيحة ثلاثة و هي:
1 - أن توافق العربية بوجه من الوجوه
2 - أن توافق القراءة أحد المصاحف العثمانية و لو احتمالا , لأن الصحابة في كتابة المصاحف العثمانية اجتهدوا في الرسم على حسب ما عرفوا من لغات القراءة , و المراد بالموافقة الإحتمالية ما يكون من نحو هذا كقراءة مالك يوم الدين فإن لفظة مالك كتبت في جميع المصاحف بحذف الألف فتقرأ ملك و هي توافق الرسم تحقيقا و تقرأ مالك و هي توافق احتمالا و هكذا , و لا يشترط في القراءة الصحيحة أن تكون موافقة لجميع المصاحف و يكفي الموافقة لما ثبت في بعضها.
3 - أن تكون القراءة مع ذلك صحيحة الإسناد لأن القراءة سنة متبعة يعتمد فيها على سلامة النقل و صحة الرواية , و متى اختل ركن منها أو أكثر أطلق عليها أنها ضعيفة أو شاذة أو باطلة ص 176
ـ[عبدالحي]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 04:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- فوائد الإختلاف في القراءات الصحيحة:
من هذه الفوائد:
1 - الدلالة على صيانة كتاب الله و حفظه من التبديل و التحريف مع كونه على هذه الأوجه الكثيرة.
2 - التخفيف عن الأمة و تسهيل القراءة عليها.
3 - إعجاز القرآن في إيجازه حيث تدل كل قراءة على حكم شرعي دون تكرر اللفظ ص 181
- إذا ذكر الإسم مرتين فه أربع أحوال:
1 - فإن كانا معرفتين فالثاني هو الأول غالبا
2 - و إكانا نكرتين فالثاني غير الأول غالبا
3 - و إن كان الأول نكرة و الثاني معرفة فالثاني هو الأول حملا على العهد
4 - و إن كان الأول معرفة و الثاني نكرة توقف المراد على القرائن فتارة تقوم قرينة على التغاير و تارة على الإتحاد ص 204
- فائدة: التعبير بالخبر في موضع الأمر الإيذان بوجوب الإمتثال ص 211
ـ[عبدالحي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 03:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- يجيء لفظ (فعل) كناية عن أفعال متعددة لا للدلالة على فعل واحد , فيفيد بهذا الإختصار كقوله تعالى (لبئس ما كانوا يفعلون) فإن تشمل كل منكر لا يتناهون عنه , و إذا أطلقت في كلام الله تعالى فهي محمولة على الوعيد الشديد كقوله تعالى (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) و قوله تعالى (و تبين لكم كيف فعنا بهم) ص 213
- (كان) تفيد اقتران معنى الجملة التي تليها بالزمن الماضي لا غير , و لا دلالة لها نفسها على انقطاع ذلك المعنى و لا بقائه , بل إن أفاد الكلام شيئا من ذلك كان لدليل آخر , و قال أبو بكر الرازي (كان) في القرآن على خمسة أوجه:
1 - بمعنى الأزل و الأبد كقوله تعالى (و كان الله عليما حكيما)
2 - و بمعنى المعنى المنقطع كقوله تعالى (و كان في المدينة تسعة رهط) و هو الأصل في معاني كان
3 - و بمعنى الحال كقوله تعالى (كنتم خير أمة)
4 - و بمعنى الإستقبال كقوله تعالى (و يخافون يوما كان شره مستطيرا)
5 - و بمعنى صار كقوله تعالى (و كان من الكافرين) ص 214
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 03:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- و تأتي (كان) في النفي ويكون المراد بها نفي صحة الخبر لا نفي وقوعه و لذا تؤول بمعنى ما صح و ما استقام كقوله تعالى (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض) ص 216
- للعلماء في كاد مذاهب: 1 - أنها كسائر الأفعال نفيا و إثباتا , فإثباتها إثبات و نفيها نفي 2 - أنها تختلف عن سائر الأفعال إثباتا و نفيا فإثباتها نفي , و نفيها إثبات 3 - أنها في النفي تدل على وقوع الفعل بعسر و شدة 4 - التفصيل في النفي بين المضارع و الماضي , فنفي المضارع نفي , و نفي الماضي إثبات 5 - أنها في النفي تكون للإثبات إذا كان ما بعدها متصلا بما قبلها و متعلقا به كقولك: ما كدت أصل إلى مكة حتى طفت بالبيت الحرام ص 216
ـ[عبدالحي]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 04:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- تأتي (جعل) في القرآن الكريم لعدة معاني:
1 - بمعنى (سمّى) كقوله تعالى (الذين جعلوا القرآن عضين) أي سمّوه كذبا
2 - بمعنى (أوجد) و تتعدى إلى مفعول واحد
3 - بمعنى النقل من حال إلى حال و التصيير فتتعدى إلى مفعولين: إما حسا كقوله سبحانه (الذي جعل لكم الأرض فراشا) و إما عقلا كقوله سبحانه (أجعل الآلهة إلها واحدا)
4 - بمعنى (الإعتقاد) كقوله سبحانه و تعالى (و جعلوا لله شركاء الجن)
5 - بمعنى الحكم بالشيء على الشيء , حقا كان أو باطلا , فالحق كقوله تعالى (إنّا رادّوه إليك و جاعلوه من المرسلين) , و الباطل كقوله سبحانه و تعالى (و جعلوا لله ممّا ذرأ من الحرث و الأنعام نصيبا) ص 217
- القرآن كله محكم: أي أنّه كلام متقن فصيح يميز بين الحق و الباطل و الصدق والكذب و هذا هو الإحكام العام , وأن القرآن كله متشابه: أي يشبه بعضه بعضا في الكمال و الجودة , و يصدّق بعضه بعضا في المعنى و يماثله و هذا هو التشابه العام , إذن فكل من المحكم و المتشابه بمعناه المطلق المتقدم لا ينافي الآخر ص 220
- المحكم الخاص و المتشابه الخاص في معناهما وقع الإختلاف على أقوال أهمها:
1 - المحكم: ما عرف المراد منه و المتشابه: ما استأثر الله به
2 - المحكم: ما لا يحتمل إلا وجها واحدا , و المتشابه: ما احتمل أوجها
3 - المحكم: ما استقل بنفسه و لم يحتج إلى بيان , و المتشابه ما لا يستقل بنفسه و احتاج إلى بيان بردّه إلى غيره ص 221
- التأويل ورد لثلاثة معان:
1 - صرف اللفظ عن الإحتمال الراجح إلى الإحتمال المرجوح لدليل يقترن به , و هذا هو اصطلاح أكثر المتأخرين و هذا تأويل مذموم
2 - التأويل بمعنى التفسير , فهو الكلام الذي يفسر به اللفظ حتى يفهم معناه
3 - التأويل هو الحقيقة التي يؤول إليها الكلام. ص 223
- العام هو اللفظ المستغرق لما يصلح له من غير حصر , و من صيغ العموم:
1 - كل
2 - المعرف ب (أل) التي ليست للعهد
3 - النكرة في سياق النفي و النهي أو في سياق الشرط
4 - الذي و التي و فروعهما
5 - أسماء الشرط
6 - إسم الجنس المضاف إلى معرفة ص 228
- العام على ثلاثة أقسام:
1 - الباقي على عمومه
2 - العام المراد به الخصوم
3 - العام المخصوص ص 229
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 06:14]ـ
بارك الله فيك .. تسجيل متابعة ..
ـ[عبدالحي]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 05:31]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله تعالى كل خير
ـ[عبدالحي]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 05:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- الفرق بين العام المراد به الخصوص و العام المخصوص من وجوه أهمها:
1 - أن العام المراد به الخصوص لا يراد شموله لجميع الأفراد من أول الأمر لا من جهة تناول اللفظ و لا من جهة الحكم بل هو ذو أفراد استعمل في فرد واحد منها أو أكثر , أما العام المخصوص فأريد عمومه و شموله لجميع الأفراد من جهة تناول اللفظ لا من جهة الحكم
2 - الأول مجاز قطعا لنقل اللفظ عن موضوعه الأصلي و استعماله في بعض أفراده , بخلاف الثاني فالأصح فيه أنه حقيقة
3 - و قرينة الأول عقلية غالبا , و لا تنفك عنه , و قرينة الثاني لفظية و قد تنفك ص 231
ـ[عبدالحي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 04:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- الناس في النسخ على أربعة أقسام:
1 - اليهود ينكرونه لأنه يستلزم في زعمهم البداء و سبق الجهل أو أن النسخ يكون لغير حكمة و هذا محال على الله تعالى.
2 - الروافض غلو في إثبات النسخ و توسعوا فيه و أجازوا البداء على الله - سبحانه و تعالى عنهم علوا كبيرا - و استدلوا بأقوال نسبوها إلى علي رضي الله عنه زورا و بهتانا و بقوله تعالى (يمحوا الله ما يشاء و يثبت) على معنى أنه يظهر له المحو و الإثبات.
3 - أبو مسلم الأصفهاني - معتزلي -: يجوز النسخ عقلا و يمنع وقوعه شرعا , و قيل يمنعه في القرآن خاصة محتجا بقوله تعالى (لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) على معنى أن أحكامه لا تبطل أبدا , و يحمل آيات النسخ على التخصيص , و ردّ عليه بأن معنى الآية أن القرآن لم يتقدمه ما يبطله من الكتب و لا يأتي بعده ما يبطله.
4 - جمهور العلماء: على جواز النسخ عقلا و شرعا ص 241
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 07:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- أقسام النسخ أربعة:
1 - نسخ القرآن بالقرآن و هذا القسم متفق على جوازه ووقوعه.
2 - نسخ القرآن بالسنة , هذا فيه نوعان: الأول: نسخ القرآن بالسنة الآحادية و الجمهور على عدم جوازه , لأن القرآن متواتر يفيد اليقين و الآحاد مظنون , و لا يصح رفع المعلوم بالمظنون , الثاني: نسخ القرآن بالسنة المتواترة , و قد أجازه مالك و أبو حنيفة و أحمد في رواية لأن الكل وحي , و منعه الشافعي و أهل الظاهر و أحمد في الرواية الأخرى لقوله تعالى (ما ننسخ من آية أو ننسها نات بخير منها أو مثلها) و السنة ليست خيرا من القرآن و لا مثله.
3 - نسخ السنة بالقرآن و يجيزه الجمهور , و منعه الشافعي في إحدى روايته.
4 - نسخ السنة بالسنة و تحت هذا أربعة أنواع: 1 - نسخ متواتر بمتواتر 2 - نسخ آحاد بآحاد 3 - نسخ آحاد بمتواتر 4 - نسخ متواتر بآحاد , و الثلاثة الأولى جائزة , أما النوع الرابع فالجمهور عدم الجواز ص 243
ـ[عبدالحي]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 03:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- أنواع النسخ ثلاثة في القرآن: 1 - نسخ التلاوة و الحكم معا 2 - نسخ الحكم و بقاء التلاوة 3 - نسخ التلاوة و بقاء الحكم ص 244
- حكمة النسخ: 1 - مراعاة مصالح العباد 2 - تطور التشريع إلى مرتبة الكمال حسب تطور الدعوة و تطور حال الناس 3 - ابتلاء المكلف و اختباره بالإمتثال و عدمه 4 - إرادة الخير للأمة و التيسير عليها , لأن النسخ إن كان إلى أشق ففيه زيادة الثواب , و إن كان إلى أخف ففيه سهولة و يسر ص 246
- النسخ يكون إلى بدل: إما إلى بدل أخف أو بدل مماثل , وإما بدل أثقل , و يكون إلى غير بدل ص 247
- المطلق هو ما دلّ على الحقيقة بلا قيد , فهو يتناول واحدا لا بعينه من الحقيقة و أكثر مواضعه النكرة في الإثبات , و المقيد هو ما دل على الحقيقة بقيد ص 253
ـ[عبدالحي]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 09:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- المنطوق: هو ما دل عليه اللفظ في محل النطق أي أن دلالته تكون من مادة الحروف التي ينطق بها و منه النص و الظاهر , و المؤوّل , فالنص هو ما يفيد بنفسه معنى صريحا لا يحتمل غيره , و الظاهر هو ما يسبق إلى الفهم منه عند الإطلاق معنى مع احتمال غيره احتمالا مرجوحا , و المؤول: هو ما حمل لفظه على المعنى المرجوح لدليل يمنع من إرادة المعنى الراجح ص 257
- المفهوم: هو ما دلّ عليه اللفظ لا في محل النطق و هو قسمان:
1 - مفهوم الموافقة و هو ما يوافق حكمه المنطوق - و هو نوعان: الأول فحوى الخطاب و هو ما كان المفهوم فيه أولى بالحكم من المنطوق كفهم تحريم الشتم و الضرب من قوله تعالى (فلا تقل لهما أفّ) لأن منطوق الآية تحريم التأفيف , فيكون تحريم الشتم و الضرب أولى لأنهما أشد. الثاني: لحن الخطاب: و هو ما ثبت الحكم فيه للمفهوم كثبوته للمنطوق على سواء.
2 - مفهوم المخالفة: هو ما يخالف حكمه المنطوق و هو أنواع: مفهوم الصفة و المراد بها الصفة المعنوية
مفهوم الشرط , مفهوم غاية مفهوم حصر. ص 259
ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - Jan-2009, مساء 08:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- اختلف في الإحتجاج بهذه المفاهيم , و الأصح في ذلك أنها حجة بشروط منها: 1 - ألا يكون المذكور خرج مخرج الغالب 2 - و منها ألا يكون المذكور لبيان الواقع ص 261
- الأمر في الإحتجاج بمفهوم الموافقة أيسر , فقد اتفق العلماء على صحة الإحتجاج به سوى الظاهرية , أما الإحتجاج بمفهوم المخالفة فقد أثبته مالك و الشافعي و أحمد و نفاه أبو حنيفة و أصحابه ص 263
- المثل في القرآن هو إبراز المعنى في صورة رائعة موجزة لها وقعها في النفس , سواء أكانت تشبيها أو قولا مرسلا ص 292
ـ[عبدالحي]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 09:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- فوائد الأمثال:
1 - الأمثال تبرز المعقول في صورة المحسوس الذي يلمسه الناس , فيتقبله العقل لأن المعاني المعقولة لا تستقر في الذهن إلا إذا صيغة في صورة حسّية قريبة الفهم.
2 - تكشف الأمثال عن الحقائق و تعرص الغائب في معرض الحاضر.
3 - تجمع الأمثال المعنى الرائع في عبارة موجزة فالأمثال الكامنة و الأمثال المرسلة في الآيات الآنفة الذكر.
4 - يضرب المثل للترغيب في الممثل حيث يكون الممثل به مما رغب فيه النفوس.
5 - يضرب المثل للتنكير حيث يكون الممثل به مما تكرهه النفوس.
6 - يضرب المثل لمدح الممثل.
7 - يضرب المثل حيث يكون الممثل به صفة يستقبحها الناس.
8 - الأمثال أوقع في النفس و أبلغ في الوعظ و أقوى في الزجر و أقوم في الإقناع و قد أكثر الله تعالى الأمثال في القرآن للتذكرة و العبرة ص 297
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[08 - Jan-2009, مساء 03:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- سمي الحلف يمينا لأن العرب كان أحدهم يأخذ بيمين صاحبه عند التحالف ص 301
- قد أقسم الله تعالى بنفسه في القرآن في سبعة مواضيع ثلاثة منها أمر الله نبيه أن يقسم به ص 302
- أنواع القسم إثنان:
1 - ظاهر و هو ما صرّح فيه بفعل القسم , و صرّح فيه بالمقسم به و منه ما حذف فيه فعل القسم كما هو الغائب اكتفاءا بالجار من الباء أو الواو أو التاء.
2 - المضمر هو ما لم يصرّح فيه بفعل القسم و لا بالمقسم به , و إنّما تدل عليه اللام المؤكدة التي تدخل على جواب القسم كقوله تعالى (لتبلون في أموالكم و أنفسكم) أي و الله لتبلون ص 303
- القصص في القرآن الكريم أنواع:
1 - قصص الأنبياء 2 - قصص قرآني يتعلق بحوادث غابرة 3 - قصص تتعلق بالحوادث التي وقعت في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ص 317
ـ[عبدالحي]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 02:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- أهم فوائد قصص القرآن:
1 - إيضاح أسس الدعوة إلى الله , و بيان أصول الشرائع التي بُعث بها كل نبي.
2 - تثبيت قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلوب الأمة المحمدية على دين الله و تقوية ثقة المؤمنين بنُصرة الحق و جنده و خذلان الباطل و أهله.
3 - تصديق الأنبياء السابقين و إحياء ذكرهم و تخليد آثارهم.
4 - إظهار صدق محمد صلى الله عليه وسلم في دعوته بما أخبر به عن أحوال الماضين عبر القرون والأجيال.
5 - مقارعته أهل الكتاب قبل التحريف و التبديل.
6 - و القصص ضرب من ضروب الأدب يصغي إليه السمع و ترسيخ عبره في النفس. ص 317
- من حكم تكرار القصص في القرآن الكريم:
1 - بيان بلاغة القرآن في أعلى مراتبها , فمن خصائص البلاغة إبراز المعنى الواحد في صور مختلفة , و القصة المتكررة في كل موضع بأسلوب يتمايز عن الآخر و تُصاغ في قالب غير القالب و لا يمل الإنسان من تكرارها , بل تتجدد في نفسه معان لا تحصل له بقراءتها في المواضع الأخرى.
2 - قوة الإعجاز فإيراد المعنى الواحد في صور متعددة مع عجز العرب عن الإتيان بصورة منها أبلغ في التحدي.
3 - الإهتمام بشأن القصة لتمكين عبرها في النفس.
4 - اختلاف الغاية التي تساق من أجلها القصة , فتذكر بعض معانيها الوافية بالغرض في مقام , و تبرز معان أخرى في سائر المقامات حسب اختلاف مقتضيات الأحوال ص 318
ـ[عبدالحي]ــــــــ[13 - Jan-2009, مساء 06:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- الترجمة تطلق على معنيين:
1 - الترجمة الحرفية: و هي نقل ألفاظ من لغة إلى نظائرها من اللغة الأخرى بحيث يكون النظم موافقا للنظم , و الترتيب موافقا للترتيب.
2 - الترجمة الفسيرية أو المعنوية: و هي بيان معنى الكلام بلغة أخرى من غير تقييد بترتيب كلمات الأصل أو مراعاة لنظمه. ص 324
- في القرآن ألفاظ قليلة اختلف فيها العلماء أهي من لغات أخرى و عربت أم هي عربية بحته و لكنها مما تواردت عليها اللغات؟ و الذي عليه المحققون أنها كلمات اتفقت فيها ألفاظ العرب مع ألفاظ غيرهم من بعض أجناس الأمم , و هذا هو ما رجّحه جهبد المفسرين ابن جرير الطبري ص 344
ـ[عبدالحي]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 06:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- كان الإختلاف بين السلف قليل جدا بالنسبة إلى من بعدهم , و أكثره لا يعدو أن يكون خلافا في التعير مع اتحاد المعنى , أو يكون من تفسير العام ببعض أفراده على طريق التمثيل. ص 359
- أكثر ما يروى من هذه الإسرائيليات إنما يُروى عن أربعة أشخاص هم: عبد الله بن سلام و هو أكثرهم علما و أعلاهم قدرا , و كعب الأحبار و أكثر الخلاف يدور حوله في التجريح أو التوثيق , ووهب بن منبه و عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. ص 366
- قال ابن القيم التفسير الإشاري لابأس به إذا توفرت فيه أربعة شروط: 1 - ألاّ يُناقض معنى الآية 2 - أن يكون معنى صحيحا في نفسه 3 - أن يكون في اللفظ إشعار به 4 - أن يكون بينه و بين معنى الآية ارتباط و تلازم , فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنباطا حسنا. ص 368
إنتهت السلسلة بحول من الله تعالى وقوته و الحمد لله رب العالمين
ـ[أبومروة]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 02:59]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 04:40]ـ
جزاك الله خير جزاءه يا أخي عبدالحي، وزادك حرصا.(/)
حكم الحجِّ بدون تصريح؟
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[30 - Nov-2008, صباحاً 01:21]ـ
إجابة الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي مراجعة وإجازة الشيخ سعد الحميد
السؤال:
أحسن الله إليْكم، وبارك في علمكم، يشهد الله على حبي لكم في الله.
نسأل - يا سماحة الشَّيخ - عن حكم الحجِّ بدون تصريح.
الجواب:
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإنَّ حُكْمَ الحجِّ بدون تصريح يتوقَّف على كوْنِه فريضةً أو نافلة:
فإن كان حجَّ فريضةٍ، وكان الشخصُ قادرًا مستطيعًا لأداء تلك الفريضة، ولكنَّه عجز عن استِخْراج التَّصريح لأي سببٍ - جاز له أداءُ الحجِّ بدون تصريح؛ لأنَّ الله قد افترض عليه الحجَّ، ولا يجوز لأيِّ جهة بعد ذلك - فردًا أو جماعةً أو غيرَهما - منعُه من أداء تلك الفريضة، فإن مُنِعَ منها فلا تَجب عليه الطاعة؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا طاعةَ في معصية الله، إنَّما الطاعة في المعروف))؛ أخرجاه في الصحيحينِ عن ابن عمر، وقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((السمعُ والطاعة على المرء المسلم، فيما أَحَبَّ وكَرِهَ؛ ما لم يُؤمَرْ بمعصية، فإذا أُمر بمعصية، فلا سمعَ ولا طاعةَ)).
ولأنَّ الرَّاجح: أنَّ الحجَّ فرضٌ على الفوْر، كما هو مذهب الجمهور خلافًا للشافعي، ويَجب في أوَّل أوقات التَّمكين، وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - بلَّل اللهُ ثراه، وجعل الجنَّة مثوانا ومثواه - عن حُكم حجِّ مَن ذهب إلى الحجِّ، ولم يأخُذْ تصريحًا، فقال: "لو أنَّ الحكومة قالتْ لمن لم يحجَّ فرضًا: لا تحجَّ مع تَمام الشروط، فهنا لا طاعةَ لها؛ لأنَّ هذه معصية، اللهُ أوجبه عليَّ على الفور، وهذا يقول: لا تحجَّ، أمَّا النافلة، فليستْ واجبة، وطاعة ولي الأمر - فيما لم يتضمَّن تركَ واجبٍ أو فِعْلَ مُحرَّم – واجبة". اهـ كلامه رحمه الله.
.
أمَّا إن كان حجَّ نافلةٍ، فإنَّ طاعة ولي الأمر - في هذه الحالة - أوجبُ من حجِّ النَّافلة، ولا شكَّ أنَّ إصدار هذه القوانين المنظمة للحج، فيها من المصالح العامَّة للحجَّاج ما لا يخفى، ومن أهمِّ تلك المصالح: معالجةُ الزِّحام وخطورته، وما يترتَّب عليه من آثار سيِّئة.
يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -: "لا شَكَّ أنَّ تَكرار الحجِّ فيه فضلٌ عظيم للرِّجال والنِّساء، ولكن بالنَّظر إلى الزِّحام الكثير في هذه السنين الأخيرة؛ بسبب تيسير المواصلات، واتِّساع الدنيا على الناس، وتوفُّر الأمن، واختِلاط الرِّجال بالنساء في الطَّواف وأماكن العبادة، وعدم تحرُّز الكثير منهنَّ عن أسباب الفِتنة، نرى أنَّ عدم تَكرارِهنَّ الحجَّ أفضل لهنَّ، وأسْلَم لدينهنَّ، وأبعد عن المَضَرَّة على المجتمع الذي قد يفتن ببعضهنَّ، وهكذا الرِّجال إذا أمكن ترْك الاستِكْثار من الحجِّ؛ لقصد التَّوْسعة على الحُجَّاج، وتَخفيف الزِّحام عنهم، فنَرجُو أن يكون أجرُه في التَّرك أعظمَ من أجْرِه في الحجِّ إذا كان تركه له؛ بسبب هذا القصْد الطيِّب، ولا سيَّما إذا كان حجُّه يترتَّب عليه حج أتباعٍ له، قد يحصل بحجِّهم ضررٌ كثير على بعض الحجَّاج؛ لِجَهْلِهِم، أو عدم رِفْقِهم وقتَ الطَّواف والرَّمْي، وغيرهما من العِبَادات التي يكون فيها ازدحام، والشريعة الإسلامية الكاملة مبنيَّة على أصلينِ عَظِيمَيْنِ:
أحدهما: العناية بتحْصيل المصالح الإسلاميَّة وتكميلها، ورعايتها حسب الإمكان.
والثاني: العِنَاية بِدَرْء المفاسد كلِّها أو تقليلِها.
وأعمال المصلحينَ والدُّعاة إلى الحقِّ، وعلى رأسهم الرُّسل - عليْهم الصلاة والسلام - تدُور بين هذَينِ الأصْلَينِ، وعلى حسب علم العبْد بشريعة الله - سبحانه - وأسرارِها ومقاصدها، وتَحَرِّيه لِمَا يرضي الله، ويقرِّب لديه، واجتهاده في ذلك - يكون توفيق الله له - سبحانه - وتَسْدِيده إيَّاه في أقواله وأعماله، وأسأل اللهَ - عزَّ وجلَّ - أنْ يوفِّقَنا وإيَّاكم، وسائرَ المسلمينَ لكلِّ ما فيه رِضَاه، وصلاح أمْرِ الدِّين والدنيا، إنَّه سميعٌ قريبٌ". اهـ.
والحاصل: أنَّ المسلم إن استطاع أن يحجَّ نافلة بدون أخْذِ تصريح؛ امتثالاً لِما وَردَ من أحاديث صحيحة في التَّرغيبِ في الحج والمتابعة بينه، ولمْ يَتَرَتَّب على ذلك كَذِبٌ، ولا رِشْوَة، ولا احتِيَال، ولا ارْتِكابِ محظُور من إيذاء أحد - فحجُّه صحيح - إن شاء الله - ونرجو له عدم الإثم، وأمَّا إن وقع الشخص في أيِّ محظور شرْعي؛ لكي يتمكَّن من حجِّ النافلة - فإنَّ حجَّته صحيحة، مع وقوعه في الإثْم،، والله أعلم.
.
http://www.alukah.net/Fatawa/FatwaDetails.aspx?FatwaID=3208
.(/)
حكم حلق الشعر السابق للعزم على التضحية؟
ـ[علي الزيود]ــــــــ[30 - Nov-2008, صباحاً 09:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذا أخذنا بالقول أن الامساك عن حلق الشعر وأخذ شىء من الأظفار واجب لمن اراد ان يضحي , فما حكم من اراد ان يضحي بعد ان اصبح مستطيعا (مثلا جاءه مال خلال 10 ذي الحجة) وكان قد اخذ من شعره او اظفره؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Nov-2008, صباحاً 10:40]ـ
/// لا أعلم أحدًا من أهل العلم أبطل أومنع من أراد التَّضحية وقد أخذ شيئًا من شعره أوأظفاره، سواء أكان عازمًا على التضحية قبل دخول العشر أولم يكن كذلك، معذورًا أوغير ذلك.
/// لكن غاية ما قاله من حكم بتحريم الأخذ هو الكلام عمَّن عزم على ذلك ففعله عامدًا ..
/// وتقدَّم ذكر الخلاف في هذا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23084
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Nov-2008, صباحاً 10:45]ـ
/// ثم وجدُّت هاتين الفتوتين:
س: رجل حلق شعره في العشر من ذي الحجة، وهو يريد الأضحية وهو ناسي، فما جزاءه؟
ج: لا شيء عليه؛ لقول الله: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}، وصح عن رسول الله (أن الله سبحانه قال: "قد فعلت" خرجه مسلم في صحيحه. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
عضو / عضو / نائب رئيس اللجنة/ الرئيس
عبد الله بن منيع/ عبد الله بن غديان/ عبدالرزاق عفيفي/ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز
س: ما حكم أضحية من ضحى لوالديه، وهو حالق لحيته أو قاص أظافره خلال عشر ذي الحجة؟
ج: أضحيته صحيحة سواء كانت عن نفسه أو عن والديه، ولا يبطلها حلق لحيته أو قص أظافره خلال الأيام العشر قبل الذبح أو نحر الضحية، وقد أساء بقص أظافره في تلك الأيام، وارتكب منكرًا بحلق لحيته مطلقًا، إلا أن حلقها في تلك الأيام أشد.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[علي الزيود]ــــــــ[30 - Nov-2008, صباحاً 11:02]ـ
جزاك الله كل خير(/)
نصاب زكاة المال، كيف يحسب هل بنصاب الذهب أم بنصاب الفضة؟ ولماذا؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[30 - Nov-2008, صباحاً 10:01]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
نصاب زكاة المال، كيف يحسب هل بنصاب الذهب أم بنصاب الفضة؟ ولماذا؟
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 12:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
العلماء لهم قولان في هذه المسألة: منهم من يقول نقيمها بقيمة الفضة وهي الأقل وهي الأنفع للفقراء ومنهم من يقول نقيمها بقيمة الذهب لأن الذهب هو الأصل في الأثمان وهو المرجع حتى في القيم الموجودة الآن وإنما يُعرف قوة الاقتصاد وعدمه إمتلاك الدولة للرصيد الكبير من الذهب والعملة إذا كانت الدولة نصيبها من الذهب كبير فإن عملتها قوية فبالتالي يقولون نقيمها بالذهب
ـ[حمد]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 01:31]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
http://www.yasaloonak.net/default.asp?page=fatawa&num=fatwa&types=10&typename= طظ„ط²ظƒطط©& id=716(/)
أشد الناس حماسة واندفاعاً أشدهم جزعاً وانهياراً غالباً
ـ[مطيع باكرمان]ــــــــ[30 - Nov-2008, صباحاً 10:47]ـ
إن المرء إذا أطلق العنان لنزعاته ورغباته من غير رويّة ولا بصيرة، فيريد أن يقدم ما حقه التأخير أو يعجل ما حقه التأجيل في أي أمر من أمور الشرع، فإنه لا يوفق إلى الطريق المستقيم التي أمر الله عز وجل بسلوكه وفقاً للسنن الإلهية، فإذا ما جاء وقتها الحقيقي المناسب إذا به قد زال حماسه، وقلت رغباته، فيتقاعس عن ذلك العمل الذي كان بالأمس من أشد الناس اندفاعاً إليه.
يقول الله عز وجل: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا)
فهؤلاء أمروا بالكف عن القتال، والقيام بأصول الدين أولاً، حتى يتمكن الإيمان في قلوبهم وتقوى شوكتهم، ولكن لحماستهم وعدم بصيرتهم بعواقب الأمور، ومحاولة تجاوز السنن الإلهية طلبوا ما فيه مشقة عليهم حماسة واندفاعاً ونشوة، فنهوا عن ذلك، ولما جاء وقته وموطنه الحقيقيان إذا بهم تنقلب أحوالهم وحماستهم، ويدب الخوف في أرجائهم.
يقول ابن سعدي رحمه الله:
وكان بعض المؤمنين يودون أن لو فرض عليهم القتال في تلك الحال، غير اللائق فيها ذلك، وإنما اللائق فيها القيام بما أمروا به في ذلك الوقت من التوحيد والصلاة والزكاة ونحو ذلك .... فلما هاجروا إلى المدينة وقوي الإسلام، كُتب عليهم القتال في وقته المناسب لذلك، فقال فريق من الذين يستعجلون القتال قبل ذلك خوفا من الناس وضعفا وخورا: {رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ}؟ وفي هذا تضجرهم واعتراضهم على الله، وكان الذي ينبغي لهم ضد هذه الحال، التسليم لأمر الله والصبر على أوامره، فعكسوا الأمر المطلوب منهم فقالوا: {لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} أي: هلا أخرت فرض القتال مدة متأخرة عن الوقت الحاضر.
وهذه الحال كثيرًا ما تعرض لمن هو غير رزين واستعجل الأمور قبل وقتها، فالغالب عليه أنه لا يصبر عليها وقت حلولها ولا ينوء بحملها، بل يكون قليل الصبر.
ويقول سيد قطب رحمه الله:
عجب الله - سبحانه - من أمر هؤلاء الناس؛ الذين كانوا يتدافعون حماسة إلى القتال ويستعجلونه وهم في مكة، يتلقون الأذى والاضطهاد والفتنة من المشركين حين لم يكن مأذونا لهم في القتال للحكمة التي يريدها الله، فلما أن جاء الوقت المناسب الذي قدره الله؛ وتهيأت الظروف المناسبة وكتب عليهم القتال - في سبيل الله - إذا فريق منهم شديد الجزع، شديد الفزع، حتى ليخشى الناس الذين أمروا بقتالهم - وهم ناس من البشر - كخشية الله ... وإذا هم يقولون - في حسرة وخوف وجزع - {ربنا لم كتبت علينا القتال؟}. . وهو سؤال غريب من مؤمن. وهو دلالة على عدم وضوح تصوره لتكاليف هذا الدين؛ ولوظيفة هذا الدين أيضاً. . ويتبعون ذلك التساؤل، بأمنية حسيرة مسكينة! {لولا أخرتنا إلى أجل قريب!} وأمهلتنا بعض الوقت، قبل ملاقاة هذا التكليف الثقيل المخيف!
إن أشد الناس حماسة واندفاعاً وتهوراً، قد يكونون هم أشد الناس جزعاً وانهياراً وهزيمة عندما يجد الجد، وتقع الواقعة.
بل إن هذه قد تكون القاعدة! ذلك أن الاندفاع والتهور والحماسة الفائقة غالباً ما تكون منبعثة عن عدم التقدير لحقيقة التكاليف. لا عن شجاعة واحتمال وإصرار. كما أنها قد تكون منبعثة عن قلة احتمال الضيق والأذى والهزيمة؛ فتدفعهم قلة الاحتمال، إلى طلب الحركة والدفع والانتصار بأي شكل. دون تقدير لتكاليف الحركة والدفع والانتصار. . حتى إذا ووجهوا بهذه التكاليف كانت أثقل مما قدروا، وأشق مما تصوروا فكانوا أول الصف جزعاً ونكولاً وانهياراً. . على حين يثبت أولئك الذين كانوا يمسكون أنفسهم، ويحتملون الضيق والأذى بعض الوقت؛ ويعدون للأمر عدته، ويعرفون حقيقة تكاليف الحركة، ومدى احتمال النفوس لهذه التكاليف. فيصبرون ويتمهلون ويعدون للأمر عدته. . والمتهورون المندفعون المستحمسون يحسبونهم إذا ذاك ضعافاً، ولا يعجبهم تمهلهم ووزنهم للأمور! وفي المعركة يتبين أي الفريقين أكثر احتمالاً؛ وأي الفريقين أبعد نظراً كذلك!
كتبه / مطيع عبد الله باكرمان
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[30 - Nov-2008, صباحاً 11:53]ـ
سلمت يمينك أخي مطيع.
ـ[مطيع باكرمان]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 01:23]ـ
أخي رشيد: سلمك الله من عذابه وأدخلك جنته، وأسأل الله أن يوفقك في رسالة الماجستير والعقبى للدكتوراه(/)
النظرات العقلية في الاوهام البابوية _النظرة الثانية
ـ[المحدث]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 06:37]ـ
بسم الله والحمد لله، اللهم صلي وسلم وزد وبارك علي الحبيب المصطفي المشرف بالشفاعة المخصوص ببقاء شريعته الي قيام الساعة صلاة باقية ما تعاقب الليل والنهار
.اشكالية العدل والرحمة هي من القواعد الشهيره عند النصاري لفلسفة قضية الخطيئة ثم الفداء والصلب
في هذا الموضوع:
هل العقوبة حتمية و هل عفو الله بدون عقوبة يتناقض مع عدلة؟؟ ( http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?t=9769)
تقرير الاشكال كما ورد في سلسلة ايمانيات (1)
(بطريركية الاقباط الارثوذكس بالقاهرة) نعم مات لأجلي1) لماذا اخذ الله جسدأً؟ من أهم صفات الله أنه عادل ورحيم ......... ولقد خلق الله آدم في حالة الطهارة والبر، وعندما أخطأ بغواية الشيطان سقط من الحياة الابدية، ونفي من فردوس النعيم، وجلب علي نفسه حكم الموت طبقا لحكم الله العادل.ولكن الله في عمق محبته، وكامل رحمته، شاء أن يغفر لآدم وبنيه خطاياهم، ويصفح عن عقابهم.هذا الموضوع ليس أمرا سهلا فكيف ان الله بعد أن اصدر حكما بالعقوبة، يلغي هذا الحكم ويستبدله بالعفو وهو الكامل في عدله، فان عفي الله عن آدم المخطيء وبنيه فأين عدله؟؟ وان كان الله لا يعفو عن ىدم وبنيه فأين رحمته؟!
قلت أن هذا التصور نابع عن الاعتقاد بانفكاك الصفات الالهيه عند النصاري وهذا خطأ محض
الله سبحانه وتعالي عادل ورحيم وحكيم وعليم وقادر في آن واحد وعندما يقرر أمر أو عقوبة تتجلي كل هذه الصفات فالله سبحانه عندما قرر العقوبة علي ادم كانت هذه العقوبة عادلة ورحيمة وحكيمة وتظهر فيها قوة الله لا شك!
وقد يسال البعض أين الرحمه فيها؟؟
ونجيب أن الله سبحانه وتعالي كان له أن يقرر ما هو أقسي من هذه العقوبة_فهناك ما هو أقسي من الموت الحقيقي لو كانت العقوبة كذلك_ وهو التعذيب في الحياة بأي شكل وباستمرارية ولا يخفي عليكم أن الموت المقرر علي آدم وفقا للكتاب المقدس هو موت روحي بشواهد كثيرة او ما يسمي بالانفصال عن الله، الله سبحانه وتعالي يعلم طبيعة من خلق ((آدم عليه السلام)) وهو من جبله علي الاختيار بين الخير والشر والا ما وقع في الخطيئة فالله الذي يعلم حاله قدر العقوبة بعدله ورحمته علي آدم عليه السلام وكونه سبحانه يعفو عنه هذا زيادة رحمة منه وفضل ولو قال أحد لن يتحقق عدل الله لو عفاعن أدمنقول نفي صفة العدل في هذا الامر معناه وقوع ظلم!! فعلي من وقع الظلم يا تري!؟ ان حد السرقة وهو قطع اليد_وقطع اليد موجود في العهد القديم أيضا فالمراة التي تخلص زوجها في مشاجرة وتمسك عورة الرجل الاخر تقطع يدها_تتجلي فيه صفة العدل والرحمة فالله سبحانه رحم السارق بهذا الحد ليكون له رادع فلا تتراكم عليه الذنوب مع كل مرة يسرق فيها ثم يكون العذاب يوم القيامة شديد وفيه رحمه بالمجتمع بان يكف هذا السارق عن السرقة بقطع يده والله سبحانه قرر قطع يد واحد وكان له ان يامر بقطع اليدين وهذا منه رحمه.
أخيراً أختم بنقض المثال الذي أتي به النصاري للتدليل علي اشكاليتهم الباطلة التي تدل علي اشكالية اكبر عندهم وهي اشكالية الفهم والعقل.
وقفت امرأة أرملة مذنبة امام قاضي، فحكم عليها بغرامة كبيرة لكنها لم تستطيع الدفع لفقرها، فأكد الحكم عليها، لكنه وضع يده في جيبه ودفع الغرامة عوضا عنها ... وبهذا كان عادلا ورحيما
سبحانك ربي علي الهذيان!!
الاولي: ان المرأة المذنبه لم تذنب في حق القاضي بل أذنبت في حق غيره. فأين تصور المغفره؟؟ هل يغفر القاضي ذنب المراة التي اذنبته في حق غيره؟
الثانية: أن القاضي ملتزم بقانون مجبر علي تنفيذ ليس له خرقه والا كان هو نفسه مذنب. وسيحاسب من غيرهاما الذي له خرق القانون هو واضعه فمن سيحاسب الباري!! الله له ان يضع القانون وينزعه!!
الله لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون(/)
اسماء المشايخ المشاركين في الحملات حتى يتيسر اللقاء بهم
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 06:54]ـ
من باب التعاون على الخير
فمن يعرف عالما مشاركه في حمله يذكر اسمه واسم الحمله
حتى تيسير لقاء العلماء
وجزاكم الله خيرا
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 11:38]ـ
من يعرف هل الشيخ عبد الكريم الخضير حاج هذه السنه وفي اي حملة
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 10:54]ـ
هل المشرف العام الشيخ سعد حاج ههذ السنه وفي اي حملة(/)
استفسار عن النية
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 10:22]ـ
بارك الله فيكم
هل تدخل النية في باب العقود والمعاملات أم أنها تختص بالعبادات فقط؟
أرجوا التوضيح والإعراب؟
والشكر سلفا لمن فصّل في الجواب
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 07:33]ـ
رفع الله قدركم
للرفع ....
ـ[حمد]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 09:02]ـ
http://209.85.129.132/search?q=cache:0OFXj1EgIvUJ:au dio.islam ... .net/audio/index.php%3Fpage%3DFull******* %26audioid%3D135387+%22%D8%A7% D9%84%D9%86%D9%8A%D8%A9+%D9%81 %D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B 9%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A A%22&hl=ar&ct=clnk&cd=4&gl=sa
أثر النية في المعاملات
وإذا جئنا إلى المعاملات، وأهم ما يكون في ذلك الأيمان: إذا حلف إنسان على شيء وكان اللفظ يحتمل معنيين فإن ما نواه هو الذي تنعقد عليه اليمين. ويقولون في باب القضاء، يمينك على ما يصدقك فيه خصمك، فإذا حلفت وكان القسم يحتمل أمرين، فإذا نويت غير ما يريده خصمك، تريد أن تدلس على خصمك، فلا ينفعك هذا التأويل إذا كان الأمر بخلاف ذلك، بل تنعقد عليك اليمين على ما يصدقك الخصم فمثلاً: شخص مظلوم وطولب باليمين، فحلف على نية تخرجه من ظلم الظالم فإنه على نيته، كما ذكروا أن جماعة خرجوا إلى رسول الله فلقيهم خصومهم فأخذوا عدي بن فلان فجاءوا إليهم وقالوا: ليس هذا خصمكم، إنه أخونا. فامتنع القوم أن يحلفوا لهم، فتقدم رجل وحلف إنه أخي فتركه خصومه، فلما أتوا رسول الله وعرضوا عليه الأمر قال: (صدقت! إنه أخوك في الإسلام). وهكذا كان صلى الله عليه وسلم حينما كان يمر على القبائل في الهجرة، فليقيهما هو وأبو بكر رجال، وخاف أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له: من هذا الذي معك يا أبا بكر؟ -لأنهم يعرفونه، حيث كان تاجراً وعالماً بأنسابهم- فلم يقل: هذا رسول الله؛ لأنه يخاف على النبي عليه الصلاة والسلام، فكان يرد عليهم بقوله: هذا هاد يهديني الطريق. يقصد: إلى الله سبحانه وتعالى. وهكذا إذا كنت في معاملة مع آخر، وتكلمت بكلمة لها معنيان ويمثل العلماء بما إذا قال لامرأة أو قال عند امرأة: فلانة طالق، ويعني بفلانة ناقة تطلق من عقالها، أو من رباطها، وكان ينوي ذلك، وكان عنده ناقة حقيقة، وهي طالق من العقال، ولم يرد طلاق زوجته، فالرواية عن أحمد رحمه الله أن زوجته لا تطلق لأنه لم ينو طلاقها. وكذلك يورد العلماء مثالاً: لو أن رجلاً رأى امرأة أجنبية وظنها زوجته وقال: أنتِ طالق يريد الزوجة، فإن هذه لا تطلق لأنها أجنبية، وفي طلاق الزوجة خلاف، والراجح عند أحمد أنها تطلق؛ لأنه نواها بطلاقه. ويتفق العلماء على أنه لو كان عنده أربع نسوة فقال: إحداكن طالق ولم يعين ولم يسم، أنه يسأل: من أردت بإحداهن؟ فإن عيَّن واحدة طلقت، والنية هي التي خصصت وهي التي حددت. فكما قال الشافعي عن هذا الحديث: إنه يدخل في أكثر من سبعين باباً من أبواب الفقه، ولو تتبعنا الكلام في هذا لوجدنا جميع ما يعقد من أبواب الفقه يدخل فيه هذا الحديث، وقال العلماء: إنه يدخل بين العادة والعبادة فيصير العادة عبادة. وقالوا: لو أنه نام للقيلولة ينوي بها التقوي والاستعانة على قيام الليل لكان نومه عباده، وله في ذلك أجر، ولو أنه أكل وشرب ليتقوى على الجهاد في سبيل الله لكان أكله وشربه عبادة، كما قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه حينما خرجوا في فتح مكة وكانوا يصومون قال: (إنكم دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم)، فمن أفطر في ذلك اليوم وأكل بنية التقوي بأكله على قتال أعداء الله، فله على هذه النية أجر. وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم: (أن الذي يرتبط الفرس في سبيل الله -ينوي إعدادها للجهاد في سبيل الله- فما أكلت ورعت ولا استنت شرفاً، ولا شربت من واد؛ إلا كان في ميزانه).(/)
الحقيقة ميتة عندك أيها المسكين، أفق أفق {الموت عند الإغراق}
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 11:22]ـ
الموت عند الإغراق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد.
بين الأغراق في المدح، و الولوج في أغوار الذم تموت الحقيقية موتا لا حياة بعده .....
ترى بعض الناس يقول عن زيد من الناس {العلامة الفقيه} أو {المحدث الناقد} أو {اللغوي البارع} أو {الأصولي النظار} او {الأديب الأريب} إلى آخر تلكم الإطراءات البراقة البارقة .....
لو علم الذي ينصب نفسه للموازنة بين الأشخاص أنه جالس على كرسي عظييييييييم جدا، وسيسأله الناس عما قال وحكم، ماطاش سهمه في حكمه، ولا ركب قارب غلوه في تقديره .....
من الذي يحكم على فلا أنه {محدث}؟!!!!
الجواب بسيط، بقدر ماهر عظيم الشأن ....
العلماء الربانيون هم الذين يعطون وسام {الفقيه} أو {النظار} للشخص الفلاني ....
ماسبب هذه الأمور؟
الجهل .......
الجهل هو سبب هذه الهناة، وهذه المزالق ....
الجهل غشاء سميك يغشي عقل صاحبه .....
بخلاف العالم الرباني فعلمه نار متأججة تلامس ذلك الغشاء فتحرقه، فتكشف نور ذلك العلم .....
ما اعظم موت هولاء الذين يغرقون في المدح و الذم .....
الحقيقة عندهم ميتة إلى يوم النشور .....
ما اعظم شقاء هؤلاء الذين يغرقون في المدح و الذم .....
بلاءهم شديد، ومصيبتهم عظيمة .....
نسأل الله العفو و العافية .....
ولا إله إلا الله .....
كتبه
فيصل بن المبارك أبو حزم السلفي الأثري
يوم الأحد 2 - ذو الحجة - 1429 هجرية
على الساعة 21:02 تماما
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 12:51]ـ
جزاك الله خير ... وليكن لنا في الصحابة عبرة حيث لم تكن عندهم هذه الالقاب فقد كانوا ينادون بعضهم بأسمائهم او بكناهم.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 01:44]ـ
أحسن الله إليك وبارك فيك على هذا الكلام المناسب ....(/)
مناقشة فتوى الشيخ / خالد الرفاعي حول الحج بدون تصريح!
ـ[أبو خبيب النجدي]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 11:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.alukah.net/Fatawa/FatwaDetails.aspx?FatwaID=3208
لعل البعض اطلع منكم على هذه الفتوى و التي ملخصها:
والحاصل: أنَّ المسلم إن استطاع أن يحجَّ نافلة بدون أخْذِ تصريح؛ امتثالاً لِما وَردَ من أحاديث صحيحة في التَّرغيبِ في الحج والمتابعة بينه، ولمْ يَتَرَتَّب على ذلك كَذِبٌ، ولا رِشْوَة، ولا احتِيَال، ولا ارْتِكابِ محظُور من إيذاء أحد - فحجُّه صحيح - إن شاء الله - ونرجو له عدم الإثم، وأمَّا إن وقع الشخص في أيِّ محظور شرْعي؛ لكي يتمكَّن من حجِّ النافلة - فإنَّ حجَّته صحيحة، مع وقوعه في الإثْم،، والله أعلم.
و هذا ليس شذوذاً بل هناك فتاوى كثيرة على هذا الرأي و إن كانت لم تظهر على الساحة لأسباب لا تخفى .. و السؤال: كيف استطاع هؤلاء المشائخ من إخراج هذه المخالفة لولي الأمر من تأثيم صاحبها , مع أنه لم يأمر بمعصية و لا بمكروه في هذا؟؟
فالفتوى هنا ناقصة و غير مقنعة .. فهي لم تذكر تعليلاً و لا دليلاً لما قررته في نقلها عن الشيخ ابن عثيمين أن طاعة ولي الأمر واجبة ما لم تكن في معصية:
أمَّا النافلة، فليستْ واجبة، وطاعة ولي الأمر - فيما لم يتضمَّن تركَ واجبٍ أو فِعْلَ مُحرَّم – واجبة".
أي أن الحج بدون تصريح يكون الإنسان به آثماً.
و مع ذلك تأتي الفتوى بعدم تأثيم من خالف ولي الأمر في عدم الحج بدون تصريح!!
و الأصل المتقرر هو أن من خالف ولي الأمر في غير معصية فهو آثم , فما الذي يخرج من هذا الأصل؟؟
و لعل ما يبتدأ به هو تحديد طاعة ولي الأمر و متى يأثم الإنسان و متى لا يأثم في مخالفته و تحرير ذلك جيداً حتى يتبين الحق و الصواب , خصوصاً و أن الكثير يستشكلون أموراً كقطع إشارة المرور و نحوها فالبعض يجعل ذلك إثماً و ذنباً و معصية على الإنسان أن يتوب منها كبقية الذنوب.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 12:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتفق معك أخي النجدي في أن (الأصل المتقرر هو أن من خالف ولي الأمر في غير معصية فهو آثم).
##########################
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 01:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتفق معك أخي النجدي في أن (الأصل المتقرر هو أن من خالف ولي الأمر في غير معصية فهو آثم).
############################## ###############.
الله يرزقك بنت اسمها سهلا حتى نناديك أبا هلا وسهلا.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 01:05]ـ
طيب ...
وهل تأثم العمالة في المخيمات إذا حجت بدون تصريح, لأن وجودهم بالمشاعر مع الحجاج وتنقلهم يكون ملازما, فلم يمنعو من الحج أيضاً؟؟؟؟؟
على حسب علمي إذا حجو فلا إثم عليهم, لأن عندهم الاستطاعة ولن يضيقو على أحد في -الرصيف الصالح- على حد قولهم بأن هذا غير حضاري ....
أطلب الإبانة لو تكرمتم
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 01:18]ـ
هل ممكن أن يكون مقصود الشيخ الرفاعي يقصد أن حج النافلة بدون تصريح لايخلو من أمرين:
1 - لمْ يَتَرَتَّب على ذلك كَذِبٌ، ولا رِشْوَة، ولا احتِيَال، ولا ارْتِكابِ محظُور من إيذاء أحد مثل الزحام فيجوز.
2 - العكس.
فنجد ان الشيخ أوجب طاعة ولي الأمر لا لذاته وإنما لما يترتب على المصالح والمفاسد والأنظمة التي وضعت لتسيير الحجاج، هذا الذي ممكن ان نخرج منه في الجمع إن صح جمعي هذا.
((مع اني متردد في توضيح كلام الشيخ لتعارض كلامه فمرة قال بوجوب الطاعة وفي آخر الفتوى يجيز عدم الطاعة إذا لم يكن هناك مخالفة شرعية))
والإخوة الذين قالوا الإشكال في إشارة المرور ... فإذا قلنا بأنها طاعة ولي الامر فلايجوز قطعها حتى لوكنت واقفاً عند الإشارة الساعة 3فجراً ولايوجد احد إلا أنت فإن قطعتها فأنت آثم.
وإذا قلنا بأنها مصلحة مرسلة فننظر لما وضعت المصالح المرسلة وما غايتها بمعنى هل هناك مفسدة من قطع الإشارة فننظر لماذا وضعت الإشارة في الأصل فنقول لترتيب سير الناس وإزالة المفسدة المترتبة فيما لو لم توجد إشارة مثل الحوادث وبعضهم يقول لاأرى أحداً فيقوم بقطعها وتحصل الكارثة بحادث أوغيره ومنها إزالة والزحام وغير ذلك.
وفرق العلماء بين الحاكم المسلم الراشد والمسلم غير الراشد والكافر في كيفية الطاعة، مع عدم منابذة الحاكم امام الناس. ولعل الإخوة يتحفوننا ببحث مثل هذه المسائل فهي غامضة ولم نجد من يشرحها.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 11:27]ـ
الحقيقة الفتوى مجرد مثال، وإنما النزاع في التأصيل.
فهل تجوز مخالفة ولي الأمر فيما تحقق أنه لا ضرر فيه؟ ولي الأمر عندما يوجب بعض الأمور أو يمنعها من أجل الضرر أو المصلحة
اضرب لك صورة. عكس السير بالسيارة في شارع لا يوجد به أحد لأنه من الشوراع الغير عامرة بالسيارات تماما، يجوز أو لا يجوز؟؟؟ والألباني يفتي بصحة حج من افتى به الشيخ والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن المالكي]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 11:44]ـ
يا أخوان للشيخ عبدالله المطلق كلام جميل هذا ولو تراجعونه على هذا الرابط لعل الصورة تتضح لكم.
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57405
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 07:27]ـ
الحقيقة الفتوى مجرد مثال، وإنما النزاع في التأصيل.
فهل تجوز مخالفة ولي الأمر فيما تحقق أنه لا ضرر فيه؟ ولي الأمر عندما يوجب بعض الأمور أو يمنعها من أجل الضرر أو المصلحة
اضرب لك صورة. عكس السير بالسيارة في شارع لا يوجد به أحد لأنه من الشوراع الغير عامرة بالسيارات تماما، يجوز أو لا يجوز؟؟؟ والألباني يفتي بصحة حج من افتى به الشيخ والله أعلم
اختيار شيخ الإسلام: أن الحاكم العدل تجب طاعته ولو لم يظهر لنا وجه كون الفعل طاعة (أي: لم يظهر لنا فيها من المصالح ما يدرجه تحت الأدلة الشرعية) ..
أما الحاكم الظالم فلا تجب طاعته إلا فيما يعلم (بالأدلة الخارجية) وجوب التزامه ...
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 07:41]ـ
شيخنا أبو فهر اين ذكر شيخ الإسلام هذا الاختيار، وما الذي أخرج الحاكم الظالم عن عموم النصوص الآمرة له بالسمع والطاعة إلا في ما حرم الله؟؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 08:15]ـ
عبارة الشيخ كانت مقتضبة جداً من غير تدليل ولا تعليل وهي صريحة جداً في إخراج غير العدل من أدلة وجوب طاعة ولي الأمر في غير المعصية ... وها هي: ((و كما للامام ان يوجب الجهاد على طائفة و يأمرهم بالسفر الى مكان لأجله فله أن يأمر بما يعين على ذلك و يأمر قوما بتعلم العلم و يأمر قوما بالولايات
و الامام العدل تجب طاعته فيما لم يعلم أنه معصية و غير العدل تجب طاعته فيما علم أنه طاعة كالجهاد)) [29 - 196])).
ـ[أبوهلا]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 08:40]ـ
عبارة الشيخ كانت مقتضبة جداً من غير تدليل ولا تعليل)). [/ COLOR]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو موقفنا الآن أخي أبو فهر، لدينا نصوص شرعية عامة تأمر بالطاعة في غير معصية، ولدينا كلام الإمام ابن تيمية من غير تدليل ولا تعليل؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 08:53]ـ
بلاش موقفنا خليها موقفي لوحدي حتى لا تؤاخذ بجريرتي ...
ـ[أبوهلا]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 09:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو فهر كلام ابن تيمية ليس دليلا ولاحجة فيه، وإنما الحجة الدليل.
أما جريرتي وجريرتك فهذا ليس موطنه، إن تبين لك الدليل فلماذا تتجرجر وتجرجرنا معاك. (ابتسامة)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 09:22]ـ
بالنسبة لكلام الشيخ-عندي-فهو راجع لفهم الشيخ لدلالة نصوص الأمر بطاعة أولي الأمر .. وأن ولي الأمر الذي تنطبق عليه هذه النصوص ليس هم مطلق من تولى أمر المسلمين .. وإنما هذه النصوص واردة فيمن كان إماماً للمسلمين عدلاً قائماً بحفظ بيضة الإسلام .. وإن وقعت منه معاصي أو اجتهادات خاطئة كضرب الظهر وأخذ المال .. ولو لم يكن شريفاً حسيباً بل كان عبداً حبشياً ..
فولي الأمر الذي وردت في طاعته النصوص هو العدل القائم بحماية بيضة الإسلام.
وولي الأمر الذي وردت في حقه نصوص عدم الخروج هو مجرد الولي المسلم.
وإنما دخل الخلل من الخلط بين مقام الخروج ومقام الطاعة .. وجعل كل من لا يجوز الخروج عليه تجب له الطاعة المطلقة .. وهذا غير صحيح ..
فهذا من الشيخ فهم للنص لا معارضة له بمجرد الرأي ..
وقد قال بهذا القول بعض أهل العلم المعاصرين ..
وهو -عندي-رأي سديد جداً تُساعد عليه تصرفات السلف عبر التاريخ ...
ـ[أبوهلا]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 09:39]ـ
فولي الأمر الذي وردت في طاعته النصوص هو العدل القائم بحماية بيضة الإسلام.
وولي الأمر الذي وردت في حقه نصوص عدم الخروج هو مجرد الولي المسلم.
وإنما دخل الخلل من الخلط بين مقام الخروج ومقام الطاعة .. وجعل كل من لا يجوز الخروج عليه تجب له الطاعة المطلقة .. وهذا غير صحيح ..
أين الدليل؟؟؟؟؟
فهذا من الشيخ فهم للنص لا معارضة له بمجرد الرأي ..
وقد قال بهذا القول بعض أهل العلم المعاصرين ..
وهو -عندي-رأي سديد جداً تُساعد عليه تصرفات السلف عبر التاريخ ...
///أخي نحن متعبدون بفهم النص لا بفهم الشيخ للنص مع اعترافنا له بالفهم الواسع إلا أن فهمه إن انفك عن النص تركناه.
/// كيف عرفت أنه رأي سديد؟ أم أنه سديد لأنه رأي ابن تيمية؟
/// دلنا أخي مشكورا على ثلاثة فقط من تصرفات السلف المعصومين التي ساعدتك على فهم النص.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 09:48]ـ
بوركتَ ..
النص في منصة عالية ...
أنت تفهمه وأنا أفهمه وأحمد يفهمه ومالك يفهمه وابن تيمية يفهمه ... وما دام النص ليس قطعياً والعالم مجتهد ولم يظهر اتباع الهوى =فالعالم مأجور ولا يتهمه بمخالفة نفس النص إلا جاهل أو ظان أو صاحب هوى .. وإنما غاية التهمة أنه خالف فهم غيره للنص ..
لك أن تقبل اجتهاد الشيخ في فهم النص ولك أن ترده ..
أما تصرفات السلف فهي بالمئات-باعتبار أعداد المخالفين-وبقطع النظر عن سرد الآحاد. اعتبر بالمسألة الأكبر أعني مسألة الخروج على غير الكافر وقد كانت خلافية بين السلف قبل أن يجتمع قول من كان بعدهم .. فكيف بما نحن فيه ..
ومرة أخرى: لا يلزمك أحد بقبول ما رأيناه .. ولا يمنعك أحد من أن ترى خطأه وبطلانه ..
أدام الله سعادتك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 10:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي حدت عن الجواب، ولم تجب عن أي سؤال سألتك إياه!!!
أما قولك (لا يلزمك أحد بقبول ما رأيناه .. ولا يمنعك أحد من أن ترى خطأه وبطلانه)
فإن كان ما رأيته عن دليل واقتناع فأجب عن أسئلتي السابقة لترشدني إلى خطأي في الفهم، ولماذا تتركني على الخطأ؟
وإن كان ما رأيته مجرد تقليد لابن تيمية دون فهم للدليل ومعرفة به فقد انتهى الحوار.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 10:02]ـ
بوركتَ ..
تأمل جيداً تجد جواب أسئلتك.سؤالاً سؤالاً ...
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 10:10]ـ
شيخنا أبا فهر، نفع الله بكم وسددكم، عمومات النصوص لا يخرج منها الإمام البر ولا الفاجر، فما هو الدليل على إخراج الحاكم المسلم الفاجر من عدم وجوب طاعته في المباحات؟ أما أفعال بعض السلف، فكما ذكرتم سلمكم الله بعضها كان فيه افتيات على ولي الأمر، وخروج عليه، ثم استقر الإجماع على عدم جواز الخروج عليه. فلا حجة في أفعال وتصرفات بعض السلف، لأنها ليست بإجماع حتى نخصص بها عموم الألفاظ الورادة في السمع والطاعة. وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوهلا]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 10:11]ـ
فولي الأمر الذي وردت في طاعته النصوص هو العدل القائم بحماية بيضة الإسلام.
وولي الأمر الذي وردت في حقه نصوص عدم الخروج هو مجرد الولي المسلم.
وإنما دخل الخلل من الخلط بين مقام الخروج ومقام الطاعة .. وجعل كل من لا يجوز الخروج عليه تجب له الطاعة المطلقة .. وهذا غير صحيح ..
معلهش أخي لا تحلني إلى التأمل فأنا ضعيف فيه وحبة حبة مع أخوك المسكين لتنقذه من الضلال، ما هو الدليل على التفريق بين المقامين؟؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 11:20]ـ
بوركتَ
الدليل واحد عند الجميع ... الكلام في تحقيق المناط: من هو ولي الأمر الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم ..
هل أراد النبي كل من تولى سدة الحكم ولو ضيع بيضة الدين ووضع رقاب المسلمين تحت أرجل الكافرين (؟؟)
أم أراد ولي الأمر العدل الحامي لبيضة المسلمين (؟؟)
وتحقيق المناط من مسائل الاجتهاد التي لا يكون فيها أدلة مباشرة بقدر ما يكون فيها اجتهاد في معرفة مقصد الشارع ومراده بالنص .. وهذا مما تختلف فيه أنظار أهل العلم ..
نحن متفقون أن الله حرم الخمر .. الكلام في تحقيق المناط .. ما يدخل تحت اسم الخمر وما لايدخل ..
متفقون على وجوب طاعة ولي الأمر في غير المعصية .. الكلام في تحقيق المناط .. هل المراد كل حاكم أم من تولى أمر المسلمين وراعى مصالحهم فكان ولياً للأمر لفظاً ومعنى؛ والعبرة في الشريعة بحيث تناط به الأحكام إنما هو الحقائق والمعاني لا مجرد الألفاظ والأسامي ..
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 12:32]ـ
نفع الله بكم شيخنا
كلام شيخ الإسلام يختلف عن كلامك - في فهمي القاصر، فشيخ الإسلام جعل الولاة على قسمين، عدل وغير عدل؟ فهل معنى غير عدل هنا أي (ولي أمر غير شرعي)؟
واعذرني سلمكم الله على ما سأقوله وأنا اعلم أنك سلفي على الجادة لا أزكيك على الله، لكن عبارتكم ليست إلا عبارة غير شرعية حماسية مطاطة بل هي عين قول الخوارج في علي بن أبي طالب نفسه. وهي قولكم (هل أراد النبي كل من تولى سدة الحكم ولو ضيع بيضة الدين ووضع رقاب المسلمين تحت أرجل الكافرين (؟؟))
فهم يرون عليا رضي الله عنه هكذا هو، وأيضا الخوارج المعاصرين يرون ولاة الأمر جميعهم من هذا الباب،
ومحل النزاع (ولي الأمر المسلم الفاسق) هل تجب طاعته في المباح أما لا؟ أما ولي الأمر الكافر فلا يدور كلامي حوله
جزاكم الله خيرا على سعة صدركم ونفع الله بعلمكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 12:45]ـ
أول شئ يا أبا عبد الرحمن .. هذا الذي قررتُه =قرره صاحب كتاب الوجيز في عقيدة السلف الصالح .. وقدم له سبعة من أهل العلم بالمملكة منهم الشيخ صالح آل الشيخ وهو من أبعد الناس عن مذهب الخوارج ..
الثاني: لا علاقة لما هاهنا بالخوارج وأوكد على عدم الخلط بين مقام الخروج ومقام عموم الطاعة ..
الثالث: محل النزاع في الحاكم الخارج عن عدالة ولي الأمر ..
الرابع: كلام النبي صلى الله عليه وسلم فيه وجوب طاعة ولي الأمر .. النزاع في تحقيق مناط النص من ولي الأمر المراد .. فإذا قال إمام من أئمة أهل السنة بما ذكرنا وإذا كان المستقرئ لتصرفات السلف يجد أنهم ما كانوا يقولون بعموم الطاعة بهذه الصورة لكل أحد في مقام الخروج .. فكيف في مقامنا (؟؟)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 01:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه منقبة لك أخي أن اعترفت أنه ليس لديك دليل على التفريق بين المقامين.
أخي لن يغنيك استنجادك بمصطلحات عامة ـ من أمثال (مناط الحكم) و (مقاصد الشريعة) ـ عن بيان حجتك إما بدليل ظاهر في التفريق، أو بتوجيه وتأويل أصولي ولغوي محكم للأدلة،
أما إطلاق الأحكام والتلاعب بالمصطلحات بعيداً عن الأدلة فلا يقر لك به أحد. هات الأدلة وبين كيف وجهتها الوجهة التي تريد، أما غير ذلك فمضيعة للوقت.
وتقول أخي:
متفقون على وجوب طاعة ولي الأمر في غير المعصية.
الحمد لله هذه خطوة في الحوار ممتازة، وأضيف لك حتى يكتمل الاتفاق (ولي الأمر المسلم)
وتقول:
الكلام في تحقيق المناط .. هل المراد كل حاكم أم من تولى أمر المسلمين وراعى مصالحهم فكان ولياً للأمر لفظاً ومعنى
ألا تلاحظ أخي أن هذا كلام إنشائي بعيد عن روح النص والدليل. وبعيد حتى عن معاني لغة العرب.
مشكلة المشكلات أن كل شخص لا يبحث عن الحكم الذي تعضده الأدلة وإنما عن الحكم الذي يرغب في تطبيقه هو مع الحاكم الذي لا يعجبه.
أما قولك سبعة من أهل العلم بالسعودية فيكفينا واحد فقط إذا كان معه دليل ظاهر أو تأويل صحيح لدليل معتبر ويكفينا من قبلهم ابن تيمية فهو أوسع علما من السبعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 02:35]ـ
شيخنا الكريم نفع الله بكم
أتمنى نقل عبارة الوجيز، جزاكم الله خيرا
ولا اختلف معكم شيخنا أن الاختلاف حصل قديما في طاعة ولي الأمر الفاسق والخروج عليه، وسؤالي ما هو دليلك ودليل سلفك في إخراج طاعته في غير معصية من عمومات النصوص؟
مع أن سلفك يختلفون عنك، فلازم مذهبهم اصلا عدم طاعة الفاسق إذا كان الخروج عليه ومنازعته الأمر جائزة عندهم
أما أنت فلا ترى الخروج عليه، وترى عدم وجوب طاعته في غير الطاعات
ـ[أبو خبيب النجدي]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 02:38]ـ
إذا كان الحاكم الكافر يطاع في ما فيه مصالح الناس كتنظيم السير و الإشارات المرورية و غيرها من الأنظمة المصلحية , و لا يخالف في هذا , فكيف نقول إن الحاكم الظالم لا يطاع فيما فيه مصالح الناس!؟؟
عقلاً .. حاكم عادل وضع تصريح للحج .. فهل يطاع حينها و يأثم كل هؤلاء الناس الذين تجشموا العناء للحج و هم كثر؟؟؟
سيقول البعض: نعم.
طيب:
حاكم ظالم فاسق .. وضع تصريح للحج , فلا يطاع حسب قول البعض .. ما وجه التفريق الشرعي و العقلي بينهما؟؟
كلام شيخ الإسلام لا يحمل على هذا .. بل يحمل على الأمور الدينية التي يلزم فيها إذن الإمام و طاعته .. مثل الجهاد , فلو كان الحكام ظالماً غير آبه بأمور الملة و شرائع الدين فإنه لا يطاع و يجاهد و لو أمر بخلاف ذلك , أما في الأمور الدنيوية التي فيها مصالح للناس فإذا كان الحاكم الكافر يطاع في هذا فكيف بغيره؟؟
و أما الحاكم المسلم العادل .. المقيم للدين , فيطاع حتى و لو لم تظهر لنا وجه الطاعة في الأمور الدنيوية و الدينية , لأن أمور الناس لا تستقيم إلا بهذا.
أما فهم أبي فهر و إطلاقه .. فلا وجه له لا من عقل و لا شرع , و هو خلط بين هذا و ذاك , الذي بينته قبل قليل.
حدثت بيني و بين أحد المشائخ الفضلاء مناقشة سريعة حول هذا الأمر , حيث قال إن من يذهب بدون تصريح فهو آثم فقلت: ((يا بني عبد مناف! من ولي منكم من أمر الناس شيئا فلا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أي ساعة شاء من ليل أو نهار)) حديث صحيح , و هو في الحقيقة ليس من فهمي و لا كدي بل من أحد المشائخ - نسأل الله أن يفك أسره - حينما سئل عن هذا الموضوع , و الخلاصة أنه قال ذلك الشيخ الفاضل: لماذا إذاً وضعت الجوازات للدخول إلى الدول و هل هناك مانع منها؟؟ قلت بتلقائية: إنها وضعت للتنظيم و نحو هذا! فقال: و هكذا التصاريح .. و في الحقيقة هذا قياس فاسد , إذ لو أقالني في إجابتي لقلت: أصلاً لا أسلم بجواز وضع الجوازات عند الحدود فهي شريعة صليبية لا إسلامية , و ينطبق عليها الحديث السابق إذا كانت سبباً في منع الحجاج من حجهم , فلم تأت بجديد.
أتمنى من الشيخ سعد الحميد أن يشرفنا هنا , ليبين لنا هذا الأمر إن لم يكن عليه ضرر من قبل الأجهزة الأمنية!.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 03:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبوخبيب النجدي آخر كلامك ينقض أوله،
ومن الواجب أن أبين لك أن كل شخص يمكنه اليوم الطواف والصلاة في المسجد الحرام في أي ساعة شاء من ليل أو نهار، وإنما التصريح للحج فقط لأمور تنظيمية رآها الحاكم وأفتاه كبار العلماء بجواز ذلك.
وكما تعلم أخي أن كفار قريش كانوا يمنعون بعض الناس من الطواف بالبيت، لذا نهاهم النبي في الإسلام عن ذلك الفعل.
وإليك هذا الرابط فيه كلام رائع للشيخ سلمان العودة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23083
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 03:19]ـ
لاشك إن كان هناك ضرر فيمنعون، مثل غلق أبواب الحرم في زحمة ليالي رمضان خوفا على الناس من الهلاك، وهذا من جنس ذاك
ـ[أبوهلا]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 03:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم أفهم ما تقصده أخي أبو عبد الرحمن،
لأن ما فهمته من ظاهر كلامك بعيد تماماً عن مسألتنا التي نتحدث عنها.
ـ[أبو خبيب النجدي]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 06:03]ـ
أخي أبوخبيب النجدي آخر كلامك ينقض أوله،
ومن الواجب أن أبين لك أن كل شخص يمكنه اليوم الطواف والصلاة في المسجد الحرام في أي ساعة شاء من ليل أو نهار، وإنما التصريح للحج فقط لأمور تنظيمية رآها الحاكم وأفتاه كبار العلماء بجواز ذلك.
أخي الفاضل .. الأول هو للمذاكرة و ليس لتقرير المسألة , و هذا ما جعلك تظن التناقض و ليس كذلك , فإن لم يكن فأرجو البيان.
قولك: و من الواجب ....
غير صحيح تماماً .. فأهل جدة قد منعوا من دخول الحرم طواف و صلاة و عمرة .. من شهر شوال تقريباً , إلا أصحاب الأعمال بشرط مجيئهم بورقة من إداراتهم , منعاً لأي محاولة منهم للحج بدون تصريح!! ذكره لي بعض طلبة العلم الساكنين في جدة.
فضلاً على أن الحديث عام و لا يخصصه شيء لا طاعة و لي الأمر و لا غيره , فهو أصلاً خطاب لولاة الأمر على مكة .. فالنبي - صلى الله عليه و سلم يقول: يا ولاة الأمر لا تمنعوا أحداً .. فيأتي من أصدر التصريح ليقول: لا يا رسول الله سنمنع لأجل التنظيم و منع الزحام و نحو ذلك!!
ففي اعتقادي أن من أجاز إنما هو من هذا الباب لوجود النص في هذه المسألة بالذات , و ليس من مسألة طاعة ولي الأمر العادل و الفاسق و حدود ذلك .. فإن كان هذا فهو في رأيي وجيه جداً ..
بخلاف ما جاء في الفتوى التي أصدرت حكماً بدون أدنى دليل أو تعليل للمسألة.
طبعاً سيعارض ذلك الاستدلال بالقواعد و المقاصد الشرعية في رعاية مصالح الناس و نحو هذا , و عندئذ ينظر في اعتراض أولئك لو وجد , ليتبين الحق.
و مقصدي من هذا الموضوع .. رؤية أدلة أولئك و أولئك و اعتراضات كل منهم على الآخر حتى يظهر الصواب للباحث عنه.
فالأصل عندنا السابق و هو: وجوب طاعة ولي الأمر في غير معصية ..
أتى المجيزون فأخرجوا المسألة من هذا الأصل .. و هو وجود النص في هذا الأمر (يا بني عبد مناف) , فيكون إصدار التصاريح التي تنمع دخول الناس مكة لحج أوعمرة ونحوها مخالف للنص فلا طاعة حينئذ لمخلوق في معصية الخالق.
فهل هناك اعتراض واضح مؤصل على هذا؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 06:32]ـ
.. فأهل جدة قد منعوا من دخول الحرم طواف و صلاة و عمرة .. من شهر شوال تقريباً , إلا أصحاب الأعمال بشرط مجيئهم بورقة من إداراتهم , منعاً لأي محاولة منهم للحج بدون تصريح!! ذكره لي بعض طلبة العلم الساكنين في جدة
أخي أبو خبيب هل تصدق هذا الكلام!!!
أما العمرة فقد منع كل الناس إلا بتصريح وليس أهل جدة فقط، أما دخول الحرم والطواف فيعلم الله أني لا أتصور حدوث ذلك فضلا عن تصديقه!!!
كل من زار الحرم ولو مرة واحدة يعرف أن المنع من دخول الحرم ومن الطواف مستحيل عقلا.
وأما قولك
.. فالنبي - صلى الله عليه و سلم يقول: يا ولاة الأمر لا تمنعوا أحداً .. فيأتي من أصدر التصريح ليقول: لا يا رسول الله سنمنع؟؟
النبي نهى عن منع الطواف والصلاة ولم ينه عن تنظيم الحج والعمرة، لذا فليس هناك منع لأحد بل الجميع يسمح له الحج والعمرة والصلاة والطواف ولكن هناك تنظيم للناس وحفظ لأرواحهم. وكل شخص بعيد عن ميدان الجاج وواقعهم يتكلم في الهواء الطلق ويقول لماذا المنع؟ ولكن من يصطلي بواقع الحجاج وموت الكثير منهم يعرف أن الحق مع تنظيم الحج.
ولو قرأت ما كتبه الشيخ العودة في رابط ذكرته من قبل لتبين لك التوجيه الشرعي لهذه التصاريح.
ـ[أبو خبيب النجدي]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 08:40]ـ
أخي أبو خبيب هل تصدق هذا الكلام!!!
أما العمرة فقد منع كل الناس إلا بتصريح وليس أهل جدة فقط، أما دخول الحرم والطواف فيعلم الله أني لا أتصور حدوث ذلك فضلا عن تصديقه!!!
لو لم أصدقه لم أكتبه ..
و الإنسان عدو ما جهل (ابتسامة)
و كان الأولى أن تبحث و تتحرى لا أن تبادر بعدم التصديق!.
عموماً .. أرجو من أهل جدة ممن عايشوا هذا الأمر أن يذكروه , فيتحدثوا عن علم بالشيء لا عن عدم علم بوقوعه.
و الرجل يقول في شهر شوال أنهم أرادوا دخول مكة فأرجعوا الناس و مكثوا في التفتيش ساعة أو ساعتين وقوفاً!
و في علمك أن المسلمين المقيمين عندما يحج أحدهم بدون تصريح فإنه سوف يسفر إلى بلده و لا يحتمل ذلك قول آخر .. و إن أخطأت في فهمي في الأولى فلن أخطئ هنا.
النبي نهى عن منع الطواف والصلاة ولم ينه عن تنظيم الحج والعمرة، لذا فليس هناك منع لأحد بل الجميع يسمح له الحج والعمرة والصلاة والطواف ولكن هناك تنظيم للناس وحفظ لأرواحهم
عزيزي لا أظنك ظاهرياً بهذه الدرجة (ابتسامة)
النبي صلى الله عليه و سلم إذا كان منع أن يمنعوا أحداً من الطواف فقط , فإن طلب عدم منع الناس من الحج و العمرة من باب أولى.
ثم إن الحج و العمرة يتضمنان الطواف , فعلام فرقت بين مجرد الطواف و الحج؟؟
فالتنبيه على الصغير دليل على أن ما هو أكبر منه أولى بذلك الحكم .. ثم انظر إلى وقت قوله لهذه المقولة لتعرف!
ثم إن الناس يتشوقون إلى الحج و العمرة أعظم من تشوقهم لمجرد طواف!
كما أن المقصود من الحديث هم الأغراب عن مكة الذين يقدمون إليها فهؤلاء هم من يمنعون , لأن لأهل مكة قبائل تحميهم و تثأر لهم , فلا يمكن أن يمنعوا رجلاً من أهل مكة يريد الطواف و لا يعقل أن يكون هذا مقصوداً لبعده جداً .. فإذا تبين أن المقصود الأغراب فإن الأغراب لن يأتوا لصلاة و لا لطواف فقط , بل سيأتون للحج و العمرة.
فالتزامك بظاهر النص و الجمود عليه لا يستقيم أبداً.
مسألة طاعة ولي الأمر العادل و الفاسق و هل المجيزين أجازوا من هذا الباب؟؟ أو من النص الذي ذكرته - الذي يستثني الحج و يخرجه عن أصل طاعة و لي الأمر - أو منهما جميعاً؟؟
طلاب الشيخ محمد المختار الشنقيطي يمكنهم سؤاله عن هذا بانفراد لا علانية , و يأتوا لنا عن سبب تجويزه للحج بدون تصريح.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 11:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت قصة لا أعرف صحتها إلا أن لي فيها شاهد، يقولون أن بعض طلاب العلم سأل الشيخ الألباني عن فتوى الشيخ ابن باز في تحريم قيادة السيارة بسرعة وأن ذلك يعد انتحارا؟ فأجاب الشيخ الألباني: هذه فتوى من لم يقد سيارة من قبل!!! فقالوا له سننقل كلامك للشيخ فرخص لهم، وحين أخبروا الشيخ ابن باز بذلك قال: وهذا كلام من لم يتحمل ديات قتلى السرعة!!!
وقد قلت لك أخي في مشاركتي السابقة كل شخص بعيد عن ميدان الحجاج وواقعهم وما يعانونه يتكلم من فراغ ومن سعة ومن السهل عليه أن يقول لماذا المنع؟ ولكن من يواجه الواقع ويصطلي بمشاكل الحجاج وموت الكثير منهم يعرف أن الحق مع تنظيم الحج.
وقد قلت لك أخي في مشاركتي السابقة أيضاً أنه ليس هناك منع لأحد بل الجميع يسمح له بالحج والعمرة والصلاة والطواف ولكن هناك تنظيم للناس وحفظ لأرواحهم.
هل تقبل أخي وأنت واقف في أي (طابور) أن يأتي شخص ويشتري مرتين وثلاث ويحاسب وأنت تتفرج عليه؟ ماذا سيكون موقفك إذا قال لك: هذا الطابور بدعة ولن أتقيد به؟
وأذكر أنني سمعت الشيخ العثيمين مرة وقد سئل عن هذه المسألة فأجاب: طاعة ولي الأمر واجبة وتكرار الحج نافلة، والواجب مقدم على النافلة.
أما كون الإنسان عدو ما يجهل فهذا الكلام صحيح، ولكني من أهل مكة وأخرج منها وأعود إليها ولم يمنعني أحد؟؟؟؟ (ابتسامة)
وأقاربي في جدة وقد زاروني قبل أسبوع ولم يمنعهم أحد؟؟؟ (ابتسامة)
والوالد والوالدة ذهبا إلى الحرم الأسبوع الماضي وطافا بالبيت ولم يمنعهم أحد؟؟؟
(ابتسامة)
وأنت أخي كيف عرفت أن أهل جدة ممنوعين من الطواف والصلاة في الحرم؟؟؟
ألم أقل لك لا تصدق كل من تسمع. كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع.
وأخيرا والله لو أعلم أن الحق مع عدم تنظيم الحج لقلت به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 09:50]ـ
ولتتصور المسألة جيدأ دعني أقابلها لك بمسألة أخرى أعلم أنك تقر بها وهي موجودة في كتب الفقه:
لو أنك خرجت من بيتك ذاهبا لصلاة العصر في شهر رمضان ووجدت غريقا ولا تتمكن من إنقاذه إلا بالفطر وتفويت وقت الصلاة. فما الحكم هل تتركه يموت أم تنقذه؟؟؟؟؟
الآن وقد أنقذته ارتكبت أكثر من مخالفة النصوص، لقد تركت ركنين من أركان الإسلام؟ إذن فأنت معاند للشرع لعدة أسباب: الفطر في رمضان عمدا، ترك الصلاة حتى خرج وقتها عمدا، مخالفة كل النصوص في الصيام والصلاة!!!
هل يقول هذا عاقل!!!
طبق هذا الكلام أخي على مسألتنا ...
أناس يموتون من الزحام، هل نتركهم يقتلون بعضهم، أم ننظم الزحام ونرتب الناس الأول فالأول وهكذا مع العلم أنه ليس في ذلك أي مخالفة للنصوص.
وقد قيل ليس العاقل من يعرف الخير من الشر، فهذا يعرفه كل أحد، ولكن العاقل من يعرف خير الخيرين وشر الشرين.
هداك الله أخي للحق
ـ[الماجد]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 06:13]ـ
بارك الله فيكم وفي نقاشكم المثمر ...
وأقول لأبي فهر الحق يعرف به الرجال لاالعكس، ولنا في ابن عمر رضي الله عنه القدوة
وقد سمع وأطاع للحجاج والإمام أحمد ترك التحديث طاعة للمعتصم ..
ولأخي أبوهلا أقول: أجدت وأفدت ...
واعتراضاتك على أخينا النجدي رعاه الله في محلها في نظري ..
ولازال في نفسي شيء من حتى، وخاصة اختلاف فتاوى المشايخ في السر والعلن وعدم وجود
أو وضوح ضابط في أمور الطاعة وفرعياتها ..
وكمايحزنني:
أني أرى من المشايخ من يصرح في الإعلام تحريم الحج بدون تصريح!!
ومع ذلك يحجج بحكم منصبة من يعز عليه من التلاميذ والأقرباء والشفعاء على حساب الدولة
ضاربا بتصريحاته عرض الحائط فيما يبدو!! فماذا تطلب من الأتباع والعوام أن يفعلوا؟
وقل مثل هذا في كل الدوائر الحكومية وغيرها وخاصة الدينية منها برعاية الدعاة.
لكم شكري وتقديري
ـ[أبو خبيب النجدي]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 06:43]ـ
عزيزي أبو هلا:
قياسك على مسألتنا مع الفارق , و لا أريد الإطالة في هذا حتى لا يتشعب الموضوع.
و مع ذلك فقد قلت من قبل:
ففي اعتقادي أن من أجاز إنما هو من هذا الباب لوجود النص في هذه المسألة بالذات , و ليس من مسألة طاعة ولي الأمر العادل و الفاسق و حدود ذلك .. فإن كان هذا فهو في رأيي وجيه جداً ..
بخلاف ما جاء في الفتوى التي أصدرت حكماً بدون أدنى دليل أو تعليل للمسألة.
طبعاً سيعارض ذلك الاستدلال بالقواعد و المقاصد الشرعية في رعاية مصالح الناس و نحو هذا , و عندئذ ينظر في اعتراض أولئك لو وجد , ليتبين الحق.
أعلم أنه سيعارض بما ذكرت بالمثال .. لكن
أنا أريد كلام علمي مؤصل , و التأصيل لا يكون بالمثال لأن المثال يستجيب للحق كما يستجيب للباطل ..
حتى ننظر فيه فإن كا حقاً قبله طلاب الحق و إن كان غير ذلك رددناه.
بينما تدليلك بالأمثلة لا يحصر المناقشة بل يفتحها و يشعبها على غير فائدة ..
فهل تفعل؟؟
و مقصدي من هذا الموضوع .. رؤية أدلة أولئك و أولئك و اعتراضات كل منهم على الآخر حتى يظهر الصواب للباحث عنه.
فالأصل عندنا السابق و هو: وجوب طاعة ولي الأمر في غير معصية ..
أتى المجيزون فأخرجوا المسألة من هذا الأصل .. و هو وجود النص في هذا الأمر (يا بني عبد مناف) , فيكون إصدار التصاريح التي تنمع دخول الناس مكة لحج أوعمرة ونحوها مخالف للنص فلا طاعة حينئذ لمخلوق في معصية الخالق.
فهل هناك اعتراض واضح مؤصل على هذا؟؟
و بارك الله فيكم و نفع بكم.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 08:48]ـ
ما هو الإشكال في فتوى الشيخ الرفاعي؟
هو يعتبر طاعة ولي الأمر بقوله (آثم)
فهل المطلوب أن يقول: الحج باطل!؟
أنا لا أتصور عالماً في الدنيا سيفتي بأن الحج بلا تصريح لا تبرأ به الذمة
وهذه المسألة عادية جدا في الحقيقة، ولها أمثال كثير، فلو قطعت الإشارة لعيادة مريض فأنت مأجور من جهة وآثم من جهة، وكذلك لو توضأت بماء زمزم المخصص للشرب ... إلخ
ـ[الماجد]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 12:10]ـ
ما هو الإشكال في فتوى الشيخ الرفاعي؟
هو يعتبر طاعة ولي الأمر بقوله (آثم)
ف
لم يجعل الأمر مطلقا هكذا ..
بل قال: "والحاصل: أنَّ المسلم إن استطاع أن يحجَّ نافلة بدون أخْذِ تصريح؛ امتثالاً لِما وَردَ من أحاديث صحيحة في التَّرغيبِ في الحج والمتابعة بينه، ولمْ يَتَرَتَّب على ذلك كَذِبٌ، ولا رِشْوَة، ولا احتِيَال، ولا ارْتِكابِ محظُور من إيذاء أحد - فحجُّه صحيح - إن شاء الله - ونرجو له عدم الإثم"
فصار التأثيم عنده من جهة التحايل وغيره وليس مجرد الطاعة؟!
فنتيجته أنه لاطاعة لولي الأمر في منعه بدون الترخيص ..
ـ[أبوهلا]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 04:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ازدحم المراجعون على أحد الموظفين فقال لهم: بالدور يا جماعة.
فقام أحدهم وسبه وشتمه وقال له: حرام عليك لماذا تمنعنا من إتمام معاملاتنا؟
فأجاب الموظف: أنا لم أمنعك ولكن هذا تنظيم لكم من أجل أن يتم عمل كل واحد منكم على أكمل وجه فالزمان والمكان أمامي لا يسع أكثر من واحد.
فهل منعه الموظف من إتمام معاملته؟؟؟
أخي أبو خبيب اقرأ القصة السابقة ثم انظر إلى قولك: (فالأصل عندنا السابق و هو: وجوب طاعة ولي الأمر في غير معصية .. أتى المجيزون فأخرجوا المسألة من هذا الأصل .. و هو وجود النص في هذا الأمر (يا بني عبد مناف))
والآن هل نحن باقون على الأصل السابق بعد أن تبين أن تنظيم الحج ليس منعاً لأحد وليس فيه مخالفة للحديث، لذا ليس في هذا الحديث حجة لأحد في الخروج عن الأصل السابق.
وإن وجدت فيه حجة أرجوك بينها. لأن لدي جواب آخر حتى لو كان في الحديث حجة.
أما قولك (لا أريد الإطالة في هذا حتى لا يتشعب الموضوع)
فأقول لك أرجوك أطل وتشعب كما تحب فنحن هنا في مدارسة ولسنا في عجلة من أمرنا المهم عندنا هو الحق فأنا وأنت طلاب حق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 04:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي خزانة الأدب نعم الحج صحيح ولكن مع الإثم.
ولكن أخيتي ما رأيك شخص يريد أن يحج حجة واحدة في العمر افترضها الله عليه فتكون من أولها مع الإثم!!! عجباً لهذا الفقه!!!
إن المرء يحج ويتعب ويبذل جهده ويجاهد في ذلك من أجل التخلص من الذنوب والآثام ولكن هذا المخالف يحج مع الإثم.
فهل نذهب للحج لنقع في الإثم أم لنتخلص منه!!!!
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 01:35]ـ
ومن اراد أن يحج بزوجته حجة الإسلام ولم يتمكن من الحصول على التصريح وليس هناك طريقة مريحة إلا أن ينوي النسك ويلبس ثيابه غير الإحرام حتى يمر على الدوريات بسلام فهل يأثم مع ان هذه حجة الإسلام أفيدوني بارك الله فيك، فهل نقول ان الحاجة هنا تجيز ارتكاب المحظور كمن أصابه قمل أو برد فارتكب محظورا؟
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 06:16]ـ
ومن اراد أن يحج بزوجته حجة الإسلام ولم يتمكن من الحصول على التصريح وليس هناك طريقة مريحة إلا أن ينوي النسك ويلبس ثيابه غير الإحرام حتى يمر على الدوريات بسلام فهل يأثم مع ان هذه حجة الإسلام أفيدوني بارك الله فيك، فهل نقول ان الحاجة هنا تجيز ارتكاب المحظور كمن أصابه قمل أو برد فارتكب محظورا؟
هنا جوابك:
السؤال:
فضيلة الشيخ: ما حكم حج من ذهب إلى الحج ولم يأخذ تصريحاً، ثم إني سمعت عن بعض الأشخاص أنه يقول: ادخل بدون إحرام ثم اذبح فدية. فما حكم ذلك وفقكم الله؟
الجواب:
((أما الثاني وهو أن نقول: ادخل بلباسك العادي واذبح فدية! هذا من اتخاذ آيات الله هزواً، فرض الله عليك إذا أحرمت ألا تلبس القميص ولا السراويل إلى آخره، وأنت تبارز الله بهذه المعصية، وتدّعي أنك متقرب إليه، لا سيما إذا كان الحج نفلاً، سبحان الله! أتقرب إلى الله بمعصية الله! وإن كان هذا معصية في عبادة لكن غلط غلط عظيم، وحيلة على من؟ على الله عز وجل، كيف تتحيل على الله بهذا وأنت تريد أن تفعل السنة؟! يا أخي! إذا كنت تفعل السنة ابق في بلادك وأعن من يريد الحج على حجه ويحصل لك الأجر.
أما الثانية: وهي التحيل على الأنظمة، فأنا أرى أن الأنظمة التي لا تخالف الشرع يجب العمل بها، فمثلاً: لو أن الحكومة قالت لمن لم يحج فرضاً: لا تحج مع تمام الشروط، فهنا لا طاعة لها؛ لأن هذه معصية، الله أوجبه عليَّ على الفور وهذا يقول: لا تحج.
أما النافلة فليست واجبة، وطاعة ولي الأمر فيما لم يتضمن ترك واجب أو فعل محرم واجبة.
ثم إني أقول لكم أيها الإخوة:
طاعة ولاة الأمور أتظنون أنها طاعة بشرٍ لبشر؟! أجيبوا بما تعتقدون ..
هل تعتقدون أن طاعة ولاة الأمور في غير المعصية هل هو طاعة بشرٍ لبشر؟
لا. بل هي طاعة لله عز وجل؛ لأن الله تعالى يقول:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [النساء:59] فوَجّهَ القول بالإيمان يعني: من مقتضى إيمانكم أن تطيعوا الله وتطيعوا الرسول وأولي الأمر، فنحن إذا أطعنا ولي الأمر في غير معصية نتقرب بهذه الطاعة إلى الله عز وجل، وتقربنا إلى الله بطاعة ولاة الأمور في عدم الحج هو طاعة؛ طاعة واجبة، وترك حج النفل ليس معصية.
فلا أرى أن الناس يتكلفون ويخالفون ولي الأمر الذي في مخالفته مخالفة لله عز وجل، في أمر له فيه سعة والحمد لله)) اهـ من (لقاء الباب المفتوح)
شريط (199).العلامة العثيمين.
ـ[عبدالرحمن بن عبدالله]ــــــــ[13 - Nov-2010, صباحاً 09:54]ـ
أشكركم جميعا على هذا الإيضاح وهذا الأسلوب الجميل في الطرح، ولكن أجدني مضرا إلى القول أن الخلاف في هذه المسألة - مسألة الفتوى - لم يتوصل فيها إلى المحك من وجهة نظري.
ومعلوم أن مخالفة الإمام مسألة مفروغ منها فالطاعة في غير المعصة واجبة إذ المسألة ديانة لا هوى وتشهي لوجود النص من الله. وأما مسألة الحج بدون تصريح فعند تأصيل المسألة يمكن القول هل الحرس والضباط الذين على منافذ الحرم هل هم نواب عن الإمام في التصاريح أم لا؟
1 - إن قلنا إنهم نوابٌ عنه كما ذكر ذلك في المدونة قال: (قال مالك والشُرَط والحرس عندي بمنزلة الامام)، فعنئذ إن سمحوا بالدخول فلا بأس وهذا ما أحمل عليه كلام المشايخ وأخص فتوى الشيخ عبد الكريم الخضير في قوله حفظه الله: " لكنْ إنْ رَأى الشَّخص أنْ يَحُجّ امتِثالاً لِما وَرَدَ من الأحاديث الكثيرة في التَّرغيبِ في الحج، ولمْ يَتَرَتَّب على ذلك لا كَذِب، ولا رِشْوَة ولا احتِيَال ولا ارْتِكابِ محظُور، فَيُرْجَى؛ أمَّا إذا أدَّى ذلك إلى الكذب أو رِشْوَة، أو تَحَايُل، أو ارْتِكاب مَحْظُور كما يُفْعَل الآن، بَعْضُهُم يَرْتَكِب مَحْظُور ويدخُل ويَتَجَاوز المِيقات بِثَِيَابِهِ، هذا كُلُّهُ لا يَجُوز، ولا يُسَوِّغ لهُ ذلك."
2 - أما إذا لم يسمحوا بذلك - الحرس - فلا يدخل الحاج أو المعتمر؛ لأنهم نواب عن الإمام ولا تجوز المخالفة حينئذ. لكن الشخص الذي يذهب بدون تصريح هو مخاطر في ذلك لأنه يبني دخوله على حصول الشفاعة من عدمها، وإذا عدِمَها هل يعتبر محصر أم لا هذه مسألة تخرج بنا عن المسألة المقصودة.
ويبقى مسألة متى يسمح الحرس بالدخول ومتى لا يسمحون به فهناك مسائل خاضعة للبحث.
....(/)
الصيد في حرم المدينة
ـ[العز بن عبد الغني]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 02:31]ـ
كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول لصبي من باب الممازحة: "يا أبا عمير ما فعل النغير".
وهذا الحديث استدل به من يرى أنه لا يحرم صيد حرم المدينة؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم أقر هذا الصبي.
فهل هناك أدلة يستدل بها من يرى عدم جواز صيد حرم المدينة؟
للمناقشة(/)
لو خرج رجل من جده مريدا العمرة الى الطائف فانا نامره ان يحرم من السيل
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 02:11]ـ
من ثمرات التدوين للقاضي حفظه الله
سألت شيخنا رحمه الله: إذا أراد المكيّ الذي يعمل في الرياض أو القصيم مثلاً أن يزور أهله، ويحج أيضاً، فهل يلزمه أن يحرم من الميقات؟
فأجاب:الأحوط أن يحرم من الميقات.
` مسألة (298) (20/ 10/1419هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:عن الحجاج الذين يقصدون المدينة، ويمرون قبل ذلك بأحد المواقيت، هل يلزمهم أن يحرموا من تلك المواقيت لكونهم مريدين الحج؟
فأجاب:لا يلزمهم، لأنهم مروا بها قاصدين المدينة لا مكة، فيحرموا إذا خرجوا من المدينة.
فسألته: أليس الذي يسافر من القصيم يريد العمرة جواً يؤمر أن يحرم قبل جدة؟
فأجاب: بلى، لأن جدة دون الميقات، بخلاف المدينة. ولهذا لو خرج رجل من جدة مريداً العمرة إلى الطائف فإنّا نأمره أن يحرم من السيل.
رحم الله شيخنا ابن عثيمين وجمعنا به في جنته
لى سؤال بارك الله فيكم
من كان من اهل مكه وهو ناوي الحج وحجز حملة من جده هل يحرم من جده او يذهب من مكه الى جده محرما
وكذلك من كان في جده يوم النرويه وهو من اهل مكه وارد الذهاب الى الحمله يوم الترويه من اين يحرم(/)
حكم الأضحية عن الأموات (بحيث مختصر)
ـ[عبدالملك الثابتي]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 02:37]ـ
هل أضحي عن والدي المتوفيان؟
الحمد لله
قال الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله:
" الأصل في الأضحية أنها مشروعة في حق الأحياء كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأصحابه يضحون عن أنفسهم وأهليهم، وأما ما يظنه بعض العامة من اختصاص الأضحية بالأموات فلا أصل له.
والأضحية عن الأموات ثلاثة أقسام:
الأول: أن يضحي عنهم تبعاً للأحياء مثل أن يضحي الرجل عنه وعن أهل بيته وينوي بهم الأحياء والأموات، (وهذا جائز) وأصل هذا تضحية النبي صلى الله عليه وسلّم عنه وعن أهل بيته وفيهم من قد مات من قبل.
الثاني: أن يضحي عن الأموات بمقتضى وصاياهم تنفيذاً لها (وهذا واجب إلا إن عجز عن ذلك) وأصل هذا قوله تعالى: (فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَآ إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
الثالث: أن يضحي عن الأموات تبرعاً مستقلين عن الأحياء (بأن يذبح لأبيه أضحية مستقلة أو لأمه أضحية مستقلة) فهذه جائزة، وقد نص فقهاء الحنابلة على أن ثوابها يصل إلى الميت وينتفع به قياساً على الصدقة عنه.
ولكن لا نرى أن تخصيص الميت بالأضحية من السنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يضح عن أحد من أمواته بخصوصه، فلم يضح عن عمه حمزة وهو من أعز أقاربه عنده، ولا عن أولاده الذين ماتوا في حياته، وهم ثلاث بنات متزوجات، وثلاثة أبناء صغار، ولا عن زوجته خديجة وهي من أحب نسائه إليه، ولم يرد عن أصحابه في عهده أن أحداً منهم ضحى عن أحد من أمواته.
ونرى أيضاً من الخطأ ما يفعله بعض من الناس يضحون عن الميت أول سنة يموت أضحية يسمونها (أضحية الحفرة) ويعتقدون أنه لا يجوز أن يشرك معه في ثوابها أحد، أو يضحون عن أمواتهم تبرعاً، أو بمقتضى وصاياهم ولا يضحون عن أنفسهم وأهليهم، ولو علموا أن الرجل إذا ضحى من ماله عن نفسه وأهله شمل أهله الأحياء والأموات لما عدلوا عنه إلى عملهم ذلك."
رسالة أحكام الأضحية والذكاة
وسؤلت اللجنة الدائمة للإفتاء بسؤال هذا نصة:
هل تجوز الأضحية للميت؟.
فأجابت:
الحمد لله
أجمع المسلمون مشروعيتها (أي: الأضحية) من حيث الأصل، ويجوز أن يضحى عن الميت؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والبخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة، وذبح الأضحية عنه من الصدقة الجارية؛ لما يترتب عليها من نفع المضحي والميت وغيرهما.
وبالله التوفيق.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
ولقد سألت شيخنا: د. عمر المبطي ...
فقال: نعم يجوز أن تضحي عن الميت، وهذا الذي عليه الفتوى.
والله أعلم
وأخوكم ومحبكم/ عبدالملك الثابتي
ـ[أسامة أمين]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 03:01]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالملك الثابتي]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 03:05]ـ
وفيك بارك ... أخي أسامة ..
شكر الله لك مرورك وتعليقك ... الذي أسعدني كثيراً
ـ[سمير الملحم]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 10:56]ـ
هل التضحية عن الميت مستقلا عليه العمل من السلف؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 05:12]ـ
بارك الله بك أخي الحبيب,
وهذه فتاوى وليست بحثا , ويجوز أن تضحي عن الميت ولكن تبعاً وليس استقلالاً.(/)
ثلاثة أسئلة أسئلها لمن يعرف
ـ[أشجعي]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 06:40]ـ
بارك الله فيكم أخوتي,
السؤال الأول: متى تتحرك في صلاة الجماعة الى الركن التالي, بعد أن ينتهي الإمام من قول الله أكبر أم بعد أن يشرع بالتكبير؟
الثاني: هل قاعدة (كل أمر يفيد الوجوب ما لم تصرفه قرينة) مطلقة, لأن هناك احاديث فيها صيغة الأمر ولكن العلماء صنفوها للندب والاستحباب مع عدم وجود قرينة, ولماذا باب الأداب لا وجوب فيه؟
والأهم من ذلك, هل يستطيع أحد أن يذكر لي أكثر من ثلاثة أوامر نبوية من السنة تفيد الوجوب,
الثالث: هل كل من أنكر شيئا بالدين (سواء معلوم بالضرورة أو لا) كالسواك مثلاً, فهل يكفر,
كمن يرد حديثا صحيحا,
ربما يستحق كل سؤال موضوع منفرد, ولكن لا تعدمونا فوائدكم, ومن أراد أن يتناول سؤال دون التعرض لآخر فلا يبخل.
ـ[أشجعي]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 11:01]ـ
للرفع
ـ[الآجري]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 11:25]ـ
متى تتحرك في صلاة الجماعة الى الركن التالي, بعد أن ينتهي الإمام من قول الله أكبر أم بعد أن يشرع بالتكبير؟
إذا تحركت بعده مباشرة فأنت متابع، وهو الصحيح، أما إذا وافقته فهذا مكروه.
هل قاعدة (كل أمر يفيد الوجوب ما لم تصرفه قرينة) مطلقة, لأن هناك احاديث فيها صيغة الأمر ولكن العلماء صنفوها للندب والاستحباب مع عدم وجود قرينة, ولماذا باب الأداب لا وجوب فيه؟
والأهم من ذلك, هل يستطيع أحد أن يذكر لي أكثر من ثلاثة أوامر نبوية من السنة تفيد الوجوب,
حكمك بأن العلماء صرفوا الأحكام مع عدم وجود قرينة فيه نظر! فقد يصرفها من لا يرى الوجوب ولكن من يراه لا يصرفها.
و القرينة قد تبدوا لعالم باجتهاده فيصرف الأمر لغير الوجوب، وليس شرطاً أن تكون ظاهرة لغيره، وكون القاعدة مطلقة هو الصحيح، (وهناك أقوال لبعضهم كالقول بالندب والقول بالتوقف ... ) فالأمر المجرد يفيد الوجوب، وإن كانت قوة الوجوب تستفاد من أمور أخرى غير الأمر المجرد، وإذا كان الوجوب لا يستند على غير الأمر المجرد عن القرائن فهو في أدنى درجات الواجب، ولذا قد تكون القرينة الصارفة إلى الندب القوي خافية أو اجتهادية.
أما أوامر من السنة للوجوب فهي كثيرة، منها: الأمر بإعفاء اللحية، والأمر بحف الشارب، والأمر بالصيام لرؤية الهلال (صوموا لرؤيته) والأمر بالأخذ عنه في المناسك (خذوا عني مناسككم)
هل كل من أنكر شيئا بالدين (سواء معلوم بالضرورة أو لا) كالسواك مثلاً, فهل يكفر,
كمن يرد حديثا صحيحا,
هذه مسألة كبيرة، يجيبك فيها من له علم واسع، ولكني أنبهك إلى أن هناك فرق بين كون المنكَر معلوم من الدين بالضرورة أم لا؟ وكون المنكِر عالم أو جاهل، وكون إنكاره تأولاً أو جحوداً ..
ولعل فاهماً يبسط القول
والله أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 11:33]ـ
بل قد يصرفون الأمر عن الوجوب ولا يكون ثم قرينة
متعللين بأنه من باب الآداب
وكون هذا قرينة يتطلب دليلا
ـ[الآجري]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 11:48]ـ
القرينة أقرب للنظر منها للأثر!
وكيف نشترط للقرينة دليلاً، (وهي متعلقة بالدليل) أشم رائحة دور!
وعلى كل، قول من قال: الأمر المجرد للوجوب - على حد علمي - أنه مطلق في كل أمر، يرد في الكتاب والسنة
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 12:35]ـ
قال بعض المشايخ: إن قول الإمام الشافعي بأن الأوامر في الآداب مصروفة من الوجوب للندب،أنه قال ذلك بعد استقراء لنصوص الآداب فوجدها مصروفة فوضع هذه القاعدة بعد هذا الاستقراء.
فرحم الله الإمام الشافعي لو دلّنا على القرائن لكفانا مؤونة البحث، والاختلاف.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 08:42]ـ
أخي الآجري .. كف عنك التمنطق
هداني الله وإياك .. فليس هو معيار الصواب
وكلامك غير صحيح مع احترامي
القرينة الصارفة هي دليل آخر
فالذي يقول بسنية الشرب
حال الجلوس .. أخذ بقرينة فعله
عليه الصلاة والسلام .. وأنه شرب واقفا
مع أنه صلى الله عليه وسلم
أمر بالشرب جلوسا
وقس عليه .. فهذا هو معنى القرائن
وأين تعلق الآداب بالنظر؟
ما هو الشيء العقلي الذي قوى صرف أمر رسول الله؟
هل هو مجرد الذوق والاستحسان (اللغوي)؟
ـ[الآجري]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 01:13]ـ
القرينة الصارفة هي دليل آخر
فالذي يقول بسنية الشرب
حال الجلوس .. أخذ بقرينة فعله
عليه الصلاة والسلام .. وأنه شرب واقفا
مع أنه صلى الله عليه وسلم
أمر بالشرب جلوسا
وقس عليه .. فهذا هو معنى القرائن
أخي الفاضل الذي فهمته من كلامك السابق أنك تشترط دليلاً لاعتبار القرينة، لا أنك تحصر القرينة في الدليل، وهنا أراك أبنت أكثر.
وكما تعلم فإن القرينة في عرف الأصوليين أعم من الدليل. وحصرها فيه محل نظر!
وأخيراً .. فإن محل الكلام: القول بإفادة الأمر المجرد حكم الوجوب هل يستثني شيئاً من الأوامر؟
ما هو الشيء العقلي الذي قوى صرف أمر رسول الله؟
الأمر الوارد بعد الحظر قالوا إنه للإباحة، أو لما كان عليه قبل الحظر، فهل هناك نص على ذلك؟
أم استفدنا هذا القانون من النظر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 01:27]ـ
أخي الكريم أصلحني الله وإياك
القرينة المراد بها:قرينة نقلية أو عقلية ..
والنقلية هي الأصل في الاعتبار .. لأن القرينة العقلية التي مناطها مما تختلف فيه العقول .. لا ترقى للمراد
أما سؤالي لك .. فليس سؤالا مطلقا .. وإنما المقصود هذه المسألة محل البحث"كون الشيء من الآداب"
فما القرينة العقلية في كون الشيء من الآداب؟
وأما قولك: كون الأمر بعد الحظر .. فهو أولا لا يدل على الإباحة مطلقا .. بل قد يدل على أمر زائد كالاستحباب
وثانيا: هذه قرينة معتبرة .. وقوية .. لأن الأمر بعد الحظر .. إزالة للنهي .. وهذا معنى الإذن .. وهو كمعنى نفي النفي .. فيبقى الأمر على أصله المباح ..
فهو نسخ واضح للنهي السابق يفهم ذلك الصغار والكبار والناس كافة
ومع ذلك عليه دلائل من الشرع
وهو إعمال الأصل
ولو تأملت قوله عليه الصلاة والسلام"كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها"
فذكر النهي ثم ذكر الأمر الدال على إزالة النهي .. وهو الإذن
ثم إن أدلة الأصوليين ترجع في جلها لأدلة من الكتاب والسنة ..
ولقواعد كلام العرب
والله أعلم(/)
رأي العلامة الددو في المسعى الجديد: رأي فريد
ـ[مغترب]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 10:39]ـ
السؤال: ما صحة ما يقال أن هناك تغيرا حصل في الصفا والمروة , كيف يمكن السعي بينهما؟
الجواب: العلامة محمد الحسن الددو
.
إن الصفا والمروة من شعائر الله، ولا يستطيع أحد تغييرهما، فهما جبلان ومكانان معروفان. حتى لو ذهب أثرهما ولم يبقى لهما أثر، فهذ المكان منه يبدأ الطواف ومنه يبدأ السعي وهو الصفا , والمكان الذي ينتهي إليه السعي وهو المروة، كما حصل في الجمرات، فالجمرات كانت موجودة في العهد النبوي، ولكن أكلتها الحجارة والرمي، فلم يبق لها أثر، وبنى عثمان أعمدة تدل على مكانها، ثم أقيمت عليها دوائر في أيام الوليد بن عبد الملك. وإلى الآن، الناس يرمون مكان الجمار، وليس لها وجود.
.
أما الذي حصل، فهو توسعة في المسعى. فقد بني المسعى في أيام الدولة السعودية، ولم يكن مبنيا قديما، وقد كان في المسعى أسواق، وفيه مباني، وفي العهد النبوي كان فيه دار الأرقم ابن أبي الأرقم على الصفا التي كان فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه. فلم يكن المسعى خطا محصورا بين جدران، لا في العهد النبوي، ولا في عهد الخلفاء الراشدين، ولا في عهد الدول الإسلامية الماضية. وأول من أدخل المسعى في مبنى الدولة السعودية. والآن وسعوا هذا المبنى إلى اليمين والشمال، ولا حرج في ذلك أبدا، فالله عز وجل لم يقل: "فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بينهما"، بل قال: "فلا جناح عليه أن يطوف بهما"، فالعبرة بالصفا والمروة لا فيما بينهما، حتى لو ذهب الإنسان دائريا، من الصفا حتى وصل إلى المروة، فسعيه صحيح.
.
ا. ه , منقولا من مادة صوتية له على الرابط التالي , تقريبا في الدقيقة:28:00 / http://www.dedew.net/index.php?A__=11&linkid=943
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 11:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
هذا رابط فيه بحوث في هذا الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=103566
اخي لو سمحت بارك الله فيك, ممكن توضح لي معنى هذا الكلام:
(حتى لو ذهب الإنسان دائريا، من الصفا حتى وصل إلى المروة، فسعيه صحيح)؟.
وشكرا.
ـ[العرب]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 11:29]ـ
جزيت خيرا
لكن كيف لو طاف دائريا طوافه صحيح؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 11:30]ـ
/// لعلَّه يقصد أن لا يمشي بين الصَّفا والمروة في طريق مستقيم، كما هو حال البناء الحالي الآن؛ بل يكون الطواف بينهما بشكل بيضاوي ..
/// وللفائدة فمن رأى صور المسعى القديمة عرفَ أنَّ الممشى بينهما لم يكن مستقيمًا بل كان مائلًا ميلان الوادي وانحرافه ..
/// والحقُّ حتى يثبت في النُّفوس يحتاج لوقتٍ؛ لجِدَّته ..
ـ[مغترب]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 11:59]ـ
الإخوة الكرام
جزاكم الله خيرا على مشاركتهم
لست مفوضا لأتكلم باسم الشيخ. لكن الذي فهمته من كلامه، أنه لا يهتم كثيرا بالجدل حول تحديد عرض المسعى، أو في شهادات كبار السن، حتى لو زاد كثيرا عن عرض المسعى الجديد. المهم أن يبدأ الإنسان من الصفا، وينتهي إلى المروه. ولذلك رأى الآية الكريمة كافية في الاحتجاج بهذا من خلال التفريق بين "بهما" و"بينهما". وهو رأي يبدو لي وجيها والله أعلم.
شكرا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 07:01]ـ
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله قوله تعالى: {أن يطوف بهما}: {يطوف} أصلها يتطوف؛ ولكن قلبت التاء طاء لعلة تصريفية؛ فصار {يطوف}؛ و {بهما} المراد: بينهما، كما تفسره سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[المسومي]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 01:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله:
حتى لو ذهب الإنسان دائريا، من الصفا حتى وصل إلى المروة، فسعيه صحيح.
للفائدة: لقد رجعت الي تفسير فتح البيان في مقاصد القرآن للعلامة صديق حسن خان فوجدته يقول عند تفسير هذه الآية:
(فلا جناح):أي فلا أثم، (عليه أن يطوف):أي يدور (بهما) و يسعي بينهما ... انتهي.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 02:50]ـ
لا شك أن السعي في الأصل يكون فيما بين الجبلين، (من الصفا الى المروة والعكس) وهو ما جرى عليه عمل المسلمين من زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما أجمع عليه المسلمون، ولكن حدود وسعة ما بينهما وهو الحيز الذي لا يصح العسي بخارجه، هذا هو الذي وقع فيه النزاع. والا فلو أطلق تأويل (بهما) ليخرج عن اطار (بينهما) لانخرق الأمر، ولأتى من يقول أنه يصح السعي بالدوران من حولهما (مثلا) أو بالسعي بمحازاتهما في مكان بعيد! ومن الواضح أن هذا ليس هو ما يريده الشيخ بالتفريق بين (بهما) و (بينهما)، ويؤكد ذلك قوله:حتى لو ذهب الانسان دائريا من الصفا حتى وصل الى المروة" والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك الثابتي]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 03:13]ـ
أشكر لشيخنا الددو هذا التوضيح ... أسأل له التوفيق والسداد ..
ولكن الناظر في الأبحاث التي عقدت من أجل دراسة ذلك الشيء ... لعلم أن المسألة أعظم من أن يفتى فيها من خلال النظر في الأدلة نظراُ مجرداً ... بعيداً عن الواقع ودراسة الصفا والمروة دراسة مساحية ... كما فعل شيخنا العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والذي كلفه بها الملك سعود حينما أراد أن يوسع الصفا والمروة ... فكونت لجنة يرئسها الشيخ رحمه الله، ومع عالم زمانه في فنّه حمد الجاسر، والشيخ ابن دهيش والد الشيخ عبدالله، وغيرهم لا يحضرني ... فمن يقرأ كلام الشيخ محمد بن إبراهيم في فتاواه لوجد دراسة الدليل وتطبيقه على أرض الواقع ... وأنصح بقراءة بحث الشيخ السندي وفقه الله وأثبه ...
محبكم/عبدالملك
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 02:59]ـ
/// ومن الأمور التي ينبغي التنبُّه لها عند الكلام في المسألة معرفة أنَّ أرضيَّة المسعى الحالي مرتفعة قدر قرابة المترين عن السفح الأصلي لجبلي الصفا والمروة أوأكثر، وهذا فيه إشارة إلى اتِّساع السفح عن القمَّة كما هو معلومٌ.
/// قال الكردي في التاريخ القويم (5/ 125 - 130): ((لما كانت التوسعة السعودية في المسجد الحرام، في زماننا الحاضر؛ فعند عمارة المسعى، وإزالة البناء الذي على الصفا والبناء الذي على المروة = انكشقت الدرجات القديمة في مرتقى المروة؛ والتي كانت مدفونة من قديم الزمان، حتى ذكرها الفقهاء في جميع كتب الفقه.
فلما ظهرت الدرجات المدفونة ذهبنا في اليوم التاسع من رمضان سنة (1376) هـ ست وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة لمشاهدة هذه الدرجات القديمة المدفونة في المروة = فوجدناها من الحجارة القوية المستعملة في مكة، وعددها خمس عشرة درجة ... ؛ فيفهم من هذا أن أرض المسعى قد ارتفعت من بناء الدرجات إلى وقتنا الحاضر بمقدار مترين!
قال الفاسي في تاريخه شفاء الغرام: ... الصفا الذي هو مبدأ المروة ... ، وهو موضع مرتفع من جبل له درج، وفيه ثلاثة عقود والدرج من أعلى العقود وأسفلها ... وتحت الفرشة السفلى المتصلة بالأرض درج مدفون، وهو ثمان درجات، ثم فرشة مثل الفرشة السابقة ثم درجتان، وتحت هاتين الدرجتين حجر كبير يشبه أن يكون من الجبل؛ وهذا الدرج المدفون لم نره إلاَّ في محاذاة العقد الأوسط من عقود الصفا ...
وكان تحرير هذا الأمر بحضوري؛ وبعد الأمر بالحفر عن الدرج المشار إليها؛ في سابع عشر شوال سنة أربع عشر وثمانمائة.
وكان الناس يأتون لمشاهدة ما ظهر من الدرج أفواجاً أفواجاً، وحصل لهم بذلك غبطة وسرور؛ لأن كثيراً من الساعين لا يرقون في الدرج الظاهر الآن؛ خصوصاً الساعي راكباً.
وسبب حفرنا عن ذلك: أنه حاك في صدر بعض فقهاء مكة في عصرنا عدم صحة سعي من لم يرق في الدرج الظاهر؛ لأن بعض متأخري الشافعية قد أشار إلى أن في الصفا درجاً مستحدثاً ينبغي للساعي الاحتياط بالرقي عليها إلى أن يستيقن.
وهذا الكلام يوهم أن بعض الدرج الموجود الآن محدث؛ لأنه ليس هناك درج سواها حتى يحمل الكلام عليها؛ وذاكرني الفقيه المشار إليه بما حاك في نفسه.
فقلت له: الظاهر - والله أعلم - أن المراد بالدرج المحدث غير الدرج الظاهر، ويتحقق ذلك بالحفر عنه، فحفرنا حتى ظهر لنا من الدرج ما ذكرناه.
وبعيد جداً أن يكون مجموع الدرج المدفون والظاهر محدثاً في غير محل السعي؛ حتى لا يجزيء الوقوف عليه في السعي؟!
وإنما المحدث بعض الدرج المدفون؛ لكونه في غير محل السعي ... انتهى من كتاب شفاء الغرام)) انتهى مختصراً من التاريخ القويم.
/// وما نقله الكردي وهو متأخِّرٌ نسبيًا وقبله الفاسي قد يقود لأمرٍ أوسع وهو اتِّساع عرض المسعى عمَّا عليه حالهما الآن.
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 01:16]ـ
أخي الفاضل عدنان
لقد كان الكردي رحمه الله في لجنة الشيخ ابن إبراهيم رحمهما الله
واللجنة حكمت بعد الحفر أن عرض المسعى لا يزيد عن عشرين مترا
فضلا طالع تقارير اللجان والبحوث في المنيرة
http://7sfa.blogspot.com/
أما قول الشيخ الددو فهو معارض للأمر النبوي ولا أعرف أحداً قال به من السلف
فضلا طالع هنا
http://1sfa.blogspot.com/2008/12/blog-post.html
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 01:44]ـ
/// يا أخي الكريم .. الكردي رأى ما وصلت إليه عينه في زمانه وحكاه واحتفروه حينئذٍ. وكان مقصدي من كلام الكردي بيان ضيق عرض المسعى بالدفن مع السنين فحسب.
/// ولست أتابع الدُّدو في قوله بالدائرية في السعي، لكن مفهوم الآية ظاهرٌ في مسألة تعليق السَّعي بالبداءة بالصفا والانتهاء بالمروة.
/// وأمَّا أصل المسألة فلا أعرف أحدًا قال بأنَّ عرض المسعى الذي وجد في زمن الشيخ ابن إبراهيم هو الذي كان على عهد السَّلف، ولا يوجد مثل هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 09:28]ـ
أخي الكريم عدنان قلتم
الكردي رأى ما وصلت إليه عينه في زمانه وحكاه واحتفروه حينئذٍ.
أقول
هذا صحيح
وبعد أن حفر وانتهى الحفر
كان من اللجنة التي ذرعت (قاست) عرض الصفا
فوجدته ستة عشر مترا ثم أضافوا له بعض الصخرات بجانبيه فصار عشرين مترا تقريبا
قلتم
ولست أتابع الدُّدو في قوله بالدائرية في السعي،
لكن مفهوم الآية ظاهرٌ في مسألة تعليق السَّعي بالبداءة بالصفا والانتهاء بالمروة.
أقول
حبذا لو تفضلتم بقراءة
هذه: الأبواب التالية
((@))
الباب الأول
ترك السعي بين الصفا والمروة مخالف للأمر النبوي الآمر بالبينية بين الصفا والمروة في السعي
((@)) ((@))
الباب الثاني
ترك السعي بين الصفا والمروة مخالفة لفهم السلف الصالح لقوله تعالى إن الصفا والمروة الآية
((@)) ((@)) ((@))
الباب الثالث
ترك السعي بين الصفا والمروة مخالف لسعي الرسول صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة
((@)) ((@)) ((@)) ((@))
الباب الرابع
ترك السعي بين الصفا والمروة مخالف لكلام الأئمة الفقهاء المحذر من خروج الساعي عما بين الصفا والمروة
((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@))
الباب الخامس
ترك السعي بين الصفا والمروة مخالف لأمر الله بتعظيم شعيرتي الصفا والمروة وأن يكون السعي بينهما
((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@))
الباب السادس
ترك السعي بين الصفا والمروة مخالف لأصل السعي وهو سعي هاجر أم إسماعيل بين الصفا والمروة
((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@))
الباب السابع
ترك السعي بين الصفا والمروة مخالف لدلالة الظرف بين في اللغة العربية
هنا
http://1sfa.blogspot.com/2008/12/blog-post.html
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 10:22]ـ
/// الأخ الكريم حاتم الفرائضي .. وفَّقه الله
/// حبَّذا لو نقلت ما له علاقةٌ بهذا الموضوع من تلك الصفحة إلى هذه الصفحة، حتى تتمَّ مناقشتها.
/// ولم تعجبني لغة حوارك وعنواينك في بعض المواضيع التي هناك فيمن قال بمشروعية السعي في المسعى الجديد، فأرى في بعضها غلظةً لا داعي لها.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 10:43]ـ
/// وقد رأيت لك كلامًا فيما يتعلَّق بموضوعي ههنا، ولا أدري هل هو تتمَّة كلام الشيخ الفوزان حفظه الله أم كلامك:
---------------------------------------------------------------------
فلا تجوز الزيادة على ما هو موجود وبارز منهما ومتوارث عبر القرون. فالحفر لأجل البحث عن زيادة على الموجود تنقيب وتكلف لم يأمر الله به ولا رسوله. ثم إن المطمور تحت الأرض لا يمكن إلحاقه بالمشعر البارز من غير دليل من كتاب ولا سنة ثم هو لا يأخذ حكم المعلم والمشعر البارز من حيث الصعود عليه والنزول منه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بل هو إما أن يبقى على حاله منخفضاً ينزل إليه ويصعد منه وهذا عكس المشروع .. ". انتهى.
---------------------------------------------------------------------
/// والجواب: فإذا كان التنقيب لا يجدي ولا يشرع فلم نقَّبوا وحفروا في التوسعة السعودية الأولى، ممَّا نقلتُه عن الكردي عام 1376 هـ؟!! فيقال: لا شكَّ أنَّهم نقَّبوا للوصول لأرضيَّته الأصليَّة، وهذا محلُّ البحث!
/// ثم ما زال الكلام يدور عن أنَّ أطرافًا كُسِّرت وأزيلت من جبلي الصفا والمروة، وأنَّ سفحهما الأصلي الذي طاف بهما وسعى رسول الله (ص) ليس هو الموجود الآن؛ لأجل الدفن المذكور، وقد يكون ما رآه الكردي ومن معه متأخِّرًا غير الذي كان عليه من الامتداد.
/// ثمَّ قضيَّة المشعر الظَّاهر تبطل قضيَّة هواء المسعى التي كان يقول بها الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله.
/// تنبيه: لا أفتي بشيءٍ ولستُ مفتيًا؛ إنَّما أذكر ما أذكره ههنا للمدارسة، وأرى أنَّ ما ذكره المجيزون فيه قوَّةٌ وحجة ترتقي للنَّظر فيها ومدارستها.
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 12:40]ـ
أخي عدنان سلمه الله
العنوان ليس حوارا حول مشروعية التوسعة
العنوان رد: رأي العلامة الددو في المسعى الجديد: رأي فريد
وقد قلتم أعلاه
:
ولست أتابع الدُّدو في قوله بالدائرية في السعي،
لكن مفهوم الآية ظاهرٌ في مسألة تعليق السَّعي بالبداءة بالصفا والانتهاء بالمروة.
وأقول
(يُتْبَعُ)
(/)
إن أهل السنة يرجعون إلى السنة في فهم القرآن
وأهل البدع يفسرون القرآن برأيهم ومعقولهم وما تأولوه من اللغة والأدب وكتب الكلام
لا يعتمدون على السنة والآثار
وأنت من أهل السنة فاستدلالك هذا لا يصح
[[]]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"
وقد عدلت المرجئة فى هذا الأصل
عن بيان الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم باحسان
واعتمدوا على رأيهم
وعلى ما تأولوه بفهمهم اللغة
وهذه طريقة أهل البدع
ولهذا كان الامام أحمد يقول أكثر ما يخطىء الناس من جهة التأويل والقياس
ولهذا
تجد المعتزلة والمرجئة والرافضة وغيرهم من أهل البدع
يفسرون القرآن برأيهم ومعقولهم
وما تأولوه من اللغة
ولهذا تجدهم لا يعتمدون على أحاديث النبى والصحابة والتابعين وأئمة المسلمين
فلا يعتمدون لا على السنة ولا على اجماع السلف وآثارهم
وانما يعتمدون على العقل واللغة
وتجدهم لا يعتمدون على كتب التفسير المأثورة والحديث وآثار السلف
وإنما يعتمدون على كتب الأدب
وكتب الكلام التى وضعتها رؤوسهم
وهذه طريقة الملاحدة أيضا
إنما يأخذون ما فى كتب الفلسفة وكتب الأدب واللغة
وأما كتب القرآن والحديث والآثار فلا يلتفتون (1) إليها
هؤلاء
يعرضون عن نصوص الانبياء اذ هى عندهم لا تفيد العلم
وأولئك يتأولون القرآن برأيهم وفهمهم
بلا آثار عن النبى وأصحابه
وقد ذكرنا كلام أحمد وغيره فى انكار هذا
وجعله طريقة أهل البدع
واذا تدبرت حججهم وجدت دعاوى لا يقوم عليها دليل
"
م 7 ص 119
(1) كذا في ك الإيمان وفي الفتاوى يلتقون
هذه بعض الأبواب منقولة من الرابط أعلاه
http://1sfa.blogspot.com/2008/12/blog-post.html
[[]] [[#]] [[]]
الباب الأول
مخالفة السعي الدائري للأمر النبوي الآمر بالبينية بين الصفا والمروة في السعيهذه بعض الأوامر النبوية والأحاديث الصحيحة
#
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن قيس رضي الله عنه
:
طُفْ بالبيت واسْعَ بين الصفا والمروة ثم حل
رواه البخاري
#
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
طوافك بالبيت و سعيك بين الصفا و المروة
يكفيك لحجك و عمرتك رواه أبو داود من حديث عائشة
@@
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
قد سَنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما هـ رواه مسلم
#@#
وقالت أم عبد الله عائشة رضي الله عنها
ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة. هـ رواه مسلم
#
وقال ابن عمر رضي الله عنهما
:
قدم النبي صلى الله عليه وسلم، فطاف بالبيت سبعا، وصلى خلف المقام ركعتين،
فطاف بين الصفا والمروة سبعا: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}. رواه مسلم
@
وقالت عائشة رضي الله عنها
:
قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما. فليس لأحد أن يترك الطواف بهما.
رواه مسلم في باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به
!!!
وفي رواية عند البخاري قالت عائشة رضي الله عنها:
وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما،
فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما.
[] []ـــــ[] []
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله
وقوله اسعوا بينهما فإن لله كتب عليكم السعي؛ وكتب بمعنى أوجب. التمهيد م 2 ص 99
[[]] [[#]] [[]]
الباب الثاني
مخالفة السعي الدائري لفهم السلف الصالح
لقوله تعالى إن الصفا والمروة الآية#@#
قال سفيان قال سمعت الزهري يحدث
عن عروة بن الزبير
قال
:
قلت لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
ما أرى على أحد لم يطف بين الصفا والمروة شيئا
وما أبالي أن لا أطوف بينهما
قالت
بئس ما قلت يا ابن أختي
طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف المسلمون
فكانت سنة
وإنما كان من أهل لمناة الطاغية التي بالمشلل لا يطوفون بين الصفا والمروة
فلما كان الإسلام سألنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟
فأنزل الله عز وجل
{إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}
ولو كانت كما تقول
لكانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما
قال الزهري
فذكرت ذلك لأبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام
فأعجبه ذلك وقال إن هذا العلم رواه الإمام مسلم في صحيحه
[##### ((@)) #####]]
قال الشيخ الدكتور صالح سندي نفع الله به
:
"
أين هذا القائل عن قوله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا)؟
أليس هذا تحديدا واضحا؟ محل السعي بيِّن في هذه الآية؛
وهو ما بين الصفا والمروة، ومَنْ لَمْ يَسَعَ بينهما
كان ساعيا بجوارهما لا بينهما؛ وهذا خلاف ما في الآية.
ثم هو أيضا المحل الذي سعى فيه النبي عليه الصلاة والسلام،
وهو القائل: (خذوا عني مناسككم) أخرجه مسلم.
ويقال ثالثا: هو المحل الذي أطبق المسلمون على السعي فيه عبر مراحل تاريخهم؛
فهو إجماع عملي لا شك فيه.
[[]] [[#]] [[]]
الباب الثالث
ترك السعي بين الصفا والمروة
مخالف لسعي الرسول صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة
مع أمره بقوله (خذوا عني مناسككم) أخرجه مسلم.
##**##
فالسعي من أعظم المناسك
#@#
ولا بد من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
فإنه لم يخرج يميناً أو يساراً عما بين الصفا والمروة
#@#
ولا بد من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
فإنه لم يخرج يميناً أو يساراً عما بين الصفا والمروة
#@#
ولا بد من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
فإنه لم يخرج يميناً أو يساراً عما بين الصفا والمروة
[[((@))]]
ومن تعظيم هذه الشعيرة إتمام السعي بينهما
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره
:
فكل ما فعله في حجته تلك واجب
لا بد من فعله في الحج إلا ما خرج بدليل والله أعلم
#
وقال أيضاً
صلى الله عليه وسلم لما طاف بالبيت خرج من باب الصفا
وهو يتلو قوله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} ثم قال [أبدأ بما بدأ الله به] لفظ مسلم
ولفظ النسائي [ابدؤوا بما بدأ الله به] وهذا لفظ أمر وإسناده صحيح
فدل على وجوب البداءة بما بدأ الله به وهو معنى كونها تدل على الترتيب شرعا والله أعلم
"
انتهى
@@ # @@
روى البخاري
عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حين اعتمر فطاف فطفنا معه
وصلى فصلينا معه وسعى بين الصفا والمروة
#
وفي البخاري أيضا قال ابن عمر رضي الله عنهما
قدم النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعا وصلى خلف المقام ركعتين
وطاف بين الصفا والمروة سبعا
وقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة
@
وفيه قال عائشة رضي الله عنها
قدم النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت وبين الصفا والمروة
[] [] [] @@@ـــــ@@@ [] [] []
قال مسلم في صحيحه
قال سفيان قال سمعت الزهري يحدث عن عروة بن الزبير قال
:
قلت لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ما أرى على أحد لم يطف بين الصفا والمروة شيئا وما أبالي أن لا أطوف بينهما قالت بئس ما قلت يا ابن أختي طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف المسلمون فكانت سنة
الحديث
إذاً
طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف المسلمون فكانت سنة
طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف المسلمون فكانت سنة
طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف المسلمون فكانت سنة
[[]] [[#]] [[]]
الباب الرابع
ترك السعي بين الصفا والمروة
مخالف لكلام الأئمة الفقهاء
المحذر من خروج الساعي عما بين الصفا والمروة
فكلام العلماء واضح في إبطال سعي من لم يسع بين الصفا والمروة
بل إبطالهم لسعي من خرج في جزء من سعيه خارج المسعى
ففي كتب الفقه عبر التاريخ
عشرات التحذيرات من خروج الساعي عن المسعى بين الصفا والمروة
وما ذاك إلا لأنه خروج عن محل السعي المشروع
بل لو سعى بمحاذاة المسعى وليس بين الصفا والمروة لم يصح سعيه
[[]]
قال الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه الأم
:
"
ثم ينزل يمشي حتى إذا كان دون الميل الأخضر المعلق في ركن المسجد بنحو من ستة أذرع سعى سعيا شديدا
حتى يحاذي الميلين الأخضرين اللذين بفناء المسجد ودار العباس
ثم يمشي حتى يرقى على المروة حتى يبدو له البيت إن بدا له ثم يصنع عليها ما صنع على الصفا
حتى يكمل سبعا يبدأ بالصفا ويختم بالمروة
وأقل ما عليه في ذلك أن يستوفي ما بينهما مشيا أو سعيا
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن لم يظهر عليهما ولا على واحد منهما ولم يكبر ولم يدع ولم يسع في السعي فقد ترك فضلا ولا إعادة ولا فدية عليه وأحب إلي أن يكون طاهرا في السعي بينهما وإن كان غير طاهر جنبا أو على غير وضوء لم يضره لأن الحائض تفعله وإن أقيمت الصلاة وهو يسعى بين الصفا والمروة دخل فصلى ثم رجع فبنى من حيث قطع وإن رعف أو انتقض وضوؤه انصرف فتوضأ ثم رجع فبنى
#@#
والسعي بين الصفا والمروة واجب لا يجزي غيره
ولو تركه رجل حتى جاء بلده فكان معتمرا كان حراما من كل شيء حتى يرجع وإن كان حاجا قد رمى الجمرة وحلق وكان إنما ترك من النساء حتى يرجع وى يجزي بين الصفا والمروة إلا سبع كامل فلو صدر ولم يكمله سبعا
## @@ ##
فإن كان إنما ترك من السابع ذراعا
كان كهيئته لو لم يطف
ورجع حتى يبتدىء طوافا
!!!
### @@ ###
أخبرنا الربيع
قال
:
أخبرنا الشافعي
قال
:
أخبرنا عبد الله ببن المؤمل العابدي عن عمر بن علد الرحمن بن محيصن عن عطاء بن أبي رباح عن [صفية بنت شيبة قالت أخبرتني بنت أبي تجزأة إحدى نساء بني عبد الدار قالت: دخلت مع نسوة من قريش دار ابن أبي الحسين ننظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسعى بين الصفا والمروة:
فرأيته يسعى وإن مئزره ليدور من شدة السعي حتى إني لأقول إني لا أرى ركبتيه وسمعته يقول: اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي]
"
انتهى
##@##
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
لو سعي في مسامتة المسعى وترك السعي بين الصفا والمروة لم يجزه
شرح العمدة ص 599
!!!!!!!!!!!!!
#
قال في تاج العروس والمصباح المنير
سامَتَهُ مُسَامَتَةً بمعنى: قابلَهُ ووازَاهُ.
#
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما
نفى الجناح لأجل الشبهة التي عرضت لهم من الطواف بينهما
لأجل ما كانوا عليه في الجاهلية
من كراهة بعضهم للطواف بينهما
والطواف بينهما مأمور به باتفاق المسلمين هـ مجلد 24 ص 20
#
قال النووي:
قال الشافعي والأصحاب: لا يجوز السعي في غير موضع السعي،
فمن مرّ وراء موضع السعي في زقاق العطارين أو غيره
لم يصح سعيه، لأن السعي مختص بمكان فلا يجوز فعله في غيره، كالطواف.
##!!! ##
قال الشافعي في القديم
فإن التوي شيئاً يسيراً أجزأه
ولو عدل حتى يفارق الوادي المؤدي
إلى زقاق العطارين
لم يجزئه.
##@@##
قال الدرامي
:
إن التوى في السعي يسيراً جاز، وإن دخل المسجد أو زقاق العطارين فلا.
####__####
قال العلامة محمد بن الأمين الشنقيطي رحمه الله
في كتاب أضواء البيان
:
اعلم أنه لا يجوز السعي في غير موضع السعي،
فلو كان يمر من وراء المسعى
حتى يصل إلى الصفا والمروة من جهة أخرى لم يصح سعيه
؛ وهذا لا ينبغي أن يختلف فيه.
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
[[]] [[]] [[@]] [[]] [[]]
[[@]]
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله
وقوله اسعو بينهما فإن لله كتب عليكم السعي وكتب بمعنى أوجب
التمهيد م 2 ص 99
[[]]
ومن تعظيم هذه الشعيرة إتمام السعي بينهما
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره
:
فكل ما فعله في حجته تلك واجب
لا بد من فعله في الحج إلا ما خرج بدليل والله أعلم ... الخ وقد تقدم كلامه رحمه الله
"
انتهى
#
قال في عمدة القارئ: لو بقي منها بعض خطوة لم يصح سعيه
@
قال في الشرح الكبير
قال القاضي: لكن يجب عليه أن يستوعب ما بين الصفا والمروة
فيلصق عقيبة بأسفل الصفا ثم يسعى إلى المروة
فإن لم يصعد عليها ألصق أصابع رجليه بأسفل المروة
قال في الشرح الكبير
فإن ترك مما بينهما شيئا ولو ذراعا
لم يجزه حتى يأتي به
#@#
ويجب أن يبدأ بجبل الصفا لقوله صلى الله عليه وسلم
[ابدءوا بما بدأ الله به]
قال ابن كثير
من حديث جابر الطويل وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما فرغ من طوافه بالبيت عاد إلى الركن فاستلمه ثم خرج من باب الصفا
وهو يقول {إن الصفا والمروة من شعائر الله}
ثم قال: [أبدأ بما بدأ الله به] وفي رواية النسائي [ابدأوا بما بدأ الله به]
"
انتهى
والسعي أن يمر سبع مرات بين الصفا والمروة لما روى جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [نبدأ بالذي بدأ الله به]
وبدأ بالصفا حتى فرغ من آخر سعيه على المروة
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن مر من الصفا إلى المروة حسب ذلك مرة وإذا رجع من المروة إلى الصفا حسب ذلك مرة أخرى
وقال أبو بكر الصيرفي: لا يحتسب رجوعه من المروة إلى الصفا مرة
@@
انتهى
فصل
:
فإن لم يرق على الصفا فلا شيء عليه
قال القاضي
:
لكن يجب عليه أن يستوعب ما بين الصفا والمروة فيلصق عقيبة بأسفل الصفا ثم يسعى إلى المروة
فإن لم يصعد عليها ألصق أصابع رجليه بأسفل المروة والصعود عليها هو الأولى
اقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم
فإن ترك مما بينهما شيئا ولو ذراعا لم يجزئه حتى يأتي به م 3 ص 406
#@#
ومن أبواب صحيح الإمام مسلم رحمه الله
باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به!!!
## [[]] ##
وقد رد هذا المنكر فضيلةُُ الشيخ العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله
قال حفظه الله
:
"
السعي بين ما يقارب الجبلين أو يحاذيهما
لا يجوز
لأنه ليس سعيا بين الصفا والمروة الذي أمرنا بفعله،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة (2/ 599):
" لو سعى في مسامتة المسعى وترك السعي بين الصفا والمروة لم يجزه".
انتهى كلام العلامة العباد
@@ [[]] @@
ما أوجز وأحكم عبارة الشيخ عبد المحسن العباد
:
لأنه ليس سعيا بين الصفا والمروة الذي أمرنا بفعله
!!!
ولهذا
لو سعى رجل بمحاذاة المسعى
فإنه كاذب لو ادعى أنه سعى بين الصفا والمروة
حتى لو صعد فوق الصفا ابتداء وصعد فوق المروة انتهاء
===##===
ويقال أيضاً
:
يلزم من هذا القول أن كلام العلماء في تحديد المسعى –وقد نقلت طرفا منه-
ما هو إلا عبث منهم وتكلف!
ويقال أيضاً
:
إن هذا القول يلزم منه أن المسلمين –علماء وعامة-
قد أطبقوا على التضييق على أنفسهم في أمر لهم فيه فسحة؛
فالناظر في كلام العلماء يجد أن الشكوى من الزحام في المسعى قديمة؛
فلماذا إذن رضوا بهذا الزحام وكان يمكنهم أن يسعوا في مساحة لا تُحد عرضا؟
ومن غرائب ما قرأت في هذا الموضوع:
أن أحدهم يقول: إنه يمكن أن يسعى الساعي حيث شاء دون تقييد بحدود معينة؛
غير أن المهم هو أن يلصق قدمه بجبلي الصفا والمروة!
هكذا قال،
ولازم هذا أنه يمكن أن يسعى الساعي مشرقا حيث شاء
–لأنه لا تحديد شرعا-
ثم يعود إلى الصفا والمروة حتى يلصق قدمه به؛
فهل يقول عالم بذلك؟!
وهل فعل هذا أحد من المسلمين قط؟
"
!!!!!!!!!!!!!!!
????????????????????
انتهى مختصراً من كلام فضيلة الشيخ صالح سندي حفظه الله
##
وقال الشيخ سعد الشثري حفظه الله في من سعى خارج المسعى المعروف
في درس له سنة 1427 قبل أن يبتدع المسار الشرقي للمسعى
قال
:
هذه مسالة قد يغفل عنها بعض الناس!!!
وهو أن بعض الناس!!! يجد الزحام في المسعى فبالتالي
يخرج يسعى خارج المسعى المعهود!! وخارج الأسوار
بحيث يخرج من الباب القريب من الصفا
ولا يعود إلا من الباب القريب من المروة
##
وأكد منع ذلك بقولك
:
وهذه المسالة جمهور!!!! أهل العلم!!!!! يرون المنع منها!!
فيقولون
:
لا يجوز للإنسان أن يسعى إلا في السعى المعروف!!! المعهود!!! المعتاد!!!
وقد حُدَّ أنه كان في زمن النبوة!!!!!!!! خمسة وثلاثين ذراعا
الإمام الشافعي يقول إن التوى يسيرا جاز
عند الجمهور أن ذلك يبطل سعيه!!!!!!!!!!!!!
#
عند الجمهور!!!!!!
فإن سعيه لا يصح لهذا الشوط!!!!!!!!! ولو كان يسيرا
[[]] [[]] [[]]
وهذا نص كلامه في درس قناة المجد العلمية
بتاريخ 01 - 12 - 1427هـ
الأكاديمية الإسلامية المفتوحة
من سلسلة فقه المناسك في حلقة بعنوان أحكام السعي و الدعاء!!
"
##
قال
المراد بالسعي
:
قطع المسافة التي تكون بين الصفا والمروة
بحيث يبتدئ الإنسان بالصفا ويختم بالمروة
ذهابه من الصفا إلى المروة شوط ورجوعه شوط آخر
هذا المراد بالسعي
وبأي طريقة قطع الحاج أو المعتمر هذه المسافة فإنه يعد قاطعا لها
سواء كان سعيا أو مشيا أو جريا
[] []ــــــ[] []
المهم أن يكون ذلك في المسعى
هذه مسالة قد يغفل عنها بعض الناس!!!
وهو أن بعض الناس!!! يجد الزحام في المسعى فبالتالي
يخرج يسعى خارج المسعى المعهود!! وخارج الأسوار
بحيث يخرج من الباب القريب من الصفا
ولا يعود إلا من الباب القريب من المروة
##
وهذه المسالة جمهور!!!! أهل العلم!!!!! يرون المنع منها!!
فيقولون
:
لا يجوز للإنسان أن يسعى إلا في السعى المعروف!!! المعهود!!! المعتاد!!!
وقد حُدَّ أنه كان في زمن النبوة!!!!!!!! خمسة وثلاثين ذراعا
والإمام الشافعي يقول إن التوى يسيرا جاز
يعني إن خرج يسيرا مع السكك فإنه يجوز له
لكن إن خرج كثيرا فإنه لا يجزئه
وذلك أن المسعى في الزمان الأول لم يكن مبنيا
وإنما كانت الأسواق عليه وكانت البيوت عليه
فحينئذ في مرات قليلة قد يذهب الإنسان مع إحدى الطرق
فيعود مع طريق أخرى
##
عند الجمهور أن ذلك يبطل سعيه!!!!!!!!!!!!!
##
وعند الإمام الشافعي يقول:
إن كان هذا الالتواء يسيرا ولم يذهب بعيدا
وليس التواء كثيرا
وليس ابتعادا عن المسعى مسافة كثيرة
فإن ذلك يجزئه
أما إن كان كثيرا أو بعيداً
فإن الإمام الشافعي يقول:
يلغي ذلك الشوط ويعود إلى الصفا مرة أخرى
##
وأما عند الجمهور!!!!!!
فإن سعيه لا يصح لهذا الشوط!!!!!!!!! ولو كان يسيرا
انتهى المنقول
المصدر
في أول التسجيل تقريبا هنا!!
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58396&scholar_id=588&series_id=3179
هذا كلام الشيخ سعد قبل عامين في ذي الحجة 1427
[[]] [[#]] [[]]
الأبواب الخامس والسادس والسابع يرجع لها في الرابط هنا
http://1sfa.blogspot.com/2008/12/blog-post.html
((@))((@)) ((@)) ((@))((@))
الباب الخامس
ترك السعي بين الصفا والمروة مخالف لأمر الله بتعظيم شعيرتي الصفا والمروة وأن يكون السعي بينهما
((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@))
الباب السادس
ترك السعي بين الصفا والمروة مخالف لأصل السعي وهو سعي هاجر أم إسماعيل بين الصفا والمروة
((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@))
الباب السابع
ترك السعي بين الصفا والمروة مخالف لدلالة الظرف بين في اللغة العربية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 12:55]ـ
/// أهل البدع والمبتدعة؟! ما هذا يا أخانا? أين أدب الخلاف!
/// ثم لو اكتفيت بنقل موضع المناقشة والمراد من هذه الأدلَّة بدل كل هذا السَّرد الطويل لكان أدعى للنَّظَر؟!
/// وهذا آخر ما عندي ههنا.
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 01:03]ـ
أخي عدنان حفظه الله
قلت لك أعلاه
:
"
أنت من أهل السنة فاستدلالك هذا لا يصح
"
هل أحذف عبارة أهل البدع من نقلي عن شيخ الإسلام ابن تيمية؟؟!! سامحك الله
الكلام له
هذا كلامه رحمه الله
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"
وقد عدلت المرجئة فى هذا الأصل
عن بيان الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم باحسان
واعتمدوا على رأيهم
وعلى ما تأولوه بفهمهم اللغة
وهذه طريقة أهل البدع
ولهذا كان الامام أحمد يقول أكثر ما يخطىء الناس من جهة التأويل والقياس
ولهذا
تجد المعتزلة والمرجئة والرافضة وغيرهم من أهل البدع
يفسرون القرآن برأيهم ومعقولهم
وما تأولوه من اللغة
ولهذا تجدهم لا يعتمدون على أحاديث النبى والصحابة والتابعين وأئمة المسلمين
فلا يعتمدون لا على السنة ولا على اجماع السلف وآثارهم
وانما يعتمدون على العقل واللغة
وتجدهم لا يعتمدون على كتب التفسير المأثورة والحديث وآثار السلف
وإنما يعتمدون على كتب الأدب
وكتب الكلام التى وضعتها رؤوسهم
وهذه طريقة الملاحدة أيضا
إنما يأخذون ما فى كتب الفلسفة وكتب الأدب واللغة
وأما كتب القرآن والحديث والآثار فلا يلتفتون (1) إليها
هؤلاء
يعرضون عن نصوص الانبياء اذ هى عندهم لا تفيد العلم
وأولئك يتأولون القرآن برأيهم وفهمهم
بلا آثار عن النبى وأصحابه
وقد ذكرنا كلام أحمد وغيره فى انكار هذا
وجعله طريقة أهل البدع
واذا تدبرت حججهم وجدت دعاوى لا يقوم عليها دليل
"
م 7 ص 119
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 01:15]ـ
سؤال للأخ حاتم
هل كان المسعى في العهد النبوي ومابعده في القرون المفضلة
بمقياس المسعى القديم قبل التوسعة، (40 مترا) لايزيد ولا ينقص، هل كان بهذه الاستقامة في الطول دون تعرجات؟ ..
معذرة أريد أن تفهمني.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 04:43]ـ
وأقول
إن أهل السنة يرجعون إلى السنة في فهم القرآن
وأهل البدع يفسرون القرآن برأيهم ومعقولهم وما تأولوه من اللغة والأدب وكتب الكلام
لا يعتمدون على السنة والآثار
وأنت من أهل السنة فاستدلالك هذا لا يصح
[/ COLOR]
هل المطلوب الغاء التفكر والتعقل والتدبر لآيات القرآن حتى نكون من أهل السنة؟؟ وهل ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لكل آية حديث يشرحها ويفسرها؟؟
سبحان الله 000
" وأنزلنا اليك الذكر:
* لتبين للناس ما نزل اليهم.
* ولعلهم يتفكرون.
ـ[الواحدي]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 05:49]ـ
فالعبرة بالصفا والمروة لا فيما بينهما، حتى لو ذهب الإنسان دائريا، من الصفا حتى وصل إلى المروة، فسعيه صحيح.
.
ا. ه , منقولا من مادة صوتية له على الرابط التالي , تقريبا في الدقيقة:28:00 / http://www.dedew.net/index.php?A__=11&linkid=943
جزاكم الله خيرا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أود إضافة شيء حري بالعناية، وهو أن الكلام المنقول عن الشيخ الددو إنما مصدره تسجيل صوتي. ومن المعلوم أنّ مقام الكتابة غير مقام الخطابة ومحادثة الناس؛ من حيث تحرير المسائل، وإيراد الأدلة واستقصاؤها، والرد على الاعتراضات المحتملة. فحبذا لو يراسل الإخوة الذين لهم صلة بالشيخ، طالبين منه جوابا كتابيا حول المسألة ..
كما لديّ تعقيبان اثنان على كلامه، وهما:
1_ تفسيره لـ "لهما" تفسير غريب، في حدود علمي القاصر، مخالف للثابت عن جمهور المفسرين. نعم، أورد الفخر الرازي معنى "حولهما" لـ "بهما"، لكنه أورده في مورد الاحتمال لا الاستدلال ...
وعلى التسليم بأن "طاف بالشيء" يعني حصرا "طاف حول الشيء"، كيف سيكون تفسير قوله تعالى: "فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ. فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ"؟ ومعناها المعلوم الموافق للغة والسياق هو: أصابها أو ألَمَّ بها، لا دار حولها! فالطواف بالشيء يأتي بمعنى المماسة ... والأدلة على هذا المعنى أكثر من أن تُحصر ... وظني أنّ هذا هو مقصود الشيخ الددو، وإن أوهم ظاهر كلامه بالعكس؛ لكن السنة النبوية فسَّرت لنا معنى هذا الطواف، ومساره، ومنطلقه، ومنتهاه، وعدد مراته. ولو أخُذ بظاهر كلام الشيخ الددو، لأصبحت مكة كلها مسعى!
2_ قول الشيخ "حتى لو ذهب الإنسان دائريا، من الصفا حتى وصل إلى المروة، فسعيه صحيح" يعكِّر عليه ثلاثة اعتراضات أراها وجيهة، وهي:
أ_ إنّ التفكير في توسعة المسعى إنّما منشؤه رفع المشقة، والمشقة المقصودة في هذا المقام هي الزحمة وما يترتب عليها. فإذا جئنا لرفع هذه الزحمة، وأجزنا توسعة المسعى ولو بشكل دائري (وأظنه يقصد: بشكل مقوس)، نقع في مشقة أخرى قد تكون أشد، ألا وهي الزيادة في المسافة بين الصفا والمروة؛ ومن المعلوم أن الخط المستقيم هو أقرب مسافة بين نقطتين ...
ب_ إذا غيِّر مسار المسعى واتخذ شكلا مقوَّساً، أين سيكون موضع الميلين الأخضرين؟ وما هو الضابط في ذلك؟ وهل سيراعى في ذلك الانخفاض نفسه؟
ج_ إذا سلّمنا بجواز أن يكون المسعى بشكل مقوّس، ما هو ضابط هذا التقويس؟ وهل سيكون ضابطا شرعيا؟ أم عرفيّاً، يراعى فيه تزايد عدد الحجاج؟ لأن الدائرة قد تتمدد إلى عشرات الكيلومترات إذا لم يكن لمسارها ضابط ...
والله من وراء القصد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 06:13]ـ
/// جزاك الله خيرًا على هذا الإلماح الجيِّد، لكن لا أظنُّ الشيخ الدُّدو يفسِّرها بـ ((حولهما))؛ بل جعل محطَّ إجزاء السَّعي مرتبطًا في الآية البداءة بالصفا والختم بالمروة، ولو لم يستقم الطائف أوالسَّاعي في ذهابه وإيابه.
/// وقد ألمحتُ وأشرت في تعقيب سابقٍ إلى أنَّ الصُّور القديمة للمسعى تظهره غير مستقيم الممشى.
/// والفقهاء مختلفون في وجوب الصُّعود على شيءٍ من الجبلين للإجزاء؛ بناء على فهمهم لـ (الباء) في قوله: ((بهما)).
ـ[الواحدي]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 06:18]ـ
/// جزاك الله خيرًا على هذا الإلماح الجيِّد، لكن لا أظنُّ الشيخ الدُّدو يفسِّرها بـ ((حولهما))؛ بل جعل محطَّ إجزاء السَّعي مرتبطًا في الآية البداءة بالصفا والختم بالمروة، ولو لم يستقم الطائف أوالسَّاعي في ذهابه وإيابه.
/// والفقهاء مختلفون في وجوب الصُّعود على شيءٍ من الجبلين للإجزاء؛ بناء على فهمهم لـ (الباء) في قوله: ((بهما)).
جزاك الله خيرا، أستاذنا الفاضل، على التوضيح. وذلك ما قصدتُ مستدركا بقولي: "وظني أنّ هذا هو مقصود الشيخ الددو، وإن أوهم ظاهر كلامه بالعكس؛ لكن السنة النبوية فسَّرت لنا معنى هذا الطواف، ومساره، ومنطلقه، ومنتهاه، وعدد مراته. ولو أخُذ بظاهر كلام الشيخ الددو، لأصبحت مكة كلها مسعى! "
والإشكال يظل في مدى جواز "عدم استقامة الساعي في ذهابه وإيابه"، وضابط ذلك، وطبيعة هذا الضابط ...
والله أعلم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 06:21]ـ
/// ردَّك سريع ما شاء الله، فما برحت عقبت عليَّ قبل أن أتم تحرير مشاركتي وإضافة ما أضفت إليها .. الله يحفظ ويبارك (ابتسامة)
ـ[الواحدي]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 06:26]ـ
بل الحق على جوابك الأسرع:
يُنشِط رَبَّ العجز إلا أنَّه ---- يُعجِز بالشكر لساني ويدي
زادك الله من فضله، ونفع بك ..
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 10:33]ـ
الأخ شريف شلبي رعاك الله
هذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
:
"
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"
وقد عدلت المرجئة فى هذا الأصل
عن بيان الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم باحسان
واعتمدوا على رأيهم
وعلى ما تأولوه بفهمهم اللغة وهذه طريقة أهل البدع
ولهذا كان الامام أحمد يقول أكثر ما يخطىء الناس من جهة التأويل والقياس
ولهذا
تجد المعتزلة والمرجئة والرافضة وغيرهم من أهل البدع
يفسرون القرآن برأيهم ومعقولهم
وما تأولوه من اللغة
ولهذا تجدهم لا يعتمدون على أحاديث النبى والصحابة والتابعين وأئمة المسلمين
فلا يعتمدون لا على السنة ولا على اجماع السلف وآثارهم
وانما يعتمدون على العقل واللغة
وتجدهم لا يعتمدون على كتب التفسير المأثورة والحديث وآثار السلف
وإنما يعتمدون على كتب الأدب
وكتب الكلام التى وضعتها رؤوسهم وهذه طريقة الملاحدة أيضا
إنما يأخذون ما فى كتب الفلسفة وكتب الأدب واللغة
وأما كتب القرآن والحديث والآثار فلا يلتفتون (1) إليها
هؤلاء
يعرضون عن نصوص الانبياء اذ هى عندهم لا تفيد العلم
وأولئك يتأولون القرآن برأيهم وفهمهم
بلا آثار عن النبى وأصحابه
وقد ذكرنا كلام أحمد وغيره فى انكار هذا
وجعله طريقة أهل البدع
واذا تدبرت حججهم وجدت دعاوى لا يقوم عليها دليل
"
م 7 ص 119
"
وهو يعبر عن منهجه ومنهج تلاميذه ابن القيم وابن كثير وابن مفلح
ومن قبله يعبر عن منهج مالك والشافعي وأحمد والسفيانين وآلاف غيرهم رحمهم الله
من سلفنا الصالح
اختلاف المناهج حقيقة لا شك فيك
كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن افتراق الأمة
والمنجاة هو الفهم السلفي للنصوص دون اختراع فهم جديد
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 12:42]ـ
الأخ العزيز- بارك الله فيه - حاتم الفرائضي
سألتك سؤالين وذكرت لك آية من كتاب الله
فلم ترد على أي من السؤالين، ولم تخبرني أي شيء تفيده الآية.
إن كان الكلام على شيء في القرآن أجمعت الأمة على معنى معين فيه، فالتسليم به واجب
وإن كانت هناك سنة صحيحة ثابتة - حديث مرفوع - في الآية فالأخذ به واجب
أما ما دون ذلك من آثار السلف وأقوال المفسرين فهي - لو ثبتت عنهم -أقوال بشر وآراء غير معصومين لا يحكم بها كتاب الله فكتاب الله وكلامه أعظم من ذلك، ولكن يستعان بها فقط على فهم كتابه، وإلا لم يجز أن يُؤَلَف في التفسير بعد كتاب ابن جرير الذي جمع المرويات عن السلف والمفسرين من الصحابة والتابعين في كتابه ما لم يجمعه غيره، ولكن الاجماع الفعلي على جواز ذلك.(/)
بيان معنى تصديق القرآن للتوراة والإنجيل
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 11:25]ـ
الإكليل في بيان معنى تصديق القرآن للتوراة والإنجيل
من دلائل صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم قوله كما خرّجه البخاري"لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم"
وجاءت رواية أبي داود تزيد في بيان العلة "ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله ورسله فإن كان باطلا لم تصدقوه وإن كان حقا لم تكذبوه"
وهذا إقرار من نبي الشريعة الخاتمة بأن كتب أهل الكتاب ما يزال فيها بقايا حق ..
وهو ما قرره الله عز وجل من قبل كما في قوله سبحانه: "يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون" .. وقوله سبحانه في معرض المحاجة لهم: "ومصدقا لما بين يديه من التوراة والإنجيل"
وقد كان من دأب النصارى واليهود ومن لف لفّهم أن يتخذوا ما جعله الله حجة على صدق نبيه ذريعة للكفر
فزعموا أن رسول الله .. عمد إلى التوراة والإنجيل .. فاستفاد منهما وأخذ عن بعض الرهبان كبحيرا الراهب وغيره .. ومكث كذلك زمانا .. حتى ألّف القرآن على الوجه الماثل .. كذا زعموا عليهم لعائن الله تترى ..
والحق أن الله تعالى حين أحالهم إلى كون القرآن مصدقَ الكتب السابقة .. إلا أنه مهيمنٌ عليها ناسخ لها وإن لم يعرُها تحريف قط .. فإنما فعل ذلك سبحانه لما يتضمنه من الحجة البالغة ..
وكان بوسع رسول الله -وقد أقروا بعبقريته- أن يجعل الكتاب -لو كان خطّه بيمينه- منفكا عن الكتب السابقة بالكلية حتى يجعل لنفسه التميز باختزال الحقيقة .. فذلك أدعى لبيان تفرد عظمته حيث لم يكن عالة على غيره من كتب السابقين .. ولكنه صلى الله عليه وسلم حلْقة في سلسلة طويلة من الأنبياء قبله .. دعوتهم واحدة .. فهم إخوة لعلات أمهاتهم شتى وأبوهم واحد ..
ولاسيما وقد جاء رسول الله بتسفيه عقائدهم وبيان شركهم .. فكيف يشابههم في شيء.؟!!
فدل على أن مدار الأمر على الحق المحض والعدل المجرد .. ولذلك جاء في القرآن آيات من العتب الكبير أحيانا .. لهذا النبي العظيم
كقوله سبحانه: "وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه" وقوله: "ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض"
ولهذا فإن الذين سلمت فطرهم من الفساد من منصفة أهل الكتاب "ترى تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق" وذلك حين يُلقى على مسامعهم تصديق ما يعلمونه حقا محضا مما أنزل على موسى وعيسى فيسلمون .. وقصة النجاشي وأمثاله مشهورة في كل زمان ..
وتأمل في بيان ذلك .. رجلا يخلط حقا بباطل ..
فجاء شخص يبغضه .. وجعل يقتبس من كلامه الذي من صنف الحق .. ويرد عليه زاعما أنه باطل .. فلما أراد الاستدلال على ذلك لم يكن له من حجة إلا أن قائله مبطل في الجملة ..
فهذا في عداد العقلاء ليس بعيدا عن الأول .. بل هو مبطل مثله إن لم يكن شرا منه
واعتبر في المقابل رجلا ينتقي من كلام الأول ما هو حق محض .. وعليه البرهان قائم ..
ثم يقول هذا الذي سقته من كلامه هو ما أدين الله به ..
فقد عرف الناس ساعتئذ عدالة هذا الثاني وأنه إنما يدور حيث دار الدليل والحق والبرهان .. لا يلوي على شيء غير هذا .. لدرجة أنه أغضى عن صاحب الكلام المبغوض وأهمل كونه شيئا في الحسبان ..
فذلك هو التجرد الدال على صدق صاحبه ..
ولهذا كانت حقيقة تصديق القرآن للكتب السابقة .. دليلا صارخا على صدق هذا النبي الخاتم لأن الدواعي متوافرة متواترة على أن يكون الأمر خلاف ذلك لو كان النبي مدعيا ..
وهاك بعض الأمثلة .. لترى بعينك مصداق هذا التصديق
-قال تعالى"وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله"
نزلت هذه الآية في استفتاء اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم في الزاني المحصن ..
وعلى ما في التوراة من تحريف عريض .. فإن تصديق هذا النص خاصة .. جاء في سفر التثنية"إذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل فوجدها رجل في المدينة واضطجع معها فأخرجوهما كليهما إلى باب المدينة وارجموهما بالحجارة حتى يموتا"
التثنية 22—22 - 23
وفي سفر الخروج"ويكلم الرب موسى وجها لوجه" الخروج 23 - 1
وقد قال تعالى"وكلم الله موسى تكليما"
وفي التثنية يقول موسى عليه السلام: "ليس مثل الله" 34 - 36
وقد صدّق الله ذلك بقوله سبحانه"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"
وفي سفر الخروج جاء ما يشبه ما يوافق الحق الذي بأيدينا حيث طلب موسى رؤية ربه"قال: أرني مجدك قال: "لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش"
أما قوله"لا تقدر أن ترى وجهي" فنظير قوله تعالى: "لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني"
وأما قوله: "لأن الإنسان لا يراني ويعيش" ففي الآية ما يدل عليه أيضا .. وكذلك جاء في السنة"حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره"
وأبرز هذه المُثل ما جاء في البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم والوعد بها نبيا خاتما في آخر الزمان
مع وصفه بصفات جليلة توافق الحق الذي يدين الله به كل مسلم ..
فإذا أعمل النصراني عقله .. تبين له أنه من بين الركام الهائل من الباطل والتناقض المنسوب لله عز وجل ..
في كتابهم "المقدس" فصدّق بهذه النصوص ونظائرها انهدم بها الجزء المحرف في أصل الاعتقاد ..
وعلم أنه ما كان لبشر أن يتخير وفق ما يشتهي أشياء معينة ويأتي بما يصدّقها ثم يكذّب خلافها إلا وهو موحى له من لدن الرب الذي أوحى بأصول هذه الكتب السابقة ..
فعلى الدعاة أن يعتنوا بهذه النصوص وأمثالها .. فبها ينماز حقاً مريد الحق من المبطل المماري عن سفه وعناد ..
لأن صاحب الحق ولو كان حقه يسيرا مجبول على أن يستبشر بما يصدّق حقه .. ويعضده ..
فلابد من إبراز هذا الحق المذكور .. والمحاجة عليه ..
إذ هو من الحجج التي استعملها الله تعالى وكرر ذكرها في غير موطن ..
ولاريب أن ما استعمله الله حجة على الخصم .. هو أرقى ما يحاجّ به والخصم وينقطع ..
إما بالإسلام وإما بتمحض أمره للكفر والعناد
"فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين"(/)
قال: (إن مثل هذا يحتاج إلى تصحيح نيته ومقصده في دراسة العقيدة)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 11:46]ـ
السلام عليكم
هذا التذكير لي قبل أن يكون لكم
قال الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
في مقديمة تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي
((الأمر الخامس: أود التنبيه على شيء قد نغفل عنه عند دراسة العقيدة. يقول ابن القيم رحمه الله: " كل علم وعمل لا يزيد الإيمان واليقين قوة فمدخول، وكل إيمان لا يبعث على العمل فمدخول " 2، يعني دخله شيء، إما رياء، أو إرادة الدنيا، أو نحو ذلك. فلا يُنتفع به، ولا يبارك فيه.
ولهذا فإن حسن النية في دراسة العقيدة، ودراسة أمور الدين عموماً أمر لا بد منه. فعندما يتعلم العبد العقيدة لا يدرسها من أجل زيادة الاطلاع وكثرة المعرفة، وإنما عليه أن يتعلمها لأنها دين الله الذي أمر به عباده، ودعاهم إليه، وخلقهم لأجله، وأوجدهم لتحقيقه. فيجتهد في فهم أدلتها، ويتقرب إلى الله عز وجل باعتقادها والإيمان بها، ويرسخها في قلبه، ويُمكِّن لها في فؤاده.فإذا درس العقيدة بهذه النية أثمرت فيه ثمرات عظيمة، وأثرت في سلوكه وأعماله وأخلاقه، وفي حياته كلها. أما إذا كانت دراسته للعقيدة مجرد جدل ونقاش، ولم يعتن بجانب تزكية القلب بالإيمان والثقة والاطمئنان بهذا الاعتقاد الذي أمر الله عز وجل به عباده لم تكن مؤثرة.
ومن الأمثلة على ذلك ـ فيما يتعلق بالإيمان برؤية الله ـ: قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر، لا تُضامُون ـ وفي رواية:"لا
ص -22 - ... تُضارُّون"، وفي رواية:"لا تَضَّامون"ـ في رؤيته، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} 1 " 2. يعني صلاة الفجر وصلاة العصر.
لاحظ الارتباط بين العقيدة والعمل، ذكر لهم العقيدة التي هي الإيمان برؤية الله، ثم ذكر لهم العمل الذي هو ثمرة هذا الاعتقاد الصحيح، فقال لهم:""فإن استطعتم ألا تغلبوا ... "
فلو أن شخصاً درس أحاديث الرؤية، وتتبع طرقها وأسانيدها، وناقش المتكلمين في شبهاتهم حولها، ثم إنه مع ذلك أخذ يفضل السهر في الليل، ويضيع صلاة الفجر، بل قد لا يكون لهذه الصلاة وزن عنده، ينادي المؤذن الصلاة خير من النوم وهو بلسان حاله وفعله النوم عنده خير من الصلاة، فأي أثر لهذا الاعتقاد عليه. نسأل الله العافية.
إن مثل هذا يحتاج إلى تصحيح نيته ومقصده في دراسة العقيدة حتى تثمر الثمرة المرجوة، وتحقق الآثار المباركة على صاحبها. فالمسلم يتعلم العقيدة لأنها عقيدته، ودينه الذي أمره الله عز وجل به، ويجتهد في أن تكون لها أثر عليه، وعلى عبادته وتقربه إلى الله عز وجل. قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: " والأسماء الحسنى والصفات العلا مقتضية لآثارها من العبودية والأمر اقتضاءها لآثارها من الخلق والتكوين، فلكل صفة عبودية خاصة هي من
ص -23 - ... موجباتها ومقتضياتها أعني من موجبات العلم بها والتحقق بمعرفتها، وهذا مطرد في جميع أنواع العبودية التي على العلم والجوارح. فعلم العبد بتفرد الرب بالضر والنفع والعطاء والمنع والخلق والرزق والإحياء والإماتة يثمر له عبودية التوكل عليه باطناً ولوازم التوكل وثمراته ظاهراً. وعلمه بسمعه تعالى وبصره وعلمه وأنه لا يخفى عليه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، وأنه يعلم السر وأخفى، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور: يثمر له حفظ لسانه وجوارحه وخطرات قلبه عن كل ما لا يرضي الله، وأن يجعل تعلق هذه الأعضاء بما يحبه الله ويرضاه فيثمر له ذلك الحياء باطناً، ويثمر له الحياء اجتناب المحرمات والقبائح. ومعرفته بغناه وجوده وكرمه وبره وإحسانه ورحمته توجب له سعة الرجاء وتثمر له من أنواع العبودية الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه. وكذلك معرفته بجلال الله وعظمته وعزه تثمر له الخضوع والاستكانة والمحبة وتثمر له تلك الأحوال الباطنة أنواعاً من العبودية هي موجباتها. وكذلك علمه بكماله وجماله وصفاته العلا يوجب له محبة خاصة بمنزلة أنواع العبودية. فرجعت العبودية كلها إلى مقتضى الأسماء والصفات وارتبطت بها ارتباط الخلق بها " [مفتاح دار السعادة]))
.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 09:22]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله ..
جميل جدا موضوعك ..
بارك الله فيك
يا ليتك نزلتيه في (مجلس القضايا الفكرية المعاصرة) ..
فيه من هو يظن أن شهادات الدكتوراه في العقيدة أو أي تخصص شرعي تعطيه حصانة من الرد عليه وإن حارب الدين علانية.
فإذا درس العقيدة بهذه النية أثمرت فيه ثمرات عظيمة، وأثرت في سلوكه وأعماله وأخلاقه، وفي حياته كلها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 09:41]ـ
الأخت العقيدة: بارك الله فيك ونفع بك ,نقل موفق.(/)
ما علامة هلاك الناس؟ إذا هلك علماؤهم!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 07:56]ـ
لطيفة
روى البخاري ومسلم عن الزبير بن عدي قال: دخلنا على أنس بن مالك قال: فشكونا إليه ما نَلقى من الحَجَّاج، فقال:» ما مِن عامٍ إلاَّ والَّذي بعده شرٌّ منه حتى تَلْقَوْا ربَّكم «، سمعتُ هذا من نبيّكم.
قال ابن حجر: " وقد استُشكل هذا الإطلاق مع أن بعض الأزمنة تكون في الشرّ دون التي قبلها، ولو لم يكن في ذلك إلا زمن عمر بن عبد العزيز، وهو بعد زمن الحجاج بيسير، وقد اشتهر الخير الذي كان في زمن عمر بن عبد العزيز ... وأجاب بعضهم أن المراد بالتفضيل تفضيل مجموع العصر على مجموع العصر، فإن عصر الحجاج كان فيه كثير من الصحابة في الأحياء، وفي عصر عمر بن عبد العزيز انقرضوا، والزمان الذي فيه الصحابة خير من الزمان الذي بعده لقوله ?:» خير القرون قرني ... «وهو في الصحيحين " (1).
ثم قال: " ثم وجدت عن عبد الله بن مسعود التصريح بالمراد وهو أولى بالاتباع، فأخرج يعقوب بن شيبة من طريق الحارث بن حصيرة عن زيد بن وهب قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: " لا يأتي عليكم يوم إلا وهو شرّ من اليوم الذي قبله حتى تقوم الساعة، لست أعني رخاء من العيش يصيبه، ولا مالاً يفيده، ولكن لا يأتي عليكم يوم إلا وهو أقلّ علماً من اليوم الذي مضى قبله، فإذا ذهب العلماء استوى الناس، فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، فعند ذلك يهلكون "، ومن طريق الشعبي عن مسروق عنه قال: " لا يأتي عليكم زمان إلا وهو شرّ مما كان قبله، أمَا إني لا أعني أميراً خيراً من أمير، ولا عاماً خيراً من عام، ولكن علماؤكم وفقهاؤكم يذهبون ثم لا تجدون منهم خلفاء، ويجيء قوم يُفتون برأيهم " (2).
قلت: رفعُ الإشكال بالأثر هو قرة عيون أهل الأثر، خاصة وهو جارٍ على الأصول؛ لأن غالب الخلق لِرَحم المال والسلطان وَصول، ألم تسمع الله تعالى يخبر عن أهل الشمال حسرتهم قائلين: {ما أَغْنَى عَنِّي مالِيَه. هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَه}.
ولو تأمَّلتَ فتنةَ الحركات الإسلامية - فضلاً عن غيرها - لوجدتَها مجموعة في هاتين النعرتين: تصوُّرُ أن خيريَّة أمة على أخرى تابعة لخيريَّة حكّامها، أو وفرة اقتصادها؛ ألا ترى أن أكثرهم لا يرُدّون من عرش الملك يَدَ لامِس، ولو كانت طَماعة من ديمقراطية الوساوس! وآخرين يرون أن عودة عزّ المسلمين مرهونة بالتفوق الحضاري، ولذلك لا يبْرَحون عليه عاكفين!
وهذا يبيِّن لك سرّ عناية ابن مسعود بمعالجتهما دون غيرهما، وتالله إنه لفقه النفس الذي فتح الله به عليه، فلْتعرف ـ أخا الإسلام ـ للسلف فضلهم، واستمسك بغرزهم تسترح من شبهات بُنَيّات الطريق.
وأخيراً: إلى العلم! يا من ينشد عز الإسلام، فعن تميم الداري قال: تطاول الناس في البناء في زمن عمر، فقال عمر: " يا معشر العريب! الأرضَ الأرضَ! إنه لا إسلام إلا بجماعة، ولاجماعة إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بطاعة، فمن سوَّده قومه على الفقه كان حياة له ولهم، ومن سوَّده قومه على غير فقه كان هلاكاً له ولهم " (3).
وعن الحسن قال: " كانوا يقولون: موت العالم ثُلْمة في الإسلام لا يَسُدُّها شيء ما اختلف الليل والنهار " (4).
وعن هلال بن خباب قال: سألت سعيد بن جبير قلت: يا أبا عبد الله! ما علامة هلاك الناس؟ قال: " إذا هلك علماؤهم " (5).
.............................. .............................. .............................. .............................. .............................. .............................. ............................
(1) لفظ» الصحيحين «:» خير الناس قرني ... «، وقد أشار الشيخ الألباني في تعليقه على» التنكيل «للمعلِّمي (2/ 223) إلى أنه لا أصل للفظ الذي ساقه الحافظ هنا.
(2)» الفتح «(13/ 21) والأثر صحيح؛ رواه الفسوي كما في آخر» المعرفة والتاريخ «(3/ 393) له، وابن عبد البر في» جامع بيان العلم وفضله «(2/ 136) وغيرهما.
(3) رواه الدارمي رقم (241).
(4) المصدر السابق رقم (324) وفي» شرح السنة «للبغوي أنه من قول ابن مسعود.
(5) المصدر السابق رقم (251).
-من كتاب (مدارك النظر).(/)
هل من اعتراض على هذا الاستدلال .. (على أنّ مجرد انتقال المني يوجِب الغسل)؟
ـ[حمد]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 08:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
رجل أحس بانتقال المني عند الشهوة -من غير جماع- ولكنه منع خروجه، هل عليه غسل بذلك:
في المسألة قولان.
ما رأيكم باستدلال مَن يوجب عليه الغسل: بالقياس على المجامع الذي لم ينزل؛ حيث وجب عليه الغسل باشتداد الشهوة، وهو لم ينزل ولم يحس بانتقال المني.
فالذي انتقل فيه المني مِن باب أولى.
هل هناك اعتراض على هذا الاستدلال؟
ـ[حمد]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 10:16]ـ
نعم، هناك اعتراض.
وهو:
قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الماء من الماء).
استدل به النووي في المجموع.
وهو إن كان منسوخاً في الجماع، لكن حكمه باقٍ فيما عدا ذلك.
أما القياس المذكور فهو في مقابل النص.
وأنكر أحمد رحمه الله أن يكون الماء يرجع.
وهنا مسألة أخرى أرجو من الإخوة أن يفيدونا فيها:
لو مَنع خروج الماء، ثم -بعد فترة- خرج قليل منه (بغير شهوة) فهل يجب عليه الغسل بناء على أن تحركه أصلاً كان بشهوة،
أم لا يجب عليه الغسل؟
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 11:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
رجل أحس بانتقال المني عند الشهوة -من غير جماع- ولكنه منع خروجه، هل عليه غسل بذلك:
في المسألة قولان.
ما رأيكم باستدلال مَن يوجب عليه الغسل: بالقياس على المجامع الذي لم ينزل؛ حيث وجب عليه الغسل باشتداد الشهوة، وهو لم ينزل ولم يحس بانتقال المني.
فالذي انتقل فيه المني مِن باب أولى.
هل هناك اعتراض على هذا الاستدلال؟
سلمك الله. المجامع الذي لم ينزل (أكسل) يجب عليه الغسل للعلة المذكورة في قوله (ص) (إذا التقى الختانان وجب الغسل) وليس للعلة التي تفضلتم بذكرها الامن باب التأويل. ويؤخذمن دليل الخطاب في هذا الحديث أن لا غسل في حال انتقال المني دون خروجه. والله أعلم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 11:48]ـ
/// أبلغ شيءٍ في هذا الباب حديث أم سلمة في الصحيحين، في متى يجب الغسل على المحتلم، قال (ص): "إذا رأت الماء".
/// ومعلومٌ أنَّ المحتلم يجامِعُ والمرأةُ تجَامَع في المنام، وقد يتحرَّك المنيُّ من مكانه ويحسُّ به المرء في مجراه، لكن يحول أمرٌ دون نزوله، فيعمُّهما قوله (ص): ((إذا رأت الماء))، فتعليق الجنابة الموجبة للغسل برؤية الماء نصٌ ظاهرٌ في المسألة.
ـ[حمد]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 12:00]ـ
جزاكم الله خيراً، أرجو أن لا تنسوا هذا السؤال:
وهنا مسألة أخرى أرجو من الإخوة أن يفيدونا فيها:
لو مَنع خروج الماء، ثم -بعد فترة- خرج قليل منه (بغير شهوة) فهل يجب عليه الغسل بناء على أن تحركه أصلاً كان بشهوة،
أم لا يجب عليه الغسل؟
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 01:01]ـ
وقال النووي رحمه الله: لو قبل امرأة فأحس بانتقال المني ونزوله فأمسك ذكره فلم يخرج منه في الحال شيء , ولا علم خروجه بعد ذلك , فلا غسل عليه عندنا , وبه قال العلماء كافة إلا أحمد ...
http://islamqa.com/ar/ref/40126
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 02:03]ـ
انظر مسألتك في المرفقات،وهي مأخوذة من كتاب الشيخ الذبياني صاحب الموسوعة.
ـ[حمد]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 02:29]ـ
جزاكما الله خيراً أخواي
ـ[حمد]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 07:42]ـ
لو مَنع خروج الماء، ثم -بعد فترة- خرج قليل منه (بغير شهوة) فهل يجب عليه الغسل بناء على أن تحركه أصلاً كان بشهوة،
أم لا يجب عليه الغسل؟
نعم يجب عليه الغسل، لأنّ الماء خرج من شهوة.
بخلاف من اغتسل للجنابة ثم خرج منه المني بعد غسله، فيكفي فيه الوضوء. كما أفتى ابن عباس.
لأنّه خرج من الاغتسال أو علّة، لا من شهوة. إلا إن فعل شيئاً قبل الاغتسال
ــــــــــــــــــــــــــ
على الهامش: اشتراط اقتران اللذة بخروج المني ليس له دليل قوي.(/)
جزاء من شنَأ بعض ما جاء به الرسول-صلى الله عليه وسلم؟
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 08:19]ـ
روى ابن سعد والبيهقي وأحمد وغيرهم بأسانيد عن جمع من الصحابة دخل حديث بعضهم في حديث بعض، قالوا: وبعث رسول الله ? عبد الله بن حذافة السهمي، وهو أحد الستة، إلى كسرى يدعوه إلى الإسلام وكتب معه كتابا، قال عبد الله: فدفعتُ إليه كتاب رسول الله ?، ثم أخذه فمزَّقه، فلما بلغ ذلك رسول الله ? قال: ((اللهم مزِّق ملكه)) (1)، وكتب كسرى إلى باذان عامله على اليمن أن ابعث من عندك رجلين جلْدين إلى هذا الرجل الذي بالحجاز فلْيَأتياني بخبره، فبعث باذان قهرمان ورجلا آخر، وكتب معهما كتابا، فقدِما المدينة، فدفعا كتاب باذان إلى النبي ?، فتبسم رسول الله ? ودعاهما إلى الإسلام وفرائصهما ترعد، وفي رواية: فلما رأى شَواربهما مفتولة وخدودهما محلوقة، أشاح عنهما وقال: ((وَيْحَكُما مَن أمركما بهذا)) قالا: أمَرنا ربنا ـ يعنيان كسرى ـ فقال النبي ?: ((ولكني أمرني ربي ? أن أُعفِيَ لحيتي وأن أُحفي شاربي))، وقال:
((ارجعا عني يومكما هذا حتى تأتياني الغد فأخبركما بما أريد))، فجاءاه
من الغد فقال لهما: ((أَبْلغا صاحبكما أن ربي قد قتل ربه كسرى في هذه الليلة))، فوجدوه كما قال (2).
وفي هذه القصة أن النبي ? علِم هلاك كسرى لَمّا تجرَّأ على رسالته، ولم يُراع له حرمته؛ لأن الله قضى بقطع دابر شانيء رسوله وتعجيل بتره فقال: {إنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ}. ومن حسن الموافقة أن قاتل كسرى ابنُه، كما ذكر ذلك الحافظ في» الفتح «(3)، وهو من تمام الإعجاز في إلقاء العداوة بين أفراد الأمة الواحدة، كيف وهي عداوة أهل بيت واحد؟! تحقيقاً لقول الله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ}.
وقارن قصة كسرى هذه بقصة قيصر التي رواها البخاري وغيره، وفيها قول قيصر لأبي سفيان في رسول الله ?: " ... فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدميّ هاتين، وقد كنتُ أعلم أنه خارج، لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخْلُص إليه لتَجَشَّمْتُ لقاءه، ولو كنتُ عنده لغسلتُ عن قَدمه ... ".
قال ابن تيمية: " وقد كتب النبي ? إلى كسرى وقيصر، وكلاهما لم يُسْلم، لكن قيصر أكرمَ كتاب النبي ? وأكرم رسوله، فثبَت ملكُه، فيقال: إن الملك باقٍ في ذريته إلى اليوم، وكسرى مزَّق كتاب رسول الله ? واستهزأ برسول الله ?، فقتله الله بعد قليل ومزَّق ملكه كل ممزق ولم يبق للأكاسرة ملك، وهذا ـ والله أعلم ـ تحقيق لقوله تعالى: {إنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر}، فكلُّ مَن شنَأه وأبغضه وعاداه فإن الله يقطع دابره ويمحق عينه وأثره، وقد قيل: إنها نزلت في العاص بن وائل أو في عقبة بن أبي معيط أو في كعب بن الأشرف، وقد رأيتَ صنيع الله بهم، ومن الكلام السائر:
(لحوم العلماء مسمومة)، فكيف بلحوم الأنبياء عليهم السلام؟! " (4).
قلت: تأمل قوله: " إن المُلْك باقٍ في ذرِّيَّته إلى اليوم "، مع قول هرقل بعد قراءته كتاب رسول الله ? في الرواية السابقة: " يا معشر الروم! هل لكم في الفلاح والرشد وأنْ يثبت مُلْكُكُم فتُبايِعوا هذا النبي؟ .. ".
وقال ابن تيمية: " ونظير هذا ما حدّثَناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جرَّبوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصَر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس، إذ تعرَّض أهله لسبّ رسول الله ? والوقيعة في عرضه فعجلنا فتحه وتيسر، ولم يكد يتأخر إلا يوما أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا حتى إن كنّا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظا عليهم بما قالوه فيه، كما حدّثني بعض الأصحاب الثقاة أنّ المسلمين من أهل الغرب حالهم مع النصارى كذلك، ومن سنّة الله أن يعذّب أعداءه تارة بعذاب من عنده، وتارة بأيدي عباده المؤمنين " (5).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن تيمية: " سورة الكوثر: ما أجلّها من سورة! وأغزر فوائدها على اختصارها! وحقيقة معناها تُعْلم من آخرها، فإنه سبحانه وتعالى بَتَر شانيء رسوله من كل خير، فيَبتر ذكره وأهله وماله فيخسر ذلك في الآخرة، ويبتر حياته فلا ينتفع بها، ولا يتزوّد فيها صالحا لمعاده، ويبتر قلبه فلا يعي الخير، ولا يؤهِّله لمعرفته ومحبته والإيمان برسله، ويبتر أعماله فلا يستعمله في طاعة، ويبتره من الأنصار فلا يجد له ناصرا ولا عونا، ويبتره من جميع القرب والأعمال الصالحة فلا يذوق لها طعما ولا يجد لها حلاوة، وإن باشرها بظاهره فقلبه شارد عنها، وهذا جزاء من شنَأ بعض ما جاء به الرسول ? وردَّه لأجل هواه أومتبوعه أو شيخه أو أميره أو كبيره، كمن شنأ آيات الصفات وأحاديث الصفات، وتأوَّلها على غير مراد الله ورسوله منها، أو حملها على ما يوافق مذهبه ومذهب طائفته، أو تمنَّى ألا تكون آيات الصفات أنزلت، ولا أحاديث الصفات قالها رسول الله ? ... ومن أقوى علامات شناءته لها وكراهته لها أنه إذا سمعها حين يَستدل بها أهلُ السنة على ما دلت عليه من الحق اشمأز من ذلك، وحاد ونفر من ذلك، لِما في قلبه من البغض لها والنفرة عنها، فأي شانيء للرسول أعظم من هذا ... وكذا مَن آثر كلام الناس وعلومهم على القرآن والسنة، فلولا أنه شانيء لِما جاء به الرسول ما فعل ذلك، حتى إن بعضهم لينسى القرآن بعد أن حفظه، ويشتغل بقول فلان وفلان ...
فالحذرَ الحذرَ! أيها الرجل من أن تكره شيئا مما جاء به الرسول ? أو تردّه لأجل هواك، أو انتصارا لمذهبك أو لشيخك، أو لأجل اشتغالك بالشهوات أو بالدنيا؛ فإن الله لم يوجب على أحد طاعة أحد إلا طاعة رسوله والأخذ بما جاء به، بحيث لو خالف العبد جميع الخلق واتبع الرسول ما سأله الله عن مخالفة أحد، فإن من يطيع أو يطاع إنما يطاع تبعا للرسول، وإلا لو أمر بخلاف ما أمر به الرسول ما أطيع. فاعلم ذلك واسمع وأطع، واتبع ولا تبتدع، تكن أبتر مردودا عليك عملُك، بل لا خير في عمل أبتر من الاِتّباع، ولا خير في عامله، والله أعلم " (6).
.............................. .............................. .............................. .............................. .............................. .............
(1) إلى هنا رواية البخاري في» صحيحه «، لكن زيادة هذا الدعاء هي عنده مرسلة.
(2) انظر» الصحيحة «للألباني (1429)، وتخريجه على» فقه السيرة «للغزالي (388ـ389).
(3) (7/ 733ـ734).
(4)» الصارم المسلول «ص (164ـ165)، وانظر ((الفتح)) لابن حجر (1/ 44).
(5) المصدر السابق ص (117).
(6)» مجموع الفتاوى «(16/ 526ـ529).
-من كتاب (مدارك النظر)(/)
كتاب: حكم الجمع بين الصلاتين للمطر
ـ[بدر الظلام]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 12:44]ـ
[حكم الجمع بين الصلاتين للمطر]
بقلم
" الشيخ خالد صالح جمال "
http://www.gulfup.com/files/jpg/lvX95031.jpg (http://www.alshababy.org/mn)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد الأمين، وعلى آله وصحابته الذين اتبعوه وانتهجوا نهجه المبين.
فإن من المفاهيم الخاطئة المنتشرة بين الناس، الجمع بين الصلاتين لأعذار واهية لا تبيح الجمع، وقد رأينا كثيراً من الذين يفعلون ذلك بلا سبب معتبر في مذاهب أهل السنة المعتمدة، إما جهلا وإما تعالما، وإما تقليدا لمن لم يبلغ مرتبة في الفقه.
وقد جاءت هذه الرسالة مختصرة كافية وافية بالمقصود، فرأينا نشرها في صفحات الانترنت ليقرأها طلبة العلم وغيرهم، وينتشر الحكم الصحيح المعتبر بين الناس في مسألة تتعلق بركن من أهم أركان الدين، وأعظم عباداتهم.
جزى الله تعالى كاتبها فضيلة الشيخ خالد صالح الشافعي خير الجزاء، ووفقه لما فيه صلاح الدنيا والآخرة.
لتحميل الملف بصيغة Word
http://www.gulfup.com/include/ext/doc.gif (http://www.gulfup.com/dlds1T94908.doc.html)
لتحميل الملف بصيغة Pdf
http://www.gulfup.com/files/jpg/79o96452.jpg (http://www.gulfup.com/dldyks72382.zip.html)(/)
ما حكم ذهاب الى الجمعية ودفع المبلغ الاضحية دون الذبح في بيتك؟ (المشاركه)
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 01:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم ذهاب الى الجمعية الخيرية ودفع المبلغ الاضحية دون الذبح في بيتك؟
(المشاركه)(/)
عندي مجموعة من الأسئلة المختلفة أريد مشاركتكم في الجواب عنها ..
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 02:00]ـ
نأمل افراد بعض المناقشات النوعية بما يتفرع عن قول القائل:النية الطيبة لا تجعل العمل السئ صالحا .. أنظر الصحيحة ج1 - القسم الأول ص 267 هذا على سبيل المثال لا الحصر.
وأعلموا أحبتنا أن هذه العبارة تحمل قضية جد كبيرة وقد ثارت في ارجاءها الكثير من الردود بين الخصوم،وقد تابعنا للعديد من المداولات فيها،وها نحن ننتظر توسعاتكم الفذة وما تابعتموه في ارجاءها ..
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 02:02]ـ
هل يصح القول بأن السجدة الثانية في سورة الحج لا يوجد ما يشهد لها من السنة والاتفاق الا أن عمل بعض الصحابة على السجود فيها؟؟
آمل السماع من كل المهتمين بفقه هذا الموضوع وجزاكم الله خيرا؟
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 02:03]ـ
هل من حصر واف لمنسوخ التلاوة أحبتنا؟؟ وما هو مشهوره؟؟
آمل السماع من كل المهتمين بفقه هذا الموضوع وجزاكم الله خيرا؟
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 02:04]ـ
من قال من العلماء بقضية التفريق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية؟
نرجو من المشايخ من أهل الرسوخ أن يبادروا هنا وجزاهم الله خيرا ..
وحبذا تعرضونها على بعض الكبار عندكم بارك الله فيكم ..
الموضوع سمعته من الشيخ د. أحمد المشرقي اليماني -في شريط له- يذكره عن شيخه العلامة د. سالم آل عبدالرحمن في شرحه المقدم عند كتابه -ايناس الموحدين- وهو بعدة أجزاء يشرح فيها شرحا مطولا العقائد التي ظهرت في عصر الاسلام،وهو لا يزال مخطوطة في نحو سبعة أجزاء ..
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 02:06]ـ
ما قولكم في قول العديد من العلماء وبعض كبار طلبة العلم بأن هناك عدد من كبار المشايخ من يعتمد على من يعمل عنده؟ ومثال ذلك قول العلامة الألباني رحمه الله عن الشيخ شعيب الأرنؤوط رحمه الله في السلسلة الصحيحة ج 7 - القسم الثاني،ص 953.وما ذكره العلامة أ. د.سالم آل عبدالرحمن البصري المديني حفظه الله عن أ. د.بشار عواد العبيدي حفظه الله في العراق وسمعنا نفس القول من بعض كبار طلبة العلامة أ. د.عبدالكريم زيدان حفظه الله، وهناك الكثير غيرهم كما بلغنا من جهات عدة.
ما رأيكم أحبتنا في هذا الموضوع وهو على جانب جد جد مهم في تقدير العديد من كبار العلماء.ثم يا ترى كيف يمكن أن تصنفون هذه الظاهرة؟
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 02:07]ـ
هل يمكن التوسع في عبارة: الكبر الذي قرن مع الشرك انما هو الكبر على الحق،هل هناك اجماع على ذلك؟
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 02:08]ـ
قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى: أكثر ما جاء من العدد في ذكر الله في السنة الصحيحة هو مائة -انظر بلا أمر -: السلسلة الضعيفة ج 1 - ص 192 والسؤال عن قوله أكثر،وهو رحمه الله تعالى لم يقل كل،فهل يوجد غير ذلك.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 03:49]ـ
من قال من العلماء بقضية التفريق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية؟
نرجو من المشايخ من أهل الرسوخ أن يبادروا هنا وجزاهم الله خيرا ..
وحبذا تعرضونها على بعض الكبار عندكم بارك الله فيكم ..
الموضوع سمعته من الشيخ د. أحمد المشرقي اليماني -في شريط له- يذكره عن شيخه العلامة د. سالم آل عبدالرحمن في شرحه المقدم عند كتابه -ايناس الموحدين- وهو بعدة أجزاء يشرح فيها شرحا مطولا العقائد التي ظهرت في عصر الاسلام،وهو لا يزال مخطوطة في نحو سبعة أجزاء ..
http://www.alalbany.net/fatawa_view.php?id=5484
http://www.alalbany.net/fatawa_view.php?id=5487
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 06:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يمكن أن نناقش الاشراف.
آمل من الاخ الارسال لي لأناقشه بما فعلت وكيف قدمت وعلى ماذا أعتمدت،وعذرا فأنا لا أريد أن أرد عليه الا بآداب أهل العلم وشكرا له لحذفه كلمته التي ذيل بها نصه فيما أرسله من تنبيه.
وشكرا لدعاءه لنا بالهداية،فمن يدري فقد نكون ضللنا بنظره سامحه الله تعالى.
أرج أن لا يحذف هذا النص ليرى كل الأخوة
تحياتي
د. الأنصاري المديني
------------
# نعم، بإمكانك الاستشكال عمَّا تراه خطأً من عمل الإدارة في مجلس الشكاوى والاقتراحات # الإشراف #
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 09:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا للأستاذ البخاري وقد علمنا ذلك عن علامتنا الألباني رحمه الله تعالى،ولكن من غيره قال مثل قوله؟ ثم هل من هناك أتفاق هنا؟
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 10:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من لا يشكر الناس لا يشكر الله
شكرا للشيخ الأستاذ البخاري رعاه الله تعالى وأسأله تعالى أن يوفقنا واياه لكل ما يحب ويرضى
للجميع حبي وتقديري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 12:58]ـ
/// بارك الله فيكم يا أستاذنا الكريم، لا شكر على واجبٍ، وأنا في خدمتكم .. أعاننا الله على سداد القول والعمل
ـ[حارث البديع]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 09:14]ـ
قد سئلت أخي الأنصاري عن عدة أسئلة وأحببت أن أجاوبك عن ال3 لما رأيت أن الاخوة أجابوك في الباقيى وأوضح لك جوابيى في
عدة نقاط:
1 - سأبين لك أخيى مالمقصود بالمعلوم من
الدين بالضرورة وهي (المسائل الظاهرة يعلها العامة والخاصة من المسلمين ,الدليل فيها محكم لامجال للتأويل فيه مثاله الصلاة والصوم والزكاة ,والتوحيد وترك الشرك) وماذكرته آنفا يطلق عليه اصول الدين او المسائل الظاهرة أو مسائل لا يعذر فيها بالجهل.وضدها المسائل الخفية
2 - أقوال للعلماء الشافعي (ان من العلم مالايسع بالغا غير مغلوب على عقله جهله)
القرافي المالكي (ولذلك لم يعذر العلماء في اصول الدين اجماعا).
3 - الايمان بالوا جبات التي افترضها الله من أصل الايمان فمن أنكر لم يؤمن حقيقة.
4 - بيان وجوه كفر المنكر:
*فيه اعتراض
علىالله تعالى اذ لوصدق لأذعن.
*فيه تكذيب للمولى وافتراء عليه اذ يصف اليه مالم يقله.
*طعن في الرسالة النبوية وتكذيب لصحيح الأحاديث, قال ابن بطة (لو أن رجلا آمن بجميع ما جاءت به الرسل الا شيئا واحدا كان برده ذلك الشئ كافرا عند كل العلماء).
وأختمها باجماع آخر كفر العلماء من أنكر شيئا معلوما من الدين بالضرورة ,منهم ابن حزم واسحاق ابن راهويه وابن تيمية وابن عبد البر وغيرهم كثير
وقد سألت عمن رد حديثا صحيحا والجواب الحديث الصحيح بمنزلة الآيو من القرآن (ان هو الا وحي يوحى) فمن أنكر حديثا ظاهرا متواترا كمن رد آية ولو أنكر السواك أليس ثابتا فلم ينكره ففي تكذيبه تكذيب للنبي صلى ىالله عليه وسلم قال ابن الوزير (ان التكذيب لحديث رسول الله مع العلم انه حديثه كفر صريح)
.
لعلى أنرت فكرك المستبصر وذهنك. المتقد
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 01:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو أن الأخ حارث البديع لم يقرأ الأسئلة الموجهة وما كان من غاية الشيخ الأنصاري المديني وضعها لأنه لا يعرف اجاباتها أعزكم الله بل هو له احاطات جد طيبة، وقد أشار على الأخ الذي اضاف باشارته للشيخ الألباني رحمه الله أنه طلب غيره والا فهو قد أحاط .. وانما قدم ذلك للعلم ليفتح بعض أبواب الترسيخ والتأصيل في هذه الموضوعات التي لم تحسم جيدا بعد ..
هذا للعلم وليراجع الأخ البديع الأسئلة وان أراد الأجابة المتثبتة البرهان -بعد القدرة-فأقول انا حيهلا به وزادكم الله خيرا ونفع بكم.
شقيق الأنصاري المديني
الجارود السلفي
ليس عضوا انما محب وقلت بالرد على الأخ البديع وقت سفر شيخنا الأنصاري المديني رعاه الله تعالى
تقبل الله منا ومنكم ...(/)
كتاب: حكم الجمع بين الصلاتين للمطر
ـ[بدر الظلام]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 06:59]ـ
[حكم الجمع بين الصلاتين للمطر]
بقلم
" الشيخ خالد صالح جمال "
http://www.gulfup.com/files/jpg/lvX95031.jpg ( http://www.alshababy.org/mn)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد الأمين، وعلى آله وصحابته الذين اتبعوه وانتهجوا نهجه المبين.
فإن من المفاهيم الخاطئة المنتشرة بين الناس، الجمع بين الصلاتين لأعذار واهية لا تبيح الجمع، وقد رأينا كثيراً من الذين يفعلون ذلك بلا سبب معتبر في مذاهب أهل السنة المعتمدة، إما جهلا وإما تعالما، وإما تقليدا لمن لم يبلغ مرتبة في الفقه.
وقد جاءت هذه الرسالة مختصرة كافية وافية بالمقصود، فرأينا نشرها في صفحات الانترنت ليقرأها طلبة العلم وغيرهم، وينتشر الحكم الصحيح المعتبر بين الناس في مسألة تتعلق بركن من أهم أركان الدين، وأعظم عباداتهم.
جزى الله تعالى كاتبها فضيلة الشيخ خالد صالح الشافعي خير الجزاء، ووفقه لما فيه صلاح الدنيا والآخرة.
لتحميل الملف بصيغة Word
http://www.gulfup.com/include/ext/doc.gif (http://www.gulfup.com/dlds1T94908.doc.html)
لتحميل الملف بصيغة Pdf
http://www.gulfup.com/files/jpg/79o96452.jpg (http://www.gulfup.com/dldyks72382.zip.html)(/)
الرحمة مع الرجم - الشيخ فوزي السعيد حفظه الله تعالى
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 10:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الرحمة مع الرجم - الشيخ فوزي السعيد حفظه الله تعالى
مقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به تعالي من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهدِ الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هديُ محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وبعد:
الرَّجم
سؤال: لماذا جاء حَدُّ الزاني المُحْصَن رجما بالحجارة المتوسطة الحجم حتى الموت وذلك من أشنع القتلات، إذ هو قتل مع تعذيب مشهود أمام الناس حَتَّى إن مِنْ خُصُوم الإسْلام من يتهجَّم عَلَيْه في الرَّجُم واصفاً إيَّاهُ بالبَشَاعة والوَحْشيَّة ومُجَافَاةِ الآدَميَّة فكيف يكون تنزيلا مِنَ الرحمن الرحيم؟!.
الجواب: هذا مما يقوله الخصوم علي العقوبات الشرعية عموما كالقصاص وقطع يد السارق وقتل المرتد، ورجم الزاني المُحْصَن، وجَلْد غير المحصن بمائة جلدة، وحدِّ الحرابة وشارب الخمر وهكذا، ولقد صُنفت في ذلك الكتب والرسائل، وسأتناول هنا قضيِّة الرَّجم والرد علي الخصوص في عشر نقاط جامعة بإذن الله:
1 ـ إن قاعدة العقوبات حتى عند مشرِّعي القوانين الوضعية هي أن قَسْوة العقوبة إنما تحددها خطورة الجريمة، فلا بد من التلاؤم بينهما، وجريمة الزنا في الإسلام هي من أخطر الجرائم التي تعصف بالدين والعرض والنَّسْل والنَّفْس، والمحصن قد عرف سَبيلَ الإحْصَانِ وتمكَّن مِنْه وأخَذَ أجْراً عَلَيْه، فإنْ سَلَكَ سَبيلَ الفَاحِشة بَعْد ذَلك فالرَّجْم هو حُكم الله فيه، (بخلاف البكر)، حيث تصيب الحجارة جَسَدَه كلَّه فيتألَّم كلُّه كما تجرَّأ وتَلَذَّذ كُلُّه بالفاحشَة المُحرَّمَة بعد أن جرب وذاق الطَّريق الحَلاَل، فالرَّجم ابتداءً عُقوبةٌ متناسبة مع خطورة الجريمة،
أما عند خصوم الإسلام، فالزنا حُرِّيَّةٌ شَخصيَّة ولَيْسَ جَريمة، فطالما أنه بالتراضي فهو قائم علي الحُبّ والتَّلَذذ بلا مفاسد، سواء كان بحْملٍ أو بغير حمل. وهذا الوصف من الخصوم إنما هو ظلم وجهل كما قال تعالي: ((وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)). والله تعالي هو العَليم الحكيم وقد بين مفسدة الزنا فقال: ((وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً)).
- نقول لهم: هذا شرع الله المنزَّل وعندنا الدليل أنه مُنَزَّل من عند الله، فهل أنتم أعلم أم الله؟! وهل أنتم أرْأَف؟! ومن ظلمهم وجَهْلِهم في أمر العقوبات عموما: رأفتهم بالجاني القاتل والسارق والزاني والساعي بالفساد وغيره، مع نسيان المَجْنِي عَلَيْه وأهِله، واعتبار مصلحة الجاني مع نسيان مصلحة المجتمع، والغفلة عن قسوة الجريمة مع استكثار العقوبة.
2 ـ نقول لهم هذا شَرْعُ الله المُنَزَّل الذي نؤمن به ومعنا الدليل أنه مُنَزَّل، فهل أنتم أعْلمُ وأرْأفُ وأرْحَمُ أمْ اللهُ الذي خلقكم!!! فإن كنتم في شك من التنزيل فَتَعالَوْا أولاً نُثْبِتُ لكم ذلك وهو سَهْل مَيْسُور، لكل فئات الناس ما يفهمُه ويُنَاسِبُه، للطَّبيب والمهندس والزراعي والفلكي والكيميائي والبحَّار والعامة والخاصة، أقصد الكلام علي إعجاز القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ الله تعالى هو الملكُ الحَكَمُ الحق وكل الخلق عبيدُه، خلقهم ورَكَّب فيهم الشَّهَوات وأحياهم ورَزقهم ويُطْعِمُهم ويَسْقيهم ويَشْفِيهم ويُمِيتُهم ويَبْعثهم ويحاسبهم وهو أرحم بهم من الأم بولدها، فهو الذي يَحْكُم ما يريد، يغفر لمن يشاء ويُعَذِّب من يَشَاء، فلا اعتراضِ من العَبِيد على حُكْم المَلِك ولا مُراجعة بل سَمِعْنا وأطَعْنا، وأحْكامه تعالى تابِعةٌ لِصفاته، ومن صفاته غَيْرَتهُ الشَّدِيدَة أَنْ تُؤْتى محارِمُه، أَنْ يَزْنِي عَبْدهُ أَوْ أَمَتُه، كما في الصَّحِيحَيْن: ((أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ فَوَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي، مِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)). ومن صفاته أنه العليم الحكيم الخبير، ويعلم الآثار المُدَمِّرة لإستعلان الفاحشة بغير رادع، والمسلم مستسلم لله وحده لا شريك له.
4 ـ لو أن الرَّجَلَ صاحِبَ الغيرة والنخوة، رأى امرأته أو ابْنَته أو أُخْتَه مَثَلاً في حالة زنا، فقد تدفعه غَيْرتُه وحَمِيَّة الجَاهِلِيَّة إلى محاولة القتل أو الفِتك بهما، فلو كرَّرْنا هذه الغَيْرةَ في جَمِيع الآدَمِيِّين وتَصَوَّرنَاها مُجْتَمِعةً في مَخْلُوقٍ فكْيفَ تَكُون؟! فكيف بغيْرَة خَالِقَها عَزَّ وَجَلَّ؟! فإذا اجْتَمعتْ لَهُ سُبْحَانه تِلْك الغَيْرة مَعَ كَمَال العِلْم والرّحْمَةِ والحْكْمة والخِبْرة لزم بالضرورة تَنَاسُب الحُكْمِ مع خطورةِ الجَريمة وحَالِ الزَّاني كما يلي: -
الأَمَةُ المُحْصَنَةُ خَمْسِين جَلْدَة فقط؛ لأنَّ لها من الظروف والضعف ما ليس عند الحرة.
الزاني والزَّانِية البِكْرَان الغيْرُ مُحْصَنَانِ مائة جلدة لِكُلِّ مِنْهُما.
الزَّاني والزَّانية المحصنان الرَّجم؛ حيث عرف طريق النكاح الصحيح وما معه من السَّكن والمَوَدَّة وذاقه وأخذ عليه أجرًا، فكيف يَعْتاضُ عنه بالحرّام!!
5 ـ افتتح اللهُ سورةَ النور بقوله تعالى: ((سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا ... الآية))، فَفَرض أحْكَامَ السُّورةِ فرْضًا، وهي السورة التي تضمنت جُلَّ النِّظَام الإِسْلاَمي المُحْكمِ في التعامُلِ مَعَ الشَّهْوةِ المُرَكَّبة في الإنْسان وعُنْفِ إِلْحَاحِهَا على البَشَر، ومن ذلك فَرْضُ الإجراءات والتدابير الواقيةِ مِنَ الفاحشةِ والتي تصل إلى تسعة عشر إجراءً منها: تَيْسِيْر الزواج للجميع ((وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)).
وآداب دخول البيوت وآداب النظر وآداب الاستئذان وآداب التعامل مع الأطفال ثم إذا بلغوا الحُلُم، ولا يتَّسع المُقَام هنا لبيان تلك التَّدابِير المبْسُوطة في السُّورة والتي فرضها الله فرضًا، كما فرضَ الضوَابط المُشَدَّدة المشروطة في إثبات الجريمة التي لا تثبت إلا بأربعة شهود عدول (مع أن باقي الجرائم تثبت بشاهدين على الأكثر) كما تثبت بالاعتراف والإقرار المتكرِّر أربع مرات كما سيأتي بالتفصيل، فإذا شهد ثلاثةٌ عدول ولم يكن لهم رابعٌ فَقَد حَقَّ عليهم حدُّ القذف أي ثمانين جَلْدة لِكُلٍّ منهم، ولا تُقْبَلُ له شهادة، ويعتبرُ في المُجْتمع من الفاسِقين، فإما أربعة شهود وإما السُّكوت والسَّتْر، وإلا فحدُّ القذف، وذلك لا يكاد يثبت إلا بإستعلان وفجور ولا مبالاة، وأيضًا فَرَضَ الله في السُّورة حد الزنا للبكر في الآية الثانية، كما فرض حد الزاني المحصن بالرجم في الآية التي رفع ونسخ تلاوتها وبقي حُكمُها. والمُرَادُ هنا أنه في النظام والمجتمع الإسلامي لا عذر يُهَوِّن من شأن جريمة الزنا، ولا تكاد تثبت بالشُّهود إلا على فاجر مستعلن بلا مبالاة يتعدى ضرره على المجتمع كله فيجب بتْره منه إن كان مُحْصَنًا.
6 ـ إنَّ من يؤمِنَ بالله (وأسمائه وصفاته) واليوم الآخر (ومشاهده وأهواله وجَنَّتِهِ ونَارِه) لَيَعْلَم يَقينًا أن جميع العقوبات الشرعية من رحمة الله بعباده ورأفته بهم الداخلة في قوله تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)) وبخاصة عقوبة الزاني، لأنَّها: -
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: أدوية نافعة لا غنى عنها في حياة المسلمين؛ لأنَّ تطبيقها الذي يَشهَده الناس هو الذي يمنع وقوعها ابتداء ولا يحوج إلى اللجوء إليها إلا في أضيق الحدود، فهو أسلوب ترْبوي وقائي أكثر من أن يكون انتقامًا بعد الوقوع وليس كالمجتمعات التي تطبق فيها العقوبات الوضعية، ومع ذلك فالجريمة تزداد فيها ازديادًا هائلاً بما يتبع ذلك من الفساد والانحلال المترامي بالأمم إلى الهلاك والاندحار، علاوة على ما يَنْتَظِر الناس في الآخرة، وأيضًا ففي تطبيق العقوبة الشرعية تربية عمليَّة على أخذ الإسلام بقوة وجديَّة، فالأمر جِدٌّ لا هَزْل فيه، فيعود ذلك بالخير الكثير على الأمة في دينها ودنياها.
وثانيًا: بمقارنتها بعذاب الله في الآخرة، فمثلاً إذا كان الرَّجْم قتلاً بالحجارة بإيلام وعذاب، فهو رَدْعٌ وزجْرٌ عن الوقوع في الزنا وانتشاره في الناس، ثم هو تطهيرٌ لِمَنْ أقيم عليه، حيث لا يحتاج بعده إلى تطهيره منه في النار، ولا نسبة لآلام الرَّجم لدقائقَ معدودةٍ إلي عذاب الحريق، وعذابٍ بطعام الزَّقُّوم الذي يغلي في البطون كغلي الحميم، وعذاب بشرابِ الحميم والمهل يشوي الوجوه، وعذابٍ بمقامع من حديد، وعذابٍ بِصَبٍّ الحَمِيم فوق الرَّأس، وعذاب بالسحب على الوَجْه في النار، وعذاب بالأغلال والأنكال، وغير ذلك كثير من الأهوال ولمدة لا يعملها إلا اللهُ، فأين الرَّجْم من هذا!!! وإنما يَسْتَبشِعُه من لا يؤمن باليوم الآخر، أو من يؤمن به إيمانًا مُجْملاً ضعيفًا لا يعلم عن أهواله وتفاصيله شيئًا إلا القليل النادر وبدون تَصَوُّر، قال تعالى: ((بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ)) يعني قَلَّ أو انْعَدَم عِلمُهم بالآخرة وتفاصيلها، وكذلك يَسْتَبْشِعُه من لا يعلم عن صفات الله إلاّ أنه الخالق الرزاق الرحمن الرحيم الطَّيِّب وهكذا مِنْ صِفَاتِ البِرِّ والإحسان والرَّحمةِ، لكن لا يعلم قوله: ((إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ)) وقوله: ((إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ)) وقوله: ((نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ)) وقوله: ((إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ)) وقوله: ((فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ)) وقوله: ((وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)) وقوله: ((وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا)) وأن الله هو الملك الحَقِّ وقد تَجَّرأ عَبِيدُه عليه.
وهو الذي قال لرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً * إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا)).
إنه تعالى لا يَلْعَب ولا يَعْبث بخلقه السماوات والأرض والناس، بل خلقهم ليعبُدوه فيكونوا مَحلاً لإكرامه وفَضْله، ومن أبى يكون محلاً لِبطْشِه وعَدْلِهِ، فله تعالى حَقُّ العبادة والخضوع لأمره ونهيه، والاسْتِسْلام لأحكامه، والموافقة له فيما يحب ويكره، وفيما يوالي ويعادي، والمجاهدة في سبيله، أما هؤلاء الذين يسْتَبْشِعُون الحدود والأحكام فهم غالبًا لا يرَوْن لله حَقًّا إلا أنه يخْلقُ ويرزق ويُطْعِم ويَسْقِي ويَشْفِي ويُنَعِّم وانتهى الأمر، يعني كأنه سبحانه خادم لهم بلا حقوق، فلا حَوْلَ ولا قُوَّة إلا بالله.
7 ـ يعتمدٌ النِّظَامُ الإسْلامي في امْتِنَاع النَّاس عن الجريمة وقبول أحكامها واحْترِامِهَا، يَعْتمد على تَرْبيَة القلب على الإيمان بالله واليوم الآخر، وعلى مراقبة الله وخَوفِ مَقَامِهِ وعقابِه ورَجَاءَ لِقَائِهِ وثوابه ورحمته، وذلك كما سبق بمعرفة أسْماء الله وصفاتِهِ وآثارها ومقتضياتها، ومَعْلُوم أنَّ القَلْبَ مَلِكٌ والأعْضَاء جُنُودُه، فإذا صَلَح القَلْبُ صَلح الجَسَدُ كلُّه، فإذَا جَاءَ الحكْمُ الشَّرعِيُّ مُخَالِفًا للهوى ومقتضى الشَّهْوة، فإن القَلِب يُخْبِتُ لله ويَوْجلَ ويدفع اللِّسَانَ لأَن يَقُول سَمِعْنَا وأطَعْنا، والأعْضَاءَ لِمُسارعة الالتزام بالحكم. ولأهَمِّيةِ هذا الأَمْر نَضْربُ له
(يُتْبَعُ)
(/)
مثالاً:-
لم يأت تَحرِيم الخَمْر إلا في السَّنَة الرابعة للهجْرَة بعدما حَدَث التَّدرُّج في التحريم، وحَدَثَت التَّربيَةُ القَلبية المُنَاسِبَة للامْتِنَاع الفَوْري بقَوْلهم انتهينا ربَّنا انتهينا رَبَّنَا، وأُهْريقت الخمور على الأرض، وسَالَت منها سِكَكُ المدِينَة وانْتهى الأمر بعد أن كانت الخمر جُزْءًا من حَياتهم، وكانوا يَتَغنَّوْن بها وبأشعارها في الجاهلية.
أمّا في النِّظام العلماني في أمريكا مثلاً لما أردوا منع الخمر سنة 1919، أصدرت الحكومة قانونًا بمنع تعاطي الخمور وبيْعَها وتَصْنيعَها، على أن يبدأ تنفيذه أول يناير عام 1920 م، وأنفقت في الدعاية ضد الخمر ما يزيد على 65 مليون دولارا (يعدل الآن مليارًا)، ونشرت الكتب والنشرات أكثر من 10 بليون صفحة، وأُعْدِمَت في ذلك ثلاثمائة نَفس، وسجنت أكثر من 530 ألف نفس، وصادرت من الأملاك بمئات الملايين، ومع كل هذا لم يزدد الأمْريكان إلاّ عِنَادًا في تعَاطِيها حتى اضطرت الحُكومةِ إلى إلغَاءِ هذا القانون وإباحة الخمر سنة 1933، وهذا هو المُنْتَظر من النظام البشري الظَّلُوم الجَهُول القَاصر، فأين ذلك من النظام الإلهي العدل المحكم الكامل الذي يَزيدُ منَاعَة القَلْبِ ضِدَّ الجراثيم، وفي ذات الوقت يعمل على تطهير الجَوّ من الجراثيم، أعني تطهير المجتمع من وسائل الإغواء والإثارة مع غض البصر وحِفْظ الفرج ومجاهدة النَّفس والارتداع بشدة الحَدِّ إذا أُقيم فيهم.
لقد كَانَتَ المُجْتَمَعاتُ الإسْلاَمِيةُ التي تنعْمَ بالنظام الإِسْلامَي كما في القرون الأولى بعد البَعْثَةُ، لقد كانت خير شاهد على ما نقول، حيث لم تظهر الفاحشة إلا في أضيق الحدود، إذ لا يخلو زمان من المنافقين والفاسقين والضعفاء الذين قد تغلبهم رَغْبَتهم. أما في النظم العَلْمَانية الوضعية فمن لا يقع في الزنا ومُقَدِّماته من ذكر أو أنثى يعتبرونه حالة مرضية شاذَّة، كما يعتبرون الإستعلان بالفاحشة حُرِّيَّة شَخْصِيَّة ولا عقوبة على ذلك طالما كانت بالتراضي، بل عندهم حريَّة زواج الرَّجُل بالرجل (وذلك أشد من عمل قوم لوط لأنه زواج) وبلغ هؤلاء في أمريكا فوق 20 مليونًا، وهنا نقول: ((لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)).
هؤلاء مستدرجون بما قدر الله لهم من التّفَوقِ التكنولوجي والمعارِفِ الحديثةِ المذْهِلةِ، والجمالِ وأسبابِ التَّرفِ، كقولِه تعالى: ((فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)) وذلك له سُنَنٌ ربَّانية بخلافِ السُّنَن التي تحكم واقع المسلمين اليوم فتراهم مُعَاقَبين مُسْتَذَلين مُهَانين بِسَبِب ابتعادِهم عن الدِّين، واتخاذِهِم القرآنَ مهجورًا، وسماعِهِم الكذب وقبوله من خُصُوم الإسْلام، ولن يرفع ذلك الذَّل عنهم حتى يرجعوا إلى دينهم.
8 ـ الرَّحْمة مَعَ الرَّجم: -
لقد رجم رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسة منهم المرْأة الغامدية التي جاءتُه مُقرَّة معترفة قائلة: إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((ارْجِعِي)) فلو أنها سكتت ورجعت لانْتَهى الأمر ولكنها أبت إلا معاودة الإقرار، فَجَعَل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْدِّدُها لعل لها شُبْهة تسقط الحدّ، فَأخْبَرته بأنها حُبْلى من الزنا، وعلى الفَوْر أمرها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ترْجعَ حتى تضع المولود، ودعا وَليَّهَا، فقال له: ((أَحْسِنْ إِلَيْهَا فَإِذَا وَضَعَتْ فَأْتِنِي)) حتى لا تدفع الغيرة وَحمِيَّة الجَاهِليَّة أقارَبها إلى إيذائها والاعتداء عليها، فهل يَفْهَم خصومُ الإسْلاَم مِثْلَ هَذِهِ الرَّحْمة؟!! ثم أَتَتْ المرأةُ بالمولود إلى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمرها أن تذهب حَتَّى تفطمه، وانقضت مُدَّةُ الرَّضاع فجاءت إلى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالطِّفِل وبِيَدِه كِسْرة خبز، فدفعه النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى رَجُلٍ من الأنصار، وأمَرَ بها فرُجمَت، فأقبل في الرَّجْم خالد بن الوليد رضي الله عنه بِحَجرٍ فرمي
(يُتْبَعُ)
(/)
رأسها فنضح الدمُ على وجهِ خالد فسَبَّها، فسمع النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّه إياها فقال: ((مَهْلًا يَا خَالِدُ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ: لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ (هو الذي يجمع الضرائب المُحَرَّمة أو يَفْرض الإتاوات على بائعي السِّلع في الأسواق وما شابه). ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا وَدُفِنَتْ)). فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: تُصَلِّي عَلَيْهَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَقَدْ زَنَتْ؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَوَسِعَتْهُمْ، وَهَلْ وَجَدْتَ تَوْبَةً أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْ بِنَفْسِهَا لِلَّهِ تَعَالَى؟ !!)).
وإذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد رَحِمَ هذه المعترفة منذ البِدَاية إِلى النِّهاية وأثني عليها بعد رجمها، إلا أنَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم تأخذه بها رأفَةٌ في دين الله وأقام عليها الحَد بما أمَرَ الملك عَزَّ وَجَلَّ، فَانْظُر ـ رَحِمَك الله ـ إلى رَحْمة الله لهذه المَرْجومة التَّائبة حَيث التَّنَعُّم عِنْدَ اللهِ مُنْذ طُهِّرت ولَقِيتْ ربَّها وإلى يوم القيامة، حيث لو سئلت الآن: هل رأيْتِ بُؤْسًا قط؟ لقالت: لا، لم أرَ بؤسًا قط، فأين رأفة الدُّعَّار في دين الله (وأيضًا مرضى القلوب) من هذه الرحمة الظاهرة والباطنة؟!.
ورَجَم رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ماعز بن مالك الأسلمي الذي جاءه مقرًّا بالزِّنا يطلب التَّطهِيرِ، فأَعْرض عنه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَرَدَه قائلاً: ((فَتُبْ إِلَى اللَّهِ وَاسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ))، فجاءه بعد ساعة يُعَاود الإِقْرار، فأعرض عنه الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في الأولى، ثم جاءه ماعز في اليوم التالي مُصِرًّا على الإقرار للمرَّة الثالثة، فأعْرَضَ عنه الرسولُ أيضًا، فلما جاء للمرة الرابعة فهذه أربع شهادات على نَفْسهِ، جعل الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَدِّدُه يستفسر ويَسْتَفْصل
(لعل شبهة تظهر تُسْقِط الحَدّ) يقول له: ((لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ غَمَزْتَ أَوْ نَظَرْتَ؟)). . ويسأل قومَهُ: ((أَبِهِ جُنُونٌ؟ .. أَشَرِبَ خَمْرًا؟))، وكانت الإجابات قاطعة بلا شُبْهة، فسأله عن الإحْصَان ثم أمَرَ به فَرُجم، فجعل بعض الناس يتكلَّم في ماعز، فمن قائل بأنه خَبِيث، فقال الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَهُوَ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ))، ومن شاتم له، فقال الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تشتمه))، وقال: ((قد غُفِرَ له وأُدْخِلَ الجنة))، وقال: ((لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ أُمَّةٍ لَوَسِعَتْهُمْ))، إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها. وأمَرَ أصحابه قائلاً: اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ، وحدث أثناء رَجْمه أَنَّهُ فَرَّ حِينَ وَجَدَ مَسَّ الْحِجَارَةِ وَمَسَّ الْمَوْتِ، فذكروا ذلك لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: ((هَلَّا تَرَكْتُمُوهُ وَجِئْتُمُونِي بِهِ لِيَسْتَثْبِتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ)) فيرجع عن إقراره مثلاً، أو تظهر شبهة يسقط بها الحد، أما ترك حَدٍّ بعد البيِّنة فلا.
وبعد، فهل تحتاج هذه الواقِعةُ إلى تعليق لبيان الرحمة البادية فيها من أولها؟
لقد أثنى الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليه، وأخبر أنه غُفر له (أي جميع خطاياه ولَيْس الزنا فقط)، مَعَ أنه إنما عوقب على الزنا فقط، فينبغي لكل منصف أن يراجع هاتين الواقعتين ليعرف حقيقة الأحكام في الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 ـ جاء في السُّنَّة أنّ من أقيم عليه الحد - ولم يأْخُذْ المؤمنينِ به رأفة في دين الله - فإنه يرحم من وجه آخر فَيُحْسَن إليه ويدْعي له ويُعان على الشيطان وَلَيس العكس. كما سبق في ماعز والغَامديَّة، ولكن الجهلاء لا يفرقون بين هذه الرحمة وبين أن تأخذهم الرأفة به في دين الله فهذه مَنهيُّ عنها، قال تعالى: ((الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ)) فالرأفة: رقة وانْعِطَافٌ في القلب على الزاني تمنع من إقامة الحَدِّ عليه، فيأتي الإيمان بالله وصفاته واليوم الآخر كما سبق فتنتفي هذه الرأفة المانعة من إقامة أمر الله، والشيطان يأمر الجهلاء والدَّعار وأشباههم بهذه الرأفة في العقوبات عمومًا وفي أمر الفَوَاحِش خُصُوصًا لأن مبناها على المحبة والشَّهوة والرَّأفة التي يزينها الشيطان، حتى يدخل كثير من الناس ـ بسبب هذه الآفة ـ في الدِّيَاثة، وقلة الغيرة وهو يظن أن هذه من رحمة الخَلْق ولين الجانب ومكارم الأخلاق، وإنما ذلك دياثة ومهانة، وعدم دين، وضعف إيمان، وتعاون على الإثم والعدوان، وترك للتناهي عن المنكر والفَحْشَاء، وفي السِّينما والتليفزيون الكثير من هذا.
ولذلك أمر تعالى أن يَشْهَد عذابَهما طائفة من المؤمنين، لتنتفي تلك الرأفَةُ من القلوب، ويَشْتهر الأمر والجدِّية في الأحْكامِ لأن مشاهدتها بالفعل مما يَقْوي به العلم ويَسْتَقِر به الفَهْم، عِلاَوَةَ على الإنْزجار والارْتِدَاع في المُجْتَمَع المُسْلمِ.
10 ـ إنَّ المَريض إذا اشتهى ما يضرُّه أو جزع من تناول الدَّواء الكريِه فأخذتنا رأفَة عليه حتى نَمْنَعهُ شُرَبهِ فقد أعَنَّاه على ما يضُرُّه أو يهلكه وعلى ترك ما ينفعه، فيزداد مَرَضُه وسُقْمُه بذلك فيهلك، فهكذا الشَّابّ حين يبلغ وليس معه تدين يحميه، لَيْس الرحمةَ به أن يمكن مِمَّا يهواه من المحرمات، ولا أن يُمَكن من ترك ما ينفعه من التَّديُّن والطاعَات التي تُزَيل مَرَضَ قَلْبِه، بل الرَّحْمَةُ به أَنْ يُعَانَ على الصلاةِ وما فيها من الأذكار والدعوات، وأن يُحْمَى عما يُقَوِّي داءَه ويزيدُ عِلَّتَه وإنَّ اشْتَهاه.
أمَّا على مُسْتَوى الأُمَّة، فالطَّبِيب يَسْتأصل العضو الفاسد لمصلحة عموم الجسَد، وظاهره قسوةٌ وشدَّة ومفسدة، وحقيقته حكمة ورحمةٌ ومصلحة، إذ يَتَرَتب على تكرها هلاك وتلف الجسد كله بما فيه العضو التالف، فهذا مثل الفرد الفاسد في المجتمع، فالرَّحْمِة بالأمَّة والرّأفة بها أن يقام الحد إذا ظهرت الفاحشة، وإلا ترامت الشَّهوات بالأمَّة إلى الميل العظيم والهلاك والعَطَب.
وواقع المسلمين الآن هو خير شاهد كما سَبَق.
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 12:19]ـ
بارك الله فيك على هذا النقل
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 09:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 04:50]ـ
بارك الله فيك على هذا النقل
وإياكم، جزاكم الله كل خير.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 04:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وإياكم، جزاكم الله كل خير.
وجزاكم الله كل خير على الدعاء للشيخ صالح.
ـ[خالدمكي أبوعبدالملك]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 02:39]ـ
جزاك الله خيراً، وأسأل الله أن يبارك فى الشيخ / فوزى السعيد
وأن يفك أسره وأن يمكن له ليواصل دعوته المباركة فى مصرنا الحبيبة.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[26 - Apr-2010, صباحاً 12:20]ـ
جزاك الله خيراً، وأسأل الله أن يبارك فى الشيخ / فوزى السعيد
وأن يفك أسره وأن يمكن له ليواصل دعوته المباركة فى مصرنا الحبيبة.
بارك الله تعالى فيك أخي الكريم
والشيخ فوزي السعيد تم الإفراج عنه منذ فترة كبيرة
هو والشيخ نشأت أحمد والله تعالى أعلم.(/)
إلى اللّذين خرجوا عمّا يقتضيه الأسلوب العلمي في نقدهم كتاب: "إفعل و لا حرج"
ـ[محمّد حدّاد الجزائري]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 10:52]ـ
هذا رابط لبرنامج مسجّل لـ: (الحياة كلمة) بتاريخ الجمعة 30 ذو القعدة 1429هـ، و كان حول اليسر في الحجّ؛ قدّمه شيخنا العلاّمة سلمان بن فهد العودة -حفظه اللّه-، و أظنّه قد أجاب ضمنيا على اللّذين تحاملوا على كتابه "إفعل و لا حرج" و خرجوا بنقدهم عن الجادّة و ما يقتضيه الأسلوب العلمي ...
إلى هؤلاء؛ ها هو الرّابط:
http://media.islamtoday.net/real/m/1870.ram
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 11:36]ـ
جزاك الله خير يا اخي الفاضل.(/)
الصحابة قبل "أصول الفقه"
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 11:28]ـ
دافعهم في الامتثال - رضي الله عنهم - عموم قوله تعالى (فليحذر اللذين يخالفون عن أمره)، (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)، وغيرها من العمومات والإطلاقات الآمره بالطاعة والناهية عن المخالفة. ولما ظهر علم أصول الفقه واستوى على سوقه، ضعف الامتثال عند البعض لما فصلت الأحكام الخمسة المستحب عن الواجب وميزت المكروه عن المحرم، فصار عند البعض ما يمكن تسميته "المستوى الأساسي أو الابتدائي من التديّن" والذي عمدته ترك المحرمات وفعل الواجبات وما سوى ذلك "فلا يذم تاركه أو فاعله" أو "لا يستحق تاركه أو فاعله العقاب" [1]، والدين يُسر. .
= = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] عند الحنفية قسم من السنة أسموه "سنن الهدى" وهي تقترب من الواجب وتاركها يلحقه الملام وقد يستحق العقاب إن داوم على تركها. من وجهة نظري أرى في هذا القسم شيئاً من ديانة السلف الصالح في تعظيمهم لأمر السنة دون الانشغال بتفاصيل تحول دون امتثالها على الفور.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 11:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبدالله كان الصحابة يفرقون بين الواجب والمستحب، ولم يكونوا جاهلين لذلك، أما فعلهم للمستحبات فهذا ليس عن جهل منهم بكونها غير واجبة وإنما عن تقوى في نفوسهم ومتابعة واقتداء بنبيهم.
أما أصول الفقه فهو مجرد آلة لفهم النصوص، كما كان يفهمها الصحابة، وليست المشكلة في أصول الفقه وإنما في ضعف التقوى. ولا زالت الأمة بخير فهناك جانب مشرق واسع
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 12:54]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا هلا. في الحق الموضوع ليس عن جهل الصحابة بدلائل أصول الفقه من عدمه أو قدرتهم على التفريق بين مراتب الأحكام، وإنما عن الاستعداد للالتزام، سواء تعلق بواجب أو مستحب، عملاً بقوله تعالى (خذوا ما آتيناكم بقوة). ولا زلت أرى أن لأصول الفقه كما تطور لاحقاً له دور في بيان مواقع الأحكام، وهذه وظيفة مهمة، ودور في إضعاف شمولية الالتزام. مثلاً يستجيز البعض لنفسه ترك كل النوافل والسنن لأنه يجد ما يبرر ذلك من تعريف المستحب أو السنة أو المندوب، الخ. ولذلك فطن الحنفية لخطورة هذا ووضعوا التقسيم الذي ذكرت، بل أشار أحمد إلى هذا المعنى عندما قال: من ترك الوتر فهو رجل سوء لا تقبل له شهادة. ولذلك لو قال عالم ذلك اليوم لأحد - دون أن ينسبه لأحمد - لانتقده الناس بل بعض طلبة العلم، لأن تارك الوتر -في العرف الأصولي - تاركٌ لسنة، فلا يُذم فضلاً عن أن ترد شهادته.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 01:00]ـ
بارك الله في الشيخ عبد الله
إضافة إلا ما ذكره الأخ أبو هلا فإن الموضوع أخص من العنوان فأصول الفقه ليس مقتصرا على الأحكام التكليفية الخمسة
وأجل الشيخ عبد الله من أن يرمي إلا أن هذا العلم ليس من علوم الصحابة وعليه فليس من العلم النافع وإن كان عنوان موضوعه أوهم بذلك
لكن لعله يريد بعض الآثار السلبية لبعض ما يذكر في هذا العلم
والأمر كما قال الأخ أبو هلا يتعلق بالورع والتقوى وشدة الاتباع وإلا فإن اتباع ابن عمر أرفع منزلة من عبد الله بن عمرو مثلا وإن كان اتباع كل منهما أرفع ممن جاء بعدهم وهكذا
ولذلك تقرر في علم الأصول عدم الاستدلال بحرمة أو وجوب الفعل الذي ضرب عمر وغيره الناس على فعله أو تركه
قالوا لأنهم كانوا يضربون على ترك السنة (المستحب) ونحوها
فعلى طالب العلم أن يعي هذا الأمور ولا يتساهل في فعل النوافل وترك المكروهات
وإنما لجأ الفقهاء وأهل الأصول لهذه التقاسيم من أجل تنزيل الأمور منازلها إذ كان أمر الشارع لا على منزلة واحدة فبعضه أشد من بعض وأوكد من غيره
ولما تقادم العهد وبعد الناس عن زمن النبوة وكثر الجهل وقل العلم وسع القول في هذه التقاسيم
ولأجل تقديم الأعلى مرتبة على من دونه عند التعارض فيقدم الأوجب على الواجب وعلى ما دونه ولو لم يعرف الناس ذلك لأوشكوا أن يقدموا الأخف في طلب الشارع على الأشد عند التعارض
فكانت هذه الحكم مقدمة على مفسدة التساهل في الاتباع بترك المستحب وفعل المكروه أحيانا وذلك أنها ليست عامة ويمكن علاجها بالبيان وأن هذا التقسيم فائدة كذا وكذا ولا يعني التساهل في الاتباع والله أعلم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 01:10]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=8217
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 04:58]ـ
الأخوين الكريمين: أمجد و عدنان، جزاكم الله خيرا ونفعنا بحسن بتوجيهكم.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 11:17]ـ
أخي الغالي، بكل بساطة أقول: هل تقول بوجوب المستحب وتحريم المكروه؟
فإن كنت تقول به فهل تقول بوجوب صلاة الضحى على كل مسلم، وبتحريم ترك السواك عند الوضوء؟
وإن كنت لا تقول بذلك فما معنى كلامك هنا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 08:45]ـ
أخي الغالي، بكل بساطة أقول: هل تقول بوجوب المستحب وتحريم المكروه؟
فإن كنت تقول به فهل تقول بوجوب صلاة الضحى على كل مسلم، وبتحريم ترك السواك عند الوضوء؟
وإن كنت لا تقول بذلك فما معنى كلامك هنا؟
جزاك الله خيرا أبا عبدالله. صلب الموضوع حول مدى استعداد المكلّف للمبادرة بغض النظر عن سنية الشيء أو وجوبه، ولذلك جعلوا المستحب من الأحكام التكليفية مع أنه ليس فيه كلفة ككلفة الواجب في الجملة، بل جعلوا المباح - الذي استوى فيه الترك والفعل - من الأحكام التكليفية، واختلفوا في موجب ذلك أهو للتغليب أم للتكليف باعتقاده مباحاً. عوداً على بدء، الموضوع حول عن استعداد المرء للتنفيذ بحيث لا أقول يجعل المستحب واجباً وإنما يجعله كالواجب بسبب تعظيمه لأمر الشارع (وقالوا سمعنا وأطعنا)، ولذلك قال الله تعالى (يا أيها الذين استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم) ومعلوم أن هذا أمر صريح من الشارع الحكيم يدخل فيه دعوة الرسول المخاطبين لفعل الواجب وفعل المستحب، واشترك الأمران في كونهما مما يحيي قلب فاعلها. الصحابة رضي الله عنهم لم تكن عندهم عقبة التبرير والتأخير: هل هو مستحب أم واجب، فإن كان مستحب أهملوه وإن كان واجب فعلوه، بل كانوا يبادرون مبادرة واحدة مع علمهم بمرتبة الفاضل والمفضول من الأعمال، والسبب أنهم كانوا يعايشون كلام الله قلباً وقالباً (أولئك يسارعون في الخيرات)، (فاستبقوا الخيرات)، (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)، والله المستعان ومنه أطلب الغفران فلست على قدر هذا الكلام من ناحية التطبيق إلا أني لا أعذر وأمثالي بالتقصير.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 08:58]ـ
فهل تقول بوجوب صلاة الضحى على كل مسلم، وبتحريم ترك السواك عند الوضوء؟
هذا من التنطع والغلو، وقد نهى عنهما الشارع بأدلة صريحة مستقلة (هلك المتنطعون)، (إياكم والغلو)، (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك)، وتركه التراويح مخافة أن تفرض عليهم، ومع ذلك واظب الصحابة على صلاة التراويح من بعده ونحن إلى الآن نواظب عليها بسبب تلك المواظبة الأولى، وهذه من بركات الالتزام والاغتنام التي أفردت لها هذا الموضوع.
ـ[االباحث]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 09:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقول لأخي الفاصل ماأحد قصد هذا ولايقول هذا من له أدنى المام بالعلم الشرعي
انماقصد الاخوة أن يرونا مدى أهمية اتباع السنة وحرصهم عليها ومما تميز به الجيل الفريد عنا:
-اذا أمروا بأمر لم يفكروا ولو لبرهة أهذا للوجوب أم للتخيير بل كانوا يسارعون على االفور في تطبيقه وكانت نفوسهم تتطلع بشغف عظيم حينما يقول الرسول الكريم من يفعل ذلك وله الجنة وفي معنى الحديث اني سأعطي الراية لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله (فبات الناس يدوكون ليلتهم كلهم يرجى أن يعطاها).شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 12:56]ـ
ولكن القارئ يفهم من كلامك من أول وهلة القول بإدراج المستحب مع الواجب والمكروه مع المحرم؛ وذلك لأنك:
/// قلت: فصار عند البعض ما يمكن تسميته "المستوى الأساسي أو الابتدائي من التديّن" والذي عمدته ترك المحرمات وفعل الواجبات وما سوى ذلك "فلا يذم تاركه أو فاعله" أو "لا يستحق تاركه أو فاعله العقاب" [1]، والدين يُسر.
في سياق استنكار. فما معنى استنكارك لقولهم بعدم ذم تارك المستحب وفاعل المكروه؟!
/// وقلت: مثلاً يستجيز البعض لنفسه ترك كل النوافل والسنن لأنه يجد ما يبرر ذلك من تعريف المستحب أو السنة أو المندوب، الخ. ولذلك فطن الحنفية لخطورة هذا ووضعوا التقسيم الذي ذكرت، بل أشار أحمد إلى هذا المعنى عندما قال: من ترك الوتر فهو رجل سوء لا تقبل له شهادة. ولذلك لو قال عالم ذلك اليوم لأحد - دون أن ينسبه لأحمد - لانتقده الناس بل بعض طلبة العلم، لأن تارك الوتر -في العرف الأصولي - تاركٌ لسنة، فلا يُذم فضلاً عن أن ترد شهادته.
وفي سياق استنكار أيضا. فما معنى استنكارك تجويزهم ترك النوافل والسنن؟!
وكذلك لم يعجبك عدم قولهم بذم من ترك الوتر. فهل يعني كل هذا إلا أنك توجب المستحبات؟!
فإن كنت تريد الحث على السنن كما يظهر في بعض كلامك فهل وجدت الأصوليين يمنعون من ذلك؟
فما الذي تنقمه من الأصوليين إذن؟
هل تريد منهم إيجاب قيام الليل وصلاة الضحى حتى يكونوا حاثين على المستحب؟! أم ماذا؟!
ـ[عارف الصاعد]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 02:13]ـ
الشكر موصول للأخ الفاضل / عبد الله الشهري .. ولكل المشاركين.
لعل الأخ أبو عبد الله الفاصل قد التبس مقصد الأخ عبد الله، ولست هنا لأفسر ما يقصده فهو واضحٌ جليّ. والأمر يستحق المراجعة وخاصة من أهل هذا الفن، ولعل نشوء ما يسمى بـ ((السنن المهجورة)) نبع من عدم وعي متزن بالسنة، وخاصة على ضوء فهم الأصوليين ..
لا بدّ أن نفرق بين التقسيم التعليمي والأثر الناتج. وليس المعنى هو إيجاب المستحب أو تحريم المكروه، فذلك غير ممكن فضلاً عن أنه لا يجوز أصالة.
ثم هي مسألة لا تستوجب كل هذا التشنج والإبعاد في الحكم فهون عليك أي / أبو عبد الله، وأرى أنك تمثلت ببيت جميل، ولعل البغض المقصود في البيت من باب الكراهة لا من باب الحظر. (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المهاجر]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 11:02]ـ
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيد ولد آدم وخاتم النبين وعلى آله وصحبه وبعد ..
جزاك الله خيرا عبد الله
بداية القضية كما قيل قضية تقوى وامتثال من الصحابة رضي الله عنهم عن علم لا يساميهم فيه أحد ممن تبعهم
ثم جزى الله علمائنا من السلف وحتى اليوم خير الجزاء لما قعّدوا من قواعد وأصّلوا من أصول بينوا بها مذهب أهل الحق من أهل الباطل , فأنا لا أراهم ذهبوا إلى هذه التقسيمات إلا مخالفة لأهل البدع والأهواء كالمرجئة والمعتزلة والخوارج وغيرهم , فالمرجئة أخرجوا الأعمال من الإيمان وقالوا بأنه لا يضر مع الإيمان ذنب كما أنه لا ينفع مع الكفر عمل صالح.
والخوارج والمعتزلة اختصموا في حكمهم على فاعل الكبائر أكافر هو ومخلد في النار أم مخلدٌ في النار غير كافر.
فوضع علماؤنا رضي الله عنهم هذه القواعد في سياق الرد عليهم وتبيين السبيل للسالكين. ورحمة بالأمة , فإن فيها الضعيف والمريض والشيخ الكبير الذي لا يطيق أن يؤدي جميع السنن. فما أراهم وضعوا هذه الأصول إلا رحمةً بالأمة وتبييناً للحق وإكباتا لأهل الباطل المنافحين عنه.
أما أن يتمعذر الكسالى بـ " أن هذا مكروه فآتيه وهذا مستحب فأتركه فلا إثم عليّ " صحيح أنه لا إثم على تارك نافلة , ولكن لكل درجات مما عملوا.
والحمد الله أولاً وآخراً , والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وأزواجه. آمين(/)
سؤالان عن الدعاء يوم عرفة: خصوصيته بالحجاج أوعمومه، ووقته المتعيِّن؟
ـ[أبومنصور]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 01:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمناسبة هذه الايام المباركة من عشر ذي الحجة تبادر الى ذهني هذان السؤالان المتعلقان بيوم عرفة فاحببت ان اطرحهما في هذا المنتدى لمزيد فائدة من اهل العلم وطلابه اثابهم الله.
الاول:
هل فضل الدعاء يوم عرفة خاص بالحاج ام هو عام لكل المسلمين؟؟
وقد اجاب الشيخ المنجد بقوله {وقد اختلف العلماء هل هذا الفضل للدعاء يوم عرفة خاص بمن كان في عرفة أم يشمل باقي البقاع، والأرجح أنه عام، وأن الفضل لليوم، ولا شك أن من كان على عرفة فقد جمع بين فضل المكان وفضل الزمان.
قال الباجي رحمه الله:
قوله: " أفضل الدعاء يوم عرفة " يعني: أكثر الذكر بركة وأعظمه ثوابا وأقربه إجابة، ويحتمل أن يريد به الحاج خاصة؛ لأن معنى دعاء يوم عرفة في حقه يصح، وبه يختص، وإن وصف اليوم في الجملة بيوم عرفة فإنه يوصف بفعل الحاج فيه، والله أعلم " انتهى. " المنتقى شرح الموطأ " (1/ 358).
وقد ثبت عن بعض السلف أنهم أجازوا " التعريف " وهو الاجتماع في المساجد للدعاء وذكر الله يوم عرفة، وممن فعله ابن عباس رضي الله عنهما، وأجازه الإمام أحمد وإن لم يكن يفعله هو.
قال ابن قدامة رحمه الله:
قال القاضي: ولا بأس بـ " التعريف " عشية عرفة بالأمصار (أي ِ: بغير عرفة)، وقال الأثرم: سألت أبا عبد الله – أي: الإمام أحمد - عن التعريف في الأمصار يجتمعون في المساجد يوم عرفة، قال: " أرجو أن لا يكون به بأس قد فعله غير واحد "، وروى الأثرم عن الحسن قال: أول من عرف بالبصرة ابن عباس رحمه الله وقال أحمد: " أول من فعله ابن عباس وعمرو بن حُرَيث ".
وقال الحسن وبكر وثابت ومحمد بن واسع: كانوا يشهدون المسجد يوم عرفة، قال أحمد: لا بأس به؛ إنما هو دعاء وذكر لله. فقيل له: تفعله أنت؟ قال: أما أنا فلا، وروي عن يحيى بن معين أنه حضر مع الناس عشية عرفة " انتهى. " المغني " (2/ 129).
وهذا يدل على أنهم رأوا أن فضل يوم عرفة ليس خاصاً بالحجاج فقط، وإن كان الاجتماع للذكر والدعاء في المساجد يوم عرفة، لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك كان الإمام أحمد لا يفعله، وكان يرخص فيه ولا ينهى عنه لوروده عن بعض الصحابة، كابن عباس وعمرو بن حريث رضي الله عنهم} أ. هـ
السؤال الثاني:
اذا كان جواب السؤال الاول هو ان الفضل يعم جميع المسلمين وليس خاصا باهل عرفة .. فمتى يتعين وقت الدعاء؟ هل هو متعلق بموازة وقت الحجاج في عرفة حتى غروب الشمس عندهم بغض النظر عن اختلاف المواقيت عند غيرهم ام هو متعلق بغروب الشمس بحسب كل بلد؟
وهذا التساؤل لم اجد له جوابا حتى اللحظة ... ولعل مشايخنا يشاركوننا باثراء الموضوع .. وباركم الله فيكم.
والله أعلم.
ـ[أبومنصور]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 12:40]ـ
للرفع
ـ[أبومنصور]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 12:17]ـ
....
ـ[أبومنصور]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 04:02]ـ
سبحان الله ... 73 قارئا ولا واحد شارك ولو بحرف .... فلماذا فتح هذا المنتدى اذن؟؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 04:12]ـ
/// بارك الله فيك، لعلَّ عزوف كثيرٍ من الإخوة عن الإجابة عدم معرتهم لها، وإنَّما افتتح هذا المنتدى لكي يقول من لا يدري: ((لا أدري))، وليس أن يتكلَّف الجواب.
ـ[أبومنصور]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 11:45]ـ
/// بارك الله فيك، لعلَّ عزوف كثيرٍ من الإخوة عن الإجابة عدم معرتهم لها، وإنَّما افتتح هذا المنتدى لكي يقول من لا يدري: ((لا أدري))، وليس أن يتكلَّف الجواب.
جزاك الله خيرا .. كنت اود معرفة اجابة التساؤل الثاني .. لكن قدر الله وما شاء فعل.(/)
هل يصح أن نقول لكل شيء غير محال عقلا: ممكن الحدوث؟ سؤال للمناطقة؟
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 02:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يصح أن نقول لكل شيء غير محال عقلا: ممكن الحدوث؟ سؤال للمناطقة؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 08:59]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لست من المناطقة، ولكن الجواب ينبغي أن يفرق فيه بين الإمكان العقلي والإمكان الفعلي.
فالإمكان العقلي معناه أن الشيء ليس بواجب ولا مستحيل.
والإمكان الفعلي معناه أن الشيء المفترض له نظائر لا يستبعد معها حصوله.
يعني مثلا: ليس بمحال عقلا أن يطير الإنسان كالطائرة ويسير بسرعة القطار، فهو من الممكن العقلي، ولكنه ليس بالممكن الفعلي.
ومعنى إمكانه عقلا أننا لو تصورنا عالما آخر خلق الله فيه الناس على هذه الصورة لم ينتج من ذلك محال.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 09:32]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأنا أيضا لست منهم ولكني وجدتهم يقسمون الوجود (الحدوث) إلى ثلاثة أقسام: واجب الوجود، وممكن الوجود، وممتنع الوجود (مستحيل).
ومنه تعرف أن ممكن الوجود يقابله الواجب والممتنع.
وعدم الاستحالة يحتمل الواجب أو الممكن.
مع التحذير من استخدام مثل هذه المصطلحات في العقائد.
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 11:12]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الردود ولكن هل هناك تفصيل أكثر؟
ـ[أفلااطون]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 12:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يصح أن نقول لكل شيء غير محال عقلا: ممكن الحدوث؟
نعم أخي الكريم: كل ما ليس محال عقلا فهو ممكن الحدوث , فكل ما لا يترتب عليه محال عقلي فهو ممكن الحدوث عقلا , وإن لم يحدث فرد من أفراد هذا الممكن.
والمحال العقلي هو ما ناقض أحد المبادئ الكبرى التي هي مبادئ العقل الأولية , وهي تعود إلى مبدأين أساسيين وهما:
ـ مبدأ عدم التناقض:
وهو يشمل: عدم اجتماع النقيضين وهو المسمى: الوسط الممنوع , ويشمل عدم ارتفاعهما وهو المسمى: بـ الثالث المرفوع , كما يشمل هذا المبدأ: قانون الهوية.
ـ ومبدأ السببية ,.
فما ناقض أحد هذه القوانين فهو من المحال العقلي , وما كان خلاف ذلك فهو داخل في الإمكان العقلي , وبالتالي فهو: ممكن الحدوث.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 01:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يصح أن نقول لكل شيء غير محال عقلا: ممكن الحدوث؟ سؤال للمناطقة؟
وجزاكم الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نعم يصح فكل شيء غير محال عقلا ممكن الحدوث وإن لم يحدث فرد من أفراد هذا الممكن.
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[13 - Aug-2009, مساء 07:58]ـ
(إضافة) التكليف بغير المعتاد غير محال عقلاً، وغير ممكن الحدوث في الشريعة، لوجود الأدلة المانعة منه
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[15 - Aug-2009, مساء 02:43]ـ
ـ مبدأ عدم التناقض:
وهو يشمل: عدم اجتماع النقيضين وهو المسمى: الوسط الممنوع , ويشمل عدم ارتفاعهما وهو المسمى: بـ الثالث المرفوع , كما يشمل هذا المبدأ: قانون الهوية.
ـ ومبدأ السببية ,.
فما ناقض أحد هذه القوانين فهو من المحال العقلي , وما كان خلاف ذلك فهو داخل في الإمكان العقلي , وبالتالي فهو: ممكن الحدوث.
في علم الفيزياء الحديث و لتعذر الوسائل للتحقق من المبدأ الثاني و معرفة المطابقة الواقعية في كثير من المجالات المستكشفة .. أصبحوا يكتفون فقط بالمبدأ الأول للقبول بامكانية اي نظرية ...
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[16 - Aug-2009, مساء 05:15]ـ
السلام عليكم
يا إخواني المسألة لا ينبغي أن تطلق
بل يجب اعتبار ما جاء به الشرع
مثلاً بالعقل المجرد يمكن أن نقول
بجواز أن يبعث الله تعالى نبياً أو أكثر بعد محمد صلى الله عليه وسلم
وبجواز أن يخلدنا الله في هذه الدنيا فلا نموت
أو أن يميتنا ولا يبعثنا ولا يحاسبنا
أو أن يعذب الله أولياءه بالنار وينعم أعداءه الكفار بالجنة
لكن الشرع يمنع هذا مطلقاً لأن الله تعالى أخبر بضد هذه الأمور
لكن لو قلنا هل نقل الجبال ممكن فنقول نعم فلا يوجد عقلاً ولا شرعاً ما يمنع ذلك وإن لم يقع مثل هذا حتى الآن
وللشيخ ناصر العمر حفظه مقال جميل عن المحال وقسمه فيه إلى محال عقلي ومحال شرعي
والسلام(/)
طلب مساعدة: ما الأخطاء النَّحوية واللٌّغوية المزعومة في القرآن؟
ـ[بنت السنة]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 02:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اناطالبة ماجستير وبدأت الخوض في كتابة الرسالة واحتاج الى مساعدتي في الحصول على الاخطاء النحوية واللغويةالمزعومة في القران او الايات التي تعرض لها النصارى بحجة الخطا النحوي ولكم جزيل الشكر
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 07:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرى أن د. فاضل السامرائي له اطلاع على ذلك أختنا الكريم فتواصلي معه رعاك الله، ولقد هاتفنا شيخنا د. عبدالله الأنصاري رعاه الله لعلي أساعدك بشئ وذكرت له ما تفضلت به أسعدك الله وسألته ان كان العلامة البروفيسور سالم آل عبدالرحمن رعاه الله تعالى قد كتب عن الموضوع هذا أم لا فقال لي سأكتب لك قريبا بعون الله تعالى.
لكم وافر المنى والله يوفقنا واياك
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 01:00]ـ
جهلاء الأعاجم يخطّئون لغة القرآن! واعجبا!!! , ( http://awad.phpnet.us/Articles/Juhala_Aagem.htm) من روائع د. إبراهيم عوض
القرآن وأخطاء النحو!؟؟؟ ( http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5017)
القرآن والنحو .. وحقائق غائبة ( http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=551)
قطع ألسنة الكذابين ( http://www.adelelsayd.com/multimedia6-41.html) - محاضرة ماتعة -
ـ[أبوهلا]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 02:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة أذكر أن ابن قتيبة تناول كثيرا من ذلك في تأويل مشكل القرآن، لعلك تجدين عنده ما تريدين.(/)
سؤال في فقه الحنابلة عن: الرواتب قبل الظهر.
ـ[أبوخديجة السلفى]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 05:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل السنن الأربعة غيرالرواتب قبل الظهر مستقلة فيكون التطوع قبل الظهر ستاً أم هي متضمنة للاثنين الرواتب؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 01:50]ـ
اخي العزيز أبا خديجة، الذي قرره فقهاء الحنابلة في كتبهم ودونوه: أن السنن التطوعيه غير السنن الراتبة، وعليه فالأربع ركعات التطوعية التي قبل الظهر من غير الراتبة لا علاقة لها بها، بمعنى أنها مستقلة عنها.
قال العلامة الحجاوي: وسين _غير الرواتب_ أربع قبل الظهر .... . (الإقناع 1/ 225)
وقال العلامة الجراعي: ويستحب غير الرواتب أربع قبل الظهر ... . (غاية المطلب ص101)
وقال الشيخ مرعي: والسنن غير الرواتب: أربع قبل الظهر ... . (غاية المنتهى 1/ 195)
وأصرح من ذلك كله قول العلامة البصري الحنبلي: ويستحب التطوع بأربع قبل الظهر ... . (الحاوي الصغير ص77)
والكلام عن هذا مبثوث في جميع كتب الفقه الحنبلي.
ملاحظة: أشهر الأقوال عند الحنابلة أن راتبة الظهر القبلية أربع ركعات.(/)
فرق كبير بين البورصة وشركات توظيف الأموال وهو مالم يدركه كثير من المفتين!
ـ[علي الزيود]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 09:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة هناك مسألة اعتقد أن الكثير من المشايخ الذين أفتوا بالتحريم لم يطلعوا على ماهيتها وهي البورصة , حيث أن هناك فرق كبير بين البورصة وشركات توظيف الأموال واعتقد أن الفتاوى كانت بخصوص شركات توظيف الأموال ولكن هناك خلط في المصطلحات , مثلا اذا كانت الشركة لا تحدد ربحا ثابتا ولا خسارة ثابتة وهذه الشركة تجارتها في سلع واضحة وايضا هذه الشركة لها سجل تجاري , وقد سمعت أحد المشايخ في المسجد الحرام يقول اذا كانت الشركة موجودة على ارض الواقع فلا بأس.أ. ه
أما مسألة التجارة يدا بيد , فهذه المسألة أصبحت صعبة في وقتنا الحاضر لأن الكثير من معاملاتنا التجارية الضخمة من دولة الى اخرى لا تتم يدا بيد الا عن طريق مكاتب الصرافة والبنوك وغير ذلك.
فأرجو من الأخوة الذين على معرفة بالموضوع أن يوضحوا هذا الاشكال للجميع.
وجزاكم الله خيرا على تعاونكم(/)
خدمات الصوفية للصليبين!!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 11:33]ـ
قال الشيخ محمد لوح في كتاب تقديس الاشخاص في الفكر الصوفي:
السابعة: أن الصوفية بنشرهم عقيدة الحلول قدموا للصليبيين أهل التثليث خدمات جليلة ما كانوا يحلمون بها، ووضعوا في طريق إفحام أهل التثليث أسلاكاً شائكة: فإذا قيل لهم – مثلاً -: أنتم تتناقضون بقولكم إن الثلاثة واحد. أجابوا بأن في المسلمين من يقول بمثله وهم الحلوليون. وهذا الأمر هو السر وراء اتجاه المستشرقين الصليبيين إلى نبش التراث الصوفي الحلولي وتحقيقه وطباعته منذ وقت طويل.
منقول من موقع:
http://www.saaid.net/feraq/sufyah/73.htm
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 09:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بليت الأمة الإسلامية بهذه البلية العظيمة [الصوفية من القواصم لهذه الأمة]
ومن أهم صفاتهم:
1 - الجهل التام بالعلوم الشرعية الموجودة في الكتب العلمية.
2 - تقديسهم للأشخاص شيوخ طريقتهم رغم جهلهم.
3 - تعظيم القبور والطواف بها والدعاء لها.
حتى قال شيخ طريقتهم في منطقتنا زيارة قبر خالد بن الوليد رضي الله عنه تعدل حجة إلى مكة.
4 - لايسمعون النصيحة مطلقا {إلا من رحم الله}
5 - يضيعون الوقت ـ بعد حلقة الرقص التي يسمونها حلقة ذكر - بلعب الورق رغم كبر سنهم والشيشة والدخان والسب والشتم لبعضهم ويختلفون لأدنى سبب.
لقد عرفت ذلك من خلال الحضور معهم وأنا طالب في الثانوية وحاولوا استجراري إليهم لكن الله منّ علينا بمدرس تربية إسلامية متبع للكتاب والسنة كان كثير ما يوضح لنا طرقهم رغم ما يجده من اتباعهم
فلله الحمد والمنة
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 10:54]ـ
وإذا قلتم فاعدلوا ..
ليس كل الصوفية سواء .. وليس كل الصوفية عملاء للاستعمار والصليبيين ... نعم كانت للكثير منهم مواقف مخزية كماهو حال التيجانية مثلا في الجزائر ...
لكن جل من حمل السلاح في المغرب ضد الاستعمار الفرنسي الصليبي كانوا صوفية .. وكثيرا ماذكرنا هذا للاخوان ويتم حذف مشاركتي من غير سبب ... وليس هذا دفاعا عن التصوف وإنما إنصافا لهم ليس إلا .. بل لم يكن للمحسوبين على التيار السلفي في المغرب أي دور في مواجهة المحتل على حد علمي ...
اقرؤوا سيرة المجاهد العالم عبد الكريم الخطابي .. الورياغلي .. الذي دمر جيشا اسبانيا بكامله في معركة أنوال وكان عدد القتلى من أكبر الهزائم التي مني بها جيش أوربي لمدة طويلة جدا ... اقرؤوا سيرة المجاهد موحى أوحموا الزياني اقرؤوا سيرة ماء العينين أحمد الهيبة .. الحركة السنوسية بليبيا غير بعيدة عنا .. والمجاهد البطل عمر المختار .. خير دليل .. بل دعوني أحلق بكم في سماء تاريخنا الإسلامي .. وإني لسائلكم عن الظاهر بيبرس وسيف الدين قطز وصلاح الدين ومحمود زنكي .. والدولة الموحدية في المغرب والمرينية والسعدية والعلوية .. التي لايستطيع محترم ممن شم شيئا في التاريخ أن يطعن في إنجازاتهم وانتصاراتهم على الصليبيين ....
فلاينبغي أن يجرنا خلافنا مع فرقة أن نتعرى عن زي الإنصاف والحياد ...
..
# حذف الباقي# تنبيه: لا تحشر كلامك عن الحكومات في كل مشاركةٍ تكتبها، بمناسبة وبدون مناسبة، وكأنَّنا في قناة الجزيرة! # الإشراف #
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 11:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حول جهاد السلفيين في المغرب
اخي الكريم امام الاندلس .. ادعوك مشكورا لقراءة كتاب الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة للدكتور الهلالي
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 03:05]ـ
كل صاحب بدعة كبرى يحمل السلاح في سبيل نصر بدعته، فهي الدين عنده وهي الطريق الى الله وهي الحق المبين الذي لا نجاة للخلق الا بالدخول فيه، وشيوخ تلك البدعة هم الذين يؤمن ذلك التابع لهم الغالي فيهم - كما هو دأب سائر المبتدعة - بأنه يجب أن يكون لهم التمكين والظهور في الأرض لا لغيرهم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وخير شاهد على ذلك ما وقع يوم أرسل المتصوفة كتائب الجويش لمقاومة "الحركة الوهابية" في الحجاز بقيادة ابراهيم باشا، قبل قرنين من الزمان أو يزيد! حملوا عليهم وأجلبوا عليهم بالخيل والرجل والسلاح لما رأوهم يعلو أمرهم وشوكتهم وتتوسع دعوتهم في البلاد لتدخل الى مكة والمدينة، بلاد الحرمين الشريفين! فحينئذ خرج ما في القلوب، واحتدمت نيران الخلاف العقدي، وبعث محمد علي بابنه على رأس سرية كبيرة لا لمحاربة الانجليز، ولا لمحاربة اليهود والنصارى، وانما لمحاربة الوهابيين!! لماذا؟ لأنهم قوم خرجوا يزيلون الشرك وعلائمه ويطمسون القباب المشرفة ومعالم الأضرحة في تلك البلاد المقدسة، كما كان دأب الصحابة والتابعين في القرون الفاضلة، قبل أن يصبح الشرك وعبادة القبور شعارا لأمة التوحيد!! فهم بذلك قوم يعتدون على ما قدسه هؤلاء وعظموه أيا ما كان ذلك، بحق كان ذلك التقديس أو بباطل! وهذا ما جعلهم - الوهابيين - وبطبيعة الحال عدوا يجب أن يحارب ولو بالسلاح، ويوقف مده وتوسعه وتبتر دعواه!!
فهذه سنة كونية ماضية، رضينا أم أبينا! وليس علاجها بأن نقول للناس فلندع عقائدنا وراء ظهورنا ولنتجاهلها لأنها تشعل بيننا الخلافات!! كيف وما يتحرك المرء أصلا وما يخطو خطوة واحدة الا بدافع ينبع من الاعتقاد؟؟ أنت لا تفعل الخير الا لأنك تعتقد أنه خير، سواءا كان خيرا في ذاته حقيقة أم لم يكن كذلك!! ولا تتجنب الضر والفساد الا عن اعتقاد في أنه باطل وفساد، كان كذلك حقا أو لم يكن!! فكيف يقال للعربة التي تجرها الدابة، تقدمي أنت الى الأمام واجعلي الدابة خلفك؟؟
بل الصواب ان يقال أصلحي أيتها العربة دابتك، وانظري الى أين تجرك!! فان صلحت تلك الدواب جميعا، توحد طريق العربات جميعا! وما كانت دعوة الانبياء والمرسلين الا هكذا! اصلاح العقيدة وغرس المعتقد الصحيح أولا!!
أما القتال ضد المستعمر ومحاربة الغاصب للأراضي والبلاد فهذه وان كانت فرض عين على أهل البلاد المغتصبة، الا أنها ضرورة قد لا تنطلق في جميع الأحوال من منطلق عقدي! فأنت ان هاجمك رجل وأراد العدوان على بيتك وأهلك فلن تتردد في دفعه وقتاله وان كنت ملحدا لا دين لك ولا كتاب!! وان وجدت ان بيتك لن يسلم لك الا بالتعاون مع مخالف لك في العقيدة، في سبيل دفع ذلك المعتدي، فلن تتردد في ذلك! هذا أمر فطري! ولكنه أبدا لا يعني ذوبان العقائد في القلوب وانمحاقها!! فعند انجلاء الأمور، وتحرك كل فئة في نشر دعواها بين الناس والانتصار لها _بحق كان ذلك أو بباطل)، يظهر حينئذ شدة حرص كل صاحب عقيدة على نصر عقيدته واعلاء كلمتها في الأرض، وان كان ذلك ببذل النفس والدم!
وأعني بالعقيدة أصول الدين وثوابته الكبرى، كالاعتقاد في الله تعالى وأمور الغيب، لا المسائل الفرعية التي يسوغ فيها الاجتهاد! وخروج فئات تصور تلك الأصول الكبرى على أنها مسائل يسوغ فيها الاجتهاد وبالتالي فعلى الناس أن يتجاهلوها وينبذوا الخلاف فيها، هذا مرض عقلي وفقهي ولا شك، لأن الصواب ان يقدر كل شيء بقدره الصحيح، لا على فهومنا نحن ولكن على فهوم أئمة الأمر وسادته، الصحابة رضي الله عنهم .. فهؤلاء الدعاة الى تمييع الثوابت وتلبيسها ثوب المسائل الخلافية التي يتسع فيها الأمر لجميع أقوال المخالفين، هؤلاء مساكين مخدوعون، يخادعون حتى أنفسهم! فكل أمر عظيم عند جماعة من البشر فانهم لا يقبلون أن ينتشر بين الناس أي دعوى تخالفه أو تقوضه، وان زعموا خلاف ذلك!! وكلما زاد عظم الأمر في قلوبهم كلما زاد بغضهم لمخالفهم فيه وعداوتهم له! حتى دعاة حرية الكلمة وحرية التعبير والاعتقاد من بين سفهة الملاحدة الغربيين في زماننا، فانك تراهم يعظم عندهم هذا المعتقد نفسه جدا، ويحاربون - ولا بد - كل من يدعو الى أمر يهدم عليهم باطلهم هذا ويكشف للناس فساده!! ولو تركوا من يخالفهم يعلو ويصل بحججه الى الخلق فلن تبقى لهم بين الناس حظوة ولا سيادة وسينفض الناس من حول سادتهم ولن يقبلوا بعد ذلك بضاعتهم!! فالصراع واقع لا محالة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شك أنه كلما اتفق المعتقد بين جماعتين من الخلق في باب من الأبواب، اتفق المنطلق الحركي والعملي المنبني على ذلك المعتقد، والتقت الأهداف والمرامي عند ذلك المنطلق، تماما كما رأينا في تعاون الرافضة المشركين مع الأمريكان الصليبيين على أهل العراق المسلمين! فالرافضة والأمريكان كلاهما أراد سحق أهل السنة والمجاهدين في العراق، وكلاهما اعتقد في وجوب اهلاكهم وابادتهم، وان اختلف مصدر ذلك المعتقد وأصله عند الفريقين، وكلاهما اعتقد ذلك سبيلا للتعجيل بوقوع أمر غيبي يؤمن بأن وقوعه مشروط على سلسلة من الأعمال كانت هذه تحديدا واحدة منها (في حق النصارى قيام ملكوت الرب، وفي حق الرافضة خروج امام الزمان)! وكلاهما تمكن من ايجاد مصالح دنيوية كثيرة لبلاده تشجع الناس على وضع الأموال والعتاد في سبيل ذلك الغرض (البترول والذهب العراقي)، فعباد الدنيا لن يتحركوا الا بمكسب دنيوي يرمقونه ويتطلعون اليه، ولا يعنيهم ما يحلم به ويطمح اليه أصحاب العمائم والصلبان في معابدهم وكنائسهم! فلطالما كانت المواءمة والموافقة المدروسة بين الغاية العقدية وبين المصالح الدنيوية والطموحات التوسعية أمرا يسهل تلفيقه واغراء سائر أهل الاهواء به، من جميع الملل والنحل! وهو ما جرى التاريخ به من قديم الزمان والى يوم الناس هذا! وحب العلو والظهور والتمكين في الأرض والرياسة على الخلق، داء مركوز في نفوس البشر، ابتلي به الناس جميعا، فاما أن يجعله الانسان في الحق وللحق خالصا لله وحده، واما أن يجعله في باطل وللباطل أيما كان ذلك .. نسأل الله العافية.
انها سنة كونية ماضية، والحكيم من أحسن فقهها وأحسن العمل بازائها وباعتبارها ..
لن تكون الأمة كيانا واحدا حتى تكون على قلب مؤمن واحد، كما كانت في زمان الصحابة رضي الله عنهم .. ولن تكون كذلك حتى ينفض الناس من حول الخرافات والضلالات والبدع الكبرى الضاربة في أصول لا اله الا الله، والتي لا محيد لكل واقع فيها - يعني البدعة - من أن ينافح من أجلها، ويعظم أئمتها، ويدعو الناس اليها ويرفع من شأنها في العالمين!!
فمتى يكتسب دعاة المسلمين هذا الفقه الدقيق، ومتى يكفون عن التظاهر بخلاف ما تبطنه القلوب، ومتى يحسنون تشخيص المرض الأصيل الناخر في جسد الأمة؟؟
نسأل الله أن يكون قريبا.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 03:44]ـ
دور الصوفية في الجهاد
إحسان بن محمد العتيبي
أضيفت بتاريخ:: 11 - 07 - 2007
نقلا عن: صيد الفوائد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد رأيت بعض الكتاب قد ادعى أن للصوفية دوراً في الجهاد في تاريخ الأمة، وأيدهم بعض من جمع الشر كله ولم يترك بدعة إلا تبناها ودافع عنها.
وادعاء أن للصوفية دوراً في جهاد الكفار مما يوزن بالكذب ويكال بالدجل، والصوفية فما نشروا إلا بدعاً وخرافات، ولنستمع إلى شهادات الأئمة والعلماء، ومنهم مَن قطع معهم شوطاً كبيراً ثم منَّ الله عليه بالهداية.
أ. قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل وقد كان من كبار أهل التصوف ثم هداه الله، فصار من أئمة السلفيين في مصر، وكان وكيلاً لجماعة أنصار السنة هناك رحمه الله: "ويزعمون أنَّ الصوفيَّةَ جاهدتْ حتى نشرتْ الإسلام في بقاع كثيرة ولقد علمتَ ما دين الصوفية؟! فما نشروا إلا أساطير حمقاء، وخرافات بلهاء، وبدعاً بلقاء شوهاء، ما نشروا إلا وثنيَّةً تؤلِّه الحجر، وتعبد الرمم، ما نشروا دينهم إلا في حماية الغاصب المستعمر، وطوع هوى الغاصب المستعمر".
فعدوُّ الإسلام يوقن تماماً أنَّ البدع هي الوسيلة التي تصل إلى الهدف دائماً، لكي يقضوا على الإسلام وأهله، فَعَلَها قديما ويفعلها حديثا. اقرؤوا تاريخكم إن كنتم تمترون، أروني صوفيّاً واحداً قاتل في سبيل الله؟ أروني صوفيّاً واحداً جالد الاستعمار أو كافحه أو دعا إلى ذلك؟ إنَّ كل من نُسب إليهم مكافحة المستعمر وهم قلة لم يكافحوه إلا حين تخلى عنهم، فلم يطعمهم السحت من يديه ولم يُبح لهم جمع الفتات من تحت قدميه، وإلا حين قهرت فيهم عزة الوطنية ذلَّ الصوفية فقاتلوه حميَّةً لا لِدينٍ.
وقال أيضاً:
(يُتْبَعُ)
(/)
سقط بيت المقدس في يد الصليبيين عام (492هـ) . والغزالي الزعيم الصوفي الكبير على قيد الحياة، فلم يحرك منه هذا الحادث الجلل شعوراً واحداً، ولم يجر قلمه بشيء عنه في كتبه. لقد عاش الغزالي بعد ذلك 13 عاماً إذ مات (سنة 505هـ) فما ذرف دمعةً واحدةً ولا استنهض همة مسلم ليذود عن الكعبة الأولى، بينما سواه من الشعراء يقول:
أحلّ الكفرُ بالإسلام ضيْماً ... يطول عليه للدين نحيبُ
وكم من مسجدٍ جعلوه ديراً ... على محرابه نصب الصليبُ
دم الخنزير فيه لهم خلوفٌ ... وتحريق المصاحف فيه طيبُ
أهزَّ هذا الصراخ الموجع زعامة الغزالي؟ كلا. إذ كان عاكفاً على كتبه يقرر فيها أنَّ الجمادات تخاطب الأولياء، ويتحدث عن "الصحو" و"المحو"، ودون أن يقاتل أو يدعو غيره إلى قتالٍ.
و"ابن عربي" و "ابن الفارض" الزعيمان الصوفيان الكبيران عاشا في عهد الحروب الصليبية، فلم نسمع عن واحدٍ منهما أنَّه شارك في قتال، أو دعا إلى قتالٍ، أو سجّل في شعره أو نثره آهةً حسرى على الفواجع التي نزلت بالمسلمين، لقد كانا يقرران للنَّاس أنَّ الله هو عين كلِّ شيءٍ.
فلْيدع المسلمون الصليبيين، فما هم إلا الذات الإلهية متجسدة في تلك الصور. هذا حال أكبر زعماء الصوفية، وموقفهم من أعداء الله، فهل كافحوا غاصباً أو طاغيا؟.
وقال أيضا:
ثم اقرؤوا ما كتب الزعيم مصطفى كامل في كتابه المسألة الشرقية: "ومن الأمور المشهورة عن احتلال فرنسة للقيروان: أنَّ رجلاً فرنساويًّا دخل في الإسلام، وسمّى نفسه سيد أحمد الهادي واجتهد في تحصيل الشريعة حتى وصل إلى درجةٍ عاليةٍ، وعُيِّن إماماً لمسجد كبيرٍ في القيروان فلما اقترب الجنود الفرنساوية من المدينة: استعدَّ أهلها للدفاع عنها، وجاءوا يسألونه أنْ يستشير لهم ضريح شيخٍ في المسجد! يعتقدون فيه. فدخل سيد أحمد الضريح، ثم خرج مهوِّلاً لهم بما سينالهم من المصائب، وقال لهم بأنَّ الشيخ ينصحكم بالتسليم لأنَّ وقوع البلاد صار بحتاً، فاتبع القوم البسطاء قوله، ولم يدافعوا عن القيروان أقل دفاع بل دخلها الفرنساويون آمنين"
والتاريخ يعيد نفسه، فلما جاء السادات من صلح الخزي مع اليهود استقبله شيوخ الطرق الصوفية في مصر في المطار، وكان عدد مندوبي الطرق 72 مندوبا، فوقف الشيخ محمد جميل غازي رحمه الله على المنبر، وقال: "صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: «وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة» فاثنتان وسبعون في المطار وواحدة في القاهرة.
وقال عمر فرُّوخ في كتابه التصوف في الإسلام: "حين أغار الفرنجة على المنصورة قبل منتصف القرن السابع الهجري، اجتمع زعماء الصوفية، أتدري لماذا؟ لقراءة رسالة القشيري والمناقشة في كرامات الأولياء. من أجل ذلك يجب ألا نستغرب إذا رأينا المستعمرين يغدقون على الصوفية الجاه والمال. فربَّ مفوَّض سامٍ لم يكن يرضى أن يستقبل ذوي القيمة الحقيقية من وجوه البلاد، ثم تراه يسعى إلى زيارة حلقة من حلقات الذكر، ويقضي هنالك زيارة سياسية تستغرق الساعات. أليس التصوف الذي على هذا الشكل يقتل عناصر المقاومة في الأمم".
ثم إنَّ كل من نَسبت إليهم الصوفية أنهم جاهدوا في سبيل الله وعملوا على نشر الإسلام ليسوا صوفيين، وإنما حشرتهم الصوفية في زمرتها زوراً وبهتاناً وأستاذها في ذلك الشيعة أ. ه. "هذه هي الصوفية" (ص170 - 172).
ب. وقال الشيخ محمد أحمد لوح حفظه الله: "أما عقيدة وحدة الوجود التي نادى بها هؤلاء المتصوفة: فتهدف إلى إلغاء الأحكام أي: موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين تحت مظلة وحدة الأديان".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عند بيان المراتب الصوفية: "وأما المرتبة الثالثة: أنْ لا يشهد طاعةً ولا معصيةً، فإنَّه يرى أنَّ الوجودَ واحدٌ، وعندهم أنَّ هذا غاية التحقيق والولاية لله، فإنَّ صاحب هذا المشهد يتخذ اليهود النصارى وسائر الكفار أولياء. ["الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" (ص93 - 94)].
وهذا هو الواقع، فإنَّ الصوفي كلما تقدم به تصوفه وازداد غلوا فيه قلَّت غيرته الدينية. فالشيخ عبد الرحمن الصباغ الذي ضاق ذرعاً بالعيش في صعيد مصر لكثرة مَن به مِن اليهود والنصارى قال في أخريات حياته: "إنه ليودُّ معانقة اليهود والنصارى كما يعانق أحد أبناء الإسلام". ["الصوفية في الإسلام" (ص87)].
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالغلو في الفكر الصوفي يصل المرء إلى حدٍّ لا يغضب لله بلْه الغيرة لدينه، كما يقرر ابن عربي في قوله: "ومَن اتسع في علم التوحيد ولم يلزم الأدب الشرعي فلم يغضب لله ولا لنفسه. فإن التوحيد يمنعه من الغضب، لأنه في نظره ما ثمَّ من يغضب عليه لأحدية العين عنده في جميع الأفعال المنسوبة إلى العالم، إذ لو كان عنده مغضوبٌ عليه لم يكن توحيدٌ، فإنَّ موجب الغضب إنما هو الفعل، ولا فاعل إلا الله". ["الفتوحات المكية " (5/ 270)].
ويبدو أن الصوفية قَضَوْا على مجاهدة الكفار بالسيف بواسطة بثِّ هذا الفكر، كما أماتوا الغيرة الدينية والانتصار للحق. فيقرر التيجاني أنَّ: "الأصل في كل ذرة في الكون أنَّها مرتبة للحق سبحانه وتعالى، ويتجلى فيها بما شاء من أفعاله وأحكامه، والخلق كلهم مظاهر أحكامه وكمالات ألوهيته. ويستوي في هذا الميدان الحيوان والجمادات والآدمي وغيره، ولا فرق بين الآدمي وبين المؤمن والكافر فإنهما مستويان في هذا البساط. ويكون على هذا، الأصل في الكافر التعظيم لأنه مرتبة من مراتب الحق ولا يكون هذا إلا لمن عرف وحدة الوجود". ["جواهر المعاني" (2/ 91 - 92)].
فأنت ترى أنه أقرَّ أن من عرف وحدة الوجود اعتقد أن تعظيم الكفار لا بد منه لكونهم مرتبة من مراتب الحق. أما إهانتهم وإذلالهم فلا تعدو أن تكون أحكاماً طارئة، والتعويل إنما هو على الأصل لا على ما طرأ.
وقال التيجاني في رسالة إلى أهل فارس: "وسلِّموا للعامة وولاة الأمر ما أقامهم الله فيه من غير تعرض لمنافرة أو تبعيض أو تنكير، فإن الله هو الذي أقام خلقه فيما أراد، ولا قدرة لأحدٍ أن يخرج الخلق عمَّا أقامهم الله فيه". ["جواهر المعاني" (2/ 165 - 166)].
ولا ريب أنَّ هذا الفكر يهدف إلى القضاء على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإسداء النصيحة لكل أحد، ومحو الجهاد باللسان قبل الجهاد بالسنان. وإلى مثل هؤلاء الناس أشار ابن تيمية حين قال: "وهذا يقوله كثير من شيوخ هؤلاء الحلولية، حتى إن أحدهم إذا أمر بقتال العدو يقول: "أُقاتلُ الله؟ ما أقدر أن أقاتل الله"، ونحو هذا الكلام الذي سمعناه من شيوخهم وبينا فساده لهم وضلالهم". ["مجموعة الرسائل والمسائل" (1/ 110/111)].
ومِن هنا انتقد كثيرٌ مِن الباحثين أبا حامد الغزالي لسكوته عن غزو الصليبيين للمسلمين رغم معايشته إياه، فلم يذكرهم بشيء في كتاباته الكثيرة، فضلاً عن أنْ يشارك في انتفاضة المسلمين [وقد عدَّ الشيخ بكر أبو زيد هذا اللفظ من الألفاظ المولّدة الدخيلة وقال: "لا ينتفض إلا العليل كالمهموم والرعديد" ["معجم المناهي اللفظية " (ص 86)]] وجهادهم ضدهم. فيقول الدكتور الأعسم وهو يعني سكوته عنهم: "أمر يدعونا إلى نظر عميق في أنَّ الغزالي لا بد كان قد استبطن عقيدة حطّمت أمامه كل الفروق الدينية أو العنصرية، أو أنه فشل في أن يظل مكافحاً من أجل الدين، وإلا فما هو سببُ إهماله لذكر الصليبيين وأنَّهم أخطر على الإسلام من الباطنية والفلاسفة؟ فكل مؤلفات الغزالي التي ثبتت له خالية من الإشارة إلى الصليبيين" ["تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" (1/ 568 - 570) للشيخ محمد أحمد لوح].
ج. ولما تحدى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله طائفة الرفاعية الأحمدية أمام نائب السلطنة (سنة 705هـ) قال شيخ المنيبع الشيخ صالح منهم: "نحن أحوالنا إنما تنفق عند التتر ليست تنفق عند الشرع".
قال ابن كثير رحمه الله: "فضبط الحاضرون عليه تلك الكلمة، وكثر الإنكار عليهم من كل أحد ثم اتفق الحال على أنهم يخلعون الأطواق الحديد من رقابهم، وأن مَن خرج عن الكتاب والسنة ضربت عنقه. ["البداية والنهاية" (14/ 38)].
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 03:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
مهلا أيها الأخوة
لاداعي للخصام
فمعنا الميزان
كل من يمتطي الجهل مركبا
ولايجعل القرآن والسنة منهجه
فذاك والله الخاسر
حتى ولو فتح البلاد
وطار في الفضاء
وحرر البقاع
فلادعي للخصام والدفاع
كتاب الله منهجنا ورسول الله قدوتنا
سمعنا وأطعنا وامتثلنا وآمنا بما جاء بهما
على مراد الله ومراد رسوله
وهل في غير ذلك حق؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 04:03]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن شمس من الغرب تطلع *******فذاك ورب البيت نذير ساعة
فحاذر أخي فالشرق مطلع ******فيه دوام الخير لمن كان طالبه
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 04:04]ـ
الصوفية [من] ركائز الاستعمار .. ؟
يقول "الشعراني"، وهذا النقل من "كتاب التصوف الإسلامي 2/ 301 نقلاً عن البحر المرود ص292"
(لقد أخذ علينا العهد بأن نأمر إخواننا أن يدوروا مع الزمان وأهله كيفما دار، ولا يزدرون قط من رفعه الله عليهم، ولو كان في أمور الدنيا وولايتها، كل ذلك أدباً مع الله عز وجل الذي رفعهم، فإنه لم يرفع أحداً إلا لحكمة هو يعلمها) انتهى
أليس هذا القول من أقوال المجبرة، فأين هم إذن ممن نعى الله عليهم. وقال: {وإذا فعلوا فاحشة قالوا قالوا وجدنا عليها آباءنا، والله أمرنا بها قل أن الله لا يأمر بالفحشاءِ، أتقولون على الله ما لا تعلمون قل أمر ربي بالقسط}، وأين من قول رسول الله الكريم: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان))
وننقل من نفس الكتاب [للدكتور زكي مبارك]:
(هناك كثير من الطرق ثابرت على انحرافها عن الطريق السوي فكانت أروع انقياداً للمستعمرين من الزنوج الوثنين.
قال الرئيس [فيليب قونداس] من المستعمرين الفرنسيين: لقد اضطر حكامنا الإداريون وجنودنا في أفريقيا إلى تنشيط دعوة الطرق الدينية الإسلامية لأنها كانت أطوع للسلطة الفرنسية، وأكثر تفهماً وانتظاماً من الطرق الوثنية التي تعرف باسم [بيليدو، وهاجون] أو من بعض كبار الكهان أو السحرة السود) انتهى كلام الدكتور زكي مبارك.
وفي كتاب [تاريخ العرب الحديث والمعاصر] تحت عنوان "المتعاونون مع فرنسا في الجزائر":
(وتتألف هذه الفئة من بعض الشباب الذين تثقفوا في المدارس الفرنسية، وقضى الاستعمار على كل صلة لهم بالعروبة، ويضاف إليهم بعض أصحاب الطرق الصوفية الذين أشاعوا الخرافات والبدع، وبثوا روح الانهزامية والسلبية في النضال فاستخدمهم الاستعمار كجواسيس) ص372.
يقول [الدكتور عمر فروخ]:
(يقول الصوفية: إذا سلط الله على قوم ظالماً فليس لأحد أن يقاوم أرادة الله أو أن يتأفف منها)
لا ريب أن الأوربيين قد عرفوا في الصوفية هذا المعتقد فاستغلوه في أعمالهم، فقد ذكر الزعيم الوطني مصطفى كامل المصري في كتابه [المسألة الشرقية] قصة غريبة عن سقوط القيروان قال:
(ومن الأمور المشهورة عن الاحتلال الفرنسي للقيروان في تونس أن رجلاً فرنسياً دخل الإسلام وسمى نفسه "سيد أحمد الهادي"، واجتهد في تحصيل الشريعة حتى وصل إلى درجة عالية، وعين إماماً لمسجد كبير بالقيروان، فلما اقترب الجنود الفرنسيون من المدينة استعد أهلها للدفاع عنها، وجاءوا يسألونه أن يستشير الضريح الذي في المسجد ودخل "سيدي أحمد الهادي" الضريح، ثم خرج يقول: أن الشيخ ينصحكم بالتسليم، لأن وقوع البلاد صار محتماً، فاتبع القوم كلمته. ودخل الفرنسيون آمنين في 26 أكتوبر سنة 1881)
ثم يعقب الدكتور "عمر فروخ" بقوله:
(من أجل ذلك يجب ألا نستغرب إذا رأينا المستعمرين لا يبخلون بالمال أو التأييد بالجاه للطرق الصوفية، وكل مندوب سامي أو نائب الملك، لابد أنه يقدم شيخ الطرق الصوفية في كل مكان، وقد يشترك المستعمر إمعاناً في المداهنة في حلقات الذكر .. !
والطريقة التيجانية التي كانت تسيطر على الجزائر أيام الاستعمار، معروف أنها كانت تستمد وجودها من فرنسا، وأن إحدى الفرنسيات من عميلات المخابرات تزوجت شيخاً فلما مات تزوجت بشقيقه، وكان الاتباع يطلقون عليها "زوجة السيدين" ويحملون التراب الذي تمشي عليه لكي يتيمموا به، وهي كاثوليكية ما زالت على شركها، وقد أنعمت عليها فرنسا بوسام الشرق، وجاء في أسباب منحها الوسام، أنها كانت تعمل على تجنيد مريدين يحاربون في سبيل فرنسا كأنهم بنيان مرصوص .. )
ومن كتاب [في التصوف] لمحمد فهر شقفة السوري ص217 يقول:
(ونرى من واجبنا خدمة للحقيقة والتاريخ أن تذكر أن الحكومة الفرنسية في زمن الانتداب على سورية حاولت نشر هذه الطريقة، واستأجرت بعض الشيوخ لهذه المهمة، فقدمت لهم المال والمكان لتنشئة جيل يميل إلى فرنسا؛ لكن مجاهدي المغرب لفتوا انتباه المخلصين من أهل البلاد إلى خطر الطريقة التيجانية، وأنها فرنسية استعمارية تتستر بالدين، فهبت دمشق عن بكرة أبيها في مظاهرات صاخبة)
من كتاب [الصوفية .. والوجه الآخر] للدكتور محمد جميل غازي رحمه الله
نقلها أبو عمر المنهجي - شبكة الدفاع عن السنة
-منقول من موقع صيد الفوائد.(/)
مشرف على حملة حج ويحتاج لاقتراحات
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 12:26]ـ
أرسل لي أحد الاخوة رسالة محتواها (سأحج بإذن الله مع حملة ... الخيرية وسأكون مشرفاً على حافلة فيها 40 حاجاً لو كنت مكاني ماذا ستقدم من البرامج والأفكار؟)
والآن أنا بدوري أسأل الأخوة هنا بماذا ستفيدون الأخ - وفقه الله -
ـ[ابن تيمية الحراني]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 12:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
نقول له أولا: احمد الله على أن يسر لك حجاً فهناك آلاف المسلمين يتمنون ذلك.
ثانيا: عليك بالإخلاص في عملك فإنه سبب قبول العمل بإذن الله.
ثالثا: اهتم فيمن تشرف عليهم من الحجاج سواءً كانوا عربيين أو أعجميين من ناحية الإرشاد والوعظ وتصحيح الأخطاء والإجابة على الأسئلة.
رابعا: استعن بعد الله بكتاب يذكرك بفعل الخيرات وأوقات الطاعات.
خامسا: عمل مسابقات تتعلق بالحج.
سادسا: عدم الغضب من أي شخص لا يفهمك أو أنت لا تفهمه.
هذا ما يحضرني من بعض النقاط.
وأخيراً أسأل الله أن يوفقك وييسر حجاج بيت الله الحرام قضاء مناسكهم بكل طمئنية وراحة , وأن يتقبل حجهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.(/)
دور المسلمين في النهوض بالأمّة،محاضرة أكثر من رائعة
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 05:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل ?هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا? [الفتح:28]، أثني على ربي الخير كله، فهو أهل الكمالات وأهل الصفات العلى والأسماء الحسنى، لا إله إلا هو الملك الحق المبين.
قال الشيخ صالح آل الشيخ: .............. ولاشك أن هذا العنوان يدل على أهمية هذا الموضوع؛ لأن المسلمين اليوم أعني أمة الإسلام بعامة حالها لا يخفى على أكثر المسلمين؛ لأن حال المسلمين اليوم بلغ من الذلة والهوان، وبلغ من مكر أعدائها بها ما بلغ بحيث إنه صار ذلك واضحا عند من له أدنى تحرّك في قلبه للإيمان ولأهل الإيمان ...............
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=9777
أترككم مع المحاضرة التي أجاد الشيخ فيها وأفاد فيها سبل النهوض بالأمة من الوضع المخزي ومسؤولية كل مسلم،جزى الله خيرا فضيلة الشيخ صالح ونفع به
وفق الله الجميع لكل خير(/)
أين أجد مقالات وابحاث الشيخ بندر الشويقي؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 07:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أجد مقالات وابحاث الشيخ بندر الشويقي؟
فالذي أعرفه أن الشيخ لا يكتب إلا في الساحات وأحيانا هنا , وكما تعلمون أن الساحات
محجوبة؟
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 08:14]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
http://www.bin-saif.net/index.php
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 11:18]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
للمناقشة .. بم تدرك الإمامة في الدين؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 08:36]ـ
هذا سؤال مهم أضعه بين أيدي أفهام الأساتذة الكرام ... للتباحث فيه على ضوء قوله تعالى:
" و جعلناهم أئمّة يهدون بأمرنا لمّا صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون "
مع الأخذ بالاعتبار آيات و أحاديث نصت على لفظ الإمامة بغير هاتين الصفتين؟!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 02:53]ـ
بالأيدي و الأبصار شيخنا كما نص عليه القرآن نفسه ... يعني بترقية القوة العملية -الصبر-و ترقية القوة العلمية-اليقين- ... بجمع الايمانين شيخنا ... يعني مرة ثانية شيخنا ما لديك و ما لدى غيرك:)
ـ[خلوصي]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 03:54]ـ
" له له له "؟؟!! يا استاذ له له!!
اليقين ليس قوة علمية بل قلبية يا سيدي ... ؟!
و الأنبياء أنفسهم احتاجوا دورات تدريبية لليقين؟!!!
بعد أن عرفوا قدرة الله عز و جل .. قبل البدء بالدعوة!!
ألم تر إلى إبراهيم عليه السلام ماذا طلب؟
ألم تر كيف فعل ربك بموسى عليه السلام حتى يوقن؟!
ألم تسمع بقصص الصحابة رضي الله عنهم .. ؟!
أفكان يقين أبي بكر في إنفاقه ماله كله مسألة علمية جهلها عمر ... أم حركة قلبية يزداد فيها الإيمان و ينقص؟؟!
لا لا يا سيدي؟! لقد وجب عليك ما دعوتك إليه من قبل إذن؟!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 05:02]ـ
تتكلم عن الامامة في الدين!
فان لم يكن رأس ما تحصل به منزلة الامامة هو العلم الوافر في دين الله، وهو المادة التي يأتم بها الناس في الامام، مع التقوى والاخلاص والصبر على دعوة أهل البدع وانتشالهم من بدعهم وما يفضي اليه ذلك - حتما - من محنة وابتلاء بقوة اليقين التي تحصلت من اعمال القلب بتحقيق مراتب كلمة التوحيد في القلب والجوارح على هدي سيد المرسلين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصبر ومثابرة كما هو منهج الأنبياء جميعا ((وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك ان ذلك من عزم الأمور)) تماما كما كان حال شيخ الاسلام نفسه، صاحب تلك المقولة، والامام أحمد والامام مالك وسائر الأئمة؟؟؟
فعن أي امامة تتكلم أنت؟؟؟
وما هو سبيل تحصيل هذا اليقين أصلا ان لم يكن العلم وتدريب النفس على غرس بذور ذلك العلم على منهاج النبوة في التصفية والتربية؟؟
الا ان كنت لا تتكلم عن أئمة السنة أصلا وانما عن أئمة الطرق الصوفية وخوارق الشياطين التي يجعلونها طريق تحصيل اليقين، فهذه مسألة أخرى!!!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 10:06]ـ
أضحك الله سنك شيخنا سقطت في الفخ:):):):):) .... فاليقين ينتظم علم القلب و عمله بلا شك الا أن أصله العلم و العلم محركه و العمل مثبثه (و هنا يدخل شيء من العلم اللدني كون العمل بالعلم يورث مزيدا من العلم و التصديق) ... كما أن الصبر ينتظم علم القلب و عمله لكن أصله العمل و العمل منشأه و العلم مثبته (و هنا يدخل شيء من العلم المعرفي التصديقي كون الصبر و التروي يورث مزيدا من حدة آلة الابصار و تفتح المدارك) ... فهنا ثنوية متوازنة -صتع الله الذي أتقن كل شيء-أنت أعرف مني بها و بمقامات الجمع و الفرق بين المفاهيم و الأشياء .. فلا يمنع ان يكون بعض الشيء من المفهوم المقابل داخلا في حد المفهوم الأول ان يحكم عليه بالأغلب (و خفاء هذا هوما أدى بأرسطو الى الغلط الشنيع بدافع من السوفسطائية غير مدرك لحكمة سولون و بقية سلفه من الحكماء السبعة بأن العلم أن يقدر كل شيء بمقداره و أصابت شذراته علوم اهل الأرض كلها وعملهم) ... و في هذا النسق ترى جميع آيات القرآن و كثيرا من الآثار تجمع بين هذا التوازن بين العلم و العمل و المعرفة الدقيقة بالاختلاط الثنوي بينهما ظهرت أجلى ظهور كعروس ليلة زفافها في مقولة السلف ... الايمان قول و عمل ... و لهذا تراهم منكرين على من اكتفى بالمعرفة أو العلم و من اكتفى بالعمل أو السلوك ... و لهذا قال السدي و غيره أن الايمانين لا يكون أحدهما الا بالآخر .... و لكن فرحة كل حزب بما لديه من العلم باحد الايمانين تجعله لا يبصر غيره كما مثل له الامام الغزالي بالمثال البرهمي للعميان و الفيل ... مع أني أفهمك شيخنا أنك تلح على المقاصد و تريد تنكر على من جعل العلم مقصودا بذاته و أنه بمجرد تحصيله ما قدر عليه من العلوم ينال الامامة في الدين (كما ظن دانشمند اول أمره فوقع على أم رأسه فطلب تحصيل علم المجاهدة وحده ثاني أمره فوقع على أم رأسه أيضا:) فطلب تحصيلهما معا ثالث أمره فأتاه اليقين:)) ... و هذا على الاجمال صحيح كما قال عبد الله بن مسعود: كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا .. لكن بسبب الثنوية المكتوبة على كل شيء فلا ينال أحد الايمانين الا بالآخر و من ثم لا طمع في الامامة في الدين الا بهما لقوله صلى الله عليه و سلم لمن رام من أولئك الثلاثة تحصيل الامامة بالمجاهدة وحدها ..... والله إني لأخشاكم لله وأعلمكم بحدوده .. اللهم صل على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم و على آل سيدنا ابراهيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 10:56]ـ
لاحظ:)
"والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر "
و قد قال الشافعي أن لو لم ينزل غيرها لكفت البشرية
"واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار" وهذه قرينة الآية التي ذكرت ففيها يتكلم جل شأنه عن نفس الأشخاص صلوات ربي عليهم:)
و في المقابل الضد ...
"وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا"
"والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى"
بل انظر
اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 11:27]ـ
- ذكر السهروردي في عوارف المعارف ص286 أن بعض أصحاب الجنيد سألوه مسألة فأجابه، فعارضه فقال الجنيد: فإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون!!
قال السهروردي: وينبغي للمريد كلما أشكل عليه شيء من حال الشيخ أن يذكر قصة موسى مع الخضر عليهما السلام ... فما ينكره المريد لقلة علمه بحقيقة ما يوجد من الشيخ، فللشيخ في كل شيء عذر بلسان العلم والحكمة!! أهـ
بل بالغ بعضهم فقدم طاعة الشيخ على طاعة الوالد كما قال الشيخ داود الكبير: خدمة أستاذك مقدمة على خدمة أبيك، لأن أباك كدرك وأستاذك صفاك، وأستاذك علاك، وأباك مزجك بالماء والطين وأستاذك رقاك إلى أعلى عليين- -الطبقات الكبرى للشعراني 1/ 169 - .
وتأمل ما جاء في تذكرة الأولياء 1/ 171 عن ذي النون المصري أنه قال: -طاعة المريد لشيخه فوق طاعته لربه-!!؟
- السكينة والوقار في الجلوس بين يديه: فلا يضحك ولا يرفع صوته عليه ولا يتكلم في مجلس الشيخ ولو كلمة واحدة حتى يستدعيه للكلام أو يفهم عنه بقرائن الأحوال كحال المذاكرة بخفض الصوت ورفق ولين، ولا يأكل معه ولا بين يديه ولا ينام معه أو قريباً معه، وكل ذلك كما يقول عبدالقادر عيسى في حقائق عن التصوف ص99: -لأن ذلك من عدم المبالاة بالشيخ وعدم الاحترام له، ومن صحب المشايخ بغير أدب واحترام حرم مددهم!! وثمرات ألحاظهم وبركاتهم!! - ونحو ذلك من التذلل المهين للمشايخ الذي يسميه الصوفية -أدبا- والواقع أنه ذل وصغار وتحقير للمريد حتى يخرج من كرامته الإنسانية وشخصيته المستقلة، ليذوب في إرادة الشيخ وتوجيهاته ولو كانت مخالفة للشرع المطهر، فكمال المريد في كمال ذله لمشايخه
- وقارن هذه الآداب الصوفية - أخي القارئ - مع حال سادات المؤمنين وهم الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - مع سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم في الحضر والسفر، وكيف أنهم - مع كمال الاتباع والأدب والتوقير - كانوا يأكلون معه وبين يديه ويكلمونه استفساراً واقتراحاً ويمزحون معه وبين يديه صلى الله عليه وسلم كما تزخر بذلك كتب السنة المطهرة والسيرة العطرة لمن تأملها، بخلاف ما يريده الصوفية من أتباعهم من الاستسلام الذليل والانقياد المهين.
- المبادرة إلى خدمة الشيخ بقدر الإمكان بنفسه أو بماله أو بقوله، قال ابن عجيبة: -فخدمة الرجال سبب الوصال لمولى الموالي- -شرح الحكم ص175 - ، ونقل الشعراني عن الشيخ علي وفا أنه قال: -من تقرب إلى أستاذه بالخدم تقرب الحق تعالى إلى قلبه بأنواع الكرم!! - -الأنوار القدسية ص 150.
وقد تصل الخدمة بالمريد إلى أن ينظف مرحاض الشيخ! فعليه أن لا يعترض على ذلك لأن الخدمة سبب للترقي والوصول، قال الشعراني: -فيجب عليه أن لا يعترض على شيخه بقلبه إذا استعمله في نزح السراب مثلاً أو قال له: اعمل سراباتي - والسراب هو المرحاض - وقد كان الشيخ خليل المالكي صاحب المختصر بسبب نزحه سراب بيت الشيخ عبدالله المنوفي، فسمع الشيخ يطلب القنواتية فأتى بالفأس والزنبيل من الليل وصار ينزح إلى الظهر، فما رجع الشيخ عبدالله من الدرس حتى نزح السراب كله، فدعا له الشيخ فصار علماء المالكية كلهم يرجعون إلى قوله وترجيحه إلى وقتنا هذا!! -الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية ص 123 - .
فأصبح طريق الإمامة في الدين ليس للصبر واليقين كما قال تعالى -وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآيتنا يوقنون- وليس طريق الإمامة في تحصيل العلم النافع والعمل الصالح وإنما - عند الصوفية - يحصل ذلك ببركة دعاء الشيخ وخدمته في تنظيف النجاسات ولو كان المدعو له بعيداً عن مجالس العلم والتحصيل، وتأمل هذه القصة التي حكاها الشعراني فقال: -ومن شأنه - أي المريد - إذا أقامه الشيخ في خدمة سفرا وحضرا دون أن يحضر مجالس الذكر أن لا يتكدر، فإن الشيخ إنما يستعمله فيما يراه خيرا له من سائر الوجوه، ومتى تكدر أو رأى أن اشتغاله بغير ذلك أفضل فقد نقض عهد شيخه!! فإن الشيخ أمين عليه من جهة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته!! ومطالب أن يفعل معهم ما يرقيهم وينهاهم عما يؤخرهم في المقامات ... وقد بلغنا أن سيدي إبراهيم المواهبي لما جاء إلى سيدي الشيخ أبي المواهب يطلب الطريق إلى مقدمة الأدب مع الله تعالى أمره أن يجلس في الاصطبل يخدم البغلة ويقضي حوائج البيت!! وقال له: احذر أن تحضر مع الفقراء - يعني الصوفية - قراءة ح** أو علم!! فأجابه إلى ذلك فمكث سنين!! حتى دنت وفاة الشيخ فتطاول أكابر أصحابه للإذن لهم في الخلافة بعده - انظر إلى الزهد في الدنيا والرغبة في الخمول وعدم الصدارة والرئاسة كما يزعم الصوفية عن التصوف! - فقال: ائتوني بإبراهيم، فأتوه به ففرش له سجادة وقال له: تكلم على إخوانك في الطريق، فأبدى لهم العجائب والغرائب نظماً ونثراً حتى انبهرت عقول الحاضرين، فكان سيدي إبراهيم الخليفة بعد الشيخ ولم يظهر من أولئك شيء من أحوال الطريق، فعلم أن معرفة الأمور التي يقع بها الفتح راجعة إلى الشيخ لا إلى المريد!!! -الأنوار القدسية ص 127 - .
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 12:04]ـ
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=167056&postcount=126
ـ[خلوصي]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 12:21]ـ
أضحك الله سنك شيخنا سقطت في الفخ:):):):):) ....
........................
مع أني أفهمك شيخنا أنك تلح على المقاصد و تريد تنكر على من جعل العلم مقصودا بذاته و أنه بمجرد تحصيله ما قدر عليه من العلوم ينال الامامة في الدين
بارك الله في فهمك .... و كل ما تريده من الأسباب و الشروط و المرفقات " العلمية " مضمون لك سيدي و لا ينكره أحد ... و لكن ينكر حجمه و شهوره بله سنينه و طبيعته ... !
ف الله يخليك ما دامك فاهمني ... خليك في محل البحث:):) يا سيدي .. لكي لا يتوه الإخوة القراء بتفرع المسائل .... الله يخليك لأهلك و ناسك ... و كمان لخلوصي.:)
ـ[خلوصي]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 12:31]ـ
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=167056&postcount=126
ويييييييين ويييييييين ... ؟ وين رحتو يا سيدي لبعيد؟؟:)
مو على أساس فاهمني؟؟!!:):)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 12:42]ـ
ما في بعيد الا الصعيد يا شيخ:) .... و لو كان بعيد لم يلزمنا الله بتكرار الفاتحة خمس مرات يوميا؟؟؟؟؟ و لم يكرر علينا ما جرى لمن قبلنا الا ان كان ذلك مما قد يعترض توجهنا اليه يوما بيوم و ساعة بساعة؟؟؟ و ما من أحد يخطئ الا و تصيبه شرارة من الأمرين اليهودي و النصراني و الخطأ ان كان في الأول شبرا صار في الأتباع ذراعا .. ؟؟ و لاتوك نسيت لعبة الغزل يا سيدي؟؟؟ فالناس كثيرو المجافاة للوسط ... فمحل البحث تغليب أحد الطرفين لجانب العلم في مسيرة الترقي نحو الامامة مقابل تغليب الآخر لجانب العمل .... و لا في رأيك لم قال السلف شيخنا أن من فسد من علماءنا ففيه شبه من اليهود و من فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى؟؟؟؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 01:07]ـ
لم قال السلف شيخنا أن من فسد من علماءنا ففيه شبه من اليهود و من فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى؟؟؟؟
/// أصبت .. وأجدَّت.
ـ[الإصطرلاب]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 01:45]ـ
بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين .. وكفى
ـ[خلوصي]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 01:58]ـ
بارك الله في فهمك .... و كل ما تريده من الأسباب و الشروط و المرفقات " العلمية " مضمون لك سيدي و لا ينكره أحد ... و لكن ينكر حجمه و شهوره بله سنينه و طبيعته ... !
ف الله يخليك ما دامك فاهمني ... خليك في محل البحث:):) يا سيدي .. لكي لا يتوه الإخوة القراء بتفرع المسائل .... الله يخليك لأهلك و ناسك ... و كمان لخلوصي.:)
فلا داعي لتكرار تحفظاتكم التي ستوحي بأنني أنكرها .... خليك ... الله يخليك!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 02:07]ـ
/// أصبت .. وأجدَّت.
نعم شيخي .. ! أصاب و الله و أجاد ... و لكن ليس فيما يعنيني الآن .. بل على العموم ...
ما زال الناس يلزمون بعضهم ما لا يلزم!؟
و ما زالوا يخرجون بهم عن محل بحث صاحب البحث؟!
أتذكر سيدي قولك القديم عن أن الخوارق ليست شرطا للولاية ... فكان ذلك خارج محل البحث ... فأردتُ إعادة الاعتبار لمحل البحث بلطف قائلا لك: و من قال بأن الكرامات لا تدل على الولاية ... لأعيد الذهن إلى المحل الأصلي .... لكيلا أعطي النفس مزيد فرار .... يا صاحب الأنوار:):) ...
نعم هكذا أخرج أنا عن محل بحث من خرج عن محل بحثي لأعينه على نفسه ... فليعنّي الكريم على نفسي؟!!
بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين .. وكفى
نعم و الله كفى ... بارك الله فيكم أستاذ.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 02:28]ـ
/// صاحب الأنوار؟! أي أنوار! الله يهديك يا صاحب الأهوال (ابتسامة)
/// قال تعالى: ((وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ)).
/// قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله: "جعلهم أئمة يهدون بأمره، وهذا من أكبر نعم الله على عبده أن يكون إماما يهتدي به المهتدون، ويمشي خلفه السالكون، وذلك لما صبروا، وكانوا بآيات الله يوقنون.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: {يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} أي: يهدون الناس بديننا، لا يأمرون بأهواء أنفسهم، بل بأمر الله ودينه، واتباع مرضاته، ولا يكون العبد إماما حتى يدعو إلى أمر الله.
{وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ} يفعلونها ويدعون الناس إليها، وهذا شامل لجميع الخيرات كلها، من حقوق الله، وحقوق العباد.
{وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ} هذا من باب عطف الخاص على العام، لشرف هاتين العبادتين وفضلهما، ولأن من كملهما كما أمر، كان قائما بدينه، ومن ضيعهما، كان لما سواهما أضيع، ولأن الصلاة أفضل الأعمال، التي فيها حقه، والزكاة أفضل الأعمال، التي فيها الإحسان لخلقه.
{وَكَانُوا لَنَا} أي: لا لغيرنا {عَابِدِينَ} أي: مديمين على العبادات القلبية والقولية والبدنية في أكثر أوقاتهم، فاستحقوا أن تكون العبادة وصفهم، فاتصفوا بما أمر الله به الخلق، وخلقهم لأجله".
/// وقال تعالى: ((وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ /// وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ /// إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)).
/// قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله: " {أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} أي: علماء بالشرع، وطرق الهداية، مهتدين في أنفسهم، يهدون غيرهم بذلك الهدى، فالكتاب الذي أنزل إليهم، هدى، والمؤمنون به منهم، على قسمين: أئمة يهدون بأمر اللّه، وأتباع مهتدون بهم.
والقسم الأول أرفع الدرجات بعد درجة النبوة والرسالة، وهي درجة الصديقين، وإنما نالوا هذه الدرجة العالية بالصبر على التعلم والتعليم، والدعوة إلى اللّه، والأذى في سبيله، وكفوا أنفسهم عن جماحها في المعاصي، واسترسالها في الشهوات.
{وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} أي: وصلوا في الإيمان بآيات اللّه، إلى درجة اليقين، وهو العلم التام، الموجب للعمل، وإنما وصلوا إلى درجة اليقين، لأنهم تعلموا تعلمًا صحيحًا، وأخذوا المسائل عن أدلتها المفيدة لليقين.
فما زالوا يتعلمون المسائل، ويستدلون عليها بكثرة الدلائل، حتى وصلوا لذاك، فبالصبر واليقين، تُنَالُ الإمامة في الدين.
وثَمَّ مسائل اختلف فيها بنو إسرائيل، منهم من أصاب فيها الحق، ومنهم من أخطأه خطأ، أو عمدًا، واللّه تعالى {يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [ص 657] .. ".
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 03:55]ـ
كلام الشيخ السعدي نفيس جدا ... فهو يبين أن السلوك و المجاهدة أيضا فيها بعض العلم كما أن التعلم و العلم فيه بعض المجاهدة .. و بذلك يحصل تعاقب التعليم و المجاهدة شيئا بعد شيء على القلب دون تكلف الفصل بينهما ... و تفسيره لليقين دقيق ... فقد ربط اليقين هنا بالآيات .. و الآيات هي الحدود و الفروق بين الحق و الباطل و بدون تعلمها و تعقلها تبقى حركة اليقين القلبية عماء صماء تتحرك لأي اشارة و لكن دون ان تدري الوجهة .. و معلوم أن هذا لا فضل فيه لاشتراك الجنس البشري فيه حتى مع البهائم .. جزاكم الله خيرا على النقل الموفق
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 05:11]ـ
أتذكر سيدي قولك القديم عن أن الخوارق ليست شرطا للولاية ... فكان ذلك خارج محل البحث ... فأردتُ إعادة الاعتبار لمحل البحث بلطف قائلا لك: و من قال بأن الكرامات لا تدل على الولاية ... لأعيد الذهن إلى المحل الأصلي .... لكيلا أعطي النفس مزيد فرار .... يا صاحب الأنوار:):) ...
أفهم من هذا أن محل بحثك يا خلوصي - هذا الأخفى الذي ظل مستعصيا على البيان والاظهار طيلة شهور مضت - هو أن أرباب اليقين والذين هم سبيل تحقيق اليقين عند العامة في نظرك، هم "الأولياء" - على مفهوم الصوفية لولاية الله - ومشايخ الطرق الذين عرفتم معاشر المتصوفة ولايتهم عن طريق الخوارق و"الكرامات" "فتيقنتم" بذلك من أنهم قد بلغوا "اليقين" كما يدعون؟ بل كان ذلك كافيا عندكم لوضعهم في منزلة الامامة على اعتبار أنه "بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين"؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 09:10]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
[أبو الفداء= quote] أفهم من هذا أن محل بحثك يا خلوصي [/ quote]
دائما تفهمني خطأً ... أو ربما تحب أن تفهمني هكذا ... أصلح الله الأمير!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 09:23]ـ
/// وهل فهمتك أنا على الوجه الذي تريد حين عقًَّبت؟ أم أصلح الله الأمير أيضًا. (ابتسامة)
ـ[خلوصي]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 03:46]ـ
/// وهل فهمتك أنا على الوجه الذي تريد حين عقًَّبت؟ أم أصلح الله الأمير أيضًا. (ابتسامة)
أما أنتم شيخنا و الأستاذ ابن الرومية فعندكم الخروج عن محل البحث إلى ما حوله؟! مع الطواف به؟! ثم العودة بسلام إليه؟!!:)
نعم سيدي ..
ذلك أنني أحاول الاقتصار على الحد الأدنى الذي يحقق الوصف ... ؟! فتأبى أنت و صاحبك ذاك الجميل مثلك إلا أن تبحثوا المسألة في أكمل حالاتها فتزيدون على الوصف بما يشعر القراء بان ما أحاوله نقص و قصور ... و هو إنما بلاغة استثمار الضعفاء من أمثالي!!؟؟
ألم تسمع عن أولئك الضعفة الذين يجيشون الضعفة ليكونوا دعاة بمئات الآلاف إلى الرب الجليل .. ؟ و إنما هم نجارون و حدادون و دهانون و أصحاب مكاتب عقارية؟!؟
خذ تحقيق ذاك الوصف في الآية عندي ثم انظر هل ما جئتم به يزيد عليه في الجمال و الكمال فحسب .. ؟ أم أنه يصيبه بالقصور حتى عن الحد الأساسي للوصف:
فتية آمنوا بربهم في قرية ... ثم راحوا ينشرون الإيمان كما بلغه رسول الله صلى الله عليه و سلم لمسلمة الفتح و الأعراب!! من قبلهم ...
صبروا على الأذى باليقين الذي كان عندهم ... ثم اشتد يقينهم على وعد الله بما صبروا و بما يبشرهم ربهم من المبشرات من رؤًى و " توافقات " ... و انشراح صدور ... و ... و نور ... فيزدادون مصابرة على مصابرة فيقينا على يقين .. ؟!
حتى أظهرهم الله الجليل على أعدائهم فبوّاهم الناس مكان الإمامة و هم في معناها الدنيوي زاهدون!؟!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 08:22]ـ
"أما أنتم شيخنا و الأستاذ ابن الرومية فعندكم الخروج عن محل البحث إلى ما حوله؟! مع الطواف به؟! ثم العودة بسلام إليه؟!! "
... اللهم أعنا على فهم محل بحث الأخ خلوصي، ولا تجعلنا من الذين يتعمدون الخروج عليه والطواف به "ويحبون" أن يفهموه خطأ!!!
لا أدري كم مرة أحتاج الى أن أبين وأثبت أنني أرى ضرورة التحلي بالصبر واليقين جنبا الى جنب مع العلم والبصيرة - معا - حتى تتحقق صفة الامامة في الدين! فان كان ذلك اليقين الذي تتكلم عنه بخلاف ما تعلمناه نحن من آثار الصحابة والسلف، فعلمنا يا أخي!!!
ولا أدري لماذا يتعامى أخونا خلوصي عن أن هذا هو موقفي تماما كما أنه موقف الأخوين الفاضلين ابن الرومية وعدنان البخاري وكل من عنده أدنى قدر من الفهم في دين الله كذلك!! ألأني أكثرت من مطالبته بشرح "محل بحثه" حتى أفهمه؟ فان أصررت على ذلك وتمسكت به، قيل لي أن هذا علامة مرض في نفسي وأني أحب أن أفهمه خطأ؟؟؟ سبحان الله!
تقول: "ذلك أنني أحاول الاقتصار على الحد الأدنى الذي يحقق الوصف ... ؟! "
ونقول لك أن الامامة في الدين لا تكون لجاهل، وان صح أن يكون اماما في الجهاد أو في غيره - ولن يكون اماما في صنعة حتى يكون عليما بها أيا كانت - فانه لا يكون "اماما" في الدعوة، لأنه ان لم يكن على علم، - الحد الأدنى الضروري من العلم لمثله - فانه سيضل الناس ويحشرهم الى مهالكهم من حيث يحسب انه يحسن صنعا!!
فكم مرة قرأت مني هذا الكلام وفهمته أنت على أني أنفي به ضرورة تحقق الصبر واليقين عند الداعية في ذات الأمر؟؟؟
تأمل هذا التفريق الرباني البليغ في قوله تعالى: ((وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)) [التوبة: 122]
فالامامة في الدين شرطها - وأكرر: مع الصبر واليقين - التفقه والتعلم، والا كان امام ضلالة ..
وأنت لا تزال مصرا على أن الجهال قد يكون منهم أئمة في الدين والدعوة!!!
تقول: "فتية آمنوا بربهم في قرية ... ثم راحوا ينشرون الإيمان كما بلغه رسول الله صلى الله عليه و سلم لمسلمة الفتح و الأعراب!! "
ونقول أليس "الايمان كما بلغه رسول الله" هذا يتطلب - وأكرر: جنبا الى جنب مع الصبر واليقين والذي تصقله المحن والبلايا - قدرا من العلم به حتى يكون الداعي داعيا الى ذلك الايمان نفسه "كما بلغه رسول الله" لا غير ذلك؟؟؟ فان كان هذا في الداعية شرطا، فكيف بمن بوأه الناس مكان الامامة في دينهم؟؟؟
بعد كل ما قلناه وبيناه وكررناه مرارا في عشرات الصفحات، لا يزال أخونا خلوصي حريصا على دعوتنا الى قبول هذه الصورة: صورة رجل عامي جاهل يدعو الى الله دون تحصيل القدر الواجب عليه من العلم لذلك العمل، ليس هذا فحسب بل ويجعله الناس اماما لهم في الدين!!!
فالى أي شيء يدعو ذلك الرجل على الحقيقة؟؟؟ لا أدري!!!
وتقول "فتأبى أنت و صاحبك ذاك الجميل مثلك إلا أن تبحثوا المسألة في أكمل حالاتها"
قلت الأخوان حظهما الله انما يحاولان افهامك كما نحاول نحن جميعا، أن العلم هنا ليس شرط "كمال" كما تدعي وانما هو شرط صحة .. فافهم هداك الله!!!
أقول له هذا الكلام وأشدد عليه، فيجعلني خارجا عن محل البحث، عابدا "لصنم العلم" مصابا بكذا وكذا، وكأني اذ أدعو هؤلاء الدعاة الى تعلم دينهم فاني أدعوهم ليكونوا مفتين أو قضاة أو مشايخ أو فقهاء أو .. والآن يريدنا أن نقبل بامامة قوم في الدين - وتأملوا: امامة - وهم ليس لهم حظ من العلم أصلا!!! فبالله أي بحث هذا؟؟
"ثم اشتد يقينهم على وعد الله بما صبروا و بما يبشرهم ربهم من المبشرات من رؤًى و " توافقات " ... و انشراح صدور ... و ... و نور "
أرجو شرح هذه العبارة .. وأرجو أن يبين له الاخوة الفضلاء هنا أنني لست الوحيد الذي يريد أن يفهمها!! فمن الواضح أنها هي جوهر محل البحث هذا الذي أضنيتنا وأعييتنا طويلا في محاولة فهمه!! والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 08:32]ـ
"ثم اشتد يقينهم على وعد الله بما صبروا و بما يبشرهم ربهم من المبشرات من رؤًى و " توافقات " ... و انشراح صدور ... و ... و نور "
أرجو شرح هذه العبارة .. وأرجو أن يبين له الاخوة الفضلاء هنا أنني لست الوحيد الذي يريد أن يفهمها!! فمن الواضح أنها هي جوهر محل البحث هذا الذي أضنيتنا وأعييتنا طويلا في محاولة فهمه!! والله المستعان
ألم أقل لكم إن صاحبنا أبا الفداء يريد أن يفهم الأمور كما يريد هو
سواء أكانت في محل البحث
أو في شدة التركيز على مكان ما من محل البحث
على غير ما يريده صاحب البحث .....
يا سيدنا أنت تطيل البحث:)(/)
إجماع شيخ الاسلام أشكل علي, فهل من مجيب؟
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 08:49]ـ
قال شيخ الاسلام رحمه الله في منسكه في الكلام على أفضل الانساك الثلاثة:
"فصل: في الأفضل من ذلك"
"فالتحقيق في ذلك أنه يتنوع باختلاف حال الحاج، فإن كان يسافر سفرة للعمرة، وللحج سفرة أخرى أو يسافر إلى مكة قبل أشهر الحج ويعتمر ويقيم بها حتى يحج فهذا الإفراد له أفضل باتفاق الأئمة الأربعة".
مع أن الحنابلة عندهم التمتع أفضل مطلقاً, والحنفية القران مطلقاً, والمالكية والشافعية الإفراد مطلقاً, فأرجوا من الإخوان الإفادة في هذا.
ـ[الماجد]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 12:20]ـ
مع أن الحنابلة عندهم التمتع أفضل مطلقاً, والحنفية القران مطلقاً, والمالكية والشافعية الإفراد مطلقاً, فأرجوا من الإخوان الإفادة في هذا.
بارك الله فيك ..
هل تحققت من ذلك؟
وخاصة أن هناك أقوال لإمام المذهب وليست هي تخريجات على قوله وكلاهما لايلزمان أن يكونا المعتمد في المذهب نفسه ..
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 12:33]ـ
أخي الماجد ليس هذا مجال البحث هنا!
وإلا كل مسألة للمذهب الواحد فيها روايات وأقوال, وقد يكون ما اطلعتُ عليه هو الأشهر بخلاف ما اطلعتَ عليه أنت.
فليتك أجبت بما يفيد وتركت مثل هذه التي لا تخفى على آحاد المتعلمين!!
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 10:19]ـ
بارك الله فيكم
يمكن فهم مراد شيخ الإسلام إذا جُمِع كلامه في هذه المسألة
والذي يظهر أن شيخ الإسلام يقسم مريد الحج إلى قسمين:
القسم الأول: من سافر سفرة واحدة.
القسم الثاني: من سافر سفرتين.
فأما القسم الأول فمن ساق الهدي فالقران له أفضل، ومن لم يسق الهدي فالتمتع له أفضل
ومن ساق الهدي وقَرَنَ أفضل ممن لم يسقه وتمتَّع
وكلاهما أفضل من المفرد في هذه الحال
القسم الثاني عند شيخ الإسلام: من سافر سفرين، فأفرد للعمرة سفرة، وللحج سفرة فهذا أفضل ممن سافر سفرة واحدة، سواء أتمتَّعَ فيها أم قرن
وهذه الصورة هي التي حكى الاتفاق على تفضيلها
ومراده بتفضيلها التفضيل النسبي لا المطلق
أي هي أفضل من الإفراد أو التمتع أو القران في سفرة واحدة
إلا أنَّ أفضل من هذه الصورة (التي حكى الاتفاق على تفضيلها) من سافر للعمرة سفرة، ثم سافر سفرة أخرى لكنه لم يكن مفرداً، بل حج متمتعاً أو قارناً
فهذا أفضل ممن سافر سفرتين ولكنه أفرد
هذا هو حاصل كلام شيخ الإسلام، ويظهر ذلك بتأمل كلامه في المواضع التي ذكر فيها المفاضلة بين الأنساك
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 10:23]ـ
حمدا لله على عودتك أبامحمد
فرحت كثيرا بمشاركتك بعد غيبة طويلة
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 08:04]ـ
حمدا لله على عودتك أبامحمد
فرحت كثيرا بمشاركتك بعد غيبة طويلة
بارك الله فيك أبا أنس، وشكر لكم كريم أخلاقك
ـ[الماجد]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 10:00]ـ
أخي الماجد ليس هذا مجال البحث هنا!
فليتك أجبت بما يفيد وتركت مثل هذه التي لا تخفى على آحاد المتعلمين!!
ماأتعس التعالم ياأخي ...
شيخ الإسلام يذكر اتفاق الأئمة الأربعة وليس أقوال المذاهب .. وليس هو مصطلح الإجماع عند أهل العلم ...
إنما أردت فقط أبين أن استشكالك ناقص بورك فيك .. فدقق عند نسبة الأقوال لأهلها.
قال الترمذي- رحمه الله: وأهل الحديث يختارون التمتع بالعمرة إلى الحج، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق.
وإجابة (الحمادي) بورك فيه هي ماأعرفه في المسألة ..
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[13 - Dec-2008, صباحاً 06:36]ـ
الماجد ليتك تأدبت بآداب الطلب قبل أن ترد, وإلا لسنا بحاجة إلى إجابتك السقيمة؛ المقتبسة من غيرك ـ هداك الله ـ
ولله الحمد أني وجدت من أهل العلم الراسخين فيه من استشكل ما استشكلته وأجاب عنه حتى يتبين لك أن فهمك للمسألة هو الناقص وليس ما استشكلته,,,
قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع:
وقال شيخ الإسلام: لا نقول إن التمتع أفضل مطلقاً، ولا القران أفضل مطلقاً، ولا الإفراد أفضل مطلقاً، فيقال: من ساق الهدي فالأفضل له القران؛ وذلك لثلاثة أوجه:
الأول: لأن التمتع في حقه متعذر، فكيف يتمتع وهو لم يحل، والذي ساق الهدي لا يحل إلا في يوم العيد فمتى يتمتع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: لأن القران مع سوق الهدي فعل النبي صلّى الله عليه وسلّم، فالقران إذاً أفضل.
الثالث: أنه يجمع بين الحج والعمرة، مع أنه لو أفرد وقد ساق الهدي صح، فصار القران لمن ساق الهدي أفضل لهذه الأوجه الثلاثة.
ويقول الشيخ: فإذا كان قد اعتمر قبل أشهر الحج، ولم يسق الهدي فالأفضل له الإفراد، سواء اعتمر قبل أشهر الحج، وبقي في مكة حتى حج، أو اعتمر قبل أشهر الحج، ثم رجع إلى بلده، ثم عاد إلى مكة، حتى إنه قال: إن هذا باتفاق الأئمة، أي: أن الأفضل الإفراد؛ لأنه يحرم بالعمرة في سفرة مستقلة، وبالحج في سفرة مستقلة، وهذه المسألة لها صورتان:
الصورة الأولى: أتى بالعمرة قبل أشهر الحج، وبقي في مكة حتى حج، فهذا لا شك أن إفراده أفضل له؛ لأنه لا يمكن له التمتع؛ لأن المتمتع لا بد أن يأتي بالعمرة من الميقات، وهو في مكة ليس له عمرة من الميقات، فهذه الصورة واضحة من كلام شيخ الإسلام، وربما يكون قوله فيها صواباً.
الصورة الثانية: أن يعتمر قبل أشهر الحج، ثم يرجع إلى بلده ثم يعود إلى مكة، فيقول: الأفضل ألا يحرم بعمرة، فيحرم مفرداً، ويقول: إن هذا باتفاق الأئمة، فإن صح الإجماع فليس لنا أن نخالفه، وإن لم يصح الإجماع، فإنه يقال: إن الرسول صلّى الله عليه وسلّم أمر أصحابه في حجة الوداع أن يجعلوها عمرة إلا من ساق الهدي، ولم يقل من اعتمر منكم قبل أشهر الحج فليبق على إحرامه، مع أنه فيما يظهر أنه يوجد من الصحابة من اعتمر قبل أشهر الحج، فلذلك هذه المسألة مشكلة عليّ من كلام شيخ الإسلام، وليس المشكل عليّ أنه ذهب إليها؛ لأنه ـ رحمه الله ـ معروف بقوة استدلاله وفهمه وعقله، ولكن المشكل عليّ قوله: باتفاق الأئمة، ثم رأيت كلاماً للشيخ في «مجموع الفتاوى» يوافق ما قلنا من أن الأفضل التمتع حتى لمن اعتمر في سفر سابق من العام، وقال: إن كثيراً من الصحابة الذين حجوا مع النبي صلّى الله عليه وسلّم كانوا قد اعتمروا قبل ذلك ومع هذا، فأمرهم بالتمتع ولم يأمرهم بالإفراد. اهـ كلامه
وهناك كلام نفيس للعلامة عبدالكريم الخضير في نفس الاستشكال سأذكره لاحقاً بإذن الله تعالى.
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 09:01]ـ
شيخنا الحمادي كلام رصين حفظك الله يدل على اطلاع واسع,,,,
حفظك الله وزادك علماً وتقىً وورعاً وخشيةً لله تعالى
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 10:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا شك أن الاتفاق الذي ذكر شيخ الاسلام مشكل.
أما اختيار شيخ الاسلام فهو على النحو التالي:
أولاً: إن كان يسافر سفرة للعمرة وللحج سفرة أو يسافر إلى مكة قبل أشهر الحج ويعتمر ويقيم حتى يحج فهذا الإفراد أفضل وهذا هو الذي ذكر اتفاق الأئمة عليه ولكن هذا الاتفاق فيه نظر. وأيضا" هناك اشكال حيث قال في المجموع الأفضل التمتع حتى لمن اعتمر في سفر سابق من العام وقال: إن كثيراً من الصحابة الذين حجوا مع النبي صلّى الله عليه وسلم كانوا قد اعتمروا قبل ذلك ومع هذا فأمرهم بالتمتع ولم يأمرهم بالإفراد لكن الظاهر أن مراد شيخ الاسلام من اعتمر قبل اشهر الحج وعاد الى أهله فهذا هو الذي ذكر في المجموع أن التمتع أفضل من الافراد أما من اعتمر قبل اشهر الحج وأقام فيها حتى حج فالافراد أفضل وهذا هو الذي ذكر الاتفاق عليه.
ثانياً: أن يجمع بين الحج والعمرة في سفرة واحدة ويقدم مكة في أشهر الحج فهذا إن ساق الهدي فالقران أفضل وإن لم يسق الهدي فالتمتع أفضل (منسك شيخ الإسلام ص5).
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 11:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا شك أن الاتفاق الذي ذكر شيخ الاسلام مشكل.
أما اختيار شيخ الاسلام فهو على النحو التالي:
أولاً: إن كان يسافر سفرة للعمرة وللحج سفرة أو يسافر إلى مكة قبل أشهر الحج ويعتمر ويقيم حتى يحج فهذا الإفراد أفضل وهذا هو الذي ذكر اتفاق الأئمة عليه ولكن هذا الاتفاق فيه نظر.
وأيضا" هناك اشكال حيث قال في المجموع الأفضل التمتع حتى لمن اعتمر في سفر سابق من العام وقال: إن كثيراً من الصحابة الذين حجوا مع النبي صلّى الله عليه وسلم كانوا قد اعتمروا قبل ذلك ومع هذا فأمرهم بالتمتع ولم يأمرهم بالإفراد
ثانياً: أن يجمع بين الحج والعمرة في سفرة واحدة ويقدم مكة في أشهر الحج فهذا إن ساق الهدي فالقران أفضل وإن لم يسق الهدي فالتمتع أفضل (منسك شيخ الإسلام ص5).
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الفاضل بندر
ذكرتَ -جزاك الله خيراً- صورةً تضاف إلى الصورة التي حكى شيخ الإسلام الاتفاق عليها في موضع آخر من الفتاوى؛ فثمة صورتان إذن:
الأولى/ من سافر للعمرة، ثم أنشأ سفراً آخر للحج.
الثانية/ من سافر للعمرة قبل أشهر الحج ثم بقي حتى حج من عامه.
فهاتان الصورتان حكى شيخ الإسلام الاتفاق على تفضيل الإفراد فيهما
فأما على أصل مالك والشافعي فلا إشكال، لتفضيلهما الإفراد على كل حال
وإنما الإشكال قد يرد على أصل أبي حنيفة لأن القران عنده أفضل، وعلى أصل الإمام أحمد لتفضيله التمتع.
ويجاب عن هذا الإشكال أنَّ شيخَ الإسلام ذكر أنَّ الإمامين أبي حنيفة وأحمد نصَّا على أنَّ مَنْ أفردَ العمرةَ في سفرة؛ والحجَّ في سفرة= فهو أفضلُ من التمتع والقران في سفرة واحدة
وشيخ الإسلام ثقةٌ فيما ينقل واسع الاطلاع، وكوننا لم نقف على نصوص لهما في ذلك لا يكفي لنقض كلامه رحمه الله، وإنما يشكل على كلامه لو وجدنا
نصوصاً عنهما تخالف ذلك التفصيل
وبناء على ذلك يكون تفضيلُ القران عند أبي حنيفة؛ والتمتع عند أحمد= إنما هو فيمن سافر سفرة واحدة
وأفضل منهم عند شيخ الإسلام من اعتمر ثم أنشأ سفراً آخر وكان فيه متمتعاً أو قارناً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 11:38]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الفاضل بندر
ذكرتَ -جزاك الله خيراً- صورةً تضاف إلى الصورة التي حكى شيخ الإسلام الاتفاق عليها في موضع آخر من الفتاوى؛ فثمة صورتان إذن:
الأولى/ من سافر للعمرة، ثم أنشأ سفراً آخر للحج.
الثانية/ من سافر للعمرة قبل أشهر الحج ثم بقي حتى حج من عامه.
فهاتان الصورتان حكى شيخ الإسلام الاتفاق على تفضيل الإفراد فيهما
فأما على أصل مالك والشافعي فلا إشكال، لتفضيلهما الإفراد على كل حال
وإنما الإشكال قد يرد على أصل أبي حنيفة لأن القران عنده أفضل، وعلى أصل الإمام أحمد لتفضيله التمتع.
ويجاب عن هذا الإشكال أنَّ شيخَ الإسلام ذكر أنَّ الإمامين أبي حنيفة وأحمد نصَّا على أنَّ مَنْ أفردَ العمرةَ في سفرة؛ والحجَّ في سفرة= فهو أفضلُ من التمتع والقران في سفرة واحدة
وشيخ الإسلام ثقةٌ فيما ينقل واسع الاطلاع، وكوننا لم نقف على نصوص لهما في ذلك لا يكفي لنقض كلامه رحمه الله، وإنما يشكل على كلامه لو وجدنا
نصوصاً عنهما تخالف ذلك التفصيل
وبناء على ذلك يكون تفضيلُ القران عند أبي حنيفة؛ والتمتع عند أحمد= إنما هو فيمن سافر سفرة واحدة
وأفضل منهم عند شيخ الإسلام من اعتمر ثم أنشأ سفراً آخر وكان فيه متمتعاً أو قارناً.
جزاك الله خيرا" شيخنا الفاضل هي صورتان كما ذكرت والمشكل في الصورة التي من سافر للعمرة ثم أنشأ سفراً آخر للحج وهذه الصورة ذكر في المجموع أن التمتع أفضل وحكى في موضع أخر أن الافراد في هذه الصورة أفضل ونقل الاتفاق عليه.
أما مذهب الشافعية في تفضيل الافراد فهو مشروط كما ذكر صاحب المجموع أن يحج ثم يعتمر في سنته فإن أخر العمرة عن سنة الحج فكل واحد من التمتع والقران أفضل منه بلا خلاف لأن تأخير العمرة عن سنة الحج مكروه.
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 11:45]ـ
جزاك الله خيرا" شيخنا الفاضل هي صورتان كما ذكرت والمشكل في الصورة التي من سافر للعمرة ثم أنشأ سفراً آخر للحج وهذه الصورة ذكر في المجموع أن التمتع أفضل وحكى في موضع أخر أن الافراد في هذه الصورة أفضل ونقل الاتفاق عليه.
وجزاك ربي خيراً وسددك ونفع بك
ليس ثمة إشكال فيما ظهر لي، وقد بينت هذا في مشاركتي الأولى في هذا الموضوع
فشيخ الإسلام يحكي أن الصورة التي حكى الاتفاق على تفضيلها أفضل من التمتع والقران في سفرة واحدة؛ فهو تفضيلٌ نسبيٌ وليس تفضيلاً مطلقاً
فأما إن اعتمر في سفرة ثم أنشأ سفرة أخرى فتمتَّعَ فيها أو قَرَنَ فهذا أفضل من الصور السابقة كلها
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 12:52]ـ
بارك الله فيكم
يمكن فهم مراد شيخ الإسلام إذا جُمِع كلامه في هذه المسألة
والذي يظهر أن شيخ الإسلام يقسم مريد الحج إلى قسمين:
القسم الأول: من سافر سفرة واحدة.
القسم الثاني: من سافر سفرتين.
فأما القسم الأول فمن ساق الهدي فالقران له أفضل، ومن لم يسق الهدي فالتمتع له أفضل
ومن ساق الهدي وقَرَنَ أفضل ممن لم يسقه وتمتَّع
وكلاهما أفضل من المفرد في هذه الحال
القسم الثاني عند شيخ الإسلام: من سافر سفرين، فأفرد للعمرة سفرة، وللحج سفرة فهذا أفضل ممن سافر سفرة واحدة، سواء أتمتَّعَ فيها أم قرن
وهذه الصورة هي التي حكى الاتفاق على تفضيلها
ومراده بتفضيلها التفضيل النسبي لا المطلق
أي هي أفضل من الإفراد أو التمتع أو القران في سفرة واحدة
إلا أنَّ أفضل من هذه الصورة (التي حكى الاتفاق على تفضيلها) من سافر للعمرة سفرة، ثم سافر سفرة أخرى لكنه لم يكن مفرداً، بل حج متمتعاً أو قارناً
فهذا أفضل ممن سافر سفرتين ولكنه أفرد
هذا هو حاصل كلام شيخ الإسلام، ويظهر ذلك بتأمل كلامه في المواضع التي ذكر فيها المفاضلة بين الأنساك
بارك الله فيك شيخنا الكريم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 05:51]ـ
حفظك الله وزادك علماً وتقىً وورعاً وخشيةً لله تعالى
آمين، وإياك أخي الفاضل
وشكر الله لك إثارة السؤال
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 05:52]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم.
وفيك بارك الله وبك نفع
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 10:01]ـ
شيخنا الحمادي ـ حفظك الله ـ جزاك الله خير الجزاء على تجلية هذا الإشكال
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا كلام لشيخنا عبدالكريم الخضير ـ حفظه الله ـ في شرح زاد المستقنع (كتاب الحج) الشريط الثالث ذكر فيه الإشكال وأجاب عنه سأنقله للفائدة ولكي تفيدنا شيخنا ـ حفظك الله ورعاك ـ:
يقول الشيخ -شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-: والتحقيق أنه يتنوع باختلاف حال الحاج، فإن كان يسافر سفرة للعمرة وللحج سفرة أخرى، أو يسافر إلى مكة قبل أشهر الحج ويعتمر ويقيم بها فهذا الإفراد له أفضل باتفاق الأئمة، نفهم كلام الشيخ يقول الشيخ -رحمه الله-: التحقيق أنه يتنوع باختلاف حال الحاج فإن كان يسافر سفرة للعمرة وأخرى للحج أو يسافر إلى مكة قبل أشهر الحج ويعتمر ويقيم بها فهذا الإفراد له أفضل باتفاق الأئمة، وأما إذا فعل ما يفعله غالب الناس، وهو أن يجمع بين العمرة والحج في سفرة واحدة، ويقدم مكة في أشهر الحج فهذا إن ساق الهدي فالقران أفضل له وإن لم يسق الهدي فالتحلل من إحرامه بعمرة أفضل.
الاتفاق الذي ذكره الشيخ -رحمه الله تعالى- يعارض ما يختاره الأئمة من تفضيل التمتع أو تفضيل القران أو لا يعارض؟ نعم؟
طالب: ........
كيف لا يعارض؟
طالب: ........
الحالة صورتها إيش؟
طالب: ......
يقدم في غير أشهر الحج، شخص اعتمر في رمضان وذهب إلى مكة نقول له: افرد وإلا تمتع أفضل لك؟
طالب: أفرد.
نعم؟
طالب: أفرد.
اعتمر قبل أشهر الحج، الآن شخص اعتمر في رمضان في غير أشهر الحج، اعتمر وأراد أن يحج هل نقول له: الأفضل في حقك الإفراد أو القران أو التمتع؟ أفضل باتفاق الأئمة يقول شيخ الإسلام.
طالب: ما هي الصورة؟
يعني ما الراجح عند الحنابلة في هذه الصورة،؟ شخص اعتمر في رمضان وأراد أن يحج؟ التمتع، إذاً كيف يقول باتفاق الأئمة؟ عند الحنفية الأفضل في حقه القران، نريد أن نفهم كلام الشيخ، نعم؟
طالب: .........
لا، لا.
طالب: ........
كيف؟
طالب: .........
اعتمر في غير أشهر الحرم ورجع إلى بلده ثم أتى للحج في سفرة مستقلة، يقول الشيخ -رحمه الله تعالى- الإفراد أفضل اتفاقاً بالنسبة له، نعم؟
طالب: .........
لا، لا، ما هو بهذا.
طالب: ........
موجود بين كلامه واختيار غيره -رحمه الله-، موجود وإلا ما هو موجود؟ شيخ الإسلام ماذا يقصد بهذا الاتفاق؟ يقصد اتفاق الأئمة الأربعة بلا شك وغيره، الأئمة الأربعة يختارون هذا، كلام الشيخ منصب على صورة واحدة وهي مفترضة في شخص يقول: لن أزيد على الواجب، لن أحج إلا مرة واحدة واعتمر مرة واحدة، لن أزيد على الواجب، فهل نقول له: اعتمر بسفرة مستقلة، وحج بسفرة مستقلة؟ أو نقول له: تمتع؟ أو نقول له: أقرن؟ الإفراد في هذه الصورة أفضل اتفاقاً، يتكرر السفر أفضل، يعني كلام الشيخ -رحمه الله- منزل على من لا يريد أن يزيد على الواجب، فيقول: أوجب علي الشرع عمرة واحدة وحجة واحدة ولن أزيد في ذلك ما الأفضل في حقي؟ نقول له: الأفضل في حقك الإفراد، اعتمر بسفرة مستقلة، وحج بسفرة مستقلة، أما أن يريد أن يعتمر أكثر من مرة فيعتمر في رمضان ولا مانع لديه من أن يعتمر في أشهر الحج، ويكون متمتع، ويذبح ما استيسر من الهدي، أو يكون قارناً بأن يسوق الهدي معه هذا ما يدخل في هذا الاتفاق، هو محل الخلاف، الصورة الثانية هي محل الخلاف بين أهل العلم. اهـ كلامه.
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 10:07]ـ
وقال الشيخ عبدالكريم الخضير في شرح منسك شيخ الاسلام ـ رحمه الله ـ:
"فصل: في الأفضل من ذلك، فالتحقيق في ذلك أنه يتنوع باختلاف ... "
فصل في الأفضل من ذلك يعني من الأنواع الثلاثة.
"فالتحقيق في ذلك أنه يتنوع باختلاف حال الحاج، فإن كان يسافر سفرة للعمرة، وللحج سفرة أخرى أو يسافر إلى مكة قبل أشهر الحج ويعتمر ويقيم بها حتى يحج فهذا الإفراد له أفضل باتفاق الأئمة الأربعة".شخص اعتمر في رمضان ثم رجع إلى أهله فأراد الحج يقول: ما الأفضل في حقي؟ رجع إلى أهله، الشيخ يقول: "فإن كان يسافر سفرة للعمرة والحج سفرة أخرى، أو يسافر إلى مكة قبل أشهر الحج -في رمضان مثلاً- ويعتمر ويقيم بها حتى يحج فهذا الإفراد له أفضل باتفاق الأئمة الأربعة" يعني أراد أن يحج من اعتمر في رمضان، هل نقول: الإفراد أفضل في حقه باتفاق الأئمة الأربعة، أو نقول: التمتع أفضل في حقه؟
طالب: إذا رجع إلى أهله التمتع.
يعني كلام شيخ الإسلام يحمل على صورة واحدة.
طالب: اعتمر في أشهر الحج ورجع إلى أهله.
لا حتى هذا، هذا ما يعتبر متمتع، شيخ الإسلام يفترض المسألة في شخص يقول: أنا لن أحج إلا مرة واحدة ولن أعتمر إلا مرة واحدة، هذا كونه يأتي بالعمرة بسفرة والحج في سفرة هذا أفضل باتفاق الأئمة الأربعة، لكن إذا اعتمر بسفرة مستقلة، ثم تيسر له أن يعتمر ويحج معاً هذا لا شك أنه أفضل له، ويكون قول العلماء مطرد في تفضيل التمتع والقران عند بعضهم، وتفضيل الإفراد عند بعضهم؛ لأن الإكثار من النسك من الحج والعمرة لا شك أنه أفضل، وجاء الأمر بالمتابعة ((تابعوا بين الحج والعمرة)) ((والعمرة إلى العمرة)) جاء هذا كله، فكيف يقال له: لا تعتمر أنت اعتمرت في رمضان، الإفراد أفضل لك؟ لا، هذا شخص يقول: أنا لن أعتمر غير عمرة الإسلام وحجة الإسلام، نقول: نعم تعتمر في وقت متقدم ثم بعد ذلك تأتي بالإفراد، وهذا أفضل في حقك من أن تجمعهما بسفرة واحدة.(/)
ضَرُورَةُ الْعَمَلِ عَلَى الدِّفَاعِ عَنْ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ وَ دُعَاتِهَا
ـ[محمّد حدّاد الجزائري]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 11:27]ـ
ضَرُورَةُ الْعَمَلِ عَلَى الدِّفَاعِ عَنْ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ وَ دُعَاتِهَا
بسم اللّه الرّحمان الرّحيم، و الحمد للّه ربّ العالمين، و الصّلاة و السّلام على أشرف المرسلين. و بعد.
فأخذ كثير كلامنا من أيّامنا القليلة أعزّ الأزمنة و السّاعات؛ أيّام هي زهرة شبابنا و تاج أعمارنا، و ليت آخذها إنّما أخذها في الدّلالة على الخير أو الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر، و إلاّ فنِعم الآخذ و المأخوذ، بل كلامٌ بضدّ ذلك و قليل منه هو ذلك؛ ...
قيل و قال و كثرة السّؤال مع قلّة الأعمال؛ خُلقٌ في لبوس الشّريعة و بغلاف الدّعوة، ذلك هو ديدن الكثير مِن أشباه المُلتزمين و تلك هي ميزتهم، و لم يكتف هؤلاء بهذا و لم يقفوا عنده، بل تعدّوه معتدين على العاملين الأخيار، و المخلصين الأبرار، و الأمّارين بالمعروف و النهّائين عن المنكر الأغيار؛ فذهبوا يروّجون ضدّهم الإشاعات، و يختلقون حولهم الافتراءات، و يظاهرون عليهم دعاة المنكرات، يسعى أولئك للبناء و لا مُعين، بل يبنون و يسعى هؤلاء هادمين، و للّه درّ الشّاعر حين قال:
و لو ألف بان خلفهم هادم كفى ـــ فكيف ببان خلفه ألف هادم؟!
هل عملوا مثل عملهم؟ هل دعوا مثل دعوتهم؟ هل أمروا بالمعروف مثل أمرهم؟ هل نهوا عن المنكر مثل نهيهم؟ ... ، لا شكّ أنّ الجواب هو لا و (لا) هي الجواب. فكان الجدير بهم إذن معرفة قدْر أنفسهم إذا كان ثمّة قدْر لديها، ثمّ معرفة قدْر غيرهم مِن ذوي التّقى و الفضل، ليعرفوا بالمقارنة بعد ذلك هل يصحّ أنْ يُقال إنّ السّيف أمضى من العصا!!
و ما أحسن و أبلغ ما قاله الأوّل في أمثال هؤلاء:
أقِلّوا عليهم لا أبًا لأبيكُم مِن اللَّوم ـــ أو سُدّوا المكان الّذي سَدّوا
و ممّن أظهرهم اللّه في هذا الزّمان، و ذاع صيتهم بين الأنام، فأحبّهم القريب و البعيد؛ علماء و مشايخ عاليّي القدْر، شامخي القامة، غزيري العِلم، سالمي المُعتقد، سديدي الرّأي، صِباح الوجوه؛ اشتهروا بدروسهم ومحاضراتهم القيّمة الّتي عالجت مختلف المسائل و القضايا، سواء كانت علمية دعوية، أو واقعية عصرية، و كثيرا ما عُقدت عبر سلاسل في موضوع واحد يتطرّق فيها هؤلاء طرْقا، مِن أبواب عِدّة و جوانب شتّى، كلّّ ذلك يخرجونه في أحسن حلّة؛ جامعين فيه بين فصاحة اللّغة، و عذْب الكلام، و زينة الشِّعر، و براعة الأسلوب، وتسلسل الأفكار، و سهولة العبارة؛ تتجلّى من خلالها غزارة علمهم و قوّة ذكائهم، أمّا لقاءاتهم المفتوحة، وبرامجهم المصوّرة، و كتبهم المؤلّفة؛ فهي الوجه المطابق تماما لمحاضراتهم و دروسهم.
فلا غرابة بعد ذلك أن يَظهر لمثل هؤلاء الأعلام الأفذاذ، مَن يغمسون ألسنتهم في ركام مِن الأوهام و الآثام، ثمّ يبسطونها بإصدار الأحكام عليهم، و التّشكيك فيهم، و خدشهم، و إلصاق التّهم بهم، و طمس محاسنهم، و التّشهير بزلاّتهم الّتي لا يسلم منها عالم، و لا شكّ أنّ هذا من سنن اللّه عزّ و جلّ الّتي قدّرها على أهل الحقّ إلى يوم الدّين، فيُبتلون و يُمتحنون و يصبرون، فيبادلهم اللّه على ذلك رِفعة و تمكينا، قال اللّه عزّ و جلّ لنبيّه عليه الصّلاة و السّلام: [[ما يُقَالُ لَكَ إِلاّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنّ رَبّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَ ذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ]] (سورة فصّلت: الآية 43). نعم إنّها سنّة من اللّه ماضية لكلّ من سلك سبيل الأنبياء و الرّسل و اقتفى آثارهم، و القرآن العظيم قد حوى قصصهم مع أممهم و ما نالهم منهم من الأذى و البلاء.
و مِن باب حفظ كرامة العالم، و الذبّ عن عِرضه و تعظيم حُرمته، تحتّم علينا معاشر الكِرام و الكريمات ضرورة و لِزاماً؛ أنْ نفي بحقّ علمائنا و نردّ شيئا مِن جميلهم بالعمل الدّؤوب و السّعي الحثيث، على دفع ما مِن شأنه أنْ يخدش كرامتهم، أو ينتهك حرمتهم، أو ينتقص عِرضهم، أو يُقلّل شأنهم؛ ندفع الشّبهة بالدّليل، والضّلالة بالهدى، و الظنّ باليقين، و الجهل بالعِلم ... ، كلّ ذلك مُحتسبين عظيم الأجر، مُتحلّين بجميل بالصّبر. نعمل واضعين في الحسبان أنّ الغالطين في حقّ العلماء قسمان؛ قِسم مِن الحثالة الحسدة المعاندين، وقِسم مِن الضّحايا
(يُتْبَعُ)
(/)
المُضلَّلين، و لكلّ قِسم قِسمته مِن التّعامل.
عمل ترتفع به الجهالة عن البعض بهؤلاء العلماء والأسياد الأفاضل، والمشايخ و الدّعاة الأكارم؛ من خلال التّرجمة لهم، و التّعريف بمشايخهم ...
عمل يُبرز أقوال الأكابر في هؤلاء، جامعاً مِن أنوار الهدى جاعلا منها سراجا يأخذه طالب الحقّ بقوّة شامخا غير مستحيي، و يعود من زَيّن له الشّيطان سوء عمله إلى جادّة الصّواب و حظيرته، قبل أن يكون حاله غدا كحال القائلين إذا عُرضت الأعمال و نُصبت الموازين: [[وَ قَالُوا مَا لَنَا لاَ نَرَىَ رِجَالاً كُنّا نَعُدّهُمْ مّنَ الأشْرَارِ () أتّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأبْصَارُ]] (سورة ص: الآيتين: 62 - 63) ...
عمل يُروي الغليل، و يشفي العليل، و يطمْئن الحيران؛ من خلال ردود هؤلاء و أجوبتهم عمّا قيل و كُتب فيهم و حولهم ...
عمل يمحي تلك الصّورة الزّائفة المزيّفة، القاتمة المُغيَّمة؛ المُشوِّهة لعلاقة هؤلاء الأفاضل بكبار العلماء الّتي قيل فيها و قيل ... ، فيرسم بدلها لوحة ربيعية الواقع، نسيمية الهواء، مُشرقة الأنوار، فوّاحة الأزهار، لتتجلّى حقيقة تلك العلاقة، الّتي ملؤُها الحبّ و الوفاء و التّقدير و الاحترام و التّواصل ...
عمل يكشِف جانبا من هموم هؤلاء الّتي يحملونها في الدّعوة إلى اللّه، و انشغالهم بها عن حظوظ أنفسهم، رغم ما أحيط حولها من تشكيكات و تشويهات ...
عمل يسلِّط الضّوء على المنهج الأصيل لهؤلاء الأفاضل، و يُجلّي عقيدتهم المُستمدّة مِن سلفهم الصّالح، ويبيِّن مدى تمسّكهم بالسنّة واستماتتهم في دفاعهم عنها، فيُبَرّؤون ممّا نُسب إليهم ظلما، براءة الذّئب من دم يوسف عليه السّلام ...
عمل يزيدنا حماسا إليه و حِرصا عليه؛ آلامنا على واقع الأمّة المكسورة الجناح، المثخنة بالجراح في سائر بلاد الإسلام الواسعة؛ أمّة قد اجتمع عليها الأعداء من كلّ حدب و صوب اجتماع الأكلة على القصعة ... ، أمّة عادت لإبليس فيها بضاعة الشّرك ليجد فيها سوقا وتسويقا؛ فدُعي غير اللّه، و ذُبح لغير اللّه، ونوزع اللّه في ربوبيته ... ، أمّة يُستنزَف دمها و يُبقَر بطنها بأيادي بعض الخارجين مِن رحمها، فضاقت دنياها بوسعها، و تزعزع الأمن في ديارها، حتّى أطلّ الخوف مِن أعين الرّجال! ... ، و هل يُضمد الجراح الدّامية، و يكسِر الرّماح المترامية، و يوحّد الأمّة على الأحزاب المتعالية؛ إلاّ العالِم العامل المُستنير المخلص؟؛ إنّه العالم الربّاني الّذي يذكّر أمّته بحقّ اللّه على العبيد، و يزيل ركام الجهل عنها إزالة الصّدأ عن الحديد، و ينفخ فيها روح العزّة من جديد ... ، فمَن لهذه الأمّة بعد اللّه عزّ و جلّ إذا أفلت شمس العالم، و انطفأ سراجه، و سقط قدره، و ضعف شأنه؟!.
عمل ننتصر به للحقّ على الباطل في معركة مِن معارك الحرب بينهما ... ، مع علمنا الّذي لا يراوده شكّ أنّه ليس بالضّرورة أن يكون الوقوع في هذا الباطل مقصدا للكثير من إخواننا أو سمة فيهم، و إن كانوا واقعين فيه جهلا منهم أو وهما، جهل و وهم لا يبقى معهما عذر بعد معرفة الحقّ و قيام الحجّة، و إنّما الخَطْب في ظهور الباطل و الشّأن كلّ الشّأن في ردّه، و ليس الشّأن في امتحان قلوب الواقعين فيه و معرفة مآربهم فهذا ينفرد به من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصّدور سبحانه و تعالى.
عمل يدلّ إلى الخير على الخير، و ((مَن دلّ على خير كان له مِثل أجر فاعله)) (رواه مسلم و غيره عن أبي مسعود الأنصاري رضي اللّه عنه) ...
عمل ننسج به حجابا من النّار، طامعين راجين اللّه عزّ و جلّ أن يعتقنا به منها؛ قال عليه الصّلاة و السّلام: ((من ردّ عن عِرض أخيه؛ كان له حجابا من النّار)) (أخرجه الخرائطي في (مكارم الأخلاق) و ابن عساكر عن أبي الدّرداء رضي اللّه عنه، و إسناده لا بأس به في الشّواهد و المتابعات؛ كما في (غاية المرام) تحت حديث رقم 431. أنظر: (الغيبة و أثرها السيّئ في المجتمع الإسلامي، للشّيخ حسين العوايشة: ص36)، و قال: ((من ذبّ عن عِرض أخيه بالغيبة؛ كان حقّا على اللّه أن يُعتقه من النّار)) (أخرجه أحمد عن أسماء بنت يزيد رضي اللّه عنها، و هو صحيح بشواهده و طرقه؛ كما في (غاية المرام): 431. أنظر: المرجع السّابق).
(يُتْبَعُ)
(/)
عمل نمضي به متأسين و قائلين؛ بما ذكره أحد كبار علماء أمّتنا الغالية الرّاحلين عنّا حديثا، فضيلة الشّيخ العلاّمة بكر بن عبد اللّه أبو زيد -رحمه اللّه- في مقدّمته على كتابه النّفيس (تصنيف النّاس بين الظنّ و اليقين) قال رحمه اللّه:
"فأنتخب من مزدَحَم الحياة: العلماء الهداة في مثالهم: العالم العامل بعلمه في خاصة نفسه، ونصحه لله، ولرسوله، ولإمامه، ولعموم أهل الإسلام، فما أن يُذكر اسم ذلك العالم إلاّ و يُرفع في العلماء العاملين، فعلمه وعمله متلازمان أبداً، كالشّاخص والظلّ سواء، و الله يمنّ على مَن يشاء.
فأنتصر له حسبةً لله، لا دفاعاً عن شخصه فحسب، بل وعن حرمات علماء المسلمين ومنهم دعاتهم، و رجال الحِسبة فيهم؛ إذْ بدا لقاء ما يحملونه من الهدى والخير و البيان: اخْتِراقُ: (ظاهرة التجريح) لأعراضهم بالوقيعة فيهم، و فَرْي الجرّاحين في أعراضهم، و في دعوتهم، ولما صَنعَه (سُعاةُ الفِتنة) مِن وقائع الافتراء، وإلصاق التّهم، وألوان الأذى، و رمي الفتيل هنا و هناك، ممّا لا يخفى في كلّ مكان وَ صَلَته أصواتُهم البَغيضَة.
و لِعِظَم الجناية على العلماء، صار من المعقود في أصول الاعتقاد: (و مَن ذكرهُم بسوء فهو على غير سبيل).
و على نحوه كلمات حِسان لعدد من علماء الأمة الهداة في العلم و الدّين.
لذلك، و لما لهم على العامّة و الخاصّة من فضل في تعليم النّاس الخير، ونشر السّنن، و إماتة الأهواء و البدع، فهم قد أوتوا الحكمة يَقضون بها، و يعلّمونَها الناس، و لم يتخلّفوا في كُهوف (القَعَدَة) الذين صرفوا وجوههم عن آلام أمتهم و قالوا: "هذا مغتسل بارد وشراب"، و كأنّما عناهم شوقي بقوله:
و قد يموت كثير لا تُحِسُّهم ـــ كأنّهم مِن هَوَان الخطب ما وُجدوا
بل نزلوا ميدان الكفاح، و ساحة التّبصير بالدّين، و هم الّذين يُنبؤن عن مقياس العظمة (العِصَامِيَّة) التاريخية في أشباحهم المغمورة، لا العظمة (العِظَامِيَّة) الموهومة، كما لبعض أصحاب الرُّتب، و الشّارات، المفَرِّغين لأنفسهم عن قَرْن العِلم بالعَمَل.
إنّ القيم، و الأقدار، و آثارها الحِسان، الممتدّة على مسارِب الزمن لا تُقَوَّم بالجاه، والمنصب، والمال، والشّهرة، وكيل المدائح، والألقاب، وإنّما قَوامها وتقويمها بالفضل، والجهاد، وربط العلم بالعمل، مع نُبْل نفس، و أدَبٍ جمٍّ، و حُسْن سَمْت، فهذه، و أمثالها هي الّتي تُوزن بها الرّجال و الأعمال.
و إلى هذا الطّرازِ المبارك تَشْخُصُ أبصارُ العالَم، و لكلّ نبأٍ مستقَرّ.
لهذا كلّه، صار من الواجب على إخوانهم، الذبّ عن حُرماتهم و أعراضهم بكلمات تَجْلو صدأ ما ألصقه (المنشقّون) بهم من الثّرثرة، و تَكْتِم صَدَى صياحهم في وجه الحقّ. و إيضاح السبيل الآمن الرَّشَد، العدلِ الوسَط" (تصنيف النّاس بين الظّنّ و اليقين: ص 05 - 06 - 07).انتهى كلامه رحمه اللّه رحمة واسعة.
و في الأخير أسأل اللّه عزّ و جلّ أن يغفر لمَن سبقني بالإيمان و أنْ لا يجعل في قلبي غِلاّ للّذين آمنوا، و أن يهديني و إخواني إلى الحقّ، في جليّ الأشياء و خفيّها، و يثبّتنا عليه، و يجمعني و إيّاهم عنده في جنّات و نهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، مع الأنبياء و الصدّيقين و الشّهداء و الصّالحين و العلماء المتّقين، و أسأله الغفور التوّاب؛ السّداد و الإخلاص و الصّواب، و حُسن الخاتمة و المغفرة و الثّواب؛ في القول و العمل، كما أناشد إخواني الدّعاء لي و لوالدي و لكلّ من له عليّ فضل، و لي منّي إليهم مقدّما المحبّة في اللّه و السّلام مع رحمته و بركاته و مغفرته.
و سبحانك اللّهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك و أتوب إليك.
أخوكم محمّد بن حسين حدّاد الأمازيغيّ الجزائري
tarekzyad@gmail.com
ليلة الأربعاء 11 ربيع الأوّل 1429هـ، الموافق لـ: 19 مارس 2008م
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 11:15]ـ
مقال يستحق ان يكتب بماء الذهب ..
فجزاك الله خير يا اخي الفاضل ..(/)
جدول أحكام الهدايا التي تكون مع السلع - مهم جداً
ـ[أبو خالد القرشي]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 11:30]ـ
http://up1.m5zn.com/photo/2008/12/3/05/loxbxiwtq.png/png (http://up1.m5zn.com)
ـ[الغُندر]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 04:31]ـ
لمن هذه وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو خالد القرشي]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 04:42]ـ
الجدول السابق مهذب ومختصر من كتاب " الحوافز التجارية التسويقية وأحكامها في الفقه الإسلامي " الفصل الثاني من الكتاب. وتنسيقها وجدولتها من عملي، لما للجدولة من أهمية في تقريب العلوم وتبسيطها، لا سيما إذا تفرّعت المعلومات وتداخلت.
ولعل الله أن ييسر تنسيق الفصل الثالث من الكتاب وهو " المسابقات التجارية، وأقسامها، وتكييفها الفقهي ".
أشكركم جميعا على المرور.(/)
هل (النهي عن وصْل صلاة بصلاة) يدخل فيه من يصلي في بيته؟
ـ[حمد]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 08:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
صحّ من حديث معاوية أنه قال:
صحيح مسلم ج2/ص601
... فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك أن لا توصل صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج.
السؤال: من يصلي بيته كالنساء، هل يدخل في النهي عن وصل فريضة بنافلة؟(/)
مناهج اللغويين في تقرير العقيدة إلى نهاية القرن الرابع
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 01:48]ـ
خاتمة كتاب مناهج اللغويين في تقرير العقيدة إلى نهاية القرن الرابع الهجري لفضيلة الشيخ الدكتور محمد الشيخ عليو محمد
عن موقع الدرر السنية
الخاتمة
((لا يسعني في ختام هذا البحث إلا أن أشكر المولى عز وجل الذي أمدني بفضله وآلائه وأعانني على إنجاز البحث المتواضع فبنعمته تتم الصالحات وتبلغ الغايات وحسبي أني بذلت فيه مقدار طاقتي أو قاربته فما كان فيه من صواب فهو من فضل الله وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان وأستغفر الله منه وأتوب إليه وقد رأيت أن ألخص أهم معالمه في هذه النقاط التالية:
1 - تبين فيما مضى أن المنهج لغة: هو الطريق البين الواضح واصطلاحا: خطوات عملية منظمة يتخذها الباحث لمعالجة أمر ما للوصول إلى نتيجة ذهبية أو محسوسة.
2 - للمنهج أهمية كبيرة وعظيمة في المعارف كلها إذ بدونه يحصل الاضطراب ويصعب الوصول إلى نتائج حاسمة وتتجلى أهمية العقيدة في المناهج كونها الركيزة الأولى التي تنبني عليها المذاهب المختلفة فما من فرقة إلا وتسلك في مناهجها مع ما يتفق مع عقيدتها وأهوائها ولذلك فإن معرفة منهج الشخص هو الطريق إلى معرفة عقيدته.
3 - للإنسانية مناهج مختلفة في تقرير العقائد عموما منها: المنهج المادي والمنهج العقلاني والمنهج التجريبي والمنهج الإسلامي بين تلك المناهج المختلفة هو: المنبني في تقرير عقيدته على الوحي بقسميه: الكتاب والسنة الصحيحة من غير تمييز بينهما.
4 - وللإسلاميين كذلك مناهج متباينة في تقرير العقائد منها: منهج الخوارج المنبني على التشدد والغلو في الدين ومنهج الرافضة المنبني على الغلو في أهل البيت وتنقص السلف ومخالفة المسلمين ومنهج المرجئة المنبني على التساهل ومنهج المتكلمين المنبني على تقديم العقل على النقل ونفي الصفات أو تأويلها ومنهج الفلاسفة المنبني على الإلحاد والتعطيل ومنهج الصوفية المنبني على الغلو في الأشخاص والرهبانية المبتدعة ومنهج أهل السنة والجماعة بين تلك المناهج المضطربة هو: المنبني على الاعتصام بالكتاب والسنة وما اتفق عليه السلف والتابعون فمن قال بالكتاب والسنة وإجماع السلف كان من أهل السنة والجماعة وتوسط بين الغالين والمقصرين.
5 - اختلف اللغويون قبل القرن الرابع الهجري في تعاملهم مع اللغة العربية لتقرير العقائد تبعا لاختلاف مناهجهم العقيدة فتوزعوا في خمسة مناهج رئيسة هي: منهج أهل السنة والجماعة ومنهج المعتزلة ومنهج الأشاعرة ومن شابههم ومنهج الشيعة والرافضة ومنهج الخوارج.
6 - لمنهج أهل السنة والجماعة في تعامله مع اللغة العربية في تقرير العقائد قواعد وأسس منها: اعتبار العربية أصلا من أصول الدين والتثبت من روايتها ورواتها والاحتكام إلى قوانين العربية وقواعدها والأخذ بالقياس والظاهر وبما تفهمه العرب من خطابها دون الشاذ والغريب والبعيد إلا بقرينة والابتعاد عن المصطلحات الكلامية المستحدثة ومراعاة دلالة السياق وأحوال المتكلم والمخاطب والقرائن في الألفاظ اللغوية والشرعية وتقديم المدلولات الشرعية على اللغوية والاعتماد في تفسير ألفاظ الكتاب والسنة والآثار واللغة على الكتاب والسنة وأقاويل السلف لا على اللغة المجردة
7 - وللمنهج الاعتزالي في تعامله مع اللغة العربية لتقرير العقائد سمات منها: الاعتماد على العقل أو اللغة المجردة أو الأشعار في تفسير المفردات اللغوية الشرعية وتجريد الألفاظ العربية من المعاني التي تدل عليها وحملها على ما يتلاءم مع عقائدهم من غير مراعاة للسياق والتصرف في معاني الألفاظ الشرعية بالوجوه الإعرابية والقراءات الشاذة وتحريف مدلولات الصيغ الفعلية والأدوات والحروف حتى تنسجم مع مبادئهم والتحكم في سياقات اللغة العربية بالتأويل والتقدير وادعاء أن هناك محذوفا يجب تقديره ورد دلالات الألفاظ الشرعية بالأساليب البلاغية المستحدثة وعدم الأخذ بتفسير السلف للغة العربية ورده.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - كذلك للمنهج الأشعري في تعامله مع اللغة العربية في تقرير العقائد سمات منها: الاعتماد على المنهج الاعتزالي مع اللغة العربية السالف الذكر وتفسير المصطلحات العقدية باللغة المجردة أو الأشعار وتطويع اللغة العربية لمتطلبات المذهب وصرف اللفظ عن ظاهره مع عدم بيان المراد منه وهو ما يعرف عندهم بالتفويض غير أنهم يخالفون المعتزلة فيما إذا كان تخريجهم للغة مخالفا لعقائدهم ويتقبلون ألفاظ النصوص المتعلقة بالغيبيات بناء على إثباتهم للسمعيات.
9 - وللمنهج الشيعي الرافضي أيضا خصائص في تعامله مع اللغة العربية لتقرير العقائد منها: الكذب على اللغة وتحريف الكلم عن مواضعه والتصرف في الحروف والوجوه الإعرابية النحوية لدعم المذهب واختيار الأوجه الغريبة والشاذة للاحتجاج بها وتوظيف فقه اللغة لخدمة معتقداتهم وأسمائهم ورد تفاسير السلف للغة العربية جملة وتفصيلا.
10 - أما منهج الخوارج فليس له سمات واضحة في تعامله مع العربية لتقرير العقائد لأنه كان قليل الحظ لدى اللغويين غير أن قدماءهم كانوا نصيين يغالون في فهم ظاهر ألفاظ الكتاب والسنة ولا يلتفتون إلى الأدلة الأخرى الواردة في المعنى نفسه فأوقعهم ذلك في التكذيب لما يخالف ظنهم من الآيات والأحاديث والتكفير على الكبائر وتوابعه أما متأخروهم فقد تأثروا بالمعتزلة وأخذوا بمناهجهم مع اللغة العربية لتقرير العقائد.
11 - تعد العربية أصلا من أصول الدين ومعتمدا من معتمدات الشريعة لأنه لا يفهم معاني الكتاب والسنة إلا بمعرفتها وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب كما أن لها تأثيرا مباشرا ودورا حيويا في فهم العقيدة الصحيحة وتجلى ذلك بوضوح في المسائل اللغوية العقدية المذكورة والتي اختلف فيها أهل السنة والجماعة مع غيرهم وذلك كله مما يدل على أهمية معرفة عقائد اللغويين الذين يرجع إليهم في تفسير كتاب الله وأخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم فإن اتباعهم على الأخطاء اللغوية يؤدي إلى الوقوع في المهالك العقدية.
12 - ظهر في الباب الأول تقرير الأئمة اللغويين: نصر بن عاصم الليثي وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وأبي عمرو بن العلاء وحماد بن سلمة والخليل بن أحمد الفراهيدي وسيبويه ويونس بن حبيب البصري والكسائي والنضر بن شميل النحوي والأصمعي وأبي عمرو الشيباني وأبي عبيد القاسم بن سلام وأبي عمر الجرمي وابن الأعرابي والرياشي وأبي الهيثم الرازي وابن قتيبة وإبراهيم الحربي وثعلب وابن الحداد المغربي وابن دريد ونفطويه وأبي بكر ابن الأنباري وأبي جعفر النحاس وأبي عمر الزاهد (غلام ثعلب) والأزهري وأبي بكر الزبيدي وابن فارس وبديع الزمان الهمذاني لمنهج أهل السنة والجماعة في عقائدهم ومدى الجهود الجبارة التي بذلوها في الرد على المخالفين لأهل السنة والجماعة.
13 - وتبين في الباب نفسه أنه لم يصح اتهام نصر بن عاصم وأبي عمرو بن العلاء بالإرجاء كما لم يثبت اتهام الخليل بمذهب الزيدية أو الإمامية مثلما لم يصح ادعاء المعتزلة والإمامية لسيبويه وتم توجيه مقصد سيبويه في قوله: إن الاسم غير المسمى وظهر صواب تسميته ما سمي بالمجاز بعده بـ (اتساع كلام العرب واختصاره) واتضح طهارة الكسائي من التهم الأخلاقية التي رماه بها حاسدوه وبراءة الإمامين الأصمعي وابن قتيبة من الأشياء المفتراة عليهما كما تبين بُعدُ ابن دريد ونفطويه وابن فارس من التشيع مع توجيه اتهام البعض ابن دريد وابن فارس بالتشيع والأخذ على أبي بكر ابن الأنباري وأبي جعفر النحاس والأزهري وابن فارس في تأويل بعض الصفات وبالأخص الصفات المقرونة بما يقابلها وبيان أن ذلك يخالف منهجهم العام في إثبات الصفات الإلهية على منهج السلف.
14 - وأما الباب الثاني وهو المعقود للمعتزلة فظهر فيه التزام قطرب والأخفش والجاحظ والناشئ الأكبر وابن كيسان وأبي علي الفارسي والمرزباني والرماني والصاحب بن عباد وابن جني والجوهري وأبي هلال العسكري والشريف الرضي بمنهج المعتزلة في تقرير العقيدة مع اختلاف درجاتهم في تقرير المذهب والاستدلال له والدفاع عنه بحسب تمكنهم من العربية وعلم الكلام وتقلد الرئاسة على حين ترجح اتهام هارون الأعور ويحيى بن المبارك اليزيدي وابنه عبد الله بن يحيى بن المبارك وأبي حاتم السجستاني وأبي عثمان المازني وأبي سعيد السيرافي وأبي أحمد
(يُتْبَعُ)
(/)
العسكري بالاعتزال للقرائن التي ذكرناها في مواضعها وتأكد اتهام أبي زيد الأنصاري والمازني بالقدر مع عدم وجود دلائل قاطعة في ذلك.
15 - وظهر في الباب نفسه تأثر كثير من متأخري المعتزلة بالتشيع كالمرزباني والرماني والجوهري وغيرهم أو بالرفض كالصاحب بن عباد والشريف الرضي نظرا لتأثر المعتزلة بالشيعة والعكس منذ أيام المأمون كما بيناه بالتفصيل عند كلامنا على تشيع علي بن عيسى الرماني.
16 - وأما الباب الثالث فظهر فيه وجود جمع من اللغويين الذين سلكوا مسلك الاضطراب في إثبات الصفات الإلهية نفعا وإثباتا كالفراء والمبرد والزجاج والزجاجي وابن خالويه والخطابي وأبي عبيد الهروي الباشاني مع موافقتهم أهل السنة والجماعة في المسائل العقدية الأخرى وعليه فإن ذكرنا لهم عند كلامنا على المنهج الأشعري في التمهيد هو من حيث مشابهتهم للأشاعرة في إثبات بعض الصفات ونفي بعضها لا من حيث الانتساب إليهم كمذهب فإنهم لم يلتزموا لا بقواعد الأشاعرة ولا بقواعد الكلابية في تقرير الصفات وبعضهم مات قبل ولادة الأشعري حسب اطلاعي.
17 - وأما الباب الأخير فظهر فيه ثبوت تشيع أبي الأسود الدؤلي ويحيى بن يعمر العدواني وأبان بن تغلب الجريري ومعاذ بن مسلم الهراء وابن السكيت وأبي حنيفة الدينوري وأبي الفرج الأصفهاني وأبي حاتم أحمد بن حمدان الرازي مع التنصيص على أن تشيع الخمسة الأول كان على نمط قدماء الشيعة الذين كانوا يقدمون عليا على عثمان رضي الله عنهما من غير نيل من باقي الصحابة والسلف على حين كان الأخير شيعياً إسماعيلياً باطنياً شديد العداوة لأهل السنة والجماعة وإن حاول إخفاء مذهبه.
18 - كما ظهر في الباب نفسه انتساب عند عبد العزيز القارئ (بشكست) وأبي عبيدة معمر بن المثني للخوارج وبيان اضطراب أبي عبيدة في باب الصفات الإلهية واتهامه بالشعوبية وإن كانت بعض مؤلفاته تدل على براءته منها وبعد منهج ابن المقفع وأبي بكر بن السراج عن منهج أهل السنة والجماعة مع عدم ثبوت انتسابهما لأحد الفرق وبراءة ابن عبد ربه من التشيع وإن كان فيه انحرافا عن بعض الأمويين وكون منهجه على نمط منهج أهل السنة والجماعة في عصره بصفة عامة وإن كنا لا نعرف تفاصيل منهجه لعدم تأليفه في العقائد.
وفي الختام أوصي إخواني الباحثين الاعتناء بجمع المسائل اللغوية العقدية التي اختلف فيها أهل السنة مع مخالفيهم ودراستها لإبراز أدلة أهل السنة والجماعة اللغوية على مسائل العقيدة والكشف عن مناهجهم مع اللغة العربية لتقرير العقائد وإظهار جهودهم الكبيرة في الرد على المتطفلين على العربية باللغة العربية من أرباب الفرق والأهواء خاصة وأنه لا يوجد كتب مستقلة في ذلك.)) .. انتهى
.............................. .............................. .............................. ..
1.الفراهيدي، الخليل بن أحمد، ت:175هـ من مؤلفاته (كتاب العين، وكتاب العروض، وكتاب الشواهد، وكتاب النقط والشكل)
2. سيبويه، عمرو بن عثمان بن قنبر، ت:180هـ من مؤلفاته (الكتاب)
3. الكسائي، علي بن حمزة بن عبد الله، ت:189هـ من مؤلفاته (معاني القرآن)
4. النضر بن شميل بن خرشة النحوي، ت:203هـ
5. الأصمعي، عبدالملك بن قريب، ت:213هـ من مؤلفاته (الأضداد،)
6. أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي، ت:224هـ من مؤلفاته (الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز وما فيه من الفرائض والسنن، غريب الحديث، فضائل القرآن، الأمثال، الأموال، الإيمان ومعالمه وسننه واستكماله ودرجاته، الخطب والمواعظ، السلاح، الطهور)
7. ابن الأعرابي، محمد بن زياد، ت:231هـ من مؤلفاته (النوادر، الأنواء، الخيل، تاريخ القبائل، الألفاظ)
8. ابن قتيبة الدينوري، عبدالله بن مسلم، ت:276هـ من مؤلفاته (أدب الكاتب، الأشربة وذكر اختلاف الناس فيها، الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة، المسائل والأجوبة في الحديث والتفسير، المعاني الكبير في أبيات المعاني، تأويل مختلف الحديث، تأويل مشكل القرآن، تفسير غريب القرآن، عيون الأخبار، غريب الحديث، الميسر والقداح) وغيرها كثير يفوق الستين
9. إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الحربي، ت:285هـ من مؤلفاته (غريب الحديث، إتباع الأموات، ذم الغيبة، سجود القرآن، رسالة في أن القرآن غير مخلوق، إكرام الضيف)
(يُتْبَعُ)
(/)
10. ثعلب، أحمد بن يحيى بن زيد الشيباني، ت:291هـ من مؤلفاته (معاني القرآن، مجالس ثعلب، الفصيح)
11. ابن الحداد سعيد بن محمد بن صبيح المغربي، ت:302هـ من مؤلفاته (توضيح المشكل في القرآن، المقالات، الاستيعاب، الأمالي، عصمة المسلمين، العبادة الكبرى والصغرى، الاستواء)
12. ابن دريد، محمد بن الحسن الأزي، ت:321هـ من مؤلفاته (جمهرة اللغة، الاشتقاق، ديوان شعر، السرج واللجام، الملاحن)
13. نفطويه، إبراهيم ين محمد بن عرفة، ت:323هـ من مؤلفاته (التاريخ، الرد على من قال بخلق القرآن، مسألة سبحان)
14. ابن الأنباري، أبو بكر محمد بن القاسم، ت:328هـ من مؤلفاته (إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل، الزاهر في معاني كلام الناس، الأضداد، الرد على من خالف مصحف العامة، مشكل القرآن)
15. النحاس، أبو جعفر أحمد بن محمد، ت:328هـ من مؤلفاته (معاني القرآن الكريم، اشتقاق أسماء الله، إعراب القرآن، الناسخ والمنسوخ في كتاب الله، القطع والائتناف)
16. غلام ثعلب، محمد بن عبد الواحد الزاهد، ت:345هـ من مؤلفاته (غريب الحديث، فاءت الفصيح، فضائل معاوية، ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن، المداخل أو المداخلات)
17. الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد، ت:370هـ من مؤلفاته (تهذيب اللغة، الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي)
18. الزبيدي، أبو بكر محمد بن الحسن، ت:379هـ من مؤلفاته (طبقات النحويين واللغويين، لحن العوام، مختصر العين، الانتصار للخليل، هتك ستور الملحدين)
19. أحمد بن فارس بن زكريا، ت:395هـ من مؤلفاته (مأخذ العلم، المجمل في اللغة، تمام فصيح الكلام، معجم مقاييس اللغة، الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب، الحجر، حلية الفقهاء)
20. بديع الزمان الهمذاني، أحمد بن الحسين، ت:398هـ من مؤلفاته (المقامات، رسائل بديع الزمان الهمذاني)
مستفادة من كتاب: ((مناهج اللغويين في تقرير العقيدة إلى نهاية القرن الرابع الهجري))
رسالة دكتوراة لمحمد الشيخ عليو محمد طبعة دار المنهاج 1427هـ
.
.
من نفس الموقع
ـ[تامر المظالي]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 04:09]ـ
أستأذن الأخ الفضيل في رفع الجزء الخاص بتعريف المنهج وأهميته وجزاكم الله خير
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 04:29]ـ
أستأذن الأخ الفضيل في رفع الجزء الخاص بتعريف المنهج وأهميته وجزاكم الله خير
لم أفهم كلامك أخي الفاضل ..
فإن كنت تقصد عزمك على نقل أجزاء من الكتاب ورفعها فسأكون لك شاكرا وما أنا إلاّ ناقل من موقع الدرر السنية كما أشرتُ إليه أمّا إن شئت أن أعينك على نسخ فصل من فصول الكتاب فعلى الرحب والسعة -شرط أن تصبر قليلا-
ـ[تامر المظالي]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 06:11]ـ
نعم أخي أود من فضيلتكم أن تنسخ لي الجزء الأول الخاص بتعريف المنهج وأهميته
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 06:19]ـ
نعم أخي أود!!!!!! أن تنسخ لي الجزء الأول الخاص بتعريف المنهج وأهميته
لك ذلك أخي الكريم ولكن كما قلت -شرط أن تصبر قليلا - (= شهر ونصفه) لأنّي الآن مشغول بالعمل وسأفرغ بعد شهر إن شاء الله
ـ[تامر المظالي]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 06:31]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم وجعل ذلك في ميزان حسناتكم
ـ[تامر المظالي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 05:52]ـ
أين ما وعدت به أخي الكريم؟؟؟؟؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 07:49]ـ
أين ما وعدت به أخي الكريم؟؟؟؟؟
أبشر - خيراً - أخي الكريم .. وما كنت لأترك ما وعدتك به(/)
الرقص الصوفي والنهي عنه! أحكامٌ متّفق عليها!
ـ[خلدون مكي الحسني]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 07:08]ـ
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
بيانُ حُكْمِ الحضْرَة في مذاهب الأَئِمّةِ الأربَعة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله ومن آمنَ به واتّبعه، أمّا بعد:
فقد شَهِدَ عصرنا الحاضر زيادةً مَرَضِيَّةً سرطانيّة في انتشار الغناء ونجوم الغناء مِنَ الماجنين والماجنات، وقد دخَلَتْ أغانيهم الهابطة معظم المحلاّت التجارية، والمنتزهات والمطاعم، والبيوت، وجميع وسائل النقل! إلى حدٍّ مزعج ولا يُطاق، أسألُ الله العافيةَ والفَرَجَ لي ولكلِّ مسلم غيورٍ على دينه؛ وهذه مُشكلة من المشاكل التي تعوق نهوضَ الشباب المسلم، وتُلْهِيه عن الأخطار المحدقة به وبأمّته، وتحجبه عن معرفة الواجب المنوط به والموقع الريادي الذي عليه أن يتبوّأه. ولكنّ المشكلة الأخرى هي أنّ بعض المسلمين ظنّوا أنهم إذا غيّروا كلمات الأغاني الماجنة وجعلوها من الكلام الأدبي أو الإسلامي مع الإبقاء على الألحان والأنغام نفسها، فإنهم بذلك يَسْلَمون من الوقوع في المحرّمات ويكونون قد أتَوا أمراً مباحاً على أقلِّ تقدير! ويَسْتَدِلّون لصحّة فعلهم أنّهم قاسوه على مجالس الإنشاد الديني، ومجالس الذكر والحضرة، التي يحضرها بعض المشايخ! فإنّ تلك المجالس كما يزعمُ أصحابها هي مِنَ الطّاعات والقُربات أو المُباحات، التي ينالُ صاحبها الأجر على فعلها أو حضُورها، ويُنظَرُ إليه في المجتمع على أنه من الصالحين الذين طهّروا آذانهم من سماع الأغاني الماجنة، وعفّوا عن حضور أماكن اللهو والرقص والعبث. وهنا تكمن المشكلة؛ فأوّل أمرٍ حصل فيه خلط للمفاهيم هو أنهم سمّوا غناءهم إنشادًا! مع أنّ الإنشاد في اللغة لا يُرادف الغناء ولا يُشبهه. جاء في القاموس المحيط: ((وأنْشَدَ الضالَّةَ: عَرَّفَها واسْتَرْشَدَ عنها ضِدٌّ، وأَنْشدَ الشِّعْرَ: قرأهُ، وأنشدَ بِهِمْ: هَجاهُمْ. وتناشَدوا: أنْشَدَ بعضُهم بعضًا. والنِّشْدَةُ بالكسر: الصَّوْتُ. والنَّشيدُ: رَفْعُ الصَّوْتِ والشِّعْرُ المُتَناشَدُ كالأُنْشُودَةِ ج: أناشيدُ. واسْتَنْشَدَ الشِّعْرَ: طَلَبَ إنشادَهُ)).انتهى
وفي لسان العرب: ((وأَنشد الشعر وتناشدوا: أَنشد بعضهم بعضًا والنَّشِيدُ فَعِيلٌ بمعنى مُفْعَل والنشيدُ الشعر المتناشد بين القوم ينشد بعضهم بعضًا)). انتهى
إذن ليس في الإنشاد أنغام ولا ألحان إنما هو قراءة الشعر بصوت مرتفع، أمّا إذا صار فيه ألحان وأوزان فهو غناء. قال في القاموس المحيط: ((شَدَا الإبِلَ: ساقَها و (شدا) الشِعْرَ: غَنَّى به أو تَرَنَّمَ وأنْشَدَ بَيْتاً أو بَيْتَيْن بالغِناءِ)).انتهى
فحقيقة الأمر أنّ هذا الذي يسمّي نفسه مُنشدًا إنّما هو مُغَنٍّ، وما يفعله هو غناء وليس إنشادًا. لذلك نجد في كتب الفقه أنّ الفقهاء يسمّون مجالس السماع عند بعض الصوفية بمجالس الغناء والرقص، وحتى الصوفيّة أنفسهم كانوا في السابق يُسمّونه غناءً ويظنونَ أنه جائز ومباح. وقد آخذهم العلماء على ذلك.
وقد جمعتُ بعض فتاوى العلماء من المذاهب المعتمدة في بلادنا من الشافعيّة والحنفيّة والمالكيّة والحنابلة، وكذلك عرضتُ كلام بعض كبار الصوفيّة الأوائل في خصوص الغناء والرقص، ليَتَبّيَّن للقارئ حقيقة موقف فقهاء الإسلام من هذا الأمر.
وغرضي مِنْ ذلك أن يتنبّه المسلمون للخطأ الذي يرتكبونه، وللإساءة للدِّين التي يمارسونها من دون قصد منهم، والله أعلم. وهذه الفتاوى هي لكبار علماء المذاهب ومن أشهر كتبهم وعليها العمل. وهم يستعملون عدّة مسمّيات لمسمّىً واحد وهو ما يَفْعلُه الصوفيّة من الغناء في المساجد أو المجامع تحت اسم مجلس ذكر أو احتفال بالمولد! فقد يسمّونه السماع أو التَّغْبِِير أو الغناء وكلّه غير جائز عندهم. وطبعًا كلام العلماء هنا إنما هو على مسألة تلحين الشعر والغناء به والرقص والتّواجد، وسترى شدّة فتاويهم في منعه وإنكاره، فما بالك إذا كان هذا الشعر فيه إشكال لما يتضمَّنه من ألفاظ غير شرعية؟!
· أولاً المذهب الحنفي
1ـ قال البزازي الحنفي في الفتاوى البزازية 4/ 349 الطبعة الثالثة التركيّة
(يُتْبَعُ)
(/)
(( .... وغرضُه استماع الدف والمزمار واللعب بالرقص الذي أحدثه أولاً السامري حين أخرج لهم عجلاً جسداً له خوار، وقد نقلَ صاحبُ الهداية (المرغيناني) فيها: أنّ المغنّي للناس، إنما لا يَقْبَل شهادَتَه لأنّه يجمَعُهم على كبيرة، والقرطبي: على أنّ هذا الغناء وضرب القضيب والرقص حرام بالإجماع عند مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد. في مواضعَ من كتابه.
وسيّد الطائفة الشيخ أحمد البسوي صرّحَ بحرمته. ورأيتُ فتوى شيخ الإسلام جلال الملّة والدين الكرماني أنّ مُستَحلّ هذا الرقص كافرٌ. ولما عُلِمَ أنّ حرمَتَهُ بالإجماع لزم أن يكفِّر مُسْتَحِلَّه. وللشيخ الزمخشري في " كشافه " كلماتٌ فيهم، تقوم بها عليهم الطّامة، ولصاحب "النهاية" والإمام المحبوبي أيضاً كلام أشدّ من ذلك)).انتهى
2ـ وقال في "شرح الكنز للنسفي" بعد ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ لَعِبِ ابن آدم حرامٌ إلا ثلاثة: ملاعبة الرجل أهله، وتأديبه لفَرَسه، ومُناضَلَته لقوسه)): وهذا نصٌّ صريحٌ في تحريم الرقص الذي يسمّيه المتصوفة الوقت وسماع الطيب، وإنّما هو سماعٌ فيه أنواعُ الفسق وأنواعُ العذاب في الآخرة)).انتهى
3ـ وفي حاشية الطحاوي على المراقي 2/ 311: ((وأما الرقص والتصفيق والصريخ وضرب الأوتار والصنج والبوق الذي يفعله بعض من يدعي التصوف فإنه حرام بالإجماع لأنها زيُّ الكفار)).انتهى
4ـ وفي الفتاوى البزازية 4/ 338:"قرَأَ القرآن على ضرب الدفّ والقضيب يكفر لاستخفافه. وأدبُ القرآن أن لا يُقرَأ في مثل هذه المجالس. والمجلس الذي اجتمعوا فيه للغناء والرقص لا يُقرأُ فيه القرآن كما لا يُقرأ في البِيَع والكنائس لأنّه مجمَعُ الشيطان".انتهى
5ـ وقال في "اليتيمة": سُئل الحلواني عمَّن سَمّوا أنفسهم الصوفيّة، واختصّوا بنوع لِبْسةٍ، واشتغلوا باللهو والرقص، وادّعوا لأنفسهم المنزلَةَ، فقال: أَفْتَرَوا على الله كذباً أم بهم جِنَّةٌ؟!
6ـ وجاء في "التتارخانيّة" عن الخصاف: هل يجوز الرقص والسماع؟
الجواب: لا يجوز، وذَكَرَ في "الذخيرة" أنّه كبيرة، ومَنْ أباحه منَ المشايخ فذلك للذي حركاته كحركات المرتعش. انتهى
7ـ وفي "تحفة الملوك" 1/ 284 تحت عنوان (تصرفات الصوفية)
((ويجبُ منعُ الصوفية الذين يدَّعون الوَجْدَ والمحبَّة عن رفع الصوت وتمزيق الثياب عند سماع الغناء لأن ذلك حرامٌ عند سماع القرآن فكيف عند سماع الغناء الذي هو حرام خصوصًا في هذا الزمان)).انتهى
· ثانياً المذهب الشافعي
1ـ روى البيهقي في مناقب الشافعي 2/ 208: عنيونس بن عبد الله الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول:
(لو أن رجلاً تصوَّف من أول النهار لم يأت عليه الظهر إلا وجدته أحمقَ).
2ـ قال الإمام الشافعي رحمه الله:
((تركت بالعراق شيئاً يقال له (التغبير) (1)، أحدثه الزنادقة ليصدُّوا الناس عن القرآن))
روى ذلك أبو نعيم في الحلية 9/ 146 والزبيدي في شرح إحياء علوم الدين 6/ 458 والخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صـ3، وابن الجوزي 244 - 249.
4ـ وقد سُئلَ الإمام أبو إبراهيم المُزَني رحمه الله، وكان من كبار أصحاب الإمام الشافعي رحمه الله، فقيل له: ما تقول في الرقص على الطار والشبّابة؟ فقال: هذا لا يجوز في الدين. فقالوا أَمَا جوّزه الإمام الشافعي؟ فأنشد رحمه الله تعالى:
حاشا الإمامَ الشافعي النّبيه ... أن يرتقي غير معاني نبيه
أو يتركَ السنّةَ في نُسكه ... أو يبتَدِعَ في الدِّين ما ليس فيه
أو يبتدع طاراً وشبابة ... لناسك في الدِّين يقتديه
الضربُ بالطارات في ليلة ... والرقصُ والتصفيقُ فِعْلُ السّفيه
هذا ابتداعٌ وضلالٌ في الورى ... وليس في التنزيل ما يقتضيه
ولا حديث عن نبيّ الهدى ... ولا صحابي ولا تابعيه
بل جاهلٌ يلعبُ في دينه ... قد ضيّعَ العمرَ بلهوٍ وتيه
إيّاك تغتر بأفعال من ... لا يَعرفُ العلمَ ولا يبتغيه
جهلٌ وطيشٌ فعلُهم كله ... وكلُّ مَنْ دانَ به تزدريه
أنكر عليهم إن تكن قادراً ... فهم رجال ابليس لاشكّ فيه
ولا تخف في الله من لائمٍ ... وفّقك الله لما يرتَضيه. انتهى
[انظر المدخل لابن الحاج 3/ 97]
5ـ وقال سلطان العلماء العز بن عبد السلام في كتابه:"قواعد الأحكام في مصالح الأنام" 2/ 186:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وأما الرقص والتصفيق فَخِفَّةٌ ورعونة، مُشْبِهَةٌ لرعونة الإناث لا يفعلها إلا راعن أو متصنع كذّاب، كيف يتأتى الرقص المتَّزن بأوزان الغناء، ممن طاش لُبُّه وذهب قلبه، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((خير الناس قرني، ثمّ الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)) ـ متفق عليه ـ ولم يكن واحد من هؤلاء الذين يقلّدونهم يفعل شيئاً من ذلك".انتهى
ـ وقال أيضًا في كتابه قواعد الأحكام ص 679 بتحقيق الشيخ عبد الغني الدقر:"الرقص لا يتعاطاه إلا ناقص العقل، ولا يصلُح إلا للنساء".انتهى
6ـ و من شعر الإمام العز بن عبد السلام في وصف المتصوِّفة:
ذهبَ الرجالُ وحالَ دون مَجَالهم ... زُمَرٌ من الأوباش والأنذالِ
زَعموا بأنهم على آثارهم ... ساروا ولكنْ سِيرة البَطَّالِ
لَبسوا الدَّلوق مرقعاً وتقشَّفوا ... كتقشّف الأٌقطاب والأبدالِ
قطعوا طريق السالكين وأظلموا ... سُبُلَ الهدى بجَهالةٍ وضَلالِ
عَمروا ظَواهرهم بأثواب التقى ... وحشوا بواطنهم من الأدغالِ
إنْ قلتَ: قال اللهُ قال رسولهُ ... همزوكَ همزَ المنكرِ المتغالي
ويقول قال قلبي لي عن خاطري ... عن سرِّ سري عن صفا أفعالي
عن حضرتي عن فكرتي عن خلوَتي ... عن جَلْوَتي عن شاهدي عن حالي
عن صفْوِ وقتي عن حقيقة حكمتي ... عن ذات ذاتي عن صفا أفعالي
دعوى إذا حققتها أَلْفَيْتَها ... ألقاب زور لُفِّقَت بمحالِ
تركوا الشرائع والحقائق واقتدوا ... بطرائق الجهَّال والضلالِ
جعلوا المِرَا فتحاً، وألفاظ الخَنَا ... شطحاً وصالوا صَوْلَةَ الإدلالِ
[انظر الفكر السامي للشيخ محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي 3/ 69]
7ـ وقال الشربيني الشافعي في مغني المحتاج 4/ 426:
قال السبكي (وهو من كبار الأئمّة الشافعية) السماعُ على الصورة المعهودة منكرٌ وضلالة وهو من أفعال الجهلة والشياطين ومَنْ زعم أن ذلك قُربة فقد كذب وافترى على الله ومن قال إنه يزيد في الذوق فهو جاهل أو شيطان ومن نسبَ السماع إلى رسول الله يُؤدَّب أدباً شديداً ويدخل في زمرة الكاذبين عليه صلى الله عليه وسلم ومن كذب عليه متعمداً فليتبوأ مقعده من النار وليس هذا طريقة أولياء الله تعالى وحزبه وأتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم بل طريقة أهل اللهو واللعب والباطل وينكر على هذا باللسان واليد والقلب. انتهى
وذَكَرَه أيضًا الدَّمِيري الشافعي في "شرح المنهاج".انتهى
8ـ وجاء في مغني المحتاج 4/ 426
((ويُكره الغناء وهو بالمد وقد يقصر وبكسر المعجمة رفعُ الصوت بالشعر لقوله تعالى {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} قال ابن مسعود هو واللهِ الغناء. رواه الحاكم ورواه البيهقي عن ابن عباس وجماعة من التابعين. هذا إذا كان "بلا آلة" من الملاهي المحرَّمة، ويكره "سماعه" كذلك، والمراد استماعه ولو عبّر به كان أولى، أما مع الآلة فحرامان)).
9 ـ وقال الإمام شرف الدين إسماعيل بن المقري اليمني الشافعي صاحب "روض الطالب" و "إرشاد الحاوي" في الفقه الشافعي، في قصيدته في ذمّ الرقص:
قالوا: رَقصْنا كما الأُحْبوشُ قد رقصوا ... بمسجد المصطفى، قُلنا: بلا كَذِبِ
الحُبْشُ ما رقصوا، لكنهم لَعِبوا ... مِنْ آلة الحَرْبِ بالآلات واليَلَبِ
وذلك اللعبُ مندوبٌ تَعلُّمُه ... في الشرع للحرب تدريباً لكلّ غبي [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=3#_ftn2)
10 ـ يقول الإمام أبو الطيب طاهر الطبري شيخ الشافعية (348 - 450هـ) في آخر كتابه في ذمِّ السماع: ((فمن حظّه من التصوف الإلحاح في الطلب، وكثرة الأكل، وسهر الليل، وسماع الغناء، والفرقعة بالأصابع، ودق الرجل والطقطقة بالقضيب، فإنّما هو راكب ظلماء، وخابط عشواء قد أسرته شهوته، و أهلكه هواه، وغلبته نفسه، وقطعته الغفلة عن الاهتمام بالدين وسياسة النفس، وكان من الهالكين إلا أن يتوب الله عليه)). انتهى
11ـ وقال الشيخ تقي الدين الحصني الشافعي في كتابه "كفاية الأخيار" 1/ 159؛وهو من الكتب المعتمدة في المذهب، في كتاب الزكاة عند بيان الأصناف التي تُدفع إليهم الزكاة:
(يُتْبَعُ)
(/)
" ... الأراذل من المتصوّفة الذين قد اشتهر عنهم أنهم من أهل الصلاح المنقطعين لعبادة ربّهم، قد اتخذ كل منهم زاوية أو مكاناً يُظهر فيه نوعاً من الذكر، وقد لفَّ عليهم من له زي القوم وربّما انتمى أحدهم إلى أحد رجال القوم كالأحمدية والقادرية، وقد كذبوا في الانتماء، فهؤلاء لا يستحقّون شيئًا من الزكوات، و لا يحلُّ دفع الزكاة إليهم، ومَنْ دفعها إليهم لم يقع الموقع وهي باقية في ذمّته، ..... ويجب على كل من يقدر على الإنكار أن يُنكر عليهم، وإثمهم متعلّق بالحكام الذين جعلهم الله تعالى في مناصبهم لإظهار الحق، وقمع الباطل وإماتة ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بإماتته والله أعلم ".انتهى
9ـ وقال الشيخ الحصني أيضاً في كفاية الأخيار 2/ 225 كتاب الأقضية عند ذكر من لا تُقبَل شهادتهم:
" ... فلا تُقبل شهادة القمّام، وهو الذي يجمع القمامة أي الكناسة ويحملها، وكذا القيّم في الحمّام، ومَنْ يلْعب بالحمام يعني يُطيّرها لينظر تقلّبها في الجو، وكذا المغنّي سواء أتى الناس أو أتوه، وكذا الرّقاص كهذه الصوفيّة الذين يسعون إلى ولائم الظلمة والمكسة، ويُظهرون التواجد عند رقصهم، وتحريك رؤوسهم، وتلويح لحاهم الخسيسة كصنع المجانين، وإذا قُرئ القرآن لا يستمعون له، ولا يُنصتون، وإذا نعق مزمار الشيطان صاح بعضهم على بعض بالوسواس قاتلهم الله ما أفسقهم وأزهدهم في كتاب الله، وأرغبَهم في مزمار الشيطان وقرن الشيطان، عافانا الله من ذلك".انتهى [وهناك أيضاً فتوى الإمام البدر ابن جماعة الشافعي ستأتي في آخر الرسالة ضمن أقوال الصوفية، حيث يستشهدون بها].
· ثالثاً المذهب المالكي
1ـ جاء في كتاب "ترتيب المدارك" للقاضي عياض 2/ 54: "قال التِّنيسيُّ: كنا عند مالك وأصحابه حوله، فقال رجلٌ مِنْ أهلِ نَصيبين: عندنا قوم يُقال لهم الصوفيّة، يأكلون كثيراً، ثمّ يأخذون في القصائد، ثمّ يقومون فيرقصون؟ فقال مالك: أَصبيانٌ هم؟ قال: لا، قال: أمجانينُ هم؟ قال: لا، هم قومٌ مشايخ، وغيرُ ذلك عقلاء، فقال مالك: ما سمعتُ أنّ أحداً من أهل الإسلام يفعلُ هذا!!
فقال له الرجل: بل يأكلون، ثمّ يقومون ويرقصون دَوَائبَ، ويلطم بعضُهم رأسه، وبعضهم وجهه، فضحك مالك ثم قام فدخل منزله، فقال أصحابُ مالك للرجل: لقد كنتَ يا هذا مشؤوماً على صاحبنا، لقد جالسناه نيِّفاً وثلاثين سنة، ما رأيناه ضحك إلا في هذا اليوم! ".انتهى
2ـ وقال أبو العبّاس القرطبي المحدّث صاحب "المفهم في شرح صحيح مسلم" عند كلامه على الغناء عند الصوفيّة: (( .. وأمّا ما ابتدعته الصوفيّة في ذلك، فمِن قَبيل ما لا يُخْتَلفُ في تحريمه، لكنّ النفوس الشهوانيّة غلَبَت على كثيرٍ ممن يُنسَبُ إلى الخير، حتى لقد ظهَرَتْ من كثير منهم فَعَلاتُ المجانين والصبيان، حتى رَقَصوا بحركاتٍ متطابقة، وتقطيعاتٍ متلاحقة، وانتهى التَّواقُحُ بقومٍ منهم إلى أن جعلوها مِنْ بابِ القُرَب وصالحِ الأعمال، وأنَّ ذلك يُثمِرُ سَنِيَّ الأحوال، وهذا على التحقيق: مِنْ آثار الزندقة، وقول أهل المَخْرَقَة، والله المُستعان)).انتهى
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي عقِبَه: ((وينبغي أن يُعْكَسَ مُرادهم، ويُقرأ: (يُثمرُ سَيِّءَ الأحوال عوض سنيَّ الأحوال).انتهى [انظر فتح الباري 2/ 368]
3ـ وجاء في المدخل لابن الحاج المالكي الصوفي 3/ 98:
(فصلٌ) وأشدُّ من فعلهم السّماع كونُ بعضهم يتعاطونه في المساجد؛ وقد تقدّم توقير السلف رضي الله عنهم للمساجد؛ كيف لا يكون ذلك وقد كانوا يكرهون رفع الصوت فيه ذكراً كان أو غيره. وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رفع الصوت بالقراءة فيه، ........ وبعضُ هؤلاء يفعلون السماع على ما هو عليه اليوم في المساجد ويرقصون فيها وعلى حُصُرِ الوقف!.انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
4ـ وقال القاضي أبو بكر الطرطوشي في كتابه المسمى بكتاب "النهي عن الأغاني": (( .. وبلغنا أنّ طائفة من إخواننا المسلمين؛ وفّقنا الله وإيّاهم؛ قد استزلّهم الشيطان واستهوى عقولهم في حبِّ الأغاني وسماع الطقطقة واعتَقَدَتْه مِنَ الدِّين الذي يُقرّبهم من الله تعالى وجاهرَت به جماعة المسلمين وشاقّت به سبيل المؤمنين وخالفت العلماء والفقهاء وحمَلَةَ الدين {ومن يُشاقق الرسول من بعد ما تبيّنَ له الهُدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين، نولّه ما تولّى ونُصْله جهنّم وساءت مصيراً} وقد سُئلَ مالك رحمه الله عمّا رخّص فيه أهلُ المدينة منَ الغناء. فقال: إنّما يفعله عندنا الفسّاق، ونهى عن الغناء واستماعه. وأمّا أبو حنيفة رحمه الله فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب، وكلّ ذلك مذهب أهل الكوفة سفيان وحمّاد وإبراهيم والشعبي لا اختلاف بينهم في ذلك، ولا نعلم أيضاً بين أهل البصرة خلافاً في كراهيّة ذلك والمنع منه. وأمّا الشافعي رحمه الله فقال في كتاب القضاء: إنّ الغناء لهوٌ مكروه ويشبه الباطل والمحال. وكان الشافعي يكره الطقطقة بالقضيب ويقول وضعته الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن القرآن. ... وهذه الطائفة (يعني الصوفية) مخالفة لجماعة المسلمين لأنهم جعلوا الغناء ديناً ورأت إعلانه في المساجد والجوامع)).انتهى [المدخل 3/ 101]
5ـ وقال الحسن: "ليس الدفّ من سنّة المسلمين"، وقد سأَلَ إنسانٌ القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (وهو أحد فقهاء المدينة السبعة) عن الغناء.فقال: أنهاك عنه وأكرهه لك، قال أحرامٌ هو؟، قال: انظر يا ابن أخي إذا ميّزَ الله بين الحقّ والباطل منْ أيّهما يحصل الغناء؟
وقال الحكم بن عيينة رحمه الله: السماع يورث النفاق كما ينبت الماء الزرع.
وقال الفضيل بن عياض: الغناء رقية الزنا.
وقال الضحاك: الغناء مفسدة للقلب مسخطة للربّ.
وقال ابن الكاتب: إيّاك والغناء.
وقال المُحاسبي في رسالة الإرشاد: الغناء حرام كالميتة.
وقال بعض الزهاد: الغناء يُورث العناد في قوم، ويورث التكذيب في قوم، ويورث الفساد في قوم.
قال ابن الحاج: ((ونحنُ لا نذمّ إنشاد الشعر ولا نحرّمه، وإنما يصير الشعرُ غناءً مذمومًا إذا لُحّنَ وصُنعَ صَنْعَةً تورثُ الطرب وتزعج القلب وهي الشهوة الطبيعية)).انتهى [المدخل 3/ 105]
6ـ وقال ابن الحاج المالكي: فإن قيل: أليس قد روي عن جماعة من الصالحين أنهم سمعوه؟ قُلنا: ما بلغنا أنّ أحداً من السلف الصالح سمعه ولا فعله، وهذه مصنّفات أئمة الدين وعلماء المسلمين مثل مصنّف مالك بن أنس وصحيح البخاري ومسلم وسنن أبي داود وكتاب النسائي رضي الله عنهم إلى غيرها خالية من دعواكم وهذه تصانيف فقهاء المسلمين التي تدور عليها الفتوى قديماً وحديثاً في شرق البلاد وغربها، فقد صنّف المسلمون على مذهب مالك بن أنس تصانيفَ لا تحصى وكذلك مصنّفات علماء المسلمين على مذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من فقهاء المسلمين، وكلّها مشحونة بالذبّ عن الغناء وتفسيق أهله! فإن كان فعله أحدُ من المتأخّرين فقد أخطأ ولا يلزمنا الاقتداء بقوله ونترك الاقتداء بالأئمة الراشدين)).انتهى [المدخل 3/ 108]
7ـ ((فإن سألوا عن معنى قراءة القرآن بالألحان. فالجواب: أنّ مالكاً قال: لا تعجبني القراءة بالألحان ولا أحبه في رمضان ولا غيره لأنّه يُشبه الغناء، ويُضحك بالقرآن فيُقال فلان أقرأ من فلان.
وقال مالك: لم تكن القراءة في المصحف في المسجد من أمرِ الناس القديم، وأوّل منْ أحْدَثَه الحجّاج. وقال: وأكره أن يُقرأ في المصحف في المسجد.
وقال بعض الصالحين: مَنْ تلذّذَ بألحان القرآن حُرِمَ فَهْمَ القرآن)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن الحاج: ((وأمّا الدفّ والرقص بالرجل وكشفُ الرأس وتخريق الثياب فلا يخفى على ذي لبٍّ أنه لعبٌ وسُخْفٌ ونبذٌ للمروءة والوقار ولِما كان عليه الأنبياء والصالحون .... ولو لم يكن في السماع والرقص شيء يُذمّ إلا أنه أول من أحدَثَه بنو إسرائيل حين اتخذوا العجلَ إلهاً من دون الله تعالى فجعلوا يغنّون بين يديه ويُصفّقون ويرقصون ... فهم أصلٌ لما ذُكر وما كان هذا أصله فينبغي بل يتعيّن على كلّ عاقل أن يهربَ منه ويولّي الظهر عنه إنْ كان عاجزاً عن تغييره، وأمّا إن كان له قدرة على ذلك فيتعين عليه والله الموفّق.
وقال القاسم بن محمد: الغناء باطل والباطل في النار.
وقال ابن القاسم: سألتُ عنه مالكاً فقال: قال تعالى (فماذا بعد الحقّ إلا الضلال) أفحقٌّ هو؟!)).انتهى [المدخل 3/ 110ـ118]
8ـ ((وسُئل الإمام القاضي أبو بكر الطرطوشي رحمه الله: ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصُّوفية؟ وأُعْلِمَ - حرس اللهُ مُدَّتَه - أنه اجتمع جماعة من الرجال، فيكثرون من ذكر الله تعالى، وذكر محمد صلى الله عليه وسلم ثمَّ إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم، ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقع مغشيَّاً عليه، ويحضرون شيئاً يأكلونه. هل الحضور معهم جائز أم لا؟ أفتونا مأجورين يرحمكم الله.
الجواب: - يرحمك الله - مذهبُ الصوفية بطالة وجهالة وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأما الرقص والتواجد فأوَّل من أحدثه أصحاب السامري، لمّا اتّخَذَ لهم عجلاً جسداً له خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون فهو دينُ الكفار وعبّاد العجل، وأما القضيب فأول من اتخذه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى، وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعهم من الحضور قي المساجد وغيرها، ولا يحلُّ لأحدٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم، وهذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وغيرهم من أئمة المسلمين وبالله التوفيق)).انتهى [من تفسير القرطبي (11/ 237 - 238)]
9ـ ((وقد ذُكرَ أنّ بعض الناس عمَلَ فتوى وكان ذلك في سنة إحدى وستين وستمئة ومشى بها على الأربع مذاهب ولفظها: ما تقول السادة الفقهاء أئمة الدين وعلماء المسلمين وفّقهم الله لطاعته وأعانهم على مرضاته، في جماعة من المسلمين وردوا إلى بلدٍ فقصدوا إلى المسجد وشَرَعوا يصفّقون ويُغنّون ويرقصون تارةً بالكفّ، وتارةً بالدّفوف والشبابة فهل يجوز ذلك في المسجد شرعاً أفتونا مأجورين يرحمكم الله تعالى.
فقالت الشافعيّة: السماع مكروه يشبه الباطل مَنْ قال به تُرَدُّ شهادته والله أعلم.
وقال المالكيّة: يجبُ على ولاة الأمور زجرهم وردعهم وإخراجهم من المساجد حتى يتوبوا ويرجعوا، والله أعلم.
وقالت الحنابلة: فاعلُ ذلك لا يُصلّى خلفه ولا تُقبل شهادته ولا يُقبل حكمه وإنْ كان حاكماً. وإنْ عُقِدَ النكاح على يده فهو فاسد، والله أعلم.
وقالت الحنفيّة: الحُصُرُ التي يُرقص عليها لا يُصلّى عليها حتى تُغسل والأرضُ التي يُرقصُ عليها لا يُصلّى عليها حتى يحفر ترابها ويُرمى، والله أعلم)).انتهى [المدخل 3/ 99]
10ـ وقال القرطبي المُفسِّر الصوفي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن" 7/ 348 عند تفسيره لقوله تعالى:
{إنما المؤمنون الذين إذا ذُكرَ الله وَجِلَت قلوبهم وإذا تُلِيَت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربّهم يتوكّلون}
فقال رحمه الله: " وصَفَ الله تعالى المؤمنين في هذه الآية بالخوف والوَجَل عند ذكره. وذلك لقوّة إيمانهم ومراعاتهم لربّهم، وكأنّهم بين يديه. ونظير هذه الآية {وبشّر المُخبتين، الذين إذا ذُكرَ الله وجلت قلوبهم} وقال: {وتطمئنّ قلوبهم بذكر الله} فهذا يرجِعُ إلى كمال المعرفة وثقة القلب. والوَجَل: الفزع من عذاب الله؛ فلا تناقض. وقد جمعَ الله بين المعنيين في قوله {الله أنزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مَثَانيَ تقشعرُّ منه جلود الذين يخشون ربهم ثمّ تلينُ جلودُهم وقلوبهم إلى ذكر الله} أي تسكن نفوسهم من حيث اليقين إلى الله وإن كانوا يخافون الله. فهذه حالة العارفين بالله، الخائفين من سطوته وعقوبته؛ لاكما يفعله جُهّال العوامّ والمبتدعة الطَّغام
(يُتْبَعُ)
(/)
مِنَ الزعيق والزّئير، ومِنَ النُّهاق الذي يُشبه نُهاق الحمير. فيُقال لمن تعاطى ذلك وزعم أنّ ذلك وجدٌ وخشوع: لم تبلغ أنْ تساوي حالَ الرسول ولا حال أصحابه في المعرفة بالله، والخوف منه، والتعظيم لجلاله؛ ومع ذلك فكانت حالهم عند المواعظ الفهْمَ عن الله والبكاء خوفاً من الله. ولذلك وصفَ الله أحوال أهل المعرفة عند سماع ذكره وتلاوة كتابه فقال: {وإذا سمعوا ما أُنزل إلى الرسول ترى أعيُنَهُم تفيضُ من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربّنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين}
فهذا وصفُ حالهم وحكايةُ مقالهم. ومنْ لم يكن كذلك فليس على هديهم ولا على طريقتهم؛ فمن كان مُستنَّاً فليستنّ بهم، ومَنْ تعاطى أحوال المجانين والجنون فهو أخسّهم حالاً؛ والجنون فنون. انتهى
11ـ وقال أبو عبد الله القرطبي في تفسيره 14/ 58:
قال أبو الفرج: وقال القفّال من أصحابنا: لا تقبلُ شهادة المغنّي والرقاص.
قلتُ: وإذا ثبتَ أنّ هذا الأمر لا يجوز فأخذ الأجرة عليه لا يجوز. وقد ادعى أبو عمر بن عبد البرّ الإجماع على تحريم الأجرة على ذلك. انتهى
12ـ وسُئل الشيخ الصالح عبد العزيز بن محمد القيرواني المالكي عن قومٍ تسمّوا بالفقراء يجتمعون على الرقص والغناء، فإذا فرغوا من ذلك أكلوا طعاماً كانوا أعدّوه للمبيت عليه، ثمّ يَصِلُونَ ذلك بقراءة عشْرٍ من القرآن والذكر، ثمّ يُغنّون ويرقصون ويبكون، ويزعمون في ذلك كلّه أنهم على قُربة وطاعة ويدعون الناس إلى ذلك ... فما الحكم فيهم وفيمن رأى رأيهم هل تجوزُ إمامتهم وتقبلُ شهادتهم أم لا؟ بيّنوا لنا ذلك.
فأجاب: بأن قال: ..... ولم يكن أحدٌ في مغربنا من هذه الطوائف فيما سلف، إلى أن ظهرت هذه الطائفة الأميّة الجاهلة الغبيّة الذين وَلَعوا بجمع أقوام جهّال فتصدّوا إلى العوام الذين صدورهم سالمة، وعقولهم قاصرة، فدخلوا عليهم من طريق الدّين، وأنهم لهم من الناصحين وأنّ هذه الطريق التي هم عليها هي طريق المحبّين، فصاروا يحضّونهم على التوبة والإيثار والمحبّة وصدق الأخوّة، وإماتة الحظوظ والشهوة وتفريغ القلب إلى الله بالكلّية، وصرفه إليه بالقصد والنيّة. وهذه الخصال محمودة في الدّين فاضلة، إلا أنّ الذي في ضمنه على مذاهب القوم سموم قاتلة، وطامّاتٌ هائلة. وهذه الطائفة أشدُّ ضرراً على المسلمين، منْ مرَدَةِ الشياطين، وهي أصعبُ الطوائف للعلاج، وأبعدها عن فهم طُرُقِ الاحتجاج، لأنهم أول أصلٍ أصّلوه في مذهبهم، بُغضُ العلماء والتنفير عنهم، ويزعمون أنهم عندهم قطّاع الطريق المحجوبون بعلمهم عن رتبة التحقيق، فمن كانت هذه حالته، سقطت مكالمته، وبعدت معالجته، فليس للكلام معه فائدة، والمتكلّم معه يَضْرِبُ في حديدٍ بارد، وإنما كلامنا مع من لم ينغمس في خابيتهم، ولم يسقط في مهواتهم، لعلّه يسلم من عاديتهم، وينجو من غاويتهم.
واعلموا أنّ هذه البدعة في فساد عقائد العوام، أسرع من سريان السمّ في الأجسام، وأنها أضرّ في الدين من الزنى والسرقة وسائر المعاصي والآثام، فإنّ هذه المعاصي كلها معلوم قبحها، عند من يرتكبها ويجتلبها، فلا يُلَبِّس مُرْتَكِبُها على أحد، وتُرجى له التوبة والإقلاع عنها. وصاحبُ هذه البدعة يرى أنها أفضل الطاعات، وأعلى القربات، فبابُ التوبة عنه مسدود، وهو عنه شرودٌ مطرود، فكيف ترجى له منها التوبة، وهو يعتقد أنها طاعة وقربة، بل هو ممن قال الله فيهم:
{قل هل أُنبّئُكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضلَّ سعيُهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعا ً}، وممن قال فيهم: {أفَمَنْ زُيِّنَ له سوءُ عمَلِه فَرَآهُ حَسَناً}.
ثمَّ ضررُ المعاصي إنما هي في أعمال الجوارح الظاهرة، وضررُ هذه البدع إنما هي في الأصول التي هي العقائد الباطنة، فإذا أُفسد الأصل، ذهب الفرع والأصل، وإذا فسد الفرعُ بقي الأصل و يُرجى أن ينجبر الفرع وإن لم ينجبر الفرع لم تذهب منفعة الأصل. ثمَّ إنّ الذي يُغوي الناس ويدعوهم إلى بدعته، يكونُ عليه وزره ووزر من استنّ بسنّته. قال الله العظيم: {لِيَحْمِلُوا أوزارهم كاملةً يومَ القيامة وَ مِنْ أوزار الذين يُضِلُّونهم بغير عِلْمٍ، ألا ساء ما يَزِرون} ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سنّ سُنّةً حسنة كان له أجرُها وأجرُ من عمِل بها إلى يوم القيامة، ومن سنَّ سُنّةً سيّئةً كان عليه وِزرُها ووِزرُ من عمل بها إلى يوم القيامة)) ولا تنشأ هذه العلل إلاّ مِنْ مَرَضٍ في القلب خفيّ، أو حُمْقٍ جليّ، فاحذروها واحذروا أهلها. ولا تغترّوا بهم ولو أنّهم يطيرون في الهواء، ويمشون على الماء. فإنّ ذلك فتنةٌ لِمَنْ أراد الله فتنَتَه، وعَلِمَ شِقوَته. قال الله تعالى: {ومَنْ يُرِد الله فِتْنَتَه فَلَنْ تَملك له من الله شيئاً}.فلا يغترّ أحدُكم بما يَظْهَرُ منَ الأوهام والخيالات مِنْ أهل البدع والضلالات، ويعتقد بأنّها كرامات، بل هي شُرُكٌ وحِبالات، نصَبَها الشيطان لِيَقتَنِصَ بها مُعْتَقِدَ البدع ومرتكبَ الشهوات، وإنّما تكون من الله الكرامة لِمَنْ ظهرت منه الاستقامة، وإنما تكون الاستقامة باتّباع الكتاب والسنّة، والعمل بما كان عليه سلَفُ هذه الأمّة، فمن لم يسلُك طريقهم، ولم يتّبع سبيلهم، فهو ممن قال الله فيهم: {وَمَنْ يُشاققِ الرسول مِنْ بعد ما تَبَيَّنَ له الهدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين، نولّه ما تولّى ونُصْله جهنّم وساءت مصيراً}.
فمَنْ حرَّفَ كتابَ الله أو تركَ العمل به أو عطّله، فقد افترى على الله كذباً، واتّخذ آيات الله هزواً ولعباً، فإذا رأيتم مَنْ يُعظّم القرآن فعظّموه، وإذا رأيتم من يُكرم العلماء وأهل الدين فأكرموه. قال الله العظيم: {ومن يُعظّم حُرُمات الله فهو خيرٌ له عند ربّه}. ومن رأيتموه خالفَ القرآن فارْفُضُوه واهجروه في الله وأبغضوه. ومن رأيتموه يُجانب العلماء فجانبوه، فإنّه لا يُجَانِبُهم إلا ضالٌ مبتدع، غير مقتدٍ بالشرع ولا متّبع، فإنّ الشرائع لا تُؤخذُ إلا عن العلماء، الذين هم ورَثَة الأنبياء، كيف وقد جعل الله شَهَادَتَه وشهادة ملائكته كشهادة أُولي العلم. قال الله تعالى: {شَهِدَ اللهُ أنّه لا إله إلا هوَ والملائكةُ و أُلوا العلم، قائماً بالقسط}. ولَسْتُ أعني بالعلماء المشتغلين في زماننا هذا بعلوم الجدال والمماراة، ولا المُعْتنين بدَرْسِ مسائل الأقضية والشهادات، فيتقرّبون بذلك إلى جمع الحُطام، والتّقرّب من الوُلات والحكّام، ونَيْلِ الرِّياسة عند العوام، وإنّما نعني بالعلماء الذين يعملون بعلمهم وقال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: ((يَحْمِلُ هذا الدّين من كُلّ خَلَفٍ عُدُولُه، ينفونَ عنه تحريفَ الغالين، وانتحال المبطلين)) فأولئك وَرَثَةُ النّبيين وأئمّة المتّقين الذين يجب أن يُقتَدى بهم ويتأدّب بآدابهم، ويُقتفى آثارهم، وتحفظ أخبارهم، ولكنّهم ضمّهم لحودهم، وقلَّ على بسيط الأرض وجودهم فما يورد من آثارهم أثر، فهم الكبريتُ الأحمر، وإنْ كان عجز عن بلوغ رتبتهم وقصّر، لكنّه يعرفُ الحقّ فلا يغلط في نفسه ولا يغترّ، فهذه النّصيحة لِمَنْ وَقَفَ عليها مِنَ الإخوان الصّادقين والمريدين، والعامّة المسلمين المصحِّحين، لِيُميِّزوا بها بين المُحِقِّين والمُبطلين مِنَ المنتمين إلى الدّين ولا يغْتَرّوا بالملْبَس منْ أجل حُسن الظنّ ومحبّتهم للصالحين، ويدخل عليهم الخلل في عقائدهم، ويميلون بها إلى عوائدهم.
وأمّا ما ذكَرْتُموه مِنْ أفعالهم واشتغالهم بالرقص والغنا والنّوح فممنوعٌ غيرُ جائزٍ، قال الله تعالى: {ومِنَ النّاس منْ يَشْتَري لهْوَ الحديث لِيُضلَّ عن سبيل الله}.
قال مالك في المدوّنة: "وأكره الإجارة على تعليم الشعر والنوح وعلى كتابة ذلك".
قال عياض: معناه نوحُ المُتَصوِّفة وإنشادهم على طريق النوح والبكاء، فمن اعتقد في ذلك أنّه قُرْبة لله تعالى فهو ضالٌ مُضِلّ، وَلا يعْلَمُ المسكين أنّ الجنّة حُفّت بالمكاره، وأنّ النار حُفّت بالشهوات، والله تعالى لم يَبعَث أحداً منَ الأنبياء باللهو والرّاحة والغِناء، وإنّما بُعِثوا بالبِرِّ والتقوى وما يُخالف الهوى. قال تعالى: {وأمّا مَنْ خَافَ مقامَ رَبِّهِ ونهى النَّفْسَ عنِ الهوى فإنَّ الجنّة هي المأوى}. فالباطل خفيفٌ على النفوس، ولذلك خفّ في الميزان، والحقُّ ثقيلٌ، ولذلك ثَقُلَ في الميزان، قال تعالى: {إنّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قوْلاً ثَقيلاً} ...............
وأمّا ما ذكرتموه منْ قراءة القرآن والاستماع إليه فإنه جائز. وفيه قربة وطاعة لله عزّ وجل قال تعالى: {وإذا قُرِىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلّكم ترحمون}. وإن كان بعضٌ أوّل ذلك في الصلاة. وهذا إذا كان على الوجه المأذون فيه؛ لا يقصد به رياءً ولا سُمعة.
قال أبو محمد في رسالته: "ويبجّل كتاب الله العزيز فلا يُتلى إلا بسكينة ووقار". والنساء فيما ذكرنا كالرجال فالمنعُ في حقّهن أشدُّ.
وكتب عبد العزيز بن محمد القيرواني حامداً الله ومصلٍ على نبيّه المصطفى.
ـ وسُئلَ فقيهُ بجاية وصالحها أبو زيد سيّدي عبد الرحمن الواغليسي عن مثل هذا السؤال.
فأجابَ عنه بما نصّه:
"قد نصَّ أهلُ العلم فيما ذكرتَ منْ أحوال بعض الناس منَ الرقص والتصفيق، على أنّ ذلك بدعةٌ وضلال. وقد أنكره مالك وتعجّب ممن يفعل ذلك لمّا ذُكر له أنّ أقواماً يفعلون ذلك فقال: أصبيانٌ هم أم مجانين؟! ما سمِعْنا أحداً من أهل الإسلام يفعل هذا. انتهى [المعيار المُعْرب للونشريسي ج11/ 29]
13ـ وجاء في المدونة الكبرى 3/ 432
قلتُ: أكان مالك يكره الغناء؟ قال: كره مالك قراءة القرآن بالألحان فكيف لا يكره الغناء!! انتهى
(1) جاء في لسان العرب: قال الأَزهري وقد سَمَّوْا ما يُطَرِّبون فيه من الشِّعْر في ذكر الله تَغْبيراً كأَنهم إذا تنَاشَدُوهُ بالأَلحان طَرَّبوا فَرَقَّصوا وأَرْهَجوا فسُمّوا مُغَبِّرة لهذا المعنى قال الأَزهري وروينا عن الشافعي رضي الله عنه أَنه قال أَرى الزَّنادِقة وَضَعوا هذا التَّغْبِير ليَصُدّوا عن ذكر الله وقراءة القرآن.
(2) انظر رسالة الرّهص والوقص لمستحلّ الرقص (حُكم الحضرة في الإسلام) للعلاّمة إبراهيم بن محمد الحلبي الحنفي 956هـ
صاحب كتاب (ملتقى الأبحر) ص42 بتحقيق الأستاذ حسن السماحي سويدان. واليَلَب: هو سيور تلبس بمنزلة الدرع، وهو من أسماء الترس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلدون مكي الحسني]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 07:27]ـ
14ـ وسُئل الشيخ أبو إسحاق الشاطبي (من أئمة المالكية والمرجع في علم الأصول) عن حال طائفة ينتمون إلى التّصوّف والفقر، يجتمعون في كثير من الليالي عند واحد من الناس، فيفتتحون المجلس بشيء من الذكر على صوت واحد ثمّ ينتقلون بعد ذلك إلى الغناء والضرب بالأكفّ والشطح، هكذا إلى آخر الليل ويأكلون في أثناء ذلك طعاماً يَعُدُّه لهم صاحبُ المنزل، ويحضر معهم بعض الفقهاء، فإذا تُكُلِّمَ معهم في أفعالهم تلك يقولون: لو كانت هذه الأفعال مذمومة أو محرّمة شرعاً لما حضرها الفقهاء.
فأجابَ ما نصّه: الحمد لله كما يجب لجلاله، والصلاة على محمّدٍ وآله. سَألتَ وفّقني الله وإيّاك عن قومٍ يتسمّون بالفقراء، يجتمعون في بعض الليالي، ويأخذون في الذكر ثم في الغناء والضرب بالأكفّ والشطح إلى آخر الليل، وأنّ اجتماعهم على إمامين من أئمّة ذلك الموضع يتوسّمان بوسم الشيوخ في تلك الطريقة، وذكرتَ أنّ كل منْ يُزْجَر عن ذلك الفعل، يحتجُّ بحضور الفقهاء معهم ولو كان حراماً أو مكروهاً لم يحضروا معهم.
والجواب والله الموفّق للصواب: إنّ اجتماعهم للذكر على صوت واحد إحدى البدع المحدثات التي لم تكن في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في زمن الصحابة ولا من بعدهم، ولا عُرِفَ ذلك قطُّ في شريعة محمدٍ عليه السلام، بل هو من البدع التي سمّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ضلالة، وهي مردودة. ففي الصحيح أنه عليه السلام قال: ((مَنْ أحْدَثَ في أمرنا ما ليس منه فهو ردٌّ)) يعني فهو مردود وغير مقبول، فذلك الذكر الذي يذكرونه غير مقبول. وفي رواية ((مَنْ عمل عملاً ليس عليه أمْرُنا فهو مردود)). وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته: أما بعد فإن خيرَ الحديث كتابُ الله وخيرَ الهدي هَدْيُ محمدٍ، وشرَّ الامور مُحدثاتُها وكلَّ بدعةٍ ضلالة. وفي رواية وكلَّ محدثة بدعة وكلَّ بدعة في النار. وهذا الحديث يدُلُّ على أنّ صاحب البدعة في النار. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
وعن الحسن البصري أنه سُئلَ وقيل له: ما ترى في مجلسنا هذا؟ قومٌ من أهل السنّة والجماعة لا يطعنون على أحد نجتمعُ في بيت هذا يوماً فنقرأ كتاب الله وندعو الله ربّنا، ونصلّي على النبي صلى الله عليه وسلم، وندعو لأنفسنا ولعامّة المسلمين. قال: فنهى الحسنُ عن ذلك أشدَّ النهي، لأنه لم يكن من عمل الصحابة ولا التابعين. وكل ما لم يكن عليه عمل السلف الصالح، فليس من الدين، فقد كانوا أحرصَ على الخير مِنْ هؤلاء ولو كان فيه خير لفعلوه. وقد قال تعالى: {اليومَ أكملتُ لكم دينَكُم}.
قال مالك بن أنس: فما لم يكن يومئذٍ ديناً لم يكن اليوم ديناً. وإنّما يُعبدُ الله بما شَرَع.
وهذا الاجتماع لم يكن مشروعاً قط فلا يصحّ أن يُعبدَ الله به.
وأمّا الغناء والشطح فمذمومان على ألسنة السلف الصالح. فعن الضّحاك: الغنا مفسدةٌ للقلب مسخطةٌ للربّ. وقال المحاسبي: الغنا حرامٌ كالميتة. وسُئلَ مالك بن أنس عن الغنا الذي يُفْعل بالمدينة فقال: إنما يفعله عندنا الفساق. و هذا محمول على غنا النساء و أما الرجال فغناؤهم مذمومٌ أيضاً، بحيث إذا داوم أحدٌ على فعله أو سماعه سقطت عدالته، لما فيه من إسقاط المروءة ومخالفة السلف. وحَكَى عياض عن التنيسي أنه قال: كنا عند مالك وأصحابه حوله، فقال رجل من أهل نصيبين يا أبا عبد الله عندنا قوم يُقال لهم الصوفيّة، يأكلون كثيراً، ثمّ يأخذون في القصائد، ثمّ يقومون فيرقصون؟ فقال مالك: أَصبيانٌ هم؟ قال: لا، قال: أمجانينُ هم؟ قال: لا، هم قومٌ مشايخ، وغيرُ ذلك عقلاء، فقال مالك: ما سمعتُ أنّ أحداً من أهل الإسلام يفعلُ هذا!! اُنظُر كيف أنكر مالك و هو إمام السنة أن يكون في أهل الإسلام من يفعل هذا إلا أن يكون مجنوناً وصبياً. فهذا بيّنٌ أنه ليس من شأن الإسلام. ثم يقال ولو فعلوه على جهة اللعب كما يفعله الصبيان لكان أخف عليهم مع ما فيه من إسقاط الحشمة وإذهاب المروءة، وترك هدي أهل الإسلام و أرباب العقول، لكنهم يفعلونه على جهة التقرب إلى الله والتَّعبُّد به، وأن فاعله أفضل من تاركه، وهذا أدهى و أمرّ، حيث يعتقدون أن اللهو واللعب عبادة
(يُتْبَعُ)
(/)
، وذلك من أعظم البدع المحرمات الموقعة في الضلالة الموجبة للنار والعياذ بالله.
وأمّا ما ذكرتم من شأن الفقيهين الإمامين، فليسا بفقيهين إذا كانا يحضران شيئًا من ذلك وحضورهما ذلك على الانتصاب إلى المشيخة قادحٌ في عدالتهما فلا يُصلّى خلف واحدٍ منهما حتى يتوبا إلى الله من ذلك، ويَظْهَرَ عليهما أثر التوبة، فإنه لا تجوز الصلاة خلف أهل البدع نص على ذلك العلماء. و على الجملة فواجب على من كان قادراً على تغيير ذلك المنكر الفاحش، القيام بتغييره وإخماد نار الفتنة، فإن البدع في الدين هلاك، و هي في الدين أعظم من السم في الأبدان والله الواقي بفضله. والسلام على من يقف على هذا من كاتبه: إبراهيم الشاطبي. انتهى وتقيد بعقبه بخط المجيب رحمه الله ما نصه: ما كُتِب فوق هذا ويمنته صحيح عني حسبما كتب، فليروه عني من شاء على حسب ما وقع هنا والله الموفّق للصواب. و كتب ذلك بخطه العبد الفقير إلى رحمة ربه إبراهيم الشاطبي المذكور في العشر الأواخر لذي قعدة عام 786 هـ.
15ـ و أجاب عن السؤال السابق أيضاً الفقيه الصالح أبو عبد الله الحفار المالكي بما نصه: ((الحمد لله والصلاة على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. الجواب مستعيناً بالله: إن هذه الطائفة المنتمية للتصوف في هذا الزمان وفي هذه الأقطار، قد عظُم الضرر بهم في الدين، وفشت مفسدتهم في بلاد المسلمين ولا سيما في الحصون والقرى البعيدة عن الحضرة هنالك، يُظهرون ما انطوى عليه باطنهم من الضلال، من تحليل ما حرم الله، والافتراء عليه وعلى رسوله. وبالجملة فهم قوم استخلفهم الشيطان على حَلِّ عُرى الإسلام و إبطاله، وهدم قواعده ولسنا لبيان حال هؤلاء، فهم أعظم ضرراً على الإسلام من الكفار، و إنما يقع الجواب على حال من ذكر في السؤال على تقدير سلامة عقيدته، لكنهم قوم جهلة، ليس لديهم شيء من المعارف ولا يحسن واحد منهم أن يستنجي ولا يتوضأ دعْ ما سوى ذلك، لا يعرف ما فرض الله عليه. بهيمة من البهائم في دينه، و ما أوجب الله عليه في يومه وليلته، ليس عنده من الدين إلا الغنا والشطح، و آكل أموال الناس بالباطل، واعتقاد أنه على شيء. وهذا كله ضلال من وجوه:أعظمها أنهم يوهمون على عوام المسلمين و من لا عقل له من النساء، ومن يشبههن في قلة العقل من الرجال أن هذه الطريقة التي يرتكبونها هي طريقة أولياء الله وهي من أعظم ما يتقرب به إلى الله فيضلون ويضلون، وفي ذلك افتراء على الله وعلى أوليائه وعلى شريعته و أوليائه. قال عمر رضي الله عنه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضرة الصحابة رضي الله عنهم: ((أيها الناس قد سُنَّت لكم السنن، وفُرِضت لكم الفرائض، وتركتم على الجادة، إلا أن تميلوا بالناس يميناً وشمالاً)). فليس في دين الله ولا فيما شرع أن يُتقرب إليه بغناءٍ ولا شطح، والذكر الذي أمر به وحث عليه ومدح الذاكرين له به، هو على الوجه الذي كان يفعله صلى الله عليه وسلم ولم يكن على تلك الطريقة من الجمع ورفع الصوت على لسان واحد ( .... ) فلا يُتقرب إلى الله إلا بما شرع وعلى الوجه الذي شرع، فمِن كلام السلف: لن يأتي آخر هذه الأمة بأهدى مما كان عليه أولها. وسُئِلَ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن الصراط المستقيم فقال: ((تركنا محمد صلى الله عليه وسلم في أدناه وطرفه في الجنة، وعن يمينه جواد و عن شماله جوادّ (جمع جادّة) وعليها رجال يدعون من مرّ بهم، هلم لك، هلم لك. فمن أخذ منهم في تلك الطرق سُلك به إلى النار، ومن استقام على الطريق الأعظم انتهى به إلى الجنة)) ثم تلا ابن مسعود هذه الآية: {وأنَّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّقَ بكم عن سبيله}. وحين ذَكَرَ عليه السلام أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل من هي يا رسول الله؟ قال: ((ما أنا عليه وأصحابي)). أو كما قال عليه السلام إلى غير ذلك مما جاء في هذا الباب ولا يُحصى كثرةً. وإنما حمل هذه الطائفة على ارتكاب هذه الطرق المهلكة في الدين أنهم لمّا احتاجوا إلى ما يحتاج إليه الناس من المأكل والمشرب والملبس وسائر المآرب التي يحتاج الإنسان إليها، ولم تكن لهم لا صناعة ولا حرفة يتعيشون بها، أو كانت و صَعُب عليهم الكدّ في طلب
(يُتْبَعُ)
(/)
المعاش، وتكلُّف الخدمة لخسّة همتهم بركونهم إلى الدَّعة والراحة، فسوَّل لهم الشيطان و زيَّن لهم هذه الطريقة التي هي لهو ولعب، ولبَّسوا فيها على الجُهَّال بالذِّكْر الذي يفتتحون به مجالسهم، ولَبِسوا المرقّعات و نَصَبوها شبكةً إذ كانت لباسَ الخِيَار من أهل هذه الطريقة قبل أن تدخلها البدع و الضلالات. وقالوا لهم: هذه طريقة الأولياء، وهي أقرب الطرق إلى الله و إلى نيل رضاه والكونِ في جواره في الآخرة، فتهافت الجهّال عليهم وأوصلوهم إلى ما شاءوا من نيل شهواتهم إلى أقصى الغايات؛ فالإنسان إذا قيل له كُل واشرب واشطح وتلذذ بالغنا والْهُ والعب طول عمرك ولا تتعب في عبادة ولا غيرها ثم مصيرك في الآخرة إلى أعلى الدرجات مع الأولياء والصالحين، فيرى أن هذه الجنة معجلة قبل الموعود بها، وأنه قد حصل على ما لا غاية بعده من السعادة.
فأيُّ مصيبة أعظم من هذه في إضلال عباد الله؟ فالواجب على من قدر على هؤلاء ـ الذين هم كالأَكَلَة في جَنْبِ الدين ـ أن يمنعهم ويحول بينهم وبين ما هم بسبيله وأن يُجليهم عن موضعه، فهو في ذلك مجاهد مأجور، فمفاسدُهم متعددة ديناً ودنيا. قال بعض الحكماء لتلامذته: كونوا كالنحل في الخلايا، قالوا كيف النحلُ في الخلايا؟ قال: إنها لاتترك عندها بطالاً إلا نفته و أقصته عن الخلية لأنه يُضيّق عليهم المكان ويأكلُ العسل ويعلّمُ الكسل. فهؤلاء القوم هذه صفتهم، لأنه لا نفْعَ بهم، فهم يُضيّقون على الناس في المساكن، ويَأكلون أرزاقهم بغير حق، ويعلّمونهم الكسل، وتَرْكَ الحِرَف، والاتِّكال على ما في أيدي الناس، وهم بمنزلة الربيع في أثناء الزرع يُضيّقُ المكان، ويستبدُّ بالماء، ويفسد الزرع، فلذلك يُقلع ويرمى به ( ... )
وأمّا حضور الفقهاء معهم وقولهم لو كنّا على غير طريقة مرْضيّة لما حضرها الفقهاء معنا. فيُقال: إنّ حضور الفقهاء معهم ليس بدليل على الجواز، ولا عدمه دليلٌ على المنع، ولا يُعرفُ الحقُّ بالرجال، بل الرجالُ يُعرفون بالحق، فالفقيه إذا حضَرَ معهم ووافق واستحسَنَ فِعْلَهم فهو مثلهم بل هو شرٌّ منهم وهو باسم الفسق أولى منه باسم الفقه. وإنْ حضرَ ليرى تلك الطريقة وما تنطوي عليه حتى يحكُمَ بما يشاهد من أحوال أهلها، ثمّ بعد ذلك يحكم عليها بما يقتضيه الفقه، فحضوره حسن. وإنْ كان حضوره على جهة تفريج النفس، كما يحضُر الإنسان مجالس اللهو واللعب، فإنْ تكرر ذلك منه على هذا الوجه، فذلك مسقطٌ لعدالته. وإن كانت فلتة فلْتُقَل عثرته ولا يَعُدْ للحضور معهم فيكون مثلهم على ما أشار إليه قوله تعالى: {فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره إنّكم إذاً مثلهم}. فمن كثَّرَ سواد قومٍ فهو منهم.
هذا ما حضرَ تقييدُه في هذا الوقت والسائل يستحث في التعجيل. فهذا القدر كافٍ في الغرض المطلوب. والله يُوفّقنا إلى الاقتداء بسلفنا، ويعصمنا من الابتداع في الدِّين، والسلام على منْ يقف على هذا والرحمة والبركة من كاتبه محمد الحفّار. انتهى [المعيار المُعْرب للونشريسي 11/ 42]
16ـ وجاء في المنظومة الطويلة البديعة للعلاّمة عبد الرحمن بن سعيد الأخضري المغربي (وكان شاذلياً) رحمه الله، هذه الأبيات التي يصفُ فيها الصوفية وغناءهم ورقصهم:
والرقصُ والصراخ والتصفيق ... عمداً بذكر الله لا يليق
وإنما المطلوبُ في الأذكارِ ... الذكرُ بالخُشوع والوقارِ
فقد رأينا فرقةً إنْ ذَكَروا ... تَبَدَّعوا وربّما قد كفروا
وفعلوا في الذكر فعلاً منكراً ... صعباً فجاهدهم جهاداً أكبرا
خلّوا من اسم الله حرف الهاء ... فألحدوا في أعظم الأسماء
لقد أتوا واللهِ شيئاً إدّاً ... تخرّ منه الشامخات هداً
والألف المحذوف قبل الهاء ... قد أسقطوه وهو ذو إخفاء
وزعموا أن لهم أحوالا ... وأنهم قد بلغوا الكمالا
والقوم لا يدرون ما الأحوال ... فكونها لمثلهم محال
حاشا بساط القدس والكمال ... تطؤه حوافر الجهال
والجاهلون كالحمير الموكفة ... والعارفون سادة مشرفة
وقال بعض السادة المتّبَعة ... في رجز يهجو به المبتدعة
ويذكرون اللهَ بالتَّغْبِير ... ويشْطَحون الشَّطح كالحمير
وينبحون النبح كالكلاب ... طَريقُهم ليست على الصَّواب
وليس فيهم من فتىً مطيع ... فلعنة الله على الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
قد ادَّعوا مراتباً جليلة ... والشرع قد تجنَّبوا سبيله
لم يدخلوا دائرة الحقيقة ... كلا ولا دائرة الطريقة
لم يقتدوا بسيد الأنام ... فخرجوا عن ملَّة الإسلام
لم يدخلوا دائرة الشريعة ... وأولعوا ببدعٍ شنيعة
لم يعملوا بمقتضى الكتاب ... وسنَّةِ الهادي إلى الصَّواب
قد مَلَكَت قلوبَهم أوهام ... فالقوم إبليس لهم إمام
17ـ وسُئل القاضي أبو عمرو بنُ منظور عن إمام قرية يؤمُّ الناس، وهو يُحب طريقة الفقراء، وفي القرية زاوية يجتمع فيها بعضٌ من أصحاب القرية ليلة الجمعة وليلة الإثنين والإمام المذكور معهم، يستفتحون بعشْرٍ من القرآن ويبدؤون بالذكر الموصوف لهم، فإذا فرغوا منه يستفتحُ المَدَّاحُ وأصحابه دائرون عليه يضربون الكفّ ويقولون معه، والإمام المذكور يمدَحُ مع المدّاحين ويَضْرب الكفَّ معهم ويرقص مع الذي رقص منهم، فإذا كان ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم يمشي الإمام معهم إلى قرية أخرى بنحو عشرين ميلاً من قريتهم ويبقى المسجد بلا خطبة ولا إمام ولا أذان حتى يرجعون، وتكون غيبتهم أربعة أيّام أو ثلاثة أيام. فقيل إنّ الإمام الذي يعمل هذا لا تجوز إمامته، والذي يسمع العريف خيرٌ منَ الفقراء، والإمام المذكور يعلَمُ أنّ طريقةَ الفقراء بدعةٌ لم تكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في عهد التابعين بعده، ويعلمُ أنّ أفضل الذكر ما خفي، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. ولكن حمَلَهُ على هذا محبّته في الذكر وفي مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبّته في مُجَامعة الإخوان، هل يلزم من اغتاب هذه الطريقة شيء أم لا؟
فأجَابَ: تأمّلتُ السؤال بمحوله، وقد سُئل عن مثله العلماء الفقهاء الذين يُقتَدى بهم ويُعْمَلُ على قولهم، والكلُّ منعوا تلك الطريقة وقالوا بتبديع مرتكبها، والسنّةُ بخلاف ذلك، والرقصُ لا يجوز، وهو تلاعبٌ بالدِّين، وليس من أفعال عباد الله المهتدين. وإمامة مَنْ يرى هذا المذهب ويسلك طريقهم لا تجوز، لاسيما وقد انضاف إليه مع عمله هذا تعطيل المسجد وتركه دون مؤذّن ولا إمام. {ومَنْ أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكرَ فيها اسمه وسعى في خرابها} وهذا يدخل تحت الوعيد. وقولُ من قال إنّ مَنْ يسمع العريف خيرٌ من الفقراء فهذا يظهر أنه صحيح، ووجهه أنّ الذي يسمعُ العريف عاصٍ ويعلمُ أنه على غير شيء. وهذا الذي يشطح ويرقص يعتقد أنه على شيء وهو على غير شيء أو متلاعب، وما خُلقنا للعب، وهو بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. ويكون للإمام حظّه من هذه الطريقة، وحضوره كافٍ في منع إمامته، لأنه مكثّر سوادهم، ومنْ كثّر سواد نوعٍ منهم عُدَّ منهم. وأمّا محبّة الرسول والصّحابة فيُتَوَصَّلُ إليها بغير هذا، وهي ساكنة في القلب، والإكثار من الصلاة والسلام عليه والرضى عن أصحابه في نفسه وفي بيته هو وجهُ العبادة. والطّاعنُ في هذا الإمام وإنْ كان من قرية أخرى قامَ على وجه الحُسْبة وتغيير المنكر، فلا عتابَ عليه إن شاء الله تعالى. فهذا وجه الجواب عن السؤال بمحوله. انتهى
18ـ وأجابَ: الشيخ أبو الحسن العامري: الاجتماعُ على الذكرِ إذا كان يَذْكر كلُّ واحد وحدَه، وأمّا على صوتٍ واحد فكرهه مالك. وأمّا القيامُ والشطح فمَنْ ظنَّ أنه عبادة فهو جاهل تجب عليه التوبة من ذلك، فإنْ ناظرَ على ذلك وقال إنّه عبادة فقد خالف الإجماع، ومُخالفَةُ الإجماع كُفْرٌ فيُسْتَتاب فإنْ تابَ وإلا قُتِلَ.
وكيفَ يعتقدُ أن يُعْبَدَ اللهُ بشطحٍ وهو لهوٌ ولعب؟ !!.انتهى
19ـ وأجَابَ: سيدي أبو عبد الله السرقسطي عن نظيرتها بما نصّه: جوابُ السؤال بمحوله أنّ طريقة الفقراء في الذكر الجهري على صوتٍ واحد والرقص والغناء بدعةٌ مُحدثة لم تكن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلُّ بدعة ضلالة، وكلُّ ضلالة في النّار. فمن أرادَ اتباع السُنّة واجتناب البدعة في ذكر الله والصلاة على رسوله فلْيَفْعَل ذلك منفرِداً بنفسه غير قارن ذكره بذكر غيره، ولْيُخْفِ ذكْرَهُ فهو أفضل له، وخير الذكر الخفي، وعمل السرّ يفضل عمل العلانية في النّوافل بسبعين ضِعْفاً. انتهى [المعيار المُعْرب للونشريسي 1/ 160]
· رابعاً مذهب الحنابلة:
1ـ جاء في كتاب المغني لابن قُدامة المقدسي الحنبلي 14/ 159 - 160
(يُتْبَعُ)
(/)
فصلٌ في الملاهي: وهي على ثلاثة أَضْرُبٍ؛ محرّم ..... و ضربٌ مباح وهو الدُّف فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالدف)) أخرجه مسلم وذكر أصحابنا وأصحاب الشافعي أنه مكروه في غير النكاح لأنه يُروى عن عمر ((أنه كان إذا سمع الدف بعث فنظر فإن كان في وليمة سكت وإن كان في غيرها عمد بالدِّرَّة)) [1] وأمّا الضرب به (أي بالدف) للرجال فمكروه على كل حال لأنه إنما كان يَضْرِبُ به النساء والمخنثون المتشبهون بهن ففي ضرب الرجال تشبه بالنساء وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء. انتهى
ـ وقد سُئل الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى:
ما تقول السادة الفقهاء - أحسن الله توفيقهم - فيمن يسمع الدف والشبابة والغناء ويتواجد، حتى إنه يرقص. هل يحل ذلك أم لا؟ مع اعتقاده أنه محب لله، وأن سماعه وتواجده ورقصه في الله؟. وفي أي حال يحل الضرب بالدف؟ هل هو مطلق؟ أو في حالة مخصوصة؟. وهل يحل سماع الشعر بالألحان في الأماكن الشريفة، مثل المساجد وغيرها؟
فقال الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله: إن فاعل هذا مخطئ ساقط المروءة، والدائم على هذا الفعل مردود الشهادة في الشرع، غير مقبول القول، ومقتضى هذا: أنه لا تقبل روايته لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شهادته برؤية هلال رمضان، ولا أخباره الدينية.
وأما اعتقاده محبة الله عز وجل، فإنه يمكن أن يكون محباً لله سبحانه، مطيعًا له في غير هذا، ويجوز أن يكون له معاملة مع الله سبحانه، وأعمال صالحة في غير هذا المقام. وأمّا هذا فمعصية ولعب، ذمّهُ الله تعالى ورسوله، وكرِهَهُ أهلُ العلم، وسّموه: بدعة، ونهوا عن فعله، ولا يُتقرب إلى الله سبحانه بمعاصيه، ولا يُطاع بارتكاب مناهيه، ومن جعل وسيلته إلى الله سبحانه معصيته، كان حظه الطرد والإبعاد، ومن اتخذ اللهو واللعب ديناً، كان كمن سعى في الأرض فساداً، ومن طلب الوصول إلى الله سبحانه من غير طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته فهو بعيد من الوصول إلى المراد.
وقد روى أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - يقول: "التغبير محدث" ـ ومنه قوم يغبّرون بذكر الله، أي يهللون ويرددون الصوت بالقراءة ونحوها ـ.
وقال أبو الحارث: سألت أبا عبد الله عن التغبير وقلت: إنه تَرِقُّ عليه القلوب. فقال: "هو بدعة" وروى غيره أنه كرهه، ونهى عن إسماعه.
وقال الحسن بن عبد العزيز الجروي: سمعت الشافعي محمد بن إدريس يقول: "تركت بالعراق شيئاً يقال له التغبير، أحدثته الزنادقة، يصدون الناس به عن القرآن".
وقال يزيد بن هارون: "ما يُغَبِّر إلا فاسق، ومتى كان التغبير؟ ". وقال عبد الله بن داود: " أرى أن يُضْرب صاحب التغبير". والتغبيرُ: اسم لهذا السماع، وقد كرهه الأئمة كما ترى. ولم ينضم إليه هذه المكروهات من الدفوف والشبابات، فكيف به إذا انضمت إليه واتخذوه ديناً؟ فما أشبههم بالذين عابهم الله تعالى بقوله: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصدية} قيل المُكاء التصفير، والتصدية: التصفيق. وقال الله سبحانه لنبيه: {وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرتهم الحياة الدنيا}.
فأما تفصيل هذه المسموعات من الدف والشبابة وسماع كل واحد منهما منفرداً: فإن هذه جميعها من اللعب، فمن جعلها دأبه، أو اشتهر بفعلها أو استماعها، أو قصدها في مواضعها، أو قصد من أجلها فهو ساقط المروءة، ولا تقبل شهادته، ولا يعد من أهل العدالة، وكذلك الرقّاص. انتهى
· خامساً مذهب الصوفيّة
1ـ عقدَ الشهاب السهروردي في "العوارف" أبواباً في حكم السماع منها الباب الثالث والعشرون في:القولِ فيه ردًّا وإنكارًا قال فيه:" .... وحيث كثُرت الفتنة بطريقِه وزالت العصمة فيه وتصدى للحرص عليه أقوامٌ قلَّت أعمالهم وانفسدت أحوالهم وأكثروا الاجتماع للسماع ..... وتكون الرّغبة في الاجتماع طلباً لتناول الشهوة واسترواحاً إلى الطرب واللهو والعشرة، ولا يخفى أنّ هذا الاجتماع مردودٌ عند أهل الصدق.
(يُتْبَعُ)
(/)
... ويتّفقُ لهم ذلك اتفاقاً في بعض الأحايين لا أن يجعلوه دأباً وديدناً حتى يتركوا لأجله الأوراد، وقد نُقل عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال في كتاب آداب القضاء .. وضعته الزنادقة ليشغلوا به عن القرآن.
ثمّ يتابع السهروردي فيقول: .. وإن أنصف المنصف وتفكّر في اجتماع أهل الزمان وقعود المغنّي بدفّه، والمشبب بشبّابته وتصوّرَ في نفسه هل وقع مثل هذا الجلوس والهيئة بحضرته صلى الله عليه وسلم؟ وهل استحضروا قوّالاً وقعدوا مجتمعين لاستماعه؟ لا شكَّ بأن يُنكر ذلك من حاله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولو كان في ذلك فضيلة تُطلب ما أهملوها.
وكثيراً ما يغلط الناس في هذا كلّما احتُجَّ عليهم بالسلف الماضين، يحتجُّ بالمتأخّرين! فكان السلف أقرب عهداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديُهم أشبه بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثمّ ذَكَرَ عن عبد الله بن عروة بن الزبير عن جدّته أسماء وعن ابن عمر في الإنكار على من يتساقط عند قراءة القرآن، وكذا عن ابن سيرين في الإنكار على مثلهم .... فقد تعيّنَ على طائفة الصوفيّة الاجتناب عن مثل هذه الاجتماعات واتقاء مواضع التهم فهذه الآثار دلّت على اجتناب السماع وأخذ الحذر منه. انتهى كلام السهروردي [ملخصاً من كتاب " إتحاف السادة المتّقين بشرح إحياء علوم الدين " للزبيدي 6/ 457ـ458]
2ـ ونقلَ الشيخ المرتضى الزَّبيدي وهو من كبار الصوفية المتأخرين في كتابه"إتحاف السادة المتّقين بشرح إحياء علوم الدين" كلامَ العلاّمة الشافعي الفقيه (البدر ابن جماعة)، في جواب فتوى رُفِعَت إليه في السماع فقال: ((هذه مسألة خلافيّة .... فلنقتصر على حكاية المذاهب الأربعة: فأمّا أبو حنيفة رحمه الله فمذهبُه فيه أشدُّ المذاهب، وقوله فيه أغلظُ الأقوال، وقد صرَّح أصحابُه بأنّ استماعه فسقٌ، والتلذّذَ به كُفْرٌ، وليس بعد الكفر غاية. وأمّا مالك رحمه الله فإنه لمّا سُئلَ عنه قال: إنّما يفعله عندنا الفسّاق، وفي كتُبِ أصحابه إذا اشترى جاريةً فوجدها مغنّية فله أن يردّها بالعيب. وأمّا أحمد بن حنبل رحمه الله فإنّ ابنه عبد الله سأَلَهُ عنه فقال: يا بنيّ الغناءُ يُنبِتُ النفاقَ في القلب، ثم ذكَرَ قولَ مالك إنما يفعله عندنا الفساق. وأمّا الشافعي رحمه الله فقد قال في كتاب القضاء: إن الغناء لهوٌ مكروه يُشبِه الباطل؛ وقال لأصحابه بمصر:خلَّفتُ ببغداد شيئاً أحدَثَتْهُ الزنادقة يُسمّونه التغبير، يصدّون به الناس عن القرآن. فإن كان قوله في التّغْبير ـ وهو عبارة عن شعرٍ مُزَهِّدٍ في الدنيا إذا غنّى المغني به ضَرَبَ الحاضرون بقُضُبٍ على نِطع أو مخدّة ضرْباً موافقاً للأوزان الشعريّة ـ فَلَيْتَ شِعْري ماذا يقول في السماع الواقع في زماننا؟ فمن قال بإباحة هذا النوع فقد أحدَثَ في دين الله ما ليس منه)). انتهى كلام ابن جماعة [باختصار من "إتحاف السادة المتّقين" للزبيدي 6/ 458]
3ـ وقال الإمام الجُنيد رحمه الله: "رأيتُ إبليس في النوم فقلتُ له هل تظْفُر منْ أصحابنا بشيء أو تنال منهم نصيباً؟
فقال: إنه ليعسر عليَّ شأنهم ويعظم عليَّ أنْ أُصيبَ منهم شيئاً إلا في وقتين، وقتِ السماع، و عند النظر [2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=167189#_ftn2)، إني أنال منهم فتنة وأدخُلُ عليهم به".
4ـ وسُئل أبو علي الروذباري عن السماع، وكان من شيوخ الصوفيّة، فقال: ليتنا تخلّصنا منه رأساً برأس.
5ـ وقال الجُنيد: إذا رأيتَ المُريد يحبُّ السماع فاعلم أنّ فيه بقيّةً من البطالة.
6ـ وقال أبو الحارث الأولاسي، وكان من الصوفية، رأيتُ إبليس في المنام وكان على بعض السطوح في "أولاس" وعن يمينه جماعة وعن يساره جماعة وعليهم ثيابٌ نظيفة فقال لطائفة منهم قوموا وغنّوا فقاموا وغنّوا، فاستفزعني طيبه حتى هممتُ أن أطرحَ نفسي من السطح، ثمّ قال ارقصوا فرقصوا بأطيبَ ما يكون، ثمّ قال: يا أبا الحارث ما أُصيبُ شيئاً أدخلُ به عليكم إلا هذا.
7ـ وقال الجريري: رأيتُ الجنيد رحمه الله في النوم فقلتُ كيف حالك يا أبا القاسم؟ فقال: طاحت تلك الإشارات، وبادت تلك العبارات، وما نفعنا إلا تسبيحات كنّا نقولها بالغدوات. انتهى [المدخل لابن الحاج3/ 109]
ـ فهذه فتاوى كبار العلماء من المذاهب الأربعة ومعها كلمات لبعض كبار رجالات التصوف وجميعهم متَّفِقُون على منع مجالس السماع (الإنشاد)، وكذلك الرقص (الحضرة) وهي أشدُّ منعاً وبخاصّة في المساجد، وقد وصفوا ذلك بأنّه باطلٌ ومُنكر وضلال وتلاعبٌ بالدِّين وحكموا عليه بالحُرْمة، وحكموا على فاعل ذلك بأحكام منها فسْقُه وتبدِيعُه، وسقوط عدالته، ورفضُ شهادته، والنهي عن الصلاة خلفه، ثمّ أفتَوا بوجوب تدخُّل وليّ أمرِ المسلمين لمنع القائمين على هذه المجالس من فعلها وتأديبهم ومعاقبتهم، وكذلك وجوب الإنكار عليهم من أهل العلم. وصدق القائل:
يا عُصْبَةً ما ضَرَّ أُمَّةَ أحمد ... وسعى على إفسادها إلا هِي
طَارٌ ومِزْمارٌ ونغْمَةُ شادِنٍ ... أرَأيتَ قَطُّ عِبادَةً بملاهِي؟!
ولله درُّ القائل:
أقالَ اللهُ صَفِّقْ لي وغَنِّي ... وقُلْ نُكْرَاً وسَمِّ الرَّقْصَ ذِكْرا؟!
أسألُ الله تعالى أن يهدينا إلى صراطه المستقيم، ويُجنّبَنا الزلَلَ في الدِّين، ويرْزُقَنا الصدق في النُّصح والتَّبيين، والحمدُ لله ربِّ العالمين.
خلدون مكِّي الحسني
دمشق 26 ربيع الآخر 1426هـ
(3) رواه عبد الرزاق في المصنّف 11/ 5.
(4) أي النظر المحرّم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 08:34]ـ
ما شاء الله .. ما شاء الله!
بوركت أيها الشيخ المفيد الفاضل على هذه النقول المفيدة.
وقد صنف عدد من أهل العلم في النهي عن السماع، منهم القرطبي، والسيف بن المجد، والشمس ابن عبد الهادي.
ولعل أحد الفضلاء ينشط لتحقيق مختصر الذهبي من كتاب ابن المجد، وهو بخطه في الظاهرية، وأظنه موجود على الشبكة.
وكسؤال لفضيلة الشيخ خلدون: أذكر أن الشيخ عبد القادر الأرناؤوط رحمه الله قال لنا قديما: إنه كان يرد على بعضهم ويأتيه بفتوى لأحد علماء الحنفية قال فيها من أقام حضرة في المسجد فإنه يُقلب التراب الذي أقاموها عليه ويُرمى خارج المسجد، المعنى، ولعله أحال على ابن نجيم، فهل وقفتم على هذا النقل بارك الله فيكم؟
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 10:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
جزاك الله خيرا يا شيخ وبارك فيك ونفع بك الاسلام والمسلمين.
من باب اثراء الموضوع, مع ان كلامك-ان شاء الله- فيه الكفاية:
1 - كتاب أحكام السماع والاستماع, للدكتور محمد معين الدين بصري, رسالة علمية, دار الفضيلة.
(بحث جيد ولكن يحتاج الى تحرير أكثر)
2 - كتاب الرد على القرضاوي والجديع-للشيخ عبدالله رمضان بن موسى-مكتبة المؤيد.
(كتاب ممتع ونافع) جزاه الله خيرا.
3 - المسائل العقدية التي حكى فيها ابن تيمية الاجماع-الفصل الثاني-المبحث السابع-من الرسالة الثالثة-صفحة741.
4 - كتاب تصحيح الدعاء للشيخ بكر ابو زيد.
5 - كتاب قاموس البدع"مسترج من كتب الامام الالباني-صنعه الشيخ مشهور والشكوكاني.
6 - تحريم آلات الطرب للالباني رحمه الله.
7 - كتاب النهي عن الرقص والسماع -للامام الحافظا ابي محمد محمود ابن ابي القاسم بن بدران الدشتي الحنفي-دراسة وتحقيق-علي مصري فوترا-وقف السلام الخيري.
8 - كتاب احاديث المعازف والغناء دراسة حديثية نقدية-رسالة علمية-محمد عبدالكريم عبدالرحمن-دار ابن حزم.
(جمع جيد يستفيد منه طالب العلم)
9 - نقلا من مراجع كتاب احكام والاستماع-فتيا في ذم الشبابة والرقص والسماع-لابن قدامة المقدسي, وكتاب الكلام على مسألة السماع-لابن القيم, كتاب كشف عن حكم الوجد والسماع-لابي العباس أحمد بن عمرلانصاري القرطبي, كتاب نزهة الاسماع في مسألة السماع-لابن رجب الحنبلي. (كأنه ذكر في الكتاب قاعدة لشيخ الاسلام في مسألة السماع).
-وينظر في مراجع الكتب التي ذكرت, والله اعلم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 11:12]ـ
وكسؤال لفضيلة الشيخ خلدون: أذكر أن الشيخ عبد القادر الأرناؤوط رحمه الله قال لنا قديما: إنه كان يرد على بعضهم ويأتيه بفتوى لأحد علماء الحنفية قال فيها من أقام حضرة في المسجد فإنه يُقلب التراب الذي أقاموها عليه ويُرمى خارج المسجد، المعنى، ولعله أحال على ابن نجيم، فهل وقفتم على هذا النقل بارك الله فيكم؟
/// لا أريد الافتئات على الشيخ خلدون وجوابه، ولكن أذكر أنَّه مرَّ معي كلام لابن عابدين في الحاشية نحو ما أحلته لابن نجيم.
ـ[خلدون مكي الحسني]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 02:00]ـ
أيها الإخوة السلام عليكم ورحمة الله
أشكر الإخوة الأكارم على مشاركاتهم وجميل ثنائهم.
ورحم الله شيخنا أبا محمود جمال الدين عبد القادر الأرناؤوط.
والنقل الذي تسألون عنه قد وقفتُ عليه في كتاب (المدخل) لابن الحاج المالكي
قال: ((وقالت الحنفيّة: الحُصُرُ التي يُرقص عليها لا يُصلّى عليها حتى تُغسل والأرضُ التي يُرقصُ عليها لا يُصلّى عليها حتى يحفر ترابها ويُرمى، والله أعلم)).انتهى [المدخل 3/ 99] وقد أوردته ضمن رسالتي المعروضة أعلاه.
وفي الحقيقة فإنّ صلب موضوع رسالتي هو مسألة الرقص (القفز) في الحضرة، وليس الإنشاد والغناء، لذلك لم أتوسّع في الحديث عنه ولم أحرر الكلام فيه.
وغرضي من هذه النقول التي جمعتها هو أن أبيّن لمُستحلّي هذا الفعل أن إنكاره ليس أمرًا جديدًا كما يظنّون! وإنما هو شأن قديم وكان موقف علماء المذاهب أشد بكثير مما هو حال العلماء والدعاة الذين ينهون عن هذا الفعل اليوم.
وأسأل الله أن يكون في هذا ذِكْرى وموعظة لهم. أصلحني الله وإيّاهم.
ـ[خلدون مكي الحسني]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 02:30]ـ
السلام عليكم؛ رفعت الموضوع حتى يتمكن الإخوة من قراءة الجواب.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 03:02]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا ..
قد سألتكم لأنكم بحثتم وأجدتم، وكان في الذهن أنه نقله عن بعض الحنفية، وكأني أذكر ابن نجيم، ولست أضبطه.
لكنه قال لنا رحمه الله: كنت آتي بهذا النقل أنا والشيخ شعيب لهؤلاء إنكارا عليهم وتبكيتا.
أما الإشارة للكتب عن مسألة السماع فلصلتها بالموضوع بارك الله فيكم.
وللفائدة المعاصرة فقد أخبرني شيخنا محمد أديب الصالح حفظه الله -وهو شديد الإنكار للبدع والخرافات، ومنها الحضرات- أن شيخه إبراهيم الغلاييني مفتي قطنا كان ينكرها، وينكر كثيرا من محدثات الصوفية، مع كونه تلقى الطريقة، وقال لنا أيضا: كان الشيخ المقرئ حسين خطاب رحمه الله يحضرها، فقلت له منكرا: أنت تصدق هذه الأمور؟! فقال لي: أعرف أن هذه أمور ليست من الشرع، ولكن نجاملهم!! أو بهذا المعنى.
فسألتُ شيخنا محمد أديب: أليس حضور مثل هؤلاء المشايخ يؤصلها عند العوام ويضفي لها شرعية؟ قال: لا شك بذلك، وإلا أكثر مشايخ الشام الذين يشاركون فيها يجاملون أولئك الجهلة وفي حقيقة أنفسهم يعلمون بطلانها.
والشيء بالشيء يُذكر: أخبرنا شيخنا محمد أديب مرارا أن (بعضهم) قال للشيخ الغلاييني: لماذا لم تعطِ الطريقة للشيخ أديب مع اختصاصه بكم وملازمته؟ فقال لهم: كفى بالعلم طريقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلدون مكي الحسني]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 04:55]ـ
بارك الله فيكم أخي الفاضل محمد زياد التكلة؛
وفي الحقيقة فإنني حريص على جمع أراء وأقوال العلماء المعاصرين فيما يخص (الحضرة) وما شاكلها؛
واليوم استفدتُ كثيرًا من نقلكم عن فضيلة الأستاذ الشيخ محمد أديب الصالح، وعن الشيخ إبراهيم الغلاييني.
فجزاكم الله خيرًاكثيرا.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 06:15]ـ
ما شاء الله تبارك الله
بارك الله فيك وأجزل لك المثوبة
عن مثل هذا كنت أبحث
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 08:25]ـ
... أذكر أنَّه مرَّ معي كلام لابن عابدين في الحاشية نحو ما أحلته لابن نجيم.
/// قال ابن عابدين خاتمة الحنفية في حاشيته على الدر المختار عند قول الحصكفي: "وإزعاج الأعضاء": "قال في الهندية: رفع الصوت عند سماع القرآن والوعظ مكروهٌ، وما يفعله الذين يدَّعون الوجد والمحبة لا أصل له ويمنع الصُّوفية من رفع الصوت وتخريق الثياب. كذا في السِّراجيَّة".
/// وقال عند نقل الحصكفي قول الناظم:
ومن يستحلَّ الرَّقص قالوا بكفره /// /// /// ولا سيَّما بالدُّفِّ يلهو ويزمرُ
=قال: "مطلب في مستحلِّ الرقص: قوله: (ومن يستحل الرقص قالوا بكفره) المراد به: التَّمايل والخفض والرَّفع، بحركات موزونة، كما يفعله بعض من ينتسب إلى التصوُّف.
وقد نقل في البزَّازية عن القرطبي: إجماع الأئمَّة على حرمة هذا الغناء، وضرب القضيب، والرَّقص.
قال: ورأيت فتوى شيخ الإسلام جلال المَّة والدِّين الكرماني أنَّ مستحلَّ هذا الرَّقص كافرٌ، وتمامه في شرح الوهبانية: ونقل في نور العين عن التَّمهيد أنَّه فاسق لا كافر.
ثم قال: التحقيق القاطع للنِّزاع في أمر الرقص والسَّماع يستدعي تفصيلًا، ذكره في عوارف المعارف وإحياء العلوم، وخلاصته ما أجاب به العلَّامة النحرير ابن كمال باشا بقوله:
ما في التواجد إنْ حقَّقْتَ من حرج /// /// ولا التمايل إن أخلصت من باس
فقمت تسعى على رجل وحق لمن /// /// دعاه مولاه أن يسعى على الراس
الرخصة فيما ذكر من الأوضاع، عند الذكر والسماع، للعارفين الصارفين أوقاتهم إلى أحسن الأعمال، السالكين المالكين لضبط أنفسهم عن قبائح الأحوال، فهم لا يستمعون إلَّا من الإله، ولا يتشاقون إلَّا له، إن ذكروه ناحوا، وإن شكروه باحوا، وإن وجدوه صاحوا، وإن شاهدوه استراحوا، وإن سرحوا في حضرة قربه ساحوا، إذا غلب عليهم الوجد بغلباته، وشربوا من موارد إرادته، فمنهم من طرقتهم طوارق الهيبة فخرَّ وذاب، ومنهم من برقت له بوارق اللطف فتحرك وطاب، ومنهم من طلع عليه الحب من مطلع القرب فسكر وغاب، هذا ما عنَّ لي في الجواب، والله تعالى أعلم بالصواب:
ومن يك وجده وجدًا صحيحًا /// /// /// فلم يحتج إلى قول المغني
له من ذاته طرب قديم /// /// /// وسكر دائم من غير دنِّ!!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 08:31]ـ
/// وفي البحر الرائق لابن نجيم (5/ 82): "والمراد بالذِّكر الوعظ، وقال الإمام شمس الأئمة السرخسي: ففي هذا الحديث بيان كراهة رفع الصوت عند سماع القرآن والوعظ، فتبيَّن به أنَّ ما يفعله الذين يدَّعون الوجد والمحبة مكروهٌ، لا أصل له في الدين، وتبين به أنَّه يمنع المتقشِّفة وحمقاء أهل التصوُّف ممَّا يعتادونه، من رفع الصَّوت وتمزيق الثِّياب عند السَّماع؛ لأنَّ ذلك مكروهٌ في الدِّين عند سماع القرآن والوعظ، فما ظنُّك عند سماع الغناء؟! ".
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 09:05]ـ
/// شيخنا الكريم خلدون .. وفقه الله
/// والقصيدة التي سقتموها في المشاركة الأولى ونسبتموها للعز ابن عبدالسلام ذكرها ابن القيم في إغاثة اللَّهفان أيضًا، لكن دون نسبةٍ. ذكرت هذا فقط للعزو.
/// وقال ابن عابدين (6/ 370) تعليقًا على قول الحصكفي: "قلت: وفي البزازية: استماع صوت الملاهي كضرب قصب ونحوه حرام؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: استماع الملاهي معصية والجلوس عليها فسق والتلذذ بها كفر أي بالنعمة .. " =قال: "وفي الملتقى وعن النبي أنَّه (كره رفع الصوت عند قراءة القرآن والجنازة والزحف والتذكير)، فما ظنُّك به عند الغناء الذي يسمُّونه وجْدًا ومحبَّةً؛ فإنَّه مكروه لا أصل له في الدين. قال الشارح: زاد في الجوهرة: وما يفعله متصوفة زماننا حرامٌ، لا يجوز القصد والجلوس إليه، ومن قبلهم لم يفعل كذلك، وما نقل أنه عليه الصلاة والسلام سمع الشعر لم يدل على إباحة الغناء. ويجوز حمله على الشعر المباح، المشتمل على الحكمة والوعظ، وحديث تواجده عليه الصلاة والسلام لم يصحَّ، وكان النَّصراباذي يسمع فعُوْتِب فقال: إنَّه خير من الغيبة، فقيل له: هيهات! بل زلة السَّماع شر من كذا وكذا سنة يغتاب الناس.
وقال السري: شرط الواجد في غيبته أن يبلغ إلى حد لو ضرب وجهه بالسيف لا يشعر فيه بوجع اهـ.
قلت: وفي التاترخانية عن العيون: إن كان السماع سماع القرآن والموعظة يجوز وإن كان سماع غناء فهو حرام بإجماع العلماء، ومن أباحه من الصوفية فلمن تخلى عن اللهو وتحلى بالتقوى واحتاج إلى ذلك احتياج المريض إلى الدواء.
وله شرائط ستة أن لا يكون فيهم أمرد وأن تكون جماعتهم من جنسهم وأن تكون نية القول الإخلاص لا أخذ الأجر والطعام وأن لا يجتمعوا لأجل طعام أو فتوح وأن لا يقوموا إلا مغلوبين وأن لا يظهروا وجدا إلا صادقين
والحاصل أنه لا رخصة في السماع في زماننا لأن الجنيد رحمه الله تعالى تاب عن السماع في زمانه اهـ. وانظر ما في الفتاوى الخيرية.
... قوله: (كضرب قصب) الذي رأيته في البزَّازية (قضيب) بالضاد المعجمة والمثناة بعدها، قوله: (فسق) أي: خروج عن الطاعة ولا يخفى أن في الجلوس عليها استماعا لها والاستماع معصية فهما معصيتان ... ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 10:37]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم جميعا.
ـ[خلدون مكي الحسني]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 12:42]ـ
وبارك الله فيكم أخي الفاضل محمد زياد التكلة
وأشكر الأخ الكريم عدنان البخاري على النقول المفيدة
وليت الإخوة المنتسبين إلى المذهب الحنفي يفعّلون العمل والإفتاء بهذه النصوص!
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 06:09]ـ
للاثراء أنظر فتوى لابن الزملكاني بـ " العدد السابع " من مجلة الإصلاح الجزائرية " ص: 70 " بعنوان " فتوى في أمور مبتدعة.
ـ[الاخضر ناجي]ــــــــ[07 - Aug-2009, مساء 01:28]ـ
شكرا اخي على البحث الرائع والجميل والنهج الاكاديمي الرائع في التهميش والاحالة وهذا ان دل على شيئ فانما يدل على تمكنك اخي الكريم من البحث.
شكرا(/)
هل يمكن أن أراجع منكم عن الأحاديث النبوية
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 08:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
ما حكم الدعاء في سجدة الصلاة المكتوبة
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 08:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم الدعاء في سجدة صلاة مكتوبة بالأردية للعجمي
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 09:16]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الدعاء في الصلاة بغير العربية
سُئلَ الشَّيخُ عَبدُ الكَرِيم الْخُضَير ـ أثَابَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ:
أنا لا أتحدث العربية وأريد أن أدعو حين الصلاة، مثلا في صلاة التهجد حينما يكون السجود طويلا هل يجوز لي أن أدعو بلغتي حتى أتعلم العربية؟.
فأجاب:الحمد لله ..
نعم يجوز أن يدعي بغير العربية لمن لا يستطيع أن يتكلم بها لكن على المسلم أن يتعلم من العربية ما يصحح عبادته. والله أعلم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 09:17]ـ
المصدر: موقع الشَّيخ.
( http://www.khudheir.com/ref/801)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 09:21]ـ
فائدة:
ماذا يفعل غير العربي بأذكار الصَّلاة؟
السؤال:
دخلت في الإسلام ولله الحمد ولكني لا أعرف اللغة العربية فماذا أفعل بالنسبة لأذكار الصلاة وقراءة القرآن فيها؟.
الجواب:
الحمد لله
جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ عَلَى أَنَّ الأَعْجَمِيَّ إنْ كَانَ يُحْسِنُ الْعَرَبِيَّةَ فَإِنَّهُ لا يُجْزِئُهُ التَّكْبِيرُ بِغَيْرِهَا مِنْ اللُّغَاتِ،
وَالدَّلِيلُ أَنَّ النُّصُوصَ أَمَرَتْ بِذَلِكَ اللَّفْظِ، وَهُوَ عَرَبِيٌّ، وَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَعْدِلْ عَنْهَا.
أَمَّا إنْ كَانَ الأَعْجَمِيُّ لا يُحْسِنُ الْعَرَبِيَّةَ، وَلَمْ يَكُنْ قَادِرًا عَلَى النُّطْقِ بِهَا، فَإِنَّهُ يُجْزِئُهُ عِنْدَ جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ التَّكْبِيرُ بِلُغَتِهِ بَعْدَ تَرْجَمَةِ مَعَانِيهَا بِالْعَرَبِيَّةِ عَلَى مَا صَرَّحَ بِهِ الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ، أَيًّا كَانَتْ تِلْكَ اللُّغَةُ، لأَنَّ التَّكْبِيرَ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى، وَذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى يَحْصُلُ بِكُلِّ لِسَانٍ، فَاللُّغَةُ غَيْرُ الْعَرَبِيَّةِ بَدِيلٌ لِذَلِكَ. وَيَلْزَمُهُ تَعَلُّمُ ذَلِكَ .. وَعَلَى هَذَا الْخِلافِ جَمِيعُ أَذْكَارِ الصَّلاةِ مِنْ التَّشَهُّدِ وَالْقُنُوتِ وَالدُّعَاءِ وَتَسْبِيحَاتِ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ.
أَمَّا قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ، فَالْجُمْهُورُ عَلَى عَدَمِ جَوَازِهَا بِغَيْرِ الْعَرَبِيَّةِ .. وَدَلِيلُ عَدَمِ الْجَوَازِ قوله تعالى: {إنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}، وَلأَنَّ الْقُرْآنَ مُعْجِزٌ لَفْظُهُ وَمَعْنَاهُ، فَإِذَا غُيِّرَ خَرَجَ عَنْ نَظْمِهِ، فَلَمْ يَكُنْ قُرْآنًا وَإِنَّمَا يَكُونُ تَفْسِيرًا لَهُ. الموسوعة الفقهية ج5
: أعجمي
قال ابن قدامة رحمه الله: فَصْلٌ: وَلا تُجْزِئُهُ الْقِرَاءةُ بِغَيْرِ الْعَرَبِيَّةِ، وَلا إبْدَالُ لَفْظِهَا بِلَفْظٍ عَرَبِيٍّ، سَوَاءٌ أَحْسَنَ قِرَاءَتَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ أَوْ لَمْ يُحْسِنْ. (لـ) قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا}. وقوله تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}. وَلأَنَّ الْقُرْآنَ مُعْجِزَةٌ ; لَفْظَهُ، وَمَعْنَاهُ، فَإِذَا غُيِّرَ خَرَجَ عَنْ نَظْمِهِ، فَلَمْ يَكُنْ قُرْآنًا وَلا مِثْلَهُ، وَإِنَّمَا يَكُونُ تَفْسِيرًا لَهُ، وَلَوْ كَانَ تَفْسِيرُهُ مِثْلَهُ لَمَا عَجَزُوا عَنْهُ لَمَّا تَحَدَّاهُمْ بِالإِتْيَانِ بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ.
فَإِنْ لَمْ يُحْسِنْ الْقِرَاءةَ بِالْعَرَبِيَّةِ، لَزِمَهُ التَّعَلُّمُ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ، لَمْ تَصِحَّ صَلاتُهُ، فَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ أَوْ خَشِيَ فَوَاتَ الْوَقْتِ، وَعَرَفَ مِنْ الْفَاتِحَةِ آيَةً , كَرَّرَهَا سَبْعًا. .. وَكَذَلِكَ إنْ أَحْسَنَ مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، كَرَّرَهُ بِقَدْرِهِ. وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَأْتِيَ بِبَقِيَّةِ الآيِ مِنْ غَيْرِهَا .. فَأَمَّا إنْ عَرَفَ بَعْضَ آيَةٍ، لَمْ يَلْزَمْهُ تَكْرَارُهَا، وَعَدَلَ إلَى غَيْرِهَا ;
لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ الَّذِي لا يُحْسِنُ الْقُرْآنَ أَنْ يَقُولَ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ) وَغَيْرَهَا. وَهِيَ بَعْضُ آيَةٍ، وَلَمْ يَأْمُرْهُ بِتَكْرَارِهَا. وَإِنْ لَمْ يُحْسِنْ شَيْئًا مِنْهَا، وَكَانَ يَحْفَظُ غَيْرَهَا مِنْ الْقُرْآنِ، قَرَأَ مِنْهُ بِقَدْرِهَا إنْ قَدَرَ , لا يُجْزِئُهُ غَيْرُهُ ;
لِمَا رَوَى أَبُو دَاوُد، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {إذَا قُمْت إلَى الصَّلاةِ، فَإِنْ كَانَ مَعَك قُرْآنٌ فَاقْرَأْ بِهِ , وَإِلا فَاحْمَدْ اللَّهَ، وَهَلِّلْهُ، وَكَبِّرْهُ} وَلأَنَّهُ مِنْ جِنْسِهَا، فَكَانَ أَوْلَى. وَيَجِبُ أَنْ يَقْرَأَ بِعَدَدِ آيَاتِهَا. .. فَإِنْ لَمْ يُحْسِنْ شَيْئًا مِنْ الْقُرْآنِ، وَلا أَمْكَنَهُ التَّعَلُّمُ قَبْلَ خُرُوجِ الْوَقْتِ، لَزِمَهُ أَنْ يَقُولَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إلَهَ إلا اللَّهُ، وَاَللَّهُ أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بِاَللَّهِ ; لِمَا رَوَى أَبُو دَاوُد، قَالَ {جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إنِّي لا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ شَيْئًا مِنْ الْقُرْآنِ، فَعَلِّمْنِي مَا يُجْزِئُنِي مِنْهُ. فَقَالَ: قُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إلَهَ إلا اللَّهُ، وَاَللَّهُ أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بِاَللَّهِ .. ) والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 09:22]ـ
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب.
( http://www.islamqa.com/ar/ref/3471)(/)
هل تزوج النبي صلي الله عليه وسلم في المعراج
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 08:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي حقيقة هذا الحديث أن النبي صلي الله عليه وسلم تزوج مع مريم واسيةوكلثوم في المعراج
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 08:55]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الأحاديث الواردة في زواج النبي (ص) في الجنة من مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وكلثوم أخت موسى عليه السلام
الحمد لله
جاء في بعض الأحاديث المروية ما يدل على أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم سيتزوج في الجنة كلا من السيدة مريم البتول أم عيسى عليه السلام، وآسية بنت مزاحم زوجة فرعون، وكلثوم أخت موسى عليه السلام.
ونحن نورد هنا ما ورد من ذلك، مع مناقشتها من حيث القبول أو الرد:
الدليل الأول:
ما جاء في تفسير قوله تعالى: (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا) التحريم/5
فقد روي عن بريدة رضي الله عنه في تفسير هذه الآية قوله:
(وعد الله نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن يزوجه، فالثيب: آسية امرأة فرعون، وبالأبكار: مريم بنت عمران)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" – نقلا عن تفسير ابن كثير (8/ 166) وإلا فلم أقف عليه في المطبوع بين أيدينا من المعجم الكبير - قال: حدثنا أبو بكر بن صدقة، حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق، حدثنا عبد الله بن أمية، حدثنا عبد القدوس، عن صالح بن حَيَّان، عن ابن بُرَيدة، عن أبيه به.
وهذا إسناد ضعيف.
صالح بن حيان: جاء في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (4/ 386) قول ابن معين فيه: ليس بذاك، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، شيخ، وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن حبان: يروى عن الثقات أشياء لا تشبه حديث الأثبات، لا يعجبنى الاحتجاج به إذا انفرد.
كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:
(دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم بمارية القبطية سريته ببيت حفصة بنت عمر، فوجدتها معه ... - فذكر حديثا طويلا، جاء في آخره -:
فوعده من الثيبات آسية بنت مزاحم امرأة فرعون وأخت نوح، ومن الأبكار مريم بنت عمران، وأخت موسى عليهم السلام)
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 13) قال:
حدثنا إبراهيم، قال حدثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي إمام مسجد صنعاء، قال أخبرنا موسى بن جعفر بن أبي كثير مولى الأنصار، عن عمه، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة به.
ثم قال: " لا يروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به هشام بن إبراهيم " انتهى.
وهذا إسناد منكر.
موسى بن جعفر جاء في ترجمته في "لسان الميزان" (6/ 113) قول الذهبي: " لا يعرف وخبره ساقط " انتهى. ثم قال الحافظ ابن حجر: " ولفظ العقيلي لما ذكره: مجهول بالنقل، لا يتابع على حديثه، ولا يصح.
وأظن أن الذهبي حكم عليه بالبطلان لِما في آخره من الخطأ، وأما قصة مارية فلها طرق كثيرة تشعر بأن لها أصلا " انتهى. وضعفه السيوطي في "الدر المنثور" (8/ 216)
الدليل الثاني:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
(جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بموت خديجة فقال: إن الله يقرئها السلام، ويبشرها ببيت في الجنة من قَصَب، بعيد من اللهب، لا نَصَب فيه ولا صَخَب، من لؤلؤة جوفاء، بين بيت مريم بنت عمران، وبيت آسية بنت مزاحم)
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/ 117) قال: أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، وأبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا أنا محمد بن عبد الرحمن، أنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس التميمي، أنا أبو الوليد محمد بن إدريس الشامي السرخسي، نا سويد بن سعيد، نا محمد بن صالح بن عمر، عن الضحاك ومجاهد، عن ابن عمر به.
وهذا إسناد منكر أيضا، فيه عدة علل:
1 - محمد بن صالح بن عمر، قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/ 581): مجهول.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - سويد بن سعيد الحدثاني: ترجمته في "تهذيب التهذيب" (4/ 275) وفيها تضعيف كثير من أهل العلم له، وأنه كان يقبل التلقين.
3 - أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس (378هـ): ترجم له الذهبي في "تاريخ الإسلام" (26/ 633) وقال: شيخ صالح مسند.
الدليل الثالث:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على خديجة وهي في الموت فقال:
(يا خديجة! إذا لقيت ضرائرك فأقرئيهن مني السلام. فقالت: يا رسول الله، وهل تزوجت قبلي؟ قال: لا، ولكن الله زوجني مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وكلثم أخت موسى)
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/ 118) قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن عمرو بن محمد الشيرازي بأصبهان، أنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب المقرئ، نا القاضي أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد البردي إملاء، أنا أبو بكر هلال بن محمد بن محمد بالبصرة، نا محمد ابن زكريا الغلابي، نا العباس بن بكار، نا أبو بكر الهذلي، عن عكرمة، عن ابن عباس به.
وهذا إسناد منكر أيضا.
أبو بكر الهذلي: ترجمته في "تهذيب التهذيب" (12/ 46) وفيها اتفاق المحدثين على تضعيفه جدا، وأنه أخباري متروك الحديث.
وقال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (8/ 166): ضعيف أيضا.
الدليل الرابع:
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أُعْلِمتُ أن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران، وكلثم أخت موسى، وآسية امرأة فرعون. فقلت: هنيئًا لك يا رسول الله)
رواه أبو يعلى – ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/ 118) - والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 258)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (4/ 459)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/ 113) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (رقم/1460)، وابن عدي في "الكامل" (7/ 180) جميعهم من طريق:
عبد النور بن عبد الله، حدثنا يونس بن شعيب، عن أبي أمامة به.
وهذا إسناد موضوع.
عبد النور كذاب، قال العقيلي: " كان غالياً في الرفض، ويضع الحديث خبيثاً " وقال الذهبي: " كذاب " انتهى. ويونس بن شعيب: قال فيه البخاري: "منكر الحديث"، وقال العقيلي: "حديثه غير محفوظ"، وقال ابن حبان في "المجروحين" (3/ 139): "لست أعرف له من أبي أمامة سماعا، على مناكير ما يرويه في قلتها، كأنه كان المتعمد لذلك، لا يجوز الاحتجاج به بحال". وانظر "لسان الميزان" (6/ 332)
قال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (7053): " وهذا إسناد موضوع " انتهى.
الدليل الخامس:
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
(دخل علي رسول الله مسرورا، فقال: يا عائشة! إن الله عز وجل زوجني مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم في الجنة.
قالت: قلت: بالرفاء والبنين يا رسول الله)
رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (2/ 683 - 684/ 604 - عجالة الراغب المتمني) والديلمي في "مسند الفردوس" (8620)، قال ابن السني:
أخبرنا أحمد بن إبراهيم المديني بعمان، حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد خير، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها به. قال أبو بكر بن السني: كذا كتبته من كتابه.
وهذا إسناد ضعيف؛ فيه تدليس أبي إسحاق السبيعي، وهو من أهل المرتبة الثالثة من المدلسين في تصنيف الحافظ ابن حجر، فلا يقبل حديثه إلا إذا صرح بالتحديث، كما لم نقف على ترجمة لشيخ ابن السني: أحمد بن إبراهيم المديني.
الدليل السادس:
عن سعد بن جنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
(إن الله عز وجل قد زوجني في الجنة مريم بنت عمران، وامرأة فرعون، وأخت موسى)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 52) – ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/ 118) – قال الطبراني: حدثنا عبدالله بن ناجية، ثنا محمد بن سعد العوفي، ثنا أبي، ثنا عمي، ثنا يونس بن نفيع، عن سعد بن جنادة به.
وهذا إسناد ضعيف جدا.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 218): " رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم " انتهى.
وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (7053): " فيه من يعرف بالضعف ... محمد بن سعد - هو: ابن محمد بن الحسن بن عطية -: قاضي بغداد، وفيه لين، وأبوه سعد مثل يونس بن نفيع؛ لم أجد لهما ترجمة. وعمه هو: الحسين بن الحسن بن عطية؛ قال الذهبي في " المغني ": " ضعفوه ". انتهى.
الدليل السابع:
عن ابن أبي رواد، قال:
(دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خديجة وهي في مرضها الذي توفيت فيه، فقال لها: بالكره مني ما أرى منك يا خديجة، وقد يجعل الله في الكره خيرا كثيرا، أما علمت أن الله قد زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران، وكلثم أخت موسى، وآسية امرأة فرعون؟ قالت: وقد فعل الله بك ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم. قالت: بالرفاء والبنين)
رواه الطبراني (22/ 451)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/ 119) وأبو نعيم الأصبهاني في "معجم الصحابة" (رقم/6738)، ورواه ابن الجوزي في "المنتظم في التاريخ" (1/ 267/ ترجمة خديجة) من طريق ثنا الزبير بن بكار، حدثني محمد بن حسن، عن يعلى بن المغيرة، عن بن أبي رواد به.
وهذا سند منقطع معضل.
فإن ابن أبي رواد هو عبد العزيز بن عبد المجيد بن أبي رواد من كبار أتباع التابعين، توفي سنة (159هـ) وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 218): " منقطع الإسناد، وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف " انتهى.
والخلاصة أن الأحاديث الواردة في هذا الباب كلها ضعيفة منكرة، لا يصح منها شيء، ولا تجوز نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما لا يجوز الخوض بما جاء فيها، فذلك من الغيب الذي لم يطلعنا الله عليه، ويجب أن نكل أمره إلى الله عز وجل.
يقول ابن كثير في "البداية والنهاية" (2/ 75) بعد أن ساق مجموعة من أحاديث الباب:
" وكل من هذه الأحاديث في أسانيدها نظر " انتهى.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 08:57]ـ
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب
( http://www.islam-qa.com/ar/ref/111279)(/)
طلب متواضع
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 08:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلك دلني علي أحوال عبدالله بن مسافع الحجبي العبدري المكي
وخاصة بين لي هل هو ثقةأم صدوق أم مقبول
شكرا
محمد يامين منير أحمد القاسمي(/)
من يدلني علي طريقة تحميل المصحف
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 08:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أين أحمل المصحف المكتوب بخط عثماني
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 10:38]ـ
من هذا الرابط "مصحف المدينة المنورة كاملاً بالخط العثماني:
http://www.absba.org/vb/showthread.php?p=6833669#post6 833669(/)
أرجو الإجابة بالتفصيل الدقيق وبسرعة
ـ[عبد فقير]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 03:36]ـ
رجل قال لرجل سأبيعك هذه الأرض وهى حوالى 6فدان بالعجز والزيادة والفدان يساوى 80000جنيه فقال له المشترى وأنا قبلت فدفع له المبلغ إلا 100000جنيه فقال له البائع وكتب فى العقد أنه إذا لم يسدد باقى المبلغ فى يوم5 - 10 - 1995فسيكون العقد ملغيا من تلقاء نفسه (ومعلوم أن الأرض لا تسلم فى العرف عندنا إلا بعد دفع كل المبلغ) (وكان فى هذه الفترة أهل القياسة يقيسون ومكثوا إلى مابعد الميعاد) وبعد فترة قبل الموعد المحدد تقابل المتعاقدان فقال البائع للمشترى ليطمئنه أنا سأسلمك الأرض الآن لتنتفع بها (مع أنه ليس من حقه ومع أن أهل القياسة لم ينتهوا من المقياس) ولكن بشرط أن تضع لى باقى المبلغ فى البنك فى الموعد المحددوإن تأخرت فسآخذ منك العائد الذى كنت سآخذه من البنك فكما أننى أعطيتك الأرض مبكرا لتنتفع بها أنا أريد أن أنتفع بعائد البنك. فلم يدفع الرجل المبلغ والعائد إلى الآن وورثةالمشترى (لأن المشترى قد مات) على استعداد أن يدفعوا المبلغ المتبقى وعائد البنك حتى تاريخ السداد لكى لا ينفسخ العقد لأن الفدان أصبح سعره مرتفعا جدا الآن (مع التفصيل الدقيق فى الإجابة مع ذكر المراجع بالدقة التى تكلمت عن هذه المسألة)
ـ[عبد فقير]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 02:13]ـ
هل من مجيب؟
ـ[عبد فقير]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 09:16]ـ
هل من مجيب؟
ـ[عبد فقير]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 05:40]ـ
هل من مجيب؟(/)
مفاهيم إيمانية دعوية ..... 1 - حلقة التعليم المنزلية للأهل و الذرية؟!
ـ[خلوصي]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 09:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ... و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه ..
ينسى كثير من الدعاة نفسه من التذكرة و التعلم و مذاكرة الإيمان .... !
و ينسى أكثرهم إن تذكر نفسه ...
ينسى أهله و أولاده .. ؟!
و قد جربت ذلك بنفسي .. !
فذات مرة جعلت ما بين المغرب و العشاء خاصا لحلقة منزلية .. و عزمت على ألا أجعل للشيطان منفذا بإرادة قوية .. !
قم عرفت مبلغ إرادتي عندما انقضت 10 أيام فقط .. و شغلني شاغل كان يمكن تأجيله في السوق .... فانقطعت تلك الحلقة شهورا كاملة!!؟؟
و حتى بعدها و إلى اليوم ... لم أستطع الثبات و لا 10 %!!؟؟
مع أن تلك الحلقة كان لها دور عظيم جدا جدا جدا ... لا يوصف .. في توجيه قلوب أهل البيت إلى الآخرة و زيادة الإيمان مما كان كفيلاً بتغيير جذري للحياة ... لتغدو أخروية تعالج رغبات القلوب ... بدلا من أن تكون دنيوية لا تني تلهث وراء الدنيا لإشباع رغبات لا تنتهي!!!
أتمنى أن نتحدى الشيطان لنرى مبلغ ثباتنا على أمر صغير في المجاهدة كهذا؟؟!!
و لترونّ و الله عظيم الأثر!!
إيه فرجوني حالكون بعد أسبوع واحد فقط خيّووو! و أنا معكون؟؟:)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 03:25]ـ
صدقت وأصبت .. كلام لا غبار عليه ..
وما أحوجنا الى التذاكر به والتناصح فيه ..
وما أحوج المسلمين اليوم في بيوتهم الى تفرغ رب البيت للقيام بنفسه بأمر الدعوة فيها، عملا بقوله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا)) الآية. وهي الضرورة الى سعي المسلمين، كل جماعة منهم برعاية من ولي أمرها، في السمع والتلقي الصحيح ودفع الباطل وحجبه واصلاح النفوس بذلك التلقي .. ولو أن الرجل حرص على أن يجعل في بيته في كل يوم وردا ثابتا من درس مسجل يجلس هو وأهله يجتمعون لسماعه، بدلا من الاجتماع أمام التلفاز في قعر البيت، لرجع ذلك عليهم بالخير الكثير!
وكم من داعية تراه يسعى في اعداد الدروس والمؤتمرات ويسافر للدعوة في سبيل الله الى أقطار الأرض، ويترك بيته تلتهمه الدعاوى الهدامة المخالفة للسنة، ويترك مسامع أولاده للشبهات ونفوسهم للشهوات وهو لا يدري!! نسأل الله السلامة ..
ولا شك في أنه كان من فضل الله وكرمه أن من على الأمة في هذا الزمان، زمان عبودية التلفزيون، بدخول الدعوة الى الفضائيات، وبالتالي دخولها الى قلب البيت المسلم نفسه، والى تلك الشاشة الفاتنة التي هي عضو من أعضاء كل أسرة من أسر المسلمين الا ما رحم ربك! فالأمر الآن أسهل من ذي قبل، فيكفي ان يحرص رب البيت على ألا يفتح ذلك التلفاز نفسه الا على قنوات الدعوة المنضبطة! ان كان اخراج ذلك الجهاز من البيوت من الصعوبة على النفوس بمكان، فليحرص اذا - على الأقل - على حجب سائر القنوات التي فيها الدخن والدنس والفساد، فقد أبدله الله خيرا منها، وقامت عليه الحجة بذلك!
ولكم أسعدنا رؤية رجل كالشيخ يعقوب حفظه الله ورعاه، يصطنع معاني الايمان اصطناعا ويقرب معاني الزهد والورع ويفعل حقائق التوحيد وتزكية القلوب في نفوس السامعين، على منهج الصحابة دونما حيدة الى بدعة أو خرافة، تماما كما كان نهج أستاذه وشيخه ابن القيم رحمة الله عليه، والذي لا تراه في أغلب أحواله الا ناقلا من كتبه شارحا لما فيها من الدرر والكنوز .. ولكم أسعدنا وأثلج صدورنا كذلك ظهور ذلك الجندي الغيور على السنة وعلى مصادرها الأصلية، الواقف على الثغر، الشيخ الحويني حفظه الله، وقد بث في قلوب كثير من المسلمين تعظيم الصحابة وتعظيم السنة وعلومها وتحقير أعدائها وهي العلوم التي ما كانوا من قبل يسمعون عنها أصلا أو يظنون بأن لها أهلها المشتغلون بها على هذا النحو الدقيق! فلله درهما وغيرهما من أئمة الدعوة الفضائية، فوالله قد قضى الله بهم في أمة المسلمين خيرا كثيرا ... والحمد لله أولا وآخرا
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 06:51]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ...
كنت أستمع مرة للشيخ الجليل المغامسي فتأثرت ..... فقلت لأنزل إلى الأرض .. !؟
فزاد الأثر!!
ثم جلست على الركب ... مركزا على الشيخ .... فزاد أكثر!!
فلما جمعت أسرتي في حلقة أنشأتها و إياهم إنشاء لنكون نحن المتكلمين الداعين أنفسنا و المتفكرين بغيرنا ... ؟ زاد الأثر أكثر فأكثر ... !!؟؟
فلما جعلنا المسؤولية عن الأمة و حالها لا مسؤولية جماعية علينا كقرية أو حي أو أسرة لتغدو مسؤولية فردية فردية .... أحسسنا بمشاعر غريبة تتشخص في نفوسنا و لا تستطيع أن تهرب لتدفنها بغير شعور في مدفن الجماعة!!؟
و هكذا ظل التأثير يتراكز و يتركز ... فيثقل و يجعلنا نتثاقل عن الحلقة حتى عرفت بذلك أكثر فأكثر مبلغ الضعف الخطير الوبيل في الأمة ... لا في عوامهم فحسب ... بل في من ينتظر أن يكونوا من دعاتها ... بل ربما في الدعاة أنفسهم .. !!؟؟
بالله عليكم تأمّلوا في هذه الحال العجيبة!!
لم نعد نطيق الثبات على حلقة في المنزل ... و مع الأهل و الأولاد؟!؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 12:13]ـ
لم نعد نطيق الثبات على حلقة في المنزل ... و مع الأهل و الأولاد؟!؟
و لو لنصف ساعة؟!؟!
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 12:53]ـ
ما سر ثقلها على النفس مع الأهل والأولاد, وخفتها مع الخلان أو حتى مع الأجانب؟؟
هل هو شيء في النية .. ؟
أصلح الله أحوالنا وأعاننا على نهي النفس عن الهوى وأعاذنا من الشيطان
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 12:22]ـ
طرح أكثر من رااااااااائع
نسأل الله بمنه وفضله
أن يجعلنا من القادرين على إنشاء حلقة مع الأهل
وجزاكم الله على التذكير
ـ[زيد عبيد زيد]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 02:50]ـ
نكأت جرحا من جراح الدعاة ..
استمر وفقك الله ورعاك وحبذا لو طرحت الدواء وهو هنا الوسائل المعينة على إقامة هذه الحلقة سيما مع سقوط الكلفة في المنزل، وهذا له أثره في الزهد في هذه الحلقة ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 12:56]ـ
ما سر ثقلها على النفس مع الأهل والأولاد, وخفتها مع الخلان أو حتى مع الأجانب؟؟
هل هو شيء في النية .. ؟
ربما يا أبا فاطمة ...
تعال أيها العزيز نتعاهد هنا مع الإخوة و الأخوات على هذه الحلقة .... لا تتركنا فنتكاسل!؟
طرح أكثر من رااااااااائع
نسأل الله بمنه وفضله
أن يجعلنا من القادرين على إنشاء حلقة مع الأهل
وجزاكم الله على التذكير
الشكر الجزيل لكم على التشجيع ... و آمين على الدعاء .... و لنتعاهد هنا مع الإخوة و الأخوات على هذه الحلقة الحيوية التي رأيت بنفسي عظيم أمرها ثم افتقدته لما تركتها!؟!
نكأت جرحا من جراح الدعاة ..
استمر وفقك الله ورعاك وحبذا لو طرحت الدواء وهو هنا الوسائل المعينة على إقامة هذه الحلقة سيما مع سقوط الكلفة في المنزل، وهذا له أثره في الزهد في هذه الحلقة ...
فابق معنا أيها العزيز حتى تنزف كل تلك الدماء الفاسدة تحت جروحنا المزمنة .... و حلها سهل ..... ؟ ممتنع ... !!
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 02:59]ـ
نصرة غزة؟!؟
من هنا البداية.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 03:02]ـ
صدقت
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 01:41]ـ
العلم بالصغار قبل الكبار ..
و علم الحال قبل العلم العام ...
و العلم المستتبع للعمل قبل غيره ...
و " الغافل بحاجة للترغيب و الترهيب أما المنيب فبحاجة للأمر و النهي " كما يقول الإمام القيّم ..
فمن أي القسمين نحن و أهالينا ... ؟
فيا أيها الإخوة و الأساتذة الكرام:
تعالوا نحيي هذه الحلقة ... إنني والله أول مستفيد منها إذ يعينني الجمع و تعاهدهم على الثبات!!
نصف ساعة فحسب أيها الكرام ... نتعاهد عليها ... و نتذاكر ضرورياتنا ... و نتخابر بشأن هذه الحلقة ... و نتقوى ببعضنا!؟
و ننشرها فيمن حولنا ... ثم فيمن حولنا من الحارات ... ثم فيمن حولنا من البلدات ....
و هذا اقتراح أولي:
1 - كتاب رجال حول الرسول لخالد محمد خالد ... ؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[02 - Jan-2009, صباحاً 11:35]ـ
" إنما الشأن شأنك "
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 - Jan-2009, صباحاً 04:30]ـ
فيا أيها الإخوة و الأساتذة الكرام:
تعالوا نحيي هذه الحلقة ... إنني والله أول مستفيد منها إذ يعينني الجمع و تعاهدهم على الثبات!!
نصف ساعة فحسب أيها الكرام ... نتعاهد عليها ... و نتذاكر ضرورياتنا ... و نتخابر بشأن هذه الحلقة ... و نتقوى ببعضنا!؟
و ننشرها فيمن حولنا ... ثم فيمن حولنا من الحارات ... ثم فيمن حولنا من البلدات ....
إذا ثقلت هذه علينا فالسلام علينا ....
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 05:22]ـ
من تعليق أديب جزائري في موقع أنساق:
و الذي نفسي بيده .. لا يتركن أحدنا نفسه يوما من غير أن يعظها .. فيذكرها بالله .. إلا خرجت به من بصيص نور إلى قطعة ظلام ..
ثم ..
القلوب التي لا تمتلئ بحب الله .. تمتلئ بحب غير الله ..
و من هناك .. تبتدئ المصائب .. و تنسحب الشفاعات .. و يرحل كل جميل ..
تاركا للدنايا مكانا شاغرا.
حسبُ القلوب أن تلك اللحظات
ما بين (مغرب و عشاء) ..
أثمنُ من تُشترى .. و أندرُ من تُباع.
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 09:16]ـ
حسبُ القلوب أن تلك اللحظات
ما بين (مغرب و عشاء) ..
أثمنُ من أن تُشترى .. و أندرُ من أن تُباع.
.............................. .............................. .................
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 05:56]ـ
حسبُ القلوب أن تلك اللحظات
ما بين (مغرب و عشاء) ..
أثمنُ من أن تُشترى .. و أندرُ من أن تُباع.
نعم و الله ... فأين أنتم أيها الركب الميمون؟!؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 08:19]ـ
لمّا قصّر معي إخوتي هنا في مجالس طلاب العلم في نصرتهم لهذا المشروع الحيوي المحوري الخطير ... أحببت أن أنقل إليهم بعض انطباعات العوام و الدعاة و المثقفين عموما ... فليسمحوا لي فالأمر جلل!!
بوركتم إخوتي و أخواتي ..
أما كيف نجمعهم أختي الفاضلة ....
فحسب خبرتي الضعيفة و من أتعلم منهم من أصحاب الخبرة:
1 - أن أجلس لوحدي إن لم يجالسني احد
2 - أن نجلس و كأن العدو قد أحاط بنا ليفني ديننا ... بالحرقة و التوجه .. !
3 - أن نصبر على عدم الاستجابة ... فوالله ما اسرع أن يتحلق الأهل و الأولاد حولنا لأن الملائكة تحفنا .. !
4 - أن نؤكد على تفريغ افضل الأوقات لخدمة الدين لا لخدمة الدنيا!؟!
5 - ألم يزر رسول الله صلى الله عليه و سلم ابنته و صهره ليلا يدق عليهما الباب في هذا الوقت الغريب قائلا لهما:
ألا تصليان الليل!!؟؟!!
فوضعنا اليوم في تجديد إيماننا و حالنا حالنا أدعى بمئات المرات إلى أن
نقرع أبواب بعضنا قائلين في جوف الليل:
ألا يكفي غفلة عن اليقين الذي ذاب في الأمة!!؟؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 12:51]ـ
جزيت خيرا أخي الكريم وأنا متتبع لك ,
وفقكم المولى.
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 11:36]ـ
جزيت خيرا أخي الكريم وأنا متتبع لك ,
وفقكم المولى.
و إياكم اخانا الكبير ... و لكن رجاء نحن ضعاف فآزرنا بالتوجيهات و النصائح و الملح و القصص العملية ...
بارك الله فيكم.
ـ[فرائد الدر]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 02:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الله يكتب اجرك
(ابتسامة)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 04:26]ـ
هذا ردي كنت أريد أن أنشره في موضوع المقولات ففوجئت بالحذف عوض الله علينا:)
مع التحية للأخ المكرم ابن الرومية:
قال ابن عطاء رحمه الله:" ما حجبك عن الله وجود موجود، ولكن حجبك عنه توهم موجود معه".
وقال شارحه ابن عباد:" تقدم أن لا موجود سوى الله تعالى على التحقيق، وأن وجود ما سواه إنما هو وهم مجرد".
.
.
بعد هذا هل ابن عطاء الله من المؤمنين بوحدة الوجود؟
الأخ الكريم عبيد .. ان تأملت كلامي فقد حاولت التزام الدقة من أن الرجل قد يقترب من دائرة الوحدة فيتكلام بكلام يظهر منه الشبه بكلام أهل الوحدة ما يظهر تناقضه مع موقفه منهم ... و ذكرت سابقا ان هذا أثر من آثار التجهم القوي الذي يجعل السالك معرضا للزلل في مقام الفناء و قد قلت نفس الكلام من قبل و ذكرت أن نفس الداء سرى اليه من مشايخه الكبار و ان لابن مشيش كلام يصرح فيه بالوحدة بلا مواربة و لأبي العباس و الشاذلي كلام الا أن ظهور التوحد في كلامهم أقل و ظهوره في كلام الامام ابن عطاء الله أقل لأنه أقرب منهم الى السلف و الاشتغال بآثارهم ... والعبارة المذكورة من هذا القبيل فقد تحتمل و تحتمل الا أنها لها مخرجا صحيحا يخرج عى الفناء عن شهود السوى ذكره الشيخ ابن عجيبة في شرحه-و هو أقل تصريحا بالوحدة في شرحه من ابن عباد-من أن المقصود أن لاوجود الأشياء و لا قيام لها الا بوجود خالقها و لا نسبة لها معه من جهة الوجود اذ هي حادثة فانية فهي على هذه النسبة في حكم العدم المحض اذ لا تملك لنفسها شيئا من دونه فلم التعلق بها من دونه؟؟؟ و مثل هذه العبارات المشكلة قد تتكرر لكثير من العباد فتشتبه عليهم المقامات خاصة من كان عقده فاسدا ... ففي نفس الكلام ستجد في تأصيلهم لهذه العبارة ما ينقلونه عن علي "أن الخالق ليس من شيء ولا في شيء ولا فوق شيء ولا تحت شيء" ... و هذا هو أصل تسرب الداء اليهم .. و قد توقف شيخ الصوفية و احد أئمة أهل السنة في عصره الامام ابن شيخ الحزاميين في كلام مشابه للشيخ الشاذلي ... و لكن المقصود أنهم لا يتقصدون وحدة الوجود و لا يعتقدونها و لا يصرحون بها كغيرهم و ان اقتربوا منها في بعض كلامهم عن المراتب الدقيقة للفناء لاشتباه الأمر عليهم و قدا اشتبه الأمر على كثير من أهل السنة في هذه المقامات كشيخ الاسلام عبد القادر أو شيخ الاسلام الهروي فكيف بمن هو دونهم ممن عقائده ملوثة بأصل التجهم كحجة الاسلام و غيره فلا عجب أن يقارب الحمى و أن يظهر أنه قد أوشك الوقوع فيه و ان لم يقع كغيره ... و الكلام هنا عن الاستشهاد بما أصابوا الصواب فيه و هم من أئمة الاسلام و ان زلوا في ما زلوا كما قال الحبيب أبوالفداء و لا أحد يقول ان يترك الانكار عليهم و بيان أخطائهم بل ان ترك هذا أوشكنا ان نهلك .. فان تكلمت عن الأخطاء الخطيرة عند الغزالي أو ابن عطاء الله او الهروي او بديع الزمان النورسي ... فلاأحد ممن له مسكة عقل سيجادلك في أن فعلك هو الصواب كلما تحريت الانصاف فيما تفعل .. و لكن أن تقعد في كل طريق يذكر فيه ذلك الامام أو ذاك مالئا الصفحات بأخطاءه بعيدا عن سياق الفائدة بل و مطالبا بايقاف الفائدة لمجرد أن ذاك الامام المخطئ قد استشهد بالصحيح من كلامه ... فحين يذكر ترجيح حجة الاسلام لنفي مفهوم المخالفة تقفز و تقول ... و لكن الغزالي له مشاركات في العلم الغنوصي و تسرد صفحات ... و ان ذكر ترجيح ابن حبان للرواية عن المجهولين تقفز محذرا ... و لكن ابن حبان قد قال قول الفلاسفة في النبوة و تسرد صفحات ... و ان ذكر ترجيح لابن عطاء الله صحيح في الالتفات الى الخالق قبل المخلوق ... قفزت و قلت و لكن الرجل له كلام في اسقاط التدبير مشين ... و تسرد كل الصفحات .... و ماذلك الا للخلط بين المقامات ما لم يكن فيمن
(يُتْبَعُ)
(/)
قبلنا فلو تنزلنا كل الدرجات و قلنا حاضر يا سيدي ابن عطاء وحدوي جلد .. ومع ذلك هذا لن يمنع من الاستشهاد بكلام صدق قاله ... فهؤلاء أئمة الكفر من أساطين الفلسفة الفارسية و اليونان و قد كان الأئمة قديما يضمنون ما صح من كلامهم في كتبهم في الآداب و الحكم و يكنون أحيانا عنهم بالحكماء و أحيانا لا يكنون ... و هذا ابن القيم قد استشهد بكلام الناطق الرسمي لأهل الوحدة حين كان صدقا و حقا .. و لكن في سياقه ... و كلا الفريقين ظنه تناقضا من ابن القيم الذي يغضون الطرف كليا عن كفر الرجل و الذي يظنون ان مجرد كفر أو بدعة الرجل يحرمان أخذ كل شيء منه ... و هذا ما حدث في هذا الشريط .... فمجرد الاستشهاد بابن عطاء الله لا يستدعي كل هذه الجلبة و الا لم يقبل نصحك الا ان كان الانتقاد يمس نفس ما استشهد به الكاتب .. آنذاك نعم و لو انتقدت بلطف كان أقرب لخصمك ...... أما ان تمضي في كل موضوع معروف او منكر محذرا محذرا محذرا ... فلا فائدة ستصل و لانصحك سيجدي ... لأنك تتكلم خارج السياق .. و هذا ما طلبناه من الأخ الكريم فو الله بالنسبة لي أتتبع هذا الشريط و شريط موعظة و تذكرة و لاأجد غيرهما تجد صاحباهما مجدان في اثراء ساعة راحة كهذه ... تقف مع نفسك و تحس بنفاقها و تجد أنها أعدى أعداءك حتى في النصح و المجادلة العلمية تحب أن تنتصر لنفسها و لا تقع الا ما هو دون اهمية بالمقارنة مع صلب الموضوع كالتركيز على الفرق بين الاتحاد و الحلول و من قال و متى قال .... وهو عندي ليس بفرق كبير الأهمية لأنه سواء جعلت الاتحاد العام و الخاص و الحلول العام و الخاص أقساما بذاتها أو لا فلا فرق كبير اذ بينها خصوص و عموم من أوجه يتحكم فيها عامل الزمن و لكن الأصل التي تعتمد عليه على مستوى التنظير هو واحد وهو المباينة ... لهذا فهي كفر واحد و ان اختلفت مراتبه و تنوعت سراديبه فهي تفضي الى نفس الرحبة الضيقة فمن قال بالحلول افضى به للقول بالاتحاد كما أفضى بعامة نظار النصارى و اليهود و عبادهم و من قال بالوحدة لم يثقل عليه القول بالحلول الا من باب التنظير لأن المؤدى واحد و لهذا تجد الوحدويين يميلون النصارى و اليهود و غيرهم لما بينهم من الرحم ... و لهذا تجد في كلام شيخ الاسلام و غيره انهم لا يعيرون كثير اهتمام لهذه التفرقة بل قد يصفون الواحد او الجماعة منهم بكل تلك الأوصاف و أحيانا يفرقون بحسب اقتضاء المقام .. فالقول أن الأشاعرة لا يكفرون الوحدويين و لكن يكفرون الاتحاديين و الحلوليين محض تحكم ... بل يكفرون من قال بوحدة الوجود و عامة الأفاضل من الأشاعرة يكفرونهم و ان سقط بعضهم بسبب التجهم الحاصل في المذهب في لوازم قريبة مما انكره ... فهذا هو ما تيسر و المقصود فقط أن يترك هذا الشريط بحاله فلم يذكر فيه منكر صريح و فائدته جيدة كما قال الاخوة فلا تؤدوا به الى أن يغلق فهذا الجانب نحتاجه و الله اعلم
ـ[أبومنصور]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 02:54]ـ
هداكم الله وغفر لكم اجمعين .. كعادتنا معشر المسلمين ... انحرف الموضوع عن هدفه واضعتم علينا موضوعا في غاية الاهمية ... واني لارجو من كل اخ منكم الا توقف عن المشاركة هنا الا فيما يخص الموضوع الاصلي {حلقة التعليم المنزلية للأهل و الذرية؟} .. ومن شاء منكم ان يواصل النقاش في غير هذا الموضوع فليفتح - غير مأمور- موضوعا جديدا وليكتب ما يحب ... لكن رجاء لا تضعيوا فرصة تبادل الافكار والمشاريع حول تربية العائلة والاولاد .. فلعل احدنا يذكر فكرة لا يلقي لها بالا تنفع عائلة مسلمة وتساهم في تعليمهم ميادئ الدين وتبعدهم عن مزالق الشيطان.
بارك الله فيكم ونفع بكم اجمعين
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 03:14]ـ
ولنرجع للمواصلة من حيث انتهت المشاركة رقم 17 ..
وبالمناسبة فثم سؤال طريف خطر ببالي: ما جدوى هذا الاستفتاء؟ لا أظنك تشك يا صاحب الموضوع في أن كل من سيرد عليه سيقرر بأن الغافل عن هذا واقع في غفلة؟؟ أقصد أن السؤال تقريري اجابته فيه، فما فائدة الاستفتاء؟!؟! .. (ابتسامة لتخفيف جو الحوار)
ـ[عبيد السلمي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 12:50]ـ
هذا ردي كنت أريد أن أنشره في موضوع المقولات ففوجئت بالحذف عوض الله علينا:)
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخ الكريم عبيد .. ان تأملت كلامي فقد حاولت التزام الدقة من أن الرجل قد يقترب من دائرة الوحدة فيتكلام بكلام يظهر منه الشبه بكلام أهل الوحدة ما يظهر تناقضه مع موقفه منهم ... و ذكرت سابقا ان هذا أثر من آثار التجهم القوي الذي يجعل السالك معرضا للزلل في مقام الفناء و قد قلت نفس الكلام من قبل و ذكرت أن نفس الداء سرى اليه من مشايخه الكبار و ان لابن مشيش كلام يصرح فيه بالوحدة بلا مواربة و لأبي العباس و الشاذلي كلام الا أن ظهور التوحد في كلامهم أقل و ظهوره في كلام الامام ابن عطاء الله أقل لأنه أقرب منهم الى السلف و الاشتغال بآثارهم ... والعبارة المذكورة من هذا القبيل فقد تحتمل و تحتمل الا أنها لها مخرجا صحيحا يخرج عى الفناء عن شهود السوى ذكره الشيخ ابن عجيبة في شرحه-و هو أقل تصريحا بالوحدة في شرحه من ابن عباد-من أن المقصود أن لاوجود الأشياء و لا قيام لها الا بوجود خالقها و لا نسبة لها معه من جهة الوجود اذ هي حادثة فانية فهي على هذه النسبة في حكم العدم المحض اذ لا تملك لنفسها شيئا من دونه فلم التعلق بها من دونه؟؟؟ و مثل هذه العبارات المشكلة قد تتكرر لكثير من العباد فتشتبه عليهم المقامات خاصة من كان عقده فاسدا ... ففي نفس الكلام ستجد في تأصيلهم لهذه العبارة ما ينقلونه عن علي "أن الخالق ليس من شيء ولا في شيء ولا فوق شيء ولا تحت شيء" ... و هذا هو أصل تسرب الداء اليهم .. و قد توقف شيخ الصوفية و احد أئمة أهل السنة في عصره الامام ابن شيخ الحزاميين في كلام مشابه للشيخ الشاذلي ... و لكن المقصود أنهم لا يتقصدون وحدة الوجود و لا يعتقدونها و لا يصرحون بها كغيرهم و ان اقتربوا منها في بعض كلامهم عن المراتب الدقيقة للفناء لاشتباه الأمر عليهم و قدا اشتبه الأمر على كثير من أهل السنة في هذه المقامات كشيخ الاسلام عبد القادر أو شيخ الاسلام الهروي فكيف بمن هو دونهم ممن عقائده ملوثة بأصل التجهم كحجة الاسلام و غيره فلا عجب أن يقارب الحمى و أن يظهر أنه قد أوشك الوقوع فيه و ان لم يقع كغيره ... و الكلام هنا عن الاستشهاد بما أصابوا الصواب فيه و هم من أئمة الاسلام و ان زلوا في ما زلوا كما قال الحبيب أبوالفداء و لا أحد يقول ان يترك الانكار عليهم و بيان أخطائهم بل ان ترك هذا أوشكنا ان نهلك .. فان تكلمت عن الأخطاء الخطيرة عند الغزالي أو ابن عطاء الله او الهروي او بديع الزمان النورسي ... فلاأحد ممن له مسكة عقل سيجادلك في أن فعلك هو الصواب كلما تحريت الانصاف فيما تفعل .. و لكن أن تقعد في كل طريق يذكر فيه ذلك الامام أو ذاك مالئا الصفحات بأخطاءه بعيدا عن سياق الفائدة بل و مطالبا بايقاف الفائدة لمجرد أن ذاك الامام المخطئ قد استشهد بالصحيح من كلامه ... فحين يذكر ترجيح حجة الاسلام لنفي مفهوم المخالفة تقفز و تقول ... و لكن الغزالي له مشاركات في العلم الغنوصي و تسرد صفحات ... و ان ذكر ترجيح ابن حبان للرواية عن المجهولين تقفز محذرا ... و لكن ابن حبان قد قال قول الفلاسفة في النبوة و تسرد صفحات ... و ان ذكر ترجيح لابن عطاء الله صحيح في الالتفات الى الخالق قبل المخلوق ... قفزت و قلت و لكن الرجل له كلام في اسقاط التدبير مشين ... و تسرد كل الصفحات .... و ماذلك الا للخلط بين المقامات ما لم يكن فيمن قبلنا فلو تنزلنا كل الدرجات و قلنا حاضر يا سيدي ابن عطاء وحدوي جلد .. ومع ذلك هذا لن يمنع من الاستشهاد بكلام صدق قاله ... فهؤلاء أئمة الكفر من أساطين الفلسفة الفارسية و اليونان و قد كان الأئمة قديما يضمنون ما صح من كلامهم في كتبهم في الآداب و الحكم و يكنون أحيانا عنهم بالحكماء و أحيانا لا يكنون ... و هذا ابن القيم قد استشهد بكلام الناطق الرسمي لأهل الوحدة حين كان صدقا و حقا .. و لكن في سياقه ... و كلا الفريقين ظنه تناقضا من ابن القيم الذي يغضون الطرف كليا عن كفر الرجل و الذي يظنون ان مجرد كفر أو بدعة الرجل يحرمان أخذ كل شيء منه ... و هذا ما حدث في هذا الشريط .... فمجرد الاستشهاد بابن عطاء الله لا يستدعي كل هذه الجلبة و الا لم يقبل نصحك الا ان كان الانتقاد يمس نفس ما استشهد به الكاتب .. آنذاك نعم و لو انتقدت بلطف كان أقرب لخصمك ...... أما ان تمضي في كل موضوع معروف او منكر محذرا محذرا محذرا ... فلا فائدة ستصل و لانصحك سيجدي ... لأنك تتكلم خارج
(يُتْبَعُ)
(/)
السياق .. و هذا ما طلبناه من الأخ الكريم فو الله بالنسبة لي أتتبع هذا الشريط و شريط موعظة و تذكرة و لاأجد غيرهما تجد صاحباهما مجدان في اثراء ساعة راحة كهذه ... تقف مع نفسك و تحس بنفاقها و تجد أنها أعدى أعداءك حتى في النصح و المجادلة العلمية تحب أن تنتصر لنفسها و لا تقع الا ما هو دون اهمية بالمقارنة مع صلب الموضوع كالتركيز على الفرق بين الاتحاد و الحلول و من قال و متى قال .... وهو عندي ليس بفرق كبير الأهمية لأنه سواء جعلت الاتحاد العام و الخاص و الحلول العام و الخاص أقساما بذاتها أو لا فلا فرق كبير اذ بينها خصوص و عموم من أوجه يتحكم فيها عامل الزمن و لكن الأصل التي تعتمد عليه على مستوى التنظير هو واحد وهو المباينة ... لهذا فهي كفر واحد و ان اختلفت مراتبه و تنوعت سراديبه فهي تفضي الى نفس الرحبة الضيقة فمن قال بالحلول افضى به للقول بالاتحاد كما أفضى بعامة نظار النصارى و اليهود و عبادهم و من قال بالوحدة لم يثقل عليه القول بالحلول الا من باب التنظير لأن المؤدى واحد و لهذا تجد الوحدويين يميلون النصارى و اليهود و غيرهم لما بينهم من الرحم ... و لهذا تجد في كلام شيخ الاسلام و غيره انهم لا يعيرون كثير اهتمام لهذه التفرقة بل قد يصفون الواحد او الجماعة منهم بكل تلك الأوصاف و أحيانا يفرقون بحسب اقتضاء المقام .. فالقول أن الأشاعرة لا يكفرون الوحدويين و لكن يكفرون الاتحاديين و الحلوليين محض تحكم ... بل يكفرون من قال بوحدة الوجود و عامة الأفاضل من الأشاعرة يكفرونهم و ان سقط بعضهم بسبب التجهم الحاصل في المذهب في لوازم قريبة مما انكره ... فهذا هو ما تيسر و المقصود فقط أن يترك هذا الشريط بحاله فلم يذكر فيه منكر صريح و فائدته جيدة كما قال الاخوة فلا تؤدوا به الى أن يغلق فهذا الجانب نحتاجه و الله اعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أنا رددت على قولك:و هذا ليس كلام أهل الوحدة بل كلامهم أن لا وجود حقيقي للمخلوقات و انما هي وهم.
فأوردت هذا بعينه في كلام ابن عطاء رحمه الله:ولكن حجبك عنه توهم موجود معه!
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية مشاهدة المشاركة
هذا ردي كنت أريد أن أنشره في موضوع المقولات ففوجئت بالحذف عوض الله علينا
الأخ الكريم عبيد .. ان تأملت كلامي فقد حاولت التزام الدقة من أن الرجل قد يقترب من دائرة الوحدة فيتكلام بكلام يظهر منه الشبه بكلام أهل الوحدة ما يظهر تناقضه مع موقفه منهم ...
أنت من أهل الدقة ان شاء الله!
وسؤالي هل تعرف له كلاما صريحا يبين معارضته لأهل الوحدة؟
أن المقصود أن لاوجود الأشياء و لا قيام لها الا بوجود خالقها و لا نسبة لها معه من جهة الوجود اذ هي حادثة فانية فهي على هذه النسبة في حكم العدم المحض اذ لا تملك لنفسها شيئا من دونه فلم التعلق بها من دونه؟؟؟
هذه تحتاج إلى بيان وتفصيل!
1 - قولك: (لاوجود للأشياء و لا قيام لها الا بوجود خالقها) هذه وضح ماذا تريد منها!
2 - قولك: (ولا نسبة لها معه من جهة الوجود) من ادعى أن هناك نسبة من الكفار والمسلمين؟
3 - قولك: (فهي على هذه النسبة في حكم العدم المحض اذ لا تملك لنفسها شيئا من دونه فلم التعلق بها من دونه؟؟؟) هذه أيضا تحتاج إلى تفصيل!!
و لكن أن تقعد في كل طريق يذكر فيه ذلك الامام أو ذاك مالئا الصفحات بأخطاءه بعيدا عن سياق الفائدة بل و مطالبا بايقاف الفائدة لمجرد أن ذاك الامام المخطئ قد استشهد بالصحيح من كلامه ... فحين يذكر ترجيح حجة الاسلام لنفي مفهوم المخالفة تقفز و تقول ... و لكن الغزالي له مشاركات في العلم الغنوصي و تسرد صفحات ... و ان ذكر ترجيح ابن حبان للرواية عن المجهولين تقفز محذرا ... و لكن ابن حبان قد قال قول الفلاسفة في النبوة و تسرد صفحات ... و ان ذكر ترجيح لابن عطاء الله صحيح في الالتفات الى الخالق قبل المخلوق ... قفزت و قلت و لكن الرجل له كلام في اسقاط التدبير مشين ... و تسرد كل الصفحات .... و ماذلك الا للخلط بين المقامات ما لم يكن فيمن قبلنا فلو تنزلنا كل الدرجات و قلنا حاضر يا سيدي ابن عطاء وحدوي جلد .. ومع ذلك هذا لن يمنع من الاستشهاد بكلام صدق قاله ... فهؤلاء أئمة الكفر من أساطين الفلسفة الفارسية و اليونان و قد كان الأئمة قديما يضمنون ما صح من كلامهم في كتبهم في الآداب و الحكم و يكنون أحيانا عنهم بالحكماء و أحيانا لا يكنون ... و هذا ابن القيم قد استشهد بكلام الناطق الرسمي لأهل الوحدة حين كان صدقا و حقا .. و لكن في سياقه ... و كلا الفريقين ظنه تناقضا من ابن القيم الذي يغضون الطرف كليا عن كفر الرجل و الذي يظنون ان مجرد كفر أو بدعة الرجل يحرمان أخذ كل شيء منه ... و هذا ما حدث في هذا الشريط .... فمجرد الاستشهاد بابن عطاء الله لا يستدعي كل هذه الجلبة و الا لم يقبل نصحك الا ان كان الانتقاد يمس نفس ما استشهد به الكاتب .. آنذاك نعم و لو انتقدت بلطف كان أقرب لخصمك ...... أما ان تمضي في كل موضوع معروف او منكر محذرا محذرا محذرا ... فلا فائدة ستصل و لانصحك سيجدي ... لأنك تتكلم خارج السياق .. و هذا ما طلبناه من الأخ الكريم ...
كلام جميل جدا وليس بغريب على من هو مثلك! أحسن الله اليك!
و من قال بالوحدة لم يثقل عليه القول بالحلول الا من باب التنظير لأن المؤدى واحد و لهذا تجد الوحدويين يميلون النصارى و اليهود و غيرهم لما بينهم من الرحم ......
ولكن اليس من الظلم أن نتهم أحدا من الصوفية الذين قالوا بالوحدة بأنهم سيصلون للحلول والاتحاد؟ خاصة أن أحدا لايستطيع أن يثبت على أحد منهم القول بالحلول والاتحاد؟ إلا إن كنت تعلم شيئا لا أعلمه فأخبرني!
فالقول أن الأشاعرة لا يكفرون الوحدويين و لكن يكفرون الاتحاديين و الحلوليين محض تحكم ... بل يكفرون من قال بوحدة الوجود و عامة الأفاضل من الأشاعرة يكفرونهم ...
ليتك تبين لنا من من الأشاعرة كفرأهل الوحدة!
أشكرك أخي.
ملاحظة: ليته يكون في موضوع مستقل خاصة أنه ليس له علاقة بموضوعنا هنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 04:17]ـ
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كل ذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة، إلا البغي، وعقوق الوالدين، أو قطيعة الرحم، يعجل لصاحبها في الدنيا قبل الموت”.
أخرجه البخاري في “الأدب المفرد” وصححه الألباني في “صحيح الأدب المفرد (رقم460/ 591).
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 05:11]ـ
لك ما شئت أخي الكريم
ـ[عبيد السلمي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 06:13]ـ
لك ما شئت أخي الكريم
شكر الله لك ... وبارك الله فيك ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 08:11]ـ
هداكم الله وغفر لكم اجمعين .. كعادتنا معشر المسلمين ... انحرف الموضوع عن هدفه واضعتم علينا موضوعا في غاية الاهمية ... واني لارجو من كل اخ منكم الا توقف عن المشاركة هنا الا فيما يخص الموضوع الاصلي {حلقة التعليم المنزلية للأهل و الذرية؟} .. ومن شاء منكم ان يواصل النقاش في غير هذا الموضوع فليفتح - غير مأمور- موضوعا جديدا وليكتب ما يحب ... لكن رجاء لا تضعيوا فرصة تبادل الافكار والمشاريع حول تربية العائلة والاولاد .. فلعل احدنا يذكر فكرة لا يلقي لها بالا تنفع عائلة مسلمة وتساهم في تعليمهم ميادئ الدين وتبعدهم عن مزالق الشيطان.
بارك الله فيكم ونفع بكم اجمعين
بارك الله فيكم أخي العزيز و في همكم.
أرجو المتابعة حتى لا يبقى بيت بلا حلقة إيمانية يبني الإيمان لبنة لبنة!؟
و ليكن العمل بطيئا ... و لكن دون توقف!!
يكفينا ذلا و مهانة و خزيا بسبب التعلق بهذه الدنيا الفانية ....
ولنرجع للمواصلة من حيث انتهت المشاركة رقم 17 ..
وبالمناسبة فثم سؤال طريف خطر ببالي: ما جدوى هذا الاستفتاء؟ لا أظنك تشك يا صاحب الموضوع في أن كل من سيرد عليه سيقرر بأن الغافل عن هذا واقع في غفلة؟؟ أقصد أن السؤال تقريري اجابته فيه، فما فائدة الاستفتاء؟!؟! .. (ابتسامة لتخفيف جو الحوار)
فائدته تنبيه الغافلين!!؟!!:):)
أتشك في غفلتهم عن هذا؟؟ فأنت إذن و الله من الغافلين!:):)
ـ[عبيد السلمي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 08:42]ـ
لك ما شئت أخي الكريم
لرفع الطلب مرة أخرى
ـ[أقدار]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 06:39]ـ
حلقة البيت كما هو ثقل جبل أُحد .. !!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 07:23]ـ
حلقة البيت كما هو ثقل جبل أُحد .. !!!
سبحان الله!؟!
فقبل أن أقرأ هذا بدقيقة نادتني أهلي و أولادي مستفسرين: هل ستقوم إلى الحلقة؟
- و قد صار لنا زمن طويل هجرنا فيه الحلقة برغم الظروف الشديدة التي يجب أن تلجيء الناس أكثر إلى الله جل جلاله استنادا إلى قدرته أمام المخاوف و الظالمين و استمدادا من رحمته و رزقه أمام إلحاح الحاجات .. -
فشعرت بالثقل ثم إذا أنا أمام هذه العبارة العجيبة!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 09:40]ـ
4 فقط قدموا رأيهم في الاستطلاع!!
و 10 فقط شجعوا مرة واحدة فقط ثم غابوا!!
غفر الله للجميع.
ـ[خلوصي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 02:52]ـ
الحلقة الحلقة يا عباد الله!
فقد أرهقتنا اهتمامات الحلقة السوقية!(/)
قال ابن القيم: ما تحت قبة الفلك أعلم بمذاهب أحمد من ابن مفلح (اكبر تلاميذ ابن تيميه)
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 10:25]ـ
(ابن مفلح صاحب الفروع)
وفيها أقضى القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج المقدسي ثم الصالحي الراميني الحنبلي الشيخ الإمام العالم العلامة وحيد دهره وفريد عصره شيخ الإسلام وأحد الأئمة الأعلام سمع من عيسى المطعم وغيره وتفقه وبرع ودرس وأفتى وناظر وحدث وأفاد وناب في الحكم عن قاضي القضاة جمال الدين المرداوي وتزوج ابنته وله منها سبعة أولاد ذكور وإناث وكان آية وغاية في نقل مذهب الإمام أحمد رضي الله عنه.
قال عنه أبو البقاء السبكي (ما رأت عيناي أحداً أفقه منه وكان ذا حظ من زهد وتعفف وصيانة وورع ودين متين وشكرت سيرته وأحكامه)
وذكره الذهبي في المعجم فقال (شاب عالم له عمل ونظر في رجال السنن ناظر وسمع وكتب وتقدم ولم ير في زمانه في المذهب الأربعة من له محفوظات أكثر منه فمن محفوظاته المنتقى في الأحكم)
وقال ابن القيم لقاضي القضاة موفق الدين الحجاوي سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة: (ما تحت قبة الفلك أعلم بمذاهب الإمام أحمد من ابن مفلح) وحسبك بهذا الشهادة من مثل هذا.
و طلب العلم ولازم الشيخ الإمام ابن تيميه رحمه الله ونقل عنه علماً كثيراً (وكان يقول له ما أنت أبن مفلح بل أنت مفلح) وكان أخبر الناس بمسائل واختياراته حتى أن ابن القيم كان يراجعه في ذلك وله مشايخ كثيروين منهم ابن مسلم و البرهان الزرعي و الحجار و الفويره و البخاري و المزي و الذهبي ونقل عنهما كثيراً وكانا يعظمانه وكذلك الشيخ تقي الدين السبكي يثنى عليه كثيرا.
ً قال ابن كثير (وجمع مصنفات منها على المقنع نحو ثلاثين مجلداً وعلى المنتقى مجلدين وكتاب الفروع أربع مجلدات قد اشتهر في الآفاق وهو من أجل الكتب وأنفها وأجمعها للفوايد وله كتاب جليل في أصول الفقه حذا فيه حذو ابن الحاجب في مختصره وله الآداب الشرعية الكبرى مجلدان و الوسطى مجلد و الصغرى مجلد لطيف)
ونقل في كتابه الفروع في باب ذكر أصناف الزكاة أبياتاً عن يحيى بن خالد بن برمك في ذم السؤال وهي:
ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله عوضاً ولو نال الغنى بسؤال
وإذا بليت ببذل وجهك سائلاً فابذله للمتكرم المفضال
وإذا السؤال مع النوال وزنته رجح السؤال وخف كل نوال
توفي ليلة الخميس ثاني رجب بسكتة بالصالحية ودفن بالروضة بالقرب من الشيخ موفق الدين ولم يدفن بها حاكم قبله وله بضع وخمسون سنة.
منقول: من شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي
السؤال: لماذا يجهل الكثيرون الإمام ابن مفلح بالرغم من أنه احد اكبر تلاميذ ابن تيميه وقرأتم ثناء اهل العلم السابق على مؤلفاته؟
لماذا لا تشرح وتدرس كتبه؟ لماذا لا تطبع وتحقق وتنشر كتبه؟
اتمنى من أخواني الأفاضل طلبة العلم نشر هذا الموضوع (اهمية الإهتمام بعلم ابن مفلح ونقولاته عن شيخه ابن تيميه رحمه الله) وإيصاله لأهل العلم وبالأخص ممن لهم دروس لشرح والتعليق على كتب اهل العلم.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 09:25]ـ
السؤال: لماذا يجهل الكثيرون الإمام ابن مفلح بالرغم من أنه احد اكبر تلاميذ ابن تيميه وقرأتم ثناء اهل العلم السابق على مؤلفاته؟
لماذا لا تشرح وتدرس كتبه؟ لماذا لا تطبع وتحقق وتنشر كتبه؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Dec-2008, صباحاً 11:26]ـ
شكرا على تنبيهك لهذا العلم
ملاحظة: قاضي القضاة هو الله .. فليتنبه ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 12:07]ـ
جزاك الله خيرا. العلماء وطلبة العلم الجادين يعرفونه ويعلمون جلالته ومصنفاته، وترجمته التي نقلت مشكوراً لا يكاد يجهلها طالب علم فضلاً عن عالم. وله كتاب الفروع المشهور، وفيه نقولات كثيرة عن شيخ الإسلام، وله في الأصول - أصول ابن مفلح - ولو لم يكن إلا الأول لكفى، فقد أفاد منه السابق واللاحق، وقد أخرجه محققاً تحقيقاً مميزاً الدكتور عبدالله التركي حفظه الله، طبع مؤسسة الرسالة، وهو متداول مشهور.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 12:58]ـ
لا تصدق أن الدكتور التركي يحقق
إنما هو جهد من تحته .. كما في الطبري
والله المستعان
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 04:02]ـ
شكرا على تنبيهك لهذا العلم
ملاحظة: قاضي القضاة هو الله .. فليتنبه ..
جزاك الله خير على تعقيبك .. واعتذر عن نقل عبارة (قاضي القضاة) ولعل المشرف الكريم يمسحها.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 01:50]ـ
جزاك الله خيرا. العلماء وطلبة العلم الجادين يعرفونه ويعلمون جلالته ومصنفاته، وترجمته التي نقلت مشكوراً لا يكاد يجهلها طالب علم فضلاً عن عالم. وله كتاب الفروع المشهور، وفيه نقولات كثيرة عن شيخ الإسلام، وله في الأصول - أصول ابن مفلح - ولو لم يكن إلا الأول لكفى، فقد أفاد منه السابق واللاحق، وقد أخرجه محققاً تحقيقاً مميزاً الدكتور عبدالله التركي حفظه الله، طبع مؤسسة الرسالة، وهو متداول مشهور.
بارك الله فيك اخي الكريم .. والشيخ العلامه عبدالله بن عبدالمحسن التركي حفظه الله عضو هيئة كبار العلماء والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي معروفة جهوده في تحقيق كتب اهل العلم وفي العناية بكتب الفقه وبالأخص المذهب الحنبلي فجزاه الله خير الجزاء على جهوده وبذله للعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 03:43]ـ
للفائده.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 11:44]ـ
حفظك الله على هذا التنبيه الطيب
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 09:24]ـ
حفظك الله على هذا التنبيه الطيب
حياك الله اخي الكريم .. وكل عام وانتم بخير.(/)
هل يجوز التخلف عن صلاة الجمعة في هذه الحال .... ؟
ـ[السائرة]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 12:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رجل له مزرعة زيتون خارج المدينة، بمسافة بعيدة، وله عمل طوال الأسبوع، لايستطيع تركه، وليس له إجازة إلا يوم الجمعة،فإن خرج إلى مزرعته في يوم الجمعة من الصباح لجمع الزيتون فإنه يضيع صلاة الجمعة؛ وإن ترك الذهاب للمزرعة إلى ما بعد الظهر فإن الوقت قصير خاصة في هذه الأيام الشتوية لا يسعفه للذهاب وجمع الزيتون والرجوع مرة أخرى.
فهل له أن يترك الجمعة ويصليها ظهرا في مزرعته البعيدة عن العمران على الأقل كل اسبوعيين مرة ..........
أفيدونا في هذا جزاكم الله خيرًا
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 01:04]ـ
سيأتي الجواب من الأخوة بإذن الله ..(/)
أقوال العلماء في السعي في السطح؟
ـ[نبراس]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 02:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فتوى الشيخ إبن جبرين في المسعى الجديد, ذكر الشيخ مسألة السعي في السطح ورأي الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله فيها, فأريد من الاخوة من طلبة العلم أن يوضحوا لي هذه المسألة وأقوال العلماء فيها.
بارك الله فيكم ...
حكم توسعة المسعى الجديدة
(16894)
سؤال: نرجو من سماحتكم تبيين ما ترونه بخصوص موضوع توسعة المسعى القائم حاليًا بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، حيث صدرت في الفترة الأخيرة بعض الآراء الفقهية التي لا تؤيد ذلك، سائلين المولى القدير جلت قدرته أن يبارك في علمكم وعملكم وينفع بكم الإسلام والمسلمين.
الجواب: ذكر العلماء حكم السعي بين الصفا والمروة، واشتهر في المذهب الحنبلي أنه ركن من أركان الحج لا يتم الحج إلا به، فمن لم يسع مع القدرة لم يتم حجه ولم تتم عمرته، وجاءت رواية أخرى أنه واجب من واجبات الحج، بحيث يجبر بدم إذا تركه، وقد ذكر الله تعالى السعي باسم الطواف بقوله تعالى: ((إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا)) البقرة: 158، والتطوف في الأصل الاستدارة على الشيء الذي يطوف به، فإن الطواف بالبيت الدوران حوله، وهكذا الذين يطوفون بالقبور يستديرون حول الضريح، وذلك عبادة لهم من دون الله، ولكن الطواف بالبيت والطواف بالصفا والمروة عبادة لله تعالى، فليس تعظيمًا للبيت الذي هو من حجارة وطين، وليس تعظيمًا للصفا والمروة وهما جبلان واقعان هناك، ولكن في الأصل يراد طاعة الله تعالى وامتثال أمره، وذكره وكثرة الدعاء والقراءة في هذا الطواف، كما ثبت في الحديث عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: (إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله) رواه أحمد وأبو داود.
وإذا كان القصد من السعي ذكر الله تعالى، فإنه يجوز السعي بين الجبلين أو ما يقاربهما وما يحاذيهما؛ لحصول المقصود الذي هو ذكر الله تعالى ودعاؤه وقراءة القرآن، والخضوع والخشوع للرب سبحانه وتعالى، وإتباع سنة النبي r، حيث قال: "اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي" رواه الإمام أحمد.
ولو كان المراد السير فيما سار فيه النبي r لفرض على الناس في حجهم وعمرتهم ألا يتخطوا أثر مسيره، بل يكونون كهيئة الطابور يسيرون في موضع سيره وعلى أثره، وقد وسع r الأمر في هذه المشاعر، كقوله في عرفة: "وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف، ووقفت هاهنا وجمع كلها موقف – يعني مزدلفة - ونحرت هاهنا ومنى كلها منحر، وفجاج مكة طريق ومنحر" رواه الإمام أحمد وغيره.
وإذا حصل المقصود الذي هو إحياء السنة، وإتباع النبي r حصل المقصود من شرعية هذه المناسك، وحيث إن الصفا في الأصل جبل مرتفع قليلاً عن مستوى الأرض، وكذلك المروة، فإن السعي بينهما يحصل به الامتثال.
وقد أدركت أصل الصفا في سنة تسع وستين من القرن الماضي، ورأيته ممتدًا عن حده الذي كان عليه، وإن كنت لا أستطيع تحديد طوله، إلا أنه بلا شك أوسع مما كان عليه لما حدد موضع المسعى، وكانت المروة محددة ولكن يظهر أن الجبل ممتد أيضًا، حيث يوجد عليه بنايات ومساكن أرفع من مستوى الأرض، مما يدل على أنها كانت على طرف المروة من جهة الشرق، وكان يقع في شرق المسعى مساكن ملاصقة للمسعى بها سكان وبها متاجر وفي طرفيه شرقًا وغربًا.
وقد شكل الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله لجنة لتحديد مكان السعي، ليحصر المكان الذي يكفي من يسعى للحج أو للعمرة، وهدموا بعض البيوت الملاصقة للمسعى في جانبيه، واقتصروا على تحديده الذي كان عليه طوال هذه السنين، ويظهر أنهم قطعوا جبل الصفا من جهة الشرق وكذلك أيضًا المروة، وجعلوا هذا المسعى واعتقدوا أنه يكفي لمن يحج أو يعتمر، ولم يكونوا يفكرون في هذا التضخم الكبير في هذه الأزمنة.
ثم إن الملك عبدالعزيز رحمه الله عمل له مظلة لا أدري من الشينكو أو من البواري، إلا أنها مظلة كافية انتهى طرفها الشمالي إلى حد ما بين العلمين، وكتب عليها أن الآمر بها هو جلالة الملك عبدالعزيز، وحدد تاريخ وضعها كأنه بعد ضم الحجاز للمملكة بسنتين أو ثلاث سنوات، وكان أيضًا في وسط المسعى قرب العلمين طريق للسيارات تأتي من الشرق وتتوجه غربًا، وتجيء من الغرب متجهة للشرق، لم يكن هناك طريق إلا هذا الممر، بحيث إنه يوقفون الذين يسعون حتى تمر السيارة.
وحيث إن العمل إنما هو لأجل العبادة المذكورة، وحيث عرف امتداد الجبلين وشهد بذلك كثيرون من الذين شاهدوا ذلك قبل ستين أو سبعين سنة، وعرفوا امتداد هذين الجبلين، وأثبتت شهادتهم عند القضاة، وصدر بذلك تصديق لهم وتعديل لهم، فالذي يظهر أنه لا مانع من توسعة المسعى من جانبيه أو من أحد جانبيه، ليتسع لعدد أكثر، فالتوسعة والسعي بينهما في مستوى الأرض أولى من السعي في السطوح والهواء، حيث إن السطح لا يصدق عليه أنه سعى بينهما، بل يقال: سعى في هوائهما، وقد نقل عن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، والذي توفي في عام 93 من القرن الماضي أنه منع السعي في السطوح وفي الدور الثاني من المسعى ونحوه، ورأى أن الذي يسعى في السطح ونحوه لا يصدق عليه أنه سعى بين الصفا والمروة، وعلى كل حال فهذا الذي يظهر لنا، ولكل مجتهد نصيب. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
10/ 3/1429هـ
المصدر: http://ibn-jebreen.com/masaa.php(/)
هل يصح هذا القول عن الإمام أحمد؟
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 02:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتناقل بعض طلبة العلم مقولة منسوبة إلى الإمام أحمد (رحمه الله تعالى) أنه سئل عن زيادة (غير مخلوق) فقال: لما زادوا زدنا .. اي لما زاد المبتدعة قول (مخلوق) زدنا قول (غير مخلوق).
وأذكر أنني قرأت هذا الكلام في أحد شروح الشيخ ابن عثيمين .. وسؤالي: هل يصح هذا النقل عن الإمام أحمد؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 07:43]ـ
هل من مجيب؟(/)
الاستفسار عن راوي الحديث النبوي الشريف
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 04:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلك دلني علي أحوال عبدالله بن مسافع الحجبي العبدري المكي
وخاصة بين لي هل هو ثقةأم صدوق أم مقبول
محمد يامين منير أحمد القاسمي
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
ما حكم دفع المزكي الدائن الزكاة للمدين ثم يردها المدين إلى الدائن وفاءً لدينه
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 06:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم دفع المزكي الدائن الزكاة للمدين ثم يردها المدين إلى الدائن وفاءً لدينه
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 10:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم دفع المزكي الدائن الزكاة للمدين ثم يردها المدين إلى الدائن وفاءً لدينه
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 12:41]ـ
بارك الله فيكم
ما حكم دفع المزكي الدائن الزكاة للمدين ثم يردها المدين إلى الدائن وفاءً لدينه
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 12:47]ـ
من باب المدارسه
هو عندما اخذ الزكاه تملكها فله الحق ان ينفقها فيما يريد ففضل سداد دينه
اين الاشكالية فى ذلك؟(/)
«شرح كتاب الحجِّ من بُلوغ المرام»،لسماحة المفتي العلاّمة عبد العزيز آل الشّيخ 1429
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 06:27]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«شَرْحُ كِتَابِ الْحَجِّ مِن بُلُوغِ المَرَامِ»،
لِسَمَاحَةِ الشَّيْخِ العَلاَّمَةِ عَبْدِ العَزِيزِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ مُحَمَّد آل الشَّيْخ
مُفتي عَام المَمْلَكةِ العَربيّةِ السّعُودِيَّةِ
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَرَعَاهُ ـ
[الدَّرسُ الأوَّل]، (1 - 12 - 1429 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57547
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 06:31]ـ
(2 - 12 - 1429 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57574
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 06:33]ـ
(3 - 12 - 1429 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57596
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 06:35]ـ
(4 - 12 - 1429 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57616(/)
مبحث دقيق عن الاختلاف المحمود والمذموم
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 11:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ثم إن أنواع الافتراق والاختلاف في الأصل قسمان: اختلاف تنوع، واختلاف تضاد:
واختلاف التنوع على وجوه:
منه ما يكون كل واحد من القولين أو الفعلين حقا مشروعا، كما في القراءات التي اختلف فيها الصحابة رضي الله عنهم، حتى زجرهم النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: " كلاكما محسن "، ومثله اختلاف الأنواع في صفة الأذان، والإقامة، والاستفتاح، ومحل سجود السهو، والتشهد، وصلاة الخوف، وتكبيرات العيد، ونحو ذلك، مما قد شرع جميعه، وإن كان بعض أنواعه أرجح أو أفضل.
ثم تجد لكثير من الأمة في ذلك من الاختلاف ما أوجب اقتتال طوائف منهم على شفع الإقامة وإيتارها ونحو ذلك! وهذا عين المحرم. وكذا تجد كثيرا منهم في قلبه من الهوى لأحد هذه الأنواع، والإعراض عن الآخر والنهي عنه -: ما دخل به فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنه ما يكون كل من القولين هو في المعنى القول الآخر، لكن العبارتان مختلفتان، كما قد يختلف كثير من الناس في ألفاظ الحدود، وصوغ الأدلة، والتعبير عن المسميات، ونحو ذلك. ثم الجهل أو الظلم يحمل على حمد إحدى المقالتين وذم الأخرى والاعتداء على قائلها! ونحو ذلك.
وأما اختلاف التضاد، فهو القولان المتنافيان، إما في الأصول، وإما في الفروع عند الجمهور الذين يقولون: المصيب واحد. والخطب في هذا أشد، لأن القولين يتنافيان، لكن نجد كثيرا من هؤلاء قد يكون القول الباطل الذي مع منازعه فيه حق ما، أو معه دليل يقتضي حقا ما، فيرد الحق مع الباطل، حتى يبقى هذا مبطلا في البعض، كما كان الأول مبطلا في الأصل، وهذا يجري كثيرا لأهل السنة.
وأما أهل البدعة، فالأمر فيهم ظاهر. ومن جعل الله له هداية ونورا رأى من هذا ما يبين له منفعة ما جاء في الكتاب والسنة من النهي عن هذا وأشباهه، وإن كانت القلوب الصحيحة تنكر هذا، لكن نور على نور.
والاختلاف الأول، الذي هو اختلاف التنوع، الذم فيه واقع على من بغى على الآخر فيه. وقد دل القرآن على حمد كل واحدة من الطائفتين في مثل ذلك، إذا لم يحصل بغي، كما في قوله تعالى: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله} (1). وقد كانوا اختلفوا في قطع الأشجار، فقطع قوم، وترك آخرون. وكما في قوله تعالى: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين} {ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما} (2) فخص سليمان بالفهم وأثنى عليهما بالحكم والعلم.
وكما في إقرار النبي صلى الله عليه وسلم يوم بني قريظة لمن صلى العصر في وقتها، ولمن أخرها إلى أن وصل إلى بني قريظة.
وكما في قوله: «إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر».
والاختلاف الثاني، هو ما حمد فيه إحدى الطائفتين، وذمت الأخرى، كما في قوله تعالى: {ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر} (3). وقوله تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار} (4) الآيات.
وأكثر الاختلاف الذي يئول إلى الأهواء بين الأمة - من القسم الأول، وكذلك إلى سفك الدماء واستباحة الأموال والعداوة والبغضاء. لأن إحدى الطائفتين لا تعترف للأخرى بما معها من الحق، ولا تنصفها، بل تزيد على ما مع نفسها من الحق زيادات من الباطل، والأخرى كذلك. [ولذلك] (5) جعل الله مصدره البغي في قوله: {وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم} (6). لأن البغي مجاوزة الحد، وذكر هذا في غير موضع من القرآن ليكون عبرة لهذه الأمة.
وقريب من هذا الباب ما خرجاه في الصحيحين، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم». فأمرهم بالإمساك عما لم يؤمروا به، معللا بأن سبب هلاك الأولين إنما كان كثرة السؤال ثم الاختلاف على الرسل بالمعصية.
__________
(1) الحشر، آية: 5
(2) الأنبياء: 78 - 79
(3) البقرة: 253
(4) الحج: 19
(يُتْبَعُ)
(/)
(5) في الأصل: (وكذلك)، ولعل الصواب ما أثبتناه من سائر النسخ. ن
(6) البقرة: 213
المصدر: شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي (1/ 345)
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 02:22]ـ
والاختلاف على ما ذكره الله في القرآن قسمان:
أحدهما: يذم الطائفتين جميعا، كما في قوله: {ولا يزالون مختلفين} {إلا من رحم ربك} فجعل أهل الرحمة مستثنين من الاختلاف، وكذلك قوله تعالى: {ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد} وكذلك قوله: {وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم} وقوله: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات} وقوله: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء}.
وكذلك وصف اختلاف النصارى بقوله: {فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون}.
ووصف اختلاف اليهود بقوله: {وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله} وقال: {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون}.
وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما وصف أن الأمة تفترق على ثلاث وسبعين فرقة؛ قال: «كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة»، وفي الرواية الأخرى: «من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي».
فبين: أن عامة المختلفين هالكون من الجانبين، إلا فرقة واحدة، وهم أهل السنة والجماعة.
وهذا الاختلاف المذموم من الطرفين يكون سببه تارة: فساد النية؛ لما في النفوس من البغي والحسد وإرادة العلو في الأرض، ونحو ذلك، فيجب لذلك ذم قول غيرها، أو فعله، أو غلبته ليتميز عليه، أو يحب قول من يوافقه في نسب أو مذهب أو بلد أو صداقة، ونحو ذلك، لما في قيام قوله من حصول الشرف والرئاسة، وما أكثر هذا من بني آدم، وهذا ظلم.
ويكون سببه - تارة - جهل المختلفين بحقيقة الأمر الذي يتنازعان فيه، أو الجهل بالدليل الذي يرشد به أحدهما الآخر، أو جهل أحدهما بما مع الآخر من الحق: في الحكم، أو في الدليل، وإن كان عالما بما مع نفسه من الحق حكما ودليلا.والجهل والظلم: هما أصل كل شر، كما قال سبحانه: {وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا}.
أما أنواعه: فهو في الأصل قسمان: اختلاف تنوع واختلاف تضاد.
واختلاف التنوع على وجوه:
منه: ما يكون كل واحد من القولين أو الفعلين حقا مشروعا، كما في القراءات التي اختلف فيها الصحابة، حتى زجرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «كلاكما محسن».
ومثله اختلاف الأنواع في صفة الأذان، والإقامة، والاستفتاح، والتشهدات، وصلاة الخوف، وتكبيرات العيد، وتكبيرات الجنازة، إلى غير ذلك مما قد شرع جميعه، وإن كان قد يقال إن بعض أنواعه أفضل.
ثم نجد لكثير من الأمة في ذلك من الاختلاف؛ ما أوجب اقتتال طوائف منهم على شفع الإقامة وإيثارها، ونحو ذلك، وهذا عين المحرم ومن لم يبلغ هذا المبلغ؛ فتجد كثيرا منهم في قلبه من الهوى لأحد هذه الأنواع والإعراض عن الآخر أو النهي عنه، ما دخل به فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنه: ما يكون كل من القولين هو في معنى قول الآخر؛ لكن العبارتان مختلفتان، كما قد يختلف كثير من الناس في ألفاظ الحدود، وصيغ الأدلة، والتعبير عن المسميات، وتقسيم الأحكام، وغير ذلك ثم الجهل أو الظلم يحمل على حمد إحدى المقالتين وذم الأخرى.
ومنه ما يكون المعنيان غيرين، لكن لا يتنافيان؛ فهذا قول صحيح، وهذا قول صحيح، وإن لم يكن معنى أحدهما هو معنى الآخر، وهذا كثير في المنازعات جدا.
ومنه ما يكون طريقتان مشروعتان، ورجل أو قوم قد سلكوا هذه الطريق، وآخرون قد سلكوا الأخرى، وكلاهما حسن في الدين.ثم الجهل أو الظلم: يحمل على ذم إحدهما أو تفضيلها بلا قصد صالح، أو بلا علم، أو بلا نية وبلا علم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما اختلاف التضاد فهو: القولان المتنافيان: إما في الأصول وإما في الفروع، عند الجمهور الذين يقولون: " المصيب واحد "، وإلا فمن قال: " كل مجتهد مصيب " فعنده: هو من باب اختلاف التنوع، لا اختلاف التضاد فهذا الخطب فيه أشد؛ لأن القولين يتنافيان؛ لكن نجد كثيرا من هؤلاء قد يكون القول الباطل الذي مع منازعه فيه حق ما، أو معه دليل يقتضي حقا ما، فيرد الحق في الأصل هذا كله، حتى يبقى هذا مبطلا في البعض، كما كان الأول مبطلا في الأصل، كما رأيته لكثير من أهل السنة في مسائل القدر والصفات والصحابة، وغيرهم.
وأما أهل البدعة: فالأمر فيهم ظاهر وكما رأيته لكثير من الفقهاء، أو لأكثر المتأخرين في مسائل الفقه، وكذلك رأيت الاختلاف كثيرا بين بعض المتفقهة، وبعض المتصوفة، وبين فرق المتصوفة، ونظائره كثيرة.
ومن جعل الله له هداية ونورا رأى من هذا ما يتبين له به منفعة ما جاء في الكتاب والسنة: من النهي عن هذا وأشباهه، وإن كانت القلوب الصحيحه تنكر هذا ابتداء، لكن نور على نور.
وهذا القسم - الذي سميناه: اختلاف التنوع - كل واحد من المختلفين مصيب فيه بلا تردد، لكن الذم واقع على من بغى على الآخر فيه، وقد دل القرآن على حمد كل واحد من الطائفتين في مثل ذلك إذا لم يحصل بغي كما في قوله: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله}.
وقد كانوا اختلفوا في قطع الأشجار فقطع قوم وترك آخرون.
وكما في قوله: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم} {وكنا لحكمهم شاهدين} {ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما} فخص سليمان بالفهم وأثنى عليهما بالعلم والحكم.
وكما في إقرار النبي صلى الله عليه وسلم - يوم بني قريظة - لمن صلى العصر في وقتها، ولمن أخرها إلى أن وصل إلى بني قريظة.
وكما في قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر». . ونظائره كثيرة.
وإذا جعلت هذا قسما آخر صار الاختلاف ثلاثة أقسام.
وأما القسم الثاني من الاختلاف المذكور في كتاب الله: فهو ما حمد فيه إحدى الطائفتين، وهم المؤمنون، وذم فيه الأخرى، كما في قوله تعالى: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض} إلى قوله: {ولو شاء الله ما اقتتل} {الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا}.
فقوله: {ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر} حمد لإحدى الطائفتين - وهم المؤمنون - وذم للآخرى، وكذلك قوله: {هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار} إلى قوله: {إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات} مع ما ثبت في الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه: " أنها نزلت في المقتتلين يوم بدر: علي وحمزة وعبيدة، والذين بارزوهم من قريش وهم: عتبة وشيبة والوليد.
وأكثر الاختلاف الذي يؤول إلى الأهواء بين الأمة من القسم الأول، وكذلك آل إلى سفك الدماء، واستباحة الأموال، والعداوة والبغضاء؛ لأن إحدى الطائفتين لا تعترف للأخرى بما معها من الحق ولا تنصفها بل تزيد على ما مع نفسها من الحق زيادات من الباطل والأخرى كذلك.
وكذلك جعل الله مصدره البغي في قوله: {وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم}؛ لأن البغي: مجاوزة الحد.
وذكر هذا في غير موضع من القرآن ليكون عبرة لهذه الأمة.
وقريب من هذا الباب: ما خرجاه في الصحيحين عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم» فأمرهم بالإمساك عما لم يؤمروا به معللا: بأن سبب هلاك الأولين إنما كان كثرة السؤال، ثم الاختلاف على الرسل بالمعصية، كما أخبرنا الله عن بني إسرائيل من مخالفتهم أمر موسى في الجهاد وغيره، وفي كثرة سؤالهم عن صفات البقرة.
لكن هذا الاختلاف على الأنبياء: هو - والله أعلم - مخالفة الأنبياء، كما يقول: اختلف الناس على الأمير إذا خالفوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والاختلاف الأول: مخالفة بعضهم بعضا وإن كان الأمران متلازمين أو أن الاختلاف عليه هو الاختلاف فيما بينهم، فإن اللفظ يحتمله.
ثم الاختلاف كله قد يكون في التنزيل والحروف، كما في حديث ابن مسعود وقد يكون في التأويل كما يحتمله حديث عبد الله بن عمرو، فإن حديث عمرو بن شعيب يدل على ذلك، إن كانت هذه القصة قال أحمد في المسند: حدثنا إسماعيل، حدثنا داود بن أبي هند عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده «أن نفرا كانوا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟ وقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟ فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فكأنما فقئ في وجهه حب الرمان! فقال: " أبهذا أمرتم؟ أو بهذا بعثتم: أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض؟ إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا؛ إنكم لستم مما ههنا في شيء، انظروا الذي أمرتم به فاعملوا به، والذي نهيتم عنه فانتهوا عنه» وقال: (حدثنا يونس حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، ومطر الوراق، .............................. .................. . وداود بن أبي هند: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه، وهم يتنازعون في القدر - فذكر الحديث)
وقال أحمد:
حدثنا أنس بن عياض، حدثنا أبو حازم عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: «لقد جلست أنا وأخي مجلسا ما أحب أن لي به حمر النعم: أقبلت أنا وأخي، وإذا مشيخة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس عند باب من أبوابه، فكرهنا أن نفرق بينهم فجلسنا حجرة، إذ ذكروا آية من القرآن فتماروا فيها حتى ارتفعت أصواتهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا، قد احمر وجهه يرميهم بالتراب، ويقول: " مهلا يا قوم، بهذا أهلكت الأمم من قبلكم: باختلافهم على أنبيائهم وضربهم الكتب بعضها ببعض، إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا، وإنما أنزل يصدق بعضه بعضا، فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه».
المصدر اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية (1/ 136 - 146)
ـ[عبد الله المهاجر]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 10:27]ـ
و الاختلاف نوعين: (2)
اختلاف تنوع – لا يُذم أي من أطرافه
واختلاف تضاد – يكون فيه أحد الطرفين المختلفين مجانباً للصواب.
وذلك على التفصيل التالي:
النوع الأول: اختلاف التنوع:-
وهو ما حُمد فيه كل من الطائفتين فكل واحد من المختلفين مصيب بلا تردد، لكن الذم واقع على من بغى عل الآخر فيه، وقد دل القرآن على حمد كل واحدة من الطائفتين في مثل هذا إذا لم يحصل بغي من أحدهما.
مثال ذلك: من القرآن الكريم
1 - قوله تعالى: ? ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبأذن الله ? وقد كان الصحابة في حصار بني النضير اختلفوا في قطع الأشجار والنخيل فقطع قوم وترك آخرون.
2 - وكما في قوله تعالى:
? وداوُد وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلاً آتينا حُكماً وعلماً? فخص سليمان بالفهم وأثنى عليهما بالعلم والحكم.
3 - وكما في القراءات الصحيحة المختلفة في القرآن الكريم.
ومن السنة المطهرة
- كما في إقرار النبي صلى الله عليه وسلم – يوم بني قُريظة) وقد كان أمر المنادي ينادي "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قُريظة " من صلى العصر في وقتها، ومن أخرها إلى أن وصل إلى بني قُريظة.
النوع الثاني:- اختلاف التضاد
وهو – كما يُعبّر عنه أسمه – ما حُمد فيه إحدى الطائفتين و ذُم فيه الأخرى. ودرجة الذم ّ تختلف حسب نوع المسألة و موضع الاختلاف حيث قد يكون الاختلاف في التوحيد أو قد يكون في أمر يتعلق بأصول سنة الاعتقاد أو يكون متعلقاً بالشرائع وأحكام الفقه.
1 - فإذا كان اختلاف التضاد في التوحيد:-
فالطائفة المحمودة هي طائفة المسلمين الموحدين والطائف المذمومة هي المشركة الكافرة مثال ذلك:-
قوله تعالى:-
?ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ?البقرة: 253.
وكذلك قوله تعالى:-
(يُتْبَعُ)
(/)
? هذان خصمان اختصموا في ربهم، فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يُصبُ من فوق رؤوسهم الحميم يُصهرُ به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد. كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق إن الله يُدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات ?الحج:19 - 23.
ومن المعوم أن هذه الآيات الكريمات نزلت في المقتتلين يوم بدر عليّ وحمزة و عبيدة بن الحارث لما بارزوا عتبة وشيبة والوليد بن عتبة.
فالمخالف في التوحيد هو الكافر المشرك والكافر
2 - وإذا كان اختلاف التضاد في شيء من أصول سنة الاعتقاد:-
فالطائفة محل المدح هي الموافقة لأصول أهل السن والجماعة والطائفة محل الذم هي المخالفة لأي من هذه الأصول.
والمثال البارز المشهور للطوائف المخالفة هم سائر أهل الفرق والأهواء من خوارج ومعتزلة ومرجئة وجهمية وشيعة وقدرية وغيرهم.
وهذه الفرق تعد – بما خالفته من أصول اعتقاد أهل السنة – مبتدعة ما لم تضيف إلى بدعتها ما يعد كفراً بصريح نص القرآن أو السنة.
وتكفير هذه الفرق أو الطوائف محل اجتهاد العلماء بعد البيان لخفاء المسائل التي أحدثوا فيها أو تأولوا فيها بالإضافة لعدم ورود النص القاطع بتكفير المخالف. لذا كان القدر المتفق عليه بالنسبة لهم أنهم مبتدعة وأهل أهواء بسبب ما أحدثوه من تأويلات فاسدة فلم يعذروا بتأويلاتهم الفاسدة ولكن لم يكفروا لعدم قطعية النص على كفرهم فكان محل اجتهاد العلماء وبالتالي محل اختلافهم.
3 - وأما إذا كان اختلاف التضاد في أمور الشريعة وأحكام الفقه:-
فالمخطئ فيها:
- إما عالم بذل جهده واستفرغ وسعه في استنباط حكم الشرع من أدلته التفصيلية غير أنه جانبه الصواب فهو معذور مأجور بإذن الله لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد ولم يُصب فله أجر ".
- وإما إذا كان عامياً متجراً على أحكام الشريعة ويخوض في دين الله بغير علم فهو آثم غير معذور.
لقوله تعالى:?ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ? الحج:8.
وقوله تعالى: ? قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سُلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ? الأعراف:33.
والتعرف على أنواع الاختلاف وحكم كل نوع هام جداً في تقييم وضع المخالف وحقيقة حكمه وما يحتمل الاختلاف فيه وما لا يحتمل ومتى يعد الخلاف مكفراً ومتى لا يعد كذلك والله تعالى أعلى وأعلم نعوذ به سبحانه من الخلاف و الاختلاف ونسأله التوفيق و الاجتماع والرشاد. آمين
نقل من كتاب حجة الله البالغة لعبد الرحمن شاكر نعم الله " الجزء الأول "
ـ[عبد الله المهاجر]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 10:32]ـ
و الاختلاف نوعين: (2)
اختلاف تنوع – لا يُذم أي من أطرافه
واختلاف تضاد – يكون فيه أحد الطرفين المختلفين مجانباً للصواب.
وذلك على التفصيل التالي:
النوع الأول: اختلاف التنوع:-
وهو ما حُمد فيه كل من الطائفتين فكل واحد من المختلفين مصيب بلا تردد، لكن الذم واقع على من بغى عل الآخر فيه، وقد دل القرآن على حمد كل واحدة من الطائفتين في مثل هذا إذا لم يحصل بغي من أحدهما.
مثال ذلك: من القرآن الكريم
1 - قوله تعالى: ? ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبأذن الله ? وقد كان الصحابة في حصار بني النضير اختلفوا في قطع الأشجار والنخيل فقطع قوم وترك آخرون.
2 - وكما في قوله تعالى:
? وداوُد وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلاً آتينا حُكماً وعلماً? فخص سليمان بالفهم وأثنى عليهما بالعلم والحكم.
3 - وكما في القراءات الصحيحة المختلفة في القرآن الكريم.
ومن السنة المطهرة
- كما في إقرار النبي صلى الله عليه وسلم – يوم بني قُريظة) وقد كان أمر المنادي ينادي "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قُريظة " من صلى العصر في وقتها، ومن أخرها إلى أن وصل إلى بني قُريظة.
النوع الثاني:- اختلاف التضاد
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو – كما يُعبّر عنه أسمه – ما حُمد فيه إحدى الطائفتين و ذُم فيه الأخرى. ودرجة الذم ّ تختلف حسب نوع المسألة و موضع الاختلاف حيث قد يكون الاختلاف في التوحيد أو قد يكون في أمر يتعلق بأصول سنة الاعتقاد أو يكون متعلقاً بالشرائع وأحكام الفقه.
1 - فإذا كان اختلاف التضاد في التوحيد:-
فالطائفة المحمودة هي طائفة المسلمين الموحدين والطائف المذمومة هي المشركة الكافرة مثال ذلك:-
قوله تعالى:-
?ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ?البقرة: 253.
وكذلك قوله تعالى:-
? هذان خصمان اختصموا في ربهم، فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يُصبُ من فوق رؤوسهم الحميم يُصهرُ به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد. كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق إن الله يُدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات ?الحج:19 - 23.
ومن المعوم أن هذه الآيات الكريمات نزلت في المقتتلين يوم بدر عليّ وحمزة و عبيدة بن الحارث لما بارزوا عتبة وشيبة والوليد بن عتبة.
فالمخالف في التوحيد هو الكافر المشرك والكافر
2 - وإذا كان اختلاف التضاد في شيء من أصول سنة الاعتقاد:-
فالطائفة محل المدح هي الموافقة لأصول أهل السن والجماعة والطائفة محل الذم هي المخالفة لأي من هذه الأصول.
والمثال البارز المشهور للطوائف المخالفة هم سائر أهل الفرق والأهواء من خوارج ومعتزلة ومرجئة وجهمية وشيعة وقدرية وغيرهم.
وهذه الفرق تعد – بما خالفته من أصول اعتقاد أهل السنة – مبتدعة ما لم تضيف إلى بدعتها ما يعد كفراً بصريح نص القرآن أو السنة.
وتكفير هذه الفرق أو الطوائف محل اجتهاد العلماء بعد البيان لخفاء المسائل التي أحدثوا فيها أو تأولوا فيها بالإضافة لعدم ورود النص القاطع بتكفير المخالف. لذا كان القدر المتفق عليه بالنسبة لهم أنهم مبتدعة وأهل أهواء بسبب ما أحدثوه من تأويلات فاسدة فلم يعذروا بتأويلاتهم الفاسدة ولكن لم يكفروا لعدم قطعية النص على كفرهم فكان محل اجتهاد العلماء وبالتالي محل اختلافهم.
3 - وأما إذا كان اختلاف التضاد في أمور الشريعة وأحكام الفقه:-
فالمخطئ فيها:
- إما عالم بذل جهده واستفرغ وسعه في استنباط حكم الشرع من أدلته التفصيلية غير أنه جانبه الصواب فهو معذور مأجور بإذن الله لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد ولم يُصب فله أجر ".
- وإما إذا كان عامياً متجراً على أحكام الشريعة ويخوض في دين الله بغير علم فهو آثم غير معذور.
لقوله تعالى:?ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ? الحج:8.
وقوله تعالى: ? قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سُلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ? الأعراف:33.
والتعرف على أنواع الاختلاف وحكم كل نوع هام جداً في تقييم وضع المخالف وحقيقة حكمه وما يحتمل الاختلاف فيه وما لا يحتمل ومتى يعد الخلاف مكفراً ومتى لا يعد كذلك والله تعالى أعلى وأعلم نعوذ به سبحانه من الخلاف و الاختلاف ونسأله التوفيق و الاجتماع والرشاد. آمين
نقل من كتاب حجة الله البالغة لعبد الرحمن شاكر نعم الله " الجزء الأول "
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 04:47]ـ
/// في كتاب فقه الرد على المخالف للدكتور خالد بن عثمان السبت كانت له وقفات بديعة حول هذا المبحث
/// ذم الخلاف لا يعني ذم المختلفين بإطلاق:
قال الدكتور: " عندما نقرر أن الخلاف مذموم فإن ذلك لا يعني بالضرورة ذم المختلفين , ذلك أن الخلاف على نوعين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول:ما كان محتملاً لوجود ما يبرره , وذلك في المسائل التي لا يوجد فيها إجماع أو نص صحيح صريح لا معارض له من جنسه , مع استفراغ الوسع , والتجرد من الهوى والتعصب , ففي هذه الحال إذا اختلفت الأقوال والاجتهادات فإن أصحابها معذورون , من أصاب فله أجران , ومن أخطأ فله أجر واحد , كما يعذر من قلدهم من العامة إذا استفتى من يثق بدينه وعلمه ما لم يكن متتبعاً للرخص متمشياً مع أهواء النفس , ذلك أن كل واحد من هؤلاء العلماء قد استفرغ وسعه في طلب الحق فقام بما أوجب الله عليه في ذلك , فهو معذور من هذه الجهة – وإن كان مخطئاً – مع أن الحق في نفس الأمر واحد , ويستوي في ذلك مسائل العقيدة ومسائل الشريعة , وسواء كانت اجتهادية: كأن لم يرد فيها دليل أصلاً , أو ورد دليل خفي مأخذه , أو تقابلت فيها الأدلة , أو كانت من المسائل الخلافية التي يُعذر العالم فيها لكون الدليل لم يبلغه , أو لم يصح عنده , أو كان الدليل محتملاً للقولين , أو غير ذلك من أسباب الخلاف المعتبرة , وقد نبه العلماء عليها وبينوها كما هو معروف.
/// وقد تنازع الصحابة رضي الله عنهم في قضايا علمية وعملية , واستفرغوا وسعهم في طلب الحق , وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم الفريقين على ما أداهم إليه اجتهادهم في بعض المسائل التي بغلهم خلافهم فيها , كما أنهم اتفقوا في بعض المسائل التي تنازعوا فيها على إقرار كل فريق للفريق الآخر على العمل باجتهادهم , كل ذلك مع بقاء الألفة والمحبة والولاء بينهم , إذ إن الجميع يطلب الحق ويستفرغ لذلك وسعه , والله لا يكلف نفساً إلا وسعها , كما لا يؤاخذه على الخطأ , فمن ذمهم ولامهم على ما لم يؤاخذهم عليه فقد اعتدى وجار وظلم.
/// الأدب المتعين إزاء هذا النوع من الخلاف:
1 - ينبغي إحسان الظن بالمخالف , ولايجوز بحال أن يكون الخلاف سبباً لتبادل التهم , أو استحلال الأعراض , وذكر المخالف على وجه الذم والتأثيم لأن الله غفر له خطأه , بل تحفظ له حقوقه ويُثنى عليه ويُدعى له , ويُيحب لما فيه من الإيمان ..
2 - يسوغ لأهل العلم عند هذه النوع من الخلاف المذاكرة , والمناصحة , والمناظرة , والرد مع بقاء الألفة والمودة كما كان هدي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , خلافاً لمن ضاق عطنه كما روى ابن بطة رحمه الله بسنده عن بعضهم أنه قال: "من لم يكن معنا فهو علينا "
3 - ليس لأحد أن يطالب الآخرين أن يُلغوا عقولهم وأفهامهم ويوافقوه على اجتهاده , فضلاً عن أن يلزمهم بذلك مهما كانت مرتبته سواء كان حاكماً أو محكوماً ... "
///ثم قال: " الثاني من نوعي الخلاف: وهو الخلاف غير المعتبر بل هو خلاف مذموم وأهله كذلك , وهو قسمان:
القسم الأول: خلاف مذموم في أصله (وهو خلاف أهل الأهواء والبدع) , ويدخل تحته:
1 - من خالف القرآن الكريم والسنة المستفيضة , أو ما أجمع عليه السلف خلافاً لايُعذر فيه فإنه يعامل بما يعامل به أهل البدع.
2 - أصحاب الخوض الباطل في المسائل التي لاينبغي الخوض فيها , وسيأتي مزيد إيضاح لذلك.
3 - من تتبع صعاب المسائل واشتغل بالأغاليط , وسيأتي مزيد إيضاح لذلك إن شاء الله.
القسم الثاني: خلاف مذموم بوصفه (أي: أن الخلاف سائغ كما هو شأن المسائل الشرعية في مسائل الفقه والأحكام ولكن طرأ عليه الذم لوصف قام بصاحبه). ويدخل تحته: كل من خالف لهوى في نفسه , لا عن تحري لقصد الشارع , وذلك كمن ينتقل من قول إلى قول لمجرد عادة أو اتباع هوى وليس طلباً للصواب واتباعاً للدليل , وهكذا المتتبع للرخص , أو من يأخذ بأخف القولين لمجرد هواه أو هوى غيره , وكذا من التزم مذهباً معيناً وخالف ذلك المذهب في بعض المسائل من غير عذر شرعي يبيح له ما فعله , فإنه في هذه الحال يكون متبعاً لهواه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهولاء جميعاً موصوفون بالذم , إذ إن خلافهم مهما تعددت أسبابه فهو راجع إلى شيء واحد وهو اتباع الهوى والإعراض عن الحق ذلك أن الله تعالى جعل القسمة ثُنائية في قوله تعالى: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} وقوله: ? وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يلهث .. ? [الأعراف/175 - 176 - 177]. وقوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ} وقوله تعالى: {أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم} فليس ثمة إلا اتباع للحق أو الميل مع الهوى."
/// ثم قال: " وأما من تجرد من الهوى , وطلب الحق , واستفرغ وسعه في ذلك لعدم بلوغ الدليل , أو غير ذلك مما يُعذر به مثله فإنه لا يلحقه إثم ولا مؤاخذه , لكونه فعل ما يقدر عليه , والله لا يكلف نفساً إلا وسعها. "
///ثم قال: " ثم إن المخالفين من أهل الأهواء وإن كانوا موصوفين بالذم في الجملة إلا أنهم يتفاوتون في ذلك بحسب قدر المخالفة ونوعها , فالمخالف في الأصول الثابتة في الكتاب والسنة ثبوتاً لا مطعن فيه , أو الكليات المجمع عليها – مع التمكن من معرفة الحق فيها – ليس كمالمخالف فيما دونها من الجزئيات والأمور المتفرعة عنها , وسواء في ذلك مسائل العقيدة أو مسائل الشريعة كما سبق , مع أنه ورد ذم الفريقين إلا أن ذمهم للمخالفين في مسائل الاعتقاد كان أشهر للأمور التالية:
1 - قلة أو ندرة مسائل الاعتقاد المحتملة للخلاف السائغ , بخلاف الأحكام الشرعية العملية , ذلك أن عامة مسائل الاعتقاد ثابتة بأدلة قطعية بخلاف مسائل الشريعة العملية إذ إن الكثير منها يحتمل الخلاف السائغ.
2 - أن عامة خلاف أهل الأهواء إنما كان في مسائل الاعتقاد.
3 - أن جناية المخالفة في مسائل الاعتقاد تكون في الغالب أعظم من جناية المخالفة في مسائل الشريعة العملية.
/// وما يؤيد ذم السلف للفريقين أنهم أدخلوا بعض مسائل الشريعة العملية في كتب الاعتقاد حين اشتهر مخالفة بعض أهل الأهواء فيها , كالمسح على الخفين , والجهاد مع الإمام والصلاة خلفه براً كان أم فاجراً , وما أشبه ذلك من مسائل الشريعة العملية. "
ثم ذكر الدكتور خالد بن عثمان السبت موقف السلف من الخلاف المذموم وبرع في تفصيله يرجع إليه لمن أراد الاستزادة ..(/)
ما الفرق بين انفساخ العقد وفساد العقد؟
ـ[عبد فقير]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 02:19]ـ
ما الفرق بين انفساخ العقد وفساد العقد؟
ـ[عبد فقير]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 09:17]ـ
هل من مجيب؟
ـ[الآجري]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 01:02]ـ
انفساخ العقد يكون بعد انعقاده
أما الفساد فقد يكون العقد فاسداً من أصله بحيث لا يجوز أن تقول: فسخ، لأنه لم ينعقد أصلاً!
هذا تأمل لغوي، ولا أدري إن كان هناك فرق يصطلح عليه؟
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 10:02]ـ
الفسخ رفع للعقد من حين طروء الموجب، أما الفسادفهو رفع للعقد من أصله. فما ينشأمن آثار العقد المفسوخ العقد لا يبطل إلا من ابتداء الفسخ كالمضارب يموت، والعين المؤجرة تهلك، بخلاف العقد الفاسد فإن كل آثاره باطلة طال الوقت أم قصر قبل الحكم بفساده أو بعده كالمحرمية في النكاح. والله أعلم
على أن هذا التفريق الذي ذكرته ليس على إطلاقه فتنبه(/)
ما الحكم الشرعي فيما يُسمَّى بـ"الحج المختصر"؟
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 07:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ما الحكم الشرعي فيمن جاء إلى مكة يوم التاسع فذهب إلى عرفه فوقف فيها ثم نفر إلى مزدلفة وبعد الثانية عشر ليلا توجه إلى منى ورمى الجمرة ثم حلق ثم ذهب إلى مكة وطاف طواف الإفاضة وسعى بين الصفا والمروة ثم طاف طواف الوداع وعاد إلى بلده
بالمختصر خلال 24 ساعة انهى كل ذلك
وهذ حج الفرض
أفيدونا وفقكم الله لما فيه الخير والسداد
وجزاكم الله خيرا
ـ[خالد سالم باوزير]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 07:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ما الحكم الشرعي فيمن جاء إلى مكة يوم التاسع فذهب إلى عرفه فوقف فيها ثم نفر إلى مزدلفة وبعد الثانية عشر ليلا توجه إلى منى ورمى الجمرة ثم حلق ثم ذهب إلى مكة وطاف طواف الإفاضة وسعى بين الصفا والمروة ثم طاف طواف الوداع وعاد إلى بلده
بالمختصر خلال 24 ساعة انهى كل ذلك
وهذ حج الفرض
أفيدونا وفقكم الله لما فيه الخير والسداد
وجزاكم الله خيرا
أختي أفهم من كلامك أنه لم يرم إلا جمرة العقبة وترك رمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق أليس كذلك؟
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 03:00]ـ
جزاك الله خيرا
نعم
لكنه أناب غيره ليرمي عنه
بقية الأيام
ـ[خالد القعمري]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 08:34]ـ
هذا يسمى الحج السريع كما نقله الشيخ عبدالله بن جبرين صاحب كتاب شرح العمدة وصححه
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 09:54]ـ
رمي الجمار واجب عند الجمهور لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وهو سنة مؤكدة في إحدى الروايات عن مالك وقو عائشة رضي الله عنها. (انظر المجموع للنووي 8/ 138) و (فتح الباري 3/ 579).
والراجح الوجوب.
والله اعلم.
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 09:34]ـ
رمي الجمار واجب عند الجمهور لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وهو سنة مؤكدة في إحدى الروايات عن مالك وقو عائشة رضي الله عنها. (انظر المجموع للنووي 8/ 138) و (فتح الباري 3/ 579).
والراجح الوجوب.
والله اعلم.
كل الشكر والتقدير لك أخي أنا أريد ماذا يترتب على هذا الحج؟
جزاك الله خيرا
ـ[ابن رشد]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 08:09]ـ
تعمد هذا أعتقد انه تلاعب <<مدارسة وليس فتوى
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 02:16]ـ
/// يترتَّب على هذا ((الحجِّ المختصر)) ما يلي:
/// أولًا: حجُّ هذا الرَّجل صحيحٌ، والحمدلله على فضله.
/// ثانيًا: على القول المفتى به عند جماهير المفتين، يلزم هذا الرجل دمان:
/// فعليه: دم عن ترك رمي الجمار الثلاث كلِّها يوم الحادي عشر والثاني عشر، وهو سبع بدنة، أو سبع بقرة، أومعز أوضأن، يذبح في مكة ويوزع بين فقرائه، فإن لم يقدر بعث من يفعله في مكة.
/// وعليه دمٌ آخر -مثل ما تقدَّم- عن تركه المبيت بمنى أيام التشريق.
/// ثمَّ إنَّ عليه مع ذلك التوبة والاستغفار عما حصل من التقصير بترك الرمي الواجب في وقته والمبيت بمنى.
/// وأتوقَّف عن دمٍ ثالثٍ؛ وذلك على تركه طواف الوداع؛ إذ إنَّ ما فعله لم يقع محلَّه، طواف الوداع يكون بعد الفراغ من النُّسك، فمن أوقعه قبل ذلك لم يعتبر. والله أعلم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 02:20]ـ
/// وأخصر منه من جهة صِحَّة حجِّه، مع ما في حجِّه ذاك من خللٍ وترك للسُّنن والواجبات، وهو في سويعات، 3 ساعات أوخمس، أن يدخل مكة مساء يوم التاسع، فيأتي عرفة آخر اللَّيل، ثم يمرَّ بمزدلفة، ثم ينفر إلى منى فيرمي الجمرة ويتحلَّل، ثم يطوف الإفاضة والسعي، وينوي طواف الوداع مع الإفاضة، ثم ينفر إلى بلده.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 09:11]ـ
/// ثم وقفت على هذه الفتوى من فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية:
السؤال العاشر من الفتوى رقم (1734)
س10: هناك أناس يوم العيد أو ثاني العيد، يوكلون على من يرمي عنهم الجمرات، ويسافرون إلى بلادهم، هل يعتبر حجهم كاملًا أم أنه غير ذلك؟
ج10: أمر الله سبحانه في كتابه الكريم بإتمام الحج والعمرة بقوله: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} (1) وتمامهما لا يحصل إلا بإخلاصهما لله، والمتابعة فيهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز لمسلم أحرم بحج أو عمرة أن يخل بشيء من أعمالهما، أو أن يرتكب من الأمور المنهي عنها ما ينقصهما، ومن وكل في رمي جمراته أيام التشريق أو أحد أيام التشريق ونفر يوم النحر يعتبر مخطئًا مستهترًا بشعائر الله، ومن يوكل في رمي الجمرات اليوم الحادي عشر أو الثاني عشر من أيام التشريق ويطوف طواف الوداع ليتعجل بالسفر فقد خالف هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وما أمر به في أداء المناسك وترتيبها، وعليه التوبة والاستغفار من ذلك، ويلزم من فعل ذلك دم عن ترك المبيت بمنى، ودم عن تركه رمي الجمرات التي وكل فيها ونفر، ودم ثالث عن طواف الوداع وإن كان طاف بالبيت لدى مغادرته؛ لوقوع طوافه في غير وقته؛ لأن طواف الوداع إنما يكون بعد انتهاء رمي الجمرات.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبد الله بن قعود/ عضو: عبد الله بن غديان/ الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 09:17]ـ
/// وفتوى أخرى مثلها:
الفتوى رقم (1354):
س: مسلم موظف، اضطره عمله كموظف أن يغادر منى بعد الوقوف بعرفة ورمي الجمرة، وبعد فجر يوم النحر موكلًا آخر في رمي بقية الجمرات وفي الذبح، ثم غادر منى لمكة، وطاف بالكعبة وسعى بعد صلاة الجمعة، وقام لمقر وظيفته الذي يبعد عن مكة 1270كم، حتى يكون بعد الظهر يوم السبت ثاني أيام العيد الماضي، حيث كان شرط عليه رئيسه في ذلك وحذره من عواقب التأخير، وعجب الناس في البلدة -مقر عمله- من هذا العود المبكر، وزعموا له مؤكدين أن حجته لم تستوف شروطها، أو أركانها. ويسأل عن مدى صحة ما يزعم الناس ويجابهونه به، لائمين غير آبهين باضطراره، طاعة لأمر رئيسه السعودي الذي أكد له قبل قيامه بالحج أن ذلك مجزئ.
ج: إذا كان الأمر كما ذكر فالتوكيل الذي صدر منك للرجل على الرمي غير صحيح؛ لأن ما ذكرته من أن رئيسك شرط عليك أن تحضر يوم السبت ثاني أيام العيد بعد الظهر، وأنه حذرك من عواقب التأخير ليس بعذر يسوغ لك السفر والتوكيل.
وبناء على ذلك فقد تركت رمي اليوم الحادي عشر والثاني عشر، والمبيت بمنى ليلتي أحد عشر واثني عشر، وطواف الوداع، ويجب عليك عن كل واحد من هذه الواجبات الثلاث فدية تجزئ أضحية، وتذبح في مكة وتوزع على الفقراء، فإذا لم تستطع وجب عليك أن تصوم عن كل فدية عشرة أيام، ولا تعد لمثل هذا العمل.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبد الله بن منيع/ عضو: عبد الله بن غديان/ نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي/ الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
/// وفتوى ثالثة:
س: بعض الحجاج عندما رموا جميع الجمرات يوم الحادي عشر من ذي الحجة، استأجروا من يرمي عنهم يوم الثاني عشر، وذهبوا إثر ذلك إلى مكة وطافوا طواف الوداع، وذهبوا إلى جدة وركبوا الطائرة؛ ولأن تذكرة الطائرة محددة بذلك الوقت فلا بد من الحضور. هل حجهم صحيح؟ وهل عليهم دم؟ وكم عدد الذبائح عليهم؟
ج: إذا كان الواقع كما ذكر فحجهم صحيح؛ لكنه ناقص، بمقدار ما نقصوه من انصرافهم قبل أن يبيتوا بمنى ليلة الثاني عشر، ويرموا الجمرات الثلاث بعد زوال ذلك اليوم، ويودعوا بعده، وهم بلا شك آثمون لفعلهم هذا، المخالف لقوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} وقوله عليه الصلاة والسلام: «خذوا عني مناسككم»، وعليهم أن يستغفروا الله ويتوبوا إليه من ذلك، وعلى كل واحد منهم على القول الراجح دم يجزئ في الأضحية عن ترك المبيت، وآخر عن ترك رمي الجمرات، وثالث عن ترك الوداع؛ لأنهم في حكم من لم يرم؛ لنفرهم قبل الرمي، وفي حكم من لم يودع؛ لوقوع طواف الوداع قبل إكمال مناسكهم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبد الله بن غديان/ نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي/ الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
/// ومن فتاوى سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله:
س: ما حكم من وكل في رمي الجمار وهو قادر وسافر بعد يوم العيد ولم يمكث في منى يومين؟
ج: الوكالة لا تجوز إلا من علة شرعية مثل كبير السن والمريض ومثل الحبلى التي يخشى عليها، وما أشبه ذلك، أما التوكيل من غير عذر شرعي فهذا لا يجوز والرمي باق عليه حتى ولو كان حجه نافلة على الصحيح؛ لأنه لما دخل في الحج والعمرة وجب عليه إكمالهما وإن كان نافلة؛ لقوله سبحانه وتعالى: "وأتموا الحج والعمرة لله " فهذا يعم حج النافلة وحج الفرض كما يعم عمرة الفرض وعمرة النافلة، لكن إذا كان معذوراً لمرض أو كبر سن فلا بأس. والنائب يرمي عنه وعن موكله في موقف واحد الجمرات كلها هذا هو الصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك إذا سافر قبل طواف الوداع فهذا أيضاً منكر ثان لا يجوز؛ لأن طواف الوداع بعد انتهاء الرمي وبعد فراغ وكيله من الرمي إذا كان عاجزاً، وكونه يسافر قبل طواف الوداع وقبل مضي أيام منى هذا فيه شيء من التلاعب فلا يجوز هذا الأمر، بل عليه دمان: دم عن ترك الرمي يذبح في مكة ودم عن ترك طواف الوداع يذبح في مكة أيضاً، ولو طاف في نفس يوم العيد لا يجزئه ولا يسمى وداعاً، لأن طواف الوداع يكون بعد رمي الجمار فلا يطاف للوداع قبل الرمي؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت "، ولما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض" متفق على صحته. وعلى المذكور دم ثالث عن ترك المبيت بمنى ليلة أحد عشر وليلة إثني عشر مع التوبة إلى الله من فعله المذكور.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 10:52]ـ
/// يترتَّب على هذا ((الحجِّ المختصر)) ما يلي:
/// أولًا: حجُّ هذا الرَّجل صحيحٌ، والحمدلله على فضله.
/// ثانيًا: على القول المفتى به عند جماهير المفتين، يلزم هذا الرجل دمان:
/// فعليه: دم عن ترك رمي الجمار الثلاث كلِّها يوم الحادي عشر والثاني عشر، وهو سبع بدنة، أو سبع بقرة، أومعز أوضأن، يذبح في مكة ويوزع بين فقرائه، فإن لم يقدر بعث من يفعله في مكة.
/// وعليه دمٌ آخر -مثل ما تقدَّم- عن تركه المبيت بمنى أيام التشريق.
/// ثمَّ إنَّ عليه مع ذلك التوبة والاستغفار عما حصل من التقصير بترك الرمي الواجب في وقته والمبيت بمنى.
/// وأتوقَّف عن دمٍ ثالثٍ؛ وذلك على تركه طواف الوداع؛ إذ إنَّ ما فعله لم يقع محلَّه، طواف الوداع يكون بعد الفراغ من النُّسك، فمن أوقعه قبل ذلك لم يعتبر. والله أعلم.
شيخنا الفاضل .. اتمنى ان تفيدني بالدليل لاذي يوجب الدم على من ترك رمي الجمار؟
والذي دل عليه الدليل هو أن الدماء محصورة في خمسة مواضع فقط:
1 - فدية حلق الرأس وهي على التخيير.
2 - دم الإحصار لعدو أو مرض.
3 - فدية الوط قبل التحلل الأول.
4 - جزاء قتل صيد البر للمحرم.
5 - دم التمتع والقران.
والأصل براءة الذمة في أموال المسلمين وأموال المسلمين معصومة بعصمة دمائم فلا يجب منها شيء إلا بدليل ..
قال بهذا القول الشيخ سليمان العلوان وقال الشيخ: وهذا قول ابن حزم ونصره الشوكاني .. .
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 11:01]ـ
/// بارك الله فيك يا أخانا الكريم .. هذه المسألة معروفة عند الجمهور، وهي قضية إيجاب الدماء على ترك الواجبات.
/// وبنى الجمهور قولهم بهذه الدماء على أدلَّةٍ، منها: قول ابن عباس: ((من ترك واجبًا فلْيُهْرق دمًا))، وأدلَّةٌ أخرى لا تحضرني الآن.
/// ولم يظهر لي الخلاف ولم أبحث أدلَّة المخالفين بتجرُّدٍ، وأيُّهما الأرجح، حتى أترك التَّقليد في هذا الأمر لمن أخذت عنه الفقه إلى قول الشيخ العلوان أو فلان من أهل العلم.
/// ولا بأس بفتح نقاشٍ مستقلٍّ في هذا الأمر؛ ليستفيد الجميع، وعلى رأسهم أخوك ..
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 01:17]ـ
أشكر لكم تعقيبكم ..
وأسأل الله ان ييسر لي بحث وتحرير المسألة.
___
ولكن يجب ان نقول ان اموال المسلمين معصومة بعصمه دمائهم ولا يجوز ان نلزمهم بشئ إلا بدليل من الكتاب او من صحيح السنه النبوية ... حتى لو كان الجمهور الزموا بما ليس عليه دليل فلا يجوز لنا ان نتابعهم على مالا برهان عليه.
والله اعلم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 01:36]ـ
/// من بحث المسألة بتجرُّدٍ فله أن يفتي الناس بما ترجَّح له بالدَّليل والبرهان، ومن رأى أن يقلِّد في دينه من يثق في دينه وورعه فله ذلك، وليس من عالمٍ بله من أدنى منه إلَّا وتعرض له أمورٌ يحتاج فيها إلى التقليد ولو إلى حين.
/// وأمَّا الكلام العام الذي قلته فلا يعكِّر في أصل الأمر؛ إذ يجيبك منازعك أنَّ من أفتى بهذا أراد حفظ مناسك الناس من الخلل والفساد، ولست أحرص منهم على حفظ أموال المسلمين، ولا يظنُّ أن يحمِّل الجمهور -أوغيرهم من الفقهاء- ذمم المسلمين ما لم يفهموه ويفقهوه من نص كتابٍ أوسنَّةٍ أوقياسٍ على شيءٍ منهما، وهذا هو الفقه.
/// وما بهذا تردُّ أقوال أهل الفقه والجمهور؛ بناء على تمسُّكٍ مبنيٍّ على تقليدٍ لبعض أهل العلم، وتكأةٍ على كلامٍ عامٍّ لا تهدم به أقوال الفقهاء.
/// وبارك الله فيك، وننتظر بحثك الذي وعدَّت.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 08:08]ـ
/// وأخصر منه من جهة صِحَّة حجِّه، مع ما في حجِّه ذاك من خللٍ وترك للسُّنن والواجبات،.
/// والفتوى غير التَّقوى. وقد قال سبحانه وعزَّ شأنه في سياق التعجُّل والتأخُّر في النَّفر عن منى: ((فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَن اتَّقَى)).(/)
مسألة مهمة في الحج
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 07:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
رجل وصل إلى مكة صباح يوم عرفة ذهب مباشرة إلى عرفة وفي صبيحة يوم النحر رمى جمرة العقبة الكبرى وحلق ونحر ثم ذهب إلى مكة طاف وسعى {طواف وسعي الركن} ثم خرج من مكة وتوجه إلى الأردن دخل الأردن مساء يوم النحر ثم عاد إلى مكة قبل فجر يوم 11 وبات في منى 12و13ثم عاد إلى بلده
ما الحكم؟ وماذاعليه؟
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 05:18]ـ
الرجاء الجواب
جزاكم الله كل خير
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 09:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أذا كنتم رعاك الله في المملكة فيمكن ارسال السؤال بعد أن تتصلوا بالرقم
0500369111
وسيرد عليكم بعض أهل العلم من مؤسسة هدية الحاج والمعتمر -مكة المكرمة مؤكدا.
والا فيمكن أن تكتبوا ان أردتم بالسؤال جهة الشيخ د. عبدالأنصاري رعاه الله على العنوان التالي:
yesvis2@gmail.com
وان كان فضيلته بسفر لكنه من المؤكد سيبعث بالجواب ان شاء الله تعالى
كما يمكن أرسال السؤال الى شيخنا العلامة أ. د.عبدالرحمن التميمي عبر بعض طلبته،وخذوا هذا العنوان لأحد طلبته:
altruism4@gmail.com
آمل أن أكون قد سددت لبعض أهل العلم سواء لجمهرة منهم على الهاتف المذكور -وهم نخبة عزيزة من أفاضل العلماء بالمملكة- أو جهة من ذكرت من بعد،والأمر لكم رعاكم الله ..
وشكرا لما أبديتموه من مشاعر اتجاه وفاة العلامة العراقي صبري بن عبدالقادر الشريدة رحمه الله تعالى
بارك الله فيكم
وتقبل الله منا ومنكم
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 09:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذه المساعدة الطيبة
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 09:37]ـ
أرسلت رسائل عبر الإميل
ولم يات الرد
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 12:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ مسافر ولكنه سيرد عليكم حتما والصبر رعاك الله ..
وأنا سأحدثه وتأمرون
تقبل الله منا ومنكم
لا تنسونا من طيب دعواتكم
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 08:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ مسافر ولكنه سيرد عليكم حتما والصبر رعاك الله ..
وأنا سأحدثه وتأمرون
تقبل الله منا ومنكم
لا تنسونا من طيب دعواتكم
جزاكم الخير أخي الأنصاري المديني
على الاهتمام الطيب
بارك الله فيكم(/)
هل للمصلحة من ضابط؟
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 10:31]ـ
المصلحة تقتضى ذلك ....
باب دخل منه بعض اهل الفتوى وبعض مدعيها ... فهل من ضابط لهذه المصلحة؟
المصلحة تقتضي ان نجيز لتيمور لنك ان ينكح زوجات ابيه ولا يرتد؟!
والمصلحة ان نفتى لذلك الملك في بلاد المغرب بان عليه ان يصوم شهرين متتابعين كفارة الجماع في رمضان لانه يستطيع بكل سهولة ان يعتق؟!
المصلحة تقتضي ان نتنازل عن عن امور في الدين كانت ابعد من الشمس فيما سبق واليوم اصبحت في متناول من هب ودب؟!
هؤلاء من يرون ان المصلحة _ حسب فهمي_ لايردها كتاب ولاسنة اذا ما راى المفتى بانها مصلحة ....
غيرهم يمنعون المصلحة في ذلك الذي ذكر فتيمور لنك مرتكب كبيرة ويعارض نص قراني والملك من بلاد المغرب لم يكن امره بخاف على المولى عز وجل حتى يشرع ان من كان العتق عليه سهلا فليؤمر بالصيام ... ولعل هذا القول اقرب الى الصحة لكن نسأل هؤلاء باختصار ..
اذا كنتم لاترون المصلحة في ذلك فكيف ترون المصلحة في السكوت على الحاكم وان بلغ اكبر الكبائر؟!!!
اذن هل للمصلحة من ضابط؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 10:16]ـ
ضابط المصلحة هو الشريعة، فما وافق الشريعة فصالح، وما خالفها ففاسد، وما اشتبه علينا أمره فمرده إلى الاجتهاد.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 10:20]ـ
نعم:
كل ما أمر به الشارع فمصلحة متيقنة , وما ألحق بالمنصوص قياسا فحاله حال الأصل.
تحياتي.
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 05:11]ـ
وما اشتبه علينا أمره فمرده إلى الاجتهاد.
ومن هنا مااراه مصلحة قد لاتراه!!!!!
هل من المصلحة ان نقف مكتوفي الايدي واخواننا يقتلون في غزة دون جريرة؟
قد تقول المصلحة تقتضي ان نقف كذلك فقد ندخل حربا نخسر فيها اكثر من 400 طفل ....
وغيرك يقول بل نعلنها جهادا اذا كنا حقا مؤمنين ونعلم ان امامنا احدى الحسنيين ..
فتأمل ....
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 03:09]ـ
لا شك أن الأنظار في الخلافيات تختلف. فما الإشكال؟
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 05:35]ـ
الاشكال ان الامر قد يصل الى التمييع اذا لم يكن هناك ضابط يعد من تجاوزه مخطىء
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 09:33]ـ
هذا مبناه على صلاح الشحص المجتهد وصدق نيته وقوة علمه.
فمن أفرغ وسعه في الاجتهاد مع رعاية كل ما يجتاجه من العلم والصدق والدقة، فقد أدى واجبه - فلا يعاتب عليه.
وللحق - كما قال ابن عباس - نور لا يغيب عنه كل ذي بصر.
وفي الحديث: (الصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء).
قال ابن تيمية: الفرق بين الإلهام المحمود و بين الوسوسة المذمومة هو الكتاب و السنة , فإن كان مما ألقي في النفس مما دل الكتاب و السنة على أنه تقوى الله , فهو من الإلهام المحمود , و إن كان مما دلّ على أنه فجور , فهو من الوسواس المذموم , و هذا الفرق مطرد لا ينقض.
و قد ذكر أبو حزم في الفرق بين وسوسة النفس و الشيطان , فقال: ما كرهته نفسك لنفسك فهو من الشيطان فاستعذ بالله منه , و ما أحبته نفسك لنفسك فهو من نفسك فانهها عنه.(/)
من صام قضاء رمضان في يوم عرفة , هل يحصل له ثواب الأمرين؟
ـ[علي عبدالله]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 10:45]ـ
مسألة: (274) (10/ 1/1418هـ)
سألت شيخنا رحمه الله: هل له أن يصوم وفاء صوم نذر في يوم عاشوراء، ويحصل له ثواب الأمرين؟
فأجاب: نعم، لا مانع. وكذلك لو قضى ما عليه من رمضان في يوم عرفة.
ثمرات التدوين للشيخ ابن عثيمين , جمع: أحمد القاضي
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 02:16]ـ
قد علم أنه لا يجوز إثبات شيء من الثواب لعمل من الاعمال إلا بدليل، لأن الذي شرع العمل هو وحده الذي يشرع له الجزاء. إذا علم هذا فما دليل من يثبت لمثل هذا العمل ثوابين؟ وهذه مسألة قد اختلف فيها العلماء قديما،ولكن المعتبر هو الدليل دون أقوال الرجال.
ـ[علي عبدالله]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 08:44]ـ
ألا يكون أخي المبارك أن هذا من تداخل الأعمال كمن يدخل طواف الوداع مع طواف الحج وتحية المسجد مع السنة الراتبة فيحصل له ثواب الأمرين
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 10:56]ـ
قد علمت ـ أيها الموفق ـ أن من شروط صحة ذلك أن تكون إحدى العبادتين المتداخلتين غير مرادة لذاتها،فطواف الوداع غير مراد لذاته ولذا جاز دخوله تحت طواف الافاضة، ولا يجوز العكس لسببين لا أظنك تجهلهما. وأنا لا أقول يحصل له ثواب العبادتين المتداخلتين،ولكن نقسط عنه المطالبة فيما هو من السنن فتأمل.
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 11:05]ـ
قد علمت ـ أيها الموفق ـ أن من شروط صحة التداخل في العبادات أن تكون إحداهما غير مرادة لذاتها، أو أقل رتبة من أختها، و إنما صح دخول طواف الوداع في طواف الافاضة لأجل ذلك،ولا يصح العكس لسببين لا أظنك تجهلهما.
على أنني أقول إنما يستفيد من التداخل سقوط المطالبة والمؤاخذة ليس إلا.أما حصول الثوابين فذاك الذي يحتاج الى دليل اثباته.
ـ[علي عبدالله]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 01:30]ـ
ألا يراد _ أخي الحبيب وهو من باب المدارسة _ هو إحداث صوم في هذا اليوم فيتحقق بأي صيام كان
دمت للخير موفقا ,,,,,
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 10:13]ـ
يا أخي صيام هذا اليوم مراد لذاته والقضاء مراد لذاته فلا يصح تداخلهما.و لكن لماذا لا يخص هذا اليوم بصيام ويؤجل قضاء ما عليه وانتهت المشكلة.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 06:43]ـ
لايصح ان يجمع بين نية القضاء والنافلة بل ينويه عن احدهما فاذا نوى واحدا حصل له ثواب مانوى والله اعلم(/)
أحكام الأضاحي
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 01:14]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على أله و صحبه ومن استن بسنته و هتدىبهديه و اقتفى أثره إل يوم الدين
أما بعد:
لا شك أن أيام عيد الأضحى من أسعد الأيام و أشرفها في حياة المسلم، ففيهما توصل الأرحام، و يتصالح الخصوم،و يجتمع الناس ويتزاورون و يتأزرون ......
فما هي أحكام هذه الأضحية؟ و عمن تجزئ؟ و ما لا يجوز أن يضحى به؟؟؟
و الأضحية هي ما يذبح من النعم يوم النحر و أيام التشريق،من بقر أو غنم أو إبل،امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم فعن مخفف بن سليم قال:كنا وقوفا عند النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة فقال: "يا أيها الناس إن على كل أهل بيت في كل عام أضحية وعتيرة"_1__-
وحكمها
و هي واجبة على القادر عليها على خلاف بين العلماء في ذالك،و المستطيع شراءها، لقوله صلى الله عليه وسلم:"من كان له سعة،ولم يضح، فلا يقربن مصلانا "__2__
ووجه دلالة الأية --أنه من استطاع أن يضح، و توفرت له كل الظروف الملائمة لأداء هذه العبادة، ولم يفعل فلا فائدة من تقربه إلى ربه بالصلاة،لأن كلا منهما واجب.
و عن جندب بن سفيان البجلي قال:شهدت النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر قال:"من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى،ومن لم يذبح فليذبح ".---3 - -
فأفاد ظاهر الأية الوجوب إد لو لم تكن واجبة، لما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المضحي قبل الصلاة بالإعادة.
عمن تجزئ
و الشاة تجزئ عن الرجل، و من تحت يديه من أولاد و زوجة، لحديث عطاء بن يسار قال سألت أبا أيوب الأنصاري: كيف كانت الضحايا فيكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال كان الرجل في عهد النبي صلى الله عليه و سلم يضحي بالشاة عنه و عن أهل بيته، فيأكلون ويطعمون .... "---4 - --
و تجزئ البدنة عن عشرة، و البقرة عن سبعة. لأثر ابن عباس رضي الله عنه قال:"كنا مع رسول الله في سفر،فحضر الأضحى فاشتركنا في الجزور عن عشرة، و البقرة عن سبعة"---5 - --
ما لا يجوز التضحية به
و لا يجوز ذبح العوراء التي يظهر عورها والعمياء من باب أولى، و المريضة التي يعلم من حالها أنها مريضة،و العرجاء التي يظهر أحد أطرافها به عرج، و الكسيرة التي لا مخ فيها لضعفها.
لما و رد عن عبيد بن فيروز قال:قلت للبراء بن عازب:حدثني بما كرهأو نهى عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأضاحي. فقال: قال رسول الله عليه وسلم هكذا بيده، ويدي أقصر من يده:"أربع لا تجزئ من الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، و العرجاء البين ظلعها، والكسيرة التي لا تنقي ".---6 - --
كما لا يجزئ نحر الجذع من المعزلحديث البراء بن عازب ذكر فيه أن خال له ضحى قبل الصلاة، فاستشار النبي صلىالله عليه و سلم في نحر جدعة من المعز كانت له،فسمح له بذالك و قال له:"لا تصلح لغيرك"---7 - --
هذا ما تيسر لي كتابته في هذ الوقت و أعلم أنه جهد قاصر، و فيه مباحث تنازع فيها العلماء و الفقهاء،فلعله يكون بداية لمشاركات تفيد رواد هذه الدارة إن شاء الله و الله من وراء القصد، وهو الهادي السبيل، و سبحانك اللهم أشهد أن لا إلاه إلا أنت، أستغفرك و أتوب إليك.
1=الترمذي (1555/ 37/3)، أبو داوود (2771/ 481/471)،ابن ماجه (3125/ 1045/2)،النسائي (167/ 7)
2=ابن ماجة (3123/ 1044/2)
3=البخاري (5562/ 20/10)،مسلم (1960/ 15551/3)،ابن ماجة (3152/ 1053/2)،النسائي (224/ 7)
4=ابن ماجة (3147/ 1051/2)،الترمذي (1541/ 31/3)،
5=ابن ماجة (3131/ 1047/2)،الترمذي (907/ 194/2)،النسائي (222/ 7)
6=ابن ماجة (3144/ 1050/2)،أبو داوود (2780/ 505/7)،النسائي (214/ 7)
ـ[عبد فقير]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 05:34]ـ
أنت شكلك ظاهرى جدا فى أحكامك واستنباطاتك (ابتسامة) هو كل حاجة واجب يا مولانا
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 10:51]ـ
لست بظاهري و لكن متقيد بنصوص الكتاب و السنة أخي.(/)
الخط المباشر لفتاوى الحج
ـ[الخميس]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 04:04]ـ
http://up.s77.com/upp06/dd7c5e662f.jpg (http://up.s77.com)(/)
معنى الشبهات
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 04:33]ـ
قلت: حاصل ما ذكر العلماء ههنا في تفسير الشبهات أربعة أشياء:
تعارض الادلة واختلاف العلماء وقسم المكروه والمباح
وقد قيل المكروه عقبة بين الحل والحرام فمن استكثر من المكروه تطرق إلى الحرام والمباح عقبة بينه وبين المكروه فمن استكثر منه تطرق إلى المكروه ويعضد هذا ما رواه ابن حبان من طريق ذكر مسلم أسنادها ولم يسبق لفظها فيها من الزيادة " اجعلوا بينكم وبين الحرام سترة من الحلال من فعل ذلك استبرأ لعرضه ودينه ومن ارتع فيه كان كالمرتع إلى جنب الحمى يوشك ان يقع فيه "
المصدر: عمدة القاري لشرح صحيح البخاري لبدر الدين العيني (1/ 301)
ـ[أبو الخيرات]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 11:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: الشبهات هي: المور المزخرفة ظاهرا الفاسدة باطنا ولا يدحضها إلا العلم، والشهوة لا يدحضها إلا التقوى.
ـ[أبو الخيرات]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 12:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: الشبهات هي: الأمور المزخرفة ظاهرا الفاسدة باطنا ولا يدحضها إلا العلم، والشهوة لا يدحضها إلا التقوى.(/)
حكم الاعتداء على غير المسلمين-للشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 01:49]ـ
الاعتداء على غير المسلمين
الحمد لله , وبعد:
فدين الإسلام هو دين الله الذي بعث به رسله من نوح - عليه السلام- بل من آدم إلى خاتمهم محمد – صلى الله عليه وسلم – فالإسلام الذي أصله عبادة الله وحده لا شريك له، وطاعته وطاعة رسله هو الدين الحق الذي لا يقبل من أحد دين سواه، قال- تعالى-:" ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" [آل عمران:85] فأتباع موسى وعيسى ومن قبلهما – عليهم السلام – كانوا على الإسلام حتى بعث محمداً – صلى الله عليه وسلم – فنسخ الله بشريعته ما تقدمها من الشرائع، فالإسلام اليوم هو شريعة الله التي تضمنها القرآن وسنة الرسول – عليه الصلاة والسلام – كل من شهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والتزم شريعة الله فهو مسلم، فمن خرج عن ذلك فهو كافر فالناس صنفان مسلم وكافر ـ فغير المسلمين هم الكافرون، والكفار باعتبار أحكام الشريعة فيهم ثلاثة أصناف:
ذميّ، ومعاهد، ومحارب،
فالذمي، هو: الذي التزم دفع الجزية ورضي بالإقامة تحت سلطان المسلمين آمناً على نفسه وماله وسائر حرماته،
والثاني المُعاهد وهو: الذي كان بينه وبين المسلمين عهد، سواء كان في دار الإسلام أم في بلاده، فهذا أيضاً معصوم الدم والمال لا يجوز الاعتداء عليه في نفسه ولا ماله، ولا بغش ولا سرقة، ولا أي لون من ألوان العدوان،
والثالث، هو: المحارب للمسلمين، وهذا حلال الدم والمال يجب على المسلمين إذا استطاعوا أن يحاربوه ويجاهدوه؛ لأنه عدو للإسلام وأهله من جميع الوجوه، قال - سبحانه وتعالى -:" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون " [الممتحنة:8 - 9] فإذا قاتل المسلمون أعداءهم المحاربين فإنه لا يجوز لهم قتل نسائهم ولا صبيانهم،ولا من ليس من أهل القتال كالشيخ الفاني، فدين الإسلام يحرم الظلم والعدوان إلا على من اعتدى وظلم، قال – تعالى-:" الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين " [البقرة:194]
وبهذا يعلم أن ما يقع من بعض جهلة المسلمين من الاعتداء على حقوق الآخرين من غير المسلمين، والذين أقام هؤلاء المسلمون في بلادهم بموجب الأنظمة والقوانين المتبعة التي تقتضي ألا يعتدي أحد على أحد، ما يقع من هؤلاء من السرقة، أو جحد حق، أو الاعتداء على الغير بضرب، أو سب بغير تسبب من الآخر كل ذلك مما تحرمه شريعة الإسلام، فما يفعله هؤلاء ليس من الإسلام في شيء، بل وأعظم من ذلك ما يقوم به بعض الغالطين من أعمال إرهابية كتفجير بعض المؤسسات، فإن ذلك ليس من الجهاد الذي شرعه الله لنشر العدل ولإعلاء كلمة الله في أرض الله وبين عباد الله، بل هو من الإفساد المنهي عنه، قال - سبحانه وتعالى -:" ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها إن رحمة الله قريب من المحسنين " [الأعراف:56]، وقال - سبحانه وتعالى -:" ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " [النحل: 125] فينبغي لكل عاقل أن يعرف بالإسلام ويدعو إليه بلسانه وحاله وخلقه، ويستنقذ الناس من النار بدلالتهم على الهدى والخير، كما ينبغي لكل عاقل أن يتبصر في دين الإسلام ليعرف حقيقته، وسيرى إن اجتهد في طلب الحق أن الإسلام دين الله الحق، وأن خلاص نفسه من عذاب الله إنما هو بالدخول في الإسلام،" ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " [آل عمران:85] والله - تعالى - يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
موثقة من موقع الشيخ حفظه الله:
http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=5090(/)
فسخ العمرة الى حج
ـ[بندر العنزي]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 05:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هل يجوز لمن احرم متمتعا أن يرفض عمرته ويتحول الى مفرد فالذي أعرفه أن مثل هذا الفعل لايجوز اجماعا لكن سمعت أن بعض المشائخ يفتي بجواز مثل هذا فهل يفيدنا احد في هذه النقطة اي رفض العمرة الى حج من غير عذر من حيض او خشية فوت يوم عرفة وجزاكم الله كل خير(/)
حمّل: خطبة عرفة [1429]،لسماحة الشّيخِ العلاَّمة عبد العزيز آل الشَّيْخ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 03:43]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«خطبة عرفة» [1429]،
لِسَمَاحَةِ الشَّيْخِ العَلاَّمَةِ عَبْدِ العَزِيزِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ مُحَمَّد آل الشَّيْخ
مُفتي عَام المَمْلَكةِ العَربيّةِ السّعُودِيَّةِ
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
ـ أَثَابَهُ اللَّهُ خَيْرًا ـ
http://islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=86858
أخُوكُم المُحبّ
سَلمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
عَفَا اللَّهُ عَنْهُ بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ،آمِين.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 04:40]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل: سلمان
ـ[أم البشرى]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 06:01]ـ
بارك الله فيك اخي وجزاك الجنة ونعيمها
وبارك في شيخنا الكريم وجزاه الله مصاحبة الحبيب في اعلي الجنان ان شاء الله
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 07:23]ـ
بارك الله فيك اخي الحبيب .. جزيت الجنة
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 09:31]ـ
جزاك الله خير .. وجزى الله سماحة المفتي خيراً فقد كانت خطبته حفظه الله جامعة نافعه.
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 12:33]ـ
جزاك الله خيرا
وحفظ الله الشيخ العلامة عبدالعزيز ال الشيخ
ـ[يوسف الأمريكي]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 05:12]ـ
مرئي
WMV (http://www.archive.org/download/HajjKhutbah1429/HajjKhutbah1429.wmv)
OGV (http://www.archive.org/download/HajjKhutbah1429/HajjKhutbah1429.ogv)
MP4 (http://www.archive.org/download/HajjKhutbah1429/HajjKhutbah1429_512kb.mp4)
المصدر ( http://www.haramainrecordings.com/)
وحفظه الله سماحة المفتي
ـ[أبولبابةالمصرى]ــــــــ[12 - Dec-2008, صباحاً 09:05]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 10:35]ـ
جزاكُم اللَّهُ خَيْرًا جميعًا.
ـ[أبو الحارث الجزائري]ــــــــ[13 - Dec-2008, صباحاً 12:21]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 05:43]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خير اخي سلمان على الخطبة .......... لكن لدي طلب عسى ان يكون خفيفا ................ هل تستطيع ان تضع خطبة الشيخ صالح اللحيدان عام 1399 هجري (خطبة عرفة) والله انها من اروع واجل الخطب التي سمعتها .... لو استطعت ان تعثر عليها اتمنى ان تضعها في الرابط و تعرضها للسماع ........... وانصح اخواني في المنتدى البحث عنها وسماعها .... اذكر ان قناة المجد عرضتها ليلة النحر ...(/)
جمع كلام العلماء في المسعى
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 03:14]ـ
لقد فتحت الموضوع لجمع كلام العلماء ليستفيد منه الطلبة و الناس في معرفة الحكم بشروط:
1 - أن يكون المفتي الذي ينقل كلامه قد علم أنه عالم بالاستفاضة و إن لم يكن كذلك فيذكر من شهد له بالعلم مثل الشهادات الرسمية و نحوها
2 - أن تنقل الفتاوى المحررة أو التقريرات و لا ينقل كلام إنشائي من صحيفة أو نحوها
3 - أن تكون كل فتوى مفردة في مشاركة حتى لا تختلط أو تكون القراءة متعبة
4 - كتابة اسم العالم و عنوان القتوى بالأحمر قبلها
5 - بعدما ننتهي من نقل كلام العلماء قد نبدأ في المذاكرة في الحكم و لا نقدم كلامنا بين كلام العلماء
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 03:39]ـ
قرار هيئة كبار العلماء حول موضوع توسعة المسعى
http://www.dahar.net/vb/attachment.php?attachmentid=45 82&stc=1&d=1214935870
http://www.dahar.net/vb/attachment.php?attachmentid=45 83&stc=1&d=1214935660
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 03:41]ـ
حكم توسعة المسعى الجديدة للشيخ عبد الله بن جبرين
حكم توسعة المسعى الجديدة
(16894)
سؤال: نرجو من سماحتكم تبيين ما ترونه بخصوص موضوع توسعة المسعى القائم حاليًا بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، حيث صدرت في الفترة الأخيرة بعض الآراء الفقهية التي لا تؤيد ذلك، سائلين المولى القدير جلت قدرته أن يبارك في علمكم وعملكم وينفع بكم الإسلام والمسلمين.
الجواب: ذكر العلماء حكم السعي بين الصفا والمروة، واشتهر في المذهب الحنبلي أنه ركن من أركان الحج لا يتم الحج إلا به، فمن لم يسع مع القدرة لم يتم حجه ولم تتم عمرته، وجاءت رواية أخرى أنه واجب من واجبات الحج، بحيث يجبر بدم إذا تركه، وقد ذكر الله تعالى السعي باسم الطواف بقوله تعالى: ((إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا)) البقرة: 158، والتطوف في الأصل الاستدارة على الشيء الذي يطوف به، فإن الطواف بالبيت الدوران حوله، وهكذا الذين يطوفون بالقبور يستديرون حول الضريح، وذلك عبادة لهم من دون الله، ولكن الطواف بالبيت والطواف بالصفا والمروة عبادة لله تعالى، فليس تعظيمًا للبيت الذي هو من حجارة وطين، وليس تعظيمًا للصفا والمروة وهما جبلان واقعان هناك، ولكن في الأصل يراد طاعة الله تعالى وامتثال أمره، وذكره وكثرة الدعاء والقراءة في هذا الطواف، كما ثبت في الحديث عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: (إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله) رواه أحمد وأبو داود.
وإذا كان القصد من السعي ذكر الله تعالى، فإنه يجوز السعي بين الجبلين أو ما يقاربهما وما يحاذيهما؛ لحصول المقصود الذي هو ذكر الله تعالى ودعاؤه وقراءة القرآن، والخضوع والخشوع للرب سبحانه وتعالى، وإتباع سنة النبي r، حيث قال: "اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي" رواه الإمام أحمد.
ولو كان المراد السير فيما سار فيه النبي r لفرض على الناس في حجهم وعمرتهم ألا يتخطوا أثر مسيره، بل يكونون كهيئة الطابور يسيرون في موضع سيره وعلى أثره، وقد وسع r الأمر في هذه المشاعر، كقوله في عرفة: "وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف، ووقفت هاهنا وجمع كلها موقف – يعني مزدلفة - ونحرت هاهنا ومنى كلها منحر، وفجاج مكة طريق ومنحر" رواه الإمام أحمد وغيره.
وإذا حصل المقصود الذي هو إحياء السنة، وإتباع النبي r حصل المقصود من شرعية هذه المناسك، وحيث إن الصفا في الأصل جبل مرتفع قليلاً عن مستوى الأرض، وكذلك المروة، فإن السعي بينهما يحصل به الامتثال.
وقد أدركت أصل الصفا في سنة تسع وستين من القرن الماضي، ورأيته ممتدًا عن حده الذي كان عليه، وإن كنت لا أستطيع تحديد طوله، إلا أنه بلا شك أوسع مما كان عليه لما حدد موضع المسعى، وكانت المروة محددة ولكن يظهر أن الجبل ممتد أيضًا، حيث يوجد عليه بنايات ومساكن أرفع من مستوى الأرض، مما يدل على أنها كانت على طرف المروة من جهة الشرق، وكان يقع في شرق المسعى مساكن ملاصقة للمسعى بها سكان وبها متاجر وفي طرفيه شرقًا وغربًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد شكل الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله لجنة لتحديد مكان السعي، ليحصر المكان الذي يكفي من يسعى للحج أو للعمرة، وهدموا بعض البيوت الملاصقة للمسعى في جانبيه، واقتصروا على تحديده الذي كان عليه طوال هذه السنين، ويظهر أنهم قطعوا جبل الصفا من جهة الشرق وكذلك أيضًا المروة، وجعلوا هذا المسعى واعتقدوا أنه يكفي لمن يحج أو يعتمر، ولم يكونوا يفكرون في هذا التضخم الكبير في هذه الأزمنة.
ثم إن الملك عبدالعزيز رحمه الله عمل له مظلة لا أدري من الشينكو أو من البواري، إلا أنها مظلة كافية انتهى طرفها الشمالي إلى حد ما بين العلمين، وكتب عليها أن الآمر بها هو جلالة الملك عبدالعزيز، وحدد تاريخ وضعها كأنه بعد ضم الحجاز للمملكة بسنتين أو ثلاث سنوات، وكان أيضًا في وسط المسعى قرب العلمين طريق للسيارات تأتي من الشرق وتتوجه غربًا، وتجيء من الغرب متجهة للشرق، لم يكن هناك طريق إلا هذا الممر، بحيث إنه يوقفون الذين يسعون حتى تمر السيارة.
وحيث إن العمل إنما هو لأجل العبادة المذكورة، وحيث عرف امتداد الجبلين وشهد بذلك كثيرون من الذين شاهدوا ذلك قبل ستين أو سبعين سنة، وعرفوا امتداد هذين الجبلين، وأثبتت شهادتهم عند القضاة، وصدر بذلك تصديق لهم وتعديل لهم، فالذي يظهر أنه لا مانع من توسعة المسعى من جانبيه أو من أحد جانبيه، ليتسع لعدد أكثر، فالتوسعة والسعي بينهما في مستوى الأرض أولى من السعي في السطوح والهواء، حيث إن السطح لا يصدق عليه أنه سعى بينهما، بل يقال: سعى في هوائهما، وقد نقل عن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، والذي توفي في عام 93 من القرن الماضي أنه منع السعي في السطوح وفي الدور الثاني من المسعى ونحوه، ورأى أن الذي يسعى في السطح ونحوه لا يصدق عليه أنه سعى بين الصفا والمروة، وعلى كل حال فهذا الذي يظهر لنا، ولكل مجتهد نصيب. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
10/ 3/1429هـ
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 03:43]ـ
حكم توسعة المسعى والسعي فيها للشيخ عبد الرحمن البراك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، أما بعد:
فقد قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} البقرة158.
الصفا والمروة معلمان من معالم الدين، وشعيرتان من شعائر الله، والطواف بهما من مناسك الحج والعمرة، والطواف بهما هو التردد بينهما تعبدا لله وتأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم، والصفا والمروة لا يحتاجان إلى تفسير إلا لمن لم يرهما لأنه لم يحج أو يعتمر، فمن حج أو اعتمر فإنه يعرفهما بالمشاهدة، وقد دل الكتاب والسنة والإجماع على أن نسك الطواف بهما لا يصح إلا بينهما، وقد ورث المسلمون موضع الطواف بالصفا والمروة طولاً و عرضاً ميراثاً عمليا، ولم يختلف المؤرخون الذين ذرعوا عرضه اختلافا بيّنا، بل كان ذرعهم متقاربا، وقد نص الفقهاء المتقدمون والمتأخرون على عدم صحة من خرج في سعيه عن عرض المسعى [1]، ولم يقل أحد من الفقهاء والمؤرخين: إن جبلي الصفا والمروة ممتدان شرقاً، مما يدل على بطلان دعوى من ادعى ذلك، فالقول بجواز توسعة المسعى بناءً على امتداد جبلي الصفا والمروة -زعموا- يتضمن تجهيل الفقهاء والمؤرخين بالواقع أو جمهورهم على ما اعتاده الناس من الاقتصار على ذلك المكان المحدود وعدم مراعاة امتداد الصفا والمروة المزعوم، وما ذكره المؤرخون وتمسك به المجوّزون من نقل المسعى عن موضعه لما أراد المهدي توسعة المسجد الحرام لا يجوز أن يكون معناه أنه نَقَل المسعى بطوله من الصفا إلى المروة من ناحية المسجد التي هي الجهة الغربية للمسعى إما بتضييق عرضه أو بدفع مساحته إلى جهته الشرقية، لأن ذلك يقتضي أمرين:
الأول: أن جبلي الصفا والمروة كان لهما امتداد كثير من الجهة الغربية، وكان المسعى بينهما، وهو موضع السعي الذي سعى فيه النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون قبل المهدي، وهذا لم يقله أحد فيما أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أن ذلك يقتضي أن المسعى كان متصلاً بالمسجد من جهته الشرقية في عهد المهدي ومن قبله قبل التوسعة وهذا لا يصح؛ لأن المسعى لم يزل تفصل بينه وبين المسجد بيوت، وكلما حدثت توسعة هُدم منها، وقد أدرك الناس بعض البيوت قبل توسعة الحكومة السعودية في عام 1375 هجرية، كذلك فيما بين باب النبي وباب السلام، وأنا ممن عرف ذلك، فكان القاصد لباب السلام من المسعى يمر بزقاق ضيق عن يمينه وشماله مبانٍ، ومن طريق آخر يمر بمكتبات، والخارج من باب السلام لا يصل إلى المسعى إلاّ من أحد هذين الطريقين. والذي يدل عليه كلام الأزرقي ومن تبعه في شأن توسعة المهدي الثانية أن التوسعة كانت من الجهة الجنوبية للمسجد لأن هذه التوسعة مسبوقة بتوسعة للمهدي نفسه شملت الجهات الثلاث من المسجد: الشرقية والغربية والشامية، مما أدى إلى أن تكون الكعبة في الجانب الجنوبي من المسجد، أي غير متوسطة [2]. وهذا هو الذي حمل المهدي على توسعته من الجهة الجنوبية، ومعلوم أن الجهة الجنوبية لها طرف من الغرب وطرف من الشرق، وهو ما يلي المسعى، وهذا هو الطرف الذي يتكلم عنه المؤرخون، وهنالك دار ابن عباد، وظاهر كلام الأزرقي بل صريحه أن المسيل -أي المكان الذي يجري فيه السيل من أعلى مكة إلى أسفلها- كان يقع جنوبي المسجد متصلاً به، والدور من ورائه [3]. ومعلوم أن مكان السعي الذي هو الهرولة إنما تكون في بطن الوادي وهو المسيل، فاقتضت توسعة المسجد هدمَ الدور الواقعة جنوبي الوادي وجعلَ المسيل مكانها وإدخالَ أرض المسيل في المسجد، فلزم من ذلك قرب المسيل الذي هو بطن الوادي من الصفا، فلزم من ذلك تغير مكان السعي الذي هو الهرولة أو بعضه، حسبما تقتضيه عبارة الأزرقي وهي قوله: "فهدموا أكثر دار ابن عباد وجعلوا المسعى والوادي فيها" [4]. وأساس الاشتباه على كثير من الباحثين فيما وقفت عليه أن لفظ المسعى يطلق على بطن الوادي لأنه مكان السعي (الهرولة) كما قال جابر رضي الله عنه: (فلما انصبت قدماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا صعدتا مشى) [5] ويطلق المسعى على ما بين الصفا والمروة، فتوهم كثيرون أن تغيير المسعى الذي ذكر الأزرقي كان شاملاً لطوله، والحق أن كلام الأزرقي لا يتعلق إلا بمكان السعي (الهرولة) وهو بطن الوادي، وهذا هو الصواب المقطوع به، قال ابن القيم: "والظاهر أن الوادي لم يتغير عن وضعه" [6]، وهذا يتعارض مع كلام الأزرقي؛ فإنه صريح في أن الوادي متصل بالمسجد والدُّور من ورائه في الجهة الجنوبية، وقول ابن القيم يقتضي أن الدُّور التي هُدمت لتوسعة المسجد هي متصلة بالمسجد والوادي من ورائها، وعلى قول ابن القيم فإنه لم يتغير موضع السعي الهرولة، والظاهر أن ما ذكره الأزرقي من أن الوادي كان متصلاً بالمسجد والدور من ورائه، ومنها دار ابن عباد من الطرف الشرقي، وأنه هُدم أكثرها وصار بطن الوادي مكانها هو الصحيح، ومعلوم أن ذلك لا يختص بدار ابن عباد، بل هدمت الدور التي هي غرب عنها وجعل الوادي مكانها، وإنما خُصت دار ابن عباد بالذكر؛ لأنها متصلة بالمسعى، ويدل لصحة ما ذكره الأزرقي ما جاء في صحيح البخاري تعليقا أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يقول: (السعي من دار بني عباد إلى زقاق بني أبي حسين) [7]، وهذا نص في أن دار ابن عباد تقع جنوب الوادي، ويُجمع بين كلام ابن القيم وكلام الأزرقي بأن موضع السعي هو ما بين العلمين، وأن العلمين وُضعا محافظة على موضع السعي الذي سعى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فالذي تغير هو موضع الوادي لا موضع السعي، وإليك نص عبارة ابن القيم في وصفه لسعي النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "ثم نزل إلى المروة يمشي، فلما انصبت قدماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا جاوز الوادي وأصعد مشى، هذا الذي صح عنه وذلك اليومَ قِبَلَ الميلين الأخضرين في أول المسعى وآخره" قال: "والظاهر أن الوادي لم يتغير عن وضعه" [8]، وقوله: "وذلك اليومَ" أي: وذلك الموضع الذي سعى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم هو اليومَ قِبَل –أي مقابلَ- الميلين الأخضرين، وقوله: " الميلين الأخضرين في أول المسعى وآخره" يريد: مكان السعي الذي هو الهرولة لا المسعى الذي بين الصفا والمروة، فابن القيم أراد أن المسعى لم يتغير عن وضعه، والأزرقي أراد أن الوادي تغير عن موضعه، وكلاهما صحيح. وعلى هذا فلم يتغير
(يُتْبَعُ)
(/)
المسعى لا بعناه الشامل ولا بمعناه الخاص وهو مابين العلمين وإنما الذي تغير بطن الوادي
وبعد؛ فتوسعة المسجد من الجهة الشرقية لا وجه لها ولا دليل عليها، وقد اتفق العلماء على عدم جواز السعي خارج المسعى، أعني ما بين الصفا والمروة كما تقدم، وجاء عن الشافعي: لو التوى الساعي إلى زُقاق العطارين لم يصح سعيه [9]، وجرى على ذلك قرار لجنة العلماء الذين نظروا بأمر من المفتي الأسبق الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله في حدود المسعى والصفا والمروة بمناسبة توسعة المسجد الحرام، كما جرى على ذلك قرار هيئة كبار العلماء برئاسة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في قرارهم ذي الرقم (227) في 22/ 2/1427 المتضمن عدم جواز توسعة المسعى، وقد وفقوا في هذا القرار ولكن امتنع عن التوقيع على القرار اثنان أو ثلاثة، ولعل هؤلاء المشايخ بامتناعهم قد تحملوا مسؤولية ما جرى بعد ذلك من التوسعة في عرض المسعى وما تبع ذلك من اضطراب لدى العامة والخاصة في حكم السعي في التوسعة (المسعى الجديد)، لأن مضي ولي الأمر كان مبنياً على خلاف هؤلاء المشايخ عفا الله عنهم، فيا ليتهم لزموا الجماعة وتمسكوا بما مضى عليه علماء الإسلام وعمل المسلمين عبر القرون إلى أن حدث هذا الخلاف عند البحث في موضوع توسعة المسعى.
وأما الذين رأوا جواز توسعة عرض المسعى –أعني الذي بين الصفا والمروة- فأعظم ما استدلوا به واعتمدوا عليه ثلاثة أمور، وما سواها لا يستحق الوقوف عنده:
الأول: ما ذكره المؤرخون من تغيير في المسعى، وقد سبق الجواب عنه، وبيان أن التغيير المذكور لم يكن في عرض المسعى، وأن اعتقاد ذلك غلط ظاهر ووهم لا أساس له إلا اشتباه المسعى الذي هو مكان الهرولة -وهو بطن الوادي- باسم المسعى الشامل لكل ما بين الصفا والمروة.
الثاني: إفادة عدد من كبار السن بأن الصفا والمروة لهما امتداد من الجهة الشرقية، وعلى هذا فالسعي بينهما سعي بين الصفا والمروة، نقول: لو ثبت هذا لكان كافياً عن كل استدلال ولكن هيهات! وقد أجاب العلماء عن ذلك بأمور تدل على بطلان هذا الدليل والاستدلال، وهي:
أ: أن إفاداتهم لم تكن متطابقة، فهي دائرة بين الإجمال والتردد والاقتصار على مشعر الصفا.
ب: أنهم وقت تحملهم -لما سُمِّي شهادة- كانوا صغار السن بين خمسة عشر وخمسة وعشرين عاما، وهم مع ذلك معدودون في العوام ولا خبرة لهم بالأمور الشرعية إذ ذاك، ولم يرد في صك تسجيل أقوالهم ما يدل على رتبتهم في العدالة والعلم، والظاهر أن تسجيل إفاداتهم كان بعد الشروع في التوسعة، فلم تكن التوسعة مبنية على شهادتهم ..
ج: أن تحملهم لهذه الشهادة لم يكن مقصوداً بل كان اتفاقاً، ومعلوم أن الذي يرى الشيء على هذا الوجه لا يكون له به اهتمام بالتحقق من الواقع ومما يراه.
د: أن هذه الشهادة مقابلة بشهادة العلماء في ذلك الوقت الذين كانت أعمارهم بين الستين والثمانين، وبعضهم من علماء مكة أو المقيمين بمكة، وقد أناط بهم سماحة المفتي الأسبق الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله مسؤولية النظر في حدود المسعى، وقد اجتمعوا لذلك، ونظروا في حد عرض المسعى وحد الصفا والمروة، واستعانوا بالمهندسين وأهل الخبرة، وقد كانت تلك المشاعر وما حولها مكشوفة لهم، لأنه قدم هُدم ما حولها من الأبنية، فأصدروا قرارهم التاريخي المبني على الفقه الشرعي وتطبيقه على الواقع المشاهد، ولا يخفى أن شهادة هؤلاء العلماء كما جاء في قرارهم لا يجوز أن تعارض بشهادة أولئك، فإنه لا نسبة بينهما ولا نسبة بين هؤلاء وأولئك في السن والعلم والخبرة والعدالة، ولا نسبة بين شهادة هؤلاء وإفادة أولئك.
الثالث: ومن أدلة مجوزي التوسعة أن جذر جبلي الصفا والمروة قرر المهندسون أنه ذاهب في الأرض شرقاً وغرباً، وعليه؛ فالسعي بين ما يوازي هذا الامتداد لجذر الصفا والمروة سعي بين الصفا والمروة، وقد أجاب العلماء عن ذلك بأن مناط الحكم هو الجبل الظاهر، وامتداد أصل الجبل ليس له حكم الجبل لا شرعاً ولا عرفاً، فمن حلف ألا يقعد على جبل لا يحنث بقعوده على أرض يمتد أصله تحتها، فمثله مثل الشجرة لا يثبت لمالكها ملك ما امتدت إليه عروقها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد؛ فقد ظهر ضعف هذه الأدلة الثلاثة لمجوزي التوسعة، وما عداها من الاستدلالات فلا يعول عليه، وأما ماطفحت به الصحف من فتاوى وتأييدات للتوسعة ممن يعتد به ومن لا يعتد به فلا يعول عليه، لأن أكثرها ليس مبنيا على خبرة بالواقع، ومن المؤسف أنهم لم يعرجوا على القول الآخر، فكأن القضية عندهم محل إجماع عندهم مع أن القول بعدم جواز التوسعة أقوى وأظهر دليلا.
إذا ثبت ما تقدم فمن المعلوم أن هذا الاختلاف في حكم توسعة المسعى ينبني عليه الاختلاف في حكم السعي في التوسعة (المسعى الجديد)، فمن ذهب إلى جواز التوسعة يقول: إن السعي في المسعى الجديد كالسعي في المسعى المعروف الموروث خلفاً عن سلف، ومن ذهب إلى أنه لا تجوز التوسعة فإنه يلزمه ضرورةً أن يقول: إن السعي في التوسعة لا يصح.
ويتعلق بذلك: مسألةُ حكم السعي بين الصفا والمروة، وفيه لأهل العلم ثلاثة مذاهب مشهورة: 1 - أنه ركن في الحج والعمرة 2 - أنه واجب 3 - أنه سنة. والقول الثالث مرجوح، فيبقى النظر في القولين الأولين، فمن ذهب إلى أنه ركن –وهو الذي عليه كثير من العلماء وعليه الفتوى- فيقول: إن الحج والعمرة لا يتمان بدونه، ومن قال إنه واجب يقول: إن تركه يجبر بدم كسائر واجبات الحج والعمرة، وعلى هذا فإذا تعذر السعي في المسعى المعروف كالحال الراهنة [10]، فمن قال إنه ركن يقول: لا ينبغي الشروع في العمرة مع العلم بعدم القدرة على إتمامها. ومن قال إن السعي ليس بركن بل واجب فإنه يمكن أن يعتمر ويُهدي لتعذر السعي، ويمكن أن يقال: إنه واجب سقط بالعجز عنه. أما القائلون بجواز التوسعة فلا ترد عندهم مسألة حكم السعي في الحج والعمرة. هذا كله متعلق بأهل النظر والاستدلال. أما عامة الناس فهم على ذمة من أفتاهم، ووجود المسعى الجديد فتوى عملية، وعلى من سئل عن السعي فيه أن يفتي بما يدين لله به ويعتقد أنه الحق، وعليه أن ينصح لسائليه ويدلهم على ما يراه صواباً.
هذا ونسأل الله لولي أمرنا أن يوفقه إلى الرجوع إلى ما قرره أهل العلم في هذه البلاد ومضى عليه علماء الأمة وعمل المسلمين، والله الهادي إلى سواء السبيل. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى وآله وصحبه أجمعين.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] المجموع للنووي (8/ 102). الإيضاح في مناسك الحج له أيضا (290) (مع حاشية الهيتمي). بحر المذهب للروياني (5/ 173). نهاية المحتاج للرملي (3/ 291) شرح العمدة لشيخ الإسلام ابن تيمية (2/ 599) الإعلام للقطب الحنفي (103) أضواء البيان للشنقيطي (5/ 253).
[2] أخبار مكة للأزرقي1/ 608 (تحقيق الشيخ عبدالملك ابن دهيش)
[3] السابق1/ 609
4السابق 1/ 611
[5] رواه مسلم 1218
[6] زاد المعاد2/ 228
[7] رواه البخاري (كتاب الحج باب ما جاء في السعي بين الصف والمروة)
[8] زاد المعاد (2/ 228)
[9] ينظر: المجموع للنووي (8/ 102). بحر المذهب للروياني (5/ 173). شرح العمدة لشيخ الإسلام ابن تيمية (2/ 599). مواهب الجليل شرح مختصر خليل (4/ 118). المسلك المتقسط في المنسك المتوسط لملا علي القاري (192). أضواء البيان للشنقيطي (5/ 253).
[10] هذا المسعى مغلق الآن لعمارته ووصله بالمسعى الحديث.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 03:48]ـ
بهذا يحصل الاطمئنان لصحة السعي في التوسعة الجديدة للمسعى للشيخ عبدالمحسن العباد
http://oalbadr.googlepages.com/301.jpg
http://oalbadr.googlepages.com/302.jpg
http://oalbadr.googlepages.com/303.jpg
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 03:51]ـ
كلمة أخرى في توسعة المسعى للشيخ عبدالمحسن العباد
http://oalbadr.googlepages.com/401.jpg
http://oalbadr.googlepages.com/402.jpg
http://oalbadr.googlepages.com/403.jpg
http://oalbadr.googlepages.com/404.jpg
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 04:01]ـ
حول توسعة المسعى للشيخ صالح الفوزان
http://www.alfawzan.ws/Alfawzan/Portals/0/ms3a.jpg
http://www.alfawzan.ws/Alfawzan/Portals/0/ms3a1.jpg
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 04:03]ـ
القول على الله بغير علم عديل الشرك للشيخ صالح الفوزان
http://www.alfawzan.ws/Alfawzan/Portals/0/qol.jpg
http://www.alfawzan.ws/Alfawzan/Portals/0/qol1.jpg
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 04:05]ـ
الصفا والمروة من شعائر الله وشعائر الله لا تغير للشيخ صالح الفوزان
http://www.alfawzan.ws/Alfawzan/Portals/0/sfa.jpg
http://www.alfawzan.ws/Alfawzan/Portals/0/sfa1.jpg
http://www.alfawzan.ws/Alfawzan/Portals/0/sfa2.jpg
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 04:08]ـ
فتنة التوسعة في المسعى والرد على شبهات المجيزين لها للشيخ صالح الفوزان
http://www.alfawzan.ws/Alfawzan/Portals/0/ftna.jpg
http://www.alfawzan.ws/Alfawzan/Portals/0/ftna3.jpg
http://www.alfawzan.ws/Alfawzan/Portals/0/ftna2.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 04:10]ـ
رد على اعتراض للشيخ صالح الفوزان
http://www.alfawzan.ws/Alfawzan/Portals/0/01obikan.jpg
http://www.alfawzan.ws/Alfawzan/Portals/0/01obikan2.jpg
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 04:12]ـ
السَّعِي في المَسْعَى الجديد للشيخ عبد الكريم الخضير
يقول: ما حكم السَّعي بالمَسْعَى الجَدِيدْ، وإذا كان لا يجُوز، فهل نُحجم عن الاعتمار، ريثما يُعاد فتح القديم؟
المَسْعَى الجديد الآن ليسَ سِرًّا أنَّ كلام أهل العلم مُؤدَّاهُ إلى اختلاف، يعني يختلفون، منهم من يقول السَّعي صحيح، ومنهم من يقول السَّعي باطل؛ لأنَّ المسعى الجديد ليس في حدود المسعى الذي سَعى فيهِ النَّبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-، لا سِيَّما وأنَّ تواريخ مكة تقول إنَّ عرض المسعى قالوا: سبع وثلاثين ذراع تقريباً، خمس وثلاثين ذراع، يعني بقدر القديم، وعلى كل حال ما دام هذا الخلاف موجُود فأُسُّ المسألة لا يُدْرَك من خلال النُّصُوص، فالاجتهاد ليس للصِّغار والمُتوسِّطين من طُلاَّب العلم الذين لم يُدْرِكُوا مكان السَّعي قبل العِمَارة، أما الذِّين أدركُوا مكان السَّعي قبل أنْ يُعمر، ورأوا المسعى على حقيقته، وأنَّهُ أوسَع من القديم، فهؤُلاء لهم أنْ يُفتُوا، ومعروف كلام الشيخ ابن جبرين -حفظهُ الله- قال بمثل هذا، أنَّهُ حجّ سنة تسعة وستِّين قبل عمارة المسعى وكان أوسع من هذا، فلا مانع حينئذ من السَّعي في الجديد، على كُلِّ حال هذه المسألة من المسائل الكبار التِّي لا يُفتي فيها إلا الكبار، فيُنتظر ما يقُولُهُ المُفتي وما تقُولُهُ اللجنة الدَّائِمَة وما يقوله أعضاءُ الهيئة – نسألُ الله -جلَّ وعلا- أنْ يُعينهم ويُسدِّدهم؛ وإلاَّ فالمسألة من عُضل المسائل رُكْن من أركان النُّسُك هذا، يحتاج إلى تحرِّي، ويحتاج إلى تأكُّد وتحقُّق، بعضُهم يقول أنت مُحْصَر، تَحلَّل بِدَمْ! لا تسْعَ تحلَّل بدم! وبعضُهُم يقول حُكم الحاكم يرفع الخِلاف، والمشايخ اختلفُوا وولي الأمر رأى أنَّ الرُّجحان مع من يُجيز، وأُحْضِر شُهُود يَشْهَدُون أنَّ المَسْعَى أعْرَضْ من المَسْعَى القائم، ورأى وليُّ الأمر، ولا يُشك يعني في إرادة المصلحة في مثل هذا؛ لكنَّ الإرادة والنِّيَّة وحدها لا تكفي؛ بل لا بُدَّ من الصدور عن أقوال أهل العلم؛ لأنَّ العبادات محضة ما تخضع للاجتهاد، يعني لو رأى راءٍ مثلاً إنَّ عرفة ضاقت بالنَّاس وقال نبي نوسعه، نُوسِّع عرفة، يُمْكِنْ؟! ما يُمكن؛ لأنَّ هذا رُكن من أركان الحج، والسَّعي رُكن منْ أركان الحج، على كلِّ حال نسأل الله -جلَّ وعلا- أنْ يَدُلُّهُم على الحق -أعنِي وُلاة الأمر- سواءً كانُوا من أهل الحلِّ والعَقْد والأمر والنَّهي أو أهل العلم، ومثل ما قلت الذِّي يصغر سِنُّهُ عنْ إدراك المسعى القديم ليسَ لهُ أنْ يُفتي في هذه المسألة؛ لأنَّ المسألة مبنِيَّة على نَظَر في نُصُوصٍ شرعِيَّة، والنُّصُوص مبنِيَّة على واقع، فهل المَسْعَى بالفعل الذِّي سعى فيه النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- وتتابعت عليهِ الأُمَّة، وتواتر تواتُراً عَمَلِيًّا بالعمل والتَّوارُثْ، هل هو أوْسَع من القائم أو بِمقدارِهِ؟ يحتاج إلى نظر؛ مِمَّنْ أَدْرَكَهُ قبل العِمَارة.(/)
بشرى لأهل جدة: دورة علمية تأصيلية
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 09:44]ـ
برنامج التأصيل العلمي بإشراف جامعة الملك عبدالعزيز بجامع الخلفاء الراشدين بحي الفيصلية بمدينة جدة:
د/ أبو زيد مكي شرح المنهاج الصحيح في العقيدة من 22/ 12 إلى 2/ 1/1430هـ
الشيخ أحمد عمر الحازمي شرح متن مائة المعاني في البلاغة من 6/ 1 إلى 16/ 1/1430هـ
د/ غازي مرشد العتيبي شرح الورقات في أصول الفقه من 20/ 1 إلى 1/ 2/1430هـ
د/ أحمد بن عبدالله الفريح شرح النظم الحبير في علوم القرآن من 3/ 3 إلى 3/ 3/1430هـ
الشيخ عبدالمجيد السبهان أخصر المختصرات _العبادات_ من 17/ 3 إلى 4/ 4/1430هـ
الشيخ عبدالله بن حمد الزيداني أخصر المختصرات -المعاملات- من 8/ 4 إلى 25/ 4/1430هـ
د/ محمد ناصر السلمي أخصر المختصرات -فقه الأسرة- من 29/ 4 إلى 17/ 5/1430هـ
الشيخ أحمد بن علي الغامدي شرح الأربعين النووية من 21/ 5 إلى 3/ 6/1430هـ
الشيخ عبدالله إبراهيم الشبانه شرح الأربعين النووية من 6/ 7 إلى 16/ 6/1430هـ
الشيخ سعد بن عبدالرحمن العريضي تفسير جزء عم من 11/ 7 إلى 21/ 7/1430هـ
الشيخ عبدالله حجر الغامدي شرح نخبة الفكر في مصطلح الحديث من 25/ 7 إلى 6/ 8/1430هـ
الشيخ أحمد بن محمد سلمان شرح الآجرومية في النحو من 10/ 8 إلى 20/ 8/1430هـ
جميع الدروس بعد صلاة العشاء من يوم السبت إلى الثلاثاء في كل أسبوع لمدة عشرة شهور _ وتوجد شهادات للحضور
المكان: جامع الخلفاء الراشدين بحي الفيصلية
التسجيل بين صلاتي المغرب والعشاء بالجامع للإستفسار الإتصال على هاتف الجامع 6765777
وسوف تبث الدروس عبر موقع www.arrashidoon.com
يوجد مكان للنساءالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
هل يجوز شراء بقرة للأضحية بمال الزكاة لتوزيع لحمها على الفقراء؟
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 10:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هل يجوزللمزكي أن يشتري بمال الزكاة بقرة للاضحية ويوزع لحمها بين الفقرا يعني هل يؤثرهذاالعمل علي اداءالزكاة ام لا
من فضلك علمني صوم يوم عرفة في اي تاريخ يعني مثلا في باكستان اليوم التاسع من ذي الحجة وفي السععودية اليوم العاشر من ذي الحجة فهل للباكستانيين اليوم صوم يوم عرفة
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 10:41]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قد قال ابن القاسم رحمه الله تعالى لو أن رجلا ذبح شاة وجبت عليه في زكاة ثم وزعها على الفقراء لم تجزه وهذا على مذهب إمامه مالك رحمه الله حيث يوجب اخراج الزكاة من عين المال. أما من رأى جواز اخراج القيمة فيتخرج على مذهبه القول بصحة هذا الذي تسأل عن،على أن الاحوط للمزكي أن يمكن الفقراء من حقهم ثم هم يفعلون به ما هو أنفع لهم.(/)
كم المبلغ الذي يجوز اعطاءه في كل شهر لكفالة عالم متفرغ للعلوم الدينية ?
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 01:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندنا عالم ديني متفرغ للعلوم الدينية ذوعيال كثير نريد كفالته من اموالنا الزكوية فكم المبلغ يجوز لناان نعطيه في كل شهر
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 06:51]ـ
/// بارك الله فيك، ليس التفرُّغ لتعليم العلم وخدمته مصرفًا من مصارف الزكاة، فلا يشرع دفعها لأجل هذا الغرض.
/// ولكن قد تدفع أموال الزكاة لمن يحتاجها من أهل العلم وطلبته على سبيل أنَّهم محتاجون له، كفقرائهم ومساكينهم والغارمين منهم، ونحو ذلك، أمَّا أن تدفع أصالةً رأسًا بهذا الغرض فليس بصحيحٍ.
/// هذا بالنِّسبة للزكاة الواجبة، أمَّا الصَّدقة والوقف ونحوهما فيشرع أن يصرف في وجوه الخير كالذي سألأت عنه.
/// وأمَّا القدر الذي يدفع فهو القدر الذي يكفي لسدِّ حاجته وحاجة من يعولهم ممَّا يحتاجه عامَّة الناس. والله المستعان.(/)
«بيان مراد الشَّيْحِ ابْنِ عُثَيْمِين في بعض مصطلحاته العلمية»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 05:54]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بيان مراد الشَّيْحِ ابْنِ عُثَيْمِين في بعض مصطلحاته العلمية
سُئلَ الإمامُ ابْنُ عُثَيْمِين ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ:
بعض المصطلحات العلمية عن فضيلتكم، إذا قال الشيخُ ابنُ عُثَيْمين: الراجح، ولم يحدده بقوله: عندي، هل هو الراجح عند الشيخ أم عمومًا؟
فأجاب: الرَّاجح عندي، إذا قيل: الرَّاجح أو الصحيح فهو عندي، وإن لم أحدد.
السائل: إذا قال الشيخُ ابنُ عُثَيْمين: لا ينبغي، هل ترتقي للتحريم؟
جواب الشيخ: لا.
السائل: أو لا أرى ذلك؟
جواب الشيخ: أيضًا ليست للتحريم، لأنه ـ حقيقة ـ أحيانًا يكون الأمر مشتبهًا؛
فأقول: لا أرى ذلك، ولا أقول: حرامًا أو مكروهًا؛ لأن هذا يحتاج إلى دليل،
ولهذا كان الأئمة الذين نحن أصغر من خناصرهم يقولون: لا ينبغي .. أو لا أراه، الإمام أحمد يسأل عن شيء يقول: لا أراه .. أكره ذلك .. لا ينبغي .. لأن التحريم ليس بهين، التحريم والتحليل صعب، وكان بعض العلماء لا يقول عن شيء محرم إلا ما صرحه القرآن بأنه حرام أو السنة.
السائل: وقولك لا يجوز؟
جواب الشيخ: لا يجوز يعني: حرام، عندي وعند غيري.
(لقاء الباب المفتوح، شريط: 207).
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 07:05]ـ
بارك الله فيك، ورحم الله شيخنا ابن عثيمين رحمة واسعة ..
"هل هو الراجح عند الشيخ أم عمومًا؟ "
هذا السؤال غير دقيق من السائل، فليس هناك "راجح عموما" .. قد يكون راجحا على مذهب السائل والمسؤول على اعتبار التعارف الذهني بينهما على المذهب .. أما الراجح عموما هذه فلا معنى لها أصلا، والله أعلم!(/)
الأزمنة الفاضلة بين الاتباع و الابتداع
ـ[مسلم من المغرب]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 10:22]ـ
الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا صلى الله عليه و سلم عبده و رسوله أما بعد: تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال و أعاد علينا العيد و كلمة المسلمين مجتمعة و راية التوحيد و السنة ترفرف في سماء أرض الإسلام، أحبتى أعضاء هذا الموقع المبارك السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، هذه أول مشاركة لي معكم و أسأل الله التوفيق أن يعينني على إثراء البحث و المناقشة في المسائل الشرعية و أنتم أهل السبق في ذلك، و الموضوع الذي أريد طرحه بين أيديكم هو مسألة " التكبير في العيدين، و التكبير أدبار الصلوات في أيام التشريق " ما هي صفته المشروعة؟، هل يجوز رفع الصوت و إظهاره؟ هل يجوز التكبير الجماعي؟؟؟ و غيرها مما يتصل بالموضوع. و للأسف هذه المسائل دائما تظهر في مواسم الطاعات لتفسد الفرحة على المسلمين و يتجرأ البعض فيبدأ بإطلاق أحكام البدعة و بعض آخر يتجوز و يستحسن فيشرع و غير ذلك من الأحوال المصاحبة لهذه المواسم. فأحببت إثارة هذه المسألة و قد جمعت فيها كلاما و أرجو منكم الرد على الموضوع و إثرا ء النقاش فيه
ـ[أبووليد وليد]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 01:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لحكم التكبير أدبار الصلوات أيام التشريق يتفق العلماء على استحبابه أخدا بقوله تعالى: [ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون]، ويختلفون في الصيغة و في التوقيت متى يبدأ، هل من صبح يوم عرفة، أم من ظهر يوم النحر، ومتى ينتهي التكبير، للاستفادة أكثر في هذا الموضوع ارجع
1 - الموطأ كتاب العيدين وكتاب الحج يقول الامام مالك رحمه الله: الأمر عندنا أنه يكبر الامام والناس معه أدبار الصلوات .... 2 - الاستدكار لابن عبد البر
3 - الثمر الداني
4 - الرسالة لابن أبي زيد القيرواني
5 - المجموع شرح المهذب للامام النووي
6 - الفقه الاسلامي وأدلته وهبة الزحيلي.
7 - ومن كانت له دروس الشيخ عطية سالم رحمه الله أقصد به شرح بلوغ المرام كتاب الحج التكبير أيام التشريق.
8 - المدونة الكبرى
9 - المنتقى للامام الباجي.
وكتب أخرى في الفقه كثيرة ولم أجد الى الآن من قال بالبدعية، فليحترز الاخوة الكرام من هذه الأحكام العامة، فان الأمر يتعلق بالدين وليكن الانسان أمكينا في نقل الفتاوي، فان كثيرا من المشاكل والفرقة قد حدثت بين المسلمين الا بسبب هذه الاحكام العامة، أو ان ما حكم عليه العالم الفلاني بالبدعية فهو بدعة. فعلى طالب العلم أن يرجع الى كتب الفقه ويوازن، وينظر في كتب المتقدمين والمتأخرين. أسأل الله أن يهدينا سبل الرشاد.
ـ[مسلم من المغرب]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 12:51]ـ
[ quote= أبووليد وليد;169504] بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لحكم التكبير أدبار الصلوات أيام التشريق يتفق العلماء على استحبابه أخدا بقوله تعالى: [ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون]، ويختلفون في الصيغة و في التوقيت متى يبدأ، هل من صبح يوم عرفة، أم من ظهر يوم النحر، ومتى ينتهي التكبير، للاستفادة أكثر في هذا الموضوع ارجع
1 - الموطأ كتاب العيدين وكتاب الحج يقول الامام مالك رحمه الله: الأمر عندنا أنه يكبر الامام والناس معه أدبار الصلوات .... 2 - الاستدكار لابن عبد البر
3 - الثمر الداني
4 - الرسالة لابن أبي زيد القيرواني
5 - المجموع شرح المهذب للامام النووي
6 - الفقه الاسلامي وأدلته وهبة الزحيلي.
7 - ومن كانت له دروس الشيخ عطية سالم رحمه الله أقصد به شرح بلوغ المرام كتاب الحج التكبير أيام التشريق.
8 - المدونة الكبرى
9 - المنتقى للامام الباجي.
وكتب أخرى في الفقه كثيرة ولم أجد الى الآن من قال بالبدعية، فليحترز الاخوة الكرام من هذه الأحكام العامة، فان الأمر يتعلق بالدين وليكن الانسان أمكينا في نقل الفتاوي، فان كثيرا من المشاكل والفرقة قد حدثت بين المسلمين الا بسبب هذه الاحكام العامة، أو ان ما حكم عليه العالم الفلاني بالبدعية فهو بدعة. فعلى طالب العلم أن يرجع الى كتب الفقه ويوازن، وينظر في كتب المتقدمين والمتأخرين. أسأل الله أن يهدينا سبل الرشاد. [/ quote
بارك الله فيك أخي على الرد على الموضوع، لكن هل اطلعت على الملف المرفق مع الموضوع؟؟؟
فهو بحث في المسألة و شكرا على المصادر و المراجع التي نبهت عليها:)(/)
اتبعوا مناسك نبيكم حتى لا تقعوا في الحرج " حمد سالم المري "
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 11:10]ـ
اتبعوا مناسك نبيكم حتى لا تقعوا في الحرج
الشيخ: حمد سالم المري
إذا رأيت شخصا يقول عند تكبيرة الاحرام للصلاة» الله أعظم «بدلاً من قول» الله أكبر «فلا تقل له افعل ولا حرج فصلاتك صحيحة، واذا رأيت اخر افطر قبل غروب الشمس بدقائق معدودة متعمداً فلا تقل له افعل ولا حرج فصيامك صحيح واذا رأيت ثالثاً يذهب للعمرة ولا يطوف بالبيت بسبب الخوف من الزحام فلا تقل له افعل ولا حرج فعمرتك صحيحة، فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم» افعل ولا حرج «قالها في حجة الوداع لاعمال يوم النحر عندما اختلف الصحابة رضي الله عنهم في ترتيب هذه الاعمال كما فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي (الرمي ثم النحر ثم الحلق ثم الطواف) وقد جاء في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه والذي رواه الشيخان» سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم واتاه رجل يوم النحر وهو واقف عند الجمرة، فقال: يا رسول الله اني حلقت قبل ان ارمي؟ قال: ارم ولا حرج، واتاه آخر فقال: اني ذبحت قبل ان ارمي؟ قال: ارم ولا حرج، واتاه اخر فقال: افضت إلى البيت قبل ان ارمي؟ قال: افعل ولا حرج، قال: فما رأيته سئل يومئذ عن شيء إلا قال: افعلوا ولا حرج والذي جعلني اكتب هذه المقدمة هو مدح بعض الزملاء الصحفيين لكتاب صدر أخيراً فيه الكثير من المغالطات التي نبه لها كبار العلماء مثل الشيخ عبدالمحسن العباد والشيخ صالح بن فوزان الفوزان، وهذا الكتاب هو السلسة السادسة عشرة لكتب الاسلام اليوم بعنوان (افعل ولا حرج) للدكتور سلمان العودة، فقد حاول مؤلف هذا الكتاب التيسير على حجاج بيت الله الحرام فنقب على الاقوال المرجوحة وابرزها في هذا الكتاب وترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال» لتأخذوا عني مناسككم، فاني لا ادري لعلي لا احج بعد حجتي هذه «رواه مسلم. ففي صفحة 77 يرى المؤلف بانه يجوز مغادرة عرفات إلى مزدلفة قبل الغروب وهذا فيه مخالفة لنهج النبي صلى الله عليه وسلم ونسكه الذي اداه حيث انه وقف على جبل عرفة حتى غربت الشمس كما روى ذلك مسلم عن حديث جابر رضي الله عنه» فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص «ولم يرخص صلى الله عليه وسلم لاحد ممن كان واقفا معه من عامة المسلمين وفيهم النساء والصبيان والرعاة بالمغادرة قبل غروب الشمس، وفي صفحة 81 يرى المؤلف جواز الطواف بالبيت من غير طهارة وهنا نسأل المؤلف كيف اذا يصلي الحاج ركعتي الطواف خلف مقام نبي الله ابراهيم عليه السلام وهو ليس على طهارة؟ فان قال انه يخرج ويتوضأ ثم يعود ليصلي، فاننا نقول اذا كان كذلك فالأولى ان يكون على طهارة عند الطواف لان رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالكعبة وهو على طهارة كما انه صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الذي اخرجه الترمذي» الطواف حول البيت مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه، فلا تتكلمن إلا بخير «ومن المعلوم بان من شروط صحة الصلاة الطهارة كما انه أيضا صلى الله عليه وسلم منع زوجته عائشة رضي الله عنها من الطواف عندما حاضت بقوله» افعلي ما يفعل الحاج غير ان لا تطوفي بالبيت حتى تظهري «رواه مسلم ولهذا فالادلة الراجحة هي وجوب الطهارة عند الطواف بالبيت. ¼ ننصح حجاج بيت الله الحرام وكل مرشد حملة يريد اتباع السنة الصحيحة ان يقرأ كتاب (حتى لا يقع الحرج) للاستاذ الدكتور ابراهيم بن محمد الصبيحي والذي قدمه كل من فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية وفضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الاعلى وعضو هيئة كبار العلماء وفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء ففي هذا الكتاب تبيان مناسك الحج الصحيحة كما فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالادلة الراجحة كما ان فيه ردا شافيا على كتاب سلمان العودة (افعل ولا حرج).
حمد سالم المري
المصدر جريدة الوطن.(/)
من يدلني علي أحوال أم عبد الله التي كست الكعبة
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 11:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل كانت هي من الصحابيات وما احوالها التفصيلية
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 11:20]ـ
وعليك السلام
في كتاب تهذيب الأسماء أن أول امرأة عربية كست الكعبة الحرير نتيلة أم العباس وسببه أن العباس ضاع وهو صغير فنذرت أن وجدته أن تكسوها فوجدته ففعلت.
وفي ترجمة العباس في التهذيب لابن حجر
العباس بن عبد المطلب، رضى الله عنه:
عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. تكرر فى هذه الكتب. هو أبو الفضل الهاشمى، وباقى نسبه سبق فى نسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان أسن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنتين أو ثلاث، وأمه نتيلة، بضم النون وفتح المثناة فوق، وهى أول عربية كست الكعبة الحرير. قالوا: وسببه أن العباس ضاع وهو صغير، فنذرت إن وجدته أن تكسوها، فوجدته ففعلت،
وعن الدارقطني في المؤتلف: أن نتيلة بنت حيان والدة العباس بن عبد المطلب كست الكعبة الديباج.
واختلفوا في أول من كساها الديباج، فقيل: عبد الله بن الزبير. وقيل: يزيد بن معاوية. وقيل: عبد الملك بن مروان. وكان الناس قبل ذلك يهدون البدن عليها الحبرات ثن يبعثون بالحبرات إلى البيت كسوة. ويروى أن أول عربية كست الكعبة الحرير والديباج نتيلة بنت جناب أم العباس بن عبد المطلب وهي بتاء منقوطة باثنتين من فوق، وبعضهم يصحفها بثاء مثلثة قاله السهيلي.(/)
من فضلك علمني صوم يوم عرفة في اي تاريخ
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 11:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلك علمني صوم يوم عرفة في اي تاريخ يعني مثلا في باكستان اليوم التاسع من ذي الحجة وفي السععودية اليوم العاشر من ذي الحجة فهل للباكستانيين اليوم صوم يوم عرفة
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 07:36]ـ
يوم عرفه عندما يقف الحجيج بعرفه
بخلاف صيام رمضان
والله أعلم(/)
هل هناك كتاب أو بحث مكتوب حول المقاصد في الشهادات
ـ[العوضي]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 05:34]ـ
يكون بصيغة وورد أو بي دي إف؟(/)
الي اي تاريخ من ذي الحجة يجوزالتضحية
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 06:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الي اي تاريخ من ذي الحجة يجوزالتضحية
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 08:10]ـ
/// اتَّفق أهل العلم على جواز الأضحية يوم النحر، وأنَّه لا تجزيء بعد انسلاخ ذي الحِجَّة.
/// قال ابن عبد البر رحمه الله: ((أجمعوا أن لا أضحى بعد انسلاخ ذي الحِجَّة))، وقال أيضاً: ((وأما وقت الأضحى: فإنَّ العلماء مجمعون على أن يوم النَّحر يوم أضحى)).
/// وقد اختلفوا في آخر الوقت المشروع الذي يجزيء فيه ذبح الأضحية؛ على أقوال، أوجهها قولان:
/// الأول: أنَّ الوقت الذي يجزيء فيه ذبح الأضحية هو يوم النحر ويومان بعده.
/// وبه قالت الحنفية، والمالكية، والمذهب عند الحنابلة، وهو مروي عن الثوري، وإبراهيم النخعي، ومن الصحابة عمر، وعلي بن أبي طالب، وابن عمر، وابن عباس، وأبي هريرة، وأنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
/// الثاني: أنَّ الوقت الذي يجزيء فيه ذبح الأضحية هو يوم النحر وأيام التشريق الثلاثة كلها حتى تغيب الشمس.
/// وهو قول الشافعية، وبعض الحنابلة، وابن المنذر، وهو منسوب إلى داود بن علي الظاهري، ومحمد بن نصر المروزي، والأوزاعي، والزهري، والحسن، وعطاء، ومكحول، وعمر بن عبدالعزيز، وحكيَ عن عامة فقهاء المدينة، وسليمان بن موسى الأسدي فقيه أهل الشام. وهو مروي عن علي بن أبي طالب، وأبي سعيد الخدري، وابن عباس، وابن عمر، وجبير بن مطعم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم. ومن المعاصرين: فتوى اللَّجنة الدائمة للافتاء بالسعودية، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمهم الله جميعًا.(/)
طريقة الشيخ يحيى اليحيى حفظه الله في حفظ السنه النبويه والمتون العلميه ,,,
ـ[فيصل الخالدي]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 01:52]ـ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبيا والمرسلين نبينا محمد وعلى آله
وصحبه اجمعين،،،
ام بعد
فأن الشيخ يحيى اليحيى
حفظه الله
كما تعلمون ايها الاخوه يقيم دوره كل صيف بمدينة الحبيب عليه الصلاة
والسلام والدوره تشتمل حفظ السنه والمتون العلميه
فأن الشيخ لا يسمح بالحفظ الا لمن حفظ كتاب الله عز وجل
وبعد ينطلق في حفظ الصحيحن
انا الصحيحين فهو كتاب للشيخ يحيى اليحيى ^ حفظه الله ^
واسمه الجمع بين الصحيحين
وقد جمع الاحاديث المتفق عليها بين الشيخين
واضاف فيها روايات البخاري ومسلم
واذا انتهى منها الطالب وحفظها حفظا جيد
انتطلق الى النسائي وغبره
ومن ثم المتون العلميه
وهي
الاصول الثلاثه
والقواعد الاربع
والاجروميه
وغيره لعلي أتيك بشي منها ان شاء الله
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 02:57]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
و أود أن أنوه على أن الشيخ يحيى _حفظه الله وبارك في عمره_ له عناية بطالبات العلم .......
حيث أنه يقيم دورات لحفظ الصحيحين في الصيف للطالبات أيضًا (في المسجد النبوي) ...
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[29 - Mar-2009, صباحاً 12:50]ـ
بارك الله في الشيخ يحيى اليحيى وحفظه من كل مكروه ...
قد كانت كتبه (اي جمعه) الجمع بين الصحيحين هي مفتاح حفظي للأحاديث وبحمد لله أتممت المتفق عليه ومفردات مسلم وبقي مفردات البخاري، ولي موعد مع الشيخ هذه السنة للآخذ من فضيلته كتب جمعه (النسائي، وابي داود , وغيرهم).
نسأل الله أن يوفّقنا للمسير ...
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 07:15]ـ
الأخ معاذ قلت:
كتبه (اي جمعه) الجمع بين الصحيحين هي مفتاح حفظي للأحاديث وبحمد لله أتممت المتفق عليه ومفردات مسلم وبقي مفردات البخاري، ولي موعد مع الشيخ هذه السنة للآخذ من فضيلته كتب جمعه (النسائي، وابي داود , وغيرهم).
هل هذه الكتب مطبوعة أو يمكن رفعها؟
ـ[حفيدة البخاري]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 05:16]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
و أود أن أنوه على أن الشيخ يحيى _حفظه الله وبارك في عمره_ له عناية بطالبات العلم .......
حيث أنه يقيم دورات لحفظ الصحيحين في الصيف للطالبات أيضًا (في المسجد النبوي) ...
بارك الله فيكم
هل دوراته فقط في طيبة الطيبة؟
أليس للطالبات في رياض العلم العاصمة حظ من دوراته؟!
وما آلية تسجيل النساء في دوراته؟
وجزاك الله خيرا
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 07:56]ـ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبيا والمرسلين نبينا محمد وعلى آله
وصحبه اجمعين،،،
ام بعد
فأن الشيخ يحيى اليحيى
حفظه الله
كما تعلمون ايها الاخوه يقيم دوره كل صيف بمدينة الحبيب عليه الصلاة
والسلام والدوره تشتمل حفظ السنه والمتون العلميه
فأن الشيخ لا يسمح بالحفظ الا لمن حفظ كتاب الله عز وجل
وبعد ينطلق في حفظ الصحيحن
انا الصحيحين فهو كتاب للشيخ يحيى اليحيى ^ حفظه الله ^
واسمه الجمع بين الصحيحين
وقد جمع الاحاديث المتفق عليها بين الشيخين
واضاف فيها روايات البخاري ومسلم
واذا انتهى منها الطالب وحفظها حفظا جيد
انتطلق الى النسائي وغبره
ومن ثم المتون العلميه
وهي
الاصول الثلاثه
والقواعد الاربع
والاجروميه
وغيره لعلي أتيك بشي منها ان شاء الله
بارك الله فيك ..
/// والشيخ له موقف من حفظ المتون ...
فلعلك تتثبت ..
بل قال لي مع مجموعة من الإخوة:
إني ندمت على حفظي للمتون والانشغال بغير حفظ السنة ..(/)
سؤال في الميراث
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 12:15]ـ
هل يرث أبناء من مات من جدهم؟
ـ[خالد سالم باوزير]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 12:41]ـ
هل يرث أبناء من مات من جدهم؟
السؤال غير واضح أخي.
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[11 - Dec-2008, صباحاً 04:31]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=97560&postcount=5
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 03:43]ـ
بارك الله فيك هذا هو المطلوب
لكن هل من تفصيل أكثر؟
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 08:28]ـ
إذا توفي شخص عن أولاده، ولديه أحفاد من أحد أولاده الذين توفوا قبله فإنهم لا يرثون من جدهم لأنهم محجوبون بأولاده المباشرين الذين هم أعمام لهم. ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: [ألحقوا الفرائض بأهلها فما أبقت الفرائض فلأولى رجل ذكر].
أما إذا كان الجد المتوفى ليس لديه من الذرية إلا بنات فإنهن يأخذن فرضهن (إن كانت واحدة فلها النصف وإن كانت أكثر من ذلك اقتسموا الثلثين بينهم) ثم إن كان له ورثة غيرهم كزوجة أو أم أو أب أخذوا فرضهم فإن بقي شيء أعطي للأحفاد والله أعلم.
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 09:28]ـ
بارك الله فيك لكن ما دليل الجزء الثاني من الفتوى(/)
منقول "ضمان الودائع الاستثمارية في البنوك الإسلامية بالشرط"
ـ[الغامدي1]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 05:26]ـ
منقول من ملتقى المذاهب الفقهية والدراسات العلمية
قال الباحث فؤاد بن يحيى هاشم نفع الله به (لم يسجل الدكتور نزيه حماد نتائج بحثه "ضمان الودائع الاستثمارية في البنوك الإسلامية بالشرط" فاستعنت بالله وسجلت أهم نقاط البحث
ضمان الودائع الاستثمارية
في البنوك الإسلامية
بالشرط
قال القاضي أبو يوسف:
"ما كان أرفق بالناس فالأخذ به أولى لأن الحرج مرفوع."
قال الثوري:
" إنما العلم الرخصة من الفقيه، فأما التشديد فيحسنه كل أحد."
قال المقَّري في قواعده:
"قاعدة: التوسعة العامة عند مالك توجب الاستثناء من الأصول قياسا على ما وردت به النصوص" أي في الرخص الشرعية.
قال السرخسي:
"لا بأس للإنسان من مباشرة ما يعتقد جوازه وإن كان فيه اختلاف العلماء ولا يكون ذلك منه تركا للاحتياط في الدين".
================ ====================
تحرير محل النزاع في المسألة:
أولاً:
لا خلاف بين الفقهاء في أن يد المضارب على رأس مال المضاربة يدُ أمانة، وأن الأصل عدم ضمانه لخساته أو نقصانه أو تَوَاه إذا وقع ذلك من غير تعديه أو تفريطه.
واحتجوا على ذلك:
1 - بأن المضارب نائب عن رب المال في اليد والتصرف وذلك يستوجب أن يكون ذهاب المال أو خسارته في يده كهلاكه أو خسارته في يد صاحبه حيث إنه قبضه بإذنه ورضاه دون قصد تملكه أو التوثق به.
وبعبارة أخرى: لأنه يتصرف فيه بأمر مالكه لا على وجه البدل أو الوثيقة.
2 - باستصحاب البراءة الأصلية للحائز، وقد عبر عن ذلك الشوكاني بقول: الأصل الشرعي هو عدم الضمان .... فإن التضمين حكم شرعي يستلزم أخذ مال مسلم معصوم بعصمة الإسلام فلا يجوز إلا بحجة شرعية وإلا كان ذلك من أموال الناس بالباطل.-
ثانياً:
اخلتفوا في صحة تضمينه هلاك رأس مال المضاربة أو خسارته إذا اشترط رب المال عليه ذلك على قولين:
أحدهما:
لجمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة في المعتمد المشهور من مذاهبهم، وهو أن هذا الاشتراط باطل لمنافاته لمقتضى العقد وأن الشرط لا يغير حكم أصله، وأن أصل القراض موضوع على الأمانة فإذا شرط فيه الضمان فذلك خلاف موجب أصله، والعقد إذا ضامه شرط يخالف موجَب أصله وجب بطلانه.
وأخذ بهذا القول مجمع الفقه الإسلامي بجدة.
الثاني:
للمالكية في غير المشهور (لابن بشير ونصره تلميذه ابن عتَّاب) وأحمد في رواية عنه واختاره ابن تيمية ونصره الشوكاني، وهو أن شرط الضمان على المضارب صحيح معتبر شرعا.
أدلة هؤلاء:
1 - حديث "المسلمون على شروطهم". في المغني لابن قدامة: وعن أحمد أنه سئل عن شرط ضمان ما لم يجب ضمانه، هل يصيره الشرط مضمونا؟ فقال: "المسلمون على شروطهم". وهذا يدل على نفي الضمان بشرطه، ووجوبه بشرطه، لقوله صلى الله عليه وسلم: "المسلمون على شروطهم."
2 - بأن المضارب قد رضي لنفسه بقبوله اشتراط الضمان عليه التزام ما لم يكن يلزمه، والتراضي هو المناط في تحليل أموال العباد.
قال الشوكاني في السيل الجرار عن الأمناء:
"ولا يضمنون إلا لجناية أو تفريط، وإذا ضَمِنوا ضمِّنوا لأنهم قد اختاروا ذلك لأنفسهم، والتراضي هو مناط التحليل في أموال العباد."
وقال أيضاً:
"وقد عرَّفناك غير مرة أن المناط في تحليل الأموال أعم من أن تكون أعيانا أو منافع هو التراضي إلا أن يرد الذي تقوم به حجة بمنع التراضي في ذلك بخصوصه ... "
3 - أن اشتراط صاحب المال على المضارب عود رأس المال إليه أو مثله مثلُ اشتراط صاحب البذر في المزارعة أن يأخذ مثل بذره، ثم يقتسمان الباقي ... ومثل اشتراط عود الشجر والأرض إلى صاحبها في المزارعة والمساقاة.
جاء في اختيارات ابن تيمية:
"وإذا شرط صاحبُ البذر أن يأخذ مثل بذره، ويقتسما الباقي جاز كالمضاربة".
وجاء في الفروع لابن مفلح:
"وشرط أخذ مثل بذره، واقتسام الباقي، فاسد. نص عليه. ويتوجه تخريج من المضاربة. قال شيخنا – تقي الدين ابن تيمية -: يجوز كالمضاربة."
ونقل ذلك المرداوي في الإنصاف عن ابن مفلح وشيخه ابن تيمية.
وفي مجموع فتاوى ابن تيمية:
"فأما اشتراط عود مثل رأس المال أي (في المضاربة) فهو مثل اشتراط عود الشجر والأرض"
قال ابن القيم:
"فإن الأرض – في المزارعة – بمنزلة رأس المال في القراض."
(يُتْبَعُ)
(/)
========================= ==================
مناقشة أدلة المانعين:
مبنى احتجاج الذاهبين إلى عدم صحة ومشروعية تضمين المضارب بالشرط كون ذلك الشرط مخالفا لمقتضى عقود الأمانة، وليس من مصلحة العقد فيكون باطلا.
غير أن هذا الاستدلال غير مسلَّم، وهو محل نظر ونقد، للأسباب الآتية:
أولاً:
أن قاعدة "عدم تضمين يد الأمانة ما تحتها من أموال الغير إلا بالتعدي أو التفريط" أغلبية لا كلية، ولذلك لوجود موجبات ومقتضيات أخرى لتضمين الأمناء، ذكرها الفقهاء غير التعدي والتفريط.
ومنها:
أ - التجهيل:
ومعناه:
عدم تبيين الأمين حال الأمانة التي بيده عند موته/ مع علمه بأن واريه لا يعرف كونها أمانة عنده، فإن يصير ضامنا.
والقول بأن تجهيل الأمانة موجب لتضمين الأمناء هو مذهب الحنفية والحنابلة، ووافقهم الشافعية والمالكية في المبدأ، مع خلاف في بعض التفصيلات ...
ب - العرف:
ذهب بعض فقهاء الحنفية والمالكية إلى اعتبار العرف موجبا لتصيير يد الأمانة يد ضمان إذ العادة محمكة والعرف حجة يلزم العمل به ما لم يخالف نصا شرعيا،
ففي كشف القناع عن تضمين الصناع للمعداني:
"إن قاضي القضاة شمس الدين التتائي بعد أن ذكر في شرحه على خليل قوله في المختصر بعدم تضمين الحرَّاس ما يحرسونه قال ما نصه: والعرف الآن ضمان الحارسين لأنهم إنما يستأجرون على ذلك.
قال ابن نجيم في الأشباه والنظائر أنه سأل فيمن آجر مطبخا لطبخ السكر وفيه فخار أذن للمستأجر في استعمالها فتلف ذلك،:
"وقد جرى العرف بضمانها على المستأجر، فأجبت بأن المعروف كالمشروط فصار كأنه صرح بضمانها ...
أ - المصلحة:
ذهب المالكية في المشهور إلى تضمين الصناع .... جاء في المقدمات الممهدات: "الأصل في الصناع أن لا ضمان عليهم ... وضمنوهم نظرا واجتهادا ...
ب - التهمة:
وقد اعتبر بعض فقهاء المالكية التهمة موجبا لتغير حال يد الأمانة وصيرورتها يد ضمان في مسائل متعددة.
ومن ذلك:
1 - تضمين الراعي المشترك والسمسار:
قال اللخمي في تبصرته:
"والحاصل أن القياس والنظر هو عدم ضمانه، والذي تقتضيه كثرة خيانة الرعاة في هذه الأزمنة هو ضمانه. وهذا هو الذي نختاره في سمسار الدواب، أعني الضمان فيهما.
2 - فتوى ابن حبيب بتضمين صاحب الحمام في الثياب المودعة لديه لأنه جرت العادة بخيانته في ثياب الناس فيضمنها.
ويرجع السبب في كون قاعدة "عدم تضمين الأمناء إلا بالتعدي أو التفريط" أغلبية لا كلية إلى أنه لم يثبت في شيء من نصوص الكتاب أو السنة ما ينهض حجة على قصر موجبات تضمين الأمناء على هذين الموجبين ... والتعدي أو التفريط بلا شك حجة شرعية موجبة لتضمينهم، بالإضافة إلى موجبات شرعية أخرى كالتجهيل والعرف والمصلحة والتهمة، وكذا الشرط الذي هو أقواها وأحراها بالاعتبار، وذلك لوقوعه برضا العاقدين ...
ثانياً:
أن قاعدة "اشتراط الضمان على الأمين باطل" خلافية وليست محل اتفاق الفقهاء، وهي بالإضافة إلى ذلك أغلبية، وليست كلية مطردة، حيث إن لها استثناءات عديدة يشهد لذلك:
أ - القول بأن العارية في يد المستعير تصير مضمونة عليه بالشرط.
ب - القول بأن الوديعة أمانة في يد المستودَع غير أنها تصير مضمونة عليه بالشرط.
ت - قول عثمان البتي بأن يد المرتهن والراعي يد أمانة لكنها تنقلب إلى يد ضمان بالشرط ..
ث - اختيار ابن تيمية صحة تضمين الحارس ونحوه بالشرط مع كونه أجيرا خاصا ويده يد أمانة.
ثالثاً:
الاستدلال بأن هذا الشرط مخالف لمقتضى العقد غير مسلم، لأن هناك منهجين للفقهاء في مسألة الشروط العقدية ومدى صحة مخالفتها لمقتضيات العقود:
أحدها:
يذهب إلى أن كل شرط يخالف مقتضى العقد فهو فاسد شرعا.
والثاني:
يذهب إلى أن اشتراط ما يخالف مقتضى العقد ليس فاسدا بإطلاق بل ينظر فيه فإن كان فيه مخالفة لنص شرعي أو تحليل حرام أو تحريم حلال فإنه يكون فاسدا وإن لم يكن فيه شيء من ذلك فإنه يكون صحيحا.
وبناء على المنهج الثاني:
وهو الراجح في نظري يكون اشتراط الضمان على المضارب صحيحا ملزما، حيث إنه لا يهدم أصلا شرعيا ثابتا ولا يخالف نصا من نصوص الكتاب أو السنة.
وبيان ذلك:
أن الفقهاء اختلفوا في سلطة العاقدين على تعديل آثار العقود إما بالنقص منها وإما بإضافة التزامات على أحد الطرفين لا يستلزمها أصل العقد بشروط يشترطانها في التعاقد:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - ذهب الحنفية إلى أن الأصل الشرعي في حرية الشروط هو التقييد، وذلك لأن لكل عقد في النظر الفقهي أحكاما أساسية تترتب عليه تسمى مقضى العقد ... وعلى ذلك فلا يكون للعاقدين أن يشترطا ما يخالف هذا المقتضى، فإن اشترطا شرطا مخالفا له كان فاسدا.
وقد اتجه الشافعية وأكثر المالكية وطائفة من الحنابلة إلى نحو ما ذهب إليه الحنفية غير أنهم اختلفوا معهم في الفروع والتفصيلات ومدى صحة التوسع فيها.
2 - وتتجه أصول أحمد المنصوصة عنه إلى أن الأصل الشرعي حرية العقود أنواعا وشروطا ووجوب الوفاء بكل ما يلتزمه المتعاقدان ويشترطانه فيه ما لم يكن هناك نص أو قياس صحيح يمنع من عقد معين أو شرط محدد.
قال ابن تيمية:
"وإنما المشترط له أن يوجب بالشرط ما لم يكن واجبا بدونه، فمقصود الشروط وجوب ما لم يكن واجبا ولا حراما، وعدم الإيجاب في الأصل ليس نفيا للإيجاب، حتى يكون المشترط مناقضا للشرع، ولك شرط صحيح فلا بد أن يفيد وجوب ما لم يكن واجبا."
ويقول:
الأصل في العقود والشروط الصحة ..... وأصول أحمد المنصوصة عنه أكثرها يجري على هذا القول، ومالك قريب منه، لكن أحمد أكثر تصحيحا للشروط، فليس في الفقهاء الأربعة أكثر تصحيحا للشروط منه."
=========================
الشبهات حول جواز تضمين المضارب بالشرط:
الشبهة الأولى: شبهة القرض الربوي.
الشبهة الثانية: شبهة الذريعة الربوية.
====================
الشبهة الأولى: شبهة القرض الربوي:
أي أن اشتراط ضمان رأس المال على المضارب يفرِّغ عقد القراض من مضمونه، ويحوله إلى قرض ربوي.
والجواب عن ذلك:
أن هناك في الحقيقة شبها بين القرض الربوي وبين تضمين المضارب من رأس المال في المضاربة، من حيث كون رأس المال في كل منهما مضمونا في ذمة القابض.
غير أن هناك فرقا جوهريا بينهما:
من حيث كون الزيادة على رأس المال في القرض الربوي محققة مضمونة في ذمة المقترض إذ هو إقراض مع زيادة مشروطة على رأس المال، بينما القراض مع تضمين المضارب رأس المال بالشرط لا يترتب عليه زيادة محققة مضمونة على رأس المال في ذمة المضارب بحال، بل قد يترتب عليه زيادة محتملة في الربح لا في ذمة المقترض. إذ الأمر لا يخلو من ثلاثة احتمالات:
الأول: أن يخسر المضارب في استثماره لرأس مال المضاربة.
والثاني: أن لا يحقق ربحا ولا خسارة.
وفي كلتا الحالتين لا يستحق رب المال في المضاربة أي زيادة على رأس المال الذي دفعه للمضارب.
والاحتمال الثالث: أن يترتب على عمل المضارب ربح.
وفي هذه الحالة فقط يستحق رب المال نصيبه في الربح الحاصل، لا في ذمة المضارب. فاقترقا.
وبذلك يظهر لنا:
أن الشبه بين القرض الربوي وبين القراض مع اشتراط ضمان المضارب لرأس المال إنما هو شبه جزئي في جانب من الصورة، لا في المعنى المؤثر والحقيقة، ومن ثم لم يكن له تأثير شرعي في قلب المضاربة إلى عقد قرض ربوي، نظرا للفارق الجوهري بينهما. (1)
الشبهة الثانية: شبهة الذريعة الربوية:
أي أن يكون اشتراط الضمان على المضارب (البنك الإسلامي) ذريعة إلى إقراض المودعين البنك قروضا بفائدة.
والجواب على ذلك:
أن مجرد احتمال كون هذا الاشتراط ذريعة إلى القرض الربوي لا يترتب عليه حظر ذلك الاشتراط شرعا، وذلك لأن للعمل بقاعدة "سد الذرائع" عند المحققين من الفقهاء القائلين بها شرطين:
أحدهما:
أن يكون التوسل بما هو مشروع إلى ما هو محظور فيها كثيرا بمقتضى العادة وأن تقوى التهمة وتظهر على قصد ذلك المحظور وإرادته ....
ولا يخفى إن اشتراط الضمان على المضارب ليس فيه إفضاء كثير بمقتضى العادة إلى القرض الربوي، وليس هناك تهمة قوية تظهر على قصد الطرفين ذلك المحظور وإرادته إذ القصد والغرض من هذا الاشتراط إنما هو حماية رؤوس أموال المودعين من تعدي المضارب أو تفريطه في المحافظة عليها أو سوء إدارته لها في هذا الزمن الذي فسد فيه الناس وكثرت خيانات الأمناء.
والثاني:
أن لا يكون هناك حاجة ولا مصلحة راجحة إلى تلك المعاملة فإن ما حرم لسد الذرائع فإنه يباح عند الحاجة أو المصلحة الراجحة
يقول ابن تيمية:
"أصل الإمام أحمد وغيره أن ما كان من باب سد الذريعة إنما ينهى عنه إذا لم يحتج إليه وأما مع الحاجة للمصلحة التي لا تحصل إلا به فلا ينهى عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا يفرق في العقود بين الحيل وسد الذرائع، فالمحتال يقصد المحرم، فهذا ينهى عنه، وأما الذريعة فصاحبها لا يقصد المحرم، لكن إذا لم يحتج إليها فهي منهي عنها، وأما مع الحاجة فلا."
وبالتأمل في مسألتنا:
يظهر لي أن هناك حاجة إلى هذا الاشتراط في هذا العصر، وأن فيه مصلحة راجحة كذلك:
فأما الحاجة:
فهي ... عدم التوفر الثقة الكافية بالمضارب لحماية أموالهم من التَّوى، وصيانتها من الخسارة عند خيانة المضارب وعجزهم عن إثبات ذلك.
وقد أدرك فقهاء الحنفية منذ زمن بعيد حاجة الناس إلى هذا الاشتراط .... فاتجهوا إلى رفع ذلك الحرج والعنت عن أرباب الأموال باختراع حيل فقهية لتضمينه رأس مال المضاربة، ومن ذلك ....
وأما المصلحة:
في هذا الاشتراط فيه واضحة بينة إذ به يحافظ رب المال على ماله، ويحميه من التوى والخسارة عند خوفه من خيانة المضارب ...
وهذه المصلحة راجحة على مفسدة تضمين المضارب بالشرط رأس مال المضاربة، حيث رضي بذلك واختاره، وبخاصة في هذا الزمن الذي لا يتورع فيه كثير من المضاربين عن التعدي أو التفريط في إدارة أموال أرباب المال والمحافظة عليها لعلمهم بأنهم مصدَّقون قضاء وأن القول قولهم في ادعاء التلف والخسارة [لأن العامل أمين] وأن من الصعب العسر على أصحاب المال إثبات عكس ذلك وإدانتهم بما يوجب ضمانهم.
الرأي المختار:
لقد ظهر لي بعد عرض خلاف الفقهاء وأدلتهم في مسألة تضمين المضارب رأس المال المضاربة بالشرط (في حالات والنقصان والخسارة وغيرها)
ثم مناقشتها بموضوعية وأمانة علمية بعيدة عن التعصب المذهبي أو اتباع الهوى رجحانُ القول بصحة تضمين المضارب ذلك بالشرط، نظرا لوجود كثير من الاعتراضات الوجيهة على أدلة المانعين، واعتبارا لقوة حجج وبراهين المجيزين، وسلامتها من الإيرادات المقبولة عليها، حيث ثبت لنا نه ليس في الأدلة الشرعية ما يمنع من جواز ذلك الاشتراط، وأن القول بصحته لا يقتضي مخالفة لقاعدة من قواعد الشرع المتفق عليها، ولا وقوعا في محظور من ربا أو قمار أو بيع غرر، ولا جلبا لمفسدة راجحة.
وهو بلا ريب خير وأولى من التشديد بالمنع، ثم اللجوء إلى تضمين المضارب عن طريق الحيل ....
والله تعالى أعلم.
========================
1 - يؤكد ذلك أن اشتراط ضمان رأس المال على المضارب – حتى عند المانعين له من الفقهاء – لا يعتبر مفرِّغا لعقد المضاربة من مضمونه، وناقلا له عن حكمه إلى حكم القرض الربوي، ويظهر ذلك من كلام القاضي عبد الوهاب البغدادي والونشريسي، وكلاهما من المالكية المانعين لاشتراط ضمان رأس المال على المضارب ....(/)
دمي دون ديني
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 08:00]ـ
روى سُويد بن غَفَلة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال له: (لا أدري لعلك تُخلف بعدي. فأطع الإمام، وإن أمر عليك عبداً حبشياً مجدعاً، وإن ظلمك فاصبر، وإن ضر بك فاصبر، وإن دعاك إلى أمر يُنقصك في دينك فقل: سمع وطاعة: دمي دون ديني).
يقول الإمام الآجري رحمه الله معقباً على قول عمر: دمي دون ديني: (يحتمل أن يأمرك بقتل من لا يستحق القتل أو بقطع عضو من لا يستحق ذلك، أو بضرب من لا يحل ضرب، أو بأخذ مال من لا يستحق أن يؤخذ ماله، أو بظلم من لا يحل له ولا لك ظلمه، فلا يسعك أن تطيعه. فإن قال لك: إن لم تفعل ما آمرك به وإلا قتلتك أو ضربتك. فقل: دمي دون ديني، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عزوجل) إهـ كتاب الشريعة (40).(/)
# نظرية المعرفة (من كلام شيخ الإسلام)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 08:19]ـ
وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ الْعَالِمُ الْعَلَّامَةُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد ابْنُ تيمية الحراني قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَنَوَّرَ ضَرِيحَهُ:
فَصْلٌ: ثُمَّ إنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَلَقَ الْقَلْبَ لِلْإِنْسَانِ يَعْلَمُ بِهِ الْأَشْيَاءَ كَمَا خَلَقَ لَهُ الْعَيْنَ يَرَى بِهَا الْأَشْيَاءَ وَالْأُذُنَ يَسْمَعُ بِهَا الْأَشْيَاءَ كَمَا خَلَقَ لَهُ سُبْحَانَهُ كُلَّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِ لِأَمْرِ مِنْ الْأُمُورِ وَعَمَلٍ مِنْ الْأَعْمَالِ. فَالْيَدُ لِلْبَطْشِ وَالرِّجْلُ لِلسَّعْيِ وَاللِّسَانُ لِلنُّطْقِ وَالْفَمُ لِلذَّوْقِ وَالْأَنْفُ لِلشَّمِّ وَالْجِلْدُ لِلَّمْسِ وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْأَعْضَاءِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ. فَإِذَا اسْتَعْمَلَ الْإِنْسَانُ الْعُضْوَ فِيمَا خُلِقَ لَهُ وَأُعِدَّ لِأَجْلِهِ فَذَلِكَ هُوَ الْحَقُّ الْقَائِمُ وَالْعَدْلُ الَّذِي قَامَتْ بِهِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَكَانَ ذَلِكَ خَيْرًا وَصَلَاحًا لِذَلِكَ الْعُضْوِ وَ لِرَبِّهِ وَ لِلشَّيْءِ الَّذِي اُسْتُعْمِلَ فِيهِ وَذَلِكَ الْإِنْسَانُ الصَّالِحُ هُوَ الَّذِي اسْتَقَامَ حَالُهُ و {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. وَإِذَا لَمْ يُسْتَعْمَلْ الْعُضْوُ فِي حَقِّهِ بَلْ تُرِكَ بَطَّالًا فَذَلِكَ خُسْرَانٌ وَصَاحِبُهُ مَغْبُونٌ وَإِنْ اُسْتُعْمِلَ فِي خِلَافِ مَا خُلِقَ لَهُ فَهُوَ الضَّلَالُ وَالْهَلَاكُ وَصَاحِبُهُ مِنْ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا. ثُمَّ إنَّ سَيِّدَ الْأَعْضَاءِ وَرَأْسَهَا هُوَ الْقَلْبُ: كَمَا سُمِّيَ قَلْبًا. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ} وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الْإِسْلَامُ عَلَانِيَةٌ وَالْإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ إلَى صَدْرِهِ وَقَالَ أَلَا إنَّ التَّقْوَى هَاهُنَا أَلَا إنَّ التَّقْوَى هَاهُنَا}. وَإِذْ قَدْ خُلِقَ الْقَلْبُ لِأَنْ يُعْلَمَ بِهِ فَتَوَجُّهُهُ نَحْوَ الْأَشْيَاءِ ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ بِهَا هُوَ الْفِكْرُ وَالنَّظَرُ كَمَا أَنَّ إقْبَالَ الْأُذُنِ عَلَى الْكَلَامِ ابْتِغَاءَ سَمْعِهِ هُوَ الْإِصْغَاءُ وَالِاسْتِمَاعُ وَانْصِرَافَ الطَّرْفِ إلَى الْأَشْيَاءِ طَلَبًا لِرُؤْيَتِهَا هُوَ النَّظَرُ. فَالْفِكْرُ لِلْقَلْبِ كَالْإِصْغَاءِ لِلْأُذُنِ وَمِثْلُهُ نَظَرُ الْعَيْنَيْنِ فِيمَا سَبَقَ وَإِذَا عَلِمَ مَا نَظَرَ فِيهِ فَذَاكَ مَطْلُوبُهُ كَمَا أَنَّ الْأُذُنَ كَذَلِكَ إذَا سَمِعَتْ مَا أَصْغَتْ إلَيْهِ أَوْ الْعَيْنُ إذَا أَبْصَرَتْ مَا نَظَرَتْ إلَيْهِ. وَكَمْ مِنْ نَاظِرٍ مُفَكِّرٍ لَمْ يُحَصِّلْ الْعِلْمَ وَلَمْ يَنَلْهُ كَمَا أَنَّهُ كَمْ مِنْ نَاظِرٍ إلَى الْهِلَالِ لَا يُبْصِرُهُ وَمُسْتَمِعٍ إلَى صَوْتٍ لَا يَسْمَعُهُ. وَعَكْسُهُ مَنْ يُؤْتَى عِلْمًا بِشَيْءِ لَمْ يَنْظُرْ فِيهِ وَلَمْ تَسْبِقْ مِنْهُ إلَيْهِ سَابِقَةُ تَفْكِيرٍ فِيهِ كَمَنْ فَاجَأَتْهُ رُؤْيَةُ الْهِلَالِ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ إلَيْهِ أَوْ سَمِعَ قَوْلًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُصْغِيَ إلَيْهِ وَذَلِكَ كُلُّهُ لَا لِأَنَّ الْقَلْبَ بِنَفْسِهِ يَقْبَلُ الْعِلْمَ وَإِنَّمَا الْأَمْرُ مَوْقُوفٌ عَلَى شَرَائِطَ وَاسْتِعْدَادٍ قَدْ يَكُونُ فِعْلًا مِنْ الْإِنْسَانِ فَيَكُونُ مَطْلُوبًا وَقَدْ يَأْتِي فَضْلًا مِنْ اللَّهِ فَيَكُونُ مَوْهُوبًا. فَصَلَاحُ الْقَلْبِ وَحَقُّهُ وَاَلَّذِي خُلِقَ مِنْ أَجْلِهِ هُوَ أَنْ يَعْقِلَ الْأَشْيَاءَ لَا أَقُولُ أَنْ يَعْلَمَهَا فَقَطْ فَقَدْ يَعْلَمُ الشَّيْءَ مَنْ لَا يَكُونُ عَاقِلًا لَهُ بَلْ غَافِلًا عَنْهُ مُلْغِيًا لَهُ وَاَلَّذِي يَعْقِلُ الشَّيْءَ هُوَ الَّذِي يُقَيِّدُهُ وَيَضْبُطُهُ وَيَعِيهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَيُثْبِتُهُ فِي قَلْبِهِ فَيَكُونُ وَقْتَ الْحَاجَةِ إلَيْهِ غَنِيًّا فَيُطَابِقَ عَمَلُهُ قَوْلَهُ وَبَاطِنُهُ ظَاهِرَهُ وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي أُوتِيَ الْحِكْمَةَ. {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}. وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يُؤْتَى عِلْمًا وَلَا يُؤْتَى حُكْمًا وَإِنَّ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ مِمَّنْ أُوتِيَ عِلْمًا وَحُكْمًا. وَهَذَا مَعَ أَنَّ النَّاسَ مُتَبَايِنُونَ فِي نَفْسِ عَقْلِهِمْ الْأَشْيَاءَ مِنْ بَيْنِ كَامِلٍ وَنَاقِصٍ وَفِيمَا يَعْقِلُونَهُ مِنْ بَيْنِ قَلِيلٍ وَكَثِيرٍ وَجَلِيلٍ وَدَقِيقٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ. ثُمَّ هَذِهِ الْأَعْضَاءُ الثَّلَاثَةُ هِيَ أُمَّهَاتُ مَا يُنَالُ بِهِ الْعِلْمُ وَيُدْرَكُ أَعْنِي الْعِلْمَ الَّذِي يَمْتَازُ بِهِ الْبَشَرُ عَنْ سَائِر الْحَيَوَانَاتِ دُونَ مَا يُشَارِكُهَا فِيهِ مِنْ الشَّمِّ وَالذَّوْقِ وَاللَّمْسِ وَهُنَا يُدْرِكُ بِهِ مَا يُحِبُّ وَيَكْرَهُ وَمَا يُمَيِّزُ بِهِ بَيْنَ مَنْ يُحْسِنُ إلَيْهِ وَمَنْ يُسِيءُ إلَيْهِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} وَقَالَ: {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} وَقَالَ: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} وَقَالَ: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً} وَقَالَ: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ}. وَقَالَ فِيمَا لِكُلِّ عُضْوٍ مِنْ هَذِهِ الْأَعْضَاءِ مِنْ الْعَمَلِ وَالْقُوَّةِ: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا}. ثُمَّ إنَّ الْعَيْنَ تَقْصُرُ عَنْ الْقَلْبِ وَالْأُذُنِ وَتُفَارِقُهُمَا فِي شَيْءٍ وَهُوَ أَنَّهَا إنَّمَا يَرَى صَاحِبُهَا بِهَا الْأَشْيَاءَ الْحَاضِرَةَ وَالْأُمُورَ الْجُسْمَانِيَّةَ مِثْلَ الصُّوَرِ وَالْأَشْخَاصِ فَأَمَّا الْقَلْبُ وَالْأُذُنُ فَيَعْلَمُ الْإِنْسَانُ بِهِمَا مَا غَابَ عَنْهُ وَمَا لَا مَجَالَ لِلْبَصَرِ فِيهِ مِنْ الْأَشْيَاءِ الروحانية وَالْمَعْلُومَاتِ الْمَعْنَوِيَّةِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَفْتَرِقَانِ: فَالْقَلْبُ يَعْقِلُ الْأَشْيَاءَ بِنَفْسِهِ إذْ كَانَ الْعِلْمُ هُوَ غِذَاءَهُ وَخَاصِّيَّتَهُ أَمَّا الْأُذُنُ فَإِنَّهَا تَحْمِلُ الْكَلَامَ الْمُشْتَمِلَ عَلَى الْعِلْمِ إلَى الْقَلْبِ فَهِيَ بِنَفْسِهَا إنَّمَا تَحْمِلُ الْقَوْلَ وَالْكَلَامَ فَإِذَا وَصَلَ ذَلِكَ إلَى الْقَلْبِ أَخَذَ مِنْهُ مَا فِيهِ مِنْ الْعِلْمِ فَصَاحِبُ الْعِلْمِ فِي حَقِيقَةِ الْأَمْرِ هُوَ الْقَلْبُ وَإِنَّمَا سَائِرُ الْأَعْضَاءِ حَجَبَةٌ لَهُ تُوَصِّلُ إلَيْهِ مِنْ الْأَخْبَارِ مَا لَمْ يَكُنْ لِيَأْخُذَهُ بِنَفْسِهِ حَتَّى إنَّ مَنْ فَقَدَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْأَعْضَاءِ فَإِنَّهُ يَفْقِدُ بِفَقْدِهِ مِنْ الْعِلْمِ مَا كَانَ هُوَ الْوَاسِطَةَ فِيهِ. فَالْأَصَمُّ لَا يَعْلَمُ مَا فِي الْكَلَامِ مِنْ الْعِلْمِ وَالضَّرِيرُ لَا يَدْرِي مَا تَحْتَوِي عَلَيْهِ الْأَشْخَاصُ مِنْ الْحِكْمَةِ الْبَالِغَةِ وَكَذَلِكَ مَنْ نَظَرَ إلَى الْأَشْيَاءِ بِغَيْرِ قَلْبٍ أَوْ اسْتَمَعَ إلَى كَلِمَاتِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِغَيْرِ قَلْبٍ فَإِنَّهُ لَا يَعْقِلُ شَيْئًا؛ فَمَدَارُ الْأَمْرِ عَلَى الْقَلْبِ وَعِنْدَ هَذَا تَسْتَبِينُ الْحِكْمَةُ فِي قَوْله تَعَالَى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا} حَتَّى لَمْ يَذْكُرْ هُنَا الْعَيْنَ كَمَا فِي
(يُتْبَعُ)
(/)
الْآيَاتِ السَّوَابِقِ فَإِنَّ سِيَاقَ الْكَلَامِ هُنَا فِي أُمُورٍ غَائِبَةٍ وَحِكْمَةٍ مَعْقُولَةٍ مِنْ عَوَاقِبِ الْأُمُورِ لَا مَجَالَ لِنَظَرِ الْعَيْنِ فِيهَا وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ} وَتَتَبَيَّنُ حَقِيقَةُ الْأَمْرِ فِي قَوْلِهِ: {إنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}. فَإِنَّ مَنْ يُؤْتَى الْحِكْمَةَ وَيَنْتَفِعُ بِالْعِلْمِ عَلَى مَنْزِلَتَيْنِ إمَّا رَجُلٌ رَأَى الْحَقَّ بِنَفْسِهِ فَقَبِلَهُ فَاتَّبَعَهُ وَلَمْ يَحْتَجْ إلَى مَنْ يَدْعُوهُ إلَيْهِ فَذَلِكَ صَاحِبُ الْقَلْبِ؛ أَوْ رَجُلٌ لَمْ يَعْقِلْهُ بِنَفْسِهِ بَلْ هُوَ مُحْتَاجٌ إلَى مَنْ يُعَلِّمُهُ وَيُبَيِّنُهُ لَهُ وَيَعِظُهُ وَيُؤَدِّبُهُ فَهَذَا أَصْغَى فَ: {أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}. أَيْ حَاضِرُ الْقَلْبِ لَيْسَ بِغَائِبِهِ. كَمَا قَالَ مُجَاهِدٌ: أوتى الْعِلْمَ وَكَانَ لَهُ ذِكْرَى. وَيَتَبَيَّنُ قَوْلُهُ: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ} {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ} وَقَوْلُهُ: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا}. ثُمَّ إذَا كَانَ حَقُّ الْقَلْبِ أَنْ يَعْلَمَ الْحَقَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إلَّا الضَّلَالُ} إذْ كَانَ كُلُّ مَا يَقَعُ عَلَيْهِ لَمْحَةَ نَاظِرٍ أَوْ يَجُولُ فِي لَفْتَةِ خَاطِرٍ فَاَللَّهُ رَبُّهُ وَمُنْشِئُهُ وَفَاطِرُهُ وَمُبْدِئُهُ لَا يُحِيطُ عِلْمًا إلَّا بِمَا هُوَ مِنْ آيَاتِهِ الْبَيِّنَةِ فِي أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ. وَأَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ كَلِمَةُ لَبِيَدٍ: أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلٌ. أَيْ مَا مِنْ شَيْءٍ مِنْ الْأَشْيَاءِ إذَا نَظَرْت إلَيْهِ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ إلَّا وَجَدْته إلَى الْعَدَمِ وَمَا هُوَ فَقِيرٌ إلَى الْحَيِّ الْقَيُّومِ فَإِذَا نَظَرْت إلَيْهِ وَقَدْ تَوَلَّتْهُ يَدُ الْعِنَايَةِ بِتَقْدِيرِ مَنْ أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى رَأَيْته حِينَئِذٍ مَوْجُودًا مَكْسُوًّا حَلَّلَ الْفَضْلَ وَالْإِحْسَانَ فَقَدْ اسْتَبَانَ أَنَّ الْقَلْبَ إنَّمَا خُلِقَ لِذِكْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ - أَظُنُّهُ سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصَ رَحِمَهُ اللَّهُ - قَالَ: الذِّكْرُ لِلْقَلْبِ بِمَنْزِلَةِ الْغِذَاءِ لِلْجَسَدِ فَكَمَا لَا يَجِدُ الْجَسَدُ لَذَّةَ الطَّعَامِ مَعَ السَّقَمِ فَكَذَلِكَ الْقَلْبُ لَا يَجِدُ حَلَاوَةَ الذِّكْرِ مَعَ حُبِّ الدُّنْيَا. أَوْ كَمَا قَالَ. فَإِذَا كَانَ الْقَلْبُ مَشْغُولًا بِاَللَّهِ عَاقِلًا لِلْحَقِّ مُتَفَكِّرًا فِي الْعِلْمِ فَقَدْ وُضِعَ فِي مَوْضِعِهِ كَمَا أَنَّ الْعَيْنَ إذَا صُرِفَتْ إلَى النَّظَرِ فِي الْأَشْيَاءِ فَقَدْ وُضِعَتْ فِي مَوْضِعِهَا أَمَّا إذَا لَمْ يُصْرَفْ إلَى الْعِلْمِ وَلَمْ يُوعَ فِيهِ الْحَقُّ فَقَدْ نَسِيَ رَبَّهُ فَلَمْ يُوضَعْ فِي مَوْضِعٍ بَلْ هُوَ ضَائِعٌ وَلَا يَحْتَاجُ أَنْ نَقُولَ قَدْ وُضِعَ فِي مَوْضِعٍ غَيْرِ مَوْضِعِهِ بَلْ لَمْ يُوضَعْ أَصْلًا. فَإِنَّ مَوْضِعَهُ هُوَ الْحَقُّ وَمَا سِوَى الْحَقِّ بَاطِلٌ فَإِذَا لَمْ يُوضَعْ فِي الْحَقِّ لَمْ يَبْقَ إلَّا الْبَاطِلُ وَالْبَاطِلُ لَيْسَ بِشَيْءِ أَصْلًا وَمَا لَيْسَ بِشَيْءِ أَحْرَى أَنْ لَا يَكُونَ مَوْضِعًا. وَالْقَلْبُ هُوَ نَفْسُهُ لَا يَقْبَلُ إلَّا الْحَقَّ. فَإِذَا لَمْ يُوضَعْ فِيهِ فَإِنَّهُ لَا يَقْبَلُ غَيْرَ مَا خُلِقَ لَهُ. {سُنَّةَ اللَّهِ} {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ لَيْسَ بِمَتْرُوكِ مُخِلٍّ فَإِنَّهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَا يَزَالُ فِي أَوْدِيَةِ الْأَفْكَارِ وَأَقْطَارِ الْأَمَانِي لَا يَكُونُ عَلَى الْحَالِ الَّتِي تَكُونُ عَلَيْهَا الْعَيْنُ وَالْأُذُنُ مِنْ الْفَرَاغِ وَالتَّخَلِّي فَقَدْ وُضِعَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ لَا مُطْلَقٍ وَلَا مُعَلَّقٍ مَوْضُوعٍ لَا مَوْضِعَ لَهُ. وَهَذَا مِنْ الْعَجَبِ فَسُبْحَانَ رَبِّنَا الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ وَإِنَّمَا تَنْكَشِفُ لِلْإِنْسَانِ هَذِهِ الْحَالُ عِنْدَ رُجُوعِهِ إلَى الْحَقِّ إمَّا فِي الدُّنْيَا عِنْدَ الْإِنَابَةِ أَوْ عِنْدَ الْمُنْقَلَبِ إلَى الْآخِرَةِ فَيَرَى سُوءَ الْحَالِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا وَكَيْفَ كَانَ قَلْبُهُ ضَالًّا عَنْ الْحَقِّ. هَذَا إذَا صُرِفَ فِي الْبَاطِلِ. فَأَمَّا لَوْ تُرِكَ وَحَالُهُ الَّتِي فُطِرَ عَلَيْهَا فَارِغًا عَنْ كُلِّ ذِكْرٍ خَالِيًا عَنْ كُلِّ فِكْرٍ فَقَدْ كَانَ يَقْبَلُ الْعِلْمَ الَّذِي لَا جَهْلَ فِيهِ وَيَرَى الْحَقَّ الَّذِي لَا رَيْبَ فِيهِ فَيُؤْمِنُ بِرَبِّهِ وَيُنِيبُ إلَيْهِ. فَإِنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتِجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ لَا يُحَسُّ فِيهَا مِنْ جَدْعٍ {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} وَإِنَّمَا يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَقِّ فِي غَالِبِ الْحَالِ شُغْلُهُ بِغَيْرِهِ مِنْ فِتَنِ الدُّنْيَا وَمَطَالِبِ الْجَسَدِ وَشَهَوَاتِ النَّفْسِ فَهُوَ فِي هَذِهِ الْحَالِ كَالْعَيْنِ النَّاظِرَةِ إلَى وَجْهِ الْأَرْضِ لَا يُمْكِنُهَا أَنْ تَرَى مَعَ ذَلِكَ الْهِلَالَ أَوْ هُوَ يَمِيلُ إلَيْهِ فَيَصُدُّهُ عَنْ اتِّبَاعِ الْحَقِّ فَيَكُونُ كَالْعَيْنِ الَّتِي فِيهَا قَذًى لَا يُمْكِنُهَا رُؤْيَةَ الْأَشْيَاءِ. ثُمَّ الْهَوَى قَدْ يَعْتَرِضُ لَهُ قَبْلَ مَعْرِفَةِ الْحَقِّ فَيَصُدُّهُ عَنْ النَّظَرِ فِيهِ فَلَا يَتَبَيَّنُ لَهُ الْحَقُّ كَمَا قِيلَ: حُبُّك الشَّيْءَ يُعْمِي وَيَصُمُّ. فَيَبْقَى فِي ظُلْمَةِ الْأَفْكَارِ وَكَثِيرًا مَا يَكُونُ ذَلِكَ عَنْ كِبْرٍ يَمْنَعُهُ عَنْ أَنْ يَطْلُبَ الْحَقَّ {فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ} وَقَدْ يَعْرِضُ لَهُ الْهَوَى بَعْدَ أَنْ عَرَفَ الْحَقَّ فَيَجْحَدَهُ وَيُعْرِضَ عَنْهُ كَمَا قَالَ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ فِيهِمْ: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} ثُمَّ الْقَلْبُ لِلْعِلْمِ كَالْإِنَاءِ لِلْمَاءِ وَالْوِعَاءِ لِلْعَسَلِ وَالْوَادِي لِلسَّيْلِ. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} الْآيَةُ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ مَثَلَ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضًا: فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَسَقَى النَّاسُ وَزَرَعُوا. وَأَصَابَ مِنْهَا طَائِفَةً إنَّمَا قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقِهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا أُرْسِلْت بِهِ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْت بِهِ} وَفِي حَدِيثِ كميل بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا. وَبَلَغَنَا عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ قَالَ: الْقُلُوبُ آنِيَةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ فَأَحَبُّهَا إلَى اللَّهِ تَعَالَى أَرَقُّهَا وَأَصْفَاهَا. وَهَذَا مَثَلٌ حَسَنٌ فَإِنَّ الْقَلْبَ إذَا كَانَ رَقِيقًا لَيِّنًا كَانَ
(يُتْبَعُ)
(/)
قَبُولُهُ لِلْعِلْمِ سَهْلًا يَسِيرًا وَرَسَخَ الْعِلْمُ فِيهِ وَثَبَتَ وَأَثَّرَ وَإِنْ كَانَ قَاسِيًا غَلِيظًا كَانَ قَبُولُهُ لِلْعِلْمِ صَعْبًا عَسِيرًا. وَلَا بُدَّ مَعَ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ زَكِيًّا صَافِيًا سَلِيمًا حَتَّى يَزْكُوَ فِيهِ الْعِلْمُ وَيُثْمِرَ ثَمَرًا طَيِّبًا وَإِلَّا فَلَوْ قَبِلَ الْعِلْمَ وَكَانَ فِيهِ كَدَرٌ وَخَبَثٌ أَفْسَدَ ذَلِكَ الْعِلْمَ وَكَانَ كَالدَّغَلِ فِي الزَّرْعِ إنْ لَمْ يَمْنَعْ الْحَبَّ مِنْ أَنْ يَنْبُتَ مَنَعَهُ مِنْ أَنْ يَزْكُوَ وَيَطِيبَ وَهَذَا بَيِّنٌ لِأُولِي الْأَبْصَارِ. وَ (تَلْخِيصُ هَذِهِ الْجُمْلَةِ أَنَّهُ إذَا اُسْتُعْمِلَ فِي الْحَقِّ فَلَهُ وَجْهَانِ: (وَجْهٌ مُقْبِلٌ عَلَى الْحَقِّ وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ يُقَالُ لَهُ: وِعَاءٌ وَإِنَاءٌ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ يَسْتَوْجِبُ مَا يُوعَى فِيهِ وَيُوضَعُ فِيهِ وَهَذِهِ الصِّفَةُ صِفَةُ وُجُودٍ وَثُبُوتٍ. وَ (وَجْهٌ مُعْرِضٌ عَنْ الْبَاطِلِ وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ يُقَالُ لَهُ: زَكِيٌّ وَسَلِيمٌ وَطَاهِرٌ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ تَدُلُّ عَلَى عَدَمِ الشَّرِّ وَانْتِفَاءِ الْخَبَثِ وَالدَّغَلِ وَهَذِهِ الصِّفَةُ صِفَةُ عَدَمٍ وَنَفْيٍ. وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ أَنَّهُ إذَا صُرِفَ إلَى الْبَاطِلِ فَلَهُ وَجْهَانِ كَذَلِكَ. (وَجْهُ الْوُجُودِ أَنَّهُ مُنْصَرِفٌ إلَى الْبَاطِلِ مَشْغُولٌ بِهِ. وَ (وَجْهُ الْعَدَمِ أَنَّهُ مُعْرِضٌ عَنْ الْحَقِّ غَيْرُ قَابِلٍ لَهُ وَهَذَا يُبَيِّنُ مِنْ الْبَيَانِ وَالْحُسْنِ وَالصِّدْقِ مَا فِي قَوْلِهِ: إذَا مَا وَضَعْت الْقَلْبَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ بِغَيْرِ إنَاءٍ فَهُوَ قَلْبٌ مُضَيِّعُ فَإِنَّهُ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يُبَيِّنَ حَالَ مَنْ ضَيَّعَ قَلْبَهُ فَظَلَمَ نَفْسَهُ بِأَنْ اشْتَغَلَ بِالْبَاطِلِ وَمَلَأَ بِهِ قَلْبَهُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِيهِ مُتَّسَعٌ لِلْحَقِّ وَلَا سَبِيلَ لَهُ إلَى الْوُلُوجِ فِيهِ ذَكَرَ ذَلِكَ مِنْهُ فَوَصَفَ حَالَ هَذَا الْقَلْبِ بِوَجْهَيْهِ وَنَعَتَهُ بِمَذْهَبَيْهِ فَذَكَرَ أَوَّلًا وَصْفَ الْوُجُودِ مِنْهُ فَقَالَ: إذَا مَا وَضَعْت الْقَلْبَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ. يَقُولُ إذَا شَغَلْته بِمَا لَمْ يُخْلَقْ لَهُ فَصَرَفْته إلَى الْبَاطِلِ حَتَّى صَارَ مَوْضُوعًا فِيهِ. ثُمَّ الْبَاطِلُ عَلَى مَنْزِلَتَيْنِ: (إحْدَاهُمَا) تَشْغَلُ عَنْ الْحَقِّ وَلَا تُعَانِدُهُ مِثْلَ الْأَفْكَارِ وَالْهُمُومِ الَّتِي فِي عَلَائِقِ الدُّنْيَا وَشَهَوَاتِ النَّفْسِ. وَ (الثَّانِيَةُ) تُعَانِدُ الْحَقَّ وَتَصُدُّ عَنْهُ مِثْلَ الْآرَاءِ الْبَاطِلَةِ وَالْأَهْوَاءِ الْمُرْدِيَةِ مِنْ الْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ وَالْبِدَعِ وَشِبْهِ ذَلِكَ بَلْ الْقَلْبُ لَمْ يُخْلَقْ إلَّا لِذِكْرِ اللَّهِ فَمَا سِوَى ذَلِكَ فَلَيْسَ مَوْضِعًا لَهُ. ثُمَّ ذَكَرَ " ثَانِيًا " وَصْفَ الْعَدَمِ فِيهِ فَقَالَ بِغَيْرِ إنَاءٍ ثُمَّ يَقُولُ: إذَا وَضَعْته بِغَيْرِ إنَاءٍ ضَيَّعْته وَلَا إنَاءَ مَعَك كَمَا تَقُولُ حَضَرْت الْمَجْلِسَ بِلَا مَحْبَرَةٍ فَالْكَلِمَةُ حَالٌ مِنْ الْوَاضِعِ. لَا مِنْ الْمَوْضُوعِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. وَبَيَانُ هَذِهِ الْجُمْلَةِ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّهُ يَقُولُ إذَا مَا وَضَعْت قَلْبَك فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ فَقَدْ شُغِلَ بِالْبَاطِلِ وَلَمْ يَكُنْ مَعَك إنَاءٌ يُوضَعُ فِيهِ الْحَقُّ وَيَنْزِلُ إلَيْهِ الذِّكْرُ وَالْعِلْمُ الَّذِي هُوَ حَقُّ الْقَلْبِ فَقَلْبُك إذًا مُضَيَّعٌ ضَيَّعْته مِنْ وَجْهَيْ التَّضْيِيعِ وَإِنْ كَانَا مُتَّحِدَيْنِ مِنْ جِهَةِ أَنَّك وَضَعْته فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ وَمِنْ جِهَةِ أَنَّهُ لَا إنَاءَ مَعَك يَكُونُ وِعَاءً لِلْحَقِّ الَّذِي يَجِبُ أَنْ يُعْطَاهُ؛ كَمَا لَوْ قِيلَ لِمَلِكِ قَدْ أَقْبَلَ عَلَى اللَّهْوِ: إذَا اشْتَغَلَ بِغَيْرِ الْمَمْلَكَةِ وَلَيْسَ فِي الْمَمْلَكَةِ مَنْ يُدَبِّرُهَا فَهُوَ مَلِكٌ ضَائِعٌ لَكِنَّ الْإِنَاءَ هُنَا هُوَ الْقَلْبُ بِعَيْنِهِ وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لِأَنَّ الْقَلْبَ لَا يَنُوبُ عَنْهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
غَيْرُهُ فِيمَا يَجِبُ أَنْ يُوضَعَ فِيهِ {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}. وَإِنَّمَا خَرَجَ الْكَلَامُ فِي صُورَةِ اثْنَيْنِ بِذِكْرِ نَعْتَيْنِ لِشَيْءِ وَاحِدٍ. كَمَا جَاءَ نَحْوُهُ فِي قَوْله تَعَالَى {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} {مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} قَالَ قتادة وَالرَّبِيعُ: هُوَ الْقُرْآنُ: فَرَّقَ فِيهِ بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَهَذَا لِأَنَّ الشَّيْءَ الْوَاحِدَ إذَا كَانَ لَهُ وَصْفَانِ كَبِيرَانِ فَهُوَ مَعَ وَصْفٍ وَاحِدٍ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ وَمَعَ الْوَصْفَيْنِ بِمَنْزِلَةِ الِاثْنَيْنِ حَتَّى لَوْ كَثُرَتْ صِفَاتُهُ لَتَنَزَّلَ مَنْزِلَةَ أَشْخَاصٍ. أَلَا تَرَى أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي يُحْسِنُ الْحِسَابَ وَالطِّبَّ يَكُونُ بِمَنْزِلَةِ حَاسِبٍ وَطَبِيبٍ وَالرَّجُلُ الَّذِي يُحْسِنُ النِّجَارَةَ وَالْبِنَاءَ بِمَنْزِلَةِ نَجَّارٍ وَبَنَّاءٍ. وَالْقَلْبُ لَمَّا كَانَ يَقْبَلُ الذِّكْرَ وَالْعِلْمَ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْإِنَاءِ الَّذِي يُوضَعُ فِيهِ الْمَاءُ وَإِنَّمَا ذَكَرَ فِي هَذَا الْبَيْتِ الْإِنَاءَ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ أَسْمَاءِ الْقَلْبِ؛ لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يَكُونُ رَقِيقًا وَصَافِيًا وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي بِهِ الْمُسْتَطْعِمُ الْمُسْتَعْطِي فِي مَنْزِلَةِ الْبَائِسِ الْفَقِيرِ. وَلَمَّا كَانَ يَنْصَرِفُ عَنْ الْبَاطِلِ فَهُوَ زَكِيٌّ وَسَلِيمٌ فَكَأَنَّهُ اثْنَانِ. وَلِيَتَبَيَّنَ فِي الصُّورَةِ أَنَّ الْإِنَاءَ غَيْرُ الْقَلْبِ فَهُوَ يَقُولُ: إذَا وَضَعْت قَلْبَك فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ. وَهُوَ الَّذِي يُوضَعُ فِيهِ الذِّكْرُ وَالْعِلْمُ وَلَمْ يَكُنْ مَعَك إنَاءٌ يُوضَعُ فِيهِ الْمَطْلُوبُ فَمِثْلُك مِثْلُ رَجُلٍ بَلَغَهُ أَنَّ غَنِيًّا يُفَرِّقُ عَلَى النَّاسِ طَعَامًا وَكَانَ لَهُ زُبْدِيَّةٌ أَوْ سُكْرُجَةٌ فَتَرَكَهَا ثُمَّ أَقْبَلَ يَطْلُبُ طَعَامًا فَقِيلَ لَهُ: هَاتِ إنَاءً نُعْطِيَك طَعَامًا فَأَمَّا إذَا أَتَيْت وَقَدْ وَضَعْت زُبْدِيَّتَك - مَثَلًا - فِي الْبَيْتِ وَلَيْسَ مَعَك إنَاءٌ نُعْطِيك فَلَا تَأْخُذْ شَيْئًا فَرَجَعْت بِخُفَّيْ حنين. وَإِذَا تَأَمَّلَ مَنْ لَهُ بَصِيرَةٌ بِأَسَالِيبِ الْبَيَانِ وَتَصَارِيفِ اللِّسَانِ وَجَدَ مَوْقِعَ هَذَا الْكَلَامِ مِنْ الْعَرَبِيَّةِ وَالْحِكْمَةِ كِلَيْهِمَا مَوْقِعًا حَسَنًا بَلِيغًا فَإِنَّ نَقِيضَ هَذِهِ الْحَالِ الْمَذْكُورَةِ أَنْ يَكُونَ الْقَلْبُ مُقْبِلًا عَلَى الْحَقِّ وَالْعِلْمِ وَالذِّكْرِ مُعْرِضًا عَنْ غَيْرِ ذَلِكَ وَتِلْكَ هِيَ الْحَنِيفِيَّةُ مِلَّةُ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَإِنَّ الْحَنَفَ هُوَ إقْبَالُ الْقَدَمِ وَمَيْلُهَا إلَى أُخْتِهَا فَالْحَنَفُ الْمَيْلُ عَنْ الشَّيْءِ بِالْإِقْبَالِ عَلَى آخَرَ؛ فَالدِّينُ الْحَنِيفُ هُوَ الْإِقْبَالُ عَلَى اللَّهِ وَحْدَهُ وَالْإِعْرَاضُ عَمَّا سِوَاهُ. وَهُوَ الْإِخْلَاصُ الَّذِي تَرْجَمَتْهُ كَلِمَةُ الْحَقِّ وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ: " لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ " اللَّهُمَّ ثَبِّتْنَا عَلَيْهَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ. وَهَذَا آخِرُ مَا حَضَرَ فِي هَذَا الْوَقْتِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 08:29]ـ
وقال رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِذَا كَانَ أَوَّلُ مَا أُنْزِلَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} فَفِي الْآيَةِ الْأُولَى إثْبَاتُ الْخَالِقِ تَعَالَى وَكَذَلِكَ فِي الثَّانِيَةِ. وَفِيهَا وَفِي الثَّانِيَةِ الدَّلَالَةُ عَلَى إمْكَانِ النُّبُوَّةِ وَعَلَى نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَمَّا الْأُولَى فَإِنَّهُ قَالَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ثُمَّ قَالَ {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ}. فَذَكَرَ الْخَلْقَ مُطْلَقًا ثُمَّ خَصَّ خَلْقَ الْإِنْسَانِ أَنَّهُ خَلَقَهُ مِنْ عَلَقٍ. وَهَذَا أَمْرٌ مَعْلُومٌ لِجَمِيعِ النَّاسِ كُلِّهِمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ الْإِنْسَانَ يَحْدُثُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَأَنَّهُ يَكُونُ مِنْ عَلَقٍ. وَهَؤُلَاءِ بَنُو آدَمَ. وَقَوْلُهُ الْإِنْسَانُ هُوَ اسْمُ جِنْسٍ يَتَنَاوَلُ جَمِيعَ النَّاسِ وَلَمْ يَدْخُلْ فِيهِ آدَمَ الَّذِي خُلِقَ مِنْ طِينٍ. فَإِنَّ الْمَقْصُودَ بِهَذِهِ الْآيَةِ بَيَانُ الدَّلِيلِ عَلَى الْخَالِقِ تَعَالَى وَالِاسْتِدْلَالُ إنَّمَا يَكُونُ بِمُقَدِّمَاتِ يَعْلَمُهَا الْمُسْتَدِلُّ. وَالْمَقْصُودُ بَيَانُ دَلَالَةِ النَّاسِ وَهِدَايَتِهِمْ وَهُمْ كُلُّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ النَّاسَ يُخْلَقُونَ مِنْ الْعَلَقِ. فَأَمَّا خَلْقُ آدَمَ مِنْ طِينٍ فَذَاكَ إنَّمَا عُلِمَ بِخَبَرِ الْأَنْبِيَاءِ أَوْ بِدَلَائِلَ أُخَرَ. وَلِهَذَا يُنْكِرُهُ طَائِفَةٌ مِنْ الْكُفَّارِ الدَّهْرِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ الَّذِينَ لَا يُقِرُّونَ بِالنُّبُوَّاتِ. وَهَذَا بِخِلَافِ ذِكْرِ خَلْقِهِ فِي غَيْرِ هَذِهِ السُّورَةِ. فَإِنَّ ذَاكَ ذِكْرُهُ لِمَا يُثْبِتُ النُّبُوَّةَ وَهَذِهِ السُّورَةُ أَوَّلُ مَا نَزَلَ وَبِهَا تَثْبُتُ النُّبُوَّةُ فَلَمْ يَذْكُرْ فِيهَا مَا عُلِمَ بِالْخَبَرِ بَلْ ذَكَرَ فِيهَا الدَّلِيلَ الْمَعْلُومَ بِالْعَقْلِ وَالْمُشَاهَدَةِ وَالْأَخْبَارِ الْمُتَوَاتِرَةِ لِمَنْ لَمْ يَرَ الْعَلَقَ. وَذَكَرَ سُبْحَانَهُ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ الْعَلَقِ وَهُوَ جَمْعُ " عَلَقَةٍ " وَهِيَ الْقِطْعَةُ الصَّغِيرَةُ مِنْ الدَّمِ لِأَنَّ مَا قَبْلَ ذَلِكَ كَانَ نُطْفَةً وَالنُّطْفَةُ قَدْ تَسْقُطُ فِي غَيْرِ الرَّحِمِ كَمَا يَحْتَلِمُ الْإِنْسَانُ وَقَدْ تَسْقُطُ فِي الرَّحِمِ ثُمَّ يَرْمِيهَا الرَّحِمُ قَبْلَ أَنْ تَصِيرَ عَلَقَةً. فَقَدْ صَارَ مَبْدَأً لِخَلْقِ الْإِنْسَانِ وَعُلِمَ أَنَّهَا صَارَتْ عَلَقَةً لِيُخْلَقَ مِنْهَا الْإِنْسَانُ. وَقَدْ قَالَ فِي سُورَةِ الْقِيَامَةِ {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى} {ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى} {فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} فَهُنَا ذَكَرَ هَذَا عَلَى إمْكَانِ النَّشْأَةِ الثَّانِيَةِ الَّتِي تَكُونُ مِنْ التُّرَابِ. وَلِهَذَا قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ} فَفِي الْقِيَامَةِ اسْتَدَلَّ بِخَلْقِهِ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِنَّهُ مَعْلُومٌ لِجَمِيعِ الْخَلْقِ وَفِي الْحَجِّ ذَكَرَ خَلْقَهُ مِنْ تُرَابٍ فَإِنَّهُ قَدْ عُلِمَ بِالْأَدِلَّةِ الْقَطْعِيَّةِ. وَذِكْرُ أَوَّلِ الْخَلْقِ أَدَلُّ عَلَى إمْكَانِ الْإِعَادَةِ. وَأَمَّا هُنَا فَالْمَقْصُودُ ذِكْرُ مَا يَدُلُّ عَلَى الْخَالِقِ تَعَالَى ابْتِدَاءً فَذَكَرَ أَنَّهُ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ وَهُوَ مِنْ الْعَلَقَةِ الدَّمُ يَصِيرُ مُضْغَةً وَهُوَ قِطْعَةُ لَحْمٍ كَاللَّحْمِ الَّذِي يُمْضَغُ بِالْفَمِ ثُمَّ تَخَلَّقَ فَتُصُوِّرَ كَمَا قَالَ تَعَالَى {ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ} فَإِنَّ الرَّحِمَ قَدْ يَقْذِفُهَا غَيْرَ مُخَلَّقَةٍ. فَبَيَّنَ لِلنَّاسِ مَبْدَأَ
(يُتْبَعُ)
(/)
خَلْقِهِمْ وَيَرَوْنَ ذَلِكَ بِأَعْيُنِهِمْ. وَهَذَا الدَّلِيلُ وَهُوَ خَلْقُ الْإِنْسَانِ مِنْ عَلَقٍ يَشْتَرِكُ فِيهِ جَمِيعُ النَّاسِ. فَإِنَّ النَّاسَ هُمْ الْمُسْتَدِلُّونَ وَهُمْ أَنْفُسُهُمْ الدَّلِيلُ وَالْبُرْهَانُ وَالْآيَةُ. فَالْإِنْسَانُ هُوَ الدَّلِيلُ وَهُوَ الْمُسْتَدِلُّ كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} وَقَالَ {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}. وَهَذَا كَمَا قَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ}. وَهُوَ دَلِيلٌ يَعْلَمُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ نَفْسِهِ وَيَذْكُرُهُ كُلَّمَا تَذَكَّرَ فِي نَفْسِهِ وَفِيمَنْ يَرَاهُ مِنْ بَنِي جِنْسِهِ. فَيَسْتَدِلُّ بِهِ عَلَى الْمَبْدَأِ وَالْمُعَادِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا} {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا} وَقَالَ تَعَالَى {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ}. وكذلك قَالَ زَكَرِيَّا لَمَّا تَعَجَّبَ مِنْ حُصُولِ وَلَدٍ عَلَى الْكِبَرِ فَقَالَ {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} {قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا} وَلَمْ يُقَلْ " إنَّهُ أَهْوَنَ عَلَيْهِ " كَمَا قَالَ فِي الْمَبْدَأِ وَالْمُعَادِ {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}. وقال سُبْحَانَهُ {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} بَعْدَ أَنْ قَالَ {الَّذِي خَلَقَ}. فَأَطْلَقَ الْخَلْقَ الَّذِي يَتَنَاوَلُ كُلَّ مَخْلُوقٍ ثُمَّ عَيَّنَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ فَكَانَ كُلُّ مَا يُعْلَمُ حُدُوثُهُ دَاخِلًا فِي قَوْلِهِ {الَّذِي خَلَقَ}. وذكر بَعْدَ الْخَلْقِ التَّعْلِيمَ الَّذِي هُوَ التَّعْلِيمُ بِالْقَلَمِ وَتَعْلِيمُ الْإِنْسَانِ مَا لَمْ يَعْلَمْ. فَخَصَّ هَذَا التَّعْلِيمَ الَّذِي يَسْتَدِلُّ بِهِ عَلَى إمْكَانِ النُّبُوَّةِ. وَلَمْ يُقَلْ هُنَا " هُدَى " فَيَذْكُرُ الْهُدَى الْعَامَّ الْمُتَنَاوَلَ لِلْإِنْسَانِ وَسَائِرِ الْحَيَوَانِ كَمَا قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى} {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} وَكَمَا قَالَ مُوسَى {رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} لِأَنَّ هَذَا التَّعْلِيمَ الْخَاصَّ يَسْتَلْزِمُ الْهُدَى الْعَامَّ وَلَا يَنْعَكِسُ. وَهَذَا أَقْرَبُ إلَى إثْبَاتِ النُّبُوَّةِ فَإِنَّ النُّبُوَّةَ نَوْعٌ مِنْ التَّعْلِيمِ. وَلَيْسَ جَعْلُ الْإِنْسَانِ نَبِيًّا بِأَعْظَمَ مِنْ جَعْلِهِ الْعَلَقَةَ إنْسَانًا حَيًّا عَالِمًا نَاطِقًا سَمِيعًا بَصِيرًا مُتَكَلِّمًا قَدْ عَلِمَ أَنْوَاعَ الْمَعَارِفِ؛ كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ أَوَّلُ الْخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيْهِ مِنْ إعَادَتِهِ. وَالْقَادِرُ عَلَى الْمَبْدَأِ كَيْفَ لَا يَقْدِرُ عَلَى الْمُعَادِ؟ وَالْقَادِرُ عَلَى هَذَا التَّعْلِيمِ كَيْفَ لَا يَقْدِرُ عَلَى ذَاكَ التَّعْلِيمِ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وَلَا يُحِيطُ أَحَدٌ مِنْ عِلْمِهِ إلَّا بِمَا شَاءَ؟ وَقَالَ سُبْحَانَهُ أَوَّلًا {عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} فَأَطْلَقَ التَّعْلِيمَ وَالْمُعَلِّمَ فَلَمْ يَخُصَّ نَوْعًا مِنْ الْمُعَلِّمِينَ. فَيَتَنَاوَلُ تَعْلِيمَ الْمَلَائِكَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ كَمَا تَنَاوَلَ الْخَلْقَ لَهُمْ كُلَّهُمْ. وَذَكَرَ التَّعْلِيمَ بِالْقَلَمِ لِأَنَّهُ يَقْتَضِي تَعْلِيمَ الْخَطِّ وَالْخَطُّ يُطَابِقُ اللَّفْظَ وَهُوَ الْبَيَانُ وَالْكَلَامُ. ثُمَّ اللَّفْظُ يَدُلُّ عَلَى الْمَعَانِي الْمَعْقُولَةِ الَّتِي فِي الْقَلْبِ فَيَدْخُلُ فِيهِ كُلُّ عِلْمٍ فِي الْقُلُوبِ
ـ[أبوهلا]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 09:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع رائع جداً، لكن أخي نضال ابن تيمية لم يذكر في النص السابق مصطلح (نظرية) فهلا تجلي لنا نظريته كما تفهمها أنت من هذا النص.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[11 - Dec-2008, صباحاً 04:12]ـ
شيخنا نضال أطلتم الغيبة و اشتقنا لمشاركاتكم .. جزاك الله خيرا على النقل الموفق و سبحان الله و ان غبت فيبدو أن طرق البحث و الاهتمامات الدراسية تتوافق:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Dec-2008, صباحاً 08:37]ـ
"شيخنا نضال أطلتم الغيبة و اشتقنا لمشاركاتكم .. جزاك الله خيرا على النقل الموفق "
صدقت والله .. لا حرمنا الله من نضاله (ابتسامة)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 03:11]ـ
أبو هلا،
ابن الرومية،
أبو الفداء،
بارك الله فيكم أجمعين، وأحبكم الله الذي أحببتم العبد الفقير فيه. أوحشموني والله!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 03:12]ـ
و ان غبت فيبدو أن طرق البحث و الاهتمامات الدراسية تتوافق:)
ما فهمت هذه الجزئية شيخنا الكريم. ألا بينتها؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 03:45]ـ
مقصودي يا شيخنا الحبيب أني من قريب ما زلت أتتبع ما جمعه سماحة الشيخ العلامة ابن عقيل الظاهري حول التأصيل الاسلامي للنظرية المعرفة و أنا الآن اعيد قراءة درء التعارض لهذه الغاية فاذا بكم تنزلون بحثكم في المسألة ففرحت:)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 08:53]ـ
بارك الله فيكم حبيبنا الشيخ الكريم.
كم مرة ختمت (الدرء) إلى الآن؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 08:57]ـ
قال شيخ الإسلام بعج قوله:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=170404&postcount=3
وَمِنْ تَمَامِ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَ نَبِيَّهُ أَنْ يَدْعُوَ إلَى سَبِيلِ رَبِّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَيُجَادِلَهُمْ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ. وَهَذِهِ الطُّرُقُ الثَّلَاثَةُ: هِيَ النَّافِعَةُ فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ وَتُشْبِهُ مَا يَذْكُرُهُ أَهْلُ الْمَنْطِقِ مِنْ الْبُرْهَانِ وَالْخَطَابَةِ وَالْجَدَلِ. بَقِيَ الشِّعْرُ وَالسَّفْسَطَةُ - الَّتِي هِيَ الْكَذِبُ الْمُمَوَّهُ - فَنَفَى اللَّهُ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ} {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} {يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} إلَى آخِرِ السُّورَةِ فَذَكَرَ الْأَفَّاكِينَ؛ وَهُمْ الْمُسَفْسِطُونَ وَذَكَرَ الشُّعَرَاءَ. وَكَذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ قَالَ لِعُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ لَمَّا قَالَ لَهُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ تَأَلَّفْ النَّاسَ فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أَجَبَّارًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ خَوَّارًا فِي الْإِسْلَامِ عَلَامَ أَتَأَلَّفُهُمْ؟ أَعَلَى حَدِيثٍ مُفْتَرًى أَمْ عَلَى شِعْرٍ مُفْتَعَلٍ؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ الْمُفْتَرَى وَالشِّعْرَ الْمُفْتَعَلَ كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ الْأَفَّاكِينَ وَالشُّعَرَاءَ وَكَانَ الْإِفْكُ فِي الْقُوَّةِ الْخَبَرِيَّةِ. وَالشِّعْرُ فِي الْقُوَّةِ الْعَمَلِيَّةِ الطَّلَبِيَّةِ فَتِلْكَ ضَلَالٌ وَهَذِهِ غَوَايَةٌ. وَلِهَذَا: يَقْتَرِنُ أَحَدُهُمَا بِالْآخَرِ كَثِيرًا فِي مِثْلِ المليين مِنْ الرُّهْبَانِ وَفَاسِدِي الْفُقَرَاءِ وَغَيْرِهِمْ ثُمَّ لَمَّا كَانَ الشِّعْرُ مُسْتَفَادًا مِنْ الشُّعُورِ - فَهُوَ يُفِيدُ إشْعَارَ النَّفْسِ بِمَا يُحَرِّكُهَا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ صِدْقًا بَلْ يُورِثُ مَحَبَّةً أَوْ نَفْرَةً أَوْ رَغْبَةً أَوْ رَهْبَةً؛ لِمَا فِيهِ مِنْ التَّخْيِيلِ وَهَذَا خَاصَّةُ الشِّعْرِ - فَلِذَلِكَ وَصَفَهُمْ بِأَنَّهُمْ يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ. وَالْغَيُّ اتِّبَاعُ الشَّهَوَاتِ؛ لِأَنَّهُ يُحَرِّكُ النَّاسَ حَرَكَةَ الشَّهْوَةِ وَالنَّفْرَةِ وَالْفَرَحِ وَالْحُزْنِ بِلَا عِلْمٍ وَهَذَا هُوَ الْغَيُّ؛ بِخِلَافِ الْإِفْكِ فَإِنَّ فِيهِ إضْلَالًا فِي الْعِلْمِ بِحَيْثُ يُوجِبُ اعْتِقَادَ الشَّيْءِ عَلَى خِلَافِ مَا هُوَ بِهِ. وَإِذَا كَانَتْ النَّفْسُ تَتَحَرَّكُ تَارَةً عَنْ تَصْدِيقٍ وَإِيمَانٍ وَتَارَةً عَنْ شِعْرٍ. وَالثَّانِي مَذْمُومٌ إلَّا مَا اسْتَثْنَى مِنْهُ قَالَ تَعَالَى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إنْ هُوَ إلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ} فَالذِّكْرُ خِلَافُ الشِّعْرِ فَإِنَّهُ حَقٌّ وَعِلْمٌ يَذْكُرُهُ الْقَلْبُ وَذَاكَ شِعْرٌ يُحَرِّكُ النَّفْسَ فَقَطْ. وَلِهَذَا غَلَبَ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَى مُنْحَرِفَةِ الْمُتَصَوِّفَةِ الِاعْتِيَاضُ بِسَمَاعِ الْقَصَائِدِ وَالْأَشْعَارِ عَنْ سَمَاعِ الْقُرْآنِ وَالذِّكْرِ فَإِنَّهُ يُعْطِيهِمْ مُجَرَّدَ حَرَكَةِ حُبٍّ أَوْ غَيْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ تَابِعًا لِعِلْمِ وَتَصْدِيقٍ؛ وَلِهَذَا يُؤْثِرُهُ مَنْ يُؤْثِرُهُ عَلَى سَمَاعِ الْقُرْآنِ وَيَعْتَلُّ بِأَنَّ الْقُرْآنَ حُقٌّ نَزَلَ مَنْ حَقٍّ وَالنُّفُوسُ تُحِبُّ الْبَاطِلَ وَذَلِكَ لِأَنَّ الْقَوْلَ الصِّدْقَ وَالْحَقَّ: يُعْطِي عِلْمًا وَاعْتِقَادًا بِجُمْلَةِ الْقَلْبِ وَالنُّفُوسُ الْمُبْطِلَةُ لَا تُحِبُّ الْحَقَّ. وَلِهَذَا أَثَرُهُ بَاطِلٌ يَتَفَشَّى مِنْ النَّفْسِ فَإِنَّهُ فَرْعٌ لَا أَصْلَ لَهُ؛ وَلَكِنْ لَهُ تَأْثِيرٌ فِي النَّفْسِ مِنْ جِهَةِ التَّحْرِيكِ وَالْإِزْعَاجِ وَالتَّأْثِيرِ. لَا مِنْ جِهَةِ التَّصْدِيقِ وَالْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ؛ وَلِهَذَا يُسَمُّونَ الْقَوْلَ حَادِيًا لِأَنَّهُ يَحْدُو النُّفُوسَ أَيْ يَبْعَثُهَا وَيَسُوقُهَا كَمَا يَحْدُو حَادِي الْعِيسِ. وَأَمَّا الْحِكْمَةُ وَالْمَوْعِظَةُ الْحَسَنَةُ وَالْجَدَلُ الْأَحْسَنُ؛ فَإِنَّهُ يُعْطِي التَّصْدِيقَ وَالْعَمَلَ فَهُوَ نَافِعٌ مَنْفَعَةً عَظِيمَةً. وَإِنَّمَا قُلْت: إنَّ هَذِهِ الثَّلَاثَةَ تُشْبِهُ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ الْأَقْيِسَةَ الثَّلَاثَةَ الَّتِي هِيَ: الْبُرْهَانِيَّةُ والخطابية وَالْجَدَلِيَّةُ وَلَيْسَتْ هِيَ؛ بَلْ أَكْمَلُ مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ لِوُجُوهِ: - أَحَدُهَا: أَنَّ الَّتِي فِي الْقُرْآنِ تَجْمَعُ نَوْعَيْ: الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ الْخَبَرِ وَالطَّلَبِ عَلَى أَكْمَلِ الْوُجُوهِ؛ بِخِلَافِ الْأَقْيِسَةِ الْمَنْطِقِيَّةِ. وَذَلِكَ أَنَّ الْقِيَاسَ الْعَقْلِيَّ الْمَنْطِقِيَّ: إنَّمَا فَائِدَتُهُ مُجَرَّدُ التَّصْدِيقِ فِي الْقَضَايَا الْخَبَرِيَّةِ سَوَاءٌ تَبِعَ ذَلِكَ عَمَلٌ أَوْ لَمْ يَتْبَعْهُ؛ فَإِنْ كَانَتْ مَوَادُّ الْقِيَاسِ يَقِينِيَّةً: كَانَ بُرْهَانًا سَوَاءٌ كَانَتْ مَشْهُورَةً أَوْ مُسَلَّمَةً أَوْ لَمْ تَكُنْ؛ وَهُوَ يُفِيدُ الْيَقِينَ وَإِنْ كَانَتْ مَشْهُورَةً؛ أَوْ مَقْبُولَةً سُمِّيَ خَطَابَةً سَوَاءٌ كَانَتْ يَقِينِيَّةً أَوْ لَمْ تَكُنْ وَذَلِكَ يُفِيدُ الِاعْتِقَادَ وَالتَّصْدِيقَ الَّذِي هُوَ بَيْنَ الْيَقِينِ وَالظَّنِّ لَيْسَ أَنَّهُ يُفِيدُ الظَّنَّ دُونَ الْيَقِينِ؛ إذْ لَيْسَ فِي كَوْنِهَا مَشْهُورَةً مَا يَمْنَعُ أَنْ تَكُونَ يَقِينِيَّةً مُفِيدَةً لِلْيَقِينِ. وَفَرْقٌ بَيْنَ مَا لَا يَجِبُ أَنْ يُفِيدَ الْيَقِينَ وَمَا يَمْنَعُ إفَادَةَ الْيَقِينِ. فَالْمَشْهُورَةُ مِنْ حَيْثُ هِيَ مَشْهُورَةٌ: تُفِيدُ التَّصْدِيقَ وَالْإِقْنَاعَ وَالِاعْتِقَادَ. ثُمَّ إنْ عُرِفَ أَنَّهَا يَقِينِيَّةٌ أَفَادَتْ الْيَقِينَ أَيْضًا. وَإِنْ عُرِفَ أَنَّهَا غَيْرُ يَقِينِيَّةٍ لَمْ تُفِدْ إلَّا الظَّنَّ؛ وَإِنْ لَمْ تَشْعُرْ النَّفْسُ بِوَاحِدِ مِنْهُمَا: بَقِيَ اعْتِقَادًا مُجَرَّدًا لَا يُثْبَتُ لَهُ الْيَقِينُ وَلَا يُنْفَى عَنْهُ. وَأَمَّا الْحِكْمَةُ فِي الْقُرْآنِ: فَهِيَ مَعْرِفَةُ الْحَقِّ وَقَوْلُهُ وَالْعَمَلُ بِهِ كَمَا كَتَبْت تَفْسِيرَهَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ. وَالْمَوْعِظَةُ الْحَسَنَةُ: تَجْمَعُ التَّصْدِيقَ بِالْخَبَرِ وَالطَّاعَةَ لِلْأَمْرِ؛ وَلِهَذَا يَجِيءُ الْوَعْظُ فِي الْقُرْآنِ مُرَادًا بِهِ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ بِتَرْغِيبِ وَتَرْهِيبٍ. كَقَوْلِهِ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ} وَقَوْلُهُ: {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ} وَقَوْلُهُ: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً} أَيْ يَتَّعِظُونَ بِهَا فَيَنْتَبِهُونَ وَيَنْزَجِرُونَ. وَكَذَلِكَ الْجَدَلُ الْأَحْسَنُ: يَجْمَعُ الْجَدَلَ لِلتَّصْدِيقِ وَلِلطَّاعَةِ. الْوَجْهُ الثَّانِي: - وَيُمْكِنُ أَنْ يُقْسَمَ هَذَا إلَى وَجْهٍ آخَرَ - بِأَنْ يُقَالَ: - النَّاسُ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ: إمَّا أَنْ يَعْتَرِفَ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِالْحَقِّ وَيَتَّبِعَهُ فَهَذَا صَاحِبُ الْحِكْمَةِ؛ وَإِمَّا أَنْ يَعْتَرِفَ بِهِ؛ لَكِنْ لَا يَعْمَلُ بِهِ فَهَذَا يُوعَظُ حَتَّى يَعْمَلَ؛ وَإِمَّا أَنْ لَا يَعْتَرِفَ بِهِ فَهَذَا يُجَادَلُ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ لِأَنَّ الْجِدَالَ فِي مَظِنَّةِ الْإِغْضَابِ فَإِذَا كَانَ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ: حَصَلَتْ مَنْفَعَتُهُ بِغَايَةِ الْإِمْكَانِ كَدَفْعِ الصَّائِلِ. الْوَجْهُ الثَّالِثُ: أَنَّ كَلَامَ اللَّهِ لَا يَشْتَمِلُ إلَّا عَلَى حَقِّ يَقِينٍ؛ لَا يَشْتَمِلُ عَلَى مَا تَمْتَازُ بِهِ الْخَطَابَةُ وَالْجَدَلُ عَنْ الْبُرْهَانِ: بِكَوْنِ الْمُقَدِّمَةِ مَشْهُورَةً أَوْ مُسَلَّمَةً غَيْرَ يَقِينِيَّةٍ بَلْ إذَا ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا مُشْتَمِلًا عَلَى مُقَدِّمَةٍ مَشْهُورَةٍ أَوْ مُسَلَّمَةٍ فَلَا بُدَّ وَأَنْ تَكُونَ يَقِينِيَّةً. فَأَمَّا الِاكْتِفَاءُ بِمُجَرَّدِ تَسْلِيمِ الْمُنَازِعِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُونَ الْمُقَدِّمَةُ صَادِقَةً أَوْ بِمُجَرَّدِ كَوْنِهَا مَشْهُورَةً وَإِنْ لَمْ تَكُنْ صَادِقَةً فَمِثْلُ هَذِهِ الْمُقَدِّمَةِ لَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهَا كَلَامُ اللَّهِ الَّذِي كُلُّهُ حَقٌّ وَصِدْقٌ وَهُوَ أَصْدَقُ الْكَلَامِ وَأَحْسَنُ الْحَدِيثِ. فَصَاحِبُ الْحِكْمَةِ: يَدَّعِي بِالْمُقْدِمَاتِ الصَّادِقَةِ سَوَاءٌ كَانَتْ مَشْهُورَةً أَوْ مُسَلَّمَةً أَوْ لَمْ تَكُنْ لِمَا فِيهِ مِنْ إدْرَاكِ الدَّقِّ وَاتِّبَاعِ الْحَقِّ. وَصَاحِبُ الْمَوْعِظَةِ: يَدَّعِي مِنْ الْمُقَدِّمَاتِ الصَّادِقَةِ بِالْمَشْهُورَةِ لِأَنَّهُ قَدْ لَا يَفْهَمُ الْخَفِيَّةَ مِنْ الْحَقِّ وَلَا يُنَازِعُ فِي الْمَشْهُورَةِ. وَصَاحِبُ الْجَدَلِ: يَدَّعِي بِمَا يُسَلِّمُهُ مِنْ الْمُقَدِّمَاتِ الصَّادِقَةِ مَشْهُورَةً كَانَتْ أَوْ لَمْ تَكُنْ إذْ قَدْ لَا يَنْقَادُ إلَى مَا لَا يُسَلِّمُهُ سَوَاءٌ كَانَ جَلِيًّا أَوْ خَفِيًّا وَيَنْقَادُ لِمَا يُسَلِّمُهُ سَوَاءٌ كَانَ جَلِيًّا أَوْ خَفِيًّا فَهَذَا هَذَا. وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا يَتَوَهَّمُهُ الْجُهَّالُ الضُّلَّالُ مِنْ الْكُفَّارِ الْمُتَفَلْسِفَةِ وَبَعْضِ الْمُتَكَلِّمَةِ مَنْ كَوْنِ الْقُرْآنِ جَاءَ بِالطَّرِيقَةِ الخطابية وَعَرِيَ عَنْ الْبُرْهَانِيَّةِ أَوْ اشْتَمَلَ عَلَى قَلِيلٍ مِنْهَا بَلْ جَمِيعُ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ هُوَ الطَّرِيقَةُ الْبُرْهَانِيَّةُ وَتَكُونُ تَارَةً خطابية وَتَارَةً جَدَلِيَّةً مَعَ كَوْنِهَا بُرْهَانِيَّةً. وَالْأَقْيِسَةُ الْعَقْلِيَّةُ - الَّتِي اشْتَمَلَ عَلَيْهَا الْقُرْآنُ - هِيَ الْغَايَةُ فِي دَعْوَةِ الْخَلْقِ إلَى اللَّهِ كَمَا قَالَ: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} فِي أَوَّلِ سُبْحَانَ وَآخِرِهَا وَسُورَةِ الْكَهْفِ وَالْمَثَلُ هُوَ الْقِيَاسُ؛ وَلِهَذَا اشْتَمَلَ الْقُرْآنُ عَلَى خُلَاصَةِ الطُّرُقِ الصَّحِيحَةِ الَّتِي تُوجَدُ فِي كَلَامِ جَمِيعِ الْعُقَلَاءِ مِنْ الْمُتَكَلِّمَةِ والمتفلسفة وَغَيْرِهِمْ. وَنَزَّهَ اللَّهُ عَمَّا يُوجَدُ فِي كَلَامِهِمْ؛ مِنْ الطُّرُقِ الْفَاسِدَةِ وَيُوجَدُ فِيهِ مِنْ الطُّرُقِ الصَّحِيحَةِ مَا لَا يُوجَدُ فِي كَلَامِ الْبَشَرِ بِحَالِ. الْوَجْهُ الرَّابِعُ: أَنَّ هُنَا نُكْتَةً يَنْبَغِي التَّفَطُّنُ لَهَا فَإِنَّهَا نَافِعَةٌ وَذَلِكَ أَنَّ الْمُقَدِّمَةَ الْمَذْكُورَةَ فِي الْقِيَاسِ الَّذِي هُوَ مَثَلٌ لَهَا وَصْفٌ ذَاتِيٌّ وَوَصْفٌ إضَافِيٌّ: فَالْوَصْفُ الذَّاتِيُّ لَهَا: أَنْ تَكُونَ مُطَابِقَةً فَتَكُونَ صِدْقًا أَوْ لَا تَكُونَ مُطَابِقَةً فَتَكُونَ كَذِبًا وَجَمِيعُ الْمُقَدِّمَاتِ الْمَذْكُورَةِ فِي أَمْثَالِ الْقُرْآنِ هِيَ صِدْقٌ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَأَمَّا الْوَصْفُ الْإِضَافِيُّ: فَكَوْنُهَا مَعْلُومَةً عِنْدَ زَيْدٍ أَوْ مَظْنُونَةً أَوْ مُسَلَّمَةً أَوْ غَيْرَ مُسَلَّمَةٍ: فَهَذَا أَمْرٌ لَا يَنْضَبِطُ. فَرُبَّ مُقَدِّمَةٍ هِيَ يَقِينِيَّةٌ عِنْدَ شَخْصٍ قَدْ عَلِمَهَا وَهِيَ مَجْهُولَةٌ فَضْلًا
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ أَنْ تَكُونَ مَظْنُونَةً عِنْدَ مَنْ لَمْ يَعْلَمْهَا فَكَوْنُ الْمُقَدِّمَةِ يَقِينِيَّةً أَوْ غَيْرَ يَقِينِيَّةٍ أَوْ مَشْهُورَةً أَوْ غَيْرَ مَشْهُورَةٍ أَوْ مُسَلَّمَةً أَوْ غَيْرَ مُسَلَّمَةٍ أُمُورٌ نِسْبِيَّةٌ وَإِضَافِيَّةٌ لَهَا تَعْرِضُ بِحَسَبِ شُعُورِ الْإِنْسَانِ بِهَا. وَلِهَذَا تَنْقَلِبُ الْمَظْنُونَةُ؛ بَلْ الْمَجْهُولَةُ فِي حَقِّهِ يَقِينِيَّةً مَعْلُومَةً وَالْمَمْنُوعَةُ مُسَلَّمَةً؛ بَلْ وَالْمُسَلَّمَةُ مَمْنُوعَةً. وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ الَّذِي أَنْذَرَ بِهِ جَمِيعَ الْخَلْقِ لَمْ يُخَاطِبْ بِهِ وَاحِدًا بِعَيْنِهِ حَتَّى يُخَاطَبَ بِمَا هُوَ عِنْدَهُ يَقِينِيٌّ مِنْ الْمُقَدِّمَاتِ أَوْ مَشْهُورٌ أَوْ مُسَلَّمٌ. فَمُقَدِّمَاتُ الْأَمْثَالِ فِيهِ: اُعْتُبِرَ فِيهَا الصِّفَةُ الذَّاتِيَّةُ وَهِيَ كَوْنُهَا صِدْقًا وَحَقًّا يَجِبُ قَبُولُهُ وَأَمَّا جِهَةُ التَّصْدِيقِ: فَتَتَعَدَّدُ وَتَتَنَوَّعُ إذْ قَدْ يَكُونُ لِهَذَا مِنْ طُرُقِ التَّصْدِيقِ بِتِلْكَ الْمُقَدِّمَةِ مَا لَيْسَ لِعَمْرٍو مِثْلَ أَنْ يَكُونَ هَذَا يَعْلَمُهَا بِالْإِحْسَاسِ وَالرُّؤْيَةِ وَهَذَا يَعْلَمُهَا بِالسَّمَاعِ وَالتَّوَاتُرِ كَآيَاتِ الرَّسُولِ وَقِصَّةِ أَهْلِ الْفِيلِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. فَمَا كَانَ جِهَةُ تَصْدِيقِهِ عَامًّا لِلنَّاسِ: أَمْكَنَ ذِكْرُهُ جِهَةَ التَّصْدِيقِ بِهِ كَآيَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ الْمَعْلُومَةِ بِالْإِحْسَاسِ دَائِمًا. وَمَا كَانَ جِهَةُ تَصْدِيقِهِ مُتَنَوِّعًا: أُحِيلَ كُلُّ قَوْمٍ عَلَى الطَّرِيقِ الَّتِي يُصَدِّقُونَ بِهَا. وَقَدْ يُقَالُ فِي مِثْلِ هَذَا: {ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}. فَإِنَّ مُخَاطَبَةَ الْمُعَيَّنِ: قَدْ يُعْلَمُ بِهَا مَا هُوَ عِنْدَهُ يَقِينِيٌّ أَوْ مَشْهُورٌ مِنْ الْيَقِينِ: أَوْ مُسَلَّمٌ مِنْهُ. وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ لَك أَنَّ تَقْسِيمَ الْمَنْطِقِيِّينَ لِمُقَدِّمَاتِ الْقِيَاسِ: إلَى الْمُسْتَيْقَنِ وَالْمَشْهُورِ وَالْمُسَلَّمِ؛ لَيْسَ ذَلِكَ وَصْفًا لَازِمًا لِلْقَضِيَّةِ بَلْ هُوَ بِحَسَبِ مَا اتَّفَقَ لِلْمُصَدِّقِ بِهَا وَرُبَّمَا انْقَلَبَ الْأَمْرُ عِنْدَهُ وَيَظْهَرُ لَك مِنْ هَذَا أَنَّمَا يَشْهَدُونَ عَلَيْهِ أَنَّهُ لَيْسَ بِيَقِينِيٍّ أَوْ لَيْسَ مَشْهُورًا وَلَيْسَ بِمُسَلَّمٍ لَيْسَتْ الشَّهَادَةُ صَحِيحَةً. إذْ سَلْبُ ذَلِكَ إنَّمَا يَصِحُّ فِي حَقِّ قَوْمٍ مُعَيَّنِينَ لَا فِي حَقِّ جَمِيعِ الْبَشَرِ. وَكَذَلِكَ الشَّهَادَةُ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ يَقِينِيٌّ أَوْ مَشْهُورٌ أَوْ مُسَلَّمٌ إنَّمَا هُوَ فِي حَقِّ مَنْ ثَبَتَ لَهُ هَذَا الْوَصْفُ. وَأَيْضًا الْقِيَاسُ حَقٌّ ثَابِتٌ لَا يَتَبَدَّلُ وَمَا يَقُولُهُ هَؤُلَاءِ يَتَغَيَّرُ وَيَتَبَدَّلُ وَلَا يَسْتَمِرُّ اللَّهُمَّ إلَّا فِي الْأُمُورِ الَّتِي قَضَتْ سُنَّةُ اللَّهِ بِاشْتِرَاكِ النَّاسِ فِيهَا مِنْ الْحِسَابِيَّاتِ. وَالطَّبِيعِيَّاتِ. وَهَذَانِ الْفَنَّانِ لَيْسَا مَقْصُودَ الدَّعْوَةِ النَّبَوِيَّةِ. وَلَا مَعْرِفَتُهُمَا شَرْطًا فِي السَّعَادَةِ وَلَا مُحَصِّلًا لَهَا وَإِنَّمَا الْمَقْصُودُ الْفَنُّ الْإِلَهِيُّ. وَمُقَدِّمَاتُ الْقِيَاسِ فِيهِ: هِيَ مِنْ الْقِسْمِ الْأَوَّلِ الَّذِي تَخْتَلِفُ فِيهِ أَحْكَامُ الْمُقَدِّمَاتِ بِالنَّسَبِ وَالْإِضَافَةِ. فَتَدَبَّرْ هَذَا فَإِنَّهُ خَالِصٌ نَافِعٌ عَظِيمُ الْقَدْرِ. يُوَضِّحُ هَذَا الْفَصْلُ أَنَّ الْقُرْآنَ - وَإِنْ كَانَ كَلَامَ اللَّهِ - فَإِنَّ اللَّهَ أَضَافَهُ إلَى الرَّسُولِ الْمُبَلِّغِ لَهُ مِنْ الْمَلَكِ وَالْبَشَرِ فَأَضَافَهُ إلَى الْمَلَكِ فِي قَوْلِهِ: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} {الْجَوَارِي الْكُنَّسِ} إلَى قَوْلِهِ: {إنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ} {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} فَهَذَا جبرائيل. فَإِنَّ هَذِهِ صِفَاتُهُ لَا صِفَاتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَالَ: {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} أَضَافَهُ إلَيْنَا امْتِنَانًا عَلَيْنَا بِأَنَّهُ صَاحِبُنَا كَمَا قَالَ: {وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى} {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}. {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} فَهُوَ مُحَمَّدٌ. أَيْ بِمُتَّهَمِ وَعَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُخْرَى: بِبَخِيلِ. وَزَعَمَ بَعْضُ الْمُتَفَلْسِفَةِ أَنَّهُ جبرائيل أَيْضًا وَهُوَ الْعَقْلُ الْفَاعِلُ الْفَائِضُ وَهُوَ مِنْ تَحْرِيفِ الْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ فَإِنَّ صِفَاتِ جبرائيل تَقَدَّمَتْ وَإِنَّمَا هَذَا وَصْفُ مُحَمَّدٍ. ثُمَّ قَالَ: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ} لَمَّا أَثْبَتَ أَنَّهُ قَوْلُ الْمَلَكِ: نَفَى أَنْ يَكُونَ قَوْلَ الشَّيْطَانِ. كَمَا قَالَ فِي الشُّعَرَاءِ: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} {عَلَى قَلْبِكَ} إلَى قَوْلِهِ: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ} {وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ} إلَى قَوْلِهِ: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ} {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} {يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ}. وَأَضَافَهُ إلَى الرَّسُولِ الْبَشَرِيِّ فِي قَوْلِهِ: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ} {وَمَا لَا تُبْصِرُونَ} {إنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ} {وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فَنَفَى عَنْهُ أَنْ يَكُونَ قَوْلَ شَاعِرٍ أَوْ كَاهِنٍ وَهُمَا مِنْ الْبَشَرِ. كَمَا ذَكَرَ فِي آخِرِ الشُّعَرَاءِ: أَنَّ الشَّيَاطِينَ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ. كَالْكَهَنَةِ الَّذِينَ يُلْقُونَ إلَيْهِمْ السَّمْعَ وَأَنَّ الشُّعَرَاءَ يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ. فَهَذَانِ الصِّنْفَانِ اللَّذَانِ قَدْ يَشْتَبِهَانِ بِالرَّسُولِ مِنْ الْبَشَرِ لَمَّا نَفَاهُمَا: عُلِمَ أَنَّ الرَّسُولَ الْكَرِيمَ: هُوَ الْمُصْطَفَى مِنْ الْبَشَرِ فَإِنَّ اللَّهَ يَصْطَفِي مِنْ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنْ النَّاسِ كَمَا أَنَّهُ فِي سُورَةِ التَّكْوِيرِ: لَمَّا كَانَ الشَّيْطَانُ قَدْ يُشَبَّهُ بِالْمَلَكِ - فَنَفَى أَنْ يَكُونَ قَوْلَ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ - عُلِمَ أَنَّ الرَّسُولَ الْمَذْكُورَ هُوَ الْمُصْطَفَى مِنْ الْمَلَائِكَةِ. وَفِي إضَافَتِهِ إلَى هَذَا الرَّسُولِ تَارَةً وَإِلَى هَذَا تَارَةً: دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ إضَافَةُ بَلَاغٍ وَأَدَاءٍ لَا إضَافَةُ إحْدَاثٍ لِشَيْءِ مِنْهُ أَوْ إنْشَاءٍ كَمَا يَقُولُهُ بَعْضُ الْمُبْتَدِعَةِ الْأَشْعَرِيَّةِ مِنْ أَنَّ حُرُوفَهُ ابْتِدَاءً جبرائيل أَوْ مُحَمَّدٌ مُضَاهَاةً مِنْهُمْ فِي نِصْفِ قَوْلِهِمْ لِمَنْ قَالَ: إنَّهُ قَوْلُ الْبَشَرِ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ مِمَّنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ أَنْشَأَهُ بِفَضْلِهِ وَقُوَّةِ نَفْسِهِ وَمِنْ الْمُتَفَلْسِفَةِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ الْمَعَانِيَ وَالْحُرُوفَ تَأْلِيفُهُ؛ لَكِنَّهَا فَاضَتْ عَلَيْهِ كَمَا يَفِيضُ الْعِلْمُ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ الْعُلَمَاءِ. فَالْكَاهِنُ مُسْتَمِدٌّ مِنْ الشَّيَاطِينِ. {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} وَكِلَاهُمَا فِي لَفْظِهِ وَزْنٌ. هَذَا سَجْعٌ وَهَذَا نَظْمٌ وَكِلَاهُمَا لَهُ مَعَانٍ مِنْ وَحْيِ الشَّيَاطِينِ. كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَعُوذُ بِاَللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ. مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ} وَقَالَ: " هَمْزُهُ الموتة وَنَفْثُهُ الشِّعْرُ وَنَفْخُهُ الْكِبْرُ " وقَوْله تَعَالَى {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ} يَنْفِي الْأَمْرَيْنِ كَمَا أَنَّهُ فِي السُّورَةِ الْأُخْرَى قَالَ: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ} {وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ} وَكَذَلِكَ قَالَ فِي الشُّعَرَاءِ: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ} مُطْلَقًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثُمَّ ذَكَرَ عَلَامَةَ مَنْ تَنَزَّلُ عَلَيْهِ الشَّيَاطِينُ: بِأَنَّهُ أَفَّاكٌ أَثِيمٌ وَأَنَّ الشُّعَرَاءَ يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ. فَظَاهِرُ الْقُرْآنِ: لَيْسَ فِيهِ أَنَّ الشُّعَرَاءَ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الشَّيَاطِينُ إلَّا إذَا كَانَ أَحَدُهُمْ كَذَّابًا أَثِيمًا فَالْكَذَّابُ: فِي قَوْلِهِ وَخَبَرِهِ. وَالْأَثِيمُ: فِي فِعْلِهِ وَأَمْرِهِ. وَذَاكَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ: لِأَنَّ الشِّعْرَ يَكُونُ مِنْ الشَّيْطَانِ تَارَةً وَيَكُونُ مِنْ النَّفْسِ أُخْرَى. كَمَا أَنَّهُ إذَا كَانَ حَقًّا يَكُونُ مِنْ رُوحِ الْقُدُسِ كَمَا {قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا دَعَا لِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ: اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} وَقَالَ: {اُهْجُهُمْ وهاجهم وجبرائيل مَعَك} فَلَمَّا نَفَى قِسْمَ الشَّيْطَانِ نَفَى قِسْمَ النَّفْسِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} وَأَلْغَى اتِّبَاعَ الشَّهَوَاتِ الَّتِي هِيَ هَوَى النُّفُوسِ. وَلِهَذَا قَالَ أَبُو حَيَّانٍ مَا كَانَ مِنْ نَفْسِك فَأَحَبَّتْهُ نَفْسُك لِنَفْسِك فَهُوَ مِنْ نَفْسِك فَانْهَهَا عَنْهُ وَمَا كَانَ مِنْ نَفْسِك فَكَرِهَتْهُ نَفْسُك لِنَفْسِك: فَهُوَ مِنْ الشَّيْطَانِ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْهُ فَهَذَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ سَبَبُ ذَلِكَ. وَأَمَّا التَّقْسِيمُ إلَى الْكَاهِنِ وَالشَّاعِرِ مِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى فَهُوَ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - لِأَنَّ الْكَلَامَ نَوْعَانِ: خَبَرٌ وَإِنْشَاءٌ. وَالْكَاهِنُ يُخْبِرُ بِالْغُيُوبِ مُخَلِّطًا فِيهِ الصِّدْقَ بِالْكَذِبِ لَا يَأْتُونَ بِالْحَقِّ مَحْضًا وَإِذَا أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّةِ أَحَدِهِمْ شَيْئًا فِي الْقَلْبِ: لَمْ يُنْسَخْ مِنْهُ بَلْ أَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ. كَمَا قَالَ تَعَالَى وَكَمَا بَيَّنَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ الْكُهَّانِ لَمَّا قَالَ: {إنَّهُمْ يَزِيدُونَ فِي الْكَلِمَةِ مِائَةَ كِذْبَةٍ} بِخِلَافِ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ وَالْمُحَدِّثِ كَمَا فِي قِرَاءَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ: {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ}. وَالْقِرَاءَةُ الْعَامَّةُ لَيْسَ فِيهَا الْمُحَدِّثُ؛ إذْ يَجُوزُ أَنْ يُقَرَّ عَلَى بَعْضِ الْخَطَأِ وَيُدْخِلَ الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ بَعْضَ مَا يُلْقِيهِ فَلَا يُنْسَخُ بِخِلَافِ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ نَسْخِ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ وَأَنْ يُحْكِمَ اللَّهُ آيَاتِهِ لِأَنَّهُ [حَقٌّ] وَالْمُحَدِّثُ مَأْمُورٌ بِأَنْ يَعْرِضَ مَا يُحَدِّثُهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ. وَلِهَذَا أَلْقَى الشَّيْطَانُ لِعُمَرِ وَهُوَ مُحَدِّثٌ فِي قِصَّةِ الْحُدَيْبِيَةِ وَقِصَّةِ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقِصَّةِ اخْتِلَافِهِ وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ فَأَزَالَهُ عَنْهُ نُورُ النُّبُوَّةِ. وَأَمَّا الشَّاعِرُ فَشَأْنُهُ التَّحْرِيكُ لِلنُّفُوسِ فَهُوَ مِنْ بَابِ الْأَمْرِ الْخَاصِّ الْمُرَغِّبِ؛ فَلِهَذَا قِيلَ فِيهِمْ: {يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} فَضَرَرُهُمْ فِي الْأَعْمَالِ لَا فِي الِاعْتِقَادَاتِ وَأُولَئِكَ ضَرَرُهُمْ فِي الِاعْتِقَادَاتِ وَيَتْبَعُهَا الْأَعْمَالُ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}. وَمَعْنَى الْكِهَانَةِ وَالشِّعْرِ: مَوْجُودٌ فِي كَثِيرٍ مِنْ الْمُتَفَلْسِفَةِ وَالْمُتَصَوِّفَةِ وَالْمُتَكَلِّمَةِ وَالْمُتَفَقِّهَةِ وَالْعَامَّةِ وَالْمُتَفَقِّرَةِ الْخَارِجِينَ عَنْ الشَّرِيعَةِ الَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ بِالْغُيُوبِ عَنْ كِهَانَةٍ وَيُحَرِّكُونَ النُّفُوسَ بِالشِّعْرِ وَنَحْوِهِ وَهُمْ مِنْ أَتْبَاعِ الْمُتَنَبِّئِينَ الْكَذَّابِينَ لَهُمْ مَادَّةٌ مِنْ الشَّيَاطِينِ. كَمَا قَدْ رَأَيْنَاهُ كَثِيرًا فِي أَنْوَاعٍ مِنْ هَذِهِ الطَّوَائِفِ وَغَيْرِهَا لِمَنْ نَوَّرَ اللَّهُ صَدْرَهُ وَقَذَفَ فِي قَلْبِهِ مِنْ نُورِهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 01:28]ـ
وقال رحمه الله:
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ تَقِيُّ الدِّينِ أَحْمَد ابْنُ تيمية - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْفُرُوقِ: الَّتِي يَتَبَيَّنُ بِهَا كَوْنُ الْحَسَنَةِ مِنْ اللَّهِ وَالسَّيِّئَةِ مِنْ النَّفْسِ وَقَوْلُهُ: {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} وَقَوْلُهُ: {قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} إلَى قَوْلِهِ {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} فَإِنَّهُ يَنْفِي التَّحْرِيمَ عَنْ غَيْرِهَا وَيُثْبِتُهُ لَهَا لَكِنْ هَلْ أَثْبَتَهَا لِلْجِنْسِ أَوْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ كَمَا يُقَالُ إنَّمَا يَحُجُّ الْمُسْلِمُونَ. وَذَلِكَ أَنَّ الْمُسْتَثْنَى هَلْ هُوَ مُقْتَضًى أَوْ شَرْطٌ؟. فَفِي الْآيَةِ وَأَمْثَالِهَا هُوَ مُقْتَضًى فَهُوَ عَامٌّ؛ فَإِنَّ الْعِلْمَ بِمَا أَنْذَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ يُوجِبُ الْخَوْفَ فَإِذَا كَانَ الْعِلْمُ يُوجِبُ الْخَشْيَةَ الْحَامِلَةَ عَلَى فِعْلِ الْحَسَنَاتِ وَتَرْكِ السَّيِّئَاتِ وَكُلُّ عَاصٍ فَهُوَ جَاهِلٌ لَيْسَ بِتَامِّ الْعِلْمِ تَبَيَّنَ مَا ذَكَرْنَا مِنْ أَنَّ أَصْلَ السَّيِّئَاتِ الْجَهْلُ وَعَدَمُ الْعِلْمِ. وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَعَدَمُ الْعِلْمِ لَيْسَ شَيْئًا مَوْجُودًا؛ بَلْ هُوَ مِثْلُ عَدَمِ الْقُدْرَةِ وَعَدَمِ السَّمْعِ وَعَدَمِ الْبَصَرِ وَالْعَدَمُ لَيْسَ شَيْئًا وَإِنَّمَا الشَّيْءُ الْمَوْجُودُ - وَاَللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَلَا يُضَافُ الْعَدَمُ الْمَحْضُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى لَكِنْ قَدْ يَقْتَرِنُ بِهِ مَوْجُودٌ - فَإِذَا لَمْ يَكُنْ عَالِمًا، وَالنَّفْسُ بِطَبْعِهَا تُحَرِّكُهُ فَإِنَّهَا حَيَّةٌ، وَالْحَرَكَةُ الْإِرَادِيَّةُ مِنْ لَوَازِمِ الْحَيَاةِ، وَلِهَذَا أَصْدَقُ الْأَسْمَاءِ الْحَارِثُ وَالْهُمَامُ، وَفِي الْحَدِيثِ: {مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ رِيشَةٍ مُلْقَاةٍ} إلَخْ. وَفِيهِ {الْقَلْبُ أَشَدُّ تَقَلُّبًا مِنْ الْقِدْرِ إذَا اسْتَجْمَعَتْ غَلَيَانًا} فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَإِنْ هَدَاهَا اللَّهُ عَلَّمَهَا مَا يَنْفَعُهَا وَمَا يَضُرُّهَا، فَأَرَادَتْ مَا يَنْفَعُهَا وَتَرَكَتْ مَا يَضُرُّهَا، وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ تَفَضَّلَ عَلَى بَنِي آدَمَ بِأَمْرَيْنِ؛ هُمَا أَصْلُ السَّعَادَةِ: (أَحَدُهُمَا): أَنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَلِمُسْلِمِ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ مَرْفُوعًا {إنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ} الْحَدِيثَ. فَالنَّفْسُ بِفِطْرَتِهَا إذَا تُرِكَتْ كَانَتْ مُحِبَّةً لِلَّهِ تَعْبُدُهُ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَلَكِنْ يُفْسِدُهَا مَنْ يُزَيِّنُ لَهَا مِنْ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ. قَالَ تَعَالَى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} الْآيَةَ. وَتَفْسِيرُ هَذِهِ الْآيَةِ مَبْسُوطٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ. (الثَّانِي): أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى هَدَى النَّاسَ هِدَايَةً عَامَّةً، بِمَا جَعَلَ فِيهِمْ مِنْ الْعَقْلِ، وَبِمَا أَنْزَلَ إلَيْهِمْ مِنْ الْكُتُبِ، وَأَرْسَلَ إلَيْهِمْ مِنْ الرُّسُلِ، قَالَ تَعَالَى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} - إلَى قَوْلِهِ - {مَا لَمْ يَعْلَمْ} وَقَالَ تَعَالَى: {الرَّحْمَنِ} {عَلَّمَ الْقُرْآنَ} {خَلَقَ الْإِنْسَانَ} {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} وَقَالَ تَعَالَى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى} {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} وَقَالَ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} فَفِي كُلِّ وَاحِدٍ مَا يَقْتَضِي مَعْرِفَتَهُ بِالْحَقِّ وَمَحَبَّتَهُ لَهُ، وَقَدْ هَدَاهُ إلَى أَنْوَاعٍ مِنْ الْعِلْمِ يُمْكِنُهُ أَنْ يَتَوَصَّلَ بِهَا إلَى سَعَادَةِ الْآخِرَةِ، وَجَعَلَ فِي فِطْرَتِهِ مَحَبَّةً لِذَلِكَ. لَكِنْ قَدْ يُعْرِضُ الْإِنْسَانُ عَنْ طَلَبِ عِلْمِ مَا يَنْفَعُهُ وَذَلِكَ الْإِعْرَاضُ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَمْرٌ عَدَمِيٌّ، لَكِنَّ النَّفْسَ مِنْ لَوَازِمِهَا الْإِرَادَةُ وَالْحَرَكَةُ فَإِنَّهَا حَيَّةٌ حَيَاةً طَبِيعِيَّةً، لَكِنَّ سَعَادَتَهَا أَنْ تَحْيَا الْحَيَاةَ النَّافِعَةَ فَتَعْبُدَ اللَّهَ، وَمَتَى لَمْ تَحْيَا هَذِهِ الْحَيَاةَ كَانَتْ مَيِّتَةً، وَكَانَ مَا لَهَا مِنْ الْحَيَاةِ الطَّبِيعِيَّةِ مُوجِبًا لِعَذَابِهَا، فَلَا هِيَ حَيَّةٌ مُتَنَعِّمَةٌ بِالْحَيَاةِ، وَلَا مَيِّتَةٌ مُسْتَرِيحَةٌ مِنْ الْعَذَابِ، قَالَ تَعَالَى: {ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا} فَالْجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ لَمَّا كَانَ فِي الدُّنْيَا لَيْسَ بِحَيِّ الْحَيَاةَ النَّافِعَةَ وَلَا مَيِّتًا عَدِيمَ الْإِحْسَاسِ، كَانَ فِي الْآخِرَةِ كَذَلِكَ، وَالنَّفْسُ إنْ عَلِمَتْ الْحَقَّ وَأَرَادَتْهُ فَذَلِكَ مِنْ تَمَامِ إنْعَامِ اللَّهِ عَلَيْهَا، وَإِلَّا فَهِيَ بِطَبْعِهَا لَا بُدَّ لَهَا مِنْ مُرَادٍ مَعْبُودٍ غَيْرِ اللَّهِ؛ وَمُرَادَاتٍ سَيِّئَةٍ؛ فَهَذَا تَرَكَّبَ مِنْ كَوْنِهَا لَمْ تَعْرِفْ اللَّهَ وَلَمْ تَعْبُدْهُ وَهَذَا عَدَمٌ. وَالْقَدَرِيَّةُ يَعْتَرِفُونَ بِهَذَا، وَبِأَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مُرِيدًا، لَكِنْ يَجْعَلُونَهُ مُرِيدًا بِالْقُوَّةِ وَالْقَبُولِ، أَيْ قَابِلًا لِأَنْ يُرِيدَ هَذَا وَهَذَا، وَأَمَّا كَوْنُهُ مُرِيدًا لِهَذَا الْمُعَيَّنِ وَهَذَا الْمُعَيَّنِ، فَهَذَا عِنْدَهُمْ لَيْسَ مَخْلُوقًا لِلَّهِ، وَغَلِطُوا بَلْ اللَّهُ خَالِقُ هَذَا كُلِّهِ، وَهُوَ الَّذِي أَلْهَمَ النَّفْسَ فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: {اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا} إلَخْ " وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ جَعَلَ إبْرَاهِيمَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ أَئِمَّةً يَدْعُونَ بِأَمْرِهِ، وَجَعَلَ آلَ فِرْعَوْنَ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إلَى النَّارِ، وَلَكِنَّ هَذَا إلَى اللَّهِ لِوَجْهَيْنِ مِنْ جِهَةِ عِلَّتِهِ الغائية، وَمِنْ جِهَةِ سَبَبِهِ: أَمَّا الْعِلَّةُ الغائية: فَإِنَّهُ إنَّمَا خَلَقَهُ لِحِكْمَةِ هُوَ بِاعْتِبَارِهَا خَيْرٌ، وَإِنْ كَانَ شَرًّا إضَافِيًّا، فَإِذَا أُضِيفَ مُفْرَدًا تَوَهَّمَ الْمُتَوَهِّمُ مَذْهَبَ جَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الشَّرَّ الْمَحْضَ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ لِأَحَدِ، لَا لِحِكْمَةِ وَلَا لِرَحْمَةِ، وَالْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالِاعْتِبَارُ يُبْطِلُ هَذَا، كَمَا إذَا قِيلَ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ يَسْفِكُونَ الدِّمَاءَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ كَانَ هَذَا ذَمًّا لَهُمْ، وَكَانَ بَاطِلًا، وَإِذَا قِيلَ يُجَاهِدُونَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَيَقْتُلُونَ مَنْ مَنَعَهُمْ مِنْ ذَلِكَ كَانَ هَذَا مَدْحًا لَهُمْ وَكَانَ حَقًّا. فَإِذَا قِيلَ: إنَّ الرَّبَّ تَعَالَى حَكِيمٌ رَحِيمٌ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وَالْخَيْرُ بِيَدَيْهِ وَالشَّرُّ لَيْسَ إلَيْهِ، لَا يَفْعَلُ إلَّا خَيْرًا، وَمَا خَلَقَهُ مِنْ أَلَمٍ لِبَعْضِ الْحَيَوَانِ، وَمِنْ أَعْمَالِهِ الْمَذْمُومَةِ، فَلَهُ فِيهِ حِكْمَةٌ عَظِيمَةٌ وَنِعْمَةٌ جَسِيمَةٌ، كَانَ هَذَا حَقًّا وَهُوَ مَدْحٌ لِلرَّبِّ. وَأَمَّا إذَا قِيلَ يَخْلُقُ الشَّرَّ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ، وَلَا مَنْفَعَةَ لِأَحَدِ، وَلَا لَهُ فِيهِ حِكْمَةٌ وَلَا رَحْمَةٌ وَيُعَذِّبُ النَّاسَ بِلَا ذَنْبٍ لَمْ يَكُنْ مَدْحًا لَهُ بَلْ الْعَكْسُ، وَقَدْ بَيَّنَّا بَعْضَ مَا فِي خَلْقِ جَهَنَّمَ وَإِبْلِيسَ وَالسَّيِّئَاتِ مِنْ الْحِكْمَةِ وَالرَّحْمَةِ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ أَعْظَمُ، وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَسْتَحِقُّ الْحَمْدَ وَالْحُبَّ وَالرِّضَا لِذَاتِهِ وَلِإِحْسَانِهِ هَذَا حَمْدُ شُكْرٍ، وَذَاكَ حَمْدٌ مُطْلَقًا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 11:52]ـ
ومن جملة كلامه رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
لَكِنَّ جَزْمَ الْعِلْمِ غَيْرُ جَزْمِ الْهَوَى. فَالْجَازِمُ بِغَيْرِ عِلْمٍ يَجِدُ مِنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ غَيْرُ عَالِمٍ بِمَا جَزَمَ بِهِ وَالْجَازِمُ بِعِلْمِ يَجِدُ مِنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ عَالِمٌ؛ إذْ كَوْنُ الْإِنْسَانِ عَالِمًا وَغَيْرَ عَالِمٍ مِثْلَ كَوْنِهِ سَامِعًا وَمُبْصِرًا وَغَيْرَ سَامِعٍ وَمُبْصِرٍ فَهُوَ يَعْلَمُ مِنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ: مِثْلَ مَا يَعْلَمُ مِنْ نَفْسِهِ كَوْنَهُ مُحِبًّا وَمُبْغِضًا وَمُرِيدًا وَكَارِهًا؛ وَمَسْرُورًا وَمَحْزُونًا؛ وَمُنَعَّمًا وَمُعَذَّبًا؛ وَغَيْرَ ذَلِكَ. وَمَنْ شَكَّ فِي كَوْنِهِ يَعْلَمُ مَعَ كَوْنِهِ يَعْلَمُ - فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ جَزَمَ بِأَنَّهُ عَلِمَ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ وَذَلِكَ نَظِيرُ مَنْ شَكَّ فِي كَوْنِهِ سَمِعَ وَرَأَى؛ أَوْ جَزَمَ بِأَنَّهُ سَمِعَ وَرَأَى مَا لَمْ يَسْمَعْهُ وَيَرَاهُ. وَالْغَلَطُ أَوْ الْكَذِبُ يَعْرِضُ لِلْإِنْسَانِ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ طَرَفَيْ النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ لَكِنَّ هَذَا الْغَلَطَ أَوْ الْكَذِبَ الْعَارِضَ لَا يَمْنَعُ أَنْ يَكُونَ الْإِنْسَانُ جَازِمًا بِمَا لَا يَشُكُّ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ كَمَا يَجْزِمُ بِمَا يَجِدُهُ مِنْ الطُّعُومِ والأراييح وَإِنْ كَانَ قَدْ يَعْرِضُ لَهُ مِنْ الِانْحِرَافِ مَا يَجِدُ بِهِ الْحُلْوَ مُرًّا. فَالْأَسْبَابُ الْعَارِضَةُ لِغَلَطِ الْحِسِّ الْبَاطِنِ أَوْ الظَّاهِرِ وَالْعَقْلِ: بِمَنْزِلَةِ الْمَرَضِ الْعَارِضِ لِحَرَكَةِ الْبَدَنِ وَالنَّفْسِ وَالْأَصْلُ هُوَ الصِّحَّةُ فِي الْإِدْرَاكِ وَفِي الْحَرَكَةِ. فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ عِبَادَهُ عَلَى الْفِطْرَةِ. وَهَذِهِ الْأُمُورُ يُعْلَمُ الْغَلَطُ فِيهَا بِأَسْبَابِهَا الْخَاصَّةِ؛ كَالْمُرَّةِ الصَّفْرَاءِ الْعَارِضَةِ لِلطَّعْمِ وَكَالْحَوَلِ فِي الْعَيْنِ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَإِلَّا فَمَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ عَلَى مَا يَجْزِمُ بِهِ وَجَدَ أَكْثَرَ النَّاسِ الَّذِينَ يَجْزِمُونَ بِمَا لَا يُجْزَمُ بِهِ إنَّمَا جَزْمُهُمْ لِنَوْعِ مِنْ الْهَوَى كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} وَقَالَ: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ}. وَلِهَذَا تَجِدُ الْيَهُودَ يُصَمِّمُونَ وَيُصِرُّونَ عَلَى بَاطِلِهِمْ لِمَا فِي نُفُوسِهِمْ مِنْ الْكِبْرِ وَالْحَسَدِ وَالْقَسْوَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَهْوَاءِ. وَأَمَّا النَّصَارَى فَأَعْظَمُ ضَلَالًا مِنْهُمْ وَإِنْ كَانُوا فِي الْعَادَةِ وَالْأَخْلَاقِ أَقَلَّ مِنْهُمْ شَرًّا فَلَيْسُوا جَازِمِينَ بِغَالِبِ ضَلَالِهِمْ بَلْ عِنْدَ الِاعْتِبَارِ تَجِدُ مَنْ تَرَكَ الْهَوَى مِنْ الطَّائِفَتَيْنِ وَنَظَرَ نَوْعَ نَظَرٍ تَبَيَّنَ لَهُ الْإِسْلَامُ حَقًّا. وَالْمَقْصُودُ هُنَا: أَنَّ مَعْرِفَةَ الْإِنْسَانِ بِكَوْنِهِ يَعْلَمُ أَوْ لَا يَعْلَمُ: مَرْجِعُهُ إلَى وُجُودِ نَفْسِهِ عَالِمَةً. وَلِهَذَا لَا نَحْتَجُّ عَلَى مُنْكِرِ الْعِلْمِ إلَّا بِوُجُودِنَا نُفُوسَنَا عَالِمَةً؛ كَمَا احْتَجُّوا عَلَى مُنْكِرِي الْأَخْبَارِ الْمُتَوَاتِرَةِ بِأَنَّا نَجِدُ نُفُوسَنَا عَالِمَةً بِذَلِكَ وَجَازِمَةً بِهِ كَعِلْمِنَا وَجَزْمِنَا بِمَا أَحْسَسْنَاهُ. وَجَعَلَ الْمُحَقِّقُونَ وُجُودَ الْعِلْمِ بِخَبَرِ [مِنْ] الْأَخْبَارِ هُوَ الضَّابِطُ فِي حُصُولِ التَّوَاتُرِ؛ إذْ لَمْ يَحُدُّوهُ بِعَدَدِ وَلَا صِفَةٍ؛ بَلْ مَتَى حَصَلَ الْعِلْمُ كَانَ هُوَ الْمُعْتَبَرَ. وَالْإِنْسَانُ يَجِدُ نَفْسَهُ عَالِمَةً وَهَذَا حَقٌّ. فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَسْتَدِلَّ الْإِنْسَانُ عَلَى كَوْنِهِ عَالِمًا بِدَلِيلِ فَإِنَّ عِلْمَهُ بِمُقَدِّمَاتِ ذَلِكَ الدَّلِيلِ يَحْتَاجُ إلَى أَنْ يَجِدَ نَفْسَهُ عَالِمَةً بِهَا فَلَوْ احْتَاجَ عِلْمُهُ بِكَوْنِهِ عَالِمًا إلَى دَلِيلٍ أَفْضَى إلَى الدَّوْرِ أَوْ التَّسَلْسُلِ؛ وَلِهَذَا لَا يُحِسُّ الْإِنْسَانُ بِوُجُودِ الْعِلْمِ عِنْدَ وُجُودِ سَبَبِهِ إنْ كَانَ بَدِيهِيًّا؛ أَوْ إنْ كَانَ
(يُتْبَعُ)
(/)
نَظَرِيًّا إذَا عَلِمَ الْمُقَدِّمَتَيْنِ. وَبِهَذَا اُسْتُدِلَّ عَلَى مُنْكِرِي إفَادَةِ النَّظَرِ الْعِلْمَ وَإِنْ كَانَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ تَفْصِيلٌ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهُ. فَالْغَرَضُ: أَنَّ مَنْ نَظَرَ فِي دَلِيلٍ يُفِيدُ الْعِلْمَ وَجَدَ نَفْسَهُ عَالِمَةً عِنْدَ عِلْمِهِ بِذَلِكَ الدَّلِيلِ كَمَا يَجِدُ نَفْسَهُ سَامِعَةً رَائِيَةً عِنْدَ الِاسْتِمَاعِ لِلصَّوْتِ وَالتَّرَائِي لِلشَّمْسِ أَوْ الْهِلَالِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ. وَالْعِلْمُ يَحْصُلُ فِي النَّفْسِ كَمَا تَحْصُلُ سَائِرُ الْإِدْرَاكَاتِ وَالْحَرَكَاتِ بِمَا يَجْعَلُهُ اللَّهُ مِنْ الْأَسْبَابِ وَعَامَّةِ ذَلِكَ بِمَلَائِكَةِ اللَّهِ تَعَالَى. فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يُنْزِلُ بِهَا عَلَى قُلُوبِ عِبَادِهِ مِنْ الْعِلْمِ وَالْقُوَّةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مَا يَشَاءُ. وَلِهَذَا {قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانِ: اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} " وَقَالَ تَعَالَى: {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {مَنْ طَلَبَ الْقَضَاءَ وَاسْتَعَانَ عَلَيْهِ وُكِلَ إلَيْهِ وَمَنْ لَمْ يَطْلُبْ الْقَضَاءَ وَلَمْ يَسْتَعِنْ عَلَيْهِ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَلَكًا يُسَدِّدُهُ} " وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: " كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ " وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَيْضًا: " إنَّ لِلْمَلَكِ لَمَّةً وَلِلشَّيْطَانِ لَمَّةً فَلَمَّةُ الْمَلَكِ: إيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ. وَلَمَّةُ الشَّيْطَانِ إيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ " وَهَذَا الْكَلَامُ الَّذِي قَالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ هُوَ مَحْفُوظٌ عَنْهُ وَرُبَّمَا رَفَعَهُ بَعْضُهُمْ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُوَ كَلَامٌ جَامِعٌ لِأُصُولِ مَا يَكُونُ مِنْ الْعَبْدِ مِنْ عِلْمٍ وَعَمَلٍ مِنْ شُعُورٍ وَإِرَادَةٍ. وَذَلِكَ: أَنَّ الْعَبْدَ لَهُ قُوَّةُ الشُّعُورِ وَالْإِحْسَاسِ وَالْإِدْرَاكِ وَقُوَّةُ الْإِرَادَةِ وَالْحَرَكَةِ وَإِحْدَاهُمَا أَصْلُ الثَّانِيَةِ مُسْتَلْزِمَةٌ لَهَا. وَالثَّانِيَةُ مُسْتَلْزِمَةٌ لِلْأُولَى وَمُكَمِّلَةٌ لَهَا. فَهُوَ بِالْأُولَى يُصَدِّقُ بِالْحَقِّ وَيُكَذِّبُ بِالْبَاطِلِ وَبِالثَّانِيَةِ يُحِبُّ النَّافِعَ الْمُلَائِمَ لَهُ؛ وَيُبْغِضُ الضَّارَّ الْمُنَافِيَ لَهُ. وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ خَلَقَ عِبَادَهُ عَلَى الْفِطْرَةِ الَّتِي فِيهَا مَعْرِفَةُ الْحَقِّ وَالتَّصْدِيقُ بِهِ وَمَعْرِفَةُ الْبَاطِلِ وَالتَّكْذِيبُ بِهِ وَمَعْرِفَةُ النَّافِعِ الْمُلَائِمِ وَالْمَحَبَّةُ لَهُ وَمَعْرِفَةُ الضَّارِّ الْمُنَافِي وَالْبُغْضُ لَهُ بِالْفِطْرَةِ. فَمَا كَانَ حَقًّا مَوْجُودًا صَدَّقَتْ بِهِ الْفِطْرَةُ وَمَا كَانَ حَقًّا نَافِعًا عَرَفَتْهُ الْفِطْرَةُ فَأَحَبَّتْهُ وَاطْمَأَنَّتْ إلَيْهِ. وَذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوفُ وَمَا كَانَ بَاطِلًا مَعْدُومًا كَذَّبَتْ بِهِ الْفِطْرَةُ فَأَبْغَضَتْهُ الْفِطْرَةُ فَأَنْكَرَتْهُ. قَالَ تَعَالَى: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ}. وَالْإِنْسَانُ كَمَا سَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ قَالَ: " {أَصْدَقُ الْأَسْمَاءِ حَارِثٌ وَهَمَّامٌ} " فَهُوَ دَائِمًا يَهُمُّ وَيَعْمَلُ لَكِنَّهُ لَا يَعْمَلُ إلَّا مَا يَرْجُو نَفْعَهُ أَوْ دَفْعَ مَضَرَّتِهِ وَلَكِنْ قَدْ يَكُونُ ذَلِكَ الرَّجَاءُ مَبْنِيًّا عَلَى اعْتِقَادٍ بَاطِلٍ إمَّا فِي نَفْسِ الْمَقْصُودِ: فَلَا يَكُونُ نَافِعًا وَلَا ضَارًّا وَإِمَّا فِي الْوَسِيلَةِ: فَلَا تَكُونُ طَرِيقًا إلَيْهِ. وَهَذَا جَهْلٌ. وَقَدْ يَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الشَّيْءَ يَضُرُّهُ وَيَفْعَلُهُ وَيَعْلَمُ أَنَّهُ يَنْفَعُهُ وَيَتْرُكُهُ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ الْعِلْمَ عَارَضَهُ مَا فِي نَفْسِهِ مِنْ طَلَبِ لَذَّةٍ أُخْرَى أَوْ دَفْعِ أَلَمٍ آخَرَ
(يُتْبَعُ)
(/)
جَاهِلًا ظَالِمًا حَيْثُ قَدَّمَ هَذَا عَلَى ذَاكَ. وَلِهَذَا قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: " سَأَلْت أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْله تَعَالَى {إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ}؟ فَقَالُوا. كُلُّ مَنْ عَصَى اللَّهَ فَهُوَ جَاهِلٌ وَكُلُّ مَنْ تَابَ قَبْلَ الْمَوْتِ فَقَدْ تَابَ مِنْ قَرِيبٍ ". وَإِذَا كَانَ الْإِنْسَانُ لَا يَتَحَرَّكُ إلَّا رَاجِيًا. وَإِنْ كَانَ رَاهِبًا خَائِفًا لَمْ يَسْعَ [إلَّا] فِي النَّجَاةِ وَلَمْ يَهْرُبْ [إلَّا] مِنْ الْخَوْفِ فَالرَّجَاءُ لَا يَكُونُ إلَّا بِمَا يُلْقَى فِي نَفْسِهِ مِنْ الْإِيعَادِ بِالْخَيْرِ الَّذِي هُوَ طَلَبُ الْمَحْبُوبِ أَوْ فَوَاتُ الْمَكْرُوهِ فَكُلُّ بَنِي آدَمَ لَهُ اعْتِقَادٌ؛ فِيهِ تَصْدِيقٌ بِشَيْءِ وَتَكْذِيبٌ بِشَيْءِ وَلَهُ قَصْدٌ وَإِرَادَةٌ لِمَا يَرْجُوهُ مِمَّا هُوَ عِنْدَهُ مَحْبُوبٌ مُمْكِنُ الْوُصُولِ إلَيْهِ أَوْ لِوُجُودِ الْمَحْبُوبِ عِنْدَهُ؛ أَوْ لِدَفْعِ الْمَكْرُوهِ عَنْهُ. وَاَللَّهُ خَلَقَ الْعَبْدَ يَقْصِدُ الْخَيْرَ فَيَرْجُوهُ بِعَمَلِهِ فَإِذَا كَذَّبَ بِالْحَقِّ فَلَمْ يُصَدِّقْ بِهِ وَلَمْ يَرْجُ الْخَيْرَ فَيَقْصِدَهُ وَيَعْمَلَ لَهُ: كَانَ خَاسِرًا بِتَرْكِ تَصْدِيقِ الْحَقِّ وَطَلَبِ الْخَيْرِ فَكَيْفَ إذَا كَذَّبَ بِالْحَقِّ وَكَرِهَ إرَادَةَ الْخَيْرِ؟ فَكَيْفَ إذَا صَدَّقَ بِالْبَاطِلِ وَأَرَادَ الشَّرَّ؟ فَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَنَّ لِقَلْبِ ابْنِ آدَمَ لَمَّةً مِنْ الْمَلَكِ وَلَمَّةً مِنْ الشَّيْطَانِ فَلَمَّةُ الْمَلَكِ تَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ وَهُوَ مَا كَانَ [مِنْ] غَيْرِ جِنْسِ الِاعْتِقَادِ الْفَاسِدِ وَ [لَمَّةُ الشَّيْطَانِ] هُوَ تَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ وَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَهُوَ مَا كَانَ مِنْ جِنْسِ إرَادَةِ الشَّرِّ وَظَنِّ وُجُودِهِ: إمَّا مَعَ رَجَائِهِ إنْ كَانَ مَعَ هَوَى نَفْسٍ وَإِمَّا مَعَ خَوْفِهِ إنْ كَانَ غَيْرَ مَحْبُوبٍ لَهَا. وَكُلٌّ مِنْ الرَّجَاءِ وَالْخَوْفِ مُسْتَلْزِمٌ لِلْآخَرِ. فَمَبْدَأُ الْعِلْمِ الْحَقِّ وَالْإِرَادَةِ الصَّالِحَةِ: مِنْ لَمَّةِ الْمَلَكِ. وَمَبْدَأُ الِاعْتِقَادِ الْبَاطِلِ وَالْإِرَادَةِ الْفَاسِدَةِ: مِنْ لَمَّةِ الشَّيْطَانِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا} وَقَالَ تَعَالَى: {إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} أَيْ: يُخَوِّفُكُمْ أَوْلِيَاءَهُ وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ}. وَالشَّيْطَانُ وَسْوَاسٌ خَنَّاسٌ إذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ رَبَّهُ خَنَسَ فَإِذَا غَفَلَ عَنْ ذِكْرِهِ وَسْوَسَ فَلِهَذَا كَانَ تَرْكُ ذِكْرِ اللَّهِ سَبَبًا وَمَبْدَأً لِنُزُولِ الِاعْتِقَادِ الْبَاطِلِ وَالْإِرَادَةِ الْفَاسِدَةِ فِي الْقَلْبِ وَمِنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى: تِلَاوَةُ كِتَابِهِ وَفَهْمُهُ وَمُذَاكَرَةُ الْعِلْمِ كَمَا قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: " وَمُذَاكَرَتُهُ تَسْبِيحٌ ".
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 11:56]ـ
وقال:
وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى قَوْله تَعَالَى {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَا يَخْشَاهُ إلَّا عَالِمٌ؛ فَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّ كُلَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ فَهُوَ عَالِمٌ كَمَا قَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}. وَالْخَشْيَةُ أَبَدًا مُتَضَمِّنَةٌ لِلرَّجَاءِ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَكَانَتْ قُنُوطًا؛ كَمَا أَنَّ الرَّجَاءَ يَسْتَلْزِمُ الْخَوْفَ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلَوْلَا ذَلِكَ لَكَانَ أَمْنًا؛ فَأَهْلُ الْخَوْفِ لِلَّهِ وَالرَّجَاءِ لَهُ هُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ الَّذِينَ مَدَحَهُمْ اللَّهُ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي حَيَّانٍ التيمي أَنَّهُ قَالَ: " الْعُلَمَاءُ ثَلَاثَةٌ ". فَعَالِمٌ بِاَللَّهِ لَيْسَ عَالِمًا بِأَمْرِ اللَّهِ، وَعَالِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَيْسَ عَالِمًا بِاَللَّهِ، وَعَالِمٌ بِاَللَّهِ عَالِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ. فَالْعَالِمُ بِاَللَّهِ هُوَ الَّذِي يَخَافُهُ وَالْعَالِمُ بِأَمْرِ اللَّهِ هُوَ الَّذِي يَعْلَمُ أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ. وَفِي " الصَّحِيحِ " عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {وَاَللَّهِ إنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَعْلَمَكُمْ بِحُدُودِهِ}. وَإِذَا كَانَ أَهْلُ الْخَشْيَةِ هُمْ الْعُلَمَاءُ الْمَمْدُوحُونَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ لَمْ يَكُونُوا مُسْتَحِقِّينَ لِلذَّمِّ وَذَلِكَ لَا يَكُونُ إلَّا مَعَ فِعْلِ الْوَاجِبَاتِ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَوْحَى إلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ} {وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ}. وَقَوْلُهُ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}. فَوَعَدَ بِنَصْرِ الدُّنْيَا وَبِثَوَابِ الْآخِرَةِ لِأَهْلِ الْخَوْفِ وَذَلِكَ إنَّمَا يَكُونُ لِأَنَّهُمْ أَدَّوْا الْوَاجِبَ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْخَوْفَ يَسْتَلْزِمُ فِعْلَ الْوَاجِبِ؛ وَلِهَذَا يُقَالُ لِلْفَاجِرِ: لَا يَخَافُ اللَّهَ. وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى قَوْله تَعَالَى {إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ}. قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: سَأَلْت أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ فَقَالُوا لِي: كُلُّ مَنْ عَصَى اللَّهَ فَهُوَ جَاهِلٌ وَكُلُّ مَنْ تَابَ قَبْلَ الْمَوْتِ فَقَدْ تَابَ مِنْ قَرِيبٍ وَكَذَلِكَ قَالَ سَائِرُ الْمُفَسِّرِينَ. . قَالَ مُجَاهِدٌ: كُلُّ عَاصٍ فَهُوَ جَاهِلٌ حِينَ مَعْصِيَتِهِ وَقَالَ الْحَسَنُ وقتادة وَعَطَاءٌ والسدي وَغَيْرُهُمْ: إنَّمَا سُمُّوا جُهَّالًا لِمَعَاصِيهِمْ لَا أَنَّهُمْ غَيْرُ مُمَيِّزِينَ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: لَيْسَ مَعْنَى الْآيَةِ أَنَّهُمْ يَجْهَلُونَ أَنَّهُ سُوءٌ؛ لِأَنَّ الْمُسْلِمَ لَوْ أَتَى مَا يَجْهَلُهُ كَانَ كَمَنْ لَمْ يُوَاقِعْ سُوءًا؛ وَإِنَّمَا يَحْتَمِلُ أَمْرَيْنِ. (أَحَدُهُمَا): أَنَّهُمْ عَمِلُوهُ وَهُمْ يَجْهَلُونَ الْمَكْرُوهَ فِيهِ. وَالثَّانِي: أَنَّهُمْ أَقْدَمُوا عَلَى بَصِيرَةٍ وَعِلْمٍ بِأَنَّ عَاقِبَتَهُ مَكْرُوهَةٌ وَآثَرُوا الْعَاجِلَ عَلَى الْآجِلِ؛ فَسُمُّوا جُهَّالًا لِإِيثَارِهِمْ الْقَلِيلَ عَلَى الرَّاحَةِ الْكَثِيرَةِ وَالْعَافِيَةِ الدَّائِمَةِ. فَقَدْ جَعَلَ الزَّجَّاجُ " الْجَهْلَ " إمَّا عَدَمُ الْعِلْمِ بِعَاقِبَةِ الْفِعْلِ وَإِمَّا فَسَادُ الْإِرَادَةِ؛ وَقَدْ يُقَالُ: هُمَا مُتَلَازِمَانِ وَهَذَا مَبْسُوطٌ فِي الْكَلَامِ مَعَ الجهمية. وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ كُلَّ عَاصٍ لِلَّهِ فَهُوَ جَاهِلٌ، وَكُلَّ خَائِفٍ مِنْهُ فَهُوَ عَالِمٌ مُطِيعٌ لِلَّهِ؛ وَإِنَّمَا يَكُونُ جَاهِلًا لِنَقْصِ خَوْفِهِ مِنْ اللَّهِ إذْ لَوْ تَمَّ خَوْفُهُ مِنْ اللَّهِ لَمْ يَعْصِ. وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَفَى بِخَشْيَةِ اللَّهِ عِلْمًا وَكَفَى بِالِاغْتِرَارِ بِاَللَّهِ جَهْلًا. وَذَلِكَ لِأَنَّ تَصَوُّرَ الْمَخُوفِ يُوجِبُ الْهَرَبَ مِنْهُ وَتَصَوُّرَ الْمَحْبُوبِ يُوجِبُ طَلَبَهُ فَإِذَا لَمْ يَهْرُبْ مِنْ هَذَا وَلَمْ يَطْلُبْ هَذَا؛ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَتَصَوَّرْهُ تَصَوُّرًا تَامًّا؛ وَلَكِنْ قَدْ يَتَصَوَّرُ الْخَبَرَ عَنْهُ، وَتَصَوُّرُ الْخَبَرِ وَتَصْدِيقُهُ وَحِفْظُ حُرُوفِهِ غَيْرُ تَصَوُّرِ الْمُخْبَرِ عَنْهُ. وَكَذَلِكَ إذَا لَمْ يَكُنْ الْمُتَصَوَّرُ مَحْبُوبًا لَهُ وَلَا مَكْرُوهًا؛ فَإِنَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْإِنْسَانَ يُصَدِّقُ بِمَا هُوَ مَخُوفٌ عَلَى غَيْرِهِ وَمَحْبُوبٌ لِغَيْرِهِ وَلَا يُورِثُهُ ذَلِكَ هَرَبًا وَلَا طَلَبًا. وَكَذَلِكَ إذَا أُخْبِرَ بِمَا هُوَ مَحْبُوبٌ لَهُ وَمَكْرُوهٌ وَلَمْ يُكَذِّبْ الْمُخْبِرَ بَلْ عَرَفَ صِدْقَهُ؛ لَكِنَّ قَلْبَهُ مَشْغُولٌ بِأُمُورِ أُخْرَى عَنْ تَصَوُّرِ مَا أُخْبِرَ بِهِ؛ فَهَذَا لَا يَتَحَرَّكُ لِلْهَرَبِ وَلَا لِلطَّلَبِ. وَفِي الْكَلَامِ الْمَعْرُوفِ عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَيُرْوَى مُرْسَلًا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الْعِلْمُ عِلْمَانِ فَعِلْمٌ فِي الْقَلْبِ وَعِلْمٌ عَلَى اللِّسَانِ. فَعِلْمُ الْقَلْبِ هُوَ الْعِلْمُ النَّافِعُ؛ وَعِلْمُ اللِّسَانِ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ}. وَقَدْ أَخْرَجَا فِي " الصَّحِيحَيْنِ " عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الْأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ. وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا. وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا}. وَهَذَا الْمُنَافِقُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ يَحْفَظُهُ وَيَتَصَوَّرُ مَعَانِيَهُ وَقَدْ يُصَدِّقُ أَنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ وَأَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ. وَلَا يَكُونُ مُؤْمِنًا. كَمَا أَنَّ الْيَهُودَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَلَيْسُوا مُؤْمِنِينَ وَكَذَلِكَ إبْلِيسُ وَفِرْعَوْنُ وَغَيْرُهُمَا. لَكِنْ مَنْ كَانَ كَذَلِكَ؛ لَمْ يَكُنْ حَصَلَ لَهُ الْعِلْمُ التَّامُّ وَالْمَعْرِفَةُ التَّامَّةُ فَإِنَّ ذَلِكَ يَسْتَلْزِمُ الْعَمَلَ بِمُوجِبِهِ لَا مَحَالَةَ؛ وَلِهَذَا صَارَ يُقَالُ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِعِلْمِهِ: إنَّهُ جَاهِلٌ كَمَا تَقَدَّمَ.
قال:
وَكَذَلِكَ لَفْظُ " الْعَقْلِ " - وَإِنْ كَانَ هُوَ فِي الْأَصْلِ: مَصْدَرُ عَقَلَ يَعْقِلُ عَقْلًا وَكَثِيرٌ مِنْ النُّظَّارِ جَعَلَهُ مِنْ جِنْسِ الْعُلُومِ - فَلَا بُدَّ أَنْ يُعْتَبَرَ مَعَ ذَلِكَ أَنَّهُ عِلْمٌ يُعْمَلُ بِمُوجِبِهِ فَلَا يُسَمَّى " عَاقِلًا " إلَّا مَنْ عَرَفَ الْخَيْرَ فَطَلَبَهُ وَالشَّرَّ فَتَرَكَهُ؛ وَلِهَذَا قَالَ أَصْحَابُ النَّارِ: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}. وَقَالَ عَنْ الْمُنَافِقِينَ: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ}. وَمَنْ فَعَلَ مَا يَعْلَمُ أَنَّهُ يَضُرُّهُ؛ فَمِثْلُ هَذَا مَا لَهُ عَقْلٌ. فَكَمَا أَنَّ الْخَوْفَ مِنْ اللَّهِ يَسْتَلْزِمُ الْعِلْمَ بِهِ؛ فَالْعِلْمُ بِهِ يَسْتَلْزِمُ خَشْيَتَهُ وَخَشْيَتُهُ تَسْتَلْزِمُ طَاعَتَهُ. فَالْخَائِفُ مِنْ اللَّهِ مُمْتَثِلٌ لِأَوَامِرِهِ مُجْتَنِبٌ لِنَوَاهِيهِ وَهَذَا هُوَ الَّذِي قَصَدْنَا بَيَانَهُ أَوَّلًا. وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا قَوْله تَعَالَى {فَذَكِّرْ إنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى} {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى} {الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى}. فَأَخْبَرَ أَنَّ مَنْ يَخْشَاهُ يَتَذَكَّرُ، وَالتَّذَكُّرُ هُنَا مُسْتَلْزِمٌ لِعِبَادَتِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إلَّا مَنْ يُنِيبُ}. وَقَالَ: {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ}. وَلِهَذَا قَالُوا فِي قَوْلِهِ {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى} سَيَتَّعِظُ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخْشَى اللَّهَ. وَفِي قَوْلِهِ {وَمَا يَتَذَكَّرُ إلَّا مَنْ يُنِيبُ} إنَّمَا يَتَّعِظُ مَنْ يَرْجِعُ إلَى الطَّاعَةِ. وَهَذَا لِأَنَّ التَّذَكُّرَ التَّامَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَسْتَلْزِمُ التَّأَثُّرَ بِمَا تَذَكَّرَهُ؛ فَإِنْ تَذَكَّرَ مَحْبُوبًا طَلَبَهُ وَإِنْ تَذَكَّرَ مَرْهُوبًا هَرَبَ مِنْهُ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}. وَقَالَ سُبْحَانَهُ: {إنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ}. فَنَفَى الْإِنْذَارَ عَنْ غَيْرِ هَؤُلَاءِ مَعَ قَوْلِهِ: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}. فَأَثْبَتَ لَهُمْ الْإِنْذَارَ مِنْ وَجْهٍ وَنَفَاهُ عَنْهُمْ مِنْ وَجْهٍ؛ فَإِنَّ الْإِنْذَارَ هُوَ الْإِعْلَامُ بِالْمَخُوفِ. فَالْإِنْذَارُ مِثْلُ التَّعْلِيمِ وَالتَّخْوِيفِ فَمَنْ عَلَّمْتَهُ فَتَعَلَّمَ فَقَدْ تَمَّ تَعْلِيمُهُ وَآخَرُ يَقُولُ: عَلَّمْتُهُ فَلَمْ يَتَعَلَّمْ. وَكَذَلِكَ مَنْ خَوَّفْتَهُ فَخَافَ فَهَذَا هُوَ الَّذِي تَمَّ تَخْوِيفُهُ. وَأَمَّا مَنْ خُوِّفَ فَمَا خَافَ؛ فَلَمْ يَتِمَّ تَخْوِيفُهُ. وَكَذَلِكَ مَنْ هَدَيْتَهُ فَاهْتَدَى؛ تَمَّ هُدَاهُ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}. وَمَنْ هَدَيْتَهُ فَلَمْ يَهْتَدِ - كَمَا قَالَ: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} - فَلَمْ يَتِمَّ هُدَاهُ كَمَا تَقُولُ: قَطَّعْتُهُ فَانْقَطَعَ وَقَطَّعْتُهُ فَمَا انْقَطَعَ. فَالْمُؤَثِّرُ التَّامُّ يَسْتَلْزِمُ أَثَرَهُ: فَمَتَى لَمْ يَحْصُلْ أَثَرُهُ لَمْ يَكُنْ تَامًّا وَالْفِعْلُ إذَا صَادَفَ مَحَلًّا قَابِلًا تَمَّ وَإِلَّا لَمْ يَتِمَّ. وَالْعِلْمُ بِالْمَحْبُوبِ يُورِثُ طَلَبَهُ وَالْعِلْمُ بِالْمَكْرُوهِ يُورِثُ تَرْكَهُ؛ وَلِهَذَا يُسَمَّى هَذَا الْعِلْمُ: الدَّاعِيَ وَيُقَالُ: الدَّاعِي مَعَ الْقُدْرَةِ يَسْتَلْزِمُ وُجُودَ الْمَقْدُورِ، وَهُوَ الْعِلْمُ بِالْمَطْلُوبِ الْمُسْتَلْزِمِ لِإِرَادَةِ الْمَعْلُومِ الْمُرَادِ، وَهَذَا كُلُّهُ إنَّمَا يَحْصُلُ مَعَ صِحَّةِ الْفِطْرَةِ وَسَلَامَتِهَا وَأَمَّا مَعَ فَسَادِهَا فَقَدْ يُحِسُّ الْإِنْسَانُ بِاللَّذِيذِ فَلَا يَجِدُ لَهُ لَذَّةً بَلْ يُؤْلِمُهُ، وَكَذَلِكَ يَلْتَذُّ بِالْمُؤْلِمِ لِفَسَادِ الْفِطْرَةِ، وَالْفَسَادُ يَتَنَاوَلُ الْقُوَّةَ الْعِلْمِيَّةَ وَالْقُوَّةَ الْعَمَلِيَّةَ جَمِيعًا كَالْمَمْرُورِ الَّذِي يَجِدُ الْعَسَلَ مُرًّا: فَإِنَّهُ فَسَدَ نَفْسُ إحْسَاسِهِ حَتَّى كَانَ يُحِسُّ بِهِ عَلَى خِلَافِ مَا هُوَ عَلَيْهِ لِلْمَرَّةِ الَّتِي مَازَجَتْهُ وَكَذَلِكَ مَنْ فَسَدَ بَاطِنُهُ قَالَ تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ} {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}. وَقَالَ تَعَالَى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}. وَقَالَ: {وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ}. وَقَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ}. وَ " الْغُلْفُ ": جَمْعُ أَغْلَفَ وَهُوَ ذُو الْغِلَافِ الَّذِي فِي غِلَافٍ مِثْلِ الْأَقْلَفِ كَأَنَّهُمْ جَعَلُوا الْمَانِعَ خِلْقَةً أَيْ خُلِقَتْ الْقُلُوبُ وَعَلَيْهَا أَغْطِيَةٌ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ} و {طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إلَّا قَلِيلًا}. وَقَالَ تَعَالَى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إلَيْكَ حَتَّى إذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ}. وَكَذَلِكَ قَالُوا: {يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ} قَالَ: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ} أَيْ لَأَفْهَمَهُمْ مَا سَمِعُوهُ. ثُمَّ قَالَ: وَلَوْ أَفْهَمَهُمْ مَعَ
(يُتْبَعُ)
(/)
هَذِهِ الْحَالِ الَّتِي هُمْ عَلَيْهَا {لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} فَقَدْ فَسَدَتْ فِطْرَتُهُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا وَلَوْ فَهِمُوا لَمْ يَعْمَلُوا. فَنَفَى عَنْهُمْ صِحَّةَ الْقُوَّةِ الْعِلْمِيَّةِ وَصِحَّةَ الْقُوَّةِ الْعَمَلِيَّةِ وَقَالَ: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إنْ هُمْ إلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}. وَقَالَ: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}. وَقَالَ: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} وَقَالَ عَنْ الْمُنَافِقِينَ: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}. وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ: لَمَّا لَمْ يَنْتَفِعُوا بِالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالنُّطْقِ؛ جُعِلُوا صُمًّا بُكْمًا عُمْيًا أَوْ لَمَّا أَعْرَضُوا عَنْ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالنُّطْقِ صَارُوا كَالصُّمِّ الْعُمْيِ الْبُكْمِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ؛ بَلْ نَفْسُ قُلُوبِهِمْ عَمِيَتْ وَصَمَّتْ وَبَكِمَتْ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} " وَالْقَلْبُ " هُوَ الْمَلِكُ وَالْأَعْضَاءُ جُنُودُهُ وَإِذَا صَلَحَ صَلَحَ سَائِرُ الْجَسَدِ وَإِذَا فَسَدَ فَسَدَ سَائِرُ الْجَسَدِ فَيَبْقَى يَسْمَعُ بِالْأُذُنِ الصَّوْتَ كَمَا تَسْمَعُ الْبَهَائِمُ، وَالْمَعْنَى: لَا يَفْقَهُهُ وَإِنْ فَقِهَ بَعْضَ الْفِقْهِ لَمْ يَفْقَهْ فِقْهًا تَامًّا فَإِنَّ الْفِقْهَ التَّامَّ يَسْتَلْزِمُ تَأْثِيرُهُ فِي الْقَلْبِ مَحَبَّةَ الْمَحْبُوبِ وَبُغْضَ الْمَكْرُوهِ؛ فَمَتَى لَمْ يَحْصُلْ هَذَا لَمْ يَكُنْ التَّصَوُّرُ التَّامُّ حَاصِلًا فَجَازَ نَفْيُهُ لِأَنَّ مَا لَمْ يَتِمَّ يُنْفَى كَقَوْلِهِ لِلَّذِي أَسَاءَ فِي صَلَاتِهِ: {صَلِّ فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ}. فَنَفَى الْإِيمَانَ حَيْثُ نَفَى مِنْ هَذَا الْبَابِ. وَقَدْ جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ وَصْفِهِمْ بِوَجَلِ الْقَلْبِ إذَا ذُكِرَ وَبِزِيَادَةِ الْإِيمَانِ إذَا سَمِعُوا آيَاتِهِ. قَالَ الضَّحَّاكُ: زَادَتْهُمْ يَقِينًا. وَقَالَ الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ: خَشْيَةً. وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ تَصْدِيقًا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 12:05]ـ
كلام له رحمه الله مشابه:
فَمِنْ شَرْطِ الْإِيمَانِ وُجُودُ الْعِلْمِ التَّامِّ وَلِهَذَا كَانَ الصَّوَابُ أَنَّ الْجَهْلَ بِبَعْضِ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ لَا يَكُونُ صَاحِبُهُ كَافِرًا إذَا كَانَ مُقِرًّا بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَبْلُغْهُ مَا يُوجِبُ الْعِلْمَ بِمَا جَهِلَهُ عَلَى وَجْهٍ يَقْتَضِي كُفْرُهُ إذَا لَمْ يَعْلَمْهُ كَحَدِيثِ الَّذِي أَمَرَ أَهْلَهُ بِتَحْرِيقِهِ ثُمَّ تَذْرِيَتِهِ؛ بَلْ الْعُلَمَاءُ بِاَللَّهِ يَتَفَاضَلُونَ فِي الْعِلْمِ بِهِ. وَلِهَذَا يُوصَفُ مَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِعِلْمِهِ بِالْجَهْلِ وَعَدَمِ الْعِلْمِ. قَالَ تَعَالَى: {إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: سَأَلْت أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ؛ فَقَالُوا لِي: كُلُّ مَنْ عَصَى اللَّهَ فَهُوَ جَاهِلٌ؛ وَكُلُّ مَنْ تَابَ قَبْلَ الْمَوْتِ فَقَدْ تَابَ مِنْ قَرِيبٍ. وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ كَفَى بِخَشْيَةِ اللَّهِ عِلْمًا. وَكَفَى بِالِاغْتِرَارِ بِاَللَّهِ جَهْلًا. وَقِيلَ لِلشَّعْبِيِّ: أَيُّهَا الْعَالِمُ فَقَالَ: الْعَالِمُ مَنْ يَخْشَى اللَّهَ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}. وَقَالَ أَبُو حَيَّانَ
(يُتْبَعُ)
(/)
التيمي: " الْعُلَمَاءُ ثَلَاثَةٌ ": عَالِمٌ بِاَللَّهِ؛ وَبِأَمْرِ اللَّهِ؛ وَعَالِمٌ بِاَللَّهِ لَيْسَ عَالِمًا بِأَمْرِ اللَّهِ وَعَالِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَيْسَ عَالِمًا بِاَللَّهِ. فَالْعَالِمُ بِاَللَّهِ الَّذِي يَخْشَاهُ. وَالْعَالِمُ بِأَمْرِ اللَّهِ الَّذِي يَعْلَمُ حُدُودَهُ وَفَرَائِضَهُ. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ فَهُوَ عَالِمٌ. وَهُوَ حَقٌّ وَلَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ عَالِمٍ يَخْشَاهُ؛ لَكِنْ لَمَّا كَانَ الْعِلْمُ بِهِ مُوجِبًا لِلْخَشْيَةِ عِنْدَ عَدَمِ الْمُعَارِضِ كَانَ عَدَمُهُ دَلِيلًا عَلَى ضَعْفِ الْأَصْلِ إذْ لَوْ قَوِيَ لَدَفَعَ الْمُعَارِضَ. وَهَكَذَا لَفْظُ " الْعَقْلِ " يُرَادُ بِهِ الْغَرِيزَةُ الَّتِي بِهَا يُعْلَمُ وَيُرَادُ بِهَا أَنْوَاعٌ مِنْ الْعِلْمِ. وَيُرَادُ بِهِ الْعَمَلُ بِمُوجِبِ ذَلِكَ الْعِلْمِ وَكَذَلِكَ لَفْظُ " الْجَهْلِ " يُعَبَّرُ بِهِ عَنْ عَدَمِ الْعِلْمِ وَيُعَبَّرُ بِهِ عَنْ عَدَمِ الْعَمَلِ بِمُوجِبِ الْعِلْمِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ فَإِنْ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ} وَالْجَهْلُ هُنَا هُوَ الْكَلَامُ الْبَاطِلُ بِمَنْزِلَةِ الْجَهْلِ الْمُرَكَّبِ. وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَلَا لَا يَجْهَلَنْ أَحَدٌ عَلَيْنَا فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الْجَاهِلِينَا وَمِنْ هَذَا سُمِّيَتْ " الْجَاهِلِيَّةُ " جَاهِلِيَّةً وَهِيَ مُتَضَمِّنَةٌ لِعَدَمِ الْعِلْمِ أَوْ لِعَدَمِ الْعَمَلِ بِهِ وَمِنْهُ {قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرٍّ: إنَّك امْرُؤٌ فِيك جَاهِلِيَّةٌ لَمَّا سَابَّ رَجُلًا وَعَيَّرَهُ بِأُمِّهِ} وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {إذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ}. فَإِنَّ الْغَضَبَ وَالْحَمِيَّةَ تَحْمِلُ الْمَرْءَ عَلَى فِعْلِ مَا يَضُرُّهُ وَتَرْكِ مَا يَنْفَعُهُ وَهَذَا مِنْ الْجَهْلِ الَّذِي هُوَ عَمَلٌ بِخِلَافِ الْعِلْمِ حَتَّى يُقْدِمَ الْمَرْءُ عَلَى فِعْلِ مَا يَعْلَمُ أَنَّهُ يَضُرُّهُ، وَتَرْكِ مَا يَعْلَمُ أَنَّهُ يَنْفَعُهُ؛ لِمَا فِي نَفْسِهِ مِنْ الْبُغْضِ وَالْمُعَادَاةِ لِأَشْخَاصِ وَأَفْعَالٍ وَهُوَ فِي هَذِهِ الْحَالِ لَيْسَ عَدِيمَ الْعِلْمِ وَالتَّصْدِيقِ بِالْكُلِّيَّةِ لَكِنَّهُ لِمَا فِي نَفْسِهِ مِنْ بُغْضٍ وَحَسَدٍ غَلَبَ مُوجِبُ ذَلِكَ لِمُوجِبِ الْعِلْمِ فَدَلَّ عَلَى ضَعْفِ الْعِلْمِ لِعَدَمِ مُوجِبِهِ وَمُقْتَضَاهُ وَلَكِنَّ ذَلِكَ الْمُوجِبَ وَالنَّتِيجَةَ لَا تُوجَدُ عَنْهُ وَحْدَهُ بَلْ عَنْهُ وَعَمَّا فِي النَّفْسِ مِنْ حُبِّ مَا يَنْفَعُهَا وَبُغْضِ مَا يَضُرُّهَا فَإِذَا حَصَلَ لَهَا مَرَضٌ فَفَسَدَتْ بِهِ أَحَبَّتْ مَا يَضُرُّهَا وَأَبْغَضَتْ مَا يَنْفَعُهَا فَتَصِيرُ النَّفْسُ كَالْمَرِيضِ الَّذِي يَتَنَاوَلُ مَا يَضُرُّهُ لِشَهْوَةِ نَفْسِهِ لَهُ مَعَ عِلْمِهِ أَنَّهُ يَضُرُّهُ. " قُلْت ": هَذَا مَعْنَى مَا رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {: أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْبَصَرَ النَّافِذَ عِنْدَ وُرُودِ الشُّبُهَاتِ وَيُحِبُّ الْعَقْلَ الْكَامِلَ عِنْدَ حُلُولِ الشَّهَوَاتِ} رَوَاهُ البيهقي مُرْسَلًا. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} فَوَصَفَهُمْ بِالْقُوَّةِ فِي الْعَمَلِ وَالْبَصِيرَةِ فِي الْعِلْمِ وَأَصْلُ الْقُوَّةِ قُوَّةُ الْقَلْبِ الْمُوجِبَةُ لِمَحَبَّةِ الْخَيْرِ وَبُغْضِ الشَّرِّ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ قُوَّتُهُ فِي قَلْبِهِ وَضَعْفُهُ فِي جِسْمِهِ وَالْمُنَافِقُ قُوَّتُهُ فِي جِسْمِهِ وَضِعْفُهُ فِي قَلْبِهِ فَالْإِيمَانُ لَا بُدَّ فِيهِ مِنْ هَذَيْنِ الْأَصْلَيْنِ: التَّصْدِيقِ بِالْحَقِّ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالْمَحَبَّةِ لَهُ فَهَذَا أَصْلُ الْقَوْلِ وَهَذَا أَصْلُ الْعَمَلِ. ثُمَّ الْحُبُّ التَّامُّ مَعَ الْقُدْرَةِ يَسْتَلْزِمُ حَرَكَةَ الْبَدَنِ بِالْقَوْلِ الظَّاهِرِ، وَالْعَمَلُ الظَّاهِرُ ضَرُورَةٌ كَمَا تَقَدَّمَ فَمَنْ جَعَلَ مُجَرَّدَ الْعِلْمِ وَالتَّصْدِيقِ مُوجِبًا لِجَمِيعِ مَا يَدْخُلُ فِي مُسَمَّى الْإِيمَانِ وَكُلُّ مَا سُمِّيَ إيمَانًا فَقَدْ غَلِطَ بَلْ لَا بُدَّ مِنْ الْعِلْمِ وَالْحُبِّ وَالْعِلْمُ شَرْطٌ فِي مَحَبَّةِ الْمَحْبُوبِ كَمَا أَنَّ الْحَيَاةَ شَرْطٌ فِي الْعِلْمِ؛ لَكِنْ لَا يَلْزَمُ مِنْ الْعِلْمِ بِالشَّيْءِ وَالتَّصْدِيقِ بِثُبُوتِهِ مَحَبَّتُهُ إنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْعَالِمِ وَالْمَعْلُومِ مَعْنًى فِي الْمُحِبِّ أَحَبَّ لِأَجْلِهِ وَلِهَذَا كَانَ الْإِنْسَانُ يُصَدِّقُ بِثُبُوتِ أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ وَيَعْلَمُهَا وَهُوَ يُبْغِضُهَا كَمَا يُصَدِّقُ بِوُجُودِ الشَّيَاطِينِ وَالْكُفَّارِ وَيُبْغِضُهُمْ وَنَفْسُ التَّصْدِيقِ بِوُجُودِ الشَّيْءِ لَا يَقْتَضِي مَحَبَّتَهُ؛ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَسْتَحِقُّ لِذَاتِهِ أَنْ يُحَبَّ وَيُعْبَدَ وَأَنْ يُحَبَّ لِأَجْلِهِ رَسُولُهُ، وَالْقُلُوبُ فِيهَا مَعْنًى يَقْتَضِي حُبَّهُ وَطَاعَتَهُ كَمَا فِيهَا مَعْنًى يَقْتَضِي الْعِلْمَ وَالتَّصْدِيقَ بِهِ؛ فَمَنْ صَدَّقَ بِهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَمْ يَكُنْ مُحِبًّا لَهُ وَلِرَسُولِهِ لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا حَتَّى يَكُونَ فِيهِ مَعَ ذَلِكَ الْحُبِّ لَهُ وَلِرَسُولِهِ. وَإِذَا قَامَ بِالْقَلْبِ التَّصْدِيقُ بِهِ وَالْمَحَبَّةُ لَهُ لَزِمَ ضَرُورَةَ أَنْ يَتَحَرَّكَ الْبَدَنُ بِمُوجِبِ ذَلِكَ مِنْ الْأَقْوَالِ الظَّاهِرَةِ؛ وَالْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ فَمَا يَظْهَرُ عَلَى الْبَدَنِ مِنْ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ هُوَ مُوجَبُ مَا فِي الْقَلْبِ وَلَازِمُهُ؛ وَدَلِيلُهُ وَمَعْلُولُهُ كَمَا أَنَّ مَا يَقُومُ بِالْبَدَنِ مِنْ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ لَهُ أَيْضًا تَأْثِيرٌ فِيمَا فِي الْقَلْبِ. فَكُلٌّ مِنْهُمَا يُؤَثِّرُ فِي الْآخَرِ لَكِنَّ الْقَلْبَ هُوَ الْأَصْلُ، وَالْبَدَنَ فَرْعٌ لَهُ وَالْفَرْعُ يُسْتَمَدُّ مِنْ أَصْلِهِ، وَالْأَصْلُ يَثْبُتُ وَيَقْوَى بِفَرْعِهِ. كَمَا فِي الشَّجَرَةِ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ لِكَلِمَةِ الْإِيمَانِ. قَالَ تَعَالَى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} وَهِيَ كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ وَالشَّجَرَةُ كُلَّمَا قَوِيَ أَصْلُهَا وَعَرِقَ وَرُوِيَ قَوِيَتْ فَرْعُهَا. وَفُرُوعُهَا أَيْضًا إذَا اغْتَذَتْ بِالْمَطَرِ وَالرِّيحِ أَثَّرَ ذَلِكَ فِي أَصْلِهَا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 12:11]ـ
سوف نلخص هذه الأشياء بإذن الله تعالى ونهذبه بعد الانتهاء من سرد عناصر النظرية.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - Aug-2009, مساء 12:49]ـ
وقال رحمه الله:
وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ طَرِيقَيْ النَّظَرِ وَالتَّجَرُّدِ: طَرِيقٌ فِيهِ مَنْفَعَةٌ عَظِيمَةٌ وَفَائِدَةٌ جَسِيمَةٌ بَلْ كُلٌّ مِنْهُمَا وَاجِبٌ لَا بُدَّ مِنْهُ وَلَا تَتِمُّ السَّعَادَةُ إلَّا بِهِ وَالْقُرْآنُ كُلُّهُ يَدْعُو إلَى النَّظَرِ وَالِاعْتِبَارِ وَالتَّفَكُّرِ وَإِلَى التَّزْكِيَةِ وَالزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ. وَقَدْ ذَكَرَ الْقُرْآنُ صَلَاحَ الْقُوَّةِ النَّظَرِيَّةِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْقُوَّةِ الْإِرَادِيَّةِ الْعَمَلِيَّةِ: فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ كَقَوْلِهِ {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} فَالْهُدَى كَمَالُ الْعِلْمِ وَدِينُ الْحَقِّ كَمَالُ الْعَمَلِ. كَقَوْلِهِ: {أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} وَقَوْلِهِ: {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}. وَقَوْلِهِ: {آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} وَقَوْلِهِ: {إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ} وَفِي خُطْبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ خَيْرَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ}
لَكِنَّ النَّظَرَ النَّافِعَ أَنْ يَكُونَ فِي دَلِيلٍ فَإِنَّ النَّظَرَ فِي غَيْرِ دَلِيلٍ لَا يُفِيدُ الْعِلْمَ بِالْمَدْلُولِ عَلَيْهِ وَالدَّلِيلُ هُوَ الْمُوَصِّلُ إلَى الْمَطْلُوبِ وَالْمُرْشِدُ إلَى الْمَقْصُودِ وَالدَّلِيلُ التَّامُّ هُوَ الرِّسَالَةُ وَالصَّنَائِعُ. وَكَذَلِكَ الْعِبَادَةُ التَّامَّةُ فِعْلُ مَا أُمِرَ بِهِ الْعَبْدُ وَمَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ.
وَقَدْ وَقَعَ الْخَطَأُ فِي الطَّرِيقَيْنِ مِنْ حَيْثُ: أُخِذَ كُلٌّ مِنْهُمَا أَوْ مَجْمُوعُهُمَا مُجَرَّدًا فِي الِابْتِدَاءِ عَنْ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَبِرَسُولِهِ. بَلْ اُقْتُصِرَ فِيهِمَا عَلَى مُجَرَّدِ مَا يُحَصِّلُهُ نَظَرُ الْقَلْبِ وَذَوْقُهُ الْمُوَافِقُ لِمَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ تَارَةً وَالْمُخَالِفُ لِمَا جَاءَتْ بِهِ أُخْرَى فِي مُجَرَّدِ النَّظَرِ الْعَقْلِيِّ وَمُجَرَّدِ الْعِبَادَاتِ الْعَقْلِيَّةِ أَوْ الصُّعُودِ عَنْ ذَلِكَ إلَى النَّظَرِ الملي وَالْعِبَادَاتِ الملية
وَالْوَاجِبُ أَنَّهُ لَا بُدَّ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ النَّظَرِ وَالْعَمَلِ مِنْ [أَنْ] يُوجَدَ فِيهِ الْعَقْلِيُّ والملي وَالشَّرْعِيُّ فَلَمَّا قَصَّرُوا: وَقَعَ كُلٌّ مِنْ الْفَرِيقَيْنِ؛ إمَّا فِي الضَّلَالِ؛ وَإِمَّا فِي الْغَوَايَةِ وَإِمَّا فِيهِمَا. وَحَاصِلُهُمْ: إمَّا الْجَهْلُ الْبَسِيطُ؛ أَوْ الْكُفْرُ الْبَسِيطُ أَوْ الْجَهْلُ الْمُرَكَّبُ أَوْ الْكُفْرُ الْمُرَكَّبُ مَعَ الْجَهْلِ وَالظُّلْمِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - Aug-2009, مساء 12:50]ـ
ثم قال:
* وَذَلِكَ أَنَّ طَرِيقَةَ أَهْلِ النَّظَرِ وَالْقِيَاسِ: مَدَارُهَا عَلَى مُقَدِّمَةٍ لَا بُدَّ مِنْهَا فِي كُلِّ قِيَاسٍ يَسْلُكُهُ الْآدَمِيُّونَ وَهِيَ مُقَدِّمَةٌ كُلِّيَّةٌ جَامِعَةٌ تَتَنَاوَلُ الْمَطْلُوبَ وَتَتَنَاوَلُ غَيْرَهُ بِمَعْنَى أَنَّهَا لَا تَمْنَعُ غَيْرَهُ مِنْ الدُّخُولِ؛ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وُجُودٌ فِي الْخَارِجِ فَهِيَ لَا تَتَنَاوَلُ الْمَطْلُوبَ لِخَاصِّيَّتِهِ بَلْ بِالْقَدْرِ الْمُشْتَرَكِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ وَالْمَطْلُوبِ بِهَا هُوَ اللَّهُ تَعَالَى فَلَمْ يَصِلُوا إلَيْهِ إلَّا بِجَامِعِ مَا يَشْتَرِكُ فِيهِ هُوَ وَغَيْرُهُ مِنْ الْقَضَايَا الْإِيجَابِيَّةِ وَالسَّلْبِيَّةِ. وَالْمُشْتَرَكُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ لَا يُعْرَفُ بِخُصُوصِهِ أَصْلًا فَلَمْ يَعْرِفُوا اللَّهَ بَلْ لَمَّا اعْتَقَدُوا فِيهِ الْقَدْرَ الْمُشْتَرَكَ صَارُوا مُشْرِكِينَ بِهِ وَحَكَمُوا عَلَى الْقَدْرِ الْمُشْتَرَكِ بِأَحْكَامِ سَلْبِيَّةٍ أَوْ إيجَابِيَّةٍ؛ فَإِنَّهَا تَصِحُّ فِي الْجُمْلَةِ؛ لِأَنَّ مَا انْتَفَى عَنْ الْمَعْنَى الْعَامِّ الْمُشْتَرَكِ انْتَفَى عَنْ الْخَاصِّ الْمُمَيَّزِ وَلَيْسَ مَا انْتَفَى عَنْ الْخَاصِّ الْمُمَيَّزِ انْتَفَى عَنْ الْعَامِّ؛
فَمَا نَفَيْته عَنْ الْحَيَوَانِ أَوْ عَنْ النَّبِيِّ: انْتَفَى عَنْ الْإِنْسَانِ وَالرَّسُولِ. وَلَيْسَ مَا نَفَيْته عَنْ الْإِنْسَانِ أَوْ الرَّسُولِ انْتَفَى عَنْ الْحَيَوَانِ أَوْ النَّبِيِّ. وَلِهَذَا كَانَ قَوْلُهُ: {لَا نَبِيَّ بَعْدِي} يَنْفِي الرَّسُولَ؛ وَكَذَلِكَ مَا ثَبَتَ لِلْمَعْنَى الْمُشْتَرَكِ بِصِفَةِ الْعُمُومِ ثَبَتَ لِلْخَاصِّ وَمَا ثَبَتَ لَهُ بِصِفَةِ الْإِطْلَاقِ لَمْ يَجِبْ أَنْ يَثْبُتَ لِلْخَاصِّ فَإِذَا ثَبَتَ حُكْمٌ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَخَلَ فِيهِ الرَّسُولُ. وَأَمَّا إذَا ثَبَتَ لِلنَّبِيِّ مُطْلَقًا: لَمْ يَجِبْ أَنْ يَثْبُتَ لِلرَّسُولِ وَقَدْ تَتَأَلَّفُ مِنْ مَجْمُوعِ الْقَضَايَا السَّلْبِيَّةِ وَالْإِيجَابِيَّةِ: أُمُورٌ لَا تَصْدُقُ إلَّا عَلَيْهِ وَلَا يَصِحُّ أَنْ يُوصَفَ بِهَا غَيْرُهُ؛ كَمَا إذَا وُصِفَ نَبِيٌّ بِمَجْمُوعِ صِفَاتٍ لَا تُوجَدُ فِي غَيْرِهِ. لَكِنَّ هَذَا الْقَدْرَ يُعْرَفُ انْتِفَاءُ غَيْرِهِ أَنْ يَكُونَ إيَّاهُ وَأَمَّا عَيْنُهُ فَلَا يُعْرَفُ بِمَجْمُوعِ تِلْكَ الْقَضَايَا الْكُلِّيَّةِ فَلَا يَحْصُلُ لِلْعَقْلِ مِنْ الْقِيَاسِ فِي الرَّبِّ إلَّا الْعِلْمُ بِالسَّلْبِ وَالْعَدَمِ؛ إذَا كَانَ الْقِيَاسُ صَحِيحًا.
وَلِهَذَا جَاءَتْ الْأَمْثَالُ الْمَضْرُوبَةُ فِي الْقُرْآنِ - وَهِيَ الْمَقَايِيسُ الْعَقْلِيَّةُ - دَالَّةً عَلَى النَّفْيِ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ: {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ}؟ الْآيَةَ وَمِثْلِ قَوْلِهِ: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ} الْآيَاتِ وَقَوْلِهِ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} الْآيَةَ؛ وَقَوْلِهِ: {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ} الْآيَةَ وَقَوْلِهِ: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إلَهٍ إذًا لَذَهَبَ كُلُّ إلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} وَأَمْثَالُ ذَلِكَ مِنْ الْأَمْثَالِ - وَهِيَ الْقِيَاسَاتُ - الَّتِي مَضْمُونُهَا نَفْيُ الْمَلْزُومِ لِانْتِفَاءِ لَازِمِهِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلِهَذَا كَانَ الْغَالِبُ عَلَى أَهْلِ الْقِيَاسِ مِنْ أَهْلِ الْفَلْسَفَةِ وَالْكَلَامِ فِي جَانِبِ الرُّبُوبِيَّةِ: إنَّمَا هِيَ الْمَعَارِفُ السَّلْبِيَّةُ. ثُمَّ لَمْ يَقْتَصِرُوا عَلَى مِقْدَارِ مَا يَعْلَمُهُ الْعَقْلُ مِنْ الْقِيَاسِ بَلْ تَعَدَّوْا ذَلِكَ؛ فَنَفَوْا أَشْيَاءَ مُشْبِهَةَ الْقِيَاسِ الْفَاسِدِ مِثْلَ نَفْيِ الصِّفَاتِ النَّبَوِيَّةِ الْخَبَرِيَّةِ: بَلْ وَنَفْيِ الْفَلَاسِفَةِ؛ وَالْمُعْتَزِلَةِ لِلصِّفَاتِ الَّتِي يُثْبِتُهَا مُتَكَلِّمُو أَهْلِ الْإِثْبَاتِ وَيُسَمُّونَهَا الصِّفَاتِ الْعَقْلِيَّةَ؛ لِإِثْبَاتِهِمْ إيَّاهَا بِالْقِيَاسِ الْعَقْلِيِّ.
وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْعَقْلَ لَا يَنْفِي بِالْقِيَاسِ إلَّا الْقَدْرَ الْمُشْتَرَكَ؛ الَّذِي هُوَ مَدْلُولُ الْقَضِيَّةِ الْكُلِّيَّةِ الَّتِي لَا بُدَّ مِنْهَا فِي الْقِيَاسِ؛ مِثْلُ أَنْ يَنْفِيَ الْإِرَادَةَ أَوْ الرَّحْمَةَ أَوْ الْعِلْمَ الْمُشْتَرَكَ بَيْنَ مُسَمَّيَاتِ هَذَا الِاسْمِ وَالْقَدْرِ الْمُشْتَرَكِ فِي الْمَخْلُوقِينَ تَلْحَقُهُ صِفَاتٌ لَا تَثْبُتُ لِلَّهِ تَعَالَى فَيَنْفُونَ الْمَعْنَى الْمُشْتَرَكَ الْمُطْلَقَ عَلَى صِفَاتِ الْحَقِّ وَصِفَاتِ الْخَلْقِ - تَبَعًا لِانْتِفَاءِ مَا يَخْتَصُّ بِهِ الْخَلْقُ - فَيُعَطِّلُونَ كَمَا أَنَّ أَهْلَ التَّمْثِيلِ يُثْبِتُونَ مَا يَخْتَصُّ بِهِ الْخَلْقُ - تَبَعًا لِلْقَدْرِ الْمُشْتَرَكِ - وَكِلَاهُمَا قِيَاسٌ خَطَأٌ.
فَفِي هَذِهِ الصِّفَاتِ بَلْ وَفِي الذَّوَاتِ ثَلَاثُ اعْتِبَارَاتٍ: أَحَدُهَا: مَا تَخْتَصُّ بِهِ ذَاتُ الرَّبِّ وَصِفَاتُهُ. وَالثَّانِي: مَا يَخْتَصُّ بِهِ الْمَخْلُوقُ وَصِفَاتُهُ. وَالثَّالِثُ: الْمَعْنَى الْمُطْلَقُ الْجَامِعُ. فَاسْتِعْمَالُ الْقِيَاسِ الْجَامِعِ فِي نَفْيِ الْأَوَّلِ خَطَأٌ وَكَذَلِكَ اسْتِعْمَالُهُ فِي إثْبَاتِ الثَّانِي وَأَمَّا اسْتِعْمَالُهُ فِي إثْبَاتِ الثَّالِثِ فَيَحْتَاجُ إلَى إدْرَاكِ الْعَقْلِ لِثُبُوتِ الْمَعْنَى الْجَامِعِ الْكُلِّيِّ وَهَذَا أَصْلُ الْقِيَاسِ وَالدَّلِيلُ فَإِنْ لَمْ يَعْرِفْ الْعَقْلُ بِنَفْسِهِ - أَوْ بِوَاسِطَةِ قِيَاسٍ آخَرَ - ثُبُوتَ هَذَا وَإِلَّا لَمْ يَسْتَقِمْ الْقِيَاسُ.
وَكَذَلِكَ فِي مَعَارِفِهِمْ الثُّبُوتِيَّةِ لَا يَأْتُونَ إلَّا بِمَعَانٍ مُطْلَقَةٍ مُجْمَلَةٍ. مِثْلَ ثُبُوتِ الْوُجُودِ وَوُجُوبِ الْوُجُودِ أَوْ كَوْنِهِ رَبًّا أَوْ صَانِعًا أَوْ أَوَّلًا أَوْ مَبْدَأً أَوْ قَدِيمًا وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ الْمَعَانِي الْكُلِّيَّةِ الَّتِي لَا يُعْلَمُ بِهَا خُصُوصُ الرَّبِّ تَعَالَى إذْ الْقِيَاسُ لَا يَدُلُّ عَلَى الْخُصُوصِ فَإِنَّهُ إذَا اسْتَدَلَّ بِأَنَّ كُلَّ مُمْكِنٍ فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ مُوجِبٍ وَبِأَنَّ كُلَّ مُحْدَثٍ فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ مُحْدِثٍ: كَانَ مَدْلُولُ هَذَا الْقِيَاسِ أَمْرًا عَامًّا وَقَدْ بَسَطْت هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - Aug-2009, مساء 01:01]ـ
* وَكَذَلِكَ أَصْحَابُ الرِّيَاضَةِ وَالتَّجَرُّدِ: فَإِنَّ صَفْوَتَهُمْ الَّذِينَ يَشْتَغِلُونَ بِذِكْرِ بَسِيطٍ مِثْلَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ إنْ لَمْ يَغْلُوا فَيَقْتَصِرُوا عَلَى مُجَرَّدِ اللَّهُ اللَّهُ وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّ ذَلِكَ أَفْضَلُ وَأَكْمَلُ. كَمَا فَعَلَهُ كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَرُبَّمَا اقْتَصَرَ بَعْضُهُمْ عَلَى هُوَ هُوَ. أَوْ عَلَى قَوْلِهِ: لَا هُوَ إلَّا هُوَ لِأَنَّ هَذَا الذِّكْرَ الْمُبْتَدَعَ الَّذِي هُوَ لَا يُفِيدُ بِنَفْسِهِ إلَّا أَنَّهُ مُطْلَقًا لَيْسَ فِيهِ بِنَفْسِهِ ذِكْرٌ لِلَّهِ إلَّا بِقَصْدِ الْمُتَكَلِّمِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَقَدْ يَنْضَمُّ إلَى ذَلِكَ اعْتِقَادُ صَاحِبِهِ أَنَّهُ [لَا] وُجُودَ إلَّا هُوَ كَمَا يُصَرِّحُ بِهِ بَعْضُهُمْ وَيَقُولُ: لَا هُوَ إلَّا هُوَ أَوْ لَا مَوْجُودَ إلَّا هُوَ وَهَذَا عِنْدَ الِاتِّحَادِيَّةِ أَجْوَدُ مِنْ قَوْلِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ لِأَنَّهُ مُصَرِّحٌ بِحَقِيقَةِ مَذْهَبِهِمْ الْفِرْعَوْنِيِّ القرمطي حَتَّى يَقُولَ بَعْضُهُمْ: لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ذِكْرُ الْعَابِدِينَ وَاَللَّهُ اللَّهُ ذِكْرُ الْعَارِفِينَ وَهُوَ ذِكْرُ الْمُحَقِّقِينَ وَيَجْعَلُ ذِكْرَهُ يَا مَنْ لَا هُوَ إلَّا هُوَ وَإِذَا قَالَ اللَّهُ اللَّهُ إنَّمَا يُفِيدُ مُجَرَّدَ ثُبُوتِهِ فَقَدْ يَنْضَمُّ إلَى ذَلِكَ نَفْيُ غَيْرِهِ لَا نَفْيُ إلَهِيَّةِ غَيْرِهِ فَيَقَعُ صَاحِبُهُ فِي [وَحْدَةِ الْوُجُودِ] وَرُبَّمَا انْتَفَى شُهُودُ الْقَلْبِ لِلسِّوَى إذَا كَانَ فِي مَقَامِ الْفَنَاءِ فَهَذَا قَرِيبٌ أَمَّا اعْتِقَادُ أَنَّ وُجُودَ الْكَائِنَاتِ هِيَ هُوَ فَهَذَا هُوَ الضَّلَالُ.
وَيَضُمُّونَ إلَى ذَلِكَ نَوْعًا مِنْ التَّصْفِيَةِ مِثْلَ تَرْكِ الشَّهَوَاتِ الْبَدَنِيَّةِ مِنْ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالرِّيَاسَةِ وَالْخَلْوَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الزَّهَادَةِ الْمُطْلَقَةِ وَالْعِبَادَةِ الْمُطْلَقَةِ فَيَصِلُونَ أَيْضًا إلَى تَأَلُّهٍ مُطْلَقٍ وَمَعْرِفَةٍ مُطْلَقَةٍ بِثُبُوتِ الرَّبِّ وَوُجُودِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ نَحْوِ مَا يَصِلُ إلَيْهِ أَرْبَابُ الْقِيَاسِ.
ثُمَّ قَدْ تَتَوَارَى هَذِهِ الْمَعْرِفَةُ وَالْعِلْمُ بِمُلَابَسَةِ الْأُمُورِ الطَّبِيعِيَّةِ مِنْ الطَّعَامِ وَالِاجْتِمَاعِ بِالنَّاسِ فَإِنَّ سَبَبَهَا إنَّمَا هُوَ ذَلِكَ التَّجَرُّدُ فَإِذَا زَالَ زَالَ؛ وَلِهَذَا قِيلَ كُلُّ حَالٍ أَعْطَاكَهُ الْجُوعُ فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بِالشِّبَعِ كَمَا قَدْ تَتَوَارَى مَعْرِفَةُ الْأُولَى الْمُطْلَقَةِ بِغَفْلَةِ الْقَلْبِ عَنْ تِلْكَ الْمَقَايِيسِ النَّظَرِيَّةِ
وَلَا رَيْبَ أَنَّ الْقِيَاسَ يُفْضِي إلَى مَعْرِفَةٍ بِحَسَبِ مُقْتَضَاهُ وَأَنَّ الرِّيَاضَةَ وَالتَّأَلُّهَ يُفْضِي إلَى مَعْرِفَةٍ بِحَسَبِ مُقْتَضَاهُ لَكِنْ مَعْرِفَةٌ مُطْلَقَةٌ بِسَبَبِ قَدْ يَثْبُتُ وَقَدْ يَزُولُ وَكَثِيرًا مَا يُفْضِي إلَى الِاتِّحَادِ وَالْحُلُولِ وَالْإِبَاحَةِ وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ يُجَرِّدُونَ التَّأَلُّهَ عَمَّا لَا بُدَّ مِنْهُ مِنْ صَالِحِ الْبَشَرِ فَإِذَا احْتَاجُوا إلَيْهَا أَعْرَضُوا عَنْ التَّأَلُّهِ. فَهُمْ إمَّا آلِهَةٌ عِنْدَ نُفُوسِهِمْ وَإِمَّا زَنَادِقَةٌ أَوْ فُسَّاقٌ وَلِهَذَا حَدَّثَنِي الشَّيْخُ الصَّالِحُ يُوسُفُ مِنْ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ رَآنِي فِي الْمَنَامِ وَأَنَا أُخَاطِبُهُمْ.
وَالْمَعْرِفَةُ الْحَاصِلَةُ بِذَلِكَ: هِيَ الْمَعْرِفَةُ الَّتِي تُصْلِحُ حَالَ الْعَبْدِ وَتَجِبُ عَلَيْهِ؛ لَكِنْ قَدْ يَحْصُلُ مَعَ صِدْقِ الطَّلَبِ - بِوَاسِطَةِ الْقِيَاسِ أَوْ بِوَاسِطَةِ الْوَجْدِ - وُصُولٌ إلَى الرِّسَالَةِ فَيَتَلَقَّى حِينَئِذٍ مِنْ الرِّسَالَةِ مَا يُصْلِحُ حَالَهُ وَيَعْرِفُهُ الْمَعْرِفَةَ التَّامَّةَ وَالْعِلْمَ النَّافِعَ الْوَاجِبَ عَلَيْهِ - وَهِيَ الطَّرِيقُ الشَّرْعِيَّةُ النَّبَوِيَّةُ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا أَوَّلًا - وَقَدْ لَا يَحْصُلُ ذَلِكَ فَيَقَعُ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فِي الِاسْتِغْنَاءِ عَنْ النُّبُوَّةِ اعْتِقَادًا أَوْ حَالًا بِالْإِعْرَاضِ عَمَّا جَاءَتْ بِهِ؛ فَيَفُوتُهُ مِنْ الْإِيمَانِ وَالْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ - الَّتِي جَاءَ بِهَا الرَّسُولُ - مَا يَضِلُّ بِفَوَاتِهِ فِي الدُّنْيَا عَنْ الْهُدَى وَيَشْقَى بِهِ الشَّقَاءَ الْأَكْبَرَ كَحَالِ الْكَافِرِينَ بِالرَّسُولِ وَإِنْ آمَنُوا بِوُجُودِ الرَّبِّ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ فَإِنَّ فِي الْمُسْلِمِينَ مَنْ يُنَافِقُ فِي الرَّسُولِ كَمَا كَفَرَ هَؤُلَاءِ بِهِ ظَاهِرًا وَهَذَا النِّفَاقُ كَثِيرٌ جِدًّا قَدِيمًا وَحَدِيثًا. وَقَدْ تَنْعَقِدُ فِي قَلْبِهِ مَقَايِيسُ فَاسِدَةٌ وَمَوَاجِيدُ فَاسِدَةٌ يَحْكُمُ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِمُقْتَضَاهَا فِي الرُّبُوبِيَّةِ أَحْكَامًا فَاسِدَةً مِثْلُ: أَحْكَامِ الْمُنْحَرِفَةِ إلَى صابئية أَوْ يَهُودِيَّةٍ أَوْ نَصْرَانِيَّةٍ مِنْ الْفَلَاسِفَةِ والمتكلمين وَالْمُتَصَوِّفَةِ الَّذِينَ انْحَرَفُوا إمَّا إلَى تَعْطِيلٍ لِلصِّفَاتِ وَتَكْذِيبٍ بِهَا. وَإِمَّا إلَى تَمْثِيلٍ لَهَا وَتَشْبِيهٍ. وَإِمَّا إلَى اعْتِقَادِ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الْوُجُودُ الْمُطْلَقُ الَّذِي لَا يَتَمَيَّزُ وَأَنَّ عَيْنَ الْوُجُودِ: هُوَ عَيْنُ الْخَالِقِ وَأَنَّهُ لَيْسَ وَرَاءَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْءٌ آخَرُ؛ وَإِنَّمَا هَذِهِ الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا مَرَاتِبُ لِلصِّفَاتِ وَأَنَّ الرُّبُوبِيَّةَ وَالْإِلَهِيَّةَ: مَرَاتِبُ ذِهْنِيَّةٌ [ش****ة]. وَأَمَّا فِي الْحَقِيقَةِ: فَلَيْسَ إلَّا عَيْنُ ذَاتِهِ فَالْمَحْجُوبُونَ يَرَوْنَ الْمَرَاتِبَ والمكاشف مَا تَرَى إلَّا عَيْنُ الْحَقِّ.
وَيَحْسَبُونَ - وَيَحْسَبُ كَثِيرٌ بِسَبَبِهِمْ - أَنَّ هَذَا التَّوْحِيدَ: هُوَ تَوْحِيدُ الصِّدِّيقِينَ الَّذِينَ عَرَفُوا اللَّهَ وَقَالُوا: أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلٌ.
كَمَا يَحْسَبُ الْمُتَكَلِّمُ الزَّائِغُ أَنَّ تَوْحِيدَهُ - الَّذِي هُوَ نَفْيُ الصِّفَاتِ - هُوَ تَوْحِيدُ الْأَنْبِيَاءِ؛ وَالصِّدِّيقِينَ؛ الَّذِينَ عَرَفُوا اللَّهَ؛ وَلِهَذَا يَقَعُ فِي هَؤُلَاءِ الشِّرْكُ كَثِيرًا؛ حَتَّى يَسْجُدَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ؛ كَمَا يَقَعُ فِي الْقِسْمِ الْآخَرِ تَحْرِيمُ الْحَلَالِ مِنْ الْعُقُودِ وَالْعِبَادَاتِ الْمُبَاحَةِ.
فَاقْتَسَمَ الْفَرِيقَانِ: مَا ذَمَّ اللَّهُ بِهِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ الشِّرْكِ وَتَحْرِيمِ الْحَلَالِ وَهَكَذَا يُوجَدُ كَثِيرًا فِي هَؤُلَاءِ الْمُشْبِهَةِ لِلنَّصَارَى. وَظَهَرَ فِي الْآخَرِينَ مِنْ الْآصَارِ وَالْأَغْلَالِ وَجُحُودِ الْحَقِّ وَقَسْوَةِ الْقُلُوبِ: مَا يُوجَدُ كَثِيرًا فِي هَؤُلَاءِ الْمُشْبِهَةِ لِلْيَهُودِ. هَذَا فِي غَيْرِ الْغَالِيَةِ مِنْهُمْ
وَأَمَّا الْغَالِيَةُ مِنْ الصِّنْفَيْنِ: فَعِنْدَهُمْ أَنَّ مَعْرِفَتَهُمْ وَحَالَهُمْ فَوْقَ مَعْرِفَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَحَالِهِمْ. كَمَا يَقُولُ التِّلْمِسَانِيُّ: الْقُرْآنُ يُوَصِّلُ إلَى الْجَنَّةِ وَكَلَامُنَا يُوَصِّلُ إلَى اللَّهِ. وَكَمَا يَزْعُمُ الْفَارَابِيُّ: أَنَّ الْفَيْلَسُوفَ أَكْمَلُ مِنْ النَّبِيِّ؛ وَإِنَّمَا خَاصَّةُ النَّبِيِّ جَوْدَةُ التَّخْيِيلِ لِلْحَقَائِقِ؛ إلَى أَنْوَاعٍ مِنْ الزَّنْدَقَةِ وَالْكُفْرِ يَلْتَحِقُونَ فِيهَا بالإسماعيلية؛ والنصيرية؛ وَالْقَرَامِطَةِ؛ وَالْبَاطِنِيَّةِ؛ وَيَتَّبِعُونَ فِرْعَوْنَ؛ والنمروذ وَأَمْثَالَهُمَا مِنْ الْكَافِرِينَ بِالنُّبُوَّاتِ أَوْ النُّبُوَّةِ وَالرُّبُوبِيَّةِ.
وَهَذَا كَثِيرٌ جِدًّا فِي هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ وَسَبَبُ ذَلِكَ عَدَمُ أَصْلٍ فِي قُلُوبِهِمْ وَهُوَ الْإِيمَانُ بِاَللَّهِ وَالرَّسُولِ. فَإِنَّ هَذَا الْأَصْلَ إنْ لَمْ يَصْحَبْ النَّاظِرَ وَالْمُرِيدَ وَالطَّالِبَ فِي كُلِّ مَقَامٍ. وَإِلَّا خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا وَحَاجَتُهُ إلَيْهِ كَحَاجَةِ الْبَدَنِ إلَى الْغِذَاءِ أَوْ الْحَيَاةِ إلَى الرُّوحِ. فَالْإِنْسَانُ بِدُونِ الْحَيَاةِ وَالْغِذَاءِ لَا يَتَقَوَّمُ أَبَدًا وَلَا يُمْكِنُهُ أَنْ يُعَلَّمَ وَلَا أَنْ يُعَلِّمَ. كَذَلِكَ الْإِنْسَانُ بِدُونِ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ لَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَنَالَ مَعْرِفَةَ اللَّهِ وَلَا الْهِدَايَةَ إلَيْهِ وَبِدُونِ اهْتِدَائِهِ إلَى رَبِّهِ: لَا يَكُونُ إلَّا شَقِيًّا مُعَذَّبًا وَهُوَ حَالُ الْكَافِرِينَ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ. وَمَعَ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ إذَا نَظَرَ وَاسْتَدَلَّ: كَانَ نَظَرُهُ فِي دَلِيلٍ وَبُرْهَانٍ - وَهُوَ ثُبُوتُ الرُّبُوبِيَّةِ وَالنُّبُوَّةِ - وَإِذَا تَجَرَّدَ وَتَصَفَّى كَانَ مَعَهُ مِنْ الْإِيمَانِ مَا يَذُوقُهُ بِذَلِكَ وَيَجِدُهُ. ثُمَّ هَذَا النَّظَرُ وَهَذَا الذَّوْقُ يَجْتَلِبُ لَهُ مَا وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَعَالِمِ الرَّبَّانِيَّةِ وَالْمَوَاجِيدِ الْإِلَهِيَّةِ. وَالْعِلْمُ وَالْوَجْدُ مُتَلَازِمَانِ.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[10 - Aug-2009, مساء 01:48]ـ
نظرية المعرفة قسمان:
1 - نظرية شرعية ..
2 - نظرية بشرية (أو عقلية أو سمها كما يحلو لك)
وهذه التي نسختها من كلام شيخ الإسلام تسمى (الشرعية) , فبقي القسم الأول , ولا يصح الثاني إلا بالأول.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Aug-2009, صباحاً 07:18]ـ
أحسن الله إليك أخ عبد الرحمان.
هل تقصد (بقي الثاني)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 09:52]ـ
بارك الله فيكم
جمع موفق ... أعانكم الله
ننتظر البقية
وحسب علمي القاصر لم ينشط أحد الباحثين المعاصرين في إيضاح نظرية المعرفة عند الإمام ابن تيمية رحمه الله رغم تناوله لها باستفاضة في الكثير من مؤلفاته.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 12:34]ـ
قال شيخ الإسلام في درء التعارض:
قلت: ويستدل على ما ذكره أبومحمد بن عبد وغيره من أن المعرفة الأولية الفطرية تحصل بلا دليل أن ما يعلم بالدليل إنما يعلم إذا علم أن الدليل مسلتزم له ليكون دليلا عليه وهذه هي الآية والعلامة وكذلك الاسم إنما يدل على المسمى إذا عرف أنه اسم له وذلك مشروط بتصور المدلول عليه اللازم وبأن هذا ملزوم له
ولهذا قيل: إن المقصود بالكلام ليس هو تعريف المعاني المفردة لأن المعنى المفرد لا يفهم من اللفظ حتى يعرف أن اللفظ دال عليه فلا بد أن يعرف أن هذا اللفظ موضوع لهذا المعنى حتى تعرف دلالته عليه فتكون المعرفة بالمعنى سابقة للمعرفة بدلالة اللفظ عليه بخلاف المعنى المركب فإنه إنما يحتاج إلى العلم بجنس المركب لا بالتركيب المعين فنعرف أنه إذا قيل: قام فلان أنه فعل القيام القائم به فإذا قيل: زيد عرف أنه فعل القيام القائم به بخلاف مسمى زيد وأنه لا يعرف أن زيدا يدل على مسماه حتى يعرف أولا مسمى زيد فلو استفيد مسمى زيد من زيد لزم الدور
وهذا موجود في كل ما دل على معنى مفرد فما دل على الباري إنما تعرف دلالته عليه إذ عرف أنه مستلزم له وذلك مشروط بمعرفة اللازم المدلول عليه فلا يعرف أن هذا دليل على هذا المعين حتى يعرف المعنى والدليل وأن الدليل مستلزم للمعين المدلول عليه فلو استفيد معرفة المعين من الدليل لزم الدور بل يكون ذلك المعين متصور قبل هذا وتلك الأمور مستلزمة له وآيات عليه فكلما تصورت تصور المدلول عليه فيكون كما قال: {تبصرة وذكرى لكل عبد منيب} تبصرة: إذا قدر أنه مس طيف من الشيطان فشككه فيما عرفه أولا فإذا رآى آياته المستلزمة لوجوده كان ذلك تبصرة من ذلك اللطيف
كما قال تعالى: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} وتكون تذكرة إذا حصل نسيان وغفلة تذكرة بالله فهي تبصرة لما قد يعرض من الجهل وتذكرة لما قد يحصل من غفلة وإن كان أصل المعرفة فطريا حصل في النفس بلا واسطة البتة
وقد ذكرنا في غير هذا الموضع أن الأدلة نوعان: أقيسة وآيات فأما الأقيسة فلا تدل إلا على معنى كلي لا تدل على معنى معين
فإذا قيل: هذا محدث وكل محدث فله محدث قديم أو: كل ممكن فلا بد له من واجب فإنما يدل على قديم واجب الوجود بنفسه لا يدل على عينه بل نفس تصور هذا لا يمنع من وقوع الشركة فيه فإذا قدر أنه عرف أنه واحد لا يقبل الشركة فإنه لم تعرف عينه فلا بد أن تعرف علينه بغير هذه الطريق والايات تدل على عينه لكن كون الآية دليلا على عينه مشروطة بمعرفة عينه قبل إذ لو لم تعرف عينه لم يعرف أن هذه الآية مستلزمة لها
فعلم أنه في الفطرة معرفة بالخالق نفسه بحيث يميز بينه وبين ما سواه كما ذكره أبو محمد بن عبد وغيره ولهذا كل من تطلب معرفته بالدليل فلا بد أن يكون مشعورا به قبل هذا حتى يطلب الدليل عليه أو على بعض أحواله
وأما ما لا تشعر به النفس بوجه فلا يكون مطلوبا لها وإذا كان مطلوبا لها فلا يمكن أن يستدل عليه بشيء حتى يعلم أنه يلزم من تحقق الدليل تحققه وقد بسط هذا في موضع آخر وبين فيه أن التصور البسيط المفرد لا يجوز أن يكون مطلوبا بالحد وإنما يطلب بالحد ما يكون مشعورا به من بعض الوجوه فيطلب الشعور به من وجه آخر
ولهذا لم يكن مجرد الحد معرفا بالمحدود إن لم يعرف أن الحد مطابق له وهو لا يعرف ذلك إن لم يعرف المحدود وإلا فمجرد الدعوى لا تفيد
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك الدليل القياسي إذا قيل: كل مسكر خمر وكل خمر حرام فإن لم يعرف المقدمتين لم يعرف النتيجة وإذا كان آية على شيء معين مثل كون الكوكب الفلاني كالجدي مثلا علامة على جهة الكعبة فلا بد أن يكون قد عرف الجدي وعرف أنه من جهة الشمال وعرف أن الجهة المعينة جهة الكعبة في الجنوب فإذا رآى الجدي علم أن جهة الكعبة تقابله ولولا تقدم معرفته بالدليل وهو الجدي والمدلول عليه وهو جهة الكعبة لم يمكنه الاستدلال لكنه عرف أولا الدليل والمدلول عليه ثم خفى عليه المدلول وهوجهة الكعبة في بعض الأوقات والمواضع فلما رآى الدليل عرف المدلول الذي كان قد جهله بعد علمه به كمن سمع مناديا ينادي باسم من يطلبه كابنه وأخيه وقد أضل مكانه فإذا سمع الاسم استدل به عل المسمى الذي كان يعرفه قبل هذا ولكنه قد حصل له به نوع من الجهل بعد ذلك
فالآيات الدالة على الرب تعالى: آياته القولية التي تكلم بها كالقرآن وآياته الفعلية التي خلقها في الأنفس والآفاق تدل عليه وتحصل بها التبصرة والذكرى وإن كان الرب تعالى قد عرفته الفطرة قبل هذا ثم حصل له نوع من الجهل أو الشك أو النسيان ونحو ذلك
ومما ينبغي أن يعرف أن علم الإنسان بالشيء وتصوره له شيء وعلمه بأنه عالم به شيء وعلمه بأن علمه حصل بالطريق المعين شيء ثالث وكذلك إرادته وحبه شيء وعلمه بأنه مريد محب له شيء وكون الإرادة والمحبة حصلت بالطريق المعين شيء ثالث
فالمتوضىء والمصلي والصائم يحصل في قلبه نية ضرورية للفعل الاختياري ولا يمكنه دفع ذلك عن نفسه وإن لم يتكلم بالنية ثم قد يظن أن النية إنما حصلت بتكلمه بها وهو غالط في ذلك
وكذلك قد يحصل له علم ضروري بمخبر الأخبار المتواترة ثم ينظر في دلالة الخبر فيظن أن العلم الحاصل له لم يحصل إلا بالنظر وهو قد كان قبل النظر عالما وقد يقال: إن النظر وكد ذلك العلم أو أحضره في النفس بعد ذهول النفس عنه وهذا مما يبين لك أن كثيرا من النظار يظنون أنهم لم يعرفوا الله بالطريق المعين من النظر الذي سلكوه وقد يكون صحيحا وقد يكون فاسدا فإن كان فاسدا فهو لا يوجب العلم وهم يظنون أن العلم إنما حصل به وهم غالطون
بل العلم قد حصل بدونه وإن كان صحيحا فقد يكون مؤكدا للعلم ومحضرا له ومبينا له وإن كان العلم حاصلا بدونه
هذه الأمور من تصورها حق التصور تبين له حقيقة الأمر في أصول العلم وعلم أن من ظن أن الأمر الذي يعرفه عامة الخلق وهو أجل المعارف عندهم من حصره في طريق معين لا يعرفه إلا بعضهم كان جاهلا لو كان ذلك الطريق صحيحا فكيف إذا كان فاسدا!؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 12:55]ـ
وقال في تعليقه على كلام شارح الإرشاد:
قلت: ففي هذا الكلام قد جعل العلم ثلاثة أنواع: أحدها: هو الذي يعرف بالعقل والثاني: المعرفة التي لا تحصل إلا بالسمع والثالث: ما لا سبيل إلى معرفته لا بعقل ولا بسمع
فالأول: المعرفة المطلقة المجملة بأن هذه المحدثات التي يعجز عنها الخلق لا بد لها من صانع ولكن هذه المعرفة لا تفيد معرفة عينه ولا أسمائه فإن المحدثات إنما تدل على فاعل ما مطلق من حيث الجملة وكذلك سائر ما يذكر من البراهين القياسية فإنما تدل على أمر مطلق كلي إذ كان البرهان المنطقي العقلي لابد فيه من قضية كلية والنتيجة موقوفة على جميع المقدمات فإذا كان المدلول عليه لم تعرف عينه قبل الاستدلال لم يدل هذا الدليل إلى على أمر مطلق كلي
وإيضاح ذلك أنه إذا استدل بحدوث المحدثات على أنه له محدثا وبإمكان الممكنات على أن هناك واجبا فإنه لم يعرف إلا وجود محدث واجب بنفسه وهذا معنى كلي مطلق لا يمنع تصور معناه من وقوع الشركة فيه فلا يكون في ذلك معرفة عينه ولو وصف هذا بصفات مطلقة لم يخرجه ذلك عن أن يكون مطلقا كليا
ثم إنه ضل من ضل من الجهمية نفاة الصفات من المتفلسفة والمعتزلة والمتصوفة حيث أثبتوا وجودا واجبا قديما ثم وصفوه بصفات سلبية توجب امتناع تعينه وأنه لا يكون إلا مطلقا وقد علم أن ما لا يكون مطلقا كليا لا يوجد إلا في الأذهان لا في الأعيان فيكون ما أثبتوه لا وجود له في الخارج
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المعلوم الفرق بين كون الدليل لم يدل على عينه وبين نفي تعينه فإن من سلك النظر الصحيح علم أنه موجود معين متميز وإن كان دليله لم يدله على عينه بخلاف من نفى تعينه وجعله مطلقا كليا أو قال ما يستلزم ذلك فإن هذا معطل له في الحقيقة
ومثال هذا من علم بالدليل وجود نبي مرسل أرسله الله إلى خلقه ولم يعلم عينه فهذا قد علمه علما مطلقا وأما من قال: إن هذا النبي إنما يوجد مطلقا لا معينا فهذا قد نفى وجوده في الخارج فإذا تبين أن القياس العقلي البرهاني لا يفيد إلا معرفة مطلقة كلية فمعلوم أن أسماءه لا تعرف إلا بالسمع فبالسمع عرفت أسماء الله وصفاته التي يوصف بها من الكلام
ولولا السمع لما سمي ولا ذكر ولا حمد ولا مدح ولا نعت ولا وصف فإن كان هذا هو الذي أراده بمعرفة عينه ومن هو فلا ريب أنه لا يحصل إلا بالسمع وإن أراد بذلك معرفة أخرى مثل المعرفة بسائر نعوته التي أخبرت بها الرسل فهذا أيضا يعلم بالسمع ومنها ما لا يعلم بمجرد القياس العقلي ومنها ما قد تنازع الناس هل يعلم بالعقل أم لا؟
وأما معرفة عين المسمى الموصوف الذي علم وجوده فهذا في المخلوقات يعرف بالإحساس ظاهرا أو باطنا: إما بالإحساس بعينه أو بالإحساس بخصائصه فمن علم اسم شخص ونعوته أو اسم أرض وحدودها فإنه يعرف عينها بالرؤية: إما بمخبر يخبره أن هذا المعنى هو الموصوف المسمى وإما بأن يرى اختصاص ذلك المعين بتلك الأسماء والصفات
قال تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم} فمن عرف نعوت النبي صلى الله عليه و سلم التي نعت بها في الكتب المتقدمة ثم رآه ورأى خصائصه علم أن هذا هو ذاك لعدم الاشتراك في تلك الصفات
وهذه المعرفة قد تكون بمشاهدة عينه كالذين شاهدوه وقد لا تكون بمشاهدة عينه بل بطرق أخرى يعلم بها أنه هو كما يعلم أن القرآن تلقي عنه وأنه هاجر من مكة إلى المدينة ومات بها وأنه هو المذكور في الأذان وهو الذي يسميه المسلمون محمدا رسول الله وهو صاحب هذه الشريعة التي عليها المسلمون فهذه الأمور تعرف بها عينه من غير مشاهدة
وكذلك قد تعرف عين خلفائه وأصحابه وغيرهم من الناس وتعرف أقوالهم وأفعالهم وغير ذلك من أحوالهم معرفة معينة لااشتراك فيها مع عدم المعاينة
لكن قد شوهد آحاد الأناسي وعلم أن هؤلاء من هذا النوع ولكن لم يشهد ما يشبه النبي صلى الله عليه و سلم وخلفاءه من كل وجه وإما شوهد ما يشبههم من بعض الوجوه
فهذا القدر المسمى يعلم بمشاهدة نظيره وأما القدر الفارق فلا بد أن يشارك غيره في وصف آخر فيعلم ما بينهما من القدر المشترك أيضا
فالأمور الغائبة لا يمكن معرفتها ولا التعريف بها إلا بما بينها وبين الأمور الشاهدة من المشابهة لكن إذا عرف أنه لا شركة في ذلك علم أنه واحد معين من علم بعض صفاته وإن جوز فيه الشركة لم يعلم عين ذاك
ففي الجملة معرفة عين من علم بعض صفاته قد يحصل بالسماع وقد يحصل بالعيان وقد يحصل بالاستدلال والعلم بالموصوف قد يعلم بطرق متعددة فمن علم نعت الملك ثم رآه فقد يعلم عينه لما استقر عنده من معرفة صفاته وقد يعلم ذلك بمن يخبره أن ذلك المسمى الموصوف هو هذا المعين
ولهذا إذا كان في كتاب الوقف ونحوه حدود عقار وصفاته فقد تعلم الحدود بالمعاينة والاستدلال بأن لا يدل ما يطابق تلك النعوت إلا هي وقد يعلم بالخبر والشهادة ما يشهد الشهود بأن الحد المسمى الموصوف هو هذا المعين وإذا شهد الشهود على مسمى منسوب وكتب بذلك حاكم إلى حاكم آخر أو شهد شهود فرع على شهود أصل فإنه يعلم عين المسمى المنسوب كمن شهد بنسبة ولا يوجد له شريك فإن وجد له شريك لم تعلم عينه بالشهادة باسمه ونسبه وصار ذلك كالحلية والنعت المشترك وهل يشهد بالتعيين بمجرد الحلية عند الحاجة؟ فيه نزاع بين الفقهاء
وكما أن معرفة عين الموصوف تحصل بطرق فنفس العلم الأول بصفته المختصة يحصل بطرق والعلم بالمعينة قد يكون بالمشاهدة الظاهرة وقد يكون بالمشاهدة الباطنة وقد لا يكون إلا لمجرد الآثار
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يبين الفرق بين المعين والمطبق ما ذكره الفقهاء في باب الأعيان المشاهدة الموصوفة فإن المبيع قد يكون معينا وقد لا يكون والمعين قد يكون مشاهدا فهذا يصح بيعه بالإجماع وقد يكون غائبا وفيه ثلاثة أقوال مشهورة للعلماء وهي ثلاث روايات عن أحمد: أحدها: أنه لا يصح بيعه كظاهر مذهب الشافعي والثاني: يصح وصف أو لم يوصف كمذهب أبي حنيفة والثالث: وهو مذهب مالك والمشهور من مذهب أحمد: أنه يصح بالصفة ولا يصح بدونها
ولو تلف هذا المبيع قبل التمكن من قبضة بآفة سماوية انفسخ البيع فيه باتفاق العلماء ولم يكن للمشتري المطالبة ببدله لأن حقه تعين في عين معينة وأما المبيع المطلق في الذمة فمثل دين السلم فإنه أسلم في شيء موصوف مطلق ولم يعينه وهو بمنزلة الثمن المطلق الذي لم يعين وبمنزلة الديون التي ثبتت مطلقة كالصداق وبدل القرض والأجرة ونحو ذلك
ومثله في الواجبات الشرعية وجوب عين رقبة مطلقة ونحو ذلك فهنا الواجب أمر مطلق لم يتعين بل لمن هو عليه أن يأتي بأي عين من الأعيان إذا حصل به المقصود ولو أتى بمعين فتلف قبل التمكن من قبضه كان للمستحق المطالبة بعين أخرى
وهكذا قال الفقهاء في الهدي المطلق كهدي التمتع والقرآن والهدي المعين كما لو نذر هديا بعينه فإن المعين لو تلف بغير تفريط منه لم يكن عليه بدله بخلاف ما وجب في الذمة فإنه لو عينه وتلف كان عليه إبداله
وكل موجود في الخارج فهو في نفس معين لكن العلم به قد يكون مع العلم بعينه وقد لا يكون مع العلم بعينه كالمبيع إذا كان مشاهدا فقد عرف المشتري عينه وإذا كان غائبا فهو معين في نفسه والمشتري لا يعرف عينه وإنما يعرف منه أمرا مطلقا سواء كان ذلك المطلق لا يحتمل سواه أو يحتمله ويحتمل غيره فإنه قد يبيعه العبد أو الأرض التي من صفتها كذا وكذا ويصفها بصفات تميزها لا تحتمل دخول غيرها فيها وهذا بخلاف المسلم فيه فإنه لا يكون معينا ومتى كان معينا بطل السلم كما لو أسلم في ثمن بستان بعينه أو زرع أرضا بعينها قبل بدو الصلاح كما جاء في ذلك حديث مسند عن النبي صلى الله عليه و سلم
وإذا تبين هذا فإذا عرف محدث للحوادث واجب قديم وعلم انتفاء الشركة فيه بأنه واحد لا شريك في الخلق أو غير ذلك من خصائصه التي لا يوصف بها اثنان مثل أنه رب العالمين وأنه على كل شيء قدير ونحو ذلك - فقد تعرف عينه بالعقل - عرف أنه واحد معين في نفس الأمر لا شركة فيه فيطلب القلب حينئذ معرفة عينه بخلاف ما يمكن الشركة فيه
وإذا كان كذلك فقد يعترض المعترض على قول من قال: إن عينه لا تعرف إلا بالسمع ويقول: التعيين حينئذ بما جعل الله في القلوب من ضرورة المعرفة والقصد والتوجه والإشارة إلى ما فوق السماوات فإنها مفطورة على أنه ليس فوق العالم غيره
ولهذا كان منكرو علو الله ومباينته لمخلوقاته من الجهمية الحلولية أو النفاة للحلول والمباينة ونحوهم إنما يثبتون وجودا مطلقا لا يعين ولا يشار إليه بل يقولون بلا إشارة ولا تعيين وهؤلاء يثبتون وجودا مطلقا كليا لا يعينونه لا ببواطنهم ولا بظواهرهم
ولهذا يبقون في حيرة واضطراب تارة يجعلونه حالا في المخلوقات لا يختص بشيء وتارة يسلبونه هذا وهذا ويقولون: الحق لا يقيد ولا يخصص ولا يقبل الإشارة والتعيين نحو ذلك من العبارات التي مضمونها في الحقيقة نفي ثبوته في الخارج فإن كل موجود في الخارج فإنه متعين متميز عن غيره مختص بخصائصه التي لا يشركه فيها غيره
وهذا هو المقيد في اصطلاحهم وهم يظنون أن ما ذكره ثابت في الخارج لكنهم ضالون في ذلك وضلالهم كضلال في أمور كثيرة لا توجد إلا في الأذهان ظنونا ثابتة في الأعيان ومن هنا ضل من ضل في مسألة المعدوم: هل هو شيء أم لا؟ وفي مسألة الأحوال وفي مسألة وجود الموجودات: هل هو ماهيتها الثابتة في الخارج أو غير ذلك؟ والكلي الطبيعي: هل هو ثابت في الخارج أم لا؟
وجماع أمرهم أنهم جعلوا الأمور العقلية التي لا تكون ثابتة إلا في العقل - كالمطلقات الكلية ونحوها - أمورا موجودة ثابتة في الخارج وزعموا أن هذا هو الغيب الذي أخبرت به الرسل وذلك ضلال
فإن الغيب الذي أخبرت به الرسل هو مما يمكن الإحساس به في الجملة ليس مما لا يمكن الإحساس به لكن مشاهدته والإحساس به يكون بعد الموت وفي الدار الآخرة
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك الحياة وتوابعها من الإحساس والعمل أقوى وأكمل فإن الدار الآخرة لهي الحيوان
فالرسل لم تفرق بين الغيب والشهادة لأن أحدهما معقول والآخر محسوس كما ظن ذلك من ظنه من المتفلسفة والجهمية ومن شركهم في بعض ذلك وإنما فرقت بأن أحدهما مشهود الآن والآخر غائب عنا لا نشهده الآن ولهذا سماه الله تعالى غيبا
قال تعالى: {الذين يؤمنون بالغيب} لم يسمه مقولا وقد بسط الكلام على هذا في موضعه
والمقصود هنا أن ما عرف وصفه تعرف عينه بوجه من وجوه الإحساس إما بذاته وإما ببعض خصائصه والله تعالى يختص بما فوق العالم فالعباد يشيرون إلى ذلك ويعلمون أن خالق العالم هو الذي فوق العالم لا يشركه في ذلك أحد وهذا العلم قد يحصل بالفطرة وقد يحصل بالاستدلال والقياس وقد يحصل بالسمع من الرسل كما أخبرت بأن الله فوق العالم
ولهذا قال فرعون: {يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب * أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا}
ولهذا كان معراج نبينا صلى الله عليه و سلم إلى السماء وكذلك سائر ما تعرفه القلوب من خصائصه
وقد يقال: هو تعيين يمكن حصوله بدون السمع وذلك أن معرفة عينه بالمشاهدة لا تحصل في الدنيا فلم يبق إلا معرفة عينه بغير هذه الطريق كما يعرف عين الرسول صلى الله عليه و سلم من لم يشاهده بمعرفة ما يعرفه من خصائصه
وأما القائل: إن عينه لا تعرف إلا بالسمع فقد يقول: إن ما حصل للقلوب من معرفة عينه إنما حصل بالسمع
والناس متنازعون في كونه فوق العالم: هل هو من الصفات التي تعلم بالعقل؟ كما هو قول أكثر السلف والأئمة وهو قول ابن كلاب و ابن كرام وآخر قولي القاضي أبي يعلى أو هو من الصفات السمعية التي لا تعلم إلا بالسمع كما هو قول كثير من أصحاب الأشعري وهو أول قولي القاضي أبي يعلى وطائفة معه
فابن أبي موسى وأمثاله قد يقولون بهذا ويقولون: لم نعلم ذلك إلا بالسمع
ويقولون: لم تعلم أنه فوق السماء إلا بالسمع لكن كلامه أعم من ذلك
وكلامهم يصح إذا فسر بأنواع من التعيين التي لم تعلم إلا بالسمع كالصفات الخبرية أو فسر بأن السمع هو الذي أرشد العقول إلى ما به يعلم التعيين وأنه لولا إرشاد السمع لم يعلم ذلك أو بأنه أراد بالتعيين معرفة الأسماء والصفات القولية التي يوصف الله بها أو أراد بذلك أن كثيرا من الناس - أو أكثرهم - لا تحصل لهم معرفة شيء من التعيين إلا بالسمع
وكثير ممن يقول بوجوب النظر وأنه أول الواجبات أو أول الواجبات: المعرفة يقولون مع ذلك: إن المعرفة لا تحصل إلا بالشرع كما ذكر ذلك أبو فرج المقدسي وابنه عبد الوهاب و ابن درباس وغيرهم كما قال من قال قبلهم: إنها لا تحصل إلا بالشرع
وهؤلاء يريدون بالعقل: الغريزة ولوازمها من العلوم التي تحصل لعامة العقلاء وأن ذلك مجردة لا يوجب المعرفة بل لا بد من أمر زائد على ذلك كما قالوا في استدلالهم: إن المعرفة لو كانت بالعقل لكان كل عاقل عارفا ولما وجد جماعة من العقلاء كفارا دل على أن المعرفة لم تثبت بالعقل
ألا ترى أن ما يدرك بالضرورة لا يختلف أرباب النظر فيه؟ وهذا إنما ينفي المعرفة الإيمانية وإلا فعامة العقلاء يقرون بالصانع
وأيضا فهذا ينفي أن تكون المعرفة الإيمانية ضرورية وهو أيضا يوجب أن الطرق العقلية لا تفصل مورد النزاع ولا يحصل عليها الإجماع وهوكما قالوا فإن الطرق القياسية العقلية النظرية وإن كان منها ما يفضى إلى العلم فهي لا تفصل النزاع بين أهل الأرض تارة لدقتها وغموضها وتارةلأن النفوس قد تنازع في المقدمات الضرورية كما ينازع أكثر النظار في كثير من المقدمات الضرورية
ولهذا لم يأمر الله عند التنازع إلا بالرد إلى الكتب المنزلة
قال تعالى: {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه} فجعل الحاكم بين الناس فيما اختلفوا فيه الكتاب المنزل من السماء(/)
سلسة التحذير من تتبع الرخص 1 - مقدمة للشيخ خالد السبت
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 09:24]ـ
التحذير من تتبع رخص الفقهاء للشيخ/ خالد بن عثمان السبت
المجلس الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
لقد عشنا برهة من الزمن والناس يرجعون إلى أقوال علمائهم ويستفتونهم فيما وقع لهم من المسائل العارضة والمستجِدة، ثم يأخذون بما أفتوهم به، على اختلاف طبقات هؤلاء السائلين والمستفتين، فمنهم من يأخذ المسألة بدليلها، ويتمكن من معرفة شيء من ذلك، وله نوع من البصر في هذه القضايا، وكان الناس في خير كثير، وفي عافية مع وجود الأهواء، وهذا شيء لا ينكر في كل زمان وفي كل مكان، إلا أنه قد فُتح على الناس باب لربما يكون ضرره عليهم أعظم من النفع الذي يجنونه، وذلك أنه لما تطورت وسائل الاتصال وصار الناس في العالم أجمع يسمعون قول القائل، ويتعرفون على فتوى المفتي في مشارق الأرض وفي مغاربها، فصار الناس يتناقلون هذه الأمور، وصار السابق في نشر فتياه وما يعتقده وما يقرره من المسائل صار السابق في ذلك والأوسع انتشاراً من سبق إلى هذه الوسائل الإعلامية التي يراها الصغير والكبير، الرجل والمرأة على حد سواء، ولما كانت الأهواء غلابة وجدت طائفة ممن يتصدر للكلام في مسائل العلم والدين والفتيا والحلال والحرام، فوجدت طائفة تفتي الناس بحسب أهوائهم وأمزجتهم، وبحسب ما يروق لهم بدعوى التسهيل والتيسير، فأعجب فئام من الناس بمثل هؤلاء، وصاروا أتباعاً لهم، يدافعون عنهم أشد المدافعة، بل لربما تنقصوا العلماء الذين لزموا كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، واستمروا على الجادة الصحيحة التي تنضبط بها الفتيا.
الحاصل لما كانت الأهواء غلابة، ووجد من يفتي الناس بحسب أهوائهم، وصارت هذه الفتاوى تصل إلى جميع الناس عن طريق هذه الوسائل في الفضائيات وفي غيرها، صار خطر ذلك على الناس عظيماً كبيراً، مهدداً بانسلاخ من الدين وصاحَب ذلك ظن كثير من الجهال أن الإنسان يخرج سالماً من المسألة إذا جعل بينه وبين النار عالماً، وأنه ليس عليه كي يخرج من الحرج إلا أن يعلق هذه المسألة برقبة مفتٍ من المفتين، وإن لم يكن أهلاً للفتيا، فيكون بذلك بريء الساحة، لا يلحقه ذم ولا عتاب ولا مؤاخذة، والذي أريد أن أنبه عليه وهي مسألة أصلية مهمة وكل إنسان ينبغي أن يهتم بدينة، وبسلامة اعتقاده ومسلكه إلى الله -تبارك وتعالى-، أقول: نصيحة لنفسي ونصيحة لإخواني:
ينبغي أن نعلم أولاً: أن الحق واحد في المسائل المختلف فيها، وأعني بالخلاف هنا خلاف التضاد، هذا يقول: حرام، وهذا يقول: حلال، هذا يقول: يجوز، وهذا يقول: لا يجوز، هذا يقول: واجب، وهذا يقول: مباح، الحق في ذلك واحد عند الله -تبارك وتعالى-، فمهما أفتاك الناس، ومهما قالوا في هذه المسألة من التحليل، وأوردوا على قولهم من الأدلة فإن ذلك لا يغير من حقيقة الحكم شيئاً، هذه قضية ينبغي أن نعرفها أن الحكم عند الله ثابت، ففتوى المفتي لا تقلب الحكم عند الله -عز وجل-، فهذا الذي قيل لك: إنه حلال قد لا يكون الأمر كذلك عند الله -تبارك وتعالى-، ولذلك وجب على الإنسان أن يتحرى الصواب، وأن يعرف من يسأل ليقع على الصواب، أو ليخرج من التبعة، وذلك إن كان مقلداً بأن يسأل من هو أهلٌ للفتيا، ومن هو أهلٌ لأن يرجع إليه ويسال، وتؤخذ عنه هذه المسائل والأحكام والقضايا المتعلقة بالشريعة، فإذا عرفت أن الحق واحد فينبغي أن تبحث عن هذا الحق فإن أصبته فالحمد لله، وإن أخطأته فالله -عز وجل- غفور رحيم، فإن سألت من هو أهلٌ للفتيا فأفتاك ولم يقع على الصواب فأنت معذور عند الله -تبارك وتعالى-، ولكن البلية حقاً هي أن يفعل الإنسان ذلك بأن يسأل من ليس أهلاً للفتيا، أو بأن يسأل من يعلم أنه يوافق هواه في هذه المسألة فيكون متتبعاً للرخص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شك أن تتبع هذه الرخص يؤذن بالانسلاخ من الدين، وذلك أن الله -عز وجل- حينما وضع هذه الأحكام الشرعية، وطالبنا بالعمل بها، وكلفنا بالقيام بها وتحقيقها في واقع الحياة، وأن نجري على مقتضاها لما أمرنا الله -عز وجل- بذلك إنما أمرنا به لحكمة؛ لأن هذه الأحكام التي يأمرنا الشارع بها مشتملة على حكم عظيمة فإذا تتبعنا الرخص وقعنا في عملية مسخ، وخرجنا من هذه الحكمة التي وضع الله -عز وجل- الأحكام لتثبيتها وتقريرها فصار فعلنا بذلك نوعاً من الانفلات من حكم الشريعة، وصار الإنسان بهذا العمل متتبعاً للرخص، أي متتبعاً لهواه هذه واحدة.
وأمر آخر: وهو أن الشريعة من حيث العموم والإجمال قد وضعت على خلاف داعية الهوى، فإذا التبس عليك أمر فانظر إلى الهوى أين يتجه؟ فغالباً تجد أن حكم الشريعة مخالف لداعية الهوى؛ لأن الشريعة إنما وضعت لانتشال المكلف وانتزاعه ورفعه من داعية هواه ليتخلص من رق الهوى، ومن عبادة النفس والشيطان إلى عبادة الملك الديان -جل جلاله-.
فأقول: هذه قضية أصلية، فإذا كان الإنسان متتبعاً للرخص فهو في الواقع يدور مع هواه حيث دار، وصار مخالفاً لقصد الشارع بوضع الشريعة، وبتكليفه بها، أي أن الشارع قصد انتشال المكلف من داعية الهوى، فإذا تتبع الإنسان الرخص صار دائراً مع هواه حيث دار.
وأمر آخر: أن تتبع الرخص مؤذن بسقوط التكاليف، فهذا الإنسان الذي يتبع الرخص ينظر في كل مسألة ما هو الأخف؟ وما هو الأيسر؟ وما هو الذي أيسر في العمل؟ وما هي الفتيا التي ترخص له في مقارفة هذا الحرام؟ فيفعل هذه الأشياء فيكون ذلك سبباً في سقوط التكليف أصلاً، فمثلاً الآن لو جاءنا إنسان وأخذ برخصة بعض أهل العلم في أن الأغاني حلال بالمعازف هذه واحدة، ثم جاء إلى مسائل العورات فقال: الفخذ ليس بعورة كما قال بعض أهل العلم، فصار الفخذ ليس بعورة، فلبس سراويلات قصيرة، وصار يسمع الأغاني، وجاء إلى فتوى من أفتى بأن اللحية لا يجب إعفائها، وإنما هي سنة فأخذ بهذا القول، وجاء إلى من قال: بأن التدخين حلال، وصار يدخن، وجاء إلى فتيا من أفتى بأن القات -وهو نوع من المخدر- أنه زاد الصالحين، كما يقول بعضهم، فصار يأكل من هذا القات، أو كما يقال: خزن من هذا القات، وجاء إلى فتيا مفتٍ آخر يعلل لنفسه وهو يدرس أصول الفقه، يقول: تعليمي لكم الأصول واجب، ولا أتمكن إلا بالتدخين، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فيجوز للإنسان أن يدخن بهذا الاعتبار، فصار يرخص لنفسه أن يفعل ذلك، وأخذ بقول من قال: بأن صلاة الجماعة ليست بواجبة، وأخذ بقول من قال: بأن المتعة أن يتفق مع امرأة -على خلافٍ في التفاصيل- فيتزوجها ساعة، عقد لمدة ساعة أو يوم أو نصف يوم أو ساعتين بحسب الحاجة، ثم ينفسخ العقد تلقائياً بعد انتهاء المدة، نكاح المتعة المعروف، فأخذ بقول من أجازه من العلماء، ثم جاء إلى قول أهل الكوفة في مسألة النبيذ المسكر فأخذ به فصار يشرب المسكرات من غير عصير العنب بزعمه أن ذلك يجوز، وأنه أفتى به بعض السلف، فصار الرجل يخرج سكران، وعليه سراويلات قصيرة، ويسمع الأغاني، ويحلق لحيته، ويأخذ في مسألة الربا -في باب الصرف- بقول طائفة السلف في هذه المسألة، ثم هو يدخن، ويأكل القات، ويبيع المخدرات على غير المسلمين، يأخذ بقول من قال: إنه لا بأس ببيع الخمور والمخدرات والسموم ونحوها لغير المسلمين ممن يتعاطونها ويأكلونها ولا يرون بها بأساً، لا مانع من الاتجار بها، وجمّع المليارات من هذه التجارة، ما تقولون في هذا الإنسان؟ هذا خرج من التكليف تماماً، هل هذا إنسان مكلف؟! هذا إنسان غير مكلف.
فأقول: تتبع الرخص هو في الواقع تمرد على التكليف، تمرد على الشريعة، خروج عنها، وهذا الخروج بزعمه أنه بفتاوى، وهذه الفتاوى لا تنفعه عند الله -تبارك وتعالى-، وإنما هو أراد أن يبرر لنفسه أمراً، والله -عز وجل- الموعد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمر آخر: أن العلماء قد أجمعوا على أن من تتبع الرخص فهو فاسق، من تتبع رخص الفقهاء فهو فاسق، والشارع قصد إثبات العدالة للمسلم، ونهاه عن كل موجب للفسق، فالفسق إنما يجر إليه فعل المحرمات، وترك الواجبات، فتتبع الرخص نقل غير واحد من العلماء أنه أمر يوجب فسق من فعله، وقد قال ذلك الإمام أحمد -رحمه الله- والمروزي، ونقل الإجماع على فسقه ابن حزم وابن عبد البر وأبو الوليد الباجي من المالكية، وقال الأوزاعي -رحمه الله -: "من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام".وأمر آخر: وهو أن الواجب على المسلم في حال الاختلاف أن يرجع إلى من؟ أن يرجع إلى الله وإلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فالله يقول: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [(10) سورة الشورى] ويقول: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [(65) سورة النساء] يعني: فيما اختلفوا فيه: {ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} [(65) سورة النساء] فالواجب في حال الاختلاف أن يرجع الإنسان إلى الله وإلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والرجوع إلى الله رجوع إلى كتابه، والرجوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجوع إلى سنته -عليه الصلاة والسلام-، هذا هو الواجب على المسلم، وهذا هو الذي أمر الله به، فإذا تتبع الإنسان الرخص فهو في الواقع قد رجع إلى أين؟ يكون قد رجع إلى هوى النفس وشهوتها ومطلوباتها ومحبوباتها، ولم يكن محتكماً إلى الله -عز وجل- وإلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وبالتالي لم يكن مستجيباً لنداء الله -تبارك وتعالى- وأمره وتوجيهه في مثل هذه المقامات.
فالحاصل أن من أخذ أحد هذين القولين لمجرد التشهي فهو متبع للهوى، وليس متبعاً للكتاب والسنة، وإن زعم أنه متبع لكتاب الله وسنة رسول -صلى الله عليه وسلم-.
ثم إن أتباع هذه الرخص سبب لذهاب هيبة الدين، والتهاون بحرمات الشرع، ولو حدثتكم عن هذا لحدثتكم طويلاً عن أمثلة يتلاعب فيها الناس بالشريعة، المثال الذي ذكرته آنفاً هذا الرجل الذي يدخن وهو يدرس أصول الفقه ويقول: تدريسي واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، أليس ذلك يكون سبباً لذهاب هيبة الشرع؟ لا شك أنه كذلك.
جاء رجل لبعض الفقهاء وقد استأجر أرضاً إجارة مشاعة، واستأجر رجل آخر جزءً آخر من هذه الأرض ومسألة الشفعة إنما هي فيما يملك الإنسان، وقد اختلف العلماء في المستأجر هل فيه شفعه أو لا؟ فالحاصل أن هذا الرجل سافر إلى بلد أو كان في ناحية فذهب الرجل الذي استأجر الناحية الأخرى إلى قاضيٍ أو عالم أو فقيه ممن يفتي بالرخص فذهب إليه فحكم له بأنه لا شفعه، لما سمع أن ذلك الرجل المسافر يريد أن يستصدر حكماً بالقول بالشفعة في هذه الأرض، ذهب واستصدر حكماً من فقيه بأنه لا شفعة في الإجارة، فلما قدم هذا الرجل من السفر ذهب إلى هذا الفقيه وعرض عليه المسألة فقال: هو أنت؟ لو علمت أنه أنت لقلت بقول أشهب، يقول: إنما أفتيته بقول الإمام مالك أنه لا شفعه في الإجارة، ولو علمت أنه أنت -يعني صاحب الشق الآخر من الأرض- لأفتيته بقول أشهب حيث أن أشهب -رحمه الله- من علماء المالكية- يقول بجواز الشفعة في الإجارة في المؤجَر واضح؟ فهو لما عرفه وكان صاحباً له، وكان بينه وبينه مودة قال: لو علمت أنه أنت لقلت في المسألة بقولٍ آخر.
ولها أمثلة كثيرة جداً، ومن ذلك أن أحد الكبراء كان له قصر، وكان هذا القصر يشرف على مستشفى فيه المرضى، ولربما بعض المجانين، فكان هذا الرجل الكبير يتأذى من رؤية المرضى كلما أطل من هذا القصر، وهذه الأرض التي فيها المستشفى كانت موقوفة وقفاً، وكان المذهب في ذلك البلد تجري الفتوى فيه على قول المالكية، فالحاصل أن هذا الرجل الكبير عرض هذه المسألة على طائفة من الفقهاء، فأفتوا بقول الإمام مالك -رحمه الله-، وأن الموقوفات من العقارات والأراضي لا يجوز نقلها بحال من الأحوال، فجاء رجل من الفقهاء وقال: المشارقة يقولون بجواز نقل الأوقاف، أراد أن يتقرب إلى هذا الكبير بفتوى لا يدين الله بها، وإنما أراد أن يتقرب إليه، فجاء بهذا القول، وبهذه الفتيا التي لا يعمل بها في بلده من أجل التقرب إلى هذا الإنسان، وكتب بهذه الفتيا، وخالف جميع الفقهاء في بلده، ثم
(يُتْبَعُ)
(/)
كان ذلك سبباً لحظوته وتقديمه وأشياء أخرى لا حاجة لذكرها، فعلى كل حال هذا الرجل إنما أفتى بهواه.
فأقول: هذا الإنسان إنما هو متبع للهوى، قد تمرد على الشريعة، ثم أيضاً هو متناقض مع نفسه، الناس الآن الذين يتبعون الرخص إذا جئت في مسائل فيها حيل على الربا قالوا: فلان أفتى بها، وإذا جئت في مسائل المسح على الخفين قالوا: العالم الفلاني الكبير الفقيه الزاهد العابد الورع يفتي بأن الخف المخرق لا حرج بالمسح عليه، لماذا تأخذون بفتياه في مسألة المسح على الخفين ولا تأخذون بفتياه في مسائل أخرى لكم فيها هوى؟ ما الذي حلّل لكم هذا؟ هذا لا يسقط التبعة عند الله -تبارك وتعالى-، فينبغي للإنسان أن يحترز.
والكلام في هذه المسألة بقي فيه بقية، لا أطيل عليكم، أتركها في مرة قادمة، وأسأل الله -عز وجل- أن يفقهنا وإياكم في الدين، وأن يجعلنا وإياكم هداةً مهتدين، وأن يرينا وإياكم الحق حقاً وأن يرزقنا إتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
المجلس الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
كنا نتحدث عن تتبع الرخص، وخطورة ذلك على دين الإنسان، وما يحصل به من التفلت من أحكام الشريعة والخروج على نظامها، وذكرنا في المرة الماضية جملة من العلل والأسباب التي تدعو لمجانبة هذا المسلك والحذر منه، وكان مما ذكرنا أن الشريعة اشتملت أحكامها على مصالح، وقد بُنيت هذه الشريعة على الحكم، فالله إنما يشرع شيئاً لحكمة، فإذا تتبعنا هذه الرخص معنى ذلك أنا قد أفسدنا حكمة التشريع، وأبطلنا المصالح التي راعاها الشارع حينما شرع لنا هذه التكاليف.
وذكرنا أمراً آخر: وهو أن هذه الشريعة قد وضعت على خلاف داعية الهوى، وأن من مقاصد الشريعة في تكليف المكلفين بها أن ينتشل المكلف من داعية هواه، فإذا استرسل مع الهوى، وصار يتتبع الرخص فمعنى ذلك أن مقصود الشارع لم يتحقق.
وذكرنا أيضاً أن إتباع هذه الرخص يؤدي إلى سقوط التكاليف، ومثلنا لذلك بجملة من الأمثلة، فالعبد يخرج عن التكليف الذي قد شق عليه، أو قد ثقل عليه، أو قد كرهه، أو خالف هواه، يخرج عنه بتتبع رخص العلماء، فإذا كان له شهوة في أمر ما وجد عالماً قد رخص له في هذا الأمر فأتبعه، فمعنى ذلك أنه قد خرج من ربقة التكليف في هذه القضية، فإذا كان له شهوة في أمر آخر اتبع رخصة أو قولاً ولو كان شاذاً، ثم بعد ذلك يكون قد تنصل من التزام هذا التكليف وهكذا فكلما كثر تتبعه للرخص كان ذلك أدعى لخروجه من ربقة التكليف والعبودية لله -تبارك وتعالى-، فيصير عبداً لهواه.
وذكرنا أيضاً أن العلماء قد أجمعوا على منع تتبع الرخص، وقد نصوا على فسق من فعل ذلك، وتحراه وتلمسه، ونقلنا قول جملة من العلماء في هذه القضية، لاسيما من نقلوا الإجماع على هذا المعنى، وذكرنا أيضاً أن العبد يجب عليه في حال الاختلاف أن يرجع إلى الكتاب والسنة، أن يرجع إلى الله وإلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فإذا تتبع الرخص كان راجعاً في الواقع إلى هواه، ولم يكن محتكماً إلى نصوص الكتاب والسنة، كما أمر الله -عز وجل-، فاختيار الأقوال بمجرد التشهي إنما هو إتباع للهوى، وليس عبودية للرب المالك المعبود -جل جلاله-.
وأيضاً تتبع هذه الرخص يكون سبباً لذهاب هيبة الدين، واستهانة بمحرمات الشريعة، وذلك أن الإنسان الذي يتتبع هذه الرخص هو في الواقع يكون متلاعباً بحدود الله -تبارك وتعالى-، كما فعل بنوا إسرائيل حينما احتالوا على الخروج من أحكام الله -عز وجل-، فحرم الله -تبارك وتعالى- عليهم الصيد، أو العمل في يوم السبت، ثم هم قد احتالوا على ذلك بأن نصبوا الشباك في يوم الجمعة، ثم استخرجوها في يوم الأحد، فهذا في الواقع استخفاف بالتشريع، وخروج عن نظامه، وتلاعب بأحكام الله -تبارك وتعالى-.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأقول: هذا الإنسان الذي يتتبع الرخص -رخص العلماء-، أو يتتبع بعض الفتاوى الضعيفة الشاذة، أو المبنية على مثل هذه الحيل هو في الواقع متلاعب بالتشريع، فإذا أخذ رخصة هذا العالم في جواز سماع الأغاني والموسيقى والمعازف، وأخذ رخصة ذلك العالم في أن الفخذ ليس بعورة، وأخذ رخصة العالم الآخر بأن اللحية لا يجب إعفاؤها كما قال بعضهم: "لما رأيت ذلك الأمر قد عم، ووقع فيه كثير من الفضلاء أردت أن أخرجه على شيء تبرأ فيه ذممهم" أراد أن يخرج لهم فتوى بطريقة فلم يجد قولاً لأحد من أهل العلم المعتبرين يرخص في حلق اللحية، فيقول: "نظرت إلى قول عند الأصوليين وهو قول ضعيف، وهو: أن الأمر يدل على الاستحباب، ومن المعروف والمشهور عند الأصوليين: أن الأمر يدل على الوجوب، فقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((أعفوا اللحى)) () هذا أمر والأمر يدل على الوجوب، فهذا يدل على وجوب إعفاء اللحية، فهناك قول لبعض الأصوليين في مسألة الأمر، وهو أن الأمر يدل على القدر المجزوم به وهو الاستحباب، فيقول: نظرت في هذا فخرجت عليه الأمر بإعفاء اللحية، فيمكن أن يقال بهذا الاعتبار: إن الأمر بإعفائها على سبيل الاستحباب، ويقال ببساطة لهذا الإنسان: إن الله يقول: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ} [(43) سورة البقرة] ويمكن أن تخرج على طريقتك هذه أن الأمر للاستحباب إذاً الصلاة مستحبة وليست واجبة، وهكذا في الزكاة وهكذا في غيرها، فهذا عبث بالشريعة، هذا الإنسان حينما أراد أن يُخرّج لهؤلاء تخريجاً يخرجهم فيه من التبعة تلاعب بهذا التلاعب.
وذكرنا لكم مثالاً آخر في ذلك الرجل الذي عرضت عليه قضية، وهي قضية شفعة في إجارة في أرض، فلما كان صاحب الحق مسافراً سأل الطرف الآخر، سأل هذا الرجل فأفتاه بأن لا شفعة في الإجارة، فلما قدم صاحب الحق، وقابل هذا المسئول، قال له: لو علمت أنك صاحب القضية لحكمت لك بقول أشهب -من علماء المالكية- فهو يقول بوقوع الشفعة أو بصحة الشفعة فيما يتعلق بالإجارة.
وكان بعضهم يتفنن ويتبجح ويقول: إذا كان لصديق لي قضية من القضايا أفتيته بما يكون سهلاً ورخصة، فهو يرى أن هذا من القدرات التي يتمكن بها من خدمة أصحابه أو قرابته أو معارفه، ولا شك أن هذا عبث في الشريعة، ثم إن هذا الذي يتتبع الرخص هو متناقض في نفسه، ولذلك فإن عبد الله بن المبارك حينما جاء إلى الكوفة وكانوا يرخصون في النبيذ المسكر، كانوا يقولون: بأن المسكر المحرم إنما هو من عصير العنب خاصة؛ لأنه هو الذي كان يشرب في وقت نزول القرآن، فيقولون: هذا هو الحرام، أما المسكرات من الأشياء الأخرى فإنها لا تحرم، فلما قدم عليهم ابن المبارك -رحمه الله- اجتمعوا عليه، وعرضوا عليه هذه المسألة فأخبرهم بأن ذلك لا يحل، فقالوا: قد رخص فيه فلان وفلان وفلان، وذكروا جماعة من علماء التابعين، فقال لهم: دعونا من تسمية الرجال، وأنتم ما تقولون: في فلان وفلان وفلان؟ وذكر لهم عطاء الخرساني، وذكر لهم طاووس بن كيسان، وذكر لهم جابر بن زيد، وذكر هم جملة من علماء التابعين، فقال: ما تقولون في هؤلاء؟ فقالوا: هؤلاء علماء وأئمة، ولهم قدرهم ومنزلتهم، قال: فما تقولون في بيع الدينار بالدينارين والدرهم بالدرهمين؟ فقالوا: رباً لا يجوز، قال: إن هؤلاء يرخصون فيه، فما تقولون؟ فإن قلتم: هؤلاء علماء فهؤلاء أيضاً علماء، فإذا استرخصتم في شيء تشتهونه وهو شرب بعض المسكر؛ لأن هؤلاء العلماء أفتوا بجوازه فأيضاً رخصوا في الأشياء الأخرى، لماذا تقولون: إنها حرام؟
ثم أيضاً هناك أمر آخر يترتب على تتبع هذه الرخص: أن هذا الإنسان الذي يتتبع الرخص هو في الواقع يؤول الأمر به إلى الخروج عن قول الجميع، فعلى سبيل المثال: رجل أخذ بقول الإمام مالك -رحمه الله- بأن القهقهة لا تبطل الصلاة، أو أنها لا تنقض الوضوء، والأحناف يقولون: بأن القهقهة تبطل الوضوء وبالتالي تبطل معها الصلاة، فإذا أخذ بهذا القول وهو مثلاً من الأحناف، ومذهبهم أنها تبطل الصلاة، وتبطل الوضوء فهو أخذ بقول الإمام مالك، ثم هو أيضاً أخذ بقول آخر في أن الوضوء يكفي فيه مسح ثلاث شعرات -مسح الرأس-، ومعلوم أن هذا القول أيضاً لبعض الفقهاء، وأخذ أيضاً بقول آخر هو أنه يكفي في الرجلين المسح فقط، وهذا قال به أيضاً بعض الفقهاء أخذاً بقراءة الجر في قوله -تبارك وتعالى-:
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} [(6) سورة المائدة] فتصور هذا الإنسان الذي يمسح على رجليه في الوضوء، ويمسح في رأسه ثلاث شعرات فقط، ويرى أن القهقهة مثلاً -وهي كذلك- لا تبطل الوضوء، فهو في الواقع خرج على قول الجميع، فجميع العلماء لا يقولون: بأن هذه القضايا مجتمعة غير مؤثرة؛ لكن بعضهم يرى أن هذه القضية غير مؤثرة، والآخر يرى أن القضية الأخرى غير مؤثرة، والثالث يرى أن القضية الثالثة غير مؤثرة، لكن ما أحد منهم يقول: إن هذه القضايا جميعاً إذا اجتمعت في إنسان فإن صلاته صحيحة، إذا اجتمعت فيه فصلاته باطلة عند الجميع وهكذا.
فهذا الذي يتتبع الرخص في الواقع يكون خارجاً على قول الجميع، ولو نظرنا إلى هؤلاء الناس الذين يتتبعون الرخص ما هي حجتهم؟ لربما يحتجون بيسر الشريعة، وأن الله -عز وجل- قال: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [(78) سورة الحج]، وبقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((يسروا ولا تعسروا)) () أخرجه الشيخان، فيقال لهؤلاء الناس: هذه الشريعة بنيت على التسهيل والتيسير، وهي شريعة ميسرة؛ ولكن التيسير والتسهيل إنما هو مضبوط مزموم بحكم الشرع لا بالتشهي والهوى، ليس معنى يسر الشريعة أنك تشرع لنفسك، وأنك تتخير بحسب أهوائك، فتخرج عن أحكام التكليف، إنما معنى يسر الشريعة أن الله لم يكلفنا ما لا نطيق، وأن الله -عز وجل- في حال الحرج والمشقة الكبيرة فإن الله -تبارك وتعالى- ييسر علينا، ويخفف عنا الأحكام، فمثلاً في السفر يجوز لك الفطر، وإذا سافرت فإن الصلاة الرباعية تقصر إلى ركعتين، وكذلك من لا يطيق الحج فإنه يسقط عنه، من لا يستطيع القيام بالصلاة فإنه يصلي وهو قاعد، من لا يستطيع الصلاة وهو قاعد فإنه يصلي على جنب، إذا قال له الطبيب: إن العين تتضرر من السجود والركوع فيمكنه الإيماء، هذا معنى يسر هذه الشريعة، فهي شريعة سهلة، شريعة ميسرة بضوابطها الشرعية، أما أن يفهم الإنسان أن يسر الشريعة يعني أن نتلاعب بأحكام الله -عز وجل- كيفما أردنا، وأننا نتخير من أقوال العلماء الشاذة ما نجعله ديناً لنا نتدين الله -تبارك وتعالى- به فهذا غير صحيح، وأما المشقات فإن المعتبر منها هي المشقات التي لا تكون محتملة، أو تكون معتبرة بالشرع، هذه التي يترتب عليها التيسير كما هي القاعدة: (أن المشقة تجلب التيسير)، و (أن الأمر إذا ضاق اتسع) هذا معنى هذه القواعد، أما المشقة التي تكون باعتبار مخالفة الهوى فهذه مشقة ليست معتبرة، كالذي يقول مثلاً: إن هواه يخالف قيامه من نومه لصلاة الفجر، فهذه مشقة غير معتبرة، وآخر يقول: يشق عليّ الوضوء، فأني لا أحتمل الماء مثلاً، فأريد أن أتيمم وأنا في البلد، فنقول: هذه مشقة غير معتبرة، والأخر يقول: أنا أكسل عن غسل جنابة مثلاً، فنقول: هذه مشقة غير معتبرة؛ لأنها مخالفة للهوى، وهكذا الذي يقول: أنا يشق عليّ الصيام، فنقول: إن كانت هذه المشقة معتبرة كأن يكون الإنسان مريضاً أو يكون قد تقدم به السن بحيث أنه يعجز عن الصيام، أو أن الصيام يضره، أو كانت المرأة حاملاً أو نحو ذلك، فهذا يرخص له في الفطر، أما إذا كان مجرد أنه يجوع، أو يحرم نفسه غداءه، أو نحو ذلك، فهذه مشقة غير معتبرة، هذا ضابط المشقات.
ولربما يحتج بعضهم أيضاً بأن الخلاف رحمة، ويحتجون بقول بعض السلف: "خلاف أمتي رحمة"، وبقول عمر بن عبد العزيز: "ما أحب أن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يختلفوا، إنهم لو لم يختلفوا لما كان توسعة لمن بعدهم"، فالمقصود بمثل هذه الأشياء أن الخلاف رحمة بمعنى أن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لما اختلفوا كان ذلك مسوغاً لمن كان جاء بعدهم أن يجتهد، وأن يتلمس الأحكام، وأن يتعرف عليها، فهو قد يخطئ وقد يخالفه غيره، فلا يكون ذلك سبباً للحوق الحرج فيه، ولا يكون ذلك داخلاً في توعد الله -عز وجل- للمختلفين: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [(105) سورة آل عمران] فلا يكون داخلاً بسبب هذه القضية؛ لأن الصحابة -رضي الله عنهم- حصل منهم اجتهاد، وبالتالي حصل بينهم خلاف، فكان ذلك مسوغاً لمن جاء بعدهم من العلماء أن يجتهدوا، وأن يتعرفوا على الأحكام، وأن
(يُتْبَعُ)
(/)
يحاولوا أن يقفوا عليها، ولو حصل خلاف بينهم، فإن الحرج لا يكون لاحقاً لهم، هذا معنى كون خلاف الأمة رحمة، وليس كما فهمه بعضهم.
ولهذا يقول الإمام إسماعيل القاضي المالكي من علماء القرن الثالث الهجري: "إنما التوسعة في اختلاف أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توسعة في اجتهاد الرأي، فأما أن يكون توسعة لأن يقول بقول واحد منهم من غير أن يكون الحق عنده فيه فلا؛ ولكن اختلافهم يدل على أنهم اجتهدوا فاختلفوا"، وقد علق الإمام ابن عبد البر -رحمه الله- على قول الإمام إسماعيل القاضي -رحم الله الجميع- من علمائنا، علق عليه بأنه قول جيد جداً.
هذا ما يتعلق بشبهات هؤلاء الذين يتتبعون الرخص، والواقع أنهم مع شبهاتهم هذه إنما يتبعون أهواءهم، ولذلك تجد الرجل الذي يرخص للناس ولربما يتمسخر في الصحف وفي الفضائيات من العلماء المتزمتين المتحجرين، أصحاب النظرة الأحادية، الذين لا يفقهون شيئاً في هذا العصر، الذي يضيقون على الناس ويحرجون عليهم، وما شابه ذلك من العبارة الفجة التي يقولها عن علماء الأمة، مثل هذا تجد أن الجماهير تنظر إليه، وتطلع إلى كلامه، وهم في الواقع إنما يتبعون وهماً، وإنما يتبعون جاهلاً صاحب هوى لا يدلهم على الطريق السوية المستقيمة، وهم في ذلك الفعل لا يكونون معذورين عند الله -تبارك وتعالى-؛ لأنهم إنما يتبعون أهواءهم: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ} [(50) سورة القصص] أصبحنا نرى بعض المعممين يتبجح في الفضائيات أن عنده دش، وآخر يتبجح حينما تقابله مذيعة شبه عارية، أمام الناس، أمام العالمين، يتبجح في مقابلة أخرى يسأل هل ندمت على هذا اللقاء مع فلانة؟ فيقول: لو عادت لعدت، وآخر رأيت له في الليلة الماضية صورة وهو في عمامته بين طابور من النساء والرجال، والنساء أشبه بالعرايا، وقد وقف في عمامته في الوسط بين هؤلاء النساء اللاتي قد لبسن إلى أنصاف الفخذين، فمثل هذا يخرج أمام الناس باعتبار أنه يطرح طرحاً ميسراً، طرحاً عصرياً يتلاءم مع الناس، وأصبحنا نرى بلاءً عظيماً، أصبحناً نرى بعض من ينتسب إلى الدعوة إلى الله -عز وجل- يطرح مشاريع لهؤلاء الناس الذين يذهبون إلى السياحة في بلاد الغرب، مثلاً فيطرح لهم أنه هو الذي يذهب بهم، أو أنه يطرح لهم في مجلة أو غير ذلك الأماكن السياحية الجيدة في البلد الفلاني أو البلد الفلاني أو البلد الفلاني، باعتبار أنه يريد أن يركب القطار قبل أن يغادر، فهذا يريد أن يركب هذا القطار ولو كان إلى جهنم، ولو كان إلى الفساد، فيريد أن يوجه هو هؤلاء الذين يريدون أن يذهبوا إلى بلاد الكفار يوجههم إلى الأماكن السياحية الجيدة التي يذهبون إليها في شرق الأرض وفي غربها، في بلاد غير المسلمين، وأصبحنا نرى أشياء كثيرة جداً من هذا القبيل، لا ندري ما الذي أصاب الناس في هذا الزمان؟!
فأقول: ينبغي على الإنسان أن يتقي الله -عز وجل-، وأن ينظر فيما ينجيه، وهذه هي القضية التي سنتحدث عنها -إن شاء الله-، ما هو الواجب على المكلف إذا رأى العلماء قد اختلفوا في قضية من القضايا؟
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
المجلس الثالث
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
لا زال حديثنا معكم عن موضوع تتبع الرخص، وبقي في الحديث عنه قضيتان:
القضية الأولى: وهي ذكر بعض ما جاء عن العلماء -رضي الله عنهم- في ذم هذا المسلك.
والقضية الثانية: وهي في بيان الواجب على المكلف إذا اختلف العلماء، أو اختلفت أقوال العلماء أمامه، ما الذي يجب عليه أن يفعله؟
أما ما يتعلق بالقضية الأولى: فأذكر لكم بعضاً مما ورد في ذلك، وما أكثر ما ورد عنهم في ذم هذا المسلك فمن ذلك ما قاله الإمام سليمان التيمي -رحمه الله- المتوفى في سنة ثلاث وأربعين ومائة يقول: "لو أخذتَ برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله"، وعقب هذا القول الحافظ ابن عبد البر -رحمه الله- بقوله: "هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً"، أي أنه لا يجوز تتبع الرخص، وأن ذلك مظنة لاجتماع الشر في الإنسان، وقد مثلنا لذلك من قبل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الأوزاعي المتوفى سنة سبع وخمسين ومائة -عليه رحمه الله- يقول: "من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام"، ويقصد بنوادر العلماء أي بشذوذاتهم، ويقول أيضاً: "نتجنب من قول أهل العراق خمساً" يعني أن العلماء في العراق كانت لهم مسائل قد شذت أقوالهم فيها، كما أن علماء الحجاز في ذلك الزمان لهم مسائل قد شذت أقوالهم فيها وهكذا، فهو يقول: "نتجنب من قول أهل العراق -يعني علماء العراق، من علماء الكوفة- خمساً، ومن قول أهل الحجاز خمساً، يقول في بيان المسائل التي تجتنب من أهل العراق: "شرب المسكر" لأن أهل الكوفة في ذلك الوقت كان كثير من علمائهم يقولون: لا بأس بالنبيذ من غير عصير العنب باعتبار أن الخمر التي جاء تحريمها، ونزل ذلك في القرآن كانت مما يتخذ من عصير العنب، فكانوا يترخصون في ذلك النبيذ، فيقول: "لا نوافقهم على هذا القول"، قال: "والأكل عند الفجر في رمضان -يعني بعد طلوع الفجر- فقد جاءت جملة من الآثار عن السلف -رضي الله عنهم- أو بعض السلف، حيث إن بعضهم كان يترخص في الأكل حتى الإسفار، فهذا مشكل، فلا ينبغي أن يتابع القائل بذلك على هذا القول، قال: "ولا جمعة إلا في سبعة أمصار، يعني هذا قولهم فهم لا يتابعون عليه، قال: "وتأخير العصر حتى يكون ظل كل شيء أربعة أمثاله" ولا شك أن العصر تصلى في أول الوقت قبل اصفرار الشمس، قال: "والفرار يوم الزحف فهو من الكبائر" فهم لا يتابعون في هذه الخمس، قال: "ومن قول أهل الحجاز: استماع الملاهي، فقد نقل هذا عن بعض علماء المدينة في زمان التابعين، قال: والجمع بين الصلاتين من غير عذر بناءً على حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جمع بين الصلاتين من غير مرض .. ، قال: "والمتعة بالنساء" يعني أن يتزوج أمرآة بعقد مؤقت، أن يعقد بينه وبينها عقداً على يوم أو على ساعة أو نحو ذلك بمقابل شيء من العطاء، بمهر يسميه، بثوب أو بدينار أو نحو ذلك، فهو ينكحها بهذه الطريقة، ثم بعد ذلك ينقضي هذا العقد بانقضاء المدة من غير طلاق، فهذا لا يجوز، وكان ذلك مرخصاً فيه في أول الأمر، ثم بعد ذلك نسخ، ولا زال بعض العلماء بعد نسخه يقولون: إنه لم ينسخ، لم يعلموا بالناسخ، فمن تابع هؤلاء على هذا القول وقع في الزنا، قال: "والدرهم بالدرهمين، والدينار بالدينارين يداً بيد" نحن تكلمنا في بعض الليالي الماضية عن الربا وقلنا: إنه لابد في الأموال الربوية كالذهب والفضة وغيرها لا بد فيها من التقابض، ولا بد إذا اتحد فيها الجنس من التساوي، فكان بعض علماء الحجاز يرخص إذا كان ذلك على سبيل التقابض، يرخص بالدرهم في مقابل الدرهمين والدينار في مقابل الدينارين، وذكر خامسة لا أريد أن أذكرها، كان بعضهم يترخص بها، وقال الإمام أحمد -رحمه الله- المتوفى سنة إحدى وأربعين بعد المائتين: "لو أن رجلاً عمل بقول أهل الكوفة في النبيذ -يعني المسكر- وأهل المدينة في السماع -يعني سماع المعازف- وأهل مكة في المتعة -التي وصفنا لكم- كان فاسقاً" ويقول الإمام إسماعيل القاضي المالكي المتوفى سنة اثنتين وثمانين بعد المائتين: "دخلت على المعتضد -يعني الخليفة- في أيام خلافته فرفع إلى كتاباً لأنظر فيه، وقد جمع فيه المؤلف الرخص من زلل العلماء -يعني هذا كتاب قد جمعت فيه الرخص والأقوال الشاذة المرخِصة من أقوال أهل العلم وأعطي لهذا الخليفة-، يقول: "وما احتج به كل منهم، فقلت: مصنف هذا زنديق" هذا رجل أراد أن يتقرب إلى الخليفة بجمع هذه الرخص له، فقال الإمام إسماعيل: "مصنف هذا زنديق"، ثم قال: "لم تصح هذه الأحاديث على ما رويت؛ ولكن من أباح المسكر لم يبح المتعة -يعني يقول: هذا الذي جمع لك هذه الأشياء هي بمجموعها لا يقول بها عالم، وإنما بعض العلماء شذ في مسألة، والآخر شذ في مسألة، والثالث شذ في مسألة، والرابع شذ في مسألة، ولا أحد منهم أبداً يرخص في هذه الأشياء مجتمعة، وقد جمعت إليك في كتاب، يقول: "ولكن من أباح المسكر لم يبح المتعة، ومن أباح المتعة لم يبح الغناء والمسكر، وما من عالم إلا وله زلة، ومن جمع زلل العلماء، ثم أخذ بها ذهب دينه"، فأمر المعتضد بإحراق ذلك الكتاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول الحافظ بن حزم -رحمه الله- المتوفى سنة ستة وخمسين بعد الأربعمائة في بيان طبقت المختلفين: "وطبقة أخرى وهم قوم بلغت بهم رقة الدين وقلة التقوى إلى طلب ما وافق أهوائهم في قول كل قائل، فهم يأخذون ما كان رخصة من قول كل عالم مقلدين له غير طالبين ما أوجبه النص عن الله تعالى وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم-"، وقد حكي ابن حزم -رحمه الله- الإجماع على أن تتبع رخص المذاهب بغير مستند شرعي فسق لا يحل.
ويقول أبو الوليد الباجي المالكي المتوفى سنة أربع وتسعين بعد الأربعمائة مبنياً ما وقع في زمانه من عموم هذه البلوى، ومن فشوها وانتشارها حيث إن العامة صاروا يسألون العلماء عن المسألة فإذا أفتوهم قالوا: ألا يوجد قول آخر؟ أليس في المسألة رخصة؟ فاجترأ هؤلاء العامة على العلماء بسبب أن بعض العلماء فتح لهم هذا الباب، يقول: "وكثيراً ما يسألني من تقع له مسألة من الأيمان ونحوها -رجل يحلف-: لعل فيها رواية أو لعل فيها رخصة" يعني لعل فيها قولاً آخر عن الإمام أو رواية عنه، أو لعل فيها رخصة، يقول: "وهم يرون أن هذا من الأمور الشائعة الجائزة، ولو كان تكرر عليهم إنكار العلماء لمثل هذا لما طالبوا به"، يقول: لو أن الفقهاء ينكرون عليهم مثل هذه المطالبات لما اجترءوا عليها، ولا طلبوه مني و لا من سواي، وهذا مما لا خلاف بين المسلمين ممن يعتد به في الإجماع أنه لا يجوز ولا يسوغ ولا يحل لأحد أن يفتي في دين الله إلا بالحق الذي يعتقد أنه حق، رضي بذلك من رضيه، وسخطه من سخطه، وإنما المفتي مخبر عن الله تعالى في حكمه، فكيف يخبر عنه إلا بما يعتقد أنه حكم به وأوجبه؟!
والله تعالى يقول لنبيه -عليه الصلاة والسلام-: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ} [(49) سورة المائدة] فكيف يجوز لهذا المفتي أن يفتي بما يشتهي؟ أو يفتي زيداً بما لا يفتي به عمراً لصداقة تكون بينهما أو غير ذلك من الأغراض؟ وإنما يجب على المفتي أن يعلم أن الله أمره أن يحكم بما أنزل الله من الحق، فيجتهد في طلبه، ونهاه أن يخالفه وينحرف عنه، وكيف له بالخلاص؟ " .. إلى آخر ما ذكر -رحمه الله-.
فهذه بعض أقوال العلماء في التحذير من تتبع الرخص، بقيت القضية الأخيرة، وهي موقف المكلف إذا اختلفت أمامه الأقوال، وتباينت الآراء، ما الذي عليه أن يفعله؟ وأترك ذلك في ليلة قادمة.
وأسأل الله -عز وجل- أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هداةً مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، اللهم ارحم موتانا، واشف مرضانا، وعافي مبتلانا، واجعل أخرتنا خير من دنيانا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
المجلس الرابع
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا هو المجلس الأخير الذي نتحدث فيه -إن شاء الله- عن هذه الآفة التي حدثناكم عنها في المجالس الماضية، وهي تتبع الرخص، بقي في الحديث الكلام على الواجب على المكلف حينما يطلب الحكم في مسألة من المسائل، فأقول:
الواجب عليه في هذه الحالة الرد إلى الله -تبارك وتعالى-، والرجوع إلى الكتاب والسنة، فيطلب الحكم الشرعي منهما إن كان أهلاً للنظر والاستنباط، واستخراج الأحكام، وإن لم يكن أهلاً لذلك فإن العلماء هم الذين يبينون الأحكام من الكتاب والسنة، وهم الذي يستخرجون ذلك، هذا هو الواجب على المكلف لا أن يتتبع الرخص؛ لأنه يكون راجعاً في هذه الحالة إلى هواه لا إلى الكتاب والسنة، والله -عز وجل- يقول: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [(10) سورة الشورى] ويقول: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} [(65) سورة النساء].
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الخطابي -رحمه الله- بعدما ذكر الخلاف في مسألة المسكر من غير عصير العنب، يقول عن بعض الناس الذين يفتون الناس بالرخص، أو يبحثون عن الرخص لأنفسهم، فينفلت من أحكام الشريعة، يقول هذا القائل: "إن الناس لما اختلفوا في الأشربة، وأجمعوا على تحريم خمر العنب، واختلفوا فيما سواه حرمنا ما اجتمعوا على تحريمه، وأبحنا ما سواه" يريد أن يقول: نحن نبقى على الأمر المتفق عليه، وأما الأمور المختلف فيها فنحن نتخير فيها ما نشاء.
يقول الخطابي -رحمه الله-: "وهذا خطأ فاحش، وقد أمر الله تعالى المتنازعين أن يردوا ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول" يقول الخطابي -رحمه الله-: "ولو لزم ما ذهب إليه هذا القائل للزم مثله في الربا والصرف -أي بيع الدرهمين بالدرهم وبيع الدينارين بالدينار- فقد رخص بهذا بعض الفقهاء"، يقول: "ونكاح المتعة فقد جاء أيضاً عن بعض السلف القول بجوازه فلم يبلغهم النسخ"، يقول: "لأن الأمة قد اختلفت فيها"، إلى أن قال: "وليس الاختلاف حجة، وبيان السنة حجة على المختلفين من الأولين والآخرين، فلا يحتج أحد بأن هذه المسألة خلافية، ثم يتخير بعد ذلك من الأقوال ما شاء" هذه نقطة أساسية ينبغي أن ندركها وأن نعرفها.
الأمر الآخر: هو أن وجود الخلاف -كما سبق- لا يسوغ لك أن تأخذ بأي الأقوال شئت، يقول الخطيب البغدادي -رحمه الله-: "فإن قال قائل: فكيف تقول في المستفتي من العامة إذا أفتاه الرجلان واختلفا، فهل له التقليد؟ " هذا إنسان عامي لا يستطيع أن يستخرج الأحكام من الكتاب والسنة، فهذا قال له: يجوز، وهذا قال له: لا يجوز، يقول: "نقول له -إن شاء الله-: هذا على وجهين، أحدهما: إن كان العامي يتسع عقله، ويكمل فهمه إذا عقل أن يعقل، وإذا فهم أن يفهم، فعليه أن يسأل المختلفين عن مذاهبهم، وعن حججهم، فيأخذ بأرجحها عنده، فإن كان عقله يقصر عن هذا، وفهمه لا يكمل له، وسعه التقليد لأفضلهما عنده"، ويقول ابن عبد البر -رحمه الله-: "والواجب عند اختلاف العلماء طلب الدليل من الكتاب والسنة والإجماع والقياس على الأصول منها، وذلك لا يعدم، فإذا استوت الأدلة وجب الميل مع الأشبه بما ذكرنا من الكتاب والسنة، فإذا لم يَبِن ذلك وجب التوقف ولم يجز القطع إلا بيقين، فإذا اضطر أحد إلى استعمال شيء من ذلك في خاصة نفسه جاز له ما يجوز للعامة من التقليد، واستعمل عند إفراط التشابه والتشاكل وقيام الأدلة على كل قول بما يعضده قوله -صلى الله عليه وسلم-، يعني استعمل قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر)) ().
والأمر الثالث: على هذا الإنسان إذا اختلفت أمامه الأقوال، واحتاج إلى معرفة الحكم عليه أن يسأل من هو مستوفٍ لشروط الإفتاء، لا يسأل كل أحد، نحن نشاهد الإنسان إذا أصابه مرض في بدنه يسأل هذا الطبيب ويسأل الطبيب الآخر، ويبحث عن تقرير ثالث، ولا يكتفي بقول طبيب واحد، هذا إذا مرض بدنه، فكيف إذا طلب واحتاج إلى حكم يتعرف به على قضية من قضايا الشرع؟ فإن تطلب العالم الورع التقي الذي يصح أن يفتي هذا هو الواجب على هذا الإنسان.
ولهذا يقول بعض العلماء: بأن المفتي من استكمل ثلاثة أمور: هذا الذي نسأله ونرجع إليه عندما نحتاج إلى مسألة من المسائل هو الذي يتوفر فيه ثلاثة أمور:
الأمر الأول: الاجتهاد أن يكون عالماً مؤهلاً للاجتهاد، لا يكون من الجاهلين.
والثاني: العدالة: فلا يكون هذا الإنسان فاسقاً كأن يكون حليق اللحية مثلاً ويفتي، أو يكون هذا الإنسان مثلاً ممن يتعاطى المحرمات، أو يتبجح بها في الصحف، ويذكر مثلاً أنه يشاهد القنوات الفضائية، ويحب استماع أغنية أم كلثوم مثلاً، ويسمع الموسيقى الهادئة في أوقات التعب بعدما يتعب من التأليف والكتابة كما يقول بعضهم متبجحاً بذلك في الصحف، أو في القنوات التي تجرى له مقابلات فيها، فمثل هذا لا يكون عدلاً، وإنما فاسقاً ومجاهراً بفسقه، فهذا حقه أن يعزر لا أن يستفتى ويسأل ويتعرف على الأحكام الشرعية عن طريقه، فلا بد في المفتي أن يكون عدلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشرط الثالث: الكف عن الرخص، وعن التساهل فيما يجريه على نفسه، أو فيما يفتي به للعامة، فإنه إذا كان معروفاً بتتبع الرخص والتساهل والبحث عما يسوغ للناس، وعما يصلح لهم مما يجري على وفق أهوائهم فإن هذا لا يستحق بحال من الأحوال أن يستفتى، سواء كان تساهل هذا الإنسان في الفتيا عن طريق التساهل في معرفة الحكم فهو يبادر إلى الجواب دون نظر ولا تمهل ولا تمعن في المسألة، ودون الرجوع إلى الأدلة المعتبرة مثلاً فيها، فهو يبادر في الجواب لسبب أو لآخر، أو كان تساهله عن طريق تتبع الرخص. وأمر رابع: ينبغي أن يراعي في هذا الباب هو أن على العبد إذا اختلفت أمامه الأقوال أن يكثر من التضرع إلى الله -تبارك وتعالى-، ويكثر من سؤال ربه -جل وعلا- أن يهديه إلى الصواب، فيما اختلف فيه بإذنه، ويدعو هذا الدعاء الوارد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقول: ((اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، أهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، أنك تهدي من تشاء الله إلى صراط مستقيم)) ().
وأمر خامس: وهو أنه يندب هذا الإنسان إلى التورع والاحتياط فلا يتعجل أو يميل إلى الأقوال التي توافق هواه، ويكفينا في ذلك ما أخرجه الشيخان من حديث النعمان بن بشير -رضي الله تعالى عنه- مرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المشهور: ((الحلال بين والحرام بين، وبينهما مشبهات، لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقي الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه)) () .. الحديث.
فأقول: ينبغي للإنسان أن يحذر؛ لأن هذا الذي يحوم حول الشبهات هو يحوم حول الحرام، وإن أفتاه الناس وأفتوه، كما أخرج الإمام أحمد والدرامي والترمذي والحاكم بإسناد صحيح من حديث الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنهما- قال: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)) () الشيء الذي تتشكك فيه، ولا تطمئن إلى الفتوى فيه دعه، وابحث عن شيء واضح؛ لتكن على جادة؛ ولتكن على بينه من أمرك، قبل أن تقع في الأمر الذي تؤاخذ به وتؤخذ: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة)) () وكون الصدق طمأنينة، والكذب ريبة معناه: إذا وجدت نفسك ترتاب في الشيء فاتركه، فإن نفس المؤمن كما قال بعض العلماء: تطمئن إلى الصدق، وترتاب في الكذب، فارتيابك من الشيء منبئٌ عن كونه مظنة للباطل فاحذره، وطمأنينتك للشيء مشعر بحقيقته فتمسك به.
ويقول بعض أهل العلم في معنى الريبة هنا يقول: "هي قلق النفس واضطرابها، فإن كون الأمر مشكوكاً فيه مما تقلق له النفس، وكونه صحيحاً صادقاً مما تطمئن إليه النفس"، وقد أخرج الإمام مسلم -رحمه الله- في صحيحه من حديث النواس بن سمعان -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن البر والإثم، فقال: ((البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس)) () يقول المناوي -رحمه الله تعالى- في معنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((وكرهت أن يطلع عليه الناس)): "أي وجوههم أو أماثلهم الذين يستحيا منهم" يعني لا الأراذل، أو الناس الذين قد ألفتهم، وسقطت كلفتك عنهم، لا وإنما المقصود وجوه الناس، وأماثل الناي الذين يستحيا من مثلهم.
ويقول ابن رجب في تفسير قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((الإثم ما حاك)) .. الحديث، يقول: "هو إشارة إلى أن الإثم ما أثر في الصدر حرجاً وضيقاً وقلقاً واضطراباً، فلم ينشرح له الصدر، ومع هذا فهو عند الناس مستنكر، بحيث ينكرونه عند إطلاعهم عليه، وهذا أعلى مراتب الإثم عند الاشتباه، وهو ما استنكره الناس فاعله وغير فاعله، أي أن فاعله يستنكر ذلك في نفسه، وغير فاعله يستنكر ذلك على من رآه قد فعله، يقول: "ومن هذا المعنى قول ابن مسعود -رضي الله عنه-: ما رآه المؤمنون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه المؤمنون قبيحاً فهو عند الله قبيح" ().
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما جاء في هذا المعنى أيضاً حديث وابصة بن معبد عند الإمام أحمد والدارمي والطبراني في الكبير بإسناد صحيح -إن شاء الله- قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((جئت تسأل عن البر والإثم؟)) قلت: نعم، قال: ((استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك)) () يقول ابن رجب -رحمه الله-: "وأما ما ليس فيه نص من الله ولا رسوله ولا عمن يقتدى بقوله من الصحابة وسلف الأمة" يعنى متى يستفتي الإنسان قلبه؟ يستفتي قلبه إذا لم يجد في المسألة دليلاً من الكتاب ولا من السنة ولا من أقوال الصحابة، وليس فيها شيء يمكن أن يعول عليه، يقول: "فإذا وقع في نفس المؤمن المطمئن قلبه بالإيمان -يعني لا المؤمن الذي يتتبع الأهواء- المنشرح صدره بنور المعرفة واليقين" يقول يعني إذا وقع منه شيء وحك في صدره في شبهة موجودة، ولم يجد من يفتي بالرخصة إلا من يخبر عن رأيه، وهو ممن لا يوثق بعلمه ودينه، يقول: إذا ما وجدت أحد تثق في فتواه في هذه الحالة، وليس في المسألة دليل لا من الكتاب ولا من السنة ولا من أقوال السلف -رضي الله عنهم- يقول: "بل هو معروف -يعني هذا المفتي- بإتباع الهوى فهنا يرجع المؤمن إلى ما حاك في صدره، وأن أفتاه هؤلاء المفتون" يعني الذين يتساهلون في الفتاوى.
وفي قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((وإن أفتاك المفتون)) يقول ابن رجب: "يعني أن ما حاك في صدر الإنسان فهو إثم، وأن أفتاه غيره أنه ليس بإثم، فهذا مرتبة ثانية، وهو أن يكون الشيء مستنكر عند فاعله دون غيره، وقد جعله أيضاً إثماً، وهذا إنما يكون إذا كان صاحبه مما شُرح صدره للإيمان، وكان المفتي يفتي بمجرد ظن أو ميل إلى هوى من غير دليل شرعي، فأما ما كان مع المفتي به دليل شرعي فالواجب على المستفتي الرجوع إليه، وإن لم ينشرح له صدره"، يعني قد يفتي العالم لهذا الإنسان فتوى بدليل شرعي ولا يطمئن هذا المُفتَى فهنا عدم الاطمئنان ليس معتبراً، يقول ابن رجب: "وهذا كالرخصة الشرعية مثل الفطر في السفر والمرض وقصر الصلاة في السفر ونحو ذلك مما لا ينشرح به صدر كثير من الجهال، فهذا لا عبره به"، يريد أن يقول: بأن بعض العامة إذا كان مريضاً مرضاً يصح معه الفطر أو يوجب معه الفطر فأفتاه العالم وقال: ليس عليك صيام مع هذا المرض، فإن بعض العامة لا تطيب نفسه بهذه الفتيا، يقول: هذا لا يعتبر، وهذا الحرج الذي وجد في نفس هذا العامي لا يعتد به، وإنما يرجع الإنسان إلى ما حاك في صدره، وأن أفتاه المفتون حينما لا يكون عندهم دليل في المسألة، ولاسيما إذا كانوا يتتبعون الرخص ويتساهلون، أو أنه سأل رجل ليس أهل للفتيا، فأين هذا ممن يبحثون عمن كان على هذه الشاكلة ابتداءً ويتركون من يقول: قال الله قال رسوله؛ لأن هذا الذي يقول: قال الله قال رسوله قال الصحابة هذا في نظر كثير من هؤلاء -أعني أصحاب الأهواء- هؤلاء ممن يتشددون، وممن أصابهم التحجر، وممن لا زالوا يعيشون في عقلية القرون الوسطى؛ ونحن في كل يوم نقرأ ونسمع أقواماً يتكلمون بمثل هذا الكلام.
هذا اليوم قرأت لكاتب من الكتاب يعيب رجل تكلم بكلام حق حينما أفتى حينما تكلم بتحريم الموسيقى، وتحريم ظهور النساء على الشاشة الفضية، يتهكم به يقول: هذا تكلم بعقلية القرون الوسطى، لا زال يعيش عصوراً قد عفا عليها الدهر، وتجاوزها الناس، هذا في نظر هذا الكاتب إنسان متحجر لا يُرجع إليه، ولا يسمع لفتواه، وأن جاء بألف دليل من الكتاب والسنة، فالحق في نظر هؤلاء من المتبعين للأهواء هو ما وافق أهواءهم.
وطائفة أخرى الحق عندها ما كان متمشياً مع معطيات العصر كما يقولون؛ ومع العقلية الغربية التي لا تفهم إلا الأمور المادية، أما الذي يتحدث عن الدليل ويتكلم عن الأحكام الشرعية سواء كانت مدركة من جهة التعليل، أو كانت غير مدركة، فإن هذا في نظرهم لا يصح أن يفتي؛ ولا يصح أن يرجع إليه في الفتيا.
أقول: هذه الأمور التي سمعتموها تورث من سمعها بإذن الله -عز وجل- معرفة بمن يصح أن يُستفتَى، ومن لا يصح أن يستفتى، ومن الذي يؤخذ قوله؟ ومن الذي لا يؤخذ قوله وكلامه وفتياه؟ فينبغي على العاقل المؤمن أن يتبصر، وأن يعتبر، وأن ينظر في الأمر الذي ينجيه عند الله -تبارك وتعالى-، فهو مهما أتبع أقوال هؤلاء المرخصين فإن ذلك لا يطلقه عند الله -عز وجل-، ولا يبرئ ذمته، وإنما الذي يبرئ الذمة هو أن يَستفتي العامي من يثق بعلمه ودينه وورعه.
هذا وأسأل الله -عز وجل- أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هداه مهتدين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 11:03]ـ
جزاك الله خيراً على نقل كلام الشيخ الفاضل خالد السبت بارك الله فيه ونفع الله به المسلمين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[23 - Sep-2009, صباحاً 05:12]ـ
و إياك(/)
بناء القباب على القبور لا يصل إلى الشرك الأكبر.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 10:22]ـ
يقول الإمام المجدد ابن عبد الوهاب رحمه الله: (وأما بناء القباب عليها - القبور - فيجب هدمها، ولا علمت أنه يصل إلى الشرك الأكبر) إهـ مؤلفات الشيخ الإمام (1/ 101).
وقد وجد من بعض الجهلة أهل الغلو قديماً وحديثاً من يعتبر بناء القباب على القبور كفر مجرد لأنه يتصور أن القبر بهذا يصبح وثن يعبد من دون الله.
وقد رد عليهم الإمام الشوكاني رحمه الله في قصيدة له فقال:
فكيف يقال قد كَفَرَتْ أناسٌ يرى لقبورهم حجر وعودُ
فإن قالوا أتى أمر صحيح بتسوية القبور فلا جحودُ
ولكن ذاك ذنب ليس كفراً ولا فسقا فهل في ذا ورودُ
وإلا كان من يعصي بذنب كفوراً، إن ذا قول شرود
وقد قال الخوارج مثل هذا وما مثل الخوارج من يقود
وقد خرقوا بذا الإجماع حقاً وكل العالمين به شهود. إهـ من كتاب نيل الوطر من تراجم رجال اليمن (صـ299).
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 03:14]ـ
وهذه أضافة أخرى:
---------------
يقول الإمام الشوكاني رحمه الله في رسالته " شرح الصدور بتحريم رفع القبور ": (مسألة رفع القبور، والبناء عليها، كما يفعله الناس من بناء المساجد والقباب على القبور؟. فنقول: اعلم أنه قد اتفق الناس، سابقهم ولاحقهم، وأولهم وآخرهم من لدن الصحابة رضي الله عنهم إلى هذا الوقت: أن رفع القبور والبناء عليها بدعة من البدع التي ثبت النهي عنها واشتد وعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاعلها، كما يأتي بيانه، ولم يخالف في ذلك أحد من المسلمين أجمعين، لكنه وقع للإمام يحيى بن حمزة مقالة تدل على أنه يرى أنه لا بأس بالقباب والمشاهد على قبور الفضلاء، ولم يقل بذلك غيره، ولا روي عن أحد سواه، ومن ذكرها من المؤلفين في كتب الفقه من الزيدية فهو جَرْيٌ على قوله واقتداء به، ولم نجد القول بذلك ممن عاصره، أو تقدم عصره عليه لا من أهل البيت ولا من غيرهم ... إلى أن قال رحمه الله: وإذا تقرر لك هذا علمت أن رفع القبور ووضع القباب والمساجد والمشاهد عليها قد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعله تارة، كما تقدم. وتارة قال: " اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "، فدعا عليهم بأن يشتد غضب الله عليهم بما فعلوه من هذه المعصية. وذلك ثابت في الصحيح، وتارة نهى عن ذلك. وتارة بعث من يهدمه، وتارة جعله من فعل اليهود والنصارى. وتارة قال: " لا تتخذوا قبري وثناً ". وتارة قال: " لا تتخذوا قبري عيدا " أي: موسما يجتمعون فيه، كما صار يفعله كثير من عباد القبور. يجعلون لمن يعتقدون من الأموات أوقاتاً معلومة يجتمعون فيها عند قبورهم، ينسكون لها المناسك، ويعكفون عليها، كما يعرف ذلك كل أحد من الناس من أفعال هؤلاء المخذولين، الذين تركوا عبادة الله الذي خلقهم ورزقهم ثم يميتهم ويحييهم، وعبدوا عبداً من عباد الله، صار تحت أطباق الثرى، لا يقدر على أن يجلب لنفسه نفعا ولا يدفع عنها ضرا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أمره الله أن يقول: (لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا). فانظر كيف قال سيد البشر وصفوة الله من خلقه بأمر ربه أنه لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، وكذلك قال فيما صح عنه " يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئا. "
فإذا كان هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه وفي أخص قرابته به وأحبهم إليه، فما ظنك بسائر الأموات الذين لم يكونوا أنبياء معصومين ولا رسلا مرسلين؟. بل غاية ما عند أحدهم أنه فرد من أفراد هذه الأمة المحمدية، وواحد من أهل هذه الملة الإسلامية، فهو أعجز وأعجز أن ينفع أو يدفع عنها ضررا.
وكيف لا يعجز عن شيء قد عجز عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر به أمته كما أخبر الله عنه، وأمره بأن يقول للناس بأنه لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، وأنه لا يغني عن أخص قرابته من الله شيئا؟.
فيا عجبًا! كيف يطمع من له أدنى نصيب من علم، أو أقل حفظ من عرفان أن ينفعه أو يضره فرد من أفراد أمة هذا النبي الذي يقول عن نفسه هذه المقالة؟ والحال أنه فرد من التابعين له المقتدين بشرعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل سمعت أذنَاكَ- أرشدك الله- بضلال عقل أكبر من هذا الضلال الذي وقع فيه عباد أهل القبور؟! (إنا لله وإنا إليه راجعون).
وقد أوضحنا هذا أبلغ إيضاح في رسالتنا التي سميناها " الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد " وهي موجودة بأيدي الناس.
فلا شك ولا ريب أن السبب الأعظم الذي نشأ منه هذا الاعتقاد في الأموات هو ما زينه الشيطان للناس من رفع القبور، ووضع الستور عليها، وتجصيصها وتزيينها بأبلغ زينة، وتحسينها بأكمل تحسين. فإن الجاهل إذا وقعت عينه على قبر من القبور قد بنيت عليه قبة فدخلها، ونظر على القبورِ السُّتورَ الرائعة، والسرج المتلألئة، وقد سطعت حوله مجامر الطيب، فلا شك ولا ريب أنه يمتلئ قلبه تعظيما لذلك القبر، ويضيق ذهنه عن تصور ما لهذا الميت من المنزلة، ويدخله من الروعة والمهابة ما يزرع في قلبه من العقائد الشيطانية التي هي من أعظم مكائد الشيطان للمسلمين، وأشد وسائله إلى ضلال العباد ما يزلزله عن الإسلام قليلا قليلا، حتى يطلب من صاحب ذلك القبر ما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه، فيصير في عداد المشركين.
وقد يحصل له هذا الشرك بأول رؤية لذلك القبر الذي صار على تلك الصفة وعند أول زورة له إذ لابد أن يخطر بباله أن هذه العناية البالغة من الأحياء بمثل هذا الميت لا تكون إلا لفائدة يرجونها منه، إما دنيوية أو أخروية، فيستصغر نفسه بالنسبة إلى من يراه من أشباه العلماء زائرا لذلك القبر، وعاكفا عليه ومتمسِّحًا بأركانه.
وقد يجعل الشيطان طائفة من إخوانه من بني آدم يقفون على ذلك القبر، يخادعون من يأتي إليه من الزائرين، يهولون عليهم الأمر، ويصنعون أمورا من أنفسهم، وينسبونها إلى الميت على وجه لا يفطن له من كان من المغفلين. وقد يصنعون أكاذيب مشتملة على أشياء يسمونها كرامات لذلك الميت، ويبثونها في الناس، ويكررون ذكرها في مجالسهم، وعند اجتماعهم بالناس، فتشيع وتستفيض، ويتلقاها من يحسن الظن بالأموات، ويقبل عقله ما يروى عنهم من الأكاذيب، فيرويها كما سمعها، ويتحدث بها في مجالسه، فيقع الجهال في بلية عظيمة من الاعتقاد الشركي، وينذرون على ذلك الميت بكرائم أموالهم، ويحبسون على قبره من أملاكهم ما هو أحبها إلى قلوبهم، لاعتقادهم أنهم ينالون بجاه ذلك الميت خيرا عظيما وأجرا كبيرا، ويعتقدون أن ذلك قربة عظيمة، وطاعة نافعة، وحسنة متقبلة، فيحصل بذلك مقصود أولئك الذين جعلهم الشيطان من إخوانه من بني آدم على ذلك القبر.
فإنهم إنما فعلوا تلك الأفاعيل وهولوا على الناس بتلك التهاويل، وكذبوا تلك الأكاذيب، لينالوا جانبا من الحطام من أموال الطغام الأغتام. وبهذه الذريعة الملعونة، والوسيلة الإبليسية تكاثرت الأوقاف على القبور، وبلغت مبلغاً عظيماً، حتى بلغت غلات ما يوقف على المشهورين منهم ما لو اجتمعت أوقافه لبلغ ما يقتاته أهل قرية كبيرة من قرى المسلمين. ولو بيعت تلك الحبائس الباطلة لأغنى الله بها طائفة عظيمة من الفقراء، وكلها من النذر في معصية الله) إهـ
ويقول رحمه الله بعد أن ساق الأدلة على تحريم رفع القبور: ( .. وبعد هذا كله فاعلم أن ما سقناه من الدلالة وما هو كالتوطيد لها وما هو كالخاتمة تختم بها البحث: يقضي أبلغ قضاء وينادي أرفع نداء، ويدل أوضح دلالة، ويفيد أجلى مفاد: أن ما رواه صاحب البحر عن الإمام يحيى، غلط من أغاليط العلماء، وخطأ من جنس ما يقع للمجتهدين. وهذا شأن البشر. والمعصوم من عصمه الله. وكل عالم يؤخذ من قوله ويترك، مع كونه رحمه الله من أعظم الأئمة إنصافا، وأكثرهم تحريا للحق وإرشادا وتأثيرا، ولكننا رأيناه قد خالف من عداه بما قال: من جواز بناء القباب على القبور- رددنا هذا الاختلاف إلى ما أوجب الله الرد إليه. وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فوجدنا في ذلك ما قدمنا ذكره من الأدلة الدالة أبلغ دلالة، والمنادية بأعلى صوت بالمنع من ذلك والنهي عنه، واللعن لفاعله والدعاء عليه. واشتداد غضب الله عليه، مع ما في ذلك من كونه ذريعة إلى الشرك، ووسيلة إلى الخروج عن الملة كما أوضحناه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو كان القائل بما قاله الإمام يحيى بعض الأئمة أو أكثرهم لكان قولهم ردا عليهم، كما قدمناه في أول هذا البحث. فكيف والقائل به فرد من أفرادهم؟ وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " كل أمر ليس عليه أمرنا فهو رد "، ورفع القبور وبناء القباب والمساجد عليها ليس عليها أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما عرفناك ذلك فهو رد على قائله، أي مردود عليه، والذي شرع للناس هذه الشريعة الإسلامية هو الرب سبحانه بما أنزله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ... إلى أن يقول رحمه الله: وأما ما استدل به الإمام يحيى حيث قال: (لاستعمال المسلمين ذلك ولم ينكرونه) فقول مردود، لأن علماء المسلمين مازالوا في كل عصر يروون أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في لعن من فعل ذلك ويقررون شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحريم ذلك في مدارسهم ومجالس حفاظهم يرويها الآخر عن الأول والصغير عن الكبير، والمتعلم عن العالم من لدن أيام الصحابة إلى هذه الغاية. وأوردها المحدثون في كتبهم المشهورة من الأمهات والمسندات والمصنفات وأوردها المفسرون في تفاسيرهم، وأهل الفقه في كتبهم الفقهية، وأهل الأخبار والسير في كتب الأخبار والسير. فكيف يقال: إن المسلمين لم ينكروا على من فعل ذلك، وهم يروون أدلة النهي عنه واللعن لفاعله، خلفا عن سلف في كل عصر. ومع هذا فلم يزل علماء الإسلام منكرين لذلك مبالغين في النهي عنه.
وقد حكى ابن القيم عن شيخه تقي الدين- رحمهما الله- وهو الإمام المحيط بمذهب سلف هذه الأمة وخلفها. أنه قد صرَّح عامة الطوائف بالنهي عن بناء المساجد على القبور، ثم قال: وصرح أصحاب أحمد ومالك والشافعي بتحريم ذلك. وطائفة أطلقت الكراهة، لكن ينبغي أن يحمل على كراهة التحريم، إحسانا للظن بهم، وأن لا يظن بهم أن يجوزوا ما تواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن فاعله والنهى عنه. انتهى.
فانظر كيف حكى التصريح عن عامة الطوائف؟ وذلك يدل على أنه إجماع من أهل العلم على اختلاف طوائفهم ثم بعد ذلك جعل أهل ثلاثة مذاهب مصرحين بالتحريم، وجعل طائفة مصرحة بالكراهة وحملها على كراهة التحريم. فكيف يقال: إن بناء القباب والمشاهد على القبور لم ينكره أحد؟.ثم انظر كيف يصح استثناء أهل الفضل برفع القباب على قبورهم وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما قدمنا أنه قال: " أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصالح أو الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا"، ثم لعنهم بهذا السبب.
فكيف يسوغ من مسلم أن يستثني أهل الفضل بفعل هذا المحرم الشديد على قبورهم، مع أن أهل الكتاب الذين لعنهم الرسول صلى الله عليه وسلم وحذر الناس ما صنعوا لم يعمروا المساجد إلا على قبور صلحائهم.
ثم هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد البشر وخير الخليقة وخاتم الرسل، وصفوة الله من خلقه، ينهى أمته أن يجعلوا قبره مسجدا أو وثنا أو عيدا، وهو القدوة لأمته. ولأهل الفضل من القدوة به والتأسي بأفعاله وأقواله الحظ الأوفر. وهم أحق الأمة بذلك وأولاهم به. وكيف يكون فعل بعض الأمة وصلاحه مسوغًا لفعل هذا المنكر على قبره؟ وأصل الفضل ومرجعه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأي فضل ينسب إلى فضله أدنى نسبة أو يكون له بجنبه أقل اعتبار؟. فإن كان هذا محرما منهيا عنه ملعونا فاعله في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما ظنك بقبر غيره من أمته؟، وكيف يستقيم أن يكون للفضل مدخل في تحليل المحرمات وفعل المنكرات) إهـ شرح الصدور بتحريم رفع القبور للإمام الشوكاني.
والشاهد منه: أن الإمام الشوكاني رحمه الله اعتبر بناء القباب على القبور هو محرم بالإجماع وهو ذريعة إلى وقوع الشرك ولم يقل أنه شرك في ذاته بل اعتبره من جملة المحرمات الموبقة والله أعلم.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 02:22]ـ
رائع.
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 08:18]ـ
الحمد لله أن جعلنا أمة وسطاً
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 01:19]ـ
جزاكم الله خير أخواني الكرام
--------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابن تيمية رحمه الله: (عَنْ الْمَشْهَدِ الْمَنْسُوبِ إلَى الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَدِينَةِ الْقَاهِرَةِ: هَلْ هُوَ صَحِيحٌ أَمْ لَا؟. وَهَلْ حُمِلَ رَأْسُ الْحُسَيْنِ إلَى دِمَشْقَ ثُمَّ إلَى مِصْرَ أَمْ حُمِلَ إلَى الْمَدِينَةِ مِنْ جِهَةِ الْعِرَاقِ؟. وَهَلْ لِمَا يَذْكُرُهُ بَعْضُ النَّاسِ مِنْ جِهَةِ الْمَشْهَدِ الَّذِي كَانَ بِعَسْقَلَانَ صِحَّةٌ أَمْ لَا؟ وَمَنْ ذَكَرَ أَمْرَ رَأْسِ الْحُسَيْنِ وَنَقَلَهُ إلَى الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ دُونَ الشَّامِ وَمِصْرَ؟ وَمَنْ جَزَمَ مِنْ الْعُلَمَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ والمتأخرين بِأَنَّ مَشْهَدَ عَسْقَلَانَ وَمَشْهَدَ الْقَاهِرَةِ مَكْذُوبٌ وَلَيْسَ بِصَحِيحِ؟ وَلْيَبْسُطُوا الْقَوْلَ فِي ذَلِكَ لِأَجْلِ مَسِيسِ الضَّرُورَةِ وَالْحَاجَةِ إلَيْهِ مُثَابِينَ مَأْجُورِينَ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
فأجاب رحمه الله: بَلْ نَحْنُ نَعْلَمُ وَنَجْزِمُ بِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ رَأْسُ الْحُسَيْنِ وَلَا كَانَ ذَلِكَ الْمَشْهَدُ الْعَسْقَلَانِيُّ مَشْهَدًا لِلْحُسَيْنِ مِنْ وُجُوهٍ مُتَعَدِّدَةٍ:
مِنْهَا: أَنَّهُ لَوْ كَانَ رَأْسُ الْحُسَيْنِ هُنَاكَ لَمْ يَتَأَخَّرْ كَشْفُهُ وَإِظْهَارُهُ إلَى مَا بَعْدَ مَقْتَلِ الْحُسَيْنِ بِأَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِمِائَةِ سَنَةٍ وَدَوْلَةُ بَنِي أُمَيَّةَ انْقَرَضَتْ قَبْلَ ظُهُورِ ذَلِكَ بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِمِائَةٍ وَبِضْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةٍ، وَقَدْ جَاءَتْ خِلَافَةُ بَنِي الْعَبَّاسِ. وَظَهَرَ فِي أَثْنَائِهَا مِنْ الْمَشَاهِدِ بِالْعِرَاقِ وَغَيْرِ الْعِرَاقِ مَا كَانَ كَثِيرٌ مِنْهَا كَذِبًا، وَكَانُوا عِنْدَ مَقْتَلِ الْحُسَيْنِ بِكَرْبَلَاءَ قَدْ بَنَوْا هُنَاكَ مَشْهَدًا، وَكَانَ يَنْتَابُهُ أُمَرَاءُ عُظَمَاءُ حَتَّى أَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ الْأَئِمَّةُ، وَحَتَّى إنَّ الْمُتَوَكِّلَ لَمَّا تَقَدَّمُوا لَهُ بِأَشْيَاءَ يُقَالُ: إنَّهُ بَالَغَ فِي إنْكَارِ ذَلِكَ وَزَادَ عَلَى الْوَاجِبِ، دَعْ خِلَافَةَ بَنِي الْعَبَّاسِ فِي أَوَائِلِهَا وَفِي حَالِ اسْتِقَامَتِهَا فَإِنَّهُمْ حِينَئِذٍ لَمْ يَكُونُوا يُعَظِّمُونَ الْمَشَاهِدَ سَوَاءٌ مِنْهَا مَا كَانَ صِدْقًا أَوْ كَذِبًا كَمَا حَدَثَ فِيمَا بَعْدُ لِأَنَّ الْإِسْلَامَ كَانَ حِينَئِذٍ مَا يَزَالُ فِي قُوَّتِهِ وَعُنْفُوَانِهِ، وَلَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ فِي بِلَادِ الْإِسْلَامِ لَا فِي الْحِجَازِ وَلَا الْيَمَنِ وَلَا الشَّامِ وَلَا الْعِرَاقِ وَلَا مِصْرَ وَلَا خُرَاسَانَ وَلَا الْمَغْرِبِ وَلَمْ يَكُنْ قَدْ أُحْدِثَ مَشْهَدٌ لَا عَلَى قَبْرِ نَبِيٍّ وَلَا صَاحِبٍ وَلَا أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ وَلَا صَالِحٍ أَصْلًا؛ بَلْ عَامَّةُ هَذِهِ الْمَشَاهِدِ مُحْدَثَةٌ بَعْدَ ذَلِكَ.
وَكَانَ ظُهُورُهَا وَانْتِشَارُهَا حِينَ ضَعُفَتْ خِلَافَةُ بَنِي الْعَبَّاسِ وَتَفَرَّقَتْ الْأُمَّةُ وَكَثُرَ فِيهِمْ الزَّنَادِقَةُ الْمُلَبِّسُونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَفَشَتْ فِيهِمْ كَلِمَةُ أَهْلِ الْبِدَعِ وَذَلِكَ مِنْ دَوْلَةِ الْمُقْتَدِرِ فِي أَوَاخِرَ الْمِائَةِ الثَّالِثَةِ ... إلى أن يقول: فَإِنَّ بِنَاءَ الْمَسَاجِدِ عَلَى الْقُبُورِ لَيْسَ مِنْ دِينِ الْمُسْلِمِينَ بَلْ هُوَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ بِالنُّصُوصِ الثَّابِتَةِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ الدِّينِ بَلْ لَا يَجُوزُ اتِّخَاذُ الْقُبُورِ مَسَاجِدَ سَوَاءٌ كَانَ ذَلِكَ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ عَلَيْهَا أَوْ بِقَصْدِ الصَّلَاةِ عِنْدَهَا بَلْ أَئِمَّةُ الدِّينِ مُتَّفِقُونَ عَلَى النَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ وَأَنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَقْصِدَ الصَّلَاةَ عِنْدَ قَبْرِ أَحَدٍ لَا نَبِيٍّ وَلَا غَيْرِ نَبِيٍّ وَكُلُّ مَنْ قَالَ: إنَّ قَصْدَ الصَّلَاةِ عِنْدَ قَبْرِ أَحَدٍ أَوْ عِنْدَ مَسْجِدٍ بُنِيَ عَلَى قَبْرٍ أَوْ مَشْهَدٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ: أَمْرٌ مَشْرُوعٌ بِحَيْثُ يُسْتَحَبُّ ذَلِكَ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَيَكُونُ أَفْضَلَ مِنْ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي لَا قَبْرَ فِيهِ: فَقَدْ مَرَقَ مِنْ الدِّينِ، وَخَالَفَ إجْمَاعَ الْمُسْلِمِينَ، وَالْوَاجِبُ أَنْ يُسْتَتَابَ قَائِلُ هَذَا وَمُعْتَقِدُهُ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ، بَلْ لَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يُصَلِّيَ فِي الْمَسَاجِدِ الَّتِي بُنِيَتْ عَلَى الْقُبُورِ وَلَوْ لَمْ يَقْصِدْ الصَّلَاةَ عِنْدَهَا، فَلَا يُقْبَلُ ذَلِكَ لَا اتِّفَاقًا وَلَا ابْتِغَاءً لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ التَّشَبُّهِ بِالْمُشْرِكِينَ وَالذَّرِيعَةِ إلَى الشِّرْكِ وَوُجُوبِ التَّنْبِيهِ عَلَيْهِ وَعَلَى غَيْرِهِ كَمَا قَدْ نَصَّ عَلَى ذَلِكَ أَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ مِنْ أَهْلِ الْمَذَاهِبِ الْأَرْبَعَةِ وَغَيْرِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ صَرَّحَ بِالتَّحْرِيمِ، وَمِنْهُمْ مِنْ أَطْلَقَ الْكَرَاهَةَ، وَلَيْسَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ عِنْدَهُمْ مَسْأَلَةَ الصَّلَاةِ فِي الْمَقْبَرَةِ الْعَامَّةِ. فَإِنَّ تِلْكَ مِنْهُمْ مَنْ يُعَلِّلُ النَّهْيَ عَنْهَا بِنَجَاسَةِ التُّرَابِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُعَلِّلُهُ بِالتَّشَبُّهِ بِالْمُشْرِكِينَ.
وَأَمَّا الْمَسَاجِدُ الْمَبْنِيَّةُ عَلَى الْقُبُورِ فَقَدْ نَهَوْا عَنْهُ مُعَلِّلِينَ بِخَوْفِ الْفِتْنَةِ بِتَعْظِيمِ الْمَخْلُوقِ كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ الشَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ سَائِرِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَدْ " نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الصَّلَاةِ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَعِنْدَ غُرُوبِهَا وَعِنْدَ وُجُودِهَا فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَقَالَ إنَّهُ حِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ ".
فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنْ الْمُشَابَهَةِ لَهُمْ وَإِنْ لَمْ يَقْصِدْ الْمُصَلِّي السُّجُودَ إلَّا لِلْوَاحِدِ الْمَعْبُودِ، فَكَيْفَ بِالصَّلَاةِ فِي الْمَسَاجِدِ الَّتِي بُنِيَتْ لِتَعْظِيمِ الْقُبُورِ؟، وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ قَدْ بَسَطْنَاهَا فِي غَيْرِ هَذَا الْجَوَابِ) إهـ مجموع الفتاوى.
والشاهد منه: أن كثير من المشاهد كانت موجودة على عهد السلف في بلاد المسلمين المختلفة، ولو كان مجرد ظهور المشاهد على القبور شرك أكبر لوضح أهل العلم هذه المسألة غاية الوضوح، بل لكان وجود المشاهد على القبور في الدار مانعاً من لحوقها بمسمى دار الإسلام، وهو قول لو عقله المرء لعرف فساده بمجرد تصور معناه والله أعلم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 07:25]ـ
وهذه إضافة أخرى في المسألة:
-----------------------
يقول الإمام الشوكاني رحمه الله في رده على صاحب متن الأزهار في قوله: "والإنافة بقبر غير فاضل"، أقول: هذا اعتزاز بما وقع من الناس لا سيما الملوك والأكابر من رفع قبورهم، وجعل القباب عليها، وهذا حرام بالأدلة الصحيحة الثابتة في الصحيح وغيره من طرق توجب العلم اليقين، فمنها: الأمر بتسوية القبور كما تقدم، ومنها: النهي عن البناء عليها كما تقدم أيضا، ومنها: النهي عن اتخاذ القبور مساجد ولعن فاعل ذلك وغير ذلك مما هو مبين في كتب السنة.
وبالجملة فما هذه أول شريعة صحيحة وسنة قائمة تركها الناس واستبدلوا بها غيرها، ولكن هذه البدعة قد صارت وسيلة لضلال كثير من الناس لا سيما العوام فإنهم إذا رأوا القبر وعليه الأبنية الرفيعة والستور الغالية وانضم إلي ذلك إيقاد السرج عليه تسبب عن ذلك الإعتقاد في ذلك الميت، ولا يزال الشيطان يرفعه من رتبة إلي رتبة حتى يناديه مع الله سبحانه ويطلب منه ما لا يطلب إلا من الله عز وجل ولا يقدر عليه سواه فيقع في الشرك. فليت شعري ما وجه تخصيص قبور الفضلاء بهذه الداهية الدهياء والمعصية الصماء العمياء، فإنهم أحق من غيرهم باتباع السنة في قبورهم وترك ما حرمته الشريعة على الناس) إهـ السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار.
وواضح من كلام الشوكاني رحمه الله أن ظهور القباب على القبور هو من البدع المحدثة وهو ذريعة إلى وقوع الشرك ولم يقل أنه شرك في ذاته بل اعتبره من جملة المحرمات الموبقة والله أعلم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 09:31]ـ
سئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله: عن البناء على القبور؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب: أما بناء القباب عليها فيجب هدمها، ولا علمت أنه يصل إلى الشرك الأكبر.
وأجاب ابنه الشيخ عبد الله: أما بناء القبب على القبور، فهو من علامات الكفر وشعائره، لأن الله أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم بهدم الأوثان، ولو كانت على قبر رجل صالح، لأن اللات رجل صالح، فلما مات عكفوا على قبره، وبنوا عليه بنية وعظموها، فلما أسلم أهل الطائف وطلبوا منه أن يترك هدم اللات شهراً، لئلا يروعوا نساءهم وصبيانهم، حتى يدخلهم الدين، فأبى ذلك عليهم، وأرسل معهم المغيرة بن شعبة، وأبا سفيان بن حرب، وأمرهما بهدمها.
قال العلماء: وفي هذا أوضح دليل، أنه لا يجوز إبقاء شيء من هذه القبب التي بنيت على القبور، واتخذت أوثاناً، ولا يوماً واحداً؛ فإنها شعائر الكفر، وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " نهى عن البناء على القبر وتجصيصه وتخليقه والكتابة عليه "؛ وقد قال تعالى: " وَمَاآتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ".
وأما كونه علامة على كفر بانيها، فهذا يحتاج إلى تفصيل: فإن كان البانى قد بلغه هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في هدم البناء عليها، ونهيه عن ذلك، وعاند وعصى، ومنع من أراد هدمها من ذلك، فذلك علامة الكفر. وأما من فعل ذلك جهلاً منه بما بعث الله به رسوله صلوات الله وسلامه عليه، فهذا لا يكون علامة على كفره، وإنما يكون علامة على جهله وبدعته، وإعراضه عن البحث عما أمر الله به ورسوله في القبور.
وأما حال أهل العصر الثاني، الذين لم يحضروا البناء، وإنما فعله آباؤهم ومتقدموهم، فالراضي بالمعصية كفاعلها؛ وفيهم من التفصيل ما تقدم في الباني الأول، فافهم ذلك. وهذا إذا لم يُذْبَح عندها وتُعْبَد وتُدْعَى، ويُرْجَى منها طلب الفوائد، وكشف الشدائد، فأما إذا فعل ذلك، فهو الشرك الذي قال الله فيه:" إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ".) إهـ الدرر السنية في الأجوبة النجدية (الدرر السنية: ج5/ 88 - 89).(/)
الكذب في المنتديات , إلى متى؟!
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 10:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
/// قال النبي (ص): " عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار ".
قال عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مُنبهاً على شيء لايدركه الكاذبون حيث خيبهم ظنَّهم بأنَّ طريق الكذب مربحةٌ لهم ومغنمة: (لأن يضعني الصدق ـ وقلّ ما يفعل ـ أحب إلى أن من أن يرفعني الكذب وقلّ ما يفعل) وقال أيضاً: (قد يبلغ الصادق بصدقه. ما لا يبلغه الكاذب باحتياله) وقال الشعبي رحمه الله: (عليك بالصدق حيث ترى أنه يضرك فإنه ينفعك.واجتنب الكذب حيث ترى أنه ينفعك فإنه يضرك)
/// وفي ميدان العمل أَنف كثير من العقلاء عن التلطخ بكذبة وماقاربها , فكان مما قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "ما كذبت مذ علمت أن الكذب يشين صاحبه" , وقال الإمام الأوزاعي رحمه الله: "والله لو نادى منادٍ من السماء أن الكذب حلال ما كذبت" , وقال يوسف بن أسباط رحمه الله: "لأن أبيت ليلة أعامل الله بالصدق أحب إلى من أن أضرب بسيفي في سبيل الله"
/// وبعد هذه المقدمة ندلف إلى ما عنون له الموضوع للمناقشة والمحاورة:
يعمد بعض الأشخاص إلى احتراف مهنة الكذب في المنتديات , ومما علمت عنه حول ذلك:
/// اختيار أسماء مؤنثة لأغراض الله أعلم بها منها كسب الجمهور والتعاطف معه وكتاباته وتطييب الخواطر والكلمة الطيبة صادقة! ومنها للابتزاز والمعاكسة .. إلخ
/// اختلاق القصص الكاذبة والخرافات ونشر الشائعات من سند موصول بشبكة الإنترنت دلالته قطعية ومصادره موثوقة ,فإذا نظرت إلى سنده ودلالته ومصدره لم تجد بُداً من قولك: إن هذا إلا اختلاق! (فمن حدث بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)
/// أخذ دور لشخص معاكس لأفكاره وآرائه وتوجهاته وقد يكون هذا الشخص طرف محاور له والقصد منها إظهار الرأي المخالف له بصورة مستهجنة وغبية وممجوجة أو ضعيفة أياً كان سبب ضعفها , ويهدف منها بعضهم إثارة موضوعات تستفز بعض الأطراف لغرض التسلية وتحريك جو المنتدى كما يزعم الزاعمون!
/// جاهل ببشت عالم يرى الناس من فوق جبل عالٍ صغار ,ولعمر الله ماصغير ولا حقير يوازيه حجماً ومقداراً! ومنافق بلبوس صادق مصدق فاضل صالح تقي نقي خفي كريم حيي إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر! ولص ومجرم أعراض ذو مشاعر جياشة , رهيف الإحساس , لين العريكة والمراس ,عاطفي رومانسي ,رقيق المشاعر ,كم هُتكت على يديها أعراض قصمه الله وأراده وأشغله الله بنفسه!
/// معرفات لا عد لها ولا حصر: الأول يكتب والثاني يؤيد ويبارك ويمجّد فإذا اعترض معترض - لاسمح الله - أتى الثالث مؤدباً ومُصححاً ومُعلماً لهذا الجاهل المعترض ,فإذا لم تنجح الخطة أتاك الرابع مهرولاً ثم الخامس والسادس والسابع قل من ذلك أو كثر ...
والأمثلة تطول بطول ألسنة الكذابين ... أحببت التنبيه على بعضها للإفادة منكم وإليكم ...
سلك الله بنا وبكم طريق الصدق وهدانا للبر وجعل مأوانا جنات عدن
إن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 10:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكرك لمبادرتك طرح هذا الموضوع. و لا أجد الا قول لا حول و لا قوة الا بالله.
لعل الإخوة يقومون باثراء الموضوع بآرائهم.
دمتم سالمين.
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[11 - Dec-2008, صباحاً 10:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكرك لمبادرتك طرح هذا الموضوع. و لا أجد الا قول لا حول و لا قوة الا بالله.
لعل الإخوة يقومون باثراء الموضوع بآرائهم.
دمتم سالمين.
شكراً لك أخي الكريم وأسأل الله أن يهدي شباب المسلمين ويشغلهم بطاعته عن معصيته
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 01:41]ـ
أحسنتم وليتكم تكثرون من الوعظ والتبصير رعاكم الله هنا .. فقد أدرجنا نحوها بالكثير ولامنا البعض أعزكم الله فتوقفنا حسبة.
محب لكم
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 10:33]ـ
أحسنتم وليتكم تكثرون من الوعظ والتبصير رعاكم الله هنا .. فقد أدرجنا نحوها بالكثير ولامنا البعض أعزكم الله فتوقفنا حسبة.
محب لكم
أحسنَ اللهُ إليك وأحبكَ الله
وإني لأحق بأن أوعظ وأبصر .. هداني الله والمسلمين لطاعته
وما أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا مارحم ربي إن ربي لغفور رحيم
فكلنا معرضين للخطأ ولكنَّ الموفَّق من أصلح ما مضى وفات .. أسأل الله أن يجعلني وإياك منهم
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 04:29]ـ
جزاك الله خيرا،أخي الكريم
ولكن لا بأس أن نكون في نحو ما ذكرت وأشرت على الأبتداء ونسأل الله أن يحشرنا في تلك الزمرة التي يرضى عنها وهي ناصحة مبينة لعلل النفس والداخل (ونهى النفس عن الهوى) قبل أن تؤشر لما حولها، ورحم الله أمرءا أهدى لي ...
وكلكم خطاء وخير الخطائين ..
تحياتنا(/)
التكبير الجماعي أيام التشريق
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 03:47]ـ
ما حكم التكبير الجماعي أدبار الصلوات في أيام التشريق؟
أرجو الإستفادة
ـ[ابو محمد الطائفي]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 06:31]ـ
سمعت الشيخ الالباني يقول التكبير عقب الصلوات في ايام التشريق بدعه والله اعلم
ـ[مسلم من المغرب]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 07:57]ـ
الحمد لله رب العالمين و أشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا صلى الله عليه و سلم عبده و رسوله أما بعد: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، إليك هذا الرابط ربما تجد فيه ما تريد http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23728
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 09:34]ـ
بارك الله فيك
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - Dec-2008, صباحاً 12:19]ـ
بارك الله فيكم
التكبير جماعة وفرادى مقيدا ومطلقا هو السنة وعليه العمل ومن قال أنه بدعة فلم يوفق للصواب والله أعلم
والقول بسنيته أو وجوبه مذهب جمهور العلماء
ولا ينكر على من قال بذلك لقوة الأدلة ووجاهة نظر أصحابه ولمصير كثير من المحققين إليه
وهل ينكر على من زعم أنه بدعة فيه بحث فإني لا أعلم له سلفا
وانظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6257
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[12 - Dec-2008, صباحاً 12:20]ـ
سمعت الشيخ الالباني يقول التكبير عقب الصلوات في ايام التشريق بدعه والله اعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أظنّك. الشيخ الألباني رحمه الله تكلّم عن تقييد التكبير عقب الصلوات في أيام التشريق و الذي هو بدعة. خلّي بالك فيه فرق بين هذا و بين ما رويت عن الشيخ. فتنبّه!.
مودّتي.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[12 - Dec-2008, صباحاً 10:51]ـ
للفائدة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19609
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 04:39]ـ
للفائدة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19609
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا شيخنا على المطوية الجدّ جدّ رائعة. و التي جمعت فأوعت.
و ننتظر منكم فَوْحُ الْعِطْرِ بِمُخْتَصَرِ أَحْكَامِ زَكَاةِ الْفِطْرِ
دمتم بودّ.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 05:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا عليكم شيخي الكريم لقد وجدتها (فَوْحُ الْعِطْرِ بِمُخْتَصَرِ أَحْكَامِ زَكَاةِ الْفِطْرِ)
(ابتسامة)
ـ[أبووليد وليد]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 12:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لحكم التكبير أدبار الصلوات أيام التشريق يتفق العلماء على استحبابه أخدا بقوله تعالى: [ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون]، ويختلفون في الصيغة و في التوقيت متى يبدأ، هل من صبح يوم عرفة، أم من ظهر يوم النحر، ومتى ينتهي التكبير، للاستفادة أكثر في هذا الموضوع ارجع
1 - الموطأ كتاب العيدين وكتاب الحج يقول الامام مالك رحمه الله: الأمر عندنا أنه يكبر الامام والناس معه أدبار الصلوات .... 2 - الاستدكار لابن عبد البر
3 - الثمر الداني
4 - الرسالة لابن أبي زيد القيرواني
5 - المجموع شرح المهذب للامام النووي
6 - الفقه الاسلامي وأدلته وهبة الزحيلي.
7 - ومن كانت له دروس الشيخ عطية سالم رحمه الله أقصد به شرح بلوغ المرام كتاب الحج التكبير أيام التشريق.
8 - المدونة الكبرى
9 - المنتقى للامام الباجي.
وكتب أخرى في الفقه كثيرة ولم أجد الى الآن من قال بالبدعية، فليحترز الاخوة الكرام من هذه الأحكام العامة، فان الأمر يتعلق بالدين وليكن الانسان أمكينا في نقل الفتاوي، فان كثيرا من المشاكل والفرقة قد حدثت بين المسلمين الا بسبب هذه الاحكام العامة، أو ان ما حكم عليه العالم الفلاني بالبدعية فهو بدعة. فعلى طالب العلم أن يرجع الى كتب الفقه ويوازن، وينظر في كتب المتقدمين والمتأخرين. أسأل الله أن يهدينا سبل الرشاد.
ـ[أبووليد وليد]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 01:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لحكم التكبير أدبار الصلوات أيام التشريق يتفق العلماء على استحبابه أخدا بقوله تعالى: [ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون]، ويختلفون في الصيغة و في التوقيت متى يبدأ، هل من صبح يوم عرفة، أم من ظهر يوم النحر، ومتى ينتهي التكبير، للاستفادة أكثر في هذا الموضوع ارجع
1 - الموطأ كتاب العيدين وكتاب الحج يقول الامام مالك رحمه الله: الأمر عندنا أنه يكبر الامام والناس معه أدبار الصلوات .... 2 - الاستدكار لابن عبد البر
3 - الثمر الداني
4 - الرسالة لابن أبي زيد القيرواني
5 - المجموع شرح المهذب للامام النووي
6 - الفقه الاسلامي وأدلته وهبة الزحيلي.
7 - ومن كانت له دروس الشيخ عطية سالم رحمه الله أقصد به شرح بلوغ المرام كتاب الحج التكبير أيام التشريق.
8 - المدونة الكبرى
9 - المنتقى للامام الباجي.
وكتب أخرى في الفقه كثيرة ولم أجد الى الآن من قال بالبدعية، فليحترز الاخوة الكرام من هذه الأحكام العامة، فان الأمر يتعلق بالدين وليكن الانسان أمكينا في نقل الفتاوي، فان كثيرا من المشاكل والفرقة قد حدثت بين المسلمين الا بسبب هذه الاحكام العامة، أو ان ما حكم عليه العالم الفلاني بالبدعية فهو بدعة. فعلى طالب العلم أن يرجع الى كتب الفقه ويوازن، وينظر في كتب المتقدمين والمتأخرين. أسأل الله أن يهدينا سبل الرشاد.(/)
للمناقشة: معنى " الساعة " عند الحافظ ابن حجر
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 05:23]ـ
قال ابن حجر في فتح الباري , كتاب: مواقيت الصلاة , باب: وقت الفجر (ج 4 / ص 199 / ط. دار المعرفة):
تنبيه: من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان واطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام زعما ممن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة ولا يعلم بذلك الا آحاد الناس وقد جرهم ذلك إلى أن صاروا لا يؤذنون الا بعد الغروب بدرجة لتمكين الوقت زعموا فاخروا الفطر وعجلوا السحور وخالفوا السنة فلذلك قل عنهم الخير وكثير فيهم الشر. والله المستعان. اهـ
السؤال: ما مقصود ابن حجر بثلث الساعة؟ هل هو كما نفهمها في هذا الزمان؟
أريد المناقشة في هذه الجزئية (مقصود ابن حجر بالساعة) فقط , بغض النظر عن حال واقعنا في مسألة وقت أذان الفجر , فليس هنا مقام طرحها.
وأكون أول المشاركين ,,,
قال ابن حجر في الفتح , كتاب: الجمعة , باب: فضل الجمعة (ج 2 / ص 368 / ط. دار المعرفة):
وعلى هذا فخروج الإمام يكون عند انتهاء السادسة وهذا كله مبنى على أن المراد بالساعات ما يتبادر الذهن إليه من العرف فيها وفيه نظر
إذ لو كان ذلك المراد لاختلف الأمر في اليوم الشاتي والصائف لأن النهار ينتهى في القصر إلى عشر ساعات وفي الطول إلى أربع عشرة , وهذا الاشكال للقفال , وأجاب عنه القاضي حسين بأن المراد بالساعات ما لا يختلف عدده بالطول والقصر فالنهار اثنتا عشرة ساعة لكن يزيد كل منها وينقص والليل كذلك
وهذه تسمى الساعات الآفاقية عند أهل الميقات وتلك التعديلية وقد روى أبو داود والنسائي وصححه الحاكم من حديث جابر مرفوعا يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة وهذا وإن لم يرد في حديث التبكير فيستأنس به في المراد بالساعات. اهـ
* ما فهمتُه / أن الساعة عند ابن حجر هي الساعة عندنا. هل هذا صحيح؟
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 06:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن منظور في لسان العرب في مادة سوع:
الساعة جزء من أَجزاء الليل والنهار والجمع ساعاتٌ وساعٌ قال القطامي وكُنّا كالحَرِيقِ لَدَى كِفاح فَيَخْبُو ساعةً ويَهُبُّ ساعَا قال ابن بري المشهور في صدر هذا البيت وكنّا كالحَريقِ أَصابَ غابا وتصغيره سويعة والليل والنهار معاً أَربع وعشرون ساعة وإِذا اعتدلا فكل واحد منهما ثنتا عشرة ساعة وجاءنا بعد سَوْعٍ من الليل وبعد سُواع أَي بعد هَدْءٍ منه أَو بَعْدَ ساعة والساعةُ الوقت الحاضر.اهـ
فيحتمل أن تكون الساعة هي هذه الساعة الفلكية المعروفة أو غيرها.
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 08:41]ـ
قال / محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، الملقّب بمرتضى، الزَّبيدي , في كتابه / تاج العروس من جواهر القاموس , في مادة (سوع):
والساعَة: جُزءٌ من أجزاءِ الجَديدَيْنِ الليلِ والنهارِ قاله الليث , وهما أَرْبَعٌ وعِشرونَ ساعًةً وإذا اعْتَدَلا فكلُّ واحدٍ منهما ثِنْتا عَشَرَةَ ساعةً. اهـ
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[12 - Dec-2008, صباحاً 08:05]ـ
إذن ... والله أعلم
الساعة عند ابن حجر عندما يقول (ثلث ساعة) فهي الساعة عندنا كما فتح لنا أخونا أبو جهاد الأثري فكرة البحث في كتب اللغة ,
الآن ,,,
روى البخاري في صحيحه , كتاب: مواقيت الصلاة , باب: وقت الفجر , قال:
حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا همام عن قتادة عن أنس أن زيد بن ثابت حدثه: أنهم تسحروا مع النبي صلى الله عليه و سلم ثم قاموا إلى الصلاة. قلت كم بينهما؟ قال قدر خمسين أو ستين يعني آية.
وقال:
حدثنا حسن بن صباح سمع روحا حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه و سلم وزيد بن ثابت تسحرا فلما فرغا من سحورهما قام نبي الله صلى الله عليه و سلم إلى الصلاة فصلى. قلنا لأنس كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة؟ قال قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية.
قال الحافظ في الفتح: (ج 2 / ص 55 / ط. دار المعرفة)
واستدل المصنف به على أن أول وقت الصبح طلوع الفجر لأنه الوقت الذي يحرم فيه الطعام والشراب والمدة التي بين الفراغ من السحور والدخول في الصلاة وهي قراءة الخمسين آية أو نحوها قدر ثلث خمس ساعة ولعلها مقدار ما يتوضأ فأشعر ذلك بأن أول وقت الصبح أول ما يطلع الفجر وفيه أنه صلى الله عليه وسلم كان يدخل فيها بغلس والله أعلم. اهـ
السؤال: عندما نقرأ نحن في زماننا هذا قدر خمسين أو ستين آية , فهي لا تساوي بحال قدر ثلث خمس ساعة - أي أربعة دقائق - أو مقدار ما يتوضأ , بل قراءة خمسين أو ستين آية تقدر بعشر دقائق على أقل تقدير , أي ضعف ما ذكر الحافظ؟
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 01:17]ـ
أخي هل يلزمك عشر دقائق لقراءة سورة الذاريات حدرا؟
قال محمد تقي الدين الهلالي: أخبرنا العالم السلفي أبو علي الحبيب ابن علي العلوي أنه قرأ خمسين آية في دقيقتين فيكون على هذا بين سحور النبي- صلى الله عليه وسلم - وبين صلاة الصبح دقيقتان.اهـ الفجر الصادق (1/ 29).
وقد كان صلى الله عليه و سلم يقرأ في صلاة الفجر بالستين إلى المائة ثم ينصرف منها والنساء لا يعرفن من الغلس.
فتأمل: لو أن مقدار القراءة عشر دقائق فكم يكون مقدار الصلاة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 06:25]ـ
جزاك ربي خيراً أبا جهاد الأثري
مع أني محتاج لتوضيح أكثر!!
ـ[ابوالحسين]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 02:34]ـ
شكرا على الموضوع(/)
أحكام كف الثوب {للمناقشة العلمية}
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 07:12]ـ
الإخوة الأفاضل في مجلس الألوكة
جاء في الحديث
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ، وَلَا أَكُفَّ ثَوْبًا وَلَا شَعْرًا)
و هناك بعض الاسئلة التي تستحق الإجابة و التفصيل في مسألة كف الثوب.
ما معنى كف الثوب؟
و هل النهي عن كفه يشمل الصلاة و غيرها أم الصلاة فقط؟
و هل الكف المنهي يبتدأ من قبل الدخول في الصلاة أم أثنائهه فقط؟
و هل النهي في الحديث للتحريم أم للتنزيه؟
نرجو من الإخوة إتحافنا بما لديهم من علم في هذه المسألة و سأكون إن شاء الله من المشاركين معكم.
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 08:56]ـ
فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى - (ج 7 / ص 34)
8 - كف الثوب
السؤال الخامس من الفتوى رقم (5133)
س5: قد ورد في السنة الصحيحة النهي عن كف الثوب فما المقصود بذلك؟
ج5: جاء في الصحيحين عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أسجد على سبعة أعظم وأن لا أكف ثوبا ولا شعرا» (1) والمقصود بالكف الجمع والضم حتى لا يقعا في مصلاه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) أخرجه أحمد 1/ 221، 279، 286، 292، 324، والبخاري 1/ 196 كتاب الأذان باب لا يكف ثوبا، ومسلم 1/ 354 في الصلاة، باب أعضاء السجود والنهي عن كف الشعر والثوب وعقص الرأس في الصلاة، وأبو داود 1/ 235 في الصلاة باب أعضاء السجود، والنسائي 2/ 209في التطبيق، باب السجود على الأنف، والترمذي 2/ 62 في الصلاة باب ما جاء في السجود على سبعة أعضاء، وابن ماجه 1/ 286 كتاب إقامة الصلاة باب السجود.
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 09:00]ـ
مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين -
سئل فضيلة الشيخ: عن الغترة والشماخ إذا جعلهما الإنسان خلفه هل يعد ذلك من كف الثوب المنهي عنه؟
فأجاب بقوله: الذي أرى أنه لا يعد من كف الثوب المنهي عنه لأن هذه من صفات لبس الغترة والشماغ فهي كالثوب القصير كمه، والعمامة الملوية على الرأس.
وسئل فضيلة الشيخ - حفظه الله تعالى -: عن حديث: ((أمرت ألا أكف ثوباً)) هل صحيح؟ وما معناه؟
فأجاب قائلاً: هذا الحديث صحيح (1)، والمراد أنه لا يكف الثوب في حال الصلاة، فإن الذي ينبغي للمصلي أن يبقي ثيابه على حالها، ولا يكفها رفعاً عن الأرض، ولا يكف أكمامه أيضاً، لأن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظم وأن لا أكف شعراً ولا ثوباً " (2). والله أعلم.
__________
(1) أخرجه البخاري: كتاب صفة الصلاة/باب لا يكف ثوبه في الصلاة، ومسلم: كتاب الصلاة / باب أعضاء السجود والنهي عن كف الشعر والثوب
(2) تقدم تخريجه أعلاه.
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 09:05]ـ
فتاوى واستشارات الإسلام اليوم -
كف الثوب في الصلاة
المجيب د. فيحان بن شالي المطيري
عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية
كتاب الصلاة/مكروهات الصلاة
التاريخ 15/ 6/1423هـ
السؤال
من الشباب من يكف سرواله عند الصلاة حتى يكون فوق الكعبين، مع العلم أن الرسول نهى عن كف الثوب عند الصلاة، فما حكم هذا الفعل؟ وهل تقبل صلاة المسبل سرواله؟
الجواب
لا شك أن الإسبال منهي عنه مطلقاً سواءً كان في الصلاة أو في غيرها، وسواءً كان للإزار، أو القميص، أو السراويل، وقد ورد الوعيد الشديد في الأحاديث الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- على الإسبال، انظر: مسلم (106) أما الكف الذي ذكره السائل فهو مكروه عند أهل العلم كراهة تنزيه ولا علاقة له بصحة الصلاة وعدم صحتها، فالصلاة صحيحة إذا توافرت أركانها، وشروطها، وواجباتها، والذي يظهر أن الكف المذكور يريد به الفاعل كون السروال فوق الكعب لتصح الصلاة وليس لهذا أصل، فالإسبال معصية ليس لها علاقة بالصلاة، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 09:11]ـ
دروس للشيخ محمد المنجد - (رقم الدرس 88)
النهي عن كف الثوب والشعر
السؤال
ما المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم: (أريد أن أكف ثوبي)؟
الجواب
الرواية المعروفة في صحيح مسلم: (نهى عن كف الثوب وكف الشعر) فأما كف الثوب فيدخل فيه تشميره أو جمعه كما يفعله بعض الناس عندما يجمعونه عند السجود، فهذا مما ينهى عنه، وجمهور العلماء على الكراهة كما ذكر ذلك النووي رحمه الله، يكره كف الثوب في الصلاة فيتركه يسجد معه لا يضمه ولا يجمعه ولا يشمره، وكف الشعر: حبسه تحت العمامة أو الطاقية، يجمعه ويحبسه حبساً، بل يتركه يسجد معه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 09:17]ـ
فتح الباري لابن رجب - (ج 6 / ص 53)
138 - باب
لا يكف ثوبه في الصلاة
816 - حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا أبو عوانة، عن عمرو، عن طاوس عن أبن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((أمرت أن أسجد على سبعة أعظم، ولا أكف شعراً ولا ثوباً)).
ظاهر تبويب البخاري: يدل على أن النهي عنده عن كف الثياب مختص بفعل ذلك في الصلاة نفسها، فلو كفها قبل الصلاة، ثم صلى على تلك الحال لم يكن منهياً عنه.
وهذا قول مالك، قال: إن كان يعمل عملاً قبل الصلاة فشّمر كمه أو ذيله، أو جمع شعره لذلك فلا بأس أن يصلي كذلك، كما لو كان ذلك هيئته ولباسه، وإن فعل ذلك للصلاة، وإن يصون ثوبه وشعره عن أن تصيبها الأرض كره؛ لأن فيه ضرباً من التكبر وترك الخشوع.
قال بعض أصحابنا: وقد أومأ إلى ذلك أحمد في رواية محمد بن الحكم، فقال: قلت لأحمد: الرجل يقبض ثوبه من التراب إذا ركع وسجد؛ لئلا يصيب ثوبه؟ قال: لا؛ هذا يشغله عن الصَّلاة.
قلت: ليس في هذه الرواية دليل على اختصاص الكراهة بهذه الصورة، إنما بها تعليل الكراهة في الصَّلاة بالشغل عنها، وقد تعلل كراهة استدامة ذلك في الصلاة بعلة أخرى، وهي سجود الشعر والثياب، كما صّرح به في رواية أخرى، وقد يعلل الحكم الواحد بعلتين، فكراهة الكف في الصلاة له علتان، وكراهة الكف قبل الصلاة واستدامته لها معلل بإحداهما.
وأكثر العلماء على الكراهة في الحالين، ومنهم: إلاوزاعي والليث وأبو حنيفة والشافعي، وقد سبق عن جماعة من الصحابة ما يدل عليه، منهم:عمر وعثمان وابن مسعود وحذيفة وابن عباس وأبو رافع وغيرهم.
وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى يحل شعره وينشره إذا أراد الصلاة،ويعقصه بعد ذلك.
وقال عطاء: لا يكف الشعر عن الأرض.
وظاهر تبويب البخاري: يدل على أن كف الشعر في الصلاة مكروه، سواء فعله في الصلاة أو قبلها ثم صلى كذلك، بخلاف كف الثوب، فإنه إنما يكره فعله في الصَّلاة خاصة؛ لما فيه من العبث.
والجمهور على التسوية بينهما.
وقد كره أحمد كف الخف في الصلاة، وجعلها من كف الثياب.
* * *
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 09:18]ـ
فتح الباري لابن رجب -
138 - باب
لا يكف ثوبه في الصلاة
816 - حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا أبو عوانة، عن عمرو، عن طاوس عن أبن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((أمرت أن أسجد على سبعة أعظم، ولا أكف شعراً ولا ثوباً)).
ظاهر تبويب البخاري: يدل على أن النهي عنده عن كف الثياب مختص بفعل ذلك في الصلاة نفسها، فلو كفها قبل الصلاة، ثم صلى على تلك الحال لم يكن منهياً عنه.
وهذا قول مالك، قال: إن كان يعمل عملاً قبل الصلاة فشّمر كمه أو ذيله، أو جمع شعره لذلك فلا بأس أن يصلي كذلك، كما لو كان ذلك هيئته ولباسه، وإن فعل ذلك للصلاة، وإن يصون ثوبه وشعره عن أن تصيبها الأرض كره؛ لأن فيه ضرباً من التكبر وترك الخشوع.
قال بعض أصحابنا: وقد أومأ إلى ذلك أحمد في رواية محمد بن الحكم، فقال: قلت لأحمد: الرجل يقبض ثوبه من التراب إذا ركع وسجد؛ لئلا يصيب ثوبه؟ قال: لا؛ هذا يشغله عن الصَّلاة.
قلت: ليس في هذه الرواية دليل على اختصاص الكراهة بهذه الصورة، إنما بها تعليل الكراهة في الصَّلاة بالشغل عنها، وقد تعلل كراهة استدامة ذلك في الصلاة بعلة أخرى، وهي سجود الشعر والثياب، كما صّرح به في رواية أخرى، وقد يعلل الحكم الواحد بعلتين، فكراهة الكف في الصلاة له علتان، وكراهة الكف قبل الصلاة واستدامته لها معلل بإحداهما.
وأكثر العلماء على الكراهة في الحالين، ومنهم: إلاوزاعي والليث وأبو حنيفة والشافعي، وقد سبق عن جماعة من الصحابة ما يدل عليه، منهم:عمر وعثمان وابن مسعود وحذيفة وابن عباس وأبو رافع وغيرهم.
وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى يحل شعره وينشره إذا أراد الصلاة،ويعقصه بعد ذلك.
وقال عطاء: لا يكف الشعر عن الأرض.
وظاهر تبويب البخاري: يدل على أن كف الشعر في الصلاة مكروه، سواء فعله في الصلاة أو قبلها ثم صلى كذلك، بخلاف كف الثوب، فإنه إنما يكره فعله في الصَّلاة خاصة؛ لما فيه من العبث.
والجمهور على التسوية بينهما.
وقد كره أحمد كف الخف في الصلاة، وجعلها من كف الثياب.
* * *
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 09:21]ـ
عمدة القاري شرح صحيح البخاري -
وفيه كراهة كف الثوب والشعر وظاهر الحديث النهي عنه في حال الصلاة وإليه مال الداودي ورده عياض بأنه خلاف ما عليه الجمهور فإنهم كرهوا ذلك للمصلي سواء فعله في الصلاة أو قبل أن يدخل فيها واتفقوا أنه لا يفسد الصلاة إلا ما حكي عن الحسن البصري وجوب الإعادة فيه وفي التلويح اتفق العلماء على النهي عن الصلاة وثوبه مشمر أو كمه أو رأسه معقوص أو مردود شعره تحت عمامته أو نحو ذلك وهو كراهة تنزيه فلو صلى كذلك فقد أساء وصحت صلاته واحتج الطبري في ذلك بالإجماع وقال ابن التين هذا مبني على الاستحباب فأما إذا فعله فحضرت الصلاة فلا بأس أن يصلي كذلك وعند أبي داود بسند جيد رأى أبو رافع الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما يصلي وقد غرز ضفيرته في قفاه فحلها وقال سمعت النبي يقول ذلك كفل الشيطان أو قال مقعد الشيطان يعني مغرز ضفيرته وفي المعرفة روينا في الحديث الثابت عن ابن عباس أنه رأى عبد الله بن الحارث يصلي ورأسه معقوص من ورائه فقام وراءه فجعل يحله وقال سمعت النبي إنما مثل هذا كمثل الذي يصلي وهو مكتوف فدل الحديث على كراهة الصلاة وهو معقوص الشعر ولو عقصه وهو في الصلاة فسدت صلاته والعقص أن يجمع شعره على وسط رأسه ويشده بخيط أو بصمغ ليتلبد وافق الجمهور من العلماء أن النهي لكل من يصلي كذلك سواء تعمده للصلاة أو كان كذلك قبلها لمعنى آخر وقال مالك النهي لمن فعل ذلك للصلاة والصحيح الأول لإطلاق الأحاديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 09:37]ـ
بارك الله فيك أخي أنس مجهود طيب.
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[12 - Dec-2008, صباحاً 07:18]ـ
وفيك بارك الله ...(/)
تنبيه على التسمى بأسماء تبدأ بلفظ الجلالة ولفظ القرآن
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[12 - Dec-2008, صباحاً 02:10]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
التنبيه على التسمى بأسماء تبدأ بلفظ الجلالة ولفظ القرآن الكريم
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} والقائل عز وجل: {مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم القائل: " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يرى بها بأسا فيهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا " صححه الألباني.
المعرفات التي تبدأ بلفظ الجلالة ..... : [الله ربي - الله المستعان - الله أعلم – الله أعظم .... ].
التسمي بهذه الأسماء أمر محدث في دين الله عز وجل لم يعرف إلا عند ظهور شبكات الإنترنت وللأسف الشديد انتشرت في بعض المنتديات وغرف الدردشة لدرجة أنني وجدت من قبل في أحد الغرف المنتسبة للإسلام معرف باسم: [ allah-allah-allah ] ولم ينكر عليه أحد!!
فليتق الله عز وجل كل من تسمى بهذه المعرفات وليتذكر قول الله عز وجل: {مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}.
وليعلم أصحاب هذه المعرفات أنه لم يفعل ذلك أحد قبلهم من العالمين.
ومن حججهم أنهم يقولون قد رآني الشيخ فلان، وطالب العلم فلان، ولم ينكر علي هذا التسمي!
نقول لهم: لا تستند يا عبد الله ولا تعتمد على من يراك من الأفاضل ولا ينكر عليك هذا التسمي الباطل.
تأمل هكذا ....
إن كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مجلس ثم ينادي رجل على آخر ويقول له يا أخي ... ثم يذكر [الله ربي] تخيل ماذا سيكون رد فعل أمير المؤمنين؟!!
لو تأملت هذا الموقف مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتوقعت رد فعله لعلمت الحق، ولن تغتر بمن يراك من الأفاضل ولا ينكر عليك.
-------------
المعرفات التي تبدأ بلفظ القرآن ..... : [القرآن والسنة - القرآن منهجي - القرآن دستوري - قرآن الفجر - قرآن ... ]
لماذا تفسح المجال يا عبد الله لكي يقال لك [يا أخي ... ثم تتبع بـ القرآن ويسكت!!!] لأى أمر من الأمور؟!
القرآن كلام الله وليس مخلوق ـ ومن الذي أعطى لك يا عبد الله هذه المنزلة العظيمة لكي تبدأ إسمك بلفظ القرآن!!!
نعم القرآن هو منهجنا، ولكن هذا لا يعطيك الحق لكي تنزل بمنزلة القرآن العظيم لمنزلتك أنت!!
--------------
فنقول لهم: الله الله في لفظ الجلالة ـ و الله الله في لفظ القرآن الكريم.
الأسماء كثيرة ولله الحمد، فليتخير كل واحد منهم إسم آخر غير هذه الأسماء التي انتشرت للأسف في بعض المنتديات وغرف الدردشة
ولا أحد ينكر ذلك إلا من رحم الله تعالى.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: [إن الله ليسأل العبد يوم القيامة حتى يقول ما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكره فإذا لقن الله عبدا حجته قال يا رب رجوتك وفرقت من الناس] صححه الألباني.
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
-------------
* كنت قد كتبت مقال آخر في أحد المنتديات باسم آخر مشابه لهذا الموضوع.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[12 - Dec-2008, صباحاً 06:56]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الطرح الجميل.
لقد سجل أحدهم يوماً في أحد المنتديات بمعرف (الله القاهر) .. والعياذ بالله .. فأوقفه المدير العام ثم سأله: بماذا تريد أن يناديك الناس؟ بالأخ الله القاهر؟؟ .. ثم قام بطرده من المنتدى.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 10:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم الاسم المستعار في المنتديات له حكم الاسم الحقيقي من حيث خلوه من كل محظور شرعي، كما نبه الإخوة هنا.
ومما يلحق بهذا الباب وإن كان أقل منه نكارة ما يفعله البعض من تزكية نفسه مثل (الإمام .... ) (إمام أهل السنة) ...
ومنه التسمي بأسماء الصحابة أو علماء السلف: عمر بن الخطاب، أبو هريرة، أبو ذر الغفاري، أحمد بن حنبل ....
وأقل منه التسمي بالأثري أو السلفي أو الظاهري أو الحنبلي ... إلخ
وعجائب في هذا الباب لا تنتهي، وهذه الأسماء والألقاب غالب من يتعلق بها الجهلة وضعاف طلاب العلم.
ومن الواجب على المشرفين في جميع المنتديات مناصحة هؤلاء الناس دون مصادرة حقوقهم في تسمية أنفسهم ما يريدون إن لم يصل الاسم المستعار حد الحرمة.
تنبيه: في الطرف الآخر هناك من يسمي نفسه زيوس، وأبولو، وإله الحب، وبابا نويل ... إلخ وعش رجبا ترى عجبا!!!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 02:18]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبوهلا]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 04:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثني أحد الإخوة أن بعض الناس يسمي نفسه بما يتناسب مع توجه كل منتدى فهو (العلماني) أو (الليبرالي) أو (ليبرالي قديم) أو (علماني صميم) .... إلخ من التسميات التي تنفق في تلك المنتديات، وهو نفسه (الأصولي) أو (السلفي) أو (الأثري) .... إلخ في منتديات أخرى ... وهكذا دواليك .. يلبس لكل منتدى ما يناسبه!!!!!
وعش رجبا ترى عجبا!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 05:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم الاسم المستعار في المنتديات له حكم الاسم الحقيقي من حيث خلوه من كل محظور شرعي، كما نبه الإخوة هنا.
ومما يلحق بهذا الباب وإن كان أقل منه نكارة ما يفعله البعض من تزكية نفسه مثل (الإمام .... ) (إمام أهل السنة) ...
ومنه التسمي بأسماء الصحابة أو علماء السلف: عمر بن الخطاب، أبو هريرة، أبو ذر الغفاري، أحمد بن حنبل ....
وأقل منه التسمي بالأثري أو السلفي أو الظاهري أو الحنبلي ... إلخ
وعجائب في هذا الباب لا تنتهي، وهذه الأسماء والألقاب غالب من يتعلق بها الجهلة وضعاف طلاب العلم.
ومن الواجب على المشرفين في جميع المنتديات مناصحة هؤلاء الناس دون مصادرة حقوقهم في تسمية أنفسهم ما يريدون إن لم يصل الاسم المستعار حد الحرمة.
تنبيه: في الطرف الآخر هناك من يسمي نفسه زيوس، وأبولو، وإله الحب، وبابا نويل ... إلخ وعش رجبا ترى عجبا!!!
أحسنت بارك الله فيك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 07:52]ـ
وممايلحق بها
خطورة بعض الاسماء في بعض المنتديات؟؟؟؟؟؟؟؟
مقال د. سعد بن مطر العتيبي
الضابط الثاني: مراعاة الدافع والباعث على اختيار الاسم أو الكنية أو اللقب؛ لأنَّ لذلك أثراً في الحكم؛ فإن كان الدافع أمراً مشروعا كان اختياره مشروعا، وإن كان الدافع إليه غير مشروع فاختياره لذلك غير مشروع؛ لقول النبي _صلى الله عليه وسلم_: "إنما الأعمال بالنيات".
فقد يصل اختيار الاسم أو الكنية أو اللقب، إلى درجة الكفر والعياذ بالله؛ كمن يتسمى بأسماء الكفار أو كناهم أو ألقابهم، حبا لهم وإعجابا بدينهم إن كانوا على دين، أو فلسفاتهم المناقضة للدين أو إلحادهم إن كانوا زنادقة أو ملحدين، وقد نظرت في قائمة الأعضاء في بعض المنتديات العربية، فوجدت فيها من يتسمون بأسماء الزنادقة والملحدين ودعاة القومية من أعداء الدين، وقيادات الأحزاب الشيوعية والعَلمانية، ورموز المذاهب الأدبية المستخفة بالملة، ونحوها؛ ويؤكدون الإعجاب بهم وبكفرهم، بذكر بعض مقالاتهم الفلسفية الكفرية - والعياذ بالله - فيما يعرف بالتوقيعات، ومنهم من لا يكتفي بذلك، فيكتبها بلغة القوم، ويضع صورهم الحقيقية أو الخيالية إمعانا في الضلال والانهزام، والتبعية المنافية حتى للولاء القومي والوطني الذي يزعمون. فهي عندهم في مقابل ما يضعه أهل الإسلام من الآيات والأحاديث والحكم والمقولات المشروعة، من كلام أهل علماء الإسلام وقادته العظام.
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 07:48]ـ
وأقل منه التسمي بالأثري أو السلفي أو الظاهري أو الحنبلي ... إلخ
وعجائب في هذا الباب لا تنتهي، وهذه الأسماء والألقاب غالب من يتعلق بها الجهلة وضعاف طلاب العلم.
أخي الفاضل
لو أوضحت لنا ما سبب كراهية التسمي بـ: السلفي والأثري والظاهري والحنبلي .... إلخ
نكون لك شاكرين
ـ[أم معاذة]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 06:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم الاسم المستعار في المنتديات له حكم الاسم الحقيقي من حيث خلوه من كل محظور شرعي، كما نبه الإخوة هنا.
ومما يلحق بهذا الباب وإن كان أقل منه نكارة ما يفعله البعض من تزكية نفسه مثل (الإمام .... ) (إمام أهل السنة) ...
ومنه التسمي بأسماء الصحابة أو علماء السلف: عمر بن الخطاب، أبو هريرة، أبو ذر الغفاري، أحمد بن حنبل ....
وأقل منه التسمي بالأثري أو السلفي أو الظاهري أو الحنبلي ... إلخ
وعجائب في هذا الباب لا تنتهي، وهذه الأسماء والألقاب غالب من يتعلق بها الجهلة وضعاف طلاب العلم.
ومن الواجب على المشرفين في جميع المنتديات مناصحة هؤلاء الناس دون مصادرة حقوقهم في تسمية أنفسهم ما يريدون إن لم يصل الاسم المستعار حد الحرمة.
تنبيه: في الطرف الآخر هناك من يسمي نفسه زيوس، وأبولو، وإله الحب، وبابا نويل ... إلخ وعش رجبا ترى عجبا!!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
هذا ديدن العلماء الغرباء!
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 01:15]ـ
قال الإمام الحجة الفقيه أبوبكر ابن العربي ـ رحمه الله تعالى ـ وهو يتكلم عن مسألة التحكيم بين الزوجين:
وَقَدْ نَدَبْت إلَى ذَلِكَ فَمَا أَجَابَنِي إلَى بَعْثِ الْحَكَمَيْنِ عِنْدَ الشِّقَاقِ إلَّا قَاضٍ وَاحِدٌ، وَلَا إلَى الْقَضَاءِ بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ إلَّا قَاضٍ آخَرُ، فَلَمَّا وَلَّانِي اللَّهُ الْأَمْرَ أَجْرَيْت السُّنَّةَ كَمَا يَنْبَغِي، وَأَرْسَلْت الْحَكَمَيْنِ، وَقُمْت فِي مَسَائِلِ الشَّرِيعَةِ كَمَا عَلَّمَنِي اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ الْحِكْمَةِ وَالْأَدَبِ لِأَهْلِ بَلَدِنَا لِمَا غَمَرَهُمْ مِنْ الْجَهَالَةِ(/)
أين العمل بأول وسائل الدعوة إلى الله؟
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 03:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحكمة مثلا!
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد،
فإن أول وسيلة من وسائل الدعوة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى: الحكمة، فقال: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ}
وذلك بأن يوجه المتكلم كلامه إلى عموم الناس، وأن لا يجرح الأفراد، وأن لا يتكلم فيهم، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغه شيء عن إنسان وقف على المنبر فقال: (ما بال أقوام يفعلون كذا)، ولم يقل: إن فلاناً قد فعل كذا.
أو: يا فلان لا تفعل كذا.
فهذا تشهيرٌ على المنبر أمام الناس، ولو ناداه بخاصة نفسه فنهاه عن ذلك الفعل لأمكن أن لا يبلغ ذلك الناس، فوسيلة الإعلام إذ ذاك هي المنبر، فكان يقف على المنبر فيقول: (ما بال أقوام يفعلون كذا)، فيكون هذا أبلغ الزجر للناس، ويستفيد منه صاحب النازلة ومن سواه، ويشيع في الناس ولا يكون فيه ما ينفر من التجريح والفضيحة، فهذا مناف للنصيحة، ولذلك قال القاضي عياض رحمه الله: النصيحة ضد الفضيحة.
النصيحة أن تنصح الإنسان وأنت تريد هدايته، وتحرص عليها غاية الحرص، فتحب له ما تحب لنفسك، وهذه لا بد أن تؤثر، ولا بد أن يستجيب لها الناس.
وأما الفضيحة فهي أن تشهر به أو تجابهه بالكلمات النارية والكلام الشديد، وهذا ربما يكون قاطعاً لطريقه عن الهداية وصارفاً له عن وجه الحق، فتكون أنت من المنفرين، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس! إن منكم منفرين، إن منكم منفرين)، قال راوي الحديث: (ما رأيته في موعظة أشد منه غضباً من يومئذ)، فقد اشتد غضبه غاية الغضب عندما بلغه عن بعض أصحابه شدتهم على الناس، فلذلك لابد أن يأخذ الدعاة إلى الله تعالى بهذه الحكمة، وأن لا يتشددوا في خطابهم للناس، وأن يكونوا كما وصف الله أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}، فالله تعالى يقول: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}، ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ}.
وهذه الحكمة مقتضية لرحمة المؤمنين والغلظة والشدة على الكافرين والمنافقين، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}، وكما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}.
أما أهل الإيمان حتى لو فسقوا وبغوا فإن المؤمن عليه أن يكون حريصاً على هدايتهم، وأن يخاطبهم باللين بالتي هي أحسن، وكذلك خطابه مع الكفار الذين يريد هدايتهم ولم تنقطع الشعرة بينه وبينهم عليه أن يخاطبهم أيضاً بأسلوب مؤدب، كما قال تعالى لموسى وهارون عليهما السلام حين أرسلهما إلى فرعون: {فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:44]، فهذا تنبيه لموسى وهارون على أمر من أبجديات الدعوة، وهو من المخاطبة، فلا بد أن يوطد له الكلام، وأن يهيئه له، وأن يخاطبه بلين لعله يتذكر أو يخشى؛ لأنه إذا وجدت الشدة فسيقول له ما قاله عمرو بن كلثوم:
ألا لا يجهلن أحد علينا ///////// فنجهل فوق جهل الجاهلينا
وإذا خوطب بالتي هي أحسن فربما لان وهو ذو قسوة، وربما ضعف وهو ذو شدة؛ لأنك تصادف مكان اللين فيه، وتخاطبه من مقتله، وقد وصلت إلى قلبه، والنافذة ليست مغلقة، أما إذا خاطبته بالشدة فسيغلق الباب أمامك وستصطدم بالجدار ولن تصل إلى القلب، ومن هنا فإن العاقل إذا أراد الدخول يبحث عن النوافذ والأبواب المفتوحة، ولا يحاول اختراق الجدار، فالذي يريد الوصول إلى القلوب واختراق النفوس ينبغي أن يبحث عن النوافذ والأبواب المفتحة ويدخل منها بكل لطف ولين، وحينئذ يصل إلى مطلوبه بالتي هي أحسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس معنى هذا أن يتنازل الإنسان عن دعوته وأمور دينه ليوصف بأنه هيّن لين، بل يأخذ ذلك مرحلياً فقط، ويجعله وسيلة لإبداء حرصه وحسن نيته للناس لعل الله أن يهدي به رجلاً واحداً.
فمن أجل هذا تجد كثيراً ممن تعامله يومياً إذا خاطبتهم باللين وجدت فيهم ليناً، وإذا خاطبتهم بالشدة قابلوك بالمثل أو بأشد، ولذلك يحسن بك أن تأتي بلطف ولين، وأن تدخر قوتك لوقت الحاجة إليها، ولا تهمل قوتك ولا تكن من المستضعفين الأذلة، لكن ادخر هذه القوة إلى وقت الحاجة، أما قبل أن تحتاج إليها فإن إهدارها في غير موضعها ليس من الحكمة، وكثيراً ما يؤدي إلى نتائج عكسية.
وإني لأذكر أن مجموعة من الطيبين الخيرين ذهبوا إلى مسجد في عدن قد بني على قبر، وكان فيه جماعة من المصلين يصلون، فأرادوا تغيير منكر معين وهو الطواف حول هذا القبر، فهدموا المسجد على المصلين، فقتلوا عدداً من المصلين وهم في سجودهم، فكانت طامة كبرى ومصيبة عظمى، وقتل هؤلاء وشرّد بهم من سواهم، وأعيد بناء المسجد بأشد مما كان، وحرس أشد مما كان محروساً به.
فهذا من التصرفات الرعناء التي يتصرفها بعض الناس من غير حكمة، فرسولنا صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة، وقد مكث ثلاث عشرة سنة بمكة لم يكسر صنماً واحداً، وكان على الكعبة حينها ثلاثمائة وستون صنماً، وقد كان يسكن في دار الأرقم وهي على الصفا، وعلى الصفا صنم (إساف)، وعلى المروة صنم (نائلة)، بل كان أهل الجاهلية يسمون المروة والصفا إسافاً ونائلة، كما قال أبو طالب:
وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم ///////// بمفضى السيول من إساف ونائل
ومع ذلك لم يكسر رسول الله صلى الله عليه وسلم صنماً واحداً من هذه الأصنام، حتى جاء الفتح فوقف عليها وكسرها جميعاً، وكان يقول وهو يهدمها: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} ثم أرسل السرايا فهدم كل الأصنام في البلدان المجاورة.
ولو كان هدمها في وقت الاستضعاف وقوة المشركين لبنوها من الذهب بعد أن كانت من حجارة، وما كان من طين بنوه من فضة، وهكذا أخذ بالحكمة وعلمنا ذلك.
وهذه الحكمة ليست مقتصرة على لين الكلام في الخطاب للناس، بل هي تشمل كذلك تأخير بعض التصرفات عن بعض الأوقات، وتعجيل بعض التصرفات في بعض الأوقات، وتعجيل إبداء الموقف من بعض الأمور، وإخفاء الموقف من بعض الأمور، وكذلك تقتضي أن يقدم لشخص الأولويات ويؤخر ما دونها، وأن يأخذ بأخف الضررين والحرامين، كما قال تعالى: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}، وكما قال تعالى حكاية عن لوط عليه السلام: {هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ}.
ومن أنواع هذه الحكمة في الدعوة أنه إذا أراد الإنسان أن يغير سلوكاً لدى آخر لا يجابهه بأن هذا السلوك محض ضلال وابتداع وشرك ونحو ذلك، بل يتعرف عليه أولاً، ويحاول أن يحصل على ثقته وصداقته، ثم يسأله عن هذا التصرف ما دليله عليه، وما حاجته إليه، فإن بين له دليلاً مرضياً قال: الحمد لله؛ فصاحبي غير مشرك وغير مبتدع، وإنما كان مجتهداً فإن أخطأ فله أجر وإن أصاب فله أجران.
ومن الحكمة في الدعوة أن لا تحتكر أنت الصواب، وتجعل الحق هو ما عندك فقط، فتكون أنت المحتكر للحق وحده ومن سواك أهل باطل، فهذه طريقة غير مرضية ولا صحيحة، كل الناس خطاؤون وخير الخطائين التوابون، ولا معصوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من البشر، ومن هنا فعليك أن تنظر إلى الناس على أنهم عباد الله جميعاً كما أنك عبد من عباد الله، وأن لا تنظر إليهم على أنك رب وهم مملوكون لك، وأن لا تنظر إليهم على أنهم جميعاً أهل خطأ وأنت وحدك صاحب الصواب، بل تنظر إليهم على أنهم بشر مثلك مكلفون بنفس التكليف الذي أنت مكلف به، فقد امتن الله عليك ببعض النعم، فلا ينبغي لك أن تتجاهل تلك النعمة ولا أن تتغطى بها، ولا تقتضي منك العدول عن منهج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
إخوتاه:
(يُتْبَعُ)
(/)
على من أراد منا أن يدعو إلى الله عز وجل أن تكون دعوته إلى الله موافقة لمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالشدة ومخاطبة الناس بما يكرهون ليستا من منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من سنته ولا سيرته، ومن هنا فإن احتكار الصواب حتى مع المشركين لم يكن من منهج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ونحن نقرأ في سورة سبأ قول الله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} أي كلام أبلغ إنصافا من هذا؟
هذا نزل به الروح الأمين من عند الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، ويأمره الله أن يخاطب المشركين فيقول: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}، فلا يمكن أن يجتمع ما عندنا وما عندكم فهما متناقضان، لكن أحدهما حق والآخر باطل.
فما قال لهم: إن ما معنا هو المقطوع به أنه الحق، وما معكم هو المقطوع ببطلانه - مع أنه كذلك - بل قال: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}.
ثم تأتي آيات أخرى في مراحل لاحقة تبين أن الصواب هو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الخطأ ما لدى المشركين، وترد عليهم ما لديهم مما يخالف ما جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
لكنهم في بداية دعوتهم لابد أن يخاطبوا بهذا الأسلوب اللين الهين، فإن الإنسان إذا جاء بالعنتريات وأراد أن يبدي للناس قوته ويحاول تغييرهم بالشدة لا يمكن أن يكون عمله هذا مجدياً ولا مثمراً، بل سيواجه بمثل ما قال الشاعر:
جاء شقيق عارضاً رمحه ///////// إن بني عمك فيهم رماح
ومن هنا فلا يفيد تصرفه شيئاً، بل ربما أدى هذا التصرف إلى تصرفات معاكسة، ومن أجل ذلك فمن أراد الإصلاح فعليه أن يأخذ بأسلوب الإصلاح، إذا رأى أمراً يمكنه إصلاحه فعليه أن يتكلم فيه بعموم، وأن لا ينزل ذلك على أفراد وأشخاص بأعيانهم.
وإذا رأى منكراً لدى شخص معين فأراد أن يغيره، فليعلم أن تغيير المنكر درجات:
الدرجة الأولى: محاولة نصيحته، وتغييره بيد الإنسان الذي فعله، فإذا أردت تغيير منكر بارز فأبلغ شيء في تغييره أن تغيره باليد التي فعلته، وإذا أقنعت صاحبه أن يتراجع عنه ويأتي لنفس الموقف الذي كان يتصرف فيه فيتصرف فيه على خلاف تصرفه الأول فهذا أبلغ تغيير للمنكر، وهو الذي فعله الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين، فعمر بن الخطاب الذي كان أشد الناس على المسلمين، عندما أسلم لم يترك موقفاً من المواقف التي كان يميل فيها على المسلمين إلا وقف فيه ينافح عنهم ويدافع عنهم، فغير منكره بيده.
وكذلك وحشي الذي قتل حمزة رضي الله عنه، عندما أسلم قال: إن كل موقف وقفته مع المشركين لا بد أن أقف في مقابله موقفاً في نصرة الله ورسوله، وإن هذه الحربة التي قتلت بها حمزة لابد أن أقتل بها أشد أعداء الله لله، فخرج بها إلى مسيلمة حتى قتله بها، فأبلغ تغيير للمنكر أن يكون بيد أصحابه.
الدرجة الثانية: أن يكون بيد أقرب الناس إلى من فعله، فإذا أتيت بولد الإنسان فربيته على خلاف منهجه فجاء لتغيير منكر أبيه فهذا أبلغ شيء لطمس أثر أبيه، فإذا أتيت بأخيه فغير منكره فهذا أبلغ شيء، ومن هنا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أتاه جبريل بعد معركة أحد، فأبلغه أن الحارث بن سويد بن الصامت هو الذي قتل المجذر بن زياد رضي الله عنهما، وأنه قتله غيلة في وقت المعركة، وأراد بذلك الاقتصاص؛ لأن المجذر كان قد قتل أباه في الجاهلية، وحين أخبره جبريل خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني عمرو بن عوف، ولم يأخذ معه أحداً من المهاجرين، بل خرج وحده، فأتاهم في دارهم، فتعجبوا من مجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده، فقالوا: ما جاء به وحده إلا أمر فجاؤوا فقالوا: ما جاء بك يا رسول الله؟! فدعا عباد بن بشر، فقال: اضرب عنق الحارث بن سويد بن الصامت -وهو ابن عمه-.
فقال الحارث: ولم يا رسول الله؟ والله ما أشركت ولا نافقت منذ أسلمت! فقال: أما إني لم أقتلك نفاقاً ولا شركاً، ولكني أقتلك بـ المجذر بن زياد، فقد أنزل الوحي أنك قتلته فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، ووالله ما رآني أحد، وما جاءك ذلك إلا عن طريق الوحي، ومد عنقه فضربه ابن عمه وقتله.
فلم تنتطح في أمره شاتان، ولم يستنكر هذا أحد، فالذي قتله ابن عمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك الحال عندما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة بن دليم على رأس كتيبته الخضراء، وبيده لواء المهاجرين والأنصار، فركزه ببطحاء مكة وقال: اليوم ذلت قريش وخابت، فجاءت قريش يشكونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء شاعرهم ضرار بن الخطاب فوقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
يا نبي الهدى إليك لجا حيي قريشٍ ولات حين لجاء
حين ضاقت عليهم سعة الأر ض وعاداهم إله السماء
والتقت حلقتا البطان على القوم ونودوا بالصيلم الصلعاء
إن سعداً يريد قاصمة الظهر بأهل الحجون والبطحاء
خزرجي لو يستطيع من الغيظ رمانا بالنسر والعواء
وغِرُ الصدر لا يهم بشيء غير سفك الدما وسبي النساء
قد تلظى على البطاح وجاءت عنه هند بالسوءة السوآء
إذ ينادي بذل حي قريش وابن حرب بذا من الشهداء
فلئن أقحم اللواء ونادى يا حماة اللواء أهل اللواء
م ثابت إليه من بهم الخز رج والأوس أنجم الهيجاء
لتكونن بالبطاح قريش فقعة القاع في أكف الإماء
فانهينه فإنه أسد الأسـ ـد لدى الغالي والغ في الدماء
إنه مطرق يريد لنا الأمـ ـر سكوتاً كالحية الصماء
حينها نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم سعداً فأخذ منه اللواء، فتوقع الناس أن يدفعه إلى رجل من قريش، فما فعل، بل دفعه إلى قيس بن سعد بن عبادة، فوقف قيس في مكان أبيه وركز اللواء في نفس المكان وقال: اليوم عزت قريش وطابت.
فخالف مقالة أبيه، وغير ما كان عليه أبوه دون أن يقع خلاف بين المسلمين، ودون أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انتزع المكرمة من الأنصار بعد أن أعطاهم إياها، فكان هذا من أساليب رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعوية البليغة.
كذلك الأسلوب الآخر بعد هذا أن يحاول الإنسان أن يكون تغيير المنكر بيد غير متهمة فيه، وأهل الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وأهل الخير ملأ قليل وعددهم قليل في الناس، ولو اصطلموا وأخذوا من بين الناس لم يبق فيهم خير، كما قال صلى الله عليه وسلم يوم بدر: (اللهم! إن تهلك هذه الطائفة لا تعبد في الأرض أبداً)، فمن الحكمة لهم أن يكون تغيير المنكر بأيد غير أيديهم، وأن يستغلوا أيد أخرى في تغيير ذلك، كما قال الشاعر:
وكنا الأيمنين إذا التقينا ///////// وكان الأيسرين بنو أبينا
فصالوا صولة فيمن يليهم ///////// وصلنا صولة فيمن يلينا
فآبوا بالنهاب وبالسبايا ///////// وأُبنا بالملوك مصفدينا
وكما قال الآخر:
ترد زمامه أيدي رجال ///////// عليهم قد رددنا ما يلينا
فيكون التغيير حينئذٍ بأيد غير متهمة فيه، وهذا من أبلغ التغيير، ثم إذا احتاجوا إلى التغيير بأيديهم كانوا على أتم استعداد لذلك، وقد بذلوا الجهود قبل ذلك، وعملوا بالتي هي أحسن، وقد أنصفوا وأنصفهم الناس، وعلموا أنهم لم يتسرعوا ولم يبادروا مبادرة سلبية، وجاءت أفعالهم في وقتها المناسب.
إن الحكمة مقتضية لانتقاء الأماكن والأوقات للكلام والتصرفات، فيا رب كلمة تقول لصاحبها: دعني ويا رب كلمة لو قيلت في مكان كانت مفيدة مثمرة، ولو قيلت في مكان آخر كانت سيئة قبيحة، ويا رب فِعل لو فُعل في مكان كان حسناً، ولو فُعل في غيره كان قبيحاً.
ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أبا دجانة سماك بن خرشة رضي الله عنه يتبختر يوم أحد بين الصفوف قال: (إنها لمشية يبغضها الله في غير هذا الموقف).
وكذلك قال لعمر رضي الله عنه حين أراد أن ينتزع ثنيتي سهيل بن عمرو فقال: يا رسول الله، دعني أنتزع ثنيتي سهيل لا يقوم عليك خطيباً بعد اليوم!
قال: (عسى أن يجعل له مقاماً تحمده عليه)، فكان ذلك عندما ارتد العرب عن دين الله، فوقف سهيل خطيباً في قريش بمكة فثبتهم على الدين.
وكذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حصلت قضية الإفك، وأراد المنافقون أن يفرقوا بين المهاجرين والأنصار، وقال عبد الله بن أبي: {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ} رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، فلم يعطهم فرصة للمناقشة، بل رحل وما زال بهم من وقت الظهيرة، حتى نزل في الليل، وقد واصل بهم أربعاً وعشرين ساعة من السفر الجاد المضني، ويريد بذلك أن يشغلهم عن المناقشات الجانبية، وعن الأمور التي لا تدخل في الأولويات، فانشغلوا بذلك حتى وصلوا إلى المدينة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك ثبت في صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلغه -وهو في حجته التي مات بعدها بقليل- أن رجالاً يقولون: إن بيعة أبي بكر كانت شتى، ولئن مات عمر لنبايعن فلاناً أو فلانا.
فأراد أن يقوم في الناس خطيباً فيبين لهم سياسة الإسلام بعرفة، فأتاه عبد الرحمن بن عوف فقال: يا أمير المؤمنين! لا تفعل؛ فإنك هنا يغلب عليك الرعاع، ويحيطون بك من كل جانب، فيحملون قولك كل محمل، ولا يضعونه في موضعه، ولكن إذا رجعت إلى المدينة ونزلت بالدار واجتمع عليك المهاجرون والأنصار، فقل ما شئت.
ففعل ذلك عمر.
فانظر فقه القوم في تنزيل الكلم في مواضعه.
فمن هذه الحكمة أن يدرك الإنسان الظروف المحيطة به، وأن لا يغامر المغامرات التي لا تجدي و لا تنفع، فالمغامرات غير المضمونة وغير الموزونة هي من المبادرات المنهي عنها، فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما أرسل حذيفة إلى الأحزاب قال له: (ولا تحدث حدثاً حتى ترجع إليّ).
فلذلك ليس من الحكمة في الدعوة أن يقوم الإنسان بمغامرة ليس وراءها ما يمدها ويقتضي استمرارها.
وكثيراً ما يتصرف أقوام على غير مشورة فيغامرون مغامرة ربما جاءت ببلايا فيجر الحبل أحبلا، كما قال أبو طالب:
ففي فضل حبل لا أباك ضربته ///////// بمنسأة قد جر حبلك أحبلا
وقد شاهدنا تصرفاً يشبه هذا، فقد رأى أحدهم سائحة إيطالية فأطلق عليها رصاصة فجرح إصبعها فقط، فأخذ هو وكل من حوله، وتضرر بذلك عدد كبير من الصالحين الأتقياء، وأوذوا إيذاءً شديداً بسبب هذا التصرف الطائش.
إن هذا النوع من المغامرات التي هي غير مضمونة وغير موزونة ليس من الحكمة ولا من الدعوة.
إن من الحكمة في الدعوة أن يزن الإنسان أموره بميزان المصلحة، وأن لا يتعجل، ويعلم أن العاقبة للمتقين، وأن الحق لابد أن يظهر، ومن هنا لا ينهزم ولا يضعف، ويزول عنه كل الخور، ويطول حينئذٍ نَفَسُه، وتقوى قوته، ويعد العدة ليوم آخر، كما قال الحارث بن هشام:
الله يعلم ما تركت قتالهم ///////// حتى رموا فرسي بأشقر مزبد
فعلمت أني إن أقاتل واحداً ///////// أقتل ولا ينكي عدوي مشهدي
ففررت منهم والأحبة فيهم ///////// طمعاً لهم بلقاء يوم مفسد
وإذا أعد عدته واستعد للمواجهة فحينئذٍ يمكن أن يكون هو صاحب القرار، أما أن يتجرَّأ على مواجهة غير موزونة وهي محسومة في البداية وقواها غير متكافئة فهذا ليس من الحكمة في شيء، وكثيراً ما يؤدي إلى أضرار تستمر العقود من السنين.
وما زالت المغامرات التي حصلت في بعض البلاد الإسلامية إلى الآن والناس في بعض أضرارها، مغامرات غير موزونة وتصرفات ليست عن رويّة، فيحصل بسببها كثير من الفساد المستشري.
و يتبع إن شاء الله ...
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 04:52]ـ
بورك فيك.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 04:54]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنتم بارك الله فيكم. يا ليتنا نستمع و نطبّق.
دمتم سالمين.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 12:48]ـ
بورك فيك.
وفيك أخي الفاضل
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 12:50]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنتم بارك الله فيكم. يا ليتنا نستمع و نطبّق.
دمتم سالمين.
أكرمك الله أخي(/)
السكوت عن المنكر، هل يدخل في كظم الغيظ؟
ـ[من جد وجد]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 11:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س / السكوت عن المنكر، يدخل في كظم الغيظ؟
س / لماذا لا نغضب لأنفسنا؟ بينما نغضب لديننا؟ وربما كلفنا هذا الغضب شيئا كثيرا
س / اذكروا محاسن موتاكم، هل أقع في الخطأ إذا رددت على مبتدع أو كافر بعد وفاته وبينت فكره، أم أنتظر حتى لا أخدش مشاعر محبيه.
هذه القضايا أصابت الكثير من الناس بالحيرة!!
فأريد جوابا مقنعا، ومراجع يمكن الاستفادة منها، وجزاكم الله خيرا
ـ[من جد وجد]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 04:33]ـ
أرجوكم احتسبوا الأجر أيها الكرام(/)
أيهما أفضل مخالطة الناس أو اعتزالهم؟!
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[13 - Dec-2008, صباحاً 04:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكرام الفضلاء / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هذا الموضوع يهمني كثيرا , فأريد التفصيل الممل في هذه المسألة , فلا تبخلوا علينا بالإفادة العلمية أو الإحالة على كتب السلف في هذا الموضوع.
بوركتم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Dec-2008, صباحاً 11:41]ـ
/// وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الكلام عن المفاضلة بين العزلة والخلطة نسبيٌّ ..
/// لا يُقال إنَّ أحدهما أفضل مطلقًا، ولكن هذا له حالٌ يفضل بها على الآخر، وكذا الآخر له حال يفضل بها على الأول. هذا من جهةٍ.
/// ومن جهةٍ أخرى إنَّ أحدهما يفضل الآخر من جهة الشَّخص العامل به، فبعض النَّاس لا يصلحه إلَّا العزلة (النسبيَّة)، وبعض الناس لا يصلح له إلَّا الخلطة (النسبية).
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 03:24]ـ
للشيخ سلمان العودة كتاب بعنوان ((العزلة والخلطة)) قدم له مفتي البلاد السابق ابن باز عليه رحمة الله ...
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 03:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في الموسوعة الكويتية في مادة عزلة:
حُكْمُ الْعُزْلَةِ:
ذَهَبَ الْعُلَمَاءُ إِلَى أَنَّ أَفْضَلِيَّةَ الْعُزْلَةِ عِنْدَ ظُهُورِ الْفِتَنِ وَفَسَادِ النَّاسِ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ الإِْنْسَانُ لَهُ قُدْرَةٌ عَلَى إِزَالَةِ الْفِتْنَةِ، فَإِنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِ السَّعْيُ فِي إِزَالَتِهَا بِحَسَبِ الْحَال وَالإِْمْكَانِ، وَأَمَّا فِي غَيْرِ أَيَّامِ الْفِتْنَةِ فَقَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الْمُفَاضَلَةِ بَيْنَ الْعُزْلَةِ وَالاِخْتِلاَطِ: قَال النَّوَوِيُّ: اعْلَمْ أَنَّ الاِخْتِلاَطَ بِالنَّاسِ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي ذَكَرْتُهُ - أَيْ مِنْ شُهُودِ خَيْرِهِمْ دُونَ شَرِّهِمْ، وَسَلاَمَتِهِمْ مِنْ شَرِّهِ - هُوَ الْمُخْتَارُ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَائِرُ الأَْنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِمْ، وَكَذَلِكَ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَأَخْيَارِهِمْ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَكْثَرِ التَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ، وَبِهِ قَال الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وَأَكْثَرُ الْفُقَهَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ.
وَاحْتَجَّ الْقَائِلُونَ بِأَفْضَلِيَّةِ الْمُخَالَطَةِ: بِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَمَرَ بِالاِجْتِمَاعِ، وَحَضَّ عَلَيْهِ، وَنَهَى عَنِ الاِفْتِرَاقِ وَحَذَّرَ مِنْهُ، فَقَال تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْل اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} وَأَعْظَمُ الْمِنَّةِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي جَمْعِ الْكَلِمَةِ وَتَأْلِيفِ الْقُلُوبِ مِنْهُمْ فَقَال عَزَّ وَجَل: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَْرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ}.
وَقَال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}
وَاحْتَجُّوا بِأَحَادِيثَ نَبَوِيَّةٍ مِنْهَا: قَوْل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، خَيْرٌ مِنَ الْمُؤْمِنَ الَّذِي لاَ يُخَالِطُهُمْ وَلاَ يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَالُوا: إِنَّ الْمُخَالَطَةَ فِيهَا اكْتِسَابُ الْفَوَائِدِ، وَشُهُودُ شَعَائِرِ الإِْسْلاَمِ، وَتَكْثِيرُ سَوَادِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِيصَال الْخَيْرِ إِلَيْهِمْ وَلَوْ بِعِيَادَةِ الْمَرْضَى، وَتَشْيِيعِ الْجَنَائِزِ، وَإِفْشَاءُ السَّلاَمِ، وَالأَْمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَالتَّعَاوُنُ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَإِعَانَةُ الْمُحْتَاجِ، وَحُضُورُ جَمَاعَاتِهِمْ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا يَقْدِرُ عَلَيْهِ كُل أَحَدٍ.
وَنَقَل ابْنُ حَجَرٍ وَالْعَيْنِيُّ عَنْ قَوْمٍ: تَفْضِيل الْعُزْلَةِ، لِمَا فِيهَا مِنَ السَّلاَمَةِ الْمُحَقَّقَةِ، لَكِنْ يُشْتَرَطُ أَنْ يَكُونَ عَارِفًا بِوَظَائِفِ الْعِبَادَةِ الَّتِي تَلْزَمُهُ وَمَا يُكَلَّفُ بِهِ، قَال الْكِرْمَانِيُّ: الْمُخْتَارُ فِي عَصْرِنَا تَفْضِيل الاِنْعِزَال لِنُدْرَةِ خُلُوِّ الْمَحَافِل عَنِ الْمَعَاصِي.
وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا} وَبِحَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا قَال: يَا رَسُول اللَّهِ مَا النَّجَاةُ؟ قَال: أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ.
وَذَهَبَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ إِلَى أَنَّ حُكْمَ الْعُزْلَةِ وَالْمُخَالَطَةِ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلاَفِ الأَْشْخَاصِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَتَحَتَّمُ عَلَيْهِ أَحَدُ الأَْمْرَيْنِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَرَجَّحُ فِي حَقِّهِ أَحَدُهُمَا وَنَقَل ابْنُ حَجَرٍ عَنِ الْخَطَّابِيِّ: أَنَّ الْعُزْلَةَ وَالاِخْتِلاَطَ يَخْتَلِفَانِ بِاخْتِلاَفِ مُتَعَلِّقَاتِهِمَا، فَتُحْمَل الأَْدِلَّةُ الْوَارِدَةُ فِي الْحَضِّ عَلَى الاِجْتِمَاعِ عَلَى مَا يَتَعَلَّقُ بِطَاعَةِ الأَْئِمَّةِ وَأُمُورِ الدِّينِ، وَعَكْسُهَا فِي عَكْسِهِ، وَأَمَّا الاِجْتِمَاعُ وَالاِفْتِرَاقُ بِالأَْبْدَانِ، فَمَنْ عَرَفَ الاِكْتِفَاءَ بِنَفْسِهِ فِي حَقِّ مَعَاشِهِ وَمُحَافَظَةِ دِينِهِ، فَالأَْوْلَى لَهُ الاِنْكِفَافُ عَنْ مُخَالَطَةِ النَّاسِ بِشَرْطِ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى الْجَمَاعَةِ وَالسَّلاَمِ وَالرَّدِّ وَحُقُوقِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْعِيَادَةِ وَشُهُودِ الْجِنَازَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَالْمَطْلُوبُ إِنَّمَا هُوَ تَرْكُ فُضُول الصُّحْبَةِ، لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ شُغْل الْبَال وَتَضْيِيعِ الْوَقْتِ عَنِ الْمُهِمَّاتِ وَيُجْعَل الاِجْتِمَاعُ بِمَنْزِلَةِ الاِحْتِيَاجِ إِلَى الْغَدَاءِ وَالْعَشَاءِ، فَيَقْتَصِرُ مِنْهُ عَلَى مَا لاَ بُدَّ لَهُ مِنْهُ فَهُوَ رُوحُ الْبَدَنِ وَالْقَلْبِ.
قَال الْغَزَالِيُّ: إِنْ وَجَدْتَ جَلِيسًا يُذَكِّرُكَ اللَّهَ رُؤْيَتُهُ وَسِيرَتُهُ فَالْزَمْهُ وَلاَ تُفَارِقْهُ، وَاغْتَنِمْهُ وَلاَ تَسْتَحْقِرْهُ، فَإِنَّهَا غَنِيمَةُ الْمُؤْمِنِ وَضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، وَتَحَقَّقَ أَنَّ الْجَلِيسَ الصَّالِحَ خَيْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ، وَأَنَّ الْوَحْدَةَ خَيْرٌ مِنَ الْجَلِيسِ السُّوءِ.
آدَابُ الْعُزْلَةِ:
4 - يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ - إِذَا آثَرَ الْعُزْلَةَ - أَنْ يَعْتَقِدَ بِاعْتِزَالِهِ عَنِ الْخَلْقِ سَلاَمَةَ النَّاسِ مِنْ شَرِّهِ، وَلاَ يَقْصِدَ سَلاَمَتَهُ مِنْ شَرِّ الْخَلْقِ، فَإِنَّ الأَْوَّل نَتِيجَةُ اسْتِصْغَارِ نَفْسِهِ، وَالثَّانِيَ شُهُودُ مَزِيَّتِهِ عَلَى الْخَلْقِ، وَمَنِ اسْتَصْغَرَ نَفْسَهُ فَهُوَ مُتَوَاضِعٌ وَمَنْ رَأَى لِنَفْسِهِ مَزِيَّةً عَلَى أَحَدٍ فَهُوَ مُتَكَبِّرٌ، وَأَنْ يَكُونَ خَالِيًا مِنْ جَمِيعِ الأَْذْكَارِ إِلاَّ ذِكْرَ رَبِّهِ، خَالِيًا مِنْ جَمِيعِ الإِْرَادَاتِ إِلاَّ رِضَا رَبِّهِ، وَخَالِيًا مِنْ مُطَالَبَةِ النَّفْسِ مِنْ جَمِيعِ الأَْسْبَابِ، فَإِنْ لَمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَكُنْ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَإِنَّ خَلْوَتَهُ تُوقِعُهُ فِي فِتْنَةٍ أَوْ بَلِيَّةٍ. وَأَنْ يَتْرُكَ الْخِصَال الْمَذْمُومَةَ؛ لأَِنَّ الْعُزْلَةَ الْحَقِيقِيَّةَ هِيَ اعْتِزَال الْخِصَال الْمَذْمُومَةِ، فَالتَّأْثِيرُ لِتَبْدِيل الصِّفَاتِ لاَ لِلتَّنَائِي عَنِ الأَْوْطَانِ، وَأَنْ يَأْكُل الْحَلاَل، وَيَقْنَعَ بِالْيَسِيرِ مِنَ الْمَعِيشَةِ، وَيَصْبِرَ عَلَى مَا يَلْقَاهُ مِنْ أَذَى الْجِيرَانِ، وَيَسُدَّ سَمْعَهُ عَنِ الإِْصْغَاءِ إِلَى مَا يُقَال فِيهِ مِنْ ثَنَاءٍ عَلَيْهِ بِالْعُزْلَةِ.
وَلْيَكُنْ لَهُ أَهْلٌ صَالِحَةٌ، أَوْ جَلِيسٌ صَالِحٌ لِتَسْتَرِيحَ نَفْسُهُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ سَاعَةً مِنْ كَدِّ الْمُوَاظَبَةِ، فَفِيهِ عَوْنٌ عَلَى بَقِيَّةِ السَّاعَاتِ.
وَلْيَكُنْ كَثِيرَ الذِّكْرِ لِلْمَوْتِ وَوَحْدَةِ الْقَبْرِ.
وَلْيَلْزَمِ الْقَصْدَ فِي حَالَتَيِ الْعُزْلَةِ وَالْخُلْطَةِ؛ لأَِنَّ الإِْغْرَاقَ فِي كُل شَيْءٍ مَذْمُومٌ وَخَيْرُ الأُْمُورِ أَوْسَطُهَا، وَالْحَسَنَةُ بَيْنَ السَّيِّئَتَيْنِ.
قَال الْخَطَّابِيُّ: وَالطَّرِيقَةُ الْمُثْلَى فِي هَذَا الْبَابِ أَلاَّ تَمْتَنِعَ مِنْ حَقٍّ يَلْزَمُكَ لِلنَّاسِ وَإِنْ لَمْ يُطَالِبُوكَ بِهِ، وَأَلاَّ تَنْهَمِكَ لَهُمْ فِي بَاطِلٍ لاَ يَجِبُ عَلَيْكَ وَإِنْ دَعَوْكَ إِلَيْهِ، فَإِنَّ مَنِ اشْتَغَل بِمَا لاَ يَعْنِيهِ فَاتَهُ مَا يَعْنِيهِ، وَمَنِ انْحَل فِي الْبَاطِل جَمَدَ عَنِ الْحَقِّ، فَكُنْ مَعَ النَّاسِ فِي الْخَيْرِ، وَكُنْ بِمَعْزِلٍ عَنْهُمْ فِي الشَّرِّ، وَتَوَخَّ أَنْ تَكُونَ فِيهِمْ شَاهِدًا كَغَائِبٍ وَعَالِمًا كَجَاهِلٍ.
كَيْفِيَّةُ الاِعْتِزَال:
5 - الاِعْتِزَال عَنِ النَّاسِ يَكُونُ مَرَّةً فِي الْجِبَال وَالشِّعَابِ، وَمَرَّةً فِي السَّوَاحِل وَالرِّبَاطِ، وَمَرَّةً فِي الْبُيُوتِ، وَقَدْ جَاءَ فِي الْخَبَرِ: إِذَا كَانَتِ الْفِتْنَةُ فَأَخْفِ مَكَانَكَ، وَكُفَّ لِسَانَكَ وَلَمْ يَخُصَّ مَوْضِعًا مِنْ مَوْضِعٍ.
وَقَدْ جَعَلَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ الْعُزْلَةَ، اعْتِزَال الشَّرِّ وَأَهْلِهِ بِقَلْبِكَ وَعَمَلِكَ إِنْ كُنْتَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ. قَال ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي تَفْسِيرِ الْعُزْلَةِ: أَنْ تَكُونَ مَعَ الْقَوْمِ، فَإِذَا خَاضُوا فِي ذِكْرِ اللَّهِ فَخُضْ مَعَهُمْ، وَإِنْ خَاضُوا فِي غَيْرِ ذَلِكَ فَاسْكُتْ.
وَقَال الْقُرْطُبِيُّ: أَحْوَال النَّاسِ فِي هَذَا الْبَابِ تَخْتَلِفُ فَرُبَّ رَجُلٍ تَكُونُ لَهُ قُوَّةٌ عَلَى سُكْنَى الْكُهُوفِ وَالْغِيرَانِ فِي الْجِبَال، وَهِيَ أَرْفَعُ الأَْحْوَال؛ لأَِنَّهَا الْحَالَةُ الَّتِي اخْتَارَهَا اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بِدَايَةِ أَمْرِهِ وَنَصَّ عَلَيْهَا فِي كِتَابِهِ مُخْبِرًا عَنِ الْفِتْيَةِ فَقَال: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ}، وَرُبَّ رَجُلٍ تَكُونُ الْعُزْلَةُ لَهُ فِي بَيْتِهِ أَخَفَّ عَلَيْهِ وَأَسْهَل، وَقَدِ اعْتَزَل رِجَالٌ مِنْ أَهْل بَدْرٍ فَلَزِمُوا بُيُوتَهُمْ بَعْدَ قَتْل عُثْمَانَ، فَلَمْ يَخْرُجُوا إِلاَّ إِلَى قُبُورِهِمْ، وَرُبَّ رَجُلٍ مُتَوَسِّطٍ بَيْنَهُمَا فَيَكُونُ لَهُ مِنَ الْقُوَّةِ مَا يَصْبِرُ بِهَا عَلَى مُخَالَطَةِ النَّاسِ
وَأَذَاهُمْ، فَهُوَ مَعَهُمْ فِي الظَّاهِرِ وَمُخَالِفٌ لَهُمْ فِي الْبَاطِنِ.
فَوَائِدُ الْعُزْلَةِ:
6 - قَدْ يَكُونُ لِلْعُزْلَةِ فَوَائِدُ مِنْهَا:
أ - التَّفَرُّغُ لِلْعِبَادَةِ وَالْفِكْرِ، وَالاِسْتِئْنَاسِ بِمُنَاجَاةِ اللَّهِ تَعَالَى.
ب - التَّخَلُّصُ بِالْعُزْلَةِ مِنَ الْمَعَاصِي الَّتِي يَتَعَرَّضُ الإِْنْسَانُ لَهَا غَالِبًا بِالْمُخَالَطَةِ، وَيَسْلَمُ مِنْهَا فِي الْخَلْوَةِ، وَهِيَ أَرْبَعَةٌ: الْغِيبَةُ وَالنَّمِيمَةُ، وَالرِّيَاءُ، وَالسُّكُوتُ عَنِ الأَْمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَمُسَارَقَةِ الطَّبْعِ مِنَ الأَْخْلاَقِ الرَّدِيئَةِ، وَالأَْعْمَال الْخَبِيثَةِ الَّتِي يُوجِبُهَا الْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا.
ج - الْخَلاَصُ مِنَ الْفِتَنِ وَالْخُصُومَاتِ، وَصِيَانَةُ الدِّينِ وَالنَّفْسِ عَنِ الْخَوْضِ فِيهَا وَالتَّعَرُّضِ لأَِخْطَارِهَا.
د - الْخَلاَصُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ.
هـ - السَّلاَمَةُ مِنْ آفَاتِ النَّظَرِ إِلَى زِينَةِ الدُّنْيَا وَزَهْرَتِهَا وَالاِسْتِحْسَانُ لِمَا ذَمَّهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ زُخْرُفِهَا وَعَابَهُ مِنْ زَبْرَجِ غُرُورِهَا.
و - السَّلاَمَةُ مِنَ التَّبَذُّل لِعَوَامِّ النَّاسِ وَحَوَاشِيهِمْ وَالتَّصَوُّنُ عَنْ ذِلَّةِ الاِمْتِهَانِ مِنْهُمْ.
آفَاتُ الْعُزْلَةِ:
7 - قَال الْغَزَالِيُّ: اعْلَمْ أَنَّ مِنَ الْمَقَاصِدِ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ مَا يُسْتَفَادُ بِالاِسْتِعَانَةِ بِالْغَيْرِ وَلاَ يَحْصُل ذَلِكَ إِلاَّ بِالْمُخَالَطَةِ، فَكُل مَا يُسْتَفَادُ مِنَ الْمُخَالَطَةِ يَفُوتُ بِالْعُزْلَةِ وَفَوَاتُهُ مِنْ آفَاتِ الْعُزْلَةِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 04:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكرام الفضلاء / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هذا الموضوع يهمني كثيرا , فأريد التفصيل الممل في هذه المسألة , فلا تبخلوا علينا بالإفادة العلمية أو الإحالة على كتب السلف في هذا الموضوع.
بوركتم
انظر كتب الآداب مثل كتاب الاحياء للغزالي وكتاب الآداب الشرعية لمحمد ابن مفلح وأيضا" كتاب الخطابي المسمى بالعزلة فإنه مغنى.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 04:03]ـ
/// من أقدم المصنَّفات في ذلك "الاعتصام بالعزلة للخطَّابي"، وهو مطبوع، وكتاب الشيخ سلمان العودة الذي ذكرته الأخت =كتاب جيِّدٌ.
/// وهنا مخطوطة الكتاب:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=169564#post16 9564(/)
ما الفرق بين أصول الفقه والقواعد الفقهية؟
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[13 - Dec-2008, صباحاً 11:06]ـ
أرجو الإجابة
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[13 - Dec-2008, صباحاً 11:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي يوجد كتاب شرح نظم الورقات لابن عثيمين رحمه الله سوف يشرح اجابة سهلى حول سؤالك في المقدمة وفقنا الله واياك
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 12:49]ـ
الفرق بينهما أخي الكريم.
أصول الفقه يبحث في أدلة الفقه.
وقواعد الفقه تبحث في مسائل الفقه.وليس لها علاقة بالإدلة إطلاقاً.
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 06:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أصول الفقه هو أدلة الفقه الإجمالية بمعنى أنها الأصول التي يحتاجها الفقيه لاستنباط الاحكام من الأدلة التفصيلية، كالأمر للوجوب مثلا فهذ أصل يبني عليه الفقيه كل الأدلة التفصلية التي فيها أوامر كالأمر بالصلاة والزكاة. أما القواعد الفقهية فهي عبارة عن مجموعة من الفروع المتماثلة أو المتشابهة في حكمها، والقاعدة الفقهية لا تكون إلا بعد استنباط الأدلة ثم استقراء الفروع واستخراج أوجه الشبه والتماثل بينها في الأحكام، وسوغها في قاعدة تضبط لك المعنى الكلي المشترك بين هذه الفروع. والقواعد الفقهية تنقسم إلة قسمين.
قواعد كلية مشتركة بين كل المذاهب، وقواعد ينفرد بها كل مذهب من المذاهب بخلاف القواعد الأصولية فإنها مشتركة بين جميع المذاهب نعم هناك اختلاف في بعضها إلا أن هذا هو حالها عموما. وقد تكون القاعدة الفقهية بنفسها دليلا كالخراج بالضمان. وهذه التي هي أدلة بنفسها قد تكون أيضا قاعدة أصولية إذا كان دليلها عقليا أو كلاميا كالأصل مستصحب والخلاصة أن أكبر فرق أن القاعدة الأصولية هي أساس الاستنباط، أما القاعدة الفقهية فهي مجموعة من الفروع تضبط لك هذه الفروع فهي متأخرة عن عملية الاستنباط، والله أعلم.
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 10:16]ـ
جزاكم الله خيرا
سؤال آخر هل بينهما ترابط وتداخل(/)
دروس الشيخ أحمد بن محمد الصقعوب
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[13 - Dec-2008, صباحاً 11:21]ـ
سبدأ بإذن الله تعالى الشيخ أحمد بن محمد الصقعوب حفظه الله تعالى في تاريخ 22/ 12/1429هـ شرح كتاب دليل الطالب وبلوغ المرام
اسم الكتاب اليوم
دليل الطالب من الأطعمة السبت و الأحد
بلوغ المرام من أوله الأثنين والثلاثاء
في جامع الرواف بعد صلاة المغرب
والله أعلم
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 03:28]ـ
جزاكم الله خير الجزاء .. فالدال على الخير كفاعله ,,(/)
طلب عاجل: هل يأخذ المسعى حكم المسجدفلا تدخله الحائض والجنب
ـ[ابومالك المدني]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 01:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أرجوا من الأخوة الأفاضل إفادتي عن المسعى
هل له حكم المسجد بعد توسعتي الملك سعود والملك فهد للمسجد فلا تدخله الحائض والجنب
وهل يوجد بحث في هذه المسألة أو كلام لأهل العلم
بورك فيكم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 02:21]ـ
/// من فتاوى اللقاء المفتوح للشيخ ابن عثيمين:
السؤال: في موسم الحج يطوف الناس في سطح المسجد الحرام وهو يضيق من قبل المسعى إلى ستة أمتار، فيضطر الناس للخروج إلى سطح المسعى، فهل في ذلك مانع؟ وما التعليل وما الدليل؟
الجواب: المسعى ليس من المسجد الحرام بل هو خارجه، ولهذا يجوز للمرأة الحائض أن تنتظر أهلها في المسعى، لكنها لا تدخل المسجد، ولا يجوز للمعتكف في المسجد الحرام أن يخرج إلى المسعى؛ لأن المسعى خارج المسجد، فإذا كان كذلك فإنه لا يجوز الطواف في سطح المسعى؛ لأنه خارج المسجد، لكن لو حصل ضرورة كالزحام الشديد الذي لا يتمكن الإنسان معه من أن يستمر في سعيه وطوافه فأرجو ألا يكون به بأس؛ لأن جهة المسعى في السطح ضيقة، فقد يأتي الناس -مثلاً- وهم قد ملئوا ما قبلها، فإذا جاءوا منها ضاقت عليهم، فيضطر الإنسان إلى أن ينزل إلى سطح المسعى، أقول: في هذا ضرورة أرجو ألا يكون فيه بأس. أما الدليل على أنه لا يجوز الطواف في المسعى أو خارج المسجد الحرام فإن الله تعالى قال: وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ [الحج:29] وإذا طاف الإنسان من وراء المسجد فقد طاف بالمسجد لا بالبيت، فلا يصح طوافه.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 02:32]ـ
/// من فتاوى اللقاء المفتوح للشيخ ابن عثيمين: ولا يجوز للمعتكف في المسجد الحرام أن يخرج إلى المسعى؛ لأن المسعى خارج المسجد،
جزاك الله خيرا. ما القول إذاً فيمن يعتكف في بهو المسجد تحت الساحات - وهم بالمئات - وهذا البهو يمتد من تحت المسجد حتى يخرج عن محيط المسعى، بالمقايسة من الجهة الأخرى؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 02:35]ـ
/// وإيَّاكم، وبارك فيكم .. أي ساحاتٍ تقصد؟ التي في جهة المسعى؟(/)
ما يفيد بمجرده العلم لكنه غير مطرد
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 03:54]ـ
قال بعض أهل العلم:
"يوجد من أخبار الآحاد ما يفيد بمجرده العلم لكنه غير مطرد في كل خبر ولا لكل أحد ..
فسألت عنه الشيخ عبدالله الأنصاري رعاه الله،فقال:
سألت عن ذلك الشيخ أحمد اليماني في صنعاء فقال سألت عن ذلك شيخنا العلامة سالم البصري المديني رعاه الله تعالى قبل سنوات فأعطاني مخطوطة لبحث له بنحو 400 صفحة في هذا الباب وفيها رؤوس أسانيده لمرويات الأحاديث وكان قد أطلع عليها العلامة محمد بن اسماعيل العمراني وقال قولته:اذا كتبتم ثبتا لطلبة البصري المديني فسجلوني بينهم والعمراني سجل بذلك للتواضع ألف أية وآية قاله اليماني. وكان قد نفعني الله بقوله الذي لا زلت أذكره في هذا الباب وعليه أقول لكم أنه يصح القول أن ما تقدم غير مطرد في كل خبر ولا لكل أحد،وذلك يرجع للتفاوت الحاصل بين الرواة في صفات القبول،وكذلك أيضا للتفاوت عند السامعين غير بعد النظر وعمقه ودقته وهذا لا يمكن أن يتيسر الا لخبير درب.
قلت: فحبذا ان يبادر لهذا الباب الرحب أخوتنا طلبة العلم ويستمروا بتعزيزاته فلعله من أبين أبرز ما يدافع به عن السنة اليوم ..
لكم وافر الدعاء.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 08:49]ـ
يعني إذا كان مرويا بأصح الأسانيد مثلا
هل المقصود مثل هذا؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 09:42]ـ
و المقصود أيضا-فيما يبدو لي- أن عالما جليلا بصيرا بالحديث و علله كمالك و أحمد قد يتحصل له من العلم اليقين بخبر الآحاد ما لا يتيسر لغيره
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 10:10]ـ
"و المقصود أيضا-فيما يبدو لي- أن عالما جليلا بصيرا بالحديث و علله كمالك و أحمد قد يتحصل له من العلم اليقين بخبر الآحاد ما لا يتيسر لغيره"
صدقت أخي المفضال في هذه بارك الله فيك،
ولكن صاحب الكلام أولى ببيان مراده من غيره .. أليس كذلك؟ (ابتسامة مشاكسة)
وأنا أتساءل ما الداعي لهذه المقدمة والاسناد الطويل للجواب على هذا السؤال؟
الا اذا كان الأخ الفاضل يريد أن يبين لنا أن هناك طائفة معينة من العلماء الذين لهم رأي أو مذهب معين في حجية حديث الآحاد، قد وافقوا أهل الحديث في المفاضلة بين نصوص الآحاد في افادة العلم من عدمها، من جهة قوة الاسناد وأحوال الرواة فيها. فهل هذا الذي فهمته صحيحا؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 10:21]ـ
اذن فلن يتبين لنا المراد أبدا ما دام من المستحيل أن يشارك سيدي العمراني في المنتدى:)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 10:37]ـ
أضحك الله سنك ..
أنا أعني مراد الأخ الفاضل صاحب الموضوع من الرواية وما فهمه منها .. وهو ولله الحمد عضو في المنتدى (ابتسامة)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 10:54]ـ
لكنه غير مطرد في كل خبر ولا لكل أحد ..
الثاني ما ذكره الأخ ابن الرومية
وهو معنى قول ابن تيمية وغيره أن معرفة القطعي من الظني أمر نسبي يختلف باختلاف الأشخاص فقد تكون المسألة الفلانية الفقهية عند أهل الفقه قطعية ظنية عند غيرهم
وكذا يقال في بعض الأخبار عند أهل الحديث
أما الأول فقوله "بمجرده" ظاهره الخالي من القرائن كاتفاق الشيخين على تخريج الخبر ونحوها من القرائن
فإذا كان كذلك فيمكن أن يكون مثاله حديث مدني رواه مالك ولم يخالفه أحد واتفق الرواة عنه ولم يختلفوا عليه
أو أن يكون مرويا أصح الأسانيد كما أسلفت
أو يكون مسلسلا بالحفاظ المتقنين الفقهاء أو مسلسل بالأئمة
وهل يمثل له بصحاح الصحائف؟
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 10:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرا فقد أنشغلت بقضية وهاجس ونسأل الله العافية.
سأكتب بعيد صلاة الفجر.
وسأدعو لكم أحبتنا كلكم ..
جزاكم الله خيرا ..
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 06:54]ـ
قلت: فحبذا ان يبادر لهذا الباب الرحب أخوتنا طلبة العلم ويستمروا بتعزيزاته فلعله من أبين أبرز ما يدافع به عن السنة اليوم ..
****************************** ****************************** **************
الى أبي الفداء رعاه الله تعالى
أستاذنا ابن الرومية رعاه الله تعالى
أستاذنا العزيز أمجد رعاه الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحقيقة هي أنني لما كتبت ذلك الموضوع،كنت قد رغبت لأحد الأخوة الكرام بنقل مجموعة من الاستطلاعات في ذات الموضوع لسماحة الشيخ الكبير أ. د.عبدالله بن جبرين رعاه الله تعالى وهو القائل:
... فلما كنت في سن الطلب والإعداد لنيل درجة الماجستير، اخترت أن أكتب الرسالة في أخبار الآحاد في الحديث النبوي، فجمعت في ذلك الحين ما تيسر على عجل كمبتدئ، وقام بالإشراف على البحث فضيلة الشيخ عبدالرزاق عفيفي، و قدمت الرسالة للبحث، فنالت درجة الامتياز لانفرادها في الموضوع لا لقوة الأسلوب و لا لعمق البحث، و كنت بعد ذلك أهم بأن أعيد فيها النظر و أتوسع فيها و أحقق ما يحتاج إلى التحقيق و أزيد في مناقشة بعض تلك الشبهات و أراجع بعض ما فاتني من المراجع، و لكن الانشغال بالأعمال الإدارية حال دون تحقيق ما أتمنى.
خاصة بعدما علمت مؤخراً بأن الشيخ أ. د.سالم البصري المديني رعاه الله تعالى كانت له لقاءات مع العلامة ابن جبرين في شهر شعبان الماضي في مجلسه الخاص والذي هيأ له الأخ الشيخ سليمان بن جبرين رعاه الله تعالى،فقلت: أن الشيخ -وأشير الى البصري المديني- لعله (قد) يعيد المناقشة لمثل هذا الموضوع بدقة وسعة نظر ويجدد لها الوقفات كعادته في كثير من البحوث الحديثية،حيث أنه رعاه الله تعالى -فيما أذكر- قال أن هذا الموضوع لم يعتنى به بصورة مغنية تامة للساعة او نحو ما قال،وقد فهم بعض طلبة العلم بالجامعات الاسلامية أن الشيخ رعاه الله كأنه يوجه بعض طلبة الدكتوراه لمفاوز هذا البحث وفق رؤى معرفية ذات احتواء وشمول وتجديد وأضافة لأبواب المحتملات في صعيده والتي تتداخل مع أصول الاسلام في العقيدة والفقه بخاصة،لا سيما وأن الطاعنين في هذا الباب لا ينفكوا عنه من حين لآخر ..
وقلت: دعني أصبر حتى أسمع رد الشيخ ابن جبرين، وها أنا لا أزال في الأنتظار ولعل صاحبي سيعود اليه بعيد رحلة الحج .. ونسأل الله العافية والسلامة لكل علماءنا الأكارم.
وما ذكرتموه أحبتنا على العين والرأس كله ...
ولكن مهلا فلعل الشيخ آل جبرين رعاه الله يسدد لشئ نحو ما ذكرته له والا وضعناه أمامكم كله ..
لكم وافر التحية وأسمى التقدير.
محبكم جميعا
الأثري المديني(/)
ماذا يفعل مع أصحاب الحمامة التي ذبحها؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 11:32]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
سألني سائل، و أنا لا أعرف الإجابة:
سقطت عنده حمامة على شقته، فانتظر يومين و لم يسأل عنها أحد و لم يسأل هو عنها أحد، و هو غير مختلط بالجيران.
ذبح الحمامة و أكلوها، ثم جاء مَن يسأل عنها فتحرَّج أن يخبرهم بالحقيقة فقال إنه لا يعلم عنها شيئًا!
انصرف صاحبها مصدقًا الرجل.
الرجل يسأل:
ماذا يفعل الآن بعد انصراف صاحبها و هو لا يدري مَن هو و من أين جاء و أين منزله؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 08:36]ـ
هل من مجيب؟
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 12:49]ـ
بسؤال احد الدعاة قال
يتصدق بثمن الحمامه بنية صاحبها اى يكون ثواب الصدقة لصاحبها وتبرأ ذمة واجدها
والله اعلم
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 07:27]ـ
جزاك الله خيرًا
خطرت هذه الإجابة في بالي عندما سألني الأخ المذكور هذا السؤال، و لكنني لم أحبذ هذه الإجابة لشبهة أن تكون الحمامة حلالاً لمَن أكلها حيث أنه - عندما أكلها - لم يعلم حكمها الشرعي و لم يغتصبها من أحد، لذلك توقفتُ.
ثم، من باب الاستفادة لو تكرمتَ و ذكرتَ لنا اسم الداعية سالف الذكر.
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 12:57]ـ
من باب الاستفادة لو تكرمتَ و ذكرتَ لنا اسم الداعية سالف الذكر.
هل لابد ان يكون شهيرا يااخى هو شيخ الحى عندنا ومحل ثقتنا وكثيرا مايُسأل فيرجىء الاجابة حتى يتثبت وسوف اعاود مناقشته مرة اخرى
ـ[أبوعلي العنزي]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 08:55]ـ
لعل صاحب الحمامة من اهل الحي او المحلة فيسال عنه
ويتلطف بالسؤال
فان وجده كان بها وان لم فكما قال الاخ ابو معاذ والله اعلم
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 09:08]ـ
جزاكما الله خيرًا
و أرجو أن لا يغضب أخي أبو معاذ فلم أقصد شرًا. (ابتسامة لتلطيف الجو الحار)(/)
هل إفساد المال و الولد يُعتبر إكراهاً يُبيح فعل الكفر؟.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 12:11]ـ
إخواني الكرام وفقكم الله تعالى:
--------------------
هذه مسألة أطرحها للنقاش والبحث ونريد منكم أن تفيدونا جزاكم الله خيراً.
وأصل المسألة هو: هل الوعيد بأفساد المال أوالولد يعتبر إكراهاً يسوغ معه فعل الكفر.
وإذا لم يُعتبر إكراهاً فما حكم من قارف الكفر ظناً منه أن الوعيد بأفساد ماله أو ولده إكراهاً يجوز معه ارتكاب الكفر.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 11:49]ـ
إخواني الكرام وفقكم الله تعالى:
---------------
لقد وجدت بعض أقوال الفقهاء تتعلق بالمسألة المطروحة وقد أشكل علي فهم مراد أصحابها فهلا تكرمتم بتوضيحها جزاكم الله خيراً.
وهذه بعض أقوالهم:
يقول الإمام ابن العربي المالكي رحمه الله: (وقد اختلف الناس في التهديد هل هو إكراه أم لا، والصحيح أنه إكراه، فإن القادر الظالم إذا قال لرجل: إن لم تفعل كذا وإلا قتلتك، أو ضربتك، أو أخذت مالك، أو سجنتك، ولم يكن له من يحميه إلا الله، فله أن يقدم على الفعل ويسقط عنه الإثم في الجملة) إهـ أحكام القرآن.
وقال الإمام ابن حزم رحمه الله: (والإكراه هو كل ما سمي في اللغة إكراهاً وعرف بالحس أنه اكراه كالوعيد بالقتل ممن لا يؤمن منه انفاذ ما توعد به، والوعيد بالضرب كذلك، أو الوعيد بالسجن كذلك، أو الوعيد بافساد المال كذلك، أو الوعيد في مسلم غيره بقتل، أو ضرب، أو سجن، أو افساد مال لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) إهـ المحلى (8/ 330).
فهل المراد من هذا أن الوعيد بأخذ الأموال يكون اكراهاً على مقارفة الكفر؟.
ويقول الإمام ابن قدامة رحمه الله عند ذكره لشروط الإكراه في باب النكاح: (الثالث: أن يكون مما يستضر به ضرراً كثيراً كالقتل والضرب الشديد والقيد، والحبس الطويل، فأما الشتم والسب فليس بإكراه رواية واحدة وكذلك أخذ المال اليسير، فأما الضرر اليسير فإن كان في حق من لا يبالي به، فليس بإكراه وإن كان في بعض ذوي المروءات على وجه يكون إخراقا بصاحبه، وغضاً له وشهرة في حقه فهو كالضرب الكثير في حق غيره وإن توعد بتعذيب ولده، فقد قيل: ليس بإكراه لأن الضرر لا حق بغيره. والأولى أن يكون إكراهاً لأن ذلك عنده أعظم من أخذ ماله والوعيد بذلك إكراه، فكذلك هذا) إهـ المغني.
فهل هذا يدل على أن الوعيد بتعذيب الولد أو الأهل يكون إكراهاً على ارتكاب الكفر؟.
وقد وجدت عند الإمام الجصاص الحنفي رحمه الله أنه لا يعتبر حفظ المال أو الولد عذراً في مقارفة الكفر عند الإكراه.
فقد قال رحمه الله عند تفسيرة لأول سورة الممتحنة: (وفي هذه الآية دلالة على أن الخوف على المال والولد لا يبيح التقية في إظهار الكفر، وأنه لا يكون بمنزلة الخوف على نفسه لأن الله نهى المؤمنين عن مثل ما فعل حاطب مع خوفه على أهله وماله، وكذلك قال أصحابنا أنه لو قال لرجل: " لأقتلن ولدك أو لتكفرن " أنه لا يسعه إظهار الكفر. ومن الناس من يقول فيمن له على رجل مال فقال: " لا أقر لك حتى تحط عني بعضه " فحط عنه بعضه أنه لا يصح الحط عنه وجُعل خوفه على ذهاب ماله بمنزلة الإكراه على الحط، وهو فيما أظن مذهب ابن أبي ليلى، وما ذكرناه يدل على صحة قولنا، ويدل على أن الخوف على المال والأهل لا يبيح التقية أن الله فرض الهجرة على المؤمنين ولم يعذرهم في التخلف لأجل أموالهم وأهلهم، فقال: " قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم " الآية، وقال: " قالوا كنا مستضعفين في الأرض قال ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ") إهـ أحكام القرآن للإمام الجصاص.
وواضح من كلام الجصاص رحمه الله أنه لم يعتبر الخوف على افساد المال أو الأهل اكراهاً يبيح مقارفة الكفر .. فهل هذه المسألة محل اجماع أم من المسائل الإجتهادية التي يعذر فيها المخالف؟؟
في انتظار الجواب جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 02:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أما الوعيد بإفساد النفس، فقد اختلف العلماء فيه، وذهب الإمام أحمد إلى عدم اعتباره.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في [الفتاوى الكبرى: 5/ 490]:
تأملت المذهب، فوجدت الإكراه يختلف باختلاف المكره عليه، فليس الإكراه المعتبر في كلمة الكفر كالإكراه المعتبر في الهبة ونحوها. فإنَّ أحمد قد نص في غير موضع على أن الإكراه على الكفر لا يكون إلا بتعذيب من ضرب أو قيد، ولا يكون الكلام إكراهاً. وقد نص على أن المرأة لو وهبت زوجها صداقها أو مسكنها فلها أن ترجع بناء على أنها لا تهب له إلا إذا خافت أن يطلقها أو يُسيء عشرتها. فجعل خوف الطلاق أو سوء العشرة إكراهاً في الهبة، ولفظه في موضع آخر الجواب لأنّه أكرهها، ومثل هذا لا يكون إكراهاً على الكفر. فإنَّ الأسير إذا خشي من الكفار أن لا يزوجوه وأن يحولوا بينه وبين امرأته لم يبح له التكلم بكلمة الكفر.
والصواب أن الوعيد يعتبر إكراهاً .. لما رواه أبو شيبة في مصنفه:
حدثنا ابن علية، عن يونس، عن الحسن: أن عيوناً لمسيلمة أخذوا رجلين من المسلمين فأتوه بهما، فقال لأحدهما: أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم، فقال: أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم، قال: أتشهد أني رسول الله؟ قال: فأهوى إلى أذنيه فقال: إني أصم، قال: ما لك إذا قلت لك: تشهد أني رسول الله، قلت إني أصم؟ فأمر به فقتل، وقال للآخر: أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم، فقال: أتشهد أني رسول الله؟ قال: نعم، فأرسله، فأتى النبي (ص) فقال: يا رسول الله: هلكت، قال: وما شأنك؟ فأخبروه بقصته وقصة صاحبه، فقال: أما صاحبك فمضى على إيمانه، وأما أنت فأخذت بالرخصة.
أما الخوف على المال والولد، فليس بإكراه على رأي الجمهور، ولعله هو الصائب .. راجع:
http://www.islamw eb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=64166
http://www.islamw eb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=65926&Option=FatwaId
ملاحظة: أزل المسافة بين w و e ، ثم انسخ الرابط في المتصفح.
--------
ولكن لمن يرى إتلاف المال إكراهاً يستدل بالأثر التالي:
جاء من حديث أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: «لما افتتح رسول الله (ص) خيبر، قال حجاج بن علاط: يا رسول الله إنّ لي بمكة مالاً، وإنّ لي بها أهلاً، وإني أريد أن آتيهم، أفأنا في حِلٍّ إن أنا نلتُ منك أو قلتُ شيئاً؟، فأذِنَ له رسولُ الله أن يقول ما شاء»، رواه أحمد والنسائي من حديث عبد الرزاق، ثنا معمر، سمعتُ ثابتاً، وهذا إسنادٌ على شرط الشيخين.
قالوا: لقد أجاز له انتقاص الرسول (ص)، وانتقاصه كفر ولا شك .. فهذا دليل على جواز اقتراف الكفر لاستنقاذ المال.
واستدلوا بحديث: «حرمة مال المسلم كحرمة دمه».
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 09:57]ـ
أخي الكريم أبو شعيب وفقك الله تعالى:
------------------------
أما بخصوص الوعيد على أفساد النفس فإن الإمام أحمد رحمه الله له روايتان في المسألة.
يقول الإمام ابن قدامة رحمه الله: (أما إذا نيل بشيء من العذاب، كالضرب والخنق والعصر، والحبس والغط في الماء مع الوعيد فإنه يكون إكراها بلا إشكال، لما روي أن المشركين أخذوا عمارا فأرادوه على الشرك فأعطاهم، فانتهى إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبكي فجعل يمسح الدموع عن عينيه ويقول: " أخذك المشركون فغطوك في الماء، وأمروك أن تشرك بالله ففعلت فإن أخذوك مرة أخرى، فافعل ذلك بهم " رواه أبو حفص بإسناده.
وقال عمر رضي الله عنه ليس الرجل أميناً على نفسه إذا أجعته أو ضربته، أو أوثقته وهذا يقتضي وجود فعل يكون به إكراهاً، فأما الوعيد بمفرده فعن أحمد فيه روايتان: إحداهما ليس بإكراه لأن الذي ورد الشرع بالرخصة معه، هو ما ورد في حديث عمار وفيه أنهم: " أخذوك فغطوك في الماء " فلا يثبت الحكم إلا فيما كان مثله والرواية الثانية أن الوعيد بمفرده إكراه قال في رواية ابن منصور: حد الإكراه إذا خاف القتل، أو ضربا شديدا وهذا قول أكثر الفقهاء وبه يقول أبو حنيفة والشافعي لأن الإكراه لا يكون إلا بالوعيد فإن الماضي من العقوبة لا يندفع بفعل ما أكره عليه، ولا يخشى من وقوعه وإنما أبيح له فعل المكره عليه دفعاً لما يتوعده به من العقوبة فيما بعد وهو في الموضعين واحد، ولأنه
(يُتْبَعُ)
(/)
متى توعده بالقتل وعلم أنه يقتله فلم يبح له الفعل، أفضى إلى قتله وإلقائه بيده إلى التهلكة ولا يفيد ثبوت الرخصة بالإكراه شيئاً لأنه إذا طلق في هذه الحال، وقع طلاقه فيصل المكره إلى مراده ويقع الضرر بالمكره، وثبوت الإكراه في حق من نيل بشيء من العذاب لا ينفي ثبوته في حق غيره وقد روي عن عمر رضي الله عنه في الذي تدلى يشتار عسلاً فوقفت امرأته على الحبل، وقالت: طلقني ثلاثا وإلا قطعته فذكرها الله والإسلام، فقالت: لتفعلن أو لأفعلن فطلقها ثلاثاً فرده إليها رواه سعيد بإسناده وهذا كان وعيداً) إهـ المغني.
---------------------
أما الخوف على المال والولد إذا لم يكن بإكراه على رأي الجمهور فما حكم من قارف الكفر ظناً منه أن الوعيد بأفساد ماله أو ولده إكراهاً يجوز معه ارتكاب الكفر.
---------------
وهذا كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مسألة الإكراه.
فقد سُئِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَمَّنْ يَبُوسُ الْأَرْضَ دَائِمًا هَلْ يَأْثَمُ؟ وَعَمَّنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ لِسَبَبِ أَخْذِ رِزْقٍ وَهُوَ مُكْرَهٌ كَذَلِكَ؟.
فَأَجَابَ: أَمَّا تَقْبِيلُ الْأَرْضِ وَرَفْعُ الرَّأْسِ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِمَّا فِيهِ السُّجُودُ مِمَّا يُفْعَلُ قُدَّامَ بَعْضِ الشُّيُوخِ وَبَعْضِ الْمُلُوكِ: فَلَا يَجُوزُ؛ بَلْ لَا يَجُوزُ الِانْحِنَاءُ كَالرُّكُوعِ أَيْضًا كَمَا " قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ مِنَّا يَلْقَى أَخَاهُ أَيَنْحَنِي لَهُ؟ قَالَ: لَا ". وَلَمَّا رَجَعَ مُعَاذٌ مِنْ الشَّامِ سَجَدَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُعَاذُ؟ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتهمْ فِي الشَّامِ يَسْجُدُونَ لِأَسَاقِفَتِهِمْ وَيَذْكُرُونَ ذَلِكَ عَنْ أَنْبِيَائِهِمْ، فَقَالَ: كَذَبُوا عَلَيْهِمْ لَوْ كُنْت آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدِ لَأَمَرْت الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ أَجْلِ حَقِّهِ عَلَيْهَا يَا مُعَاذُ إنَّهُ لَا يَنْبَغِي السُّجُودُ إلَّا لله. وَأَمَّا فِعْلُ ذَلِكَ تَدَيُّنًا وَتَقَرُّبًا فَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْمُنْكَرَاتِ وَمَنْ اعْتَقَدَ مِثْلَ هَذَا قُرْبَةً وَتَدَيُّنًا فَهُوَ ضَالٌّ مُفْتَرٍ بَلْ يُبَيَّنُ لَهُ أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِدِينِ وَلَا قُرْبَةٍ فَإِنْ أَصَرَّ عَلَى ذَلِكَ اُسْتُتِيبَ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ، وَأَمَّا إذَا أُكْرِهَ الرَّجُلُ عَلَى ذَلِكَ بِحَيْثُ لَوْ لَمْ يَفْعَلْهُ لَأَفْضَى إلَى ضَرْبِهِ أَوْ حَبْسِهِ أَوْ أَخْذِ مَالِهِ أَوْ قَطْعِ رِزْقِهِ الَّذِي يَسْتَحِقُّهُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الضَّرَرِ فَإِنَّهُ يَجُوزُ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ فَإِنَّ الْإِكْرَاهَ عِنْدَ أَكْثَرِهِمْ يُبِيحُ الْفِعْلَ الْمُحَرَّمَ كَشُرْبِ الْخَمْرِ وَنَحْوِهِ وَهُوَ الْمَشْهُورُ عَنْ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ؛ وَلَكِنْ عَلَيْهِ مَعَ ذَلِكَ أَنْ يَكْرَهَهُ بِقَلْبِهِ وَيَحْرِصَ عَلَى الِامْتِنَاعِ مِنْهُ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ [ COLOR="Red"] وَمَنْ عَلِمَ اللَّهُ مِنْهُ الصِّدْقَ أَعَانَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَقَدْ يُعَافَى بِبَرَكَةِ صِدْقِهِ مِنْ الْأَمْرِ بِذَلِكَ، وَذَهَبَ طَائِفَةٌ إلَى أَنَّهُ لَا يُبِيحُ إلَّا الْأَقْوَالَ دُونَ الْأَفْعَالِ: وَيُرْوَى ذَلِكَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَنَحْوِهِ قَالُوا إنَّمَا التَّقِيَّةُ بِاللِّسَانِ وَهُوَ الرِّوَايَةُ الْأُخْرَى عَنْ أَحْمَدَ، وَأَمَّا فِعْلُ ذَلِكَ لِأَجْلِ فُضُولِ الرِّيَاسَةِ وَالْمَالِ فَلَا وَإِذَا أُكْرِهَ عَلَى مَثَلِ ذَلِكَ وَنَوَى بِقَلْبِهِ أَنَّ هَذَا الْخُضُوعَ لِلَّهِ تَعَالَى: كَانَ حَسَنًا مِثْلَ أَنْ يَكْرَهَ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَيَنْوِيَ مَعْنًى جَائِزًا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.) إهـ مجموع الفتاوى.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 06:09]ـ
أخي أبو شعيب وفقك الله تعالى
---------------------
قولك: (ولكن لمن يرى إتلاف المال إكراهاً يستدل بالأثر التالي:
جاء من حديث أنس بن مالك قال: «لما افتتح رسول الله خيبر، قال حجاج بن علاط: يا رسول الله إنّ لي بمكة مالاً، وإنّ لي بها أهلاً، وإني أريد أن آتيهم، أفأنا في حِلٍّ إن أنا نلتُ منك أو قلتُ شيئاً؟، فأذِنَ له رسولُ الله أن يقول ما شاء»، رواه أحمد والنسائي من حديث عبد الرزاق، ثنا معمر، سمعتُ ثابتاً، وهذا إسنادٌ على شرط الشيخين.
قالوا: لقد أجاز له انتقاص الرسول، وانتقاصه كفر ولا شك .. فهذا دليل على جواز اقتراف الكفر لاستنقاذ المال.) إهـ
أقول: نعم هذا صحيح فإن بعض أهل العلم استدل بهذا الدليل على اعتبار أنه نوع من الإكراه.
يقول القاضي السبكي رحمه الله تعالى: (قد علم أن لبس زي الكفار وذكر كلمة الكفر من غير إكراه كفر؛ فلو مصلحة المسلمين إلى ذلك واشتدت حاجتهم إلى من يفعله فالذي يظهر أنه يصير كالإكراه.
وقد اتفق مثل ذلك للسلطان صلاح الدين؛ فإنه لما صعب عليه أمر ملك صيدا وحصل للمسلمين به من الضرر الزائد ما ذكره المؤرخون ألبس السلطان صلاح الدين اثنين من المسلمين لبس النصارى وأذن لهما في التوجه إلى صيدا على أنهما راهبان وكانا في الباطن مجهزان لقتل ذلك اللعين غيلة؛ ففعلا ذلك وتوجها إليه وأقاما عنده على أنهما راهبان، ولا بد أن يتلفظا عنده بكلمة الكفر وما برحا حتى اغتالاه وأراحا المسلمين منه ولو لم يفعلا ذلك لتعب المسلمون تعبًا مفرطًا ولم يكونوا على يقين من النصرة عليه.
ومما يدل على هذا قصة محمد بن مسلمة في كعب بن الأشرف فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لكعب بن الأشراف فقال محمد بن مسلمة: أتحب أن أقتله؟ قال: نعم. قال: فأذن لي؟ فأذن له فأقول: قال: قد فعلت.) إهـ " كتاب الأشباه والنظائر" القاضي السبكي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 02:12]ـ
رائع(/)
نتاج الشيخ العلامة عبد الكريم الخضير العلمي {أشرطة، كتب، برامج وسيديات}
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 12:39]ـ
أولا
أشرطة الشيخ:
نزل حديثا لفضيلة الشيخ ...
1. تفسير سورة الذاريات، الرحمن، القمر (7 أشرطة).
2. شرح كتاب الطهارة من جامع الترمذي من صحيح مسلم (27 شريطاً).
3. شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (27 شريطاً).
" جميع أشرطة الشيخ حفظه الله تباع في تسجيلات الراية الإسلامية "
المملكة العربية السعودية ... الرياض ... حي الربوة ... غرب مخرج 14 في الدائري الشرقي
هاتف 0096614911985
ص. ب: (40124) الرمز: (11499)
============================== =
ثانيا مؤلفات الشيخ
1. الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به.
2. تحقيق النصف الأول من فتح المغيث للسخاوي.
3. تحقيق الرغبة في شرح النخبة.
** جميع مؤلفات الشيخ من نشر وتوزيع مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع **
المملكة العربية السعودية ... الرياض ... طريق الملك فهد (شمال الجوازات)
هاتف 0096614065553
فاكس 096614083698
ص. ب (51929) الرمز (11553)
============================== =
ثالثا برامج وسيديات
البرنامج الأول
شرح كتاب اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير.
شرح كتاب البيوع من عمدة الأحكام.
شرح كتاب الحج من عمدة الأحكام.
مقارنة بين شروح كتب السنة الستة.
شرح كتاب التجريد الصريح من أحاديث الجامع الصحيح (كتاب بدء الوحي).
شرح حديث جابر في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم.
البرنامج الثاني
مقدمة التفسير للسيوطي
تفسير سورة الفاتحة
شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري
شرح نخبة الفكر لابن حجر
شرح متن الورقات في أصول الفقه
كيف يستفيد طالب العلم من كتب السنة
البرنامج الثالث
شرح موطأ الإمام مالك (الجزء الأول):
1/ كتاب وقوت الصلاة
2/ كتاب الطهارة
3/ كتاب الصلاة
4/ كتاب السهو
5/ كتاب الجمعة
6/ كتاب الصلاة في رمضان
7/ كتاب صلاة الليل
8/ كتاب صلاة الجماعة
9/ كتاب قصر الصلاة في السفر
10/ كتاب العيدين
11/ كتاب صلاة الخوف
12/ كتاب صلاة الكسوف
13/ كتاب الاستسقاء
14/ كتاب القبلة
15/ كتاب القرآن
16/ كتاب الجنائز
البرنامج الرابع
شرح كتاب اللؤلؤ المكنون في أحوال الأسانيد والمتون
شرح كتاب العلم لأبي خيثمة
شرح المنظومة البيقونية
شرح متن الآجرومية
شرح كتاب جوامع الأخبار
شرح كتاب الدروس المهمة لعامة الأمة
البرنامج الخامس
شرح بلوغ المرام، الجزء الأول
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب الجنائز
البرنامج السادس
شرح عمدة الأحكام كاملاً
البرنامج السابع:
شرح موطأ الإمام مالك، الجزء الثاني، ويحوي:
كتب الزكاة
كتاب الصيام
كتب الإعتكاف
كتاب الحج
البرنامج الثامن
شرح بلوغ المرام، الجزء الثاني، ويحوي:
كتاب الزكاة
كتاب الصيام
كتاب الحج
كتاب البيوع
** جميع برامج وسديات الشيخ الصوتية من (سلسلة ميراث الأنبياء) في مركز النجاشي للبرمجيات **
هاتف 0096612740110
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 03:08]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع الله بكم.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 11:55]ـ
بورك فيك .. أخي فيصل.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 04:18]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[27 - May-2010, صباحاً 11:38]ـ
بارك الله فيك ونفع بك(/)
معنى (فاطر السماوات والأرض)
ـ[حمد]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 07:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
قرأت تعريفاً للراغب الأصفهاني لمادة (فطر)، لكنه غير واضح:
هو إيجاده تعالى الشيء وإبداعه على هيئة مترشحة لفعل من الأفعال(/)
ما هذا الذي يحدث في الحج؟ امر خطير جدا
ـ[معالم السنن]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 01:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
في هذا العام بدا ينتشر امر خطير وبوادر مخيفة الا وهي ترك تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم في اعمال الحج خاصة من كثير من الشباب الاخيار مع انهم على قدر من القوة والتحمل عكس النساء وكبار السن مثلا
فلا مبيت بمنى ليالي التشريق ولا طواف للافاضة يوم النحر ولا رمي بعد الزوال ولا ولا ولا
سبحان الله اين تعظيم شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في القلوب؟
اذا استمر الوضع هكذا دون علاج فمع السنين ستندرس شعائر الحج وسيكون كثير من سنن الحج مجهولة عند الناس بسبب ترك العمل بها ولا حول ولا قوة الا بالله
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 01:23]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حقيقة العنوان مخيف، لكن على كل حال موعظة طيبة لمن يريد الحج بأن لا يترخص في أداء الشعائر خصوصًا إذا كان يملك القوة.
لكن توقعي ومن خلال ما عاينت في أداء تلك الفريضة أن الترخص غالبًا يكون من الشباب الذين سبق لهم الحج مرات، أما من يؤدي الفريضة لأول مرة فغالبًا يكون حريصًا على فعل كل السنن، وأداء جميع الشعاء بصورة صحيحة موافقة للسنة وغالبًا يكون الخروج عن هذا بجهل، والأمر يحتاج إلى حملات توعية للحجيج قبل القيام برحلة الحج بعدة أيام من خلال خطب الجمع في المساجد، وإقامة الدروس والدورات العلمية والندوات التوعوية، نسأل الله أن يتقبل من الجميع طاعاتهم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 01:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نعم أخى الكريم وهناك ما هو أسوأ مما ذكرت
الناس تمر في مزدلفة بالأتوبيسات (الباصات) إلى منى ويعتبرون توقف الباصات في الزحام في مزدلفة كأنها إقامة بمزدلفة!
ويمشون بالباصات إلى منى فإذا وصلوا الجمرات بعد 12 صباحاً ظنوا أن يوم النحر بدأ فرموا الجمرة الكبرى ثم حلقوا وذهبوا لطواف الإفاضة!
وكل هذا وأشباهه من الثمرات الخبيثة للكتاب المشئوم المسمى إفعل ولا حرج وفتاوى شيوخ تتبع الرخص أصحاب دعاوى التيسير ...
والحمد لله على العافية
ـ[معالم السنن]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 07:25]ـ
اخي ابو محمد العمري سلمه الله ..... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلامك الاول جميل اما الاخير فلا اوافقك عليه ابدا لان الشيخ سلمان ناقل لاراء بعض السلف وهي اجتهاد منهم
لكن السؤال المهم لماذا الشباب الصالح والقدوة يترخصون بهذه الرخص مع قدرتهم على تطبيق شعائر الحج كما وردت؟
والا العوام لا تشره عليهم لانهم عوام
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[معالم السنن]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 07:32]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حقيقة العنوان مخيف، لكن على كل حال موعظة طيبة لمن يريد الحج بأن لا يترخص في أداء الشعائر خصوصًا إذا كان يملك القوة.
لكن توقعي ومن خلال ما عاينت في أداء تلك الفريضة أن الترخص غالبًا يكون من الشباب الذين سبق لهم الحج مرات، أما من يؤدي الفريضة لأول مرة فغالبًا يكون حريصًا على فعل كل السنن، وأداء جميع الشعاء بصورة صحيحة موافقة للسنة وغالبًا يكون الخروج عن هذا بجهل، والأمر يحتاج إلى حملات توعية للحجيج قبل القيام برحلة الحج بعدة أيام من خلال خطب الجمع في المساجد، وإقامة الدروس والدورات العلمية والندوات التوعوية، نسأل الله أن يتقبل من الجميع طاعاتهم.
الاخ الفاضل علي احمد المعذرة على العنوان ما قصدت الا خير
اما كلامك عن الحملات وتوعية الناس عن طريق مشايخ الحملات فهو صحيح وانا اعتبره اهم طرق علاج هذه المشكلة وكنت اتناقش مع بعض الاخوة المشايخ في الحج فشكوا لي ان السبب يعود لمشايخ الحملات الذين لا يوجهون الناس باهمية تعظيم شرع الله وسنة نبيه (ص)
شكرا لك اخي لاثراء الموضوع بكلامك الرائع
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 08:38]ـ
أخي أبا محمد العمري سلمه الله
تعقيبا على بعض قولكم رعاكم الله
أقول
نقل أقوال بعض السلف وهي اجتهاد منهم
فيه عدة مقامات
أولا
قول الصحابي حجة بشروط لا تخفى
ومنها ثبوته
وأن لا يعارض سنة نبوية لم تبلغه
وأن لا يثبت من الصحابة معارض له
...
اختيار قول من أقول التابعين وترك بقية الأقوال دون
من باب تتبع الرخص ... ومعلوم حكم السلف على من هذا حاله
فكيف في مسألة مع مخالفة صريح السنة
بل والأمر النبوي
خذوا عني مناسككم
فكيف إذا جعل منهجا يدعى له
هذا ما تيسر على عجالة
مع تذكر المقامات السابقة
هذا ما لدي
ولعي أتذكر وأرجع للموضوع إن تيسر المرور بالمجلس العامر
في حفظ الله
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 09:40]ـ
للأسف الشديد الأمر أصبح لدى فئة كبيرة من الشباب أشبه بتأدية الشعيرة بنفسٍ خالية من المشاعر.
الأمر أخي خطيرٌ جدًا، وما هو إلا عارض من عوارض المرض، ففتش عن الداء.
(يُتْبَعُ)
(/)