أثر معرفة مفهوم الركن والشرط في العقيدة ردا على من قال بكلام المرجئة
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:39]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فهذا غيض من فيض في أثر معرفة مفهوم الركن والشرط في العقيدة فمن يعرف مفهوم الركن ومفهوم الشرط يدرك خطأ من يقول إن العمل شرط كمال فى الإيمان أو شرط صحة فى الإيمان أو أن الأعمال ليست داخلة فى مسمى الإيمان، وعلينا أن نتصور حقيقة الإيمان فمن تصور حقيقة أي شيء على ما هو عليه في الخارج، وعرف ماهيته بأوصافها الخاصة عرف ضرورة ما يناقضه ويضاده،وقد عرف أهل السنة الإيمان بأنه قول وعمل: قول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل الجوارح [1]، وقد حكى غير واحد منهم الإجماع على ذلك كابن عبد البرفي التمهيد، ولقد تلقى أهل السنة هذا التعريف بالقبول والتسليم، اتباعاً للنصوص القرآنية، والأحاديث النبوية الصحيحة الدالة على أن الإيمان تصديق بالقلب وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح،وتنوعت عبارات السلف الصالح في تعريف الإيمان، فتارة يقولون: هو قول وعمل، وتارة يقولون: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وتارة يقولون: هو قول وعمل ونية، وتارة يقولون: قول وعمل ونية واتباع السنة فإذا قالوا الإيمان قول وعمل فإنه يدخل في القول قول القلب واللسان جميعاً، وهذا هو المفهوم من لفظ القول والعمل، ونحو ذلك إذا أطلق فإن القول المطلق، والعمل المطلق في كلام السلف يتناول قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح، فقول باللسان بدون اعتقاد القلب هو قول المنافقين، وهذا لا يسمى قولاً إلا بالتقييد " كقوله تعالى ?يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّالَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ? [2] وكذلك عمل الجوارح بدون أعمال القلوب، هي من أعمال المنافقين، التي لا يتقبلها الله، فقول السلف يتضمن القول والعمل الباطن والظاهر. ومن أراد الاعتقاد رأى أن لفظ القول لا يفهم منه إلا القول الظاهر، أو خاف ذلك، فزاد الاعتقاد بالقلب، ومن قال: قول وعمل ونية، قال: القول يتناول الاعتقاد وقول اللسان، وأما العمل فقد لا يفهم منه النية فزاد ذلك، ومن زاد اتباع السنة فلأن ذلك كله لا يكون محبوباً لله إلا باتباع السنة، وأولئك لم يريدوا كل قول وعمل، إنما أرادوا ما كان مشروعاً من الأقوال والأعمال، ولكن كان مقصودهم الرد على " المرجئة " الذين جعلوه قولاً فقط. فقالوا: بل هو قول وعمل، والذين جعلوه " أربعة أقسام " فسروا مرادهم، كما سئل سهل بن عبد الله التستري عن الإيمان ما هو؟ فقال: قول وعمل ونية وسنة؛ لأن الإيمان إذا كان قولاً بلا عمل فهو كفر، وإذا كان قولاً وعملاً بلا نية فهو نفاق وإذا كان قولاً وعملاً ونية بلا سنة فهو بدعة. و النزاع في تعريف الإيمان بين أهل السنة وأهل البدع من المعتزلة والخوارج والمرجئة والكرامية سببه دعوى أن الإيمان حقيقة واحدة، لا تتبعض ولا تتجزأ، فمتى ذهب بعضه ذهب كله، فلم يبق منه شيء،وإذا ثبت بعضه ثبت جميعه، فلم يقولوا بذهاب بعضه، وبقاء بعضه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من الإيمان) [3]. وبناء على هذا الأصل الفاسد الذي أصلوه، قال هؤلاء: بأنه لا يجتمع في العبد إيمان وكفر؛ لإن الإيمان شيء واحد لا يتبعض، فكذا الكفر ... ونسى هؤلاء أن الإيمان له عدة شعب،وكل شعبة منها تسمى إيماناً أى علامة على الإيمان أو من صفات المؤمنين فالأعمال الظاهرة كالصلاة مثلاً من الإيمان،وكذلك الزكاة والحج والصيام،والأعمال الباطنة كالحياء والتوكل والخشية من الله، والإنابة إليه من الإيمان، وكذلك إماطة الأذى عن الطريق فإنه شعبة من شعب الإيمان، وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعة الشهادة، ومنها ما لا يزول بزوالها كترك إماطة الأذى عن الطريق، وكذلك الكفر له عدة شعب،وكل شعبة منها تسمى كفراً أى علامة على الكفر أو من صفات الكفارفكما أن شعب الإيمان إيمان فشعب الكفر كفر، والحياء شعبة من الإيمان وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر، والصدق شعبة من شعب الإيمان، والكذب شعبة من شعب الكفر، والصلاة والزكاة والحج والصيام من شعب الإيمان، وتركها من شعب الكفر والحكم بما أنزل الله من شعب الإيمان، والحكم
(يُتْبَعُ)
(/)
بغير ما أنزل الله من شعب الكفر، والمعاصي كلها من شعب الكفر كما أن الطاعات كلها من شعب الإيمان ن،و يقول ابن تيمية: "الإيمان: مركب من أصل لا يتم بدونه، ومن واجب ينقص بفواته نقصاً يستحق صاحبه العقوبة، ومن مستحب يفوت بفواته علو الدرجة، فالناس فيه ظالم لنفسه، و مقتصد، و سابق، كالحج وكالبدن والمسجد وغيرها من الأعيان والصفات، فمن أجزائه ما إذا ذهب نقص عن الأكمل، ومنه ما نقص عن الكمال،وهو ترك الواجبات أو فعل المحرمات، ومنه ما نقص ركنه وهو ترك الاعتقاد والقول) [4]. وإذا تقرر أن الإيمان شعب متعددة، وأنه قابل للتبعيض والتجزئة، فإنه يمكن اجتماع إيمان وكفر غير ناقل عن الملة، في الشخص الواحد كما في قوله تعالى: ? وَمَايُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ? [5] حيث إن الله أثبت لهم إيمانا مع شرك، فدل ذلك على اجتماعهما في المؤمن. وقوله تعالى: ?وَإِنطَائِفَتَانِ مِنَالْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوابَيْنَهُمَا فَإِنبَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُواالَّتِيتَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ? [6] فأثبت الله تعالى لهم وصف الإيمان، مع أنهم متقاتلون، وقتال المسلم كفر، كما قال عليه الصلاة والسلام: (سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر) [7]. وعلى ما أصلنا من أن الإيمان عند السلف قول وعمل فالإيمان لابد أن يكون بهذه الأمور الأربعة: قول اللسان وهو النطق باللسان، وقول القلب،وهو الإقرار والتصديق،وعمل القلب وهو النية والإخلاص،وعمل الجوارح. فالعمل جزء من أجزاء الإيمان الأربعة [8]، أو ركن فى الإيمان،ومادام العمل ركن فى الإيمان فهو داخل فى مسماه،والقول بدخول العمل في مسمى الإيمان حقيقة لازمه أن يكون جزءاً من الماهية وركناً فيها، وقد التزم السلف ذلك،والقول بأن العمل شرط فى الإيمان لازمه أن يكون العمل خارجاً عن الماهية، لذا لا يقال أن العمل شرط كمال فليس العمل شرطاً من شروط صحة الإيمان أو شرط كمال فى الإيمان أو إنه خارج عن الإيمان أو هو ثمرة الإيمان أو من مقتضى الإيمان أو هو دليل على الإيمان كما أن وجودا لنتيجة دليل على وجودالسبب إذ كل هذه من أقوال المرجئة فكيف يكون العمل من الإيمان ثم يكون العمل شرطاً، ومعلوم أن الشرط يكون خارج المشروط، فهذا تناقض؛ لأن الإيمان قول وعمل واعتقاد، والعمل هو من الإيمان،وهو الإيمان، ولا عمل بدون إيمان،ولا إيمان بدون عمل، فهما متلازمان، والأعمال هي من الإيمان بل هي الإيمان: الأعمال إيمان، والأقوال إيمان، والاعتقاد إيمان، ومجموعها كلها هو الإيمان بالله عز وجل، والإيمان بكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره، والسلف مع قولهم بركنية العمل في مسمّى الإيمان لا يجعلون ذلك متعلقاً بآحاده وأفراده كما هو الشأن عند الخوارج والمعتزلة وإنما حصروا ذلك بجنسه وأما آحاده وأفراده فقد فصَّلوا القول فيها؛ فمنها ما هو شرط في صحة الإيمان،ومنها ما هو شرط في كماله،والفيصل في ذلك نصوص الكتاب والسُّنة وفهم السلف الصالح، والمرجئة يخرجون الأعمال عن مسمى الإيمان، وهم أربعة أقسام:
القسم الأول:
الذين يقولون الإيمان وهو مجرد المعرفة، ولو لم يحصل تصديق .. وهذا قول الجهمية، وهذا شر الأقوال وأقبحها، وهذا كفر بالله عز وجل؛لأن المشركين الأولين وفرعون وهامان وقارون وإبليس كلٌ منهم يعرفون الله عز وجل، ويعرفون الإيمان بقلوبهم، لكن لما لم ينطقوه بألسنتهم، ولم يعملوا بجوارحهم لم تنفعهم هذه المعرفة.
القسم الثاني:
الذين قالوا إن الإيمان هو تصديق القلب فقط، و هذا قول الأشاعرة، و هذا أيضاً قول باطل؛ لأن الكفار يصدقون بقلوبهم، ويعرفون أن القرآن حق وأن الرسول حق، واليهود والنصارى يعرفون ذلك، و هؤلاء لم ينطقوا بألسنتهم،ولم يعملوا بجوارحهم مع إنهم يصدقون بقلوبهم فلا يكونون مؤمنين.
الفرقة الثالثة:
التي تقابل الأشاعرة وهم الكرَّامية، الذين يقولون: إن الإيمان نطق باللسان، و لو لم يعتقد بقلبه، ولا شك أن هذا قول باطل؛لأن المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار يقولون: نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله بألسنتهم، ولكنهم لا يعتقدون ذلك،ولا يصدقون به بقلوبهم.
الفرقة الرابعة:
أخف الفرق في الإرجاء،الذين يقولون إن الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان،ولا يدخل فيه العمل وهذا قول مرجئة الفقهاء وهو قول باطل أيضا. وجمهور أهل السنة يقولون: العمل من الإيمان،وهو جزء منه فالأعمال واجبة،وهي من الإيمان، ومرجئة الفقهاء يقولون: الأعمال واجبة وليست من الإيمان، ولهذا قال من قال بأن الخلاف بينهم وبين جمهور أهل السنة خلاف لفظي، وقال بهذا شارح الطحاوية و الصواب أنه ليس لفظياً بل خلافاً معنوياً.
[1]- انظر التمهيد 9/ 248، وانظر مجموع فتاوى ابن تيمية 7/ 308، 12/ 472 وانظر تفسير ابن كثير 1/ 39، وفتح الباري 1/ 47، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي 4/ 832، وشرح السنة للبغوي 1/ 38.
[2]- الفتح: 11
[3]- متفق عليه رواه البخارى ارقم44 ورواه مسلم رقم325
[4]- مجموع الفتاوى لابن تيمية 7/ 637
[5]- يوسف: 106
[6]- الحجرات: 9
[7]- متفق عليه البخارى رقم 48 ومسلم رقم 116
[8]- انظر أسئلة وأجوبة فى الإيمان والكفر للشيخ صالح الفوزان وللشيخ عبد العزيزالراجحى وحقيقة الإيمان عند الشيخ الألبانى للشيخ محمد أبو رحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:41]ـ
نتيجة محتمة:
إذا كان الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح … فمعنى ذلك أن من تخلى من شيء من ذلك فإنه لا يكون مؤمناً بل كافراً، والردة وهى الكفر بعد الإسلام تكون بالقول وبالفعل والاعتقاد والشك، فمن أشرك بالله أو جحد ربوبيته أو وحدانيته أو صفة من صفاته أو بعض كتبه أو رسله أو سب الله أو رسوله، أو جحد شيئاً من المحرمات المجمع على تحريمها أو استحله أو جحد وجوب ركن من أركان الإسلام الخمسة أو شك في وجوب ذلك أو في صدق r أو غيره من الأنبياء. أو شك في البعث أو سجدلصنم أو كوكب أو فعل السحر أو فعل أي نوع من أنواع الشرك كأن دعا غير الله أو ذبح لغير الله أو نذر لغير الله أو طاف بغير بيت الله تقرباً لذلك الغير فالكفر يكون بالفعل كما يكون بالقول [9].
[9]- انظر الفتاوى والبيانات التي صدرت من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فى التحذير من ظاهرة الإرجاء وبعض الكتب الداعية إليه
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:48]ـ
قول فاسد:
القول بأن سب الله، وسب الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بكفر في نفسه، ولكنه أمارة وعلامة على ما في القلب من الاستخفاف والاستهانة قول فاسد ليس بصحيح، و هو قول المرجئة وهو قول باطل، بل إن نفس السب كفر،ونفس الاستهزاء كفر كما قال تعالى: ? قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ? [10] فأثبت لهم الكفر بعد الإيمان بهذه المقالة ولم يقل إن كنتم تعتقدون في قلوبكم شيئاً، فالله تعالى أطلق الكفر عليهم بهذه المقالة، فدل على أن القول بأن كلام الكفر أو قول الكفر ليس بكفر بل هو علامة على ما في القلب هذا باطل،فالقلب لا يعلم ما فيه إلا الله تعالى،والكفر يكون بالقلب،ويكون بالقول،ويكون بالعمل، والمقصود أن هذا القول يتمشى مع مذهب المرجئة.
[10]- التوبة 66 - 67
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:53]ـ
بطلان مقولة لاكفر إلا باعتقاد، وأصل الإيمان اعتقاد فقط
سمعنا بعض الأفاضل يقولون بأن أصل الإيمان الاعتقاد، والإنسان لايكفر حتى يعتقد،ولاكفر إلا بالاعتقاد ويقولون بأن هذا هو كلام شيخ الإسلام فى مجموع الفتاوى ج11 مناظرة الفرق بين الحمد والشكرحيث قال: (قال أهل السنة إن من ترك فروع الايمان لا يكون كافراً حتى يترك أصل الإيمان،وهو الاعتقاد ولا يلزم من زوال فروع الحقيقة التى هى ذات شعب وأجزاء زوال اسمها كالانسان إذا قطعت يده أو الشجرة إذا قطع بعض فروعه) وهذا الكلام ينم عن عقيدة المرجئة فى إخراج الأعمال عن مسمى الإيمان قولهم أصل الإيمان الاعتقاد فقط غاية فى التناقض فكيف يكون أصل الإيمان الاعتقاد فقط،والإيمان والإجماع على أن الإيمان قول وعمل؟ فالقول والعمل ركنان في مسمى الإيمان، أي أنهما جزءان من ماهِيته؛ لذايلزم من عدمِ أي واحد منهما عدمُ الإيمان الذي هما ركنان فيه؛ لأن الشيء ينتفي بانتفاء ركنه .. وقولهم لاكفر إلا باعتقاد غاية فى التناقض فإذا كان الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح، فمعنى ذلك أن من تخلى من شيء من ذلك فإنه لا يكون مؤمناً بل كافراً فالكفر يكون بالقول والعمل والاعتقاد لابالاعتقاد فقط، وقد أجمع العلماء على كفر من سب الله أو نبياً من الأنبياء كمانقل ذلك إسحاق ابن راهوية فقال: (قد أجمع العلماء على أن من سب الله عز وجل، أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم أو دفع شيئاً أنزله الله، أو قتل نبياً من أنبياء الله، وهو مع ذلك مقر بما أنزل الله أنه كافر) [11]. وقال القاضي عياض: (لا خلاف أن ساب الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم) [12]. وقال ابن تيمية: (فصل فيمن سب الله تعالى، فإن كان مسلماً وجب قتله بالإجماع؛ لأنه بذلك كافر مرتد، وأسوأ من الكافر، فإن الكافر يعظم الرب، ويعتقد أن ما هو عليه من الدين الباطل ليس باستهزاء بالله ولا مسبة له) [13]. وقال ابن حزم: (وأما سب الله تعالى، فما على ظهر الأرض مسلم يخالف أنه كفر مجرد ... وهو محكوم عليه بنفس قوله، لا بمغيب ضميره الذي لا يعلمه إلا الله تعالى) [14] ثم القول لاكفر إلا بالاعتقاد مناقض لصريح القرآن قال
(يُتْبَعُ)
(/)
تعالى: ? وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَاكُنَّانَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ? [15] فأثبت لهم الكفر بعد الإيمان بهذه المقالة،ولم يقل إن كنتم تعتقدون في قلوبكم شيئاً. وقال تعالى: ? يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَاقَالُواْوَلَقَدْقَالُواْكَل ِمَةَالْكُفْرِوَكَفَ رُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ? [16] حكم الله على أن الكلام نفسه كفر، وحكم عليهم بالكفربمجردالقول،وقال أبوبكر بن العربى: الهزلَ بالكفرِ كفرٌ، لا خلاف فيه بين الأمَّة [17] وقال القاضى عياض: وقال: ((نقطع بتكفير كلِّ قائل قولاً يُتوصل به إلى تضليل الأمَّة وتكفير جميع الصَّحابة … وكذلك نكفِّر بفعلٍ أجمع المسلمون على أَنَّه لا يصدُرُ إلاَّ من كافر،وإنْ كان صاحبُه مصرِّحاً بالإسلام مع فعله كالسجود للصَّنم، أو الشمس، والقمر، والصَّليب، والنَّار. والسَّعي إلى الكنائس والبِيَع مع أهلِها. والتَّزيِّي بزيِّهم من شدِّ الزَّنانير وفحص الرؤوس [18] فقد أجمع المسلمون أنَّ هذا الفعل لا يوجد إلاَّ من كافرٍ،وأَنَّ هذه الأفعال علامةٌ على الكفر، وإِنْ صرَّح فاعلها بالإسلام)) [19]،وقال ابن نجيم: ((والحاصل أَنّ من تكلَّم بكلمة الكفر هازلاً أو لاعباً كفَرَ عند الكلِّ،ولا اعتبارَ باعتقاده كما صرَّح به قاضيخان في فتاواه ومن تكلم بها مخطئاً أو مُكْرَهاً لا يكفر عند الكلِّ ومن تكلَّم بها عالماً عامداً كفر عند الكلِّ)) [20]،وقال ابن نجيم أيضاً: ((عبادة الصَّنم كفرٌ، ولا اعتبار بما في قلبه)) [21]،وقال الأمير الصنعانى: ((صرح الفقهاء في كتب الفقه في باب الرِّدَّة: أَنَّ من تكلَّم بكلمة الكفر يكفر وإِنْ لم يقصد معناها)) [22]،وقال الآلوسى: في تفسير قوله تعالى: {لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}. ((واستدلَّ بعضهم بالآية على أنَّ الجدَّ واللَّعِب في إظهارِ كلمةِ الكفر سواءٌ ولا خلافَ بين الأئمَّة في ذلك)) [23].
[11]- التمهيد لابن عبد البر 4/ 226
[12]- الشفا 2/ 582
[13]- الصارم المسلول لابن تيمية ص 546
[14]- المحلى 13 لابن حزم/498
[15]- التوبة 65 - 66
[16]- التوبة: 74
[17]- أحكام القرآن لابن العربي (2/ 976).
[18]- علَّق مُلاّ علي القاري في "شرحه للشفا" بقوله: أو لعل فحص الرأس - أي حلق وسطه - كان شعاراً للكفر قبل ذلك، وأما الآن فقد كثر في المسلمين فلا يعد كفراً.
[19]- الشفابتعريف حقوق المصطفى (2/ 396،397).طبعة هشام علي حافظ ط1 – 1416هـ انظر كيف لم يقيد القول أو الفعل بالاعتقاد.
[20]- "البحر الرائق شرح كنز الحقائق" (5/ 134). دار الكتاب العربي ط2.
[21]- "الأشباه والنظائر مع شرح الحموي غمز عيون البصائر" (2/ 204) دار الكتب العلمية.ط1 – 1405هـ.
[22]- "تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد" (ص30). مكتبة دار الفيحاء. تعليق الشيخ إسماعيل الأنصاري.
[23]- "روح المعاني" (10/ 131). دار إحياء التراث العربي.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:58]ـ
دحض استدلال المرجئة بكلام شيخ الإسلام في أصل الإيمان
شيخ الإسلام من أئمة أهل السنة،واعتقاده اعتقاد أهل السنة،وكلامه فى أصل الإيمان معروف أن أصل الإيمان الاعتقاد والقول والعمل؛ لأن الإيمان عنده قول وعمل، والقول عنده يستلزم العمل لاعلاقة السبب والنتيجة أو السبب والثمرة بل علاقة التلازم فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية عندما تكلم على وجوه غلطالمرجئة في الإيمان: (ظنهم أن الإيمان الذي في القلب يكون تاما بدون شيء من الأعمال،ولهذا يجعلون الأعمال ثمرة الإيمان ومقتضاه بمنزلة السبب معالمسبب ولا يجعلونها لازمة له ; والتحقيق أن إيمان القلب التام يستلزم العمل الظاهربحسبه لا محالة،ويمتنع أن يقوم بالقلب إيمان تام بدون عمل ظاهر ; ولهذا صاروا يقدرون مسائل يمتنع وقوعها لعدم تحقق الارتباطالذي بين البدن والقلب مثل أن يقولوا: رجل في قلبه من الإيمان مثل ما في قلب أبيبكر وعمر،وهو لا يسجد لله سجدة،ولا يصوم رمضان،ويزني بأمه وأخته ويشرب الخمر نهاررمضان ; يقولون: هذا مؤمن تام الإيمان فيبقى سائر المؤمنين ينكرون ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
غايةالإنكار [24] وقال أيضاً: وإذا قام بالقلب التصديق به،والمحبة له لزمضرورة أن يتحرك البدن بموجب ذلك من الأقوال الظاهرة والأعمال الظاهرة فمايظهر على البدن من الأقوال والأعمال هو موجب ما فى القلب ولازمه ودليله ومعلوله كما أن ما يقوم بالبدن من الأقوالوالأعمال له أيضا تأثير فيما فى القلب فكل منهما يؤثر فى الآخر لكن القلب هو الأصل والبدن فرع له والفرع يستمد من أصله،والأصل يثبت ويقوى بفرعه ([25]. وقال أيضاً: (وقيل لمن قال: دخول الأعمال الظاهرة في اسم الإيمان مجاز نزاعك لفظي ; فإنك إذا سلمت أن هذه لوازم الإيمان الواجب الذيفي القلب وموجباته كان عدم اللازم موجباً لعدم الملزوم فيلزم من عدم هذا الظاهر عدمالباطنفإذا اعترفت بهذا كان النزاع لفظيا، وإنقلت: ما هو حقيقة قول جهم وأتباعه من أنه يستقر الإيمان التام الواجب في القلب معإظهار ما هو كفر،وترك جميع الواجبات الظاهرة قيل لك: فهذا يناقض قولك إن الظاهرلازم له وموجب له بل قيل: حقيقة قولك إن الظاهر يقارن الباطن تارة ويفارقه أخرىفليس بلازم له ولا موجب ومعلول له، ولكنه دليل إذا وجد دل على وجود الباطن، وإذ عدم لم يدل عدمه على العدم، وهذا حقيقة قولك) [26].
ما معنى قولنا علاقة التلازم واللزوم؟
التلازم هوأن وجود شىء يستلزم وجود شيئاً أخرفإذا انعدم أحدهما انعدم الآخر، فكيف تقولون على شيخ الإسلام هذا، و هو الذى قال أن المرجئة أخرجوا العمل عن مسمى الإيمان؟ قال شيخ الإسلام: (والمرجئة أخرجوا العمل الظاهر عن الإيمان فمن قصد منهم إخراج أعمال القلوب أيضاً وجعلها هي التصديق، فهذا ضلال بيّن،ومن قصد إخراج العمل الظاهر، قيل لهم: العمل الظاهر لازم للعمل الباطن لا ينفك عنه، وانتفاء العمل الظاهر دليل انتفاء الباطن ... والسلف اشتد نكيرهم على المرجئة لما أخرجوا العمل من الإيمان .. وأيضاً فإخراجهم العمل يشعر أنهم أخرجوا أعمال القلوب أيضاً، وهذا باطل قطعاً. فإن من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم و أبغضه وعاداه بقلبه وبدنه فهو كافر قطعاً بالضرورة،،وإن أدخلوا أعمال القلوب في الإيمان أخطئوا أيضاً [27] لامتناع قيام الإيمان بالقلب من غير حركة بدن) [28] وصرح رحمه الله بأن الرجل لا يكون مؤمنا بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي اختصبإيجابها محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: (وقد تبين أن الدين لابد فيه من قول وعمل،وأنهيمتنع أن يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله بقلبه أو بقلبه ولسانه ولم يؤد واجباًظاهراً، ولا صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا غير ذلكمن الواجبات، لا لأجل أن الله أوجبها، مثل أن يؤدي الأمانة و يصدق الحديث، أو يعدلفي قسمه وحكمه، من غير إيمان بالله ورسوله، لم يخرج بذلك من الكفر، فإن المشركين،وأهل الكتاب يرون وجوب هذه الأمور،فلا يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابهامحمد صلى الله عليه وسلم) [29] وقال أيضاً: (فمن كان ظاهره أعمال الإسلام،ولا يرجع إلى عقود الإيمانبالغيب فهو منافق نفاقاً ينقل عن الملة،ومن كان عقده الإيمان بالغيب،ولا يعملبأحكام الإيمان وشرائع الإسلام فهو كافر كفراً لا يثبت معه توحيد، ومن كان مؤمنا بالغيب مما أخبرت به الرسل عن الله عاملاً بماأمر الله فهو مؤمن مسلم) [30].وقال رحمه الله:) وقيل بل الأعمال فى الأصل ليست من الإيمان فإن أصل الإيمان هو ما فى القلب،ولكن هى لازمة له فمن لم يفعلها كان إيمانه منتفياً؛ لأن إنتفاء اللازم يقتضى انتفاء الملزوم لكن صارت بعرف الشارع داخلة فى إسم الإيمان إذا أطلق) [31].وقال: (إذاعرف أن أصل الإيمان فى القلب فإسم الإيمان تارة يطلق على ما في القلب من الأقوال القلبية والأعمال القلبية من التصديق والمحبة والتعظيم ونحو ذلك وتكون الأقوال الظاهرة والأعمال لوازمه وموجباته ودلائله، وتارة على ما فى القلب والبدن جعلاً لموجب الإيمان ومقتضاه داخلاً فى مسماه) [32]. وقال رحمه الله: (فأصل الإيمان فى القلب،وهو قول القلب وعمله، وهو إقرار بالتصديق والحب والانقياد، وما كان فى القلب فلابد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح،وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دل على عدمه أو ضعفه، ولهذا كانت الأعمال الظاهرة من موجب ايمان القلب ومقتضاه،وهى تصديق لما فى القلب ودليل عليه وشاهد له،وهى شعبة من مجموع الإيمان المطلق،وبعض له لكن ما فى القلب هو الأصل لما على الجوارح) [33]. وقال: (و أصل الإيمان توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له والإيمان برسله) [34]. وقال رحمه الله: (ومن المعلوم: أن أصل الإيمان تصديق الرسول فيما أخبر وطاعته فيما أمر وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها على أنه لا يجوز أن يكون ثم دليل لا عقلي ولا غير عقلي يناقض ذلك وهذا هو المطلوب) [35] وقال رحمه الله: (إذا كان الحب أصل كل عمل من حق وباطل وهو أصل الأعمال الدينية وغيرها وأصل الأعمال الدينية حب الله ورسوله كما ان اصل الأقوال الدينية تصديق الله ورسوله فالتصديق بالمحبة هو أصل الإيمان وهو قول وعمل) [36].
[24]- مجموع الفتاوى لابن تيمية 7/ 204
[25]- مجموع الفتاوى لابن تيمية 7/ 541
[26]- مجموع الفتاوى لابن تيمية 7/ 577
[27]- أى إذا ادخلوا أعمال القلب،وأخرجوا أعمال الجوارح؛لأن الاثنين متلازمان
[28]- مجموع الفتاوى لابن تيمية 7/ 554 - 556
[29]- مجموع الفتاوى لابن تيمية 7/ 621
[30]- مجموع الفتاوى لابن تيمية7/ 333
[31]- مجموع الفتاوى لابن تيمية7/ 202
[32]- - مجموع الفتاوى لابن تيمية7/ 551
[33]- - مجموع الفتاوى لابن تيمية7/ 644
[34]- - مجموع الفتاوى لابن تيمية27/ 274
[35]- درء التعارض العقل والنقل لابن تيمية 1/ 310 ناشر: دار الكنوز الأدبية - الرياض، 1391هـ تحقيق: محمد رشاد سالم
[36]- قاعدة في المحبة لابن تيمية ص 49 كتبة التراث الإسلامي – القاهرة حقيق: د. محمد رشاد سالم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:58]ـ
والخلاصة مادام الاعتقاد،والعمل متلازمان إذا انتفى أحدهما انتفى الآخر، وإذا ثبت أحدهما ثبت الآخر فإطلاق أن أصل الإيمان الاعتقاد صحيح؛لأنه مادام هناك اعتقاد فلا بد أن يكون هناك عمل، وكيف يكون هناك اعتقاد بلا عمل أو عمل بلا اعتقاد؟!! هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،وكتب ربيع أحمد 31/ 12/2007 م
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 01:03]ـ
للمتابعة
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 06:05]ـ
بحث أثر معرفة مفهوم الركن والشرط في العقيدة ردا على من قال بكلام المرجئة على ملف ورد مضغوط بالمرفقات
ـ[توحيد 34]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 05:25]ـ
جزاك الله خيرا أخي حملت الملف إن شاء ينفعني كطالب علم مبتدأ لكي أظبط مسألة الإيمان فمن أراد مساعدتي ونصحي فينصحني على الخاص ربي يحفظكم حميعا.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 01:19]ـ
يمكنكم البدء بكتاب منة الرحمن في نصيحة الإخوان نصيحة في العقيدة والعمل و السلوك للشيخ ياسر برهامي فهو كتاب صغير نافع أو كتاب 200 سؤال وجواب في العقيدة للحافظ أحمد الحكمي أو كتاب العقيدة الصحيحة و ما يضادها للعلامة ابن باز أو عقيدة أهل السنة والجماعة للعلامة ابن عثيمين و فقكم الله.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 02:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تراجع ياسر البرهامي عن قوله في مسألة الإيمان وأن الأعمال شرط كمال فيه؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 05:41]ـ
أخف الفرق في الإرجاء،الذين يقولون إن الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان،ولا يدخل فيه العمل وهذا قول مرجئة الفقهاء وهو قول باطل أيضا.
شكرالله لك أخي الدكتور,
مرجئة الفقهاء لا يخرجون عمل القلب من مسمى الإيمان
وإنما يخرجون أعمال الجوارح .. فليتبّه
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 05:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تراجع ياسر البرهامي عن قوله في مسألة الإيمان وأن الأعمال شرط كمال فيه؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مسألة العمل شرط كمال من دقائق علم العقيدة و كثير من المشايخ قالوا بها حتى ابن حجر قال بها و نسب ذلك لأهل السنة في كتابه فتح الباري.
وقلة من المشايخ هم الذين يقولون العمل لا شرط كمال و لا شرط صحة بل هو ركن في الإيمان كالشيخ الفوزان و عبد العزيز الراجحي و السيد العربي
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 07:14]ـ
لكن الشيخ ياسر برهامي لديه إرجاء واضح كما في رده على الشيخ سفر
وابن حجر ليست أقواله في العقيدة محررة على مذاهب السلف
بل هو منسوب للأشعرية .. ومتأثر بهم ولاريب
وأما دعوى أن العمل شرط صحة من المسائل الدقيقة وأن القائلين به قلة فغير صحيح
وسواء قيل شرط صحة أو ركن .. فلا يهم,, لأن المتفق عليه عند السلف
أن العمل والاعتقاد والقول .. لايجزيء سقوط أحدها .. كما قال الشافعي
ونقله إجماعا .. هذا هو المعتبر , وتحرير التوصيف اللفظي بين كونه ركنا
أو شرط صحة .. فأقرب للخلاف اللفظي
ولعلك تراجع كتاب ظاهرة الإرجاء للعلامة الحوالي
أو إن شئت راجع أقوال الإمام ابن تيمية في الإيمان
وانظر إلى الكتاب الذي رد صاحبه به على برهامي
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 07:34]ـ
لكن الشيخ ياسر برهامي لديه إرجاء واضح كما في رده على الشيخ سفر
وابن حجر ليست أقواله في العقيدة محررة على مذاهب السلف
بل هو منسوب للأشعرية .. ومتأثر بهم ولاريب
وأما دعوى أن العمل شرط صحة من المسائل الدقيقة وأن القائلين به قلة فغير صحيح
وسواء قيل شرط صحة أو ركن .. فلا يهم,, لأن المتفق عليه عند السلف
أن العمل والاعتقاد والقول .. لايجزيء سقوط أحدها .. كما قال الشافعي
ونقله إجماعا .. هذا هو المعتبر , وتحرير التوصيف اللفظي بين كونه ركنا
أو شرط صحة .. فأقرب للخلاف اللفظي
ولعلك تراجع كتاب ظاهرة الإرجاء للعلامة الحوالي
أو إن شئت راجع أقوال الإمام ابن تيمية في الإيمان
وانظر إلى الكتاب الذي رد صاحبه به على برهامي
لو قرأت بحثي هذا لعلمت أن البحث كتبته أصلا لرد على من يقول العمل شرط كمال أو شرط صحة في الإيمان.
أما القول بإرجاء الشيخ ياسر برهامي فهذا يحتاج لدليل قوي و ليس مجرد اتهامه بالوقوع في الإرجاء دون دليل فرب ما يعتبره البعض إرجاءا ليس بإرجاء عند النظر أي اثبت العرش ثم انقش.
نعم ابن حجر ليست أقواله في العقيدة محررة على مذاهب السلف و لم أقل أن أقواله في العقيدة محررة على مذهب السلف بل قلت نسب القول لأهل السنة أي أوميء بعدم صحة ما نسبه.
و الراجح أن العمل ركن لكني نسيت أن اكتب ذلك.
و لمعرفة المخالفات التي وقع فيها ابن حجر في العقيدة يراجع التنبيه عى المخالفات العقدية في الفتح و ربما يوجد في مكتبة المشكاة أو صيد الفوائد.
مسألة دقيقة أقصد أنه لم ينتبه إليها كثير من المشايخ و قالوا بأن العمل شرط كمال أو شرط صحة و هذا يخرج العمل عن مسمى الإيمان لأن الشرط خارج عن المشروط، ولم ينتبهوا أنهم لو قالوا بالشرطية اخرجوا العمل عن مسمى الإيمان.
نحن لم نتكلم عن كلام السلف في أن الإيمان قول وعمل فبعض المشايخ يقولون الإيمان قول و عمل ثم يقعون في الإرجاء.
أما القول بأنه خلاف لفظي فعند التدقيق نجد غير ذلك و كيف ذلك و القول بشرطية العمل في الإيمان يخرج العمل عن الإيمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 07:36]ـ
شكرالله لك أخي الدكتور,
مرجئة الفقهاء لا يخرجون عمل القلب من مسمى الإيمان
وإنما يخرجون أعمال الجوارح .. فليتبّه
حبيبي في الله أنا لم اقرأ كلامك إلا الساعة قولي: ((أخف الفرق في الإرجاء،الذين يقولون إن الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان،ولا يدخل فيه العمل وهذا قول مرجئة الفقهاء وهو قول باطل أيضا)).
العمل عند الإطلاق يقصد به عمل الجوارح
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 07:53]ـ
أخي الدليل موجود وقد أحلتك عليه .. أعني كون الشيخ برهامي
يوافق المرجئة كثيرا, وثم شيخ رد عليه في كتاب خاص وقدم له
ابن جبرين وغيره
ولا أريد تطويل النقاش,,وفقك الله
أما إعراضي عن المصطلحات .. فبيّنته
وهو أن المسلم يعتني بالثمرة ..
فسواء سمي شرط صحة .. كالوضوء شرط صحة الصلاة
أو سمّي ركنا .. المهم عندي تقريره في الخاتمة: أنه لا تجزيء الصلاة بغير وضوء
ولو صلى ألف صلاة
وكذلك من ترك عمل الجوارح مطلقا ..
فإيمانه باطل .. وهو كافر
وذلك لأنوء بنفسي عن الجدال المصطلحي
فهب أن رجلا رأى شخصا آخر
يدعي الإيمان ولا يقوم بأي فرض
فقال له: اعمل!
فقال الآخر: إيماني في قلبي
فرد عليه: يشترط أن تعمل حتى يصحّ إيمانك ..
وبغير عمل .. لا قيمة لإيمانك (المدعى)
فهل في عبارته غلط له ثمرة حقيقية؟
وكذا لو قال: أنت تركت ركناً
وحينئذ بطل إيمانك
المقصود: النتيجة واحدة
وهو المقصود هنا
نعم يعترض معترض ويقول
الوضوء ليس من الصلاة
فلا يسمى ركنا فيها
فالجواب: سمّه ما شئت ..
لا صلاة لك إن لم تتوضأ
وهذه الثمرة
ـ[أم معاذة]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 08:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل إرجاء ياسر البرهامي مشهور معروف ومثله أحمد فريد الذي يعتبر القول بأن الأعمال شرط صحة - عند من يعبرون بهذا أنه داخل في مسمى الإيمان - هو قول الخوارج!
أما رده على الشيخ سفر الحوالي فهو موجود على الشبكة، وفيه يقرر ما ترده أنت في موضوعك، من أن الأعمال شرط كمال وأنه قول جمهور العلماء، فما عليك - وهذا ما أرجوه منك فعلا - إلا أن تكتب في خانة البحث على صفحة الجوجل "رد ياسر البرهامي على سفر الحوالي"، ومن ثم قم بقراءته، وأخبرنا بالنتيجة. بارك الله فيك.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 08:49]ـ
فائدة:
قال الشيخ د. محمد العقيل -حفظه الله - في الدورة التي قبل أقل من شهر في شرح كتاب
(الإيمان) لأبي عبيد: وهو يتكلم الشيخ عن الفتن الحاصلة في قضايا الإيمان
فقال: إذا جاءك شخص يقول لك: هل العمل شرط صحة في الايمان أو شرط كمال؟
فقل له:
يا أخي أنا ما أعرف إنكليزي، أنا أعرف أن العمل من الإيمان.
بارك الله تعالى في الجميع.
منقول من منتديات الآجري.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 09:36]ـ
أخي الدليل موجود وقد أحلتك عليه .. أعني كون الشيخ برهامي
يوافق المرجئة كثيرا, وثم شيخ رد عليه في كتاب خاص وقدم له
ابن جبرين وغيره
ولا أريد تطويل النقاش,,وفقك الله
أما إعراضي عن المصطلحات .. فبيّنته
وهو أن المسلم يعتني بالثمرة ..
فسواء سمي شرط صحة .. كالوضوء شرط صحة الصلاة
أو سمّي ركنا .. المهم عندي تقريره في الخاتمة: أنه لا تجزيء الصلاة بغير وضوء
ولو صلى ألف صلاة
وكذلك من ترك عمل الجوارح مطلقا ..
فإيمانه باطل .. وهو كافر
وذلك لأنوء بنفسي عن الجدال المصطلحي
فهب أن رجلا رأى شخصا آخر
يدعي الإيمان ولا يقوم بأي فرض
فقال له: اعمل!
فقال الآخر: إيماني في قلبي
فرد عليه: يشترط أن تعمل حتى يصحّ إيمانك ..
وبغير عمل .. لا قيمة لإيمانك (المدعى)
فهل في عبارته غلط له ثمرة حقيقية؟
وكذا لو قال: أنت تركت ركناً
وحينئذ بطل إيمانك
المقصود: النتيجة واحدة
وهو المقصود هنا
نعم يعترض معترض ويقول
الوضوء ليس من الصلاة
فلا يسمى ركنا فيها
فالجواب: سمّه ما شئت ..
لا صلاة لك إن لم تتوضأ
وهذه الثمرة
أخي الكريم أعذرني كنت مشغولا بالأمس بالرد على شيوعي و نصح شخص مريض بالاكتئاب و الوسواس القهري إلى الفجر
و جزاكم الله خيرا فقد رجعت لكلام الشيخ ياسر صباحا في رده على الشيخ سفر فوجدت صدق قولكم خاصة:
قوله رحمه الله: ((أما قوله (قلت يقصد الشيخ سفر رحمه الله): [و ترك جنس العمل كفر]. فهو محل الإشكال، حيث اعتبر ترك جنس العمل كفر، و تارك جنس العمل كافر))
((تحت عنوان: قراءة نقدية للفصل الخامس من كتاب ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي))
و ما دام الإيمان قول و عمل فهذا يستلزم أن ترك جنس العمل كفر، و ليس في كلام الشيخ سفر رحمه الله إشكال و الله المستعان.و إنما الإشكال في إنكار الشيخ ياسر عليه.
و ننبه أيضا أن كلام الشيخ القوصي حفظه الله أن العمل شرط كمال - يعني لو ترك جنس العمل ليس بكافر - شبيه بكلام الشيخ ياسر حفظه الله.
و الأمثلة الواردة التي ذكرتمونها تصح لمن يقول جنس العمل شرط صحة كالوضوء شرط صحة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 09:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل إرجاء ياسر البرهامي مشهور معروف ومثله أحمد فريد الذي يعتبر القول بأن الأعمال شرط صحة - عند من يعبرون بهذا أنه داخل في مسمى الإيمان - هو قول الخوارج!
أما رده على الشيخ سفر الحوالي فهو موجود على الشبكة، وفيه يقرر ما ترده أنت في موضوعك، من أن الأعمال شرط كمال وأنه قول جمهور العلماء، فما عليك - وهذا ما أرجوه منك فعلا - إلا أن تكتب في خانة البحث على صفحة الجوجل "رد ياسر البرهامي على سفر الحوالي"، ومن ثم قم بقراءته، وأخبرنا بالنتيجة. بارك الله فيك.
جزاكي الله خيرا أنا لم اقرأ للشيخ ياسر برهامي إلا ست كتب و إن كان في بعضها ملاحظات بسيطة لكن لم تكن بالصورة الواضحة في كتاب قراءة نقدية لبعض ما ورد في كتاب ظاهرة الإرجاء و الذي تصفحت بعضه صباحا
و قد أبى الله أن تكون العصمة إلا لكتابه ومن فقه الرجل أن يغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 09:49]ـ
فائدة:
قال الشيخ د. محمد العقيل -حفظه الله - في الدورة التي قبل أقل من شهر في شرح كتاب
(الإيمان) لأبي عبيد: وهو يتكلم الشيخ عن الفتن الحاصلة في قضايا الإيمان
فقال: إذا جاءك شخص يقول لك: هل العمل شرط صحة في الايمان أو شرط كمال؟
فقل له:
يا أخي أنا ما أعرف إنكليزي، أنا أعرف أن العمل من الإيمان.
بارك الله تعالى في الجميع.
منقول من منتديات الآجري.
جزاكم الله خيرا على الإضافة
ابراءا للذمة: قول الشيخ ياسر حفظه الله: ((و أصل عمل القلب شرط فى أصل الإيمان , كأصل اليقين و الانقياد القلبي, و المحبة و لو ضعفت)) منة الرحمن ص 79
قلت جنس عمل القلب بل و جنس عمل الجوارح أيضا ليس شرطا في أصل الإيمان بل ركنا من أركان الإيمان و تارك الركن كافر، ولو قلنا شرط صحة لكان أيضا تاركه كافرا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 11:47]ـ
شكر الله لك حبيبنا الدكتور الغالي
على رجوعك للمصدر ..
ولعلنا نلتقي في مصر قريبا بإذن الله تعالى
لنشرف بكم
ـ[أم معاذة]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 12:51]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 03:26]ـ
أذكر أن كتاب
إتحاف النبلاء برد شبهات من وقع في الإرجاء للشيخ عبد العزيز موسى هو للرد على الدكتور ياسر ومن معه
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 06:12]ـ
إتحاف النبلاء برد شبهات من وقع في الإرجاء للشيخ عبد العزيز موسى هو للرد على الدكتور ياسر ومن معه
لا مانع أبدا من الرد بحلم و علم، لكن المحذور هو الاتهام للشيخ بالإرجاء أو تبديعه أو همزه أو لمزه أو الطعن فيه و الاستدلال بهذا الكتاب مع أن صاحب الكتاب اكتفى بالرد و لم يطعن.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 04:56]ـ
ولعلنا نلتقي في مصر قريبا بإذن الله تعالى
لنشرف بكم
بكل سرور أخي الحبيب.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 02:31]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وفيكم بارك الله
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 02:33]ـ
أذكر أن كتاب
إتحاف النبلاء برد شبهات من وقع في الإرجاء للشيخ عبد العزيز موسى هو للرد على الدكتور ياسر ومن معه
جزاكم الله خيرا على الإضافة حفظ الله مشايخنا و علمائنا الكرام
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 02:38]ـ
لا مانع أبدا من الرد بحلم و علم، لكن المحذور هو الاتهام للشيخ بالإرجاء أو تبديعه أو همزه أو لمزه أو الطعن فيه و الاستدلال بهذا الكتاب مع أن صاحب الكتاب اكتفى بالرد و لم يطعن.
صدقت أخي الكريم،وليس معنى أني أوافق مذهب من المذاهب الفقهية في مسألة أني متمذهب بهذا المذهب و ليس معنى قول أحد بقول المرجئة في مسألة أنه مرجيء لكن يقال هو قد وافق المرجئة في هذه المسألة أو وقع في الإرجاء في هذه المسألة أو قال بقول المرجئة في هذه المسألة، وقد أبى الله أن تكون العصمة إلا لكتابه ومن فقه الرجل أن يغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه(/)
فوائد متنوعة من خلال القراءة والإطلاع. [متجدد دوماً بإذن الله]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:44]ـ
فوائد متنوعة من خلال القراءة والإطلاع
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ثم الصلاة والسلام على خاتم النبيين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فلعل المواضيع التي تشبه موضوعي هذا كثيرة متعددة، سواء في هذا المجلس خصوصاً، أو في الشبكة العنكبوتية عموماً، ولكن الباعث على إنشاء موضوع مستقل هو أن لكل فرد ذوقه في الاختيار، ومنهجه في القراءة والسماع، فأحببت أن أدلي بدلوي، وأشارك بسهمي، سائلاً الله حسن النية وسلامة القصد، راجيا منكم الدعاء حال النفع، والنصح حال العثر، مع ملاحظة أمور:
1 - في حال نقلك لشيء من هذا الموضوع فاذكر المصدر (فضلا لا أمراً)، وإلا فإن الموعد الله!
2 - في حال وجود أي ملحوظات، تنبيهات، تساؤلات، فإني أستقبلها على الخاص، أو على بريدي الإلكتروني
anasasiri@hotmail.com
3- ما سأورده هنا من فوائد سيكون متنوعاً بين العلمي، والتربوي، والأدبي، والفكري، والإيماني.
4 - سأجتهد في ذكر المصدر دوماً، وإن لم أذكره فسأذكر سبب عدم ذكري إياه.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى، اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما أعلم ..
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:47]ـ
إذا أراد الله بعبد خير سلب رؤية أعماله الحسنة من قلبه والإخبار بها من لسانه، وشغله برؤية ذنبه فلا يزال نصب عينيه حتى يدخل الجنة، فإن ما تقبل من الأعمال رُفعَ من القلب رؤيته ومن اللسان ذكره.
[ابن القيم – طريق الهجرتين - 270]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:48]ـ
النقد ينبغي أن يكون وظيفياً فلا يتحول إلى مبالغة في جلد الذات ولا إلى إسقاطها للجهود وإهدار لها، فالحديث عن جوانب التميز لا ينبغي أن يكون إطراءاً للنفس أو انشغالاً بالمنجزات أو عائقاً وسلاحاً يشهر في وجه المطالبين بالتغيير.
[محمد الدويش – الصحوة والتربية المنشودة - 8]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:49]ـ
حاذر أن تتترس بـ (الشريعة) في حماية أمورك الشخصية!
[سلمان العودة / إضاءات في الأنا]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:50]ـ
إذا ما طابت الحياة بالقرب من الله فلن تطيب بشيء سواه .. ويجرب الإنسان متع الحياة كلها؛ فإنه والله لن يجد أطيب من متعة العبودية لله بفعل فرائضه وترك محارمه.
[محمد المختار الشنقيطي - الحياة الطيبة]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 01:09]ـ
احتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره، فأعظم ما يكون العبد قدراً وحرمة عند الخلق إذا لم يحتج إليهم بوجه من الوجوه فإن أحسنت إليهم مع الاستغناء عنهم كنت أعظم ما يكون عندهم، ومتى احتجت إليهم ولو في شربة ماء؛ نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك إليهم.
[شيخ الإسلام ابن تيمية - الفتاوى - 1/ 39]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 01:13]ـ
كم أورثت التهم الباطلة من أذى للمكلوم بها من خفقة في الصدر، ودمعة في العين، وزفرات تظلّم يرتجف منها بين يدي ربه في جوف الليل؛ لهجاً بكشفها، ماداً يديه إلى مغيث المظلومين، كاسر الظالمين، والظالم يغط في نومه، وسهام المظلومين تتقاذفه من كل جانب عسى أن تصيب منه مقتلاً.
فيا لله، ما أعظم الفرق بين من نام وأعين الناس ساهرة تدعو له، وبين من نام وأعين الناس ساهرة تدعو عليه!
[بكر أبوزيد - تصنيف الناس بين الظن واليقين - 25]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 10:11]ـ
قد يكون المرء كارهاً للشهرة من باب التواضع الكاذب؛ الذي يسوّل لصاحبه أنه أضعف وأصغر من أن يشتهر ويعرف، وهذا داء سار في كثير من الصالحين، ولولاه لتمكنوا من ارتياد آفاق أعظم لدعوتهم ودينهم!
[محمد موسى الشريف / التوازن والتنازع / 66]
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 10:17]ـ
جزاك الله خيرا , فوائد مختصرة ونافعة.
ـ[أبو يحيى الأركاني]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 10:36]ـ
وأصل ونحن لك متابعون أخي بارك الله فيك.
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 10:45]ـ
يتضاعف أثر الواعظ بتعلّمه قواعد النحو ليكون فصيحاً، وبمطالعة كتب الأدب ليكون ثري اللغة، وببذل تربية سلفية له ليبرأ من الحديث الموضوع والإسرائيليات والبدع التي تكثر في أوراق الوعّاظ.
[محمد أحمد الراشد / صناعة الحياة / 29]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 12:26]ـ
الذي لا وفاء عنده لإخوانه عند نزول المحن بهم، لا وفاء عنده لأمته عندما تحتاج إليه.
[مصطفى السباعي / هكذا علمتني الحياة / 275]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 02:31]ـ
ولكم رأينا من العابدين الذين نحسبهم من أهل العلم والصلاح لايعيشون عصرهم، ولا يدركون كيف يواجهون الأفكارالداخلية بأكثر من تمتمات وتعاويذ وحوقلة وتهليل، وبقي يسرح في عالمه وبقيت الشبهة عالقة بقلوب الناس، لم تزلها من قلوبهم تهويمات العابد ولا انفعالاته.
[محمود محمد الخزندار/ هذه أخلاقنا/ 11]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[20 - Nov-2008, صباحاً 12:13]ـ
في الإسلام شورى، ولكن الشورى ليست هي الديمقراطية، فالشورى هي في الطريقة الصحيحة لتطبيق النص، وفيما يجتهد فيه المسلمون فيما ليس فيه نص، أما الديمقراطية فهي تجعل الحاكمية ابتداءا في يد البشر، ولا توافق على اعتبارها حق لله وحده بلا شريك! وأما أبعد الشقة بين ديمقراطيتهم وشورى الإسلام {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}
[محمد قطب/ كيف ندعو الناس/ 75]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[21 - Nov-2008, صباحاً 01:47]ـ
قال أبو سليمان الدارني: من صدق في ترك شهوة أذهبها الله من قلبه, والله أكرم من أن يعذب قلباً بشهوة تركت له.
(لا أذكر المصدر!)
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 09:48]ـ
ليحذر من ترك شيئا من الشهوات أن تتطرق إليه آفة الرياء، وقد كان بعضهم يشتري الشهوة ويعلقها في بيته وهو زاهد فيها؛ يستر بها زهده، وهذا هو الزهد في الزهد بإظهار ضده وهو عمل الصديقين؛ لأنه يجرع نفسه كأس الصبر مرتين، والثانية أمر!
[ابن قدامة المقدسي/ مختصر منهاج القاصدين/ 205]
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 10:37]ـ
والله جميلة جدا هذه المختارات
جزاك الله خيرا ..
واصل أثابك الله
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 03:53]ـ
فوائد جميلة ونحن متابعون
جزاك الله خيرا
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 10:15]ـ
إن القوى الطاغية حين تصدمها قوة الحق ترفض الاعتراف بالضعف لكن هذا الاعتراف يأتي ضمناً في إعلانها عن البدائل التي تلجأ إليها للخداع النفسي والهروب من الحقيقة
[سفر الحوالي/ الانتفاضة والتتار الجدد/ 58]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 08:58]ـ
الوقوع في المعصية هو لحظة ضعف تنتاب الكائن البشري فينسى كما نسي آدم من قبل وتخور عزيمته فلا يكون الإيمان مذكورا في حسه وإن يكن ما زال في قلبه ثم يفيق الإنسان من لحظة الضعف فيتذكر ويستغفر فيغفر الله له.
[محمد قطب / مفاهيم ينبغي أن تصحح]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 12:31]ـ
علام نسد أبواب التآخي .. ونسكن قاع أحقاد دفينة
أيهجر مسلم فينا أخاه .. شهورا لا يمد له يمينه
أيهجره لأجل حطام دنيا .. أيهجره على نتف لعينة
ألا أين التسامح والتصافي .. وأين عرى أخوتنا المتينة
مر على ابن السماك صاحب له عتب عليه، فقال لابن السماك: غداَ نتحاسب!
فقال ابن السماك: لا والله، غدا نتغافر ..
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 02:39]ـ
ألا يتوقع الذين يكرهون الصراحة أن الناس يمكنهم أن يداروهم في الظاهر ويمقتوهم في الباطن، كما قال أبو الدرداء: (إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم) وعندئذ أيهما أحب إلى العاقل، صديق صادق صريح، أم منافق في كيل المديح فصيح!
[محمود الخزندار/ هذه أخلاقنا/ 187]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 12:36]ـ
يردد بعض الناس أحيانا كلمات عامة تفيد بأن كلا يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه ليس أحد معصوما إلا الأنبياء فيما يبلغون عن ربهم جل وعلا، وهذه الكلمات حق لا مرية فيها، ولكن قد يريد بها بعض الناس باطلاً؛ فيتخذها ذريعة للنيل من العلماء والفضلاء والعظماء ويجعلها وسيلة للوقيعة فيهم، والحط من أقدارهم، فتراه يطعن بسلفه الصالح، ويزري بأكابر أهل ملته من علماء وفضلاء وعظماء أحياءا كانوا أم أمواتا.
[محمد إبراهيم الحمد / خواطر / 120]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 09:24]ـ
من أدمن على أخذ الحكمة والأدب من كلام حكماء فارس والروم، لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع!
[ابن تيمية/ اقتضاء الصراط المستقيم/ 217]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 09:27]ـ
أنا لا أُكره أحدا على الأخذ بالعزيمة والوقوف معنا ولكني أقول لكم: إن الدعوات لم تقم يوما بالذين يأخذون بالرخص.
[زينب الغزالي نقلا عن حسن الهضيبي/ في كتابها: أيام من حياتي/ ص44]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 09:28]ـ
إما أن تصلي صلاة تليق بمعبودك، أو تتخذ معبودا يليق بصلاتك.
[ابن قيم الجوزية/ بدائع الفوائد/ 168]
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 09:43]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا على هاته الفوائد العطرة.
واصلو عملكم فإنّا معكم متابعون.
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 10:13]ـ
عن أبي منهال الطائي أن علي بن الحسين (زين العابدين) كان إذا ناول المسكين الصدقة، قبّله ثم ناوله.
[البداية والنهاية / ج9 ص120]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 10:35]ـ
إن اللذة التي لا تفنى ولا تنقص لذة القلب، لذة التأمل، لذة المتعبّد في هدأة الليل، والمناجي ربه في السحر .. ومن هنا قال القائل: (لو ذاق الملوك ما نحن فيه لقاتلونا عليه بالسيوف) إي والله، وبالمدافع والرشاشات!
ذلك هو النعيم المقيم، ولكن ذلك شيء لا يُفسر ولا يُعرف:
لا يعرف العشق إلا من يكابده .. ولا الصبابة إلا من يعانيها
[علي الطنطاوي/ قصص من التاريخ/ 235]
بتصرف يسير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحافظة]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 05:45]ـ
موضوع رائع .. جزاك الله خيرااا ونفع الله بك وزادك من فضله ...
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 10:14]ـ
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا) البخاري
المراد بتأليف من قرب إسلامه، وترك التشديد عليه في الابتداء، وكذلك الزجر عن المعاصي ينبغي أن يكون بلطف ليقبل، وكذا تعلم العلم ينبغي أن يكون بالتدريج؛ لأن الشيء إذا كان في ابتدائه سهلا حُبب إلى من يدخل فيه وتلقاه بانبساط، وكانت عاقبته غالبا الازدياد.
[فتح الباري/ ج1 – ص288]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 07:36]ـ
أعظم الناس موافقة للسنة أبو بكر الصديق فإنه لا يكاد يحفظ له مسألة يخالف بها النص كما حفظ لغيره من الخلفاء والصحابة.
[فتاوى شيخ الإسلام/ ج4 ص403]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 07:13]ـ
(يأيها المزمل. قم الليل إلا قليلا)
علم رسول الله أنه لم يعد هناك نوم، وأن هناك تكليفا ثقيلا, وجهادا طويلا, وأنه الصحو والكد والجهد منذ ذلك النداء الذي يلاحقه ولا يدعه ينام!
قيل لرسول الله: (قم)؛ فقام وظل قائما بعدها أكثر من عشرين عاما لم يسترح ولم يسكن ولم يعش لنفسه ولا لأهله، قام وظل قائما على دعوة الله .. إن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحا ولكنه يعيش صغيرا ويموت صغيرا، أما الكبير الذي يحمل هذا العبء فماله وللنوم؟! وماله وللراحة؟! وماله وللفراش الدافئ والعيش الهادئ والمتاع المريح؟!
[سيد قطب/ في ظلال القرآن/ ج6 ص3742 - 3744]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 10:12]ـ
احذر قرين السوء، كما أن العرق دسّاس؛ فإن أدب السوء دسّاس؛ إذ الطبيعة نقالة والطباع سراقة، والناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض، فاحذر معاشرة من كان كذلك؛ فإنه العطب والدفع أسهل من الرفع، وعليه فتخير للزمالة والصداقة من يعينك على مطلبك، ويقربك إلى ربك ويوافقك على شريف غرضك ومقصدك.
[بكر أبو زيد/ حلية طالب العلم/ 47]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 11:25]ـ
{ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين} اللهم أجرنا، هذه الآية خطيرة جدا، فاحذر! فتش إذا رأيت نفسك متكاسلا عن الخير، اخش أن يكون الله كره انبعاثك في الخير، ثم أعد النظر مرة ثانية وصبر نفسك وأرغمها على الطاعة، واليوم تفعلها كارها وغدا تفعلها طائعا هينة عليك، والمهم أن هذا فيه تحذير شديد لمن رأى من نفسه أنه مثبط عن الطاعة، فلعل الله تعالى كره أن يكون هذا الرجل من عباده المطيعين له فثبطه عن الطاعة.
[محمد بن صالح العثيمين/ شرح عقيدة أهل السنة والجماعة/ شريط7 وجه ب]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 10:08]ـ
إن قلوب الناس لاتخطىء، وعيونهم لاتجفل، وأحاسيسهم لا تنخدع، فالصادقون المخلصون تنثر بين أيديهم رياحين القبول، وتسبقهم نسمات العطر الروحي السابغ، فيم الآخرون ينشغلون بتجميل ذواتهم بألوان كاذبة، وأقنعة زائفة ما تلبث أن تزول أو تكشفها ساعات الزمان.
[خالد روشة/ سر الطريق]
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 02:20]ـ
احتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره، فأعظم ما يكون العبد قدراً وحرمة عند الخلق إذا لم يحتج إليهم بوجه من الوجوه فإن أحسنت إليهم مع الاستغناء عنهم كنت أعظم ما يكون عندهم، ومتى احتجت إليهم ولو في شربة ماء؛ نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك إليهم.
[شيخ الإسلام ابن تيمية - الفتاوى - 1/ 39]
رائعة من روائع الشيخ رحمه الله
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 02:23]ـ
في الإسلام شورى، ولكن الشورى ليست هي الديمقراطية، فالشورى هي في الطريقة الصحيحة لتطبيق النص، وفيما يجتهد فيه المسلمون فيما ليس فيه نص، أما الديمقراطية فهي تجعل الحاكمية ابتداءا في يد البشر، ولا توافق على اعتبارها حق لله وحده بلا شريك! وأما أبعد الشقة بين ديمقراطيتهم وشورى الإسلام {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}
[محمد قطب/ كيف ندعو الناس/ 75]
رائعة جزاكم الله خيرا
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 02:26]ـ
من أدمن على أخذ الحكمة والأدب من كلام حكماء فارس والروم، لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع!
[ابن تيمية/ اقتضاء الصراط المستقيم/ 217]
وهذه اروع
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 10:36]ـ
من غرائب التربية أن الجديد والشاب الناشئ تستطيع أن تعظهما وتدعوهما إلى ترك الرياء والكبر والمراء؛ ويعدان ذلك منك إرشادا وتربية وتوجيها، أما القديم المخضرم فإنك إن وعظته بمثل ذلك اعتبرها تهمة له؛ ورفض نصحك وزمجر كأن لم تكن توبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم سبعين مرة آخر حياته.
[محمد أحمد الراشد/ مجموعة رسائل العين - الرسالة الثامنة (فضائح الفتن) - ص418]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 01:50]ـ
العبد كلما كان أذل لله وأعظم افتقاراً إليه وخضوعاً له؛ كان أقرب إليه وأعزّ له، وأعظم لقدره، فأعظم الخلق أعظمهم عبودية لله.
[الهدية في مواعظ الإمام ابن تيمية/ ص64]
ـ[فارس الأزدي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 02:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك.
واصل وسجلني من المتابعين
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 09:45]ـ
يا طالب العلم! لا تحقرن نفسك إن كنت ضعيفا في الحفظ، أو ضعيف الفهم، أو بطيء القراءة، أو سريع النسيان؛ كل هذه أدواء وأسقام تزول إذا صدقت النية وبذلت السبب، يقول الإمام العسكري عن نفسه: (كان الحفظ يتعذر علي حين ابتدأت أرومه، ثم عودت نفسي إلى أن حفظت قصيدة رؤبة .. في ليلة وهي قريب من مائتي بيت) ا. هـ، ولا شك أن هذا أتى من جهد متواصل.
[عبدالعزيز السدحان/ معالم في طريق طلب العلم/ 30]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 09:46]ـ
مهما تراكمت الذنوب طبع على القلب، وعند ذلك يعمى القلب عن إدراك الحق وصلاح الدين، ويستهين بأمر الآخرة ويستعظم أمر الدنيا ويصير مقصور الهم عليها، فإذا قرع سمعه أمر الآخرة وما فيها من الأخطار دخل من أذن وخرج من أذن، ولم يستقر في القلب ولم يحركه إلى التوبة والتدارك، أولئك: {يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور} وهذا هو معنى اسوداد القلب بالذنوب كما نطق به القرآن والسنة.
[صلاح الدين عبدالموجود/ القلوب وآفاتها/ 32]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 11:38]ـ
قال أحمد بن عاصم: إذا أردت صلاح قلبك فاستعن عليه بحفظ جوارحك.
[البداية والنهاية/ ج10 ص332]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 02:12]ـ
قال الحسن البصري واصفا حال العصاة: (هانوا على الله فعصوه, ولوا عزوا عليه لعصمهم) ا. هـ
إذا نظرت يوما إلى صاحب معصية ومقصر في طاعة مولاه ولاهث وراء شهواته وملذاته لا يفرق بين حلال أو حرام ومشروع أو ممنوع وهو مع هذا فرح مسرور يرقص طربا لبلوغ أمانيه وتحقق آماله ويرى أنه الرابح دون غيره والظافر دون سواه، وربما أغراك حاله ودعتك نفسك واستفزك شيطانك لأن تبلغ منزلته وتكون مكانه وتفعل مثله عندها ذكر نفسك هذه الكلمة وأيقظ ضميرك بها وتذكر أنه طريق الذل الهوان ولا ييسر إلا لمن هان على رب العالمين؛ عندها تشفق على ذلك المقصر ولا تتمنى طرفة عين أن تكون مكانه أو أن تفعل أفعاله.
[عمر النشيواتي/ كلمة السر]
بتصرف يسير
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[16 - Apr-2009, مساء 01:36]ـ
إذا نصحت فانصح سرا لا جهرا، وبتعريض لا بتصريح، إلا أن لا يفهم المنصوح تعريضك فلا بد من التصريح، ولا تنصح على شرط القبول منك ... وإذا نصحت ففي الخلاء وبكلام لين.
[ابن حزم الأندلسي/ الأخلاق والسير في مداواة النفوس/ 153 - 158]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 12:24]ـ
ومتى ذاق العبد طعم الإيمان، فلا تسأل عن سعادته وأُنسه وطمأنينته وثباته، ولو احتوشته البلايا والرزايا، كما أن من هذا شأنه فإن طاعات الله عزوجل تسهل عليه وتلذ له، كما يكون في قلبه كره معاصي الله عزوجل والنفور منها.
[عبدالعزيز الجليل/ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها/ 99]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[01 - Jun-2009, صباحاً 11:51]ـ
ختم الإمام الذهبي ترجمته للملحد ابن الراوندي بتعليق جدير بأن يُتأمّل، قال-رحمه الله-:
لعن الله الذكاء بلا إيمان، ورضي الله عن البلادة مع التقوى.
[سير أعلام النبلاء/ 14ج/ ص62]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 11:56]ـ
من أبرز ما يكشف شح النفوس التعامل معها بالدينار والدرهم، فكم من مقامات وهامات تداعت وسقطت لدى قدحها على زناد التعامل المادي.
[فتحي يكن/ ماذا يعني انتمائي للإسلام/ 44]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[06 - Jun-2009, صباحاً 12:10]ـ
والفقيه كل الفقيه هو الذي لا يقنّط الناس من رحمة الله، ولا يجرّئهم على معاصي الله.
[ابن تيمية/ مجموع الفتاوى/ ج15 ص405]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 01:46]ـ
يقول عبدالحميد باديس: فوالله الذي لا إله إلا هو ما رأيت وأنا ذو النفس الملأى بالذنوب والعيوب أعظم إلانة للقلب، واستدرارا للدمع، وإحضاراً للخشية، وأبعث على التوبة، من تلاوة القرآن وسماعه.
[عن كتاب: ليدبروا آياته ص19]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 07:30]ـ
عِزة المسلم تنبع من ذله لله، وكرامته تنبثق من أعماق خضوعه لخالقه.
[يوسف العظم/ الإيمان وأثره في نهضة الشعوب/ 21]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 11:05]ـ
(إن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، بينكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ليبلغ الشاهد الغائب)
يا طلاب العلم!
فيه أحد يستطيع يقول: "أنا ما أغتاب"؟!، أليست الغيبة هي فاكهة المجالس؟، ولو أن أحداً منا انبرى يوماً من الأيام لأصحابه، وقال لهم: "لا تغتابون الناس!، سبّحوا، أشغلونا بما ينفع"، أنا متأكد أن أكثرهم سيصمونه بشيء من الغفلة والبساطة والسذاجة، هذا حال طلاب العلم، ليس العوام، العوام يستحون، يبتسم ويقول: "جزاك الله خير".
[خالد بن عثمان السبت/ شريط: هتف العلم بالعمل] بتصرف يسير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 09:56]ـ
ولما دخل الحبس (أي شيخ الإسلام ابن تيميّة) وجد المحابيس مشتغلين بأنواع من اللعب يلتهون بها عما هم فيه كالشطرنج والنرد ونحو ذلك من تضييع الصلوات، فأنكر الشيخ عليهم ذلك أشد الإنكار وأمرهم بملازمة الصلاة والتوجه إلى الله بالأعمال الصالحة والتسبيح والاستغفار والدعاء وعلمهم من السنة ما يحتاجون إليه ورغبهم في أعمال الخير وحضهم على ذلك حتى صار الحبس بما فيه من الاشتغال بالعلم والدين خيرا من الزوايا والربط والخوانق والمدارس وصار خلق من المحابيس إذا أطلقوا يختارون الإقامة عنده وكثر المترددون إليه حتى كان السجن يمتلىء منهم، فلما كثر اجتماع الناس به وترددهم إليه ساء ذلك أعداءه وحصرت صدورهم فسألوا نقله إلى الإسكندرية وظنوا أن قلوب أهلها عن محبته عرية وأرادوا أن يبعد عنهم خبره أو لعلهم يقتلونه فينقطع أثره.
[محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن قدامة المقدسي/كتاب العقود الدرية/ 178]
تعليق: الداعية مبارك أينما كان.
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 06:27]ـ
وكم من بلاء رد بسبب الدعاء، فكم من بلية ومحنة رفعها الله تعالى بالدعاء، ومصيبة كشفها الله بالدعاء، وذنب ومعصية غفرها الله بالدعاء؛ فهو حرز للنفس من الشيطان، وترس لرد السهام، وقد قال الله تعالى: (ليأخذوا حذرهم وأسلحتهم)، وكم من رحمة ونعمة ظاهرة وباطنة استجلبت بالدعاء من نصر وعز وتمكين ورفع درجات في الدنيا والآخرة.
فلله ما أعظم شأن الدعاء، وأعظم فضل الله ونعمته على عباده به.
[بكر بن عبدالله أبو زيد/ تصحيح الدعاء/ 20]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 07:50]ـ
واجتنب أسباب الدعاء عليك؛ من مظلوم وإن كان كافراً أو فاجراً؛ ففجوره على نفسه، فإن دعوة المظلوم مستجابة، وهي تصعد إلى السماء كأنها شرارة، فيا ويل من وُجّهت له سهام المظلومين! ورحم الله الإمام ابن القيم إذ قال: "ما أعظم الفرق بين من نام وأعين الناس ساهرة تدعو له، وبين من نام وأعين الناس ساهرة تدعو عليه" انتهى
فاتق الله يا عبد الله من ظلم عباده، واضمم جناحك على نفسك، وكُفَّ عن ظلمهم ولا تبسط لسانك في أعراضهم.
[بكر بن عبدالله أبو زيد/ تصحيح الدعاء/ 36]
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[13 - Jul-2009, صباحاً 02:37]ـ
فوائد قيمة نحتاج المزيد
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[02 - Aug-2009, صباحاً 01:05]ـ
لقد جلست يوماً فرأيت حولي أكثر من عشرة آلاف، ما فيهم إلا من قد رقّ قلبه، أو دمعت عينه، فقلت لنفسي: كيف بكِ إن نجوا وهلكتِ؟!، فصحت بلسان وجدي:
إلهي وسيدي، إن قضيت عليَّ بالعذاب غداً فلا تعلمهم بعذابي؛ صيانة لكرمك لا لأجلي؛ لئلا يقولوا: عذّب من دلّ عليه.
[ابن الجوزي/ صيد الخاطر/ 221]
ـ[أبو يحيى جعفر]ــــــــ[02 - Aug-2009, مساء 05:24]ـ
كلمات فيها معاني عظيمة لولا أن قائليها ممن هم اشد عداوة للمنهج السلفي فكيف يستوي الأكابر كابن تيمية و ابن القيم و من تقدم من الأوائل مع أسماء ذكرها هنا يسيئ الى هذا المنتدى المبارك فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[05 - Aug-2009, صباحاً 12:21]ـ
الزم -رحمك الله- اللصوق إلى الأرض، والإزراء على نفسك، وهضمها، ومراغمتها عند الاستشراف لكبرياء أو غطرسة، أو حب ظهور، أو عجب .. ونحو ذلك من آفات العلم القاتلة له، المُذهبة لهيبته، المطفئة لنوره، وكلما ازددت علماً أو رفعة في ولاية؛ فالزم ذلك؛ تحرز سعادة عظمى، ومقاماً يغبطك عليه الناس.
[يكر بن عبدالله أبو زيد/ المجموعة العلمية (حلية طالب العلم) / 146]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 05:08]ـ
يخطئ الشاب والداعية خطأ فادحاً عندما يظن أن الاستماع للمواعظ أو قراءة كتب الوعظ أو الوقوف مع آيات الوعد والوعيد في كتاب الله مرحلة تم تجاوزها بالنسبة له، وعندما يُذكر أمامه أسماء بعض الوعاظ أو يسمع موعظة من أخيه يشيع هذا بابتسامة ساخرة، فليس على هذا سار الأنبياء والمصلحون، وليس بهذا الطريق سيتمكن من الوصول لمبتغاه وقطع مفاوز الطريق، فالطريق طويل والفتن متتابعة وبلا زاد إيماني بين العبد وربه يصعب عليه أن يواصل السير وأن يحث الخطى في طريق الاستقامة والإصلاح ..
وفي موطن آخر:
قد يعمل الداعية كافة الأسباب الدنيوية لإنجاح مشروعه الشخصي أو الدعوي ثم يكون الفشل بسبب يخفى عليه ويعجز عن كشفه، وربما كان مرد ذلك لتقصير في الجانب العبادي والذي يعد سبباً شرعياً مباشراً في تأييد الله لمشاريعه وخطواته ودراسته وتحصيله (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه وإن استعاذني لأعيذنه).
وفي موطن آخر:
وفي معركة أتباع الأنبياء والرسل ضد خصومهم، لا ينبغي الاغترار بكثرة الاتباع وضجيج الجماهير والمكانة الاجتماعية والمنصب الوظيفي، بل وكثرة الانتاج العلمي والدعوي، فلا بد من زاد إيماني وغوث ربنا يسقي شجرة الإخلاص في القلوب، ويصيّرها دوحة تظلل أقوالنا وأفعالناِ، نسأل الله أن يعفو عنا، وأن يرزقنا الإخلاص والسداد.
[مقطتفات من مقال بقلم: عبدالرحيم التميمي، بعنوان: أوراق سلفية إصلاحية 4]
أقترح عليكم الاطلاع عليه؛ فقد بيّن كثير من القضايا التي نحتاجها جميعاً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[23 - Aug-2009, مساء 05:28]ـ
ربما أظهروا بألسنتهم ذم أنفسهم واحتقارها على رؤوس الأشهاد ليعتقد الناس فيهم أنهم عند أنفسهم متواضعون فيُمدحون بذلك، وهو من دقائق أبواب الرياء كما نبّه عليه التابعون فمن بعدهم من العلماء.
[ابن رجب الحنبلي/ بيان فضل علم السلف على علم الخلف/ 80]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 10:20]ـ
ولم يكن أكثر تطوّع النبي صلى الله عليه وسلم وخواص أصحابه بكثرة الصوم والصلاة، بل ببر القلوب وطهارتها وسلامتها وقوة تعلقها بالله؛ خشيةً له، ومحبةً، وإجلالاً، وتعظيماً، ورغبة فيما عنده، وزهداً فيما يفنى ورغبة فيما يبقى.
[ابن رجب الحنبلي/ لطائف المعارف/ 479]
ـ[ابو عبيد الله]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 11:06]ـ
قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}. النساء {66 – 68}
قال السعدي – رحمه الله – في تفسير هذه الآيات:
يخبر تعالى أنه لو كتب على عباده الأوامر الشاقة على النفوس من قتل النفوس والخروج من الديار لم يفعله إلا القليل منهم والنادر، فليحمدوا ربهم وليشكروه على تيسير ما أمرهم به من الأوامر التي تسهل على كل أحد، ولا يشق فعلها، وفي هذا إشارة إلى أنه ينبغي أن يلحظ العبد ضد ما هو فيه من المكروهات، لتخف عليه العبادات، ويزداد حمدًا وشكرًا لربه.
ثم أخبر أنهم لو فعلوا ما يوعظون به أي: ما وُظِّف عليهم في كل وقت بحسبه، فبذلوا هممهم، ووفروا نفوسهم للقيام به وتكميله، ولم تطمح نفوسهم لما لم يصلوا إليه، ولم يكونوا بصدده، وهذا هو الذي ينبغي للعبد، أن ينظر إلى الحالة التي يلزمه القيام بها فيكملها، ثم يتدرج شيئًا فشيئًا حتى يصل إلى ما قدر له من العلم والعمل في أمر الدين والدنيا، وهذا بخلاف من طمحت نفسه إلى أمر لم يصل إليه ولم يؤمر به بعد، فإنه لا يكاد يصل إلى ذلك بسبب تفريق الهمة، وحصول الكسل وعدم النشاط.
< H3 dir=rtl style="****-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 3pt; ****-ALIGN: justify; ****-KASHIDA: 0%"> ثم رتب ما يحصل لهم على فعل ما يوعظون به، وهو أربعة أمور:
</ H3>( أحدها) الخيرية في قوله: {لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} أي: لكانوا من الأخيار المتصفين بأوصافهم من أفعال الخير التي أمروا بها، أي: وانتفى عنهم بذلك صفة الأشرار، لأن ثبوت الشيء يستلزم نفي ضده.
(الثاني) حصول التثبيت والثبات وزيادته، فإن الله يثبت الذين آمنوا بسبب ما قاموا به من الإيمان، الذي هو القيام بما وعظوا به، فيثبتهم في الحياة الدنيا عند ورود الفتن في الأوامر والنواهي والمصائب، فيحصل لهم ثبات يوفقون لفعل الأوامر وترك الزواجر التي تقتضي النفس فعلها، وعند حلول المصائب التي يكرهها العبد. فيوفق للتثبيت بالتوفيق للصبر أو للرضا أو للشكر. فينزل عليه معونة من الله للقيام بذلك، ويحصل له الثبات على الدين، عند الموت وفي القبر.
< H3 dir=rtl style="****-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 3pt; ****-ALIGN: justify; ****-KASHIDA: 0%"> وأيضا فإن العبد القائم بما أمر به، لا يزال يتمرن على الأوامر الشرعية حتى يألفها ويشتاق إليها وإلى أمثالها، فيكون ذلك معونة له على الثبات على الطاعات.
</ H3>( الثالث) قوله: {وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا} أي: في العاجل والآجل الذي يكون للروح والقلب والبدن، ومن النعيم المقيم مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
(الرابع) الهداية إلى صراط مستقيم. وهذا عموم بعد خصوص، لشرف الهداية إلى الصراط المستقيم، من كونها متضمنة للعلم بالحق، ومحبته وإيثاره والعمل به، وتوقف السعادة والفلاح على ذلك، فمن هُدِيَ إلى صراط مستقيم، فقد وُفِّقَ لكل خير واندفع عنه كل شر وضير.
ـ[راجيةعفوربها]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 08:05]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الطرح النافع والقيم
وسؤالي
إذا اردت الاستفادة من هذه الفوائد لاضعها في جهازي وجوالي وأفيد بها اخواتي في الله خارج المنتدى
هل يجب ذكر المصدر وكيف
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[28 - Sep-2009, مساء 04:42]ـ
الأخت الكريمة: راجية عفو ربها، تم إرسال رسالة خاصة مجيباً فيها عن ما سألتم عنه، جعلنا الله وإياكم موفقين ..
ـــ
إن من قرّت عينه بالله قرّت به كل عين، وأنِسَ به كل مستوحش، وطاب به كل خبيث، وفرح به كل حزين، وأمِنَ به كل خائف، وشهد به كل غائب، وذكّرت رؤيته بالله، فإذا رئي؛ ذُكر الله.
[ابن قيم الجوزية/ طريق الهجرتين/ 8]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 01:24]ـ
إن كلمة (الحريّة) تدفع الجماهير للصراع مع الله ومقاومة سنته، فلنشعلها هي وأمثالها إلى أن تصبح السلطة في أيدينا.
[من فقرة (الأفكار والمعتقدات لدى الصهيونية) في كتاب: الموسوعة الميسرة للأديان والمذاهب المعاصرة ص334]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 06:05]ـ
خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه يَعسُ المدينة ذات ليلة، فمرَّ بدارِ رجل من المسلمين، فوافقه قائماً يصلي، فوقف يسمع قراءته، فقرأ: {والطور}، -حتى بلغ-: {إن عذاب ربك لواقع}، قال "قسمٌ ورب الكعبة حق" فنزل عن حماره فاستند إلى حائط، فمكثَ مليّاً، ثم رجع إلى منزله، فمرض شهراً يعوده الناس، لا يدرون ما مرضه!
[ابن قدامة المقدسي/ الرقة والبكاء / ص78]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[13 - Dec-2009, صباحاً 10:33]ـ
كل المعالي ثقيلات على النفس؛ ترك التلميذ الرائي [التلفاز] والإقبال على الدرس ثقيل، وترك العالم مجلس التسلية والاشتغال بالقراءة والإقراء ثقيل، وترك النائم فراشه والنهوض إلى صلاة الفجر ثقيل، وهجر الرجل زوجه وولده ومشيه إلى الجهاد ثقيل، ولا تنكروا وصف الدين بأنه ثقيل، فالله سماه بذلك في القرآن: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}، لذلك تجد الطالحين أكثر من الصالحين والغافلين السادرين في الغي أكثر من السالكين سبيل الرشاد.
[علي الطنطاوي/ تعريف عام بدين الإسلام/ 16]
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[12 - Jan-2010, مساء 11:14]ـ
والله -تعالى- إنما يغفر للعبد إذا كان وقوع الذنب منه على وجه غلبة الشهوة وقوة الطبيعة فيواقع الذنب مع كراهته له من غير إصرار في نفسه فهذا ترجى له مغفرة الله وصفحه وعفوه؛ لعلمه تعالى بضعفه وغلبة شهوته له وأنه يرى كل وقت مالا صبر له عليه فهو إذا واقع الذنب واقعه مواقعة ذليل خاضع لربه خائف .. فهو يجيب داعي النفس تارة وداعي الإيمان تارات فأما من بنى أمره على ألا يقف عن ذنب ولا يقدم خوفا ولا يدع لله شهوة وهو فرح مسرور يضحك ظهرا لبطن إذ ظفر بالذنب فهذا الذي يخاف عليه أن يحال بينه وبين التوبة ولا يوفق لها ...
[ابن قيم الجوزية / مفتاح دار السعادة / 276](/)
الجلي في عدم جواز تعليق البيع على شرط مستقبلي
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 01:44]ـ
الجلي في عدم جواز تعليق البيع على شرط مستقبلي
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو بيان عدم جواز تعليق البيع على شرط مستقبلي فأسأل الله التوفيق والسداد.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 01:45]ـ
أولا: تعريف البيع:
القاعدة أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره لذلك لابد أن نعطي تصور لعقد البيع قبل بيان عدم جواز تعليق البيع على شروط مستقبلية،وعقد البيع عرفه ابن العربي بأنه تمليك المال بمال بإيحاب وقبول عن تراض منهما [1]، ويمكن أن يقال عقد البيع هو عقد يتم فيه مبادلة مال بمال، وتفيد هذه المبادلة تملك عين أو منفعة على التأبيد على سبيل التراضي بقصد الاكتساب [2]، وعقد البيع كأي عقد مكون من عاقد و معقود عليه و صيغة عقد فالعاقد البائع و المشتري و المعقود عليه السلعة والثمن، و صيغة العقد الإيجاب و القبول.
[1]- أحكام القرآن للجصاص 2/ 189 دار إحياء التراث العربي بيروت 1405هـ تحقيق محمد الصادق قمحاوي
[2]- فقه المعاملات المالية لشيخ حسن أيوب ص 7 دار السلام الطبعة الأولى 1423هـ - 2003م،فقه البيع والاستتيثاق للدكتور على السالوس ص 16 - 17 دار الثقافة بقطر الطبعة الرابعة المحرم 1427هـ 2006م
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 01:46]ـ
ثانيا: شروط البيع:
بعد تعريف البيع نأتي لمعرفة شروط البيع،وشروط البيع هي ما يلزم من عدمها عدم البيع،و لا يلزم من وجودها وجود البيع،و يشترط لصحة البيع سبعة شروط:
1. تراضي من العاقدين، فلا يصح من مكره بغير حق. قال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ? [1]
2. أن يكون العاقدان البائع أو المشتري جائز التصرف، بأن يكون حراً بالغاً رشيداً، فإذا كان أحد العاقدين مملوك فلا يصح تصرفه لا يصح بيعه إلا إذا أذن له سيده، والسبب في هذا أن العبد لا يملك، المملوك لا يملك هو وما ملك لسيده، فإذا لم يأذن صاحب المال، وهو السيد، فلا يعد تصرف العبد صحيحاً. وغير العاقل لا يصح تصرفه أيضا، يعني المجنون فاقد العقل، الطفل الصغير غير المميز، النائم أيضا، هؤلاء لا يصح بيعهم ولا شراؤهم.
3. كون المبيع مالاً. والمال هو ما فيه منفعة مباحة لغير ضرورة، فالمحرمات لا تسمى مالاً، فلا يجوز بيعها، وكذا مالا نفع فيه لا يسمى مالاً.
4. كون المبيع ملكاً للبائع أو وكيلاً فيه، فلا يبيع مالا يملك. قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تبع ما ليس عندك)) [2].
5. القدرة على تسليم السلعة؛لان ما لا يقدر على تسليمه شبيه بالمعدوم، والمعدوم لا يصح بيعه فلا يصح بيع السمكة في البحر مع عدم القدرة على تسليمها.
6. معرفة الثمن والمثمن ومقداره برؤية أو صفة، فلا يصح بيع المجهول. وفي الحديث: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الحصاة وعن بيع الغرر" [3]. و الغرر هو البيع المجهول العاقبة، وفيه ظلم وعداوة وبغضاء. والغرر كل ما فيه غرر وجهالة، كالشيء الغير معلوم، أن يبيع شيئا غير معلوم، مثل أن يؤمن على شيء، أو يبيع سلعة غير معلومة الثمن، فيه ضرر، لما فيه من الغرر، أو يبيع شيئا مجهولا، أو يبيع سلعة وهولا يعلم ثمنها، أو مقدار الثمن أو مقدارها أو وصفها، هذا كله منهي عنه لما فيه من غرر.
7. أن يكون منجزاً غير معلق بشرط مستقبلي. لأنه غرر، ولأنه عقد معاوضة فلم يجز تعليقه على شرط مستقبل.
[1]- سورة النساء من الآية 29
[2]- رواه أبو داود في سننه والترمذي وصححه الألباني
[3]- رواه مسلم في صحيحه رقم 1513، و رواه أبو داودفي سننه 3376
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 01:48]ـ
ثالثا: مسألة تعليق عقد البيع على شرط مستقبلي:
اختلف فيها الفقهاء على قولين منهم من قال بالمنع وهم الجمهور [1] و منهم من قال بالجواز كابن تيمية و ابن القيم، و عند النظر لحقيقة عقد البيع المعلق على شرط مستقبلي نجد أن الراجح ما قال به جمهور العلماء فعقد البيع المعلق فيه تمليك المال على المخاطرة فالشرط قد يوجد و قد لا يوجد، وهذا غرر لا يجوز؛ لأن بيع الغرر هو الخطر الذي لا يدري أيكون أم لا؟ [2]،و الغرر هو الجهل بوجود الشيء أو بمقداره أو عدم القدرة على تسليمه [3]، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الحصاة و عن بيع الغرر [4]، و أيضا حقيقة عقد البيع تأبى أن تتأخر أحكامه عن أسبابه فلا يمكن أن يضاف للمستقبل؛ لأن ذلك يقتضي تأخير الأحكام،و هو مناقض لحقيقته الشرعية.
[1]- المجموع شرح المهذب للنووي 9/ 249
[2]- أنيس الفقهاء لقاسم بن عبد الله القونوي ص 221 دار الوفاء جدة 1406هـ الطبعة الأولى
[3]- نظرية الغرر في البيوع د. رمضان حافظ ص 9 دار السلام الطبعة الأولى 1425هـ - 2005م
[4]- رواه مسلم من حديث أبي هريرة 3/ 1153 رقم 1513 (الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 01:49]ـ
و لا يصح استدلال المخالف بأن الأصل في العقود الحل فهذا يصح لوجود المعارض، و هو النهي عن الغرر، واستدلال المخالف بقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحاب غزوة مؤتة: «أميركم زيد، فإن قتل فجعفر، فإن قتل فعبد الله بن رواحة» [1] فهذا غير مسلم إذ هذه وكالة وولاية،وهي خارجة عن محل النزاع فمحل النزاع في عقود البيع المعلقة على شرط مستقبلي، ولايقاس عقد البيع على عقد الولاية ووالوكالة لورود النص بحرمة بيع الغرر، وتعلق البيع على أمر مستقبلي فيه غرر،ولا قياس مع النص.
[1]- رواه البخاري في صحيحه رقم 4261
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 01:50]ـ
مما سبق يتضح أن تعليق البيع على شرط مستقبلي لا يجوز لما فيه من الغرر و مخالفته لحقيقة البيع الشرعية، و لا تقاس الوكالات و الولايات على البيع لورود النص ولا قياس مع النص، واستصحاب الإباحة لا يصح لورود ما يخالف هذا الاستصحاب ألا وهو النهي عن الغرر، والمخالفة للحقيقة الشرعية للبيع والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وكتب ربيع أحمد الأربعاء 2/ 4/2008 م
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 01:52]ـ
الجلي في عدم جواز تعليق البيع على شرط مستقبلي ( http://www.4shared.com/file/44563124/d85eafcd/________.html?dirPwdVerified=a e493b6a)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 06:03]ـ
بحث الجلي في عدم جواز تعليق البيع على شرط مستقبلي على ملف ورد مضغوط
ـ[ابومعاذ]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 08:52]ـ
بارك الله فيك
هل بالامكان ان تعطينا صورة المسألة بالمثال؟
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 01:54]ـ
بارك الله فيك
هل بالامكان ان تعطينا صورة المسألة بالمثال؟
وفيكم بارك الله.
مثال تعليق البيع على شرط مستقبل: بعتك السيارة إذا دخل شهر رمضان
قال الشيرازي في المهذب: ((ولا يجوز تعليق البيع على شرط مستقبل كمجيء الشهر وقدوم الحاج , لأنه بيع غرر من غير حاجة فلم يجز))
قال الدكتور محمود بلال مهران أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة القاهرة في كتابه الحكم الشرعي تحت عنوان عقود لا تقبل التعليق:
((و من ذلك عقود التمليك التي ترد على الأعيان أو المنافع سواء كان التمليك بعوض أو على وجه التبرع، وهذا يشمل: عقود البيع و الإجارة و القرض والعارية و نحو ذلك، وإنما لم تقبل هذه العقود التعليق نظرا لأنها تفيد التمليك، وما يفيد التمليك لابد أن يكون منجزا حتى يتحقق فيه الرضا من طرفيه))(/)
إذا تاب الفاسق بالكبيرة كالفاحشة هل يصلح للإمامة؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 03:06]ـ
هل من تب من فسق يصلح للإمامة؟
كمن وقع في فاحشة ثم تاب منها، فهل يصلح للإمامة؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 01:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 02:45]ـ
نعم أخي الكريم يصلح للإمامة ما دام أنه تاب من فسقه.(/)
(البرهان المعتبر على بطلان الجمع في المطر)
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 05:59]ـ
هذا كتاب (البرهان المعتبر على بطلان الجمع في المطر) للعبد الفقير كاتب هذه السطور. أضعه بين أيديكم في حلقات متتالية.
نسأل الله أن ينفع به كاتبه وقارئه وجميع المسلمين.
وأرجو من جميع الأخوة عدم قطع تسلسل الكتاب بالمداخلات.
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 06:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فإنَّ الناظر في أحوال المصلين في (فصل الشتاء)؛ يرى العجب العجاب!! من اكتظاظ المساجد بهم من كلِّ حدب وصوب؛ للجمع بيْنَ الظُّهر والعصر، والمغرب والعشاء: في المطر والصَّحْوِ، وفي الليل والنهار على حدٍّ سواء .. ملفقين في ذلك بين أقوال العلماء!!
حيث إنَّ منهم مَن اشترط في جواز الجمع بين الصلاتين في الحضر: إيقاع تكبيرة الإحرام، مع نزول المطر ..
وبعضهم اكتفى بوجود الطين والبلل ..
وبعضهم أجازه في صلاة الليل دون صلاة النهار ..
وبعضهم أجازه فيهما معاً ..
إلى غير ذلك من الأقاويل ..
فانظر إلى هذا التلفيق بعين الهدى، ثم احكم عليه بموافقة الهوى، وسمِّهِ إن شئتَ بمذهب "العوام" أو "أهل الرَّدى"!!
ورحم الله سليمان التيمي إذ يقول: «لو أخذت برخصة كل عالم ـ أو زلة كل عالم ـ اجتمع فيك الشر كله»، وقال بعض السلف رحمه الله: «إذا أخذتَ برخصة العلماء كان فيك شرّ الخصال»، وقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله: «من حمل شاذّ العلماء حمل شرّاً كبيراً» (1).
هذا .. وقد كره الإمام مالك ـ رحمه الله ـ الجمع بين الظهر والعصر ـ مع أنه من القائلين بجواز الجمع في المطر!! ـ «وإنما كَرِهَهُ لأنَّ الغالبَ من أحوال الناس تصرفهم في معايشهم وأسواقهم وزراعاتهم وغير ذلك من متصرفاتهم في وقت المطر والطين، لا يمتنعون من شيء من ذلك بسببهما، فَكَرِهَ أن يُمتنع مع ذلك من أداء الفرائض ـ وهي عماد الدين ـ في أوقاتها المختارة لها، ولا يُمتنع لأجله من السعي في أمور الدنيا، وليس كذلك المغرب والعشاء، فإنه ليس بوقت تصرف، وإنما يتصرف من الجمع بين الصلاتين إلى السكون في منزله والراحة فيه مع أن مشقته بالنهار أخف؛ لأن له من ضوء النهار ما يستعين به على المشي وتوقي الطين وذلك متعذر مع ظلام الليل، وبه قال أحمد بن حنبل» (2).
قلت: وهذا من فقهه ـ رحمه الله ـ، ولو أنَّه عاش في هذا الزمان؛ لكره الجمع بين المغرب والعشاء أيضاً، وذلك لما يرى من تغيُّرِ الحال حتّى أصبح الليل كالنهار في التصرف في المعايش والأسواق، فضلاً عن تَعْبيدِ أكثر الطرق وإنارتِها وعدم وجود الطِّينِ والدَّحضِ فيها ...
ثم أما بعد:
فقد عزمتُ على إخراج هذا الكتاب لبيان عدم جواز الجمع بين الصلاتين في الحضر مطلقاً، إلا نوعاً واحداً من الجمع: وهو (الجمع الصُّوري)؛ فيجوز مطلقاً متى احتيج إليه ...
وقد أفدتُ فيه من العلماء الذين سطروا بكلماتهم حكم هذا النوع من الجمع؛ قائدهم: الحجج الدامغة، والبراهين الساطعة: من الشَّرع المنزَّل.
ذكرتُ فيه:
* تخريج حديث ابن عباس المشهور: في جمع النبي (ص) بالمدينة.
* ثم وجه استدلال المخالفين بحديث ابن عبَّاس.
* ثم نقض هذا الاستدلال من النَّاحية الأصولية، والأدلة النقلية، وأقوال العلماء المرضية.
* ثم كشف شبهات المخالفين.
ثم ختمتُ الكتاب ببيانِ أمرين اثنين:
أحدهما: هل تصح صلاة مَنْ أتى بها في غير وقتها المشروع، كمَنْ جمع بين الصلاتين في الحضر؟
والأمر الثاني: بيان الرخصة الشرعية في المطر، ونحوه ..
وأسميتُه: «البرهان المعتبر على بطلان الجمع في المطر».
«فلينعم الناظر فيه النظر، وليوسع العذر؛ إنَّ اللبيب مَنْ عذر؛ فلقد سنح بالبال على غاية من الإعجال .. ويأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه، والمنصف من اغتفر قليل خطأِ المرء في كثير صوابه» (3)
فيا رب اغفر لمن كاتبه ... وعم به يا رب من قال آمينا
(يُتْبَعُ)
(/)
إن تجد عيباً فسدَّ الخللا ... جلَّ مَنْ لا عيب فيه وعلا
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وكتب أبو إبراهيم المكي
في محرم سنة 1425هـ
ـــــــــــــــــ
(1) أخرجها الخلال في: «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»: (ص/87 - 88).
(2) «المنتقى شرح موطأ الإمام مالك» للباجي: (1/ 257).
(1) «تقرير القواعد» لابن رجب: (1/ 4).
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 06:06]ـ
عمدة من أباح الجمع في المطر لأجل المطر
اعلم أنَّ عمدة المخالفين في إباحة الجمع في الحضر لأجل المطر: هو حديث ابن عبَّاس ـ رضي الله عنهما ـ المشهور في الجمع الواقع بالمدينة.
ودونك تخريج الحديث، ثم وجه استدلالهم به، ثم نقض هذا الاستدلال بالأصول والنقول وأقوال العلماء الفحول، بعون الله.
/// تخريج حديث الجمع بالمدينة:
قال الإمام أحمد في «المسند»: (1/ 221): حدثنا سفيان، قال عمرو: أخبرني جابر بن زيد، أنه سمع ابن عباس يقول: «صلَّيتُ مع رسول الله ثمانياً جميعاً (1)، وسبعاً جميعاً (2)». قال (3): قلتُ: يا أبا الشَّعْثاء، أظنُّه أخَّر الظُّهْرَ، وعجَّل العصر، وأخَّر المغرب، وعجَّل العشاء؟ قال: وأنا أظُنُّ ذلك.
أخرجه ابن أبي شيبة «مصنفه»: (8303)، والحميدي في «مسنده»: (475)، والبخاري في «صحيحه»: (1174)، ومسلم في «صحيحه»: (706)، وأبو نعيم في «مستخرجه»: (1591)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (3/ 168)، والطَّحاوي في «شرح معاني الآثار»: (966) من طريق سفيان أيضاً، به.
وأخرجه مالك في «الموطأ»: (368)، ومن طريقه الشافعي (536)، ومسلم (705)، وأبو داود (1203)، وأبو عوانة (2397)، والبيهقي (3/ 166)، وغيرهم عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه قال: «صلى رسول الله (ص) الظهر والعصر جميعاً، والمغرب والعشاء جميعاً، في غير خوف ولا سفر».
وهو عند مسلم (705) من طريق زهير، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس م بلفظ: «صلى رسول الله (ص) الظهر والعصر جميعاً بالمدينة، في غير خوف ولا سفر».
قال أبو الزبير: فسألت سعيداً: لم فعل ذلك؟ فقال: سألت ابن عباس كما سألتني. فقال: «أراد أن لا يحرج أحداً من أمته».
وقد صرَّح أبو الزبير بالسَّماع من سعيدِ بْنِ جُبَير عند الطيالسي في «مسنده»: (2751).
وتابعه العوَّام ُبن حوشب وعمار الدُّهْنِيُّ؛ كما في «المعجم الأوسط» للطبراني: (2337) و (7195).
وأخرجه مسلم (706) من طريق أبي معاوية ووكيع؛ كلاهما عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، قال: «جمع رسول الله (ص) بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، بالمدينة، في غير خوف ولا مطر ... ».
وهو عند أحمد (1/ 354)، وأبي داود (1204)، والترمذي (187)، والبيهقي (3/ 167)، وغيرهم.
وقال ابن عبد الهادي في «المحرر»: (ص/160): «وقد تكلَّم ابن سريج في قوله: ولا مطر» اهـ.
وقال الحافظ ابن رجب في «فتح الباري»: (3/ 85): «وقد اخْتلِفَ على الأعمش في إسناد هذا الحديث، وفي لفظه ـ أيضاً ـ:
فقال كثير من أصحاب الأعمش، عنه فيه: من غير خوف ولا مطر.
ومنهم من قال عنه: من غير خوف ولا ضرر.
ومنهم من قال: ولا عذر.
وذكر البزار، أن لفظة «المطر» تفرَّد بها حبيب، وغيره لا يذكرها. قال: على أن عبد الكريم قد قال نحو ذلك .. » اهـ.
وقال الحافظ ابن عبد البر في «التمهيد»: (5/ 492) ـ بعد إخراجه لحديث الأعمش ـ:
«هكذا يقول الأعمش في هذا الحديث: عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: «من غير خوف ولا مطر». وحديث مالك، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال فيه: «من غير خوف ولا سفر». وهو الصحيح فيه إن شاء الله، والله أعلم. وإسناد حديث مالك عند أهل الحديث والفقه أقوى وأولى. وكذلك رواه جماعةٌ عن أبي الزبير، كما رواه مالك: من غير خوف ولا سفر؛ منهم: الثوري، وغيره، إلا أن الثوري لم يتأول فيه المطر، وقال فيه: لئلا يُحرج أمَّته» اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الإمام ابن خزيمة في «صحيحه»: (2/ 86): «فأما ما روى العراقيون أن النبي (ص) جمع بالمدينة في غير خوف ولا مطر، فهو غلط وسهو، وخلاف قول أهل الصلاة جميعاً» اهـ.
وقال الإمام البيهقي في «السنن الكبرى»: (3/ 167) ـ بعد ذكره ـ: «رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن أبي معاوية عن أبي كريب وغيره عن وكيع، ولم يخرجه البخاري مع كون حبيب بن أبي ثابت من شرطه، ولعله إنما أعرض عنه ـ والله أعلم ـ لما فيه من الاختلاف على سعيد بن جبير في متنه، ورواية الجماعة عن أبي الزبير أولى أن تكون محفوظة؛ فقد رواه عمرو بن دينار، عن جابر ابن زيد أبي الشعثاء، عن ابن عباس بقريب من معنى رواية مالك عن أبي الزبير» اهـ.
قلت: وتفصيلُ روايَةِ الجماعة عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، بلفظ: «من غيرِ خوفٍ ولا سفَرٍ»، كما يلي:
1ـ مالك في «الموطأ»: (368)، ومن طريقه: مسلم (705)، وأبو داود (1210)، والبيهقي (3/ 166)، وأبو عوانة (2397)، وابن حبان (1594).
2ـ زهير بن معاوية: عند مسلم (705)، وأبي نعيم في «المستخرج»: (1585)، والبيهقي (3/ 166)، والطبراني في «المعجم الكبير»: (12/ 58).
3ـ سفيان الثوري: عند عبد الرزاق (4435)، وأحمد (1/ 283)، وأبي عوانة
(2398)، والطبراني في «الكبير»: (12/ 58)، وابن عبد البر (5/ 492).
4ـ سفيان بن عيينة: عند الحميدي (476)، والبيهقي (3/ 166).
5ـ قرّة بن خالد: عند الطحاوي (968).
6ـ عبد الملك بن جريج: عند الطحاوي (969).
7ـ حمّاد بن سلمة: عند البيهقي (3/ 166).
8 ـ هشام بن سعد: عند البيهقي (3/ 167).
قال البيهقي (3/ 166): «وخالفهم قرة بن خالد عن أبي الزبير، فقال في الحديث: «في سفرةٍ سافرها إلى تبوك».» اهـ.
قلت: يشيرُ إلى ما أخرجه مسلم (705) عن يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد ـ يعني ابن الحارث ـ، حدثنا قُرَّةُ، حدثنا أبو الزبير، حدثنا سعيد بن جبير، حدثنا ابن عباس: «أن رسول الله (ص) جمع بين الصلاة في سفرة سافرها، في غزوة تبوك، فجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء».
قال سعيد: فقلت لابن عباس: ما حمله على ذلك؟ قال: «أراد أن لا يحرج أمته».
وهذا وهْمٌ من بعضِ الرواة.
والصَّحِيحُ: ما أخرجه مسلم (706): عن يحيى بن حبيب، قال: حدثنا خالدـ يعني ابن الحارث ـ، حدثنا قُرَّةُ بن خالد، حدثنا أبو الزبير، حدثنا عامر بن واثلة أبو الطُّفيل، حدثنا معاذ بن جبل، قال: «جمع رسول الله (ص) في غزوة تبوك بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء».
قال: فقلت: ما حمله على ذلك؟ قال: فقال: «أراد أن لا يحرج أمَّته».
وقد تابع قرة بن خالد: مالك في «الموطأ»: (365)، وزهيرٌ بن معاوية عند مسلم (706).
قال البيهقي (3/ 167): «وكان قرة بن خالد أراد حديث أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ فهذا لفظ حديثه، أو روى سعيد بن جبير الحديثين جميعاً فسمع قرة أحدهما ومن تقدم ذكره الآخر وهذه أشبه فقد روى قرة حديث أبي الطفيل أيضاً» اهـ.
وعلى كلِّ حال؛ فقد ثبت وقوع الجمع بالمدينة بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، في غير خوفٍ ولا سَفَرٍ؛ وهو ما سُنَجَلِّي حقيقتَه فيما سيأتي ..
ـــــــــــــــــــ
(1) أي الظهر والعصر.
(2) أي المغرب والعشاء.
(3) أي عمرو بن دينار.
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 06:09]ـ
/// وجه استدلال المخالفين بحديث ابن عباس:
وهو أنَّ النبي (ص) جمع مقيماً بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، جمع تقديمٍ، في غير خوف ولا سفر ولا مطر، فمن باب أولى الجمع للمطر، ونحوه ..
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 06:10]ـ
/// نقض استدلال المخالفين:
لقد كان مِنَ الواجبِ على المستدلِّينَ بحديثِ ابن عبَّاسٍ على جوَازِ الجمْعِ في المطَرِ كشف اللِّثام عن وجْهِ دلالتِه الأصوليَّةِ ..
ومعلومٌ أنَّ «أصولَ الفقهِ» هو مَلَكَةُ الاستنباطِ من النُّصوصِ الشرعيَّة، ولله دَرُّ ابْنِ بدرانَ إذ يقول: «واعلم أنَّه لا يمكنُ للطَّالب أن يصيرَ متفقهاً ما لم تكنْ له دِراية بالأصول، ولو قرأ الفقه سنيناً وأعواماً، ومن ادّعى غيرَ ذلك كان كلامُه إمّا جهلاً وإمّا مكابرةً» (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو ما أغْفلَهُ هؤلاءِ القَوم! واكتفَوْا بالتَّرديدِ خلفَ المستدلِّينَ بالحديثِ على جوازِ الجمْعِ في المطرِ! دون رَويَّةٍ وإعْمالٍ لِلفكْرِ والنَّظرِ!
فأين اتِّباع الدَّليل؟ أَهُوَ ترديد الدَّليل؟! أم فَهْمه على ضَوْءِ «قواعد الاستنباطِ»؟
ــــــــــــــــــــــــ
(1) «المدخل إلى مذهب أحمد بن حنبل»: (ص/489)، وانظر: «زغل العلم» للذهبي: (ص/21).
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 06:13]ـ
/// الشروع في النقض على المخالفين:
لقد عُلِمَ بالاستقراء أن «الجمع بين الصلاتين» ينقسم إلى ثلاثة أنواع:
أحدها: جمع التقديم.
والثاني: جمع التأخير.
والثالث: الجمع الصُّوري (1).
ولفظ «جَمَعَ» في حديث ابن عبّاسٍ مطلقٌ؛ يحتمل أن يكون جمع التقديم، ويحتمل أن يكون جمع التأخير، ويحتمل أن يكون الجمع الصُّوري، «إلا أنه لا يتناول جميعها، ولا اثنين منها، إذ الفعل المثبت لا يكون عامّاً في أقسامه كما صرّح بذلك أئمة الأصول» (2)؛ لأنه يقع على صفة واحدة. و «التعيين موقوفٌ على الدليل» (3)؛ «فلا يتعيّنُ واحدٌ من صُوَرِ الجمْعِ المذكور إلا بدليل» (4)، وإلا صار مُجملاً مما لا يُعرف صِفته، ووجب التوقّف فيه، حتّى يتبيَّنَ المرادُ منه ..
قال الإمام النَّظار أبو إسحاق الشيرازي ـ رحمه الله ـ تحت «باب: بيان ما يصحُّ دعوى العموم فيه وما لا يصح»: «فأما الأفعال فلا يصحُّ فيها دعوى العموم؛ لأنها تقعُ على صفة واحدة، فإذا عُرِفَتْ تلك الصفة اختصَّ الحكم بها، وإن لم تُعْرَفْ صار مجملاً مجملاً ممَّا لا يعرف صفته .. » (5).
وقال تحت «باب: ذكر ما يجوز تخصيصه وما لا يجوز»: «وكذلك ما وقعَ من الأفعال، لا يجوز تخصيصه، لما بيناه فيما تقدم، أنَّ الفعل لا يجوز أن يقع على صفتين، فيخرجُ إحداهما بدليل، فإن دلَّ الدليل على أنه لم يقع إلا على صفة من الصِّفتين، لم يكن ذلك تخصيصاً» (6).
وقال أيضاً: «وكذلك الأفعال الواقعة على أحوال مخصوصة ولم تعلم عين الحال التي وقع عليها فإنه لا يُدَّعى فيها العموم؛ وذلك كما روي أن النبي (ص) جمع بين الصلاتين في السفر، فإنه يعلم منه أنه إنما جمع بينهما في سفر واحد، إما طويل أو قصير؛ وليس في اللفظ ذكر واحد من السفرين ولا يحتمل أن يكون فعله واقعاً إلا على إحدى الحالين. فيجب التوقف فيه حتى يعلم على أي الحالين وقع. ودعوى العموم فيه محال وصار بمنزلة اللفظ إذا تناول شيئين والمراد به واحد منهما غير معيَّن، فإنه لا يجوز له الاحتجاج به حتى يتبيَّن المراد منهما عما ليس بمراد. كذلك هاهنا .. فيجب التوقف فيه ليعلم حقيقة الحال والصفة فيه» (7).
وقال العلامة بدر الدين بن بهادر الزركشي الشافعي ـ رحمه الله ـ: «الفعل المثبت إذا كان له جهات ليس بعام في أقسامه؛ لأنه
يقع على صفة واحدة، فإن عرف تعيَّن وإلا كان مجملاً يتوقف فيه حتى يعرف، نحو قول الراوي: «صلى بعد غيبوبة الشفق»، فلا يحمل على الأحمر والأبيض، وكذلك «صلى في الكعبة»، لا يعمّ الفرض والنفل .. » (8).
وقال أيضاً: «ما أطلقوه من أن الفعل لا يدل على استغراقه في حيّز الإثبات مبني على أنه نكرة، وقد نقل الزجاجي في «الإيضاح» إجماع النحويين على أن الأفعال نكرات، ولهذا امتنع الإضافة إليها لانتفاء فائدة الإضافة .. » (9).
قلت: ومعلوم أن النكرة في سياق الإثبات لا تعم، كما قرر أئمة الأصول. ومن هنا: كان الفعل المثبت لا يعم أقسامه.
وقال العلامة شمس الدين بن مفلح المقدسي ـ رحمه الله ـ: «الفعل الواقع لا يعم أقسامه وجهاته، كصلاته؛ داخل الكعبة لا يعم الفرض والنفل، فلا يحتج به على جوازهما فيها.
وقول الرواي: «صلى؛ بعد الشفق» لا يعم الشفقين إلا عند من حمل المشترك على معنييه.
وقوله: «كان؛ يجمع بين الصلاتين في السفر» لا يعم وقتيهما، ولا سفر النسك وغيره» (10).
وقال العلامة ابن النجَّار الفتوحي ـ رحمه الله ـ: «(فعله) أي فعلُ النبي (ص) المثبتُ، وإن انقسم إلى جهات وأقسام، (لا يعمُّ أقسامه وجهاته)؛ لأنَّ الواقع منها لا يكون إلا بعضَ هذه الأقسام.
(يُتْبَعُ)
(/)
من ذلك ما روي: «أنه (ص) صلَّى داخل الكعبة»، فإنَّها احتملت الفرض والنفل، بمعنى أنَّه لا يُتصوَّرُ أنّها فرضٌ ونفْلٌ معاً، فلا يمكن الاستدلال به على جواز الفرض والنفل داخل الكعبة، فلا يعمُّ أقسامه.
(وكان) النبي (ص) (يجمعُ بين الصلاتين في السفر، لا يعمُّ وقْتَيْهِما) أي وقت الصلاة الأولى، ووقت الصلاة الثانية، فإنه يُحتمل وقوعهما في وقت الصلاة الأولى، ويحتمل وقوعهما في وقت الصلاة الثانية، والتعيين موقوفٌ على الدليل، فلا يعمّ وقتي الأولى والثانية إذ ليس في نفس وقوع الفعل المرويِّ ما يدلّ على وقوعه في وقْتَيْهما ... » (11).
وقال الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ: «الفعل المُثْبَتُ إذا كان له جهاتٌ فليس بعامٍّ في أقسامه؛ لأنَّه يقع على صفة واحدة، فإن عُرِفَ تعيَّن وإلا كان مُجْملاً يُتوقَّفُ فيه ..
هكذا قال القاضي أبو بكر، والقفَّال، والشاشي، والأستاذ أبو منصور، والشيخ أبو حامد الإسفراييني، والشيخ أبو إسحاق الشيرازي، وسليم الرازي، وابن السَّمعاني، وإمام الحرمين الجُويني، وابن القشيري، والإمام فخر الدين الرازي.
واستدلُّوا على ذلك بأنه إخبارٌ عن فعل، ومعلومٌ أنَّ الفاعلَ لم يفعلْ كلَّ ما اشتمل عليه تسميةُ ذلك الفعل، مما لا يمكن استيعابُ فعلِه، فلا معنى للعموم في ذلك .. » (12).
وقال العلامة الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي في كلامه على حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ:
«واعلم أن لفظة «جَمَع» فِعْل في سياق الإثبات، وقد قرّر أئمة الأصول أن الفعل المثبت لا يكون عامّاً في أقسامه.
قال ابن الحاجب في «مختصره الأصولي» في مبحث العام، ما نصّه: «الفعل المثبت لا يكون عامّاً في أقسامه، مثل: «صلّى داخل الكعبة» فلا يعمّ الفرض والنفل ـ إلى أن قال: و «كان يجمع بين الصلاتين» لا يعمّ وقتيهما، وأمّا تكرر الفعل فمستفاد من قول الراوي: «كان يجمع» كقولهم: كان حاتم يكرم الضيف .. إلخ.
قال شارحه العضد ما نصّه: «وإذا قال: «كان يجمع بين الصلاتين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء» فلا يعمّ جمعهما بالتقديم في وقت الأولى، والتأخير في وقت الثانية، وعمومه في الزمان لا يدلّ عليه أيضاً، وربما توهم ذلك من قوله: «كان يفعل». فإنه يفهم منه التكرار، كما إذا قيل: كان حاتم يكرم الضيف، وهو ليس مما ذكرناه في شيء؛ لأنه لا يفهم من الفعل وهو «يجمع» بل من قول الراوي، وهو «كان»، حتى لو قال: «جمع» لزال التوهم» انتهى محل الغرض منه بلفظه بحذف يسير لما لا حاجة إليه في المراد عندنا. فقوله: «حتى لو قال: جمع زال التوهم» يدل على أن قول ابن عباس في الحديث المذكور «جمع» لا يتوهم فيه العموم، وإذن فلا تتعين صورة من صور الجمع إلَّا بدليل منفصل ..
وقال صاحب «جمع الجوامع» عاطفاً على ما لا يفيد العموم ما نصّه: «والفعل المثبت، ونحو: كان يجمع في السفر».
قال شارحه صاحب «الضياء اللامع» ما نصّه:ونحو: كان يجمع في السفر، أي: بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، لا عموم له أيضاً؛ لأنه فعل في سياق الثبوت، فلا يعمّ جمعهما بالتقديم في وقت الأولى، والتأخير إلى وقت الثانية، بهذا فسّر الرهوني كلام ابن الحاجب ـ إلى أن قال: وإنما خص المصنف هذا الفعل الأخير بالذكر مع كونه فعلاً في سياق الثبوت؛ لأن في «كان» معنى زائد، وهو اقتضاؤها مع المضارع التكرار عرفاً، فيتوهم منها العموم، نحو: «كان حاتم يكرم الضيفان» وبهذا صرّح الفهري والرهوني، وذكر ولي الدين عن الإمام في «المحصول» أنها لا تقتضي التكرار عرفاً ولا لغةً.
قال ولي الدين: والفعل في سياق الثبوت لا يعم، كالنكرة المثبتة، إلا أن تكون في معرض الامتنان، كقوله تعالى: وأنزلنا من السماء ماء طهوراً [الفرقان:48] اهـ من «الضياء اللامع» لابن حلولو.
قال مقيّده ـ عفا الله عنه ـ: وجه كون الفعل في سياق الثبوت لا يعم، هو أن الفعل ينحل عند النحويين، وبعض البلاغيين عن مصدر وزمن، وينحل عند جماعة من البلاغيين عن مصدر وزمن ونسبة، فالمصدر كامن في معناه إجماعاً، والمصدر الكامن فيه لم يتعرف بمعرف فهو نكرة في المعنى، ومعلوم أن النكرة لا تعم في الإثبات، وعلى هذا جماهير العلماء» (13).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وهو: تأخير صلاة الظهر إلى آخر وقتها، وتعجيل صلاة العصر في أول وقتها، وكذلك المغرب والعشاء، وبعض العلماء يسميه بـ «الجمع فعلاً»، ويسمي جمع التقديم والتأخيربـ «الجمع وقتاً»؛ ولزاماً انظر: «حاشية السندي على سنن النسائي»: (1/ 309 - 313).
(2) «نيل الأوطار»: (2/ 475).
(3) «شرح الكوكب النير» لابن النجار: (3/ 214).
(4) «نيل الأوطار»: (2/ 475).
(5) «اللمع في أصول الفقه»: (ص/73).
(6) «المرجع السابق»: (ص/80).
(7) «شرح اللمع»: (1/ 336 - 348).
(8) «البحر المحيط»: (3/ 166 - 167).
(9) «المرجع السابق»: (3/ 129).
(10) «أصول الفقه»: (2/ 842 - 843).
(11) «شرح الكوكب المنير»: (3/ 213 - 214).
(12) «إرشاد الفحول»: (1/ 554 - 555).
(13)» أضواء البيان»: (1/ 458 - 460) ـ ط: دار عالم الفوائد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 06:15]ـ
/// مناقشة المخالفين على ضوء ما تقدم:
لقد تبين مما سبق: أن قول ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: «جمع رسول الله (ص) بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء بالمدينة .. » لا يتناول أنواع الجمع الثلاثة، ولا اثنين منها، إذ الفعل المثبت لا يكون عاماً في أقسامه؛ لأنه يقع على صفة واحدة. والتعيين موقوفٌ على الدليل؛ فلا يتعيَّن واحدٌ من صور الجمع المذكور إلا بدليل، وإلا صارَ مجملاً مما لا يُعرف صفته، ووجب التوقف فيه؛ ليعلم حقيقة الحال والصفة فيه ...
فيقال للمخالفين عندئذٍ: ما هو دليلكم المنفصل على تعيين جمع التقديم في حديث ابن عباس؟ {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}.
فإن عجزوا عن الجواب ولا بُد = قيل لهم: وجبَ عليكم التَّوقفُ في صفة الجمع الواقع بالمدينة، حتَّى يتبيَّنَ لكم المراد منه ..
وإلى حينها؛ فلا يجوز لكم الاحتجاج به على جواز الجمع تقديماً في الحضر لأجل المطر ..
هذا ما قرَّره أئمة الأصول ـ رحمهم الله ـ.
فإِنْ لم يسلكوا إحدى الطريقين = لم يَبْقَ أمامهم إلا التسليم بالجمع الصُّوري؛ وهو الواجبُ في تعيين الجمع الواقع بالمدينة، ودونك الأدلة.
ـ[كمال يسين]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 01:32]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي إبراهيم
و الله أنا مقتنع مائة بالمائة بما ذكرت ,و لكن بقيت لي شبهة, وذلك بعد أن سمعت شريطا للشيخ الألباني رحمه الله, لم أسمعه جيدا لكن حسب ما فهمت منه هو ما يليز
أن الجمع في المطر هو جمع تقديم و الدليل على ذلك أن المؤذن عندما ينادي للصلاة للمغرب يقول الصلاة في الرحال, فطبيعي أن الذين في المسجد لن ينتظروا حتى وقت العشاء ليصلوا, بل دفعا للمشقة سيجمعون في وقت المغرب,
و بارك الله فيك
ـ[كمال يسين]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 01:40]ـ
للرفع
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 04:17]ـ
اخى الكريم بارك الله فيك:
قال الامام مسلم: وحدثني أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد عن الزبير بن الخريت عن عبدالله بن شقيق قال
: خطبنا ابن عباس يوما بعد العصر حتى غربت الشمس وبدت النجوم وجعل الناس يقولون الصلاة الصلاة قال فجاءه رجل من بني تميم لا يفتر ولا ينثني الصلاة الصلاة فقال ابن عباس أتعلمني بالسنة؟ لا أم لك ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء
قال عبدالله بن شقيق فحاك في صدري من ذلك شيء فأتيت أبا هريرة فسألته فصدق مقالته
وقال:
وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا وكيع حدثنا عمران بن حدير عن عبدالله بن شقيق العقيلي قال قال رجل لابن عباس
: الصلاة فسكت ثم قال الصلاة فسكت ثم قال الصلاة فسكت ثم قال لا أم لك أتعلمنا بالصلاة؟ وكنا نجمع بين الصلاتين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت: أجب عن هذين الحديثين اولا بارك الله فيك
فقد وضح منهما ان ابن عباس قد حَمَعَ جمع تأخيرعلى الاقل كما هو واضح وليس جمعا صوريا كما قلتَ وفقك الله
ـ[كمال يسين]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 10:20]ـ
أخي الكريم المهاجر
اسمح لي بالمشاركة:
أين يوجد في الحديث الذي ذكرته أن ابن عباس جمع جمع تأخير
ثم أين ذكر في الحديث سبب الجمع, فمن قال أن الجمع المذكور لم يكن صوريا, لزمه أن لا يربط الجمع بعذر من الأعذار,
ثم إن ابن عباس الذي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء, هو الذي قال في رواية رواها النسائي:"صليت مع النبي صلى الله عليه و سلم ثمانيا جميعا و سبعا جميعا أخر الظهر و عجل العصر و أخر المغرب و عجل العشاء"
فهذا الحديث يبين غلط الذين يرون أن الجمع الصوري لم يرد في لسان الشارع
قال الإمام الشوكاني رحمه الله: و قد زعم بعض المتأخرين أنه لم يرد الجمع الصوري في لسان الشارع و أهل عصرهو هو مردود بما ثبت عنه صلى الله عليه و آله و سلم من قوله للمستحاضة:"و إن قويت على أن تؤخري الظهر و تعجلي العصر فتغتسلين و تجمعين بين الصلاتين" انتهى كلامه رحمه الله
و لقد روى هذا الحديث النسائي بلفظ: تجلس أيام أقرائها ثم تغتسل و تؤخر الظهر و تعجل العصر و تغتسل و تصلي, و تؤخر المغرب و تعجل العشاء و تغتسل و تصليهما جميعا و تغتسل للفجر"
و في رواية للإمام الترمذي"فإن قويت على أن تؤخري الظهر و تعجلي العصر, ثم تغتسلين حين تطهرين و تصلين الظهر و العصر جميعا, ثم تؤخرين المغرب و تعجلين العشاء, ثم تغتسلين و تجمعين بين الصلاتين فافعلي .. الحديث.
هذا ما يظهر لي و بارك الله فيكم
ـ[كمال يسين]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 03:09]ـ
أظن أن هذا الموضوع مهم جدا خاصة ونحن في فصل الشتاء
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 10:26]ـ
أصلحكم الله. دعوا الرجل يكمل ما بدأ.ثم ناقشوه،أليس قد طلب ذلك منكم في أول كلامه؟
واصل ـ وصلك الله ـ يا أبا ابراهيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 06:19]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، قد ثبت عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه قال مضت النسة أن يجمع بين المغرب والعشاء في المطر، وأن ابن عمر رضي الله، كان يجمع مع الأمراء إذا جمعوا بين المغرب والعشاء في المطر، وعلى ذلك مضى عمل أهل المدينة، وبه خصص مالك حديث أبي الزبير عن سعيد عن ابن عباس مرفوعا: جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فشنع عليه الشافعي رحمه الله أشد التشنيع أن أخذ بشق الحديث الثاني ورد الأول. فلا طائل بعد هؤلاء الأئمة في إنكار ما عملوا به وأقروه ورأه صوابا وسنة، ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولي ... والله أعلم
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 04:02]ـ
وأرجو من جميع الأخوة عدم قطع تسلسل الكتاب بالمداخلات.
أرى أن البعض نفد صبره، ونحن في بدايات الكتاب بعد!! فليصبر حتى ينزل الكتاب كاملاً مصورا دفعة واحدة!! فقد نفد صبري أيضاً!!
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 09:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أرجو من أخي المكي عند الكتابة في أي مسألة خلافية أن يتجنب أسلوب الهجوم والتجريح والتجهيل إلى غير ذلك، فأنت يا أخي تخاطب طلبة علم، أو قراء يريدون الفائدة فمثلاً: (فانظر إلى هذا التلفيق بعين الهدى، ثم احكم عليه بموافقة الهوى، وسمِّهِ إن شئتَ بمذهب "العوام" أو "أهل الرَّدى"!!)!!!!!!!!
و (فيقال للمخالفين عندئذٍ: ما هو دليلكم المنفصل على تعيين جمع التقديم في حديث ابن عباس؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)!!
و (الشروع في النقض على المخالفين)!
و (وهو ما أغْفلَهُ هؤلاءِ القَوم! واكتفَوْا بالتَّرديدِ خلفَ المستدلِّينَ بالحديثِ على جوازِ الجمْعِ في المطرِ! دون رَويَّةٍ وإعْمالٍ لِلفكْرِ والنَّظرِ!)!
هذا وأنت في أول الكتاب. الواجب على طالب العلم أن يكتب بأدب وأخلاق، لأن الغرض من الكتابة إصال الحق ودعوة الناس إليه، لا أن يعمل قلمه ولسانه بالتجهيل والتجريح للآخرين المخالفين له كأنه لا يتكلم إلا حقاً، وغيره على الباطل.
ولا تنسى يا أخي أن الذين قالوا بالجمع في حالة المطر أئمة وعلماء شهد بعلمهم القاصي قبل الداني، فهل من يتبع هؤلاء لا روية له ولا أعمل فكره ونظره.
أرجو أن تعيد النظر في هذا، ولنا عليك فيما كتبت ملحوظات كثيرة، سوف تعرض في حينها.
شكراً لك أخي المكي، وأرجو الله أن ينفع بك، وأن نستفيد من علمك.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 09:52]ـ
تصحيح (ولا تنس).
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 04:21]ـ
أخي المكي: أشكرك على هذا الطرح وأقول: الإشكال في مسألة الجمع في المطر في هذا الزمن أنها تعتبر من المسائل النوازل حيث أن العلة في الجمع في المطر المشقة فإذا لم توجد المشقة فلا جمع،وكثير من الناس حتى من طلبة العلم خاصة أئمة المساجد يخلط بين الجمع في السفر والجمع في المطر.
حيث إن العلة في السفر السفر سواء وجدت المشقة أم لم توجد، وأما العلة في المطر المشقة، ومن تأمل في حالنا اليوم وجد ان المشقة في المطر قد زالت بحمد الله،،،،
فأصبح الناس يذهبون بل ويتنزهون حال المطر بسياراتهم، وقد تسهلت الأمور بوجود السيارات والاضاءة والشوارع المزفلتة، مما أذهب هذه المشقة،والأصل أن تصلى الصلوات في وقتها، هذا رأيي وأنا ممن لايجمع إذا جمع الناس في المطر وأوضح وجهة نظري حتى لايلتبس على الآخرين وبحمد الله هذا الرأي قد أخذ به بعض العلماء، لكن .... مع هذا كله لاأنكر على المخالف لأن تقدير المشقة حتى في زماننا مما يسوغ فيه الإختلاف فمن المستبعد أن يذهب بعض العلماء إلى الجمع بكل سهولة دون النظر هل وجدت مشقة أم لا؟
أردت في هذه الكلمات أن أحرر محل النزاع ومن ثم أوضح أن تقدير المشقة يسوغ فيه الإختلاف.
وكلامي إذا كان المطر لم يتفق الجميع على أنه ليس فيه مشقة فإذا اتفق الجميع على أن المطر ليس فيه مشقة بأن يحصل قطرات بسيطة فهذا لايجوز فيه الجمع كمانص الفقهاء.
أخيراً: أنصحك أخي المكي وانصح نفسي دائما في مسائل الإجتهاد:
1 - لاتجزم برأيك لأنك إذا جزمت معنى ذلك أنك تجزم بأن الحق عند الله هوماذهبت إليه وهذا لايجوز.
2 - لاتلزم الآخرين برأيك إذا كان ممايسوغ فيه الإجتهاد.
ـ[السماحي]ــــــــ[15 - Apr-2009, مساء 09:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ... الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أخي الفاضل المهاجر:أكمل كتابك بارك الله فيك ولاتلتفت لكلام المثبطين فقد كنت أبحث منذ مدة طويلة عن بحث مثل بحثك الماتع واعلم أنه قد سبقك في هذا الرأي علماء كبار مثل الإمام الشوكاني وابن حجر وغيرهم بل إن الإمام الشوكاني له كتاب تشنيف السمع بإبطال أدلة الجمع ارجو العثور علية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السماحي]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 10:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الفاضل أبو إبراهيم أسألك بالله لماذا لم تكمل كتابك الماتع البرهان المعتبرعلى بطلان الجمع في المطر عسى أن يكون المانع خير وأسأل الله أن ييسر لك الإنتهاء منه في أسرع وقت ممكن وجزاك الله خيرا(/)
هل كان أحد الأنبياء أو الرسل من ذوي البشرة السوداء؟
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 06:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ترددت أين أضع سؤالي هذا، فمعذرة إن كنت أخطأت المكان.
و سؤالي هو: هل كان أحد الأنبياء أو الرسل من ذوي البشرة السوداء؟
و إن لم يكن فما الحكمة من ذلك؟
فقد سألتني تلميذة لي عن ذلك، و في الحقيقة حسب علمي لم يرد شيء
يدل على ذلك، و أحسب أنه لم يكن أحدهم عليهم الصلاة و السلام أسود اللون.
فهلا تفضلتم بالرد و الإجابة.
جزاكم الله خيرا.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 07:18]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
/// في الصَّحيحين من حديث ابن عبَّاسٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: ((أنَّ موسى (ص) كان آدم البشرة)).
/// وفيهما من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: ((كأنَّه من رجال شنوءة)).
/// وفي البخاري من حديث ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: ((كأنَّه من رجال الزُّط)).
/// قال الشرَّاح: الأدمة: شدَّة السُّمرة، والزُّط: جنس من السودان.
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 08:05]ـ
جزاك الله خيرا.
أأفهم من ذلك انه كان أسود البشرة؟
وما علاقة ذلك بقوله تعالى: (واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى)؟
و هل كان بنو إسرائيل أيضا سود البشرة؟
ثم أليس الرسل يكونون من أوسط الناس نسبا و شرفا؟ أم أن ذلك لا يتنافى مع قومه الذين أرسل إليهم؟
أعلم أنني أكثرت عليكم، و لكن لكم في ذلك الأجر و الثواب إن شاء الله.
بارك الله فيكم و نفع بكم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 08:17]ـ
/// وإيَّاك .. بارك الله فيكِ .. لا إثقال ولا كلفة
/// شِدَّة السُّمرة ليست هي السواد، وسواد البشرة ضروب كما هو معلومٌ.
/// ولا تنافي بين لون البشرة والنسب والشرف، فكثير من العرب وأبناء عمِّهم من الإسرائيليين فيهم الأبيض والأسود وما بينهما، ومنهم أشراف حسبًا ونسبًا.
/// بل في كثير من الأمم في إفريقيا وغيرها من هو من نفس القوم لونا، ومن أرفعهم حسبا وشرفا.
/// وما ذكرتُه عن موسى وكونه كان شديد السمرة ليس كل ما علمناه، فكثير من الأنبياء وصفاتهم وأقوامهم لم يعلم اللهُ نبيَّه خبرهم، كما في قوله: ((ورسلنا قد قصصناهم عليك ورسلا لم نقصصهم عليك)).
/// والعموم في قوله: ((وما كنَّا معذِّبين حتى نبعث رسولًا))، و ((وما أرسلنا من رسول إلَّا بلسان قومه))، و ((في كل قريةٍ نذيرًا)) =تدلُّ على احتمال بعثة الرسل من السُّود أنفسهم، وعدم العلم بالشيء لا يقتضي العلم بالعدم. والله أعلم.
/// بالنسبة للآية فإشارتك إليها جيِّدةٌ، وكأنَّها تلمح إلى مغايرة لونه العام للون بياض يده التي كانت آية، وظاهرٌ منها معناها أنَّ يده كانت بيضاء دون سوءٍ، قيل: السوء المنفي البرص ونحوه ممَّا يظهر مباينًا للون البشرة، معيبا.
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 09:18]ـ
جزاك الله خيرا.
لكم أنا ممتنة و شاكرة لك كرم خلقك.
و لذا أجدني أطمع في إجابة هذين السؤالين أيضا:)
هل هذا الحديث صح عن النبي (ص): (ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت وإن نبيكم أحسنهم وجها وأحسنهم صوتا).
و إن كان كذلك فكيف نوفق بينه و بين ما نعرف عن مدى جمال يوسف عليه السلام؟
* هل صحيح أن اليهود الفلاشا السودانيين من ذرية موسى (ص)؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 09:25]ـ
/// وإيَّاك .. لا أنشط الآن لتأمُّل سؤالك، ولعلِّي أرجع إليه بعدُ إن شاء الله.
/// ولكن قال الحافظ في الفتح: "قوله فلما خلصت إذا يوسف زاد مسلم في رواية ثابت عن أنس فإذا هو قد أعطي شطر الحسن وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي وأبي هريرة عند بن عائذ والطبراني فإذا انا برجل أحسن ما خلق الله قد فضل الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب وهذا ظاهره ان يوسف عليه السلام كان أحسن من جميع الناس لكن روى الترمذي من حديث أنس ما بعث الله نبيا الا حسن الوجه حسن الصوت وكان نبيكم احسنهم وجها واحسنهم صوتا فعلى هذا فيحمل حديث المعراج على ان المراد غير النبي صلى الله عليه وسلم ويؤيده قول من قال ان المتكلم لايدخل في عموم خطابه واما حديث الباب فقد حمله ابن المنير على ان المراد ان يوسف أعطي شطر الحسن الذي اوتيه نبينا صلى الله عليه وسلم والله اعلم".
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 09:43]ـ
بارك الله فيك، وزادك علما و قدرا.
و سأنتظر الإجابة إن شاء الله.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 10:01]ـ
/// لم أنتبه لهذا السؤال:
* هل صحيح أن اليهود الفلاشا السودانيين من ذرية موسى (ص)؟
/// اليهود الفلاشا هم من الحبشة (إثيوبيا) لا السودان .. ومن المعلوم أنَّ الرَّاجح أوالمشهور عند اليهود أنَّ النسبة عندهم تكون للأمِّ لا الأب، فاليهودي من كانت أمُّه يهوديَّة لا من كان أبوه بالضرورة كذلك.
/// وقرأت كتابًا من قديمٍ ليهودي اسمه "شلوم عليكم" يعني: سلام عليكم! نسيت اسمه الآن، ذكر أنَّ النِّزاع في نسبة اليهودي ما زال قائمًا في إسرائيل بين هؤلاء الملاعين إلى الآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 12:58]ـ
و روي عن ابن عباس و جابر و سعيد و مجاهد أن لقمان كان عبدا أسودا على القول بنبوته
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 06:27]ـ
/// جزاكم الله خيرا
وللفائدة، فقد اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في هذا الرجل الصالح، أهو من عباد الله الصالحين الحكماء، أم هو من الأنبياء، على قولين:
(1): الأول: كان رجلاً حكيماً بحكمة الله، عاقلاً، فطناً، نبيهاً، فقيهاً في الدين.
? وهو قول جمهور العلماء، والمفسِّرين من السلف والخلف، كمجاهد ()، وقتادة ()، وسعيد بن المسيب ()، وابن عباس ()، ووهب بن منبِّه () ?، وغيرهم. واختاره جمع من المصنِّفين، كابن كثير، والقرطبي، وغيرهم.
(2): الثاني: أنَّه كان نبيَّاً.
? وهو قول عكرمة مولى ابن عباس ? ()، والشعبي ()، والليث ()، والسُدِّي ().
? قال الإمام أبو جعفر الطبري رحمه الله: "يقول تعالى ذكره ولقد آتينا لقمان الفقه في الدين والعقل والإصابة في القول، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل () ".
? وقال الإمام القرطبي رحمه الله: " وعلى هذا جمهور أهل التأويل، أنَّه كان ولياً، ولم يكن نبياً ...
والصواب: أنَّه كان رجلاً حكيماً بحكمة الله تعالى، وهي: الصواب في المعتقدات، والفقه فيى الدين، والعقل، قاضياً في بني إسرائيل () ".
? وقال الإمام البغوي رحمه الله: "واتفق العلماء على: أنه كان حكيماً، ولم يكن نبياً، إلاَّ عكرمة، فإنه قال: (كان لقمان نبياً)، وتفرَّد بهذا القول. وقال بعضهم: خُيِّر لقمان بين النبوة والحكمة، فاختار الحكمة () ".
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 10:11]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
حديث " ما بعث الله نبيا إلا حسن الصوت "
قال العراقي في تخريخ أحاديث الاحياء: أخرجه الترمذي في الشمائل عن قتادة وزاد قوله " وكان نبيكم حسن الوجه حسن الصوت " ورويناه متصلا في الغيلانيات من رواية قتادة عن أنس، والصواب الأول - أي الموقوف -، قاله الدارقطني، ورواه ابن مردوية في التفسير من حديث علي بن أبي طالب وطرقه كلها ضعيفة.
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 05:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا، و أحسن إليكم أيها الأخوة الأفاضل.
و لكن أذكر أنني قرأت أن بني إسرائيل كانوا يزعمون أن موسى عليه السلام به برص،
ولذا كان يغتسل وحده في النهر بعكسهم، إلى أن نزل مرة ليغتسل،
فهرب الحجر بملابسه، فرآه بنو إسرائيل وهو سليم و كامل جسمه أبيض سواء
ليس به سوء أو برص.
فهل ذلك صحيح؟ و أين أجد هذه القصة؟
و معذرة لكثرة أسئلتي.
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 06:02]ـ
هذا في البخاري .. ولكن ليست القصة كما ذكرت
فارجعي إليها فقد اتهموه بأنه آدر أي عظيم الخصية
وكون موسى شديد السمرة لا يبعد كثيرا عن كونه أسود
فليس كبير فرق إذ المسألة نسبية.
والله الموفق
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 06:12]ـ
هذا في البخاري .. ولكن ليست القصة كما ذكرت
فارجعي إليها فقد اتهموه بأنه آدر أي عظيم الخصية
وكون موسى شديد السمرة لا يبعد كثيرا عن كونه أسود
فليس كبير فرق إذ المسألة نسبية.
والله الموفق
/// بارك الله فيكم يا أبا القاسم، قد ورد أنَّه اتُّهم بهذا أوذاك.
/// فهو كما ذكرتم في البخاري، ومسلمٍ أيضًا، لكن في روايةٍ أخرى للبخاري من حديث أبى هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله (ص): ((إنَّ موسى كان رجلًا حيِّيًا ستِّيرًا، لا يُرَى من جلده شىءٌ، استحياءً منه، فآذاه من آذاه من بنى إسرائيل، فقالوا: ما يستتر هذا التستُّر إلَّا من عيبٍ بجلده، إمَّا برص، وإمَّا أدرة، وإمَّا آفة. وإنَّ الله أراد أن يبرِّئه ممَّا قالوا لموسى: فخلا يومًا وحده، فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل، فلمَّا فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإنَّ الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبى حجر، ثوبى حجر! حتى انتهى إلى ملإٍ من بني إسرائيل، فرأوه عريانًا أحسن ما خلق الله، وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربًا بعصاه، فوالله إنَّ بالحجر لندبًا من أثر ضربه ثلاثًا أو أربعًا أو خمسًا، فذلك قوله: ((يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرَّأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهًا)).
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 06:16]ـ
أحسن الله إليكم ..
صدقت .. مع أني حين خالفتها في ذكر القصة توجه مرادي لقولها: فرآه بنو إسرائيل وهو سليم و كامل جسمه أبيض سواء مع قولها إنه اغتسل من النهر
وجزاكم الله خيرا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 06:21]ـ
أحسن الله إليكم ..
صدقت .. مع أني حين خالفتها في ذكر القصة توجه مرادي لقولها: فرآه بنو إسرائيل وهو سليم، وكامل جسمه أبيض سواء مع قولها إنه اغتسل من النهر
وجزاكم الله خيرا
/// أحسنتم يا أبا القاسم ..
/// وقولك أختي الكريمة ((أبيض)) لا يُعرف في رواية الحديث، وهو يخالف كونه كان شديد السُّمرة، كما تقدَّم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 05:34]ـ
لكل من تفضل بالرد أو المرور العابر:
جزاكم الله خيرا، و نفع بكم.(/)
ما حكم دراسة علم المنطق؟
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 10:04]ـ
ما الحكم الشرعي في دراسة المنطق بقصد فهم مصطلحات أهله سيما وأنها تخللت كتب التفسير و شروح الحديث و الأصول
فهل إذا مررت على شئ منها ولم أفهمه أقول لا يجوز أن أفهمه لأن من تمنطق تزندق؟؟؟؟؟؟
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 11:20]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وابن الصلاح والنّواوي حَرّمَا وقال قومٌ ينبغي أن يُعْلَمَا
والقولة المشهورة الصحيحةْ جوازه لكامل القريهْ
ممارسِ السنة والكتابِ ليهتدي بها إلى الصوابِ
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 11:33]ـ
أحسن الله إليك هذا من كلام الأخضري صاحب السلم لا من كلام شيخ الاسلام
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 12:08]ـ
قال الأخضري رحمه الله:
وابن الصلاح والنّواوي حَرّمَا وقال قومٌ ينبغي أن يُعْلَمَا
والقولة المشهورة الصحيحةْ جوازه لكامل القريحهْ
ممارسِ السنة والكتابِ ليهتدي بها إلى الصوابِ
..........
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 11:28]ـ
بارك الله فيكم على التنبيه والتصحيح
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 06:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كثر الكلام في حكم تعلم هذا العلم فالبعض يوجبون تعلمه والبعض يحرمون تعلمه فكثير من العلماء أطلقوا الخلاف في المسألة وذكر بعض أهل العلم أن محل الخلاف في حكم تعلم المنطق في المنطق المشوب (المختلط) بكلام الفلاسفة هذا هو محل الخلاف فمنهم من يحرمه ومنهم من يرى تعلمه ومنهم من يتوسط في ذلك ويشترط شروطا وبعضهم قال تعلمه فرض على الكفاية لأنه من باب معرفة علوم القوم وإقامة الحجج والبراهين على ماعندنا وفق ماعندهم من براهين وقضايا مما لايترتب عليه محضور شرعي بل فيه دحض شبه المخالفين فمن هذه الزواية قالوا بفرضية تعلم علم المنطق على الكفاية ومنهم من قال بأنه حرام لأن فيه كلام للفلاسفة في باب الغيبيات والكلام عن رب الارض والسموات كلام خطير يؤدي إلى نتائج خطيرة على هذا يكون حراما تعلمه وتعليمه من هذه الزواية نظروا إلى مافي المنطق من شوائب ومفاسد ونظروا إلى حال كثير من علماء المسلمين الذين دخلوا في المنطق وضلوا وأضلوا.
قال شيخ الإسلام في المجموع 12/ 301: وَمَعَ هَذَا فَلَا يَصِحُّ نِسْبَةُ وُجُوبِهِ إلَى شَرِيعَةِ الْإِسْلَامِ بِوَجْهِ مِنْ الْوُجُوهِ. إذْ مَنْ هَذِهِ حَالُهُ فَإِنَّمَا أَتَى مِنْ نَفْسِهِ بِتَرْكِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مِنْ الْحَقِّ حَتَّى احْتَاجَ إلَى الْبَاطِلِ. وَمِنْ الْمَعْلُومِ: أَنَّ الْقَوْلَ بِوُجُوبِهِ قَوْلُ غُلَاتِهِ وَجُهَّالِ أَصْحَابِهِ. وَنَفْسُ الْحُذَّاقِ مِنْهُمْ لَا يَلْتَزِمُونَ قَوَانِينَهُ فِي كُلِّ عُلُومِهِمْ بَلْ يُعْرِضُونَ عَنْهَا. إمَّا لِطُولِهَا وَإِمَّا لِعَدَمِ فَائِدَتِهَا وَإِمَّا لِفَسَادِهَا وَإِمَّا لِعَدَمِ تَمَيُّزِهَا وَمَا فِيهَا مِنْ الْإِجْمَالِ وَالِاشْتِبَاهِ. فَإِنَّ فِيهِ مَوَاضِعَ كَثِيرَةً هِيَ لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ وَعِرٍ لَا سَهْلٍ فَيُرْتَقَى وَلَا سَمِينٌ فَيُنْتَقَلُ.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 12:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=58011(/)
الأحكام الفقهية المتعلقة بمرض الإيدز) فتوى مجمع الفقه الإسلامي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 12:47]ـ
ما هو حكم الدين فى مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) وما هي الأحكام الفقهية المتعلقة به؟
المفتي: المجمع الفقهي الإسلامي
الإجابة:
إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره التاسع بأبي ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة من 1 - 6 ذي القعدة 1415هـ الموافق 1 - 6 نيسان (أبريل) 1995م، بعد اطلاعه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) والأحكام المتعلقة به، والقرار رقم 82 (13/ 8)، وبعد استماعه إلى المناقشات التي دارت حوله، قرر ما يلي:
أولاً: عزل المريض:
حيث إن المعلومات الطبية المتوافرة حالياً تؤكد أن العدوى بفيروس العوز المناعي البشري مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) لا تحدث عن طريق المعايشة أو الملابسة أو التنفس أو الحشرات أو الاشتراك في الأكل أو الشرب أو حمامات السباحة أو المقاعد أو أدوات الطعام ونحو ذلك من أوجه المعايشة في الحياة اليومية العادية، وإنما تكون العدوى بصورة رئيسية بإحدى الطرق التالية:
1. الاتصال الجنسي بأي شكل كان.
2. نقل الدم الملوث أو مشتقاته.
3. استعمال الإبر الملوثة، ولاسيما بين متعاطي المخدرات.
4. وكذلك أمواس الحلاقة.
5. الانتقال من الأم المصابة إلى طفلها في أثناء الحمل والولادة.
وبناء على ما تقدم فإن عزل الأم المصابة إلى طفلها إذا لم تُخْشَ منه العدوى، عن زملائهم الأصحاء، غير واجب شرعاً، ويتم التصرف مع المرضى وفق الإجراءات الطبية المعتمدة.
ثانياً: تعمّد نقل العدوى:
تعمد نقل العدوى بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) إلى السليم منه بأية صورة من صور التعمد عمل محرم، ويعد من كبائر الذنوب والآثام، كما أنه يستوجب العقوبة الدنيوية وتتفاوت هذه العقوبة بقدر جسامة الفعل وأثره على الأفراد وتأثيره على المجتمع.
فإن كان قصد المتعمد إشاعة هذا المرض الخبيث في المجتمع، فعمله هذا يعد نوعا من الحرابة والإفساد في الأرض، ويستوجب إحدى العقوبات المنصوص عليها في آية الحرابة.
قال تعالى: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة:33].
وإن كان قصده من تعمُّد نقل العدوى إعداء شخص بعينه، وتمت العدوى، ولم يمت المنقول إليه بعد، عوقب المتعمد بالعقوبة التعزيرية المناسبة وعند حدوث الوفاة ينظر في تطبيق عقوبة القتل عليه.
وأما إذا كان قصده من تعمد نقل العدوى إعداء شخص بعينه، ولكن لم تنتقل إليه العدوى فإنه يعاقب عقوبة تعزيرية.
ثالثاً: إجهاض الأم المصابة بعدوى مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز):
نظراً لأن انتقال العدوى من الحامل المصابة بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) إلى جنينها لا تحدث غالباً إلا بعد تقدم الحمل -نفخ الروح في الجنين- أو أثناء الولادة، فلا يجوز إجهاض الجنين شرعاً.
رابعاً: حضانة الأم المصابة بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) لوليدها السليم وإرضاعه:
لما كانت المعلومات الطبية الحاضرة تدل على أنه ليس هناك خطر مؤكد من حضانة الأم المصابة بعدوى مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) لوليدها السليم، وإرضاعها له، شأنها في ذلك شأن المخالطة والمعايشة العادية، فإنه لا مانع شرعاً من أن تقوم الأم بحضانته ورضاعته ما لم يمنع من ذلك تقرير طبي.
خامساً: حق السليم من الزوجين في طلب الفرقة من الزوج المصاب بعدوى مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز):
للزوجة طلب الفرقة من الزوج المصاب باعتبار أن مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) مرض معد تنتقل عدواه بصورة رئيسية بالاتصال الجنسي.
سادساً: اعتبار مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) مرض موت:
يعدّ مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) مرض موت شرعاً، إذا اكتملت أعراضه، وأقعد المريض عن ممارسة الحياة العادية، واتصل به الموت.
ويوصي بما يلي:
أولاً: تأجيل موضوع حق المعاشرة الزوجية مع الإصابة بالإيدز لاستكمال بحثه.
ثانياً: ضرورة الاستمرار على التأكد في موسم الحج من خلو الحجاج من الأمراض الوبائية، وبخاصة مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، والله الموفق.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 12:25]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله لم يقل لنا الأخ الكريم أي مجمع فقهي يقصد هل المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الاسلامي أم المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي أم المجمع الفقهي التابع لجامع الأزهر أم مجمع فقهي آخر هذا من جهة و من جهة أخرى ثبت أن مرض نقص المناعة المكتسبة ينتقل عن طريق الرضاعة فلا ينبغي رضاعة الصبي الا من طرف امرأة ثبت أنها سليمة ثم ان المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الاسلامي لا يصدر فتيا الا موقعة من طرف أعضائه فان تغيب أحدهم أو سافر قبل التوقيع يشيرون الى ذلك مثال ذلك الفتوى التي أصدروا حول كشف الدم التي اتخذوها بهذا الصدد في دورتهم المنعقدة بمكة المكرمة في الفترة 19_1424ه ذكروا أن محمد تقي الختماني سافر قبل التوقيع مع أنه موافق فان اعترض أحدهم كتبوا ذلك و رئيس هذا المجمع سماحة الشيخ عبد العزيز عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة و نائبه معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي و أمينه العام د/صالح زاين المرزوقي و قد يتغير بتغير وظيفته لا تعاتبني الأخ الكريم ذلك أنني عندي جميع فتاوى هذا المجمع و أنا أهتم بهذا المرض منذ 1988 حيث كتبت حوله مقالا في جريدة نيجرية و ذلك لأن هذا المرض من أهم ما ينبغي أن يستغله الداعية لما فيه من الوعظ و العبر و قد كتبت عليه رسالة موسومة:اتباع شرع نبي الهدى يحصن ضد الايدز أو السيدا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 01:00]ـ
المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الاسلامي وهو المراد عند الاطلاق
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 05:11]ـ
الأخ الكريم الفاضل مجلة المجمع الفقهي لا تذكر هذه الدورة التي ذكرت و أحلت اليها و دورات هذا المجمع تنعقد في مكة المكرمة و في هذه الفترة كانت تنعقد برئاسة المغور له عبد الله بن عبد العزيز بن باز فرجعت الى مجلة المجمع فوجدت فيها قرارات الدورة الرابعة عشرة المنعقدة يوم السبت 20 شعبان 1415ه الموافق 21/ 1/1995مو تليها قرارات الدورة الخامسة عشرة المنعقدة يوم السبت 11 رجب 1419ه_31أكتوبر1988مفالواضح أنه لم تنعقد دورة بعد 1415 الا في رجب 1419
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 05:33]ـ
كانت قرارات هذه الدورة كالتالي: القرار الأول:بشأن مسئولية الأولياء و الأوصياء و رعايتهم و عن تصرفات من تحت ولايتهم و رعايتهم و القرار الثاني كان بعنوان: حول المسئولية عن أضرار الأشياء من حيوان وبناء و كل ما تتطلب حراسته عناية خاصة و القرار الثالث: بشأن حكم المسعى بعد التوسعة السعودية هل تبقى له الأحكام السابقة أم يدخل حكمه ضمن حكم المسجد و القرار الرابع بشأن حكم شراء أسهم الشركات و المصارف اذا كان في بعض معاملاتها ربا و القرار الخامس:بشأن موضوع:هل يجوز تحديد ربح المال في شركة المضاربة بمقدار معين من المال؟ و القرار السادس بشأن مدى مسئولية المضارب و مجالس الإدارة عما يحدث من الخسارة و القرار السابع بشأن موضوع عملية اليانصيب و القرار الثامن و الأخير:بشأن ضوابط كشف العورة أثناء علاج المريض ثم أتبعتها المجلة بقرارات الدورة الخامسة عشرة المنعقدة يوم السبت 11 رجب 1419هجرية فراجع المصدر الذي نقلت منه يا أخي الفتيا فليست يقينا للمجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الاسلامي لأن جلساته تنعقد بمكة برئاسة سماحة المفتي العام للمملكة السعودية فلو كانت دورة استثنائية خارج المملكة لنص عليها المحضر و لأدرجت في قرارات المجمع من طرف مجلة المجمع و الله أعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 08:06]ـ
موقع المجمع
http://www.fiqhacademy.org/dawrat09.html
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 09:25]ـ
الأخ الكريم جزاك الله خيرا على الاحالة لقد أحلتنا الى المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي و ليس المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الاسلامي فجزاك الله خيرا مرة أخرى و لكن ينبغي أن ألفت نظركم الى حقيقة طبية أهملها القرار و هي أن العدوى تنتقل عن طريق الرضاعة فهذه حقيقة أصبحت شبه مؤكدة من طرف منظمة الصحة العالمية كما أن المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الاسلامي أصدر هو الآخر القرار التالي في الدورة السابعة عشرة المنعقدة بمكة المكرمة ما بين 19_23/ 10/1424ه الموافق 13_17/ 12/2003م: القرار الخامس:أمراض الدم الوراثية: الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده نبينا محمد و على آله و صحبه أما بعد: فان مجلس المجمع الفقهي الاسلامي برابطة العالم الاسلامي في دورته السابعة عشرة المنعقدة بمكة المكرمة في الفترة من 19_23/ 10/1424الذي بموافقة:13_17/ 12/2003وقد نظر في موضوع:أمراض الدم الوراثية و مدى مشروعية الالزام بالفحوص الطبية للراغبين في الزواج و استمع الى البحوث المقدمة في الموضوع من بعض أعضاء المجلس و المختصين.و بعد العرض و المناقشة المستفيضة من قبل أعضاء المجلس و الباحثين و المختصين اتخذ القرار التالي:أولا:ان عقد النكاح من العقود التي تولى الشارع الحكيم وضع شروطها و رتب عليها آثارها الشرعية و فتح الباب للزيادة على ما جاء به الشرع كالالزام بالفحوص الطبية قبل الزواج و ربط توثيق العقد بها أمر غير جائز.ثانيا:يوصي المجلس الحكومات و المؤسسات الاسلامية بنشر الوعي بأهمية الفحوص الطبية قبل الزواج و التشجيع على اجرائها و تيسير تلك الفحوصات للراغبين فيها.و جعلها سرية لا تفشى الا لأصحابها المباشرين و الله ولي التوفيق و صلى الله و سلم على نبيه محمد و أله و صحبه التوقيع: الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ نائب الرئيس:د. عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام للمجمع الفقهي:د. صالح بن زاين المرزوقي الأعضاء:د. محمد رشيد راغب فياني د. الصديق محمد الأمين الضرير محمد بن عبد الله السبيل د. وهبة مصطفى الزحيلي د. مصطفى سيريش د. محمد الحبيب بن خوجة د. عبد الكريم زيدان د. يوسف بن عبد الله القرضاوي د. نصر فريد محمد واصل محمد سالم بن عبد الودود محمد تقي العثماني د. محمد ستار فتح الله سعيد علما بأنهم كتبوا تحت محمد تقي العثماني: سافر قبل أن يوقع بينما البقبة وقعت و الله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 11:12]ـ
اعرف ان المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي هو نفسه المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الاسلامي
كان يراسه سماحة الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله ثم العلامة بكر ابوزيد رحمه الله
واذا كنت ترى بينهما فرقا فبين لنا بارك الله فيك من هم اعضاء كل منهما ومن يراس كل منهما
وتاريخ تاسيس كل منهما وفقك الله
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 01:27]ـ
و الله يا أخي لا داعي الى كل هذا المهم في كل هذا أن المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الاسلامي مقره في مكة المكرمة داخل مقر الرابطة و قراراته يتولى طباعتها بنقسه يقدمها عند كل طبعة ا لأمين العام للرابطة و مدير المجمع و أنا كنت على صلة به و طلب مني أن أهديه كل ما طبع من مؤلفاتي منذ سنة 1996م و قد أهديت له اكمال المنه في معرفة النسخ من القرآن و السنة و الأدلة الواضحة من تحريم المصافحة و ما تؤدي اليه من المسائل الفاضحة أما المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي أظن أن مقره في جدة حيث يوجد مقر المنظمة و لست متأكدا من ذلك لأنني لا صلة لي به و ان كان قيل لي بأنه فيه أحد الاخوة الذين كانوا يعملون معي في النيجر و أظن أن في عهد سماحة الشيخ ابن باز كان مفتي المملكة رئيسا لهما معا و جل أعضاء هذا ان لم يكونوا كلهم أعضاء الآخر المهم لا تثريب عليك و لا علي و بارك الله في جهدك و اسمح لي نهج المحدثين في التحقيق و التدقيق فأنت مشكور على جهدك القيم و أرجو من الله أن تكون كذلك مأجورا و اسمح لي أولا و آخرا و السلام عليكم و رحمة الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 06:44]ـ
بارك الله في جهدك وغفرلي ولك وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 06:52]ـ
مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي مقره في جدة، وهو مجمع دولي تتنقل دوراته بين الدول، وكان يرأسه الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى.
أما المجمع الفقهي الإسلامي التابع للرابطة فمقره في مكة، وهو مجمع محلي أي أنه لا تعقد له دورات خارج المملكة بل كل دوراته في مكة، وكان يرأسه سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله ثم خلفه سماحة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 11:41]ـ
بين لنا بارك الله فيك من هم اعضاء كل منهما ومن يراس كل منهما
وتاريخ تاسيس كل منهما وفقك الله
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 11:07]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله الأخ الكريم أنت عضو مشرف و أنا أحد الأعضاء أو الزوار فلا داعي الى الإحراج انما كنت أريد أن أنبهك أنت و كذلك القراء الى أن الفرق بين المجمعين واضح 1/أما المجمع التابع لرابطة العالم الإسلامي فقد أنشئ بقرار من المجلس التأسيسي عام 1398 ه و قد عقد أول دورة له بمكة المكرمة من 10 شعبان الى 17 شعبان سنة 1398 و اتخذ أثناء هذه الدورة عدة قرارات منها الانتماء الى النوادي الماسونية و هو أول قرار و القرار الثاني حول الانتماء الى الشيوعية و القرار الثالث حول الانتماء للقاديانية و الرابع حول الانتماء للبهائية و الخامس حول التأمين بجميع صوره و أشكاله و خالفهم فيه مصطفى أحمد الزرقاء رحمه الله و لم يحضر هذه الدورة العالم العلامة محمد سالم بن عبد الودود و لكن حضر جميع الدورات الأخرى و أعضاء هذا المجمع حوالي 15 عضوا كان في البداية يرأسه عبد الله بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى و نائبه محمد علي الحركان بوصفه الأمين العام للرابطة ثم أصبح سماحة عبد الله بن عبد العزيز بن باز رئيسا للمجلس من بداية الدورة السادسة للمجلس المنعقدة من يوم 9الى 16 ربيع الآخر 1403 ثم أصبح نائب الرئيس بوصفه أمينا عاما للرابطة معالي د/عبد الله عمر نصيف من بداية الدورة السابعة المنعقدة من يوم 11الى16 ربيع الآخر 1404 ثم أصبح نائب الرئيس بوصفه أمينا عاما للرابطة د/أحمد محمد علي منذ الدورة الرابعة عشرة المنعقدة يوم السبت 20 شعبان 1415 ثم أصبح نائب الرئيس د/صالح العبيد في الدورة الخامسة عشرة المنعقدة 21/ 1/1995 و بعده أصبح د/عبد الله بن عبد لمحسن التركي نائب رئيس هذا المجمع كما أن سماحة عبدالله آل الشيخ أصبح رئيسا للمجمع بعد وفاة ابن باز و قد عقد هذا المجمع أكثر من 18 دورة و أعضاؤه الآن هم الذين ذكرت من قبل في فتيا نقل الدم أو كشف الدم و أما المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي و هو الذي نقلت منه الأخ الكريم الفتوى فقد أنشئ هو الآخر من طرف مؤتمر القمة الذي انعقد في مكة في ربيع الأول 1401أي بعد الأول بثلاث سنوات و انعقد أول مؤتمر تاسيسي له في مكة ما بين 26_28شعبان 1403 أي بعد 5 سنوات من أول دورة للأول و له خمسة أغضاء دائمون و 38 عضوا ممثلة للدول الأعضاء و 60 خبيرا و بعد قراءة سريعة للأعضاء الخمسة مع الثمانية و الثلاثين لم أجد من أعضاء مجمع الرابطة سوى سماحة العلامة محمد سالم بن عدود من موريتانيا و د/الصديق محمد الأمين الضرير من السودان و هو جديد على مجمع الرابطة شارك في الندوات الثلاثة الأخيرة و العفو أيها الأخ الكريم ما كنت أظن أننا سنبتعد كثيرا عن موضوعنا لأنه هو الأهم و لقد أفدتني جزاك الله خيرا ذلك أنني رئيس منظمة غير حكومية تدعى: منظمة الدفاع عن الإنسان و المحيط البيئي تعنى بهذا المرض و تقوم بالتحسيس حوله كما أنه تم الترخيص لي مؤخرا قي شبكة منظمات غير حكومية تدعى:شبكة الدفاع عن الإنسان و بيئته فقد استفدت حقيقة من هذه الفتيا و ما كنت على علم بها رغم انني ألفت رسالة حول المرض بعنوان: اتباع شرع نبي الهدى يحصن ضد الإيدز أو السيدا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 11:12]ـ
عفوا أيها الأخ الكريم مرة أخرى كان سبب سؤالي عن المجمع الذي نقلت منه الفتيا لأنني كتبتها بالحرف من الموقع لما نشرتها و بما أنني عندي جميع قرارات المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي سألت هل هو مجمع منظمة المؤتمر الإسلامي أو مجمع جامع الأزهر أو مجمع آخر يعني مجمع لندن الخ ... لأنني أريد أن أوثق المعلومة فجزاك الله خيرا مرة أخرى و لا تفهمني غلطا(/)
دروس ملتقى الدَّعوة «الحجّ (شعائر ومشاعر)» لكبار العلماء 1429 هـ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 01:02]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
دروس ملتقى الدَّعوة «الحجّ (شعائر ومشاعر)» لكبار العلماء 1429 هـ
السبت
17/ 11 المغرب ((محظورات الإحرام))
معالي الشيخ أحمد بن علي بن سير المباركي
عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء
العشاء ((المواقيت الزمانية والمكانية وأنواع النسك))
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الأحد
18/ 11 المغرب ((صفة الحج والعمرة))
معالي الشيخ صالح بن محمد اللحيدان
رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء
العشاء ((من آداب الحج))
معالي الشيخ عبد الله بن خنين
عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء
الاثنين
19/ 11 المغرب ((معالم التوحيد والمتابعة في الحج))
معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد
رئيس مجلس الشورى
وعضو هيئة كبار العلماء
العشاء ((وجوب التوبة وأداء الحقوق للحاج))
معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري
عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء
الثلاثاء
20/ 11 المغرب ((فقه التيسير في الحج))
معالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء
قريبًا إن شاء اللَّهُ تَعالى
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 10:50]ـ
((من آداب الحج))
معالي الشيخ عبد الله بن خنين
عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57142
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 10:52]ـ
((صفة الحج والعمرة))
معالي الشيخ صالح بن محمد اللحيدان
رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57141
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 08:49]ـ
((وجوب التوبة وأداء الحقوق للحاج))
معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري
عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57179
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 11:44]ـ
((محظورات الإحرام))
معالي الشيخ أحمد بن علي بن سير المباركي
عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء
http://www.al-daawah.net/archive/m-hajj29/mubaraki.ram
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 11:47]ـ
((المواقيت الزمانية والمكانية وأنواع النسك))
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
http://www.al-daawah.net/archive/m-hajj29/mufti.ram
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 11:49]ـ
((معالم التوحيد والمتابعة في الحج))
معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد
رئيس مجلس الشورى
وعضو هيئة كبار العلماء
http://www.al-daawah.net/archive/m-hajj29/ibnhomaid.ram
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 01:08]ـ
أسأل الله أن يديم عليكم نعمة وجود العلماء، آمين.
جزاك الله خيراً أخي (سلمان).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 03:19]ـ
الأخ الفاضل / مَحمُود الغزيّ:
شَكَرَ اللَّهُ لكُم،وباركَ فيكُم.(/)
من فتاوى الحجِّ،لفضيلةِ الشَّيْخ عبد الكريم الخُضَيْر
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 02:26]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أسئلة وأجوبة في منْسك الحجّ،
لِصَاحِبِ الفَضِيْلَةِ العَلاَّمَةِ
عَبْدِ الكَرِيمِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ الخُضَيْر
ـ حَفِظَهُ اللَّهُ، وَرَعَاهُ ـ
جمعها
سَلمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
المصدر: موقع الشَّيخ،ودُروسه.
أفضل كتاب يبين مناسك الحج
السؤال: ما هو أفضل كتاب يبين مناسك الحج على القول الراجح؟
الجواب:
منسك الشيخ ابن باز -رحمه الله- المسمى: (التحقيق والإيضاح) منسك مختصر مفيد اعتمد فيه الشيخ على الدليل، ومن أراد البسط في مسائل الحج فعليه بكتاب المناسك من فتح الباري لابن حجر، وشرح المهذب للنووي. والله الموفق.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 02:29]ـ
تأخيرُ الحج من أجلِ الدَّيْن
السؤال: هذا يقول: أنَّهُ قد عَزَمَ على قَضَاء فريضة الحج، وعليهِ دَيْن، ويُريد أنْ يَنْتَقِل من منطِقَة إلى منطقة، وانتِقَالُهُ يُكَلِّفُهُ مصاريف فهل يُعْذَر في تأخيرِ الحج؟!
الجواب:
نعم إذا كانَ عليهِ دَيْن لا يَجُوزُ لهُ أنْ يَحُجّ إلاَّ بِإٍذْن صَاحب الدَّيْن، لا يَحُج إلا بِإٍذْن صَاحب الدَّيْن، الدَّيْن مُقدَّم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 02:31]ـ
رجل سافر للتجارة ثم نوى العمرة
السؤال: رجل ذهب إلى جدة وكان الداعي الأساسي لسفره هو التجارة، وكان من عادته إذا وجد وقتاً متسعاً بعد إنهاء أمور تجارته يذهب للعمرة، إذا أراد العمرة من أين يحرم؟
الجواب:
إذا لم يكن الباعث على السفر أداء النسك فإنه لا يلزمه الإحرام إلا إذا أراد العمرة فإنه يحرم حينئذٍ من محله.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 02:32]ـ
هل يجوز الجمع بين طواف الحج والوداع للمتمتع؟
السؤال: طواف الحج للمتمتع هل للحاج أن يؤجله ليكون آخر أعمال الحج لديه فيكون لطواف الحج ولطواف الوداع؟
الجواب:
للحاج أن يؤخر طواف الإفاضة ركن الحج حتى يكون آخر عهده بالبيت وعلى هذا يكفيه عن طواف الوداع؛ لأنه إذا اجتمع عبادتان من جنس واحد فإنها تدخل الصغرى في الكبرى. والله الموفق ..
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 02:33]ـ
الأدعية الواردة في الطواف والسعي
السؤال: هل يصح من الأدعية شيء في الطواف والسعي غير ما يقوله الساعي عند الصفا والمروة؟
الجواب:
صح قول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة بين الركنين.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 02:34]ـ
امرأة أحرمت ولما وصلت مكة حاضت ورجعت مع رفقتها ولم تصنع شيئاً
السؤال: امرأة أحرمت ولما وصلت مكة حاضت ورجعت مع رفقتها ولم تصنع شيئاً ولها الآن سبع سنوات، هل هي باقية على إحرامها إلى الآن – علماً أنها جاهلة – وماذا تصنع هل تمسك عن المحظورات إلى حين أدائها للعمرة مرة أخرى وفي هذا مشقة؟
الجواب:
نعم هي باقية على إحرامها؛ لأن الدخول في النسك ملزم بإتمامه كما قال -جل وعلا-: {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ} [(196) سورة البقرة]، وعلى هذا فعليها اجتناب المحظورات حتى تؤدي العمرة وما فعلته منها فمعفو عنه لجهلها وعليها مع ذلك أن تبادر بإبراء ذمتها. والله الموفق.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 02:35]ـ
تقديم السعي والطواف على بعضهما في الحج والعمرة
السؤال: هل هناك مانع من تقديم السعي والطواف على بعضهما في الحج والعمرة؟
الجواب:
الأصل تقديم الطواف على السعي لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وقوله: ((خذوا عني مناسككم)) ولكن لو قدم السعي على الطواف صح النسك لحديث أسامة بن زيد -رضي الله عنه- ((سعيت قبل أن أطوف قال افعل ولا حرج)).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 02:36]ـ
الوقوف بعرفة نهاراً هل يجزئ عن الليل؟
السؤال: هل الوقوف بعرفة نهاراً يجزئ عن الليل؟
الجواب:
إذا وقف نهاراً لا بد أن يمكث إلى غروب الشمس لفعله -عليه الصلاة والسلام- وقوله: ((خذوا عني مناسككم)) فإن انصرف قبل غروب الشمس لزمه دم عند جمع من أهل العلم ..
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 02:37]ـ
هل يحج أم يكمل دراسته
السؤال: منذ أيام قرأت سورة آل عمران التي يفرض الله الحج فيها على الرجال. وهذا آخر فصل دراسي لي في أمريكا. ومعي مبلغ حوالي 2000 دولار أمريكي ومع هذا أخشى إن أنفقت المبلغ في الحج فسوف تغضب أمي فإنها لا تحب التزامي بالإسلام وفي نفس الوقت لا أدري إن كان هناك فرص أخرى لذهابي إلى الحج والمال لدراستي تدفعه الحكومة وسوف أعود لأعمل 5 سنوات في الحكومة ولا أعرف إن كنت سوف يكون لدي المال الكافي مرة ثانية للحج أم لا. ومن ناحية أخرى إذا استطعت توفير بعض المال فسوف أشتري سيارة لكي تصبح أمي غنية. فقد ربتني منذ أن كان عمري 3 سنوات حين مات أبي ولم يكن هناك أقارب طيبون.
الجواب:
الحمد لله ...
الحج فرضٌ من فروض الإسلام، وركنٌ من أركانه، ودعامةٌ من دعائمه، لا يجوز للمستطيع تأخيره ولا التردد في أدائه، ولا طاعة لأحدٍ في معصية الله -سبحانه وتعالى-، قال تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [(97) سورة آل عمران]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت)). فلا يجوز لك أن تُرضي والدتك في معصية الله سبحانه، عليك أن تبرها وتحسن إليها لكن في غير معصية، فمن أرضى الناس بسخط الله عليه، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 02:38]ـ
هل يمكن إرسال شخص للحج عن المتوفى بدلاً من ابنه
السؤال: تُوفي والدي في العام الماضي، وكان ينوي أداء الحج هذا العام، فهل يمكن أن أرسل شخصا آخر ليحج عنه؟ وهل يجب أن يكون هذا الشخص من الأقارب؟ ماذا عن التضحية (القربان) الذي يُؤدى وقت الحج، هل يجب أن يكون باسم والدي أم باسم الشخص الموكل؟.
الجواب:
الحمد لله إذا مات المسلم بعد القدرة على الحج، فعلى وارثه أن يحج عنه بنفسه، أو يوكل من يحج عنه من مال الميت لأنه دينٌ عليه، وهو أحقُّ بالقضاء ولا يلزم أن يكون الوكيل من الأقارب، والهدي -القربان- الذي يُؤدى وقت الحج يكون باسم الوالد المتوفى لا باسم المُوكَّل، إذا كان من مستلزمات الحج، وإن كان الحج إفراداً فلا هدي (واجبا) إلا إذا ارتكب المُوكَّل محظوراً فيه الفدية، فعليه الفدية.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 02:39]ـ
وقف بعرفة دقائق ثم غادر من غير ضرورة
السؤال: رجل قال أنه وقف بعرفة دقائق معدودة نحو العشرة من النهار ثم غادرها إلى مكة من غير ضرورة فقط حباً للسعة والراحة. هل عمله وحجه صحيح؟
الجواب:
الحج صحيح لكن خالف السنة لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقف إلى غروب الشمس وقال: ((خذوا عني مناسككم)) ويلزمه إن كان انصرافه قبل غروب الشمس دم عند بعض العلماء.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 02:40]ـ
الوقوف بعرفة
السؤال: متى يبدأ الوقوف بعرفة ومتى ينتهي، وهل هناك وقت فاضل ووقت مفضول أم كله متساوي؟
الجواب:
يبدأ الوقوف من طلوع الشمس من يوم عرفة وينتهي بطلوع الفجر ليلة النحر، وأفضل أوقاته من الزوال إلى غروب الشمس لفعله -صلى الله عليه وسلم-.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 02:41]ـ
لبس الشراب للمحرم
السؤال: هل لبس الشراب للمحرم جائز, وإذا كان يجد النعلين هل يجوز له لبسه، وهل يجوز له لبس الخف، وإذا قطعه إلى دون الكعبين هل يجوز لبسه مع وجود النعلين؟
الجواب:
لبس الشراب للمحرم إن كان ذكراً لا يجوز له؛ لأنه مخيط على قدر عضو، وإذا وجد النعلين لا يجوز له لبس الخف ولو كان مقطوعاً؛ لأنه لبسه مع القطع مقيد بعدم النعل وقطعه إضاعة للمال وقد نهي عنه. وبالله التوفيق.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 09:01]ـ
جزاكم الله خير، جهد مشكور.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 10:34]ـ
الأخ الكريم / مَحمُوْد الغزيّ:
شَكَرَ اللَّهُ لَكُم مُرُوركُم،وتشريفكُم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:18]ـ
كفارة ترك المبيت بمنى
السؤال: المبيت بمنى هل من تركه كله عليه عن كل يوم كفارة أم واحدة تكفي؟
الجواب:
ترك المبيت بمنى محظور واحد كفارته واحدة.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:19]ـ
سافر للسياحة والعمرة
السؤال: رجل يريد السفر إلى جدة لغرضين السياحة وعمل العمرة ويريد أن يقدم السياحة أولاً ثم العمرة كيف يصنع هل يحرم طوال إقامته من جدة أو يحرم من جدة إذا نوى؟
الجواب:
يحرم من ميقاته قبل وصوله إلى جدة ويمكث محرماً إلى أن يؤدي العمرة لكن إن وصل جدة ومكث فيها غير محرم لزمه الرجوع إلى ميقاته إذا أراد أن يؤدي العمرة فإن لم يفعل وأحرم من جدة فعليه دم عند الجمهور. والله أعلم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:20]ـ
رجل سافر للتجارة ثم نوى العمرة
السؤال: رجل ذهب إلى جدة وكان الداعي الأساسي لسفره هو التجارة، وكان من عادته إذا وجد وقتاً متسعاً بعد إنهاء أمور تجارته يذهب للعمرة، إذا أراد العمرة من أين يحرم؟
الجواب:
إذا لم يكن الباعث على السفر أداء النسك فإنه لا يلزمه الإحرام إلا إذا أراد العمرة فإنه يحرم حينئذٍ من محله.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:20]ـ
من تجاوز ميقاته دون إحرام
السؤال: كثيراً من الحجاج والمعتمرين القادمين من مصر وبلاد المغرب بالطائرة يمرون بالميقات غير محرمين وينزلون بجدة، ثم يستقلون طائرة أو حافلة إلى المدينة لزيارة المسجد النبوي ولما يحرموا بعد ثم يحرمون من ذي الحليفة هل عليهم بأس في ذلك؟
الجواب:
من تجاوز ميقاته دون إحرام يلزمه كثير من العلماء بدم وإن أحرم من ميقات معتبر والذي يظهر لي من الصورة المذكورة في السؤال أنه لا شيء عليهم إذا أحرموا من ذي الحليفة لأنه ميقات معتبر شرعاً، وهو ميقات لأهل المدينة ولمن مر عليه من غير أهلها كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح من حديث ابن عمر وغيره. وبالله التوفيق.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:21]ـ
طواف الوداع قبل الفراغ من الرمي
يوكل بعض الحجاج شخصاً آخر ليرمي عنه الجمرات لعذر حصل له ...
السؤال/ إذا جاء اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة وأراد الموكل التعجل فهل يجوز للموكل أن يطوف للوداع بعد صلاة الظهر ولو لم يفرغ الوكيل من الرمي؟
الجواب:
من وكل في الرمي لعذر لا يجوز له أن يطوف للوداع قبل رمي وكيله فلا بد من تحقق رمي الوكيل ليكون آخر العهد بالبيت الطواف. وبالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:21]ـ
المطلوب الرمي سواء أصاب الشاخص أو وقع في الحوض
السؤال: في رمي الجمار هل لابد من رمي الحصى للشاخص، أم فقط لا بد أن تسقط في الحوض؟ وهل هناك أحد قال بهذا القول وهو رمي الحصى للشاخص؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
المطلوب الرمي سواء أصاب الشاخص أو وقع في الحوض – والمرمى هو الحوض – والشاخص علامة على الموضع فإذا أصاب الشاخص عرفنا أنه أصاب الهدف وكذلك إذا وقع الحصى في الحوض. وهل يجزي إذا وقع في الحوض ثم تدحرج فيه أولاً قولان لأهل العلم والذي يظهر أنه لا يلزم مكثها في الحوض فالمقصود إصابة الموضع في الرمي. وبالله التوفيق.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:22]ـ
الوقت المشروع للدخول في عرفة
السؤال: متى يبدأ الوقت المشروع للدخول في عرفة؟
الجواب:
يبدأ الوقوف بعرفة من طلوع الشمس يوم عرفة إلى غروبها هذا عند الحنابلة لكن لا يشرع ذلك إلا بعد زوال الشمس؛ لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن وقف بعد طلوع الشمس وانصرف قبل الزوال فوقوفه صحيح عند الحنابلة ويلزمه دم، ولا يصح هذا الوقوف عند كثير من العلماء لأن وقته لا يبدأ عندهم إلا بعد الزوال وهو أحوط. والله أعلم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:23]ـ
الوقوف في نهار عرفة بدون جزء من الليل
السؤال: هل يكفي الوقوف في نهار عرفة بدون جزء من الليل؟ وما حكم ذلك؟
الجواب:
وقت الوقوف الأصلي هو النهار ولزوم الوقوف حتى غروب الشمس يلزم منه الوقوف ليلاً ولو يسيراً إذا تحقق الغروب؛ لأنه مما لا يتم الواجب إلا به كإمساك جزء من الليل في الصيام، وغسل شيء من الرأس تبعاً لغسل الوجه في الوضوء، ومن انصرف قبل غروب الشمس لزمه دم عند جمع من أهل العلم وهو الأحوط، لكن إن لم يصل إلى عرفة إلا بعد غروب الشمس وقبل طلوع فجر يوم النحر أجزأه الوقوف ولا شيء عليه. والله الموفق.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:23]ـ
حكم المبيت بغير منى
السؤال: أحياناً يكون هناك زحام في منى ولا يستطيع الحاج المبيت بها هل يرخص له المبيت بالعزيزية؟
الجواب:
الأولى أن يبيت بقرب الحاج ليتحقق له بعض المنافع المترتبة على هذا الاجتماع العظيم، لكن لو بات بعيداً عنهم في العزيزية أو غيرها من أحياء مكة فلا شيء عليه. وبالله التوفيق.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:25]ـ
حكم الطواف عند انتقاض الوضوء
السؤال: إذا انقطع طواف المعتمر بسبب انتقاض الوضوء بعد ثلاثة أشواط فهل يبدأ من جديد بعد الوضوء أو يكمل الأشواط الباقية؟
الجواب:
يكمل أربعة أشواط إلا إذا طال الفصل فعليه أن يستأنف. والله أعلم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:26]ـ
المسعى هل هو من المطاف؟
السؤال: المسعى هل هو من المطاف سواء في الأعلى أم الأرضي ومن طاف فيه ماذا عليه؟
الجواب:
المسعى خارج المسجد فلا يجزي الطواف فيه ولو قل ويستوي في ذلك الأعلى والأرضي. والله المستعان. .
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:26]ـ
القول الأقرب في المبيت بمنى
السؤال: ما هو القول الحق والذي يدل الدليل عليه في المبيت بمنى في هذه السنوات من كثرة الزحام وعدم وجود مكان للمبيت بمنى إلا في الطرقات وعلى الأرصفة، وهل يجب أن يدخل الحاج إلى منى للتحقق من وجود مكان، وهل قال به أحد من السلف؟
الجواب:
المبيت بمنى واجب من واجبات الحج لا يجوز للحاج تركه إلا لعذر فإن تركه من غير عذر لزمه دم عند كثير من أهل العلم هذا مع تيسر المكان في منى أما إذا بحث عن مكان في منى ولم يجد فهو معذور؛ فيبيت حينئذ في أقرب مكان من منى قرب الحجاج ليتحقق بذلك بعض المنافع المترتبة على هذه المناسك، وإن بات بعيداً عنهم في مكة فلا أرى ما يمنع من ذلك وإن تحمل الحاج فبات في الطرقات أو الأرصفة مع أمن الخطر عليه فهو أحوط وأبرأ للذمة. والله أعلم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:27]ـ
هل الملتزم صح فيه شيء وأين مكانه؟
السؤال: هل الملتزم صح فيه شيء وأين مكانه؟
الجواب:
لم يثبت في الملتزم – وهو ما بين الركن والباب – شيء مرفوع وفيه آثار عن بعض الصحابة كابن عمر وابن عباس. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:27]ـ
الصلاة داخل الكعبة؟
السؤال: هل للصلاة في داخل الكعبة مزية وفضل؟
الجواب:
دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- البيت وصلى فيه وندم على ذلك لئلا يحرج أمته، فإن تيسر الدخول والصلاة من غير مشقة فبها ونعمت وإلا فلا حرج. وبالله التوفيق.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:40]ـ
الأفضل لمن ساق الهدي التمتع أم القران؟
السؤال: هل الأفضل لمن ساق الهدي التمتع أم القران؟
الجواب:
الأفضل له القران، بل لو قيل إنه يتعين عليه القران لما بعد وإن كان بعض أهل العلم يجيز له التمتع على أن لا يتحلل بين الحج والعمرة لكن الفرق بينه وبين القارن أنه لا بد أن يطوف ويسعى للعمرة ثم يترك التقصير {وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [(196) سورة البقرة] ثم بعد ذلك يحج فإذا جاء يوم النحر ونحر هديه فلقد حل.
فعلى كل حال من ساق الهدي لزمه القران ولذا لما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه ولم يحل قيل له ما شأنك لم تحل وقد أمرت بالإحلال؟ قال لأنه ساق الهدي -صلى الله عليه وسلم- (1) وأسف على ذلك (2).
فالأفضل لمن ساق الهدي القران ومن لم يسق الهدي التمتع.
وهل إذا ساق الهدي يجب القران؟ على كل حال لا يجوز له أن يتحلل بين الحج والعمرة سواء جوِّزنا له التمتع أو منعناه منه وألزمناه بالقران لكن الفرق بينهما أنه إذا جوِّزنا له التمتع أنه يطوف ويسعى بنية العمرة ثم بعد ذلك يطوف ويسعى للحج ولا يجوز له أن يحل بينهما، وإذا قلنا إنه تلقائياً ما دام ساق الهدي لا يسوغ له إلا القران فإنه حينئذٍ يكفيه عن حجه وعمرته طواف واحد وسعي واحد.
= = = =
(1) أخرجه: البخاري (1566) ومسلم (1229) من حديث أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- وفيه "قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا شَأْنُ النَّاسِ حَلُّوا وَلَمْ تَحْلِلْ أَنْتَ مِنْ عُمْرَتِكَ قَالَ إِنِّي لَبَّدْتُ رَأْسِي وَقَلَّدْتُ هَدْيِي فَلَا أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ".
(2) أخرجه: البخاري (1568) ومسلم (1216) من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- وفيه ((فَلَوْلَا أَنِّي سُقْتُ الْهَدْيَ لَفَعَلْتُ مِثْلَ الَّذِي أَمَرْتُكُمْ وَلَكِنْ لَا يَحِلُّ مِنِّي حَرَامٌ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ)).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:40]ـ
الإحرام المفصل
السؤال: الإحرام المفصل ما حكمه؟
الجواب:
الإحرام المفصل أي المخيط على النصف الأسفل من البدن داخل في المحظورات ومثله لو خيط الرداء على هيئة الفنيله ولا فرق.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:42]ـ
الإحرام قبل الميقات
السؤال: ما القول الراجح في الإحرام قبل الميقات؟
الجواب:
القول الراجح الكراهة؛ لأن ابن المنذر نقل الإجماع (1) على الجواز ولولا هذا الإجماع لكان التحريم مُتَّجِهاً؛ لأن هذه المواقيت حُدِّدَتْ من قبل الشارع.
= = =
(1) الإجماع ص (61).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:43]ـ
الإحرام من جدة
السؤال: لقد ذهبت إلى جدة للعلاج والعمرة، وبعد انتهاء العلاج أحرمت من الفندق في جدة واتجهت إلى مكة المكرمة بدون المرور على أي من أماكن الميقات، فهل يجب علي الفدية لتركي النية من الميقات؟
الجواب:
إن كانت نية العمرة موجودة قبل الوصول إلى جدة فالواجب أن تحرم من الميقات الذي تمر به، وإن كانت نية العمرة طارئة بعد الوصول إلى جدة فلا شيء عليك والله الموفق.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:43]ـ
إذا حججت مع أهلي فهل على كل واحد منا فدية؟
السؤال: إذا حججت مع أهلي فهل على كل واحد منا فدية؟
الجواب:
نعم، كل واحد ممن تمتع أو قرن عليه فدية، وكذلك من فعل شيئاً من المحظورات عليه فدية.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:44]ـ
إذا حمل الطفل وصار البيت على يمينه وهو يطوف
السؤال: إذا حج أو اعتمر الشخص بابنه الصغير وأحرم به ثم وهو في الطواف حمل ابنه على صدره وأصبح البيت على يمين الصغير. يصح طواف الصغير غير صحيح؟
الجواب:
الأصل أن يجعل الطائف البيت عن يساره في جميع الطواف وإذا حمل طفله يجب عليه أن يجعل البيت عن يسار الطفل كالكبير لكن إن كان ذلك قد حصل مع الجهل فأرجو أنه في دائرة العفو إن شاء الله.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:45]ـ
إذا كان بلده أقل من مسافة القصر مثل بحرة فهل ينقطع التمتع؟
السؤال: إذا كان أقل من مسافة القصر مثل بحرة فهل ينقطع التمتع إذا رجع إلى بلده؟
الجواب:
على كل حال الجمهور لا يُسَمُّونَه سفراً، إذا كان أقل من مسافة القصر لا يسمونه سفراً.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:45]ـ
إذا كان في الطائرة لا يعلن عند وصول الميقات
السؤال: إذا كان في الطائرة لا يعلن عند وصول الميقات، فهل يحرم قبل؟
الجواب:
إذا خشي أن لا يتمكن من عقد النية قبل محاذاة الميقات فله أن يتقدم قبل ذلك بقليل احتياطاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:46]ـ
إذا نوى الإنسان أن يبطل حجه
السؤال: إذا نوى الإنسان أن يبطل حجه بسبب حريق أو غيره واكتمل حجه فماذا عليه؟
الجواب:
ليس عليه شيء، إذا اكتمل حجه وحج ولو نوى كما تقدم؛ لأنه لا يلزمه شيء بسبب النية.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:47]ـ
إذا وكلت المرأة من يرمي عنها هل تطوف الإفاضة حتى يرجع؟
السؤال: في حالة توكيل المرأة من ينوب عنها بالرجم فهل عليها أن تذهب فجر يوم النحر إلى مكة لطواف الإفاضة أم تنتظر عودة الموكل إليه من رمي الجمرات؟
الجواب:
الترتيب بين الرمي والطواف ليس بواجب فإذا رمى قبل أن يطوف كما هو الأصل فهو أفضل، وإن طاف قبل أن يرمي جاز له ذلك، وأفعال يوم العيد تقديم بعضها على بعض ((مَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلَا أُخِّرَ إِلَّا قَالَ افْعَلْ وَلَا حَرَجَ)) (1) سواء كان الرمي بنفسه أو بواسطة وكيل؛ لأن للوكيل حكم الموكل.
= = =
(1) أخرجه: البخاري (83) ومسلم (1218) من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه-.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:48]ـ
استخدام الكمامات المعطرة
السؤال: ما حكم استخدام الكمامات التي تغطي جزءً من الوجه، وبعضها فيه شيء من الطيب؟
الجواب:
لا شك أن الطيب إذا وضع في شيء مع قصد التطيب أنه يمنع منه المحرم.
نعم، هذا يدخل في شم الطيب لا في استعماله والشم مسألة خلافية بين أهل العلم.
استعمال الكمامات التي تغطي غالب الوجه هذه لا شك في منعها؛ لأن المحرم ممنوع من ستر الوجه وإن كانت الزيادة التي في صحيح مسلم (1) بالنسبة لمن وقصته ناقته محل خلاف بين أهل العلم، لكن صيانة للصحيح نقول هي ثابتة، وما المانع أن يُرْوَى الحديث على أكثر من وجه إذا كانت غير متعارضة.
= = =
(1) أخرجه: مسلم (1206) من حديث ابن عباس -رضي الله عنه- ولفظه ((أَنَّ رَجُلًا أَوْقَصَتْهُ رَاحِلَتُهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَمَاتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ وَلَا وَجْهَهُ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا)).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:48]ـ
اكتحال المحرمة أو وضع شيء من المكياج
السؤال: ما حكم اكتحال المحرمة أو وضع شيء من المكياج؟
الجواب:
التحلي مباح، المكياج في حكم التحلي لا بأس أنها تتزين بما كانت تعتاده شريطة أن لا تُرَى هذه الزينة أما إذا كان فيه طيب يُمْنَع لأجل الطيب.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:49]ـ
البشت (المشلح) هل هو من المحظورات؟
السؤال: البشت (المشلح) هل هو محظور يعني من المخيط؟
الجواب:
إن لبس على هيئته فهو محظور وإن لبس على غير هيئته بحيث يصير كالرداء فلا بأس إن شاء الله.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:50]ـ
الحملة لها سكن في مكة بدلاً من الخيام ما حكمه
السؤال: أنا أذهب إلى الحج في حملة، والحملة لها سكن في مكة بدلاً من الخيام، فما حكمه؟
الجواب:
المبيت بمنى ليالي أيام التشريق واجب عند أهل العلم، لكن من لم يجد مكان في منى أفتاه أهل العلم بأن يجلس في أي مكان، وعلى كل حال، التفريط من أول الأمر وقصد مكة والسكن فيها على أن غلبة الظن أنه لا يجد، لا بد من البحث حتى يجزم أنه لم يجد مكاناً في منى.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:50]ـ
الدعاء بعد الشوط السابع في السعي
السؤال: أحسن الله إليك، الدعاء بعد الشوط السابع في السعي؟
الجواب:
ومثله التكبير بعد نهاية الشوط السابع في المطاف، كل هذا مشروع إن شاء الله تعالى.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:51]ـ
الدليل على اشتراط الطهارة للطواف
السؤال: هل هناك دليل على اشتراط الطهارة للطواف؟
الجواب:
أما الحدث الأكبر فهو ظاهر قياسه على الحيض، قياسه على الحيض ظاهر، أما الحدث الأصغر فما فيه إلا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- طاف متطهراً (1) وقال ((لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ)) (2).
= = =
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) أخرجه: البخاري (1642) ومسلم (1235) من حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وفيه "أَنَّهُ أَوَّلُ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ حِينَ قَدِمَ أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ".
(2) أخرجه: مسلم (1297) من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:52]ـ
الراجح في اشتراط الطهارة للطواف
السؤال: ما الراجح في اشتراط الطهارة للطواف؟
الجواب:
عرفنا أن قول الجمهور اشتراط الطهارة وأن الطواف لا يصح إلا من متطهر من الحدث والخبث، ومعروف رأي الحنفية أنه لو طاف وهو محدث حدث أصغر عليه شاة وإن كان حدثه أكبر فعليه بدنة (1)، فيوجبون الطواف من غير اشتراط، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعائشة -رضي الله عنها- ((افْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ)) (2) فدل على أن الحائض وفي حكمها من حدثه أكبر لا يصح منه الطواف ولو ترتب عليه حبس الرفقة؛ لأنه قال في الحديث الصحيح: ((أَحَابِسَتُنَا هِيَ)) (3) دل علي أنها تحبسهم، فهذا من أقوى ما يستدل به من يقول بشرطية الطهارة للطواف، وعرفنا أن حديث: ((الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلَاةٌ)) (4) فيه كلام لأهل العلم (5) المقصود أن الاشتراط قول الجمهور، وأما الاستدلال لقول الجمهور بدليل صحيح صريح فهو معوز لكنه قول الجمهور.
= = =
(1) بدائع الصنائع (3/ 1099) وفتح القدير (3/ 49) والمبسوط (4/ 34).
(2) أخرجه: البخاري (1650) ومسلم (1211).
(3) أخرجه: أبو البخاري (1757) ومسلم (1211) من حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-.
(4) أخرجه: الترمذي (960) والحاكم في المستدرك (1687) وابن حبان (3836) والنسائي في الكبرى (3944) من حديث ابن عباس -رضي الله عنه-.
(5) قال الترمذي: ((وقد روي هذا الحديث عن ابن طاوس وغيره عن طاوس عن ابن عباس موقوفا ولا نعرفه مرفوعا إلا من حديث عطاء بن السائب)) وقال الحاكم: ((و قد أوقفه جماعة)).
وانظر: نصب الراية (3/ 48) وتلخيص الحبير (1/ 129).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:54]ـ
الراجح في السعي للمتمتع
السؤال: الراجح في السعي للمتمتع؟
الجواب:
الراجح بالنسبة للمتمتع أن العمرة كاملة والحج كامل، عليه طوافان وسعيان، وأما القارن فيكفيه سعي واحد.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 03:00]ـ
حكم السَّعِي في المَسْعَى الجديد
يقول: ما حكم السَّعي بالمَسْعَى الجَدِيدْ، وإذا كان لا يجُوز، فهل نُحجم عن الاعتمار، ريثما يُعاد فتح القديم؟
المَسْعَى الجديد الآن ليسَ سِرًّا أنَّ كلام أهل العلم مُؤدَّاهُ إلى اختلاف، يعني يختلفون، منهم من يقول السَّعي صحيح، ومنهم من يقول السَّعي باطل؛ لأنَّ المسعى الجديد ليس في حدود المسعى الذي سَعى فيهِ النَّبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-، لا سِيَّما وأنَّ تواريخ مكة تقول إنَّ عرض المسعى قالوا: سبع وثلاثين ذراع تقريباً، خمس وثلاثين ذراع، يعني بقدر القديم، وعلى كل حال ما دام هذا الخلاف موجُود فأُسُّ المسألة لا يُدْرَك من خلال النُّصُوص، فالاجتهاد ليس للصِّغار والمُتوسِّطين من طُلاَّب العلم الذين لم يُدْرِكُوا مكان السَّعي قبل العِمَارة، أما الذِّين أدركُوا مكان السَّعي قبل أنْ يُعمر، ورأوا المسعى على حقيقته، وأنَّهُ أوسَع من القديم، فهؤُلاء لهم أنْ يُفتُوا، ومعروف كلام الشيخ ابن جبرين -حفظهُ الله- قال بمثل هذا، أنَّهُ حجّ سنة تسعة وستِّين قبل عمارة المسعى وكان أوسع من هذا، فلا مانع حينئذ من السَّعي في الجديد، على كُلِّ حال هذه المسألة من المسائل الكبار التِّي لا يُفتي فيها إلا الكبار، فيُنتظر ما يقُولُهُ المُفتي وما تقُولُهُ اللجنة الدَّائِمَة وما يقوله أعضاءُ الهيئة – نسألُ الله -جلَّ وعلا- أنْ يُعينهم ويُسدِّدهم؛ وإلاَّ فالمسألة من عُضل المسائل رُكْن من أركان النُّسُك هذا، يحتاج إلى تحرِّي، ويحتاج إلى تأكُّد وتحقُّق، بعضُهم يقول أنت مُحْصَر، تَحلَّل بِدَمْ! لا تسْعَ تحلَّل بدم! وبعضُهُم يقول حُكم الحاكم يرفع الخِلاف، والمشايخ اختلفُوا وولي الأمر رأى أنَّ الرُّجحان مع من يُجيز، وأُحْضِر شُهُود يَشْهَدُون أنَّ المَسْعَى أعْرَضْ من المَسْعَى القائم، ورأى وليُّ الأمر، ولا يُشك يعني في إرادة المصلحة في مثل هذا؛ لكنَّ الإرادة والنِّيَّة وحدها لا تكفي؛ بل لا بُدَّ من الصدور عن أقوال أهل العلم؛ لأنَّ العبادات محضة ما تخضع للاجتهاد، يعني لو رأى راءٍ مثلاً إنَّ عرفة ضاقت بالنَّاس وقال نبي نوسعه، نُوسِّع عرفة، يُمْكِنْ؟! ما يُمكن؛ لأنَّ هذا رُكن من أركان الحج، والسَّعي رُكن منْ أركان الحج، على كلِّ حال نسأل الله -جلَّ وعلا- أنْ يَدُلُّهُم على الحق -أعنِي وُلاة الأمر- سواءً كانُوا من أهل الحلِّ والعَقْد والأمر والنَّهي أو أهل العلم، ومثل ما قلت الذِّي يصغر سِنُّهُ عنْ إدراك المسعى القديم ليسَ لهُ أنْ يُفتي في هذه المسألة؛ لأنَّ المسألة مبنِيَّة على نَظَر في نُصُوصٍ شرعِيَّة، والنُّصُوص مبنِيَّة على واقع، فهل المَسْعَى بالفعل الذِّي سعى فيه النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- وتتابعت عليهِ الأُمَّة، وتواتر تواتُراً عَمَلِيًّا بالعمل والتَّوارُثْ، هل هو أوْسَع من القائم أو بِمقدارِهِ؟ يحتاج إلى نظر؛ مِمَّنْ أَدْرَكَهُ قبل العِمَارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 03:37]ـ
الرمي بعد الغروب جمرة العقبة ودليله
السؤال: هل يدل الحديث الذي ثبت في موطأ الإمام مالك "أَنَّ ابْنَةَ أَخٍ لِصَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ نُفِسَتْ بِالْمُزْدَلِفَةِ فَتَخَلَّفَتْ هِيَ وَصَفِيَّةُ حَتَّى أَتَتَا مِنًى بَعْدَ أَنْ غَرَبَتْ الشَّمْسُ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ فَأَمَرَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَنْ تَرْمِيَا الْجَمْرَةَ حِينَ أَتَتَا وَلَمْ يَرَ عَلَيْهِمَا شَيْئًا" (1)؟
الجواب:
بعد غروب الشمس، أي أن هذا الرمي في الليل، بعد غروب الشمس لا بأس به إن شاء الله تعالى.
= = = =
(1) الموطأ (817).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 03:38]ـ
الساحة التي بعد المسعى هل هي داخلة ضمن المسجد الحرام؟
السؤال: الساحة التي هي بعد المسعى من الخارج هل هي داخلة ضمن المسجد الحرام؟
الجواب:
لا، ليست من المسجد؛ لأن المسعى ليس بداخل في المسجد فما وراءه من باب أولى.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 03:38]ـ
السعي بعد طواف الوداع ما حكمه
السؤال: لو أخّر المتمتع طواف الإفاضة مع الوداع ثم سعى بعده سعي الحج فهل يكفيه هذا الطواف عن الوداع؟
الجواب:
الأحوط لا يكفيه، لأنه لم يجعل آخر عهده بالبيت، جعل آخر عهده بالمسعى وحينئذ لا يكفيه، لكن لو قال زحام شديد ويوجد من يفتيه بذلك فيكفيه إن شاء الله تعالى.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 03:39]ـ
السنة في الركن اليماني
السؤال: الركن اليماني هل يستلمه أو يُشير إليه؟
الجواب:
الركن اليماني إن تيسر له الاستلام (1) وإلا فلا يشير.
= = = = =
(1) أخرجه: البخاري (1609) ومسلم (12676) من حديث ابن عمر -رضي الله عنه- وفيه "لَمْ أَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُ مِنْ الْبَيْتِ إِلَّا الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ "
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 03:40]ـ
المبيت في منى هل يُشترط أن يكون الليل كله؟
السؤال: أحسن الله إليك المبيت في منى هل يُشترط أن يكون الليل كله؟
الجواب:
المبيت في الليل، الأصل في المبيت أنه الليل، ويكفي غالب الليل؛ لأن الحكم للأكثر.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 03:43]ـ
تغطية الأذنين
السؤال: هل تغطية الأذنين جائزة على القول أنهما من الرأس؟
الجواب:
لكن هل هما من الرأس حكماً أو حقيقة؟ حديث: ((الْأُذُنَانِ مِنْ الرَّأْسِ)) (1) هذا ما حكمه؟ فيه كلام طويل لأهل العلم.
على كل حال، هما ليسا من الرأس في هذا الباب، جُعلا في الوضوء من باب الاحتياط لكن هما ليسا من الرأس في هذا الباب.
= = = = =
(1) أخرجه: أبو داود (134) والترمذي (37) وابن ماجه (444) والإمام أحمد (5/ 258) من حديث أبي أمامه -رضي الله عنه-.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 03:47]ـ
حكم الحج بدون تصريح
ما حكم من يَحُجُّونَ بدُونِ تصريح، وبعضُهُم يلبسُ المخيط بعد المِيقات حتَّى لا يُمنع؟
أوَّلاً التَّصريح هذا التَّحديد بِخمس سنوات مَبْنِيّ على فتوى من أهلِ العِلم، ومُخالَفَتُهُ لا شكَّ أنَّها مُخالفة لولِيِّ الأمر الذِّي لُوحِظَ فيهِ المَصْلَحَة، ولُوحِظَ فيهِ أيضاً البِناء على قولِ أهلِ العلم، فلا ينبغي مُخالفة هذا الأمر؛ لكنْ إنْ رَأى الشَّخص أنْ يَحُجّ امتِثالاً لِما وَرَدَ من الأحاديث الكثيرة في التَّرغيبِ في الحج، ولمْ يَتَرَتَّب على ذلك لا كَذِب، ولا رِشْوَة ولا احتِيَال ولا ارْتِكابِ محظُور، فَيُرْجَى؛ أمَّا إذا أدَّى ذلك إلى الكذب أو رِشْوَة، أو تَحَايُل، أو ارْتِكاب مَحْظُور كما يُفْعَل الآن، بَعْضُهُم يَرْتَكِب مَحْظُور ويدخُل ويَتَجَاوز المِيقات بِثَِيَابِهِ، هذا كُلُّهُ لا يَجُوز، ولا يُسَوِّغ لهُ ذلك.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 03:48]ـ
اسْتِشْعَار مناسك الحج حينَ تَأْدِيَتِها
يقول السائل: كيف يَسْتَشْعِر المُسلمُ مناسك الحج حينَ تَأْدِيَتِها، خَاصَّةً في هذا الزَّمان الذِّي انْشَغَل أَهْلُهُ بالمال والبنين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
استِشْعَار العِبادات عُمُوماً هُو لُبُّها وهو رُوحُها، شخص يُصلِّي ولا يدري ما الصَّلاة! شخص يَصُوم ويومُ صَومِهِ ويومُ لَهْوِهِ سَواء! لا فَرْقَ بينهُما، يَعْتَكِفْ وكَأَنَّهُ في اسْتِرَاحة! يَحُجّ وكأنَّهُ في نُزْهَة! مثل هذا لا يُمْكِنْ أنْ يَسْتَشْعِر إذا لمْ يَكُن اتِّصَالُهُ بالله -جلَّ وعلا- وَثِيقاً في سَائِرِ عُمُرِهِ؛ فإنَّهُ لا يُعَان على هذا؛ بلْ على الإنْسَانْ أنْ يَتَعَرَّفْ على الله -جلَّ وعلا- في الرَّخاء؛ لِيَعْرِفُهُ في الشِّدَّة، وكثيرٌ من النَّاس في السَّنة هذهِ في رمضان في العشر الأواخر وُجِدْ منْ يُصلِّي منْ بَعْدِ صلاة التَّراويح إلى صلاة التَّهَجُّد!!! بدُونِ فاصِل، يُصلِّي ركعتين ركعتين؛ لكنْ بدُونِ فاصِل هذا توفيق من الله -جلَّ وعلا- ... هل يُوَفَّق لمِثْلِ هذا مَنْ شَغَلَ أوْقَاتَهُ باللَّهُو؟! ولا يَعْرِف الوتر إلاَّ ركعة أحياناً، وأحياناً لا يُعَانْ عليها! مِثْلِ هذا لا يُعان على مِثْلِ هذا في الأوقات الفَاضِلَة، وقد رَأيْنا من الصَّالِحين منْ يَسْتَغِلّ الوقت بعد صلاة التَّراويح إلى أنْ عُدْنَا لصلاة التَّهَجُّد وهو رافعٌ يديهِ يدعُو الله -جلَّ وعلا-! كيفَ يُعان على مثل هذا في سَائِرِ وقتِهِ لا يَعْرِفُ الله -جلَّ وعلا- إلاَّ بِجَسَدِهِ دُونَ قَلْبِهِ ورُوحِهِ؟! ندخُل المسجد وكأنَّنا داخلين مَلْهَى!!! نسأل الله العافية، ويَسْهُو الإمام، ويَتَجَاوز أحياناً آيات ونحنُ كأنَّنا لا نَشْعُر! والإمام نَفْسُهُ أيضاً قد يقرأ الآيات المُؤَثِّرة ولا يَتَأثَّر! ولا أحد من المأمُومين يَتَأَثَّر، وإذا تأثَّر الإمام وبَكَى في بعض آية تَجِد تَكْمِلَتَهُ للآية كلا شيء! كأنَّ شيئاً لمْ يَحْصُل! هل هذا تأثُّر؟! يعني قد يَبْكِي في جُزْءٍ من الآية، ثُمَّ بعد الآية يُنْهِيها على شيءٍ من التَّعتعة؛ لكنْ الآية الثَّانية التِّي تَلِيها كأنَّ شيئاً لمْ يَحْصُل! هل هذا تأثُّر؟! عُرِف من حال السَّلف أنَّ الإنسان إذا خَشَع في صَلاتِهِ أو في تِلاوتِهِ في اللَّيل يُعَاد في النَّهار!!! فنحتاج إلى مُراجعة، الصَّلاة التِّي لا تَنْهَى عن الفحشاء والمُنكر هذهِ بدُون لُبّ، الصِّيام الذِّي لا يَدُلُّ على التَّقوى بدُون لُبّ، في قولِهِ -جلَّ وعلا-: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} [البقرة/203]، {لِمَنِ اتَّقَى} فَرَفعُ الإثْمِ لمن؟! لِمَنْ اتَّقَى، هذا خاصّ بالمُتأخِّر؟ أو يشمل المُتأخِّر والمُتَعَجِّل؟ لِمَنْ اتَّقَى يعني لمن تأخَّر ولاَّ الجميع؟ الجميع، لا يُرْفَع الإثم عن الجميع سواءً تَعَجَّل أو تَأَخَّر إلاَّ إذا اقْتَرَنَ حَجُّهُ بالتَّقوى، ورفعُ الإثمِ هُنا كقولِهِ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: ((رَجَعَ من ذُنُوبِهِ كيوم وَلَدَتْهُ أُمُّهُ)) والذِّي لا يَسْتَشْعِر مثل هذهِ الأفْعَال، ومِثل هذهِ المناسك، ولا يُعَظِّمها حقَّ تعظِيمها، ما عَظَّم الله -جلَّ وعلا-، ولا وُجِدَتْ تَقْوَاهُ في قلبِهِ، تَعْظِيمُ الشَّعائِر من تَقْوَى القُلُوب، فالإنسان يدخُل على أيِّ هَيْئَة، وشخص يدخل المسجد ويَنتظِر شخصاً ظَاهِرُهُ الصَّلاح ومُلتحي يَنتظِر شخصاً خَشْيَة أنْ يخرج قبلَهُ لأنّ فاتته بعض الرَّكعات إلى أنْ سَلَّم الإمام فَكَلَّمَهُ ثُمَّ عاد يُصلِّي!!! هذا حَصَل! ومع ذلك يأتي شخص مثلاً، وجاء من المواضئ توضَّأ حاسرٌ رأسه، شماغُهُ على كتفِهِ، والعِقال على يدِهِ، ويصفّ ويُصلِّي ركعة ما بعد كمَّل، ما بعد لبس الشماغ، ولا بعد عدَّل عقاله ولا يديه، مثل هذا يستشعر عظمة هذهِ العِبادة؟! فلا بُدَّ من الاسْتِشْعَار، ولا بُدَّ من اسْتِحْضَار القلب؛ لِتُؤْتِي هذهِ العِبادات ثِمارها، لا يقُول قائل إنَّ هذهِ العِبادات ليست صحيحة باطلة! لا بُدَّ من إعادتها، العِبادة عُمُوماً إذا اشْتَمَلتْ على أرْكَانِها وشُرُوطِها وواجِباتها صَحَّت وسَقَطَ بها الطَّلب؛ لكنْ هل تُؤْتِي الثَّمَرة التِّي منْ أَجْلِها شُرِعَتْ؟! هل حَقَّقَ العُبُودِيَّة التِّي منْ أَجْلِها خُلِق على مُرادِ الله -جلَّ وعلا-؟! هذا خلل كبير، مثل هذا عُرْضَة لأنْ يَنْحَرِفْ، فلا بُدَّ أنْ يَتَّصِل المُسلم باللهِ -جلَّ وعلا- وتكُون صِلَتُهُ بِهِ وَثِيقَة في حَالِ شِدَّتِهِ ورَخَائِهِ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 03:56]ـ
هل الجَمْع في عَرَفة ومُزدلفة للسَّفر أو للنُّسُك؟!
هل الجَمْع في عَرَفة ومُزدلفة للسَّفر أو للنُّسُك؟
قولان لِأهل العِلم، والرَّسُول -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- اجْتَمَعَ فِيهِ الوَصْفَان، فهو مُسَافر يَسُوغُ لَهُ الجَمْع والقَصْر، وهو أيضاً مُتَلَبِّس بإحْرَام وبِنُسُك يَسُوغُ لَهُ الجَمْع والقَصْر عندَ من يقُول بِأَنَّ هذا الجَمْع لِلنُّسُك، الرَّسُول -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- في مكَّة لمَّا سَلَّم من رَكْعَتين قال: ((أَتِمُّوا؛ فَإِنَّا قَوم سَفْرٌ)) وهنا في عَرَفَة ومُزْدَلِفة لَم يُحْفَظ عنهُ -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- أنَّهُ قال: ((أَتِمُّوا)) ... فَهَل جَمِيع من حَضَر هذه الصَّلاة سواء كانت في عَرَفَة أو في مُزْدَلِفَة قَصَرُوا مَعَهُ وجَمَعُوا؟! أو اخْتَصَّ هذا الأمر بِمَن كان على مَسَافة قَصْر من المَوْقِع؟ على كُلِّ حَال هُما قولان لِأَهْلِ العِلم ولم يُحْفَظ عنهُ -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- أنَّهُ أَمَرَ أَحَدًا بِالإِتْمَام، فَالمُتَّجَه أنَّ الكُّل يَجْمَع ويَقْصِر، كما فَعَل النَّبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- ولو أَمَرَ أَحَدًا بذلك لِاسْتَفَاضْ ونُقِلْ، والفَائِدَة مِنْ الجَمْع؛ وإنْ كانت العَادَةُ المُطَّرِدَة منهُ -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- أنَّهُ لا يَجْمَع إِلَّا إِذَا جِدَّ بِهِ السَّيْر، وهنا لَمْ يَجِدَّ بِهِ السَّيْر؛ لِيُتَوَفَّر لَهُ الوَقْت الكَافِي لِلْوُقُوفْ بِعَرَفَة والدُّعَاء والذِّكْر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Dec-2008, صباحاً 12:50]ـ
لحديث [ COLOR="Red"] أسامة بن زيد -رضي الله عنه- ((سعيت قبل أن أطوف قال افعل ولا حرج)).
الصَّحِيح: أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Dec-2008, صباحاً 12:51]ـ
للتحميل: «أسئلة وأجوبة في منْسك الحجّ،للعلّامة عبد الكريم الخُضَيْر»
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23796(/)
أعينونى أعانكم الله
ـ[عبد فقير]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 02:41]ـ
رجل باع لرجل أرضا فتبقى على المشترى جزء من المال فاشترط البائع على المشترى فقال له إذالم تضع باقى المبلغ فى البنك فى يوم كذا سينفسخ هذا العقد أو أطالبك بالفائدة التى كنت سآخذها من البنك (وما هى المراجع التى تكلمت عن هذه المسألة مع ذكر الصفحات)
ـ[حمد]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 05:22]ـ
أخي عبد فقير، يبدو أنّ طلاب الفقه قلّوا في هذا الزمن، نسأل الله أن يصلح حالنا ويفقهنا في دينه.
سأعطيك رقم أحد المشايخ على الخاص لتسأله بشرط أن لا تنشر الرقم لأحد.(/)
هل الأصل في خروج المرأة من بيتها الحظر أم الجواز؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 03:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الكرام،
هل الأصل في خروج المرأة من بيتها الحظر أم الجواز؟
و إن كان الأول فما هي الحالات المستثنية؟ و جزاكم الله خيرا
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 10:53]ـ
ملاحظة:
يقول تعالى: " و قرن في بيوتكن " استدل به أهل العلم على أن الأصل الحظر و استثنوا الحاجة لإذنه صلى الله عليه و سلم للمعتدات أن يجتمعن عند إحداهن لحاجتهن و غير المعتدات أولى(/)
ما حكم دفع قيمة الأضحية نقدا في حق المسلمين المقيمين في الغرب ... ؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 04:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم دفع قيمة الأضحية نقدا في حق المسلمين المقيمين في الغرب حيث لا يتمكنون من القيام بهذا النسك إلا في أماكن مخصوصة مما يشق على البعض؟ و إن جاز فما ضوابط الجواز؟ أفيدونا أفادكم الله
و ما حكم دفع قيمتها نقدا لمسلمي ديار أخر أحوج منهم، حتى يقوموا هم بهذا النسك، بالنية الذبح عن صاحب المبلغ النقدي؟
و جزاكم الله خيرا أيها الفضلاء(/)
ما هو الأولى و الأقرب إلى مراعاة مقاصد الشرع:إبقاء اسم زوج الأم أو أخذ اسم زوجها؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 04:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الفضلاء، الأم الزوج
أخت أمامها خياران في اختيار اسمها العاءلي:
.إما إبقاء اسم زوج أمها.أو أخذ اسم زوجها
فما هو الأولى و الأقرب إلى مراعاة مقاصد الشرع؟ أفيدوني أفادكم الله
تنبيه: الأخت مقيمة في الغرب.
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 12:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولم لا تختار اسم عائلة أبيها؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 03:12]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يمكنها ذلك أخي لأنها سجلت تحت اسم زوج أمها
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 03:34]ـ
الاثنين لا يجوز لكن حسب علمي القاصر ان لم يوجد الا هذان الخياران فالافضل ان تختار اسم زوجها لان اخذ اسم عائلة الزوج وان كان عند الغرب الا انه دخل على افهام الناس وبذلك يُفهم اسمها هذا مكتسب وليس اصلي.
ـ[الموحده]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 09:41]ـ
اعيش في الغرب وللمراه او الرجل ايضا ان يختار او تختار اي اسم تريد حتي وان كان مجهولا او لا تعلم مصدره او احبته ولها ان تغير اسمها الاول او العائلي ان احبت تحت اي مسمي الغرب الكافر يبيح ذلك واري ان الساؤله تجهل الامر واعتقد انها تختار اسم عاله ابيها(/)
ما هو حكم مأذون شرعي (امرأة)؟
ـ[شامل باسييف]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 05:57]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ...
الحمدلله و بعد ...
قبل أيام جائنا الخبر بأن أحد دول الخليج وضعت مأذون شرعي امرأة و هي ثاني دولة عربية و اسلامية قامت بهذا العمل و قبل أن تكون مأذون جعلوها قاضية في المحكمة!!
نرجوا الحكم الشرعي بارك الله فيكم
جزاكم الله خيرا
ـ[شامل باسييف]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 12:01]ـ
لا يوجد جواب بارك الله فيكم؟!!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 06:32]ـ
لااصل لهذه المسالة شرعا فلم يكن هناك شي اسمه ماذون شرعي في عهده عليه الصلاة والسلام لارجل ولاامراة
وانما كان هناك عقد الزواج يتم بين الخاطب وولي المراة هذا يقول زوجتك ابنتي والاخر يقول قبلت
واما القضاء فقد ذهب العلماء رحمهم الله الى عدم جواز تعيين السلطة المختصة في الدولة القاضي من غير الذكور، فلا يجوز تعيين الأنثى قاضيا، لأن القضاء نوع من الولاية العامة، وهي ممنوعة منها، لقوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) (النساء: من الآية34)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً). رواه البخاري والترمذي والنسائي وأحمد والله اعلم
ـ[شامل باسييف]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 12:16]ـ
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا(/)
نفائس قيمة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 08:19]ـ
نفائس قيمة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
قال شيخ الإسلام رحمه الله: " دين الإسلام مبنى على أصلين وهما تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ? ".
مجموع الفتاوى 1/ 310.
وقال رحمه الله: " فإن الله أمر العباد كلهم أن يعبدوه مخلصين له الدين وهذا هو دين الإسلام الذى بعث الله به الأولين والآخرين من الرسل فلا يقبل من أحد ديناً غيره قال تعالى: ? ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ? ".
مجموع الفتاوى 1/ 188 - 189.
وقال رحمه الله: " فالدين الحنيف، هو الإقبال على الله وحده والإعراض عمَّا سواه "
مجموع الفتاوى 9/ 319.
وقال رحمه الله: " أمهات الفضائل العلم والدين والشجاعة والكرم ".
منهاج السنة النبوية 6/ 379.
وقال رحمه الله: " ولا أنفع للقلب من التوحيد وإخلاص الدين لله، ولا أضر عليه من الإشراك "
مجموع الفتاوى 10/ 652.
وقال رحمه الله: " لا ينال الهدى إلا بالعلم، ولا ينال الرشاد إلا بالصبر "
مجموع الفتاوى 10/ 40، ورسالة أمراض القلوب ص 55.
وقال رحمه الله: " فمن أعطي الصبر واليقين جعله الله إماماً في الدين ".
مجموع الفتاوى 6/ 215، 12/ 8، 439.
وقال رحمه الله:: " كمال المخلوق في كمال عبوديته لله ".
مجموع الفتاوى 10/ 176، 2/ 376.
وقال رحمه الله: " الإيمان بالله ورسوله هو جماع السعادة وأصلها "
مجموع الفتاوى 20/ 193.
وقال رحمه الله: " أسعد الخلق وأعظمهم يقيناً وأعلاهم درجةً أعظمهم إتباعاً وموافقة له علماً وعملاً ".
مجموع الفتاوى 4/ 26.
وقال رحمه الله: " كمال الاسلام هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتمام ذلك بالجهاد في سبيل الله ".
مجموع الفتاوى 10/ 300.
وقال رحمه الله: "وكلما كان الرجل أتبع لمحمد صلى الله عليه وسلم كان أعظم توحيداً لله و إخلاصاً له في الدين و إذا بعد عن متابعته نقص من دينه بحسب ذلك فإذا أكثر بعده عنه ظهر فيه من الشرك والبدع مالا يظهر فيمن هو أقرب منه إلى اتباع الرسول ? ".
مجموع الفتاوى 17/ 498.
وقال رحمه الله: " اللذة والفرحة والسرور وطيب الوقت والنعيم الذي لا يمكن التعبير عنه، إنما هو في معرفة الله سبحانه وتعالى وتوحيده والإيمان به "
مجموع الفتاوى 28/ 30.
وقال رحمه الله: " من تمام محبة الله ورسوله بغض من حاد الله ورسوله "
مجموع الفتاوى 8/ 362.
وقال رحمه الله: " إذا قوي ما في القلب من التصديق والمعرفة والمحبة لله ولرسوله أوجب بغض أعداء الله "
مجموع الفتاوى 7/ 522.
وقال رحمه الله:: " لابد في الإيمان من محبة القلب لله ولرسوله، ومن بغض من يحاد الله ورسوله "
مجموع الفتاوى 7/ 147.
وقال رحمه الله: " وبالجملة فالشرك والدعوة إلى غير الله وإقامة معبود غيره أو مطاع متبوع غير الرسول ? هو أعظم الفساد في الأرض، ولا صلاح لها ولأهلها إلا أن يكون الله وحده هو المعبود والدعوة له لا لغيره والطاعة والاتباع لرسول الله ? ".
مجموع الفتاوى 15/ 25.
وقال رحمه الله:" ومن تدبر أحوال العالم وجد كل صلاح في الأرض فسببه توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله ?، وكل شر في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو وغير ذلك، فسببه مخالفة الرسول ? والدعوة إلى غير الله، ومن تدبر هذا حق التدبر وجد هذا الأمر كذلك في خاصة نفسه، وفي غيره عموماً وخصوصاً ".
مجموع الفتاوى 15/ 25.
وقال: " إذا وجد العبد تقصيرا في حقوق القرابة والأهل والأولاد والجيران والاخوان فعليه بالدعاء لهم والاستغفار ".
مجموع الفتاوى 11/ 698.
وقال رحمه الله: " مقصود الدعوة النبوية، بل المقصود بخلق الخلق وإنزال الكتب وإرسال الرسل أن يكون الدين كله لله وهو دعوة الخلائق إلى خالقهم مجموع الفتاوى 2/ 460.
وقال رحمه الله: " ورثة الرسل وخلفاء الأنبياء هم الذين قاموا بالدين علماً وعملاً ودعوة إلى الله والرسول فهؤلاء اتباع الرسول، حقاً، وهم بمنزلة الطائفة الطيبة من الأرض التي زكت فقبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير فزكت في نفسها وزكى الناس بها "
مجموع الفتاوى 4/ 93.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال رحمه الله: " فالنفوس أحوج إلى معرفة ما جاء به ? واتباعه منها إلى الطعام والشراب فإن هذا إذا فات حصل الموت في الدنيا وذاك إذا فات حصل العذاب "
مجموع الفتاوى 1/ 5.
وقال رحمه الله: " كمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله، وكلما ازداد العبد تحقيقاً للعبودية ازداد كماله وعلت درجته ".
مجموع الفتاوى 10/ 176.
وقال رحمه الله: " فالعلماء ورثة الأنبياء عليهم بيان ما جاء به الرسول ? ورد ما يخالفه "
مجموع الفتاوى 27/ 315.
وقال رحمه الله: " فما حفظت حدود الله ومحارمه ووصل الواصلون إليه بمثل خوفه ورجائه ومحبته فمتى خلا القلب من هذه الثلاث فسد فساداً لا يرجى صلاحه أبداً ومتى ضعف فيه شيء من هذه ضعف إيمانه بحسبه ".
مجموع الفتاوى 15/ 21.
وقال رحمه الله: " الخوف من الله يستلزم خشيته وخشية تستلزم طاعته "
مجموع الفتاوى 7/ 17.
وقال رحمه الله: " فمن سوى بين الخالق والمخلوق في الحب له أو الخوف منه والرجاء له فهو مشرك ".
مجموع الفتاوى 27/ 334.
وقال رحمه الله: " الرجاء ينبغي أن يتعلق بالله ولا يتعلق بمخلوق ولا بقوة العبد ولا عمله فإن تعليق الرجاء بغير الله إشراك وإن كان الله قد جعل لها أسباباً فالسبب لا يستقل بنفسه بل لابد له من معاون ولا بد أن يمنع العارض المعوق له وهو لا يحصل ويبقى إلا بمشيئة الله ".
مجموع الفتاوى 10/ 255.
وقال رحمه الله: " ما علق العبد رجاءه وتوكله بغير الله إلا خاب من تلك الجهة ولا استنصر بغير الله إلا خذل وقد قال الله تعالى: ? وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا، كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ? " سورة مريم آيتا (81 – 82).
مجموع الفتاوى 1/ 29.
وقال رحمه الله: " وما رجا أحد مخلوقاً أو توكل عليه إلا خاب ظنه فيه "
مجموع الفتاوى 10/ 257.
وقال رحمه الله: " إذا تعلق بالمخلوقين ورجاهم وطمع فيهم أن يجلبوا له منفعة أو يدفعوا عنه مضرة فإنه يخذل من جهتهم ولا يحصل مقصوده بل قد يبذل لهم من الخدمة والأموال وغير ذلك ما يرجو أن ينفعوه وقت حاجته إليهم فلا ينفعونه إما لعجزهم وإما لانصراف قلوبهم عنه وإذا توجه إلى الله بصدق الافتقار إليه واستغاث به مخلصاً له الدين أجاب دعاءه وأزال ضرره وفتح له أبواب الرحمة ".
مجموع الفتاوى 10/ 650 – 651.
وقال رحمه الله: " الاستعانة بالله والتوكل عليه واللجوأ إليه والدعاء له هي التى تقوي العبد وتيسر عليه الأمور، ولهذا قال بعض السلف من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ".
مجموع الفتاوى 10/ 32 – 33.
وقال رحمه الله: " وأما أرجح المكاسب فالتوكل على الله والثقة بكفايته وحسن الظن به وذلك أنه ينبغي للمهتم بأمر الرزق أن يلجأ فيه إلى الله ويدعوه ".
مجموع الفتاوى 10/ 662.
وقال رحمه الله:" والخشوع والخضوع لله تعالى والسكون والطمأنينة إليه بالقلب والجوارح ".
مجموع الفتاوى 28/ 31.
وقال رحمه الله:" كل من خشي الله فهو عالم ".
مجموع الفتاوى 7/ 17.
وقال رحمه الله:" والخشية أبداً متضمنة الرجاء ولولا ذلك لكانت قنوطاً كما أن الرجاء يستلزم الخوف ولولا ذلك لكان أمناً فأهل الخوف لله والرجاء له هم أهل العلم الذين مدحهم الله ".
مجموع الفتاوى 7/ 21.
وقال رحمه الله:" الفطرة تتضمن الإقرار بالله والإنابة إليه ".
مجموع الفتاوى 2/ 6.
وقال رحمه الله:" العبد إنما خلق لعبادة ربه وفلاحه وكماله ولذته وفرحه وسروره في أن يعبد ربه وينيب إليه ".
مجموع الفتاوى 14/ 33.
وقال رحمه الله:" الشيطان يكثر تعرضه للعبد إذا أراد الإنابة إلى ربه والتقرب إليه والاتصال به ".
مجموع الفتاوى 7/ 281.
وقال رحمه الله:" الدين أن لا يعبد إلا الله ولا يستعان إلا به ".
مجموع الفتاوى 11/ 518.
وقال رحمه الله:" إياك نعبد إشارة إلى عبادته بما اقتضته إلهيته من المحبة والخوف والرجاء والأمر والنهي وإياك نستعين إشارة إلى ما اقتضته الربوبية من التوكل والتفويض والتسليم ".
مجموع الفتاوى 1/ 89.
وقال رحمه الله:" فإن الاستعانة والتوكل إنما يتعلق بالمستقبل فأما ما وقع ففيه الصبر والتسليم و الرضى ".
مجموع الفتاوى 13/ 321.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال رحمه الله: قال أبو يزيد:" استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق ".
مجموع الفتاوى 14/ 29.
وقال رحمه الله: " حقيقة دين الإسلام أن يستسلم لله لا لغيره و هو معنى لا اله إلا الله ".
مجموع الفتاوى 4/ 245.
وقال رحمه الله:" الرسالة ضرورية للعباد لا بد لهم منها وحاجتهم إليها فوق حاجتهم إلى كل شيء والرسالة روح العالم ونور حياته ".
مجموع الفتاوى 19/ 93.
وقال رحمه الله: " الإسلام الذي هو دين الله الذي أنزل به كتبه وأرسل به رسله وهو أن يسلم العبد لله رب العالمين فيستسلم لله وحده لا شريك له ويكون سالماً له بحيث يكون متألهاً له غير متأله لما سواه كما بينته أفضل الكلام ورأس الإسلام وهو شهادة أن لا إله إلا الله وله ضدان الكبر والشرك ولهذا روى أن نوحا عليه السلام أمر بنيه بلا إله إلا الله وسبحان الله ونهاهم عن الكبر والشرك في حديث قد ذكرته في غير هذا الموضع فإن المستكبر عن عبادة الله لا يعبده فلا يكون مستسلماً له والذي يعبده ويعبد غيره يكون مشركا به فلا يكون سالما له بل يكون له فيه شرك، ولفظ الإسلام يتضمن الاستسلام والسلامة التي هي الإخلاص ".
مجموع الفتاوى 7/ 623.
وقال رحمه الله: " القلوب مفطورة على الإقرار بالله تصديقاً به وديناً له لكن يعرض لها ما يفسدها ومعرفة الحق تقتضي محبته ومعرفة الباطل تقتضي بغضه لما في الفطرة من حب الحق وبغض الباطل لكن قد يعرض لها ما يفسدها إما من الشبهات التي تصدها عن التصديق بالحق وإما من الشهوات التي تصدها عن اتباعه ".
مجموع الفتاوى 7/ 528.
وقال رحمه الله: " الإحسان هو فعل المأمور به سواء كان إحساناً إلى الناس أو إلى نفسه , فأعظم الإحسان الإيمان والتوحيد والإنابة إلى الله تعالى والإقبال إليه والتوكل , وأن يعبد الله كأنه يراه إجمالاً ومهابة وحياءً ومحبة وخشيةً فهذا مقام الإحسان ".
مجموع الفتاوى 15/ 10.
وقال رحمه الله: " أحوال البلاد كأحوال العباد فيكون الرجل تارة مسلماً وتارة كافراً وتارة مؤمناً وتارة منافقاً وتارة براً تقياً وتارة فاجراً شقياً وهكذا المساكن بحسب سكانها فهجرة الإنسان من مكان الكفر والمعاصي إلى مكان الإيمان والطاعة كتوبته من الكفر والمعصية إلى الإيمان والطاعة وهذا أمر باق إلى يوم القيامة ".
مجموع الفتاوى 18/ 284.
وقال رحمه الله: " الصدق في الإيمان لا يكون إلا بالجهاد في سبيل الله " مجموع الفتاوى 3/ 211.
وقال رحمه الله: " الجهاد عمل مشكور لصاحبه لا محالة وهو مع النية الحسنة مشكور ظاهراً وباطناً ووجه شكره نصره للسنة والدين ".
مجموع الفتاوى 4/ 9.
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 08:23]ـ
جزاك الله خيرا(/)
القنوات الفضائية الاسلامية .......... بين الرفض والقبول
ـ[معالم السنن]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 08:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هناك من الاخوة الفضلاء من هو رافض لفكرة القنوات الاسلامية جملة وتفصيلا
وهناك من هو مؤيد للقنوات الاسلامية كبديل جيد عن غيرها
فما هو موقفك ورأيك انت منها؟
دعوة للاخوة الافاضل لاثراء الموضوع بأرائهم النيرة(/)
أفتوني: هل أخذ ابن عمر من لحيته ما دون القبضة يعد معصية في حقه؟
ـ[أبوهلا]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 10:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفتوني أكرمكم الله فقد قرأت كثيرا في المسألة وبقي لي هذا السؤال:
هل كان ابن عمر عاصياً حين أخذ من لحيته، وهو الذي روى الحديث بصيغ (وفروا، أوفوا، أعفوا، أرخوا) وكلها تدل على الأمر بترك اللحية على حالها وعدم إنقاصها بقص أو حلق دون استثناء لحج وعمرة، والأمر للوجوب كما هو مقرر في أصول الفقه. أم أن الأمر هنا للاستحباب؟
(لطفا من لا يتقن الاختصار لا يجيب عن السؤال فلدي كتب كثيرة)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 10:15]ـ
معاذ الله أن يكون كذلك
وحاشاه رضي الله عنه
بل هذا دليل على فهمه للحديث
وأن الأخذ من اللحية لا يعد مخالفة لما رواه عن خليله-على الأقل حسب فهمه واجتهاده-
رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 10:22]ـ
قال الشيخ ابن جبرين حفظه الله ان ابن عمر كان ياخذ مازاد عن القبضه وذلك في الحج متؤول قول الله محلقين رؤسكم ومقصرين فارد الجمع بين التحليق والتقصير في الاية والله علم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 10:25]ـ
كونه تأول ذلك في الحج فهو أسوأ-على فرض كون الأخذ من اللحية محرما-مما لو أخذ منها في غير الحج
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 10:48]ـ
ملاحظة: العاصي عند العلماء من استدل بفعل ابن عمر على الحلق و التقصير و خالف أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالإعفاء
ـ[أبوهلا]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 11:07]ـ
أخي (من صاحب النقب) سلاما سلاما
نريد جوابا مع الدليل والأدب
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 01:28]ـ
إلى من يقول بهذا عليه أن يتوب إلى الله فبن عمر أحد المكثرين من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ومن فهم ما فهمه أبن عمر لا حرج عليه طالما في الدين سعة، وأما ما أخذ اللحية حتى لا يبقى منها إلا القليل كما يفعله المتصوفة والإخون المفلسين نسأل الله السلامة من فعلهم فهذا هو العاصي جزيت خير لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
أما من قال بقول ابن عمر بأخذ ما دون القبضة في الحج (وأكرر في الحج فقط لا سواه) فلا حرج لفعل صحابي وليس له مخالف في فعله وما سمعنا من أعاب عليه من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
فمن عنده دليل على عيب أحد الصحابة على ابن عمر رضي الله عنهما فل يأتينا به مشكوراً مأجوراً عند الله.
وحتى لا يذهب البعض بأني أقول بجواز أخذ شيء من الله فأنا لا أرى هذا الفعل بالته لأن أمر النبي عندي مقدم على فعل الصحابي رضي الله عنه وإن كان فهم الدين لا يأتينا إلا منقبلهم رضي الله عنهم ولكن ننظر في فعل الإغلبية في الأمر حفظكم الله وفعل الغالب هو الترك جزيتم خير والله أعلم.
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 01:29]ـ
إلى من يقول بهذا عليه أن يتوب إلى الله فبن عمر أحد المكثرين من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ومن فهم ما فهمه أبن عمر لا حرج عليه طالما في الدين سعة، وأما ما أخذ اللحية حتى لا يبقى منها إلا القليل كما يفعله المتصوفة والإخون المفلسين نسأل الله السلامة من فعلهم فهذا هو العاصي جزيت خير لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
أما من قال بقول ابن عمر بأخذ ما دون القبضة في الحج (وأكرر في الحج فقط لا سواه) فلا حرج لفعل صحابي وليس له مخالف في فعله وما سمعنا من أعاب عليه من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
فمن عنده دليل على عيب أحد الصحابة على ابن عمر رضي الله عنهما فل يأتينا به مشكوراً مأجوراً عند الله جزيتم خير.
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 01:42]ـ
سبحان الله
لو تركتها يااباسالم لكان خيرا لك
ـ[الواحدي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 02:18]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أقترح أن يعدَّل العنوان، تأدُّباً مع الصحابة، رضي الله عنهم.
إطلاق المعصية في حق ابن عمر فيه نوع تجوُّز، فهو يوهم أنه كان ملازما للمعصية!
وحصر الجواب في الذين "يتقنون الاختصار" فيه تضييق لواسع. وكأن الأخ الفاضل ينتظر الإجابة بـ "نعم" أو "لا" ..
والله من وراء القصد.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 03:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي صلاح سالم جزيت خيراً
وأنا أيضاً ملتحي ولا آخذ منها شيئاً، ولكني أسأل لمعرفة الحق، ولا أتجنب السؤال كما يفعل بعض الضعفاء ...
ولي بعض الأسئلة على قولك: (من فهم ما فهمه ابن عمر لا حرج عليه طالما في الدين سعة) أرجو التكرم علي بالجواب فهدفي والله هو الحق، ولك علي ألا أتمسك بقول لا تسنده الحجة:
ماذا فهم ابن عمر من الحديث؟ هل فهم أن الأمر للاستحباب؟
وكيف حددها بالقبضة وخصصها بالنسك؟
وهل لي أن أقدم فهم ابن عمر وهو راوي الحديث على فهم من جاء بعده من العلماء؟
(أرجو أن يكون الجواب أصوليا، لا تقريريا، ولك دعواتي الخالصة)
أخي علي الغامدي: قل خيرا أو ... لو تركتها لكان خيرا لك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 03:34]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أقترح أن يعدَّل العنوان، تأدُّباً مع الصحابة، رضي الله عنهم.
إطلاق المعصية في حق ابن عمر فيه نوع تجوُّز، فهو يوهم أنه كان ملازما للمعصية!
وحصر الجواب في الذين "يتقنون الاختصار" فيه تضييق لواسع. وكأن الأخ الفاضل ينتظر الإجابة بـ "نعم" أو "لا" ..
والله من وراء القصد.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أشير فقط إلى أن العنوان تغيّر بعد هذه المشاركة، وكان قبل ذلك، إن لم تخنِّي الذاكرة: "هل كان ابن عمر عاصياً حين أخذ من لحيته".
وقد سرّني التغيير. لكن كانت الأمانة تقتضي الإشارة إلى ذلك بعد التغيير، لأن الذي يقرأ المشاركة ويراجع العنوان، تبدو له المشاركة نشازا.
وبارك الله في الجميع.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 05:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الخلوق الواحدي جزيت خيراً
لم أقصد الإساءة، والعنوان الجديد الذي وضعه المشرفون يروقني أكثر.
أما عن الإيجاز فالمقصود عدم الخروج عن المسألة، وملء الشاشة بنقول في أحكام اللحية ليس لها علاقة بالسؤال المطروح.
أرجوك تجول في المنتدى وستجد نقولاً مطولة من كتب موجودة في مكتبة أي منا عندها ستعذرني.
دعواتي الصادقة لك.
ـ[الواحدي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 06:00]ـ
جزاك الله خيراً.
والشكر ولاعتذار لإخواننا المشرفين، وفقهم الله وسدّد خطاهم.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 10:14]ـ
أخي (من صاحب النقب) سلاما سلاما نريد جوابا مع الدليل والأدب
ملاحظة: الدليل هو ما ذكرته أنت من الأمر بالاعفاء و نحوه لذلك لم أذكره و صرفه للاستحباب هو الذي يحتاج لدليل أما الأدب فإن كان في كلامي إساءة أدب فبينه لي
ـ[أبوهلا]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 12:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حوار ظريف بين (1) و (2) يلخص ما دار من حديث هنا:
(1) ما حكم حلق اللحية أو الأخذ منها؟
(2) هذه المسألة قتلت بحثاً، دعك منها.
(1) ما الجواب؟
(2) حرام طبعاً، لا يجوز حلق اللحية أو الأخذ منها، ومن فعل ذلك فقد عصى أمر النبي ? بالإعفاء.
(1) لكن ابن عمر أخذ من لحيته، وهو راوي الدليل الذي تستدل أنت به، فهل عصى أمر النبي ? بالإعفاء؟
(2) معاذ الله أن يكون كذلك ?، ولكن العاصي من استدل بفعل ابن عمر وخالف أمر الرسول (كما يقول من صاحب النقب)
(1) لا تحد عن الجواب، هل عصى ابن عمر أمر النبي ? بالإعفاء؟
(2) لا لا لم يعص وحاشاه ذلك، ولكن هذا فهم ابن عمر للحديث.
(1) هل تقصد أنك تفهم الحديث أفضل من ابن عمر.
(2) لا ولكن هناك قائمة طويلة من العلماء تقول بحرمة الأخذ من اللحية.
(1) نعم هناك خلاف وهذا الحوار للبحث عن الحق وليس للتعصب، وعلى أية حال فأنا أمام خيارين إما مذهب ابن عمر (جواز الأخذ من اللحية) وإما مذهب غيره، وسأختار مذهب ابن عمر لعدة أمور: لأنه راوي الحديث، ولعدم ورود الإنكار عن الصحابة (إجماع سكوتي على جواز الأخذ)، ولأنه عاصر نزول الوحي لذا فهو أعلم بمراد النبي ? من أي فقيه ستذكره في قائمتك الطويلة، ولأنه معروف بشدة متابعته للنبي ?.
(2) وما تقول في أمر النبي ? والأمر يقتضي الوجوب.
(1) نعم قرر الأصوليون أن الأمر يقتضي الوجوب ما لم توجد قرينة صارفة فيصبح للاستحباب، وهي هنا موجودة: وهي أخذ ابن عمر ـ وهو راوي الحديث والمعروف بشدة متابعته للنبي ? ـ من لحيته دون إنكار من الصحابة، وهم أعلم بمراد النبي ? وبما يروونه عنه من أي فقيه آخر بعدهم لا يعرف إلا ظاهر النص.
(2) انتبه فلا يجوز لك حينئذ إلا أخذ ما زاد عن القبضة وفي الحج (فقط لا سواه)، أما ما يفعله المتصوفة والإخوان المفلسين بلحاهم فهو المعصية بعينها.
(1) دعك من المتصوفة والإخوان المفلسين (هداهم الله)، وأجبني: كيف تقول لا يجوز إلا أخذ ما زاد عن القبضة وفي الحج فقط بلا دليل. أما فعل ابن عمر، فليس فيه دليل يحرم الأخذ في غير الحج وما دون القبضة قال ابن عبد البر في الاستذكار (13/ 116): " في أخذ ابن عمر من آخر لحيته في الحج، دليل على جواز الأخذ من اللحية في غير الحج؛ لأنه لو كان غير جائز ما جاز في الحج ".
(2) اتق الله، ولا تخالف أمر نبيه.
(1) أنا عبد لله إن ثبت عندي من دينه وجوب الإعفاء قلت به، وإن ثبت الاستحباب قلت به، مطلوبي هو الدليل.
(2) هناك أدلة سآتيك بها.
(1) أنا في انتظارك.
ولكم دعائي الخالص.
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 12:36]ـ
اخي الكريم اجمع لك أقوال أهل العلم بإذن الله في هذه المسألة وفي فعل ابن عمر رضي الله عنه وارضاه بإذن الله حتى ذلك الحين اسأل الله أن يوفقني لما يحبه ويرضاه ادعو الله لي بالخير وارجو ان تعذرني إذا تأخرت في الرد بعض الشيء حفظك الله لضعف مكتبتي لهذا سانتقل إلى مكتبة أحد الأخوة وهناك أجمع الأقوال كلها وأحرر المسألة وارسلها لك بإذن الله على الخاص أو انشرها على العام جزيت عنا كل خير لفتح باب خير لنا ولكم حفظكم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 01:01]ـ
اخي الفاضل خلال تطلعي السريع لفتاوى الشيخ بن باز رحمه الله وجدت هذه الفتوى وهي بعنوان:
وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها أو قصها
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
فقد نشرت صحيفة المدينة في عددها الصادر في 24/ 1 / 1415هـ مقالا للشيخ محمد بن علي الصابوني عفا الله عنا وعنه، يتضمن ما نصه:
ومما يتعلق بالصورة والمظهر أن يهذب المسلم شعره، ويقص أظافره، ويتعاهد لحيته، فلا يتركها شعثة مبعثرة، دون تشذيب أو تهذيب، ولا يتركها تطول بحيث تخيف الأطفال، وتفزع الرجال، فكل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده، فمن الشباب من يظن أن أخذ أي شيء من اللحية حرام، فنراه يطلق لها العنان حتى تكاد تصل إلى سرته، ويصبح في مظهره كأصحاب الكهف: لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا إلخ ما ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن ابن عمر رضي الله عنهما.
ولما كان في هذا الكلام مخالفة للسنة الصحيحة، وإباحة لتشذيب اللحية وتقصيرها، رأيت أن من الواجب التنبيه على ما تضمنه كلامه- وفقه الله- من الخطأ العظيم والمخالفة الصريحة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، في الصحيحين وغيرهما أنه قال: قصوا الشوارب وأعفوا اللحى وفي لفظ: قصوا الشوارب ووفروا اللحى خالفوا المشركين وفي رواية مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس
ففي هذه الأحاديث الصحيحة الأمر الصريح بإعفاء اللحى وتوفيرها وإرخائها وقص الشوارب؛ مخالفة للمشركين والمجوس والأصل في الأمر الوجوب فلا تجوز مخالفته إلا بدليل يدل على عدم الوجوب وليس هناك دليل على جواز قصها وتشذيبها وعدم إطالتها وقد قال الله عز وجل وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وقال سبحانه قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ وقال عز وجل وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وقال النبي صلى الله عليه وسلم كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل يا رسول الله ومن يأبى؟ قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى رواه البخاري في صحيحه،
وقال صلى الله عليه وسلم: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم متفق عليه. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
وقد احتج الشيخ محمد المذكور على ما ذكره بما رواه الترمذي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذ
من لحيته من طولهل وعرضها. وهذا الحديث ضعيف الإسناد لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولو صح لكان حجة كافية في الموضوع، ولكنه غير صحيح؛ لأن في إسناده عمر بن هارون البلخي، وهو متروك الحديث.
واحتج - أيضا - الشيخ على ما ذكره بفعل ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يأخذ من لحيته في الحج ما زاد على القبضة. وهذا لا حجة فيه، لأنه اجتهاد من ابن عمر رضي الله عنهما، والحجة في روايته لا في اجتهاده. وقد صرح العلماء رحمهم الله: أن رواية الراوي من الصحابة ومن بعدهم الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم هي الحجة، وهي مقدمة على رأيه إذا خالف السنة.
فأرجو من صاحب المقال - الشيخ محمد - أن يتقي الله سبحانه، وأن يتوب إليه مما كتب، وأن يصدح بذلك في الصحيفة التي نشر فيها الخطأ. ومعلوم عند أهل العلم: أن الرجوع إلى الحق شرف لصاحبه، وواجب عليه، وخير له من التمادي في الخطأ.
وأسأل الله أن يوفقنا وإياه وجميع المسلمين للفقه في الدين، وأن يعيذنا جميعا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا، إنه جواد كريم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
فهرس فتاوى ومقالات بن باز
مع هذا أقول بأني بإذن الله ابحث في المسألة بشكل وافي إن مكن الله لي بإذنه تعالى حفظك الله.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 01:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم صلاح سالم وفقه الله، أشكر فيك بحثك عن الحق.
أخي أرجوك لا تأتي بنقول تثقل بها هذه الصفحة، ويكفي أن تقرأ تلك النقول، وتستصفي منها ما يتعلق بمسألتنا.
أنا لا أحب أن تتحول المسألة إلى أسماء علماء لأن ذلك سيعمي المتعصبين، ويكفيني أدلة أولئك العلماء دون أسمائهم، ولا تجعلنا نقارن بين اجتهاد ابن عمر ـ الذي عاصر نزول الوحي وشاهد الحال ـ واجتهاد أي عالم ستذكره.
ولك مني خالص الدعاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 09:22]ـ
جزيت خير اخي على النصيحة وبإذن الله لا أنقل ولكن أعطيك هذا الكتاب واسأل الله أن يكون وافياً شافياً بإذن الله للمسألة وهذا هو الرابط http://www.saaid.net/book/4/798.doc وهذه الرسالة تكفينا وإياكم بإذن الله.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 01:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حوار ظريف بين (1) و (2) يلخص ما دار من حديث هنا:
(1) ما حكم حلق اللحية أو الأخذ منها؟
(2) هذه المسألة قتلت بحثاً، دعك منها.
(1) ما الجواب؟
(2) حرام طبعاً، لا يجوز حلق اللحية أو الأخذ منها، ومن فعل ذلك فقد عصى أمر النبي ? بالإعفاء.
(1) لكن ابن عمر أخذ من لحيته، وهو راوي الدليل الذي تستدل أنت به، فهل عصى أمر النبي ? بالإعفاء؟
(2) معاذ الله أن يكون كذلك ?، ولكن العاصي من استدل بفعل ابن عمر وخالف أمر الرسول (كما يقول من صاحب النقب)
(1) لا تحد عن الجواب، هل عصى ابن عمر أمر النبي ? بالإعفاء؟
(2) لا لا لم يعص وحاشاه ذلك، ولكن هذا فهم ابن عمر للحديث.
(1) هل تقصد أنك تفهم الحديث أفضل من ابن عمر.
(2) لا ولكن هناك قائمة طويلة من العلماء تقول بحرمة الأخذ من اللحية.
(1) نعم هناك خلاف وهذا الحوار للبحث عن الحق وليس للتعصب، وعلى أية حال فأنا أمام خيارين إما مذهب ابن عمر (جواز الأخذ من اللحية) وإما مذهب غيره، وسأختار مذهب ابن عمر لعدة أمور: لأنه راوي الحديث، ولعدم ورود الإنكار عن الصحابة (إجماع سكوتي على جواز الأخذ)، ولأنه عاصر نزول الوحي لذا فهو أعلم بمراد النبي ? من أي فقيه ستذكره في قائمتك الطويلة، ولأنه معروف بشدة متابعته للنبي ?.
(2) وما تقول في أمر النبي ? والأمر يقتضي الوجوب.
(1) نعم قرر الأصوليون أن الأمر يقتضي الوجوب ما لم توجد قرينة صارفة فيصبح للاستحباب، وهي هنا موجودة: وهي أخذ ابن عمر ـ وهو راوي الحديث والمعروف بشدة متابعته للنبي ? ـ من لحيته دون إنكار من الصحابة، وهم أعلم بمراد النبي ? وبما يروونه عنه من أي فقيه آخر بعدهم لا يعرف إلا ظاهر النص.
(2) انتبه فلا يجوز لك حينئذ إلا أخذ ما زاد عن القبضة وفي الحج (فقط لا سواه)، أما ما يفعله المتصوفة والإخوان المفلسين بلحاهم فهو المعصية بعينها.
(1) دعك من المتصوفة والإخوان المفلسين (هداهم الله)، وأجبني: كيف تقول لا يجوز إلا أخذ ما زاد عن القبضة وفي الحج فقط بلا دليل. أما فعل ابن عمر، فليس فيه دليل يحرم الأخذ في غير الحج وما دون القبضة قال ابن عبد البر في الاستذكار (13/ 116): " في أخذ ابن عمر من آخر لحيته في الحج، دليل على جواز الأخذ من اللحية في غير الحج؛ لأنه لو كان غير جائز ما جاز في الحج ".
(2) اتق الله، ولا تخالف أمر نبيه.
(1) أنا عبد لله إن ثبت عندي من دينه وجوب الإعفاء قلت به، وإن ثبت الاستحباب قلت به، مطلوبي هو الدليل.
(2) هناك أدلة سآتيك بها.
(1) أنا في انتظارك.
ولكم دعائي الخالص.
ملاحظة:
(2) لماذا صار فعل ابن عمر صارفاً للوجوب لماذا لم تقل على الأقل أنه يقيد الوجوب فيما دون القبضة و ما زاد فليس إعفاؤه واجباً و هو مصروف للاستحباب
(2) لماذا جعلت مذهب ابن عمر الأخذ مطلقاً مع أنه لم يأخذ إلا ما زاد عن القبضة
ـ[أبوهلا]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 06:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي (من صاحب النقب) جزيت خيرا، يعجبني فيك الإيجاز
أخي إن فعل ابن عمر وهو راوي الحديث، وعدم ورود الإنكار عن الصحابة مجرد قرائن صارفة، وليست أدلة قائمة بذاتها.
تأمل معي:
1 - ابن عمر يروي الأمر بالإعفاء، والأمر للوجوب، إذن يحرم الأخذ من اللحية مطلقاً.
2 – ابن عمر يأخذ من لحيته بدون إنكار من الصحابة، هناك موقفان من ذلك:
الموقف الأول: التمسك بظاهر النص، وأن ابن عمر خالف ما يرويه والعبرة بروايته لا بفعله. وهذا القول يوصل إلى أن ابن عمر فعل محرماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
الموقف الثاني: أن نقول ليس الظن بابن عمر وهو المشهور بشدة المتابعة أن يخالف أمر النبي ? بالإعفاء، وليس الظن بالصحابة السكوت على محرم ولو كان الفاعل متأولاً، ولكنهم حملوا أمر النبي ? على الاستحباب، وهم العرب الخلص العارفون بمراد النبي ? وبالقرائن المحيطة بأوامره.
أما تحديد الأخذ بالقبضة والحج فلا دليل عليه، لأن فعل ابن عمر ليس بدليل.
ملاحظة:
تحديد المقادير والأوقات في الشريعة لا تكون إلا بدليل، وهو غير متوفر هنا.
ولك دعائي الخالص
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:22]ـ
تأمل معي:
1 - ابن عمر يروي الأمر بالإعفاء، والأمر للوجوب، إذن يحرم الأخذ من اللحية مطلقاً.
2 – ابن عمر يأخذ من لحيته بدون إنكار من الصحابة، هناك موقفان من ذلك:
الموقف الأول: التمسك بظاهر النص، وأن ابن عمر خالف ما يرويه والعبرة بروايته لا بفعله. وهذا القول يوصل إلى أن ابن عمر فعل محرماً.
الموقف الثاني: أن نقول ليس الظن بابن عمر وهو المشهور بشدة المتابعة أن يخالف أمر النبي ? بالإعفاء، وليس الظن بالصحابة السكوت على محرم ولو كان الفاعل متأولاً، ولكنهم حملوا أمر النبي ? على الاستحباب، وهم العرب الخلص العارفون بمراد النبي ? وبالقرائن المحيطة بأوامره.
أما تحديد الأخذ بالقبضة والحج فلا دليل عليه، لأن فعل ابن عمر ليس بدليل.
ملاحظة:
تحديد المقادير والأوقات في الشريعة لا تكون إلا بدليل، وهو غير متوفر هنا.
ولك دعائي الخالص
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ملاحظة:
الموقف الثالث:
أن الأمر بالإعفاء مقيد:
ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ [الحج: 29]
و عن جابر " كنا نُعفي السبال إلا في حج أو عمرة " و في رواية " كنا نؤمر أن نعفي السبال "
و يقيده بطولها:
في رواية عن جابر " لا نأخذ من طولها إلا في حج أو عمرة "
و يبين الطول المراد و أنه ما زاد على القبضة: فعل ابن عمر
و بهذا لا يلزم الموقف الأول أن ابن عمر فعل محرماً و لا يلزم الموقف الثاني أن الأمر للاستحباب
و الله أعلم و الله الموفق
ـ[أبوهلا]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 08:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي (من صاحب النقب) جزيت خيرا
أخي الكريم تلطفً وراجع معنى المقيد لأنه غير داخل هنا. وتنزلا معك نقول إن ما أطلقه الشارع لا يقيده إلا دليل من الشارع نفسه وهو ما لا تملك.
أما الآية فليست بصريحة ولا حجة لك في أقوال المفسرين.
وأما حديث جابر فإليك خبره:
ـ (كنا نؤمر أن نوفي السبال ونأخذ من الشوارب) رواية ضعيفة
ـ (لا نأخذ من طولها إلا في حج أو عمرة) ضعيفة أيضاً
ـ (كنا نعفي السبال إلا في حج أو عمرة) هذه الرواية الصحيحة
وللعلم هو حديث مرسل ولكن له حكم الرفع، وتنزلاً معك سأقول بثبوت الروايات الثلاث وإليك الجواب عنها:
قوله: (كنا نؤمر) لا زيادة فيه على حديث ابن عمر المرفوع (وفروا، أوفوا، أعفوا، أرخوا) وقد بينت لك أن الأمر هنا للاستحباب (راجع ما سبق)
قوله: (لا نأخذ من طولها إلا في حج أو عمرة)، وقوله: (كنا نعفي السبال إلا في حج أو عمرة) هذه حكاية حال لا أمر فيها ولا نهي ولا حجة لك فيها، بل هي حجة عليك لأن أخذهم من طولها في حج أو عمرة مخالف لأمر النبي ? (وفروا، أوفوا، أعفوا، أرخوا) ومخالف للرواية التي أتيت بها (كنا نؤمر أن نوفي السبال ونأخذ من الشوارب).
وأذكرك بقول ابن عبد البر السابق ذكره: " في أخذ ابن عمر من آخر لحيته في الحج، دليل على جواز الأخذ من اللحية في غير الحج؛ لأنه لو كان غير جائز ما جاز في الحج "
قولك: (و يبين الطول المراد و أنه ما زاد على القبضة: فعل ابن عمر)
(الطول المراد) تكرم علي وقل لي من الذي يريد هذا الطول؟؟؟
(ويبين الطول ... فعل ابن عمر) قلت لك من قبل فعل ابن عمر لا يعد دليلا.
وبهذا يعلم أن الموقف الثالث غير موجود أصلا، ونعود للموقفين السابقين.
ولكم مني خالص الدعاء.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 10:20]ـ
أبوهلا،
ألا يصح أن نقول: إن ابن عمر - رضي الله عنه - فهم التقييد بالقبضة لدليل صحّ عنده ولم يردنا؟
ولم يرد عن أحد من الصحابة أنه أخذ ما دون القبضة حتى نقول إنهم فهموا أن الأمر بالإعفاء هو على الاستحباب .. بل قد يكونون فهموا أن الأمر هو: اعفوا اللحى حتى القبضة.
وابن عمر مشهور عنه متابعته الشديدة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى إنه لم يكن يسعه مخالفته في شيء من أمور الدنيا.
فإن كان ابن عمر فهم الاستحباب من الإعفاء .. فهو خالف هذا الاستحباب وخالف السنة؟
وإن قلنا .. لعلّه فهم أن في الحج ضرورة تبيح الأخذ من اللحية .. وما يجوز في الحج لا يجوز في غيره .. فبهذا ينتقض الاستدلال بفعله على استحباب إعفاء اللحى.
هذا، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 11:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو شعيب جزيت خيرا
لن أناقشك إلا حين يكون كلامك علميا، أما بهذه الطريقة فلا.
ولك دعائي الخالص
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 01:16]ـ
إخوتي الكرام ممكن أن اعلم ما هو قول الإئمة الأربعة وكبار التابعين في المسألة حفظكم الله بعد كل هذا الخوض جزاكم الله خير.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 03:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو شعيب جزيت خيرا
لن أناقشك إلا حين يكون كلامك علميا، أما بهذه الطريقة فلا.
ولك دعائي الخالص
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
سؤالك هو في فهم ابن عمر - رضي الله عنه - للحديث .. فكيف لا يكون إيراد هذه الاحتمالات التي ذكرتُها من المنهج العلمي في الطرح، ومثل ذلك كثير في كتب الفقهاء؟ ..
طيب .. أنت سألت: هل كان عاصياً؟ .. الجواب: لا، بل مجتهد.
ستقول لي: وما نوع التأويل؟ .. سأقول لك: هو ما ذكرتُه لك في مشاركتي السابقة.
هدانا الله وإياك إلى الحق، آمين.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 05:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي صلاح سالم عفا الله عنك ستخرجنا إلى التعصب وإلى أسماء الرجال ونحن نبحث عن أدلتهم ولا نتعصب إلا للحق أما هم فخيرة الأمة. ألحقني الله وإياك بالصالحين.
على أية حال في آخر هذه الصفحة يوجد مواضيع مشابهة وإليك هذا الرابط قد تجد فيه مرادك:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5523
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 05:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي (من صاحب النقب) جزيت خيرا
قوله: (لا نأخذ من طولها إلا في حج أو عمرة)، وقوله: (كنا نعفي السبال إلا في حج أو عمرة) هذه حكاية حال لا أمر فيها ولا نهي ولا حجة لك فيها، بل هي حجة عليك لأن أخذهم من طولها في حج أو عمرة مخالف لأمر النبي ? (وفروا، أوفوا، أعفوا، أرخوا) ومخالف للرواية التي أتيت بها (كنا نؤمر أن نوفي السبال ونأخذ من الشوارب).
وأذكرك بقول ابن عبد البر السابق ذكره: " في أخذ ابن عمر من آخر لحيته في الحج، دليل على جواز الأخذ من اللحية في غير الحج؛ لأنه لو كان غير جائز ما جاز في الحج "
.
ملاحظة: الآية أليست على الأقل عذر لابن عمر و تبطل كونه فعل محرماً كما قلت في الموقف الأول فالموقف الأول لا يلزم منه أنه فعل محرماً بل فهم تقييد الآية للحديث حتى لو لم يوافق على فهمه
ثم قلت في أثر جابر أنها حكاية حال فهل تدل على الإجماع السكوتي الذي ادعيته في أن الأمر للاستحباب؟ أو تدل على أنهم لم ينكروا على ابن عمر لأنهم لا يعدون الأخذ من طولها في الحج منكراً؟ أي أن حالهم كما قلت أنت أنهم يأخذون في الحج من طولها لهذا لم ينكروا على ابن عمر و ليس لأنهم فهموا و لا ابن عمر فهم أن الأمر للاستحباب
و الخلاصة أن فعل ابن عمر و عدم إنكار الصحابة لا يظهر أنه يدل على أنهم فهموا أن الأمر للاستحباب بل فهموا تقييد الآية للحديث في الأخذ من اللحية كما تأخذ المرأة قدر أنملة و قال بعض العلماء أنه يجوز في غير الحج لكنه ليس بحلق و لا تقصير بل أخذ ما زاد على القبضة و قيل يكره
و الله الموفق
ـ[أبوهلا]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 09:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي (من صاحب النقب) جزيت خيرا
سأرد على مشاركتك، ولكن بعد أن أعرف هل لديك مشكلة من كون الأمر للاستحباب مع وجود نظائر لذلك عند الفقهاء.
أم أنك تحرم ثم تبحث عن أي دليل يؤيد تحريمك؟
أخي أبو شعيب أرجو قبول عذري
ولكم مني خالص الدعاء
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 11:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه المسألة ترجع الى مسألة أصولية وهي هل فعل الصحابي يخصص العام من النصوص ويقيد المطلق من النصوص؟
هذا مما أختلف فيه العلماء وذهب الحنفية والحنابلة الى أن فعل الصحابي يخصص العام ويقيد المطلق فيكون قول النبي صلى الله عليه وسلم عام في اعفاء اللحية وفعل ابن عمر خصص هذا العام بما دون القبضة.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 01:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي بندر الطائي جزيت خيرا
أخي لم أطلع من قبل على أن: (فعل الصحابي يخصص العام من النصوص ويقيد المطلق من النصوص) كما تقول أنت، ولكنهم ذكروا ذلك في قول الصحابي فقط على خلاف بينهم ربما هو الذي اطلعت عليه. أما الذي يؤخذ قوله وفعله وتقريره فهو محمد ?.
كما أحب أن تتنبه إلى مسألة مهمة وهي أن تحديد المقادير والأوقات في الشريعة لا يكون إلا بدليل، وهو غير متوفر هنا.
وأخيراً ما هي مشكلتكم مع كون الأمر للاستحباب مع وجود نظائر لذلك عند الفقهاء. أم أنكم تحرمون ثم تبحثون عن أي دليل يؤيد تحريمكم؟
ولكم دعائي الصادق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 02:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي صلاح سالم عفا الله عنك ستخرجنا إلى التعصب وإلى أسماء الرجال ونحن نبحث عن أدلتهم ولا نتعصب إلا للحق أما هم فخيرة الأمة. ألحقني الله وإياك بالصالحين.
على أية حال في آخر هذه الصفحة يوجد مواضيع مشابهة وإليك هذا الرابط قد تجد فيه مرادك:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5523
جزيت خير وبارك الله ونسال الله ان لا يجعلنا ممن يتعصب لاحد إلا الله ورسوله فهذا الحق الذي لبد ان يتبع، وان فهم من قولي هو الخروج عن ما انتم فيه حفظك الله هذا ليس قصدي ولم يكن مرادي ولكن هو رد فقط على ما سطره اخونا وطريقته في الاستدلال حفظكم الله ورعاكم.
ومع هذا اكرر اعتذاري ان صدر من قبلي ما يسا فهم
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 04:31]ـ
قال الشيخ عبد الكريم النملة في المهذب 4/ 1634: قول الصحابي وفعله ومذهبه هل يخصص العموم؟
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 04:40]ـ
وهل تم اجماع على ان المقدرات لابد من دليل من الكتاب والسنة بل جمهور العلماء على أن المقدرات يجوز فيها القياس ولا أدري ما علاقة المقدرات في هذه المسألة.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 04:55]ـ
وأخيراً ما هي مشكلتكم مع كون الأمر للاستحباب مع وجود نظائر لذلك عند الفقهاء. أم أنكم تحرمون ثم تبحثون عن أي دليل يؤيد تحريمكم؟
ولكم دعائي الصادق
وهل ابن عمر حلق اللحية حتى تقول هو صارف للوجوب أو أخذ ما زاد عن القبضة فيكون غاية ما هناك أنه مخصص لعموم الأمر هذا اذا سلم لك أن فعل الصحابي يخصص العام.
أما قولك يكون ابن عمر عاصيا فهذا لا يلزم بل يقال أجتهد وخطأ.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 04:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي بندر الطائي جزيت خيراً
هذه فائدة جديدة استفدتها منك، ولكن بقي في المشاركة السابقة أشياء لم تجب عنها وللتذكير هي:
ـ إن تحديد المقادير والأوقات لا يكون إلا بدليل، فهل لديكم دليل
ـ هل هناك مشكلة في كون الأمر للاستحباب.
ولن أرد على المشاركة الأخيرة لعدم علميتها
ولك دعائي الخالص
ـ[أبوهلا]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 05:03]ـ
وهل تم اجماع على ان المقدرات لابد من دليل من الكتاب والسنة بل جمهور العلماء على أن المقدرات يجوز فيها القياس ولا أدري ما علاقة المقدرات في هذه المسألة.
هذه المشاركة التي كنت أقصد أنها غير علمية.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 05:08]ـ
وهل ابن عمر حلق اللحية حتى تقول هو صارف للوجوب أو أخذ ما زاد عن القبضة فيكون غاية ما هناك أنه مخصص لعموم الأمر هذا اذا سلم لك أن فعل الصحابي يخصص العام.
أما قولك يكون ابن عمر عاصيا فهذا لا يلزم بل يقال أجتهد وخطأ.
يبدو أن الأخ بندر بدأ يمزح أو ....
يقول لنا بنفسه إن فعل ابن عمر مخصص للعام، ثم يرد على نفسه ويقول إن سلم لك أن فعل الصحابي يخصص العام!!!!!!
اسمعوا ما يقول واضحكوا معنا: اجتهد ابن عمر وأخطأ واجتهد بندر الطائي وأصاب.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 05:45]ـ
الإخوة المشاركون في الموضوع و المشرفون:
ألا تلاحظون أن صاحب الموضوع يطرح سؤال مسترشد ثم إذا أجابه أحد سفهه و سخر منه لاحظوا ردوده هنا بل إذا رد أحد قال هل عندك مشكلة، إذا لماذا يطرح الموضوع إذا كان الرد مشكلة
و راجعوا موضوعه الآخر
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=22735
أما موضوعه الأول ففد حذف
فلا أدري لماذا يطرح مواضيعه هل يريد السخرية برواد المنتدى و هل يريد أن نتابع معه المذاكرة ليسخر منا
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 05:57]ـ
وأقول للإخوة المشاركين: إنه قد وقع مني سهواً تسمية التخصيص تقييداً
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 05:58]ـ
شر البلية ما يضحك
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 06:04]ـ
يبدو أن الأخ بندر بدأ يمزح أو ....
يقول لنا بنفسه إن فعل ابن عمر مخصص للعام، ثم يرد على نفسه ويقول إن سلم لك أن فعل الصحابي يخصص العام!!!!!!
.
ان دل فهو يدل على عدم العلم والفهم والا قولي إن فعل الصحابي ... الخ مجرد نقل حتى لو كان غير ذلك فإن قولي لا يسلم لك يعني أن المخالف يقول أنا لا أقول إن فعل الصحابي يخصص العام.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 10:18]ـ
هذه المشاركة التي كنت أقصد أنها غير علمية.
ماشاء الله على العلم الواسع الذي أستطعت منه معرفة نوعية المشاركات علمية وغير علمية الحقيقة أن المناقشة معك غير علمية.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 10:59]ـ
الإخوة المشاركون في الموضوع و المشرفون:
ألا تلاحظون أن صاحب الموضوع يطرح سؤال مسترشد ثم إذا أجابه أحد سفهه و سخر منه لاحظوا ردوده هنا بل إذا رد أحد قال هل عندك مشكلة، إذا لماذا يطرح الموضوع إذا كان الرد مشكلة
و راجعوا موضوعه الآخر
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=22735
أما موضوعه الأول ففد حذف
فلا أدري لماذا يطرح مواضيعه هل يريد السخرية برواد المنتدى و هل يريد أن نتابع معه المذاكرة ليسخر منا
أخي (من صاحب النقب) جزيت خيرا
كنت أعقد عليك الأمل كمحاور يعي ما يقول، ولكنك هنا تركت الموضوع وانتقلت إلى صاحب الموضوع، ولا يليق هذا بمثلك.
أما سؤالي فهو سؤال مسترشد باحث عن الحق، لذا فهو يدارس كل من يشارك في الإشكالات الموجودة في مشاركته، أما القبول والتسليم لكل مشارك فلا أظنك ترضى به لي ولك.
أما سؤالي هل عندك مشكلة، فالجواب عليه يكون نعم عندي مشكلة وهي كذا وكذا.
أما السخرية فمعاذ الله نحن في منتدى علمي، نعم مزحت مع بندر الطائي، وكان لذلك أثر في ردوده التي كانت بسبب خطأ مني في تقدير الأمور.
ولك دعائي الخالص
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 11:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم بندر الطائي جزيت خيرا يافتى طيء يا سليل الكرم
أخي أتقدم إليك بكل ما يرضيك من اعتذار، فأنا من بدأ بالمزاح، وأنت اقتضيت، والبادئ أظلم.
ولك مني كل الحب والتقدير
ـ[أبوهلا]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 11:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة سأتوقف عن مناقشة أي مشاركة.
ولكم دعائي الصادق بالعلم النافع والعمل الصالح
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 10:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم بندر الطائي جزيت خيرا يافتى طيء يا سليل الكرم
أخي أتقدم إليك بكل ما يرضيك من اعتذار، فأنا من بدأ بالمزاح، وأنت اقتضيت، والبادئ أظلم.
ولك مني كل الحب والتقدير
أخي لا تتقدم بشيء لم يحدث ما يستوجب كل هذا الاعتذار بل أنا أتقدم إليك بالاعتذار.(/)
بحث بعنوان: حتمية السنة النبوية وضمان استمرارها.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 10:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعدُ:
فهذا بحثٌ بعنوان: (حتمية السنة النبوية وضمان استمرارها) للدكتور حمزة بن علي الكتاني.
حمله من المرفقات:
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 01:15]ـ
للرفع.
ـ[بريق النور]ــــــــ[30 - Jan-2009, صباحاً 04:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله، جزاك الله كل خير على هذا البحث القيم، وجزا الله الشيخ الكريم كل خير
وأسأل الله أن يشكر سعيكم،، تحياتي وتقديري:)(/)
تساؤل عن رد أمر الله بترك الواجب أوبالامتناع عنه قولًا؟
ـ[المغيرة]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 03:13]ـ
هل قول المسلم لاأفعل عندما يؤمر بواجب عليه يعتبر رد لأمر الله؟ مثال:من يعتقد بوجوب الصلاة عليه وعندما دعي اليها اجاب بلا أصلي؟ وهل يختلف الأمر ان كان مستحبا"؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 03:35]ـ
إن ترك الصلاة بالكلية ولو لم يقل لا أفعل فهو كافر
وأما بقية الواجبات فينظر هل قال ذلك إعراضا أو تكبرا من جنس فعل المنافقين
أو إخلادا إلى الأرض وكسلا؟
فعلى الأول قد يكفر بحسب القرائن ولو كان الأمر مستحبا
وعلى الثاني فهو موحل في الضلالة
والله أعلم
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 04:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا تعقيب على أبي القاسم وليس رد على تساؤل السائل
فأقول: إن قولك:
إن ترك الصلاة بالكلية ولو لم يقل لا أفعل فهو كافر
إنه يوحي بأن قول إلا ما قلت مع أن ترك الصلاة مسألة خلافية منذ القديم فتنبه، فمنهم من قال بكفر تارك الصلاة ومنهم من قال بعدم كفره، فراجع ما سطرت يداك وأسأل الله أن يوفقك
أما عن سؤال أخينا فيترك الجواب للعلماء الذين معنا في الألوكة فهم أحق بالجواب عليه
والله العظيم أسأل أن ينفع بكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 05:15]ـ
أخي المكرم .. سدده الله تعالى
كلامك غير دقيق
فالإجماع منعقد وثابت من لدن الصحابة
وهو إجماع مستند لأحاديث صريحة صحيحة
ولا عبرة بمن خالف بعدهم
لاسيما وإجماعهم أقوى الإجماعات
وقد بوب الإمام أبو داود صاحب السنن
في أن من يقول بعدم كفر تارك الصلاة فهو مرجيء
وكلامه له وجه معتبر قوي رحمه الله تعالى
والله يعفو عنك
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 05:25]ـ
سامحك الله أخي أبا القاسم
فليس في ردك علي مما هو مقصود في ردي عليك
وأنا قلت أن الخلاف حاصل في تلك المسألة ولم أرجح ولا نصرت قولا وقلت أن الصحابة مختلفين
فما كان تكلفك في ذكر ذلك كله
ولكن عليك أن تعلم، وتتعلم، أن من قال بكفر تارك الصلاة بالكلية لم ينكر أن الخلاف فيه حاصل، بله اعترفوا أنه خلاف معتبر، فليسعك ما وسعهم
ولتكن على علم بأن أميل إلى من يقول بكفر تارك الصلاة، ولكن لا أقول بقولك في ردك الأخير
ودمت في رعاية الله وحفظه
ولك مني أطيب تحية
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 05:29]ـ
الصحابة أجمعوا يا أخي
فأي معنى لذكر الميل والخلاف؟
أجمعوا .. هل ثبت لك إجماعهم؟ أم ليس بعد؟
غفر الله لك .. !
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 05:32]ـ
تجد ردي على الخاص، فإن الأمر قد تجاوز الحدود
والله يغفر لي ولك
والسلام عليكم
ـ[المغيرة]ــــــــ[04 - Jan-2009, مساء 04:41]ـ
لم أحصل على الاجابة الشافية .. هل يكفي لتكفير المسلم أن أمر (بضم الهمزة) بفعل واجب فاجاب ب (لاأفعل) وهل ينفعه اقراره بوجوب الامر المأمور به؟ وهل يعتبر قوله (ردا"وعدم قبول لشرع الله) كالذي يؤمر بصلاة الجمعة أو غيرها من الواجبات .. وهل يختلف الحكم أن كان المأمور به مستحبا" أو يوجد خلاف في وجوبه؟ وجزاكم الله خيرا" ...
ـ[أم معاذة]ــــــــ[04 - Jan-2009, مساء 07:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قوله "لا أفعل" لماذا؟ هل لأنه يرى نفسه خارجا عن هذا الواجب الذي يقر به؟ إن كان كذلك فهذا الذي يسمى امتناعا، وهو كفر وردة.
قاله الشيخ صالح آل الشيخ، في شرحه للطحاوية وكشف الشبهات.
ـ[المغيرة]ــــــــ[05 - Jan-2009, مساء 10:05]ـ
لم أعلم لماذا ... وان كان علمت أنه قاله امتناعا" وردا" لامر الله .. لما سألت عن ذلك .. انا اقول قال ذلك ولم يعرف منه غير ذلك .. وانا ارى ان الاقرار بالوجوب شئ ورد الامر شئ آخر ... والله اعلم ..
ـ[أبو موسى]ــــــــ[05 - Jan-2009, مساء 10:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ علي الخضير فك الله أسره في كتابه القيم الوسيط:
مسألة: وصورة الاستكبار عن الأركان الخمسة والامتناع عنها له صورتان:
الصورة الأول: أن يسبق أي ركن من الأركان الخمسة بأداة من أدوات النفي والامتناع فيقول لن أصلى ولن أزكي ولا أصوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الصورة الثاني: أن يربط المنع بمستحيل فيقول لن أزكي حتى تنطبق السماء على الأرض، ولن أصوم حتى تخرج الشمس من مغربها، وهذا يدل على الرفض.
ولاحظ أن هذه الصور معها أقوال وهذا قسم قولي، وهناك قسم عملي للاستكبار مثل الإباء العملي السابق كما لو ألزم الناس ترك واجب ظاهر من الواجبات المجمع عليها التي هي من المسائل الظاهرة، أو عاقب وحارب وسجن من يفعل واجبا ظاهرا من الواجبات المجمع عليها التي هي من المسائل الظاهرة، فإن الإلزام بتركها ومحاربة من فعلها دليل على الاستكبار والإباء هذه الصور تسمى صور الامتناع وهذه يكفر بها ويدل على ذلك قتال الصحابة للمرتدين مانعي الزكاة وسموهم مانعي أي رافضي أداء الزكاة، وهمّ النبي صلى الله عليه وسلم قتال بني المصطلق لما قيل إنهم منعوا الزكاة.
الدليل الثاني: نقل ابن تيمية للإجماع على أن من رفض أن يلتزم شعيرة من شعائر الدين الظاهرة أنه يكفر ردة ويقاتل.
مسألة: فإذا قال لن أزكي أو لن أصوم هل يكفر بمجرد هذه الكلمة؟ الجواب فيه تفصيل إن قالها قولاً يدل على الرفض للشريعة أي الرفض لهذه الشعيرة كما لو طلب منه الإمام أو الحاكم أن يصلى أو يزكي فلم يزكي وقال لن أصوم، فإن رفضه هنا مع أن السائل هنا من له ولاية عامة كالإمام و الحاكم أو القاضي أو من له الأمر والنهي هو قرينه على المعاندة لهذه الشعيرة، أما لو طلب منه إنسان ليس له ولاية عامة إنما أحد أفراد الناس فقال له صم قال لن أصوم ولن أزكي فإن قوله هذا لا يدل على رفض الشعيرة لأنه ربما كان من باب معاندة هذا الشخص المعين، فهنا لا يعتبر هذا كفر استكبار ولا إباء. وما قلنا هنا في كفر الاستكبار ينطبق أيضاً على كفر الإباء.
مسألة: أما ما يتعلق بترك الواجبات غير الأركان الخمسة استكبارا مثل أن يستكبر عن صلة الرحم وعن واجب الضيافة الواجبة وعن حق الجار الواجب ونحو ذلك، فهذا مثل ما قلنا في كفر الإباء إن استكبر بقلبه فهذا يكفر لأن استكبار القلب يعني عدم الانقياد والقبول والالتزام في القلب إذا كان متقبلاً بقلبه لهذه الواجبات ومنقاداً لوجوبها ويقر أنها واجبة لكن لم يلتزمها بجوارحه فهذا ليس بكفر إنما هو معصية.
ثم ذكر المصنف الدليل: قال تعالى (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين). فهل الدليل في باب الإباء أم الاستكبار؟.
انتهى.
ـ[المغيرة]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 06:30]ـ
قال: صاحب (مواقف الموحدين من شرائع الطواغيت والمشركين) مايلي: أصل الدين ?
يقول الإمام القسطلاني في شرح البخاري عن الإيمان: " إنه أول ما يذكر من المقاصد الدينية، لأنه ملاك الأمر كله، ولأن الباقي منها مبني عليه، مشروط به، وهو أول واجب على المكلّف." ثم يقول عنه: " وهو لغة: التصديق، وهو كما قاله التفتازاني إذعان لحكم المخبر وقبوله، فليس حقيقة التصديق أن يقع في القلب نسبة الصدق إلى الخبر أو المخبر من غير إذعان وقبول لذلك بحيث يقع عليه اسم التسليم على ما صرح به الإمام الغزالي ".
والإسلام لغة: الإنقياد والخضوع، ولا يتحقق ذلك إلا بقبول الأحكام والإذعان، وذلك حقيقة التصديق كما سبق. قال تعالى: {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين. فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} فالإيمان لا ينفك عن الإسلام حكماً، فهما يتحدان في التصديق وإن تغايرا بحسب المفهوم، إذ مفهوم الإيمان تصديق القلب، ومفهوم الإسلام أعمال الجوارح، وبالجملة لا يصح في الشرع أن يحكم على أحد بأنه مؤمن وليس بمسلم، أو مسلم وليس بمؤمن، ولا نعني بوحدتهما سوى هذا، ومن أثبت التغاير فيقال له: ما حكم من آمن ولم يسلم، أو أسلم ولم يؤمن؟ فإن حكم لأحدهما حكماً ليس بثابت للآخر فقد ظهر بطلان قوله " ا. هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فبين الإمام القسطلاني ـ رحمه الله ـ في هذا الكلام الجامع أن الإيمان الذي عناه إنما هو أول ما يذكر من المقاصد الدينية، وهو ملاك الأمر ورأسه، والباقي من الدين ليس إلا فروعاً تابعة له، مبنية عليه، مشروطة به، وهو أول واجب على المكلّف قبل الشروع في مباشرة أي عمل من الأعمال، فعلم بذلك أنه يتكلم عن أصل الدين، وحدّ الإسلام الذي يصير به الكافر مسلما، وعلى مقتضاه يؤمر وينهى. وبين أن هذا الأصل هو التصديق، ولكنه لم يعن به نسبة الصدق إلى الخبر والمخبر به، أو أن يقع في القلب العلم بصحة الخبر وصدق المخبر، وإنما هو أمر وراء ذلك تماماً، فهو يحوي زيادة على ذلك الإذعان والقبول لحكم المخبر، فليس بمؤمن من صدق الخبر وردّ الحكم، بل لا يعتدّ بتصديقه البتة، ولا يعتبر تصديقاً صحيحاً، إذ لو كان كذلك لأدى بصاحبه إلى الإذعان وقبول الحكم، وعلى ذلك فهو تصديق مريض، وعلامة مرضه عدم إيتاءه منافعه وثماره عن الطاعة والإذعان والقبول، فهو تصديق لا ينتفع به صاحبه، وجوده كعدمه، ليس له أي إعتبار في حساب الشارع الحكيم.
وبين كذلك أن لفظي الإيمان والإسلام متفقان في الدلالة على هذا الأصل، متحدان في حقيقة التصديق، فمدلولهما واحد ومسمّاهما واحد، وإن اختلف اللفظان، وهو: تصديق الخبر، وقبول الحكم.
ومما ذكر تخلص لنا حقائق في العقيدة ذات أهمية بالغة وهي:
1 ـ أن أصل الدين، وحقيقة التوحيد، التي ينجو بها المرء من الكفر والشرك الأكبر، ومن ثم من الخلود في النار، سواء علينا أسميناها الإيمان أو الإسلام أو التوحيد أو الدين أو إفراد الله بالعبادة، فمسمّاها واحد لا يختلف باختلاف الأسماء، وهذه الحقيقة أو هذا الأصل سابق على غيره من التكاليف، وغيره لاحق به، ولا يقبل ولا يصح إلا به، والإيمان أو التوحيد ـ وهما شيء واحد ـ شرط في صحة الأعمال وقبولها.
2 ـ أن هذا الأصل ذو شقين:
أ ـ تصديق خبر الرسول ? جملة وعلى الغيب: ويسميه أهل العلم: " قول القلب "، وهذا الشّق لا يدخل فيه شيء من الأعمال ـ أعمال القلب والجوارح ـ بل إن قصاراه أن يقع في القلب العلم اليقيني الجازم بصدق رسول الله ?، وصحة ما جاء به، وكذا عموم رسالته، وشمولها لجميع الخلق، وإحاطتها بكافة جوانب حياتهم، ومن كذب بشيء من ذلك، فقد وقع في كفر التكذيب المنافي للعلم والتصديق، يقول العلاّمة ابن القيم ـ رحمه الله ـ: " وأما الكفر الأكبر فخمسة أنواع: كفر تكذيب، وكفر إستكبار وإباء مع التصديق، وكفر إعراض، وكفر شك، وكفر نفاق.
فأما كفر التكذيب: فهو اعتقاد كذب الرّسل، وهذا القسم قليل في الكفار، فإن الله تعالى أيّد رسله، وأعطاهم من البراهين والآيات على صدقهم، ما أقام به الحجّة، وأزال به المعذرة، قال تعالى عن فرعون وقومه: {جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا}. وقال لرسوله ?: {فإنهم لا يكذبونك، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} وإن سميّ هذا كفر تكذيب أيضاً فصحيح، إذ هو تكذيب باللّسان اهـ ().
فلا بد من الإيمان بأن محمدا رسول الله ? إلى جميع الخلق إنسهم وجنهم، عربهم وعجمهم، علمائهم وجهلائهم، ملوكهم وسوقتهم، وأنه لا طريق إلى الله ـ عز وجل ـ لأحد من الخلق إلا بمتابعته ظاهراً وباطناً، حتى لو أدركه موسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء ـ عليهم السلام ـ لوجب عليهم اتباعه. ولا بد من إثبات ما أثبته، ونفي ما نفاه، وتصديقه فيما أخبر عن ذات الرب وأسمائه وصفاته وأفعاله، نفياً وإثباتاً، وبذلك يتخلص المرء من باطل التعطيل، وباطل التمثيل، ويثبت لله ما أثبته له رسوله من صفات الكمال ونعوت الجلال، وينزهه عن العيوب والنقائض، ومشابهة المخلوقين، ولا بد من الإيمان بشريعته، بتحليل ما أحلّ وتحريم ما حرّم، والإقرار بفرضية ما فرض من صلاة وصيام وزكاة وغيرها، والإعتراف بحرمة ما حرم من زنا وسرقة وخمر ونحوها.
ولا بد أيضاً من الإيمان بما أخبر به عن الموت، والقبر وما يجري للناس فيه، وعن البعث والنشور، و ما يلقى الخلائق يومئذ من الأهوال، وعظائم الأحوال، وعن الجنة والنار، ومصير العباد إليهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه أجناس العلوم الثلاثة التي حواها القرآن الكريم، وقد ذكرها الإمام الشاطبي بتوسع: فجنس هو معرفة المعبود، وآخر هو معرفة الشريعة التي تعبّدنا بها، وثالث: هو معرفة مآل العباد ومصائرهم بحسب أعمالهم، ومن أنكر شيئاً من ذلك فهو كافر ..
ب ـ إلتزام شريعة الرسول جملة وعلى الغيب: ويسميه أهل العلم " عمل القلب " وهذا الشق لا يقتضي عملاً من الأعمال إلا القبول، أي عقد القلب على التزام الحكم، وإمتثال الأمر أبداً، وهو سابق على جميع الأعمال من الواجبات والتروك، إذ أنه شرط في صحتها وقبولها، وهي منه بمثابة الفرع من الأصل، وقد سبق أن نقلنا عن الإمام القسطلاني تعريفه لهذا الأصل بأنه: " أول ما يذكر من المقاصد الدينية، لأنه ملاك الأمر كله، ولأن الباقي منها مبني عليه، مشروط به، وهو أول واجب على المكلف " ا. هـ.
فمن أتى به ـ أي قبول الأحكام جملة وعلى الغيب ـ أمر ونهي على مقتضى ذلك، وجاز له أن يدخل في الأعمال، ويباشر فروع الطاعات، من أداء الواجبات والمندوبات، وترك للمحرمات والمكروهات، وهذا هو الذي ينظر في أعماله، لأنها صحيحة معتبرة، لقيام شرطها، وقاعدتها التي تنبني عليها وهي: قبول الأحكام جملة وعلى الغيب، فيثاب على طاعته، وأما معاصيه فهي تحت مشيئة الله، إن شاء غفرها، وإن شاء عاقبه عليها.
وأما من لم يأت بهذا الأصل، أو قام بما ينقضه ويهدمه، كأن يرد حكماً من أحكام الله ورسوله ? فهو كافر خارج من الملة، لإنخرام أحد شقي أصل الدين، وحد الإسلام في حقه، وهو: قبول شرع الله جملة وعلى الغيب المنافي للرد والإمتناع .. وبتخلف هذا الركن يتخلف ركن العلم والتصديق لا محالة، ذلك أن من خصائص حد الإسلام، أن لا يقبل ركن من أركانه بغير الركن الآخر، فلا يقبل تصديق بغير إلتزام، ولا إلتزام بغير تصديق، فلا بد من إستيفاء الحد كله لإستحقاق اسم الإسلام وصفته، وتخلف ركن من أركان الأصل يتخلف به الأصل، والدين يتخلف بتخلف الأصل ... فهذا لا ينظر في أعماله البتّة، إذ أنها باطلة حابطة، لإنعدام شرط قبولها وصحتها وهو الإذعان والقبول للأحكام كما تقدم في قول الإمام القسطلاني عند تعريفه لحد الإسلام.
يقول الأستاذ عبد القادر عودة في الجزء الأول من كتابه " التشريع الجنائي " في تفسير قوله عز وجل: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}: " ويستدلّ الفقهاء بهذه الآية على من رد شيئاً من أوامر الله وأوامر رسوله فهو خارج عن الإسلام، سواء رده من جهة الشك، أو من جهة ترك القبول، والإمتناع عن التسليم، ولقد حكم الصحابة بإرتداد مانعي الزكاة، لأن الله حكم بأن من لم يسلم بما جاء به الرسول، ولم يسلم لقضائه وحكمه فليس من أهل الإيمان " ا. هـ ().
فعلى المرء أن يقبل كل ما جاء به النبي ? من الشرائع والأحكام، والأوامر والنواهي، كأصل ينعقد له به جد الإسلام المستوجب لعصمة المال والدم في الدنيا، والنجاة من الخلود في النار في الآخرة، قبل مباشرة أي عمل من الأعمال، التي طلب منه أن يعقد قلبه على قبولها أولاً، وهذا موضع عظيم لمن تأمله، وسرّح فيه ألحاظه، وأعمل فكره، ففيه الفرق بين الطاعتين والإلتزامين:
• فالإلتزام الأول: هو الإلتزام الداخل في أصل الدين، وهو الذي قصدنا الكلام لأجله، وهو شرط في صحة الثاني وقبوله، وهو الفيصل بين الإيمان والكفر، وهو من أعمال القلوب، ودلالته: الرضى والإقرار مع عدم الرد – رد حكم الله عليه – وهو: عقد القلب على قبول الحكم والإذعان له، والإقرار به باللسان بما ينافي الإباء والإستكبار.
• والإلتزام الثاني: هو الإمتثال العملي، بفعل الأوامر وإجتناب النواهي، ويدخل في فروع الدين لا أصله، ويجري فيه التفاوت والتبعيض، وهو لاحق بالأول، تابع له، صحته وقبوله مرهون بحصول الأول وتحققه، ولا يتعلق إلا بعمل المرء فقط، إذ هو من أعمال الجوارح، فلا تلازم بينهما، وعليه، فلا يجوز أن يقال: إن من أدى الأمر، أو اجتنب النهي فقد قبل الحكم أو العكس.
وعليه نقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الدخول في الأعمال: يتعلق بعمل المرء فقط، ولا علاقة له بقبول التكليف أو رده، ولا تلازم بينهما، فليس هو الفيصل بين الكفر والإيمان، فهو إذاً خارج نطاق كلامنا، فلنتركه إلى المقصود، وهو قبول التكليف.
فقبول التكليف يتعلق بأمر الله لك، أو حكمه فيك، مما لا يقتضي عملا غير القبول، جاء في تفسير قوله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ... }. روى مسلم في صحيحه عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: " لما نزلت على رسول الله ?: {لله ما في السماوات والأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله…} الآيات. اشتدّ ذلك على أصحاب رسول الله ? فأتوا رسول الله ? ثم بركوا على الركب: أي رسول الله كلّفنا ما نطيق من الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد نزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها، قال رسول الله ?: " أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا، بل قولوا: " سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير" فلما ابتدأها القوم وزلّت بها ألسنتهم أنزل الله تعالى في أثرها: {آمن الرسول بما أنزل عليه من ربه والمؤمنون كلّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} فلما فعلوا ذلك نسخها الله، فأنزل الله: {لا يكلّف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال: " نعم" {ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا} قال: " نعم " {ربنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به} قال: " نعم" {واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} قال: " نعم" " ا. هـ ().
يقول الشيخ يوسف عبد المجيد الشاذلي في التعليق على هذه القصة: " فخاف عليهم رسول الله ? من إلتماس التخفيف أن يؤدي إلى الرفض، وهو ما لم يفعله الصحابة أبداً والحمد لله، كما فعله من كفر من أهل الكتابين، فأمرهم أن يتلقوا حكم الله بالقبول مهما شق عليهم، فبادروا إلى ذلك وهذا هو معنى: {آمن الرسول بما أنزل عليه من ربه والمؤمنون " الآية. وبالله التوفيق} ا. هـ ().
فدل الأثر على أن الطاعة المطلوبة في أصل الدين لا تقتضي عملاً إلا القبول وعدم الرد، إذ طلب النبي ? من الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ أن يقبلوا الحكم إبتداء، وإلا وقعوا فيما وقع فيه من قبلهم من أهل الكتابين، لما ردوا حكم الله ورفضوه، وهذا كفر ـ والعياذ بالله ـ، ثم بمجرد مبادرة الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ إلى تلقي حكم الله بالقبول والتسليم، كتبها الله لهم طاعة، وأنزل في حقهم: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وقالوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير}.
فهذه الطاعة ـ أي قبول التكليف ـ مطلقة غير مقيدة بواجب معين، أو نهي معين، بل إنها الإستسلام المطلق لما جاء من عند الله ـ عز وجل ـ لذا كان دين الرسل صلوات الله وسلامه عليهم واحد، لأنهم جاءوا بالإستسلام المطلق لله عز وجل أجمعين، وإن اختلفوا في فروع الأعمال من الأوامر والنواهي، قال عز وجل: {إن الدين عند الله الإسلام، ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين}.
وغاية هذه الطاعة أن يقف المرء من الرسول موقف السمع والطاعة، ويقبل ما جاء به جملة وعلى الغيب، ويعقد قلبه على إلتزام شرائعه أمراً أمراً ونهياً نهياً، إن بلغته تفاصيلها، وأما ما لم يبلغه تفصيله فيعقد قلبه على الإستعداد لقبوله بعينه حين بلوغه، والإلتزام به عند العلم به، هذه هي الطاعة في الشرائع والأحكام أو قبول التكليف، وهي واجبة على المسلم في كل زمان، حتى في بداية الدعوة النبوية، وقبل نزول الأحكام والشرائع التفصيلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي تقرير هذا المعنى الجامع، يذكر الشيخ يوسف عبد المجيد الشاذلي خلاصة ما نقله من أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ من كتاباته ورسائله، يقول: " وهكذا يفسر ابن تيمية أصل الدين: بالإسلام العام الذي اتفق عليه الأنبياء والمرسلون، لا يختلف من رسالة إلى أخرى، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، وهو حقيقة دين الإسلام، الذي هو الإستسلام المطلق الذي لا يتقيد بطاعة معينة، إنما هو مطلق معنى الطاعة، وهو يعني قبول شرع الله ورفض ما سواه، والعبادة بمعناها العام: وهو فعل المأمور وترك المحظور، وتختلف من رسالة إلى أخرى، وكذلك بمعناها الخاص: معنى النسك، وكل العبادات بمعنى النسك تأخّر فرضها عن التوحيد، فالصلاة في العام العاشر من البعثة، والصوم في العام الثاني من الهجرة، وبعده الحج ... " ا. هـ ().
هذه هي الطاعة المتعلقة بالتوحيد وأصل الدين، إنها: قبول شرع الله، ورفض ما سواه، فمن ردّ شرع الله ولم يقبله فهو مستكبر عن عبادته كافر، قال تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص () الله ورسوله فقد ضلّ ضلال مبيناً}.
يقول الإمام النسفي في تفسيرها: " إن كان العصيان عصيان ردّ وإمتناع عن القبول فهو ضلال كفر، وإن كان عصيان فعل مع قبول الأمر، وإعتقاد الوجوب فهو ضلال خطأ وفسق " () ا. هـ.
ومن قبل الأحكام والشرائع عن الله وعن غيره، فهو مشرك في عبادته كافر أيضاً قال تعالى: {إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} وسيأتي شرح الآية مفصلاً إن شاء الله.
هذه هي قاعدة الأمر وعمدته، التي إليها المرجع، وعليها المعوّل، فأنصح إخواني الموحدين بأن يعضوا عليها بالنواجذ، وإن بدرت لهم بادرة، أو نزلت بهم نازلة، فلينظروا فيها من خلالها ـ أي القاعدة ـ وليفصلوا فيها على مقتضاها، أصحبهم الله من عونه وتوفيقه دليلاً يهدي إلى الصواب قلوبهم، وهادياً ينطق بالحكمة ألسنتهم.
وفي تقرير هذه القاعدة العظيمة، يقول شيخ الإسلام، وعلم الهداة العلام ابن تيمية ـ عليه رحمة الله ـ في كلمة جامعة، مانعة، من " الرسالة التدمرية "، عند بدء الحديث عن توحيد العبادة وهو الصنف الثاني من التوحيد ص57 يقول: " فالإسلام يتضمن الإستسلام لله وحده، فمن استسلم له ولغيره كان مشركاً، ومن لم يستسلم له كان مستكبراً عن عبادته، والمشرك به، والمستكبر عن عبادته،كافر، والإستسلام له وحده يتضمن طاعته وحده وعبادته وحده، فهذا دين الإسلام الذي لا يقبل الله غيره، وذلك يكون بأن يطاع في كل وقت بفعل ما أمر به في ذلك الوقت ". انتهى.
وأقول: التصديق والمعرفة لايعني القبول كما هو معلوم .. ولكن هل الأقرار بالوجوب هو القبول نفسه؟ وهل قول المسلم (لاأفعل) اذا أمر (بضم الهمزة) بواجب عليه يعتبر عدم قبول؟ ام لابد من انكار الوجوب حتى يكون ردا"وعدم قبول؟(/)
النقاب شروطه احكامه وكل ما يتعلق بيه
ـ[أم البشرى]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 03:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الي اساتدتي في المنتدي ارجو منكم ان تعطوني كل الاستفسارات التي تتعلق بالخمار والنقات
اعرف ان الخمار فرض لكن ماذا عن النقاب
الامر يهمني ارجو الا تبخلو علي بالنصائح
نفع الله بكم امة الاسلام وجمعني معكم في الفردوس الاعلي
وسقنا الحبيب شربة لا نظمأ بعها ابدا
اسالكم الدعاء فانا في حاجة اليه
الدعاء الدعاء الدعاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 04:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما النقاب أختنا الفاضلة فمختلف فيه بين العلماء بين الوجوب والإستحباب
وإن أردت أن تعرفي عنه فعليك بكتب العلماء وأنصحك كل أخت مسلمة أن ترتديه فإن كان واجبا فقد سلمت من الإثم وإن كان مستحبا، كنت سابقة إلى الخير.
ويترك الجواب لأهل العلم في المنتدى فهم أولى بالإجابة من غيرهم
وأسأل الله أن ينور بصيرتي وبصيرتك، ويهديني وإياك وجميع المسلمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أم البشرى]ــــــــ[04 - Jan-2009, مساء 10:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما النقاب أختنا الفاضلة فمختلف فيه بين العلماء بين الوجوب والإستحباب
وإن أردت أن تعرفي عنه فعليك بكتب العلماء وأنصحك كل أخت مسلمة أن ترتديه فإن كان واجبا فقد سلمت من الإثم وإن كان مستحبا، كنت سابقة إلى الخير.
ويترك الجواب لأهل العلم في المنتدى فهم أولى بالإجابة من غيرهم
وأسأل الله أن ينور بصيرتي وبصيرتك، ويهديني وإياك وجميع المسلمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي الفاضل على كريم مرورك وطيب كلامك
واشكرك على النصيحة في ميزان حسناتك ان شاء الله
قرات ايضا ان النقاب ممنوع في الحج ويمكن ان يعرض الحج الى الفساد فما صحة هذا الكلام مع الدليل من الكتاب او السنة؟!
في انتظار من يتكرم عليا بالرد فهل من مجيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[04 - Jan-2009, مساء 11:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرات ايضا ان النقاب ممنوع في الحج ويمكن ان يعرض الحج الى الفساد فما صحة هذا الكلام مع الدليل من الكتاب او السنة
الكلام صحيح و الدّليل هو قوله عليه الصلاة و السلام: لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين
و الله أعلم.
دمتم بودّ.
ـ[محمد جاسم]ــــــــ[05 - Jan-2009, صباحاً 10:39]ـ
كتاب: جلباب المرأة المسلمة للمحدث الألباني - رحمة الله عليه -
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=8162
أو
http://www.4shared.com/file/57168612/ae8d90aa/___online.html
ـ[أم أحمد المكية]ــــــــ[05 - Jan-2009, مساء 07:19]ـ
أخيتي التائبة ثبتك الله على طاعته
هذا رابط يفيدك في موضوع النقاب، أسأل الله أن ينفعك به.
http://saaid.net/female/hijab.htm
ـ[أم البشرى]ــــــــ[05 - Jan-2009, مساء 10:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكلام صحيح و الدّليل هو قوله عليه الصلاة و السلام: لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين
و الله أعلم.
دمتم بودّ.
احسن الله اليك اخي الموسوم ب "عامّي" و بارك الله فيك, فلقد أفدت, ولكن الجواب ناقص, غير مكتمل , فهلا ذكرت لي اخي الكريم سند الحديث وعزوته لصاحبه؟؟
واسأل الله ان ينفع بك الاسلام والمسلمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[05 - Jan-2009, مساء 10:52]ـ
الدّليل هو قوله عليه الصلاة و السلام: لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هذا يا عم، أه، أقصد يا عامّي -ابتسامة-
قلي بربك هل أنت البخاري أم الترمذي أم أحمد بن حنبل أم غيره، ولو كنت كذلك لم يسلم لك قولك فما هذا يا عامّي!!!! -ابتسامة-
هل انتكست يا صاحبي ما عهدتك تذكر حديث دون عزوه، أم أصبحت العالم الذي يقلد ولا يخالف:)
هل نسيت أم تناسيت ما قال ابن سيرين رحمة الله عليه: " كانوا لا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة، قالوا سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم".
ولا يحتاج مثلي لتذكيرك، فأنت صاحب الفضل علي يا صاحبي -سامحك الله-
ولا تغضب مني، لم كتبت وسطرت، فإنه لا يخفى عليك عظيم جرم ذكر الحديث دون عزوه، وهذا ليس محل البحث والنقاش.
ولكن بحمد الله وفضله، تنبهت صاحبة الموضوع فقالت:
فهلا ذكرت لي اخي الكريم سند الحديث وعزوته لصاحبه؟؟
فجزاها الله خير الجزاء
ثم أرجع وأقول:
تكملة لم قدمه أخونا عامّي:
فالحديث أخرجه البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنها قال " قام رجل فقال يا رسول الله ماذا تأمرنا أن نلبس من الثياب في الإحرام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلبسوا القميص ولا السراويلات ولا العمائم ولا البرانس إلا أن يكون أحد ليست له نعلان فليلبس الخفين وليقطع أسفل من الكعبين ولا تلبسوا شيئا مسه زعفران ولا الورس ولا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين "
وأخرجاه النسائي والترمذي نحوه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما
وأخرج الإمام مالك من حديث نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يقول: "لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين" اهـ
وللكلام إن شاء الله صلة، لعلنا نذكر فيه شروح أهل العلم للأحاديث وأقوال أهل العلم في ذلك، هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
وكتبه أبو أويس الفلاحي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطحاوي الأزدي]ــــــــ[05 - Jan-2009, مساء 11:20]ـ
رواة الحديث مع متنه ورد في رد الأخ السابق، لذلك سأقتصر على ملحوظة مهمة:
موضوع النقاب من القضايا التي يستحيل حسم الخلاف فيها، وكلٌ يدعي أن أدلته أكثر وأقوى، وهناك تأويلات لبعض الأحاديث وإخراجها عن موضوعها وحقيقتها وهي تأويلات مستهجنة لا يستقيم معها لغة ولا عقل، والإفتاء والتحمس للرأي القائل بعدم الكشف والقول إن ذلك إجماع الفقهاء كلام غير صحيح لأن الأكثر قال بالجواز وهو رأي ابن عباس وتبعه الحنفية والمالكية بل والمعتمد عند الحنابلة كما نص عليه الفقيه الحنبلي ابن قدامة .. وهو عندهم تفسير "إلا ما ظهر منها"، ومن المعاصرين الذين تحمسوا للقول بجواز كشف الوجه والكفين المحدث الشيخ ناصر الدين الألباني في كتابه "جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة"، حيث وضح شروطا للحجاب وسرد أدلته هناك، وقد لقي مع ذلك معارضة شديدة من الطرف الاخر ...
ـ[أم معاذة]ــــــــ[05 - Jan-2009, مساء 11:30]ـ
أخيتي التائبة ثبتك الله على طاعته
هذا رابط يفيدك في موضوع النقاب، أسأل الله أن ينفعك به.
http://saaid.net/female/hijab.htm
بارك الله فيك أختي الكريمة، رابط مفيد جدا.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[05 - Jan-2009, مساء 11:39]ـ
دفع الإرتياب عن أحكام الجلباب
أو
النقاب
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[06 - Jan-2009, صباحاً 02:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هذا يا عم، أه، أقصد يا عامّي -ابتسامة-
قلي بربك هل أنت البخاري أم الترمذي أم أحمد بن حنبل أم غيره، ولو كنت كذلك لم يسلم لك قولك فما هذا يا عامّي!!!! -ابتسامة- .......... الى آخره
جزاكم الله خيرا أيها الفاضل على التنبيه. و بارك الله فيكم. قال تعالى: وذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين.
فلا تواخذوني اخوتي على التّفريط.
و أحسن الله اليك و بارك فيك أختى التّائبة الى الله. و الحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات.
دمتم بودّ.(/)
مسابقة بدون جوائز! من هذا الرجل؟
ـ[محمد الخليل]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 05:25]ـ
ذكر الشيخ أبو اسحاق حفظه الله رجلا كان عالما ثم انتكس (نسأل الله السلامة)
عند الدقيقة الـ 59 من الفيديو الموجود في هذا الرابط
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=Detailes&khid=8653
فمن يعرف من هذا الرجل؟
ـ[الآجري]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 06:14]ـ
عبد الله بن علي القصيمي
صاحب كتاب: (الصراع بين الإسلام والوثنية)
قرظ له الشيخ عبد الظاهر أبو السمح، إمام المسجد الحرام، فقال:
ألا في الله ما خط اليراع ** لنصر الدين واحتدم الصراع
صراع لا يماثله صراع ** تميد به الأباطح والتلاع
صراع بين إسلام وكفر ** يقوم به القصيمي الشجاع
خبير بالبطولة عبقري ** له في العلم والبرهان باع
إلى آخر ما قال في قصيدة طويلة يثني فيها على الكتاب ومؤلفه.
وقد قال أحد علماء نجد عن هذا الكتاب - كما هو مثبت في طبعته الأخيرة -:
" إن القصيمي دفع مهر الجنة، ولن يضره ما يعمل بعد اليوم، ولن نجد رأساً يطاول رأسه إلا رأس ابن تيمية "
مع التحفظ على هذا الغلو.
من كلامه ف هذا الكتاب يصف الحال قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم:
" خبط الناس في ظلمات ثلاث: ظلمة العقائد، وظلمة القانون، وظلمة الأنفس، أما العقائد فلا يجد المتأمل فيها بصيص نور يهتدي به إلى هداية، أو يخلص به من ضلالة، وأما القوانين فلا يجد المتأمل فيها ما يعين على عدالة أو يخرج من ظلامة، وأما الأنفس فلا يجد المتأمل فيها مكاناً لعقيدة صحيحة سليمة، ولا لقانون عادل إنساني رحيم " إلى أن قال: " وفي ذات ليلة من عام 610 ميلادية، بينما كان السكون ساكناً صامتاً، والأشياء راكدة مصغية متوجسة، كأنها تتوقع حدوث أمر عظيم، انفتحت فرجة من السماء تعلقت بها الأبصار، انبعث منها شعاع قوي وهاج باهر، فهبط على غار ... يقيم في ذلك الغار رجل لا كالرجال، يحمل نفساً لا كالأنفس، وقلباً لا كالقلوب هرب بنفسه وقلبه وفطرته من أولئك الناس ... مخلياً بين روحه وما فطرت عليه من الطهر والنبل والعظمة والتأملات السامية الحادة النافذة، واصلاً بين نفسه وربه بصلة هذا الكون وما أودع فيه من آياته وبيناته.
فكان هذا الشعاع الهابط هو ما عرف بعد بالإسلام، وكان هذا الغار هو ما عرف بعد بغار حراء، وكان هذا الرجل الذي لا كالرجال هو منقذ البشرية الأكبر من كبوتها .. "
ثم قيل: إنه ألحد، وله مقولات كتبها في الإلحاد، وكان تحوله تدريجياً، حيث ألف (هذه هي الأغلال) ومن يقرأه يجده - رغم ما فيه من مآخذ أصلية - مصرحاً بوجود الرب وبالإيمان حيث قال في أول الكتاب: (من الجائز أن أكون قد أخطأت أو بالغت في بعض المواضع، ولكن أمرين يجب ألا يقع عندهما خلاف ولا يسوء فيهما فهم: أحدهما: أني كنت مخلصاً في جميع ما كتبت وأني ما أردت إلا خدمة الحق وخدمة أمتنا العزيزة، وليكن هذا شفيعاً لي عند من يخالفني في بعض المسائل أو بعض الشروح والتفصيلات، ثانيهما: أني لم أحاول إلا أن أكون مؤمناً بالله وملئكته ورسله وباليوم الآخر)
قيل فيه بسبب هذا الكتاب:
الشيخ راشد بن خنين:
هذا القصيمي في الأغلال قد كفرا ** وفاه بالإلحاد والزيغ مشتهرا
من بعد نصرته للدين في كتب ** أضحى يفنده يا بئس ما ابتكرا
واسم الكتاب دليل الخبث متضح ** ما فيه بسملة إذ خيره بترا
يا ابن القصيمي هداك الله شرعتنا ** اترك زهوك وادع الله معتذرا
الشيخ صالح بن سليمان بن سحمان:
في مصر وزغ تمادى في الضلالات ** وتاه في تيه ديجور الجهالات
أبدى مخازيه في أغلاله وهوى ** في هوة وتعامى في المقالات
ألف العلامة عبدالرحمن السعدي في الرد عليه كتاب: " تنزيه الدين ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله "
اسألوا الله الثبات، فهذا الرجل رغم علمه ضل وما نفعه علمه، فاللهم ثبتنا وكن معنا يا أرحم الراحمين.
ـ[صالح]ــــــــ[13 - Dec-2008, صباحاً 03:20]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الشيخ صالح بن حسين العلي العراقي فيقول في مقدمته لقصيدته: "أما بعد، فإني لما اطلعت على الكتاب المسمى "هذى هي الإغلال" الذي ألفه عبد الله بن علي القصيمي وجدته مملوءاً من الأفكار الفاسدة والآراء الكاسدة، منطوقها ردّ على السنة والقرآن، ومفهومها نفي للخالق المنان، ولازمها تكذيب الأنبياء والمرسلين وتصديق الإباحية والطبائعيين، ونتيجتها دعوة العباد إلى نبذ الأديان، وإنكار المعاد والاكتفاء بالعقل والطبيعة، والإيمان بالإنسانية التي في زعمه ليست مقيدة شرعاً، وليست لها حدود قدراً، إذ عنده أن الإيمان بمواهب الإنسان هو الذي يوصله إلى السعادة والكمال، والإيمان بالله والتمسك بشرعه هو الذي يوصله إلى الشقاوة والنقص وسوء الحال.
على أن في كتابه المذكور من الآراء ما هو مقبول، ولكنه قطرة من ماء طهور فرات، في بحر نجس زعاق، مملوء بالأكدار والقاذورات.
فاستخرت الله عز وجل في نظم أبيات تشتمل على إيضاح أباطيله ورد خطئه وأضاليله، وتشخيص ما به ارتد ومرق من الإسلام، نصحاً لله ولرسوله وللمسلمين، وقياماً ببعض ما يجب عليّ من نصر الدين وجهاد من خالفه من أعداء رب العالمين، لقوله تعالى (إن تنصروا الله ينصركم الآية، وقوله صلى الله عليه وسلم "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم".
وإنما قلت ما قلت في هذه القصيدة بعد ما قرأت الكتاب المذكور من أوله إلى آخره، على شيخنا العلامة المحقق، والأستاذ الفاضل المدقق أبي عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن آل باز، رفع الله قدره في الدارين، ورزقه الصبر واليقين، ونيل الإمامة في الدين، والقراءة المذكورة قراءة تدبر وبحث واستشكال، وذاكرته في المواضع المشكلة من كلام هذا المارق، حتى اتضح لي الصواب، وعرفت مقصود هذا الزائغ الخبيث المرتاب".
يقول العراقي في أبياته مشيرًا إلى بعض صفات القصيمي قبل ردته، وهي صفات ينبغي تأملها لمن أراد دراسة الأسباب الحقيقية وراء ردته
"قد كان من ناصري الإسلام متبعاً ... في قوله غالباً منهاج أهليه
لكنما الكذب في فعل وفي كلم ... وصف له، عَلَّه طبعٌ مؤاخيه
أضف لها الكبر بل والحرص مع حسد ... كيف النجاة لشخص هذه فيه
لا يوجد الكبر في شخص ولا حسد ... والحرص إلا وفي الخسران ترديه
إذ تلك أصل الخطايا في شريعتنا ... سل من قضاها النجادوما تواليه
فالكفر يخرج من كبر ومن حسد ... بغي وظلم ومن حرص معاصيه
والكذب أسوؤها قبحاً وحجتنا ... أنْ هذه نعته مثل تماديه
إن حب شيئاً غلا في مدحه وإذا ... قلاه تالله بالبهتِ يمانيه"
إلى أن يقول: مبيناً أن القصيمي خلط شيئاً من الحق بكثير من الباطل في كتابه "الأغلال" لكي يروج باطله:
ونحن نؤمن إيماناً بلا رِيَب ... من يضلل الله ليس الخلق يهديه
لكن علينا على قدر استطاعتنا ... ردّ القبيح وإقصاء أهاليه
إذ لو تركنا اللئيم في سفاهته ... مع طوقنا الردّ قد يهذي بمكروه
ما في كتيبّه الأغلال أجمعه ... تالله، فالسنّة الغرا تنافيه
وما به من جميل ليس مبتكراً ... وجاء به شبهة قصداً لتمويه
لكي يروج على الغوغاء باطله ... لعلها بالذكا والعقل تدعيه
حتى يقودهمو إلى هلاكهمو ... بئس الزعيم وبئس من يرجّيه"
رده على استهانته بالدعاء:
"فمن كلام الدعي في كتيّبه ... أن الدعا يجلب الضر لأهليه
فنسأل الله عفواً والثبات على ... دين الهدى في الذي نبدي ونخفيه
فالشرع أجمعه بالاتفاق دعا ... كيف المضرات تأتي من تعاطيه
ألست تدري الدعا إما لمسألة ... أو طاعة دون ريب أنت داريه
لكن جحدت على علم مكابرة ... إن لم تكن يا قصيمي بمعتوه
تدري، فمالازم القول بذا غُدَر ... معناه أنك رب الخلق تنفيه
إذ قال ربي فجل ذكره وعلا ... في محكم النص قطعاً أنت قاريه
وقال ربكم ادعوني أستجب لكمو ... عمداً تنابذ لا جهلاً تزجّيه
قولاً بلا حجة شرعاً ولا نظراً ... ولا اعتباراً ولا عقلاً تواتيه
هذا انسلاخ من العقل بلا ريب ... إذن فلا بدع فيما أنت تأتيه
نعوذ بالله من زيغ القلوب ومن ... سلب العقول وما يقضي فيجريه
لو لم يكن موجب يقضي بردته ... إلا ازدراء الدعا حقاً فيكفيه"
رده على ادعائه بأن الدين مشكلة!
"كيف وقد قال أن الدين مشكلة ... لم يُلف حل لها للآن في تيه
إذ الورى عاجزون عن تصوره ... تصوراً مبدياً للمعنى وجاليه
(يُتْبَعُ)
(/)
لأنه سبقه استعدادهم وأتى ... قبل اكتمال الحجا، من ذا ينافيه؟
وقد يجي للورى يوماً تصوره ... على الحقيقة ذا حتماً يوافيه
مهما تأخر وقت المرء يقرب من ... نضج وفهم صحيح ضد ماضيه
بل قال هذا القصيمي بلا خجل ... قولاً صريحاً فلم يصلح لتوجيه
مستقبل الوقت وأهل الوقت أفضل من ... ماضي الزمان بلا ريب وأهليه
فهذه كلها أقوال ذي فند ... صريحة وهي من أسوى صواديه
فيلزم القول أن الدين مشكلة ... أمران كل قبيح سوف يرديه
نقول ءأما النبي الحل يعلمه ... أم لا؟ فإن قلت ناء عن معانيه
جعلته جاهلاً يحكي ويفعل ما ... قد ليس يفهمه أو لست تبغيه
فللخيانة مع غش لأمته ... نسبته قولك المقبوح يقضيه
وباتفاق أولي الإسلام أحمد قد ... فاق الورى مطلقاً فضلاً قد أوتيه
في العلم أعلمهم والنصح أنصحهم ... وفي البيان فقصب السبق حاويه
معصوم من خطأ فعلا وفي كلم ... وما أقر عليه وهو داريه
وأصوب الناس رأياً بل وأرجحهم ... عقلاً وفكراً، فقد طابت مساعيه
وابن القصيمي رماه بالخيانة والجـ ... ـهل المركب بل بالعيّ يرميه
ويدعي أنه الداعي لسنته ... تناقض ليس ذو عقل يواتيه
وقال أول شيء يُؤمنن به الإ ... نسان، لا الله نطقاً غير تنبيه
فمقتضاه بأن الرب ليس له ... تصرف قصده تعطيل باريه
لأنه قال إن المرء مقتدر ... يسمو كمالاً ولا شيء يعاصيه
بل كل شيء له يسمو بقدرته ... وطبعه دون ما ربط بمنشيه
وذا صريح بأنْ ليس لخالقنا ... فعل وعلم وحكم بل وينفيه
إذ قال إن الرسول كان أول ما ... يُوحى له إنما الطبع يناجيه
لا الرب أوحى، ولا جبريل بلغه ... وذا بمعناه والمفهوم يجريه
وبالطبيعة قبل الوحي مختلياً ... طوراً يخاطبها طوراً تناجيه
حتى أتى الموت وهو في مخاطبة ... مع الطبيعة يا كثر تجنّيه
أليس ظاهره أن الرسول أتى ... بالدين منه أو الأكوان توحيه
فصار حينئذ شرع النبي حكماً ... ليست أوامر رب أو نواهيه
خذ ما ارتضاه الهوى منها ودع جملاً ... تخالف القصد والوقت وأهليه
إذ لا عقاب على نهي تقارفه ... ولا ثواب على أمر تودّيه
أو فاستقل بعقل ذا لوازم ما ... قال القصيمي وذا التالي مصافيه
أبعد هذا يكون المرء متبعاً ... شرعاً ويعتذرن عنه مؤاخيه؟
فكل معتذر عنه ويفهم ما ... حواه أغلاله حقاً يساويه
والعقل عند القصيمي يخالف ما ... جاء الرسول به إذ قال يزريه
قوموا بنا قومنا نبني ثقافتنا ... على الجديد السعيد ذا وآتيه
إن القديم شقيّ إذ نجانبه ... وذا يعم الهدى حالا وماضيه
فقد حكمت على خير الخليقة ... والصحب الكرام بذا يا صاحب التيه
بأنهم في الشقا كانوا ذوي حمق ... أم سوء فهم بل الإلحاد تبغيه
بل وانسلاخاً من الأديان قاطبة ... هذا السعيد الذي تعني وتطريه
حق تقول ولا تدري وحق لمن ... يجفو هداه بأنّ الله يعميه
عمى بصيرة قلب طبق حكمته ... يضل من شا ومن شاء فيهديه
سبحانه جلّ رباً ليس يمنعه ... شيء إذا ما يشاء الشيء يمضيه"
رده على عدم فهمه لحقيقة التوكل:
"أما التوكل فأهل الحق قاطبة ... على خلاف الذي يا فدم تعنيه
إذ ليس ما قلته شرعاً ولا لغة ... بل افتراء على مولاك تجنيه
إذ حدّه بذل ما استطعناه من سبب ... والاعتماد على الخلاّق قاضيه
فإن ظفرنا بما نبغي فذاك، وإن ... فات اعتقدنا الحكيم ليس شائيه
لحكمة ثم لا تثنى عزائمنا ... عن غيره وهو مطلوب نواتيه
وهكذا صنعنا فيما أباح لنا ... جلبا ودفعاً وفي الحالين نرضيه
فثمّ نسمو كمالاً لا يضارعنا ... فيه سوانا، إذا هذا نوفّيه
والاعتماد بلا شك على سبب ... شرك كما تركه قدح بآبيه"
رده على سوء فهمه للزهد:
"وقال إنا مدحنا الفقر مع بله ... مع الجنون وجهل من تمنيّه
والعي والسقم والتخريب مع قذر ... وضد هذي بزعم الغمر نُزريه
لا يفتأ المرء هذا يفتري كذباً ... على التواريخ والدين وأهليه
بشطح أهل السلوك في كلامهمو ... أو أهل بدع ومن بالزيغ يحكيه
لكون كل لدين الحق منتسباً ... عمّ ذوي الحق بالذم وتسفيه
لله كم سرت الشيطان طلعته ... بل كل آن بلا شك يحييه
فالفقر قد جاءت الأخبار مادحة ... لمن دهاه إذا كانت مناشيه
أما عن الزهد في الدنيا نشا طمعاً ... في السير لله مع قصد مراضيه
فذا جميل بشرط الصبر ملتمساً ... جلب الذي عن جميع الناس يغنيه
مع القيام بحق المسلمين بلا ... تبرم أو خنوع منه مبديه
(يُتْبَعُ)
(/)
أو ناشئاً عن مصاب قد أصيب به ... وقام منه مجداً في تقصيه
مع صبره واثقاً بالله يكشفه ... لأنه يا لئيم من بلاويه
وضد هذا فمذموم بلا ريب ... كيف القبيح لنا قبحت تنميه
وأننا قد مدحناه فذا عَتَهٌ ... إذ لو حجاك لديك لست تعزيه
والزهد يا وغد في الدنيا حقارتها ... في القلب حتى ولو كانت بأيديه
مع صرفها إن أتته في مواضعها ... في الشرع لا للمعاصي أو تباهيه
إذ ليس يلزم من زهد خلوّ يد ... من كثر مال ولو بالكسب يجبيه
كلا ولا من رياسات ولو عظمت ... كالراشدين لهم في الزهد عاليه
والزهد فيها على ذا النحو مادحه ... إلهنا وأهله هم من محبيه
إمامهم سيد الكونين يا غدر ... وصحبه فهمو كيف تهاجيه
ما غادروها ولا كانت تهمهمو ... علما بأن الفنا قطعا تأتيه
مع علمهم أن دار الخلد باقية ... مع خيرها دون تنغيص ومكروه
لو كنت تؤمن بالأخرى لما قبحت ... لديك أعمالهم بل أنت مقصيه
أما الغنى إن أصار المرء منحرفا ... عن طاعة الله أو عنها فيلهيه
فذا ذميم وإن كانت مصارفه ... في طاعة الله محمود تعاطيه
أما الجمال فممدوح بلا سرف ... وصرف مال ووقت في تشهيه"
ثم رد دعوته إلى "تغريب" المرأة المسلمة (ص 35)، وتهجمه على خطبة الجمعة (ص 35 - 36).
ثم رد على دعوته الفاجرة إلى نبذ الإسلام لكي نتطور دنيوياً كما تطور الغرب! قائلاً:
"وقال إن الهدى الإسلام أخرنا ... عن اللحاق بذا الغربي مغريه
إذ أنه قد سما في زعمه شرفاً ... وسؤدداً ليس ما قبلٌ يضاهيه
أسبابه رفضه كل الشرائع بل ... إنكاره خالق الخلق ومنشيه
هب أن طائفة الكفار قد سبقوا ... أهل التقى بالصناعات أخا التيه
أعندهم علم تثقيف العقول وما ... يسمو به الفكر بل والقلب يحييه
ويسعد المرء في دنيا وآخرة ... وبرزخ، ذا عدت منه وتقليه
والعلم هذا الذي قد كنت مرتدياً ... أمس به غير أن اليوم عاريه
هو الهدى ديننا الإسلام يا غدر ... هو الذي ضاء للخلق تلأليه
فراح كل ملىً منذ تلألؤه ... بنوره يستضيء كيف بأهليه
بل كل شعب رقى دنيا لسؤدده ... من ديننا جاءه أصل ترقيه
إما اقتباساً حقيقياً مباشرة ... أو صدفة فالعلا جا من معاليه
شاء أولو الغرب أم لم يرتضوا حسداً ... بغياً وظلماً، كما قد رحت تزريه
واليوم لما أخلوا بالتقى قصرت ... مدارك الفكر عما الغرب ينشيه
من الصناعات حرباً أو مرافقه ... براً وبحراً ومما في مغانيه
وليس ضائرنا هذا إذا سلمت ... لنا العقائد والتوحيد نبديه
مع اعتدادٍ لهم قدر استطاعتنا ... من قوة طبق ذا الوقت وآتيه
إذ جلب ما فيه للإسلام تقوية ... ورفعة وهو مما لا ينافيه
تالله من أعظم التقوى تعلّمه ... وجلبه وبذا الإسلام نحميه
تالله لو حكم الإسلام قادتنا ... في كل شيء لسادوا الغرب ذا التيه
أو جاءهم سؤدد يفنى لهيبته ... كبر الورى مطلقاً وانقاد عاصيه
لكنهم قدموا حظ النفوس وما ... استطاعوا على الصبر كي ترقى مبانيه
قد هالهم شبح الموت لحبهمو ... هذي الحياة لذا انقادوا لشانيه
بفعل أولاء ضفت النقص من سفه ... للدين يا ناقص العقل وتقليه
وتنسبن إنحطاط المسلمين إلى ... الإسلام وهو الذي أعلت مباديه
شأن الخليقة في دنيا وفي فكر ... في ذا الزمان وقبلا عز معليه
اذكر عصور الأولى شادوا لنا شرفاً ... مجداً رفيعاً قوياً في مبانيه
عصر النبي وعصر الراشدين فيا ... للدين إذ ذاك ما أبهى مرائيه
وعصر شام وقد أعلت معالمه ... بنو أمية حتى عزّ ضاويه
لله عصر بني العباس مزدهيا ... به العراق وشام مع نواحيه
بلى الجزيرة مع مصر إلى اندلس ... يحلها من جمال الملك زاهيه
عصر سما فيه علم الدين وانتشرت ... فيه الحضارة وانجابت دياجيه
كان اقتباس العلوم من إنارته ... حتى ازدهى كل شعب من لآليه
فبالتقى يا أخا الأغلال قد نهضوا ... ووطدوا الملك حتى لان عاتيه
كم عاهل ساد في تلك العصور وقد ... دانت له الغرب والدنيا تحابيه
كانت بأيديهمو الدنيا برمتها ... لما أمدوا الهدى لأنأى مراسيه
لاسيما جهتا الشرق وغربهمو ... من صينها فإلى الغرب وقاصيه
في نحو قرن أخا الأغلال قد ملكوا ... هذا وكم راق ذاك العز رائيه
أولائك القوم فخر العُرْب ذكرهموا ... لا يستطيع الورى يوماً تناسيه
ذكر جميل لهم في الناس قاطبة ... كيف أخو العقل ينساه ويخفيه"
ثم يعرج العراقي على ما فعله الغربيون ببلاد الإسلام لما سقطت في أيديهم -إلا ما رحم الله- هل أسسوا فيها حضارة؟! أو علموا أهلها سبل التقدم الدنيوي؟! أم أن الأمر خلاف ذلك؟!:
"والغرب بالضد لما أن أتى أمماً ... شرقية بث فيها من ملاهيه
صاد السفية بغزلان تغازله ... والسينماء ويا كثر ممانيه
ضف الخمور وصندوقاً ورادية ... مع ما أتى بخرافات وتسفيه
ولى على الشعب من حاكاه معتقداً ... وهو بأن الملا لا رب راجيه
شاد المعاهد ضد الدين فامتلأت ... بالخبث يا صاح والشر نواديه
فراح كل بلاد من ممالكنا ... في البؤس والتعس والارزا تفاجيه
سوى بلاد السعود في مناعته ... قد صانه الله فضلاً من توليه"
ثم يختم العراقي قصيدته بدعوته الله عز وجل أن يحفظ بلاد الجزيرة العربية من كيد الغربيين الذين يسؤهم أن تبقى محكمة للشرع، وأن يوفق ملكها لنصرة الإسلام:
"ونسأل الله رب الخلق ينقذنا ... من فتنة الغرب بالتقوى وتفقيه
في شرعنا ثم بعد الفعل يصحبه ... هذا السلاح الذي حقاً سيرديه
وهاهو الملك ساع في إشادته ... معاهد الدين نرجو الله يجزيه
عن سعيه خير ما جازى به ملكا ... ولاه ربي على قوم مطيعيه
أعاذه الله من أمرٍ يثبطه ... عن نصرة الدين أو إن هم يثنيه
ويمنح الملك تمكيناً ونصرته ... ونهجه الشرع والقرآن هاديه
مع حسن نيته إصلاح أسرته ... ونسله بل وشعب تحت أيديه"(/)
تحريك السباحة حال التشهد
ـ[أبو يحيى الأركاني]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 06:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية عطرة لكل أعضاء هذا الصرح الشامخ:
لدي إشكال منذ زمن يراودني وافتكرت حين رأيت موضوع أحد الإخوة يسأل عن تحريك الأصابع السجدتين.
أحبتي في الله: إشكالي هو: تحريك السباحة حال التشهد يكون فقط عند قول (أشهد أن لا إله إلا الله وحده ... ) أم التحريك يكون من بداية التشهد إلى نهايته أم عند ذكر لفظ الجلالة وأسماء الرب جل وعلا ما هو الوارد في السنة؟ أفيدونا بارك الله فيكم مع ذكر الدليل.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 06:58]ـ
ذكر الشيخ المحدث عبد الله السعد أن الحديث شاذ في تحريك السبابة عند التشهد {أي زيادة التحريك شاذة}
و قد بين شذوذها أيضا الشيخ المحدث مصطفى العدوي بيانا شافيا في أحد مؤلفاته.
و الله أعلم.
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 09:45]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين في الفتاوى:
529 وسئل فضيلة الشيخ: عن حكم تحريك السبابة حال الدعاء بين السجدتين في الصلاة؟
فأجاب فضيلته بقوله: الذي أرى أنه سنة، لحديث وائل بن حجر في مسند الإمام أحمد، وقد صححه من المتقدمين ابن خزيمة، وابن حبان، ومن المتأخرين الساعاتي في مسند الإمام أحمد فقد قال عنه: إن سنده جيد، قاله في الفتح الرباني، والأرناؤوط في زاد المعاد.
وفيه التصريح بأن وضع اليد اليمنى بين السجدتين كوضعها في التشهد سواء، ولي سلف من أهل العلم وهو ابن القيم – رحمه الله تعالى – في زاد المعاد فقد صرح أن وضع اليدين بين السجدتين كوضعهما في التشهدين.
ثم يقال: إنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وضع يده اليمنى على فخذه مبسوطة.
أما اليسرى فالسنة في هذا صريحة أنها تبسط على الفخذ أو تلقم الركبة، كل ذلك جائز، وهم صفتان.
لكن يبقى النظر، متى يشير بإصبع اليمنى.
والجواب: الذي بلغني من السنة أنه يشار بها عند الدعاء، فيحركها الإنسان إلى فوق كلما دعا، والمناسبة في ذلك أن الدعاء موجه إلى الله عز وجل؛ والإشارة إلى العلو إشارة إلى الله عز وجل، هذا ما تبين لي في هذه المسألة، والله أعلم.
سئل فضيلة الشيخ: عن حكم تحريك السبابة في التشهد من أوله إلى آخره؟
فأجاب فضيلته بقوله: تحريك السبابة إنما يكون عند الدعاء، وليس في جميع التشهد، فإذا دعى حركها كما جاء ذلك في بعض الأحاديث .. "يحركها يدعو بها" (1) ووجه ذلك أن الداعي إنما يدعو الله عز وجل، والله سبحانه وتعالى في السماء لقوله تعالى: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ* أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء" (2) فالله تعالى في السماء – أي في العلو – فوق كل شيء، فإذا دعوت الله فإنك تشير إلى العلو، ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب الناس في حجة الوداع وقال: "ألا هل بلغت"؟ قالوا: نعم، فرفع إصبعه إلى السماء وجعل ينكتها إلى الناس يقول: "اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد ثلاثاً" (1)، وهذا يدل على أن الله تعالى فوق كل شيء، وهو أمر واضح معلوم بالفطرة، والعقل، والسمع، والإجماع، وعلى هذا فكلما دعوت الله عز وجل فإنك تحرك السبابة تشير بها إلى السماء، وفي غير ذلك تجعلها ساكنة، فلنتتبع الآن مواضع الدعاء في التشهد: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، هذه ثمانية مواضع يحرك الإنسان إصبعه فيها نحو السماء، وإن دعا بغير ذلك أيضاً رفعها؛ لأن القاعدة أن يرفعها عند كل دعاء.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 09:55]ـ
ابن خزيمة أخرج الحديث في صحيحه، لكن لا يُعتَمد أنه يصحح الزيادة فيه؛ فإنه قد أشار إلى إعلالها، قال (1/ 354): «ليس في شيء من الأخبار (يحركها) إلا في هذا الخبر، زائدة ذكره».
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن رشد -في بداية المجتهد (3/ 136 - تخريج الغماري) -: «واختلفوا في تحريك الأصابع؛ لاختلاف الأثر في ذلك، والثابت أنه كان يشير فقط».
ـ[سمير حراسيس]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 11:57]ـ
لقد كثر الحديث حول كيفية التشهد وخاصة تحريك الأصبع السبابة في التشهد، وخاض الناس فيه بين مؤيد ومعارض، وحقيقة المسألة أن الأهواء تتدخل غالياً في المسالة، لذا رأيت أن أبين آراء العلماء في المسالة والرأي الراجح فيها.
قال الحنفية: أن يضع المصلي يمناه على فخذه اليمنى ويسراه على اليسرى، ويبسط أصابعه كالجلسة بين السجدتين مفرجة قليلاً جاعلاً أطرافها عند ركبتيه، والمعتمد عندهم أن يشير بسبابة يده اليمنى عند الشهادة، برفعها عند نفي الألوهية عما سوى الله تعالى "لا إله" ويضعها عند إثبات الألوهية لله وحده "إلا الله" ليكون الرفع إشارة إلى النفي والوضع إشارة للإثبات ولا يعقد إصابعه بل يبقيها منفرجة.
دليلهم رواية في صحيح مسلم عن ابن الزبير رضي الله عنهما، لأنه اقتصر فيها مجرد الوضع والإشارة.
وقال المالكية: إن المصلي يرسل يده اليسرى ويعقد اليد اليمنى حال التشهد ما عدا السبابة والإبهام أي الخنصر والبنصر والوسطى، يجعل رؤوسها باللُحمة التي بجانب الإبهام، مادّاً إصبعه السبابة كالمشير بها فتصير كهيئة التسعة والعشرين، لأن مدّ السبابة مع الإبهام صورة عشرين وقبض الثلاثة تحت الإبهام تسع.
ويندب تحريك السبابة دائماً تحريكاً وسطاً من أول التشهد إلى آخره يميناً وشمالاً، واستدلوا بحديث وائل بن حُجر أنه قال في صفة صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم (ثم قعد فافترش رجله اليسرى ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى وجعل مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى ثم قبض ثنتين من أصابعها وحلّق حلقة ثم رفع أصبعه فرأيته يحركها، يدعو بها.
وقال الشافعية والحنابلة: السنة وضع اليدين علىت الفخذين في الجلوس للتشهد الأول والأخير، يبسط يده اليسرى منشورة مضمومة الأصابع في الأصح عند الشافعية، بحيث تسامت رؤوسها الركبة، مستقبلاً بجميع أطراف أصابعها القبلة فلا تفرج الأصابع لأن تفريجها يزيل الإبهام عن القبلة. ويضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ويقبض الخنصر والبنصر وكذا الوسطى في الأظهر عند الشافعية.أما عند الحنابلة فإنه يحلق الإبهام مع الوسطى. ويشير بالسبابة ويرفعها عند قوله "إلا الله" ولا يحركها لفعله صلى الله عليه وسلم ويديم نظره إليها لخبر البن الزبير السابق.
والأظهر عند الشافعية والحنابلة ضم الإبهام إلى السبابة كعاقد ثلاثة وخمسين بأن يضعها تحتها على طرف راحته، ولو أرسل الإبهام والسبابة معاً أو قبضهما فوق الوسطى أو حلّق بينهما أو وضع أنملة الوسطى بين عقدتي الإبهام أتى بالسنة، لورود جميع ذلك. لكن الأول أفضل كما قال الشافعية لأن رواته أفقه.
ودليلهم جميعاً حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع يده اليمنى على ركبته اليمنى وعقد ثلاثاً وخمسين وأشار بالسبابة. ودليلهم على عدم تحريك الأصبع حديث ابن الزبير رضي الله عنهما (كان النبي صلى الله عليه وسلم يشير بأصبعه ولا يحركها). وحديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه (مرّ النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أدعو بأصابعي، فقال: أحد أحد وأشار بالسبابة).
بعد ما سبق من بيان يتبين لنا أن الأولى عدم التحريك فإن حرّك فلا بأس دون مبالغة لما يتنافى مع المعنى، فمعنى التحريك البيّن هو تحريك من السكون إلى السكون، أو من وضع إلى آخر، وعندما يشير الإنسان إلى شيء بيده فإنه يرفعها ويشير ثم ينزلها عند انتهاء إشارته، كإشارته صلى الله عليه وسلم في حديث سعد السابق.هذا والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو يحيى الأركاني]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 07:39]ـ
أشكر أخي أبو يرهومي على نقلك لفتوى الشيخ ابن عثيمين وجزاك الله خيرا.
وأشكر الإخوة أبو البراء ومحمد بن عبد الله على إبداء رأيهما.
وشكر خاص للأخ / سمير فقد أجاد وأفاد وجزاك الله خيرا.
لكن بما أن هذه المسألة شائكة يا ليت يقوم أحد الإخوة ببحث صغير في هذه المسألة يجمع أقوال العلماء (متقدميهم ومتأخريهم) ويبين الراجح من وجهة نظر أو ينقل ترجيحات العلماء في المسألة. (مجرد اقتراح).
وهذا رابط لنفس الموضوع في ملتقى الحديث وجدته صباحا وأنا أتصفح في الموضوع
تحريك الاصبع في التشهد ملتقى أهل الحديث.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 03:39]ـ
الأخ سمير -وفقه الله- قمَّش في الأدلة، وما فتَّش، وإنما يُعتمد في إثبات الحكم على الدليل الصحيح.
والمسألة -فيما أحسب- بُحثت كثيرًا.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 09:26]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ولم لا تكون زيادة زائدة بن قدامة من زيادة الثقة بارك الله فيكم .. خاصة وأنه قد ذهب إلى ذلك جمع من أهل العلم باعتبار التحريك لا ينافي الإشارة وإن أمكن الجمع فلا تنافر كما قال العراقي؟
ثم إن الفرق بين الشذوذ و زيادة الثقة دقيق جدا و الأمر إن شاء الله تعالى واسع فيما يتعلق بالحكم الفقهي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 09:30]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وفقك الله.
هذه الزيادة هي زيادةُ ثقة شاذةٌ، والمنافاة غير مشترطة عند المحققين وجمهور المحدثين للحكم بالشذوذ، فإنهم يحكمون بالرد على ما انفرد به الراوي دون الأوثق والأكثر ولو لم ينافِ أصل الحديث:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1651
ـ[ابن عيينه]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 11:14]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ولم لا تكون زيادة زائدة بن قدامة من زيادة الثقة بارك الله فيكم .. خاصة وأنه قد ذهب إلى ذلك جمع من أهل العلم باعتبار التحريك لا ينافي الإشارة وإن أمكن الجمع فلا تنافر كما قال العراقي؟
ثم إن الفرق بين الشذوذ و زيادة الثقة دقيق جدا و الأمر إن شاء الله تعالى واسع فيما يتعلق بالحكم الفقهي.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسن الله اليكم
أخي الحبيب، وكما ذكرت فإن مبحث زيادة الثقة دقيق جدا، الا أن العمدة في ذلك ليست المنافاة وعدمها وان كانت المنافاة دليل على الشذوذ ولكن المعتمد هو اثبات صحة نسبة هذه الزيادة الى راويها بل ان العلماء يردون الزيادة التي صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق اخرى ولم تصح نسبتها من بعض الطرق كما رد الامام أحمد زيادة "والملك لا شريك لك" في حديث التلبية من حديث عائشة من طريق محمد بن الفضيل وحكم الامام في ذلك بتخطئة ابن الفضيل بالرغم من أن هذه الزيادة ثابتة من حديث ابن عمر ومخرجة في الصحيحن.
واما حديثنا هذا، فإن زائدة بن قدامة خالف الحفاظ الكبار من أمثال سفيان الثوري الذين يروونه عن عاصم بن كليب من غير هذه الزيادة. وان قيل أنه من المحتمل أن عاصما روى الحديث على الوجهين أجبنا بأنه لا يحتمل ذلك منه، فإن عاصم بن كليب ليس من الحفاظ الكبار الذين يحتمل منهم التنوع في الرواية ومعلوم أن الزيادة تقبل من الحافظ المتقن كما أشار لذلك ابن حجر في النكت وقبله الامام مسلم في مقدمته وفي التمييز والشافعي والترمذي في العلل.
ولو صحت نسبة هذه الزيادة لعاصم بن كليب لدلت على عدم ضبطه للرواية لانه ليس من المكثرين وهو صدوق.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 06:46]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وفقك الله.
هذه الزيادة هي زيادةُ ثقة شاذةٌ، والمنافاة غير مشترطة عند المحققين وجمهور المحدثين للحكم بالشذوذ، فإنهم يحكمون بالرد على ما انفرد به الراوي دون الأوثق والأكثر ولو لم ينافِ أصل الحديث:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1651
أدام الله حفظك
هل تقصد أخي الكريم أن مطلق التفرد شذوذ؟!
أم لعلك تقصد - وكلامك السابق لا يحتويه - أنهم يحكمون بالشذوذ على تفرد من لا يحتمل تفرده؟
فلعلك تبين مرادك لئلا يلتبس الفهم ونفع الله بك.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 07:19]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسن الله اليكم
أخي الحبيب، وكما ذكرت فإن مبحث زيادة الثقة دقيق جدا، الا أن العمدة في ذلك ليست المنافاة وعدمها ولكن المعتمد هو اثبات صحة نسبة هذه الزيادة الى راويها بل ان العلماء يردون الزيادة التي صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق اخرى ولم تصح نسبتها من بعض الطرق كما رد الامام أحمد زيادة "والملك لا شريك لك" في حديث التلبية من حديث عائشة من طريق محمد بن الفضيل وحكم الامام في ذلك بتخطئة ابن الفضيل بالرغم من أن هذه الزيادة ثابتة من حديث ابن عمر ومخرجة في الصحيحن.
واما حديثنا هذا، فإن زائدة بن قدامة خالف الحفاظ الكبار من أمثال سفيان الثوري الذين يروونه عن عاصم بن كليب من غير هذه الزيادة. وان قيل أنه من المحتمل أن عاصما روى الحديث على الوجهين أجبنا بأنه لا يحتمل ذلك منه، فإن عاصم بن كليب ليس من الحفاظ الكبار الذين يحتمل منهم التنوع في الرواية ومعلوم أن الزيادة تقبل من الحافظ المتقن كما أشار لذلك ابن حجر في النكت وقبله الامام مسلم في مقدمته وفي التمييز والشافعي والترمذي في العلل.
ولو صحت نسبة هذه الزيادة لعاصم بن كليب لدلت على عدم ضبطه للرواية لانه ليس من المكثرين وهو صدوق.
والله تعالى أعلم
حيا الله الحبيب أبا محمد .. سرني ما زبرت يراعك، وجعلت فداك ليس كلامي السابق تقريرا أو رأيي في المسألة .. و الراجح عندي - ولعلك تعلمه - أني أرى شذوذ الزيادة من زائدة.
لكن مرادي أن من أهل العلم من يقول بأن الشذوذ لا بد فيه من المخالفة ونحن في غنى عن تعيينهم فهم معلومون للإخوان كما أظن .. وعليه فالمسألة واسع الخلاف فيها.
ولذلك تراني عقبت بقولي:
و الأمر إن شاء الله تعالى واسع فيما يتعلق بالحكم الفقهي.
خاصة ومراد الأخ صاحب الموضوع هو الحكم الفقهي.
وأنبه إلى أمر هنا: وهو أن المنكر و الشاذ بمعنى واحد عند المتقدمين من الأئمة وأكثر ما يطلقون يقولون: (منكر)، وتكاد لفظة: (شاذ) تكون معدومة في علل ابن أبي حاتم مثلا في حين تجد (منكر) في نحو أربعمائة موضع.
وقد قال صالح بن محمد البغدادي (جزرة): الشاذ هو المنكر الذي لا يعرف.
ولذلك ذهب البعض إلى أنه إذا اخترنا تعريف الشافعي للشاذ فينبغي أن يضاف نفي النكارة إلى حد الحديث الصحيح أو نضيف إلى تعريفه الشذوذ بلا مخالفة.
ثم إن المعتبر في هذا الباب القرائن
فلا وجود لمن يقبل من أئمة المحدثين زيادة الثقة في الإسناد واالمتن مطلقا ولا من يردها مطلقا.
وقد يختلفون في تطبيق هذه القواعد لكن اختلافهم في تقريرها قليل جدا بحمد الله تعالى.
ومسألة كون المنافاة غير مشترطة، هذه مسألة فيها خلاف بين الأئمة وليست مجمعا عليها .. وليس المثال أو المثالان أو الأمثلة تصيرها أمرا بدهيا مقررا .. فليتنبه أيضا إلى هذا.
فمدار هذا الأمر ورحه على القرائن التي ترجح خطأ الراوي أو صوابه و الله أعلم.
وختاما: قال أبو محمد:
وان كانت المنافاة دليل على الشذوذ
قلت: أصلح أصلحك الله (ابتسامة).
وسرني أنه ما عاد هناك من يتهمني أني وإياك واحد (ابتسامة أخرى مفردة)
والسلام عليكم و رحمة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 01:07]ـ
أدام الله حفظك
هل تقصد أخي الكريم أن مطلق التفرد شذوذ؟!
أم لعلك تقصد - وكلامك السابق لا يحتويه - أنهم يحكمون بالشذوذ على تفرد من لا يحتمل تفرده؟
فلعلك تبين مرادك لئلا يلتبس الفهم ونفع الله بك.
المراد واضح.
وفي الموضوع المُحال إليه تفصيلٌ وبسطٌ يُبيِّن -لمن قرأه- المرادَ -إن لم يبن-.
ولعلك لم تقرأه -أو قرأت سريعًا أوائل عنواناته؛ وهذه آفة- إذ قلت:
ومسألة كون المنافاة غير مشترطة، هذه مسألة فيها خلاف بين الأئمة وليست مجمعا عليها .. وليس المثال أو المثالان أو الأمثلة تصيرها أمرا بدهيا مقررا .. فليتنبه أيضا إلى هذا.
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 08:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي حقيقة هذا الحديث أن النبي صلي الله عليه وسلم تزوج مع مريم واسيةوكلثوم في المعراج
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 08:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في رسالة -مطبوعة بالبصرة سنة 1981م- للشيخ الدكتور سالم آل عبدالرحمن البصري رعاه الله يقول فيها -بعد كلام طويل على حديث الامام النسائي الوارد عنده في الجزء الثالث: .... ان هذا الحديث يشعر المنقب بأنه من الحسن،وفيه لفظة شاذة الا وهي تحريك الاصبع،وكنا ذات يوم قد اجتمعنا لدراسة جملة من الروايات عن الصحابة في ذات المسلك فرأينا أن الحديث قد رواه ثلة منهم،وما ظهر لنا في أحاديثهم الا الاشارة،والذي شذ باللفظة تلك هو الثقة زائدة بن قدامة،وقلت سابقا في مكان آخر أنه -أي زائدة- قد خالف من هو أرجح منه،وأعني سفيان الثوري عند النسائي، وشعبة عند أحمد، وبشر بن المفضل عند أبي داود، وعبدالله بن ادريس عند ابن خزيمة، وعبدالواحد عند أحمد،وزهير بن معاوية عند أحمد، ومحمد بن فضيل عند أن خزيمة، وخالد الطحان عند البيهقي،وأبا عوانة وغيلان بن جامع حكاه عنهما البيهقي، وكل هؤلاء يروونه عن عاصم بن كليب وليس في روايتهم التحريك ومن هنا تقرر شذوذ رواية قدامة،ونحن لا نقول هنا بأن زيادة الثقة مقبولة فأنه يشترط في قبولها أن لا يخالف من هو أوثق وهناك في مباحثنا تفاصيل أخرى يمكن الرجوع اليها ... ,وأشار الى العديد من مؤلفاته.
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 12:26]ـ
إخواني الكرام:
المسألة جرى فيها كلام طويل لا أظنه يخفى عليكم بين الإمام الألباني رحمه الله، وبين من خالفه.
وتحرير موضع الخلاف هو: هل زيادة زائدة بن قدامة من النوع المقبول هنا أن تُعتبر شاذة أو مخالفة؟
فكان الإمام الألباني وشيخنا عبد القادر الأرناؤوط رحمهما الله وغيرهما يرون أنها زيادة ثقة تُقبل.
وغيرهم اعتبرها تفرداً غير مقبول، بل فيه مخالفة للأكثر والأحفظ معا، منهم شيخنا سعد الحميد حفظه الله وآخرون.
وهنا لعلنا نتذكر كلام الإمام الناقد أبي عبد الله الذهبي رحمه الله في رده النفيس على ابن القطان الفاسي إذ قال (ص7): وقاعدته كابن حزم وأهل الأصول، يقبل ما روى الثقة؛ سواء خولف أو رفع الموقوف أو وصل المرسل. ا هـ.
والإمام الألباني ذهب هنا لمثل ذلك، وإن كان لا يطرد في هذه القاعدة، ولا سيما في تخريجاته المتأخرة، بالذات في السلسة الضعيفة.
ومن رأى تطبيقات أئمة المحدثين يرى أنهم لا يقبلون مثل تفرد زائدة ههنا ولو كان لم يخالف، فكيف ولم يوافقه الكثرة والأحفظ؟
وأما القول بأن لا منافاة بين الإشارة والتحريك فاجتهاد من قائله بناه على تصحيح الزيادة، ولكن تطبيق من تكلم من الأئمة في الحديث يردّه، مثل كلام ابن خزيمة، يرون بروايته حكما زائداً يتأسس به.
ولا أعلم في كيفية التحريك -لو ثبت- شيئا يُعتمد عليه في الأثر العالي، والمسألة اجتهادية، من اجتهد وأصاب فله أجران، ومن لا فأجر واحد، والله أعلم بالصواب.(/)
كيف نحكم على صاحب الحدث انه دائم كيف اضبط المسألة
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 07:24]ـ
من يفصل لى اكثر
من عنده حدث اتعبه من الريح مثلا يعيد الوضوء مرات ومرات هل يعد هذا دائم الحديث مع ان في الوقت متسع الى الصلاة التي بعدها
هل يلزم من الحديث الدائم ان يستغرب بين الفرضين
اذكر قديما اني وقفت على كلام للشيخ الاسلام احتاج يتاكد منه وهو
ان من لايستطيع ان يبقي على وضوء وقت اداء الصلاة هذا يكون دائم
هذا بما فهمته من كلامه ليس نصا
وكذلك من به نقط من البوم تنتهي بعد مده من بوله هل يعد دائما
هل نعد المشقه هي الضابط فصاحب الريح والنقط البول يجد مشقه
بارك الله فيكم
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 07:07]ـ
لا نعدم صاحب علم(/)
مسألة مشكلة: لماذا لم يحذر الأنبياء من فتنة فرعون والنمرود وهم ادعوا ما ادعاه الدجال?
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 09:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
ما رأيكم في هذه المسألة: لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة الدجال وكذا حذر قبله الأنبياء أممهم فما من نبي إلا حذر أمته من الدجّال، لكن لماذا لم يحذروا أممهم من فتنة فرعون وكذلك النمرود حيث أنهم ادعوا الربوبية والألوهية في قومهم .. فما هو الفرق. بمعنى لماذا لم يحذر الأنبياء من فتنة فرعون والنمرود وهم ادعوا ما ادعاه الدجال؟ وما الفرق؟.
ـ[حمد]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 06:54]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فتنة الدجال تعم الأرض بخلاف غيره
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 11:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
ما رأيكم في هذه المسألة: لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة الدجال وكذا حذر قبله الأنبياء أممهم فما من نبي إلا حذر أمته من الدجّال، لكن لماذا لم يحذروا أممهم من فتنة فرعون وكذلك النمرود حيث أنهم ادعوا الربوبية والألوهية في قومهم .. فما هو الفرق. بمعنى لماذا لم يحذر الأنبياء من فتنة فرعون والنمرود وهم ادعوا ما ادعاه الدجال؟ وما الفرق؟.
/// من الفروق بين هذه الفتن وفتنة الدجَّال -نعوذ بالله منها- أنَّ عنده ممَّا مكَّنه الله له ما يقدر به فتنة ضعاف الإيمان والعلم، كامتلاكه جنَّة ونار، وإحياء قتيل، وإنزال مطر، وجًوْب الأرض في وقتٍ يسير، وكثرة أتباعه من كل موضع .. إلى غير ذلك.
/// بل إنَّ فتنة الدَّجَّال يظهر شدَّتها على النَّاس حينئذٍ بوضوح أمره، وذلك بكتابة ك ف ر على جبهته، وعور عينه، وعلم ضعاف المؤمنين بخبره، ومع ذلك يفتتن كثيرٌ من الناس به، لذا كان تحذير النبي (ص) منه أبلغ من غيره.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 07:18]ـ
بل لاجتماع هذه الفروق و كثير كثير غيرها فيه ... فهو أكبر الماحين للفروق منذ أن خلق الله الأرض ... و يكفي ان تتخيل الفتن كلها مجتمعة في شخص واحد لتتفرس الفرق بينه و بين من سبقه و ان كان كل دجال "جزئي" قبله ممهد له و آخذ ببعض من ارثه السابق له ... عافانا الله واياكم و اماتنا على التوحيد غير فاتنين و لا مفتونين
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 07:26]ـ
/// من الفروق بين هذه الفتن وفتنة الدجَّال -نعوذ بالله منها- أنَّ عنده ممَّا مكَّنه الله له ما يقدر به فتنة ضعاف الإيمان والعلم، كامتلاكه جنَّة ونار، وإحياء قتيل، وإنزال مطر، وجًوْب الأرض في وقتٍ يسير، وكثرة أتباعه من كل موضع .. إلى غير ذلك.
/// بل إنَّ فتنة الدَّجَّال يظهر شدَّتها على النَّاس حينئذٍ بوضوح أمره، وذلك بكتابة ك ف ر على جبهته، وعور عينه، وعلم ضعاف المؤمنين بخبره، ومع ذلك يفتتن كثيرٌ من الناس به، لذا كان تحذير النبي (ص) منه أبلغ من غيره.
جزاكم الله خيرا
وكانت فتنة النمرود وإبراهيم عليه السلام حي، وفتنة فرعون وموسى عليه السلام حي، ولكن لا يكون نبي إذ يخرج الدجال.
ـ[أبو -الطيب]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 07:43]ـ
ما معنى تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من أمر مضى وانقضى وأين هي فتنة فرعون وفتنة النمروذ من زمن البعثة إلى يوم القيامة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إنما يكون التحذير مما لم يأت بعد!!!!!!
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 08:26]ـ
جزاكم الله خير جميعاً, ولا حرمكم الله الأجر,,,
أخي أبو الطيب لو قرأت السؤال جيدا لما أجبت بهذا الجواب!!
فسؤالي هو عن الأنبياء الذين لم يحذروا قومهم هولاء الذين في زمانهم؟!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 09:22]ـ
فتنة النمرود وإبراهيم عليه السلام حي، وفتنة فرعون وموسى عليه السلام حي، ولكن لا يكون نبي إذ يخرج الدجال.
/// أحسنت .. بارك الله فيك
/// ويعضده حديث ابن عمر رضي الله عنهما -عند البخاري- قال: قام رسول الله (ص) في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال: ((إني لأنذركموه، وما من نبي إلَّا وقد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه)). مع حديث النَّواس بن سمعان -عند مسلم- قال: ((إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كُلِّ مسلمٍ)).(/)
يا اهل مكة سؤال في المسعى
ـ[الغُندر]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 10:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يستطيع منكم ان يخبرني عن السطح هل نالته فتنة المسعى الجديد؟
ومن يستطيع ان يخبرني عن حال المسعى في يوم عرفة؟ هل يكون مكتظا ام لا؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[الغُندر]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 08:45]ـ
للرفع رفع الله قدركم(/)
هل صحيح اجمع الصحابة على تحريم مس المصحف للمحدث الحدث الاكبر؟
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 01:30]ـ
السلام عليكم
هذه مسالة اشكلت علي واريد من الاخوة ين يناقشوها هل صحيح انه اجمع الصحابة على عدم جواز للمحدث الاكبر مس المصحف؟
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 07:13]ـ
هل قصدك المحدث حدثا أكبر أو حدثا أصغر؟؟؟
نقل شيخ الإسلام رحمه الله كما في الفتاوى إجماع الصحابة على أنه لا يجوز للمحدث حدثا أصغر أن يمس المصحف.
فقد سئل عن هذه المسألة فقال: (مذهب الأئمة الأربعة أنه لا يمس المصحف إلا طاهر، كما قال في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم: [أن لا يمس القرآن إلا طاهر].
قال الإمام أحمد: (لا أشك أن النبي صلى الله عليه وسلم كتبه له) وهو أيضا قول سلمان الفارسي وعبدالله بن عمر وغيرهما ولا يعلم لهما من الصحابة مخالف) [الفتاوى21/ 266]
وقال في موضع آخر: (وأما مس المصحف فالصحيح أنه يجب له الوضوء كقول الجمهور، وهذا هو المعروف عن الصحابة: سعد وسلمان وابن عمر). [الفتاوى21/ 288]
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 01:39]ـ
المقصود المحدث الحدث الاكبر وهذا ذكرته في كلامه اخي فانتبه
ثانيا هل هناك من نقل خلاف ما ذكره ابن تيمية رحمه الله وهل صرح الصحابة بعدم جواز مسه ام مجرد فعلهم دليل على تحريم ذلك؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 07:23]ـ
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا في شرح العمدة أنه لا نزاع بين الصحابة ولا التابعين في هذه المسألة.
أما الصحابة فلم يحك عن أحد خلاف ذلك إلا عن ابن عباس، والسند إليه فيه ضعف.
وأما التابعون فلم يحك أيضا عن أحد منهم إلا بعض صغار التابعين، والكلام عن كبارهم.
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 05:20]ـ
اخي ابا مالك العوضي قولك انه لم يصح ذلك عن ابن عباس كذلك ابن حزم ذكر رحمه الله ان كل الاثار التي احتج بها من قال بعدم جواز مس المصحف لا تخلو من ضعف فما رايك؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 08:51]ـ
ابن حزم يقصد الأحاديث المرفوعة، ونحن كلامنا عن الآثار الموقوفة والمقطوعة.
هذا لو سلمنا لابن حزم قوله أصلا، وإلا فجماهير العلماء على تصحيح الحديث أعني حديث لا يمس القرآن إلا طاهر.
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 11:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
إليكم إخوتي الكرام00ما كتبه العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في هذا الموضوع، أنقله بتمامه من كتابه النافع المبارك 0 إرواء الغليل في تخريج أحاديث منا السبيل: (1/ 158 - 161) 0فهو فعلاً يروي الغليل في هذا المسألة:
122 - (حديث أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده " أن النبي ا (صلى الله عليه وسلم) كتب إلى أهل اليمن كتابا وفيه: لا يمس القرآ ن إلا طاهر ". رواه الأثرم والدارقطني متصلا واحتج به أحمد وهو لمالك في " الموطأ مرسلا) ص 37. صحيح
روي من حديث عمرو بن حزم وحكيم بن حزام وابن عمر وعثمان بن أبي العاص. أما حديث عمرو بن حزم فهو ضعيف فيه سليمان بن أرقم وهو ضعيف جدأ " وقد أخطأ بعض الرواة فسماه سليمان بن داود وهو الخولاني وهو ثقة وبناء عليه توهم بعض العلماء صحته! وإنما هو ضعيف من أجل ابن أرقم هذا وقد فلت القول في فلك في تحقيقنا لأحاديث " مشكاة المصابيح " رقم (465) فلا نعيد الكلام فيه ومما قلنا هناك أن الصواب فيه أنه من رواية أي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم مرسلا فهو ضعيف أيضا لإرساله
وأما حديث حكيم بن حزام فأخرجه الطبراني في " الكبير " (ج 1/ 322 / 1) وفي " الأوسط " (ج 1/ 5 / 2 من الجمع بينه وبين " الصغير ") والدارقطني (ص 45) والحاكم (3/ 485) واللا لكائي في " السنة " (ج 1/ 82 / 2) من طريق سويد أبي حاتم حدثنا مطر الوراق عن حسان بن بلال
(يُتْبَعُ)
(/)
عنه قال لما بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى اليمن قال: " لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر ". وقال الحاكم: " صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي! وأقول: أنى له الصحة وهو لا يروى الا بهذا الإسناد كما قال الطبراني ومطر الوراق ضعيف كما قال ابن معين وأبو حاتم وغيرهما وفي التقريب: " صدوق كثير الخطأ ". والراوي عنه سويد أبو حاتم مثله قال النسائي: ضعبف. وقال أبو زرعة: ليس بالقوي حدبثه حديث أهل الصدق. قلت: يعني أنه لا يتعمد الكذب. وقال ابن معين: أرجو أن لا يكون به بأس. وقال في " التقربب ": " صدوق سئ الحفظ له أغلاط " وقال في " التلخيص " (ص 48) عقب الحديث: " وفي اسناده سويد أبو حاتم وهو ضعيف وحسن الحازمي إسناده ". ثم ذكر أن النووي في " الخلاصة " ضعف حديث حكيم بن حزام وحديث عمرو بن حزم جميعا
وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " (ص 239) وفي " الكبير " (ج 3/ 194 / 2) والدار قطني وعنه البيهقي (1/ 88) وابن عساكر (ج 13/ 214 / 2) من طريق سعيد بن محمد بن ثواب ثنا أبو عاصم ثنا ابن جريج عن سليمان بن موسى قال: سمعت سالما يحدث عن أبيه مرفوعا. بلفظ الكتاب. وقال الطبراني: " لم يروه عن سليمان إلا ابن جريح ولا عنه الا أبو عاصم تفرد به سعيد بن محمد ". قلت: ترجمه الخطيب في " تاريخ بغداد " (9/ 94) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فكأنه مجهول الحال وقد صحح له الدار قطني في سنته (242) حديثا في إتمام الصلاة في السفر وسيأتي رقم (563) وبقية رجال الاسناد ثقات غير أن ابن جريج مدلس وقد عنعنه ومع ذلك كله فقد قال الحافظ في هذا الحديث
" وإسناده لا بأس به ذكر الأثرم أن أحمد احتج به ". وكيف لا يكون فيه بأس والحافظ نفسه وصف ابن جريج بأنه كان يدلس وقد عنعنه؟ وفيه ابن ثواب وقد عرفت ما فيه لكن لعله في " ثقات ابن حبان " فقد قال الهيثمي في " المجمع " (1/ 276): " رواه. الطبراني في الكبير والصغير ورجاله موثقون ". فقوله " موثقون " مع أن فيه إشعارا بضعف توثيق بعضهم فهو لا يقول ذلك غالبا إلا فيمن تفرد بتوثيقهم ابن حبان ذلك ما عهدناه منه في الكتاب المذكور. والله أعلم
وأما حديث عثمان بن أبي العاص فرواه الطبراني في " الكبر " (3/ 5 / 2) وابن أبي داود في " المصاحف " (ج 5/ 12 / 2) من طريق اسماعيل بن رافع
قال الأول: عن محمد بن سعيد بن عبد الملك عن المغيرة بن شعبة وقال الآخر: عن القاسم بن أبي أبزة ثم أتفقا - عن عثمان بن أبي العاص به بلفظ سويد تماما. وقال الحافظ: " في إسناد ابن أبي داود انقطاع وفي رواية الطبراني من لا يعرف ". قلت: بل في إسنادهما كليهما اسماعيل بن رافع وهو ضعيف الحفظ كما قال الحافظ نفسه في " التقريب " فهو علة هذا الإسناد وإن كان اختلف عليه فيه كما رأيت وبه أعله الهيثمي فقال: " وفيه اسماعيل بن رافع ضعفه ابن معين والنسائي وقال البخاري: ثقة مقارب الحديث "
وجملة القول: أن الحديث طرقه كلها لا تخلو من ضعف ولكنه ضعف يسير إذ ليس في شئ منها من اتهم بكذب وإنما العلة الارسال أو سوء الحفظ ومن المقرر في " علم المصطلح " أن الطرق يقوي بعضها بعضا إذا لم يكن فيها متهم كما قرره. النووي في تقريبه ثم السيوطي في شرحه وعليه فالنفس
تطمئن لصحة هذا الحديث لا سيما وقد احتج به إمام السنة أحمد بن حنبل كما سبق وصححه أيضا صاحبه الإمام اسحاق بن راهويه فقد قال إسحاق المروزي في " مسائل الامام أحمد " (ص 5): " قلت (يعني لأحمد): هل يقرأ الرجل على غير وضوء؟ قال: نعم ولكن لا يقرأ في المصاحف ما لم يتوضأ. قال إسحاق: كما قال لما صح قول النبي عليه السلام: لا يمس القرآن إلا طاهر وكذلك فعل أصحاب النبي عليه السلام والتابعون "
قلت: ومما صخ في ذلك عن الصحابة ما رواه مصعب بن سعد بن أبي وقاص أنه قال: كنت أمسك المصحف على سعد بن أي وقاص فأحتككت فقال سعد: لعلك مسست ذكرك؟ قال: فقلت: نعم فقال: قم فتوضأ فقمت فتوضأت ثم رجعت رواه. مالك (1/ 42 رقم 59) وعنه البيهقي. سنده صحيح. وبعد كتابة ما تقدم بزمن بعيد (1). وجدت حديث عمرو بن حزم في كتاب " فوائد أبي شعيب " من رواية أبي الحسن محمد بن أحمد الزعفراني وهومن رواية سليمان بن داود الذي سبق ذكره. ثم روى عن البغوي أنه قال: " سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن هذا الحديث فقال: أرجو أن يكون صحيحا "
وفي الباب عن ثوبان أيضا لكن إسناده. هالك فبه خصيب بن جحدر وهو كذاب فلا يستشهد به وقد خرجه الزيلعي (1/ 199) 0انتهى كلام الإمام الألباني رحمه الله تعالى0
ـ[آدم علي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 11:59]ـ
ابن حزم يقصد الأحاديث المرفوعة، ونحن كلامنا عن الآثار الموقوفة والمقطوعة.
هذا لو سلمنا لابن حزم قوله أصلا، وإلا فجماهير العلماء على تصحيح الحديث أعني حديث لا يمس القرآن إلا طاهر.
هل يصححون الحديث أم يعملون به؟ ولو ذكرت لنا - مشكورا -المصدر في تصحيح الجمهور للحديث لكان أحسن.
ثم بما ذا يجاب (على القول بصحة الحديث) عما ذكره الشوكاني وتابعه عليه كثير ممن تأخر عنه أن لفظ طاهر مشترك وبالتالي ليس فيه دلالة على تحريم مس المصحف؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Nov-2008, صباحاً 01:28]ـ
قال ابن عبد البر عن هذا الحديث في الاستذكار إنه تلقاه العلماء بالقبول وهو عندهم أشهر وأظهر من الإسناد الواحد المتصل.
وراجع أيضا ما نقله الألباني بأعلى.
وأما من قال إن كلمة (طاهر) لفظ مشترك، وبذلك تسقط دلالة الحديث، فهو كلام واضح التهافت، والعجب ممن راج عليه مثل هذا الكلام من المعاصرين؟!
وبيان تهافته فيما يلي:
أولا: - لا يشك عاقل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصد البيان بكلامه، ولم يقصد التعمية ولا الإلباس، فلو كانت دلالة النص تسقط بمثل هذا الكلام لسقطت دلالة كثير من النصوص، وقد رأينا الجهمية يردون قوله تعالى: {استوى على العرش} بدعوى أن كلمة (استوى) مشتركة بين سبعة معان!! ومثل هذا كثير عند أهل الضلال، يتبعون ما تشابه من النصوص فيحملونها على غير دلالتها، والتوقف في معناها أيضا من هذا الباب؛ لأن التوقف إبطال لمعنى النص.
ثانيا: - لا يشك عاقل أن النبي عندما تحدث إلى الصحابة كان مطمئنا إلى أنهم فهموا عنه مقصوده، وأنهم لم يشكل عليهم معناه، وبهذا تطمئن نفسه إلى تبليغ رسالة ربه، ولا يمكن أن يترك الصحابة جاهلين بمعنى كلامه، ومن زعم مثل هذا فهو أبعد ما يكون عن فهم الشريعة ومعرفة مواردها ومصادرها، ولذلك تجد المخالفين في هذه المسألة لا يطردون قاعدتهم تلك فلا يقولون بمثل هذا في النصوص الأخرى التي تشتمل على ألفاظ مشتركة، مما يدل على أنها زلة عالم واجبة الاجتناب.
ثالثا: - لا يشك عالم أن الألفاظ والعبارات تحمل على معهود كلام المتكلم، ولا تحمل على مطلق الاحتمالات اللغوية، فحتى لو كان لفظ (طاهر) لفظا مشتركا، إلا أن التتبع والاستقراء لهذه اللفظة في موارد الشريعة يدل على أن المراد منها الطهارة الشرعية الكاملة، وقد جمعتُ في هذا أكثر من مائة نص من نصوص الشريعة؛ منها (ما من مسلم يبيت طاهرا)، و (من تطهر في بيته) (لا يقبل الله صلاة بغير طهور) (الصعيد الطيب طهور المسلم) (لو أنكم تطهرتم ليوكم هذا) (لم أتطهر طهورا في ليل أو نهار) (وكان ابن عمر لا يصلي الجنازة إلا طاهرا) (دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين) (ما من مسلم يتطهر) وغير ذلك كثير، ولم يقل أحد من هؤلاء إن لفظة (طاهر) هنا مشترك لا يعرف معناه!!!.
ولم أجد نصا واحدا فقط استعملت فيه لفظة (طاهر) بمعنى مؤمن كما زعم الزاعم، وحتى لو وجد فسيكون نادرا، فكيف يحمل كلام النبي صلى الله عليه وسلم على النادر ويترك المشهور المعروف من كلامه.
رابعا: - لو فرضنا أننا أشكل علينا شيء من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يشك عالم في أننا ننظر في فهم الصحابة رضوان الله عليهم؛ لأنهم هم الذين تلقوا النصوص ويعرفون من القرائن ما لا نعرف، وإذا لم نعرف مراد المتكلم ممن رآه وسمعه وشافهه، فممن نعلم؟!
والأئمة الأربعة وفقهاء المدينة السبعة على هذا القول كما هو معروف.
وقد كنت كتبت في هذه المسألة بحثا مطولا في أكثر من مائة صفحة، ولكنه فقد مني والله المستعان.
ـ[آدم علي]ــــــــ[19 - Nov-2008, صباحاً 03:07]ـ
بارك الله فيك أبا مالك العوضي وشكرا على ايضاحك لما أشكل علي.(/)
ماهي الفطرة؟
ـ[أبوهلا]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 08:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام جاء في السنة (كل مولود يولد على الفطرة)
وفسر العلماء الفطرة بأنها الإسلام، ولكن الإسلام فيه عقائد وأحكام ووو ... فأيها هو الفطرة.
(لطفاً من لا يتقن الاختصار فلا يجب عن السؤال فلدي كتب كثيرة)
ولكم مني خالص الدعاء.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 12:50]ـ
ملاحظة: قال شيخ الإسلام ابن تيمية هي العلم بالصانع و العمل له و هذا هو معنى لا إله إلا الله
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 09:39]ـ
(لطفاً من لا يتقن الاختصار فلا يجب عن السؤال فلدي كتب كثيرة)
لم هذا القيد حفظك الله و المطولات زاد الباحث؟!
و على العموم العلماء اختلفوا في المقصود بالفطرة على نحو من عشرة أقوال أحدها هذا الذي ذكرت وأرجحها أنه معرفة الصانع ..
أما العمل له فهذا محل خلاف أيضا و المسألة تحتاج لبسط ما أرى صاحب الموضوع يريده.
والله المستعان.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 09:39]ـ
ملاحظة: قال شيخ الإسلام ابن تيمية هي العلم بالصانع و العمل له و هذا هو معنى لا إله إلا الله
تقصد أن الفطرة علم وعمل أي كل مولود يولد وهو عالم عامل!!!
ـ[أبوهلا]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 09:56]ـ
لم هذا القيد حفظك الله و المطولات زاد الباحث؟!
و على العموم العلماء اختلفوا في المقصود بالفطرة على نحو من عشرة أقوال أحدها هذا الذي ذكرت وأرجحها أنه معرفة الصانع ..
أما العمل له فهذا محل خلاف أيضا و المسألة تحتاج لبسط ما أرى صاحب الموضوع يريده.
والله المستعان.
أخي الكريم تجول في المنتدى وستعرف سبب هذا القيد،
أنا لدي كتب في المسألة ولكن لم أجد فيها الجواب الشافي،
وما أريده هو الاقتصار على ما يرجحه كل مشارك في المسألة ويكون قادرا على بيان سبب ترجيحه، أما إثقال الصفحة بنقول وأقوال هي بين يدينافلا أظنك ترضى به.
أما ترجيحك لكونها معرفة الصانع، فاليهود والنصارى يعرفون الصانع، والرسول يقول (فأبواه يهودانه أو ينصرانه) أي يغيرا فطرته، فإن كانت الفطرة معرفة الصانع فهم على الفطرة إذن؟؟؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 12:18]ـ
تقصد أن الفطرة علم وعمل أي كل مولود يولد وهو عالم عامل!!!
ملاحظة: الذي يقع مع الولادة كما بين شيخ الإسلام ليس العلم و العمل لقوله تعالى: " وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا" و إنما أن يكون قابلاً لذلك عند اكتمال عقله
و العمل له أي: أنه يعزم على العمل لله و يترك العمل لغير الله الذي هو الشرك
بخلاف الأشاعرة الذين يشتغلون بإثبات الصانع وأنه يكفي في توحيد الله
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:00]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله أخي الكريم الفطرة هي ما فطر الله الناس عليها من الايمان به و قد عبر عنها الميثاق الذي أخذه الله علينا و نحن لا نزال في عالم الذر حيث قال جل و علا: و اذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا .. هذه هي الفطرة لذلك حذرنا أن نعتذر له يوم القيامة بشرك من أشرك أو ببدعة من ابتدع قال تعالى: أن تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غفلين أو تقولوا انما أشرك آباؤنا من قبل و كنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون .. و هذا الميثاق أخذه علينا يوم عرفة عند نعمان لذلك قال النبي صلى الله عليه و سلم:أفضل الدعاء يوم عرفة و أفضل ما قلته أنا و النبيئون من قبلي: لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو على كل شيء قدير
ـ[أبوهلا]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 10:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي (من صاحب النقب) جزيت خيراً
تقول: (الذي يقع مع الولادة ... ليس العلم و العمل) إلى هنا مفهوم
ثم تقول (وإنما أن يكون قابلاً لذلك ـ أي للعلم والعمل ـ عند اكتمال عقله) لم أفهم، أرجوك اشرح لي وخصوصاً (عند اكتمال عقله)
ثم تقول (والعمل له أي: أنه يعزم على العمل لله و يترك العمل لغير الله الذي هو الشرك) هل تقصد أن المولود يولد وهو عازم (على العمل لله)؟؟؟
قولك: (بخلاف الأشاعرة الذين يشتغلون بإثبات الصانع وأنه يكفي في توحيد الله) نسأل الله الهداية للأشاعرة ولكني لم أفهم علاقتهم بموضوع الفطرة؟؟؟
ولك دعائي الصادق
ـ[أبوهلا]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 11:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي مصطفى جزيت خيراً
تخلط كثيراً بين المسائل فتتحدث عن مسائل ليس هنا مكانها، أما في مسألتنا هذه فاشرح لي ما يلي:
قولك (الفطرة هي ما فطر الله الناس عليها ... ) الضمير في عليها يعود إلى ماذا؟؟؟ ثم إن سؤالي ما هي الفطرة؟ أي: ما هو الشيء الذي فطر الله الناس عليه؟
وإن كنت تقصد أن الفطرة هي الإيمان به، فاليهود والنصارى يؤمنون به إذن فهم على الفطرة!!! وهذا بخلاف ما جاء في الحديث.
أما الميثاق ففي الربوبية فقط، وهو ما يقر به المشركون إذن فهم على الفطرة!!!
أخي في مشاركات منفصلة من فضلك بين لنا:
ـ قولك (لسم الله) هل هو خطأ متكرر في جميع مشاركاتك أم أنك تقصده.
ـ دليلك على أن الميثاق كان (يوم عرفة عند نعمان).
ولك دعائي الصادق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 05:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي (من صاحب النقب) جزيت خيراً
تقول: (الذي يقع مع الولادة ... ليس العلم و العمل) إلى هنا مفهوم
ثم تقول (وإنما أن يكون قابلاً لذلك ـ أي للعلم والعمل ـ عند اكتمال عقله) لم أفهم، أرجوك اشرح لي وخصوصاً (عند اكتمال عقله)
ثم تقول (والعمل له أي: أنه يعزم على العمل لله و يترك العمل لغير الله الذي هو الشرك) هل تقصد أن المولود يولد وهو عازم (على العمل لله)؟؟؟
قولك: (بخلاف الأشاعرة الذين يشتغلون بإثبات الصانع وأنه يكفي في توحيد الله) نسأل الله الهداية للأشاعرة ولكني لم أفهم علاقتهم بموضوع الفطرة؟؟؟
ولك دعائي الصادق
راجع مجموع الفتاوى أول توحيد الربوبية و ستجد هذه المسائل إن شاء الله أذكر أني قرأتها في
رسالة في أصل العلم الإلهي
مجموع الفتاوى ج 2 ص 1
رسالة في الفرق بين المنهاج النبوي والمنهاج الفلسفي
مجموع الفتاوى ج 2 ص 15
رسالة في طرق العلم الإلهي
مجموع الفتاوى ج 2 ص 54
ـ[أبوهلا]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 08:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي (من صاحب النقب) ذكرت في مشاركة سابقة أن لدي كتب في المسألة، ولكني لم أجد الجواب الشافي، فهل أجده عندك؟
ولك خالص دعائي.
ـ[أم البشرى]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 09:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفطرة في الاصل تعني ما يميل الانسان اليه بطبعه وذوقه السليم
والاسلام كله يكون بهذا دين الفطرة وتعاليمه كلها هي سنن الفطرة.
احببت ان اتدخل في الموضوع
ارجو ان اجد من يصحح كلامي او يؤكده
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 11:19]ـ
أخي الكريم تجول في المنتدى وستعرف سبب هذا القيد،
أنا لدي كتب في المسألة ولكن لم أجد فيها الجواب الشافي،
وما أريده هو الاقتصار على ما يرجحه كل مشارك في المسألة ويكون قادرا على بيان سبب ترجيحه، أما إثقال الصفحة بنقول وأقوال هي بين يدينافلا أظنك ترضى به.
أما ترجيحك لكونها معرفة الصانع، فاليهود والنصارى يعرفون الصانع، والرسول يقول (فأبواه يهودانه أو ينصرانه) أي يغيرا فطرته، فإن كانت الفطرة معرفة الصانع فهم على الفطرة إذن؟؟؟
أخي الكريم ما فهمت سبب إصرارك على ان لك كتبا في المسألة وما أدري ما هي هذه الكتب التي ما فتئت تشير إليها.
وما أدري كذلك هل سؤالك سؤال مسترشد ام أنك تريد مدارسة الأمر فأرجو منك توضيح ذلك لأنه يهمني أنا على الأقل.
واستشكالك هذا يدل على انك لم تفهم معنى الفطرة حقا
وكن اليهود و النصارى على الفطرة بمعنى الإقرار بالصانع، أقول نعم هذا صحيح هم على الفطرة لكنهم كفار ولا تعارض بين هذا وذاك إنما يقع التناقض و التعارض عند من ظن أن الفطرة هي الإسلام.
وإليك التفصيل الذي أجدني مضطرا إليه مخالفا شرطك في الاختصار و إن كنت سأحرص عليه ما استطعت.
آية الميثاق:
هذه الآية كما قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى آية مشكلة، وهذا الإشكال بينه الحافظ ابن كثير و غيره وهو: هل هذا الميثاق حجة مستقلة أم لا؟
ونحن نرى من أنفسنا أننا لا نتذكر هذا الميثاق أبدا بل و لا نعرف أن هناك ميثاقا أصلا إلا بعد قراءة القرآن.
وليس بمجرد قراءة القرآن يدرك هذا الأمر، بل لا يدرك هذا الأمر إلا حين يوقف الإنسان على هذه الآية فيفهم معناها و يعلم أن الله عز و جل أخذ عليه الميثاق.
وكون الإنسان يكلف بشيء لا يذكره هذا من التكليف المحال.
وأهل السنة لم يجوزوا هذا الأمر من جهة العقل، وتابعهم في هذا المعتزلة وفريق من الأشاعرة.
أما جمهور الأشعرية فذهب إلى أنه يجوز أن يكلف الله بالمحال عقلا.
وقالوا أن الحكمة منه أن يضمر الإنسان أن لو استطاع لفعل.
لكن اتفق الأشعرية مع المعتزلة مع أهل السنة على أن هذا لم يقع من جهة الشرع، بل ورد في الشرع ما يدل على خلافه وهو قوله تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها. وقوله جل و علا: لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها.
ولم يخالف في ذلك إلا الرازي حيث قال هو جائز في العقل واقع في الشرع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأسوأ منه التكليف المحال لأنه لا يتصور في العقل ولا حكمة فيه أبدا، كأن تقول للمجنون: اعقل، ومثله تكليف الغافل و النائم والناسي والسكران سكرا بينا و الذي لم يصله الخطاب من الله عز و جل.
فهذا هو الإشكال الذي أورده الحافظ ابن كثير على آية الميثاق:
كيف يكون هذا الميثاق وهذا الإشهاد حجة علينا ونحن لا نذكره أصلا؟
فهذا يكون من قبيل التكليف المحال الذي هو غير جائز عقلا و غير واقع شرعا.
وهذا الإشكال حله العلماء بطريقتين:
1 - فريق من العلماء قالوا: إننا و إن كنا لا نذكر هذا الميثاق فإن الرسل قد جاؤوا فذكرونا به.
? فعلى هذا القول، هذا الميثاق أصبح حجة بعد مجيء الرسل.
2 - الفريق الثاني كالحافظ ابن كثير و طائفة قالوا أن آية الميثاق هذه: " وأشهدهم على أنفسهم "، هذه هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
واختلف العلماء في تحديد الفطرة ماهي؟
ولهم فيها أقوال ساقها ابن عبد البر في كتابه التمهيد، حيث نقل نقلا شافيا و بحث المسألة بحثا مطولا، استوعب فيه تقريبا كل الأقوال.
وأورد هذا البحث بطوله ابن القيم في شفاء العليل.
وقد رجح كبار الأئمة أن الفطرة هي معرفة الصانع.
والمسألة إخوتي الكرام المستند فيها إلى ألفاظ الآية حيث هي دالة على ان الفطرة معناها الإقرار بالصانع.
وهذا أمر نجده في أنفسنا و يعرف ببديهة العقل، حيث أننا نشاهد الطفل لو ضُرب على رأسه من الخلف التفت ليعرف من الذي أثر هذا التأثير، فهو يلتفت ليعرف صاحب التأثير. فحينئذ نقول أن الإنسان منذ أن يولد ويتولد لديه الفهم و الإدراك يدرك أن كل فعل لا بد له من فاعل بدليل: (من أخذ لعبتي، من الذي أكل طعامي ... )
وبهذا المنطق نفسه توصل الأعرابي إلى أن لهذا الكون ربا موجِدا: (البعرة تدل على البعير وأثر السير يدل على المسير ... )
وبهذه الحجة ناقش أبو حنيفة الدهرية الجاحدين للصانع.
فهذه هي الفطرة المرادة بالميثاق.
والصواب الجمع بين القولين غير المتنافيين في الحقيقة فنقول: الرسل ذكروا الخلق بهذا الميثاق الذي أخذ عليهم وآثار هذا الميثاق هي الفطرة الموجودة فيهم.
قال ابن الأنباري رحمه الله تعالى: مذهب أهل الحديث وكبراء أهل العلم في هذه الآية أن الله أخرج ذرية آدم من صلبه وصلب أولاده وهم في صور الذر فأخذ عليهم الميثاق أنه خالقهم وأنهم مصنوعون فاعترفوا بذلك و قبلوا. اهـ الروح (210) الصحيحة (4/ 161).
وقال ابن عبد البر في التمهيد (18/ 89): ومعنى الآية والحديث أنه أخرج ذرية آدم من ظهره كيف شاء ذلك وألهمهم أنه ربهم فقالوا بلى لئلا يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ثم تابعهم بحجة العقل عند التمييز وبالرسل بعد ذلك استظهارا بما في عقولهم من المنازعة إلى خالق مدبر حكيم يدبرهم بما لا يتهيأ لهم ولا يمكنهم جحده وهذا إجماع أهل السنة والحمد لله وإنما اختلفوا فيمن مات وهو طفل لم يدرك من أولاد المؤمنين والكافرين على ما نوضح بعد الفراغ من القول في الفطرة التي يولد المولود عليها واختلاف أهل العلم في معناها إن شاء الله. اهـ
وقال شيخ الإسلام: الوجه الثالث: أن الإقرار بالله قسمان فطري و إيماني، فالفطري: وهو الاعتراف بوجود الصانع ثابت في الفطرة كما قرره الله في كتابه في مواضع، وقد بسطت القول فيه في غير هذا الموضع فلا يحتاج إلى دليل بل هو أرسخ المعارف وأثبت العلوم وأصل الأصول.
وأما االإقرار بالرسول فبأدنى نظر فيما جاء به أو في حاله أو في آياته أو نحو ذلك من شؤونه يحصل العلم بالنبوة أقوى بكثير مما يحصل بالمطالب القياسية والوجدية في الأمور الإلهية. اهـ (2/ 72)
وأما كون اليهود و النصارى يولدون على الفطرة
فأقول نعم وهو منطوق الحديث: كل مولود يولد على الفطرة.
وهذا الحديث جاء بروايات منها طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عند الترمذي: كل مولود يولد على الملة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال البيهقي في القضاء و القدر (2/ 62 الشاملة): قال أبو بكر بن إسحاق الفقيه في قوله: «على هذه الملة: لفظة فيها نظر لأن أصحاب الأعمش اختلفوا فقال: شعبة وجرير، عن الأعمش كل مولود يولد على الفطرة: وقال حفص بن غياث، وأبو بكر بن عياش، عن الأعمش: كل مولود يولد على الإسلام وقال وكيع وأبو معاوية، عن الأعمش: كل مولود يولد على الملة فدل أن الأعمش كان يروي الحديث على المعنى عنده لا على اللفظ المروي» اهـ
ومن فهم من لفظ: (يولد على الملة) دين الإسلام، فيمكنه ان يراجع مبحث الفطرة الذي عقده أبو عمر بن عبد البر رحمه الله تعالى في كتاب التمهيد، أو لينظره في كتاب شفاء العليل في مسائل القضاء و القدر و الحكمة والتعليل لابن القيم رحمه الله.
وقد صدر ابن القيم رحمة الله تعالى عليه بحثه بأنه لا يجوز أن يقال أن الملة هنا هي الإسلام، لأن الطفل إذا كان يولد على الإسلام بمعنى الدين فإن الإيمان عند أهل السنة قول باللسان و تصديق بالجنان و عمل بالأركان وهذا منفي عن الطفل.
ومن حمل الحديث على ان معناه هو الإسلام بمعنى الدين فسيقع في إشكال عظيم.
ولذلك فإن محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة لما حمل الحديث على ظاهره وقع في الإشكال.
والإشكال أنه لو كان على الملة بمعنى الإسلام فإنه حين يكبر يكون مرتدا ولا يجوز استرقاقه، فذهب إلى أن هذا الحديث منسوخ بآيات الجهاد.
وقد اضطر إلى القول بالنسخ لئلا يقع في التناقض.
وليس الأمر كذلك مطلقا كما بينه أهل العلم، حتى ان ابن عبد البر حمل على محمد بن الحسن حملا شديدا وقال أنه لم يستطع ان يتعامل مع هذا الحديث وادعى أنه منسوخ إما لجهله وإما لكذا ... فالمهم أنه قال فيه كلاما شديدا.
ومعلوم أن الحديث من الأخبار وهذه لا يدخلها النسخ.
وقال ابن عبد البر في التمهيد: يستحيل أن تكون الفطرة المذكورة في قول النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة الإسلام لأن الإسلام والإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهذا معدوم من الطفل لا يجهل بذلك ذو عقل والفطرة لها معان ووجوه في كلام العرب وإنما أجزأ الطفل المرضع عند من أجاز عتقه في الرقاب الواجبة لأن حكمه حكم أبويه وخالفهم آخرون فقالوا لا يجزئ في الرقاب الواجبة إلا من صام وصلى وقد مضى في هذا الباب من هذا المعنى ما يكفي والحمد لله. اهـ (18/ 77)
هذا ما قدرت عليه من الاختصار حتى لا أخل فإن رأيت استطرادا أو إطنابا أو تطويلا وهو شر الثلاثة فاعف واصفح فإنما البيان أردت وما توفيقي إلا بالله.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[19 - Nov-2008, صباحاً 12:28]ـ
مهلا أبو هلاء اذا كنت لا تعرف أن النصارى و اليهود و الشيوعيون و الوثنيون و غيرهم من الكفار يولدون على ملة الاسلام حتى يعرب عنهم ألسنتهم ذلك يجعلنا نطالبك بتصحيح اعتقادك و مراجعة الفاظ الحديث الذي محل الاستشكال ففي رواية مالك و البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ما من مولود الا و يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء، ثم قرأ ابو هريرة: فطرت الله التي فطر الناس عليها الا أن مالك قال: كل مولود بدل:ما من مولود، لكن يا أبا هلا جاء في رواية أخرى عند الترمذي: كل مولود يولد على الملة فابواه يهودانه او ينصرانه أو يشركانه، قيل: و من مات قبل ذلك؟ قال: الله اعلم بما كانوا صانعين و في رواية للأربعة و الطبراني من رواية الأسود بن سويع:كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه فابواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه.نعم يا أبا هلا هذه الأحاديث جاءت تبيينا للميثاق الذي أخذع الله علينا و نحن ما زلنا في عالم الذر يوم عرفة عند نعمان حيث قال جل و علا:و اذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتاتهم و أشهدهم على أنفسهم:ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا ... نعم يا أبا هلا كل من ولد و مات و كل من هو موجود الآن و كل من سيولد من بعد _قلنا جميعا_:بلى شهدنا،فحذرنا الله أن نعتذر له يوم القيامة بالغفلة عن هذا الميثاق أو بشرك أو بدع الآباء حيث قال: أن تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا انما أشرك آباؤنا من قبل و كنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ... نعم قبل أن تتهمني بأنني أخلط ارجع الى كتب التفسير المعتبرة و خاصة أهل السنة منهم كابن كثير و الشوكاني و ستعرف أنك أنت الذي تحتاج الى مراجعة عقيدتك فكان كل الرسل انما يأتون مذكرين بهذا الميثاق و محذرين من غفلة كل من غفل عنه أو ابتدع قال تعالى: رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل و قال تعالى: و ما أرسلنا من رسول الا يوحى اليه أنه لا اله الا أنا فاعبدون .. و الآيات في الباب كثيرة و لذلك قلت لك يا أبا هلا و لغيرك أن فحوى جميع الرسالات السماوية لخصها دعاء عرفة تبيينا لهذا الميثاق لأن الميثاق أخذ يوم عرفة قال الرسول صلى الله عليه و سلم: أفضل الدعاء يوم عرفة و أفضل ما قلته أنا و النبيئون من قبلي: لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو على كل شيء قدير أخرجه مسلم و غيره فاتق الله و هناك حديث آخر في صحيح مسلم:خلقت عبادي حنفاء ... الحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[19 - Nov-2008, صباحاً 10:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو جهاد الأثري جزيت خيراً
أخي هناك فرق بين (لدي كتب) وبين (لي كتب) أظنك تعرفه، وسبب إصراري بأن (لدي كتب) هو أني لا أريد من المشاركين نقل تلك الكتب إلى هذه الصفحة دون حاجة، وأكرر ما قلته لك من قبل (ما أريده هو الاقتصار على ما يرجحه كل مشارك في المسألة ويكون قادرا على بيان سبب ترجيحه، أما إثقال الصفحة بنقول وأقوال هي بين يدينا فلا أظنك ترضى به)
أما سؤالي فهو سؤال مسترشد باحث عن الحق، لذا فهو يدارس كل من يشارك في الإشكالات الموجودة في مشاركته، أما القبول والتسليم لكل مشارك فلا أظنك ترضى به.
تقول: (واستشكالك هذا يدل على انك لم تفهم معنى الفطرة حقا) صدقت
ثم تقول (وكون اليهود و النصارى على الفطرة بمعنى الإقرار بالصانع، أقول نعم هذا صحيح هم على الفطرة لكنهم كفار) عجباً، انظر ما تقول (اليهود والنصارى على الفطرة) إذن لماذا قال في الحديث (فأبواه يهودانه أو ينصرانه)
ثم انتقلت بشكل غريب ومسهب إلى الإجابة عن سؤال لم أسأله وهو: (هل هذا الميثاق حجة مستقلة أم لا؟) لذلك سأترك هذا الاستطراد جانباً وأبدأ من قولك: (واختلف العلماء في تحديد الفطرة ما هي؟)
خلاصة ما رجحته هو: الفطرة هي الميثاق الوارد في الآية والميثاق هو معرفة الصانع (الخالق)، إذن الفطرة هي معرفة الخالق. وتنزلا معك سأقر بما قلت، فأجبني عن:
ـ آية الميثاق هي في الربوبية وهو ما يقر به المشركون إذن فهم على الفطرة.
ـ ما نوع هذه المعرفة هل هي قول باللسان أم اعتقاد بالقلب أم عمل بالجوارح؟ وأذكرك بقول ابن عبد البر الذي نقلته: (يستحيل أن تكون الفطرة المذكورة في قول النبي ? كل مولود يولد على الفطرة الإسلام لأن الإسلام والإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهذا معدوم من الطفل لا يجهل بذلك ذو عقل).
ولك دعائي الصادق
ـ[أبوهلا]ــــــــ[19 - Nov-2008, صباحاً 10:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي مصطفى غفر الله لي ولك
لن أستمر في الرد على مشاركاتك حتى تعود وتجيب عن أسئلتي الموجهة إليك، وكذلك حتى تبتعد عن أسلوبك حين تقول (نطالبك بتصحيح اعتقادك) و قولك (ستعرف أنك أنت الذي تحتاج إلى مراجعة عقيدتك) فهذا الأسلوب ليس هذا موطنه.
ولك دعائي الصادق
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 02:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما سؤالي فهو سؤال مسترشد باحث عن الحق، لذا فهو يدارس كل من يشارك في الإشكالات الموجودة في مشاركته، أما القبول والتسليم لكل مشارك فلا أظنك ترضى به.
تقول: (واستشكالك هذا يدل على انك لم تفهم معنى الفطرة حقا) صدقت
ثم تقول (وكون اليهود و النصارى على الفطرة بمعنى الإقرار بالصانع، أقول نعم هذا صحيح هم على الفطرة لكنهم كفار) عجباً، انظر ما تقول (اليهود والنصارى على الفطرة) إذن لماذا قال في الحديث (فأبواه يهودانه أو ينصرانه)
ثم انتقلت بشكل غريب ومسهب إلى الإجابة عن سؤال لم أسأله وهو: (هل هذا الميثاق حجة مستقلة أم لا؟) لذلك سأترك هذا الاستطراد جانباً وأبدأ من قولك: (واختلف العلماء في تحديد الفطرة ما هي؟) خلاصة ما رجحته هو: الفطرة هي الميثاق الوارد في الآية والميثاق هو معرفة الصانع (الخالق)، إذن الفطرة هي معرفة الخالق. وتنزلا معك سأقر بما قلت، فأجبني عن:
ـ آية الميثاق هي في الربوبية وهو ما يقر به المشركون إذن فهم على الفطرة.
ـ ما نوع هذه المعرفة هل هي قول باللسان أم اعتقاد بالقلب أم عمل بالجوارح؟ وأذكرك بقول ابن عبد البر الذي نقلته: (يستحيل أن تكون الفطرة المذكورة في قول النبي ? كل مولود يولد على الفطرة الإسلام لأن الإسلام والإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهذا معدوم من الطفل لا يجهل بذلك ذو عقل).
ولك دعائي الصادق
أبا هلا وفقك الله تعالى
قد ألزمتك بتقديمي اعتذاري على عتبك وكفيتك ما سطرته هنا:
ثم انتقلت بشكل غريب ومسهب إلى الإجابة عن سؤال لم أسأله وهو: (هل هذا الميثاق حجة مستقلة أم لا؟) لذلك سأترك هذا الاستطراد جانباً وأبدأ من قولك: (واختلف العلماء في تحديد الفطرة ما هي؟)
(يُتْبَعُ)
(/)
مع ما أراه من تلازم ووثيق صلة بين ما أشرت إلى كونه استطرادا وموضوعنا المطروق.
ولو التزم الناس دعوتك إلى ترك النقول لأنها بين أيدينا لبطلت التصانيف فتأمل هذه.
ثم قلت - حفظك الله و رعاك -:
خلاصة ما رجحته هو: الفطرة هي الميثاق الوارد في الآية والميثاق هو معرفة الصانع (الخالق)، إذن الفطرة هي معرفة الخالق. وتنزلا معك سأقر بما قلت، فأجبني عن:
هل انتبهت لما سقته لك من نقل عن الأنباري وكونه جعل هذا مذهب اهل الحديث وكبراء أهل العلم؟
ثم قلت:
آية الميثاق هي في الربوبية وهو ما يقر به المشركون إذن فهم على الفطرة.
إي نعم هم على الفطرة التي هي الإقرار بالصانع وسأعود لهذه ببيان فهي مشكلة عندك فيما يبدو
ثم قلت:
ما الداعي لتذكيري كلامَ ابن عبد البر وأنا الذي سقته آنفا؟! أم هو استطراد لا حاجة له (ابتسامة)
ولعلك لو تنتبه تجد أن هذا النقل عن ابن عبد البر و غيره مما سقتُ لك قد نقض ما صدرت به سؤالك في أول الموضوع لأنك جعلت الفطرة الإسلام وبنيت عليه سؤالك و استشكالك.
ثم جوابا: هي معرفة قلبية فقط .. والإنسان مفطور على أن الصانع موجود فعلا، هذه فطرة خلق عليها (واليهود والنصارى و المجوس و و و ... داخلون هنا) لكن لم يأته خطاب يقول له أنك لو جحدت الصانع فأنت مجرم وتستحق العقاب في النار.
وهذا ما نقله ابن السمعاني عن الأئمة الأكبار فارجع إليه فهو بين يديك (ابتسامة).
فحينئذ كل ما في االأمر أن الله تعالى هيأه كجهاز استقبال لا يحتاج إلى مجهود.
فطالما لا بعثة ولا رسول فمن جهة العقل لا يعرف هذا الإنسان أنه سيبعث وأنه سيحاسب و ينعم في الجنة إن أقر بهذه الحقيقة أو يعذب في النار إن جحدها حتى يأتيه الرسول فيخبره أنه مبعوث من الصانع الذي خلقه وآيات خلقه واضحة تؤيد ما أُعد وجُهز له و فُطر عليه من قبل هذا الصانع العظيم جل و علا.
فالرسول يخبره أن هذا الصانع أوجده أساسا من أجل عبادته.
وهنا لا بد من أمرين:
1 - أن يصدق الرسول في دعواه أنه مرسل من عند الصانع الخالق ومن ثم أرسلهم الله تعالى مؤيدين بالمعجزات و البراهين الدالة على صدق دعواهم.
2 - أن يتبع هذا الرسول بعد ثبوت رسالته عنده في كل ما يخبر به و يأمر به و ينهى عنه.
قال ابن القيم في كتاب الروح (215): " ولما كانت آية الأعراف في سورة مكية ذكر فيها الميثاق والإشهاد العام لجميع المكلفين ممن أقر بربوبيته ووحدانيته وبطلان الشرك وهو ميثاق وإشهاد تقوم عليهم به الحجة وينقطع به العذر وتحل به العقوبة و يستحق بمخالفته الإهلاك، فلا بد أن يكونوا ذاكرين له عارفين به وذلك ما فطرهم عليه من الإقرار بربوبيته، وأنه ربهم و فاطرهم وأنهم مخلوقون مربوبون ثم أرسل إليهم رسله يذكرونهم بما في فطرهم وعقولهم ويعرفونهم حقه عليهم وأمره و نهيه ووعده ووعيده. ونظم الآية إنما يدل على هذا من وجوه متعددة" اهـ
وما أرجو أن يحل لك الإشكال في استفضاعك لكون اليهود و النصارى على الفطرة التي هي إقرار بالصانع، أسوق لك كلام ابن القيم في شفاء العليل ص 288:
" ومما ينبغي أن يعلم أنه إذا قيل أنه ولد على الفطرة أو على الإسلام أو على هذه الملة أو خلق حنيفا فليس المراد به أنه حين خرج من بطن أمه يعلم هذا الدين ويريده فإنه الله يقول والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ولكن فطرته موجبة مقتضية لدين الإسلام لقروبه ومحبته فنفس الفطرة تستلزم الإقرار بخالقه ومحبته وإخلاص الدين له وموجبات الفطرة ومقتضياتها تحصل شيئا بعد شيء بحسب كمال الفطرة إذا سلمت من المعارض وليس المراد ايضا مجرد قبول الفطرة لذلك فإن هذا القبول تغير بتهويد الأبوين وتنصيرهما بحيث يخرجان الفطرة عن قبولها وإن سعيا بين بينهما ودعائهما في امتناع حصول المقبول ايضا ليس هو الإسلام وليس هو هذه الملة وليس هو الحنيفية وأيضا فإنه شبه تغيير الفطرة بجدع البهيمة الجمعاء ومعلوم أنهم لم يغيروا قبوله ولو تغير القبول وزال لم تقم عليه الحجة بإرسال الرسل وإنزال الكتب بل المراد أن كل مولود فإنه يولد على محبته لفاطره وإقراره له بربوبيته وادعائه له بالعبودية فلو خلي وعدم المعارض لم يعدل عن ذلك إلى غيره كما أنه يولد على محبة ما يلائم بدنه من الأغذية والأشربة فيشتهي اللبن الذي يناسبه ويغذيه وهذا من قوله تعالى ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى وقوله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى" اهـ
وبنحو هذا الكلام قال القرطبي وابن عبد البر و غيرهما.
فهذا نحوٌ من كلامي السابق في مشاركتي السابقة، ولعلك الآن تنظر في اعتذاري عن ما قررتَ أنه إسهاب في سياقي لمسألة حجية الميثاق -الذي أرى أنه الفطرة تبعا لجمع من الأئمة الكبار- و عتبك بأنه خارج عن الموضوع المطروح.
فمتى تجاذبنا أهدابهما و تنازعنا أسبابهما كان لنا مجال ومقال لتصرف التأويل بين دعواي و بينتك، و اعتراض الاحتمال عن شبهتي و حجتك نفع الله بك وأحسن إليك.
وإنما أمد أحيانا جناح التقرير لما أرى من الحاجة إليه في بيان ما أراه لمن إن كان أكثر أدبا مني فإنه يوفيني حقي ثم يأخذ بيدي متفضلا علي إن أسأت.
وأما من لم يخفض للاعتذار جناح المعذرة فكيف يستتر من عتبه من لا يستطيع لذنبه سترا، والله الهادي.
وإن رأيت أبا هلا تشوشا أو سخف عبارة فإني تعبر بي برهة كلها وأنا بين شواغل لا يشغلها عني شاغل وبلابل قد اختلط حابلها بالنابل، فأنا أنازعها هذه النهزة اليسيرة أجدد فيها التذكرة مع الإخوان من رواد هذا المجلس المبارك إلى أن يجود الله تعالى و يمن بتيسير ما هو معسور.
فأعني على جعل التذكرة متعة والمدارسة حبلى بفوائد وآداب ..
وأستغفر الله لي و لك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 04:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو جهاد الأثري جزيت خيرا
أخي قبل أن أناقش كلامك الطويل السابق تكرم علي بالإجابة عن سؤالين في مشاركتي السابقة لم تجب عنهما حتى الآن:
ـ لماذا قال الرسول ? (فأبواه يهودانه أو ينصرانه) إذا كان اليهود والنصارى على الفطرة أصلاً.
ـ تقول في مشاركتك الأخيرة إن الفطرة معرفة قلبية، وقد ذكرتك من قبل لو قبلت تذكيري بقول ابن عبد البر عن الاعتقاد القلبي بأنه (معدوم من الطفل لا يجهل بذلك ذو عقل)، ولكنك تصر أن لدى الطفل اعتقاد وهذا من أعجب العجب، فأخبرنا عن هذا الاعتقاد لدى الطفل كيف علمت به؟
وسؤال ثالث جديد من فضلك لا تتركه: ما تقول في الملحدين المنكرين للصانع أصلا هل هم على الفطرة.
واخيراً تحياتي لابن السمعاني.
ولك مني دعائي الصادق
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 04:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو جهاد الأثري جزيت خيرا
أخي قبل أن أناقش كلامك الطويل السابق تكرم علي بالإجابة عن سؤالين في مشاركتي السابقة لم تجب عنهما حتى الآن:
ـ لماذا قال الرسول ? (فأبواه يهودانه أو ينصرانه) إذا كان اليهود والنصارى على الفطرة أصلاً.
ـ تقول في مشاركتك الأخيرة إن الفطرة معرفة قلبية، وقد ذكرتك من قبل لو قبلت تذكيري بقول ابن عبد البر عن الاعتقاد القلبي بأنه (معدوم من الطفل لا يجهل بذلك ذو عقل)، ولكنك تصر أن لدى الطفل اعتقاد وهذا من أعجب العجب، فأخبرنا عن هذا الاعتقاد لدى الطفل كيف علمت به؟
وسؤال ثالث جديد من فضلك لا تتركه: ما تقول في الملحدين المنكرين للصانع أصلا هل هم على الفطرة.
واخيراً تحياتي لابن السمعاني.
ولك مني دعائي الصادق
1 - يهودانه أو ينصرانه بمعنى يعترضان موجبات الفطرة ومقتضياتها التي هي الإسلام بمعنى الدين .. و ليس معناه أنهما ينقضان الفطرة وإلا صار بنقضها غير محجوج بإرسال الرسل لأن الرسل إنما هم مذكرون بالميثاق الذي هو الفطرة.
2 - لم يقل ابن عبد البر أن الاعتقاد معدوم من الطفل .. ولم أقل أنا أن الطفل يعتقد أن لهذا الكون صانعا حكيما قادرا .. وإنما كل ما في الأمر أنه يعلم جبلة أن لكل موجود موجدا (بكسر الجيم الأخيرة). والدليل على هذا الحس وقد ضربت لك على هذا مثلا فلا تحوجنا إلى التكرار وأنت تطلب الاختصار.
3 - الملحدون كذلك على الفطرة نعم، وإنكارهم لوجود الصانع إنما هو للعوارض التي عرضت لهم فجعلتهم يعدلون عن هذه الفطرة لما أعربت عنهم ألسنتهم.
ولعلك _كما هو المفترض- ترى الفاصل بين ولادتهم على الفطرة وما يعرب عنه لسانهم حينه.
وتحياتك لابن السمعاني لا دخل لها بالموضوع فما وجه إيرادها؟!
وكل هذا مكرر كنت قد أجبت عنه .. بل يغني عنه كله نقلي الذي نقلت عن ابن القيم لمن تدبر .. و القراء شهود.
دمت موفقا.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 08:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام جاء في السنة (كل مولود يولد على الفطرة)
وفسر العلماء الفطرة بأنها الإسلام، ولكن الإسلام فيه عقائد وأحكام ووو ... فأيها هو الفطرة.
(لطفاً من لا يتقن الاختصار فلا يجب عن السؤال فلدي كتب كثيرة)
ولكم مني خالص الدعاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
الفطرة هاهنا معناها الحنيفية,
والحنيفية هي الملة المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص لله عز وجل, كما عرفها الإمام ابن عثيمين.
قال الله تعالى: ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)).
فتبين من خلال كلام الله تعالى أن الحنيفية هي الفطرة التي فطر الناس عليها.
والله تعالى خلق الناس على هذه الفطرة, مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا ويولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).
أما قول من قال بأن الفطرة معناها معرفة الصانع فتعريف ناقص والله أعلم, لأن اليهود والنصارى بل والمشركين أيضا يعرفون الصانع ويقرون بربوبية الله تعالى,
مصداقا لقول الله تعالى: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ))
فإذا عرفنا الفطرة بهذا التعريف ناقضنا الحديث النبوي المذكور أعلاه.
واليهودوالنصارى ليسوا حنفاء مصداقا لقول الله تعالى: ((مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)).
وبالتالي تبين أن الفطرة معناها الحنيفية.
والله تعالى أعلم.
وإن أردت بسط الكلام أكثر فأنا مستعد وإنما منعني شرطك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 11:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة بسبب ضيق الأخوة هنا وفي موضوع اللحية من كوني أسأل ثم أناقش سأتوقف عن مناقشة أي مشاركة.
ولكم دعائي الصادق بالعلم النافع والعمل الصالح
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[20 - Nov-2008, صباحاً 08:01]ـ
أما قول من قال بأن الفطرة معناها معرفة الصانع فتعريف ناقص والله أعلم, لأن اليهود والنصارى بل والمشركين أيضا يعرفون الصانع ويقرون بربوبية الله تعالى,
مصداقا لقول الله تعالى: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ))
فإذا عرفنا الفطرة بهذا التعريف ناقضنا الحديث النبوي المذكور أعلاه.
واليهودوالنصارى ليسوا حنفاء مصداقا لقول الله تعالى: ((مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)).
وبالتالي تبين أن الفطرة معناها الحنيفية.
. [/ color]
أخي الكريم .. يبدو أنك ما قرأت المكتوب قبلك
أما إن كنت قرأته فسبحان ربي العظيم.
وإن كنت تقصد بالحنيفية ملة إبراهيم بمعنى الإسلام فانظر ما استشكل عليه من كلام ابن عبد البر و ابن القيم و شيخ الإسلام .. و الله الموفق
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[20 - Nov-2008, صباحاً 08:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة بسبب ضيق الأخوة هنا وفي موضوع اللحية من كوني أسأل ثم أناقش سأتوقف عن مناقشة أي مشاركة.
ولكم دعائي الصادق بالعلم النافع والعمل الصالح
ومن هذا الذي ضيق عليك هنا؟!
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 06:28]ـ
إضافة أخرى
قوله صلى الله عليه و سلم: ما من مولود ...
مولود هذه نكرة في سياق النفي تفيد العموم فهي تشمل كل مولود
فإذا كان كذلك فهل يلتزم من يقول بأن الفطرة هي الإسلام بمعنى الدين بأن اليهود الذين كانوا زمن موسى صلى الله عليه و سلم والنصارى الذين كانوا زمن عيسى صلى الله عليه و سلم قد نقضوا فطرتهم؟
هذه ضميمة لما سبق .. و الله من وراء القصد.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 06:52]ـ
إضافة أخرى
قوله صلى الله عليه و سلم: ما من مولود ...
مولود هذه نكرة في سياق النفي تفيد العموم فهي تشمل كل مولود
فإذا كان كذلك فهل يلتزم من يقول بأن الفطرة هي الإسلام بمعنى الدين بأن اليهود الذين كانوا زمن موسى صلى الله عليه و سلم والنصارى الذين كانوا زمن عيسى صلى الله عليه و سلم قد نقضوا فطرتهم؟
هذه ضميمة لما سبق .. و الله من وراء القصد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو جهاد إلى الآن أنت لم تفهم معنى الفطرة، وهذه مشكلة كبيرة عندك، وهي من الأسباب التي دفعتني إلى ترك المناقشة هنا.
للعلم: المولود لايسمى يهودي ولا نصراني ولا كافر.
للعلم أيضاً: المقصود بالإسلام ليس دين محمد بل إن الدين عند الله الإسلام.
للعلم أيضاً: الفطرة تطلق على ثلاثة معان. ابحث عنها في مظانها.
وبالرغم من ذلك فلا زالت الفطرة عندي فيها إشكال
ولن أعود للنقاش، وللفائدة يمكن أن تناقش الأخ أحمد أبو المنذر فأنتما مختلفان.
ولك دعائي الصادق
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 07:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقول في البداية أني لم أقرأ بعض الردود فأعتذر ان جئت بتكرار ما.
قال الله تعالى: "فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون” الروم - 30
فكانت الحنيفية هي فطرة الله التي فطر الناس عليها.
الحنيفية: ملة ابراهيم التي جاء بها لتوحيد الله ومعرفة معنى كلمة:لا اله الا الله:
والسلام عليكم
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 08:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو جهاد إلى الآن أنت لم تفهم معنى الفطرة، وهذه مشكلة كبيرة عندك، وهي من الأسباب التي دفعتني إلى ترك المناقشة هنا.
هذه دعواك فأين بينتك؟ ويمكنني قلبها عليك بلا إشكال
للعلم: المولود لايسمى يهودي ولا نصراني ولا كافر.
أنت الذي استشكلت بقولك أن اليهود يقرون بالصانع فلماذا ذكروا في الحديث فلعلك تنظر ما كتبت
للعلم أيضاً: المقصود بالإسلام ليس دين محمد بل إن الدين عند الله الإسلام.
وما هو الإسلام هذا إن لم يكن هو التسليم والاستعداد لقبول ما جاء عن الصانع وهو معنى الفطرة الذي ما فتئت أنبه عليه .. ففيم اعتراضك على قولي إذن؟!
أرى هنا من عنده مشكلة في الفهم!!
للعلم أيضاً: الفطرة تطلق على ثلاثة معان. ابحث عنها في مظانها.
الفطرة ذكر لها أهل العلم أكثر من عشرة معان ساقها ابن عبد البر و ذكرت هذا لك فيما سبق لكني أظنك تقرأ بعينك الشمال فقط
وبالرغم من ذلك فلا زالت الفطرة عندي فيها إشكال
لا شك وهذا واضح .. فلماذا تناقش حينئذ - علما وأنه ليس الموضوع الوحيد الذي لا تفهم فيه وتناقش لأجل النقاش لا غير - وفقك الله,.
] ولن أعود للنقاش، وللفائدة يمكن أن تناقش الأخ أحمد أبو المنذر فأنتما مختلفان.
ولك دعائي الصادق [/
وفقني الله و إياك للهدى و الحق وأماتنا على الفطرة.
(ابتسامة)
و السلام عليكم و رحمة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 08:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقول في البداية أني لم أقرأ بعض الردود فأعتذر ان جئت بتكرار ما.
قال الله تعالى: "فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون” الروم - 30
فكانت الحنيفية هي فطرة الله التي فطر الناس عليها.
الحنيفية: ملة ابراهيم التي جاء بها لتوحيد الله ومعرفة معنى كلمة:لا اله الا الله:
والسلام عليكم
نعم أخي الكريم هي مشاركة مكررة لما قد سبق في مشاركة أخينا أحمد أبو المنذر.
ولا إشكال عندي سمها الفطرة سمها الحنيفية سمها الإسلام سمها ما شئت ولا مشاحة.
لكن ما المعنى الذي تقصده؟
هنا موطن النزاع
إن كنت تقصد بالحنيفية شهادة أن لا إله إلا الله والعمل بمقتضاها فراجع ما سقته في مشاركاتي السابقة تجد الإشكال الذي سيعترض قولك هذا.
وأكرر مرة أخرى الفطرة هي - وهو الراجح عندي وهو الذي رجحه شيخ الإسلام و اابن القيم و ابن عبد البر و ابن الأنباري وجعله مذهب أهل الحديث وغيرهم - أنها الإقرار بالصانع و الاستعداد لتلقي كل ما جاء عنه.
فمن كان عنده زيادة على هذا فليتحفنا.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[22 - Nov-2008, صباحاً 12:31]ـ
وقال شيخ الإسلام: الوجه الثالث: أن الإقرار بالله قسمان فطري و إيماني، فالفطري: وهو الاعتراف بوجود الصانع ثابت في الفطرة كما قرره الله في كتابه في مواضع، وقد بسطت القول فيه في غير هذا الموضع فلا يحتاج إلى دليل بل هو أرسخ المعارف وأثبت العلوم وأصل الأصول.
وأما االإقرار بالرسول فبأدنى نظر فيما جاء به أو في حاله أو في آياته أو نحو ذلك من شؤونه يحصل العلم بالنبوة أقوى بكثير مما يحصل بالمطالب القياسية والوجدية في الأمور الإلهية. اهـ (2/ 72)
بارك الله فيك ...
معنى الفطرة هنا واضح ... وكلام الإمام ابن القيم زاد في توضيحها ...
تأملها أخي أبو هلا فقد أجابت على تساؤلاتك ولا تستعجل في الرد ...
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[22 - Nov-2008, صباحاً 02:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
الفطرة هاهنا معناها الحنيفية,
والحنيفية هي الملة المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص لله عز وجل, كما عرفها الإمام ابن عثيمين.
قال الله تعالى: ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)).
فتبين من خلال كلام الله تعالى أن الحنيفية هي الفطرة التي فطر الناس عليها.
والله تعالى خلق الناس على هذه الفطرة, مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا ويولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).
أما قول من قال بأن الفطرة معناها معرفة الصانع فتعريف ناقص والله أعلم, لأن اليهود والنصارى بل والمشركين أيضا يعرفون الصانع ويقرون بربوبية الله تعالى,
مصداقا لقول الله تعالى: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ))
فإذا عرفنا الفطرة بهذا التعريف ناقضنا الحديث النبوي المذكور أعلاه.
واليهودوالنصارى ليسوا حنفاء مصداقا لقول الله تعالى: ((مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)).
وبالتالي تبين أن الفطرة معناها الحنيفية.
والله تعالى أعلم.
وإن أردت بسط الكلام أكثر فأنا مستعد وإنما منعني شرطك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
اضيف إلى جوابي هذا الحديث الذي أخرجه الامام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عما يرويه عن ربه تعالى: (إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين، وحرَّمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً).
أخي أبو جهاد, بارك الله فيك ووفقك لما يحب ويرضى,
أما عن معنى الحنيفية والمعاني الأخرى للفطرة فسأحاول أن أشارك بما عندي غدا إن شاء الله جل وعلا.
وبما أن صاحب الموضوع قد نفض يديه من موضوعه, أصبحنا في حل من شرطه.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 01:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام جاء في السنة (كل مولود يولد على الفطرة)
وفسر العلماء الفطرة بأنها الإسلام، ولكن الإسلام فيه عقائد وأحكام ووو ... فأيها هو الفطرة.
(لطفاً من لا يتقن الاختصار فلا يجب عن السؤال فلدي كتب كثيرة)
ولكم مني خالص الدعاء.
الفطرة - والله أعلم - هي الإسلام، وهو الدين القيم والحنيفية،
ومضمونها: الميل إلى الاعتراف بالله تعالى والإنابة إليه (المحبة والعبادة).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" هي السلامة من الاعتقادات الباطلة والقبول للعقائد الصحيحة، فإن حقيقة " الإسلام " أن يستسلم لله، لا لغيره. وهو معنى (لا إله إلا الله)، وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فقال: {كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟} بين أن سلامة القلب من النقص كسلامة البدن وأن العيب حادث طارئ ". وقال رحمه الله في معنى (الحنيفية): "الاستقامة بإخلاص الدين لله وذلك يتضمن حبه تعالى والذل له لا يشرك به شيئا لا في الحب ولا في الذل".
وهذا جواب منضبط إن شاء الله، أظن أن هذا القدر اليسير يكفيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 08:55]ـ
الفطرة - والله أعلم - هي الإسلام، وهو الدين القيم والحنيفية،
ومضمونها: الميل إلى الاعتراف بالله تعالى والإنابة إليه (المحبة والعبادة).
السواك من الفطرة، وليس فيه اعتراف ولا إنابة!!!!!
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 11:28]ـ
أما ترجيحك لكونها معرفة الصانع، فاليهود والنصارى يعرفون الصانع، والرسول يقول (فأبواه يهودانه أو ينصرانه) أي يغيرا فطرته، فإن كانت الفطرة معرفة الصانع فهم على الفطرة إذن؟؟؟
يا أبا هلا ـ سلمك المولى ـ الرسول (ص) يقول {كل مولود يولد على الفطرة} سواء كان والداه مسلمين أو كتابيين أو مجوسيين أو وثنيين،فإنه يولد سليم الفطرة ابيض الصفحة ثنم يأتي التغيير بما ينقشه الآباء على هذه الصفحة البيضاء وتأمل قوله تعالى في الحديث القدسي {خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم .. } لتدرك أن الفطرة هي الحنيفية والدين القيم الذي زاغ الناس عن أصله.ولولا شرطك ـ وهو شرط وجيه ـ لبسطت القول.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:21]ـ
السواك من الفطرة، وليس فيه اعتراف ولا إنابة!!!!!
أحسن الله إليك. . السواك من الإسلام، والإسلام اعتراف وإنابة. فعلام الاستشكال؟
السواك فيه الشكر على نعم المنعم والمحافظة عليها على ما أراده المنعم جل جلاله. فافهم الأمر ولا تتعجل بالنفي.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 05:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل الكريم نضال مشهود هناك عدة أمور جعلتني أترك الحوار هنا وقبل العودة للحوار أريد التنبيه إلى:
أولا: أرجو قراءة ما سبق فهو مهم جدا وفيه اختصار للوقت.
ثانيا: أنا لدي إشكال في الفطرة، لذا فسؤالي سؤال مسترشد ولكني مسترشد باحث عن الحق، لذا فأنا أوضح لكل من يشارك الإشكالات الموجودة في مشاركته عندي، أما القبول والتسليم لكل مشارك فلا أظن أحدا يرضى به لنفسه. (اقرأ المشاركة رقم 15)
ثالثا: الإشكال هو:
ـ (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا)
ـ كل مولود يولد على الفطرة، ثم تتغير هذه الفطرة إلى اليهودية أو النصرانية أو المجوسية ... ولم يذكر النبي ? الإسلام.
ـ قال ابن عبد البر: (يستحيل أن تكون الفطرة المذكورة في قول النبي ? كل مولود يولد على الفطرة الإسلام لأن الإسلام والإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهذا معدوم من الطفل لا يجهل بذلك ذو عقل).
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 10:54]ـ
بارك الله فيك أبا هلا ووصلك وإيانا للحق والمصلحة؛
قرأت ما أشرت إليه من المشاركات السابقة، وللحمد الحمد.
أقول موجزا:
1 - الفطرة ميل وشعور، أي: استعداد وقبول، فلا إشكال أن يولد مولود على الفطرة مع كونه لم يتلق العلم من الحواس.
2 - كل مولود يولد على الفطرة، أي على الإسلام، فالإسلام هو الأصل، فكيف يذكره النبي (ص) من الطوارء؟ ما يمكن!
3 - أخطأ رحمه الله. فالإسلام هو الاستسلام، وهذا موجود في الطفل والرضيع. لكن إسلام كل أحد بحسبه. والله أعلم.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 11:58]ـ
بارك الله فيك أبا هلا ووصلك وإيانا للحق والمصلحة؛
قرأت ما أشرت إليه من المشاركات السابقة، وللحمد الحمد.
أقول موجزا:
1 - الفطرة ميل وشعور، أي: استعداد وقبول، فلا إشكال أن يولد مولود على الفطرة مع كونه لم يتلق العلم من الحواس.
2 - كل مولود يولد على الفطرة، أي على الإسلام، فالإسلام هو الأصل، فكيف يذكره النبي (ص) من الطوارء؟ ما يمكن!
3 - أخطأ رحمه الله. فالإسلام هو الاستسلام، وهذا موجود في الطفل والرضيع. لكن إسلام كل أحد بحسبه. والله أعلم.
ما أخطأ يا أخي رحمك الله!
بل ابن عبد البر يقول بما تقول به، وأن الفطرة هي الاستسلام، لكنه لا يقبل أن تكون الفطرة هي الإسلام بمعنى الدين، وأما الإسلام بمعنى الاستسلام للصانع فهذا هو الحق.
وقد أشرت إلى هذا كله في مشاركاتي السابقة هنا.
فلعلك تراجعه بارك الله فيك.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 12:50]ـ
يحسن بي وبالإخوة أن نستجلي معنى الفطرة من جهتين:
1 - معناها في النصوص أولها القرآن وثانيها السنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - معناها لغة، كمراجعة الصحاح أو القاموس أو المقاييس.
= = = = = = = = = = = =
وأما ما يمكن أن اسطره الآن بحسب ما يحضرني فهو كالتالي:
الفطرة من فطر الشيء أي ابتدأه وأنشأه، كما حصل لابن عباس عندما مر على أعرابيان يختصمان على بئر فقال أحدهما "أنا فطرتها". فالفطرة فيها معنى الأولية أو الحالة الابتدائية للنفس البشرية، قبل التعرض للعوارض والملابسات المتأخرة عنها، كما في حديث "أبواه يهودانه ... "، وغير ذلك مما يطرأ. ويصفها - للاستطراد ولكنه متعلق بما هنا - بعض الكتاب الغربيين بقولهم " pristine" ومعناها: أصلي، ابتدائي، محتفظ بنقائه الأصلي من غير فساد [انظر: المورد (2005) للبعلبكي]، وهو يطابق معناه في العربية. كما أن الفطرة لها لوازم، هي جملة الاستعدادت الأخلاقية والأدبية للنفس، ومنها ما ذكرتَ من السواك وسائر خصال الفطرة، فهي من الفطرة وليست هي الفطرة، أي أنها من آثار الفطرة، أو قل من آثار سلامة الفطرة، ولذلك تجد المنحرفين من الشواذ كالهيبيز والبنكس وغيرهم من أبعد الناس عن الأخذ من العانة والإبطين وتقليم الأظافر وسائر خصال الفطرة. فالفطرة إذا أطلقت فهي حالة الإنسان الابتدائية سواء من جهة الاستعدادات الأخلاقية (كآثار شبه حتمية لسلامة الفطرة) أو الاستعدادات الاعتقادية وهذا يتضمن القبول الطبيعي لفكرة التوحيد، وعلى رأس ذلك توحيد الربوبية لما يوجد بين هذا النوع من التوحيد والفطرة من الترابط الوثيق، فكل فطرة سليمة تؤمن بوجود الخالق، وأما توحيد الألوهية فهو من اللوازم الغير ذاتية، ومعنى غير ذاتية أي لايكمل بلا وحي رباني ورسالة إلهية تقيم الدليل وتذلل السبيل للعبادة الخالصة، لأن أكثر الناس يفشل في تحقيق مقتضى توحيد الربوبية الذي هو العبودية التامة للخالق بسبب ما يعتور الفطرة من جهة وبسبب جهل الإنسان بطريق العبادة الصحيح، ومنه الحديث (خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين)، ويدخل فيه شياطين الإنس والجن، ولا حظ هذا الترابط بين "الحنيفية" و "الفطرة"، سواء في الكتاب أو السنة، مما يدل على ضرورة الوقوف على معنى كلمة "الحنف" لغة واشتقاقاتها المتنوعة [1] لاستجلاء كافة المعاني المحتملة، فهي بمقارنتها للفظ "الفطرة" لم تأت من فراغ بل لابد أن يكون لها دلالة مكملة لمعنى الفطرة، فلتراجع ــ عن نفسي سوف أراجع معنى المفردتين في المعاجم المتاحة والنصوص وأقوال الأئمة من السلف والخلف ثم أرى كيف يؤديان بمجموعهما إلى معنى كلي موحد. [2]
= = = = = = = =
[1] وإن كان أصل معناها كما هو مشهور من الميل، وقد عبر الله عن نوعين من الميل: الميل الصحيح ويسمى "حنيفية" من الحنف، والميل الفاسد ويسمى "الإلحاد"، كمن يلحد في الله أسماء الله أو آياته.
[2] وللصنعاني كتاب "إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة"، كما لا يخفى، ومع ذلك تعرض لمباحث - لها تعلق بالفطرة - بعيدة عن حاجة المريد للاختصار، فقد تعرض للتحسين والتقبيح وتعرض للجبر والاختيار وغير ذلك.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 02:07]ـ
ما أخطأ يا أخي رحمك الله!
بل ابن عبد البر يقول بما تقول به، وأن الفطرة هي الاستسلام، لكنه لا يقبل أن تكون الفطرة هي الإسلام بمعنى الدين، وأما الإسلام بمعنى الاستسلام للصانع فهذا هو الحق.
وقد أشرت إلى هذا كله في مشاركاتي السابقة هنا.
فلعلك تراجعه بارك الله فيك.
بل أخطأ رحمه الله. وهذا واضح من سياق كلامه، حيث وضعه تعقيبا على من فسر (الفطرة) بـ (الإسلام) و (الدين القيم) وعلى من قال بإسلام الأطفال. ومنشأ الخطأ أن ابن عبد البر يفرق في المعنى بين (الإسلام) و بين (السلامة والاستقامة)، وهذا تفريق بلا فرق. قال شيخ الإسلام ابن تيمية معلقا:
قلت: الدلائل الدالة على أنه أراد: على فطرة الإسلام - كثيرة كألفاظ الحديث التي في الصحيح مثل قوله: (على الملة) (وعلى هذه الملة) ومثل قوله في حديث عياض بن حمار: [خلقت عبادي حنفاء كلهم] وفي لفظ [حنفاء مسلمين] ومثل تفسير أبي هريرة وغيره من رواة الحديث ذلك وهو أعلم بما سمعوا
وأيضا فإنه لو لم يكن المراد بالفطرة الإسلام لما سألوا عقب ذلك: (أرأيت من يموت من أطفال المشركين وهو صغير؟) لأنه لو لم يكن هناك ما يغير تلك الفطرة لم سألوه والعلم القديم وما يجري مجراه لا يتغير
وكذلك قوله: [فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه] بين فيه أنهم يغيرون الفطرة التي فطر الناس عليها
وأيضا فإنه شبه ذلك بالبهيمة التي تولد مجتمعة الخلق لا نقص فيه ثم تجدع بعد ذلك فعلم أن التغيير وارد على الفطرة السليمة التي ولد العبد عليها
وأيضا فإن الحديث مطابق للقرآن لقوله تعالى: {فطرة الله التي فطر الناس عليها} وهذا يعم جميع الناس فعلم أن الله فطر الناس كلهم على فطرته المذكورة وفطرة الله أضافها إليه إضافة مدح لا إضافة ذم فعلم أنها فطرة محمودة لا مذمومة
يبين ذلك أنه قال: {فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها} وهذا نصب على المصدر الذي دل عليه الفعل الأول عند سيبويه وأصحابه فدل على أن إقامة الوجه للدين حنيفا هو فطرة الله التي فطر الناس عليها كما في نظائره ومثل قوله: {كتاب الله عليكم} وقوله: {سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا} فهذا عندهم مصدر منصوب بفعل مضمر لازم إضماره دل عليه الفعل المتقدم كأنه قال: كتب الله ذلك عليكم وسن الله ذلك وكذلك هنا فطر الله الناس على ذلك: على إقامة الدين لله حنيفا وكذلك فسره السلف كما تقدم النقل عنهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 02:31]ـ
لتتميم الفائدة؛ قال شيخ الإسلام قال رحمه الله: "كل مولود يولد على الفطرة، ليس المراد به أنه حين ولدته أمه يكون عارفاً بالله موحداً له، بحيث يعقل ذلك. فإن الله يقول: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا}. ونحن نعلم بالاضطرار أن الطفل ليس عنده معرفة بهذا الأمر، ولكن ولادته على الفطرة تقتضي أن الفطرة تقتضي ذلك، وتستوجبه بحسبها. فكلما حصل فيه قوة العلم والإرادة حصل من معرفتها بربها ومحبتها له ما يناسب ذلك".
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 06:24]ـ
لتتميم الفائدة؛ قال شيخ الإسلام قال رحمه الله: "كل مولود يولد على الفطرة، ليس المراد به أنه حين ولدته أمه يكون عارفاً بالله موحداً له، بحيث يعقل ذلك. فإن الله يقول: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا}. ونحن نعلم بالاضطرار أن الطفل ليس عنده معرفة بهذا الأمر، ولكن ولادته على الفطرة تقتضي أن الفطرة تقتضي ذلك، وتستوجبه بحسبها. فكلما حصل فيه قوة العلم والإرادة حصل من معرفتها بربها ومحبتها له ما يناسب ذلك".
أخي الكريم - نضال - وفقك الله
هل تقصد أن الفطرة هي دين الإسلام؟
أم تقصد أن الفطرة مقتضية لدين الإسلام؟
ابن عبد البر - بارك الله فيك - يقول أن الفطرة مقتضية لدين الإسلام لكنها ليست هي الدين، وهذا هو نفسه قول شيخ الإسلام ابن تيمية و ابن القيم (وقد ساق مبحث ابن عبد البر في التمهيد بطوله في كتابه شفاء العليل).
وقد قلت قبل هذا:
ولا إشكال عندي سمها الفطرة سمها الحنيفية سمها الإسلام سمها ما شئت ولا مشاحة.
لكن ما المعنى الذي تقصده؟
هنا موطن النزاع
إن كنت تقصد بالحنيفية شهادة أن لا إله إلا الله والعمل بمقتضاها فراجع ما سقته في مشاركاتي السابقة تجد الإشكال الذي سيعترض قولك هذا.
وأكرر مرة أخرى الفطرة هي - وهو الراجح عندي وهو الذي رجحه شيخ الإسلام و اابن القيم و ابن عبد البر و ابن الأنباري وجعله مذهب أهل الحديث وغيرهم - أنها الإقرار بالصانع و الاستعداد لتلقي كل ما جاء عنه.
فمن كان عنده زيادة على هذا فليتحفنا.
فهل تراك موافقا لهذا المقتبس أعلاه أم مخالفا فيه - بارك الله فيك -؟
فإن كنت تقول بأن الفطرة هي الإسلام = الدين، فهذا يكون هو المتنازع فيه، ولا بأس أن نتناقش فيه لعل الله ينفعنا ويرزقنا فهما.
وإن كنت تقول أن الفطرة = الإقرار بالصانع + الاستعداد للتلقي عنه، فنحن متفقان، ولا علينا مما قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى، أخطأ فيه أم أصاب.
والله الموفق و الهادي سواء الصراط.
ودمتم لأخيكم جميعا مسددين.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 01:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عجبا ... كنت أظن أن الإشكال عندي وحدي فإذا بكم مثلي لا تكادون تجتمعون على رأي!!!!!
على كل حال من لديه تصور وفهم واضح للفطرة ـ وليس مجرد نقول ـ فليبين لنا ما هي الفطرة؟ بكلام واضح وواف وموجز.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 01:19]ـ
المقصود بالفطرة: أركان الإيمان الخمسة على وجه الإجمال.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 01:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عجبا ... كنت أظن أن الإشكال عندي وحدي فإذا بكم مثلي لا تكادون تجتمعون على رأي!!!!!
على كل حال من لديه تصور وفهم واضح للفطرة ـ وليس مجرد نقول ـ فليبين لنا ما هي الفطرة؟ بكلام واضح وواف وموجز.
جزاك الله خيرا. هل يمكنك تأمل مشاركتي والإفادة بما تصل إليه.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 01:50]ـ
الفطرة و العقل و الروح و غيرها من المفاهيم انما تدرك و تحس و لا أظن أن احدا يستطيع ايجاد تعريف مانع جامع لها و في ذلك وقع من الاختلاف بين الناس ما الله به عليم حتى وصلوا الى انكارها هربا من الاقرار بموجود محدود لا يحد
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 10:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرا لطول الغياب, وكنت قد وعدت بأن أشارك هنا إلا أني انشغلت بالمشاركة في مواضيع أخرى ثم انقطعت لمدة
(يُتْبَعُ)
(/)
الفطرة و العقل و الروح و غيرها من المفاهيم انما تدرك و تحس و لا أظن أن احدا يستطيع ايجاد تعريف مانع جامع لها و في ذلك وقع من الاختلاف بين الناس ما الله به عليم حتى وصلوا الى انكارها هربا من الاقرار بموجود محدود لا يحد
أرى أن العودة لما بينه الله تعالى في معنى الفطرة في كتابه الكريم وما بينه النبي الفصيح صلى الله عليه وسلم في سنته أسلم مما كُتب من تفاصيل.
قال الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسير قوله تعالى ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)) من كتابه التنوير والتحرير:
((فطرة الله)) بدل من ((حنيفاً)) بدل اشتمال فهو في معنى الحال من ((الدين)) أيضاً وهو حال ثانية فإن الحال كالخبر تتعدد بدون عطف على التحقيق عند النحاة. وهذا أحسن لأنه أصرح في إفادة أن هذا الدين مختص بوصفين هما: التبرؤ من الإشراك، وموافقتُه الفطرة، فيفيد أنه دين سمح سهل لا عنت فيه. ونظيره قوله تعالى ((ولم يجعل له عِوجاً قيّماً)) , أي الدين الذي هو فطرة الله لأن التوحيد هو الفطرة، والإشراك تبديلٌ للفطرة. اهـ
والمعنى الصحيح للفطرة هو الحنيفية, وقبل التوضيح نعرج على أقوال أهل العلم في معنى الفطرة:
فمنهم من فسرها بمعنى السلامة التبي ليس معها كفر ولا ايمان,
ومنهم من فسرها بمعنى البداءة, ومنهم من فسرها بمعنى الإسلام, ومنهم من قال أن الفطرة هي ما فطر الله عليه من الانكار والمعرفة والكفر والايمان, ومنهم من فسرها بمعنى معرفة الصانع.
- فاعترض على من فسرها بمعنى السلامة التي ليس معها كفر ولا ايمان بأن قوله تعالى: ((فطرة الله التي فطر الناس عليها)) فيها مدح, خلاف قولهم الذي سووا به بين المدح والذم.
وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة) يعارض هذا المذهب ولو كان كما قاله أهل هذا المذهب لكان ينبغي أن يقال: فأبواه يسلمناه أو يهودانه ... راجع كتاب درء التعارض لابن تيمية المجلد الثامن.
- أما من فسرها بمعنى البداءة, أي بمعنى" أن الله ابتدأهم للحياة والموت والشقاء والسعادة، وكل ما سبق في علم الله مما يصيرون إليه عند البلوغ أو عند العاقبة، فمن ابتدأ الله خلقه للضلالة والشقاء صيّره إلى ذلك وإن عمل بأعمال أهل السعادة، ومن ابتدأ الله خلقه على السعادة والهدى صيّره إلى ذلك وإن عمل بأعمال أهل الضلالة. وجعلوا من أمارات الشقاوة للطفل أن يولد لأبوين يهوديين أو نصرانيين فيحملانه على اعتقاد دينهما أو يعلّمانه إيّاه أو يموت قبل أن يعقل ويعتقد غير دين والديه فيحكم له بحكمهما". (التمهيد: 18/ 78).
فأجيب بأن أصحاب هذا القول خالفوا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه) لأنهم جعلوا تهويدهم أو تنصيرهم من الفطرة التي ولدوا عليها على حسب قولهم, فالمولود يبتدأ خلقه على سعادة أو شقاء فلا معنى لفعل الأبوين إذن لأنه ولد على هذه البداءة.
ولوكان المولود يولد على ما يصير إليه من الشقاوة أو السعادة، لما كان للأبوين أي تغيير، لأن ما سبق به القدر لا يتغير ولا يتبدل، وهذا ينافي ما ثبت لهما من التغيير.
وكذا قول الله تعالى: ((فطرة الله التي فطر الله عليها)) تعارض هذا القول وتبين أن الفطرة شيء محمود بيد أن التهويد والتنصير مذموم.
- أما قول من قال بأن الفطرة هي ما فطر الله عليه من الانكار والمعرفة والكفر والايمان فهذا من أضعف الأقوال وإن كان قائله إنما قاله ردا على القدرية.
- أما من فسرها بمعنى الإسلام فالجواب من وجوه:
فإن كان معناها الاسلام الكامل بأحكامه فهذا خطأ لأن الصبي ليس له القدرة في التمييز والتوصل إلى الاسلام لوحده, وقد ولد ولا يعلم شيئا كما قال الله تعالى: ((وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا))
(يُتْبَعُ)
(/)
والصبي إذا ولد على فطرة الاسلام هل هذا يعني يكون مسلما كامل الاسلام؟ ذهب إلى هذا الإمام ابن شهاب الزهري وغيره حيث حكم بإسلام أولاد المشركين, لكن الصواب أن أحكام الصبي تبعا لأبويه في الدنيا أما في الآخرة فنعتقد بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: (الله أعلم بما كانوا عاملين) , لا نعلم هل هم من أهل الجنة أو خدم أهل الجنة كما ورد في بعض الأخبار أو من أهل النار فهم في علم الله تعالى, وأنا على هذا القول أنهم في علم الله تعالى. وهذا في من مات دون البلوغ من أولاد المشركين بالطبع.
وقد اعترض البعض على هذا القول بأن الناس كلهم قد أقيمت عليهم الحجة بآية الميثاق, وأجيب بأن الصبي ليس مكلفا ولا يعذب الله تعالى الناس حتى يبعث رسولا كما في الآية, وبالتالي فالصبي ليس مكلفا ولم تبلغه الحجة إذ لم يبلغ سن التمييز.
- أما من فسرها بمعنى معرفة الصانع فإن اليهود والنصارى بل والمشركين يقرون بالصانع ولم يجحدوا ربوبيته وبالتالي لا معنى لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فأبواه يهودانه أو ينصرانه) فتبين أن الفطرة أشمل من معرفة الصانع لأن اليهود والنصارى وإن كانوا مقرين بربوبية الله إلا أنهم يشركون بعبادته تعالى.
ولا ينكرون وجود الله تعالى إلا ملاحدة العصر من غباوتهم وحماقتهم وهم بذلك يتخبطون في حرب مع وجدانهم لأنه محال.
- والقول الأصح في معنى الفطرة مبين في قول الله تعالى: ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)) وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) وكذا قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تعالى: (إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين, فحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا) ومن المعلوم أن الشياطين هنا قد تكون جنا أو إنسا.
وبقي المعنى الشرعي الصحيح للحنيفية وهو السلامة من الشرك والميل إلى محبة الصانع وعبادته والتهيؤ لتنفيد أوامره والانتهاء من نواهيه. وأكيد الاقرار بالصانع داخل في معنى الحنيفية.
والحنيفية هي الإسلام وهو الدين القيم.
وهذه الفطرة واحدة لا تتغير إلا إن طرأ تغيير من الخارج سواء من شياطين الجن أو الانس, فلو ترك سالما من الإغواء لاهتدى بإذن الله تعالى إلى فطرته واتبع الدين الحق.
فلا يوجد أحد في منأى عن الشياطين إلا من اجتباه الله تعالى وهداه إلى الاسلام, وقد أقسم الشيطان لعنه الله أن لا يترك أحدا إلا عباد الله المخلصين أي الذين اختارهم الله واجتباهم وهداهم إلى الصراط المستقيم.
والله تعالى أعلم.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 10:49]ـ
ولقد حدثني أحد الإخوة وكان ملحدا من أهل أوروبا ثم أسلم بفضل الله تعالى أنه مرات كان يحب الذهاب إلى البراري للتأمل في جمال الطبيعة واستنشاق النسيم العليل ففجأة خطر في باله شيء غريب وهو أن عظمة هذه الطبيعة ونظامها المحكم وكذا نظام الكواكب والمجرات التي تسبح في الفضاء الهائل محال أن تأتي بالصدفة هكذا, علماء البشر العظام والعباقرة يصنعون أجهزة ومحركات بالغة الدقة ويبدعون في ذلك ومع هذا يطرأ فيها الخلل وينتهي بها الأمر إلى القدم والفساد , أما هذه الطبيعة وما في الفضاء مصنوع بدقة وبعظمة لا تتصور, و لا يطرأ فيها خلل لمدة لا متناهية. فمحال أن يكون كل هذا بلا صانع, فأصبحت أحب هذا الصانع وأحب الخضوع له ولو لم أعرفه وسرعان ما اهتديت بأن الصانع إنما صنع هذا لنا نحن البشر لأمر ما وليس هكذا باطلا. وبعد مدة طويلة من البحث اهتدى إلى دين الاسلام , وكان قد ابتدأ البحث في ديانات الشرق الأقصى ثم المسيحية واليهودية وفي الأخير كان الإسلام فعلم أن الإسلام وافق ما تعرف عليه في تلك الجلسة وبالتالي وافق الإسلام فطرته, وهو الآن من أنشط الدعاة إلى الله تعالى.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 10:55]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك قصة أخرى جديرة بالاهتمام حدثنيها أحد الأصدقاء الثقات إن شاء الله تعالى, وهي أن رجلا من الملاحدة الملعونين أراد مناظرة مسلم -كان ينكر علو الله تعالى- أمام جمع من الجامعيين فيه المسلمون والمسيحيون واللا دينيون,
فقال له الملحد: تزعم أن هناك إله يعبد فلا نريد منك ألغازا فإنه إن كان ما تعتقده في وجود الرب حقيقة فالجواب سهل جدا فأين ربك الذي تعبده لأننا قوم نؤمن بالمحسوس ولا نؤمن بالخيال؟
قال المسلم: لا نقول هذا فإن الله موجود وتعرفه من خلال مخلوقاته فالمصنوعات تدل على صانعها, لكننا لا نعين له مكانا إذ هو بلا مكان لا حد له ولا حيز ولا جهة ولا فوق ولا تحت ولا داخل العالم ولا خارجه.
فقاطع الملحد المسلم وقال له ضاحكا وساخرا منه: ما أثبت شيئا! ما هذا الكلام؟ فما الدليل على أن هذه المصنوعات من صانع واحد أو أكثر أو ربما جاءت صدفة وبالتطور!
وغضب المسلمون الموجودون في القاعة وحاول إقناعه وإفحامه لكن الملحد ركز على المكان فكر المسلم خاسرا راجعا مطأطأ الرأس.
ثم قام أحد من السلمين الذين في القاعة أراد إلجام الملحد الذي يكره الإسلام ويسخر من المسلمين خاصة والنصارى أيضا فقال له: أنا لست من أعلم الناس في هذا الباب لكن أريد أن أسألك: تخيل أنك في مأزق أو أنك في هول عظيم أو أنك سقطت في بحر مظلم تكاد تغرق ولا يوجد من يساعدك فماذا يأتي في ذهنك في تلك الساعة الحرجة جدا؟
توقف الملحد فلم يجب واكتفى بقول: لا أدري.
فقال المسلم: كلمة "لا أدري" ليست من قواميسك فقد حدت عن الجواب!
قال الملحد: لم يحصل لي ما قلته لي.
فالتفت المسلم إلى الجمع وقال: من منكم معشر الملاحدة وقع في هول أو مأزق لم يجد من يساعده وكاد أن يموت, فتعجب الناس فقال المسلم: أكيد أنه إذا وقع لأحد منكم هذا يأتيه إحساس في داخله أن هناك قوة يريد اللجوء إليها ويلتفت بقلبه أو بحسه إلى فوق! ولا ينكر أحد هذا إلا من أراد مناقضة مشاعره.
فالتزم الناس الصمت حتى الملحد المناظر.
قال المسلم للملحد المناظر: إذا وقعت في الهول الذي ذكرته لك فستعلم حينها أن لك خالق صانع واحد لهذا الكون تلتجئ إليه حين البأس فلا تلتفت حينها إلا إلى السماء وتطلب منه المساعدة فليس من اختيارك وإنما الفطرة التي فطر الناس عليها ظهرت في ذلك الحين وحينها تعرف أن ربك موجود بذاته فوق الكون محيط به.
فسكت الناس – ربما انشغلوا في محاولة تصور ما قاله لهم المسلم الثاني- واستغل سكوتهم بمواصلة كلامه وقال للملحد المناظر:
فإن قلت لا أراه أقول لك: فإنك لا ترى الكون بكامله أنت في أصغر الكواكب التي في أصغر المجموعات التي هي في أصغر المجرات فهل رأيت المجرات الأخرى مع أنك تؤمن بوجودها بدون أن تراها وتؤمن بأنها عظيمة جدا تدل على عظمة صانعها ولا يكون إلا فوقها ومحيط بها وأعظم منها, بل الكثير من الأشياء العظيمة خارج عالمنا لا تراها لكن قد تؤمن بها إن ظهرت أماراتها, بل الكثير من خبايا الأرض لم تكتشف بعد, كما في القطب الجنوبي والربع الخالي وأدغال الأمازون وسيبيريا وقد تؤمن بها إن ظهرت لك أماراتها, ولا يعلم هذه الأشياء الخفية عنك إلا صانعها فما بالك بما هو محيط بنا ولا نراه؟
فهل هناك أعظم أمارة من وجود الله تعالى, فلا ينكر هذا إلا من صدته الشياطين عن الطريق, أظن أن كلامي واضح وليس مشفرا!
هنالك ألجم الملحد الخبيث ولم يجب, وانشغل الناس بكلام المسلم, وحدثني صاحبي أن ذاك الملحد توقف حينها من السخرية إلا نادرا وأصبح لا يرفع رأسه قبالة وجه المسلم الثاني.
وهاتين المشاركتين ما هما إلا من اللطائف أرجو أن تكون موافقة للموضوع.
وصلى الله على محمد وعلى أله وصحبه.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 11:19]ـ
.وبقي المعنى الشرعي الصحيح للحنيفية وهو السلامة من الشرك والميل إلى محبة الصانع وعبادته والتهيؤ لتنفيد أوامره والانتهاء من نواهيه. وأكيد الاقرار بالصانع داخل في معنى الحنيفية.
بارك الله فيك هذا ما دندنت حوله منذ البداية، وهي باختصار = الإقرار بالصانع مع الاستعداد للتلقي عنه.
وهنا سؤال لك أيها الفاضل: كيف جعلت السلامة من الشرك من الفطرة؟
أقول:
إنك بهذا تجعل من الفطرة توحيد الألوهية.!
فهل تلتزم هذا؟
ثم قولك:
فإن كان معناها الاسلام الكامل بأحكامه فهذا خطأ لأن الصبي ليس له القدرة في التمييز والتوصل إلى الاسلام لوحده, وقد ولد ولا يعلم شيئا كما قال الله تعالى: ((وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا))
والصبي إذا ولد على فطرة الاسلام هل هذا يعني يكون مسلما كامل الاسلام؟ ذهب إلى هذا الإمام ابن شهاب الزهري وغيره حيث حكم بإسلام أولاد المشركين, لكن الصواب أن أحكام الصبي تبعا لأبويه في الدنيا أما في الآخرة فنعتقد بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: (الله أعلم بما كانوا عاملين) , لا نعلم هل هم من أهل الجنة أو خدم أهل الجنة كما ورد في بعض الأخبار أو من أهل النار فهم في علم الله تعالى وأنا على هذا القول أنهم في علم الله تعالى. وهذا في من مات دون البلوغ من أولاد المشركين بالطبع.
وقد اعترض البعض على هذا القول بأن الناس كلهم قد أقيمت عليهم الحجة بآية الميثاق وأجيب بأن الصبي ليس مكلف ولا يعذب الله تعالى الناس حتى يبعث رسولا كما في الآية, وبالتالي فالصبي ليس مكلفا ولم تبلغه الحجة إذ لم يبلغ سن التمييز
وقولك هنا:
والحنيفية هي الإسلام وهو الدين القيم.
وهذه الفطرة واحدة لا تتغير إلا إن طرأ تغيير من الخارج سواء من شاطين الجن أو الانس, فلو ترك سالما من الإغواء لاهتدى بإذن الله تعالى إلى فطرته واتبع الدين الحق.
ألا ترى بينهما تنافرا بل تناقضا؟!
وأما نقلك هذا:
قال المسلم: لا نقول هذا فإن الله موجود وتعرفه من خلال مخلوقاته فالمصنوعات تدل على صانعها, لكننا لا نعين له مكانا إذ هو بلا مكان لا حد له ولا حيز ولا جهة ولا فوق ولا تحت ولا داخل العالم ولا خارجه.
فهل رأيت هذا قبل أن تنقله فأقررته، أم أنك غفلت عنه؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 12:23]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل الأثري على التعقيب, واعذرني لطول غيابي وكنت قد وعدتك أنت بالذات بالمشاركة فحصل ما حصل.
أولا لنتفق على أن الفطرة معناها الحنيفية, وهذا لا شك فيه كما بينه الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم بكلام واضح.
وإذا كان الخلاف بيننا في معنى الحنيفية أنقل لك تعريف أهل العلم للحنيفية ومدى ترابطها بالفطرة التي فطر الناس عليها:
قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري:
فسدد وجهك واستمر على الدين الذي شرعه الله لك من الحنيفية ملة إبراهيم, الذي هداك الله لها وكملها لك غاية الكمال, وأنت مع ذلك لازم فطرتك السليمة التي فطر الله الخلق عليها, فإنه تعالى فطر خلقه على معرفته وتوحيده وأنه لا إله غيره - أي لا معبود غيره-.اهـ
قال الإمام ابن عثيمين:
والحنيفية هي الملة المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص لله عز وجل.
ولاحظ قوله:" الإخلاص لله تعالى" و يعني ذلك الخضوع له وعدم عبادة أحد غيره. فلا يكفي أن نقول الإقرار بربوبيته يا أخي فإن هذا مما شاركنا فيه غيرنا.
وكذا قولك الاستعداد للتلقي عنه لا يكون إلا بالإخلاص , فلم لا توضح ولا تأتي بالتعريف الشامل الواضح لمعنى الحنيفية.
أما اعتراضك في أن السلامة من الشرك ليس من الفطرة, فكيف نفسر قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تعالى: (إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين فحرمت عليهم ما أحللت لهم, وأمروهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا)؟
فخلقهم حنفاء يعني فطرهم الله على الحنيفية. سالمين من الشرك وإنما أشركوا بأمر من الشياطين فبدلوا فطرتهم. فكيف تعترض وتقول السلامة من الشرك ليست من الفطرة؟
هذا خطأ وخلاف الصحيح وما عليه جمهور أهل العلم والمفسرون في التعريف الشرعي لمعنى الحنيفية.
ولا يلزم بقولي أن السلامة من الشرك يعني توحيد الألوهية بمعنى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له والإتيان بأوامره والانتهاء من نواهيه, وإنما السلامة من الشرك التي هي من الفطرة معناها الخضوع له وحده بإخلاص والتهيؤ لعبادة الله تعالى وحده لا شريك له, ففرق بين هذا وهذا بارك الله فيك.
أما ما ظهر لك من تناقض في تعرفي للحنيفية بمعنى الإسلام, فأنت تعلم وأعلم مني بأن من معاني الإسلام الانقياد والاستسلام والإخلاص لله تعالى وهذا معنى الحنيفية تماما.
وإنما نفيت بأن الفطرة معناها الإسلام الكامل بأحكامه وأوامره ونواهيه واستبعدته وبينت السبب.
وكنت أخشى أن يساء الفهم وقد حصل بالفعل.
أما ما استشكل عليك في ما نقلت عن الصديق فلم أفهم مرادك ليتك توضح أحسن الله إليك!
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 01:44]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل الأثري على التعقيب, واعذرني لطول غيابي وكنت قد وعدتك أنت بالذات بالمشاركة فحصل ما حصل.
لا بأس عليك أيها الأخ الكريم
أولا لنتفق على أن الفطرة معناها الحنيفية, وهذا لا شك فيه كما بينه الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم بكلام واضح.
لتكن هي الحنيفية أو الإسلام أو ماشئت بعد، لكن المعنى هو غايتنا وإلا فالفطرة هي الفطرة!!
وإذا كان الخلاف بيننا في معنى الحنيفية أنقل لك تعريف أهل العلم للحنيفية ومدى ترابطها بالفطرة التي فطر الناس عليها:
قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري:
فسدد وجهك واستمر على الدين الذي شرعه الله لك من الحنيفية ملة إبراهيم, الذي هداك الله لها وكملها لك غاية الكمال, وأنت مع ذلك لازم فطرتك السليمة التي فطر الله الخلق عليها, فإنه تعالى فطر خلقه على معرفته وتوحيده وأنه لا إله غيره - أي لا معبود غيره-.اهـ
هذا خطأ، فأنت الآن ما عدت تبحث في معنى الفطرة وإنما في معنى الحنيفية.
ثم تأمل كلام ابن جرير هنا، وارجع فيه النظر يتبين لك أنه يتحدث عن الدين الذي شرعه الله، وهذا شيء زائد عن الفطرة.
قال الإمام ابن عثيمين:
والحنيفية هي الملة المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص لله عز وجل.
ولاحظ قوله:" الإخلاص لله تعالى" و يعني ذلك الخضوع له وعدم عبادة أحد غيره. فلا يكفي أن نقول الإقرار بربوبيته يا أخي فإن هذا مما شاركنا فيه غيرنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذا قولك الاستعداد للتلقي عنه لا يكون إلا بالإخلاص , فلم لا توضح ولا تأتي بالتعريف الشامل الواضح لمعنى الحنيفية.
قال الإمام ابن عثيمين:
والحنيفية هي الملة المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص لله عز وجل.
ولاحظ قوله:" الإخلاص لله تعالى" و يعني ذلك الخضوع له وعدم عبادة أحد غيره. فلا يكفي أن نقول الإقرار بربوبيته يا أخي فإن هذا مما شاركنا فيه غيرنا.
وكذا قولك الاستعداد للتلقي عنه لا يكون إلا بالإخلاص , فلم لا توضح ولا تأتي بالتعريف الشامل الواضح لمعنى الحنيفية.
أما اعتراضك في أن السلامة من الشرك ليس من الفطرة, فكيف نفسر قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تعالى: (إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين فحرمت عليهم ما أحللت لهم, وأمروهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا)؟
فخلقهم حنفاء يعني فطرهم الله على الحنيفية. سالمين من الشرك وإنما أشركوا بأمر من الشياطين فبدلوا فطرتهم. فكيف تعترض وتقول السلامة من الشرك ليست من الفطرة؟
هذا خطأ وخلاف الصحيح وما عليه جمهور أهل العلم والمفسرون في التعريف الشرعي لمعنى الحنيفية.
أنا لم أكتف بالإقرار بالربوبية، بل قلت هي الإقرار بالربوبية و الاستعداد (فقط الاستعداد للتلقي عن الله) وهذا الأخير لا يتم إلا ببعثة الرسل.
أما ما دمت تجعل توحيد الربوبية من الفطرة.
فقل لي:
لو وجدت رجلا يدعو الحسين أو الشاذلي، فقلت له: هذا شرك.
سيقول: لم؟
تقول: لأن الله أمرنا أن نفرده بالعبادة.
سيقول: أنا لا أعبدهم، أنا فقط أدعوهم.
تقول: الدعاء عبادة.
يقول: لم؟
تقول: لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال كما في حديث النعمان بن بشير عند أبي داود والترمذي: " الدعاء هو العبادة " ولأن الله تعالى قال " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين" فسمى الدعاء عبادة.
وكذلك أخبر الله تعالى عن إبراهيم في سورة مريم " قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله" فسمى الدعاء عبادة .......
فلاحظ هنا أنك تستدل، تقول أنه لابد من إفراد الله تعالى بالعبادة، ثم تبين أن هذا الفعل عبادة.!
والناس حين يريدون قضاء حاجة من ملك من ملوك الأرض، يتوسلون ويتوسطون بوسيلة وواسطة من مقربين من هذا الملك يكونون من خاصته ممن يحبهم.
فقاسوا هذا على ملك الملوك جل جلاله!
هل هذا كلام منكر من جهة العقل؟
طبعا، لا
وليس هذا القياس منكرا أيضا، فإن النبي صلى الله عليه و سلم قال كما في حديث سعيد بن يزيد الأزدي عند الطبراني في الكبير والبيهقي في الشعب: " أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه و سلم: أوصني، فقال: " أوصيك بتقوى الله وأن تستحي من الله كما تستحي رجلا صالحا من قومك " أو كما قال صلى الله عليه و سلم.
فهذا القياس غير مستشنع في العقل.
فيأتي آت من الناس فيقول: أنا سأتخذ واسطة أتقرب بها إلى الله عز وجل، فأطلب من هذه الواسطة، والواسطة تطلب من الله تعالى ...
هذا شرك مخرج من الملة.
لكن ما الذي دل عليه.؟ ,,,,,,,, أدلة الكتاب و السنة = الأدلة السمعية.
فنستخلص من هذا أنه حتى لو كنت مقرا بالأولهية وبأحقية الله بالعبادة وأنه لا معبود بحق إلا الله، فأنت مفتقر إلى معرفة أنواع العبادة وما يدخل فيها وما يخرج عنها، وجمهور ذلك وأغلبه يدل عليه السمع لا العقل.
فتأمل هذا فإنه فارق!
ثم أعود فأقول:
الفطرة لا تحتمل إلا أن الله فطر الإنسان على توحيد الصانع مع الاستعداد للتلقي عنه والانقياد لما جاء منه.
ثم هناك ما يعرف ببديهة العقل، وهناك ما يعرف بنظر العقل، وهناك ما يحتاج في معرفته للسمع.
وأهل السنة يقولون أن الله يعرف ببداهة العقل وما بقي يحتاج إلى السمع.
وأما المعتزلة فقالوا: هناك أشياء أخرى معروفة بداهة، كقبح الكفر مثلا، وهناك ما هو معروف بنظر العقل كشكر المنعم تعالى، فهذا واجب عندهم من جهة النظر العقلي.
وهذا يقود لمبحث التحسين و التقبيح العقليين .. فأرى أن أقف هنا.
وأتمنى أن يكون مرادي واضحا مما قدمت.
ثم قلت:
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يلزم بقولي أن السلامة من الشرك يعني توحيد الألوهية بمعنى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له والإتيان بأوامره والانتهاء من نواهيه, وإنما السلامة من الشرك التي هي من الفطرة معناها الخضوع له وحده بإخلاص والتهيؤ لعبادة الله تعالى وحده لا شريك له, ففرق بين هذا وهذا بارك الله فيك.
اعلم وفقني الله وإياك أن هذا الكلام يحمل صوابا وخطأ.
وحتى لا أثقل عليك بطلبي منك تجلية مرادك كل مرة أقول:
أولا: ليعلم إخواني أن المسألة دقيقة، وليست من واضحات المسائل كما يتصور كثيرون ممن أدلوا وممن لم يدلوا بدلائهم هنا.
ثانيا: أن الخضوع لله تعالى، ولغيره معه، شرك دل عليه السمع، لكنه عقلا غير مستقبح كما هو مذهب أهل السنة خلافا للمعتزلة.
وقد نقل الزركشي عن علماء الأمصار كمالك و الشافعي وأحمد و الثوري والأوزاعي وأبي ثور، وهو مذهب أهل الظاهر - وإن لم ينقله الزركشي، كما هو مدون في الإحكام و المحلى لابن حزم -، " ومن لم يتمعزل من الحنفية " - وهذه عبارة الزركشي التي نقلها عن ابن برهان وغيره، = كل أولئك مذهبهم: أن الإنسان ليس مكلفا بشيء أصلا حتى ولا مسائل الإيمان، بل كل ذلك موقوف على الأدلة السمعية.
فما هو الموجود حينئذ في فطرة الإنسان؟
الموجود هو = استحسان ما استحسنه الشرع واستقباح ما استقبحه، مع التسليم بأن الشرع يجوز أن يأتي بتقبيح الأشياء التي ورد باستحسانها.
فالموجود في فطرة الإنسان _ أكرر _ هو استعداده للتلقي من الصانع جل وعلا الذي هو مقر به.
=== هذا هو مذهب أئمة الأمصار كما نقل عنهم الزركشي في البحر المحيط: (1/ 136 - 154).
وانظر كلام ابن القيم في مدارج السالكين: (1/ 254) وفي مفتاح دار السعادة (2/ 7).
وابن حزم في الإحكام (1/ 52 - 59).
أما ما ظهر لك من تناقض في تعرفي للحنيفية بمعنى الإسلام, فأنت تعلم وأعلم مني بأن من معاني الإسلام الانقياد والاستسلام والإخلاص لله تعالى وهذا معنى الحنيفية تماما.
وإنما نفيت بأن الفطرة معناها الإسلام الكامل بأحكامه وأوامره ونواهيه واستبعدته وبينت السبب.
وكنت أخشى أن يساء الفهم وقد حصل بالفعل.
إذا حذفت: " الإخلاص " فأنا موافق، لما سبق من بيان ولا مانع عندي من أن أزيد بيانا.
أما ما استشكل عليك في ما نقلت عن الصديق فلم أفهم مرادك ليتك توضح أحسن الله إليك!
أتقصد أنك لا تعلم ما يعنيه ما كتبته هنا:
قال المسلم: لا نقول هذا فإن الله موجود وتعرفه من خلال مخلوقاته فالمصنوعات تدل على صانعها, لكننا لا نعين له مكانا إذ هو بلا مكان لا حد له ولا حيز ولا جهة ولا فوق ولا تحت ولا داخل العالم ولا خارجه.
!!
عجبي لك يا أحمد يا أبا المنذر!
يعني أنت لا ترى إشكالا أن نقول أن الله بلا مكان، بل بلا جهة، بل تحديدا بلا فوق، بل ما هو أدهى وأمر = لا داخل العالم و لا خارجه.؟
الله المستعان إذن.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 02:18]ـ
!!
عجبي لك يا أحمد يا أبا المنذر!
يعني أنت لا ترى إشكالا أن نقول أن الله بلا مكان، بل بلا جهة، بل تحديدا بلا فوق، بل ما هو أدهى وأمر = لا داخل العالم و لا خارجه.؟
الله المستعان إذن.
(ابتسامة)
أبدأ مما انتهيت به وأقول: غفر الله لي ولك, لست غافلا فيما أنقل ولم أنقل هذه الرواية إلا لما علمت أنها موافقة للموضوع وزيادة.
وإني سائلك زادك الله علما ونفع بك: هل قرأت القصة كاملة واستنبطت الفوائد الجمة منها أم ألفت انتباهك تلك الفقرة فقط؟
لو تمعنت النظر في القصة التي هي واقعية - خلافا ... - وتدبرتها جيدا علمت أنك أسأت الفهم.
وقد تعمدت ذكر القصة في هذا الموضوع لما فيه من فوائد زائدة لمعنى الفطرة وما يدخل فيها, وما يبين دور الفطرة في العقيدة الصحيحة.
وقد تمنيت لو أنك وغيرك ممن أنتظر انتباههم! يذكر لنا فوائد القصة, وأرجو منك أن لا تتعجل, وأعد النظر فيها لعل الضباب ينقشع, ويزيل الإشكال إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 02:28]ـ
(ابتسامة)
أبدأ مما انتهيت به وأقول: غفر الله لي ولك, لست غافلا فيما أنقل ولم أنقل هذه الرواية إلا لما علمت أنها موافقة للموضوع وزيادة.
وإني سائلك زادك الله علما ونفع بك: هل قرأت القصة كاملة واستنبطت الفوائد الجمة منها أم ألفت انتباهك تلك الفقرة فقط؟
لو تمعنت النظر في القصة التي هي واقعية - خلافا ... - وتدبرتها جيدا علمت أنك أسأت الفهم.
وقد تعمدت ذكر القصة في هذا الموضوع لما فيه من فوائد زائدة لمعنى الفطرة وما يدخل فيها, وما يبين دور الفطرة في العقيدة الصحيحة.
وقد تمنيت لو أنك وغيرك ممن أنتظر انتباههم! يذكر لنا فوائد القصة, وأرجو منك أن لا تتعجل, وأعد النظر فيها لعل الضباب ينقشع, ويزيل الإشكال إن شاء الله تعالى.
معذرة إليك أخي الكريم، ما انتبهت لما كتبته في القصة كاملا.
وقد زال الإشكال بقرائتها، ولعلك تقبل عذري فالخاطر مشغول بإخوان لنا يقتلون أن يقولوا ربنا الله.
اللهم انصر الإسلام و المسلمين و أذل الشرك و المشركين، اللهم عليك باليهود وأعوانهم والنصارى وأنصارهم والحداثيين و العلمانيين و أذنابهم، اللهم أحصهم عددا و اقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا عاجلا غير آجل يا رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 03:13]ـ
آمين
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 03:39]ـ
أبو جهاد،
أبو هلا،
تصوري لمعنى (الفطرة) واضح إن شاء الله، ولا أجد فيه إشكالا والحمد لله، وهو بمجمله وتفصيله موافق لكلام ابن تيمية في كل المواضيع، ولا أرى أي مصادفة بين هذا التصور الواضح وبين الآيات والأحاديث. لكن المشكلة أن تواجدي بالألوكة ليس كثيرا، فاعذروني على التأخر في الإجابة.
الفطرة = الحنيفية = الإسلام = الدين القيم = الاعتراف والإنابة = الحب والعبادة.
لكن؛ انتبهوا. . . إن فطرة كا أحد بحسبه.
حنيفية كل أحد بحسبة
إسلام كل أحد بحسبة
دين كل أحد بحسبة
الاعتراف والإنابة من كل أحد بحسبه
الحب والعبادة من كل أحد بحسبه.
فإسلام الرضيع بحسبه، وإسلام الطفل بحسبه، وإسلام البالغ المكلف بحسبه
وإسلام العامي بحسبه، وإسلام العالم بحسبه، وإسلام الصحابة والأنبياء بحسبهم.
واضح يا إخواننا؟ ما بقي عندكم من إشكال؟ الله المستعان.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 03:58]ـ
أخي الكريم أحسن الله إليك, قولك:
اعلم وفقني الله وإياك أن هذا الكلام يحمل صوابا وخطأ.
وحتى لا أثقل عليك بطلبي منك تجلية مرادك كل مرة أقول:
أولا: ليعلم إخواني أن المسألة دقيقة، وليست من واضحات المسائل كما يتصور كثيرون ممن أدلوا وممن لم يدلوا بدلائهم هنا.
ثانيا: أن الخضوع لله تعالى، ولغيره معه، شرك دل عليه السمع، لكنه عقلا غير مستقبح كما هو مذهب أهل السنة خلافا للمعتزلة.
سبحان الله!
هذا الكلام ليس له علاقة بموضوع البحث, ثم إني لم أقل: "الخضوع لله, ولغيره معه" وإنما قلت: "الخضوع له وحده" وأنت ما شاء الله قد لونتها.
أما أن الخضوع لغير الله معه مستقبح أو غير مستقبح عقلا فلا علاقة له بالفطرة البتة, وكذلك ما مثلت به عن الذي يدعو مع الله وليا واستنتاجك لها فالقول نفسه كما في مسألة الخضوع لغير الله معه أي لا علاقة له بالفطرة, وقولي بأن التبرؤ من الشرك أو قولي بأن السلامة من الشرك هي من الفطرة يغني عن تلك النقول والأمثلة, فلا إشكال في هذا بارك الله فيك.
وقد نقل الزركشي عن علماء الأمصار كمالك و الشافعي وأحمد و الثوري والأوزاعي وأبي ثور، وهو مذهب أهل الظاهر - وإن لم ينقله الزركشي، كما هو مدون في الإحكام و المحلى لابن حزم -، " ومن لم يتمعزل من الحنفية " - وهذه عبارة الزركشي التي نقلها عن ابن برهان وغيره، = كل أولئك مذهبهم: أن الإنسان ليس مكلفا بشيء أصلا حتى ولا مسائل الإيمان، بل كل ذلك موقوف على الأدلة السمعية.
فما هو الموجود حينئذ في فطرة الإنسان؟
الموجود هو = استحسان ما استحسنه الشرع واستقباح ما استقبحه، مع التسليم بأن الشرع يجوز أن يأتي بتقبيح الأشياء التي ورد باستحسانها.
فالموجود في فطرة الإنسان _ أكرر _ هو استعداده للتلقي من الصانع جل وعلا الذي هو مقر به.
=== هذا هو مذهب أئمة الأمصار كما نقل عنهم الزركشي في البحر المحيط: (1/ 136 - 154).
وانظر كلام ابن القيم في مدارج السالكين: (1/ 254) وفي مفتاح دار السعادة (2/ 7).
وابن حزم في الإحكام (1/ 52 - 59).
ونقولك هذه تشتت الموضوع, ولا تفي بالغرض, وقد بينت لك غير مرة أن من الفطرة التبرؤ من الشرك والتهيؤ لعبادة الله تعالى مخلصا له الدين, وبالتالي طاعته في ما أمر ونهى. فلست أعلم لم تجعل معنى الفطرة منحصرا في الاقرار بالله تعالى والاستعداد للتلقي عنه مع أن التبرؤ من الشرك من أهم أسس فطرة الله التي فطر الناس عليها.
إذا حذفت: " الإخلاص " فأنا موافق، لما سبق من بيان ولا مانع عندي من أن أزيد بيانا.
أظن أن العلامة ابن باز قال بأن من معاني الإسلام: الانقياد والاستسلام والإخلاص لله تعالى.
والإمام ابن عثيمين عرف الحنيفية التي هي الفطرة بمعنى الميل عن الشرك إلى التوحيد المبني على الإخلاص لله عز وجل.
ولولا الإخلاص في عبادة الله تعالى وحده ما أشرك الإنسان.
قال الله تعالى:
((إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)).
وقال تعالى:
((قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 04:50]ـ
أخي الكريم أحسن الله إليك, قولك:
سبحان الله!
هذا الكلام ليس له علاقة بموضوع البحث, ثم إني لم أقل: "الخضوع لله, ولغيره معه" وإنما قلت: "الخضوع له وحده" وأنت ما شاء الله قد لونتها.
أما أن الخضوع لغير الله معه مستقبح أو غير مستقبح عقلا فلا علاقة له بالفطرة البتة, وكذلك ما مثلت به عن الذي يدعو مع الله وليا واستنتاجك لها فالقول نفسه كما في مسألة الخضوع لغير الله معه أي لا علاقة له بالفطرة, وقولي بأن التبرؤ من الشرك أو قولي بأن السلامة من الشرك هي من الفطرة يغني عن تلك النقول والأمثلة, فلا إشكال في هذا بارك الله فيك.
ونقولك هذه تشتت الموضوع, ولا تفي بالغرض, وقد بينت لك غير مرة أن من الفطرة التبرؤ من الشرك والتهيؤ لعبادة الله تعالى مخلصا له الدين, وبالتالي طاعته في ما أمر ونهى. فلست أعلم لم تجعل معنى الفطرة منحصرا في الاقرار بالله تعالى والاستعداد للتلقي عنه مع أن التبرؤ من الشرك من أهم أسس فطرة الله التي فطر الناس عليها.
أظن أن العلامة ابن باز قال بأن من معاني الإسلام: الانقياد والاستسلام والإخلاص لله تعالى.
والإمام ابن عثيمين عرف الحنيفية التي هي الفطرة بمعنى الميل عن الشرك إلى التوحيد المبني على الإخلاص لله عز وجل.
ولولا الإخلاص في عبادة الله تعالى وحده ما أشرك الإنسان.
قال الله تعالى:
((إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)).
وقال تعالى:
((قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)).
الظاهر أنك أيها المبارك لم تفهم عني ما ألمحت إليه، ومسألة التحسين و التقبيح العقلي داخلة بلا شك في مبحث الفطرة، فلا معنى لقولك: أن هذا ليس له علاقة بالفطرة!
وأما قولك بأن التبرء من الشرك هو من أهم أسس الفطرة، فهذا هو الذي جرنا لمسألة التحسين و التقبيح العقليين.
فإن كنتت لا ترى بين المسألتين ترابطا، فاعذرني لا يسعني أن أبين الآن فليس عندي ترف الوقت.
واستدلالك بكلام الشيخين ابن باز وابن عثيمين لا ينفق في مبحثنا هذا فنحن جميعا متفقون على أن الناس اختلفوا في معناها، فلا يفيد نقلك لكلامهما المجرد شيئا، إلا إضافة صوت لأحد جوانب الخلاف.
ودمت لأخيك موفقا.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 11:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الكرام هذا موجز لآرائكم المتقاربة حذفت منه الاستطرادات، أرجو مراجعته وتكميل نواقصه مما لم أنتبه له، لأني سأبين إشكالاتي انطلاقا من هذا الموجز:
طلب ورجاء: أرجو ممن يرى أن رأيه في موجزي واف أن يشعرني بذلك حتى أبدأ مناقشته.
أبو جهاد الأثري:
1 ـ أرجحها أنه معرفة الصانع. وهي معرفة قلبية فقط.
2 ـ اليهود و النصارى والملحدون هم على الفطرة بمعنى الإقرار بالصانع ..... لكنهم كفار.
3 ـ ثم أضاف الإقرار بالصانع (بالربوبية)، و الاستعداد لتلقي كل ما جاء عنه.
4 ـ الفطرة هي الميثاق. والميثاق هو الاعتراف أو الإقرار بالصانع.
5 ـ هي الاستسلام للصانع.
أحمد أبو المنذر:
1 ـ الفطرة معناها الحنيفية،
= والحنيفية هي الملة المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص لله عز وجل.
= والحنيفية هي السلامة من الشرك والميل إلى محبة الصانع وعبادته والتهيؤ لتنفيذ أوامره والانتهاء من نواهيه. وأكيد الإقرار بالصانع داخل في معنى الحنيفية.
نضال مشهود:
1 ـ الفطرة هي الإسلام، وهو الدين القيم والحنيفية.
2 ـ ومضمونها: الميل إلى الاعتراف بالله تعالى والإنابة إليه (المحبة والعبادة).
3 ـ الفطرة ميل وشعور، أي: استعداد وقبول.
4 ـ الفطرة = الحنيفية = الإسلام = الدين القيم = الاعتراف والإنابة = الحب والعبادة.
عبد الله الشهري:
1 ـ هي حالة الإنسان الابتدائية سواء من جهة الاستعدادات الأخلاقية (كآثار شبه حتمية لسلامة الفطرة) أو الاستعدادات الاعتقادية وهذا يتضمن القبول الطبيعي لفكرة التوحيد.
2 ـ الفطرة والحنيفية بينهما تلازم وسوف أراجع معنى المفردتين في المعاجم المتاحة والنصوص وأقوال الأئمة من السلف والخلف. (لازلت في انتظار نتائج مراجعتك)
أسعدكم الله جميعا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 11:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو جهاد الأثري هل أفهم من قولك (ليس عندي ترف الوقت) أن نترك مناقشة كلامك حتى تجد فسحة من وقتك؟
يسر الله أمرك
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 01:50]ـ
نضال مشهود:
1 ـ الفطرة هي الإسلام، وهو الدين القيم والحنيفية.
2 ـ ومضمونها: الميل إلى الاعتراف بالله تعالى والإنابة إليه (المحبة والعبادة).
3 ـ الفطرة ميل وشعور، أي: استعداد وقبول (وطبعا: بالتكميل يكتمل).
4 ـ الفطرة = الحنيفية = الإسلام = الدين القيم = الاعتراف والإنابة = الحب والعبادة.
نعم، هذا ما أتصوره عن الفطرة والإسلام والحنيفية والدين القيم. فهل من ملاحظة جديدة؟ بارك الله فيكم.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 09:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو جهاد الأثري هل أفهم من قولك (ليس عندي ترف الوقت) أن نترك مناقشة كلامك حتى تجد فسحة من وقتك؟
يسر الله أمرك
لا يا أبا هلا - بارك الله فيك - بل لك أن تناقش ما شئت من كلامي ..
لكن على هذا النحو:
أبو جهاد يقول: الفطرة هي معرفة الصانع والاستعداد للتلقي عنه.
فإن كنت ستناقش هذا فحيهلا.
مع أني ظننتك ما تبغي محاورتي أصلا حين قلت أنني أحد أسباب تركك للنقاش!! لأنني لم أفهم معنى الفطرة - مع أنك السائل عنها طبعا - لكن .. !
قل لي ما اعتراضك على تعريفي هذا .. و
دمت لأخيك.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 12:07]ـ
أحمد أبو المنذر:
1 ـ الفطرة معناها الحنيفية،
= والحنيفية هي الملة المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص لله عز وجل.
= والحنيفية هي السلامة من الشرك والميل إلى محبة الصانع وعبادته والتهيؤ لتنفيذ أوامره والانتهاء من نواهيه. وأكيد الإقرار بالصانع داخل في معنى الحنيفية.
حياك الله أخي أبا هلا واشتقت لمحاورتك,
نعم معنى الفطرة عندي بإيجاز هو الحنيفية.
ومعنى الحنيفية بإيجاز أيضا: الميل عن الشرك إلى توحيد الله والتهيؤ لعبادته وطاعته في ما أمر ونهى.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 10:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
من باب الفائدة: تكلم الامام ابن القيم في كتابه أحكام أهل الذمة عن موضوع الفطرة في ما يقارب (120) صفحة! فياليت الاخوة يراجعون الكتاب, وشكرا.
# من أحكام اهل الذمة-طبعة رمادي للنشر- توزيع دار ابن حزم-المجلد الثاني-من صفحة (944) الى (1070) , تحقيق البكري و العاروري.
قال -رحمه الله- في صفحة "1068": (فصل قي تلخيص هذه الاقوال التي حكيناها)
ثم اعاد ذكر الاقوال باختصار, فقال بعدها: (والصحيح من هذه الاقوال مادل عليه القرآن والسنة أنهم ولدوا حنفاء على فطرة الاسلام بحيث لو تركوا وفطرهم لكانوا حنفاء مسلمين, كما ولدوا أصحاء كاملي الخلقة, فلو تركوا وخلقهم لم يكن فيهم مجدوع ولا مشقوق الاذن.
ولهذا لم يذكر النبي-صلى الله عليه وسلم- لذلك شرطا مقتضيا غير الفطرة, وجعل خلاف مقتضاها من فعل الابوين.
وقال النبي-صلى الله عليه وسلم-فيما يرويه عن ربه عز وجل: ((إني خلقت عبادي حنفاء (كلهم) , وإنهم أتتهم الشياطين فاجتهالتهم عن دينهم)) , فأخبر أن تغيير الحنفية التي خلقوا عليها بأمر طارئ من جهة الشيطان, ولو كان الكفار منهم مفطورين على الكفر لقال: خلقت عبادي مشركين, فأتتهم الرسل فاقتطعتهم عن ذلك, كيف وقد قال: ((خلقت عبادي حنفاء كلهم))؟
فهذا القول أصح الاقوال, والله أعلم. انتهى.
@@ اعتذر عن عدم استطاعتي قراءة كل المشاركات!! (ابتسامة).
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 10:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
من باب الفائدة: تكلم الامام ابن القيم في كتابه أحكام أهل الذمة عن موضوع الفطرة في ما يقارب (120) صفحة! فياليت الاخوة يراجعون الكتاب, وشكرا.
# من أحكام اهل الذمة-طبعة رمادي للنشر- توزيع دار ابن حزم-المجلد الثاني-من صفحة (944) الى (1070) , تحقيق البكري و العاروري.
قال رحمه الله: (فصل قي تلخيص هذه الاقوال التي حكيناها)
ثم ذكر الاقوال, فقال بعدها: (والصحيح من هذه الاقوال مادل عليه القرآن والسنة أنهم ولدوا حنفاء على فطرة الاسلام بحيث لو تركوا وفطرهم لكانوا حنفاء مسلمين, كما ولدوا أصحاء كاملي الخلقة, فلو تركوا وخلقهم لم يكن فيهم مجدوع ولا مشقوق الاذن.
ولهذا لم يذكر النبي-صلى الله عليه وسلم- لذلك شرطا مقتضيا غير الفطرة, وجعل خلاف مقتضاها من فعل الابوين.
وقال النبي-صلى الله عليه وسلم-فيما يرويه عن ربه عز وجل: ((إني خلقت عبادي حنفاء (كلهم) , وإنهم أتتهم الشياطين فاجتهالتهم عن دينهم)) , فأخبر أن تغيير الحنفية التي خلقوا عليها بأمر طارئ من جهة الشيطان, ولو كان الكفار منهم مفطورين على الكفر لقال: خلقت عبادي مشركين, فأتتهم الرسل فاقتطعتهم عن ذلك, كيف وقد قال: ((خلقت عبادي حنفاء كلهم))؟
فهذا القول أصح الاقوال, والله أعلم. انتهى.
@@ اعتذر عن عدم استطاعتي قراءة كل المشاركات!! (ابتسامة).
جميل جدا، ولا أظن أحدا يخالف في هذا من الإخوة.
لكن هل لك أن ترجع للمبحث من أوله فتخبرنا بمعنى الحنيفية هذه - من كلام ابن القيم -؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 10:55]ـ
المسألة يا إخوان هي: ما هي الفطرة؟
لا نريد مقتضاها، لا نريد مرادفات لها، بل نريد ما هي؟
ولن تكون بإذن الله تعالى إلا: إقرارا بالصانع + الاستعداد للتلقي عنه.
وهذا لا شك مقتض لمحبته، وعدم الإشراك معه، وكمال الذل والنقياد والخضوع والإخلاص و و و ....
لكن الفطرة هي هي = إقرار بالصانع والاستعداد للتلقي عنه.
وأما أنها الحنيفية أو الإسلام أو الدين القيم أو أو ....
فكل ذلك لا يغني شيئا في جواب السؤال: ما هي الفطرة؟
لأنك ستضطر لتعريف كل واحد من هذه الأسماء التي جئت بها، ماذا تقصد به.
فتنبهوا بارك الله فيكم حتى لا يصبح الموضوع مجرد مشاركة للمشاركة.
الآن نريد حصر المسألة إن أذن لنا أبو هلا:
هل من الإخوان من يخالف في هذا التعريف فيرى أنه أوسع أو أضيق من معنى الفطرة؟
==== الفطرة: الإقرار بالصانع + الاستعداد للتلقي عنه.
وعنّ لي أن أضرب مثلا يتضح به المقال.
الفطرة = جهاز الراديو (بوضع جيد متهيئ لاستقبال إذاعة القرآن الكريم).
البث الإذاعي للقرآن = الوحي
يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه = تغيير مؤشر الراديو من الذبذبة التي يتلقى فيها موجات إذاعة القرآن الكريم، إلى التقاط ذبذبات موجات (س، ص، ج ... ).
فهو مجرد تهيؤ للاستقبال لوحي الصانع وأوامره ونواهيه، وقد ضرب اين القيم لذلك مثلا بالرضيع وشرب اللبن.
وعذرا لرميي لكيس أفكاري ليتبعثر هكذا في صورة مداخلة .. فالخاطر تدور فيه خواطر .. والقلب تغزه عزة أبطال العزة .... في غزة.
اللهم انصر إخواننا المستضعفين في كل مكان .. يا ذا القوة المتين ومجيب دعوة المضطرين.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 11:41]ـ
قال الامام ابن القيم رحمه الله "2/ 959": (قال ابو عمر-ابن عبدالبر-: والحنيف في كلام العرب المستقيم المخلص, ولا استقامة أكبر من الاسلام, قال: .... وهذا كله يدل على أن الحنيفية: الاسلام.
قال "اي ابن عبدالبر": وقال اكثر العلماء: الحنيف المخلص ..... قال: فوصف الحنيفية بالاسلام, وهو ام واضح لا خفاء به. انتهى من الكلام عن الحنيفية ولم يعقب عليه على حسب علمي, والله أعلم.
# قال ابن القيم (2/ 1020): (و إذا قيل: إنه ولد على فطرة الاسلام, أو خلق حنيفا, ونحو ذلك فليس المراد به أنه حين خرج من بطن أمه يعلم هذا الدين ويريده, فالله اخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا, ولكن فطرته سبحانه موجبة مقتضية لمعرفة دين الاسلام ومحبته, ففطروا على فطرة مستلزمة للاقرار بالخالق و محبته واخلاص الدين له, وموجبات الفطرة و مقتضياتها تحصل شيئا بعد شيء بحسب كمال الفطرة اذا سلمت عن المعارض, كما ان كل مولود يولد فإنه يولد على محبة ما يلائم بدنه من الاغذية و الاشربة, فيشتهي اللبن الذي يناسبه, وهذا من قوله تعالى: (قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) "سورة طه آية 50" وقوله: (الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى) "سورةالاعلى"
فهو سبحانه خلق الحيوان مهتديا الى طلب ما ينفعه ودفع ما يضره, ثم هذا الحب والبغض يحصل فيه شيئا بعد شيء, ثم قد يعرض لكثير من الابدان ما يفسد ما ولد عليه من الطبيعة السليمة. انتهى.
# للمزيد, أرجوا مراجعة الكتاب!! "ابتسامة" , وشكرا.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[30 - Dec-2008, صباحاً 12:08]ـ
نقل الامام ابن القيم عن شخه-المعروف انه اذا قال شيخنا يعني شيخ الاسلام-: (فصل-
قال أبو عمر: و أما اختلاف العلماء في الفطرة المذكورة في هذا الحديث وما كان مثله فقالت فرقة: الفطرة في هذا الموضع أريد بها الخلقة التي خلق عليها المولود من المعرفة بربه, فكأنه قال: كل مولود يولد على خلقة يعرف بها ربه اذا بلغ مبلغ المعرفة, يريد ان خلقه مخالف لخلقة البهائم التي لا تصل بخلقتها الى معرفة.
قالوا: لأن الفاطر هو الخالق, قال: و أنكرت أن يكون المولود يفطر على إيمان او كفر, أو معرفة أو انكار.
قال شيخنا: صاحب هذا القول ان اراد بالفطرة التمكن من المعرفة والقدرة عليها فهذا ضعيف, فإن مجرد القدرة على ذلك لا يتقتضي أن يكون حنيفا, ولا ان يكون على الملة.
ولا يحتاج أن يذكر تغيير ابويه لفطرته حتى يسأل عمن مات صغيرا, ولأن القدرة في الكبير اكمل منها في الصغير, وهو لما-بشد الميم- نهاهم عن قتل الصبيان فقالوا: إنهم اولاد مشركين, قال: (أو ليس خياركم أولاد المشركين؟ ما من مولود إلا يولد على الفطرة) ولو أريد القدرة لكان البالغون كذلك مع كونهم مشركين مستوجبين للقتل.
وإن أراد بالفطرة القدرة على المعرفة مع إرادتها فالقدرة الكاملة مع الإرادة التامة تستلزم وجود المراد المقدور, فإذا فطروا على القدرة على المعرفة وإرادتها كان ذلك مستلزم للايمان, ولم يختلف موجبه ومقتضاه. انتهى.
نفس المصدر (2/ 1021).
#@ للفائدة ورفع الاشكال ينظر في الكتاب, وشكرا. (نبي ننام)!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 10:47]ـ
-من باب الفائدة لمن أراد ان يتوسع في هذا الباب, توجد رسالة ماجستير بإسم " الفطرة حقيقتها ومذاهب الناس فيها" اعداد علي بن عبدالله القرني-دار المسلم, وقد فسر الفطرة بأنها الاسلام, وانظر في مراجع الكتاب.
ولمن اراد الاختصار فعليه بكتاب درة الاسلام "درء تعارض العقل والنقل" لشيخ الاسلام , وكتاب أحكام اهل الذمة للامام ابن القيم, ففيهما ما يكفي ان شاء الله.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[30 - Dec-2008, مساء 10:53]ـ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية-رحمه الله- ((42) لأهل التعطيل شبهات في العلو
يعارضون بها الكتاب والسنة، والإجماع والفطر، والدلائل العقلية؛ فإنها متفقة على أنه سبحانه فوق مخلوقاته، وقد فطر الله على ذلك العجايز والصبيان، كما فطرهم على الإقرار بالخالق، قال صلى الله عليه وسلم "كل مولود يولد على الفطرة" إلخ. هذا معنى قول عمر بن عبد العزيز: عليك بدين الأعراب والصبيان في الكتاب، أي: أن الله فطرهم على الحق، والرسل بعثوا بتكميل الفطرة، وتقديرها، وأعداؤهم يريدون تغييرها، ويوردون شبهات لا يفهمها كثير من الناس.
(من كتاب-رسائل لخصها الامام محمد بن عبد الوهاب من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية)
و (حديث عدي بن حاتم وفيه فإن اليهود مغضوب عليهم، و النصارى ضالون. فقلت: فإني حنيف مسلم،) " نفس المصدر" مسألة رقم (91).
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 08:29]ـ
أبا هلا. . حفظكم الله، هل بقي من إشكال في أن (الفطرة) = (الإسلام)؟(/)
اختبر معلوماتك فى علم الضبط ... سؤال هذا الاسبوع
ـ[منى العبادي]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 11:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نواصل بعون الله تعالى وتوفيقه طرح أسئلة علم الضبط، بعد توقف قصير نأمل أن يكون فيه الإخوة والأخوات قد راجعوا بعض كتب هذا العلم القيم.
س3:
معلوم أن الحركة تنقسم إلى ثلاثة أقسام، والمطلوب الإجابة على التالي:
أ - ما هي هذه الأقسام الثلاثة؟
ب - ما هي هيئة أو صورة كل حركة على حدة؟
ت - ما هي صورة وهيئة كل حركة مع الحرف الذي يتعلق بها؟
للاجابة على السؤال
هنـ ــا ( http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=60/)
و بالله التوفيق(/)
مجالس الحج في جامع البواردي الرياض حي العزيزية
ـ[جامع البواردي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 05:11]ـ
مجالس الحج ـ سلسلة من الدروس والمحاضرات العلمية
لمجموعة من العلماء والمشايخ
في جامع البواردي ـ في حي العزيزية بالرياض
في ا لفترة من 26/ 11 ـ 1/ 12 / 1429هـ
معالي الشيخ
د / عبدالله بن محمد المطلق
عضو هيئة كبار العلماء
لقاء مفتوح
الاثنين 26/ 11 بعد صلاة المغرب
فضيلة الشيخ
د / عبدالسلام بن محمد الشويعر
عضو هيئة التدريس بكلية الملك فهد
أحكام ا لأضحية
الثلاثاء 27/ 11 بعد صلاة المغرب
فضيلة الشيخ
د / عبدالله بن محمد ا لطيار
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
شرح كتاب الحج
من كتاب عمدة الفقه لابن قدامة المقدسي يرحمه الله
الخميس 29/ 11
بعد صلاة الظهر و العصر والمغرب والعشاء
فضيلة الشيخ
د / عبدالعزيز بن محمد السدحان
عضو هيئة التدريس بكلية التقنية
من أحكام عشر ذي الحجة
الجمعة 30/ 11 بعد صلاة العشاء
فضيلة الشيخ
د / سعد بن تركي الخثلان
عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة
دروس تربوية في الحج
السبت 1/ 12 بعد صلاة المغرب
[/ size](/)
ما حكم قراءة المرأة للقرآن أمام الرجال الأجانب من أجل تصحيح قراءتها؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 06:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأفاضل، ما حكم قراءة المرأة للقرآن أمام الرجال الأجانب من أجل تصحيح قراءتها في الغرف البالتوكية؟
أفيدوني أفادكم الله
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 07:35]ـ
جزاك الله كل خير يا أخي.
سمعت فتوى من قبل لسماحة الشيخ العلامة بن عثيمين رحمه الله تعالى: بأنه لا يرى أن تحسن المرأة صوتها بالتجويد على معلم أحكام التجويد.
وسماحة الشيخ العلامة الفوزان حفظه الله تعالى، يمنع دخول المرأة على النت مطلقاً.
وحتى إن دخلت المرأة على النت يجب أن يكون معها محرم.
وبإمكان أي إمرأة مسلمة أن تتعلم تجويد القرآن الكريم على أي أخت من الأخوات، وهم ولله الحمد كثير.
وهذه الغرف التي تسمح بتجويد النساء للقرآن أمام الناس على البالتوك، نسخنا لهم فتاوى أهل العلم من قبل ولا حياة لمن تنادي!!
وأستغل الفرصة: بخصوص بعض غرف البالتوك التي تتصدر لأهل الكتاب: أنبه على أن كثير من الإخوان يجلسون بالساعات كل يوم يجادلون أهل الكتاب وهم لا يحسنون الوضوء، ولا يحسنون الصلاة، وإن سألت الواحد منهم ما هي أقسام التوحيد لا يعرفها!!
، وهذا الصنف للأسف منتشر جداً، ولا ننكر أن فيهم طلاب علم أفاضل يتبعون هدي النبي صلى الله عليه وسلم فى الدعوة، ولكن الغالبية من هذا الصنف.
تجده يجلس ويحفظ نصوص كتب أهل الكتاب ولا يحفظ القرآن الكريم!!!
مالفائدة المرجوة من الجلوس بالساعات كل يوم في بطرس قال، ويوحنا لم يقل، وميخائيل ذكر!!!
وأنت يا عبد الله لا تحسن قراءة الفاتحة؟!!
وأنت لا تعرف أي شىء عن دينك؟!!
فلذلك نحذر من الجلوس في هذه الغرف إلا لطلاب العلم، وأهل العلم الذين يتبعون هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة.
وليعلم كل أخ منهم أنه مطالب بمعرفة دينه أولاً، وطلب العلم الشرعي، وبعدها ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 08:30]ـ
الأفضل و الله أعلم اجتناب ذلك لعدم الوقوع في الفتنة خصوصا إذا كانت تحسن صوتها.
و هذه بعض فتاوى العلماء في المسألة
-فتوى في الشبكة الإسلامية
فتكره قراءة المرأة للقرآن والرجال الأجانب يسمعونها، ومن تلذذ بصوتها حرم عليه الاستماع ولو كان لشريط مسجل لأن من أسباب حرمة الغناء دعوته إلى هيجان الشهوة والدعوة إلى الحرام، ومتى علمت هي بذلك حرم عليها الاستمرار لأنها تعينه على المحرم.
-و في فتوى للشيخ ياسر البرهامي على موقع صوت السلف
السؤال:
هل يجوز أن يختبرني شيخ في القرآن ليس بيني وبينه ساتر علما بأني منتقبة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
يمكن ذلك إذا أمنت الفتنة، ولذلك ينبغي ألا تحسِّنَ صوتها بالقراءة أمامه، ويكفى إخراج الحروف من مخارجها الصحيحة ومراعاة الأحكام، ولابد أن يكون شيخاً مأموناً، أما إذا كان شاباً مع شابة فلا تؤمن عليهما الفتنة.
وننصح بأن يختبرها النساء خصوصاً مع كثرة من معهن إجازات في القراءة، فلا حاجة لفتح باب الاختلاط بين الرجال والنساء مع إمكان الاستغناء عن ذلك.
-الشيخ أحمد الحجي الكردي
سؤال
هل يصح أن تقوم النساء بتجويد القرآن الكريم أمام مجموعة من الرجال؟
وشكراً.
جواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالأصل عدم جواز ذلك، لأن صوت المرأة الملحن عورة، بخلاف صوتها العادي فهو ليس بعورة، وقراءة القرآن يلزم فيها التجويد وتحسين الصوت، وهو من التلحين.
ولكن عند الحاجة الماسة للتعلم إذا كان الشيخ مأموناً وكبيرا في السن ولم يوجد من النساء من تحل محله، فأرجو أن يسمح بذلك، وإن كان خلاف الأولى في نظري.
والله تعالى أعلم.
الشيخ خالد المصلح
قراءة المرأة على رجل أجنبي إذا دعت إليها الحاجة،ولم يكن خلوة أو فتنة،فالذي يظهر أنها جائزة،وقد ذكر ذلك جماعة من الفقهاء:
فمنهم من اشترط عدم الخلوة فقط - كما هو أحد قولي الحنابلة -
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنهم من أضاف إلى ذلك عدم وجود من يعلمها من رجال محارمها أو من النساء - كما هو قول فقهاء الشافعية -
ومنهم من أطلق القول بالجواز، كما فعل ابن حزم،حيث قال في المحلى (9/ 99) في تنصيف المهر بالطلاق قبل الدخول إذا كان مهر المرأة تعليم شيء من القرآن:" وهذا لا يُحرَّمُ على أحد ـ يعني تعليم امرأة أجنبية ـ وقد كلَّم أمهاتُ المؤمنين الناس"
وهذا محمول على أن لا يكون في ذلك محرم، والله تعالى أعلم.
-فتوى في موقع الإسلام سؤال و جواب بإشراف الشيخ المنجد
الحمد لله
أولاً:
الأولى والأسلم أن يكون تعلمكن للقرآن على يد امرأة؛ لما في ذلك من البعد عن الفتنة وأسبابها، فإن لم يتيسر ذلك، وأمكن الاكتفاء بالحفظ عن طريق المسجل أو الكمبيوتر، مع تعاون هؤلاء الأخوات على أمر المراجعة والمتابعة، فهذا حسن، وهو أولى من التعلم على يد رجل.
ثانياً:
إذا دعت الحاجة إلى قيام رجل بتدريس النساء وتعليمهن، إما لعدم وجود معلمة، أو لكونه مجوداً متقناً، يعلمهن أحكام التلاوة، فلا حرج في ذلك إذا روعيت الضوابط التالية:
1 - أن يكون المعلم كبير السن، معروفاً بالصلاح والاستقامة.
2 - أن لا يكون هناك خضوع بالقول من إحداهن.
3 - أن يكون الكلام مع المحفظ على قدر الحاجة فقط.
4 - أن ينسحب المحفظ من هذا العمل إذا شعر بميل قلبه أو تلذذه بصوت إحداهن.
5 - ألا تكون هناك محادثة خاصة بينه وبين واحدة من النساء أثناء الدرس أو بعده.
وينبغي التنبه إلى أن صوت المرأة ليس عورة على الراجح من قولي العلماء، بشرط ألا تلين وتخضع بالقول.
قال في "كشاف القناع" من كتب الحنابلة (5/ 15): "وصوت الأجنبية ليس بعورة، قال في الفروع وغيره: على الأصح، ويحرم التلذذ بسماعه، ولو كان بقراءةٍ، خشيةَ الفتنة، وتُسرُّ بالقراءة إن كان يسمعها أجنبي" انتهى بتصرف.
وقال في "مغني المحتاج" من فقه الشافعية (4/ 210): "وصوت المرأة ليس بعورة , ويجوز الإصغاء إليه عند أمن الفتنة , وندب تشويهه إذا قُرع بابها فلا تجيب بصوت رخيم , بل تغلظ صوتها بظهر كفها على الفم" انتهى.
و الله أعلم.
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 10:48]ـ
جزيتم خير حفظكم الله(/)
سؤال في أبواب النكاح حفظكم الله
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 10:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله منزل التشريع ثم الصلاة والسلام على معلم الناس الخير وكيفية اتباع الطريق المستقيم وعلى آله وصحبه الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد.
مشائخنا الكرام وأخواننا من طلاب العلم ومن عنده درياة في هذه المسأل:
المسألة تقول: رجل تقد لمرأة للنكاح فقبلت به، وقبل به وكيلها وعلم بذلك الأهل وكانوا على قولها من الشاهدين بأنها بعد الخطبة قالت رضيت به زوجاً لي أمام الجميع وهو كان من ظمن الحاضرين أو وكيله؛ فهل تعد هذه المرأة زوجة لهذا الرجل؟!!
ومن المعلوم من الشرع الحنيف أن النكاح يتم بعريس وعروس ووكليلها وشهادين ثم الإشهار بالوليمة للرجال واجتماع النساء، فهل يجب إتباع العرف إذا كان هذا الذي ذكرناه نكاحاً، ولا يعتد به مع العرف حفظكم الله.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 11:27]ـ
الظاهر أخي الكريم أن الإيجاب و القبول لم يتم في هذا النكاح بين الزوج و لي الزوجة و إن كان كذلك فلا يعتبر زواجا, لأن الإيجاب و القبول ركنان في الزواج لا يصح بدونهما
قال الشيخ عمر الأشقر _أحكام الزواج في ضوء الكتاب و السنة_
و تسمى الألفاظ التي بها العقود الإيجاب و القبول, و قد اتفق الفقهاء على عدهما ركنا العقد, وقصر الحنفية و الحنابلة الركنية عليهما دون غيرهما.
و قال الشيخ عبد الكريم زيدان _المفصل في أحكام المرأة_
فالإيجاب والقبول ركن بالاتفاق لان بهما يرتبط أتحد العاقدين بالآخر
و الله أعلم
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 01:45]ـ
انما تعد مخطوبة فهذ هي صيغة الخطبة الشرعية أما النكاح فلا بد من صيغة و من صيغه المجمع عليها:أنكحتكها و زوجتكها فان وقع القبول كما قلت و قبول الولي و قبول الخاطب بحضرة الشهود بقي ركنان هما الصيغة أي العقد و لا يعتبرالنكاح الا بها و المهر و الله أعلم
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 10:53]ـ
طيب حفظكم الله اليس صيغة القبول قد تكون بالفاظ كثيرة تبين قبولها ولو حتى بإشارة الراس للإستحياء من الأمر، وقد تلفظ الوكيل بالقبول بقوله مثلاً نقبل بك له بعل أو زوج أو ما شابه هذه الألفاظ فهل يكون نكاح؛ وأما المهر ليس بشرط فقد يكون معفوا عنه من قبل الوكيل أو تنازل العروس عنه فليس بحجة لعدم إنعقاد الشرط ام أنني مخطأ في فهمي للمسألة جزاكم الله خير.(/)
ظاهر كلام ابن تيمية أنه لا يثبت أصل الدين بخبر الآحاد.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 10:43]ـ
قال ابن تيمية في منهاجه [95/ 4] ((إن هذا من خبر الآحاد، فكيف يثبت به أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به؟))
من ظاهر عبارة الشيخ رحمه الله: هل هو يقرر هذا الأمر أم يجريه مجرى التنزل مع الخصم لأن الشيعة يردون خبر الآحاد؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 07:34]ـ
هذا الكلام لا نزاع فيه يا شيخنا الفاضل!!
والمقصود بذلك أن الأمور العامة التي تحتاج إليها الأمة لا يمكن أن يتفرد بها الخواص؛ لأنه لا يتصور أن يخفى أصل الدين على جميع الأمة حتى لا يعرفه إلا واحد.
يعني مثلا لو جاءنا رجل وحدثنا بسنده المتصل بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط حتى يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: كتب الله عليكم سبع صلوات بدلا من الخمس التي كانت عليكم.
فهذا النقل لا يمكن أن يصدق، ولا يمكن أن يكون صحيحا، مهما كان سنده؛ لأنه لا يمكن أن يخفى مثل هذا على جميع الصحابة حتى يظلوا طول حياتهم يصلون خمس صلوات فقط.
وبعض الناس يخلط هنا بين مسألتين:
- الأولى: إثبات العقائد بخبر الآحاد.
- الثانية: إثبات ما تتوفر الدواعي على نقله بخبر الآحاد.
فلا يشترط في إثبات العقائد أن تكون بنقل التواتر، لا سيما إن كانت في التفاصيل، أما ما تتوفر الدواعي على نقله فلا بد فيه من النقل الشائع العام، مثل الفرائض العامة والمحرمات العامة ونحو ذلك، فلا يمكن مثلا أن نقبل نقل واحد أن تحريم الغيبة والنميمة منسوخ؛ لأن هذا مما تتوفر الدواعي على نقله، ولا فرق بين العقائد وغيرها، بل العبرة بكون الأمر المنقول مما تعم به البلوى أو لا.
وللفائدة ينظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=869100
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 07:45]ـ
بارك الله فيكم ... و هو قول سادتنا الأحناف .. أما قبول خبر الآحاد في العقيدة فمذهب شيخ الاسلام فيها التفصيل .. و الله أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 11:38]ـ
هذا الكلام أقرب لحكاية الواقع من تقرير القاعدة
أي أن الحاصل أن أصول الدين لم يقع أنه ثبت شيء منها بخبر غريب مثلا
فأصول الدين كلها ثابتة بآيات جليلة بينة أو أحاديث مشهورة متعاضدة
ويبقى أن التواتر مسألة نسبية وليس هو حدا معينا
فقد يكون ما تتابع على روايته اثنان متواترا ..
وما رواه عشرة ليس كذلك
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 11:38]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبي مالك. لا إشكال عندي فيما ذكرت ومع ذلك أعجبني تفريقك كي لا يلتبس الأمر على من يقرأ. كان لي وقفة مع هذا الإيراد بالذات، بهذا النص، وقد أوقفني أحد الإخوة - في ملتقى التفسير - على موضع آخر للشيخ أزال فيه اللبس (كما توقعت)، أي أن الشيخ لا يلتزم ما يقول هنا وإنما يلزم الشيعة بمذهبهم، وأظنك قد عرفت هذا.
قال في المنهاج 3/ 264:
"أن يقال أولا أنتم قوم لا تحتجون بمثل هذه الأحاديث فإن هذا الحديث إنما يرويه أهل السنة بأسانيد أهل السنة والحديث نفسه ليس في الصحيحين بل قد طعن فيه بعض أهل الحديث كابن حزم وغيره ولكن قد رواه أهل السنن كأبي داود والترمذي وابن ماجه ورواه أهل الأسانيد كالإمام أحمد وغيره فمن أين لكم على أصولكم ثبوته حتى تحتجوا به وبتقدير ثبوته فهو من أخبار الأحاد فكيف يجوز أن تحتجوا في أصل من أصول الدين وإضلال جميع المسلمين إلا فرقة واحدة بأخبار الآحاد التي لا يحتجون هم بها في الفروع العلمية وهل هذا إلا من أعظم التنافض والجهل."
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 11:46]ـ
هذا الكلام أقرب لحكاية الواقع من تقرير القاعدة
أي أن الحاصل أن أصول الدين لم يقع أنه ثبت شيء منها بخبر غريب مثلا
فأصول الدين كلها ثابتة بآيات جليلة بينة أو أحاديث مشهورة متعاضدة
ويبقى أن التواتر مسألة نسبية وليس هو حدا معينا
فقد يكون ما تتابع على روايته اثنان متواترا ..
وما رواه عشرة ليس كذلك
بل هو قاعدة صحيحة ومتفق عليها بين أهل العلم.
أصل الدين الذي لا يصح إيمان المرء إلا به لا يمكن أن يثبت بخبر واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
لأننا إن جوزنا أن يثبت أصل الدين الذي لا يصح إيمان الإنسان إلا به، لجوزنا أن يكون جمهور الصحابة على خلاف هذا الإيمان، ولا يقول بذلك عاقل.
تأمل، ثم تأمل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 12:01]ـ
وقد أوقفني أحد الإخوة - في ملتقى التفسير - على موضع آخر للشيخ أزال فيه اللبس (كما توقعت)، أي أن الشيخ لا يلتزم ما يقول هنا وإنما يلزم الشيعة بمذهبهم، وأظنك قد عرفت هذا.
هذا الكلام غير صحيح؛ وينبغي أن نحدد الكلام ونوضحه كي يظهر الأمر؛ لأنه يبدو أنني أتكلم عن شيء مخالف لما تتكلمون عنه.
شيخ الإسلام يقول (أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به) فهل يمكن أن يقول عاقل: إن أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به يمكن أن يثبت بخبر الآحاد؟
يعني هل من الممكن أن يتصور أحد أن أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به يعرفه واحد فقط من الصحابة دون باقي الصحابة؟
هل من الممكن أن يتصور أحد أن أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به يعرفه واحد فقط من التابعين دون باقي التابعين؟
هذا لا يمكن أن يتصور، ولا يقع في عقل عاقل البتة.
ولكن الذي يمكن أن يقال: (إن خبر الواحد الذي تلقته الأمة بالقبول يمكن أن يثبت به شيء من أصول الدين)، لأن تلقي الأمة بالقبول هنا قام مقام التواتر المطلوب.
وقد يقول قائل: ما الفرق بين الأمرين؟
فالجواب: أن مجاري العادات تدل على الاكتفاء بالنقل عن واحد إذا كان المنقول مما لا نزاع فيه،
ولذلك تجد المنقول عن الصحابة والتابعين في المسائل المتفق عليها قليلا جدا، والمنقول عنهم في المسائل المختلف فيها كثيرا جدا.
ونحن الآن مثلا لا يوجد عندنا رواية لمسند الإمام أحمد إلا من طريق واحد، ولا يكاد يوجد رواية لصحيح البخاري ومسلم إلا من طرق يسيرة جدا، وكذلك القراء السبعة المشهورون لا يوجد لدينا روايات عنهم إلا من طرق يسيرة، مع أننا نقطع بأن الذين رووا الصحيح عن البخاري عدد التواتر، وكذلك الرواة عن القراء السبعة، ولكن العلماء اكتفوا بذكر الطرق المشهورة التي صار تداولها بينهم أقرب إلى المسألة الشرفية منه إلى إثبات المنقول؛ اكتفوا بذلك لأن هذه الأشياء لا نزاع فيها.
فهذا هو المقصود في هذا الباب؛ ولذلك تجد الرواة مثلا يكتفون بنقل الحديث من طريق مالك أو من طريق الزهري أو نحو ذلك لشهرته وإتقانه، مع أنه يُقطع في كثير من الأمور أنه لم يتفرد بالرواية.
ومثال ذلك حديث الأعمال بالنيات؛ فإن النبي حدث به على المنبر، وكذلك عمر بن الخطاب، والمقطوع به أن الذين سمعوه من النبي كثيرون، وكذلك الذين سمعوه من عمر، ومع ذلك فلم يروه عنه إلا واحد.
فينبغي أن نفرق بين خبر الواحد الذي هو من باب الاكتفاء، وخبر الواحد الذي لا يعرفه عامة أهل العلم.
وكما ذكرت سابقا: اتفاق الأمة وتلقيها للخبر بالقبول يقوم مقام التواتر في هذا الباب.
أما إذا كان الخبر خبر واحد ولم تتلقه الأمة بالقبول، فلا يمكن بحال من الأحوال أن يثبت به أصل الدين الذي لا يصح إيمان المرء إلا به.
والخبر الذي تكلم عنه شيخ الإسلام ابن تيمية من هذا النوع
فهو خبر (يخرج في آخر الزمان رجل اسمه كاسمي ... ) والروافض يحتجون بهذا الأثر على عقيدة الإمامة ووجوب اتباع الإمام، وأن المؤمن لا يكون مؤمنا إلا بهذه العقيدة، ولا شك أن هذا الكلام واضح البطلان؛ لأن عامة الصحابة لم يسمعوا عن هذا الأمر ولم يعرفوه ولم ينقلوه، فلا يمكن أن يثبت به أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به.
فليس بصحيح البتة أن يقال: إن الشيخ قال لهم هذا الكلام تنزلا، بل هو كلام صحيح قطعا، بل لا نزاع فيه مطلقا بين أهل العلم.
ومن عرف فيه نزاعا فليخبرنا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 12:12]ـ
بل هو قاعدة صحيحة ومتفق عليها بين أهل العلم.
أصل الدين الذي لا يصح إيمان المرء إلا به لا يمكن أن يثبت بخبر واحد.
لأننا إن جوزنا أن يثبت أصل الدين الذي لا يصح إيمان الإنسان إلا به، لجوزنا أن يكون جمهور الصحابة على خلاف هذا الإيمان، ولا يقول بذلك عاقل.
تأمل، ثم تأمل.
مع تسليمي بصحة تفريق أبي مالك -من حيث الجملة-و بقطع النظر عن هل هو مراد الشيخ ابن تيمية في عبارته المعينة أم لا=أحب أن أوضح أن هذا الكلام الأخير منه باطل وهو ناتج عن خلطه القديم بين عدم النقل ونقل العدم ..
فأبو مالك جعل تفرد واحد بنقل أصل الدين يساوي ويلزم منه ويفهم منه أن باقي الصحابة ما كانوا يعرفوه أو يقولوا به وهذا غير لازم بل قد يقال عرفوه ونقلوه ولكن لم يصلنا نحن إلا من طريق واحد وهذا ليس بمستنكرمن جهة العقل وحتى من جهة الواقع فحديث إنما الأعمال بالنيات كان معلوماً عند جمهور الصحابة ولكن لم يصلنا بوجه يصح إلا من طريق واحد ..
مرةأخرى: لا أنازع في صحة تقسيمه من حيث الجملة وإنما أنكر تلك الملازمة الباطلة
وخلل آخر في كلام أبي مالك ينبه عليه: وهو أن تعبير الشيخ كان دقيقاً فقال: أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به -وهذا تعبير منضبط لا يقبل النسبية=فجاء أبو مالك فقال: ما تتوفر الدواعي على نقله؛فعمم كلام الشيخ عن نطاقه وذهب إلى ضابط نسبي تختلف الأذهان في ضبطه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 12:13]ـ
وفقك الله
كلامي في المشاركة التي بعدها يوضح ما تفضلتم بذكره.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 12:19]ـ
نعم. قرأته الآن وهو كلام حسن جزاكم الله خيراً
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 12:21]ـ
وجزاك الله خير الجزاء، وفضلا لا أمرا أفدنا هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=22496
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 12:48]ـ
أصل الدين الذي لا يصح إيمان المرء إلا به لا يمكن أن يثبت بخبر واحد.
هذا هو ما أريد
ويبدو أن الفرق بين ما قلتُه وما قلتَه لفظي
الفكرتان متلازمتان
والله أعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 01:00]ـ
هذا الكلام غير صحيح؛ وينبغي أن نحدد الكلام ونوضحه كي يظهر الأمر؛ لأنه يبدو أنني أتكلم عن شيء مخالف لما تتكلمون عنه.
لعلي أوضح ما عندي أيضاً ليتبين أن الحكم بعدم الصحة سابق لأوانه.
أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به فهل يمكن أن يقول عاقل: إن أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به يمكن أن يثبت بخبر الآحاد؟
يعني هل من الممكن أن يتصور أحد أن أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به يعرفه واحد فقط من الصحابة دون باقي الصحابة؟
هل من الممكن أن يتصور أحد أن أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به يعرفه واحد فقط من التابعين دون باقي التابعين؟
هذا لا يمكن أن يتصور، ولا يقع في عقل عاقل البتة.
هناك فرق بين خبر الآحاد الذي أفاد العلم ثم انتشر هذا العلم واستفاض وبين خبر الآحاد الذي ينقله الواحد تلو الواحد ولم يفد العلم العام بين أفراد الأمة. فخبر الآحاد الذي يمكن أن يثبت أصل لا يصح الإيمان إلا به هو من النوع الأول، والدليل أن كثيراً من الأصول يرجع العلم العام المنتشر بها إلى خبر الآحاد.
أن يقال: (إن خبر الواحد الذي تلقته الأمة بالقبول يمكن أن يثبت به شيء من أصول الدين)، لأن تلقي الأمة بالقبول هنا قام مقام التواتر المطلوب.
إذاً رجع في الأصل إلى خبر الآحاد وهذا يلخص مرادي، وما تبع ذلك من تلقٍ و قبول فلم يكن ليحصل أصلاً لولا وجود مستند ذلك من خبر آحاد.
وقد يقول قائل: ما الفرق بين الأمرين؟
فالجواب: أن مجاري العادات تدل على الاكتفاء بالنقل عن واحد إذا كان المنقول مما لا نزاع فيه، ولذلك تجد المنقول عن الصحابة والتابعين في المسائل المتفق عليها قليلا جدا، والمنقول عنهم في المسائل المختلف فيها كثيرا جدا.
ونحن الآن مثلا لا يوجد عندنا رواية لمسند الإمام أحمد إلا من طريق واحد، ولا يكاد يوجد رواية لصحيح البخاري ومسلم إلا من طرق يسيرة جدا، وكذلك القراء السبعة المشهورون لا يوجد لدينا روايات عنهم إلا من طرق يسيرة، مع أننا نقطع بأن الذين رووا الصحيح عن البخاري عدد التواتر، وكذلك الرواة عن القراء السبعة، ولكن العلماء اكتفوا بذكر الطرق المشهورة التي صار تداولها بينهم أقرب إلى المسألة الشرفية منه إلى إثبات المنقول؛ اكتفوا بذلك لأن هذه الأشياء لا نزاع فيها.
فهذا هو المقصود في هذا الباب؛ ولذلك تجد الرواة مثلا يكتفون بنقل الحديث من طريق مالك أو من طريق الزهري أو نحو ذلك لشهرته وإتقانه، مع أنه يُقطع في كثير من الأمور أنه لم يتفرد بالرواية.
ومثال ذلك حديث الأعمال بالنيات؛ فإن النبي حدث به على المنبر، وكذلك عمر بن الخطاب، والمقطوع به أن الذين سمعوه من النبي كثيرون، وكذلك الذين سمعوه من عمر، ومع ذلك فلم يروه عنه إلا واحد.
فينبغي أن نفرق بين خبر الواحد الذي هو من باب الاكتفاء، وخبر الواحد الذي لا يعرفه عامة أهل العلم. وكما ذكرت سابقا: اتفاق الأمة وتلقيها للخبر بالقبول يقوم مقام التواتر في هذا الباب
أما إذا كان الخبر خبر واحد ولم تتلقه الأمة بالقبول، فلا يمكن بحال من الأحوال أن يثبت به أصل الدين الذي لا يصح إيمان المرء إلا به.
والخبر الذي تكلم عنه شيخ الإسلام ابن تيمية من هذا النوع
فهو خبر (يخرج في آخر الزمان رجل اسمه كاسمي ... ) والروافض يحتجون بهذا الأثر على عقيدة الإمامة ووجوب اتباع الإمام، وأن المؤمن لا يكون مؤمنا إلا بهذه العقيدة، ولا شك أن هذا الكلام واضح البطلان؛ لأن عامة الصحابة لم يسمعوا عن هذا الأمر ولم يعرفوه ولم ينقلوه، فلا يمكن أن يثبت به أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به.
فليس بصحيح البتة أن يقال: إن الشيخ قال لهم هذا الكلام تنزلا، بل هو كلام صحيح قطعا، بل لا نزاع فيه مطلقا بين أهل العلم.
ومن عرف فيه نزاعا فليخبرنا.
لا نزاع إن شاء الله وقد اختصرت المقصود قبل هذا بقليل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 01:08]ـ
إذاً رجع في الأصل إلى خبر الآحاد وهذا يلخص مرادي، وما تبع ذلك من تلقٍ و قبول فلم يكن ليحصل أصلاً لولا وجود مستند ذلك من خبر آحاد.
لا نزاع إن شاء الله وقد اختصرت المقصود قبل هذا بقليل.
يبدو أنه لا نزاع بيننا فعلا، ولكن العبارة المعلمة بالأحمر فيها نظر؛ لأن تلقي الأمة بالقبول أحيانا يكون لخبر ضعيف، وأحيانا يكون بغير خبر من أصله.
وقد ذهب جماهير العلماء إلى أن الإجماع لا بد أن يكون مستندا إلى دليل، ولكن هؤلاء الجماهير أنفسهم قالوا لا يشترط أن نقف على هذا الدليل.
وهذا يبين لك بجلاء عدم التلازم بين التلقي بالقبول ووجود خبر الآحاد.
فالمقصود أن قولك (التلقي بالقبول ما كان ليحصل إلا عن هذا الخبر) يحتاج إلى تفصيل.
فإن كنت تقصد هذا الخبر بعينه، فهو غير صحيح، وإن كنت تقصد ما كان من جنس هذا الخبر حتى لو لم يصلنا، فهو صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 01:16]ـ
يبدو أنه لا نزاع بيننا فعلا، ولكن العبارة المعلمة بالأحمر فيها نظر؛ لأن تلقي الأمة بالقبول أحيانا يكون لخبر ضعيف، وأحيانا يكون بغير خبر من أصله.
وقد ذهب جماهير العلماء إلى أن الإجماع لا بد أن يكون مستندا إلى دليل، ولكن هؤلاء الجماهير أنفسهم قالوا لا يشترط أن نقف على هذا الدليل.
وهذا يبين لك بجلاء عدم التلازم بين التلقي بالقبول ووجود خبر الآحاد.
شيخي الفاضل: كيف عرفت أنه خفي علي أوأني بحاجة إلى هذا البيان - ابتسامة -، هو صحيح ما ذكرت ولكن لاداعي لتقدير فروض ذهنية لم أتناولها صراحة.
فالمقصود أن قولك (التلقي بالقبول ما كان ليحصل إلا عن هذا الخبر) يحتاج إلى تفصيل.
فإن كنت تقصد هذا الخبر بعينه، فهو غير صحيح، وإن كنت تقصد ما كان من جنس هذا الخبر حتى لو لم يصلنا، فهو صحيح
كما ذكرت بنفسك "يبدو أنه لا نزاع بيننا فعلا"، وهذه قرينة توقفك على قصدي - ابتسامة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 08:49]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
(يبين لك بجلاء) المقصود القارئ التفاتا، ولا يخفى عليك مثل هذا (ابتسامة)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Nov-2008, صباحاً 11:45]ـ
رزقك الله ابتسامة الفلاح في الدارين.(/)
نريد فتوى في مهنة ساعي البريد هل هي حلال ام حرام
ـ[ابو رشيد]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندنا في المغرب مهنة ساعي البريد يقوم بنقل رسائل عامة و منها رسائل البنوك الربوية وغيرها الاعتماد البنكي والحولات المالية الربوية
فما التأصيل الشرعي للمسألة؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 04:34]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا شك أن عمل ساعي البريد بالصورة المعروفة المعهودة في بلاد المسلمين لا إشكال في أنه عمل جائز، لكن المشكلة فيما يطرأ على العمل من جهة التعاون مع جهات أو أشخاص لا يحل التعامل معهم كالبنوك الربوية التي وقع السؤال عنها هنا، والصواب أنه لا يجوز التعاون مع تلك البنوك بأي صورة من الصور فإن تمكن العامل من الاعتذار عن التعاون مع تلك البنوك وسمح له بذلك فلا بأس يبقى في عمله ويدفع عن نفسه هذا الشر، أما إذا لم يمكنه الاعتزار فالظاهر أنه لا يجوز له الاستمرار في هذا العمل، وعلى هذا الرابط فتوى للجنة الدائمة فيها مسألة قريبة من سؤالك هذا، تفضل هنا:
http://www.alukah.net/Fatawa/FatwaDetails.aspx?FatwaID=983&highlight=%d8%a7%d9%84%d8%a8%d 9%86%d9%83&soption=0
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 10:30]ـ
قال تعالى: و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان و من الحاجي الضروري في الدين: درء المفاسد و جلب المصالح علما بانه اذا تعارضت المفسدة مع جلب المصلحة فدرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة و بالتالي اذا كان بامكانك الاقتصار على ايصال البريد الخالي مما حرم الله فبها و نعمت و ان كان لا بد من هذا الدخن فاعتزل المهنة و سيعوضك الله أفضل منها لقوله تعالى: و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب الا اذا كنت مضطرا فللمضطر أحكامه و الله تعالى أعلم
ـ[ابو رشيد]ــــــــ[12 - Dec-2008, صباحاً 12:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم شكرا لك ... بارك الله فيك ... جزاك الله كل خير
الحمد لله اخي الكريم انني لم اشغل ساعي بريد المرجو اخوتي الكرام ان تدعو لي بضهر الغيب و لكم بالمتل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[12 - Dec-2008, صباحاً 01:04]ـ
-فتوى الشيخ سامي السويلم
سؤال
ما حكم العمل في مؤسسة البريد وخاصة العمل كساعٍ للبريد، الذي يوزع الرسائل والحولات على أصحابها، ومن بين هذه الرسائل، الرسائل التي ترسلها البنوك إلى زبائنها و كذا الضرائب، بالإضافة إلى أن مؤسسة البريد لديها بعض المعاملات الربوية كصندوق التوفير الوطني، أفتونا مأجورين.
الجواب
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ وبعد. الأصل أن ساعي البريد لا يفتش الرسائل ولا يطلع على ما فيها، كما أن الأصل في المسلم السلامة، ولذلك لا حرج في عمل ساعي البريد من حيث المبدأ. لكن إذا تبين واتضح أن المادة المرسلة محرمة، فيجب الامتناع عن إرسالها. وأما مباشرة مؤسسة البريد لبعض الأعمال المحرمة فهو لا يقدح في عملك إذا كان العمل مشروعاً في نفسه. والله تعالى أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[12 - Dec-2008, صباحاً 03:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا.(/)
بيع بالشرط الجزائى
ـ[عبد فقير]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 04:54]ـ
رجل باع لرجل أرضا زراعية مثلابمبلغ 500000جنيه مصرىفدفع المشترى 400000جنيه مصرى وتبقى عليه 100000والمعروف فى مصر أن المشترى لايستلم الأرض إلا إذا دفع المبلغ كاملا فقال له البائع أنا سأسلمك الأرض قبل تسليمك إياى المبلغ كاملا لكن بشرط أن تضع لى المبلغ المتبقى فى البنك فى5 - 10 - 1995من هذا العام لكى أستفيد من الربح الذى يعطينيه البنك كما أفدتك من الأرض وذلك بتسليمها قبل ميعادها فإذا تأخرت عن وضع المال فى هذا اليوم إما أن أفسخ العقد أوتدفع لى المبلغ بأرباحه التى كنت سآخذها من البنك (وهو قد تأخر عشر سنين)
ـ[ابو رشاد]ــــــــ[09 - Oct-2009, مساء 10:49]ـ
ذا لم يف المشتري بالشرط و هو أن يضع المال بالبنك فللبائع أن يفسخ
العقد، شرطه الثاني و هو أخذ المال بربحه فهو شرط باطل لان الزيادة التي
اشترطتها ربا و الشرط الباطل يفسد العقد عند جمهور العلماء(/)
طريقة سهلة وميسرة لبر الوالدين .....
ـ[منهج الحياة]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 08:36]ـ
http://file11.9q9q.net/img/15811571/-----------.jpg (http://file11.9q9q.net/preview/15811571/-----------.jpg.html)
( مشروع بر الوالدين)
بإشراف د. خالد بن عبدالرحمن الشايع
يهدف إلى تأصيل هذا الأدب الواجب عبر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والقصص والآثار السلفية.
كما يبين المهارات المتنوعة في بر الوالدين والإحسان إليهما
ويهدف لبيان كيفية بر الوالدين حتى بعد موتهما.
ويهدف أيضاً لتجنب العقوق بكل صوره.
ومن مجالات هذا المشروع (جوال بر الوالدين) بالتعاون مع شركة الاتصالات السعودية
أرسل رسالة فارغة إلى 5552
ملاحظة: لمشتركي الجوال فقط
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 09:55]ـ
مجانا أم ... .
بارك الله فيكم.
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 02:01]ـ
جزاك الله خير اشتركت فيها الان
ـ[أم البشرى]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 11:47]ـ
والدين لا يملكون الجوال من اين سيستفدون
افيدونا ارجوكم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
الحج وزواج الأبناء
ـ[أسامة أمين]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 10:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ينتشر عند عامة الناس خصوصا في الأرياف أن يتم تزويج الأبناء أولا وبعد ذلك ينظر إلى أمر الحج حتى مع توفر الاستطاعة على الحج قبل تزويج الأبناء ..
فهل تزويج الأبناء خصوصا البنت يعتبر من النفقات التي تقدم على الحج أم أن الأمر يختلف من الرجل إلى المرأة أم ماذا؟
جزاكم الله خيرا(/)
الشيعة و الصفوية
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 05:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتشر على الشبكة فلم بعنوان " العمامة أفيون الصفوية "
و قد شاهدت جزءًا منه و لم أستطع إكماله، و لكنني أردت طرح السؤال التالي:
ما علاقة الشيعة بالصفويين؟ و ما الفرق بينهم؟
و لكم جزيل الشكر.(/)
المتمتع من اهل جده هل له ان ياخذ عمره في اشهر الحج ويرجع الى جده
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 08:41]ـ
من كان متمتع من اهل جده واخذ عمره في اشهر الحج وعاد الى اهل حتى يوم التروية فل يبقى على تمتعه؟
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 10:26]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع أمتعه الله بالنظر لوجه الكريم وإيانا؛ آمين:
ويشترط لوجوب الهدي ألا يسافر بينهما، أي: بين العمرة والحج، ويمكن أن يؤخذ من ظاهر قول المؤلف: «ويفرغ منها، ثم يحرم بالحج»: أنه لا سفر، وإن كان ليس بذاك الظاهر القوي، فإن أتى بالعمرة ثم سافر مثلاً إلى المدينة، ثم رجع من المدينة محرماً بالحج فقد سافر بينهما، فهل يسقط الدم؟ ظاهر كلام المؤلف أنه يسقط عنه الدم؛ لأنه قال: «يفرغ منها ثم يحرم» فالظاهر التوالي ولم يقل ولو سافر، وهذه المسألة اختلف فيها العلماء على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن السفر إلى بلد الحاج، أو إلى غيره لا يسقط الهدي، سواء طال السفر أو قصر، فعلى هذا لو أن رجلاً أتى بالعمرة في أشهر الحج، وقد عزم على الحج في العام نفسه، ثم رجع إلى بلده وبقي إلى أن جاء وقت الحج، ثم عاد محرماً بالحج، فإن الهدي لا يسقط عنه.
وزعم قائل هذا القول أن هذا ظاهر القرآن، وفي كونه ظاهر القرآن مناقشة.
لأن قوله تعالى: {{فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ}} [البقرة: 196] يدل على أنه سافر إلى الحج، ولولا العمرة لم يحصل له التمتع، وهذا يدل على أنه لم يسافر بينهما.
القول الثاني: أن السفر مسافة قصر يسقط الهدي، سواء سافر إلى بلده أو إلى بلد آخر [(86)]، وعلى هذا فمن كان من أهل الرياض وأتى بالعمرة في أشهر الحج ناوياً الحج، ثم سافر إلى المدينة وعاد من المدينة محرماً بالحج فإن الهدي يسقط عنه.
القول الثالث: التفصيل: أنه إن سافر إلى أهله ثم عاد فأحرم بالحج، فإنه يسقط عنه الهدي، وإن سافر إلى غير أهله لا يسقط.
مثاله: رجل من أهل الرياض أحرم بالعمرة، وحل منها ثم سافر إلى المدينة، ورجع محرماً بالحج، فلا يسقط عنه الهدي، لكن لو رجع إلى الرياض بلده، ثم عاد منها محرماً بالحج سقط عنه الهدي، وهذا القول هو الراجح.
لأنه أنشأ سفراً جديداً غير سفر العمرة، فإن السفر مفارقة الوطن فيكون مفرداً لا متمتعاً، وهو مروي عن عمر وابنه ـ رضي الله عنهما ـ؛ لأنه إذا رجع إلى بلده، ثم عاد محرماً بالحج فقد أفرد الحج بسفر مستقل فيكون مفرداً، وليس بمتمتع، فإن سافر إلى بلد آخر، فإنه متمتع؛ لأنه لم ينشئ سفراً جديداً، إذ إن سفره إلى البلد الآخر استمرار لسفره الأول، وليس قاطعاً للسفر.(/)
صنابير المياه مصنوعة من ذهب فما حكم الوضوء؟
ـ[أبو حسانة]ــــــــ[19 - Nov-2008, صباحاً 09:41]ـ
من من العلماء تكلم حول هذه المسألة وأين؟
أقصد من حيث حكم هذا المصنوع وحكم الوضوء به؟
أفيدونا مأجورين
ـ[أبو حسانة]ــــــــ[19 - Nov-2008, صباحاً 10:08]ـ
هل الخلاف في باب الآنية يُنزل على باب الصنابير؟(/)
هل من مساعد
ـ[سلوان العزاوي]ــــــــ[19 - Nov-2008, صباحاً 10:52]ـ
اخوتي الكرام
السلام عليكم
عندي دراسة نقدية تحليلية لكتاب (افاق التعاليم) للشيخ سعيد حوى
ارجو ارسال النسخة (بالوورد) وليس بملف ال pdf كون الحاجة ماسة لها
وبارك الله فيكم
عنواني / salwan_19802001@yahoo.com(/)
أسهل طريقة لقيام الليل
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 01:52]ـ
أسهل طريقة ... لقيام الليل
أسهل طريقة لقيام الليل ... والله ما راح تأخذ شيء من وقتك
يلا نطبقها الليلة ...
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
عندي طريقه سهله جداَ لقيام الليل، وطبعاَ أنتم عارفين فضل قيام
الليل و الأجر المترتب على ذالك و أنها من أعظم العبادات التي تقربناإلى الله تعالى ...
طيب: كيف نقوم الليل و يكتبنا الله من الذاكرين الله كثيراَ و
الذاكرات وبأقل جهد و مشقه ...
أول شيء علينا إننا نقوم قبل صلاة الفجر بساعه
وهذه الساعه هي و قت السحر وهو أفضل جزء منالليلوقال الله تعالى (والمستغفرين بالأسحار)
نقسم هذه الساعه إلى أربع أقسام و هي كالتالي:
أول ربع ساعه: لقراءت ما تيسر منالقران
ثاني ربع ساعه: نصلي فيها ركعتين قيام الليل ثم نوتر بثلاث ركعاتركعتين شفع واحدة وتر
ثالث ربع ساعه: للدعاء. ولا ننسى أن الله في هذا الوقت في السماءالدنيا
يقول (يا عبادي هل من داعي فأستجيب له، هل من مستغفر لأغفر له،هل من سائل فأعطيه)
رابع ربع ساعه: للإستغفار، إلى أن يأذن لصلاةالفجر
فتخيلوا معي يا أخوتي ساعه واحده فقط جمعنا فيها كل العبادات التيتقربك إلى الله تعالى (القرآن ....... الصلاةالدعاء ........... الإستغف ار) فيا أخوتي لنشجع بعض من الليله، ونقومبهذه الطريقه مع المداومه عليها .. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) الله يساعدنا علىطاعته
ولا تنسوني من خالص الدعاء بظهر الغيب
اختكم في الله
منقوووووووووووووول
ـ[أم البشرى]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 02:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركتي اختاه علي هذا النقل الطيب
جعله الله في ميزان اعمالك وكل عام وانتم للطاعة اقرب
الحمد الله علي نعمة الاسلام
نسالكم الدعاء
ـ[عبد الكريم]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 02:11]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذه الفائدة المهمة
ـ[شامل باسييف]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 02:18]ـ
بارك الله فيك
بالنسبة على من صعب عليه القيام من النوم بساعة
فعليه الصلاة قبل النوم مباشرة من ثم ينام و يقوم لصلاة الفجر
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 08:04]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
"لمن الملك اليوم " متى يقولها رب العزة جل وعلا؟!!!
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 04:48]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
فقد انتشر على لسان بعض الدعاة والوعاظ بناء على ما ذكر في بعض كتب التفسير أن الله عز وجل في نهاية الحياة الدنيا يميت الخلائق كلها ثم يميت الملائكة العظام جبريل واسرافيل ثم يختم بملك الموت ثم يقول أنا الجبار لمن الملك اليوم.
فهل هذا صحيح؟؟
وهل يتفق مع السياق القرآني 0000" لينذر يوم التلاق - أي يوم القيامة - يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء 00 لمن الملك اليوم لله الواحد القهار "
مع العلم بأن الحديث الذي يروى في ذلك - وهو حديث طويل جدا - وذكره أغلب المفسرين هو حديث ضعيف ويسميه ابن كثير حديث الصور المشهور وقال فيه " هذا حديث [مشهور] وهو غريب جدا " وبالرغم من ذلك فقد أورده في عدة مواضع من تفسيره موجها به معاني الآيات.
فما هو رأي إخوانا الأفاضل؟؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 12:16]ـ
/// يغني عن حديث الصٌّور ما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله (ص) فقال: يا محمد إنَّا نجد أنَّ الله يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول: ((أنا الملك)). فضحك النَّبيُّ (ص) حتى بَدَت نواجذه؛ تصديقًا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله (ص): ((وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون)).
/// ويؤيِّد هذا التَّصديق منه (ص) للحبر ما رواه البخاري من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي (ص) قال: ((يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: ((أنا الملك! أين ملوك الأرض؟)).
/// فالأظهر -والعلم عند الله- أنَّ ما ورد في سياق الآية لا يتعارض مع حديث الصُّور -إن صحَّ- أوحديث ابن مسعود وأبي هريرة المتقدِّم ذكرهما آنفًا، إذ جواب التَّعارض الظَّاهر أنَّ ذلك النِّداء قد يحصل في مواضع، منها حين يميتهم، ومنها حيت يبرزون إليه بعد الإفاقة من الصَّعق والحشر إليه.
/// ويؤيِّد ذلك حديث عبدالله بن أنيس قال: سمعت النبي (ص) يقول: ((يحشر الله العباد، فيناديهم بصوت يسمعه من بعد، كما يسمعه من قرب: أنا الملك أنا الديان)). وقد علَّقه البخاري في صحيحه وأخرجه في غير كتاب من كتبه، وحسَّنه العراقي وغيره.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 03:32]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيراً على المشاركة - بيد اني أجد صعوبة في فهم ما ترنو اليه
فسؤالي المحدد أن قولة " لمن الملك اليوم " هل هي كما ذكر اكثر المفسرين يقولها الله عز وجل بعد فناء الخلق - ولا يكون ثم مخلوق، أم أنها تقال كما هو واضح من السياق القرآني في وجود الخلق كلهم مجتمعين يوم القيامة، والحديثان المذكوران ليس فيهما ما يدل على أن ذلك بعد إماتة الخلق وقبل بعث الناس يوم القيامة - حسب فهمي -
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 06:37]ـ
/// نعم .. بارك الله فيك، لا شكَّ أنَّ منطوق الحديثين - حديث أبي سعيد وأبي هريرة- ليس فيهما ذكر فناء الخلق نصًّا، ولكن الاحتمال واردٌ في أنَّ القبض للسموات والأرض وقوله سبحانه حينها: ((أنا الملك؟ أين ملوك الأرض)) قد يكون بعد فناء الخلق، أوقبل فناءهم، الاحتمال واردٌ في الأمرين.
/// أمَّا ما ذكرتُه في تعقيبي السابق من احتمال فللْجمع ودفع التَّعارض الظَّاهر بين ما يُفهم من حديث الصور -على احتمال صحَّته- وأحد مفهومي الحديثين السَّابقين وبين ظاهر الآية.
/// وإلَّا .. فإن سألت أيُّ الأمرين أدلُّ وأظهر وأصرح لوجب الرجوع لظاهر الآية من أنَّ ذلك يوم بروز الخلق لله تعالى.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 10:18]ـ
وفيك بارك الله، وجزاك خيراً(/)
ما حكم تسمية المهر في مجلس العقد
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 05:43]ـ
ما حكم تسمية المهر في مجلس العقد
هل يجب ذكره ليشهد عليه الشهود؟
ـ[محمّد حدّاد الجزائري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 08:08]ـ
السّلام عليكم و رحمة اللّه
ذكر لنا بعض المشايخ أنّه مستحبّ ذكره لما في ذلك من دفع الخصومة و رفع الخلاف، ذلك أنّ الشّهود حاضرون عالمون بما اتُّفق عليه و ما حُدّد، و دليل التّسمية قول النّبي صلّى اللّه عليه و سلم لذلك الرجل ((زوجتكها بما معك من القرآن)).
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[21 - Nov-2008, صباحاً 04:42]ـ
جزيتم خير على الفائدة
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 04:28]ـ
أحسن الله إليك
كلام قليل ومعنى كثير(/)
متى كانت المسائل الاجتهادية مسائل قطعية يوالى ويعادى عليها؟!
ـ[مطيع باكرمان]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 09:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فقد وقع في ذهني كثيرا طرق هذا الموضوع، وزاد من عزمي اطلاعي على بعض المواضيع في هذا المنتدى المبارك وهي من المسائل التي يسع الخلاف فيها، كحكم الإسبال، والإشارة بالسبابة في التشهد وبين السجدتين، وحكم الأخذ من اللحية، والأناشيد، والتصوير ... الخ وإذا بالتشديد على المخالف وكأن المسائل من القطعيات التى يوالى ويعادى عليها، فأرجو من الإخوة الإدلاء بآرائهم في أسباب تلك الحالة التي عنيتها، وهل هي متجذرة في الخطاب السلفي؟ أم كنت متوفهما فيها.
ـ[مطيع باكرمان]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 01:24]ـ
كم كانت تسود السلفية كثير من المسائل ذات القول الأوحد في الفروع وومن يخالفها فقد خالف منهج السلف وذلك لتبني كثير من مشايخ السلفية المعاصرين لها، وشدة طرحهم لها والتشنيع حياناً على المخالفين.
إن مراجعة المنهج الذي يسير عليه كثير ممن يدعي السلفية ضرورة ملحة في عصر الانفتاح على العلم ومحاربة ادعاء القول الوحيد في كثير من الفقهيات، خاصة في المسائل التي احتدم الصراع فيها منذ القدم بين أهل السنة، فلا يمكن أن يأتي مجدد للعصر لحسم تلك المسائل، بل لا يزال الخلاف مستمر مادام لكل قول وجهة نظر صحيحة.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 10:23]ـ
ملاحظة: الأخ الكريم لا يوجد مشكلة في الخلاف إذا كان من أهله المجتهدين أو من يتبعهم و هو يفهم قولهم، أما أن يكون القائل لا يعرف أن يجتهد بل يحمل النصوص ما لا تحتمل أو لا يعرف أن يتبع المجتهدين بل يحمل أقوالهم ما لا تحتمل فينكر عليه
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 11:13]ـ
وأحبه أنبه نفسي وإخوتي أن هناك عبارة فيها مغالطة ألا وهي: لا إنكار في مسائل الخلاف .. وهذا غلط كون أن الخلاف أنواع منه ما هو قوي ومنه ما هو شاذ ومنه ما هو ضعيف وهكذا،أما مسائل الإجتهاد فلا إنكار فيها وهذا قول عامة اهل العلم، يبقى فهم النص على فهمين معتبرين هذه لا ينازع فيها كون أن الفهمين لهما حظين من الدليل وهذه الاخيرة قد تدخل في الخلاف العالي-القوي-،والله اعلم
ـ[مطيع باكرمان]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 01:31]ـ
جزى الله خيراً صاحب النقب وحمدان الجزائري، ولكن أحب أن أنوه على أني قيدت المسائل بـ (المسائل الاجتهادية) ولم أقيدها بالخلافية.
ثانياً - أما يلاحظ في هذا المنتدى المبارك وغيره من المنتديات أن هناك نوع تشنيع في كثير المسائل الفقهية الاجتهادية التي اختلف فيها العلماء منذو القدم؟
بل إن عدنا مثل الامتحان في تحديد المنهج من خلال: ماذا تقول في الجهر بالبسملة؟ أو في حكم الأناشيد، أو في حكم التصوير الفوتوغرافي، أو في وضع اليدين بعد الرفع من الركوع ... الخ والقائمة طويلة.
هل بهذه المسائل يتحدد المنهج السلفي؟
هذا هو لب الموضوع الذي أحببت أن أطرقه
فإذا كانت هذه المشكلة قائمة فأرجو من الإخوة الإدلاء فيها عن أسبابها وعلاجها
وبهذا نقلص كثير من الحزازيات والظنون والتصنيف للناس
والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 01:49]ـ
ثانياً - أما يلاحظ في هذا المنتدى المبارك وغيره من المنتديات أن هناك نوع تشنيع في كثير المسائل الفقهية الاجتهادية التي اختلف فيها العلماء منذو القدم؟
بل إن عدنا مثل الامتحان في تحديد المنهج من خلال: ماذا تقول في الجهر بالبسملة؟ أو في حكم الأناشيد، أو في حكم التصوير الفوتوغرافي، أو في وضع اليدين بعد الرفع من الركوع ... الخ والقائمة طويلة.
هل بهذه المسائل يتحدد المنهج السلفي؟
كل هذه المسائل ومسألة الإسبال لغير الخيلاء وقنوت الفجر وغيرها كثير كثير من المسائل الخلافية المعتبرة
على هذا درج العلماء
وعليه يدل كلامهم في التفريق بين الخلاف المعتبر من غيره
والقرائن التي تحف هذه المسائل تدل على ذلك
وما يذكر من بعض الأعضاء خلاف هذا فإنما هو رأي له لنفسه لا يعبر عن رأي منتدى الألوكة
أقول هذا الكلام لأني أعرف جيدا من يشنع علينا وعلى المواقع السنية السلفية كالملتقى والمجلس وغيره ويتخذ بعض الآراء التي يلتقطها من هنا وهناك ويعمم حكمها ونسبتها للجميع
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 06:50]ـ
http://majles.alukah.net/images/icons/icon1.gif متى كانت المسائل الاجتهادية مسائل قطعية يوالى ويعادى عليها؟!
عندما جاء الزمان الذي يقول فيه رئيس دعوتهم بنفسه:
"علّمنا و لم نربّ "!!؟؟
و هكذا تغدو علمنا هنا بغير التربية جهلا محضا عند من يفهم دلالات الألفاظ اللغوية و العرفية و الشرعية؟!!
بل يغدو الجهل المستكين الواعي صاحبه لجهله خيرا ألف مرة من هذ " ه " المعلومات لا العلم!!!!
نعم!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 01:10]ـ
أخ مطيع وفقك الله,
ممكن تبين لنا ما الفرق بين المسائل الاجتهادية والمسائل التي يسع فيها الخلاف بتعريفات علمية؟
لاني رأيتك خلطت بين المسائل الخلافية-بنوعيها المعتبرة والغير معتبرة- والمقطوع فيها والاجتهادية!
-قلت وفقك الله في مشاركتك الاولى: (من المسائل التي يسع الخلاف فيها) ومثلت ب (كحكم الإسبال، والإشارة بالسبابة في التشهد وبين السجدتين)!!
السؤال هو: من يقول ان مسالة الاسبال مثل مسالة الاشارة؟!
هل النصوص الواردة في الاشارة مثل النصوص الواردة في الاسبال؟!
ممكن تذكر لنا من سبقك بهذا القول؟
ثم قلت في المشاركة الثانية: (ولكن أحب أن أنوه على أني قيدت المسائل بـ (المسائل الاجتهادية) ولم أقيدها بالخلافية)!!!
ومثلت ب (ماذا تقول في الجهر بالبسملة؟ أو في حكم الأناشيد، أو في حكم التصوير الفوتوغرافي، أو في وضع اليدين بعد الرفع من الركوع)
فبودي-بارك الله فيك- لو تعرف لنا اولا ما تريد,
ثم تضرب الامثلة مع ذكر الادلة لكل مسألة,
ثم تذكر الخلاف,
ثم تذكر كلام اهل العلم ممن قال فيها بسعة الخلاف, او انها من المسائل الاجتهادية,
ثم تفتح الموضوع للناقش,
وجزاك الله خيرا.
خلوصي,
السؤال لك هو: هل يجوز ان نعلم ونربي على خلاف الكتاب والسنة؟!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 01:19]ـ
فبودي-بارك الله فيك- لو تعرف لنا اولا ما تريد,
ثم تضرب الامثلة مع ذكر الادلة لكل مسألة,
ثم تذكر الخلاف,
ثم تذكر كلام اهل العلم ممن قال فيها بسعة الخلاف, او انها من المسائل الاجتهادية,
ثم تفتح الموضوع للناقش,
وجزاك الله خيرا.
هذه مغالطة في النقاش غير مرضية
لأنه لا يلزم صاحب الموضوع
هو ينكر على من جعل الظني قطعي ومن لم يميز بين المسائل الاجتهادية والخلافية فذهب ينكر على المخالف في كليهما مساويا لهما في المرتبة
فالمسألة في الأصول فتحرير الفروع ليس هنا موضعه
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 01:45]ـ
http://majles.alukah.net/images/icons/icon1.gif متى كانت المسائل الاجتهادية مسائل قطعية يوالى ويعادى عليها؟!
عندما جاء الزمان الذي يقول فيه رئيس دعوتهم بنفسه:
"علّمنا و لم نربّ "!!؟؟
و هكذا تغدو علمنا هنا بغير التربية جهلا محضا عند من يفهم دلالات الألفاظ اللغوية و العرفية و الشرعية؟!!
بل يغدو الجهل المستكين الواعي صاحبه لجهله خيرا ألف مرة من هذ " ه " المعلومات لا العلم!!!!
نعم!!
يقول الحافظ السخاوي رحمه الله-:
(واحذر أيها المتصدي لذلك الجرح والتعديل المقتفي فيه أثر من تقدم من غرض أو هوى يحملك كلاً منهما على التحامل والانحراف وترك الإنصاف أو الإطراء والافتراء؛ فذلك شر الأمور التي تدخل على القائم بذلك الآفة منها والمتقدمون سالمون منه غالباً منزََّهون عنه لوفور ديانتهم، بخلاف المتأخرين فإنه ربما يقع ذلك في تواريخهم وهو مجانب لأهل الدين وطرائقهم، فالجرح والتعديل خطر لأنك إن عدلت بغير تثبت كنت كالمثبت حكماً ليس بثابت فيخشى عليك أن تدخل في زمرة من روى حديثاً وهو يظن أنه كذب، وإن جرحت بغير تحرز أقدمت على الطعن في مسلمٍ برىءٍ من ذلك ووسمته بميسم سوءٍ يبقى عليه عاره أبداً)
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 11:43]ـ
هذه مغالطة في النقاش غير مرضية
لأنه لا يلزم صاحب الموضوع
هو ينكر على من جعل الظني قطعي ومن لم يميز بين المسائل الاجتهادية والخلافية فذهب ينكر على المخالف في كليهما مساويا لهما في المرتبة
فالمسألة في الأصول فتحرير الفروع ليس هنا موضعه
أخي أمجد حياك الله، لا أظن أن هناك مغالطة، بل هناك سوء تفاهم
فالظن من خلال قراءة رده أنه موافق في أصل الموضوع، لكنه ينقم منه أمثلته التي ذكرها
أي أنه ذكر أمثلة يسوغ فيها الخلاف ولا ينكر فيها إلى جاهل أو متعصب، بينما هناك مسائل لا يسوغ فيها ويكون من ترخص في بيان الخلاف فيها إنما تتبعا لشواذ الفهوم.
مثال ذلك:
أن يقول قائل: لا يجوز أن نطعن في علمائنا كابن باز وابن عثيمين والألباني وميرزا القادياني
فنقول له: الطعن في العلماء متفق بين أهل السنة جميعا أنه لا يجوز ولا يفعله إلا حاقد على السنة
أما تمثيلك بالقادياني فلا يصح لأنه ليس عالما
فأنا أطالبك بأن تبين لنا من هم العلماء الذين تقصدهم، حتى نبين لك هل يجوز الطعن فيهم أم لا يجوز.
هذا ما فهمته من كلام الأخ عبد الرزاق
أما خلوصي، فلم يجد بدا من بث سمومه وطعنه في العلم والعلماء كعادته حيث عرّض بسيده وسيد أسياده الألباني رحمه الله حيث قال:
عندما جاء الزمان الذي يقول فيه رئيس دعوتهم بنفسه:
"علّمنا و لم نربّ "!!؟؟
فنقول له:
قال سيدنا صلى الله عليه وسلم
مامن ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم
أما البغي فقد قال سيدنا صلى الله عليه وسلم
البغي من بطر أو سفه الحق، وغمط الناس
وبطر الحق: هو دفعه ورده.
وغمط الناس: هو احتقارهم وازدراؤهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مطيع باكرمان]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 11:20]ـ
الأخ الكريم عبد الرزاق الحيدر - وفقك الله - قولك:
[ممكن تبين لنا ما الفرق بين المسائل الاجتهادية والمسائل التي يسع فيها الخلاف بتعريفات علمية؟]
فأقول: لا فرق بينهما فيما أعلم فكل مسألة صح الاجتهاد فيها فلا تخلو من ضربين:
إما أن يحصل الإجماع عليها إجماعاً صحيحاً فحينئذ لا يسع الخلاف لم جاء بعد الإجماع
وإما أن لا يجتمع فيها المجتهدون - المعتبرون - على رأي بل يختلفون كل يأخذ بدليل أو موجهاً للدليل فحينئذ يسع الخلاف ولا يشدد على من خالف.
[لاني رأيتك خلطت بين المسائل الخلافية-بنوعيها المعتبرة والغير معتبرة- والمقطوع فيها والاجتهادية!]
سامحك الله اعطني مثالاً واحداً من المسائل التي ذكرتها هي مسألة مقطوع بها؟
أما كون الشيخ الفلاني قد قال برأيه فيها وانتصر لها وارتضيت قوله يعد هذا قاطعاً للخلاف ولو خالفه جمهور العلماء السابقين؟ سبحان الله
وأما قولك:
[قلت وفقك الله في مشاركتك الاولى: (من المسائل التي يسع الخلاف فيها) ومثلت ب (كحكم الإسبال، والإشارة بالسبابة في التشهد وبين السجدتين)!!
السؤال هو: من يقول ان مسالة الاسبال مثل مسالة الاشارة؟!
هل النصوص الواردة في الاشارة مثل النصوص الواردة في الاسبال؟!]
ما أدري ماذا تقصد بسؤالك هذا؟ وهل يشترط في اعتبار المسائل الاجتهادية مجرد كثرة النصوص؟ فكم من مسألة اختلف العلماء فيها لاختلاف أفهامهم لتلك النصوص.
وأستشف من كلامك أن مسألة الإسبال مقطوع بها والخلاف فيها غير معتبر، فإن كان هذا ما تقصده فمن الذي قال بهذا القول من السلف؟ أليس الجمهور على عدم حرمة الإسبال لغير الخيلاء؟ فمتى صارت هذه المسألة من القطعيات هل صح فيها إجماع أم أنه وجهة نظر لبعض العلماء فيها.
وأما قولك:
[ممكن تذكر لنا من سبقك بهذا القول؟]
قلت لك الجمهور.
وأما قولك:
[ثم قلت في المشاركة الثانية: (ولكن أحب أن أنوه على أني قيدت المسائل بـ (المسائل الاجتهادية) ولم أقيدها بالخلافية)!!!
ومثلت ب (ماذا تقول في الجهر بالبسملة؟ أو في حكم الأناشيد، أو في حكم التصوير الفوتوغرافي، أو في وضع اليدين بعد الرفع من الركوع)
فبودي-بارك الله فيك- لو تعرف لنا اولا ما تريد,
ثم تضرب الامثلة مع ذكر الادلة لكل مسألة,
ثم تذكر الخلاف,
ثم تذكر كلام اهل العلم ممن قال فيها بسعة الخلاف, او انها من المسائل الاجتهادية,
ثم تفتح الموضوع للناقش,
وجزاك الله خيرا.]
قد كفاني في الإجابة عن هذا الأخ الفاضل أمجد الفلسطيني بقوله: هو ينكر على من جعل الظني قطعي ومن لم يميز بين المسائل الاجتهادية والخلافية فذهب ينكر على المخالف في كليهما مساويا لهما في المرتبة
فالمسألة في الأصول فتحرير الفروع ليس هنا موضعه اهـ.
أي أني قصدت أن تصنيف الناس على وفق مسائل فرعية اختلف العلماء فيها منذ القدم ولم ينكر بعضهم على بعض ولكل منهم أدلته وتوجيهه لها هذا ليس من المنهج السلفي بمكان، فلم نسمع أن أحداً من العلماء قال: إن من أصول السلفية تحريم الإسبال مطلقاً أو تحريم التصوير الفوتوغرافي أو عدم شرعية تحريك السبابة بي السجدتين .... الخ
هذا هو مرادي ومقصدي وليس بسط المسائل بأدلتها، فقد بسطها العلماء وناقشوا أدلتها وعلى طالب العلم أن يتجرد للحق ويأخذ من يرى معه الدليل الأصح أو الفهم الأصوب ويدعو إلى هذا الرأي ولكن دون تعنيف للآخر.
ولا يخفاك أن هناك فرق بين المسائل الاجتهادية والخلافية، فكل مسألة اجتهادية - لم يقع عليه الإجماع - يسع الخلاف فيها.
وليس كل مسألة خلافية يسع الخلاف فيها؛ لأن مسألة خلق القرآن مسألة خلافية مع الجهمية، ومسألة الاستغاثة بغير الله مسألة خلافية مع القبورية، فلا عبرة بخلاف هؤلاء لأهل السنة بل ينكر عليهم
والله أعلم
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 12:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خلوصي: قل خيرا أو أصمت فلقد تجاوزت الحد أيها الأخ ولم تراعي شروط المنتدى فانتبه قبل ان تكتب أناملك،،،
ـ[مطيع باكرمان]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 01:11]ـ
[أي أنه ذكر أمثلة يسوغ فيها الخلاف ولا ينكر فيها إلى جاهل أو متعصب، بينما هناك مسائل لا يسوغ فيها ويكون من ترخص في بيان الخلاف فيها إنما تتبعا لشواذ الفهوم]
أخي الكريم (أبو عبد المحسن العابي) وفقك الله:
أرجو أن توضح لي المراد بالشاذ؟ ثم بين المسائل التي ذكرتها وليس فيها خلاف معتبر بل هو تتبع للشواذ؟
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 02:57]ـ
أخي الكريم مطيع جعلك الله من المسارعين لطاعته
أنا لما ذكرت الكلام بناء على فهم الأخ عبد الرزاق حتى أدفع التباسا بينه وبين المشرف أمجد حفظهما الله
أما الأمثلة التي ذكرتها فمعروف الخلاف فيها بين علمائنا، فلا تعليق لي عليها
المهم أن لا يتطور الأمر إلى الترخص في كل شيء فهذا دليل على رقة الدين
فأظن أنك توافقني على ذلك
مثال: رجل حليق مسبل يسمع الأناشيد ويترك صلاة الجماعة في المسجد ويأتي امرأته في دبرها ويلبس اللباس الإفرنجي و ... و ... و .. ، والأدهى أنه لا يقف عند ذلك بل يدعو إليه ويبين أدلة العلماء وينتصر لها.
وكلما سمع برخصة أخذ بها وقد قيل قديما: من تتبع رخص العلماء تزندق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مطيع باكرمان]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 10:19]ـ
أخي الكريم (أبو عبد المحسن العنابي) كلامك في ظاهره نوع تناقض فإنك قلت في مشاركتك السابقة:
[فالظن من خلال قراءة رده أنه موافق في أصل الموضوع، لكنه ينقم منه أمثلته التي ذكرها أي أنه ذكر أمثلة يسوغ فيها الخلاف ولا ينكر فيها إلا جاهل أو متعصب، بينما هناك مسائل لا يسوغ فيها ويكون من ترخص في بيان الخلاف فيها إنما تتبعا لشواذ الفهوم].
وقلت في ردك الثاني:
[أما الأمثلة التي ذكرتها فمعروف الخلاف فيها بين علمائنا، فلا تعليق لي عليها].
مع العلم أن أصل موضوعي هو في النقاش العلمي بين طلاب العلم، وأما تتبع رخص العلماء فلا أختلف معك في ذلك.
والله أعلم
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 10:58]ـ
يقول الحافظ السخاوي رحمه الله-:
(واحذر أيها المتصدي لذلك الجرح والتعديل المقتفي فيه أثر من تقدم من غرض أو هوى يحملك كلاً منهما على التحامل والانحراف وترك الإنصاف أو الإطراء والافتراء؛ فذلك شر الأمور التي تدخل على القائم بذلك الآفة منها والمتقدمون سالمون منه غالباً منزََّهون عنه لوفور ديانتهم، بخلاف المتأخرين فإنه ربما يقع ذلك في تواريخهم وهو مجانب لأهل الدين وطرائقهم، فالجرح والتعديل خطر لأنك إن عدلت بغير تثبت كنت كالمثبت حكماً ليس بثابت فيخشى عليك أن تدخل في زمرة من روى حديثاً وهو يظن أنه كذب، وإن جرحت بغير تحرز أقدمت على الطعن في مسلمٍ برىءٍ من ذلك ووسمته بميسم سوءٍ يبقى عليه عاره أبداً)
بارك الله فيكم على هذا النقل المعبر.
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 11:44]ـ
أخي الكريم (أبو عبد المحسن العنابي) كلامك في ظاهره نوع تناقض فإنك قلت في مشاركتك السابقة:
[فالظن من خلال قراءة رده أنه موافق في أصل الموضوع، لكنه ينقم منه أمثلته التي ذكرها أي أنه ذكر أمثلة يسوغ فيها الخلاف ولا ينكر فيها إلا جاهل أو متعصب، بينما هناك مسائل لا يسوغ فيها ويكون من ترخص في بيان الخلاف فيها إنما تتبعا لشواذ الفهوم].
وقلت في ردك الثاني:
[أما الأمثلة التي ذكرتها فمعروف الخلاف فيها بين علمائنا، فلا تعليق لي عليها].
مع العلم أن أصل موضوعي هو في النقاش العلمي بين طلاب العلم، وأما تتبع رخص العلماء فلا أختلف معك في ذلك.
والله أعلم
ليس هناك ناقض يا أخي
الكلام الأول قلت سابقا:
بناء على فهم الأخ عبد الرزاق حتى أدفع التباسا بينه وبين المشرف أمجد حفظهما الله
أما الكلام الثاني فهو فهمي للموضوع
أرجو أن أكون أزلت عنك الالتباس يا أيها الكريم
جعلني الله وإياك من المطيعين الداعين إلى الخير والعلم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 12:38]ـ
بارك الله فيكم على هذا النقل المعبر.
وفيكم بارك الله .. لفهمكم دلالات الألفاظ اللغوية و العرفية و الشرعية؟!!(/)
«مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ»،لِسَمَاحَةِ شيخنا ابن جِبرِينٍ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Nov-2008, صباحاً 01:15]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ»
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد ...
يعتقد المسلمون المؤمنون أن الله تعالى هو رب العالمين، وإلههم، ومعبود الموحدين الذين يعبدون الله تعالى مخلصين له الدين، ويتبرؤون من المشركين الضالين، العابدين لغير الله ويحسبون أنهم مهتدون، وقد أقام ربنا سبحانه وتعالى الأدلة والبراهين على وحدانيته في ربوبيتهم للمخلوقين، ليعبدوه وحده، ويخلصون له العبادة بلا شريك، ولا ند ولا ظهير ولا معين، وتدل على ذلك جميع العبادات والقربات، ومنها مناسك الحج إلى بيت الله العتيق، ففيها من واضح الدلالات ما يعرفه ويدين به كل مسلم موحد، متبع للنبي محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، فالحج والعمرة وما فيهما من العبادات والأذكار والأدعية والأنساك والقربات والقراءات ونحوها كلها تعبر عن التوحيد الذي هو إخلاص العبادة لله تعالى، والاعتقاد اليقين بوحدانيته، واستحقاقه للعبادة، وترك عبادة من سواه، وأوضح الأدلة على ذلك ما فيه من الأذكار والأدعية المأثورة، والمسنونة التي ثبتت ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه وأتباعهم رضي الله عنهم، وأشهر الأذكار وأوضحها دلالة على التوحيد التلبية التي نقلت عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما يعقد الإحرام، ويستمر على تلك التلبية حتى يشرع في مقدمات التحلل، وقد نقلها جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، ولفظها: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"، وقد كان أهل الجاهلية يحجون، ويقفون في المشاعر، ويلبون تلبية سليمة خالصة لله تعالى بقولهم لبيك لا شريك لك، وكان أشهرهم عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف الخزاعي، لما كانت خزاعة هم سدنة البيت، وذكر في السيرة وكتب التاريخ أن الشيطان تمثل لعمرو بن لحي، فلما قال عمرو: لبيك لا شريك لك. قال الشيطان: إلا شريكًا هو لك. فأنكر ذلك عمرو بن لحي، فقال الشيطان: لا بأس بذلك، فكانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسمعهم فإذا قالوا: "لبيك لا شريك لك"، قال لهم: "قد قد"، أي حسب، قفوا عند هذا القدر فهو الصحيح، هكذا رواه مسلم في صحيحه في كتاب الحج عن ابن عباس رضي الله عنه، فأهل الجاهلية يلبون بالتوحيد، ثم يشركون، ولم يزالوا على ذلك حتى جاء الإسلام، فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم ولبي بالتوحيد بقوله: "لبيك لا شريك لك لبيك"، وهذا اعتراف بأن الله تعالى هو المستحق للعبادة وحده، فإن التلبية تتضمن الطاعة فقيل إن معناها: أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة، لا شريك لك في هذه التلبية التي تتضمن العبادة بجميع أنواعها، فنفى أن يكون لله شريك أي نظير ومشارك في استحقاق مثل هذه التلبية من أنواع الطاعة، ثم قال بعد ذلك: "إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"، فكرر نفي الشريك، أي أنك يا رب أهل الحمد والتمجيد والثناء من عبادك وأنت المنعم، والنعمة كلها منك وحدك، ولك الحمد عليها ولك الملك الحقيقي، ولا شريك لك في العبادة، كما أنك لا شريك لك في الملك والتدبير، والتصرف في المخلوقات، فيعترف بأن الحمد لله وحده، كما حمد نفسه في أول الفاتحة وغيرها، فهذا بعض ما تضمنته تلبية النبي صلى الله عليه وسلم في الإحرام.
ثم إن بعض الصحابة يزيدون في التلبية جملاً مفيدة، فيسمعها النبي صلى الله عليه وسلم ويقرهم عليها، ولاشك أنهم قد عرفوا حكمها وأهميتها، ويمكن أنهم أخذوها عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير الإحرام، فكان ابن عمر رضي الله عنه يزيد بقوله: (لبيك لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، لبيك والرغباء إليك والعمل)، ويزيد بعضهم: (لبيك إن العيش عيش الآخرة)، وبعضهم يقول: (نحن عبادك الوافدون إليك، الراغبون فيما لديك)، ويقول بعضهم: (لبيك حقًا حقًا، تعبدًا ورقًا)، ويسمع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر هذه الإضافات ويقرها، وكلها أو جلها دالة على التوحيد، وذلك أن فيها دعاء الله تعالى وحده، والتوجه إليه بالقلب والقالب، والاعتراف بأن الخير بيده وحده، فلا يملكه غيره، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، فيرغب العباد إليه، ويسألونه وحده أن يمدهم من واسع فضله، وأن يجزل لهم من الخير الذي لا يملكه غيره، ويقرون بأن الرغباء إليه والعمل، كما أمر نبيه ذلك بقوله تعالى: ? وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ? [الشرح:8]، فالرغباء إليه سبحانه لا إلى سواه، وله تصرف جميع الأعمال الصالحة لا شريك له في عبادته.
وهكذا في اعترافهم له سبحانه بالتعبد والرق، فالجميع عبيد لربهم مملوكون له وحده، أرقاء له، ? وَلا يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا ? [الفرقان:3،] فهو اعتراف لربهم بأنه مالك الملك ذو الجلال والإكرام، وأن أزمة القلوب بيده، فهو يمنع ويعطي، ويريش ويبري، يميت ويحي، ويصل ويقطع، ويخفض ويرفع، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع.
فهذه التلبية وملحقاتها تحتوي على التوحيد العلمي الاعتقادي الخبري، الذي هو توحيد المعرفة والإثبات، وتدل على التوحيد العملي القصدي الطلبي الإرادي، وهو توحيد الألوهية والعبادة. والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
قاله وكتبه
شَيخُنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَن بْنِ جِبْرِينٍ
12/ 11/1429هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Nov-2008, صباحاً 01:45]ـ
http://www.ibn-jebreen.com/article2.php?id=32
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 02:07]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ» [2]
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
قد اشتهر الدعاء عند رؤية البيت بلفظ:
«اللهم زد هذا البيت تعظيمًا وتكريمًا وتشريفًا، ومهابة ورفعة وبرًا، وزد من عظمه وشرفه ممن حجه أو اعتمره تعظيمًا وتكريمًا وتشريفًا ومهابة ورفعة وبرًا»،
وهذا اللفظ قد روى أوله الطبراني في الكبير مرفوعًا وفيه مقال،
ولكنه دعاء مناسب، فإن البيت الذي هو الكعبة قد رفع الله شأنها، وأمر بالطواف بها، وتطهير المسجد والبيت، بقوله تعالى: ? أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ? [البقرة:125]، وبقوله: ? وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ? [الحج: 29]، ويقول إبراهيم عليه السلام: ? عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ? [إبراهيم: 37]، فمن المناسب أن يتذكر من وقع بصره عليه مكانته في النفوس، وان يدعو الله تعالى أن يزيده في نفوس المؤمنين تشريفًا وتكريمًا، ليعترفوا بقدره، ويحترموه وما حوله، ويطوفوا لله تعالى وحوله، مع أنهم أثناء الطواف إنما يعبدون الله تعالى ويدعونه ويذكرونه ويتلون كلامه، ليزدادوا عبادة وتذللاً وخضوعًا لربهم، فإن الطواف عبادة لله وحده، وكذا بقية المشاعر، كما قالت عائشة رضي الله عنها: «إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله»، ومعنى ذلك أن هذه المشاعر تذكير بعظمة الرب سبحانه وكبريائه، وأن الطائفين بها يكثرون ذكر الله سبحانه ودعاءه، والتضرع إليه، والتذلل بين يديه، ويستحضر الطائف والساعي والواقف بعرفة ونحوها أنه بمرأى من ربه وإلهه، وأنه يسمع جميع سره ونجواه، ويعلم ما توسوس به نفسه، فيعبد الله كأنه يراه، فيحضر قلبه ولبه في هذه العبادة، فيخضع له ويخشع بقلبه، ويتواضع ويتمسكن، وينسى الدنيا وزينتها وزخرفها، ويقبل على هذه العبادة بتلبيته، دون أن يشرك بربه غيره.
ويستحضر الإخلاص والإنابة في هذه المواقف، ويعتبر ويتذكر أن هذه المشاعر قد تعبد فيها الأنبياء والصالحون من عباد الله تعالى، وقد طافوا بالبيت العتيق، وكرروا التلبية والذكر والتهليل، يرجون رحمة الله تعالى ويخافون عذابه.
وهكذا ينظر إلى هؤلاء الوافدين الذين أتوا للبيت من كل فج عميق، ويشاهد كثرتهم ? وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ? [الأنبياء: 96]، مع تباين وتباعد بلادهم، واختلاف ألوانهم وألسنتهم، جاءوا كلهم وتجشموا المشقات، وركبوا الصعوبات، وفارقوا مساكنهم وبلادهم وأولادهم وأموالهم وأهليهم، وأنفقوا النفقات حتى وصلوا إلى هذه البقاع التي شرفها الله تعالى، رغم كونها في واد غير ذي زرع، وبين جبال شاهقات، ولكن الله تعالى شرفها واختارها، وجعل مقر بيته المحرم في هذه الشعاب وهذه الأودية، وحرمها يوم خلق السموات والأرض، وجعل أفئدة الناس تهوي إليها، ويستقبلونها في صلاتهم ودعائهم.
وكل هذه المشاهد مما يرسخ العقيدة في القلوب، ويعرف المؤمنون بذلك عظمة الرب سبحانه، فيعبدونه وحده، ويخلصون له العبادة دون ما سواه، ويكثرون من ذكره بألسنتهم وقلوبهم وأبدانهم، عملاً بقول الله تعالى: ? فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ ? [البقرة: 152]
وقد أمر الله تعالى بكثرة ذكره في هذه المواقف وهذه المواسم، كما قال تعالى: ? لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ? [الحج: 28]، يعني أيام العشر من شهر ذي الحجة، لذلك يرغب المسلمون في المشاعر والمناسك وفي سائر البلاد بالتكبير المطلق في كل الأوقات،
وصفته: (الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد)، فيكثرون منه في كل أوقاتهم وحالاتهم، قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم، وركبانًا ومشاة، في البيوت والمساكن والخيام، والمساجد والطرق، يرفعون به أصواتهم، ليذكروا من كان غافلاً،
فقد ورد في حديث أو أثر: (ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل بين الفارين)، وهذا الذكر فيه تعظيم الله تعالى وإجلاله، وتذكر أنه سبحانه أكبر من كل شيء، بل إن جميع الموجودات كلها خلقه وملكه وتحت تصرفه وتقديره، لا تملك لأنفسها نفعًا ولا ضرًا، بما في ذلك الملائكة المقربون، والأنبياء والمرسلون، والأولياء والصالحون، فضلاً عن الأصنام والأوثان والأموات والرفاة، فلا يبقى دائمًا في قلب المسلم التفات إلى غير ربه، ولا تعظيم إلا لله سبحانه وتعالى، فيدعوه وحده ويخلص له جميع أنواع العبادة، وينكر على من دعا غير الله تعالى الذي له الكبرياء في السموات والأرض.
قاله وكتبه
شَيخُنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَن بْنِ جِبْرِينٍ
12/ 11/1429هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 02:16]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ» [3]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فإن المسلم يُعظِّم شعائر الله امتثالاً لقوله تعالى: ? وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ? [الحج: 32]، وتعظيمها بأداء العبادة التي شرعت فيها وعندها، كالسعي بين الصفا والمروة، فقد أخبر الله تعالى أنهما من شعائر الله، كالحجر الأسود، والركن اليماني، والملتزم، ومقام إبراهيم، فيتبع ما ورد فيها من السنة، وفعل النبي صلى الله عليه وسلم من استلام الركن اليماني والحجر الأسود، وكذا تقبيله عند القدرة، أو الإشارة إليه، والدعاء عند الملتزم، والصلاة خلف المقام، وكلها عبادة للرب سبحانه، ولهذا روي عن علي رضي الله عنه أنه كان يقول إذا استلم الحجر الأسود:
(اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، واتباعًا لسنة نبيك) رواه الطبراني عن الحارث الأعور عنه، والحارث فيه مقال، ولكنه ذكر مناسب، ففيه أن هذا الاستلام إنما فعلناه إيمانًا بالله إلهًا وربًا وخالقًا ومعبودًا، وتصديقًا لكتاب ربنا سبحانه وتعالى، حيث أمرنا أن نصدق بالقرآن، ونتبع ما فيه من إقامة هذه العبادات في هذه المشاعر، ونوفي بما عهد الله تعالى، لقول الله سبحانه: ? وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ ? [النحل: 91]، ونستلم هذه الأركان اتباعًا لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وليس عبادة للبيت ولا لهذا الحجر السود، وإنما يفعل ذلك اقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك).
وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن استلمه فكأنها قبل يمين الله عز وجل)، يعني أن التقبيل والاستلام معاهدة لله تعالى ألا يخرج المعاهدون عن شرعه، ولا يعصون ربهم تعالى، فهكذا يكون الاستلام والتقبيل عبادة لله سبحانه، فإن تعظيم شعائره عبادة له وحده، ولهذا قال تعالى: ? وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ)) الحج:30، وقال تعالى: ? وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ? [الحج: 32].
وقد ذكر الله سبحانه أن الصفا والمروة من شعائر الله، فلابد لها من عبادة تخصها، ولهذا أمر تعالى بالسعي بينهما، وسماه طوافاً بها، وهو في الحقيقة عبادة لله وحده، ولهذا ذكر جابر رضي الله عنه في حديثه الطويل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقف على الصفا كبر ثلاثًا ثم قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، ويقول ذلك إذا وقف على المروة في كل شوط، رواه مسلم وغيره، وروى مالك عن نافع قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما يدعو على الصفا يقول: (اللهم إنك قلت: ? ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ? [غافر: 60]، وإنك لا تخلف الميعاد، وإني أسألك كما هديتني للإسلام أن لا تنزعه مني حتى تتوفاني وأنا مسلم)، وزاد بعضهم: كان يكبر ثلاث تكبيرات ويقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) سبع مرات، وكذا على المروة في كل شوط، وذلك إحدى وعشرون تكبيرة، وتسع وأربعون تهليلة، وابن عمر رضي الله عنهما كان حريصًا على اتباع أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله.
وهذا التكبير والتهليل دليل على أن هذا السعي عبادة لله تعالى، حيث اشتمل على تكبير وتهليل وتوحيد وتعظيم لله تعالى، واعتراف بأن الملك له وحده، وله الحمد وله الثناء والمجد، لا شريك له في ذلك، ففيه تذكر وتذكير بعظمة الرب سبحانه وتوحيده له، وتأكيد لوحدانيته وأهليته للعبادة، دون أن يكون له شريك، أو أن يصرف لغيره شيء من العبادة، حيث يشتمل الطواف والسعي على ذكر الله تعالى، كما ذكرت عائشة رضي الله عنها، وهو كل ما يذكر بعظمته ووحدانيته، فالطائفون يدعون الله تعالى ولا يدعون غير الله، ويسألونه وحده المغفرة والرحمة والجنة، والنجاة من النار،
(يُتْبَعُ)
(/)
ويسألونه إصلاح دينهم الذي هو عصمة أمورهم وإصلاح دنياهم وأخراهم، فهم مدة الطواف والسعي يشتغلون بالدعاء مع التضرع والخشوع، وصدق الرغبة، وإحضار القلب.
نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
قاله وكتبه
شَيخُنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَن بْنِ جِبْرِينٍ
12/ 11/1429هـ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Dec-2008, صباحاً 01:35]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«مِن مَعَالم التَّوحيد في مَنَاسَكِ الحَجِّ» [4]
الحمدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالمينَ، وَالصَّلاةُ والسَّلامُ على أَشْرف الأنبياءِ والمرسلينَ نبيِّنا مُحمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فالمسلمون يذكرون ربهم وحده بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، ويستحضرون ما تدل عليه الأسماء من صفات الكمال ونعوت الجلال، وذلك مما يكون له الأثر الفعال في تعظيم الرب سبحانه وإخلاص العبادة له، وترك عبادة من سواه، ممن لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا، ولو كانوا من الأولياء، أو الأنبياء، أو الرسل، حيث لا يبقى في قلب المؤمن احترام ولا تعظيم ولا عبادة لمن سوى الله سبحانه وتعالى.
يقال هذا في سائر المشاعر، ومنها الوقوف بعرفة، فقد رَوَى التِّرْمِذِيُّ وغيرُهُ عن عَلِيٍّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قالَ:
كان أَكْثَر مَا دَعَا بِهِ النَّبِيُّ يَوْم عَرَفَةَ: «اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كَالَّذِي نَقُولُ وَخَيْرًا مِمَّا نَقُولُ، اللَّهُمَّ لَكَ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي، وَإِلَيْكَ مَآبِي، وَلَكَ رَبِّ تُرَاثِي» الخ، وهذا الدعاء يشتمل على حمد الله تعالى والاعتراف بأنه وحده المستحق للحمد والمدح، ولذلك مدح نفسه، وشرع لعباده أن يحمدوه ويثنوا عليه ويمجدوه، كالذي قاله وحمد نفسه، وخيرًا وأكثر مما نقول، وفيه أيضًا الاعتراف بأن عبادته كلها لربه، وخص الصلاة والنسك، فالصلاة يدخل فيها الفرض والنفل وجميع الدعاء، ويدخل في النسك مناسك الحج وأدعيته، وأعماله وأقواله، وما يأتيه ويفعله في الحياة، وما يموت عليه، وهو ما ذكره الله تعالى في قوله: ? قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ ? [الأنعام:162 - 163]، ويعترف أيضًا بقوله: «وَإِلَيْكَ مَآبِي» أي مرجعي بعد الموت، فالمرد إلى الله تعالى.
وَقَد رَوَى الإِمامُ أحمدُ وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ وهو عبد اللَّه بن عمرو بن العاص ـ رضي اللَّهُ عَنْهُمَا ـ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
وزاد الإِمامُ أحمدُ: «بِيَدِهِ الْخَيْرُ»، وهذا الذكر قد ورد الترغيب فيه والإكثار منه في كل الأوقات والأماكن، لأنه يشتمل على التوحيد، ففي أوله كلمة الإخلاص التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إليه، وقال: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ» متفق عليه،
وذلك لأن هذه الكلمة دالة على حقيقة الإخلاص والتوحيد ونفي الشرك، وقد توسع العلماء في شرحها، وذكر فضلها، ثم قوله: «وَحْدَهُ» تأكيد الإثبات في آخر كلمة الإخلاص، وقوله: «لَا شَرِيكَ لَهُ» تأكيد للنفي، وقوله: «بِيَدِهِ الْخَيْرُ» اعتراف بأن الرب تعالى هو الذي يملك الخير وحده، كما ذكر ذلك في التلبية بقوله: «وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ».
وكان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته يكثرون من الدعاء في مواسم الحج ومشاعره في عرفة وغيرها، ويكثرون من ذكر الله تعالى، حيث أمروا بذلك، كما في قوله تعالى: ? فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ ? [البقرة:198]، وقوله: ? فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ? [البقرة:200].
وأمر بذكره في أيام التشريق الثلاثة، فيذكرونه سبحانه عند ذبح الهدايا والفدية، وجزاء الصيد، ويذكرونه عند الأكل بالتسمية والحمد، ويذكرونه عند رمي الجمار، فقد ذكرت عائشة أن شرعية رمي الجمار لإقامة ذكر الله، حيث يكبرون مع كل حصاة، ويدعون الله كثيرًا بعد الانتهاء من رمي الجمار، ويكبرونه بعد الصلوات المكتوبة، وهو التكبير المقيد، وكل الأذكار والأدعية تكون لله وحده، وتعبر عن إخلاص العبادة له سبحانه وتعالى، فهو أكبر من كل شيء، فإنه الخالق وما سواه مخلوقون، وكلهم عبيد له، يلزمهم إخلاص العبادة له، وتعظيمه والرغبة إليه وحده، وبالإخلاص والتوحيد تقبل عباداتهم من الطواف والسعي، والإحرام والوقوف، والمبيت والرمي والذبح ونحو ذلك، ومن دعا معه غيره ردت عبادته، وبطل سعيه، فإن الشرك يحبط هذه الأعمال وغيرها، كما قال تعالى: ? وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ? [الأنعام:88].واللَّهُ أَعْلَمُ.
وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَ آلِهِ، وَصحبِهِ وَسَلَّم.
قاله وكتبه
شَيخُنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَن بْنِ جِبْرِينٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 08:11]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«وماذا بعد الحجّ؟»
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد ...
فقد من الله تعالى على المسلمين في هذا الشهر بالتوفيق للأعمال الصالحة، وبالأخص الذين أعانهم الله وأدوا مناسك الحج، وأقاموا شعائره وأحرموا لله تعالى، ودخلوا فجاج مكة المكرمة، ووقفوا في المشاعر خاضعين خاشعين، وطافوا بالبيت العتيق وبالصفا والمروة، وحلقوا رؤوسهم خاضعين لرب العالمين، وهان عليهم ما دفعوه من المال في هذه المناسبة، وذلك فضل الله تفضل به عليهم بهدايتهم للإسلام والإيمان، والعقيدة الصحيحة السليمة، وإعانتهم على التوجه إلى تلك البقعة المباركة، واستجابتهم لدعوة الله تعالى لتعظيم شعائره، حتى أنهوا أعمالهم وقضوا مناسكهم وذكروا ربهم وأطاعوه، وحمدوا ربهم على أن أعانهم، حتى رجعوا إلى أهليهم وبلادهم سالمين غانمين، يحتسبون الأجر فيما أنفقوه وصرفوه من الأموال، وفيما نالهم من التعب والنصب والمشقة التي نالتهم، يعلمون أن الأجر على قدر النصب.
فهكذا يحتسب المؤمن المخلص عمله هذا ويرجو أن الله تعالى يغفر له ذنبه، ويرزقه من حيث لا يحتسب، تحقيقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من حج هذا البيت فلم يفسق ولم يرفث خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه»، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والفضة».
ثم إنه ولابد يتأثر بتلك الأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله بها في ذلك الموسم، ويعرف أنه عملها لله تعالى مخلصًا له الدين، ويتذكر بها آثار الأولين الذين وقفوا في تلك المشاعر، وطافوا بالكعبة المشرفة، وعاهدوا ربهم أثناء هذه العبادة أن يخلصوا أعمالهم في بقية حياتهم، شكرًا لربهم، فيواظبون على التوحيد والعبادة بجميع أنواعها لله رب العالمين، وينصرفوا بقلوبهم وأبدانهم عن غير الله، فلا يلتفتون إلى مخلوق، ولا تتعلق قلوبهم بغير ربهم، فيكثرون من الدعاء مع الخوف والرجاء، والرغبة والرهبة، اتباعًا لصفة الأنبياء الذين مدحهم الله تعالى بقوله: ? إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ? [الأنبياء:90]، فالمسلم كلما عمل عملاً صالحًا أحس من قلبه بإقبال على ربه، ومحبه صادقة لتلك العبادة وما أشبهها.
ولاشك أن العمل لا يقبله الله إلا بعد أن يكون خالصًا لوجه الله تعالى، وموافقًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن العمل إذا كان خالصًا لله ولم يكن صوابًا على السنة لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لله لم يقبل، وقد أشار إلى ذلك الصنعاني رحمه الله في قصيدته البائية بقوله:
فللعمل الإخلاص شرط إذا أتى * * * وقد وافقته سنة وكتاب
ثم إن جميع الأعمال الصالحة تؤثر على من تقرب بها إلى الله، فتحبب إليه جميع العبادات والقربات، وتكره إليه جميع المعاصي والمحرمات، ولو كانت النفس الأمارة بالسوء تميل إلى المشتهيات، وتركن إلى البطالات، وتستثقل عمل الطاعات، فإن الجنة حُفَّت بالمكاره، والنار حُفَّت بالشهوات، وقد ذكر الله أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهذا إذا كانت صحيحة خالصة لوجه الله تعالى، فكذلك عمل الحج، والوقوف بالمشاعر ونحوها، تظهر آثاره على صاحبه إذا كان مقبولاً، فتجده يكثر من ذكر الله تعالى، يحقق قوله تعالى: ? الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ? [آل عمران:191]، وقوله تعالى: ? أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ? [الرعد:28].
وتراه أيضًا يتذكر حاجته إلى ربه تعالى، فيدعوه بإخلاص وصدق، ويتضرع إلى ربه، ويعلم أنه الذي يقضي حاجته، ويحقق إجابته وهكذا يحافظ على بقية أركان الإسلام، فيواظب على الصلوات بأوقاتها ومع جماعاتها، ويتقرب بالنوافل، كالرواتب قبل الصلاة وبعدها، وما تيسر من قيام الليل وصلاة الضحى، ويؤدي ما فرضه الله عليه من زكاة ماله، ويكثر من الصدقات عند المناسبات، وهكذا بقية الأعمال الخيرية.
ويبتعد عن الفواحش والمحرمات بجميع أنواعها، فيحفظ بصره عن النظر إلى العورات وإلى ما يبث عبر أكثر الفضائيات من الخرافات والمسلسلات، التي تبث الشرور وتبعث إلى فعل الفواحش، وتوقع في الزنا أو مقدماته، ويحفظ سمعه، فلا يصغي إلى الأغاني والملاهي، ويحفظ بطنه عن أكل الحرام وعن تعاطي المسكرات والمخدرات، ولا يقرب شيئًا مما حرمه الله عليه، ولا يجالس أهل اللهو والسهو، والقيل والقال، والغيبة والنميمة، والغمز واللمز، والسخرية والاستهزاء.
فمن استمر على الأعمال الصالحة بقية حياته رجي أن يكون ممن قبل الله حجه وعمرته، وعليه أن يسأل الله بقوله: (اللهم اجعله حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا وذنبًا مغفورًا وعملاً صالحًا مبرورًا) ويدعو بدعاء عمر بن الخطاب أمير المؤمنين الخليفة الراشد رضي الله عنه وأرضاه فإنه يقول: (اللهم اجعل عملي صالحًا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لأحد فيه شيئًا، وكان السلف رحمهم الله إذا عملوا العمل أهمهم شأن قبوله، فكانوا يقولون: (يا ليت شعري من المقبول منا فنهنيه، ومن المردود فنعزيه، أيها المقبول هنيئًا لك، وأيها المردود جبر الله مصابك).
ونقول: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، ربنا واجعلنا مُسلِمِين لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. والله أعلم. وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا علينا وعليهم وعلى التابعين.
قاله وأملاه
شَيخُنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَن بْنِ جِبْرِينٍ
20/ 12/1429هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 06:33]ـ
رحم اللَّهُ شيخَنا.
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 10:28]ـ
جزاكم الله خيرًا أخي سلمان أبو زيد على ما نقلتموه عن شيخنا رحمه الله
وكنا نحب أن تعزو كل مقال على رابطه على موقع الشيخ كي يتأكد الإخوة من أنها صادرة عن الشيخ رحمه الله
بارك الله فيكم ونفع بكم
الروابط:
من معالم التوحيد في مناسك الحج
1 - http://ibn-jebreen.com/article2.php?id=32
2- http://ibn-jebreen.com/article2.php?id=33
3- http://ibn-jebreen.com/article2.php?id=34
4- http://ibn-jebreen.com/article2.php?id=35
وماذا بعد الحج؟ http://ibn-jebreen.com/article2.php?id=36
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 05:52]ـ
حفظكُم اللَّهُ،ورفعَ قدركُم،وباركَ في جهودكم.
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 10:18]ـ
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم أخي سلمان(/)
هل هناك صبر بعد الفراغ من العبادة؟؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Nov-2008, صباحاً 07:18]ـ
قال الامام ابن القيم رحمه الله
الحالة الثالثة الصبر بعد الفراغ من العمل وذلك من وجوه
أحدها أن يصبر نفسه عن الإتيان بما يبطل عمله قال تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى فليس الشأن الإتيان بالطاعة انما الشأن في حفظها مما يبطلها
الثانى أن يصبر عن رؤيتها والعجب بها والتكبر والتعظم بها فإن هذا أضر عليه من كثير من المعاصى الظاهرة
الثالث أن يصبر عن نقلها من ديوان السر إلى ديوان العلانية فإن العبد يعمل العمل سرا بينه وبين الله سبحانه فيكتب في ديوان السر فإن تحدث به نقل إلى ديوان العلانيه فلا يظن أن بساط الصبر انطوى بالفراغ من العمل(/)
قصة وفوائد
ـ[أبوهلا]ــــــــ[20 - Nov-2008, صباحاً 10:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روي أن بعض السمنية قالوا لجهم بن صفوان: هل يخرج المعروف عن المشاعر الخمسة؟
قال: لا.
قالوا: فحدثنا عن معبودك هل عرفته بأيها؟
قال: لا.
قالوا: فهو إذن مجهول.
فسكت وكتب بذلك إلى واصل.
فأجاب وقال: كان يشترط وجها سادسا وهو (الدليل) فتقول لا يخرج عن المشاعر أو الدليل، فاسألهم: هل تفرقون بين الحي والميت والعاقل والمجنون، فلا بد من نعم، وهذا عرف بالدليل.
فلما أجابهم جهم بذلك قالوا: ليس هذا من كلامك.
فأخبرهم فخرجوا إلى واصل وكلموه وأجابوه إلى الإسلام.
بعيدا عن أسماء الرجال هنا ما هي الفوائد من القصة؟
ـ الاستدلال بالأدلة التي يقبلها المخالف ولا تخالف الشرع. كالدليل العقلي مثلاً.
ـ الرجوع إلى العلماء عند عدم العلم.
أرجو من لديه فائدة من القصة أن يضيفها.
ولكم مني خالص الدعاء(/)
أصل قول الناس عند تأكيد النَّفي: ((ولا هم يحزنون)) وحكم ذلك؟!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Nov-2008, صباحاً 11:36]ـ
/// انتشر عند كثير من الناس عامَّتهم وكثير من خاصَّتهم استعمالهم في النَّفي عبارة: (ولا هم يحزنون). وقد يختصرها بعضهم، فيقال: (ولا يحزنون) =بعطفها على ما أريد نفيه من الأمور.
/// فيُقال مثلًا: ليس هناك مطر في بلدنا ولا هم يحزنون، أو هذا الأمر ليس بجيِّدٍ ولا هم يحزنون .. وهكذا.
/// وقد تأمَّلتُ كثيرًا في خاطرٍ جال ذهني منذ زمن في أصل هذه العبارة المستعملة لتأكيد النَّفي كما يبدو من العرف الجاري عند المتخاطبين فقلت لعلَّه مأخوذٌ من بعض الآيات التي فيها مثل هذا الاستعمال!
/// ولئن صحَّ هذا الخاطر -وهو قويٌّ عندي- فما حكم هذا الاستعمال؟ بغضِّ الطَّرف عن مدى إدراك مستعمله بأصله ..
/// أليس في مثل هذا الاستعمال امتهانًا لآيات الله؟ إذ ليس المراد به الاقتباس فيما يصلح أن يقتبس به! إذ ما علاقة: (ولا هم يحزنون) بتأكيد النفي، لا علاقة له فيما ظهر لي، لا من جهة اللغة، ولا من جهة العقل، ولا من جهة المعنى! إذ هل نفي الحزن له علاقة بنفي نزول المطر؟! أوبنفي الجودة؟! أوبكل منفيٍّ عند المخاطب به؟! وهو نظير ما لو قال رجلٌ: غفر الله لك والله شديد العذاب؟!
/// ولمَّا لم يظهر لي شيءٌ من ذلك غير الخاطر الذي تقدَّم فأرى ترك مثل هذا الكلام ..
/// والأمر للمدارسة ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 12:41]ـ
السلام عليكم،
جزاك الله خيراً على هذا الطرح.
سألت بعض المشايخ عن حكم استعمال آيات القرآن في مثل هذه المواضع، فقال لي: إن بعض آيات القرآن صارت من أمثال العرب .. فيجوز استعمالها بهذا المعنى ..
والله أعلم ..
من عنده مزيد علم فليتحفنا به مشكوراً
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 12:54]ـ
السلام عليكم،
جزاك الله خيراً على هذا الطرح.
سألت بعض المشايخ عن حكم استعمال آيات القرآن في مثل هذه المواضع، فقال لي: إن بعض آيات القرآن صارت من أمثال العرب .. فيجوز استعمالها بهذا المعنى ..
والله أعلم ..
من عنده مزيد علم فليتحفنا به مشكوراً
/// بارك الله فيك، ليس موضوعي عمَّا سألتَ عنه الشيخ أوأجابك به؛ فإنِّي لا أخالف فيه، فإنَّي لا أتكلَّم عن الاقتباس لغرضٍ ما، والمقتبس له دلالة على ما اقتبس لأجله. ولو استعمل العبارة موضع الكلام (ولا هم يحزنون) فيما يصلح استعماله لعُدَّ ذلك جائزًا بل فيه نوع اتباع لبلاغة القرآن وفصاحته؛ كأنْ يقول مثلًا: الآخذون بنصيحة المجرِّبين في الأمور لا تصيبهم خيبة ولا خسارة ولا هم يحزنون ... ونحو ذلك.
/// بل موضوعي عن اقتباس شيءٍ من القرآن فيما لا دلالة فيه، مثلما تقدَّم شرحه في الأمثلة السابق ذكرها فوق، يقول القائل: لم يأت فلان المدرسة ولا يحزنون! فما علاقة قدومه بالمدرسة بالحزن ... وهكذا ..
/// وبالنِّسبة لما سألت عنه الشيخ وأجابك به فانظر هذا الرَّابط غير مأمور لترى أنِّي أؤيِّده:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14061
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 01:09]ـ
/// ثم رأيت في الرابط الذي أحلتُ إليه: ومن لقاءات الباب المفتوح لابن عثيمين:
السؤال: فضيلة الشيخ، كثيراً ما يتناقل بعض الناس أثناء الحديث على ألسنتهم آيات من القرآن الكريم أو من السنة على سبيل المزاح، مثاله: كأن يقول بعضهم: فلان نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا [الشمس:13] أو قول بعضهم للبعض: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ [الكافرون:6] واليوم رأينا نون وما يعلمون ... وهكذا، ومن السنة: كأن يقول أحدهم إذا ذُكّر ونُصح بترك المعصية: يا أخي (التقوى هاهنا) أو قوله: (إن الدين يسر) وهكذا، فما قولكم في أمثال هؤلاء وما نصيحتكم لهم؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. أما من قال هذا على سبيل الاستهزاء والسخرية فإنه على خطر عظيم، وقد يقال إنه خرج من الإسلام؛ لأن القرآن لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتخذ هزواً، وكذلك الأحكام الشرعية كما قال الله تبارك وتعالى: يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ [التوبة:64 - 66].
ولهذا قال العلماء رحمهم الله: من قال كلمة الكفر ولو مازحاً فإنه يكفر، ويجب عليه أن يتوب، وأن يعتقد أنه تاب من الردة، فيجدد إسلامه، فآيات الله عز وجل ورسوله أعظم من أن تتخذ هزواً أو مزحاً.
أما من استشهد بآية على واقعة جرت وحدثت فهذا لا بأس به، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشهد بالآيات على الوقائع، فاستشهد بقوله تعالى: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ [التغابن:15] حينما جاء الحسن والحسين يتعثران في أثوابهما، فنزل من المنبر صلى الله عليه وسلم وقال: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَة [التغابن:15] فالاستشهاد بالآيات على الوقائع لا بأس به، وأما أن تنزّل الآيات على ما لم يرد الله بها ولاسيما إن قارن ذلك سخرية واستهزاء فالأمر خطير جداً.
ومرادي من الفتوى تقصيل الشيخ في هذا الأمر، وخاصة قوله في آخرها:
... وأما أن تنزّل الآيات على ما لم يرد الله بها ولاسيما إن قارن ذلك سخرية واستهزاء فالأمر خطير جداً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 01:18]ـ
موضوع جيِّد؛ يحتاج إلى إثراء.
وأمثلتُه من كلام الناس كثيرة جدا.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 01:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاحظ أخي عدنان كيف كانت البداية (خاطرٍ جال ذهني ... فقلت لعلَّه مأخوذٌ من بعض الآيات التي فيها مثل هذا الاستعمال!)
ثم إلى أين وصلت (وأما أن تنزّل الآيات على ما لم يرد الله بها ولاسيما إن قارن ذلك سخرية واستهزاء فالأمر خطير جداً)
كما ينبغي أن تلاحظ قولك (بغضِّ الطَّرف عن مدى إدراك مستعمله بأصله .. ) مع أن ما غضضت الطرف عنه مؤثر في المسألة.
ولك مني الدعاء الصادق
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 01:33]ـ
/// وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أهلا يا أباهلا .. للأسف ما فهمت مرادك من ألغازك وإشاراتك الغريبة؟
/// ولا أحب مشاركة من لا يفيد بشيءٍ غير الإلغاز من برجه العاجي .. يمكنك كتابة رأيك بأسلوب أوضح
ولك مني الدعاء بالهداية
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 01:43]ـ
الفاضل عدنان البخاري ...
كنت أستعمل هذا التعبير بكثرة =حتى شدد علي أحد مشايخي أن أتركه، ورآه استعمالاً غير حسن،ووضعاً للفظ الآية في غير موضعها .. فانتهيت.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 01:45]ـ
/// وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أهلا يا أباهلا .. للأسف ما فهمت مرادك من ألغازك وإشاراتك الغريبة؟
/// ولا أحب مشاركة من لا يفيد بشيءٍ غير الإلغاز من برجه العاجي .. يمكنك كتابة رأيك بأسلوب أوضح
ولك مني الدعاء بالهداية
تقبل الله دعاءك فأنا والله أحوج ما أكون لهذه الدعوة بوجه خاص.
دعك أخي من الألغاز وبرجي العاجي وإليك ما كنت أريده:
بنيت المسألة أصلا على خاطر وظن ولعله ثم أوصلت المسألة إلى سخرية واستهزاء بالقرآن.
وأخيراً أجبني عن سبب غضكِّ الطَّرف عن مدى إدراك مستعمله بأصله مع أن ذلك مؤثر في المسألة وفي الحكم عليها.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 01:57]ـ
وإليك ما كنت أريده:
بنيت المسألة أصلا على خاطر وظن ولعله ثم أوصلت المسألة إلى سخرية واستهزاء بالقرآن.
وأخيراً أجبني عن سبب غضكِّ الطَّرف عن مدى إدراك مستعمله بأصله مع أن ذلك مؤثر في المسألة وفي الحكم عليها.
/// ثبَّتك الله على استعمال الوضوح في الطَّرح، فإنَّه يختصر كثيرًا من الكلام والتعقيب المحوج للاعتذار ..
/// لم أبنِ ولم أهدم شيئًا بجزم، ولو تأمَّلت ألفاظي لعلمت مرادي .. وآخر سطرين في أصل موضوعي: "ولمَّا لم يظهر لي شيءٌ من ذلك غير الخاطر الذي تقدَّم فأرى ترك مثل هذا الكلام ..
والأمر للمدارسة".
/// وقلتُ قبلها: "ولئن صحَّ هذا الخاطر .. ".
/// ثمَّ قلقك من كلمة "جال خاطري" أردُّت به تفهُّم وتقليب الفكر في أصلها، والعلم فهمٌ، ولو لم يقلِّب الإنسان فكره في أصل كلام النَّاس فكيف له أنْ يبحث؟! أيبحث في الواضحات المعلومات مثلًا! وليس مقصودي في الأمر كما زدَّته من كيسك وفهمك بـ"ظن ولعل"!
/// أمَّا أن إدراك أو عدم إدراك مستعمله لأصله مؤثِّرٌ في الحكم فهذا ما أحتاج منك إلى بيانه فإنَّك معترضٌ به كما يظهر.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 02:01]ـ
السلام عليكم,
الحديث ذو شجون في جرأة الناس اليوم على الاقتباس من القرآن في غير ما أنزل له, وكثيرا ما يكون ذلك لأجل استجلاب الضحك والتندر, فمثلا أحدهم يضل طريقه فيقول والعياذ بالله: إن البقر تشابه علينا, فيضحك ويضحك من يسمعه, فهل أنزل القرآن ليكون مادة للإضحاك؟؟ ومدرس يقول لطالب يطلب العفو من كثرة غيابه في الحضور في الجامعة فيجيب المدرس متندرا: وآخرون مرجون لأمر الله .. نعوذ الله من الضلال والجرأة على الله
وقد يحصل الخلاف في بعض الأمثلة هل هي من باب الاستهزاء .. هل هي من باب الاقتباس المحرم فقط .. هل هي من الجائز .. هذا يقع, ولكن الذي أراه أن هناك مساحة كبيرة من استعمالات الناس اليوم تندرج في المحرم على الأقل إن لم تتجاوز للاستهزاء.
فالأمر يحتاج لتدارس وتحذير من أهل العلم وطلبته.
ويتصل الأمر كذلك ببعض القواعد الفقهية والأصولية, فتستعمل لإضحاك أو تنزل في غير منزلتها, وهذا يكثر بين طلبة العلم .. فالأمر يحتاج لإعادة نظر
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 02:04]ـ
وقد يحصل الخلاف في بعض الأمثلة هل هي من باب الاستهزاء .. هل هي من باب الاقتباس المحرم فقط .. هل هي من الجائز .. هذا يقع, ولكن الذي أراه أن هناك مساحة كبيرة من استعمالات الناس اليوم تندرج في المحرم على الأقل إن لم تتجاوز للاستهزاء.
فالأمر يحتاج لتدارس وتحذير من أهل العلم وطلبته.
/// أحسنت، بارك الله فيك .. هذا مدار المثال موضع البحث ههنا.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 02:22]ـ
ومن أنواع الاقتباس الذي يدخل في النهي
ما شاع عندنا في بلادنا من قول المنادي على المظاهرة أو جنازة بعض الرموز أو من دونهم:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ "
و من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليخرج في المظاهرة
ونحو:
الحركة الفلانية أو الطائفة الفلانية شجرة طيبة أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 02:49]ـ
/// ثبَّتك الله على استعمال الوضوح في الطَّرح، فإنَّه يختصر كثيرًا من الكلام والتعقيب المحوج للاعتذار ..
/// لم أبنِ ولم أهدم شيئًا بجزم، ولو تأمَّلت ألفاظي لعلمت مرادي .. وآخر سطرين في أصل موضوعي: "ولمَّا لم يظهر لي شيءٌ من ذلك غير الخاطر الذي تقدَّم فأرى ترك مثل هذا الكلام ..
والأمر للمدارسة".
/// وقلتُ قبلها: "ولئن صحَّ هذا الخاطر .. ".
/// ثمَّ قلقك من كلمة "جال خاطري" أردُّت به تفهُّم وتقليب الفكر في أصلها، والعلم فهمٌ، ولو لم يقلِّب الإنسان فكره في أصل كلام النَّاس فكيف له أنْ يبحث؟! أيبحث في الواضحات المعلومات مثلًا! وليس مقصودي في الأمر كما زدَّته من كيسك وفهمك بـ"ظن ولعل"!
/// أمَّا أن إدراك أو عدم إدراك مستعمله لأصله مؤثِّرٌ في الحكم فهذا ما أحتاج منك إلى بيانه فإنَّك معترضٌ به كما يظهر.
///آمين
///تقول (لم أبنِ ولم أهدم شيئًا بجزم) إذن كيف تحكم على مسألة لم تدخل دائرة الجزم، وما هو ضد الجزم.
ثم تقول (وآخر سطرين في أصل موضوعي: "ولمَّا لم يظهر لي شيءٌ من ذلك غير الخاطر الذي تقدَّم فأرى ترك مثل هذا الكلام) تحكم بترك هذا الكلام بناءً على الخاطر هداك الله.
///تقول (وليس مقصودي في الأمر كما زدَّته من كيسك وفهمك بـ"ظن ولعل"!) تركت كلمة خاطر لأنها من كيسك أنت، وأحب أنبهك أن كلمة لعله أخذتها من كيسك أيضا ألم تقل (فقلت لعلَّه مأخوذٌ من بعض الآيات التي فيها مثل هذا الاستعمال) أما كلمة ظن فهي من كيسي واعذرني عليها.
///ثم تقول (أمَّا أن إدراك أو عدم إدراك مستعمله لأصله مؤثِّرٌ في الحكم فهذا ما أحتاج منك إلى بيانه فإنَّك معترضٌ به كما يظهر) أخي تركت الجواب عن سؤالي واتهمتني بأني معترض به ألست القائل (بغضِّ الطَّرف عن مدى إدراك مستعمله بأصله) وسؤالي لماذا تغض الطرف عنه؟
ولك دعائي الصادق
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 03:13]ـ
/// حياك الله .. قرأت كلمات تعقيبك
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 05:02]ـ
بارك الله فيك شيخ عدنان
بحق موضوع مهم جدا .. وما أكثر كلامنا الذي نحتاج أن نتأمله و نتدبره ولا نكون نعقة تنعق بما تسمع بلا تفكر " وهل يكب الناس في النار على وجوههم ... ؟ "
وما زلت أقلب النظر في ما اعترض به أبو هلا .. فلا أجد لشيء مما أتى به وجها غير حمله على مجرد الانتهاض للاعتراض - شفانا الله جميعا منه -
وأحب أن أذكر أخانا أبا هلا بأنه انسحب دون سبب واضح من موضوع الفطرة الذي طرحه مع كثرة ما طرح فيه من التهويشات .. فأطلب منه بكل ود ومودة ووداد أن يعود إليه.
واربأ بنفسك أخيّ عن هذا الذي أنت فيه فإنها وسمة الخلاف للخلاف ... ومحبة المرء للخلاف لا تجعله يعرف بل تجعله أحيانا يهرف و يخرف.
فأخونا الشيخ عدنان - حفظه الله تعالى - قال كلاما واضحا وهو أنه تفكر في معنى هذه العبارة التي تجري على ألسنة كثيرين فوجد الأسلم تركها بعد أن لم يجد لها صلة بالاقتباس الذي قد يعتذر بأنها منه ..
فما لي أراك شرقت و غربت وأخذت تدندن حول كلمة الخاطر التي انتزعتها من سياقها وجعلت الأمر يبدو كأنه - أي الشيخ - يتحدث عن هلاوس ومواجيد لا عن تفكر و تدبر كما بينه بصريح الكلام.
مع رجاء ودعاء لك بالتوفيق وأن يشغلك الله بما ينفعك .. دعوتي إليك: تأمل توقيع أخينا أمجد الفلسطيني ..
ودمت في حفظ من الله وما ينفعك
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 05:12]ـ
وإضافة لما ذكره المشايخ أرى أن كثيرا من فتّاني ومفتوني ما يسمونه - الإعجاز العلمي في القرآن - يدخلون في هذا المحذور المحظور بما يلوون إليه أعناق آيات الكتاب قسرا نحو معنى غير مراد قطعا .. ككثير مما تجده من عناوين نحو: الإعجاز الهندسي في القرآن، الإشارة إلى تقنية لحام المعادن في القرآن، ذكر المصاعد في القرآن، الإعجاز الموسيقي ... والقائمة تطول والله ربنا المستعان.
وذكرني هذا بالأنوك الذي تحدى في إحدى الغرف بالبالتوك (كما بلغني و العهدة على الراوي) أنه تحدى النصراني أن يأتيه بشيء غير مذكور في القرآن .. وكنت أظنه يريد أن يحيله كما فعل أحد السلف إلى آية فاسألوا أهل الذكر ..
فالنصراني قال له هل ذكرت " الشيشة " في القرآن؟
فقال له نعم: " نار الله الموقدة في عمد ممدة تطلع على الأفئدة "
فما أدري بعدها أيهما أضلّ .. نسأل الله تعالى أن يعصمنا من مضلات الفتن
فاللهم هيء لنا أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك و يذل فيه أهل معصيتك إنك على كل شيء قدير ..
وعذرا إن كنت ملت قليلا عن الموضوع لكنها نفثة مصدور .. فإن هذا الموضوع أشد من الذبحة في صدري و إلى الله المشتكى وهو الموعد.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 05:44]ـ
/// جزيتم خيرًا يا أبا جهاد .. القضيَّة مبنيَّة على ترك ما منه الحذر، وهكذا شأن كثير من شرك الألفاظ .. ومع تأكيدي على عدم الجزم، وترك الأمر للمدارسة أراني لم ولن أسلم من المماراة والجدل من أجل الجدل ..
عافانا الله من الأدواء ظاهرها وباطنها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 06:14]ـ
بارك الله في الشيخ البخاري
قائل مثل هذا يزجر ويبين له ضلاله فإن أصر صار كافراً مرتداً لاستهزائه بآيات الله ويقتل.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 06:38]ـ
أصلحك الله أخانا أبا محمد
ما إلى هذا الحد وصل الأمر .. ولا يخفاك يا جمّ الأدب أن أغلب من يقولون هذه العبارة لا يعلمون أصلا انها جزء مقتطع من آية في كتاب الله .. وحتى إن علموا فليس بمقطوع أن قصدهم الاستهزاء .. وههنا تماما موطن المدارسة فيما يظهر لي.
فهل هذا القول يعد استهزاء أولا مع ما نعلمه من أن كثيرا من ألفاظنا لا يراد معناها الذي تقتضيه لغة العرب وإنما يراد منها معان أخرى صارت هي المتبادرة بحكم الاستعمال العادي.
وما أحتاج لضرب الأمثال فهي غير خافية على الأفاضل.
وفقكم الله تعالى.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 06:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لن أبين لكم خطأكم حتى لا يتهمني أبوجهاد بالانتهاض للاعتراض، وحتى لا أدخل في المماراة والجدل كما يقول الأخ عدنان.
ولكن أحب أن أنبهكم إلى أن الاستهزاء بالقرآن ردة، ولكنها ليس مسألتنا هنا، مسألتنا قول الناس (ولا هم يحزنون) قال الأخ عدنان (لعلَّه مأخوذٌ من بعض الآيات التي فيها مثل هذا الاستعمال)
ثم تحولت (لعله) عند عدنان إلى (كافرا مرتدا ويقتل) عند العمري.
أيها الكرام أحذركم من هذا المنهج
هداني الله وإياكم إلى طريق الحق
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 06:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال شيخ الإسلام كما في مختصر الفتاوى المصرية ص (578): " وليس لأحد استعمال القرآن لغير ما أنزل الله كقول القائل لمن قدم لحاجة: ? جئت على قدر يا موسى ?، وقوله عند الخصومة: ? متى هذا الوعد ? و? والله يشهد إنهم لكاذبون ?.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 06:48]ـ
/// أبوهلا .. لا أرى منهجًا!! ينبغي الحذر منه إلَّا مثل ما أشرتُ إليه في تعقيبي على موضوعك الطَّريف (من لم يكن معنا فهو ضدَّنا) فراجع ذلك ففيه ظرافة.
/// أعانك الله على نفسك
ـ[أبوهلا]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 07:00]ـ
/// أبوهلا .. لا أرى منهجًا!! ينبغي الحذر منه إلَّا مثل ما أشرتُ إليه في تعقيبي على موضوعك الطَّريف (من لم يكن معنا فهو ضدَّنا) فراجع ذلك ففيه ظرافة.
/// أعانك الله على نفسك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله دعاءك بأن يعينني على نفسي.
لو تتكرم أعد تعقيبك هنا لأستفيد منه، فقد حذف موضوعي المذكور.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 07:03]ـ
/// لم يحذف، بل نقل هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=22893
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 07:37]ـ
أصلحك الله أخانا أبا محمد
ما إلى هذا الحد وصل الأمر .. ولا يخفاك يا جمّ الأدب أن أغلب من يقولون هذه العبارة لا يعلمون أصلا انها جزء مقتطع من آية في كتاب الله .. وحتى إن علموا فليس بمقطوع أن قصدهم الاستهزاء .. وههنا تماما موطن المدارسة فيما يظهر لي.
فهل هذا القول يعد استهزاء أولا مع ما نعلمه من أن كثيرا من ألفاظنا لا يراد معناها الذي تقتضيه لغة العرب وإنما يراد منها معان أخرى صارت هي المتبادرة بحكم الاستعمال العادي.
وما أحتاج لضرب الأمثال فهي غير خافية على الأفاضل.
وفقكم الله تعالى.
أخى الكريم
حتى لو كانوا لا يعلمون أن في الأمر استهزاء يجب تنبيههم أن هذا استهزاء ولو كانوا لا ينوون هذا ...
فإن رجعوا إلى ذكره فهم كفار.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 09:32]ـ
جزى الله الشيخ عدنان على الموضوع.
هل تم البحث عن أصل هذا الاستعمال؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 09:56]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ أبا عاصم ..
وثم علاقة فيما يبدو لي بين استعمال القرآن واستعمال الناس
وإن اختلف المقام
وهو أن الله يقول"فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
والناس تقول مثلا: ليس في بيتنا طعام ولا يحزنون ..
وذلك على سبيل التهكم من الحال السيئة ..
لأن كلمة "ولا هم يحزنون" في القرآن بشارة خير
كما يقتبس عبارة البشارة في الوعيد بجهنم ..
ثم إني أميل معكم فيما قررته من عدم تحبيذ مثل هذا الاقتباس
في غير موضعه ..
والله أعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 10:31]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ أبا عاصم ..
وثم علاقة فيما يبدو لي بين استعمال القرآن واستعمال الناس
وإن اختلف المقام
وهو أن الله يقول"فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
والناس تقول مثلا: ليس في بيتنا طعام ولا يحزنون ..
وذلك على سبيل التهكم من الحال السيئة ..
لأن كلمة "ولا هم يحزنون" في القرآن بشارة خير
كما يقتبس عبارة البشارة في الوعيد بجهنم ..
ولكن أيها الفاضل هذا فيه تكلف لا يخفى، ولا أظن أحدا من المعتادين على استعمال هذه العبارة يوجهها هذه الوجهة! وحقيقة فان الأمر يحتاج الى بحث تاريخي في منشأ وأصل ذلك الاستعمال عند العامة وملابسات ظهوره على ألسنتهم، - وهذا قد يكون من بذل الوقت والجهد البحثي فيما لا طائل منه ولا فائدة، لأن مدار الحكم على الأمر هو معناه عند العامة ومرادهم منه، بغض النظر عن أصله الأول - والا فلا يظهر أي ارتباط معنوي - كما تفضل الاخوة الكرام - بين استعمالها في القرءان واستعمالها على ألسنة الناس، سيما وقد حورها لسان العامة حتى صارت أبعد حتى من جهة اللفظ عن أصلها الذي في القرءان، حتى ان المرء منهم ليفاجأ اذا ما قيل له أن هذا هو أصلها! وقد عجبتُ جدا يوم علمت أن هذا هو أصلها، ورأيت أن تركها أسلم صيانة لجناب القرءان، وان كنت لم أتكلف محاولة فهم الصلة التي أدت الى تفرع هذا الفرع الشارد العجيب في كلام الناس عن ذاك الأصل الذي في القرءان!
وكما أسلفت فالذي يظهر لي أن تركها أولى وان كنت لا أرى أن الأمر يصل الى حد النكير على من وقع فيها من العامة ونهيه عنها، والله أعلم!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 10:36]ـ
هل تم البحث عن أصل هذا الاستعمال؟
لا لم يتم البحث عن أصل هذا الاستعمال ولا يحزنون، وإنما هي خواطر وميل نفس لدى الإخوة، ولا ترقى إلى درجة إعطاء حكم شرعي بالحرمة ولا حتى الكراهة.
أيها الإخوة أنا من مكة وحجازي ومثل هذا الاستعمال يجري عندنا مجرى المثل فلماذا تجبرونا على أنه من القرآن وأننا نستهزئ به معاذ الله مما تقولون، نحن مسلمون مثلكم!!!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 10:37]ـ
/// أهلا بك يا أبا هلا .. وأنا مكاوي كمان (ابتسامة)
/// ما حد جبرك على شيء، لكن ممكن تفتينا عن العلاقة بين ((ولا يحزنون)) بكلامك عن عدم البحث عن أصلها؟
/// وللفائدة فكثير من استعمالات أهل مكة مأخوذة عن أهل مصر، أقول هذا عن خبرة بتتبُّع أصل الكلمات عندهم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 10:45]ـ
"وللفائدة فكثير من استعمالات أهل مكة مأخوذة عن أهل مصر، أقول هذا عن خبرة بتتبُّع أصل الكلمات عندهم"
حياك الله ... نعم صدقت، وهذه الصيغة "ولا يحزنون" يستعملها العامة عندنا في مصر كثيرا، بكسر الياء وتسكين الحاء المهملة .. فهل هي عندكم بهذا الضبط؟ (ابتسامة)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 10:48]ـ
/// عندنا بفتح الياء وسكون الحاء .. (ابتسامة)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 10:55]ـ
اذا فهي في قالبها العامي عندكم أقرب الى الأصل القرءاني منها عندنا، واختلاف الصورة يؤدي الى اختلاف الحكم .. فلعل الحرج - ان كان ثم حرج - يكون علينا أخف؟ .. (ابتسامة)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 11:01]ـ
/// جزاكم الله خيرًا .. ولعل سبب كثرة المفردات المشتركة بين المصريين و (المكاوية) أوالعرب عمومًا يرجع إلى أمرين:
1 - سبب سياسي، وهو حكم الأشراف والعلاقة التي كانت بينهم وبين الباشوات قبل قيام الدولة السعودية.
2 - سبب إعلامي، وهو بلا شكٍّ أعمُّ من كونه خاصًّا بأهل مكة: المسلسلات والأفلام المصرية التي تبث في الإعلام العربي من أكثر من ربع قرن، وما فيها من نقل ثقافة ولهجة أهل مصر إلى العالم العربي كله.
/// ولهذا فإنَّ غالب عامَّة العرب يعرفون اللهحة المصرية، بخلاف غيرها من اللهجات، كاللهجة الحجازية، أوأبعد منها وأشق: المغربية ..
/// ذهبنا بعيدًا بسبب أبي هلا ..
ـ[أبوهلا]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 11:40]ـ
/// أهلا بك يا أبا هلا .. وأنا مكاوي كمان (ابتسامة)
/// أهلا أخي عدنان هذا شرف عظيم لي ولك أن نكون جيران بيت الله ونسأله سبحانه ألا يحرمنا بفضله ومنه فضل هذه الجيرة وأن نكون وإياك في الفردوس الأعلى من الجنة.
/// ما حد جبرك على شيء، لكن ممكن تفتينا عن العلاقة بين ((ولا يحزنون)) بكلامك عن عدم البحث عن أصلها؟
///قلت لك أخي هذه تجري عندنا مجرى المثل، يعني لو قال شخص لك حين رآك معجبا بسيارتك (كل فتاة بأبيها معجبة) هل تضربه وتقول له أنا فتاة، لا طبعا لأن هذه أمثال يفهم معناها أهل كل بلد يستخدم تلك الأمثال.
/// وللفائدة فكثير من استعمالات أهل مكة مأخوذة عن أهل مصر، أقول هذا عن خبرة بتتبُّع أصل الكلمات عندهم.
نعم الأمر كما ذكرت، وللعلم في مكة عوائل كثيرة من أصول مصرية، وهي مستوطنة هنا منذ قرون، إضافة لذلك فكما تعلم أن مكة بلد فيها أعراق وأجناس بشرية متعددة لا يجمعهم إلا شيء واحد فقط هو الإسلام وجيرة بيت الله. ومن الطبيعي أن تجد التبادل الثقافي بينها في ملابسها ومآكلها ومشاربها وأحاديثها وآدابها الحسنة والسيئة مالا تجده في بلد آخر.
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 11:53]ـ
اتصلتُ على الشيخِ ابنِ عثيمينٍ - رحمَه اللهُ تعالى - قبلَ حواليْ خمسةَ عشرَ عاماً لأسألَه عنْ كلمةٍ مقتبسةٍ من حديثٍ كنتُ أقولُها أنا وبعضُ الزملاءِ عندَ وضعِ أسئلةِ الاختبارِ، وهيَ ((واللهِ إنِّي لأَرَى مصارعَ القومِ))، نقصِدُ بذلكَ أنّ الأسئلةَ صعبةٌ، فأجابَني بأنَّه لا شيءَ فيها.
دمتمْ بخيرٍ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Dec-2008, صباحاً 12:58]ـ
/// يا أبا هلا ما سألتك عن استعمال هذه العبارة، فأنا أدري أنَّها مضرب مثل؛ إنَّما سألتك عن أصلها، وهو موضوعي!
/// أنت تقول: "كل فتاةٍ بأبيها معجبة"، وهذا استدراجٌ جيٍّدٌ، فهذا العبارة أُخِذَت من مثلٍ عربيٍّ قديمٍ، وتقال بمناسبة من أعجب بشيءٍ يخصُّه وليس يستعمل فيما ليس له مناسبة بالعجب، وإلَّا عدَّ العامَّة قبل الخاصَّة كلامه لغوًا، نظير ما لو قال لك رجلٌ: اليوم ما نزل عندنا مطر وكلُّ فتاةٍ بأبيها معجبة؟! فهذا لغوٌ في استعمال المثل ظاهرًا في غير ما يستعمل، إذ ما علاقة نفي نزول المطر بإعجاب المرء بشيْ ما، لا علاقة بينهما إلَّا على تكلُّفٍ يدركه العامِّي البسيط.
/// وكلُّ أمثال العامَّة والخاصَّة مأخوذة إمَّا من حكمة أومثل عربيٍّ جاهليٍّ فما بعده، أو بيت شعر، أوآية، أو حديثٍ .. الخ.
/// وهنا سؤالي إليك يا مكَّاوي! من أين أخذ المصريُّون والمكِّيُّون عبارة: (ولا يحزنون)، وما علاقته بالنفي في كل مناسبة، عند نفي الحزن وعند عدم انتفائه؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[11 - Dec-2008, صباحاً 01:34]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
مشاركة "تكاد تكون" خارج الموضوع:
ومن ألطف الاقتباسات التي قرأتها، تلك التي وظفها نجيب محفوظ في روايته: "خان الحليلي" (إن لم تخني الذاكرة). ولا أذكر نصها، لكن إليكم مضمونها:
يدخل أحد أبطال الرواية إلى بيته في ساعة متأخرة من الليل، وكان برِماً بزوجته .. ويراها مستلقية على السرير، فيظنها نائمة، ويقول: "الحمد لله! الفتنة نائمة". فتلتفت إليه مجيبة: "لعن الله مَن أيقظها" (لا تبتسم .. قليلا!)
وهناك قصص أخرى من هذا الباب، لكنها ليست ممّا يُذكَر في المجالس ...
ـ[أبوهلا]ــــــــ[11 - Dec-2008, صباحاً 10:26]ـ
/// وكلُّ أمثال العامَّة والخاصَّة مأخوذة إمَّا من حكمة أومثل عربيٍّ جاهليٍّ فما بعده، أو بيت شعر، أوآية، أو حديثٍ .. الخ. [/ COLOR][/SIZE]
طيب يا مكاوي من أين أخذ أهل مكة ومصر هذا المثل: يا قلبي يا كتاكت يا ما إنته شايف وساكت. (ابتسامة) و (ابتسامة) و (ابتسامة)
/// وهنا سؤالي إليك يا مكَّاوي! من أين أخذ المصريُّون والمكِّيُّون عبارة: (ولا يحزنون)، وما علاقته بالنفي في كل مناسبة، عند نفي الحزن وعند عدم انتفائه؟! [/ COLOR][/SIZE]
والله ما أعرف، لكن من أجل أن تريحني وأريحك اختر الإجابة الصحيحة مما يأتي: هذا القول:
أ - حرام.
ب - مكروه.
ج - مباح.
ولا مانع من الاستعانة بصديق (ابتسامة).
///
ـ[الواحدي]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 02:25]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
يغلب على ظني أنه قد آن الأوان للعودة إلى لب الموضوع، بالعودة إلى ما عرضه الفاضل البخاري/السمرقندي (ابتسامة) في المشاركة رقم 1 من هذه الصفحة، واقترحه للمدارسة. وقد طرح سؤالين واضحين، لا لبس فيهما:
1_ ما هو أصل استعمال "ولا هم يحزنون" في كلام العامة مردَفة بنفي هو المقصود في خطابهم؟ [/ [ COLOR="Blue"]COLOR]2_ ما هو حكم هذا الاستعمال؟
* المسألة الثانية:
ولْيكن البدء بالمسألة الثانية، من باب التذكير، لأنه ما من طالب علم إلا وله إلمام بها:
تعرّض السيوطي لهذه المسألة في "الإتقان" (في النوع الخامس والثلاثين/فصل في الاقتباس وما جرى مجراه)، ونقل عن شرف الدين ابن المقري (ونسبه في "الحاوي" إلى تقي الدين ابن حِجّة الحموي) التقسيم التالي لأنواع الاقتباس:
أ_ مقبول: وهو ما كان في الخطب والمواعظ والعهود.
ب_ مباح: وهو ما كان في الغزل والرسائل والقصص.
ج_ حرام: وهو على ضربين:
- أن ينسب القائل كلام الله إلى نفسه.
- تضمين الآية في سياق الهزل.
ثم قال السيوطي: "وهذا التقسيم حسن جداً وبه أقول".
والملاحظ على هذا التقسيم أنه ليس "بالحسن جدا". فما هو الفرق بين "المقبول" و"المباح"؟ وهل كون جنس الكلام غزلا أو رسالة أو قصصا يقتضي الإباحة على إطلاقها؟ وأهم اعتراض على هذا التقسيم هو أنّه مزج بين طريقتين، كان الأولى الفصل بينهما: تقسيم أنواع الاقتباس بناءً على أغراض الكلام، وتقسيمها بناءً على أنواع السياق. والصنف الأول وصفي استقرائي؛ والثاني تحليلي معياري، وهو الذي يتعلق بمسألتنا.
وإذا أردتَ الإيجاز، قلتَ: الاقتباس هو استعمال ألفاظ القرآن أو الحديث في الكلام مرادا بها غير المعنى الذي أريدت به في القرآن. وهو من أنواع البديع، بل عدّه صاحب "المثل السائر" من شروط الإنشاء؛ لكن لا يصح استعماله شرعاً إلا بشروط، تتعلق أساساً بسياق الكلام، وهي:
_ ألاَّ يؤدي إلى دلالة كفرية (مثل الاستعمالات الإشارية لبعض غلاة الصوفية)
_ ألاَّ يكون في سياق الهزل.
_ ألاّ يكون غرض الكلام كله منافيا لحرمة القرآن (مثل الأدب الماجن ... )
_ ألاَّ ينسبه القائل إلى نفسه، وهو في سياق القرآن منسوب إلى الله تعالى.
والآن، إذا نزّلنا استعمال العامة لـ "ولا هُمْ يحزنون" على هذه المعايير (بغض النظر عن كونه استعمالا خاطئا، لا يستقيم مع قواعد الفصيح ولا العامي)، أدركنا أنه لا يمكن الحكم على ذلك بالإباحة المطلقة أو المنع المطلق، بل يتوقف الحكم على سياق الكلام ومدى مطابقته للشروط المشار إليها. والله أعلم.
وأتوقف عند هذا الحد، قبل الانتقال إلى المسألة الأولى، رجاءَ أن يثري الإخوة الأفاضل ما بُسط من كلام.
والله وليُّ التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
_ ملاحظة: الشرط الأخير الذي ذكرته (ألاَّ ينسبه القائل إلى نفسه، وهو في سياق القرآن منسوب إلى الله تعالى.) يظل محل نظر، لأن بعض الآثار عن العلماء توحي بتجويزهم لذلك ...
_ ملاحظة ثانية: تأمّل "مرادا بها غير المعنى الذي أريدت به في القرآن".
_ ملاحظة ثالثة: عدنان البخاري؟ أم السمرقندي؟ أقترح عليك: الما وراء نهري. ما رأيك؟ (ابتسامة ودِّية)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 05:24]ـ
"وأمَّا الإجابة الصَّحيحة فهي (ب)، وقد تقدَّم أنَّ هذا أقل ما يُقال في مثل هذه الكلمات المشتبهة."
بارك الله فيكم شيخنا، هذا القول لابد فيه من التفصيل، ولا أرى اطلاقه على هذا النحو، فقد تكون الصورة أدنى من الكراهة (يعني يقال أن تركه أولى) وقد تكون أعلى وأشد .. وفي كلامنا الآنف عن حال هذا الاقتباس في كلام عامة المصريين مقارنة بحاله في كلام عامة المكيين في زماننا ما يصلح مثالا على هذا المعنى، والله أعلم.
كما أني لمست في كلامكم - بارك الله فيكم - النزع الى تتبع الأصل التاريخي اللغوي للكلمة، فكأنك ترى أننا لو أثبتنا أنها في الأصل كانت مأخوذة من غير القرءان، سلم لنا استعمالها، والا منعناها بعلة سوء الاقتباس، وهذا أيها الفاضل - في ظني المتواضع - فيه شيء من التكلف، فمن حيث تحديد علة الحكم، فالعلة هي حال الكلام نفسه على ظاهره وقرائنه وسياقه ومعناه وكذا حال اللفظ محل البحث من القرب أو البعد اللفظي والمعنوي عن اللفظ القرءاني الذي يظهر للباحث هنا أنه كان أصله ومصدره .. فحتى لو أخرجنا من بطن التاريخ بيتا أو قصيدة أو مثلا شعبيا جاءت فيه كلمة "لا يحزنون" هذه على معنً غير ما في القرءان، فكان ماذا؟ فلعل هذه القصيدة أو المثل نفسه - لو عثرنا عليه - كان منشئه يقصد الاقتباس من القرءان، ولعله لم يرد ذلك، ولعل الناس لم يأخذوا من كلامه وانما من القرءان، ولعلهم أخذوا من كلامه أو من غيره! ويبقى الأمر معلقا وسط غابة من الاحتمالات الكثيرة التي لا تنحصر والتي لن تؤثر - عند التأمل - في متعلق الحكم ..
فمجرد وجود "نفي الحزن" على لفظة "ولا يحزنون" في كلام الناس ليس دليلا على أن أصلها عندهم هم هو القرءان، وان كان هو أقرب ما نجد بين أيدينا اليوم من النصوص لفظا الى هذا .. وحتى وان كان كذلك، فهل هم يدركون ذلك ويقصدونه أم لا؟ وان كانوا يتعمدونه ويقصدونه، فما المعنى المراد وما سياقه؟ فان كان لا امتهان ولا سخرية ولا تنقص من اللفظ نفسه في ذلك السياق، فضلا أن يكون مستقرا في ذهن مستعمله أن مصدره القرءان، فهل يقال أن هذا مكروه فضلا عن جعله الى التحريم أقرب؟ ليس كذلك، ولكن يبقى كما أسلفت أن اجتنابه أولى خروجا من الشبهة، على أي تفصيل كان ذلك، سيما أنه لا يفهم أي معنً حسن أو خبيث أو غير ذلك من نفي الحزن عن جماعة مجهولة من الناس في سياق الكلام .. والله أعلى وأعلم
الأخ الفاضل الواحدي جزاك الله خيرا فقد أثريت وأحييت الموضوع بهذا النقل الطيب ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Dec-2008, صباحاً 05:29]ـ
/// بارك الله فيكم علىهذه التنبيهات ..
/// ولكن يبدو أنَّ في كلامي خفاءٍ منجهة .. ذلك أنِّي أردُّتُّ بذكر الكراهة ما يستعمله أهل العلم فيما لم يظهر دليله أو لم يحصل الجزم بحكمه، مثل قولهم" لا ينبغي ولا يعجبني، والرجل خيرني فاخترت أقرب ما يكون للصواب.
/// أما لِمْ لَمْ أقل بالحرمة واكتفيت بكراهة ذلك -وأؤكِّد أنَّ كلامي كله مدارسة حتى لا يقفز عليَّ أحدهم بتعقيب فيه محاكمة! - فلأنِّي قلت في آخر ما اقتبستَهُ من كلامي: ((الكلمات المشتبهة)). فأنا لم أقل إنَّ أصلها من القرآن جزمًا، بل قلت إنَّ الاشتباه في ذلك يقودنا إلى تركها كراهةً من الوقوع فيما فيه الحذر.
/// وأمَّا قضيَّة أصليَّة هذا الاقتباس وهل هو مأخوذٌ من مثلٍ .. الخ، فكان استطرادًا تابعتُ فيه أخانا ابوهلا.
/// وجزاك الله خيرًا.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[12 - Dec-2008, صباحاً 06:40]ـ
/// بارك الله فيكم على هذه التنبيهات ..
وفيك بارك، ولك الأجر إذ كنت سببا للمدارسة.
/// ولكن يبدو أنَّ في كلامي خفاءٍ
هذا إنصاف منك. (تنبيه لتغيير الجو: خفاء: اسم إن فلماذا أتت مكسورة؟؟؟) (ابتسامة)
ذلك أنِّي أردُّتُّ بذكر الكراهة ما يستعمله أهل العلم فيما لم يظهر دليله أو لم يحصل الجزم بحكمه، مثل قولهم" لا ينبغي ولا يعجبني، والرجل خيرني فاخترت أقرب ما يكون للصواب.
خيرتك أخي بين مصطلحات شرعية ذات مفاهيم معروفة للجميع،
أما قول العلماء (لا ينبغي ولا يعجبني) فهو يندرج تحت باب المباح وليس المكروه، هذا هو أقرب ما يكون للصواب وفقك الله.
وأؤكِّد أنَّ كلامي كله مدارسة حتى لا يقفز عليَّ أحدهم بتعقيب فيه محاكمة!
ذكرت للجميع في موضع آخر في هذا المنتدى أن كل ما يكتب في المنتديات جميعا إنما هو مدارسة وليس فتوى قطعية، لذا ستجد الاجتهاد الخاطئ والقول الشاذ والعامي والجاهل كل منهم يفتي ويجادل بعلم وبغير علم. وأذكر أنك أيدتني هناك على هذا القول واستثنيت من يأتي بفتوى عالم معتبر.
/// وأمَّا قضيَّة أصليَّة هذا الاقتباس وهل هو مأخوذٌ من مثلٍ .. الخ، فكان استطرادًا تابعتُ فيه أخانا ابوهلا.
أخي الكريم راجع الحوار وانظر من كان يجر الحديث نحو البحث في أصلية هذا الاقتباس. ومن كان يتابع من.
/// وجزاك الله خيرًا.
وإياك، وبارك الله فيك وفي حرصك.
تنبيه للجميع:
قلت من قبل: معظم ما يذكر في باب المناهي اللفظية هو من التكلف المنهي عنه، إلا ما ثبت النهي عنه بدليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 02:03]ـ
أبا هلا:
على حد قول القائل:
لأنت بقية من قوم موسى ... فهم لا يصبرون على طعامِ
أقول:
لعلك من بقايا من قال الله عز وجل فيهم:
((بل هم قوم خصمون))، لكن الله أكرمك بالإيمان:):):)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 04:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو عبد الرحمن ليس هناك خصومة سامحك الله، بل الأخ عدنان رجل كتاباته رائعة، وهو محاور جيد، والاسم الصحيح لما دار هنا هو: الحوار أو المدارسة، لأننا كنا نتكلم في العلم وليس عن الذوات، ولو استشعرت أن هناك خصومة لانسحبت من أول الحوار.
ولو لم يكن الأخ عدنان رجل ذو علم لما ناقشته، لأني لا أصبر عند محاورة الجهال الذين عندهم جرأة وليس عندهم علم. (الشجرة المثمرة هي أكثر ما يرمى بالحجارة).(/)
قصة وفوائد 2
ـ[أبوهلا]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 12:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم هذه القصة التي قد تكون مكذوبة ومفبركة من بعض المعتزلة إلا أن طريقتنا أخذ العبرة وترك الباقي لفطنة رواد المنتدى:
قال القاضي: ولما منع الرشيد من الجدال في الدين وحبس أهل علم الكلام كتب إليه ملك السند: إنك رئيس قوم لا ينصفون، ويقلدون الرجال، ويغلبون بالسيف، فإن كنت على ثقة من دينك فوجه إلي من أناظره، فإن كان الحق معك اتبعناك وإن كان معي تبعتني.
فوجه إليه قاضياً، وكان عند الملك رجل من السمنية وهو الذي حمله على هذه المكاتبة. فلما وصل القاضي إليه أكرمه ورفع مجلسه فسأله السمني فقال:
أخبرني عن معبودك هل هو القادر؟
قال: نعم.
قال: أهو قادر على أن يخلق مثله؟
فقال القاضي: هذه مسألة من علم الكلام وهو بدعة وأصحابنا ينكرونه.
فقال السمني: من أصحابك؟
فقال: فلان وفلان وعد جماعة من الفقهاء.
فقال السمني للملك: قد كنت أعلمتك دينهم وأخبرتك بجهلهم وتقليدهم وغلبتهم بالسيف.
قال: فأمر ذلك الملك القاضي بالانصراف، وكتب معه إلى الرشيد: إني كنت بدأتك بالكتاب وأنا على غير يقين مما حكي لي عنكم، فالآن قد تيقنت ذلك بحضور القاضي. وحكى له في الكتاب ما جرى.
فلما ورد الكتاب على الرشيد قامت قيامته وضاق صدره، وقال: أليس لهذا الدين من يناضل عنه؟
قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، هم الذين نهيتهم عن الجدال في الدين وجماعة منهم في الحبس.
فقال: أحضروهم.
فلما حضروا قال: ما تقولون في هذه المسألة.
فقال صبي من بينهم: هذا السؤال محال؛ لأن المخلوق لا يكون إلا محدثاً، والمحدث لا يكون مثل القديم، فقد استحال أن يقال يقدر على أن يخلق مثله أو لا يقدر كما استحال أن يقال يقدر أن يكون عاجزا أو جاهلا.
فقال الرشيد: وجهوا هذا الصبي إلى السند حتى يناظرهم.
فقالوا: إنه لا يؤمن أن يسألوه عن غير هذا فيجب أن توجه من يفي بالمناظرة في كل العلم.
قال الرشيد: فمن لهم؟
فوقع اختيارهم على معمر (أي معمر بن عباد السلمي) فلما قرب من السند بلغ خبره ملك السند فخاف السمني أن يفتضح على يديه وقد كان عرفه من قبل فدس من سمه في الطريق فقتله.
وسأترك ذكر الفوائد للرواد
ولكم مني خالص الدعاء
ـ[أبوهلا]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 06:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذه قصة أخرى مشابهة لها ومفبركة أيضاً:
حكى أبو الحسين الخياط أن بعض ملوك الهند كتب إلى الرشيد فقال: ليوجه إلي رجلا من علماء المسلمين ليعرفه الإسلام، وذكر أن عنده رجلا من أهل الكلام حتى يحاجه.
فوجه إليه رجلا من المحدثين شيخاً بهياً وكتب إليه: إني وجهت إليك شيخاً عالماً.
فخاف الرجل الهندي الذي كان عند الملك أن يكون من أهل الكلام فيفضحه، فوجه إليه رجلا في السر ليتعرف خبره فلقيه في الطريق فوجده صاحب حديث فرجع إلى صاحبه فأخبره به فسر بذلك فلما ورد على الملك جمع بينه وبين صاحبه وجمع علماء أهل مملكته فقال له الهندي: ما الدليل على أن دينك حق؟
فقال المحدث: حدثنا سفيان الثوري هكذا، وحدثنا شعبة بكذا، وحدثنا ابن عون بكذا.
والهندي ساكت فلما أتى على ما أراد قال له الهندي: من أين علمت أن هذا الذي روي لك هذه الروايات عنه صادق فيما ادعاه من النبوة؟
فتلا آيات من القرآن نحو قوله تعالى (محمد رسول الله).
فقال له الهندي: ومن أين علمت أن هذا الكلام من عند الله، ولعل صاحبك وضعه؟
فلم يدر ما يقول وسكت.
فأجازه الملك وكتب إلى هارون يخبره وذكر أن الذي وجهه لا يصلح لما أردناه وإنما نريد رجلا متكلماً ليحتج لأصل دينه ولأصل الإسلام.
فلما ورد الكتاب والمحدث على هارون قال: اطلبوا لي متكلماً فوجدوا أبا خلدة، فقيل له: أتثق بنفسك في مناظرته.
فقال: أنا له إن شاء الله تعالى.
فوجه به الرشيد في مركب وكتب إلى ملك الهند: إني وجهت إليك رجلاً متكلماً من أهل ديني.
فلما كان في بعض الطريق وجه الهندي إليه من يختبره فوجده متكلماً فدس إليه سماً فقتله قبل أن يصل إلى الملك.
ومن فوائد هاتين القصتين تلك الحال المزرية عند بعض أهل العلم حيث يفتري على المخالفين له كما هنا مع أهل الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن فوائدها أنه ينبغي لنا أن ننقد أنفسنا ونستفيد من انتقادات الآخرين وأن نصحح أخطاءنا.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[21 - Nov-2008, صباحاً 12:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم هذه القصة التي قد تكون مكذوبة ومفبركة من بعض المعتزلة إلا أن طريقتنا أخذ العبرة وترك الباقي لفطنة رواد المنتدى:
قال القاضي: ولما منع الرشيد من الجدال في الدين وحبس أهل علم الكلام كتب إليه ملك السند: إنك رئيس قوم لا ينصفون، ويقلدون الرجال، ويغلبون بالسيف، فإن كنت على ثقة من دينك فوجه إلي من أناظره، فإن كان الحق معك اتبعناك وإن كان معي تبعتني.
فوجه إليه قاضياً، وكان عند الملك رجل من السمنية وهو الذي حمله على هذه المكاتبة. فلما وصل القاضي إليه أكرمه ورفع مجلسه فسأله السمني فقال:
أخبرني عن معبودك هل هو القادر؟
قال: نعم.
قال: أهو قادر على أن يخلق مثله؟
فقال القاضي: هذه مسألة من علم الكلام وهو بدعة وأصحابنا ينكرونه.
فقال السمني: من أصحابك؟
فقال: فلان وفلان وعد جماعة من الفقهاء.
فقال السمني للملك: قد كنت أعلمتك دينهم وأخبرتك بجهلهم وتقليدهم وغلبتهم بالسيف.
قال: فأمر ذلك الملك القاضي بالانصراف، وكتب معه إلى الرشيد: إني كنت بدأتك بالكتاب وأنا على غير يقين مما حكي لي عنكم، فالآن قد تيقنت ذلك بحضور القاضي. وحكى له في الكتاب ما جرى.
فلما ورد الكتاب على الرشيد قامت قيامته وضاق صدره، وقال: أليس لهذا الدين من يناضل عنه؟
قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، هم الذين نهيتهم عن الجدال في الدين وجماعة منهم في الحبس.
فقال: أحضروهم.
فلما حضروا قال: ما تقولون في هذه المسألة.
فقال صبي من بينهم: هذا السؤال محال؛ لأن المخلوق لا يكون إلا محدثاً، والمحدث لا يكون مثل القديم، فقد استحال أن يقال يقدر على أن يخلق مثله أو لا يقدر كما استحال أن يقال يقدر أن يكون عاجزا أو جاهلا.
فقال الرشيد: وجهوا هذا الصبي إلى السند حتى يناظرهم.
فقالوا: إنه لا يؤمن أن يسألوه عن غير هذا فيجب أن توجه من يفي بالمناظرة في كل العلم.
قال الرشيد: فمن لهم؟
فوقع اختيارهم على معمر (أي معمر بن عباد السلمي) فلما قرب من السند بلغ خبره ملك السند فخاف السمني أن يفتضح على يديه وقد كان عرفه من قبل فدس من سمه في الطريق فقتله.
وسأترك ذكر الفوائد للرواد
ولكم مني خالص الدعاء
هذا جوابا لعلماء أهل السنة وليس لهذا الصبي.
* فلما ورد الكتاب على الرشيد قامت قيامته وضاق صدره، وقال: أليس لهذا الدين من يناضل عنه؟
قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، هم الذين نهيتهم عن الجدال في الدين وجماعة منهم في الحبس.
فقال: أحضروهم.
إذ من هذه حاله فإنما أتى من نفسه بترك ما أمر الله به من الحق حتى احتاج إلى الباطل.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 12:34]ـ
هذا جوابا لعلماء أهل السنة وليس لهذا الصبي ..
عفوا" إنما الجواب إن هذا مستحيل لو لم يكن من ذلك إلا أن الاول خالق والثاني مخلوقا".(/)
فقه الخلاف للدكتور يوسف الشبيلي
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 03:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا مؤلف للشيخ الدكتور يوسف الشبيلي بعنوان فقه الخلاف بصيغة pdf أسأل الله ان ينفع به، والله الموفق والهادي إلى سواء الصراط.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
الدِّماءُ في الَحجِّ للشيخ العلامة محمد إبراهيم شقره ـ حفظه الله تعالى ـ
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 04:27]ـ
الدِّماءُ في الَحجِّ للشيخ العلامة محمد إبراهيم شقره ـ حفظه الله تعالى ـ
يقول:
من يقرأُ الفقهَ على المذاهب كلِّها، يروعه كثرةُ الدماءِ التي تُفرَضُ على كل مخالفة قد يرتكبها المسلم أثناء إحرامه، وتأْديته مناسكه.
ونحن إذا أَمعنا النَّظر، وتجرَّدنا من العصبية المذهبية، وتقصَّينا الأدلة التي جاءت في القرآن، أو صحَّت نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمنا أنَّ هذه الكثرة من الدِّماءِ ليستْ مشروعةً، وأَنَّ المشروع منها خمسة فقط:
الأول: دمُ التمتع والقران، وهو الدم الذي يجب على الحاج الذي لبَّى بعمرة متمتعاً بها إلى الحج، أو لبَّى بحج وعمرة قارناً بينهما.
الثاني: دم الفدية، الذي يجب على الحاج إذا حلق شعره لمرض أو شيءٍ مؤْذٍ.
الثالث: دمُ الجزاءِ، وهو الدم الذي يجب على المحرم إذا قتل صيداً برِّياً، أما صيد البحر فلا شيءَ منه عليه.
الرابع: دمُ الإحصار، ويكون بسبب انحسابه عن إتمام المناسك لمرض أو عَدُوٍّ أو غير ذلك، ولا يكون قد اشترط عند إحرامه، أي لم يقل عند تلبية بالحج: اللهم مِحَليِّ حيث حبستني.
الخامس: دمُ الوطءِ، وهو دم يُفرض على الحاج إذا وطىءَ أثناء حجه، فإن كان قد وطىءَ قبل رمي جمرة العقبة صبيحة يوم النحر فعليه بدنة، مع بطلان حجهِّ، وإن كان وطىءَ بعد الرمي وقبل طواف الافاضه فعليه شاة.
ومثل الرجل في هذه المرأة سواءً بسواءٍ، غير أَنها إذا كانت مكرهةً في وطئِها فلا هدي عليها، وأيضاً فإن حجَّها صحيح بخلاف زوجها الواطىءِ، إن كان قد وطىءَ قبل رمي جمرة العقبة.
ولا يجب على الحاج دمٌ غير هذه الدماءِ، إذ ليس على ذلك دليل يصلح للاعتماد عليه، وقد اعتمد الفقهاءُ قديماً وحديثاً في كثرة الدماءِ التي يوجبونها في مخالفات الحج، على أَثر ابن عباس رضي الله عنهما المشهور وهو: " من نسي من نُسُكِهِ شيئاً أو تركه فليُهْرِقْ دماً ".
وهذا الأثر فضلاً عن كونه مُصادماً لصريح السُّنة كما سنبين، فهو قد تفرد به ابن عباس رضي الله عنهما، فيُصْبح رأْياً ارتآه ابن عباس وحده، مصادماً لصريح السُّنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلكم: " أَن رجلاً جاءَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو متضمِّخٌ بطيب، فقال: يارسول الله، كيف ترى في رجل أحرم في جُبَّةٍ بعدما تضَمَّخَ بطيب؟. فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم ساعةً، فجاءه الوحي، ثم سُرِّيَ عنه فقال: أَين الذي سألني عن العمرة آنفاً، فالْتُمِسَ الرجلُ فجيءَ به فقال: أَمَّا الطِّيبُ الذي بك فاغسله ثلاث مرات، وأما الجُبَّة فانزِعها، ثم اصنع في العمرة كلَّ ما تصنع في حجَّك ".
فهذا الحديث، يدلُّ دلالةً صريحة، على أَن من أتى مخالفةً أو محظوراً من محظورات الإحرام، فليس عليه إلا أن يدعه فقط، لأن الرسول عليه السلام لم يأمر الرجل لا بس الجبَّة المتضمخ بطيب النِّساء ـ وهو الخلوق كما جاء في رواية أخرى ـ إلا أن ينزع الجبَّة ويغسل الطيب، ولم يأْمره بذبح هدي الجزاء، ولوكان واجباً لأَمره به، لأنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجه، والحاجة قائمة هنا، والوحي قد نزل بالحكم الفصل.
والصحابي مهما بلغ من منزلة وعلم، فأثره لا يُقَدَّم على سنَّةٍ صحيحة صريحة من سنن الرسول صلوات الله عليه.
إذاً فمن الحق أن يقال:إنَّ ابن عباس ـ رضي الله عنه، على جلالة قدره في العلم ـ اجتهد رأْيه، فلربما لم يبلغه هذا الحديث الصحيح، واختلاف الصحابة مشهور لا يخفى، وهو مبنيٌّ على هذا الأْصل، ألا وهو: خفاءُ السنن، وعلى تفاوتهم في العلم.
ولا يقال هنا:إن الصحابة لم ينكروا عليه، فعدم معرفتنا بذلك لا يعني أن الصحابة لم ينكروا، غاية ما يقال:إنه لم يصلنا.
ولا ننسى أنَّ كثرة الدماءلم تؤد إلى أَلتساهُلِ في المناسك فحسب، بل إلى الأستهانة بأداءِ مناسِكِ الحج، وإتمامها على مثل ما بينَّ الرسول عليه السلام، وهذا أَخطر مافي التدميم.
نقلاً من كتاب " إرشاد الساري إلى عبادة الباري ـ القسم الثاني الحج " (ص 42 ـ 44).
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 05:56]ـ
للرفع لقرب الحج ...(/)
افتتاح التسجيل مجددا بمعهد الكتاب والسنة هذا الاسبوع
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 05:15]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد تم في هذا الأسبوع افتتاح أبواب التسجيل في معهد الكتاب والسنة (لدراسة العلوم الشرعية من بعد)،
وفيما يلي برنامج الفصل الجديد:
شرح الورقات في أصول الفقه - فضيلة الشيخ الدكتور عبدالسلام الحصين
شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر - فضيلة الشيخ أكرم بن محمد زيادة
السيرة النبوية الصحيحة (دراسة للمرحلة المكية) - فضيلة الشيخ عبدالله الموصلي
شرح كتاب التوحيد - فضيلة الشيخ عمر بن إبراهيم آل عبدالرحمن (أبو طلحة)
شرح العقيدة الواسطية - فضيلة الشيخ غالب بن أحمد
شرح الأجرومية في النحو - فضيلة الشيخ إمداد البلوشي.
وسيتم لاحقا فتح التسجيل لمادتي الفقه والتفسير إن شاء الله تعالى.
للإطلاع على التفاصيل والتسجيل بالمعهد يرجى زيارة موقع المعهد:
www.sonnah.org
منقول.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 05:56]ـ
بارك الله فيك
وأرجو من الله تعالى أن يجزي القائمين على هذا المعهد خير الجزاء .. وأن يجزي مديره أخي الحبيب الشيخ طلحة الجغيبير أبا عبد الله خيرا وان يجعل ما يقدمه ثقلا في موازين حسناته يوم العرض عليه إنه ولي ذلك ومولاه.(/)
ضَرُورَةُ الْعَمَلِ عَلَى الدِّفَاعِ عَنْ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ وَ دُعَاتِهَا
ـ[محمّد حدّاد الجزائري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 06:40]ـ
ضَرُورَةُ الْعَمَلِ عَلَى الدِّفَاعِ
عَنْ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ وَ دُعَاتِهَا
بسم اللّه الرّحمان الرّحيم، و الحمد للّه ربّ العالمين، و الصّلاة و السّلام على أشرف المرسلين. و بعد.
أخذ كثير كلامنا من أيّامنا القليلة أعزّ الأزمنة و السّاعات؛ أيّام هي زهرة شبابنا و تاج أعمارنا، و ليت آخذها إنّما أخذها في الدّلالة على الخير أو الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر، و إلاّ فنِعم الآخذ و المأخوذ، بل كلامٌ بضدّ ذلك و قليل منه هو ذلك؛ ...
قيل و قال و كثرة السّؤال مع قلّة الأعمال؛ خُلقٌ في لبوس الشّريعة و بغلاف الدّعوة، ذلك هو ديدن الكثير مِن أشباه المُلتزمين و تلك هي ميزتهم، و لم يكتف هؤلاء بهذا و لم يقفوا عنده، بل تعدّوه معتدين على العاملين الأخيار، و المخلصين الأبرار، و الأمّارين بالمعروف و النهّائين عن المنكر الأغيار؛ فذهبوا يروّجون ضدّهم الإشاعات، و يختلقون حولهم الافتراءات، و يظاهرون عليهم دعاة المنكرات، يسعى أولئك للبناء و لا مُعين، بل يبنون و يسعى هؤلاء هادمين، و للّه درّ الشّاعر حين قال:
و لو ألف بان خلفهم هادم كفى ـــــ فكيف ببان خلفه ألف هادم؟! هل عملوا مثل عملهم؟ هل دعوا مثل دعوتهم؟ هل أمروا بالمعروف مثل أمرهم؟ هل نهوا عن المنكر مثل نهيهم؟ ... ، لا شكّ أنّ الجواب هو لا و (لا) هي الجواب. فكان الجدير بهم إذن معرفة قدْر أنفسهم إذا كان ثمّة قدْر لديها، ثمّ معرفة قدْر غيرهم مِن ذوي التّقى و الفضل، ليعرفوا بالمقارنة بعد ذلك هل يصحّ أنْ يُقال إنّ السّيف أمضى من العصا!!
و ما أحسن و أبلغ ما قاله الأوّل في أمثال هؤلاء:
أقِلّوا عليهم لا أبًا لأبيكُم مِن اللَّوم ـــــ أو سُدّوا المكان الّذي سَدّوا
و ممّن أظهرهم اللّه في هذا الزّمان، و ذاع صيتهم بين الأنام، فأحبّهم القريب و البعيد؛ علماء و مشايخ عاليّي القدْر، شامخي القامة، غزيري العِلم، سالمي المُعتقد، سديدي الرّأي، صِباح الوجوه؛ اشتهروا بدروسهم و محاضراتهم القيّمة الّتي عالجت مختلف المسائل و القضايا، سواء كانت علمية دعوية، أو واقعية عصرية، و كثيرا ما عُقدت عبر سلاسل في موضوع واحد يتطرّق فيها هؤلاء طرْقا، مِن أبواب عِدّة و جوانب شتّى، كلّّ ذلك يخرجونه في أحسن حلّة؛ جامعين فيه بين فصاحة اللّغة، و عذْب الكلام، و زينة الشِّعر، و براعة الأسلوب، و تسلسل الأفكار، و سهولة العبارة؛ تتجلّى من خلالها غزارة علمهم و قوّة ذكائهم، أمّا لقاءاتهم المفتوحة، و برامجهم المصوّرة، و كتبهم المؤلّفة؛ فهي الوجه المطابق تماما لمحاضراتهم و دروسهم.
فلا غرابة بعد ذلك أن يَظهر لمثل هؤلاء الأعلام الأفذاذ، مَن يغمسون ألسنتهم في ركام مِن الأوهام و الآثام، ثمّ يبسطوها بإصدار الأحكام عليهم، و التّشكيك فيهم، و خدشهم، و إلصاق التّهم بهم، و طمس محاسنهم، و التّشهير بزلاّتهم الّتي لا يسلم منها عالم، و لا شكّ أنّ هذا من سنن اللّه عزّ و جلّ الّتي قدّرها على أهل الحقّ إلى يوم الدّين، فيُبتلون و يُمتحنون و يصبرون، فيبادلهم اللّه على ذلك رِفعة و تمكينا، قال اللّه عزّ و جلّ لنبيّه عليه الصّلاة و السّلام: [[ما يُقَالُ لَكَ إِلاّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنّ رَبّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَ ذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ]] (سورة فصّلت: الآية 43). نعم إنّها سنّة من اللّه ماضية لكلّ من سلك سبيل الأنبياء و الرّسل و اقتفى آثارهم، و القرآن العظيم قد حوى قصصهم مع أممهم و ما نالهم منهم من الأذى و البلاء.
و مِن باب حفظ كرامة العالم، و الذبّ عن عِرضه و تعظيم حُرمته، تحتّم علينا معاشر الكِرام و الكريمات ضرورة و لِزاماً؛ أنْ نفي بحقّ علمائنا و نردّ شيئا مِن جميلهم بالعمل الدّؤوب و السّعي الحثيث، على دفع ما مِن شأنه أنْ يخدش كرامتهم، أو ينتهك حرمتهم، أو ينتقص عِرضهم، أو يُقلّل شأنهم؛ ندفع الشّبهة بالدّليل، و الضّلالة بالهدى، و الظنّ باليقين، و الجهل بالعِلم ... ، كلّ ذلك مُحتسبين عظيم الأجر، مُتحلّين بجميل بالصّبر. نعمل واضعين في الحسبان أنّ الغالطين في حقّ العلماء قسمان؛ قِسم مِن الحثالة الحسدة المعاندين، و قِسم مِن الضّحايا
(يُتْبَعُ)
(/)
المُضلَّلين، و لكلّ قِسم قِسمته مِن التّعامل.
عمل ترتفع به الجهالة عن البعض بهؤلاء العلماء و الأسياد الأفاضل، و المشايخ و الدّعاة الأكارم؛ من خلال التّرجمة لهم، و التّعريف بمشايخهم ...
عمل يُبرز أقوال الأكابر في هؤلاء، جامعاً مِن أنوار الهدى جاعلا منها سراجا يأخذه طالب الحقّ بقوّة شامخا غير مستحيي، و يعود من زَيّن له الشّيطان سوء عمله إلى جادّة الصّواب و حظيرته، قبل أن يكون حاله غدا كحال القائلين إذا عُرضت الأعمال و نُصبت الموازين: [[وَ قَالُوا مَا لَنَا لاَ نَرَىَ رِجَالاً كُنّا نَعُدّهُمْ مّنَ الأشْرَارِ () أتّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأبْصَارُ]] (سورة ص: الآيتين: 62 - 63) ...
عمل يُروي الغليل، و يشفي العليل، و يطمْئن الحيران؛ من خلال ردود هؤلاء و أجوبتهم عمّا قيل و كُتب فيهم و حولهم ...
عمل يمحي تلك الصّورة الزّائفة المزيّفة، القاتمة المُغيَّمة؛ المُشوِّهة لعلاقة هؤلاء الأفاضل بكبار العلماء الّتي قيل فيها و قيل ... ، فيرسم بدلها لوحة ربيعية الواقع، نسيمية الهواء، مُشرقة الأنوار، فوّاحة الأزهار، لتتجلّى حقيقة تلك العلاقة، الّتي ملؤُها الحبّ و الوفاء و التّقدير و الاحترام و التّواصل ...
عمل يكشِف جانب من هموم هؤلاء الّتي يحملونها في الدّعوة إلى اللّه، و انشغالهم بها عن حظوظ أنفسهم، رغم ما أحيط حولها من تشكيكات و تشويهات ...
عمل يسلِّط الضّوء على المنهج الأصيل لهؤلاء الأفاضل، و يُجلّي عقيدتهم المُستمدّة مِن سلفهم الصّالح، و يبيِّن مدى تمسّكهم بالسنّة و استماتتهم في دفاعهم عنها، فيُبَرّؤون ممّا نُسب إليهم ظلما، براءة الذّئب من دم يوسف عليه السّلام ...
عمل يزيدنا حماسا إليه و حِرصا عليه؛ آلامنا على واقع الأمّة المكسورة الجناح، المثخنة بالجراح في سائر بلاد الإسلام الواسعة؛ أمّة قد اجتمع عليها الأعداء من كلّ حدب و صوب اجتماع الأكلة على القصعة ... ، أمّة عادت لإبليس فيها بضاعة الشّرك ليجد فيها سوقا و تسويقا؛ فدُعي غير اللّه، و ذُبح لغير اللّه، و نوزع اللّه في ربوبيته ... ، أمّة يُستنزَف دمها و يُبقَر بطنها بأيادي بعض الخارجين مِن رحمها، فضاقت دنياها بوسعها، و تزعزع الأمن في ديارها، حتّى أطلّ الخوف مِن أعين الرّجال! ... ، و هل يُضمد الجراح الدّامية، و يكسِر الرّماح المترامية، و يوحّد الأمّة على الأحزاب المتعالية؛ إلاّ العالِم العامل المُستنير المخلص؟؛ إنّه العالم الربّاني الّذي يذكّر أمّته بحقّ اللّه على العبيد، و يزيل ركام الجهل عنها إزالة الصّدأ عن الحديد، و ينفخ فيها روح العزّة من جديد ... ، فمَن لهذه الأمّة بعد اللّه عزّ و جلّ إذا أفلت شمس العالم، و انطفأ سراجه، و سقط قدره، و ضعف شأنه؟!.
عمل ننتصر به للحقّ على الباطل في معركة مِن معارك الحرب بينهما ... ، مع علمنا الّذي لا يراوده شكّ أنّه ليس بالضّرورة أن يكون الوقوع في هذا الباطل مقصد للكثير من إخواننا أو سمة فيهم، و إن كانوا واقعين فيه جهلا منهم أو وهما، جهل و وهم لا يبقى معهما عذر بعد معرفة الحقّ و قيام الحجّة، و إنّما الخَطْب في ظهور الباطل و الشّأن كلّ الشّأن في ردّه، و ليس الشّأن في امتحان قلوب الواقعين فيه و معرفة مآربهم فهذا ينفرد به من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصّدور سبحانه و تعالى.
عمل يدلّ إلى الخير على الخير، و ((مَن دلّ على خير كان له مِثل أجر فاعله)) (رواه مسلم و غيره عن أبي مسعود الأنصاري رضي اللّه عنه) ...
عمل ننسج به حجابا من النّار، طامعين راجين اللّه عزّ و جلّ أن يعتقنا به منها؛ قال عليه الصّلاة و السّلام: ((من ردّ عن عِرض أخيه؛ كان له حجابا من النّار)) (أخرجه الخرائطي في (مكارم الأخلاق) و ابن عساكر عن أبي الدّرداء رضي اللّه عنه، و إسناده لا بأس به في الشّواهد و المتابعات؛ كما في (غاية المرام) تحت حديث رقم 431. أنظر: (الغيبة و أثرها السيّئ في المجتمع الإسلامي، للشّيخ حسين العوايشة: ص36)، و قال: ((من ذبّ عن عِرض أخيه بالغيبة؛ كان حقّا على اللّه أن يُعتقه من النّار)) (أخرجه أحمد عن أسماء بنت يزيد رضي اللّه عنها، و هو صحيح بشواهده و طرقه؛ كما في (غاية المرام): 431. أنظر: المرجع السّابق).
(يُتْبَعُ)
(/)
عمل نمضي به متأسّيين و قائلين؛ بما ذكره أحد كبار علماء أمّتنا الغالية الرّاحلين عنّا حديثا، فضيلة الشّيخ العلاّمة بكر بن عبد اللّه أبو زيد -رحمه اللّه- في مقدّمته على كتابه النّفيس (تصنيف النّاس بين الظنّ و اليقين) قال رحمه اللّه:
"فأنتخب من مزدَحَم الحياة: العلماء الهداة في مثالهم: العالم العامل بعلمه في خاصة نفسه، ونصحه لله، و لرسوله، ولإمامه، ولعموم أهل الإسلام، فما أن يُذكر اسم ذلك العالم إلاّ و يُرفع في العلماء العاملين، فعلمه و عمله متلازمان أبداً، كالشّاخص والظلّ سواء، و الله يمنّ على مَن يشاء.
فأنتصر له حسبةً لله، لا دفاعاً عن شخصه فحسب، بل وعن حرمات علماء المسلمين و منهم دعاتهم، و رجال الحِسبة فيهم؛ إذْ بدا لقاء ما يحملونه من الهدى و الخير و البيان: اخْتِراقُ: (ظاهرة التجريح) لأعراضهم بالوقيعة فيهم، و فَرْي الجرّاحين في أعراضهم، و في دعوتهم، ولما صَنعَه (سُعاةُ الفِتنة) مِن وقائع الافتراء، وإلصاق التّهم، وألوان الأذى، و رمي الفتيل هنا و هناك، ممّا لا يخفى في كلّ مكان وَ صَلَته أصواتُهم البَغيضَة.
و لِعِظَم الجناية على العلماء، صار من المعقود في أصول الاعتقاد: (و مَن ذكرهُم بسوء فهو على غير سبيل).
و على نحوه كلمات حِسان لعدد من علماء الأمة الهداة في العلم و الدّين.
لذلك، و لما لهم على العامّة و الخاصّة من فضل في تعليم النّاس الخير، ونشر السّنن، و إماتة الأهواء و البدع، فهم قد أوتوا الحكمة يَقضون بها، و يعلّمونَها الناس، و لم يتخلّفوا في كُهوف (القَعَدَة) الذين صرفوا وجوههم عن آلام أمتهم و قالوا: "هذا مغتسل بارد وشراب"، و كأنّما عناهم شوقي بقوله:
و قد يموت كثير لا تُحِسُّهم ـــــ كأنّهم مِن هَوَان الخطب ما وُجدوا
بل نزلوا ميدان الكفاح، و ساحة التّبصير بالدّين، و هم الّذين يُنبؤن عن مقياس العظمة (العِصَامِيَّة) التاريخية في أشباحهم المغمورة، لا العظمة (العِظَامِيَّة) الموهومة، كما لبعض أصحاب الرُّتب، و الشّارات، المفَرِّغين لأنفسهم عن قَرْن العِلم بالعَمَل.
إنّ القيم، و الأقدار، و آثارها الحِسان، الممتدّة على مسارِب الزمن لا تُقَوَّم بالجاه، والمنصب، و المال، و الشّهرة، و كيل المدائح، و الألقاب، و إنّما قَوامها و تقويمها بالفضل، و الجهاد، و ربط العلم بالعمل، مع نُبْل نفس، و أدَبٍ جمٍّ، و حُسْن سَمْت، فهذه، و أمثالها هي الّتي تُوزن بها الرّجال و الأعمال.
و إلى هذا الطّرازِ المبارك تَشْخُصُ أبصارُ العالَم، و لكلّ نبأٍ مستقَرّ.
لهذا كلّه، صار من الواجب على إخوانهم، الذبّ عن حُرماتهم و أعراضهم بكلمات تَجْلو صدأ ما ألصقه (المنشقّون) بهم من الثّرثرة، و تَكْتِم صَدَى صياحهم في وجه الحقّ. و إيضاح السبيل الآمن الرَّشَد، العدلِ الوسَط" (تصنيف النّاس بين الظّنّ و اليقين: ص 05 - 06 - 07).انتهى كلامه رحمه اللّه رحمة واسعة.
و في الأخير أسأل اللّه عزّ و جلّ أن يغفر لمَن سبقني بالإيمان و أنْ لا يجعل في قلبي غِلاّ للّذين آمنوا، و أن يهديني و إخواني إلى الحقّ، في جليّ الأشياء و خفيّها، و يثبّتنا عليه، و يجمعني و إيّاهم عنده في جنّات و نهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، مع الأنبياء و الصدّيقين و الشّهداء و الصّالحين و العلماء المتّقين، و أسأله الغفور التوّاب؛ السّداد و الإخلاص و الصّواب، و حُسن الخاتمة و المغفرة و الثّواب؛ في القول و العمل، كما أناشد إخواني الدّعاء لي و لوالدي و لكلّ من له عليّ فضل، و لي منّي إليهم مقدّما المحبّة في اللّه و السّلام مع رحمته و بركاته و مغفرته.
و سبحانك اللّهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك و أتوب إليك.
أخوكم محمّد بن حسين حدّاد الجزائري
tarekzyad@gmail.com
ليلة الأربعاء 11 ربيع الأوّل 1429هـ، الموافق لـ: 19 مارس 2008م(/)
هل للبنات حق في ريع الوقف؟
ـ[معالم السنن]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 08:55]ـ
هذا السؤال وردني على الجوال
رجل توفي عن زوجة وولد وبنت
وله عقار وقف وله ريع كل سنة
هل البنت تأخذ من الريع مثل الاخ؟
واذا ماتت الام والبنت والاخ فهل ابناءهم يأخذون من الريع خاصة بنات النات وبنات الاولاد؟
نرجوا ممن ليه علم بالمسألة افادتنا
ـ[معالم السنن]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 10:27]ـ
هل من مجيب يا أخوتي؟
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[21 - Nov-2008, صباحاً 12:07]ـ
أرجو توضيح السؤال
هل تقصد أخي أنه وقف الريع على هؤلاء الأبناء
إن كان الأمر كذلك فهل كانوا يأخذون الريع كل سنة في حياته؟
للعلم إذا أطلب التوضيح فللبحث في المسألة لا أنني أنصب نفسي مفتيا ولكن علنا نستفيد أمرا من البحث(/)
هل تحدث الفقهاء المتقدمون عن المرصد (المنظار) الفلكي لتحديد بداية الشهر في كتبهم؟؟؟؟
ـ[هرماس]ــــــــ[21 - Nov-2008, صباحاً 02:29]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما جاء في العنوان:
هل تذكرون أنه في كتب الفقهاء المتقدمين جاء الكلام عن المراصد (المنظار) الفلكي .. أو ما يسمى بالتلسكوبات؟؟؟؟
وهل يمكن أن نبنيها على أصل الرؤية بالعين في باب الصيام .. ؟؟
لا أقصد الحساب الفلكي .. إنما المراصد
ولكم الدعاء
أخوكم(/)
فوائد من كلام الإمام ابن القيم-رحمه الله-
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 03:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مجموعة فوائد من كلام الإمام ابن القيم الجوزية - رحمه الله-
1 - للعبد ستر بينه وبين الله، وستر بينه وبين الناس، فمن هنك الستر الذي بينه وبين الله، هتك الله الستر الذي بين وبين الناس.
2 - إضاعة الوقت أشد من الموت، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.
3 - الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة فكيف بغم العمر.
4 - يخرج العارف من الدنيا ولم يقض وطره من شيئين: بكاؤه على نفسه، وثناؤه على ربه.
5 - • قلة التوفيق وفساد الرأي، وخفاء الحق وفساد القلب وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ونفرة الخلق والوحشة بين العبد وبين ربه، ومنع أجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة في الرزق والعمر، وحرمان العلم ولباس الذل واهانة العدو وضيق الصدر والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت، وطول الهم والغم، وضنك المعيشة وكسف البال تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله كما يتولد الزرع عن الماء، والإحراق عن النار، وأضداد هذه تتولد عن الطاعة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية إلى والدته
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 03:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية إلى والدته)
يعتذر فيها عن إقامته بمصر، لأنه يرى ذلك أمراً ضرورياً لتعليم الناس
من أحمد ابن تيمية إلى الوالدة السعيدة، أقر الله عينها بنعمه، وأسبغ عليها جزيل كرمه، وجعلها من خيار إمائه وخدمه. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد؛
فإنا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وهو للحمد أهل، وهو على كل شيء قدير. ونسأله أن يصلي على خاتم النبيين، وإمام المتقين محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً.
كتابي إليكم عن نعم من الله عظيمة، ومنن كريمة وآلاء جسيمة، نشكر الله عليها، ونسأله المزيد من فضله، ونعم الله كلما جاءت في نمو وازدياد، وأياديه جلت عن التعداد.
وتعلمون أن مقامنا الساعة في هذه البلاد، إنما هو لأمور ضرورية، متى أهملناها فسد علينا أمر الدين والدنيا. ولسنا والله مختارين للبعد عنكم، ولو حملتنا الطيور لسرنا إليكم، ولكن الغائب عذره معه.
وأنتم لو اطلعتم على باطن الأمور فإنكم- ولله الحمد - ما تختارون الساعة إلا ذلك. ولم نعزم على الإقامة والاستيطان شهراً واحداً، بل كل يوم نستخير الله لنا ولكم، وادعوا لنا بالخيرة. فنسأل الله العظيم أن يخير لنا ولكم وللمسلمين ما فيه الخيرة في خير وعافية.
ومع هذا فقد فتح الله من أبواب الخير والرحمة والهداية والبركة، ما لم يكن يخطر بالبال ولا يدور في الخيال.
ونحن في كل وقت مهمومون بالسفر، مستخيرون الله عزوجل. فلا يظن الظان أنا نؤثر على قربكم شيئاً من أمور الدنيا، بل ولا نؤثر من أمور الدين ما يكون قربكم أرجح منه. ولكن ثَمّ أمور كبار نخاف الضرر الخاص والعام من إهمالها، والشاهد يرى مالا يرى الغائب.
والمطلوب كثرة الدعاء بالخيرة، فإن الله يعلم ولا نعلم، ويقدر ولا نقدر، وهو علام الغيوب. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من سعادة ابن آدم استخارته الله ورضاه بما يقسم الله له؛ ومن شقاوة ابن آدم ترك استخارته الله، وسخطه بما يقسم له).
والتاجر يكون مسافراً فيخاف ضياع بعض ماله، فيحتاج أن يقيم حتى يستوفيه، وما نحن فيه أمر يجل عن الوصف. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كثيراً كثيراً، وعلى سائر من في البيت من الكبار والصغار، وسائر الجيران والأهل و الأصحاب واحداً واحداً.
والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 11:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر لو سمحت أخي الفاضل
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[22 - Nov-2008, صباحاً 07:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي حمدان -بارك الله فيك- هذه الرسالة في مجموع الفتاوى المجلد الثامن والعشرون وجزاك الله خيراً
ـ[الحافظة]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 01:44]ـ
جزاكم الله خيرااا على هذا النقل الطيب وجعله الله في ميزان حسناتكم ..
ماأجملها من رسالة فيها من المعاني الكثير ... وكيف لا والمرسل هو الإمام ابن تيمية رحمه الله ..
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 12:25]ـ
ما أجمل هذه الدرر
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 11:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي حمدان -بارك الله فيك- هذه الرسالة في مجموع الفتاوى المجلد الثامن والعشرون وجزاك الله خيراً
أحسنت،بارك الله فيك(/)
للفقهاء .. هل في هذا المال زكاة؟؟
ـ[السائرة]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 10:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شاب بلغ سن الزواج ولا يملك مالا وهو من النوع المفرط في الصلوات وكافة أمور الدين فاستدانت له أخواته مالا من قريب لهم موسر (دون أن يخبروه) على أمل أن يتزوج وينصلح حاله وكانوا يظنون أنهم سيزوجونه في الحال وفي نفس الوقت الذي استدانوا فيه وخطبوا له ووافق ولكنه ما لبث أن رفض الخطبة والزواج وبقي المال في حوزة أخواته دون أن يخبروه به حتى مضى عليه الحول فهل في هذا المال زكاة علما أنه محتاج جدا ولا يوجد من هو أحوج منه وتخاف أخواته أن يزكين على المال كل عام فتأكله الزكاة ولا يستطعن أن يعطينه المال ليستثمره لأنه مبذر وسيفسده في الباطل.
فما رأي الشرع في هذه الحالة
ـ[السائرة]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 08:55]ـ
...............
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 12:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سئل الشيخ ابن عثيمين في المجموع 18/ 125 - : عن الأموال التي تودع في البنوك أو يحفظها الإنسان وهي خاصة للزواج أو خاصة لمساعدة المجاهدين، أو لبناء المساجد، إذا حال عليها الحول، فهل فيها زكاة؟ أرجو تفصيل ذلك وفقكم الله.
فأجاب فضيلته بقوله: قول السائل: «وهي خاصة للزواج» لا أدري هل معناها أن الرجل أودع في البنوك دراهم ليتزوج بها، أم أن هذه دراهم تبرع بها أهلها للمتزوجين؟ إن كان الأول فهذه الدراهم ملك لصاحبها يجب عليه أن يؤدي فيها الزكاة، خلافاً لما يفهم بعض الناس من أن الدراهم التي يعدها الإنسان للزواج، أو لشراء بيت ليس فيها زكاة، وهذا غلط، مادامت الدراهم في ملكه ففيها الزكاة، سواء أعدها للزواج، أو لشراء بيت، أو لأي غرض من الأغراض.
وأما الدراهم التي تبرع بها أهلها للزواج، أو للصدقات، أو للجهاد أو ما أشبه ذلك، فليس فيها زكاة، حتى الدراهم التي تبرع بها أهلها للنكبات التي تحصل على بعضهم، ليس فيها زكاة، كما يوجد في بعض القبائل؛ حيث يضعون صندوقاً للتبرع ويجمعون فيه التبرعات، فإذا حصل على أحدهم نقص، فإنهم يعطونه من هذه الدراهم، نقول: هذه الدراهم ليس فيها زكاة، لأنه ليس لها مالك، فهذه الدراهم خرجت من ملك أصحابها، وليس لها مالك الآن، ومن شروط وجوب الزكاة تمام الملك، وهذه ليست ملكاً لأحد.
كذلك أيضاً في بعض الدراهم التي تكون عوضاً عن شيء موصى به؛ مثل أن يهدم البيت الموصى به أو الوقف، وتحفظ دراهمه حتى يجدوا بيتاً آخر، فإن هذه الدراهم ليس فيها زكاة؛ لأنها ليست ملكاً لأحد، إذ أن الموقوف على جهة عامة لا يملكه الموقوف عليه، فهي ليست ملكاً لأحد فتبقى ولو طالت المدة حتى يشتري بها بدل الوقف التالف.
ـ[السائرة]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 09:45]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
تساؤلات بشأن السبايا المسلمات فى ايدى الكفار من لها؟
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[22 - Nov-2008, صباحاً 12:27]ـ
السلام عليكم
معلوم ان الفقهاء تناولوا كل مايتعلق بالاسيرات المشركات يقعن فى ايدى المسلمين محصنة او غير محصنة حامل او مرضع ونحو ذلك من سائر شئونهن
ولكنى لم اجد (حسب علمى المحدود) من تحدث عن الوجه الآخر واقصد الاسيرات المسلمات يقعن فى ايدى الكفار فتجد المسلمة نفسها صارت جارية لرجل كافر يملكها وبالتالى يطؤها وربما كانت على ذمة رجل مسلم
ماذا تفعل المسكينة؟
ماالحكم لو رضيت بالواقع المؤلم بحكم كونها امرأة ضعيفة تحت سطوة كافر فاجر
ولانه امر لاترضاه حرة فما الحكم لو قتلت نفسها هروبا من الواقع المزرى
من لهذه التساؤلات وجزاه ربى خيرا
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 07:25]ـ
رفع الله قدركم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 11:12]ـ
بارك الله فيك، هذه عليها أن تصبر حتى يرفع الله بلاءها، وحكمها حكم المكره .. فان استطاعت الفرار وجب عليها، وان استطاعت التمنع من الوطء دون التعرض للتعذيب والايذاء وجب ذلك عليها، والا فهي ما بين عزيمة ورخصة، والله أعلى وأعلم ..
وأما قتلها لنفسها فلا أتصور أن أحدا يجيزه لها لهذه العلة أو لغيرها .. ومن قال بجوازه في حقها فعليه تقديم الدليل، والله أعلم
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 02:37]ـ
لكن الا يقال هذا صائل وجب عليها دفعه وان قتلت فهي شهيدة (من قتل دون عرضه فهو شهيد).
ـ[المحدثة]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 03:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو الإجابه على سؤالي هذا وعدم إهماله
هل علي ذنب إذا قتلت شخصاً اعتدى على محارمي أو اقتحم بيتي
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمعتدي على النفس أو المال أو البضع (العرض) يسميه العلماء صائلاً، ودفع الصائل بما يندفع به مشروع، فقد روى مسلم وغيره أن رجلاً قال: يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: "فلا تعطه مالك" قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: "قاتله" قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: "فأنت شهيد" قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: "هو في النار".
ويختلف حكم دفع الصائل باختلاف ما يريد الاعتداء عليه، فإن كان يريد أخذ المال فدفعه جائز لا واجب، والمعتدى عليه مخير بين أن يدفع عن ماله، وبين أن يعطيه المال، وكذا في الدفع عن النفس، وأما في الدفع عن البضع (العرض) فقد قال كثير من العلماء بوجوب الدفع، بل قال النووي -رحمه الله- في شرحه لصحيح مسلم: (وأما المدافعة عن الحريم فواجبة بلا خلاف) والذي نعلمه هو أن الخلاف في الدفاع عن العرض -هل هو واجب أو جائز؟ - موجود، وإن كان الراجح هو الوجوب، وهو مذهب الأكثر، قال محمد مولود بن أحمد قال الموريتاني صاحب الكفاف:
وهل دفاع صائل على حرم أو نفس أو مال يجوز أو حتم
الاول للقرافي وابن شاس والثاني للقرطبي وابن الفرس
وفي زمان الفتن القاضي أبو بكر لديه الاصطبار أصوب
ومما ينبغي أن يعلم أن الواجب دفع الصائل بالأخف فالأخف، فلا يجوز قتله إن كان يندفع بما دون ذلك حتى نص العلماء -رحمهم الله- على أن من أمكنه الهرب لزمه الهرب، لأن الهرب حينئذ هو الأخف.
فإن لم يمكن دفعه إلا بالقتل جاز قتله، ولا إثم على القاتل، كما مر في الحديث السابق.
والله أعلم. فتاوى الشبكة(/)
الحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[22 - Nov-2008, صباحاً 01:04]ـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله -في كلام متين له-:
'كل من علق قلبه بالمخلوقات أن ينصروه، أو يرزقوه، أو أن يهدوه؛ خضع قلبه لهم وصار فيه من العبودية له بقدر ذلك، وإن كان في الظاهر أميراً لهم متصرفاً بهم، فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر، فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة- ولو كانت مباحة له مثل زوجة أو أمة- يبقى قلبه أسيراً لها؛ تحكم فيه وتتصرف بما تريد، وهو في الظاهر سيدها أو زوجها، وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه، فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن، فإن من استعبد بدنه واسترق لا يبالي إذا كان قلبه مستريحاً من ذلك مطمئناً، وأما إذا كان القلب الذي هو الملك رقيقاً مستعبداً متيماً بغير الله عز وجل، فهذا هو الذل والأسر معه والعبودية لمن استعبد القلب، وعبودية القلب وأسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب، فإن المسلم لو أسره كافر، أو استرقه فاجر بغير حق لم يضره ذلك، إذا كان قائماً بما يقدر عليه من واجبات، وأما من استعبد قلبه فصار عبداً لغير الله عز وجل، فهذا يضره ذلك ولو كان في الظاهر ملك الناس، فالحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب كما أن الغني غنى النفس' [الفتاوى 10/ 185 - 187 مع شيء من الاختصار]
ياحي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شؤوننا ولا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين ...
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 11:46]ـ
يقول شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية رحمه الله:
(كلما ازداد القلب لله حباً؛ ازداد له عبودية، وكلما ازداد له عبودية؛ ازداد له حباً وحرية عمن سواه – لا يكون القلب عبداً أسيراً لأحد من المخلوقين لا امرأة ولا أحد من الناس –
ويقول:
(القلب فقير بالذات إلى الله من وجهين: من جهة العبادة، ومن جهة الاستعانة والتوكل فالقلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا يسر ولا يطيب، ولا يطمئن ولا يسكن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبة ومطلوب) [الفتاوى 10/ 193 - 194].
ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله يقول:
(إن في القلب وحشة لا يذهبها إلا الأنس بالله، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته، وفيه فاقه –يعني: فقر- لا يذهبه إلا صدق اللجوء إليه، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تذهب تلك الفاقة أبداً .. ).(/)
أقوال الفقهاء في مسألة:قتال المسلم مع الكفار كفاراً أخرين لتحقيق غايات شرعية.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[22 - Nov-2008, صباحاً 02:08]ـ
مسألة قتال المسلم تحت راية الكفار كفاراً أخرين لتحقيق بعض مصالح الإسلام من مسائل الفروع والإجتهاد التي اختلف فيها نظر الأئمة، فلا يضلل ولا يكفر مخالف في ذلك.
وهذه بعض نصوص الفقهاء في المسألة:
يقول الإمام الجصاص الحنفي رحمه الله مختصر اختلاف الفقهاء للإمام الطحاوي: (قال أصحابنا: في المستأمن المسلم يقاتل مع المشركين لا ينبغي أن يقاتلوا مع أهل الشرك، لأن حكم الشرك هو الظاهر وهو قول مالك.
وقال الثوري: يقاتلون معهم.
وقال الأوزاعي: لا يقاتلون إلا أن يشترطوا عليهم إن غلبوا أن يردوهم إلى دار الإسلام.
وللشافعي: قولان انتهى) إهـ (3/ 454).
ويقول ابن هبيرة في الإفصاح: (واختلفوا: هل يستعان بالمشركين على قتال أهل الحرب، أو يعاونون على عدوهم؟
قال مالك وأحمد: لا يستعان بهم ولا يعاونون على الإطلاق، واستثنى مالك: إلا أن يكونوا خدماً للمسلمين فيجوز.
وقال أبو حنيفة: يستعان بهم ويعاونون على الإطلاق متى كان حكم الإسلام هو الغالب الجاري عليهم، فإن كان حكم الشرك هو الغالب كره) إهـ (2/ 286).
ويقول الفقيه بن حجر الهيتمي الشافعي: (وسئل نفع الله به وفسح في مدته: عما إذا حضر المسلم الحرب الواقعة بين الكافر الحربيين ككفرة مليبار (إقليم كبير يشمل على مدن كثيرة في وسط الهند قريب من ملتان ومتصل به) فإن من يشاهد الحرب كافراً كان أو مسلماً يقصد معاركهم إلى نحو فرسخين، ويعدون لذلك مآكل، ويقوم عند معركتهم ويتفرج على القتل والضرب فيما بينهم، فهل يأثم المسلم بمشاهدته وحضوره لما فيه من تكثير جمعهم، مع أنه لا ضرورة له إلى ذلك، وتقبيح طائفة وتحسين أخرى والحث على الهجوم على الآخرين، ووجود الخطر، فربما تصل إليه سهامهم، وربما يجرح وربما يقتل أو لا إثم في ذلك؟
وإذا أعان المسلمون إحدى طائفتي الكفرة في حروبهم، وقاتلوا الآخرين معهم من غير ضرورة ولا حاجة حتى يَقْتُلوا أو يُقْتَلوا في الحروب، فهل يجوز ذلك أو لا؟ وهل يُؤجر المسلم بذلك لقتله الكافر أو لكونه مقتوله، وهل يعامل معاملة الشهيد في عدم الغسل والصلاة عليه؟ وقد يكون خروج المسلم لإعانتهم لطلب ملوك بلادهم الكفرة منه أن يخرج معهم لذلك، فكيف يكون الحكم في ذلك؟ وهل فرق بين ما إذا خرج بطلب ملوكهم أو لا؟.
فأجاب بقوله: حضور المسلم لحرب الحربيين فيما بينهم بقصد تعلمه الشجاعة وكيفية القتال وقوة النفس عند مشاهدته أو بقصد فرحه بمن مات من الحربيين لتعلو كلمة الله تعالى بضعف شوكتهم وقلة عددهم، أو بقصد شيء غير ذلك من المقاصد الصحيحة جائزة غيرمحذور فيه بوجه، سواء بعد مكان الحرب أو قرب، وليس فى ذلك تكثير لجمعهم،فان التكثير إنما يتصور في حق الموالي والمناصر، وأما الحاضر راجياً لزوالهم وفنائهم عن آخرهم ومنتظرا وقوع دائرة عليهم فينتقم منهم فغير مكثر لجمعهم، بل هو من جملة المحاربين لهم باطنا.
وكذا لا محذور أيضا في اغراء بعضهم على بعض، لأن التوصل الى قتل الحربي جائز بل محبوب بأي طريق كان.
هذا كله إن ظن سلامته أو قتله بعد انكائهم.
أما لو غلب على ظنه أن مجرد حضوره يؤدي الى قتله أو نحوه من غير أن يلحقهم منه نكاية بوجه، فحضوره حينئذ في غاية العزم والتقصير، فليمسك عنه.
وإذا أعان مسلم أو أكثر إحدى الطائفتين فقتله في الحرب أحد الحربيين فهو شهيد لا يغسل ولا يصلى عليه وله ثواب، أي ثواب إن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا.
ولا فرق في ذلك كله بين من خرج بنفسه ومن خرج بطلب ملكهم له حيث لا إجبار) إهـ الفتاوى الكبرى الفقهية (2/ 25)
وسئل ابن حجر الهيتمي كذلك: (هل يجوز حضور المسلمين الحروب التي تقع فيما بين الكفرة للمشاهدة والتفرج أو لا يجوز، لما في ذلك من تكثير جمعهم وإعانتهم على ظلمهم وتحسين طائفة وتقبيح أخرى، ووجود الخطر، فإنه ربما تصل أسهمهم إلى الناظرين، وكان مشايخنا من أهل مليبار يمنعون المسلمين من حضورهم حروبهم؟
- وهل يجوز قتال المسلمين مع إحدى الطائفتين من الكفار حتى يقتل أو يقتل من غير حاجة إلى ذلك أولا؟
- وهل يؤجر لأنه إما أن يقتل كافرا أو يقتله كافر، وهل يعامل معاملة الشهيد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب رحمه الله تبارك وتعالى بقوله:
إذا وقع قتال بين طائفتين من الحربيين لم يحرم الحضور، لأن كلا من الطائفتين مهدر، فالقتل فيهما واقع في محله، فليس ثم معصية أقر عليها المتفرج بحضوره.
نعم إن خشي على عود ضرر عليه - (في الأصل غير مستقيمة وهذا الذي أرجحه مناسبة للسياق والسباق) - من الحضور حرم عليه.
ولعل منع المشايخ المذكورين الحضوركان لأجل ذلك.
وللمسلمين أن يقاتلوا كلا من الطائفتين وإن يقاتلوا إحداهما لا بقصد نصرة الطائفة الأخرى، بل بقصد اعلاء كلمة الاسلام، والحاق النكاية في أعداء الله تعالى، ومن فعل ذلك بهذا القصد حصل له أجر المجاهد لقوله صلى الله عليه وسلم في خبر البخاري وغيره: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله- ولا شك أن من قاتل إحدى الطائفتين بقصد ذلك كان كذلك، حتى إذا قتل في الحرب، أو انقضت وحركته حركة مذبوح أو ليس به حياة مستقرة عومل معاملة الشهيد في الدنيا والآخرة، فلا يغسل ولا يصلى عليه.
نعم يشترط أن يعلم مريد القتال أنه يبلغ نوع نكاية فيهم، أما لو علم أنه بمجرد أن يبرز للقتال، بادروه بالقتل من غير أدنى نكاية فيهم فلا يجوز له قتالهم حينئذ، لأنه يقتل نفسه من غير فائدة البتة، فيكون عليه اثم قاتل نفسه والله سبحانه وتعالى أعلم) إهـ الفتاوى الكبرى الفقهية (4/ 222).
ويقول الإمام البهوتي الحنبلي رحمه الله: (تحرم إعانة الكفار على عدوٍ منهم إلا خوفاً من شرهم، أما إن كان عدو الكفار من المسلمين فيجب أن يجتمع المسلمون على قتال الكفار جميعا ً) إهـ كشاف القناع (3/ 57).
وقال الشافعي في الأم (4/ 159): (لو أُسِرَ جماعة من المسلمين فاستعان بهم المشركون على مشركين مثلهم ليقاتلوهم فقد قيل: يقاتلونهم، وقيل قاتل الزبير وأصحاب له ببلاد الحبشة مشركين عن مشركين.
ومن قال هذا القول قال: وما يحرم من القتال معهم ودماء الذين يقاتلونهم وأموالهم مباحة بالشرك؟!!
ولو قال قائل: قتالهم حرام لمعانٍ منها:
-أن واجباً على من ظهر من المسلمين على المشركين فغنم في الخمس لأهل الخمس، وهم متفرقون في البلدان وهذا لا يجد السبيل إلى أن يكون الخمس مما غنم لأهل الخمس ليؤديه إلى الإمام فيفرقه.
- وواجبٌ عليهم أن يقاتلوا أهل الكتاب فأعطوا الجزية: أن يحقنوا دماءهم، وهذا أن أعطوا الجزية لم يقدر على أن يمنعهم حتى يحقنوا دماءهم، كان مذهباً.
وإن لم يستكرهوهم على قتال كان أحب إلي ألا يقاتلوا، ولا نعلم خبر الزبير يثبت (يقول الفقير: وذلك لوجود محمد بن اسحق فيه، والله أعلم) ولو ثبت: فإن النجاشي كان مسلماً آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى النبي صلى الله عليه وسلم عليه.
انتهى كلام الامام المطلبي رحمه الله وأجزل له المثوبة.
جاء في المدونة لسحنون المالكي رحمه الله: (قال مالك في الأسارى يكونون في بلاد المشركين يستعين بهم الملك على أن يقاتلوا عدواً له ويجاء بهم إلى بلاد المسلمين، قال: لا أرى أن يقاتلوا على هذا ولا يحل لهم أن يسفكوا دماءهم على مثل ذلك؛وإنما يقاتَلَ الناس ليدخلوا في الإسلام من الشرك، فأما أن يقاتلوا الكفار ليدخلوهم من الكفر إلى الكفر ويسفكوا في ذلك دماءهم في ذلك فهذا مما لا ينبغي ولا ينبغي لمسلم أن يسفك دماً على هذا) إهـ (1/ 391).
وجاء في مسائل الإمام أحمد لأبي داود: (قال الإمام أحمد: لو قال ملك الكفار للأسرى المسلمين: اخرجوا فقاتلوا أعطيكم كذا وكذا، فلا يحل أن يقاتلوا معه.
وأن قال: أخلي عنكم، فلا بأس بذلك رجاء أن ينجوا.
وسئل: إن قال لهم ملك الكفار: أعطيكم وأحسن إليكم، هل يقاتلون معه؟
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"، لا أدري) إهـ (ص 248 - 249).
وقال الإمام الشيباني رحمه الله بعد أن ساق حديث الزبير رضي الله عنه، حين كان عند النجاشي، فنزل به عدوه، فأبلى يومئذ مع النجاشي، فنزل به عدوه، فأبلى يومئذ مع النجاشي بلاءً حسناً فكان للزبير عند النجاشي بها منزلة حسنة)
ويقول الشيباني مستطرداً: (فبظاهر هذا الحديث يستدل من يجوز قتال المسلمين مع المشركين تحت رايتهم) إهـ
ولكن الشيباني رأى عدم جواز ذلك فقال في أخر الباب: (لا ينبغي للمسلمين أن يقاتلوا أهل الشرك مع أهل الشرك) إهـ شرح السير الكبير (4/ 15).
وقال الشيباني رحمه الله: (ولو قال أهل الحرب لأسراء فيهم: قاتلوا معنا عدونا من المشركين، وهم لا يخافونهم على أنفسهم إن لم يفعلوا .. فليس ينبغي أن يقاتلوهم معهم)
ثم قال: (فإذا كانوا يخافون أؤلئك الآخرين على أنفسهم: فلا بأس بأن يقاتلوهم، لأنهم يدفعون الآن شر القتل عن أنفسهم) إهـ شرح السير الكبير (4/ 15).
وأقوال الفقهاء في هذه المسألة كثيرة جداً أكتفي بما سبق .. ويجب التنبه إلى أنه ليس المقصود بيان ترجيح أحد القولين، وإنما رد تكفير من قال بأحد القولين. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[22 - Nov-2008, صباحاً 02:39]ـ
بارك الله فيك
ـ[شامل باسييف]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 12:00]ـ
بارك الله فيك
لكن ما حكم بعض حكام المسلمين في هذا الزمن وقف مع الكفار في محاربت المسلمين و غزو بلاد الاسلام؟
هل يكفر و يكون التكفير عيني؟
جزاك الله خيرا
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 01:41]ـ
أخي شامل بارك الله فيك
وهذا الموضوع يبحث في بيان حكم قتال المسلم مع الكفار كفاراً أخرين لتحقيق بعض المصالح الشرعية التي قد تدعو إليها الضرورة كما نقلنا أقوال الفقهاء في هذه المسألة الفقهية الإجتهادية
أما سؤالك فهو يبحث عن حكم مظاهرة الكفار عن المسلمين .. وهذه المسألة أخرى وهو معدودة ضمن نواقض الإسلام العشر كما لا يخفى عليك ... وإذا كنت تريد التعمق في هذه المسألة وبيان أحكامها الشرعية من كل الجوانب فعليك بكتاب (التبيان في كفر من أعان الإمريكان) للشيخ ناصر الفهد فك الله أسره .. فقد أجاد وأفاد.
خاصة وأن الكتاب قد قدّم له بعض كبار أهل العلم الأفاضل من أمثال الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله.
والله أعلم.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 03:17]ـ
رائع جدا. بوركتم.(/)
التعريف بكتاب الآيات البينات
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[22 - Nov-2008, صباحاً 08:06]ـ
التعريف بكتاب
الآيات البينات في شرح وتخريج
الأحاديث المسلسلات
مؤلفه:
هو المسند الراوية المؤرخ النسابة القاضي أبو محمد عبد الحفيظ بن الطاهر الفاسي الفهري ولد سنة 1296هـ وتوفي سنة 1383هـ. كان_رحمه الله_ كثير الشيوخ جمعهم في كتابه"المدهش المطرب"فبلغوا 113شيخاً وله كتب جيدة ومفيدة جلها في الحديث والتاريخ.
موضوعه:
تخريج وشرح الأحاديث المسلسلات التي وقعت للمؤلف إما بالسماع أو بالإجازة والإذن فيها. والمسلسل هو: تتابع رجال الإسناد فيه واحداً بعد واحد على صفة واحدة أو حالة واحدة.
كيفية الاستفادة منه في التخريج:
إذا وقع لك حديث ووجدت فيه تتابع الرواة على حالة معينة أو ذُكر أن هذا الحديث مسلسلاً فيمكن أن تستفيد من هذا الكتاب لتعرف من خرجه وكلام العلماء عليه.
ترتيبه:
لم يذكر المؤلف ترتيبا معينا في ذكر الأحاديث المسلسلة بيد أنه قسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام على ما سيأتي في منهجه.
منهج المؤلف فيه: يتلخص منهج المؤلف فيما يلي:
1 - بدأ كتابه بالثناء على الله والصلاة على رسوله ثم ذكر العلماء ممن ألف في الحديث المسلسل.
2 - ذكر مقدمة فيما يتعلق بالمسلسل من تعريفه وأقسامه وكلام العلماء عليه.
3 - قسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام، الأول: المسلسلات القولية كالمسلسل بالأولية. الثاني: المسلسلات الفعلية كالمسلسل بالمصافحة. الثالث: المسلسلات الوصفيةكالمسلسل بالحفاظ.
4 - بدأ الكتاب بالمسلسل بالأولية ثم ذكر المسلسلات بسور القرآن.
5 - يذكر الأحاديث بأسانيده -رغم أنه من المعاصرين- ثم يذكر من خرجه من العلماء ويذكر شواهده والكلام على ألفاظه معانيه وفوائده.
6 - قد يذكر حكم الحديث ويبين ضعفه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
صفة الأنساك الثلاثة، التمتع والقران، والإفراد
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[22 - Nov-2008, صباحاً 11:19]ـ
صفة الأنساك الثلاثة التمتع والقران والإفراد
صفة حج التمتع
المتمتع يحرم من الميقات بالعمرة ويستمر يلبي إلى أن يدخل مكة المكرمة ثم يطوف طواف العمرة سبعة أشواط ثم يصلي ركعتين بعد الطواف خلف المقام أو في أي مكان من المسجد ثم يسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط ثم يحلق شعر رأسه أو يقصره والحلق أفضل ثم يتحلل ويبقى في مكة إلى أن يحرم بالحج من محل إقامته بمكة يوم التروية ثم يذهب إلى منى ويصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم يذهب إلى عرفات بعد طلوع الشمس ويصلي فيها الظهر والعصر جمع تقديم ويبقى في عرفات ويجتهد في الدعاء إلى أن تغرب الشمس ثم يذهب إلى مزدلة ويصلي فيها المغرب والعشاء جمع تأخير ثم يبيت فيها حتى يصلي الفجر ويبقى فيها يدعو الله عز وجل إلى الإسفار ثم يذهب إلى منى ثم يرمي جمرة العقبة بسبع حصيات وتنقطع التلبية بعد رمي جمرة العقبة، ثم ينحر هديه ويحلق شعر رأسه أو يقصره والحلق أفضل ثم يتحلل التحلل الأصغر، ثم يذهب إلى مكة ويطوف طواف الإفاضة ثم يرجع إلى منى ليبيت فيها أيام التشريق ويرمي الجمرات الثلاثة الصغرى والوسطى والكبرى بعد زوال الشمس من تلك الأيام أيام التشريق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر إذا لم يتعجل في اليوم الثاني عشر، ثم يطوف طواف الوداع قبل سفره من مكة المكرمة. وبهذا انتهت رحلة الحج أسأل الله عز وجل أن يتقبل من الجميع.
صفة حج القارن
القارن يحرم من الميقات بنية الحج والعمرة معاً ويستمر في التلبية فإذا دخل مكة طاف طواف القدوم سبعة أشواط ثم يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر أو في أي مكان من المسجد ويسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط، ثم يبقى محرماً يلبي، ثم يذهب إلى منى يوم التروية ويصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم يذهب إلى عرفات بعد طلوع الشمس ويصلي فيها الظهر والعصر جمع تقديم ويبقى في عرفات ويجتهد في الدعاء إلى أن تغرب الشمس ثم يذهب إلى مزدلة ويصلي فيها المغرب والعشاء جمع تأخير ثم يبيت فيها حتى يصلي الفجر ويبقى فيها يدعو الله عز وجل إلى الإسفار ثم يذهب إلى منى ثم يرمي جمرة العقبة بسبع حصيات وتنقطع التلبية بعد رمي جمرة العقبة ثم ينحر هديه ويحلق شعر رأسه أو يقصره والحلق أفضل ثم يتحلل التحلل الأصغر، ثم يذهب إلى مكة ويطوف طواف الإفاضة سبعة أشواط ثم يرجع إلى منى ليبيت فيها أيام التشريق ويرمي الجمرات الثلاثة الصغرى والوسطى والكبرى بعد زوال الشمس من تلك الأيام أيام التشريق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر إذا لم يتعجل في اليوم الثاني عشر، ثم يطوف طواف الوداع قبل سفره من مكة المكرمة. وبهذا انتهت رحلة الحج أسأل الله عز وجل أن يتقبل من الجميع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
صفة حج المفرد
المفرد يحرم من الميقات بنية الحج فقط ثم يستمر في التلبية فإذا دخل مكة طاف طواف القدوم سبعة أشواط ثم يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر أو في أي مكان من المسجد ويسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط، ثم يبقى محرماً يلبي، ثم يذهب إلى منى يوم التروية ويصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم يذهب إلى عرفات بعد طلوع الشمس ويصلي فيها الظهر والعصر جمع تقديم ويبقى في عرفات ويجتهد في الدعاء إلى أن تغرب الشمس ثم يذهب إلى مزدلة ويصلي فيها المغرب والعشاء جمع تأخير ثم يبيت فيها حتى يصلي الفجر ويبقى فيها يدعو الله عز وجل إلى الإسفار ثم يذهب إلى منى ثم يرمي جمرة العقبة بسبع حصيات وتنقطع التلبية بعد رمي جمرة العقبة ثم يحلق شعر رأسه أو يقصره والحلق أفضل ثم يتحلل التحلل الأصغر، ثم يذهب إلى مكة ويطوف طواف الإفاضة ثم يرجع إلى منى ليبيت فيها أيام التشريق ويرمي الجمرات الثلاثة الصغرى والوسطى والكبرى بعد زوال الشمس من تلك الأيام أيام التشريق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر إذا لم يتعجل في اليوم الثاني عشر، ثم يطوف طواف الوداع قبل سفره من مكة المكرمة. وبهذا انتهت رحلة الحج أسأل الله عز وجل أن يتقبل من الجميع.(/)
مسألة مُؤصَّلة حول صيام عشر ذي الحِجة،للشيخ عبد الكريم الخُضَيْر
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 03:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مسألة مُؤصَّلة حول صيام عشر ذي الحجة
عن أبي قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري -رضي الله تعالى عنهُ- أنَّ رسُول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- سُئل عن صوم يوم عرفة فقال: ((يُكفِّر السَّنة الماضية والباقية)) يُكفِّر سنتين الماضية والباقية ((وسُئل عن صوم يوم عاشُوراء فقال: يُكفِّر السَّنة الماضية)) فصومُ يوم عرفة أفضل من صيام يوم عاشُوراء؛ لأنَّهُ يُكفِّر سنتين، كونُهُ يُكفِّر الذُّنُوب الماضية مُتصوَّر؛ لكن يُكفِّر الذُّنُوب المُستقبلة اسْتشكلهُ بعضُ أهل العلم، ولا إشكال؛ لأنَّ الذُّنُوب المُكَفَّرة بهذِهِ الأعمال إنَّما هي الصَّغَائِر، الصَّغائر هي التِّي تُكفِّرُها هذهِ الأعمال؛ لأنَّهُ جاءَ القيد: ((مَا لم تُغْشَ كبيرة))، ((ما اجتُنِبَت الكبائر))، {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} [النِّساء/31]، فدلَّ على أنَّ الذُّنُوب المُكَفَّرة هي الصَّغائر، يوم عرفة هو اليوم التَّاسِع من ذِي الحِجَّة، وقبلَهُ ثمانِيَة أيَّام، هي أفْضَلُ أيَّامِ العام ((ما منْ أيَّامٍ العملُ الصَّالِحُ فيها خيرٌ وأحبُّ إلى الله من هذهِ الأيَّامِ العَشْر، قالوا: يا رسُول الله ولا الجهادُ في سبيل الله؟ قال: ولا الجِهاد في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بِنفسِهِ ومالِهِ ولم يرجِع من ذلك بشيء))
فهي أفضل الأيَّام على الإطلاق، وأمَّا بالنِّسبة للَّيالي فليالي عشر رمضان أفضل عند أهل العلم من ليالي عشر ذي الحِجَّة، صِيام العشر باسْتِثناء العِيد الذِّي يحرُمُ صَوْمُهُ، يوم عرفة مَنْصُوصٌ عليهِ بالتَّحديد والتَّعيين، وأنَّهُ يُكفِّر السَّنة الماضية والباقِيَة، وبَقِيَّة الأيَّام صِيامُها يشملُهُ قولُهُ -عليه الصَّلاة والسَّلام-: ((ما منْ أيَّامٍ العملُ الصَّالِحُ فيها خيرٌ وأحبُّ إلى الله من هذهِ الأيَّامِ العَشْر))، وثبتت النُّصُوص الشَّرعيَّة القَطْعِيَّة الصَّحيحة أنَّ الصِّيام من أفْضَل الأعمال؛ بل هو على رأس ما يُعَدُّ من الأعمال الصَّالِحَة ((منْ صَامَ يوماً في سبيل الله بَاعَدَ اللهُ وَجْهَهُ عن النَّار سبعين خَرِيفاً)) وهو عملٌ صالح، فيدخُلُ في قولِهِ: ((ما منْ أيَّامٍ العملُ الصَّالِحُ)) يدخُلُ فيها هذا الصِّيام، فَيُشْرَع ويُسَنّ صِيام التِّسعة أيَّام منْ شَهْرِ ذي الحِجَّة، وثَبَت عن النَّبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- فيما نَقَلَهُ الإمام أحمد أنَّهُ كان يصُوم العَشْر، وفي صحيح مُسلم من حديث عائشة أنَّهُ ما صامَ العشر، والنَّفيَ عندها على حَدِّ عِلْمِها، والمُثبت مُقدَّم على النَّافي، ولْنَفْتَرِض أنَّ النبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- ما صامَ العشر، فالذِّي يَخُصُّنا بالنِّسبةِ للإقتداء بِهِ قولُهُ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-، إذا ثَبَتَتْ المُقدِّمة ثَبَتَتْ النَّتِيجة، ثبَتَ أنَّ الصِّيام عمل صَالِح، فهو من أفْضَل الأعمال في هذهِ الأيَّام، وأيضاً حثَّ النَّبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- على كثيرٍ من الأعمال ولم يَفْعَلْها، ثَبَتَ عنهُ أنَّهُ قال: ((عُمرَةٌ في رمضان تَعْدِلُ حجَّة)) في رواية: ((تعدلُ حجَّةً معي)) وما ثَبَت أنَّهُ اعتمر في رمضان، نقول نترك العُمرة في رمضان؛ لأنَّهُ ما اعْتَمَر؟! ما نترُك! فالذِّي يَهُمُّنا من سُنَّتِهِ قَوْلُهُ، كونُهُ ما فَعل لأمْرٍ من الأُمُور، نعم من كانَ بِمَنْزِلَتِهِ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- بِحيثُ يَعُوقُهُ الصِّيام عمَّا هو أهمّ من تقرير شؤُون العَامَّة يكون الصِّيام بالنِّسبةِ لهُ مفضول افترض شخص يحتاجُهُ النَّاس، الأُمَّة بأمسِّ الحاجة إليهِ، وهو مِمَّنْ لا يستطيع الجَمْع بين الصِّيام وغيره من الأعمال، نقول لهُ: صُم واجلس في بيتك أو في مسجدك واتْرُك أُمُور العامَّة؟! - لا -، هذا بالنِّسبة لهُ الاشتغال بأمر العامَّة أفضل من الصِّيام، لو مثلاً وليّ الأمر أو كبير عُلماء الأُمَّة من النَّاس كُلُّهُم بِحاجةٍ إليهِ إذا صَام جَلَسْ في بيتِهِ وفي مسجِدِهِ ما استطاع يستقبل النَّاس وشقّ عليهم، نقول: - لا – يا أخي لا تصُوم أفضل لك؛ فالنَّبيُّ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- يُنْظَرُ
(يُتْبَعُ)
(/)
إليهِ وما ثَبَتَ عنه من قَوْلِهِ وفِعْلِهِ بِعِدَّةِ اعتبارات، يُنْظَر إليهِ باعتبار أنَّهُ الإمام الأعْظَم ويجب أنْ يَقْتَدِي بِهِ، ويَأتَسِي بِهِ منْ هذهِ الحَيْثِيَّة الإمام الأعْظَم الأُمراء وغيرهم وُلاة الأمر، وباعتِبارِهِ المُفتي يَقْتَدِي بِهِ من يتولَّى الإفتاء، وباعْتِبارِهِ قاضي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- يَقْتَدِي بِهِ من يتولَّى القَضاء، وباعْتِبارِهِ إمام يَقْتَدِي بِهِ الأَئِمَّة، وباعْتِبَارِهِ الأُسْوَة والقُدْوَة وهذا هُو الأصْل، لو جاء شخص قال أنا بجلس في بيتي حتَّى تكون السَّاعة إحدى عشر ونصف مع زوال الشَّمس بدخل المسجد يوم الجُمعة! هذا أفضل ولا يجي في السَّاعة الأُولى؟! يقول: ما ثبت أنَّ الرَّسُول -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- دخل قبل الزَّوال، أنا ما أدخل قبل الزَّوال! نقول: - لا - هذا في حقِّ الأَئِمَّة، وأنت باعْتِبارِك مأمُوم مُطالبٌ بالمُبادرة بالتَّهجير، طيِّب يقول النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- ثبت أنَّهُ يقول سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، أنا بقول سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه! ربَّنا ولك الحَمْد، وأنا مَأمُوم! نقول: - لا - هذا باعْتِبارِهِ إمام؛ لأنَّهُ يقول: ((فإذا قال: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، فقُولُوا: ربَّنا ولك الحمد)) فالذِّي يَخُصُّك، قولُ ربَّنا ولك الحَمْد، المَقْصُود أنَّ هذهِ المَسْألَة تحتاج إلى شيء من البَسْط والأمْثِلَة والتَّوضِيح؛ لأنَّها تَلْتَبِسْ على كثير من النَّاس، ويُشَاع في مثلِ هذهِ الأيَّام أنَّ صِيَام العَشْر بِدْعَة! وهذا ليس بِصَحيح، نعم، إذا احتاجَهُ النَّاس، وصار بِمثابة النَّبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- والأُمُور مَنُوطَة بِهِ لا شكَّ أنَّ مِثل هذا نَفْعُهُ العام المُتَعَدِّي ويُكْتَب لهُ أجر الصِّيَام، إِضَافةً إلى أنَّ النبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- قد يَتْرُك العَمَل الفاضل رَحْمَةً بالأُمَّة، يعني تَصَوَّر لو أنَّ النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- ما حَصَل منهُ هذهِ النُّصُوص المُتعارِضَة! تقول عائِشَة: ما صَام مع حَثِّهِ على الأعْمَال الصَّالِحَة في هذه الأيَّام العَشْر! يمكن كل النَّاس يَصُومُون ويَلْزَمُون في بُيُوتِهِم! تصَوَّر لو أنَّ النبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- اعْتَمَر في رمضان مع قَوْلِهِ -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-: ((عُمرةٌ في رمضان تَعْدِلُ حَجَّة)) وش يصير وضع النَّاس لو تَظَافر القول مع الفِعل؟! كان يَقْتَتِل النَّاس على العُمرة في رمضان! وتَبْقَى أنَّ العُمرة في رمضان سُنَّة وتَعْدِل حَجَّة، وإنْ قال بعضُ أهلِ العلم إنَّهُ خاصّ بتلك المرأة كما أشارت إليه رِواية أبي ذر؛ لكنْ القول الذِّي لا وجهَ لهُ، ومع الأسَف أنَّهُ كُتِب في بعض الصُّحُف القول الذِّي لا وَجْهَ لهُ قول من يقُول نعم العُمرة في رمضان تَعْدِل حَجَّة؛ لكنْ ما هو كل سنة!!! شلون ما هو كل سنة؟! يعني القول بأنَّ هذا النَّص خاص بالمرأة هذا لهُ وَجه، وقال بِهِ من أهلِ العلم المُعتبرين؛ لكنْ ما هو كل سنة!!! وش الحل! يعني يصير نظام نحدد العُمرة في رمضان يصير هو الشّهر ما هو كل سنة، علشان إيش؟! المسألة مسألة شَرْعِيَّة النبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- قال هذا الحديث، وأهل العلم إمَّا أنْ يقُولُوا للجميع وهذا قول عامَّةُ أهل العِلم، ومنهم من قال خاصٌّ بالمرأة، وقُلنا مثل هذا القول وكفاية، أمَّا أنْ يُقال تعدل حجَّة لكن ما هو كل سنة!!! ما أدري كيف من أيِّ قاعِدَةٍ ينطلق مثل هذا الكلام!! صوم يوم عرفة يُكفِّر السَّنة المَاضِيَة والباقِيَة منهم من يقول الشَّخص ما حَصَل منهُ في السنة الماضِيَة من الصَّغائر يُكَفَّر، ويُحال بينهُ وبين الذُّنُوب في السَّنَةِ اللَّاحِقَة، أو يُوفَّق للتَّوبة إنْ حَصَلَتْ منهُ، ولَسْنَا بِحاجَة إلى مثل هذا ما دام التَّكفير للصَّغائِر، فهذهِ أعمالٌ عَظِيمة تأتي على الصَّغائِر، وش المانع بالوعدِ الصَّادِق؟!
http://www.khudheir.com/ref/981(/)
المحتوى الإعلامي
ـ[ياسر مختار]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 05:55]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:
أرى أن الله تقدست أسماؤه منَّ على المسلمين في الآونة الأخيرة بسعة في سمائه بعدما بسط لهم الأرض قرونا, فهم يستطيعون بفضله وكرمه ومَنِّه أن يطلقوا أصواتهم الدعوية قِبل المشرق والمغرب وينشروا الإسلام إلى أقصى أقاصي العالم.
فالقنوات التي تدعوا إلى الإسلام الآن كثيرة ما شاء الله- صحيح أن القنوات النصرانية و اليهودية قد تكون أكثر- ولكن بفضل الله الخير كثير.
ولكني لاحظت أمرا غريبا في الجملة وهو ضعف المحتوى جدا وهو يختلف قطعا من قناة لأخرى -فثلا قناة المجد العلمية أرى بها نضوجا في المحتوى لا يمكن إنكاره-
وتساءلت عندئذ لماذا تُنفق أموالٌ طائلة ولا يوجد إعداد جيد للقنوات؟
ثم لماذا لا توجد قناة تصبح حقا درة في جبين القنوات الفضائية ويكون موضوعها هو " تراث الأمة"
الذي انقطع العهد بينه وبين الأجيال الحالية ..
والحقيقة أني كنت أحلم بقناة تكون بمثابة متحف لعلوم الأمة تتناول تعريفا شافيا كافيا بهذا التراث الذهبي الذي تعبت في تحمله الأمة خلفا عن سلف إلى أن جاءت هذه العصور المتأخرة فانفرط العقد وثقل الحمل بأهله فتركوه مهملا , تارة يضيع وتارة تتناوله يد المستشرقين وتارة يد الآثمين.
ويُلحق بهذه القناة موقع إلكتروني يكون فيه محرك بحث متطور يروي الباحثين الذين يريدون أن ينهلوا من نهر التراث الغزير المتدفق.
وأنا أعلم أن ضعف المحتوى في أكثر القنوات الإسلامية يكون راجعا في الحقيقة إلى عدم وجود مادة
ولكن مع قناة التراث فالمادة غزيرة والخير وفير ..
والله المستعان ..
أسأل الله تعالى أن يقيد لهذه الفكرة من يحملها وينفذها ... آمين(/)
هل يجوز لنا أن نقول: عائشة أو فاطمة-صلى الله عليها وسلم-؟ (الشيخ عبدالرحمن البراك)
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 06:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقول في التشهد:"اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد فما المقصود بآل محمد؟ إذا كان الجواب أنهم آل البيت، أي زوجاته وأبناؤه، فهل يجوز لنا أن نقول: عائشة -صلى الله عليها وسلم-؟ أو فاطمة -صلى الله عليها وسلم-؟
الإجابة
الحمد لله، نعم، ثبت في حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة –رضي الله عنه- فقال: ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي – صلى الله عليه وسلم -؟ فقلت: بلى، فَأهْدِها لي فقال: سألنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقلنا: يا رسول الله، كيف الصلاة عليكم أهل البيت، فإن الله قد علمنا كيف نسلم عليكم؟ قال:" قولوا: اللهم صلَّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيدٌ " رواه البخاري (3370) ومسلم (406)، وهذه الصلاة هي التي تعرف بالصلاة الإبراهيمية؛ لذكر إبراهيم الخليل فيها، فالآل في هذا الحديث فُسِّر بأهل بيته من زوجاته وقراباته، وفُسِّر بأتباعه، والمعنى الثاني يعم المعنى الأول، وقد جاء في بعض ألفاظه،" اللهم صلِّ على محمد وأزواجه وذريته" رواه البخاري (3369) ومسلم (407)، فأزواجه وذريته هم -لا ريب- من آله، وإنما وردت الصلاة على آله تبعاً له – عليه الصلاة والسلام – فلا يفردون بالصلاة عليهم، ولا يلزم من ذلك تخصيص أحد من آله بالصلاة عليه أو السلام عليه. وأمر الصلاة والسلام من العبد يكون على وجهين: الأول: أن يكون ذلك شعاراً، يعني سنة مستمرة كلما ذكر هذا المعيّن صلى عليه، وهذا ليس إلا للنبي – صلى الله عليه وسلم-.
والوجه الثاني: أن يكون في ذلك عرضياً بسبب من الأسباب أو في بعض الأحيان، فقد كان -عليه الصلاة السلام- يصلي على من يأتيه بالصدقة، كما ثبت في الصحيح أنه -عليه الصلاة والسلام- كان إذا جاءه قوم بصدقتهم يصلي عليهم، فجاءه أبو أوفى –رضي الله عنه- بصدقته فقال: " اللهم صلَّ على آل أبي أوفى " رواه البخاري (1498) ومسلم (1078)، فبهذا يُعلم أنه لو قيل لعائشة أو فاطمة – رضي الله عنهما – عليهما السلام، أو عليهما الصلاة والسلام، فهذا جائز، لكن لا على وجه الدوام كلما ذكرتا فلا يكون شعاراً لهما عند ذكرهما، فإن ذلك خاص بالنبي – صلى الله عليه وسلم -. وليراجع في ذلك كتاب جلاء الأفهام لابن القيم ففيه مزيد بسط لذلك. والله أعلم
http://albrrak.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=25196
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 10:55]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 11:24]ـ
واياك أخي خالد:
=====
هذه إضافة للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى -[يسأل عن الصلاة عن الأنبياء يقول هل يجوز الصلاة على الأنبياء الآخرين غير محمد صلى الله عليه وسلم؟
الجواب
الشيخ:
الجواب: نعم تجوز الصلاة على الأنبياء السابقين عليهم الصلاة والسلام بل تجوز الصلاة أيضاً على غير الأنبياء من المؤمنين إن كانت تبعاً فبالنص والإجماع كما في قوله صلى الله عليه وسلم حين سئل كيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمدٍِ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وآل النبي صلى الله عليه وسلم هم في هذه الجملة هم المتبعون لشريعته من قرابته وغيرهم هذا هو القول الراجح وإن كان أول وأولي من يدخل في هذه أي في آل محمد هم المؤمنون من قرابة النبي صلى الله عليه وسلم لكن مع ذلك هي شاملة لكل من تبعه وآمن به لأنه من آله وشيعته، والصلاة على غير الأنبياء تبعاً جائزة بالنص والإجماع لكن الصلاة على غير الأنبياء استقلالاً لا تبعاً هذه موضع خلاف بين أهل العلم هل تجوز أو لا فالصحيح جوازها أنه يجوز لشخص مؤمن صلى الله عليه وقد قال الله تبارك وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عليهم) فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على من أتي إليه بزكاته وقال (اللهم صلى على آل أبي أوفي حينما جاءوا إليه بصدقاتهم) إلا إذا اتخذت شعاراً لشخص معين كلما ذكر قيل صلى الله عليه فهذا لا يجوز لغير الأنبياء مثل لو كنا كلما ذكرنا أبا بكر قلنا صلى الله عليه أو كلما ذكرنا عمر قلنا صلى الله عليه أو كلما ذكرنا عثمان قلنا صلى الله عليه أو كلما ذكرنا علياً قلنا صلى الله عليه فهذا لا يجوز أن نتخذ شعاراً لشخص معين.]
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_654.shtml
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 05:46]ـ
جزاك الله خيرا , فائدة بل فوائد قيمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[01 - May-2010, مساء 10:50]ـ
و إياكَ أيها الليبي ..(/)
بدء عقد ندوة مفتوحة تختص بفقه المناسك لهذا العام 1429هـ - ملتقى المذاهب الفقهية
ـ[عمار مدني]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 07:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يعلن ملتقى المذاهب الفقهية والدراسات العلمية عن:
بدء عقد ندوة مفتوحة تختص بفقه المناسك ( http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=1741)
لهذا العام 1429هـ.
ونتمنى من الإخوة المشرفين والإخوة الأعضاء الإسهام في هذه الندوة، وإثرائها بالأبحاث المتميزة وبالموضوعات الجادة، وبالنقاشات المثمرة، وبالسؤالات المستشكلة، وبالنتائج المستخلصة، وبالتأملات المتأنية.
وفي العام الماضي تم مناقشة بعض المسائل المفيدة، فلعلها تجمع في موضوع، لتكون تذكاراً لأيامٍ خلت، وحافزاً لمن أراد أن يسجِّل في صحائف التاريخ بقية من عملٍ صالح
موضوعات ندوة فقه المناسك:
الحلقة الأولى: "معالم في فقه الحج". ( http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=1753)
الحلقة الثانية: "ضع هنا أسئلتك المتعلقة بالحج". ( http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=1790)
الحلقة الثالثة: "حداء الأشواق إلى بيت الله الحرام". ( http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=1792)
الحلقة الرابعة: "قلب الإجماع على من استدل به على منع توسعة المسعى". ( http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=1799)
ويمكن أن نسجل في هذا الموضوع إذا انفضت جموع المشاركين في هذه الندوة لهذا العام:
أبرز الفوائد، التي جنيناها من هذه الندوة.
وأبرز الملاحظات التي يحسن أن نتداركها العام القادم إن شاء الله.
والفكرة لا تزال في مهدها، فنتمنى من الإخوة الأعضاء المشاركة والإثراء.
كما نسأله سبحانه:
أن ييسر لنا حجاً مبرورا وسعياً مشكورا وعملاً متقبلاً صالحاً
ومن لم يحج فنسأله سبحانه أن يضاعف له الأجر، وأن يكتب له ثواب نيته، وأن يعينه على صيام يوم عرفة
كما نسأله سبحانه أن ييسر على الحجيج حجهم، وعلى المعتمرين عمرتهم، وأن يعين المسؤولين على تحمل واجباتهم.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخر حسنة وقنا عذاب النار
واجعلنا من الذين لهم نصيبٌ مما كسبوا فإنك سريع الحساب.(/)
هل ورد إسم "الجليل " في الكتاب أو في السنة؟
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 07:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل ورد إسم الجليل في القرآن أو في السنة؟
بارك الله في الجميع
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 10:16]ـ
لم يرد أسم الجليل لا في الكتاب ولا في السنة، اللهم ما ورد فقط في الأثر المنسوب إلى علي بن أبي طالب:" التقوى: الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل .... الخ ".
وهذا الأثر لم أقف له على سند - فيما بحثت ـ حتى أحكم عليه.
وبارك الله فيك ووفقك لكل خير
ـ[أبوهلا]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 11:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في الترمذي وابن ماجة في حديث أسماء الله الشهير ولكن الألباني يضعفهما أو يضعف الجزء الخاص بالأسماء، وورد عند غيرهما.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 01:39]ـ
لم يرد أسم الجليل لا في الكتاب ولا في السنة، اللهم ما ورد فقط في الأثر المنسوب إلى علي بن أبي طالب:" التقوى: الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل .... الخ ".
وهذا الأثر لم أقف له على سند - فيما بحثت ـ حتى أحكم عليه.
وبارك الله فيك ووفقك لكل خير
جزاك الله خيرا أخي أبو اليمان، بفرض أن الأثر صحيح هل يثبت الإسم؟ لأن المتقرر عند أهل السنة والجماعة أن الأسماء لا تثبت إلا بنص من الكتاب أو سنة
وفقك الله
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 01:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
، وورد عند غيرهما.
لو تحيلنا إلى المصدر يا اخي: أبو هلا،وفقك الله
ـ[أبوهلا]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 03:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انظر: صحيح ابن حبان، المستدرك على الصحيحين، سنن البيهقي الكبرى، شعب الإيمان للبيهقي.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 04:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انظر: صحيح ابن حبان، المستدرك على الصحيحين، سنن البيهقي الكبرى، شعب الإيمان للبيهقي.
ما ذكرت أخي الفاضل يصححون الحديث وبناءا على هذا يصح التسمية أم كيف؟(/)
الخلاف تعريفه وأنواعه وأحكامه.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 10:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
هذا بحث نقلته من الموسوعة الكويتية مادة اختلاف.
اخْتِلاَفٌ
التَّعْرِيفُ:
1 - الاِخْتِلاَفُ لُغَةً: مَصْدَرُ اخْتَلَفَ. وَالاِخْتِلاَفُ نَقِيضُ الاِتِّفَاقِ. جَاءَ فِي اللِّسَانِ مَا مُفَادُهُ: اخْتَلَفَ الأَْمْرَانِ لَمْ يَتَّفِقَا. وَكُل مَا لَمْ يَتَسَاوَ فَقَدِ اخْتَلَفَ. وَالْخِلاَفُ: الْمُضَادَّةُ، وَخَالَفَهُ إِلَى الشَّيْءِ عَصَاهُ إِلَيْهِ، أَوْ قَصَدَهُ بَعْدَ أَنْ نَهَاهُ عَنْهُ. وَيُسْتَعْمَل الاِخْتِلاَفُ عِنْدَ الْفُقَهَاءِ بِمَعْنَاهُ اللُّغَوِيِّ وَكَذَلِكَ الْخِلاَفُ.
الأَْلْفَاظُ ذَاتُ الصِّلَةِ:
أ - الْخِلاَفُ:
2 - جَاءَ فِي فَتْحِ الْقَدِيرِ وَالدُّرِّ الْمُخْتَارِ وَحَاشِيَةِ ابْنِ عَابِدِينَ، وَنَقَلَهُ التَّهَانُوِيُّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ الْحَوَاشِي، التَّفْرِيقَ بَيْنَ (الاِخْتِلاَفِ) (وَالْخِلاَفِ) بِأَنَّ الأَْوَّل يُسْتَعْمَل فِي قَوْلٍ بُنِيَ عَلَى دَلِيلٍ، وَالثَّانِي فِيمَا لاَ دَلِيل عَلَيْهِ. وَأَيَّدَهُ التَّهَانُوِيُّ بِأَنَّ الْقَوْل الْمَرْجُوحَ فِي مُقَابَلَةِ الرَّاجِحِ يُقَال لَهُ خِلاَفٌ، لاَ اخْتِلاَفٌ. قَال: وَالْحَاصِل مِنْهُ ثُبُوتُ الضَّعْفِ فِي جَانِبِ الْمُخَالِفِ فِي (الْخِلاَفِ)، كَمُخَالَفَةِ الإِْجْمَاعِ، وَعَدَمِ ضَعْفِ جَانِبِهِ فِي (الاِخْتِلاَفِ).
وَقَدْ وَقَعَ فِي كَلاَمِ بَعْضِ الأُْصُولِيِّينَ وَالْفُقَهَاءِ عَدَمُ اعْتِبَارِ هَذَا الْفَرْقِ، بَل يَسْتَعْمِلُونَ أَحْيَانًا اللَّفْظَيْنِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، فَكُل أَمْرَيْنِ خَالَفَ أَحَدُهُمَا الآْخَرَ خِلاَفًا، فَقَدِ اخْتَلَفَا اخْتِلاَفًا. وَقَدْ يُقَال: إِنَّ الْخِلاَفَ أَعَمُّ مُطْلَقًا مِنَ الاِخْتِلاَفِ. وَيَنْفَرِدُ الْخِلاَفُ فِي مُخَالَفَةِ الإِْجْمَاعِ وَنَحْوِهِ. هَذَا وَيَسْتَعْمِل الْفُقَهَاءُ (التَّنَازُعَ) أَحْيَانَا بِمَعْنَى الاِخْتِلاَفِ.
ب - الْفُرْقَةُ، وَالتَّفَرُّقُ:
3 - (الاِفْتِرَاقُ) (وَالتَّفَرُّقُ) (وَالْفُرْقَةُ) بِمَعْنَى أَنْ يَكُونَ كُل مَجْمُوعَةٍ مِنَ النَّاسِ وَحْدَهُمْ. فَفِي الْقَامُوسِ: الْفَرِيقُ الْقَطِيعُ مِنَ الْغَنَمِ، وَالْفَرِيقَةُ قِطْعَةٌ مِنَ الْغَنَمِ تَتَفَرَّقُ عَنْهَا فَتَذْهَبُ تَحْتَ اللَّيْل عَنْ جَمَاعَتِهَا. فَهَذِهِ الأَْلْفَاظُ أَخَصُّ مِنَ الاِخْتِلاَفِ.
الاِخْتِلاَفُ فِي الأُْمُورِ الاِجْتِهَادِيَّةِ (عِلْمُ الْخِلاَفِ)
حَقِيقَةُ الاِخْتِلاَفِ وَأَنْوَاعُهُ:
4 - عَلَى الْمُجْتَهِدِ تَحْقِيقُ مَوْضِعِ الاِخْتِلاَفِ، فَإِنَّ نَقْل الْخِلاَفِ فِي مَسْأَلَةٍ لاَ خِلاَفَ فِيهَا خَطَأٌ، كَمَا أَنَّ نَقْل الْوِفَاقِ فِي مَوْضِعِ الْخِلاَفِ لاَ يَصِحُّ فَلَيْسَ كُل تَعَارُضٍ بَيْنَ قَوْلَيْنِ يُعْتَبَرُ اخْتِلاَفًا حَقِيقًا بَيْنَهُمَا، فَإِنَّ الاِخْتِلاَفَ إِمَّا أَنْ يَكُونَ اخْتِلاَفًا فِي الْعِبَارَةِ، أَوِ اخْتِلاَفَ تَنَوُّعٍ، أَوِ اخْتِلاَفَ تَضَادٍّ. وَهَذَا الأَْخِيرُ هُوَ الاِخْتِلاَفُ الْحَقِيقِيُّ.
5 - أَمَّا الاِخْتِلاَفُ فِي الْعِبَارَةِ فَأَنْ يُعَبِّرَ كُلٌّ مِنَ الْمُخْتَلِفِينَ عَنِ الْمُرَادِ بِعِبَارَةٍ غَيْرِ عِبَارَةِ صَاحِبِهِ. مِثَال ذَلِكَ تَفْسِيرُ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ. قَال بَعْضُهُمْ: هُوَ الْقُرْآنُ، وَقَال بَعْضُهُمْ: هُوَ الإِْسْلاَمُ. فَهَذَانِ الْقَوْلاَنِ مُتَّفِقَانِ، لأَِنَّ دِينَ الإِْسْلاَمِ هُوَ اتِّبَاعُ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ. وَكَذَلِكَ قَوْل مَنْ قَال: هُوَ السُّنَّةُ وَالْجَمَاعَةُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - وَأَمَّا اخْتِلاَفُ التَّنْوِيعِ، فَأَنْ يَذْكُرَ كُلٌّ مِنَ الْمُخْتَلِفِينَ مِنَ الاِسْمِ الْعَامِّ بَعْضَ أَنْوَاعِهِ عَلَى سَبِيل التَّمْثِيل وَتَنْبِيهِ الْمُسْتَمِعِ، لاَ عَلَى سَبِيل الْحَدِّ الْمُطَابِقِ لِلْمَحْدُودِ فِي عُمُومِهِ وَخُصُوصِهِ. مِثَال ذَلِكَ تَفْسِيرُ قَوْله تَعَالَى: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} قَال بَعْضُهُمْ: السَّابِقُ الَّذِي يُصَلِّي أَوَّل الْوَقْتِ، وَالْمُقْتَصِدُ فِي أَثْنَائِهِ، وَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ الَّذِي يُؤَخِّرُ الْعَصْرَ إِلَى الاِصْفِرَارِ. وَقِيل: السَّابِقُ الْمُحْسِنُ بِالصَّدَقَةِ، وَالْمُقْتَصِدُ بِالْبَيْعِ، وَالظَّالِمُ بِأَكْل الرِّبَا.
وَاخْتِلاَفُ التَّنَوُّعِ فِي الأَْحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ قَدْ يَكُونُ فِي الْوُجُوبِ تَارَةً وَفِي الاِسْتِحْبَابِ أُخْرَى: فَالأَْوَّل مِثْل أَنْ يَجِبَ عَلَى قَوْمٍ الْجِهَادُ، وَعَلَى قَوْمٍ الصَّدَقَةُ، وَعَلَى قَوْمٍ تَعْلِيمُ الْعِلْمِ. وَهَذَا يَقَعُ فِي فُرُوضِ الأَْعْيَانِ كَمَا مُثِّل. وَفِي فُرُوضِ الْكِفَايَاتِ، وَلَهَا تَنَوُّعٌ يَخُصُّهَا، وَهُوَ أَنَّهَا تَتَعَيَّنُ عَلَى مَنْ لَمْ يَقُمْ بِهَا غَيْرُهُ: فَقَدْ تَتَعَيَّنُ فِي وَقْتٍ، أَوْ مَكَانٍ، وَعَلَى شَخْصٍ أَوْ طَائِفَةٍ كَمَا يَقَعُ مِثْل ذَلِكَ فِي الْوِلاَيَاتِ وَالْجِهَاتِ وَالْفُتْيَا وَالْقَضَاءِ.
قَال ابْنُ تَيْمِيَّةَ: وَكَذَلِكَ كُل تَنَوُّعٍ فِي الْوَاجِبَاتِ يَقَعُ مِثْلُهُ فِي الْمُسْتَحَبَّاتِ.
7 - وَقَدْ نَظَرَ الشَّاطِبِيُّ فِي الْمَسْأَلَةِ، وَحَصَرَ الْخِلاَفَ غَيْرَ الْحَقِيقِيِّ فِي عَشَرَةِ أَنْوَاعٍ.
مِنْهَا: مَا تَقَدَّمَ مِنَ الاِخْتِلاَفِ فِي الْعِبَارَةِ.
وَمِنْهَا: أَنْ لاَ يَتَوَارَدَ الْخِلاَفُ عَلَى مَحَلٍّ وَاحِدٍ.
وَمِنْهَا: اخْتِلاَفُ أَقْوَال الإِْمَامِ الْوَاحِدِ، بِنَاءً عَلَى تَغَيُّرِ الاِجْتِهَادِ، وَالرُّجُوعِ عَمَّا أَفْتَى بِهِ أَوَّلاً.
وَمِنْهَا: أَنْ يَقَعَ الاِخْتِلاَفُ فِي الْعَمَل لاَ فِي الْحُكْمِ، بِأَنْ يَكُونَ كُلٌّ مِنَ الْعَمَلَيْنِ جَائِزًا، كَاخْتِلاَفِ الْقُرَّاءِ فِي وُجُوهِ الْقِرَاءَاتِ، فَإِنَّهُمْ لَمْ يَقْرَءُوا بِمَا قَرَءُوا بِهِ عَلَى إِنْكَارِ غَيْرِهِ، بَل عَلَى إِجَازَتِهِ وَالإِْقْرَارِ بِصِحَّتِهِ، فَهَذَا لَيْسَ فِي الْحَقِيقَةِ بِاخْتِلاَفٍ، فَإِنَّ الْمَرْوِيَّاتِ عَلَى الصِّحَّةِ لاَ خِلاَفَ فِيهَا، إِذِ الْكُل مُتَوَاتِرٌ.
وَهَذِهِ الأَْنْوَاعُ السَّابِقَةُ تَقَعُ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ، وَفِي اخْتِلاَفِهِمْ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ، وَكَذَلِكَ فِي فَتَاوَى الأَْئِمَّةِ وَكَلاَمِهِمْ فِي مَسَائِل الْعِلْمِ. وَهِيَ أَنْوَاعٌ - وَإِنْ سُمِّيَتْ خِلاَفًا - إِلاَّ أَنَّهَا تَرْجِعُ إِلَى الْوِفَاقِ.
الْحُكْمُ التَّكْلِيفِيُّ لِلاِخْتِلاَفِ بِحَسَبِ أَنْوَاعِهِ:
أُمُورُ الدِّينِ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَقَعَ فِيهَا الْخِلاَفُ إِمَّا أُصُول الدِّينِ أَوْ فُرُوعُهُ، وَكُلٌّ مِنْهُمَا إِمَّا أَنْ يَثْبُتَ بِالأَْدِلَّةِ الْقَاطِعَةِ أَوْ لاَ. فَهِيَ أَرْبَعَةُ أَنْوَاعٍ:
8 - النَّوْعُ الأَْوَّل: أُصُول الدِّينِ الَّتِي تَثْبُتُ بِالأَْدِلَّةِ الْقَاطِعَةِ، كَوُجُودِ اللَّهِ تَعَالَى وَوَحْدَانِيَّتِهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرِسَالَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. فَهَذِهِ أُمُورٌ لاَ مَجَال فِيهَا لِلاِخْتِلاَفِ، مَنْ أَصَابَ الْحَقَّ فِيهَا فَهُوَ مُصِيبٌ، وَمَنْ أَخْطَأَهُ فَهُوَ كَافِرٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - النَّوْعُ الثَّانِي: بَعْضُ مَسَائِل أُصُول الدِّينِ، مِثْل مَسْأَلَةِ رُؤْيَةِ اللَّهِ فِي الآْخِرَةِ، وَخَلْقِ الْقُرْآنِ، وَخُرُوجِ الْمُوَحِّدِينَ مِنَ النَّارِ، وَمَا يُشَابِهُ ذَلِكَ، فَقِيل يَكْفُرُ الْمُخَالِفُ، وَمِنَ الْقَائِلِينَ بِذَلِكَ الشَّافِعِيُّ. فَمِنْ أَصْحَابِهِ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى ظَاهِرِهِ. وَمِنْهُمْ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى كُفْرَانِ النِّعَمِ.
وَشَرْطُ عَدَمِ التَّكْفِيرِ أَنْ يَكُونَ الْمُخَالِفُ مُصَدِّقًا بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالتَّكْذِيبُ الْمُكَفِّرُ أَنْ يَنْفِيَ وُجُودَ مَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُول وَيَزْعُمَ أَنَّ مَا قَالَهُ كَذِبٌ مَحْضٌ أَرَادَ بِهِ صَرْفَ النَّاسِ عَنْ شَيْءٍ يُرِيدُهُ، كَذَا قَال الْغَزَالِيُّ.
10 - النَّوْعُ الثَّالِثُ: الْفُرُوعُ الْمَعْلُومَةُ مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ كَفَرْضِيَّةِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَحُرْمَةِ الزِّنَا، فَهَذَا لَيْسَ مَوْضِعًا لِلْخِلاَفِ. وَمَنْ خَالَفَ فِيهِ فَقَدْ كَفَرَ.
11 - النَّوْعُ الرَّابِعُ: الْفُرُوعُ الاِجْتِهَادِيَّةُ الَّتِي قَدْ تَخْفَى أَدِلَّتُهَا. فَهَذِهِ الْخِلاَفُ فِيهَا وَاقِعٌ فِي الأُْمَّةِ. وَيُعْذَرُ الْمُخَالِفُ فِيهَا؛ لِخَفَاءِ الأَْدِلَّةِ أَوْ تَعَارُضِهَا، أَوِ الاِخْتِلاَفِ فِي ثُبُوتِهَا. وَهَذَا النَّوْعُ هُوَ الْمُرَادُ فِي كَلاَمِ الْفُقَهَاءِ إِذَا قَالُوا: فِي الْمَسْأَلَةِ خِلاَفٌ. وَهُوَ مَوْضُوعُ هَذَا الْبَحْثِ عَلَى أَنَّهُ الْخِلاَفُ الْمُعْتَدُّ بِهِ فِي الأُْمُورِ الْفِقْهِيَّةِ.
فَأَمَّا إِنْ كَانَ فِي الْمَسْأَلَةِ دَلِيلٌ صَحِيحٌ صَرِيحٌ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ الْمُجْتَهِدُ فَخَالَفَهُ، فَإِنَّهُ مَعْذُورٌ بَعْدَ بَذْل الْجَهْدِ، وَيُعْذَرُ أَتْبَاعُهُ فِي تَرْكِ رَأْيِهِ أَخْذًا بِالدَّلِيل الصَّحِيحِ الَّذِي تَبَيَّنَ أَنَّهُ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ.
فَهَذَا النَّوْعُ لاَ يَصِحُّ اعْتِمَادُهُ خِلاَفًا فِي الْمَسَائِل الشَّرْعِيَّةِ، لأَِنَّهُ اجْتِهَادٌ لَمْ يُصَادِفْ مَحَلًّا، وَإِنَّمَا يُعَدُّ فِي مَسَائِل الْخِلاَفِ الأَْقْوَال الصَّادِرَةُ عَنْ أَدِلَّةٍ مُعْتَبَرَةٍ فِي الشَّرِيعَةِ.
أَدِلَّةُ جَوَازِ الاِخْتِلاَفِ فِي الْمَسَائِل الْفَرْعِيَّةِ:
12 - أَوَّلاً: مَا وَقَعَ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي غَزْوَةِ بَنِي قُرَيْظَةَ: رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال: قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الأَْحْزَابِ: لاَ يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلاَّ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، فَأَدْرَكَ بَعْضُهُمُ الْعَصْرَ فِي الطَّرِيقِ. فَقَال بَعْضُهُمْ: لاَ نُصَلِّي حَتَّى نَأْتِيَهَا.
وَقَال بَعْضُهُمْ: بَل نُصَلِّي، لَمْ يُرِدْ مِنَّا ذَلِكَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُعَنِّفْ وَاحِدًا مِنْهُمْ.
ثَانِيًا: اتِّفَاقُ الصَّحَابَةِ فِي مَسَائِل تَنَازَعُوا فِيهَا عَلَى إِقْرَارِ كُل فَرِيقٍ لِلْفَرِيقِ الآْخَرِ عَلَى الْعَمَل بِاجْتِهَادِهِمْ، كَمَسَائِل فِي الْعِبَادَاتِ وَالنِّكَاحِ وَالْمَوَارِيثِ وَالْعَطَاءِ وَالسِّيَاسَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
الاِخْتِلاَفُ فِيمَا لاَ فَائِدَةَ فِيهِ:
13 - قَال ابْنُ تَيْمِيَّةَ: قَدْ يَقَعُ الاِخْتِلاَفُ فِي أَلْفَاظٍ مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ مَا لاَ مُسْتَنَدَ لَهُ مِنَ النَّقْل عَنِ الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ بِنَقْلٍ لاَ يُمْكِنُ تَمْيِيزُ الصَّحِيحِ مِنْهُ مِنَ الضَّعِيفِ، وَدُونَ اسْتِدْلاَلٍ مُسْتَقِيمٍ. وَهَذَا النَّوْعُ مِنَ الاِخْتِلاَفِ لاَ فَائِدَةَ مِنَ الْبَحْثِ عَنْهُ، وَالْكَلاَمُ فِيهِ مِنْ فُضُول الْكَلاَمِ. وَأَمَّا مَا يَحْتَاجُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى مَعْرِفَتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ نَصَبَ عَلَى الْحَقِّ فِيهِ دَلِيلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَمِثَال مَا لاَ فَائِدَةَ فِيهِ اخْتِلاَفُهُمْ فِي أَصْحَابِ الْكَهْفِ، وَفِي الْبَعْضِ الَّذِي ضَرَبَ بِهِ مُوسَى مِنَ الْبَقَرَةِ، وَمِقْدَارِ سَفِينَةِ نُوحٍ، وَنَحْوِ ذَلِكَ. فَهَذِهِ الأُْمُورُ طَرِيقُ الْعِلْمِ بِهَا النَّقْل. فَمَا كَانَ مِنْ هَذَا مَنْقُولاً نَقْلاً صَحِيحًا، كَاسْمِ صَاحِبِ مُوسَى أَنَّهُ الْخَضِرُ، فَهَذَا مَعْلُومٌ، وَمَا لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ بَل كَانَ مِمَّا يُنْقَل عَنْ أَهْل الْكِتَابِ كَكَعْبٍ وَوَهْبٍ، فَهَذَا لاَ يَجُوزُ تَصْدِيقُهُ وَلاَ تَكْذِيبُهُ إِلاَّ بِحُجَّةٍ.
الاِخْتِلاَفُ الْجَائِزُ هَل هُوَ نَوْعٌ مِنَ الْوِفَاقِ:
14 - يَرَى الشَّاطِبِيُّ أَنَّ مَا يُعْتَدُّ بِهِ مِنَ الْخِلاَفِ فِي ظَاهِرِ الأَْمْرِ يَرْجِعُ فِي الْحَقِيقَةِ إِلَى الْوِفَاقِ. فَإِنَّ الاِخْتِلاَفَ فِي بَعْضِ الْمَسَائِل الْفِقْهِيَّةِ رَاجِعٌ إِمَّا إِلَى دَوَرَانِهَا بَيْنَ طَرَفَيْنِ وَاضِحَيْنِ يَتَعَارَضَانِ فِي أَنْظَارِ الْمُجْتَهِدِينَ، وَإِمَّا إِلَى خَفَاءِ بَعْضِ الأَْدِلَّةِ، أَوْ إِلَى عَدَمِ الاِطِّلاَعِ عَلَى الدَّلِيل.
وَهَذَا الثَّانِي لَيْسَ فِي الْحَقِيقَةِ خِلاَفًا، إِذْ لَوْ فَرَضْنَا اطِّلاَعَ الْمُجْتَهِدِ عَلَى مَا خَفِيَ عَلَيْهِ لَرَجَعَ عَنْ قَوْلِهِ، فَلِذَا يُنْقَضُ لأَِجْلِهِ قَضَاءُ الْقَاضِي.
أَمَّا الأَْوَّل فَإِنَّ تَرَدُّدَهُ بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ تَحَرٍّ لِقَصْدِ الشَّارِعِ الْمُبْهَمِ بَيْنَهُمَا مِنْ كُل وَاحِدٍ مِنَ الْمُجْتَهِدِينَ، وَاتِّبَاعٌ لِلدَّلِيل الْمُرْشِدِ إِلَى تَعَرُّفِ قَصْدِهِ. وَقَدْ تَوَافَقُوا فِي هَذَيْنِ الْقَصْدَيْنِ تَوَافُقًا لَوْ ظَهَرَ مَعَهُ لِكُل وَاحِدٍ مِنْهُمَا خِلاَفُ مَا رَآهُ لَرَجَعَ إِلَيْهِ، وَلَوَافَقَ صَاحِبَهُ. وَسَوَاءٌ قُلْنَا بِالتَّخْطِئَةِ أَوْ بِالتَّصْوِيبِ، إِذْ لاَ يَصِحُّ لِلْمُجْتَهِدِ أَنْ يَعْمَل عَلَى قَوْل غَيْرِهِ وَإِنْ كَانَ مُصِيبًا أَيْضًا.
فَالإِْصَابَةُ عَلَى قَوْل الْمُصَوِّبَةِ إِضَافِيَّةٌ. فَرَجَعَ الْقَوْلاَنِ إِلَى قَوْلٍ وَاحِدٍ بِهَذَا الاِعْتِبَارِ. فَهُمْ فِي الْحَقِيقَةِ مُتَّفِقُونَ لاَ مُخْتَلِفُونَ. وَمِنْ هُنَا يَظْهَرُ وَجْهُ التَّحَابِّ وَالتَّآلُفِ بَيْنَ الْمُخْتَلِفِينَ فِي مَسَائِل الاِجْتِهَادِ؛ لأَِنَّهُمْ مُجْتَمِعُونَ عَلَى طَلَبِ قَصْدِ الشَّارِعِ، فَلَمْ يَصِيرُوا شِيَعًا، وَلاَ تَفَرَّقُوا فِرَقًا.
هَذَا وَقَدْ سَلَكَ الشَّعْرَانِيُّ مَسْلَكًا آخَرَ فِي إِرْجَاعِ مَسَائِل الْخِلاَفِ إِلَى الْوِفَاقِ، بِأَنْ يُحْمَل كُل قَوْلٍ مِنْ أَقْوَال الْمُخْتَلِفِينَ عَلَى حَالٍ مِنْ أَحْوَال الْمُكَلَّفِينَ. فَمَنْ قَال مِنَ الأَْئِمَّةِ: بِأَنَّ الأَْمْرَ فِي بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْعِبَادَةِ لِلْوُجُوبِ، وَخَالَفَهُ غَيْرُهُ فَقَال: إِنَّهُ لِلنَّدْبِ، وَكَذَلِكَ اخْتِلاَفُهُمْ فِي النَّهْيِ بِأَنَّهُ لِلْكَرَاهَةِ أَوْ لِلتَّحْرِيمِ، فَلِكُلٍّ مِنَ الْمَرْتَبَتَيْنِ رِجَالٌ، فَمَنْ قَوِيَ مِنْهُمْ مِنْ حَيْثُ إِيمَانُهُ وَجِسْمُهُ خُوطِبَ بِالْعَزِيمَةِ وَالتَّشْدِيدِ الْوَارِدِ فِي الشَّرِيعَةِ صَرِيحًا أَوْ ضِمْنًا. وَمَنْ ضَعُفَ مِنْهُمْ خُوطِبَ بِالرُّخْصَةِ. فَالْمَرْتَبَتَانِ عِنْدَهُ عَلَى التَّرْتِيبِ الْوُجُوبِيِّ لاَ التَّخْيِيرِ.
الاِخْتِلاَفُ الْفِقْهِيُّ هَل هُوَ رَحْمَةٌ:
15 - الْمَشْهُورُ أَنَّ اخْتِلاَفَ مُجْتَهِدِي الأُْمَّةِ فِي الْفُرُوعِ رَحْمَةٌ لَهَا وَسَعَةٌ. وَالَّذِينَ صَرَّحُوا بِذَلِكَ احْتَجُّوا بِمَا رَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا مَهْمَا أُوتِيتُمْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَالْعَمَل بِهِ لاَ عُذْرَ لأَِحَدٍ فِي تَرْكِهِ. فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَسُنَّةٌ مِنِّي مَاضِيَةٌ. فَإِنْ لَمْ تَكُنْ سُنَّةٌ مِنِّي فَمَا قَال أَصْحَابِي. إِنَّ أَصْحَابِي بِمَنْزِلَةِ النُّجُومِ فِي السَّمَاءِ، فَأَيُّمَا أَخَذْتُمْ بِهِ اهْتَدَيْتُمْ، وَاخْتِلاَفُ أَصْحَابِي لَكُمْ رَحْمَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ أَيْضًا وَجُعِل اخْتِلاَفُ
(يُتْبَعُ)
(/)
أُمَّتِي رَحْمَةً وَكَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَنَا عَذَابًا.
وَاسْتَأْنَسُوا لِذَلِكَ بِمَا رُوِيَ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ مِنْ مِثْل قَوْل الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: لَقَدْ نَفَعَ اللَّهُ بِاخْتِلاَفِ أَصْحَابِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَعْمَالِهِمْ، لاَ يَعْمَل الْعَامِل بِعَمَل رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلاَّ رَأَى أَنَّهُ فِي سَعَةٍ، وَرَأَى أَنَّ خَيْرًا مِنْهُ قَدْ عَمِلَهُ.
وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أُحِبُّ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُول اللَّهِ لَمْ يَخْتَلِفُوا؛ لأَِنَّهُ لَوْ كَانَ قَوْلاً وَاحِدًا كَانَ النَّاسُ فِي ضِيقٍ، وَأَنَّهُمْ أَئِمَّةٌ يُقْتَدَى بِهِمْ، فَلَوْ أَخَذَ أَحَدٌ بِقَوْل رَجُلٍ مِنْهُمْ كَانَ فِي سَعَةٍ.
وَعَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قَال: اخْتِلاَفُ أَهْل الْعِلْمِ تَوْسِعَةٌ، وَمَا بَرِحَ الْمُفْتُونَ يَخْتَلِفُونَ، فَيُحَلِّل هَذَا وَيُحَرِّمُ هَذَا، فَلاَ يَعِيبُ هَذَا عَلَى هَذَا، وَلاَ هَذَا عَلَى هَذَا.
وَقَال ابْنُ عَابِدِينَ: الاِخْتِلاَفُ بَيْنَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْفُرُوعِ - لاَ مُطْلَقِ الاِخْتِلاَفِ - مِنْ آثَارِ الرَّحْمَةِ فَإِنَّ اخْتِلاَفَهُمْ تَوْسِعَةٌ لِلنَّاسِ. قَال: فَمَهْمَا كَانَ الاِخْتِلاَفُ أَكْثَرَ كَانَتِ الرَّحْمَةُ أَوْفَرَ.
وَهَذِهِ الْقَاعِدَةُ لَيْسَتْ مُتَّفَقًا عَلَيْهَا، فَقَدْ رَوَى ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ قَال. لَيْسَ فِي اخْتِلاَفِ أَصْحَابِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعَةٌ، وَإِنَّمَا الْحَقُّ فِي وَاحِدٍ. وَقَال الْمُزَنِيُّ صَاحِبُ الشَّافِعِيِّ: ذَمَّ اللَّهُ الاِخْتِلاَفَ وَأَمَرَ بِالرُّجُوعِ عِنْدَهُ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
وَتَوَسَّطَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ بَيْنَ الاِتِّجَاهَيْنِ، فَرَأَى أَنَّ الاِخْتِلاَفَ قَدْ يَكُونُ رَحْمَةً، وَقَدْ يَكُونُ عَذَابًا. قَال: النِّزَاعُ فِي الأَْحْكَامِ قَدْ يَكُونُ رَحْمَةً إِذَا لَمْ يُفْضِ إِلَى شَرٍّ عَظِيمٍ مِنْ خَفَاءِ الْحُكْمِ. وَالْحَقُّ فِي نَفْسِ الأَْمْرِ وَاحِدٌ، وَقَدْ يَكُونُ خَفَاؤُهُ عَلَى الْمُكَلَّفِ - لِمَا فِي ظُهُورِهِ مِنَ الشِّدَّةِ عَلَيْهِ - مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ بِهِ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ {لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}. وَهَكَذَا مَا يُوجَدُ فِي الأَْسْوَاقِ مِنَ الطَّعَامِ وَالثِّيَابِ قَدْ يَكُونُ فِي نَفْسِ الأَْمْرِ مَغْصُوبًا، فَإِذَا لَمْ يَعْلَمِ الإِْنْسَانُ بِذَلِكَ كَانَ كُلُّهُ حَلاَلاً لاَ شَيْءَ عَلَيْهِ فِيهِ بِحَالٍ، بِخِلاَفِ مَا إِذَا عَلِمَ. فَخَفَاءُ الْعِلْمِ بِمَا يُوجِبُ الشِّدَّةَ قَدْ يَكُونُ رَحْمَةً، كَمَا أَنَّ خَفَاءَ الْعِلْمِ بِمَا يُوجِبُ الرُّخْصَةَ قَدْ يَكُونُ عُقُوبَةً، كَمَا أَنَّ رَفْعَ الشَّكِّ قَدْ يَكُونُ رَحْمَةً وَقَدْ يَكُونُ عُقُوبَةً. وَالرُّخْصَةُ رَحْمَةٌ. وَقَدْ يَكُونُ مَكْرُوهُ النَّفْسِ أَنْفَعَ كَمَا فِي الْجِهَادِ.
أَسْبَابُ اخْتِلاَفِ الْفُقَهَاءِ:
16 - الاِخْتِلاَفُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ نَاشِئًا عَنْ هَوًى، أَوْ عَنِ الاِجْتِهَادِ الْمَأْذُونِ فِيهِ.
فَأَمَّا مَا كَانَ نَاشِئًا عَنْ هَوًى فَهُوَ مَوْضِعُ الذَّمِّ، إِذْ أَنَّ الْفَقِيهَ تَابِعٌ لِمَا تَدُل عَلَيْهِ الأَْدِلَّةُ الشَّرْعِيَّةُ فَإِنْ صَرَفَ الأَْدِلَّةَ إِلَى مَا تَهْوَاهُ نَفْسُهُ فَقَدْ جَعَل الأَْدِلَّةَ تَابِعَةً لِهَوَاهُ.
وَذَكَرَ الشَّاطِبِيُّ أَنَّ الْخِلاَفَ النَّاشِئَ عَنِ الْهَوَى هُوَ الْخِلاَفُ حَقِيقَةً. وَإِذَا دَخَل الْهَوَى أَدَّى إِلَى اتِّبَاعِ الْمُتَشَابِهِ حِرْصًا عَلَى الْغَلَبَةِ وَالظُّهُورِ بِإِقَامَةِ الْعُذْرِ فِي الْخِلاَفِ، وَأَدَّى إِلَى الْفُرْقَةِ وَالْبَغْضَاءِ، لاِخْتِلاَفِ الأَْهْوَاءِ وَعَدَمِ اتِّفَاقِهَا. فَأَقْوَال أَهْل الأَْهْوَاءِ غَيْرُ مُعْتَدٍّ بِهَا فِي الْخِلاَفِ الْمُقَرَّرِ فِي الشَّرْعِ وَإِنَّمَا يَذْكُرُهَا بَعْضُ النَّاسِ لِيَرُدُّوا عَلَيْهَا وَيُبَيِّنُوا فَسَادَهَا،
(يُتْبَعُ)
(/)
كَمَا فَعَلُوا بِأَقْوَال الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى لِيُوَضِّحُوا مَا فِيهَا.
17 - أَمَّا النَّوْعُ الثَّانِي وَهُوَ الاِخْتِلاَفُ النَّاشِئُ عَنْ الاِجْتِهَادِ الْمَأْذُونِ فِيهِ فَلَهُ أَسْبَابٌ مُخْتَلِفَةٌ، يَتَعَرَّضُ لَهَا الأُْصُولِيُّونَ لِمَامًا. وَقَدْ أَفْرَدَهَا بِالتَّأْلِيفِ قَدِيمًا وَحَاوَل الْوُصُول إِلَى حَصْرٍ لَهَا ابْنُ السَّيِّدِ الْبَطْلَيُوسِيُّ فِي كِتَابِهِ " الإِْنْصَافِ فِي أَسْبَابِ الْخِلاَفِ " وَابْنُ رُشْدٍ فِي مُقَدِّمَةِ " بِدَايَةِ الْمُجْتَهِدِ " وَابْنُ حَزْمٍ فِي " الإِْحْكَامِ " وَالدَّهْلَوِيُّ فِي " الإِْنْصَافِ " وَغَيْرُهُمْ. وَيَرْجِعُ الاِخْتِلاَفُ إِمَّا إِلَى الدَّلِيل نَفْسِهِ، وَإِمَّا إِلَى الْقَوَاعِدِ الأُْصُولِيَّةِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِهِ.
أَسْبَابُ الْخِلاَفِ الرَّاجِعِ إِلَى الدَّلِيل:
18 - مِمَّا ذَكَرَهُ ابْنُ السَّيِّدِ مِنْ ذَلِكَ:
1 - الإِْجْمَال فِي الأَْلْفَاظِ وَاحْتِمَالُهَا لِلتَّأْوِيلاَتِ.
2 - دَوَرَانُ الدَّلِيل بَيْنَ الاِسْتِقْلاَل بِالْحُكْمِ وَعَدَمِهِ.
3 - دَوَرَانُهُ بَيْنَ الْعُمُومِ وَالْخُصُوصِ، نَحْوُ {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} اخْتُلِفَ فِيهِ هَل هُوَ عَامٌّ أَوْ خَاصٌّ بِأَهْل الْكِتَابِ الَّذِينَ قَبِلُوا الْجِزْيَةَ.
4 - اخْتِلاَفُ الْقِرَاءَاتِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَاخْتِلاَفُ الرِّوَايَةِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ.
5 - دَعْوَى النَّسْخِ وَعَدَمِهِ.
6 - عَدَمُ اطِّلاَعِ الْفَقِيهِ عَلَى الْحَدِيثِ الْوَارِدِ أَوْ نِسْيَانِهِ لَهُ.
أَسْبَابُ الْخِلاَفِ الرَّاجِعِ إِلَى الْقَوَاعِدِ الأُْصُولِيَّةِ:
19 - مِنَ الْعُسْرِ بِمَكَانٍ حَصْرُ الأَْسْبَابِ الَّتِي مِنْ هَذَا النَّوْعِ، فَكُل قَاعِدَةٍ أُصُولِيَّةٍ مُخْتَلَفٌ فِيهَا يَنْشَأُ عَنْهَا اخْتِلاَفٌ فِي الْفُرُوعِ الْمَبْنِيَّةِ عَلَيْهَا.
الإِْنْكَارُ وَالْمُرَاعَاةُ فِي الْمَسَائِل الْخِلاَفِيَّةِ:
أَوَّلاً: الإِْنْكَارُ فِي الْمَسَائِل الْخِلاَفِيَّةِ:
20 - ذَكَرَ السُّيُوطِيُّ فِي الأَْشْبَاهِ وَالنَّظَائِرِ قَاعِدَةَ: " لاَ يُنْكَرُ الْمُخْتَلَفُ فِيهِ وَلَكِنْ يُنْكَرُ الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ ". وَقَال إِنَّهُ يُسْتَثْنَى مِنْهَا صُوَرٌ يُنْكَرُ فِيهَا الْمُخْتَلَفُ فِيهِ: إِحْدَاهَا: أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْمَذْهَبُ بَعِيدَ الْمَأْخَذِ. وَمِنْ ثَمَّ وَجَبَ الْحَدُّ عَلَى الْمُرْتَهِنِ بِوَطْءِ الأَْمَةِ الْمَرْهُونَةِ وَلَمْ يُنْظَرْ لِلْخِلاَفِ الشَّاذِّ فِي ذَلِكَ.
الثَّانِيَةُ: أَنْ يَتَرَافَعَ فِيهِ لِحَاكِمٍ، فَيَحْكُمَ بِعَقِيدَتِهِ. إِذْ لاَ يَجُوزُ لِلْحَاكِمِ أَنْ يَحْكُمَ بِخِلاَفِ مُعْتَقَدِهِ.
الثَّالِثَةُ: أَنْ يَكُونَ لِلْمُنْكِرِ فِيهِ حَقٌّ، كَالزَّوْجِ الْمُسْلِمِ يَمْنَعُ زَوْجَتَهُ الذِّمِّيَّةَ مِنْ شُرْبِ الْخَمْرِ بِالرَّغْمِ مِنْ وُجُودِ خِلاَفٍ فِي حَقِّهِ بِمَنْعِهَا وَعَدَمِهِ.
وَذَكَرَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ أَنَّ لِلْمُجْتَهِدِ أَنْ يَعْتَقِدَ فِي الأُْمُورِ الْمُخْتَلَفِ فِيهَا بَيْنَ الْحِل وَالتَّحْرِيمِ أَنَّ مُخَالِفَهُ قَدِ ارْتَكَبَ (الْحَرَامَ) فِي نَحْوِ (لَعَنَ اللَّهُ الْمُحَلِّل وَالْمُحَلَّل لَهُ) وَلَكِنْ لاَ يَلْحَقُهُ الْوَعِيدُ وَاللَّعْنُ إِنْ كَانَ قَدِ اجْتَهَدَ الاِجْتِهَادَ الْمَأْذُونَ فِيهِ. بَل هُوَ مَعْذُورٌ مُثَابٌ عَلَى اجْتِهَادِهِ.
وَكَذَلِكَ مَنْ قَلَّدَهُ التَّقْلِيدَ السَّائِغَ.
ثَانِيًا: مُرَاعَاةُ الْخِلاَفِ:
(يُتْبَعُ)
(/)
21 - يُرَادُ بِمُرَاعَاةِ الْخِلاَفِ أَنَّ مَنْ يَعْتَقِدُ جَوَازَ الشَّيْءِ يَتْرُكُ فِعْلَهُ إِنْ كَانَ غَيْرُهُ يَعْتَقِدُهُ حَرَامًا. كَذَلِكَ فِي جَانِبِ الْوُجُوبِ يُسْتَحَبُّ لِمَنْ رَأَى إِبَاحَةَ الشَّيْءِ أَنْ يَفْعَلَهُ إِنْ كَانَ مِنَ الأَْئِمَّةِ مَنْ يَرَى وُجُوبَهُ. كَمَنْ يَعْتَقِدُ عَدَمَ وُجُوبِ الْوِتْرِ يُسْتَحَبُّ لَهُ الْمُحَافَظَةُ عَلَى عَدَمِ تَرْكِهِ، خُرُوجًا مِنْ خِلاَفِ مَنْ أَوْجَبَهُ. وَلاَ يَتَأَتَّى مِمَّنِ اعْتَقَدَ الْوُجُوبَ مُرَاعَاةُ قَوْل مَنْ يَرَى التَّحْرِيمَ، وَلاَ مِمَّنِ اعْتَقَدَ التَّحْرِيمَ مُرَاعَاةُ قَوْل مَنْ يَرَى الْوُجُوبَ.
حُكْمُ مُرَاعَاةِ الْخِلاَفِ:
22 - ذَكَرَ السُّيُوطِيُّ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ أَنَّ الْخُرُوجَ مِنَ الْخِلاَفِ مُسْتَحَبٌّ.
شُرُوطُ الْخُرُوجِ مِنْ الْخِلاَفِ:
23 - قَال السُّيُوطِيُّ: لِمُرَاعَاةِ الْخِلاَفِ شُرُوطٌ:
أَحَدُهَا: أَنْ لاَ تُوقِعَ مُرَاعَاتُهُ فِي خِلاَفٍ آخَرَ. الثَّانِي: أَنْ لاَ يُخَالِفَ سُنَّةً ثَابِتَةً وَمِنْ ثَمَّ سُنَّ رَفْعُ الْيَدَيْنِ فِي الصَّلاَةِ. وَلَمْ يُبَال بِقَوْل مَنْ قَال بِإِبْطَالِهِ الصَّلاَةَ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ؛ لأَِنَّهُ ثَابِتٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ رِوَايَةِ خَمْسِينَ صَحَابِيًّا.
الثَّالِثُ: أَنْ يَقْوَى مُدْرَكُهُ - أَيْ دَلِيلُهُ - بِحَيْثُ لاَ يُعَدُّ هَفْوَةً. وَمِنْ ثَمَّ كَانَ الصَّوْمُ فِي السَّفَرِ أَفْضَل لِمَنْ قَوِيَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يُبَال بِقَوْل دَاوُدَ: إِنَّهُ لاَ يَصِحُّ.
وَقَال ابْنُ حَجَرٍ فِي هَذَا الشَّرْطِ الثَّالِثِ: أَنْ يَقْوَى مُدْرَكُهُ بِأَنْ يَقِفَ الذِّهْنُ عِنْدَهُ، لاَ بِأَنْ تَنْهَضَ حُجَّتُهُ.
أَمْثِلَةٌ عَلَى الْخُرُوجِ مِنَ الْخِلاَفِ:
24 - جَمَعَ السُّيُوطِيُّ لِذَلِكَ أَمْثِلَةً مِنْ فِقْهِ الشَّافِعِيَّةِ مِنْهَا:
1 - أَمْثِلَةٌ عَلَى الْخُرُوجِ مِنْ خِلاَفِ مَنْ يَقُول بِالْوُجُوبِ: اسْتِحْبَابُ الدَّلْكِ فِي الطَّهَارَةِ، وَاسْتِيعَابُ الرَّأْسِ بِالْمَسْحِ، وَالتَّرْتِيبُ فِي قَضَاءِ الْفَوَائِتِ، وَتَرْكُ الأَْدَاءِ خَلْفَ مَنْ يُصَلِّي الْقَضَاءَ، وَتَرْكُ الْقَصْرِ فِيمَا دُونَ ثَلاَثِ مَرَاحِل، وَتَرْكُ الْجَمْعِ، وَقَطْعُ الْمُتَيَمِّمِ الصَّلاَةَ إِذَا رَأَى الْمَاءَ.
2 - أَمْثِلَةٌ عَلَى الْخُرُوجِ مِنْ خِلاَفِ مَنْ يَقُول بِالتَّحْرِيمِ: كَرَاهَةُ الْحِيَل فِي بَابِ الرِّبَا، وَكَرَاهَةُ نِكَاحِ الْمُحَلِّل، وَكَرَاهَةُ مُفَارَقَةِ الإِْمَامِ بِلاَ عُذْرٍ، وَكَرَاهَةُ صَلاَةِ الْمُنْفَرِدِ خَلْفَ الصَّفِّ.
وَذَكَرَ ابْنُ عَابِدِينَ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ أَمْثِلَةً مِنْهَا: نَدْبُ الْوُضُوءِ لِلْخُرُوجِ مِنْ خِلاَفِ الْعُلَمَاءِ، كَمَا فِي مَسِّ الذَّكَرِ أَوِ الْمَرْأَةِ. وَذَكَرَ صَاحِبُ الْمُغْنِي مِنَ الْحَنَابِلَةِ: اسْتِحْبَابَ السُّجُودِ عَلَى الأَْنْفِ خُرُوجًا مِنْ خِلاَفِ مَنْ أَوْجَبَهُ.
وَذَكَرَ الشَّيْخُ عُلَيْشٌ مِنَ الْمَالِكِيَّةِ: أَنَّهُ لاَ تُكْرَهُ الْبَسْمَلَةُ فِي الْفَرْضِ إِذَا قَصَدَ بِهَا الْخُرُوجَ مِنْ خِلاَفِ مَنْ أَوْجَبَهَا.
مُرَاعَاةُ الْخِلاَفِ فِيمَا بَعْدَ وُقُوعِ الْمُخْتَلَفِ فِيهِ:
25 - ذَكَرَ الشَّاطِبِيُّ نَوْعًا آخَرَ مِنْ مُرَاعَاةِ الْخِلاَفِ. وَذَلِكَ فِيمَا لَوِ ارْتَكَبَ الْمُكَلَّفُ فِعْلاً مُخْتَلَفًا فِي تَحْرِيمِهِ وَجَوَازِهِ، فَقَدْ يَنْظُرُ الْمُجْتَهِدُ الَّذِي يَرَى تَحْرِيمَ هَذَا الْفِعْل، فَيُجِيزُ مَا وَقَعَ مِنَ الْفَسَادِ " عَلَى وَجْهٍ يَلِيقُ بِالْعَدْل، نَظَرًا إِلَى أَنَّ ذَلِكَ الْفِعْل وَافَقَ فِيهِ الْمُكَلَّفُ دَلِيلاً عَلَى الْجُمْلَةِ، وَإِنْ كَانَ مَرْجُوحًا، فَهُوَ رَاجِحٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى إِبْقَاءِ الْحَالَةِ عَلَى مَا وَقَعَتْ عَلَيْهِ؛ لأَِنَّ ذَلِكَ أَوْلَى مِنْ إِزَالَتِهَا، مَعَ دُخُول ضَرَرٍ عَلَى الْفَاعِل أَشَدَّ مِنْ مُقْتَضَى النَّهْيِ ". وَضَرَبَ مَثَلاً لِذَلِكَ بِالنِّكَاحِ بِلاَ وَلِيٍّ. فَفِي
(يُتْبَعُ)
(/)
الْحَدِيثِ: أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ بَاطِلٌ بَاطِلٌ. فَلَوْ تَزَوَّجَ رَجُلٌ امْرَأَةً بِلاَ وَلِيٍّ، فَإِنَّ هَذَا النِّكَاحَ يَثْبُتُ بِهِ الْمِيرَاثُ، وَيَثْبُتُ بِهِ نَسَبُ الأَْوْلاَدِ، وَلاَ يُعَامَل مُعَامَلَةَ الزِّنَا لِثُبُوتِ الْخِلاَفِ فِيهِ، وَثُبُوتُ الْمِيرَاثِ وَالنَّسَبِ تَصْحِيحٌ لِلْمَنْهِيِّ عَنْهُ مِنْ وَجْهٍ، " وَإِجْرَاؤُهُمُ النِّكَاحَ الْفَاسِدَ مَجْرَى الصَّحِيحِ فِي هَذِهِ الأَْحْكَامِ، وَفِي حُرْمَةِ الْمُصَاهَرَةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى الْحُكْمِ بِصِحَّتِهِ عَلَى الْجُمْلَةِ، وَإِلاَّ لَكَانَ فِي حُكْمِ الزِّنَا. وَلَيْسَ فِي حُكْمِهِ بِالاِتِّفَاقِ ". وَقَدْ وَجَّهَهُ بِأَنَّ " الْعَامِل بِالْجَهْل مُخْطِئًا لَهُ نَظَرَانِ: نَظَرٌ مِنْ جِهَةِ مُخَالَفَتِهِ لِلأَْمْرِ وَالنَّهْيِ. وَهَذَا يَقْتَضِي الإِْبْطَال، وَنَظَرٌ مِنْ جِهَةِ قَصْدِهِ الْمُوَافَقَةَ فِي الْجُمْلَةِ؛ لأَِنَّهُ دَاخِلٌ مَدَاخِل أَهْل الإِْسْلاَمِ، وَمَحْكُومٌ لَهُ بِأَحْكَامِهِمْ، وَخَطَؤُهُ أَوْ جَهْلُهُ لاَ يَجْنِي عَلَيْهِ أَنْ يَخْرُجَ بِهِ عَنْ حُكْمِ أَهْل الإِْسْلاَمِ، بَل يُتَلاَفَى لَهُ حُكْمٌ يُصَحِّحُ مَا أَفْسَدَهُ بِجَهْلِهِ أَوْ خَطَئِهِ. . . إِلاَّ أَنْ يَتَرَجَّحَ جَانِبُ الإِْبْطَال بِالأَْمْرِ الْوَاضِحِ ".
الْعَمَل فِي الْمَسَائِل الْخِلاَفِيَّةِ
الْمُقَلِّدُ بَيْنَ التَّخَيُّرِ وَالتَّحَرِّي:
26 - ذَهَبَ بَعْضُ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةُ إِلَى أَنَّ الْعَامِّيَّ إِذَا اخْتَلَفَ عَلَيْهِ فَتْوَى عُلَمَاءِ عَصْرِهِ فَهُوَ مُخَيَّرٌ يَأْخُذُ بِأَيِّهَا شَاءَ قَال الشَّوْكَانِيُّ: وَاسْتَدَلُّوا بِإِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ عَلَى عَدَمِ إِنْكَارِ الْعَمَل بِقَوْل الْمَفْضُول مَعَ وُجُودِ الأَْفْضَل.
وَقِيل: لَيْسَ هُوَ عَلَى التَّخْيِيرِ، بَل لاَ بُدَّ مِنْ مُرَجِّحٍ. وَبِهِ قَال الْحَنَفِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ وَأَكْثَرُ الشَّافِعِيَّةِ وَأَحْمَدُ فِي رِوَايَةٍ وَكَثِيرٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ. ثُمَّ قَدْ قِيل: يَأْخُذُ بِالأَْغْلَظِ، وَقِيل: بِالأَْخَفِّ، وَقِيل: بِقَوْل الأَْعْلَمِ.
وَقَال الْغَزَالِيُّ: يَأْخُذُ بِقَوْل أَفْضَلِهِمْ عِنْدَهُ وَأَغْلَبِهِمْ صَوَابًا فِي قَلْبِهِ.
وَقَدْ أَيَّدَ الشَّاطِبِيُّ الْقَوْل الثَّانِيَ مِنْ أَنَّ الْمُقَلِّدَ لَيْسَ عَلَى التَّخْيِيرِ. قَال: لَيْسَ لِلْمُقَلِّدِ أَنْ يَتَخَيَّرَ فِي الْخِلاَفِ؛ لأَِنَّ كُل وَاحِدٍ مِنَ الْمُفْتِينَ مُتَّبِعٌ لِدَلِيلٍ عِنْدَهُ يَقْتَضِي ضِدَّ مَا يَقْتَضِيهِ دَلِيل صَاحِبِهِ. فَهُمَا صَاحِبَا دَلِيلَيْنِ مُتَضَادَّيْنِ. فَاتِّبَاعُ أَحَدِهِمَا بِالْهَوَى اتِّبَاعٌ لِلْهَوَى. فَلَيْسَ إِلاَّ التَّرْجِيحُ بِالأَْعْلَمِيَّةِ وَنَحْوِهَا. فَكَمَا يَجِبُ عَلَى الْمُجْتَهِدِ التَّرْجِيحُ، أَوِ التَّوَقُّفُ، فَكَذَلِكَ الْمُقَلِّدُ. وَأَيْضًا فَإِنَّ ذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى تَتَبُّعِ رُخَصِ الْمَذَاهِبِ مِنْ غَيْرِ اسْتِنَادٍ إِلَى دَلِيلٍ شَرْعِيٍّ.
مَا يَصْنَعُ الْقَاضِي وَالْمُفْتِي فِي الْمَسَائِل الْخِلاَفِيَّةِ:
27 - يَجِبُ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ وَهُوَ قَوْلٌ لِلْمَالِكِيَّةِ أَنْ يَكُونَ الْقَاضِي مُجْتَهِدًا. وَقَدْ صَرَّحَ صَاحِبُ الْمُغْنِي مِنَ الْحَنَابِلَةِ أَنَّ الْقَاضِيَ لاَ يَحْكُمُ بِتَقْلِيدِ غَيْرِهِ مُطْلَقًا سَوَاءٌ أَظَهَرَ لَهُ الْحَقُّ فَخَالَفَهُ فِيهِ غَيْرُهُ، أَمْ لَمْ يَظْهَرْ لَهُ شَيْءٌ، وَسَوَاءٌ أَضَاقَ الْوَقْتُ أَمْ لَمْ يَضِقْ. وَكَذَلِكَ لَيْسَ لِلْمُفْتِي الْفُتْيَا بِالتَّقْلِيدِ. وَعِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ إِنْ تَعَذَّرَ هَذَا الشَّرْطُ فَوَلَّى سُلْطَانٌ أَوْ مَنْ لَهُ شَوْكَةٌ مُقَلِّدًا نَفَذَ قَضَاؤُهُ لِلضَّرُورَةِ.
وَالْمُعْتَمَدُ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ جَوَازُ كَوْنِ الْقَاضِي مُقَلِّدًا. وَالاِجْتِهَادُ عِنْدَ
الْحَنَفِيَّةِ شَرْطُ أَوْلَوِيَّةٍ فَقَطْ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَعَلَى قَوْل مَنِ اشْتَرَطَ الاِجْتِهَادَ، فَإِنَّ الْقَاضِيَ فِي الْمَسَائِل الْمُخْتَلَفِ فِيهَا مِمَّا لَيْسَ فِيهِ نَصٌّ وَلاَ إِجْمَاعٌ لاَ يَحْكُمُ إِلاَّ بِمَا تَرَجَّحَ عِنْدَهُ حَسَبَ أُصُول الاِجْتِهَادِ.
وَعَلَى قَوْل مَنْ يُجِيزُ كَوْنَ الْقَاضِي مُقَلِّدًا، ذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ إِلَى أَنَّهُ يَحْكُمُ الْمُقَلِّدُ بِقَوْل مُقَلِّدِهِ أَيْ بِالرَّاجِحِ مِنْ مَذْهَبِهِ سَوَاءٌ أَكَانَ قَوْلَهُ - يَعْنِي إِمَامَ الْمَذْهَبِ - أَمْ قَوْل أَصْحَابِهِ، لاَ بِالضَّعِيفِ، وَلاَ بِقَوْل غَيْرِهِ مِنَ الْمَذَاهِبِ، وَإِلاَّ نُقِضَ حُكْمُهُ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ لِلضَّعِيفِ مُدْرَكٌ تَرَجَّحَ عِنْدَهُ وَكَانَ مِنْ أَهْل التَّرْجِيحِ، وَكَذَلِكَ الْمُفْتِي. وَيَجُوزُ لِلإِْنْسَانِ أَنْ يَعْمَل بِالضَّعِيفِ لأَِمْرٍ اقْتَضَى ذَلِكَ عِنْدَهُ. وَقِيل: بَل يُقَلِّدُ قَوْل الْغَيْرِ إِذَا كَانَ رَاجِحًا فِي مَذْهَبِ ذَلِكَ الْغَيْرِ، قَال الصَّاوِيُّ: وَهُوَ الْمُعْتَمَدُ لِجَوَازِ التَّقْلِيدِ وَلَوْ لَمْ تَكُنْ ضَرُورَةٌ.
أَمَّا الْحَنَفِيَّةُ فَلَهُمْ فِي الْمَسَائِل الْخِلاَفِيَّةِ تَفْصِيلٌ: فَفِي الْفَتَاوَى الْهِنْدِيَّةِ: يَحْكُمُ الْقَاضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِسُنَّةِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِمَا وَرَدَ عَنِ الصَّحَابَةِ، فَإِنِ اخْتَلَفَتْ أَقْوَالُهُمْ يَجْتَهِدُ فِي ذَلِكَ. فَيُرَجِّحُ قَوْل بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ بِاجْتِهَادِهِ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْل الاِجْتِهَادِ، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُخَالِفَهُمْ جَمِيعًا. وَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى قَوْلٍ وَاحِدٍ، وَخَالَفَهُمْ وَاحِدٌ مِنَ التَّابِعِينَ لاَ يُعْتَبَرُ خِلاَفُهُ إِلاَّ إِنْ كَانَ مِمَّنْ أَدْرَكَ عَهْدَهُمْ وَزَاحَمَهُمْ فِي الْفُتْيَا كَشُرَيْحٍ وَالشَّعْبِيِّ. فَإِنْ لَمْ يَأْتِ عَنِ الصَّحَابَةِ شَيْءٌ فَبِإِجْمَاعِ التَّابِعِينَ.
فَإِنْ كَانَ بَيْنَهُمْ خِلاَفٌ رَجَحَ قَوْل بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ فَقَضَى بِهِ. فَإِنْ لَمْ يَجِئْ عَنْهُمْ شَيْءٌ اجْتَهَدَ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْل الاِجْتِهَادِ. وَإِذَا اخْتَلَفَ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ، قَال ابْنُ الْمُبَارَكِ: يَأْخُذُ بِقَوْل أَبِي حَنِيفَةَ لأَِنَّهُ كَانَ مِنَ التَّابِعِينَ. وَلَوِ اخْتَلَفَ الْمُتَأَخِّرُونَ فِيهِ يَخْتَارُ وَاحِدًا مِنْ ذَلِكَ. وَلَوْ أَنَّ قَاضِيًا اسْتُفْتِيَ فِي حَادِثَةٍ وَأَفْتَى، وَرَأْيُهُ بِخِلاَفِ رَأْيِ الْمُفْتِي، فَإِنَّهُ يَعْمَل بِرَأْيِ نَفْسِهِ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْل الرَّأْيِ. فَإِنْ تَرَكَ رَأْيَهُ وَقَضَى بِرَأْيِ الْمُفْتِي لَمْ يَجُزْ عِنْدَ أَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدٍ. أَمَّا عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ فَإِنَّهُ يَنْفُذُ لِمُصَادَفَتِهِ فَصْلاً مُجْتَهَدًا فِيهِ.
أَمَّا إِنْ لَمْ يَكُنِ الْقَاضِي مِنْ أَهْل الاِجْتِهَادِ فَإِنْ عَرَفَ أَقَاوِيل الأَْصْحَابِ، وَحَفِظَهَا عَلَى الإِْحْكَامِ وَالإِْتْقَانِ، عَمِل بِقَوْل مَنْ يَعْتَقِدُ قَوْلَهُ حَقًّا عَلَى التَّقْلِيدِ.
ارْتِفَاعُ الْخِلاَفِ بِحُكْمِ الْحَاكِمِ:
28 - إِذَا حَكَمَ الْقَاضِي فِي وَاقِعَةٍ مِنَ الْوَقَائِعِ بِحُكْمٍ مُخْتَلَفٍ فِيهِ مِمَّا يَسُوغُ فِيهِ الْخِلاَفُ لِعَدَمِ مُخَالَفَتِهِ لِنَصٍّ أَوْ إِجْمَاعٍ، فَإِنَّ النِّزَاعَ يَرْتَفِعُ بِالْحُكْمِ فِيمَا يَخْتَصُّ بِتِلْكَ الْوَاقِعَةِ، وَيَعُودُ الْحُكْمُ فِي تِلْكَ الْوَاقِعَةِ كَالْمُجْمَعِ عَلَيْهِ، فَلَيْسَ لأَِحَدٍ نَقْضُهُ حَتَّى وَلاَ الْقَاضِي الَّذِي قَضَى بِهِ نَفْسُهُ. كَمَا لَوْ حَكَمَ بِلُزُومِ الْوَقْفِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
أَمَّا فِي غَيْرِ تِلْكَ الْوَاقِعَةِ فَإِنَّ الْخِلاَفَ لاَ يَرْتَفِعُ بِالْقَضَاءِ،وَهَذِهِ إِحْدَى الْقَوَاعِدِ الْفِقْهِيَّةِ الْمَشْهُورَةِ، وَتُعَنْوَنُ عَادَةً بِعُنْوَانِ (الاِجْتِهَادُ لاَ يُنْقَضُ بِمِثْلِهِ) وَعِلَّتُهَا أَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى أَنْ لاَ يَسْتَقِرَّ حُكْمٌ، وَفِيهِ مَشَقَّةٌ شَدِيدَةٌ، فَلَوْ نُقِضَ لَنُقِضَ النَّقْضُ أَيْضًا. وَلأَِنَّهُ لَيْسَ الثَّانِي بِأَقْوَى مِنَ الأَْوَّل. وَقَدْ تَرَجَّحَ الأَْوَّل بِاتِّصَال الْقَضَاءِ بِهِ، فَلاَ يُنْقَضُ بِمَا هُوَ دُونَهُ.
وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ إِجْمَاعِيَّةٌ. وَقَدْ حَكَمَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مَسَائِل، وَخَالَفَهُ فِيهَا بَعْدَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَمْ يَنْقُضْ حُكْمَهُ، وَحَكَمَ عُمَرُ فِي الْمُشْرِكَةِ بِعَدَمِ الْمُشَارَكَةِ، ثُمَّ حَكَمَ فِي وَاقِعَةٍ أُخْرَى بِالْمُشَارَكَةِ، وَقَال: تِلْكَ عَلَى مَا قَضَيْنَا، وَهَذِهِ عَلَى مَا نَقْضِي. وَمِنْ هَذِهِ الْقَضِيَّةِ يَتَبَيَّنُ أَنَّ الْقَاضِيَ لاَ يَنْقُضُ الْمَاضِيَ، وَأَمَّا فِي الْمُسْتَقْبَل فَيَجُوزُ أَنْ يَحْكُمَ فِيهِ بِمَا يُخَالِفُ مَا مَضَى. وَمِنْ شَرْطِ نَفَاذِ الْحُكْمِ فِي الْمَسَائِل الْخِلاَفِيَّةِ أَنْ يَكُونَ فِي حَادِثَةٍ وَدَعْوَى صَحِيحَةٍ وَإِلاَّ كَانَ فَتْوَى لاَ حُكْمًا.
ارْتِفَاعُ الْخِلاَفِ بِتَصَرُّفِ الإِْمَامِ أَوْ نَائِبِهِ:
29 - إِذَا تَصَرَّفَ الإِْمَامُ أَوْ نَائِبُهُ بِمَا تَخْتَلِفُ فِيهِ الاِجْتِهَادَاتُ طِبْقًا لأَِحَدِ الأَْقْوَال الْمُعْتَبَرَةِ، فَلاَ يَنْقُضُ مَا فَعَلَهُ كَذَلِكَ، وَيَصِيرُ كَالْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ (أَيْ بِالنِّسْبَةِ لِمَا مَضَى. وَأَمَّا فِي الْمُسْتَقْبَل فَلَهُ أَنْ يَتَصَرَّفَ تَصَرُّفًا مُغَايِرًا إِذَا تَغَيَّرَ وَجْهُ الْمَصْلَحَةِ فِي رَأْيِهِ). وَقَدْ قَرَّرَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْعَطَاءَ بِالسَّوِيَّةِ، وَلَمَّا جَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهَذِهِ إِحْدَى الْقَوَاعِدِ الْفِقْهِيَّةِ الْمَشْهُورَةِ، وَتُعَنْوَنُ عَادَةً بِعُنْوَانِ (الاِجْتِهَادُ لاَ يُنْقَضُ بِمِثْلِهِ) وَعِلَّتُهَا أَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى أَنْ لاَ يَسْتَقِرَّ حُكْمٌ، وَفِيهِ مَشَقَّةٌ شَدِيدَةٌ، فَلَوْ نُقِضَ لَنُقِضَ النَّقْضُ أَيْضًا. وَلأَِنَّهُ لَيْسَ الثَّانِي بِأَقْوَى مِنَ الأَْوَّل. وَقَدْ تَرَجَّحَ الأَْوَّل بِاتِّصَال الْقَضَاءِ بِهِ، فَلاَ يُنْقَضُ بِمَا هُوَ دُونَهُ.
وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ إِجْمَاعِيَّةٌ. وَقَدْ حَكَمَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مَسَائِل، وَخَالَفَهُ فِيهَا بَعْدَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَمْ يَنْقُضْ حُكْمَهُ، وَحَكَمَ عُمَرُ فِي الْمُشْرِكَةِ بِعَدَمِ الْمُشَارَكَةِ، ثُمَّ حَكَمَ فِي وَاقِعَةٍ أُخْرَى بِالْمُشَارَكَةِ، وَقَال: تِلْكَ عَلَى مَا قَضَيْنَا، وَهَذِهِ عَلَى مَا نَقْضِي. وَمِنْ هَذِهِ الْقَضِيَّةِ يَتَبَيَّنُ أَنَّ الْقَاضِيَ لاَ يَنْقُضُ الْمَاضِيَ، وَأَمَّا فِي الْمُسْتَقْبَل فَيَجُوزُ أَنْ يَحْكُمَ فِيهِ بِمَا يُخَالِفُ مَا مَضَى. وَمِنْ شَرْطِ نَفَاذِ الْحُكْمِ فِي الْمَسَائِل الْخِلاَفِيَّةِ أَنْ يَكُونَ فِي حَادِثَةٍ وَدَعْوَى صَحِيحَةٍ وَإِلاَّ كَانَ فَتْوَى لاَ حُكْمًا.
ارْتِفَاعُ الْخِلاَفِ بِتَصَرُّفِ الإِْمَامِ أَوْ نَائِبِهِ:
29 - إِذَا تَصَرَّفَ الإِْمَامُ أَوْ نَائِبُهُ بِمَا تَخْتَلِفُ فِيهِ الاِجْتِهَادَاتُ طِبْقًا لأَِحَدِ الأَْقْوَال الْمُعْتَبَرَةِ، فَلاَ يَنْقُضُ مَا فَعَلَهُ كَذَلِكَ، وَيَصِيرُ كَالْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ (أَيْ بِالنِّسْبَةِ لِمَا مَضَى. وَأَمَّا فِي الْمُسْتَقْبَل فَلَهُ أَنْ يَتَصَرَّفَ تَصَرُّفًا مُغَايِرًا إِذَا تَغَيَّرَ وَجْهُ الْمَصْلَحَةِ فِي رَأْيِهِ). وَقَدْ قَرَّرَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْعَطَاءَ بِالسَّوِيَّةِ، وَلَمَّا جَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الظَّوَاهِرِ تُؤَدِّي إِلَى اخْتِلاَفِ الْبَوَاطِنِ. وَمِمَّا وَرَدَ مِنْ ذَلِكَ:
أ - كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ يَرَوْنَ الْوُضُوءَ مِنْ خُرُوجِ الدَّمِ. وَرَأَى أَبُو يُوسُفَ هَارُونَ الرَّشِيدَ احْتَجَمَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ - أَفْتَاهُ مَالِكٌ بِذَلِكَ - فَصَلَّى أَبُو يُوسُفَ خَلْفَهُ وَلَمْ يُعِدِ الصَّلاَةَ.
ب - الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَرَكَ الْقُنُوتَ فِي الصُّبْحِ لَمَّا صَلَّى مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ فِي مَسْجِدِهِمْ بِضَوَاحِي بَغْدَادَ. فَقَال الْحَنَفِيَّةُ: فَعَل ذَلِكَ أَدَبًا مَعَ الإِْمَامِ، وَقَال الشَّافِعِيَّةُ بَل تَغَيَّرَ اجْتِهَادُهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ.
ج - كَانَ الإِْمَامُ أَحْمَدُ يَرَى الْوُضُوءَ مِنَ الْحِجَامَةِ وَالْفَصْدِ. فَسُئِل عَمَّنْ رَأَى الإِْمَامَ قَدِ احْتَجَمَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ أَيُصَلِّي خَلْفَهُ؟ فَقَال: كَيْفَ لاَ أُصَلِّي خَلَفَ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؟
إِلاَّ أَنَّ بَعْضَ الْمُتَأَخِّرِينَ الْفُقَهَاءِ مَالُوا إِلَى التَّشَدُّدِ فِي ذَلِكَ.(/)
رسالة إلى حاقد، لكنه أصبح ودودا حبيبا إلى قلبي
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 12:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و إن ادلهمت علينا الخطوب ....
أما بعد:
يقول الحق - تبارك وتعالى - {اتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم لايظلمون} .....
فإنه ليس كل صامت عن حجته مبطلا في اعتقاده، ولا كل ناطق بها لا برهان له محقا في انتحاله ....
هذا وقد تتايع بعض الغرباء عن العلم و أهله في الطعن علي، ووصفي بالأوصاف المشينة .... وقد كنا على مدى سعة صدورنا ممسكين عن الكلام فيه فيما تضمنه موضوعه الآخير القارص اختصارا على ان الحق لاولي الأبصار مكشف بظهوره، مبين عن نفسه، مستغن عن أن يستدل عليه بغيره، فرأيته بعد مافهمته، وتتبع كل مافيه، وجدت الذي تذهب إليه قد سبق الكلام منا فيه، وشاع الخبر عنا وذاع في ذمه وعيبه وتقبيحه، وفي النصب لأهله و المبيانة لأراءه .... فلا حاجة لهذا التطويل و التكدير ....
ورأيت الإدارة تشجعه وتسانده دون الإستماع منا، والإطلاع على حجتنا .....
أيها المباركون الطيبون لقد تفاقم الأمر، وعيل الصبر .... فلو أمسكنا عن الإجابة عن ذلك الدخيل و الغريب لظهرت علينا الذلة، وديثنا بالقماءة .... فإن شأن الحاسد الضغين المجرح الجارح بلا ديليل تهجين خصمه بشتى الأساليب ...
اللهم إليك أفضت القلوب .... قد صرح مكنون الشنآن، وجاشت مراجل الأضغان .... اللهم أنا نشكو إليك غيبة الحق في هذا الوطن .... وكثرة عدونا في هذا المحل .... ربنا افتح بيننا وبين خصومنا بالحق، فانت خير الفاتحين ....
و الله المستعان ....
كتبه
فيصل بن المبارك أبو حزم
صبيحة يوم الثلاثاء 7 شوال 1429ه
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 12:16]ـ
هذا الشخص صار فجأة أحب الناس إلى قلبي ....
فسبحان الله مغير الأحوال ...(/)
التصرف بالصدقة بافضل مما امر المتصدق
ـ[الغُندر]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 06:28]ـ
اذا اعطاني رجل مالا صدقة لجهة المؤلفة قلوبهم فوجدت طلبة علم فقراء فاعطيتهم المال فهل علي شيء؟
وارجوا ذكر الادلة واقوال اهل العلم المحققين وجزاكم الله خيرا.
ـ[الغُندر]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 08:48]ـ
جزى الله خيرا من يفدني(/)
فيديو لقاء تلفزيوني مع الشيخ أبي الحسن المأربي عن كتابة فتنة التفجيرات و الإغتيلات
ـ[ولد برق]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 08:37]ـ
فيديو لقاء تلفزيوني مع الشيخ أبي الحسن المأربي عن كتابة فتنة التفجيرات و الإغتيلات
لقاء برنامج كاتب وكتاب مع الشيخ أبي الحسن جودة عالية
http://www.sulaymani.net/catplay.php?catsmktba=169
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 03:47]ـ
جزاكم الله خيرًا على هذا الموضوع
والذي قد سبقتني إليه؛ إذ كنت على وشك طرحه مع أشياء أخر
فبارك الله فيكم، وجعلني الله وإياكم من السَّبَّاقين بالخيرات
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 03:59]ـ
التفجيرات والإغتيالات التي تقع في بلاد المسلمين أشدها نكاية هي تلك التي يقوم بها الحكام المجرمين طاعةً لأسيادهم النصارى واليهود والملاحدة عليهم من الله ما يستحقون.
ـ[ولد برق]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 10:27]ـ
جزاكم الله خيرًا على هذا الموضوع
والذي قد سبقتني إليه؛ إذ كنت على وشك طرحه مع أشياء أخر
فبارك الله فيكم، وجعلني الله وإياكم من السَّبَّاقين بالخيرات
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا وجعلني الله وإياكم من السَّبَّاقين بالخيرات
و بإمكانك طرح الأسياء الأخرى
موفق بعون الله
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 11:15]ـ
التفجيرات والإغتيالات التي تقع في بلاد المسلمين أشدها نكاية هي تلك التي يقوم بها الحكام المجرمين طاعةً لأسيادهم النصارى واليهود والملاحدة عليهم من الله ما يستحقون.
صدقت والله .. قتلوا خيرة الشباب المجاهد الذي قضّ مضاجع الصليبيين وعبيدهم.
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 05:52]ـ
يا جماعة الخير, المأربي هذا كان قاب قوسين أو أدنى منهم!! جماعة السبّ واللعن والطعن في اليمن, يخوض مع الخائضين في أعراض المجاهدين, فما نال من جماعته إلا جزاء سنمار فهاله مالقيه منهم من ضرب بالنعال فأنشد فيهم في "قطع اللجاج":
وإخواناً حسبتمهموا دروعا .. :: .. فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهموا سهاماَ صائباتٍ .. :: .. فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا: قد صَفَتْ منَّا قلوبٌ .. :: .. فقد صدقوا ولكن, مِنْ وِدادي
فأصبح بين عشية وضحاها أكبر عدو لهم بعد أن عرف حقيقتهم ومن أكبر المدافعين عن عرض سيد قطب رحمه الله.
واقرؤوا -إن شئتم- "قطع اللجاج بالردّ على من طعن في السراج الوهاج"
والله غالب على أمره
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 06:24]ـ
نماذج من الكلام المجمل -حمال أوجه- يراد به حق وباطل.(/)
بيان تمام قول الإمام ابن عبد البر: (و الذي أجمع المسلمون عليه الختان في الرجال .. )
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 12:05]ـ
كشف الشبهة المثارة في قول الإمام ابن عبد البرّ في الختان
بيان تمام و مراد قول ابن عبد البر: (والذي أجمع المسلمون عليه الختان في الرجال .. )،
و أنه راجعٌ إلى قوله: " و أجمع العلماء على أن إبراهيم أول من اختتن "
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و المرسلين، سيدنا محمدٍ النبيّ الأمين، و على آله الأطهار المُكَرّمين، و أصحابه الأبرار الميامين، رضي الله عنهم أجمعين، و مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
و بعد
فهذا البحث واحدٌ من عدة بحوث، تتتبّع و تكشف أهَمّ الشُبهات، التي أثارها و اعتَلّ بها كثيرٌ مِن منكري مشروعية ختان الإناث – المعاصرين – و هي شُبهات واهيات، لا تستطيع الوقوف أمام الأدلّة الشرعية القوية القاطعة بمشروعيته، مثل الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم – في وجوب الغُسْل عند جماع الزوجيْن -: إذا " مَسّ الختانُ الختانَ ". أيّ من الرجل و المرأة، و المُراد به: مَوْضعه، و كذا الإجماع الصريح على مشروعيته.
قال الله عَزّ و جَلّ في شأن رسوله الكريم: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ}. [الحشر: 7]
و هذان الدليلان مما لا يَسَع المخالفين ردّه أو إنكاره، و لذا احتالوا بالاستتار وراء أقوال ظنّوها - بغير حقٍ - تسند دعاواهم. و هو ما سَنُبيّن بُطلانه هنا؛ بِوَجْهٍ جَلِيٍّ، يزيل التلبيس و التدليس، إن شاء الله تعالى.
* * *
كان الاستشهاد بأقوالٍ مبتورة ة مجتزأة، و الاستدلال بها في غير مواضعها من المسالك التي سلكها نفرٌ من المعاصرين المنكرين لمشروعية ختان الإناث، و من ذلك استشهادهم – في نفيّ مشروعية و سُنية ختان الإناث - بقول الإمام ابن عبد البر: (و الذي أجمع المسلمون عليه الختان في الرجال)، و قالوا إنه يَدلّ على أن الختان للرجال فحسْب. و هذا القدر من قول ابن عبد البر ظاهره مُوهم، و لكن له تتمة تُبيّن مقصوده، و إيراده مع إغفالها – في مجال الاستشهاد للإنكار - فيه تدليس وتلبيس؛ إذ ذكروا كلامه و احتجوا به في غير محله، من غير تكملة بقية جملته، مع ضرورة تتمته؛ لفهم مراده به،، و سيأتي بيانه.
بيان تمام كلام الإمام ابن عبد البر في الختان، و مراده به
توهموا و أوهموا – بسوء فهمٍ أو بسوء قصد - بأن قول ابن عبد البر: " و الذي أجمع المسلمون عليه الختان في الرجال " معناه: " و الذي أجمع المسلمون عليه الختان للرجال " أي أنه خاصٌ بالرجال، و هذا خاطئ من وجوه:
أولها: أن قوله: " الختان في الرجال " معناه: الختان في حق الرجال، و هذا لا ينفيه في حق غيرهم من النساء، بخلاف لو قال مثلاً: الختان للرجال. و سَكَتْ؛ فاللام هنا تفيد الاختصاص، و هو ما لم يقع.
الوجه الثاني: أن كلام ابن عبد البر: " ... الختان في الرجال " له تتمة ضرورية لفهم مراده به، و هي قوله عقبه مباشرة: " على ما وصفنا "؛ إشارةً إلى كلام له متقدم، وعبارة ابن عبد البر بتمامها: " و الذي أجمع المسلمون عليه الختان في الرجال على ما وصفنا "؛ قالها في كتابه "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ". و سيأتي بيانها.
الوجه الثالث: يستحيل – قطعاً – أن يكون مراد ابن عبد البر بكلامه هذا: الإجماع على أن الختان للرجال فحسْب، و نفْيّ مشروعية ختان النساء،كما ادعوا؛ لاتفاق الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب الفقهية المشهورة في بلاد الإسلام على مشروعية و إباحة ختان النساء، و لا وجود لإجماعٍ خالفه إمامٌٍ واحد منهم، فكيف بجميعهم؟!
و تصريح الإمام ابن عبد البر نفسه – في كتابه " الكافي في فقه أهل المدينة " - بأن الختان مكرمة للنساء، يدحض ما ادّعوه؛ قال: (ومن فطرة الإسلام عشر خصال الختان وهو سنة للرجال ومكرمة للنساء، وقد روي عن مالك أنه سنة للرجال و النساء). اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
* و لا مناص لفهم مراده بقوله: " على ما وصفنا " من الرجوع إلى بقية كلامه؛ فبعد أن ذكر عدة أحاديث عقِب قوله: " الختان من ملة إبراهيم، لا يختلفون في ذلك "، قال: «وأجمع العلماء على أن إبراهيم أول من اختتن، وقال أكثرهم الختان من مؤكدات سنن المرسلين، ومن فطرة الإسلام التي لا يسع تركها في الرجال، وقالت طائفة ذلك فرضٌ واجب لقول الله عز وجل {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً} قال قتادة هو الاختتان.
قال أبو عمر:
ذهب إلى هذا بعض أصحابنا المالكيين، إلا أنه عندهم في الرجال، وقد يحتمل أن تكون ملة إبراهيم المأمور باتباعها التوحيد بدليل قوله {لكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً}.
وقد روى أبو إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي (أن سارة لما وهبت هاجر لإبراهيم فأصابها غارت سارة، فحلفت ليغيرن منها ثلاثة أشياء، فخشي إبراهيم أن تقطع أذنيها أو تجدع أنفها، فأمرها أن تخفضها وتثقب أذنيها).
قال: وروي عن أم عطية أنها كانت تخفض نساء الأنصار.
وروى حجاج بن أرطاة عن ابن أبي المليح عن أبيه عن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " الختان سنة للرجال مكرمة للنساء ".
قال: واحتج من جعل الختان سنة بحديث أبي المليح هذا، وهو يدور على حجاج بن أرطاة، وليس ممن يحتج بما انفرد به، والذي أجمع المسلمون عليه الختان في الرجال على ما وصفنا». انتهى كلام ابن عبد البر هنا.
و قوله في نهايته: " و الذي أجمع المسلمون عليه الختان في الرجال على ما وصفنا " يرجع إلى قوله في أوله: " و أجمع العلماء على أن إبراهيم أول من اختتن "؛ لأنه الإجماع الوحيد الذي ذكره في مسألة الختان.أما غير ذلك من مسائل الختان فلم يَذكر فيها إجماع، لا هو و لا غيره، بل فيها خلاف، و لا إجماع فيها غير الإجماع على مشروعيته في الرجال و النساء، و قد تقدم بيانه، و هو هادمٌ لدعواهم.
و قد جاء كلامه هذا في سياق بيان قوله " الختان من ملة إبراهيم " و أن العلماء " لا يختلفون في ذلك "، و حكى إجماع المسلمين – متمثلاً بإجماع علمائهم – على أن إبراهيم عليه السلام هو أول من اختتن من الرجال، و في ختان النساء ذكَر خفاض هاجر عليها السلام بأمر سيدنا إبراهيم، و ذكر ختان أم عطية لنساء الأنصار، و لم ينكره، و ذكر الخلاف في حكم الختان بين الوجوب و السُنية في الرجال و النساء – ثم ختم بذكر أن الإجماع في ختان الرجال هو على ما ذكره - في أوله - أن إبراهيم عليه السلام أول من اختتن؛ فهذا هو الإجماع الوحيد الذي ذكره في كلامه.
و قد يُحتمل أن يكون قوله: «الختان في الرجال على ما وصفنا» راجعاً إلى قوله في أوله: «الختان من مؤكدات سنن المرسلين، ومن فطرة الإسلام التي لا يسع تركها في الرجال، و قالت طائفة: ذلك فرضٌ واجب»، لولا انتفاء الإجماع هنا.
* و كيفما كان الحال فلا يحتمل قوله: «و الذي أجمع المسلمون عليه الختان في الرجال على ما وصفنا» أيّ إنكار لمشروعية ختان الإناث، كما يزعمون، و دليل ذلك:
1 – ذكره خفاض السيدة هاجر عليها السلام، و كذا خفاض نساء الأنصار، من غير إنكار.
2 – أن الإمام مالك صاحب " الموطأ " – الذي كتب ابن عبد البر كتابه هذا " التمهيد " لذكر ما فيه " من المعاني و الأسانيد " – أخرج الحديث: "خمس من الفطرة: تقليم الأظفار، وقص الشارب، وحلق العانة، ونتف الإبط، والاختتان ". و قال فيه: «من الفطرة ختان الرجال و النساء»؛ ذكره ابن عبد البر نفسه في كتابه هذا نفسه،و كذا في كتابه " الاستذكار ".
3 – قول ابن عبد البر نفسه: «و من فطرة الإسلام عشر خصال: الختان، و هو سُنة للرجال، و مكرمة للنساء، و قد رُوي عن مالك أنه سُنة للرجال و النساء»؛ قاله في كتابه " الكافي في فقه أهل المدينة ".
و مع كل هذا يدّعي مُدّعٍ أن الإمام ابن عبد البرّ أنكر صحة ختان الإناث!
(يُتْبَعُ)
(/)
و عليه: فلا حجة لهم فيما احتجوا به من كلام ابن عبد البر، و سقط استشهادهم به في تأييد دعواهم بإنكار ختان الإناث؛ لأنه احتجاج في غير محله، و تصريح ابن عبد البر بأنه مكرمة لهنّ ينقضه، و الإجماع على مشروعيته فيهن يَردّه؛ قال الإمام ابن رجب الحنبلي – في كتابه " فتح الباري " -: (و ختان المرأة مشروعٌ بلا خلاف). و انتفاء الخلاف هو عيْن الإجماع، و هو ما صرّح به الإمام أحمد بن يحيى بن المرتضى – في كتابه: " البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار " – قال: (و الختان مشروعٌ إجماعاً للرجال و النساء).
و هذا قد تقدم تفصيله في بحث: [بيان دليل الإجماع في مشروعية ختان الإناث]. المنشور في عدة ملتقيات، و في موقع مكتبة مشكاة الإسلامية
* * *تذكيرٌ بحقيقة كلام ابن عبد البر في الختان
و نعيد كلام الحافظ ابن عبد البر في الختان بتمامه؛ تذكرةً به، و تبصرةً بمقصوده به؛ قال في " التمهيد ": " و الذي أجمع المسلمون عليه الختان في الرجال على ما وصفنا "؛ إشارةً إلى ما ذكره – في أول كلامه - من الإجماع على أن إبراهيم عليه السلام أول من اختتن من الرجال، و قال في " الكافي في فقه أهل المدينة " - بالحرف -: " و من فطرة الإسلام عشر خصال: الختان، و هو سُنة للرجال، و مكرمة للنساء ". اهـ
هذا هو صريح قول الإمام ابن عبد البر في مشروعية ختان الإناث و استحبابه، فالمِكرُمة هي ما يُستحب شرعاً.
و بذلك انكشفت تلك الشبهة المثارة في ختان الإناث، و اندفعت؛ بعون الله و توفيقه، و الحمد لله أولاً و آخراً.
? كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ ? [الرعد: 17]
أسأل الله تعالى أن يتقبل مِنّي عملي هذا، و يجعله خالصاً لوجهه الكريم، و أن ينفع به و ينفعني به، كما أسأله عَزّ و جِلّ أن يُعينني على إكمال بقيته؛ دفعاً و دحْضاً لحجج المُشككّين، و حِفظاً ودفاعاً عن حُكْمٍ من أحكام الدين القويم، وبياناً لِحُكْمٍ من أحكام الشرع الحنيف.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه
د. أبو بكر عبد الستار خليل
عفا الله عنه و عافاه في الداريْن
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 04:16]ـ
السلام عليكم
بل كلام ابن عبد البر رحمه الله ليس دليلا على ما ذكرته
والا كيف تشرح كلام ابن عبد البر سنة للرجال؟ ما المقصود به ها هنا هل يقصد به انه واجب على الرجل ام قصده ان ما ثبت في السنة هو ختان الرجال لا النساء ام قصده انه مستحب لان الفقهاء كما لا يخفى عليك انهم اذا اطلقوا لفظ سنة يراد به انه مستحب.
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 04:18]ـ
فاقل ما يفهم من كلامه رحمه الله ان ختان النساء امر مباح وليس بمحرم
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 02:46]ـ
فاقل ما يفهم من كلامه رحمه الله ان ختان النساء امر مباح وليس بمحرم
و عليكم السلام
نعم، صحيح هذا
و لكن: هل فهمت خلافه في مقالي؟
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 11:46]ـ
هذا هو صريح قول الإمام ابن عبد البر في مشروعية ختان الإناث و استحبابه، فالمِكرُمة هي ما يُستحب
كلامي عن قولك هذا اخي فهذا الذي فهمته من كلامك الاخير وان كان كلامك في اول المقال يفهم منه ما ذكرته(/)
«شَرح مَنْسَكِ شيخِ الإِسلامِ ابنِ تَيميَّةَ،لشيخنا العلَّامة عبد اللَّه بن جبرين»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 02:41]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«شَرْحُ
مَنْسَكِ شَيْخِ الْإِسْلَامِ
أَبِي الْعَبَّاسِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ
ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ،
شَرْح
سَمَاحَةِ شَيْخِنَا العَلاَّمَةِ
عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ
ـ حفظهُ اللَّه تعالى،ورعاهُ ـ»
الدَّرْسُ الأوَّلُ [24 - 11 - 1429هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57333
[ 25-11-1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57375
[ 26-11-1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57409
[ 27-11-1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57437
[ 27-11-1429 هـ] (بعد المغرب):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57438
[ 28-11-1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57460
[ 29-11-1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57480
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57481
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57459
[ 30-11-1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57512
و
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57511
[ 1-12-1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57536
و
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57537
[ 2-12-1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57565
[ 3-12-1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57640
و
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57587
[ 4-12-1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57606
و
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57607
[ 5-12-1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57623
و
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57624
[ 6-12-1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57639(/)
ما الحد الشرعي في غير المحصنة إن زنت وحبلت من الزنى؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 06:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم،
أشكل عليّ كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - في [منهاج السنة النبوية: 6/ 45 - 46]، إذ يقول:
والناس متنازعون في المرأة إذا ظهر بها حمل، ولم يكن لها زوج ولا سيد، ولا ادعت شبهة؛ هل ترجم؟ فمذهب مالك وغيره من أهل المدينة والسلف أنها ترجم، وهو قول أحمد في إحدى الروايتين، ومذهب أبي حنيفة والشافعي: لا ترجم، وهي الرواية الثانية عن أحمد. قالوا: لأنها قد تكون مستكرهة على الوطء، أو موطوءة بشبهة، أو حملت بغير وطء. والقول الأول هو الثابت عن الخلفاء الراشدين. وقد ثبت في الصحيحين أن عمر بن الخطاب خطب الناس في آخر عمره، وقال: الرجم في كتاب الله حق على من زنى من الرجال والنساء إذا قامت البينة، أو كان الحبل، أو الأعتراف. فجعل الحبل دليلاً على ثبوت الزنى كالشهود.
فهل الغير محصنة ترجم إن ظهر بها حمل؟
ـ[أبوهلا]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 09:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبوشعيب حييت
يجب أن أنبهك إلى عدة أمور:
الأول: إني لم أرجع إلى منهاج السنة لأنظر سياق الكلام اعذرني.
الثاني: المرأة إذا تزوجت ثم طلقت أو مات زوجها تعد محصنة ولو كانت بعد ذلك بلا زوج ولا سيد كما في هذه الحالة التي يذكرها ابن تيمية.
الثالث: المرأة غير المحصنة في الشرع هي التي لم تتزوج قط. ولا أظن ابن تيمية يقصدها في حديثه هنا.
والله أعلم بالصواب.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 06:03]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
جزاك الله خيراً .. لكن ما دليلك أن المطلّقة أو الأرملة تعتبر محصنة؟؟ .. ما أعلمه أنها ثيّب غير محصنة ..
هل لك أن تأتيني بالدليل؟ .. وبارك الله فيك
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 06:56]ـ
من شروط الإحصان: الوطء في نكاح صحيح، ولا يلزم بقاء الزواج لبقاء صفة الإحصان، فلو تزوج مرة زواجًا صحيحًا، ودخل بزوجته، ثم انتهت العلاقة الزوجية. ثم زنى وهو غير متزوج فإنه يرجم وكذلك المرأة إذا تزوجت، ثم طلقت فزنت بعد طلاقها، فإنها تعتبر محصنة وترجم.
((والثيوبة تحصل بالوطء في القبل فوجب اعتباره))
وأنا أقول: إن الثيب قد وعت خطورة الوطء وحساسيته بعكس البكر.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 08:50]ـ
(الأمل الراحل)،
جزاك الله خيراً .. ما الدليل؟
يقول الشيخ ابن جبرين:
المحصن: هو الذي قد تزوج زواجاً صحيحاً، ودخل بزوجته، زوجة حلال، ووطئها وطئاً حلالاً، ثم بعد ذلك عدل إلى الزنى، فإنه - والحال هذه - عدل عن الحلال إلى الحرام، وهكذا يسول له الشيطان، يزين له الحرام، ولو كان عنده زوجة حلال
المصدر: http://www.taimiah.org/Display.asp?f=13tsheel00002.ht m
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 11:42]ـ
اخى اباشعيب بارك الله فيك
من شروط الإحصان: الوطء في نكاح صحيح، وَلاَ خِلاَفَ فِي أَنَّ عَقْدَ النِّكَاحِ الْخَالِيَ مِنَ الْوَطْءِ لاَ يَحْصُل بِهِ إِحْصَانٌ وَلَوْ حَصَلَتْ فِيهِ خَلْوَةٌ صَحِيحَةٌ أَوْ وَطْءٌ فِيمَا دُونَ الْفَرْجِ، أَوْ وَطْءٌ فِي الدُّبُرِ؛ لأَِنَّ هَذِهِ أُمُورٌ لاَ تُعْتَبَرُ بِهَا الْمَرْأَةُ ثَيِّبًا، وَلاَ تَخْرُجُ عَنِ الأَْبْكَارِ اللاَّئِي حَدُّهُنَّ الْجَلْد
ولا يلزم بقاء الزواج لبقاء صفة الإحصان، ولا اعلم احد من اهل العلم اشترط ذلك لديمومة صفَة الاحصان او الثيوبة فلو تزوج امَرْأَةً زواجًا صحيحًا، ودخل بها، ثم انتهت العلاقة الزوجية. ثم زنى وهو غير متزوج فإنه يرجم وكذلك المرأة إذا تزوجت، ثم طلقت فزنت بعد طلاقها، فإنها تعتبر محصنة وترجم. وهذا اجماع على ما اذكر
على كل حال
راجع مادة إحصان فى الموسوعة الكويتيه
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 12:02]ـ
أخي الكريم أبا زكريا،
بارك الله فيك .. وما الدليل؟؟
قرأت أقوال الفقهاء ولم أجد الدليل .. ما دليلهم على ذلك؟
وجزاك الله خيراً.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 01:23]ـ
أخى الكريم
جاء قى الموسوعة الكويتية عند مادة (إحصان):
وَمِمَّا تَجْدُرُ الإِْشَارَةُ إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ يَجِبُ بَقَاءُ النِّكَاحِ لِبَقَاءِ الإِْحْصَانِ، فَلَوْ نَكَحَ فِي عُمُرِهِ مَرَّةً ثُمَّ طَلَّقَ وَبَقِيَ مُجَرَّدًا، وَزَنَى رُجِمَ أهـ
وقد قلت لك بارك الله فيك هذا اجماع من اهل العلم
فالدليل الاجماع وهذا واضح
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 01:43]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز .. ووفقنا الله لكل خير ..
من نقل هذا الإجماع؟ .. والإجماع المعتد به لا يكون إلا بدليل من الكتاب والسنة جاء الإجماع بتأكيده .. أو مما اتفق عليه الصحابة.
فهل تحققت هذه الأمور؟
دعنا أولاً نعرف من نقل الإجماع، ثم نتكلم عن الباقي .. وجزاك الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 01:49]ـ
ليس معنى الإحصان محل النزاع في هذه المسألة
فلا يكاد يوجد خلاف أن الإحصان يتحقق بوطء في نكاح صحيح
لأن الله لم يشترط في الإحصان ديمومة الزواج بل أطلقه .. كما في قوله تعال"فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة"
ولكن محل المسألة: هل حمل المرأة غير ذات الزوج دليل على زناها، فيقام عليها الحد فترجم إن كانت محصنة بأن تكون طلقت ثم حملت وتجلد إن كانت بكراً، فهذا مذهب المالكية الذي أشار له ابن تيمية
والقول الثاني وعليه الجمهور أن الحمل بمجرده ليس دليلا على الزنى
إذ قد تكون مكرهة أو غافلة وغير ذلك ..
وأما قوله غير ذات الزوج .. أي أثناء ذلك ..
ولكنها لا ترجم على قول مالك إلا أن تكون محصنة من قبل
وقد ورد عن عمر روايتين في ذلك
الأولى أنه جعل الحمل بينة .. والثانية أنه أُتي بامرأةبكر وهي حامل، والناس يريدون جلدها، فسأل عن حالها، فأخبر أنها من بيت صالح، فسألها:مابك؟ قالت: إنني كنت أصلي من الليل ما شاء الله ثم غلبتني عيناي فلم أشعر إلا وقد اعتلاني رجل وقذف فيّ كالكوكب فلم يقم عليها الحد
والله أعلم
ـ[المرضي]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 02:28]ـ
ليس معنى الإحصان محل النزاع في هذه المسألة
فلا يكاد يوجد خلاف أن الإحصان يتحقق بوطء في نكاح صحيح
لأن الله لم يشترط في الإحصان ديمومة الزواج بل أطلقه .. كما في قوله تعال"فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة"
أخي الكريم من أين نقلت هذا المعنى في قوله تعالى: "فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة"
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 02:38]ـ
قصدي أن الإحصان ورد مطلقا وليس فيه تقييد بديمومة أن تكون المرأة في عصمة الرجل
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 03:10]ـ
أبا القاسم،
جزاك الله خيراً ..
اختلف العلماء في تعريف معنى الإحصان في تلك الآية التي ذكرت. فمنهم من قال: الإسلام .. ومنهم من قال: العفة .. ومنهم من قال: التزويج (وهو الراجح) .. ومنهم من قال: الحريّة.
فاختلافهم في معنى هذه الآية ينقض الإجماع الذي استدل به المخالف ..
هذا أولاً ..
وثانياً: المعنى اللغوي للإحصان هو المنع .. من تزوج فقد منع نفسه من الحرام .. فصار محصناً .. فإن طلّقها أو ماتت عنه، فانتفى الإحصان في حقه .. لأنه لم يعد ممتنعاً بامرأته عن الفاحشة .. والله أعلم
لكن ما علينا من كل هذا ..
من نقل الإجماع على هذا المعنى؟ .. وهل ورد عن السلف هذا المعنى ولم يوجد لهم مخالف؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 03:24]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
جزاك الله خيراً .. لكن ما دليلك أن المطلّقة أو الأرملة تعتبر محصنة؟؟ .. ما أعلمه أنها ثيّب غير محصنة ..
هل لك أن تأتيني بالدليل؟ .. وبارك الله فيك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو شعيب هداك الله
ليس هذا ميدانك، يجب عليك أولاً أن تطلب العلم، لأن جهلك فاضح، وقد تركتك عند الحديث في اللحية لجهلك، وتركت الإجابة هنا عليك لجهلك أيضاً ولكن لما رأيت الحديث احتدم ولم يكفني أحد كتبت لك هذا الجواب.
أخي أبو شعيب أنت لا تنكر الرجم. وإنما تنكر إطلاق اسم الاحصان على المطلقة أو الأرملة.
ومما يدل على جهلك الفاضح أننا لا نسأل هنا عن الدليل كما تفعل أنت، وإنما نسأل هل الإحصان في لغة العرب يشمل المطلقة والأرملة أم لا يشملهما؟
أما الشيخ الجبرين فهو بريء من استشهادك بكلامه وبإمكانك أن تسأله عن هذه المسألة وستعرف أنك مخطئ.
أخي شعيب جهل وجرأة كارثة على العلم.
أسأله سبحانه أن يعصمك من الجرأة على القول بلا علم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 03:28]ـ
شكرا لك .. ولك بمثل
إنما قلت: لا يكاد يختلف فيه .. ليس في معنى الإحصان
ولكن جماهير الأئمة الأربعة على أن الوطء في نكاح صحيح
وإن حصل بعده تطليق .. يوجب الرجم
وهذا كما سبق خارج محل النزاع الذي سألت عنه من كلام ابن تيمية
فاستشكالك ليس هذا مناطه
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 04:04]ـ
أبوهلا،
للأسف، فأخلاقك من أسوأ ما يمكن .. ولا عجب من تحاملك عليّ وهذه أخلاقك ..
حتى لو كنت أجهل هذه المسألة، فما يعيب إن سألت فيها من هو أعلم مني؟ هل تراني أفتيت بشيء؟؟ .. سبحان الله.
ربما ساءك كلامي في الطواغيت والخروج عليهم، فانتفضت هنا تستشفي مني دفاعاً عنهم.
لكنني سأترك الحوار معك، فالظاهر أنه لا يعجبك إلا من يكون بمثل سوء خلقك.
ولك مني (الدعاء الصادق)
---------------
أبا القاسم،
جزاك الله خيراً .. توضّح لي مقصودك .. فالجمهور على ذلك، ولعلّي أبحث في هذه المسألة إن شاء الله بتوسّع.
فعليه .. يُحمل كلام ابن تيمية - رحمه الله - على المحصنة التي لا زوج لها، بحسب معنى الإحصان الذي ذكرتموه.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 04:28]ـ
حتى لو كنت أجهل هذه المسألة، فما يعيب إن سألت فيها من هو أعلم مني؟ هل تراني أفتيت بشيء؟؟ .. سبحان الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو شعيب لم أقصد الإساءة، وإنما قصدت ما ذكرته أنت أنه ليس من العيب أن يسأل الإنسان من هو أعلم منه، ولكن خانني التعبير وجرفني الحماس. عذراً
أمر آخر يجب أن تذهب للعلماء وتتقرب منهم وتعرض عليهم ما يشكل عليك، فليس هناك مثل المشافهة.
ولك مني الدعاء الصادق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المرضي]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 04:50]ـ
أخي راجع الآيات ((وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَآ أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) وراجع كتب التفسير فليس فيها ما ذكرته، بل في الآية تقييد بشرط الإحصان وهو الزواج، أما قبله فلم في الآية ما يدل عليه، وبعده علمه عند الله، والآية في الإماء فكيف تستدل بها على الحرائر ...
ـ[أبوهلا]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 05:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة لا تشكل عليكم المسألة ارجعوا لأحاديث الرجم في البخاري ومسلم، فقد نبه الصحابة رضي الله عنهم من مثل هذا الكلام هنا،
جاء في الصحيحين: (قال عمر بن الخطاب وهو جالس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف).
وأية الرجم موجودة بنصها في كتب التفسير والحديث.
ـ[الوايلي]ــــــــ[18 - Jul-2010, مساء 04:54]ـ
اسئل الله ان يحمينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن
عندي تسائل لماذا المتزوج إذا زنى لا يرجم بالنسبة للمملكة العربية السعودية
بما ان الرجم ذكر في القران الكريم وفعله النبي صلى الله عليه وسلم بأحد الصحابة رضوان الله عليهم وعليه
أو ان هناك خلاف في هذه المسئلة افيدونا بارك الله فيكم ... !!(/)
أرجو الإفادة العاجلة عن الزواج وصحَّة العقد عن طريق الانترنت بين الشاب والشابة؟
ـ[آلاء م]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 06:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة تعرفت على شاب عن طريق الانترنت
وقد أعجبني دينه وحسن خلقه
كما أعجبه فيني ذات الشيء
لذلك فقد طلب مني أن اخبر أهلي به ليتقدم لخطبتي
ولكن ظروف ما حصلت معه أخرته لفترة وقد علم بها أهلي
وبعد فترة أراد أن يعرف مني إن كنت قد بقيت على إرادتي به أم لأ
وقد سألني (هل تقبلين بي زوجاً على سنة الله ورسوله)
فأجبته بالقبول (ونيتي القبول بأنني نعم أريده لكن دون أن يكون مترتب على ذلك حكم شرعي أي زواج إلى أن يأتي لخطبتي بشكل رسمي)
فهل يترتب على ذلك حكم شرعي؟
لأنه يقول لي أنني بحكم زوجته الآن وأنه إن أراد تركي يجب أن يطلقني (لأنه قد سألني بالصيغة الشرعية) ويقول لي أنني بكراً ووكيله نفسي فقد أجبت دون توكيل أحد عني
وطلب مني السؤال والتأكد
فأرجو الإفادة في ذلك بالتفصيل جزاكم الله خيرا
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 07:46]ـ
لم تصبحي زوجته بعد اصلا لان الزواج الشرعي يحتاج الى الولي والشاهدين و هذا لم يتحقق في هذا الزواج المزيف وحتى على من قال بعدم شرطية الولي يوجبون وجود الشاهدين.
وانا انصحك بالابتعاد من هذا الرجل فمن خلال ما قاله لك في الاخير دليل على سوء نيته وقصده ويريد استغلال هذا لبعض اغراضه، وكذلك هذه العلاقات محرمة قد حرمها اهل العلم وانصحك بالابتعاد عنها وعليك بتقوى الله في السر والعلن.
ـ[آلاء م]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 07:51]ـ
جزاك الله خيرا دنيا وآخرة
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 08:01]ـ
واضح يا أختي أن نية الرجل سيئة!
أجل يقول أنت زوجته؟؟؟ بأي شرع وبأي قانون صرتِ حليلته؟
نصيحة ابتعدي عن الأشكال هذي، ولا تقبلين إضافة مجاهيل على المسن.
ولا تثقي بمن يأتي البيوت عبر (الشباك) ..
يسر الله أمرك ورزقك ما تقر به عينك آمين.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 08:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة تعرفت على شاب عن طريق الانترنت
وقد أعجبني دينه وحسن خلقه
كما أعجبه فيني ذات الشيء
لذلك فقد طلب مني أن اخبر أهلي به ليتقدم لخطبتي
ولكن ظروف ما حصلت معه أخرته لفترة وقد علم بها أهلي
وبعد فترة أراد أن يعرف مني إن كنت قد بقيت على إرادتي به أم لأ
وقد سألني (هل تقبلين بي زوجاً على سنة الله ورسوله)
فأجبته بالقبول (ونيتي القبول بأنني نعم أريده لكن دون أن يكون مترتب على ذلك حكم شرعي أي زواج إلى أن يأتي لخطبتي بشكل رسمي)
فهل يترتب على ذلك حكم شرعي؟
لأنه يقول لي أنني بحكم زوجته الآن وأنه إن أراد تركي يجب أن يطلقني (لأنه قد سألني بالصيغة الشرعية) ويقول لي أنني بكراً ووكيله نفسي فقد أجبت دون توكيل أحد عني
وطلب مني السؤال والتأكد
فأرجو الإفادة في ذلك بالتفصيل جزاكم الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة الفاضلة يبدو أن الأخ محتال كبير، وفي هذه الحالة يجب أن تكوني أذكى منه قولي له لن أكلمك بعد اليوم إلا إذا تقدمت لخطبتي (بالصيغة الشرعية) التي يعرفها أهلي أما صيغتك الشرعية هذه فلا يعرفونها.
أو اطلبي منه يزوركم في البيت بس زيارة خفيفة ويخبر أهلك أنه تزوجك (بالصيغة الشرعية)!!! مش زوجك ليه ما يزوركم في البيت (عايدي).
يجب أن تتأكدي يا أختي أنه لا يثق فيكي ولا يرغب في الزواج منك، لأنه الآن يشك فيكي، ويظن أنك تكلمين عشرة مثله وأشباهه، وربما هو يفعل هذا الفعل مع عشرة غيرك. وإن قال إن هذا الكلام غير صحيح يجب عليه أن يثبت عكس ذلك بالخطبة الرسمية من والدك.
أتعجب كيف أعجبك دينه وحسن خلقه!!!
احذري إن أردت السلامة، يعني من اليوم خلاص ما في كلام إلا بعد الخطبة الرسمية من الوالد غير كذا ... لا لا لا. ولا تتحسفي عليه لأنه ما يستاهل ظفرك.
أسأل الله أن ييسر لك يا بنتي عريس يسعدك أفضل من هذا المحتال.
ـ[آلاء م]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 09:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة الفاضلة يبدو أن الأخ محتال كبير، وفي هذه الحالة يجب أن تكوني أذكى منه قولي له لن أكلمك بعد اليوم إلا إذا تقدمت لخطبتي (بالصيغة الشرعية) التي يعرفها أهلي أما صيغتك الشرعية هذه فلا يعرفونها.
أو اطلبي منه يزوركم في البيت بس زيارة خفيفة ويخبر أهلك أنه تزوجك (بالصيغة الشرعية)!!! مش زوجك ليه ما يزوركم في البيت (عايدي).
يجب أن تتأكدي يا أختي أنه لا يثق فيكي ولا يرغب في الزواج منك، لأنه الآن يشك فيكي، ويظن أنك تكلمين عشرة مثله وأشباهه، وربما هو يفعل هذا الفعل مع عشرة غيرك. وإن قال إن هذا الكلام غير صحيح يجب عليه أن يثبت عكس ذلك بالخطبة الرسمية من والدك.
أتعجب كيف أعجبك دينه وحسن خلقه!!!
احذري إن أردت السلامة، يعني من اليوم خلاص ما في كلام إلا بعد الخطبة الرسمية من الوالد غير كذا ... لا لا لا. ولا تتحسفي عليه لأنه ما يستاهل ظفرك.
أسأل الله أن ييسر لك يا بنتي عريس يسعدك أفضل من هذا المحتال.
جزاك الله خير أخي
ومانصحتموني به هوه ماسيحصل
أنا أعجبني دينه وخلقه لأنه لم يتحدث معي بأي شيء يجعلني اشك بينته
كان محترم جداً في حديثه معي إلى حتى قبل أن أكتب سؤالي
واكرر شكلي لنصائحكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 10:06]ـ
جزاك الله خير أخي
ومانصحتموني به هوه ماسيحصل
أنا أعجبني دينه وخلقه لأنه لم يتحدث معي بأي شيء يجعلني اشك بينته
كان محترم جداً في حديثه معي إلى حتى قبل أن أكتب سؤالي
واكرر شكلي لنصائحكم
http://www.saaid.net/Doat/yusuf/22.htm
أنصحك بقراءة هذه الورقات فهي مفيدة جداً بالنسبة لحالتك ...
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 06:01]ـ
الأخت الفاضلة،
هذا المحتال عرف من أين يأتيك .. فكل امرأة يظهر عليها التديّن وحسن الخلق، لا يعجبها إلا من هو مثلها .. فيتظاهر بذلك أخبث خلق الله، حتى يغووا النساء، والله المستعان.
وهذا الرجل - مع احترامي لك - يبدو أنه يسعى في انتهاك عرضك عن طريق الإنترنت .. فأنت الآن "زوجته"، حسبما قال .. ويحلّ له ما يحل لزوجته .. لعلّك فهمت ما أعني.
اتركي هذا المحتال، واسألي الله - سبحانه وتعالى - أن يُعوضك خيراً منه.(/)
طلب مساعدة علمية حديثية للأهمية
ـ[مأرب]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 09:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني النبلاء وزملائي الفضلاء ومشائخي الأجلاء:
أسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لكل خير وأن يزيدنا علما وصلاحا وهداية.
موضوعي هو أن عند أحد الزملاء بحث مهم جدا عبارة عن رسالة ماجستير حول "المزي ومنهجه في تهذيب الكمال" ولكن أعيانا فيه المراجع،لذا نطلب منكم مشكورين من كان عنده أي معلومات حول هذا البحث ألا يبخل به علينا وسنكون لكم من الشاكرين.
عناصر البحث:
1 - منهج المؤلف في كتابه.
2 - أهمية كتاب تهذيب الكمال.
3 - موضوعات كتاب تهذيب الكمال.
وتقبلوا خالص الشكر والدعاء.
من كانت عنده معلومات ممكن يكتبها هنا أو يرسلها لي على إيميلي ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن عدي]ــــــــ[21 - Feb-2010, صباحاً 07:09]ـ
إقرأ مقدمة تهذيب التهذيب ففيها إفادة كبيرة.(/)
للمدارسة .... هل يجوز لمن اراد الحج ان يجعل عمرته عن ابيه وحجه عن نفسه؟
ـ[تلميذ ابن عقيل]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 11:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
احببت مدارسة هذه المسألة بين اخواني طلبة العلم لان كثيرا ما نسأل عنها
فما الحكم؟
ـ[تلميذ ابن عقيل]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 08:25]ـ
يرفع للمذاكرة(/)
سوء التفاهم و أثره السيئ في الوحدة الإسلامية .. عن راية الاصلاح
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 01:35]ـ
سوء التفاهم و أثره السيئ في الوحدة الإسلامية
بقلم: عمر بن البسكري / رحمه الله
عن راية الاصلاح
----------------------------------------------------------------
الحمد لله رب العالمين، و العاقبة للمتقين، و لا عدوان إلا على الظالمين، كالمعاندين و المعارضين.
أما بعد فكل من نظر في حال الأمة الإسلامية اليوم، و اقتسامها طرائق قددا، و افتراقها أحزابا و شيعا، مع مناواة كل طائفة سائر إخوانها بزعمها أنها هي المحقة المنتهجة الصراط المستقيم، و أن ما عداها هو الفرق المبطلة المنتحية سبل الشيطان الرجيم، لم يجد الباعث على ذلك إلا سببا واحدا و هو سوء التفاهم، فلو حسن التفاهم لحسن الحال، و تكافأت دماء الأمة و أصبحت يدا على من سواها، بعد ما لعبت بها أيدي سبا، حتى بلغ السيل الزبى، و امتلأ المكيال، من الضعف و التلاشي و الاضمحلال، و الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
و عندي أن الدواء الناجح لذلك أن تؤسس مجلات خصوصية أو يفسح في المجلات العمومية مع تشكيل لجنات تحتوى على نخبة من أعاظم الوطن المفكرين لإلقاء المناظرات العلمية، بعد ما يرمى بالأهواء و الشخصيات ظهريا. و تشخيص الرجوع للحق فضيلة بل فضيلة يثاب عليها و إن الإعراض نقيصة و جريمة يعاقب عليها و إن الرجوع إنما هو للشرع الأغر، لا لزيد، و لا لعمر، و أن يكون الحكم في ذلك. الصورة التي كان يتعبد عليها محمد صلى الله عليه و سلم و أصحابه و التابعون، و الأئمة المجتهدون.
فرجاء من الله تعالى أن يهيئ لكلامنا قلوبا صاغية، و آذانا واعية، نورد ما يكون باكورة و فاتحة لما رغبناه و الله المستعان
فنقول: لا بد للمناظرة من شروط و آداب تجب مراعاتها و متى أهملت صارت مناضلة لا مناظرة
1 – تعيين محل النزاع
2 – الدليل يكون مطابقا لمحل النزاع.
3 – الدليل يكون شرعيا متحققا كالقرآن الثابت الحكم، و الحديث الصحيح الثابت الحكم، لا الحديث الضعيف إلا لأجل الترغيب و الترهيب و لكن بعد ثبوت أصل الحكم بدليل آخر معتبر. و كالإجماع و القياس و أقوال أهل العلم الصحيح المعتبرة كالحفاظ و الثقات، و المجتهدين الأثبات و إن كانت أقوالهم ليست بحجة في نفسها و لكن باعتبار ما تستند إليه من آية، أو حديث، أو إجماع، أو قياس لأنهم أمناء لا ينقلون إلا بعد إمعان و تثبت و إن تعارضت الأدلة في نفسها احتيج إلى الترجيح.
و قد اشترطنا في الدليل أن يكون شرعيا: احترازا من الدليل العقلي فإنه ليس بحجة قاطعة إلى أن يؤتى به معضدا بعد الإتيان بالدليل الشرعي قاطعا.
واشترطنا فيه أن يكون متحققا: احترازا من الدليل المضنون أنه حجة و ليس بحجة و ذلك كشرع من قبلنا و فعل الصحابي، و من الدليل الموهوم و ذلك كأقوال الشيوخ الغير المستندة لشيء لا سيما المتأخرين و أولى أفعالها، ومن الدليل الخيالي و ذلك كالمقام و الكشوفات و الإلهامات و من الدليل الخرافي و ذلك كالإسرائيليات أخذ الله كل من أدخلها في الدين إنه ذو القوة المتين.
4 – النافي لا يكلف الإتيان بالدليل لتمسكه بالأصل، و المثبت يطالب به غير أنه إن كان ناقلا فعليه بصحة ما نقله، و إن كان مدعيا فعليه بالدليل المعتبر.
5 – لا يقطع أحد المناظرين كلام صاحبه حتى يتمه.
6 – ترك الشخصيات وعدم مس العرض بسوء و ترك و ترك اللجاج بل ترك رفع الصوت فوق الحاجة و إلا كانت سفسطة و مشاغبة.
7 – النظر في مقدمة الاستدلال مسلمة أم ليست مسلمة قبل النظر في النتيجة ليحصل حسن التفاهم بسرعة.
8 – عدم كلام الحاضرين إلا إذا وجه إليهم الخطاب من أحد المناظرين.
ثم من المحتم هنا إيراد بعض الشبه المتسبب عنها سوء التفاهم و إيضاحها ليكون المناظران منها على بصيرة:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - اعتقاد أن القرآن إنما نزل في حق كفار قريش لا في حقنا و هذا باطل أما كتابا: فقوله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ} [الأنعام19] و أما حديثا فقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين رءا رجلا كرر شراء اللحم «أفكلما اشتهيت اللحم اشتريت أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا». و أما إجماعا: فقد أجمعت الأمة على أن ما نزل من حق قوم يشمل من عمل عملهم، و إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب و إن القرآن صالح لكل زمان و مكان و كل جيل و قبيل، و إلا لتعطلت غالب الأحكام.
2 - اعتقاد أن أحوال النبي صلى الله عليه و سلم كلها تشريع و هذا باطل بل أحواله تنقسم إلى خمسة أقسام:عاديات، و حكايات، و تفاؤل، و خصوصيات، و شرعيات [1]، ثم هذه الشرعيات يشترط فيها أن تكون منقولة لنا بحديث ثابت صحيح غير منسوخ و لا ضعيف. ولولا الإطالة لاستقرينا كل قسم بالدليل و التمثيل.
3 - اعتقاد أن في الدين بدعا مستحسنة، و أنها تنقسم إلى خمسة أقسام حسبما قسمها بعض المتأخرين من غير دليل، و هذه الشبه باطلة، أما كتابا فقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر7]، و أما سنة فقوله صلى الله عليه و سلم: «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَة» [أخرجه مسلم]، و أما إجماعا فقد أجمعت الأمة على أنه لا يجوز لأحد كائنا من كان أن يستحسن في دين الله شيئا بعقله و يتعبد به لأن الدين قد كمل و أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يخرج من الدنيا حتى أدى وظيفته التي أمره الله بتأديتها، قال مالك رحمه الله: "لا يعبد الله إلا بما شرع و من ابتدع بدعة في الإسلام يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه و سلم خان الرسالة "، و أما الاستحسان المصطلح عليه للأئمة المجتهدون فهو: أن تحدث للفقيه نازلة في المعاملات فلم يجد لها نصا صريحا لأن الأحكام لا تتناهى و النصوص تتناهى فيلحقها حينئذ بنظائرها المنصوص عليها قياسا أو استحسانا على سبيل الظن و الحدس و لمن فيه أهلية أن يتبعها أو ينكرها و لا حرج عليه في ذلك لأنها ليست من التشاريع السماوية.
و إما بأن يعمد الفقيه إلى عبادة يخترعها و يتعبد بها ثم لم يكفه هذا حتى يجعل لها خاصة بقوله من عمل كذا فله كذا، فمعاذ الله أن يقول بها مؤمن فضلا عن أن يستحسنها و سيأتي بسط جليل إن شاء الله حول هذه الشبهة أثناء المناظرة. [2]
4 - اعتقاد أن الحق مع الكثرة و أنها هي الجماعة، و هي السواد الأعظم، و هي الفرقة الناجية، و هي المصداق بهذه الجمل الثلاثة الواردة في الحديث، و هذه الشبهة باطلة من أصلها أما كتابا فقوله تعالى: (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [لأعراف:187]، (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) [هود:17]، و أما سنة فحديث الافتراق المشهور حيث أخبر النبي صلى الله عليه و سلم بأن بضعا و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة و حيث قال صلى الله عليه و سلم: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ» [أخرجه مسلم]، فلفظ طائفة المردفة بمن التي للتبعيض صريحة في القلة، و أما إجماعا فقد أجمعوا على أن المراد بالجماعة، و السواد العظيم، و الطائفة و الفرقة، إنما هي من كان على الحق و لو كان واحدا و قد ضل الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا هو مع نفر يسير، قال عبد الله بن مسعود لعمرو بن ميمون: أتدري ما الجماعة، قال: لا، قال: إن جمهور الجماعة هم الذين فارقوا الجماعة، الجماعة ما وافق الحق و لو كنت وحدك. و قد سئل بعض أئمة الحديث عن السواد الأعظم قال: هو محمد بن أسلم الطوسي.
5 - اعتقاد أن أقوال الشيوخ المتأخرين الغير المستندة لدليل أصلا، أو مستندة لدليل غير شرعي أنها حجة و ليس كذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - الشبهة السادسة و هي أردى الشبه و العياذ بالله تقليد الآباء و الكبراء و الرؤساء و هذه الشبهة باطلة أما كتابا فقول الله تعالى ردا على من قال: (قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) [الشعراء:74]، (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ) [الزخرف:22]، بقوله: (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ (24) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25)، [الزخرف 23]، و أما سنة فما رواه الترمذي عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ: يَا عَدِيُّ اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الْوَثَنَ وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي سُورَةِ بَرَاءَةٌ {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ» و غير ذلك من الأدلة الواضحة ..
ثم من المصيبة العظمى و الطامة الكبرى، و الكارثة الجلى، إعراض بعض المتفقهة عن العمل بالحديث الصحيح حيث خالف مذهب إمامه ظنا من أولئك المساكين أن ذلك يوجب الخروج عن تقليد الإمام الذي إلتزم تقليده مع أن الأمر بالعكس لأن نفس إتباع الحديث الصحيح هو عين إتباع مذهب الإمام لأنهم رحمهم الله نصوا بإجماعهم على أن قول الرسول لا يترك لقول أحد كائنا من كان و أن الحديث الصحيح هو مذهبهم و لهذا قال الإمام أبو بكر بن العربي:" يظن بعض أصحاب مالك أن مالكا يترك الحديث الصحيح لعمل أهل المدينة و ذلك باطل"، و قد قال حبر الأمة عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما:" يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أنا أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنتم تقولون قال أبو بكر و عمر". و أيضا فإن الأئمة أنفسهم تبرؤوا إلى الله من كل من قلدهم فبعضهم دعا بكتبه فأغرقها و هو سفيان الثوري و أن أحمد بن حنبل رأى أحدا يكتب كلامه فأنكر عليه و قال: "لا تكتب رأيا لعلي أرجع عنه" و قال لرجل: "لا تقلدني و لا تقلد مالكا و لا الأوزاعي و لا الحنفي و لا غيرهم و خذ الأحكام من أين أخذوا". و روى عن أبي يوسف و زفر أنهما كانا يقولان "لا يحل أن يفتي بقولنا ما لم يعلم من أين قلنا " و غير ذلك من كلامهم بحيث لو تتبعناه لاستدعى أسفارا.
و اتفق أصحاب هؤلاء الأعلام على أن التقليد إنما يكون في المسائل المستنبطة التي لم يكن فيها نص صريح و أما التي فيها نص صريح فلا يحتاج إلى التقليد فيها، نعم قد يحتاج إلى التقليد في تقييد مطلقها، و تخصيص عامها، و معرفة ناسخها من منسوخها و غير ذلك و هذا كله من غير أن يلتزم الإنسان إماما بعينه بل إن كان فيه أهلية للنظر له أن يقلد في هذا إماما و في هذا إماما و لكن من غير أن يكون رائده و قائده نفسه و هواه بل الحق المدرك بالدليل القوي و هذه طريقة السلف رضي الله عنهم، واشوقاه إليها و ما أعدمها اليوم و ما أقل من يفهمها.
عمر بن البسكري (سيدي عقبة)
* مجلة الشهاب الجزء العاشر المجلد الثامن 1351هـ/1932م
--------------------------------------------------------------------------------
1) يريد الكاتب أن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم تنقسم إلى أقسام منها:
- ما فعله على سبيل التعبد وهو الذي أشار إليه بقوله (الشرعيات) فهذا القسم أُمرنا باتباعه.
- ما فعله اتفاقا.
- ما فعله بمقتضى العادة.
- مافعله بمقتضى الجبلة.
- ما فعله مما هو خاص به. ومعلوم أننا لم نؤمر بالتأسي به في جميع هذه الأنواع. انظر غير مأمور كتاب "أفعال الرسول للأشقر"
2) نشرت هذه المناظرة بمجلة الشهاب بعنوان "مناظرة المصلح والمحافظ"
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 10:01]ـ
جزاكم الله خيرًا على نقلكم لهذه المقالة الجيدة؛
فقد طالعتها (سريعًا)؛ فوجدت كاتبها قد وضع يده بها على (غالب) الجرح؛ فجزاه الله خيرًا.
ونرجوا منكم الاستمرار في نقل مثل هذه المقالات النافعة.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 11:48]ـ
أخي العاصمي هل لهذا الشيخ من مؤلفات أو مقالات أخرى فتتحفنا بها؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 10:39]ـ
أخي العاصمي هل لهذا الشيخ من مؤلفات أو مقالات أخرى فتتحفنا بها؟
اخي الكريم .. يمكنك الوقوف على ترجمة وافية للشيخ رحمه الله في العدد الرابع او الخامس.الشك مني. من اعداد مجلة الاصلاح ويمكنك تحميلها من الموقع على الرابط اسفله وازيدك شيئا .. فالشيخ رحمه الله كان نزيل المدينة النبوية وكان يدعى بعمار المغربي
http://www.rayatalislah.com/tahmil-majelleh.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 04:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم احمد: آسف على ما ورد في مشاركتي السابقة من وهم فقد احلتك على ترجمة للشيخ عمار بن لزعر القماري السوفي رحمه الله التي جاءت في العدد السابع من الاصلاح وقد وهمت بانه نفسه الشيخ عمار ابن البسكري وان كنت اعدك بتوجيه السؤال لصاحب المقال
والمقال .. عن منار الجزائر وليس عن راية الاصلاح وقد حفظته قديما بهذا الخطا في عزوه الى مصدره الصحيح وعليه فارجوا من المشرفين الافاضل اصلاح هذا الخلل إن امكن .. وآسف مرة اخرى .. اخوك
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 02:14]ـ
الأخ الكريم العاصمي: بارك الله في جهودك،،،
والشيخ عمر بن البسكري - رحمه الله - من علماء الإصلاح في بسكرة، توفي في 1968، وتجد ترجمة له في كتاب " من أعلام الإصلاح في الجزائر " (ج 2)،،،
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 04:30]ـ
جزاك الله خيرا أخي العاصمي ونفع بك.
أخي المرادي بارك الله فيك ونفع بك, أنا متابع لمواضيعك الشيقة فلا تحرمنا من نفائس نقولك.
للمتابعة ...(/)
هل رجع أحمد عن قوله من عدم سنية الجلسة الاستراحة؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 06:54]ـ
هل راجع أحمد عن قوله من عدم سنية الجلسة الاستراحة؟
ـ[الموحده]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 09:35]ـ
الاخ عبد الله احببت ان اعلق علي صدر السؤال وليس علي السؤال انت تقول
هل راجع أحمد عن قوله من عدم سنية الجلسة الاستراحة؟
وفي الحقيقه اري ولعلي مخطأه لعدم اصولي العربيه اري ان في السؤال اساءه ادب مع الامام احمد وكان ينبغي ان يصدر اسمه بالامام الا اذا كنت لا تعتقد ذلك فلو كان اسمك عبدالله وكان اباك كبير قومه ثم اتي صغيرا وناداه باسمه المجرد دون لقب او كنيه لضاق صدرك
مشكور لوسع صدرك واسفه علي تعليقي
ـ[فيصل الخالدي]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 07:17]ـ
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...
فأني احييك اخي الكريم وانا هذه اول مشاركة لي في هذا المنتدى الراقي الجميل ...
أما سؤالك عن تراجع الامام احمد في جلسة الاستراحه.؟
فكما نعلم ان جلسة الاستراحه من سنن الصلاة في اصح قولي العلماء وقد جاء في
صحيح البخاري عن ماللك بن الحويرث انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي
فأذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدآ.
موضعها:
في القيام من الاولى للثانيه ومن الثالثه للرابعه والمرأه في ذلك كالرجل.
وقد استحب فعلها اسحاق والامام الشافعي وكان الامام احمد رحمه الله لا يقول
بذلك فرجع عن قوله وقال بما دل عليه حديث مالك بن الحويرث.
وقال الامام النووي رحمه الله في المجموع:
اعلم انه ينبغي لكل احد ان يواظب على هذي الجلسه لصحة الاحاديث فيها
وعدم المعارض الصحيح لها ولا تغتر بكثرة المتساهلين بتركها.
وقد نقلت لك هذا الكلام وهو لشيخ المحدث سليمان العلوان وفقه الله
وتقبل بصدرآ رحب
اخوك فيصل الخالدي
ـ[معالم السنن]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 04:18]ـ
الاخ عبد الله احببت ان اعلق علي صدر السؤال وليس علي السؤال انت تقول
هل راجع أحمد عن قوله من عدم سنية الجلسة الاستراحة؟
وفي الحقيقه اري ولعلي مخطأه لعدم اصولي العربيه اري ان في السؤال اساءه ادب مع الامام احمد وكان ينبغي ان يصدر اسمه بالامام الا اذا كنت لا تعتقد ذلك فلو كان اسمك عبدالله وكان اباك كبير قومه ثم اتي صغيرا وناداه باسمه المجرد دون لقب او كنيه لضاق صدرك
مشكور لوسع صدرك واسفه علي تعليقي
الاخت الموحدة/
لقد وفقت لهذا وكلامك صحيح
الاخ عبدالله/
هل رجع الامام احمد رحمه الله .......................... ......................
بورك فيك
(ابتسامة)
ـ[عبدالله]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 05:54]ـ
بارك الله فيكم ...
ـ[عبدالله]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 05:56]ـ
للمزيد
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 07:01]ـ
هل رجع أحمد عن قوله من عدم سنية الجلسة الاستراحة؟
نعم أخي الكريم فقد نقل رجوعه الكثير من أهل العلم و إليك بعض أقوالهم في ذلك
قال الإمام ابن القيم _زاد المعاد_
واختلف الفقهاء فيها هل هي من سنن الصلاة فيستحب لكل أحد أن يفعلها أو ليست من السنن وإنما يفعلها من احتاج إليها؟ على قولين هما روايتان عن أحمد رحمه الله. قال الخلال رجع أحمد إلى حديث مالك بن الحويرث في جلسة الاستراحة
قال الحافظ ابن حجر _فتح الباري_
وَفِيهِ مَشْرُوعِيَّة جِلْسَة الِاسْتِرَاحَة، وَأَخَذَ بِهَا الشَّافِعِيّ وَطَائِفَة مِنْ أَهْل الْحَدِيث، وَعَنْ أَحْمَد رِوَايَتَانِ، وَذَكَرَ الْخَلَّالُ أَنَّ أَحْمَد رَجَعَ إِلَى الْقَوْل بِهَا.
و نقل غيرهم ذلك.
و الله أعلم.(/)
هل هذه المعاملة تعتبر من صور القمار؟
ـ[باعث الخير]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 01:27]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
اخواننا ومشايخنا الكرام
هناك اخ كريم يستفسر عن مسألة تخص عمله فنرجوا منكم ان تفيدونا بارك الله فيكم
هذا الاخ يعمل في احدى مزارع الابقار الحلوب كطبيب بيطري وفي هذه المزرعة نظام متبع وهو كالآتي
يقوم الطبيب بتلقيح الابقار صناعيا وكل بقرة تحمل عن هذا التلقيح الذي قام به له عليها 20 جنيه وفي المقابل اذا لم تحمل يخصم من مرتبه خمس جنيهات
فمثلا اذا قام بتلقيح 20 بقرة فحملت 15 ولم تحمل 5
فيأخذ على العشرون الاولى 300 جنيه
لكن يخصم من 300 جنيه 25 جنيه وهي ما تعادل خمس بقرات لم تحمل
فهل هذه الصورة تعتبر من صور القمار؟
نرجوا الافادة بارك الله فيكم
ـ[باعث الخير]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 09:16]ـ
للرفع رفع الله قدركم
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 09:29]ـ
أخي الفاضل لابد من زيادة في الإيضاح: هل الـ (20) جنيها هذه يأخذها كأجر مقابل عمله على المرة الواحدة.
وهل تخصم منه الـ (5) جنيهات كثمن للقاح الذي فسد، أو ما هي مسميات تلك الأمور؟! بارك الله فيك.
إن كانت المزرعة تشترط على الطبيب في التلقيح أن تعطيه أجرًا على التلقيح الناجح وأن لا يعطوه قيمة اللقاح في عمليات اللقاح غير الناجحة ويتم خصم ثمن اللقاح، فهذه صورة بعيدة عن المقامرة، بارك الله فيك، والله أعلم.
الأمر يحتاج إلى زيادة إيضاح.
ـ[باعث الخير]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 09:37]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على الرد والاهتمام
.......
أخي الفاضل لابد من زيادة في الإيضاح: هل الـ (20) جنيها هذه يأخذها كأجر مقابل عمله على المرة الواحدة.
لا هو له اجر ثابت لكن يأخذ هذا كمكافئة لكن في حين الخصم يخصم من راتبه او من يأخذ قدر من المكافئة كما اوضحت في المشاركة الاولى
فمثلا اذا قام بتلقيح 20 بقرة فحملت 15 ولم تحمل 5
فيأخذ على العشرون الاولى 300 جنيه
لكن يخصم من 300 جنيه 25 جنيه وهي ما تعادل خمس بقرات لم تحمل
وهل تخصم منه الـ (5) جنيهات كثمن للقاح الذي فسد، أو ما هي مسميات تلك الأمور؟!
هي ليس لها مسمى معين لكن ربما هم يخصموا منه خمس جنيه كتعويض للقاح الذي تم حقنه ولم يأتي بنتيجة
ننتظركم بارك الله فيكم
ـ[باعث الخير]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 11:16]ـ
للرفع مرة اخرى
رفع الله قدركم
ـ[باعث الخير]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 11:03]ـ
للرفع مرة اخرى
رفع الله قدركم
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 11:45]ـ
الحمد لله.هذه المعاملة تدخل في باب الجعالة،وما يأخذه هذا البيطري على ما نجح في تلقيحه لا شبهة فيه.لكن يتوقف في أمر الخصم إذا لم تحمل الابقار. فلو لقح ثلاثين بقرة فلم تحمل أي منها فإنه لا يستحق الجعل وهذا مما لا خلاف فيه.لكن يبقى النظر في شرط الخصم منه ففي مثل هذه الحال يكون قد غرم غرمين غرم عمله وجهده،وغرم ماله، ولا يعرف في الشريعة لذلك نظير،فكما لا يمكن اجتماع العوضين لا يجتمع الغرمان.
والأصل أنه لا يضمن ثمن اللقاح لأنه إنما استعمله بإذن مالكه،لكن لو طاع بضمان ثمن اللقاح لم يبعد القول بجواز هذه المعاملة.والله أعلم وأحكم.
ـ[باعث الخير]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 11:03]ـ
افهم من كلام فضيلتكم انه لا اثم على العامل الذي هو الطبيب في كلا الحالتين
وقولكم
لكن يبقى النظر في شرط الخصم منه ففي مثل هذه الحال يكون قد غرم غرمين غرم عمله وجهده،وغرم ماله، ولا يعرف في الشريعة لذلك نظير،فكما لا يمكن اجتماع العوضين لا يجتمع الغرمان.
والأصل أنه لا يضمن ثمن اللقاح لأنه إنما استعمله بإذن مالكه،لكن لو طاع بضمان ثمن اللقاح لم يبعد القول بجواز هذه المعاملة.والله أعلم وأحكم
اي ان صاحب العمل اذا خصم من راتب هذا الطبيب فهذا يعد ظلما؟
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[12 - Jan-2009, صباحاً 12:53]ـ
يظهر أن هذه الصورة بعيدة عن القمار، لأن إتقان الطبيب أو إهماله له علاقة ظاهرة بوقوع الحمل من عدمه، وكما يستحق مكافأة على النجاح فإنه يستحق عقوبة على الفشل. فكأن الشركة تقول له: راتبك كذا، يزيد مع زيادة النتيجة وينقص بنقصانها، وقد يتلاشى تماماً.
ولا أرى فرقاً بين هذه الصورة وبين معاقبة الموظفين بالحسم لغير الغياب.
وإنما قد يقع الظلم إذا زاد الحسم على الراتب وطولب الموظف بالدفع!
وكثير من العقود هذا شأنها، كمندوب المبيعات الذي يعمل بالعمولة، وقد يتعب كثيراً وينفق من جيبه ويخرج آخر الشهر خسران!
ـ[أشعث الساقة]ــــــــ[12 - Jan-2009, صباحاً 01:49]ـ
وجهة نظري والله أعلم:
1 - تكييف العقد جعالة.
2 - كونه يربح على النتيجة لا على مجرد العمل مشروع، كما في المضاربة والمساقاة والمزارعة والمغارسة والمحاماة (الوكالة بالخصومة) ونحوها، فإن العامل يعطى من الربح والثمرة والنجاح، فإن لم يظهر شئ فات عليه، ولم يجعله الشارع قماراً.
3 - كونه يحسم من جعله بقدر مافوت من الربح لاشئ فيه، فإن الجعل أوسع من المعاوضات المحضة (ويحتاج هذا مزيد تأمل).
4 - كونه يغرم مالاً يدفعه إذا لم يظهر تلقيح مطلقاً هذا شرط محرم لايجوز الوفاء به، لأن العامل لايخسر إلا عمله، ولايجوز تضمينه مالاً يدفعه، وهذا بالاتفاق.
(والفرق بين الثالث والرابع أن الأول حسم من بعض الجعل، والثاني غرم فوق الجعل).
والله أعلم،،(/)
«فَضْلُ العَشرِ مِن ذِي الحِجَّةِ،لشيخنا الإمام صالح الفَوْزان»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 01:57]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«فَضْلُ العَشرِ مِن ذِي الحِجَّةِ،
لصَاحِبِ الفَضِيْلَةِ شَيْخِنَا المُبَارَك العَلاَّمَةِ صَالِحِ بنِ فَوْزَانَ الفَوْزَانِ
ـ شَفَاهُ اللَّهُ، وعَفَاهُ. آمين ـ.»
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده، ورسوله نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فإننا على أبواب أيام مباركة، هي أيام عشر ذي الحجة التي فضلها الله سبحانه وتعالى، وأودع فيها من الخيرات الشئ الكثير لعباده، ولاشك أن حياة المسلم كلها خير إذا اغتنمها في عبادة الله والعمل الصالح، وكلها خير من حين يبلغ سن الرشد إلى أن يتوفاه الله، إذا وفقه الله لاغتنام أيام حياته في الأعمال الصالحة التي يعمر بها آخرته، فمن حفظ دنياه بطاعة الله حفظ الله له آخرته، ووجد ما قدمه مدخرا عند الله عز وجل ومضاعفاً، ومن ضيع دنياه ضاعت آخرته، خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين، فكل حياة المسلم خير، و لكن من فضل الله عز وجل أن جعل أوقاتاً فضلها على غيرها من الأيام، ليزداد فيها المسلم أعمالا صالحة، ويحصل على أجور مضاعفة، فهناك شهر رمضان المبارك، وما فيه من الخيرات، والأعمال الصالحة والمضاعفة للأجور، وفي شهر رمضان ليلة خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر.
وهناك هذه العشر، عشر ذي الحجة التي اقسم الله جل وعلا في محكم التنزيل، وقال سبحانه وتعالى
بسم الله الرحمن الرحيم: ? وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ?، هذه الليالي العشر هي عشر ذي الحجة على المشهور عند أهل العلم، والله اقسم بها لشرفها وفضلها، لأنه سبحانه وتعالى يقسم بما يشاء من خلقه، ولا يقسم إلا بشئ له شأن، يلفت العباد إليه، وهو اقسم بهذه لشرفها وفضلها، لأجل ان يتنبه العباد لها، وقيل أنها هي العشر التي أيضا أكملها الله لموسى -عليه السلام-: ? وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ ?، قالوا والله اعلم هذه العشر هي عشر ذي الحجة، و قال الله سبحانه وتعالي فيها: ? وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ ?، الأيام المعلومات، وأما الأيام المعدودات المذكورة في قوله تعالى واذكروا الله في أيام معدودات فهي أيام التشريق، في أيام معلومات، يذكروا اسم الله في أيام معلومات، وسيأتي ما يقال من الذكر في هذه الأيام، ومن فضائل هذه العشر أنها تشتمل على يوم عرفة، اليوم التاسع منها، الذي قال -صلى الله عليه وسلم- فيه، في صيامه: (أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالسَّنَةَ الْمُسْتَقْبَلَةَ)، وفيه أداء الركن الأعظم من أركان الحج، وهو الوقوف بعرفة، هذا اليوم العظيم الذي يجتمع فيه المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها في صعيد واحد، هو صعيد عرفة، ليُأدّوا الركن الأعظم من أركان حجهم في هذا اليوم، والذي اخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله ينزل في عشيته إلى سماء الدنيا فيباهي الملائكة بأهل عرفة، فيقول: (انظروا إلى عبادي شعثا غبرا أتوني من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي، أشهدكم أني قد غفرت لهم)، وفي اليوم العاشر من هذه العشر يوم الحج الأكبر، وهو يوم عيد النحر الذي يؤدي المسلمون فيه مناسك الحج من طواف وسعي وذبح للهدي وحلق أو تقصير، هذه المناسك الأربعة يبدأ أداؤها في هذا اليوم، ولذلك سمى الله هذا اليوم يوم الحج الأكبر، لأنه تؤدَّى فيه معظم مناسك الحج، وهناك الحج الأصغر وهو العمرة، فهذا اليوم اختصه الله سبحانه وتعالى بهذا الفضل، فالحجاج يؤدون فيه المناسك، وغير الحجاج يصلّون صلاة العيد ويذبحون فيه الأضاحي، يتقربون بها إلى الله سبحانه وتعالى، فهذه العشر المباركة تشتمل على هذه الفضائل، قد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، الحديث الذي رواه البخاري وغيره، (ما من أيام العمل أحب من هذه الأيام العشر، قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ)، فهذه الأيام العشر يكون العمل فيها أحب إلى الله من العمل في غيرها، حتى
(يُتْبَعُ)
(/)
الجهاد في سبيل الله، الذي هو أفضل الأعمال، العمل في هذه العشر خير من الجهاد في سبيل الله، إلا من استثناه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو الذي خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشئ.
فهذه الأيام لها فضائل عظيمة، ويشرع فيها أعمال كثيرة:
- صيام هذه الأيام ويستحب صيامها، صيام تسعة أيام لغير الحجاج، وأما الحجاج فلا يصومون اليوم التاسع، لأجل ان يتقووا على الوقوف بعرفة، وأما غير الحجاج فصيام هذا اليوم في حقهم يكفر الله به السنة الماضية والسنة الآتية، وهذا فضل عظيم من الله سبحانه وتعالى، وفي حديث حفصة: (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم هذه العشرة)، رواه أبو داود وغيره بسند لا بأس به، وأما ما قالته عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: (أن النبي-صلى الله عليه وسلم- لم يصم هذه العشر)، هذا نفي، وحفصة حديثها فيه إثبات والمثبت مقدم على النافي، فحفصة أثبتت أن رسول الله يصوم، وعائشة نفت وهذا في حدود علمها -رضي الله عنها-، فتكون حفصة علمت شيئا لم تعلمه عائشة.
- ومن الأعمال التي تؤدى في هذه الأيام العشر التكبير، ويبدأ من أول دخول الشهر، حينما يثبت دخول الشهر يبدأ التكبير في أيام هذه العشر ولياليها، ويكثر المسلم من التكبير فيقول:الله اكبر، الله اكبر، لا اله الا الله، الله اكبر، ولله الحمد، يكرر هذا ويرفع به صوته، كان الصحابة يرفعون أصواتهم بالتكبير في هذه الأيام العشر، وهذه ما اختصت به هذه الأيام العشر، ويسمّى هذا بالتكبير المطلق بالليل والنهار.
- وكذلك يشرع في هذه العشر الإكثار من الطاعات من صدقات على المحتاجين، وصدقات في سبيل الله، وكذلك من صلوات النوافل في غير أوقات النهي، ولاسيما صلاة الليل، وكذلك لا يفتر المسلم عن ذكر الله فيها بتلاوة القران والتسبيح والتهليل، فيشغل هذا الوقت بالطاعات القولية، والطاعات الفعلية، يغتنمها ويكتسب ما فيها من خير فلا تضيع عليه، يكون فيها صائما في النهار، وقائما في الليل، وتاليا للقران، مكبرا ومهللا ومسبحا، فيشغل لسانه بذكر الله، ويشغل بدنه بالصيام والقيام، وهذا خير كثير في هذه الأيام العشر التي العمل الصالح فيها أحب إلى الله من العمل في غيرها، وان كان العمل الصالح محبوبا عند الله جلا وعلا في سائر الأوقات، ولكن الله يفضل بعض مخلوقاته على بعض، ففضل هذه العشر على غيرها من أيام الزمان، وكذلك مما يشرع في هذه العشر أن من أراد إن يضحي عن نفسه، أو عن نفسه وغيره، فانه إذا دخل في العشر لا يأخذ من شعره، ولا من أظفاره شيئا حتى يذبح أضحيته، لان النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بذلك في الحديث الصحيح.
يشرع في يوم النحر ذبح الهدي أو الأضاحي، والهدي سواء كان هديا واجبا للنسك كهدي التمتع والقران، أو كان هديا مستحبا يهديه المسلم إلي بيت الله العتيق، تقربا إلي الله سبحانه وتعالى، فأول ما يبدأ، أول يوم يبدأ فيه الذبح يوم العيد، هذا بالنسبة للحجاج، وأما بالنسبة لغير الحجاج فيذبحون الأضاحي، تقربا إلي الله سبحانه وتعالى، وسنة نبوية سنها أبونا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وأحياها نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، والأضحية قربان عظيم يتقرب بها المسلم إلى الله ويرى بعض العلماء وجوبها، الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- يرى أن ذبح الأضحية واجب على الموسر، وأما جمهور أهل العلم فيرون انه سنة مؤكدة، وليس بواجب؛ وعلى كل حال فذبح الأضاحي والهدي في هذا اليوم وما بعده يدل على فضل هذا اليوم؛ قالوا: وهو المراد بقوله تعالى: ? فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ?، صل صلاة العيد، وأنحر هديك، وأنحر أضحيتك في هذا اليوم، فهذا اليوم كما أسلفنا تؤدى فيه مناسك الحج، طواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمرة، جمرة العقبة، وذبح الهدي بالنسبة للحجاج وبالنسبة لغير الحجاج ذبح الأضاحي، ومن فضل الله سبحانه انه مدد أيام الذبح إلى ثلاثة أيام بعد العيد، فأيام الذبح أربعة أيام، يوم العيد وثلاثة أيام بعده، قال -صلى الله عليه وسلم- أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل، فهذه عشر مباركة، تقدم على المسلمين بخيراتها وبركاتها من الله، على المسلمين من حجاج، وغير حجاج، وفيها هذه الأعمال الجليلة، وبالنسبة للهدي والأضاحي فلها أحكام ذكرها أهل العلم من ناحية السن،
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ناحية السلامة من العيوب، ففي الأضاحي والهدي لا يجزي الا ما بلغ السن المحددة شرعاً، فالضأن يجزء فيه بان يتم ستة أشهر، والماعز ما تم له سنة، والبقر ما تم له سنتان، والإبل ما تم له خمس سنين، هذا من حيث السن في الأضاحي وفي الهدي، وكذلك في العقيقة أيضا لابد ان العقيقة ينطبق عليها ما ينطبق على الهدي و الأضحية، كذلك السلامة من العيوب، من العور والعرج والمرض والهزال ونقص الخلقة بقطع أو بتر أو غير ذلك، فتكون سليمة من العيوب التي تنقصها من غيرها، وأما ما يفعل بلحم الهدي، لحم الأضاحي: ? فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ?، ? فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ?، ويستحب أن يقسمها ثلاثة أقسام، ثلاثة أثلاث: ثلث يأكله هو وأهل بيته، وثلث يتصدق به على المحتاجين، وثلث يهديه لأصدقائه وجيرانه، مع العلم بأنه لا يجوز أن يبيع منها شيئا، لا يجوز أن يبيع منها شيئا حتى الجلد لا يبيعه، وكذلك لا يعطي الجزار أجرته من لحم الهدي والأضاحي، بل يتركها لما شرع الله سبحانه وتعالى من الأكل منها، والتصدق والإهداء، وهذه شعائر قال تعالى: ? ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ?، ومنها الهدي والأضاحي، بان يقدم لها من أنفس ما يجده، ومن أطيب ما يجده،لأنها شعيرة وتقرب إلى الله، قال الله جلا وعلا: ? لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ?، المدار على النيات، ولكن مع هذا فلا يقدم شيئا مستنقصا، أو قليل النفع، ولا يقدم شيئا من كسب حرام، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله طيب ولا يقبل الا طيبا)، إن الله طيب لا يقبل الا طيبا، ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ?،
الخبيث: هو الردي، المراد هنا الردي، لا تتصدق بالردي من الطعام من الملابس، من سائر ما ينتفع به، لا تقدم الردي، ولا تتصدق من كسب حرام، بل تصدق من كسب طيب، لان الله سبحانه طيب لا يقبل الا طيبا، والطيبات لله سبحانه وتعالى.
الحاصل، أن هذه العشر المباركة لها شأن عظيم، فينبغي للمسلم أن يستقبلها بالبشر والفرح والسرور بمقدمها، وان يستغلها فيما شرع الله فيها، حتى تكون كسبا له عند الله سبحانه وتعالى، يجده يوم يقدم على الله سبحانه وتعالى، وكما ذكرنا أن كل حياة المسلم فيها خير إذا استغلها في طاعة الله، ولكن تخصص الأيام والأوقات التي فضلها الله سبحانه وتعالى بمزيد اهتمام، ومزيد اجتهاد، ولكن مع الأسف ان كثيراً من الناس تمر عليهم أعمارهم، وتمر عليهم الأيام الفاضلة، والأوقات الشريفة، ولا يستفيدون منها، تذهب عليهم سدى، وقد لا يكفي انهم لا يستفيدون منها، بل يستغلونها في الحرام والمعاصي والسيئات، خصوصا في هذا الزمان الذي فشت فيه الشواغل والملهيات من وسائل الإعلام، والبث الفضائي، والانترنت، والأسواق، والعمل في التجارة، أو العمل في الوظائف، أو غير ذلك، وهذا وان كان انه مطلوب من المسلم انه يطلب الرزق، ولكن لا يشغله ذلك عن اغتنام هذه المواسم، فيجمع بين طلب الرزق وبين اغتنام هذه المواسم، والله جلا وعلا لم يمنعنا من العمل للدنيا ما نحتاج إليه، ولكنه نهانا أن ننشغل بالدنيا عن الآخرة: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ?، قال سبحانه: ? فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ ?، ابتغوا عند الله الرزق واعبدوه، فلا تنساق مع طلب الرزق وتترك العبادة، أو تنساق مع العبادة وتترك طلب الرزق فتكون عالة على غيرك، بل اجمع بين هذا، وهذا: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ?، ولما ذكر
(يُتْبَعُ)
(/)
المساجد وعمارة المساجد قال: ? يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ?، فالمسلم يجمع بين الأمرين بين طلب الرزق في وقته، وأداء العبادة في وقتها، في حين أن العبادة تعين على طلب الرزق: ? وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ?، ? وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ ?، ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ?، فالمسلم لا يضيع دينه، كذلك لا يضيع دنياه، وإنما يجمع بين مصالح دينه ودنياه، هذا هو المسلم، فكيف إذا ضيع وقته في اللهو واللعب، وتتبع المسلسلات، التمثيليات، والفضائيات، والأغاني، والنوادي الرياضية، والمباريات، يضيع وقته في هذه الأمور، والعجيب انه لا يمل، لا يمل من السهر، لا يمل من التعب مع هذه الأمور التي هي في مضرته، لا يتعب، بينما يتعب من الطاعة والعبادة، إلا من رحم الله سبحانه وتعالى.
الحاصل، أن المسلم يتنبه لنفسه ويتنبه لأوقات الفضائل، قبل أن يقول: ? يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ?، قبل أن يواجه ما ذكره الله وتعالى عن أصحاب النار، إذا القوا فيها، قالوا ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل، قال الله جلا وعلا: ? أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ?، فمن ضيع وقته وحياته فهذا مصيره، ولا حول وقوة إلا بالله.
فلنتنبه لأنفسنا، وننبه غيرنا ولنحفظ وقتنا ولنغتنم أوقات الفضائل قبل فواتها، فان ذلك هو رأس المال الذي تخرج به من هذه الدنيا:
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى * ولاقيت يوم العرض من قد تزودا
ندمت على ألا تكون كمثله * وانك لم ترصد كما كان ارصدا
لابد من هذا المصير، إذا لم تقدم لآخرتك فلابد أن تندم في حين لا ينفع الندم، فعلينا أن نتنبه وننبه إخواننا، ونعظم هذه الأيام بطاعة الله سبحانه وتعالى، ونصونها عن الضياع، ونصونها على أن نشغلها بشيء يضرنا ونأثم به.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل النافع، انه سميع قريب مجيب، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه أجمعين.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 02:02]ـ
قام بتفريغ هذه المحاضرة: المؤسسة الدعوة الخيرية.
ـ[أبوعماد]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 09:25]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 04:07]ـ
جزاكم الله خير
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 06:07]ـ
شفاه الله وعافاه، اللهم آمين آمين.
بارك الله فيك يا أخي.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 01:46]ـ
شكر اللَّهُ لكم مروركم،وتشريفكم،ودعائكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 10:46]ـ
للنشر:(/)
من أنواع الغيبة .. لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 06:07]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 28/ 236 - 238]:
فمن الناس: من يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه وعشائره، مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون، أو فيه بعض ما يقولون. لكن يرى أنه لو أنكر عليهم لقطع المجلس، واستثقله أهل المجلس، ونفروا عنه، فيرى موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة، وقد يغضبون فيغضب لغضبهم فيخوض معهم.
ومنهم: من يخرج الغيبة في قوالب شتى، تارة في قالب ديانة وصلاح فيقول: ليس لي عادة أن أذكر أحداً إلا بخير، ولا أحب الغيبة ولا الكذب، وإنما أخبركم بأحواله. ويقول: إنه مسكين، أو رجل جيد، ولكن فيه كيت وكيت. وربما يقول: دعونا منه، الله يغفر لنا وله، وإنما قصده استنقاصه وهضم لجنابه، ويخرجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة، يخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقاً، وقد رأينا منهم ألواناً كثيرة من هذا وأشباهه.
ومنهم: من يرفع غيره رياء فيرفع نفسه. فيقول: لو دعوت البارحة في صلاتي لفلان، لما بلغني عنه كيت وكيت، ليرفع نفسه ويضعه عند من يعتقده، أو يقول: فلان بليد الذهن قليل الفهم وقصده مدح نفسه، وإثبات معرفته، وأنه أفضل منه.
ومنهم: من يحمله الحسد على الغيبة فيجمع بين أمرين قبيحين: الغيبة والحسد، وإذا أثنى عليه شخص أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه في قالب دين وصلاح، أو في قالب حسد وفجور وقدح، ليسقط ذلك عنه.
ومنهم: من يخرج الغيبة في قالب تمسخر ولعب، ليضحك غيره باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به، ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب، فيقول تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت؟ ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت؟ وكيف فعل كيت وكيت، فيخرج اسمه في معرض تعجبه.
ومنهم: من يخرج الاغتمام، فيقول مسكين فلان، غمّني ما جرى له وما تم له، فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف، وقلبه منطو على التشفي به، ولو قدر لزاد على ما به، وربما يذكره عند أعدائه ليتشفوا به، وهذا وغيره من أعظم أمراض القلوب والمخادعات لله ولخلقه.
ومنهم: من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر، فيظهر في هذا الباب أشياء من زخارف القول، وقصده غير ما أظهر. والله المستعان(/)
تذكير بالدرس الشهري لفضيلة الشيخ /ناصر العمر بجدة
ـ[الخميس]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 09:29]ـ
على هذا الرابط ( http://www.almoslim.net/node/102353)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 07:02]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
ـ[أبوهلا]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 09:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الكرام سنتدارس هنا ـ لمن يرغب ـ موضوع (الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد).
أما خطة هذه المدارسة فستكون على النحو التالي:
ـ الدليل مفهومه وأنواعه.
ـ مفهوم العقل.
ـ مفهوم الدليل العقلي.
ـ الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد: ويتضمن مدخل عن منزلة العقل في الاستدلال.
ولن نتجاوز محور من هذه المحاور حتى ننتهي من الذي قبله، لذا أرجو من الإخوة عدم العجلة وترك الحديث عن أي محور لم نصله بعد.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 09:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: الدليل مفهومه وأنواعه:
الدليل لغة: المرشد.
واصطلاحاً: هو الشيء الذي يلزم من معرفته معرفة شيء آخر.
والشيء الأول في التعريف هو الدال ويسمى الدليل أيضاً، والشيء الثاني هو المدلول.
أما المعرفة فهي إدراك الشيء وتسمى في المنطق (التصور)، وهي أنواع.
العلم: وهو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً.
الظن: وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح.
الشك: وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مساو.
الوهم: وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد راجح.
وضد المعرفة الجهل البسيط وهو عدم الإدراك بالكلية.
أما إدراك الشيء على وجه يخالف ما هو عليه فهو الجهل المركب.
والدليل نوعان: لفظي، وغير لفظي.
والدليل اللفظي يقسم إلى ثلاثة أقسام: عقلي، وطبيعي، ووضعي.
ومثله الدليل غير اللفظي يقسم إلى ثلاثة أقسام: عقلي، وطبيعي، ووضعي.
فيتحصل لدينا ستة أقسام.
أما الجاحظ فله تقسيم آخر حيث يقول: " وجميع أصناف الدلالات على المعاني من لفظ وغير لفظ، خمسة أشياء لا تنقص ولا تزيد: أولها اللفظ، ثم الإشارة، ثم العَقْد، ثم الخط، ثم الحال التي تسمى نِصْبة، والنِّصبة هي الحال الدالة، التي تقوم مقام تلك الأصناف، ولا تقصر عن تلك الدلالات، ولكل واحد من هذه الخمسة صورة بائنة من صورة صاحبتها، وحلية مخالفة لحلية أختها".
وللحديث بقية
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 12:30]ـ
وفقك الله
أما ما يتعلق بتقسيم الجاحظ فانظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=152213
ـ[أبوهلا]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 09:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتقد أن موضوع أصناف الدلالات عند الجاحظ موضوع مهم جداً وجديد وطريف، لذا أفردت له صفحة في المجلس اللغوي لمدارسته هناك وهو على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23125
أما هنا فسنكتفي بتناول الدليل اللفظي.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 03:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنبيه:
قلنا من قبل: المعرفة هي إدراك الشيء، ولكن ما هو الإدراك؟
الإدراك هو وجود صورة الشيء في الذهن (العقل).
وتسمى هذه الصورة في المنطق (التصور) وقد تسمى الفكرة.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 04:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تابع: الدليل مفهومه وأنواعه:
والآن وبعد أن أفردنا الدليل غير اللفظي بصفحة منفردة سنتناول هنا الدليل اللفظي فقط لأنه الأهم في معظم العلوم والمعارف.
عند تطبيق تعريف الدليل على الدليل اللفظي نصل إلى أن الدليل اللفظي: هو اللفظ الذي يلزم من معرفته معرفة شيء آخر (المعنى).
فاللفظ هنا هو الدال، والشيء الآخر هو المدلول أو المعنى. ويفهم من ذلك أن اللفظ يؤتى به من أجل الوصول إلى المعنى.
والمعنى باعتبار وجوده قسمان:
ـ المفهوم: وهو المعنى الموجود في الذهن.
ـ المصداق: وهو المعنى الموجود في الخارج. (أي الشيء المادي المحسوس)
وكل لفظ مستعمل في اللغة له مفهوم، أما المصداق فهناك ألفاظ لا مصداق لها مثل: العلم والفهم ...
المفهوم نوعان:
ـ مفهوم جزئي: وهو الذي لا ينطبق إلا على مصداق واحد فقط. وهو مرادف للمعرفة عند النحاة.
ـ مفهوم كلي: وهو الذي ينطبق على أكثر من مصداق. وهو مرادف للنكرة عند النحاة.
وللحديث بقية
أخي أحمد هل نحن نسير بشكل جيد في هذه المقدمة المنطقية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 07:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أحمد هل نحن نسير بشكل جيد في هذه المقدمة المنطقية؟
نعم يا أبا هلا, كنت أنتظر تعليقك على ما أضفت وما حذفت فتبين أنك وافقتني في نقاط وخالفتني في أخرى, فلا بأس إذن.
أبدأ بمشاركتي حول مفهوم الدليل وأقسامه:
الدليل لغة:
الأمارة على الشيء وهو بين الدَّلالة والدِّلالة, قاله ابن فارس.
وقال ابن منظور: والدليل: ما يستدل به, والدليل: الدال وقد دله على الطريق يدلة دَلالة ودِلالة ودُلولة والفتح أعلى. اهـ
و قال الراغب: لدلالة: ما يتوصل به إلى معرفة الشيء, كدلالة الألفاظ على المعنى, ودلالة الإشارات, والرموز, والكتابة, والعقود في الحساب, وسواء كان ذلك بقصد ممن يجعله دلالة أو لم يكن بقصد كمن يرى حركة الإنسان فيعلم أنه حي, قال تعالى: ((ما دلهم على موته إلا دابة الأرض)).
وأصل الدلالة: مصدر كالكتابة
والدال: من حصل منه ذلك
والدليل: في المبالغة كعالم وعليم, وقادر وقدير, ثم يسمى الدال والدليل: دلالة – كتسمية الشيء بمصدره. اهـ
ويتبين من هذا العرض أن الدليل والدلالة والدال تطلق و يراد بها معنى واحد, وهو التسديد بالأمارة, أو بأي نوع من أنواع العلامات.
وفي الاصطلاح:
ما يلزم من فهمه فهم شيء آخر.
وعرفه الزركشي بأنه الموصل بصحيح النظر فيه إلى المطلوب.
والجويني سمى الدليل دلالة وما يستدل به وحجة وبرهانا وبيان وسلطانا.
بينما هناك من فرق بينهما, نقل الزركشي عن الروياني أنه قال في البحر:
الفرق بين الدليل والحجة وجهان:
أحدهما: أن الدليل ما دل على مطلوبك، والحجة ما منع من ذلك.
والثاني: الدليل ما دل على صوابك. والحجة ما دفع عنك قول مخالفك.
أما ابن حزم فقال: الدليل قد يكون برهانا وقد يكون اسما يعرف به المسمى، وعبارة يتبين بها المراد كرجل ذلك على طريق تريد قصده، فذلك اللفظ الذي خاطبك به هو دليل على ما طلبت، وقد يسمى المرء الدال دليلا أيضا.
والبرهان: كل قضية أو قضايا دلت على حقيقة حكم الشيء. اهـ
وخص المتكلمون اسم الدليل ما دل بالمقطوع به من السمعي والعقلي، وأما الذي لا يفيد إلا الظن فيسمونه أمارة. قاله الزركشي في البحر المحيط.
والخلاصة من هذا العرض, يُعرف الدليل اصطلاحا:
ما يوصل إلى معرفة الشيء المطلوب بصحيح النظر فيه, و الشيء المطلوب هنا هو المدلول, والنظر الصحيح لازم, -لذلك رأيت الكلام عنه هاما والله أعلم - وأما إذا كان النظر فيه فاسدا فلا يوصله إلى المطلوب, وإنما يقع على شبهة, أو يقصد به شيئا فيفيد غيره. أو لا يصل إلى شيء.
وهذا التعريف أكمل والله أعلم وربما أكون مخطئا,
ونظيره التعريف الأول وهو:
"ما يلزم من فهمه فهم شيء آخر".
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 07:41]ـ
أما أنواع الدليل وأقسامه ففيه اختلاف بين المناطقة واللغويين والأصوليين.
- ذهب المناطقة إلى تقسيم الدليل إلى: لفظي وغير لفظي,
والدليل اللفظي إلى: وضعي وعقلي وطبيعي.
والغير اللفظي إلى: وضعي وعقلي وطبيعي. وهذا هو التقسيم الذي ذهب إليه أخي أبو هلا.
- وقسم الفتوحي الدلالة المطلقة إلى ثلاثة أقسام -كما في شرح الكوكب-
وهي: وضعيه وعقلية ولفظية, وقسم اللفظية إلى: طبيعية وعقلية ووضعية.
- بينما قسم الأصفهاني الدليل اللفظي إلى وضعي وغير وضعي, وقسم الوضعي إلى: لفطي وغير لفظي.
- و قسم البلاغيون الدليل اللفظي إلى وضعي وعقلي.
وهذا تقسيم أبي يعقوب السكاكي في مفتاح العلوم , وجلال الدين القزويني في الإيضاح,
ومعهم الفخر الرازي من الأصليين في المحصول.
وهناك تقاسيم أخرى كتقسيم ابن جني مثلا, قسم الدلالة إلى لفظية وصناعية ومعنوية.
قال ابن جني في الخصائص (3/ 98):
باب في الدلالة اللفظية والصناعية والمعنوية:
اعلم أن كل واحد من هذه الدلائل معتدّ مراعًى مُؤْثَر إلا أنها في القوّة والضعف على ثلاث مراتب:
(يُتْبَعُ)
(/)
فأقواهنّ الدلالة اللفظية ثم تليها الصناعية ثم تليها المعنوية. ولنذكر من ذلك ما يصحّ به الغرض فمِنه جميع الأفعال. ففي كل واحد منها الأدِلَّة الثلاثة, ألا ترى إلى قام, و دلالة لفظه على مصدره, ودلالة بنائه على زمانه, ودلالة معناه على فاعله. فهذه ثلاث دلائل من لفظه وصيغته ومعناه. وإنما كانت الدلالة الصناعيّة أقوى من المعنويّة من قِبَل أنها وإن لم تكن لفظا فإنها صورة يحملها اللفظ ويخرج عليها ويستقرّ على المثال المعتزَم بها. فلمّا كانت كذلك لحِقت بحكمه وجرت مجرى اللفظ المنطوق به فدخلا بذلك في باب المعلوم بالمشاهدة. اهـ
ـ[أبوهلا]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 10:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أحمد حييت
تقول أخي الكريم (كنت أنتظر تعليقك على ما أضفت وما حذفت فتبين أنك وافقتني في نقاط وخالفتني في أخرى) وأنا أزعم أني وافقتك في كل ما طلبت ونفذته تماماً، ولم يتبين لي خلاف ذلك حتى الآن.
ثم تحت عنوان (الدليل لغة) قدمت عرضاً مفيداً، ولكني أحب التعليق فقط على قولك (ويتبين من هذا العرض أن الدليل والدلالة والدال تطلق و يراد بها معنى واحد , وهو التسديد بالأمارة, أو بأي نوع من أنواع العلامات).
ـ كلمة (التسديد) كلمة عصية على الفهم ولو قلت الإرشاد لكان أيسر في ظني والله أعلم.
ـ ألا ترى أن المعنى (الواحد) الذي أتيت به هو للدلالة وليس للدليل، يعني الدلالة هي الإرشاد بالأمارة (أو التسديد)، أما الدليل فهو المرشد نفسه قد يكون إنساناً وقد يكون أمارة (أو علامة). يعني هناك فرق بين المصدر واسم الفاعل.
ـ هل هناك فرق بين الأمارة في أول تعريفك والعلامة في آخره؟ وإن لم يكن هناك فرق فوحد مصطلحك.
ثم تحت عنوان (وفي الاصطلاح) قدمت عرضاً مفيداً أيضاً، ولكني أحب التعليق فقط على قولك: (والخلاصة من هذا العرض , يُعرف الدليل اصطلاحا: ما يوصل إلى معرفة الشيء المطلوب بصحيح النظر فيه , و الشيء المطلوب هنا هو المدلول, والنظر الصحيح لازم, -لذلك رأيت الكلام عنه هاما والله أعلم - وأما إذا كان النظر فيه فاسدا فلا يوصله إلى المطلوب، وإنما يقع على شبهة, أو يقصد به شيئا فيفيد غيره. أو لا يصل إلى شيء. وهذا التعريف أكمل والله أعلم وربما أكون مخطئا، ونظيره التعريف الأول وهو "ما يلزم من فهمه فهم شيء آخر")
ـ لاحظ أني لازلت أتكلم في دلالة المفردات ولم أتناول دلالة التراكيب (أو دلالة النسبة) بعد، لذا لم أذكر (صحيح النظر) ولعل الخطأ مني لعدم تنبيهي لذلك.
ـ تقول (ربما أكون مخطئاً) هذا أدب منك أو ربما مجاملة، وأقول نحن الآن نتدارس من أجل الوصول للحق وبالتالي ندع المجاملات جانباً وليعرض كل منا ما يراه صواباً وينقد ما يراه خطأ، وليس منا من هو أكبر من النقد.
ـ تقول (ونظيره التعريف الأول ... ) وهو ذاته التعريف الاصطلاحي الذي ذكرته في مشاركتي ـ ولاحظ أنه خال من قولك صحيح النظر ـ إذن فنحن متفقان.
أما ما ذكرته أنت من أنواع الدليل فكنت قرأتها بنفس التفصيل في كتاب الطلحي ولعله كان هو مرجعك، ولكني كعادتي في الاختصار اكتفيت بتقسيم المناطقة لأنه شامل لبقية التقسيمات فإن كنت تخالفني في هذا التقسيم فاذكر اختيارك وسببه.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 07:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أحمد حييت
.
حياك الله.
قولك:
ـ ألا ترى أن المعنى (الواحد) الذي أتيت به هو للدلالة وليس للدليل، يعني الدلالة هي الإرشاد بالأمارة (أو التسديد)، أما الدليل فهو المرشد نفسه قد يكون إنساناً وقد يكون أمارة (أو علامة). يعني هناك فرق بين المصدر واسم الفاعل.
/// الدليل يطلق على معنى أنه فاعل الدلالة وعلى أنه الدلالة. لذا فتعريفك متفق عليه بين الكثير من اللغويين. وتعريفي الاصطلاحي قريب منه يعني لما عرفته بأنه الموصل وهو قريب من المرشد فلا ضير إذن.
/// والأصوليون كثيرا ما يستعملون الدلالة, ويقسمون تقاسيمهم تحت مصطلحها لذلك ركزت على ذلك.
/// عرفت الدليل بمعنى التسديد بالأمارة أو بأي علامة أخرى تبعا للطلحي, لأمرين اثنين:
أولا: لأن تعريفه شامل على حسب ما رأيت ومع أنه عصي الفهم نوعا ما كما نبهتَ,
(يُتْبَعُ)
(/)
و إذا راجعتَ تعريف الراغب للدلالة ترى أنه عرفها بأنها: ما يتوصل به لمعرفة الشيء.
قال: والدليل: في المبالغة كعالم وعليم, وقادر وقدير, ثم يسمى الدال والدليل: دلالة – كتسمية الشيء بمصدره.
ثانيا: الأمارة هي الدلالة ومعناها الدليل أيضا, يستدل بها لمعرفة الشيء المطلوب, وهو المدلول.
والإشكال بيني وبينك هو أن الدليل قد يكون بمعنى الدال وقد يكون بمعنى الدلالة.
فأنت عرفته بأنه المرشد على أنه الدال, أي فاعل الدلالة, وقد يشمل تعريفك للدليل على أنه الأمارة أيضا - أي الدلالة- وهي أي الأمارة مرشد للمطلوب, فما قولك؟
/// والخلاصة من هذا النقاش أن يكون التعريف المتفق عليه –فرضا- بالشكل التالي:
الدليل هو: المرشد للمطلوب على معنى أنه فاعل الدلالة, فيكون الدليل في هذه الحال بمعنى الدال.
وعلى أنه الأمارة أو العلامة التي بها يكون الإرشاد, فيكون الدليل في هذه الحال بمعنى الدلالة.
قولك:
كلمة (التسديد) كلمة عصية على الفهم ولو قلت الإرشاد لكان أيسر في ظني والله أعلم.
/// والتسديد بالأمارة معناه القصد و التوفيق بها للصواب, وأتفق معك في كون الإرشاد أيسر.
قولك:
لاحظ أني لازلت أتكلم في دلالة المفردات ولم أتناول دلالة التراكيب (أو دلالة النسبة) بعد، لذا لم أذكر (صحيح النظر) ولعل الخطأ مني لعدم تنبيهي لذلك.
ـ تقول (ونظيره التعريف الأول ... ) وهو ذاته التعريف الاصطلاحي الذي ذكرته في مشاركتي ـ ولاحظ أنه خال من قولك صحيح النظر ـ إذن فنحن متفقان
/// تعريفي الاصطلاحي للدليل هو: ما يوصل إلى معرفة الشيء المطلوب بصحيح النظر فيه. وقلت نظيره: ما يلزم من فهمه فهم شيء آخر.
وكان علي أن أبين شيئا في التعريف الثاني كي يكون نظيرا للأول بصفة تامة,
وأقول:
ما يلزم من فهمه –فهما صحيحا- فهم شيء آخر. وبالتالي فهم الدليل فهما صحيحا يوصلك للمطلوب.
/// وإنما اعتمدت على التعريف المبين والمفصل, وركزت على النظر لأنه هام في التعريف الاصطلاحي الصحيح للدليل ولا ينفك عنه. وهو في محل بحثنا كما أظن.
/// ألا ترى أن هناك من يفهم الدليل فهما خاطئا وبالتالي لا يوصله للمطلوب؟ وحينئذ لا يسمى دليله الذي استدل به دليلا, أو يقصد به شيئا فيفيد غيره, وهنا أيضا لا يعتبر دليلا لما ذهب إليه,
أظن هنا واضح.
ومع أن هناك من يسميه دليلا في تلك الأحوال.
أما قولك:
ولعل الخطأ مني لعدم تنبيهي لذلك.
أقول:
أقول: هذه بتلك! (ابتسامة)
/// وأنت في تعريفك لتفريعات التعريف الاصطلاحي للدليل كالمعرفة وأقسامها, والشيء المطلوب على أنه المدلول. أضفتُ النظر الصحيح كشرط لاستقامة الدليل. وبالتالي, نعرج إلى تعريفه وأقسامه في موضعه - إن كنت موفقا في تعريفي هذا-.
/// ولست مجاملا ولا حتى قاصدا من قولي هذا حسن الأدب فقط, ولكن قد أكون مخطئا حقا وهذه المسائل المتناقش فيها حساسة ودقيقة قد يقع فيها الخطأ, بل وقع عند الأكابر فكيف بالصغار؟.
قولك:
أما ما ذكرته أنت من أنواع الدليل فكنت قرأتها بنفس التفصيل في كتاب الطلحي ولعله كان هو مرجعك، ولكني كعادتي في الاختصار اكتفيت بتقسيم المناطقة لأنه شامل لبقية التقسيمات فإن كنت تخالفني في هذا التقسيم فاذكر اختيارك وسببه
/// تقسيم الدكتور الطلحي جيد ودقيق, ورسالته مرجع من بين المراجع التي أعود إليها في مثل هذه المسائل, وإلا فهناك تقاسيم أخرى و المذكورة هنا هي الأهم.
/// أما ما أرجحه من تلك التقاسيم فسيكون في موضعه مع شيء من التفصيل الموجز بعد أن نفرغ من مفهوم الدليل إن شاء الله تعالى, لأن هناك إشكالات في مفهوم الإدراك.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 07:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنبيه:
قلنا من قبل: المعرفة هي إدراك الشيء، ولكن ما هو الإدراك؟
الإدراك هو وجود صورة الشيء في الذهن (العقل).
وتسمى هذه الصورة في المنطق (التصور) وقد تسمى الفكرة.
يعني الإدراك معناه التصور.
/// ويُعرف التصور في علم المنطق بأنه إدراك الشيء إدراكا بسيطا.
وعرف الشنقيطي التصورَ بأنه: إدراك معنى المفرد من غير تعرض لإثبات شيء له ولا لنفيه عنه. كإدراك معنى اللذة ومعنى الألم ... الخ
/// أما معنى الفكرة وعلاقته بالإدراك فأرجو التوضيح لو سمحت.
وأقول:
/// الإدراك: تصور الشيء على ما هو به في الواقع.
لأن تصوره على خلاف ما هو به في الواقع جهل, وقد عرف الدمياطي كما في حاشيته على شرح المحلي للورقات بأن الجهل تصور وليس بمعرفة أصلا, وإنما هو حصول الشيء في الذهن.
/// وعرف الشيخ الشنقيطي الإدراك بأنه: وصول النفس إلى المعنى بتمامه, فإن وصلت إليه لا بتمامه فهو المسمى في الاصطلاح بالشعور. اهـ
هذا اختيار الشنقيطي كما في آداب البحث والمناظرة.
وبالتالي يظهر لنا إشكالٌ في تعريفات مراتب الإدراك الستة!
فإن تسمية الجهل المركب إدراكٌ فيه إشكال إذا اعتُمد تعريف الشنقيطي, وكذا القول في الظن والوهم والشك, لأن الإدراكَ على حسب التعريف: وصول النفس إلى المعنى بتمامه.
فالظن والوهم والشك لم يحقق من خلالهم المعنى بتمامه.
فالظن: إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح, يعني لم يبلغ المعنى بتمامه.
/// أو أني لم أستوعب المسألة جيدا, ربما هناك إدراك صحيح تام وإدراك خاطئ أو غير تام والله أعلم, لأن تعريف الشيخ الشنقيطي رحمه الله أشكل علي, فإن كانت المسألة خارجة من محل البحث والإشكال ما زال قائما أفردت له صفحة مستقلة.
من اللطائف:
كنا قديما نعرف الإدراك بأنه: عملية بناء المفهوم الصحيح للمعلومة من خلال المستقبلات الحسية والتعرف عليها والتمييز بينها. ويستعمل الذكاء والفطنة وبناء الأفكار والمشاعر والدلائل الخارجية كعوامل لنجاح هذه العملية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 10:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقول أخي: (فأنت عرفته بأنه المرشد على أنه الدال, أي فاعل الدلالة, وقد يشمل تعريفك للدليل على أنه الأمارة أيضا - أي الدلالة- وهي أي الأمارة مرشد للمطلوب, فما قولك؟)
قولي أن ما قلته صحيح كله إلا قولك (أي الدلالة) ولتوضيح الأمر أقول بلغة الرياضيات:
الدليل = الأمارة = العلامة = المرشد (اسم فاعل) وهو ما قلته لك في المشاركة رقم 9 ونصه: (أما الدليل فهو المرشد نفسه قد يكون إنساناً وقد يكون أمارة أو علامة).
الدلالة = الإرشاد (المصدر) والإرشاد يكون بالدليل أو بالأمارة أو بالعلامة.
ومن هذا تعلم خطأ قولك في المشاركة 10 (الأمارة هي الدلالة) وقولك الأمارة أي الدلالة.
نعم قد يطلق الدليل على الدلالة أو العكس ولكن مجازاً ونحن هنا نتكلم عن الحقيقة.
أما التعريف الاصطلاحي:
أهم تنبيه يجب أن تعرفه هو (إني لازلت أتكلم في دلالة المفردات ولم أتناول دلالة التراكيب أو دلالة النسبة بعد) أو دلالة القضايا أو الأحكام بلغة المناطقة وهذا قلته لك في المشاركة رقم 9. ودلالة المفردات لا تحتاج إلى (صحيح النظر) لذا لم أذكره في التعريف الاصطلاحي. وإنما تحتاج إلى معرفة وإدراك.
وللتوضيح أرجوك تأمل معي ما قلته سابقاً ولا تتعجل:
تعريف الدليل المفرد اصطلاحاً: هو الشيء الذي يلزم من معرفته معرفة شيء آخر.
شرح التعريف:
الشيء الأول في التعريف هو الدال ويسمى الدليل أيضاً. (ما في مشاكل)
والشيء الثاني في التعريف هو المدلول. (ما في مشاكل)
أما قولنا في التعريف (معرفة) فالمعرفة هي: إدراك الشيء.
والإدراك هو: وجود صورة الشيء في الذهن. ويسمى في المنطق (التصور) وقد يسمى (الفكرة).
وبلغة الرياضيات: المعرفة = الإدراك = التصور = الفكرة = صورة الشيء في الذهن.
وقولك (يعرف التصور في علم المنطق بأنه إدراك الشيء إدراكا بسيطا. وعرف الشنقيطي التصور بأنه: إدراك معنى المفرد من غير تعرض لإثبات شيء له ولا لنفيه عنه. كإدراك معنى اللذة ومعنى الألم ... الخ) صحيح مائة بالمائة مع ملاحظة أن الشنقيطي نبه إلى أن الحديث عن دلالة المفردات.
قلت لك من قبل ـ تبعاً لابن عثيمين ـ أن المعرفة (أو الإدراك أو التصور) أنواع:
العلم: وهو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً.
الظن: وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح.
الشك: وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مساو.
الوهم: وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد راجح.
وضد المعرفة الجهل البسيط وهو عدم الإدراك بالكلية.
أما إدراك الشيء على وجه يخالف ما هو عليه فهو الجهل المركب.
ثم قلت: (وأقول: الإدراك: تصور الشيء على ما هو به في الواقع. لأن تصوره على خلاف ما هو به في الواقع جهل) وهذا خطأ لأنك خلطت بين العلم والإدراك، وبين الجهل والجهل المركب وستعرف خطأك عندما تتأمل التقسيمات السابقة.
أما الإشكالات التي ظهرت عندك فسببها تعريف الشنقيطي، وهو وإن كان لا إشكال فيه فما رأيك هل تزول إشكالاتك بزوال تعريف الشنقيطي؟ إن كان الجواب نعم. اتركه إذن واختصر طريقنا. وإن كان لا حدد موطن الإشكال.
من اللطائف:
تقول (كنا قديما ... ) شكلك شايب وأنا أحسبك شباب مثلي.
على كل حال تعريفكم القديم صحيح. وبلاش نطول بإثبات صحته. لأنك ستكتشف ذلك بنفسك بعد الانتهاء من هذه المدارسة.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 04:41]ـ
من اللطائف:
تقول (كنا قديما ... ) شكلك شايب وأنا أحسبك شباب مثلي.
على كل حال تعريفكم القديم صحيح. وبلاش نطول بإثبات صحته. لأنك ستكتشف ذلك بنفسك بعد الانتهاء من هذه المدارسة.
(ابتسامة)
ما زلت مثلك شابا يا حبيبي, في بداية الثلاثينات, وإنما قديما يعني قبل مدة في المعهد.
أما قولك (أهم تنبيه يجب أن تعرفه هو (إني لازلت أتكلم في دلالة المفردات ولم أتناول دلالة التراكيب أو دلالة النسبة بعد) أو دلالة القضايا أو الأحكام بلغة المناطقة وهذا قلته لك في المشاركة رقم 9. ودلالة المفردات لا تحتاج إلى (صحيح النظر) لذا لم أذكره)
أقول: لا إشكال نتقدم في البحث, لأني أرى أن القاعدة التي انطلقتُ منها ليست نفسها التي انطلقتَ منها لذا سيتبين ذلك لاحقا.
أما تعريف الشنقيطي لعلي أدرس المسألة دراسة مستقلة.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 08:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرنا في مشاركة سابقة (رقم 6) أن المفهوم الجزئي لا ينطبق إلا على مصداق واحد فقط، وبالتالي ما فيه مشاكل.
أما المفهوم الكلي فينقسم إلى قسمين:
ـ ذات: وهو المفهوم الكلي الذي يقوم بنفسه. ويسمى الجوهر أيضاً.
ـ عرض: وهو المفهوم الكلي الذي لا يقوم بنفسه ولا يوجد إلا في (ذات).
مثال توضيحي: (العنب) ذات لأنه مفهوم كلي قائم بنفسه، أما طعمه ولونه فأعراض لأنها لا تقوم بنفسها، أي ليس هناك طعم عنب قائم بنفسه ومنفصل عن العنب وكذلك لونه.
والأصل أن يكون لكل لفظ في اللغة معنى خاص به، ويطلق على الألفاظ في هذه الحالة الألفاظ المتباينة، إلا أن هناك أصناف تخرج عن هذا الأصل منها:
ـ المشترك اللفظي: وهو أن يكون للفظ الواحد أكثر من معنى حقيقي مثل كلمة (عين) تطلق على الحاسة وعلى عين الماء وعلى الحرف ...
ـ المترادف: وهو أن يكون للمعنى الواحد أكثر من لفظ مثل: السيف، والحسام، والمهند ...
وسنقف هنا، على الرغم من وجود تفصيلات كثيرة إلا أن لها موطن آخر وسنكتفي بهذا الموجز في الدليل المفرد، وسنبدأ في المشاركة القادمة إن شاء الله الحديث عن الدليل المركب.
وإن رأيت ـ أخي أحمد ـ أي نقص هنا بإمكانك إكماله قبل أن أبدأ في المشاركة القادمة.
أخي أحمد فهمك لما سبق ـ على إيجازه ـ يفتح لك فهما واسعا في كتب العقائد وعلم الكلام وفهم ابن تيمية في كثير من كتبه. إضافة إلى فهمك لكتب المنطق والأصول وفقه اللغة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 01:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تنس أخي أن مما يدخل في موضوع الدليل المفرد عدة موضوعات يمكن الرجوع إليها في كتب أصول الفقه وهي:
ـ الحقيقة والمجاز.
ـ العام والخاص.
ـ المطلق والمقيد.
ـ المجمل والمبين.
ـ الظاهر والمؤول.
وهي مهمة جداً لكل من أراد الاستدلال بالدليل اللفظي.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 04:29]ـ
نعم أخي
هذه مقدمة على القواعد المنطقية لا أخالفك فيها إذ هي متسلسلة ولكل معرف تفريعات, وهي مبينة في كتب المنطق وبعض كتب الأصول كمختصر ابن حاجب وشروحه وكمقدمة الغزالي في علم المنطق من كتابه الماتع: المستصفى.
وكان انطلاقك على هذه القاعدة, فلتواصل موفقا إن شاء الله تعالى إلى أن نصل إلى ما يدعو للنقاش وطرح النقاط المختلف فيها.
أما نقلك لأصناف اللفظ كالمشترك والمترادف فصحيح ولا إشكال فيه, وهي أساسا من القواعد اللغوية.
أما عن المواضيع التي أشرت إليها وهي القواعد الأصولية فلا حاجة لذكرها لأنها معروفة وهي في جميع كتب الأصول.
إلا فيما يخص بموضوع الحقيقة والمجاز, وكذا موضوع الظاهر والمؤول, أرجو أن تضع لها تعريفات موجزة لعلنا نحتاج إليها.
وبعدها ننتقل إلى الدليل اللفظي المركب.
تعقيبا على قولك:
أخي أحمد فهمك لما سبق ـ على إيجازه ـ يفتح لك فهما واسعا في كتب العقائد وعلم الكلام وفهم ابن تيمية في كثير من كتبه. إضافة إلى فهمك لكتب المنطق والأصول وفقه اللغة.
نعم يا أخي أبا هلا, القواعد التي ذكرت تعاريفها بإيجاز يساعد كثيرا في فهم كتب العقائد التي انطلقت على هذه الأصول.
يقال أن المنطق هو علم يبحث عن القواعد العامة للتفكير الصحيح
ويقال أن المنطق هو العلم الذي يضع القوانين للوصول إلى النتائج
ويقال أن المنطق آلة قانونية تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر
ولعل أوجزهم من عرفه بأنه قانون التفكير الصحيح.
أما التعريف الأول فيه بيان وتفصيل, أما التعريفات الثلاثة الأخري ليست صحيحة عندي كما عند الكثير والله تعالى أعلم.
أما أهمية دراسته من أجل فهم كتب علم الكلام فنعم أرى أن دراسته من فروض الكفاية لأجل هذا المقصد.
أي فهم مصطلحات أهل الكلام والفلاسفة, وفهم الأصول التي استندوا إليها في مسائل العقائد خاصة والتمييز بينها, ومن ثمة الأمان مما ضلوا فيه, والتحذير منه, والرد على مخالفاتهم ومناظرتهم - وهذا ما فعله ابنُ تيمية -.
تماما كمن يدرس لغات المخالفين وعلومهم لفهمها ومن ثمة الأمان من شرورهم والرد والمناظرة في سبيل إظهار الحق والدعوة إليه, وإبطال الباطل الصادر عنهم بواسطة علومهم.
أما فقه اللغة وأصول الفقه أرى أن هذين العلمين في غنى عن المنطق والقواعد الفلسفية الأخرى والله أعلم.
هذا تعقيب فقط على ما كتبت في آخر مشاركتك.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 01:09]ـ
جزاك الله خيرا. موضوع مهم ولكن حبذا الدخول في الحديث عن العقل مباشرة وجعل ما سواه من التوابع. استهلال الموضوع بكثرة التعاريف والحدود فيه شيء من التشتيت و طريقة المنطق اليوناني قبل الشروع في علم من العلوم أو قضية من قضاياه هي وضع "الحدود"، وقد عاب ابن تيمية عليهم ذلك لأنه يفضي إلى التسلسل عند البعض وفائدته قليلة، وحجته في ذلك أن وضع الحد الشافي يشترط له علم أو تصور سابق، وما دام الأمر كذلك فلا حاجة للعناية برسوم الحد المرهقة، لأن العلم او التصور قد حصل. لا أشك في فائدة التعاريف من جهة تقريب المعاني وتمييز المفاهيم بعضها عن بعض، ولكن يراعى أن الدقة ليست ممكنة على كل حال، خاصة إذا حرص المُعرّف على تحقيق الحد الحقيقي بدلاً من الرسمي الحكمي.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 04:19]ـ
أخي عبد الله الشهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أظن أنك لم تتابع الموضوع من بدايته, أقصد في صفحة سابقة دفعتنا لمدارسة هذا الموضوع من أوله, وهذا هو الرابط: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=22932
ووضعنا خطة للمدارسة وهي:
ـ الدليل مفهومه وأنواعه.
ـ مفهوم العقل.
ـ مفهوم الدليل العقلي.
ـ الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد: ويتضمن مدخل عن منزلة العقل في الاستدلال.
والشرط الذي وضعه أخونا أبو هلا واتفقنا عليه هو:
ولن نتجاوز محور من هذه المحاور حتى ننتهي من الذي قبله، لذا أرجو من الإخوة عدم العجلة وترك الحديث عن أي محور لم نصله بعد.
لذلك أرى أن لا نستعجل ولا نأتي بأحكام مسبقة على مسائل لم ندرسها أو لم نصل بها إلى ما يدعو للنقد, فما زلنا في بداية المدارسة.
وبما أن الموضوع تابع لأخينا أبي هلا - مع اتفاقنا عليه - فله أن يمشي على خطته وما علينا إلا أن نلتزم بعدم الخروج عن محور البحث إلا إذا رأينا ما نزيد فيه أو ننقص, أو نعقب على ما يدعو لذلك, أو نعترض على ما نراه خطأ ونبين الصواب فيه.
وقد قال في الموضوع السابق:
يجب أن تعلم أن المشروع طويل ولكنه مفيد وممتع
ولا تحرمنا يا أخي الشهري من فوائدك التي تعودنا عليها في مشاركاتك
وبارك الله فيكم أخي وأحسن إليكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 04:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أخي عبدالله أن ينظم إلينا (أنا وأخي أحمد) رجل عاقل مثلك، وهو مكسب لنا إن شاء الله، أما هذه المقدمة المنطقية فهي مهمة لأنها ستريحنا فيما بعد، وكما تعلم أن معظم الخلافات سببها اختلاف المصطلحات، لذا لو دخلنا إلى دراسة العقل مباشرة وطرحنا مسألة العقل هل هو ذات أم عرض؟ سيتساءل الجميع عما نقصده بذات وعرض. كما أنه مخالف لأسلوبي في تبسيط القضايا.
ولكن إن أراد شريكي (أحمد) التوجه لدراسة العقل مباشرة فأنا لن أخالفه وإن كنت لا أميل لذلك.
أما أنت أخي أحمد فإليك ما طلبته ولعلك بهذا الطلب تريد إثارة المناقشات والخلافات مبكرا:
الحديث عن الحقيقة والمجاز حديث شائك لأن هناك من ينسب لابن تيمية ـ وهو إمام كما تعرف ـ نفي المجاز، والمتعصبون لابن تيمية كثر، وعلى الرغم من أن بعض الباحثين أثبت أن ابن تيمية لا ينكر المجاز إلا أن بيننا من هو تيمي أكثر من ابن تيمية نفسه.
على كل حال المسألة نوقشت كثيراً ولن نطيل بنقاشها هنا، وهي لا تعدو أن تكون قضية اصطلاحية للتمييز بين الألفاظ:
تنقسم الألفاظ من حيث الاستعمال إلى حقيقة ومجاز.
ـ الحقيقة: وهي اللفظ المستعمل فيما وضع له.
ـ المجاز: وهو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له بسبب قرينة مانعة.
مثال: كلمة (أسد) تستعمل في الدلالة على الحيوان المفترس حقيقة، وتستعمل في الدلالة على الرجل الشجاع تجوزاً.
والأصل حمل اللفظ على الحقيقة، ولا ينقل إلى المجاز إلا إذا وجدت قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي، مع اشتراط وجود علاقة بين المعنى الحقيقي للفظ والمعنى المجازي المنقول إليه.
وتنقسم الحقيقة إلى ثلاثة أقسام: لغوية وشرعية وعرفية.
وينقسم المجاز إلى استعارة ومجاز مرسل.
أما الظاهر والمؤول ففيهما شبه شديد بالحقيقة والمجاز لحد الالتباس، ويفرق بينهما بوجود احتمال إرادة أحد المعنيين في الظاهر والمؤول، أما في الحقيقة والمجاز فلا يوجد هذا الاحتمال حيث اللفظ حقيقي فإن وجدت قرينة مانعة فهو مجاز.
والظاهر: هو حمل لفظ يحتمل معنيين ـ أحدهما أرجح من الآخر ـ على المعنى الراجح منهما.
والمؤول: هو حمل لفظ يحتمل معنيين ـ أحدهما أرجح من الآخر ـ على المعنى المرجوح منهما. كما يفعل المعطلة في باب الأسماء والصفات.
مثال: كلمة (غائط) تحتمل معنيين عرفي وهو الراجح (الخارج المستقذر) ولغوي وهو المرجوح (المكان المطمئن من الأرض).
والأصل حمل اللفظ على الظاهر والمعنى الراجح، إلا إذا وجد دليل يرجح المعنى المرجوح عندها يصير المعنى المرجوح هو الراجح بسبب الدليل، ويتحول المؤول حينئذ إلى ظاهر.
أخي أحمد حتى لو لم تجد تعليقا على مشاركتي قل لي: إلى الأمام - أحسنت .... ، حتى أشعر بوجودك وبأنك قرأت مشاركتي.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 04:46]ـ
أخي أبو هلا ألسنا في بداية المدارسة؟
كل ما أردته منك هو وضع تعريفات لما طلبته وقلت لك: لعلنا نحتاج إليها, أي في موضعها.
وليس ها هنا موضعها.
فكنت آمل أن لا تصير سببا في إيقاظ النسمات الآتية من مختلف الاتجاهات.
والتعليق على هذه التعريفات سيأتي في موضعه لذا تقدم موفقا إن شاء الله تعالى.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 04:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرا على التوقف القصير، سنكمل ما بدأناه إن شاء الله.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 10:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتهينا الآن من الحديث عن إدراك المفردات وقبل الحديث عن المركبات أود التنبيه إلى أمرين:
1 - أهمية ودور العقل في كل ما سبق ذكره في الدليل المفرد منذ الحديث عن تعريف الدليل والمعرفة والإدراك والمعنى والمفهوم ...
2 – لمعرفة وإدراك المفردات مصدران: الحواس الخمس، والاستبطان.
والمقصود بالاستبطان الحس الداخلي أو الباطني أي ما يجده كل إنسان من مشاعر داخلية كالحب والبغض والفرح والحزن والعلم والجهل ...
ومن ذلك يتبين لنا أن إدراك المفردات من الأمور النسبية أي تختلف بحسب ما يدركه كل شخص.
أما المركب فهو تأليف بين مفردين أو أكثر.
ولا يخلو من حالتين: إما أن يفيد (زيد مجتهد) فيسمى المركب التام، أو لا يفيد فيسمى المركب الناقص (إذا جاء زيد).
والمركب التام نوعان:
ـ خبر: وهو المركب الذي يحتمل الصدق والكذب لذاته (زيد مجتهد). ويسمى (القضية، أو الحكم).
ـ إنشاء: وهو المركب الذي لا يحتمل الصدق والكذب (أين زيد؟).
والقضية (الخبر) هي مطلوب كل علم، لذا كانت محل الاهتمام من كل العلوم وعلى رأسها علم العقيدة.
والقضايا نوعان: حملية، وشرطية.
القضية الحملية: وهي معرفة ثبوت نسبة شيء لشيء أو نفيه عنه.
قولنا في التعريف (معرفة) ينطبق عليه كل ما سبق ذكره عن المعرفة.
وقولنا: ثبوت نسبة شيء لشيء، نحو (زيد مجتهد). أو نفيه عنه، نحو (زيد ليس مجتهدا).
وللقضية الحملية ثلاثة أركان:
ـ المحكوم عليه (ويسمى الموضوع) = زيد
ـ المحكوم به (ويسمى المحمول) = مجتهد / ليس مجتهدا
ـ الحكم (ويسمى النسبة) = إثبات الاجتهاد / نفي الاجتهاد(/)
مجالات الإصلاح في الفقه الإسلامي للشيخ د/ عبد المجيد جمعة
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 11:10]ـ
مجالات الإصلاح في الفقه الإسلامي
للشيخ د/ عبد المجيد جمعة
عن راية الاصلاح
الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرف المرسلين، نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعد، فقد مرَّ الفقهُ الإسلاميُّ بمراحلَ عدَّةٍ، من أهمِّها عصرُ النُّبوَّةِ، حيث كان مصدرُ التَّشريعِ وقتئذٍ هو القرآنُ والسُّنَّةُ، وقد أمر تعالى المؤمنين أن يردُّوا كلَّ ما تنازعوا فيه من أمور الدِّين: دقِّه وجلِّه، جليِّه وخفيِّه إلى هذا المصدر فقال: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً? [النساء: 59]، والرَّدُّ إلى الله سبحانه هو الردُّ إلى كتابه، والردُّ إلى الرَّسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الرَّدُّ إليه نفسِه في حياته، وإلى سُنَّتِه بعد وفاتِه.
وكان الرَّسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو المبلِّغ عن الله تعالى المبيِّن لشرعه، وقد قال تعالى: ?إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً? [النساء: 105]، وقد أمرنا تعالى بطاعته وتحكيمِه والتَّحاكمِ إليه فقال: ?فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً? [النساء: 65]، فلا شرع إلاَّ ما شرعه اللهُ أو ما شرعه رسولُه.
ولمَّا كان القرآنُ والسُّنَّةُ هما المرجعُ الأساسيُّ للصَّحابة في جميع الأحكامِ والقضايا، لم يكنْ هناك مجالٌ للاختلافِ في المسائلِ الفقهيَّةِ على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولئن كان هناك خلافٌ بين الصَّحابة إذا وقع منهم اجتهادٌ في حَضْرَتِه أو غَيْبَتِه ـ كما هو واقع منهم في حوادثَ كثيرةٍ، ووقائعَ متعدِّدَةٍ، وهو الصَّحيح من مذاهبِ العلماءِ ـ فإنَّهم كانوا يرجعون إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فَيُقِرُّ المصيبَ منهم، ويُنْكِرُ على المخطئِ، فسرعانَ ما يزول الخلافُ، ويَثْبُتُ الصَّوابُ.
ولم يفارقِ النَّبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه الحياة، ويودِّعْ أصحابَه، وينقطعِ الوحيُ، حتَّى كَمُلَ الدِّينُ، وتكامل بناءُ الشَّريعةِ، فقد بلَّغ الرِّسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونصح الأمَّةَ، وتركها على المحجَّة البيضاءِ، وحثَّها على التَّمسُّك بكتاب الله وسُنَّةِ رسولِه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعده.
فأخذ الصَّحابةُ ـ رضي الله عنهم ـ بوصيَّة النَّبِيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وما عَهِدَهُ إليهم، وعَضُّوا على ذلك بالنَّواجِذِ والأضْرَاسِ، فعَلِمُوا التَّنزيلَ، وفَهِمُوا مرادَ الرَّسولِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وعرفوا سُنَنَهُ، فحكَّموا النُّصوصَ وتحاكموا إليها، ووقَفُوا عند حدودِها، فإذا نزلتْ بهم نَازِلَةٌ، وعرفوا حكمَها في كتاب الله أو سنَّةِ رسولِه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يَلْتَفِتُوا إلى غيرِهِما، بل تركوا آراءَهم، ورجَعُوا عن أقوالِهم إذا رأَوْا أنَّها تخالفُ النَّصَّ.
وبعد أنِ اتَّسعتْ دائرةُ الإسلامِ عن طريق الفتوحاتِ الإسلاميَّةِ، وامتدَّ نفوذُها إلى ما وراء الجزيرة، ودخل كثيرٌ من الأُمَمِ في دين الله أفواجًا، واختلطَ العجمُ بالعربِ، واجهتْهُم وقائعُ عِدَّة، ونزلت بهم نوازلُ كثيرة، لا عَهْدَ لهم بها في عصر النُّبوَّةِ، فدعتِ الحاجةُ إلى معرفة أحكامِ تلك الحوادث الطَّارئةِ، ومعلومٌ أنَّ النُّصوصَ الشَّرعيَّةَ محدودةٌ، لم تَنُصَّ على كلِّ الحوادثِ، فكان من الضَّروريِّ أن يجتهدوا في إيجادِ حلٍّ لهذه النَّوازلِ، وينظرُوا إلى أقربِ ذلك من النُّصوص العامَّةِ، فيُخرِّجوا أحكامَ هذه الحوادثِ الجزئيَّةِ على القواعدِ الكلِّيَّةِ المقرَّرَةِ في الكتاب والسُّنَّةِ، فإنْ أعوزَهم ذلك استشاروا فقهاءَ الصَّحابةِ، فإذا اتَّفق رأيُهم على شيءٍ قضوا به، ولَزِمَ تنفيذُه، كما
(يُتْبَعُ)
(/)
وقع لأبي بكرٍ الصِّدِّيقِ ـ رضي الله عنه ـ في جَمْعِهِ للقرآنِ، وقتالِه مانعِي الزَّكاةِ، وأهلِ الرِّدَّةِ وغيرِها.
وقد قال ميمون بنُ مِهرانَ: «كان أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ إذا ورد عليه حُكْمٌ نَظَرَ في كتاب الله تعالى، فإنْ وجَدَ فيه ما يقضِي به قضى به، وإن لم يجدْ في كتابِ الله نَظَرَ في سُنَّةِ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فإن وجد فيها ما يقضي قضى به، فإن أعْيَاهُ ذلك سأل النَّاسَ: هل عَلِمْتُم أنَّ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قضى فيه بقضاء؟ فرُبَّما قام إليه القومُ يقولون: قضى فيه بكذا وكذا، فإنْ لم يجد سُنَّةً سنَّهَا النَّبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ جمعَ رؤساءَ النَّاسِ فاستشارهم، فإذا اجتمع رأيُهم على شيء قضى به، وكان عُمَرُ يفعل ذلك، فإذا أعْيَاهُ أنْ يَجِدَ ذلك في الكتابِ والسُّنَّةِ سأل: هل كان أبو بكر قضى فيه بقضاء؟ فإن كان لأبي بكر قضاءٌ قَضَى به، وإلاَّ جمع علماءَ النَّاسِ واستشارهم، فإذا اجتمع رأيُهم على شيءٍ قضى به».
وفي كتاب عمر بنِ الخطَّاب إلى شُرَيْح: «إذا وجَدْتَ شيئًا في كتاب الله فَاقْضِ به، ولا تَلْتَفِتْ إلى غيره، وإن أتاك شيءٌ ليس في كتاب الله فاقضِ بما سنَّ رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فإن أتاك ما ليس في كتاب الله ولم يَسُنَّ رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاقضِ بما أجمع عليه النَّاس، وإن أتاك ما ليس في كتاب الله ولا سنَّةِ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يتكلَّم فيه أحدٌ قبلَك، فإنْ شِئْتَ أن تجتهدَ رأيَك فتقدَّم، وإن شِئت أن تتأخَّر فتأخَّر، وما أرى التَّأخُّرَ إلاَّ خيرًا لك» (1).
والمقصود أنَّ الصَّحابةَ ـ رضي الله عنهم ـ كانوا لا يرجِعون إلى الرَّأيِ إلاَّ عند عدمِ وجود النَّصِّ.
ثم جرى التَّابعون وتابعوهم لهم بإحسان على منهجِهم السَّليمِ، واقْتَفَوْا على آثارهم صراطَهم المستقيمَ، فكانوا يرجِعُون إلى الكتابِ والسُّنَّةِ، فإنْ لم يجدوا في الكتابِ والسُّنَّةِ، أخذُوا بأقوالِ الصَّحابةِ، فإن لم يجدوا فيما قَالَهُ واحدٌ منهم، اجتهدوا رأيَهم.
ثمَّ حَمَلَ الرَّايةَ بعدهم الأئمَّةُ من القرن الرَّابع، وساروا على نهجهم، في تَعَرُّفِّهِم على أحكام النَّوازلِ، وقد عَرَفَ الفقهُ في هذا العصرِ نهضةً فقهيَّةً كبيرةً، وحياةً علميَّةً واسعةً، حيث بَرَزَ فيه علماءُ مجتهدون، ودُوِّنَتِ العلومُ في مختلف الفُنُونِ، وكان للفقه الحظُّ الأَوْفَرُ في التَّدوينِ، إلى جانب علم الحديث، بل كان تدوينُ العلومِ الأخرى خَادِمًا للفِقْهِ، وكانت كتبُ الفقهِ تُعنَى بالدَّليلِ، وفقْهِ الصَّحابةِ والتَّابعينِ والفقهاءِ المجتهدين، وكانت أبوابُ الاجتهاد، والنَّظرِ في المسائلِ، وطرق الاستدلال مفتوحةً على مِصْرَاعَيْها، لمنْ هو أهلٌ لذلك.
والحاصل أنَّ هذا العصرَ يُعتبر ـ بحقّ ـ بالنِّسبةِ للفِقْهِ عصرًا ذهبيًّا.
ثُمَّ خَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ، ضَعُفَتْ هِمَّتُهُمْ عنْ سلوكِ سبيل الأوَّلِينَ، وقَصُرَ جهدُهم عن النَّظرِ في النُّصوصِ والاستنباطِ منها، ورَضُوا لأنفسِهِمُ التَّقليدَ المَحْضَ، والتَّعَصُّبَ البَحْتَ، واتَّخَذَ كُلُّ واحدٍ منهم إمامًا يتَّبعه، ومذهبًا يلتَزِمُه، وصار مبلغَ علْمِهم فَهْمُ كلامِ أئمَّتِهم، وبيانُ أدلَّتِهم، والتَّفريعُ على قواعدهم، وبذلُ الجهد في نُصْرَةِ مذهبهم، والرَّدُّ على مخالفيهم، حتى انقَسَمَت دولةُ الإسلام إلى أربعةِ مذاهبَ، لكلِّ مذهبٍ أنصارٌ وأشياعٌ، وأحزابٌ وأتباعٌ.
لقد بلغ من التَّعصُّبِ الأعمى والتَّقليدِ للأئمَّةِ أنْ صارت نصوصُ إمام المذهبِ كَنُصُوصِ الشَّارعِ، كما قال القاضي عياضٌ في «المدارك»: «إنَّ لفظَ الإمام يَتَنَزَّلُ عند مقلِّده بمنزلة ألفاظ الشَّارع» (2)، واشْتُهِرَ عن الإمام الكَرْخِيِّ الذي انتهت إليه رئاسةُ الحنَفَيَّةِ بالعراقِ أنَّه قال: «كلُّ آيةٍ أو حديثٍ يُخالف ما عليه أصحابُنا فهو إمَّا مؤوَّلٌ أو منْسُوخٌ»؛ وادَّعى القومُ انقطاعَ الاجتهادِ، وغلقَ أبوابِه على رأس المائة الرَّابعةِ، ولم يَبْقَ ـ بالنِّسبة إليهم ـ مجتهدٌ مطلقٌ، بل المجتهدُ عندهم الذي يفهم نصوصَ إمامِه، ويُفَرِّعُ على أصوله، ويطْلِقُونَ عليه اسم: «مجتهد مقيّد».
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد بُلِيَ الفقهُ في عصر التَّقليدِ بالجمودِ، وأصابه رُكودٌ، ونَجمَ عن ذلك آثارٌ وخيمةٌ، وعواقبُ ذميمةٌ، من أهَمِّهَا ردُّ النُّصوصِ الصَّحيحةِ الصَّريحةِ المخالفةِ للمذهبِ، ولو بالتَّأويلِ الفاسدِ، ومنها عَزْلُ النُّصوصِ عن المسائلِ، وخُلُوِّ كثيرٍ من كتبِ المذاهب من الأدلَّةِ، والعنايةِ بنقل أقوالِ أئِمَّتِهم، ومنها الاهتمامُ بالكتب المختصرةِ والمتونِ والحَوَاشِي التِي هي أشْبَهُ بالألغازِ، حتَّى احتيجَ إلى شَرْحِهَا، ووضعِ الحواشي عليها، بل يقوم بشرحِها مصنِّفُها نَفْسُه، وقد عَاقَتِ الطَّالبَ عنْ تأصيلِ العلمِ وتحصيلِه، وتكوينِ مَلَكَتِهِ الفقهيَّةِ، ومنها كثرةُ التَّآلِيفِ في الفَنِّ الواحد مِمَّا زادَ الأمرَ تعقيدًا والْتِبَاسًا، وأصابَ طالبَ الفقهِ الملَلُ والكَلَلُ، وعاقَهُ عن التَّحصيلِ.
وقد قال ابنُ خلدون في «مقدِّمته» (1021 ـ دار الكتاب اللُّبْنَانِي): «اعلم أنَّه ممَّا أَضَرَّ بالنَّاس في تحصيل العلم، والوقوفِ على غاياته، كثرةُ التَّآليف، واختلافُ الاصطلاحات في التَّعليم، وتعدُّدُ طرقِها، ثمُّ مطالبةُ المتعلِّم والتِّلميذِ باستحضار ذلك، وحينئذ يُسلَّم له منصِبُ التَّحصيلِ، فيحتاجُ المتعلِّمُ إلى حفظها كلِّها أو أكثرِها، ومراعاةِ طرقهَا، ولا يَفِي عمرُه بما كُتب في صناعةٍ واحدةٍ إذا تَجرَّدَ لها، فيقع القصورُ ـ ولابدّـ دون رتبةِ التَّحصيلِ.
ويمثل ذلك من شأن الفقه في المذهب المالكيِّ بالكتب: «المدوَّنة» ـمثلاًـ وما كُتِبَ عليها من الشُّروحاتِ الفقهيَّةِ، مثل: كتاب ابنيونس واللَّخمِي، وابنِ بشير، و «التَّنبيهات»، و «المقدِّمات»، و «البيانِ والتَّحصيلِ على العُتْبِيَّة»، وكذلك كتاب ابنِ الحَاجِبِ، وما كُتِبَ عليه؛ ثُمَّ إنَّه يحتاج إلى تمييز الطَّريقةِ القَيْرَوَانِيَّةِ من القُرْطُبِيَّةِ والبَغْدَادِيَّةِ والمِصْرِيَّةِ، وطرقِ المتَأَخِّرِينَ عنهم، والإحاطةِ بذلك كلِّه؛ وحينئذٍ يُسَلَّمُ له منصِبُ الفُتْيَا، وهي كلُّها متَكَرِّرَة والمعنى واحدٌ، والمتعلِّم مطالَبٌ باستحضار جميعِها، وتمييزِ ما بينها، والعُمْرُ ينْقَضِي في واحدٍ منها ... ».
ومنها: عدمُ تنقيح كتب الفقه فترى بعضَ المسائلِ مُشَتَّتَةً على مختلفِ الأبواب، فَيُضْطَرُّ الفقيهُ إلى جُهْدٍ كبيرٍ في مراجعتِها، وقد يستغرقُ ذلك مراجعة أبواب وفصول كثيرة، وربَّما يجدُ المسألةَ في غير مظَانِّها، كما هو حالُ بعضِ كتب الحنفيَّة والمالكيَّة؛ ومنها: اتِّساعُ دائرة الخلاف، وظهور الفِتَنِ المذهبيَّةِ حتَّى أفضى ذلك إلى التَّقاتلِ والتَّدابرِ، وطَعْنِ بعضِهم في بعضٍ، وإبطالِ الصَّلاةِ خلفَ بعضِهم بعضًا، كما حصل بَيْنَ الحنفيَّةِ والشَّافعيَّةِ، ومنها: استحلالُ المحرَّماتِ بأَدْنَى الحِيَلِ، وقدْ صُنِّفَتْ في ذلك مُصَنَّفَاتٌ؛ ومنها: اختيارُ الأقوال بالتَّشَهِّي والهوى، وتَتَبُّعُ الرُّخَصِ، والقولُ بالتَّلفيقِ؛ ومنها: كثرةُ الجَدَلِ والمناظراتِ بين المذاهبِ انتصارًا للمذهبِ، وغيرِ ذلك من البلاَيَا التي حلَّتْ بالفقه الإسلامي ...
ففي خِضَمِّ هذا الجمودِ الفِكْرِيِّ والتَّقلِيدِ الأعْمى، والأوضاعِ المزرية الّتي آلَ إليه الفقهُ، كان من الضَّرُورِيِّ إعادةُ النَّظرِ فيه، والعودةُ به إلى العهد الأوَّلِ، وإبرازُه في الحُلَّةِ الزَّاهيَةِ التي كان يَتَحَلَّى بها في العصرِ الذَّهبيِّ، وإصلاحُ ما شَانَهُ، ليَنْهَضَ من كَبْوَتِهِ، ويَصْفُوَ مِنْ كُدْرَتِهِ، ويَسْتَعِيدَ حيَوِيَّتَه ومكانَتَه المرمُوقَةَ التي كان يَحْظَى بها.
وهذه الدَّعوةُ تَتَلاَءَمُ والنَّهضَةَ العلميَّةَ المباركةَ التي يعيشُها العالم الإسلاميُّ اليوم، فلا يصلح آخرُ هذه الأمَّةِ إلاَّ بما صَلحَ بِهِ أوَّلُها.
وتتجلَّى مظاهرُ الإصلاح في الجوانب التَّاليةِ:
(يُتْبَعُ)
(/)
أوَّلاً: إصلاحُ الفقهِ من حيثُ تشجيعُ الاجتهادِ لمن تَوَفَّرَتْ فيه شروطُه، وتحقَّقَتْ فيه أدواتُه، ـ ولا أقول: فَتْحُ باب الاجتهاد، لأنَّ بابَه لم ولن يُغْلَقَ ـ، وذلك بتدبُّر النُّصوصِ وتفهُّمِها، واستخراجِ القواعدِ والحِكَمِ والعِلَلِ والمناسباتِ منها، وتطبِيقِها على المسائلِ المسْتَجَدَّةِ، وإلحاقِ ما لا نصَّ فيه منها على ما ورد به النَّصُّ؛ لأنَّ الحوادثَ تَتَجَدَّدُ، والنَّوازلَُ تحدُثُ، وقد لا تكون معروفةً في العصورِ الماضيةِ، والنُّصوصُ الشَّرعيَّةُ لم تَنُصَّ على كلِّ حادثةٍ بعينِها، ولابدَّ من معرفةِ حكمِ الله فيها، ولا يتأتَّى ذلك إلاَّ عن طريق الاجتهاد، وهو أيْسَرُ ممَّا كان عليه في العصور السَّابقةِ؛ لأنَّ موادَّه متوفِّرَةٌ مجتمعةٌ في مظَانِّها، فقد جمع العلماءُ آياتِ الأحكامِ، وأحاديثَ الأحكامِ، وبيَّنُوا النَّاسخَ والمنسوخَ، وضَبَطُوا مواضعَ الإجماعِ، ومواطنَ الخلافِ، ودوَّنُوا الفقهَ، وقعَّدوا قواعدَه وأصولَه، وتكلَّموا في اللُّغةِ وفنونِها، وكلُّ هذه العلومِ التي تعتبرُ دَعَائِمَ أساسيَّةً للاجتهاد مدوَّنَةً في كتبٍ خاصَّةٍ، سهلة المرَامِ، لَيِّنَة المأخذِ.
وقد كان المتقدِّمُونَ يَبْذُلُونَ جهودًا مُضْنِيَةً في تحصيلها، وقد لا يتأتَّى لهم ذلك، كما هو واقعٌ في مسائل الإجماعِ والخلافِ، فكم من مسألةٍ ادُّعي فيها الإجماعُ، وقد ثَبَتَ فيها الخلافُ.
فالاجتهاد هو القلبُ النَّابِضُ الذي به حياةُ الفقهِ الإسلاميِّ، ودليلٌ على صلاحيَّةِ الشَّريعةِ الإسلاميَّةِ السَّمْحَةِ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ، والوسيلةُ المثْلَى للتعَرُّفِ على أحكامِ النَّوازلِ؛ والقولُ بسدِّ بابِ الاجتهادِ هو إجهاضٌ للفقهِ الإسلاميِّ، وتضييقٌ لدَوْرِه الفَعَّالِ في مواجهة المستجدَّاتِ، ومواكبةِ التَّطَوُّرَاتِ، وإيجادِ حلولٍ للمشكلاتِ، ونُكْرَانٌ لنعمةِ الفِكْرِ والنَّظَرِ.
ثانيا: إصلاحُ الفقه من حيثُ تصفيَتُه من الأحاديثِ الضَّعيفةِ، والأخبارِ الوَاهيَةِ التي شانَتْ كُتُبَ الفقهِ، وقد بَنَى كثيرٌ من الفقهاءِ عليها أحكامَهم، وخرَّجوا عليها أصولَهم، إمَّا جهلاً منهم بأسانيدِها وعِلَلِها، وإمَّا تعصُّبًا ونصرةً للمذهبِ.
ومعلومٌ أنَّ الأحكامَ لا تُبْنَى إلاَّ على ما صحَّ من الأحاديث، فإذا صُفِّيَتْ كتبُ الفقه من هذه الأحاديثِ، فإنَّه يَقِلُّ الخلافُ، ويُعْرَفُ الصَّوابُ.
وقد صُرِفَتْ عنايةُ كثيرٍ من علماءِ الحديث إلى تخريج الأحاديثِ الواردة في كتب الفقه المعتمدةِ وتحقيقِها، مع بيانِ درجتها من حيث الصِّحَّةُ أو الضَّعفُ.
ثالثًا: إصلاحُ الفقه منْ حيثُ تحليتُه بالنُّصوصِ الشَّرعيَّةِ، وربطُ مسائِلِه بدلائلِها، فيُذْكَرُ مع كلِّ مسألةٍ دليلُها من القرآنِ والسنَّةِ والإجماعِ والقياسِ وأقوالِ الصَّحابةِ، وغيرِها من المصادر التبعيَّة؛ وبهذا تُفْهَمُ الأحكامُ، وتُعرفُ مآخذُ الأقوالِ؛ لأنَّ أخذَ الحكم بغير معرفةِ دليله هو عينُ التَّقليدِ، وقد عرَّف العلماءُ التَّقليدَ أنَّه: «قَبُولُ قولِ الغير بغير حُجَّةٍ»، واتَّفقوا على أنَّ التَّقليدَ ليس بعلمٍ.
رابعًا: إصلاحُ الفقهِ من حيثُ تصفيتُه من الأقوالِ الشَّاذَّةِ، والآراءِ الباطلةِ المخالفةِ للنُّصوصِ، والاختياراتِ المرْجُوحَةِ التي ثَبَتَ ضعفُهَا، وإبرازُ المسائلِ المجمعِ عليها، والمسائلِ الرَّاجحةِ التي ثَبَتَتْ بالدَّليلِ الصَّحيحِ الصَّريحِ؛ أمَّا المسائلُ التي تكافأَتْ فيها الأدِلَّةُ، ولم يُتَبَيَّنْ فيها القولُ الرَّاجحُ فَتُعْرَضُ، ويبقى الاختيارُ بحسب الرُّجوع إلى الأصل أو المرجِّحَاتِ الخارجيَّةِ، فمواردُ النِّزاعِ ومسالكُ الاجتهاد لا إنكارَ فيها.
خامسًا: إصلاحُ الفقه منْ حيثُ تصفيتُه من الفَرَضِيَّاتِ والأُغْلُوطَاتِ التي يستحيلُ وقوعُها، بل رُبَّما وصلت إلى حدِّ السَّخافاتِ والحماقاتِ ـ في بعض الأحيانِ يُسْتَحْيَى من ذكرها ـ أو المسائلِ التي لا فائدةَ منها، ولا طائلَ من ورائِها، وقد يُعتبر البحثُ عنها من التَّكلُّفِ الذي نُهِينَا عنه، وتكون دراستُها من باب إضاعةِ الوقت وشُغْلِ البَالِ، وقد أَخْرَجَتِ الفقهَ عن مقصده وأبعدَتْه عن ميدانِ العمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
سادسًا: إصلاحُ الفقه من حيثُ تصفيتُه من البدع والمحدثات؛ لأنَّ الأصلَ في العبادات التَّوقُّفُ، فلا يُشْرَعُ منها إلاَّ ما شَرَعَه الله وما صحَّ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، كالقولِ باستحباب صلاةِ الرَّغائِبِ وصلاةِ ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ.
ولتحقيق هذه الإصلاحات، وتجسيدها على أرض الواقع فإنَّني أقدِّم هذه الاقتراحات التَّالية:
أوَّلاً: العملُ على إخراج فقهاء مجتهدين، وتأهيلِهم لحمل الرَّايةِ، يتَّصِفُونَ بحُسْنِ الفهم، وسلامةِ الفكرِ، وقوَّةِ النَّظَرِ، ويملِكُونَ الملَكَةَ العلميَّة، تمكِّنُهم من استنباط الأحكام من أدلَّتِها، وإلحاقِ ما لا نصَّ فيه بالمنْصُوصِ عليه، وذلك بتحصيل علوم الاجتهاد، كالقرآن وعلومه، والحديثِ وعلومه، وأصول الفقه وقواعدِه، والعربيَّةِ وعلومِها، ولا شكَّ أنَّ للجامعات والكلِّيَّات الإسلاميَّةِ دورًا مهمًّا في هذا المجال.
ثانيًا: تكوينُ طلبةِ العلمِ النُّجباءِ للتَّفَقُّهِ بتخريج الفروع على الأصول، والتَّأَمُّلِ في مقاصد التَّشريع وأسرارِه، والنَّظرِ في معاني الأحكام ومناسباتها، واستخراجِ حكمِها وعللِها، حتى تتكوَّنَ لديهم مَلَكَةٌ علميَّةٌ، وأهليَّةٌ تامَّةٌ، وذَوْقٌ فِقْهِيٌّ سليمٌ، يمكِّنُهُم بذلك بلوغَ درجةِ «الاتِّباع»، وتمكِّنُهم من معرفة الحكم.
ثالثا: الاهتمامُ بدراسة كتب الفقه المقَارَنِ، التي تُعْنَى بذكر أقوالِ الأئمَّة وأدلَّتِهِم ومآخذِهم، وتبيِّنُ القولَ الرَّاجحَ من أقوالهم، كـ «المحلَّى» لابن حزم، و «الاستذكار» لابن عبد البَرِّ، و «المغني» لابن قدامة، و «المجموع» للنووي ...
رابعًا: عقدُ دوراتٍ علميَّة، ومَجَامِعَ فقهيَّة، تكون دوريَّةً ـ على غِرَارِ ما هو موجود في بعض البلاد الإسلاميَّة ـ، يلتقِي فيها العلماءُ والفقهاءُ من كلِّ أنحاء العالم، يبحثون أهمَّ القضايا المستجدَّةِ في العالم الإسلاميِّ، بغيةَ النَّظرِ فيها، ومعرفةِ حُكْمِ الشَّريعة فيها.
خامسًا: تشجيعُ البُحُوثِ العلميَّة التي تتناول مسائلَ فقهيَّةً معيَّنَةً، على نحو المجلاَّتِ المحكَّمة والأطروحات الجامعيَّة.
هذا، واللهُ وليُّ التَّوفيقِ، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين.
(1) انظر: «إعلام الموقِّعين»: (2/ 115 ـ تحقيق مشهور).
(2) نقلاً عن كتاب «الفكر السَّامي» للفاسي (3/ 7).
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 07:39]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[محمد بن علي بن مصطفى]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 03:21]ـ
بوركتم وجزيتم خيرا(/)
الصحابة تحققوا ....... ؟ ....... و التابعون حقّقوا؟!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 11:39]ـ
الصحابة تحققوا .... و التابعون حقّقوا؟!!
قبل البدء .. لا بد من التقرير بأني لا أقصد أن التابعين رضي الله عنهم لم يتحققوا!! و إنما القصد التركيز أكثر على ما يتباينون به عن الصحابة , كما سيأتي بيانه؟
نعم ... فقد حدث ذلك في أنواع عديدة من الأمور:
الأوّل: اللغوي:
فقد كان تحقق الصحابة رضي الله عنهم فطريّاً سليقيا ... بل كان ما يقولونه هو اللغة نفسها!؟
أمّا التابعون فلكي يصلوا إلى مشارف دقائق الأذواق اللغوية و يتعرّفوا كنه ما يقرؤون على الوجه الأتمّ فقد اضطروا إلى وضع علم النحو بمصطلحاته الدقيقة و مفاهيمه التي لو سمعها أعرابي من زمن الصحابة رضي الله عنهم ... فربما حسبهم أعاجم أو متفلسفة!
فكان النحو تعبيراً عن حال لسان القوم؟!
الثاني: الأصولي:
و هو يتفرع عن الأول و يتعلق به بشكل وثيق ...
فالصحابة كانوا إذا سمعوا قوله تعالى: " حرمت عليكم أمهاتكم ...... و ربائبكم اللاتي في حجوركم .. " لم يكن ذهنهم ينساق إلى معنى القيد و حسب من كلمة اللاتي ... بل كان يتسع كذلك لمعانٍ غدت غريبة عنا اليوم مثل معنى العهد!؟ إلى درجة أن أحد الباحثين في علم الحديث يتهم غيره قائلاً ما معناه " و العجب من إخواننا علماء نجد مع حرصهم على اتباع الدليل (كذا) قد تبعوا مذهبهم و خالفوا النص (كذا)؟!! مولّداً بهذه الطريقة تربية فكرية قلبية ذات أثر مدمّر كلّي أي في مستويات عديدة؟!!
و من ذلك فهم الصحابة لمعنى الكفر معنى يتسع لأنواعه كلها .. ؟! و إلا لما راحوا يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم: يكفرن بالله؟؟؟ بعدما أخبرهم عن كفر النساء!
الثالث: القواعد الكلية:؟
و هي التي لا زالت مبعثرة في كتب الأصول و القواعد الفقهية .... و أهمها مقاصد الشريعة ... فالصحابة رضي الله عنهم اكتسبوها بطريقة سليقية فطرية راسخة – و الأمثلة عليها غريبة على ذي النظر السطحي و متوافرة في مظانها – من أثر العيش زمنَ التنزيل!!؟
الرابع: التصوّف السني:
(على حد تعبير الإمام ابن تيمية رحمه الله)
فالحقائق الإيمانية الإحسانية التي ذكرها و فصّلها مثلا الإمام ابن القيم بأذواقها و دقائقها في كتابه البديع مدارج السالكين لم تكن إلا محاولة بناها على محاولات أئمة التابعين الذين تخصصوا في هذا الجانب من الشريعة ... لاستشراف حال إيمان القوم و التعبير عنها ....
فكما كان النحو بفلسفته و دقائقه و تحليلاته تعبيرا عن لسان القوم .... فكذلك كان التصوّف تعبيرا عن حال إحسان القوم و إيمانهم؟!!
و قد يعنّ لي غير هذه المستويات من التحقيق الذي يقابل التحقق؟؟!! فمن ظهر له شيء من ذلك فليكن نعم الناصح ... و أنا له من الشاكرين الداعين.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 11:50]ـ
اسمح لي أن أخالفك أخي الكريم في هذه الحيلة (ابتسامة)
فقياس التصوف على النحو والأصول غير صحيح
وإذا كان له معنى صحيح ومعنى ذميم .. فلم نضطر لإقحام هذه الكلمة المشكلة , الدخيلة .. حتى على لغة العرب
ولاشك أن من رضي بالله ربا واطمأن قلبه به فهو أحرص على استعمال ألفاظ الشارع
كالزهد والورع والصدق والإخلاص وغير ذلك .. وتأمل قوله تعالى"يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا" ففيها تأصيل هذا الفقه
كما أن التابعين كانوا على سليقة العربية أيضا ولم يحتاجوا إلى التصنيف ..
وإنما نشأ ذلك في أتباعهم وفي أتباع أتباعهم كبر الداعي لذلك
وإنما استعمل ابن تيمية مصطلح التصوف من باب مجاراة الخصم والتنزل معه والتقدير
إن كان التصوف مرادفا للزهد والتجرد ونحوه .. فنحن نقول به ..
والله الموفق
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 12:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم .. هل لك ان تدل اخاك على الموضع الذي ذكر فيه شيخ الاسلام رحمه الله مصطلح (التصوّف السني) كما تقول؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 02:27]ـ
عجبا لأمرك يا أخي!
(يُتْبَعُ)
(/)
تارة تتكلم بلهجة العامي المسكين الذي لا ناقة له ولا جمل في العلم ويخاف على نفسه وأصحابه من خوض عبابه! وتارة تأتينا بكلام لا يجترئ على الكلام بمثله الا طالب علم له في شتى الفنون باع وسهم!!! فها أنت ذا تتكلم عن النحو وأصول الفقه والاستدلال والقواعد الكلية و ....
ثم اذا ما كلمك اخوانك عن أخطاء تقع منك في العقيدة وغيرها وحضوك على التعلم لضبطها قلت لهم دعوني على فطرتي، وزعمت بالباطل أنها هي الفطرة التي كان عليها الصحابة، وأن ضبطها لا يحتاج الى التعلم!!!!
سبحان الله!
أنت كما ظننتك ... داعية تصوف لا خلاق له بعلوم التوحيد، هداك الله وأصلحك!
يا أخي
ان كنت داعيا الى الله فتعلم ... وان كنت متكلما في العلم ... فالعلم الدليل!
العلم الدليل يا خلوصي!
/// لا وجه ابتداءا لهذا التفريق بين "حققوا" و"تحققوا" في الاصطلاح الشرعي ولا في المعنى اللغوي ... والا فمن الذي تكلم بهذا التفريق اصطلاحا من أئمة السلف؟ ومن الذي سبقك اليه وجعل أحد المعنيين للصحابة والآخر للتابعين كما تدعي؟؟؟ وهل لك أن تأتينا بكلامه من مصدره؟؟؟ أما ان كنت مستحدثا اصطلاحك الخاص، فبينه أولا، ولتأتنا ببينة الفرق اللغوي بدليله من كتب اللغويين قبل أن تستحدث به تفريقا بين الصحابة والتابعين ليس لك فيه سلف!!!
فاشرح لنا هذه العبارة شرحا واضحا على سنة أهل العلم وطريقتهم، لا بالرموز الصوفية وأشباهها:
"لا بد من التقرير بأني لا أقصد أن التابعين رضي الله عنهم لم يتحققوا"
"المستويات من التحقيق الذي يقابل التحقق"
"كان تحقق الصحابة رضي الله عنهم فطريّاً سليقيا "
.....
/// تقول: "أمّا التابعون فلكي يصلوا إلى مشارف دقائق الأذواق اللغوية و يتعرّفوا كنه ما يقرؤون على الوجه الأتمّ فقد اضطروا إلى وضع علم النحو بمصطلحاته الدقيقة و مفاهيمه التي لو سمعها أعرابي من زمن الصحابة رضي الله عنهم ... فربما حسبهم أعاجم أو متفلسفة! "
وأقول لك هذا الكلام كلام فاسد فسادا بينا! فعلم النحو لم يضعه التابعون من أجل أن "يفهموا ما يقرؤون" ولا من أجل أن يتمكنوا من ادراك دقائق "الأذواق" اللغوية كما تدعي!!! وانما وضع علم النحو من أجل أن تنضبط به ألسنة الأعاجم من أهل الأمصار الأعجمية التي فتحها المسلمون شرقا وغربا على لسان العرب، ومن أجل حفظ أحرف القرءان!! والا فالتابعون - ان كنت تدري معنى هذا المصطلح ابتداءا- كانوا تلامذة الصحابة رضي الله عنهم، وما تلقوا العلم الا منهم وبلسانهم مباشرة بلا وسيط من قراءة أو غيره، وما تربوا الا في حجورهم رضي الله عنهم وعلى لسان قومهم!!!
/// حنانيك علينا يا مولانا! خذنا خطوة خطوة رحمك الله! تقول: "لم يكن ذهنهم ينساق إلى معنى القيد و حسب من كلمة اللاتي ... بل كان يتسع كذلك لمعانٍ غدت غريبة عنا اليوم مثل معنى العهد "
فهل لنا أن نفهم ما هو معنى "العهد" هذا الذي صار غريبا عنا اليوم، وما دليله عندك من كلامهم؟؟؟
ثم تنتقل بعد هذه العبارة مباشرة الى قولك: "إلى درجة أن أحد الباحثين في علم الحديث يتهم غيره قائلاً ما معناه " و العجب من إخواننا علماء نجد مع حرصهم على اتباع الدليل (كذا) قد تبعوا مذهبهم و خالفوا النص (كذا)؟!! مولّداً بهذه الطريقة تربية فكرية قلبية ذات أثر مدمّر كلّي أي في مستويات عديدة؟!! "
فعلى أي شيء ينبني قولك: "الى درجة أن ... "؟؟؟ تقصد أن هذا المثال الذي تسوقه عن باحثي الحديث، يدل على ضيق أفقهم وغياب "شمولية" فهم الصحابة عنهم؟؟؟ فما هو اعتراضك على أن يقع نقاش بين طلبة علم الحديث، يرد فيه أحدهم على الآخر بمثل هذا الالزام الأصولي في الحوار، أن فلانا خالف بأصوله دليلا من الأدلة التي يلتزمها في غير ذلك الموضع فوقع بذلك في التناقض؟ وان كنت لا أدري ما وجه تخصيص "علماء نجد" - على حد لفظك - بمذهب حديثي أو نحوه، ولكن أنت من اصطنع المثال على أي حال!! فهل تقصد أن وجود المذاهب العلمية في الأمة في الفقه والنظر هو ذلك المرض التربوي الفكري المدمر الذي لم يكن عليه الصحابة؟؟؟
وصفت شيئا بأنه طريقة مدمرة .... ليس هذا فحسب، بل مدمرة دمارا كليا، أي:على مستويات عديدة" فهلا بينت ذلك الشيء بوضوح وبينت أي مستويات تلك التي تقصد، وعلاقة ذلك بالفرق بين التحقيق والتحقق والذي فرقت به بين الصحابة والتابعين؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ما واصلت به الخلط اذ تقول: "و من ذلك فهم الصحابة لمعنى الكفر معنى يتسع لأنواعه كلها .. ؟! و إلا لما راحوا يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم: يكفرن بالله؟؟؟ بعدما أخبرهم عن كفر النساء! "
فلا أفهم تقول "من ذلك" ... من أي شيء؟؟؟؟ "من" هذه تفيد التبعيض ... فهذا الكلام الذي يأتي بعد، هو بعض من أي شيء؟؟
من ذاك الأثر المدمر المذكور قبله مباشرة؟؟؟ أم من التفاضل بين الصحابة والتابعين وهو الأمر الذي بدأت به الموضوع، أم من أي شيء بالضبط؟؟؟
والا ففهم الصحابة لمعاني الكفر وصنوفه، لا يختلف عن فهم تابعيهم، ولا فهم تابعي تابعيهم، ولا فهم حملة ذلك المنهج المبارك الى يوم الناس هذا والى يوم القيامة! لأنه محفوظ بأدلته ولله الحمد!! فما وجه هذا الكلام؟
/// ثم تأتي بعد بقولك هذا عما أسميته بالقواعد الكلية: " هي التي لا زالت مبعثرة في كتب الأصول و القواعد الفقهية .... و أهمها مقاصد الشريعة ... فالصحابة رضي الله عنهم اكتسبوها بطريقة سليقية فطرية راسخة – و الأمثلة عليها غريبة على ذي النظر السطحي و متوافرة في مظانها – من أثر العيش زمنَ التنزيل!!؟ "
فما معنى أنها لا زالت "مبعثرة"؟؟ أما مقاصد الشريعة فلا أدري ما وجه استغرابك للأمثلة عليها؟ هلا تفضلت علينا بذكر بعض تلك الأمثلة حتى نفهم مرادك بوضوح؟ مع الاشارة الى وجوب ربط ذلك بغرض الموضوع وعنوانه، وهو التفاضل بين الصحابة والتابعين فيما أسميته أنت بالفرق بين التحقيق والتحقق!!
أما قولك: "فالصحابة رضي الله عنهم اكتسبوها بطريقة سليقية فطرية راسخة"
لا ليس كذلك! بل اكتسبوها بالتعلم المباشر من النبي صلى الله عليه وسلم، ومن استنباط معانيها العامة مما عايشوه معه عليه السلام من أحوال وأحداث وما سمعوه منه من تعاليم، نقلوها عنه الى تابعيهم نقلا أمينا نزيها لا تحريف فيه!! ولولا أن شرب الصحابة من مشكاة النبوة ما شربوا بالسماع والتلقي المباشر، لما كان عندهم ما يعلمونه للتابعين، ولما كانت تغني عنهم فطرتهم ولا سليقتهم شيئا!!
/// لن أتعقب عليك في أمر ما أسميته بالتصوف السني - وهو كما هو واضح بيت القصيد من هذا الموضوع! - فقد سبقني الى ذلك أخ فاضل كريم .. ولكن أعقب على هذه: " لم تكن إلا محاولة بناها على محاولات أئمة التابعين الذين تخصصوا في هذا الجانب من الشريعة ... لاستشراف حال إيمان القوم و التعبير عنها "
كلا يا خلوصي، تصانيف العلماء في معاني الاحسان ومراتبه لم تكن "محاولات" ولا "نظريات" ولا "فيوضات" ولا شيء مما غرق فيه ضالة الصوفية أصحاب الطبقات!! وانما كانت صياغة علمية لغوية دقيقة لأصول علمية مستمدة كلها مما علمه هؤلاء من النصوص عن أحوال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، عبروا عنها بعبارات جزلة دقيقة واضحة، لا لبس فيها ولا غموض ولا ابهام!!!
فلا هم حاولوا، ولا أئمة التابعين كانوا "يحاولون" .. فانتبه!!
/// أما هذه الطفرة الاستدلالية: "فكما كان النحو بفلسفته و دقائقه و تحليلاته تعبيرا عن لسان القوم .... فكذلك كان التصوّف تعبيرا عن حال إحسان القوم و إيمانهم؟!! "
فمردودة عليك والقياس فيها فاسد ما دمت تأبى أن تبين لنا معنى "التصوف" عندك ومصادر التلقي فيه!
وعلى أي حال واكمالا للبيان أقول وأكرر: هذا القياس فاسد لأن النحو لم يوضع الا للأعاجم ليحسنوا ضبط الحروف العربية! أما "التصوف" - بواقع ما غلب عليه من تعاريف وتصانيف - فغلو فلسفي مذموم خاض فيه أصحابه حتى جاوزوا دائرة الاسلام نفسها، ولا حول ولا قوة الا بالله!!!
ثم ان النحو علم له حد واضح وتعريف دقيق معلومة غايته والغرض منه باتفاق! أما التصوف فله مئات الحدود والتعاريف التي شط بها أصحابها أبعد الشطط، وهو بحر لكل مخرف لا قاع له!! نعم كان له أصلٌ صحيح كفنّ من فنون العلم ولا أنكر هذا، ولكنه غرق في بحار الفلسفات الباطنية والطرق البدعية القائمة على فساد في مصادر التلقي نفسها .. فعلى أي فهم تريد أنت منا أن نوجه كلامك عن "التصوف"؟؟
ان كان على الزهد والورع والاخلاص والتقوى وغيره من أعمال القلوب وما كتبه أطباء القلوب فيها من تصانيف، فعلومها موجودة عندنا موروثة بأدلتها دون الحاجة الى وضع عبارة "التصوف" بهذا الإبهام عليها، مع ما يستتبعه ذلك التصنيف من فتح لأبواب الخرافات والكفريات والشركيات التي لا حد لها ولا منتهى!!
فيا خلوصي، لا تحاول ايهام العامة وصغار الطلبة بأن التصوف - هكذا - هو نظير علم النحو في ضبط اللغة، وهو سبيل الناس الى معرفة أحوال قلوب الصحابة والسلف، حتى إذا ما راحوا يطلبون "علم التصوف" تصيدهم الزنادقة وأئمة الابتداع وسلكوا بهم سبل الهلكة!! فليس الأمر بهذه السهولة!!
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 04:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم .. هل لك ان تدل اخاك على الموضع الذي ذكر فيه شيخ الاسلام رحمه الله مصطلح (التصوّف السني) كما تقول؟
هل من مجيب؟!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 11:29]ـ
فمن ظهر له شيء من ذلك فليكن نعم الناصح ... و أنا له من الشاكرين الداعين
قارنوا بما سيأتي من مراوغاته يا إخوة
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 03:05]ـ
هل من مجيب؟!!!
عفوا أخي الكريم:
لم أعد أذكر و يصعب البحث علي الآن ... و كلام الإمام كثير في هذا و مذكور في أماكن عديدة ..
و المهم عندي و عندكم كما أظن هو المعاني و الحقائق ... فربما يأتي أحدهم ليقول لا لا اللفظ هذا بالذات لم يرد ... و هذا الخلوصي يدلّس!
نعم أخي هؤلاء يريدون استجراري إلى مواضيعهم الجانبية لكي يشوشوا على القراء في هروبهم من جوهر الموضوع ..
كنت دوما أما السيل الجارف من صفحاتهم التي لا علاقة لها بمحل البحث و بتعددهم ... على ثقة من أن الناس هنا ليسوا سذجا ... و بإمكان كل أحد أن يقرأ بهدوء ليعرف أن سكوتي كان هو الجواب.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 05:09]ـ
في هذه معك شيخنا خلوصي و هذا لعمري يدل على ما تحويه من جليل العلوم مما أحسست به أول ما قرأت لكم و الله وحده يعلم أني أرجو أن لا نفقدك الى تلك الجهة التي لوحت بها في ملتقى أهل التفسيرو الله وحده يعلم مدى أسفي ان صدقت ظنوني و الله ادعو أن تكون من نفسي الأمارة لاواقعا ... و عرفانا مني لهداياكم عرفان التلميذ لأستاذه أؤيد كلامكم في قياس التصوف بالأصول والرأي ... و هو مقتضى كلام شيخ الاسلام و تلامذته بل هو عندي أفضل من بين صحة المقارنة بين فن الأصول و فن التصوف و أن التصوف علم كبقية علوم الاسلام لا فرقة اعتقادية-وهو غالبا منشأ الغلط عند المعاصرين- و أفضل من بين ذلك من الناحية الشرعية و الاصطلاحية و التاريخية معا بل أزيد في عرفاني الى أن أقول أني لا أعلم من أكابر أهل السنة حسب قراءاتي المتواضعة بما فيهم الشيخ الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب من أنكرالتصوف جملة و تفصيلا الا الامامين ابن عقيل و ابن الجوزي و شيئا ما الامام ابن حزم ... حتى توسع بأخرة هذا التيار المنكر للتصوف بجملته و انتشر بتأثير من المدرسة العبدوية في مصر ... أما جل من عرفت من أئمة الاسلام من ابن المبارك الى الامام الطبري الى الامام السمعاني الى الامام ابن تيمية الى الامام السفاريني الى الامام الشوكاني .. فما وجدت عندهم الا التفصيل فيه على ما عليه شيخ الاسلام من الحكم عليه بانه علم و طريقة اجتهادية كبقية علوم الاسلام و كما أشرتم ما وجدت أفضل من فصل فيه مثل شيخ الاسلام و تلامذته بل و أفضل من حاول تنقيته كما حاولوا تنقية أصول الفقه على المناهج السلفية و الأصول التي كان عليها الصحابة
و الله اعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 07:47]ـ
أخي ابن الرومية ... عجبت من اطلاقك الموافقة لخلوصي هكذا على كل ما يقوله هنا دونما تفصيل!!!
وقد أحزنني ذلك منك والله!!
فما رأيكم وفقكم الله فيما تعقبتُه عليه في هذا المقال تحديدا؟؟
هل تقبل منه هذا التفريق العجيب غير المسبوق بين الصحابة والتابعين، رضوان الله عليهم أجميعن؟؟؟
هل تقبل منه استكباره واستنكافه - هداه الله - عن بيان ما أشكل من كلامه لاخوانه، وقوله: "هؤلاء يريدون استجراري إلى مواضيعهم الجانبية لكي يشوشوا على القراء في هروبهم من جوهر الموضوع "
وقوله: "السيل الجارف من صفحاتهم التي لا علاقة لها بمحل البحث و بتعددهم "
فضلا عن قوله: "سكوتي كان هو الجواب" ......... ؟؟؟؟
هل كلامنا هذا توافق أنت على أنه مواضيع جانبية كما يقول، وعلى أنه لا غاية له الا اخفاء "جوهر الموضوع" و ... "محل البحث"؟؟؟؟
هل توافقه على أننا ما نبغي بكلامنا اليه وأسئلتنا تلك الا التشويش عليه ومضايقته؟ هل توافقه على "السكوت" ردا علينا وكأننا في نظره قوم قد علم مسبقا أنهم لا يرقون أصلا الى ادراك حقائق وكنوز العلم الذي عنده وأمثاله من أرباب التصوف، فلا يتكلف حتى محاولة التوضيح والبيان لهم اذ يسألونه عما يقول؟؟؟!!!!!!
أفبعد كل هذه المراوغة الطويلة منه، وما تبين لك أنت قبل غيرك من مخالفات في كلامه، هداه الله، واصراره على الاعراض عن الجواب عنها ودفع الشبهة، تأتينا الآن بهذا الكلام؟؟؟
أحزنتني يا ابن الرومية والله، سامحك الله!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
يا ابن الرومية اعلم أنك لست بأحرص مني ولا من باقي الاخوة وفقهم الله، على أن تصفو تلك الكدرة التي أحاطت بأخيهم خلوصي ..
ولكن ما السبيل الى ذلك وهو لا يزال يتجاهلنا جميعا ولا يريد تصويب ما ثبت وقوع المخالفة فيه من كلامه، ولا دأب له الا اتهامنا جميعا في فهومنا "لمحل بحثه" هذا، ولا يريد بيان ما أشكل وأبهم منه على الناس هنا؟؟؟
ثم يا أخي الكريم مهلا!!
أين في كلام شيخ الاسلام رحمه الله وغيره ما يفهم منه أنه كان يرى "التصوف" على أنه علم اجتهادي مقيس في ذلك على علم "النحو" كما يقول خلوصي؟ وما هو نوع وحد ذلك الاجتهاد؟؟ وما هي مصادره وأصوله؟؟ وما هو مراد محاوركم خلوصي "بعلوم التصوف" أصلا؟؟؟ أليس قد وجب عليكم الاستفصال منه عن ذلك كله بوضوح قبل أن توافقوه عليه موافقة تامة على هذا النحو؟؟؟؟؟
وهل هذه العجلة منكم، والتسليم لخلوصي بامامة و"أستاذية" ذلك "العلم" الذي ما زلنا الى الآن نريد أن نستوضح منه مراده به ابتداءا، يوافق منهج شيخ الاسلام رحمه الله في التعامل مع دعاة التصوف؟؟؟
منهج الشيخ رحمه الله كان واضحا ودقيقا، وهو كما أظنك تعلم مبناه تحقيق التصور الصحيح في مراد المتكلم بما يتكلم به من المصطلحات ثم الحكم عليها في ضوء ذلك، وهو منهجه في سائر صنوف الكلام، من أكثرها تفلسفا وغموضا وتلبيسا الى أوضحها وأبسطها عبارة ..
ونحن ما طالبنا خلوصيا ببيان ما يقصد من مبهماته وغوامض كلامه التي طفحت بها صفحاته الا انطلاقا من هذا المنهج نفسه!!!
فما كان شيخ الاسلام ليقول لمن يقول "أنا متصوف": "أنت على بدعة" هكذا حتى يستفهم منه عن حقيقة ما يسميه بالتصوف أولا! وهذا هو المنهج الحق المستقيم ولا شك، عند الحكم على أفكار بعينها أو مناهج بعينها ...
وانا قد سألته ولم يجبني ... سألته عن دعواه بشأن المعاصرين ومدرستهم التي يراها خطرا عظيما ... وسألته أي الطرق الصوفية هي تلك التي أثنى عليها محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأين كان ذلك .. أو بالأحرى، الى أي الطرق الصوفية يدعونا هو نفسه، ومن أي تلك "العلوم العرفانية" يريدنا أن ننهل حتى تستقيم لنا نفوسنا؟؟ سألته عن مصادره ومراجعه وأصوله لا امتحانا ولكن استفهاما ودفعا للشبهة!
سألته فلم يزل يراوغ ويتهمنا بالتشويش عليه، ويطالبنا بأن نقبل الكلام ونُقبل الأيادي والرؤوس دونما استفصال!!!!
فهل هذا ما توافقه أنت عليه؟؟؟
التصوف كما ذكرتُ آنفا طرق شتى ومدارس شتى، وبحاره واسعة اختلطت فيها الخرافات والبدع بالسنن والآثار، وكلما زدت فيه وفي كلام أصحابه توسعا كلما زدت عن السنة بعدا والى الضلالة قربا كما أسأل الله ألا يكون خافيا عن مثلك!
فلما كان من العلماء في زمان شيخ الاسلام من يطلق كلمة التصوف ولا يريد بها الا الزهد والوروع والاحسان ومجاهدة النفس وغير ذلك من معان سامية تملأ جنبات الهدي النبوي الشريف، - حتى كان منهم من يثني عليه أقرانه بأنه "متصوف" لا لأنه من أرباب الطرق والبدع والحقائق والمقامات والكرامات والخرافات والعلوم "اللدنية" الباطنية و ... ولكن لأنه صاحب ورع وزهد كبير يعلمه عنه كل أحد .. وفقط - كان منهجه رحمه الله في ذلك: النظر والتحقيق والتفريق بين أحوال الناس فيه، فان كان مراد المتكلم بمثل هذا ما كان عليه الصحابة من تلك الأحوال، وكان طريقه الى معرفته: الدليل والأثر السلفي الصحيح، اتباعا بلا ابتداع، قبله منه وأقره عليه وان لم يكونوا هم رضي الله عنهم يسمون تلك الأحوال بالتصوف. وان كان غير ذلك رده عليه وبين فساده بالحجة والدليل ..
وهذا التحقيق الدقيق انما هو مطلب شرعي كما أسلفت، تقره أصول الشريعة وأصول العقل قبل أن يكون مأخوذا من منهج فلان وفلان من أئمة العلم!
هذا هو ما نراه في منهج شيخ الاسلام رحمه الله في الكلام على المتصوفة وأحوالهم ...
وهذا هو ما ننتهجه هنا مع أخينا خلوصي!! أو ما أحرص أنا على انتهاجه معه على الأقل، ولا زال يتجاهلني!!
ولكن الذي أسألك أنت عنه يا أخي الكريم هو، أين تجد في كلام شيخ الاسلام رحمه الله ما يفهم منه أنه كان يرى "التصوف" - هكذا باطلاق، على نحو اطلاقات صاحبنا خلوصي المبهمة ها هنا - علما مستقلا كسائر علوم الشريعة، فيه ما فيه من "الاجتهادات" العلمية، قياسا على علم الأصول والنحو وغيرهما؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أرجو ألا يغيب عنكم دقة الكلام هنا، فتدخلوني من حيث لا تشعرون في جملة "المعاصرين" -!!! - الذين ينكرون مطلق معاني جميع ما يسميه الناس بالتصوف بحد زعمكم!! فالفرق كبير بين علم ما كان عليه الصحابة - بالدليل والحجة - من أحوال علمها لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم، في الزهد والورع والاحسان ونحوها، وهو المبثوث في كتب أهل السنة بضوابطه الصحيحة الخالية من الخرافة والدخن والابتداع، وبين ذلك "العلم" المقيس على علم النحو والأصول والذي فيه نظريات واجتهادات و"حقائق" و"تجليات" و"كشوف عرفانية" و"مقامات نورانية" ونحوها، والذي ترى فساده ضاربا الى مصادر التلقي نفسها، ويصطلح عليه أربابه باسم علم "التصوف"!!
فان كان هذا الفرق الدقيق يخفى على مثلك فهذا أمر يحزنني والله!
تقول: "و عرفانا مني لهداياكم عرفان التلميذ لأستاذه أؤيد كلامكم في قياس التصوف بالأصول والرأي" وتقرر أنه مقتضى كلام شيخ الاسلام ابن تيمية ... وأقول أي كلام لشيخ الاسلام الذي فهمت منه هذا الفهم؟
ومع ذلك أقول والله حتى لو تكلم شيخ الاسلام ابن تيمية بمثل هذا المعنى، لما أقررناه عليه!! لا لأن أهل العلم لم يكن منهم من يطلق على أمثال مصنفات ابن القيم رحمه الله وغيره في بابها عبارة "علوم التصوف"، ولكن لأن اطلاق هذه العبارة في حد ذاته قد صار ذريعة لأصحاب البدع، وصار فيه ما فيه من التلبيس والخلط المبين!! وهو ما يجعلنا نكره أن يقول أحدهم أن هناك ما يسمى "بالتصوف السني"!! وما أكثر ما تسمع من أرباب التصوف والبدعة والطرقية قولهم بأنهم على تصوف سني، وأنهم ينذبون الشرك وعبادة القبور وكذا، فاذا ما تحققت من حالهم وجدتهم على شعب من البدع كثيرة جدا، وعلى فساد في مصادر التلقي ذانها!
فمعلوم أننا لو استفصلنا من بعض المتكلمين عن "علوم التصوف" لربما وجدناهم يدعون الى سنن ثابتة صحيحة لا الى بدع أو خرافات، وان كانوا يسمون تلك السنن بعينها بالتصوف من باب الاصطلاح! فحينئذ نقبل منهم يضاعتهم، مع تحفظنا على اطلاق ذلك المصطلح الموهم المثخن بالشبهات والذرائع في حد ذاته على تلك الدعوى .. أما قبول الكلام عن مطلق ما يسمى "بعلوم التصوف" و"اجتهاداته" هكذا وقياسه على علوم الأصول والنحو و ... فهذا يرجع بنا الى فساد القوم في مصادر التلقي ذاتها، - والتي هي مصدر أغلب اجتهاداتهم تلك -وهو اطلاق ملتبس لا أراه يصح بحال، لأسباب واضحة قد بينتها آنفا، والله أعلم.
وأقول عجبا لك يا ابن الرومية!! كأنه يخفى عليك حجم ذاك الباب الذي يفتحه كلامك هذا، ولا حول ولا قوة الا بالله!! أرجو اذا أن تتحفنا بتعقيبك على نقضي لذلك القياس الذي تكلم به خلوصي بين علم النحو وما أسماه بعلم التصوف ...
ثم ها أنا أراك يا ابن الرومية تركب ركاب الأخ خلوصي - هداه الله - في الزعم بأن "المعاصرين" - هكذا على نحو ما يتكلم هو - قد فرطوا في ذلك التفريق الدقيق بين ما هو سنة وما هو بدعة، اذ صاروا يحاربون أي شيء يصطلح عليه الناس بالصوفية بتعميم أيا كان ذلك الشيء في حقيقته! فان كنت على مثل موقفه في ذلك التعميم الأصم الأبكم، فالكلام يتجه اليك كما يتجه اليه، والله المستعان!!!
وأكرر أنني أرجو من الله ألا يكون خافيا على مثلك ما صار اليه حال تلك "العلوم" التي يصطلح عليها الناس بأنها علوم "التصوف" - والتي زكيتها أنت في كلامك الآنف جملة واحدة، والتي نسبت الخلاف فيها الى "الاجتهاد"!!! -، وحقيقة أن ذاك المصطلح ما عاد يطلق أصلا الا على صنوف معينة من الكتابة فيه والتنظير له، لا تقوم من حيث الأصل والمنبع - بدءا من مصادر التلقي ذاتها كما أسلفت - الا على الابتداع والضلالة، والله المستعان!!! وهذا هو ما عندهم فيه الاجتهاد والنظر والبحث والمدارسة في تلك "العلوم" ولا أخالك تجهل هذا!!
فعن أي علوم تتكلم؟؟؟
فيا أخي الكريم، ان كان كلام خلوصي الموهم الغامض - كما لم يعد يخالف في ذلك الغموض واللبس أحد من الاخوة - مما تراه أنت اجتهادا في سلك ذلك "العلم"، وكنت تقبله منه هكذا دونما بيان وتوضيح، ولا يضيرك أن ينشر مثل هذا الكلام المبهم بعامته، كما هو شأن أرباب الفلسفة الصوفية والفكر الباطني، فهمه الناس أو لم يفهموه .... فما أظلم ذلك الباب الذي توشك أن تفتحه علينا، والى الى الله المشتكى، وانا لله وانا اليه راجعون!
واستطرادا فأنا أسألك يا ابن الرومية ...
هذه الأسماء لهؤلاء الأئمة الذين ذكرتَ أنهم أنكروا التصوف جملة وتفصيلا، والذين تنسب منهج من تسميهم بالمعاصرين الى موافقتهم فيه، هل كانوا ينكرون أن في الاسلام ورعا وزهدا وتقوً واحسانا ومعالجة لأمراض النفس ومراقبة خفية لله تعالى، وما الى ذلك من ثوابت تلك الملة الحنيفية الغراء؟؟؟ كلا والله ولو فعلوا لما نسبوا الى ذلك الدين أصلا، فكيف بتبوؤ الامامة فيها؟؟؟
فأرجو أن تعيد النظر في ذلك المعنى أيها الفاضل لأني أشعر أن هناك التباسا كبيرا قد وقع عندك في فهم مراد هؤلاء العلماء رحمهم الله من "انكار التصوف بعامته"، ومعهم من تسميهم بالمعاصرين تبعا، والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 12:42]ـ
شيخي الفاضل أبا الفداء بالنسبة لمناصرة الشيخ خلوصي فهو من حقه علي فكما نصرته ظالما وجبت نصرته مظلوما ...
أما قولكم أني نصرت قوله دون تفصيل فشيئا من الروية شيخنا .. فقد اجتهدت في اختيار كلمات مشاركتي فلا أرى فيها الا التفصيل ... الا ان كنت تخلط ببين المقامات فلا يعزب عنكم أني ان أيدته في مقام فلا يعني أني أؤيده في ما قاله في مقامات أخرى .. و لم أتكلم حتى عن الفرق الذي قلت أنه عجيب مع انه ثابت بين طبقة الصحابة و التابعين و تابعيهم ... بل تكلمت فقط عن حيثية مقارنة علم التصوف بعلم الأصول ... أما الفرق المذكور فهو ثابت و لكن مع قليل من الصبر شيخنا يتبين أنه سيكون حجة لشيخنا الخلوصي ان ولى وجهه شطر السنة و حجة عليه ان ولى وجهه شطر البدعة ... فما كان عليه الصحابة هو أشد قوة و أنصع حجة مما كان عليه التابعون من التسنن لما حدث من الدخن في عهد المتاخر و قرب المتقدم من نور النبوة .. فان لم يكن لمبتدع حجة في أقوال التابعين و أحوالهم و اعمالهم فأحرى أن لا تكون له حجة في أقوال الصحابة و أعمالهم .. و اعلم ما ترمي اليه فقد سئمت انا أيضا من تهرب المتجهمة الى عصر الصحابة ليستغلوا ما اعتبروه سكوتا منهم مقابل التصريح المشهور في عهد التابعين وتابعيهم ... و لكن بقليل من الصبر و انزال ميكانيزمات الأصول و تبين الاجماعات و تتبع النقول يكون ما هربوا اليه أشد عليهم مما هربوا منه ... هذا مع أني أؤكد أني لم اتعرض له في مشاركتي بله التعرض لما ألزمتموني به من موافقتي له على اعراضه عن البيان .. أما عن التصوف فالليلة ان شاء الله نفصل فيه أكثر و نتبين موقف شيخ الاسلام فيه مع انه مشهور جدا و معروف ... و تعميمي على المعاصرين أيضا خرج على معنى الأغلبية فمعروف أن العموم قد لا يستغرق كل أفراده ... مع ان أكثرهم تخصصا في هذا و أعرفهم به كالشيخ العلامة المحقق الشهيد نحسبه كذلك احسان الهي رحمه الله يقرون بان شيخ الاسلام و غيره لا يوافقونهم على التعميم و يقولون .. شيخ الاسلام قال بما علم و نحن نقول بما علمنا ... و الليلة ان شاء الله نكمل و أرجو ان لا أتهم بمثل ما اتهم به شيخنا الخلوصي بالتهرب للخروج للعمل فقد ضحيت بالفظور لأكتب هذه المشاركة:) بارك الله فيكم و جعلنا جميعا اخوانا على سرر متقابلين
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 01:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رويدا أحبتنا،ودعونا ننقلكم مما أنتم فيه -وهو نقاش وسيم وليته يصل الى حد -وتلطف- ثم رأيت وانا أطالع الساعة قول العلامة الألباني التالي:
كتاب "المدخل" لابن حجاج فيه من الأحاديث الضعيفة والموضوعة وما لا أصل له وهو شبيه بكتاب الاحياء
أنظر بلا أمر عليك: السلسلة الضعيفة ج 3 - ص 653
هنيئا وضرب الهام والمجد والعلى وراجيك والاسلام انك سالم
لا تعنفونا،فهو دخول لمحب أراد أن يستقي بدلوه لعله يشير الى الطريق هناك ..
وتطلف ولا ... والسهل الممتنع مطلوب ولكن ان مسكت عصا غليظة فليكن لسانك ...
تحياتي
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 04:12]ـ
وعودا الى تعليقكم شيخنا أبا الفداء ... بعد حمد الله على الفطور الشهي المتأخر .. :)
أما ماسألتم من موافقتي على ما أسميتموه مراوغة من الشيخ خلوصي ... فقد صدقتم شيخنا .. فلازم على الشيخ أن يبين ما لديه و ما يريده خاصة بعد التصريح الأخير في ملتقى أهل التفسير الذي يعلم الله ما أحدث من صدمة لمشابهته في النغمة و لحن القول لكلام من تجهم من غلاة اخواننا من الأشاعرة الذين يقصدون الاطاحة بالمنهج ككل لا الأشخاص المتبنين له .. فان كان ما لدى الشيخ علما من العلوم الضرورية في الدين فلا يجوز له كتمه و لا تأخير بيانه عن وقت الحاجة للمعلوم بالضرورة من خطر كتم العلم ... و خاصة ان حامت حوله الشبهات فوجب أن يدرءها عن نفسه و لا يمنعه ما يعتقده من شرف العلم الذي عنده و لاحتى شرف شخصه هو و ما وصل اليه أن يبينه .. فلا يقولن: أنا أشرف عند نفسي و ابعد من التهم من ان أنشغل بالرد عليها ... او يقول: اصبر على الظلم و أتوكل على الله فهو من سيظهر براءتي ... فان ذلك انما يكون ان انعدمت عنده القدرة على الدفع اما ان قدر على ذلك فهو من حسن التوكل .. و هذا نبي الله صلى الله عليه و سلم وهو أشرف الخلق
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يدع مجالا للشيطان و دفع ظن السوء به كما بوبه النووي على حديث اعتكافه صلى الله عليه و سلم في العشر الأواخر ... و هؤلاء أئمة السنة كالمزني حين تكلموا في دقائق المعاني فقصرت أفهام بعض عوام أهل السنة في وقته عن استيعابها فبين الأمر و دفع التهمة عن نفسه بل و قام أقرانه بامتحانه امتحانا مفتعلا مزورا حتى يدفعوا سوء الظن عنه ... و الشيخ في مقام دعوة و عرض لما عنده وهنا يجوز الامتحان فيما يعرضه خاصة .. فالامتحان ليس بدعة باطلاق و ليس شرعيا باطلاق ... أما ان كان ما عند الشيخ ليس من الضروري في الدين و لايحتاجه كل أحد من دقائق المعارف و فتوح الكشوف ... فالأولى ان يضرب صفحا عنه الا ان كان له قدرة على بيانه البيان القاطع الشافي الواضح المجلي لتوافقه التام مع ظاهر الشرع و باطنه و مع من هم أقدر على تفهمه .. فهذا رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج على أصحابه - وهم يتناظرون في القدر - ورجل يقول: ألم يقل الله: كذا ورجل يقول: ألم يقل الله: كذا فكأنما فقئ في وجهه حب الرمان فقال أبهذا أمرتم إنما هلك من كان قبلكم بهذا: ضربوا كتاب الله بعضه ببعض وإنما نزل كتاب الله ليصدق بعضه بعضا لا ليكذب بعضه بعضا انظروا ما أمرتم به فافعلوه وما نهيتم عنه فاجتنبوه " و هذا قول ابن مسعود "" ما من رجل يحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم " (و ما أشد طربي لكلمة بعضهم:)) و هذا علي يقول " حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون أتحبون أن يكذب الله ورسوله " و هذا ابن عباس يقوللمن سأله عن تفسير آية: " ما يؤمنك أني لو أخبرتك بتفسيرها كفرت وكفرك بها تكذيبك بها " ... فليس هنا داع الا الالغاز و التعمية و الترميز الا أن يكون لتنشيط الأذهان و استثارة القرائح باثارة الفضول و هي طريقة قديمة صحيحة في التعليم وهو ما أظنه مراد شيخنا خلوصي .. الا أن وقتها يكون محدودا و لا يجب ان يبالغ فيه ....
أما ما ذكرتموه شيخنا من الكلام في المصطلحات كالمقامات النورانية و الحقائق والتجليات والكشوف العرفانية و غيرها مما يبدو أنكم أنكرتم تكلمي بها لبطلانها فيبدو لي و عذرا شيخنا أنكم تناقضتم فمايجري على مصطلح التصوف يجري على هذه المطلحات و لافرق ولامعنى لتمييزها عنه فهي كذلك كالتصوف مصطلحات قد يراد بها معاني صحيحة تابثة و قد يراد بها معاني باطلة ... فلا يعاب المرء بمجرد التكلم بها ... و الذين زعموا أن شيخ الاسلام و تلامذته ينكرونها مطلقا و ان شيخ الاسلام انما بفصل في الأشخاص المنتسبين للصوفية و يعذرهم لا انه يفصل في نفس علوم و مصطلحات التصوف فيه كلها عنده باطلة قد جانبوا الصواب ... فتفصيله هو في نفس ذات العلم .. و في نفس مصطلحاته و ليس فقط في المنتسبين اليه ... و انه طريق اجتهادي كباقي علوم الاسلام كالأصول و غيره ... فيه الباطل و فيه الصواب ... و فيه السنيون و البدعيون و المنافقون ... و ان كان شيخ الاسلام مع ذلك يبين ان طريقة الصحابة و من تبعهم أعلى مقاما و أمثل نهجا و أقوى بصيرة من طريق التصوف كما أن طرقتهم في الاستنباط أسد رأيا و انفذ نظرا و أحسن تقعيدا من طريق الرأي و الأصول المستحدث من بعدهم .... و هو يثبت الايمان الأول الذي قلت لكم قبلا أنكم تنكرونه و العلم اللدني المجمل الذي قد يفتح الله به على المرء و هو غير العلم المكتسب المعروف .. و هذا هو الذي يجعلكما و الشيخ الخلوصي لا تتفقان أن كل منكما يهون من شان الحق الذي عند الآخر ... و كلاهما ضروري لنهضة أمتنا كما نبه عليه الصحابة أنفسهم .... و ان شاء الله الليلة ان أمكن وضعنا نصوصه في ذلك ... أما أن المصطلح قد صار ذريعة لأهل البدع فهذا مقام خارج محل البحث ... فمصطلحات أخرى كالبلاغة و الأصول سيطر عليها و ما زال كثير من المبتدعة الخلص .. و فيها خلط اكبر في مصادر التلقي ذاتها .... و مع ذلك فليس مبررا لنفي الحق الذي فيهما ... فالواجب الدوران مع الحق حيث دار .. نعم على قول كبار المقاصديين قد يترك المباح ان كان ذريعة لأهل البدع .. بل بالغ بعضهم -كحجة الاسلام- و أجاز بل أوجب ترك السنة ان اتخذت شعارا لأهل البدع و غلبوا عليها .. فلا أخالفكم في أفضلية المدافعة لاستبدال المصطلح بما هو ألصق بالشرع .. من باب لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم بالعتمة ... الا أنك تكون ظالما أيضا ان قلت ان كل مصادر التلقي في التصوف باطلة و كل علومه زائفة فتجزم بحكمك بما لا تعلم ... تماما كمن حكم من اخواننا السلفيين بكون مصادر التلقي في علم الأصول مبتدعة و من ثم باطلة و بما ان كتبه المعتمدة من 10 قرون هي لأربعة لا خامس لهم ثلاثة منهم معتزلة و الرابع أشعري ... فكان ان قالوا نفس المقولة بنبذ العلم كله انطلاقا من حكمهم على ما لم يعلموا .... و حرموا الخير العميم ..
أما كلامكم عن كلامي عن الأئمة القدامى ممن أنكروا التصوف جملة و تفصيلا ففيه من التسرع الذي أجلكم عنه و ما اظنه الا بسبب استعجال طرأ لكم فعجلتم بالختم دون تحرير .. فمحل النزاع هو انهم انكروا ان التصوف فيه المعاني الصحيحة ... لا أنهم انكروا تلك المعاني بذاتها ... كما روي عن ابن الجوزي انكار صحة الكشف فرآه عيانا في ابنته ... ففرق بين المقامين شيخنا الكريم وما اظن التباسه عليكم الا لطارئ و الا فلالتباس في الفهم عندي ... و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 01:17]ـ
"شيخي الفاضل أبا الفداء بالنسبة لمناصرة الشيخ خلوصي فهو من حقه علي فكما نصرته ظالما وجبت نصرته مظلوما ... "
لست بشيخك يا أخي الكريم فلا داعي لهذا الافراط في تعظيم اخوانك ومحاوريك، بارك الله فيك .. وأنت ممن له اشتغال بعلوم النفس والقلوب، فلا أظنه يخفى عليك سوء أثر الافراط في التزكية والتعظيم على نفس سامعه، كائنا من كان ذلك .. فتنبه!
أما المناصرة، فأرجو ألا تصورني على أني في معركة أو في صراع مع خلوصي، كلا والله، وما أرجو أن يكون هذا هو تصوره هو الآخر للحوار بيننا!! انما أنا أخ ناصح لكم، وما أنافح الا من أجل أن أستفصل عما فيه شبهة وما يحتمل الوجوه الباطلة أو الملتبسة من الكلام، فضلا عما تبين عواره ومخالفته بوضوح شهد به سائر الاخوان، ولا يزال أخونا يتهرب من الجواب عنه!
"و لم أتكلم حتى عن الفرق الذي قلت أنه عجيب مع انه ثابت بين طبقة الصحابة و التابعين و تابعيهم"
أرجو بيان هذا الفرق الذي توافقه عليه، بعبارة واضحة حتى أتصور ما تقول، لا بمثل كلام خلوصي هداه الله!
"و تعميمي على المعاصرين أيضا خرج على معنى الأغلبية "
فما هو شأن تلك الأغلبية يا أخي الكريم؟؟ ما هي حقيقة ذلك "التصوف" الذي ينكرونه - هؤلاء المعاصرون - جملة بلا تفصيل؟ وهل انكارهم متوجه الى الاصطلاح من جهة التغليب - أيضا - لما تنبت منه وتفضي اليه مباحث أصحابه من التفلسف الباطل والخرافة وما تعلمون، أم أنه انكار لما لا يسع مسلما انكاره من معاني الزهد والوروع والاحسان وغيرها من ثوابت الملة؟؟؟ فلا أعلم مسلما ينكر كون تلك المعاني أصولا صحيحة لا مرية فيها!
ولكن الكلام هنا في مصطلح مشترك يفتح من الضلالات ما يفتح!!
"فليس هنا داع الي الالغاز و التعمية و الترميز الا أن يكون لتنشيط الأذهان و استثارة القرائح باثارة الفضول و هي طريقة قديمة صحيحة في التعليم وهو ما أظنه مراد شيخنا خلوصي"
قلت أولو كان ذلك الإلغاز - في التعليم - مولدا لكلام يحتمل معاني باطلة، بل ومنها ما يفضي الى التجهم في الاعتقاد؟؟؟؟
"فالأولى ان يضرب صفحا عنه الا ان كان له قدرة على بيانه البيان القاطع الشافي الواضح المجلي لتوافقه التام مع ظاهر الشرع و باطنه و مع من هم أقدر على تفهمه "
ماذا تقصد "بباطن الشرع"؟ (سؤال للاستفصال)
"أما ما ذكرتموه شيخنا من الكلام في المصطلحات كالمقامات النورانية و الحقائق والتجليات والكشوف العرفانية و غيرها مما يبدو أنكم أنكرتم تكلمي بها لبطلانها"
ليس هذا ما أنكرته عليك، وانما أنكرت اظهارك لموافقة أخينا خلوصي على اطلاقه لها ولما نتبين منه بعد مراده منها .. والفرق دقيق كنت أحسبه لا يخفى على مثلك أخي الكريم.
"و هو يثبت الايمان الأول الذي قلت لكم قبلا أنكم تنكرونه "
فما هو الايمان الأول في نظرك تحديدا؟ فهذا مما أعياني تتبعه في كلامك حقيقة!
"و العلم اللدني المجمل الذي قد يفتح الله به على المرء و هو غير العلم المكتسب المعروف "
أرجو الاستطراد فيما تقصد من العلم اللدني المجمل هنا ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 03:37]ـ
كنت زورت ردا و انا منفعل ... و محيته ... أفضل أن أتوقف هنا أنا أيضا و أتهرب من الاجابة:)
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 09:40]ـ
ابن الرومية والله صدقا:
أحس بأن في كلماتك صدقا كما أحس بأنك من الناقمين على خلوصي لكنك تستميله بالحسنى، لكن ألا توافقني بأن هذا النوع من الناس ممن أشربوا فكرة وجاء متزودا لنصرتها والذب عنها، ألا ترى أن الموقف معه يختلف عن المتأول السائل المبتغي للحق.
قد قال قبلك لي بأنه يحبني في الله أي أشهد الله على حبه لي ولا أظنه أحبني يوما وكفى بالمرء كذبا أن يشهد الله على زور
وكان يدعو إلى محاورة أبي الفداء لأنه التمس منه أدبا فظن أنه يوافقه والآن هو مع زمرة الجرح والتجريح
لم يبق له من المناصرين إلا أنت يا ابن الرومية، وأنا على يقين أنك لو خالفته في ثلاث مشاركات متوالية لجعلك ربما من المرتدين:)
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 09:57]ـ
في هذه معك شيخنا خلوصي .................
لا شك بأن ما امتدحتني به أفرح قلبي الغافل .... و لكنني لا اشك كذلك بأنه خرج من فكر صادق مع نفسه ..
الأهم يا سيدي:
أنني منذ أيام و أنا أزوّر هذه المقولة لأضعها للجميع:
و الله إنني لأرضى أن يسبوا و يشتموا و يحقروا شخصي العاجز الفاني ... بشرط أن يكتبوا آراءهم و اجتهاداتهم في مواضيع مستقلة .... ليبين كل واحد ما عنده في كتابه المستقل .... !! و الباحث عن الحق سيقرأ الطرفين.
و والله إن حبي أشد للناقد الصادق المخالف الأديب من الموافق المنافق ... ؟!!
لأن الأول يؤمل منه رؤية كل الحقائق ... أما الثاني فيثني ثناء يرضي الغرور فحسب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 12:09]ـ
أخي ابن الرومية ... المقام يا أخي ليس مقام مزاح بارك الله فيك ..
تقول: "كنت زورت ردا و انا منفعل ... و محيته ... أفضل أن أتوقف هنا أنا أيضا و أتهرب من الاجابة"
فهلا أخبرتني - على الأقل - لماذا انفعلت من قراءة كلامي الآنف؟؟؟
وان توقفت أنت أيضا وتهربت من الاجابة، وأنت - على ما يظهر لي - أقدر بكثير من أخينا خلوصي على بيان ما عندك بالحجة والبينة، أو على الأقل، لست فيما يبدو مبتلً بالاغترار بما عندك والاستكبار عن مصارحة الناس بحقيقته، وقد وافقت خلوصيا على كثير مما يكتب هكذا دون استفصال منه ولا تثبت ... فأخبرني بالله عليك ... هل تطالبنا نحن أيضا بقبول كتاباته تلك هكذا كيفما كانت لتحدث في القراء الأثر الذي يريده هو أيا كان، وهو الماضي في بثها ونشرها دون توقف، ودون أدنى اهتمام ببيان مراداته وتوضيح غوامضها وبيان حقيقة ما يقصد من كثير مما يقول، وحقيقة ذلك "التصوف" الذي انبرى في الدعوة اليه، لقوم سئموا من كثرة سؤاله واستفصاله واستفهامه عما يقصد - على الأقل - "بمحل البحث"؟؟؟؟
هل ترى أنت أيضا أن ثمة علم باطني فوق علوم الشرع الشريف، جاء به النبي عليه السلام ولم يُعلمه الا "للخاصة" من الناس، ونهى عن نشره وبيانه للعامة، وهو علم لا يهتدي اليه الا خواص الخواص، الذين ترقوا في مراتب التصوف على طريقة كذا وطريقة كذا، فهو متوارث بالعهد عندهم؟؟؟
أرجو الجواب عما سألتك عنه في المشاركة السابقة بلا انفعال، وبلا تصنع، وبلا مزاح، بارك الله فيك، فوالله لقد ابتلى الله صبري بهذا الأمر في هذا المجلس أشد الابتلاء، أسأل الله العافية!
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 02:43]ـ
حققوا .. تحققوا
كلام أعاجم أو مصطلحات مبتدعة
أما المؤمن المتبع الذي ينهل من معين الكتاب والسنة فلا ترى من ألفاظه إلى الجزل الواضح الأصيل
وما كلمة (التصوف السني) إلا قنطرة يسير عليها بعض المدلسين ليلبسوا الحق بالباطل ..
فيا خلوصي .. خلص نفسك من التعلق بطرائق أهل البدع من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله
فلن يسألك الله عن هذه المصطلحات التي تسعى جاهداً إلى تسويغها في العقلية السلفية لدى قراءك على الأقل
لكن الله سيسألك ويسأل الناس سواك: ((ماذا أجبتم المرسلين))؟؟
وفقني الله وإياك وإخواننا إلى الصواب
اللهم آمين
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 03:10]ـ
"كلام أعاجم أو مصطلحات مبتدعة"
أخي قد عجلتَ بهذه، بارك الله فيك ...
وأنا وان كنت لم أقف على فرق لغوي بين اللفظتين في كتب أهل اللغة، الا أنني لا أدري لعل من العلماء من فرق هذا التفريق من باب الاصطلاح ولم أقف عليه! والاصطلاح في اطلاقه ليس ببدعة، والأمر فيه واسع، ولكن ينظر أولا في مراد صاحبه منه، فان قبلنا منه المراد فلا مشاحة في الاصطلاح، وان كان الأولى - ولا شك - استعمال ما يتفق عليه أهل الصنعة الواحدة من المصطلحات وعدم الشذوذ عليهم فيها بما يكثر وقوعه في كلام أهل البدع وان كان نظيرا له في معناه، لأن الاصطلاح يعني الاتفاق والشذوذ عليه خرم له لا ينبغي لصاحبه الوقوع فيه بلا مسوغ، واستبدال اصطلاح أهل البدع بما اتفق عليه أهل السنة - بالجملة - أمر مكروه لفتحه أبواب الذرائع وجلبه سوء الظن بالمتكلم وان كان حسن القصد غير منتصر لأهل البدعة ...
فأنا لا زلت أستفصل من خلوصي عن هذا التفريق اللفظي الذي هو لب موضوعه ومخه وعظمه ...
ولكنه لا يزال مصرا على كتمان البيان لما يقصد،
وقد سألته أن يأتيني بنقل عمن استعمل هذا التفريق الاصطلاحي من أهل العلم، فضلا عن انزاله على التفريق بين الصحابة والتابعين على نحو ما فعل، ولكن لا مجيب!!
فالى الله المشتكى
والذي يظهر لي والله أعلم أنه يقصد بلفظة "تحققوا" أي تحققت فيهم وفي قلوبهم وسلوكهم تلك المعاني على الحقيقة، وهي المعاني التي جاء التابعون من بعدهم ليسطروها ويشرحوها بعباراتهم ويجادلوا عنها مخالفيهم، وهو ما يسميه خلوصي "بالتحقيق"، تمييزا عن "التحقق" ... ولكن كما ذكرت فانني لا أرى صحة هذا التفريق اللفظي ابتداءا الا أن يكون من باب الاصطلاح، ولما بحثت، لم أقف لمثله على دليل في كتب اللغة كما أسفلت! ولازلت لا أستطيع مناقشته في صحة هذا المعنى أصلا ولا الزامه به حتى أتبين منه أولا عما اذا كان هذا هو مراده بالكلام أم لا!!
ولكن الآن وقد عدني الرجل من جملة أهل "الجدل المذموم"، وأهل "الخروج على محل النزاع"، ورأى الخير في الاعراض عني، فوالله ما عدت أدري ما الذي ينبغي علي فعله حتى يرضي ويتواضع ويتنزل للاجابة عن أسئلتي في لب موضوعه، لعلي أن أنتفع وأستفيد أنا والاخوة، فالله المستعان!!
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 06:47]ـ
عفوا أخي الكريم:
لم أعد أذكر و يصعب البحث علي الآن ... و كلام الإمام كثير في هذا و مذكور في أماكن عديدة ..
و المهم عندي و عندكم كما أظن هو المعاني و الحقائق ... فربما يأتي أحدهم ليقول لا لا اللفظ هذا بالذات لم يرد ... و هذا الخلوصي يدلّس!
نعم أخي هؤلاء يريدون استجراري إلى مواضيعهم الجانبية لكي يشوشوا على القراء في هروبهم من جوهر الموضوع ..
.
يا أيها الإخوة الكرام لابد أنكم سمعتم جميعا بالمكتبة الشاملة
وهي برنامج يسهل البحث في الكتب
وقد خصص منتجو البرنامج فرعا كاملا لكتب شيخ الإسلام ابن تيمية المطبوعة
فقمت بالبحث في كامل كتب شيخ الإسلام المطبوعة عن:
التصوف السني أو الصوفية السنية
أتدرون كم كان عدد النتائج؟
بالطبع هو 0
والأخ خلوصي يقول:
لم أعد أذكر و يصعب البحث علي الآن ... و كلام الإمام كثير في هذا و مذكور في أماكن عديدة ..
أنا أقول بأنه تلقاها عن أحد مشايخ الصوفية الذين يكذبون لله كما يقولون ثم هو نقلها بدون تثبت، هذا إن أحسنا الظن به طبعا
ويا ليته يتذكر موضعا واحدا من هذا الكلام الكثير المذكور في أماكن عديدة!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 07:17]ـ
سامحك الله أخي الكريم العنابي،
ما هكذا تؤخذ كتب العلماء .. وأقول قد عجلتَ في الحكم أنت أيضا، بارك الله فيك، ولم تتروَ،
فليس من التحقيق في شيء أن نبحث عن عبارتين بعينهما في كتب الشيخ فان لم نجدهما، خرجنا بالنتيجة المباشرة بأن المعنى نفسه غير موجود فيها باطلاق! فأنت فتحت المكتبة ووضعت هذه الكلمات: "التصوف السني أو الصوفية السنية" فلما لم تجد نتيجة، قلت أن شيخ الاسلام لم يذكر شيئا بهذا المعنى! وهذا يا أخي الكريم خطأ منهجي في البحث والنظر في كتب العلماء ينبغي التنبيه اليه .. وأخشى أن تكون قد أعطيت به خلوصيا حجة عليك من حيث لا تدري، بل لقد وقعت به من حيث لا تشعر في عين ما توقعه هو بقوله: "فربما يأتي أحدهم ليقول لا لا اللفظ هذا بالذات لم يرد ... و هذا الخلوصي يدلّس! "
فسبحان الله!
هو يتكلم عن المعنى بغض النظر عن الألفاظ، وأنت في المقابل تبحث عن اصطلاح بعينه لترجع باثبات عدم وجود ذلك الاصطلاح بالذات في كتب الشيخ .. فما بهذا تقام الحجة على ذاك، فتنبه!
ملحوظة: لا تفهمن من كلامي هذا أنني راض باصرار خلوصي على الحيدة عن الجواب وقعوده دون اخراج تلك النصوص التي يدعي وجودها ووفرتها، أو أنني أثبت وجود المعنى نفسه الذي يريده خلوصي في كتب شيخ الاسلام ولكن بعبارات مختلفة: كلا، ومنهج شيخ الاسلام رحمه الله واضح ومعلوم وقد أشرنا الى طرف منه فيما تقدم من المشاركات، ولكني أنبهك أخي الكريم الى خطأ منهجي وقعتَ أنت فيه في الاستدلال والمحاجة، اقتضى العدل والانصاف والأمانة العلمية أن أبينه لك.
وفقني الله واياك للخير.
وبالمناسبة فأنا أعجب من تذرع أخينا خلوصي بالوقت وضيق الوقت وكذا، وقد حسب له عداده فوق الخمسين موضوعا ومن المشاكرات ستمائة مشاركة، وضعها كلها في ستة أشهر فقط - وهي المدة التي مضت منذ أن سجل عضويته - أي بمعدل متوسط يقترب من أربع مشاركات في اليوم!!! فكيف يا أخي تدعي أنه لا وقت عندك لبسط الجواب - الذي أصبح متعينا عليك - واخراج النصوص والأدلة اللازمة له؟؟
أمر عجيب والله ..
ـ[الأبياري]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 03:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
يا أخي أبا الفداء, كان عليك أن لا تعامل أخاك العنابي بهذه الطريقة, كنت لطيفا مع المبتدعة, وكل ما أعرض هذا المبتدع وتجبر زدت لطفا معه, وهذا أسلوب حسن لعلك توافق كتاب الله وسنة رسوله في دعوة المعادين للحق.
فلم جرحت صديقك العنابي لما وجد على المبتدع الفاسد؟
قال هذا الصوفي في كلامه: "التصوف السني على حد تعبير الإمام ابن تيمية". أين عبر شيخ الاسلام بهذه الكلمة المركبة في كتبه؟
وكان عليك أن تتبع منهجك في الرد على المخالفين, والمخطئين من أهل السنة في بيان الخطأ الذي ذهبوا إليه وبيان الصواب مباشرة لتصليح زلاتهم.
لذا عليك أن تبين للأخ العنابي وغيره المعنى الذي ذهب إليه شيخ الاسلام في تعبيره لمثل هذه العبارات الغريبة "التصوف السني" كي ينجلي الأمر ويزيل الإشكال فلا تمر عليه مر الكرام.
استعمال مثل هذه العبارات حيلة فاسدة ومحاولة لاضلال الناس فلا يجوز السكوت عن هذا, وما معنى التصوف السني المزعوم؟ هل يقره الإمام؟ ولماذا أقره؟
يا أخي التصوف ليس من الاسلام في شيء, الاسلام بريء من هذه العبارة فضلا عن معناها. فقد كذب أو أخطأ كل من ادعى أن الزهد والورع والابتعاد عن مشاغل الدنيا للتعبد تصوفا.
كنت قد تعقبت على صاحب الموضوع, لكن مشاركتي حُذفت, بينت حقيقة هذا الرجل وما يرمي إليه من كلام شيوخ المتصوفة حول "العلم الأكبر" "والمحبة" و "الإحسان" بنظر المتصوفة, فلا داعي لإعادته خشية الحذف مرة أخرى.
وفي آخر كلامي وجهت لك مقالا ولابن الرومية مقالا آخر:
قلت لك يا أبا الفداء: ما التقى الماء العذب بالنار إلا أخمدها, ويبقى دخانها إلى حين.
وقلت لابن الرمية: الثمار بأصل ألوانها تُشهي العيون, فما إن تقلبت وتعددت نفّرت.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 04:43]ـ
"فلم جرحت صديقك العنابي لما وجد على المبتدع الفاسد؟ "
(يُتْبَعُ)
(/)
ما ظننت أن كلامي يجرحه، بارك الله فيك وفيه، ولو أنه جاءني بمثله في تصويب خطأ وقعت أنا فيه، لما ساءني ذلك .. وأنا انما أردت تصويب خطأ منهجي وقع فيه الأخ الكريم، من قبل أن يجد فيه خلوصي ذريعة وتكأة ليزيد من تمنعه علينا وابائه الرد والبيان .. فهو لا يزال يتذرع لهذا التمنع بأننا من الغلاة الجراحين الذين يشيدون الأحكام مسبقا دون تبين، فان أردتم مناقشته فيما عنده فلا تعطوه ما يتذرع به للاعراض عنا - بحق أو بباطل - وأنتم لا تشعرون!
وأكرر أنني لا أقر خلوصيا على اطلاقه اصطلاح "التصوف السني" وغيره من مثله من المتشابهات حتى أفهم حقيقة مراده منه .. والا فالحكم على المصطلح لا يكون قبل تبين حقيقة المراد منه .. ثم بعد ذلك نتأمل فيما هو أولى منه لفظا وأبعد عن مواطن الشبهات، بعد أن نكون قد اتفقنا على حقيقة المعنى المراد أولا ..
ولهذا فكما عاتبت الأخ الفاضل ابن الرومية على التعجل بموافقة خلوصي على مصطلحاته، بل وتفخيمه وتعظيمه اياه - ومبالغته في ذلك حتى رأيته يظهر له التتلمذ على يديه فيما يكتب! - من قبل أن يتبين ويستفصل منه على حقيقة مراده من تلك المصطلحات المتشابهة، عاتبت أخانا العنابي وفقه الله ومن قبله أبا عبد الرحمن على التعجل في الجهة المقابلة ... فهذا مقتضى العدالة والانصاف العلمي الذي ننافح عنه في كل مكان، والذي نتخذه شعارا راسخا لمنهجنا، منهج أهل السنة المبارك ...
--------------
ولعله أصبح لزاما في هذا المقام أن أفصِّل في بيان موقفي مما يطلق عليه اسم "علم التصوف" حتى لا أتهم بإنكار وجود ذلك العلم عند السلف كما قد يتوهم من يقرأ كلامي ..
فأقول وبالله التوفيق:
لا يصح أن يستنكر طالب العلم على إخوانه وجود من تكلم بكلمة "التصوف" - بهذا الاصطلاح - وبحث فيه كعلم مستقل من أئمة السلف ومن تبعهم بإحسان، وقعّد له بناءا على الكتاب والسنة = استنكارا مطلقا، ولا يصح الزعم بأن هذا لم يكن من علوم السلف، فليس هذا بصحيح يا إخوان بارك الله فيكم.
وأنا في الحقيقة لما راجعتُ كلامي الذي في مشاركاتي الآنفة، خشيت أن يفهم منه بعض إخواني أن مذهبي هو غمط كل ما أطلق عليه بعضهم لفظ علم التصوف من مباحث وتصانيف وأصول، ورميه كله عن قوس واحد بالضلالة!
فلا والله ليس هذا مذهبي في حقيقة التصوف (وأعني ذلك العلم المتنازع عليه، وليس مجرد المسلك نفسه الذي يأتسي فيه المسلم بزهاد الصاحبة والتابعين وتابعيهم وما روي عنهم من مآثر في ذلك) وقد صدق ابن الرومية - وفقه الله - إذ قرر أن التصوف علم قد صنف فيه من أفاضل الأمة وأماجدها من القرون الفاضلة وصولا إلى ابن القيم رحمه الله من أخرج منه الخير والنفع الكثير، فلا يؤخذ هؤلاء جميعهم بجريرة أهل الفلسفة والزيغ والباطنية والفساد الأصيل في مصادر التلقي ومسالك التعبد ..
وقد كنت وما زلت أستنكر على خلوصي قياس ما عنده من اتباع مشايخ الطرق المنحرفة على أصول الفقه والتمذهب بمذاهب الفقه وما إلى ذلك، ولولا علمي بهذا عنه ما أنكرت عليه ما تجدونه في كلامي من إبطال قياسه لذلك العلم - عنده - على علوم النحو والأصول .. وإلا فمن حيث الأصل فلا ينكر من له أدنى تتبع لتراث الأمة وعلومها أن من جملة ما ورثناه في ذلك التراث علوما قد سماها من سماها بعلم التصوف وهي من خرافات الطرقيين والقبوريين براء! فلا نتهم علما ونرده بمجمله لمجرد كوننا نكره الاصطلاح على اسمه، إذ يشتبه بما تسمت به فلسفات ومسالك أخرى فاسدة كانت لها الغلبة بهذا المسمى في تراث الأمة!
وأنا إذ أرفض مصطلح التصوف وأصرح بذلك في كلامي فليس هذا لكونه مصطلحا حادثا كما ظهر لي أن بعض الإخوة قد فهموا من كلامي، وإلا فكل مصطلحات العلوم الأخرى حادثة لا أصل لها في كلام الصحابة كما لا يخفى .. ولكني أنكر هذا المصطلح وأطالب باتخاذ اصطلاح آخر في مكانه لذلك العلم السني السلفي "كعلم السلوك أو علم أعمال القلوب أو طب النفوس أو نحوه" كبداية لمواصلة للمشروع الإصلاحي لتنقيته مما خالطه - وهو المشروع الذي قطع فيه ابن القيم رحمه الله شوطا كبيرا - لأنك لا تكاد تجد اليوم رواجا لذلك العلم - بكل أسف - ولا اشتغالا به - على أهميته - في التنظير والتأصيل والتفريع إلا عند أئمة الزندقة والغلو من الطرقية وأضرابهم، فإذا ما أراد العامي أن يطلب علما يسمى بعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
التصوف، لم يجد أمامه إلا تلك الدعاوى الشيطانية تدعوه إليها والله المستعان!
وصحيح إن هناك مأخذا معتبرا على كثير من المعاصرين من علماء الدعوة السلفية، أقول إن من العدل والإنصاف أن نشهد به ولا ننكره .. إذ كثير منهم مقلُّون في هذا الجانب يختزلون الكلام فيه في إطار "الرقائق" والاقتصار على رواية بعض أحوال السلف في الزهد والورع، حتى فهم بعض صغار طلبة العلم أنه ليس وراء ذلك من شيء يستحق أن يعتني علماؤنا بدراسته وتحرير التصنيف فيه كعلم مؤصل مستقل ..
وهذا خطأ كبير في الحقيقة .. فقد صرنا اليوم معاشر أتباع محمد صلى الله عليه وسلم نستورد "علم النفس" ونظرياته من الغرب ونعالج بها مرضانا مع أن القوم هناك هم الأحوج إلى استيراد ما في تراثنا من علوم في أحوال النفس البشرية وأمراضها وما يُصلحها من الكتاب والسنة وهدي سلف هذه الأمة على أصل التوحيد! وصار كثير من إخواننا على قلة حظهم من النظر الدقيق في تراث الأمة، يمنعون كثيرا من الخير من الوصول إلى الناس فلا هم يدرسونه وينقحونه بالتمرير عبر مصفاة الكتاب والسنة كما دأب ابن القيم رحمه الله وغيره، ولا هم يقبلون مجرد الإقرار بأن هناك علما هذا محتواه وموضوعه، يستحق الدراسة والبحث والإحياء من تراث المسلمين.
أنا معك قلبا وقالبا في النكير والتشنيع على الذين أفسدوا مصادر التلقي وراحوا يستدلون بتلبيسات شيطانية (ومنها ما هو كرامات للصالحين) ومنامات وأذواق وتجليات وكشوف وفلسفات باطنية، ويزعمون لقياهم للأنبياء والأخذ عنهم مباشرة، فيأتون في دين الله بالمناكير والطوام والخوارم، فهذا كله باطل وفساد عظيم وليس مما نقبله في شيء، وهو الغالب على علوم السلوك والنفس في تراثنا ولا حول ولا قوة إلا بالله! ولكن يا أخي يعلم الله أنه لولا أن انصرف كثير من المعاصرين في الدعوة السلفية عن مواصلة مشروع ابن القيم رحمه الله في تصفية ذلك العلم وإصلاحه - وأنا أعذرهم إذ الاشتغال بإصلاح عقائد المسلمين وقمع الشركيات والضلالات هو الأولى ولا شك، فدفع المفسدة مقدم على جلب المنفعة - لكان لأمتنا اليوم تلك الرايدة العالمية التي تستحقها - بما آتاها الله من الوحي، وما شيدته عليه من التراث - في سائر العلوم الإنسانية كعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم التربية وغيرها، ولما كنا نحن اليوم من يضطر إلى الأخذ في هذه المعارف والنظريات من بلاد الكفار كما ترى، ثم إذا بنا نسعى إلى أسلمتها وضبطها بما نجد في كلام شيخ الإسلام وتلميذه رحمهما الله، وغيرهما من أئمة الإسلام الذين ضبطوا أصول النظر في نفوس البشر وأحوالها وقلوب بني أدم ومسالكها!
فأنا لا أنكر وجود علمٍ نافع أسماه الناس بعلم التصوف والسلوك من القرون الفاضلة، ولكنني أنكر دعوة الناس اليوم إلى دراسة "علم التصوف" حيث لا يجدون من يدعوهم إلى ذلك إلا أهل الزيغ والباطل، يدعونهم إلى كتبهم ومصادرهم المدخولة يزينونها لهم تزيينا، فلا يجدون من يرشدهم إلى ما يؤخذ وما يترك، وإذا بهم قد فارقوا أهل السنة وفسد عليهم دينهم حتى لربما خرجوا من الملة جملة واحدة من حيث يحسبون أنهم يسلكون إلى الله طريقا، والله المستعان!
يقول بعض إخواننا إن مثل هذا موجود في أصول الفقه، حيث تغلب كتب المعتزلة وعلوم الكلام على تلك الصنعة، ولكن الفارق أن علم التصوف سهل قريب للعامة بينما علم الأصول بعيد عن متناولهم لصعوبته ودقة اختصاصه في مسائله ومادة بحثه، وصحيح ما يقولون .. ولكن لو تأملوا لوجدوا أن هذا هو عين سبب إنكاري لإطلاق هذا القياس بين العلمين، ولدعوة الناس إلى مسمى علم التصوف بهذا الإطلاق ..
/// فأولا: الغالب على ما يطلق عليه اسم علم التصوف الفساد والضلال (أصولا: في مصادر التلقي، وفروعا: ما انبنى على تلك الأصول من بدع كلية وجزئية)، بخلاف علم الأصول (فصحيح أن أكثر مصنفات علم الأصول وضعها معتزلة وأشاعرة إلا أن هذا لا يمنع غلبة الصحة والسلامة في النظر العقلي على أكثر تلك المصنفات بالجملة)
(يُتْبَعُ)
(/)
///وثانيا: فإن المسلم لا يتعرضُ لما في مصنفات بعض علماء الأصول من فساد إلا بعدما يقطع شوطا من طلب العلم غير قليل، ولا يفعل ذلك استقلالا بنفسه - غالبا - ولكن بتوجيه من شيخه، فلا خطر فيها إذن على عامة المسلمين، بخلاف ما يكون من المفاسد المشتمل عليها تحت "علم التصوف" فإنها قريبة إلى العامة محببة إلى نفوسهم (فنفس الإنسان مجبولة على محبة الغيبيات والغوامض من الأسرار والبواطن والأحوال الخارقة للعادات)، وهي سهلة في الوصول إليها لا تتطلب منهم تأهلا مسبقا لقراءتها والافتتان بها .. ومدخلها إليهم مزين بزعم الناشرين لها أنها مسلك يحتاج من الداخل فيه إلى أن يسلم نفسه لشيخه فيصير كالميت بين يدي مغسله، لا يسمع إلا ما يسمعه شيخه ولا يرى إلا ما يريه إياه!! فإن هو بلغ الصفة، أصبح ممن تنكشف له حجب الغيب والأستار ويرى ما لا يراه البشر، يصافح الملائكة والأنبياء ويرقى إلى معارج السماء وتتحقق فيه حقائق اليقين فتنخرق له العادات ويتحرر من قانون الأسباب ... إلى آخر ما يقولون من الهذيان ..
فالفرق بين العلمين - بالتغليب - كبير ولا قياس بينهما من هذه الجهة .. ولكن لا يعني التفريق أنه ليس في تراث الأمة مما ضُرب عليه مصطلح التصوف ما يستحق النظر والدراسة، كلا وحاشا أن ينسب إليَّ هذا الكلام! بل أنا أدعو العلماء وطلبة العلم - وليس العامة - لتناول ذلك التراث بالفحص والتنقيح والتصفية السلفية القويمة، ومواصلة مشروع أئمة الإصلاح من قبلهم مواصلة جادة، وحبذا لو يكون ذلك تحت مسمى آخر لهذا العلم كعلم السلوك - مثلا - حتى لا يلتبس الأمر على العامة فيردوا المهالك إذا ما راحوا يطلبون هذا العلم! وحتى يفهم الناس أن غاية ذلك العلم ليست أن تنشئ بالضرورة رجلا متصوفا زاهدا ناسكا معتزلا في صومعة، ولا أن تحول الناس إلى "دراويش" مغيبين عن الحياة كما غلا الغلاة، ولا أن تفتح أمامهم أستار الغيب وتوصلهم للاتصال بالموتى من الأنبياء والصالحين ولا إلى أن تخرق لهم العادات كما يطمحون، ولكن غايته أن يتعلم الناس ما به تشفى علل صدورهم وسخائم نفوسهم ويستقيم لهم التعامل مع أمراض قلوبهم والنظر في أحوالها ومراقبتها وتزكيتها كما كان دأب الصحابة والسلف الأول رضي الله عنهم، مستفيدين في ذلك بتأصيل من أصلوا في ذلك المجال من أئمة العلم الأولين والمتأخرين! فلا ينكر أحد من طلبة العلم أنه يجد في كتب ابن القيم رحمه الله - مثلا - ما يدرك أنه يحتاج إلى إعماله على نفسه وعلى قلبه من معالجة ومتابعة ومراقبة ومعاهدة بهذا الذي يقول رحمه الله، مع أنه لا يجد هذه القواعد والمعالجات منصوصا عليها في الكتاب والسنة! فهل يستنكر حينئذ وصفها بالعلم المستنبط المؤصل على الكتاب والسنة؟ ليس له هذا، فهذه حقيقتها وكل ما كان في سلكها من مصنفات السابقين .. فعلينا أن نتحلى بسعة الصدر وسعة العلم حتى لا نحرم الأمة من خيرٍ كثير، اتقاءا للفساد الذي خالطه .. والله الموفق المستعان.
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 07:53]ـ
بارك الله فيك أخي الأبياري
قد وقع في نفسي شيء من مشاركة أخينا أبا الفداء وراسلته على الخاص فأفهمني مراده من كلامه وأفهمته المراد من كلامي، وإن كنت أعتب عليه شدته في رده عليّ، لكن سبحان الله في كل شؤونه حكم ربما نعلمها وكثيرا ما نجهلها، وهذا ليعلم المخالفون أننا وإن كنا على منهج واحد فإننا لا نتوانا عن بيان الخطأ لبعضنا البعض، كما لا نتوانا أيضا في الدفاع عن بعضنا البعض
وهذا هو الدين بعينه وهو تأويل لقوله صلى الله عليه وسلم:
انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قالوا: يا رسول الله، هذا نصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال: تمنعه من الظلم.
/// إعلان من الإدراة: تمَّ إغلاق الموضوع إلى أجل غير مسمَّى؛ لعدم ظهور التكافؤ في المحاورة، وحفاظًا على وقت الإخوة من الضياع ..(/)
قلب الإجماع على من استدل به على منع توسعة المسعى
ـ[فؤاد بن يحيى بن هاشم]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 01:18]ـ
قلب الإجماع
على من استدل به على منع توسعة المسعى
إعداد:
فؤاد بن يحيى بن هاشم
=========================
1429هـ.
كما آمل أن تشاركونا في الاستفتاء الذي وضعناه في ملتقى المذاهب الفقهية والدراسات العلمية:
لو كان المسعى من غير جدران، فهل يمكن للساعين أن ينحصروا في المسعى القديم في أيام الموسم؟
http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?p=9666#post9666
ـ[فؤاد بن يحيى بن هاشم]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 01:10]ـ
http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?p=9680#post9680
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فؤاد يحيى هاشم
الصورة التي أشرت إليها في البحث والتي استفدتها من بحث زميلنا الشيخ عامر بن بهجت: "الملخص المفيد في نازلة المسعى الجديد" هي مرفقة في بحثه.
وهي موجودة عندي في كتاب مطبوع عام 1405هـ. بعنوان "مكة المكرمة العاصمة المقدسة"، وهو كتاب من القطع الكبير في 250 صفحة، والصورة تقع في ص 59
وعنوان الرسمة:
رسم مسطح الحرم المكي بمعرفة ميراركان حرب سابق محمد صادق باشا 1297هـ.
والرسمة تصور المسعى:
وهو يبدأ من الصفا ثم ينحرف إلى الجهة الشرقية (عكس المسجد الحرام)، والمسجد الحرام يخترق المنطقة البينية بين الصفا والمروة على شكل زاوية من مساحته المربعة، ثم يعتدل مسار المسعى في منتصفه ويتجه إلى منتصف البينية بين الصفا والمروة.
ويظهر فيها بشكل واضح أن مسار المسعى خارج عن مقدار البينية المرسومة بين الصفا والمروة، وأنه بشكل قاطع هو خارج عن المسار المستقيم الواقع الآن، وأن المسار المستقيم الواقع اليوم هو يقطع حدود المسجد الحرام القديم.
والصورة عندي ولا أعرف كيف أرفقها إليكم.
وهناك خطأ في البحث:
وهو أني ذكرت أن الانحراف قبل توسعة الملك سعود هو إلى اتجاه المسجد الحرام وبعد مراجعة الصورة تبين أنه وهم وإنما الانحراف إلى الجهة المقابلة للمسجد الحرام، وأن المسجد الحرام نفسه يخترق البينية الواقعة بين الصفا والمروة.
وحينئذ يكون مقدار ما تم الانحراف فيه عن أصل بينيية الصفا والمروة كبيرا:إذ أدخل في زمن ما إلى المسجد الحرام [الجهة الغربية]، وهنا نراه في ما قبل توسعة الملك سعود منحرفاً باتجاه عكس المسجد الحرام [الجهة الشرقية]، وبهذا نعرف أن الانحراف عن أصل بينية الصفا والمروة قد وقع من الجهتين.
والرسمة مع قدمها إلا أنها دقيقة جدا حتى ذكر فيها أن مقياس كل 9 ميللي = 20 متر ..
ـ[فؤاد بن يحيى بن هاشم]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 07:33]ـ
رسم مسطح الحرم المكي بمعرفة ميراركان حرب سابق محمد صادق باشا 1297هـ.
وبتأمل هذه الصورة:
فلو أنا رسمنا مساراً مستقيما بين الصفا والمروة فإن سعي الناس في ذلك الوقت قبل توسعة الملك سعود كان خارج حدود هذا المسار المستقيم، ونجد أن هذا المسار المستقيم والذي أصبح واقعاً فيما بعد يقطع حدود المسجد الحرام القديمة.-----------
أتمنى من الإخوة إنزال الصورة على صفحة الموضوع بدل من إرفاقها، وقد فشلت في إنزالها على الطريقة التي أريدها.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 10:27]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 10:52]ـ
الصورة مرفقة وظاهرة
http://www.aldahereyah.net/book/OLD_mas3a.JPG(/)
رسالة عاجلة لمسؤولي الحرم المكي
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 04:04]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وسلم وبعد:
للحرم المكي خصائص تميزه عن باقي المساجد عدا الحرم المدني، لعدة أسباب:
- أن العبادة فيه أفضل من العبادة في الحل، وهذا باتفاق العلماء.
- عظم السيئات وغلظها وشدتها فيه، قال الله تعالى: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ سورة الحج 25.
- شد الرحال إليه ومقصد الحجاج والعمارله.
- مقصد الأنبياء والرسل والعلماء والأولياء منذ فجر التاريخ.
- كونه مسجدا، وكل مسجد في الأرض له آداب وأحكام.
كل ذلك وغيره .. تعظيما لبيت الله العتيق ولحرمة المكان خاصة إذا صاحبه شرف الزمان.
إذا تبين لنا هذا الأمر كان حريا بنا أن نعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، وقد برزت ظاهرة في صحن المسجد الحرام وخاصة عند أوقات الصلوات، لا يقبلها من له مروءة وغيرة على محارمه، ألا وهي صلاة مجموعة من النساء متفرقين هنا وهناك، وسط أماكن الرجال، لا أقول بجانبهم أو قريبا منهم بل وسطهم، عيانا أمام أجهزة التلفزة وعلى الهواء مباشرة!!.
منظر لا يقبله الشرع ولا تقبله الفطرة السليمة، وأتساءل أين غيرة الغيورين من المسؤولين في شؤون الحرم المكي؟ أين التنظيم الذي يستعدون له كل عام فبمجرد أن تنتهي أعمال الحج من العام الماضي حتى يبدأوا باجتماعات التنسيق والترتيب للحج القادم؟! أين خططهم؟ وحملاتهم الإعلامية ووو .. أين المتطوعون والمنتدبون لهذه المواسم " والمسؤلون عن فصل النساء والرجال" أين هم!؟ هل يليق بناأن نرى منظر النساء وسط الرجال ملتصقين ببعض في مسجد ما .. في أقاصي الأرض دون أن نستغربه ونستنكره فكيف بأطهر بقعة وأجلها وأفضلها على وجه الأرض؟! ألا يثير تساؤلا أوقل أسئلة كثيرة؟؟ أهو تمهيد لخلق جوالمساواة بين الرجال والنساء كما تنادي أبواق العلمانية التي تنطلق من أرض الحرمين!! أم تطبيق عملي للفكر المنحرف عند بعض الجاليات الإسلامية؟ أم هو الإهمال واللامبالاة لشرع الله؟ بدأنا نلحظ منذ سنوات قليلة تفشي هذه الظاهرة في الحرم المكي! وللأسف حتى كاميرات الحرم بدأت تركز عدساتها على النساء دون خجل أو حياء!! أين أنتم ياولاة الأمر؟ أين أنتم ياذوي الغيرة والشهامة؟ كانت المرأة إلى عهد قريب تزجر أثناء الطواف بمجرداقترابها من الكعبة أو كانت وسط الرجال من المشايخ - وفقهم الله - والمسؤولين عن هذا الأمر، والآن نرى المزاحمة والجلوس من بعضهن أمام الوجوه والجباه، وبعيدا عن الأماكن المخصصة لهن دون تحرك ملموس من مسؤولي الحرم!!.
يا ولاة الأمور في الدولة المباركة " المملكة العربية السعودية " وفقها الله للخير، أنتم محل أنظار العالم اليوم وقدوته، والناس تقدر لكم جهودكم في توسعة المشاعر، تلك التوسعة التاريخية الضخمة التي أبهرت العيون، فلا أظن أن يعجزكم فصل النساء عن الرجال ولا هي بالعقبة الكؤود، أو المشكلة المعضلة التي يصعب حلها، إنه التنظيم وتكاتف جهود مؤسساتكم .. تعظيما لحرم الله .. وحرمات الله .. وشعائر الله، يقول ربنا عزوجل " ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه " الحج 30
وقال " ذلك ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب " الحج 31.
إن صلاة النساء وجلوسهن وسط الرجال والسكوت على من يقدرعلى التغيير ظلم ومنكر ومحادة لله، أجارنا الله من الظلم في تلك البقاع الطاهرة ..
يقول سبحانه " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم " الحج 25. .
وبهذه المناسبة أسوق لكم بعض الأسئلة التي أجاب عليها الشيخ د. الصادق الغرياني عضو مجمع الفتاوى العالمية للإدارة والبحوث، والأكاديمي في جامعة العلوم الإسلامية بماليزيا والتي يوافقه عليه جمع من العلماء:
السؤال:
كيف تصنع المرأة في الطواف مع ما نراه من شدة الازدحام والالتصاق في الطواف؟
الجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
ينبغي للنساء أن يطفن من وراء الرجال، لأنه أستر لهن، ففي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لأم سلمة: [طُوفِي مِنْ وَرَاءِ النّاَسِ وَأَنْتِ راَكِبَةٌ]، وفي الصحيح عن عطاء: [ ... لَمْ يَكُنَّ يُخَالِطْنَ، كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَطُوفُ حَجْرَةً مِنْ الرِّجَالِ لا تُخَالِطُهُمْ، وقد قالت لها امرأة: [انْطَلِقِي نَسْتَلِمْ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: انْطَلِقِي عَنْكِ، وَأَبَتْ]، وكان النساء يطفن بالليل عندما يخف الازدحام، ففي الصحيح عن عطاء: [ ... يَخْرُجْنَ مُتَنَكِّرَاتٍ بِاللَّيْلِ فَيَطُفْنَ مَعَ الرِّجَالِ وَلَكِنَّهُنَّ كُنَّ إذَا دَخَلْنَ الْبَيْتَ قُمْنَ حَتَّى يَدْخُلْنَ وَاُخْرِجَ الرِّجَالُ]، ومعناه: أنهن إذا أردن دخول البيت وقفن عن الدخول حال كون الرجال مخرَجِين منه، ورأى عمر رجلا يطوف مع النساء فضربه بالدرة.
فعلى النساء أن لا يزاحمن الرجال في الطواف، وأن يقتصرن على الطواف الواجب ولا يتطوعن بالطواف أيام الموسم عندما يكون الطواف مزدحما، إلا إذا خصص لهن وقت بالليل لا يشاركهن فيه الرجال، ولا ينبغي لهن أن يزاحمن الرجال على استلام الحجر، قال ابن عبد البر: عن عائشة وعطاء وغيرهما:الاستلام للرجال دون النساء، وعليه جماعة الفقهاء.
السؤال:
هل يجوز للمرأة في الحرم أن تصلي وسط الرجال، وذلك لشدة الازدحام؟
الجواب:
يحرم على المرأة أن تصلي أمام الرجال، أو تصلي بينهم وسط صفوفهم، وقد ابتُليَ الناس في المواسم بنساء يتخلَّلن صفوف الرجال ويجلسن بينهم ويصلين، دون حياء ولا مروءة، ويرون من عماء بصائرهن إذا نهين أن ما يفعلنه من الجلوس بين الرجال يرونه من المساواة ولا حرج فيه!!، وقد قال صلى الله وسلم فيما جاء عنه في الصحيح: [خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُ هَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا].
السؤال:
هل الأفضل الدعاء الجماعي في الطواف، أو كل إنسان يدعو لنفسه؟.
الجواب:
مما ينافي آداب الدعاء ما يفعله بعض الطائفين، يؤمهم أحدهم، ويلقنهم الدعاء كلمة، بصوت عال، وهم يرددون خلفه، أو خلف أحد المحترفين الذين ينصبون أنفسهم للإرتزاق بالدعاء، ويأخذون أجرة على الدعاء بالطائفين، وغالبا ما يكون بصوت ملحون ونطق معرج، وهو دعاء بأجرة، ومنهم من ينغمه كما ينغم الغناء، وهو مع ما فيه من المخالفة لآداب الدعاء من الخشوع والتضرع، والتعبد وخفض الصوت كما قال تعالى: ? ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ? (الأعراف55)، وهو مع ذلك يشوش على الطائفين والداعين، ويفسد عليهم خشوعهم ومناجاتهم بما يفتح الله به عليهم من التضرع والرجاء.
وليس من العذر أن يقول أحد: إني لا أحسن أن أدعو لنفسي، فأنا محتاج إلى من يلقنني كيف أدعو، لأنه ما من أحد إلا ويحسن أن يستغفر ربه ويسأله الجنة، ويستعيذ به من النار، وقد جاء في الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرَجُلٍ: كَيْفَ تَقُولُ فِي الصَّلاةِ، قَالَ: أَتَشَهَّدُ وَأَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَأَعوذُبِكَ مِنْ النَّارِ، أَمَا إِنَّي لَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ.
السؤال:
عند اشتداد الزحام في موسم الحج هل يحصل تضعيف أجر الصلوات لمن صلى في غير المسجد الحرام؟
الجواب:
عند اشتداد الزحام المؤْذي يصلي المرء في أي مساجد مكة، ويحصل له من تضعيف أجر الصلوات إن شاء الله ما يحصل لمن يصلي في المسجد الحرام، فقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالأبطح على مشارف مكة، وهو مسيل واديها؛) مكان متسع ما بين الجبلين، ينتهي إلى المقبرة)، نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحرم مع قربه منه.
السؤال:
هل يجوز للحجاج أن يصلوا مع الإمام في الحرم، وهم في بيوتهم أو في الطرقات؟
الجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
من كان في بيت سكناه قريبا من الحرم، أو كان في الطريق، له أن يصلي مع جماعة الحرم بشرطين؛ إن كان يرى صفوف المصلين، ويسمع تكبير الإمام، ففي المدونة عن محمد بن عبد الرحمن أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يصلين في بيوتهن بصلاة أهل المسجد، فإن كان في بيته يسمع التكبير عن طريق مكبرات الصوت ولا يرى صفوف المصلين، فلا يجوز له الاقتداء بالإمام، لأن الاقتداء بمكبرات الصوت وحده لا يكفي إذا بعدت المسافات، ولم تُر الصفوف (انتهى).
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم
كتبه محمد الحجي
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 05:58]ـ
بارك الله فيكم
وأتمنى أن يقوم المسئولون بما يلزم نحو تطهير بيت الله من هذه المخالفات البشعة.
ـ[عبدالرحمن المالكي]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 11:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً شكر الله لك غيرتك وجزاك الله خير الجزاء، ثانياً أخي الحبيب عملتُ في الرئاسة العامة لشؤون الحرمين سنة كاملة ورأيت من حرص الأخوة والمسؤولين هناك ما يسر الخاطر وكل ذلك حرصاً على راحة زوار بيت الله من حاجٍ ومعتمر، ولا أستثني إدارة من الإدارات بل جميعهم قائمين على حقوق العباد راعي لحرمة البلد الأمين شاكرين لأنعم الله بأن جعلهم قائمين على خدمة بيت الله الحرام، واما ما استنكرته من اختلاط بعض جهال النساء بصفوف بعض جهال الرجال فهذا أمر قامت عليه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستفرغوا له وسعهم ومن حرصهم غفر الله لهم ترى ذلك بعينيك عند القدوم للحج أو معتمرأ، فترى بارك الله فيك وقوفهم على مداخل الأبواب والممرات وحول الكعبة لا يهدأ لهم بال ولا تطرف لهم عين ناصحين آمرين بالخير والعرف ناهين عن المنكر فجزاهم الله كل خير، ولو تاملت معي رحمك الله لرأيت أن الأمر يستحيل أن يكون أفضل مما هو عليه، فالهيئة موجودة وقائمة بأعمالها ولكن الحجاج غالبهم بل سوادهم الأعظم عوام ويأتون للزيارة بدافع الحب والشوق لأداء مناسكهم وهم على جهل، فقلي رحمك الله ما تصنع الهيئة في هذا العدد الهائل إذا نودي بالإقامة فتدافع الرجال للصفوف وتبعتهم بعض نسوتهم فصفوا بجانبهم، وأحيانا أخي الكريم تكون الصفوف متفرقة وبينهم مسافات فيأتي المسبوق فيصف عن اليمين والآخر عن الشمال حتى تتصل الصفوف ببعضها فتجد صف نساء قد أصبح قريباً من صفين من صفوف الرجال، وإلا فالحكومة والمسؤولين ما ادخروا وسعاً وبذلوا الغالي والنفيس اكراماً لزوار بيت الله الحرام وحرصاُ على راحتهم، وأصدقك القول والله الذي لا اله إلا هو ما علمتُ ممن قام على هذه الأعمال من تردد ولو يسيراً عن أمرٍ في صلاح ونفع بل رأيت بعيني ما لو تحدث عنه في الإعلام لعُرف حق هذه الفئة ولعظُمت محبتهم لعظيم صنيعهم ولكن يكفيهم أن الله قد اطلع عليهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.(/)
تكرار الحج للشيخ سلمان العودة
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 04:23]ـ
يستعدّ الكثير - من أهل الخليج والسعودية بصفة أخص - هذه الأيام للسفر إلى الأماكن المقدسة لحج بيت الله الحرام.
حج الفريضة واجب على كل مسلم قادر توفّرت فيه الشروط بإجماع العلماء، بل هو أحد الأركان الخمسة التي عليها مدار الإسلام بالاتفاق، ومن جحد وجوبه كفر إجماعاً.
والتزوّد من النوافل خير، (وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) [البقرة:158]
بيد أن ثمّة نوافلَ تخص الفرد ذاته, كالصلاة والصيام، فهذه تعود إلى المتطوّع دون غيره، والأغلب أن الآخرين لا يتضرّرون منها، ولا يستفيدون منها بصفة مباشرة.
وثمّة نوافل تنفع الناس, ويتعدّى برّها وخيرها لهم؛ كنوافل الصدقة والإحسان؛ فمهما أكثر منها المرء كان فضلاًًَ له، ونفعاًَ لغيره.
ولذا يُقال: لا إسراف في الخير, وإن كان هذا الأمر ليس على إطلاقه.
ولذا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- سعد بن أبي وقاص عندما أوصى بماله كله، بأن يُمسِك بعضه فهو خير له. البخاري ومسلم.
وفي الصحيحين في قصة الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ونزلت توبتهم؛ قال كعب بن مالك: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لاَ أُحَدِّثَ إِلاَّ صِدْقاً, وَأَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي كُلِّهِ صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَى رَسُولِهِ. فَقَالَ له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ).
ويبقى قسم ثالث من النفل لا يتعلق بالمرء ذاته فحسب، بل له تعلّق بالآخرين بسبب المزاحمة في المكان أو في غيره.
والحج والعمرة من هذا القبيل، فإن المشاعر محدودة، والزمان موقوت لا يتقدم ولا يتأخر.
ويعلم كل ذي لُبّ أنه لو حجّ من المسلمين نسبة قليلة ممن لم يؤدّوا الحج أصلاً - ولتكن (1%) - لكان عدد الواقفين بعرفة (12 مليون حاجٍ)، ولما وَسِعهم المكان, ولفات الكثيرين منهم الحج, ولأساء بعضهم إلى بعض بالضرورة.
ولذا فالحجاج الآن (0.1%) من نسبة السكان (أي: واحد بالألف).
ومعنى ذلك أن شعباً كإندونيسيا (200 مليون) يحتاجون إلى ألف سنة ليتمكنوا من أداء الحج.
طبعاً هذا افتراض نظري بحت!!
زِد على ذلك المعاناة السنوية بالازدحام الهائل الذي يفقد الفريضة روحانيتها وقدسيتها، ويحيلها إلى صخب وضجيج وعِراك وجدل، ويتكرر المشهد دورياً بأن يموت المئات تحت أقدام إخوانهم، وهم – جميعاً – متلبسون بأداء فريضة من فرائض الله.
ويا للحزن العميق!
يُفترض أن الدافع إيماني دائماً لهذه الرحلة المباركة ... فكيف يغفل المسلم القريب في هذه الديار عن الآثار الصعبة التي يحدثها تكرار الحج كل عام، أو عاماً بعد عام على إخوانه المسلمين القادمين من بعيد، المؤدين للفريضة- وليس النافلة - من شيوخ ونساء وضعفاء وفقراء ومرضى .. وهو لا يبالي بهم، ولا يكترث لمعاناتهم، والمهم أن يداوم على ما اعتاده من الحج؟!
وفي سبيل هذا العمل قد يزوّر الترخيص، وقد يكذب، وربما استدان مالاً، أو ترك أهله مع حاجتهم له، أو صارت رحلة الحج عنده فسحة ومتعة وتسلية واستئناساً بالصحبة المعتادة ..
وإذا كانت تنظيمات الحج لا تسمح بتكراره الآن إلا بعد خمس سنوات، وهذا مبني على قرار هيئة كبار العلماء في المملكة حرصاً على تنظيم الحج وتفويج الراغبين فيه، وقد ورد في حديث فيه مقال عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يقول: (إِنَّ عَبْدًا أَصْحَحْتُ جِسْمَهُ وَأَوْسَعْتُ عَلَيْهِ فِي الْمَعِيشَةِ تَأْتِي عَلَيْهِ خَمْسَةُ أَعْوَامٍ لَمْ يَفِدْ إِلَيَّ لَمَحْرُومٌ).رواه الطبراني وأبو يعلى والبيهقي وابن حبان، وضعّفه غير واحد.
وإذا كانت صحة الجسم وسعة الرزق، وضمنها أمن الطريق محل رعاية، وهي أمور تعود للإنسان ذاته، فهذا يتضمن باللزوم رعاية حقوق الآخرين واحتياجاتهم ومصالحهم من أهل يعولهم، أو من لهم عليه استحقاق ما, ومنهم إخوانه المسلمون الحجاج الذين يطلبون ما يطلب ويريدون ما يريد.
والكثير من الناس يردّدون: ماذا يضرّ وجودي وأنا فرد واحد!
وماذا ينفع غيابي!
وهذا منطق غريب، يوحي باستفحال الرؤية الأنانية, وغياب الإحساس بالمسؤولية!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو أن كل من قرأ هذه السطور أخذ على نفسه أن يتصدق بقيمة حجة النافلة على إخوانه المسلمين, ويتصدق أيضاً بالمكان الذي سوف يحتله لو حج في منى أو عرفة أو مزدلفة أو عند البيت أو عند الجمرة أو في الطرقات أو المراكب؛ لأمكننا أن نساهم فعلياً في تخفيف الازدحام، وتيسير الحج، وتجنيب المسلمين مغبة الارتباك والقتل عند المشاعر.
والصدقة بقيمة الحج أفضل في مثل هذه الأوقات التي تتعاظم حاجة الناس فيها إلى المال، كما في الكوارث التي تضرب بلاد الإسلام من الزلازل، أو المجاعات أو الحروب التي لم تنقطع منذ عشرات السنين.
ذكر ابن مفلح في الفروع (ج2/ص497) أن الإمام أحمد سُئل: أيحج نفلاً أم يصل قرابته؟ قال: إن كانوا محتاجين يصلهم أحبّ إلي.
ونقل ابن هانئ في هذه المسألة أن الإمام أحمد قال: يضعها في أكباد جائعة.
وفي الزهد للإمام أحمد عن الحسن قال: يقول أحدهم أحجّ أحجّ, وقد حججت! صِلْ رحماً, تصدّق على مغموم, أحسن إلى جار.
وفي كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي: إن الصدقة أفضل من الحج ومن الجهاد.
وعن وكيع عن سفيان عن أبي مسكين قال: كانوا يرون أنه إذا حج مراراً أن الصدقة أفضل. وهو قول الإمام النخعي أيضاً.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (ج: 4 ص: 465): والحجّ على الوجه المشروع أفضل من الصدقة التي ليست واجبة, وأما إن كان له أقارب محاويج فالصدقة عليهم أفضل, وكذلك إن كان هناك قوم مضطرون إلى نفقته.
وفي مثل هذه الأحوال التي يعاني الحجيج فيها من إشكالات عديدة في أداء النسك بسبب الجهل والازدحام وسوء التنظيم وغير ذلك يكون الأمر ألزم.
وقد قال صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه: (يَا عُمَرُ، إِنَّكَ رَجُلٌ قَوِيٌّ لاَ تُزَاحِمْ عَلَى الْحَجَرِ فَتُؤْذِيَ الضَّعِيفَ إِنْ وَجَدْتَ خَلْوَةً فَاسْتَلِمْهُ، وَإِلاَّ فَاسْتَقْبِلْهُ فَهَلِّلْ وَكَبِّرْ). أخرجه أحمد والشافعي والبيهقي في الكبرى.
وعن ابن عباس قال: إذا وجدت على الركن زحاماً فانصرف ولا تقف.
وعن منبوذ بن أبي سليمان عن أمه أنها كانت عند عائشة أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها- فدخلت عليها مولاة لها فقالت لها: يا أم المؤمنين، طفت بالبيت سبعاً، واستلمت الركن مرتين أو ثلاثاً, فقالت لها عائشة: لا أجرك الله لا أجرك الله، تدافعين الرجال؟ ألا كبّرت ومرَرْت. وعن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص أنها قالت: كان أبي يقول لنا: إذا وجدتُن فرجة من الناس فاستلمن، وإلا فكبّرن وامضين.
وأخرج عبد الرزاق في مصنفه عن عطاء عن ابن عباس قال: كان يكره أن يزاحم على الحجر تؤذي مسلماً أو يؤذيك.
وعن سعيد بن عبيد الطائي قال: رأيت الحسن أتى الحجر، فرأى زِحاماً فلم يستلمه، فدعا ثم أتى المقام، فصلى عنده ركعتين.
وهذا ليس خاصاً بالحجر أو الركن، بل هو قاعدة عامة أن ما يترتب عليه مشقة على الناس أو تضييق فعلى المرء تجنّبه.
نعم هنالك من يكون الحج أولى له، أو يلزمه بسبب غير سبب الوجوب الأصلي، كمن يذهب مَحْرَماً لزوجه أو قريبته، أو مصاحباً لوالد مسِن، أو قائماً على مسؤولية تتعلق بمصالح الحجيج، دينية كانت أو دنيوية، لكن يظل سواد عريض من مزمعي الحج هم من غير هؤلاء.
وإنني أتمنى من الشيوخ الأفاضل والدعاة والمفتين، وكبار العلماء, وأخصّ منهم سماحة المفتي العام للملكة؛ أن يُولوا هذا الموضوع عناية خاصة، وأن يوجّهوا نداءات متكرّرة وقويّة إلى الصالحين من أهل هذا البلد خاصة؛ أن يوفّروا على إخوانهم وعلى أنفسهم، وأن يتصدقوا بقيمة حجّهم، خصوصاً وقد صدر من هيئة كبار العلماء في شأن تنظيم الحج ما سبق.
وربك تعالى سيكتب لهم نياتهم الصالحة ومقاصدهم الحسنة، وليؤثروا إخوانهم ممن لم يؤدّوا الفريضة أصلاً، ولا يكونوا بفعلهم هذه النافلة سبباً -ولو غير مباشر- في ارتكاب ذنوب عظيمة من تفويت حجّ على مفترض، أو زِحام يؤدي إلى إزهاق الأنفس، وليراعوا المقاصد الشرعية العظيمة في سَن هذه العبادات وتشريعها للناس، فربما أدّى المرء نافلة، وتسبّب في مفسدة أعظم وأكبر.
وليس من أُخوّة الإيمان – بحال- أن يعزل المرء نفسه عن مشكلات الآخرين وهمومهم؛ فهؤلاء المسلمون الذين تزاحمهم عند الحجر، وفي المطاف والمسعى وعند الجمرة, هم الذين تتألم لهم وأنت تراهم على شاشة التلفاز جياعاً أو مشرَّدين أو مضطّهدين على أيدي الكفرة الغادرين.
والمشكلة الأهم ليست في حج المقتدرين الذين يترتب على حضورهم نفع متعد بعلم أو إحسان، ولكن في حضور غيرهم ممن يرمون بأنفسهم في الزّحام، فيفترشون الطرقات ويسدّون المنافذ، ويوقعون المهالك.
تقبّل الله منا ومنكم صدقاتكم, وغفر لنا ولكم.
http://www.islamtoday.net/salman/artshow-28-4928.htm
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 11:35]ـ
جزاك الله خير على النقل .. وجزا الله العلامه سلمان العودة خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سالم سليم أبوسليم]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 09:16]ـ
الحقيقة قول مليء بالنقول والاستشهادات ومحاولة الإقناع, وهي طريقة طيبة للكلام في المسائل التي تشكل كثيراً, وتختلف الآراء فيها كثيراً.
ولي عودة على هذا الموضوع.(/)
سؤال: هل يلحق ابن الزنى بأبيه إذا كانت المرأة غير معروفة بالزنا؟
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 06:34]ـ
هل يلحق ابن الزنى بأبيه إذا كانت المرأة غير معروفة بالزنا؟ وما صحة نسبة هذا القول لشيخ الإسلام؟ وهل هناك مصنف مستقل تناول هذه المسألة؟
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 11:17]ـ
عاجل وهام
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 01:25]ـ
تفض أخى هذا البحث وهو فى المكتبة الشاملة
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 07:18]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
الأدلة المسكوت عنها في كتب أهل الأصول!!
ـ[هرماس]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 04:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استمعت هذا اليوم .. إلى عبارة: أنواع الأدلة المسكوت عنها ..
وابتدأ الشيخ في عدها وقال: مفهوم المخالفة، عموم المقتضى ...... ولم يكمل
فهل من أحد يساعدني في معرفتها؟؟
ولكم الشكر الجزيل(/)
ما الدليل على مشروعية صيام عشر ذي الحجة؟
ـ[معالم السنن]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 01:09]ـ
مع انه ورد حديث عائشة عند مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصومها.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 01:20]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ألا يكفيك عموم حديث االبخاري
ولو تطلب فعل كل عمل صالح في هذه العشر دليل مخصوص به، لما وجدنا عملاً صالحاً ثبت عن النبي من فعله استكثر منه في هذه العشر أو أرشد اليه أصحابه
ـ[معالم السنن]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 04:12]ـ
هناك من طلاب العلم من يبدعون صيام هذه العشر فكيف نرد عليهم؟
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 05:06]ـ
مع انه ورد حديث عائشة عند مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصومها.
وورد عن حفصة انه كان يصومها والمثبت مقدم على النافى كما يقول الاصوليون والله اعلم
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 05:06]ـ
جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حث على صيام عشر ذي الحجة: فقد روى الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما من حديث هنيدة بن خالد جاء في رواية عن أمه وجاء في رواية عن زوجته -وهنيدة مجهولة- أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصوم العشر وهذا الخبر لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جاء عند الترمذي في سننه من حديث مسعود بن واصب عن نحاس عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عليه رضوان الله تعالى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "صيام أيام ذي العشر اليوم يعدل سنة" وهو خبر منكر: رواية قتادة عن سعيد بن المسيب منكرة كما نص على ذلك الإمام أحمد وكذلك البرديجي وغيرهما. وأما ما جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث عائشة عليها رضوان الله تعالى – ما رواه من حديث الأعمش عن إبراهيم النخعي عن الأسود عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صام العشر قط، الحديث رواه الإمام مسلم لكن قد أعله الدارقطني بالإرسال فرواه سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود مرسلا ورواه سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم مرسلا من غير ذلك الأسود ومال إلى تصويب الإرسال الإمام الدارقطني عليه رحمة الله تعالى وأكثر أصحاب الأعمش يروونه عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة عليها رضوان الله تعالى وهذا أصح. لكن يقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن لم يثبت عنه أنه صام إلا أن صيام العشر سنة بالاتفاق ويستثنى من ذلك اليوم العاشر وهو العيد فإنه لا يصام، والغريب أن بعض المتفقهة أو بعض أنصاف المتعلمة من يقول أن صيام العشر ليس بسنة وذلك أنه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، و النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما في الصحيحين "ما من أيام العمل فيهن أعظم وأحب إلى الله من أيام العشر" يعني عشر ذي الحجة وهذا على وجه العموم في أي عمل من أعمال البر بل أن صيام العشر مستحب باتفاق العلماء حكى اتفاق العلماء ابن مفلح وهو قول واحد في مذهب الإمام أحمد كما نص عليه في صاحب كتاب الإنصاف قال "وبالإجماع" يعني يستحب صيام العشر وقد ثبت ذلك عن أبي هريرة عليه رضوان الله تعالى كما جاء في المصنف من حديث عبد الله بن عن أبي هريرة أنه سئل عن رجل يكون عليه القضاء من رمضان أيصوم العشر يعني قبلها قال "يقضي ما عليه من قضاء ثم يصوم" وهذا يدل على أنهم كانوا يصومون العشر، كذلك عن سعيد بن المسيب وقد علقه الإمام البخاري في الصحيح وقد جاء هذا أيضا عن إبراهيم النخعي وسعيد بن جبير كما رواه ابن أبي شيبة وغيره من حديث حماد عنهما بإسناد صحيح وهذا الذي عليه الأئمة عليهم رحمة الله تعالى وقد ترجموا على ذلك وقد ترجم أبو داود في كتابه السنن فقال "باب صوم العشر" وترجم لذلك الإمام النسائي وكذلك ابن خزيمة وابن حبان على صيام العشر ومن قال بعدم الصيام فقد خالف الإجماع وإنما أوردنا هذا لأن ثمة من قال أنه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصيام وعليه ليس على السنة وهذا قول بعيد لا يعول عليه فعدم الثبوت بخصوص العمل ليس دليلا على العدم فقد دل الدليل على عموم الفضل لسائر الأعمال على وجه العموم فيقال أن ذلك ثابت.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 05:24]ـ
المسألة فيها حديثان
الأول حديث عائشة
(يُتْبَعُ)
(/)
ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر قط {رواه مسلم}
الثاني حديث حفصة
أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: صيام العشر {النسائي}
و ظاهر الحديثين التعارض
و الآن أنقل لكم بعض كلام أهل العلم في الجمع بين الحديثين
قال النووي تحت باب صوم عشر ذي الحجة _المنهاج شرح صحيح مسلم_
فِيهِ قَوْل عَائِشَة: (مَا رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَائِمًا فِي الْعَشْر قَطُّ) وَفِي رِوَايَة: (لَمْ يَصُمْ الْعَشْر) قَالَ الْعُلَمَاء: هَذَا الْحَدِيث مِمَّا يُوهِم كَرَاهَة صَوْم الْعَشَرَة، وَالْمُرَاد بِالْعَشْرِ هُنَا: الْأَيَّام التِّسْعَة مِنْ أَوَّل ذِي الْحِجَّة، قَالُوا: وَهَذَا مِمَّا يُتَأَوَّل فَلَيْسَ فِي صَوْم هَذِهِ التِّسْعَة كَرَاهَة، بَلْ هِيَ مُسْتَحَبَّة اِسْتِحْبَابًا شَدِيدًا لَا سِيَّمَا التَّاسِع مِنْهَا، وَهُوَ يَوْم عَرَفَة، وَقَدْ سَبَقَتْ الْأَحَادِيث فِي فَضْله، وَثَبَتَ فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ: أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ أَيَّام الْعَمَل الصَّالِح فِيهَا أَفْضَل مِنْهُ فِي هَذِهِ " - يَعْنِي: الْعَشْر الْأَوَائِل مِنْ ذِي الْحِجَّة -. فَيَتَأَوَّل قَوْلهَا: لَمْ يَصُمْ الْعَشْر، أَنَّهُ لَمْ يَصُمْهُ لِعَارِضِ مَرَض أَوْ سَفَر أَوْ غَيْرهمَا، أَوْ أَنَّهَا لَمْ تَرَهُ صَائِمًا فِيهِ، وَلَا يَلْزَم عَنْ ذَلِكَ عَدَم صِيَامه فِي نَفْس الْأَمْر، وَيَدُلّ عَلَى هَذَا التَّأْوِيل حَدِيث هُنَيْدَة بْن خَالِد عَنْ اِمْرَأَته عَنْ بَعْض أَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُوم تِسْع ذِي الْحِجَّة، وَيَوْم عَاشُورَاء، وَثَلَاثَة أَيَّام مِنْ كُلّ شَهْر: الِاثْنَيْنِ مِنْ الشَّهْر وَالْخَمِيس وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَهَذَا لَفْظه وَأَحْمَد وَالنَّسَائِيُّ وَفِي رِوَايَتهمَا (وَخَمِيسَيْنِ). وَاَللَّه أَعْلَم.
قال الشيخ مصطفى العدوي _شريط مسموع للشيخ_
صيام العشر الأول من ذي الحجة ورد فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان: الحديث الأول: حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها الذي أخرجه مسلم وفيه: (ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر قط). الحديث الثاني: أخرجه النسائي وغيره من طريق راوٍ يقال له: هنيدة بن خالد، رواه مرة عن حفصة قالت: (أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: صيام العشر)، واختلف على هنيدة، فرواه مرة عن أمه عن أم سلمة مكان حفصة، ومرة عن أم سلمة مباشرة، وثمّ أوجه أخر من أوجه الاختلاف! فمن ناحية الصحة الظاهر -والله سبحانه أعلم- أن حديث عائشة الذي في صحيح مسلم أصح، وإن كان فيه نوع اختلاف عن الأعمش ومنصور أيضاً، لكن من العلماء من حاول التوفيق بين الحديثين وقال ما حاصله: إن كل زوجة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حكت الذي رأته، ولكن تمادت فنفت، أو تمادت فأثبتت، فالرسول صلى الله عليه وسلم إنما كان يدور على كل امرأة في كل تسعة ليال ليلة، فعلى هذا يقال: إذا صام الشخص أحياناً وأفطر أحياناً، أو صام سنوات وأفطر سنوات فله وجه، وإذا عمل بأي من الرأيين فله سلف. ومن أهل العلم من أدخل الصيام ضمن الأعمال الصالحة الواردة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله عز وجل من هذه العشر. قالوا: ولا الجهاد يا رسول الله.؟ قال: ولا الجهاد، إلا أن يخرج أحدكم بنفسه وماله ثم لا يرجع من ذلك بشي)، والله أعلم.
و ذكر الطحاوي جوابا آخر عن هذا التعارض
حيث قال _مشكل الآثار_
(يُتْبَعُ)
(/)
حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُرَّةَ بْنِ أَبِي خَلِيفَةَ الرُّعَيْنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَامَةَ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُد قَالَ: ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ إشْكِيبَ الْكُوفِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ، ثُمَّ اجْتَمَعَا فَقَالَا: عَنْ إبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ {مَا رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَائِمًا فِي الْعَشْرِ قَطُّ} فَقَالَ قَائِلٌ: كَيْفَ تَقْبَلُونَ هَذَا، وَأَنْتُمْ تَرْوُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فَضْلِ الْعَمَلِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ مَا تَرْوُونَ عَنْهُ فِيهِ فَذَكَرَ مَا قَدْ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ الْوَرَّاقُ قَالَ ثنا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا أَعْظَمَ مَنْزِلَةً مِنْ خَيْرِ عَمَلٍ فِي الْعَشْرِ مِنْ الْأَضْحَى قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا مَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ قَالَ: وَلَا مَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ إلَّا مَنْ لَمْ يَرْجِعْ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ}.
وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَزْدِيُّ الْبَاغَنْدِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: أَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ {مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى وَلَا أَحَبُّ إلَيْهِ فِيهِنَّ الْعَمَلُ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ أَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّحْمِيدِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ}.
وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَيْضًا قَالَ: ثنا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: ثنا إبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهُ {عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنْت عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْت الْأَعْمَالَ فَقَالَ: مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ فِيهِنَّ الْعَمَلُ مِنْ هَذِهِ الْعَشْرِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ؟ فَأَكْبَرَهُ وَقَالَ: وَلَا الْجِهَادُ إلَّا أَنْ يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ تَكُونُ مُهْجَةُ نَفْسِهِ فِيهِ}.
وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَيْضًا قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا مَرْزُوقُ يَعْنِي ابْنَ مِرْدَانَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ قَالُوا: وَلَا مِثْلُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: إلَّا مَنْ عَفَّرَ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ فَكَيْفَ أَنْ يَكُونَ لِلْعَمَلِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ مِنْ الْفَضْلِ مَا قَدْ ذَكَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا، ثُمَّ يَتَخَلَّفُ عَنْ الصَّوْمِ فِيهَا، وَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ؟ فَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ: بِتَوْفِيقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ فِيهَا عَلَى مَا قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا؛ لِأَنَّهُ كَانَ إذَا صَامَ ضَعُفَ عَنْ أَنْ يَعْمَلَ فِيهَا مَا هُوَ أَعْظَمُ مَنْزِلَةً مِنْ الصَّوْمِ، وَأَفْضَلُ مِنْهُ مِنْ الصَّلَاةِ، وَمِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ كَمَا قَدْ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ مِمَّا كَانَ يَخْتَارُهُ لِنَفْسِهِ.
كَمَا حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ كَانَ لَا يَكَادُ يَصُومُ فَإِذَا صَامَ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَيَقُولُ: إنِّي إذَا صُمْتُ ضَعُفْتُ عَنْ الصَّلَاةِ وَالصَّلَاةُ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ الصَّوْمِ.
فَيَكُونُ مَا قَدْ ذَكَرَتْهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تَرْكِهِ الصَّوْمَ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ لِيَتَشَاغَلَ فِيهَا بِمَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ، وَإِنْ كَانَ الصَّوْمُ فِيهَا لَهُ مِنْ الْفَضْلِ مَا لَهُ مِمَّا قَدْ ذُكِرَ فِي هَذِهِ الْآثَارِ الَّتِي قَدْ ذَكَرْنَاهَا فِيهِ وَلَيْسَ ذَلِكَ بِمَانِعٍ أَحَدًا مِنْ الْمَيْلِ إلَى الصَّوْمِ فِيهَا لَا سِيَّمَا مَنْ قَدَرَ عَلَى جَمْعِ الصَّوْمِ مَعَ غَيْرِهِ مِنْ الْأَعْمَالِ الَّتِي يُتَقَرَّبُ بِهَا إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سِوَاهُ.
وَاَللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ.
قلت {أبو البراء} و بعض أهل العلم أعل الحديث الأول بالإرسال و الثاني بالضعف.
و هذه روابط للموضوع لعله يفيدك أخي الكريم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16147
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=16147
و الله أعلم.
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 07:30]ـ
للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة. لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح في أيام العشر، والصيام من أفضل الأعمال. وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي: " قال الله: كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " أخرجه البخاري 1805
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة. فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر. أول اثنين من الشهر وخميسين " أخرجه النسائي 4/ 205 وأبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود 2/ 462.(/)
منقول: الشيخ عبدالعزيز الفوزان يرى أن سجود اللاعبين ليس فيه محذور شرعي
ـ[الغامدي1]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 01:18]ـ
(لُجينيات) الاقتصادية" من الرياض
استفتى النجم الدولي ياسر القحطاني مهاجم المنتخب السعودي الكروي الأول وفريق الهلال، البارحة في مداخلة هاتفية الشيخ عبد العزيز الفوزان خلال برنامج "فتوى" الذي تبثه قناة "دليل" الفضائية، والتي يشرف عليها الشيخ سلمان العودة، عن حكم سجود اللاعبين على أرض الملعب بعد تسجيلهم الأهداف شكرا لله على توفيقهم، قائلا "اتفق لاعبو المنتخب السعودي خلال نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا على السجود شكرا لله بعد أي هدف يسجلونه، طمعا في إظهار الصورة الحقيقية للإسلام ولفت الأنظار لديننا الحنيف، لكن هذا الأمر لاقى بعض الاستهجان من البعض مؤكدين أن الملعب ليس مقاما للسجود"، فأجاب الشيخ الفوزان "بالعكس تؤجرون على ما فعلتم، وهذا العمل فيه دعوة للإسلام وتبيان للصورة الحقيقة لديننا الحنيف، وأسأل الله أن يكتب لكم الأجر، وليس في هذا العمل أي محاذير أو مخالفة للشريعة".
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 03:22]ـ
معذرة فهل العلماء متفقون في تحديد العورة؟؟
لأن اللاعبين يرتدون الملابس التي تظهر عورتهم ..
وسجود الشكر يكون في حال النعمة ودفع النقمة, فهل هذا مما يندرج تحته؟؟
وهل الحق ينبغي أن يوضع في هذه الأمور؟؟
مجرد تساؤلات!!!!!!!!!!
وقد سمعت أن سماحة المفتي -حفظه الله- كره ذلك في برنامجه بقناة المجد
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 03:58]ـ
بحث شرعي حول عورة الرجل
اختلف العلماء في تحديد عورة الرجل.
فمنهم من قال أنها من السرة إلى الركبتين (أي أن الفخذ عورة)، و قال الآخرون أنها السوءتان فقط (أي الفخذ ليس بعورة). ودليلهم قوله –سبحانه وتعالى–:] لباساً يواري سوآتكم [وقوله:] بدت لهما سوآتهما [وقوله –جل وعلى–:] ليريهما سوءآتهما [. جاء في "مراتب الإجماع" (1|347) عن "النيِّر": «وأجمعوا أن ما يجب على الرجل ستره في الصلاة: القبلُ والدّبر». وقد أثبت ابن حزم في المحلى (3|215) أن قول جمهور السلف هو أن الفخذ ليس بعورة. لكن التشديد تدرج بمرور الزمن، فصار مذهب جمهور المتأخرين أن الفخذ عورة. بل إن بعض المذاهب تفرض الحجاب الكامل على الشاب الوسيم! لا أقول هذه الكلام من باب التندر! راجع حاشية ابن عابدين (1|285) واقرأ قوله: «إذا بلغ الغلام مبلغ الرجال ولم يكن صبيحاً، فحكمه حكم الرجال في الساتر في الصلاة. وبعكس الصبيح، فحكمه حكم النساء من فرقه إلى قدمه!!!!».
أدلة من قال بأن الفخذ عورة:
يستدلون بحديث: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِجَرْهَدٍ فِي الْمَسْجِدِ وَقَدِ انْكَشَفَ فَخِذُهُ فَقَال «إِنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ». و الحديث أخرجه أحمد و أبو داود و الترمذي و علّقه البخاري في صحيحه بصيغة تمريض و ضعّفه في تاريخه (2|248) للاضطراب في إسناده. والحديث كذلك فيه زرعة، وهو مجهول. والحديث عن أبي أيوب (الذي أخرجه الدارقطني) ضعيف لأن فيه سعيد بن راشد وعباد بن كثير، وهما متروكان. وحديث «الركبة من العورة» ضعيف: فيه عقبة، وقد ضعفه أبو حاتم الرازي. وفيه النضر، وهو مجهول يروي أحاديث منكرة، قال ابن حبان: «لا يحتج بحديثه». وحديث «عورة الرجل ما بين سرته إلى ركتبه» ضعيف لأن فيه عباد بن كثير وهو متروك. وحديث «لا تكشف فخذك، ولا تنظر إلى فخذ حي أو ميت» أخرجه أبو داود وأنكره، وقد ضعّفه أبو حاتم لأن فيه ابن جريج وقد دلّسه عن ضعيف. وحديث «الفخذ عورة» أخرجه أحمد والترمذي، وفيه أبي يحيى القتات، وهو ضعيف له مناكير كثيرة.
أدلة من يقول بأن الفخذ ليس بعورة:
عن أنس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر. فصلينا عندها صلاة الغداة بِغَلَسٍ. فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم، وركب أبو طلحة، وأنا رديف أبي طلحة. فأجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم في زُقاق خيبر، وإن ركبتي لَتَمَسُّ فخِذ نبي الله صلى الله عليه وسلم. ثم حَسَرَ الإِزَارَ عن فخِذه حتى إني أَنْظُرُ إلى بَيَاضِ فَخِذِ نبي الله صلى الله عليه وسلم. فلما دخل القرية قال: "الله أكبر خربت خيبر" ... ». أخرجه البخاري (1|145) واللفظ له، ومسلم (3|1426).
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله «حَسَرَ الإِزَارَ» أي كشف. والحديث عند مسلم بلفظ «فانحسر الإزار» ومال الإسماعيلي إلى ترجيحها. قال ابن حجر في الدراية (2|227): «لا فرق في نظري بين الروايتين من جهة أنه صلى الله عليه وسلم لا يُقَرّ على ذلك لو كان حراماً (أي بسبب عُصمته صلى الله عليه وسلم). فاستوى الحال بين أن يكون حسره باختياره أو انحسر بغير اختياره». وظاهر سياق أبي عوانة والجوزقي من طريق عبد الوارث عن عبد العزيز يدل على استمرار ذلك، لأنه بلفظ «فأجرى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر، وأن ركبتي لتمس فخذ نبي اللّه، وإني لأرى بياض فخذيه». هذا بالإضافة لقوله «وأن ركبتي لتمس فخذ نبي اللّه» لأن ظاهره أن المس كان بدون الحائل. ومسّ العورة بدون حائل لا يجوز.
أخرج الإمام مسلم في صحيحه (4|1866 #2401): حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا: إسماعيل –يعنون ابن جعفر– عن محمد بن أبي حرملة، عن عطاء وسليمان –ابني يسار– وأبي سلمة بن عبد الرحمن، أن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعاً في بيتي كاشفاً عن فَخِذَيْهِ أو ساقيه. فاستأذن أبو بكر فَأَذِنَ له، وهو على تلك الحال، فتحدث. ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث. ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه –قال محمد: ولا أقول ذلك في يوم واحد– فدخل فتحدث». فلما خرج قالت عائشة: «دخل أبو بكر فلم تَهْتَشَّ له ولم تُبَالِهِ. ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله. ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك!». فقال: «ألا أستحي من رَجُلٍ تستحي منه الملائكة؟».
وأخرج الإمام أحمد في مسنده (6|62 #24375) بإسنادٍ صحيح: حدثنا مروان (بن معاوية الفزاري، ثقة) قال: حدثنا عُبَيْدُ الله بن سَيَّارٍ (وقيل اسمه عبد الله، ثقة) قال: سمعت عائشة بنت طلحة (ثقة) تذكر عن عائشة أم المؤمنين: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً كاشفاً عن فخذه. فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على حاله ... الحديث».
الحديث استدل به من قال أن الفخذ ليست بعورة. و المعارضون لهذا الحديث يرفضون الاحتجاج به للتردد الواقع في رواية مسلم التي ذكرناها ما بين الفخذ والساق، و الساق ليس بعورة إجماعاً. و هذا لا يرد الحديث لما ورد في رواية أحمد و هي الصحيحة. والتردد عند مسلم هو من يحيى بن أيوب، كما يظهر من رواية أبي يعلى في مسنده (8|240). فقد أخرجه ابن حبان في صحيحه (15|336 #6907) من غير وجه عن إسماعيل: «كاشفاً عن فخذيه، فاستأذن أبو بكر»، أي بلا تردد. و قالوا أن هذه الواقعة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يظهر فيها دليل يدل على التأسي به في مثل ذلك. وأقول أن دعوى الخصوصية في هذا غير معقولة. إذ كيف يَأمُر غيره بالحياء وهو في المكان الأعلى من ذلك؟!
وقد حاول العلماء الجمع بين تلك الأحاديث وفق ما يلي:
1 - لم يثبت في أي حديث صحيح أن الفخذ عورة. بل ثبت العكس تماماً. ونحن لا نأخذ بالحديث الضعيف في الحلال والحرام.
2 - الأخذ بالحديث الضعيف (أن الفخذ عورة) على سبيل الاحتياط.
3 - اعتبار أن الفخذ ليس بعورة، لكن من المستحب تغطيته. يقول الإمام ابن رشد كما في معتصر المختصر (2|256): «والأقرب إلى الصواب أن ما رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم في الفخذ، هل هو عورة أو ليس بعورة: معناه أنه ليس بعورة يجب سترها كالقبل والدبر، وأنه عورة يجب سترها في مكارم الأخلاق ومحاسنها. ولا ينبغي التهاون بذلك في المحافل والجماعات. ولا عند من يستحي من ذوي الأقدار والهيئات. فعلى هذا تستعمل الآثار كلها. واستعمالها أولى من طرح بعضها. والله أعلم».
و الخلاصة أن الشافعي و أبو حنيفة وجمهور المتأخرين قد ذهبوا إلى أن الفخذ عورة.
أما مالك وأحمد وابن حزم وجمهور المتقدمين فذهبوا إلى أن العورة هي القبل و الدبر فقط.
و الله أعلم.
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 06:29]ـ
أروي الحديث بالمعنى
كنت قبل شهر مع شيخنا عبدالرحمن البراك حفظه الله
وكان يقرأ عليه زاد المعاد ووصل القاريء إلى سجود الشكر فقال الشيخ يستحب للمسلم أن يسجد عند النعم العظيمة مثل الفتوحات والنصر على الأعداء
فقال القاريء: ما رأيك فيمن يسجد شكرا لنجاحه في مادة أو تخرجه
قال الشيخ بهدوء وبعد سكتة: السجود يكون في الأمور العظيمة ومكث يشرح ثم قال لا بأس إن شاء الله
ثم سأله آخر عن السجود في الملعب: قال الشيخ بصوت عالي: لا والله لا والله
ثم قال هذا من تعظيم الكرة فدخول الكرة الهدف يشير إلى تعظيمها وتعظيم لاعبيها وجعل الكرة مقياسا يقاس به النصر والهزيمة
مع مافيه من المحاذير الشرعية من السفر للخارج والاختلاط بالكفار وقد تؤخر الصلاة ويخرج وقتها واشغال الأمة بها ونسيان الأصلح لهم إلخ
فكيف بعد هذا نقول اسجد شكرا لله؟!(/)
إعلام الزكي أن واضع علم أصول الفقه هو الشافعي
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 02:00]ـ
إعلام الزكي أن واضع علم أصول الفقه هو الشافعي
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
و أشهد أن لا إله إلى الله، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين
أما بعد:
فقد اعترض بعض الفضلاء على كون الشافعي رحمه الله هو واضع علم أصول الفقه، و رأي أن أول من دون في أصول الفقه هو أبو يوسف صاحب أبي حنيفة رحمهما الله، وهذا خلاف ما عليه جل علماء الشريعة القدامى و المحدثين والمعاصرين فكانت هذه الكلمة في بيان أن واضع علم أصول الفقه هو الشافعي رحمه الله،و أن ما قيل أن الأحناف هم أول من كتب في أصول الفقه أقوال لم يدعهما الواقع.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 02:01]ـ
الفرق بين وضع علم أصول الفقه و تدوين علم أصول الفقه:
قبل الحديث عن واضع علم أصول الفقه يستحسن بنا أن نفرق بين تدوينعلم أصول الفقه وبين وجود علم أصول الفقه فعلم أصول الفقهكان موجودا في أذهان العلماء من الصحابة والتابعين،ونشأ مع نشأة الفقه نفسه، لأن استنباط الأحكام متوقف، والصحابة رضي الله عنهم كانوا يعملون بمقتضى أصول الفقه في معرفة الأحكام الفقهية، ولكنهم لم يدونوه فهم لم يقولوا بالحقيقة والمجاز وبدلالة العبارة ودلالة الإشارة وغيرها من مسائل أصول الفقه لكنهم كانوا يعملون بمقتضى الحقيقة والمجاز و يعملون بمقتضى دلالة العبارة ودلالة الإشارة فعلم أصول الفقه كان مستقرا في أذهان الصحابة، ولكنهم لم يدونوه، وقواعد علم أصول الفقه كانت مرعية في اجتهاداتهم فمثلا قاس علي رضي الله عنه حد السكران على القاذف، و ابن مسعود قال بأن عدة الحامل المتوفى عنها زوجها وضع الحمل؛ لأن هذه العدة جاء النص عليها في سورة الطلاق التي نزلت بعد سورة البقرة التي فيها حكم عدة الوفاة.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 02:02]ـ
يعتبر الشافعي أول من دون في علم أصول الفقه و كتب فيه بصورة مستقلة، وجمع مسائله في كتاب له سماه الرسالة تكلم فيه عن القرآن وبيانه للأحكام، و السنة و بيانها للقرآن و الإجماع و القياس و الناسخ و المنسوخ و الأمر و النهي و الاحتجاج بخبر الآحاد و ما يكون حجة من الأحاديث و ما لا يكون و الخاص والعام فرحمه الله رحمة واسعة.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 02:02]ـ
أقوال بعض العلماء القدامى في أن الشافعي أول من دون في أصول الفقه:
قال الإمام أحمد: (لم نكن نعرف الخصوص والعموم حتى ورد الشافعي) [1].
قال الرازي: اعلم أن نسبة الشافعي إلى أصول الفقه كنسبة أرسطو إلى علم المنطق و كنسبة الخليل بن أحمد إلى علم العروض) [2].
قال أبو حامد الغزالي: (ولا خلل في أصول مذهب الشافعي وقد كان أعرف الناس بعلم الاصول وهو أول من صنف في هذا العلم) [3].
قال بدر الدين الزركشي: (الشافعي رضي الله عنه أول من صنف في أصول الفقه صنف فيه كتاب الرسالة "، وكتاب أحكام القرآن "، واختلاف الحديث "، وإبطال الاستحسان " وكتاب جماع العلم " وكتاب " القياس " الذي ذكر فيه تضليل المعتزلة ورجوعه عن قبول شهادتهم، ثم تبعه المصنفون في الأصول) [4].
قال الجويني في شرح الرسالة: (لم يسبق الشافعي أحد في تصانيف الأصول ومعرفتها) [5].
قال السبكي: (وقد تجرد لذلك في المائة الثانية جماعة من العلماء ما منهم إلا من جاهد وجاهد وكد ودأب ونصب واجتهد والله لسعيه شاهد وكان من أعظمهم منة على من بعده من طلاب الفوائد الإمام الشافعي رضي الله عنه فإن له أجمل العوائد لجمعه بين الحديث والفقه وكان غيره يقتصر منهما على واحد ولبناية كلامه على أصول هو أول من صنفها لما سأله ابن مهدي فصنف له الرسالة وكم فيها من الفوائد فهو أول من صنف في أصول الفقه لا يمتري في ذلك إلا معاند) [6].
[1]- البحر المحيط لبدر الدين الزركشي
[2]- مناقب الشافعي للرازي ص 56
[3]- المنخول في تعليقات الأصول للغزالي ص 497 الناشر: دار الفكر – دمشقالطبعة الثانية، 1400 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
[4]- البحر المحيط لبدر الدين الزركشي
[5]- البحر المحيط لبدر الدين الزركشي
[6]- الإبهاج في شرح المنهاج ص 1/ 4 الناشر: دار الكتب العلمية – بيروتالطبعة الأولى، 1404 هـ
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 02:03]ـ
أقول بعض أساتذة الشريعة المعاصرين في أن الشافعي أول من دون في أصول الفقه:
قال الدكتور محمد سليمان الأشقر: (علم أصول الفقه لم يتميز عن غيره إلا عندما جمع مسائله الإمام الشافعي رضي الله عنه في كتاب له سماه الرسالة) [1].
قال الدكتور عبد الكريم زيدان: (الشائع عند العلماء أن أول من دون هذا العلم، وكتب فيه بصورة مستقلة هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي) [2].
قال الدكتور وهبة الزحيلي: (بدأ تدوين علم أصول الفقه بنحو شامل على يد الإمام الشافعي المتوفى سنة 204 هـ في كتابه الرسالة أول مدون في هذا العلم) [3].
قال الشيخ عبد الوهاب خلاف: (أول من دون من قواعد هذا العلم و بحوثه مجموعة مستقلة مرتبة مؤيدا كل ضابط منها بالبرهان ووجهة النظر فيه الإمام محمد بن إدريس الشافعي المتوفى سنة 204 للهجرة فقد كتب فيه رسالته الأصولية التي رواها عنه صاحبه الربيع المرادي، و هي أول مدون في هذا العلم وصل إلينا فيما نعلم،و لهذا اشتهر على ألسنة العلماء أن واضع أصول افقه الإمام الشافعي). [4]
قال الدكتور محمد الزحيلي: (الشافعي ... صنف أول كتاب في علم أصول الفقه، هو الرسالة) [5].
قال الشيخ بن عثيمين: (علماء أصول الفقه يقولون: إن أول من ألف في أصول الفقه: الإمام الشافعي رحمه الله و تابعه الناس على ذلك) [6].
[1]- الواضح في أصول الفقه للأستاذ الدكتور محمد سليمان الأشقر ص 15 دار السلام الطبعة الأولى 1422هـ 2001 م
[2]- الوجيز في أصول الفقه د. عبد الكريم زيدان ص 16 مؤسسة الرسالة الطبعة السابعة 1421هـ 2000 م
[3]- الوجيز في أصول الفقه د. وهبة الزحيلي ص 16 دار الفكر الإعادة الحادية عشرة 1427هـ 2006 م
[4]- علم أصول الفقه للشيخ عبد الوهاب خلاف ص 18 دار الحديث 1423هـ 2003 م
[5]- علم أصول الفقه د. محمد الزحيلي ص 29 دار القلم الطبعة الأولى 1425هـ 2004 م
[6]- شرح الأصول من علم الأصول لابن عثيمين ص 7 المكتبة التوفيقية.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 02:04]ـ
كلام نفيس للدكتور أحمد الكردي في تقرير أن الشافعي أول من صنف في أصول الفقه، وليس الأحناف:
قال الأستاذ الدكتور أحمد الكرديي: ((اختلف المؤرخون فيما بينهم على أول واضع لعلم أصول الفقه، فذهب الأكثرون إلى أن الإمام محمد بن إدريس الشافعي هو أول من وضع علم أصول الفقه، وألف فيه كتابه المسمى "الرسالة" فإليه يرجع الفضل في إرساء حجر الأساس لهذا العلم، وذهب آخرون إلى أن الحنفية هم أول من وضع قواعد هذا العلم، وأن الإمام أبا حنيفة ألف فيه كتاباً سماه "الرأي" ضمنه قواعد الاستدلال، وأن الإمامين أبا يوسف ومحمدا ألفا كتابين في هذا العلم أيضاً، ولكن هذه الكتب لم تصل إلينا إلا لمامات عنها في بطون الكتب، كما أن الإمام مالكاً أيضاً أشار في كتابه "الموطأ" إلى بعض هذه القواعد، وهذه الكتب كلها كانت قبل الشافعي، والحق أن علم الأصول نشأ مع نشأة الفقه نفسه، لأن استنباط الأحكام متوقف عليه، هذا إذا عنينا المعنى العام لهذا العلم، ولكننا إذا قصدنا ذلك الترتيب والتقعيد المخطوط الذي وصل إلينا عن هذا العلم كما نراه الآن بين أيدينا، فلا بد لنا من أن نعترف للإمام الشافعي بقصب السبق في ذلك، فقد كان كتابه "الرسالة" فتحا جديداً في هذا الفن، وكل ما روي من أن الحنفية سبقوا الشافعي في ذلك فما هو إلا روايات لم يدعمها الواقع، لأنه لم يصل إلينا من ذلك شيء رغم وصول كل كتبهم تقريباً وفي طليعتها كتب ظاهر الرواية للإمام محمد)) [1]. وكتب ربيع أحمد يبد بكالوريوس الطب والجراحة جامعة عين شمس الأربعاء 26/ 11/2008 م 28 ذو القعدة 1429 هـ
[1]- بحوث في علم أصول الفقه للدكتور أحمد الكردي
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 02:08]ـ
إعلام الزكي أن واضع علم أصول الفقه هو الشافعي ( http://www.4shared.com/file/73213344/698d09e0/________.html?dirPwdVerified=5 6e06db9)(/)
بحث شرعي حول (حكم المصافحة بين الرجل و المرأة).
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 03:16]ـ
أدلة من يرى التحريم:
قال البعض بالتحريم مستندين إلى حديث أخرجه الطبراني عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد، خير له من أن يمس امرأة لا تحل له». و هذا الحديث ضعيف. أخرجه الطبراني (20|211) من طريق شداد بن سعيد (فيه ضعف)، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن معقل مرفوعاً فذكره. وأخرجه ابن أبي شيبة (4|15 #17310) من طريق بشير بن عقبة (ثقة)، عن أبي العلاء، عن معقل موقوفاً عليه من قوله بلفظ: «لأن يعمد أحدكم إلى مخيط فيغرز به في رأسي، أحب إلي من أن تغسل رأسي امرأة ليست مني ذات محرم». وبشير بن عقبة ثقة أخرج له الشيخان، فهو أثبت، وأحفظ من شداد بن سعيد. وفي هذا قرينة ظاهرة أن شداداً قد أخطأ في الحديث من جهتين في رفعه، وفي لفظه، وأن المحفوظ عن أبي العلاء هو ما حدث به بشير عن معقل موقوفاً عليه باللفظ المذكور.
و حتى لو صح سند الحديث فلا يعني هذا المصافحة لأن اللمس بين الرجل و المرأة في لغة العرب غالباً من يطلق على الجماع، وإلا دلّ على الملامسة مع شهوة. و مسَّ الرجل امرأَتهُ أي: جامعها، كما في قوله تعالى {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ} و قوله {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا} وقوله {وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن} ـ و أمثال هذا في القرآن و الحديث و أشعار العرب كثيرة جداً.
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (21|223) راداً على من فسر المس بمجرد مس البشرة البشرة ولو بلا شهوة: «فأما تعليق النقض بمجرد اللمس، فهذا خلاف الأصول، وخلاف إجماع الصحابة وخلاف الآثار، وليس مع قائله نص ولا قياس ... وذكر أدلة ثم قال: فمن زعم أن قوله {أو لامستم النساء} يتناول اللمس وإن لم يكن لشهوة، فقد خرج عن اللغة التي جاء بها القرآن، بل وعن لغة الناس في عرفهم. فإنه إذا ذُكِرَ المس الذي يقرن فيه بين الرجل والمرأة عُلِمَ أنه مسّ الشهوة، كما أنه إذا ذكر الوطء المقرون بين الرجل والمرأة، علم أنه الوطء بالفرج لا بالقدم».
و البعض احتج بما رواه الشيخان عن أمنا عائشة قالت: «ما مست يد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يد امرأة قط إلا امرأة يملكها» رواه البخاري (7214)، ومسلم (1866). وفي الموطأ (ص 982) عن أميمة بنت رقيقة مرفوعاً: «إني لا أصافح النساء». ويُجال على هذا الحديث أنه ليس فيه دلالة على التحريم. إذ أن امتناع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمر دون أن ينهى عنه لا يدل على التحريم. و قد امتنع عن أكل الثوم و البصل و الضب و أجازه لأصحابه. و إن دل الحديث على شيء فعلى كراهية المصافحة بين الرجل و المرأة الأجنبية إن أمنت الفتنة (كمصافحة الشاب للمرأة العجوز).
وادعى البعض الإجماع على التحريم، ولا يصح هذا الإجماع. وفي حين يسوق معظم المصنفين المتأخرين الإجماع على حرمة مصافحة النساء، نجد كتب الإجماع خالية من هذه المسألة. وكيف يَدّعون الإجماع وقد ثبت عن فقيه العراق إبراهيم النخعي أنه صافح امرأة أجنبية كبيرة. جاء في حلية الأولياء (4|228): حدثنا ابراهيم بن عبدالله، قال حدثنا محمد بن اسحق، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا جرير، عن منصور، عن ابراهيم، قال: «لقيتني امرأة، فأردت أن أصافحها، فجعلت على يدي ثوبا، فكشفت قناعها، فإذا امرأة من الحي قد اكتهلت، فصافحتها وليس على يدي شيء».
بل جاء في الموسوعة الكويتية: «وأما المصافحة التي تقع بين الرجل والمرأة من غير المحارم فقد اختلف قول الفقهاء في حكمها وفرقوا بين مصافحة العجائز ومصافحة غيرهم: فمصافحة الرجل للمرأة العجوز التي لا تشتهي ولا تُشتهى، وكذلك مصافحة المرأة للرجل العجوز الذي لا يَشتهي ولا يُشتهى، ومصافحة الرجل العجوز للمرأة العجوز، جائز عند الحنفية والحنابلة ما دامت الشهوة مأمونة من كلا الطرفين».
(يُتْبَعُ)
(/)
واحتجوا بما جاء في صحيح مسلم (#2657) من حديث مرفوع فيه « ... واليد زناها البطش ... ». شرح النووي (16|206) هذا بقوله: «بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده او يقبلها». فصارت الحجة في قول النووي لا في الحديث النبوي. وقول النووي غلط لأنه ليس من لغة العرب إطلاق البطش على اللمس باليد أو التقبيل، لأن اللمس فيه نعومة ورقة، بعكس البطش. ومعنى البطش في تلك الأحاديث هو الأخذ الشديد. وما وجدت في حديث ولا في شيء من معاجم اللغة ما يدل على أن المراد هو اللمس.
بل وجدت في القاموس المحيط: «"بَطَشَ": به "يَبْطِشٌ ويَبْطُشُ" أخَذَهُ بالعُنْفِ والسَّطْوَةِ "كأبطَشَهُ" أو "البَطْشٌ" الأخْذُ الشديدُ في كلِّ شيءٍ والبأسُ "والبَطيش" الشديدُ البَطْشِ». وف ي لسان العرب: «البَطْش التناول بشدة عند الصَّوْلة والأَخذُ الشديدُ في كل شيء بطشٌ بَطَشَ يَبْطُش و يَبْطِش بَطْشاً وفي الحديث: فإِذا موسى باطِشٌ بجانب العرش أَي متعلق به بقوَّة. و البَطْشُ الأَخذ القويّ الشديد. وفي التنزيل: وإِذا بَطَشْتُم بَطَشْتُم جبَّارين. قال الكلبي: معناه تَقْتُلون عند الغضب. وقال غيره: تَقْتُلون بالسوط، وقال الزجاج: جاء في التفسير أَن بَطْشَهُم كان بالسَّوط والسَّيْف، وإِنما أَنكر اللَّه تعالى ذلك لأَنه كان ظُلماً، فأَما في الحق فالبَطْش بالسيف والسوط جائز. و البَطْشة السَّطْوة والأَخذُ بالعُنْف; و باطَشَه مُباطَشَةً و باطَشَ كبَطَش; قال: حُوتاً إِذا ما زادُنا جئنا به * وقَمْلَةً إِن نحنُ باطَشْنا به. قال ابن سيده: ليْسَتْ به مِنْ قوله باطَشْنا به كَبِه من سَطَوْنا بِه إِذا أَردت بِسَطَوْنا معنى قوله تعالى: يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ وإِنما هي مثلُ بِه من قولك استَعْنَّا به وتَعاونَّا به، فافهم. وبَطَشَ به يُبْطش بَطْشاً: سَطا عليه في سُرْعة. وفي التنزيل العزيز: فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا».
ثم الحديث جاء فيه: «والأذنان زناهما الاستماع»: وليس كل استماع للنساء محرم، إلا ما ثبتت حرمته بالدليل الخارجي. وجاء فيه: «واللسان زناه الكلام»: وليس كل كلام مع النساء محرّم، إلا ما ثبتت حرمته بالدليل الخارجي. فصار لا بدّ من المجيء بدليل خارجي يدل على أن مصافحة الأجنبية هي من البطش باليد المحرم. ثم على التسليم بأن البطش هنا هو اللمس، فالسياق قد جاء في اللمس الذي بشهوة يفضي إلى الزنا، ونحن نسلم بأن المصافحة لشهوة لا تجوز.
فالمصافحة إنما تجوز عند عدم الشهوة، وأمن الفتنة. فإذا خيفت الفتنة على أحد الطرفين، أو وجدت الشهوة والتلذذ من أحدهما، حرمت المصافحة بلا شك. بل لو فقد هذان الشرطان عدم الشهوة وأمن الفتنة بين الرجل ومحارمه مثل خالته، أو أخته من الرضاع، أو بنت امرأته، أو زوجة أبيه، أو غير ذلك، لكانت المصافحة حينئذ حراماً. بل لو فقد الشرطان بين الرجل وبين صبي أمرد، حرمت مصافحته أيضًا. وربما كان في بعض البيئات، ولدى بعض الناس، أشد خطراً من الأنثى. ولذلك ينبغي الاقتصار في المصافحة على موضع الحاجة، ولا يحسن التوسع في ذلك، سداً للذريعة، واقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، الذي لم يثبت عنه أنه صافح امرأة أجنبية قط. وأفضل للمسلم المتدين، والمسلمة المتدينة ألا يبدأ أحدهما بالمصافحة، ولكن إذا صوفح صافح.
أدلة من يرى الجواز:
1 - روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: «إن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت». هذا غاية في الصحة، وفي رواية أحمد وابن ماجه «فما ينزع يده من يدها»، جوّدها الألباني في صحيح ابن ماجه (#4177)، وفي سندها علي بن زيد بن جدعان وفيه ضعف.
2 - جاء في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت رضي الله عنه فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك ... الحديث.
وأم حرام ليست من محارمه صلى الله عليه وسلم. وقد بالغ الحافظ الدمياطي في الرد على من ادعى أنها من محارم النبي صلى الله عليه وسلم، وبيّن بطلان ذلك بالأدلة القاطعة (انظر في ذلك فتح الباري 13|230). وأما دعوى خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم فقد ردها القاضي عياض بأن الخصائص لا تثبت بالاحتمال، وأن الأصل عدم الخصوصية وجواز الاقتداء به في أفعاله حتى يقوم على الخصوصية دليل.
3 - ثبت أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه جعل امرأة من الأشعريين تفلي رأسه وهو مُحْرِم في الحج. وهذا صحيحٌ أخرجه البخاري.
أما في حال الفتنة فإن المصافحة لا تجوز من منطلق سد الذرائع. لقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم بالقبلة للشيخ الكبير وهو صائم في رمضان ولم يرخص ذلك لشاب أتاه وسأله نفس السؤال. و الله أعلم بالصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 04:21]ـ
برأيي المتواضع فإن هذا البحث غير عادل, فهو يضع ردود (ضعيفة) على أدلة المبيحين ولا يرد على أدلة المجوزين,
وكلام المذاهب الأربعة لعله في المنتدى, بل على عكس كلامك بالنسبة للإجماع,
لم يعرف أحد أباح السلام على الأجنبية, والنظر محرم, فأين القياس الأولوي في المسألة؟؟؟؟
وانظر كيف العامي (أنا) سيرد على بعض أدلة أو بالأحرى شبهات المجوزين:
أدلة من يرى الجواز:
1 - روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: «إن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت». هذا غاية في الصحة، وفي رواية أحمد وابن ماجه «فما ينزع يده من يدها»، جوّدها الألباني في صحيح ابن ماجه (#4177)، وفي سندها علي بن زيد بن جدعان وفيه ضعف.
هذا الحديث في البخاري تحت باب الكبر, وكيف الأصل في المسلم ألا ينهر (الطفل) الصغير وفي غير البخاري يكون تحت الشمائل أو أخلاق المسلمين , وفي مسند الإمام أحمد:
"قال أنس بن مالك إن كانت الوليدة من ولائد أهل المدينة لتجيء فتأخذ بيد رسول الله صلى اللهم عليه وسلم فلا ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت",
ولا يعني أنه كان يمسك بيد الشابة!!!
فسبحان الله, الفتاة أو الصبية الكبيرة تتمشى مع رسول الله لقضاء حاجتها!
رفض المبايعة باليد وقبل المشي,,!!!
2 - جاء في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت رضي الله عنه فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك ... الحديث.
ما أعلمه أن رسول الله محرم على جميع نساء هذه الأمة, ((لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ .. ))
وأم حرام ليست من محارمه صلى الله عليه وسلم. وقد بالغ الحافظ الدمياطي في الرد على من ادعى أنها من محارم النبي صلى الله عليه وسلم، وبيّن بطلان ذلك بالأدلة القاطعة (انظر في ذلك فتح الباري 13|230). وأما دعوى خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم فقد ردها القاضي عياض بأن الخصائص لا تثبت بالاحتمال، وأن الأصل عدم الخصوصية وجواز الاقتداء به في أفعاله حتى يقوم على الخصوصية دليل.
3 - ثبت أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه جعل امرأة من الأشعريين تفلي رأسه وهو مُحْرِم في الحج. وهذا صحيحٌ أخرجه البخاري.
ليس عندي رد على هذه
ـ[أشجعي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 04:25]ـ
ثم انطر كيف عندما يريد أحدهم ان يثبت وجهة نظره يقتبس ما يشاء ويترك ما يشاء:
|228): حدثنا ابراهيم بن عبدالله، قال حدثنا محمد بن اسحق، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا جرير، عن منصور، عن ابراهيم، قال: «لقيتني امرأة، فأردت أن أصافحها، فجعلت على يدي ثوبا، فكشفت قناعها، فإذا امرأة من الحي قد اكتهلت، فصافحتها وليس على يدي شيء».
بل جاء في الموسوعة الكويتية: «وأما المصافحة التي تقع بين الرجل والمرأة من غير المحارم فقد اختلف قول الفقهاء في حكمها وفرقوا بين مصافحة العجائز ومصافحة غيرهم: فمصافحة الرجل للمرأة العجوز التي لا تشتهي ولا تُشتهى، وكذلك مصافحة المرأة للرجل العجوز الذي لا يَشتهي ولا يُشتهى، ومصافحة الرجل العجوز للمرأة العجوز، جائز عند الحنفية والحنابلة ما دامت الشهوة مأمونة من كلا الطرفين».
غاية هذا الكلام جواز مصافحة العجوز إذا امنت الفتنة, ثم لماذا لم تكمل أو تذكر ما ورد في الموسوعة الكويتية بما أنك ارتضيته كمرجع,,,
دعني اكمله لك:
- وأمّا المصافحة الّتي تقع بين الرّجل والمرأة من غير المحارم فقد اختلف قول الفقهاء في حكمها وفرّقوا بين مصافحة العجائز ومصافحة غيرهم:
فمصافحة الرّجل للمرأة العجوز الّتي لا تشتهي ولا تشتهى , وكذلك مصافحة المرأة للرّجل العجوز الّذي لا يشتهي ولا يشتهى , ومصافحة الرّجل العجوز للمرأة العجوز , جائز عند الحنفيّة والحنابلة ما دامت الشّهوة مأمونةً من كلا الطّرفين , واستدلوا بما روي «أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كان يصافح العجائز» , ولأنّ الحرمة لخوف الفتنة , فإذا كان أحد المتصافحين ممّن لا يشتهي ولا يشتهى فخوف الفتنة معدوم أو نادر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونصّ المالكيّة على تحريم مصافحة المرأة الأجنبيّة وإن كانت متجالّةً , وهي العجوز الفانية الّتي لا إرب للرّجال فيها , أخذاً بعموم الأدلّة المثبتة للتّحريم.
وعمّم الشّافعيّة القول بتحريم لمس المرأة الأجنبيّة ولم يستثنوا العجوز , فدلّ ذلك على اعتبارهم التّحريم في حقّ مصافحتها , وعدم التّفرقة بينها وبين الشّابّة في ذلك.
وأمّا مصافحة الرّجل للمرأة الأجنبيّة الشّابّة فقد ذهب الحنفيّة والمالكيّة والشّافعيّة والحنابلة في الرّواية المختارة , وابن تيميّة إلى تحريمها , وقيّد الحنفيّة التّحريم بأن تكون الشّابّة مشتهاةً , وقال الحنابلة: وسواء أكانت من وراء حائل كثوب ونحوه أم لا.واستدلّ الفقهاء على تحريم مصافحة المرأة الأجنبيّة الشّابّة بحديث عائشة رضي اللّه عنها قالت: «كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يمتحنّ بقول اللّه عزّ وجلّ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ} الآية قالت عائشة فمن أقرّ بهذا من المؤمنات فقد أقرّ بالمحنة , وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا أقررن بذلك من قولهنّ قال لهنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: انطلقن فقد بايعتكنّ , ولا واللّه ما مسّت يد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يد امرأة قط غير أنّه يبايعهنّ بالكلام , قالت عائشة: واللّه ما أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم النّساء قط إلّا بما أمره اللّه تعالى وما مسّت كف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كفّ امرأة قط وكان يقول لهنّ إذا أخذ عليهنّ قد بايعتكنّ كلاماً».
وقد فسّر ابن عبّاس رضي اللّه عنهما المحنة بقوله: «وكانت المحنة أن تستحلف باللّه أنّها ما خرجت من بغض زوجها ولا رغبةً من أرض إلى أرض ولا التماس دنيا ولا عشقاً لرجل منّا بل حباً للّه ولرسوله».
وبما روي عن معقل بن يسار أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمسّ امرأةً لا تحل له» ووجه دلالة الحديث على التّحريم ما فيه من الوعيد الشّديد لمن يمس امرأةً لا تحل له ولا شكّ في أنّ المصافحة من المسّ.واستدلوا أيضاً بالقياس على النّظر إلى المرأة الأجنبيّة , فإنّه حرام باتّفاق الفقهاء إذا كان متعمّداً وكان بغير سبب مشروع , لما ورد في النّهي عنه من الأحاديث الصّحيحة , ووجه القياس أنّ تحريم النّظر لكونه سبباً داعياً إلى الفتنة , واللّمس الّذي فيه المصافحة أعظم أثراً في النّفس , وأكثر إثارةً للشّهوة من مجرّد النّظر بالعين , قال النّووي: وقد قال أصحابنا كل من حرّم النّظر إليه حرّم مسّه , بل المس أشد , فإنّه يحل النّظر إلى أجنبيّة إذا أراد أن يتزوّجها , ولا يجوز مسها.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 06:16]ـ
أشجعي
أولاً: سبق أن قلت للأخوة الاكارم انه يجب ان يكون مرجعنا للكتاب والسنه لا إلى الفلسفه والحجج العقليه والعادات وما وجدنا عليه آباءنا.
ثانياً: يبدو انك لم تقرأ ما ختم به هذا البحث واجزم انك لم تقرأ سطرين من البحث (أما في حال الفتنة فإن المصافحة لا تجوز من منطلق سد الذرائع. لقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم بالقبلة للشيخ الكبير وهو صائم في رمضان ولم يرخص ذلك لشاب أتاه وسأله نفس السؤال. و الله أعلم بالصواب) .. فإذا كان هناك فتنه فنحن نقول بالتحريم.
ثالثاً: اتمنى من الأخوة الأكارم (طلبة العلم) من كان لديه دليل من الكتاب او صحيح السنه النبويه على فهم سلف هذه الأمة .. فليتفضل وجزاه الله عنا خيراً.
والله المستعان.
28/ 11 / 1429 هجريه
مدينة الرياض
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 06:17]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية إذ قال: ((إذا ميّز العالم بين ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وما لم يقله، فإنه يحتاج أن يفهم مراده ويفقه ما قاله، ويجمع بين الأحاديث ويضم كل شكل إلى شكله، فيجمع بين ما جمع الله بينه ورسوله، ويُفرق بين ما فرق الله بينه ورسوله؛ فهذا هو العلم الذي ينتفع به المسلمون، ويجب تلقيه وقبوله، وبه ساد أئمة المسلمين كالأربعة وغيرهم)).
ورحم الله الشاطبي إذ قَالَ: ((ولذلك لا تجد فرقةً من الفرقِ الضالة ولا أحد من المختلفين في الأحكام لا الفروعية ولا الأصولية يعجز عن الاستدلال على مذهبه بظواهر من الأدلة، وقد مرّ من ذلك أمثلة، بل قد شاهدنا ورأينا من الفساق من يستدل على مسائل الفسق بأدلة ينسبها إلى الشريعة المنزهة، وفى كتب التواريخ والأخبار من ذلك أطراف ما أشنعها في الافتئات على الشريعة، وانظر في مسألة التداوي من الخمار في درة الغواص للحريري وأشباهها بل قد استدل بعض النصارى على صحة ما هم عليه الآن بالقرآن ثم تحيل فاستدل على أنهم مع ذلك كالمسلمين في التوحيد سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)).
وقَالَ أيضا: ((من يأخذ الأدلة من أطراف العبارة الشرعية ولا ينظر بعضها ببعض، فيوشك أن يزل، وليس هذا من شأن الراسخين وإنما هو من شأن من استعجل طلبا للمخرج في دعواه)).
وَقَالَ أيضاً: ((ومدار الغلط في هذا الفصل إنما هو على حرف واحد: وهو الجهل بمقاصد الشرع، وعدم ضم أطرافه بعضها لبعض، فإن مأخذ الأدلة عند الأئمة الراسخين إنما هو على أن تؤخذ الشريعة كالصورة الواحدة بحسب ما ثبت من كلياتها وجزئياتها المرتبة عليها، وعامّها المرتب على خاصّها، ومطلقها المحمول على مقيدها، ومجملها المفسر بِبَيّنها، إلى ما سوى ذلك من مناحيها، -إلى أن قَالَ - فشأن الراسخين: تصور الشريعة صورة واحدة، يخدم بعضها بعضاً كأعضاء الإنسان إذا صورت صورة مثمرة، وشأنُ متبعي المتشابهات أخذ دليلٍ مَا أيّ دليل كان عفواً وأخذاً أولياً وإنْ كان ثم ما يعارضه من كلى أو جزئي، فكأن العضو الواحد لا يعطى في مفهوم أحكام الشريعة حكما حقيقيا، فمتبعه متبع متشابه، ولا يتبعه إلا من في قلبه زيغ ما شهد الله به ومن أصدق من الله قيلا)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 06:41]ـ
هل الكلام في الموسوعة الفقهية فلسفة؟
وهل كلام الأئمة الأربعة كذلك؟؟
من كان لديه دليل من الكتاب او صحيح السنه النبويه على فهم سلف هذه الأمة
عندما ترجع الى الكلام المقتبس من الموسوعة الكويتية, تجد فهم سلف الأمة في ما ورد بالصحيح.
وسؤال بسيط,,,من وراءه هدف بإذن الله,
هل لديك دليل من الكتاب والسنة على تحريم ضرب الوالدين,,,؟؟؟
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 07:13]ـ
هذه بعض النقول عسى الله أن يدلني وإياكم بها للحق ....
حَدِيثُ عُرْوَة بْن الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَتْ الْمُؤْمِنَاتُ إِذَا هَاجَرْنَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُمْتَحَنَّ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ فَقَدْ أَقَرَّ بِالْمِحْنَةِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَقْرَرْنَ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِنَّ قَالَ لَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:انْطَلِقْنَ فَقَدْ بَايَعْتُكُنَّ، وَلا وَاللَّهِ مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ غَيْرَ أَنَّهُ يُبَايِعُهُنَّ بِالْكَلامِ قَالَتْ عَائِشَةُ: وَاللَّهِ مَا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى النِّسَاءِ قَطُّ إِلا بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَمَا مَسَّتْ كَفُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَفَّ امْرَأَةٍ قَطُّ، وَكَانَ يَقُولُ لَهُنَّ إِذَا أَخَذَ عَلَيْهِنَّ: قَدْ بَايَعْتُكُنَّ كَلامًا.
وحَدِيثُ مُحَمَّد بنِ المُنكدر عنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي نِسَاءٍ نُبَايِعُهُ فَأَخَذَ عَلَيْنَا مَا فِي الْقُرْآنِ أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا الْآيَةَ قَالَ: فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَعْتُنَّ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا مِنْ أَنْفُسِنَا، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا تُصَافِحُنَا؟ قَالَ: إِنِّي لا أُصَافِحُ النِّسَاءَ إِنَّمَا قَوْلِي لامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ كَقَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ.
وحَدِيثُ عَمْرُو بْن شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لا يُصَافِحُ النِّسَاءَ فِي الْبَيْعَةِ.
وحَدِيثُ الأعرج عن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((كُلُّ ابْنِ آدَمَ أَصَابَ مِنْ الزِّنَا لا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنُ زِنَاهَا النَّظَرُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا اللَّمْسُ، وَالنَّفْسُ تَهْوَى وَتُحَدِّثُ، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ وَيُكَذِّبُهُ الْفَرْجُ)).
قَالَ النَّوَوِيّ: ((معنى الحَدِيث أنَّ ابنَ آدم قدر عليه نصيب من الزنى فمنهم من يكون زناه حقيقياً بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازاً بالنظر الحرام والاستماع إلى الزنى وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد بأنْ يمس أجنبية بيده، أو يقبلها أو بالمشي بالرجل إلى الزنى أو النظر أو اللمس أو الحَدِيث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك)).
وَقَالَ ابنُ مُفْلح: ((وَسُئل أبو عبد الله – أي الإمام أحمد – عن الرجل يصافح المرأة قَالَ: لا وشدّد فيه جداً، قلت: فيصافحها بثوبه؟ قَالَ: لا، والتحريمُ اختيار الشيخ تقيّ الدين، وعلل بأنَّ الملامسة أبلغُ من النظر)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَالَ وليُّ الدين العراقيّ: ((وفيه: أنّه عليه الصلاةُ والسلامُ لم تمس يدهُ قطّ يد امرأة غير زوجاته وما ملكت يمينه، لا في مبايعة، ولا في غيرها، وإذا لم يفعل هو ذلكَ مَعَ عصمته وانتفاء الريبة في حقه: فغيره أولى بذلك، والظاهرُ أنه كان يمتنع من ذلك لتحريمهِ عليهِ؛ فإنه لم يُعدَّ جوازه من خصائصه، وقد قَالَ الفقهاء من أصحابنا وغيرهم: إنه يحرم مس الأجنبية ولو في غير عورتها كالوجه، وإن اختلفوا في جواز النظر حيثُ لا شهوة ولا خوف فتنة، فتحريم المس آكد من تحريم النظر، ومحل التحريم ما إذا لم تدع لذلك ضرورة فإن كان ضرورة كتطبيب، وفَصْد، وحجامة، وقلع ضرس، وكحل عين ونحوها مما لا يوجد امرأة تفعله جاز للرجل الأجنبي فعله للضرورة)).
وقال الشنقيطي_رحمه الله_ في أضواء البيان: ((اعلمْ أنَّه لا يجوزُ للرجلِ الأجنبي أنْ يصافحَ امرأةً أجنبيةً منهُ، ولا يجوزُ له أنْ يمسّ شيءٌ مِنْ بدنهِ شيئاً مِنْ بدنها، والدليلُ على ذلكَ أمورٌ:
الأوَّلُ: أنّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قَالَ: إِنِّي لا أُصَافِحُ النِّسَاءَ الحَدِيث، والله يقولُ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (الأحزاب:21) فيلزمنا ألا نصافح النساء اقتداءً به. صلى الله عليه وسلم .. ، وكونه صلى الله عليه وسلم لا يصافح النساء وقت البيعة دليلٌ واضحٌ عَلى أنَّ الرجلَ لا يصافح المرأة، ولا يمس شيء من بدنه شيئاً من بدنها، لأنَّ أخفَ أنواع اللمس المصافحة فإذا امتنع منها صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي يقتضيها وهو وقت المبايعة دلّ ذلكَ على أنها لا تجوز، وليس لأحد مخالفته صلى الله عليه وسلم لأنه هو المشرع لأمته بأقواله وأفعاله وتقريره.
الأمر الثاني: هو ما قدمنا من أنَّ المرأةَ كلها عورةٌ يجب عليها أن تحتجب، وإنما أمر بغض البصر خوف الوقوع في الفتنة، ولا شك أنَّ مسّ البدن للبدن أقوى في إثارة الغريزة، وأقوى داعيا إلى الفتنة من النظر بالعين، وكلُّ منصفٍ يعلمُ صحة ذلك.
الأمر الثالث: أنَّ ذلكَ ذريعة إلى التلذذ بالأجنبية لقلة تقوى الله في هذا الزمان، وضياع الأمانة، وعدم التورع عن الريبة، وقد أخبرنا مراراً أنَّ بعضَ الأزواج من العوام يقبل أخت امرأته بوضع الفم على الفم، ويسمون ذلك التقبيل- الحرام بالإجماع -: سلاماً؛ فيقولون: سلم عليها، يعنون قبلها.
فالحق الذي لا شك فيه التباعد عن جميع الفتن والريب وأسبابها، ومن أكبرها لمس الرجل شيئا من بدن الأجنبية والذريعة إلى الحرام يجب سدها كما أوضحناه في غير هذا الموضع وإليه الإشارة بقول صاحب مراقي السعود: سدُّ الذرائع إلى المحرم حتم كفتحها إلى المنحتم))
هداني الله وإياكم للصواب.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 07:31]ـ
يا أخي بدون دخول في تفصيلات وردود على شبهات سأسأل سؤالا وأجب عليه ومن خلال الجواب ستعرف الحكم: هل يجوز للرجل الأجنبي أن يمس قدم المرأة الأجنبية أو أي جزء من جسدها بدون شهوة ولا فتنة؟!
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 11:09]ـ
بارك الله فى الأخوة جميعا
وفيك بارك أخى هشيم
الإخوة الكرام لى طرح أحب أن تنظرواإليه بحيدة بعيدا عن التعصب
ماهو قول الأخوة الكرام فىحديث النبى عن اللحية عند البخارى " أما أنا فقد امرنى بها ربى"
فلو لميأتينا نص غيره بوجوب اللحية لقلنا إن هذا النص خاص برسول الله أو خصوصية لرسول الله
فلما جاءتنا نصوص الإعفاء بصيغة الامر
فخرجنا من الخصوصية للنبى إلى الوجوب على الأمة
فلننظر بعين مدققة إلى ما ثبت عن النبى أنه لا يصافح النساء
هل نهى النبى عن المصافحة للرجال
وهل هناك نص قطعى أم أن كل ما ندور حوله نصوص ظنية
وللعلم كاتب هذا الكلام
لايصافح النساء
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 11:18]ـ
وأنت أخى أشجعى بارك الله فيك
ولى سؤال هلا قصرنا الحوار على موضوع المشاركة فأنا اشتم من كلامك أنك توبخ هشيما على كلامه وتحاول أن تصرف الموضوع إلى القول عن القياس وخلافه
والموضوع ليس فى حاجة لما سالت عنه
إن شئت فاطرح سؤالك هذا فى مشاركة جديدة وستجد من يردعليك
ويوضح لك الإشكال
وعلى العموم أخى الكريم
فإن تحريم ضرب الوالدين ثابت فى الكتاب
فى قوله تعالى " ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما"
والنهر هو الزجر
فهل ينهانا ربنا عن الزجر لهما ثم نقول أين تحريم الضرب
ثم أمرنا ربنا بالإحسان إليهما
فقال " وبالوالدين إحسانا"
فهل بدلا من أن نحسن إليهما نضربهما
واللغة أخى الكريم تستوعب هذا وذاك
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 11:35]ـ
ماهو قول الأخوة الكرام فىحديث النبى عن اللحية عند البخارى " أما أنا فقد امرنى بها ربى"
فلو لميأتينا نص غيره بوجوب اللحية لقلنا إن هذا النص خاص برسول الله أو خصوصية لرسول الله
فلما جاءتنا نصوص الإعفاء بصيغة الامر
فخرجنا من الخصوصية للنبى إلى الوجوب على الأمة
فلننظر بعين مدققة إلى ما ثبت عن النبى أنه لا يصافح النساء
هل نهى النبى عن المصافحة للرجال
وهل هناك نص قطعى أم أن كل ما ندور حوله نصوص ظنية
وللعلم كاتب هذا الكلام
لايصافح النساء
الأخ الدكتور مجرد حديث {إني لا أصافح النساء} ,أو ما ثبت من أنه لا يصافح النساء ليس فيه دليل على التحريم, بل هو مجرد إخبار من النبي صلى الله عليه وسلم بشيء, و يستفاد منه سنية عدم مصافحة النساء, و لا يستفاد منها التحريم لأنه ليس في هذه الأحاديث طلب ترك المصافحة أو وعيد عليها. هذا بالنسبة للأحاديث التي أشرت إليها اخي الكريم.
و الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 11:52]ـ
غفر الله لكم
يا شيخنا ودكتورنا الفاضل محمد
ويا شيخنا الغالي أبو البراء ..
قبل النص القطعي أرجو منكم التأمل فيما سأكرره هنا حبا وكرامة لكم ...
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية إذ قال: ((إذا ميّز العالم بين ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وما لم يقله، فإنه يحتاج أن يفهم مراده ويفقه ما قاله، ويجمع بين الأحاديث ويضم كل شكل إلى شكله، فيجمع بين ما جمع الله بينه ورسوله، ويُفرق بين ما فرق الله بينه ورسوله؛ فهذا هو العلم الذي ينتفع به المسلمون، ويجب تلقيه وقبوله، وبه ساد أئمة المسلمين كالأربعة وغيرهم)).
ورحم الله الشاطبي إذ قَالَ: ((ولذلك لا تجد فرقةً من الفرقِ الضالة ولا أحد من المختلفين في الأحكام لا الفروعية ولا الأصولية يعجز عن الاستدلال على مذهبه بظواهر من الأدلة، وقد مرّ من ذلك أمثلة، بل قد شاهدنا ورأينا من الفساق من يستدل على مسائل الفسق بأدلة ينسبها إلى الشريعة المنزهة، وفى كتب التواريخ والأخبار من ذلك أطراف ما أشنعها في الافتئات على الشريعة، وانظر في مسألة التداوي من الخمار في درة الغواص للحريري وأشباهها بل قد استدل بعض النصارى على صحة ما هم عليه الآن بالقرآن ثم تحيل فاستدل على أنهم مع ذلك كالمسلمين في التوحيد سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)).
وقَالَ أيضا: ((من يأخذ الأدلة من أطراف العبارة الشرعية ولا ينظر بعضها ببعض، فيوشك أن يزل، وليس هذا من شأن الراسخين وإنما هو من شأن من استعجل طلبا للمخرج في دعواه)).
وَقَالَ أيضاً: ((ومدار الغلط في هذا الفصل إنما هو على حرف واحد: وهو الجهل بمقاصد الشرع، وعدم ضم أطرافه بعضها لبعض، فإن مأخذ الأدلة عند الأئمة الراسخين إنما هو على أن تؤخذ الشريعة كالصورة الواحدة بحسب ما ثبت من كلياتها وجزئياتها المرتبة عليها، وعامّها المرتب على خاصّها، ومطلقها المحمول على مقيدها، ومجملها المفسر بِبَيّنها، إلى ما سوى ذلك من مناحيها، -إلى أن قَالَ - فشأن الراسخين: تصور الشريعة صورة واحدة، يخدم بعضها بعضاً كأعضاء الإنسان إذا صورت صورة مثمرة، وشأنُ متبعي المتشابهات أخذ دليلٍ مَا أيّ دليل كان عفواً وأخذاً أولياً وإنْ كان ثم ما يعارضه من كلى أو جزئي، فكأن العضو الواحد لا يعطى في مفهوم أحكام الشريعة حكما حقيقيا، فمتبعه متبع متشابه، ولا يتبعه إلا من في قلبه زيغ ما شهد الله به ومن أصدق من الله قيلا))
أما النص القطعي
فحَدِيثُ مَعْقل بنِ يسار قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لأنْ يُطْعَن في رأسِ أحدكم بمخيط من حديدٍ خيرٍ لهُ مِنْ أنْ يمسّ امرأةً لا تحل له)).
أخرجه الرُّوياني في مسنده (2/ 323رقم1283).
والطبرانيّ في المعجم الكبير (20/ 212رقم487) قال: حدثنا عبدان بن أحمد.
كلاهما عن نصر بن علي قال: أخبرنا أبي.
وأخرجه: الطبرانيّ أيضاً في المعجم الكبير (20/ 211 رقم486) قال: حدثنا موسى بن هارون ثنا إسحاق بن راهويه أنا النضر بن شميل.
كلاهما (النضر بن شميل، و علي بن نصر) عن شداد بن سعيد، قَالَ: سمعت يزيد بن عبد الله بن الشخير يقول: سمعت معقل بن يسار ... الحَدِيث.
قَالَ المنذري: ((رواه الطبراني والبيهقي، ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح)).
وَقَالَ الهيثمي: ((رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح))
وشدادُ بنُ سعيد - هو: أبو طلحةَ الراسبي البصريّ - الأظهرُ أنّه ثقة.
ويزيد بن عبد الله بن الشخير متفقٌ على توثيقه.
وقد قوّى الشيخ الألبانيُّ-رحمه الله- الحَدِيثَ ..
والله أعلم ...
ـ[أشجعي]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 12:16]ـ
إن شئت فاطرح سؤالك هذا فى مشاركة جديدة وستجد من يردعليك
ويوضح لك الإشكال
وعلى العموم أخى الكريم
فإن تحريم ضرب الوالدين ثابت فى الكتاب
والملامسة أيضا
فى قوله تعالى " ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما"
في قوله (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)
والنهر هو الزجر
فهل ينهانا ربنا عن الزجر لهما ثم نقول أين تحريم الضرب
فهل ينهانا ربنا عن النظر ثم نقول أين دليل تحريم اللمس
فلماذا الكيل بمكيالين؟
أنت تريد دليل صريح على تحريم المصافحة (لا ظني!)
وانا أريد دليل صريح على تحريم ضرب الأب لا ظني أيضاً,
وانا يا أخي الحبيب لا أوبخ لا هذا ولا ذاك,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 12:39]ـ
"لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له "
أما بخصوص درجة الحديث قال عنه الألباني في الجامع الصحيح " صحيح " ورقمه 5045
ولقد قال الشيخ الألباني - رحمه الله - معلقاً على هذا الحديث (الصحيح):
وفي الحديث وعيد شديد لمن مسّ امرأة لا تحل له، ففيه دليل على تحريم مصافحة النساء؛ لأن ذلك مما يشمله المسّ دون شك، وقد بلي بها كثير من المسلمين في هذا العصر، وفيهم بعض أهل العلم، ولو أنهم استنكروا ذلك بقلوبهم لهان الخطب بعض الشيء، ولكنهم يستحلّون ذلك بشتى الطرق والتأويلات. انتهى كلامه - رحمه الله -
وعامة الفقهاء ليسوا على منهج الباحث كما يحاول الباحث إيهام بعض القراء ,فقولهم رحمهم الله واحد وهو التحريم إلا إذا أمنت الفتنة ولا تؤمن الفتنة إلا في حالات خاصة ,وهذا يعني أن الأصل التحريم واستثنيت بعض الأحوال وليس كما يقصد الباحث أن الأصل فيها الحل إلا في حالات مخصوصة وهذا قول غريب الفهم بعيد الإدراك ...
ولا يعقل أن يكون مس الرجل للمرأة الشابة إلا وقد سرت الشهوة فيه بين الرجل والمرأة ولا تخلو الحال من الشهوة إلا في حالات مخصوصة كأن تكون لحاجة أو لضرورة دعت إلى ذلك أو أن المرأة عجوز أو وجود علة عند الرجل مما لا يشمله الأسوياء من الرجال والنساء ..
وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام لم تمسس يده يد امرأة قط وهو أبعد الخلق عن الفتنة وأملكهم لأربه فغيره من الصحابة من باب أولى وغيره من الخلوف من باب أولى وأولى ...
ومسألة مثل هذه يدرك صحيحها من سقيمها وعليلها الصغار قبل الكبار وقليلي العلم قبل العلماء ,ولقد توصل العلم الحديث إلى حقائق علمية تثبت بأن مس الرجل يد المرأة يحرك الشهوة بينهما وبذلك تنتظم علوم الدين بصف علوم الدنيا مؤكدة على حقيقة ثابتة لا تزول إلا في حالات خاصة كما هو حال قول عامة علماء وفقهاء الإسلام ...
ونسأل الله أن يفقهنا في ديننا ويوفقنا للتمسك بدينه والاعتزاز بقيمه أجمعين ...
ـ[أبو العباس النجدي]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 12:51]ـ
أولاً .. الأخ الفاضل هشيم: هل البحث من كتابتك حفظك الله؟ أم هو منقول؟ ومن كاتبه إن كان منقولاً؟
أقول ذلك لأني أشمّ من أسلوب المقال أسلوب الأخ محمد الأمين، ولا أجزم بشيء!
ثانيًا .. كاتب البحث انتهى إلى أن المصافحة (بدون فتنة = بدون شهوة) جائزة ولا شيء فيها، وبغض النظر عن أدلة التحريم، أسألك:
متى تأتي الفتنة (أو الشهوة)؟ قبل السلام أم بعده؟ (ابتسامة)
يعني أصافح مثلاً بنت خالتي يوم السبت، ثم يوم الأحد أمتنع وأقول: (لأنني شعرت بشهوة أمس أثناء مصافحتك):)
أو مثالٌ آخر أكثر وضوحًا:
لنفترض أن أحدًا أخذ بتلك الفتوى، وهو يعلم من نفسه أنه يشتهي فلانة ويفتتن بها، فحضرت فلانة هذه بين مجموعة من النسوة، فهل يصافحهن ثم يأتي عندها ويمتنع .. ويقول: (لا أصافحك لأني سأشعر بالشهوة).؟! أيقول بهذا عاقل؟ (ابتسامة)
يا أخي الفاضل،، مجرد تأمل القول بجواز المصافحة بين الجنسين يجعل المنصف يقطع بالمنع والتحريم وإن لم توجد الشهوة!
فما بالك وهناك من الأدلة ما يؤكد التحريم؟
- امتناع النبي صلى الله عليه وسلم عن المصافحة
- قَسَم عائشة رضي الله عنها: (لا، والله، ما مسَّت يد النبي صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط)، تأمل في قسمها ولماذا تنفي وقوع المصافحة وتُقسم عليه؟
- الأحاديث التي فيها النهي عن اللمس والوعيد على ذلك
- القياس، فإذا كان النظر حرامًا، وأمرنا بصرف النظر بعد نظرة الفجأة، فكيف تتصور أن تكون المصافحة مباحة؟
- اللوازم الباطلة التي تلزم القائل بالجواز عند أمن الفتنة، وقد سبقت في كلامي، وأضيف عليها: كيف يُمكن معرفة وقوع الفتنة للطرف الآخر أو وجدانه للشهوة؟ فهل يُعلق الحكم الشرعي على أمر يستحيل التأكد منه؟ وأضيف: هل تجوّزون تقبيل الرجل لخد الأجنبية عند أمن الفتنة؟ فإن قلتم لا، فما الدليل على التحريم عند أمن الفتنة؟
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 01:32]ـ
أرجو أن تردوا على من احتج بهذه الأحاديث على عدم تحريم المصافحة {و قد ذكرها اخونا صاحب الموضوع}
عن أنس بن مالك
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنطلق به حيث شاءت {أخرجه البخاري}
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت رضي الله عنه فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 02:03]ـ
أرجو أن تردوا على من احتج بهذه الأحاديث على عدم تحريم المصافحة {و قد ذكرها اخونا صاحب الموضوع}
عن أنس بن مالك
إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنطلق به حيث شاءت {أخرجه البخاري}
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت رضي الله عنه فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك
أولاً .. أعانكم الله ووفقكم الله لطاعته ,فأنتم إخواننا وأحبابنا في الدين ونسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوالكم ويردنا إليه رداً جميلاً ..
ثانياً .. قبل الإجابة عن تساؤلك يحسن بنا أن نعرج ابتداءاً على أهمية الجمع بين الأحاديث وعدم ضرب بعضها ببعض وأن نأخذ المحكمات من الدين وألا نكون من اتبع متشابهه فضل عن الصواب ومازال في حيرة واضطراب ...
فمثلاً في هذه المسألة ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام لم تمسس يده يد امرأة قط وورد عن عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما أنها تقسم بأنه مامست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط ...
فإذا جاءنا حديث كان فيه تعارضاً ظاهراً مع هذا الحكم تمسكنا بالحكم الثابت سابقاً وبحثنا في حقيقة هذا التعارض الظاهر في النص ...
وعند البحث وجدنا أن المقصود الصغيرات والولائد وليس النساء كما ذكره الأخ أشجعي في رد سابق ,وحينئذٍ ينتفي التعارض ويبقى الأصل بأنه مامست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط ...
الحديث الثاني أم حرام رضي الله عنها من محارم الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا اتفاق بين العلماء وانظر لشرح النووي على صحيح مسلم ..
وحديث أبي موسى الأشعري كذلك مع محارمه كما نص الحديث على أنها امرأة من الأشعريين ,ومقصود العلماء من إيراد هذه الأدلة هو بيان مسائل معينة لا تدور حول مسألة مصافحة المرأة الأجنبية كمسألة مس المرأة وهل هو ينقض الوضوء أو لا؟
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 04:43]ـ
للمتابعة
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 10:16]ـ
أرجو أن تردوا على من احتج بهذه الأحاديث على عدم تحريم المصافحة {و قد ذكرها اخونا صاحب الموضوع}
عن أنس بن مالك
إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنطلق به حيث شاءت {أخرجه البخاري}
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت رضي الله عنه فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك
أما حديث هُشَيْم بن بَشير (غفر الله لهشيمنا بن بشير) قَالَ: أخبرنا حُمَيْدٌ الطوِيل قَالَ: حدثنا أنسُ بنُ مَالِك قَالَ: كانَتِ الأمَةُ مِنْ إماءِ أهْلِ المَدِينَةِ لِتَأْخُذُ بِيَدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شاءَتْ.
فالجوابُ: مِنْ وجهين:
الأوّل: أن دلالة " لتأخذ بيد رسول الله" على المس غير بينة إذ ربما يراد بذلك الإشارة إلى غاية التصرف واللين، قَالَ ابن حَجَر: ((والمقصود من الأخذ باليد لازمه وهو الرفق والانقياد، وقد اشتمل على أنواع من المبالغة في التواضع لذكره المرأة دون الرجل والأمة دون الحرة وحيث عمم بلفظ الإماء أي أمة كانت وبقوله حيث شاءت أي من الأمكنة والتعبير بالأخذ باليد إشارة إلى غاية التصرف حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة))، وعلى كل حال هذه الدلالة معارضة بما هو أقوى وأصرح مما تقدم ذكره في المقدمة الثالثة.
الثاني: أنّ الحَدِيث نصّ على الإماء، ولا يخفى أنّ الإماء يفارقن الحرائر بأحكام كثيرة -فلا يخلو باب من أبواب الفقه - في الغالب - من ذكر الفروق بين الحرائر والإماء-، فملامسة الأمة أخف من ملامسة الحرائر، وكذلك النظر إليها وغير ذلك من الأحكام، وتبقى الحرائر على الأصل في تحريم المس.
قَالَ ابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب الصلوات، في الأمة تصلي بغير خمار (2/ 41) حدثنا وكيعُ بنُ الجراح، قَالَ: حدثنا شعبةُ، عن قتادةَ، عن أنس قَالَ: رأى عُمرُ أمةً لنا متقنعة فضربها وَقَالَ: لا تشبهي بالحرائر، وهذا إسنادٌ صحيح.
قَالَ شيخُ الإسلامِ: ((غناءُ الإماءِ الذي يسمعه الرجلُ قد كَانَ الصحابة يسمعونه في العرسات كما كانوا ينظرونَ إلى الإماء لعدم الفتنة في رؤيتهن و سماع أصواتهن)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 10:17]ـ
وأمَّا حديث إطعام وفلي أُمّ حَرَام لرأس النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فقد تعددت آراء العلماء في ذلك على أقوال:
القولُ الأَّولُ:
أنّ من خصائص النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إباحة النَّظَرِ لِلأَجْنَبِيَّاتِ وَالْخَلْوَةِ بِهِنَّ، ويدخل في ذلك تفلية الرأس وغيره.
وقد أشار إلى هذا اِبْن عَبْد الْبَرِّ فَقَالَ: ((على أنه صلى الله عليه وسلم معصوم ليس كغيره ولا يقاس به سواه)).
وَقَالَ أبو العباس القرطبيُّ: ((يمكن أن يقالَ إنه صلى الله عليه وسلم كان لا يستتر منه النساء لأنه كان معصوما بخلاف غيره)).
قَالَ ابن حَجَر: ((وَحَكَى اِبْن الْعَرَبِيّ مَا قَالَ اِبْن وَهَب ثُمَّ قَالَ: وَقَالَ غَيْره بَلْ كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعْصُومًا يَمْلِك أَرَبَهُ عَنْ زَوْجَته فَكَيْف عَنْ غَيْرهَا مِمَّا هُوَ الْمُنَزَّهُ عَنْهُ , وَهُوَ الْمُبَرَّأ عَنْ كُلّ فِعْلٍ قَبِيحٍ وَقَوْلٍ رَفَثٍ , فَيَكُون ذَلِكَ مِنْ خَصَائِصه)).
وَقَالَ ابن حَجَر أيضاً: ((وَأَحْسَن الأَجْوِبَة دَعْوَى الْخُصُوصِيَّة وَلا يَرُدّهَا كَوْنُهَا لا تَثْبُت إِلا بِدَلِيل; لأَنَّ الدَّلِيل عَلَى ذَلِكَ وَاضِح , وَاَللَّه أَعْلَم)).
وَقَالَ: ((وَالَّذِي وَضَحَ لَنَا بِالأَدِلَّةِ الْقَوِيَّة أَنَّ مِنْ خَصَائِص النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَوَاز الْخَلْوَة بِالأَجْنَبِيَّةِ وَالنَّظَر إِلَيْهَا , وَهُوَ الْجَوَاب الصَّحِيح عَنْ قِصَّة أُمّ حَرَام بِنْت مِلْحَان فِي دُخُوله عَلَيْهَا وَنَوْمه عِنْدهَا وَتَفْلِيَتهَا رَأْسه وَلَمْ يَكُنْ بَيْنهمَا مَحْرَمِيّة وَلا زَوْجِيَّة)).
قَالَ العينيُّ: ((والجوابُ الصحيحُ أنّ من خصائص النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم جواز الخلوة بالأجنبية والنظر إليها كما ذكرنا في قصة أُمّ حَرَام بِنْت مِلْحَان في دخوله عليها ونومه عندها وتفليها رأسه ولم يكن بينهما محرمية ولا زوجية)).
وَقَالَ السيوطي: ((باب اختصاصه صلى الله عليه وسلم بإباحة النظر إلى الأجنبيات والخلوة بهن، أخرج البخاريُّ عَنْ خَالِد بْنِ ذَكْوَانَ قَالَ: قَالَتْ الرُّبَيِّع بِنْتُ مُعَوِّذٍ بن عَفْراء جَاءَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فدخل عَلَيَّ حين بُنِيَ عَلَيَّ فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي، قَالَ الكرمانيّ- في هذا الحَدِيث -: هو محمول على أنّ ذلك كان قبل نزول آية الحجاب أو جاز النظر للحاجة أو للأمن من الفتنة، وَقَالَ ابن حَجَر: والذي وضح ... ))، وذكر كلام ابن حَجَر المتقدم.
لكن
قَالَ ابن حَجَر: ((وَرَدَّ عِيَاضٌ الأَوَّل بِأَنَّ الْخَصَائِص لا تَثْبُت بِالِاحْتِمَالِ , وَثُبُوتُ الْعِصْمَةِ مُسَلَّمٌ لَكِنَّ الْأَصْل عَدَم الْخُصُوصِيَّة , وَجَوَاز الاقْتِدَاء بِهِ فِي أَفْعَاله حَتَّى يَقُوم عَلَى الْخُصُوصِيَّة دَلِيل)).
قَالَ المباركفوريّ: ((قُلْت: لَوْ ثَبَتَ بِالأَدِلَّةِ الْقَوِيَّةِ أَنَّ مِنْ خَصَائِصِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَوَازُ الْخَلْوَةِ بِالأَجْنَبِيَّةِ وَالنَّظَرِ إِلَيْهَا لَحَصَلَ الْجَوَابُ بِلا تَكَلُّفٍ , وَلَكَانَ شَافِيًا وَكَافِيًا. وَلَكِنْ لَمْ يَذْكُرْ الْحَافِظُ تِلْكَ الأَدِلَّةَ هَاهُنَا)).
ومما يضعف هذا الوجه امتناع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن مصافحة النساء في البيعة والاكتفاء بالكلام- كما تقدم -، فهذا الامتناع في هذا الوقت الذي يقتضيه -وهو وقتُ المبايعة- دليلٌ على عدم الخصوصية، وإلاَّ فبماذا يُفسر هذا الامتناع في هذا المقام الذي يقتضي عدم الامتناع؟!.
وكذلك حَدِيث عَلِيّ بْن الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا يَقْلِبُهَا، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ مَرَّ رَجُلانِ مِنْ الأَنْصَارِ فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ)) فَقَالا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنْ الْإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا)).
فلو كان مستقراً عند الصحابة هذا المعنى لما احتاج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أن يقول للصحابيين ما قَالَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 10:18]ـ
القولُ الثاني:
أنّ هذا خاصٌ بأُمّ حَرَام وأختها أُمّ سُلَيْم.
قَالَ ابن الملقن: ((ومن أحاط علماً بنسب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ونسب أُمّ حَرَام علم أن لا محرمية بينهما، وقد بين ذلك الحافظ شرفُ الدين الدِّمْيَاطِيّ في جزء مفرد، وَقَالَ: وهذا خاص بأُمّ حَرَام وأختها أُمّ سُلَيْم، وقد ذكرتُ ذلكَ عنه في كتابي المسمى "العُدّة في معرفة رجالِ العمدة")).
ويرد على هذا القول الاعتراضات السابقة نفسها، ويزاد: لماذا خُصت أُمّ سُلَيْم وأختها بهذه الخصوصية.
فإن قيل: لقوله صلى الله عليه وسلم " إني أَرْحَمهَا قُتِلَ أَخُوهَا مَعِي "، قَالَ الدِّمْيَاطِيّ: ((وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يدخل على أحد من النساء إلاَّ على أزواجه إلاَّ على أُمّ سُلَيْم فقيل له في ذلك قَالَ: أرحمها قُتِلَ أخوها حرام معي، فبين تخصيصها بذلك فلو كان ثمة علة أخرى لذكرها، لأنَّ تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، وهذه العلة مشتركة بينها وبين أختها أُمّ حَرَام)).
قيل: إنّ الذين قتلوا مع حرام بن ملحان في تلك الغزوة سبعون صحابيا من قراء الصحابة، غير من قتل في غزوت أخرى، فلم ينقل أنه صلى الله عليه وسلم كان يزور أهليهم كما كان يزو أُمّ سُلَيْم وأختها.
القولُ الثالث:
أنّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مَحْرَم لأُمّ حَرَام فبينهما إمَّا قرابة نسب أورضاع -.
أقوال العلماء في ذلك:
-قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرِّ: ((لا يشك مسلم أنّ أُمّ حَرَام كانت من رسول الله صلى الله عليه وسلم لمحرم، فلذلك كان منها ما ذكر في هذا الحَدِيث، والله أعلم.
وقد أخبرنا غيرُ واحدٍ مِنْ شيوخنا عن أبي مُحَمَّد الباجيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن علي أنَّ مُحَمَّد بن فُطَيس أخبره عن يَحْيَى بْن إِبْرَاهِيم بْن مُزَيِّن قَالَ: إِنَّمَا اِسْتَجَازَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَفْلِي أُمّ حَرَام رَأْسه لِأَنَّهَا كَانَتْ مِنْهُ ذَات مَحْرَم مِنْ قِبَل خَالَاته ; لِأَنَّ أُمّ عَبْد الْمُطَّلِب بن هاشم كَانَتْ مِنْ بَنِي النَّجَّار، وَقَالَ: وَقَالَ يُونُس بْن عَبْد الْأَعْلَى قَالَ: قَالَ لَنَا اِبْن وَهْب: أُمّ حَرَام إِحْدَى خَالات النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مِنْ الرَّضَاعَة فَلِذَلِكَ كَانَ يُقِيل عِنْدهَا وَيَنَام فِي حِجْرِهَا وَتَفْلِي رَأْسه)).
وقَالَ اِبْن عَبْد الْبَرِّ أيضاً: ((أيّ ذلك كانَ فأُمّ حَرَام مَحْرَم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدليل على ذلك - ثم ساق حَدِيث جابر، وعمر بن الخطاب، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاصي، وعقبة بن عامر في النهي عن الخلوة- وهذه آثار ثابتة بالنهي عن ذلك، ومحال أن يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينهى عنه)).
قَالَ النَّوَوِيّ: ((اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّهَا كَانَتْ مَحْرَمًا لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَاخْتَلَفُوا فِي كَيْفِيَّة ذَلِكَ فَقَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ وَغَيْره: كَانَتْ إِحْدَى خَالَاته مِنْ الرَّضَاعَة , وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ كَانَتْ خَالَة لِأَبِيهِ أَوْ لِجَدِّهِ ; لِأَنَّ عَبْد الْمُطَّلِب كَانَتْ أُمّه مِنْ بَنِي النَّجَّار)).
وَقَالَ أيضاً: ((وكانت أُمّ سُلَيْم هذه هي وأختها خالتين لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ جِهةِ الرَّضَاعَ)).
قَالَ ابنُ حَجَر: ((وَجَزَمَ أَبُو الْقَاسِم بْن الْجَوْهَرِيّ والدَاوُدِيُّ وَالْمُهَلَّب فِيمَا حَكَاهُ اِبْن بَطَّال عَنْهُ بِمَا قَالَ اِبْن وَهْب قَالَ: وَقَالَ غَيْره إِنَّمَا كَانَتْ خَالَة لأَبِيهِ أَوْ جَدّه عَبْد الْمُطَّلِبِ , وَقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ سَمِعْت بَعْض الْحُفَّاظ يَقُول: كَانَتْ أُمّ سُلَيْمٍ أُخْت آمِنَة بِنْت وَهْب أُمّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الرَّضَاعَة)).
لكن:
قَالَ ابن الملقن-متعقبا النَّوَوِيّ-: ((وما ذكره من الاتفاق على أنها كانت محرماً له فيه نظر، ومن أحاط علماً بنسب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ونسب أُمّ حَرَام علم أن لا محرمية بينهما، وقد بين ذلك الحافظ شرفُ الدين الدِّمْيَاطِيّ في جزء مفرد)).
(يُتْبَعُ)
(/)
والقول بالمحرمية بالنسب فيه نظر، لأنّ خفاء قرابة النسب يبعد بخلاف الرَّضَاعَ فإنّ الرَّضَاعَة من الأجنبية كانت منتشرة في ذلك الوقت، وربما خفي أمرها على أقرب الناس لذا ذهبَ جمعٌ من العلماء إلى أنَّ شهادة المرأة الواحدة مقبولة في الرضاع إذا كانت مرضية وإليه ذهب ابنُ عباس وطاوس والزهريّ والأوزاعيّ وغيرُهُم.
قال المرداويُّ: ((مَا لا يطلعُ عليه الرجالُ كعيوبِ النساءِ تحتَ الثياب، والرضاع، والاستهلال، والبكارة والثيوبة، والحيض، ونحوه فيقبل فيه شهادة امرأةٍ واحدةٍ، وهذا المذهبُ مطلقاً بلا ريب)).
ومما وَرَدَ في خفاء الرضاع من الحَدِيث:
- عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدِي رَجُلٌ قَاعِدٌ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ، قَالَتْ: فَقَالَ: ((انْظُرْنَ إِخْوَتَكُنَّ مِنْ الرَّضَاعَةِ فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنْ الْمَجَاعَةِ)).
فانظرْ كيفَ خفي أمر رضاعة من هي من أقرب الناس إليه صلى الله عليه وسلم وهي زوجته.
-وعن عَبْدُ اللَّهِ بنُ أبي مُلَيْكَة عنْ عُقْبَةَ بنِ الحارِث ِ أنَّهُ تَزَوَّجَ ابنَةً لأبي إِهابِ بنِ عَزِيزِ فَأتَتْهُ امْرَأةٌ فَقالَتْ: إِنِّي قَدْ أَرضَعْتُ عُقْبَةَ والَّتِي تَزَوَّجَ فَقَالَ لَهَا عُقْبَةُ: ما أعْلَمُ أنَّكِ أرْضَعْتِنِي وَلا أخْبَرْتِنِي فَرَكِبَ إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمَدِينَة فَسَأَلَهُ فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((كَيْفَ وقَدْ قِيلَ!)) فَفارَقَها عُقْبَةُ ونَكَحَتْ زَوْجاً غَيَرَهُ.
-وَعَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيدَ عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ فَقَالَ: ((إِنَّهَا لا تَحِلُّ لِي إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ وَيَحْرُمُ مِنْ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنْ الرَّحِمِ)).
-وعَنْ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّا قَدْ تَحَدَّثْنَا أَنَّكَ نَاكِحٌ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَعَلَى أُمِّ سَلَمَةَ لَوْ لَمْ أَنْكِحْ أُمَّ سَلَمَةَ مَا حَلَّتْ لِي إِنَّ أَبَاهَا أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ)).
وممن بَالَغَ في ردّ المحرمية الدِّمْيَاطِيّ، وقد ألّفَ في ذلك جزءاً كما تقدم في كلام ابنِ الملقن.
قَالَ ابنُ حَجَر: ((وَبَالَغَ الدِّمْيَاطِيّ فِي الرَّدّ عَلَى مَنْ اِدَّعَى الْمَحْرَمِيَّةَ فَقَالَ: ذَهِلَ كُلّ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أُمّ حَرَام إِحْدَى خَالات النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الرَّضَاعَة أَوْ مِنْ النَّسَب وَكُلّ مَنْ أَثْبَتَ لَهَا خُؤُولَةً تَقْتَضِي مَحْرَمِيَّةً ; لأنَّ أُمَّهَاته مِنْ النَّسَب وَاَللاتِي أَرْضَعْنَهُ مَعْلُومَات لَيْسَ فِيهِنَّ أَحَد مِنْ الأَنْصَار الْبَتَّة سِوَى أُمّ عَبْد الْمُطَّلِب وَهِيَ سَلْمَى بِنْت عَمْرو بْن زَيْد بْن لَبِيدِ بْن خِرَاش بْن عَامِر بْن غَنْم بْن عَدِيِّ بْن النَّجَّار , وَأُمّ حَرَام هِيَ بِنْت مِلْحَان بْن خَالِد بْن زَيْد بْن حَرَام بْن جُنْدُب بْن عَامِر الْمَذْكُور فَلا تَجْتَمِع أُمّ حَرَام وَسَلْمَى إِلا فِي عَامِر بْن غَنْمٍ جَدّهمَا الأَعْلَى , وَهَذِهِ خُؤُولَةٌ لا تَثْبُت بِهَا مَحْرَمِيَّةٌ لأَنَّهَا خُؤُولُةٌ مَجَازِيَّة , وَهِيَ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَعْدِ بْن أَبِي وَقَّاص " هَذَا خَالِي" لِكَوْنِهِ مِنْ بَنِي زُهْرَة وَهُمْ أَقَارِب أُمّه آمِنَة , وَلَيْسَ سَعْد أَخًا لآمِنَةَ لا مِنْ النَّسَب وَلا مِنْ الرَّضَاعَة)).
قَالَ العينيُّ: ((وَقَالَ ابن التين: كان صلى الله عليه وسلم يزور أُمّ سُلَيْم لأنها خالته من الرَّضَاعَة وَقَالَ أبو عمر: إحدى خالاته من النسب لأن أم عبد المطلب سَلْمَى بِنْت عَمْرو بْن زَيْد بْن لَبِيدِ بْن خِرَاش بْن عَامِر بْن غَنْم بْن عَدِيِّ بْن النَّجَّار وأخت أُمّ سُلَيْم أُمّ حَرَام بِنْت مِلْحَان بْن خَالِد بْن زَيْد بْن حَرَام بْن جُنْدُب بْن عَامِر بْن غَنْمٍ، وأنكر الحافظ الدِّمْيَاطِيّ هذا القول، وذكر أن هذه خؤلة بعيدة لا تثبت حرمة ولا تمنع نكاحا قَالَ: وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يدخل على أحد من النساء إلاَّ على أزواجه إلاَّ على أُمّ سُلَيْم فقيل له في ذلك قَالَ:" أرحمها قُتِلَ أخوها حرام معي"، فبين تخصيصها بذلك فلو كان ثمة علة أخرى لذكرها لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز وهذه العلة مشتركة بينها وبين أختها أُمّ حَرَام)).
وسيأتي من الدلائل ما يبين أنّ بين النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأُمّ حَرَام خؤولة من الرَّضَاعَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 10:19]ـ
فالراجح في الإجابة عن مس أُمّ حَرَام للنبي صلى الله عليه وسلم:
إنّ مَنْ استقرأ النصوص الواردة في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أُمّ سُلَيْم وأختها أُمّ حَرَام رأى أنّ لأُمّ سُلَيْم وأختها أُمّ حَرَام دون بقية النساء –غير أزوجه- خصوصية لا يمكن أن تقع إلا للمحرم مع محرمه، فمن ذلك:
1 - عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَنَامُ عَلَى فِرَاشِهَا، وَلَيْسَتْ فِيهِ، قَالَ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَامَ عَلَى فِرَاشِهَا فَأُتِيَتْ فَقِيلَ لَهَا هَذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ فِي بَيْتِكِ عَلَى فِرَاشِكِ قَالَ: فَجَاءَتْ وَقَدْ عَرِقَ وَاسْتَنْقَعَ عَرَقُهُ عَلَى قِطْعَةِ أَدِيمٍ عَلَى الْفِرَاشِ فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَهَا فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذَلِكَ الْعَرَقَ فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَارِيرِهَا فَفَزِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا تَصْنَعِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا، قَالَ: أَصَبْتِ.
قَالَ الْمُهَلَّب: ((فِي هَذَا الْحَدِيث مَشْرُوعِيَّة الْقَائِلَة لِلْكَبِيرِ فِي بُيُوت مَعَارِفه لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ ثُبُوت الْمَوَدَّة وَتَأَكُّد الْمَحَبَّة)).
وتأمل قولَ أَنَسِ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَنَامُ عَلَى فِرَاشِهَا، وَلَيْسَتْ فِيهِ.
"فهل يعقل أن يترك أهل الكفر والنفاق-زمن النبوة-مثل هذا الموقف دون استغلاله في الطعن في النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وفي نبوته؟ "، وهم الذين طعنوا في أم المؤمنين عائشة بمجرد شبهة باطلة!!، وما فتأووا يحيكون الدسائس والمؤامرات والشائعات!!.
وكذلك لِمَ لمْ يتكلموا في أُمّ سُلَيْم وأختها أُمّ حَرَام كما تكلموا في عائشة!!.
2_حَدِيثُ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ بَيْتًا بِالْمَدِينَةِ غَيْرَ بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِ فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ: ((إِنِّي أَرْحَمُهَا قُتِلَ أَخُوهَا مَعِي)).
قَالَ ابن حَجَر: ((قَوْله: (لَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ بِالْمَدِينَةِ بَيْتًا غَيْر بَيْتٍ أَمْ سَلِيم) قَالَ اَلْحُمَيْدِيّ: لَعَلَّهُ أَرَادَ عَلَى اَلدَّوَامِ وَإِلَّا فَقَدَ تَقَدَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أُمّ حَرَام. وَقَالَ اِبْن اَلتِّينِ: يُرِيدُ أَنَّهُ كَانَ يُكْثِرُ اَلدُّخُولُ عَلَى أُمِّ سَلِيم وَإِلَّا فَقَدَ دَخَلَ عَلَى أُخْتِهَا أُمِّ حَرَام وَلَعَلَّهَا أَيْ أَمُّ سَلِيم كَانْت شَقِيقَة اَلْمَقْتُولِ أَوْ وَجَدَتْ عَلَيْهِ أَكْثَر مِنْ أُمّ حَرَام. قُلْت: لَا حَاجَةَ إِلَى هَذَا اَلتَّأْوِيلِ فَإِنَّ بَيْت أُمّ حَرَام وَأُمّ سَلِيم وَاحِد وَلَا مَانِع أَنْ تَكُونَ اَلْأُخْتَانِ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ كَبِيرٍ لِكُلٍّ مِنْهُمَا فِيهِ مَعْزِل فَنُسِبَ تَارَةً إِلَى هَذِهِ وَتَارَةً إِلَى هَذِهِ)).
وما أجاب به اَلْحُمَيْدِيّ واِبْن اَلتِّينِ يتضمن تفسيراً لقوله (فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ) فإنَّه سؤالٌ عن سبب دخوله عليها، ولا يجوز أنْ يكون سؤالاً عن سبب دخوله عليها لكونها أجنبيةً منه، فإنَّ ذلك لا يناسبه ما أجاب به صلى الله عليه وسلم من قوله (إِنِّي أَرْحَمُهَا قُتِلَ أَخُوهَا مَعِي) فتعين أن يكون السؤال عن غير هذا.
ومن أحسن ما قيل في ذلك ما استظهره اَلْحُمَيْدِيّ واِبْن اَلتِّينِ من أنَّ السؤال عن كثرة الدخول عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ النَّوَوِيّ: ((قَوْله: (كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَدْخُلُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ النِّسَاء إِلَّا عَلَى أَزْوَاجه إِلَّا أُمّ سُلَيْمٍ , فَإِنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا , فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ , فَقَالَ: إِنِّي أَرْحَمُهَا قُتِلَ أَخُوهَا مَعِي) قَدْ قَدَّمْنَا فِي كِتَاب الْجِهَاد عِنْد ذِكْر أُمّ حَرَام أُخْت أُمّ سُلَيْمٍ أَنَّهُمَا كَانَتَا خَالَتَيْنِ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَحْرَمَيْنِ إِمَّا مِنْ الرَّضَاع , وَإِمَّا مِنْ النَّسَب , فَتَحِلُّ لَهُ الْخَلْوَة بِهِمَا , وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِمَا خَاصَّةً , لَا يَدْخُلُ عَلَى غَيْرهمَا مِنْ النِّسَاء إِلَّا أَزْوَاجه. قَالَ الْعُلَمَاء: فَفِيهِ جَوَاز دُخُول الْمَحْرَم عَلَى مَحْرَمه , وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى مَنْع دُخُول الرَّجُل إِلَى الْأَجْنَبِيَّة. وَإِنْ كَانَ صَالِحًا , وَقَدْ تَقَدَّمَتْ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة الْمَشْهُورَة فِي تَحْرِيم الْخَلْوَة بِالْأَجْنَبِيَّةِ. قَالَ الْعُلَمَاء: أَرَادَ اِمْتِنَاع الْأُمَّة مِنْ الدُّخُول عَلَى الْأَجْنَبِيَّات)).
قَالَ العينيُّ: ((قَالَ الكرمانيّ: كيف صار قتل الأخ سبباً للدخول على الأجنبية؟ قلتُ: لم تكن أجنبية كانت خالة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الرَّضَاعَ، وقيل: من النسب فالمحرمية كانت سبباً لجواز الدخول)).
3_و عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَمَا هُوَ إِلا أَنَا وَأُمِّي وَأُمُّ حَرَامٍ خَالَتِي فَقَالَ: قُومُوا فَلِأُصَلِّيَ بِكُمْ فِي غَيْرِ وَقْتِ صَلَاةٍ فَصَلَّى بِنَا فَقَالَ رَجُلٌ لِثَابِتٍ: أَيْنَ جَعَلَ أَنَسًا مِنْهُ؟ قَالَ: جَعَلَهُ عَلَى يَمِينِهِ، ثُمَّ دَعَا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ بِكُلِّ خَيْرٍ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَقَالَتْ أُمِّي: يَا رَسُولَ اللَّهِ خُوَيْدِمُكَ ادْعُ اللَّهَ لَهُ، قَالَ: فَدَعَا لِي بِكُلِّ خَيْرٍ، وَكَانَ فِي آخِرِ مَا دَعَا لِي بِهِ أَنْ قَالَ: اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ.
4_و عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ فَأَتَوْهُ بِسَمْنٍ وَتَمْرٍ فَقَالَ: رُدُّوا هَذَا فِي وِعَائِهِ وَهَذَا فِي سِقَائِهِ فَإِنِّي صَائِمٌ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ تَطَوُّعًا فَقَامَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ وَأُمُّ حَرَامٍ خَلْفَنَا قَالَ ثَابِتٌ وَلا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ عَلَى بِسَاطٍ.
5_و عَنْ حُمَيْد عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ قَالَ: أَعِيدُوا سَمْنَكُمْ فِي سِقَائِهِ وَتَمْرَكُمْ فِي وِعَائِهِ فَإِنِّي صَائِمٌ ثُمَّ قَامَ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْ الْبَيْتِ فَصَلَّى غَيْرَ الْمَكْتُوبَةِ فَدَعَا لِأُمِّ سُلَيْمٍ وَأَهْلِ بَيْتِهَا فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي خُوَيْصَّةً قَالَ مَا هِيَ؟ قَالَتْ: خَادِمُكَ أَنَسٌ فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ وَلَا دُنْيَا إِلَّا دَعَا لِي بِهِ قَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ مَالًا وَوَلَدًا وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ فَإِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ الْأَنْصَارِ مَالًا، وَحَدَّثَتْنِي ابْنَتِي أُمَيْنَةُ أَنَّهُ دُفِنَ لِصُلْبِي مَقْدَمَ حَجَّاجٍ الْبَصْرَةَ بِضْعٌ وَعِشْرُونَ وَمِائَةٌ.
6_وفي روايةٍ عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَزُورُ أُمَّ سُلَيْمٍ فَتُدْرِكُهُ الصَّلَاةُ أَحْيَانًا فَيُصَلِّي عَلَى بِسَاطٍ لَنَا وَهُوَ حَصِيرٌ نَنْضَحُهُ بِالْمَاءِ.
7_عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ فَقُمْتُ وَيَتِيمٌ خَلْفَهُ وَأُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا.
(يُتْبَعُ)
(/)
8_وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرَّ بِجَنَبَاتِ أُمِّ سُلَيْمٍ دَخَلَ عَلَيْهَا فَسَلَّمَ عَلَيْهَا.
9_و عن أنس قَالَ: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب إلى قُباء يَدْخُلُ عَلَى أُمّ حَرَام بِنْت مِلْحَان)).
10_وأُمّ سُلَيْم هي التي جهزت صفية بنت حيي للنبي صلى الله عليه وسلم ففي حَدِيث عبدالعزيز بن صهيب، عن أنس " حتى إذا كان بالطريق جهزتها له أُمّ سُلَيْم فأهدتها له من الليل فأصبح النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عروسا"، وفي روايةٍ " ثم دفعها إلى أُمّ سُلَيْم تصنعها له وتهيئها قَالَ: وأحسبه قَالَ: وتعتد في بيتها وهي صفية بنت حيي".
11_و عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْزُو بِأُمِّ سُلَيْمٍ وَنِسْوَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ مَعَهُ إِذَا غَزَا فَيَسْقِينَ الْمَاءَ وَيُدَاوِينَ الْجَرْحَى.
12_عَنْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لأُمِّ سُلَيْمٍ: قَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْء؟ ٍ فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ ثُمَّ أَخَذَتْ خِمَارًا لَهَا فَلَفَّتْ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ ثَوْبِي وَرَدَّتْنِي بِبَعْضِهِ ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ، وَمَعَهُ النَّاسُ فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَلِطَعَامٍ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ مَعَهُ: قُومُوا، قَالَ: فَانْطَلَقَ، وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نُطْعِمُهُمْ، فَقَالَتْ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ حَتَّى دَخَلا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلُمِّي مَا عِنْدَكِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفُتَّ، وَعَصَرَتْ عَلَيْهِ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً لَهَا فَأَدَمَتْهُ، ثُمَّ قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ حَتَّى أَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ رَجُلا أَوْ ثَمَانُونَ.
وفي رواية: ((ثُمَّ أَخَذَ مَا بَقِيَ فَجَمَعَهُ ثُمَّ دَعَا فِيهِ بِالْبَرَكَةِ قَالَ: فَعَادَ كَمَا كَانَ فَقَالَ: دُونَكُمْ هَذَا)).
وفي رواية: ((ثُمَّ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكَلَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَأَفْضَلُوا مَا أَبْلَغُوا جِيرَانَهُمْ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
13_وعَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ اتَّخَذَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ خِنْجَرًا فَكَانَ مَعَهَا فَرَآهَا أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ! فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا هَذَا الْخِنْجَرُ؟ قَالَتْ: اتَّخَذْتُهُ إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ بَقَرْتُ بِهِ بَطْنَهُ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا مِنْ الطُّلَقَاءِ انْهَزَمُوا بِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وَأَحْسَنَ.
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 10:22]ـ
ومما يضاف إلى ذلك أنّ أنس بن مالك -وهو ابن أُمّ سُلَيْم- خدم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلى وفاته ففي الحَدِيث:
-عَنْ إِسْحَاق بن أبي طلحة قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ قَالَ: جَاءَتْ بِي أُمِّي أُمُّ أَنَسٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَزَّرَتْنِي بِنِصْفِ خِمَارِهَا وَرَدَّتْنِي بِنِصْفِهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أُنَيْسٌ ابْنِي أَتَيْتُكَ بِهِ يَخْدُمُكَ فَادْعُ اللَّهَ لَهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، قَالَ أَنَسٌ: فَوَاللَّهِ إِنَّ مَالِي لَكَثِيرٌ وَإِنَّ وَلَدِي وَوَلَدَ وَلَدِي لَيَتَعَادُّونَ عَلَى نَحْوِ الْمِائَةِ الْيَوْمَ.
-وعن ثَابِت البناني قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ((خَدَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ فَمَا قَالَ لِي: أُفٍّ وَلا لِمَ صَنَعْتَ وَلا أَلا صَنَعْتَ)).
وتقدم قول الدِّمْيَاطِيّ: ((والعادةُ تقتضي المخالطة بين الْمَخْدُوم وَأَهْل خَادِم، سيّما إذا كنَّ مسنَّات)).
فإذا تأمل الباحث المُنصف هذه الأحاديث رأى أنّ تعامل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مع أُمّ سُلَيْم وأختها أُمّ حَرَام تعامل المحارم بعضهم مع بعض، فإذا انضم إلى ذلك:
-عدم وجود نص واحد-قولي أو فعلي- يدل على خصوصية النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بالخلوة أو النظر أو المس كما تقدم.
_امتناع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن مصافحة النساء في البيعة والاكتفاء بالكلام كما تقدم، قَالَ الشنقيطيُّ: ((و وكونه صلى الله عليه وسلم لا يصافح النساء وقت البيعة دليلٌ واضحٌ عَلى أنَّ الرجلَ لا يصافح المرأة، ولا يمس شيء من بدنه شيئاً من بدنها، لأنَّ أخفَ أنواع اللمس المصافحة فإذا امتنع منها صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي
-يقتضيها وهو وقت المبايعة دلّ ذلكَ على أنها لا تجوز، وليس لأحد مخالفته صلى الله عليه وسلم لأنه هو المشرع لأمته بأقواله وأفعاله وتقريره)).
-وكذلك قوله للصحابيين: ((عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ)).
علم أنّ هناك خصوصية ما لأُمّ سُلَيْم وأختها أُمّ حَرَام، وأقدم من بين هذه الخصوصية من السلف -حسب علمي- هو عبد الله بن وَهَب حيث يقول: ((أُمّ حَرَام إِحْدَى خَالَات النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الرَّضَاعَة فَلِذَلِكَ كَانَ يُقِيل عِنْدهَا وَيَنَام فِي حِجْرِهَا وَتَفْلِي رَأْسه)).
وقد أحسن الشاطبيُّ حيث قَالَ: ((فلهذا كله يجب على كل ناظر في الدليل الشرعي مراعاة ما فهم منه الأولون، وما كانوا عليه في العمل به فهو أحرى بالصواب وأقوم في العلم والعمل)).
وَقَالَ اِبْن عَبْد الْبَرِّ -كما تقدم-: ((ولا يشك مسلم أن أُمّ حَرَام كانت من رسول الله لمحرم فلذلك كان منها ما ذكر في هذا الحَدِيث، والدليل على ذلك - ثم ساق حَدِيث جابر، وعمر بن الخطاب، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاصي، وعقبة بن عامر في النهي عن الخلوة- وهذه آثار ثابتة بالنهي عن ذلك ومحال أن يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينهى عنه)).
فالقول بالمحرمية له مستند من أقوال سلفنا الصالح؛ بخلاف القول بأنّ من خصائص النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم جواز الخلوة بالأجنبية والنظر إليها ونحو ذلك. والله أعلم.
فإن قَالَ قائل إنّ دعوى محرمية الرَّضَاعَ هذه تحتاج إلى نصٍ صريح، ولا يوجد؟.
فلينظر للأمور المتقدمة:
-تعامل النَّبِيّ مع أُمّ سُلَيْم وأختها أُمّ حَرَام تعامل المحارم بعضهم مع بعض.
-عدم وجود نص واحد-قولي أو فعلي- يدل على خصوصية النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بالخلوة أو النظر أو المس كماتقدم.
-امتناع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن مصافحة النساء في البيعة والاكتفاء بالكلام كما تقدم.
-وكذلك قوله للصحابيين: ((عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ)).
-مع تنصيص السلف على ذلك.
-ثم إنّ الرَّضَاعَ من النساء الأجنبيات من الأمور المنتشرة في ذلك الوقت، وربما خفي أمره على أقرب الناس وتقدم ذكر عدد من الأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك.
فهذه الأمور مجتمعة تُعدّ من قبيل تظافر الدلائل التي لا تخطىء، والدلالات التي تورث اليقين بأنَّ هناك محرمية بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمّ حرام، وبأقل من هذه القرائن يستدل على مثل هذه القضايا، فكيف بهذه القرائن مجتمعة ...
هذا ما تيسر نقله من بحث للشيخ علي الصياح بتصرف يسير ...
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 10:52]ـ
إشكال وجوابه في حديث أم حرام بن ملحان
علي بن عبد الله الصياح
الطبعة الأولى - 1425 هـ - دار المحدث
الحجم: 1 ميجا
المصدر: (ملتقى أهل الحديث)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111015
رابط مباشر لتحميل الكتاب:
http://www.archive.org/download/eghoheghoh/eghoh.pdf
نسخة للشاملة (موافقة للمطبوع):
http://www.shamela.ws/books/108/10814.rar
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 11:55]ـ
جزى الله الشيخ علي الصياح خير الجزاء على هذا البحث القيم فقد أحسن في بيان هذه المسألة ووفق في طرحها ..
بارك الله فيه وأسأل الله أن يجعله في موازين حسناته يوم يلقاه ...
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 02:26]ـ
أولاً .. أعانكم الله ووفقكم الله لطاعته ,فأنتم إخواننا وأحبابنا في الدين ونسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوالكم ويردنا إليه رداً جميلاً ..
ثانياً .. قبل الإجابة عن تساؤلك يحسن بنا أن نعرج ابتداءاً على أهمية الجمع بين الأحاديث وعدم ضرب بعضها ببعض وأن نأخذ المحكمات من الدين وألا نكون من اتبع متشابهه فضل عن الصواب ومازال في حيرة واضطراب ...
فمثلاً في هذه المسألة ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام لم تمسس يده يد امرأة قط وورد عن عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما أنها تقسم بأنه مامست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط ...
فإذا جاءنا حديث كان فيه تعارضاً ظاهراً مع هذا الحكم تمسكنا بالحكم الثابت سابقاً وبحثنا في حقيقة هذا التعارض الظاهر في النص ...
وعند البحث وجدنا أن المقصود الصغيرات والولائد وليس النساء كما ذكره الأخ أشجعي في رد سابق ,وحينئذٍ ينتفي التعارض ويبقى الأصل بأنه مامست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط ...
الحديث الثاني أم حرام رضي الله عنها من محارم الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا اتفاق بين العلماء وانظر لشرح النووي على صحيح مسلم ..
وحديث أبي موسى الأشعري كذلك مع محارمه كما نص الحديث على أنها امرأة من الأشعريين ,ومقصود العلماء من إيراد هذه الأدلة هو بيان مسائل معينة لا تدور حول مسألة مصافحة المرأة الأجنبية كمسألة مس المرأة وهل هو ينقض الوضوء أو لا؟
و أنت كذلك أخي المعتز أخونا و حبيبنا في الله.
لدي ملاحظات على ما كتبته أخي الكريم
-قولك ان المقصود بالإماء في الحديث هن الصغيرات مجرد ادعاء ليس عليه دليل فيما أظن, فإن كان لديك دليل على ذلك فلا تبخل علينا به بارك الله فيك.
قلت أخي الفاضل {فمثلاً في هذه المسألة ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام لم تمسس يده يد امرأة قط وورد عن عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما أنها تقسم بأنه مامست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط ...
فإذا جاءنا حديث كان فيه تعارضاً ظاهراً مع هذا الحكم تمسكنا بالحكم الثابت سابقاً وبحثنا في حقيقة هذا التعارض الظاهر في النص ... }
عائشة نفت أمرا معينا وهو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يمسس يد امرأة قط فهذا يعتبر نفي, و بالمقابل لدينا إثبات في حديث أنس حيث قال
إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنطلق به حيث شاءت.
و القاعدة الأصولية تقول أن الإثبات مقدم على النفي, لأن المثبت لديه زيادة علم على المنفي, فعائشة نفت مس النبي صلى الله عليه و سلم لأي امرأة, و أنس ابن مالك أثبت أن الأمة كانت تأخذ بيده صلى الله عليه و سلم. و الكل حكم بما رأى و علم و لكن من أثبت كان هو المقدم.
-أما قولك أن أم حرام محرم للنبي صلى الله عليه وسلم بالإجماع نقلا عن النووي فقد ذكر أخونا بن تيمية الخلاف في ذلك كما في مشاركته فلا داعي إلى تكرار ذلك.
-بالنسبة لحادثة ابي موسى الأشعري من من العلماء نقل أنها محرم؟
هذا ما لدي, و من كان لديه إضافة في الموضوع فلا يبخل علينا فوالله لا نبتغي إلا الحق من هذه المناقشات فقد نستفيد في الرد على من يبيح المصافحة أو في الرد على من يحرمها.
و الله أعلم.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 02:45]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أما حديث هُشَيْم بن بَشير (غفر الله لهشيمنا بن بشير) قَالَ: أخبرنا حُمَيْدٌ الطوِيل قَالَ: حدثنا أنسُ بنُ مَالِك قَالَ: كانَتِ الأمَةُ مِنْ إماءِ أهْلِ المَدِينَةِ لِتَأْخُذُ بِيَدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شاءَتْ.
فالجوابُ: مِنْ وجهين:
الأوّل: أن دلالة " لتأخذ بيد رسول الله" على المس غير بينة إذ ربما يراد بذلك الإشارة إلى غاية التصرف واللين، قَالَ ابن حَجَر: ((والمقصود من الأخذ باليد لازمه وهو الرفق والانقياد، وقد اشتمل على أنواع من المبالغة في التواضع لذكره المرأة دون الرجل والأمة دون الحرة وحيث عمم بلفظ الإماء أي أمة كانت وبقوله حيث شاءت أي من الأمكنة والتعبير بالأخذ باليد إشارة إلى غاية التصرف حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة))، وعلى كل حال هذه الدلالة معارضة بما هو أقوى وأصرح مما تقدم ذكره في المقدمة الثالثة.
الثاني: أنّ الحَدِيث نصّ على الإماء، ولا يخفى أنّ الإماء يفارقن الحرائر بأحكام كثيرة -فلا يخلو باب من أبواب الفقه - في الغالب - من ذكر الفروق بين الحرائر والإماء-، فملامسة الأمة أخف من ملامسة الحرائر، وكذلك النظر إليها وغير ذلك من الأحكام، وتبقى الحرائر على الأصل في تحريم المس.
قَالَ ابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب الصلوات، في الأمة تصلي بغير خمار (2/ 41) حدثنا وكيعُ بنُ الجراح، قَالَ: حدثنا شعبةُ، عن قتادةَ، عن أنس قَالَ: رأى عُمرُ أمةً لنا متقنعة فضربها وَقَالَ: لا تشبهي بالحرائر، وهذا إسنادٌ صحيح.
قَالَ شيخُ الإسلامِ: ((غناءُ الإماءِ الذي يسمعه الرجلُ قد كَانَ الصحابة يسمعونه في العرسات كما كانوا ينظرونَ إلى الإماء لعدم الفتنة في رؤيتهن و سماع أصواتهن)).
الأخ محب ابن تيمية بارك الله فيك
-قولك {أن دلالة " لتأخذ بيد رسول الله" على المس غير بينة إذ ربما يراد بذلك الإشارة إلى غاية التصرف واللين،} قلت هذا مخالف لظاهر الحديث فالأخذ باليد أخذ باليد على ظاهرها لا مجال لتأويلها إلا إذا جاءت قرينة تصرفها عن ماذكرت, فأين القرينة بارك الله فيك؟
ثم قلت {ربما يراد بذلك الإشارة إلى غاية التصرف و اللين} فهذا احتمال و ظن لا يغني شيئا, بل لا بد من التأكد و التثبت في ذلك لكي تصرف به ظاهر الأخذ باليد.
-بالنسبة للتفريق بين الإماء و الحرائر, إن كنت تفرق بين الحرائر و الإماء في ذلك فلعلك كنت أول من يفعل هذا, فمن سبقك بهذا القول أخي الكريم؟ ثم إن الفتنة في لمس الأمة أو الحرة واحدة فهم من نفس الجنس امرأة و لكن يختلفون من جانب آخر حيث الأولى من الرقيق و الثانية من الأحرار, فهل يأمن الرجل على نفسه إذا لمس يد الأمة؟ إن قلت نعم, قلنا كذلك يأمن مع المرأة الحرة.
مع العلم أنه لا شك في تحريم مصافحة الأجنبية إذا كانت بشهوة. فهذا مما لا ريب فيه.
و الله أعلم.
ـ[أشجعي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 03:19]ـ
في رواية الأمة وفي أخرى الوليدة,
فلماذا تجاهل هذه الكلمة؟؟؟؟؟؟؟
والإصرار على أنها شابة؟؟؟؟
هل يليق هذا ويعقل؟؟؟؟
أن يضع رسول الله يده بيد شابة ومن ثم يمشي معها حول المدينة لقضاء حاجتها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولقد قال للصحابة حتى لا يقع في قلبهم شيء عن (صفية بنت حيي بن أخطب والله أعلم) انها زوجته,
ثم يتمشى مع النساء, والله انكم عجيبون,
ويا اخوة أنتم تطلبون فهم السلف في فهم الأحاديث, فمن فهم فهمكم هذا من السلف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بل في أي أبواب جاء ذكر الحديث؟؟؟
أعيد وضع رواية الامام أحمد وانهج نهج اخونا الحبيب محب شيخ الاسلام في تكبير الخط عسى أن يستفيد منه أحد:
"قال أنس بن مالك إن كانت الوليدة من ولائد أهل المدينة لتجيء فتأخذ بيد رسول الله صلى اللهم عليه وسلم فلا ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت",
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 03:45]ـ
أخي الأشجعي إن تظن أنك ستقنعني بأسلوبك هذا فلن تقنعني أخ الكريم, مهما تشددت علي في القول و قلت لي ما قلت, فلا داعي أخي الكريم إلى الشدة في القول ما دام أنه لن يفيد معي, كان عليك أن ترد علي بأسلوب جميل يرق له القلب و يلين.
هذه نصيحتي إليك أريدك أن تتعامل بها مع جميع الإخوة و ليس معي فقط, فلم أخطأ في أصل من اصول الدين أو ركن من أركانه كي تشدد علي و لم أتبع هواي حينما ذكرت لك ما ذكرت في المسألة, و أنا في هذا الموضوع أريد أن أخرج بحكم شرعي في مسألة المصافحة , لأني متوقف في الحكم و لكن في التطبيق لا أصافح النساء و لله الحمد و المنة.
ولي سؤال عن معنى الوليدة.
فما هو؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 04:00]ـ
أخي الأشجعي إن تظن أنك ستقنعني بأسلوبك هذا فلن تقنعني أخ الكريم, مهما تشددت علي في القول و قلت لي ما قلت, فلا داعي أخي الكريم إلى الشدة في القول ما دام أنه لن يفيد معي, كان عليك أن ترد علي بأسلوب جميل يرق له القلب و يلين.
هذه نصيحتي إليك أريدك أن تتعامل بها مع جميع الإخوة و ليس معي فقط, فلم أخطأ في أصل من اصول الدين أو ركن من أركانه كي تشدد علي و لم أتبع هواي حينما ذكرت لك ما ذكرت في المسألة, و أنا في هذا الموضوع أريد أن أخرج بحكم شرعي في مسألة المصافحة , لأني متوقف في الحكم و لكن في التطبيق لا أصافح النساء و لله الحمد و المنة.
ولي سؤال عن معنى الوليدة.
فما هو؟
جزاك الله خير الجزاء على نصيحتك القيمة, واعلم أنني لا أقصد الشدة, فإذا كان في الاسلوب نوع من الجفاف, فاقسم لك انني لا أقصد السوء.
وها انا اعتذر لكل من شعر شعورك.
لعلها الحُرقة أو الاندفاع هو ما أدى الى ذلك,
ثم أخي الى الآن لم يجاوب أحد على أي من أسئلتي,
ما الدليل على تحريم ضرب الأب؟
من فهم من السلف هذا الفهم حول حديث الأمة؟ وفي أي الأبواب أرفقوها؟
وغيرها في المشاركات أعلاه
وإذا سألتني ما معنى الوليدة,
دعني أسألك انا ما معنى الوليد في حديث الغزو أو توصيات الرسول في السرايا, (لا تقتلوا وليدا ولا امرأة)؟؟
فإذا أجبت على هذا, أجبت على ذاك,,,,:)
وبالنهاية لا تأخذ على خاطرك, وانا فعلا مستاء لشعورك هذا,
أحسن الله إليك ورفع لك قدرك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 04:15]ـ
بارك الله فيك أخي الأشجعي و يشهد الله علي حبي لك في الله.
و لكن أنا سألتك فالأولى تجب ثم تسأل ,و لكن ها أنا سأرد على معنى الوليد في الحديث الذي ذكرت فالوليد في هذا الحديث بمعنى الطفل الصغير.
مع العلم أخي الكريم لا أريد بذلك المجادلة بل أريد الحق في المسألة.
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 04:25]ـ
أخي الكريم .. لا تكن كالأسفنجة كل شبهة تتخطفك وتذهب بك أي مذهب بل أمرّها مرور الضوء على الزجاج الصافي فلا تستقر بل تمر ..
كل شبهة تعرض عليك تتقبلها ثم تجتهد غاية الجهد في إزلتها!
فقهنا الله وإياكم في ديننا وعلمنا ما لا نعلم ...
قبل أن أجيبك انتبه وتنبه أنه لا يعقل أن يمس الرجل المرأة إلا بشهوة وخلو الحال من الشهوة مخصوص بحالات محددة ولو تنبهت لذلك لاختصرت الكثير من اللت والعجن في قضية معلوم صحيحها من سقيمها بمجرد تأمل حالها .. وجوابنا على تساؤلاتك هو من باب الاجتهاد في إزالة ما علق في القلب من الشبهات مع وضوح الحقيقة بأنه لايعقل أن يكون مس الرجل للمرأة إلا بشهوة ...
وإذا كان بعض علماء الفقه نقلوا التحريم في سلام الرجال على النساء كلاماً واستثنى بعضهم من ذلك العجائز ,فالحال مع هذه المسألة أشد وضوحاً وألزم بالتحريم ...
في رواية أحمد " فتنطلق به في حاجتها " وله من طريق علي بن زيد عن أنس " إن كانت الوليدة من ولائد أهل المدينة لتجيء فتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت " وأخرجه ابن ماجه من هذا الوجه
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -:" والمقصود من الأخذ باليد لازمه وهو الرفق والانقياد. وقد اشتمل على أنواع من المبالغة في التواضع لذكره المرأة دون الرجل، والأمة دون الحرة، وحيث عمم بلفظ الإماء أي أمة كانت، وبقوله " حيث شاءت " أي من الأمكنة. والتعبير بالأخذ باليد إشارة إلى غاية التصرف حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة والتمست منه مساعدتها في تلك الحاجة على ذلك، وهذا دال على مزيد تواضعه وبراءته من جميع أنواع الكبر صلى الله عليه وسلم." (الفتح 17/ 241)
قلت: والمبالغة في الكلام معروف في لغة العرب ولعل المقصود المبالغة في بيان شدة تواضع الرسول عليه الصلاة والسلام ولينه ورفقه , وهو غريب على من لم يفهم لغة الغرب ,وهذا الذي فهمه علماء الإسلام من الحديث وفقهوه فيستدلون بهذا الحديث على تواضع الرسول عليه الصلاة والسلام وتجده في أبواب الأخلاق والسلوك ...
وأضيف هذا الرد زيادة على ما سبق من أنهن من الولائد ولسن من الشواب ...
ومن جميل ما ذكر الإمام النووي ذكره لقاعدة مفيدة في هذا الباب , إذ قال:"وقد قال أصحابنا كلُّ من حرم النظر إليه حرم مسّه، بل المسّ أشد " (الأذكار 428)
ولا تنس أخي الكريم أن تقرر القاعدة الأصولية أيضاً في تقديم الإثبات على النفي في إثبات محرمية أم حرام وأن المثبت لمحرميتها مُقدَّم على النافي لها إذ عند المثبت زيادة علم .. !
وفي مسألة التفريق بين الأمة والحرة , روى ابن أبي شيبة في (مصنفه): حدثنا علي بن مسهر، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: دخلت على عمر بن الخطاب أَمَة قد كان يعرفها لبعض المهاجرين، أو الأنصار، وعليها جلباب متقنعة به، فسألها: عُتِقتِ؟ قالت: لا، قال: فما بال الجلباب؟! ضعيه على رأسك، إنما الجلباب على الحرائر من نساء المؤمنين، فتلكأت، فقام إليها بالدرة، فضرب بها رأسها حتى ألقته.
والقول بالتفريق بين الحرة والأمة في الحجاب هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم وغيرهما ...
وانظر لمزيد من الاطلاع على أقوال العلماء إلى بحث الدكتور رياض المسيميري المسمى ب"إتحاف الأخوان في مصافحة النسوان":
http://www.saaid.net/Doat/almosimiry/20.htm
واعذرني أخي الكريم إن كنت قد شددت عليك في شيء والله أسأل أن يغفر لي ولك وللوالدي ووالديك والمسلمين ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 04:48]ـ
أخي الكريم سيأتي اليوم الذي تطرح فيه هذه الشبهات و التي يجب دحضها لبيان الحق.
عموما أخي المعتز رايتك تكرر ما ذكرته في مشاركتك السابقة
,قول الحافظ ابن حجر هو مخالف للظاهر أخي الكريم فلا مجال للإحتجاج به, ثم المبالغة التي تتحدث عنها لا تصل إلى أن نقول عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الأمة تأخذ بيده فعلى قول من يقول بتحريم المصافحة يرى أن هذا سوء أدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث يوصف بشيء محرم, ثم من راوي الحديث أخي الكريم؟ هو أنس بن مالك فلا يعقل أن تصل به المبالغة أن يصف هكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم, فالمبالغة في الشيء لا تصل إلى الوصف بشيء محرم.
و في ظني و الله أعلم أنه لا توجد مبالغة في الحديث لأن أنس بن مالك أكد مسألة الأخذ باليد في آخر الحديث قائلا {فلا ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت} فالأمر واضح بارك الله فيك.
-لما ذكرت مسألة المثبت و المنفي ذكرتها في الجمع بين حديثي عائشة رضي الله عنها و حديث أنس و لم أذكرها في حديث أم حرام أخي الكريم فراجع قولي جيدا.
-مسألة التفريق بين الأمة و الحرة في المصافحة هل تقول بها؟
إن كان نعم فمن سبق بهذا القول؟
بارك الله فيك أخي المعتز على حسن خلقك و يشهد الله أني أحبك في الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 05:02]ـ
أخي الكريم سيأتي اليوم و الذي تطرح فيه هذه الشبهات و التي يجب دحضها لبيان الحق.
عموما أخي المعتز رايتك تكرر ما ذكرته في مشاركتك السابقة, قول الحافظ ابن حجر هو مخالف للظاهر أخي الكريم فلا مجال للإحتجاج به, ثم المبالغة التي تتحدث عنها لا تصل إلى أن نقول عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الأمة تأخذ بيده فعلى قول من يقول بتحريم المصافحة يرى أن هذا سوء أدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث يوصف بشيء محرم, ثم من راوي الحديث أخي الكريم؟ هو أنس بن مالك فلا يعقل أن تصل به المبالغة أن يصف هكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم, فالمبالغة في الشيء لا تصل إلى الوصف بشيء محرم.
و في ظني و الله أعلم أنه لا توجد مبالغة في الحديث لأن أنس بن مالك أكد مسألة الأخذ باليد في آخر الحديث قائلا {فلا ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت} فالأمر واضح بارك الله فيك.
-لما ذكرت مسألة المثبت و المنفي ذكرتها في الجمع بين حديثي عائشة رضي الله عنها و حديث أنس و لم أذكرها في حديث أم حرام أخي الكريم فراجع قولي جيدا.
-مسألة التفريق بين الأمة و الحرة في المصافحة هل تقول بها؟
إن كان نعم فمن سبق بهذا القول؟
أخي الكريم لا أجدك أيضاً إلا مكرر لحديثك ...
حديث أنس الجواب عنها في أمور منهم من خرجها مخرج المبالغة وهذا لا غرابة فيه ومنها أنها من الولائد ...
قاعدة تقديم المثبت على النافي ألصق بحديث أم حرام ,ولهذا جرى التنبيه عليها سواء أقلته أم لم تقله ...
التفريق بين الحرة والأمة أعلمه في الحجاب والبروز وذكرت ذلك بناءاً على ذلك ظاناً أنك تنفي وجود تفريق في الأحكام بينهما ...
أخيراً .. مادمت أكرر حديثي وأنت تكرر حديثك ..
فالحمدلله وأسأل الله أن يشغلني وإياك بطاعته .. وأحبك الله الذي أحببتني فيه وأسأل الله أن يجمعنا في جناته جنات الخلود ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ـ[أشجعي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 05:03]ـ
بارك الله فيك أخي الأشجعي و يشهد الله علي حبي لك في الله.
و لكن أنا سألتك فالأولى تجب ثم تسأل ,و لكن ها أنا سأرد على معنى الوليد في الحديث الذي ذكرت فالوليد في هذا الحديث بمعنى الطفل الصغير.
مع العلم أخي الكريم لا أريد بذلك المجادلة بل أريد الحق في المسألة.
أحبك الله الذي أحببتك فيه,
وانا أخي الحبيب مع الأولوية في الإجابة لمن طرح السؤال اولاً -وهو الذي لم احصل عليه للآن-
ومع ذلك فأنا قد أجبتك ولكن بصيغة سؤال,
///فها انت تفضلت وقلت أن الوليد هو الطفل الصغير, فلماذا لا يكون الشاب هو المقصود هنا كما فُهم الحديث الذي قبله أنها الشابة وليست الطفلة؟ يعني ما المعيار؟
///قال أخ لنا في الله فوق يحرم ضرب الوالدان للآية المذكورة (ولا تقل لهما أف ... ) ,ولم يرفق الأخ-دليل صريح- على تحريم الضرب, وقال وتعجب كيف نطالب بدليل تحريم الضرب وقد نهى الله جل جلاله عن الزجر, وسألنا وتعجبنا بدورنا كيف يُطلب دليل تحريم الملامسة وقد نهى الله جل جلاله عن النظر؟
///ذِكر الأخ المعتز لقاعدة نفيسة من النووي حُرمة لمس ما حُرم النظر إليه, فهل لي مع الأجنبية أكثر من ملامسة اليد؟ كالسؤال التالي:
///إذا لم يكن رسول الله محرم على نساء هذه الأمة, هل يجوز لي أن أضع رأسي أيضا عند أجنبية لتفلي رأسي؟
والله أخي الحبيب الأسئلة في رأسي كثيرة, لنهمشها -مبدئيا- حتى يجاب على أول سؤالين هنا.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 06:10]ـ
قال الزبيدي _تاج العروس_
الوَلِيدَةُ: المَوْلُودَة بين العَرَبِ وغُلامٌ وَلِيدٌ كذلك والوَلِيد: الغُلاَمُ حين يُسْتَوْصَف قَبل أَنْ يَحْتَلِم والجَمْعُ وِلْدَانٌ ووِلْدَة ويقال للأَمةِ وَلِيدَةٌ وإِن كانَتْ مُسِنَّة قال أَبو الهَيْثَم: الوَلِيد: الشَّابُّ. والوَلائِدُ: الشَّوَابُّ منِ الجَوَارِي.
و في كثير من الأحاديث جاء ذكر الوليدة وهي بمعني الأمة
من ذلك
عَنْ عَائِشَةَ
أَنَّ وَلِيدَةً كَانَتْ سَوْدَاءَ لِحَيٍّ مِنْ الْعَرَبِ فَأَعْتَقُوهَا فَكَانَتْ مَعَهُمْ قَالَتْ فَخَرَجَتْ صَبِيَّةٌ لَهُمْ عَلَيْهَا وِشَاحٌ أَحْمَرُ مِنْ سُيُورٍ قَالَتْ فَوَضَعَتْهُ أَوْ وَقَعَ مِنْهَا فَمَرَّتْ بِهِ حُدَيَّاةٌ وَهُوَ مُلْقًى فَحَسِبَتْهُ لَحْمًا فَخَطِفَتْهُ قَالَتْ فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ قَالَتْ فَاتَّهَمُونِي بِهِ {الحديث}
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ بُرَيْدَةَ
أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ كُنْتُ تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِوَلِيدَةٍ وَإِنَّهَا مَاتَتْ وَتَرَكَتْ تِلْكَ الْوَلِيدَةَ قَالَ قَدْ وَجَبَ أَجْرُكِ وَرَجَعَتْ إِلَيْكِ فِي الْمِيرَاثِ
كما أن الحديث الذي معنا جاء في رواية الأمة و الأخرى الوليدة فهي بنفس المعنى أخي الكريم لا فرق بينهما.
-قول النووي {وقد قال أصحابنا كلُّ من حرم النظر إليه حرم مسّه، بل المسّ أشد}
هناك مسألة أريد بيانها وهي أن من يقول بعورة يد المرأة فهو يقول بتحريم لمسها سواء استدل بحديث عائشة رضي الله عنها أو بحديث معقل بن يسار أو لم ستدل بهما لأنها عورة لا يجوز مسها, و العورة لا يجوز مسها إجماعا إلا بضرورة.
قد يقول قال عن قول النووي, أن مذهبه في النظر لا يجوز سواء كان لشهوة أو غير شهوة وهذا ذكره في شرح مسلم, و بالتالي فاللمس أولى عنده سواء كان بشهوة أو بدون شهوة.
لكن هذا لا يهم كثيرا.
المهم أن أقوى الأدلة على تحريم المصافحة في ظني هي القياس على النظر و سد الذريعة إن قلنا بتحريم المصافحة.
و انطلاقا من هذه الأدلة يمكن تأول الوليدة أو الأمة على أنها صغيرة.
و لكن سؤالي من تأول من العلماء الوليدة في حديث أنس على أنها الصغيرة؟
من كان لديه إضافة فلا يبخل علينا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 08:08]ـ
أبشر أخي الحبيب,
هذا ما وجدت في مسند أبي يعلى وفي مسند أبي حنيفة ونقله الأصبهاني في أخلاق النبي:
نا أبو يعلى، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا غندر، عن شعبة، عن علي بن زيد، قال: قال أنس بن مالك: إن كانت الوليدة (1) من ولائد (2) المدينة تجئ فتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت
__________
(1) الوليدة: البنت الصغيرة أو الأمة المملوكة
(2) الولائد: جمع الوليدة وهي البنت الصغيرة أو الأمة المملوكة
وتبويب الحديث في الشمائل والأخلاق والتواضع ونبذ الكبر .... الخ,
وعدم تبويبها في تحليل المصافحة واللمس عند العلماء واضحة والله أعلم,
وانا ما زلت متمسكا بكلامكم (فهم الأحاديث على فهم سلف الأمة)
فماذا أول السلف الأحاديث التي في هذا الباب (المبايعة وحديث عائشة وحديث معقل بن يسار وحديث أبي هريرة) وماهو كلام الأئمة الأربعة في المسألة؟
وهل من مخالف من السلف؟ هل أباح أحد السلام على أجنبية شابة؟
وأذكر أنك قلت أن أم المؤمنين عائشة جزمت المسألة في عدم لمس النبي لأيدي النساء, فقلت أن هناك معارض,
مع العلم أن هناك حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هو بنفسه: (لا أمس أيدي النساء) ,
وأكرر السؤال:
إذا لم يكن رسول الله محرم على نساء هذه الأمة, هل يجوز لي أن أضع رأسي أيضا عند أجنبية لتفلي رأسي؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 08:40]ـ
فعلا البحث شيء طيب,
الشبهة الحادية عشر:
احتجوا بما رواه أنس بن مالك قال: كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله ? فتنطلق به حيث شاءت وفي رواية للعسقلاني فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت. (2)
والجواب: إننا لو رجعنا إلى الرواية الثانية كاملة وهي رواية لأحمد وليست للعسقلاني كما ذكر لوجدناها كما يلي، قال الحافظ: [وفي رواية أحمد: (فتنطلق به في حاجتها) وله من طريق علي بن زيد عن أنس: (إن كانت الوليدة من ولائد أهل المدينة لتجيء فتأخذ بيد رسول الله ? فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاء) وأخرجه ابن ماجة من هذا الوجه. والمقصود بالأخذ باليد لازمه وهو
الرفق والانقياد] (1)، ثم إن المراد بالوليدة هي الصبية الصغيرة، قال الفيومي: [الوليد: الصبي المولود والجمع ولدان بالكسر والصبية والأمة ولدية والجمع ولائد]. (2)
وإذا كان الأمر يتعلق بالصبية الصغيرة فهذه لا بأس بلمسها دون شهوة وخاصة أن الآخذ بيدها رسول ?.
------------------------
(1) فتح الباري 13/ 102.
(2) المصباح المنير ص 671.
(3) الخلاص ص 60.
رابط البحث كاملا:
الأدلة الشرعية على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية, ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=19 196&d=1125351549)
وهناك رسالة قيمة للشيخ المقدم في المسألة أيضا.
ـ[أشجعي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 08:47]ـ
سئل الشيخ عبدالرحمن السحيم في سؤال وافي وشافي على هذا الرابط:
شبهات في المصافحة ( http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=680&highlight=%DF%C7%E4%CA+%C7%E1% C3%E3%F3%C9+%E3%F6%E4+%C5%E3%C 7%C1+%C3%E5%E1+%C7%E1%E3%CF%ED %E4%C9)
فأجاب حفظه الله:
الوجه السادس:الاستدلال بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانت الأمَة مِن إماء أهل المدينة لتأخذ بِيدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت.
لا يَصِحّ الاستدلال به على جواز المصافحة لِعِدّة اعتبارات:
الاعتبار الأول: أن الأخذ باليد لا يَلزم منه المصافحة.
ورواية الإمام أحمد التي أشار إليها قال عنها الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسنادها ضعيف. اهـ.
ومدارها على عليّ بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.
ولو صحّت لكانت حُجة عليه وليستْ له!
وذلك لأن في رواية الإمام أحمد: إن كانت الوليدة مِن وَلائد أهل المدينة ...
فتُحْمَل الوَليدة على الصغيرة وعلى الكبيرة، ويُستدلّ عليه بِمَا قرره هو من وُرُود الاحتمال وسُقوط الاستدلال!
قال القاضي عياض: " لا تقتلوا وليدا " يعني في الغزو، والجمع ولدان، والأنثى وليدة، والجمع الولائد، وقد تطلق الوليدة على الجارية والأمَة وإن كانت كبيرة. اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان لفظ " الوليدة " يُطلَق على الصغيرة والكبيرة فليس فيه دليل له، إلاَّ أن يُثبت أنها كانت كبيرة. ولو كانت كبيرة فهي أمَة، وليست حُرَّة.
هذا لو صَحَّتْ رواية الإمام أحمد، وإلاَّ فهي ضعيفة.
الاعتبار الثاني: أن اليد تُطلق على ما هو أعمّ مِن الكفّ، ألا ترى قوله تعالى: (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ)؟
وأن اليد تشمل ما بين مَفْصل الكفّ إلى أطراف الأصابع.
الاعتبار الثالث: أن ألأخذ يكون معنويا ويكون حِسِّيًّا.
فالمعنوي يُراد به الرفق والإعانة والتسديد. ومنه قول الداعي: اللهم خُذ بيدي. والأخذ على يَدِ الظالم والسَّفِيه، ونحو ذلك.
وهذا المعنى أقرب إلى الحديث، وإليه ذهب الشُّرَّاح.
قال العيني في شرح الحديث: والمراد مِن الأخذ بِيده لازِمه، وهو الرفق والانقياد، يعني: كان خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه المرتبة هو أنه لو كان لأمَة حاجة إلى بعض مواضع المدينة، وتلتمس منه مساعدتها في تلك الحاجة، واحتاجت بأن يمشي معها لقضائها لَمَا تَخَلَّف عن ذلك حتى يَقْضي حاجتها. اهـ.
ويُؤيِّد هذا ما جاء في رواية أحمد: فتنطلق به في حاجتها.
وإذا كان الأخذ حِسّيا فلا يلزم منه المسّ؛ لأن الآخِذ بِطرف الكمّ يَكون آخِذا باليد، ولا يلزم منه مصافحة.
الاعتبار الرابع: أن الأمَة ليست مثل الْحُرَّة، فلا يَحرم النظر إليها إلا أن تُخشى الفتنة، ولذلك لم يُؤمَرن بالحجاب كما تُؤمر الحرائر.
الاعتبار الخامس: ما تقدّم أنه صلى الله عليه وسلم بِمَنْزِلة الأب والْمَحْرَم لِعموم الأمة، ويُستدلّ على ذلك بأمْرَين:
الأول: قوله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) وفي قراءة أُبيّ وابن مسعود: وهو أبٌ لَهم. وهي قراءة تفسيرية.
الثاني: أنه صلى الله عليه وسلم حُرِّمت عليه النساء بعد قوله تعالى: (لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ).
قال ابن كثير: فإن الآية إنما دَلَّتْ على أنه لا يتزوج بمن عدا اللواتي في عصمته، وأنه لا يستبدل بهن غيرهن، ولا يدل ذلك على أنه لا يطلق واحدة منهن مِن غير اسْتبدال. فالله أعلم. اهـ.
هذا لو حُمِل على الأخذ الحسيّ الحقيقي، مع أنه ليس في ألأحاديث ما يدلّ صراحة على ذلك.
والواجب حَمْل الأحاديث بعضها على بعض، وهذه طريقة أهل العلم، وهي الجمع بين النصوص.
ـ[أشجعي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 08:49]ـ
من كان لديه إضافة فلا يبخل علينا.
أعتقد انني لم أبخل,:)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 08:56]ـ
إذا لم يكن رسول الله محرم على نساء هذه الأمة, هل يجوز لي أن أضع رأسي أيضا عند أجنبية لتفلي رأسي؟ بل على قولهم، وفهمهم لحديث الوليدة!:
يجوز أن اصطحبَ الفتيات الشابات! في قضاء حوائجهن!؛ ماسكًا بأيديهن حيثما يُرِدْنَ!؛ أو حيثما أريدُ ربما!!.
وذلك طبعًا تأسيًا بفعل رسول الله -على فهمهم! -؛ حاشاه عن ذلك الفهم السقيم! حاشاه.
ومَنْ منهم يرضى ذلك لزوجته أو لابنته أو لأخته .... إلخ؟!
أيُّ فَهْمٍ هذا؟!
وما هذا التفسير الغريب! للأحاديث النبوية؟!
للأسف الشديد؛ هذه هي «الموضة الجديدة»!! -إن صح التعبير- في تناول المسائل التي عليها نصوص قاطعة؛ كمسألتنا هذه؛ مسألة مصافحة النساء الأجنبيات.
أقصد أنهم يحتجون بالمتشابهات، والمحتملات، أو زلات! بعض العلماء؛ في مقابل النصوص الشرعية (المنطوقة)؛ (القطعية الدلالة).
وكل ذلك بغرض إثبات الخلاف المعتبر -زعموه-!؛ للتسهيل! على الأمة، والتوسعة! عليها في أمر دينها.
والله المستعان على سوء الفهم والبهتان.
اللهم اقبضنا إليك غير ضالين!! ولا مضلين!.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 09:03]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أشجعي حقا أفدتني بما نقلت خصوصا من كلام شيخنا السحيم.
وأطرح الآن أمر آخر يمكن ان يتأول به مسألة الأخذ باليد إما إلى المعنوي أو القول بأن الوليدة هي الصغيرة, و ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال {إني لا أصافح النساء} الحديث هذا من قوله صلى الله عليه و سلم وبالتالي فهو الصادق في كلامه لم يصافح النساء فهل يعقل أنه أخذ من يده من طرف امرأة بالغة؟ فالمصافحة أهون من الأخذ باليد و المشي, وبالتالي يتعين علينا تأويل الأخذ باليد و الله أعلم.
ما رأيك أخي الكريم؟
و الله استفدت منك كثيرا اخي الأشجعي فبارك الله فيك على ما قدمته لنا.
ـ[سيد قطب]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 09:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا على هذا التوضيح المهم
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 09:13]ـ
الأخ الأشجعي؛ بارك الله فيكم، وفي جهدكم المبذول.
الأخ أبو البراء الأندلسي؛ وفقنا الله وإياكم إلى قبول الحق. وجزاكم الله خيرًا على رجوعكم إلى الحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 02:20]ـ
أجد نفسي مضطرا الى أن أقف وقفة احترام الى الأخ الحبيب ابو البراء,
فهذا المنتدى السادس أو السابع الذي أسجل فيه, وقلما ان تجد مثل هذا الأخ,
فبارك الله فيك أخي الحبيب ورفع لك قدرك,
وبارك الله في الحبيب أبا رقية,
أحبكم بالله
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 02:43]ـ
أشكرك أخي الأشجعي على جهدك في البحث عن الجواب في هذه المسألة المهمة وأشكر كذلك الأخ أبو البراء الأندلسي على رجوعه للصواب في المسألة ,وهذا دليل على حسن مقصده وطلبه للحق وفقنا الله جميعاً لطاعته ...
وشخصياً .. أسعدني يوم أن علمت ببحث الشيخ علي الصياح وبحث الشيخ حسام الدين عفانة لأنه قد يكون عند الشخص علم ما واطلاع في المسألة والجواب عما يعرض عليها من الشبهات ولكن إذا وقف على بحوث قيمة من أمثال هذه البحوث فلا شك أن حجته ستزيد وتقوى ويتيسر له حسن الترتيب في الجواب ...
بارك الله في الشيخين وجزاهما الله خيراً على ما قدماه وبقي علينا مهمة نشر هذا العلم وبيانه للناس وقد قال الله تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيِّنُّنه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنًا قليلاً فبئس ما يشترون} (آل عمران:187).
...
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 06:03]ـ
أخى محب ابن تيمية
بارك الله فيك أخى الكريم
وجزاكم الله خيرا على هذه المدارسة العلمية
التى لولا مشاغلى فضلا عن أمور أخرى لشاركت فيها بقوة ولكن أكتفى بمجرد مداخلات
لماذا أخى الكريم اعتمدت انت والأخوة تصحيح الشيخ الألبانى للحديث معان هناك من ضعفه
وهذا رابط ينحدث عن الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=447&highlight=%E3%CE%ED%D8
ثم ما معنى لا تحل له فى الحديث
ثم ألا ترى أخى الكريم أن تبريرات ما ورد عن أم حرام كلها ظنيات قابلة للقيل والقال
وكلام عن العادات وما هى إلا تأويلات
لم يحسمها نص قاطع وحديث صحيح صريح
بارك الله فيك ووفقنا الله وإياك لقول الحق
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 09:24]ـ
صحة الحديث أوضعفه لا يتوقف عليها الحكم في المسألة فالتحريم ثابت بأدلة كثيرة مذكورة في البحوث سابقاً للمشائخ الصياح حسام الدين ومحمد إسماعيل ,وماذا نعمل إذا لم تقنعك كل هذه الأدلة؟! بارك الله فيك
وبخصوص حديث أم حرام فالمرجو منك مراجعة وتأمل بحث الشيخ علي الصياح ,وقد خلص في آخره بهذه النتيجة:
فإن قَالَ قائل إنّ دعوى محرمية الرَّضَاعَ هذه تحتاج إلى نصٍ صريح، ولا يوجد؟.
فلينظر للأمور المتقدمة:
-تعامل النَّبِيّ مع أُمّ سُلَيْم وأختها أُمّ حَرَام تعامل المحارم بعضهم مع بعض.
-عدم وجود نص واحد-قولي أو فعلي- يدل على خصوصية النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بالخلوة أو النظر أو المس كماتقدم.
-امتناع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن مصافحة النساء في البيعة والاكتفاء بالكلام كما تقدم.
-وكذلك قوله للصحابيين: ((عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ)).
-مع تنصيص السلف على ذلك.
-ثم إنّ الرَّضَاعَ من النساء الأجنبيات من الأمور المنتشرة في ذلك الوقت، وربما خفي أمره على أقرب الناس وتقدم ذكر عدد من الأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك.
فهذه الأمور مجتمعة تُعدّ من قبيل تظافر الدلائل التي لا تخطىء، والدلالات التي تورث اليقين بأنَّ هناك محرمية بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمّ حرام، وبأقل من هذه القرائن يستدل على مثل هذه القضايا، فكيف بهذه القرائن مجتمعة أ. هـ
وأضيف عليها بأن المثبت لمحرمية أم حرام وأنها خالة للنبي عليه الصلاة والسلام مُقدَّم على النافي لها لأن مع المثبت زيادة علم
ومشاغلك دكتورنا الفاضل أهم من اللت والعجن في مسألة لاتحتاج إلى كثير بحث للوصول إلى حكم تحريمها ..
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 11:27]ـ
أخى المعتز بدينه
بارك الله فيك
وحقا كما قلت مشاغلى أفضل من اللت والعجن
وأنا أصلا قد ق1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ت عدم المشاركة لما رأيته من مصادرة لما أكتبه وليس فيه أدنى شبهة أو سب أو نقد لاحد
ومن ثم رأيت ان القائمين على هذا الموقع لا يرغبون فى وجودى أصلا
أقول لا يرغبون لان موضوعات لى حذفت لم يذكروا سبب حذفها
وتكرر هذا معى
مرارا
ومن ثم فالأجدى أن أترك الموقع لأصحابه
وأكتفى بالمطالعة
وجزاكم الله خيرا
ـ[أشجعي]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 01:39]ـ
أخي لو فعلاً لم ترد المشاركة لما شاركت رحمك الله هنا أو في أي موضوع آخر,
أنا لست قديما هنا ولا أعرف ما هي مشاركاتك وما هو منحى تفكيرك,
ولكن لست وحدك من حُذف له مواضيع أو مشاركات,
ولكي لا أطيل,
فضلاً
راجع هذا الرابط:
رسالة إلى من غضب بسبب حذف موضوعه ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21206&highlight=%E3%E6%D6%E6%DA%E5)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس السويلم]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 02:02]ـ
أين هشيم؟
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 03:21]ـ
أخى المعتز بدينه
بارك الله فيك
وحقا كما قلت مشاغلى أفضل من اللت والعجن
وأنا أصلا قد ق1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ت عدم المشاركة لما رأيته من مصادرة لما أكتبه وليس فيه أدنى شبهة أو سب أو نقد لاحد
ومن ثم رأيت ان القائمين على هذا الموقع لا يرغبون فى وجودى أصلا
أقول لا يرغبون لان موضوعات لى حذفت لم يذكروا سبب حذفها
وتكرر هذا معى
مرارا
ومن ثم فالأجدى أن أترك الموقع لأصحابه
وأكتفى بالمطالعة
وجزاكم الله خيرا
أحسن الله إليك، ما هكذا تكون النصيحة ... !
وقولك بأن أصحاب الموقع لا يرغبون فيك أصلا غير صحيح، ونحن نرحب بجميع الأعضاء (من طلبة العلم أو غيرهم) ونخدمهم قدر المستطاع ...
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 05:12]ـ
أخى اسامة بارك الله فيك
انا يا اخى لا أقصد والله هو الأعلم بالسرائر إلا فئة معينة
ويعلم الله ان بالموقع أناسا أحبهم فى الله
والذى هالنى ان يذف لى كل مرة بالخمس موضوعات
أو ثلاث
او أو
وغالبها بلا سبب
مثلا أخى الكريم
موضوع مثل مشايخ ابن حزم
ما سبب حذفه
وأنا وضعته وتركته
وموضوع عن موقف ابن حزم من الإلحاد ومحاربته للإلحاد
وموضوعإبطال ما روى بشان تعلم ابن حزم وهو ابن ست وعشرين عاما
وغير ذلك مما لا أذكره
أنا لو وضعت هذه الموضوعات عند غير المسلمين لما حذفوها
وانت أخى الكريم تعرف أو انظر لمشاركاتى فتعرف
أنا لست داع للتعصب وإنما أنا أدعو دوما للحوار الهادىء
وأكثرت من ذلك فى مشاركاتى
ومع ذلك هناك فئة تتعامل مع المشاركات بالمصادرة
هل هذا حل
ومع ذلك اين السبب
أنا لا أجد حتى سببا فى الرسالة الإدارية
فماذا يعنى هذا
وعموما يا اخى أنا نصحت والله
وليس فى قولى أى سخط إلا على فئة بعينها
وأنا مثلا لما وضعت مشاركة ظاهرية ابن عبدالبر قبل مالكيته
لم أضعها إعادة لموضوع
وإنما كانت جوابا لأخى الدكتور محمد عز الدين المعيار
لما راسلنى على الخاص
فهل إن رددت على أخ اتهم بأنى أناوش من حذف المشاركة
وأعيدها مكابرة
كلا يا أخى
ولذا حزنت لما وجدت موضوعا كهذا شارك فيه الشيخ على أحمد عبدالباقى بافق واسع وتقبله بسعة صدر
قلت لعله لا يحذف لمشاركة الشيخ على فيه
ولكن ما كنت أتوقعه حدث
أيضا تم حذف الموضوع
لذا يا اخى آثرت أن أتوقف عن المشاركة إلا من المطالعة
لان الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها
ما كنت أتوقع انه بعد ترحيب الشيخ على عبدالباقى بان أعود للمشاركة
أن يحذف موضوعا شارك فيه مشرف
ومع ذلك يا اخى ربما أخذنى الغضب والضجر
فعبرت بكلام تستشعره أن فيه إساءة للجميع
فهذا والله يعلم مابداخلى ليس مقصدى
وجزاكم الله خيرا
ـ[مصطفى محمد ابراهيم]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 07:21]ـ
للشيخ أبي المنهال الالبيضي كتاب قيم في هذه المسألة طبع بدار الكتب العلمية
اسمه مصافحة الأجنبية في الميزان
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 10:11]ـ
أخى المعتز بدينه
بارك الله فيك
وحقا كما قلت مشاغلى أفضل من اللت والعجن
وأنا أصلا قد ق1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ت عدم المشاركة لما رأيته من مصادرة لما أكتبه وليس فيه أدنى شبهة أو سب أو نقد لاحد
ومن ثم رأيت ان القائمين على هذا الموقع لا يرغبون فى وجودى أصلا
أقول لا يرغبون لان موضوعات لى حذفت لم يذكروا سبب حذفها
وتكرر هذا معى
مرارا
ومن ثم فالأجدى أن أترك الموقع لأصحابه
وأكتفى بالمطالعة
وجزاكم الله خيرا
آلمني هذا الرد يا أخي الفاضل ... ولكن اتمنى ان تعيد نشر موضوعك في اماكن اخرى ليستفاد منها (وخصوصاً دارة اهل الظاهر).
واعتقد ان من حذفوا مشاركاتك الوقت والزمان كفيل بأن يخبرهم بأنه طريقتهم ستضرهم كثيراً ... وياليت قومي يعلمون!
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 10:12]ـ
أين هشيم؟
حياك الله ايها الأخ الكريم ...
اطلعت على ردود الأخوة وجميع الأدلة التي اوردوها قد نوقشت في صدر هذا الموضوع فلعلك ترجع إليه.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 05:15]ـ
هذا بحث منقول عن هذا الرابط
http://www.echoroukonline.com/montada/showthread.php?p=363387
نقلا من كتاب
(يُتْبَعُ)
(/)
الأدلة الشرعية على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية
للدكتور حسام الدين عفانة
نقلته لكم؛ لأن الموقع يتطلب تسجيلاً لاستعراض الموضوع كاملاً
فإليكموه
المبحث الأول
تعريف المصافحة
المصافحة: هي الأخذ باليد، أي وضع صفح الكف على صفح كف غيره.
قال الجوهري: [والمصافحة الأخذ باليد والتصافح مثله] (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn1).
وقال الفيومي: [صافحته مصافحة أفضيت بيدي إلى يده] (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn2).
وقال ابن منظور: [وهي مفاعلة من إلصاق صفح الكف بالكف وإقبال الوجه على الوجه] (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn3).
وقال الحافظ ابن حجر: [هي مفاعلة من الصفحة، والمراد بها الإفضاء بصف: [هي مفاعلة من الصفحة، والمراد بها الإفضاء بصفحة اليد إلى صفحة اليد] (4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn4).
المبحث الثاني
تحديد المراد بالمرأة الأجنبية
من هي المرأة الأجنبية؟
المرأة الأجنبية: هي التي يحل للشخص نكاحها، وهي غير القريبة المحرم وغير الزوجة. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn5)
والمحارم من النساء هن اللواتي لا يحل نكاحهن تأبيداً أو مؤقتاً، والأصل في التحريم قوله تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ …) الخ الآية. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn6)
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها) (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn7).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الرضاعة ترم ما ترحمه الولادة) (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn8).
وقوله عليه الصلاة والسلام: (يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب) (4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn9).
والمحرمات من النساء ثلاثة أنواع:
الأول: المحرمات من النسب:
وهن سبع الأمهات، البنات، الأخوات، العمات، الخالات، بنات الأخ، بنات الأخت، وهن محرمات على التأبيد فلا يحل الزواج بهن بحال من الأحوال.
ويدخل في قولنا الأمهات الجدات وإن علون، ويدخل في قولنا البنات بنات البنين وبنات البنات وإن نزلت درجتهن، ويدخل في قولنا الأخوات الأخوات لأب والأخوات لأم.
الثاني: المحرمات من الرضاع:
وهن سبع أيضاً كما في المحرمات من النسب وهن الأمهات من الرضاعة، والبنات من الرضاعة، والأخوات من الضراعة، والعمات من الرضاعة، والخالات من الرضاعة، وبنات الأخ من الرضاعة، وبنات الأخت من الرضاعة.
الثالث: المحرمات بسبب المصاهرة:
1. زوجة الأب ويشمل ذلك زوجة الجد.
2. زوجة الابن ومثلها زوجة ابن الابن وزوجة ابن البنت وإن نزلت درجتهن.
3. أم الزوجة ومثلها جدتها سواء كانت الجدة من جهة الأب أو من جهة الأم.
4. بنت الزوجة وإن نزلت درجتها بشرط أن يكون الزوج قد دخل بأمها.
وأما المحرمات حرمة مؤقتة فهن:
أخت الزوجة والمطلقة ثلاثاً والمشغولة بحق زوج آخر بزواج أو عدة والتي لا تدين بدين سماوي والخامسة لمن عنده أربع زوجات.
وهناك تفصيلات واستثناءات في هذا الباب تراجع في مظانها من كتب الفقه. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn10)
----------------------------
(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref1) الصحاح مادة صفح 1/ 383. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref2) المصباح المنير مادة صفح ص342. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref3) لسان العرب مادة صفح 7/ 356. (4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref4) فتح الباري 13/ 293. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref5) أحكام النظر ص101، الفقه الإسلامي وأدلته 7/ 598. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref6) سورة النساء الآيتان 23 - 24. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref7) صحيح البخاري مع فتح الباري 11/ 65، صحيح مع شرح النووي 9/ 191. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref8) صحيح مسلم مع شرح النووي 10/ 18. (4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref9) صحيح مسلم مع شرح النووي 10/ 20. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref10) انظر المغني 7/ 110 فما بعدها، الفقه الإسلامي وأدلته 7/ 129، روائع البيان 1/ 454 فما بعدها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 05:19]ـ
المبحث الثالث
حكم مصافحة المرأة الأجنبية وأقوال العلماء في ذلك
اتفق علماء الأمة من السلف والخلف من أهل التفسير والحديث والفقه وغيرهم على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية ولم يعرف لهم مخالف على مر العصور والأزمان - فيما أعلم - إلا ما أحدث في هذا العصر من قول شاذ يرى صاحبه أن مصافحة المرأة الأجنبية من قبيل المباح كما سيأتي.
وهذه أقوال العلماء في هذه المسألة من أتباع المذاهب الأربعة وغيرهم يبينون فيها أن مصافحة المرأة الأجنبية حرام شرعاً للأدلة التي سنذكرها بعد ذلك:
أولاً: أقوال علماء المذاهب الأربعة:
(أ) أقوال الحنفية:
1. قال الإمام المرغيناني صاحب كتاب الهداية: [ولا يحل له أن يمس وجهها ولا كفيها وإن كان يأمن الشهوة]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn1)
2. وقال السمرقندي: [وأما المس فيحرم سواء عن شهوة أو عن غير شهوة وهذا إن كانت شابة.فإن كانت عجوزاً فلا بأس بالمصافحة إن كان غالب رأيه أنه لا يشتهي، ولا تحل المصافحة إن كانت تشتهي وإن كان الرجل يشتهي]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn2)
3. وقال صاحب الاختيار: [ولا ينظر إلى المرأة الأجنبية إلا إلى الوجه والكفين إن لم يخف الشهوة، فإن خاف الشهوة لا يجوز إلا للحاكم والشاهد ولا يجوز أن يمس ذلك وإن أمن الشهوة]. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn3)
4. وقال صاحب الدر المختار: [فلا يحل مس وجهها وكفها وإن أمن الشهوة]. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn4)
5. وقال الزيلعي: [ولا يجوز له أن يمس وجهها ولا كفيها وإن أمن الشهوة لوجود المحرم وانعدام الضرورة والبلوى]. (4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn5)
6. وقال الكاساني: [وأما حكم مس هذين العضوين - الوجه والكفين - فلا يحل لمسهما]. (5) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn6)
7. وقال صاحب ملتقى الأبحر: [ولا إلى الحرة الأجنبية - أي ولا ينظر - أمن الشهوة إن كانت شابة …]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn7)
( ب) أقوال المالكية:
8. قال الإمام ابن العربي: [قوله تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا) عن عروة عن عائشة قالت: (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتحن إلا بهذه الآية (إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ)) قال معمر فأخبرني ابن طاووس عن أبيه قال: ما مست يده يد امرأة إلا امرأة يملكها.
وعن عائشة أيضاً في الصحيح: (ما مست يد رسو ل صلى الله عليه وسلم يد امرأة وقال إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة).
وقد روي أنه صافحهن على ثوبه. وروي أن عمر صافحهن عنه وأنه كلف امرأة وقفت على الصفا فبايعتهن، وذلك ضعيف وإنما ينبغي التعويل على ما روي في الصحيح] (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn8) .
9. وقال الإمام ابن العربي أيضاً: [كان النبي صلى الله عليه وسلم يصافح الرجال في البيعة تأكيداً لشدة العقدة بالقول والفعل فسأل النساء ذلك فقال لهن قولي لامرأة واحدة كقولي لمائة امرأة ولم يصافحهن لما أوعز إلينا في الشريعة من تحريم المباشرة لهن إلا من يحل له ذلك منهن]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn9)
10. وقال الباجي: [وقوله صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء) لا أباشر أيديهن بيدي. يريد - والله أعلم - الاجتناب، وذلك أن حكم مبايعة الرجال المصافحة، فمنع ذلك في مبايعة النساء لما فيه من مباشرتهن). (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn10)
( جـ) أقوال الشافعية:
11. قال الإمام النووي: [… وينبغي أن يحترز من مصافحة الأمرد الحسن الوجه فإن النظر إليه حرام … وقد قال أصحابنا كل من حرم النظر إليه حرم مسه بالمس أشد، فإنه يحل النظر إلى الأجنبية إذا أراد أن يتزوجها وفي حال البيع والشراء الأخذ والعطاء ونحو ذلك، ولا يجوز مسها في شيء من ذلك]. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn11)
(يُتْبَعُ)
(/)
12. وقال الإمام النووي أيضاً بعد أن ذكر حديث عائشة - سيأتي -: [فيه أن بيعة النساء بالكلام وفيه أن كلام الأجنبية يباح سماعه عند الحاجة وأن صوتها ليس بعورة وأن لا يلمس بشرة الأجنبية من غير ضرورة كتطبيب وفصد]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn12)
13. وقال الحافظ بن حجر أيضاً: [وفي الحديث - حديث عائشة - أن كلام الأجنبية مباح سماعه وأن صوتها ليس بعورة ومنع لمس بشرة الأجنبية من غير ضرورة لذلك]. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn13)
14. وقال الحافظ بن حجر أيضاً: [ويستثنى من عموم الأمر بالمصافحة المرأة الأجنبية والأمرد الحسن]. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn14)
15. وقال العلامة الحصني: [وأعلم أنه حيث حرم النظر حرم المس بطريق الأولى لأنه أبلغ لذة]. (4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn15)
16. وقال الحافظ العراقي: [وفيه - حديث عائشة - أنه عليه الصلاة والسلام لم تمس يده قط يد امرأة غير زوجاته وما ملكت يمينه لا في مبايعة ولا في غيرها، وإذا لم يفعل هو ذلك مع عصمته وانتفاء الريبة في حقه فغيره أولى بذلك، والظاهر أنه كان يمتنع من ذلك لتحريمه عليه …]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn16)
17. وقال الحافظ الحازمي: [وردت في الباب أحاديث ثابتة تصرح بأن النبي e لم يصافح امرأة أجنبية قط في المبايعة وإنما كان يبايعهن قولاً …]. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn17)
18. وقال الشيخ برهان الدين الجعبري بعد أن ساق حديث أميمة -سيأتي-: [وهذا صحيح يدل على حرمة مصافحة النساء في المبايعة وغيرها]. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn18)
( د) أقوال الحنابلة:
19. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: [ويحرم النظر بشهوة إلى النساء والمردان ومن استحله كفر إجماعاً ويحرم النظر مع وجود ثوران الشهوة وهو منصوص الإمام أحمد والشافعي .. وكل قسم متى كان معه شهوة كان حراماً بلا ريب سواء كانت شهوة تمتع النظر أو كانت شهوة الوطء واللمس كالنظر وأولى]. (4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn19)
وقال ابن مفلح: [فتصافح المرأة المرأة والرجل الرجل والعجوز والبرزة غير الشابة فإنه يحرم مصافحتها ذكره في الفصول والرعاية]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn20)
21. ونقل ابن مفلح عن محمد بن عبد الله بن مهران أن أبا عبد الله - يعني الإمام أحمد - سئل عن الرجل يصافح المرأة قال: [لا وشدد فيه جداً، قلت يصافحها بثوبه. قال: لا]. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn21)
22. وقال السفاريني: [… إلا الشابة الأجنبية فتحرم مصافحتها كما في الفصول والرعاية وجزم في الإقناع كغيره لأن المصافحة شر من
النظر]. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn22)
23. وقال صاحب منار السبيل: [ويحرم النظر لشهوة أو مع خوف ثورانها إلى أحد ممن ذكرنا. ولمس كنظر وأولى لأنه أبلغ منه فيحرم المس حيث يحرم النظر]. (4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn23)
( هـ) أقوال العلماء المعاصرين:
24. قال الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني: [وفي الحديث: (لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط …) وعيد شديد لمن مس امرأة لا تحل له ففيه دليل على تحريم مصافحة النساء لأن ذلك مما يشمله المس دون شك]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn24)
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين جواباً على السؤال التالي: هل تجوز مصافحة المرأة الأجنبية؟ وإذا كانت تضع على يدها حاجزاً من ثوب وغيره فما الحكم؟ وهل يختلف الأمر إذا كان المصافح شاباً أو شيخاً أو كانت امرأة عجوزاً؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخان المذكوران، في الجواب: [لا تجوز مصافحة النساء غير المحارم مطلقاً، سواء كن شابات أو عجائز وسواء أكان المصافح شاباً أم شيخاً كبيراً لما في ذلك من خطر الفتنة لكل منهما، وقد صح أن رسول الله e قال: (إني لا أصافح النساء) وقالت عائشة رضي الله عنها [ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط، ما كان يبايعهن إلا بالكلام] ولا فرق بين كونها تصافحه بحائل أو بغير حائل، لعموم الأدلة ولسد الذرائع المفضية إلى الفتنة]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn1)
35. وقال الشيخان المذكوران في نفس الكتاب جواباً على السؤال التالي: هل يجوز مصافحة النساء الأقارب من وراء حائل؟ في النكاح فإنه يجوز أن يصافحهن من وراء حائل أو مباشرة لأن المحرم يجوز أن ينظر من المرأة التي هو محرم لها … وجهها وكفيها وقدميها وما ذكره أهل العلم في ذلك، وأما إن كانت القريبة ليست محرماً فإنه لا يجوز أن يصافحها لا بحائل ولا بدونه حتى لو كانت من عادتهم أن يصافحوهن فإنه يجب على المرء أن يبطل تلك العادة لأنها مخالفة للشرع فإن المس أعظم من النظر وتحرك الشهوة بالمس أعظم من تحركها بالنظر غالباً، فإذا كان الإنسان لا ينظر لكف امرأة ليست من محارمه فكيف يقبض على هذا الكف]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn2)
36. وأجابت اللجنة العامة للبحوث العلمية والإفتاء السعودية على السؤال التالي: هل يجوز لي أن أسلم على زوجة خالي أخي والدتي مع العلم أنني رضعت مع خالي من جدتي، أم يحرم لكون أنها غير محرم لي؟
الجواب: [لا يجوز لك أن تمس يدك يد زوجة خالك سواء ثبت رضاعك من جدتك أم لم يثبت لأنك أجنبي، أي لست محرماً، أما سلام السنة الذي باللسان فيجوز، قالت عائشة رضي الله عنها في تفسير آية مبايعة رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: (لا والله ما مست يده يد امرأة في المبايعة قط، ما يبايعهن إلا بقوله: قد بايعتك على ذلك) رواه البخاري.
وعن أميمة بنت رقيقة قالت: [أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نساء لنبايعه، قلنا يا رسول الله ألا تصافحنا، قال: (إني لا أصافح النساء، إنما قولي لامرأة واحدة كقولي لمائة امرأة) رواه أحمد بسند صحيح]. (1 ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn3))
المبحث الرابع
أدلة العلماء على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية
بعد أن ذكرت أقوال أهل العلم من السلف والخلف التي وقفت عليها في تحريم مصافحة المرأة الأجنبية أسوق أدلتهم على ذلك:
أولاً: حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى النبي صلى الله عليه وسلم يمتحنهن بقول الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ…) الخ الآية. قالت: من أقر بهذا الشرط من المؤمنات فقد أقر بالمحنة (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn1) فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقررن بذلك من قولهن قال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقن فقد بايعتكن. لا والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط غير أنه يبايعهن بالكلام) رواه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn2) .
وفي رواية للبخاري عن عائشة قالت: (فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بايعتك كلاماً. لا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة، ما بايعهن إلا بقوله قد بايعتك على ذلك). (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn3)
وفي رواية أخرى لحديث عائشة عند ابن ماجة: [ولا مست كف رسول الله صلى الله عليه وسلم كف امرأة قط وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن قد بايعتكن كلاماً). (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn4)
قال حافظ بن حجر: [قوله قد بايعتك كلاماً أن يقول ذلك كلاماً فقط لا مصافحة باليد كما جرت العادة بمصافحة الرجال عند المبايعة]. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn5)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الإمام النووي [قولها: (والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط غير أنه يبايعهن بالكلام) فيه أن بيعة النساء بالكلام من غير أخذ كف وفيه أن بيعة الرجال بأخذ الكف مع الكلام وفيه أن كلام الأجنبية يباح سماعه وأن صوتها ليس بعورة وأنه لا يلمس بشرة الأجنبية من غير ضرورة كتطبيب وفصد]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn6)
ثانياً: عن أميمة بنت رقيقة رضي الله عنها قالت: [أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة نبايعه فقلن نبيعك يا رسول الله على أن لا نشرك بالله شيئاً ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي بهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف، فقال رسول الله e ( فيما استطعتن وأطقتن)، قالت: فقلنا الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا هلم نبايعك يا رسول الله. فقال: (إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة أو مثل قولي لامرأة واحدة)] رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة ومالك وأحمد وابن حبان والدار قطني (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn7).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn8)
وقال الحافظ ابن كثير: هذا إسناد صحيح. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn9)
وقال الشيخ ناصر الدين الألباني: إسناده صحيح. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn10)
وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn11)
وفي رواية أخرى عند الترمذي: (فقلت: يا رسول الله بايعنا - قال سفيان تعني صافحنا - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما قولي لمئة امرأة كقولي لامرأة واحدة). (4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn12)
وفي رواية أخرى عند عبد الرزاق: (قالت فقلنا ألا نصافحك يا رسول الله فقال: إني لا أصافح النساء إنما قولي لامرأة كقولي لمئة امرأة). (5) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn13)
وفي رواية أخرى: (قالت: ولم يصافح رسول الله منا امرأة) رواه احمد والحاكم بسند حسن كما قال الشيخ الألباني. (6) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn14)
وهذا الحديث يبين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصافح النساء في البيعة وهو نص صريح في ذلك، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصافح السناء في البيعة فمن باب أولى أنه لم يصافح النساء في غير البيعة.
فالرسول صلى الله عليه وسلم مع عصمته ترك مصافحة السناء، فعلينا أن نترك ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه أسوتنا وقدوتنا.
ثالثاً: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كان لا يصافح النساء في البيعة) رواه الإمام أحمد في المسند. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn15)
ونقل المناوي قول الهيثمي إسناده حسن. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn16)
وقال الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الشهير بالساعاتي: [وحسنه الحافظ والسيوطي]. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn17)
وقال الشيخ الألباني: [وهذا إسناد حسن على ما تقرر عند العلماء من الاحتجاج بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده كأحمد والبخاري والترمذي وغيرهم]. (4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn18)
روى الإمام الترمذي عن قال معمر فأخبرني ابن طاووس عن أبيه قال: [ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا يد امرأة يملكها] وقال الشيخ الألباني صحيح. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn19)
وفي رواية عن ابن جريج عن بان طاووس عن أبيه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ عليهن ويقول: لا أصافح النساء) رواه بعد الرزاق. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn20)
خامساً: روى أبو نعيم في المعرفة من حديث نهية بنت عبد الله البكرية قالت: وفدت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم فبايع الرجال وصافحهم وبايع النساء ولم يصافحهن). (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn21)
(يُتْبَعُ)
(/)
سادساً: عن عقيله بنت عبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا أمس أيدي النساء) رواه الطبراني في الأوسط وهو حديث صحيح كما قال الشيخ الألباني. (4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn22)
وهذه الرواية وما قبلها تشهد لحديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصافح النساء في البيعة وهي تؤكد أن عائشة رضي الله عنها لم تنفرد في روايتها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصافح النساء وأن ذلك مبلغ علم عائشة كما زعم بعض الناس، وسيأتي توضيح ذلك عند إبطال شبهات القول الشاذ في هذه المسألة.
سابعاً: عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لإن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له) رواه الطبراني والبيهقي.
قال المنذري: [رجال الطبراني ثقات رجال الصحيح]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn23)
وقال الشيخ الألباني: [رواه الروياني في مسنده، وهذا سند جيد رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين غير شداد بن سعيد فمن رجال مسلم وحده، وفيه كلام يسير لا ينزل به حديثه عن رتبة الحسن … والمخيط بكسر الميم وفتح الياء ما يخاط به كالإبرة والمسله ونحوهما وفي الحديث وعيد شديد لمن مس امرأة لا تحل له، ففيه دليل على تحريم مصافحة النساء لأن ذلك مما يشمله المس دون شك]. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn24)
ثامناً: روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن أبي هريرة t أن النبي e قال: (كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محاله، فالعينان تزني وزناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، والسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطي، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه). (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn25)
قال الإمام النووي: [معنى الحديث أن ابن آدم قدر عليه نصيب من الزنا فمنهم من يكون زناه حقيقياً، بإدخال الفرج بالفرج الحرام. ومنهم من يكون زناه مجازاً بالنظر الحرام أو الاستماع إلى الزنى وما يتعلق بتحصيله أو بالمس بأن يمس بيده أجنبية أو يقبلها أو بالمشي بالرجل إلى الزنى أو النظر أو اللمس أو الحديث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك]. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn26)
تاسعاً: إن الإسلام حرم النظر إلى الأجنبية بغير سبب مشروع (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn27) بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد حث المسلم على أن يصرف بصره إذا وقع على امرأة أجنبية فقد ثبت في الحديث عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فأمرني أن اصرف بصري). (4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn28)
وعن بريده رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخره) رواه أحمد وأبو داوود والترمذي والطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وقال الألباني حسن. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn29)
قال الشوكاني: [وحديث بريدة فيه دليل على أن النظر الواقع فجأة من دون قصد وتعمد لا يوجب إثم الناظر لأن التكليف به خراج عن الاستطاعة وإنما الممنوع منه النظر الواقع على طريقة التعمد أو ترك صرف البصر بعد نظر الفجأة]. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn30)
والأدلة على تحريم النظر إلى الأجنبية بدون سبب مشروع كثيرة، وإذا كان النظر محرماً فمن باب أولى اللمس، لأن اللمس أعظم أثراً في النفس من مجرد النظر حيث أن اللمس أكثر إثارة للشهوة وأقوى دايعاً إلى الفتنة من النظر بالعين وكل منصف يعلم ذلك كما قال العلامة الشنقيطي. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn31)
وقال الإمام النووي: [وقد قال أصحابنا كل من حرم النظر إليه حرم مسه، بل المس أشد فإنه يحل النظر إلى أجنبية إذا أراد أن يتزوجها وفي حال البيع والشراء والأخذ والعطاء ونحو ذلك لا يجوز مسها في شيء من ذلك]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn32)
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه أهم الأدلة على حرمة مصافحة المرأة الأجنبية وإن الناظر المخلص في هذه الأدلة ليطمئن إلى صحتها وقوتها في إثبات هذا الحكم الشرعي ويدفعه ذلك إلى العمل به اقتداءً بسيد الخلق محمد e وأما من كان صاحب هوى أو عصبية ويدعو إلى التحلل والتنصل من أحكام الشرع فلا تعجبه هذه الأدلة وقد جئناه بها ساطعة وضاحة كوضوح الشمس في رابعة النهار وسيحاول بشتى الطرق والوسائل أن يتمحل في التحلل من هذا الحكم الشرعي الثابت تارة بالتأويل الفاسد , وأخرى بالاستدلال الباطل وثالثة باسم الضرورة أو المصلحة أو نحو ذلك من التعليلات الفاسدة والتخريجات الساقطة كما سنرى فيما بعد.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref1) فسر ابن عباس رضي الله عنهما المحنة بقوله: [وكانت المحنة أن تستحلف بالله أنها ما خرجت من بغض زوجها ولا رغبت من أرض إلى أرض ولا التماس دنيا ولا عشقاً للرجل منا بل حباً لله ولرسوله] تفسير القرطبي 18/ 62.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref2) صحيح البخاري مع فتح الباري 11/ 345 - 346، صحيح مسلم شرح النووي 13/ 10.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref3) المصدر السابق 10/ 261.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref4) صحيح سنن ابن ماجة رقم 2324.
(4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref5) فتح الباري 10/ 261.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref6) شرح النووي على مسلم 13/ 10.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref7) سنن الترمذي 4/ 151 - 152، سنن النسائي 7/ 149، سنن ابن ماجة 2/ 959، الموطأ ص 538، مسند أحمد 6/ 357، الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان 10/ 417.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref8) سنن الترمذي 4/ 152.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref9) تفسير ابن كثير 4/ 352.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref10) سلسلة الأحاديث الصحيحة حديث رقم 529 المجلد الثاني.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref11) الإحسان 10/ 417.
(4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref12) المصنف لعبد الرزاق 6/ 7 حديث رقم 9826.
(5) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref13) سلسلة الأحاديث الصحيحة حديث رقم 529 المجلد الثاني.
(6) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref14) المصدر السابق.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref15) المسند 2/ 213.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref16) فيض القدير 5/ 186.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref17) الفتح الرباني 17/ 351.
(4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref18) سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الثاني حديث رقم 530.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref19) سنن الترمذي 3/ 117 حديث رقم 2634.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref20) المصنف لعبد الرزاق 6/ 8 حديث رقم 9831.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref21) التلخيص الحبير 4/ 169.
(4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref22) صحيح الجامع الصغير 2/ 1205، حديث رقم 7177.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref23) صحيح الجامع الصغير 2/ 1205 حديث رقم 7177.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref24) الترغيب والترهيب 3/ 39.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref25) صحيح مسلم مع شرح النووي 16/ 205 - 206.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref26) شرح النووي على مسلم 16/ 206.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref27) انظر المغني لابن قدامة 7/ 102.
(4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref28) صحيح مسلم مع شرح النووي 14/ 139.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref29) سنن أبي داود 2/ 246، سنن الترمذي 5/ 101، المسند 5/ 353، المستدرك 3/ 194، حجاب المرأة المسلمة ص 23، صحيح الجامع الصغير 2/ 1317 حديث رقم 7953.
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref30) نيل الأوطار 6/ 127.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref31) أضواء البيان 6/ 603 نقلاً عن أدلة التحريم ص 14.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref32) الأذكار ص 228.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref1) فتاوى العلماء للنساء ص 50.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref2) فتاوى العلماء للنساء ص 112.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref3) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السعودية، فتوى رقم
(2823) وتاريخ 10/ 2/1400.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref1) الهداية مع تكملة شرح فتح القدير 8/ 460.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref2) تحفة الفقهاء 3/ 334.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref3) الاختيار لتعليل المختار 4/ 156.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref4) حاشية ابن عابدين 6/ 367.
(4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref5) تبين الحقائق 6/ 18.
(5) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref6) بدائع الصناع 6/ 2959.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref7) ملتقى الأبحر 2/ 237.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref8) أحكام القرآن 4/ 1791.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref9) عارضة الأحوذي 7/ 95 - 96.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref10) المنتقى شرح الموطأ 7/ 308.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref11) الأذكار ص 228.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref12) شرح صحيح مسلم للنووي 13/ 10.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref13) فتح الباري 16/ 330.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref14) فتح الباري 13/ 294.
(4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref15) كفاية الأخيار ص 353.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref16) طرح التثريب 7/ 44 - 45.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref17) الاعتبار ص 406.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref18) رسوخ الأخبار ص 511.
(4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref19) الاختيارات العلمية ص 118 ضمن الفتاوى الكبرى المجلد الخامس.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref20) الآداب الشرعية 2/ 257، البرزة من النساء: المرأة الجلية التي تظهر للناس ويجلس إليها القوم الموثوق برأيها وعقلها، وهي الكهلة التي لا تحتجب احتجاب الشواب - لسان العرب مادة برز -
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref21) الآداب الشرعية 2/ 257.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref22) غذاء الألباب 1/ 280 نقلاً عن أدلة التحريم ص 26.
(4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref23) منار السبيل 2/ 142.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref24) سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الأول الحديث رقم 226.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 05:20]ـ
المبحث الخامس
القول الشاذ بجواز مصافحة المرأة الأجنبية
ذهب الشيخ تقي الدين النبهاني مؤسس حزب التحرير إلى جواز مصافحة المرأة الأجنبية وليس له سلف فيما ذهب إليه بل خالف جماهير علماء المسلمين السابقين واللاحقين، فمن أقواله في ذلك:
1. قال النبهاني في كتابه النظام الاجتماعي في الإسلام: [أما بالنسبة للمصافحة فإنه يجوز للرجل أن يصافح المرأة وللمرأة أن تصافح الرجل دون حائل بينهما]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn1)
2. وقال أيضاً: [وتكون البيعة مصافحة باليد أو كتابة لا فرق بين الرجال والنساء فإن لهن أن يصافحن الخليفة بالبيعة كما يصافحه الرجال]. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn2)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقول النبهاني هذا معتبر ومتبنى عند حزب التحرير ويقولون به ويصافح كثير منهم النساء ولا يرون بأساً بذلك، ويدافعون عن قولهم هذا دفاعاً مستميتاً بل عن بعضهم سود صحائف كثيرة في نصرة هذا القول وحاول أن يظهر أن أكثر العلماء يقولون بقول النبهاني بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك فقال: [ثم إذا ثبت أن أحداً من الفقهاء قال بتحريم مجرد لمس المرأة سواءً كان بشهوة أو بغيرها تكون المسألة خلافية]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn3)
وهذه مكابرة ومعاندة للحق وجهل أو تجاهل لأقوال علماء المسلمين وقد تشبث النبهاني وأتباع حزبه بشبهات كثيرة وحملوا النصوص ما لا تحتمل وسأورد أهمها وأكشف عن وجه الصواب فيها.
المبحث السادس
شبهات المخالف والرد عليها
الشبهة الأولى:
تشبث النبهاني بما فهمه من حديث أم عطية الأنصاري رضي الله عنها قالت: (بايعنا رسول اللهصلى الله عليه وسلم فقرأ علينا: أن لا تشركن بالله شيئاً. ونهانا عن النياحة فقبضت امرأة منا يدها فقالت: أسعدتني فلانة، أريد أن أجزيها. فما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فانطلقت ورجعت فبايعها) رواه الإمام البخاري. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn4)
قال النبهاني: [فهذا حديث يدل على أن الرسول بايع النساء بالمصافحة بدليل قوله فقبضت امرأة منا يدها) فإن معناها أن النساء الأخريات اللواتي معها لمي قبضن أيديهن وهذا يعني أنهن بايعن بأيديهن أي بالمصافحة (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn5) وقال النبهاني أيضاً: [وهو - أي حديث أم عطية - نص في المصافحة في مفهومه ومنطوقه] (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn6) وقال أحد أتباع النبهاني: [وحديث أم عطية نص في وقوع المصافحة ببيعة النساء في مفهومه ومنطوقه، فتكون بيعة النساء بالمصافحة جائزة شرعاً ولا شيء في ذلك]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn7)
والجواب عن هذه الشبهة من وجوه:
الوجه الأول:
إن المراد بقبض اليد في الحديث التأخر عن القبول كما قال الحافظ ابن حجر: [المراد بقبض اليد التأخر عن القبول] (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn8) ومثل ذلك قوله تعالى في حق المنافقين: (وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ) فهو كناية عن عدم الإنفاق في سبيل الله، ودليلنا على أن هذا هو المراد بقبض اليد ما جاء في رواية أخرى لحديث أم عطية رواها الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن عاصم عن حفصة عن أم عطية قالت: (لما نزلت الآية (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا … وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ) قالت كان منه النياحة، قالت: فقلت: يا رسول الله آل آل فلان فإنهم أسعدوني في الجاهلية فلا بد لي من أن أسعدهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا آل فلان). (( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn9)3)
وكذلك ما رواه النسائي عن أم عطية رضي الله عنها قالت: (لما أردت أن أبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله إن امرأة أسعدتني في الجاهلية فأذهب فأسعدها (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn10) ثم أجيئك فأبايعك، قال: اذهبي فأسعديها، قالت: فذهبت فأسعدتها ثم جئت فبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم) (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn11) قال الشيخ الألباني: صحيح الإسناد. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn12)
إن الناظر في هذه الروايات الثلاث لحديث أم عطية: رواية البخاري ورواية مسلم ورواية النسائي يظهر له أن المراد بقول أم عطية: (فقبضت امرأة منا يدها) التأخر عن قبول المبايعة، فلم تقبل المبايعة مباشرة ولكن أخرتها حتى تذهب لإسعاد المرأة التي أسعدتها في الجاهلية. انظر إلى قولها: (ثم أجيئك فأبايعك).
وقد ذكر الحافظ ابن حجر أن أم عطية لما قالت: (فقبضت امرأة منا يدها) أنها كانت تقصد نفسها، قال الحافظ: [وفي رواية النسائي قلت أن امرأة أسعدتني في الجاهلية … وتبين أن أم عطية في رواية عبد الوارث أبهمت نفسها]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn13)
(يُتْبَعُ)
(/)
يقصد رواية البخاري المذكورة سابقاً لحديث أم عطية، فقد قال البخاري: [حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية الحديث]. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn14)
ومن المعلوم أن الحادثة واحدة مع أم عطية فعبرت مرة بقولها: (فقبضت امرأة منا يدها) ومرة بقولها: (فقلت: يا رسول الله إلا آل فلان فإنهم كانوا أسعدوني في الجاهلية) ومرة قال: (إن امرأة أسعدتني في الجاهلية … ثم أجيئك فأبايعك).
ثم نقول إن حديث أم عطية ليس فيه ذكر للمصافحة أصلاً حتى تزعموا أن قبض اليد معناه الامتناع عن المصافحة.
وبهذا يظهر لكل منصف أن تأويل النبهاني لحديث أم عطية تأويل باطل مردود رواية ودراية.
الوجه الثاني:
إن الروايات الثابتة والصريحة الواردة في بيعة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء تؤكد أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يصافح النساء في البيعة فمن ذلك ما سبق من حديث عائشة حيث قالت: (لا والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط غير أنه بايعهن بالكلام).
وكذلك ما ورد عن عبد الله بن عمرو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يصافح النساء في البيعة، وما ورد في حديث أميمة بنت رقيقه حيث قالت: هلم نبايعك، قال سفيان - أحد رواة الحديث - تعني صافحنا، فقال رسول الله: (إني لا أصافح النساء) فقول النبي صلى الله عليه وسلم هذا قاله في البيعة، فتأويل حديث أم عطية يتناقض مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، قوله عليه الصلاة والسلام مقدم على قول غيره في جميع الأحوال.
وكذلك ما ورد في إحدى روايات حديث أميمة السابق: (قالت: ولم يصافح رسول الله منا امرأة).
فهذه الأدلة الصحيحة الصريحة تثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصافح أحداً من النسوة في البيعة، فلا ينبغي لمسلم أن يترك هذه الأدلة ويتمسك بتأويل فاسد لحديث أم عطية، وخاصة أن المصافحة لم تذكر في ذلك الحديث أصلاً، ويزعم أن النصوص متعارضة.
قال الشيخ الألباني: [وجملة القول أنه لم يصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه صافح امرأة قط، حتى ولا في المبايعة، فضلاً عن المصافحة عند الملاقاة، فاحتجاج البعض لجوازها بحديث أم عطية الذي ذكرته مع أن المصافحة لم تذكر فيه وإعراضه عن الأحاديث الصريحة في تنزهه e عن المصافحة لأمر لا يصدر عن مؤمن مخلص]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn15)
الوجه الثالث:
إن دعواكم بأن حديث أم عطية نص في المصافحة دعوى لا ينقي منها العجب وهي دعوى عريضة ينقصها الدليل ويعوزها البرهان، ومستغربة أشد الاستغراب، ولا أدري كيف يكون حديث أم عطية نصاً في المصافحة ولا ذكر للمصافحة فيه بحال من الأحوال.
وكيف يكون نصاً في المصافحة في البيعة كما زعمتم، وعائشة وعبد الله بن عمرو وأميمة بنت رقيقة - التي حضرت البيعة - يقولون إن النبي e بايع النساء دون مصافحة؟
وكيف يكون نصاً في المصافحة في البيعة وأنتم تقولون إن امتناع الرسول عليه الصلاة والسلام عن المصافحة امتناع منه عن مباح، فأنتم قد أثبتم أنه عليه الصلاة والسلام لم يصافح النساء في البيعة وتقولون هنا أن حديث أم عطية نص في المصافحة فما هذا التناقض؟
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref1) النظام الاجتماعي في الإسلام ص 35.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref2) الشخصية الإسلامية 2/ 22023.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref3) الخلاص واختلاف الناس ص 68.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref4) صحيح البخاري مع فتح الباري 10/ 262.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref5) الشخصية الإسلامية 3/ 107 - 108.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref6) الشخصية الإسلامية 2/ 23.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref7) قواعد نظام الحكم في الإسلام ص 123.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref8) فتح الباري 10/ 261.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref9) صحيح مسلم مع شرح النووي 6/ 238.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref10) إسعاد النساء في المناحات: [تقوم المرأة فتقوم معها امرأة أخرى من جاراتها فتساعدها على النياحة] لسان العرب مادة سعد. وقال الحافظ ابن حجر: [ولا يستعمل إلا في البكاء والمساعدة عليه].
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref11) سنن النسائي 7/ 149.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref12) صحيح سنن النسائي 3/ 875 حديث رقم 3895.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref13) فتح الباري 10/ 262.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref14) صحيح البخاري مع فتح الباري 10/ 262.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref15) سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/ 55.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 05:21]ـ
الشبهة الثانية:
قال النبهاني عن حديث أم عطية: [فهذا حديث يدل على أن الرسول بايع النساء بالمصافحة بدليل قوله: (فقبضت امرأة منا يدها) فإن معناها أن النساء الأخريات اللواتي معها لم يقبضن أيديهن، يعني أنهن بايعن بأيديهن، أي بالمصافحة، وحديث أميمة يقول: (إني لا أصافح النساء) وعائشة تقول: (ما مست يده يد امرأة) وفي هذا تعارض فيكون حديث البيعة بالمصافحة يتعارض مع حديث أنه لم يصافح النساء]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn1)
والجواب: إن دعوى التعارض التي رسمها النبهاني غير صحيحة، فإن التعارض لا يكون بين قول الرسولصلى الله عليه وسلم وبين فهم خاطئ فهمه أحد الناس من نص شرعي، وإنما التعارض المعتبر عند الأصوليين هو الذي يقع بين دليلين شرعيين متساويين على سبيل التمانع (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn2)، فهل هذا متحقق في دعواكم التعارض المزعوم، وإذا أعدنا النظر في هذه الدعوى فماذا نجد؟
نجد قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (لا أصافح النساء) وقول عائشة: (ما مست يده يد امرأة) يم نجد تأويل النبهاني لحديث أم عطية يعارض قول الرسول عليه الصلاة والسلام؟
وهل تأويل النبهاني دليل شرعي حتى يعارض قول الرسول صلى الله عليه وسلم. والغريب العجيب أن النبهاني يجزم بوقوع مصافحة النساء في البيعة لمجرد تأويله الباطل لقبضت امرأة يدها وكأنه كان حاضراً للبيعة، ويرّد حديث عائشة رضي الله عنها ثم يقولون إن ذلك مبلغ علماها، ولا يأخذون بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء) مع أنه قاله في البيعة كما في حديث أميمة.
فدعوى التعارض ساقطة، ولا تعارض بين النصوص في هذه المسألة إلا في خيالكم، فحديث أم عطية لا مصافحة فيه أبداً وهو منسجم مع بقية الأحاديث في هذه المسألة، وتأويلكم الباطل وتحميلكم للنص ما لا يحتمل جعله في زعمكم متعارضاً مع حديثي عائشة وأميمة وفي الحقيقة والواقع لا تعارض.
الشبهة الثالثة:
قال النبهاني: (إن يد المرأة ليست بعورة ولا يحرم النظر إليها بغير شهوة فلا تحرم مصافحتها). (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn3)
والجواب: إن كون يد المرأة ليست عورة كما تقول طائفة من أهل العلم لا يعني جواز لمسها ومصافحتها بل عن العلماء أجمعوا على تحريم مس وجه المرأة وكفيها من غير ضرورة ولو كانا غير عورة عند من يقول بذلك.
قال المرغياني الحنفي: [ولا يحل له أن يمس وجهها ولا كفيها وإن كان يأمن الشهوة]. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn4) وقال الحصفكي الحنفي صاحب الدر المختار: [فلا يحل مس وجهها وكفيها وإن أمن الشهوة]. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn5)
وقال النووي الشافعي: [وقد قال أصحابنا: كل من حرم النظر إليه حرم مسه، بل المس أشد، فإنه يحل النظر إلى الأجنبية إذا أراد أن يتزوجها وفي حال البيع والشراء والأخذ والعطاء ونحو ذلك، ولا يجوز مسها في شيء من ذلك]. (4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn6)
وقال الحافظ العراقي: [قال الفقهاء من أصحابنا وغيرهم انه يحرم مس الأجنبية ولو في غير عورتها، كالوجه وإن اختلفوا في جواز النظر حيث لا شهوة ولا خوف ولا فتنة، فتحريم المس آكد من تحريم النظر]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn7)
فالذي يظهر لنا من خلال أقوال العلماء السابقة أن لا تلازم بين كون كفي المرأة ليسا بعورة وبين مصافحتها، فإذا جاز النظر إليهما فلا يجوز مسهما ولا تجوز المصافحة.
الشبهة الرابعة:
زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم صافح النساء بحائل وذكروا بعض الروايات في ذلك منها:
1. عن عامر الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بايع النساء أتي ببرد قطري فوضعه عل يده وقال: (لا أصافح النساء) رواه أبو داود في المراسيل وابن كثير في التفسير. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn8)
والجواب عن هذه الرواية: إن هذا الخبر مرسل لا يصح الاحتجاج به
قال الحافظ أبو بكر الحازمي: [وحديث الشعبي … منقطع فلا يقاوم هذه الأحاديث الصحاح]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn9)
(يُتْبَعُ)
(/)
2. ما جاء في إحدى الروايات عن أسماء بنت يزيد: (فقالت له أسماء ألا تسحر لنا عن يدك يا رسول الله فقال: إني لست أصافح النساء) رواه أحمد. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn10)
وهذه الرواية: تشعر بأنه عليه الصلاة والسلام كان يصافح النساء وعلى يده ثوب، ولكن هذه الرواية ضعيفة لا تقوم بها حجة، وذلك لأن شهر بن حوشب - أحد الرواة - ضعيف. قال الحافظ ابن حجر فيه: [صدوق كثير الإرسال والأوهام] (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn11)، وقال الشيخ الألباني: [وشهر ضعيف من قبل حفظه] (4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn12)، وقال أيضاً: [وشهر بن حوشب ضعيف لا يحتج به لكثرة خطئه]. (5) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn13)
وبناء على ما تقدم لا تصح هذه الروايات، والمعول على ما جاء في الصحيح من أنه عليه الصلاة والسلام لم يصافح النساء بحائل ولا بدون حائل.
وقال الحافظ العراقي: [وقال بعضهم: صافحن بحائل وكان على يده ثوب قطري، وقيل كان عمر يصافحهن عنه. ولا يصح شيء من ذلك لا سيما الأخير، وكيف يفعل عمر t أمراً لا يفعله صاحب العصمة الواجبة]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn14)
وقال الشيخ الألباني بعد أن ساق الروايات المذكورة أعلاه: وكلها مراسيل لا تقوم بها الحجة. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn15)
الشبهة الخامسة:
زعموا أنه ليس على المسلمين التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم في تركه للمصافحة لأن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء) ليس فيه إلا الامتناع عن الفعل، والتأسي لا يكون إلا بأفعاله وهو لم يفعل شيئاً في هذه الحادثة سوى الامتناع عن الفعل. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn16)
والجواب: أن هذا خطأ فاحش فإنه ينبغي أن يعلم أن الترك وهو المعروف عند الأصوليين بالكف يعد فعلاً لقوله تعالى: (كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) فقد ذمهم الله تبارك وتعالى على ترك النهي عن المنكر، وسمي تركهم لذلك فعلاً: (لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ).
قال الغزالي: [والكف فعل يثاب عليه]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn17)
وقال الشوكاني: [… لأن الكف فعل]. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn18)
فإذا صبت ان الترك فعل فعلينا التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فهو قدوتنا: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ). (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn19)
قال الآمدي: [أما التأسي بالغير فقد يكون بالفعل والترك]. (4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn20)
وقال أيضاً: [أما التأسي في الترك فهو ترك أحد الشخصين مثل ما ترك الآخر في الأفعال على وجهه، وصفته من أجل أنه ترك]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn21)
فعلينا أن نترك مثلما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال الشوكاني:
[تركه صلى الله عليه وسلم للشي كفعله له في التأسي به] وقال ابن السمعاني: [إذا ترك الرسول صلى الله عليه وسلم شيئاً وجب علينا متابعته فيه، ألا ترى أنه عليه الصلاة والسلام لما قدم الضب فأمشك عنه وترك أكله أمسك عنه الصحابة وتركوه إلى أن قال لهم: إنه ليس بأرض قومي فأجدني أعافه وأذن لهم في أكله]. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn22)
وقال العلامة ابن القيم تحت عنوان: [فصل: نقل الصحابة ما تركه صلى الله عليه وسلم وأما نقلهم لتركه صلى الله عليه وسلم فهو نوعان وكلاهما سنة] (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn23)، ثم قال: [… فإن تركه صلى الله عليه وسلم سنة كما أن فعله سنة]. (4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn24)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشيخ علي محفوظ: [فاعلم أن سنة النبيصلى الله عليه وسلم كما تكون بالفعل تكون بالترك، فكما كلفنا الله تعالى باتباع النبي صلى الله عليه وسلم في فعلبه الذي يتقرب به إذا لم يكن من باب الخصوصيات كذلك طالبنا في تركه فيكون الترك سنة، وكما لا نتقرب إلى الله بترك ما فعل لا نتقرب إليه بفعل ما ترك، فلا فرق بين الفاعل لما ترك والتارك لما فعل]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn25)
وبهذا يتضح لكل ذي عقل بطلان دعواهم الزائفة أن التأسي برسول الله e لا يكون إلا بالفعل، فعلى المسلم ألا يصافح النساء تأسياً واقتداءً بقدوتنا وأسوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن النجار الحنبلي: [التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم فعلك كما فعل، لأجل أنه فعل، وأما التأسي في الترك فهو أن تترك ما تركه لأجل أنه ترك]. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn26)
ومما يجد ذكره هنا أن الجهل بأن السنة النبوية تنقسم إلى فعلية وتركية أوقع كثيراً من الناس في البدع، فالرسول صلى الله عليه وسلم ترك أموراً لم يفعلها مع توفر الداعي لفعلها، ولم يكن هناك مانع من فعلها ومع ذلك تركها الرسول صلى الله عليه وسلم، فدل ذلك على أنها ليست مشروعة وأن الترك هو المشروع كما ترك النبي عليه الصلاة والسلام القراءة على الأموات وكما ترك الأذان لصلاة العيدين والتراويح وكما ترك صلاة ليلة النصف من شعبان ونحو ذلك.
فمن ترك مثلما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو متأس ومقتد به ومصيب للسنة، ومن فعل ما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مبتدع مجانب للهدي النبوي.
الشبهة السادسة:
زعموا أن حديث عائشة موقوف عليه وهي صادقة فيما تقول وكلامها هذا على حد علمها برسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج أكثر من أربع نسوة وكانت خديجة قبل عائشة رضي الله عنهن، فكيف تكون قد عرفت السابق واللاحق عن رسول الله صلى الله عليه وسلمصلى الله عليه وسلم. ولذلك فقولها رضي الله عنها موقوف عليها. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn27)
والجواب: إن هذا الكلام فيه مغالطات وأخطاء واضحة ويشم منه سوء الأدب مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وبيان ذلك من وجوه:
الوجه الأول: أن الزعم بأن حديث عائشة موقوف عليها زعم خاطئ ودعوى باطله، ويعلم ذلك المبتدئون في دراسة علم الحديث، فضلاً عن علماء الحديث. ولنرجع إلى أقوال أهل هذا الشأن لنقف على حقيقة الموقوف.
قال الإمام النووي: [الموقوف: وهو المروي عن الصحابة قولاً لهم أو فعلاً أو نحوه]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn28)
وقال الباجي: [الموقوف: ما وقف به على الراوي ولم يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم ومعنى ذلك أنه وقف على الصحابي رضي الله عنه أو غيره من رواته فجعل من قوله … الخ]. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn29)
وقال الجرجاني: [الموقوف من الحديث: ما روي عن الصحابة من أحوالهم وأقوالهم فيتوقف عليهم ولا يتجاوز به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم]. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn30)
والسؤال الآن: هل تنطبق هذه التعريفات للموقوف على حديث عائشة رضي الله عنها؟
إنها تقول: (فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقررن بذلك قال لهن رسول الله: انطلقن فقد بايعتكن) ثم تقول: (لا والله ما مست يد رسول الله امرأة قط، غير أنهي بايعهن بالكلام) وتقول أيضاً: (وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن قد بايعتكن كلاماً) فهل حديث عائشة هو قول لها؟ أو هل هو فعل لها؟ حتى يكون موقوفاً إنه مرفوع قولي ومرفوع فعلي ومن قال أنه يشترط في الحديث حتى يعد مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول الصحابي الذي روى الحديث أخبرني رسول الله أو قال لي رسول الله، ولو قلنا بهذا الاشتراط الوهمي لخرجت جملة كثيرة من الأحاديث النبوية عن كونها مرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإليك بعض الأمثلة التي تبطل زعمهم:
هل يعد من الموقوف حديث ابن عمر: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام للصلاة رفع يديه حتى يكونا حذو منكبيه) رواه مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل يعد من الموقوف حديث عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى قبضه الله) رواه البخاري ومسلم.
وهل يعد موقوفاً حديث ابن مسعود رضي الله عنه: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى لصلاة لغير وقتها إلا بجمع - مزدلفة - …) رواه البخاري ومسلم.
ولا أدري ما هو الفارق من حيث الرواية بين حديث عائشة: (ما مست يد رسول الله يد امرأة قط) وبين حديث ابن مسعود: (ما رأيت رسول الله صلى صلاة لغير وقتها … الخ) من الواضح أنه لا فرق بينهما، وهذا تبطل دعواهم بأن حديث عائشة موقوف عليها.
الوجه الثاني:
إن زعمهم السابق يحمل في طياته سوء أدب مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إن لم نقل أنه يحمل تكذيباً لها وجرأة وقحة على ام المؤمنين. انظر إلى قول قائلهم: [فكيف تكون عرفت السابق واللاحق عن رسول الله دون إخبارها].
إن هذا الكلام لا يصدر عن مسلم تقي عرف للصحابة حقوقهم، وقد امرنا الإسلام باحترامهم وتقديرهم وإجلالهم، فهم الجيل الأول من المسلمين، وهم أول من آمن برسول اللهصلى الله عليه وسلم، وهم الذين جاهدوا في الله حق جهاده، ونصروا رسوله عليه الصلاة والسلام، وعلينا أن نتذكر قول الله سبحانه وتعالى فيهم: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn31)
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أحداً من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه) رواه البخاري ومسلم. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn32)
وقوله عليه الصلاة والسلام: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) رواه البخاري ومسلم. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn33)
وغير ذلك من الآيات والأحاديث الواردة في فضل الصحابة. فهل يجوز لأحد بعد ذلك ان يتطاول على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ويقول أن ذلك مبلغ علمها أو على حد علمها أو كيف عرفت السابق واللاحق. فمن أعلم من أم المؤمنين عائشة بأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل عائشة رضي الله عنها تفتي بغير علم؟ وهل عائشة رضي الله عنها تقسم بالله وهي غير متيقنة مما تقول؟ وهل عائشة تقسم بالله قائلة: (لا والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط) وهي تعلم أنه صلى الله عليه وسلم صافح النساء؟! وهل تأويلكم الفاسد لحديث أم عطية أقوى حجة ودلة من حديث عائشة؟ وهل من جاء بعد أربعة عشر قرنا من الزمان أعلم بأحوال رسول الله من أم المؤمنين عائشة؟! سبحانك هذا بهتان عظيم!!!
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref1) الشخصية الإسلامية 3/ 107 - 108.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref2) انظر إرشاد الفحول ص 273، أصول السرخسي 2/ 12، التعارض والترجيح عند الأصوليين ص39، أدلة التشريع المتعارضة ص20 - 23.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref3) النظام الاجتماعي في الإسلام ص 35.
(( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref4)2) الهداية مع تكملة شرح القدير 8/ 460.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref5) حاشية ابن عابدين 6/ 367.
(4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref6) الأذكار ص 228.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref7) طرح التثريب 7/ 45.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref8) فتح الباري 10/ 261، تفسير ابن كثير 4/ 354، تفسير الألوسي 28/ 81، الكشاف 4/ 95.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref9) الاعتبار ص 407، وانظر رسوخ الأخبار ص 512.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref10) المسند 6/ 454.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref11) تقريب التهذيب ص 147.
(4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref12) السلسلة الصحيحة ص 53 المجلد الثاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
(5) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref13) السلسلة الأحاديث الضعيفة 1/ 281.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref14) طرح التثريب 7/ 44.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref15) السلسلة الصحيحة ص 53 المجلد الثاني.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref16) الخلاص ص60.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref17) المستصفى 1/ 90.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref18) إرشاد الفحول ص 13.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref19) سورة الأحزاب آية 21.
(4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref20) الأحكام للآمدي 1/ 158.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref21) المصدر السابق.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref22) إرشاد الفحول ص 42.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref23) إعلام الموقعين 2/ 389.
(4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref24) المصدر السابق 2/ 390.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref25) الإبداع في مضار الابتداع ص 34 - 35.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref26) شرح الكوكب المنير 2/ 196.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref27) الخلاص ص 60 - 61.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref28) تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي 1/ 184.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref29) الحدود ص 63.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref30) التعريفات ص 123.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref31) سورة التوبة آية 100.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref32) صحيح البخاري مع الفتح 8/ 33، صحيح مسلم مع شرح النووي 16/ 92.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref33) صحيح البخاري مع الفتح 8/ 4، صحيح مسلم مع شرح النووي 16/ 84.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 05:22]ـ
الشبهة السابعة:
زعم قائلهم أن الرواية عن عائشة رضي الله عنها تبين مدى علم عائشة ببيعة النساء، لذلك فهي لا تقول: رأيت أو شاهدت أو أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أو حدثتني فلانة ممن بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعائشة رضي الله عنها لم تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تروي صفة ما بايعت عليه، إنما هي تخبر وهي بخبرها صادقة، ولكن بحدود علمها أن ذلك لم يحدث لا بحكم الواقع الذي جرى عليه وقوع مصافحة النساء في بيعتهن. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn1)
والجواب: إن هذا الكلام ينطوي على مجازفة ومكابرة ما بعدها مكابرة، وليّ لأعناق النصوص وتحميلها ما لا تحتمل، وجزم بلا برهان على وقوع مصافحة النساء في البيعة. وكأن هذا القائل وأمثاله قد حضروا البيعة ورأوها رأي العين!! وأما أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فهذه حدود علمها!! وأما الأمر الذي وقع في البيعة فعرفه هؤلاء وجهلته عائشة!! إن هذا لهو التعصب المقيت للرأي، وهو تحكيم للعقل في النصوص، وهو تأويل فاسد للنصوص. وإني لأستغرب كيف يجزم هؤلاء بحصول المصافحة في البيعة مع أن الأدلة الدامغة والبراهين الساطعة تثبت خلاف ذلك. فالرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يصافح النساء في البيعة كما في حديث عبد الله بن عمرو، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إني لا أصافح السناء) وعائشة رضي الله عنها تقسم: (والله ما مست يده يد امرأة قط) وأميمة بنت رقيقة تقول في البيعة: (ما صافح منا امرأة قط).
وحديث أم عطية الذي هو عمدتكم الأولى والأخيرة ليس فيه ذكر للمصافحة، والرواية الأخرى لحديث أم عطية عند مسلم تبين أنها تأخرت عن قبول البيعة حتى تسعد المرأة التي أسعدتها.
وبعد كل هذه الأدلة والحجج القوية الصحيحة والصريحة التي تبين بياناً شافياً أن النبي صلى الله عليه وسلم يأتي النبهاني ومن تابعه بعد أربعة عشر قرناً من الزمان فيقولون أن الرسول صلى الله عليه وسلم صافح النساء في البيعة؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
سبحانك هذا بهتان عظيم وافتراء مبين وصم للعيون والقلوب والآذان عن أقوال أولئك الهادة المتقين.
الشبهة الثامنة:
وهي من استدلالاتهم العجيبة الغربية حيث احتجوا بما رواه الترمذي: (أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ يوماً بجماعة نسوة فأومأ بيده بالتسليم) وما رواه أبو داود عن أسماء بنت يزيد: (مرّ علينا النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فسلم علينا) وفي رواية: (فألوى بيده بالتسليم) (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn2)، وقالوا أيضاً: (فسلم عليهن بيده) يفيد أن التسليم باليد والتسليم يعني المصافحة ولا يعني بالإيماء أو الإشارة لأن فيه تشبهاً باليهود والنصارى وقد نهى عن ذلك بقوله: (لا تشبهوا باليهود والنصارى فإن تسليم اليهود إشارة بالأصابع وتسليم النصارى الإشارة بالكف) [إذن فما دام كذلك فلا يخرج الأمر عن كونه e يسلم بيده مصافحة]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn3)
والجواب: إن دعواكم أن التسليم معناه المصافحة صحيح ولكن عند العوام!! وأما عند أهل اللغة وعند أهل الحديث وعند العلماء فإن التسليم معناه طرح السلام باللسان أو مع الإشارة باليد، وهكذا فسره أحد رواة الحديث فقد جاء في رواية الترمذي: [فأومأ بيده بالتسليم وأشار عبد الحميد بيده] (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn4)، وعبد الحميد هو أحد رواة الحديث فسر معنى ألوى بيده، وأهل اللغة فسروا أومأ بيده أي أشار، قال الجوهري: [أومأت إليه: أشرت] (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn5)، وكذلك ألوى: أشار. قال ابن منظور: [ألوى إليّ بيده إلواءً بيده أي إشارة بيده لا غير]. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn6)
ومن خلال ما تقدم نعرف أن أومأ بيده وألوى بيده أي أشار ونعلم أن المقصود بالتسليم هو طرح السلام وهذا هو الصحيح وهو المعروف الوارد في السنة كما في الحديث عن أم هانئ قالت: (ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل فسلمت عليه، فقال هذه أم هانئ قلت: أم هانئ، قال: مرحباً) رواه البخاري ومسلم.
ونحن نسأل ما معنى سلمت عليه هل تعني أنها صافحته أم تعني أنها طرحت السلام عليه؟
ومثل ذلك حديث أبي هريرة أنه عليه الصلاة والسلام قال: (يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير) رواه البخاري ومسلم ومثل ذلك ما ورد عن ابن عمر أنه قال: (إذا سلمت
فأسمع) رواه البخاري في الأدب المفرد وقال الحافظ سنده صحيح. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn7)
وأصرح من ذلك كله ما جاء في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خلق الله آدم على صورته … قال اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليكم ورحمة الله) رواه البخاري (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn8)، وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة في هذا الباب.
وقولكم أن الروايتين تدلان على المصافحة ولا يصح حملهما على الإشارة لأن النهي ورد في عدم التشبه باليهود والنصارى، فالصحيح أن نحملهما على الإشارة لأن حملهما على المصافحة باطل، وأما النهي عن التشبه باليهود والنصارى في السلام إشارة فالمقصود بذلك هو الاقتصار على الإشارة. وفي حديث أسماء جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين اللفظ والإشارة كما يظهر في رواية أبي داود فسلم علينا.
والتسليم بالإشارة يجوز لمن كان بعيداً بحيث لا يسمع التسليم، فيجوز التسليم عليه بالإشارة ويتلفظ مع ذلك بالسلام. هذا ما أفاده الإمام النووي (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn9) والحافظ ابن حجر (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn10) وقال العلامة الجيلاني: [والنهي عن السلام بالإشارة مخصوص بمن قدر على اللفظ حساً وشرعاً، وإلا فهي مشروعة لمن يكون في شغل يمنعه من التلفظ بجواب السلام كالمصلي والبعيد والأخرس وكذا السلام على الأصم]. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn11)
الشبهة التاسعة:
(يُتْبَعُ)
(/)
قولهم: [ومن الدلالة أيضاً على أن المصافحة من حيث هي مصافحة للنساء مباحة كونه عليه الصلاة والسلام سمح لغير بالمصافحة أيضاً وذلك لما روي عن أم عطية رضي الله عنها قالت: (لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة جمع نساء الأنصار في بيت ثم أرسل إليهن عمر بن الخطاب عليه السلام، فقال: أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكن، لا تشركن بالله شيئاً، فقلن: نعم. فمد يده من خراج البيت ومددنا أيدينا من داخل البيت ثم قال: اللهم اشهد) وروي عنه صلى الله عليه وسلم: (لما فرغ من بيعة الرجال جلس على الصفا ومعه عمر أسفل منه فجعل يشترط على النساء البيعة وعمر يصافحهن). (4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn12)
والجواب: إن حديث أم عطية المذكور لا ذكر للمصافحة فيه وكل ما فيه: (أن عمر مد يده من خارج البيت ومددنا أيدينا من داخل البيت) وهذا لا مصافحة فيه لأن عمر كان خارج البيت والنساء داخل البيت. والمفهوم من هذه الرواية أن النسوة مددن أيديهن جميعاً في آن واحد ولا يعقل أن يصافحهن عمر وهو خارج البيت وهن داخل البيت في آن واحد فالاحتجاج بهذه الرواية على أن عمر صافح النساء كذب وزور وبهتان.
وأما الرواية الثانية عن عمر فرواية ساقطة لا تقوم بها حجة لأن راويها هو محمد بن السائب الكلبي كما في المصدر الذي اعتمد عليه وهو تفسير الفخر الرازي (1 ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn13))، قال فيه أبو حاتم: [الكلبي هذا مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه].
وقال النسائي: [متروك الحديث] والكلبي كذاب لا يعول عليه بحال من الأحوال. وقال فيه الحافظ ابن حجر: [متهم بالكذب] (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn14)، ثم إن أهل التسفير قد ردوا هذه الرواية منهم ابن العربي المالكي والقرطبي. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn15)
ويلاحظ من استدلالات القوم بأمثال هذه الروايات الساقطة أو التي لا حجة فيها ولا برهان تعصبهم المقيت للرأي من هنا ومحاولة الدفاع المستميت عنه بأي شيء كان، فيجمعون الروايات من هنا وهناك دون تمييز لما يصلح أو لا يصلح ولما يصح أو لا يصح كحاطب ليل لا يدري ماذا يجمع في ليلته الظلماء وينطبق عليهم قول الشاعر:
أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل
الشبهة العاشرة:
احتجوا بما ذكره ابن كثير في تفسيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بايع النساء فكانت هند زوج أبو سفيان متنكرة وعرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاها فأخذت بيده فعاذرته فقال: أنت هند. قالت: عفا الله عما سلف. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn16)
والجواب: إن الاستدلال بهذه الرواية دون ذكر لما قاله ابن كثير في نقدها مما يتنافى مع الأمانة العلمية، فابن كثير رحمه الله لما ساق هذه الرواية لم يسكت عنها بل بين عوارها وعدم ثبوتها، فقال رحمه الله: [وهذا أثر غريب وفي بعضه نكارة والله أعلم فإن أبا سفيان وامرأته لما اسلما لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيفهما بل أظهر الصفاء والود لهما]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn17)
الشبهة الحادية عشر:
احتجوا بما رواه أنس بن مالك قال: كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت وفي رواية للعسقلاني فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn18)
والجواب: إننا لو رجعنا إلى الرواية الثانية كاملة وهي رواية لأحمد وليست للعسقلاني كما ذكر لوجدناها كما يلي، قال الحافظ: [وفي رواية أحمد: (فتنطلق به في حاجتها) وله من طريق علي بن زيد عن أنس: (إن كانت الوليدة من ولائد أهل المدينة لتجيء فتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاء) وأخرجه ابن ماجة من هذا الوجه. والمقصود بالأخذ باليد لازمه وهو
(يُتْبَعُ)
(/)
الرفق والانقياد] (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn19) ، ثم إن المراد بالوليدة هي الصبية الصغيرة، قال الفيومي: [الوليد: الصبي المولود والجمع ولدان بالكسر والصبية والأمة ولدية والجمع ولائد]. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn20)
وإذا كان الأمر يتعلق بالصبية الصغيرة فهذه لا بأس بلمسها دون شهوة وخاصة أن الآخذ بيدها رسول صلى الله عليه وسلم.
الشبهة الثانية عشرة:
قالوا إن قوله: (إني لا أصافح النساء) يدل دلالة واضحة من دلالة النص وألفاظه أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو المعني والمختص بالخطاب، حيث يقول إني وحرف لا يعني النفي ولا يعني النهي عن المصافحة في هذا النص، فالرسول صلى الله عليه وسلم أخبر عن نفسه في هذا الحادثة أنه لا يصافح النساء، أي أنه يمتنع عن ذلك. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn21)
والجواب: إن استدلالكم هذا ينقض البناء الذي بنيتم من القواعد ويخر السقف عليكم وآخر كلامكم هدم أوله لأنكم زعمتم أن الرسول صلى الله عليه وسلم صافح النساء في البيعة كما في احتجاجكم بحديث أم عطية، قال النبهاني بعد أن ساق حديث أم عطية: [فهذا الحديث يدل على أن الرسول بايع النساء بالمصافحة، بدليل قوله: (فقبضت امرأة منا يدها)] (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn22) ، وهنا تقولون أن الرسول صلى الله عليه وسلمامتنع عن المصافحة، ومعلوم أن حديث: (إني لا أصافح النساء) جاء في البيعة فما هذا التناقض الذي أوقعكم فيه تحميلكم للنصوص ما لا تحتمل وتأويلها تأويلاً فاسداً.
الشبهة الثالثة عشرة:
زعموا أن قوله عليه الصلاة والسلام: (إني لا أصافح النساء) لا يعتبر نهياً مطلقاً لأنه قاله في خصوص البيعة. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn23)
والجواب: إن هذا الزعم ساقط لأن المعروف عند الأصوليين أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، والأمر كذلك في هذه المسألة، بل عن الحديث يدل على التحريم في حق المسلمين دلالة أولوية إذ قد امتنع عن المصافحة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال البيعة، مع أن الأصل في البيعة أن تكون معاقدة بالأيدي ومصافحة فلإن تكون ممنوعة في غير هذا الموطن أولى وأجدر والأدلة الأخرى التي ذكرناها سابقاً تقوي هذا الفهم والاستدلال، وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد امتنع عن المصافحة وهو رسول الله e فمن باب أولى أن يمتنع عنها المسلمون غير المعصومين لأن المرأة مشتهاة خلقة واللمس قد يؤدي إلى إثارة الشهوة. والإسلام سد كل الأبواب التي تؤدي إلى إثارة الشهوات محافظة على نقاء المجتمع المسلم وطهره. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn24) قال الحافظ العراقي: [وإذا لم يفعل هو ذلك مع عصمته وانتفاء الريبة في حقه فغيره أولى بذلك والظاهر أنه كان يمتنع من ذلك لتحريمه عليه]. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn25)
وقال الشيخ الصابوني: [ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يمتنع عن مصافحة السناء مع أنه المعصوم فإنما هو تعليم للأمة وإرشاد لسلوك طريق الاستقامة، وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الطاهر الفاضل الشريف الذي لا يشك إنسان في نزاهته وطهارته وسلامة قلبه لا يصافح النساء ويكتفي بالكلام في مبايعتهن مع أن أمر البيعة أمر عظيم الشأن، فكيف يباح لغيره من الرجال مصافحة النساء مع أن الشهوة منهم غالبة والفتنة غير مأمونة والشيطان يجري فيهم مجرى الدم؟!]. (3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn26)
الشبهة الرابعة عشرة:
قال النبهاني: [إن رفض الرسول أن يفعل فعلاً ليس بنهي فلا يدل على النهي عن المصافحة وإنما هو امتناع منه عن مباح من المباحات …] إلى أن قال: [وكما تجنب أكل الضب والأرنب وأمثال ذلك]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn27)
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب: إن امتناع النبي صلى الله عليه وسلمعن المصافحة ليس كامتناعه عن مباح من المباحات لأن إباحة الأرنب مثلاً ونحوه ثابتة وجماهير علماء المسلمين على إباحته وأما امتناعه عن مصافحة النساء فإنه امتناع عن محرم لأن الأحاديث واضحة في إثبات هذه الحرمة (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn28)، والرسول صلى الله عليه وسلم امتنع عن مصافحة النساء في حال البيعة مع أن المعروف في البيعة أن تكون مصافحة ومعاقدة بالأيدي ليدل أبلغ دلالة على تحريم مصافحة النساء، وإذا كان هو صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم النقي التقي قد امتنع عن ذلك فمن باب وأولى أن يمتنع المسلمون عن المصافحة.
الشبهة الخامسة عشر:
زعموا أن قول النبي صلى الله عليه وسلم إني لا أصافح النساء ولو كان مفيداً للتحريم لكان متعارضاً مع مصافحته عليه الصلاة والسلام للنساء وهي مباحة، فيتعارض الخبر الذي فيه تحريم مع الخبر الذي فيه إباحة فيرجح المباح على التحريم واحتجوا بكلام للآمدي حيث قال: [إذا كان أحد الأمرين ناهياً والآخر مبيحاً فالمبيح يكون مقدماً]. (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn29)
والجواب: إن دعواهم بالتعارض بين الأمرين المذكورين إنما هو تعارض في خيالهم فقط لا في الواقع وحقيقة الأمر لأن الثابت الصحيح عن رسول الله e أنه لم يصافح النساء كما سبق وبينا، ولو سلمنا جدلاً بوقوع المعارضة فكلامهم في ترجيح المبيح على المحرم غير صحيح وأن ما قاله الآمدي في هذه المسألة مرجوح والذي عليه جمهور الأصوليين والفقهاء أنه إذا تعارض الحظر مع الإباحة فالحظر مقدم.
وهذا قول الإمام أحمد والكرخي والإمام الرازي وابن الحاجب وابن
السمعاني وابن السبكي والشوكاني (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn30)، وصححه أبو إسحاق الشيرازي فقال: [أن يكون أحدهما يقتضي الحظر والآخر الإباحة ففقيه وجهان أحدهما أنهما سواء والثاني أن الذي يقتضي الحظر أولى وهو الصحيح لأنه أحوط]. (2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn31)
واحتجوا بما يلي:
1. تقديم المباح على الحرمة يفيد إيضاح الواضح لأن الأصل في الأشياء الإباحة، فهذا الدليل لم يفد شيئاً جديداً بل أفاد نفس ما أفادته الإباحة الأصلية والمثير إلى خلافه وهو تقديم المفيد للحظر أولى لقاعدة تقديم التأسيس على التأكيد.
2. قول النبي صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) رواه أحمد والنسائي والترمذي وقال: حسن صحيح.
3. ولأن الأخذ بالتحريم وترجيحه على المباح فيه عمل بالأحوط، وذلك لأنه يترتب على ترجيح التحريم ترك الفعل والفعل إن كان حراماً في الواقع فقد تركه المكلف بترجيحه لجانب التحريم ومن ثم فلا ضرر عليه بتركه وإن لم يكن حراماً في الواقع بأن كان مباحاً فلا شيء عليه كذلك في تركه لأنه لا عقاب عليه بترك المباح وأما إذا عمل بالمبيح فإنه قد يترتب عليه العقاب إذا كان الفعل حراماً في الواقع ونفس الأمر فنفي العقاب ثابت في الأول وهو جانب ترجيح التحريم على جميع إذا كان الفعل مباحاً باعتبار الواقع ونفس الأمر. ومن هنا يظهر بوضوح أن العمل بالمحرم والقول بترجيحه على المبيح أحوط.
4. ويمكن أن يستدل أيضاً بما ورد عن ابن مسعود t أنه قال: (ما اجتمع الحرام والحلال إلا وغلب الحرام الحلال). (1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn32)
==============
(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref1) قواعد نظام الحكم في الإسلام ص 123.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref2) الخلاص ص 59.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref3) المصدر السابق ص 62.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref4) سنن الترمذي 5/ 58.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref5) الصحاح مادة أومأ.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref6) لسان العرب مادة لوى.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref7) فضل الله الصمد شرح الأدب المفرد 2/ 490.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref8) صحيح البخاري مع فتح الباري 13/ 238 - 240.
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref9) الأذكار ص 210.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref10) فتح الباري 13/ 255.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref11) فضل الله الصمد 2/ 489.
(4) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref12) الخلاص ص 64.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref13) تفسير الفخر الرازي 29/ 308.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref14) تقريب التهذيب ص 298، الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 255.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref15) انظر أحكام القرآن لابن العربي 4/ 1791 وتفسير القرطبي 18/ 71.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref16) الخلاص ص 59، وانظر تفسير القرطبي 18/ 712.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref17) تفسير ابن كثير 4/ 354.
(2 ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref18)) الخلاص ص 59.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref19) فتح الباري 13/ 102.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref20) المصباح المنير ص 671.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref21) الخلاص ص 60.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref22) الشخصية الإسلامية 3/ 107.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref23) حكم الإسلام في مصافحة المرأة الأجنبية ص 103.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref24) المصدر السابق بتصرف.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref25) طرح التثريب 7/ 44 - 45.
(3) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref26) روائع البيان 2/ 566.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref27) الشخصية الإسلامية 3/ 108.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref28) حكم الإسلام في مصافحة المرأة الأجنبية ص 106.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref29) الخلاص ص 62، وانظر الأحكام للآمدي 4/ 218.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref30) انظر المحصول 2/ 587، إرشاد الفحول ص 279،283، اللمع في أصول الفقه ص 242، فواتح الرحموت 2/ 206، شرح الكوكب المنير 4/ 279، التعارض والترجيح عند الأصوليين ص 362 - 364، التعارض والترجيح بين الأدلة الشرعية 2/ 325 - 236، التقرير والتحبير 3/ 21، أدلة التشريع المتعارضة ص 100.
(2) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref31) اللمع في أصول الفقه ص 242.
(1) ( http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref32) التعارض والترجيح بين الأدلة الشرعية 2/ 325 - 326، التعارض والترجيح عند الأصوليين ص 363 - 364.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 05:28]ـ
ثم وجدت البحث ضمن كتب الشيخ على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39737
وهذا رابط مباشر لتحميل الرسالة؛ وجدته على أحد المواقع
http://www.yasaloonak.net/books/MOSAFAH.ZIP
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 05:32]ـ
أعتذر إليكم من عدم تنسيق النصوص السابقة
فما وجدت الوقت الكافي لأفعل ذلك
محبكم
أبو رقية الذهبي
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 02:29]ـ
أخي الكريم أبو رقية الذهبي
جزاك الهل خير على مشاركتك وليتك اكتفيت برابط لهذا البحث المنقول.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 04:30]ـ
أخي الكريم أبو رقية الذهبي
جزاك الله خيرًا على مشاركتك، وليتك اكتفيت برابط لهذا البحث المنقول
في الحقيقة؛ هذا الخطأ ليس مقصودًا
فعندما نسخت البحث بطوله؛ لم أكن أعلم بوجوده على الشبكة أصلاً.
ثم خطر على ذهني أن أبحث عنه على الشبكة؛ وبعد عناء من البحث؛ وجدته!.
ولكني كنت بالفعل قد نسخته في الموضوع.
فعذرًا لإخواني على هذا الخطأ الغير مقصود.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 08:06]ـ
لا تثريب عليك أخي العزيز أبا رقية.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[13 - Aug-2009, صباحاً 02:26]ـ
أخى محب ابن تيمية
بارك الله فيك أخى الكريم
وجزاكم الله خيرا على هذه المدارسة العلمية
التى لولا مشاغلى فضلا عن أمور أخرى لشاركت فيها بقوة ولكن أكتفى بمجرد مداخلات
لماذا أخى الكريم اعتمدت انت والأخوة تصحيح الشيخ الألبانى للحديث معان هناك من ضعفه
وهذا رابط ينحدث عن الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=447&highlight=%e3%ce%ed%d8
ثم ما معنى لا تحل له فى الحديث
ثم ألا ترى أخى الكريم أن تبريرات ما ورد عن أم حرام كلها ظنيات قابلة للقيل والقال
وكلام عن العادات وما هى إلا تأويلات
لم يحسمها نص قاطع وحديث صحيح صريح
بارك الله فيك ووفقنا الله وإياك لقول الحق
ايها الشيخ الفاضل .. ان كان لديك بحث حول نفس الموضوع فنتمنى ان تفيدنا به.
فبحوثكم رصينه مفيده استفدنا منها بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[15 - Oct-2009, مساء 08:31]ـ
اشكر جميع الاخوه على مشاركتهم .. واخص بالذكر الشيخ الفاضل الدكتور عبدالباقي السيد.(/)
االضابط في زكاة المضارب
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 07:03]ـ
هل كل من له محفظه ويبيع ويشتيري بالاسهم فهو مضارب
وعلى هذا تجب الزكاة في ماله كله
هل ذكر احد من العلماء انه يدخل في المستثمر اذا طال مكثه ينتظر ارتفاع الاسهم حتى يجلس سنين ام العبره بالنيه
يشكل على هذا الامر كثيرا فمن عنده فضل فعلم فليتفضل به زاده الله من فضله(/)
التفريق بين قراءة القرآن كما أنزل وبين تغيير الصوت عند الاستشهاد في الخطب
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 08:37]ـ
التفريق بين قراءة القرآن كما أنزل وبين تغيير الصوت عند الاستشهاد في الخطب
نقلتها لكم لمن أحب أن يبحث المسالة
قيل تغيير الصوت عند الاستشهاد في الخطب محدث، السلف لم يفعل
وقيل ما الدليل على أن السلف لم يفعل
#
قيل مغايرة نسق الصوت وتقليد صوت قارئ آخر محدث
قيل مغايرة نسق الصوت محدث أما ترتيله أمر الله به في القرآن
#
قيل السلف لم يرتلوا
وقيل وهل ثبت أن السلف عصوا ربهم ولم يرتلوا
#
قيل الترتيل هو التجويد
وقيل هذا خلاف تفسير الآية
#
قيل هذا لم يعرف عن السّالفين
وقيل هل تقصد بالسلف الصحابة أم مشايخك
#
قيل
قيل لا تجده لدى أجلاء العلماء في عصرنا بل يتنكبونه
وقيل عن أي شيء تتحدث عن ترك تغيير الصوت أم عن ترك المدود أم عن ترك الغنة
وهل صحيح أن العلماء يتركون مد ما ينبغي مده ويتركون إدغام ما أدغمته العرب
#
قيل التجويد هو كذا وكذا
وقيل هذا يفتقر إلى دليل فالتكبير بعد الضحى لم يثبت والترجيع ينكرونه أهل التجويد وهو في البخاري
#
قيل كثير من السَّامعين لا يرتضونه
وقيل عن أي شيء تتحدث تغيير الصوت أم ترك التجويد الذي هو من صميم اللغة
#
قيل لا عبرة بالمخالف لطريقة صدر هذه الأمّة وسلفها
وقيل وما الثابت عن صدر هذه الأمة؟
#
قيل وما توجيه قوله تعالى " ورتل القرآن ترتيلا " حينئذ؟
وقيل طالع تفسير ابن كثير لتعرف أن حصرها في ما في كتب التجويد غير صحيح
#
قيل
قال صلى الله عليه و سلم: زينوا القرآن بأصواتكم
وقال عليه الصلاة و السلام: ليس منا من لم يتغن بالقرآن
وقيل الكلام عن تغيير وتيرة الصوت ونسقه الذي يسمونه النغمة لا التجويد
وليس التجويد هو النغمة.
#
قيل
الصواب ألا يقرأ القرآن إلا مجودا لما سبق من أدلة.
وقيل قراءة القرآن مجودا حسب ما نقل وحسب قواعد اللغة أمر واجب قدر الاستطاعة
لكن هل كل ما في كتب التجويد وما يقوله أهل التجويد مجمع عليه بأدلة صحيحة
#
قيل لا يُمنع تغيير النغمة
والحكم بأنه لم يرد عن السلف فيه نظر، لأن قولهم:ثم قرأ، لا ينبئك عن: كيف قرأ.
وقيل لم يرد أم لا نعرف؟؟!!
#
قيل الأصل أن يقرأ القرآن بقراءة صحيحة بالتجويد.
ويجوز أن يقرأ في مثل المواعظ, والخطب, والدروس, ونحوها - مما يقصد به الاستدلال, والتضمين لا التلاوة - بدون تجويد.
وقيل هل هذا في التجويد الواجب أم المستحب؟؟!!
#
قيل حديث "ليس منا من لم يتغن بالقران إنما هو في التلاوة وليس في الاستشهاد
وقيل هذا يحتاج إلى دليل ثم ما هو التغني
#
قيل لم ينقل عن السلف أنهم رتلوا إذا استشهدوا في خطبهم أو مواعظهم أو مناظراتهم
وقيل لم ينقل عن السلف أنهم خالفوا الأمر القرآني بترتيل القرآن إذا استشهدوا في خطبهم أو مواعظهم أو مناظراتهم
#
قيل لا فرق بين قصد تلاوة القرآن وقصد الاستشهاد
وقيل بل ثمة فرق فلم تثبت الاستعاذة في ثنايا خطبة الحاجة
وكما في حديث انكم محشورون حفاة عراة غرلا ثم قرا " كما بدانا اول خلق نعيده وعا علينا انا كنا فاعلين "
وحديث فاقول كما قال العبد الصالح " وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم"الى قوله الحكيم فذكر تلك الاية
ولم يستعذ من الشيطان الرجيم (جهرا) ولو فعل لنقله الينا الصحابة لدقة نقلهم الينا
وأمثالها
فثبت الفرق
#
قيل الترك الراتب من الرسول صلى الله عليه وسلم سنة
قيل وهل ثبت ترك النبي للترتيل وقد أمر الله به
#
قيل يقال للمصر على التلاوة هل ترتل أثاء المناظرة والمناقشة مع العلماء
وقيل لا لأنها غير واجبة
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 04:30]ـ
التفريق بين قراءة القرآن كما أنزل وبين تغيير الصوت عند الاستشهاد في الخطب
نقلتها لكم لمن أحب أن يبحث المسالة
............
جزاكم الله خيرًا على إبراز هذه النقاط؛ فلها أهميتها في بحث المسألة.
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 09:21]ـ
وجزاك الله خيرا
ونفع بجهودكم أخي
الشيخ أبا رقية الذهبي(/)
تنبيه لمن يتكلم في "العلم الدخيل" "والعلم الأصيل" (1)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 09:35]ـ
ذكر رياضيات المسائل وما خرج مخرج التمرينات ليس مذموما في العلوم ولا يشنع فيه على أهل الفن
لأنها ضرب من النشاط الذهني تمليه الصنعة
ولأنها افتراضات تطرح لتأصيل قاعدة ثم تنحى
وأشياء تقتضيها القسمة العقلية
فيبقى المستعمل ويهمل ما عداه
فتلك أمور يلجأ إليها أهل الصنعة لاستواء صنعتهم واطراد أحكامها
أنظر مقدمة الطناحي على كتاب الشعر للفارسي ص34
فليأخذ هذا المعنى بالاعتبار من يتكلم في العلم الدخيل والعلم الأصيل
والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[08 - Feb-2009, صباحاً 02:02]ـ
لرفعه مناسبة(/)
فائدة للشيخ الراجحي في المتقلبين الذين تصدروا هذه الأيام
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 03:11]ـ
ولقد صدق الصحابي الجليل حذيفة - رضي الله عنه، وهو صادق في نصحه - دخل أبو مسعود على حذيفة فقال له: (أعهد إلي؛ فقال له: ألم يأتك اليقين! قال: بلى وعزة ربي، قال: فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكره، وأن تنكر ما كنت تعرفه، وإياك والتلون فإن دين الله واحد). " سنن البيهقي الكبرى ": (10/ 42)، و " مصنف عبد الرزاق ": (11/ 249)، و " اعتقاد أهل السنة " - للالكائي -: (1/ 90)، و " الإبانة ": (1/ 189).
وهذه وصية أخرى من عبد الله بن مسعود قال: (إنكم في زمان كثير فقهاؤه قليل خطباؤه قليل سؤاله كثير معطوه؛ العمل فيه قائد للهوى، وسيأتي بعدكم زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه كثير سؤاله قليل معطوه؛ الهوى فيه قائد للعمل. اعلموا أن أحسن الهدى في آخر الزمان خيرٌ من بعض العمل). وقد أخرج هذا الأثر الإمام مالك في " الموطأ ": (1/ 173). عن يحيى بن سعيد أن عبد الله بن مسعود قال لإنسان: (إنك في زمان كثير فقهاؤه …) إلى آخره؛ ثم قال بن عبد البر: (والعيان في هذا الزمان على صحة معنى هذا كالبرهان).
هذا في زمانه - رحمه الله - فكيف بزماننا هذا!؟
ـ[أبوحمدالعربى]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 02:43]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
" قل هل يستوي .. " هكذا جرى سير الحوار هناك - محل البحث -؟!
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 09:18]ـ
إن لم يكن عند السادة المشرفين مانع فها أنذا أنقل من منتدى التفسير ما جرى من حوار منضبط:
قلهل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت؟
خلوصي:
يمثل هذا الموضوع قضية خطيرة جدا ... و هي تغير معاني الكلمات حتىالتي قد نقرؤها صباح مساء و هي في كتاب الله؟! فكيف بما دونها من معاني الأحاديثالشريفة ... و غيرها من المفاهيم الشرعية؟!
أفتوناأيها الصديقون؟
د. خضر
قلهل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت؟ الجواب: جاءت فيسياق الترغيب والترهيب والبشارة والنذارة والوعد والوعيدفالسابق قوله تعالى فيسورة الزمر:" {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْقَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْبِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)
واللاحق قوله تعالى: {أمن هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَوَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَلَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)
وقوله: {قُلْهَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} أي: هل يستويهذا والذي قبله ممن جعل لله أندادا ليضل عن سبيله؟! {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوالألْبَابِ} أي: إنما يعلم الفرق بين هذا وهذا من له لب وهو العقل. انظر ابن كثيرومحل الاستشهاد صالح كمثل مرسل على الألسنة يقال في كل مناسبة تستوجب التمييزبين نوعين من الناس، للفت الأنظار إلى الصواب الذي يجب اتباعه، والعكس.
وأعتذرلأني لم أفهم إلا عنوان المشاركة فحسب.
د. عصام العويد
أوضح سؤالك حبيبنا،فإنك كنت تسأل عن السياق فقط فالجواب مذكور أعلاه،لكن لا أرى في ذلك أيّ قضية خطيرة!.
وإن كنت تسأل عن العلاقة بين أولالآية وآخرها؟ وما هو العلم المراد هنا؟ فلهذا جواب آخر.
سددكربي،،
خلوصي
جزاكما الله خيرا د. خضر و د. عصام ...
إذن هكذا جاء السياقالقرآني!
و لكن مفهوم " العلم " و " الجهل " اليوم صار يقاس فقط بقدرة المرءعلى التأصيل و الاستنباط ... أو بمعرفته للفتاوى أي في الأمور التي اصطلح عليها ب " الفقه " ... أو .... ما هو معروف مما تعلمونه من إطلاقهم ألفاظ " العلم الشرعي " و " الفقه " ... و ضرورة طلب " العلم " بهذا المفهوم الضيق " الاصطلاحي " الذي لايحسنه إلا فئة من الناس و ليس بالضرورة أن يتوفر عليه الدعاة المخلصون مثلاً؟!
فمثلا ثمة دعاة يركزون على الدعوة الفطرية في إيقاظ التوحيد الفطري فيقلوب الناس و الكلام السهل في التفاعل مع أسماء الله الحسنى ... و ما يستتبعه منالكلام في ثواب الله و عقابه و الخوف و الرجاء .... إلخ مما لا يحتاج تلك الدراسةالتي تخوّل صاحبها حيازة لفظ " طالب العلم " .... و هي أصلاً المقصود - كما بيّنتم - من السياق القرآني ... و مع ذلك أطلق ربنا عز و جل عليهم وصف " يعلمون " الذي لمنعد نستعمله إلا لصنف تخصصي هو جزء فقط من المعنى الكلي!! ......
أقول ثمة دعاةهذا شأنهم مع أن شأنهم هذا من أجل الشؤون ... و مع ذلك يصد " طلاب العلم " الناسعنهم! و في الحقيقة هم يصدون عن سبيل الله و هم لا يشعرون ... ! مع عظم حاجة الناسإلى هذا اللون من الناصحين الصادقين؟!!
بارك الله فيكم ... و أشكركم علىالتجاوب الذي أرجو أن يقود إلى تجلية هذا المفهوم تجلية كبيرة ترد الأمور إلىنصابها و تجدد للحقائق الشرعية جلوتها.
.
د. عصام العويد
قال الإمام الرباني الحسن البصري:
" العلم علمان فعلمعلى اللسان فذلك حجة اللَه على ابن آدم،وعلم في القلب فذلك العلم النافع "
فضل علم السلف على الخلف (ج 1 / ص 7)
السامي
المراد بالعلم كما يظهر من سياق الآية والله أعلم أنه العلم المقرون بالعمل
خلوصي
جزاكم الله خيرا على هذا الإثراء ... و لعلك تقصد أستاذي الكريم: العلم المقتضيللعمل في هذا السياق.
خلوصي
(يُتْبَعُ)
(/)
و هكذا أيها الإخوة و الباحثون و الأساتذة ... رأينا كيف أن ثمّة خللاً كارثيّاً يكمن في فهومنا للمفاهيم الشرعية حتىالأساسية منها ... !!
إلا أن ذلك خفي لا يظهر .. !؟ فعندما نقرأ هذه الآياتنفهمها في سياقها و لا نستشكل شيئا منها .... و عندما نتعامل مع مفهومها في الواقعو مع الاستشهاد بها و الاستدلال بها نرى كيف يلتبس الأمر على الناس و هم لا يشعرون .. !؟ فهل توافقون على المضي قدما في تجلية المسائل الأخرى .. ؟ و عندهايمكن تغيير العنوان أو يبقى كما هو؟ خادمكم ... الفقير العاجز: خلوصي.
مصطفى سعيد
نوافق علي تجلية المسائلالأخريولنبدأ بحكم من لايعمل لأنه لايعلم، أو من يعمل خطأ لأنه مقلد أو لايعلمثم من يعلم ولا يعمل ولا يعلم الآخرين ما يعلموأيهما أفضل للمرء أنلا يعلم ولا يعمل .... فسينجو لأنه معذور بالجهل،أم الذي يعلم ولايعمل .... فسيدانلأنه علم، وهذه دعوة لعدم العلم!!!
..... الخ
خلوصي
حسناً يا سيدي:
نبدأ بالذي بدأتم به:بحكم منلايعمل لأنه لايعلم؟!
سؤالي:
هل حررنا المسائل التي يلزمها ذاااك العلم؟ ثم المقدار من العلم الذي يكفيني؟ ثم صيغة هذا العلم: أيلزم أن يكون بحفظالأدلة أم يكفي المعنى ... و حسب المسألة؟
محمود الشنقيطي
أخي الحبيب:
هذا الأمر ذو شعَبٍ لا ينبغي إجمالها أو اندراجها في جزئيةٍ واحدة ,فالآية عنوان الموضوع لم تأت بالثناء على الدعاة الذين وصفتهم ,ولا أحسب طالبَعلمٍ يصد عن سبيل الله بالتحذير ممن يوقظ توحيد الله الفطري في النفوس وتفاعلهم معمعاني ومدلولات أسماء الله الحسنى.!
لكن:
هناك فئةٌ قليلةٌ بحمد الله حسبوا -ونحن في عصر السرعة - أنّ التحليق في الأجواء العلمية والدعوية - بإتقانٍ وتمكّن - أمر متاحٌ لكل من تحلق حوله عددٌ من المعجبين مهما كانت بضاعته علماً وعملاً مزجاة, ومهما كانت نوعية جمهوره.!
فنحن بلا شك بحاجة إلى العباد القُوّام الذينتنتصب أقدامهم لله ولو كان أحدهم لا يكاد يبين , لكننا أغنياء بالعلماء وطلبة العلمعن مهرّجي هذا العصر ممن أقْحِموا في الدعوة , وتكلموا في أمر العامة واقتحمواحياض الفتيا والتوجيه بلا علمٍ ولا هدى ولا كتاب منير.
وأولاء أحسبُ أنهم ممنتجب مناصحته أن يرفق بنفسه ,خصوصاً إذا أقعدته الشهرة عن طلب العلم والسؤال عمايستقفل عليه من أمور دينه.
ولقد تسبب بعضهم في شماتة الأعداء بالدينوالعلماء ,حين تأملوا وأذاعوا ونشروا مقاطع مسجلة من هذا التهريج الفاضح ,وخلعوا صفات وأفعال وسذاجة أولئك على كل العلماء والمربين فيالأمة.!! فمتى كان الداعيةُ يقلد أصوات الحيوانات والسيارات ليضحكالناس دعوةً إلى الله , ولماذا يصر صاحب تلك الموهبة على أن يكون "شيخاً" وأمامهمجالات التمثيل والإنشاد التي لا حرجَ في تنمية وإبراز تلك الموهبعبرها.
ومتى كان الداعية حين تطلبُ منه محاضرة يشترط على المضيفين المحسنينالظنّ به تذكرة سفر له ولمرافقيه على الدرجة الأولى ,ومأكولات بحريةً ,وفندق من نوعكذا وكذا, كما يصنع الممثلون واللاعبون تماماً ناسياً هذا الصنفُ أو جاهلاً بأنكتاب الله نقل عن أئمة الدعوة وهم رسل الله اجتماهم على مبدإ (لا أسألكم عليهأجراً).
متى كان الدعاة إلى الله طلبة العلمِ يجر بعضهم ثوب بعضٍ وينغزه فيخاصرته ,ويعيّره بخلقته في نقل وبث حي ومباشر , أمام ملايين المشاهدين ,لتبقى تلكالصورة الشوهاء - التي حسبَ (ناسجها) أنها ستبين سماحة الإسلام ويسرَه - قابعةً فيالأذهان وبرهاناً على عدم العناية بالتأصيل والتأسيس الذي لا يوجد إلا في مجالسالعلماء وبين أيديهم.!
ولولا مخافة استغلال كلامي من قبل الباحثين عنالعثرات واستعماله دليلاً من باب (وشهد شاهدٌ) لذكرتُ من عجائب هذه الفئة ما يندىله الجبين وتتقرح الأكباد ,فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولا يعني ذلك حكرالدعوة والمساهمة في الدلالة إلى السبيل القويم على من بلغ رتبة الاجتهاد , فالدعوةمسؤولية الجميع كل بحسبه , ولكن بالإمكانيات المتاحة وعلى النهج القويم , بعيداً عنالعفوية والارتجال المفضيين إلى التعثر والسقوط , والندم حين لا ينفع الندمُ.
مصطفى سعيد
اقتباس:
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك فئةٌ قليلةٌ بحمد الله حسبوا -ونحن في عصر السرعة - أنّالتحليق في الأجواء العلمية والدعوية - بإتقانٍ وتمكّن - أمر متاحٌ لكل من تحلقحوله عددٌ من المعجبين مهما كانت بضاعته علماً وعملاً مزجاة, ومهما كانت نوعيةجمهوره.!
ولهذايا أخي أري أنه يجب أن يكون كل المستمعين علماء لكي يكون عندهم المناعة الكافية ممايلقي علي مسامعهم سواء من القنوات التي تلبس ثوب الدين أو التي تلبس ثوب المراهنات .. الخأو لديهم غربال يفرزوا به مايسمعونومانراه من تساؤلات العامة -أناسمعت شيخ بالأمس علي قناة كذا يقول كذا!! لقد تاه الناس وأصبحوا في حيرة من أمرهموهنا يدخل الشيطان ويقنع كل واحد -سيبك من هؤلاء وأولئك ... - واذهب إلي قناةكذا فرفش شوية وريح دماغكأما الدعاة فيجب أن تكون هناك أبحاث لوضع خطة الدعوة؛ هذا إن كان هناك دعاة أو علماء دعوة.
فلا يعقل أن تذهب لطفل في الحضانة لتوقظالتوحيد الفطري ولتعلمه الصلاة وتخوفه بالشجاع الأقرع إن لم يصل .. ؛ثم ماكانهؤلاء أصحاب البضاعة المزجاة ليكون لهم وجود إن كان أصحاب البضاعة الغير مزجاةموجودون فقد تأخروا في الظهور علي الشاشات ومنهم من يتحرج حتي الآن،ومن ظهر منهؤلاء يحكي لنا قصصا يعالج بها وجود الغول والعنقاء في زمن فتح يأجوج ومأجوج أيامالمغول،ثم تأتي وتقول --
اقتباس:
فنحن بلا شك بحاجة إلى العباد القُوّام الذين تنتصب أقدامهملله ولو كان أحدهم لا يكاد يبين ...
لماذالايبين لأنه جاهل لا يملك آلية تفكير ولا يستطيع التعلم،ولا سياسة نفسه ولا أهله .. سيسحبه الشيطان ليطوف حول وثن من مال أو امرأة أو زجاجة خمر أو قبر ... الخ أويحولعبادته لغير الله بمجرد تغيير النية لأنه يظن أن الناس تصوم لأجل رمضان وليس لله؛ أو يحج لكي يزور!! ناهيك عن تحول الجميع إلي بكم -لايكاد يبين -!!
ولا حولولا قوة إلا بالله
خلوصي
إخوتي الكرام:
محل البحث هنا محدد: و هو استشهاد البعض بالآيةفي غير مفهوم العلم الوارد فيها .. ثم جعل هذا الفهم الخاص عمدة لوصف أمثال رجلالآية " و جاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين " لوصفهمبالجهل المستتبع لمنعهم من قول: " يا قوم اتبعوا المرسلين " ... !!
أما ما قديُرى على البعض من مآخذ فهذا شأن آخر ... و موضوع آخر .. ! بارك الله فيكم.
مصطفى سعيد
مازال الأمر ملتبسا؛! سألك الأخوة أن توضح مطلبك من الحوار بلا حرج؛من وصفهذا الرجل بالجهل؟!!
قد أشك في أنك تريد أن تصل أنه من دعي إلي اتباع العالمفلان يجب ألا يوصف بالجهل!!
وبالتالي حد العلم هو التقليد لمن تثق في علمه
... الخ؛ فحدد نقاط الحوار واضحة حتي نستفيد ونفيدودعني أوضح أن رجل آيةيس كان عالما وأعتقد أنا أن الكل يجب أن يسعي أن يكون مثله فهو نموذج المؤمن العاديالذي يجب أن يمثل غالبية المجتمعما الذي جعله يجيء من أقصي المدبنة يسعي ويقول ما قال؟ لما قال القوم ماقالوا لرسلهم " .... لنرجمنكم .. " علم أنه وجب عليهأن يعذر نفسه؛ولعلهم يرجعون؛لأنه يعلم إذا مضي القوم في تهديدهم لرسلهم فسنة اللهأن يؤخذوا بسنة شرعية فيهلكوا ويُنجي الله رسله والذين آمنوا؛وهو ماكان فقد هلكالقوم بصيحة واحدة،فمن يصفه بالجهل؟ ثم أنه يكفي ما قاله دليلا علي علمه؛ثم يكفي بيانه لكي لا يقال نريد عبادا حتي ولو كان أحدهم لا يكاد يبين.
د. فاضل الشهري
جزيت خيرا أخي محمود الشنقيطي وقد أخذت ما في نفسي وحبرته وجملته وزدت عليه، وكمنحن في حاجة إلى من برؤيته وسمته ومنطقة يذكرنا بالله تعالىوفق الله الجميعلما يحبه ويرضاه
خلوصي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبتبواسطة خلوصي
إخوتي الكرام:
محل البحث هنا محدد: و هو استشهاد البعض بالآيةفي غير مفهوم العلم الوارد فيها .. ثم جعل هذا الفهم الخاص عمدة لوصف أمثال رجلالآية " و جاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين " لوصفهمبالجهل المستتبع لمنعهم من قول: " يا قوم اتبعوا المرسلين " ... !!
أما ما قديُرى على البعض من مآخذ فهذا شأن آخر ... و موضوع آخر .. ! بارك الله فيكم.
محل البحث يا سادتي هو أكبر مظلوم اليوم في سير الحوار ... آه كم أشتاق لتأليف مجلدات كاملة عنه .. ؟!!! و لكني في شغل عنه أفضل إنشاء الله!؟
و انتهى الحوار هكذا منذ أسابيع.(/)
قصة وفوائد 3
ـ[أبوهلا]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 02:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتيتكم بقصة ثالثة فأين الفوائد من القصتين السابقتين؟؟؟؟
هذه قصة مجادلة المأمون لأحد النصارى ـ وكان أسلم ثم ارتد ـ
لما دخل عليه المرتد الخراساني وقد كان حمله معه من خراسان حتى وافى به العراق، قال له المأمون: لأن أستحييك بحق أحب إلي من أن أقتلك بحق، ولان أقبلك بالبراءة أحب إلي من أن أدفعك بالتهمة، قد كنت مسلما بعد أن كنت نصرانيا، وكنت فيها أتنخ وأيامك أطول، فاستوحشت مما كنت به آنِساً ثم لم تلبث أن رجعت عنا نافرا، فخبرنا عن الشيء الذي أوحشك من الشيء الذي صار آنس لك من إلفك القديم وأنسك الأول، فإن وجدت عندنا دواء دائك تعالجت به، والمريض من الأطباء يحتاج إلى المشاورة، وإن أخطأك الشفاء ونبا عن دائك الدواء، كنت قد أعذرت ولم ترجع على نفسك بلائمة، فان قتلناك بحكم الشريعة، أو ترجع أنت في نفسك إلى الاستبصار والثقة، وتعلم أنك لم تقصر في اجتهاد، ولم تفرط في الدخول في باب الحزم.
قال المرتد: أوحشني كثرة ما رأيت من الاختلاف فيكم!
قال المأمون: لنا اختلافان:
أحدهما كالاختلاف في الأذان وتكبير الجنائز والاختلاف في التشهد وصلاة الأعياد وتكبير التشريق ووجوه القراءات واختلاف وجوه الفتيا وما أشبه ذلك، وليس هذا باختلاف إنما هو تخيير وتوسعة، وتخفيف من المحنة، فمن أذن مثنى وأقام مثنى لم يؤثم، ومن أذن مثنى وأقام فرادى لم يحوَّب لا يتعايرون ولا يتعايبون، أنت ترى ذلك عيانا وتشهد عليه بتاتا.
و الاختلاف الآخر كنحو اختلافنا في تأويل الآية من كتابنا، وتأويل الحديث عن نبينا، مع إجماعنا على أصل التنزيل، واتفاقنا على عين الخبر، فإن كان الذي أوحشك هذا حتى أنكرت من أجله هذا الكتاب، فقد ينبغي أن يكون اللفظ بجميع التوراة والإنجيل متفقاً على تأويله، كما يكون متفقا على تنزيله، ولا يكون بين جميع النصارى واليهود اختلاف في شيء من التأويلات، وينبغي لك أن لا ترجع إلا إلى لغة لا اختلاف في تأويل ألفاظها، ولو شاء الله أن ينزل كتبه ويجعل كلام أنبيائه وورثة رسله لا يحتاج إلى تفسير لفعل، ولكنا لم نر شيئا من الدين والدنيا دفع إلينا على الكفاية، ولو كان الأمر كذلك لسقطت البلوى والمحنة، وذهبت المسابقة والمنافسة، ولم يكن تفاضل، وليس على هذا بنى الله الدنيا.
قال المرتد: أشهد أن الله واحد لا ند له ولا ولد، وأن المسيح عبده، وأن محمدا صادق، وأنك أمير المؤمنين حقا.
فأقبل المأمون على أصحابه فقال: فروا عليه عرضه، ولا تبروه في يومه ريثما يعتق إسلامه؛ كيلا يقول عدوه إنه أسلم رغبة، ولا تنسوا بعد نصيبكم من بره وتأنيسه ونصرته والعائدة عليه.
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 05:15]ـ
بارك الله فيك(/)
نظرة عابرة من وراء الردود في كتاب "افعل ولا حرج"
ـ[فؤاد بن يحيى بن هاشم]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 02:41]ـ
نظرة عابرة
من وراء الردود
في كتاب:
"افعل ولا حرج"
إعداد:
فؤاد بن يحيى بن هاشم
1429هـ
ـ[أبو أسامة الحضرمي]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 08:33]ـ
كتابك جميل وينبئ عن عمق صاحبه وليتك أكملت الكلام عن الكتابين ولعلك تنظر في تمنيت
ـ[محمّد حدّاد الجزائري]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 12:14]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
لم أستطع تحميل كتابك يا أخي فؤاد؛ هل تستطيع نسخه هنا على صفحة خاصة؟
ـ[فؤاد بن يحيى بن هاشم]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 12:41]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
لم أستطع تحميل كتابك يا أخي فؤاد؛ هل تستطيع نسخه هنا على صفحة خاصة؟
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
سأرفعه الآن مرة أخرى على شكل بي دي إف
وهو مرفوع هنا على هذا الرابط:
http://www.4shared.com/file/73562270/53967fc0/_________.html
ـ[فؤاد بن يحيى بن هاشم]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 12:44]ـ
كتابك جميل وينبئ عن عمق صاحبه وليتك أكملت الكلام عن الكتابين ولعلك تنظر في تمنيت
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
كانت النية معقودة لمناقشة الكتب الثلاثة التي تعقبت الكتاب، لكن رأيت أن المقصود قد حصل بمناقشة كتاب الشيخ فهد أبا حسين، لاسيما وأن كتاب الشيخ فهد أبا حسين هو الذي توسع في الرد فشمل رده مقدمة ابن بيه والمسالك المنهجية في كتاب "افعل ولا حرج"
بينما غلب على الكتابين الآخرين: الرد في أعيان المسائل، وهو ما لم نقصده بكتابة هذا البحث.
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 01:38]ـ
استوقفتني هذا العبارة منه:
(والحقيقة أن المدرسة المتوسطة وهي المدرسة التي تنظم القاعدة الأصولية داخل الكلية المقاصدية: تشهد غياباً ملفتاً في الساحة العلمية.
فإما إنك ترى منتسباً إلى ابن تيمية أو الشاطبي ومدرستهم المقاصدية إلا أنك تجدهم أقرب ما يكون إلى اتجاه ظاهري داخل المدرسة المقاصدية، فهم يتمسكون بظاهر النص، إلا برواية تستثني، أو أن يغرد هؤلاء بما وراءه فيسيرون بسيرهم.
وإما أنك تجدهم ممن ينتسب إليهم من جهة الانتساب الكلي لكن دون التزامهم بالقاعدة الأصولية.
ولهذا والله أعلم فإنه لن تنضج هذه الحركة إلا من خلال علم الأصول؛ لأنه هو والدُ هذا العلم، وكل ما ينسب إليه، وكل ما يعلق به من غير هذا الطريق فهو أجنبي غريب إلا أن يشهد له شاهد من أهلها.)
توسط المؤلف بين الكتاب والرادين عليه ,واجتهد في الانتصار لتقديم ابن بيه ...
سؤال: هل التحذير من جمع الرخص في الباب الواحد يشترط فيه ألا يكون الجامع لها يرى أن المسائل التي جمعها راجحة عندها؟!
ـ[فؤاد بن يحيى بن هاشم]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 12:10]ـ
استوقفتني هذا العبارة منه:
توسط المؤلف بين الكتاب والرادين عليه ,واجتهد في الانتصار لتقديم ابن بيه ...
نعم، بالنسبة لمقدمة ابن بيه فلم أجد - فيما أذكر - أي ملاحظة صحيحية ترد عليه من كلام الشيخ فهد أبا حسين.
كما أن الشيخ عبد الله بن بيه في صدارة من حققوا هذين العلمين، ولك أن تقرأ كتابه "أمالي الدلالات ومجالي الاختلافات"، فقد قسم الكتاب إلى جزئين في دلالة الألفاظ، ودلالة المعاني.
سؤال: هل التحذير من جمع الرخص في الباب الواح يشترط فيه ألا يكون الجامع لها يرى أن المسائل التي جمعها راجحة عندها؟!
من اجتهد في جملة من المسائل وترجح لديه قول الرخصة فإنه لا يكون متتبعاً للرخصة، ولو كان كل ما ترجح لديه في باب واحد، لأن مأخذه هو الدليل لا تتبع الرخصة بالتشهي، ولهذا تجد أن كل المذاهب المتبوعة بما فيها المذهب الظاهري يعرفون ببعض الأبواب الكبيرة التي كان قولهم فيها هو أوسع الأقوال، وكان قولهم في ذلك مطرداً.
هذا ما تنبهتم عليه حفظكم الله ...
ولكن هناك أمر آخر شاع اليوم، وهو معيار الرخصة فصارت هناك جملة من المسائل من أخذ بالرخصة فيها فهو في جملة متبعي الرخص عند قوم، ومن أخذ بالعزيمة فيها فهو من التيار الأحوطي المتشدد.
فهذا كما أنه غلط فهو فتنة، وقانا الله وإياكم شرها.
وأعد موضوعاً - يسر الله تمامه - بعنوان "المسائل الشائكة"
أقصد من خلاله تقرير المعنى السابق.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 10:13]ـ
جزاك الله خير يا شيخ فؤاد ...(/)
تحريف النصوص الشهيرة في ألوهية المسيح ابن مريم عند النصارى - الحلقة الأولى
ـ[المحدث]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 04:25]ـ
بسم الله والحمد لله، اللهم صلي وسلم وزد وبارك علي الحبيب المصطفي المشرف بالشفاعه المخصوص ببقاء شريعته الي قيام الساعة صلاة باقية ما تعاقب الليل والنهار.
هذا المقال فيه بيان تحريف النصوص الاشهر باطلاق المستخدمه من قبل النصاري لاثبات الوهية نبي الله عيسى ونعتمد في اثبات تحريفها علي مراجع تنتمي لمختلف الطوائف المسيحية.
النص الاول:
نص رسالة يوحنا الاولى الاصحاح الخامس العدد السابع (ترجمة الفانديك)
فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. (يوحنا الاولي 7:5)
الدليل الاول: من دائرة المعارف الكتابية
الجزء الثالث_ (ح_ذ) _طبعة ثالثة
دار الثقافة _ص. ب 162_11811_البانوراما _القاهرة
رقم الايداع: 1888/ 1995
10/ 524ط3ك3/ 3_6.5/ 1991_1995_2005
دائرة المعارف الكتابية حرف (خ) مخطوطات العهد الجديد
وتحت عنوان إختلافات مقصودة
" وقد حدثت أحياناً بعض الإضافات لتدعيم فكر لاهوتي، كما حدث في إضافة عبارة "واللذين يشهدون في السماء هم ثلاثة" (1يو 5: 7) حيث أن هذه العبارة لا توجد في أي مخطوطة يونانية ترجع إلى ما قبل القرن الخامس عشر، ولعل هذه العبارة جاءت أصلاً في تعليق هامشي في مخطوطة لاتينية، وليس كإضافة مقصودة إلى نص الكتاب المقدس، ثم أدخلها أحد النسَّاخ في صلب النص. ((294))
الدليل الثاني: نسخة الرهبانية اليسوعية
جميع الحقوق محفوظة , طبعة سادسة 2000
بولس باسيم
بيروت في 7 تشرين الثاني 1988
ISBN 2-7214-4914-1
دار المشرق ش. م.م-ص. ب. 946, بيروت – لبنان
مدخل رسالة يوحنا الاولي _نسخة الرهبانية اليسوعية
ولكن هناك فقرة كانت في الماضي موضوع مناظرة مشهورة، ومن الأكيد أنها غير مثبتة. إنها جملة معترضة وردت في 5/ 6 - 8، وهي التي بين قوسين في هذه الجملة " الذين يشهدون هم ثلاثة (في السماء وهم الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد والذين يشهدون هم ثلاثة في الأرض) الروح والماء والدم، وهؤلاء الثلاثة هم متفقون. لم يرد هذا النص في المخطوطات في ما قبل القرن الخامس عشر، ولا في الترجمات القديمة، ولا في أحسن أصول الترجمة اللاتينية، والراجح أنه ليس سوى تعليق كتب في الهامش ثم أقحم في النص في أثناء تناقله في الغرب. ((ص764))
الدليل الثالث: كتاب وحي الكتاب المقدس
القس يوسف رياض في كتابه وحي الكتاب المقدس
((إضافة الحواشي المكتوبة كتعليق علي جانب الصفحة كأنها من ضمن المتن: وهو على ما يبدو سبب في إضافة بعض الأجزاء التى لم ترد في أقدم النسخ وأدقها مثل رومية 8/ 1, وأيضاً عبارة " الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة الورادة في رسالة يوحنا الاولي 5/ 7)) ((ص66))
الدليل الرابع: المفسر وليم كيلي
ينقل موقع بيت الله المسيحي عن المفسر وليم كيلي
http://www.baytallah.org/W-K-20-John-123/W-K-First-John-17.htm
على أن الفصل الذي أمامنا قد زيدت عليه بعض الكلمات سواء بقصد أو بغير قصد وهي التي تراها في الكتاب المشوهد بين قوسين، وكما وضعنا نحن في رأس هذا الموضوع فمن المسلم به تحقيقاً أن الفقرة المبتدئة بكلمتي «في السماء» في العدد السابع والمنتهية بكلمتي «على الأرض» في العدد الثامن ليست جزءاً من النص الأصلي فربما كانت في مبدأ الأمر هامشاً على إحدى النسخ فجاء أحد النساخ وأدخلها في المتن ظاناً أنها منه. وقد تناول إعلام التحقيق الكتابيون هذه القضية بالبحث والتحري فخرجوا بهذه النتيجة وهي أن الفقرة جاءت عرضاً بطريق الاستنتاج البشري، على أن أي مسيحي ولو لم يكن يعرف كلمة واحدة من اللغة اللاتينية يستطيع أن يحكم على الفور إنها كلمات مضافة، وهو ليس بحاجة إلى رجال العلم أو أبحاثهم ليقرر أن الفقرة زائدة. فإن كلمة الله جامعة مانعة وتحمل في ذاتها دليل كفايتها.
أما أولاً فما معنى الشهادة «في السماء»؟ تأمل جيداً في التعبير ألا ترى أنه ليس فقط غير كتابي بل يدل على الجهالة؟
الدليل الخامس:
حذف النص من نسخ الكتاب المقدس التاليه
1_النسخة العربية المشتركه.
2_النسخة الكاثوليكية
3_ النسخة البوليسية
4_النسخة العربية المبسطه
5_نسخة الحياة طبعة السويد (الانجليزية _العربية)
6_ American Standard Version)
7_ (New International Version)
8_ (New American Standard Bible)
9_ The Message
10_ (New Living Translation)
11_ (English Standard Version)
12_ (Contemporary English Version)
13_ (New Century Version)
14_ (Holman Christian Standard Bible)
15_ (Darby Translation)
16_ (New International Reader's Version)
17_ (New International Version - UK)
18_ (Today's New International Version)
الدليل السادس:أسماء المخطوطات التي لا يوجد بها هذا النص
The greek new testament _4 edition
Isbn 3_438_05110_93_438_05113_3 with dictionary
(( السينائية _ الفاتيكانية _ الأسكندرية _ القبطية الصعيدية
_ القبطية البحرية الأرمينية _ الأثيونية _ الجورجية_السلافية_
vid 048_33_88_322_ 323_436_945_1067_1175_
1241_1292_1409_1505_1611_1735_ 1739_1846_
1881_2138_2298_2344_2464))
الدليل السابع:أسماء من لم يعرف هذا النص من آباء الكنيسة في القرون الاولي ولم يستشهد به
The greek new testament _4 edition
Isbn 3_438_05110_93_438_05113_3 with dictionary
(( كلمنت، اوريجانوس،دينسيوس، يوحنا الدمشقى، أغسطنيوس.))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 09:01]ـ
ترجمة الفانديك جمعت كل التحريفات الحديثة تقريباً
و مع وجود الترجمة العربية المشتركة إلا أن العرب و بخاصة أقباط مصر لا يرجعون إلا للفانديك ,عليه و على شريكه لعائن الله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 11:49]ـ
بوركت .. كلام موثق ومحكم ويدل على بحث مجد من وراءه ...(/)
شذرات وخواطر وشوارد: عقدية وفكرية وعلمية .. وأشياء أخرى من حقيبة الزمن
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 08:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
(بلا مقدمات)
قال لي بعض من تأثر بكتب الفلاسفة فلحسوا عقله ..
إن الله يقول "يوم تسود وجوه" .. أليس في هذا إحراج للأفارقة السود؟!
هل وقفتم على شبهة أعجب .. !
حوقلت واسترجعت .. ثم قلت, مستمدا من الله العون والسداد .. يا أستاذ:
إن السواد في حقيقته غياب النور .. هو كذلك حتى في علم الطبعيات الذي هو "الفيزياء"
فالمراد أن هؤلاء يسلب النور عن وجوههم
ولقد جاء في وصف الإمام أحمد أنه مع شدة سمرة بشرته فقد كان وجهه مشرقا بالنور
والعكس ترى الرافضة-مثلا- مع بياض بشراتهم وجوههم مظلمة عليها غبرة ..
ثم إن هذا الأفريقي الأسود ربما قال لصديقه إذا غضب منه: سوّد الله وجهك
أفتراك ملكيا أكثر من الملك؟!
وقد قال الله"فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"
فهل هذا إحراج للعميان؟!
وإن كان -يا أستاذ-شعر هذا الإنسان الأسود بنوع إهانة أو حرج-جدلا-.فإنه مبتلى بذلك
أيصبر ويشكر فيرقى إلى المعالي .. أم يسخط فيهبط في السُّفل ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 08:00]ـ
صحيح أن نتاج العالم والمثقف مرآة تعكس فكره ..
حتى قيل من ألف فقد وضع عقله على طبق
لكن هذا النتاج ليس مشتملا في الغالب على ذكر تفاصيل حياته
وبيئته .. والظروف التي احتفت بمسيرته .. إلخ
وحينئذ يكون الحكم عليه بمعزل عن هذه المؤثرات في ميزان نقد الرجال
مجحفا .. فلابد من النظر الشمولي المستغرق لأبعاد هذا الإنسان ,الموضوع في الميزان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 09:11]ـ
ألف الحافظ بن رجب سفره الضخم في شرح سنن الترمذي .. وليس له أثر
وألف الإمام علي بن المديني مجلدات كبارا في العلل .. فقضى عليها الطين ..
وأما شيخ الإسلام فأكثر كتبه مفقود كما تدل تراجمه ..
وقس عليهم .. كثيرا من العلماء ..
هذا و هؤلاء الأفذاذ ممن لا يشك في إخلاصهم وحسن بلائهم وجهادهم في الله عز وجل ..
ومع ذلك فقد ني الكثير مما أفنوا فيه أزمانا .. فكيف تراه المعجَب بنفسه أو المرائي ..
ما أهونه على الله .. وإن غره بالتصفيق واستدرجه الشهرة
وبهذا تعلم أن حكمة الله في تدبير الأمور ليست وفقا لقاعدة رياضية ظاهرة على طريقة ,1+1=2
بل له سبحانه من اللطائف الخفية التي لا يدرك كنهها العقل .. بل يرتد خاسئا وهو حسير ..
وحينئذ يدرك العبد حجم ضعفه .. وافتقاره .. إلى الله تعالى .... ويستلهم منه السداد
والهدى في كل حين .. بل كل لحظة ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 09:29]ـ
علم الكلام مع فقه الكتاب والسنة كما جاء به رسول الله ونقله إلينا أصحابه .. أشبه بـ"علم" الخرافة مع الطب
فقد يصاحب الشعوذة شيء من النفع كشيء من الأعشاب .. وكذلك علم الكلام .. هو في الأصل" فلسفة" للتشريع الرباني ..
كأن الذين ارتضوه إماما لهم في تثبيت العقائد غرتهم الحكمة المروية عن علي -رضي الله عنه-:الحكمة ضالة المؤمن ..
وفاتهم أن الله لم يكن ليكل شرح أصول الدين وترسيخها لأرسطو وسقراط وأفلاطون!
كما أن هؤلاء مع الأسف لم يدركوا حقيقة الفرق الجوهري بين علم السلف وعلم الخلف .. (وهو ما يحتاج تخصيص مقال)
فظنوا أنهم ظفروا بالغنيمة وجاءوا بما لم يأت به الأوائل ..
يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله تعالى في كتابه النفيس (خصائص التصور الإسلامي): وجد بين المفكرين المسلمين من فتن بالفلسفة الإغريقية- وبخاصة شروح فلسفة أرسطو- أو المعلم الاول كما كانوا يسمونه- وبالمباحث اللاهوتية- " الميتافيزيقية " – وظنوا أن " الفكر الاسلامي " لا يستكمل مظاهر نضوجه واكتماله، أو مظاهر أبهته وعظمته، إلا إذا ارتدى هذا الزي- زي التفلسف والفلسفة- وكانت له فيه مؤلفات! وكما يفتن من اليوم ناس بأزياء التفكير الغربية، فكذلك كانت فتنتهم بتلك الازياء وقتها. فحاولوا إنشاء " فلسفة إسلامية " كالفلسفة الإغريقية. وحاولوا إنشاء " علم الكلام " على نسق المباحث اللاهوتية مبنية على منطق أرسطو ..
إلى أن يقول:
ولما كانت هناك جفوة أصيلة بين منهج الفلسفة ومنهج العقيدة، وبين أسلوب الفلسفة وأسلوب العقيدة، وبين الحقائق الإيمانية الإسلامية وتلك المحاولات الصغيرة المضطربة المفتعلة التي تتضمنها الفلسفات والمباحث اللاهوتية البشرية. . فقد بدت " الفلسفة الاسلامية " –كما سميت- نشازاً كاملاً في لحن العقيدة المتناسق! ونشأ من هذه المحاولات تخليط كثير، شاب صفاء التصور الاسلامي، وصفر مساحته، واصابه بالسطحية.
ذلك مع التعقيد والجفاف والتخليط. مما جعل تلك " الفلسفة الاسلامية " ومعها مباحث علم الكلام غريبة غربة كاملة على الإسلام، وطبيعته، وحقيقته، ومنهجه، وأسلوبه!
وأنا أعلم أن هذا الكلام سيقابل بالدهشة – على الاقل! - سواء من كثير من المشتغلين عندنا بما يسمى " الفلسفة الاسلامية " أو من المشتغلين بالمباحث الفلسفية بصفة عامة. . ولكني أقرره، وأنا على يقين جازم بأن " التصور الاسلامي " لن يخلص من التشويه والانحراف والمسخ، إلا حين نلقي عنه جملة بكل ما أطلق عليه اسم " الفلسفة الإسلامية ". وبكل مباحث " علم الكلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 09:54]ـ
بارك الله فيك يا أبا القاسم، وزدنا من هذه الخواطر، زادك الله علما وفضلا ...
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 10:06]ـ
وفيك بارك أخي المكرم فريد .. وشكرا لك على المتابعة والدعاء
----
قال الأب لابنه: أريدك أن تحرز مئة من مئة .. في امتحانك القادم
فقال الابن: خير الأمور أوسطها .. فالمئة كثير .. وحد الفشل: خمسون ..
فأنا أجتهد لك بما هو وسط .. ولك علي أن تكون درجتي وسطا
أي 75% .... والله قال"وكذلك جعلناكم أمة وسطا" .. (!)
بهذا المفهوم "الوسطي" .. أخذ كثير من المفكرين والأدباء والعلماء ..
وليتهم إذا أخذوا به أعملوه في حياتهم الدنيوية -كحال الابن-إذن لهان البأس ..
ولكنهم تمثلوه في فهم الإسلام .. وتطبيقه .. فكان إفسادهم
ابتداعا منهجيا .. وهو أخطر بكثير من آحاد البدع العملية ..
وهو من أعظم عوامل اندراس العلم .. وغربة الحق. وميوعة التدين ...
وسواد الأغاليط المنكرة على أنها مسلمات
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 10:27]ـ
يستغرب بعض طلبة العلم .. لدى شرح متن في العربية
كالألفية مثلا .. أن يكون من نهج الشيخ أو اللغوي
إعراب أشياء في الأبيات التي تمر ولما يأتهم مباحثها بعد ..
وهذا غير وجيه من هؤلاء الطلبة ..
لأن الله خلق الدماغ مجبولا على الأقيسة ..
والتعلم بالنظائر .. فحين يمر العالم بأكثر من مثال ..
يقول مثلا وهذا مفعول مطلق .. مع كونه لم يدرس بعد المفعول المطلق
سيكون تواتر الأمثة عليه تحت الباب الواحد .. سببا عظيما لأن يفك معمّاه ..
فيتنبأ بإعراب ما يشبهه ويصيب دون أن يكون استشرحه
حتى إذا ما درسه بتمامه خرج منه واعبا له على التمام
بل هذا متبع فيما يسمى بالذكاء الاصطناعي ..
فقد كنا في المعامل .. نعلم حتى الآلة .. !
ندخل العدد:1 .. وبإزائه1
والعدد:2 .. وبإزائه4
و3 .. وبإزائه 9
و4 .. مع 16 ..
وهكذا مدخلات كثيرة جدا .. بنفس الأسلوب
ثم ندخل له 5 .. في المدخلات .. ونطلب منها الجواب ..
فيأتي مثلا 24.5 .. مما يعني أنها "فهمت" أن العلاقة تربيعية ..
وبقدر ما نزيد المدخلات بقدر ما يأتي الجواب أدق
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 11:03]ـ
يقول حسن حنفي "إن كثرة الاعتماد على النصوص النقلية تقلل من ثقل الحجج العقلية"
أي أنك حين تستشهد بكلام أحد المفكرين لتصحيح قول ما .. فهذا يقدح في قوة الحجة العقلية
وهذه المقولة يؤمن بها الفلاسفة إلى حد بعيد, ويظهر تناقضهم عند التطبيق .. والحق أنها ليست قاعدة مطردة (تكتب هكذا لا بالضاد"مضطردة" كما يُتوهم لأنها من الطرد)
فقد يكون النقل نفسه مشتملا على فكرة عقلية ..
وقد يكون لتفنيد قول زاعم عمد إلى التعميم بنسبة قول إلى الجميع .. فدحضه يكون بذكر المستثنى من العموم
وقد تكون الحجية من باب "وشهد شاهد من أهلها" (في بعض صوره لا كلها, لأنك حين تستشهد على الفيلسوف بقول هيجل سيرد عليك بقول أفلاطون)
وقد يكون لإظهار تناقض الخصم ..
وغير ذلك
قال الشيخ البحاثة عبد الله الهدلق يرد عليه في هامش كتابه"الهادي والهاذي":ماذا لو قال دارس للحضارة لحسن حنفي: إن لفظة "فرعون" لم ترد في القرآن؟ ا. هـ
وإنما يكون للقاعدة وجه حين يكون محل النزاع متمحضا في المسائل العقلية البحتة التي هي مجال الاجتهاد بأن
تتجاذبه الأدلة ذات اليمين وذات الشمال فليس يصح مثلا أن يستدل شافعي على آخر بأن الإمام الشافعي ومن ورائه جميع الشافعية يقولون بهذا القول
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 07:30]ـ
قد ينطلق اثنان من نفس المبدأ ثم يتناقضان في النتيجة ..
وهذا من أعجب ما يوضح أن نسيان حظ "مما ذكروا به"
سبب لا مرية فيه للوقوع في الضلال ..
فالمرجئة اختزلوا الإيمان في التصديق ..
والخوارج كفروا الناس بالكبيرة ..
وكلاهما أتي من فكرة: الإيمان شيء واحد .. كل لا يتجزأ
لا يتبعض .. لا يزيد ولا ينقص .. أشبه بحروف الخفض
إن نقص منها حرف .. لم تعد حروفا
وهنا وقفة ..
كيف اختلفوا في النتيجة مع اتفاقهم في تأصيل الأصل؟
الجواب: لما أخذ الخوارج بالوعيد وحده .. تشكلت لديهم نفس مجبولة على التكفير
فناقضهم المرجئة .. ونظروا إلى نصوص الوعد المجملة .. دون غيرها
فأظهر الله بطلان قول الفريقين ,فلم يتم لهؤلاء وهؤلاء أن يؤسسوا لعقائدهم إلا بهذ الأصل
بيانه: الإيمان شيء واحد .. فأعمل الأولون فيه":من فعل كذا فقد كفر" .. فانهدم هذا الشيء الواحد
وأعمل الآخرون فيه: من قال كذا دخل الجنة .. فبقي هذا الشيء الواحد كما هو مهما خرمته .. مادام صاحبه:قال ..
وبهذا تعلم حقيقة منهج أهل السنة .. وأنه التمثل الصحيح لدين الإسلام .. كما نزل
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 07:32]ـ
" .. ولكن أكثر الناس لا يعلمون*يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون"
هذه أثيرة على قلبي ..
وهي كما ترى أشبه بالنص على أن العالم بغير علم الشرع لا يسمى عالما بإطلاق ..
بل لا بد من تقييده فيقال: عالم بالهدسة .. وعالم بالفلك .. إلخ
فإنه سبحانه نفى العلم عن أكثر الناس .. ثم أثبت نوع علم .. وهو ظاهر من الحياة الدنيا ..
فدل على أن العلم الذي مدح أصحابه أصالة هو العلم الشرعي .. ولم تكن علوم الآلة ممدوحة إلا باعتبارها وسيلة إليه
فإذا عرفت هذا ... عرفت معنى قوله"إنما يخشى الله من عباده العلماء" .. وإنما هو عالم الشريعة الرباني
وأما عالم الطبيعة-مثلا- فإذا توصل بعلمه هذا إلى ربه .. فاستقام على أمره .. فإنه استفاد ذلك بإعمال عقله,, وهذا الإعمال أمر الله تعالى به في كتابه فله من حظ العلم الممدوح جزء بقدر هذه "الحيثية"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 07:33]ـ
يأخذ العجب بعضنا مأخذه حين نسمع عن شخص كان طالب علم
أو عالما .. ثم انتكس! .. ولاسيما إذا كان صاحب منهج على جادة
السلف ثم أصبح يناهض "السلفية" .. ويدعو للانفتاح الفكري ..
أو يغدو صاحب فتاوى عجيبة معلبة .. تتنافس شركات التصدير والتوريد
الليبرالية في التغني بها ونوزيعها بالمجان على الجمهور ..
وهذه الظاهرة العجيبة .. لاشك لها أسباب فلم تأت هكذا .. خبط عشواء ..
ومن أبرزها:
-أن هذا الذي انتكس يكون قد آنس من نفسه ذكاء وتميزا .. ثم لم يجد من حوله
من يحتفي به ويحتفل بتميزه .. بالتبجيل والتوقير والتقديم والإشادة ..
فيتحرك ضميره اللاهث وراء المجد .. فيثير فيه شعورا طفوليا .. يدعوه
للإتيان بالعجائب والغرائب والشذوذات الفكرية .. حتى ينتبه الناس له ..
فينتشي بسماع اسمه .. حتى لو كان على سبيل الإهانة!
وإنما تسللت له هذه الآفة لأنه لم يعتن بتطهير قلبه ..
وبدل أن يعتني بمحط نظر الرب .. التهى بمحط نظر الناس
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 09:52]ـ
اللهم اهد قلوبنا وأصلح نياتنا.
جزاك الله خيرا على هذه الخواطر المذكّرة، وثق تماماً أن الغوص في أعماق النفس سيجلي لصاحبه أشياء وأشياء ولكن الحياة قصيرة والعمر ماضٍ للنفاد.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 11:07]ـ
ألف الحافظ بن رجب سفره الضخم في شرح سنن الترمذي .. وليس له أثر
وألف الإمام علي بن المديني مجلدات كبارا في العلل .. فقضى عليها الطين ..
وأما شيخ الإسلام فأكثر كتبه مفقود كما تدل تراجمه ..
وقس عليهم .. كثيرا من العلماء ..
هذا و هؤلاء الأفذاذ ممن لا يشك في إخلاصهم وحسن بلائهم وجهادهم في الله عز وجل ..
ومع ذلك فقد ني الكثير مما أفنوا فيه أزمانا .. فكيف تراه المعجَب بنفسه أو المرائي ..
ما أهونه على الله .. وإن غره بالتصفيق واستدرجه الشهرة
وبهذا تعلم أن حكمة الله في تدبير الأمور ليست وفقا لقاعدة رياضية ظاهرة على طريقة ,1+1=2
بل له سبحانه من اللطائف الخفية التي لا يدرك كنهها العقل .. بل يرتد خاسئا وهو حسير ..
وحينئذ يدرك العبد حجم ضعفه .. وافتقاره .. إلى الله تعالى .... ويستلهم منه السداد
والهدى في كل حين .. بل كل لحظة ..
/// كان في نفسي خاطرٌ قديمٌ لم أرَ منفذًا يمكن أن أبثَّه من خلاله، ما يُحكَى أنَّ الإمام مالك بن أنس رحمه الله كانت بينه وبين الإمام ابن أبي ذئبٍ -قرينه- شيءٌ من الوحشة والمنافرة، فنقل إليه بعض الناس أنَّ ابن أبي ذئبٍ رحمه الله عزم على تأليف موطّا أكبر من موطَّئه فقال مالكٌ: "ما كان لله بقي".
/// وهذه الكليمة من الإمام مالك يتناقلها بعض الدعاة وطلَّاب العلم على سبيل الاستئناس في الكلام عن مسألة النِّيَّة، وهذا القدر قد يكون مقبولًا إن طُرِح بإجمال ..
/// لكن! لا ينبغي للفطن أن يركن إلى التُّهمة المبطَّنة التي قد يفهمها بعض الناس غلطًا من كليمة الإمام مالك، من كون ابن أبي ذئب لم يُرد بهذا التأليف وجه الله، فكما أنَّ مالكًا عندنا إمامٌ فكذا ابن أبي ذئب، ومن سخيف العمل الدخول بين الأكابر بالظنون أوالإشارات.
/// وبيان ذلك بيِّنٌ للفطن وإن كانت ثمَّ أمور يقلُّ التنبيه عليها ..
/// أولاها: أنَّ النِّيَّات مردُّ علمها إلى الله، وإن قويت القرائن أحيانًا فلا ينبغي أن يتوجَّه جزمٌ في مثل هذه الأمور.
/// ثانيها: ما أشار إليه أخونا الكريم أبوالقاسم، من أنَّ ضياع بعض الكتب والأعمال الكبرى لأئمَّة الإسلام ليس دليلًا بالضرورة على عدم النِّيَّة أواهتزازها، بل قد يكون لله في ذلك الحكمة البالغة التي تقصر أفهامنا عن إدراكها.
/// ولهذا لا ينبغي الإطلاق في الاستدلال بقول: ((فأمَّا الزبد فيذهب جفاء وأمَّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض))، إذ قد يقع العكس في صورٍ من الحياة كثيرة، كـ"عمر بن عبدالعزيز" لا تطول خلافته أكثر من عامين وكسر، والفاسق العربيد يطول ويسأن تشكو منه نفسه قبل غيره .. وهكذا!
/// وكما أنَّ الله جعل (((أحيانًا))) ذكرًا حسنًا لبعض المخلصين من المصلحين من باب ((عاجل بشرى المؤمن))، ومن باب: ((وآتينه في الدنيا حسنة)) ... =فقد جعل ((أحيانًا أخرى)) فتنةً في ذكرٍ حسنٍ نسبيٍّ -في الظاهر- لبعض المفسدين المجرمين أوالمخلِّطين، من باب ((وما لهم في الآخرة من خلاق))، ومن باب: ((فتنة للذين في قلوبهم مرض))، وأبواب أخرى .. نسأل الله أن لا يجعل ثوابنا معجَّلًا في الدنيا دون الآخرة.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 11:18]ـ
صحيح أن نتاج العالم والمثقف مرآة تعكس فكره ..
حتى قيل من ألف فقد وضع عقله على طبق
لكن هذا النتاج ليس مشتملا في الغالب على ذكر تفاصيل حياته
وبيئته .. والظروف التي احتفت بمسيرته .. إلخ
وحينئذ يكون الحكم عليه بمعزل عن هذه المؤثرات في ميزان نقد الرجال
مجحفا .. فلابد من النظر الشمولي المستغرق لأبعاد هذا الإنسان ,الموضوع في الميزان
/// والقياس على هذا فيمن ينظر إلى مشاركات كثيرٍ من الأخوة في المنتدى، وما يصدر عنهم من نتاج نافع أحيانًا وغير نافع بانشغالٍ في بنيات الطريق أحيانًا أخرى = لا ينبغي أن يخرج عن هذا الإلماح الجيِّد ههنا.
/// إذ ليس كلُّ الكاتبين في الألوكة -مثلًا- في حال نفسيَّة متساوية، إيجابًا وسَلبًا ..
/// ولا ذاك الكاتب الواحد من بينهم يكتب في كلِّ المواضيع وفي كل المشاركات بحالٍ نفسيَّةٍ واحدة ..
/// فبقدر ما تكون المؤثِّرات التي تضغط على الإنسان مبرزة شيئًا من معاناته أحيانًا إن ترك التجلُّد!، لكنَّها لا تعطيه عذرًا عند غيره ..
/// لذا فالحكم على الشَّخص ونتاجه ومزاجه إنَّما يكون بالسَّبر لجميع وغالب ما كتب، لا في بعضه، لأنَّ الحكم إذا اقتصر على البعض أحيانًا يكون ظلمًا وإجحافًا وقسوةً على من يستحقُّ الإغضاء عنه أحيانًا؛ لسببٍ بسيطٍ وهو ما تقدَّمت الإشارة إليه من تكدُّر المزاج بضغط الأحداث الحياتيَّة.
/// نعم .. ينبغي للمرء أن يحاول جهده ترك الكتابة حتى تصفو المشاعر، ويذهب كدره النفسي، ولكن .. هيهات هيهات .. فالحياة كلُّها كدرٌ وتعب، كما قال أحد الزَّاهدين من مشايخنا مرَّةً: "متاع الدنيا وبهجتها لا لذَّة فيها؛ بل هي دفع أذى" ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 11:43]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل عبد الله الشهري ولك بمثل
وجزى الله الشيخ عدنان على تعقيباته اللطيفة ..
تنبيه: فيما كتبتُ أخطاء طباعية بسبب سرعة الكتابة .. نبهني لها نقل الشيخ عدنان بتظليل الاقتباس
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 12:48]ـ
كثيرا ما نسمح بعض المشايخ يقولون:الشباب المتحمّس
في نقد حمية بعضهم في ولائهم المخلص للدين
وهذا التوصيف خطأ تربوي منهم ..
فهل المراد قتل الحماسة في ذات الله ..
والتثبيط عن داعي الرب سبحانه وواعظه
في قلب العبد المؤمن ..
أم يراد لنا أن يكون الشباب فينا باردا
بلا حس تجاه قضايا الأمة والدين ..
وهل عز الإسلام إلا بحماسة
شبان الصحابة وشيبانهم للعقيدة
لكنها حماسة مضبوطة بالشرع ..
لا حماسة يقودها الهوى والجهل ..
وهنا يكمن الفرق .. فاعرف!
ذكر العلامة ولد الددو
أن أحد شيوخ الأزهر المشار
إليهم بالبنان .. جيء به لنقاش بعض
هؤلاء الشباب المتهم بالحماس
وهو في السجن, لا لشيء اقترفه ..
فقال "الشيخ":ما الذي جاء بك هنا!
فقال الشاب:"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين"
قال "الشيخ":هذه للرسول (!)
وهنا تبسم الشاب وقال:"قل هو الله أحد"
هذه للرسول أيضا .. فاكفر إذن!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 01:02]ـ
كثيرا ما نسمح بعض المشايخ يقولون:الشباب المتحمّس
في نقد حمية بعضهم في ولائهم المخلص للدين وهذا التوصيف خطأ تربوي منهم ..
فهل المراد قتل الحماسة في ذات الله .. والتثبيط عن داعي الرب سبحانه وواعظه في قلب العبد المؤمن .. أم يراد لنا أن يكون الشباب فينا باردا بلا حس تجاه قضايا الأمة والدين ..
وهل عز الإسلام إلا بحماسة شبان الصحابة وشيبانهم للعقيدة لكنها حماسة مضبوطة بالشرع ..
لا حماسة يقودها الهوى والجهل ..
وهنا يكمن الفرق .. فاعرف!
/// بارك الله فيك .. تكملةً لما ذكرته: أقول: نعم لا شكَّ أنَّ الحماسة المضبوطة بضوابط الشَّرع محمودةٌ لا مذمومةٌ، ولكن من الذي يميِّز بين كونها مضبوطةً أوليست كذلك؟!
/// عندما يكون العالم أوالشَّيخ الفقيه معْتَرَضًا عليه من بعض الشباب حديثي السِّنِّ والعلم والحنكة -بالنسبة إليه- بخطبٍ حماسيَّة عاطفيَّةٍ -قد لا تكون منتفية أوحتى ناقصة في قلوب أولئك الشُّيوخ- ههنا تكون الحماسة غير محمودةٍ، وإن كان دافعها حسنًا، فليس كلُّ من أراد الخير وتأجَّجت العاطفة في قلبه =يصبْه؛ لأنَّها حماسةٌ خلاف الحكم الشَّرعي أوالمصلحة "الشَّرعية" الرَّاجحة حينئذٍ، ولا تأثير لها على حكم الفقيه وحكمته في معالجة الأمور.
/// وقد تقدَّم التَّمثيل بقريبٍ من هذا في قِصَّة عمر بن الخطَّاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الشَّديد في دين الله مع النَّبيِّ (ص) الذي لا أحد أغير منه في دينه =في قصَّة الحديبية ممَّا هو أظهر ما يمثَّل به في قضيَّة العاطفة والحماسة الدِّينيَّة التي لا تؤثِّر على الحكم الذي يجب -أو يستحبُّ أحيانًا- أن يُصار إليه.
/// فإذا كان مثل هذا يقع من صحابيٍّ، ملهمٍ، مزكى، وافق الوحي في مواضع، وكان الرفيق الثاني لصاحب الوحي =فكيف بمن هو دونه؟
/// وإذا كان كلُّ الصَّحابة قد قتلهم الهمُّ من الاتِّفاقيَّة التي رأو فيها مهانة ومذلَّة بقي أبوبكر على عادته مستمسكًا غرز النَّبي (ص) غير عابءٍ بما قال أصحابه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 01:25]ـ
ولكن من الذي يميِّز بين كونها مضبوطةً أوليست كذلك؟!
هذا خارج محل البحث يا شيخ عدنان, إن كان ما قلتَه استدراكا .. ولكنك قلت: تكملة .. فآخذ بظاهر قولكم
وإنما العتب متوجه لطريقة معالجة بعض المشايخ لما يرونه من أخطاء .. (وإن كان في أحيان يكون استحقاقهم لاسم الخطأ أولى من "الشباب" .. فالشيوخ منهم الرباني .. ومنهم من هو دون ذلك .. ومنهم من قد يجبن عن قول الحق ويؤثر السلامة .. ومنهم من قد يتفوه بالباطل المحض لهوى أو خوف أو شهوة .. إلخ)
والله الموفق
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 01:29]ـ
وأما القصة العمرية .. فالشاهد فيها لما قلتُه: أن رسول الله لم يجابه عمر رضي الله عنه -مع فداحة فعله بالنظر إلى كونه معارضة لرسول الله واستدراكا عليه-بالتثبيط .. ولا قال له: دع عنك الحماسة والتهور .. إلخ
بل كان بأبي هو وأمي عالما بمعادن الرجال
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 01:36]ـ
/// أؤكِّد على قولك، فلا شكَّ يا شيخنا أبا القاسم أنَّ الشُّيوخ الذين لهم معرفة بالعلم يختلفون من جهة العلم وبثِّه، والعمل به، وفهمه، وتأدية أمانته، فمنهم، ومنهم .. ولكن يبقى كما تقدَّم في تكملة كلامك الأوَّل أنَّ التفريق بين هذا وذاك قد يظهر وقد يخفى أحيانًا.
/// أمَّا قضيَّة عدم مجابهة النَّبي (ص) لعمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بالتَّهوُّر ونحوه فصحيحٌ أيضًا .. فمَنْ مثله (ص) في أخلاقه، ولكن قبل ذلك مَنْ مثل عمر في التأدُّب والاستشكال، لا الاعتراض والتسفيه ونحو ذلك من الاساءة، مما قد لا يليق مع الأقران، ممَّا تعلمه بارك الله فيك عند بعض الناس.
/// وأنت تميُّز سدَّدك الله بين تصرُّف عمر والصَّحابة في الحديبية من أدب الاستشكال على الشيخ، ومن اعتراض ذاك الذي شنَّع عليه بفظاظة: "هذه قسمة ما أريد بها وجه الله! " أو الذي قال: "اعدل يا محمَّد! " =تدرك الفرق بين موقف النَّبي (ص) من عمر، وموقفه من ذينك الآخرين.
/// وجزاك الله خيرًا على شذراتك اللطيفة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 02:46]ـ
هذا خارج محل البحث يا شيخ عدنان, إن كان ما قلتَه استدراكا .. ولكنك قلت: تكملة .. فآخذ بظاهر قولكم
وإنما العتب متوجه لطريقة معالجة بعض المشايخ لما يرونه من أخطاء .. (وإن كان في أحيان يكون استحقاقهم لاسم الخطأ أولى من "الشباب" .. فالشيوخ منهم الرباني .. ومنهم من هو دون ذلك .. ومنهم من قد يجبن عن قول الحق ويؤثر السلامة .. ومنهم من قد يتفوه بالباطل المحض لهوى أو خوف أو شهوة .. إلخ)
والله الموفق
"شخصية العالم و طالب العلم "اليوم" ... مفاهيم لا بد أن تتغير".
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=2676&highlight=%C7%E1%DA%C7%E1%E3+% E3%DD%C7%E5%ED%E3+%CA%CA%DB%ED %D1
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 03:56]ـ
شكر الله لك يا شيخ عدنان .. ووفقني وإياك لما فيه مرضاته سبحانه وتعالى
وبارك الله فيك أخي الشهري على إثرائك المقال
--
دكتور في التفسير .. له في الحق صولات
حتى لم يكن يُرى له من عيب سوى تطاوله
على ابن تيمية! وياله من عيب!
.. فكنت ذات يوم في درسه
يشرح فيه آيات من القرآن العظيم ..
بأسلوبه البديع-والحق يقال-فعرج على ابن تيمية
ولمزه بأقواله "الشنيعة" (!) في العقائد, فيجرح صدري كلما جرحه ..
لكني كنت أتلمس فيه خيرا كثيرا
لاسيما وهو -مع بغضه لشيخ الإسلام- يحب ابن القيم!
بل يقول: اقرأ كتبه وأنت مغمض عينيك
يمدحه بذلك .. (والظاهر أنه لم يقرأها كلها)
وصاحب جهاد بالكلمة .. فيؤذى في الله ويصبر
فاستعنت بالله عز وجل .. وأتيت له بأقوال
لابن القيم ينقل فيه إجماع السلف على إمرار الصفات
كما جاءت من غير كيف
بإثبات لا يشوبه تمثيل .. وقدمتها له في ورقة ..
وقلت: دكتورنا الفاضل .. اقرأ هذه تكرما ..
ثم وليت .. ونسيت الأمر
فرأيته بعد ذلك في التلفاز
يثني على الإمام أبي العباس بن تيمية
ثناء عاطرا جميلا .. لا تكاد تسمعه إلا من سلفي قح
(قلت) تأمل كيف كان ابن القيم صاحب فضل على شيخه
بأن كان جسرا
في تحبيب الناس إليه .. وفي إيصال علمه ..
كما كان شيخه صاحب فضل عليه ابتداء
وتأمل أشياء أخرى احتوتها القصة ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 04:51]ـ
بارك الله فيكم شيخنا ... و هذه الانفصامية عند بعض الشيوخ عجيبة فعلا .. فشيخ الاسلام له العلم و لابن القيم الأسلوب .. و هذا ما جعل كتب الأخير كما قال الحافظ مرغوبا فيها عند جميع الطوائف ... و مثل الدكتور المذكور كثيرون منهم الشيخ الحافظ أحمد بن الصديق فقد كان يثني على ابن القيم و يوصي بكتبه و يكفر شيخ الاسلام و يوصي بحرق كتبه مع ان الفرق بينهما يكاد لايتعدى الأسلوب و التصرف ... :)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 12:50]ـ
حياكم الله أيها الفاضل: ابن الرومية .. وشكر الله لك
ما علقت به ..
--
التخصص في باب من الشريعة لا يصنع عالما راسخا ..
وبعض أنصار التخصص يستدلون على صنيعهم بالعلماء الأقدمين
فيقولون هذا المزي مثلا كان محدثا صرفا .. إلخ
وبطلان هذا التصور يكفي فيه قراءة سير هؤلاء الذين يستشهدون بهم
لكن حاصل ما هنالك .. هو أن تخصص السلف بالصورة الآتية:-
يدرس أحدهم كل العلوم ويترقى في مدارجها ..
إلى حد كبير .. ثم يغلب على أحدهم بعد سني الطلب الطويلة,
الصناعة الحديثية مثلا عن ميل وهوى .. أو تلمس حاجات العصر .. إلخ
فيصرف همته في التأليف فيها .. وهكذا ..
فهو تخصص باعتبار ميل النفس في المآل .. لا منذ بدء الطلب
وقد زعم بعضهم أن ابن تيمية لم يكن محدثا!
وإنما قال ذلك لأنه لم يجد مصنفا مستقلا له في الحديث
على غرار ابن حجر وابن رجب ..
وهذا قصور في الحكم .. وجهل بأسس النقد
فاقرأ إن شئت كلام الحافظ الذهبي-وحسبك به- في تبحر شيخه
في الحديث وعلله ورجاله .. حتى كان من القلائل
الذين قيل فيهم: كل حديث لا يعرفه فليس بحديث
فعدم التوليف في الباب
لا يعني الجهل فيه
بل قد يكون ما ترك العالم التأليف فيه
أبرع منه فيه مما كتب فيه
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 05:22]ـ
أحسن الله اليك يا أبا القاسم كما أحسنت الينا، فوائد بالغة القيمة والله ..
وأسجل اعجابي بتلك الفائدة بالذات حول قوله تعالى: ((" .. ولكن أكثر الناس لا يعلمون*يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون"
وهذه الخاطرة الأخيرة بشأن اجتراء بعض الأقزام على أئمة العلم المتقدمين، يقولون فلان لم يكن متخصصا في فن كذا، فكيف نقبل كلامه فيه؟؟ ويقع مثل هذا من أصحاب تلك العقلية الضيقة المريضة مع بعض الأئمة المتأخرين والمعاصرين كذلك، كالألباني رحمه الله، يؤتى أحدهم بكلام للألباني في مسألة فقهية فيقول دع عنك هذا ولا تقرأه، انما يؤخذ من الألباني علم الحديث!!! أو يؤتى بكلام لابن باز رحمه الله في الحكم على بعض الأحاديث فيقول، وما شأن ابن باز بعلم الحديث، الرجل ما تخصص فيه، وبضاعته فيه "مزجاة"؟؟؟ كأن هذا المتكلم علامة عصره وزمانه، المطلع اطلاع احاطة بمبلغ كل واحد من الأئمة المعاصرين له من العلم في كل فن، ومقدار ضبطه لأصول تلك الصنعة بعينها واجادته لها، حتى يحكم مثل هذا الحكم الأرعن!!
هذا وان كان المتعاصرون أقل تبحرا وتفننا من المتقدمين ولا شك، الا أن الشاهد هنا في سفاهة أصحاب تلك الأقوال، فكم يحرمون أنفسهم من خير كثير .. هذه والله خيبة وحماقة ما بعدها حماقة .. نسأل الله الهداية للمسلمين ..
(يُتْبَعُ)
(/)