ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 12:44]ـ
الحمد لله
اتفق العلماء على حرمة إسبال الثوب خيلاءً واختلفوا إذا لم يكن ذلك من باب المخيلة والتكبر على قولين:
الأول: الجواز مع الكراهة وهو قول أغلب أتباع المذاهب الأربعة
الثاني: التحريم مطلقاً وهو رواية عن الإمام أحمد خلاف المشهور عنه، قال ابن مفلح في (الآداب الشرعية 3/ 492): (قال أحمد رضي الله عنه أيضاً: ما أسفل من الكعبين في النار لا يجر شيئاً من ثيابه. وظاهر هذا التحريم) أ. هـ واختاره القاضي عياض وابن العربي من المالكية، ومن الشافعية الذهبي ومال إليه ابن حجر، وهو أحد قولي شيخ الإسلام ابن تيمية وهو قول الظاهرية وبه قال الصنعاني ومن المعاصرين ابن باز والألباني وابن عثيمين وغيرهم وهو ما تؤيده الأدلة، والواجب فيما ما يتنازع فيه الناس أن يرد إلى الكتاب والسنة، قال الله تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) النساء/59.
والأدلة على التحريم واضحة وصريحة منها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار) رواه البخاري، وحديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: (أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بعضلة ساقي أو ساقه فقال: هذا موضع الإزار فإن أبيت فأسفل فإن أبيت فلا حق للإزار في الكعبين) رواه أحمدوالترمذي وهو حديث صحيح، وغيرها من الأحاديث
وسبب صرف هذه الأدلة الصريحة الواضحة عن التحريم عند من لا يقول به وجود أحاديث علقت التحريم بالخيلاء كحديث: (لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء) رواه البخاري ومسلم، فقالوا تلك أحاديث مطلقة وهذه مقيدة فحملوا المطلق على المقيد، وهذا غير صحيح لأن حمل المطلق على المقيد إنما يكون إذا اتحدا في السبب والحكم وأما إذا اختلفا فالأصوليون متفقون على امتناع حمل أحدهما على الآخر، وهنا عندنا سببان وعقوبتان:
الإسبال وعقوبته النار
الجرّ - وهو قدر زائدٌ عن الإسبال- وعقوبته ألا ينظر الله إليه
أما القول بأنهما عقوبة واحدة وأن من دخل النار لم ينظر الله إليه ومن لم ينظر الله إليه فمأواه النار فغير صحيح بل هما عقوبتان ولو كان أحدهما يستلزم الآخر، ونظير هذا في القرآن الكريم كثير، كقوله تعالى {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} وغيرها من الآيات، وكذا السنة المطهرة.
ومما يؤيد خطأ حمل المطلق على المقيد حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه قال سألت أبا سعيد الخدرى عن الإزار فقال على الخبير سقطت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إزرة المسلم إلى نصف الساق ولا حرج - أو لا جناح - فيما بينه وبين الكعبين ما كان أسفل من الكعبين فهو فى النار، من جرَّ إزاره بطراً لم ينظر الله إليه) أخرجه أحمد وأبو داود و ابن ماجه ومالك. وهو حديث صحيح، صححه النووي وابن دقيق العيد والألباني وغيرهم.
فهذا الخبير بحكم إسبال الإزار رضي الله عنه يروي حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه السببان والعقوبتان وقد فرق بينهما.
كما أن إسبال الثوب وجره يستلزم الخيلاء كما نص على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لجابر بن سليم رضي الله عنه: (إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة) رواه أحمد وأبو داود وهو حديث حسن.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 264): (وحاصله: أن الإسبال يستلزم جرَّ الثوب، وجرُّ الثوب يستلزم الخيلاء، ولو لم يقصد اللابس الخيلاء، ويؤيده: ما أخرجه أحمد بن منيع من وجه آخر عن ابن عمر في أثناء حديث رفعه: (وإياك وجر الإزار؛ فإن جر الإزار من المَخِيلة).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعقيباً على حديث أم سلمة رضي الله عنها لما سألت النبي صلى الله عليه وسلم: فكيف يصنعن النساء بذيولهن؟ حيث فهمت أن الزجر عن الإسبال مطلقاً ولو من غير خيلاء: (ويستفاد من هذا الفهم التعقيب على من قال إن الأحاديث المطلقة في الزجر عن الإسبال مقيدة بالأحاديث الأخرى المصرحة بمن فعله خيلاء ... ووجه التعقيب أنه لو كان كذلك لما كان في استفسار أم سلمة عن حكم النساء في جر ذيولهن معنى بل فهمت الزجر عن الإسبال مطلقا سواء كان عن مخيلة أم لا) (فتح الباري 10/ 259)
وقال ابن العربي في (عارضة الأحوذي) (7/ 238): (لا يجوز لرجل أن يجاوز بثوبه كعبه ويقول: لا أتكبر فيه؛ لأن النهي تناوله لفظاً، وتناول علته، ولا يجوز أن يتناول اللفظ حكماً فيقال إني لست ممن يمتثله لأن العلة ليست فيَّ، فإنها مخالفة للشريعة، ودعوى لا تسلم له، بل مِن تكبره يطيل ثوبه وإزاره فكذبه معلوم في ذلك قطعًا)
وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (3/ 234): رداً على من يسبل إزاره ويقول لا أفعل ذلك خيلاء: (وكذلك ترى الفقيه المترف إذا ليم في تفصيل فَرَجِيَّة (ثوب واسع فضفاض كان ملبوس العلماء والقضاة) تحت كعبيه، وقيل له: قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار)، يقول: إنما قال هذا فيمن جر إزاره خيلاء، وأنا لا أفعل خيلاء؛ فتراه يكابر، ويبرئ نفسه الحمقاء، ويعمد إلى نص مستقل عام، فيخصه بحديث آخر مستقل بمعنى الخيلاء، ويترخص بقول الصديق: إنه يا رسول الله يسترخي إزاري؛ فقال: (لست يا أبا بكر ممن يفعله خيلاء)! فقلنا: أبو بكر رضي الله عنه لم يكن يشد إزاره مسدولا على كعبيه أولاً، بل كان يشده فوق الكعب، ثم فيما بعد يسترخي. وقد قال عليه السلام: (إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بين ذلك وبين الكعبين)، فمثل هذا في النهي من فصّل سراويل مغطيا لكعابه، ومنه طول الأكمام زائدا، وكل هذا من خيلاء كامن في النفوس) انتهى
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية تعقيباً على من جعل الإسبال هو السدل: (وإن كان الإسبال والجر منهياً عنه بالاتفاق والأحاديث فيه أكثر، وهو محرم على الصحيح، لكن ليس هو السدل.) (اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 130)
وقال الصنعاني في مقدمة كتابه (استيفاء الأقوال في تحريم الإسبال على الرجال): (وقد دلَّت الأحاديث على أن ما تحت الكعبين في النار، وهو يفيد التحريم، ودل على أن من جَرّ إزاره خيلاء لا يَنْظر الله إليه، وهو دال على التحريم، وعلى أن عقوبة الخيلاء عقوبة خاصة هي عدم نظر الله إليه، وهو مما يُبْطل القول بأنه لا يحرم إلا إذا كان للخيلاء)
أما استشهاد بعضهم بفعل أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقول النبي صلى الله عليه وسلم له: (إنك لست تفعل ذلك خيلاء) فهو استشهاد في غير محله: أولاً: لأن هذا في جرِّ الثوب وحديثنا عن الإسبال والفرق بينهما لا يخفى، وثانياً: هذه تهمةٌ الصديقُ بريءٌ منها فلم لم يكن رضي الله عنه متعمداً الإسبال بدليل قوله: (إنَّ أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه) فانظر إلى قوله: أحد شقي ثوبي، فهل الإسبال المُتَعَمَّد يكون من شقٍّ واحد؟! وتأمل قوله: إلا أن أتعاهد ذلك منه – أي أرفعه-، وحديثنا عمن يُسبله ابتداءً لا عمن يرفعه كالصديق رضي الله عنه.
والخلاصة:
أن إسبال الثوب ومثله البنطال والسراويل إلى ما دون الكعبين محرّم بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعله خيلاء يزيده حرمة
ـ[محمد الليبي]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 01:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الجميع
ـ[الهزبر]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 11:57]ـ
أحسن الله إليكم لماذا الإنتقال من المسألة الى السائل و من المعلومة الى العالم؟
ليس الشيخ المصلح أول من قال بهذا و لا آخر من سيقول به.
كلام جميل وفقك الله
ـ[مهدي صالح]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 11:35]ـ
http://www.dorar.net/art/144
هذا رابط مفيد جدا في هذه المسألة ..
ـ[ابو ربا]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 04:48]ـ
المسألة خلافية ولها حظ من النظر ولهذا لا انكار على المتبع واما عوام الناس فمذهبهم مذهب علمائهم ولهذا ينكر عليهم بحسب الفتوى العامة عند من يرى الحرمة
القول بالاتفاق على الحرمة على من جره خيلاء يرده قول ابن قدامة بالكراهه في المقنع وهو وجه عند الحنابلة جزم به جمع من الحنابلة.
تنبيه اذا اختلف الحكم والسبب لا يحمل المطلق على المقيد ولهذا حكم من جر ثوبه خيلاء ان لا ينظر الله اليه و ... وحكم من اسبل ثوبه اسفل الكعبين فهما في النار.
فننظر السبب: الخيلاء والحكم. ان لا ينظر الله اليه ...
السبب: اسبال الثوب اسفل الكعبين الحكم: انهما في النار
النتيجة اختلاف الحكم والسبب فعليه لا يحمل المطلق على المقيد
قد لا يسلم البعض بهذا ولا تثريب عليه لان من اسباب الخلاف اختلاف الفهوم في الاحاديث التي دلالاتها ظنية وهذه الاحاديث منها وقد اختلف السلف من قبلنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الجليل]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 11:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أراد أن يستوفي أدلة القائلين بالحرمة، وأدلة القائلين بالجواز فليحمل هذه الرسالة وهي من جمعي " فصل المقال في حكم الإسبال " فإن كان من أهل الاستدلال فليعمل بما ترجح لديه من الخلاف، أما إن كان ممن لايتقن قول " الله أعلم " فليكسر القلم، وليقلد من وثق به من العلماء بغير إنكار على المخالف وليتق الله ربه.
من هنا ( http://dalilmihani.blogspot.com/2009/08/blog-post_554.html)
وفي نفس الموقع كذلك مجموعة بحوثي في بعض المسائل العلمية قد تنفع الإخوة وهي:
الكبر ( http://www.ziddu.com/download/6136185/alkibr.rar.html)
صفة الصورة ( http://www.ziddu.com/download/6136192/asssora.rar.html)
النفاق ( http://www.ziddu.com/download/6136194/nifaq.rar.html)
مباحثة حول الرهن ( http://www.ziddu.com/download/6136433/rahn.rar.html)
دعاء غير الله ( http://www.ziddu.com/download/6136464/.doc.html)
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[01 - Sep-2009, مساء 12:09]ـ
السلام عليكم
إخواني المشكلة عندنا أننا نطرح المسألة التي لم يترك السلف للخلف فيها كلام ثم نبحث لها عن إجابة عند طالب علم.
أين كان المعاصرون قبل اليوم عندما تكلم في المسألة السابقون
ـ[أبو صفي السكندري]ــــــــ[01 - Sep-2009, مساء 01:58]ـ
انا عندي سؤال هل لو ظهر في عصر من العصور أن رفع الثوب عن الكعبين هو الخيلاء فما العمل في هذه الحالة وقد ظهر في هذه العصور ما يسمى بالبانتكور أو البرمودا وهو عند نصف الساق والغرب صدروه لنا وشبابنا قلدوهم فما الحكم وجزاكم الله خيرا
ـ[أم تميم]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 12:17]ـ
{إن الحلال بين و إن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس
فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ..
ـ[المبتدئ في الطلب]ــــــــ[02 - Sep-2009, مساء 06:10]ـ
جزاكم الله خيرا ....
حقيقة الموضوع طويل الذيول، وما أرى له نهاية!
و أظن أن ما ذكره الشيخ فركوس الجزائري من أقوى ما يستدل به - أصوليا - على التحريم، فهل من ملاحظات على ما ذكره، يا أيها القائلون بالجواز؟
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[07 - Sep-2009, مساء 03:05]ـ
جزاكم الله خيرا ....
حقيقة الموضوع طويل الذيول، وما أرى له نهاية!
و أظن أن ما ذكره الشيخ فركوس الجزائري من أقوى ما يستدل به - أصوليا - على التحريم، فهل من ملاحظات على ما ذكره، يا أيها القائلون بالجواز؟
جزاك الله خيرا أخي
لو كانت المسألة مسألة أصول فقه
فإن الإمام الشافعي أول من كتب في أصول الفقه، ووضع قواعده، وهو أعرف بها، فلماذا نقل عنه غير ذلك.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[07 - Sep-2009, مساء 06:27]ـ
الذي ذهب إليه الشيخ فركوس ضعيف جدا و لم يقل به المعاصرون الذين قالوا بالتحريم من ناحية الإستدلال فقوله يدور حول تقييد النهي بخلاف قول ابن العثيمين رحمه الله الذي يدور حول اختلاف الحكم:
قال الشيخ فركوس حفظه الله:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وآله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد: فالمراد بالإسبال هو إطالة الثوب إلى ما تحت الكعبين، وهو غير جائز شرعًا على الرجال مطلقًا ويشتدُّ الإثم إذا قصد الخيلاء، فالإسبال يستلزم جرّ الثوب، وجر الثوب يستلزم الخيلاء ولو لم يقصده اللابس (2) لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ" (3)، وعليه فإنَّ ماهو دون نصف الساق فلا حرج على فاعله إلى الكعبين، أمّا دون الكعبين يحرم لما فيه من التوعد بالنار، ويؤيد عدم جواز الإسبال مطلقًا حديث أبي أمامة رضي الله عنه أنّه قال: "بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذْ لحَقَنَا عَمْرُو بْنُ زرَارَةَ الأَنْصَارِي فِي حلَة إِزَارٍ وَرِدَاءٍ قَدْ أَسْبَلَ، فَجَعَلَ النَبِي صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُ بِنَاحِيِةِ ثَوْبِهِ وَيَتَوَاضَعُ للهِ وَيَقُولُ: عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَأَمَتِكَ، حَتَى سَمِعَهَا عَمْرُو فَقَالَ: يَارَسُولَ اللهِ إِنِّي حَمْشُ
(يُتْبَعُ)
(/)
السَّاقَيْنِ، فَقَالَ: يَا عَمْرُو إِنَّ الله قَدْ أَحْسَنَ كُلَّ شَيءٍ خَلَقَهُ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ المُسْبِلَ" (4)، ولا يقال أنه يحمل المطلق على المقيد لأنّه لا يتصور تواردهما في جانب النفي والنهي وإنما شرط حمل المطلق على المقيد دخوله في باب الأوامر والإثبات دون المنافي والمناهي، لأنّه يلزم الإخلال باللفظ المطلق مع تناول النفي والنهي وهو غير سائغ (5).
أما قصة أبي بكر رضي الله عنه في قوله:" إنَّ أحد شقي إزاري يسترخي إلاَّ أن أتعاهد ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُهُ خُيَلاَءَ" (6) فليس فيه دليل على أنه يطيل ثوبه، بل غاية ما في الأمر أنه كان يسترخي بغير تقصد منه قال ابن حجر:" فكأن شده كان ينحل إذا تحرك بمشي، أو بغيره بغير اختياره، فإذا كان محافظا عليه لا يسترخي، لأنه كلما كان يسترخي شده (7).
فالحاصل أنَّ الثوب الزائد على قدر لابسه ممنوع شرعًا قَصَد به الخيلاء، أو لم يقصد، لأنَّ النهي قد تناوله لفظًا، فضلاً عن أنَّ الزائد من ثوب المسبل مسرف فيه، ومتشبه بالنساء.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما. (8)
و قال:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد: فقد جاءت روايةُ النهيِ عن الإسبال إلى ما دون الكعبين المتضمّنة للتوعّد بالنار مطلقةً عن تقييدٍ في قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ» (1)، ويؤيّد صيغةَ النهيِ حديثُ حذيفةَ رضي الله عنه مرفوعًا: «وَلاَ حَقَّ لِلَكَعْبَيْنِ فِي الإِزَارِ» (2)، ومن جهة أخرى جاء النهيُ مقيّدًا بالخُيَلاَءِ والبَطَرِ فيما صحَّ عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنه قال: «لاَ يَنْظُرُ اللهُ إِلَى مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ» (3)، وفي حديث: «لاَ يَنْظُرُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا» (4).
وقد اشترط الآمديُّ وابنُ الحاجبِ أن يكون حَمْلُ المطلقِ على المقيَّد في باب الأوامر والإثبات، أمّا جانب النفي والنهي فلا يصحُّ؛ لأنه يلزم منه الإخلال باللفظ المطلق مع تناول النفي والنهي، وقالا: لا خلافَ في العمل بمدلولهما، والجمع بينهما لعدم التعذّر، فلو قال: لا تَعْتِقْ مُكاتبًا، ثمّ قال: لا تعتقْ مكاتبًا كافرًا، لم يجزه أن يعتقَ مكاتبًا لا كافرًا ولا مسلمًا. واختار الشوكاني هذا المذهبَ وقال: والحقّ عدم الحمل في النفي والنهي.
قلت: وقد يكون من قبيل التنصيص على أفراد بعض مدلول العامّ وبه قال الزركشي، فلو قال: «لا تُسبِلْ إزارك» وقال: «لا تسبل إزارك خيلاء» فصار الإسبال خيلاء من قبيل التنصيص على أفراد بعض مدلول العامِّ الذي يؤكّد العامَّ في خصوصه ولا ينافيه أو يعارضه في عمومه، ولا موجب لتخصيص العموم بالمفهوم، ويؤيّد هذا المعنى أنّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أوضح موضعَ الإزار في حديث عمرو بن فلان الأنصاري، فقال: «يَا عَمْرُو هَذَا مَوْضِعُ الإِزَارِ» (5)، فإنّه ظاهرٌ في عدم جوازِ تجاوُزِهِ، وهو عامٌّ للخيلاء ولغيره، وهو معنى حديث أبي أمامة رضي الله عنه: «إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ المُسْبِلَ» (1)، فهو عامٌّ شاملٌ للخيلاء وغيرِه، وإنما يشتدُّ الإثم إن قصد الخيلاء.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا. (2) اهـ
الجواب:
هل الاحاديث من باب النهي:
خلاف الأصوليين في تقييد النهي:
قال العراقي في الغيث الهامع:
المطلق و المقيد كالعام و الخاص في جريان الأحكام المتقدمة و له احوال:
أحدها: أن يتحد حكمهما و موجبهما ـ بكسر الجيم، أي: سببهما ـ و يكونا مثبتين كتقييد الرقبة في كفارة القتل في موضع و إطلاقها في موضع آخر، فإن تأخر المقيد عن وقت العمل بالمطلق فهو ناسخ، و إن تقدم عليه أو تأخر عنه لا عن وقت العمل ففيه مذاهب:
(يُتْبَعُ)
(/)
اصحها: حمل المطلق عليه جمعا بين الدليلين، و يكون المقيد بيانا للمطلق بين، أي: أنه المراد منه، و قد حكى الآمدي و غيره الاتفاق على على هذا، لكن الخلاف فيه موجود عند الحنفية كما حكاه ابن السمعاني في "القواطع" و المالكية كما حكاه الطرطوشي.
الثاني: أنه يحمل المقيد على المطلق فيبقى المطلق على إطلاقه و يكون المقيد ذكر فرد من أفراد الماهية.
الحالة الثانية: كاتي قبلها في اتحاد الحكم و السبب لكنهما منفيان نحو لا تعتق مكاتبا بمفهوم قوله لا تعتق مكاتبا كافرا فيجوز إعتاق المكاتب المسلم، و بهذا صرح الإمام فخر الدين في "المنتخب"، و هو مقتضى كلام "المحصول"، و من لا يقول بالمفهوم يعمل بإطلاق و بمنع إعتاق المكاتب مطلقا، و بهذا قال الآمدي و ابن الحاجب، و هذا من باب الخاص و العام لكونه نكرة في سياق النهي، فإن الأفعال في معنى النكرات و ليس من باب المطلق و المقيد كما توهمه ابن الحاجب.
و قال الشيخ تقي الدين في "شرح العمدة" في قوله عليه الصلاة و السلام: "لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه و هو يبول " هذا يقتضي تقييد النهي بحالة البول و في رواية اخرى عن مسه باليمين من غير تقييد، فمن الناس من أخد بهذا المطلق ـ و قد يسبق إلى الفهم إن العام محمول على الخاص ـ فيخص النهي بهذه الحالة، و فيه بحث لإنه هذا يتجه في باب الأمر و الإثبات، فإنه لو جعلنا الحكم للمطلق و العام في صورة الإطلاق أو العام كان فيه إخلال باللفظ الدال على طلب القيد و قد تناوله الأمر، و ذلك غير جائز، و أما في باب النهي فإنا إذا جعلنا الحكم للمقيد أخللنا بمقتضى اللفظ المطلق مع تناوله النهي له، و ذلك غير سائغ،و هذا كله بعد النظر في تقديم المفهوم على ظاهر العموم. (انتهى كلام العمدة)
قال السبكي: و قد يقال في هذا الحديث: إنه من مفهوم الموافقة، لأنه إذا نهى عن إمساكه حالة البول مع الإحتياج لذلك ففي غير هذه الحالة مع عدم الإحتياج لإمساكه أولى بالنهي، و قد يقال: لا مفهوم له أصلا لأنه خرج مخرج الغالب، و الله اعلم. (صفحة 344)
و قال الشوكاني في إرشاد الفحول في شروط حمل المطلق على المقيد:
أن يكون في باب الأوامر و الإثبات، أما في جانب النفي و النهي فلا يلزم منه الإخلال باللفظ المطلق مع تناول النفي والنهي، و هو غير سائغ.
و ممن ذكر هذا الشرط الآمدي، و ابن الحاجب، و قالا: لا خلاف في العمل بمدلولهما و الجمع بينهما، لعدم التعذر، فإذا قال: لا تعتق مكاتبا، لا تعتق مكاتبا كافرا لم يعتق مكاتبا كافرا و لا مسلما إذ لو أعتق واحدا منهما لم يعمل بهما، و أما صاحب المحصول فسوى بين الأمر و النهي، و رد عليه القرافي بمثل ما ذكره الآمدي، و ابن الحاجب، و أما الأصفهاني فتبع صاحب المحصول، و قال: حمل المطلق على المقيد لا يختص بالأمر و النهي، بل يجري في جميع أقسام الكلام.
قال الزركشي: و قد يقال: لا يتصور توارد المطلق و المقيد في جانب النفي و النهي، و ما ذكروه من المثال إنما هو من قبيل أفراد بعض مدلول العام، و فيه ما تقدم من خلاف أبي ثور، فلا وجه لذكره ههنا. (انتهى)
و الحق: عدم الحمل في النفي و النهي، و ممن اعتبر هذا الشرط ابن دقيق العيد، و جعله شرطا أيضا شرطا في بناء العام على الخاص. (ارشاد الفحول ج2 صفحة 482)
ما ذكره الشيخ فركوس من ان الحديث من باب النهي ليس مسلما به فصيغ النهي معلومة و مثالها ان تقول لا تفعل كذا أو لا تعتق مكاتبا، و لا يستفاد النهي من الامر أو الاثبات فواضح أن الأمر بشيئ هو نهي عن ضده لكنه من باب الأمر و ليس من باب النهي.
و مسألتنا من باب اثبات عقوبة لفعل و هذا من باب الإثبات لا من باب النهي، فعليه مسألتنا تدخل في باب المطلق و المقيد كما قال الشوكاني رحمه الله و لو كان الأمر غير ذلك لأنتبه له فكيف نخالفه في ذلك و هو الذي رجح عدم التقييد في النهي؟.
قال ابن العثيمين رحمه الله في الأصول من علم الأصول:
(يُتْبَعُ)
(/)
النهي: قول يتضمن طلب الكف على وجه الاستعلاء بصيغة مخصوصة هي المضارع المقرون بلا الناهية، مثل قوله تعالى وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) (الأنعام: من الآية150) فخرج بقولنا قول؛ الإشارة، فلا تسمى نهياً وإن أفادت معناه.
وخرج بقولنا: (طلب الكف)؛ الأمر، لأنه طلب فعل.
وخرج بقولنا: (على وجه الاستعلاء)؛ الالتماس والدعاء وغيرهما مما يستفاد من النهي بالقرائن.
وخرج بقولنا: (بصيغة مخصوصة هي المضارع ... الخ)؛ ما دل على طلب الكف بصيغة الأمر مثل: دع، اترك، كف، ونحوها؛ فإن هذه وإن تضمنت طلب الكف لكنها بصيغة الأمر فتكون أمراً لا نهياً.
وقد يستفاد طلب الكف بغير صيغة النهي، مثل: أن يوصف الفعل بالتحريم أو الحظر أو القبح، أو يذم فاعله، أو يرتب على فعله عقاب، أو نحو ذلك. الأصول (21)
من قول العثيمين رحمه الله (بصيغة مخصوصة هي المضارع المقرون بلا الناهية) ندرك ان مسألتنا ليست من باب النواهي، فقوله عليه الصلاة و السلام ما أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ، اثبات عقوبة لفعل و ليس طلب كف بلا الناهية فصيغة النهي لا تفعل، و ان كنا نفهم التحريم فهذا ليس من باب النهي و مثال ذلك
قوله تعالى حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ. الآية (5) المائدة، التحريم هنا ليس من باب النهي التي يقصدها الأصوليون فمثل هذه الاية ذكر فيها الدم مطلقا و قيد بالمسفوح حملا على القيد المذكور في قوله تعالى قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ ... . الآية (145) الأنعام
كان الأولى أن يستدل الشيخ بحديث المغيرة بن شعبة، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بحجزة سفيان بن أبي سهيل، فقال: يا سفيان لا تسبل إزارك فإن الله لا ينظر إلى المسبلين
فقوله عليه الصلاة و السلام لا تسبل من باب العموم إلا أن الحديث حسن لغيره و فيه شريك صدوق يخطئ كثيرا و الحديث مروي بلفظ اخر: " يا سفيان بن سهل، لا تسبل فإن الله لا يحب المسبلين"
و الحديث فسر نفسه بنفسه فقوله عليه الصلاة و السلام فان الله لا ينظر إلى مسبل هذا ما توعده الله لمن أسبل إزاره خيلاء.
اما قوله عليه الصلاة و السلام لا ينظر الله الى من جر إزاره خيلاء فواضح انه ليس من باب النهي فالنفي هنا هو للنظر و ليس للمسبل و الكلام واضح الدلالة ان من جر ازاره خيلاء لم ينظر الله اليه و هذا ما دلت عليه الأحاديث الأخرى فوجد السبب و هو الجر خيلاء و الحكم و هو التحريم.
أما استدلاله بقوله عليه الصلاة و السلام لا حق للكعبين في الإزار - و هي ليست من صيغ النهي لعدم وجود الطلب بصيغة الإستعلا - و بحديث زرارة في تعيين موضع الإزار فهو استدلال ناقص لإهماله الأحاديث الصحيحة الأخرى فليس بمثل هذا العموم تعارض الأحاديث الصريحة و سنورد هذه الاحاديث الدالة على ان الكعبين ليستا داخلتين في هذا العموم بل احاديث ترد على من تمسك بحديث زرارة في تحريم الإسبال مطلقا:
حديث أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإزار إلى نصف الساق " فلما رأى شدة ذلك على المسلمين، قال: " إلى الكعبين، لا خير فيما أسفل من ذلك". مسند أحمد بن حنبل حديث: 13367، صحيح الجامع 2769
حديث ابي هريرة: ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار. صحيح البخاري ء كتاب اللباس باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار – حديث: 5458
فدل الحديث على ان الكعبين ليستا داخلتين في الوعيد و ذلك اوضح من حديث عبد الله بن العباس: كل شيء جاوز الكعبين من الإزار في النار.
حديث العلاء و من رواياته: إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار. موطأ مالك ء كتاب اللباس باب ما جاء في إسبال الرجل ثوبه – حديث: 1648
و رواه أبو داود و أحمد و النسائي و غيرهم
و الرواية الاخرى: فما كان إلى الكعبين فلا بأس، وما تحت الكعبين ففي النار
حديث جابر و فيه:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة " أبي داود كتاب اللباس باب ما جاء في إسبال الإزار حديث: 3580 صحيح سنن ابي داود 4084
لم يستثني رسول الله عليه الصلاة و السلام في الأحاديث الكعبين ففي حديث جابر المقام مقام توضيح و قد ذكر الرسول عليه الصلاة و السلام المواضع نصف الساق ثم إلى الكعبين و تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز فلو كان الكعبان يحرم تغطيتهما لكان بينه الرسول عليه الصلاة و السلام لجابر رضي الله عنه.
و الواضح من حديث حذيفة ان الكعبين ليستا داخلتين في الوعيد.
و تأكد ذلك بالفعل العملي للصحابة رضوان الله عليهم من حديث البخاري:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:" رأيت سبعين من أصحاب الصفة ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار وإما كساء، قد ربطوا في أعناقهم فمنها ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته "
فقال ابو هريرة رضي الله عنه يبلغ الكعبين و لم يقل فوق الكعبين فواضح ان بلوغ الكعبين تغطية لهما بالإزار و في هذا دلالة أن الصحابة كانت ازرهم تبلغ الكعبين بدون حرج فلا يعقل أن يغفل سبعين صحابيا من بين من إزاره الى الكعبين و اخر ملاحظ له و لا ينكر عليهء بل ان ابا هريرة لم ينكر عليهم على حديث حذيفة و حديث عمرو رضي الله عنهما، فجعل هذه الأحاديث من باب العام و حمله على المنع مطلقا معارض للاحاديث الصريحة في التقييد و هذا بعيد عن الصواب.
دعوى التنصيص:
اما قول الشيخ فركوس: وقد يكون من قبيل التنصيص على أفراد بعض مدلول العامّ فهذا واضح البطلان من قوله عليه الصلاة و السلام لابي بكر الصديق رضي الله عنه إنك لست تصنع ذلك خيلاء
فقيد الخيلاء منطوق و هذا ليس من باب التنصيص و ما يؤكد الك حديث جابر رضي الله عنه و فيه فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال فخور و حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة، فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة، و حديث عبد الله بن مسعود من جر إزاره لا يجره إلا من الخيلاء فليس من الله في حل ولا حرام
و في كل هذه الاحاديث ذكر صريح للخيلاء و هذا ليس من باب التنصيص و ذلك ظاهر.
قال عبد الوهاب مهية: و من العلماء من قال: أن الوصف بالخيلاء خرج مخرج الغالب، والقيد إذا خرج مخرج الغالب فلا مفهوم له عند عامة الأصوليين كما قال الشيخ بكر أبو زيد كما في قوله: (و ربائبكم اللاتي في حجوركم)، فبنت المرأة محرمة على زوجها، ربيبة كانت عنده أم لا، ونحو قوله: (ولا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة)، فالربا قليلُه وكثيرُه حرام.
و الجواب: أن إلحاق هذه المسألة بما ذكر لا يستقيم لوجود الفارق؛ ذلك لأن دليل القيد بالخيلاء ليس بالمفهوم و إنما هو بالمنطوق و هو قوله صلى الله عليه و سلم لأبي بكر رضي الله عنه: " إنك لست ممن يفعله خيلاء ".
و يقطع كلَّ تأويل حديثُ ابن عمر رضي الله عنهما الذي فيه:" من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة " رواه مسلم (2085) و أبو عوانة (8585) و غيرهما.
و هو نص صريح في أن الإسبال لا يحرم إلا إذا قُصد به الإختيال، و فيه أيضًا رد على من يزعم أن الإختيال يحصل بمجرد الإسبال و لو لم يخطر ببال المسبل. اهـ
و الله أعلم
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[08 - Sep-2009, مساء 04:01]ـ
بارك الله فيك شيخنا عبد الكريم
تعجبني مداخلاتك، لا حُرمناها
جزاك الله خيرا ونفع بك.
ـ[المبتدئ في الطلب]ــــــــ[09 - Sep-2009, مساء 04:14]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ عبد الكريم .... على الفائدة.
نقاش ماتع، و ادب جم(/)
فما هي حقيقة الرأي و ما ضابطه؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 05:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الفضلاء
سمعت الشيخ عمر محمود يذكر تصنيف الإمام ابن قتيبة للإمام مالك في قائمة أهل الرأي، وذكر أن سبب ذلك لعله عائد إلى تضييق مالك لإعمال الحديث بأن اشترط موافقته لعمل أهل المدينة و قال -الشيخ عمر-: إن الرأي أوسع من القياس.
فما هي حقيقة الرأي و ما ضابطه؟
أفيدوني أفادكم الله
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 07:25]ـ
و ما رأيكم في هذه الرسالة: " سبع مسائل في علم الخلاف "
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/kekaaf.zip
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 07:36]ـ
/// الرأي المذموم ما جوبه به النصُّ الصحيح، وقدِّم عليه، وأمَّا القياس فكلُّ الأئمَّة آخذون به حتى أهل الحديث المخالفون لأهل الرأي والذَّامُّون لهم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 09:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الفضلاء
سمعت الشيخ عمر محمود يذكر تصنيف الإمام ابن قتيبة للإمام مالك في قائمة أهل الرأي، وذكر أن سبب ذلك لعله عائد إلى تضييق مالك لإعمال الحديث بأن اشترط موافقته لعمل أهل المدينة و قال -الشيخ عمر-: إن الرأي أوسع من القياس.
فما هي حقيقة الرأي و ما ضابطه؟
أفيدوني أفادكم الله
الذي يقول بالرأي مع مراعاة الضوابط الشرعية الصحيحة لا يسمى (أهل الرأي)، بل هو (أهل العلم والإيمان) و (فقيه في دين الرحمن).
وإنما (أهل الرأي) اسم لقوم قدموا آراءهم على نصوص الوحى، أو أهواءهم على قضايا العقل.(/)
الحمدُ لله: بعد بحثٍ دامَ ست سنواتٍ , عثرتُ على شيخي (المفقود).!!!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 05:40]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وآله وصحبه ومن والاه واتبع هداه.
سأعود بالإخوة إلى الفترة الزمنية التي كانت قبل ثمان سنواتٍ تقريباً , والتي خرجَ فيها (أبو زيد الشنقيطي) من عند أمَّه باتجاه أحد مساجد المدينة المنورة , صلى الفرضَ ونظر بعد الصلاة إلى آخر المسجد , فإذا به يرى حلقةً للأطفال يتعلمون فيها القرآن , وقد التفُّوا حول شيخ تجاوز الثمانينَ عاماً بلا شك, اقترب (أبو زيد الشنقيطي) من الحلقة واسترق السمع إلى تصحيح الشيخ للفتية وتلقينه إياهم فرأى وسمع العجب العُجاب.!!
رأى:
الشيخَ ابن الثمانين عاماً والذي سقطت أسنانه كلها , لا يَفْسُدُ عليه نطقُ حرفٍ من حروف الهجاء (وساعذرُ هنا من لايصدقُ لأني لو لم أقف على ذلك ما صدقتُه).!!
وسمع:
صوتاً أندى من مئات الأصوات التي بلغَ المعجبون بها عنانَ السماء بأصحابها.
ظلَّ (أبو زيد الشنقيطي) بجانب الحلقة وتقدمَ إلى الشيخ , وسلم عليه وقبل رأسه , وطلب منه إقرائه , سأل الشيخ:
على من قرأت.؟
قال أبو زيد: على فلان وتخرجت من الجمعية الخيرية بتقدير كذا وكذا.
قال الشيخُ: حسناً.
مرت شهورٌ وأعوامٌ تردد فيها (أبو زيد الشنقيطي) على هذا القارئ المحدث بين الحرم النبوي ومسجده الذي كان يقرئ فيه طلابه , واكتشف الأعاجيب عنه.!!
كان (أبو زيد الشنقيطي) يظن شيخه ذلك , معلمَ صبيانٍ لا يحسن في الحياة غير تلقين قصار السور للأطفال.
وصارحه الشيخُ بعد أن توطدت صلته به , بأنه يحفظ القرآن الكريم بالقراءات العشر الكبرى من طريق الطيبة , وأخذها عن شيخ قراء الباكستان (فتح محمد إسماعيل) رحمه الله سماعاً وتلقيناً , وإفراداً.!!
سأله (أبو زيد الشنقيطي) عن أحد المقرئين في الحرم النبوي , هل كان قرينا له في الأخذ عن الشيخ (فتح محمد إسماعيل) رحمه الله .. ؟
ضحك الشيخُ وقال: لقد استجزت الشيخ وأجازني قبل ميلاد هذا الرجل (وفقه الله)
جاء (أبو زيد الشنقيطي) إلى شيخه يوما فلقيه وقد ركبَ الشيخَ من الغمّ والهمّ ما يعجز عنه جسمه الضعف , وكاهله المنحني, فأخبره الشيخ (وكان ممن لا ينمو شعر لحيته ولا يطول فهي على حالتها منذ نبتت وجهه) بقوله:
جاءني أحد (المطاوعة) وهجم عليَّ وقال: اتق الله لا تحلق لحيتك هذا حرام , .................... الخ من سلسلة الفظاظة والجهالة التي تعلو محيا بعض الجهلة ممن يعتقد أنّ الدينَ كل الذين ليس إلا إطالة اللحية وتقصير الثوب.!!
قال الشيخ: سألته أتحفظ القرآن.؟
قال: لا
قلتُ: أتحفظُ الأربعين النووية.؟
قال: لا
قال إني بحمد الله أحفظ القرآن بقراءاته , والكتب التسعة كاملةً , ولم أجد في كل ذلك أنّ النصح يكون بهذا الأسلوب الفظ الغليظ.
قال (أبو زيد الشنقيطي) مستغرباً: الكتب التسعة.!!!
قال الشيخُ: نعم , لقد درستُها ودرَّستُها من (الجلدة إلى الجلدة) وأجزتُ بها.!!
شاء الله أن ينقطع الشيخ عن التدريس , ويصاب بمرضٍ في قلبه , دخل المستشفى , فجئتُ أزروه , فما وجدت عنه غير الطبيب المعالج ,فتألمتُ لذلك أشد الألم ,ولكنّ الشيخ يؤثر الخمول والعيش في أوساط المساكين المجاهيل.
ختمت على الشيخ القرآن مرةً , وشرعت في الأخرى حتى بلغتُ سورة (الجاثية) , سافر الشيخ لبلده , وانقطعت أخباره بعد أن ترك التعليم , أو تركه القائمون على الحلقات نظراً لسنه , وقد أمضى قرابة الأربعين عاماً يعلم القرآن في الحرم النبوي ومساجد المدينة المنورة.!!
بحث (أبو زيد الشنقيطي) عن شيخه الخامل المختفي المؤثر للمسكنة وجهل الناس بقدره , فلم يجد له أثراً.!!
كرر البحث لأشهر وسنوات , ولكن دون جدوى , حتى وجد أحد أبناء تلك الحلقة التي زارها في أول مجلس له مع الشيخ , فابتدره سائلاً: ألا تعلم عن شيخنا خبراً أيَّ خبر.؟؟
قال:بلى , هذا رقم جوال طالبٍ يقرأ عليه الآن في بيته.!!
أخذ الفرحُ من (أبي زيد الشنقيطي) كل مأخذ , واتصل بالهاتف ظهر الأربعاء يوم أمس , فرد عليه التلميذُ ثمّ مد الجوال إلى شيخي الحبيب , فاطمأنَّ قلبي وهدأ روعي وأنا أسمع سلامه وترحيبه بي , ثمَّ أعطاني جواله الخاص , ووعدته باللقاء به أقرب وقت , فقبل ذلك.!!
الشيخ حفظه الله له أبناء وبنات في بلاد الهند , أغناهم الله وفتح عليهم , ويتمنون أن لو سكن معهم فخدموه بما يملكون وما لا يملكون , ولكن هوى الشيخ وهدفه أن يتخذ مرقداً بجوار رسول الله (ص) وخلفائه وصحابته وآله وتابعيه في بقيع الغرقد ليكون له النبيُّ (ص) شاهداً وشفيعاً.!!
وكأني بلسان حاله يقول لهم:
هواك نجد وهواي الشام ... وذا وذا يا ميُّ لا يلتام
وأقول:
لا عدمنا في الأمة أخفياء كهذا الرجل وغيرهه ممن لم تظهر للناس حقيقته , فبهم وبطاعتهم واستغفارهم يُستدفع البلاء بمشيئة الله.
للشيخ في رمضان برنامجٌ للقراءات , يختم فيه لنفسه بكل رواية ختمة كاملة , ويعني ذلك أن يختم على الأقل 20 مرةً في رمضان .. !!
فإلى كل مدلَّسٍ على الأمة بأنه حضر دروس فلان وقرأ على فلان ولازم فلانا وأخذ عن فلان أهدي هذا النموذج.
وإلى كل من يتطلع لأن يذيع صيته ويشتهر (لا ليخدمَ الدين) ولكن ليزدحم الناس من أجل السلام عليه وتقبيل رأسه والعناية بمماشاته ومجالسته أهدي هذا النموذج.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 06:16]ـ
شوقتنا إليه أبا زيد
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 06:55]ـ
ماشاء الله تبارك الرحمان .. جزاك الله خيرا أخانا أبا زيد ..
ـ[رقاء]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 08:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا
ـ[زيد عبيد زيد]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 09:14]ـ
جزاك الله خيرا من هذا الشيخ أيها المبارك فنعرف له حقه ونحرص على زيارته والسلام عليه
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[31 - Oct-2008, صباحاً 06:56]ـ
فإلى كل مدلَّسٍ على الأمة بأنه حضر دروس فلان وقرأ على فلان ولازم فلانا وأخذ عن فلان أهدي هذا النموذج.
وإلى كل من يتطلع لأن يذيع صيته ويشتهر (لا ليخدمَ الدين) ولكن ليزدحم الناس من أجل السلام عليه وتقبيل رأسه والعناية بمماشاته ومجالسته أهدي هذا النموذج.
جزاك الله خيراً ... ما أعظم هذا الرجل!
جعلنا الله وإياكم من الأتقياء الأخفياء
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[31 - Oct-2008, صباحاً 08:13]ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره –مسلم-.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 05:55]ـ
شكر الله لكم أجمعين أيها الفضلاء الأماجد:
أذكرُ حين كنتُ في الابتدائية زميلاً لي من القرابة كان تلميذاً للشيخ في الحلقة , وبعد أن عرفتُ الشيخ ذكرته لهُ , فانفجر بالضحك رحمةً لحاله وأنه أي الشيخ (مسكين ودرويش) فقلت في نفسي: بل المسكينُ الدرويشُ أنا وأنت.!!
وأمَّا بالنسبة للدلالة عليه أطال الله عمره , فما أنا بضنينٍ بذلك , وسأستأذنه فإن قبل فلأكتبنّ لكمُ اسمه ووصف داره ورقم جواله , وأضع صورته إن استطعتُ , لعلَّ عاكفاً منكم أو مصلياً في الحرم النبوي والروضة الشريفة , يكون يعرفُ وجه الشيخش جيِّداً , ولكنه مثلي (خانه الظنُّ فحسبَهُ أحد دهماء المسلمين وعامَّتهم).!!
وأنا في الحقيقة لم أضع هذا الموقف وأسردَ هذه القصة لأجل السَّردِ , ولكن لتكون لي ولكم إن شاء الله , تذكرةً وموعظةً حين التطلع والرغبة في التصدر قبل النضجِ والاستواء والذي سيولد - بلا شك - التخمة للمسلمين , الذي أحسنوا الظنَّ بنا فحسبونا (شيوخاً) حقاً , ونعلم نحنُ واللهُ من قبل ذلك أنا لسنا كذلك.
وضعتُها لئلاَّ أضجَر وتضجر حين تغشى نادياً أو تجالس قوماً تظنهم سيحتفون بك ويجلونك , فيفْجاُكَ أنهم أنزلوك منزلتك التي تستحقُّ , ونجَّاهم الله من أن يخدعهم مظهركَ أو نسبُكَ أو شهادتُك أو تشبهك بالعلامة ( .... ) في اللبس ورائحة الطيب ونوع السيارة وتعبيرات الوجه و ..... الخ.
وضعتُها لتعلمَ الأمارة بالسوء التي بين جنبَيَّ وجنبيكَ أنّ في الدنيا أقواماً زهدوا في حطام الدنيا ولو أرادوه لجمعوه , فجائتهمُ الدنيا صاغرةً امتحاناً لهم من الله , فثبَّتهم الله (كحال إمكانيات أبناء الشيخ ويسر حالهم).!!
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 02:18]ـ
ما شاء الله تبارك لله، لله دره، ما أعظمه وما أكرمه وما أجلّه ..
عن معاذ قال: سمعت رسول الله يقول: ( ... إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إن غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يعرفوا. قلوبهم مصابيح الدجى يخرجون من كل غبراء مظلمة) صحيح الترغيب والترهيب
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 10:36]ـ
سبحان الله العظيم
كدنا نقطع الأمل باليأس من وجود هذا الصنف من العلماء العلماء، جزاكَ الله خيراً أبا زيد.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 11:07]ـ
جزاك الله خير أخى ابا زيد
وبارك الله فى شيخك وشيخنا
ونسال الله تعالى أن يجعلنا وإياه من العاملين المخلصين
إنه ولى ذلك والقادر عليه(/)
أخف نفسك يظهرك الله ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 06:34]ـ
نقل أحد طلاب العلم عن شيخه الشيخ عبد الرحمن الدهش-حفظه الله-قوله: عن أفضل كلمة سمعها من شيخه العلامة ابن عثيمين-رحمه الله-
فقال: (اخف نفسك يظهرك الله).
وسئل الشيخ خالد المصلح السؤال نفسه، فقال: (أصلح ما بينك وبين الله، يصلح الله ما بينك وبين الناس)
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 07:12]ـ
رحمه الله ونور قبره
كم نفع الله بمشايخنا وما أجدرهم بما قال فيهم الإمام أحمد:" ما أعظم أثرهم على الناس ".
أخي عبد الله العلي ألحقني الله و إياك بالصالحين شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 09:28]ـ
عن أبي عون قال:
كان أهل الخير إذا التقوا؛ يوصي بعضهم بعضا بثلاث، وإذا غابوا كتب بعضهم إلى بعض:
من عمل لآخرته؛ كفاه الله دنياه،
ومن أصلح فيما بينه وبين الله؛ كفاه الله الناس،
ومن أصلح سريرته؛ أصلح الله علانيته.
مصنف ابن أبي شيبة (7/ 162)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 10:22]ـ
أخي عبد الله العلي ألحقني الله و إياك بالصالحين شكرا لك ... بارك الله فيك ...
آمين تقبل الله دعاءك وبارك فيك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 12:33]ـ
شكر الله لك شيخنا أبا أنس
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 10:43]ـ
بارك الله فيك ياشيخ عبدالله العلي وجزاك خيراً.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 02:39]ـ
الله كلام نحن بأمس الحاجة اليه.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 03:43]ـ
الله كلام نحن بأمس الحاجة اليه.
بارك الله فيك
ـ[حمد]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 04:55]ـ
أعرف شخصاً داعياً إلى الله يدعو بـ: اللهم اجعلني عبداً تقياً غنياً خفياً.
وهذا لا يعارض حبه لأن يهدِ الله به.
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[25 - Sep-2009, مساء 03:57]ـ
جزاك الله خيراً ..(/)
دائما أجد مشكلا في الترجيح فما الحل؟
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 06:34]ـ
لا شك أن الناظر في المسائل الفقهية يجد صعوبة أحيانا في ترجيح بعضها على بعض لكن هذا مشكل متجدد بالنسبة الي حتى هممت بأمر أراه سيئا أن أدع الطلب و اقلد مذهبا من المذاهب و أستريح؟؟؟؟ فما هو الحل علما أني في بلد ليس به شيوخ أدرس عليهم؟؟؟؟؟ .......
ـ[زيد عبيد زيد]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 09:08]ـ
أخي هاشم الجزائري حفظك الله
إن الترجيح بين المسائل أمر متقدم في السلم العلمي، ولابد له من آلة متينة مرتكزة على:
1 - دراسة علم أصول الفقه دراسة محكمة وهو العمدة في الترجيح بين المسائل الفقهية لتميز بين الأقيسة الصحيحة والفاسدة، وتعرف ترتيب الأدلة وما المقدم منها وما المؤخر، ودلالات الألفاظ، ثم يليه في الأهمية
2 - دراسة علم الحديث رواية ودراية، لتميز الصحيح من الضعيف من أدلة العلماء
3 - معرفة اللغة معرفة جيدة تميز معها بين ما يستقيم من الأساليب وما لا يستقيم.
وبالجملة فأنت بحاجة إلى تناول ما يطلق عليه العلماء علوم الاجتهاد، وبمقدار إلمامك بها تكون معرفتك بالترجيح، فمن مقل ومستكثر، ولست أعني بهذا أنه يلزمك أن تكون مجتهدا لترجح بين الأقوال، ولكن لا بد من قاعدة علمية متينة.
وعليه فعليك بطلب العلم على أهله، وأخص هذه العلوم المذكورة آنفا لتتمكن من الترجيح، والله أعلم.
وأما قولك أيها المبارك إنك هممت بترك الطلب وتقليد مذهب لتستريح فمن غريب القول، إذ كيف بدأت بالطلب وليس في بلدك شيوخ كما تفضلت، ثم إن تقليد مذهب من حيث الجملة وإن كنت تأخذ بالدليل إذا تبين لك هو المنبغي في حق أمثالي وأمثالك ممن لا يمتلكون آلات الترجيح، فإن العلماء ينصون أن اللازم للعوام ونحن منهم أيها المبارك وإن ظننا أنا على شيء هو تقليد عالم معتبر موثوق في دينه فإذا تجاوزنا هذه المنزلة إلى منازل العلماء تكلمنا في الترجيح، أسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير وأن يفتح عليك بابا من الأبواب تطلب فيه العلم فتنتفع وتنفع غيرك
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 10:17]ـ
الأخ زيد أحسن الله إليك
هل من مزيد فائدة في هذا الموضوع
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 11:58]ـ
انظر هنا للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=583088&postcount=3
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Nov-2008, صباحاً 12:20]ـ
وانظر هنا أيضا للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=97171
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Nov-2008, صباحاً 12:21]ـ
يا أخي الكريم
أسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يهدينا وإياك إلى سواء الصراط، وأن يستعملنا في طاعته، إنه كريم مجيب
ومشكلتك هذه في الحقيقة من أكبر المشكلات التي تقع في واقعنا الحالي، وهي من البلاء الذي ابتلينا به في هذا العصر، ولم نسمع عنه من قبل في العصور المتطاولة على أهل العلم من الماضين!!
وهب أنك عُمِّرتَ عمرَ نوح، وصار لديك من الوقت والجهد والمال والصبر والإقبال ما يؤهلُك لهذا البحث الذي تريده، فهل تظن أن هذا هو العلم المطلوب تحصيله أصلا؟!! وهل تحسب أنك بذلك تصير من أهل العلم بالحديث؟!!
يا أخي الكريم إيتني بإنسان واحد عبر التاريخ صنع هذا الصنيع الذي تظن أنه هو الصواب في الدراسة وطلب العلم؟!
الإشكال يا أخي الكريم سببه خطير جدا، وهو خلل ضخم جدا في المنهجية التي يتبعها طلاب العلم في ابتداء الطلب، وذلك أن الواحد منهم يحسب أن العلم هو الترجيح! فيقصر عمره ويقصر بحثه ويقصر حياته كلها على هذا المبدأ! فتراه لا يريد أن يدرُس مسألة من المسائل إلا إن عرَف الراجح فيها! ولكن كيف يعرف الراجح؟ يعرفه باجتهاده هو! وببحثه هو! وبغير تقليد لأحد إطلاقا! وأيضا بغير آلة ولا سلاح!
ودعني أسألك يا أخي الكريم: ماذا تستفيد أصلا من هذا العلم إن فرضنا أنك استطعت أن تبحث جميع الأحاديث بهذه الطريقة؟!!
هل يكفي ذلك في تحصيل العلم؟ الجواب المؤكد هو (لا)
لأنك سوف تحتاج بعد ذلك إلى التفقه في هذه الأحاديث، أم أنت تحسب أن العلم هو معرفة الصحة والضعف فقط؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا جئت لتتفقه في هذه الأحاديث، فلا شك أنك ستسير بالطريقة نفسها، وهي البحث والترجيح في كل مسألة مسألة من المسائل الفقهية!
ولكن دراسة الفقه والترجيح لا يمكن أن يتم بغير دراسة علوم اللغة، فلا بد لك ابتداء من أن تدرس علوم اللغة، كيف؟ أيضا بالآلية نفسها، ببحث كل مسألة مسألة من مسائل النحو والصرف واللغة والبيان والبديع والمعاني والاشتقاق و و ... ومعرفة القول الراجح فيها!! وطبعا الراجح المقصود به ما يترجح عندك أنت! بترجيحك أنت! وببحثك أنت! مجتنبا تقليد أحد!
وهب أنك قضيت شطرَ عمرك في هذا الترجيح المزعوم، ثم بعد عشرين سنة مثلا ظهر لك أن إحدى القواعد التي بنيتَ عليها جهدك كله باطلة لا تصح!! فحينئذ أُراك ستقول: (فيا ضيعة الأعمار تمشي سبهللا)
هذه والله مشكلة المشكلات، ومعضلة المعضلات!
وا أسفاه على شباب ضائع لم يعرف بعدُ كيف يشرع في طلب العلم! أسفًا أجد له من الحر ما يحرق القلب!
والخلل المنهجي كالسوس ينخر في أصل العلم؛ فلا أنت استفدت بوقتك، ولا أنت حصلت ما تريد من العلم!
العلم مراحل وطبقات ومراتب، لا تصلح مرحلة إلا بعد تحصيل سابقتها، وليس كل الطعام يصلح لكل الناس، وليس كل الدواء يصلح لكل الناس، وكذلك ليس كل العلم يصلح لكل الناس!
والعلم في صدور الخلق يتفاوت قوة وضفعا كما يتفاوت الإيمان، فقد تُحصِّل أنت مسألة ويحصِّل غيرك نفس المسألة، ولكن شتان شتان اليقينُ الذي حصل ثلجه بصدره من الخطلِ والخلط الذي حصل بصدرك!
والعلم أصول وفروع، وإنما العالم من عرف الأصول؛ لأن الفروع لا يحاط بها، وليس المقصود بالأصول أصول الفقه أو أصول الحديث أو نحوها، إنما المقصود لباب العلوم الذي هو ملجأ الراسخين في العلم، وهو الركن الوثيق الذي يرجعون إليه عند تهاوي الشبهات والريب من أهل الزيغ والجهالة.
والعلم منه يقين ومنه ظن، وبينهما درجات ومراتب، ولا يكون العالم عالما حتى يعرف حقا درجات ما هو به عالم، فلا يخلط بين مظنون ومتيقن، ولا بين محتمل ومؤكد!
والعلم كلٌّ لا ينفصل، فكل مسألة من مسائله خادمة للأُخَر، وليس بعالم من حصَّل علوما متناقضة يضرِب بعضُها بعضًا ولا ينتبه لهذا التناقض! وإنما العالم من ازداد كل يوم علما، فإما زاده فيما عنده رسوخا، وإما بَيَّنَ له بطلانَ بعض ما كان يعرفه سابقا، فإما نُكِتَت في قلبه نكتةٌ بيضاء، وإما مُحيت منه نكتة سوداء، حتى يصير قلبه أبيضَ مثل الصفا لا تضرُّه شبهةٌ ولا تقدح فيه جهالة، وهذا شأن العلماء الربانيين الذين تحققت بالعلم نفوسهم، وأشربته قلوبهم!
نسأل الله أن يهيئ لنا من هؤلاء ما تقر به عيوننا، وننتفع به، فهم البدور في ظلمات الجهل، والغرباء بين غوغاء الضلال!
.............
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Nov-2008, صباحاً 12:21]ـ
أخي أبا البشير
المشكلة يا أخي مشكلة منهجية، وهي مشكلة عظيمة جدا فلا تستهن بها!
وإذا كنت تقول: (الترجيح لا بد منه إما باجتهاد وإما بتقليد)، فما الفرق بين الحديث والفقه عندك؟ ولماذا تركت الاجتهاد في الحديث وانشغلت بالفقه؟!
أليس الأسهل أن تقلد في الفقه أيضا فتريح نفسك من هذا العناء؟!
وكأني بك بعد عدة سنوات ترجع إلى نفسك وتقول: إن الترجيح في الفقه أيضا طويل الذيل، فلماذا أتعب نفسي؟ فلأقلد في الفقه أيضا حتى أتقن أصول الفقه، أو أصول اللغة، أو غير ذلك!
يا أخي الكريم، العلم مراحل ودرجات كما قلت لك سابقا
هل حفظ القرآن يعتمد على ترجيح مسائل معينة سابقة؟!
هل حفظ أحاديث الصحيحين يتوقف على ترجيح؟!
هل حفظ المتون الأساسية في العلوم المختلفة يتوقف على ترجيح؟!
هل حفظ المعلقات السبع يتوقف على ترجيح؟!
هل دراسة فتح الباري وشرح النووي يتوقف على ترجيح؟
هل قراءة تفسير الطبري والقرطبي يتوقف على ترجيح؟!
هل قراءة الكتب المشهورة التي صارت مرجعا لأكثر الناس يتوقف على ترجيح؟!
الترجيح يا أخي الكريم له أهله، ولا يتأتى إلا بعد عشرات السنين من الجد والاجتهاد والبحث والفحص والطلب والتحري والنظر والتفكر
بعشرٍ يُنال العلم قوت وصحة .......... وحفظ وفهم ثاقب في التعلم
وحرص ودرس واغتراب وهمة .......... وطول زمان واجتهاد معلم
(يُتْبَعُ)
(/)
والمشكلة أننا ابتُلينا بهذه الفتنة (فتنة الترجيح) التي لم نر لها مثيلا عند علمائنا السابقين.
أنت تقول: (حديث ينبني عليه قول فقهي وربما عقدي ... إلخ)
أقول لك يا أخي الكريم:
هل هذا السؤال موجه لك فقط أو لجميع الناس؟ وماذا يفعل عوام الناس في مثل هذه الحالة؟ وهل تظن أن هذا القول الفقهي أو العقدي مبني على هذا الحديث فقط؟ وكيف عرفت ذلك؟ هل أحطت بجميع الأحاديث؟
والعجيب أنك تظن جواب سؤالك مما يتفق على صحته!!!
بل لا أبعد إن قلت: يتفق على خطئه وبطلانه!
يا أخي الكريم، هذا كلام ساذج يضحكون به علينا، ويخدعوننا بكلام براق لامع، ظاهره فيه الرحمة وباطنة فيه العذاب! يقولون: (الاجتهاد واجب، والترجيح لازم، ولا نقلد أحدا، ولا عبرة بقول أحد كائنا من كان، واتبع الحق ولو كنت وحدك).
وهذه كلمات حق، ولكن يراد بها باطل؛ فليس الباب مفتوحا لكل من هب ودب ليتقيأ لنا أقبح الأفكار وأسمج الأقوال!
ثم يظهر من كلامك في آخر مشاركتك أنك لست مقتنعا بهذه الإجابة التي تظن أنها من المتفق عليه! حيث قلتَ (فإذا كنت مكلفا بتعلم الفقه وغيره مما لا يسعني جهله .... حقيقة أنا في حيرة من أمري!)
هذا بالضبط ما أقوله لك، إنها الحيرة، والضيعة، والسير في طريق خاطئ، فمهما أسرعت في السير فلن تصل؛ لأنك سلكت طريقا خاطئا أصلا منذ البدء!!
الطريق الصحيح يا أخي الكريم أن تُحصِّل ما لا يُختلَف فيه ابتداءً، من حفظ النصوص الشرعية، ومدارسة المتون الأساسية في العلوم المختلفة، فهذه هي آلة الترجيح التي تقول إنها متوفرة لديك!
وهذه الآلة أصلا تحتاج إلى صقل وتثقيف دائمين لا ينتهيان!
فالعلوم الشرعية مترابطة لا يستغني بعضها عن بعض، فلا يصلح الفقه بغير حديث، ولا يصلح الحديث بغير فقه، ولا الفقه والحديث بغير باقي الفنون من أصول ونحو ولغة.
وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد
اللهم لا تجعل ما قلنا علينا وبالا، وارزقنا العمل به، ووفقنا لما تحب وترضى يا أرحم الراحمين!
................(/)
هل مغسول المخ و المنوم مغناطيسياً مرفوع عنه القلم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[31 - Oct-2008, صباحاً 01:04]ـ
من ناحية طبية نفسية يرجى الإطلاع على هذا المقال
غسيل المخ اصطلاح يتردد استعماله كثيرا في السنوات الاخيرة بالرغم من انه يحدث منذ اقدم المجتمعات البشرية ..
ولغسيل المخ أو غسيل الدماغ مرادفات علمية اخرى أدق تعبيرا منها:
· المذهبة
· غرس العقائد
· التحويل الفكري
· الاقناع الخفي
عملية غسيل المخ وان كانت قديمة , فان أسسها العلمية لم تتضح الا في اوائل الثلاثينات من القرن العشرين حيث بدأت الخطوة الاولى على مخ الحيوانات في معمل العالم الروسي الشهير بافلوف (1849 - 1936) ..
بالنسبة للانسان .. استندت عملية غسيل المخ على الحقيقة العلمية التي تقول ان الانسان عندما يتعرض الى ظروف قاهرة وصعبة تصبح خلايا مخه شبه مشلولة عن العمل والمقاومة .. بل قد تصبح عاجزة عن الاحتفاظ بما اختزنه من عادات .. لدرجة ان مقاومتها للأذى والتهديد الواقع عليها قد ينقلب الى تقبل أشد واستسلام أسرع للايحاء ولعادات جديدة أخرى وانعكاسات غريبة قد يتصادف حدوثها في تلك اللحظة ..
العوامل التي تؤدي الى غسيل المخ هي:
1. الصدمات النفسية المفاجئة
2. التهديد المستمر
3. المواقف الشديدة المرعبة كالمعارك الدامية والكوارث
4. الارهاق العصبي المستمر كالسهر المتواصل او النوم المتقطع
5. الجوع والعطش الشديدين
6. الآلام الجسمية والنفسية الشديدة
7. بعض الادوية
هذه العوامل تحفز او تخدر او ترهق خلايا المخ وتوصلها الى الحافة الحرجة بحيث يصعب عليها ان تحتفظ بما تعلمته وبالتالي يتم غسل المخ وغرس مايراد فيه.
اي ان عملية غسيل المخ تدل على:
تطهير وطرد لعادات وافكار وميول اكتسبها عقل الانسان في وقت مضى وادخال أو غرس عادات وافكار اخرى جديدة في ذلك العقل (المغسول)
وهي عملية تتسلط على العقل الذي اصبح نظيفا (ناصعا) ولقمة سائغة لحشوه بأية أفكار او دعاية او عقيدة.
انتهى المقال
و من ناحية روحية فإنه ينقل عن ابن القيم أنه قال إن الغضب الشديد و الخوف الشديد و الحزن الشديد و الفرح الشديد يؤدي لمس الشيطان للإنسان يرجى ممن يعرف المرجع نقل كلام ابن القيم هنا
و القصد أن غسيل الدماغ قد يكون للشياطين دخل فيه خاصة أن بعض أسرار التنويم المغناطيسي الذي يقال إن غسيل الدماغ جزء منه غير معروفة
و للجنة الدائمة فتوى في اعتبار التنويم المغناطيسي مساً من الشيطان و أنه تسكين جني في الشخص المنوم يرجى ممن وجدها كذلك نقلها
و قد ذكر ابن تيمية أن الخوارق الشيطانية لا يجوز استعمالها لشخص لإنسائه العلم
و البحث الآن كيف يتعامل مع من مسح مخه هل ينكر عليه أو هو مرفوع عنه القلم و إذا كان مرفوع عنه القلم و لكن يصدر منه أقوال تفتن الناس فماذا يفعل معه
طرحت هذا البحث للمشاركة فيه
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 02:21]ـ
و إذا كان مرفوع عنه القلم و لكن يصدر منه أقوال تفتن الناس فماذا يفعل معه طرحت هذا البحث للمشاركة فيه
المراد هل يمنع من التحديث مثل قياساً على المخرف
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 11:55]ـ
تحتاج إلى دراسة عميقة ومتوسعة وخاصة من لجان فقهية تضم أكبر عدد من العلماء والمختصين. وأعتقد أن من يرفع القلم عن المسحور أو من أصابته العين لن يجد صعوبة كبيرة في رفع القلم عن المنوم مغناطيسياً أو ضحية غسل المخ، لأن كلاهما يعتمد بشكل كبير على قرائن نفسية معنوية وعلى رأي المختصين في كل من المجالين: في الأول مشايخ القراءة المتمرسين الموثوقين، والثاني خبراء علم النفس الموثوقين. ثم يدرس الفقهاء ذلك في ضوء النصوص، فالأولون يساعدون الفقهاء في تصوير الحكم والفقهاء يقررون الحكم.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[28 - Aug-2009, مساء 01:00]ـ
قال ابن القيم (مفتاح دار السعادة - (ج 2 / ص 113)
(ولذلك يكون جودة الفكر والتذكر واستخراج الصواب عند سكون البدن وفتور حركاته وقلة شواغله ومزعجاته ولذلك لم يصلح لها القلب وكان الدماغ معتدلا في ذلك صالحا له ولذلك تجود هذه الافعال في الليل وفي المواضع الخالية وتفسد عند التهاب نار الغضب والشهوة وعند الهم الشديد ومع التعب والحركات القوية البدنية والنفسانية)(/)
خلق الحياء وعظيم آثاره
ـ[سعد الحسيني]ــــــــ[31 - Oct-2008, صباحاً 01:47]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد: قرأت كلاما جميلا للإمام إبن القيم رحمه الله في كتاب بعنوان"قل إنظروا" وهو جمع فوائد من كتابي إبن القيم رحمه الله وهو"شفاء العليل" و"مفتاح دار السعادة" وهو جمع وترتيب الأخ صالح الشامي وفقه الله, وفي ثنايا هذا الكتاب قرأت موضوعا يتعلق بخلق الحياء وأثره في الحياة الدنيا وجميل آثاره في الدار الآخرة, يقول الإمام إبن القيم رحمه الله ((تأمل هذا الخلق الذي خص"بضم الخاء" به الإنسان دون جميع الحيوان, وهو خلق الحياء الذي هو من أفضل الأخلاق وأجلها, وأعظمها قدرا, وأكثرها نفعا, بل هو خاصة الإنسانية, فمن لا حياء فيه ليس معه من الإنسانية إلا اللحم والدم وصورتهما الظاهرة, كما أنه ليس معه من الخير شئ , ولولا هذا الخلق لم يقر الضيف, ولم يوف بالوعد, ولم تؤد أمانة, ولم يقض لأحد حاجة, ولا تحرى الرجل الجميل فآثره والقبيح فتجنبه, ولا ستر له عورة, ولا امتنع من فاحشة, وكثير من الناس لولا الحياء الذي فيه لم يؤد شيئا من الأمور المفترضة عليه, ولم يرع لمخلوق حقا ولم يصل له رحما, ولا بر له والدا, فإن الباعث على هذه الأفعال إما ديني _وهو رجاء عاقبتها الحميدة , وإما دنيوي علوي_وهو حياء فاعلها من الخلق , وقد تبين أنه لولا الحياء إما من الخالق أو من الخلائق لم يفعلها صاحبها, وفي الترمذي برقم (2458) وغيره مرفوعا: (استحيوا من الله حق الحياء) قالوا: وما حق الحياء؟ قال: (أن تحفظ الرأس وما حوى, والبطن وما وعى, وتذكر المقابر والبلى) وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) رواه البخاري رحمه الله برقم (3483) , وتتمة للفائدة يقول الإمام إبن القيم رحمه الله في شرح هذا الحديث (وعندي أن هذا الكلام صورته صورة الطلب, ومعناه معنى الخبر, وهو في قوة قولهم: من لا يستحي صنع ما يشتهي! فليس بإذن ولا هو مجرد تهديد, وإنما هو في معنى الخبر, والمعنى: أن الرادع عن القبيح إنما هو الحياء, فمن لم يستح فإنه يصنع ما شاء)) والكلام عن خلق الحياء متشعب وكثير, ونسأل أن يرزقنا خلق الحياء ويوفقنا لما يحبه ويرضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم.
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[31 - Oct-2008, صباحاً 06:51]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك ... وإتماماً للفائدة هناك كتاب فقه الحياء للشيخ المقدم أجاد في طرح هذا الموضوع فجزاه الله خيراً ...
ـ[سعد الحسيني]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 01:56]ـ
بارك الله فيك أخي المعتز بدينه ونفع بكم(/)
هل شرط القرشية في الإمامة العظمى مجمع عليه
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[31 - Oct-2008, صباحاً 02:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعزاء، هل شرط القرشية في الإمامة العظمة مجمع عليه؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 07:26]ـ
أرجو الإفادة يا إخوان ... جزيتم خيرا.
و قد ظهر في الآونة الأخيرة طاءفة تكفر المخالف في هذه المسألة إن جعل مخافته أصلا في دستور الدولة
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 08:16]ـ
-قال النووي _شرح صحيح مسلم_
هَذِهِ الْأَحَادِيث وَأَشْبَاههَا دَلِيل ظَاهِر أَنَّ الْخِلَافَة مُخْتَصَّة بِقُرَيْشٍ، لَا يَجُوز عَقْدهَا لِأَحَدٍ مِنْ غَيْرهمْ، وَعَلَى هَذَا اِنْعَقَدَ الْإِجْمَاع فِي زَمَن الصَّحَابَة، فَكَذَلِكَ بَعْدهمْ، وَمَنْ خَالَفَ فِيهِ مِنْ أَهْل الْبِدَع أَوْ عَرَّضَ بِخِلَافٍ مِنْ غَيْرهمْ فَهُوَ مَحْجُوج بِإِجْمَاعِ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فَمَنْ بَعْدهمْ بِالْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَة
قال القاضي عياض {نقلا عن النووي}
قَالَ الْقَاضِي: اِشْتِرَاط كَوْنه قُرَشِيًّا هُوَ مَذْهَب الْعُلَمَاء كَافَّة، قَالَ: وَقَدْ اِحْتَجَّ بِهِ أَبُو بَكْر وَعُمَر - رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ - عَلَى الْأَنْصَار يَوْم السَّقِيفَة، فَلَمْ يُنْكِرهُ أَحَد، قَالَ الْقَاضِي: وَقَدْ عَدَّهَا الْعُلَمَاء فِي مَسَائِل الْإِجْمَاع، وَلَمْ يُنْقَل عَنْ أَحَد مِنْ السَّلَف فِيهَا قَوْل وَلَا فِعْل يُخَالِف مَا ذَكَرْنَا، وَكَذَلِكَ مَنْ بَعْدهمْ فِي جَمِيع الْأَعْصَار، قَالَ: وَلَا اِعْتِدَاد بِقَوْلِ النَّظَّام وَمَنْ وَافَقَهُ مِنْ الْخَوَارِج وَأَهْل الْبِدَع أَنَّهُ يَجُوز كَوْنه مِنْ غَيْر قُرَيْش، وَلَا بِسَخَافَةِ ضِرَار بْن عَمْرو فِي قَوْله: إِنَّ غَيْر الْقُرَيْشِيّ مِنْ النَّبَط وَغَيْرهمْ يُقَدَّم عَلَى الْقُرَشِيّ لِهَوَانِ خَلْعه إِنْ عَرَضَ مِنْهُ أَمْر، وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ مِنْ بَاطِل الْقَوْل وَزُخْرُفه مَعَ مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ مُخَالَفَة إِجْمَاع الْمُسْلِمِينَ. وَاَللَّه أَعْلَم.
قلت {ابو البراء} و قد نقل غير واحد من أهل العلم الإجماع على أن القرشية شرط في الإمامة.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 08:58]ـ
بارك الله فيك أخى ابا البراء سبقتنى يا أخى بالرد جزاك الله خيرا
وجعلنا الله وإياك من السابقين فى العمل الصالح دوما
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 09:07]ـ
قال الماوردى فى كتابه الماتع الأحكام السلطانية ص5 عند الحديث على شروط الخليفة
" والسابع النسب وهو أن يكون من قريش لورود النص فيه وانعقاد الإجماع عليه، ولا اعتبار بضرار حين شذ فجوزه فى جميع الناس لأن ابا بكر الصديق رضى الله عنه احتج يوم السقيفة على الأنصار فى دفعهم عن الخلافة لما بايعوا سعد بنعبادة عليها بقول النبى ط الأئمة من قريش .... "
وضرار هو بن عمرو الغطفانى قاضى من كبار المعتزلة لكنه خالفهم حين لم تحصل له الرياسة عليهم فى بلده فكفروه وطردوه
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 09:19]ـ
و فيك بارك الله أخي الدكتور
و جازاك الله خيرا على الإضافة
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 09:24]ـ
هل هو شرط وجوب أو شرط صحة
كأني قرأت لبعض العلماء أنه شرط وجوب لا صحة
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 09:28]ـ
و قد ظهر في الآونة الأخيرة طاءفة تكفر المخالف في هذه المسألة إن جعل مخافته أصلا في دستور الدولة
ممكن تخبرنا أين ظهرت أخي الكريم هذه الطائفة؟
أما عن التكفير بسبب هذه المسألة فهي من المسائل التي يجب أن تقام فيها الحجة و تزال فيها الشبهة خصوصا إن كان المخالف يقر بأفضلية القرشي و و أولويته بها و يجوزها في غيره.
أما عن الدساتير في الدول التي تزعم حكوماتها الإسلام فهي كافرة من ابواب شتة لا داعي للخوض في هذا لتكفيرها بل كفرت من أبواب لا عذر لهم فيها و لا تأويل حتى على نهج جهم بن صفوان يكفرون.
و الله تعالى أعلم.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 09:48]ـ
هل هو شرط وجوب أو شرط صحة
كأني قرأت لبعض العلماء أنه شرط وجوب لا صحة
لعلك تقصد بشرط الوجوب شرط كمال؟
إن كان كذلك فالظاهر أن العلماء ذكروا هذا الشرط نظير لبقية الشروط كالإسلام و العقل و البلوغ و غيرها فهو يعد من شروط الصحة.
و لكن يستثنى في حالة التغلب أنه يطاع و لا يجوز الخروج عليه لحديث النبي صلى الله عليه و سلم
اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ {أحرجه البخاري و غيره}
فبعض أهل العلم حمل هذا على التغلب لقوله استعمل, و بعضهم حمله على الولاية الصغرى.
و الله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 10:39]ـ
ممكن تخبرنا أين ظهرت أخي الكريم هذه الطائفة؟
أما عن التكفير بسبب هذه المسألة فهي من المسائل التي يجب أن تقام فيها الحجة و تزال فيها الشبهة خصوصا إن كان المخالف يقر بأفضلية القرشي و و أولويته بها و يجوزها في غيره.
أما عن الدساتير في الدول التي تزعم حكوماتها الإسلام فهي كافرة من ابواب شتة لا داعي للخوض في هذا لتكفيرها بل كفرت من أبواب لا عذر لهم فيها و لا تأويل حتى على نهج جهم بن صفوان يكفرون.
و الله تعالى أعلم.
أقصد تكفيرهم لدولة الطالبان على أساس أن دستورهم ينص على أن الأمير يكون أفغانيا.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 12:44]ـ
أخي عبد الله الجنوبي وفقك الله تعالى
لعلك تقصد أؤلئك القوم من الغلاة الجهلة الذين كفروا حركة الطالبان بسبب أن أميرهم الملا محمد عمر نصره الله فهؤلاء القوم أحقر من أن يشتغل الشخص بالرد عليهم .. فإن هؤلاء القوم لو وجدوا في زمن الأمويين أو العباسين أو المماليك لحكموا عليهم بالكفر كما كفروا الطالبان في هذا الزمان .. ويكفي أن تعرف فضاحة جهلهم أن الطالبان هي إمارة إسلامية وليس خلافة عامة أو إمامة كبرى فهذه هي التي يشترط فيها شرط النسب القرشي ولكن هؤلاء القوم لا يفقهون
ومن هؤلاء القوم ذلك الخبيث الكويتي المدعي أنه المهدي المنتظر صاحب الموقع المعروف أخزاه الله.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 05:22]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[07 - Nov-2008, صباحاً 03:44]ـ
و هل هذه المسألة من القطعيات أم الظنيات؟
و هل الإجماع المنقول ظني أم قطعي؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 09:39]ـ
للرفع
ـ[أبو عمر الماردي]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 04:06]ـ
الإجماع المنعقد في ذلك [أي الإمامة في قريش] هو إجماع قطعي لا يخالف فيه الا مبتدع مخالف للجماعة، حكي ذلك عن الصحابة والتابعين وبه قال الأئمة الأربعة بل أصله نصوص صحيحة صريحة عن النبي صلى الله عليه وسلم،
فعن معاوية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه ما أقاموا الدين]. البخاري.
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [لايزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان] متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم]. متفق عليه.
قال النووي رحمه الله تعالى في شرحه على صحيح مسلم (12/ 200): هذه الأحاديث وأشباهها دليل ظاهر على أن الخلافة مختصة بقريش لا يجوز عقدها لأحد من غيرهم وعلى هذا انعقد الإجماع في زمن الصحابة والتابعين فمن بعدهم بالأحاديث الصحيحة.
وقال ابن حجر رحمه الله تعالى في شرحه حديث [لايزال هذا الأمر في قريش]: وليس المراد حقيقة العدد، وإنما المراد به انتفاء أن يكون الأمر في غير قريش. الفتح (13/ 117).
واعلم أن هذا الأمر ما كان عليه العمل في القرون الفاضلة لم يخالف فيه أحد إلا المبتدعة، وإذا كانت الإمامة لم تقر للإنصار مع فضلهم وسبقهم ونصرتهم، فكيف تقر لغيرهم من أوباش الأعاجم وصعاليك الأعاريب؟!! ..
وصلى الله على محمد
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 08:17]ـ
ظاهر كلام الشيخ العثيمين - رحمه الله - أنه يقيد هذا الشرط بإقامة قريش للدين لحديث النبي صلى الله عليه وسلم {إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا أكبه الله على وجهه ما أقاموا الدين}
فإن أضاعوا الدين قام بالخلافة غيرهم
ذكره الشيخ في ضمن شرحه لصحيح البخاري - كتاب الأحكام
والله أعلم!
ـ[الآجري]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 10:51]ـ
هنا اعتراض مع توجيه للنصوص، إذا كان لأحد جواب عليها فليتفضل!
أما الاعتراض:
فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم - والأنبياء عامة - لا يورثون درهماً ولا ديناراً، فلا ينتفع من خلفهم بدنيا، فكيف يورث النبي صلى الله عليه وسلم نظاماً سياسياً؟!
فهو بالمنع من باب أولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما التوجيه للنصوص: فهو أن المقصود أن الإسلام يقر ما كان عليه الناس من عوائد ما دامت لا تخالف الشرع، ولا يكون سبباً في إهانة قوم بلا حق، فما دام قريش لهم مكانة عند العرب - في ذلك الزمان - وقد كان العرب لهم تبع فإنه لا يعقل أن تلغى مكانتهم بسبب إسلامهم، فتحمل النصوص على هذا، أي أن النص مأطور في إطار المكانة التي كانت لقريش سابقاً ولا يطرد كحكم عام إلى قيام الساعة.
ـ[أبو عمر الماردي]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 02:46]ـ
رجل من المسلمين ..
محال أن يدل الشرع على شيء لا يمكن الوصول إليه، وقول النبي عليه الصلاة والسلام [ما بقي منهم إثنان] إليه المنتهى في ذلك .. قال ابن حجر: وليس المراد حقيقة العدد، وإنما المراد به انتفاء أن يكون الأمر في غير قريش.
الآجري ..
(1) فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم - والأنبياء عامة - لا يورثون درهماً ولا ديناراً، فلا ينتفع من خلفهم بدنيا، فكيف يورث النبي صلى الله عليه وسلم نظاماً سياسياً؟!
فهو بالمنع من باب أولى.
اعتراض في غير محله، إذ أنه كيف يمكن أن يقال هذا الكلام مع وجود النصوص الصريحة في ذلك، مع عمل الصحابة بهذه النصوص فهل فات عليهم هذا الاعتراض، أم أنهم لم يفهموا هذه النصوص، الأنصار وهم من هم منعوا منها ولم يعترضوا بشيء بل لما قال أبو بكر رضي الله عنه لسعد الأمر هذا في قريش بر الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم، قال سعد: صدقت أنتم الأمراء ونحن الوزراء. سلم الأمر ولم يوجه اعتراض هنا أو هناك.
فينبغي التنبه هنا إلى أنه متى ما ثبتت النصوص ودلت على المراد فلا حاجة لكثرة الكلام بلا طائل.
(2) أي أن النص مأطور في إطار المكانة التي كانت لقريش سابقاً ولا يطرد كحكم عام إلى قيام الساعة.
هذا الكلام أيضا مردود عليه:
قال الترمذي رحمه الله تعالى: [باب ما جاء أن الخلفاء من قريش إلى أن تقوم الساعة].
عن حبيب بن الزبير قال: سمعت عبدالله بن أبي الهذيل يقول: كان ناس من ربيعة عند عمرو بن العاص فقال رجل من بكر بن وائل: لتنتهين قريش أو ليجعل الله هذا الأمر في جمهور من العرب غيرهم فقال عمرو بن العاص كذبت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [قريش ولاة الناس في الخير والشر إلى يوم القيامة]. قال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب صحيح. تحفة الأحوذي، كتاب الفتن. ج 6 ص 89.
وقال الإمام أحمد: الخلافة في قريش ما بقي من الناس إثنان، ليس لأحد من الناس أن ينازعهم فيها ولا يخرج عليهم، ولا نقر لغيرهم بها إلى قيام الساعة.طبقات الحنابلة لابن ابي يعلى (1/ 26).
وصلى الله على محمد
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 06:52]ـ
رجل من المسلمين ..
محال أن يدل الشرع على شيء لا يمكن الوصول إليه، وقول النبي عليه الصلاة والسلام [ما بقي منهم إثنان] إليه المنتهى في ذلك .. قال ابن حجر: وليس المراد حقيقة العدد، وإنما المراد به انتفاء أن يكون الأمر في غير قريش.
وصلى الله على محمد
أيها الحبيب،
القول ليس قولي، فأنا لست ممن له أن يخوض في مثل هذه المسائل
وإنما نقلت ظاهر كلام الشيخ العثيمين رحمه الله(/)
قال الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان: جهاد الدفع لابد من إذن الإمام
ـ[العُمُدومي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 04:08]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هل يحتاج جهاد الدفع إلى اذن الإمام، وما موقف الشرع من الحركات الجهادية التي تقاوم المحتل الكافر، ولو كره الإمام فعلهم، وإذا كان الإمام يوالي غير المسلمين، فهل يسمع له فيطاع، أفيدونا مشكورين؟
الجواب: نعم، نحن مع ولي الأمر، مع ولي أمر المسلمين، ومع ولي أمرنا دائماً وأبداً، وجهاد الدفع لابد من إذن الإمام، لابد من أذنه في الجهاد عموماً، سواءاً كان جهاد طلب، أو جهاد دفع، ما يصلح الفوضى أبداً، فلا بد أن نكون مع الإمام، ولا يجوز أننا نقاتل إلا بإذن، لا نذهب هنا، وهناك إلى القتال في ساحات خارج البلاد إلا بإذن ولي أمرنا، لأننا رعية تحت راعي، فلا بد أن نتقيد بأوامره، لما في ذلك من المصالح العظيمة، وهو ينظر في مصالح المسلمين، وهو يتولى هذا الأمر، وهو نائب عن المسلمين، ينظر فيما هو الأصلح، فإذا أمر أطعناه، وإذا نهى أطعناه، لما في ذلك من المصلحة العظيمة، واللي يقول انه يوالي غير المسلمين، مين قال هذا، كيف والى غير المسلمين، بيّن لنا كيف والى غير المسلمين، والاهم عندك أنت، أما في الواقع هو ما يوالي غير المسلمين إن شاء الله.
للاستماع للفتوى:
http://saif29.al-daawah.net/index.php?pg=fatwa_desc&f_id=5
ـ[الآجري]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 04:36]ـ
على فرض أنه يجب على المجاهد المدافع أن يستأذن ولي الأمر - تنزلاً - أو أنه يجب عليه أن يكف عن الجهاد إذا نهاه - تنزلاً - هل المجاهد الذي يدافع عن حوزة الإسلام ضد الكفار لا يكون مجاهداً إلا بتصريح من ولي الأمر؟!
بأي كتاب أم بأية سنة؟
(من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)
و مادام الجهاد الواجب تقوم به جماعة عليها أمير ولها قيادة، ينهضون بما يجب على الأمة من قتال المعتدين وصد عدوانهم؛ فمن المؤسف أن يجد الساسة الواقعون تحت سيطرة العدو من الفقهاء من يبرر لهم خذلانهم لأمتهم ...
أنا أتفهم موقف الشيخ صالح - حفظه الله - وأنه يريد منع المتحمسين قليلوا العلم من مغادرة الوطن إلى مكامن الفتن، وما يترتب على هذا التسرب من أخطار، حيث إن بعض القوى استغلت نفير الشباب مع كل هيعة ليوظفوهم في خدمة مصالحهم ضد مصالح الدول الإسلامية،
ولكن أعتقد أن موقفه لا يقتصر على درأ هذا الخطر، بل لا بد من حماية الجهاد - أيضاً - من الخطر!
وهي موازنة صعبة ليس لها إلا العلماء الكبار كأمثاله
وقد حضرت في جامع البواردي لقاءً مع سماحة الشيخ صالح اللحيدان - قبل ثلاث سنوات تقريباً - وفيه بين تحذيره للشباب من المغادرة، وأنه لا يرى الخروج، وفي نفس الوقت يوصي المجاهدين في العراق أن يستخدموا أسلوب العصابات لينهكوا الأعداء، كما أنه في نفس الوقت قال فيمن خرج و شارك معهم من الشباب: إذا خلصت نيته فهو في سبيل الله،،
وفق الله علماءنا لكل خير
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 05:08]ـ
يا سلفية, يا أتباع رسول الله صلى الله عليه و سلم, أين الدليل على أن الجهاد لا بد له من استئذان و لي الأمر.
ثم أين هم ولاة الأمور الذين سنستأذنهم؟
قال صلة الله عليه و سلم
(ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل).
-قال عبد الرحمان بن حسن _الدرر السنية_
بأي كتاب أم بأي حجة أن الجهاد لا يجب إلا مع إمام متبع هذا من الفرية في الدين والعدول عن سبيل المؤمنين والأدلة على بطلان هذا القول أشهر من أن تذكر من ذلك عموم الأمر بالجهاد والترغيب فيه) (وكل من قام بالجهاد في سبيل الله فقد أطاع الله وأدى ما فرضه الله ولا يكون الإمام إلا بالجهاد لا أنه لا يكون جهادا إلا بإمام)
-قال شيخ الإسلام _الفتاوى المصرية_
أما قتال الدفع عن الحرمة والدين فواجب إجماعا فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان.
-قال صديق خان _الروضة الندية_
(يُتْبَعُ)
(/)
الأدلة على وجوب الجهاد من الكتاب والسنة وردت غير مقيدة، يكون السلطان أو أمير الجيش عادلا بل هذه فريضة من فرائض الدين أوجبها الله على عباده المسلمين من غير تقيد بزمان أو مكان أو شخص أو عدل أو دور
-قال أبو عبد الله الفاسي _النوازل الكبرى_ {نقلا عن فتوى للشيخ حامد العلي}
" أما المسألة الثالثة: فلايتوقف وجوب الجهاد على وجود الامام وعلى إذنه في الجملة، ومن المعلوم الواضح أن الجهاد مقصد بالنسبة إلى الامامة التي هي وسيلة له، لكونه في الغالب العادة لايحصل على الكمال إلا بها، فإذا أمكن حصوله دونها لم يبق معنى لتوقفه عليها، فكيف تترك المقاصد الممكنة لفقد الوسائل المعتادة، فلو كان الامام موجودا، طلب استئذانه، محافظة على انتظام الامر واجتماع الكلمة ولزوم الجماعة، وقد يعرض ما يرجح عدم استئذانه كخوف فوات فرصة لبعد الامام، أو كونه غير عدل يخشى أن يغلبه هواه في تفويتها، فلو كان غير عدل ومنع من الجهاد لغير نظر لم يمتنع الجهاد إن أمن الضرر من جهته ..
فلايضيع الجهاد إن ضيعه الولاة، والنصوص المذهبية شاهدة لذلك كله.
قال إمامنا مالك رضي الله عنه: لله تعالى فروض في أرضه لايسقطها، وليها إمام أو لم يلها.
وقال ابن القاسم في سماع أبي زيد في قوم سكنوا قرب العدو فيخرجون إليه بغير إذن الإمام، فيغيرون عليه: وإن كانوا يطمعون في الفرصة وخشوا إن طلبوا ذلك من إمامهم منعهم، أو يبعد إذنه لهم حتى يفوتهم ما رجوا، ذلك واسع لهم.
وقال ابن وهب في سماع عبدالملك بن الحسن: وسئل عن قوم يدافعون العدو، هل لأحد أن يبارز بغير إذن الإمام؟ فقال: إن كان الإمام عدلا لم يجز أن يبارز إلا بإذنه، وإن كان غير عدل فليبارز وليقاتل بغير إذنه.
قال ابن رشد: هذا كما قال، إن الإمام إذا كان غير عدل لم يلزم استيذانه في مبارزة ولا قتال، إذ قد ينهى عنه على غير وجه نظر.
وإلى هذا التفصيل ونحوه يرجع ما يوجد في هذه المسألة من نصوص المذهب.
وإن كان الجهاد يجوز دون إذن الإمام لما ذكر مع وجوده فكيف لايجوز مع عدمه البتة.
ومن الواضح أنه إن توقف على وجوده فإنما يتوقف عليه لأجل إذنه، وعليه فإن كان لايتوقف على إذنه كان غير متوقف على وجوده.
نعم إقامة الإمام بشروطه، وجمع الكلمة عليه فرض واجب على الخلق، كما أن الجهاد فرض أيضا، والقيام بهما معا مطلوب على الوجوب، ولكن تضييع فرض واحد منهما أخف من تضييعهما معا، وأما التوقف على الإمام للإمداد والرجال والمال والعدد فتوقف عادي لاشرعي.
إذ لايجب شرعا أن لايجاهدإلا بمال بيت المال، بل من قدر أن يجاهد بمال نفسه فهو أفضل له، وأعظم لأجره، وإن اتفق أن تجمع جماعة من المسلمين مالا لذلك حصل المقصود أيضا.
ومن المعلوم في الفقه أن جماعة المسلمين تتنزل منزلة السلطان إذا عدم، وعليه من الفروع مالايكاد يحصى، كمسألة من غاب زوجها وهي في بلد لاسلطان فيه، فإنها ترفع أمرها إلى عدل من صالحي جيرانها، فيكشف عن أمرها ويجتهد لها، ثم تعتد وتتزوج، لأن الجماعة في بلد لاسلطان فيه تقوم مقام السلطان، قاله القابسي، وأبو عمران الفاسي، وغيرهما من شيوخ المذهب.
مع أن هذا من وظائف الامام، أو نائبه الذي هو القاضي، التي لايباشرها غيره مع وجوده، ومع ذلك لم يتوقف الأمر فيها على وجوده، فكيف بالجهاد الذي يصح أن يباشره غيره مع وجوده دون إذنه كما تقدم.
وما تهذي به بعض الألسنة في هذه الأزمنة من أنه لايجوز الجهاد لفقد الإمام وإذنه، فكلمة أوحاها شيطان الجن إلى شيطان الإنس، فقرها في إذنه ثم ألقاها على لسانه في زخارف هذيانه، إغواء للعباد وتثبيطا عن الجهاد.
وحسبك فيمن يقول ذلك أنه من أعوان الشيطان وإخوانه المعدين في الغي والطغيان، والذي تشهد له الأدلة أن الجهاد الآن أعظم أجرا من الجهاد مع الإمام، لأن القيام به الآن عسير، لاتكاد توجد له أعوان، ولايتهيأ له تيسير، فالقائم به الآن يضاعف أجره، وينشر في الملأ الاعلى ذكره، فيكون للواحد أجر سبعين، ويماثل فاعل الخير الدال عليه والمعين.
وأما المسألة الرابعة، فلايجوز أن يباع للكفار الحربيين القوت ولا السلاح، ولاما يصنع منه السلاح، ولاما يعظمون به كفرهم، ونصوص المذهب متظاهرة على ذلك، قال في المدونة: قال مالك: لايباع من الحربي سلاح لا سروج ولا نحاس،قال ابن حبيب: وسواء كانوا في هدنة أو غيرها، ولايجوز بيع الطعام منهم في غير الهدنة، قال الحسن: ومن حمل إليهم الطعام فهو فاسق، ومن باع منهم السلاح فليس بمؤمن، ولايعتذر بالحاجة إلى ذلك ".
-وقال الشيخ محمد بن عثيمين _الشرح الممتع_
" لا يجوز غزو الجيش إلا بإذن الإمام مهما كان الأمر؛ لأن المخاطب بالغزو والجهاد هم ولاة الأمور وليس أفراد الناس , فأفراد الناس تبع لأهل الحل والعقد , فلا يجوز لأحد أن يغزو دون إذن الإمام إلا على سبيل الدفاع، إذا فاجأهم عدو يخافون شره وأذاه فحينئذ لهم أن يدافعوا عن أنفسهم , لتعين القتال إذًا
و حفظ الله الشيخ حامد حين قال في شريط _بما معناه_
أن هذه الشبهة لم تخطر على إبليس
أسأل الله العظيم أن ينصر إخواننا المجاهدين في كل مكان و أن يدمر أعداؤهم تدميرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باعث الخير]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 05:31]ـ
سبحان الله العظيم
ما احترامنا لكلام الشيخ العالم حفظه الله وتراب نعله على رأسي
لكن هل هناك فوضى اكثر من ان نترك المحتل في بلادنا حتى نأخذ اذن الامام للجهاد؟!!
ثم اين هم هؤلاء الائمة؟!!!!!
سامحوني فيما اقول
اصبح كثير من الشباب الذي ينتسب الى المنهج السلفي يقدس كلام العلماء هذا طبعا مع الاسف الشديد مع ان الدعوة السلفية مبادأها معروفة وبينة ثم وللاسف تجد هؤلاء المتعصبين يرمون مخالفيهم بانهم مبتدعة!!!
ولا حول ولا قوة الا بالله
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 05:55]ـ
أظن أن مراد الشيخ حفظه الله من كلامه لا ينطبق على جميع الصور
ومن جعل الجهاد صورة واحدة لها حكم واحد مطرد لم يفهم فقه الجهاد والله أعلم
فهناك صور من جهاد الدفع لا ينتظر فيها إذن الإمام وهناك صور لابد فيها من إذنه لدفع مفسدة الفوضى فيحمل كلام الشيخ عليها
ـ[مع الحق]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 06:32]ـ
الشيخ حفظه الله يقصد المقيمين في غير البلاد المحتلة ولا اظنه يقصد سكان البلاد المغزوة من الاعداء
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 10:06]ـ
قال الشيخ صالح في شرح أخصر المختصرات عند قول المؤلف
ما معناه و لا يتطوع به من أحد أبويه حي بلا إذنهما
قال ما معناه أنه لا يتطوع بالجهاد إلا بإذن الوالدين و ولي الأمر لأنه نافلة إذا قام به من يكفي فهو يرى أن الجهاد في الخارج نافلة لأنه قام به من يكفي لذلك لا يتطوع به إلا بإذن الوالدين و الإمام
و من رأى أنه لم يقم به من يكفي فإنه لا يوجب على من يحتاج إليه المجاهدون الإذن لأنه واجب إن احتيج إليه و ليس بنافلة و لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 12:19]ـ
زبدة المسألة عند الشيخ صالح أنه يرى الجهاد واجب على أهل البلد المغزو من الكفار و نافلة على من سواهم إذا قام به من يكفي و النافلة يجب فيها إذن الوالدين و الإمام إذا كانت مصلحة عامة
و قد صرح بهذا في شرح أخصر المختصرات
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 12:30]ـ
أخي الفاضل أمجد سدده الله تعالى
أعظك أن تكون مدافعا عن الباطل .. والكلام عام
والمقام مقام فتيا ..
فإن لزوم الحق أولى من إعذار العالم المخطيء مهما يكن علمه
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 01:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الآن:
إذا خرجت فئة من فئات تنظيم القاعدة الذي له إمام معلوم، وقامت بعملية بدون إذن إمام القاعدة وطبعاً هذا الأمرقد يكون فيه مفسدة للتنظيم باكمله فما هو جوابكم؟!!
هل سيتغير رأيكم؟!!
إن خرجت طائفة بدون إذن أبو عمر البغدادي في العراق، وقامت بعملية ضد الكفار هناك قد تتعارض مع عملية أخرى مهيأ لها من أبو عمر البغدادي.
هل ستتغير أرائكم؟!!
الشيخ الفوزان يتكلم عن وجود الإمام.
والشيخ الفوزان له فتاوى بجهاد الدفع ضد العدو.
يعني هل تظنون أن الشيخ الفوزان يفتي بأن العدو الذي يدخل بيوت المسلمين يقول لهم لا يجوز لكم الدفاع عن أهليكم وأموالكم؟!!!!!!
أنتم في واد وبقية السلف سماحة الشيخ العلامة صالح الفوزان الفوزان في واد آخر.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 01:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الآن:
إذا خرجت فئة من فئات تنظيم القاعدة الذي له إمام معلوم، وقامت بعملية بدون إذن إمام القاعدة وطبعاً هذا الأمرقد يكون فيه مفسدة للتنظيم باكمله فما هو جوابكم؟!!
هل سيتغير رأيكم؟!!
إن خرجت طائفة بدون إذن أبو عمر البغدادي في العراق، وقامت بعملية ضد الكفار هناك قد تتعارض مع عملية أخرى مهيأ لها من أبو عمر البغدادي.
هل ستتغير أرائكم؟!!
الشيخ الفوزان يتكلم عن وجود الإمام.
والشيخ الفوزان له فتاوى بجهاد الدفع ضد العدو.
يعني هل تظنون أن الشيخ الفوزان يفتي بأن العدو الذي يدخل بيوت المسلمين يقول لهم لا يجوز لكم الدفاع عن أهليكم وأموالكم؟!!!!!!
أنتم في واد وبقية السلف سماحة الشيخ العلامة صالح الفوزان الفوزان في واد آخر.
عجيب أنت.
لو قال إمام القاعدة أو العراق أو غير ذلك أن الجهاد لا يجوز إلا بإذني لقلنا لك كلامه خطأ و باطل, و لكن هناك مصالح في العمليات و مفاسد أهل الجهاد أدرى بها, و بالتالي لا مجال للمقارنة بين مخالفة الأمير في عملية بدون إذنه و بين من يشترط لأصل الجهاد إذن الإمام.
و ماذا تقصد أن الفوزان يتكلم عن وجود الإمام؟ بين بارك الله فيك.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 01:55]ـ
تلخيص لما ذكرت أن هذه الفتوى في الجهاد النافلة خارج البلاد كما بين الشيخ في شرح أخصر المختصرات
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 09:58]ـ
أخي الفاضل أمجد سدده الله تعالى
أعظك أن تكون مدافعا عن الباطل .. والكلام عام
والمقام مقام فتيا ..
فإن لزوم الحق أولى من إعذار العالم المخطيء مهما يكن علمه
أخي أبا القاسم وفقك ربي
هل تنكر أن بعض صور جهاد الدفع لا بد فيه من إذن مسؤول السرية وبالتالي حاكم البلد؟
دعني أقرب لك الصورة أكثر
عندنا مثلا في فلسطين _أنا وأنت نتفق على أنه جهاد دفع_ لكل منطقة مسؤول يرشد المقاومة إلى فعل كذا وترك كذا
فلو ترك أحد أفراد المقاومة تعليمات مسؤول المنطقة ومن يساعده في وضع خطة لدفع الاجتياح القادم على منطقتهم
لوقعنا في الفوضى التي حذر منها الشيخ الفوزان
هذه صورة واحدة واقعية
وهناك صور أخرى منها ما يتعلق بحاكم البلد ومنها منا يتعلق بمسؤول المنطقة
فكون جهاد الدفع لا يلزم صورة واحدة وأن من صوره ما يحتاج إلى إذن الإمام وإذن مسؤول السرية أو المنطقة ومن صوره ما لا يحتاج إلى ذلك هو شيء واقع شرعا وحسا خاصة في هذا الزمن الذي تغيرت وتطورت فيه آلات الحرب وخططه العسكرية
بل إن نجاح العملية الجهادية سواء كانت جهاد طلب أو دفع متوقف على الخطة العسكرية التي يضعها المسؤول ومعاونيه فلم يعد جهاد الدفع جهاد فردي إلا في صور ضيقة وقليلة
الخلاصة: ضع مكان إذن الحاكم أو المسؤول نجاح الخطة العسكرية والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 11:56]ـ
هنا تجدوا الدرعلى شبهة أن الجهاد لا يجب إلا مع إمام
تفضلوا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18056
وجزاكم الله خيراً.
ـ[القضاعي]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 12:06]ـ
حفظ الله الشيخ الفوزان من كل شر.
فمن يقول أن جهاد الدفع فرض على كل مسلم فهو جاهل.
فالدفع واجب على أهل البلد الذين غزاهم العدو , وأما ما جاورها من البلدان المسلمة فالأمر لولي أمر المسلمين فيها بر كان أو فاجر.
وأخر السؤال يبين مقصود الشيخ الفوزان , فالسائل يريد فتوى للخروج أو يريد الفتنة للشيخ الفوزان والله المستعان.
فإن كان الأولى فقد أجابه الشيخ بفقه لا يعلمه الجهال , وإن كانت الثانية فقد رد كيده في نحره.
فاللهم أحفظ عبدك الفوزان وأطل عمره على الطاعة.
ـ[الآجري]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 02:25]ـ
فالدفع واجب على أهل البلد الذين غزاهم العدو , وأما ما جاورها من البلدان المسلمة فالأمر لولي أمر المسلمين فيها بر كان أو فاجر.
وإذا لم يقم أهل البلد بواجب الدفع واستسلموا، أو قام به من لا تقوم به الكفاية، فعلى من يكون واجب الدفع عن حوزة الإسلام؟
بين ذلك العلماء فقالوا: على أهل البلد الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ... وكذا
وإطلاقك القول بأن الأمر لولي الأمر في خارج البلد المهاجم خطأ، بل أمر الدفاع عن الإسلام واجب، إذا تركه ولي الأمر يأثم، ولا نقره على هذا الأثم.
ـ[القضاعي]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 02:35]ـ
وكأني بكم لو وجدتم في صلح الحديبية وقد كان أبو جندل رضي الله عنه يسحب بالسلاسل والدم يسيل من جسده , إلا رادين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاللهم سلم سلم.
ـ[الآجري]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 02:45]ـ
أخي الفاضل
أسلوبك أيضاً خاطئ!
فلا يليق بك أن تظن بنا رد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
وإذا كنت ترى في قصة أبي جندل دليل فاستدل بها صراحة ولا تسلك سبيل التلميحات والإشارات وكأنك غير واثق مما تقول ..
هذا إذا أردت النقاش،
أما إذا أردت تقليد العلامة صالح الفوزان فتحقق من رأيه أولاً، فهذه الفتوى واضحة في زجر الشباب عن الخروج، وهذا الخروج يسبب مخاطر لهم ولدولتهم كما أنه لا يتوقف عليه الجهاد، فهي مسألة غير عامة، فلا تعممها.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 02:55]ـ
فمن يقول أن جهاد الدفع فرض على كل مسلم فهو جاهل.
فالدفع واجب على أهل البلد الذين غزاهم العدو , وأما ما جاورها من البلدان المسلمة فالأمر لولي أمر المسلمين فيها بر كان أو فاجر.
.
الأخ القضاعي بارك الله فيك وجعلني و إياك من من يستمعون القول فيتبعون أحسنه
أقول و الله المستعان إطلاقك أن الجهاد واجب على أهل البلد دون من عاداهم ليس بسليم, لأن قولك هذا ينزل على جزء فقط وهو أن أهل تلك البلد حصلت بهم الكفاية, أما إن لم تحصل بهم الكفاية فالواجب على من يليهم إلى أن يطرد لعدو أو يعم الفرض جميع المسلمين في كل مكان.
و لو قلت لك حدد لي البلد التي يغزوها الكفار قلت لي مثلا العراق, وهل سكان سوريا التي مع حدود العراق و التي لا تبعد إلا أمتار يشملهم الفرض؟ فالفرضية منوطة بالكفاية في إخراج العدو و طرده و إعلاء كلمة الله عز وجل.
أنقل لك بعض أقوال أهل العلم في هذه المسألة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية _مجموع الفتاوى_
إذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب، إذ بلاد الإسلام كلها
بمنزلة البلدة الواحدة، وأنه يجب النفير اليه بلا إذن والد ولا غريم، ونصوص أحمد صريحة بهذا
و قال ايضا
فأما إذا أراد العدو الهجوم على المسلمين فإنه يصير دفعه واجبا على المقصودين كلهم وعلى غير المقصودين، كما قال تعالى {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر}، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بنصر المسلم، وسواء كان الرجل من المرتزقة للقتال أو لم يكن، وهذا يجب بحسب الإمكان على كل أحد بنفسه وماله مع القلة والكثرة والمشي والركوب، كما كان المسلمون لما قصدهم العدو عام الخندق لم يأذن الله في تركه لأحد.
قال القرطبي _أحكام القرآن_
وقد تكون حالة يجب فيها نفير الكل، وهي: الرابعة - وذلك إذا تعين الجهاد بغلبة العدو على قطر من الاقطار، أو بحلوله بالعقر، فإذا كان ذلك وجب على جميع أهل تلك الدار أن ينفروا ويخرجوا إليه خفافا وثقالا، شبابا وشيوخا، كل على قدر طاقته، من كان له أب بغير إذنه ومن لا أب له، ولا يتخلف أحد يقدر على الخروج، من مقاتل أو مكثر.
فإن عجز أهل تلك البلدة عن القيام بعدو هم كان على من قاربهم وجاور هم أن يخرجوا على حسب ما لزم أهل تلك البلدة، حتى يعلموا أن فيهم طاقة على القيام بهم ومدافعتهم.
وكذلك كل من علم بضعفهم عن عدو هم وعلم أنه يدركهم ويمكنه غياثهم لزمه أيضا الخروج إليهم، فالمسلمون كلهم يد على من سواهم
قال ابن عابدين _حاشية ابن عابدين_
وفرض عين إن هجم العدو على ثغر من ثغور الإسلام فيصير فرض عين على من قرب منه، فأما من وراءهم ببعد من العدو فهو فرض كفاية إذا لم يحتج إليهم، فإن احتيج إليهم بأن عجز من كان بقرب العدو عن المقاومة مع العدو أو لم يعجزوا عنها ولكنهم تكاسلوا ولم يجاهدوا فإنه يفترض على من يليهم فرض عين كالصلاة والصوم لا يسعهم تركه، وثم وثم إلى أن يفترض على جميع أهل الإسلام شرقا وغربا على هذا التدريج
و كلام أهل العلم في هذا كثير.
و الله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 03:29]ـ
فتوى الشيخ الفوزان صحيحة فيما هي له ولا يجوز تحويرها وإتهام الشيخ بما لم يقله.
وما نقله الأخ أبو البراء يؤيد ذلك , فنصرة الأقرب فالأقرب تكون واجبة حال عجز أهل البلد المعتدى عليه بالإضافة إلى قدرة أهل البلد القريب في اعانتهم وإلا لم يجب عليهم ذلك.
وكذلك إن كان هناك ميثاق فيسقط به الوجوب كما هو نص القرآن {إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} قال البغوي: أي عهد فلا تنصروهم عليهم.اهـ
وذكره ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنه.
ثم أن الفقهاء حين ذكروا عدم اشتراط إذن الوالدين لم يذكروا عدم اشتراط إذن ولي أمر البلد فمن من الفقهاء لم يشترط إذن ولي أمر البلد المجاور , وشيخ الإسلام في حربه للتتار لم يذهب لعوام الناس وإنما طلب النصرة من الأمراء وحثهم عليها ورغبهم فيها , وفي هذا بيان لقوله رحمه الله فتدبروا.
ـ[القضاعي]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 03:33]ـ
وإذا كنت ترى في قصة أبي جندل دليل فاستدل بها صراحة ولا تسلك سبيل التلميحات والإشارات وكأنك غير واثق مما تقول ..
هذا إذا أردت النقاش،
أما إذا أردت تقليد العلامة صالح الفوزان فتحقق من رأيه أولاً، فهذه الفتوى واضحة في زجر الشباب عن الخروج، وهذا الخروج يسبب مخاطر لهم ولدولتهم كما أنه لا يتوقف عليه الجهاد، فهي مسألة غير عامة، فلا تعممها.
بارك الله فيك نعم فيها دلالة واضحة وقوية , والشيخ الفوزان لم يكن في مقام تفصيل , فأتقوا الله فالشيخ من أعلم أهل الأرض نحسبه والله حسيبه.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 03:39]ـ
أخي المكرم أمجد .. حفظه الله تعالى وأكرمه وسدده
النقاش التفصيلي لا يستقيم في هذا الموضع
ولكني أقول منطوق الفتيا لا يفهم منها هذه الصورة التي ذكرتها ..
بل هي عامة ولاشك في بطلانها عند أي دارس لفقه الجهاد فضلا عن الفقيه
وثمة فرق بين طاعة القائد المطيع لله .. الذي استجاب لأمره
وبين الناكب عن هذه الجادة .. أصلا
فلا خلاف على كون جهاد الدفع واجبا وجوبا عينيا على القادر حتى تتحقق الكفاية
وبغير إذن الإمام من حيث الأصل .. وعلى هذا نص عامة الفقهاء كما هو معلوم
بل لو أمر بخلافه فالواجب عصيانه ..
وفي تفاصيل الجزئيات أمور مستثناة .. خارجة عن الأصل العريض
والله الموفق
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 03:50]ـ
بارك الله فيك
ولماذا لا يحمل كلام الشيخ على التفصيل المذكور
فإن الإجمال في الفتوى قد يوقع المستفتي في الفهم الخطأ
وعلى كل فينبغي حمل كلام العالم على أحسن محامله وجمع كلامه المتفرق في المسألة ومراعاة زمن الفتوى وتوجيهها
ومراعاة حال السائل والوضع الذي يعيش فيه
خاصة في مسائل الجهاد وخاصة في هذا العصر
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 11:09]ـ
وفيك بارك ربي عز وجل .. والجواب
لأن هذه الصورة ليست واقعية .. (لا وجود لها في الخارج)
ولأن الأصل في المسألة ما تقدم .. والاستثناء لا عبرة له .. وقد جاء كلامه عاما
ولأنه كما قلتَ أنت لن يُفهم منها ذلك .. على الأقل عند المستفتي ..
ولأن المسائل الجزئية التفصيلية المنوطة بتحقيق المصحة في ظروف معينة .. لا ترجع بالبطلان على أصل الحكم .. وإنما تقدر بقدرها .. بحسب المقام ..
وليس النقاش هنا عن نية المفتي .. وإنما الكلام عن خطأ الفتوى وخطرها .. معا
والله الموفق للسداد
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 12:32]ـ
سئل شيخنا ابن جبرين و أنا أسمع مع أن السؤال فيه غرابة
هل الذين ذهبوا للشيشان شهداء! لأنهم ذهبوا بغير إذن الإمام؟
قال نعم هم شهداء أما إذن الإمام فإن الجهاد هناك لا يضره
قلت: يفهم من كلامه أن تقدير مصلحة البلد منوط بالحاكم مثل جهاد الطلب فإنه يترك إذا كان يضر بالبلد لأن رأس المال مقدم على الربح أما إن كان لا يضر الإمام و احتيج إلى شخص بعينه فلا يجب عليه الإذن
و هذا المعنى الذي قاله شيخنا ابن جبرين يوافق ما قاله شيخنا الفوزان في درس أخصر المختصرات
عند ذكر المؤلف المسائل التي يتعين فيها الجهاد ثم قال بعدها و لا يتطوع به من أحد أبويه حي إلا بإذنهما
قال ما معناه: ما سوى هذه الثلاث تطوع يجب فيه إذن الوالدين و ولي الأمر إذا قام به من يكفي
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: المحصلة من هذا الكلام أن ولي الأمر ناظر على جهاد الدفع و الطلب الذي تقوم به رعيته لقوله تعالى: " و إذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستئذنوه " و الأمر الجامع هو المصلحة العامة للبلد أي إذا كان البلد بنتفع أو يتضرر من هذا العمل أما إذا لم يكن البلد ينتفع أو يتضرر من هذا البلد فهي مصلحة خاصة بمن يقوم بها
و فق الله الجميع لما يحبه و يرضاه
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 12:42]ـ
سئل شيخنا ابن جبرين و أنا أسمع مع أن السؤال فيه غرابة
هل الذين ذهبوا للشيشان شهداء! لأنهم ذهبوا بغير إذن الإمام؟
قال نعم هم شهداء أما إذن الإمام فإن الجهاد هناك لا يضره
قلت: يفهم من كلامه أن تقدير مصلحة البلد منوط بالحاكم مثل جهاد الطلب فإنه يترك إذا كان يضر بالبلد لأن رأس المال مقدم على الربح أما إن كان لا يضر الإمام و احتيج إلى شخص بعينه فلا يجب عليه الإذن
و هذا المعنى الذي قاله شيخنا ابن جبرين يوافق ما قاله شيخنا الفوزان في درس أخصر المختصرات
عند ذكر المؤلف المسائل التي يتعين فيها الجهاد ثم قال بعدها و لا يتطوع به من أحد أبويه حي إلا بإذنهما
قال ما معناه: ما سوى هذه الثلاث تطوع يجب فيه إذن الوالدين و ولي الأمر إذا قام به من يكفي
قلت: المحصلة من هذا الكلام أن ولي الأمر ناظر على جهاد الدفع و الطلب الذي تقوم به رعيته لقوله تعالى: " و إذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستئذنوه " و الأمر الجامع هو المصلحة العامة للبلد أي إذا كان البلد بنتفع أو يتضرر من هذا العمل أما إذا لم يكن البلد ينتفع أو يتضرر من هذا البلد فهي مصلحة خاصة بمن يقوم بها
و فق الله الجميع لما يحبه و يرضاه
-----------------------------
جزاك الله كل خير يا أخي، لما تقدمه من بيان لنا ولجميع المسلمين.
وجزى الله تعالى خيراً كلاً من:
سماحة الشيخ الوالد العلامة صالح الفوزان، وسماحة الشيخ الوالد العلامة " عبد الله بن الجبرين.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 01:42]ـ
وهذه فتوى من سماحة الشيخ الوالد العلامة صالح الفوزان بالصوت من الموقع الرسمي:
الفرق بين جهاد الطلب وجهاد الدفع
نص السؤال يقول: فضيلة الشيخ وفقكم الله، ما الفرق بين جهاد الطلب وجهاد الدفع؟
استمعوا للإجابة:
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=9912
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 06:33]ـ
اللهم ارفع راية الجهاد
اللهم اخر
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 12:40]ـ
أخي الفاضل أمجد الفلسطيني بارك الله فيك,
اسمحلي انتقدُك! فليتسع صدرك.
فأنت تحمل كلام الشيخ الكبير مالايستطيع حمله:
يقول الشيخ: "نحن ... مع ولي أمرنا دائماً وأبداً " فهذا إطلاق أوَّل!
وقال: "وجهاد الدفع لابد من إذن الإمام". وهذا إطلاق ثان للكلام ليس فيه التفصيل الذي أردتَ إلى دفعٍ يُطلب إذن الإمام فيه ودفعٍ آخر بدون الإذن!
وقال -حفظه الله-: "لابد من أذنه في الجهاد عموماً، سواءاً كان جهاد طلب، أو جهاد دفع " وهذا إطلاق ثالث من الشيخ يعاند تفصيلك أخ امجد!
وقال: "ولا يجوز أننا نقاتل إلا بإذن،" إطلاق رابع ... !
ثم انظر لقاصمة الظهر أخ أمجد: "واللي يقول انه يوالي غير المسلمين، مين قال هذا، كيف والى غير المسلمين، بيّن لنا كيف والى غير المسلمين، "
غفر الله للشيخ الكبير ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم!!!!!!
إجمالاً أخي تحمِّل كلام الشيخ مالايحتمل دفاعا عنه (ولابأس في ذلك كون الشيخ من رموز السلفية الكبار) ولكن للأسف بكبْت الحق ووأد الحقيقة وعلى السلفية الرحمة ولأهلها الصبر والسلوان.
وتقسيمتك لجهاد الدفع: دفع مسبوق بإذن الإمام ودفع آخر لايستأذن فيه الإمام, هذه التقسيمة من نسج الخيال, لارصيد لها في واقع الأحوال وإلا فقل لنا بربك كيف تبرهن على جهاد الدفع بصورته الأولى؟ كيف تتطلب الإذن من كائنٍ مَن كان لتدفع عن نفسك خطر الموت ضد مجرم اقتحم عليك غرفة نومك؟ هل لك خيار؟
والمجاهدون الذين ذكرتهم في فلسطين يتشاورون مع قيادتهم في كيفية المواجهة, فإن أحوال عدوهم تتراوح بين الكمون في الحصون أو الخروج للهجوم, فإن كانت الأولى فالجهاد دفعٍ في صورة طلب للعدو وإن كانت الثانية فاحمل سلاحك ودافع عن نفسك وإن تم التشاور فللخروج بأقل الخسائر, ولايعني هذا مطلقا أنهم يستأذنون القائد لكي يدافعوا عن أنفسهم أو حصونهم او بلادهم أو اعراضهم أو -وقبل كل هذا- دينهم وعقائدهم. تخيَل لو قال لهم القائد: لاتدفعوا عن أنفسكم خطر الموت القادم مع عدوكم الزاحف نحوكم الآن! فهل يكون هذا القائد سوى خائن عميل؟ تأمَّل.
ولهذا يبقى السؤال معلقا: نريد صورة من صور قتال الدفع التي يستأذن فيها الإمام لطلب الإذن للدفاع عن "ذهاب العقيدة وضياع الدين" لا أقول الدفاع عن النفس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 01:15]ـ
ملاحظة مختصرة
الحنابلة ومنهم الشيخ صالح الذين يشترطون الإذن لجهاد الطلب و الدفع يستثنون دفع الصائل على النفس و الأهل و حتى المال و إنما المراد الدفع عن دار الإسلام و ليس عن نفسه و أهله يستأذن فيها الإمام لأنها تحت ولايته
لهذا جاء في زاد المستقنع (ولا يجوز الغزو إلاّ بإذنه إلاّ أن يفجأهم عدو يخافون كلَبه)
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 11:05]ـ
وكأني بكم لو وجدتم في صلح الحديبية وقد كان أبو جندل رضي الله عنه يسحب بالسلاسل والدم يسيل من جسده , إلا رادين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاللهم سلم سلم.
اتق الله أخي المبارك، فوالله إن هذا الأسلوب لا يرضاه من له أدنى مسكة من عقل، فكيف تظن بإخوانك هذا الظن الذي لو وضع على الجبال لدكها، ولو مُزج بماء البحر لأحاله عفنا.
أخي المبارك: النقاش في المسائل العلمية لون، والهجوم بهذا الأسلوب لون آخر.
أما رؤيتي - والله أعلم - فالشيخ صالح حفظه الله لا ينازع في إمامته وجلالته إلا مكابر، وينبغي أن يعلم الأفاضل أن ما يوردونه من النقول والنصوص، الشيخ أعلم بها منهم قطعاً لا ظنا، إلا أن مقام الفتيا لا بد أن ينظر فيه إلى السائل والحالة التي يعيش فيها والواقعة التي يسأل عنها، ثم يأتي جواب العالم المسدد مطابقا لما سئل عنه، وباب السياسة الشرعية من أدق أبواب الفقه، ولذا فلا يستقيم أيها الأفاضل أن تردوا فتوى هذا الإمام لنقول تنقلونها عن الكتب دون أن تدركوا مطابقتها لهذه النازلة التي سئل عنها هذا الإمام المسدد، فتأملوا الفتوى وأعيدوا قراءتها مرارا تدركوا دقيق فقه هذا الإمام والله يحفظكم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 05:49]ـ
فأنت تحمل كلام الشيخ الكبير مالايستطيع حمله:
يقول الشيخ: "نحن ... مع ولي أمرنا دائماً وأبداً " فهذا إطلاق أوَّل!
وقال: "وجهاد الدفع لابد من إذن الإمام". وهذا إطلاق ثان للكلام ليس فيه التفصيل الذي أردتَ إلى دفعٍ يُطلب إذن الإمام فيه ودفعٍ آخر بدون الإذن!
وقال -حفظه الله-: "لابد من أذنه في الجهاد عموماً، سواءاً كان جهاد طلب، أو جهاد دفع " وهذا إطلاق ثالث من الشيخ يعاند تفصيلك أخ امجد!
وقال: "ولا يجوز أننا نقاتل إلا بإذن،" إطلاق رابع ... !
نسيت قوله: (لا نذهب هنا، وهناك إلى القتال في ساحات خارج البلاد إلا بإذن ولي أمرنا،)
فهو لا يتحدث عن جهاد أهل البلد التي تم الهجوم عليها.
ثم انظر لقاصمة الظهر أخ أمجد: "واللي يقول انه يوالي غير المسلمين، مين قال هذا، كيف والى غير المسلمين، بيّن لنا كيف والى غير المسلمين، "
غفر الله للشيخ الكبير ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم!!!!!!
لا يحق لك أن تتهجم على الشيخ حفظه الله والشخص لم يبين للشيخ ماذا يقصد بأن الإمام يوالي غير المسلمين، وأنت ترى في جواب الشيخ استفسارا، فحتي يجيب الشيخ المستفتي جوابا واضحا مفصلا، عليه أن يوضح ما يقصده.
ولهذا يبقى السؤال معلقا: نريد صورة من صور قتال الدفع التي يستأذن فيها الإمام لطلب الإذن للدفاع عن "ذهاب العقيدة وضياع الدين" لا أقول الدفاع عن النفس.
الشيخ حفظه الله، كما هو واضح من الجواب، يتحدث عن جهاد أهل السعودية في البلاد المجاورة جهاد دفع، ولا يتحدث عن نفس البلد التي وقع عليها الهجوم.
ويظهر لي - والله أعلم _ أن الشيخ الفوزان وغيره من العلماء يرون أن الجهاد في العراق فرض كفاية لأهل السعودية، وهذا يشترط فيه اذن الإمام.
والله أعلم.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[07 - Nov-2008, صباحاً 01:54]ـ
الشيخ حفظه الله يقصد المقيمين في غير البلاد المحتلة ولا اظنه يقصد سكان البلاد المغزوة من الاعداء
بمجرد ما قرأت كلام الشيخ فهمت هذا.
وهذا فيه عدة سلبيات:
من أهمها اللبس الذي حصل بدليل هذه المشاركة، بل أقول إن الشيخ يقصد هذا اللبس، وهذا يوضحه ثانياً.
ثانياً: نظر الشيخ لولي الأمر في بلده قبل أن ينظر في تحرير الفتوى، فأراد أن لا يخلط الأمر عند ولي الأمر بتحرير الفتوى عند المستفتي. فكان بين أمرين: إما أن يفصل الأمر للمستفتي فيلبس بذلك على ولي الأمر فيقع في المحذور عند ولي الأمر. أو ينظر لما سيفهمه ولي الأمر عنده من كلامه فيجليه بما لا يدع مجالا للريبة عنده، فيقع بذلك اللبس عند المستفتي.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم إني أشهدك أنني أحب الشيخ الفوزان فيك، فاللهم إني أتوسل إليك بهذا الحب أن تهديه وتثبته يا قوي يا عزيز.
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 07:40]ـ
سبحان الله البعض ينتقد علينا تقليد الشيخ الفوزان وهل الجميع هنا من أهل الإجتهاد
ثانيا يرى أن الحق معه وأن الشيخ قد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب ماكأن الشيخ اجتهد فإما أن يصيب وإما أن يخطئ وأنت مثله مجتهد فاعتذر لأخيك المسلم
ولكن ليثق الجميع أن الغيرة وحدها لا تكفى بل لابد أن يكون المفتى من أهل الإجتهاد في الفتوى والا فأحذر غضب الجبار ثم إن رددت فرد بعلم وحلم واحفظ للعالم حقه ولشيبته حقها ووقر الكبير واحترمه بارك الله في الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 05:35]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله قول العالم العلامة الفاضل سماحة الشيخ الفوزان لا ينبغي حمله على المجاز في بعض الأحوال بل على حقيقته و ذلك لأن دفع العدو الصائل الكافر أنواع منه الجهاد و منه الصلح و كل ذلك راجع الى قرار الامام لأنه أدرى بمعرفة مصالح المسلمين المصال ضدهم هل هو في الجهاد و صدهم بالسيف أم بالصلح خاصة اذا كان الامام يستشير أهل الحل و العقد من ذوي الأحلام و النهى أهل العلم و الفضل و قداستلفتتني نصوص نقلها البعض ليستدل بها على حجة المخالف من ذلك ما نقله عن ابن العربي في أحكام القرآن حين يصبح الجهاد فرض عين عندما يحل العدو قعر دار المسلمين حيث قال: فيجب على كافة الخلق الجهاد و الخروج اليه فان قصروا عصوا أحكام القرآن ج2ص955 و قبله ابن عبد البر في كتابه الكافي حيث قال:
و ذلك أن يحل العدو بدار الاسلام محاربا لهم فاذا كان ذلك وجب على الجميع أهل تلك الدار أن ينفروا و يخرجوا اليه خفافا و ثقالا و شبابا و شيوخا لا يتخلف أحد يقدر على الخروج من مقل و مكثر و ان عجز أهل تلك البلدة عن القيام بصد عدوهم -كان على من قاربهم و جاورهم أن يخرجوا قلوا أو كثروا .. ثم قال: و كذلك من علم بضعفهم عن عدوهم و علم أنه يدركهم و يمكنه غياثهم لزمه أيضا الخروج اليهم فالمسلمون كلهم يد على من سواهم قلت هذه الأقوال نقلها ايضا الفقيه الشيباني بن محمد أحمد رحمه الله في كتابه تبيين المسالك لتدريب السالك الى أقرب المسالك و قد طبع في الامارات العربية الا أننا نقلنا في كتابنا الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماع عن ابن القطان الفاسي قال: عن النير: و أجمع المسلمون جميعا أن الله فرض الجهاد على الكافة فاذا قام به البعض سقط عن البعض و عن النوادر: و أجمع الفقهاء أن الجهاد فرض على الناس الا من كفي مؤونة العدو منهم أباح من سواهم التخلف ما كان على كفاية الا عبيد الله بن الحسن فانه قال هو تطوع قلت فكل هذه الأقوال مخصصة بما نقلناه عن ابن حزم في مراتب الاجماع قال: و اتفقوا أن الجهاد مع الأئمة فضل عظيم قلت و ذلك لأن الأئمة يستشيرون العلماء و قد أجمعوا على وجوب طاعة ولاة الأمر اذا كانوا يستشيرون العلماء فولاة الأمر و العلماء أدرى بمعرفة مصلحة المسلمين هل هي في جهاد الدفع أم في الصلح مع الغازي المتسلط لذلك نقلنا عن الأئمة أقوالا منها: ما ذكره عبد الهادي في مغني ذوي الأفهام كتاب الجهاد باب الأمان: ص103الاجماع عن صحة أمان الامام لجميع الكفار و ذكر ابن المفلح في المبدع كتاب الجهاد باب الأمان 3/ 389الاجماع على أن صحة أمان المسلم المكلف الحر من فتنة أو غير ذلك أم بشيء منهم لا على حكم الجزية اذا كانت الجزية انما شرطها أن تؤخذ منهم و هم بحيث تنفذ عليهم أحكام المسلمين و أما بلا شيء يأخذونه منهم و كان الأوزاعي يجيز أن يصالح الامام الكفار على شيء يدفعه المسلمون الى الكفار اذا دعت الى ذلك ضرورة فتنة أو غير ذلك من الضرورات و قال الشافعي:لا يعطي المسلمون الكفار شيئا الا أن يخافوا أن يصطلموا لكثرة العدو و قلتهم أو لمحنة نزلت بهم و ممن قال باجازة الصلح اذا رأى الامام في ذلك مصلحة المسلمين مالك و الشافعي و أبو حنيفة انظر الاقناع لابن المنذر تحقيق الدكتور العالم العلامة عبدالله الجبرين حفظه الله فالحاجي الضروري كما ذكره القاضي ابن عاصم في مرتقى الوصول هو: درء المفاسد و جلب المصالح و مكارم الأخلاق و محاسنها فجميع الأحكام الشرعية تندرج تحتها فتأمل ذلك جيدا و قد بينته أكثر في الرد على المخالف وفقنا الله جميعا للفهم السليم للشرع القويم الهادي الى الصراط المستقيم آمين يا رب العالمين(/)
ولأمر ما وقع التباين الخارج عن الحد بين مفسر لكلام رب العزة ومفسر
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 04:35]ـ
كلام رائع جدا للعلامة أبي يعقوب يوسف السكاكي في كتابه (مفتاح العلوم)
قال في أثناء حديثه عن الالتفات:
(( .... ولأمر ما وقع التباين الخارج عن الحد بين مفسر لكلام رب العزة ومفسر، وبين غواص في بحر فرائده وغواص، وكل التفات وارد في القرآن متى صرت من سامعيه عرفك ما موقعه، وإذا أحببت أن تصير من سامعيه فأصخ ثم ليتل عليك قوله تعالى "إياك نعبد وإياك نستعين"، فلعلك ممن يشهد له الوجدان بحيث يغنيه عن شهادة ما سواه، أليس أن المرء إذا أخذ في استحضار جنايات جان متنقلا فيها عن الإجمال على التفصيل وجد من نفسه تفاوتا في الحال؟ بينا لا يكاد يشبه آخر حاله هناك أولها، أو ما تراك إذا كنت في حديث مع إنسان وقد حضر مجلسكما من له جنايات في حقك كيف تصنع؟ تحول عن الجاني وجهك وتأخذ في الشكاية عنه على صاحبك، تثبته الشكوى معددا جناياته واحدة فواحدة، وأنت فيما بين ذلك واجد مزاجك يحمى على تزايد يحرك حالة لك غضبية تدعوك على أن تواثب ذلك الجاني وتشافهه بكل سوء، وأنت لا تجيب على أن تغلب فتقطع الحديث مع الصاحب ومباثتك إياه وترجع على الجاني مشافها له: "بالله قل لي هل عامل أحد مثل هذه المعاملة؟ هل يتصور معاملة أسوأ مما فعلت؟ أما كان لك حياء يمنعك؟ أما كانت لك مروءة تردعك عن هذا"، وإذا كان الحاضر لمجلسكما ذا نعم عليك كثيرة فإذا أخذت في تعديد نعمه عند صاحبك مستحضرا لتفاصيلها أحسست من نفسك بحالة كأنها تطالبك بالإقبال على منعمك وتزين لك ذلك، ولا تزال تتزايد ما دمت في تعديد نعمه حتى تحملك من حيث لا تدري على أن تجدك وأنت معه في الكلام تثني عليه وتدعو له وتقول: "بأي لسان أشكر صنائعك الروائع، وبأية عبارة أحصر عوارفك الذوارف"، وما جرى ذلك المجرى، وإذا وعيت ما قصصته عليك وتأملت الالتفات في "إياك نعبد وإياك نستعين" بعد تلاوتك لما قبله من قوله "الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين" على الوجه الذي يجب -وهو التأمل القلبي- علمت ما موقعه، وكيف أصاب المحز، وطبق مفصل البلاغة؛ لكونه منبها على أن العبد المنعم عليه بتلك النعم العظام الفائتة للحصر، إذا قدر أنه ماثل بين يدي مولاه، من حقه إذا أخذ في القراءة أن تكون قراءته على وجه يجد معها من نفسه شبه محرك على الإقبال على من يحمد، صائر في أثناء القراءة على حالة شبيهة بإيجاب ذلك عند ختم الصفات، مستدعية انطباقها على المنزل على ما هو عليه، وإلا لم تكن قارئا، والوجه هو إذا افتتح التحميد أن يكون افتتاحه عن قلب حاضر ونفس ذاكرة يعقل فيم هو؟ وعند من هو؟ فإذا انتقل من التحميد على الصفات أن يكون انتقاله محذوا به حذو الافتتاح، فإنه متى افتتح على الوجه الذي عرفت مجريا على لسانه الحمد لله، أفلا يجد محركا للإقبال على من يحمد من معبود عظيم الشأن حقيق بالثناء والشكر مستحق للعبادة؟ ثم إذا انتقل على نحو الافتتاح على قوله "رب العالمين" واصفا له بكونه ربا مالكا للخلق، لا يخرج شيء من ملكوته وربوبيته، أفترى ذلك المحرك لا يقوى؟ ثم إذا قال "الرحمن الرحيم" فوصفه بما ينبئ عن كونه منعما على الخلق بأنواع النعم جلائلها ودقائقها مصيبا إياهم بكل معروف، أفلا تتضاعف قوة ذلك المحرك عند هذا؟ ثم إذا آل الأمر على خاتمة هذه الصفات وهي "مالك يوم الدين" المنادية على كونه مالكا للأمر كله في العاقبة يوم الحشر للثواب والعقاب، فما ظنك بذلك المحرك؟ أيسع ذهنك أن لا يصير على حد يوجب عليك الإقبال على مولى شأن نفسك معه منذ افتتحت التحميد ما تصورت؟ فتستطيع أن لا تقول: إياك يا من هذه صفاته نعبد ونستعين لا غيرك ... )).
أرجو تدبر الكلام وتكرار قراءته.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 12:06]ـ
وقال المراكشي في الروض المريع:
(( .... والبلاغة في ذلك إنما هي صحة التقسيم بحيث لا تتكرر ولا يدخل بعضها في بعض، واستيفاء الأقسام، وحسن سياقها، ومن الغاية في ذلك قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه}.
ففي هذه الآية خمسة أشياء: المكلفون، والحدث، والطهارة، وما به تكون الطهارة، وكيفية العمل فيها.
فقَسَّم المكلفين إلى حاضر ومسافر، وأيضا إلى صحيح ومريض.
وقسم الحدث إلى الأكبر وإلى الأصغر، وهو على ثلاثة أقسام: نوم وما يخرج من السبيلين معتادا ولمس النساء.
وقسم الطهارة إلى الكبرى وإلى الصغرى، والصغرى وضوء وتيمم.
وقسم ما به تكون الطهارة إلى الماء وإلى الصعيد الطيب.
وقسم كيفية العمل في الطهارة الصغرى إلى كيفية الوضوء وإلى كيفية التيمم، وأيضا إلى غسل ومسح.
فهذه سبعة عشر قسما مذكورة بأحكامها على أبلغ ما يكون من بديع الذكر استيفاء وإيجازا وحسن سياق)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 05:36]ـ
ليست قضية بلاغة شيخنا الكريم .. و لكن كيف أن كلمة اياك نعبد و اياك نستعين قد تغلغلت في عامة معاني الوجود .. و اللغة هي منطق ما تهضمه النفس منها .. حق لها ان تسمى مفتاح العلوم و الدارين ... شكر الله لكم ان قاسمتمونا نفائس قراءاتكم ..
ـ[أم حكيم]ــــــــ[18 - Aug-2010, مساء 11:43]ـ
كلام رائع جدا للعلامة أبي يعقوب يوسف السكاكي في كتابه (مفتاح العلوم)
قال في أثناء حديثه عن الالتفات:
(( .... ولأمر ما وقع التباين الخارج عن الحد بين مفسر لكلام رب العزة ومفسر، وبين غواص في بحر فرائده وغواص، وكل التفات وارد في القرآن متى صرت من سامعيه عرفك ما موقعه، وإذا أحببت أن تصير من سامعيه فأصخ ثم ليتل عليك قوله تعالى "إياك نعبد وإياك نستعين"، فلعلك ممن يشهد له الوجدان بحيث يغنيه عن شهادة ما سواه، أليس أن المرء إذا أخذ في استحضار جنايات جان متنقلا فيها عن الإجمال على التفصيل وجد من نفسه تفاوتا في الحال؟ بينا لا يكاد يشبه آخر حاله هناك أولها، أو ما تراك إذا كنت في حديث مع إنسان وقد حضر مجلسكما من له جنايات في حقك كيف تصنع؟ تحول عن الجاني وجهك وتأخذ في الشكاية عنه على صاحبك، تثبته الشكوى معددا جناياته واحدة فواحدة، وأنت فيما بين ذلك واجد مزاجك يحمى على تزايد يحرك حالة لك غضبية تدعوك على أن تواثب ذلك الجاني وتشافهه بكل سوء، وأنت لا تجيب على أن تغلب فتقطع الحديث مع الصاحب ومباثتك إياه وترجع على الجاني مشافها له: "بالله قل لي هل عامل أحد مثل هذه المعاملة؟ هل يتصور معاملة أسوأ مما فعلت؟ أما كان لك حياء يمنعك؟ أما كانت لك مروءة تردعك عن هذا"، وإذا كان الحاضر لمجلسكما ذا نعم عليك كثيرة فإذا أخذت في تعديد نعمه عند صاحبك مستحضرا لتفاصيلها أحسست من نفسك بحالة كأنها تطالبك بالإقبال على منعمك وتزين لك ذلك، ولا تزال تتزايد ما دمت في تعديد نعمه حتى تحملك من حيث لا تدري على أن تجدك وأنت معه في الكلام تثني عليه وتدعو له وتقول: "بأي لسان أشكر صنائعك الروائع، وبأية عبارة أحصر عوارفك الذوارف"، وما جرى ذلك المجرى، وإذا وعيت ما قصصته عليك وتأملت الالتفات في "إياك نعبد وإياك نستعين" بعد تلاوتك لما قبله من قوله "الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين" على الوجه الذي يجب -وهو التأمل القلبي- علمت ما موقعه، وكيف أصاب المحز، وطبق مفصل البلاغة؛ لكونه منبها على أن العبد المنعم عليه بتلك النعم العظام الفائتة للحصر، إذا قدر أنه ماثل بين يدي مولاه، من حقه إذا أخذ في القراءة أن تكون قراءته على وجه يجد معها من نفسه شبه محرك على الإقبال على من يحمد، صائر في أثناء القراءة على حالة شبيهة بإيجاب ذلك عند ختم الصفات، مستدعية انطباقها على المنزل على ما هو عليه، وإلا لم تكن قارئا، والوجه هو إذا افتتح التحميد أن يكون افتتاحه عن قلب حاضر ونفس ذاكرة يعقل فيم هو؟ وعند من هو؟ فإذا انتقل من التحميد على الصفات أن يكون انتقاله محذوا به حذو الافتتاح، فإنه متى افتتح على الوجه الذي عرفت مجريا على لسانه الحمد لله، أفلا يجد محركا للإقبال على من يحمد من معبود عظيم الشأن حقيق بالثناء والشكر مستحق للعبادة؟ ثم إذا انتقل على نحو الافتتاح على قوله "رب العالمين" واصفا له بكونه ربا مالكا للخلق، لا يخرج شيء من ملكوته وربوبيته، أفترى ذلك المحرك لا يقوى؟ ثم إذا قال "الرحمن الرحيم" فوصفه بما ينبئ عن كونه منعما على الخلق بأنواع النعم جلائلها ودقائقها مصيبا إياهم بكل معروف، أفلا تتضاعف قوة ذلك المحرك عند هذا؟ ثم إذا آل الأمر على خاتمة هذه الصفات وهي "مالك يوم الدين" المنادية على كونه مالكا للأمر كله في العاقبة يوم الحشر للثواب والعقاب، فما ظنك بذلك المحرك؟ أيسع ذهنك أن لا يصير على حد يوجب عليك الإقبال على مولى شأن نفسك معه منذ افتتحت التحميد ما تصورت؟ فتستطيع أن لا تقول: إياك يا من هذه صفاته نعبد ونستعين لا غيرك ... )).
أرجو تدبر الكلام وتكرار قراءته.
أجمل ما قرأت في باب التدبر إلى الآن.
مأجور إن شاء الله!(/)
نبحث عن باحث شرعي بأجر
ـ[نديم الخير]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 06:24]ـ
المطلوب: شخص يكون عنده قدرة على البحث في المجال الشرعي خاصة في مجال الفقه
و يكون ذلك بحسب الاتفاق بيننا وبينه لإبداء الرغبة ومعرفة التفاصيل التواصل على الإيميل أدناه
bt0503bt@hotmail.com(/)
تفسير في ظلال القران والازمةالمالية العالمية
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 06:38]ـ
قال صاحب الظلال رحمه الله في تفسيره لقوله نعالى
((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا. . إن كنتم مؤمنين}. .
لقد ترك لهم ما سلف من الربا - لم يقرر استرداده منهم، ولا مصادرة أموالهم كلها أو جزء منها بسبب أن الربا كان داخلا فيها. . إذ لا تحريم بغير نص. . ولا حكم بغير تشريع. . والتشريع ينفذ وينشئ آثاره بعد صدوره. . فأما الذي سلف فأمره إلى الله لا إلى أحكام القانون. وبذلك تجنب الإسلام إحداث هزة اقتصادية واجتماعية ضخمة لو جعل لتشريعه أثرا رجعيا.
وهو المبدأ الذي أخذ به التشريع الحديث حديثا! ذلك أن التشريع الإسلامي موضوع ليواجه حياة البشر الواقعية، ويسيرها، ويطهرها ويطلقها تنمو وترتفع معا. . وفي الوقت ذاته علق اعتبارهم مؤمنين على قبولهم لهذا التشريع وإنفاذه في حياتهم منذ نزوله وعلمهم به. واستجاش في قلوبهم - مع هذا - شعور التقوى لله. وهو الشعور الذي ينوط به الإسلام تنفيذ شرائعه، ويجعله الضمان الكامن في ذات الأنفس، فوق الضمانات المكفولة بالتشريع ذاته. فيكون له من ضمانات التنفيذ ما ليس للشرائع الوضعية التي لا تستند إلا للرقابة الخارجية! وما أيسر الاحتيال على الرقابة الخارجية، حين لا يقوم من الضمير حارس له من تقوى الله سلطان.
فهذه صفحة الترغيب. . وإلى جوارها صفحة الترهيب. . الترهيب الذي يزلزل القلوب:
{فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله}.
(1/ 312)
يا للهول! حرب من الله ورسوله. . حرب تواجهها النفس البشرية. . حرب رهيبة معروفة المصير، مقررة العاقبة. .
ولقد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامله على مكة بعد نزول هذه الآيات التي نزلت متأخرة أن يحارب آل المغيرة هناك إذا لم يكفوا عن التعامل الربوي. وقد أمر - صلى الله عليه وسلم - في خطبته يوم فتح مكة بوضع كل ربا في الجاهلية - وأوله ربا عمه العباس - عن كاهل المدينين الذي ظلوا يحملونه إلى ما بعد الإسلام بفترة طويلة، حتى نضج المجتمع المسلم، واستقرت قواعده، وحان أن ينتقل نظامه الاقتصادي كله من قاعدة الربا الوبيئة. وقال - صلى الله عليه وسلم - في هذه الخطبة:
«وكل ربا في الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين. وأول ربا أضع ربا العباس. .» ولم يأمرهم برد الزيادات التي سبق لهم أخذها في حالة الجاهلية.
فالإمام مكلف - حين يقوم المجتمع الإسلامي - أن يحارب الذين يصرون على قاعدة النظام الربوي، ويعتون عن أمر الله، ولو أعلنوا أنهم مسلمون. كما حارب أبو بكر - رضي الله عنه - مانعي الزكاة، مع شهادتهم أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقامتهم للصلاة. فليس مسلما من يأبى طاعة شريعة الله، ولا ينفذها في واقع الحياة!
على أن الإيذان بالحرب من الله ورسوله أعم من القتال بالسيف والمدفع من الإمام. فهذه الحرب معلنة - كما قال أصدق القائلين - على كل مجتمع يجعل الربا قاعدة نظامه الاقتصادي والاجتماعي. هذه الحرب معلنة في صورتها الشاملة الداهمة الغامرة. وهي حرب على الأعصاب والقلوب. وحرب على البركة والرخاء. وحرب على السعادة والطمأنينة. . حرب يسلط الله فيها بعض العصاة لنظامه ومنهجه على بعض. حرب المطاردة والمشاكسة. حرب الغبن والظلم. حرب القلق والخوف. .
وأخيرا حرب السلاح بين الأمم والجيوش والدول. الحرب الساحقة الماحقة التي تقوم وتنشأ من جراء النظام الربوي المقيت. فالمرابون أصحاب رؤوس الأموال العالمية هم الذين يوقدون هذه الحروب مباشرة أو عن طريق غير مباشر. وهم يلقون شباكهم فتقع فيها الشركات والصناعات. ثم تقع فيها الشعوب والحكومات. ثم يتزاحمون على الفرائس فتقوم الحرب! أو يزحفون وراء أموالهم بقوة حكوماتهم وجيوشها فتقوم الحرب! أو يثقل عبء الضرائب والتكاليف لسداد فوائد ديونهم، فيعم الفقر والسخط بين الكادحين والمنتجين، فيفتحون قلوبهم للدعوات الهدامة فتقوم الحرب! وأيسر ما يقع - إن لم يقع هذا كله - هو خراب النفوس، وانهيار الأخلاق، وانطلاق سعار الشهوات، وتحطم الكيان البشري من أساسه، وتدميره بما لا تبلغه أفظع الحروب الذرية الرعيبة!
إنها الحرب المشبوبة دائما.
(1/ 313)
وقد أعلنها الله على المتعاملين بالربا. . وهي مسعرة الآن؛ تأكل الأخضر واليابس في حياة البشرية الضالة؛ وهي غافلة تحسب أنها تكسب وتتقدم كلما رأت تلال الإنتاج المادي الذي تخرجه المصانع. . وكانت هذه التلال حرية بأن تسعد البشر لو أنها نشأت من منبت زكي طاهر؛ ولكنها - وهي تخرج من منبع الربا الملوث - لا تمثل سوى ركام يخنق أنفاس البشرية، ويسحقها سحقا؛ في حين تجلس فوقه شرذمة المرابين العالميين، لا تحس آلام البشرية المسحوقة تحت هذا الركام الملعون!
لقد دعا الإسلام الجماعة المسلمة الأولى، ولا يزال يدعو البشرية كلها إلى المشرع الطاهر النظيف، وإلى التوبة من الإثم والخطيئة والمنهج الوبيء:
{وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم. لا تظلمون ولا تظلمون}. .
فهي التوبة عن خطيئة. إنها خطيئة الجاهلية. الجاهلية التي لا تتعلق بزمان دون زمان، ولا نظام دون نظام. . إنما هي الانحراف عن شريعة الله ومنهجه متى كان وحيث كان. . خطيئة تنشئ آثارها في مشاعر الأفراد وفي أخلاقهم وفي تصورهم للحياة. وتنشئ آثارها في حياة الجماعة وارتباطاتها العامة. وتنشئ آثارها في الحياة البشرية كلها، وفي نموها الاقتصادي ذاته. ولو حسب المخدوعون بدعاية المرابين، إنها وحدها الأساس الصالح للنمو الاقتصادي!
واسترداد رأس المال مجردا، عدالة لا يظلم فيها دائن ولا مدين. . فأما تنمية المال فلها وسائلها الأخرى البريئة النظيفة. لها وسيلة الجهد الفردي. ووسيلة المشاركة على طريقة المضاربة وهي إعطاء المال لمن يعمل فيه، ومقاسمته الربح والخسارة ووسائل أخرى كثيرة ليس هنا مجال تفصيلها. . وهي ممكنة وميسرة حين تؤمن القلوب، وتصح النيات على ورود المورد النظيف الطاهر، وتجنب المورد العفن النتن الآسن!))
منقول بتصرف يسير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 09:53]ـ
أخي الفاضل ليتك نقلت جميع كلامه في آيات الربا فهو نفيس حقا ..
ولاسيما حين يتعرض لذكر بعض منظري الاقتصاد الغربي
وقد سئل الدكتور أحمد فرحات عن سر انتشار كتاب الظلال؟
فقال: لأنه كتبه مرتين .. مرة بمداد العلماء .. ومرة بدماء الشهداء!(/)
مجلس للشيخ ابن عقيل
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 04:15]ـ
في شرح التسهيل في الفقه للبعلي يوم السبت بعد العشاء في جامع نورة بنت عبد الله في حي النخيل في الرياض
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 08:59]ـ
اليوم الأربعاء بعد المغرب مجلس آخر بإذن الله(/)
وش رايكم ... أبي توجيهاتكم ...
ـ[الإصطرلاب]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 05:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني، اخواتي:
متعكم ربي بالصحة والعافية على طاعته ...
قمت بجمع لتفسير سورة تبارك من عدة كتب ووضعت طريقة جديدة نوعاً ما هذا نموذج أعطوني رأيكم وهل استمر أم اتوقف .. (طبعاً جمع وليس من عندي)
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الملك
أسماء السورة:
1:تبارك الذي بيده الملك. 2:تبارك الملك. 3:الملك. 4:المنجية. 5:المانعة 6: المناعة. 7:المجادلة. 8:تبارك.
أغراض السورة:
ابتدأت بتعريف المؤمنين معاني من العلم بعظمة الله تعالى وتفرده بالملك الحق؛ والنظر في إتقان صنعه الدال على تفرده بالإلهية فبذلك يكون في تلك الآيات حظ لعظة المشركين. ومن ذلك التذكير بأنه أقام نظام الموت والحياة لتظهر في الحالين مجاري أعمال العباد في ميادين السبق إلى أحسن الأعمال ونتائج مجاريها. وأنه الذي يجازي عليها. وانفراده بخلق العوالم خلقا بالغا غاية الإتقان فيما تراد له. وأتبعه بالأمر بالنظر في ذلك وبالإرشاد إلى دلائله الإجمالية وتلك دلائل على انفراده بالإلهية. متخلصا من ذلك إلى تحذير الناس من كيد الشياطين، والارتباق معهم في ربقة عذاب جهنم وأن في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم نجاة من ذلك وفي تكذيبه الخسران، وتنبيه المعاندين للرسول صلى الله عليه وسلم إلى علم الله بما يحوكونه للرسول ظاهرا وخفية بأن علم الله محيط بمخلوقاته. والتذكير بمنة خلق العالم الأرضي، ودقة نظامه، وملاءمته لحياة الناس، وفيها سعيهم ومنها رزقهم. والموعظة بأن الله قادر على إفساد ذلك النظام فيصبح الناس في كرب وعناء يتذكروا قيمة النعم بتصور زوالها. وضرب لهم مثلا في لطفه تعالى بهم بلطفه بالطير في طيرانها. وأيسهم من التوكل على نصرة الأصنام أو على أن ترزقهم رزقا. وفظع لهم حالة الضلال التي ورطوا أنفسهم فيها. ثم وبخ المشركين على كفرهم نعمة الله تعالى وعلى وقاحتهم في الاستخفاف بوعيده وأنه وشيك الوقوع بهم. ووبخهم على استعجالهم موت النبي صلى الله عليه وسلم ليستريحوا من دعوته. وأوعدهم بأنهم سيعلمون ضلالهم حين لا ينفعهم العلم، وأنذرهم بما قد يحل بهم من قحط وغيره.
الآيات: (1 - 5)
تحدثت الآيات عن قدرة الله تعالى الخالق المهيمن على الكون الذي له القدرة والوحدانية.
(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5))
معاني الكلمات:
تَبَارَكَ: تعالى وتعاظم و تكاثر خير الله وبرُّه. لِيَبْلُوَكُمْ: ليختبركم. أَحْسَنُ عَمَلًا: أخلصه وأصوبه. طِبَاقًا: بعضها فوق بعض من غير مماسة. تَفَاوُتٍ: اختلاف و تباين. فُطُورٍ: شقوق و صدوع. ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ: أعد النظر مرة بعد مرة. يَنْقَلِبْ: يرجع. خَاسِئًا: ذليلا صاغرًا. حَسِيرٌ: متعب كليل. رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ: شهبًا محرقة لمسترقي السمع من الشياطين. وَأَعْتَدْنَا: أعددنا.
التفسير:
تكاثر خير الله وبرُّه على جميع خلقه، الذي بيده مُلك الدنيا والآخرة وسلطانهما، نافذ فيهما أمره وقضاؤه، وهو على كل شيء قدير. الذي خلق الموت والحياة؛ ليختبركم - أيها الناس-: أيكم خيرٌ عملا وأخلصه؟ وهو العزيز الذي لا يعجزه شيء، الغفور لمن تاب من عباده. الذي خلق سبع سموات متناسقة، بعضها فوق بعض، ما ترى في خلق الرحمن- أيها الناظر- من اختلاف ولا تباين، فأعد النظر إلى السماء: هل ترى فيها مِن شقوق أو صدوع؟ ثم أعد النظر مرة بعد مرة، يرجع إليك البصر ذليلا صاغرًا عن أن يرى نقصًا، وهو متعب كليل. ولقد زيَّنا السماء القريبة التي تراها العيون بنجوم عظيمة مضيئة، وجعلناها شهبًا محرقة لمسترقي السمع من
(يُتْبَعُ)
(/)
الشياطين، وأعتدنا لهم في الآخرة عذاب النار الموقدة يقاسون حرها.
الآيات: (6–11) وصف لجهنم التي أعدت للكافرين وحالها من شدة الغيظ والغضب من أعداء الله.
(وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11))
معاني الكلمات:
الْمَصِيرُ: المرجع والمآل. شَهِيقًا: صوتًا منكرًا. تَفُورُ: تغلي غليانًا شديدًا. تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ:تتمزق مِن شدة غضبها على الكفار. فَوْجٌ:جماعة. نَذِيرٌ: رسول يحذركم هذا العذاب. إِنْ أَنْتُمْ:ما أنتم. فَسُحْقًا: فبعدًا.
التفسير:
وللكافرين بخالقهم عذاب جهنم، وساء المرجع لهم جهنم. إذا طُرح هؤلاء الكافرون في جهنم سمعوا لها صوتًا شديدًا منكرًا، وهي تغلي غليانًا شديدًا. تكاد جهنم تتمزق مِن شدة غضبها على الكفار، كلما طُرح فيها جماعة من الناس سألهم الموكلون بأمرها على سبيل التوبيخ: ألم يأتكم في الدنيا رسول يحذركم هذا العذاب الذي أنتم فيه؟ أجابوهم قائلين: بلى قد جاءنا رسول مِن عند الله وحذَّرنا، فكذَّبناه، وقلنا فيما جاء به من الآيات: ما نزَّل الله على أحد من البشر شيئًا، ما أنتم - أيها الرسل- إلا في ذهاب بعيد عن الحق. وقالوا معترفين: لو كنا نسمع سماع مَن يطلب الحق، أو نفكر فيما نُدْعى إليه، ما كنا في عداد أهل النار. فاعترفوا بتكذيبهم وكفرهم الذي استحقوا به عذاب النار، فبعدًا لأهل النار عن رحمة الله.
الآيات: (12) ثواب المؤمنين الذين يخشون ربهم وإنعام من الله عز وجل عليهم.
(إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12))
معاني الكلمات:
بِالْغَيْبِ: يخشونه وهم غائبون عن أعين الناس، ويخشون العذاب قبل معاينته.
التفسير:
إن الذين يخافون ربهم، فيعبدونه، ولا يعصونه وهم غائبون عن أعين الناس، ويخشون العذاب في الآخرة قبل معاينته، لهم عفو من الله عن ذنوبهم، وثواب عظيم وهو الجنة.
الآيات: (13 - 15) الله خالق المخلوقات فهو يعلم سرها وجهرها , وإنعام الله تعالى على الإنسان.
(وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15))
معاني الكلمات:
ذَلُولًا: سهلة ممهدة تستقرون عليها. مَنَاكِبِهَا: نواحيها وجوانبها. وَإِلَيْهِ النُّشُورُ: إليه تبعثون من قبوركم للجزاء والحساب.
التفسير:
وأخفوا قولكم- أيها الناس- في أي أمر من أموركم أو أعلنوه، فهما عند الله سواء، إنه سبحانه عليم بمضمرات الصدور، فكيف تخفى عليه أقوالكم وأعمالكم؟ ألا يعلم ربُّ العالمين خَلْقه وشؤونهم، وهو الذي خَلَقهم وأتقن خَلْقَهُمْ وأحسنه؟ وهو اللطيف بعباده، الخبير بهم وبأعمالهم. الله وحده هو الذي جعل لكم الأرض سهلة ممهدة تستقرون عليها، فامشوا في نواحيها وجوانبها، وكلوا من رزق الله الذي يخرجه لكم منها، وإليه وحده البعث من قبوركم للحساب والجزاء.
الآيات: (16 - 23) دلائل كونية على قدرة الله تعالى , وضرب المثل للمشرك والمؤمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
(أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21) أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23))
معاني الكلمات:
مَنْ فِي السَّمَاءِ: الله الذي في العلو. تَمُورُ: تضطرب بكم حتى تهلكوا. حَاصِبًا: ريحا ترجمكم بالحجارة الصغيرة. نَذِيرِ: تحذيري لكم. نَكِيرِ: إنكاري عليهم وتغيير ما بهم من النعمة. صَافَّاتٍ: باسطات أجنحتها عند طيرانها في الهواء. وَيَقْبِضْنَ: ويضممنها إلى جُنوبها أحيانًا. غُرُورٍ: خداع وضلال من الشيطان. لَجُّوا: استمروا وتمادوا. عُتُوٍّ: معاندة واستكبار. وَنُفُورٍ: شرود وتباعد عن الحق. مُكِبًّا: منكَّسًا. سَوِيًّا: مستويًا منتصب القمة سالمًا. صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ: طريق واضح لا اعوجاج فيه. أَنْشَأَكُمْ: أوجدكم.
التفسير:
هل أمنتم- يا كفار "مكة"- الله الذي فوق السماء أن يخسف بكم الأرض، فإذا هي تضطرب بكم حتى تهلكوا؟ هل أمنتم الله الذي فوق السماء أن يرسل عليكم ريحا ترجمكم بالحجارة الصغيرة، فستعلمون- أيها الكافرون- كيف تحذيري لكم إذا عاينتم العذاب؟ ولا ينفعكم العلم حين ذلك. ولقد كذَّب الذين كانوا قبل كفار "مكة" كقوم نوح وعاد وثمود رسلهم، فكيف كان إنكاري عليهم، وتغييري ما بهم من نعمة بإنزال العذاب بهم وإهلاكهم؟ أغَفَل هؤلاء الكافرون، ولم ينظروا إلى الطير فوقهم، باسطات أجنحتها عند طيرانها في الهواء، ويضممنها إلى جُنوبها أحيانًا؟ ما يحفظها من الوقوع عند ذلك إلا الرحمن. إنه بكل شيء بصير لا يُرى في خلقه نقص ولا تفاوت. بل مَن هذا الذي هو في زعمكم- أيها الكافرون- حزب لكم ينصركم من غير الرحمن، إن أراد بكم سوءًا؟ ما الكافرون في زعمهم هذا إلا في خداع وضلال من الشيطان. بل مَن هذا الرازق المزعوم الذي يرزقكم إن أمسك الله رزقه ومنعه عنكم؟ بل استمر الكافرون في طغيانهم وضلالهم في معاندة واستكبار ونفور عن الحق، لا يسمعون له، ولا يتبعونه. أفمن يمشي منكَّسًا على وجهه لا يدري أين يسلك ولا كيف يذهب، أشد استقامة على الطريق وأهدى، أَمَّن يمشي مستويًا منتصب القمة سالمًا على طريق واضح لا اعوجاج فيه؟ وهذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن. قل لهم -أيها الرسول-: الله هو الذي أوجدكم من العدم، وجعل لكم السمع لتسمعوا به، والأبصار لتبصروا بها، والقلوب لتعقلوا بها، قليلا- أيها الكافرون- ما تؤدون شكر هذه النعم لربكم الذي أنعم بها عليكم.
الآيات: (24–27) حقيقة البعث وقدومه المفاجيءوحسرة الكافرين عند معاينة القيامة والعذاب.
(قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27))
معاني الكلمات:-ذَرَأَكُمْ:خلقكم ونشركم في الأرض. رَأَوْهُ زُلْفَةً: رأوا عذاب الله قريباً. سِيئَتْ: ذلت واسودت. تَدَّعُونَ: تطلبون أن يعجل لكم من العذاب استهزاءً.
التفسير: قل لهم: الله هو الذي خلقكم ونشركم في الأرض، وإليه وحده تُجمعون بعد هذا التفرق للحساب والجزاء. ويقول الكافرون: متى يتحقق هذا الوعد بالحشر يا محمد؟ أخبرونا بزمانه أيها المؤمنون، إن كنتم صادقين فيما تدَّعون، قل -أيها الرسول- لهؤلاء: إن العلم بوقت قيام الساعة اختصَّ الله به، وإنما أنا نذير لكم أخوِّفكم عاقبة كفركم، وأبيِّن لكم ما أمرني الله ببيانه غاية البيان. فلما رأى الكفار عذاب الله قريبًا منهم وعاينوه، ظهرت الذلة والكآبة على وجوههم، وقيل توبيخًا لهم: هذا الذي كنتم تطلبون تعجيله في الدنيا.
الآيات: (28 - 30) إنذار وتحذير للمكذبين بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم من حلول العذاب بهم.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30))
معاني الكلمات:
ُجِيرُ: يحمي. أَرَأَيْتُمْ: أخبروني. غَوْرًا: ذاهبًا في الأرض لا تصلون إليه بوسيلة. مَعِينٍ: جارٍ على وجه الأرض ظاهر للعيون.
التفسير:
قل -أيها الرسول- لهؤلاء الكافرين: أخبروني إن أماتني الله ومَن معي من المؤمنين كما تتمنون، أو رحمنا فأخَّر آجالنا، وعافانا مِن عذابه، فمَن هذا الذي يحميكم، ويمنعكم من عذاب أليم موجع؟ قل: الله هو الرحمن صدَّقنا به وعملنا بشرعه، وأطعناه، وعليه وحده اعتمدنا في كل أمورنا، فستعلمون- أيها الكافرون- إذا نزل العذاب: أيُّ الفريقين منا ومنكم في بُعْدٍ واضح عن صراط الله المستقيم؟ قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: أخبروني إن صار ماؤكم الذي تشربون منه ذاهبًا في الأرض لا تصلون إليه بوسيلة، فمَن غير الله يجيئكم بماء جارٍ على وجه الأرض ظاهر للعيون؟.
تم بحمد الله تفسير سورة الملك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن ناجي]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 07:42]ـ
توقف هداك الله!!!!!!!!!!
ـ[الإصطرلاب]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 10:13]ـ
ابن ناجي
لماذا هداك الله؟
انقد لأجل البناء إذا تكرمت ...
ـ[مع الحق]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 11:15]ـ
بارك الله فيك
انا اقترح انك لما تاتي لشرح معاني الكلمات .... ان تجعل كل كلمة في سطر لحالها .... حتى تكون واضحة اكثر ولا تتعب القارئ
ايش معنى اسمك؟
ـ[الإصطرلاب]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 12:05]ـ
مع الحق
بارك الله فيك
يعني تقصد التنسيق .. أمره بسيط لكن طريقة العرض والترتيب .. الأصل تراها ملونه بس ما جت هنا بالألوان يعني مافيه مشكلة ..
الإصطرلاب: هو جهاز لتحديد اتجاه رياح السماء بواسطة رصد الكواكب وحساب زواياها. وهو مكوّن من قاعدة اسطوانية مع لوح دائري يدور حول محوره. بواسطة الاصطرلاب، يُمكن تحديد اتجاه القبلة من كل مكان في العالم بالإضافة إلى دقته المتناهية.
تشبيه بالدقة فقط لاغير ...
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 12:21]ـ
الأخ الفاضل / الاصطرلاب
موضوعك لا أرى به بأسًا لكن هذه الطريقة في التفسير غير مقبولة إلا من العلماء الكبار، تفسر وكأنك تأتي بالكلام من عند نفسك من غير توثيق ولا نقل عن الأئمة، لذلك أريد أن أسأل عن الهدف وراء كتابة هذا الموضوع بارك الله فيك حتى يصبح الأمر أكثر وضوحًا.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 12:47]ـ
عمل جيد ينقصه التوثيق، وأيضا أسماء السورة التي أوردت هل تأكدت من ثبوتها؟
ـ[الإصطرلاب]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 04:21]ـ
الأخ الفاضل / الاصطرلاب
موضوعك لا أرى به بأسًا لكن هذه الطريقة في التفسير غير مقبولة إلا من العلماء الكبار، تفسر وكأنك تأتي بالكلام من عند نفسك من غير توثيق ولا نقل عن الأئمة، لذلك أريد أن أسأل عن الهدف وراء كتابة هذا الموضوع بارك الله فيك حتى يصبح الأمر أكثر وضوحًا.
حياك ربي أخي المبارك:
هذا مجرد عرض للطريقة فقط وإلا مع الطباعة سيكون هناك عزو لأهل الفضل ..
أما الهدف فهو نفع نفسي أولاً .. ثانياً: تقريب التفسير لعوام المسلمين ...
رزقك ربي صلاح النية والطوية ..
ـ[الإصطرلاب]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 04:31]ـ
عمل جيد ينقصه التوثيق، وأيضا أسماء السورة التي أوردت هل تأكدت من ثبوتها؟
هلا بكِ أختي:
طبعاً كما قلت أنا من قبل هذا مجرد جمع ولم اكتب ولا كلمة من عندي ..
أما الكتب التي استندت اليها فهي:
1: التحرير والتنوير لإبن عاشور .. وأخذت منه اسماء السور والغرض من السورة ..
2: السراج في غريب القرآن للشيخ د محمد الخضيري .. أخذت منه معاني الكلمات .. (مع العلم أن الكلمات التي اتى بها الشيخ جلها مقتبسة من التفسير الميسر طبعة المجمع)
3: موضوعات السورة .. من مصحف بهامشة التفسير الموضوعي للقرآن للأستاذ طلال بشار العجلاني .. طبعة دار غار حراء ..
شكر الله غيرتك ..(/)
ارجوا الاستفاده
ـ[عبد وافتخر]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 06:03]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم بارك الله فيكم جميعا كنت بكلم واحد على ان الاغانى حرام وجبتله الادله طبعا مش قصدى الاناشيد او الدف للنساء ليله عيد ولا جوارى صغار انا اقصد اغانى وموسيقى اليومين دول الى الشباب بيسمعوها ولكن اتى لى باكثر من شيخ بيقول ان الا غانى حلال وبعد كده لقيته حاطت على الموبيل بتاعه اغانى المطرب الفلانى وموسيقى متعرفوش شكلها ايه وبيقول انها حلال وياخذ راى العلماء الى قالوا الاغانى حلال بيخدوها على وجه العموم وهى فتنه رهيبه ارجو الاستفاده من النخبه المجتهدين الى موجودين معنا(/)
للمناقشة حكم العطور الكحولية؟
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 07:22]ـ
ما حكم استعمال العطور التي تحوي نسب معتبرة من المواد الكحولية؟
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 09:10]ـ
لعلنا نحدد أكثر أخي الكريم
هناك عطورات تحتوي على مواد سامة كالميثانول التي تتسبب في أمراض خطيرة إن شربها الإنسان, و هناك عطورات تحتوي على مواد مسكرة.
فالأول و الله أعلم لا يجوز استعماله إلا أن ثبت الضرر بوضعه على البشرة وهو لا يدخل في حكم الخمر لأنه من المواد السامة القاتلة و بالطبع لا يجوز شربه.
أما الثاني فالمسألة بالطبع اختلف فيها و غالب كلام أهل العلم المعاصرين موجه لمثل هذا النوع لأنك تجدهم يذكرون آية تحريم الخمر و ما يتعلق بها.
و الله تعالى أعلم.
و لي عودة إن شاء الله.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 09:32]ـ
سُئل الشيخ ابن عثيمين في المجموع 11/ 250: عن حكم استعمال الكحول في تعقيم الجروح وخلط بعض الأدوية بشيء من الكحول؟
فأجاب فضيلته بقوله: استعمال الكحول في تعقيم الجروح لا بأس به للحاجة لذلك، وقد قيل إن الكحول تذهب العقل بدون إسكار، فإن صح ذلك فليست خمرا، وإن لم يصح وكانت تسكر فهي خمر، وشربها حرام بالنص والإجماع.
وأما استعمالها في غير الشرب، فمحل نظر، فإن نظرنا إلى قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (1) قلنا إن استعمالها في غير الشرب حرام، لعموم قوله: (فاجتنبوه). وإن نظرنا إلى قوله تعالى في الآية التي تليها: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ). قلنا: إن استعمالها في غير الشرب جائز لعدم انطباق هذه العلة عليه، وعلى هذا فإننا نرى أن الاحتياط عدم استعمالها في الروائح، وأما في التعقيم فلا باس به لدعاء الحاجة إليه، وعدم الدليل البين على منعه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ص 270 ج 24 من مجموع الفتاوى: التداوي بأكل شحم الخنزير لا يجوز، وأما التداوي بالتلطخ به ثم يغسله بعد ذلك فهذا مبني على جواز مباشرة النجاسة في غير الصلاة وفيه نزاع مشهور، والصحيح أنه يجوز للحاجة، وما أبيح للحاجة جاز التداوي به ا ه. فقد فرق شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - بين الأكل وغيره في ممارسة الشيء النجس، فكيف بالكحول التي ليست بنجسة؟ لأنها إن لم تكن خمرا فطهارتها ظاهرة، وإن كانت خمرا فالصواب عدم نجاسة الخمر وذلك من وجهين:
الأول: أنه لا دليل على نجاستها، وإذا لم يكن دليل على ذلك فالأصل الطهارة ولا يلزم من تحريم الشيء أن تكون عينه نجسة، فهذا السم حرام وليس بنجس، وأما قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ) (1). فالمراد الرجس المعنوي لا الحسي، لأنه جعل وصفا لما لا يمكن أن يكون رجسه حسيا كالميسر والأنصاب والأزلام، ولأنه وصف هذا الرجس بكونه من عمل الشيطان، وأن الشيطان يريد به إيقاع العداوة والبغضاء فهو رجس عملي معنوي.
الثاني: أن السنة تدل على طهارة الخمر طهارة حسية، ففي صحيح مسلم ص 1206ط الحلبي تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم راوية خمر فقال له رسول الله: (هل علمت أن الله قد حرمها؟). قال: لا، فسار إنسانا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بم ساررته؟) قال: أمرته ببيعها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الذي حرم شربها حرم بيعها). قال ففتح المزادة حتى ذهب ما فيها، وفي صحيح البخاري ص 112 ج 5 من الفتح ط السلفية: عن انس بن مالك رضي الله عنه أنه كان ساقي القوم في منزل أبي طلحة (وهو زوج أمه) فأمر النبي صلى الله عليه وسلم مناديا ينادي ألا إن الخمر قد حرمت، قال: فقال لي أبو طلحة: أخرج فأهرقها، فخرجت فهرقتها، فجرت في سكك المدينة. ولو كانت الخمر نجسة نجاسة حسية لأمر
(يُتْبَعُ)
(/)
النبي صلى الله عليه وسلم صاحب الراوية أن يغسل راويته، كما كانت الحال حين حرمت الحمر عام خبير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اهريقوها واكسروها). (يعني القدور) فقالوا: أونهريقها ونغسلها؟ فقال: (أو ذاك). ثم لو كانت الخمر نجسة نجاسة حسية ما أراقها المسلمون في أسواق المدينة، لأنه لا يجوز إلقاء النجاسة في طرق المسلمين.
قال الشيخ محمد رشيد رضا في فتاواه ص1631 من مجموعة فتاوى المنار: وخلاصة القول، أن الكحول مادة طاهرة مطهرة وركن من أركان الصيدلة، والعلاج الطبي، والصناعات الكثيرة، وتدخل فيما لا يحصى من الأدوية، وأن تحريم استعمالها على المسلمين يحول دون إتقانهم لعلوم وفنون وأعمال كثيرة، هي من أعظم أسباب تفوق الإفرنج عليهم، كالكيمياء والصيدلة والطب والعلاج والصناعة، وإن تحريم استعمالها في ذلك، قد يكون سببا لموت كثير من المرضى والمجروحين أو لطول مرضهم وزيادة آلامهم ا ه. وهذا كلام جيد متين. رحمه الله تعالى.
وأما خلط بعض الأدوية بشيء من الكحول، فإنه لا يقتضي تحريمها، إذا كان الخلط يسيرا لا يظهر له أثر مع المخلوط، كما أن على ذلك أهل العلم. قال في المغني ص 306 ج 8ط النار: وإن عجن به (أي بالخمر) دقيقا ثم خبزه وأكله لم يحد، لأن النار أكلت أجزاء الخمر فلم يبق إلا أثره ا ه. وفي الإقناع وشرحه ص 71 ج 4ط مقبل: ولو خلطه أي المسكر بماء فاستهلك المسكر فيه أي الماء، ثم شربه لم يحد، لأنه باستهلاكه في الماء لم يسلب اسم الماء عنه، أو داوى به أي المسكر جرحه لم يحد، لأنه لم يتناوله شربا ولا في معناه ا ه. وهذا هو مقتضى الأثر والنظر. أما الأثر فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الماء طهور لا ينجسه شيء إلا إن تغير ريحه أو طعمه أو لونه بناجسة تحدث فيه). وهذا وإن كان الاستثناء فيه ضعيفا إلا أن العلماء أجمعوا على القول بمقتضاه، ووجه الدلالة منه أنه إذا سقط فيه نجاسة لم تغيره فهو باق طهوريته، فكذلك الخمر إذا خلط بغيره من الحلال ولم يؤثر فيه فهو باق على حله، وفي صحيح البخاري تعليقا ص 64ج 9ط السلفية من الفتح قال: أبو الدرداء في المري ذبح الخمر النينان والشمس جمع نون وهو الحوت، المري أكله تتخذ من السك المملوح يوضع في الخمر ثم يلقى في الشمس فيتغير عن طعم الخمر، فمعنى الأثر أن الحوت بما فيه من الملح، ووضعه في الشمس أذهب الخمر فكان حلالا.
وأما كون هذا مقتضى النظر: فلأن الخمر إنما حرمت من أجل الوصف الذي اشتملت عليه وهو الإسكار، فإذا انتفى هذا الوصف انتفى التحريم، لأن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما إذا كانت العلة مقطوعا بها بنص أو إجماع كما هنا. وقد توهم بعض الناس أن المخلوط بالخمر حرام مطلقا ولو قلت نسبة الخمر فيه، بحيث لا يظهر له أثر في المخلوط، وظنوا أن هذا هو معنى حديث: (ما أسكر كثيره فقليله حرام). فقالوا: هذا فيه قليل من الخمر الذي يسكر كثيره فيكون حراما، فيقال هذا القليل من الخمر استهلك في غيره فلم يكن له أثر وصفي ولا حكمي، فبقي الحكم لما غلبه في الوصف، وأما حديث: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) فمعناه أنه إذا كان الشراب إن أكثر منه الشارب سكر، وإن قلل لم يسكر فإن القليل منه يكون حراما؛ لأن تناول القليل وإن لم يسكر ذريعة إلى تناول الكثير، ويوضح ذلك حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل مسكر حرام وما أسكر الفرق منه فملء الكف منه حرام).
الفرق: مكيال يسع ستة عشر رطلا، ومعنى الحيث أنه إذا وجد شراب لا يسكر منه إلا الفرق، فإن ملء الكف منه حرام فهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (ما أسكر كثيره فقليله حرام).
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 01:36]ـ
ماأحسن مانقلت ..
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 01:45]ـ
وللفائدة: فالكحول مادة متبخرة (تتسامى) لا تبقى ولا يبقى لها أثر بعد رش العطر على الجلد أو على الملابس ..
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 01:55]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 04:51]ـ
أحسنت نقلا أخي بندر الطائي!
كلام مختصر نفيس.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 09:01]ـ
أحسنت نقلا أخي بندر الطائي!
كلام مختصر نفيس.
شمر قبيلة عربية عريقة الأصل وتمتد جذورها إلى بطن من بطون قبيلة طي ومنهم زيد الخيل وحاتم الطائي. وطي هو ابن أد ابن يشجب ابن كهلان ابن سبأ الذي تنتسب إليه العرب العاربة.
وقبيلة شمر لها تاريخ عريق حافل بالأحداث والبطولات والأمجاد وشمر لهم حاضرة حضارة منذ الجاهلية في الجبلين أجاء وسلمى وعاصمتها حائل وقد قال فيهم امرؤ القيس أحد ملوك كنده وصاحب المعلقة المشهورة حينما لجأ إليهم وأجاروه.
طي حيث قال:
ابت أجاء أن تسلم اليوم جارها
فمن شاء فلينهض لها من مقاتل
تبيت لبونى بالقرية أمناً
واسرحها غباً بأكناف حائل
بنو ثعل جيرانها وحماتها
وتمنع من رجال سعد ونائل
وشمر الجرباء: هي قبائل (طائية) الأصل و (الجرباء) لقب نبزي. . لزعماء القبائل الشمرية الذين يسمون بآل (محمد) وفي سوريا فرعان هما (سنجارة) التي تسمى (العميشات) نسبة لرؤسائها آل (عمشه).
وينشدون: ـ من دور سالم الشريف ـ ما حنا للقاسي ليان وبعض كبار السن منهم يؤيدون من نسبه بعضهم إلى الأشراف.
وشمر (الخرصة) تسمى شمر (العواصي) نسبة إلى رؤسائها (آل عاصي) ومنازل (الخرصة) هي على حدود (العراق) وقبائل الصايح مشهورة في العراق.
ومن شمر قبائل في (العراق) ومنها قسم كبير مهم في (نجد) ونخوتها (سناعيس) والمعروف أن القبائل العربية التي سكنت جنوبي (فلسطين) بعد الفتح الإسلامي تنسب إلى (طي) ومن بقاياهم (سنبس) في جنوبي (فلسطين) ثم نزحوا إلى (مصر) ومن شيوخهم الجرباء والتمياط وبنو طواله والرمال وبن عجل وبن شريم وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 07:20]ـ
ما الداعي أخي الكريم لذكر نسبك في موضوع حكم العطور الكحولية؟؟؟
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 11:48]ـ
للمتابعة
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 01:46]ـ
ما الداعي أخي الكريم لذكر نسبك في موضوع حكم العطور الكحولية؟؟؟
رأيت الخ وضع علامة تعجبا على كلمة الطائي فأحببت أن أزيل عنه الأشكال ولو سئل مباشرة لكان أحسن من علامة التعجب.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 05:32]ـ
استدل المحرمون لاستعمال العطور الكحولية بأدلة {هذا الكلام مستفاد من رسالة الشيخ ناصر الفهد فك الله أسره}
-قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون * وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين).
والاستدلال بهذه الآية على تحريم هذه العطورات من وجهين:
الوجه الأول: أن الله سبحانه قال (فاجتنبوه) فأطلق الأمر بالاجتناب، ولم يقيده بشئ مما يدل على وجوب اجتناب هذه المسكرات وعدم الانتفاع بها مطلقاً حتى في غير الشرب.
الوجه الثاني: أن الله سبحانه وصف الخمر بأنها (رجس)، وهذا الوصف يدل على تحريم هذه العطورات من وجهين:
الأول: أنه يدل على نجاستها العينية كما هو مذهب الأئمة، ولا يجوز التضمخ بالنجاسات في الصلاة مطلقاً وفي غيرها لغير حاجة، وسيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله تعالى. {قلت أبو البراء الصحيح من اقوال أهل العلم كما رجحه البعض ان الخمر ليس نجس و ليس هنا موضع بسطه}
الثاني: أنه لا يسوغ للمسلم الذي يمتثل أمر ربه أن يتعطر ويتزين بما يصفه مولاه بأنه رجس وأنه من عمل الشيطان –حتى ولو قلنا أن نجاسته حكمية لا حقيقية-كما قال الشنقيطي رحمه الله تعالى (): " لا يخفى على منصف أن التضمخ بالطيب المذكور والتلذذ بريحه واستطابته واستحسانه مع أنه مسكر، والله سبحانه يصرح في كتابه بأن الخمر رجس فيه ما فيه، فليس للمسلم أن يتطيب بما يسمع ربه يقول فيه إنه (رجس) كما هو واضح " اهـ.
قال القرطبي _أحكام القرآن_
السابعة – قوله (فاجتنبوه) يقتضي الاجتناب المطلق الذي لا ينتفع معه بشئ بوجه من الوجوه لا بشرب و لا بيع و لا تخليل و لا مداواة و لا غير ذلك، وعلى هذا تدل الأحاديث الواردة في الباب
قال الشنقيطي _أضواء البيان_
وعلى هذا فالمسكر الذي عمت البلوى اليوم بالتطيب به المعروف باللسان الدارجي بـ (الكولانيا) نجس لا تجوز الصلاة به ()، ويؤيده أن قوله تعالى في المسكر (فاجتنبوه) يقتضي الاجتناب المطلق الذي لا ينتفع معه بشئ من المسكر وما معه من الآية بوجه من الوجوه كما قاله القرطبي وغيره
-عن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله حرم بيع الخمر، والميتة، والخنزير، والأصنام" {متفق عليه}
قال ابن القيم _زاد المعاد_
فأما تحريم بيع الخمر، فيدخل فيه تحريم بيع كل مسكر، مائعاً كان، أو جامداً، عصيراً، أو مطبوخاً
-عن ابن عمر رضي الله عنهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " لعن الله الخمر وعاصرها و معتصرها …الحديث {رواه أحمد}
قال الشيخ ناصر
فالخمر ملعونة على لسان من لا ينطق عن الهوى، وكيف تطيب نفس المسلم بالتعطر مما لعنه نبيه صلى الله عليه وسلم
-عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: " سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخمر تتخذ خلاً، فقال: لا " {رواه مسلم}
قال الشيخ ناصر
فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن إمساك الخمر لتحويلها إلى مباح –وهو الخل- ولم يأذن بذلك حتى لو كان هذا الخمر ليتامى، فإن هذا يدل على أن إمساكها مع بقاء عينها والتعطر منها والتزين بها منهي عنه بقياس الأولى وهذا واضح جداً لا يحتاج إلى تأمل.
-عن طارق بن سويد رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر فنهاه، فقال: إنما أصنعها للدواء، فقال: " إنه ليس بدواء، ولكنه داء "
قال الشيخ ناصر
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المعلوم أن الشارع يرخص لذوي الحاجات ما لا يرخص لغيرهم، ويبيح لهم ما لا يبيح لغيرهم، وأن المريض له أن يترخص وأن يتناول بعض ما لا يجوز له تناوله وهو صحيح معافى.
فالنهي عن استعمال الخمر للدواء أو وضعه فيه مع أن المستخدم لهذا الدواء هم المرضى يدل من باب أولى على النهي عن استعماله فيما لا حاجة فيه من الأمور التحسينيات – وهو التعطر والتزين به – خاصة وأن هناك ما يقوم مقامه من العطور التي أباحها الله.
هذه بعض أدلة من ذهب إلى تحريم استعمال العطور المحتوية على كحول {أي الخمر} ,و هذا النقل مستفاد من رسالة الشيخ ناصر الفهد حكم العطور الكحولية, كما أن التحريم له علاقة بنسبة الكحول الموجودة في العطر, فإن كانت نسبة الكحول في القارورة تسكر فلا يجوز و إن كانت لا تسكر فهي جائزة و الله أعلم لأنها لا تحمل اسم خمر حينها {مثال لو ألقينا قطرة من الخمر في إناء بسعة مائة لتر فمن دون أدنى شك أنه لا يسمى ذلك الماء خمرا و لو شربته كله و أكثرت منه لا تسكر}.
و من من ذهب إلى تحريم العطور الكحولية
-الشيخ ابن باز _فتوى للشيخ_
الأصل حِل العطور والأطياب التي بين الناس، إلا ما عُلم أن به ما يمنع استعماله لكونه مسكراً أو يسكر كثيره أو به نجاسة ونحو ذلك، وإلا فالأصل حل العطور التي بين الناس كالعود والعنبر والمسك ... إلخ.
فإذا علم الإنسان أن هناك عطراً فيه ما يمنع استعماله من مسكر أو نجاسة ترك ذلك. ومن ذلك: الكلونيا فإنه ثبت عندنا بشهادة الأطباء أنها لا تخلو من المسكر ففيها شيء كبير من الاسبيرتو، وهو مسكر؛ فالواجب تركها إلا إذا وجد منها أنواع سليمة. وفيما أحل الله من الأطياب ما يغني عنها والحمد. وهكذا كل شراب أو طعام فيه مسكر يجب تركه. والقاعدة: أن ما أسكر كثيره فقليله حرام؛ كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ" .. والله ولي التوفيق
-صالح الفوزان _فتوى_
آخر القول و البحث فيها ما إنتهت إليه اللجنة الدائمة في حياة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله, أنّ هذه العطورات إن كانت تسكر إذا شربت يتخدها الفسقة يسكرون بها فإن هذا حرام لأنها خمر, أما إذا كانت لا تسكر فالأصل في الطيب أنه مباح, يجوز التطيب به و ..... هذا ما توصلوا إليه صدرت فيه الفتاوى, إن كان كثيرها يسكر فهي حرام, قليلها و كثيرها, لقوله صلى الله عليه و سلم {ما أسكر كثيره فقليله حرام}. ومن كانت كثيره لا يسكر فإن هذا لا بأس بعا و هي الأصل فيها الحل والإباحة.
و اختار القول بالتحريم كذلك الشيخ عبد الرحمان البراك و الشيخ عبد الرزاق العفيفي و الشيخ عبد الله الغديان و الشيخ عبد الله القعود و الشيخ الألباني و الشيخ مقبل الوادعي.
و ذهب الشيخ سلمان العودة و الشيخ خالد المشيقح و الشيخ أبو بصير و الشيخ عبد الحي يوسف و شيخنا عبد الرحمان السحيم إلى إباحة التعطر بمثل هذه العطور.
و ذهب الشيخ ابن العثيمين و الشيخ مصطفى العدوي إلى كراهة استعمالها, و الشيخ بنى هذا القول على أن العطور الكحولية ليست خمرا.
و الله تعالى أعلم.
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 06:08]ـ
جزاكم الله خيرا هكذا ينفع الله بكم
ـ[ابن حجر الزيدي]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 08:34]ـ
وفقكم الله عز وجل ولقد أستفدت من المجلس العلمي أعظم الفوائد وأنفعها نسأل الله أن يوفق الجميع.(/)
أين أنتم يا علماء القيروان
ـ[ابو البراء]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 08:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أين أنتم يا علماء القيروان
الحمد لله كبير الشأن قوي البرهان، أحاط علمه في كل زمان ومكان، وصلى الله على النبي العدنان الذي جاءنا من الله تعالى بأحسن بيان ثم أما بعد: لقد صعقت الأمة الإسلامية بسبب خبر منع الحجاب ومضايقة أهله العفيفات ببلاد تونس التي رفع شأنها القيروان وأسمع الدنيا خبرها بالخير والحق والعدل والفتح لسائر بلدان المنطقة وها نحن اليوم نسمع عكس ما فعله الأجداد والسلف فهم كانوا فاتحين مباركين وأسلافهم أصبحوا للحجاب محاربين وللفضيلة معطلين، فأين أنتم يا علماء الأمة التونسية المسلمة الموحدة السنية: إن القيروان حصن الإيمان الحصين الذي حمى الفاتحين منذ زمن الفتح الإسلامي من هجمات الإفرنجة الصليبين والوثنين المشركين من البرابرة المتمردين الذين رفضوا الدخول في دين التوحيد لأول وهلة، ثم أذعنوا في الختام لأحكام الإسلام ودانوا بدين التوحيد والسنة، ولقد كانت مدينة القيروان مدينة قوية منيعة، عزيزة بأهلها قوية برجالها، ومنطقة عبور علمية وعملية يتخرج منها الكبار من التلاميذ ليصبحوا في المستقبل رجال علم وقضاة وأمراء وفاتحين ومجاهدين ومرابطين، فمدينة القيروان مكان حط الرحال، ومركز عسكر وجند التوحيد والإسلام، ومنطلق الفتوحات لنشر الإيمان في بلاد المغرب وإفريقيا والأندلس، ولقد كانت أرض تلك البلاد أرض صدق لكل عالم عامل يريد نشر العلم والإيمان، ويبلغ رسالة الإسلام وإقامة معالم التوحيد والإيمان وشعائر وشرائع الإسلام، وكانت كذلك القيروان نقطة اتصال مع العالم الإسلامي ومركز الخلافة في بلاد الشام، وقد أسست مدينة القيروان العريقة بعد عشرين سنة من فتح تونس، فبعد أن حصنت أصبحت مرتع العبادلة، ومربط المجاهدين في منطقة إفريقيا، وضرب الصحابة فسطاطهم فيها وعلى أرضها وجعلوها قريبة من البحر حتى يكون لهم بذلك أجر المرابطين وينال أهلها شرف الدفاع عن ثغور بلاد الإسلام، فبنوا فيها وعلى ترابها مساكن جند الإسلام وسموها قيروانا، ولقد دخلها خمسة وعشرون صحابي رضي الله تعالى عنهم وكانوا سببا في نشر رسالة التوحيد حتى قال فيها أبو إسحاق الحبائي:" القيروان رأس وما سواها جسد، وما قام برد الشبه والبدع إلا أهلها ولا قاتل وقتل على إحياء السنة إلا أئمتها"، فهكذا كانت القيروان بعد الفتح منطقة دفاع المسلمين عن السنة مما أدخل فيها من البدع والمخالفات، فنصر السنة المحمدية كان منهج القيروان وأهله الأساطين الذين كانوا يدافعون عن السنة ومنهج النبوة، فالواجب على علماءها الكرام أن يدافعوا عن الإسلام، وأن يبينوا حكم الله وتشريعه في القرآن عن الحجاب والستر والجلباب، ويوضحوا للمنحلين المحاربين لحكم الحجاب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بستر المرأة المؤمنة ونهى عن تبرجها وكل امرأة لا تستجيب لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر الستر والحجاب فمآلها إلى النار إلا من استثنى الله تعالى كما ورد في الحديث الصحيح في مسلم: [ونساء كاسيات عاريات مائلات مملات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام]، فحتم على أهل العلم من أهل القيروان أن يكونوا ربانيين بأن يبلغوا رسالة الله إلى الخلق في تونس وأن يأمروا بالخير والنفع والصلاح والإصلاح وينهوا عن المنكر والشر والفساد والرذيلة والتبرج والسفور والعري حتى يصونوا بنات الإسلام ونساء الإيمان من الخبث والخنا والفساد، فواجب على علماء القيروان أن يقولوا كلمة الحق ولا يداهنوا في دين الله تعالى أحدا من الخلق فالله تعالى أحق أن يطاع ويخشى ويتبع، فدفاع الاستماتة عن الحجاب في تلك البلاد يعتبر من الدفاع عن أمر الله تعالى ثم عن عفاف وشرف المسلمات فكونوا في المستوى في تبليغ رسالة الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم حتى تصونوا نساءكم من العبث والتلاعب الأجنبي بشرف التونسيات: فالله الله في عرض أهل الإسلام، وشرف أهل الإيمان والله المستعان قال تعالى: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}
فيا علماء القيروان: أجدادكم وأسلافكم كانوا رأس العلم بأحكام الإسلام في المغرب خاصة وإفريقيا عامة فكونوا ربانيين.
و كتبه
عبد الفتاح زراوي حمداش
المشرف العام لموقع ميراث السنة
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1884
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 08:57]ـ
اللهم فك أسر إخواننا في تونس و أزل عنهم الظلم و الطغيان
اللهم فك أسر الشيخ سيف الله
اللهم فك أسر الشيخ الخطيب
اللهم فك أسر الشيخ أبي أيوب.
اللهم انصر أخواتنا المحجبات في تونس.(/)
إنكار الإمام أبو حامد الغزالي على من يعظ في مجالس اختلط فيها الرجال بالنساء
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 11:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
إنكار الإمام أبوحامد الغزالي -رحمه الله - على من يعظ في مجالس اختلط فيها النساء بالرجال
قال الإمام أبو حامد الغزالي- رحمه الله - توفي في عام 505 هـ: (ومهما كان الواعظ شاباً متزيناً للنساء في ثيابه وهيئته كثير الأشعار والإِشارات والحركات وقد حضر مجلسه النساء فهذا منكر يجب المنع منه، فإن الفساد فيه أكثر من الصلاح، ويتبين ذلك منه بقرائن أحواله، بل لا ينبغي أن يسلم الوعظ إلا لمن ظاهره الورع وهيئته السكينة والوقار وزيه زي الصالحين، وإلا فلا يزداد الناس به إلا تمادياً في الضلال. ويجب أن يضرب بين الرجال والنساء حائل يمنع من النظر فإن ذلك أيضاً مظنة الفساد، والعادات تشهد لهذه المنكرات، ويجب منع النساء من حضور المساجد للصلوات ومجالس الذكر إذا خيفت الفتنة بهن فقد منعتهن عائشة رضي الله عنها فقيل لها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما منعهن من الجماعات، فقالت: لو علم رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما أحدثن بعده لمنعهن). (إحياء علوم الدين 2/ 303)
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 11:32]ـ
هذا نقل نفيس .. أحسنت بارك الله فيه
ويحسن إهداؤه للمعظمين له ممن يتلبس بهذا الوصف
من عامة الأشاعرة والصوفية
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 05:18]ـ
هذا نقل نفيس .. أحسنت بارك الله فيه
ويحسن إهداؤه للمعظمين له ممن يتلبس بهذا الوصف
من عامة الأشاعرة والصوفية
الاختلاط محرم وأعظم منه التلبيس على الناس باعتباره من الإسلام , ولهذا فإهداء هذا النقل لهم متوجه .. وإلا فأقوال العلماء في القديم والحديث في التحذير من الاختلاط بين الرجال والنساء لا تكاد تحصى!
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 07:39]ـ
يا سادتي ينبغي التفريق بين إنشاء الاختلاط و وجوده أصلا
كما أن لكل زمان أحكامه
أفتمنعون أن أذهب إلى الجامعات و أذكرهم بالجنة و النار ... و الحال ما ترون!؟
ـ[بنت الخير]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 10:18]ـ
نقل نفيس مهم
وأما قول أخي خلوصي:
يا سادتي ينبغي التفريق بين إنشاء الاختلاط و وجوده أصلا
كما أن لكل زمان أحكامه
أفتمنعون أن أذهب إلى الجامعات و أذكرهم بالجنة و النار ... و الحال ما ترون!؟
فليس في الكلام ما يوحي بذلك، ولو تأملت كلام الغزالي رحمه الله وقوله:
ومهما كان الواعظ شاباً متزيناً للنساء في ثيابه وهيئته كثير الأشعار والإِشارات والحركات
وقوله:
بل لا ينبغي أن يسلم الوعظ إلا لمن ظاهره الورع وهيئته السكينة والوقار وزيه زي الصالحين، وإلا فلا يزداد الناس به إلا تمادياً في الضلال
لما وجدت إشكالاً، ففرق بين واعظ شاب كثير الحركات، حليق اللحية، لا يغض بصره، يتحاور مع النساء، وبين شيخ وقور، معمم، غاض للبصر، يلقي موعظته، والكل منصت له.
بارك الله فيكم
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 01:35]ـ
نعم حضرة الأخت الفاضلة صدقتِ ... لقد تُهتُ عن التفاصيل برغم وضوحها!!
جزاكم الله خيرا.
ـ[بنت الخير]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 05:05]ـ
قد اقتضت سنة ربنا عز وجل أن لا يعصم أحداً من البشر من الزلل غير الأنبياء
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 05:10]ـ
أثابك الله على هذا النقل
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 09:13]ـ
يا سادتي ينبغي التفريق بين إنشاء الاختلاط و وجوده أصلا
كما أن لكل زمان أحكامه
أفتمنعون أن أذهب إلى الجامعات و أذكرهم بالجنة و النار ... و الحال ما ترون!؟
الله المستعان ..
وما الحال فيمن أنشأ الاختلاط وهو قادر على منعه ولا يوجد أي مبرر لظهوره بهذا المنظر؟؟!
ويزداد الأمر سوءاً إذا كانت النساء في غاية التبرج والسفور ...
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 10:21]ـ
الأخت الفاضلة بنت الخير ... جزاك الله خيراً على التوضيح وبارك الله فيك ...
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 12:47]ـ
أثابك الله على هذا النقل
هذا أقل الواجب أخي الكريم وجزاك الله خيراً على المشاركة ...
ـ[محمود بن سالم الأزهري]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 03:22]ـ
بارك الله لنا فيك أخي الكريم المعتذ بدينه علي هذا النقل الجميل عن الإمام ابي حامد الغزالي رحمة الله عليه
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 08:50]ـ
بارك الله لنا فيك أخي الكريم المعتذ بدينه علي هذا النقل الجميل عن الإمام ابي حامد الغزالي رحمة الله عليه
حيى الله أهل العلم من الأزهريين ... بارك الله فيك وجزاك الله خيراً ...(/)
[الرد على خصوم أهل السنة جهاد] لشيخ الإسلام بن تيمية - اقتبسها العلامة الفوزان.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 01:50]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
الرد على خصوم أهل السنة جهاد
لشيخ الإسلام بن تيمية - اقتبسها العلامة الفوزان.
قال الشيخ - رحمه الله -: فالراد على أهل البدع مجاهد، حتى كان يحيى بن يحيى يقول: الذب عن السنة أفضل من الجهاد، والمجاهد قد يكون عدلا في سياسته وقد لا يكون، وقد يكون فيه فجور كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم. ولهذا مضت السنة بأن يغزى مع كل أمير برا كان أو فاجرا، والجهاد عمل مشكور لصاحبه في الظاهر لا محالة، وهو مع النية الحسنة مشكور باطنا وظاهرا ووجه شكره: نصره للسنة والدين؛ فهكذا المنتصر للإسلام والسنة يشكر على ذلك من هذا الوجه؛ فحمد الرجال عند الله ورسوله وعباده المؤمنين بحسب ما وافقوا فيه دين الله وسنة رسوله وشرعه من جميع الأصناف، إذ الحمد إنما يكون على الحسنات، والحسنات هي ما وافق طاعة الله ورسوله من التصديق بخبر الله والطاعة لأمره، وهذا هو السنة، فالخير كله باتفاق الأمة. وهو فيما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -. وكذلك لا يذم من يذم من المنحرفين عن السنة والشريعة وطاعة الله ورسوله إلا بمخالفته ذلك.
ومن تكلم فيه من العلماء والأمراء وغيرهم إنما تكلم فيه أهل الإيمان بمخالفته السنة والشريعة، وبهذا ذم السلف والأئمة أهل الكلام كابن كرام وابن كلاب والأشعري. وما تكلم من أعيان الأمة وأئمتها المقبولين فيها من جميع طوائف الفقهاء وأهل الحديث والصوفية؛ إلا بما يقولون إنهم خالفوا فيه السنة والحديث؛ لخفائه عليهم، أو إعراضهم عنه أو لاقتضاء أصل قياس مهدوه ردَّ ذلك. فإن مخالفة المسلم الصحيح الإيمان النصَّ إنما يكون لعدم علمه به أو لاعتقاده صحة ما عارضه. لكن هو فيما ظهر من السنة وعظُم أمره يقع بتفريط من المخالف وعدوان؛ فيستحق من الذم ما لا يستحقه في النص الخفي. وكذلك فيما يوقع الفرقة والاختلاف؛ يعْظُم فيه أمر مخالفة السنة، إلى أن قال الشيخ: ولهذا تجد أعظمهم موافقة لأئمة السنة والحديث أعظم عند جميعهم فمن هو دونه. فالأشعري نفسُه لما كان أقرب إلى قول الإمام أحمد ومن قبله من أئمة السنة كان عندهم أعظمَ من أتباعه. والقاضي أبو بكر بن الباقلاني لما كان أقربهم إلى ذلك كان أعظم عندهم من غيره. وأما مثل الأستاذ أبي المعالي وأبي حامد ونحوهما ممن خالفوا أصوله فلا تجدهم يُعظمون إلا بما وافقوا فيه السنة والحديث، وأكثر ذلك تقلدوه من مذهب الشافعي في الفقه.
وكذلك المتأخرون من أصحاب مالك الذين وافقوه كأبي الوليد الباجي والقاضي أبي بكر بن العربي ونحوهما؛ لا يُعظمون إلا بموافقة السنة والحديث. وكذلك أبو محمد بن حزم فيما صنفه من الملل والنحل إنما يستحمد بموافقة السنة والحديث، مثل ما ذكر في مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك، بخلاف ما انفرد به من قوله في التفضيل بين الصحابة، وكذلك ما ذكره في باب الصفات فإنه يستحمد فيه بموافقة أهل السنة والحديث، ويقول: إنه موافق للإمام أحمد في مسألة القرآن وغيرها، ولا ريب أنه موافق له ولهم في بعض ذلك، لكن الأشعري ونحوه أعظم موافقة للإمام أحمد بن حنبل ومن قبله من الأئمة في القرآن والصفات. وإن كان أبو محمد بن حزم في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره وأعلم بالحديث وأكثر تعظيما له ولأهله من غيره، لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات ما صرفه عن موافقة أهل الحديث في معاني مذهبهم في ذلك، فوافق هؤلاء في اللفظ وهؤلاء في المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبمثل هذا صار يذمه من يذمه من الفقهاء والمتكلمين وعلماء الحديث باتباعه لظاهر لا باطن له؛ كما نفى المعاني في الأمر والنهي والاشتقاق، وكما نفى خرق العادات ونحوه من عبادات القلوب، مضموما إلى ما في كلامه من الوقيعة في الأكابر والإسراف في نفي المعاني ودعوى متابعة الظواهر، وإن كان له من الإيمان والدين والعلوم الواسعة الكثيرة ما لا يدفعه إلا مكابر، ويوجد في كتبه من كثرة الإطلاع على الأقوال والمعرفة بالأحوال والتعظيم لدعائم الإسلام ولجانب الرسالة ما لا يجتمع مثله لغيره. فالمسألة التي يكون فيها حديث يكون جانبه فيها ظاهر الترجيح، وله من التمييز بين الصحيح والضعيف والمعرفة بأقوال السلف ما لا يكاد يقع مثله لغيره من الفقهاء.
ثم بين الشيخ - رحمه الله - تعظيم الأمة للسنة والحديث فقال: وتعظيم أئمة الأمة وعوامها للسنة والحديث وأهله في الأصول والفروع من الأقوال والأعمال أكثر من أن يذكر هنا، وتجد الإسلام والإيمان كلما ظهر وقَوِي كانت السنة وأهلها أظهر وأقوى. وإن ظهر شيء من الكفر والنفاق ظهرت البدع بحسب ذلك مثل: دولة المهدي والرشيد، ونحوهما ممن كان يعظم الإسلام والإيمان ويغزو أعداءه من الكفار والمنافقين؛ كان أهل السنة في تلك الأيام أقوى وأكثر وأهل البدع أذل وأقل. فإن المهدي قتل من المنافقين والزنادقة من لا يحصي عدده إلا الله. والرشيد كان كثير الغزو والحج، وذلك أنه لما انتشرت الدولة العباسية وكان في أنصارها من أهل المشرق والأعاجم طوائف من الذين نعتهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: الفتنة ههنا؛ ظهر حينئذ كثير من البدع، وعُرّبت أيضا إذ ذاك طائفة من كتب الأعاجم من المجوس والفرس والصابئين الروم والمشركين الهنود. وفي دولة أبي العباس المأمون ظهر الخرمية ونحوهم من المنافقين وعُرِّب كثير من كتب الأوائل المجلوبة من بلاد الروم ما انتشر بسببه مقالات الصابئين، وراسل ملوك المشركين من الهند ونحوهم حتى صار بينه وبينهم مودة.
فلما ظهر ما ظهر من الكفر والنفاق في المسلمين وقوي ما قوي من حال المشركين وأهل الكتاب، وكان من أثر ذلك ما ظهر من استيلاء الجهمية والرافضة وغيرهم من أهل الضلال وتقريب الصابئة ونحوهم من المتفلسفة، وذلك بنوع رأي يحسبه صاحبه عقلا وعدلا وإنما هو جهل وظلم؛ إذ التسوية بين المؤمن والمنافق والمسلم والكافر أعظم الظلم. وطلب الهدى عند أهل الضلال أعظم الجهل فتولد من ذلك فتنة الجهمية، حتى امتحنت الأمة بنفي الصفات والتكذيب لكلام الله ورؤيته، وجرى من محنة الإمام أحمد وغيره ما جرى مما يطول وصفه
المصدر: http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Libr...=5§ionid=1
رابط المقال: http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=47801(/)
بشرى سارة دورة في مقاصد الشريعة
ـ[داعي الامارات]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 09:55]ـ
http://www10.0zz0.com/2008/10/28/07/280162226.jpg (http://www.0zz0.com)(/)
إرشاد الأبرار بالحكمة من أمر النبى صلى الله عليه وسلم بالاستغفار
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 11:37]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو بيان الحكمة من أمر الله نبيه بالاستغفار في قوله تعالى: ? فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ? [1]، فمن المعلوم أن الأنبياء معصومون من ارتكاب الكبائر،والعلماء اختلفوا في وقوع الصغائر منهم عليهم السلام،والراجح عصمة الأنبياء من الصغائر والكبائر فهم قدوة للناس،وفعلهم يقتدى به فإذا فعلوا الصغائر تساهل الناس في فعل الصغائر يقولون إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اعلم الناس بربه يعصي الله فكيف بنا؟ ويقولون مادام النبي صلى الله عليه وسلم قدوة لنا، وفعل معصية فلا بد أن نفعل ما فعل؟ فلا يجوز أن نقول يجوز فعل الصغائر من الأنبياء،ويؤيد ذلك قوله تعالى: ? لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ? [2] أي لقد كان لكم في أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأحواله قدوة حسنة تتأسون بها , فالزموا سنته, فإنما يسلكها ويتأسى بها مَن كان يرجو الله واليوم الآخر, وأكثرَ مِن ذكر الله واستغفاره, وشكره في كل حال،ويؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «من يطيع الله إذا عصيته» [3] فهذا الحديث يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعصي الله؛ لأنه قدوة فإذا عصى الله كان قدوة في الشر، والآية التي نحن بصددها،وهي قوله تعالى: ? فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ? أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستغفار ليس لأنه يعصي الله لكن الخطاب خاص به لفظاً،والمراد به الأمة معنى من باب الكلام لكِ واسمعي يا جارة فقد وجه الأمر إليه صلى الله عليه وسلم؛لأنه قدوتنا،وأسوتنا فإذا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالاستغفار مع أنه لا يفعل الذنوب فغيره من باب أولى يجب أن يستغفر الله،وفي ذلك إبانة لفضل التوبة ومقدارها عند الله تعالى وأنها صفة الأنبياء وبعثاً للكفرة على الرجوع عما هم عليه بأبلغ وجه وألطفه، فإنه عليه الصلاة والسلام حيث أمر بها وهو منزه عن شائبة اقتراف ما يوجبها من الذنب وإن قل فتوبتهم وهم عاكفون على أنواع الكفر والمعاصي من باب أولى، وفي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستغفار تعبد لله من النبي صلى الله عليه وسلم ليزيده به درجة وليصير سنة لمن بعده، والذنب بالنسبة إليه عليه الصلاة والسلام ترك ما هو الأولى بمنصبه الجليل ورب شيء حسنة من شخص سيئة من آخر كما قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين كأب عنده ابنين ابن مجتهد يحصل دائماً على تقدير ممتاز،وآخر ليس مجتهداً يحصل دائماً على تقدير مقبول فإذا حصل المجتهد على تقدير جيد جداً والآخر على تقدير جيد تجد الأب يمدح غير المجتهد،ويذم المجتهد مع أن غير المجتهد لم يحصل على درجة امتياز والنبي صلى الله عليه وسلم رُبَّما يصدرُ عنه تركِ الأَوْلى فيعُبِّر عنه بالذنبِ نظراً إلى منصبِه الجليلِ، وفي هذا إرشادٌ له عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ إلى التواضعِ وهضمِ النفسِ واستقصارِ العملِ، وقد كان صلى الله عليه وسلم يرى قصوره عن القيام بحق الله، ويكثر من الاستغفار والتضرّع، والنبي صلى الله عليه وسلم كان في الترقي في درجات العبودية فكان كلما ترقى من مقام إلى مقام أعلى من الأول رأى الأول حقيراً، فكان يستغفر الله منه، فحمل طلب الغفران في القرآن في هذه الآية على هذا الوجه أيضاً غير مستبعد فقوله تعالى: ? واستغفر لِذَنبِكَ ? أي استغفر الله تداركاً لما فرَطَ منكَ من تركِ الأَوْلى في بعضِ الأحايينِ،وإطلاق اسم الذنب إنما هو على ما يفوت من الازدياد في العبادة، وكل مقام له آداب، فإذا أخلّ بشيء من آدابه أُمر بالاستغفار، فلمقام الرسالة آداب، ولمقام الولاية آداب، ولمقام الصلاة آداب، ومن سموه صلى الله عليه وسلم كان ينظر إلى تركه الأولى والأفضل نظرة الذنب،وليس نظرة ذنب عادي بل ذنب أثقله فأخبره الله أنه قد غفر قال تعالى: ? وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ ? [4]
هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وكتب ربيع أحمد الخميس 25/ 1/ 2007 م
[1]- غافر: 55
[2]- الأحزاب: 21
[3]- صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبو داود رقم 4764
[4]- الشرح: 2 - 3
__________________
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 11:39]ـ
إرشاد الأبرار بالحكمة من أمر النبى صلى الله عليه وسلم بالاستغفار ( http://www.4shared.com/file/46045462/cb638131/__________.html?dirPwdVerified =1d2c87cc)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 01:12]ـ
/// بارك الله فيك ..
/// بل القول الرَّاجح أنَّ الأنبياء ليسوا معصومين من الصَّغائر، وشواهد الكتاب والسُّنَّة على ذلك كثيرة.
/// وهذا ما رجَّحه شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله .. والقول بعصمة الأنبياء مطلقًا هو قول الرَّافضة.
/// وما ذكرتَه من بعض الآيات هو من هذه الأدلَّة، ولا ينبغي تأويلها وإخراجها عن ظاهرها.
/// وممَّا لم يذكر في موضوعك من النُّصوص، قوله تعالى: ((ليغفر لك الله ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر .. )).
وقوله: ((وعصى آدم ربَّه فغوى /// ثم اجتباه ربُّه فتاب عليه وهدى)).
وقوله: ((وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ ... قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ)). ((وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ ... قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ)).
وقوله: ((يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ /// وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ /// إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ)).
وقوله: ((وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ /// قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)).
/// قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في منهاج السنة النبوية (3/ 371 - 373): "قال الرافضي: وذهب جميع من عدا الإمامية والإسماعيلية إلى أن الأنبياء والأئمة غير معصومين فجوزوا بعثة من يجوز عليه الكذب والسهو والخطأ والسرقة فأي وثوق يبقى للعامة في أقوالهم وكيف يحصل الانقياد إليهم وكيف يجب اتباعهم مع تجويز أن يكون ما يأمرون به خطأ ولم يجعلوا الأئمة محصورين في عدد معين بل كل من بايع قرشيا انعقدت إمامته عندهم ووجب طاعته على جميع الخلق إذا كان مستور الحال وإن كان على غاية من الكفر والفسوق والنفاق.
فيقال: الكلام على هذا من وجوه:
أحدها: أن يقال ما ذكرته عن الجمهور من نفي العصمة عن الأنبياء وتجويز الكذب والسرقة والأمر بالخطأ عليهم فهذا كذبٌ على الجمهور! فإنَّهم متَّفقون على أن الأنبياء معصومون في تبليغ الرسالة، ولا يجوز أن يستقر في شيء من الشريعة خطأ باتفاق المسلمين، وكل ما يبلغونه عن الله عز وجل من الأمر والنهي يجب طاعته فيه باتفاق المسلمين وما أخبروا به وجب تصديقهم فيه بإجماع المسلمين، وما أمروهم به ونهوهم عنه وجبت طاعتهم فيه عند جميع فرق الأمة، إلا عند طائفة من الخوارج يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم فيما يبلغه عن الله لا فيما يأمر هو به وينهى عنه وهؤلاء ضلال باتفاق أهل السنة والجماعة ...
وأكثر الناس أو كثير منهم لا يجوزون عليهم الكبائر.
والجمهور الذي يجوزون الصغائر هم ومن يجوز الكبائر يقولون: إنهم لا يُقَرَّون عليها؛ بل يحصل لهم بالتوبة منها من المنزلة أعظم مما كان قبل ذلك كما تقدم التنبيه عليه.
وبالجملة فليس في المسلمين من يقول إنه يجب طاعة الرسول مع جواز أن يكون أمره خطأ بل هم متفقون على أن الأمر الذي يجب طاعته لا يكون إلا صوابا فقوله كيف يجب اتباعهم مع تجويز أن يكون ما يأمرون به خطأ قول لا يلزم أحدا من الأمة.
وللناس في تجويز الخطأ عليهم في الاجتهاد قولان معروفان وهم متفقون على أنهم لا يقرون عليه وإنما يطاعون فيما أقروا عليه لا فيما غيره الله ونهى عنه ولم يأمر بالطاعة فيه".
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 04:40]ـ
/// بارك الله فيك ..
/// بل القول الرَّاجح أنَّ الأنبياء ليسوا معصومين من الصَّغائر، وشواهد الكتاب والسُّنَّة على ذلك كثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// وهذا ما رجَّحه شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله .. والقول بعصمة الأنبياء مطلقًا هو قول الرَّافضة.
/// وما ذكرتَه من بعض الآيات هو من هذه الأدلَّة، ولا ينبغي تأويلها وإخراجها عن ظاهرها.
/// وممَّا لم يذكر في موضوعك من النُّصوص، قوله تعالى: ((ليغفر لك الله ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر .. )).
وقوله: ((وعصى آدم ربَّه فغوى /// ثم اجتباه ربُّه فتاب عليه وهدى)).
وقوله: ((وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ ... قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ)). ((وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ ... قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ)).
وقوله: ((يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ /// وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ /// إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ)).
وقوله: ((وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ /// قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)).
/// قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في منهاج السنة النبوية (3/ 371 - 373): "قال الرافضي: وذهب جميع من عدا الإمامية والإسماعيلية إلى أن الأنبياء والأئمة غير معصومين فجوزوا بعثة من يجوز عليه الكذب والسهو والخطأ والسرقة فأي وثوق يبقى للعامة في أقوالهم وكيف يحصل الانقياد إليهم وكيف يجب اتباعهم مع تجويز أن يكون ما يأمرون به خطأ ولم يجعلوا الأئمة محصورين في عدد معين بل كل من بايع قرشيا انعقدت إمامته عندهم ووجب طاعته على جميع الخلق إذا كان مستور الحال وإن كان على غاية من الكفر والفسوق والنفاق.
فيقال: الكلام على هذا من وجوه:
أحدها: أن يقال ما ذكرته عن الجمهور من نفي العصمة عن الأنبياء وتجويز الكذب والسرقة والأمر بالخطأ عليهم فهذا كذبٌ على الجمهور! فإنَّهم متَّفقون على أن الأنبياء معصومون في تبليغ الرسالة، ولا يجوز أن يستقر في شيء من الشريعة خطأ باتفاق المسلمين، وكل ما يبلغونه عن الله عز وجل من الأمر والنهي يجب طاعته فيه باتفاق المسلمين وما أخبروا به وجب تصديقهم فيه بإجماع المسلمين، وما أمروهم به ونهوهم عنه وجبت طاعتهم فيه عند جميع فرق الأمة، إلا عند طائفة من الخوارج يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم فيما يبلغه عن الله لا فيما يأمر هو به وينهى عنه وهؤلاء ضلال باتفاق أهل السنة والجماعة ...
وأكثر الناس أو كثير منهم لا يجوزون عليهم الكبائر.
والجمهور الذي يجوزون الصغائر هم ومن يجوز الكبائر يقولون: إنهم لا يُقَرَّون عليها؛ بل يحصل لهم بالتوبة منها من المنزلة أعظم مما كان قبل ذلك كما تقدم التنبيه عليه.
وبالجملة فليس في المسلمين من يقول إنه يجب طاعة الرسول مع جواز أن يكون أمره خطأ بل هم متفقون على أن الأمر الذي يجب طاعته لا يكون إلا صوابا فقوله كيف يجب اتباعهم مع تجويز أن يكون ما يأمرون به خطأ قول لا يلزم أحدا من الأمة.
وللناس في تجويز الخطأ عليهم في الاجتهاد قولان معروفان وهم متفقون على أنهم لا يقرون عليه وإنما يطاعون فيما أقروا عليه لا فيما غيره الله ونهى عنه ولم يأمر بالطاعة فيه".
وفيكم بارك الله أدام الله فضلكم وكثر من أمثالكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: المسألة غير مجمع عليها،و لو كان المبتدعة من الفرق الضالة هم المخالفون فقط لما اعتد بخلافهم و لكانت المسألة مجمع عليها لكن العلماء قديما وحديثا ذكروا الخلاف ومن العلماء من يرى أنهم معصومون من الصغائر والكبائر، ومن هؤلاء القاضي عياض في كتابه الشفاء، حيث ذكر بحثاً طويلاً في هذا الموضوع قال فيه: وعصمته وتنزيهه عن الكبائر إجماعاً وعن الصغائر تحقيقاً، و ممن يرى أنهم معصومون من الصغائر والكبائر أيضا السبكي وقال الشنقيطي: ((واعلم أن جميع العلماء أجمعوا على عصمة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم في كل ما تيعلق بالتبليغ.واختلفوا في عصمتهم من الصغائر التي لا تعلق لها بالتبليغ اختلافا مشهورا معروفا في الأصول. ولا شك أنهم صلوات الله عليهم وسلامه إن وقع منهم بعض الشيء فإنهم يتداركونه بصدق الإنابة إلى الله حتى يبلغوا بذلك درجة أعلا من درجة من لم يقع منه ذلك)) [1].
ثانيا: هناك العديد من الأدلة على عصمتهم،وأدلة اقترافهم بعض الذنوب كما قالوا لا يستفاد ذلك فيمكن أن تحمل على أنه من قبيل ترك الأولى أو قعل صغائر صدرت عنهم سهوا أو نسيانا.
أدلة عصمتهم من اقتراف الذنوب الصغائر والكبائر:
الدليل الأول: الرسل والأنبياء هم قدوة و المبلغين عن الله فلابد أن يكونوا سالمين من جميع الذنوب، و لو قيل لشخص إن نبي من الأنبياء أذنب لاستعظم الخبر و استغربه و استنكره فالقدوة لابد أن يكونوا قدوة في الخير دون الشر و يستلزم من اقترافهم الصغائر أن يكونوا قدوة في الشر وهذا باطل.
الدليل الثاني: إذا كان الناس لا يأخذون العلم ممن يقترف بعض الذنوب فكيف بالأنبياء والرسل؟ والمعاصي تنافي الجدارة لتبليغ الرسالة التي اختارهم الله لها لأنها تؤدي إلى عدم الثقة بهم كما تؤدي إلى الإخلال بشرف منصب الرسالة التي اختار الله الأنبياء لها حيث إن المعاصي تستلزم النفرة منهم والإزراء بهم وهذا مخالف للمقصد من إرسالهم.
الدليل الثالث: قال تعالى: ? فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ? [2] فجعل الله رقة القلب وحسن الخلق في النبي صلى الله عليه وسلم كي لا ينفض الناس عنه فكيف باقتراف بعض الذنوب كي لا ينفض الناس عنه؟!!
الدليل الرابع: لو صدر منهم الذنب لما عم الأمر باتباعهم، وإن قيل ((فليس في المسلمين من يقول إنه يجب طاعة الرسول مع جواز أن يكون أمره خطأ بل هم متفقون على أن الأمر الذي يجب طاعته لا يكون إلا صوابا فقوله كيف يجب اتباعهم مع تجويز أن يكون ما يأمرون به خطأ قول لا يلزم أحدا من الأمة)) يجاب عليه أن اقتراف بعض الذنوب من قبيل فعلهم لبعض الذنوب لا أمر الأنبياء الناس ببعض الذنوب فهو مخالف للأسوة، وليس مخالفا لطاعتهم فيما أمروه كما في قوله تعالى: ? لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ? [3] فيبقى المعارض كيف يعمم الأمر باتباعهم و يصدر منهم بعض الذنوب واتباعهم يكون في الأفعال والأقوال و الأمر والنهي و تخصيص شيء منها يحتاج لدليل صحيح صريح خال من معارض معتبر و المعارض معتبر، وقائم.
الدليل الخامس: لو صدر عن الأنبياء الذنب لكانوا أسوأ حالا من عصاة الأمة إذ يضاعف لهم العذاب إذ الأعلى رتبة يستحق أشد العذاب لمقابلته أعظم النعم بالمعصية، وإذا كان الصالحين و العلماء يستنكر عليهم فعل الذنوب و إن كانت صغائر لشدة علمهم بالله و إبصار الله بهم فكيف بالأنبياء والرسل؟!!.
الدليل السادس: لو صدر عن الأنبياء الذنب لما نالوا عهده تعالى فقد قال تعالى: ? وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ? [4] أي: واذكر-أيها النبي- حين اختبر الله إبراهيم بما شرع له من تكاليف, فأدَّاها وقام بها خير قيام. قال الله له: إني جاعلك قدوة للناس. قال إبراهيم: ربِّ اجعل بعض نسلي أئمة فضلا منك , فأجابه الله سبحانه أنه لا تحصل للظالمين الإمامةُ في الدين. فكيف ينال النبوة ظالم، و من يقترف الصغائر من الذنوب يعتبر ظالما لظلمه
(يُتْبَعُ)
(/)
نفسه باقتراف بعض الذنوب؟!!.
الدليل السابع: لو صدر عن الأنبياء الذنب لكانوا غير مخلصين؛ لأن فعل الذنوب يكون بإغواء الشيطان فهو لا يغوي المخلصين لقوله تعالى: ? قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ? [5] و اللازم باطل و بطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم.
الإيرادات:
قوله تعالى: ? لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ? [6] يجب أن يفهم مع قوله تعالى: ? مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ? [7] أي: ما حاد محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الهداية والحق, وما خرج عن الرشاد, وأي معصية أو ذنب حيادة عن طريق الهداية و الحق، و يمكن أن نقول المراد بالذنوب في الآية الصغائر التي يعملها رسول الله صلى الله عليه وسلم سهوا كانصرافه عن الصلاة من ركعتين وعبوسه عندما أتاه عبدالله بن أم مكتوم وإذنه لجماعة بالتخلف عن تبوك، ويسمى السهو في حقه ذنبا لمكانته صلى الله عليه وسلم عند الله.
قوله تعالى: ? وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ? [8] يجب أن يفهم مع قوله تعالى: ? وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ? [9] أي: ولقد وصينا آدم مِن قَبلِ أن يأكل من الشجرة, ألا يأكل منها, وقلنا له: إن إبليس عدو لك ولزوجك, فلا يخرجنكما من الجنة, فتشقى أنت وزوجك في الدنيا, فوسوس إليه الشيطان فأطاعه, ونسي آدم الوصية, ولم نجد له قوة في العزم يحفظ بها ما أُمر به أي مخالفة آدم لأمر الله كانت نسيانا والناسي لا شئ عليه، و سمى عصيانا لمكانة آدم عند الله، فقد خلقه بيده، وأسجد له ملائكته، وأسكنه جنته.
قوله تعالى: ? وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ? [10] أي: وألق عصاك فألقاها فصارت حية, فلما رآها تتحرك في خفة تَحَرُّكَ الحية السريعة ولَّى هاربًا ولم يرجع إليها, فطمأنه الله بقوله: يا موسى لا تَخَفْ, إني لا يخاف لديَّ من أرسلتهم برسالتي, و الخوف نوعان خوف جبلي و خوف شركي و ما فعله موسى عليه السلام كان خوفا جبليا لا أثم عليه.
قوله تعالى: ? وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ ? [11] أي: ولقد ابتلينا سليمان وألقينا على كرسيه شق وَلَد, وُلِد له حين أقسم ليطوفنَّ على نسائه, وكلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله, ولم يقل: إن شاء الله، فطاف عليهن جميعًا، فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق ولد, ثم رجع سيمان إلى ربه وتاب، ففعله كان نسيانا والناسي لا شئ عليه؛ لأن الواجب جمل أفعال الأنبياء على خير المحامل فإذا كنا نحسن الظن بالمسلم فكيف بنبي من الأنبياء؟
[1]- أضواء البيان للشنقيطي 4/ 174 - 175
[2]- ال عمران من الآية 159
[3]- سورة الأحزاب الآية 21
[4]- البقرة الآية 124
[5]- الحجر الآية 39 – 40
[6]- الفتح من الآية 2
[7]- النجم الآية 2
[8]- طه من الآية 121
[9]- طه الآية 115
[10]- النمل الآية 10
[11]- ص الآية 34
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 10:10]ـ
الاخوة الكرام يجب التأدب مع رسل الله انطلاقا من مقامهم عند الله فهم صفوة خلقه اصطفاهم لتبليغ رسالاته الى الناس و له أن يعاتبهم و يسبهم و لا نملك نحن ذلك لأن من سب نبيا أو رسولا أو ملكا لا تقبل توبته عند الجمهور بل هو اجماع فانه لا يستتاب و ان تاب لا تقبل توبته فلننتبه لذلك عند نقاش هذه النقطة الحساسة جدا وفقني الله و اياكم لاتباع هدي السلف الصالح في كل أمور الدين و الآيات و الأحاديث الدالة على ذلك كثيرة جدا و من ذلك ما يتعلق باستغفار الرسول صلى الله عليه و سلم و أمر الله جل و علا له بالاستغفار فالاستغفار مطلوب من كل من اتبع النبي صلى الله عليه و سلم بالكتاب و السنة و الاجماع و لو شئتم لبينا ذلك و أصلناه فالسكينة اذن و الوقار و الله الموفق للصواب
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 11:00]ـ
الاخوة الكرام يجب التأدب مع رسل الله انطلاقا من مقامهم عند الله فهم صفوة خلقه اصطفاهم لتبليغ رسالاته الى الناس و له أن يعاتبهم و يسبهم و لا نملك نحن ذلك لأن من سب نبيا أو رسولا أو ملكا لا تقبل توبته عند الجمهور بل هو اجماع فانه لا يستتاب و ان تاب لا تقبل توبته فلننتبه لذلك عند نقاش هذه النقطة الحساسة جدا وفقني الله و اياكم لاتباع هدي السلف الصالح في كل أمور الدين و الآيات و الأحاديث الدالة على ذلك كثيرة جدا و من ذلك ما يتعلق باستغفار الرسول صلى الله عليه و سلم و أمر الله جل و علا له بالاستغفار فالاستغفار مطلوب من كل من اتبع النبي صلى الله عليه و سلم بالكتاب و السنة و الاجماع و لو شئتم لبينا ذلك و أصلناه فالسكينة اذن و الوقار و الله الموفق للصواب
سبحان الحي الذي لا يموت
ومن وقع في مثل هذا الذي تنهى عنه أخي الكريم؟!!
ما نرى هنا إلا نقاشا علميا، كلّ يدلي فيه بدلوه .. و الله الهادي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 01:41]ـ
الاخوة الكرام يجب التأدب مع رسل الله انطلاقا من مقامهم عند الله فهم صفوة خلقه اصطفاهم لتبليغ رسالاته الى الناس و له أن يعاتبهم و يسبهم و لا نملك نحن ذلك لأن من سب نبيا أو رسولا أو ملكا لا تقبل توبته عند الجمهور بل هو اجماع فانه لا يستتاب و ان تاب لا تقبل توبته فلننتبه لذلك عند نقاش هذه النقطة الحساسة جدا وفقني الله و اياكم لاتباع هدي السلف الصالح في كل أمور الدين و الآيات و الأحاديث الدالة على ذلك كثيرة جدا و من ذلك ما يتعلق باستغفار الرسول صلى الله عليه و سلم و أمر الله جل و علا له بالاستغفار فالاستغفار مطلوب من كل من اتبع النبي صلى الله عليه و سلم بالكتاب و السنة و الاجماع و لو شئتم لبينا ذلك و أصلناه فالسكينة اذن و الوقار و الله الموفق للصواب
أجدتم و أفدتم أخي الكريم و لكن الأخ عدنان غيور على الدين و أسأل الله أن أكون مثله و ما فعله من قبيل النصح، ولم يخرج عن حد الأدب مع الأنبياء زاده الله علما وفقها، ومقال كان ردا على شبهة لا تحقيقا للمسألة لذلك اقتصر ردي على تعقيبه دون زيادة.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 01:42]ـ
سبحان الحي الذي لا يموت
ومن وقع في مثل هذا الذي تنهى عنه أخي الكريم؟!!
ما نرى هنا إلا نقاشا علميا، كلّ يدلي فيه بدلوه .. و الله الهادي.
أوافقك الرأي أخي الكريم، و مرحبا ببيان وجهة النظر مادمنا نريد الوصول للحق.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 12:06]ـ
/// بارك الله فيكم .. كل ما ذكر في هذا الباب من الأدلَّة في دعوى عصمة الأنبياء مطلقًا إنَّما هي من قبيل الاستدلال بالمفهوم لا المنطوق، وبعضها دليل عقليٌّ أوتأويلٌ لما خالفها وهي أقوى ونصوص ظاهرة بيِّنة متكاثرة لا تقاوم، كلُّها تدل على أنَّ الأنبياء ليسوا معصومين مطلقًا.
/// والتمسُّك بالظَّاهر من النُّصوص مع عدم قوَّة التأويل لخلافها هو الأوجه والأقرب.
/// وليس في ذكر هذه المسألة اساءة أدبٍ لا مع الأنبياء ولا مع غيرهم، فضلا أن يكون سبًّا؟!! والمسألة قديمٌ بحثها عند الفقهاء والعلماء، فلا ينبغي التهويل.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 03:11]ـ
فَائدة
قَالَ شَيخُ الإسْلَامِ أَبُو العَبَّاسِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ:
(فَإِنَّ الْقَوْلَ بِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ مَعْصُومُونَ عَنْ الْكَبَائِرِ دُونَ الصَّغَائِرِ هُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ عُلَمَاءِ الْإِسْلَامِ وَجَمِيعِ الطَّوَائِفِ حَتَّى إنَّهُ قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ الْكَلَامِ كَمَا ذَكَرَ " أَبُو الْحَسَنِ الآمدي " أَنَّ هَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ الْأَشْعَرِيَّةِ وَهُوَ أَيْضًا قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ التَّفْسِيرِ وَالْحَدِيثِ وَالْفُقَهَاءِ بَلْ هُوَ لَمْ يَنْقُلْ عَنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ إلَّا مَا يُوَافِقُ هَذَا الْقَوْلَ وَلَمْ يَنْقُلْ عَنْهُمْ مَا يُوَافِقُ الْقَوْلَ.
وَإِنَّمَا نُقِلَ ذَلِكَ الْقَوْلَ فِي الْعَصْرِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ الرَّافِضَةِ ثُمَّ عَنْ بَعْضِ الْمُعْتَزِلَةِ ثُمَّ وَافَقَهُمْ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ.
وَعَامَّةُ مَا يُنْقَلُ عَنْ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُمْ غَيْرُ مَعْصُومِينَ عَنْ الْإِقْرَارِ عَلَى الصَّغَائِرِ وَلَا يُقَرُّونَ عَلَيْهَا وَلَا يَقُولُونَ إنَّهَا لَا تَقَعُ بِحَالِ وَأَوَّلُ مَنْ نُقِلَ عَنْهُمْ مِنْ طَوَائِفِ الْأُمَّةِ الْقَوْلُ بِالْعِصْمَةِ مُطْلَقًا وَأَعْظَمُهُمْ قَوْلًا لِذَلِكَ: الرَّافِضَةُ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ بِالْعِصْمَةِ حَتَّى مَا يَقَعُ عَلَى سَبِيلِ النِّسْيَانِ وَالسَّهْوِ وَالتَّأْوِيلِ). (مَجْمُوع فَتَاوى الإمَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ).
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 03:17]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
القول بأن كل ما ذكر في هذا الباب من الأدلَّة في دعوى عصمة الأنبياء مطلقًا إنَّما هي من قبيل الاستدلال بالمفهوم لا المنطوق غير مسلم فهل قولنا: ((الرسل والأنبياء هم قدوة و المبلغين عن الله فلابد أن يكونوا سالمين من جميع الذنوب، و لو قيل لشخص إن نبي من الأنبياء أذنب لاستعظم الخبر و استغربه و استنكره فالقدوة لابد أن يكونوا قدوة في الخير دون الشر و يستلزم من اقترافهم الصغائر أن يكونوا قدوة في الشر وهذا باطل)) هل هذا دلالة إشارة أم دلالة مفهوم؟، وهل قولنا: ((إذا كان الناس لا يأخذون العلم ممن يقترف بعض الذنوب فكيف بالأنبياء والرسل؟ والمعاصي تنافي الجدارة لتبليغ الرسالة التي اختارهم الله لها لأنها تؤدي إلى عدم الثقة بهم كما تؤدي إلى الإخلال بشرف منصب الرسالة التي اختار الله الأنبياء لها حيث إن المعاصي تستلزم النفرة منهم والإزراء بهم وهذا مخالف للمقصد من إرسالهم)) هل هذا دلالة إشارة أم دلالة مفهوم؟، وقولنا: ((قال تعالى: ? فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ? فجعل الله رقة القلب وحسن الخلق في النبي صلى الله عليه وسلم كي لا ينفض الناس عنه فكيف باقتراف بعض الذنوب كي لا ينفض الناس عنه؟!!)) هذا من باب قياس الأولى أو مفهوم الموافقة لا مفهوم المخالفة، ثم أدلة اقترافهم بعض الذنوب قد جاءت أدلة تدل أنها وقعت على سبيل السهو و النسيان، وكيف يكلف الساهي أو الناسي، هو فتكليف الساهي والناسي تكليف بالمحال؟ فإذا أعملنا دلالة مفهوم الموافقة في هذه الآية مع الآيات التي قد يستدل بها وقوع بعض المعاصي من الأنبياء نكون قد أعملنا الدليلين و إعمال الدليل خير من إهماله،و قولنا: ((لو صدر منهم الذنب لما عم الأمر باتباعهم، وإن قيل ((فليس في المسلمين من يقول إنه يجب طاعة الرسول مع جواز أن يكون أمره خطأ بل هم متفقون على أن الأمر الذي يجب طاعته لا يكون إلا صوابا فقوله كيف يجب اتباعهم مع تجويز أن يكون ما يأمرون به خطأ قول لا يلزم أحدا من الأمة)) يجاب عليه أن اقتراف بعض الذنوب من قبيل فعلهم لبعض الذنوب لا أمر الأنبياء الناس ببعض الذنوب فهو مخالف للأسوة، وليس مخالفا لطاعتهم فيما أمروه كما في قوله تعالى: ? لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ? فيبقى المعارض كيف يعمم الأمر باتباعهم و يصدر منهم بعض الذنوب واتباعهم يكون في الأفعال والأقوال و الأمر والنهي و تخصيص شيء منها يحتاج لدليل صحيح صريح خال من معارض معتبر و المعارض معتبر، وقائم)) هناك دلالة عبارة للآية و دلالة عبارة للايات الأخرى التي يستدل بها البعض على اقتراف الأنبياء بعض الذنوب فالأولى أن نجمع ونقول أن ما صدر منهم من ذنوب كانت على سبيل السهو والنسيان باعتبارهم بشر، ويسمى هذا في حقهم ذنب و معصية لمكانتهم عند الله، وقولنا: ((لو صدر عن الأنبياء الذنب لما نالوا عهده تعالى فقد قال تعالى: ? وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ? أي: واذكر-أيها النبي- حين اختبر الله إبراهيم بما شرع له من تكاليف, فأدَّاها وقام بها خير قيام. قال الله له: إني جاعلك قدوة للناس. قال إبراهيم: ربِّ اجعل بعض نسلي أئمة فضلا منك , فأجابه الله سبحانه أنه لا تحصل للظالمين الإمامةُ في الدين. فكيف ينال النبوة ظالم، و من يقترف الصغائر من الذنوب يعتبر ظالما لظلمه نفسه باقتراف بعض الذنوب؟!!)) هناك دلالة عبارة للآية ودلالة عبارة عبارة للايات الأخرى التي يستدل بها البعض على اقراف الأنبياء بعض الذنوب فالأولى أن نجمع ونقول أن ما صدر منهم من ذنوب كانت على سبيل السهو والنسيان باعتبارهم بشر، ويسمى هذا في حقهم ذنب و معصية لمكانتهم عند الله، و قولنا: ((لو صدر عن الأنبياء الذنب لكانوا غير مخلصين؛ لأن فعل الذنوب يكون بإغواء الشيطان فهو لا يغوي المخلصين لقوله تعالى: ? قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ? و اللازم باطل و بطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم)) هناك دلالة إشارة للآية، دلالة عبارة عبارة للايات الأخرى التي يستدل بها البعض على اقتراف الأنبياء بعض الذنوب فالأولى أن نجمع ونقول أن ما صدر منهم من ذنوب كانت على سبيل السهو والنسيان باعتبارهم بشر، ويسمى هذا في حقهم ذنب و معصية لمكانتهم عند الله، وقولنا: ((لو صدر عن الأنبياء الذنب لكانوا أسوأ حالا من عصاة الأمة إذ يضاعف لهم العذاب إذ الأعلى رتبة يستحق أشد العذاب لمقابلته أعظم النعم بالمعصية، وإذا كان الصالحين و العلماء يستنكر عليهم فعل الذنوب و إن كانت صغائر لشدة علمهم بالله و إبصار الله بهم فكيف بالأنبياء والرسل؟!!)) هل نترك دلالة مفهوم الموافقة أو فحوى الخطاب أم نحاول الجمع، ونحمل لفظ ذنب على خير محمل ألا وهو قوعها نسيانا و سهوا، والنسيان من طبيعة البشر فلا يسهو الإله و لا ينسى الإله إذا في جمعنا أيضا ردا على مؤلهي الرسل و الأنبياء و في قولكم كذلك لكن الأولى حمل الكلام على محملنا لعظم قدر الأنبياء و للأدلة السالفة و غيرها
أما القول بأن بعضها دليل عقلي إن كان في الاستدلال بدلالة المفهوم فدلالة المفهوم حجة عند جمهور العلماء، ونحن نستدل بمفهوم الموافقة لا مفهوم المخالفة.
أما القول بأننا أولنا فهذا التأويل لورود نصوص أخرى تدل على أن هذه النصوص إنما وقعت سهوا ونسيانا، ولورود أدلة تدل على عصمتهم من الذنوب الكبيرة والصغيرة، والتأويل الذي يستند لدليل ليس بمذموم.
و إن كانت الأدلة التي يستدل بها على وقوع بعض الذنوب كثيرة فأدلتنا أكثر ويمكن تأويل أدلتهم بأدلة تدل على وقوعها نسيانا أو سهوا و أدلة تدل على عصمتهم من اقتراف الذنوب ففي كلتا الحالتين لا تنهض للقول بعصمة الأنبياء من الكبائر دون الصغائر بل التفريق بين عصمتهم من الكبائر و عصمتهم من الصغائر تفريق بلا مفرق، والمعصية كبيرة أو صغيرة فهي عظيمة باعتبار أنها في حق الله.
أما القول بأن التمسُّك بالظَّاهر من النُّصوص مع عدم قوَّة التأويل لخلافها هو الأوجه والأقرب يجاب عليه بأن هناك ظاهر لنصوصكم وظاهر لنصوصنا و هناك دلالة إشارة لبعض النصوص ومفهوم موافقة لبعض النصوص، و الأولى الجمع بدل من إهمال دلالة بعض النصوص.
ملاحظة: كلامي بصيغة الجمع لأني اتكلم باعتبار من يقول بهذا القول قديما وحديثا، وهذا قول القاضي عياض و تقي الدين السبكي، و غيرهما، وكلام شيخ الإسلام يستدل له ولا يستدل به.(/)
قاعدة في الإتباع والتقليد
ـ[القضاعي]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 02:11]ـ
قال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى 20/ 212 - 213):
وَالِاجْتِهَادُ لَيْسَ هُوَ أَمْرًا وَاحِدًا لَا يَقْبَلُ التجزي وَالِانْقِسَامَ بَلْ قَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ مُجْتَهِدًا فِي فَنٍّ أَوْ بَابٍ أَوْ مَسْأَلَةٍ دُونَ فَنٍّ وَبَابٍ وَمَسْأَلَةٍ وَكُلُّ أَحَدٍ فَاجْتِهَادُهُ بِحَسَبِ وُسْعِهِ فَمَنْ نَظَرَ فِي مَسْأَلَةٍ تَنَازَعَ الْعُلَمَاءُ فِيهَا وَرَأَى مَعَ أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ نُصُوصًا لَمْ يَعْلَمْ لَهَا مُعَارِضًا بَعْدَ نَظَرِ مِثْلِهِ فَهُوَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ:
- إمَّا أَنْ يَتَّبِعَ قَوْلَ الْقَائِلِ الْآخَرِ لِمُجَرَّدِ كَوْنِهِ الْإِمَامَ الَّذِي اشْتَغَلَ عَلَى مَذْهَبِهِ؛ وَمِثْلُ هَذَا لَيْسَ بِحُجَّةِ شَرْعِيَّةٍ بَلْ مُجَرَّدُ عَادَةٍ يُعَارِضُهَا عَادَةُ غَيْرِهِ وَاشْتِغَالٌ عَلَى مَذْهَبِ إمَامٍ آخَرَ.
- وَإِمَّا أَنْ يَتَّبِعَ الْقَوْلَ الَّذِي تَرَجَّحَ فِي نَظَرِهِ بِالنُّصُوصِ الدَّالَّةِ عَلَيْهِ وَحِينَئِذٍ فَتَكُونُ مُوَافَقَتُهُ لِإِمَامِ يُقَاوِمُ ذَلِكَ الْإِمَامَ وَتَبْقَى النُّصُوصُ سَالِمَةً فِي حَقِّهِ عَنْ الْمُعَارِضِ بِالْعَمَلِ فَهَذَا هُوَ الَّذِي يَصْلُحُ.
وَإِنَّمَا تَنَزَّلْنَا هَذَا التَّنَزُّلَ لِأَنَّهُ قَدْ يُقَالُ: إنَّ نَظَرَ هَذَا قَاصِرٌ وَلَيْسَ اجْتِهَادُهُ قَائِمًا فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ؛ لِضَعْفِ آلَةِ الِاجْتِهَادِ فِي حَقِّهِ. أَمَّا إذَا قَدَرَ عَلَى الِاجْتِهَادِ التَّامِّ الَّذِي يَعْتَقِدُ مَعَهُ أَنَّ الْقَوْلَ الْآخَرَ لَيْسَ مَعَهُ مَا يَدْفَعُ بِهِ النَّصَّ فَهَذَا يَجِبُ عَلَيْهِ اتِّبَاعُ النُّصُوصِ وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ كَانَ مُتَّبِعًا لِلظَّنِّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَكَانَ مَنْ أَكْبَرِ الْعُصَاةِ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ بِخِلَافِ مَنْ يَقُولُ: قَدْ يَكُونُ لِلْقَوْلِ الْآخَرِ حُجَّةٌ رَاجِحَةٌ عَلَى هَذَا النَّصِّ وَأَنَا لَا أَعْلَمُهَا فَهَذَا يُقَالُ لَهُ: قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ} وَاَلَّذِي تَسْتَطِيعُهُ مِنْ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ قَدْ دَلَّكَ عَلَى أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ هُوَ الرَّاجِحُ فَعَلَيْك أَنْ تَتَّبِعَ ذَلِكَ ثُمَّ إنْ تَبَيَّنَ لَك فِيمَا بَعْدُ أَنَّ لِلنَّصِّ مُعَارِضًا رَاجِحًا كَانَ حُكْمُك فِي ذَلِكَ حُكْمَ الْمُجْتَهِدِ الْمُسْتَقِلِّ إذَا تَغَيَّرَ اجْتِهَادُهُ وَانْتِقَالُ الْإِنْسَانِ مِنْ قَوْلٍ إلَى قَوْلٍ لِأَجْلِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ مِنْ الْحَقِّ هُوَ مَحْمُودٌ فِيهِ بِخِلَافِ إصْرَارِهِ عَلَى قَوْلٍ لَا حُجَّةَ مَعَهُ عَلَيْهِ وَتَرْكُ الْقَوْلِ الَّذِي وَضَحَتْ حُجَّتُهُ أَوْ الِانْتِقَالُ عَنْ قَوْلٍ إلَى قَوْلٍ لِمُجَرَّدِ عَادَةٍ وَاتِّبَاعِ هَوًى فَهَذَا مَذْمُومٌ.انتهى
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 12:44]ـ
بارك الله فيك أخي القضاعي.
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 01:00]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[القضاعي]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 11:57]ـ
وفيكم الله بارك.
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 10:02]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هذا المتبع الذي تكلم عنه شيخ الإسلام هل يمكن له أن يفتي غيره بما ترجح عنده أم أنه يقتصر على نفسه؟
هل الاتباع منزلة واحدة أم أن مقصود العلماء بالمتبع من خرج من التقليد ولم يبلغ درجة الاجتهاد؟
هذا غامض جدا فإن مرتبة التقليد واضحة ومرتبة الاجتهاد واضحة وما بينهما يعسر ضبطه؟
كيف يرجح قولا دون أن يجتهد؟ إما أن يعمل عقله وهذا اتباع للهوى وإما أن يعمل ما معه من آلة اجتهاد وهذا هو الاجتهاد؟
ـ[القضاعي]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 09:32]ـ
اجتهاد المتبع قائم على النظر في أقوال أهل العلم وأدلتهم , فإن رأى قول أرجح من قول بحسب نظره , فهذا وسعه والواجب عليه , وكل ذلك مع التجرد عن الهوى , فهذا قد خرج عن التقليد يقيناً لأنه اتبع الحجة.
وهنا فرضية وهي: قد يفعل أحدنا ما تقدم ويُدين الله بقول ترجح عنده , وقد يكون هذا القول مرجوحاً في حقيقة الأمر , فاعلم يقيناً بأنه لن يبقى على الخطأ ما دام متجرداً عن الهوى , فسيظهر له من الأدلة ما يتبين له بها غلطه , فحينئذ يرجع للقول الراجح وجوباً وإلا يكون آثماً.
وقد يبقى على القول المرجوح حتى يموت ولا يأثم , لعدم ظهور الحجة المانعة من البقاء على المرجوح باليقين الجازم , ولعل حكمة ذلك الفتنة لمن يقلده بغير حق , فيكون المقلد مأزور وصاحب القول المرجوح مأجور.
فإن الله لم يكلنا إلى الأهواء والإختلافات , فإن على الحق نور , والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 09:24]ـ
وقال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى 20/ 213): " وانتقال الإنسان من قول إلى قول لأجل ما تبين له من الحق هو محمود فيه، بخلاف إصراره على قول لا حجَّة معه عليه، وترك القول الذي وضحت حجَّته ".انتهى(/)
تبرئة مفتي الانام ابن تيمية من القول بفناء النار.
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 05:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وازواجه وصحبه اجمعين اما بعد:
فمن البدع التي احدثها جهم بن صفوان القول بفناء الجنة والنار وهو قول كفري كما قال اهل العلم لان هذا القول من اقبح الاقوال وهو قول مخالف لما نص عليه كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومخالف لاجماع سلف الامة وائمتها فانه لم يصح عن احد سلف هذه الامة انه قال بفناء النار او الجنة قال ابن حزم رحمه الله في (الفصل في الملل والنحل): اتفقت فرق الأمة كلها على أنه لا فناء للجنة ولا لنعيمها ولا للنار ولا لعذابها إلا جهم بن صفوان. وقال الامام أبو بكر محمد بن الحسين الآجري في كتابه الشريعة رحمه الله تعالى: (كتاب الإيمان والتصديق بأن الجنة والنار مخلوقتان وأن نعيم أهل الجنة لا ينقطع عن أهلها أبداً وأن عذاب النار لا ينقطع عن أهلها الكفار أبداً. وقال ابو جعفر الطحاوي رحمه الله في كتابه الطحاوية: والجنة والنار لا تفنيان ابدا ولا تبيدان.
فهذا هو قول اهل السنة والجماعة قاطبة وقد ياتي بعضهم ويقول كيف تدعون الاجماع على هذه المسالة وقد قال شيخ الاسلام بفناء النار فيقال له ان هذا من اعظم الكذب والافتراء على شيخ الاسلام ابن تيمية فانه رحمه الله قال كما في مختصر الفتاوى المصرية ص 177:واتفق سلف الامة وائمتها على ان من المخلوقات ما لا يُعدم وهو الجنة والنار والعرش وغير ذلك. وسئل رحمه الله عن حديث انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: سبعة لا تموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء لنار وسكانها واللوح والقلم والكرسي والعرش) فهل هذا الحديث صحيح أم لا؟.
فأجاب رحمه الله تعالى: هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام بعض العلماء وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات مالا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك. ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع سلف الأمة وأئمتها. مجموع الفتاوى الجزء 18 ص 307
فهل يقال بعد هذا ان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله خالف اتفاق السلف والائمة وقال بفناء النار؟ فاتهامه رحمه الله بالقول بفناء النار من اعظم الكذب والبهتان والافتراء عليه رحمه الله ويقال لهم ايضا اين قال شيخ الاسلام بفناء النار؟ فهل لكم من علم فتخرجونه لنا ام انكم لا تحسنون الا الكذب والافتراء على الناس كما علمكم ائمتكم الاولون وايضا يقال للزنديق حسن السقاف الكذاب الاشر فلماذا تنتقم من شيخ الاسلام وتدندن عن هذه المسالة مع انه رحمه الله قال بخلاف ما ينسب اليه ولكن وان سلمنا لك جدلا انه قال بفناء النار فهل قلت في اجدادك واسيادك الجهم وابي الهذيل وغيرهما من ائمة الجهمية والمعتزلة ما قلته في شيخ الاسلام مع ان ابا الهذيل والجهم لم يقولا بفناء النار فقط بل قالا بفناء الجنة والنار وهذا قد صح عنهما كما نقل ائمة الاسلام وذكر هذا ايضا غير واحد من ائمة الاشاعرة عن هذين الامامين الضالين فلماذا لا تكفرهما يا السقاف كما كفرت ابن تيمية رحمه الله وعددت هذا من ضلالات ابن تيمية فهل عددت هذا من ضلالات ابي الهذيل والجهم؟ ام انها الهوى يا السقاف
وايضا مما يبين اكثر ان ابن تيمية لم يقل بفناء النار هو انه جاء في مراتب الاجماع لابن حزم رحمه الله انه قال:باب من الإجماع في الاعتقادات يكفر من خالقه بإجماع. ثم ذكر عدة مسائل ثم قال: وأن النار حق وأنها دار عذاب أبدا لا تفنى ولا يغنى أهلها أبدا بلا نهاية. ولم يتعقبه شيخ الاسلام على نقله لهذا الاجماع بل ولتكفيره لمن خالف مثل هذا الاجماع ايقال ان ابن تيمية تعقب ابن حزم في مسائل فرعية عملية نقل فيها الاجماع وترك التعقيب عليه في هذه النقطة وهي من المسائل الاعتقادية التي يكفر من خالفها؟ وهذا مما يزيد الامر وضوحا وهو ان شيخ الاسلام لا يقول بفناء النار وليست عقيدته رحمه الله فلو كان هذا مما يعتقده لدافع ورد على ابن حزم فسكوته رحمه دليل على انه رحمه الله يرى نفس ما راه ابن حزم في هذه المسالة وكما قيل السكوت علامة الرضى. وبالله التوفيق
واما بالنسبة الامام ابن القيم رحمه الله وانه يقول بفناء النار فاليك ايها المنصف كلام ابن القيم في كتابه الوابل الصيب من الكلم الطيب وهو من اواخر ما الف رحمه الله:ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طيب لا يشينه خبث وخبيث لا طيب فيه واخرون فيهم خبث وطيب كانت دورهم ثلاثة: دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض وهاتان الداران لا تفنيان. ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي لا تفنى وهي دار العصاة، فانه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين احد فإنهم اذا عذبوا بقدر جزائهم اخرجوا من النار فادخلوا الجنة ولا يبقى الا دار الطيب المحض ودار الخبث المحض. انتهى كلامه رحمه الله وهذا في الوابل الصيب صفحة 20
واقول: لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
فالى متى يبقى هؤلاء الكذبة وائمة البدعة والهوى يفترون الكذب على ائمة اهل السنة؟
فكلام ابن القيم رحمه الله واضح جلي على ان النار التي تفنى هي نار العصاة وليست نار الكافرين وعلى هذا القول يحمل بعض الاثار التي جائت في هذا الباب عن السلف وان كان لا يصح منها شيء كما قال الشيخ الالباني رحمه الله في تعليقه على الطحاوية: لم يثبت القول بفناء النار عن احد من السلف وانما هي اثار واهية لا تقوم بها حجة وبعض احاديثه موضوعة، لو صحت لم تدل على الفناء المزعوم وانما على بقاء النار وخروج الموحدين منها. انتهى كلامه.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الامين وعلى اله وصحبه اجمعين
كتبه اخوكم الفقير الى ربه: ابو قتادة السلفي عفا الله عنه وعن والديه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 12:16]ـ
جزاك الله خيرا ..
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 01:27]ـ
هناك رسالة لابن تيمية في الرد على من قال بفناء الجنة و النار يقال إنها وجدت حديثاً
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 04:22]ـ
اخي من صاحب النقب لو تضع رابط تحميل الكتاب
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 04:52]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا قتادة و من صاحب النقب أيضا
ولعل الكتاب في المرفقات أخي أبو قتادة فتنبه -ابتسامة-
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 12:18]ـ
هي نفس الرسالة التي يميل فيها شيخ الاسلام للقول بفناء النار و ان لم يجزم به و لا صرح به كما ذكره الشيخ المحقق الألوسي وهي صحيح النسبة اليه و القول بما فيها متصل اليه كما ذكره الشيخ عبد الرزاق عفيفي و غيره و ميله هذا هو آخر ما ذهب اليه بخلاف ما رجحه الدكتور الشهري محقق الرسالة و ذكره الشيخ الألباني احتمالا من أنه متقدم .. فرسالته هذه هي آخر ما الف في سجن القلعة .. و الله أعلم
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 01:13]ـ
ابن الرومية فعقيدة ابن تيمية لا تؤخذ من ردوده رحمه الله انما تؤخذ مما قرره رحمه الله في كتبه التي بينها فيها عقيدته اما ان يقال انها من اواخر ما الف فهذا يحتاج الى دليل بل ذكر بعضهم انها من اوائل ما الف رحمه الله وثانيا اخي كيف يعقل ان ابن تيمية ذكر الاجماع على المسالة ويقول ان هذا اتفاق السلف ثم بعد ذلك يعدل عن هذا ويقول بفناء النار وثالثا اخي عنوان الكتاب فقط دليل على انه لا يقول بفناء النار اذ اسمه الرد على من قال بفناء الجنة و النار.
اخي ابا اويس حياك الله اخي نعم رايته لكن لا يعمل عندي فلهذا سالته لو يضع رابط الكتاب (ابتسامة)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 07:23]ـ
يا ابن الرومية ماهي عقيدتك؟! لماذا هذا التشويش؟! الم ابين لك في السابق القول الصحيح عن شيخ الاسلام في هذا الموضوع؟!
هديتي اليك يا ابن الرومية اذا كنت تريد الهداية::
وسئل ابن تيمية رحمه الله عن حديث أنس بن مالك عن النبى انه قال (سبعة لا تموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء النار وسكانها واللوح والقلم والكرسى والعرش).
فصل هذا الحديث صحيح أم لا؟
فأجاب: هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبى وإنما هو من كلام بعض العلماء وقد إتفق سلف الأمة وائمتها وسائر اهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله وإجماع سلف الأمة وأئمتها كما في ذلك من الدلالة على بقاء الجنة وأهلها وبقاء غير ذلك مما لا يتسع هذه الورقة لذكره وقد إستدل طوائف من أهل الكلام والمتفلسفة على إمتناع فناء جميع المخلوقات بأدلة عقلية والله أعلم.
الفتاوى 18/ 307.
قلت:
ثمانية حكم الفنا لايعمها من .................... الخلق والباقون في حيز العدم
هي العرش والكرسي نار وجنة ........ ..... وعجب وأرواح كذا اللوح والقلم.
فأما الصحابة فلم يثبت عن أحدهم شيء من ذلك بل ثبت خلافه كما بينه البهيجي في كتاب الاستنفار بل نقل ص 157 قول الألباني لم يثبت القول بفناء النار عن أحد من السلف وإنما هي آثار واهية لا تقوم بها حجة وبعض أحاديث موضوعه… وهو من تعليق الألباني على شرح الطحاوية ().
وأما شيخ الإسلام وابن القيم عليهما رحمة الله فقد نفى عنهما هذا الإعتقاد الخبيث غير واحد من أهل العلم:
قال ابن قاسم معلقاً على قول شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية 1/ 157:
(وان بقاء الجنة والنار بقاء مطلق) قال ابن قاسم: وهذا مع ما يأتي يكذب ما افتراه أعداؤه من القول بفناء النار أ- هـ.
وقال عبدالعزيز الراجحي في كتابه قدوم كتائب الجهاد إن ما نسبه هذا الضال () لشيخ الإسلام باطل وكذب وزور بل شيخ الإسلام يقول بخلافه ص 84 وقال ص 85 أن العمدة في هذا ما ذكره شيخ الإسلام في كتبه أما ما نسبه أعداؤه إليه فلا حجة فيه وان صح عنه فالحق من قوليه ما وافق الدليل وهو القول بعدم فناء النار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ص85 إن نسبة هذا القول للعلامة ابن القيم باطل ايضاً بل هو يقول بخلافه.
وقال ص87 كما أن شيخ الإسلام لم يصرح بذلك في شيء من كتبه بل صرح بخلافه وهذا القول الذي نسبه إليه أعداؤه من أهل البدع أو بعض من تساهل من أهل السنة ونسبه إليه بناءً على قول أعدائه وهو قول باطل كما سبق والله تعالى أعلم.
وقد نفى هذا القول عن الشيخين ايضاً خليل السبيعي في مقدمة إيقاف الفريقين على خلود أهل الدارين للكرمي وقد قدم له الشيخ ابن جبرين وقال في تقديمه لهذا الكتاب (فقد تبين من هذه النقول ان من عزى إلى الشيخين رحمهما الله تعالى القول بفناء النار وانقطاع العذاب فقد تخرص وتكلم فيهما بغير علم فإن مؤلفاتهما متوفرة بأيدي الناس وهي في متناول الأيدي وقد اشتملت على أنواع من علوم العقيدة ومن ذلك التصريح بدوام النعيم والعذاب في الآخرة دون الإشارة إلى فناء النار والميل إليه …الخ) بل ألف في هذا الموضوع علي بن علي بن جابر كتاباً مستقلاً وقد ذكر برأتهما صاحب كتاب الاستنفار لمحق القول بفناء النار من ص 88 حتى 109.
-منقول
قال العلامةُ الألباني في " تعليقهِ على الطحاويةِ " في الحاشيةِ (ص 424 رقم 591): " قلتُ: لم يثبت القولُ بفناءِ النارِ عن أحدٍ من السلفِ، وإنما هي آثارٌ واهيةٌ لا تقومُ بها حجةٌ، وبعضُ أحاديثهِ موضوعةٌ، لو صحت لم تدل على الفناءِ المزعومِ، وإنما على بقاءِ النارِ، وخروجِ الموحدين منها، وقد كنتُ خرجتُ بعض ذلك في " الضعيفةِ " برقم (606، 707). ثم وقفتُ على رسالةٍ مخطوطةٍ في مكتبةِ المكتبِ الإسلامي للعلامةِ الأميرِ الصنعاني في هذه المسألةِ الخطيرةِ ردَّ فيها على ابن القيمِ رحمهُ اللهُ، فعلقتُ عليها وخرجتُ أحاديثهما وقدمتُ لها بمقدمةٍ ضافيةٍ ".ا. هـ.
وقال الصنعانيُّ في الرسالةِ التي أشار إليها العلامةُ الألباني - رحم اللهُ الجميع - (ص 116): " وأقولُ: قد عرفت أنهُ نقل عن ستةٍ من الصحابةٍ عباراتٌ لا تدلُ على مدعاهُ، وهو فناءُ النارِ بنوعٍ من الدلالاتِ كما أوضحناهُ، ولا يصحُ نسبتهُ لتلك الدعوى إلى واحدٍ من أولئك الستةِ، فلم يوجدْ لأحدٍ مما وجدنا عن واحدٍ من الصحابةٍ أنه يقولُ بفناءِ النارِ كما أنهُ لا يوجدُ قائلٌ من الصحابةِ أنه يقولُ بعدمِ فناءِ النارِ فإن هذه المسألةَ وهي فناءُ النارِ لا تعرفُ في عصرِ الصحابةِ، ولا دارت بينهم، فليس نفي ولا إثباتٌ، بل الذي عرفوهُ فيها هو ما في الكتابِ والسنةِ من خلودِ أهلِ النارِ أبداً، وأن أهلها ليسوا منها بمخرجين، وعرفوا ما ثبت من خروجِ عصاةِ الموحدين.
إذا عرفت هذا عرفت أن دعوى فناءِ النارِ أو عدمِ فنائها قولٌ للصحابةِ، دعوى باطلةٌ، إذ هذه الدعوى لا توجدُ في عصرهم، حتى يجمعوا عليها نفياً أو إثباتاً. نعم القولُ الذي دل عليه القرآنُ من خلودِ النارِ أهلها فيها أبداً يتضمنُ القولَ عنهم بما تضمنهُ القرآنُ ودل عليه الأصلُ فيما أخبر اللهُ به عن الدارين الأخروينِ البقاء فلا يحتاجُ مدعي عدم الفناء إلى الدليلِ على ذلك الأصل ".ا. هـ.
-منقول
الآثارُ الواردةُ عن السلفِ والحكمُ عليها:
1 - عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُمَرَ قَوْلُهُ: " لَوْ لَبِثَ أَهْل النَّار فِي النَّار عَدَدَ رَمْلِ عَالِجٍ لَكَانَ لَهُمْ يَوْم يَخْرُجُونَ فِيهِ ".
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " الفتحِ " (11/ 429): " أَخْرَجَهُ عَبْد بْن حُمَيْدٍ فِي تَفْسِيره ... وَهُوَ مُنْقَطِعٌ ".
وقال الصنعاني في " رفعِ الأستار " (ص 65): " من حيثُ الروايةُ فإنهُ منقطعٌ، لنصِ شيخِ الإسلامِ - يقصدُ ابنَ القيمِ - بأنهُ لم يسمعهُ الحسنُ من عمرَ، واعتذارهُ بأنهُ لم يصح للحسنِ عن عمرَ لما جزم به يلزم أن يجري في كلِ مقطوعٍ يجزمُ بهِ راويهِ ولا يقولُ هذا أئمةُ الحديثِ كما عرفت في قواعدِ أصولِ الحديثِ، بل الانقطاعُ عندهم علةٌ ".ا. هـ.
وقد ردّ العلامةُ الألباني - رحمه اللهُ - على تصحيحِ ابن القيمِ لهذا الأثرِ في " الضعيفةِ " (606) فقال: " وإن مما يجبُ الوقوفُ عنده، وتحقيقُ القولِ فيه ما ذكرهُ ابنُ القيمِ في " حادي الأرواحِ إلى بلادِ الأفراحِ " من روايةِ عبدِ بنِ حميدٍ قال: " بإسنادين صحيحينِ له عن الحسنِ قال: قال عمرُ بنُ الخطابِ ... فذكرهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر ذلك في تفسير قولهِ تعالى: " لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا " [النبأ: 23]. وقال ابنُ القيمِ: " وحسبك بهذا الإسنادِ جلالةً، والحسنُ وإن لم يسمع من عمرَ، فإنما رواهُ عن بعضِ التابعين، ولو لم يصح عنده ذلك عن عمرَ لما جزم به وقال: " قال عمرُ بنُ الخطابِ ".
قلتُ: هذا كلامٌ خطابيٌّ، أستغربُ من صدورهِ من ابنِ القيمِ رحمهُ اللهُ. لأنه خلافُ ما هو مقررٌ عند أهلِ الحديثِ في تعريفِ الحديثِ الصحيحِ: أنهُ المسندُ المتصلُ بروايةِ العدلِ الضابطِ.
فإذا اعترف بإنقطاعهِ بين الحسنِ وعمرَ، فهو منافٍ للصحةِ بله الجلالةِ! وخلافُ المعروفِ عندهم من ردهم لمراسيلِ الحسنِ البصري خاصةً، ولذلك قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في أثرِ الحسنِ هذا نفسهِ: " فهو منقطعٌ، ومراسيلُ الحسنِ عندهم واهيةٌ، لأنه كان يأخذُ من كلِ أحدٍ ... ".ا. هـ.
وقال العلامةُ الألباني في تحقيقهِ لكتابِ " رفعِ الأستارِ " (ص 65): " قلتُ: إسنادهُ ضعيفٌ لانقطاعهِ ".
وقال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " الفتحِ " (11/ 429) على فرضِ ثبوتِ الأثرِ عن عمر: " قُلْت: وَهَذَا الْأَثَر عَنْ عُمَر لَوْ ثَبَتَ حُمِلَ عَلَى الْمُوَحِّدِينَ ".ا. هـ.
2 - عَنْ اِبْن عَبَّاس: " قَالَ النَّار مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّه إِنَّ رَبّك حَكِيم عَلِيم " قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الْآيَة آيَة لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَحْكُم عَلَى اللَّه فِي خَلْقه أَنْ لَا يُنْزِلَهُمْ جَنَّة وَلَا نَارًا ".
قال العلامةُ الألباني في تحقيقه لـ " رفعِ الأستارِ " (ص 71): " قلتُ: هذا أثرٌ منقطعٌ، لأن علي بنَ أبي طلحةَ لم يسمع من ابنِ عباسٍ، وإن كان معناهُ صحيحاً على ما سيبينهُ المؤلفُ رحمهُ الله تعالى، ثم إن في الطريقِ إليه عبدَ الله بنَ صالحٍ وفيه ضعفٌ ".ا. هـ.
وقد علق الصنعاني على الأثر بقولهِ: " وأقولُ: لا يخفى على ناظرٍ أنهُ لا دلالةَ في هذا الأثرِ ولا رائحةَ دلالةٍ على المدعى من فناءِ النارِ، بل غايةُ ما يُفيدهُ الإخبارُ عن أنه لا يُجزمُ للمؤمنِ أنه من أهلِ الجنةِ، ولا العاصِ من عصاةِ المؤمنين أنه من أهلِ النارِ. وهذا المعنى ثابتٌ في الأحاديثِ الصحيحةِ ".ا. هـ.
3 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرو قَالَ: " يَأْتِي عَلَى النَّارِ زَمَانٌ تَخفِقُ أَبْوَابُهَا وَلَيْسَ فِيْهِ أَحَدٌ. يَعْنِي مِنَ المُوحِّدين ".
قال العلامةُ الألباني - رحمهُ اللهُ - في " الضعيفةِ " (2/ 72) في الحكم على الأثر: " قال الحافظُ: " كذا فيهِ، ورجالهُ ثقاتٌ، والتفسيرُ لا أدري ممن هو؟ وهو أولى من تفسيرِ المصنفِ ".
قلتُ: الظاهرُ أن التفسيرَ المذكورَ، من مخرجهِ البزارُ، فقد أخرجهُ الفسوي في " تاريخهِ " بسندِ البزارِ عينهُ عن أبي بلجٍ به، وليس فيهِ التفسيرُ المذكورُ، هكذا ذكرهُ الذهبي في ترجمة أبي بلجٍ. وكذا الحافظُ في " التهذيبِ " عن الفسوي وزاد: " قال ثابتٌ البناني: سألتُ الحسن عن هذا؟ فأنكرهُ ".
وأبو بلجٍ هذا في نفسهِ ثقةٌ، ولكنهُ ضعيفٌ من قبلِ حفظهِ، ولذلك عد الذهبي هذا الأثر من بلاياه! ثم قال: " وهو منكرٌ ".ا. هـ.
-منقول
وقال شيخ الإسلام رحمة الله أيضا في ((درء تعارض العقل والنقل)) (2/ 358):
(وقال أهل الإسلام جميعاً , ليس للجنة والنار آخر , وانهما لا تزالان باقيتين , وكذلك أهل الجنة لا يزالون في الجنة يتنعمون , وأهل النار في النار يعذبون , ليس لذلك آخر , ولا لمعلومات الله ومقدوراته غاية ولا نهاية) أ. هـ.
وقال أيضا رحمة الله في ((بيان تلبيس الجهمية)) (1/ 157) بعد كلام طويل:
(ثم أخبر ببقاء الجنة والنار , بقاءً مطلقاً) أ. هـ
-منقول
وللمزيد فخذ هذه الرسالة وانشرها:
تحقيق نسبة القول بفناء النار
ما هو القول المعتبر في قضية فناء النار، وما تحقيق القول في نسبة القول بفناء النار لشيخ الإسلام ابن تيمية؟
د. محمد بن عبد الله الخضيري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى اله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعقيدة أهل السنة والجماعة أن الجنة والنار لا تفنيان ولا تبيدان، كما قرر ذلك أهل السنة في مصنفات العقائد، وأدلة هذا القول:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 – قوله تعالى: (إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً). [النساء: 169]
2 – وقوله تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً) [الأحزاب: 65].
3 – وقوله تعالى: (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) [الجن: 23].
فهذه ثلاث آيات من كتاب الله فيها التصريح بالبقاء في العذاب وذكر الخلود، وتأكيد هذا الخلود بالتأبيد.
4 – قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) [البقرة: 167].
5 – وقوله تعالى: (يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ) [المائدة: 37]. ففي هاتين الآيتين أخبر تبارك وتعالى بعدم خروجهم من النار، مؤكداً ذلك بأن العذاب مقيم ودائم معهم.
6 – قوله تبارك وتعالى: (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) [الزخرف: 75].
7 – وقوله تعالى: (ذَلِكَ جَزَاء أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاء بِمَا كَانُوا
بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) [فصلت: 28].
8 – ومن السنة: ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت. ويقال يا أهل النار هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت، قال: فيؤمر به فيذبح. ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت.
9 – دليل الإجماع على هذه المسألة:
1 – أبو زيد القيرواني – رحمه الله – في كتابه الجامع صـ 110 (فمما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة، ومن السنن التي خلافها بدعة وضلالة ........ وإن الجنة والنار قد خلقتا، أعدت الجنة للمتقين، والنار للكافرين، لا تفنيان ولا تبيدان).
2 - عبد القاهر البغدادي – رحمه الله – في كتابه الفرق بين الفرق 348 (الفصل الثالث: في بيان الأصول التي اجتمع عليها أهل السنة، - ثم ذكر أموراً – وقال: (الركن الثاني عشر: وقالوا بدوام نعيم الجنة على أهلها، ودوام عذاب النار على المشركين والمنافقين، وقالوا إنً الخلود في النار لا يكون إلا للكفرة).
3 - ابن حزم – رحمه الله – قال رحمه الله في كتابه الملل والنحل: (اتفقت فرق الأمة كلها على أن لا فناء للجنة ولا لنعيمها، ولا للنار ولا لعذابها، إلا الجهم بن صفوان، و أبا الهذيل العلاف، وقوماً من الروافض).
4 - ابن عطية – رحمه الله – في كتابه المحرر الوجيز 2/ 346 (والإجماع على التخليد الأبدي للكفار).
5 - شيخ الإسلام ابن تيمية في أكثر من موضع. وسيأتي الإشارة إليها في صلب البحث – بإذن الله تعالى -.
6 - ابن حجر – رحمه الله – كما في الفتح 11/ 429 فقال: (من زعم أنهم يخرجون منها، أو أنها تبقى خالية أوتفنى فهو خارج عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه أهل السنة).
7 - أبو السعود – رحمه الله – في تفسيره 1/ 94 (وقد انعقد الإجماع على أنً المراد به – أي الخلد – الدوام).
8 - السفاريني – رحمه الله – في كتابه لوامع الأنوار البهية 2/ 234 (وعلى هذا إجماع أهل السنة والجماعة، فأجمعوا على أنّ عذاب الكفار لا ينقطع).
9 - الألوسي – رحمه الله – في جلاء العينين في محاكمة الأحمدين 424ص، وما بعدها (خلود الكفار مما أجمع عليه المسلمون، ولا عبرة بالمخالف).
ومن أقوال السلف المنثورة في مصنفات الإعتقاد:
1 – قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: (وإن الله خلق الجنة قبل الخلق، وخلق لها أهلاً، ونعيمها دائم، ومن زعم أنه يبيد من الجنة شيء فهو كافر، وخلق النار قبل خلقه الخلق، وخلق لها أهلاً وعذابها دائم).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - قول ابن أبي زمنين – رحمه الله – في كتابه أصول السنة: (وَأَهْلُ اَلسُّنَّةِ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اَلْجَنَّةَ وَالنَّارَ لَا يَفْنَيَانِ وَلَا يَمُوتُ أَهْلُوهَا ...... ثم قال – رحمه الله -: (وَقَالَ رَدًّا عَلَى اَلْيَهُودِ وَتَكْذِيبًا لَهُمْ فِي قَوْلِهِمْ: وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا اَلنَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اَللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اَللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اَللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ وَالسَّيِّئَةُ هَا هُنَا اَلشِّرْكُ.
كَذَلِكَ قَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ، فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ اَلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ...... ثم قال كذلك (قَالَ مُحَمَّدٌ: وَلَوْ لَمْ يَذْكُرْ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اَلْخُلُودَ إِلَّا فِي آيَةٍ وَاحِدَةٍ لَكَانَتْ كَافِيَةً لِمَنْ شَرَحَ اَللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ. وَلَكِنْ رَدَّدَ ذَلِكَ لِيَكُونَ لَهُ اَلْحُجَّةُ اَلْبَالِغَةُ).
3 - قال الإمام البربهاري (ت - 329هـ) رحمه الله: (وكل شيء مما أوجب الله عليه الفناء يفنى، إلا الجنة والنار، والعرش والكرسي، والصور، والقلم، واللوح ليس يفنى شيء من هذا أبداً).
4 - قال الإمام الآجري (ت - 360هـ) رحمه الله: (وقد ذكر الله عزّ وجل في كتابه أهل النار الذين هم أهلها، يخلدون فيها أبداً .. وأن أهل النار الذين هم أهلها في العذاب الشديد أبداً).
5 - قول الطحاوي –ر حمه الله – في ثنايا تقرير عقيدة أهل السنة والجماعة: (و الجنة والنار لا تفنيان أبداً ولا تبيدان).
6 - قول ابن أبي العز الحنفي – رحمه الله تعالى – في شرحه للعقيدة الطحاوية: (وقوله: لا تفنيان أبدا ولا تبيدان - هذا قول جمهور الأئمة من السلف والخلف).
أقوال الطوائف في هذه المسألة
وهناك أقوال لأهل البدع – كما هو الحال والشأن – في أقوالهم في أبواب الإعتقاد المتفرقة وقد أشار لهذه الأقوال جماعة من أهل العلم – رحمهم الله – منهم:
1 – ابن حزم – رحمه الله – في كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل.
2 – ابن أبي العز الحنفي –شارح العقيدة الطحاوية -. وغيرهم.
و أهم هذه الأقوال التي تستحق المناقشة هو القول المنسوب لبعض السلف وهو أن النار تبقى أحقاباً ثم تفنى ويخرج منها أهلها إذا تهذبوا وتطهروا وزال عنهم درن الكفر بما ذاقوه من العذاب.
ومن أدلة القائلين بهذا القول:
1 - قوله تعالى: (وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ) (الأنعام: 128)، وقوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ) (هود: 107) (هود: 106).
ووجه الدلالة: ما أشار إليه ابن أبي العز – رحمه الله – بقوله: (ولم يأت بعد هذين الاستثناءين ما أتى بعد الاستثناء المذكور لأهل الجنة وهو قوله: {عطاءً غير مجذوذ}).
والجواب عن ذلك من عدة أوجه:
الوجه الأول: أنّ المراد بقوله تبارك وتعالى: (إلا ما شاء ربك) فالإستثناء في هذه الآية وتقييدها بالمشيئة راجع إلى العصاة من الموحدين كما تواترت النصوص بخروج أهل التوحيد ومن كان في قلبه أدنى مثقال من إيمان.
وهذا المعنى ذهب إليه ابن عباس – رضي الله عنهما - فقال: (الاستثناء لأهل الإيمان).
وقد يشكل على هذا أنه جاءت الآية باستخدام (ما) التي لغير العاقل بمعنى (من) التي للعاقل.
والجواب عن ذلك: أنّ مثل ذلك وارد في كتاب الله تبارك وتعالى وفي اللغة العربية، كما في:
أ – (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء) (النساء: 3) أي: من طاب لكم من النساء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب – (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) (المؤمنون: 6)، فقوله تعالى: (ما ملكت) المقصود به: من ملكت.
ج - (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاء سَبِيلاً) (النساء: 22) والمراد: من نكح.
الوجه الثاني: أنّ المراد بقوله تعالى: (ما دامت السموات والأرض) المراد بها: سموات الآخرة وأرضها بدليل قوله تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (إبراهيم: 48).
3 - وقوله تعالى: {لابثين فيها أحقابا} وجه الاستدلال من الآية أن الأحقاب أوقات معدودة محصورة لا بد لها من نهاية.
و الجواب عن هذه الآية: أن المراد أنهم لابثين فيها أحقاباً ومدداً لا حصر لها، وحذفت نهاية المدة للعلم به.
4 - استدلوا بآثار عن الصحابة كأبي هريرة وابن مسعود وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك وقت يخرجون فيه.
وهذه يجاب عنها بوجهين:
الوجه الأول: أنّ هذه الآثار المروية عن الصحابة – رضوان الله عليهم – لا تصح سنداً.
الوجه الثاني: أنها لو صحت لم يفهم منها القول بفناء النار.
موقف شيخ الإسلام من هذه المقولة
ما يتعلق بمسألة فناء النار هي من جملة المسائل التي شنّع فيها على شيخ الإسلام، واتهم أنه كان يقول بقول الجهمية في فناء النار، حيث له مقالات تفهم أنه يميل إلى هذا القول، ولهذا انقسم الناس فيه إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الذين يقطعون بأنه يقول بفناء النار، وهذا قول عامة مناوئيه، وبعض من يوافقه في الاعتقاد.
القسم الثاني: الذين ينفون عنه هذا القول مطلقاً، وأنه يرى خلودها كالجنة اعتماداً على أن هذا القول هو قول السلف وهو يقول به في عامة كتبه، بل هو من أكبر شراح عقيدة السلف، وهؤلاء اعتمدوا على نصوصه الصريحة في عامة كتبه التي تثبت أبدية النار.
القسم الثالث: القائلون بأن ابن تيمية يميل إلى القول بفناء النار لكنه لا يصرح بذلك، حيث وقفوا على بعض أقوال له تشعر بأنه يرتضي هذا القول، وهذه الأقوال جميعها مفهومة من كلام الشيخ في كتاب له بعنوان "الرد على من قال بفناء الجنة والنار".
والتحقيق -إن شاء الله- أن شيخ الإسلام يقول بقول جمهور السلف والأئمة من أبدية النار وعدم فنائها، وهذا هو الذي صرح به في عامة كتبه، بل ونقل اتفاق السلف على ذلك كما في المجموع (18/ 307)، وبيان تلبيس الجهمية (1/ 581)، وفي منهاج السنة (1/ 146)، ونقل كلام الأشعري في المقالات من اتفاق أهل الإسلام جميعاً على أن الجنة والنار لا يزالان، وذكره مقراً له ومؤيداً. انظر درء التعارض (2/ 357)، وفي مواضع كثيرة من الفتاوى يحكي هذا القول وينصره (2/ 428)، (16/ 197).، ثم إن النصوص التي يستدل بها القائلون بأنه يقول بفناء النار هي من كتاب واحد، وهو (الرد على من قال بفناء الجنة والنار)، وهو ليس من الكتب المشهورة لشيخ الإسلام والمحققون من أهل العلم لهم عليه ملاحظات علمية ومنهجية ليس هذا موضع ذكرها، وابن القيم –رحمه الله- قد نقل أغلب ما في هذا الكتاب في كتابه (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) ولم يصرح بأن ذلك هو رأي شيخ الإسلام، ولو كان قولاً له لصرح به، ثم إن الكتاب ظاهر من عبارته أنه قائم على حكاية قول القائلين بفناء النار على هيئة مناظرة وحوار، فذكر أدلة الفريقين، وحين ذكر أدلة القائلين بفناء النار عرضها عرضاً يوحي بأنه منهم، لكنها قوة عرض ليس إلا، بدليل أن ابن القيم الذي نقل عامة هذا الكتاب حين ذكر أدلة الفريقين ومناقشة الأدلة صرح بأنه يحكي هذا القول: فقال: "قال أصحاب الفناء ..... "، وحين انتهى من ذكر مناقشاتهم قال: "فهذا نهاية إقدام الفريقين في هذه المسألة" حادي الأرواح (ص 255، 283)، ثم على التسليم بأن كتاب ابن تيمية فيه تأييد ونصرة للقول بفناء النار، فالذي يترجح أن هذا الكتاب ليس من آخر ما كتب ابن تيمية، فإن الكتب المتأخرة مثل (درء التعارض) الذي ألفه في السنوات من عام (713 - 717) هـ ومنهاج السنة الذي كان تأليفه عام (710) هـ تقريباً، وكذا كتاب
(يُتْبَعُ)
(/)
بيان تلبيس الجهمية ألفه في مصر من عام (705 - 712)، وهذه الكتب قد صرح فيها شيخ الإسلام بأبدية النار، وصرح فيها برأيه بوضوح تام، والكتاب السابق يغلب على الظن أنه قد تم تأليفه في مرحلة مبكرة من عمره، وقد أشار الشيخ الألباني –رحمه الله- إلى شيء من ذلك في مقدمة كتاب رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار (ص 25).
وعلى كل حال فأقواله –رحمه الله- المصرحة بأبدية النار بيّنة وصريحة، ومن القواعد المقررة عند أهل العلم أن المجمل مما في نصوص الكتاب والسنة يرد إلى المحكم، ولا يتعلق بالمتشابة والمجمل ويترك المحكم والمبين إلا أهل الأهواء، وكذلك مقولات أئمة العلم والدين ينبغي أن يحمل المجمل والمشتبه على المبيّن والمحكم، وأن تحمل أقوالهم على أحسن المحامل وأسلم المقاصد.
و ُأجمل بعض النقاط المتقدمة في تبرئة شيخ الإسلام من القول بفناء النار في النقاط التالية:
1 – لشيخ الإسلام نصوص واضحة في هذه المسألة لا يتطرق لها الاحتمال والتأويل.
ومن ذلك -على سبيل الإيجاز لا الحصر -:
أ – قوله في تلبيس الجهمية: (و أن بقاء الجنة والنار بقاء مطلق) 1/ 157.
ب – إنكاره على من يقول بفناء الجنة والنار. الفتاوي 14/ 348.
2 – تصريح الأئمة بعدم صحة هذا القول لشيخ الإسلام ابن تيمية، ومن ذلك على سبيل الإيجاز لا الحصر:ما قاله القارىء – رحمه الله -: (و أما قول المؤول أن ابن تيمية الحنبلي: ذهب إلى أن الكفار في عاقبة الأمر يخرجون من النار فافتراء عليه). انظر كتابه الرد على القائلين بوحدة الوجود صـ 86. و أما ما نسبه له بعض أهل العلم والفضل سيأتي ذكر سبب هذه النسبة في آخر هذا البحث – إن شاء الله تعالى -.
3 – أنّ لشيخ الإسلام رحمه الله حاشية على كتاب ابن حزم – رحمه الله –في كتابه: (مراتب الإجماع)، فحينما ساق ابن حزم الإجماع على بقاء النار وعدم فنائها بقوله: (والنار حق، وأنها دار عذاب، لا تفنى ولا يفنى أهلها بلا نهاية) لم يتعقبه على كلامه كما تعقبه على غيره من جملة المواضع.
4 - أنه لم ينقل أحد من تلامذتهما عنهما هذا القول، ولم يقل به أحد منهم، وتلاميذهما علماء محققون وهم كُثُر (الذهبي – ابن رجب الحنبلي – ابن كثير) وغيرهم كثير.
سبب نسبة القول بفناء النار لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
لهذه النسبة عدة أسباب، منها:
السبب الأول: عدم تتبع كلام شيخ الإسلام – رحمه الله في جميع كتبه ورسائله، فهو رحمه الله لما استطرد في بيان أدلة من قال بفناء النار ظنّ البعض أن هذا هو قول شيخ الإسلام، أو أنه يميل إليه، لكنه لا يصرح به. فالكتاب قائم على حكاية قول القائلين بفناء النار على هيئة مناظرة وحوار، فذكر أدلة الطائفتين، وحين ذكر أدلة القائلين بفناء النار عرضها عرضاً يوحي بأنه منهم، ويستند هذا التعليل إلى أمور منها:
أ - أن ابن القيم رحمه الله حين ذكر أدلة القائلين بأبدية النار ودوامها وبدأ مناقشة هذه الأدلة، صرّح بأنه يحكي هذا القول فقال: (قال أصحاب الفناء: الكلام على هذه الطرق يبين الصواب في هذه المسألة).
وحين انتهى من ذكر مناقشاتهم قال: (فهذا نهاية أقدام الفريقين في هذه المسألة) ب - أن ابن تيمية رحمه الله ذكر في أبدية النار اتفاق سلف الأمة، وأئمتها، وسائر أهل السنة والجماعة على هذا، ولا يسع ابن تيمية رحمه الله وأمثاله أن يخالف هذا الاتفاق، ولا سيما أنه حكى قول القائلين بالفناء بأنه يحتج على فناء النار بالكتاب والسنة، وأقوال الصحابة، مع أن القائلين ببقائها ليس معهم كتاب ولا سنة، ولا أقوال الصحابة، فكيف يحكي الاتفاق والإجماع على مسألة، ويركز عليها في كتبه المتعددة. ثم هو يقول بهذا النص، لا شك أن هذا النص هو حكاية لقول القائلين بالفناء لا أنه يرتضيه.
ج - يتفق ابن تيمية رحمه الله وابن القيم أنهما حكيا قول القائلين بالفناء، وذلك؛ لأن ابن القيم نقل أغلب كلام ابن تيمية رحمه الله الذي ذكره في كتابه (الرد على من قال بفناء الجنة والنار)، وذلك بعدما سأل ابن القيم (ت - 761هـ) شيخه ابن تيمية رحمه الله عن هذه المسألة، ثم يجمعهما - أيضاً - أنهما قالا بقول أهل السنة والجماعة في أبدية النار في مواضع متعددة من كتبهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
السبب الثاني: الكلام المحتمل غير الصريح في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وابن القيم، فقد يفهم فاهم بأن هذا هو قوله في هذه المسألة.
وأنبه في نهاية البحث: إلى أهمية معرفة أن القول بفناء النار لا يسلم بأنه كفر، كما يزعمه كثير من خصوم شيخ الإسلام الذين يكفرونه بذلك، بل هذه المسألة فيها اشتباه وآثار متعددة اشتبهت على كثير من العلماء ومنهم باحثون معاصرون، وقالوا بفناء النار، واستندوا إلى الآثار المروية في ذلك عن بعض الصحابة والتابعين التي يفهم منها القول بفناء النار، فاجتهدوا في هذه المسألة، وإن كانوا مخطئين لكنهم لا يكفرون بذلك. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
مراجع لهذه المسألة:
1 – الاعتبار ببقاء الجنة والنار.
تأليف: للحافظ الإمام علي بن عبد الحافظ السبكي.
2 – رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار.
تأليف: محمد بن إسماعيل الصنعاني.
3 – توقيف الفريقين على خلود أهل الدارين.
تأليف: مرعي بن يوسف الحنبلي.
4 – شرح العقيدة الطحاوية.
5 – دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية.
تأليف: د. عبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن.
6 - تنبيه المختار على عدم صحة القول بفناء النار عن الصحابة الأخيار
تأليف: الشيخ سليمان بن ناصر العلوان.
.............................. .............................. .............................. .............................. ...............
- الفصل في الملل والأهواء والنحل، ج 4/ 69.
- فتح الباري شرح صحيح البخاري 11/ 440.
- أصول السنة، لإبن أبي زمنين، صفحة 19 و ما بعدها.
- شرح السنة ص33.
- الشريعة ص399 - 400.
- شرح العقيدة الطحاوية ج 1 - صفحة 420.
- والذي يظهر – والعلم عند الله – أنّ هذا القول لم يشتهر عن أحد من السلف إلا ما نسب لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمة الله عليهما – وهذا لا يصح عنهما، كما سيتبين خلال هذا البحث. ولعلّ كلام ابن أبي العز الحنفي حينما نسب هذا القول لبعض السلف لم يبين من هم السلف، و كأنه متردد – رحمه الله – في نسبة القول بفناء النار لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمهما الله -، و أما ما نُسب لبعض أهل التفسير فإن معظمهم تكلم على الآية التي جاء في سوة الأنعام، والآية الأخرى التي جاءت في سورة هود، ففهموا من الاستثناء القول بفناء النار، كما أيدوا هذا الفهم بالأقوال التي وردت عن الصحابة – رضوان الله عليهم – والتحقيق أنه لا يصح نسبة هذه الأقوال للصحابة فهي ضعيفة، وما صحً منها لا يفهم القول بفناء النار، و ممن جمع آثار الصحابة في هذه المسألة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان في رسالة له بعنوان: تنبيه المختار على عدم صحة القول بفناء النار عن الصحابة الأخيار. وقد قال ابن حجر – رحمه الله – كما في الفتح: 11/ 429 وما بعدها (وقد مال بعض المتأخرين إلى هذا القول – يعنى القول بالفناء – وهو مذهب ردىء مردود على قائله، وقد أطنب السبكي في بيان وهائه فأجاد .... ). فالحافظ رحمه الله تعالى لم ينسب هذا القول لشيخ الإسلام ابن تيمية كما ردً ابن حجر على شيخ الإسلام في مسألتين – كما في الفتح – وكان الصواب فيها مع شيخ الإسلام ابن تيمية ومن المعلوم كذلك: أنً السبكي كان من أعداء شيخ الإسلام ابن تيمية في وقته السبكي، ومع ذلك لم يتهمه بهذه التهمة، قال الألوسي – رحمه الله – في كتابه جلاء العينين في محاكمة الأحمدين: (إنً أكثر المنتقدين من المعاصرين وأشدهم من الوقوع فيه – أي: ابن تيمية – الإمام السبكي).
- انظر تفسير القرطبي [جزء 7 - صفحة 75] حيث قال: (وقال ابن عباس: الاستثناء لأهل الإيمان فما على هذا بمعنى من)
وكذلك انظر: توقيف الفريقين على خلود أهل الدارين صـ 43.
- انظر رسالة تنبيه المختار على عدم صحة القول بفناء النار عن الصحابة الأخيار.
- حادي الأرواح ص255.
- حادي الأرواح ص283.
- انظر: الرد على من قال بفناء الجنة والنار ص67.
- انظر: شفاء العليل لابن القيم ص551 - 552.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 07:42]ـ
الأخ الكريم أبو قتادة كتب شيخ الاسلام عامتها ردود:) ... و القول بأنها آخر ما الف جزما ....... في سجن القلعة قاله معاصروه و تلامذته بخلاف القائلين بأوليتها احتمالا .... فهم متأخرون ... أما حكايته الاجماع فسببه أنه يحكي اتفاق السلف على عدم فناء الدارين ... لا على فناء النار وحدها ... كما فصله ... هذا من جهة و من جهة أخرى -و هو ما يفسر لم على الأقل لم يعقب على حكاية اجماع امامنا ابن حزم الاجماع على عدم فناء النار- لأنه كان متوقفا فيه و لا يميل لشيء فيه برهة من الزمن حتى أواخر حياته ... أما العنوان أخي الكريم فلو قرأت فقط المقدمة ... :) مع التأكيد أن شيخ الاسلام على الأقوال جميعها لم يجزم قط بفناء النار و انما ظهر ميله الى القول به بحكاية أدلة المختلفين و تأييد ادلة من يميل الى قوله و التوسع فيها ... و هي طريقة اشارية معروفة عنده و عند من تربى عليها من تلامذته كابن القيم كما تلاحظه مثلا في حكايته لأدلة مسألة الطلاق الشهيرة في زاد المعاد و حكايته لأدلة مسألة جنة آدم في حادي الأرواح ... و الله اعلم
أخي الكريم حيدر حفظك المولى و زاد من حبك للسنة و أهلها ... ألا يفلت لرادارك أي تشويش؟؟؟:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 05:15]ـ
اخي ابن الرومية
كلامك مع كل احترامي لك ليس له اي قيمة وانما تذكر هذا الكلام فقط حتى تشوش وتقول انه قد قال ابن تيمية بهذا او انه رحمه مال الى هذا القول وهذا باطل وقد بين غير واحد من اهل العلم بطلان قولك وقول من قال هذا في ابن تيمية رحمه
ثانيا اخي من من معاصري ابن تيمية قال ان اخر ما الفه هو هذا الكتاب؟
ثالثا اخي ان قضية نقل ابن تيمية اتفاق السلف على ان النار و الجنة لا تفنيان و لا تبيدان انه كلام يحكي فيه اتفاق على عدم فناء الدارين لا النار هذا من اعجب ما سمعت بالله عليك لو تشرح لي كلامك يحكي اتفاق السلف على عدم فناء الدارين لا على فناء النار؟
رابعا اخي قولك يميل هذا يرده كلام ابن تيمية الواضح الجلي في المجموع ودرء تعارض النقل والعقل ومختصر الفتاوى المصرية وغيرها من كتبه فان كلامه المتشابه يرد الى كلامه المحكم اما قولك ان معظم كتبه كتب ردود فهذا صحيح لكن اقصد هناك فرق بين ان يقرر عقيدة السلف ويذكرها وبين ان يلزم الخصم ببعض الامور ليفحمهم فانتبه بارك الله فيك
خامسا لو تذكر لي كلام ابن تيمية الذي صرح فيه او مال فيه الى القول بفناء النار.
واعجب ما قلته اخي في كلامك ان عدم تعقيب ابن تيمية على اجماع ابن حزم في مسالة عدم فناء النار ان ابن تيمية كان متوقفا في ذلك وبقي برهة من الزمن لا يميل الى شيء الا في اخر حياته فاقول سبحانك هذا بهتان عظيم سبحان الله ما اجراك كيف تقول هذا عن ابن تيمية هل اخبر ابن تيمية بهذا او احد من تلاميذته رحمهم الله ام ان هذه من الاقوال التي استفدتها من اعداء ابن تيمية رحمه الله؟ ام انك اطلعت على الغيب؟
اما ما ذكرته من الكلام الاخير في سرده لادلة المخالفين والميل اليها فهذا كلام لا تثبت به اي حجة ولا شيء من ذلك اريد اين صرح ابن تيمية بفناء النار؟ او اين مال الى القول بفناء النار
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 10:07]ـ
ابن الرومية,
ماذا تريد بهذه العبارة؟
أخي الكريم حيدر حفظك المولى و زاد من حبك للسنة و أهلها ... ألا يفلت لرادارك أي تشويش؟؟؟
لماذا السخرية! اسال الله ان يهديك للحق وتترك العقيدة الصوفية.
هل تريد ان تشوش وتفتح موضوع آخر بعدما فضحناك في عدة مواضيع بعدم امانتك العلمية وتدليسك؟!
اذا كان عندك بينة تكلم , والا فاسكت ولا تفضح نفسك!
==ثالثا اخي ان قضية نقل ابن تيمية اتفاق السلف على ان النار و الجنة لا تفنيان و لا تبيدان انه كلام يحكي فيه اتفاق على عدم فناء الدارين لا النار هذا من اعجب ما سمعت بالله عليك لو تشرح لي كلامك يحكي اتفاق السلف على عدم فناء الدارين لا على فناء النار؟!!!!!)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[19 - Nov-2008, صباحاً 07:40]ـ
لو اطلع على الكلام من يبغض أهل السنة و الحديث لفرح به و لقال قد صح ما نتهمهم به من الحشو ... هؤلاء المنتسبين للسنة و الحديث أبعد ما يكونون عن التحقيق حتى أنهم ينتقدون شيئا قبل أن يطلعوا عليه .. أفلا كلفتم انفسكم قراءة الكتاب حتى؟؟؟ كل ما سألتموه مبين فيه بكلام شيخ الاسلام نفسه ... أفان كان هذا حظنا من كلام شيخ الاسلام و كلام أئمة السلف ممن ندعي الانتساب اليهم .. فكيف يكون حظنا من تتبع كلام مخالفيكنا من اهل السنة و معرفة مقاصدهم ... ؟؟ بل كيف يكون حظنا من معرفة كلام مخالفينا من اهل الاسلام؟؟؟ بل كيف يكون حظنا من معرفة كلام مخالفيكنا من بني الانسان؟؟؟ لم كل هذه العجلة و كل هذا الرهق في بناء معارفنا دون الكلام عن بناء دعوتنا و انكارنا؟؟؟ و لم نقلد شخصا واحدا فيها سواء كان حقا امام عصره في الجرح و التعديل أم لم يكن ..... -أقول شخصا واحداو لاأعني تقليد جملة أئمة الدين فهم يكادون لا يختلفون الا فيما يعذر فيه المخالف في كل عصر- ... اتباع كلامه بحذافيره نوالي عليه و نعادي عليه و كأننا في حملات انتخابية ... أما الامام من أئمة الدين فحين يوافق كلامه كلام ذلك الشخص فهو العالم النحرير المحقق ... و حين لا يوافقه فلا نرفع اليه رأسا ... فهذا العلامة عبد الرزاق عفيفي لا قول بعد قوله في جماعة التبليغ و لو خالفه الشيخ العثيمين و غيره .... أما هنا فكلامه لا يستحق أن يعتبر حتى اجتهادا سائغا و لنحتج مرة أخرى بالشيخ العثيمين لأنه
(يُتْبَعُ)
(/)
وافقنا ... وهنا نحتج بالامام العلامة المحقق بكر أبو زيد وهناك فهو لا يستحق أن يسلم حتى من لساننا وهنا و هناك و هناك و هنا ... أفلم يكن خيرا لنا يا قومي الكرام كما ننصح غيرنا بالتعلم قبل الخروج للدعوة أن ننصح أنفسنا به اولا؟؟؟؟ و أن لا نفضح أنفسنا بالتزبب قبل التحصرم .. هذا الذي عجبتم و تسألون ... أنه لا عهد لكم به فعاديتموه فقط لجهلكم به قد فصله شيخ الاسلام في رسالته هذه في المقدمة نفسها و لم يكن ليعوزكم قراءة الرسالة بكاملها ... فكيف و قد بين الفرق غير ابن تيمية كابن الوزير و الصنعاني بل و الألباني؟؟ بل كيف بباقي المسألة ان دخلتم في تفصيل مقتضيات الصفات و الأصول النقلية و العقلية لصفات الأفعال و التسلسل و الأمر و الخلق و مكامن الشبه عند الفلاسفة و المتكلمين و معرفة الفروق بين اصطلاحاتهم مما فصله في عامة كتبه و التي حارت فيها اذهان كبار الأذكياء وقصمت قلوب كبار الأصفياء كيف كنا سنتكلم آنذاك؟؟؟ الا ان نبرهن على ان غيرنا ان كان يحتاج ان يضيف علما الى ما عنده من أخلاق و تربية .. فنحن بهذا أحوج الى الاثنين معا ...
أخي الفاضل أبو قتادة اليك تفصيل ما لم نسطع عليه صبرا
أما اولا فأهل العلم مختلفون -و أقصد بهم أهل السنة لا غيرهم- بين مثبت لاتصال القول ابن تيمية و ناف و كلا الفريقين فيهم فضلاء و في الأول من المعاصرين-لتفرسي أنك تقصدهم- الشيخ عبد الرزاق عفيفي و الشيخ عبد الكريم الحميد و الشيخ الشنقيطي و غيرهم سواء وافقوه او خالفوه و هذا أدل شيء على رجاحة عقولهم و أبلغ رد على من وصفهم بعبيد ابن تيمية
ثانيا اما من معاصري شيخ الاسلام بالاطلاق فمشهورون .. أما من تلامذته فمنهم خاصته ابن القيم و منهم تلميذه الأديب و المؤرخ الصفدي ...
أما ثالثا فقد ذكرته اعلاه والعجيب أنه في المقدمة فلم يكن ليكلفك شيئا ... فكيف ان قرات الرسالة كلها و فيها فقرات كاملة بالعناوين الواضحة "الفرق بين بقاء الجنة، والنار، شرعا، وعقلا"و ان شككت في الرسالة فنفس الفرق مثبت في ما نقله عنه ابن القيم في حادي الأرواح ..
أما رابعا فبارك الله فيك اقرأ الرسالة و اعدك أن أتنبه بعدها:) فنقل القول بفناء النار عن السلف أتى به من مقدمتها فهلم جرا لبيان عقيدة السلف و ليس لرد شبهة و لا الزاما لخصم كما ان المواضع التي تتكلم عنها في الدرء و المجموع عامتها ايضا في سياق الزام الخصم بمخالفته لاجماع السلف فاقرأ باسم ربك الذي خلق:) ..
أما خامسا: فاقرأ .... :) اقرأ آخر الرسالة فكله تزييف لأدلة القائلين بالبقاء و لم يرتض أي دليل منها ... و هو ما فهمه كل من وقف على الرسالة سواء وافق شيخ الاسلام او خالفه اثبت الرسالة ام نفى صحتها ...
أما سادسا فكمان اقرأ .. :) فقد ذكر توقفه في ذلك تلميذه ابن القيم في شفاء العليل و انه لم يكن يقول فيها بشيء حتى أوقفه على آثار في تفسير عبد بن حميد فصنف فيها تصنيفه هذا .... امنا التصريح بفناء النار ... فبردك اقرأ:) اقرأ تعليقي فقد قلت انه مال و لم يصرح و لم يجزم ... اما أنك لا تريد أن تفهم منه الميل فذلك شأنك حفظك الله اما شأن المحققين ممن اطلع على الرسالة فقد فهموا الميل سواء ناصروه أم نابذوه
أخي الكريم الحيدر ... لو بينت لي مواضع تلبيسي و قلة امانتي العلمية أكن لك شاكرا و لهداياك ممتنا ... :)
و الله أعلم
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[19 - Nov-2008, صباحاً 08:15]ـ
يا ابن الرو مية,
والله الكلام معك لا يجدي اي نفع, لانك لا تريد الوصول الى الحق!
وهذا مجرب!؟
وانا لا اريد اضيع وقتي!
اما عن تدليسك وعدم امانتك العلمية, فهذا الرابط سيبين او سيفضحك!؟
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20721&page=2
الله يهدي الصوفية الى السنة
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[21 - Nov-2008, صباحاً 12:17]ـ
السلام عليكم
لو اطلع مبغضي السنة على كلامك لقالوا ما ذكرته
اما كلامي وكلام اخواني الاخرين فكلام مصحوب بالادلة واقوال ابن تيمية رحمه الله من كتبه، اما انت فالى الان نطلب منك ان تذكر كلام ابن تيمية الذي مال فيه او صرح فيه بفناء النار.
(يُتْبَعُ)
(/)
اما اننا استعجلنا في الامر فاقول لك وبالله التوفيق: لم نستعجل بل ذكرنا كلام ابن تيمية الذي صرح فيه بالقول ببقاء النار والذي استعجل في الامر هو انت واعداء ابن تيمية الذين لا اطلاع لهم على كتب ابن تيمية ونسبوا اليه ما ذكرته بمجرد انهم قراوا كتابه الرد على القول بفناء والنار الذي ذكر فيه اقول القائلين بفناء النار واقوال القائلين بخلاف ذلك وكان كتابه عبارة عن مناظرة بين الطرفين كما نقل كلامه ابن القيم رحمه الله في حادي الارواح.
اما تلك المقدمة التي ذكرتها فاقول لك: كلام انشائي لطالما سمعناه مرارا وتكرار فلا حاجة الى ذكره لان موضوعنا هو ما نسب الى ابن تيمية رحمه الله في مسالة القول بفناء النار.
اما ما ذكرته عن ان المسالة خلافية بين اهل السنة في ما ينسب الى ابن تيمية اقول لك: الذي نفوا عنه ذلك نقلوا كلامه الصريح في كتبه كما صرح في كتبه واما من نسب اليه القول بفناء النار لم ياتوا الى يومنا هذا بكلامه الذي صرح فيه او مال فيه الى ذلك وانا اتحداك انت ان تاتي بكلامه.
اما ما قلته ان كلام ابن تيمية في بعض مسائل العلمية حارت فيه اذهان كبار الاذكياء وقصمت قلوب كبار الاصفياء لا ادري من اين سرقت هذه العبارة؟ كلام مجرد حشو واظهار للعضلات لا اقل ولا اكثر
ما قولك ان معاصري شيخ الاسلام فمشهورون فانا لم اسلك عن هذا بل سؤالي كان من قال من معاصريه كما زعمت انا من اخر ما الف كتاب الرد على من قال بفناء الجنة والنار والى الان لم تاتي بشيء
اما تلك كلامنك اقرا اقرا اقرا شفاء اقرا مقدمة كذا اقرا كذا ليس فيه اي دليل ولا حجة ولا برهان الذي اريده منك كلام ابن تيمية وابن القيم اين هو؟ عندك كلامهما في هذا ام لا؟
وفي الختام: اقول لك كلام ابن تيمية في المسالة واضح جلي و لا ينسب اليه القول بفناء النار بعد ان اطلع على كلامه اذلي ذكر الا جاهل غبي او صاحب هوى معاند حاقد على شيخ الاسلام
فان كلام ابن تيمية ذكرته وذكره الاخوة بالصفحة والكتاب ولا حاجة الى ان نكرره اما انت فلمن تاتي الى الان بكلامه رحمه الله الذي قال فيه بفناء النار او بالاحرى كما زعمت انه يميل الى ذلك القول وان هذا لم ينكره لا من ناصروه ولا من نابذوه فاقول لك بل كلامك هذا تدليس وتلبيس فاما من ناصروه وهم اهل الحق في المسالة ما زعموا انه يميل الى هذا اصلا ولا حتى الذين نابذوه فانهم صرحوا بانهم جزم بالقول بفناء النر ام القول انه يميل الى هذا القول فهذا القول قاله امثالك ممن لا اطلاع لهم على كتب ابن تيمية فهل يقال بعد ان نقل ابن تيمية الاتفاق على ذلك وانه قول اهل السنة جميعا وما ذكره من الكلام في بقاء النار وعدم فنائها انه يميل الى القول بفناء النار ان هذا لشيء عجاب.
القول ان ابن تيمية قال بفناء النار لم ينسبه احد من تلاميذته كابن القيم والذهبي وابن كثير وابن رجب والبزار وابن عبد الهادي وغيرهم. وجل علمءا الذي لهم اطلاع على كتب ابن تيمية رحمه الله براوه من هذا القول كالامام الالوسي رحمه الله والقارئ وابن قاسم والشيخ الراجحي وغيرهم كثير وحتى السبكي الذي عرف بعدواته لشيخ الاسلام لم يتهمه بهذه التهمة فهل يا ترى تذكر لنا من من معاصري ابن تيمية اتهمه بهذه التهمة؟
نقاشي معك لن يستمر الا بعد ان تايت بكلام ابن تيمية الذي صرح فيه او مال فيه الى القول بفناء النار هذا اولا
وثانيا: زعمت ان كتابه الرد على من قال بفناء الجنة والنار من اخر او من اواخر ما الفه رحمه الله وانه كتبه بسجن قلعة وان هذا ذكره بهض معاصريه فهلا ذكرتنا منهم هؤلاء؟
والسلام عليكم
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[21 - Nov-2008, صباحاً 03:06]ـ
وفي الختام: اقول لك كلام ابن تيمية في المسالة واضح جلي و لا ينسب اليه القول بفناء النار بعد ان اطلع على كلامه اذلي ذكر الا جاهل غبي او صاحب هوى معاند حاقد على شيخ الاسلام
س81: سئل الشيخ: عن مسألة فناء النار؟
فقال الشيخ رحمه الله:: " ما لى رأى فى المسألة اقرأ كلام ابن تيمية وابن القيم واقرأ للصنعاني فى الرد عليهما
وانا لا اقرأ بفناء النار ولا بعدم فنائها انا لم اختر رأيا الى الان ليست هناك نتيجة عملية تترتب على هذا الخلاف
والواقع ان القول بفناء النار متصل بابن تيمية خلافا لمن نفي نسبة هذا القول له ".
فتاوى الشيخ/ عبدالرزاق عفيفي صـ 372
:):):):):):):):):):):):):):):):):):):):):):)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[21 - Nov-2008, صباحاً 06:44]ـ
السلام عليكم،
ما يثبته ابن تيمية وابن القيم - رحمهما الله - هو فناء نار الموحدين .. فإنهم قالا إن عصاة المؤمنين لا يجتمعون مع الكافرين في موضع واحد، بل لهم نار خاصة بهم ..
ويا أبا قتادة السلفي، ليتك تحسن النقل عن ابن القيم .. فيظهر لي أنك أخطأت في نقلك، غفر الله لنا ولك .. فقد قال في الوابل الصيب:
ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طيب لا يشينه خبث، وخبيث لا طيب فيه، وآخرون فيهم خبث وطيب، كانت دورهم ثلاثة: دار الطيب المحض، ودار الخبيث المحض، وهاتان الداران لا تفنيان. ودار لمن معه خبث وطيب، وهي الدار التي تفنى، وهي دار العصاة. فانه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد، فإنهم إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار، فادخلوا الجنة، ولا يبقى الا دار الطيب المحض ودار الخبث المحض
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[22 - Nov-2008, صباحاً 01:25]ـ
ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طيب لا يشينه خبث وخبيث لا طيب فيه واخرون فيهم خبث وطيب كانت دورهم ثلاثة: دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض وهاتان الداران لا تفنيان. ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي لا تفنى وهي دار العصاة، فانه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين احد فإنهم اذا عذبوا بقدر جزائهم اخرجوا من النار فادخلوا الجنة ولا يبقى الا دار الطيب المحض ودار الخبث المحض. انتهى كلامه رحمه الله وهذا في الوابل الصيب صفحة 20
اخي هذا ما نقلته عنه رحمه الله هو نفس ما نقلته انت الا ان القلم سبقني فكتبت وهي الدار التي لا تفنى وهي دار العصاة وانما الصحيح الذي قاله ابن القيم هو ما ذكرته: وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة.
فارجو من اخواني المشرفين ان يصححوا العبارة.
والسلام عليكم
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[22 - Nov-2008, صباحاً 02:12]ـ
ما رأي الأخ الكريم: لو اكتفى بوصف ابن تيمية رحمه الله بشيخ الإسلام كما معروف في الاستعمال بدل مفتي الأنام التي لا تصدق في الواقع إلا على خير الأنام عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام ...
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 05:21]ـ
ملاحظة جيدة اخي
لكن فيه من اهل العلم من اطلق هذه العبارة على غير واحد من اهل العلم
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 06:12]ـ
بارك الله فيك على تقبلك لرأي أخيك ويبقى عليك بعد ذلك أن تستفتي قلبك و إن قال الناس ما قالوا خصوصا أن العلماء جميعا يؤخذ من رأيهم وكلامهم و يرد إلا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 11:23]ـ
على كل جزاك الله خيرا اخي
فالامر عائد الى الاخوة القائمين على المنتدى فاذا ارادوا ان يغيروا الى العنوان تبرئة شيخ الاسلام ابن تيمية من القول بفناء النار فليس عندي اي مشكلة.
وكذلك ارجو من الاخوة الاقائمين تعديل العبارة اني ذكرت ان ابن القيم قال هي الدار التي لا تفنى والصحيح انه قال قال هي الدار التي تفنى فكان سبق قلم مني وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[19 - Aug-2010, صباحاً 03:33]ـ
هناك دراسة للشيخ سليمان العلوان حفظه الله وفك الله اسره
حول هذا الموضوع ولقد اجاد الشيخ وهي مطبوعة وموجودة لدي
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[20 - Aug-2010, صباحاً 04:09]ـ
ابن الرومية فعقيدة ابن تيمية لا تؤخذ من ردوده رحمه الله انما تؤخذ مما قرره رحمه الله في كتبه التي بينها فيها عقيدته
ألم تكن ردوده سلفية كعقيدته-رحمه الله-؟ وهل كان يردُّ بغير ما كان يعتقد؟(/)
عودة دروس (كتاب الحج من المنتقى لابن الجارود) للشيخ المحدث عبدالله السعد (بث مباشر)
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 07:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سيتم بث دروس شرح كتاب الحج , من المنتقى لابن الجارود , للشيخ المحدث عبدالله السعد , بثا مباشرا كل يوم أثنين بعد صلاة العشاء , قرابة الساعة:7:45 مساءا بتوقيت الرياض ,
ويمكن متابعة الدروس بشكل مباشر وكتابة الأسئلة للشيخ عن طريق الغرفة الصوتية الخاصة على هذا الرابط
http://wwwnabdnet-4.s.roomsserver.net/
اكتب أسمك , ودع كلمة المرور فارغة , ثم اضغط على دخول , وانتظر تحميل البرنامج
بقي في الكتاب قرابة العشرين حديثا ونتمه ثم ستوضع كامل التسجيلات هنا إن شاء الله تعالى.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 07:56]ـ
ما شاء الله اللهم احفظ هذا الشيخ وبارك في علمه وزده من خيري الدنيا والآخرة
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 11:23]ـ
اللهم آمين , بارك الله فيكم شيخنا ماهر.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 10:05]ـ
وأنتم فيكم بارك الله ونفع بكم وزادكم من فضله.
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 10:44]ـ
ألا يمكن بارك الله في جهودكم إنزال الدروس متناثرة كما عودتمونا.
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 07:41]ـ
للتذكير , الأن الدرس يبث , نسأل الله أن ينفع به.
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 07:30]ـ
الأن يبدأ الدرس إن شاء الله
وسنختم كتاب الحج في هذا الدرس
أخي ممعن النظر
إن شاء الله سيتم إنزال كامل الدروس قريبا بعد اكتمال الكتاب.(/)
النصيحة الذهبية لطلبة العلم للعلامة بكر أبو زيد
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 12:02]ـ
قال العلامة الفقيه صاحب القلم البليغ
المدافع عن عقيدة التوحيد
بكر بن عبد الله أبو زيد
رحمة الله عليه
فيا طالب العلم!
بارك الله فيك وفي علمك
اطلب العلم، واطلب العمل، وادع إلى الله تعالى على طريقة السلف.
ولا تكن خراجاً ولاجاً في الجماعات، فتخرج من السعة إلى القوالب الضيقةفالإسلام كله لك جادة ومنهجاً
والمسلمون جميعهم هم الجماعة
وإن يد الله مع الجماعة،
فلا طائفية ولا حزبية في الإسلام.
وأعيذك بالله أن تتصدع، فتكون نهاباً بين الفرق والطوائف والمذاهب الباطلة والأحزاب الغلية، تعقد سلطان الولاء والبراء عليها.
فكن طالب علم على الجادة
تقفو الأثر
وتتبع السنن
تدعو إلى الله على بصيرة
عارفاً لأهل الفضل فضلهم وسابقتهم.
وإن الحزبية ذات المسارات والقوالب المستحدثة التي لم يعهدها السلف من أعظم العوائق عن العلم، والتفريق عن الجماعة
فكم أوهنت حبل الاتحاد الإسلامي
وغشيت المسلمين بسببها الغواشي.
فاحذر رحمك الله أحزاباً وطوائف طاف طائفها
ونجم بالشر ناجمها
فما هي إلا كالميازيب؛ تجمع الماء كدراً، وتفرقه هدراً
إلا من رحمه ربك
فصار على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.
المصدر
حلية طالب العلم
صفحة 61وما بعدها
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 12:04]ـ
رحمك الله ياشيخ بكر، وكثر الله من أمثالك .....
و الله كل ما أقرأ لهذا الشيخ الجليل تسبق دموع عيني نبرات فكري في كتاباته فرحمه الله رحمة واسعة.
إنا لله و إنا إليه راجعون، إنا لله وإنا إليه راجعون
و الله المستعان، ولاحول ولا قوة إلا بالله
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 09:07]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 09:30]ـ
بارك الله فيك على هذه النصائح من سماحة الشيخ العلامة: بكر أبو زيد _ رحمه الله تعالى.
رحمه الله تعالى
رحمه الله تعالى
الله يغفر له، ويرحمه، وينزله الفردوس الأعلى هو وكل المسلمين.
كان من كبار علماء أهل السنة رحمه الله تعالى.
ـ[أبومنصور]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 07:12]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أم معاذة]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 12:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إسمح لي بإضافة نصيحة أخرى لفضيلته، أنقلها من كتابه القيم "تصنيف الناس بين الظن واليقين "
قال - رحمه الله -:"ليكن في سيرتك من النقاء، والصفاء، والشفقة على الخلق ما يحملك على استيعاب الآخرين وكظم الغيظ، والإعراض عن عرض من وقع فيك، ولا تشغل نفسك بذكره، واستعمل معه العزلة الشعورية، فهذا غاية في نبل النفس، وصفاء المعدن،وخلق المسلم،وأنت بهذا كأنما تسفَ الظالم المل َ، والأمور مرهونة بحقائقها،أما الزبد فيذهب جفاءا "(/)
من يأتيني بالاجابة السهلة؟
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 02:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي سؤال بارك الله فيكم ولكن اريد اجابة مختصره على طريقة 1 - 2 - 3
واسئلتي هي:
1 - ماالفرق بين الشيعة والرافضة؟
2 - من هم المعتزلة والخوارج؟
3 - من هم القدرية والاشاعرة؟
فانا طالب علم مبتدى واريد اجابة مفهمة مختصرة
وشكرآ لكم وبارك الله فيكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 02:36]ـ
الشيعة علَم على الرافضة خاصة في الأزمنة المتأخرة .. وفي عصر السلف كان بين المصطلحين فرق
فالشيعة قد تطلق آنذاك على من يفضل عليا على عثمان .. أو يجفو عن ذكر محاسن معاوية .. ونحو ذلك من يسير التشيع
والشيعة في الجملة أعم من الرافضة .. لأنها تشمل كل من ادعى التشيع لأهل البيت كالزيدية وغيرهم
والرافضة أمارتهم سب الصحابة ولاسيما الشيخين وعائشة أم المؤمنين ولهم طوام مكفرة كثيرة
المعتزلة هم القائلون بالأصول الخمسة: التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوعد والوعيد ..
وتفسير هذه الأصول ومعانيها عندهم .. باختصار:-
التوحيد: تعطيل الله عن صفاته .. وهو ما يسمونه تنزيها!
العدل: ومقتضاه عنده أن العبد هو الخالق لأفعاله .. لأنه لو قيل بنسبة الخلق إلى الله لتضمن ذلك أن يكون الله ظالما .. تعالى الله عن الظلم وعما يقولون علو كبيرا
المنزلة بين المنزلتين: أن مرتكب الكبائر أو الفاسق ليس مؤمنا قط ولا يوصف بذلك .. ولا كافرا
لكن في الآخرة له حكم الكافر!
الوعد والوعيد: أي أن الله ينفذ وعيده في أصحاب الكبائر ولا يقبل فيهم شفاعة
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: إزالة المنكر مطلقا مع الإمكان .. ولو كان إمام جور يجب الخروج عليه عندهم
والخوارج .. قوم خرجوا على علي رضي الله عنه وكفروا الطائفتين من الصحابة .. فقاتلهم علي وأثخن فيهم فاستحق بذلك شرفا .. وهم فرق شتى .. وفي الجملة يكفرون صاحب الكبيرة .. ونشأة الخوارج أفرزت شططا آخر مناقضا هو ظهور الإرجاء
القدرية .. علم على من تكلم في القدر فقال بنفي خلق الله لأفعال العباد .. وهم طوائف .. فمنهم من نفى الخير والشر جميعا ..
ومنهم من نفى الشر وحده أن يكون الله خالقه
ونشأت الجبرية القائلين بأن العبد لا يفعل شيئا بل هو مجبر على كل شيء كالريشة في مهب الريح ..
الأشاعرة: نسبة لأبي الحسن الأشعري .. وفي تفصيل أمرهم انظر رسالة الشيخ الحوالي "منهج الأشاعرة في العقيدة"
وهي مختصرة جدا .. وبالجملة يثبتون سبع صفات الله وينفون ما عداها .. على خلاف بينهم في التفاصيل
وهي السمع والبصر والكلام والإرادة والعلم والقدرة
ولهم كلام مخالف للعقيدة في القدر والنبوات وغير ذلك .. وهم أقرب الطوائف المذكور لأهل السنة الخلّص
وكلامهم في صفة "الكلام"هو في الحقيقة نفس كلام المعتزلة ويؤول إليه ولكن اختلفت عبارتهم
والله أعلم
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 02:39]ـ
ممتاز ممتاز
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
دعاء وصى به النبي ولو مره واحده في العمر [ما صحته؟]
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 02:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا دعاء مبارك عظيم الشأن جليل المقدرا, قيل إن جبريل عليه السلام والإكرام أتي النبي – صلي الله عليه وسلم – فقال:" يا محمد, السلام يقرنك السلام, ويخصك بالتحية والإكرام, قد أوهبك هذا الدعاء الشريف يا محمد, ما من عبد يدعو بهذا الدعاء وتكون خطاياه وذنوبه مثل أمواج البحار, وعدد أوراق الأشجار, وقطر الأمطار, بوزن السماوات والأرض, إلا غفر الله تعالي ذلك كله له. يا محمد هذا الدعاء مكتوب حول العرش, ومكتوب علي حيطان الجنة وأبوابها, وجميع ما فيها. انا يا محمد أنزل بالوحي ببركة هذا الدعاء وأصعد به, وبهذا الدعاء تفتح أبواب الجنة يوم القيامة وما من ملك مقرب إلا تقرب إلي ربه ببركته. ومن قرأ هذا الدعاء أمن عذاب القبر, ومن الطعن والطاعون وينصر ببراكته من أعدائه. يا محمد, من قرأ هذا الدعاء تكون يدك في يده يوم القيامة. ومن قرأ هذا الدعاء يكون وجهه كالقمر ليلة البدر عند تمامها والخلق يوم عرضات القيامة ينظرون إليه نبي من الأنبياءيا محمد من صام يوماً واحدا وقرأ هذا الدعاء ليلة الجمعة أو يوم الجمعة أو في أى وقت كان, أقوم علي قبره ومعي براق من نور – عليه سرج من ياقوت أحمر , فتقول الملائكة: يا اله السماوات والأرض , من هذا العبد؟ فيجيبهم النداء: يا ملائكتي هذا عبد من عبادى قرأ الدعاء في عمره مرة واحدة. ثم ينادى المنادى من قبل الله تعالي أن اصرفوه إلي جوار إبراهيم الخليل عليه السلام وجوار محمد صلي الله عليه وسلم. يا محمد ما من عبد قرأ هذا الدعاء إلا غفرت ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء ومثل الرمل والحصي وقطر الأمطار وورق الأشجار ووزن الجبال وعدد ريش الطيور وعدد الخلائق الأحياء والأموات وعدد الوحوش والدواب يغفر الله تعالي ذلك كله له ولو صارت البحار مداداً والأشجار أقلاما والإنس والجن والملائكة وخلق الأولين والآخرين يكتبون إلي يوم القيامة لفني المداد وتكسرت الأقلام ولايقدرون علي حصر ثواب هذا الدعاء. "وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالي عنه: بهذا الحديث ظهر الاسلام. وقال عثمان بن عفان رضي الله تعالي عنه: نسيت القرآن مراراً كثيرة فرزقني الله حفظ القرآن ببركة هذا الدعاء. وقال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله تعالي عنه: كلما أردت أن أنظر إلي وجه النبي صلي الله عليه وسلم في المنام أقرأ هذا الدعاء. وقال سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجه ورضي عنه: كلما أشرع في الجهاد أقرأ هذا الدعاء وكان الله تعالي ينصرني علي الكفار ببركة هذا الدعاء. ومن قرأ هذا الدعاء وكان مريضاً شفاه الله تعالي – أو كان فقيراً أغناه الله تعالي. ومن قرأ هذا الدعاء وكان به هم أو غم زال عنه وإن كان في سجن وأكثر قراءته خلصه الله تعالي ويكون امنا شر الشيطان وجور السلطان. قال سيدنا رسول الله (صلي الله عليه وسلم): قال لي جبريل: " يا محمد من قرأ هذا الدعاء بإخلاص قلب ونية علي جبل لزال الجبل من موضعه أو علي قبر لا يعذب الله تعالي ذلك الميت في قبره ولو كانت ذنوبه بالغة ما بلغت لأن فيه اسم الله الأعظم. "وكان من تعلم هذا الدعاء وعلمه للمؤمنين يكون له أجر عظيم عند الله وتكون روحه من أرواح الشهداء ولا يموت حتي يرى ما أعد الله له من النعيم المقيم. فلازم قراءة هذا الدعاء في سائر الأوقات تجد خيراً كثيراً إن شاء الله تعالي. فنسأل الله تعالي الإعانة علي قراءته وأن يوفقنا والمسلمين لطاعته, إنه علي ما شاء قدير – وبعباده خبير – والصلاة والسلام علي أشرف الخلق اجمعين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه والتابعين إلي يوم القيامة.
الدعاء الشريف: لا إله إلا الله الملك الحق المبين لا إله إلا الله العدل اليقين.
لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين سبحانك إني كنت من الظالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير – وإليه المصير – وهو علي كل شئ قدير. لا إله إلا الله إقراراً بربو بيته سبحان الله خضوعاً لعظمته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم يا نور السماوات والأرض يا عماد السماوات والأرض يا جبار السماوات والأرض يا ديان السماوات والأرض يا وارث السماوات والأرض يا مالك السماوات والأرض يا عظيم السماوات والأرض يا عالم السماوات والأرض يا قيوم السماوات والأرض يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة. اللهم إني أسألك أن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام برحمتك يا أرحم الراحمين. بسم الله أصبحنا وأمسينا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن الجنة حق والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور. الحمد لله الذى لا يرجي إلا فضله ولا رازق غيره الله أكبر ليس كمثله شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع البصير. اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تطهر بها قلبي وتكشف فيها كربي وتغفر بها ذنبي وتصلح بها أمرى وتغني بها فقرى وتذهب بها شرى وتكشف بها همي وغمي وتشفي بها سقمي وتقضي بها ديني وتجلوا بها حزني وتجمع بها شملي وتبيض بها وجهي يا أرحم الراحمين. اللهم إليك مددت يدى وفيها عندك عظمت رغبتي فاقبل توبتي وارحم ضعف قوتي واغفر خطيئتي واقبل معذرتي واجعل لي من كل خير نصيبا وإلي كل خير سبيلا برحمتك يا ارحم الراحمين. اللهم لا هادى لمن اضللت ولا معطي لمن منعت ولا مانع لما اعطيت ولا باسط لما قبضت ولا مقدم لما أخرت ولا مؤخر لما قدمت. اللهم أنت الحليم لا تعجل وأنت الجواد فلا تبخل وأنت العزيز فلا تذل وأنت المنيع فلا ترام وأنت المجير فلا تضام وأنت علي كل شئ قدير. اللهم لا تحرمني سعة رحمتك وسبوغ نعمتك وشمول عافيتك وجزيل عطاءك ولا تمنع عني مواهبك لسوء ما عندى ولا تجازني بقبيح عملي وتصرف وجهك الكريم علي برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم لا تحرمني وأنا أدعوك وتخيبني وأنا أرجوك. اللهم أني أسألك يا فارج الهم ويا كاشف الغم يا مجيب دعوة المضطرين يا رحمن الدنيا يا رحيم الأخرة ارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك يا أرحم الراحمين. اللهم لك أسلمت وبك امنت وعليك توكلت وبك خاصمت إليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت الأول و الأخر والظاهر والباطن عليك توكلت أنت رب العرش العظيم. اللهم آت نفسي تقواها وزكها يا خير من زكاها أنت وليها ومولاها يا رب العالمين. اللهم أني اسألك مسألة البائس الفقير وأدعوك دعاء المفتقر الذليل لا تجعلني بدعائك رب شقياً وكن بي رءوفاً رحيما يا خير المسئولين يا أكرم المعطين يا رب العالمين. اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل اعصمني من فتن الدنيا ووفقني لما تحب وترضي وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولا تضلني بعد أن هديتني وكن لي عوناً ومعيناً وحافظاً ونصيراً. اللهم استر عورتي وأقل عثرتي واحفظني من بين يدى ومن خلفي ومن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي ولا تجعلني من الغافلين. اللهم أني اسألك الصبر عند القضاء ومنازل الشهداء وعيش السعداء والنصر علي الاعداء ومرافقة الانبياء والفوز بالجنة والنجاة من النار يا رب العالمين. اللهم أني اسألك يا رفيع الدرجات يا منزل البركات يا فاطر الأرضيين والسماوات اسألك يا الله يا من ضجت اليك الأصوات بأصناف اللغات يسألونك الحاجات حاجتي عليك لا تبخل علي في دار البلاء إذا نسيتني أهل الدنيا والأهل والغرباء واعف عني ولا تؤاخذني بذنوبي برحمتك يا ارحم الراحمين .. اللهم إني اسألك بمحمد نبيك وابراهيم خليلك وموسي كليمك وعيسي نجيك وروحك وبتوراة موسي وانجيل عيسي وزابور داود وفرقان محمد (صلي الله عليه وسلم) وبكل وحي أوحيته أو قضاء قضيته أو سائل أعطيته أو غني أغنيته أو ضال هديته اسألك بأسمك الطهر الطاهر الأحد الصمد الوتر القادر المقتدر أن ترزقني بحفظ القرآن والعلم النافع وتخلطه بدمي ولحمي وسمعي وبصرى وتستعمل به جسدى وجوارحي وبدني ما أبقيتني بحولك وقوتك يا رب العالمين. سبحان الذى تقدس عن الأشياء ذاته ونزه عن مشابهة الأمثال صفاته واحد لا من قله وموجود
(يُتْبَعُ)
(/)
لا من عله بالبر معروف وبالإحسان موصوف, معروف بلا غاية وموصوف بلا نهاية أول بلا ابتداء وآخر بلا انقضاء و لانسب إليه البنون ولا يفنيه تداول الأوقات ولا توهنه السنون كل المخلوقات قهر عظمته وأمره بين الكاف والنون بذكر أنس المخلصون وبرؤيته تقر العيون وتوحيده ابتهج الموحدون هدى اهل طاعته إلي صراطه المستقيم وأباح أهل محبته جنات النعيم وعلم عدد أنفاس مخلوقاته بعلمه القديم ويرى حركات أرجل النمل في جنح الليل البهيم ويسبحه الطير في وكره ويمجده الوحش في قفره محيط بعمل العبد سره وجهره وكفيل للمؤمنين بتأييده ونصره وتطمئن القلوب المجله بذكره وكشف ضره و من آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره وأحاط بكل شئ علما وغفر ذنوب المسلمين كرما وحلما ليس كمثله شئ وهو السميع البصير. اللهم اكفنا السوء بما شئت وكيف شئت إنك علي ما تشاء قدير يا نعم المولي يا نعم النصير غفرانك ربنا وإليك المصير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علي نفسك. جل وجهك وعز جاهك يفعل الله ما يشاء بقدرته ويحكم ما يريد بعزته يا حي يا قيوم يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام. لا إله إلا الله برحمتك نستعين يا غياث المستغيثين اغثنا بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) يا خير الراحمين يا رحمن يا رحيم. لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) ارزقنا فإنك خير الرازقين. لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) استرنا يا خير الساترين. لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) أيقظنا يا خير من أيقظ الغافلين. لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) أصلحنا يا من أصلح الصالحين يا قرة أعين العابدين. لا إله إلا أنت عدد ما رددت وسبحان الله عدد ما سبح به جميع خلقه. سبحان من هو محتجب عن كل عين. سبحان من هو عالم بما في جوف البحار. سبحان من هو مدبر الأمور. سبحان من هو باعث من في القبور.
سبحان من ليس له شريك ولا نظير ولا وزير وهو علي كل شئ قدير.
اللهم صلي علي محمد وعلي آل محمد واجعلنا عن الإسلام ثابتين لفرائضك مؤديين وبسنة نبيك محمد (صلي الله عليه وسلم) متمسكين وعلي الصلاة محافظين للزكاة فاعلين ولرضاك مبتغين وبقضائك راضيين وإليك راغبين يا حي يا قيوم إنك جواد كريم برحمتك يا أرحم الراحمين. لا إله إلا أنت راحم المساكين ومعين الضعفاء ومثيب الشاكرين.
الحمد لله جبار السماوات, عالم الخفيات, منزل البركات, قابل البركات, مفرج البركات, كريم مجيد. اللهم اجعل النور النافع في قلبي وبصرى والشياطين منهزمين عني, والصالحين قرنائي والعلماء اصفيائي والجنة مأواى الفوز نجاتي. برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إني اصبحت وأمسيت في ذمتك وجوارك وكنفك وعياذ وأمنك وعافيتك ومعافاتك وعلي فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وملة إبراهيم عليه السلام ودين محمد (صلي الله عليه وسلم).الحمد لله حمداً يكون عليه تمام الشكر بما أنعمت علينا.
الحمد لله الواحد القهار, العزيز الجبار, الرحيم الغفار, لا تخفي عليه الأسرار, ولا تدركه الأبصار وكل شئ عنده بمقدار. اللهم اجعل صباحنا خير صباح ومساءنا خير مساء وأعذنا من كل ذنب لا إله إلا أنت. بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) تب علينا.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين. اللهم يا كبير فوق كل كبير, يا سميع يا بصير, يا من لا شريك له ولا وزير, يا خالق السماوات والأرضيين, والشمس والقمر المنير يا عصمة البائس الخائف المستجير, ويا رازق الطفل الصغير. يا جابر العظم الكسير ويا قاصم كل جبار عنيد أسألك وأدعوك دعاء المضطر الضرير وأسألك بمقاعد العز من عرشك ومفاتح الرحمة من كتابك الكريم وبأسمائك الحسني وأسرارها المتصلة أن تغفر لي برحمتك وترحمني وتسترني وتكشف همي وغمي وتغفر لي ذنوبي وترزقني توبة خالصة وعلما نافعا ويقينا صادقا وأن ترزقني حسن الخاتمة وأن تكفيني شر الدنيا والأخرة وأن تفرج عني كل ضيق وشدة وأن تختم بالصالحات أعمالنا وتقضي حوائجنا يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام – برحمتك يا أرحم الراحمين, وصلي الله علي سيدنا محمد نبي الرحمة وكاشف الغمة وعلي أله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً والحمد لله رب العالمين
منقول
ـ[بنت الخير]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 04:48]ـ
هذا حديث علامات الوضع عليه باديه، وركاكة لفظه، واشتماله على المنكرات كالدعاء والتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على ذلك، من غير نظر في إسناده.
وعلى الناقل لحديث منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أن يتيقن من صحة الحديث، أو ينقل الحديث مستفسرا عن صحته، أما أن ينقل حديثا لا يتقين صحته، وغير مستفسر عن صحته، فهذا منكر عظيم.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع.
وإني أطلب منك أخي الكريم أن تبين لنا مخرج هذا الحديث، وصحته، وإني لعلى يقين أنك لن تفعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بنت الخير]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 04:49]ـ
وأسأل الله أن يشفيك ويتوب عليك
ولنا بمثل
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 09:26]ـ
شكرا لكي ... بارك الله فيكي ...
آمين
ـ[أبو أنس الحريري]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 12:24]ـ
لما رأيت هذا الدعاء يُتناقل عبر البريد، ورأيت من أفرد له صفحات على الشبكة، أحببت أن أُنبّه على تلك الملحوظات الواردة في الدعاء.
من الملحوظات على هذا الدعاء:
1 - قوله: (قال لي جبريل: يا محمد، من قرأ هذا الدعاء بإخلاص قلب ونية على جبل لزال من موضعه أو على قبر لا يعذب الله تعالى ذلك الميت في قبره ولو كانت ذنوبه بالغة ما بلغت)
وهذا لا يُمكن أن يكون؛ لأنه يتنافى مع قضاء الله وقدره الشرعي والكوني.
2 – تسمية ملك الموت عزرائيل، وهذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
بل إن الله سماه (ملك الموت).
3 - السؤال بالأنبياء والكتب السماوية: (اللهم إني أسألك بمحمد نبيك، وإبراهيم خليلك، وموسى كليمك، وعيسى نجيك وروحك، وبتوراة موسي، وإنجيل عيسي، وزبور داود، وفرقان محمد (صلى الله عليه وسلم)، وبكل حي أوحيته)
4 - السؤال بالقضاء وبالمخلوقين: (أو قضاء قضيته، أو سائل أعطيته، أو غني أغنيته، أو ضال هديته، أسألك باسمك الطهر الطاهر الأحد الصمد المتر).
ولا أدري ما المقصود بـ (المتر) فهي هكذا وردت في المنشور!
5 – السؤال بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من الأدعية البدعية.
(يا غياث المستغيثين أغثنا بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم يا خير الراحمين يا رحمن يا رحيم ا إله إلا أنت بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم) ارزقنا. فإنك خير الرازقين لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم) استرنا. يا خير الساترين لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم) أيقظنا. يا خير من أيقظ الغافلين لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم) أصلحنا).
فلا يجوز السؤال بجاه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولا بحقّ السائلين.
وإنما يُدعى رب العزة سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وبصفاته العُلى، ويُتوسّل إليه بالأعمال الصالحة.
6 – قوله في آخره في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: (وكاشف الغمة)، وهذا إطراء وغلو لا يرضاه عليه الصلاة والسلام.
فقد قال: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله. رواه البخاري.
والإطراء هو لمدح بالباطل، بأن يُضاف على الممدوح بعض صفات الله عز وجل.
مع أن هذا الدعاء بطوله يُنسي الداعي أنه يدعو، فهو لن يُحفظ بل سوف يُقرأ قراءة.
مع ما فيه من ملحوظات ومبالغات.
فليحذر من ينقل هذا الدعاء أو من يُرسله عبر البريد أو من يُنشئ له صفحات خاصة على الشبكة أن يكون ممن كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بنسبته هذا الدعاء إليه صلى الله عليه وسلم.
وقد قال عليه الصلاة والسلام: مَنْ حدّث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذِبَيْن. رواه مسلم في المقدمة.
وضُبطت (يَرى) و (يُرى)
و (الكاذِبَيْن) و (الكاذِبِين)
وتواتر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.
والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم.
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/24.htm
ـ[أبو أنس الحريري]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 12:32]ـ
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=16990&Option=FatwaId
بارك الله فى الجميع
ـ[بنت الخير]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 02:25]ـ
الحمد لله أن وافق كلام أهل العلم كلامي
بارك الله فيكم(/)
باب من العبودية من ذاق طعمه ولذته بكى على أيامه الأول
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 09:59]ـ
قال ابن القيم رحمه الله
وهي تسمى عبودية المراغمة ولا ينتبه لها إلا أولو البصائر التامة ولا شيء أحب إلى الله من مراغمة وليه لعدوه وإغاظته له وقد أشار سبحانه إلى هذه العبودية في مواضع من كتابه
أحدها قوله تعالى ((ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة))
سمى المهاجر الذي يهاجر إلى عبادة الله مراغما يراغم به عدو الله وعدوه والله يحب من وليه مراغمة عدوه وإغاظته كما قال تعالى ((ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين)) وقال تعالى في مثل رسول الله وأتباعه ((ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار))
فمغايظة الكفار غاية محبوبة للرب مطلوبة له فموافقته فيها من كمال العبودية وشرع النبي للمصلي إذا سها في صلاته سجدتين وقال إن كانت صلاته تامة كانتا ترغمان أنف الشيطان وفي رواية ترغيما للشيطان وسماها المرغمتين
فمن تعبد الله بمراغمة عدوه فقد أخذ من الصديقية بسهم وافر وعلى قدر محبة العبد لربه وموالاته ومعاداته لعدوه يكون نصيبه من هذه المراغمة ولأجل هذه المراغمة حمد التبختر بين الصفين والخيلاء والتبختر عند صدقة السر حيث لا يراه إلا الله لما في ذلك من إرغام العدو وبذل محبوبه من نفسه وماله لله عز وجل
وهذا باب من العبودية لا يعرفه إلا القليل من الناس ومن ذاق طعمه ولذته بكى على أيامه الأول
وبالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله
وصاحب هذا المقام إذا نظر إلى الشيطان ولاحظه في الذنب راغمه بالتوبة النصوح فأحدثت له هذه المراغمة عبودية أخرى
فهذه نبذة من بعض لطائف أسرار التوبة لا تستهزىء بها فلعلك لا تظفر بها في مصنف آخر البتة ولله الحمد والمنة وبه التوفيق
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 09:57]ـ
يرفع للفائدة
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[08 - Jun-2009, صباحاً 12:59]ـ
جزاكم الله خيرا
لكني لم أفهم ..
كيف تكون المراغمة مثلا في صدقة السر؟
والخيلاء والتبختر عند صدقة السر حيث لا يراه إلا الله لما في ذلك من إرغام العدو وبذل محبوبه من نفسه وماله لله عز وجل
ـ[الحافظة]ــــــــ[08 - Jun-2009, صباحاً 01:03]ـ
موضوع قيم جزاكم الله خيرا ووفقكم لمرضاته
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 05:53]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 06:38]ـ
موضوع اكثر من رائع جزاك الله كل خير يا ابا محمد
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 06:55]ـ
[اختي الكريمة =شجرة الدرّ;
] جزاكم الله خيرا
قلت لكني لم أفهم ..
كيف تكون المراغمة مثلا في صدقة السر؟
[اقول المقصود ان اغاظة الكفار والشيطان غاية محبوبة للرب مطلوبة له فالمتصدق سرا اوجهرا يغيظ الشيطان
لانه كمافي الاية ((الشيطان يعدكم الفقر))
وتاملي قوله رحمه الله
والتبختر عند صدقة السر حيث لا يراه إلا الله لما في ذلك من إرغام العدو وبذل محبوبه من نفسه وماله لله عز وجل
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 07:00]ـ
اخي الكريم ماجد مسفر العتيبي جزاكم الله خيرا(/)
الأغاني الإسلامية!!
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 10:17]ـ
الأغاني الإسلامية!!
في حين أن بعض العلماء الأفاضل يمنع الأناشيد الإسلامية التي فيها حث على بعض القُربات إلى الله عز وجل (كالجهاد مثلاً) بحجة أنه ربما تعلّق القلب بها وترك ما هو أولى بالتعلق والحرص (كتاب الله .. القران الكريم) يخرج لنا مجموعة من الذين قد تمثّلوا المظهر الإسلامي ظاهراً وربما صُدّر اسم بعضهم بـ"الشيخ"، يخرجون لنا بألبومات غنائية باسم "أناشيد إسلامية"!!
ظننت أنني مبالغ في حكمي، فجئت إلى الانترنت وأدخلت في محرك البحث اسم أحد نجوم "الأغاني الإسلامية" وأنا أريد أن أستفتي قلبي وإن أفتاني الناس وأفتوني.
بدأت بسماع بعض الأغنيات فوجدت عدة فروق بينها وبين "الأغاني الغير إسلامية" وهي كالآتي:
-شركة الإنتاج في الأولى قد لبست عباءة الشيخ الوقور وربما تأبطت بعض كتبه، وفي الثانية تعلن المجون والفجور.
-استبدلت آلات الطرب بـ (آهات) مع ملاحظة أنها تؤدي نفس المفعول!!
-المغنّي الماجن بدلاً من أن يتغزّل في معشوقته أو في معشوقه، أصبح المغني الوقور يدعونا إلى الله ويأمرنا ببر الوالدين، و المحافظة على الصلاة، مستعملاً نفس الملحنين ونفس الاستوديو لإعداد الفيديو كليب!!
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الحلال بيّن، والحرام بيّن، وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات: كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله في أرضه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة: إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) متفق عليه
ربما قال بعض من يقرأ هذه السطور عن كاتبها "متعجرف متشدد"، وقد قيل، ولكن حين نسمع هذه "الأغاني الإسلامية" أليست تطرب آذاننا ويشعر السامع بنشوة!
أليست تورث في القلب بعض ما يورثه الغناء الفاحش؟!
لا تقل: هي مؤطرة ولن تخرج عن الإطار، فهاهي قد خرجت، وأصبح هناك حفلات إنشادية، ونجوم، ومردان، وأمور لا أستطيع إيرادها هنا خشية الوقوع في (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا)
ليس المقام مقام تفصيل وبسط إنما هي إشارة للبيب، ولمن أراد النجاة، فيا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك، أخيرا .. تذكر!
"كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه .. " والله أعلم
وكتبه
أنس عسيري
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 11:18]ـ
جزاك الله خيراً
و اعلم أن الشعر الملحن هو غناء و هذا معروف عند السلف و من مشايخنا المعاصرين الذين قالوا بتحريمه الشيخ ابن جبرين و الفوزان و المفتي
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 03:18]ـ
الاخوة الكرام جزاكم الله خيرا و أثابكم دثورا و لكن ألم يقل رسول الله صلى الله عليه و سلم: ان أحب الأماكن الى الله المساجد و ان أبغض الأماكن الى الله الأسواق رواه مسلم و في رواية أحمد:فخبره أن أحب الأماكن الى الله ... الحديث و فيه قصة .. أليس في حديث دعاء السوق الذي خرجه الفوزان في حصن المسلم ما يبدل هذه الاماكن التي هي اشر الأماكن عند الله لأنها سبب غفلة حيث يخيم ابليس عليها الى مكان جني الأرباح بكلمة التوحيد الخاصة: لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو على كل شيء قدير فيكتب له مليون حسنة و يحط عنه مليون السيئة الخ ... و هذه الكلمة هي فحوى جميع الرسالات السماوية فقد صح أنه صلى الله عليه و سلم قال: أفضل الدعاء يوم عرفة و أفضل ما قلته أنا و النبيئون من قبلي: لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو على كل شيء قدير أخرجه مسلم و أحمد و البيهقي و غيرهم ألا ترى أخي الكريم أن الأماكن و الأوقات انما تتباين بتباين اقبال المرء على الطاعة و الاعراض و الغفلة عن الله القائل: و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدوني ما أريد منهم من رزق و ما أريد أن يطعمون و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم: الكلمة الطيبة صدقة و في هذا وقع ما وقع بين عمر و حسان بن ثابت حين أنشد الشعر في المسجد النبوي فالرسول صلى الله عليه و سلم قال: بلغوا عني و لو آية و الله جل و علا قال على لسان نبيه:قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا و من اتبعني فللشباب حدة و غفلة قد لا يؤثر أو يصل اليها الا من اتخذ الأناشيد الدينية الهادفة وسيلة للتواصل حتى يقبض على الشوارد اذا كانت هذه الأناشيد تدور حول فحوى الكلمة الطيبة خاصة لمن أوتوا أصواتا جميلة فالرسول صلى الله عليه و سلم قال لرائي الأذان ألقيه على بلال فانه أندى منك صوتا كما أن الصحابة كانوا يرتجزون أراجيز أثناء الأعمال كما استقبل الأنصار النبي صلى الله عليه و سلم بأراجيز و هذا محل اجماع بين المسلمين و نقل كافة عن كافة و لا أراه يدخل في سد الذرائع بل الدعاء هو العبادة و تحسين الصوت به أفضل و أكثر وقوعا في النفس لذلك امرنا النبي صلى الله عليه و سلم بالتغني بالقرآن و بين أنه طريق الأنبياء و المرسلين فكذلك الدعاء الا أنه لا بد من قواعد ضابطة حتى لا يقال أفتوا بجواز الغناء و التغني و انما قلنا لا بد من أن تكون الأناشيد دينية منضبطة تحت مقاصد الشريعة و ضروريها و قواعدها و ما دام الأمر هكذا فالفضل و الله أعلم أن نجعل للشباب محفزا يرومه للترقي بهم الى ما هو أسمى و أفضل و الله الموفق و هو الهادي الى سواء السبيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 03:12]ـ
لكم شكر الشكور على مروركم، وإنني في الأسطر الماضية لم أمنع الأناشيد بجميع أشكالها وإنما حذرت من بعض الأنواع من الأناشيد التي تفضي إلى المنكر الأعظم "الغناء"، فإن هناك بعض المنشدين أصبحت ألحانهم تزاحم ألحان أهل المجون الصريح، ليس لأن الحق يجب أن يزاحم الباطل ولا لأن مراغمة أعداء الدين عبادة، ولكن لأنها تطرب وتحرك الأجساد أكثر من القديمة!!
والله أعلم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 11:40]ـ
الأخوان الكريمان
المراد بالشعر الملحن الذي حرمه العلماء، أي الملحن بألحان ما يسمى علم الموسيقى مثل المقامات التي ينشد بها البعض الآن أو التغبير الذي يستخدمه المتصوفة، و هذه أحدثت بعد السلف و لا تقاس على ما كان عند السلف لأن السلف كانوا ينشدون بالسليقة بلا تكلف و أوزان محدثة من ألحان أهل الفسق و هذا يسمى غناء
أما الحداء الذي جاء عن السلف فهذا جائز عندهم و الذي كانت عليه غالب الأناشيد القديمة عندنا
و جزاكما الله خيراً
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 01:14]ـ
الأخوان الكريمان
المراد بالشعر الملحن الذي حرمه العلماء، أي الملحن بألحان ما يسمى علم الموسيقى مثل المقامات التي ينشد بها البعض الآن أو التغبير الذي يستخدمه المتصوفة، و هذه أحدثت بعد السلف و لا تقاس على ما كان عند السلف لأن السلف كانوا ينشدون بالسليقة بلا تكلف و أوزان محدثة من ألحان أهل الفسق و هذا يسمى غناء
أما الحداء الذي جاء عن السلف فهذا جائز عندهم و الذي كانت عليه غالب الأناشيد القديمة عندنا
و جزاكما الله خيراً
أحسنت البيان ..
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 01:20]ـ
هناك مقطع رائع للشيخ الجليل: صالح بن عواد المغامسي حول حكم الاناشيد، تجده في هذا الرابط
نور التوحيد
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=51886
الوقت الذي فيه المقطع.41:00 تقريبا
مفاد كلامه - حفظه الله -
إن من أعظم أخطائنا في صحوتنا المباركة أن يلجأ الناس إلى الأناشيد و التمثيلايات و المسرحيات، يريدون ان يغيروا بها أفئدة الناس، لا يغير القلب إلا كلام الرب - تبارك و تعالى - ثم كلام رسو الله - صلى الله عليه وسلم -(/)
نصيحة من الإمام الشوكاني رحمه الله إلى طلبة العلم الشرعي.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 01:21]ـ
يقول العلامة الشوكاني رحمه الله: (فاعلم إذا وقع الخلاف بين المسلمين في أن هذا الشيء بدعة أو غير بدعة، أو مكروه أو غير مكروه، أو محرم أو غير محرم، أو غير ذلك، فقد اتفق المسلمون سلفهم وخلفهم من عصر الصحابة إلى عصرنا هذا – وهو القرن الثالث عشر منذ البعثة المحمدية – أن الواجب عند الإختلاف في أي أمر من أمور الدين بين الأئمة المجتهدين هو الرد إلى كتاب الله سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الناطق بذلك الكتاب العزيز ... وهذ مما لا خلاف فيه بين جميع المسلمين.
فإذا قال مجتهد من المجتهدين: هذا حلال، وقال الأخر: هذا حرام، فليس أحدهما أولى بالحق من الآخر، وإن كان أكثر منه علماً، أو أكبر منه سناً، أو أقدم منه عصراً، لأن كل منهما فرد من أفراد عباد الله، ومتعبداً بما في الشريعة المطهرة، وفي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومطلوب منه ما طلب الله من غيره من العباد.
وكثرة علمه وبلوغه درجة الإجتهاد أو مجاوزته لها لا يسقط عنه شيئاً من الشرائع التي شرعها الله لعباده ولا يخرجه من جملة المكلفين من العباد، بل العالم كلما ازداد علماً كان تكليفه زائداً عن تكليف غيره، ولو لم يكن من ذلك إلا ما أوجبه الله عليه من البيان للناس، وكما كلفه به من الصدع بالحق وإيضاح ما شرعه الله لعباده.
(وَإِذَ أَخَذَ الله مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَينَنَّه ِللنَّاسِ وَلا َتكْتُمُونَه).
(ِإنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُوْنَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَينَاتِ وَالهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَاهُ لِلنَّاسِ في الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ الله وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونْ).
فلو لم يكن لمن رزقه الله طرفاً من العلم إلا كونه مكلفاً بالبيان للناس لكان كافياً فيما ذكرناه من كون العلماء لا يخرجون عن دائرة التكليف بل يزيدون بما علموه تكليفاً، وإذا أذنبوا كان ذنبهم أشد من ذنب الجاهل وأكثر عقاباً، كما حكاه الله سبحانه عمن عمل سوءاً بجهالة ومن عمله بعلم، وكما حكاه في كثير من الآيات عن علماء اليهود، حيث أقدموا على مخالفة ما شرعه الله لهم، مع كونهم يعلمون الكتاب ويدرسونه، ونعى ذلك عليهم في مواضع متعددة من كتابه وبكتهم أشد تبكيت.
وكما ورد في الحديث الصحيح: (إن أول من تسعر بهم جهنم: العالم الذي يأمر الناس ولا يأتمر، وينهاهم ولا ينتهي).
وبالجملة فهذا أمر معلوم: إن العلم وكثرته، وبلوغ حامله إلى أعلى درجات العرفان لا يسقط عنه شيئاً من التكاليف الشرعية، بل يزيدها عليه شدة، ويخاطب بأمور لا يخاطب بها الجاهل، ويكلف بتكاليف غير تكاليف الجاهل، ويكون ذنبه أشد وعقوبته أعظم، وهذا لا ينكره أحد ممن له أدنى تمييز بعلم الشريعة.
والآيات والأحاديث الواردة في هذا المعنى لو جمعت لكانت مؤلفاً مستقلاً ومصنفاً حافلاً .. وغاية العرض من هذا ونهاية القصد هو بيان أن العالم كالجاهل في التكاليف الشرعية والتعبد بما في الكتاب والسنة مع ذكر ما أوضحناه لك من التفاوت بين المرتبتين: رتبة العالم، ورتبة الجاهل، في كثيرمن التكاليف واختصاص العالم منها بما لا يجب على الجاهل.
وبهذا يتقرر لك أن ليس لأحد من العلماء المختلفين، أو من التابعين لهم والمقتدين بهم أن يقول: الحق ما قاله فلان دون فلان، أو فلان أولى بالحق من فلان، بل الواجب عليه – إن كان ممن له فهم وعلم وتمييز – أن يرد ما اختلفوا فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن كان دليل الكتاب والسنة معه فهو الحق وهو الأولى بالحق.
ومن كان دليل الكتاب والسنة عليه لا له، كان هو المخطئ، ولا ذنب عليه في هذا الخطأ إن كان قد وفّى الإجتهاد حقه، بل معذور، بل هو مأجور، كما ثبت في الحديث الصحيح أن: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر) فناهيك بخطأ يؤجر عليه فاعله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن هذا إنما هو للمجتهد نفسه إذا أخطأ ولكن لا يجوز لغيره أن يتبعه في خطئه، ولا يعذر كعذره، ولا يؤجر كأجره، بل واجب على من عداه من المكلفين أن يترك الإقتداء به في الخطأ ويرجع إلى الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة.
وإذا وقع الرد لما اختلف فيه أهل العلم إلى الكتاب والسنة: كان من معه دليل الكتاب والسنة هو الذي أصاب الحق ووافقه، وإن كان واحداً، والذي لم يكن معه دليل الكتاب والسنة هو الذي لم يصب الحق بل أخطئه، ولو كان عدداً كثيراً.
فليس لعالم ولا متعلم ولا لمن يفهم – وإن كان مقصراً – أن يقول: إن الحق بيد من يقتدي به من العلماء، إن كان دليل الكتاب والسنة بيد غيره فإن ذلك جهل عظيم، وتعصب شديد، وخروج من دائرة الإنصاف بالمرة، لأن الحق لا يعرف بالرجال، بل الرجال يعرفون بالحق.
وليس أحد من العلماء المجتهدين، والأئمة المحققين بمعصوم، ومن لم يكن معصوماً فإنه يجوز عليه الخطأ، كما يجوز عليه الصواب، فيصيب تارة، ويخطئ أخرى، ولا يتبين صوابه من خطئه إلا بالرجوع إلى دليل الكتاب والسنة، فإن وافقها فهو مصيب، وإن خالفها فهو مخطئ.
ولا خلاف في هذه الجملة بين جميع المسلمين من أهل الإنصاف أولهم وأخرهم، سابقهم ولاحقهم، كبيرهم وصغيرهم، وهذا يعرفه كل من له أدنى حظ من العلم وأحقر نصيب من العرفان.
ومن لم يفهم هذا ويعترف به، فليتهم نفسه، وليعلم أنه قد جنى على نفسه بالخوض فيما ليس من شأنه، والدخول فيما لا تبلغ إليه قدرته ولا ينفذ فيه فهمه.وعليه أن يمسك قلمه ولسانه، ويشتغل بطلب العلم، ويفرغ نفسه لطلب علوم الإجتهاد، الذي يتوصل بها إلى معرفة الكتاب والسنة، ومعرفة معانيها، والتمييز بين دلائلها، ويجتهد في البحث في السنة وعلومها، حتى يتميز عنده صحيحها من سقيمها، ومقبولها من مردودها وينظر في كلام الأئمة الكبار من سلف هذه الأمة وخلفها، حتى يهتدي بكلامهم إلى الوصول إلى مطلوبه.
فإنه إن فعل هذا، وتقديم الإستغال بما قدمنا ندم على ما فرط منه قبل أن يتعلم هذه العلوم غاية الندم، وتمنى لو أنه أمسك عن التكلم بما لا يعنيه، وسكت عن الخوض فيما لا يدريه.
وما أحسن ما أدبنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من قوله: (رحم الله امرأً قال خيراً أو صمت).
وهذا في الذي تكلم في العلم قبل أن يفتح الله عليه، بما لا بد منه، وشغل نفسه بالتعصب للعلماء، وتصدّر للتصويب والتخطئة في شيئ لم يعلمه، ولا فهمه حق فهمه، ولم يقل خيراً، ولا صمت، فلم يتأدب بالأدب الذي أرشد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذ قد تقرر لك من مجموع ما ذكرناه وجوب الرد إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بنص الكتاب العزيز، وإجماع المسلمين أجمعين، عرفت أن من زعم من الناس أنه يمكن معرفة المخطئ من العلماء من غير هذه الطريقة عند اختلافهم في مسألة من المسائل، فهو مخالف لما في كتاب الله، ومخالف لإجماع المسلمين أجمعين.
فانظر أرشدك الله، أي جناية جنى على نفسه بهذا الزعم الباطل، وأي مصيبة وقع فيها بهذا الخطأ الفاحش، وأي بلية جلبها عليه القصور، وأي محنة شديدة ساقها إليه التكلم فيما ليس من شأنه) إهـ مقدمة رسالة "شرح الصدرو في تحريم رفع القبور ".
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 01:39]ـ
رحم الله هذا الامام فلا مزيد عما قال
و بما أن القص و اللزق سهل و لا يُكلف شيأ
فيحسن بك يا دهلوي أن ترسل بكلام الشوكاني هذا إلى شيخك القائل:
"فهم يرون أن الشيخ أيمن الظواهري كافر لأنه لا يكفر حماس ..
ويرون الشيخ أبا بصير الطرطوسي كافراً لنفس العلة، ولأنه لا يكفر المتحاكمين إلى الطاغوت.
فكيف لهم ألا يكونوا أهل ضلال؟؟ "
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 04:28]ـ
الأخ الكريم هذه فقرة من كتاب الشوكاني الرسائل السلفية و:ان الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي يرد على بعضها في رسالته: القول السديد في كشف حقيقة التقليد حيث قال في اقسام التقليد: أما التقليد الجائز الذي لا يكاد يخالف فيه أحد من المسلمين فهو تقليد العامي عالما أهلا للفتيا قي نازلة نزلت به و هذا النوع من التقليد كان شائعا في زمن النبي صلى الله عليه و سلم و لا خلاف فيه فقد كان العامي يسأل من شاء من اصحاب النبي صلى الله عليه و سلم عن حكم النازلة تنزل به فيفتيه فيعمل بفتياه و اذا نزلت به نازلة أخرى لم يرتبط بالصحابي الذي أفتاه اولا بل يسأل عنها من شاء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم يعمل بفتياه ........ قال الحطاب شارح مختصر خليل: قال القرافي: انعقد الاجماع على أن من أسلم فله أن يفلد من شاء من العلماء من غير حجر و أجمع الصحابة على أن من استفتى أبا بكر و عمر و قلدهما فله أن يستفتي أبا هريرة و معاذ بن جبل و غيرهما و يعمل بقولهم بغير نكير فمن ادعى رفع هذين الاجماعين فعليه الدليل/ه. محل الغرض ثم قال رحمه الله و طيب الله ثراه: و ما ذكره من انعقاد الاجماعين صحيح كما لا يخفى فالأقوال المخالفة لهما من متأخري الأصوليين كلها مخالفة للاجماع و بعض العلماء يقول: ان تقليد العامي المذكور للعالم و عمله بفتياه من الاتباع لا من التقليد قلت و الشيخ جعل الله الجنة مثواه يدعو الى الاتباع و الأبتعاد عن التقليد الأعمى الا أن العامي معذور عندهم جميعا اذا كان قريب عهد بالاسلام و كذلك اذا كان في اماكن نائية عن ينابيع العلم فالواجب عندهم بالنسبة للمكلف تصحيح ايمانه ثم تعلم أحكام العبادات و ما سوى ذلك فهو عندهم على الكفاية و من هنا يفتح باب التقليد و نقلة الشوكاني رحمه الله مفيدة جدا الا أنها تحتاج الى أن يضاف اليها نقلة الشيخ الشنقيطي لتتم الفائدة و الله الموفق(/)
لغز من يحله؟
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 02:35]ـ
ماهو أعظم شيء أهان الله به الجبابرة و الأكاسرة؟
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 05:00]ـ
ربما المرض وربما الموت.والله أعلم(/)
حديث عنوان البصرى
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 09:27]ـ
- بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 1 ص 224:
17 - أقول: وجدت بخط شيخنا البهائي قدس الله روحه ما هذا لفظه: قال الشيخ شمس الدين محمد بن مكي: نقلت من خط الشيخ أحمد الفراهاني رحمه الله، عن عنوان البصري - وكان شيخا كبيرا قد أتى عليه أربع وتسعون سنة - قال: كنت أختلف إلى مالك بن أنس سنين، فلما قدم جعفر الصادق (عليه السلام) المدينة اختلفت إليه، وأحببت أن آخذ عنه كما أخذت عن مالك، فقال لي يوما: إني رجل مطلوب ومع ذلك لي أوراد في كل ساعة من آناء الليل والنهار، فلا تشغلني عن وردي، وخذ عن مالك، واختلف إليه كما كنت تختلف إليه، فاغتممت من ذلك، وخرجت من عنده وقلت في نفسي: لو تفرس في خيرا لما زجرني عن الاختلاف إليه والاخذ عنه، فدخلت مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) وسلمت عليه، ثم رجعت من الغد إلى الروضة وصليت فيها ركعتين، وقلت: اسألك يا الله يا الله أن تعطف علي قلب جعفر وترزقني من علمه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم، ورجعت إلى داري مغتما ولم أختلف إلى مالك بن أنس لما أشرب قلبي من حب جعفر، فما خرجت من داري إلا إلى الصلاة المكتوبة حتى عيل صبري، فلما ضاق صدري تنعلت وترديت وقصدت جعفرا وكان بعد ما صليت العصر، فلما حضرت باب داره استأذنت عليه فخرج خادم له فقال: ما حاجتك؟ فقلت: السلام على الشريف. فقال: هو قائم في مصلاه. فجلست بحذاء بابه فما لبثت إلا يسيرا إذ خرج خادم فقال: ادخل على بركة الله. فدخلت وسلمت عليه، فرد السلام وقال: اجلس غفر الله لك، فجلست فأطرق مليا، ثم رفع رأسه، وقال: أبو من؟ قلت أبو عبد الله، قال: ثبت الله كنيتك و وفقك، يا أبا عبد الله ما مسألتك؟ فقلت في نفسي: لو لم يكن لي من زيارته والتسليم غير هذا الدعاء لكان كثيرا، ثم رفع رأسه، ثم قال: ما مسألتك؟ فقلت: سألت الله أن يعطف قلبك علي ويرزقني من علمك، وأرجو أن الله تعالى أجابني في الشريف ما سألته، فقال: يا أبا عبد الله ليس العلم بالتعلم، إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك وتعالى أن يهديه، فإن أردت العلم فاطلب أولا في نفسك حقيقة العبودية، واطلب العلم باستعماله، واستفهم الله يفهمك.
قلت: يا شريف. فقال: قل يا أبا عبد الله.
قلت: يا أبا عبد الله ما حقيقة العبودية؟ قال: ثلاثة أشياء: أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوله الله ملكا، لان العبيد لا يكون لهم ملك يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم الله به، ولا يدبر العبد لنفسه تدبيرا، وجملة اشتغاله فيما أمره تعالى به ونهاه عنه، فإذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله الله تعالى ملكا هان عليه الانفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه، وإذا فوض العبد تدبير نفسه على مدبره هان عليه مصائب الدنيا، وإذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى ونهاه لا يتفرغ منهما إلى المراء والمباهاة مع الناس، فإذا أكرم الله العبد بهذه الثلاثة هان عليه الدنيا، وإبليس، والخلق، ولا يطلب الدنيا تكاثرا وتفاخرا، ولا يطلب ما عند الناس عزا وعلوا، ولا يدع أيامه باطلا، فهذا أول درجة التقى، قال الله تبارك وتعالى: تلك الدار الآخرة نجعله للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين.
قلت: يا أبا عبد الله أوصني، قال: أوصيك بتسعة أشياء فإنها وصيتي لمريدي الطريق إلى الله تعالى، والله أسأل أن يوفقك لاستعماله، ثلاثة منها في رياضة النفس، وثلاثة منها في الحلم، وثلاثة منها في العلم، فاحفظها وإياك والتهاون بها.
قال عنوان: ففرغت قلبي له. فقال: أما اللواتي في الرياضة: فإياك أن تأكل ما لا تشتهيه فإنه يورث الحماقة والبله، ولا تأكل إلا عند الجوع، وإذا أكلت فكل حلالا وسم الله، واذكر حديث الرسول (صلى الله عليه وآله): ما ملا آدمي وعاءا شرا من بطنه فإن كان ولابد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. وأما اللواتي في الحلم: فمن قال لك: إن قلت واحدة سمعت عشرا فقل: إن قلت عشرا لم تسمع واحدة، ومن شتمك فقل له: إن كنت صادقا فيما تقول فأسأل الله أن يغفر لي، وإن كنت كاذبا فيما تقول فالله أسأل أن يغفر لك، ومن وعدك بالخنى فعده بالنصيحة والرعاء. وأما اللواتي في العلم: فاسأل العلماء ما جهلت، وإياك أن تسألهم تعنتا و تجربة وإياك أن تعمل برأيك شيئا، وخذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا، و اهرب من الفتيا هربك من الأسد، ولا تجعل رقبتك للناس جسرا. قم عني يا أبا عبد الله فقد نصحت لك ولا تفسد علي وردي، فإني امرئ ضنين بنفسي، والسلام على من اتبع الهدى.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 09:31]ـ
لو يعلم احدكم معلومات عن هذا الحديث فليكتبها
أنا رأيت كتاب من سلسلة معالى الغزالى اسمه) قلت لنفسى * حمع الدكتور متولى محمد متولى
جمع خواطر الشيخ الغزالى فى هذا الحديث ولا ادرى هل الكتاب كله عن ذا الحديث فقط ام ثم خواطر اخرى(/)
باب: من جمع بين الأذان والتدريس.
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 11:33]ـ
الاخوة الأكارم - وخصوصاً من كان له عناية بكتب التراجم _ هل مر بكم ذكر عالم جمع بين الأذان وبين الجلوس للتدريس، أو كان له تأليف في شتى العلوم ...(/)
ماعقوبة هذه الذنوب؟
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 01:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهي الغيبة والنميمة والكذب مع دليل وكيف يكون حاله في الاخرة و القبر؟
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 10:32]ـ
معقووولة لا اجابة
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 11:57]ـ
أما النميمة فورد فيها أحاديث تحريم و ترهيب من ارتكاب هذه المعصية و هي حرام بالكتاب و السنة و الإجماع.
ومن الأحاديث الواردة في عقوبة النمام أسرد إليك ما يلي مع أقوال بعض أهل العلم.
عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بحائط من حيطان المدينة - أو مكة - فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يعذبان وما يعذبان في كبير - ثم قال - بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة"، ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة، فقيل له: يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال: "لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا". أو "إلى أن ييبسا". (رواه البخاري في كتاب الوضوء وغيره).
وقد بوب البخاري على هذا الباب {باب عذاب القبر و من الغيبة و البول}
قال الحافظ ابن حجر تعليقا على تبويب البخاري _فتح الباري_
وَقِيلَ مُرَاد الْمُصَنِّف أَنَّ الْغِيبَة تُلَازِم النَّمِيمَة لِأَنَّ النَّمِيمَة مُشْتَمِلَة عَلَى ضَرْبَيْنِ: نَقْل كَلَام الْمُغْتَاب إِلَى الَّذِي اِغْتَابَهُ، وَالْحَدِيث عَنْ الْمَنْقُول عَنْهُ بِمَا لَا يُرِيدهُ. قَالَ بْن رَشِيد: لَكِنْ لَا يَلْزَم مِنْ الْوَعِيد عَلَى النَّمِيمَة ثُبُوته عَلَى الْغِيبَة وَحْدهَا، لِأَنَّ مَفْسَدَة النَّمِيمَة أَعْظَم، وَإِذَا لَمْ تُسَاوِهَا لَمْ يَصِحّ الْإِلْحَاق إِذْ لَا يَلْزَم مِنْ التَّعْذِيب عَلَى الْأَشَدّ التَّعْذِيب عَلَى الْأَخَفّ، لَكِنْ يَجُوز أَنْ يَكُون وَرَدَ عَلَى مَعْنَى التَّوَقُّع وَالْحَذَر فَيَكُون قَصْد التَّحْذِير مِنْ الْمُغْتَاب لِئَلَّا يَكُون لَهُ فِي ذَلِكَ نَصِيب اِنْتَهَى.
ومن الأحاديث التي جاءت في الترهيب من النميمة
عن حذيفة قال حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ {رواه البخاري} و في رواية أخرى نمام.
فانظر أخي المسلم هذا القول البليغ الفصيح من من لا ينطق عن الهوى في التخويف من النميمة و على كل مسلم يسمع هذا الحديث أن يرتجف منه و يخاف من ما ورد فيه من عقاب, نسأل الله السلامة و العافية.
قال الحافظ ابن حجر _فتح الباري_
قتات بِقَافٍ وَمُثَنَّاة ثَقِيلَة وَبَعْد الْأَلِف مُثَنَّاة أُخْرَى هُوَ النَّمَّام، وَوَقَعَ بِلَفْظِ " نَمَّام " فِي رِوَايَة أَبِي وَائِل عَنْ حُذَيْفَة عِنْدَ مُسْلِم، وَقِيلَ: الْفَرْق بَيْنَ الْقَتَّات وَالنَّمَّام أَنَّ النَّمَّام الَّذِي يَحْضُر فَيَنْقُلهَا وَالْقَتَّات الَّذِي يَتَسَمَّع مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَم بِهِ ثُمَّ يَنْقُل مَا سَمِعَهُ.
قال النووي _المنهاج_
وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لا يَدْخُل الْجَنَّة نَمَّامٌ) فَفِيهِ التَّأْوِيلَانِ الْمُتَقَدِّمَانِ فِي نَظَائِره: أَحَدهمَا: يُحْمَل عَلَى الْمُسْتَحِلِّ بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ، مَعَ الْعِلْم بِالتَّحْرِيمِ. وَالثَّانِي لَا يَدْخُلهَا دُخُول الْفَائِزِينَ. وَاَللَّه أَعْلَم.
و لعل بعض الإخوة يفيدوننا في ما ورد بشأن الكذب و الغيبة.
و الله تعالى أعلم.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[07 - Nov-2008, صباحاً 12:15]ـ
ممتاز اخي وكلامك مختصر وفيه اقناع وحجة يا اخواني اجابة على الباقي اسئلتي
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 03:49]ـ
السلام عليكم ما العقوبة لمن لاي يوفي النذور متعمدآ؟(/)
قصة .. ولا أجمل- في إسلام رجل
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 10:12]ـ
حدثني شقيقي وقد أتى من سفر طويل .. (لا تنسوا أن تقولوا لي:حمدا لله على سلامته)
أنه قابل في المطار شخصا صينيا ..
فدار بينهما حديث عن الدين .. بالإنجليزية
قال له أخي: هل أنت نصراني؟
قال: لا .. إني بوذي
قال: وأنا مسلم ..
قال هل تسمح لي أن أتلو عليك شيئا ..
قال:تفضل!
فأظهر أخي في وجهه خشوعا ثم أخذ يتلو بترتيل جملا بالعربية -والرجل لا يفهم شيئا- .. فكان مما تلاه: اليوم كلمت زوجتي واتصلت بها .. فقالت لي إياك أن .. إلخ
ثم قال هل فهمت شيئا؟
قال: لا
قال والآن اسمع هذا المقطع .. فكرر نفس النغمة والترتيل والخشوع
غير أنه قرأ سورة الكافرون!
ثم سأله: هل لا حظت فرقا بين التلاوتين؟
قال الصيني: نعم!
قال وما ذاك؟
قال الثانية أحسست بها لامست قلبي!
فتعجب أخي جدا .. وقال: هذا كتاب ربنا ..
هلا أسلمت؟
قال .. نعم .. كيف أفعل؟
قال: قل أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
فقالها .. !
والرجل الآن يتواصل مع أخي في سؤالاته عن الدين
وهكذا أسلم في خمس دقائق!
فسبحانه ما أجله ربي وأعظم دينه
لعلها صفعة .. للغافلين عن كتاب ربهم ..
بسبب جدالهم "العلمي" .. -زعموا
منقول
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=3210
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 10:23]ـ
شكرا
وموضوعك مكرر ما له إلا خمسة ايام في استراحة المجلس
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21874
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 10:24]ـ
آسف آسف ارجو الحذف(/)
بشرى .... مسابقة تعليمية فى علم الضبط
ـ[منى العبادي]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 12:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنبدأ بتوفيق الله تعالى بدراسة " علم الضبط " لكن بطريقة الأسئلة والأجوبة؛ بمعنى: سنكتب بين فترة وأخرى إن شاء الله تعالى سؤالاً أو سؤالين على الأكثر
ونطلب من الإخوة الإجابة عليها وذلك بإرسالها على البريد الخاص بـ
الشيخ الدكتور / السالم الجكني وفقه الله و رعاه
للاطلاع عليها أولاً ثم بعد أن تجتمع كل لأسئلة سوف ننزل الإجابات الأكثر صحة ودقة
مع بيان أسماء أصحابها وهكذا
تنبيهان
1 - لا تقبل الإجابات المنقولة نقلاً حرفياً من المصادر، فليس الغرض من هذه المدارسة أو المسابقة هو " نسخ ولصق المعلومة " بل الغرض هو فتح باب كيفية الرجوع إلى المصادر الأصيلة في هذه العلوم وكيفية أخذ الإجابات منها ثم صياغتها بالأسلوب الخاص لكل واحد، وهذه الطريقة من أهم وأنجح الطرق التي تثبت المعلومة في ذهن الباحث وطالب العلم لأنها دلالة على فهمه لما نقله.
2 - في حالة وجود أجوبة ضعيفة المستوى أو أنها خطأ فستعطى فرصة أخرى لصاحبها وذلك عن طريق المراسلة الخاصة بين الشيخ الدكتور / السالم الجكني حفظه
الله وبين صاحب الإجابة حيث سترسل له رسالة مفادها طلب إعادة النظر في الإجابة،
لأن غرضنا هو بث روح التنافس الشريف والحث على التعلم وليس شيء غير ذلك
للإطلاع على المسابقة و الاشتراك فيها
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=60
ـ[منى العبادي]ــــــــ[08 - Nov-2008, صباحاً 12:29]ـ
جئتكم اليوم بأجوبة السؤال الأول و الثاني من المسابقة
مع ملاحظة ان من وضع الاسئلة ثم ارسلت له الإجابات على الخاص ثم قام بتصحيحها هو
الدكتور / السالم الجكنى غفر الله له و لوالديه
الأستاذ المشارك بكلية المعلمين بالمدينة المنورة-جامعة طيبة
أ - ما مراد العلماء بمصطلح الضبط؟
ج: لغة:هو بلوغ الغاية في حفظ الشيء
اصطلاحا: هو علامات مخصوصة تلحق الحرف للدلالة على حركة مخصوصة او سكون او مد او تنوين او شد او نحو ذلك
ويرادف الضبط الشكل نقول شكل الكتاب اذا قيده بما يزيل عنه الاشكال واللبس
والضبط مبني على الوصل خلاف الرسم فمبني على الابتداء والوقف
اما النقط فهو نقط اعجام ونقط اعراب
نقط الاعجام: هو ما يوضع على الحروف المتشابهة في الرسم لتمييزها
نقط الاعراب: هو العلامات الدالة على ما يعرض للحرف من حركة وسكون وشد ومد وتنوين وغيرها
وكما نلاحظ فنقط الاعراب هو المرادف لمعنى الضبط الذي هو الشكل.
ب - متى نشأ علم الضبط؟
ج ب - علم الضبط كان معروفا عند العرب فى الكتابة فكان الالف بعد الحرف يدل على فتحه و الواو بعده تدل على ضمه و الياء بعده تدل على كسره
لكن الصحابة رضى الله عنهم عندما كتبوا المصحف لم يضعوا هذه العلامات خوفا من ان تشتبه بحروف المد و اللين
ثم فى عهد زياد ابن ابي سفيان امير البصرة فى عهد معاوية رضي الله عنهم طلب زياد من ابو الاسود الدؤلى ان يعمل شئ يصلح به لسان الناس و رفض الدؤلي فى البداية و لكن باستخدام الحيلة وافق فكان اول من ضبط المصحف و كان ضبطه هوالاساس الذى بنى عليه الخليل بن احمد اشكال الحركات المعرفة عندنا.
هذه الإجابة للمتسابقة: منى العبادي
ج - ما حكم مخالفة هذا العلم في المصاحف؟
فالمصاحف التي لا يوجد بها ضبط أو شكل هي مصاحف صحيحه.
حيث إختلف العلماء في إضافة الضبط على المصاحف وهذه الأحكام كالتالي:
(1) الجواز مطلقا
(2) الكراهة مطلقا
(3) الجواز في المصاحف التي يتعلم فيها الغلمان ومن في حكمهم دون المصاحف الأمهات.
أما إجابة الفقرة الأخيرة وهي:
أذكر أسماء ثلاثة كتب من أمهات كتب هذا العلم مع نسبتها لأصحابها؟
فلم يوفق فيها المتسابقون جميعاً، أعني أنه لم يذكر أي متسابق أو متسابقة ثلاثة كتب من (أمهات) كتب هذا العلم.
نعم: ذكر كل واحد كتاباً أو كتابين ثم تكون البقية عنده إما من كتب ليست من كتب الضبط وإما أن تكون ليس من الأمهات، ولذا لم أعتمد فيه إجابة نموذجية، ولن أذكر له إجابة بل سأعيد السؤال ليدخل في مسابقة السؤال الثاني إن شاء الله.
إجابة السؤال الثاني:
أذكر أسماء ثلاثة كتب من أمهات كتب هذا العلم مع نسبتها لأصحابها.
(يُتْبَعُ)
(/)
جاءت الاجابات كلها بذكر كتب ليست في علم الضبط أصلاً ككتاب التيسير والدرة والنشر والشاطبية وووو
والإجابة على هذا السؤال:
1 - المحكم في نقط المصاحف
2 - اصول الضبط وكيفيته على جهة الاختصار لأبي داود سليمان بن نجاح (ت 496هـ) تلميذ الإمام الداني.
3 - عمدة البيان: للخراز
أما الكتب المتأخرة كسمير الطالبين وشبهه فرغم أهميتها ومكانة مؤلفيها إلا أني لا أعتبرها من الأمهات بالمصطلح الذي أردته خاصة إذا علمنا أن سمير الطالبين للشيخ الضباع إنما مختصر من كتاب " الطرازفي شرح ضبط الخراز للشيخ التنسي رحمه الله؟
أما إجابة السؤال:
كم عدد العلامات التي تضبط بها الحركات؟ وما هي؟
وهي هذه – مع التحفظ على بعض الزيادات التي ذكرتها فيها (الاجابة للمتسابقة؟؟؟):
العلامات التي تضبط بها الحروف
1 - الحركة: وهي فتح وضم وكسر
وإذا كان التنوين فيضاف إلى الحركة مثيلتها
2
-السكون وقد اختلف في وضعها على الحرف أو عدم وضعها ومذهب الخليل بن احمد
أن علامة السكون هي رأس الجيم مأخوذة من الجزم فالجزم هو القطع إذ في السكون قطع الحركة أو هي رأس الحاء من استرح إذ النطق بالسكون راحة بعد النطق بالحركة أو رأس خاء مأخوذة من خفيف إذ أن الساكن اخف من الحركة وذهب البعض على أن السكون دارة مستديرة صغيرة مأخوذة من علامة الصفر
3 - الهمز: وقد اخذ الشكل المعروف من حرف العين لأنه يجاوره فيعرف به ولكن تتغير صورته بتغير حاله من تسهيل أو نقل
4 - التشديد: وقد اتفق علماء النقط على أن تكون رأس الشين دون تنقيط هي علامة الشدة
5 - علامة المد: ذهب جمهور من العلماء إلى انه لا بد من وجود علامة تدل على زيادة المد الطبيعي وعلامتها مطه بآخرها ارتفاع قليل مأخوذة من كلمة مد بعد طمس ميمها وإزالة الطرف الأعلى من دالها وتوضع فوق الحروف إذا زاد مدها عن القصر أما على قراءة القصر فلا توضع
أما الحرف المختلس والمشم والممال
فقد ذهب جماعة إلى تعريته وعدم وضع علامة عليه وذهب آخرون إلى وضع علامة مميزة واختاروا دارة على إن تكون مربعة توضع فوق الحرف المختلس إن كان مفتوحا وتحته إن كان مكسورا وأمامه إن كان مشما أما إذا كان ممالا فتوضع تحته على الإطلاق في الاماله الصغرى والكبرى
وقد أضاف علماء النقط علامات أخرى لكل من ألف الوصل والابتداء والنقلوعلامات في ضبط ما حذف رسما وأخرى في ضبط ما زيد على الرسم
ثم هناك علامات الفواصل والسجدات والأحزاب والأرباع والسكت والوقف وكلها من عمل المتأخرين
وهذه الاضافات فيها تفصيل
جزى الله الشيخ الدكتور / السالم الجكني كل خير على ما يقدمه لخدمة القران و اهله
للإشترك فى المسابقة و حل سؤال هذا الأسبوع
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=60
للإطلاع على الأجوبة و أسماء الفائزين
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=94
ـ[أم أمامة الليبية]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 09:52]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم، وأرجو أن تستمر المشاركات في هذا الموضوع -أثابكم الله-.(/)
مقالة ولا يلتفت منكم أحد د-ناصر العمر
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 12:51]ـ
مختصر محاضرة ولا يلتفت منكم أحد
الشيخ ناصر بن سليمان العمر حفظه الله
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، ثم أما بعد:
{وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} [هود: 81 – الحجر: 65]، توجيه من الله تعالى لنبيه لوط لمّا أمره أن يسري بأهله، فمنعهم من الالتفات، وقد اختلف أهل التفسير هل خرجت امرأة لوط في جملة أهله عليه السلام أم لا، بناء على اختلافهم في الاستثناء {إِلَّا امْرَأَتَكَ} [سورة هود: 81]، هل هو من السّري أم الالتفات، في قوله تعالى: {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} [سورة هود: 81]، ولهم في هذا أبحاث طوال ألف بعضهم فيها رسائل، والظاهر أنها خرجت معهم لكنها لم تلتزم الأمر فالتفتت، فأصابها ما أصاب قومها.
وفي النهي عن الالتفات حِكَمٌ أشار إليها العلماء منها ما ذكره ابن عاشور بقوله: "والالتفات المنهي عنه هو الالتفات إلى المكان المأمور بمغادرته كَمَا دَلّت عليه القرينة. وسبب النهي عن الالتفات التقصي في تحقيق معنى الهجرة غضباً لحرمات الله بحيث يقطع التعلق بالوطن ولو تعلّق الرؤية. وكان تعيين الليل للخروج كَيْلاَ يُلاَقِي ممانعة من قومه أو من زوجه فيشقُّ عليه دفاعهم".
هكذا ذكر وله وجه ظاهر، بيد أن ههنا معنى آخر، هذا المعنى تجده في خبر إبراهيم عليه السلام مع هاجر، عندما جاء بهما إلى واد غير ذي زرع، والشاهد الذي نريده في البخاري (1) من حديث ابن عباس قال فيه: «ثم قفى إبراهيم منطلقاً [بعد أن وضع هاجر وإسماعيل حيث أمره الله]، فتبعته أم إسماعيل فقالت: "يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ "، فقالت له ذلك مراراً. وجعل لا يتلفت إليها، فقالت له: "آلله الذي أمرك بهذا؟ "، قال: "نعم"، قالت: "إذًا لا يضيعنا، ثم رجعت. فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [سورة إبراهيم: 37]».
والشاهد قوله في الحديث: وجعل لا يلتفت إليها ... يمم وجه حيث أُمر فلم يلتفت عن قصده حساً ولا معنى.
وهذا المعنى كذلك هو الذي تجده في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه كما في صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: «لأعطين هذه الراية رجلاً يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه»، قال عمر بن الخطاب: "ما أحببت الإمارة إلا يومئذ"، قال: "فتساورت لها رجاء أن أدعى لها"، قال: "فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فأعطاه إياها، وقال: «امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك»، قال: "فسار علي شيئاً ثم وقف ولم يلتفت، فصرخ: يارسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ "، قال: «قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله» (2).
والشاهد قوله: امش ولا تلتفت ... فسار شيئاً ثم وقف ولم يلتفت ... يمم وجهه حيث أمر فلم يلتفت عن قصده حساً ولا معنى.
وقريب من هذا خبر سرية عبدالله بن جحش وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لأمير السرية كتاباً وقال: «لا تقرأه حتى تبلغ مكان كذا وكذا»، فلما بلغ ذلك المكان قرأه على الناس وأخبرهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم (3).
والشاهد التزامه بالأمر فلم يلتفت عما أمر به حتى أنفذه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل من هذا الباب فعل موسى عليه السلام، لما رأى العصا تهتز كأنها جان فولى مدبراً ولم يعقب، قال الله تعالى: {وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [سورة النمل: 10 - 11].
ولعل منه كذلك ما صح عنه صلى الله عليه وسلم من النهي عن الالتفات في الصلاة، فقد صح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة؟ فقال: «هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد» (4).
والمعنى الجامع الذي تجده في كل هذه الأخبار، هو المنع عن الالتفات خشية أن يشغل عن إدراك ما كلف المرء به.
وهكذا إن حددت هدفك، وحررت طريقك، وتيقنت من أمرك فامض ولا تلتفت، ولاسيما إن كانت عاقبة الالتفات وبيلة قد تقطعك عن بغيتك وتحرمك مرادك وتقعدك عن أداء التكليف أو تعيقك.
ولهذا كانت مناسبة الأمر للوط عليه السلام وأهله بترك الالتفات ظاهرة في ذلك الموقف فهي دعوة للإمعان في القصد إلى مغادرة القرية، والنجاة بالنفوس أن يصيبها ما أصاب قوم السوء الفاسقين، وهكذا لو قلت لرجل انج بنفسك سوف ينفجر بركان هنا، لم يكن من الحكمة أن يتلفت، بل يعمل طاقته في الهرب من المحذور النازل.
وبهذا تظهر مناسبة التعقيب بقوله تعالى في سورة الحجر: {وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} [سورة الحجر: 65]، مع ما قبلها في أول الآية: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} [سورة الحجر: 65].
فأكد النهي عن الالتفات بالأمر إلى قصد الغاية التي منع الالتفات عنها لئلا يقطع دونها.
وتأمل لو خرجت من بيتك قاصداً مسجداً والطريق بها عقبات وهوّات، وقد أزف وقت إقامة الصلاة، وجعل يناديك مناد يريد أن يناقشك في وجوب صلاة الجماعة، أو يقنعك بالبقاء وترك المسجد، فإن وقفت معه أضعت الصلاة، وإن التفت إليه توشك أن تقع في حفرة أو تصطدم بعقبة تعيقك، وهكذا السائر في طريق الدعوة المحفوف بالعقبات والصعاب.
وبالجملة إذا حررت هدفك وتثبت من طريقك فاحذر الالتفات عنه فقد يؤدي بك إلى ما لا تحمد عقباه.(/)
تلبس الجني بالأنسي بين الحقيقة والوهم!
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 01:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
موقف شيخ الإسلام ابن تيمية:
قال عبدالله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: إن قوما يقولون: إن الجن لا تدخل في بدن الإنس. قال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه"
ثم قال تعقيبا عليه: وهذا الذي قاله أمر مشهور فإن يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضُرِب به جمل لأثر به أثرا عظيما والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله وقد يجر المصروع غير المصروع ويجر البساط عليه ويحول آلات, وينقل من مكان إلى مكان ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجن في بدن المصروع وغيره , ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذِّب ذلك فقد كذب على الشرع وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك"
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أيضا:
"فمن كذّب بما هو موجود من الجن والشياطين والسحر وما يأتون به على اختلاف أنواعه .. وأنكروا دخول الجن في أبدان الإنس وحضورها بما يستحضرون به من العزائم والأقسام وأمثال ذلك كما هو موجود فقد كذّب بما لم يحط به علما "
موقف الإمام ابن القيم الجوزية
* وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد: الصرع صرعان,, صرع من الارواح الخبيثة الارضية، وصرع من الاخلاط الرديئة، والثاني هو الذي يتكلم الاطباء في سببه وعلاجه إلى ان قال فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة.
موقف الإمام ابن باز
* وقال عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى في رسالة له بهذا الخصوص بعد ان ساق الادلة الشرعية وأقوال المفسرين واجماع اهل العلم من اهل السنة والجماعة: إن إنكار دخول الجني في بدن الانسي نشأ عن قلة العلم بالامور الشرعية وبما قرره اهل العلم من أهل السنة والجماعة، وإذا خفي هذا الامر على كثير من الاطباء لم يكن ذلك حجة على عدم وجوده بل يدل ذلك على جهلهم العظيم بما علمه غيرهم من العلماء المعروفين بالصدق والامانة والبصيرة بأمر الدين بل هو اجماع من أهل السنة والجماعة.
ومن أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ما يلي:
* أخرج الإمام أحمد وأبو داود والطبراني من حديث أم أبان بنت الوازع عن أبيها ان جدها انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن له مجنون فقال: أدنه مني واجعل ظهره مما يليني، فأخذ بمجامع ثوبه من اعلاه وأسفله فجعل يضرب ويقول: اخرج عدو الله فأقبل ينظر نظر الصحيح.
* وأخرج الإمام أحمد والدارمي والطبراني وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس ان امرأة جاءت بابن لها فقالت: يارسول الله ان بابني هذا جنونا، وانه يأخذه عند غدائنا وعشائنا فيفسد علينا، قال: فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له فثغ ثغة، فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فسعى.
* وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم والبيهقي عن أسامة بن زيد قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحجة التي حجها فأتته امرأة ببطن الروحاء بابن لها فقالت: يارسول الله، هذا ابني ما أفاق من يوم ولدته إلى يومه هذا، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم منها فوضعه فيما بين صدره وواسطه الرحل، ثم تفل في فيه وقال: اخرج ياعدو الله فإني رسول الله، قال: ثم ناولها إياه وقال: خذيه فلا بأس عليه.
تلبس الجني بالإنسي بين الحقيقة والوهم
ينكر بعض الأطباء النفسيين دخول الجني بالأنسي معللين ذلك بأنه من الأمور الخرافية والتي لم يأت بها الطب , وبعضهم أنكره كردة فعل على ما يمارس على أرض الواقع من مبالغات العوام والقراء ..
والرأي المتوسط هو من لا ينكر مس الجن ولا يبالغ في هذا الأمر مبالغة لم تأت بها الشريعة ولم تدعُ إليها , فيتوهم بعض الناس كثيراً بأنه مصاب بمس أو سحر أو عين وهو في الحقيقة مريض نفسي ,
أو يجزم بأن ما أصاب فلان من الناس بسبب المس أو العين أو السحر ومعلوم أنه لا دليل على هذا الكلام إلا الظن والظن أكذب الحديث , وكذلك أمر المصاب بترك التداوي لأنه ممسوس أو مسحور , وكان الأولى بهذا القائل أن يجمع بين الرقية الشرعية والتداوي بالطب , والرقية الشرعية وقراءة القرآن شفاء للناس فالمريض أياً كان مرضه نفسياً أو عضوياً يرقي نفسه بالقرآن والأدعية المأثورة ...
" نفيه بعيد والمبالغة فيه خطأ وتشخيصه لا دليل عليه والجمع بين الرقية والدواء طريق العارفين "
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 01:53]ـ
وتشخيصه لا دليل عليه
ملاحظة
تفسير السعدي
واذكر عبدنا أيوب. . . . .
أي:) واذكر (في هذا الكتاب) عبدنا أيوب (بأحسن الذكر، وأثن عليه بأحسن الثناء، حين أصابه الضر، فصبر على ضره، فلم يشتك لغير ربه، ولا لجأ إلا إليه.) إذ نادى ربه (داعيا شاكيا إليه لا إلى غيره فقال: رب) أني مسني الشيطان بنصب وعذاب (أي: بأمر مشق متعب معذب، وكان سلط على جسده فنفخ فيه، حتى تقرح، ثم تقيح بعد ذلك، واشتد به الأمر
و وجدت الشيخ ابن باز و عبد الكريم الخضير يقولون يعرف بالقرائن
و هذا ما يحاول أن ينكره أيضاً بعض الأطباء النفسيين بل يسعون لاستصدار الفتاوى في إنكاره
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 02:04]ـ
ملاحظة
تفسير السعدي
واذكر عبدنا أيوب. . . . .
أي:) واذكر (في هذا الكتاب) عبدنا أيوب (بأحسن الذكر، وأثن عليه بأحسن الثناء، حين أصابه الضر، فصبر على ضره، فلم يشتك لغير ربه، ولا لجأ إلا إليه.) إذ نادى ربه (داعيا شاكيا إليه لا إلى غيره فقال: رب) أني مسني الشيطان بنصب وعذاب (أي: بأمر مشق متعب معذب، وكان سلط على جسده فنفخ فيه، حتى تقرح، ثم تقيح بعد ذلك، واشتد به الأمر
و وجدت الشيخ ابن باز و عبد الكريم الخضير يقولون يعرف بالقرائن
و هذا ما يحاول أن ينكره أيضاً بعض الأطباء النفسيين بل يسعون لاستصدار الفتاوى في إنكاره
ما قول الشيخان في كيفية معرفة القرائن؟!
وما الطريقة المثلى في نظرهم حيال من أصابه شيء؟!
لأنني وجدت أكثر الأطباء النفسيين اعتدالاً في هذه القضية هذا رأيه .. !
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 09:03]ـ
الأخ المعتز بدينه حفظه الله لا أجد تفصيلاً للشيخين إلا أنهم يوصون بالرقاة الثقات الذين قد يتبين لهم من مشاهدة المرضى قرائن تدل على نوع المرض
و بما أنك فتحت هذا الموضوع المهم فإن أصل المشكلة و الله أعلم عدم الاعتراف بطب روحي إضافة للنفسي و الباطني و جعل الرقية التي هي علاج روحي نقيض للعلاج النفسي
و هذا موجود في الغرب لكنه سحر و شعوذة و ما يسمى تحضير أرواح و تنويم مغناطيسي و هو معروف عند الصوفية الأوائل
فالأطباء يعتبرون المرض النفسي خلل في وظائف الأعضاء الحيوية
و الباطني خلل في العضو ذاته
و هل يمكن أن نسمي الروحي خلل حيوي
و الفرق بين النفسي و الروحي أن النفسي خلل في نفس المريض أما الروحي فيحصل بسبب روح أخرى أثرت على روح المريض إما عين أو مس أو سحر أو حتى حمة كما جاء في الحديث
و ممكن أن يكون الشخص مريض نفسياً بسبب عين و لا تعارض بين المرض الروحي و النفسي فإذا ظن الشخص أنه مصاب بعين و هو مريض نفسي فقد يكون صحيحاً
إن كان معنا أطباء في المنتدى فالرجاء المداخلة
و الرقية في الأصل للروحي " لا رقية إلا من عين أو حمة " و ابن القيم رحمه الله يقول إن العين من تأثير روح العائن و العقرب و نحوه لا يصيب بالسم إلا بعد أن تتكيف نفسه بكيفية خبيثة
و يمكن استخدامه الرقية في غير الروحي للتأثير التسلسلي عن طريق الروح فهو يؤثر في الروح و الروح تؤثر في عودة وظيفة العضو ثم يعتدل العضو ذاته
و يمكن العكس بالعلاج الطبيعي يؤثر في العضو ثم تعود وظيفته ثم تعتدل في الروح
و ابن تيمية مثلاً يفرق بين الأحوال الرحمانية و الأحوال النفسانية و الأحوال الشيطانية و هذه كلها روحية
و أظن من القرائن في الرقية الحركات التي يقوم بها المريض و قد تفيد في التشخيص حيث يقسم ابن تيمية الحركات إلى ثلاثة أقسام:
1 - حركة إرادية و هي الأصل
2 - حركة طبيعية إذا خرج الشيء عن مساره يعود إليه بحركة طبيعية و لو من غير إرادة فتجد لشخص إذا استعمل الرقية قد تحصل له حركات طبيعية غير إرادية يستدل بها على أن الرقية أثرت
3 - حركة قسرية و هي تابعة للقاسر و يسميها الأطباء النفسيون إنحرافات سلوكية و يعتبرها الرقاة من تأثير الجان فممكن أن يستدل الراقي على خروج الجان بحركة قسرية تحصل للبدن بلا إرادة يتحسن بعدها البدن
لا أريد أن أطيل عليك لكن راجع هذا الموضوع سيفيدك إن شاء الله كثيراً
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20707
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 07:01]ـ
ما مراد شيخ الإسلام في هذه المسألة .. ؟!
مسألة: ما الوسط في الأمور الكشفية؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 338)
طُرُقَ الْعِلْمِ وَالظَّنِّ وَمَا يُتَوَصَّلُ بِهِ إلَيْهِمَا مِنْ دَلِيلٍ أَوْ مُشَاهَدَةٍ بَاطِنَةٍ أَوْ ظَاهِرَةٍ عَامٌّ أَوْ خَاصٌّ فَقَدْ تَنَازَعَ فِيهِ بَنُو آدَمَ تَنَازُعًا كَثِيرًا. وَكَذَلِكَ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ قَدْ يَنْفِي حُصُولَ الْعِلْمِ لِأَحَدِ بِغَيْرِ الطَّرِيقِ الَّتِي يَعْرِفُهَا حَتَّى يَنْفِيَ أَكْثَرَ الدَّلَالَاتِ الْعَقْلِيَّةِ مِنْ غَيْرِ حُجَّةٍ عَلَى ذَلِكَ. وَكَذَلِكَ الْأُمُورُ الْكَشْفِيَّةُ الَّتِي لِلْأَوْلِيَاءِ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ مَنْ يُنْكِرُهَا وَمِنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَصْحَابِنَا مَنْ يَغْلُو فِيهَا وَخِيَارُ الْأُمُورِ أَوْسَاطُهَا.أ. هـ
تأملت كثيراً فوجدت أن القطع بالتشخيص والجزم به ليس لازماً وإنما هي احتمالات وقرائن وعلامات وكلما زادت هذه القرائن زاد احتمال وجود المس أو السحر والعين , وبالتالي فإن الجمع بين الطب والرقية الشرعية قول رشيد .. ومما يؤكد ذلك تقسيم ابن القيم رحمه الله للصرع إلى قسمين صرع من الأرواح الخبيثة وصرع من الأخلاط الرديئة ...
وأما عن قضية التعلق بالطب والأطباء وترك العبادة والاستغفار والدعاء ,فما أجمل جواب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله , وهذه أمور يُغفل عنها كثيراً عند حصول الأمراض العضوية وغيرها عافانا الله وإياكم ووالدينا وإخواننا والمسلمون ..
مسألة: كيف تحفظ الصحة و يدفع المرض في القلب؟
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 136 (
وَهَكَذَا أَمْرَاضُ الْأَبْدَانِ: الصِّحَّةَ تُحْفَظُ بِالْمِثْلِ وَالْمَرَضُ يُدْفَعُ بِالضِّدِّ فَصِحَّةُ الْقَلْبِ بِالْإِيمَانِ تُحْفَظُ بِالْمِثْلِ وَهُوَ مَا يُورِثُ الْقَلْبَ إيمَانًا مِنْ الْعِلْمِ النَّافِعِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ فَتِلْكَ أَغْذِيَةٌ لَهُ كَمَا فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا {إنَّ كُلَّ آدِبٍ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى مَأْدُبَتُهُ وَأَنَّ مَأْدُبَةَ اللَّهِ هِيَ الْقُرْآنُ} وَالْآدِبُ الْمُضِيفُ فَهُوَ ضِيَافَةُ اللَّهِ لِعِبَادِهِ. . .
مِثْلُ آخِرِ اللَّيْلِ وَأَوْقَاتِ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ وَفِي سُجُودِهِ وَفِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ وَيُضَمُّ إلَى ذَلِكَ الِاسْتِغْفَارُ؛ فَإِنَّهُ مَنْ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ ثُمَّ تَابَ إلَيْهِ مَتَّعَهُ مَتَاعًا حَسَنًا إلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَلْيَتَّخِذْ وِرْدًا مِنْ " الْأَذْكَارِ " فِي النَّهَارِ وَوَقْتِ النَّوْمِ وَلْيَصْبِرْ عَلَى مَا يَعْرِضُ لَهُ مِنْ الْمَوَانِعِ والصوارف فَإِنَّهُ لَا يَلْبَثُ أَنْ يُؤَيِّدَهُ اللَّهُ بِرُوحِ مِنْهُ وَيَكْتُبَ الْإِيمَانَ فِي قَلْبِهِ. وَلْيَحْرِصْ عَلَى إكْمَالِ الْفَرَائِضِ مِنْ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ بَاطِنَةً وَظَاهِرَةً فَإِنَّهَا عَمُودُ الدِّينِ وَلْيَكُنْ هَجِيرَاهُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ فَإِنَّهَا بِهَا تُحْمَلُ الْأَثْقَالُ وَتُكَابَدُ الْأَهْوَالُ وَيُنَالُ رَفِيعُ الْأَحْوَالِ. وَلَا يَسْأَمُ مِنْ الدُّعَاءِ وَالطَّلَبِ فَإِنَّ الْعَبْدَ يُسْتَجَابُ لَهُ مَا لَمْ يُعَجِّلْ فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْت وَدَعَوْت فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي وَلْيَعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا وَلَمْ يَنَلْ أَحَدٌ شَيْئًا مِنْ خَتْمِ الْخَيْرِ نَبِيٌّ فَمَنْ دُونَهُ إلَّا بِالصَّبْرِ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَلَهُ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ حَمْدًا يُكَافِئُ نِعَمَهُ الظَّاهِرَةَ وَالْبَاطِنَةَ وَكَمَا يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلَالِهِ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ إلَى يَوْمِ الدِّينِ. وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.أ. هـ.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 11:30]ـ
تأملت كثيراً فوجدت أن القطع بالتشخيص والجزم به ليس لازماً وإنما هي احتمالات وقرائن وعلامات وكلما زادت هذه القرائن زاد احتمال وجود المس أو السحر والعين , وبالتالي فإن الجمع بين الطب والرقية الشرعية قول رشيد .. ومما يؤكد ذلك تقسيم ابن القيم رحمه الله للصرع إلى قسمين صرع من الأرواح الخبيثة وصرع من الأخلاط الرديئة ...
وأما عن قضية التعلق بالطب والأطباء وترك العبادة والاستغفار والدعاء ,فما أجمل جواب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله , وهذه أمور يُغفل عنها كثيراً عند حصول الأمراض العضوية وغيرها عافانا الله وإياكم ووالدينا وإخواننا والمسلمون ..
.
و ما الداعي أصلاً أن يقطع الإنسان بأن فيه مس أو عين أو سحر، و إنما المراد من التشخيص فعل العلاج المناسب، و لهذا يكفي في التشخيص الظن ليس في الرقية فقط، بل حتى في الطب النفسي يقول بعض الأطباء أصعب شيء التشخيص! و يستعمل الظن في تشخيص الأمراض المتشابهة
و الجمع بين الرقية و العلاج الطبيعي لا ينكر لأن الروح إذا اختلت أثر الخلل على البدن فاحتاج لعلاج طبيعي
و من الأدلة في العين و أنه يؤخذ في تشخيصها بالقرائن الحديث من تتهمون، و الاتهام يكون بقرينة كأن يكون قال قولاً في المريض مع أنه لا يجزم أنه هو السبب لكن يعمل بالظن
و جزاك الله خيراً
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 11:35]ـ
جزاك الله خيراً أخي من صاحب النقب وبارك الله فيك واعذرني فقد نسيت الترحيب بك كعادة رواد المنتديات ...
وشكراً على المشاركة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 12:04]ـ
و إياك
أما الترحيب فقد قيل
و اعلم بأن الألفة ****مذهبة للكلفة
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 06:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الموضوع هام بالفعل ...
هذه تسجيلات صوتية لشيخنا الدكتور محمد بن إسماعيل المقدم وهو داعية اسلامى معروف للجميع وأيضاً طبيب متخصص فى الأمراض العصبية والنفسية فكلامه أوثق فى مثل هذه هذه الحالات ...
نبذة عن السلسلة المرفقة: سلسة من الدروس تتمحور حول قضايا مس الجن وتأويل معظم الأمراض التي قد تكون عضوية أو نفسيه على أنها مس من الجن وحول قضية المعالجين وغيرها من القضايا الحساسة في هذا الموضوع.
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=21
وفقكم الله ...
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 09:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الموضوع هام بالفعل ...
هذه تسجيلات صوتية لشيخنا الدكتور محمد بن إسماعيل المقدم وهو داعية اسلامى معروف للجميع وأيضاً طبيب متخصص فى الأمراض العصبية والنفسية فكلامه أوثق فى مثل هذه هذه الحالات ...
نبذة عن السلسلة المرفقة: سلسة من الدروس تتمحور حول قضايا مس الجن وتأويل معظم الأمراض التي قد تكون عضوية أو نفسيه على أنها مس من الجن وحول قضية المعالجين وغيرها من القضايا الحساسة في هذا الموضوع.
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=21
وفقكم الله ...
جزاك الله خيراً ... والشيخ محمد أهل لطرح هذا الموضوع طرحاً موضوعياً شرعياً شافياً كافياً ..
ربما لي عودة لأسطر بعض الأحرف في بيان موقف الشيخ محمد بعد التأمل والاستماع المتأني للسلسة ...(/)
حسبت الناس كلهم عبيدي
ـ[أبو حسانة]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 09:16]ـ
هذه العبارة ليست لفرعون بل وليست لشخص يُعرف بأنه متكبر جبار.
بل وليس هذا هو سياقها.
هذه العبارة تُنسب - والله أعلم بصحة نسبتها - لإمام من أئمة المسلمين، ولكنها مسبوقة بعبارة تخفف وطأتها بلا شك، ولكنها لا تزيل استشكال تزكية النفس بهذه الصورة المفرطة وبهذه الألفاظ المستغربة:
لولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيد
وأشجع في الوغي من كل ليث وآل مهلب وأبي يزيد
ولولا خشية الرحمن ربي حسبت الناس كلهم عبيدي
إن مثل هذه العبارات - وإن كان أولها ينفي الاعتقاد الشنيع- إلا أنها في نفس الوقت تحمل مبالغة في مدح النفس، أرأيت لو أن رجلاً قال مثلاً:
لولا كتاب الله ربي لحسبت نفسي نبياً!
ولولا حديث رسول الله لحسبت نفسي خير الناس
ولولا خشية الله لسميت نفسي أكرم الأكرمين
طبعاً قد تكون نسبة الأبيات لهذا الإمام الجليل غير صحيحة وقد تكون الآفة هي فهمي السقيم وقد يكون غير ذلك، لكن ما هو القول السديد؟
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 04:57]ـ
فمن قائلها حتى نتحقق.ونعرف المعنى المقصود؟
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 11:46]ـ
هو الإمام الشافعي ....
وليس فيها إشكال ..
إذ لعله يريد ماتكنه النفس الامارة بالسوء من حب الدنيا .. وحب الاستكبار في الارض .. الذي على الانسان أن يدفعه.
والله أعلم.(/)
درس من الإمام ابن المبارك في تلقين الميت
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 07:55]ـ
السلام عليكم
في سير أعلام النبلاء للذهبي رحمه الله (ج 8 / ص 418):
قال أحمد بن عبدالله العجلي: حدثني أبي قال:
لما احتضر ابن المبارك، جعل رجل يلقنه، قل: لا إله إلا الله، فأكثر عليه،
فقال له: لست تحسن، وأخاف أن تؤذي مسلما بعدي.
إذا لقنتني، فقلت: لا إله إلا الله، ثم لم أحدث كلاما بعدها، فدعني،
فإذا أحدثت كلاما، فلقني حتى تكون آخر كلامي.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 09:49]ـ
السلام عليكم
في سير أعلام النبلاء للذهبي رحمه الله (ج 8 / ص 418):
قال أحمد بن عبدالله العجلي: حدثني أبي قال:
لما احتضر ابن المبارك، جعل رجل يلقنه، قل: لا إله إلا الله، فأكثر عليه،
فقال له: لستَ تُحسن، وأخاف أن تؤذي مسلما بعدي.
إذا لقنتني فقلتُ: لا إله إلا الله، ثم لم أحْدِثْ كلاماً بعدها فدعني.
فإذا أحدثتُ كلاماً فلَقِّنِّي حتى تكون آخرَ كلامي.
جزاكِـ الله أحسن الجزاء يا أخية
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 10:30]ـ
نحن بحاجة إلى من يذكرنا بهذه الدروس التربوية العملية، جزاكِ الله خيراً ..(/)
للمناقشة: ما معنى التوثيق الضمني للراوي؟
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 10:23]ـ
إذا كان الراوي مجهول الحال فهل يعتبر تصحيح بعض الأئمة لحديثه رافعا للجهالة؟
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 10:45]ـ
قال الإلبيري حاثا ولده على العلم:
وإنْ أُوتيتَ فِيهِ طَويلَ باعٍ .......... وقال الناسُ إنَّكَ قد سبقتا
فلا تأمنْ سُؤالَ الله عنهُ .......... بتوبيخٍ: عَلِمتَ فهل عَمِلْتا؟
فرأسُ العِلمِ تَقوى الله حقاً .......... وليس بأن يُقال: لقد رأستا
إذا أبصرتَ صَحْبَكَ في سماءٍ .......... قد ارتفعوا عليك وقد سَفَلْتَا
فَراجِعها ودَعْ عنك الهوينى .......... فَما بالبُطءِ تُدرِكُ ما طَلَبتا
إن علم الحديث هو علم الرجال حقا وأقسم بالله لا تستطيعه البطلة
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 11:23]ـ
هذا كلام نفيس للشيخ المحدث عبد الله السعد لعله ينفعك
قال الشيخ حفظه الله _جهالة الراوي_
والرواية عن أحد الرواة من حيث تقوية الراوي أو تقوية حديثه أو عدم ذلك تنقسم إلى أقسام:
1 - رواية الرسول صلى الله عليه وسلم عن أحد , فهذا توثيق لهذا الراوي , وتصحيح لخبره , لأن الله تعالى قد عصمه , ومن ذلك روايته صلى الله عليه وسلم عن تميم الداري لخبر الجساسة , وهو مخرج في "صحيح مسلم" , وصححه البخاري – كما في "العلل الكبير للترمذي" - , وهذا القسم وإن كان خارجا عن هذا المبحث , ولكن ذكرته من حيث أصل التقسيم.
2 - رواية الصحابة عن أحد الرواة من غير الصحابة , مثل رواية سهل بن سعد الساعدي عن مروان بن الحكم , قال الحافظ في "المقدمة" (ص:443): وقد روى عنه سهل بن سعد الساعدي اعتمادا على صدقه ا. هـ.
قلت: ورواية سهل بن سعد عن مروان مما يقوّيه , كما أشار إلى هذا ابن حجر، وذلك لجلالة الصحابة رضي الله عنهم.
3 - إذا كان الراوي من أجلّة أهل العلم , وكان قد اشتهر عنه أنه لا يروي إلا عن ثقة غالبا ([27]) , كسعيد بن المسيب وابن سيرين والشعبي والزهري ومالك بن أنس وشعبة بن الحجاج ويحيى بن سعيد القطان وابن مهدي , وغيرهم كثير , فإن روايتهم عن الراوي غير المشهور تقوّيه , ولكن هذا ليس على إطلاقه , وإنما بشروط سيأتي – بإذن الله تعالى – التنبيه عليها.
وقد تقدم قول يحيى بن معين: إذا روى عن الرجل مثل ابن سيرين والشعبي وهؤلاء أهل العلم فهو غير مجهول , فقيل له: فإذا روى عن الرجل مثل سماك بن حرب وأبي إسحاق؟ قال: هؤلاء يرون عن مجهولين ا. هـ
وتقدم قول أحمد وغيره في هذا في كلام ابن رجب.
4 - إذا كان الرواة من أجلة أهل العلم , أو من الثقات , ولكن يرون عن الثقات وعن الضعفاء , فروايتهم عمن ليس بالمشهور تقوي هذا الراوي بعض الشيء , والأمثلة على هذا من كلام أهل العلم كثيرة.
وقد قال البرقاني في "الطبقات": باب من لم يشتهر عنه الرواية , واحتملت روايته لرواية الثقات عنه ولم يغمز ا. هـ من "إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي (10/ 6).
قلت: وهذا تبويب جميل يدل على ما تقدم، والأدلة من كلام أهل العلم والأمثلة في هذا كثيرة.
بل قد يستدل على قوّة الخبر برواية هذا الراوي , كتقوية الأئمة لمراسيل سعيد بن المسيب , وتصحيح الإمام أحمد لرواية سعيد عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه , مع أنها منقطعة لأنه لم يسمع منه إلا خبرا واحدا , وذلك لتحري سعيد وتثبته في الرواية حتى ذكر عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يسأل سعيد عن بعض قضايا أبيه.
5 - رواية الضعفاء والمجهولين عمن ليس بمشهور , فهذه لا تنفعه شيئا , والله تعالى أعلم.
ومن القرائن التي تقوي الراوي المجهول:
3 - إخراج حديثه في كتاب اشترط مصنفه الصحة , وعلى رأس ذلك من خرج له البخاري ومسلم.
قال أبو عبد الله الذهبي في "الموقظة" (ص:79): من أخرج له الشيخان على قسمين:
أحدهما: ما احتجا به في الأصول.
وثانيهما: من خرجا له متابعة وشهادة واعتبارا.
فمن احتجا به أو أحدهما ولم يوثّق ولا غمز فهو ثقة , حديثه قوي ... إلى أن قال (ص:81): ومن الثقات الذين لم يخرج لهم في "الصحيحين" خلق , منهم: من صحح لهم الترمذي وابن خزيمة , ثم من روى لهم النسائي وابن حبان وغيرهما , ثم لم ([28]) يضعفهم أحد , واحتج هؤلاء المصنفون بروايتهم , وقد قيل في بعضهم: فلان ثقة , فلان صدوق , ... فلان شيخ , فلان مستور , فلان روى عنه شعبة أو مالك أو يحيى، وأمثال ذلك كـ: فلان حسن الحديث , فلان صالح الحديث , فلان صدوق إن شاء الله , فهذه العبارات كلها جيدة, ليست مضعفه لحال الشيخ , نعم ولا مرقية لحديثه إلى درجة الصحة الكاملة المتفق عليها , لكن كثير مما ذكرنا متجاذب بين الاحتجاج به وعدمه ا. هـ.
4 - وجود شواهد لرواية الراوي غير المشهور , فلا شك أن هذا يقوي هذا الراوي بخلاف ما لو روى ما يخالف رواية الثقات , فهذا يدل على ضعفه , وهذا واضح , والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[07 - Nov-2008, صباحاً 01:47]ـ
بارك الله فيك أخى ابا البراء على التوضيح
جزيت خيرا(/)
لطلاب الشيخ ابن عثيمين والمهتمين بقراءة كتبه وسماع أشرطته
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 12:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
هل الشيخ رجع عن فتواه أو عدلها التي تتعلق بأن من أدخل بيته دشا أنه داخل في حديث معقل بن يسار:"من مات وهو غاش لرعيته ..... " الحديث؟
وأين ذكر الشيخ ذلك؟
وما وجه التعديل؟
وجزاكم الله خير الجزاء,,,,
ـ[أيو يزيد]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 01:46]ـ
الشيخ لم تتغير فتواه
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 02:07]ـ
أخي أبو يزيد جبذا لو ذكرت مستند لكلامك,
وهل أنت من طلاب الشيخ؟
وجزاك الله خير الجزاء,,,,
ـ[ابو عبدالرحمن]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 04:42]ـ
الدش سلاح ذو حدين ففيه القنوات الخيره وكثير من قنوات الفساد فمثلا قناة الشيخ ابن عثيمين قناة فيها خير كثير نسأل الله ان ينفع بها فعلى المسلم الذي يمتلك الدش ان يحسن اختيار القنوات.
والاحكام تدور مع علاتها.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 09:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ لم يقل من أدخل بيته دشا فهو داخل في الحديث بل سمعته يقول أنه لا يدخل في الحديث وأظن أن السؤال الذي أجاب عنه في اللقاء المفتوح.
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 09:10]ـ
أخي بندر ليتك إذ رديت تثبت وأفدت كعادتك!
الشيخ ثابتة عنه هذه الفتوى في كثير من فتاواه, ولكن الذي أشكل علي أن بعض الأخوان ألقى كلمة ثم ذكر مقولة الشيخ فأنكر عليه بعض الشباب بحجة أن الشيخ رجع عنها؛ وأن أكثر المشايخ أنكروها عليه, فأردت زيادة التثبت فقط, وقد سأل بعض الأخوان الشيخ محمد الشرافي من طلاب الشيخ رحمه الله فقال: إن الشيخ عدل الفتوى, ولكن الشباب لم ينشروها كما نشروا الفتوى الأولى.
ثم وقفت ولله الحمد في هذا اليوم على كلام للشيخ في اللقاء الشهري وسأنقله بحرفه.
نصيحة لصاحب الدش وحكم طلب الزوجة الطلاق منه إذا رفض إزالة الدش
ـــــــــــــــــــــــــــ
[السؤال:] سائلة تقول: أنا امرأة ملتزمة -ولله الحمد- أريد أن أربي أولادي التربية الإسلامية الصحيحة، وزوجي هداه الله يوجد لديه دش -أعني: القنوات الفضائية وما يعرض فيها مما يستحى من ذكره- وزوجي يسمح لأولادي بمشاهدة هذا الدش حتى إن أولادي تغيرت أخلاقهم، وعندما نصحت زوجي بإخراج الدش من البيت ضربني ضرباً شديداً، وأنا أريد الطلاق منه فما رأيك يا فضيلة الشيخ؟
الجواب: أما الزوج فإني أوجه إليه نصيحة وأقول له: اتق الله في نفسك، واتق الله في أهلك، واعلم أنك مسئول عن هذا فقد قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً [التحريم:6] هذا الخطاب الذي حملك الله تعالى أن تقي نفسك وأهلك النار سوف تسأل عنه يوم القيامة. ثانياً: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (الرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته) فقد جعلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم راعياً على أهلك وحملك المسئولية، فكيف تجلب إليهم هذا الدش الذي لا أحد يشك فيما يعرض فيه من المنكرات العظيمة التي أفسدت العقائد والأفكار والأخلاق والآداب؟ كيف ترضى لنفسك بهذا ولأهلك بهذا. ولا شك أن المرأة إذا كان ما ذكرته صحيحاً أنها على صواب، وأن الرجل ليس على صواب، بل إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (ما من عبد يسترعيه الله على رعية -أو قال: استرعاه الله على رعية- يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) نسأل الله العافية، ونحن نسأل وننظر هل ينطبق هذا الحديث على هؤلاء القوم. أولاً نسأل: هل هذا الرجل استرعاه الله على رعية؟ وهل كونه يجلب هذه الآلة الخبيثة المدمرة للعقيدة والفكر والخلق والعمل؛ هل هو ناصح أو غاش؟ غاش، فإذا مات فإنه يدخل في الحديث، إن النبي عليه الصلاة والسلام جزم وعمم: (ما من عبد استرعاه الله على رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة). ولكن يجب أن نعلم أننا نقول بهذا على سبيل العموم لا على سبيل الخصوص بمعنى: أننا لا نشهد لهذا الرجل المعين الذي أتى بالدش ومكن أهله مما فيه لا نقول: هو نفسه لا يدخل الجنة؛ لأننا لا ندري، ربما يتوب، ربما يكون له حسنات عظيمة تمحو هذه السيئات، ربما يعفو الله عنه، لكن على سبيل العموم لا
(يُتْبَعُ)
(/)
إشكال في أننا نجزم بما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام، ويجب علينا أن نجزم بما قال الرسول، ولكن هناك فرق بين التعيين وبين التعميم، لذلك لو مات الإنسان وهو جالب لأهله هذه الآلة الخبيثة فلا يجوز أن نقول لأهله: إن صاحبكم قد حرم الله عليه الجنة .. لماذا؟ لأننا لا نعين على أحد لا عذاباً ولا نعيماً إلا ما عينه الرسول عليه الصلاة والسلام. كما أننا لو رأينا شخصاً جلداً شجاعاً مقداماً يقاتل الأعداء ثم قتل في الصف هل نقول: إنه شهيد؟ لا نقول: إنه شهيد، مع أن فعله ظاهره أنه شهيد، لكن لا نقول: إنه شهيد؛ لأننا لا ندري، والمدار على ما في القلب، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ما من مكلوم يكلم في سبيل الله (والله أعلم) بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دماً اللون لون الدم والريح ريح المسك) فقال: والله أعلم، نحن لا ندري، ربما يكون عند آخر لحظة حصل له ما يبطل هذا العمل، وقد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه على هذا فقال: باب لا يقال فلان شهيد. فالخير والشر -يعني: العقوبة والمثوبة- كلها لا نشهد للشخص المعين، لكن نشهد على سبيل العموم، فيجب أن تلاحظوا هذا، ولهذا صدر منا خطبة بينا فيها أن من خلف لأهله هذه الآلة الخبيثة فإنه يُحرَم من دخول الجنة، لكن لا نقول: فلان ابن فلان يحرم ولو خلف لأهله، ولما رأينا بعض الناس استغرق في هذا الشيء، وخفنا أن الناس يُعيّر بعضهم بعضاً، يصير كل واحد يأتي لشخص يكون خلف الدش يقول: أبوك حرام عليه الجنة. ويحصل في هذا شيء من الفتنة، قلنا: إن من فعل ذلك فإنه يخشى أن ينطبق عليه الوعيد. وهذا ليس تغييراً للفتوى، فمن حيث الحكم ما تغيرت، لكنها تغيرت من ناحية اللفظ خوفاً من أن يتوهم الناس فيها معنى فاسداً. وأرى: أن لها أن تطلب الطلاق، ولكن يجب أن تتأمل ماذا يحدث بعد الطلاق وهي لها أولاد، فربما يحصل تفرق الأولاد، وربما يحصل أن الزوج يتسلط على الأولاد ويأخذهم، وتحصل مطالبات ومنازعات، فأرى أن تصبر وتحتسب، وهي إذا حصلت المعصية بدون رضا منها فليس عليها إثم. اهـ اللقاء42 سؤال22
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 09:18]ـ
وقال رحمه الله في اللقاء72 سؤال17:
نصيحة للذين يدخلون الدش إلى منازلهم
ـــــــــــــــــــــــــ
[السؤال:] فضيلة الشيخ! حفظه الله، تعلمون أنه حصل فتنة كبيرة بمشاهدة الدشوش، وبعض الناس والعياذ بالله ربما أدخله في منزله وبين أولاده فما تعليقكم حفظكم الله؟
الجواب: تعليقنا على هذا: أن يتقي الله المرء في نفسه وأهله، وألا يدخل هذه الدشوش في البيوت؛ لأن الإنسان يدخلها على أنه سيشاهد الأخبار فقط أو ما يبث فيها من علوم، لكن لا تزال به حتى ينغمس في طينها -والعياذ بالله- ولقد سمعت عن أناس ملتزمين على درجة عالية من العلوم أدخلوا هذه الدشوش على أنهم يشاهدون الأخبار، ويطالعون بعض المعلومات، وإذا بهم ينتكسون والعياذ بالله، فخطرها عظيم. أما بالنسبة لمن يدخلها في بيته وهو يشاهد أهله يطالعون هذه المنكرات العظيمة، فأنا أسأل: هل يعد هذا ناصحاً لأهله أم غاشاً لهم؟ هو غاش بلا شك؛ لأنه قادر على أن يمنعهم منها لإخراجها وتكسيرها، فإذا كان غاشاً فهل يدخل في قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (ما من عبدٍ يسترعيه الله على رعيه يموت يوم يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة)؟ الأمر خطير يا إخواني، فلذلك أرى أنه يحرم على الرجل أن يدخل هذه الدشوش إذا كان يعرف من أهله أنهم سيشاهدون ما لا تجوز مشاهدته.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 10:16]ـ
آسف حصل وهم مني وإلا فالسؤال الذي أذكره هل يكون ديوثا فأجاب أنه لا يكون ديوثا أما هل هو غاش فنعم عند الشيخ.(/)
سؤال في أصول الفقه للمذاكرة وامتحان الذاكرة
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 01:33]ـ
أعضاء ملتقى الشريعة و الاستنباط
يآفيخ العزة و الشرف
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أعطيكم سؤال
مامعنى قول المعتزلة {لا مباح في الشرع}
وللتسهيل عليكم ارجعوا إلى البحر المحيط للزركشي {./ ... } و االإحكام للآمدي {./ ... }.
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 03:01]ـ
كيف حالك أبا حزم عساك بخير وعافية
أما قول المعتزلة: " لا مباح في ا لشرع " فهو قول الكعبي وأتبعه من المعتزلة وهو مبني - والله أعلم - على قول المعتزلة: " أن المباح مأمور به شرعا " قال أن كل فعل يشار إليه هو في عينه ترك لمحظور وترك المحظور واجب فلا شيء على هذا إلا ويقع واجبا من جهة وقوعه تركا لمحظور
وعنى هذا أن الانشغال بفعل المباح وسيلة من وسائلترك المحرم وما أدى إلى ترك المحرم فهوواجب، فالمباح على ذلك يكون واجبا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وهذا الكلام مخالف لإجماع الإمة
كذلك الواجب لا يجوز تركه والمباح يجوز تركه فلو كان مأمورا به لما جاز تركه ولكان تاركه معرضا نفسه للعقاب
نقلا بتصرف يسير من كتاب آراء المعتزلة الأصولية
وفقكم الله(/)
النثر أشرف من النظم
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 01:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد.
كنت دائما اقول لاخواني طلبة العلم أن النثر احسن من النظم وكانوا هم يقولون لي العكس ان النظم احسن من النثر وكانوا يحتجون علي بقول الشيخ العثيمين في شرحه على نظم الورقات وانا في ذلك الوقت لم يكن عندي قول لاهل العلم في فضل النثر على النظم وكنت احتج عليه بكلام مجرد من باطن النظر حتى وقفت اليوم وفي هذه الساعة على كتاب (شرح المقدمة الأدبية للشيخ المرزوقي على ديوان الحماسة لابي تمام) شرح مقدمة المرزوقي الشيخ طاهر بن عاشور.
حيث قرر شارح الديوان وشارح مقدمة شارح الديوان أن النثر اشرف من النظم.
قال في المقدمة.
(ومما يدل على ان النثر اشرف من النظم ان الإعجاز من الله تعالى جده و التحدي من الرسول عليه السلام وقعا فيه دون النظم يكشف ذلك معجزات الانبياء عليهم السلام في أوقاتهم كانت من جنس ماكانت أممهم يولعون به في حينهم ويفلب على طبائعهم. وباشرف ذلك الجنس على ذلك كانت معجزة موسى عليه السلام لان زمنه كان زمن الطب فكانت معجزته وهي إحياء الموتى من ذلك الجنس وباشرفه.
فلما كان زمن النبي صلى الله عليه وسلم زمن الفصاحة و البيان جعل الله معجزته من جنس ماكانوا يولعون به وبإشرافه فتحداهم بالقرآن كلاما منثورا لا شعرا منظوما وقد قال الله تعالى (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) وقال أيضا (و الشعراء يتبعهم الغاوون).
ولما كان الامر على مابيناه وجب ان يكون النثر ارفع شأنا وأعلى سمكا وبناء من النظم وان يكون مزاوله كذلك.
اعتبارا بسائر الصناعات وبمزاولتها).
قال الطاهر:
ساق المؤلف هذا الكلام كتكملة للسبب الثاني في تفضيل النثر على الشعر وكان حقه ان يجعل سببا ثالثا فقد عده ابن الاثيرفي الجامع الكبير سببا مستقلا وهو أيضا راجع إلى التفاضل بين الصناعتين خارج عن مقام النقد.
وحاصل بهذا ان فضل النثر على الشعر ثبت له من عهد الجاهلية وعززه الإسلام.
وفي نسخة الا ستانة بعد قوله (على أن النثر اشرف من النظم) زيادة (وإن النظم أقصر درجة من النثر) وهي مستغنى عنها.
انتهى ص 132 وما بعدها.
الدار العربية للكتاب ليبيا _تونس.
بدون تاريخ.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 01:55]ـ
قال السفاريني في عقيدته
وصار من عادة أهل العلم ... ان يعتنوا في سبرذا بالنظم
لانه يسهل للحفظ كما ... يروق للسمع ويشفى من ظما
أثناء قرائتي لهذه المنظومة على شيخي ذكر لي أن النظم أفضل من النثر من ناحية الحفظ و من ناحية إعجاب السامع به, أما من ناحية كفايته في المسألة عن النثر فنفى ذلك وقال لي أن النثر أفضل حيث به الشرح و التوضيح و تساق الأدلة الشرعية فيه.
بارك الله فيك أخي الكريم على ما أفدتنا به.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 01:57]ـ
وفيك يبارك الرحمن أخي الكريم(/)
فتوى:سب الرحمن موجب الكفران.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 01:48]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله .. نعوذ بالله من الكفران والخذلان
وقد سُئلت اللجنة الدائمة سؤالاً نصه:
س / النعلة على دين ربك ... ونحو هذه العبارات، هل يكفر من تلفظ بهذه الكلمات؟ هل يوجب عليه الوضوء الأكبر؟ هل يحبط عمله؟ نرجوا البسط في هذه المسألة؟.
ج / ما ذكرته من قوله (النعلة على دين ربك) هذا اللفظ يُخرج من دين الإسلام فينبغي نصحه وإرشاده بالحكمة والموعظة الحسنة، ومجادلته بالتي هي أحسن، لعل الله أن يهديه فلا يقول ذلك مستقبلا وأن ينصح أيضا بالتوبة عما مضى فإن التوبة إذا قُبلت غفر لصاحبها ما اقترفه من ذنب؛ قال تعالى (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم) أجمع العلماء على أن هذه الآية في التائبين، وقوله تعالى (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى)، والأدلة من القرءان والسنة على مشروعية التوبة كثيرة وبالله التوفيق.
ــــــــــــــ
اللجنة الدائمة / 7549
فالله المستعان.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 02:34]ـ
بارك الله فيك على مثل هذه المواضيع التي لا نكل منها و من إعادتها حتى و لو كان كل يوم لأن حق الله عز وجل علينا كبير و كبير فلا بد من إشهار سيف الحجة و البيان على ساب الرحمان على الأقل, إن لم نستطع شهر السيف عليه في ظل أنظمة حكمت شريعة الشيطان.
و أنقل لإخواننا الأدلة على كفر ساب الله عز وجل و بعض أقوال أهل العلم, و يدخل ضمن هذه الأدلة المستهزأ و الهازل بالدين و بالرسول صلى الله عليه و سلم.
قال تعالى {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} {التوبة}
و قال {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ. لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} {التوبة}
و قال {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ} {التوبة}
وقال {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً} {النساء}
قال إسحاق _نقلا عن الصارم المسلول_
أجمع المسلمون على أن من سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم، أو دفع شيئاً مما أنزل الله عز وجل أو قتل نبياً من أنبياء الله عز وجل: أنه كافر بذلك وإن كان مقراً بكل ما أنزل الله
قال ابن قدامة _المغني_
ومن سب الله تعالى كفر، سواء كان مازحا أو جادا، وكذلك من استهزأ بالله تعالى أو آياته أو برسله أو كتبه؛ قال تعالى {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب، قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين}.
وينبغي أن لا يُكتفي من الهازل بذلك بمجرد الإسلام حتى يُؤدب أدبا يزجره عن ذلك، فإنه إذا لم يُكتف ممن سب الرسول صلى الله عليه وسلم بالتوبة، فمن سب الله تعالى أولى.
قال القرطبي _أحكام القرآن_
قال اللعين {أي إبليس} {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين}، وقال {لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون} (فكَفَّره الله بذلك، فكل من سفه شيئا من أوامر الله تعالى أو أمر رسوله صلى الله عليه وسلم كان حكمه حكمه؛ وهذا مما لا خلاف فيه
قال ابن حزم _المحلى_
فصح بما ذكرنا أن كل من سب الله تعالى، أو استهزأ به، أو سب ملكاً من الملائكة أو استهزأ به، أو سب نبياً من الأنبياء أو استهزأ به، أو سب آية من آيات الله تعالى أو استهزأ بها، والشرائع كلها والقرآن من آيات الله تعالى، فهو بذلك كافر مرتد له حكم المرتد، وبهذا نقول.
قلت {أبو البراء} هذه بعض الأدلة و بعض أقوال أهل العلم في من سب الله عز وجل وطعن في دينه و سب نبيه, و كما أن الكثير من العلماء نقلوا الإجماع على كفر ساب الله تعالى منهم الإمام ابن عبد البر و القاضي عياض و ابن حزم, وكتب في هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية كتابا قيما نافعا سماه بالصارم المسلول, و من المعاصرين كتب الشيخ عبد المنعم مصطفى حليمة كتاب سماه تنبيه الغافلين وهو كتاب صغير الحجم نافع رد فيه على شبهات المرجئة ي هذا الباب.
نسأل الله العظيم أن يقصم ظهر كل طاعن في الدين و أن يجعله عبرة لمن يعتبر.
و الله الموفق و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.(/)
من يوصل سؤالي إلى الشيخ عبد الرحمن بن عياف في الطائف
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 02:13]ـ
السؤال: إذا أراد طالب العلم أن يتعلم الطب النبوي بالقراءة على المشايخ فما الكتب التي تنصحه أن يتدرج في قراءتها و استشراحها ليضبط هذا العلم؟
و جزاك الله خيراً
إذا حصل أحد الإجابة فالرجاء بعثها لي على الخاص
و جزاه الله خيراً(/)
هل الحديث يدل على الحج فقط ام يشمل العمرة؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 02:14]ـ
هل الحديث يدل على الحج فقط ام يشمل العمرة؟؟
حديث رقم: 3703
صحيح ابن حبان > كتاب الحج
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا خلف بن خليفة، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه عن أبي سعيد الخدري: (أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله: إن عبداً صححت له جسمه، ووسعت عليه في المعيشة يمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم))).
(وقال العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله صحيح).
الكتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الرابع رقم الحديث 1662
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 06:44]ـ
انظر تخريجه على هذا الرابط، فقد توصل فيه الباحث وفقه الله إلى أن هذا الحديث معلول.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=47128&highlight=%C3%D5%
CD%CD%CA
وهذا الرابط أيضا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=92307&highlight=%C3%D5%CD%CD%CA
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 12:01]ـ
اخي الكريم بارك الله فيك ...
الراجح عندي صحة الحديث
كماصححه الائمة الكبار من قبل الإمام أبو زُرْعة والإمام أبو حاتم بن حِبَّان البُستي وغيرهم
وافادته للندب وليس وجوب الحج كل خمس سنوات فالحج لايجب في العمر الامرة كمادلت النصوص الصحيحة وهي كثيرة
وسؤالي هو هل الحديث يدل على الحج فقط ام يشمل العمرة؟؟
ـ[معالم السنن]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 06:16]ـ
ظاهر الحديث يشمل الحج والعمرة والله اعلم لحديث (تابعوا بين الحج والعمرة ..... )
عموما استفسارك في محله ويحتاج بحث اكثر ونرجوا افادتنا في المسألة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 09:35]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 10:28]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله يا أخي الكريم لا تقل معلول لأنه لحن وقع فيه بعض المحدثين بل قل معلل أو معل و الول اسم المفعول من علل و الثاني اسم المفعول من أعل و الحديث و غيره يفيد ندب تجديد العمرة و الحج كل خمس سنوات و يشهد له قوله صلى الله عليه و سلم: تابعوا بين العمرة و الحج فانهما ينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد و الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة و الله أعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 11:51]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Nov-2008, صباحاً 06:00]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
كلمات في الولاء والبراء للشيخ عبد العزيز العبداللطيف
ـ[ولد ناصر]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 02:01]ـ
كلمات في الولاء والبراء
من الانحرافات الظاهرة التي تبدو طافية على السطح في مثل هذه الأيام ما نسمعه ونقرؤه من نشاط محموم ومكثف من أجل إقامة» السلام «مع يهود، وإنهاء الصراع معهم في ظل الوفاق الدولي. ومن جانب آخر نشاهد كثرة ما يعقد في الساحة من مؤتمرات وملتقيات للتقارب بين الأديان! والحوار والزمالة - بالذات - بين الإسلام والنصرانية .. وتلحظ على هؤلاء المشاركين في تلك المؤتمرات ممن يحسبون من أهل الإسلام هزيمة بالغة في نفوسهم، وحبّاً للدعة والراحة .. وكرهاً للجهاد وتوابعه، فالإسلام دين السلام والوئام و «التعايش السلمي»! حتى قال أحدهم: هيئة الأمم المتحدة تأخذ بالحل الإسلامي لمعالجة المشكلات التي تواجه الإنسانية! (1) كما تلمس من كلامهم استعداداً كاملاً للارتماء في أحضان الغرب .. فضلاً عن جهلهم المركب بعقيدة الإسلام الصحيح .. ومن أهمها عقيدة الولاء والبراء ..
وهذه المكائد والمخططات - عموماً - حلقة من حلقات سابقة تستهدف القضاء على عقيدة البراءة من الكفار وبغضهم .. إضافة إلى كيد المبتدعة من الباطنيين وأشباههم .. ومع هذه الحملة الشرسة والمنظمة من أجل مسخ عقيدة البراء فإنك ترى - في الوقت نفسه - الفرقة والشحناء بين الدعاة المنتسبين لأهل السنة، ولأجل هذا وذاك، أحببت أن أؤكد على موضوع الولاء والبراء من خلال النقاط التالية.
- 1 -
إن الولاء والبراء من الإيمان، بل هو شرط من الإيمان، كما قال سبحانه: ((تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وفِي العَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * ولَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والنَّبِيِّ ومَا أُنزِلَ إلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ ولَكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)) [المائدة:80 - 81].
يقول ابن تيمية عن هذه الآية:» فذكر جملة شرطية تقتضي أن إذا وجد الشرط وجد المشروط بحرف "لو" التي تقتضي مع الشرط انتفاء المشروط فقال: ((ولَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والنَّبِيِّ ومَا أُنزِلَ إلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ)) فدل ذلك على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده، لا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب، ودل ذلك على أن من اتخذهم أولياء، ما فعل الإيمان الواجب من الإيمان بالله والنبي، وما أنزل إليه .. «(2).
والولاء والبراء أيضاً أوثق عرى الإيمان، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله» رواه أحمد والحاكم.
يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: «فهل يتم الدين أو يقام علم الجهاد، أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله .. ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء، لم يكن فرقاناً بين الحق والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان» (3).
وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبايع أصحابه على تحقيق هذا الأصل العظيم، فقد قال عليه الصلاة والسلام:» أبايعك على أن تعبد الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتناصح المسلمين وتفارق المشركين «رواه النسائي وأحمد.
وتأمل معي هذه العبارة الرائعة التي سطرها أبو الوفاء بن عقيل (ت 513 هـ):
«إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة، عاش ابن الراوندي والمعري عليهما لعائن الله ينظمون وينثرون كفراً .. وعاشوا سنين، وعظمت قبورهم، واشتريت تصانيفهم، وهذا يدل على برودة الدين في القلب» (4).
- 2 -
(يُتْبَعُ)
(/)
الولاء معناه المحبة والمودة والقرب، والبراء هو البغض والعداوة والبعد، والولاء والبراء أمر قلبي في أصله .. لكن يظهر على اللسان والجوارح .. فالولاء لا يكون إلا لله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وللمؤمنين كما قال سبحانه: ((إنَّمَا ولِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا .. )) .. فالولاء للمؤمنين يكون بمحبتهم لإيمانهم، ونصرتهم، والإشفاق عليهم، والنصح لهم، والدعاء لهم، والسلام عليهم، وزيارة مريضهم وتشييع ميتهم ومواساتهم وإعانتهم والسؤال عن أحوالهم، وغير ذلك من وسائل تحقيق هذا الولاء.
والبراءة من الكفار تكون: ببغضهم - ديناً - وعدم بدئهم بالسلام وعدم التذلل لهم أو الإعجاب بهم، والحذر من التشبه بهم، وتحقيق مخالفتهم - شرعاً - وجهادهم بالمال واللسان والسنان، والهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام (5) وغير ذلك من مقتضيات البراءة منهم (6).
- 3 -
أهل السنة يرحمون الخلق ويعرفون الحق، فهم أحسن الناس للناس، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، وهم في وئام تام، وتعاطف وتناصح وإشفاق كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، حتى قال أحد علمائهم وهو - أيوب السَّخِتْياني -: «إنه ليبلغني عن الرجل من أهل السنة أنه مات، فكأنما فقدت بعض أعضائي» (7).
ولذا قال قوّام السنة إسماعيل الأصفهاني: "وعلى المرء محبة أهل السنة في أي موضع كانوا رجاء محبة الله له، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول الله تعالى:» وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتلاقين فيّ «رواه مالك وأحمد، وعليه بغض أهل البدع في أي موضع كانوا حتى يكون ممن أحب في الله وأبغض في الله" (8).
ولا شك أن هذا الولاء فيما بين أهل السنة، إنماهو بسبب وحدة منهجهم، واتحاد طريقتهم في التلقي والاستدلال، والعقيدة والشريعة والسلوك، ..
- 4 -
الكفار هم أعداؤنا قديماً وحديثاً سواء كانوا كفاراً أصليين كاليهود والنصارى أو مرتدين، قال تعالى: ((لا يَتَّخِذِ المُؤْمِنُونَ الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ ومَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إلاَّ أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً)) [آل عمران 28].
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: "نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكفار وأن يتخذوهم أولياء يسرون إليهم بالمودة من دون المؤمنين، ثم توعد على ذلك فقال تعالى: ((ومَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ)) أي ومن يرتكب نهي الله في هذا فهو بريء من الله، كما قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً .. )) [النساء 144]، وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ والنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ومَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإنَّهُ مِنْهُمْ)) (9).
فهذه حقيقة ثابتة لا تتغير ولا تتبدل، وهي أن الكفار دائماً وأبداً هم أعداؤنا وخصومناً .. كما قرر ذلك القرآن في أكثر من موضع، فقد بين الله سبحانه وتعالى هذه الحقيقة فقال سبحانه عنهم: ((لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إلاًّ ولا ذِمَّةً .. ))، وقال تعالى: ((مَا يَوَدُّ الَذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ ولا المُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ .. ))، وقال سبحانه: ((ودَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنْ بَعْدِ إيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم .. ))، هكذا حذر الله تعالى من الكفار: ((أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ)) .. ولكي يطمئن قلبك .. فانظر إلى التاريخ في القديم والحديث .. وما فعله الكفار في الماضي وما يفعلونه في هذه الأيام، وما قد سيفعلونه مستقبلاً.
ورحم الله ابن القيم عندما عقد فصلاً فقال: «فصل في سياق الآيات الدالة على غش أهل الذمة للمسلمين وعداوتهم وخيانتهم وتمنيهم السوء لهم، ومعاداة الرب تعالى لمن أعزهم أو والاهم أو ولاّهم أمر المسلمين» (10).
- 5 -
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الناس في ميزان الولاء والبراء على ثلاثة أصناف، فأهل الإيمان والصلاح يجب علينا أن نحبهم ونواليهم. وأهل الكفر والنفاق يجب بغضهم والبراءة منهم، وأما أصحاب الشائبتين ممن خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً، فالواجب أن نحبهم ونوليهم لما سهم من إيمان وتقوى وصلاح، وفي الوقت نفسه نبغضهم ونعاديهم لما تلبسوا به من معاصٍ وفجور. وذلك لأن الولاء والبراء من الإيمان، والإيمان عند أهل السنة ليس شيئاً واحداًلا يقبل التبعيض والتجزئة، فهو يتبعض لأنه شعب متعددة كما جاء في حديث الصحيحين في شعب الإيمان "الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق"، والأحاديث في ذلك كثيرة معلومة، فإذا تقرر أن الإيمان شعب متعددة ويقبل التجزئة، فإنه يمكن اجتماع إيمان وكفر - غير ناقل عن الملة - في الشخص الواحد ودليله قوله تعالى: ((وإن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا .. )) فأثبت الله تعالى لهم وصف الإيمان، مع أنهم متقاتلون، وقتال المسلم كفر كما في الحديث: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»، وفي الحديث الآخر يقول -صلى الله عليه وسلم-: «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض»، فدل ذلك على اجتماع الإيمان والكفر - الأصغر - في الشخص الواحد.
يقول ابن تيمية:
«أما أئمة السنة والجماعة، فعلى إثبات التبعيض في الاسم والحكم، فيكون مع الرجل بعض الإيمان، لا كله، ويثبت له من حكم أهل الإيمان وثوابهم بحسب ما معه، كما يثبت له من العقاب بحسب ما عليه، وولاية الله بحسب إيمان العبد وتقواه، فيكون مع العبد من ولاية الله بحسب ما معه من الإيمان والتقوى، فإن أولياء الله هم المؤمنون المتقون، كما قال تعالى: ((أَلا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وكَانُوا يَتَّقُونَ)) " (11).
- 6 -
موالاة الكفار ذات شعب متعددة، وصور متنوعة .. وكما قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله -: «مسمى الموالاة يقع على شعب متفاوتة، منها ما يوجب الردة وذهاب الإسلام بالكلية .. ومنها ما هو دون ذلك من الكبائر والمحرمات» (12).
ويقول أيضاً: "ولفظ الظلم والمعصية والفسوق والفجور والموالاة والمعاداة والركون والشرك ونحو ذلك من الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة قد يراد بها مسماها المطلق وحقيقتها المطلقة، وقد يراد بها مطلق الحقيقة، والأول هو الأصل عند الأصوليين، والثاني لا يحمل الكلام عليه إلا بقرينة لفظية أو معنوية، وإنما يعرف ذلك بالبيان النبوي وتفسير السنة .. إلى أن قال:» فقوله تعالى: ((ومَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإنَّهُ مِنْهُمْ .. )) قد فسرته السنة وقيدته وخصته بالموالاة المطلقة، العامة .. » (13).
فمن شعب موالاة الكفار، التي توجب الخروج من الملة؛ مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين كما قال سبحانه: ((ومَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإنَّهُ مِنْهُمْ .. )) [البقرة: 102].
ومنها عدم تكفير الكفار أو التوقف في كفرهم أو الشك فيه، أو تصحيح مذهبهم (14) .. فما بالك بحال من يدافع عنهم ويصفهم بأنهم إخواننا في الإنسانية - إن كانوا ملاحدة أو وثنيين - أو "أشقاؤنا" - إن كانوا يهوداً أو نصارى - فالجميع في زعمهم على ملة إبراهيم عليه السلام!
- 7 -
يقع خلط ولبس أحياناً بين حسن المعاملة مع الكفار - غير الحربيين - وبغض الكفار والبراءة منهم، ويتعين معرفة الفرق بينهما، فحسن التعامل معهم أمر، وأما بغضهم وعداوتهم فأمر آخر، وقد أجاد القرافي في "الفروق" عندما فرّق بينهما قائلاً:
«اعلم أن الله تعالى منع من التودد لأهل الذمة بقوله ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الحَقِّ .. )) الآية، فمنع الموالاة والتودد، وقال في الآية الأخرى: ((لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ ولَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ .. )) فلا بد من الجمع بين هذه النصوص، وأن الإحسان لأهل الذمة مطلوب، وأن التودد والموالاة منهي عنهما .. وسر الفرق أن عقد الذمة يوجب
(يُتْبَعُ)
(/)
حقوقاً علينا لهم؛ لأنهم في جوارنا وفي خفارتنا وذمة الله تعالى وذمة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ودين الإسلام، وقد حكى ابن حزم الإجماع - في مراتبه - على أن من كان في الذمة، وجاء أهل الحرب إلى بلادنا يقصدونه، وجب علينا أن نخرج لقتالهم بالكراع والسلاح .. فيتعين علينا أن نبرهم بكل أمر لا يكون ظاهره يدل على موادات القلوب ولا تعظيم شعائر الكفر، فمتى أدى إلى أحد هذين امتنع، وصار من قبل ما نهي عنه في الآية وغيرها، ويتضح ذلك بالمثل، فإخلاء المجالس لهم عند قدومهم علينا والقيام لهم حينئذ ونداؤهم بالأسماء العظيمة الموجبة لرفع شأن المنادى بها، هذا كله حرام، وكذلك إذا تلاقينا معهم في الطريق وأخلينا لهم واسعها ورحبتها والسهل منها، وتركنا أنفسنا في خسيسها وحزنها وضيقها كما جرت العادة أن يفعل ذلك المرء مع الرئيس والولد مع الوالد، فإن هذا ممنوع لما فيه من تعظيم شعائر الكفر وتحقير شعائر الله تعالى وشعائر دينه واحتقار أهله، وكذلك لا يكون المسلم عندهم خادماً ولا أجيراً يؤمر عليه وينهى .. وأما ما أمر من برهم من غير مودة باطنية كالرفق بضعيفهم، وإطعام جائعهم، وإكساء عاريهم، ولين القول لهم على سبيل اللطف لهم والرحمة لا على سبيل الخوف والذلة، واحتمال أذايتهم في الجوار مع القدرة على إزالته لطفاً معهم لا خوفاً وتعظيماً، والدعاء لهم بالهداية وأن يجعلوا من أهل السعادة ونصيحتهم في جميع أمورهم .. فجميع ما نفعله معهم من ذلك لا على وجه التعظيم لهم وتحقير أنفسنا بذلك الصنيع لهم، وينبغي لنا أن نستحضر في قلوبنا ما جبلوا عليه من بغضنا وتكذيب نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وأنهم لو قدروا علينا لاستأصلوا شأفتنا واستولوا على دمائنا وأموالنا، وأنهم من أشد العصاة لربنا ومالكنا عز وجل، ثم نعاملهم بعد ذلك بما تقدم ذكره امتثالاً لأمر ربنا .. » (15).
- 8 -
وإن من أعظم ثمرات القيام بهذا الأصل: تحقيق أوثق عرى الايمان، والفوز بمرضاة الله الغفور الرحيم، والنجاة من سخط الجبار جل جلاله، كما قال سبحانه: ((تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وفِي العَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * ولَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والنَّبِيِّ ومَا أُنزِلَ إلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ ولَكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)) [المائدة:79 - 80].
ومن ثمرات القيام بالولاء والبراء: السلامة من الفتن .. قال سبحانه: ((والَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وفَسَادٌ كَبِيرٌ)) [الأنفال:73].
يقول ابن كثير: "أي إن تجانبوا المشركين، وتوالوا المؤمنين وإلا وقعت فتنة في الناس وهو التباس واختلاط المؤمنين بالكافرين، فيقع بين الناس فساد منتشر عريض طويل" (16).
ومن ثمرات تحقيق هذا الأصل: حصول النعم والخيرات في الدنيا، والثناء الحسن في الدارين، كما قال أحد أهل العلم: "وتأمل قوله تعالى في حق إبراهيم عليه السلام: ((فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ ومَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وهَبْنَا لَهُ إسْحَاقَ ويَعْقُوبَ وكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِياً * ووَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِياً)) [مريم: 50]، فهذا ظاهر أن اعتزال الكفار سبب لهذه النعم كلها ولهذا الثناء الجميل - إلى أن قال - فاعلم أن فرط اعتزال أعداء الله تعالى والتجنب عنهم صلاح الدنيا والآخرة بذلك، يدل على ذلك قوله تعالى: ((ولا تَرْكَنُوا إلَى الَذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ومَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ)) [هود:113] " (17).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا أمر مشاهد معلوم، فأعلام هذه الأمة ممن حققوا هذا الأصل قولاً وعملاً، لا زلنا نترحم عليهم، ونذكرهم بالخير، ولا يزال لهم لسان صدق في العالمين .. فضلاً عن نصر الله تعالى لهم والعاقبة لهم .. فانظر مثلاً إلى موقف الصديق -رضي الله عنه- من المرتدين ومانعي الزكاة .. عندما حقق هذا الأصل فيهم .. فنصره الله عليهم وأظهر الله تعالى بسببه الدين .. وهذا إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- يقف موقفاً شجاعاً أمام المبتدعة في فتنة القول بخلق القرآن .. فلا يداهن ولا يتنازل .. فنصر الله به مذهب أهل السنة وأخزى المخالفين .. وهذا صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- يجاهد الصليبيين - تحقيقاً لهذا الأصل - فينصره الله تعالى عليهم ويكبت القوم الكافرين .. والأمثلة كثيرة ..
فيجب على الدعاة إلى الله تعالى أن يحققوا هذا الأصل في أنفسهم اعتقاداً وقولاً وعملاً، وأن تقدم البرامج الجادة - للمدعوين- من أجل تحقيق عقيدة الولاء والبراء ولوازمهما .. وذلك من خلال ربط الأمة بكتاب الله تعالى، والسيرة النبوية، وقراءة كتب التاريخ، واستعراض تاريخ الصراع بين أهل الإيمان والكفر القديم والحديث، والكشف عن مكائد الأعداء ومكرهم "المنظم" في سبيل القضاء على هذه الأمة ودينها، والقيام بأنشطة عملية في سبيل تحقيق الولاء والبراء كالإنفاق في سبيل الله، والتواصل واللقاء مع الدعاة من أهل السنة في مختلف الأماكن، ومتابعة أخبارهم ونحو ذلك.
الهوامش:
1 - د. معروف الدواليبي / انظر جريدة العالم الإسلامي بمكة عدد 1243. وانظر دور هيئة الأمم في إسقاط عقيدة الولاء في كتاب الجهاد للعلياني.
2 - من كتاب الإيمان ص 14
3 - من رسالته أوثق عرى الإيمان ص 38.
4 - من لآداب الشرعية لابن مفلح 1/ 268.
5 - يقول القاضي أبو يعلي:"وكل دار كانت الغلبة فيها لأحكام المسلمين دون الكفر فهي دار الإسلام، وكل دار كانت الغلبة فيها لأحكام الكفر دون أحكام الاسلام فهي دار الكفر"، المعتمد في أصول الدين ص 276.
6 - انظر تفصيل ذلك في كتاب الولاء والبراء للقحطاني، وكتاب الموالاة والمعاداة للجلعود.
7 - الحجة في بيان المحجة للأصفهاني (قوام السنة) 2/ 487.
8 - المرجع السابق 2/ 501.
9 - تفسير ابن كثير 1/ 357.
10 - أحكام أهل الذمة 1/ 238.
11 - الأصفهانية ص 144.
12 - الدرر السنية 7/ 159.
13 - مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 3/ 7 - 10.
14 - انظر الشفا لعياض 2/ 1071.
15 - مختصراً من الفروق 3/ 14 - 15.
16 - تفسير ابن كثير 2/ 316.
17 - من كتاب منهاج الصواب في قبح استكتاب أهل الكتاب ص 52، وانظر أضواء البيان للشنقيطي 2/ 485.
مجلة البيان – العدد 51 - شوال 1412 هـ.
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 10:37]ـ
حفظ الله هذا الرجل وزادنا وإياه قوة وصلابة في الذب عن دين الله.
وأنصحك أخي الحبيب بسماع دروسه في فتح المجيد ففيها من العلم والتحقيق ما يشرح الصدر.(/)
هل ورد نهي في بناء الحصون والآطام؟
ـ[أبو مازن العوضي]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 09:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوة الكرام قد وقفت على حديث ضعيف ينهى عن هدم آطام المدينة، لكن سؤالي هو: هل يوجد مانع ونهي في بناء الحصون والآطام؟
جزاكم الله خيرا(/)
نداء لاهل الرياض
ـ[الشريف عبدالله]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 10:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف اكون في الايام المقبلة بمدينة الرياض
اريد كيفية التنسيق بين الدروس عند المشايخ: عبدالكريم الخضير - عبدالعزيز العبداللطيف - عبدالرحمن المحمود - خالد الهويسين - مساعد الطيار - عبدالعزيز الراجحي - عبدالله السعد - الشثري
الرجاء ارشادي على البرنامج المتبع في ذلك علما بانني في فترة عمل من الساعة 7 الى 3 عصرا
ولايخفى عليكم انني متشتت جدا في ذلك
وشكرا
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[07 - Nov-2008, صباحاً 03:37]ـ
الأخ عبد الله الشريف بناء على فترة عملك فإنه سيكون عندك درسين في اليوم تقريباً
1 - المغرب
2 - العشاء
فأنصحك:
1 - حدد الكتب التي تريد قراءتها و يمكن أن تستعين بأحد هؤلاء المشايخ و تذهب له و تقول اكتب لي جدول للقراءة على المشايخ في مختلف الفنون
2 - اجرد جداول هؤلاء العلماء و الطلبة في الدروس العامة أو الخاصة
3 - نسق بين الكتب التي تريد دراستها و بين الدروس التي يشرحها مشايخك و سيخرج لك جدول تسير عليه
و خذ بعض الجداول لدروسهم:
عبد الكريم الخضير في حي السلام:
http://www.khudheir.com/ref/3431
عبدالعزيز العبداللطيف
http://www.alabdulltif.net/index.php?option=*******&task=view&id=1228&Itemid=11
عبدالرحمن المحمود أظنه في حي الروابي
http://islamlight.net/almahmood/index.php?option=*******&task=view&id=1217&Itemid=12
السعد في حي الروضة
أظنه متوقف و يقال عنده درس في العمدة بعد عصر الأحد و لا أظنه يمكنك حضوره لتأخر العمل
الهويسين في حي النسيم
الراجحي في حي الربوة
إذا كان السكن لا يوفره لك العمل و أنت الذي ستقوم باختياره فأظن أحسن مكان تسكن فيه لمتابعة مشايخك يكون على الدائري الشرقي لأنه يمر بهذه الأحياء كلها
وفقك الله
ـ[الشريف عبدالله]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 02:33]ـ
جزاك الله خير على الرد
بالنسبة لشرح البخاري للشيخ الخضير(/)
الفَتَّاش على القَشَّاش لجَلالِ الدِّينِ السُّيوطيِّ (الدكتور جمال عزون الجزائري)
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 01:47]ـ
الفَتَّاش على القَشَّاش لجَلالِ الدِّينِ السُّيوطيِّ 911هـ وبَراءَةٌ عامَّةٌ منَ الكَذَّابِينَ والوَضَّاعِينَ
للشيخ د/ جمال عزون
تبقى ظاهرة وضع الأحاديث والكذب على سيِّد المرسلين صلى الله عليه وسلم مشكلةً قائمة في الأمَّة ما دام ثمَّةَ مَن ينسب إليه صلى الله عليه وسلم كلاماً لم يتحقَّق من ثبوته، وقولاً لم يستوثق من صحَّته، وخبراً لم يُراجع فيه أهل التّخصُّص الذين يميِّزون بين الثَّابت والموضوع، والصَّحيح والمصنوع.
والمتصفِّح في عصرنا هذا وسائلَ الإعلام المختلِفة يسمع أحاديثَ كثيرةً على ألسنة المتكلِّمين، ويقرأ أخباراً تُعزى إلى النّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهي موضوعةٌ مكذوبة أو مُنكرة أو ضعيفة جدّاً أو لا أصلَ لها في كتب الحديث، وكثيرٌ من أولئك المستدلِّين بتلك الأحاديث الموردينها في ثنايا كلمهم أعلامٌ يُسمع قولهم في فنِّهم، ويُرجَع إليهم في تخصُّصهم، وذلك كلُّه يطمئن السَّامع والقارىء فتتلقَّف ذاكرتُه تلك الأحاديثَ المكذوبة وتَجري على لسانه كما جرت على من استدلَّ بها دون تمحيص وتدقيق، ونشرها بين الناس وهو لا يشعر بخطورة عَزو الكلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو كذبٌ في أصله باطلٌ عند أهل التخصُّص من المحدِّثين الذين بذلوا جهوداً رائعة قديماً وحديثاً حصروا من خِلالها الأحاديثَ الموضوعة والأخبار المصنوعة، وبيَّنوا عللَ أسانيدها ونكارةَ متونها، وحذَّروا من أثرها السيِّئ في الأمَّة في تشويه معتقداتهم، وإحداث أمورٍ في عباداتهم لا أصلَ لها في الكتاب والسُّنَّة.
وإنَّما كان نشرُ الموضوعات بهذه الخطورة؛ لأنَّ فيه نسبةَ كلامٍ إلى نبيٍّ هو المبلِّغ عن الله شرعَه، والموضِّح للنَّاس أعظمَ كتاب وهو القرآن الكريم، فتكون نسبةُ الأحاديث إلى مبلِّغ الشَّرع الكريم نسبةً إلى الشَّارع الحكيم، وهو من جنس ما كان يفعلُه أحبار اليهود وقساوسةُ النّصارى من تحريفِ كتب الله المنزَّلة وعَزوِها إلى الله تعالى، وقد قرَّر ربُّنا سبحانه هذه الحقيقةَ في كتابه الكريم: ?فَوَيلٌ للَّذينَ يكتُبونَ الكِتابَ بأَيديهِم ثمَّ يَقولونَ هَذا من عِندِ اللهِ لِيَشتَروا بهِ ثَمناً قليلاً، فَوَيلٌ لهُم مِمَّا كَتَبَت أَيديهِم ووَيلٌ لهُم ممَّا يَكسِبونَ? [البقرة: 79]، فأيُّ فرقٍ بين من يحرِّف كلاماً ويقول: هذا كلامُ الله، ومَن يختلق خبراً موضوعاً ويقول: هذا كلامُ رسول الله، ولهذا أخبر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أمَّته أن الكذبَ عليه ليس كالكذب على سائر النّاس: ((إنّ كَذِباً عليَّ ليس ككَذِبٍ على أَحَد، من كَذَبَ عليَّ مُتعمِّداً فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَه منَ النَّار)) [1]، كما أنبأ الله نبيَّه محمَّداً عن أناس في آخر الزَّمان يَختلقون الأحاديثَ المكذوبة: ((يكونُ في آخرِ الزَّمان كذَّابونَ يأتونكُم من الأحاديثِ بما لم تَسمَعوا أنتُم ولا آباؤُكم فإيَّاكم وإيَّاهم، لا يضلُّونَكم ولا يفتنوكم)) [2]، والأحاديثُ في التحذير من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرةٌ، وهي تُرشد إلى خُطورة التساهُل في اختلاق الأحاديث ونسبتها إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وتُنبِّه كلَّ كاتبٍ في فنِّه أن يَحذرَ غايةَ الحذر من الاستدلال بحديثٍ دون التحقُّق من ثُبوته عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
أمّا كتابنا ((الفتَّاش على القشَّاش)) [3] للحافظ المشهور جلال الدِّين عبد الرَّحمن بن أبي بكر السُّيوطي (849 - 911هـ) فهو مقامةٌ لطيفة من مقاماته الممتعة، شهَّر فيها بقَصَّاص يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأباطيلَ ويختلق المكذوبات، وأعلن فيها السُّيوطي براءته إلى الله تعالى وإلى جميع خلقه من عمل هذا القَصَّاص.
والفتَّاش: هو وصفُ مبالغةٍ على وزن فعَّال بمعنى شديد التّفتيش والبحث، والمراد به الذي يُكثر تتبُّع أمور النَّاس.
والقشَّاش: الذي يَلتقطُ أرذل الطَّعام الذي لا خيرَ فيه من المزابل ليأكُلَه ولا يَتوقَّى قَذَرَه [4].
(يُتْبَعُ)
(/)
والسُّيوطي يلمِّح بهذا العنوان إلى حال هذا القَصَّاص الذي يلتقط الأحاديثَ الموضوعة والأخبارَ المكذوبة وينشرها في مجالسه دون تثبُّت، فهو أشبهُ بالقشَّاش الذي يلتقط أراذلَ الطَّعام من المزابل ليأكلَها دون توقٍّ من عُفونتها وقَذارتها.
وقد صنَّف السُّيوطي عدَّة كتب في بيان الأحاديث الموضوعة، أشهرها ((اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة))، و ((النُّكَت البديعات في التعليق على الموضوعات))، و ((تحذير الخواصِّ من أكاذيب القُصَّاص)) [5] الذي كتبه إثر استفتاءٍ جاءه عن هذا القاصِّ نفسه الذي كان يورد في مجالسه أحاديثَ مكذوبةً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأفتى السُّيوطي سائليه بعدم جواز هذا الصَّنيع، وبيَّن أنَّ الواجبَ عليه أن يراجعَ أهل الحديث المختصِّين بمعرفة الصَّحيح والموضوع، ويعرض عليهم ما جمع ليمحِّصوه، فلمَّا علم القاصُّ بالفتوى استشاط غضباً وقام وقعد وادَّعى أن مثله لا يحتاجُ إلى مراجعة شيوخ الحديث وأنه أعلمُ أهل الأرض بهذا الفنِّ، ولم يكتفِ بهذا الادِّعاء حتَّى أغرى العوامَّ وغَوغاء الناس فتكلَّموا في السُّيوطي وآذَوه بألسنتهم، بل توعَّدوه بالقتل والرَّجم، فازداد السيوطيُّ إصراراً على موقفه، وأضاف على فَتواه الأُولى أنّ القاصَّ المذكورَ إذا لم يُراجع مشايخ الحديث لمعرفة الصحيح من الموضوع وعاد إلى روايتها بعد أن بيَّنوا له بطلانها، واستمرَّ مُصرّاً على نقل الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسوف يُفتي بضربه سِياطاً تعزيراً له، فازداد القاصُّ حدَّة، «وتزايد الأمرُ من عُصبة العوامِّ شدَّة، وثاروا ثورةً كبرى، وجاؤوا شيئاً إمراً».
وألَّف السيوطي حينئذ كتابه ((تحذير الخواصّ من أكاذيب القُصّاص)) [6]، كما انتقد القاصَّ المذكور ومن انتهج سبيله في مقامتيه ((الدَّوَران الفَلَكي)) و ((طرز العِمامَة))، وأطال النَّفَس في مقامة ((الفَتَّاش على القَشَّاش)) [7] موضوع مقالنا هذا.
وقد أبهم السيوطي اسمَه في ((المقامة الفلكيَّة)) وحشَره في زمرة الذين يَروون الأكاذيبَ والأباطيل، ويتَّخذونها سببا للشِّحاتة وقال: «قد ورد في هذا العامّ ِرجلٌ قَصَّاص يلفُّ الحِلَق، ويُقدم على رواية الأحاديث فيكثر الزَّلل والزَّلَق ... فقلتُ: إن سكتُّ عن هذا ظنَّ النّاسُ صحَّة هذه الأخبار، وتناقلوا بألسنتهم ما يأتي به من الكذب على الاستمرار، وذلك لأن نقَّادَ الحديث قليل، والطَّرْفُ من كلِّ الناس عن تمييز الصحيح من السَّقيم كليل، فإذا رأَوا أهل الفنِّ ساكتين عن الإنكار، سَرى ظنُّ صِحَّتها إلى الأذهان منهم والأفكار» [8].
ونراه في «طرز العِمامة» يذكر تخبُّط هذا القاصِّ فيما أورده من أحاديثَ باطلة وينبِّه على ضرورة التثبُّت ممَّا في الكتب: «ليس كلُّ ما في الكتب من الأحاديث بثابتٍ وَصلُهْ، ولا بجائز نَقلُهْ، ولا أنت من صيارفة الحديث ونقَّادِهْ، ولا من رجاله الذينَ هم رجالُ إسنادِهْ، وقد خبطتَ في الأحاديث الثابتة التي رويتَها، وخلطتَ في ألفاظها وما سوَّيتَها، فما يسعك من الله أن تنقل حرفاً من حديث أو أثرْ، حتَّى تصحِّحَه على حافظٍ من نقَّاد الفنِّ فيرشدكَ إلى ما تأتي وتَذَرْ» [9].
أمّا في مقامة «الفتَّاش على القَشَّاش» فقد أطال السيوطي فيها النَّفَس، وصرَّح فيها باسم القاصِّ المردود عليه، واشتدَّ عليه للغاية، وحذَّر من ظاهرة الوضع والكذب وعدم التثبُّت من الأحاديث حين نقلها والاستدلال بها، وأعلن في المقدِّمة براءةً عامَّة من الوضَّاعين والكذَّابين:
«براءةٌ إلى الملكِ الجليلْ، وإلى المصطفى المختارِ للتنزيلْ، وإلى الرُّوح الأمين جبريلْ، وإلى كلِّ رسولٍ مرسَلْ، وإلى كلِّ نبيٍّ عليه وحي مُنزَلْ، وإلى كلِّ مقرَّب ومَلَكْ، وإلى كلِّ من تضمُّه الأفلاك فَلَكًا بعد فلَكْ، وإلى كلِّ صحابيٍّ وصديقْ، وإلى كلِّ تابع بإحسانٍ على التحقيقْ، وإلى السَّلَف الصالحْ، وإلى الخَلَف الذين عقلُهم راجِحْ [10]، وإلى الأئمَّة الأربعة أصحابِ المذاهبْ، وإلى سائرِ المجتهدين من أربابِ المواهبْ، وإلى كلِّ مُقرىء ذي تيسيرْ، وإلى كلِّ قائم بالتفسيرْ، وإلى كلِّ ذي تأويلٍ أصفى من الذَّهَب الإكسيرْ، وإلى كلِّ حافظ للحديثْ، ناقدٍ لزَيفه في القديم والحديثْ، بصيرٍ بعِلَلِه خبيرْ، مجتهدٍ في ردِّ الكذب والتزويرْ، ساعٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
في تبييض وجهه عند الله ورسولهْ، وداعٍ إلى الحقِّ موقن ببلوغ أربه وسُولهْ، وإلى كلِّ أصوليٍّ وفقيهْ، وإلى كلِّ خلافيٍّ وجَدَليٍّ نَبيهْ، وإلى كلِّ صوفيٍّ [11] عن الأعراضِ والأغراض نزيهْ، وإلى كلِّ فَرَضيٍّ باهرْ، وإلى كلِّ حاسب ماهرْ، وإلى كلِّ لغويٍّ له باعٌ مَديدْ، وإلى كلِّ نحويٍّ ومعرب مُجيدْ، وإلى كلِّ صَرفيٍّ يميز النّاقصَ من المزيدْ، وإلى كلِّ مَن له قدم راسخٌ في علوم الفَصاحةِ والبلاغةِ والبراعَة، وإلى كلِّ كاتب وناثرْ، وإلى كلِّ عَروضيٍّ وشاعرْ، وإلى كلِّ هندسيٍّ وطَبيبْ، وإلى كلِّ حَليم ولبيبْ، وإلى كلِّ قاصٍّ صَدوقْ، مُبرَّأ من الفُجور والعُقوقْ، مُؤَدٍّ لما يلزمه من الحقوقْ، قاصدٍ بوَعظه وجه الله والدَّارَ الآخرَةْ، بعيدٍ عن جمع الحُطامْ وهَذَر الكلامْ، وعن الكذب والمكابرَةْ، وإلى كلِّ ذي رُتبةٍ مُنيفةْ، وإلى كلِّ إمام وخَليفَةْ، وإلى كلِّ ملِك وسُلطان ذي إنافةٍ شَريفَةْ، وإلى كلِّ وزير وأمير، وإلى كلِّ مُستشار ومُشير، وإلى كلِّ مُفتٍ ومُدرِّس وقاضْ، وإلى كلِّ حاكم حكمهُ على الخليقَة ماضْ، وإلى كلِّ نائبٍ في المملكة وحاجِبْ، وإلى كلِّ والٍ فُوِّض إليه شيءٌ من المناصبْ، وإلى كلِّ عاقد وشاهدْ، وإلى كلِّ مَن دعي في مَشهدٍ من المشاهدْ، وإلى كلِّ إمام بَرّْ، وإلى كلِّ خطيبٍ على منبَرْ، وإلى كلِّ مؤذِّن يقولُ في كلِّ وقت: الله أكبَرْ، وإلى كلِّ مؤدِّبِ مكتَبْ، وإلى كلِّ من أَرصَدَ لأمرٍ من الدِّين أو الدُّنيا مرتَّبْ، وإلى كلِّ جنديٍّ عَلا في القتال أعلامُهْ، وإلى كلِّ عامِّيٍّ عرف إيمانَه وإسلامَهْ، وإلى كلِّ جليلٍ وحَقيرْ، وإلى كلِّ كبيرٍ وصغيرْ، وإلى كلِّ مَخدومٍ وخَدَمْ، وإلى كلِّ ساعٍ بقَدَمْ، ... » إلى آخر ما سجع، وفرَّق فيه وجمع.
ثمّ أعلن نصَّ البراءة قائلاً:
«بَرئتُ إلى هؤلاء مِمَّن كذبَ على المصطفى وجِبريل وربِّ العِزَّةْ، وأُرشِد إلى الصَّواب فأَنِفَ ولم تَهزَّه في الله هزَّةْ، ورامَ أن يَعتزَّ على ذلك بالعوامِّ والسُّوقَة ولله العِزَّةْ، لا لمن أَزَّهُ أَزَّهْ».
ثمَّ استطرد إلى موضوع حفظ السنَّة النبويَّة وأوصى باجتنباب روايةِ الموضوعات، وأورد الأحاديثَ المحذِّرة من مَغبَّة الكذب على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأرشد إلى هَدي الصحابة في التَّوقِّي من كثرة الرِّواية خوفاً من الوقوع في الكذب، وأتبعَ ذلك بأقوال الأئمَّة في معاقبة الكذَّابين، وأردفَه بخبر هذا القاصِّ الذي كتب من أجل صنيعه ما كتب، والذي كان يَرجو توبته وتوقُّفه عن بثِّ الواهِيات في مجالسه القصصيَّة: «كنتُ مترقِّباً إذا بلغَه ذلك أن يبادرَ بالتَّوبَةْ، والاستغفارِ من هذه الحَوبَةْ، ويقولَ: سمعاً لأمر الشَّرع وطاعَةْ، وامتِثالاً لقول أهل السنَّة والجَماعَةْ، ويدعو لي مع ذلك إذ نَبَّهتُه وأرشدتُّه ونَصرتُهْ، بمنعه من الكذبِ على الأنبياء والرُّسل وأفدتُّهْ، ويتردَّد إلى مَشايخ الحديث خاضعا، ويستفيدُ منهم عِلماً في الدِّين والدُّنيا نافِعا».
لكنَّ القاصَّ لم يقبل نصيحةَ السيوطي وفَتواه التي أيَّده فيها عددٌ من الأعلام بقصائدَ شعريَّة احتفظ لنا بها المؤلِّف في ((فتَّاشه)) [12].
وبعدُ: فهذه هي قصَّة مقامتنا الأدبيَّة «الفتَّاش على القشَّاش»، التي أعلن فيها السيوطي براءةً عامَّة من ظاهرة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرشد إلى الاحتياط والتثبُّت من صحَّة الأحاديث النبويَّة عند الاحتجاج بها، وهي درسٌ عامٌّ لكلِّ كاتبٍ في عصرنا الحاضر أيّاً كان تخصُّصه أن يتثبَّت فيما ينقل، ويراجعَ أهل الاختصاص فيما يكتُب، ويجتنب ما استطاع الاستدلالَ بالأحاديث الموضوعة والأخبار المصنوعة حتَّى لا يقعَ في وعيد الكاذب عليه صلى الله عليه وسلم، والله الهادي إلى سواء السَّبيل.
خطّ المؤلّف
جلال الدّين السّيوطي نقلا عن أعلام الزِّرِكْلي 3/ 301
[1] البخاري رقم: 1229 من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
[2] مسلم رقم: 7 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[3] ذكره عدد من الأعلام أقدمهم تلميذ السُّيوطي عبد القادر الشّاذلي في (بهجة النّاظرين بترجمة حافظ العصر جلال الدّين) رقم: 242، 246، وهو مضمّن في شرح مقامات السّيوطي 2/ 856 - 886 بتحقيق: سمير محمود الدّروبي - وفّقه الله تعالى - ضمن منشورات مؤسّسة الرّسالة.
[4] انظر لسان العرب والمعجم الوسيط مادّة (قشش).
[5] ومع ما بذله السّيوطي - رحمه الله تعالى - من جهد في هذا المقام انتُقدَ كثيراً في رمزه لأحاديثَ كثيرة في جامعه الصّغير بالصّحة أو الحسن وهي من قبيل الموضوعات والواهيات المتروكات، وتعقُّبات الألباني عليه في هذا الباب أشهر من أن تُذكر.
[6] مقدّمة تحذير الخواصّ من أكاذيب القصّاص 1 - 6.
[7] انظر مقدّمة شرح المقامات 1/ 51 لسمير محمود الدّروبي.
[8] شرح مقامات السّيوطي - مقامة الدّوران الفلكي 1/ 412 - 413.
[9] شرح مقامات السّيوطي - مقامة طرز العمامة 2/ 719 - 720.
[10] يعني جيّد مُحكَم، ولا يُفهم منه تفضيل عقولهم على عقول السَّلَف؛ فالسَّلَف هم أصفى النّاس عقولاً، وأهذبهم نفوساً.
[11] لا يخفى أثر الصوفيَّة في نشر الموضوعات، وبثِّ الأباطيل والواهيات.
[12] ثمّة تفاصيل كثيرة عن أحوال السّيوطي مع هذا القاصّ لا يتّسع المقام لذكرها، والمقصود أخذ العبرة والاستفادة من هذه المقامة في تنبيه المتساهلين في نشر الأخبار الموضوع
المصدر ( http://www.rayatalislah.com/Lougha-wa-adab/articles/adab2.htm)(/)
فائدة نفيسة للشيخ العثيمين في الردود بين أهل العلم
ـ[الغامدي1]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 02:27]ـ
قال العلامة محمد العثيمين رحمه الله عند تفسيره لقوله تعالى في سورة آل عمران ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)) 64
فائدة
بعض الناس إذا زل بعض العلماء مثلا ووقعوا في أخطاء أخذ هؤلاء يكتبون في المجلات والصحف أخطاءهم بحجة أنهم يبينون الحق. وهذا من الغلط، والحقيقة أن هذا الفعل فيه مضرة من ثلاثة وجوه
الوجه الأول: أنها مضرة على الكاتب؛ لأن الذين يثقون بالشخص الآخر يرون أن هذا مخطئ ويقل وزنه عندهم
الوجه الثاني: أن فيه أيضًا إضعافًا للثاني المردود عليه، ومعلوم أنه إذا ضعفت منازل العلماء في الأمة ضاعت الأمة؛
لأن العلماء هم القادة، فإذا ضعفت منازلهم عند العامة ضاعوا وصاروا كالإبل التي ليس لها راعٍ،أو كالغنم التي ليس لها راعٍ.
الوجه الثالث: أن فيها إضعافا ً للشرع؛ لأن العالم الذي رد أو المردود عليه إذا قال قولاً غير هذه المسألة شك الناس فيه وقالوا: لعل هذه من خطأ فلان،فصار فيه مضرة من ثلاثة وجوه،
والواجب على العلما ء فيما بينهم إذا أخطأ أحدهم أن يتصلوا به فيناقشوه، فإن كان الصواب معه تبعوه، وإن كان الصواب معهم يتبعهم،ثم لو فرض أنه أصر على ما هو عليه وله وجه –لأن المسألة مسألة اجتهاد- فلا أرى أن يرد عليه أبداً؛ لأن الرد والأخذ والمناقشة في مسائل الاجتهاد بين العامة -لا شك - أنه ضرر، خصوصا في هذا الوقت
حيث يوجد أناس يدعون إلى التقليل من شأن العلماء، والكلام فيهم في المجالس؛لأنهم فقدوا الزعامة التي
يريدونها فصاروا مثل الزعماء الآخرين الذين عارضوا دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام لما فقدوا الزعامة
التي يريدونها، ليس لهم سبيل إلى ما يريدون إلا أن يضعفوا الجانب الآخر. وهذا على خطر عظيم جداً،
فأنا أرى أنه إذا وجد خطأ من أي عالم- والإنسان غير معصوم، فقد يخطئ ولا يتبين له خطأ إلا بالمناقشة -أن
يتصل به ويبحث معه، فإن تبين الحق وجب على من تبين له الحق أن يتبعه , وإن لم يتبين وصارت المسألة
فيها مساغ للاجتهاد فالواجب عدم الرد عليه. ا نتهى من تفسيره لسورة آل عمرن (1/ 374 - 375)
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 02:40]ـ
فائدة نفيسة ..
لك شكر الشكور ..
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 02:53]ـ
انا سألت عن تفريغ ال عمران للشيخ فلم يرد على أحد
هل هو على الشبكة أم مطبوع؟
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 06:02]ـ
أخي خالد تفسير الشيخ لـ آل عمران مطبوع في مجلدين طبعة دار ابن الجوزي باشراف مؤسسة الشيخ رحمه الله
ـ[معالم السنن]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 09:20]ـ
الاخ /الغامدي1 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فائدة تكتب بالذهب رائع جدا ,,,,,,,,,,,,,,,,وبورك فيك(/)
قصة الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 03:23]ـ
للدكتور راغب السرجانى ومفرغة كلها
http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...series_id=2021
http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...series_id=3272
التفريغات
http://www.islamstory.com/pagination...icles&cat_id=2
http://www.islamstory.com/pagination...icles&cat_id=3(/)
أدلة المذهب المالكي
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 05:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لقد لمست من خلال دراستي لمتن (الرسالة) مع أحد المشايخ شحة المذهب من حيث الدليل مقارنة بالمذاهب الأخرى. وكنت ألاحظ أن الشيخ عندما يستدل لمسألة معينة يتكلف الدليل نوعا ما فلا أدري هل هو نفسه ما استدل به المالكية أم هو تكلف منه.
و قد رأيت في أجوبة الشيخ بوخبزة في أجوبته على أسئلة أعضاء هذا المنتدى المبارك قوله:
"وعن خدمة الفقه المالكي خدمة علمية يحتاج الأمر إلى جهود مضنية، ذلك أن المذهب المالكي أبخس المذاهب حظا من الاستدلال والتعليل، فأهله قليلو العناية بالحديث والآثار بالنسبة لعلماء المذاهب الأخرى ولا سيما الشافعية، فإنهم أوفر الفقهاء حظا من الحديث وعلومه، لذلك تجد كتبهم الكبيرة منورة بأدلة الحديث والآثار، أما المالكية فلا تكاد تجد عند متأخريهم دليلا صحيحا، فخدمة المذهب – والحالة هذه – تعني الرمي بثلث مسائله، لأنها لا دليلا صحيحا عليها ".
و قال حفظه الله جوابا على سؤال:
ما أفضل شرح لمتن ابن عاشر؟
" أعرف الآن للمرشد المعين شرحين " الروض الناشر" لأحد الشناقطة وهو مطبوع في مجلد وفيه استطراد كثير، وحديث أخر صغير يسمي " التمكين لأدلة المرشد المعين" لأحمد الورايني وهو مطبوع في جزء، وهو جيد إلا أن هناك نظرا في كثير من أدلته، ولكنه يذكر أدلة المذهب كما فعل شيخنا أحمد الغماري في" مسالك الدلالة " في شرح الرسالة بالدليل، ويعنى ما يصلح أن يكون دليلا لفقههم، وكثير منها غير صحيح، والله الموفق ".
- فهل بحثت هذه المسألة من قبل المتخصصين أو حررت تحريرا علميا من قبل؟
أرجو من الاخوة المشاركة برأيهم و في هذا الموضوع و الله الموفق.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 07:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يفيدك هذا الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=59205
و للعلم لن تجد في المذهب المالكي يفيدك في الاستدلال لمسائلهم مثل ذخيرة القرافي و قد يعارضني الاخوان المالكيه
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 09:03]ـ
أستغفر الله العظيم قال تعالى: و لا تقفو ما ليس لك به علم ان السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا و قيل من جهل شيئا عاداه كل ما كتب قبلي هنا افتراء فحفاظ المذهب المالكي في الحديث من أفضل المذاهب خدمة للسنة نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر ابن عبد البر في التمهيد و الاستذكار ثم الامام المازري التونسي و هو أول من شرح صحيح مسلم في كتاب قيم سماه:المعلم شرح صحيح مسلم ثم جاء بعده القاضي عياض فذيله بما سماه: اكمال المعلم و جاء القرطبي شيخ المفسر و ألف كتاب: المفهم فجاء بعد هؤلاء من المالكية النووي الشافعي و شرح صحيح مسلم انطلاقا من شروح هؤلاء ثم جاء الأبي فألف:اكمال اكمال المعلم ثم جاء السنوسي و جعل له حاشية و كل هؤلاء تركوا ذخيرة من الأحكام الزاخرة التي ما زال الباحثون يرجعون اليها دون أن ننسى الباجي في شرحه القيم لموطا مالك و الذي سماه المنتقى ثم ابن العربي الذي ألف القبس في شرح موطأ مالك بن أنس و له عارضة الأحوذي شرح الترمذي دون أن ننسى ابن بطال في شرحه القيم لصحيح البخاري و كذلك عبد الحق الاشبيلي في كتبه الثلاثة: الأحكام الصغرى و الوسطى و الكبرى علما بأن الأحكام الوسطى قد تعقبها ابن القطان الفاسي بالتدقيق و التمحيص في كتاب سماه: بيان الوهم و الايهام الواقعين في كتاب الأحكام فكان كل من أراد تأصيل أحكام مذهبه عالة عليه نذكر من أولئك: الزيلعي في نصب الراية و ابن حجر في تلخيص الحبير كما أن الذهبي قام بتهذيب كتابه المذكور و لقد قارنت تخريج أحمد بن محمد بن الصديق الغماري لكتابه الهداية تخريج أحاديث البداية يعني بداية المجتهد مع تخريج الألباني ارواء الغليل تخريج أحاديث منار السبيل فوجدت أن الغماري من حيث التخريج أطول نفسا مع تعبه أحيانا الا أن الألباني أكثر تدقيقا من حيث الحكم على الحديث و كلاهما يتعب أحيانا انظر كتابنا تدريب الطالب بالتدريج على علم الأطراف و التخريج و كتابنا رسالة الحثيث الى ضرورة التعريف بعلوم الحديث كما أن من الكتب التي اعتنت بالدليل كتاب الشيباني بن محمد أحمد الشنقيطي:تبيين المسالك لتدريب السالك الى أقرب المسالك و هو اربع مجلدات طبع في الامارات حيث كان يعمل المغفور له مؤلف الكتاب كما لنا كتاب سميناه: الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماع قمنا فيه بنقاش الاجماعات الواردة في كتب ابن المنذر و ابن حزم و ابن القطان الفاسي و ابن عبد البر و غيرهم فبينا المتيقن منها مع دليله من الكتاب و السنة بحيث دفعنا ذلك الى التأليف في المتواتر من الحديث و الواهم منها حيث بينا أنه قول الجمهور مع الدليل و دليل المخالف نرجو من الله أن يجد من يطبعه و كنا نرغب في أن نسميه:فقه بلا حدود لأنه صالح لجميع المذاهب بما في ذلك الزيدية و الامامية من الشيعة و الله الموفق الى الصواب دون أن ننسى ابريز الرهوني فانه نقل فيه من الجامع الصحيح للسيوطي الخ ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 09:48]ـ
" ولا تقْفُ ما ليس لك به علم ..... "
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[08 - Nov-2008, صباحاً 01:04]ـ
و لا تقف ما ليس لك به علم نعم هي الصحيحة من حيث الضبط الرسمي و من حيث الاعراب حذف الواو يعني حرف العلة للجزم يا محمد بن عبد الله فلتصحح الكلمة و لتضف المشاركة للنقاش الطويل العقيم الذي رأيته في نادي أهل الحديث و الله يتجاوز عن سيئاتنا
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 09:30]ـ
و لا تقف ما ليس لك به علم نعم هي الصحيحة من حيث الضبط الرسمي و من حيث الاعراب حذف الواو يعني حرف العلة للجزم
لعلكم أخي الكريم تقصدون: حذف حرف العلة ... الخ
يا محمد بن عبد الله ...
إن كنتَ تعنيني، فأنا: مسلم بن عبد الله
فلتصحح الكلمة و لتضف المشاركة للنقاش الطويل العقيم الذي رأيته في نادي أهل الحديث
لم يتبين لي قصدك (إن كنت تقصدني)!!
و الله يتجاوز عن سيئاتنا
أمين
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 01:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد تناسى الإخوة أو نسوا موطأ مالك والذي هو اصول الأصول ومعقد الفصول ففيه الدلائل الواضحات على مذهب مالك وأهل بلده، وممن اعتنى بذكر الدليل على مذهب مالك وأصحابه ابن رشد في البيان والتحصيل، وإن كان لم يلتزم بذلك في كل مسألة، وكذا أبو محمد القاصي عبد الوهاب فإنه شديد الاعتناء بذكر أدلة الأصحاب ولينظر كتاب المعونة، والإنصاف وأنا لم أطلع على الإنصاف، وقد ذكر ابن عبد البر جملة صالحة في كتابه الكافي، وقد كفى وشفى بالتمهيد، والله المستعان.
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 01:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد تناسى الإخوة أو نسوا موطأ مالك والذي هو اصول الأصول ومعقد الفصول ففيه الدلائل الواضحات على مذهب مالك وأهل بلده، وممن اعتنى بذكر الدليل على مذهب مالك وأصحابه ابن رشد في البيان والتحصيل، وإن كان لم يلتزم بذلك في كل مسألة، وكذا أبو محمد القاضي عبد الوهاب فإنه شديد الاعتناء بذكر أدلة الأصحاب ولينظر كتاب المعونة، والإنصاف وأنا لم أطلع على الإنصاف، وقد ذكر ابن عبد البر جملة صالحة في كتابه الكافي، وقد كفى وشفى بالتمهيد، وكذا ابن العربي القاضي في كتابه أحكام القرآن والمسالك وسائر كتبه كالقبس والعارضة، والله المستعان.
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 03:21]ـ
جزى الله خيرا الإخوة الكرام و أخانا أبو الفضل
بغض النظر عن موطأ مالك , هل كل ما ينسب للمالكية من دليل تصح نسبته اليهم؟ هذا بالضبط ما أريد السؤال عنه
بعبارة أخرى هل يوجد من حرر أدلة المالكية تحريرا دقيقا.
ـ[الباجي]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 03:37]ـ
وفقكم الله.
أستغفر الله العظيم قال تعالى: و لا تقفو ما ليس لك به علم ان السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا و قيل من جهل شيئا عاداه كل ما كتب قبلي هنا افتراء ...
... ... و لتضف المشاركة للنقاش الطويل العقيم الذي رأيته في نادي أهل الحديث و الله يتجاوز عن سيئاتنا
في لغة العرب من المفردات الحسنة اللطيفة ما يغني صاحب القول عن الغليظ من اللفظ ... والوحشي من الكلمات.
ـ[الباجي]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 03:47]ـ
جزى الله خيرا الإخوة الكرام و أخانا أبو الفضل
بغض النظر عن موطأ مالك , هل كل ما ينسب للمالكية من دليل تصح نسبته اليهم؟ هذا بالضبط ما أريد السؤال عنه
بعبارة أخرى هل يوجد من حرر أدلة المالكية تحريرا دقيقا.
لا يصح إلا ما ارتضاه أئمتهم دليلا ... أما أن يأتي أحد ويأخذ من أدلة المذاهب الأخرى وينسبه للمالكية فقد يصح وقد لا يصح ... لأنهم ربما ذكروا دليلا أو أدلة أخرى ... وليس من مذهبهم الاحتجاج بما ذكره.
وأدلتهم مبثوثة في مصنفاتهم الفقهية والحديثية ... ويصعب أن تجدها مجتمعة في مصنف واحد ... كما يصعب أن تجد هذا لغيرهم ... فما أظن مغني ابن قدامة رحمه الله استوعب فروع المذهب الحنبلي ... فضلا عن استيعاب أدلته ... وإن كان قد سدد وقارب رحمه الله.
ولابد من الانتباه لمسمى الدليل عند القوم ... فربما وقف به بعضهم على نص كتاب أو سنة ناطقة ... وتوسع فيه غيرهم ... فرأى فتوى صحابي أو عمله - مثلا - دليلا، ويصدق عليه اسم السنة كما يجنح لذلك الإمام مالك رحمه الله ... وقس على ذلك المصالح والاستحسان والعمل وسد الذرائع ... الخ الأدلة التبعية. ... والله أعلم.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 08:37]ـ
خلط بين الأدلة و الأصول نعم قال سيدي عبد الله في مراقي السعود: أصوله دلائل الاجمال ##و طرق الترجيح قيد تال##و ما للاجتهاد من قول وضح##و يطلق الأصل على ما قد رجح##فاذا لم تفهم معنى هذه الأبيات فاسألنا بصراحة نشرحها لك و نبين لك أن أصول المذهب المالك هي الراجح من القول و يطلق الراجح على ما رجح دليله من كتاب و سنة و لكن من جهل شيئا عاداه و لتسم ذلك غلظة المهم أن تفهم أن الناس عيال في تأصيل أحكامهم على جهابذه محدثي المذهب المالكي و لتسم ذلك أيضا غلظة فكل من تابعته في النقاش العقيم الذ ي ضم العناصر التي تدخلت في أدلة المذهب المالكي لا يعرفون المذهب المالكي و لا أدلته و لم يبحثوا عن ذلك و من كان هذا حاله يقال في حقه: و لا تقف ما ليس لك به علم ان السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا و قد أخطأ في الطباعة أو فيالاملاء لاضطراري الى ذلك و لا ذنب على المضطر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباجي]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 01:34]ـ
معذرة يا أخي ولكنني مضطر:
قال الإمام مالك لفتى من قريش: "يا ابن أخي، تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم.
قال ابن وهب: الذي تعلمنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا من علمه.
ـ[الباجي]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 01:48]ـ
لا يصح إلا ما ارتضاه أئمتهم دليلا ... أما أن يأتي أحد ويأخذ من أدلة المذاهب الأخرى وينسبه للمالكية فقد يصح وقد لا يصح ... لأنهم ربما ذكروا دليلا أو أدلة أخرى ... وليس من مذهبهم الاحتجاج بما ذكره.
وأدلتهم مبثوثة في مصنفاتهم الفقهية والحديثية ... ويصعب أن تجدها مجتمعة في مصنف واحد ... كما يصعب أن تجد هذا لغيرهم ... فما أظن مغني ابن قدامة رحمه الله استوعب فروع المذهب الحنبلي ... فضلا عن استيعاب أدلته ... وإن كان قد سدد وقارب رحمه الله.
ولابد من الانتباه لمسمى الدليل عند القوم ... فربما وقف به بعضهم على نص كتاب أو سنة ناطقة ... وتوسع فيه غيرهم ... فرأى فتوى صحابي أو عمله - مثلا - دليلا، ويصدق عليه اسم السنة كما يجنح لذلك الإمام مالك رحمه الله ... وقس على ذلك المصالح والاستحسان والعمل وسد الذرائع ... الخ الأدلة التبعية. ... والله أعلم.
المخاطب بهذا طلبة العلم فيما أحسب ... فهم يفرقون ضرورة بين الدليل الإجمالي الذي يثبته الأصولي ... وبين الدليل التفصيلي الذي يستعمله الفقيه ... وصاحب السؤال يسأل بداهة عن الدليل التفصيلي ... وإنما أشرت لبعض الأدلة الإجمالية تنبيها على تعددها ووفرتها ... فإذا ضاق على الفقيه دليل استعمل غيره.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 09:34]ـ
أنا لا أفهم جهل الناس بالأدلة الشرعية و تحاملهم على المذهب المالكي مدعين أنهم أخذوا أدلة الآخرين الدليل هو الدليل في كل مذهب فحيث اتفقوا فلا اشكال لأن دليلهم واحد و حيث اختلفوا فلا اشكال أيضا لأن الدليل يختلف الا أن هناك حقيقة تاريخية أهملها البعض بل شوهها و هي احقاق الغير ما لا يستحقون فأنا من الذين بحثوا في التأصيل و لما كانت تأصيلاتي كلها محل اجماع و اذا كان الاجماع واهما كنت آتي بدليل الجمهور و دليل المخالف كما أنني قمت بمقارنات في التخريج في بعض كتبي في الحديث و تبين أن لأهل المذهب المالكي سبق و فضلية على المذاهب الأخرى فمثلا لنأخذ نصب الراية للزيلعي في تأصيل المذهب الحنفي أو ابن حجر في تلخيص الحبير تخريج أحاديث الرافعي الكبير أو الذهبي نجد أنهم ينقلون من كتاب ابن القطان الفاسي بيان الوهم و الايهام الواقعين في كتاب الأحكام و كذلك كتاب الأحكام الوسطى لعبد الحق الاشبيلي ثم اذا قارنا كتاب الهداية تخريج أحاديث البداية للغماري مع ارواء الغليل تخريج أحاديث منار السبيل في المذهب الحنبلي تجد أن الألباني يتقيد بطريق أحد الصحابة و يبقى في تصحيحها بينما الآخر له نفس أطول و اطلاع أشمل الا أنه متساهل أحيانا مع أن كليهما يكسل و يتعب في التخريج أحيانا كما بينت ذلك في كتابي تدريب الطالب بالتدريج على علم الأطراف و التخريج و بالتالي اذا بينت حقيقة علمية تتبعتها و حصل عندي حولها ما لم يتحصل عند المتدخل الذي يزعم أن المالكية أخذت أدلتها من الغير فلي أن أرد عليه بتلك الطريق و مع ذلك تجنبت كل تجريح و أخيرا فليعلم الجميع أن هذه المذاهب انما حاولت أن تقرب للناس شرع الهادي الأمين لأنه هو المتبع حقا لكن فهم النصوص الشرعية من كتاب و سنة تباينت أحيانا عند الفقهاء انطلاقا من الدلالات اللفظية أو مرجحات علمية و كل هؤلاء الفقهاء أصحاب المذاهب ثبت عنهم أنهم قالوا اذا صح الحديث فهو مذهبي أوألق بقولي عرض الحائط قال الشيخ صالح الفلاتي:قال أبو حنيفة الامام##لا ينبغي لمن له اسلام##أخذ بأقوالي حتى تعرضا##على الكتاب و الحديث المرتضى##و مالك امام دار الهجره##قال و قد أشار نحو الحجره##كل كلام منه ذو قبول##و منه مردود سوى الرسول##و الشافعي قال ان رأيتم##قولي مخالفا لما رويتم##من الحديث فاضربوا الجدارا##بقولي المخالف الأخبارا##و أحمد قال لهم لا تكتبوا##ما قلته بل أصل ذلك اطلبوا##فاسمع مقالات الهداة الأربعه #و اعمل بها فان فيها مدفعه##لقمعها لكل ذي تعصب##و المنصفون يكتفون بالنبي##-و قد علقت على هذه الأبيات في كتابي: دور الاجتهاد في التجديد و التطور و ايجاد حلول لقضايا العصر قائلا: و ذلك لأن صاحب هذه الشريعة الغراء هو النبي صلى الله عليه و سلم و هو المتبع في كل شيء و في كل عصر و كل حين و الناس يتفاوتون في اتباعهم اياه في الدنيا و كذلك منازلهم منه يوم القيامة تبعا لاتباعهم اياه في الدنيا فكان التبصر و الاجتهاد في البحث عن الراجح مطلوب به شرعا لقوله صلى الله عليه و سلم: من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد متفق عليه و لكن هذه المنزلة أعز من أن تكون في متناول كل من هب و دب قال سيدي عبد الله في مراقي السعود واصفا اياها: بذل الفقيه الوسع أن يحصلا##ظنا بأن ذاك حتم مثلا##و ذاك مع مجتهد رديف##و ما له يحقق التكليف##و هو شديد الفهم طبعا و اختلف##فيمن بانكار القياس قد عرف#3قد عرف التكليف بالدليل##ذي العقل قبل صارف النقول##و النحو و الميزان و اللغة مع##علم الأصول و بلاغة جمع#3و موضع الأحكام دون شرط##حفظ المتون عند أهل الضبط##ذو رتبة وسطى في كل ما غبر#3و علم الاجماعات مما يعتبر ##كشرط الآحاد و ما تواترا#3و ما صحيحا أو ضعيفا قد جرى#3و ما عليه أو به النسخ وقع ##و سبب النزول شرط متبع ##كحالة الرواة و الأصحاب ##و قلدن في ذا على الصواب #3و ليس الاجتهاد ممن قد جهل ##علم الفروع و الكلام ينحظل #3
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبووليد وليد]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 02:11]ـ
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته فيمايخص هذا الموضوع فلي ملاحظتين:
الملاحظة الأولى: يعجبني هذ النقاش العلمي الرفيع وينبغي لطلاب العلم أن ينهجوا هذا المنهج القويم فوالله فيه الخير كل الخير. الملاحظة الثانية: ماينبغي التنبيه عليه أن العلماء وخاصة أصحاب المذاهب الأربعة عمل كل واحد منهم مافي وسعه للعمل بالحديث النبوي الشريف ويأتي الامام مالك رحمه الله في المقدمة والكل يعلم أن المذهب المالكي مبني على منهج مالك في التعامل مع النصوص. ولايمكن القول بأن المذهب المالكي خالي من الدليل كما يقول العامة اليوم، فمن أٍراد الدليل فعليه بالاجتهاد والرجوع الى كتب المالكية القديمة والحديثة. أما القديمة فمعروفة والحمد لله وأما الحديثة على سبيل المثال لا الحصر: مدونة الفقه المالكي وأدلته للشيخ الغرياني، الفقه المالكي وأدلته للشيخ حبيب بن طاهر، فقه الطهارة وفقه الصلاة للمؤلف موسى اسماعيل ... الخ
ـ[أبووليد وليد]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 02:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لي طلب من الاخوة الأعظاء وهو أن يحيلوني على بعض كتب الشيخ عطية سالم رحمه الله وأتعجب كثيرا من قلة كتب الشيخ على الرغم ماقدم رحمه الله من عمل سواء في المسجد النبوي أو في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة أو في الملتقيات الاسلامية. وبالمقابل تجد كتب لمجموعة من الشيوخ ذات وفرة كثيرة حتى أنها تعطى بالمجان. هذا ويمكنني المساعدة في هذا المجال لإاني أملك بعض الدروس السمعية للشيخوهي كالآتي:
1 - شرح الموطأ كاملا.
2 - شرح بلوغ المرام.
3 - شرح الأربعين نووية.
4 - شرح متن الرحبية.
5 - دروس الحرم. ومن يريد أن يمنحني بعض كتب الشيخ بامكانه أن يتصل بادارة الموقع ليعطوا له بريدي الألكثروني فأنا أسمح بذلك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبووليد وليد]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 02:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لي طلب من الاخوة الأعظاء وهو أن يحيلوني على بعض كتب الشيخ عطية سالم رحمه الله وأتعجب كثيرا من قلة كتب الشيخ على الرغم ماقدم رحمه الله من عمل سواء في المسجد النبوي أو في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة أو في الملتقيات الاسلامية. وبالمقابل تجد كتب لمجموعة من الشيوخ ذات وفرة كثيرة حتى أنها تعطى بالمجان. هذا ويمكنني المساعدة في هذا المجال لأني أملك بعض الدروس السمعية للشيخ وهي كالآتي:
1 - شرح الموطأ كاملا.
2 - شرح بلوغ المرام.
3 - شرح الأربعين نووية.
4 - شرح متن الرحبية.
5 - دروس الحرم. ومن يريد أن يمنحني بعض كتب الشيخ بامكانه أن يتصل بادارة الموقع ليعطوا له بريدي الألكثروني فأنا أسمح بذلك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 02:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لي طلب من الاخوة الأعظاء وهو أن يحيلوني على بعض كتب الشيخ عطية سالم رحمه الله وأتعجب كثيرا من قلة كتب الشيخ على الرغم ماقدم رحمه الله من عمل سواء في المسجد النبوي أو في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة أو في الملتقيات الاسلامية. وبالمقابل تجد كتب لمجموعة من الشيوخ ذات وفرة كثيرة حتى أنها تعطى بالمجان. هذا ويمكنني المساعدة في هذا المجال لأني أملك بعض الدروس السمعية للشيخ وهي كالآتي:
1 - شرح الموطأ كاملا.
2 - شرح بلوغ المرام.
3 - شرح الأربعين نووية.
4 - شرح متن الرحبية.
5 - دروس الحرم. ومن يريد أن يمنحني بعض كتب الشيخ بامكانه أن يتصل بادارة الموقع ليعطوا له بريدي الألكثروني فأنا أسمح بذلك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيك أخي الكريم
أرغب في الحصول على شرح الموطأ، هل بإمكانك رفعه؟(/)
الى طلاب العلم في غرب الرياض ممن يريد حفظ.؟؟؟؟؟؟؟
ـ[معالم السنن]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 09:30]ـ
الحمدلله وبعد ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,
هناك طالب علم يسمع بعض المتون (عمدة الاحكام _كتاب التوحيد) يقال له اديب السويري
فمن اراد حفظ هذه المتون فانه يسمع يوميا عدا الخميس والجمعة.
اخبرني بذلك احد الذين يسمعون عنده.
مسجده مقابل جيان
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 10:28]ـ
ممكن توصف مكان مسجد؟
ـ[معالم السنن]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 10:47]ـ
انا لا اعرفه بالضبط ,,,,,,,,,,لكن سوف اسال الاخ ان شاء الله ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,
ـ[معالم السنن]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 08:33]ـ
الاخ/ القزلان ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الاخ انه في الحارة المقابلة لجيان وامام المسجد ابراهيم الموسى ,,,,,,,,الراقي
اغلب الي يسمعون عنده طلبة الجامعة
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 12:03]ـ
اخي جيان كثير في اي واحد يقصد هو
ـ[معالم السنن]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 06:46]ـ
جيان السويدي/مخرج حمزة
له جوال ان اردت التنسيق معه
بورك فيك (ابتسامة)(/)
إلى كل صاحب هوى معاند - من كلام سماحة الشيخ العلامة: عبد الرحمن بن الجبرين
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 10:08]ـ
لقد ذم الله تعالى في كتابه العزيز من يتبع الهوى وعابهم على ذلك الاتباع.
يقول الله تعالى
• وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ
• [محمد: 13، 14].
• فالقرية التي أخرجته هي مكة.
• * ويخبر -سبحانه وتعالى- بأن هناك قرى قد أهلكهم الله لما كذبوا، ويخبر بالسبب، وهو أنهم زين لهم سوء أعمالهم، واتبعوا أهواءهم؛ فأعمالهم السيئة هي: الكفر، والكذب والتكذيب بالرسل، ورد ما جاءوا به، وكل ذلك فيه اتباع للأهواء.
• وقد زين للبعض سوء عمله، واتبعوا أهواءهم، وقد أخبر الله -تعالى- بذم مثل هذا بقوله:
• أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ [فاطر: 8].
• * فالذين يتبعون الهوى، لا شك أنهم قد استحسنوا العمل السيئ، واتبعوه، واستقبحوا الصالحات وتركوها، فصار الحسن عندهم قبيحا، والقبيح عندهم حسنا؛ فكانوا لذلك هالكين.
• * ولا بد أن زينت لهم الأعمال السيئة، فرأوها حسنة، واتبعوا في ذلك أهواءهم.
• * وقد أخبر الله -تعالى- بأنهم لا يستوون مع غيرهم.
• يقول -تعالى- وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ [محمد: 16].
• * فذم الله الذين اتبعوا أهواءهم في هذه الآية؛ لأنهم لا يستفيدون مما يسمعون، ولا يتأثرون بموعظة، ولا يعون أو يعقلون ما يرشدون به.
• * وذكر -تعالى- أنهم يستمعون القرآن الذي هو غاية في الإعجاز والبلاغة والبيان، ولكن يُحال بينهم وبين فهمه وعقله؛ فكأنهم لا يسمعون أصلا، أو كأنهم قد حِيلَ بينهم وبين سماعه، فإذا خرجوا بعد سماعه يقولون لمن أوتي العلم: مَاذَا قَالَ آنِفًا [محمد: 16]. كأنهم ما سمعوا.
• * ما الذي حال بينهم وبين الفهم مع أن الكلام فصيح؟! ومع كونهم عربا ويفهمون ويعقلون؟
• * إن الذي حال بينهم وبين ذلك ما ذكره الله عنهم أنهم اتبعوا أهواءهم؛ لأن الله -تعالى- طبع على قلوبهم، وطمس على معرفتهم حيث اتبعوا أهواءهم، فلم يستفيدوا. فإذا رأيت الذين يهربون من مجالس الذكر فقل: إنهم اتبعوا أهواءهم.
• * وإذا رأيت الذي يستمعون ولكن لا يستفيدون، فقل: هؤلاء من الذين اتبعوا أهواءهم، بل من الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم؛ حيث طمست معرفتهم التي وهبت لهم، فكانوا بذلك مثل ما ذكر الله عن المنافقين: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ [البقرة: 18]. معلوم أن لهم أسماع، ولكن لا ينفعهم ما يسمعون، ولهم أبصار، ولكن لا ينفعهم ما يقرءون أو ينظرون، ولهم عقول، ولكن لا ينفعهم ما يتعقلون.
• * هؤلاء هم نصيب النار الذين أعدهم الله لها، كما ذكرهم في قوله -تعالى-
• وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف: 179].
• * فهذا وصف الذين اتبعوا أهواءهم، يستمعون ولا يفهمون، يقرءون ولا يعتبرون، يعقلون ولا يتأملون، لم تنفعهم قلوبهم، وكذلك أبصارهم وأسماعهم، لم يستفيدوا بها.
• * يقول بعض المتأخرين في وصف من اتبعوا الهوى: صمٌّ ولو سمعوا، بكم ولو نطقوا، عمي ولو نظروا ... !! عموا عن الحق، صُموا عن تدبره!
• ولكن ما الذي أعماهم؟! الهوى!
• ما الذي أصمّهم؟! الهوى!
• * ورد في بعض الآثار: الهوى يعمي ويصم؛ لما أنهم صار هواهم مخالفا لما جاء به الشرع .. أصم آذانهم، وأعمى أبصارهم، وأصبحوا كأنهم لا يستفيدون من حواسهم التي منحهم الله إياها.
(يُتْبَعُ)
(/)
• * وقد وصف الله الكافرين بقوله: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ [البقرة: 171].
• * يقول المفسرون: إن الله ضرب هذا المثل للكفار الذين حيل بينهم وبين فهم الحق، واتبعوا شهواتهم وميلهم، فضرب لهم مثلا بمن ينادي بهائم، كغنم ونحوها؛ فالنعيق هو نداء الغنم، والأغنام لا تدري ما تقول، ولكنها تسمع الصوت فتتبع ذلك الصوت.
• * وهذا مثل العصاة والطغاة، الذين يُدعون إلى الحق فلا يقبلونه، ولا يتقبلونه! كذلك يُدعون إلى الإيمان فيكفرون!
• * يُبين لهم الحق فلا يقبلونه، ولا يرضون بموعظة، ولا يقبلون إرشادا، ولا يتأثرون بتذكير، حال بينهم وبين ذلك كله اتباع أهواءهم، بسبب ميلهم إلى الشهوات والمحرمات.
• * ولقد ذكر الله -تعالى- أن الهوى من جملة المعبودات التي تُعبد، قال -تعالى-
• أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ [الجاثية: 23].
• * أول أعماله أنه اتخذ إلهه هواه؛ فهو لا يهوى شيئا إلا ركبه، كلما منته نفسه بشيء لم يفكر هل هو خير أم شر؟ هل هو طاعة أم معصية؟ بل يقدم عليه ويقتحمه، ولو كان ذنبا كبيرا أو صغيرا.
• * ومثل هذا قد ضل وهو على علم ومعرفة ولكنه لم يقبل الخير؛ فأصبح من الضالين، بحيث أنه لا يقبل الإرشاد، ولا يقبل التذكير، بل إذا سمعه ابتعد عنه، وعن الطرق التي توصل الخير إلى قلبه.
• * وقد وصفه الله في آية أخرى بقوله -تعالى-
• وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا [لقمان:7].
• ما الذي حمله على ذلك؟!
• * إذا سمع القرآن والمواعظ، وإذا مر بأهل مسجد أو مدرسة لا يتركه هواه بأن يجلس عندهم، بل يصد ويعرض؛ ويكاد أن يصم أذنيه مخافة أن يدخل عليه شيء يفسد عليه ميله وشهوته وهواه، كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا أي: ثقلا، لا يستفيد، ولا يسمع ما يفيده.
• * هذا وصف الذين يتبعون أهواءهم، ومن جملتهم المشركون الذين صدهم الهوى عن قبول رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك أعرضوا عنه، كما ذكر الله -تعالى- عنهم:
• فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ [فصلت: 4، 5]. انظر كيف وصفوا أنفسهم بهذه الأوصاف، اعترافا منهم!!
• * لقد صدهم الهوى عما يدعوهم إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فكأن قلوبهم في أغطية لا يصل إليها الخير، ولا تتقبل الدعوة. وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا [الأنعام: 25] اعترفوا بأنهم لا يسمعون، وكأن في آذانهم وقرا، ومن بيننا وبينك حجاب، يعني حاجز منيع يحجز كلامك عنا، ولا ننتفع به.
• * وهذا كما وقع في الأولين فإنه يقع في المتأخرين. فالذين ابتعدوا عن الخير وأهله هم الذين اتبعوا ما تهواه أنفسهم وما تميل إليه، والذين يميلون إلى الظن واتباع الهوى أقوالهم وأفعالهم ناتجة عن ذلك.
• * يقول -تعالى- إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا [النجم: 27، 28].
• * وهكذا ذكرهم في قوله -تعالى- أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى النجم: 21 - 23
• * فالظن واتباعهم ما تهوى الأنفس هو الذي أوقعهم في الكفر والمعاصي .. وهذا نتيجة اتباع الهوى.
• * ولأجل ذلك ذكر الله -تعالى- أن الهوى معبود في موضعين من القرآن في سورة الفرقان في قوله -تعالى- أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا الفرقان: 43
• وفى سورة الجاثية قوله -تعالى- أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ الجاثية: 23
• * ففي هذين الموضعين ذكر الله -تعالى- أن الهوى إله، وتأليهه معناه تقديس القلوب وتعظيمها له. وقد ذكرنا أن العلماء فسروا ذلك بأنه لا يهوى شيئا إلا ركبه، وأنه ورد في الأثر: ما تحت أديم السماء إله يُعبد أشد من هوى مُتبع.
• * فاتباع الهوى، والميل النفسي هو الذي يؤدي إلى ما نراه كثيرا مما هو واقع من كثير من الناس في هذه الأزمنة!
• * فالذين يصدون عن الخير وعن مَجالِسه اتبعوا أهواءهم، والذين يبغضون الجلساء الصالحين، ويألفون جلساء الشر والفسقة والعصاة .. هؤلاء ممن اتبعوا أهواءهم واتبعوا الشهوات ..
• * وهم في هذا لا ينظرون إلى تلك الشهوات من حيث تحريمها أو إباحتها، فجرتهم تلك الشهوات إلي الحرام؛ ولا شك أن ذلك نتيجة اتباعهم أهوائهم، ولو كان شرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 10:12]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ما هو المصدر
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 10:25]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
تطورت منفوحة
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 10:44]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ما هو المصدر
أخي الكريم هذا هو المصدر وفقك الله تعالى لكل خير.
http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=5&book=39&toc=1529&page=1433&subid=32589
ـ[معالم السنن]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 11:04]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
شيخنا العلامة ابن جبرين ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,امده الله بعونه وتوفيقه
ـ[عبدالله]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 11:37]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 09:46]ـ
جَزاكُم اللَّهُ خَيْرًا،وباركَ فيكُم.
تنبيه على سبق قلم من أخينا الفاضل (صدى الذكريات) ـ نفع اللَّهُ به ـ أو سبق لوحة مفاتيح (ابتسامة):
من كلام سماحة الشيخ العلامة: عبد الرحمن بن الجبرين
صوابه: عبد اللّه بن عبد الرَّحمن بن جبرين.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 10:39]ـ
أصحاب الفضيلة: [عبد الله - معالم السنن - سلمان أبو زيد] حفظهم الله تعالى من كل سوء
سعدت بمروركم الكريم، جزاكم الله كل خير، وبارك فيكم.
وشكراً، وبارك الله تعالى في كل من قام بالتعليق على هذا الموضوع.
وأشكر الأخ الفاضل ناقل المواد العلمية الرائعة والنافعة: [سلمان أبو زيد] حفظه الله تعالى، على ما تفضل به من تنبيه لاسم سماحة الشيخ العلامة: [عبد الله بن عبد الرحمن بن الجبرين] حفظه الله تعالى
[وجه مبتسم].(/)
تحريم الزواج بدون ولي وآثار ذلك، لشيخنا العلّامة عبد اللَّه بن جبرين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Nov-2008, صباحاً 01:39]ـ
«تحريم الزواج بدون ولي وآثار ذلك»
لِسَمَاحَةِ الشَّيْخِ العَلَّامَةِ
عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ
ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى،ورَعَاهُ ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وبعد ...
فقد نسب إلينا فتوى مفادها جواز تزويج المرأة لنفسها دون إذن وليها، ولتوضيح عدم صحة هذه النسبة على إطلاقها نقول:
أولاً: ننصح طلبة العلم وأفراد الأمة أن يتثبتوا من الفتاوى المخالفة للشريعة، ولما عليه العمل في هذه الدولة الإسلامية، وألا يذيعوا كل فتوى تنقل من غير تثبت، حتى يتأكدوا من صحتها، ويراجعوا من نسبت إليه خطأ، ويراجعوا بقية العلماء والمسؤولين عن الفتاوى في هذه البلاد، حتى لا يقع الخطأ وينتشر الفساد، وتحصل الفوضى في الأمة الإسلامية، ويتلاعب المغرضون بما يوافق شهواتهم ونزواتهم.
ثانيًا: الذي نقوله ونعمل به مذهب جمهور الأمة، وهو اشتراط الولي في عقد النكاح، حيث قد ثبتت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا نكاح إلا بولي"، وفي بعض الروايات: "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل"، وفي بعض الروايات: "لا نكاح إلا بولي مرشد"، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزوج المرأة المرأة ولا تزوج المرأة نفسها، فإن الزانية هي التي تزوج نفسها"، وإن كان هذا الحديث فيه مقال، ولكن عمل عليه الصحابة، وثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عاقب من تجرأ وتزوج بغير ولي.
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الثيب أحق بنفسها من وليها" فيفسره قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزوج الثيب حتى تسأمر" أي يطلب منها الأمر بأن تقول: زوجوه، ويفرق بينها وبين البكر بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رضا البكر سكوتها".
وعلى هذا: فإن المسلمين يعملون بالسنة، ويتركون الأقوال الشاذة، ويعذرون أهلها بأنهم اجتهدوا ولم تبلغهم الأدلة الصحيحة، وليس كل مجتهد بمصيب.
ثالثًا: المرأة إذا عضلها وليها فإن عليها أن ترفع للمحكمة، سواء كانت بكرًا أو ثيبًا، والمحكمة تستدعي وليها، سواء كان والدًا أو أخًا أو ابن أخ، وتسأله عن سبب عضلها، ومتى لم يذكر سببًا ظاهرًا مبررًا فللمحكمة أن تجبره على أن يزوجها، وإذا امتنع مع وجود الأكفاء الذين يتقدمون لخطبتها، فللمحكمة أن تعزله عن الولاية وتولي غيره، وللمحكمة أيضًا أن تتولى عقد النكاح إذا اضطر ذلك الخاطب إلى أن يزوج، وامتنع الأولياء بدون مبرر، كما يزوجون من لا ولي لها، لقول النبي r: " فإن تشاحوا فالسلطان ولي من لا ولي له".
رابعًا: نتبرأ مما نسب إلينا من الفتوى بإباحة تزويج الثيب نفسها بدون إذن وليها، ولو بشاهدين، ولو كان قد كتب في ورقة لم توثق من المحكمة، والذي نسب إلينا هذه الفتوى قد تسرع وأخطأ في هذا النقل، وكان الواجب عليه أن يطلب فتوى محررة موقعة ومختومة وفي ورقة رسمية، ومحفوظ لها صورتها عندنا، كما نعمل بذلك في سائر الفتاوى، ويمكن أن ذلك السائل صاغ سؤاله بصيغة قوية ذكر فيها ضرورة امرأة خاصة عضلها أقاربها، وليس لها من يقدر على أن يرفع بأمرها، وليس لها قدرة على أن تقدم للمحكمة، وهذا نادر وقوعه، ويمكن أنه في دولة غير دولتنا ليس فيها مسؤول عن مثل هذه الأحوال، ويعمل فيها بالمذهب الذي يبيح للمرأة زواج نفسها، وهو قول كما ذكر شاذ، مخالف للأدلة وعمل الأمة.
ونقول: لا يجوز للعامة العمل بمثل هذه الفتوى التي استغلها ضعاف النفوس وعبثوا بأعراض المسلمات، ووقع فيها كثير من الناس بدون تثبت، ولاشك أنه يحصل بذلك مفاسد لا يتصورها العاقل، فننصح كل من سمع هذه الفتوى أن يبين خطأ من أشاعها ويحذر من العمل بها، ويحيل من يتساهلون إلى التقديم على اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، لأن الفتاوى الخاصة بحالات خاصة المفتي هو الذي يقدر مناسبتها، ولا يحل لكل من سمع بها العمل بها، لأن الاستثناء له ضوابطه الشرعية التي يقدرها المفتي لا السائل. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبد اللَّه بن عبد الرَّحمن الجبرين
25/ 10/1429هـ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Nov-2008, صباحاً 01:41]ـ
المصدر: موقع شيخنا
( http://ibn-jebreen.com/article2.php?id=31)(/)
الدنيا سجن المؤمن
ـ[السائر]ــــــــ[08 - Nov-2008, صباحاً 07:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
يقول العلامة محمد عبد الرحمن المباركفوري (ت 1353 هـ) رحمه الله تعالى في شرح حديث (الدنيا سجن المؤمن .. ):
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر قال النووي رحمه الله: "معناه أن المؤمن مسجون ممنوع في الدنيا من الشهوات المحرمة والمكروهة مكلف بفعل الطاعات الشاقة فإذا مات استراح من هذا وانقلب إلى ما أعد الله تعالى له من النعيم الدائم والراحة الخالصة من النقصان
وأما الكافر فإنما له من ذلك ما حصل في الدنيا مع قلته وتكديره بالمنغصات فإذا مات صار إلى العذاب الدائم وشقاء الأبد." انتهى
وقال المناوي: "لأنه ممنوع من شهواتها المحرمة فكأنه في سجن والكافر عكسه فكأنه في جنة." انتهى
وقيل كالسجن للمؤمن في جنب ما أعد له في الاخرة من الثواب والنعيم المقيم وكالجنة للكافر في جنب ما أعد له في الاخرة من العقوبة والعذاب الأليم.
(تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي)
يقول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه (بدئع الفوائد):
فائدة الدنيا سجن المؤمن
الدنيا سجن المؤمن رواه مسلم والترمذي وغيرهما، فيه تفسيران صحيحان:
أحدهما أن المؤمن قيده إيمانه عن المحظورات والكافر مطلق التصرف.
الثاني أن ذلك باعتبار العواقب فالمؤمن لو كان أنعم الناس فذلك بالإضافة إلى مآله في الجنة كالسجن، والكفار عكسه، فإنه لو كان أشد الناس بؤساً فذلك بالنسبة إلى النار جنته.
وأختم هذا الموضوع بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في (قاعدة في المحبة):
المؤمن أرجح في النعيم واللذة من الكافر في الدنيا قبل الآخرة وإن كانت الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.
وهذا مما يظهر به حسن حال المؤمن وترجحه في النعيم واللذة على الكافر في الدنيا قبل الآخرة وإن كانت الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.
فأما ما وعد به المؤمن بعد الموت من كرامة الله فإنه تكون الدنيا بالنسبة إليه سجناً وما للكافر بعد الموت من عذاب الله فإنه تكون الدنيا جنة بالنسبة إلي ذلك.
وذلك أن الكافر صاحب الإرادة الفاسدة إما عاجز وإما قادر فإن كان عاجزاً تعارضت إرادته وقدرته حتى لا يمكنه الجمع بينهما وإن كان قادراً أقبل على الشهوات وأسرف في التذاذه بها ولا يمكنه تركها
ولهذا تجد القوم من الظالمين أعظم الناس فجوراً وفساداً وطلباً لما يروحون به أنفسهم من مسموع ومنظور ومشموم ومأكول ومشروب ومع هذا فلا تطمئن قلوبهم بشيء من ذلك هذا فيما ينالونه من اللذة وأما ما يخافونه من الأعداء فهو أعظم الناس خوفاً ولا عيشة لخائف وأما العاجز منهم فهو في عذاب عظيم لا يزال في أسف على ما فاته وعلي ما أصابه.
وأما المؤمن فهو مع مقدرته له من الإرادة الصالحة والعلوم النافعة ما يوجب طمأنينة قلبه وانشراح صدره بما يفعله من الأعمال الصالحة وله من الطمأنينة وقرة العين ما لا يمكن وصفه وهو مع عجزه أيضاً له من أنواع الإرادات الصالحة والعلوم النافعة التي يتنعم بها ما لا يمكن وصفه.
لذات أهل البر أعظم من لذات أهل الفجور، وكل هذا محسوس مجرب وإنما يقع غلط أكثر الناس أنه قد أحس بظاهر من لذات أهل الفجور وذاقها ولم يذق لذات أهل البر ولم يخبرها ولكن أكثر الناس جهال كما لا يسمعون ولا يعقلون وهذا الجهل لعدم شهود حقيقة الإيمان ووجود حلاوته وذوق طعمه انضم إليه أيضاً جهل كثير من المتكلمين في العلم بحقيقة ما في أمر الله من المصلحة والمنفعة وما في خلقه أيضا لعبده المؤمن من المنفعة والمصلحة فاجتمع الجهل بما أخبر الله به من خلقه وأمره وما أشهده عباده من حقيقة الإيمان ووجود حلاوته مع ما في النفوس من الظلم مانعاً للنفوس من عظيم نعمة الله وكرامته ورضوانه موقعاً لها في بأسه وعذابه وسخطه. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ..
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته(/)
فيه خلاف!!
ـ[القضاعي]ــــــــ[08 - Nov-2008, صباحاً 08:48]ـ
يقول الشيخ الدويش في رسالة بعنوان " فيه خلاف ":
كثيراً ما تتردد هذه العبارة "هذه مسألة خلافية، هذه مسألة اختلف فيها الفقهاء" .... إلخ ولا نزاع في أن هناك من المسائل ماهي مسائل خلاف واجتهاد بين أهل العلم، وكلام أهل العلم حول مسائل الخلاف والاجتهاد معروف قديماً وحديثاً، لكنها تثار اليوم بصورة تخرجها من إطار البحث في مسائل الاجتهاد والخلاف:
* فهي في الأغلب تثار حول قضايا لها بعد اجتماعي أو فكري، وليس المقصود الخلاف الفقهي البحت، فكثير من المستغربين على سبيل المثال يثيرون مسائل تتعلق بالمرأة مما نقل فيها خلاف بين أهل العلم، والدافع لذلك أبعد من مجرد الخلاف الفقهي، بل هو تكأة للتغريب سرعان ما يتجاوزون المسألة محل الخلاف إلى مالا خلاف في تحريمه ومنعه ..
* أنها تثار من قبل فئام من الناس ليسوا من أهل العلم والفقه، ولا ممن يفقهون البحث في المسائل الشرعية إنما يتصيدون من أقوال الفقهاء ما يتسق مع أهوائهم.
* أنها في الأغلب لا تقتصر على مناطها، فالخلاف الفقهي يتخذ ذريعة لتنزيله على دائرة أوسع ومما ينبغي تقريره في هذه العجالة.
* أن هناك فرقاً بين مسائل الخلاف ومسائل الاجتهاد، فليست كل مسألة نقل فيها خلاف بين أهل العلم تعد من المسائل التي لا إنكار فيها، بل ذلك في مسائل الاجتهاد. ...
* أن المرجع في ذلك كله إلى نصوص الكتاب والسنة فمتى صح الدليل وجب الرجوع إليه والأخذ به ولم يسغ اتباع القول الآخر بحجة الخلاف في المسألة. وحين ترد السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأجل أن هناك من خالف في هذه المسألة فهذا يلزم منه أن أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأوامره لا تكتسب شرعيتها إلا حين يتفق عليها الناس، فمخالفة أحد لها - أيا كان سبب ذلك - ينزع عنها هذه الشرعية ويجعل الأمر واسعاً وهذا مسلك خطير، يحتاج صاحبه إلى أن يراجع إيمانه.
* لابد من الاعتناء بتربية الناس على التسليم لله تبارك وتعالى، وتعظيم نصوص الشرع، وأخذ الدين بقوة، والبعد عن تتبع الرخص وزلات العلماء.
* الحذر من الدخول في جدل فقهي مع أمثال هؤلاء حول هذه المسائل محل النقاش، فهذا الذين يسعون إليه ويريدونه. فممن الممكن والمقبول أن يبحث المرء المسألة ويناقشها مع طلبة للعلم يدركون اللغة العلمية الفقهية، ويريدون الحق ويسعون إليه، أما أولئك الذين يثيرون هذه المسائل فليسوا يجيدون فهم اللغة العلمية، ولا يعون مقاصد الشريعة، إنما هم رعاع متطفلون قادهم الهوى إلى الخوض في دين الله عز وجل.أ. هـ
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 12:57]ـ
الأخ الكريم بارك الله فيكم
أحب أخي الفاضل أن استفسر عن كلام ورد في بحث الشيخ، وكثر تكراره، وهو قوله:
* أن هناك فرقاً بين مسائل الخلاف ومسائل الاجتهاد، فليست كل مسألة نقل فيها خلاف بين أهل العلم تعد من المسائل التي لا إنكار فيها، بل ذلك في مسائل الاجتهاد. ...
هل للشيخ، وبعض طلبة العلم الذين يرددون هذا الكلام سلف في هذا التقسيم؟
ثم حبذا لو تذكرون أخي الكريم بعض الأمثلة عن مسائل الخلاف، وعن مسائل الاجتهاد، حتى تتوضح الصورة؟
.........................
ثم إذا كان جماهير علماء الأصول يقولون: لا إنكار في مسائل الخلاف، فلماذا نقول نحن: لا إنكار في مسائل الاجتهاد؟
..........................
وجزاكم الله خيرا.(/)
من يفتينا .. !!
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 03:32]ـ
ماحكم هذا القول؟؟
شخص يمدح شاعرةً بعد سماعهِ ما كتبت إلقاءً .. !
(جنة أنتِ عرضها أرائك " السماوات " محرمةٌ على الغافلين)
ـ[معالم السنن]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 04:31]ـ
اخي ابو هيثم ,,,,,,,,,,,,,,,السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال غيرواضح ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,فضلا وضح اكثر
بورك فيك (ابتسامة)(/)
الطعن في العلماء
ـ[العُمُدومي]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 03:33]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الفتوى رقم (16873) س: نسمع ونجد أناسا يدعون أنهم من السلفية، وشغلهم الشاغل هو الطعن في العلماء واتهامهم بالابتداع، وكأن ألسنتهم ما خلقت إلا لهذا، ويقولون: نحن سلفية. والسؤال يحفظكم الله:
ما هو مفهوم السلفية الصحيح، وما موقفها من الطوائف الإسلامية المعاصرة؟ وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء إنه سميع الدعاء.
ج: إذا كان الحال كما ذكر، فإن الطعن في العلماء ورميهم بالابتداع واتهامهم مسلك مرد ليس من طريقة سلف هذه الأمة وخيارها، وإن جادة السلف الصالح هي الدعوة إلى الكتاب والسنة، وإلى ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين لهم بإحسان بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، مع جهاد النفس على العمل بما يدعو إليه العبد، والالتزام بما علم بالضرورة من دين الإسلام من الدعوة إلى الاجتماع والتعاون على الخير، وجمع كلمة المسلمين على الحق، والبعد عن الفرقة وأسبابها من التشاحن والتباغض والتحاسد، والكف عن الوقوع في أعراض المسلمين، ورميهم بالظنون الكاذبة، ونحو هذا من الأسباب الجالبة لافتراق المسلمين وجعلهم شيعا وأحزابا يلعن بعضهم بعضا، ويضرب بعضهم رقاب بعض، قال تعالى: سورة آل عمران الآية 103وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ سورة آل عمران الآية 104وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ سورة آل عمران الآية 105وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أحمد 4\ 358، 363، 366، والبخاري 1\ 38، 5\ 126، 8\ 36، 91، ومسلم 1\ 82 برقم (65)، والنسائي 7\ 127 - 128 برقم (4131)، وابن ماجه 2\ 1300 برقم (3942)، والدارمي 2\ 69.
لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، والآيات والأحاديث في ذم التفرق وأسبابه كثيرة؛ ولهذا فإن حماية أعراض المسلمين وصيانتها من الضروريات التي علمت من دين الإسلام، فيحرم هتكها والوقوع فيها، وتشتد الحرمة حينما يكون الوقوع في العلماء، ومن عظم نفعه للمسلمين منهم؛ لما ورد من نصوص الوحيين الشريفين بعظيم منزلتهم، ومنها: أن الله سبحانه وتعالى ذكرهم شهداء على توحيده، فقال تعالى:
سورة آل عمران الآية 18شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، والوقوع في العلماء بغير حق تبديعا وتفسيقا وتنقصا وتزهيدا فيهم- كل ذلك من أعظم الظلم والإثم، وهو من أسباب الفتن، وصد المسلمين عن تلقي علمهم النافع وما يحملونه من الخير والهدى، وهذا يعود بالضرر العظيم على انتشار الشرع المطهر؛ لأنه إذا جرح حملته أثر على المحمول، وهذا فيه شبه من طريقة من يقع في الصحابة من أهل الأهواء، وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم شهود نبي هذه الأمة على ما بلغه من شريعة الله، فإذا جرح الشاهد جرح المشهود به.
فالواجب على المسلم التزام أدب الإسلام وهديه وشرائعه، وأن يكف لسانه عن البذاء والوقوع في أعراض العلماء، والتوبة إلى الله تعالى من ذلك، والتخلص من مظالم العباد، ولكن إذا حصل خطأ من العالم فلا يقضي خطؤه على ما عنده من العلم، والواجب في معرفة الخطأ الرجوع إلى من يشار إليهم من أهل العلم في العلم والدين وصحة الاعتقاد، وأن لا يسلم المرء نفسه لكل من هب ودب، فيقوده إلى المهالك من حيث لا يشعر.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
بكر أبو زيد؛ عبدالعزيز آل الشيخ؛ صالح الفوزان؛ عبدالله بن غديان؛ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 09:29]ـ
جزاك الله خيرا(/)
قبس من رسالة
ـ[أبوصهيب الأثري]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 06:19]ـ
---
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وسلم
هذه جزء من رسالة كنت قد جمعتها واصلها مسماه الصواعق الحمية في الرد علي محللي الصور الفوتوغرافية وكنت قد اخذت ماخذ الحزم في الرد علي من قال بحل الصور الفوتوغرافية لدخولها في مسمي الصور المنهي عنه وعمومه الا في المصلحة والحاجة ولكن قد رايت مؤخرا ان في الامر زيادة سعة ولا ادعي اني قد رجعت عن دخولها في الشبهة ولكن رايت ان في الامر زيادة سعة وخلاف لعله من المقبول وان الامر قد يخضع الي عموم البلوي وكذا مسالة الامتهان للصور وكثرة الحاجة اليها ويبقي التحريم راجع أغلبه الي تعظيمها او السبيل الي تعظيمها من حيث التعليق او غير ذلك ولما كان ذلك رايت ان انقل شيئا مما قد اختص بما قد اتفق عليه جماهير العلماء وهو النهي عن التصوير وتحذير المصورين كالذين ينحتون في الصخور علي هيئة إنسان او حيوان ومن يشابههم وان كانت الرسالة تشير من قريب الي الصور الفوتوغرافية وذلك لأصلها وصلي الله علي محمد واله وصحبه وسلم:
أولاً: أدلة التحريم من الكتاب:-
قال تعالى {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} 1
قال ابن عباس ((رضى الله عنهما)) [هي أصنام وصور كان قوم نوح يعبدونها ثم عبدتها العرب. قال القرطبي وهو قول الجمهور.] 2
قال محمد بن كعب ((رحمه الله)) كان لادم "عليه السلام" خمس بنين ودَ، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر؛ وكانوا عباداً فمات واحد منهم فحزنو عليه فقال الشيطان: أصور لكم مثله إذا نظرتموه ذكرتموه؟ قالوا أفعل ................. ) 3
قال محمد بن قيس بل كانوا قوما صالحين بين آدم ونوح وكان لهم تبع يقتدون بهم، فلما ماتوا وجاء آخرون قالوا ليت شعرنا! هذه الصور ما كان ءاباؤنا يصنعون بها؟ فجاءهم الشيطان فقال كان ءاباؤكم يعبدونها فترحمهم وتسقيهم المطر، فعبدوها ما يبتدى عبادة الأوثان من ذلك الوقت.4
روى ابن جرير الطبري بسنده أن محمد بن قيس قال " كانوا قوما صالحين بين آدم ونوح وكان لهم اتباع يقتدون بهم، فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم لو صورناهم كان أشوق لنا في العبادة إذا ذكرناهم فصوروهم فلما ماتوا وجاء آخرون دب إليهم إبليس فقال إنما كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر فعبدوهم "5
روى ابن أبي حاتم بسنده عن أبي المطهر قال ذكروا عند ابى جعفر- هو الباقر – وهو قائم يصلى يزيد ابن المهلب قال فلما انفتل من صلاته قال ذكرتم يزيد بن المهلب اما انه قتل فى اول ارض عبد فيها غير الله قال ذكروا " ود" قال كان رجلاً صالحاً وكان محببا في قومه فلما مات عكفوا حول قبره في ارض بابل وجزعوا عليه فلما رأى إبليس جزعهم عليه تشبه فى صورة إنسان ثم قال إنني أرى جزعكم على هذا الرجل فهل لكم ان اصور لكم مثله فيكون في ناديكم فتذكرونه به؟ قالوا نعم فصور لهم مثله .... قال وأدرك ابنائهم فجعلوا يرون ما يصنعون به قال وتناسلو ودسر امر ذكرهم اياه حتى اتخذوه اله يعبدونه من دون الله واولادهم فكان اول ما عبده من غير الله " ود " الصنم الذي سموه " ود " 6
قال"ابن كثير رحمه الله " ومقتصر هذا السياق ان كل صنم من هذه عبده طائفة من الناس وقد ذكروا انه لما تطاولت العهود والازمان جعلوا تلك الصور تماثيل مجسده ليكون اثبت لهم ثم عبده من دون الله عز وجل ولهم في عبادتها مسالك كثيرة قد ذكرناها في مواضعها من كتاب التفسير). هـ. 7
قال محمد بن سليمان الأشقر" نضر الله وجهه " وقال (أي الرؤساء) للاتباع يغرونهم بمعصية نوح " {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ} اى لا تتركو عبادة ءالهتكم وهى الاصنام والصور التى كانت له ثم عبدتها العرب من بعدهم {وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} أى لا تتركوا عبادة الأصنام وهذه أسماء قوم صالحين كانوا بين آدم ونوح
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
1 - (23) سورة نوح
2 - الجامع لأحكام القران للقرطبى (10/ 6786 وما بعدها)
3 - المصر السابق وانظر تفسير ابن كثير على هذه الايه
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - الجامع لاحكام القران (كتاب الشعب) " 10/ 6787"
5 - انظر تفسير الطبرى نوح آيه 23 وكذا ابن كثير جزء قصص الانبياء
6 - رواه ابن ابى حاتم بسند فييه أحمد بن منصور بن راشد (قال عنه ابو حاتم صدوق) وقد قال بعض اهل العلم اختلف فى رواية مسلم عنه.
7 - أنظر قصص الانبياء فى تفسير ابن كثير ومواضع اخرى.
فجعلوا لهم صوراً في المعابد ثم نشا قوم من بعدهم فقال لهم إبليس إن الذين من قبلكم كانوا يعبدون هذه الصور فاعبدوهم. فعبدوها " فابتداء عبادة الأوثان كان من ذلك الوقت ثم وصلت هذه الأوثان فعبدتها بعض القبائل.1
أدلة التحريم من السنه مع الشرح لها:-
1 - عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ فَذَكَرَتَا لِلنَّبِيِّ r فَقَالَ إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا
وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ فَأُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " 2
شرح الحديث: قال الحافظ ابن رجب معلقاً على هذا الحديث " هذا الحديث يدل على تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين وتصوير صورهم فيها كما يفعله النصارى، ولا ريب ان كل واحد منهما محرم على انفراده، فتصوير صور للآدميين3 يحرم وبناء القبور على المساجد بانفراده يحرم كما دلة عليه نصوص أُخر4 ياتى ذكر بعضها، قال: والتصاوير التى كانت فى الكنيسة التى ذكرتها ام حبيبة وام سلمة كانت على الحيطان ونحوها ولم يكن لها ظل، فتصوير الصور على مثال الانبياء والصالحين للتبرك بها والاستشفاع بها يحرم فى دين الاسلام5 وهو من جنس عبادة الاوثان وهو الذى اخبر النبى r أن أهله شرار الخلق عند الله يوم القيامة وتصوير الصور للتأسى بها والتلهى محرم6 وهو من الكبائر وفاعله اشد الناس عذاباً يوم القيامة فانه ظالم ممثل بافعال الله التى لا يقدر على فعلها غيره وانه تعالى ليس كمثله شىء لا فى ذاته ولا فى صفاته سبحانه وتعالى "7
وقال "الالبانى رحمه الله " بعد ان اورد الحديث بعض اهل العلم قال ((قلت: ولا فرق فى التحريم بين التصوير اليدوى والتصوير الالى والفوتغرافى بل التفريق بينهما جمود وظاهرية عصرية)) 8
2 – وعَنْ عَلِيٍّ رَضِي اللَّه عَنْهم قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ فَقَالَ أَيُّكُمْ يَنْطَلِقُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَا يَدَعُ بِهَا وَثَنًا إِلَّا كَسَرَهُ وَلَا قَبْرًا إِلَّا سَوَّاهُ وَلَا صُورَةً إِلَّا لَطَّخَهَا فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَانْطَلَقَ فَهَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرَجَعَ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَا أَنْطَلِقُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَانْطَلِقْ فَانْطَلَقَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَدَعْ بِهَا وَثَنًا إِلَّا كَسَرْتُهُ وَلَا قَبْرًا إِلَّا سَوَّيْتُهُ وَلَا صُورَةً إِلَّا لَطَّخْتُهَا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ عَادَ لِصَنْعَةِ شَيْءٍ مِنْ هَذَا فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ r ..........))9
شرح الحديث: قال "الامام النووى رحمه الله".
((وهذه الاحديث صريحة فى تحريم الحيوان وأنه غليظ التحريم واما الشجر ونحوه مما لا روح فيه فلا تحرم صنعته ولا للتكسب به سواء الشجر المثمر وغيره ...... وأما رواية
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
1 - أنظر زبدة التفاسير للامام الاشقر فى تفسير آيه (23) سورة نوح.
2 - البخارى 409، مسلم 822 " ترقيم العالمية "
3 - وكذا جميع الحيوان يحرم تصويره الا لحاجه كما سنبين أن شاء الله وقصده " رحمه الله " ان هذا المستفاد من الحديث.
4 - ومن ذلك حديث عائشة " رضى الله عنها " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "وتقول عائشة يحذر مثل الذى صنعوا – كما فى البخارى.
5 - يقصد الاسلام بمعناه العام من آدم عليه السلام الى يوم القيامة والدليل ذمه كما فى الحديث السابق للنصارى وهم ممن سبقنا فلو كان
(يُتْبَعُ)
(/)
جائزا فى شرعهم فما علته ذمه r لهم.
6 - ويستثنى منه لعبة الجاريه تتعلم عليها وما يكون لحاجة كما سياتى أن شاء الله.
7 - انظر فتح البارى لابن رجب الحنبلى " وهو غير الفتح لابن حجر" نقلا عن تحذير الساجد نقلاً عن الكواكب الدرارى (82/ 65/2)
8 - أنظر تحذير الساجد للالبانى الطبعة الرابعة
9 - رواه أحمد وقال المنذرى رواه أحمد واسناده جيد- أن شاء الله - الترغيب (4471) رقم (622) مسند أحمد "ترقيم العالمية"
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــ
((أشد عذاباً)) فقيل هى فيمان قصد المعنى الذى فى الحديث من مضاهاة خلق الله تعالى
واعتقد ذلك فهذا كافر له من أشد العذاب ما للكفار ويزيد عذابه بزيادة قبح كفره فأما من لا يقصد العبادة بها والمضاهاه فهو فاسق صاحب ذنب كبير لا يكفر كسائر المعاصى1 2"
3 - عَنْ أَبِي زُرْعَةَ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْهم قَالَ " سَمِعْتُ النَّبِيَّ r يَقُولُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ شَعِيرَةً"
وفى رواية قال ابو زرعه دخلة على ابى هريرة دار بالمدينة فراى فى اعلاها مصورا يصور ............ ) الحديث 3 4.
شرح الحديث: قال "ابن حجر رحمه الله" وقوله ((ذهب)) أى قصد وقوله ((كخلقى)) التشبيه فى فعل الصورة وحدها لا من كل الوجوه قال ابن بطال فهم ابو هريرة ان التصوير يتناول ما ليس له ظل فلهذا أنكر ما ينقش فى الحيطان قلت (اى ابن حجر) هو ظاهر من عموم اللفظ ويحتمل ان يقصر ما له ظل من جهة قوله ((كخلقى)) فان خلقه الذى أخترعه ليس صورة فى حائط بل هو خلق تام لكن بقية الحديث تقتضى تعميم الزجر عن تصوير كل شىء 5)) 6.
4 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رَضِي اللَّه عَنْهمْ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ َ r لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا تَصَاوِيرُ وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُاللَّهِ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ سَمِعْتُ أَبَا طَلْحَةَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ r .7
قال " ابن حجر رحمه الله " ظاهره العموم وقيل يستسنى من ذلك الحفظة فانهم لا يفارقون الشخص فى كل حال وبذالك جزم ابن وضاح والخطابى وأخرون وقال قوله ((ولا تصاوير)).قال الخطابى والصوره التى لا تدخل الملائكة الا ما هى فيه ما يحرم اقتنائه وهو ما يكون من الصور التى فيها روح مما لم يقطع راسه ولم يمتهن)) 8.
5 - عن عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهاَ اقالت: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ r مِنْ سَفَرٍ وَقَدْ سَتَرْتُ بِقِرَامٍ لِي عَلَى سَهْوَةٍ لِي فِيهَا تَمَاثِيلُ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ r هَتَكَهُ وَقَالَ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ قَالَتْ فَجَعَلْنَاهُ وِسَادَةً أَوْ وِسَادَتَيْنِ 9.
شرح الحديث قال الشيخ عبد الرحمن ابن حسن آل الشيخ: (أى من عظيم عقوبة الله لهم وعذابه وقد ذكر النبى r العلة وهى المضاهاه لخلق الله لان الله تعالى له الخلق والامر وقال فالمصور لما سلم الصورة على شكل ما خلقه الله تعالى من انسان او بهيمة وصار مضاهئاً لخلق الله فصار ما صوره عذاباً له يوم القيامة وكلف ان ينفخ فيها الروح وليس بنافخ وكان أشد الناس عذاباً لان ذنبه من اكبر الذنوب 10.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
1 - قال بعض أهل العلم ان فى بعض الروايات جاءت كلمة "من" مثبتة وفى البعض الاخر لم تات مثبته ففى حالت اثباتها فلا اشكال فى ذلك فان "من" تفيد البعضيه هنا وبالتالى يجوز أشتراك غيرها معها فى العذاب الاشد وفى حالة عدم أثباتها فهى محمولة على روايتها المثبته لها، وسياتى ذكر هذا فى باب على حده فى فصل الرد على الشبهات.
2 - أنظر شرح صحيح مسلم
3 - مصور بضم المييم وكسر الراء. وفى الحديثث " فراى فى اعلاها " أى رجل يصنع الصور على الحائط كما قال بن بطّال وهذا مما لا شك فيه ليس له ظل فقضية العموم باقية بدليل فهم هذا الصحابى الجليل وهو اعلم وافهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - البخارى كتاب اللباس (7004) ترقيم االعالمية. والترمذى وابو داود وصححه.وابن حبان والحاكم.
5 - ولا يقتصر ذلك على هذا الحديث فالادلة كثيره لما تتناول قضية العموم كحديث عائشة الذى فيه ذكر كنيسة الحبشة والتصاوير وكانت على الحائط وبالتالي ليس لها ظل وكذا حديث النمرقه و القرام كما سيأتي - إن شاء الله -
6 - الفتح الجزء العاشر (10/ 439) وما بعدها.
7 - البخارى كتاب اللباس (5493) ترقيم العالمية.
8 - الفتح (10/ 434)
9 - البخارى – كتاب اللباس – (5498).
10 - أنظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد باب ما جاء فى المصورين (410) وما بعدها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــ
6 - عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ الْأَسَدِيِّ قَالَ قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَلَّا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ r أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ1
قال الشارح رحمه الله فى" فتح المجيد": (فيه تصريح بان النبى r بعث على لذلك اما الصور فلمضاهاتها لخلق الله واما تسويه القبور فلما فى تعليلها من الفتنه باربابها وتعظيمها وهو من ذرائع الشرك ووسائله) هـ.
قال ابن القيم رحمه الله: فهذا ما صح على النبى r من انكار هذه الامور وازالتها {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} 2.
فاكثرو التصاوير واستعملوه واكثرو البناء علىالقبور وزخرفوها وجعلوها اوثانا وزعموه دينا وهو أعظم المنكرات واكبر السيئات .......... ) 3.
7 - عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَبَا عَبَّاسٍ إِنِّي إِنْسَانٌ إِنَّمَا مَعِيشَتِي مِنْ صَنْعَةِ يَدِي وَإِنِّي أَصْنَعُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فَإِنَّ اللَّهَ مُعَذِّبُهُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا.4
قال شيخ الاسلام "بن عبد الوهاب" (فيه مسائل):
1 - التغليظ الشديد فى المصورين.
2 - التنبيه على العلة وهو ترك الادب مع الله عز وجل.
3 - التنبيه على قدرته وعجزهم لقوله (فليخلقوا ذرة أو حبة أو شعيرة).
4 - التصريح بانه أشد الناس عذاباً.
5 - ان الله يخلق بعدد كل صورة نفساً يعذب بها المصور فى جهنم.5
أوجه الدلالة لاحديث الرسالة:
واليك أخى الكريم بعض الفوائد الشواهد لبعض الدلائل السابقة.
أولاً: فى الدليل من الكتاب {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} (23) سورة نوح.
1 - قال ابن عباس وغيره: هى أصنام وصور كان قوم نوح يعبدونها ثم عبدتها العرب. وقال القرطبى هو قول الجمهور.
الفوائد:
• أن هذا القول لبن عباس رضى الله عنه وهو ترجمان القران.
• أنه قول الجمهور كما قال القرطبى واورده غيره.
• أن أول من عبد الصنام والصور هم قوم نوح.6
• جاء قوله هى أصنام وصور عامًا ولم يفرق بين كونها لها ظل او لا.7
• كما فى قوله هذا دليل على ان الصور والاصنام كلاهما اشترك فى التحريم.8
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
1 - (1609) مسلم كتاب الجنائز ترقيم العالمية. وأخرجه أبو داود والترمذى والنسائي.
2 - (59) البقرة.
3 - فتح المجيد باب ما جاء فى المصورين ص411
4 - البخارى كتاب البيوع (2073) ترقيم العالمية. مسلم مع الشرح (14/ 93).
5 - كتاب "التوحيد الذى هو حق الله على العبيد".
6 - يستفاد هذا من الاثر على سبيل انه نسبب عبادة الاصنام لقوم نوح ثم العرب.
7 - والاصل ان يوخذ النص على العموم حتى ياتى دليل التقييد او المخصوص أنظر" الاصول من علم الاصول".
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - وهذا مبنيا على وجود حرف العطف (الواو). فلا شك ان المعطوف يخالف للمعطوف عليه كما عند اهل السنة الا من شذ وقال بترادفهم ورده اهل السنة ألا انه قد ياتى المعطوف عليه جزءاً من المعطوف كما فى قوله تعالى (حافظو على الصلاوات والصلاة الوسطى). ولعله عطف الصور على الاصنام اما لاختلاف المعنى فيفيد العموم فى اثم فاعلهما او احدهما واما ان الاصنام تدخل فى مسمى الصور وافرد كل واحد منهما على حده للتبيين والتوضيح. ولعله الثانى. والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـ
الدليل الثانى: قال محمد بن قيس وكذا بن كعب "
((بل كانوا قوماً صالحين بين آدم ونوح وكان لهم تبع يقتدون بهم فلما ماتوا وجاء آخرون قالو ليت شعرنا ما هذه الصور ما كان ابائونا يصنعون بها؟ فجائهم الشيطان فقال كان ءابائكم يعبدونها فترحمهم وتسقيهم المطر فعبدوها ما يبتدئ عبادة الاوثان من ذلك الوقت)). القرطبى وغيره
الفوائد:
• ان هذه الاسماء كانت اسماء لقوم صالحين.
• أنهم لم يامروهم بعبادتهم بل كانوا صالحين يعبدون الله وحده 1.
• ان الامر بدأ بالصور ولم يبدأ بعبادة الاوثان اذ كانوا على التوحيد حينئذ.2
• أن الذين صورا هؤلاء الصالحين لم يعبدوهم بل اكتفو بتصويرهم.3
• ان الذين عبدوا الصور هم الامم التى تلت هذه الامه (أى ابنائهم).
• انه لا يومن بقاء العلم وبالتالى انتشار الجهل ومن ثم عدم بقاء التوحيد.
الدليل الثالث من الكتاب:
قال " محمد بن كعب " كان لآدم عليه السلام خمس بنين (ود، سواع، يغوث، يعوق، نسر). وكانوا عبادا 4 فمات واحد منهم 5 فحزنوا عليه فقال الشيطان انا اصور لكم مثله اذا نظرتم اليه ذكرتموه قالو افعل .............. ) القرطبي وابن كثير والطبري.
الفوائد:
• ان الخمسة الصالحين كانوا ابناء لآدم ولعله يقصد انه ابناء من سلالته
• انهم كانوا قوما صالحين عبادا لله وحده.
• تربص الشيطان ووسوسته لهم بان يصوروا من مات من الصالحين06
• تغرير الشيطان بهم وتعليله لهم التصوير ان اذا نظرتموه ذكرتموه
• قبولهم الفك رة وتدبير الشيطان اذ زينها لهم بان تعينهم علي عبادة الله7
ثانيا: وجه الدلاله من بعض احاديث الرسالة0
وسنأتي بالشاهد فقط بعدا عن الاستطالة0
1 - عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ فَذَكَرَتَا لِلنَّبِيِّ r فَقَالَ إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ فَأُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))
الفوائد:1 - الخشية من تعلق القلوب بالصور8.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــ
1 - وهذا مستفاد من قوله قوما صالحين فلا يصح الصلاح مع الشرك ولذلك قلنا يعبدون الله وحده.
2 - روي بن عباس كما في البخاري (كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على التوحيد .............. ).
3 - قلت هذا من مكر الشيطان لعنه الله. ودهائهذا علم ان التوحيد مازال فى قلوبهم فرضى بتصويرهم بالصور حتى اندثر العلم فوسوس لهم بعبادتها.
4 - الظاهر انها (عبادا) باالباء المشدده أى قوماً عابدين صالحين لان كلمة عباد (بالباء المخففه) يدخل فيها جميع الخلق العابد والفاسق والمؤمن والكافر.فالعبادة قسمان عبادة شرعية ويدخل فيها الموحد انفراداً وعباده كونية يدخل فيها المؤمن والكافر وصرحت الروايات انهم كانوا عبادا صالحين.
5 - فى هذه الرواية انه مات واحد منهم وفى بعض الروايات ان الصور لهم جميعاً ولا تعارض فلعل هذا هو اول من صور له صوره ثم الباقين والذى قال مات واحد منهم يقصد الاول والذى قال بموتهم جميعاً يقصد ما بعد موت الباقين.
6 - وكفي بها مصيبة أن تأتي النصيحه من مثله قال تعالي (انه يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا علي الله ما لا تعلمون)
7 - وأكتفي الشيطان بالصور في هذه الأمه حتي توالت الأمم واندثر التوحيد قال انهم كانوا يعبدونها ويسقون المطر فعبدوها ولعلك تري أخي الكريم أن علة الشيطان هي بعينها علة اليوم ألا وهي الذكري ............. فاعتبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - وهذا مستفا د من قولها (فذكرن من حسنها وتصاويرها) 0فانظر اخي الكريم اذ رفع النبي صلي الله عليه وسلم رأسه ولم يقر أعجاب ام المؤمنين بالكنيسة والتصاوير التي بها وخشي عليها أن يتعلق قلبها بمثل هذه التصاوير وغيرها فلا شك أننا أولي بالخشية على قلوبنا التى قد تزيغ فى عصر الفتن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
2 - عدم أقرار النبى r حيث لم يقر فعل النصارى بل رده وذم فعله.
3 - انه اقرن r بناء المساجد على القبور مع تصوير الصور مع العلم بعظم جرم بناء المساجد على القبور.1
4 - وصفه لفعل النصارى لهذا بانهم شرار الخلق عند الله يوم القيامة.2
5 - ان الصور التى ذمها النبى r كانت على الحائط.3
أقوال أهل العلم:
واليك اخى الكريم بعض اقوال اهل العلم حتى يطمئن قلبك: -
• قال الامام " الذهبى " رحمه االله 4 (واما الصور فهى كل مصَوّر من ذوات الارواح سواء كانت لها اشخاص منتصبه او كانت منقوشة فى سقف او جدار او موضوعة فى نمط او منسوجة فى ثوب او مكان فان قضية العموم تاتى عليه وليجتنب، وبالله التوفيق. ثم قال ويجب اتلاف الصور لم قدر على أتلافها وأزالتها وروى مسلم فى صحيحه عن حيان بن حصين قال قال لى "على بن ابى طالب"رضى الله عنه ((الا ابعثك على ما بعثنى عليه رسول الله r الا تدع صورة الاطمستها ولا قبر مشرفاً الا سويته5)) 6.
• قال الامام " النووى " رحمه الله (هذه الاحاديث صريحة فى تحريم تصوير الحيوان7 واما الشجر ونحوه مما لا روح فيه فلا تحرم صنعته ولا التكسب به سواء الشجر المثمر وغيره ...... ثم قال: واما رواية ((أشد عذابا)) فقيل هى فيمن قصد المعنى فى الحديث من مضاهات خلق الله تعالى واعتقد ذلك فهو كافر له من اشد العذاب ما للكفار ويزيد عذابه بزيادة قبح كفره فاما من لم يقصد العبادة بها والمضاهاه فهو فاسق صاحب ذنب كبير لا يكفر كسائر المعاصى 8) 9.
• قال " ابن حجر الهيثمى " رحمه الله:
(تنبيه: عد ما ذكر – أى من ادلة تحريم كل ذى روح - كبيرة هو صريح هذه الاحاديث الصحيحة ومن ثم جزم به جماعه وهو ظاهر وجرى عليه شرح مسلم وتعميمى فى الترجمة الحره بل والكبيرة لتلك الاقسام التى اشرت اليها ظاهر ايضاَ فان الملحظ فى الكل واحد ولا ينافيه قول الفقهاء يجوز ما على الارض وبساط ونحوهما من كل ممتهن1 لان المراد بذلك انه يجوز بقائه ولا يجب اتلافه واذا كان فى محل وليمه لا يمتنع وجوب الحضور فيه2.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
2 - وفى الحديث ((لعنة الله على اليهود والنصارى أتخذو قبور انبيائهم مساجد)) متفق عليه وفى روايه وصالحيهم ويوئيدها النص السابق.
3 - اى ليس لها ظل قال "الحافظ بن رجب " رحمه الله فى فتح البارى له (ولعل فى هذا الحديث كفايه وان كان فى المزيد مزيد) وقد بينا من سياق تفسير السلف انه ليس فى النصوص ما يدل على الفصل بين ما له ظل وبين ما ليس له ظل فى التحريم بل منها ما يدل دلالة واضحة على عدم الفصل بينهما عموما فضلاً على عدم صحتها فى اللغة (كما سنبين).
4 - الكبائر للذهبى (الكبيرة الثامنة والاربعون – باب التصاوير فى الثياب والحيطان والحجر والدراهم وساءر الاشياء ..... ) ص211
5 - ((سويته)) اى جعلته متساوياً مع الارض الا بقدر ما يعرف انه قبر فلا يوضا ولا يجلس عليه ولا اليه ويثتسنى من ذلك صلاة الجنازة فانها تجوز صلاتها عند القبر. أنظر تحزير الساجد للالبانى.
6 - مسلم (969) كتاب الجنائز، الترمذى (4/ 69) الجنائز.
7 - والحيوان: كل زى روح ناطقاً كان او غير ناطق أنظر (معجم الوجيز باب الحاء).
8 - اى تكون كغيرها من المعاصى حيناذن التى لا يكفر صاحبها ما كان غير مستحل لها.
9 - انظر مسلم مع الشرح (14/ 95/91).
1 - سياتى حكم الصور الممتهنة ان شاء الله.
2 - صحيح وصاية الرسول (3/ 227).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
قال صاحب الزواجر: (ولا فرق بين ما له ظل وما لا ظل له وهذا مذهب جمهور العلماء والصحابة والتابعين ومن بعدهم كالشافعى ومالك والثورى وابى حنيفة وغيرهم واجمعوا على وجوب تغير ما له ظل قال القاضى الا ما ورد فى لعب البنات الصغار من رخصة) 3.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند الاحناف ما نصه (ولا بائس ان يصلى على بساط فيه تصاوير لان فيه استهانه بالصورة 4 ولا يسجد على الصورة لانه يشبه عبادة الصور قال ابن تيمية معقباً واطلق الكرهية فى الاصل لان المصلى معظم لله) 5
قال القرطبى رحمه الله: فى المفهم معقباً على حديث (لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب) قال (انما لم تدخل البيت التى فيه الصورة لان متخذها قد تشبه بالكفار يتخذون الصور فى بيوتهم ويعظمونها فكرهت الملائكة ذلك فلم تدخل بيته هجراً له لذلك. هـ 6
قال ابن القيم رحمه الله فى أغاثة اللهفان فى وصفه للنصارى (فقد بان لكل ذى عقل ان الشيطان تلاعب بهذه الامة الضالة7 كل التلاعب ودعاهم فاجابوه واستخفهم فاطاعوه فتلاعب بهم فى شان المعبود سبحانه وتعالى. ثم قال (وتلاعب بهم فى تصوير فى الكنائس وعبادتها. وقال " واكثرهم يسجدون للصور يعبدونها من دون الله تعالى، وقال: حتى قد كتب بطريق الاسكندرية الى ملك الروم كتاب يحتج فيه للسجود بالصور ــ قال ابن القيم ــ قال فى كتابه " يقصد بطريك الاسكندرية السالف: وأنما هذا مثل الملك يكتب الى بعض عماله كتابا فياخذه العامل ويقبله ويضعه على عينيه ويقوم له لا تعظيم للقرطاس والمداد بل تعظيم للملك8 كذلك الصور تعظم لاسم ذلك المصور لا للاصباغ والالوان) قال ابن القيم: وبهذا المثال بعينه عبد الاصنام) 9
هذا شئ من الرسالة ولعل الله يمن علينا بانقالها والله الموفق الي خير السبيل وصلي الله علي محمد واله وصحبه وسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
3 - الزواجر (2/ 69، 75)، وانظر صحيح وصايا الرسول (3/ 228).
4 - فى هذا نظر فقد كره جمهور اهل العلم الصلاة امام زخرفة ونقوش مما يذهب خشوع الصلاة ويشغله عنها وقالوا بكرهيتها مطلقا ولكن اوردنا هذا القول للاستشهاد بحكم الصور ووجوب امتهانها، ولقول النبى لعائشة (اميطى عنى هذا فانه لا تزال تصاويره تعرض لى فى صلاتى) وأنظر الفتح (10/ 445) باب كرهية الصلاة فى التصاوير.
5 - اقتضاء الصراط المستقيم (132).
6 - المفهم شرح صحيح مسلم أنظر الفتح (10/ 445).
7 - يقصد بقوله الضالة أى النصارى قال تعالى (ولا الضالين)، قال المفسرون أى النصارى.
8 - لا شك ان هذا القول باطل منافى للاسلام عامة فضل عن الرسالة المحمدية وبدليل اسنكار ملك الروم لهذا الفعل ولو كان معلوماً لما استنكر الملك ولو صح هذا لكان لنا ان نعبد الشمس والقمر والنجوم والكواكب وانهن من صنع الله وخلقه فنعبده ونعظمه وهذا هو الكفر بعينه.
9 - أغاثت اللهفان، (فصل تلاعبب الشيطان بالنصارى) صـ 495ـــــ.(/)
" إن شاء الله " للتعليق أو التبرك؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 06:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الفضلاء،
هل قول المسلم إذا زار أخاه المريض " لا بأس طهور إن شاء الله " هل عبارة " إن شاء الله " للتعليق أو التبرك؟
أفيدوني أفادكم الله
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 09:16]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77559
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 12:46]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
ابن القيم يذكر فائده عن (الألوكة)
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 07:07]ـ
قال رحمه الله وجمعني به في جنته: في معرض كلامه ( .... ولذلك سموا ملائكة من الألوكة وهي الرسالة فهم رسل الله في تنفيذ اوامره))
ذكره في كتاب (ابحث عنه بنفسك ياطالب العلم)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 02:31]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ربما نجده عضوا هنا (ابتسامة)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 03:39]ـ
هذا معروف في اللغة، تجده في كثير من المعجمات، فليس خاصا بابن القيم رحمه الله.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 06:04]ـ
ذكره سلمك الله في (روضة المحبين)
وسلم الله المكتبة الشاملة (ابتسامة)
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 09:11]ـ
هذا معروف في اللغة، تجده في كثير من المعجمات، فليس خاصا بابن القيم رحمه الله.
ومن قال لك اني قلت انه خاص بان ابن القيم
ولا يخفى عليكم ان ذكري لابن القيم لا يعني ان يغيره لم يقله
ثانيا ليس في كثير من المعاجم ما ذكره ابن القيم
هات من هذه المعاجم الكثيره ما افاده ابن القيم
قد تجد ان اصل كلامه الالوكه لكن لا تجد عند الكثيره ما ذكره بخصوص الملائكه وربطها بالرساله
وبورك فييك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 08:19]ـ
ثانيا ليس في كثير من المعاجم ما ذكره ابن القيم
هات من هذه المعاجم الكثيره ما افاده ابن القيم
قد تجد ان اصل كلامه الالوكه لكن لا تجد عند الكثيره ما ذكره بخصوص الملائكه وربطها بالرساله
وبورك فييك
وفقك الله وسدد خطاك
هل كتبت هذا الكلام بعد مراجعة كتب اللغة؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 08:33]ـ
ومن قال لك اني قلت انه خاص بان ابن القيم
ولا يخفى عليكم ان ذكري لابن القيم لا يعني ان يغيره لم يقله
إن كنت تقصد ذلك فقد اتفقنا، ولا إشكال.
ولكن التعبير الذي عبرت به فيه نظر؛ كما لو قلت مثلا: (الإمام أحمد يقول بوجوب الوضوء) تجده كلاما لا حاصل تحته؛ لأن وجوب الوضوء متفق عليه.
ثم إن المسألة ليست مقتصرة على المعجمات، لأن هذا المعنى موجود في كثير من التفاسير أيضا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 08:37]ـ
ومن قال لك اني قلت انه خاص بان ابن القيم
وبناء على كلامك هذا أيضا نقول: (ومن أخبرك أنني أزعم أنك تقول إنه خاص بابن القيم)؟ ..... ابتسامة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 02:26]ـ
قال أحمد بن حنبل (حم 12/ 283 ط. الرسالة): سألت أبا عمرو الشيباني (إسحاق بن مِرَار اللغوي النحوي) عن "أخنع اسم عند الله"، فقال: أوضع اسم عند الله.
هذا معروف في اللغة، تجده في كثير من المعجمات، فليس خاصا بابن القيم رحمه الله.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 02:37]ـ
التخصص
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[31 - Mar-2010, صباحاً 11:03]ـ
التوضيح أحسن(/)
دروس الشيخ سعد الحميد حفظه الله
ـ[معالم السنن]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 10:38]ـ
احد الاخوة يسأل عن مواعيد دروس الشيخ سعد الحميد والكتب التي تشرح
فمن يفيدنا من الاخوة الفضلاء,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,الرياض
وليكن بصفة عاجلة لو تكرمتم (ابتسامة)
ـ[القاموس]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 09:08]ـ
مغرب السبت: شرح اختصار علوم الحديث، لابن كثير.
فجر الخميس وفجر الجمعة: تهذيب التهذيب و العلل لابن أبي حاتم.
بعد العشاء يوم الخميس: شرح رسالة الصنعاني في اختلاف ألفاظ الحديث النبوي.(/)
هل صح الإجماع في تحريم الخروج على أئمة الجور؟.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 12:27]ـ
هذه مسألة أطرحها رجاء أن تفيدونا في حكمها الشرعي
هناك من ينقل الإجماع على تحريم الجور على أئمة الجور .. فهل هذا الإجماع صحيح .. وإن كان صحيح فمتى وقع هذا الإجماع؟.
وهذه بعض أقوال أهل العلم حيث رأوا أن دعوى الإجماع في المسألة لا تصح.
يقول العلامة ابن الوزير اليماني رحمه الله: (بيان أن من منع الخروج على الظلمة استثنى من ذلك من فحُش ظلمه وعظمت المفسدة بولايته، مثل يزيد بن معاوية، والحجاج بن يوسف، وأنه لم يقل أحد ممن يعتد به بإمامة من هذا حاله، وإن ظن ذلك من لم يبحث من ظواهر بعض إطلاقهم، فقد نصوا على بيان مرادهم، وخصوا عموم ألفاظهم، ويظهر ذلك بذكر ما أمكن من نصوصهم .. إلى أن قال: ومما يدل على ذلك أنه لما ادعى أبو عبد الله بن مجاهد الإجماع على تحريم الخروج على الظلمة، ردوا ذلك عليه وقبحوه، وكان ابن حزم على تعصبه لبني أمية ممن رد عليه، فكيف بغيره؟ واحتج عليه ابن حزم بخروج الحسين بن علي عليهما السلام على يزيد بن معاوية، وبخروج ابن الأشعث ومن معه من كبار التابعين على الحجاج، ذكره في كتاب " الإجماع " له، رواه عنه الرِّيمي في آخر كتاب " الإجماع " له في الترتيب الذي ألحقه به، فقال ابن حزم ما لفظه: ورأيت لبعض من نصب نفسه للإمامة والكلام في الذين، فصولاً ذكر فيها الإجماع، فأتى فيها بكلام لو سكت عنه، لكان أسلم له في أخراه، بل لعل الخرس كان أسلم له، وهو ابن مجاهد البصري المتكلم الطائي، لا المقرئ، فإنه ذكر فيما ادعى فيه الإجماع: أنهم أجمعوا على أنه لا يخرج على أئمة الجور، فاستعظمت ذلك، ولعمري إنه لعظيم أن يكون قد علم أن مخالف الإجماع كافر، فُيلقي هذا إلى الناس، وقد علم أن أفاضل الصحابة وبقية السلف يوم الحرة خرجوا على يزيد بن معاوية، وأن ابن الزبير ومن تابعه من خيار الناس خرجوا عليه، وأن الحسين بن علي ومن تابعه من خيار المسلمين خرجوا عليه أيضاً رضي الله عن الخارجين عليه، ولعن قتلتهم، وأن الحسن البصري وأكابر التابعين خرجوا على الحجاج بسيوفهم. أترى هؤلاء كفروا؟ بل والله من كفرهم، فهو أحق بالكفر منهم، ولعمري لوكان اختلافاً يخفى، لعذرناه، ولكنه مشهور يعرفه أكثر من في الأسواق، والمخدَّرات في خدورهن لاشتهاره، ولكن يحق على المرء أن يخطم كلامه ويزُمه إلا بعد تحقيق وميز، ويعلم أن الله تعالى بالمرصاد، وأن كلام المرء محسوب مكتوب مسؤول عنه يوم القيامة مُقلداً أجر من اتبعه عليه، أو وزره. انتهى بحروفه. وقرره الفقيه جمال الذين الريمي، ولم يعترضه.
فإذا كان هذا كلام من نصوا على أنه يتعصب لبني أمية في يزيد بن معاوية والخارجين عليه، فكيف بمن لم يُوصم بعصبية البتة، وليس يمكن أن يزيد الشيعي المحتد على مثل هذا.
وممن أنكر على ابن مجاهد دعوى الإجماع في هذه المسألة، القاضي العلامة عياض المالكي، قال: وردّ عليه بعضهم هذا بقيام الحسين بن علي رضي الله عنه، وابن الزبير، وأهل المدينة على بني أمية، وقيام جماعة عظيمة من التابعين، والصدر الأول على الحجاج مع ابن الأشعث.
وتأول هذا القائل قوله: " ألا ننازع الأمر أهله " على أئمة العدل.
قال عياض: وحجة الجمهور أن قيامهم على الحجاج ليس بمجرد الفسق، بل لما غيّر من الشرع، وأظهرمن الكفر. انتهى كلامه.
وفيه بيان اتفاقهم على تحسين ما فعله الحسين عليه السلام وأصحابه وابن الأشعث وأصحابه، وأن الجمهور قصروا جواز الخروج على من كان على مثل تلك الصفة، وأن منهم من جوز الخروج على كل ظالم، وتأول الحديث الذي فيه: " وألا ننازع الأمر أهله " على أئمة العدل.
وفيه أنهم اتفقوا على الإحتجاج بفعل الحسين عليه السلام، ولكن منهم من احتج على جواز الخروج على الظلمة مطلقاً، ومنهم من قصره على من فحُش ظلمه وغيّر الشرع، ولم يقل مسلم منهم ولا من غيرهم: إن يزيد مصيب والحسين باغ إلا ما ألقاه الشيطان على السيد، ولا طمع الشيطان بمثل هذه الجهالة أحداً قبل السيد.
والعجب أن السيد ادّعي على ابن بطال أنه نص على ما ادعاه، ثم أورد كلام ابن بطال وهو يشهد بتكذيب السيد، فإن ابن بطال روى عن الفقهاء أنهم اشترطوا في طاعة المتغلب إقامة الجهاد والجمعات والأعياد، وإنصاف المظلوم غالباً، ومع هذه الشروط، فما قال ابن بطال عن الفقهاء: إن طاعته واجبة، ولا إن الخروج علية حرام، بل قال عنهم: إنه متى كان كذلك، فطاعته خير من الخروج عليه، لما فيها من حقن الدماء وتسكين الدهماء.
واعلم أني لا أعلم لأحد من المسلمين كلاماً في تحسين قتل الحسين عليه السلام، ومن ادّعى ذلك على مسلم، لم يُصدق، ومن صحّ عنه، فليس من الإسلام في شيئ، وقد ذكر المنصور بالله نزاهة الفقهاء عن هذا في الدعوة العامة كما تقدم، ثم ذكر في بعض أجوبته على وَردسان، وقال فيه ما لفظه: وأما فقهاء الجُرُوب والمَزَاود، ولُقاطات الموائد، فلا يُعتد بهم، ثم روى أنه حدثه من يثق به عن عبد الرحمن بن محمد الخصك الذي كان بصنعاء أنه قال بنحو مما ذكره السيد، وهذا غير بعيد مما لا يُعرف بدين ولا علم، فقد كان مع يزيد جيوش كثيرة كلهم على رأيه، وكذلك جميع الشياطين على كثرتهم يحسنون الفجور والكذب، وإنما الكلام في نسبة ذلك إلى فقهاء الإسلام وثقات الحفاظ) إهـ العواصم من القواصم من الذب عن سنة أبي القاسم. (8/ 78).
نريد من الأخوة الكرام أن يفيدونا في المسالة.
وجزاكم الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 12:32]ـ
الإمام الدهلوي يشهد الله أني أحبك في الله
أي إجماع؟
إلا أن يكون إجماع الأدعياء, حيث أن منهم من بدعوا من يقول بالخروج حتى على أئمة الكفر لا أئمة الجور.
نسأل الله السلامة و العافية.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 12:45]ـ
أخي الكريم أبو البراء الإندلسي
أحبك الله الذي أحببتي فيه .. وجزاك الله خيراً
ونحن في هذه المسألة نريد أن نعرف صحة الإجماع في عدم الخروج على الإمام المسلم الجائر .. أما أئمة الكفر فكما قلت في كلامك أخي الحبيب لا نتكلم عنها فحكمها على يخفى على أهل التوحيد بفضل الله ومنته.
وبارك الله فيك.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 01:09]ـ
هذه بعض الأقوال تبين وجود الخلاف في المسألة
قال ابن حزم _الفصل_
وذهبت طوائف من أهل السنة وجميع المعتزلة وجميع الخوارج والزيدية إلى أن سل السيوف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب إذا لم يمكن دفع المنكر إلا بذلك، قالوا: فإذا كان أهل الحق في عصابة يمكنهم الدفع ولا ييئسون من الظفر ففرض عليهم ذلك، وإن كانوا في عدد لا يرجون لقلتهم وضعفهم بظفر كانوا في سعة من ترك التغيير باليد، وهذا قول علي بن أبي طالب وكل من معه من الصحابة وقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وطلحة والزبير وكل من كان معهم من الصحابة وقول معاوية وعمرو والنعمان بن بشير وغيرهم ممن معهم من الصحابة، وهو قول عبد الله بن الزبير ومحمد والحسن بن علي وبقية الصحابة من المهاجرين والأنصار والقائمين يوم الحرة، وقول كل من أقام على الفاسق الحجاج ومن والاه من الصحابة كأنس بن مالك وكل من كان ممن ذكرنا من أفاضل التابعين كعبد الرحمن ابن أبي ليلى وسعيد بن جبير وابن البحتري الطائي وعطاء السلمي الأزدي والحسن البصري ومالك بن دينار ومسلم بن بشار وأبي الحوراء والشعبي وعبد الله بن غالب وعقبة بن عبد الغافر وعقبة بن صهبان وماهان والمطرف بن المغيرة ابن شعبة وأبي المعد وحنظلة بن عبد الله وأبي سح الهنائي وطلق بن حبيب والمطرف بن عبد الله ابن السخير والنصر بن أنس وعطاء بن السائب وإبراهيم بن يزيد التيمي وأبي الحوسا وجبلة بن زحر وغيرهم، ثم من بعد هؤلاء من تابعي التابعين ومن بعدهم كعبد الله بن عبد العزيز ابن عبد الله بن عمر وكعبد الله بن عمر ومحمد بن عجلان ومن خرج مع محمد بن عبد الله بن الحسن وهاشم بن بشر ومطر ومن أخرج مع إبراهيم بن عبد الله، وهو الذي تدل عليه أقوال الفقهاء كأبي حنيفة والحسن بن حيي وشريك ومالك والشافعي وداود وأصحابهم، فإن كل من ذكرنا من قديم وحديث أما ناطق بذلك في فتواه وأما الفاعل لذلك بسل سيفه في إنكار ما رآه منكرا.
قال الحافظ ابن حجر _فتح الباري_
ونقل ابن التين عن الداوودي قال: الذي عليه العلماء في أمراء الجور أنه إن قدر على خلعه بغير فتنة ولا ظلم وجب، وإلا فالواجب الصبر، وعن بعضهم لا يجوز عقد الولاية لفاسق ابتداء فإن أحدث جورا بعد أن كان عدلا فاختلفوا في جواز الخروج عليه والصحيح المنع إلا أن يكفر فيجب الخروج عليه
قال الجصاص _أحكام القرآن_
وكان مذهب أبي حنيفة مشهورا في قتال الظلمة وأئمة الجور
قال أبو يعلي _ذيل طبقات الحنابلة_
من دعا منهم إلى بدعة فلا تجيبوه ولا كرامه، وإن قدرتم على خلعه فافعلوا.
وهذه كلمات أنقلها لمن يثرب على من خرج عن الظلمة أو يتنقص منهم
قال الشوكاني _نيل الأوطار_
وقد استدل القائلون بوجوب الخروج على الظلمة ومنابذتهم السيف ومكافحتهم بالقتال بعمومات من الكتاب والسنة في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ولا شك ولا ريب أن الأحاديث التي ذكرها المصنف في هذا الباب وذكرناها أخص من تلك العمومات مطلقا , وهي متوافرة المعنى كما يعرف ذلك من له أنسة بعلم السنة , ولكنه لا ينبغي لمسلم أن يحط على من خرج من السلف الصالح من العترة وغيرهم على أئمة الجور فإنهم فعلوا ذلك باجتهاد منهم , وهم أتقى لله وأطوع لسنة رسول الله من جماعة ممن جاء بعدهم من أهل العلم.
و الله تعالى أعلم.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 02:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
النبي صلى الله عليه وسلم حسم الأمر.
لا خروج على الحاكم المسلم إلا بطريقتين:
الأولى: الكفر البواح.
الثانية: عدم إقامة الصلاة.
ومن زعم بأنه يجوز الخروج على الحاكم المسلم الجائر فليعطينا الدليل على ذلك من سنة النبي صلى الله عليه وسلم؟!!!
-----------------------
أخرج مسلم في ((صحيحه)) عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنهما – قال:
قلت: يا رسول الله! إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال ((نعم))، قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟ قال ((نعم)) قلت فهل وراء الخير شر؟ قال: ((نعم)) قلت: كيف؟ قال ((يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس))
قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله – أن أدركت ذلك؟
قال: ((تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع)).
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم))
قيل: يا رسول الله! أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال:
(لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، وإذا رأيتم من ولاتكم شيئاً تكرهونه فاكرهوا عمله، ولا تنزعوا يداً من طاعة) أخرجه مسلم.
عن عبادة ابن الصامت – رضي الله عنه -، قال:
دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعناه، فكان فيما أخد علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأسره علينا وأن لا ننازع الأمر أهله، قال:
((إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان))
هذا لفظ لمسلم.
وقد أخرجه ابن حبان في ((صحيحه)) بلفظ:
((أسمع وأطع في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك وأثره عليك، وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك إلا أن يكون معصية))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 02:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
النبي صلى الله عليه وسلم حسم الأمر.
لا خروج على الحاكم المسلم إلا بطريقتين:
الأولى: الكفر البواح.
الثانية: عدم إقامة الصلاة.
ومن زعم بأنه يجوز الخروج على الحاكم المسلم الجائر فليعطينا الدليل على ذلك من سنة النبي صلى الله عليه وسلم؟!!!
-----------------------
أخرج مسلم في ((صحيحه)) عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنهما – قال:
قلت: يا رسول الله! إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال ((نعم))، قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟ قال ((نعم)) قلت فهل وراء الخير شر؟ قال: ((نعم)) قلت: كيف؟ قال ((يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس))
قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله – أن أدركت ذلك؟
قال: ((تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع)).
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم))
قيل: يا رسول الله! أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال:
(لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، وإذا رأيتم من ولاتكم شيئاً تكرهونه فاكرهوا عمله، ولا تنزعوا يداً من طاعة) أخرجه مسلم.
عن عبادة ابن الصامت – رضي الله عنه -، قال:
دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعناه، فكان فيما أخد علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأسره علينا وأن لا ننازع الأمر أهله، قال:
((إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان))
هذا لفظ لمسلم.
وقد أخرجه ابن حبان في ((صحيحه)) بلفظ:
((أسمع وأطع في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك وأثره عليك، وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك إلا أن يكون معصية))
لعلك تقرأ عنوان الموضوع أخي الكريم.
ننقاش مسألة الإجماع هل هي ثابتة أم لا.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 02:53]ـ
وهذه كلمات أنقلها لمن يثرب على من خرج عن الظلمة أو يتنقص منهم
و الله تعالى أعلم.
أنت نقلت لتبين منهجك في المسألة.
وكان الواجب على مخالفك أن يبين لك الحق.
فلذلك نقلت لك كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى: ? وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُّبِينًا ?.
قال ابن كثير في تفسيره: هذه الآية عامة في جميع الأمور، وذلك أنه إذا حكم الله ورسوله بشيء فليس لأحد مخالفته ولا اختيار لأحد ها هنا ولا رأي ولا قول. ولهذا شدد في خلاف ذلك فقال: ? وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِيناً ?. انتهى باختصار.
وقال تعالى: ? فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ?.
قال ابن كثير في الكلام على هذه الآية: يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة أنه لا يؤمن أحد حتى يحكّم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطنًا وظاهرًا، ولهذا قال: ? ثُمَّ لا يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ?، أي: إذا حكّموك يطيعونك في بواطنهم، فلا يجدون في أنفسهم حرجًا مما حكمت به، وينقادون له في الظاهر والباطن فيسلمون لذلك تسليمًا كليًا من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة، كما ورد في الحديث: «والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئتُ به». انتهى.
وقال تعالى: ? فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ?.
قال الإمام أحمد: أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك.
وقال ابن كثير في تفسيره: وقوله ? فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ?، أي: عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله فما وافق ذلك قُبِل، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائنًا من كان. أي فليحذر وليخشَ من خالف شريعة الرسول باطنًا وظاهرًا ? أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ?، أي: في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة ? أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ?، أي: في الدنيا بقتل أو حد أو حبس ونحو ذلك انتهى
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 03:23]ـ
يشهد الله أني لم أنقل لبيان المنهج و لكن نقلت لإثبات الخلاف في المسألة.
و نقلي لقول الشوكاني إنما أقصد به من يبدع و يضلل القائل بالخروج عن الحكام الظلمة, و لا شك إن كان الدليل مع من قال بالخروج وقت الكفر فقط يصبح الآخر مخطأ و لكن ننظر في تأويلات من يقول بالخروج عن الحكام الظلمة.
أما من خرج عن هوى و شهوة فهو خارج عن محل النقاش, و لكن بعض السلف لما خرجوا عن الظلمة إنما خرجوا بأدلة شرعية, و بالتالي لا يمكن أن نبدع من يقول بهذا القول أو نشتمه كما يفعل بعض الأخوة هداهم الله.
و من كانت لديه زيادة في الموضوع {موضوع الإجماع} فلا يبخل علينا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 03:33]ـ
صدى الذكريات, جزاك الله خيراً.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 10:53]ـ
صدى الذكريات جزاك الله خيراً.
وعندي أشكال في مشاركتك السابقة يحتاج إلى توضيح فقد قلت بارك الله فيك: (النبي صلى الله عليه وسلم حسم الأمر .. لا خروج على الحاكم المسلم إلا بطريقتين:
الأولى: الكفر البواح.
الثانية: عدم إقامة الصلاة.
ومن زعم بأنه يجوز الخروج على الحاكم المسلم الجائر فليعطينا الدليل على ذلك من سنة النبي صلى الله عليه وسلم؟!!!) إهـ
أقول: الخروج على الإمام بسبب الكفر البواح هذا واضح لا إشكال فيه والحمد لله.
أما عدم إقامة الصلاة .. فهذا يحتاج إلى توضيح .. فما المقصود بإقامة الصلاة هنا .. هل هي الصلاة التي نأديها في اليوم والليلة خمس مرات .. أما هذا اللفظ كناية عن إقامة الدين .. فلو فرضنا مثلاً أن الإمام الحاكم امتنع عن أداء الزكاة أو ترك الربا أو ترك قتل النفوس المعصومة وانتهاك الأعراض المحرمة أو عن الصيام أو عن رفع الآذان أو عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو عن أظهر البدع المخالفة للسنة .. فهل في مثل هذه الأحوال يُحرم الخروج عليه لأن الأمر مقيد (بترك الصلاة المعروف) ويكون هذا محل إجماع حتى ولو لم نقل بكفره .. فالكلام عن حكم الخروج وليس التكفير.
أرجو منكم التوضيح وبارك الله فيكم على المرور.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 02:54]ـ
صدى الذكريات جزاك الله خيراً.
وعندي أشكال في مشاركتك السابقة يحتاج إلى توضيح فقد قلت بارك الله فيك: (النبي صلى الله عليه وسلم حسم الأمر .. لا خروج على الحاكم المسلم إلا بطريقتين:
الأولى: الكفر البواح.
الثانية: عدم إقامة الصلاة.
ومن زعم بأنه يجوز الخروج على الحاكم المسلم الجائر فليعطينا الدليل على ذلك من سنة النبي صلى الله عليه وسلم؟!!!) إهـ
أقول: الخروج على الإمام بسبب الكفر البواح هذا واضح لا إشكال فيه والحمد لله.
أما عدم إقامة الصلاة .. فهذا يحتاج إلى توضيح .. فما المقصود بإقامة الصلاة هنا .. هل هي الصلاة التي نأديها في اليوم والليلة خمس مرات .. أما هذا اللفظ كناية عن إقامة الدين .. فلو فرضنا مثلاً أن الإمام الحاكم امتنع عن أداء الزكاة أو ترك الربا أو ترك قتل النفوس المعصومة وانتهاك الأعراض المحرمة أو عن الصيام أو عن رفع الآذان أو عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو عن أظهر البدع المخالفة للسنة .. فهل في مثل هذه الأحوال يُحرم الخروج عليه لأن الأمر مقيد (بترك الصلاة المعروف) ويكون هذا محل إجماع حتى ولو لم نقل بكفره .. فالكلام عن حكم الخروج وليس التكفير.
أرجو منكم التوضيح وبارك الله فيكم على المرور.
------------------------------
أبو البراء الأندلسي تقول: (و نقلي لقول الشوكاني إنما أقصد به من يبدع و يضلل القائل بالخروج عن الحكام الظلمة ,و لا شك إن كان الدليل مع من قال بالخروج وقت الكفر فقط يصبح الآخر مخطأ و لكن ننظر في تأويلات من يقول بالخروج عن الحكام الظلمة.
أما من خرج عن هوى و شهوة فهو خارج عن محل النقاش, و لكن بعض السلف لما خرجوا عن الظلمة إنما خرجوا بأدلة شرعية, و بالتالي لا يمكن أن نبدع من يقول بهذا القول أو نشتمه كما يفعل بعض الأخوة هداهم الله.) إهـ
أقول أخي الكريم: الذي يخرج على أئمة الجور يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر لا يصح أن نصفه بأنه من البغاة.
وقد قال الإمام ابن حزم رحمه الله بعد أن ساق أحاديث ذم الخوارج: (فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ نَصٌّ جَلِيٌّ بِمَا قُلْنَا، وَهُوَ اَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ فَذَمَّهُمْ أشَدَّ الذَّمِّ، وَاَنَّهُمْ مِنْ شَرِّ الْخَلْقِ، وَاَنَّهُمْ يَخْرُجُونَ فِي فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَصَحَّ اَنَّ اُولَئِكَ اَيْضًا: مُفْتَرِقُونَ، وَاَنَّ الطَّائِفَةَ الْمَذْمُومَةَ تَقْتُلُهَا اَدْنَى الطَّائِفَتَيْنِ الْمُفْتَرِقَتَيْنِ الَى الْحَقِّ، فَجَعَلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الِافْتِرَاقِ تَفَاضُلًا، وَجَعَلَ احْدَى الطَّائِفَتَيْنِ الْمُفْتَرِقَتَيْنِ لَهَا دُنُوٌّ مِنْ الْحَقِّ - وَاِنْ كَانَتْ الْاُخْرَى اَوْلَى بِهِ - وَلَمْ يَجْعَلْ لِلثَّالِثَةِ شَيْئًا مِنْ الدُّنُوِّ الَى الْحَقِّ.
فَصَحَّ اَنَّ التَّاْوِيلَ يَخْتَلِفُ، فَاَيُّ طَائِفَةٍ تَاَوَّلَتْ فِي بُغْيَتِهَا طَمْسًا لِشَيْءٍ مِنْ السُّنَّةِ، كَمَنْ قَامَ بِرَاْيِ الْخَوَارِجِ لِيُخْرِجَ الْاَمْرَ عَنْ قُرَيْشٍ، اَوْ لِيَرُدَّ النَّاسَ الَى الْقَوْلِ بِاِبْطَالِ الرَّجْمِ، اَوْ تَكْفِيرِ اَهْلِ الذُّنُوبِ، اَوْ اسْتِقْرَاضِ الْمُسْلِمِينَ، اَوْ قَتْلِ الْاَطْفَالِ وَالنِّسَاءِ، وَاِظْهَارِ الْقَوْلِ بِاِبْطَالِ الْقَدَرِ، اَوْ ابْطَالِ الرُّؤْيَةِ، اَوْ الَى اَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَعْلَمُ شَيْئًا الَّا حَتَّى يَكُونَ، اَوْ الَى الْبَرَاءَةِ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ، اَوْ ابْطَالِ الشَّفَاعَةِ، اَوْ الَى ابْطَالِ الْعَمَلِ بِالسُّنَنِ الثَّابِتَةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا الَى الرَّدِّ الَى مَنْ دُونَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَوْ الَى الْمَنْعِ مِنْ الزَّكَاةِ، اَوْ مِنْ اَدَاءِ حَقٍّ مِنْ مُسْلِمٍ، اَوْ حَقٍّ لِلَّهِ تَعَالَى: فَهَؤُلَاءِ لَا يُعْذَرُونَ بِالتَّاْوِيلِ الْفَاسِدِ؛ لِاَنَّهَا جَهَالَةٌ تَامَّةٌ.
وَاَمَّا مَنْ دَعَا الَى تَاْوِيلٍ لَا يَحِلُّ بِهِ سُنَّةٌ، لَكِنْ مِثْلَ تَاْوِيلِ مُعَاوِيَةَ فِي اَنْ يَقْتَصَّ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ قَبْلَ الْبَيْعَةِ لِعَلِيٍّ: فَهَذَا يُعْذَرُ؛ لِاَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ احَالَةُ شَيْءٍ مِنْ الدِّينِ، وَاِنَّمَا هُوَ خَطَاٌ خَاصٌّ فِي قِصَّةٍ بِعَيْنِهَا لَا تَتَعَدَّى. وَمِنْ قَامَ لِعَرَضِ دُنْيَا فَقَطْ، كَمَا فَعَلَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فِي الْقِيَامِ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَمَا فَعَلَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي الْقِيَامِ عَلَى يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ، وَكَمَنْ قَامَ اَيْضًا عَنْ مَرْوَانَ، فَهَؤُلَاءِ لَا يُعْذَرُونَ، لِاَنَّهُمْ لَا تَاْوِيلَ لَهُمْ اَصْلًا، وَهُوَ بَغْيٌ مُجَرَّدٌ. وَاَمَّا مَنْ دَعَا الَى اَمْرٍ بِمَعْرُوفٍ، اَوْ نَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ، وَاِظْهَارِ الْقُرْانِ، وَالسُّنَنِ، وَالْحُكْمِ بِالْعَدْلِ: فَلَيْسَ بَاغِيًا، بَلْ الْبَاغِي مَنْ خَالَفَهُ - وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ.) إهـ المحلى.
وعلى كل حال فمسألتنا ليست في ذم من خرج على أئمة الجور بل هل صح الإجماع في المسألة أو لا؟.
----------------------
وهذه مسألة تحتاج إلى توضيح فقد احتج بعضهم على جواز الخروج على أئمة الجور بالحديث الشريف الذي جاء فيه: (وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان)
فقد روي هذا الحديث بألفاظ أخرى منها قوله صلى الله عليه وسلم: (إلا أن تكون معصية لله بواحاً) وفي رواية (ما لم يأمروك بإثم بواحاً).
فقالوا: إذا أظهر الإمام المعاصي وكثر جوره وظلمه جاز الخروج عليه لقوله صلى الله عليه وسلم: (إلا أن تكون معصية لله بواحاً) والله أعلم.
ننتظر من الأخوان أن يوضحوا هذه المسألة
وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالله]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 03:33]ـ
علماء أهل السنة نقلوا الإجماع وأدلة من السنة راجع شروح العثيمين البراك الفوزان الجبرين لكتب السنة المزاني الطحاوية شرح السنة إلخ ...
أرى أنك تحوض كثيرا في مسائل التكفير مخالفة علماء أهل السنة هذا العصر
فسؤالي أين درست العلم وعند من؟
ما رأيك في المقدسي وكتبه وأبو قتادة الفليسطيني؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 04:05]ـ
أخي الكريم عبد الله وفقك الله تعالى:
و لا تخرج بنا عن الموضوع رجاءً إن كان عندك شيئ في المسألة المطروحة فذكره لنا بارك الله فيك نستفيد منه إن شاء الله.
وإن لم يكن عندك شيئ فرحم الله عبداً قال خيراً أو سكت.
وعلى كل حال جزاك الله خير على مروك.
ننتظر التعليق من باقي الأخوان الكرام
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 04:09]ـ
علماء أهل السنة نقلوا الإجماع وأدلة من السنة راجع شروح العثيمين البراك الفوزان الجبرين لكتب السنة المزاني الطحاوية شرح السنة إلخ ...
أخي الكريم نقلنا لك الخلاف في المسألة, فهل ممكن أن ترده لنا الخلاف بالأدلة الشرعية؟
أما عن من نقل الإجماع من الذين ذكرتهم, فهم متأخرون جدا و الخلاف حادث منذ القرون الثلاث الأولى.
و ادعاء الإجماع سهل و لكن نقضه أسهل.
بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 04:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقل ابن حجر العسقلاني أن الخروج على ائمة الجور كان مذهبا سلفيا،وهذا غلط وإنما اجتهادات بعض السلف، وبرؤية مآل الأمور ومقاصد الشرعية التي جاءت بدرء المفاسد وتقليلها قررت العقيدة السلفية -أصحت كمعتقد-التي تحرم الخروج على الائمة مثل ما تفضل به شراح العقيدة الواسطية كالعلامة بن عثيمين -رحمه الله- ومعالي الشيخ صالح آل الشيخ -رحمه الله- ولهذا علماء كثير يطلقون أنه إجماع في تحريم الخروج على ائمة الجور،والله أعلم
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 05:26]ـ
أخي حمدان الجزائري وفقك الله تعالى.
وعندي بعض الإشكالات تحتاج إلى توضيح في مشاركتك السابقة وهي كما يلي:
أولاً: ذكرت أن الحافظ ابن حجر رحمه الله قال أن الخروج على أئمة الجور مذهب سلفي قديم .. فهل معنى هذا أن المسألة حصل فيها خلاف بين أهل العلم ولا يصح دعوى الإجماع.
ثانياً: ذكرت أن هذا غلط وهو مجرد إجتهاد من بعض السلف .. فهل هذا من قولك أو قول الحافظ ابن حجر رحمه الله .. ثم ألا ترى معي أن السلف الذين خرجوا على أئمة الجور هم أجل قدراً من أن يُظن فيهم هذا القول، ولماذا لا يكون لهم أدلتهم الشرعية في المسألة بدل الأراء المجردة.
ثالثاً: ذكرت أن العقيدة السلفية التي أصبحت كمعتقد - تحرم الخروج على الأئمة استناداً على قاعدة المصالح والمفاسد.
أقول: هل أفهم من كلامك أنه لا يوجد إجماع في المسألة يستند على دليل من القرآن والسنة .. وإنما الأمر يرجع إلى تقدير المصالح والمفاسد فمتى ترجح جانب المصالح في خلع الحاكم الجائر جاز الخروج عليه؟ ..
وجزاك الله خيراً.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 07:44]ـ
لسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على الرسول الكريم خاتم النبيئين و امام الرسل و الغر المحجلين و بعد الأخ الكريم الدهلوي لماذا تذكر كلام ابن حزم و تحذف كلام ابن تيمية لا أتهمك لأنك عزوت بواسطة لكن قصرت قال ابن تيمية معقبا على كلام ابن حزم: المصنف لا يصدق في أئمة الأشاعرة حيث كان في الأندلس بعيدا عن الاطلاع على حقيقة أمرهم في الشرق و انما كلام ابن مجاهد فيمن خرج بدون عدة تحول دون استفحال الفتنة و لا غبار على مثل هذا الكلام انتهى قلت و نقل أبو جعفر الكتاني في كتابه: نثر المتناثر في الحديث المتواتر عن القنوجي في كتابه: العبره مما جاء في الغزو و الشهادة و الهجره أنه قال: طاعة الأئمة واجبة الا في معصية الله باتفاق السلف الصالح لنصوص الكتاب العزيز و الأحاديث المتواترة في وجوب طاعة الأئمة و هي كثيرة جدا و لا يجوز الخروج على طاعتهم بعد ما حصل الاتفاق عليهم ما أقاموا الصلاة و لم يظهروا كفرا بواحا انتهى و قال ابن القطان الفاسي في كتابه الاقناع في الاجماع: الرسالة: و أجمعوا أن السمع و الطاعة واجبة لأئمة المسلمين و أجمعوا على أن كل من ولي شيئا من أمورهم عن رضى أو غلبة و اشتدت وطأته من بر و فاجر لا يلزمهم الخروج عليهم بالسيف جاروا أو عدلوا و قد أتينا بجميع هذه الاجماعات و زيادة في المجلد الأول و الثالث من كتابنا الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماع و كذلك في كتابنا العقيدة الصحيحه من خلال حديث الدين النصيحه و رسالتنا:أين الشرع القويم المتين من ظاهرة تكفير حكام المسلمين و أصلنا هذه الاجماعات كما يلي:1/الدليل على وجوب الطاعة من القرآن قوله تعالى: يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم و قوله تعالى و ان تطيعوه تهتدوا 2/و من السنة ما أشار اليه القنوجي و الكتاني من دون تخريج حيث قلنا:1/عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: من أطاعني فقد أطاع الله و من عصاني فقد عصى الله و من يطع الأمير فقد أطاعني و من يعص الأمير فقد عصاني أخرجه الطيالسي و البخاري و مسلم و النسائي و ابن ماجه و الخطيب البغدادي و غيرهم و له حديث آخر أخرجه ابن حبان و فيه مرفوعا: آمركم أن تعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا و أن تعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و أن تطيعوا من ولاه الله عليكم أمركم و عن 2/أنس مثله أخرجه الطيالسي و أحمد و البخاري و البغوي و الخطيب البغدادي و 3/عن أبي ذر رضي الله عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: ان خليلي أوصاني أن أسمع و أطيع و ان كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف أخرجه مسلم و ابن ماجه و الطيالسي و البغوي و عند الأول:و لو حبشيا كأن رأسه زبيبة 4/و عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم على المرء المسلم السمع و الطاعة فيما أحب أو كره الا أن يؤمر بمعصية فلا سمع و لا طاعة أخرجه الجماعة 7و البغوي 5/و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فانه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته ميتة جاهلية أخرجه الدارمي و أحمد و البخاري و مسلم و البيهقي و الطبراني في الكبير 6/حذيفة بن اليماني رضي الله عنهما و فيه: قلت يا رسول الله فما ترى ان أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين و امامهم الحديث أخرجه البخاري و مسلم و ابن ماجه و البغوي 7/العرباض بن سارية و فيه: أوصيكم بتقوى الله و السمع و الطاعة و ان تأمر عليكم عبد حبشي فانه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين الحديث أخرجه أبو داود و الترمذي الخ ... 8/سليم بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: اتقوا الله ربكم و صلوا خمسكم و صوموا شهركم و أدوا زكاة أموالكم و أطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم أخرجه أحمد و الترمذي و الحاكم9/أبو أمامة: أخرجه الترمذي و الحاكم و ابن حبان باللفظ الذي قبله 10/وائل بن حجر رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: اسمعوا و أطيعوا فان ما عليكم ما حملوا و عليهم ما حملتم أخرجه مسلم و الترمذي 11/زيد بن ثابت رضي الله عنه و فيه ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم أبدا: اخلاص العمل لله و مناصحة ولاة الأمر و لزوم الجماعة أخرجه ابن حبان و ابن عبد البر في جامع بيان العلم 12/أبو موسى و 13 ابن مسعود أخرج أحاديثهم ابن عبد البرفي جامع بيان العلم و 14/أبو بكرة: أخرج حديثه الطيالسي و أحمد بلفظ قريب من حديث زيد بن ثابت فتبين تواتر الحديث التواتر المعنوي لا التواتر اللفظي مع أن الكتاني و القنوجي لم يخرجاه و انما كنا السباقين لتخريجه في كتابنا فتح الرب الساتر لتمييز الحديث المتواتر و كتبنا الأخرى التي ذكرنا آنفا و الله الموفق أخيرا نذكر بأن النووي ذكر في شرحه لصحيح مسلم عقب أحاديث تغيير المنكر أن امام الحرمين الجويني ذكر أن الامام اذا كان يرتكب المنكرات و كان الذين يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر يتعرضون لسطوه و قمعه فان لأهل الحل و العقد خلعه ثم تعقبه النووي قائلا: قوله بخلعه غريب الا اذا كان ذلك لا يعرض البلاد الى سفك الدماء نقلته بالمعنى و كنت مرة أشرحه في احدى مساجد نواذيبو و عقبت على النووي قائلا: انطلق النووي رحمه الله هنا من قاعدة الضرر يزال انطلاقا من قوله صلى الله عليه و سلم: لا ضرر و لا ضرار لكن هذه القاعدة تفرعت عنها قاعدة أخرى و هي قولهم: الضرر يزال بما هو دونه أو بما هو مثله لا بما هو أعظم منه و هذا معروف عند الجميع فتعرضت آنذاك لمضايقة بطانة السوء التي غيرت كلامي فبينت أن الامام مالك لم يقل سوى أن طلاق المكره لا يلزم صاحبه لكنه تعرض لما هو أعظم مما تعرضت أنا له
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 09:22]ـ
للفائدة
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=12527
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 10:09]ـ
فضيلة الأخ أبو رقية الذهبي دل على رابط نقاش حول حكام المسلمين الذين يحكمون القوانين الوضعية و أنا عندي رسالة حول الموضوع بعنوان: أين الشرع القويم المتين من ظاهرة تكفير حكام المسلمين قرظتها رابطة العلماء المورتابيين فان كان حقا يريد الفائدة فلنتصارح علنا ابتغاء مرضاة الله و اظهارا للحق و دحضا للباطل و الفهم الخاطئ و التأويل المستحدث المنافي لسلوك السلف الصالح في قناة من القنوات الاسلامية و الله الموفق للصواب و الهادي الى سواء السبيل فأنا عاهدت ربي لما بدأت هذه الدعوة أن لا أخاف في قول ما أراه حقا لومة لائم مهما كانت شعبيته أو شهرته و ذلك لأن الحق يعلو و لا يعلى عليه لكنني لا أتدخل الا في مسألة أتبع فيها اجماعا أو دليلا راجحا نصا قرآنيا صريحا أو حديثا مستفيضا أو متواترا و السلام عليكم اولا و آخرا
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 10:12]ـ
الأخ الكريم مصطفى راجع الرسائل للخاصة بارك الله فيك.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 01:28]ـ
الأخ أبو محمد التونسي السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته أنا ضعيف في المعلوماتية أستطيع فقط كتابة رسالة كما ترى و أحيانا تكون فيها أخطاء لقد قرأت بعض الرسائل و لا أعرف كيف وصلتني و لا أعرف كيف أرد عليك من خلال الموقع كما أنني عندي اسكايب و لكن لم أعرف كيف استعماله و أما الهوت ميل فليست عندي طلبت من الادارة بريدك الألكتروني فلم تجبني أظن أن هذا يكفي من الاعتذار حتى لا يصدق في حديث من كتب علما و الله نسأله أن يوفقنا جميعا لاتباع السنة عند فساد الأمة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 02:27]ـ
أخي الكريم مصطفى الأمر سهل لإرسال رسالة خاصة.
اذهب إلى اسمي و اضغط عليه تخرج لك اختيارات منها إرسال رسالة خاصة إلى أبو محمد التونسي قم بالضغط عليها.
و بعد حرر الرسالة المطلوبة و أرسلها.
الأمر سهل إن شاء الله.
إن كان لديك حساب على السكايب فاكتبه هنا سأراسلك إن شاء الله,
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 03:54]ـ
أنا عندي رسالة حول الموضوع بعنوان: أين الشرع القويم المتين من ظاهرة تكفير حكام المسلمين قرظتها رابطة العلماء المورتابيين
جزاكم الله خيرًا يا أخانا
هلا استطعت رفع هذه الراسالة على الشبكة؛ أو إرسالها لنا؛ حنى ننظر فيها، ونستفيد منها.
فان كان حقا يريد الفائدة فلنتصارح علنا ابتغاء مرضاة الله و اظهارا للحق و دحضا للباطل و الفهم الخاطئ و التأويل المستحدث المنافي لسلوك السلف الصالح في قناة من القنوات الاسلامية و الله الموفق للصواب و الهادي الى سواء السبيل
يعلم الله -الذي لا إله غيره- أني لا أريد ولا أحب إلا ما أردتَّ وأحببتَ.
وأرجو أن تكونَ قرأتَ موضوعي -السابق الإشارة إليه آنفًا-؛ لتنظر فيه؛ فترى هل أفادك أم لا؟!.
أما بخصوص التواصل؛ فمرحبًا بكم؛ ولكني لا أدري مقصدك بـ «قناة من القنوات الاسلامية»؛ فالرجاء التوضيح؛ بارك الله فيكم.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 07:42]ـ
الذي لا أعرف حتى الآن كيف يتم نشر بحوث من هذا النوع عندي هذه الرسالة و أخرى بعنوان: اتحاف الاخوة و الأحباب بالفرقان بين الجهاد و الارهاب فالأولى حوالي 50 صفحة و الثانية حوالي 70 صفحة و اني أرغب حقا في نشرها على النت حتى تعم منها الفائدة و قد سبق أن دخلت في موقع يدعى المسلم نت في رمضان و طلب مني من يدعى د/محمد العتيق رئيس تحرير أن أرسلها اليهم لنشرها فأرسلتهما لهم في شوال و منذ ذلك الوقت قطعوا كل اتصال و لم أجد عنهم أي خبر و بالتالي اسألكم أولا هل تعرفون هذا الوقع و المشرين عليه كما أسألكم كيف يتم نشرهما على النت و السلام عليكم و أشكركم و أستغفر الله لي و لكم
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 08:05]ـ
الأخ مصطفى بريدي هو الآتي
bird_light@yahoo.com
راسلني عليه
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 10:19]ـ
أخي حمدان الجزائري وفقك الله تعالى.
وعندي بعض الإشكالات تحتاج إلى توضيح في مشاركتك السابقة وهي كما يلي:
أولاً: ذكرت أن الحافظ ابن حجر رحمه الله قال أن الخروج على أئمة الجور مذهب سلفي قديم .. فهل معنى هذا أن المسألة حصل فيها خلاف بين أهل العلم ولا يصح دعوى الإجماع.
ثانياً: ذكرت أن هذا غلط وهو مجرد إجتهاد من بعض السلف .. فهل هذا من قولك أو قول الحافظ ابن حجر رحمه الله .. ثم ألا ترى معي أن السلف الذين خرجوا على أئمة الجور هم أجل قدراً من أن يُظن فيهم هذا القول، ولماذا لا يكون لهم أدلتهم الشرعية في المسألة بدل الأراء المجردة.
ليس من قولي وإنما من قول ابن حجر العسقلاني كما نقله شارح الطحاوية،للشيخ صالح آل الشيخ-وفقه الله-
ثالثاً: ذكرت أن العقيدة السلفية التي أصبحت كمعتقد - تحرم الخروج على الأئمة استناداً على قاعدة المصالح والمفاسد.
أقول: هل أفهم من كلامك أنه لا يوجد إجماع في المسألة يستند على دليل من القرآن والسنة .. وإنما الأمر يرجع إلى تقدير المصالح والمفاسد فمتى ترجح جانب المصالح في خلع الحاكم الجائر جاز الخروج عليه؟ ..
القول بأنه هناك خلاف في مسألة الخروج--بفرض أنه يوجد خلاف- يفتح الباب أمام أصحاب القلوب المريضة على صحة دعواهم في الخروج كما حدث مع بغاة هذا الزمان،ثم القول الذي لا يعدل عن غيره وهو منصور بأدلة مستفيضة أنه لا يجوز الخروج بتاتا على أئمة الجور إلا بالإستطاعة وشروط أخرى قررها أهل العلم،أما كونه إجماعا فالله أعلم
وفقك الله أخي الفاضل
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 10:42]ـ
علماء أهل السنة نقلوا الإجماع وأدلة من السنة راجع شروح العثيمين البراك الفوزان الجبرين لكتب السنة المزاني الطحاوية شرح السنة إلخ ...
أرى أنك تحوض كثيرا في مسائل التكفير مخالفة علماء أهل السنة هذا العصر
فسؤالي أين درست العلم وعند من؟
ما رأيك في المقدسي وكتبه وأبو قتادة الفليسطيني؟
سبحان الله هل يعرف الرجال بالحق أم الحق يعرف بالرجال هداك الله وإن قلت نعم اعرفهم جعلتني خارجي وإن قلت لا قلت عني جاهل لا أعرف الفرق بين الألف من كوز الذرة وهذه هي طريقة من تأصل على أن المشايخ هم الأصل معصومون عن الزلل اللهم أرنا الحق حقً وارزقنا اتباعه.
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 10:45]ـ
عفواً يا اخوة لما قتل الحبر الجليل سعيد ابن جبير من قبل الحجاج اليس لخرجه عليه أم أنني غير مصيب!!!.
وهل كان ابن المسيب ممن يجهل قول الصحابة رضي الله عنهم عندما خلع بيعته مع الحجاج وليس مع أمير المؤمنين جزاكم الله خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 11:24]ـ
أخي حمدان الجزائري تقول: (القول بأنه هناك خلاف في مسألة الخروج--بفرض أنه يوجد خلاف-) إهـ
أقول: سبق أن ذكرأقوال أهل العلم وهي تدل على أن المسألة خلافية فلا وجه لأنكارها.
ثم تقول أخي الكريم: (يفتح الباب أمام أصحاب القلوب المريضة على صحة دعواهم في الخروج كما حدث مع بغاة هذا الزمان) إهـ
أقول: نحن طرحنا هذه المسالة لبيان الحكم الشرعي وليس للكلام عن واقعنا المعاصر لأني أعتقد أن الواقع المعاصر له حكم مخالف لهذه المسألة المطروحة فنهاك فرق شاسع في الحكم الشرعي بين الخروج على أئمة الجور المسلمين وبين الحكام الطواغيت المرتدين فلا يصح الخلط بين الأمرين.
ثم قولك: (أصحاب القلوب المريضة) يلزمك إطلاقه على السلف الذين خرجوا على أئمة الجور في زمانهم وليس المعاصرين فقط الذين تسميه بين قوسين بـ (البغاة) مع هذه التسمية باطلة لا تصح عليهم كما سبق في كلام ابن حزم رحمه الله.
قال الإمام ابن حزم رحمه الله بعد أن ساق أحاديث ذم الخوارج: (فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ نَصٌّ جَلِيٌّ بِمَا قُلْنَا، وَهُوَ اَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ فَذَمَّهُمْ أشَدَّ الذَّمِّ، وَاَنَّهُمْ مِنْ شَرِّ الْخَلْقِ، وَاَنَّهُمْ يَخْرُجُونَ فِي فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ.
فَصَحَّ اَنَّ اُولَئِكَ اَيْضًا: مُفْتَرِقُونَ، وَاَنَّ الطَّائِفَةَ الْمَذْمُومَةَ تَقْتُلُهَا اَدْنَى الطَّائِفَتَيْنِ الْمُفْتَرِقَتَيْنِ الَى الْحَقِّ، فَجَعَلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الِافْتِرَاقِ تَفَاضُلًا، وَجَعَلَ احْدَى الطَّائِفَتَيْنِ الْمُفْتَرِقَتَيْنِ لَهَا دُنُوٌّ مِنْ الْحَقِّ - وَاِنْ كَانَتْ الْاُخْرَى اَوْلَى بِهِ - وَلَمْ يَجْعَلْ لِلثَّالِثَةِ شَيْئًا مِنْ الدُّنُوِّ الَى الْحَقِّ.
فَصَحَّ اَنَّ التَّاْوِيلَ يَخْتَلِفُ، فَاَيُّ طَائِفَةٍ تَاَوَّلَتْ فِي بُغْيَتِهَا طَمْسًا لِشَيْءٍ مِنْ السُّنَّةِ، كَمَنْ قَامَ بِرَاْيِ الْخَوَارِجِ لِيُخْرِجَ الْاَمْرَ عَنْ قُرَيْشٍ، اَوْ لِيَرُدَّ النَّاسَ الَى الْقَوْلِ بِاِبْطَالِ الرَّجْمِ، اَوْ تَكْفِيرِ اَهْلِ الذُّنُوبِ، اَوْ اسْتِقْرَاضِ الْمُسْلِمِينَ، اَوْ قَتْلِ الْاَطْفَالِ وَالنِّسَاءِ، وَاِظْهَارِ الْقَوْلِ بِاِبْطَالِ الْقَدَرِ، اَوْ ابْطَالِ الرُّؤْيَةِ، اَوْ الَى اَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَعْلَمُ شَيْئًا الَّا حَتَّى يَكُونَ، اَوْ الَى الْبَرَاءَةِ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ، اَوْ ابْطَالِ الشَّفَاعَةِ، اَوْ الَى ابْطَالِ الْعَمَلِ بِالسُّنَنِ الثَّابِتَةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا الَى الرَّدِّ الَى مَنْ دُونَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَوْ الَى الْمَنْعِ مِنْ الزَّكَاةِ، اَوْ مِنْ اَدَاءِ حَقٍّ مِنْ مُسْلِمٍ، اَوْ حَقٍّ لِلَّهِ تَعَالَى: فَهَؤُلَاءِ لَا يُعْذَرُونَ بِالتَّاْوِيلِ الْفَاسِدِ؛ لِاَنَّهَا جَهَالَةٌ تَامَّةٌ.
وَاَمَّا مَنْ دَعَا الَى تَاْوِيلٍ لَا يَحِلُّ بِهِ سُنَّةٌ، لَكِنْ مِثْلَ تَاْوِيلِ مُعَاوِيَةَ فِي اَنْ يَقْتَصَّ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ قَبْلَ الْبَيْعَةِ لِعَلِيٍّ: فَهَذَا يُعْذَرُ؛ لِاَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ احَالَةُ شَيْءٍ مِنْ الدِّينِ، وَاِنَّمَا هُوَ خَطَاٌ خَاصٌّ فِي قِصَّةٍ بِعَيْنِهَا لَا تَتَعَدَّى. وَمِنْ قَامَ لِعَرَضِ دُنْيَا فَقَطْ، كَمَا فَعَلَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فِي الْقِيَامِ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَمَا فَعَلَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي الْقِيَامِ عَلَى يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ، وَكَمَنْ قَامَ اَيْضًا عَنْ مَرْوَانَ، فَهَؤُلَاءِ لَا يُعْذَرُونَ، لِاَنَّهُمْ لَا تَاْوِيلَ لَهُمْ اَصْلًا، وَهُوَ بَغْيٌ مُجَرَّدٌ. وَاَمَّا مَنْ دَعَا الَى اَمْرٍ بِمَعْرُوفٍ، اَوْ نَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ، وَاِظْهَارِ الْقُرْانِ، وَالسُّنَنِ، وَالْحُكْمِ بِالْعَدْلِ: فَلَيْسَ بَاغِيًا، بَلْ الْبَاغِي مَنْ خَالَفَهُ - وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ.) إهـ المحلى.
فالله عليكم يا أهل الإنصاف من هم أصحاب القلوب المريضة ومن هم البغاة .. وكل حال فمسألتنا ليست في ذم من خرج على أئمة الجور بل هل صح الإجماع في المسألة أو لا؟.
وقولك: (ثم القول الذي لا يعدل عن غيره وهو منصور بأدلة مستفيضة أنه لا يجوز الخروج بتاتاً على أئمة الجور إلا بالإستطاعة وشروط أخرى قررها أهل العلم، أما كونه إجماعا فالله أعلم) إهـ
أقول: واضح هنا أنك لا تستطيع أن تسلم لصحة الإجماع في حرمة الخروج على أئمة الجور المسلمين وهذا هو أصل الموضوع المطروح من البداية .. وعلى كل حال فجزاك الله خير على مرورك وننتظر من باقي الأخوان أن يأتوا بمشاركات أخرى.
---------------------
أخي الكريم صلاح سالم وفقك الله تعالى:
نحن هنا نتباحث في صحة دعوى الإجماع في التحريم الخروج على أئمة الجور المسلمين وكما ترى فدعوى الإجماع سهل و لكن نقضه أسهل.
وبارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 11:34]ـ
عفواً يا اخوة لما قتل الحبر الجليل سعيد ابن جبير من قبل الحجاج اليس لخرجه عليه أم أنني غير مصيب!!!.
وهل كان ابن المسيب ممن يجهل قول الصحابة رضي الله عنهم عندما خلع بيعته مع الحجاج وليس مع أمير المؤمنين جزاكم الله خير.
تفضل يا أخي وفقك الله تعالى لكل خير بالإستماع لهذه الفتوى من سماحة الشيخ الوالد العلامة: صالح بن فوزان آلفوزان " حفظه الله تعالى.
ما قولكم - حفظكم الله - فيمن يقول: إن سعيد بن جبير من الخوارج لأنه شق عصا الطاعة وخرج على الحجاج؟
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=9062
ـ[آبومصعب المجآهد]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 11:35]ـ
علماء أهل السنة نقلوا الإجماع وأدلة من السنة راجع شروح العثيمين البراك الفوزان الجبرين لكتب السنة المزاني الطحاوية شرح السنة إلخ ...
أرى أنك تحوض كثيرا في مسائل التكفير مخالفة علماء أهل السنة هذا العصر
فسؤالي أين درست العلم وعند من؟
ما رأيك في المقدسي وكتبه وأبو قتادة الفليسطيني؟
الإرجاء سريع الانسلال .. *
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 11:40]ـ
الإرجاء سريع الانسلال .. *
هل تقصد أن شروح العثيمين والبراك والفوزان والجبرين تنشر الإرجاء؟!!
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 11:59]ـ
صدى الذكريات
لقد أستمعت إلى فتوى الشيخ الفوزان في شان خروج سعيد بن جبير على الحجاج
وقد قال الشيخ الفوزان أن خروج سعيد على الحجاج كان بسب الإجتهاد وهو مأجور على إجتهاده ولا يجوز أن يذم على ذلك وه
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 02:27]ـ
أقول: سبق أن ذكر أقوال أهل العلم وهي تدل على أن المسألة خلافية فلا وجه لأنكارها.
هذا الخلاف غير معتبر؛ لأنه لا دليل عليه.
فالخلاف المعتبر؛ هو ما الذي لم تقطع الأدلة لأحد الآراء دون الآخر.
فإن أصررت على الاحتجاج بخلاف السلف كسعيد بن جبير والحسين وغيرهم؛ ((فلتبرز لنا دليلهم))؛ فنحن لا نتعبد بفعل السلف الغير مؤيد بالدليل الشرعي. ثم إنه يلزمك أن يكون هذا الدليل:
1 - (خاصًا) في المسألة، وليس دليلاً عامًا.
2 - (صريحَ) الدلالة في المسألة.
3 - (لم يُختلف) في معناه؛ فإذا تطرق إلى الدليل الاحتمال؛ سقط به (تعين) الاستدلال.
وإلا فخلاف ليس لأصحابه عليه دليل بالشروط التي ذكرناها؛ فمضروب به عرض الحائط، وغير معتبر؛ لأن أدلة من يقولون بمنع الخروج؛ تتوفر فيها كل هذه الشروط. فأدلتهم (خاصة)؛ (صريحة)؛ (قطعية الدلالة)؛ (لا اختلاف على معناها). و (الخاص) مقدم على (العام)؛ كما يعرف ذلك صغار الطلبة!؛ فكيف إذا كان ذلك الخاص (صريح الدلالة)، و (لم يختلف على معناه)؟!.
هذا -طبعًا- مع كون صاحب هذا الخلاف مغفورًا له لاجتهاده. ولكن لا نتبعه على خطإه؛ لكون الدليل دل على ذلك.
وإليكم بعض هذه الأحاديث
(الخاصة) (الصريحة) (التي لا اختلاف على معناها)
الدليل الأول
أخرج الشيخان في «صحيحيهما» من حديث عبادة بن الصامت 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال:
دَعَانَا النَّبِيُّ ص؛ فَبَايَعْنَاهُ؛ فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: أَنْ بَايَعَنَا ... أَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ ((إِلا)):
[1]- أَنْ تَرَوْا [2]- كُفْرًا [3]- بَوَاحًا [4]- عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ
? فأفاد قوله: «إلا أن تروا»:
1 - أنه لا يكفي مجرد الظن والإشاعة؛ وإنما يجب: أن نرى ذلك الكفر؛ إما بالرؤية البصرية، أو بالرؤية العلمية (=العلم). فلا يجوز العمل بمجرد الخبر في ذلك.
2 - أن هذه الرؤية متعلقة بمحل؛ ألا وهو «أولو الأمر»، وهذا بَيِّنٌ من سياق الحديث. فتقدير الكلام: «إلا أن تروا [على أولي الأمر] كفرًا بواحًا»
3 - أنه لا يكفي رؤية البعض لذلك الكفر دون البعض الآخر؛ فإذا علم البعض كفره -لكونهم اطلعوا عليه بطريقة أو بأخرى- دون الآخرين؛ لم يُخْرَج عليه منهم. فيجب الإجماع في ذلك (=إجماع أهل الحل والعقد)، ومما يشعر بذلك لفظ الجمع «تروا»: أي أنتم جميعًا. وعلة ذلك؛ أنه إذا علم البعض كفر الإمام، وخفي ذلك عن الآخرين؛ انقسم الناس لِمُوَالٍ له ومنازع!؛ وفي هذا فتنة للأمة.
? وأفاد قوله: «كفرا»:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنه لا يكفي الفسوق ولو كبر؛ كالظلم، وشرب الخمر، ولعب القمار، والاستئثار المحرم من أخذ الأموال، وسفك الدماء.
? وأفاد قوله: «بواحا»:
1 - أنه يشترط أن يكون ذلك الكفر صريحًا ظاهرًا حُكْمُه عند أهل العلم؛ بألا يكون محتملاً لتأويل؛ قال الخطابي: «معنى قوله بواحًا: يريد ظاهرا باديا» اهـ. وزاد الشنقيطي: «لا لبس فيه» اهـ. أي أنه لا يخفى على أحد أن هذا –الذي وقع فيه الحاكم- كفر غير محتمل لتأويل.
2 - أنه لا يكون الفعل كفرًا بواحًا إذا اختلف أهل العلم فيه؛ إما لاحتماله التأويل أو لاختلافهم في التكفير به أصلاً!. فإذا لم يُجْمَع على كونه: ? (كفرًا) ? (ظاهرًا) ? (غير محتمل للتأويل)؛ لم يُخْرَج عليه؛ لأن ذلك أيضًا مدعاة لانقسام الناس إلى مُوَالٍ له ومنازع!؛ وفي هذا فتنة للأمة.
? وأفاد قوله: «فيه من الله برهان»:
1 - أنه لا عبرة بقول أحد من العلماء مهما بلغت منزلته في العلم والأمانة إذا لم يكن لقوله برهان صريح ((من الله)) أن هذا الفعل كفر.
2 - أنه لا بد من ((دليل شرعي)) -إما من القرآن أو السنة أو الإجماع- لمعرفة كون الفعل كفرًا بواحًا. ولا يُعْلَم كونه كذلك من الاستدلالات العقلية!، ولا من القياسات المنطقية!، ولا من الأحداث الواقعية!؛ فإن هذا ليس بكافٍ على الإطلاق.
3 - أن يكون هذا البرهان (=الدليل) صحيح الثبوت؛ فلا يكفي الدليل ضعيف السند.
4 - أن يكون هذا البرهان (=الدليل) صريح الدلالة؛ فلا يكفي الدليل غامض الدلالة، أو الذي فيه تأويل يخرجه عن ظاهره.
5 - أن المَعْنِيَّ برؤية الكفر البواح هم أهل العلم وأهل الحل والعقد من العلماء دون غيرهم؛ فهم أهل البرهان والدليل. كما قال تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}.
الدليل الثاني
أخرج الإمام مسلم في "صحيحه" قال: «بَاب وُجُوبِ مُلازَمَةِ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ عِنْدَ ظُهُورِ الْفِتَنِ، وَفِي كُلِّ حَالٍ، وَتَحْرِيمِ الْخُرُوجِ عَلَى الطَّاعَةِ وَمُفَارَقَةِ الْجَمَاعَةِ» ثم روى عن حذيفة بن اليمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي (ص) قال: "يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ [يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي] لا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، [يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي] وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ!. قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟!. قَالَ: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ؛ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ»
فالحديث (ظاهر) أن هؤلاء ((الأئمة)) لا يستنون بسنة النبي (ص)؛ بل ويستنون بغيرها، كما أنهم لا يهتدون بهديه (ص)؛ بل ويهدون بغيره؛ ومع ذلك فلم يأمر النبي (ص) أصحابه أن يُقَوِّمُوا ذلك بالحديد أو يدفعوه بالسيف!؛ وإنما أمرهم بالطاعة ولزوم الجماعة حتى ولو ضُرِبوا وأُخِذَت أموالُهُم!.
فهل نترك هذه الأدلة القطعية لفعل الحسين وابن جبير، أو لما استدلوا به -باجتهادهم الخاص- من أدلة عامة!؟!
إن كنت تصر على ذلك؛ أي على احتجاجك بخروج هؤلاء الأفاضل، واعتبار فعلهم، وأنه يجعل المسألة خلافية؛ فإليك الرد على ذلك:
?الوجه الأول?
أن الأحاديث الواردة عن النبي (ص) تمنع من الخروج على الحكام ولو ظلموا ولو فسقوا وعصوا، ولم تستثنِ هذه الأحاديث خروجًا إلا الخروج في حالة الكفر الصريح الذي لا تأويل فيه.
? فعن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي (ص) قال: «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَكَرِهَهُ؛ فَلْيَصْبِرْ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَيَمُوتُ إِلا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً».
? وعن أنس بن مالك وأسيد بن حضير -رضي الله عنهما- أن النبي (ص) قال: «إنكم سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ» وورد عن أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بلفظ آخر صحيح فقال: «إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ بَعْدِي أَثَرَةً شَدِيدَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ».
(يُتْبَعُ)
(/)
? وعن عبد الله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: «قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ (ص) إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ»
? وعن حذيفة بن اليمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي (ص) قال: «يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ!. قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ قَالَ تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ».
?? أقول: فلم يستثن النبي (ص) في تحريم الخروج على الحكام؛ إلا حالة وقوعهم في الكفر الصريح: فعن عبادة بن الصامت 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: «دَعَانَا النَّبِيُّ (ص)؛ فَبَايَعْنَاهُ؛ فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا، وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا، وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ إِلا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ»
فقول النبي (ص) ((مُقَدَّمٌ)) على قول وفعل (كل أحد) حتى لو كان من الصحابة رضي الله عنهم. أَلاَ:
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ ((فِتْنَةٌ)) أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
?الوجه الثاني?
أن الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم أجمعين- الذين خرجوا على الحكام كانوا متأولين مجتهدين:
? فمنهم: من تأول بعض الآيات كما ذكر بعض العلماء عنهم ذلك.
? ومنهم: من خرج لشيء له تأويل في الواقع؛ كهؤلاء الذين خرجوا على الحجاج؛ فالخروج على الحجاج لم يكن سببه الفسق في نظرهم؛ بل كان بدافع التكفير -عند من رأوا الخروج عليه-. فقد ذكر النووي في "المنهاج" عن القاضي عياض أن: «قيامهم على الحجاج ليس بمجرد الفسق؛ بل لما غيّر من الشرع وظاهر الكفر» اهـ، وانظره في "الإكمال" (6/ 247).
وعلى كل حال؛ فهم كانوا مجتهدين متأولين، وهذا لا يبرر خطأهم؛ فيتكئ عليه غيرهم من الخارجين!.
?الوجه الثالث?
أن الذين خرجوا من الصحابة والتابعين على الحكام؛ لم يُحْمَدوا بخروجهم، ولم ينقل العلماء خروجهم على وجه المناقب!؛ وإنما نقلوه على وجه التخطئة مع اعتذارهم لكون خطأهم مغفور لاجتهادهم، وليس معنى أننا التمسنا لهم العذر فعددناهم متأولين أو مجتهدين؛ ليس معنى ذلك أننا نبرر ما فعلوا، أو نصبغه بصبغة الشرع؛ حاشا وكلا!. فخروجهم كان -بلا شك- خطأ منهم، وهذا الخطأ ثابت بالسنة والإجماع بغض النظر عمن وقع منه هذا الخطأ.
قال شيخ الإسلام -في معرض ذكره مفاسد خروج الحسين ض وغيره-:
«فأما أهل الحرة وابن الأشعث وغيرهم؛ فهزموا وهزم أصحابهم فلا أقاموا دينا ولا أبقوا دنيا والله تعالى لا يأمر بأمر لا يحصل به صلاح الدين ولا صلاح الدنيا ((وإن كان فاعل ذلك من أولياء الله المتقين ومن أهل الجنة)) فليسوا أفضل من علي وعائشة وطلحة والزبير وغيرهم ومع هذا ((لم يحمدوا ما فعلوه من القتال)) وهم أعظم قدرا عند الله وأحسن نية من غيرهم وكذلك أهل الحرة كان فيهم من أهل العلم والدين خلق. وكذلك أصحاب ابن الأشعث كان فيهم خلق من أهل العلم والدين والله يغفر لهم كلهم ... ولهذا أثنى النبي (ص) على الحسن بقوله: (إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) ولم يُثْنِ على أحد لا بقتال في فتنة ولا بخروج على الأئمة ولا نزع يد من طاعة ولا مفارقة للجماعة. وأحاديث النبي (ص) الثابتة في الصحيح كلها تدل على هذا ... وهذا يبين .. أن ما فعله الحسن من ذلك كان من أعظم فضائله ومناقبه التي أثنى بها عليه النبي (ص) ولو كان القتال واجبا أو مستحبا لم يُثْنِ النبي (ص) على أحد بترك واجب أو مستحب ولهذا لم يثن النبي (ص) على أحد بما جرى من القتال يوم الجمل وصفين فضلا عما جرى في المدينة يوم الحرة وما جرى بمكة في حصار ابن الزبير وما جرى في فتنة ابن الأشعث وابن المهلب وغير ذلك ... » اهـ.
?الوجه الرابع?
(يُتْبَعُ)
(/)
أن ابن الزبير والحسين قد خالفهم (عامة) الصحابةُ في ذلك الخروج؛ بل وأنكروه بشدة -رضي الله عن الجميع -, كما أنكر بعضُ كبار التابعين الدخولَ مع ابن الأشعث. وتجد هذه النصوص في "البداية والنهاية" (8/ 152 - 173)، و"سير أعلام النبلاء" (3/ 300 - 320)؛ وإليك طرفًا منها:
? فعن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال: إني سمعت النبي (ص) يقول: «ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة». وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله, وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجلٌ على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال, وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه.
وقال ابن عمر له ولابن الزبير -رضي الله عنهم-: «أذكركما الله إلاّ رجعتما ولا تفرقا بين جماعة المسلمين». وكان يقول: «غلبَنَا الحسين بن علي - رضي الله عنهما - بالخروج ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة , فرأى من الفتنة وخذلان الناس لهما ما كان ينبغي له أن يتحرّك ما عاش , وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس, فإن الجماعة خير».
? وقال له أبو سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: «اتق الله والزم بيتك ولا تخرج على إمامك».
? وقال أبو واقد الليثي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: «بلغني خروج الحسين بن علي - رضي الله عنهما - فأدركته بملل , فناشدته بالله ألاّ يخرج, فإنه يخرج في غير وجه خروج, إنما خرج يقتل نفسه, فقال: لا أرجع».
? وقال جابر بن عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: «كلمت حسيناً فقلت: اتق الله ولا تضرب الناس بعضهم ببعض, فوالله ما حمدتم ما صنعتم؛ فعصاني» اهـ.
? قال ابن الأثير - في "أسد الغابة" (2/ 28) - عن خروج الحسين: «فأتاه كتب أهل الكوفة وهو بمكة؛ فتجهز للمسير؛ فنهاه جماعة؛ منهم: أخوه محمد ابن الحنفية وابن عمر وابن عباس وغيرهم» اهـ.
? وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -في "المنهاج" (4/ 529) -: «وكان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة؛ كما كان عبد الله بن عمر , وسعيد بن المسيب, وعلي بن الحسين, وغيرهم: ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد. وكما كان الحسن البصري, ومجاهد, وغيرهما: ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث» اهـ. وقال أيضًا -"المنهاج" (4/ 530): «ولهذا لما أراد الحسين أن يخرج إلى أهل العراق لما كاتبوه كتباً كثيرة: أشار عليه أفاضل أهل العلم والدين كابن عمر وابن عباس وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: ألاّ يخرج ... » اهـ.
? وقال الحافظ ابن كثير -لمّا ذكر قتال أهل المدينة ليزيد كما في "البداية والنهاية" (8/ 235) -: «وقد كان عبد الله بن عمر بن الخطاب وجماعات أهل بيت النبوة ممن لم ينقض العهد ولا بايع أحداً بعينه بعد بيعته ليزيد» اهـ. وقال -"البداية والنهاية" (8/ 161) - عن خروج الحسين: «ولما استشعر الناس خروجه: أشفقوا عليه من ذلك, وحذروه منه, وأشار عليه ذوو الرأي منهم والمحبة له بعدم الخروج إلى العراق, وأمروه بالمقام بمكة, وذكروا ما جرى لأبيه وأخيه معهم» اهـ.
?الوجه الخامس?
أنه وإن كانت الأدلة دلت على تحريم الخروج؛ فغفل عنها أو تأولها بعض السلف؛ فخرجوا!؛ إلا أن الإجماع استقرّ بعد ذلك على منع الخروج على الحاكم؛ إلا في حالة الكفر الصريح فقط. وتقرير هذا الإجماع من أربعة أوجه:
? الأول: أن حكاية هذا الإجماع متأخرة زمناً -وهذا ظاهر-؛ مما يوجب المصير إليه والضرب صفحًا عن فعل من خرج من السلف؛ فالإجماع يرفع الخلاف.
? الثاني: قال الإمام النووي بعد الكلام عن خروج الحسين وابن الزبير وخروج بعض التابعين -رضي الله عن الجميع-: «قال القاضي: وقيل إن هذا الخلاف كان أولاً؛ ثم حصل الإجماع على منع الخروج عليهم» اهـ. وانظره في "الإكمال" (6/ 247).
? الثالث: قال شيخ الإسلام ابن تيمية - "المنهاج" (4/ 529): «ولهذا ((استقر أمر أهل السنة)) على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي ص وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين» اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
? الرابع: قال الحافظ ابن حجر -"التهذيب" (1/ 399)، ترجمة: الحسن بن صالح بن حي-: «وقولهم: (وكان يرى السيف) يعني أنه كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور , وهذا مذهبٌ للسلف قديم. لكن ((استقرّ)) الأمر على ترك ذلك لما رأوه قد أفضى إلى أشدّ منه؛ ففي وقعة الحرّة ووقعة ابن الأشعث وغيرهما عِظةٌ لمن تدبّر!» اهـ. نعم لمن تدبر!!.
وأختم ردي السابق بدرتين؛ إحداهما لشيخ الإسلام، والأخرى للشيخ ابن عثيمين -رحمهما الله-:
?الدرة الاولى?
قال شيخ الإسلام –في "منهاج السنة" (4/ 527 - 543) -، وأسوقه بشيء من التطويل لنفاسته، ((وأرجو أن يتأمله الأخ أبو موسى جيدًا)). قال رحمه الله:
«فإن الله تعالى بعث رسوله (ص) بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، فإذا تولى خليفة من الخلفاء كيزيد وعبد الملك والمنصور وغيرهم؛ فإما أن يقال يجب منعه من الولاية وقتاله حتى يولى غيره كما يفعله من يرى السيف!؛ ((فهذا رأى فاسد))!؛ فإن مفسدة هذا أعظم من مصلحته.
وقَلَّ من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير؛ كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة، وكابن الأشعث الذي خرج على عبد الملك بالعراق، ... وأمثال هؤلاء.
وغاية هؤلاء إما أن يغلبوا، وإما أن يغلبوا، ثم يزول ملكهم؛ فلا يكون لهم عاقبة!. ... فأما أهل الحرة وابن الأشعث وغيرهم؛ فهزموا، وهزم أصحابهم؛ ((فلا أقاموا دينًاا))!!، ((ولا أبقوا دنيا))!.
والله تعالى لا يأمر بأمر لا يحصل به صلاح الدين، ولا صلاح الدنيا؛ ((وإن كان فاعل ذلك من أولياء الله المتقين، ومن أهل الجنة)). فليسوا بأفضل من علي، وعائشة، وطلحة، والزبير، وغيرهم!.
ومع هذا ((لم يحمدوا ما فعلوه من القتال)) وهم أعظم قدرا عند الله وأحسن نية من غيرهم. وكذلك أهل الحرة كان فيهم من أهل العلم والدين خلق. وكذلك أصحاب ابن الأشعث كان فيهم خلق من أهل العلم والدين والله يغفر لهم كلهم.
وقد قيل للشعبي في فتنة ابن الأشعث أين كنت يا عامر قال:
{كنت حيث يقول الشاعر:
عَوَى الذئب فَاسْتَأْنَسْتُ بالذئبِ إذْ عَوَى!! ... وَصَوَّتَ إنسانٌ فَكِدْتُ أطير!
أصابتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء}
وكان الحسن البصري يقول: (إن الحجاج عذاب الله؛ فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم، ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع فإن الله تعالى يقول {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}) ...
وكان ((أفاضل المسلمين)) ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة؛ كما كان عبد الله بن عمر، وسعيد بن المسيب، وعلي بن الحسين، وغيرهم ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد، وكما كان الحسن البصري ومجاهد وغيرهما ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث.
ولهذا ((استقر أمر أهل السنة)) على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي (ص)، وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين ... .
ومن تأمل الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي (ص) في هذا الباب واعتبر أيضا -اعتبار أولى الأبصار-؛ عَلِمَ أن الذي جاءت به النصوص النبوية خير الأمور. ولهذا لما أراد الحسين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن يخرج إلى أهل العراق -لما كاتبوه كتبا كثيرة-؛ أشار عليه ((أفاضل أهل العلم والدين)) -كابن عمر، وابن عباس، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام- أن لا يخرج، وغلب على ظنهم أنه يقتل؛ حتى إن بعضهم قال أستودعك الله من قتيل!، وقال بعضهم: .. الله ورسوله إنما يأمر بالصلاح لا بالفساد لكن الرأي يصيب تارة ويخطئ أخرى!.
فتبين أن الأمر على ما قاله أولئك، ولم يكن في الخروج لا مصلحة دين، ولا مصلحة دنيا؛ بل تمكن أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله (ص) حتى قتلوه مظلوما شهيدا.
وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن حصل لو قعد في بلده. فإن ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر ((لم يحصل منه شيء))!؛ ((بل زاد الشر بخروجه))، وقتله ونقص الخير بذلك، وصار ذلك سببا لشر عظيم ... .
وهذا كله مما يبين أن ما أمر به النبي (ص) من:
[1] الصبر على جور الأئمة،
[2] وترك قتالهم والخروج عليهم؛
(يُتْبَعُ)
(/)
هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد، وأن من خالف ذلك (متعمدا) أو (مخطئًا)؛ لم يحصل بفعله صلاح!؛ بل فساد!!.
ولهذا أثنى النبي (ص) على الحسن بقوله: {إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين}، ولم يُثْنِ على أحد لا بقتال في فتنة!، ولا بخروج على الأئمة!، ولا نزع يد من طاعة!، ولا مفارقة للجماعة!!.
وأحاديث النبي (ص) الثابتة في الصحيح كلها تدل على هذا ... وهذا يبين أن الإصلاح بين الطائفتين كان محبوبا ممدوحا يحبه الله ورسوله، وأن ما فعله الحسن من ذلك كان من أعظم فضائله ومناقبه التي أثنى بها عليه النبي (ص).
ولو كان القتال واجبا أو مستحبا؛ لم يُثْن النبي (ص) على أحد بترك واجب أو مستحب؛ ولهذا لم يثن النبي (ص) على أحد بما جرى من القتال يوم الجمل وصفين، فضلا عما جرى في المدينة يوم الحرة، وما جرى بمكة في حصار ابن الزبير، وما جرى في فتنة ابن الأشعث وابن المهلب، وغير ذلك من الفتن!.
ولكن تواتر عنه أنه أمر بقتال الخوارج المارقين الذين قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بالنهروان بعد خروجهم عليه بحروراء؛ فهؤلاء استفاضت السنن عن النبي (ص) بالأمر بقتالهم ... .
وكذلك الحسن كان دائما يشير على أبيه وأخيه بترك القتال، ولما صار الأمر إليه ترك القتال، وأصلح الله به بين الطائفتين ... .
لأنه .. في المقاتلة: قتل النفوس بلا حصول المصلحة المطلوبة ... ؛ وهذا بعينه هو الحكمة التي راعاها الشارع (ص) في النهي عن الخروج على الأمراء، والندب إلى ترك القتال في الفتنة؛ وإن كان الفاعلون لذلك يرون أن مقصودهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر! ... .
(((لكن إذا لم يزل المنكر إلا بما هو أنكر منه!؛ صار إزالته -على هذا الوجه- منكرًا))) (!).
(((وإذا لم يحصل المعروف إلا بمنكر مفسدته أعظم من مصلحة ذلك المعروف؛ كان تحصيل ذلك المعروف -على هذا الوجه- منكرًا))) (!).
وبهذا الوجه صارت الخوارج تستحل السيف على أهل القبلة حتى قاتلت عَلِيًّا، وغيره من المسلمين. وكذلك من وافقهم في الخروج على الأئمة بالسيف (في الجملة) من المعتزلة والزيدية و (الفقهاء) وغيرهم ... فإن أهل الديانة من هؤلاء يقصدون تحصيل ما يرونه دينا لكن قد يخطئون من وجهين:
أحدهما: أن يكون ما رأوه دينا ليس بدين كرأي الخوارج! ...
الوجه الثاني: من يقاتل على اعتقاد رأي يدعو إليه مخالف للسنة والجماعة؛ كأهل الجمل وصفين والحرة والجماجم وغيرهم. لكن!:
- يظن [أي بعضهم] أنه بالقتال تحصل المصلحة المطلوبة؛ فلا يحصل بالقتال ذلك؛ بل تعظم المفسدة أكثر مما كانت؛ فيتبين لهم في آخر الأمر ما كان الشارع دل عليه من أول الأمر.
- وفيهم من لم تبلغه نصوص الشارع أو لم تثبت عنده.
- وفيهم من ((يظنها منسوخة))!؛ كابن حزم!. ? ? ?
- وفيهم من يتأولها؛ كما يجري لكثير من المجتهدين في كثير من النصوص.
فإن بهذه الوجوه الثلاثة يَتْرُكُ مَنْ يَتْرُك مِنْ أهل الاستدلال والعمل ببعض النصوص ...
فقد أمر النبي (ص) المسلمين:
- بأن يصبروا على الاستئثار عليهم،
- وأن يطيعوا ولاة أمورهم -وإن استأثروا عليهم-،
- وأن لا ينازعوهم الأمر.
وكثير ممن خرج على ولاة الأمور أو أكثرهم إنما خرج لينازعهم مع استئثارهم عليه!، ولم يصبروا على الاستئثار، ثم إنه يكون لولي الأمر ذنوب أخرى؛ فيبقى بغضه لاستئثاره يعظم تلك السيئات، ويبقى المقاتل له ظانا! أنه يقاتله لئلا تكون فتنة! ويكون الدين كله لله!!! ... .
ومن تدبر الكتاب والسنة الثابتة عن رسول الله (ص) واعتبر ذلك بما يجده في نفسه وفي الآفاق؛ عَلِمَ تحقيق قول الله تعالى {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} ...
ومما يتعلق بهذا الباب؛ أن يُعْلَمَ أن الرجل العظيم في العلم والدين -من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة من أهل البيت وغيرهم- قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن، ونوع من الهوى! الخفي!؛ فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي اتباعه فيه ((وإن كان من أولياء الله المتقين)).
ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين:
- طائفة تعظمه؛ فتريد تصويب ذلك الفعل!!، واتباعه عليه!!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وطائفة تذمه!؛ فتجعل ذلك قادحا في ولايته وتقواه!!؛ بل في بره! وكونه من أهل الجنة!!؛ بل في إيمانه!!؛ حتى تخرجه عن الإيمان!!.
و ((كلا)) هذين الطرفين فاسد!. والخوارج والروافض وغيرهم من ذوي الأهواء دخل عليهم الداخل من هذا.
ومن سلك طريق الاعتدال عظم من يستحق التعظيم وأحبه ووالاه وأعطى الحق حقه فيعظم الحق ويرحم الخلق ... » انتهى كلامه -رحمه الله تعالى-، وفيه الكفاية.
?الدرة الثانية?
قال الشيخ ابن عثيمين -في «لقاءات الباب المفتوح» شريط رقم (128) الوجه (أ) الدقيقة: (00:12:00):
«العَجَب أن بعض الناس! تجده يصب جام غيرته على ولاة أموره!!، وهو يجد في شعبه من يشرك بالله عز وجل!، ولا يتكلم!. والشرك أعظم مما حصل من المعاصي من ولاة الأمور، أو يذهب يحاول أن ينزل الآيات على ما يهواه هو من المعاني.
يقول مثلاً: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، ثم يقول: كل نظام أو كل قانون يخالف الشرع فهو كفر، وهذا أيضاً من الخطأ.
وإذا فرضنا -على التقدير البعيد- أن ولي الأمر كافر؛ فهل يعني ذلك أن نوغر [صدور] الناس عليه حتى يحصل التمرد، والفوضى، والقتال؟! ((لا، هذا غلط، ولا شك في ذلك)).
فالمصلحة التي يريدها هذا ((لا يمكن أن تحصل بهذا الطريق))؛ بل يحصل بذلك مفاسد عظيمة؛ لأنه -مثلاً- إذا قام طائفةٌ من الناس على ولي الأمر في البلاد، وعند ولي الأمر من القوة والسلطة ما ليس عند هؤلاء، ما الذي يكون؟ هل تغلبُ هذه الفئةُ القليلة؟ لا تغلب، بل بالعكس، يحصل الشر والفوضى والفساد، ولا تستقيم الأمور.
والإنسان يجب أن ينظر:
? أولاً: بعين الشرع، ولا ينظر أيضاً إلى الشرع ((بعين عوراء))؛ إلى النصوص من جهة دون الجهة الأخرى، بل يجمع بين النصوص.
? ثانياً: ينظر أيضاً بعين العقل والحكمة، ما الذي يترتب على هذا الشيء؟!
لذلك نحن نرى:
أن مثل هذا المسلك مسلك خاطئ جداً وخطير، ولا يجوز للإنسان أن يؤيد من سلكه، بل يرفض هذا رفضاً باتاً، ونحن لا نتكلم على حكومة بعينها؛ ((لكن نتكلم على سبيل العموم)) ... » انتهى كلامه رحمه الله.
? والسؤال المطروح الآن:
ماذا المقدم عندك يا دهلوي:
• قول الرسول (ص) (الخاص)؛ (الصريح)؛ (القطعي الدلالة)، وقول عامة الصحابة رضي الله عنهم.
• أم قول الحسين، وابن الزبير، وابن جبير، وأدلتهم (العامة) (المحتملة)!.
؟!!
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 03:54]ـ
تفضل يا أخي وفقك الله تعالى لكل خير بالإستماع لهذه الفتوى من سماحة الشيخ الوالد العلامة: صالح بن فوزان آلفوزان " حفظه الله تعالى.
ما قولكم - حفظكم الله - فيمن يقول: إن سعيد بن جبير من الخوارج لأنه شق عصا الطاعة وخرج على الحجاج؟
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=9062
حفظك الله أعوذ بالله أن أقول عن ابن جبير حبر من أحبار الأمة بأنه من هؤلاء الفئة التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم ولكن استندت على فعله رحمه الله بجوز الفعل حفظك الله في الخروج على الأمير الباغي الطاغي على امر الله مع الإستطاعة لا أقل ولا أكثر
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 04:04]ـ
الاستدلال بأفعال الصحابة دليل على أن المجتهد في هذه الأمور، وإن أخطأ، لا يصح أن يُؤثّم أو يُفسّق، فضلاً عن أن يُكفّر ..
وليس كما يقول علماء السلطان اليوم أن من خرج على حكام هذا الزمان الديموقراطيين العلمانيين الموالين لأعداء الله، فهو خارجي فاسق، يجب قتله حيثما ثُقف، ويجب التبليغ عنه وهتك أستاره، والوقوف في صف هذه الحكومات الظاهر ظلمها وفجورها عليهم .. بل وصل الأمر ببعضهم إلى تكفير هؤلاء الخارجين على "ولاة الأمر".
والله المستعان.
بذلك تعلم مدى إنصاف السلف، ومدى حيف هؤلاء الخلف.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 04:08]ـ
ولكن استندت على فعله رحمه الله بجوز الفعل حفظك الله في الخروج على الأمير الباغي الطاغي على امر الله مع الإستطاعة لا أقل ولا أكثر
هداكم الله؛ فلا يُعَدُّ فعل ابن جبير -بل ولا فعل غيره؛ وإن كان صحابيًا! - حجة في دين الله.
يقول تعالى:
{فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ:
_? إِلَى اللّهِ
_? وَالرَّسُولِ
(يُتْبَعُ)
(/)
إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}
فلا حجة لقول أحد -كائنًا من كان! - في مقابل النصوص الشرعية (القاطعة).
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 04:26]ـ
الاستدلال بأفعال الصحابة دليل
ما الدليل على ذلك؟!
وإن كان!؛ فهل إذا تعارضت أقوالهم مع الأدلة الصحيحة الصريحة القاطعة؛ هل يعتبر بقولهم -حينئذٍ-؟! {نَبِّؤُونِي ((بِعِلْمٍ)) إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}
على أن المجتهد في هذه الأمور، وإن أخطأ، لا يصح أن يُؤثّم أو يُفسّق، فضلاً عن أن يُكفّر ..
أما الأعيان منهم؛ كالحسين وابن الزبير، وابن جبير؛ فلا. لا يجوز أن يؤثم الواحد منهم؛ فضلاً عن أن يفسق أو يكفر!.
وأما مطلقًا؛ (فنعم). لأن الأدلة جاءت بذلك. فكل من وافق في الفعل، وأقيمت عليه الحجة من الكتاب والسنة، ثم أصر على الاحتجاج بفعلهم (دون الكتاب والسنة)؛ فهو آثم ومذموم (بعينه).
والفرق بين الأوائل وهؤلاء؛ أن الأوائل قد ثبتت لهم المناقب، وسار بفضلهم الركبان، ثم إنه (لم يثبت) لنا أنهم علموا الأدلة؛ فخالفوها، وأصروا، كما أنهم لم يصرحوا بمذهبهم في الخروج؛ فقد يكون خروجهم مبني على واقع يغاير الأدلة المعلومة -إن كانوا علموها اصلاً-. فكل هذه الاحتمالات تجعلنا نتوقف في تأثيمهم بأعينهم، وقد يكون (بعضهم) آثم فعلاً، وقد غفر الله له، ولكنا لا نعلم ذلك من الله؛ فلا نجزم بذلك؛ فلا نؤثمه.
? وقد جاء الخلط عند الكثيرين من هذه الجزئية؛ كما قال شيخ الإسلام:
___ «ومما يتعلق بهذا الباب؛ أن يُعْلَمَ أن الرجل العظيم في العلم والدين -من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة من أهل البيت وغيرهم- قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن، ونوع من الهوى! الخفي!؛ فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي اتباعه فيه ((وإن كان من أولياء الله المتقين)).
ومثل هذا إذا وقع يصير ((فتنة)) لطائفتين:
1 - طائفة تعظمه؛ فتريد تصويب ذلك الفعل!!، واتباعه عليه!!!.
2 - وطائفة تذمه!؛ فتجعل ذلك قادحا في ولايته وتقواه!؛ بل في بره! وكونه من أهل الجنة!؛ بل في إيمانه!؛ حتى تخرجه عن الإيمان!!.
و ((كلا)) هذين الطرفين ((فاسد))!.
والخوارج والروافض! وغيرهم من ذوي الأهواء؛ دخل عليهم الداخل من هذا.
ومن سلك طريق الاعتدال:
1 - عظم من يستحق التعظيم وأحبه ووالاه
2 - وأعطى الحق حقه
فيعظم الحق ويرحم الخلق» انتهى كلامه رحمه الله.
وقد سبق معنا بتمامه!، ولكن القوم لا يقرأون!!.
? ومثله قول ابن القيم -ولعلهم يقرأونه-؛ كما في «إعلام الموقعين»؛ قال:
___ «معرفة فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم، وأن فضلهم وعلمهم ونصحهم لله ورسوله لا يوجب قبول كل ما قالوه، وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفي عليهم فيها ما جاء به الرسول فقالوا بمبلغ علمهم والحق في خلافها لا يوجب إطراح أقوالهم جملة وتنقصهم والوقيعة فيهم؛ فهذان طرفان جائران عن القصد،
وقصد السبيل بينهما:
1 - فلا نؤثم
2 - ولا نعصم،
ولا نسلك بهم مسلك الرافضة في علي،
ولا مسلكهم في الشيخين؛
بل نسلك مسلكهم أنفسهم فيمن قبلهم من الصحابة؛ فإنهم لا يؤثمونهم ولا يعصمونهم، ولا يقبلون (كل) أقوالهم ولا يهدرونها.
.......... ولا منافاة بين هذين الأمرين لمن شرح الله صدره للإسلام؛
وإنما يتنافيان عند أحد رجلين:
1 - جاهل بمقدار الأئمة وفضلهم
أو
2 - جاهل بحقيقة الشريعة التي بعث الله بها رسوله،
ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل ومأجور لاجتهاده؛ فلا يجوز أن يتبع فيها، ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين.
قال عبد الله بن المبارك:
كنت بالكوفة فناظروني في النبيذ المختلف فيه، فقلت لهم: تعالوا فليحتج المحتج منكم عمن شاء من أصحاب النبي (ص) بالرخصة، فإن لم يبين الرد عليه عن ذلك الرجل بسند صحت عنه، فاحتجوا فما جاءوا عن أحد برخصة إلا جئناهم بسند، فلما لم يبق في يد أحد منهم إلا عبد الله بن مسعود، وليس احتجاجهم عنه في شدة النبيذ بشيء يصح عنه، إنما يصح عنه أنه لم ينتبذ له في الجر الأخضر.
قال ابن المبارك: فقلت للمحتج عنه في الرخصة: يا أحمق، عد إن ابن مسعود لو كان هاهنا جالسا فقال: هو لك حلال، وما وصفنا عن النبي (ص) وأصحابه في الشدة كان ينبغي لك أن تحذر وتخشى.
فقال قائل: يا أبا عبد الرحمن فالنخعي والشعبي - وسمى عدة معهما - كانوا يشربون الحرام؟ فقلت لهم: دعوا عند المناظرة تسمية الرجال، فرب رجل في الإسلام؛ مناقبه كذا وكذا، وعسى أن تكون منه زلة، أفيجوز لأحد أن يحتج بها؟
فإن أبيتم فما قولكم في عطاء وطاوس وجابر بن زيد وسعيد بن جبير وعكرمة؟
قالوا: كانوا خيارا
قلت: فما قولكم في الدرهم بالدرهمين يدا بيد؟
قالوا: حرام،
فقلت: إن هؤلاء رأوه حلالا؛ أفماتوا وهم يأكلون الحرام؟
فبهتوا وانقطعت حجتهم.
قال ابن المبارك: ولقد أخبرني المعتمر بن سليمان قال: رآني أبي وأنا أنشد الشعر؛
فقال: يا بني لا تنشد الشعر،
فقلت: يا أبت كان الحسن ينشد الشعر، وكان ابن سيرين ينشد،؛
فقال: أي بني إن أخذت بشر ما في الحسن وبشر ما في ابن سيرين اجتمع فيك الشر كله،
قال شيخ الإسلام: وهذا الذي ذكره ابن المبارك متفق عليه بين العلماء؛ فإنه ما من أحد من أعيان الأئمة من السابقين الأولين ومن بعدهم إلا وله أقوال وأفعال خفي عليهم فيها السنة.
قلت: وقد قال أبو عمر بن عبد البر في أول استذكاره.
قال شيخ الإسلام: وهذا باب واسع لا يحصى، مع أن ذلك لا يغض من أقدارهم، ولا يسوغ اتباعهم فيها، قال تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول}
قال مجاهد والحكم بن عتيبة ومالك وغيرهم: ليس أحد من خلق الله إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي (ص)،
وقال سليمان التيمي: إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله،
قال ابن عبد البر: هذا إجماع لا أعلم فيه خلاف» انتهى بطوله. وياليتهم سيقرأونه!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 07:18]ـ
ما الدليل على ذلك؟!
وإن كان!؛ فهل إذا تعارضت أقوالهم مع الأدلة الصحيحة الصريحة القاطعة؛ هل يعتبر بقولهم -حينئذٍ-؟! {نَبِّؤُونِي ((بِعِلْمٍ)) إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}
الدليل أنهم صحابة وقد جاءت الآثار بالشهود لبعضهم تعييناً بالجنة .. وأنت قد سوّدت الصفحات في المنع من اتباعهم .. وهل قلنا باتباعهم في خطئهم؟؟ .. سبحان الله.
كلامنا هو في رفع التأثيم عنهم .. واستدلالنا بأفعال الصحابة هو دليل في هذا الباب.
قال ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 35/ 78]:
أَمَا إذَا كَانَ الْبَاغِي مُجْتَهِدًا وَمُتَأَوِّلًا، وَلَمْ يَتَبَيَّنْ لَهُ أَنَّهُ بَاغٍ، بَلْ اعْتَقَدَ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ - وَإِنْ كَانَ مُخْطِئًا فِي اعْتِقَادِهِ -، لَمْ تَكُنْ تَسْمِيَتُهُ بَاغِيًا مُوجِبَةً لِإِثْمِهِ، فَضْلًا عَنْ أَنْ تُوجِبَ فِسْقَهُ. وَاَلَّذِينَ يَقُولُونَ بِقِتَالِ الْبُغَاةِ الْمُتَأَوِّلِينَ يَقُولُونَ - مَعَ الْأَمْرِ بِقِتَالِهِمْ -: قِتَالُنَا لَهُمْ لِدَفْعِ ضَرَرِ بَغْيِهِمْ؛ لَا عُقُوبَةً لَهُمْ؛ بَلْ لِلْمَنْعِ مِنْ الْعُدْوَانِ. وَيَقُولُونَ: إنَّهُمْ بَاقُونَ عَلَى الْعَدَالَةِ؛ لَا يُفَسَّقُونَ. وَيَقُولُونَ: هُمْ كَغَيْرِ الْمُكَلَّفِ، كَمَا يُمْنَعُ الصَّبِيُّ وَالْمَجْنُونُ وَالنَّاسِي وَالْمُغْمَى عَلَيْهِ وَالنَّائِمُ مِنْ الْعُدْوَانِ أَنْ لَا يَصْدُرَ مِنْهُمْ؛ بَلْ تُمْنَعُ الْبَهَائِمُ مِنْ الْعُدْوَانِ.
ولكن الإنصاف عزيز .. فنحن ما فتئنا نسمع أن هؤلاء الخارجين على هذه الأنظمة فسقة فجرة خوارج كلاب أهل النار .. والله المستعان
أما الأعيان منهم؛ كالحسين وابن الزبير، وابن جبير؛ فلا. لا يجوز أن يؤثم الواحد منهم؛ فضلاً عن أن يفسق أو يكفر!.
وأما مطلقًا؛ (فنعم). لأن الأدلة جاءت بذلك. فكل من وافق في الفعل، وأقيمت عليه الحجة من الكتاب والسنة، ثم أصر على الاحتجاج بفعلهم (دون الكتاب والسنة)؛ فهو آثم ومذموم (بعينه).
لو أقيمت عليه الحجة فردّها دون تأويل معتبر .. فكيف لو كانت هذه المسألة مما اختلف العلماء في كونها كفراً؟؟
ومن العجيب أن أبا رقية نفسه يعترف أن الصحابة ناصحوا الحسين وابن الزبير - رضي الله عنهما - وحذروهما أشد تحذير من الخروج ومغبته، فأبيا عليهم إلا إن يخرجا .. ومع هذا لم يحكم أحد بفسقهما!!
يقول أبو رقية في كلام نفيس في هذا الباب:
? فعن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال: إني سمعت النبي (ص) يقول: «ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة». وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله, وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجلٌ على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال, وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه.
وقال ابن عمر له ولابن الزبير -رضي الله عنهم-: «أذكركما الله إلاّ رجعتما ولا تفرقا بين جماعة المسلمين». وكان يقول: «غلبَنَا الحسين بن علي - رضي الله عنهما - بالخروج ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة , فرأى من الفتنة وخذلان الناس لهما ما كان ينبغي له أن يتحرّك ما عاش , وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس, فإن الجماعة خير».
? وقال له أبو سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: «اتق الله والزم بيتك ولا تخرج على إمامك».
? وقال أبو واقد الليثي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: «بلغني خروج الحسين بن علي - رضي الله عنهما - فأدركته بملل , فناشدته بالله ألاّ يخرج, فإنه يخرج في غير وجه خروج, إنما خرج يقتل نفسه, فقال: لا أرجع».
? وقال جابر بن عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: «كلمت حسيناً فقلت: اتق الله ولا تضرب الناس بعضهم ببعض, فوالله ما حمدتم ما صنعتم؛ فعصاني» اهـ.
? قال ابن الأثير - في "أسد الغابة" (2/ 28) - عن خروج الحسين: «فأتاه كتب أهل الكوفة وهو بمكة؛ فتجهز للمسير؛ فنهاه جماعة؛ منهم: أخوه محمد ابن الحنفية وابن عمر وابن عباس وغيرهم» اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
? وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -في "المنهاج" (4/ 529) -: «وكان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة؛ كما كان عبد الله بن عمر , وسعيد بن المسيب, وعلي بن الحسين, وغيرهم: ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد. وكما كان الحسن البصري, ومجاهد, وغيرهما: ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث» اهـ. وقال أيضًا -"المنهاج" (4/ 530): «ولهذا لما أراد الحسين أن يخرج إلى أهل العراق لما كاتبوه كتباً كثيرة: أشار عليه أفاضل أهل العلم والدين كابن عمر وابن عباس وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: ألاّ يخرج ... » اهـ.
? وقال الحافظ ابن كثير -لمّا ذكر قتال أهل المدينة ليزيد كما في "البداية والنهاية" (8/ 235) -: «وقد كان عبد الله بن عمر بن الخطاب وجماعات أهل بيت النبوة ممن لم ينقض العهد ولا بايع أحداً بعينه بعد بيعته ليزيد» اهـ. وقال -"البداية والنهاية" (8/ 161) - عن خروج الحسين: «ولما استشعر الناس خروجه: أشفقوا عليه من ذلك, وحذروه منه, وأشار عليه ذوو الرأي منهم والمحبة له بعدم الخروج إلى العراق, وأمروه بالمقام بمكة, وذكروا ما جرى لأبيه وأخيه معهم» اهـ.
فهذه الأدلة تبيّن أنهم بُيّن لهم، وحُذّروا، ونوصحوا في دين الله .. ولكنهم لم يسمعا ..
ثم يقول أبو رقية:
والفرق بين الأوائل وهؤلاء؛ أن الأوائل قد ثبتت لهم المناقب، وسار بفضلهم الركبان، ثم إنه (لم يثبت) لنا أنهم علموا الأدلة؛ فخالفوها، وأصروا، كما أنهم لم يصرحوا بمذهبهم في الخروج؛ فقد يكون خروجهم مبني على واقع يغاير الأدلة المعلومة -إن كانوا علموها اصلاً-. فكل هذه الاحتمالات تجعلنا نتوقف في تأثيمهم بأعينهم، وقد يكون (بعضهم) آثم فعلاً، وقد غفر الله له، ولكنا لا نعلم ذلك من الله؛ فلا نجزم بذلك؛ فلا نؤثمه.
يقول: ((ثم إنه (لم يثبت) لنا أنهم علموا الأدلة؛ فخالفوها، وأصروا)) .. كل هذه النصائح والمناشدات والتحذيرات .. لا تثبت لك كل هذا؟
ويقول: ((كما أنهم لم يصرحوا بمذهبهم في الخروج؛ فقد يكون خروجهم مبني على واقع يغاير الأدلة المعلومة -إن كانوا علموها اصلاً-.)) ..
يعني هم خرجوا ولم يكن ثمة كفر بواح .. بل ولا معصية بواح!!! .. يعني هم خرجوا بعلم خاص لم يعلمه غيرهم ..
يروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع - كان داعية لابن الزبير - مشى من المدينة هو وأصحابه إلى محمد ابن الحنفية، فأرادوه على خلع يزيد، فأبى عليهم. فقال ابن مطيع: إنَّ يزيد يشرب الخمر، ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب، فقال محمد: ما رأيتُ منه ما تذكرون، قد حضرته وأقمت عنده، فرأيته مواظباً على الصلاة، متحرياً للخير، يسأل عن الفقه، ملازماً للسنة، قالوا: ذلك كان منه تصنعاً لك، قال: وما الذي خاف مني أو رجا حتى يُظهر لي الخشوع؟! ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا، قالوا: إنه عندنا لحق وإن لم نكن رأيناه! فقال لهم: أبى الله ذلك على أهل الشهادة، و لست من أمركم في شيء.
[البداية و النهاية؛ (8/ 233)] و [تاريخ الإسلام – حوادث سنة 61 - 80هـ – (ص274)]. و قد حسّن الأخ محمد الشيباني إسناده، انظر: [مواقف المعارضة من خلافة يزيد بن معاوية (ص384)].
يعني حتى أمور الفسق هذه لم يروا يزيد يفعلها!!!
فإن كان هذا العلم الخاص الذي علمه هؤلاء السلف، لم يشاركهم فيه أحد .. فهو مخالف لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: إلا أن تروا كفراً بواحاً.
وحتى افتراءات ابن مطيع على يزيد لم تصل في درجتها إلى الكفر الصراح ..
بل حتى لو تركنا مواقف هؤلاء السلف وأحوالهم مع الحكام ..
فما حكم ما فعله أبو حنيفة - رحمه الله - من التحريض على الخروج على المنصور؟؟ .. وقال: إن خروجاً عليه يعادل خروج الرسول - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بدر!!
وما حكم من أفتى بجواز الخروج عليه، كالإمام مالك؟؟ ..
وأنا لست هنا في مقام الترجيح بين الأقوال .. لكنني أقول:
حتى لو كان هؤلاء المجاهدون اتبعوا مذهباً قديماً للسلف أخطأوا فيه .. لا يحلّ لنا بحال تأثيمهم وتأويلاتهم في ذلك قويّة .. بل حتى إن العلماء أنفسهم اختلفوا في كفر من حكم بالقانون ..
وبغض النظر عن هذا وذاك .. يبقى السؤال مطروحاً في هذا المقام:
هل كان على الصحابة الوقوف بجانب يزيد في قتاله للحسين وابن الزبير - رضي الله عنهما -؟
وهل كان على السلف الوقوف مع المنصور في قتاله لمحمد النفس الزكية - رحمه الله -؟
وهل كان على السلف الوقوف مع الواثق على الإمام أحمد بن نصر الخزاعي - رحمه الله -؟
أم أن الصواب فيما فعلوه هو: قعودهم عن القتال مع كلتي الطائفتين؟؟
فإن لم يسع علماء السلطان سوى القتال مع الطغاة الظلمة الفسقة، الثابت فسقهم وظلمهم بالكتاب والسنة .. على الذين يطالبون بإقامة شرع الله في أرضه .. فهؤلاء - بلا شك - أولى الناس بالتأثيم.
=================
أما باقي كلامك عن حكم اتباع هؤلاء الخارجين .. فليس هو محور نقاشنا هنا .. إنما محور النقاش هو في تأثيمهم وحكم قتالهم .. خاصة وأن الحاكم ظالم فاسق، مشهود بفسقه وظلمه .. والخارج عليه عادل، طالب للحق ورفع الظلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 09:14]ـ
? أولاً ?
الموضوع إنما هو عن الخروج على (الظلمة)،
وليس عن الكفرة، أو أصحاب القوانين الوضعية،
ومشاركاتي السابقة لم تتعد هذا الإطار أبدًا، وأتحدى من يثبت لي غير هذا؛
فتنبه يا أبا شعيب، ولا تخلط الأوراق!، ولا تعتقد أني نسيت كلامنا في موضوعي (سقوط الولاية .. )؛ بل أعد الرد على شبهاتك كما وعدت الإخوة؛ فترقبه قريبًا!.
أما ههنا؛ فلست مستعدًا أن أضيع وقتي في هذا؛ وإنما أناقش النقطة التي تعرض لها صاحب الموضوع، والإخوة.
فإن كنت تحب الخروج عما تكلمتُ فيه، وتكلم فيه الإخوة؛ فذلك شأنك وصاحب الموضوع، ولكني لن أرد عليك حينئذٍ، وأظنك فاعل؛ حتى أترك لكم الساحة؛ فهذا ظني بكم للأسف، ولكني أرجو من الله أن يخيب هذه المرة؛ فينضبط النقاش.
? ثانيًا ?
لا يجرؤ مسلم؛ فضلاً عن عالم أن يؤثم أحدًا من السلف؛ فضلاً عن تفسيقه أو تكفيره؛ لاسيما إذا كان من أصحاب النبي (ص)؛ فإن الطعن فيهم زندقة على أقل الأحوال!.
فلماذا تلزمنا بتاثيمهم، وتفسيقهم؛ مع أننا نصرح بعكسه؟!.
على سبيل المثال: قد سبق ونقلنا عن شيخي الإسلام قولهم الذي نقره ونقول به:
قال شيخ الإسلام:
___ «ومما يتعلق بهذا الباب؛ أن يُعْلَمَ أن الرجل العظيم في العلم والدين -من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة من أهل البيت وغيرهم- قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن، ونوع من الهوى! الخفي!؛ فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي اتباعه فيه ((وإن كان من أولياء الله المتقين)).
ومثل هذا إذا وقع يصير ((فتنة)) لطائفتين:
1 - طائفة تعظمه؛ فتريد تصويب ذلك الفعل!!، واتباعه عليه!!!.
2 - وطائفة تذمه!؛ فتجعل ذلك قادحا في ولايته وتقواه!؛ بل في بره! وكونه من أهل الجنة!؛ بل في إيمانه!؛ حتى تخرجه عن الإيمان!!.
و ((كلا)) هذين الطرفين ((فاسد))!.
والخوارج والروافض! وغيرهم من ذوي الأهواء؛ دخل عليهم الداخل من هذا.
ومن سلك طريق الاعتدال:
1 - عظم من يستحق التعظيم وأحبه ووالاه
2 - وأعطى الحق حقه
فيعظم الحق ويرحم الخلق» انتهى كلامه رحمه الله.
وقد سبق معنا بتمامه!، ولكن القوم لا يقرأون!!.
? ومثله قول ابن القيم -ولعلهم يقرأونه-؛ كما في «إعلام الموقعين»؛ قال:
___ «معرفة فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم، وأن فضلهم وعلمهم ونصحهم لله ورسوله لا يوجب قبول كل ما قالوه، وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفي عليهم فيها ما جاء به الرسول فقالوا بمبلغ علمهم والحق في خلافها (لا يوجب=) إطراح أقوالهم جملة و (=تنقصهم والوقيعة فيهم)؛ فهذان طرفان جائران عن القصد،
وقصد السبيل بينهما:
1 - فلا نؤثم
2 - ولا نعصم،
(ولا نسلك بهم مسلك الرافضة=) في علي،
ولا مسلكهم (=في الشيخين)؛
بل نسلك مسلكهم أنفسهم فيمن قبلهم من الصحابة؛ فإنهم لا يؤثمونهم ولا يعصمونهم، ولا يقبلون (كل) أقوالهم ولا يهدرونها ........ ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل ومأجور لاجتهاده؛ فلا يجوز أن يتبع فيها، ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين ......... » انتهى. وياليتهم سيقرأونه!.
أما إن كنت تعتقد أن هناك تلازمًا بين تخطيء الفعل، وتخطيء الفاعل، وتفسيق النوع، وتفسيق العين؛ فالأحرى بك -حينئذٍ-! أن تراجع أصول أهل السنة في التفريق بين الأنواع والأعيان؛ فهذه المسألة محل إجماع عندهم؛ يعني إثبات الفرق بين النوع والعين.
قال ابن القيم: «ولا منافاة بين هذين الأمرين -[يعني: بين إثبات الفضل لأهله، ورد بعض قولهم، وتخطئتهم فيه]- لمن شرح الله صدره للإسلام؛ وإنما يتنافيان عند أحد رجلين:
1 - جاهل!! بمقدار الأئمة وفضلهم،
أو
2 - جاهل!! بحقيقة الشريعة التي بعث الله بها رسوله» اهـ.
ولا نحسبك منهم يا أخانا؛ بل ولا نريدك كذلك؛ والله يعلم.
? ثالثًا ?
أما كلامك عن وقوفنا مع الحكام الظلمة؛ فبسط هذه المسألة بضوابطها لا محل له ههنا، ثم إننا لم نقف مع أحدًا (بعينه). ولا يلزم كوننا ندافع عن الحق (الجلي) في هذه المسألة؛ أننا ندافع عمن كان هذا الحق في صفه.
• فليس ذنبنا أن النبي (ص) أخذ العهد علينا:
(يُتْبَعُ)
(/)
« ... أَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ ((إِلا)):
[1]- أَنْ تَرَوْا [2]- كُفْرًا [3]- بَوَاحًا [4]- عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ»
ولو كان المستفيد من قوله هذا هم الظلمة!!.
• وليس ذنبنا أن النبي (ص) قال:
«يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ [يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي] لا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، [يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي] وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ!. قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟!. قَالَ: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ؛ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ»
ولو كان المستفيد من قوله هذا هم الظلمة؛ أصحاب القلوب الشيطانية!!.
أقول:
• فهل كان النبي (ص) يدافع عن الظلم وأهله؟!
• وهل كان النبي (ص) يرضى لأمته الظلم والهوان بضربهم وأخذ أموالهم؟!
• وهل أمر النبي (ص) هذا؛ يتعارض مع فعله الحسين وابن الزبير وغيرهم؟!
أجبني -بربك- يا أبا شعيب
ولعلمك؛ فما يلزمك من الجواب عن النبي (ص)؛ إنما هو جوابنا عليك سواء بسواء.
فما نتبع غير أوامر النبي (ص)؛ وإن كان المستفيد من ذلك من كان!.
فنصبر على الظلمة؛ وإن ضربنا، وأخذت أموالنا؛ لا لأجل سواد عيون الحكام الظلمة!؛ والذين يشهد الله على بغضنا لهم؛ بل لأن هو عين ما أمر النبي (ص)؛ الذي {مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}.
فالحق أحب إلينا من أهوائنا!؛ فنجهر به؛ وإن كان في صالح هؤلاء.
? رابعًا ?
نود أن نستزيد من علمك!؛ فتعطينا الضابط عندك! في معرفة كون المسألة خلافية أم لا؟!؛
يعني هل تعتقد أن (كل) مسألة اختلف فيها العلماء؛ أن الخلاف فيه معتبر؛ حتى لو كان أحد أطراف الخلاف يخالف نصًا صريحًا قطعي الدلالة؛ أو كان مخالفًا للإجماع المستقر؟!
فإن كان جوابك بالنفي؛ فقد اتفقنا -حينئذٍ- على أصل المسألة؛ وهو أنه ليس كل مسألة اختلف فيها السلف؛ تعد من مسائل الخلاف المعتبر؛ فيكون خلاف الحسين وابن الزبير من الخلاف الغير معتبر؛ لمخالفته للنصوص الصريحة.
أما إن كان جوابك بالإيجاب؛ فلتخبرنا:
لماذا ننكر -حينئذٍ- على المرجئة قولهم أن الإيمان هو الاعتقاد (=في القلب)؟!؛
ألم يقل بذلك أكابر كأبي حنيفة، وحماد بن سلمة وغيرهم كثير؟!
ولماذا تسويد الصفحات من قِبَل من هب ودب! في الإنكار على المرجئة؛ والمسألة خلافية؟!
ألم يكن علماء المرجئة يحتجون بعموم الأحاديث النبوية في كون الإيمان في القلب؟!
وما موقفك من تأثيم أبي حنيفة، وتفسيقه؟!
وما موقفك من حكم اتباعه على قوله بأن الإيمان في القلب؟!
وهل يستلزم تخطئته في قوله، والقول بتحريم اتباعه عليه؛ هل يستلزم ذلك تأثيمه، أو تفسيقه؟!
فإن تهربت وقلتَ -كما قلتَ-:
كلامك عن حكم اتباع هؤلاء الخارجين .. فليس هو محور نقاشنا هنا ..
فأقول لك؛ بل هو محور نقاشنا؛ والذي هو عن حكم اتباعهم على ذلك الخطأ، وليس نقاشنا عن تاثيمهم؛ فذا لا يجادل فيه مسلم؛ فضلاً عن طالب علم!.
فحكم اتباعهم؛ إنما هو الثمرة المرجوة من النقاش حول فعلهم.
وإلا فماذا ينفعك فعلهم، وخروجهم؛ وإن كان صحيحًا؟!؛
ألستَ تورده للاحتجاج به؛ لتفعل مثلهم أو لتصبغه بالصبغة الشرعية؟!
• إن قلتَ: لا، ولكني أصحح فعلهم مع من خرجوا عليهم فقط، وليس تصحيحه مع كل حاكم ظالم
قلنا: فلا يكون بيننا وبينك -حينئذٍ- خلاف؛ إلا على مجرد وقائع تاريخية!؛ لا ثمرة لها في تقرير الحكم الشرعي بحال. فتقرير خطأهم من صوابهم لا يجدي؛ فذاك أمر انتهى وفات. وإنما الذي يجدي؛ هل يصح الاقتداء بهم؛ فيصحح الخروج على كل ظالم؛ أم لا؟!؛ لاسيما وفعلهم مخالف للنصوص القطعية من (جهة التنظير)؟!
• وإن قلت: يصح الاقتداء بهم
قلنا: فيصح -حينئذٍ- ايضًا اتباع أبي حنيفة على القول بالإرجاء؛ سواء بسواء.
? خامسًا ?
قد سبق وقررنا أن الحق (واحد) في أي مسألة، والحجة إنما هي في الكتاب والسنة، وأنه لا عبرة بقول أو فعل يخالفهما؛ قال تعالى:
{فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ:
_? إِلَى اللّهِ
_? وَالرَّسُولِ
إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا حجة لقول أحد -كائنًا من كان! - في مقابل النصوص الشرعية (القاطعة).
ثم إنه قد سبق وطرحنا سؤالاً على أخينا الدهلوي؛ فلم يجب عليه بشيء!، ومازلنا ننتظر جوابه. وما أنت بأقل منه! يا أبا شعيب؛ فلتجب لنا عليه؛ بصراحة شديدة؛ دون التفاف أو تهرب؛ كما تفعل دائمًا! عندما تشعر بالمحاصرة والعجز. السؤال هو:
ما هو القول (المقدم) عندك يا أبا شعيب (=أو يا دهلوي) في هذه المسألة؛ أعني الخروج على ((الظلمة)):
• قول الرسول (ص) (الخاص)؛ (الصريح)؛ (القطعي الدلالة)، وقول عامة الصحابة رضي الله عنهم.
• أم قول الحسين، وابن الزبير، وابن جبير، وأدلتهم (العامة) (المحتملة)!.
؟!!
وأزيدكما أيضًا:
• هل الأحاديث السابقة عن النبي (ص) صريحة الدلالة عندك بتحريم الخروج؟!؛ أم ماذا ترى؟!
• ثم هل كان النبي (ص) يدافع عن الظلم وأهله من الحكام الظلمة؛ عندما قال هذه الأحاديث في تحريم الخروج على الظلمة؟!. إن كان جوابك بـ (لا)؛ فلماذا تعتبر من يروي هذه الأحاديث -عن النبي (ص)، ويروج لها- مدافعًا عن الظلمة وظلمهم؛ مع أنه يلزم النبي (ص) -على قولك! - ما ألزمتنا به من الدفاع عن الظلمة وظلمهم؟!.
• وهل كان النبي (ص) يعلم أمته الجبن، وإقرار الظلم عندما قال هذه الأحاديث في تحريم الخروج على الظلمة؟!
• وهل كان النبي (ص) يرضى لأمته الظلم والهوان؛ عندما أمرهم بالصبر على ضرب الحكام لهم، وأخذهم أموالهم؟!
• وهل أمر النبي (ص) بالصبر على الظلمة وظلمهم، ومنع الخروج عليهم؛ كما جاء في هذه الأحاجيث؛ هل هذه الأوامر من النبي (ص) تتعارض -بوضوح- مع ما فعله الحسين وابن الزبير وغيرهم؟!. فإن كان جوابكم بـ (نعم)؛ فـ {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}؟!
وإن كانت الأخرى؛ فالرجاء التبيين، والتوضيح ((بالدليل)).
أنتظر جوابكما على أحر من الجمر؛ وأرجوا عدم الحيدة، أو التهرب إما بتغيير وجهة موضوع النقاش، أو التهرب بإلقاء أسئلة على أسئلتي!.
والله، ثم والله؛ إننا لفي زمن الغربة الحقة؛ أقول لهم: ..... قال رسول الله (ص)، ويقولون: بل قال فلان!، وفعل فلان!؛ ............. !!!.
ألا إنه توشك أن تنزل علينا حجارة من السماء؛ فقد صرنا نعتذر من أقوال رسول الله (ص)، ونتحاشاها؛ لقول غيره!، وفعل غيره!.
فاللهم رحماك رحماك بنا
اللهم لا تجعلنا ممن استبدلوا الذي هو أدنى! بالذي هو خير
اللهم اجعلنا من أتباع نبيك حقًا وصدقًا؛ لا ادعاءً وكذبًا
اللهم ارنا الحق حقًا، وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 09:32]ـ
أستغفر الله العظيم و أتوب اليه الإخوة الكرام ما وقع من قتال بين الصحابة ليس حجة لأحد منكم و لا ينبغي الخوض فيه لأنها مسائل دقيقة لها ادلتها و ليس من تلك الأدلة الخروج على الأمير التي تمت بيعته و الذي حرم الله و رسوله الخروج على من ثبتت امامته ببيعة الناس له قال ابن قدامة المقدسي في كتابه المغني شرح الخرقي ج12 ص 243:و جملة الأمر أن من اتفق المسلمون على امامته و بيعته تثبت امامته و وجبت معونته لما ذكرنا من الحديث و الاجماع في معناه.من ثبتت امامته بعهد النبي صلى الله عليه و سلم أو بعد امام قبله اليه.فان أبا بكر ثبتت امامته باجماع الصحابة على بيعته و عمر ثبتت امامته بعهد أبي بكر اليه و أجمع الصحابة على قبوله و لو خرج رجل على الإمام فقهره و غلب الناس بسيفه حتى أقروا له،وأذعنوا بطاعته، و بايعوه،صار اماما يحرم قتاله،والخروج عليه، و ذلك لما في الخروج عليه من شق عصا المسلمين و اراقة دمائهم و ذهاب أموالهم، و يدخل الخارج عليه في عموم الحديث الذي رواه عرفجة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ستكون هنات و هنات، و رفع صوته، ألا و من خرج على أمتي و هم جميع فاضربوا عنقه بالسيف كائنا من كان أخرجه مسلم في باب حكم من فرق أمر المسلمين من كتاب الإمارة كما أخرجه أبو داود و أحمد و غيرهم قلت معقبا على ابن قدامة رحمه الله و لنا في الصحابة أسوة حسنة حيث عاشوا في ظل نظام الأمويين و كذلك فقهاء التابعين و أئمة الهدى فقهاء الأمصار عاشوا في ظل دولة الأمويين و كذلك دولة العباسيين و من بين هؤلاء الأمراء من عرفوا بالفسوق و الفجور فكان دور هؤلاء الدعاة الهداة طاعتهم في المنشط و المكره كما نص على ذلك الحديث لكنهم كانوا ينكرون المنكر و لو كلفهم ذلك التعزيز و التنكيل بهم لأنهم لا تأخذهم في قول الحق لومة لائم و هم القدوة فعلينا التأسي بهم و الاهتداء بهديهم المبين بالكتاب و السنة و الإجماع و الله ولي التوفيق
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 09:52]ـ
قلت و أما الإجماع فانه صحيح و قد أتيت به من قبل من كتاب القنوجي و ابن القطان الفاسي و الرسالة و ابن المنذر و بينت دليله من الكتاب و السنة و ما رأيت انتقضه و لا شكك فيه أحد منكم و انما قام البعض بنقول تتعلق بما وقع بين الصحابة ليس فيها الخروج على من ثبتت ولايته باجماع المسلمين كما بين ذلك أيضا ابن قدامة المقدسي رحمه الله فاتقوا الله يا اخوان بما تفهمونه من نصوص مخالفة لما كان عليه السلف الصالح و خاصة الراسخون في العلم من السلف فمهما كانت من هنات و هنات كما أخبر بذلك الصادق المصدوق فطاعة من ولاه الله أمركم واجبة بالكتاب و السنة و الإجماع و الله ولي التوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 09:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا الخلاف بعد كل ما ذكره الأخ [أبو رقية الذهبي] وغيره من الأفاضل من أدلة نقلية، وعقلية لرفع الخلاف في هذه المسألة حتى وإن كنا نخالفه في مسألة أخرى.
فقد ذكر الأخ الحق بدون أي شبهات.
وأذكر إخواننا حفظهم الله تعالى بقول الله عز وجل:
" فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ "
قال الإمام ابن رجب -رحمه الله-
"وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له، وهو أن كثيرا من أئمة الدين قد يقول قولاً مرجوحاً، ويكون مجتهداً فيه مأجوراً على اجتهاده فيه موضوعاً عنه خطؤه فيه، ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة؛ لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله، بحيث إنه لو قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ولا انتصر له ولا والى من وافقه ولا عادي من خالفه، وهو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه، وليس كذلك؛ فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق وإن أخطأ في اجتهاده، وأما هذا التابع فقد شاب انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه وظهوركلمته وأن لا ينسب إلى الخطإ، وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق، فافهم هذافإنه مهم عظيم ".في جامع العلوموالحكم (2/ 267):
وأنبه على شىء مهم جداً ذكر في هذا الموضوع:
أن بعض من تسميهم [المجاهدون] يتنافي فعله مع ما فعله بعض أئمة السلف رضي الله عنهم.
فهل يستوي تفجير البيوت بمن فيها من المسلمين بما فعله أئمة السلف؟!!!
نعوذ بالله من عدم نطق الحق في أي حال من الأحوال.
وعلماء أهل السنة الذين وصفوا بعض من تسميهم [المجاهدون] بسلوكهم مسلك الخوارج، لم يكن لسبب الخروج فقط، ولكن لرؤيتهم أنهم استحلوا دماء المسلمين من قتل وتفجير وغير ذلك.
وقد حدثني أحد الثقات: أنه خاطب أحد هؤلاء الذين يؤيدون فكر الخروج بأنه قال له:
[إن كانت حافلة ممتلئة بنساء وأطفال المسلمين وفيها جندي أمريكي واحد أو يهودي واحد فإنه على استعداد بتفجيرها من فيها من نساء وأطفال المسلمين _ وحسابهم على الله تعالى]
فهل هذا الفكر يتطابق مع فعل أئمة الرحمة مثل: الحسين رضي الله عنه وغيره من أئمة السلف!!
قال الله عز وجل: {وإذا قلتم فاعدلوا}
ـ[آبومصعب المجآهد]ــــــــ[19 - Nov-2008, صباحاً 12:09]ـ
هل تقصد أن شروح العثيمين والبراك والفوزان والجبرين تنشر الإرجاء؟!!
مادخل هؤلاء بكلامي حول الإرجاء ..
أظنكـ لم تفهم القصد و المغزى ..
بالمعنى االواضح واظن ان من المعظلات توضيح الواضحات ولكن فالتوضيح واجب لكل بشر وابن آدم ..
الارجاء سريع الانسلال للانفس البشرية فليحذر كل واحد على نفسه ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[19 - Nov-2008, صباحاً 07:42]ـ
قبل أن أجيبك يا أبا رقية، يجب أن تعلم أن مداخلتي كانت أصلاً في رفع التأثيم عمّن ظن جواز الخروج على الإمام الظالم .. فقلت في مشاركة رقم # 36:
الاستدلال بأفعال الصحابة دليل على أن المجتهد في هذه الأمور، وإن أخطأ، لا يصح أن يُؤثّم أو يُفسّق، فضلاً عن أن يُكفّر ..
هل قلت غير هذا؟ .. هل قلت بجواز الخروج على الإمام المسلم الظالم؟ .. والله لم أقل بذلك في هذا الموضوع، ولم أتطرق إليه من قريب أو بعيد.
ثم أتيتنا تسوّد الصفحات ردّاً عليّ، وكأنني أقول بجواز الخروج .. فأين تجد هذا من كلامي؟
وقد نبهّت على ذلك في مشاركة رقم #39، فقلت:
كلامنا هو في رفع التأثيم عنهم .. واستدلالنا بأفعال الصحابة هو دليل في هذا الباب.
وقلت أيضاً في نفس المشاركة:
أما باقي كلامك عن حكم اتباع هؤلاء الخارجين .. فليس هو محور نقاشنا هنا .. إنما محور النقاش هو في تأثيمهم وحكم قتالهم .. خاصة وأن الحاكم ظالم فاسق، مشهود بفسقه وظلمه .. والخارج عليه عادل، طالب للحق ورفع الظلم.
فمحور النقاش دائر على: التأثيم أولاً .. وحكم قتال الخارجين عليه ثانياً (وهي إضافة أتيت بها في مشاركتي الثانية).
(يُتْبَعُ)
(/)
فأن يأتي أبو رقية ويسوّد الصفحات إيهاماً للناس بأني أقول بجواز الخروج على الحاكم الظالم، فهذا لا يستقيم البتة.
والآن آتي للرد عليك، إن شاء الله.
? أولاً ?
الموضوع إنما هو عن الخروج على (الظلمة)،
وليس عن الكفرة، أو أصحاب القوانين الوضعية،
ومشاركاتي السابقة لم تتعد هذا الإطار أبدًا، وأتحدى من يثبت لي غير هذا؛
فتنبه يا أبا شعيب، ولا تخلط الأوراق!، ولا تعتقد أني نسيت كلامنا في موضوعي (سقوط الولاية .. )؛ بل أعد الرد على شبهاتك كما وعدت الإخوة؛ فترقبه قريبًا!.
أما ههنا؛ فلست مستعدًا أن أضيع وقتي في هذا؛ وإنما أناقش النقطة التي تعرض لها صاحب الموضوع، والإخوة.
فإن كنت تحب الخروج عما تكلمتُ فيه، وتكلم فيه الإخوة؛ فذلك شأنك وصاحب الموضوع، ولكني لن أرد عليك حينئذٍ، وأظنك فاعل؛ حتى أترك لكم الساحة؛ فهذا ظني بكم للأسف، ولكني أرجو من الله أن يخيب هذه المرة؛ فينضبط النقاش.
إما أنك تحاورني في خصوص ما طرحتُه في مشاركة رقم #36، وهو رفع التأثيم عن هؤلاء الخارجين، وعدم جواز وصمهم بالخروج أو الفسق أو الإثم .. فتكون منصفاً بذلك .. وإما أنك وسّعت دائرة الحوار في ردّك عليّ لتشمل غيري، وهذا ما أراك فعلته .. لذلك فإنك جئت بأمور لم أطرحها في هذا الموضوع ..
هذا أولاً .. وثانياً: أنا لم أخرج عن أصل المسألة التي طرحتُها، ولن تجد تأصيلي في الخارج على الكفرة أو الحاكم بالقوانين الوضعية .. بل ما جئت بهذه إلا استطراداً، وليس أصلاً، وكان الأصل في مشاركتيّ الاثنتين هو ما ابتدأتُ به في مشاركتي الأولى.
فإن كنت ترى أن هذا الاستطراد لا يعنيك، وأنا لم أوجهه إليك أصلاً .. بل إلى من يقرأ الموضوع ويتابع، فأنت غير ملزم بالجواب .. وهكذا نخرج من الخلاف.
أما سوء ظنك المستديم بنا أننا نورد هذه الأمور للخروج عن أصل الموضوع، فهذا باطل .. ولم تكن هذه النية .. ولو كانت كذلك لكنت أصّلت لهذه المسألة ولم أجعلها من الاستطرادات.
? ثانيًا ?
لا يجرؤ مسلم؛ فضلاً عن عالم أن يؤثم أحدًا من السلف؛ فضلاً عن تفسيقه أو تكفيره؛ لاسيما إذا كان من أصحاب النبي (ص)؛ فإن الطعن فيهم زندقة على أقل الأحوال!.
فلماذا تلزمنا بتاثيمهم، وتفسيقهم؛ مع أننا نصرح بعكسه؟!.
من قال إنه لا يجوز تأثيم أحد من السلف؟ .. هل ماعز - رضي الله عنه - الذي رجمه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أثم بفعله؟ .. الجواب: نعم .. بل وقد فسق .. ولكنه تاب ورجع إلى الله.
هل الصحابي الذي كان يُسمى حماراً أثم بشربه للخمر، بل وفسق؟ .. الجواب نعم .. ولعلّه تاب (الله أعلم).
أما إلزامنا لك بتأثيمهم، فهو لأنك - حسبما فهمت من طروحاتك، وقد أكون مخطئاً - تؤثّم الخارجين على الحاكم الظالم ممن أتى بعد هؤلاء السلف .. بل وقد تفسقهم.
فإن قلت لي: لا أفعل حتى أتحقق من قيام الحجة عليهم قياماً واضحاً لا لبس فيه، ثم هم بعدها ردّوا حكم الله الذي استبان لهم، دون تأويل يرجون به طاعة الله، واتبعوا حكم غيره .. فهذا لا شك في فسقهم .. بل وكفرهم.
وقد قلت في مشاركة رقم #38:
أما الأعيان منهم؛ كالحسين وابن الزبير، وابن جبير؛ فلا. لا يجوز أن يؤثم الواحد منهم؛ فضلاً عن أن يفسق أو يكفر!.
وأما مطلقًا؛ (فنعم). لأن الأدلة جاءت بذلك. فكل من وافق في الفعل، وأقيمت عليه الحجة من الكتاب والسنة، ثم أصر على الاحتجاج بفعلهم (دون الكتاب والسنة)؛ فهو آثم ومذموم (بعينه).
والفرق بين الأوائل وهؤلاء؛ أن الأوائل قد ثبتت لهم المناقب، وسار بفضلهم الركبان، ثم إنه (لم يثبت) لنا أنهم علموا الأدلة؛ فخالفوها، وأصروا، كما أنهم لم يصرحوا بمذهبهم في الخروج؛ فقد يكون خروجهم مبني على واقع يغاير الأدلة المعلومة -إن كانوا علموها اصلاً-. فكل هذه الاحتمالات تجعلنا نتوقف في تأثيمهم بأعينهم، وقد يكون (بعضهم) آثم فعلاً، وقد غفر الله له، ولكنا لا نعلم ذلك من الله؛ فلا نجزم بذلك؛ فلا نؤثمه.
التأثيم لا يكون إلا بعد قيام الحجة، حتى على الجماعة .. فإن الجماعة لها حكم الفرد .. فلا تأثم إلا بعد إقامة الحجة عليها ..
فقولك: هذه جماعة آثمة .. غير قولك: هذه جماعة مخطئة ..
فالخطأ ثابت بحجة أو بغيرها .. أما الإثم فلا يكون إلا بحجة.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا، مع التنبيه أنه إن ثبت إثم هذه الجماعة بعد إقامة الحجة، لا يعني هذا أن يأثم كل من فيها تعييناً.
أما إن كنت تعتقد أن هناك تلازمًا بين تخطيء الفعل، وتخطيء الفاعل، وتفسيق النوع، وتفسيق العين؛ فالأحرى بك -حينئذٍ-! أن تراجع أصول أهل السنة في التفريق بين الأنواع والأعيان؛ فهذه المسألة محل إجماع عندهم؛ يعني إثبات الفرق بين النوع والعين.
أعلم هذه الأمور، والحمد لله .. وهذه أمور معلومة ظاهرة عند أهل السنة والجماعة.
? ثالثًا ?
أما كلامك عن وقوفنا مع الحكام الظلمة؛ فبسط هذه المسألة بضوابطها لا محل له ههنا، ثم إننا لم نقف مع أحدًا (بعينه). ولا يلزم كوننا ندافع عن الحق (الجلي) في هذه المسألة؛ أننا ندافع عمن كان هذا الحق في صفه.
• فليس ذنبنا أن النبي (ص) أخذ العهد علينا:
« ... أَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ ((إِلا)):
[1]- أَنْ تَرَوْا [2]- كُفْرًا [3]- بَوَاحًا [4]- عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ»
ولو كان المستفيد من قوله هذا هم الظلمة!!.
• وليس ذنبنا أن النبي (ص) قال:
«يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ [يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي] لا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، [يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي] وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ!. قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟!. قَالَ: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ؛ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ»
ولو كان المستفيد من قوله هذا هم الظلمة؛ أصحاب القلوب الشيطانية!!.
أقول:
• فهل كان النبي (ص) يدافع عن الظلم وأهله؟!
• وهل كان النبي (ص) يرضى لأمته الظلم والهوان بضربهم وأخذ أموالهم؟!
• وهل أمر النبي (ص) هذا؛ يتعارض مع فعله الحسين وابن الزبير وغيرهم؟!
أجبني -بربك- يا أبا شعيب
ولعلمك؛ فما يلزمك من الجواب عن النبي (ص)؛ إنما هو جوابنا عليك سواء بسواء.
فما نتبع غير أوامر النبي (ص)؛ وإن كان المستفيد من ذلك من كان!.
فنصبر على الظلمة؛ وإن ضربنا، وأخذت أموالنا؛ لا لأجل سواد عيون الحكام الظلمة!؛ والذين يشهد الله على بغضنا لهم؛ بل لأن هو عين ما أمر النبي (ص)؛ الذي {مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}.
فالحق أحب إلينا من أهوائنا!؛ فنجهر به؛ وإن كان في صالح هؤلاء.
لم أقل أنك بكلامك هذا تقف مع الحاكم الظالم وتعضده .. ولن تجد ذلك في كلامي .. بل إنني عندما أتكلم عن أعوان الظلمة .. فأنا أستطرد وأقول: "علماء السلطان" .. ولم أتهمك بشيء من ذلك .. لأنني حقيقة لم أستبن عن حقيقة مذهبك في هذه المسائل.
أما أقوال الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فهي مقدمة على أقوال البشر، حتى على أقوال أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - ..
والأحاديث في المنع من الخروج على الحاكم الظالم صحيحة، ولا أنكرها، معاذ الله .. ولكن ما يشتد نكيرنا عليه هو التأثيم والتفسيق الذي يحكم به علماء السلطان على الخارجين على هؤلاء الفجرة الظلمة (وإن لم يكونوا كفرة) .. الثابت فسقهم وظلمهم بالكتاب والسنة .. والذين يُطالبون بردّ حقوق الله تعالى، وليس حقوق دنياهم!!
وقد ذكرت لك أنني لا أعلم موقفك من هذه المسائل .. فاستطردت وذكرت علماء السلطان الثابت قولهم في هؤلاء المجاهدين .. ولم أذكرك تعييناً.
أما قولك: هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدافع عن الظلم وأهله؟ .. فأقول: معاذ الله، وحاشا وكلا .. ولعن الله من يعتقد بمثل هذا .. ولكنه كان يدافع عن حدود الله تعالى، والمصلحة الشرعية العامة.
أما سؤالك: هل قول النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي أتيت به يتعارض مع فعل الحسين وابن الزبير وغيرهما، رضي الله عنهم جميعاً؟
أقول لك: ليس بالضرورة ..
فمن قرأ التاريخ علم أن الحسين وابن الزبير - رضي الله عنهما - لم يعقدا البيعة ليزيد .. بل وقد استجداهما معاوية - رضي الله عنه - فأبيا عليه، ولم يعقدا البيعة له، لأنهما رأيا أن الاستخلاف لم يأت به كتاب أو سنة.
فبهذه الحال هما لم يخرجا على إمام قد بايعاه ..
فإيرادك لحديث الأئمة وتحريم الخروج عليهم، هو فيمن بايع ونقض البيعة .. وقد تكون هناك أحاديث أخرى تبيّن خطأهما .. ولكنني أتكلم عمّا أوردته أنت من أحاديث في هذا الشأن.
أما باقي المسائل التي طرحتها، فسآتي قريباً لجوابها .. فانتظرني، إن شاء الله.
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 02:52]ـ
[ quote= أبو رقية الذهبي;161773] ما الدليل على ذلك.
وإن كان؛ فهل إذا تعارضت أقوالهم مع الأدلة الصحيحة الصريحة القاطعة؛ هل يعتبر بقولهم -حينئذٍ-نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ ... ]
ما أقول إلا تعلم كيف تقرأ لمن يوافقك ومن يخالفك فتعلم الحق، وانصحك بكتاب ابن المبارك رحمه الله كتاب الجهاد، وكتب مسألة الإيمان في كفتي الميزان وكتاب منهج أهل السنة والجماعة للشيخ أبو عزير يوسف الجزائري الحنسي وبإذن الله تجد هناك ما يسرك ويكفينا الأقتتال هاهنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 03:00]ـ
أبو رقية الذهبي; ...... ما أقول إلا تعلم كيف تقرأ لمن يوافقك ومن يخالفك فتعلم الحق، وانصحك بكتاب ابن المبارك رحمه الله كتاب الجهاد، وكتب مسألة الإيمان في كفتي الميزان وكتاب منهج أهل السنة والجماعة للشيخ أبو عزير يوسف الجزائري الحنسي وبإذن الله تجد هناك ما يسرك ويكفينا الأقتتال هاهنا.
شكرًا على النصيحة!!.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 04:36]ـ
يا أخوان بارك الله فيكم جميعاً وينبغي أن نتأدب مع بعضنا في الحوار.
أنا طرحت هذه المسألة فقط لبيان هل صح الإجماع في المسألة أو لم يصح .. هذا هو أصل الموضوع
وللعلم فأنا أوافق الأخ أبو رقية في كونه لا يصح الخروج على أئمة الجورالمسلمين والصبر عليهم لأن النصوص الكثيرة تدل على هذا الأمر هذا لا ينكره منصف.
كما أوافق الأخ أبو شعيب في كونه لا يصح أن نأثم أو نفسق من خرج على أئمة الجور لا سيما إن كثر فسادهم فقد يكون متأول معذرو في اجتهاده.
وعلى كل حال فليس هذا هو أصل موضوعي بل أريد أن أعرف فقط هل ثبت الإجماع في المسألة أم لا؟ .. فلا تخرجوا بنا عن أصل الحوار بارك الله فيكم أجمعين.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 05:22]ـ
السلام عليكم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فمازال أخونا أبو شعيب -سدده الله- يناقشني؛ وذلك بعد مشاركتي الأخيرة؛ والتي قد جعلتها على غرار أسئلة والأجوبة المحتملة عليها، ثم الرد على كل إجابة. وما فعلتُ ذلك إلا لأقصر عليه المسافة؛ فينظر أي إجابة يريد، ثم يجد جوابي عليها.
ولكن الذي جرى عكس ذلك!؛ فأرى أن أخانا لم يقرأ مشاركتي جيدًا ليفهمها كما ينبغي. وأنا لم أقل ذلك إلا بعد رده الأخير؛ حيث تبين لي -وأحسب أنه تبين لكل المشاركين كذلك - أنه لم يفهم كلامي (كما ينبغي)؛ ولذلك تجده يكرر المسائل، ويعيد ويزيد.
فكان يكفيه أن يوضح عقيدته في النقاط الآتية:
1 - الخروج على الظلمة محرم بالكتاب والسنة والإجماع.
2 - الخلاف في هذه المسألة (ليس معتبرًا)؛ حتى ولو خالف فيها بعض السلف؛ وذلك لقطعية النصوص فيها، ووضوح دلالتها على ذلك.
3 - من خرج من السلف على الظلمة؛ ففعلهم حرام؛ لثبوت ذلك شرعًا.
4 - لا يستلزم وقوعهم في الحرام أن يكونوا آثمين او فاسقين؛ بل قد يكونون مأجورين.
5 - ليست هذه المنزلة لمن أتى بعدهم؛ لأنهم لم يثبت في حقهم من المناقب والذكر الحسن ما ثبت للأولين، ثم لأنا لا ندري أكانوا يعلمون الأدلة أم لا؛ فقد ورد تحذير الصحابة لهم فقط، ولم يرد في تحذيرهم أي أدلة شرعية. ويأخذ نفس حكمهم من العذر؛ رجل لم يعلم الأدلة أصلاً، ولم ينبه إلى حرمة الفعل؛ ففعله.
كان يكفيك يا أبا شعيب أن تقرر هذه النقاط فقط؛ لتنهي النقاش في هذه المسألة؛ بدلا من الزيادة والإعادة، والدوران في الدوائر المفرغة.
من قال إنه لا يجوز تأثيم أحد من السلف؟ .. هل ماعز - رضي الله عنه - الذي رجمه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أثم بفعله؟ .. الجواب: نعم .. بل وقد فسق .. ولكنه تاب ورجع إلى الله.
هل الصحابي الذي كان يُسمى حماراً أثم بشربه للخمر، بل وفسق؟ .. الجواب نعم .. ولعلّه تاب (الله أعلم).
الأمثلة التي ضربتها؛ ليست كالتي تعرضتُّ لها.
فأنت ضربت مثالاً بماعز وحمار الصاحبيين؛ وهما قد ثبت إثمهما (بعينهما)، وتوبتهما (بعينهما)؛ وذلك (بالسنة).
ونحن إنما نتكلم عمن (لم يثبت) إثمه، أو فسقه (بعينه)؛ لا من الكتاب ولا من السنة؛ كالحسين وابن الزبير، وابن جبير.
وإلا فهل يجوز تأثيم ابن جبير -فضلا عن الحسين وابن الزبير-؟!
وهل يجرؤ أحد على تأثيم ابن جبير -فضلا عن الحسين وابن الزبير-؟!
أتحدى أن يجرؤ على هذا أحد.
تدري لماذا؟!؛
لأنه قد يكون مجتهدًا، وقد يكون غير ذلك؛ ونحن لا نعلم؛ هل أقيمت عليه الحجة أم لا، أم كان مصيبًا في الحكم على حكام واقعه؛ أم لا ... إلخ.
ولهذا لا نجرؤ على تأثيمه؛ وإنما الذي نستطيعه؛ إنما هو تخطئته فقط، وذلك لما ثبت عندنا من الأدلة في ترك الخروج على من لم تتفق الكلمة على تكفيره.
فهو وإن رأى الحجاج كافرًا؛ فإن الكلمة لم تتفق على ذلك؛ فكان الأولى به ألا يخرج لأن الدليل يقتضي اتفاق الكلمة على كفره؛ ولكنه خرج دون ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
يجب أن تعلم أن مداخلتي كانت أصلاً في رفع التأثيم عمّن ظن جواز الخروج على الإمام الظالم
هل قلت غير هذا؟ .. هل قلت بجواز الخروج على الإمام المسلم الظالم؟ .. والله لم أقل بذلك في هذا الموضوع، ولم أتطرق إليه من قريب أو بعيد.
ثم أتيتنا تسوّد الصفحات ردّاً عليّ، وكأنني أقول بجواز الخروج .. فأين تجد هذا من كلامي؟
ها قد رجعنا إلى الخلط!.
فأنت تقول: أن مداخلتك كانت أصلاً في رفع التأثيم عمّن ظن جواز الخروج على الإمام الظالم
ثم تقول!: أن رفع الإثم عنه لا يستلزم القول بجواز الخروج على الإمام المسلم الظالم!
وهذا تناقض:
لأنه إذا لم يأثم الشخص بخروجه؛ كان خروجه -حينئذٍ- جائزًا؛ فهما متلازمان من جهة الإطلاق. فكلامك لا يصح من جهة (الإطلاق).
أما من جهة (التعيين)؛ فقد يصح؛ إذ ليس كل معين (=حسين=ابن الزبير .. ) خرج يكون آثمًا.
أما من جهة الإطلاق: فكل من خرج؛ فهو آثم فاسق؛ لأنه وقع في المحرم ........... وذلك قول يطلق فقط؛ دون تنزيله على (كل) معين.
كما يقال: "من سب الرسول؛ فهو كافر، أو فقد كفر"
فهذا قول يطلق؛ دون تنزيله على (كل) معين؛ فقد يسب (ذلك المعين) الرسولَ مكرهًا؛ فيعذر في ذلك، ولكن ذلك لا يعني عدم صحة إطلاق التكفير لساب الرسول؛ فلا يعني هذا الإطلاق إنزال الحكم على (كل) معين.
فكما لا يقال إن إطلاق القول بتكفير الساب يستلزم تكفير عمار بن ياسر؛ فكذلك -مثله- لا يقال إن إطلاق القول بتفسيق الخارج على الظلمة يستلزم تفسيق الحسين وابن الزبير وغيرهم ممن خرجوا.
ويبدو أن الخلل نشأ عندك في هذه المسألة من جهة حقيقة (الإطلاق) و (التعيين)، ودلالتهما.
وما سيأتي؛ أظنه كاف -إن شاء الله- في توضيح الأمر لك.
أما إلزامنا لك بتأثيمهم، فهو لأنك - حسبما فهمت من طروحاتك، وقد أكون مخطئاً - تؤثّم الخارجين على الحاكم الظالم ممن أتى بعد هؤلاء السلف .. بل وقد تفسقهم.
فإن قلت لي: لا أفعل حتى أتحقق من قيام الحجة عليهم قياماً واضحاً لا لبس فيه، ثم هم بعدها ردّوا حكم الله الذي استبان لهم، دون تأويل يرجون به طاعة الله، واتبعوا حكم غيره .. فهذا لا شك في فسقهم .. بل وكفرهم.
التأثيم لا يكون إلا بعد قيام الحجة، حتى على الجماعة .. فإن الجماعة لها حكم الفرد .. فلا تأثم إلا بعد إقامة الحجة عليها ..
فقولك: هذه جماعة آثمة .. غير قولك: هذه جماعة مخطئة ..
فالخطأ ثابت بحجة أو بغيرها .. أما الإثم فلا يكون إلا بحجة.
هذا، مع التنبيه أنه إن ثبت إثم هذه الجماعة بعد إقامة الحجة، لا يعني هذا أن يأثم كل من فيها تعييناً.
يبدوا أنك يا أخي لم تتأصل جيدًا في اصطلاحات أهل العلم؛ فظننت من إطلاقي التأثيم والتفسيق أنني ألصق ذلك بالأعيان؛ سواءً كانوا أفرادًا (بعينهم=بأسماءهم)، أو جماعات (بعينها=بأسماءها)؛ وهذا باطل قطعًا، ولا أقول به:
• يقول شيخ الإسلام -وأقول بقوله-:
__ «فإنا ((نطلق القول)) بنصوص الوعد والوعيد والتكفير والتفسيق؛ ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له»
• ويقول -وأقول بقوله-:
__ «هذا مع أني دائما ومن جالسني يعلم ذلك مني: أني من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرا تارة وفاسقا أخرى وعاصيا أخرى»
• ويقول -وأقول بقوله-:__ «وحقيقة الأمر في ذلك: أن القول قد يكون كفرا فيطلق القول بتكفير صاحبه ويقال: (((من قال كذا فهو كافر))) لكن الشخص المعين الذي قاله لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها. وهذا كما في نصوص الوعيد». وأقول وكذلك قولنا في التفسيق والتأثيم؛ فنحن نطلق القول بذلك؛ فنقول من فعل ذلك فهو آثم، أو فاسق، لكن ذلك لا ننزله على كل معين.
• ثم يوضح شيخ الإسلام السبب الذي جعلك وجعل البعض يفهم هذه الإطلاقات خطأ؛ فيقول:
__ «وحقيقة الأمر أنهم أصابهم في ألفاظ العموم في كلام الأئمة ما أصاب الأولين في ألفاظ العموم في نصوص الشارع؛
كلما رأوهم قالوا: من قال كذا فهو كافر
اعتقد المستمع أن هذا اللفظ شامل لكل من قاله!!،
(يُتْبَعُ)
(/)
((ولم يتدبروا)) أن التكفير له شروط وموانع قد تنتقي في حق المعين وأن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين؛ إلا إذا وجدت الشروط، وانتفت الموانع يبين هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة: الذين أطلقوا هذه العمومات لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه» اهـ
أرأيت يا أبا شعيب؟!
__فليس بالضرورة أن تنزل إطلاقات العلماء على الأعيان؛ سواءًا كانوا افرادًا أو جماعات؛ فقد يطلق العلماء الكفر أو الفسق أو المعصية أو التأثيم؛ فيقولون: "من فعل كذا؛ فهو كافر أو فاسق أو آثم"؛ وهم لا يعنون بذلك كل معين أو جماعة بعينها.
وملخص ما سبق:
? أن التأثيم (المطلق)، والتفسيق (المطلق)، والتبديع (المطلق)؛ واجب، ولا حرج فيه. فيجوز أن نقول من خرج على الظلمة؛ فهو فاسق، أو آثم؛ وذلك لا يستلزم تأثيم أو تفسيق (كل) من خرج على الظلمة من الأعيان؛ كالحسين وغيره.
? وأما تأثيم (المعين)، وكذا تفسيقه وتبديعه؛ سواء للجماعات أو الأفرد؛ فهو محرم إلا على من أقيمت عليه الحجة التي يكفر بها تارة، ويفسق بها تارة، ويبدع بها تارة أخرى.
وللفائدة:
هذا رابط لمشاركة لي وقعت قبل الكلام معك، وفيها التفصيل العلمي الدقيق لكيفية الإنكار على المخالف في مسألة (ليس الخلاف فيها معتبرًا):
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=160043&postcount=64
أعلم هذه الأمور، والحمد لله .. وهذه أمور معلومة ظاهرة عند أهل السنة والجماعة.
لم يبدُ لي أنك تعلمها (جيدًا)؛ ولايزال هذا اعتقادي للأسف!.
والأحاديث في المنع من الخروج على الحاكم الظالم صحيحة، ولا أنكرها، معاذ الله .. ولكن ما يشتد نكيرنا عليه هو التأثيم والتفسيق الذي يحكم به علماء السلطان على الخارجين على هؤلاء الفجرة الظلمة (وإن لم يكونوا كفرة) .. الثابت فسقهم وظلمهم بالكتاب والسنة .. والذين يُطالبون بردّ حقوق الله تعالى، وليس حقوق دنياهم!!
? أولاً:
___نرجو أن تبين لنا من هم علماء السلاطين في نظرك!؛ يعني سمهم لنا (=مثالاً واحدًا على الأقل). فإن لم تفعل؛ فسأعتبر كلامك على أشخاص وهميين؛ نسجتهم في خيالك!!. فكثيرًا ما نجدك -وغيرك! - تدندنون على هذه الكلمة؛ ثم (لا تجرؤون) عن الإفصاح عن أسماءهم؛ فهلا سميتهم لنا لنحذرهم؟!؛ فالدين النصيحة!.
? ثانيًا:
___قد بينا لك أن الإطلاق؛ بأن يقال: "من فعل كذا فهو آثم أو فاسق"؛ أن ذلك لا بأس به في اصطلاح العلماء؛ فللمعين عندهم شأن آخر؛ وإن وقع في عين الشيء الذي أطلقوا القول بتأثيم فاعله.
? ثالثًا:
___أما إن كنت تقصد أن بعض العلماء قد عين التفسيق والتأثيم بأشخاص معينين؛ كابن لادن، والفقيه والمسعري، وأضرابهم ... إلى آخر هذه الفئة!!؛ فهذا محل اجتهاد منهم؛ إذ قد رأوا -باجتهادهم من خلال التواصل معهم- أن الشروط توفرت فيهم، والموانع انتفت عنهم. فكيف يلامون على اجتهاد اجتهدوا فيه؟!. ومع ذلك؛ فلا أقول بوجوب اتباعهم على اجتهادهم ذلك؛ بل قد يكونوا مخطئين فيه؛ أعني في حق المعين؛ لا على سبيل الإطلاق.
? رابعًا:
___ليس بالضرورة أن يكون نبل المقصد مبررًا لسوء الفعل. فهؤلاء الذين تشير إليهم؛ من أنهم يُطالبون بردّ حقوق الله تعالى، وليس حقوق دنياهم؛ هؤلاء لم يطلبوا حقوق الله بالطرق المشروعة؛ التي شرعها لهم الله ورسوله، وجاءت في الكتاب العزيز والسنة المطهرة؛ وإنما طلبوها على طريقة الشيطان!!.
ألم ترَ كيف أمر الله أنبياءه موسى وهارون؛ بأن يقولا لفرعون!! قولاً لينًا؟!،
وفرعون هو فرعون!. وما أدراك من فرعون؟!؛
فرعون الذي قال لقومه: (أنا ربكم الأعلى)!!.
فإذا كان الله قد أمر أنبياءه باللين واللطف مع من قال: (أنا ربكم الأعلى)؛ فكيف يفترض بنا أن نفعل مع من قال -ولو ظاهرًا! - (سبحان ربي الأعلى)؟!
ولا أريد الاستفاضة في هذه المسألة؛ أي مسألة الإنكار على الحكام، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر؛ فهي من المسائل العظيمة التي ضل فيها الكثيرون، وحصل بسببها الفساد العظيم. ولا محل لنقاشها ههنا؛ فلذلك محل آخر إن شاء الله تعالى.
أما سؤالك: هل قول النبي (ص) الذي أتيت به يتعارض مع فعل الحسين وابن الزبير وغيرهما، رضي الله عنهم جميعاً؟
أقول لك: ليس بالضرورة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن قرأ التاريخ علم أن الحسين وابن الزبير - رضي الله عنهما - لم يعقدا البيعة ليزيد .. بل وقد استجداهما معاوية - رضي الله عنه - فأبيا عليه، ولم يعقدا البيعة له، لأنهما رأيا أن الاستخلاف لم يأت به كتاب أو سنة.
فبهذه الحال هما لم يخرجا على إمام قد بايعاه ..
فإيرادك لحديث الأئمة وتحريم الخروج عليهم، هو فيمن بايع ونقض البيعة .. وقد تكون هناك أحاديث أخرى تبيّن خطأهما .. ولكنني أتكلم عمّا أوردته أنت من أحاديث في هذا الشأن.
وتعليقًا على قولك الأخير؛ أوكد أن فعلهما -رضي الله عنهما- يتناقض -يقينًا- مع أقوال النبي (ص)؛ وليس يفترض بي أن انقل كل الأحاديث التي تحرم الخروج؛ فقد أشرتُ مسبقًا أن الأحاديث التي أورتها؛ إنما أوردتها على سبيل التمثيل لا الحصر؛ وذلك للتدليل على أصل المسألة. وإلا فالإمام المتغلب يأخذ حكم المبايع؛ والذي أوردتُّ في حقه الأحاديث السابقة؛ وذلك بالسنة والإجماع.
فلا يشترط أن يكون الخروج على إمام مبايع؛ حتى يسمى خروجًا؛ بل قد يعد خروجًا أيضًا إذا كان على متغلب؛ لم يبايع من قِبَل أحد أصلاً؛ فالمبايع والمتغلب لهما نفس الحكم سواء بسواء.
وهذا القول معلوم بالسنة والإجماع. فالتغلب هو أحد طرق عقد الإمامة المعتبرة -وإن كانت مذمومة-، ومن له أدنى اطلاع على كتب الفقه أو الاعتقاد؛ يعلم ذلك.
??فعن حذيفة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي (ص) قال: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ ((مُلْكًا جَبْرِيَّةً))». وفيه الإشارة إلى اعتبار ولاية المتغلب؛ حيث قال (ص): «مُلْكًا جَبْرِيَّةً»
??وعن أبي سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي (ص) قال: « ... أَلا إِنَّهُ يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ، وَلا غَدْرَةَ أَعْظَمُ مِنْ غَدْرَةِ ((إِمَامِ عَامَّةٍ)) يُرْكَزُ لِوَاؤُهُ عِنْدَ اسْتِه»
• قال المباركفوري: «قال التوربشتي: أراد به (المتغلب) الذي يستولي على أمور المسلمين وبلادهم (بتأمير العامة) ومعاضدتهم إياه ((من غير مؤامرة من الخاصة، وأهل العقد من أولي العلم))! ومن ينضم إليهم من ذوي السابقة ووجوه الناس» اهـ
• قال ابن بطال: «والفقهاء (مجمعون) على أن طاعة المتغلب واجبة ما أقام على الجمعات والأعياد والجهاد وأنصف المظلوم في الأغلب، فإن طاعته خير من الخروج عليه؛ لما في ذلك من تسكين الدهماء وحقن الدماء» اهـ. وأقره الحافظ؛ فنقله عنه (بمعناه)؛ فقال: "قال بن بطال ... (أجمع الفقهاء) على وجوب طاعة السلطان المتَغلب، والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه؛ لما في ذلك من حَقْنِ الدماء، وتسكين الدهماء"اهـ.
• قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: «الأئمة (مجمعون) من كل مذهب على أن من تغلب على بلد أو بلدان؛ له حكم الإمام في جميع الأشياء، ولولا هذا ما استقامت الدنيا» اهـ.
• وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: «وأهل العلم ... (متفقون) على طاعة من تغلب عليهم في المعروف، يرون نفوذ أحكامه، وصحة إمامته، لا يختلف في ذلك اثنان، ويرون المنع من الخروج عليهم بالسيف وتفريق الأمة -وإن كان الأئمة فَسَقَة- ما لم يروا كفراً بواحاً» اهـ.
ذكرتُ هذا للفائدة فقط.
أما باقي المسائل التي طرحتها، فسآتي قريباً لجوابها .. فانتظرني، إن شاء الله.
ننتظرك يا أبا شعيب؛ ننتظرك!.
فيسر الله لك، ووفقني وإياك إلى التواضع في قبول الحق.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 09:20]ـ
فمازال أخونا أبو شعيب -سدده الله- يناقشني؛ وذلك بعد مشاركتي الأخيرة؛ والتي قد جعلتها على غرار أسئلة والأجوبة المحتملة عليها، ثم الرد على كل إجابة. وما فعلتُ ذلك إلا لأقصر عليه المسافة؛ فينظر أي إجابة يريد، ثم يجد جوابي عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
هدانا الله وإياك يا أبا رقية .. والله لم أعد أعلم كيف أتحاور معك .. فقد ظننت أن ما سيرضيك هو أن أعقّب على كل نقطة طرحتها، حتى لا تتهمني بالتهرب .. وقد أخذ مني ذلك مأخذاً كبيراً من وقتي، ولكنني صبرت.
ولعلّي أتبع معك أسلوباً آخر في الحوار، إن شاء الله .. بخوضنا في أصل الموضوع وترك الحوارات الجانبية التي تشعّب المسألة .. فكلامك غدا كثيراً بعد مشاركتك الأخيرة، مما يصعب عليّ الإحاطة به تعقيباً.
وسأعقب على بعض كلامك قبل أن أبدأ هذا المنهج في التحاور، إن شاء الله.
وملخص ما سبق:
? أن التأثيم (المطلق)، والتفسيق (المطلق)، والتبديع (المطلق)؛ واجب، ولا حرج فيه. فيجوز أن نقول من خرج على الظلمة؛ فهو فاسق، أو آثم؛ وذلك لا يستلزم تأثيم أو تفسيق (كل) من خرج على الظلمة من الأعيان؛ كالحسين وغيره.
? وأما تأثيم (المعين)، وكذا تفسيقه وتبديعه؛ سواء للجماعات أو الأفرد؛ فهو محرم إلا على من أقيمت عليه الحجة التي يكفر بها تارة، ويفسق بها تارة، ويبدع بها تارة أخرى.
صدقني أنا متفق معك في كل هذا، حتى قبل أن تقوله .. ألا تراني ذكرت هذه المسألة في موضع "الخروج على الحاكم الظالم" .. ولم أطلقها؟ .. ثم قلت في آخر هذا التعقيب:
هذا، مع التنبيه أنه إن ثبت إثم هذه الجماعة بعد إقامة الحجة، لا يعني هذا أن يأثم كل من فيها تعييناً.
انظر إلى تفريقي بين تأثيم الجماعة .. وبين تأثيم الأعيان ..
فالمعين لا يأثم إلا بعد إقامة الحجة ..
أما قولي عن الخطأ .. فهو لأن الحسين وابن الزبير - رضي الله عنهما - لم يخرجا على إمام قد بايعاه، وهذه مسألة مختلفة عن مسألتنا المطروحة هنا .. فالمسألة هنا هي مسألة صحة البيعة من عدمها .. وليست مسألة خروج ونقض بيعة معقودة .. ولعلّك تعلم أن الإمام مالك - رحمه الله - لم يكن يرى ولاية الإمام المتغلّب.
ولن أخوض في ذلك كثيراً حتى لا نخرج عن أصل الموضوع .. ولكن، بغض النظر عن كل ذلك .. جزاك الله خيراً على التنبيه، وأقول لك: أنا متفق معك في أن التكفير أو التفسيق أو التأثيم المطلق، لا يلزم منه نزول هذا الحكم بالمعيّن.
وهكذا نخرج من الخلاف، ولا يتكلم بعضنا في ما قصد بكيت وذيت من الكلام.
? أولاً:
___نرجو أن تبين لنا من هم علماء السلاطين في نظرك!؛ يعني سمهم لنا (=مثالاً واحدًا على الأقل). فإن لم تفعل؛ فسأعتبر كلامك على أشخاص وهميين؛ نسجتهم في خيالك!!. فكثيرًا ما نجدك -وغيرك! - تدندنون على هذه الكلمة؛ ثم (لا تجرؤون) عن الإفصاح عن أسماءهم؛ فهلا سميتهم لنا لنحذرهم؟!؛ فالدين النصيحة!.
لست أتهرب، ولكن ألا ترى أن ذكرنا لأسماء معينين لن يفيدنا في شيء؟ .. وليس هو من نسج خيالي، وعندي فتاوى فيها تكفير وتفسيق .. ولكن ليس هذا مجال طرحها .. لأن هذا ليس موضعه، وثانياً الإدارة لا تسمح به .. فأرجو أن تعذرني .. وإن كنت أعلم مسبقاً أنك لا تفعل.
? ثانيًا:
___قد بينا لك أن الإطلاق؛ بأن يقال: "من فعل كذا فهو آثم أو فاسق"؛ أن ذلك لا بأس به في اصطلاح العلماء؛ فللمعين عندهم شأن آخر؛ وإن وقع في عين الشيء الذي أطلقوا القول بتأثيم فاعله.
هل لك أن تذكر لنا قولاً لأحد العلماء المعتبرين (ممن عاش قبل قرنين أو أكثر من الزمان) قالوا فيه إن البغاة فسّاق كجماعة؟
يعني أنا اتفقت معك أن التفسيق المطلق لا يلزم منه التفسيق المعيّن .. فعليه أقول لك:
أريد أن تأتني بقول عالم معتد به، كابن تيمية وابن القيم وغيرهما، يقول فيه أن الباغي على الحاكم الظالم يسمى فاسقاً (مطلقاً).
وأريدك أن تعقّب على هذه النصوص التي يثبت فيها العلماء عدالة البغاة من السلف (كجماعة).
قال ابن تيمية في [مجموع الفتاوى: 4/ 485]:
وَقَدْ يَقُولُونَ بِلَعْنِ صَاحِبِ الْمَعْصِيَةِ، وَإِنْ لَمْ يَحْكُمْ بِفِسْقِهِ، كَمَا لَعَنَ أَهْلُ صفين بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْقُنُوتِ، فَلَعَنَ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ فِي قُنُوتِ الصَّلَاةِ رِجَالًا مُعَيَّنِينَ مَنْ أَهْلِ الشَّامِ؛ وَكَذَلِكَ أَهْلُ الشَّامِ لَعَنُوا، مَعَ أَنَّ الْمُقْتَتِلِينَ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ السَّائِغِ: الْعَادِلِينَ وَالْبَاغِينَ: لَا يَفْسُقُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ.
فهو يقول لا يفسق أحد منهم .. وقال إنهم من أهل التأويل السائغ .. (أليس هذا حكماً على الجماعة؟)
وقال أيضاً في [مجموع الفتاوى: 35/ 74]:
أَمَا إذَا كَانَ الْبَاغِي مُجْتَهِدًا وَمُتَأَوِّلًا، وَلَمْ يَتَبَيَّنْ لَهُ أَنَّهُ بَاغٍ، بَلْ اعْتَقَدَ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ، وَإِنْ كَانَ مُخْطِئًا فِي اعْتِقَادِهِ: لَمْ تَكُنْ تَسْمِيَتُهُ بَاغِيًا مُوجِبَةً لِإِثْمِهِ، فَضْلًا عَنْ أَنْ تُوجِبَ فِسْقَهُ. وَاَلَّذِينَ يَقُولُونَ بِقِتَالِ الْبُغَاةِ الْمُتَأَوِّلِينَ؛ يَقُولُونَ: مَعَ الْأَمْرِ بِقِتَالِهِمْ قِتَالُنَا لَهُمْ لِدَفْعِ ضَرَرِ بَغْيِهِمْ؛ لَا عُقُوبَةً لَهُمْ؛ بَلْ لِلْمَنْعِ مِنْ الْعُدْوَانِ. وَيَقُولُونَ: إنَّهُمْ بَاقُونَ عَلَى الْعَدَالَةِ؛ لَا يُفَسَّقُونَ.
أليس هذا حكم من هؤلاء العلماء بعدالة البغاة (كجماعة) والمنع من تفسيقهم؟
فإن لم توافق، فائتنا بأقوال العلماء في تفسيق البغاة على الحاكم الظالم.
وكذلك أسأل: هل جماعة عائشة - رضي الله عنها - كانت فاسقة أو آثمة؟
وهل جماعة معاوية وابن الزبير والحسين - رضي الله عنهم - كذلك؟
فإن كان جوابك بنعم .. فهل لك أن تورد لنا أقوال العلماء في تأثيمهم كجماعة؟
--------
وسأرجع إن شاء الله، فللكلام بقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[20 - Nov-2008, صباحاً 12:00]ـ
الأخ أبو شعيب لا يزال يثبت للجميع أنه (لم يفهم)! حرفًا مما كتبت!.
والغريب! ... أنه يقول أنه متفق معي فيما أقول به!؛ وهو في الحقيقة ليس كذلك؛ اللهم إلا من جهة اللفظ!.
فأعود؛ فأكرر، وأقرر
أنا لم أتكلم عن تأثيم فرد بعينه (=حسين)، ولا عن تأثيم جماعة بعينها (=جماعة الحسين). فهذا كلام على أعيان؛ فالكلام على الحسين؛ كلام على معين، وكذلك الكلام على جماعة الحسين (=بالإضافة)؛ هو كذلك كلام على معينيين، وليس من الإطلاق في شيء!. فأنا لو قلت مثلاً: عائلة إبراهيم (=معين) فسقة؛ فهذا يعني حكمي على كل فرد منهم باسمه (=بعينه)؛ بأنه فاسق بعينه (=باسمه)؛ فلا فرق بين أن أذكر كل فرد من العائلة باسمه، وبين أن أذكرهم جملة؛ فهذه هي تلك؛ سواء بسواء، ولا فرق بينهما.
وإنما تكلمت عن التأثيم ((المطلق))؛ فيقال: " (من) خرج على الظلمة؛ فهو آثم فاسق"، ولا يراد بهذا اللفظ (كل) من خرج على الظلمة (من المعينيين)؛ سواءً كانوا أفرادًا (معينة) أو جماعات (معينة)؛ فذلك لا يثبت في حق الأفراد (المعينيين) أو الجماعات (المعينة) إلا بعد إقامة الحجة عليه أو عليهم.
ولقد ضربت مثالاً واضحًا صريحًا؛ يفهمه (كل)! أحد؛ فقلت بكل وضوح!:
___• سب الرسول كفر = للأدلة القطعية
___• وسَابُّ الرسول كافر = للأدلة القطعية
___• ولكن (عمار بن ياسر) ليس بكافر.
فكذلك (سواء بسواء):
___• الخروج على الظلمة حرام = للأدلة القطعية
___• الخارج على الظلمة آثم = للأدلة القطعية
___• ولكن الحسين (=فرد بعينه)، أو جماعته (=جماعة بعينها) ليسوا آثمين.
فأين تأثيم الأعيان (أفرادًا) كانوا أو (جماعات) في كلامي؟!
ولماذا تصر على إلزامي بتأثيم الأفرد (المعينين) والجماعات (المعينة)؛ كجماعة الحسين، ومعاوية؟!
فالأخ أبو شعيب يريد أن يقنع الجميع بأن هذين المثالين ليسا متطابقين!.
• فهو يريدنا ألا نطلق القول بالتأثيم؛ فنقول: الخارج على الظلمة ليس بآثم!
• ولكنه غفل أن قولنا ذلك؛ سيكون نظيرًا لقولنا: أن ساب الرسول ليس بكافر!.
هذا لأن المثالين السابقين متطابقان أيما تطابق؛ إلا إذا كان لأبي شعيب رأي آخر!؛ فيتحفنا به!.
ليس عندي -بعد ذلك- جديد أضيفه؛ فتوضيح الواضحات من أصعب المشكلات، ووقتي لا يسمح لمثل ذلك!.
فاللهم هداك يا أخي؛ أرجوك أمعن النظر فيما أكتب؛ حتى لا ندور في حلقات مفرغة!.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[20 - Nov-2008, صباحاً 02:37]ـ
يقول العلامة ابن الوزير اليماني رحمه الله وهو يرد على من يُأثم الخارج على أئمة الجور: (اشتمل كلام السيد هنا على أوهام كثيرة، وهي تبين بالكلام على فصول:
الفضل الأول: في بيان أن الفقهاء لا يقولون بأن الخارج على إمام الجور باغ، ولا آثم، وهذا واضح من أقوالهم، ومعلوم عند أهل المعرفة بمذاهبهم، ويدل عليه وجود: الوجه الأول: نصهم على ذلك وهو بين لا يدفع، مكشوف لا يتقنع، قال النووي في كتاب " الروضة " ما لقظه: الباغي في اصطلاح العلماء: هو المخالف لإمام العدل، الخارج عن طاعته بامتناعه من أداء واجب عليه أو غيره، انتهى كلام النووي.
وقال الخليل بن إسحاق الجندي المالكي شارح " مختصر ابن الحاجب الفرعي " المسمى بـ " التوضيح ": الباغية: فرقة خالفت الإمام بمنع حق، أولقلعة، فللعدل قتالهم وأن تأولوا. ذكره في مختصر له، صنعه لبيان ما به الفتوى في مذهب مالك رحمه الله تعالى.
وذكر النووي في " الروضة " أن القهر أحد طرق الإمامة، لكنه إن كان عادلاً لم يأثم، وإن كان جائراً أثم، وعصي بالتغلب، أو كما قال، وهو نص في موضع الخلاف وقد حكى هذا النووي فيما تقدم الآن عن العلماء على الإطلاق .. إلى أن قال: فتطابق نقلهم عن أئمتهم ونقل أئمتنا عن أئمتهم على تكذيب هذه الدعوى عليهم، مع أنها دعوى مجردة عن النينة، مصادمة لنصوصهم البينة، فكانت من قبيل الإفتراء، ولحقت بالفحش المذموم في هجو الشعراء، وخرجت من أساليب الحكماء، وشهدت على أن راويها ليس من العلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الثاني: أن الكلام في الخروج على أئمة الجور عندهم من المسائل الظنية، فالذي يخرج على الجائر – مستحلاً لذلك – غير آثم، لأنه عمل باجتهاده في مسألة ظنية فروعية، فلم يستحق التأثيم، ولا يوصف فعله ممن استحله بالتحريم.
ذكر ما يقتضي ذلك غير واحد منهم ... إلى أن قال: الوجه الثالث: أن ذلك جائز في مذهبهم وعند كثير من علمائهم، فإن للشافعية في ذلك وجهين معروفين، ذكرهما في " الروضة " النووي وغيرها من كتبهم، وقد اختلفوا في الأصح منهما، فمنهم من صحح منهما لمذهبهم انعزال الإمام بالفسق ... ثم نقل جملة من أقوال العلماء إلى أن قال: وكذلك كلام ابن بطال الذي نقله السيد أيضاً، فإنه يدل بمفهومه على جواز الخروج وعدمه، لأنه قال: إن طاعة المتغلب خير من الخروج عليه، لما في ذلك من تسكين الدهماء، وحقن الدماء، ولو كان الخروج حراماً قطعاً، والطاعة واجبة قطعاً، لم يقل: إن الطاعة خير من الخروج، كما لا يقال: إن صوم رمضان خير من فطره لأنهما لم يشتركا في الخير حتى يفاضل بينهما فيه، وإنما يقال ذلك مجازاً، والظاهر في الكلام عدم التجوز، ولذلك لم يقل أحد ببقاء الحكم على مفهوم قوله تعالى: " وأن تصوموا خير لكم " بل قيل: منسوخ، وقيل: لأهل الأعذار، فالسيد ظن أن كلام ابن بطال حجة له، وهو حجة عليه، فأتي مما هو مستند إليه ... ثم نقل كلام أخر للإمام ابن عبد البر رحمه الله إلى أن قال: فإذا عرفت هذا، تبين لك أنهم لا يعيبون على من خرج على الظلمة، لأن جوازه منصوص عليه في كتب فقههم، ولو كان ذلك محرماً عندهم قطعاً، لم يختلفوا فيه ويجعلوه أحد الوجوه في مذهبهم الذي يحل للمفتي أن يفتي به، وللمستفتي أن يعمل به، كما أنه ليس لهم وجه في جواز شئ من الكبائر، ولاشك أن كل مسألة لهم فيها قولان أو وجهان أنهم لا يحرمون فعل أحدهما، ولا يخرجون من فعله مستحلاً له، ولا يفسقونه بذلك، وهذا يعرفه المبتديء في العلم، كيف المنتهي؟!.
فبان بذلك بطلان قول السيد إنهم يقولون الخارج على أئمة الجور باغ بذلك ... إلى أخر ما قال) إهـ العواصم والقواسم في الذب عن سنة أبي القاسم (8/ 14).
هذا الكلام نقلته لكم مختصر وهو أطول من ذلك بكثير فما رأيكم فيه نريد أن تعلقوا عليه وبارك الله فيكم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - Nov-2008, صباحاً 05:54]ـ
أبا رقية،
اصبر، هدانا الله وإياك .. فسوء الفهم قد يحصل من قبلي أو من قبلك أو حتى من قبل أذكى الناس.
وكلانا يطلب الحق في هذه المسألة - إن شاء الله -، فاصطبر واحتسب الأجر.
طيب .. الآن فهمتك بصورة أوضح، والحمد لله .. فقد التبست عليّ بعض الأمور .. خاصة مما يتعلق بالواقع ..
يعني حكم الأفراد المعينين هو حكم الجماعة المعيّنة .. فلا نقول: جماعة فلان الباغية آثمة أو فاسقة .. مع قولنا: إن البغي إثم.
والآن أتفق معك في هذه المسألة، والحمد لله.
وأظن أن كلينا يتفق على ما يلي:
- من بغى على إمام عادل، فهو آثم .. فرداً كان أم جماعة .. ولكن هذا الإطلاق لا يعني التعيين إلا بعد إقامة الحجة وبيان المحجة.
- وكذلك الحال فيمن بغى على إمام ظالم للناس في دنياهم، كأن يضرب ظهورهم ويأخذ أموالهم. أو إمام فاسق في نفسه، لا يتعدى فسقه إلى قومه .. فالخارج عليه آثم لما يتسبب به من فتنة وفساد .. إلا إن كان هذا الخروج دون سفك للدماء ومع أمان الفتنة.
-------------------
الآن .. أود التحاور معك في مسألة:
- الحاكم المبتدع الذي يلزم الناس ببدعته ويدعو إليها .. أو الحاكم الذي يمتنع عن إقامة بعض شعائر الدين .. هل الخروج عليه محرّم إجماعاً؟ .. وهل الخلاف في التحريم سائغ؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - Nov-2008, صباحاً 06:03]ـ
(الإمام الدهلوي)،
جزاك الله خيراً ..
قول ابن الوزير - رحمه الله -:
الفصل الأول: في بيان أن الفقهاء لا يقولون بأن الخارج على إمام الجور باغ، ولا آثم، وهذا واضح من أقوالهم، ومعلوم عند أهل المعرفة بمذاهبهم، ويدل عليه وجود: الوجه الأول: نصهم على ذلك وهو بين لا يدفع، مكشوف لا يتقنع، قال النووي في كتاب " الروضة " ما لقظه: الباغي في اصطلاح العلماء: هو المخالف لإمام العدل، الخارج عن طاعته بامتناعه من أداء واجب عليه أو غيره، انتهى كلام النووي.
لعلّ ابن الوزير يقصد الإمام الجائر الذي لا يقيم جميع شعائر الدين في قومه، كصاحب البدعة الذي أمات السنة، ومنع الناس من إحيائها.
أما إن كان مقيماً لجميع أصول الدين في أرضه، وحصل منه ظلم لبعض الأفراد في دنياهم، فهذا لا يحلّ الخروج عليه، والله أعلم .. للأحاديث الواردة في ذلك.
وهذا الظلم الدنيوي إن كان عامّاً، بحيث يكون منع الناس من حقوقهم منهج يتبعه هذا الحاكم .. فالخروج على مثل هذا من التأويل السائغ المعتبر .. وهذا ما يُحمل عليه كلام ابن الوزير أيضاً، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[20 - Nov-2008, صباحاً 09:54]ـ
...........
الآن فهمتك بصورة أوضح، والحمد لله .. فقد التبست عليّ بعض الأمور .. خاصة مما يتعلق بالواقع ..
.........
والآن أتفق معك في هذه المسألة، والحمد لله.
وأظن أن كلينا يتفق على ما يلي:
- من بغى على إمام عادل، فهو آثم .. فرداً كان أم جماعة .. ولكن هذا الإطلاق لا يعني التعيين إلا بعد إقامة الحجة وبيان المحجة.
- وكذلك الحال فيمن بغى على إمام ظالم للناس في دنياهم، كأن يضرب ظهورهم ويأخذ أموالهم. أو إمام فاسق في نفسه، لا يتعدى فسقه إلى قومه .. فالخارج عليه آثم لما يتسبب به من فتنة وفساد .. إلا إن كان هذا الخروج دون سفك للدماء ومع أمان الفتنة.
الحمد لله أن وفقنا الله إلى الحق، وإلى قبوله وفهمه.
? وأضيف نقطة (هامة) إلى كلامك:
- أن من العلماء من يطلق الإثم على بعض الأفراد (المعينين)، وبعض الجماعات (المعينة)؛ وذلك لأنه رأى توفر شروط ذلك فيهم، ورأى انتفاء موانعه عنهم؛ وذلك بطريقة ما من طرق التواصل مع هؤلاء. (فهذا اجتهاد) منهم لا يلامون عليه، أو يشغب عليهم بقولهم (علماء السلطان)، ثم إنه (لا يجب) على غيرهم من العلماء وطلبة العلم أن يتبنوا رأيهم ذلك؛ فقط تختلف الاجتهادات في ذلك. أما بالنسبة للمقلدين الذي لا حظ لهم في الاجتهاد؛ فعليهم بتقليد أعلم أهل العلم -على ما وصف في كتب الأصول-؛ فهذا هو المستطاع في حقهم؛ فلا يلامون أيضًا على تقليدهم في اجتهاداتهم.
فهذه النقطة أيضًا معلومة في كتب الأصول؛ فقد أكفر رجلاً (معينًا)، ثم لا تراه أنت كافرًا. وقد أفسق آخر، ولا تراه أنت كذلك. فلا ينكر الفريقان أو يشغب على أحدهما الآخر؛ فكلاهما مجتهد، والمجتهد -المتبع للدليل- مأجور على أقل الأحوال.
الآن .. أود التحاور معك في مسألة:
- الحاكم المبتدع الذي يلزم الناس ببدعته ويدعو إليها .. أو الحاكم الذي يمتنع عن إقامة بعض شعائر الدين .. هل الخروج عليه محرّم إجماعاً؟ .. وهل الخلاف في التحريم سائغ؟
أعتذر عن التواصل معك حول هذه النقطة، أو هذه النقاط:
? أولاً:
___لأنها ليست على شرط الموضوع، وأنا لا أحب أن آمر الناس بشيء، ثم أخالفهم لما أنهاهم عنه!.
? ثانيًا:
___لأن عنوان الموضوع لا يشملها؛ وقد يؤدي ذلك إلى قلة المتابعين للموضوع؛ وأنا أحب أن يتابع ردودي أكبر عدد ممكن؛ حتى يتم مرادي بنشر ردودي وتعليقاتي على أكبر مستوى. فأضع الكلام المناسب تحت العنوان المناسب
? ثالثًا:
___لا تعتبر هذا تهربًا من النقاش؛ لأن هذه الجزئية -أو الجزئيات- التي ذكرتها؛ هي أقرب لموضوعي (=سقوط الولاية .. ) من موضوع الأخ الدهلوي؛ وقد تناولناها هناك بأوسع من هذا، وحدث ما حدث من السجال بيني وبينك وبين الكثيرين!، ثم لم نصل إلى حل!؛ لكثرة الأطراف المتناقشة!، والتي لا تتناقش بترتيب وموضوعية كما يفترض؛ فلذلك وعدت الجميع (بِرَدٍّ قادم). وها أنا أجدد وعدي لك؛ بأن هذه النقاط؛ سأتناولها -إن شاء الله- بالتفصيل في ردي القادم؛ فلا تستعجل يا أبا شعيب؛ لا تستعجل. والله وأسأل أن يعينني، وييسر لي؛ حتى أفي بوعدي للجميع.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 08:44]ـ
أبا رقية،
عندي بضعة تساؤلات - لو شئت الإجابة عنها - في الأدلة التي طرحتها، وتقول إنها قطعية الدلالة.
في دليلك الأول .. وهو: ((إلا أن تروا كفراً بواحاً)) .. أوّل النووي الكفر هنا بمعنى المعصية .. فهل هذا التأويل سائغ؟
وفي دليلك الثاني .. لديّ إشكال .. وهو: قول النبي (ص): «يكون بعدي أئمة» .. ثم قال في نفس الحديث: «تسمع وتطيع للأمير» .. ولم يقل: تسمع وتطيع لهم ..
لماذا ذكرهم كأئمة أولاً .. ثم قال: أمير؟
وما رأيك فيمن قال: إن الأمير يعني الأمير الشرعي الذي اجتمعت عليه عصابة المؤمنين؟ كما في الحديث المروي عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -:
(يُتْبَعُ)
(/)
كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ، مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ [1]، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ [2]؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ [3]؟ قَالَ: نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ. قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ. فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ [4]؟ قَالَ: نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا. قَالَ: نَعَمْ. قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ. فَقُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ: فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ.
فالحديث يصف مراحل الخير والشر ..
الأولى: جاهلية وشر .. ثم جاء الخير: [إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ]
الثانية: بعد هذا الخير شر: [فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ]
الثالثة: بعد هذا الشر خير فيه دخن .. : [فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ]. وهذا الخير الدّخِن فيه: «قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر».
الرابعة: بعد هذا الخير الدّخِن شر: [فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ] .. وهذا الشر هو: «دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها .. قوم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا»
فجعل هؤلاء الذين يستنون بغير سنته، ويهتدون بغير هديه، من الدخن الذي يكون في مرحلة الخير.
وفي الحديث الذي استدللتَ به:
قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ، فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ [1]، فَنَحْنُ فِيهِ، فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ [2]؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ [3]؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ [4]؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: كَيْفَ؟ قَالَ: يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ. قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ.
فالمراحل هي:
الأولى: شر ثم خير: [إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ، فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ] .. موافق للحديث الأول.
الثانية: شر بعد هذا الخير: [فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ] .. موافق للحديث الأول.
الثالثة: خير بعد هذا الشر: [هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ] .. موافق للحديث الأول (ولكنه لم يذكر فيه القوم الذين يهتدون بغير هدي النبي (ص))
الرابعة: شر بعد هذا الخير: [قُلْتُ: فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ] .. ثم ذكر هؤلاء الأئمة، فقال: «يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ»
===========================
عند الجمع بين هذين الحديثين، يتّضح لنا ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
في المرحلة الثالثة .. وهي مرحلة الخير الدّخِن ..
في الحديث الأول: ذكر الرسول (ص) الذين يهتدون بغير هديه، ويستنون بغير سنته بأنهم: قوم .. ولم يقل أئمة .. فقال: «قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ» .. وهذا قد يدلّ على ظهور البدع في ذلك الزمان، مع كون الغلبة للمسلمين وأهل الصلاح.
في الحديث الثاني: لم يأت على ذكر هؤلاء القوم ..
---------
في المرحلة الرابعة .. وهي مرحلة الشر بعد الخير الدخِن ..
في الحديث الأول: قال الرسول (ص) فيهم: «دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا» .. وأيضاً: «قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» .. وجعلهم هم سبب الشر ..
في الحديث الثاني: قال الرسول (ص) فيهم: «يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ».
وبالجمع بين القولين في المرحلة الرابعة، وهي مرحلة الشر، يتضح لنا ما يلي:
سيكون في هذه المرلحة أئمة، لا يهتدون بهدي النبي (ص)، ولا يستنون بسنته. وهم دعاة على أبواب جنهم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. وهم قوم من جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا. وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان الإنس ..
فوصفهم تارة بالأئمة .. وتارة بالدعاة .. بما يدلّ على أنه يعني بهم: أئمة الضلالة .. أو دعاة الباطل ..
وقد يجتمع هذا الوصف أيضاً في الحاكم أو وليّ الأمر .. مع أنه لا دلالة على ذلك .. ولكن تنزلّاً نقول به في هذا الموضع.
فما سبيل الخلاص؟
في الحديث الأول: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ. فَقُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ: فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ».
في هذا الحديث أكبر دلالة على أن هؤلاء الأئمة الضالين ليسوا أئمة شرعيين، ولا تصح طاعتهم ..
- لم يقل النبي (ص): تلزم جماعتهم، وتطيعهم في المعروف، وتصبر عليهم .. بل قال: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم». وما يبيّن هذا الفهم، هو قول حذيفة - رضي الله عنه - بعدها: «فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام»
لم يفهم حذيفة - رضي الله عنه - من قول النبي (ص) أنه يعني: تلزم جماعة هؤلاء الأئمة المضلين .. بل فهم أن جماعة المسلمين وإمامهم منفصلة عن هؤلاء الأئمة الضالين .. لذلك قال: «فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام» .. أي: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام في عصر صار أئمته دعاة على أبواب جهنم؟؟
بمعنى آخر: هو يفترض غياب جماعة المسلمين وإمامهم في زمن تسلط الأئمة المضلين .. أي: لم يفهم من قول النبي (ص) أن هؤلاء أئمة شرعيين واجبة طاعتهم، ولا يرى جماعتهم هي جماعة المسلمين.
ومما يؤيد هذا الفهم أيضاً، أن النبي (ص) ذكر هؤلاء الأئمة أو الدعاة بصيغة الجمع .. وعندما أجاب عن سؤال حذيفة، أجابه بصيغة المفرد، فقال: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم» .. بمعنى: سيكون من بين كل هؤلاء إمام للمسلمين وجماعة لهم.
وكذلك قوله (ص): «فاعتزل تلك الفرق كلها» .. بما يدلّ على أن هؤلاء الدعاة أو الأئمة هم أصحاب فرق وجماعات صغيرة ..
فلو كان المقصود بهم أولي الأمر .. فهذا الحديث يدلّ على وجوب اعتزال جماعاتهم عند حدوث التجرذم وغياب الإمام الأوحد للمسلمين .. هذا على فرض أن النبي (ص) يقصد ذلك.
ولو كان المقصود بهم دعاة أهل البدع وأئمتهم .. فالاستدلال بهذا الحديث ساقط في وجوب طاعة الإمام الفاسق.
------------
في الحديث الثاني: «تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ»
يجب أن نجمع بين الحديثين حتى يتضح لنا قول النبي (ص).
وقد قال (ص) قبل أن يأمر حذيفة بالسمع والطاعة: «يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي» .. لقد ذكرهم بصيغة الجمع، ووصفهم بـ "الأئمة".
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال: «تسمع وتطيع للأمير» .. ذكره بصيغة المفرد .. ولم يقل: تسمع وتطيع لهم .. أو لهؤلاء الأئمة.
وبالجمع بين الحديثين، الأول والثاني، يتبيّن لنا أن المقصود بـ "الأمير" هنا هو: الإمام الشرعي لجماعة المسلمين في ذلك الزمان .. وليس أنه من هؤلاء الأئمة المضلين الدعاة على أبواب جهنم.
ومما يدلّ على هذا الفهم هو ما جاء عند أبي داوود بسند حسن عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -:
إن الناس كانوا يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنت أسأله عن الشر. فأحدقه القوم بأبصارهم، فقال: إني قد أرى الذي تنكرون! إني قلت: يا رسول الله! أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله، أيكون بعده شر، كما كان قبله؟ قال: نعم. قلت: فما العصمة من ذلك؟ قال: السيف. قلت: يا رسول الله، ثم ماذا؟ قال: إن كان لله خليفة في الأرض، فضرب ظهرك، وأخذ مالك، فأطعه وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة. قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يخرج الدجال معه نهر، ونار، فمن وقع في ناره وجب أجره، وحط وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره. قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم هي قيام الساعة.
وأيضاً ما جاء في [مشكاة المصابيح] وقد حسّنه الألباني:
عن حذيفة، قال: قلت: يا رسول الله! أيكون بعد هذا الخير شر، كما كان قبله شر؟ قال: نعم، قلت: فما العصمة؟! قال: السيف، قلت: وهل بعد السيف بقية؟! قال: نعم، تكون إمارة على أقذاء، وهدنة على دخن، قلت: ثم ماذا؟! قال: ثم تنشأ دعاة الضلال، فإن كان لله في الأرض خليفة جلد ظهرك، وأخذ مالك؛ فأطعه؛ وإلا فمت وأنت عاض على جذل شجرة، قلت: ثم ماذا؟! قال: ثم يخرج الدجال بعد ذلك معه نهر ونار، فمن وقع في ناره؛ وجب أجره، وحط وزره، ومن وقع في نهره؛ وجب وزره، وحط أجره، قال: ثم ماذا؟! قال: ثم ينتج المهر، فلا يركب حتى تقوم الساعة.
هذا من أوضح الأدلة على أن هؤلاء الأئمة الفسقة الفجرة، الذين يهتدون بغير هدي النبي (ص)، هم غير الإمام الذي أمرنا الرسول (ص) بطاعته.
وتبقى مسألة أخيرة:
هل ضرب الظهر وأخذ المال يدلّ على جور الحاكم وفسقه؟
أقول: لا يستلزم هذا ظلم الحاكم وجوره .. فإنه ليس في الحديث دلالة صريحة على ذلك .. فلم يأت في الحديث: وإن فسق أو فجر ..
وغاية ما يقال فيه إن هذا الظلم حاصل في قضية معيّنة (لاحظ أنه (ص) لم يقل: وإن ضرب ظهوركم وأخذ أموالكم) .. وقد يكون حصل نتيجة حدّ شرعي، كالتعزير مثلاً، يرى المرء أن الحاكم أخطأ فيه .. فأقام عليه الحدّ وهو لا يستحقه.
والدليل إن دخله الاحتمال سقط به الاستدلال .. فليس فيه أن هذا الحاكم ظالم أو فاجر أو فاسق ..
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 07:52]ـ
أضحكتني (عجبًا)؛ أضحك الله سنك يا أبا شعيب؛ فما أسرع نكوصك بعد اتفاقك!.
فما تلبث أن يهجم الحق على قلبك؛ (فتقول به)؛ إلا ويجيئك شيطانُكَ!؛ مُستفزًا لك بِصَوتِه؛ جالِبًا عليك بِخَيْلِه ورَجِلِه؛ فلا يزال بك قائمًا؛ ينزغك في الحق، ويشككك فيه؛ حتى تعودَ إلى ما كنت عليه!!.
أما بخصوص شبهاتِك -أو كما زعمتَها: «تساؤلاتك»! -؛ فهي (?مضحكة?!) للغاية، والجواب عنها من أسهل ما يكون؛ فَجُلُّهَا ليس إلا خزعبلات!.
وكما يقال في المَثَل: «إن الرَّجُلَ إذا أَوْشَكَ على الغَرَقِ؛ تَعَلَّقَ ولو بِقَشَّة!».
ولكن المسكين لم يعلم أن الْقَشَّ أَوْهَى مِنْ أن يُنقِذَ غَريق!؛
كما أن بعض الْقَشِّ قد يقصم الظَّهْرَ!؛ كَتِلْكَ القَشَّة التي قَصَمَتْ ظَهْرَ البعير!.
«(فَصَبْرٌ جَمِيلٌ)؛ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ ............. ».
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 09:57]ـ
أضحكتني (عجبًا)؛ أضحك الله سنك يا أبا شعيب؛ فما أسرع نكوصك بعد اتفاقك!.
فما تلبث أن يهجم الحق على قلبك؛ (فتقول به)؛ إلا ويجيئك شيطانُكَ!؛ مُستفزًا لك بِصَوتِه؛ جالِبًا عليك بِخَيْلِه ورَجِلِه؛ فلا يزال بك قائمًا؛ ينزغك في الحق، ويشككك فيه؛ حتى تعودَ إلى ما كنت عليه!!.
أما بخصوص شبهاتِك -أو كما زعمتَها: «تساؤلاتك»! -؛ فهي (?مضحكة?!) للغاية، والجواب عنها من أسهل ما يكون؛ فَجُلُّهَا ليس إلا خزعبلات!.
وكما يقال في المَثَل: «إن الرَّجُلَ إذا أَوْشَكَ على الغَرَقِ؛ تَعَلَّقَ ولو بِقَشَّة!».
ولكن المسكين لم يعلم أن الْقَشَّ أَوْهَى مِنْ أن يُنقِذَ غَريق!؛
كما أن بعض الْقَشِّ قد يقصم الظَّهْرَ!؛ كَتِلْكَ القَشَّة التي قَصَمَتْ ظَهْرَ البعير!.
«(فَصَبْرٌ جَمِيلٌ)؛ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ ............. ».
هل تراني قلت إن هذا معتقدي؟ .. إنما هي أفكار وردت عليّ فقلت أطرحها فلعلّها تكون مبرراً لصاحب منهج الخروج يجعل فعله من التأويل المستساغ.
ولا عيب أن أسأل إن وردت عليّ بعض "الشبهات" .. كما تحب تسميتها.
عندي بضعة تساؤلات - لو شئت الإجابة عنها - في الأدلة التي طرحتها، وتقول إنها قطعية الدلالة.
لكن يبدو أن لديك حكم مسبق على خصمك .. ولا يعجبك سوى إساءة الظن به، والحطّ من شأنه، والتفكه به ..
وأرجو أن تتورع عن أساليب التهكم والاستهزاء .. فهي وإن كانت بعيدة كل البعد عن أخلاق النبي (ص) .. فهي من دركات السلفة ورعاع الناس .. وأربأ بك أن تكون منهم!!!
ولا أستطيع أن أجاريك فيها .. فلست من أهلها .. فاعذرني!
لو كان كل الدعاة مثلك، لما دخل الإسلام أحد .. ولعلّي كنت مخطئاً إذ ظننت أن الترفق بك في الحديث قد يفضي إلى نتيجة .. نعم .. نتيجة نراها الآن .. سخرية واستهزاء وانتقاص من شأن المحاور.
سلاماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 10:06]ـ
أبو رقية جمعنا الله وإياك على كلمة الحق
لقد ذكرتُ في كلامي سابقاً أنه ينبغي أن نتأدب مع بعضنا في الحوار .. فإما أن ترد على المخالف وتبين وجه الخطأ في كلامه وإما أن تسكت ولا تستعمل مثل تلك الألفاظ الغير لائقة.
أليس هذا شعارك:
إذا لَم يُعْجِبْكَ شَيْءٌ مِنْ كَلامِي؛ فَتَجَاوَزْهُ إلى ما يُعْجِبُكَ مِنْهُ، وَاسْتَغفِرْ لي بِحِلْمٍ، وَصَحِّحْ لي (بِعِلْمٍ).
فياليتك تلتزم بهذا الشعار مع مخالفيك كما تريد منهم أن يلتزموا به معك هداك الله تعالى.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 10:22]ـ
احترام المخالف والتأدب في الحوار مصطلحات لا توجد في قاموسه .. فهو لا يتقن سوى السخرية والاستهزاء بالخصم .. والله المستعان.
ولو كان يرى تأويلاتي "مضحكة" .. فليكن هو السيد العاقل صاحب العلم الراسخ الذي يبيّن للجهلة أمثالنا ما أشكل عليهم .. عوضاً عن تأخذه الحميّة الجاهلية ويهزأ بالمحاور.
يقول ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 35/ 78]:
وَيُرْوَى أَنَّ مُعَاوِيَةَ تَأَوَّلَ أَنَّ الَّذِي قَتَلَهُ هُوَ الَّذِي جَاءَ بِهِ؛ دُونَ مُقَاتِلِيهِ، وَأَنَّ عَلِيًّا رَدَّ هَذَا التَّأْوِيلَ بِقَوْلِهِ: فَنَحْنُ إذًا قَتَلْنَا حَمْزَةَ. وَلَا رَيْبَ أَنَّ مَا قَالَهُ عَلِيٌّ هُوَ الصَّوَابُ؛ لَكِنْ مَنْ نَظَرَ فِي كَلَامِ الْمُتَنَاظِرِينَ مِنْ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ لَيْسَ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ وَلَا مُلْكٌ، وَأَنَّ لَهُمْ فِي النُّصُوصِ مِنْ التَّأْوِيلَاتِ مَا هُوَ أَضْعَفُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بِكَثِيرِ.
فإن كان تأويل معاوية - رضي الله عنه - لحديث النبي (ص) في قوله لعمار: تقتلك الفئة الباغية .. ضعيفاً .. فما بالك بالعلماء والفقهاء ممن لديهم عجائب في التأويل أضعف من تأويل معاوية بكثير ..
هل سيتهزئ بهم أبو رقية كذلك؟؟ .. ويقول عنهم مساكين وقشة وغريق وغير ذلك من الترهات؟ .. والله المستعان.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 01:02]ـ
أبا شعيب؛ هداك الله
أنا لم استهزئ بشخصك؛ حتى تسود كل هذه الكلمات في (شخصي)؛ وما كتبتُ ما كتبتُ إلا حول ما أتيتَ به من العجائب!؛ وحُقَّ لي ذلك، (ولي وجهة في ذلك) إن شاء الله.
ثم إن كنتَ تراني مخطئًا في كلامي؛ فخطئي فيك -إن كان-؛ فهو ليس بشيء أمام أخطاءك في شرع الله؛ بتجنيك عليه، وبكونك تأتي بما لم يأتِ به الأوائل والأسلاف.
فتجنيك وتجرؤك على دين الله؛ قد استفزني جدًا.
وصبري على كتاباتك أعظم من صبرك على كتاباتي؛ فتحمل؛ هداني الله وإياك للحق.
أما قولك:
أرجو أن تتورع عن أساليب التهكم والاستهزاء .. لا أستطيع أن أجاريك فيها .. فلست من أهلها .. فاعذرني!
أقول:
بل لقد كنتَ {أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا!!؛ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}
إذ إنك تعديتَ عَلَيَّ بأكثر مما فعلتُ معك؛ إن كنتُ فعلتُ شيئًا أصلاً!؛
فكما قلتُ مسبقًا: أني لم أتعرض لشخصك، وإنما تعرضتُّ لما أتيتَ به من العجائب!.
? ومن جملة تعديك على شخصي:
1 - قولك السابق معرضًا بي:
أرجو أن تتورع عن أساليب التهكم والاستهزاء .... فهي من دركات السفلة ورعاع الناس ... ولا أستطيع أن أجاريك فيها .. فلست من أهلها .. فاعذرنيوقد عنيت بذلك أني من أهلها!.
2 - وقولك:
احترام المخالف والتأدب في الحوار مصطلحات لا توجد في قاموسه3 - وقولك:
فهو لا يتقن سوى السخرية والاستهزاء بالخصم4 - وقولك:
لو كان كل الدعاة مثلك، لما دخل الإسلام أحدولا أقول -في مقابل أقوالك تلك! - إلا:
{سَلامٌ عَلَيْكُمْ؛ لاَ نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ}!!
ثم قولك:
هل تراني قلت إن هذا معتقدي؟ .. إنما هي أفكار وردت عليّ فقلت أطرحها فلعلّها تكون مبرراً لصاحب منهج الخروج يجعل فعله من التأويل المستساغفهل كلامي الذي استشنعتَه واستبشعتَه يَرِدُ عليك حينئذٍ؟!
أم يَرِدُ على أصحاب هذا الفكر الخارجي الذين تزعم أنك لستَ منهم؟!
فإن كان واردًا على أصحاب الفكر الخارجي؛ فلماذا كل هذا التشنج والتعصب مع تبرئك من هذا المعتقد؛ كما تقول؟!
غريب أمرك يا رجل!.
أما بخصوص طلبك:
ولو كان يرى تأويلاتي "مضحكة" .. فليكن هو السيد العاقل صاحب العلم الراسخ الذي يبيّن للجهلة أمثالنا ما أشكل عليهم
فأقول:
حاضر؛ لك ذلك يا أبا شعيب
أعدكم بذلك، وأسأل الله أن يعينني على ذلك.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 05:57]ـ
لن أجادلك يا أبا رقية في ذلك .. وإن كنت ما زلت أرى أنني محق فيما قلتُه .. فاستهزائك بكلام الشخص فعل مذموم، وهو يدلّ على احتقارك له.
لكن أطيل معك في هذه القضية .. فالجدال فيها لا ينفع.
دعنا نرَ ما ستأتي به لدحض هذه "الشبهات"، بحيث لا تكون بذلك من التأويل المستساغ الذي ينقض قطعية الاستدلال بهذه الأحاديث.
أنت ذكرت أنها قطعية، بمعنى أنها لا يُمكن أن تُؤوّل إلا بمعنى واحد، لا أكثر .. ولا دليل على التأويل الآخر ..
فها قد جئتك بما قد ينقض هذه القطعية .. فهل هذا يدخل في التأويل السائغ؟
أنتظر جوابك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 09:41]ـ
قال النووي في [المنهاج: 12/ 229]:
والمراد بالكفر هنا المعاصي، ومعنى ((عندكم فيه من الله برهان)) أي: تعلمونه من دين الله تعالى. ومعنى الحديث: لا تنازعوا ولاة الأمور في ولايتهم ولا تعترضوا عليهم، إلا أن تروا منهم منكراً محققاً تعلمونه من قواعد الإسلام، فإذا رأيتم ذلك فأنكروه عليهم، وقولوا بالحق حيثما كنتم.
وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين، وإن كانوا فسقة ظالمين، وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته. وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق. وأما الوجه المذكور في كتب الفقه لبعض أصحابنا أنه ينعزل، وحكى عن المعتزلة أيضاً فغلط من قائله، مخالف للإجماع. قال العلماء: وسبب عدم انعزاله وتحريم الخروج عليه ما يترتب على ذلك من الفتن وإراقة الدماء وفساد ذات البين، فتكون المفسدة في عزله أكثر منها في بقائه.
أعلم أنك ستعترض عليّ بقولك أن النووي يرى حرمة الخروج على الفاسق وإن أظهر المعاصي البواح .. ولكن ليس مذهب النووي محل الشاهد ..
الشاهد هو تأويله للحديث الذي تستدل به أنت على حرمة الخروج على الحاكم حتى يكفر ..
سؤالي هو: هل تأويل النووي سائغ في شرحه لهذا الحديث؟ ..
فإن صحّ تأويل النووي لهذا الحديث .. أو كان من التأويل المستساغ، فهذا يُسقط الاستدلال به على المنع من الخروج على الإمام حتى يكفر ..
والنووي لا يرى أصلاً أن معنى المنازعة هنا المقاتلة .. بل يرى أن معناها الاعتراض والإنكار على الحاكم .. دون قتال.
قال السنوسي معلقاً على كلام النووي في [مكمل إكمال المعلم: 5/ 181]:
لا يخفى عليك بعد حمل الكفر المذكور على المعاصي، وقيام الحسين وابن الزبير وأهل المدينة كان على يزيد بن معاوية، إنما كان قيامهم لأجل فسوق يزيد بغير الكفر
فهو يجعل تأويل الكفر بالمعاصي مبرراً لمن قام على يزيد .. وبذلك يجمع بين الأدلة.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 10:28]ـ
أبو شعيب وفقك الله تعالى
هذا الحديث الشريف الذي جاء فيه: (وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان).
قد روي بألفاظ أخرى منها قوله صلى الله عليه وسلم: (إلا أن تكون معصية لله بواحاً) وفي رواية (ما لم يأمروك بإثم بواحاً).
فلعل هذا هو الذي جعل بعضهم يرى مشروعية الخروج على أئمة الجور والله أعلم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 06:33]ـ
جزاك الله خيراً.
أعلم أن للعلماء في هاتين الروايتين مقالاً .. ولكن الشاهد هنا أن دلالة «كفراً بواحاً» ليست قطعية، بحيث تكون قولاً واحداً لا محيد عنه .. خاصة وأن الله تعالى قد أطلق الكفر على المعاصي في أكثر من موضع .. وكذلك الرسول (ص).
قال ابن الوزير اليماني - رحمه الله - في [العواصم والقواصم: 4/ 179 - 182]
ألا ترى أن من أوضح الألفاظ في هذا المعنى لفظ الكفر، وقد جاء بمعنى كفر النعمة، وحمله على ذلك كثير من العلماء في أحاديث كثيرة، وجاء في كلام النبي (ص) وصف النساء بالكفر، قالوا: يا رسول الله، يكفرن بالله؟ قال: «لا، يكفرن العشير» .. وهو الزوج. وجاء في الحديث إطلاق الكفر على النياحة والطعن في الأنساب، والانتساب إلى غير الأب.
ومن ثم اختلف الناس في تكفير قاطع الصلاة لورود النص في كفره.
فأرى أنه لا دلالة قطعية في ذاك الحديث وأنت ترى أن من العلماء من يؤَوّله على أن الكفر هو المعصية.
هذا، والله أعلم(/)
منع الشفاه من قول الإنسان خليفة الله
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 01:34]ـ
منع الشفاه من قول الإنسان خليفة الله
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو التحذير من مقولة شائعة يرددها البعض، وهى مقولة الإنسان خليفة الله فى الأرض فهذه المقولة ورد ما يدل على منعها،وبما أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره أي لا نحكم على شيء إلا بعد معرفة ماهيته أي بعد أن نعرف ما هو؟ فسنبين إن شاء الله معنى خليفة أولاً ثم قول الفقهاء في إطلاق خليفة الله ثانياً ثم نذكر القول الراجح،وسبب الترجيح هدانا الله إلى الحق ووفقنا إلى إصابته.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 01:36]ـ
أولاً: معنى خليفة:
أخوتاه الخليفة هو من يخلف غيره،وسمي السلطان خليفة؛لأنه يخلف من قبله،وقال ابن عباد: الخَلِيفةُ: مَن اسْتُخْلِف مكانَ مَنْ قَبْلَه. وقَوْله تعالى: ? جَعَلَكُم خَلائفَ الأرض ? أي مُسْتَخْلَفِيْنَ فيها [1]، و قال الفيومي: الْخَلِيفَةُ بِمَعْنَى السُّلْطَانِ الأَعْظَمِ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَاعِلاً؛ لأنَّهُ خَلَفَ مَنْ قَبْلَهُ أَيْ جَاءَ بَعْدَهُ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولاً؛ لأنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَهُ خَلِيفَةً أَوْ لِأَنَّهُ جَاءَ بِهِ بَعْدَ غَيْرِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ? هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ ?. قَالَ بَعْضُهُمْ وَلا يُقَالُ خَلِيفَةُ اللَّهِ بِالإضَافَةِ إلا لآدَمَ وَدَاوُد لِوُرُودِ النَّصِّ بِذَلِكَ. وَقِيلَ يَجُوزُ وَهُوَ الْقِيَاسُ لأنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَهُ خَلِيفَةً كَمَا جَعَلَهُ سُلْطَانًا،وَقَدْ سُمِعَ سُلْطَانُ اللَّهِ وَجُنُودُ اللَّهِ وَحِزْبُ اللَّهِ وَخَيْلُ اللَّهِ وَالإِضَافَةُ تَكُونُ بِأَدْنَى مُلابَسَةٍ [2]، و قال ابن منظور: والخَلِيفةُ الذي يُسْتخْلَفُ ممن قبله ..... قال الزجاج جاز أن يقال للأَئمة خُلفاء الله في أَرْضِه بقوله عز وجل ? يا داودُ إنَّا جَعَلْناك خَلِيفةً في الأرض? وقال غيره الخَليفةُ السلطانُ الأَعظم [3] وقال الزبيدى: والْخَلِيفَةُ: السُّلْطَانُ الأَعْظَمُ يَخْلُفُ مَن قَبْلَه ويَسُدُّ مَسَدُّهُ [4]، و قال الأصفهانى: (والخلافة النيابة عن الغير إما لغيبة المنوب عنه وإما لموته وإما لعجزه وإما لتشريف المستخلف، وعلى هذا الوجه الأخير استخلف الله أولياءه فى الأرض، قال تعالى: ? وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ ? [5]) [6].
[1]- المحيط في اللغة للصاحب بن عباد مادة خلف
[2]- المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير للفيومي مادة خلف
[3]- لسان العرب مادة خلف
[4]- تاج العروس للزبيدي مادة خلف
[5]- الأنعام من الآية 165
[6]- غريب القرآن للأصفهاني 1/ 156
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 01:43]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ووفق الله لما تحبه و ترضاه.
و أذكر أن الشيخ حبنكة كتب رسالة في هذا الموضوع.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 01:45]ـ
ثانياً: قول الفقهاء في إطلاق خليفة الله على شخص:
أخوتاه اختلف الفقهاء فى إطلاق كلمة خليفة الله على شخص على ثلاثة أقوال:
الجواز مطلقاً والمنع مطلقاً والجواز مع التفصيل:
الجواز مطلقاً: واحتج بقوله تعالى: ? إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ? [7]،وبقوله تعالى: ? يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ? [8] و بحديث الكميل عن علي: أولئك هم الأقلون عدداً الأعظمون عند الله قدراً بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فباشروا روح اليقين، واستسهلوا ما استوعر منه المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالنظر الأعلى يا كميل أولئك خلفاء الله في أرضه الدعاة إلى دينه هاه شوقاً إلى رؤيتهم استغفر الله لي ولك) [9]، وبحديث أبي سعيد الخدري الذي رواه مسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الدنيا حلوة خضرة، و إن الله مستخلفكم فيها»، و بحديث «يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة
(يُتْبَعُ)
(/)
، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم، ثم ذكر شيئا لا أحفظه فقال: فإذا رأيتموه فبايعوه و لو حبوا على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي - و في رواية - إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها و لو حبوا .. » رواه ابن ماجة في سننه، وبحديث: «من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، هو خليفة الله في الأرض، وخليفة كتابه، وخليفة رسوله» [10]. و بحديث: «إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها فإن فيها خليفة الله المهدي». رواه أحمد و البيهقي في دلائل النبوة. و قال المناوى: قال الحراني: (والخليفة ذات قائم بما يقوم به المستخلف على حسب مرتبة ذلك الخليفة منه) انتهى،وكل من استخلفه الله في عمارة الأرض وسياسة الناس وتكميل نفوسهم وتنفيذ أمره فيهم فهو خليفة لكن لا لحاجة به تعالى إلى من ينوبه بل لقصور المستخلف عليه عن قبول فيضه وتنفيذ أمره (فإن قلت) ما حكمة إضافته إلى الله وهلا قال الخليفة؟ قلت هو إشارة إلى أنه إنسان كامل قد تجلى عن الرذائل وتحلى بالفضائل ومحل الاجتهاد والفتوة بحيث لم يفته إلا مقام النبوة وفيه رد على الطيبي كمتبوعه في ذهابهم إلى امتناع أن يقال خليفة الله لغير آدم وداود عليهما السلام [11].
المنع مطلقاً:و احتج بقول أبى بكر لما قيل له يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ فَقَالَ أَنَا خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا رَاضٍ بِهِ رواه أحمد رقم 56، وقال ابن تيمية: (الله لا يخلفه غيره، فإن الخلافة إنما تكون عن غائب، وهو سبحانه شهيد مدبر لخلقهلا يحتاج في تدبيرهم إلى غيره، وهو سبحانه خلق الأسباب والمسببات جميعا، و هو سبحانه يخلف عبده المؤمن إذا غاب عن أهله. ويروى أنه قيل لأبي بكر يا خليفة الله،فقال: بل أنا خليفة رسول الله، وحسبي ذلك) [12]، وقال الماوردى: (وَامْتَنَعَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ مِنْ جَوَازِ ذَلِكَ (قلت أي قول خليفة الله على السلطان) وَنَسَبُوا قَائِلَهُ إلَى الْفُجُورِ وَقَالُوا: يُسْتَخْلَفُ مَنْ يَغِيبُ أَوْ يَمُوتُ،وَاَللَّهُ لا يَغِيبُ،ولا يَمُوتُ، وَقَدْ قِيلَ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ، فَقَالَ: لَسْتُ بِخَلِيفَةِ اللَّهِ وَلَكِنِّي خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم) [13]، و قال النووي: (ينبغى ألا يقال للقائم بأمر المسلمين خليفة الله بل يقال: الخليفة: وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم و أمير المؤمنين) [14]. وقال ابن علان: (قوله و لا يسمى أحد خليفة الله تعالى في شرح الروض: لأنه يستخلف من يغيب أو يموت،والله منزه عن ذلك. وقضية هذه العلة امتناع ذلك حتى على آدم وداود، والآيتان [15] ليسفيهما إطلاق خليفة الله على كل منهما، إنما فيهما إطلاق خليفة، مجرداً عن الإضافة، وذلك جائز على كل إمام للمسلمين، ولم أر من نبه على هذا) [16].
الجواز مع الكراهة: حيث إضافة الخليفة إلى الله تحتمل معنيان الخلافة عن الله، و هذه ممتنعة،واستخلاف الله للشخص عن غيره من الأشخاص فإن أريد بالإضافة إلى الله: أنه خليفة عنه، فهذا لا يجوز، و إن أريد بالإضافة: أن الله استخلفه عن غيره ممن كان قبله، فهذا لا يمتنع فيه الإضافة، وحقيقتها: خليفة الله الذي جعله الله خلفا عن غيره، و بهذا يخرج الجواب عن قول على رضي الله عنه: أولئك خلفاء الله في أرضه، و قال ابن القيم: وَمِمّا يُكْرَهُ مِنْهَا أَنْ يَقُولَ لِلسّلْطَانِ خَلِيفَةُ اللّهِ أَوْ نَائِبُ اللّهِ فِي أَرْضِهِ فَإِنّ الْخَلِيفَةَ وَالنّائِبَ إنّمَا يَكُونُ عَنْ غَائِبٍ وَاَللّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَلِيفَةُ الْغَائِبِ فِي أَهْلِهِ وَوَكِيلُ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ [17].
[7]- البقرة من الآية 30
[8]- ص من الآية 26
[9]- كنز العمال 10/ 264 صححه الشيخ بكر حياني مؤسسة الرسالة 1409 هـ
[10]- كنز العمال 3/ 75
[11]- فيض القدير 1/ 466 صححه أحمد عبد السلام دار الكتب العلمية بيروت - لبنان الطبعة الأولى 1415 هـ - 1994 م
[12]- منهاج السنة لابن تيمية 1/ 509
[13]- الأحكام السلطانية للماوردي فصل إذا استقرت الخلافة
(يُتْبَعُ)
(/)
[14]- الأذكار للنووى ص 452 حققه أحمد عبد الله باجور طبعة دار الريان للتراث الطبعة الأولى 1408 هـ
[15]- قلت يقصد قوله تعالى ? إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ?، وقوله تعالى: ? يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ ?
[16]- الأذكار لابن علان 4/ 82 طبعة دار الفكر
[17]- زاد المعاد لابن القيم 2/ 434
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 01:51]ـ
ثالثاً: ترجيح قول الجمهور بالمنع:
أخوتاه اعلموا أن القول الراجح هو منع إطلاق كلمة خليفة الله على شخص لما يلي:
1 - كلمة خليفة الله،وإن قصد بها من استخلفه الله عن غيره أى جعله الله ففيها إيهام بأن الشخص خليفة عن الله في الأرض،وهذا باطل.
2– القول بالمنع والجواز حسب إرادة المتكلم إن قصد خليفة عن الله فيمتنع،وإن قصد جعله الله خليفة عن غيره فجائز لا يصح فهذا يعتمد على نية المتكلم لا على المعنى المتبادر للذهن بالنسبة للسامع ثم هذا القول يحتاج لدليل، و قول على رضى الله عنه ليس فيه إطلاق خليفة الله على أى شخص بل إطلاق خليفة الله على أهل الحق المتمسكين به الدعاة إلى الله فنسبة الشيء إلى الله تفيد تعظيمه، و تشريفه فالشيء المنسوب إلى الله ليس كأي شىء؛ لأنه منسوب إلى العظيم عز وجل ثم هذا القول معارض بقول أبى بكر، وإذا اختلف الصحابة علينا باتباع من وافق قوله الدليل، وقول أبى بكر رضي الله عنه موافق للدليل فالله جعل الناس يستخلف بعضهم بعضاً لا يستخلفونه، ولا يوجد حديث صحيح صريح عن النبي صلى الله عليه و سلم فيه إطلاق خليفة الله على شخص، و لو سلمنا جدلاً بصحة هذه الأحاديث فإطلاق خليفة الله لا تكون إلا على أهل الصلاح فالحديث الذي فيه: (فإنه خليفة الله المهدي) حديث ضعيف [18] قال الألباني: (و هذه الزيادة خليفة الله ليس لها طريق ثابت، و لا ما يصلح أن يكون شاهدا لها، فهي منكرة كما يفيده كلام الذهبي السابق، و من نكارتها أنه لا يجوز في الشرع أن يقال: فلان خليفة الله، لما فيه من إيهام ما لا يليق بالله تعالى من النقص و العجز، و قد بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى) [19] ومع التسليم بصحته فليس فيه إطلاق قول خليفة الله على أي أحد بل على المهدي الذي يحكم بالعدل بين الناس الذي يكون المسيح عليه السلام مؤتماً به فى يوم من الأيام فكيف يكون صلاحه؟!!،وأيضاً لو صحت هذه الرواية لدلت على جواز إطلاق خليفة الله على السلطان لا على أي إنسان؛ لأن الخليفة جعله الله خليفة في أرضه؛ لإقامة أحكامه وتنفيذ وصاياهأى إطلاق خليفة الله على السلطان مجازاً، و الرواية التي فيها: (خليفة الله في الأرض) قال عنها الألباني عند تعليقه على الحديث رقم 2739 فى السلسلة الصحيحة: مستنكرة، و الحديث الذى فيه: (فإن فيها خليفة الله المهدي) قد رواه أحمد و البيهقي في " دلائل النبوة " ضعيف [20]، والحديث الذى فيه: (فإن الله مستخلفكم فيها) ليس فيه أنهم خلفاء الله بل غاية ما فيه أن الله جعلهم خلائف يخلف بعضهم بعضاً،وعلى هذا يبقى الأمر على التحريم.
3 - لا يوجد نص صحيح صريح يؤيد ما قاله المجيزون بل أدلتهم إما صحيح غير صريح كالاستدلال بالآيتين قوله تعالى ? إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ?، وقوله تعالى: ? يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ? فغاية ما فى الآية أن الله جعل آدم وداود عليهما السلام خليفتين،وليس فيهما أنهما خليفان لله،واستدلالهم بحديث: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها» فليس في الحديث أن الصحابة خلفاء الله بل غاية ما فيه أنهم خلائف يخلف بعضهم بعضاً،وإما يستدلون بنص ضعيف غاية ما فيه إطلاق خليفة الله على أهل الصلاح،وليس على كل الناس،وإما يستدلون بأثر عن صحابي غاية ما فيه إطلاق خليفة الله على أهل الصلاح،وهو معارض بقول صحابى أخر، و لهذه الأسباب يكون الراجح هو ما ذهب إليه جمهور أهل العلم بمنع هذه الكلمة هذا والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات. و كتب ربيع أحمد سيد بكالوريوس الطب والجراحة جامعة عين شمس الجمعة 29/ 12/2006 م
[18]- ذكره الألبانى فى السلسلة الضعيفة رقم 85 وضعفه أيضا فى سنن ابن ماجة حديث رقم 4084،وفى ضعفه فى صحيح وضعيف الجامع رقم 14570 وفى ضعيف الجامع رقم 6434
[19]- السلسلة الضعيفة 1/ 162 عند تعليقه على حديث رقم 85
[20]- قال الألباني ضعيف فى مشكاة المصابيح رقم 5461،وضعفه أيضاً فى صحيح وضعيف الجامع رقم 1519،وفى ضعيف الجامع رقم 506
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 01:59]ـ
منع الشفاه من قول الإنسان خليفة الله ( http://www.4shared.com/file/70326580/4c12bd9d/______.html?dirPwdVerified=61f d757b)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 02:03]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ووفق الله لما تحبه و ترضاه.
و أذكر أن الشيخ حبنكة كتب رسالة في هذا الموضوع.
و فيكم بارك الله، وجزاكم الله خيرا على الإضافة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 06:37]ـ
منع الشفاه من قول الإنسان خليفة الله على ملف ورد مضغوط بالمرفقات(/)
الإلمام بحكم صلاة المأموم أمام الإمام
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 01:58]ـ
الإلمام بحكم صلاة المأموم أمام الإمام
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 02:15]ـ
جزاك خيراً أخي على هذا الجمع المبارك.(/)
ممكن تجاربكم كيف تقنع الكافر بدخول الاسلام (مشاركه للافاده)
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 03:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد ذكرت سؤالي فوق
نريد من احد الاعضاء ماذا فعل عندما وجد الكافر ويريد ان يقص (قصة) عليه الإسلام؟؟
لعلم تفهمون ماذا اقصد
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 04:13]ـ
من تجربتي مع بعض النصارى:
أقول له: ديننا يحكم عليكم بالنار، أما دينكم فلا يحكم علينا بالنار، فالسلامة أن تدخل في ديننا حتى تضمن، لأنك هكذا ستنجو من النار باتفاق الأديان.:)
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 08:20]ـ
لسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على النبي الكريم اخوتي الكرام حسب تجربتي الخاصة من خلال ترحالي و تجوالي فان أهم شيء في الدعوة هو سلوك الداعية فلو لم يتكلم و بقي ملتزما بتعاليم دينه بعيدا عن الغلو و الانحراف يصلي بالطهارة المائية و لا يخدع و لا يغش و ينصح للجميع و يبتعد عن جميع ما حرم الله فانه لا محالة يؤثر في محيطه الذي يعيش فيه سواء كانوا من أهل كتاب أو وثنيين و ان الكثير من الأفارقة دخلوا الاسلام انطلاقا من هذا السلوك المثالي و لقد طلب مني بواسطة ابن خالته رئيس وزراء النيجر سابقا أن أتولى رئاسة تحرير مجلة تدعى: اقرأ: و كانت الجماعة المشرفة عليها أقرب الى الاخوان وايران فاختلفناو تناقشنا نقاشات حادة فقالوا لي ذات يوم: نحن كنا في السابق نقول اذا رأيت العربي يفعل شيئا فافعله لأننا تعودنا جماعات منكم علماء أتقياء في طريقهم الى الحج و كانوا لا يفعلون محرما كانوا قدوة أما اليوم فأصبح يأتينا بعض السحرة أصحاب رقى و شعوذة و تجار فجار كما أن بقية الجليات العربية منها ما هو كافر مسيحي فتغيرت الأحوال و أصبح الذين من غير أصل عربي أفضل في أعيننا منكم فسلوك الداعية أساسي و هو يتلخص في كلمة بليغة قالها النبي صلى الله عليه و سلم لمعاذ بن جبل:يا معاذ أخلص في العمل يكفيك القليل و هو الذي قال له مرة أخرى: يا معاذ اني أحبك و اني أصيك: لا تدع أن تقول في دبر كل صلاة مكتوبة: اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك فسلوك الداعية مقدم على كل شيءمن الأقوال والأعمال ثم اذا حاولت أن تحاورهم خاصة المسيحيين منهم ركز على مسألة الثالوث ما هو مستندهم في ذلك و أن كل من يلد يصبح ولده يشبهه فالعجل يصبح ثورا و الخروف يصبح كبشا و الجدي يصبح تيسا الخ ... و هذه سنة الله في خلقه ثم اسأله بعد ذلك هل يعرفون أول من قال بالثالوث؟ فاذا صدقك و قال لك: لا فأخبره أنه الفريسي بن الفريسي شاول أو بول الذي كان يطارد أتباع المسيح و يعذبهم فهو أول من دس هذه الردة في السنة الرابعة بعد المسيح و المهم أن يبقى نقاشك حول الثالوث يعني قولتهم الشنيعة: الأب و الابن و العذراء قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد ولم يكن له كفؤا أحد ركز على التوحيد بعد السلوك المستقيم البعيد عن كل كذب و دسيسة فلقد حاورت رجالات دينهم و جربتهم فوجدت أن النقطة السوداء بالنسبة لهم هي هذه النقطة و الله الموفق
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 11:49]ـ
اخي مصطفى شكرا لك ... بارك الله فيك ...
لكن اتمنى تجارب مع بعض الكفار (قصة)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 01:43]ـ
الاحسان للكافر
اعظم وسيلة لدعوته للاسلام(/)
أحكام الدم على القول الراجح.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 10:23]ـ
أقسام الدم:
1 - الدم المسفوح، نجس بالإجماع؛ قوله تعالى {] أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً [}.
2 - دم الحيض والنفاس، نجس بالإجماع.
3 - المسك الذي أصله دم طاهر بالإجماع.
4 - الدم الخارج من الحيوان النجس - على القول بنجاسة بعض الحيوانات دون بعض - كالأسد ونحوه، نجس بالاتفاق.
5 - الدم الخارج من الحيوان الطاهر، كالشاة ونحوها، فالأئمة الأربعة على أنه نجس لأن ما أبين من حي فهو كميتته؛ لدلالة الحديث على ذلك.
6 - الدم الخارج من الإنسان نجس عند الأئمة الأربعة لقوله تعالى:] أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً [ولحديث أسماء، وفيه قوله (ص): ((إذا أصاب ثوب إحداكن الدم من الحيضة، فلتقرصه، ثم لتنضحه بماء ثم تصلي فيه)) متفق عليه.
وذهب بعض العلماء وهو الراجح واختاره الشوكاني والشيخ محمد العثيمين: أنه طاهر؛ لأن عمر رضي الله عنه ((صلى وجرحه يثعب دماً)) رواه مالك بسند صحيح، ولحديث جابر رضي الله عنه أن النبي (ص) ((كان في غزوة ذات الرقاع فرماه رجل بسهم فنزفه الدم فركع وسجد وهو في صلاته)) رواه البخاري معلقاً، ووصله أبو داود وابن خزيمة وغيرهما بسند صحيح، ولحديث سعد بن معاذ رضي الله عنه لما ضرب له قبة في المسجد، فنزف دمه فيه)) متفق عليه، وقال الحسن: ((ما زال الناس يصلون في جراحاتهم)) رواه البخاري معلقاً بصيغة الجزم.
7 - دم الشهيد عليه، طاهر عند الحنفية والحنابلة، بشرط أن يكون غير منفصل عنه
8 - دم السمك، طاهر عند الحنفية والحنابلة.
9 - الدم الباقي في اللحم واللعروق، فالجمهور على أنه طاهر.
10 - دم ما لا نفس له سائلة، فالحنفية والحنابلة طاهر.
11 - القيح والصديد، فالأئمة الأربعة على أنه نجس؛ لأنهما دمان استحالا إلى نتن وفساد، والدم نجس فكذا هما نجسان.
وعند الظاهرية واختاره شيخ الإسلام أنهما طاهران، إذ الأصل في الأشياء الطهارة.
ـ[أبومنصور]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 01:31]ـ
بارك الله فيك
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 09:16]ـ
من أين لك هذا التفصيل و هذه الاجماعات وفقك الله و ايانا فلعلك تريد اثارة ما أثاره الشوكاني في السيل الجرار و تبعه الألباني رحمه الله الا أنه تناقض و لقد أجاد و أفاد في هذا الباب ابن عبد البر في كتابه التمهيد
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 09:30]ـ
هات ماعندك ونقض هذا الإجماع في أي قسم تشاء.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 12:14]ـ
يبدو أن الجواب طويل فمنه ما بيناه في المجلد الأول من كتابنا الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماع حيث فلنا 4/الرد على الشوكاني و الألباني: خالف الألباني و الشوكاني الاجماع الذي ذكره ابن المنذر و ابن حزم و ابن عبد البر في التمهيد و الاستذكار فيما يخص بنجاسة الدم ... قال الشوكاني في السيل الجرار: لم يصح في كون كل الدم نجسا شيء من السنة و أما الاستدلال بما في الكتاب العزيز من قوله سبحانه:قل لا أجد في ما أوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فانه رجس أو فسقا أهل لغير الله به الأنعام:145 .. الخ ....... و قال الألباني في كتابه تمام المنه في التعليق على فقه السنة معلقا على قول السيد سابق:من النجاسات الدم سواء كان دما مسفوحا أو دم حيض .... ثم قال و قال الحسن: ما زال المسلمون يصلون في جراحاتهم ذكره البخاري فعلق عليه الألباني قائلا: في هذا الفصل أمر لم يحقق المؤلف القول فيها لا من الناحية الحديثية و لا من الناحية الفقهية 1/أما من الناحية الحديثية ففيها ما يأتي: ....... ثم هو مع ضعفه مخالف لما صح عن أبي هريرة قال: لا وضوء الا من حدث رواه البخاري معلقا و وصله اسماعيل القاضي باسناد صحيح كما قال الحافظ و قد جاء مرفوعا بلقظ: الا من من صوت أو ريح ....... و مخالف أيضا لحديث الأنصاري الذي قام يصلي في الليل فرماه المشرك بسهم فوضعه فيه فنزعه حتى رماه بثلاثة أسهم ثم ركع و سجد و مضى في صلاته و هو يموج دما كما علقه البخاري و وصله أحمد و غيره و هو مخرج في صحيح أبي داود و له حكم المرفوع لأنه يستبعد عادة ألا يطلع عليه النبي صلى الله عليه و سلم فلو كان الدم الكثير ناقضا لبينه
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله عليه و سلم لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز كما هو معلوم من علم الأصول و على غرض أن النبي صلى الله عليه و سلم خفى ذلك عليه فما هو بخاف على الله الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض و لا في السماء فلو كان ناقضا أو نجسا لأوحى بذلك الى نبيه صلى الله عليه و سلم ... و هو مذهب ابن حزم 2/و من الناحية الفقهية:أولا: التسوية بين دم الحيض و غيره من الدماء كدم الانسان و دم مأكول اللحم من الحيوان .... الى أن قال: تفريقه بين الدم القليل و الكثير و هذا و ان كان مسبوقا اليه من بعض الأئمة فانه مما لا دليل عليه من السنة .... و قد أجاد على هذا التفريق ابن حزم رحمه الله في آخر الجزء الأول من المحلى فليراجعه من شاء و كذا القرطبي و ابن العربي في تفسيرهما .... و قد تناقض الألباني عند تعليقه على حديث: تعاد الصلاة من قدر الدرهم من الدم و في لفظ: اذا كان في الثوب قدر الدرهم من الدم غسل الثوب و أعيدت الصلاة و بلفظ آخر: الدم مقدار الدرهم يغسل و تعاد منه الصلاة حيث قال في السلسلة الضعيفة و الموضوعة فيما يخص بالحديث الأول:موضوع لوجود روح بن غطيف من بين رواته و على الحديث الثاني:موضوع لأن فيه روح بن أبي مريم ثم قال: و اعلم أن هذا الحديث هو حجة الحنفية في تقدير النجاسة المغلظة بالدرهم و اذا علمت أنه حديث موضوع يظهر لك بطلان التقييد به و أن الواجب اجتناب النجاسة و لو كانت أقل من الدرهم لعموم الأحاديث الآمرة بالتطهير /انتهى محل الاستشهاد. قلت و الحديث حجة كذلك عند المالكية و قد أخذه من نصب الراية و هنا يفهم من تعليق الألباني أن الدم قليله و كثيره سواء في النجاسة يوجب كله التطهير الا أن هذا ما انتقد عليه السيد سابق كما مر آنفا نافيا أنه نجس حيث يحيل الى ابن حزم و ابن العربي و القرطبي حيث فرقوا بين القليل و الكثير و هذا تناقض سافر لذلك سنبدأ بتقديم ما قاله ابن العربي في أحكام القرآن: اتفق العلماء على أن الدم حرام نجس لا يؤكل و لا ينتفع به و قد عينه الله تعالى ههنا مطلقا و عينه في سورة الأنعام مقيدا بالمسفوح و حمل العلماء ههنا المطلق على المقيد اجماعا و روي عن عائشة أنها قالت: لولا أن الله تعالى قال أو دما مسفوحا لتتبع الناس ما في العروق فلا تلتفتوا في ذلك الى ما يعزى الى ابن مسعود في الدم قلت و أما القرطبي فقد نقل على عادته ما نقله ابن العربي و زاد عليه.قال: ....... و حمل العلماء ههنا المطلق على المقيد اجماعا فالدم هنا يعني به المسفوح لأن ما خالط اللحم فغير محرم باجماع و كذلك الكبد و الطحال مجمع عليه و في دم الحوت المزايل له اختلاف و روي عن القابسي أنه طاهر و يلزم على طهارته أنه غير محرم و هو اختيار ابن العربي قال: لأنه لو كان دم السمك نجسا لشرعت ذكاته قلت و هو مذهب أبي حنيفة في دم الحوت سمعت بعض الحنفية يقول: الدليل على أنه طاهر أنه اذا يبس ابيض بخلاف سائر الدماء فانه يسود و هذه النكتة لهم في الاحتجاج على الشافعية انتهي الاستشهاد و أما قول الألباني: لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز كما هو معلوم .... فيما يخص بتمادي الأنصاري في الصلاة و هو في الحراسة فالجواب عليه هو أننا نسأله قائلين: ما الذي يريده الألباني هنا؟ أن يقال لشهيد مات و هو يحرس أعد صلاتك؟ كما يقال للأنصاري الآخر الذي رمى يوم بدر بتمرات كانت في قرنه فعلت محرما أم أن الجنة مثواهم؟ علما بأنه جاءت نصوص من القرآن و السنة تبين حكم الفعلين و لعل الألباني لم يقف على الأدلة التي قدمها ابن عبد البر في التمهيد حيث قال: و حكم كل دم كدم الحيض الا أن القليل من الدم متجاوز عنه لشرط الله عز و جل في نجاسة الدم أن يكون مسفوحا فحينئذ هو رجس نجس الا أن المفسوح و ان كان أصله الجاري في اللغة فان المعنى فيه في الشريعة الكثير اذ القليل لا يكون جاريا مسفوحا ...... و عن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري قال: أدركت فقهاءنا يقولون:ما أذهبه الحك من الدم فلا يضر و ما أذهبه الفتل فلا يضر .... الى أن قال: قال أبو بكر الأثرم: و قيل لأبي عبد الله يعني أحمد بن حنبل الى أي شيء تذهب في الدم؟ قال: اذا كان فاحشا قيل له في الثوب؟ فقال: في الثوب و اذا أخرج من الجرح قيل له:السائل أو القاطر؟ فقال: اذا فحش أذهب الى الفاحش على حديث ابن عباس قال و قال أبو عبد الله: عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم تكلموا فيه:أبو هريرة كان يدخل أصابعه في أنفه و ابن عمر عصر بثرة و ابن أبي أوفى تنخم دما و جابر أدخل أصابعه في أنفه و ابن عباس قال: اذا كان فاحشا .... و قد بين ابن عبد البر اجماع علماء الأمصار بنجاسة الدم المسفوح الفاحش و اعادة الصلاة منه الا ما ذكر من أقوال مضطربة عن الأوزاعي فيما يخص بالاعادة مطلقا لذلك قال ابن حزم في مراتب الاجماع: و اتفقوا أن الكثير من الدم أي دم كان حاشا دم السمك و لا يسيل دمه نجس و لذلك نقل ابن القطان الفاسي في كتابه الاقناع عن ابن عبد البر في الاستذكار و أقره:و لا خلاف أن الدم المسفوح رجس نجس و لا خلاف في أن قليله متجاوز عنه بخلاف سائر النجاسات التي قليلها مثل كثيرها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 12:30]ـ
من أين لك هذا التفصيل و هذه الاجماعات وفقك الله و ايانا فلعلك تريد اثارة ما أثاره الشوكاني في السيل الجرار و تبعه الألباني رحمه الله الا أنه تناقض و لقد أجاد و أفاد في هذا الباب ابن عبد البر في كتابه التمهيد
كيف تقول من اين لك هذه الإجماعات ثم تذهب إلى مسألة لم أذكر فيها إجماع.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 04:23]ـ
كان ردي حول النقطة الأولى و السادسة و التفصيل في كل دم مسفوح و لقد ذكرت قول الشوكاني في ذلك فأردت أن أنبهكم أيها الأخ الكريم على هذا التفصيل الذي ورد في الاجماع و الله الموفق للصواب و أستغفر الله العظيم أولا و آخرا
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 04:26]ـ
سئل الشيخ ابن عثيمين في المجموع 11/ 260: ما رأيكم في هذه الأقوال:
1 - أن الدم المسفوح، هو الذي وقع فيه الخلاف، أما غير المسفوح كدم الجروح وسواها فلم يقل أحدٌ بنجاسته.
2 - أن المحدثين لم يشيروا أبداً إلى التحريم إلا للدم المسفوح وكذلك أشار المفسرون.
3 - أنه لا يوجد دليل واحد صحيح يفيد بنجاسة الدم، إلا ما كان من إشارة بعض الفقهاء، وهؤلاء لا دليل عندهم، وما دام الدليل لم يوجد، فالأصل طهارة الدم فلا تبطل صلاة من صلى وعلى ثوبه بقع دم؟
ما ذكرتم في رقم (1) فلو رجع القائل إلى كلام أهل العلم لوجد أن الأمر على خلاف ما ذكر، فإن الدم المسفوح لم نعلم قائلاً بطهارته، كيف وقد دل القرآن على نجاسته كما سيأتي تقريره إن شاء الله تعالى، وقد نُقل الاتفاق على نجاسته ابن رشد في بداية المجتهد، فقال ص 76ط الحلبي: وأما أنواع النجاسات فإن العلماء اتفقوا من أعيانها على أربعة، وذكر منها: الدم من الحيوان الذي ليس بمائي انفصل من الحي أو الميت إذا كان مسفوحاً أي كثيراً، وقال في ص79 منه: اتفق العلماء على أن دم الحيوان البري نجس. أ.هـ. لكن تفسيره للمسفوح بالكثير مخالف لظاهر اللفظ، ولما ذكره البغوي في تفسيره، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه ما خرج من الحيوان وهو حي وما يخرج من الأوداج عند الذبح، وذلك لأن المسفوح هو المراق السائل لا يقيد كونه كثيراً، اللهم إلا أن يريد ابن رشد بهذا القيد محل الاتفاق حيث عفا كثير من أهل العلم عن يسير الدم المسفوح، لكن العافون عنه لم يجعلوه طاهراً وإنما أرادوا دفع المشقة بوجوب تطهير اليسير منه.
وقد نقل القرطبي في تفسيره ص 221جـ 2ط دار الكاتب اتفاق العلماء على أن الدم حرام نجس، وقال النووي في شرح المهذب ص 511جـ 2ط المطيعي: والدلائل على نجاسة الدم متظاهرة، ولا أعلم فيه خلافاً عن أحد من المسلمين إلا ما حكاه صاحب الحاوي عن بعض المتكلمين أنه قال طاهر. أ.هـ.
والظاهر أن الإطلاق في كلامي القرطبي والنووي مقيد بالمسفوح والله أعلم.
وأما غير المسفوح الذي مثل له بدماء الجروح وسواها وذكر أنه لم يقل أحد بنجاسته مع أن قوله: (وسواها) يشمل دم الحيض الذي دلت السنة على نجاسته كما سيأتي إن شاء الله، فلو رجع القائل إلى كلام أهل العلم لوجد أن كلام أهل العلم صريح في القول بنجاسته أو ظاهر.
قال الشافعي رحمه الله في الأم ص67 جـ 1ط دار المعرفة بعد ذكر حديث أسماء في دم الحيض: وفي هذا دليل على أن دم الحيض نجس وكذا كل دم غيره. وفي ص56 منه مثل للنجس بأمثلة منها: العذرة والدم.
وفي المدونة ص38 جـ 1ط دار الفكر عن مالك رحمه الله ما يدل على نجاسة الدم من غير تفصيل.
ومذهب الإمام أحمد في ذلك معروف نقله عنه أصحابه.
وقال ابن حزم في المحلى ص102 جـ 1ط المنيرية ك وتطهير دم الحيض أو أي دم كان سواء دم سمك كان أو غيره أو كان في الثوب أو الجسد فلا يكون إلا بالماء حاشا دم البراغيث ودم الجسد، فلا يلزم تطهيرهما إلا ما حرج في غسله على الإنسان فيطهر المرء ذلك حسب ما لا مشقة عليه فيه. أ.هـ.
وقال الفروع: (من كتب الحنابلة) ص253 جـ 1ط دار مصر للطباعة: ويعفى على الأصح عن يسير دم وما تولد منه (و) وقيل من بدن. أ.هـ، والرمز بالواو في اصطلاحه إشارة إلى وفاق الأئمة الثلاثة، ومقتضى هذا أن الدم نجس عند الأئمة الأربعة لأن التعبير بالعفو عن يسيره يدل على نجاسته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في الكافي: (من كتب الحنابلة) أيضاً ص 110/ جـ 1 ط المكتب الإسلامي: والدم نجس، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأسماء في الدم: "اغسليه بالماء" (متفق عليه)، ولأنه نجس لعينه بنص القرآن أشبه الميتة ثم ذكر ما يستثنى منه ونجاسة القيح والصديد، وقال إلا أن أحمد قال: هما أخف حكماً من الدم لوقوع الخلاف في نجاستهما وعدم التصريح فيهما. أ.هـ. وقوله لوقوع الخلاف في نجاستهما ما يفيد بأن الدم لا خلاف في نجاسته.
وقال في المهذب: (من كتب الشافعية) ص511 جـ 2ط المطيعي: وأما الدم فنجس ثم ذكر في دم السمك وجهين أحدهما نجس كغيره، والثاني طاهر.
وقال في جواهر الإكليل: (من كتب المالكية) ص9 جـ 1 ط الحلبي في عد النجاسات: ودمٍ مسفوح أي جارٍ بذكاةٍ أو فصدٍ، وفي ص11 منه فيما يعفى عنه من النجاسات: ودون درهم من دم مطلقاً عن تقييده بكونه من بدن المصلي أو غير حيض وخنزير أو في بدن أو ثوب أو مكان. أ.هـ.
وقال في شرح مجمع الأنهر: (من كتب الحنفية) ص51 - 52 جـ 1 ط عثمانية: وعُفي قدر الدرهم من نجس مغلظ كالدم والبول، ثم ذكر ص 53 منه أن دم السمك والبق والقمل والبرغوث والذباب طاهر.
فهذه أقوال أهل العلم من أهل المذاهب المتبوعة وغيرهم صريحة في القول بنجاسة الدم واستثناؤهم ما استثنوه دليل على العموم فيما سواه، ولا يمكن إنكار أن يكون أحد قال بنجاسة بعد هذه القول عن أهل العلم.
وأما ما ذكر في رقم 2فالكلام في نجاسة الدم لا في تحريمه، والتحريم لا يلزم منه التنجيس فهذا السم حرام، وليس بنجس، فكل نجس محرم وليس كل محرم نجساً، فنقل الكلام من البحث في نجاسته إلى تحريمه غير جيد، ثم إن التعبير بأن ثبوت تحريمه كان بإشارة المحدثين والمفسرين مع أنه كان بنص القرآن القطعي غير سديد، فتحريم الدم المسفوح كان بنص القرآن القطعي المجمع عليه لا بإشارة المحدثين والمفسرين كما يعلم.
وأما ما ذكر في رقم (3) فإن سياق كلامكم يدل على أنكم تقصدون بالدم المسفوح فقط أو هو وغيره لأنكم ذكرتم أن غير المسفوح لم يقل أحد بنجاسته، وأن موضع الخلاف هو الدم المسفوح.
ولو رجعتم إلى الكتاب والسنة لوجدتم فيهما ما يدل على نجاسة الدم المسفوح ودم الحيض ودم الجرح.
فأما نجاسة الدم المسفوح ففي القرآن، قال الله تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ}، فإن قوله: {محرماً} صفة لموصوف محذوف والتقدير: شيئاً محرماً، والضمير المستتر في: {يكون} يعود على ذلك الشيء المحرم، أي إلا أن يكون ذلك الشيء المحرم ميتة إلخ، والضمير البارز في قوله: {فإنه} يعود أيضاً على ذلك الشيء المحرم، أي فإن ذلك الشيء المحرم رجس، وعلى هذا فيكون في الآية الكريمة بيان الحكم وعلته في هذه الأشياء الثلاثة: الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير، ومن قصر الضمير في قوله: {فإنه} على لحم الخنزير معللاً ذلك بأنه أقرب مذكور فقصره قاصر، وذلك لأنه يؤدي إلى تشتيت الضمائر وإلى القصور في البيان القرآني حيث يكون ذاكراً للجميع: (الميتة، والدم المسفوح، ولحم الخنزير) حكماً واحداً يعلل لواحد منها فقط.
وكذلك من قَصَرَهُ على لحم الخنزير معللاً بأنه لو كان الضمير للثلاثة لقال: فإنها أو فإنهن، فجوابه:
أننا لا نقول إن الضمير للثلاثة بل هو عائد إلى الضمير المستتر في {يكون} المخبر عنه بأحد الأمور الثلاثة.
ويدل على أن وصف الرجس للثلاثة ما دلت عليه السنة من نجاسة الميتة، ففي السنن عن ميمونة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بشاة يجرونها، فقال: "لو أخذتم إهابها"، فقالوا: إنها ميتة، فقال: "يطهرها الماء والقرض" (أخرجه النسائي وأبو داود)، وأخرجا من حديث سلمة بن المحبق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في جلود الميتة: "دباغها طهورها"، وعند النسائي: "دباغها ذكاتها"، وفي صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: وقد سُئل عن أسقية المجوس، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "دباغه طهوره".
وبهذا تقرر دلالة القرآن على نجاسة الدم المسفوح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما نجاسة دم الحيض، ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لفاطمة بنت أبي حبيش: "إذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي" هذا لفظ البخاري، وقد ترجم عليه باب غسل الدم، وفيهما أيضاً من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أصاب ثوب إحداكن الدم من الحيضة فلتقرضه ثم لتنضحه بماء ثم تصلي فيه"، هذا لفظ البخاري في رواية، وفي أخرى: "تحته ثم تقرضه بالماء وتنضحه وتصلي فيه"، وهو لمسلم بهذا اللفظ، لكن بـ: "ثمّ" في الجمل الثلاث كلها، وكون النبي صلى الله عليه وسلم يرتب الصلاة على غسله بـ: "ثم" دليلٌ على أن غسله لنجاسته، لا لأجل النظافة فقط.
وأما نجاسة دم الجرح: ففي الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه في قصة جرح وجه النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، قال: فكانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسل الدم، وكان علي بن أبي طالب يسكب عليها بالمجن، هذا لفظ مسلم، وهذا وإن كان قد يدعى مدعٍ أن غسله للتنظيف لا للتطهير الشرعي، أو أنه مجرد فعل والفعل المجرد لا يدل على الوجوب، فإن جوابه أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت أبي حبيش بغسل الدم قرينة على أن غسل الدم من وجه النبي صلى الله عليه وسلم كان تطهيراً شرعياً متقرراً عندهم.
وأما ما ورد عن بعض الصحابة مما يدل ظاهره على أنه لا يجب غسل الدم والتطهير منه، فإنه على وجهين:
أحدهما: أن يكون يسيراً يُعفى عنه مثل ما يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه لا يرى بالقطرتين من الدم في الصلاة بأساً، وأنه يدخل أصابعه في أنفه فيخرج عليها الدم فيحته ثم يقوم فيصلي، ذكر ذلك عنه ابن أبي شيبة في مصنفه.
الثاني: أن يكون كثيراً لا يمكن التحرز منه، مثل ما رواه مالك في الموطأ عن المسور بن مخرمة، أن عمر بن الخطاب حين طُعن، صلى وجرحه يثغب دماً، فإن هذا لا يمكن التحرز منه إذا لو غسل لاستمر يخرج، فلم يستفد شيئاً، وكذلك ثوبه لو غيَّره بثوبٍ آخر -إن كان له ثوبٌ أخر- لتلوث الثوب الآخر فلم يستفد من تغييره شيئاً، فإذا كان الوارد عن الصحابة لا يخرج عن هذين الوجهين، فإنه لا يمكن إثبات طهارة الدم بمثل ذلك، والذي يتبين من النصوص فيما نراه في طهارة الدم ونجاسته ما يلي:
أ - الدم السائل من حيوان مييته نجسة، فهذا نجس كما تدل عليه الآية الكريمة.
ب - دم الحيض، وهو نجس كما يدل عليه حديثا عائشة وأسماء رضي الله عنهما.
ج - الدم السائل من بني آدم، وظاهر النصوص وجوب تطهيره إلا ما يشق التحرز منه كدم الجرح المستمر، وإن كان يمكن أن يعارض هذا الظاهر بما أشرنا إليه عند الكلام على غسل جرح النبي صلى الله عليه وسلم، وبأن أجزاء الآدمي إذا قطعت كانت طاهرة عند أكثر أهل العلم، فالدم من باب أولى، لكن الاحتياط التطهر منه لظاهر النصوص، واتقاء الشبهات التي من اتقاها استبرأ لدينه وعرضه.
د - دم السمك وهو طاهر، لأنه إذا كانت ميتته طاهرة كان ذلك دليلاً على طهارته، فإن تحريم الميتة من أجل بقاء الدم فيها، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل"، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم سبب الحل أمرين:
أحدهما: إنهار الدم.
الثاني: ذكر اسم الله تعالى (الأول حسي، والثاني معنوي).
هـ - دم الذباب والبعوض وشبهه لأن ميتته طاهرة كما دلَّ عليه حديث أبي هريرة في الأمر بغمسه إذا وقع في الشراب، ومن الشراب ما هو حارٌ يموت به، وهذا دليل على طهارة دمه لما سبق من علة تحريم الميتة.
و - الدم الباقي بعد خروج النفس من حيوان مذكى لأنه كسائر أجزاء البهيمة وأجزاؤها حلال طاهرة بالتذكية الشرعية، فكذلك الدم كدم القلب والكبد والطحال.
هذا ما ظهر لنا، ونسأل الله تعالى أن يهدينا جميعاً صراطه المستقيم.
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 04:33]ـ
حفظ الله الجميع المسألة أبسط من هذا القتال فالحل يأخذ من ظواهر الأحاديث التي جاءت في هذا الباب من يجد لي حديث يقول بأن غير دم الحيض نجس ظاهراً دون قياس أكون له شاكراً هذا بختصار حفظكم الله.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 04:45]ـ
حفظ الله الجميع المسألة أبسط من هذا القتال فالحل يأخذ من ظواهر الأحاديث التي جاءت في هذا الباب من يجد لي حديث يقول بأن غير دم الحيض نجس ظاهراً دون قياس أكون له شاكراً هذا بختصار حفظكم الله.
لو وفرت على نفسك هذا الاختصار لكان أحسن.
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 04:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
فيما يتعلق بكون الشيخ الألباني رحمه الله تناقض في نجاسة الدم، لا يظهر شيئاً من ذلك، ذلك أن كلامه مع الحنفية في مقدار النجاسة الواجب اجتنابها، لا في أعيانها، فلو كان الدم من النجاسة لم يكن لتحديدها بالدرهم وما فوقه وما تحته معنى، بل الواجب حينئذٍ اجتناب الجميع، والأحناف لم يقيدوا تقدير النجاسة بدرهم بنجاسة الدم فقط، بل عدوا هذا التقدير إلى غيره، والألباني لا يوافقهم على كل ما حكموا بنجاسته. وحمل كلامه خارج السلسلة على موافقته لما فيها خيرٌ من حمله على المناقضة، وما أدري أيش قصدك بكتابك، إن أردت كتاب مطبوع يباع ويتداول، فيا حبذا لو ترجع عما ذكرت فيه لكونه خطأ ظاهر. وعلى فرض أن ما ذكرته أنا هنا ليس هو ظاهر كلامه، فعلى الأقل كلامه يحتمله، ويؤيده ما ذكره خارج السلسة كما قدمت. وما ذكرت ليس بعلم أخي، بل تجني على العلماء بما يحتمل أكثر من معنى. مع أن الظاهر ـ عندي على الأقل ـ أن كلامه لا يحتمل ما ذكرت. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 11:13]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله ينبغي أن ننطلق من واقع النصوص و فهم علماء السلف الصالح لها لذلك انطلقنا من الاجماعات التي نقلها ابن القطان الفاسي في كتابه الاقناع و أقرها و ركزنا على ما نقله ابن حزم و ابن عبد البر في الاستذكار بعدما بينا تناقض الألباني رحمه الله و هو واضح لأنه في رده على الأحناف يقول بنجاسة الدم قليله و كثيره بينما في رده على السيد سابق يجنح الى ما ذهب اليه الشوكاني في السيل الجرار و هو عدم نجاسته و الصحيح التفصيل بين التجاوز عن القليل و الغمل بنجاسة الكثير انطلاقا من حديث حبر هذه الأمة و ترجمانها ابن عباس و هو الذي ذهب اليه ابن حنبل:يعني اذا كان فاحشا و الذي بيناه في الاجماعين: اجماع ابن حزم و اجماع ابن عبد البر و هما ينبنيان على الآيات التي حملت المطلق على المقيد و هو الدم المسفوح أما الأحاديث الصريحة المرفوعة في نجاسة الدم فلا يثبت منها الا أحاديث الحيض لكن توجد أحاديث ضعيفة في الباب تعضد الاجماع المنبني على النصوص القرآنية و فهم الراسخين في العلم لها في القرون المزكاة و الله أعلم
ـ[أبومنصور]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 12:48]ـ
لسم
الاخ الكريم مصطفى ... بعيدا عن موضوع النقاش وبعد اذن صاحب المقالة ... اردت لفت نظرك الى ان الكلمة الاولى بسم الله تظهر لي باللام وليس الباء (لسم) .. فالاادري ما السبب وراء ذلك.
الامر الثاني لو تهتم قليلا بترتيب مقالك وتجميله حتي يسهل قراءته .. فانت وفقك الله تنزله كتلة واحدة دونما اي فواصل مما يجعل قراءته امرا صعبا.
وبارك الله فيك على مشاركاتك الطيبة
وتقبل تحياتي الاخوية
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 01:50]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله الأخ أبو منصور الموضوع هو نجاسة الدم و الاجماع الوارد فيه نقلته بالحرف من محاله حيث ألفت في مسائل الاجماع و لو راجعت مقدمة ابن حزم في مراتب الاجماع لأنصفت من ركز على التمسك بنص الاجماع و أما تعليقك على لسم الله فلم ألزمك كتابتها بما كتبتها به و اما الفواصل و فواصل النقاط فلن ألتزم بها اما لأنني لست متخصصا في الطباعة و اما لأن العرب لا تلزمني بها و اما الاثنين المهم من مشاركتي أن يفهم الجميع أن الاجماع واقع الا أنه محدد بالكثير و التجاوز عن القليل و الله الموفق و لسم الله أولا و آخرا
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 06:42]ـ
الأخ الغالي ما زعمته من وضوح كلام الألباني فيما أردت ليس بواضح لما بينته من كون كلامه إن لم يظهر منه إرادة الكلام على المقدار فعلى الأقل هو محتمل له، إلا على طريقة عنزة ولو طارت فإن كلامه حينئذٍ واضح جداً في كل ما تريد أن تنسبه إليه، الكلام مع الأحناف في مقدار النجاسة لا في عينها، أي على تسليم أن الدم من النجاسات فتقدير ما يجب اجتنابه بالدرهم وما قل فلا باطل. وهكذا كل نجاسة. إن كان فاتنا شيء من كلام الألباني فاذكره، لا تدفع بالصدر وتقول: "وهو واضح" وخلاص؟!
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 07:59]ـ
يا أخي الكريم ان كان مرجعك ما استدللت أنا به هنا فقد حذفت الكثير منه لطوله الا أنك اذا رجعت الى تعليقه على السيد سابق في فقه السنة تجد أنه نهج نهج الشوكاني في عدم نجاسة الدم مطلقا كثيره و قليله الا دم الحيض و استدل بالصحابي الأنصاري الذي كان يحرس و صلى و هو يموج دما هذه عبارته و قال كما في النص الذي استدللت أنا به هنا في تعليقه على السيد يابق: فلو كان الدم الكثير ناقضا لبينه صلى الله عليه و سلم ارجع الى النص الأول و اقرأه متأنيا فسيتضح لك أنه تناقض أو أن له قولان متناقضان فلا داعي الى التكرار أما تعليقه على الأحناف فهو يقول بنجاسة الدم و لا ينبغي التفريق بين قليله و كثيره في حين أن الاجماع يفرق بين قليل الدم و كثيره قال أحمد بن حنبل:اذا كان الدم فاحشا أذهب الى قول ابن عباس و الله أعلم
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 08:25]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ:
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما ذكر في رقم (3) فإن سياق كلامكم يدل على أنكم تقصدون بالدم المسفوح فقط أو هو وغيره لأنكم ذكرتم أن غير المسفوح لم يقل أحد بنجاسته، وأن موضع الخلاف هو الدم المسفوح.
ولو رجعتم إلى الكتاب والسنة لوجدتم فيهما ما يدل على نجاسة الدم المسفوح ودم الحيض ودم الجرح.
وأما نجاسة دم الجرح: ففي الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه في قصة جرح وجه النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، قال: فكانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسل الدم، وكان علي بن أبي طالب يسكب عليها بالمجن، هذا لفظ مسلم، وهذا وإن كان قد يدعى مدعٍ أن غسله للتنظيف لا للتطهير الشرعي، أو أنه مجرد فعل والفعل المجرد لا يدل على الوجوب، فإن جوابه أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت أبي حبيش بغسل الدم قرينة على أن غسل الدم من وجه النبي صلى الله عليه وسلم كان تطهيراً شرعياً متقرراً عندهم.
ثم قال:
وأما ما ورد عن بعض الصحابة مما يدل ظاهره على أنه لا يجب غسل الدم والتطهير منه، فإنه على وجهين:
أحدهما: أن يكون يسيراً يُعفى عنه مثل ما يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه لا يرى بالقطرتين من الدم في الصلاة بأساً، وأنه يدخل أصابعه في أنفه فيخرج عليها الدم فيحته ثم يقوم فيصلي، ذكر ذلك عنه ابن أبي شيبة في مصنفه.
الثاني: أن يكون كثيراً لا يمكن التحرز منه، مثل ما رواه مالك في الموطأ عن المسور بن مخرمة، أن عمر بن الخطاب حين طُعن، صلى وجرحه يثغب دماً، فإن هذا لا يمكن التحرز منه إذا لو غسل لاستمر يخرج، فلم يستفد شيئاً، وكذلك ثوبه لو غيَّره بثوبٍ آخر -إن كان له ثوبٌ أخر- لتلوث الثوب الآخر فلم يستفد من تغييره شيئاً، فإذا كان الوارد عن الصحابة لا يخرج عن هذين الوجهين، فإنه لا يمكن إثبات طهارة الدم بمثل ذلك،
أخي بندر ذكرت ان الشيخ محمد ابن عثيمين يرى طهارة دم الجروح مطلقاً, وفيما نقلت عنه من الفتاوى يتبين أن الشيخ لم يجزم بالحكم كالعادة فيما يرجح ـ رحمه الله ـ وقوله في الممتع:"وهو قول قوي", فإن المتتبع لشروح الشيخ يجد أنه ليس مما يرجحه غالباً فليتك تذكر المصدر الذي رجحه فيه الشيخ رحمه الله.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 09:50]ـ
أخي بندر ذكرت ان الشيخ محمد ابن عثيمين يرى طهارة دم الجروح مطلقاً, وفيما نقلت عنه من الفتاوى يتبين أن الشيخ لم يجزم بالحكم كالعادة فيما يرجح ـ رحمه الله ـ وقوله في الممتع:"وهو قول قوي", فإن المتتبع لشروح الشيخ يجد أنه ليس مما يرجحه غالباً فليتك تذكر المصدر الذي رجحه فيه الشيخ رحمه الله.
قال في شرح بلوغ 1/ 219: وأما الدماء فالقول الراجح فيها: أنها ليست بنجسة أي الدماء الخارجة من الإنسان ليست بنجسة لأنني إلى ساعتي هذه ما وجدت دليلا" يدل على النجاسة وقد تقرر أن الأصل في الأشياء الطهارة إلا بدليل وذكرنا في حديث: ما قطع من البهيمةوهي حية فهو ميتة " ذكرنا أن تقتضي ألا يكون نجسا" لأن ميتة الآدمي طاهرة فما انفصل منه في حياته يكون طاهرا".
ـ[أبو العباس النجدي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 09:57]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع:
والقول بأن دم الآدمي طاهر ما لم يخرج من السَّبيلَين قول قويٌّ، والدَّليل على ذلك ما يلي.
- أنَّ الأصل في الأشياء الطَّهارة حتى يقوم دليل النَّجاسة، ولا نعلم أنَّه صلّى الله عليه وسلّم أمَر بغسل الدَّمِ إِلا دم الحيض، مع كثرة ما يصيب الإِنسان من جروح، ورعاف، وحجامة، وغير ذلك، فلو كان نجساً لبيَّنه صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنَّ الحاجة تدعو إلى ذلك.
- أنَّ المسلمين ما زالوا يُصلُّون في جراحاتهم في القتال، وقد يسيل منهم الدَّمُ الكثير، الذي ليس محلاًّ للعفو، ولم يرد عنه صلّى الله عليه وسلّم الأمرُ بغسله، ولم يَرِدْ أنهم كانوا يتحرَّزون عنه تحرُّزاً شديداً؛ بحيث يحاولون التخلِّي عن ثيابهم التي أصابها الدَّم متى وجدوا غيرها.
ولا يُقال: إِن الصَّحابة رضي الله عنهم كان أكثرهم فقيراً، وقد لا يكون له من الثياب إِلا ما كان عليه، ولا سيَّما أنهم في الحروب يخرجون عن بلادهم فيكون بقاء الثِّياب عليهم للضَّرورة.
فيُقال: لو كان كذلك لعلمنا منهم المبادرة إِلى غسله متى وجدوا إِلى ذلك سبيلاً بالوصول إِلى الماء، أو البلد، وما أشبه ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
- أنَّ أجزاء الآدميِّ طاهرة، فلو قُطِعَت يده لكانت طاهرة مع أنَّها تحمل دماً؛ ورُبَّما يكون كثيراً، فإِذا كان الجزء من الآدمي الذي يُعتبر رُكناً في بُنْيَة البَدَن طاهراً، فالدَّم الذي ينفصل منه ويخلفه غيره من باب أولى.
- أنَّ الآدمي ميْتَته طاهرة، والسَّمك ميْتته طاهرة، وعُلّل ذلك بأن دم السَّمك طاهر؛ لأن ميتته طاهرة، فكذا يُقال: إِن دم الآدمي طاهر، لأن ميتته طاهرة.
فإِن قيل: هذا القياس يُقابل بقياس آخر، وهو أنَّ الخارجَ من الإِنسان من بولٍ وغائطٍ نجسٌ، فليكن الدَّم نجساً.
فيُجاب: بأن هناك فرقاً بين البول والغائط وبين الدَّمِ؛ لأنَّ البول والغائط نجس خبيث ذو رائحة منتنة تنفر منه الطِّباع، وأنتم لا تقولون بقياس الدَّم عليه، إِذ الدَّم يُعْفَى عن يسيره بخلاف البول والغائط فلا يُعْفَى عن يسيرهما، فلا يُلحق أحدُهما بالآخر.
فإِن قيل: ألا يُقاس على دَمِ الحيض، ودم الحيض نجس، بدليل أنَّ النبي صلّى الله عليه وسلّم أَمَرَ المرأة أن تَحُتَّه، ثم تقرُصَه بالماء، ثم تَنْضِحَه، ثم تُصلِّي فيه ()؟.
فالجواب: أن بينهما فرقاً:
أ- أن دم الحيض دم طبيعة وجِبِلَّة للنساء، قال صلّى الله عليه وسلّم: «إِنَّ هذا شيءٌ كتبه اللَّهُ على بنات آدم» ()، فَبَيَّنَ أنه مكتوب كتابة قَدريَّة كونيَّة، وقال صلّى الله عليه وسلّم في الاستحاضة: «إِنَّه دَمُ عِرْقٍ» () ففرَّق بينهما.
ب- أنَّ الحيضَ دم غليظ منتنٌ له رائحة مستكرهة، فيُشبه البول والغائط، فلا يصحُّ قياس الدَّم الخارج من غير السَبيلَين على الدَّم الخارج من السَّبيلَين، وهو دم الحيض والنِّفاس والاستحاضة.
فالذي يقول بطهارة دم الآدمي قوله قويٌّ جداً؛ لأنَّ النَّصَّ والقياس يدُلاّن عليه.
والذين قالوا بالنَّجاسة مع العفو عن يسيره حكموا بحكمين:
أ- النَّجاسة.
ب- العفو عن اليسير.
وكُلٌّ من هذين الحُكْمَين يحتاج إِلى دليل، فنقول: أثبتوا أولاً نجاسة الدَّمِ، ثم أثبتوا أنَّ اليسير معفوٌّ عنه، لأنَّ الأصل أنَّ النَّجس لا يُعْفَى عن شيء منه، لكن من قال بالطَّهارة، لا يحتاج إِلا إِلى دليل واحد فقط، وهو طهارة الدَّم وقد سبق ().
فإِن قيل: إِنَّ فاطمة رضي الله عنها كانت تغسل الدَّمَ عن النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم في غزوة أُحُد ()، وهذا يدلُّ على النَّجاسة.
أُجيب من وجهين:
أحدهما: أنَّه مجرَّد فِعْل، والفعل المجرَّد لا يدلُّ على الوجوب.
الثاني: أنه يُحتَمَل أنَّه من أجل النَّظافة؛ لإِزالة الدَّم عن الوجه، لأنَّ الإِنسان لا يرضى أن يكون في وجهه دم، ولو كان يسيراً، فهذا الاحتمال يبطل الاستدلال.
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 11:44]ـ
الأخ أحمد الغالي
أما فيما يتعلق بتعليق الشيخ الألباني على سيد قطب أنا لم أتكلم عليه لا من قريب ولا من بعيد، لأن كلام الشيخ فيه واضح ولم أخلفك فيه لتتعقب علي بقوله هناك. الكلام في انتقاد الشيخ الألباني للأحناف، وهو ما ذكرته أنت مرة أخرى مقتضباً دون بيان وجه استدلالك على أن الشيخ الألباني يقول بنجاسة الدم مطلقاً من خلال تعليقه على تقدير الأحناف للنجاسة التي يجب اجتنابها بمقدار درهم، بل لم تزد على قولك: "أما تعليقه على الأحناف فهو يقول بنجاسة الدم و لا ينبغي التفريق بين قليله" يعني بالضبط ـ كما كنت نبهت عليه سابقاً ـ على طريقة "عنزة ولو طارت" يا أخي الألباني ينتقد تقييد النجاسة التي يجب اجتنابها بالدرهم دون نظر إلى العين النجسة، ولكن لما كان كلام الأحناف في الدم توهمت أنت أن الألباني يوافقهم في حكم نجاسة الدم.
فيما يتعلق بكلامه حول الأحناف فقط ـ أي من غير نظر إلى غيره ـ من أين لك أن نص الألباني يدل على الموافقة في نجاسة الدم، مع احتمال ما ذكرتُ من كونه إنما ينتقدهم في التقدير بالدرهم. فهو يوافق على نجاسة دم الحيض، لكن لا يجوز عنده أن يصلي المصلي بالقميص مثلاً وعليه مقدار درهم أو أقل من الدم بل يجب اجتنابه كله.
أخي معليش بس كلام الشيخ لا واضح فيما ذكرته أنت ولا شي، يا أخي بين وجه استدلالك.
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 11:45]ـ
آسف أردت سيد سابق فكتبت سيد قطب!
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 11:48]ـ
للمتابعة، وبارك الله فيكم جميعًا على مباحثكم؛ فالمسألة -جد- مهمة.
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 11:06]ـ
أخي بندر جزاك الله خير الجزاء على الإفادة ,,,,,
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 08:58]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله الأخ الكريم وضاح الحمادي أنا بدأت برد طويل رغم أنني حذفت منه الكثير بينت فيه أن الألباني رحمه الله تحامل على السيد سابق على المستوى الحديثي و الفقهي حيث بين هناك أن الدم كثيره و قليله ليس نجسا مثلما قال الشوكاني في كتابه السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار الا أنه في تعليقه علي حديث:تعاد الصلاة من الدرهم من الدم و في رواية:الدرهم من الدم تعاد منه الصلاة الخ .... فعلق على الأحناف قائلا بأن الدم نجس و أنه لا فرق بين قليله و كثيره خاصة أن الأحناف انطلقوا من حديث باطل موضوع.ففي التعليق على السيد سابق يقول بانه غير تجس لا كثيره و لا قليله مستدلا بحديث الأنصاري و قي السلسلة الضعيفة يقول بأنه نجس لا فرق بين قليله و كثيره بينما العلماء فرقوا بين كثيره و قليله كما في لاجماع الذي ذكره ابن حزم و ابن عبد البر حيث بين ابن عبد البر أن هذا التفريق ليس الا للدم و الله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 12:38]ـ
بارك الله فيك
يا أخي احتملنا، لكن هذا الذي تنقله عن الألباني من (السلسلة الضعيفة) مش صحيح أبداً، الشيخ لم يصرح هناك بنجاسة الدم لا قليله ولا كثيره، إلا دم الحيض فإنه قائل بنجاسته، فقولك أنه صرح بأن الدم قليله وكثيره نجس مش صحيح، يا أخي أرجوك لا تجعل سوء فهمك لكلام الألباني مذهب له، ثم تجعل سوء فهمك لكلامه رحمه الله في (السلسلة) دليل تناقضه. يا أخي قل أخطأ بحكمه على الدم بالطاهرة ـ وإن كنت أعتقد صوابه في غير ما جاء فيه النص كالدم المسفوح ودم الحيض وغيرها ـ لكن لا تقل تناقض لمجرد أنك قرأت له كلام إن لم تكن أخطأت في فهمه فعلى الأقل هو محتمل لغير ما فهمته منه.
ولو ركزت لرأيت صنيعك مع الشيخ رحمه الله هو التحامل، لا ما فعله هو مع سيد سابق رحمه الله. لأنه سطر هناك حجته على قوله، وهو الذي لم تصنعه أنت هنا حين زعمت تناقضه. فلو كان الشيخ أخطأ فقد أبرز حجته الحاملة له على ذلك الخطأ، ولإن كنت أنت أخطأت فإنك لم تبرز شيء يبرر خطأك.
يا أخي صحيح أني قسوت هنا في الكلام، لكن الحامل هو أصرارك على طريقة عنزة ولو طارت.
يا أخي طارت طارت خلاص.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 06:34]ـ
سامحك الله أنا لست مقلدا لأحد و لا متحاملا على أحد و انما أردت ابداء ما عليه جماعة العلماء كما هو في الإجماعات أما أنت اذا رجعت لما كتبته هنا منذ البداية ستعرف أن تعصبك دفعك الى عدم الحياد في البحث العلمي سامحك الله و أستغفر الله و أتوب اليه
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 01:44]ـ
سامح الله الجميع أخي
بس يا أخي ليش أنت مش متحامل والشيخ الألباني متحامل؟! يا أخي الله يهدينا ويهديك، تريد تنسب قول لشخص قل: فلان قال كذا في كتاب كذا صفحة كذا. وهذا خطأ من أجل كذا كذا. لكن مجرد أنك فهمت عبارة لشخص، ثم تجعل هذا الفهم مذهباً له يناقض قوله في موضع آخر. ثم من دافع عنه متعصب غير محايد. فقط لمجرد أنك تريد هذا. والله ما أدري أيش أقول لك.
غفر الله لي ولك
لكن اعلم أني ما اتهمتك لا بالتقليد ولا بالتحامل، وبدئك بنفي الصفتين مشعر بأني اتهمتك بذلك. وأنا ما أظن فيك إلا أنك أسأت فهم عبارة الشيخ الألباني رحمه الله في (الضعيفة) فقط لا غير، من غير أن يكون فيك تعصب ولا تحامل، لأني لا أعرفك حتى أنسب إليك هذه الصفات.
ومرة أخرى غفر الله لي ولك.
والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[التقرتي]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 01:14]ـ
للمتابعة فالموضوع مهم جدا و عندي اشتراك
كيف توجهون نقل الدم للمريض الذي تكاد الامة باسرها ان لم نقل الارض تجيزه مع حديث رسول الله عليه الصلاة و السلام
إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم!!(/)
افتونى يرحمكم الله
ـ[عصام عصام]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 04:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ............ وبعد
شيوخى الافاضل ارجو منكم الفتوى ... لقد اصبحت حياتى جحيما لا يطاق فأنا اعانى من وسواس
قهرى فى مسألة النجاسه والطهاره اثر على حياتى سلبا حيث اننى اقضى الساعات فى الحمام ولا
العب مع اطفالى الصغار واتجنب مكان جلوسهم لشكى ان يكون غير طاهر واتجنب اي شيئ تناله
ايديهم هم وامهم مثل مفاتيح الاضاءه ومقابض الابواب والخخخ واصبحت الحياه بينى وبين زوجتى
قاسيه بسبب هذا الوسواس حيث انها تصفنى بالجنون
وعندما اذهب لقاء الحاجه فى الحمام الافرنجى لابد لى من الاستحمام وعندما اذهب لشراء اللحم
من الجزار اتجنب السلام عليه باليد لاعتقادى بنججاسته .... وقس على ذلك كثيرا من الامور
ولقد قرأت فتوى للامام مالك بأن ازالة النجاسه سنه وليست واجب وقد سألت احد الشيوخ
هل لى العمل بهذا الرأى فأجابنى انه لايستطيع ان يفتينى بهذا الرأى
ولذلك لجأت اليكم عسي ان اجد حلا لديكم وترحمونى من هذا العذاب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 06:23]ـ
استخدم الأذكار و الرقية
و استعن بهذا الموقع http://shefaa.org/site
فإن لم تستطع فاجعل أحد الإخوة يشرف على استخدامك للرقية من خلال تعليمات الموقع أو راقي ثقة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 06:28]ـ
الإجابة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فالوسواس من سبل الشيطان التي كاد بها المؤمنين والعبّاد، ليشوش عليهم دينهم وعباداتهم، وقد أمرنا ربنا تبارك وتعالى أن نستعيذ من شر الوسواس في سورة الناس من قوله تعالى: (قل أعوذ برب الناس) إلى قوله عزّ وجل: (من شر الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس. من الجنة والناس). ونرجو أن نعين الأخ الكريم ببعض ما يفيد في العلاج من هذا الوسواس، فنقول: علاج الوسواس يتم بمجموع ما يلي:
أولاً: أن يعتقد المبتلى بالوسواس جازماً أن الحق في اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله وفعله ويعزم على سلوك طريقه.
ثانياً: أن يعتقد جازماً أن الوسواس من الشيطان، وأن الشيطان عدو مبين، والواجب مخالفته ومباينته.
ثالثاً: أن يتعرف على أحكام الشك في الطهارة والصلاة، خاصة الشك الكثير، وأهمها:
1 - أن من كثر شكه في الوضوء فلايلتفت الى ذلك يه، وليس عليه إصلاح أو إعادة باتفاق العلماء ووضوؤه مجزئ.
2 - من توضأ ثم شك هل أحدث أم لا؟ فلايلتفت الى ذلك الشك وقد أجزأه وضوؤه ولا يعيدوضوء ه عند سائر الفقهاء، والقاعدة الفقهية في ذلك: "اليقين لا يزول بالشك".
3 - من جاءه الوسواس وهو في الصلاة أنه ربما أحدث؛ فلا يقطع صلاته، بل يستمر في صلاته ويكملها حتى يتبيّن أنه أحدث بالفعل؛ ففي صحيح مسلم وغيره عن عباد بن تميم أن عمه شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً)).
4 - ومن جاءه الوسواس ويخيل إليه أن النجاسة قد أصابت نعليه مثلاوهو في الصلاة لا يقطع صلاته بل يمضي فيها ولا يلتفت إلى وسواس الشيطان، إلاّ إذا تيقن بالفعل أن النجاسة حاصلة فعندئذ يخَلَعه ويستمر في صلاته حتى يتمها؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما علم بالنجاسة في نعليه بإخبار جبريل عليه السلام خلعهما وأتم صلاته.
5 - الإكثار من الاستعاذة كلما يأتيه الوسواس ولو كان داخل الصلاة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استعاذ بالله من الشيطان وهو في الصلاة، وقد سمعه الصحابة رضي الله عنهم يقول: ((أعوذ بالله منك، ألعنك بلعنة الله التامة))، ثم أخبرهم أنه صلى الله عليه وسلم إنما تعوذ من إبليس لعنة الله عليه. ولما شكى إليه عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قائلاً: "إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي يلبِّسها عليّ"؛ فقال له صلى الله عليه وسلم: ((ذاك شيطان يقال له: خِنْزَب، فإذا أحسسته فتعوّذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثاً))، قال عثمان: "ففعلت ذلك فأذهبه الله عني". والله المستعان والموفق.
منقووول
وننصحك بكتاب اغاثة اللهفان للامام ابن القيم رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالم السنن]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 06:44]ـ
اسأل الله لك الشفاء العاجل .............................. ................ ياحي ياقيوم اشفه وعافه عاجلا غير اجل
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 10:36]ـ
أورد كلاما نفيسا للعلامة صديق خان القنوجي ذكره في الروضة الندية و إن كان فيه بعض التأنيب لكنه مقنع إن شاء الله.
قال رحمه الله
ثم ترى أحدهم يلعب به الشيطان حتى يصير ماهو فيه نوعا من الجنون فيغسل يده أو وجهه مرة بعد مرة حتى يبلغ العدد إلى حد يضيق عنه الحصر مع دلك شديد وكلفة عظيمة واستغراق للفكر وهو يعلم بأن ذلك العضو لم تصبه نجاسة مغلظة ولا مخففة فلا يزال فى تعب ونصب ومزاولة لا يشك من رآه أنه لم يبق عنده من العقل بقية ثم إذا فرغ من العضو الأول بعد جهد جهيد شرع في العضو الثاني ثم كذلك وكثير منهم من يدخل محل الطهارة قبل طلوع الفجر ولا يخرج إلا بعد طلوع الشمس فما بلغ الشيطان هذا المبلغ من أحد العصاة لأنه عذب نفسه في معصية لا لذة فيها للنفس ولا رفعة للقدر وصار بمجرد مجاوزة الثلاث الغسلات كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فمن تجاوزها فقد أساء وتعدى وظلم" فجمع له صلى الله عليه وسلم بين هذه الثلاثة الأنواع ثم لم يقنع منه بهذا حتى صيره تاركا للفريضة التي ليس بين العبد وبين الكفر إلا تركها كما ثبت في الحديث الصحيح عن جابر بلفظ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة" أخرجه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وأخرج أهل السنن وأحمد من حديث بريدة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" وأخرج الترمذي عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة. فانظر كيف صار هذا الموسوس بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيئا متعديا ظالما كافرا إن بلغ إلى الحد الذي ذكرناه, فهذا باعتبار ما له عند ربه وأما باعتبار ما له عند الخلق فأقل الأحوال أن يقال: مجنون يلعب به الشيطان في مخالفة شريعة الرحمن فخسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين, ومع هذا فهو يعذب نفسه بأشد العذاب وكثيرا ما يفضي به ذلك إلى علة كبيرة تكون سببا لهلاكه فيلقى ربه قاتلا لنفسه في معصية فلا يراح رائحة الجنة كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم فيمن قبل نفسه وهذه المحنة يقع فيها العالم والجاهل فمن كان جاهلا اعتذر لنفسه بأعذار شيطانية قد استزله الشيطان بها فمنهم من يقول: لم أتيقن كمال الثلاث الغسلات في كل عضو وهو قد غسل ذلك العضو مئات ومنهم من يقول: أريد أن أغسل غسلا مشروعا لا تبقى شعرة ولا بشرة إلا وقد شملها الغسل والدلك فتراه يقلب يديه ورجليه ويدلك كل موضع منه في مقدار الجثة1 دلكا فظيعا فيشرع بالأنملة ثم يدلك جزءا بعد جزء حتى يفرغ من الأصبع ثم يأخذ في الأخرى ثم كذلك فلا يفرغ من غسل يده إلا بعد مدة طويلة ثم يلعب به الشيطان فيشككه فيما قد غسله أنه لم يغسله فيعود إليه ثم كذلك فلا يكمل الثلاث الغسلات في زعمه إلا بعد أن يبلغ بنفسه إلى حد يرحمه من رآه ومن كان عالما يعترف بأن هذا الفعل مخالف للشريعة وأنه وسوسة شيطانية وهو أقبح الرجلين فإنه ممن أضله الله على علم ونادى على نفسه بأنه منقاد لطاعة شيطانه في مخالفة خالقه مستغرق بعبادة عدو الله إبليس لم يبق فيه بقية تزجره عن معصيته فلم يستحي من الله فيحمله الحياء على إيثار الرحمن على الشيطان ولم يستحي من الناس فيردعه حياؤه عن التحدث لعباد الله بأنه قد اشتغل عن ربه بطاعته الشيطان, وفي مثل هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت". والحاصل: أن هذه المحنة قد عمت وطمت عند كل فرد من أفراد العباد منها جزء من الأجزاء وإن قل والكل من طاعة الشيطان ومخالفة الرحمن والناجي من ذلك هو الكبريت الأحمر وعنقاء مغرب والغراب الأبقع ومن أنكر هذا فليجرب نفسه ويعمل بمثل هذا النص الثابت عنه صلى الله عليه وسلم في مسح الأذى الذي يعلق بالنعل في الأرض ثم يصلي فيه وينظر عند ذلك كيف يجد نفسه مع أن ذلك هو المهيع الذي لا يرجح المجتهد سواه إن أنصف من نفسه فليصدق فعله قوله, وإن كان مقلدا فله بالأئمة الأسلاف قدوة وهم الأقل من القائلين بذلك وهيهات ذاك فإن الشكوك والخيالات قد جعلها الشيطان ذريعة يقتنص بها من لم يقع في شباكه المنصوبة للمتهتكين من العصاة المستهترين بمحبتها لأنه وجد قوما لا تطمح أنفسهم إلى شرب الخمور وارتكاب الفجور فحفر لهم حفيرة جمع لهم فيها بين خزي الدنيا والآخرة فهم أشقى أتباعه اللهم أعذنا من نزعات الشيطان وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. انتهى.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 10:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم انت بحاجة الى توجيه وليس الى فتوى وكأولى خطوات العلاج لا بد من فهمك للمشكلة وابعادها وعليه فاشير على اخي بالاستماع الى محاضرة بعنوان الوسواس القهري للدكتور طارق حبيب وجزى الله الاخوة الكرام على مشاركاتهم النافعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 10:54]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله الأخوان صاحب النقب و معالم السنن اللطف يرحمكما الله الأخ الكريم استنكحه الشك في كل شيء و انني أنصحه بالمسائل التاليةك1/أننا نتبع رسول الله صلى الله عليه و سلم في كل الأقوال و الأفعال فما ثبت عنه فهو الحجة و قد ثبت عنه أنه كان يحمل أبناء زينب و أبناء فاطمة و كان يلامس زوجاته و يداعبهن فأكثر من تدارس سيرته في هذا الباب أي عشرته بالأولاد و النساء 2/أن تعلم زوجتك الكريمة أنك بعيد من الجنون و انما الورع و خشية الله هي التي دفعتك الى هذا السلوك 3/أنصحك بأن تدرس الفقه قال صلى الله عليه و سلم: من يرد الله به خيرا يفقه في الدين كما أن الشيطان لا يغزو الانسان الا عن طريق الجهل و المعصية و في هذا الباب يحكي لنا ابن عبد البر في جامع بيان العلم و فضله عن ابن عباس أن الأبالسة الصغار جاؤوا الى كبيرهم و سألوه لماذا تفرح بموت العالم ما لا تفرح به بموت العابد فطلب منهم أن يذهبوا معه فجاؤوا الى عابد يقوم ليله و قالوا له نريد أن نسألك عن شيء قال لهم سلوا فقال له ابليس: أيمكن ربك أن يجعل العالم في جوف بيضة فقال لهم: ألهذا قطعتم صلاتي:لا ثم ذهب بهم الى عالم مع طلابه يدرسهم و يمازحهم فقالوا له:هل لنا أن نسألك عن شيء؟ قال: نعم قال له: هل يمكن ربك أن يجعل العالم في جوف بيضة فقال له العالم: نعم يستطيع ذلك يقول له كن فيكون فقال ابليس للأبالسة الصغار: انظروا الى ذلك لا يغدو نفسه و هذا يفسد علي عالما كثيرا 4/أن تجتهد في أكل الحلال و الابتعاد عن الحرام 5/أن تكثر من الباقيات الصالحات و الاستغفار و الحوقلة فانها تساهم في طرد ابليس 6/أن تكثر من قراءة آية الكرسي و الاخلاص و المعوذتين 7/أن تقول في مصلاكم في الحالة التي صليت بها الصبح و المغرب: لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو على كل شيء قدير عشر مرات ثم تقول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات و الاخلاص ثلاث مرات و المعوذتين ثلاث مرات8/أن تقول في اليوم على الأقل: مائة من: لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير 9/أن تقول في اليوم على الأقل: مائة من: سبحان الله العظيم و بحمده و مائة من:سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم 10/لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله فهذه و صيتي لك و لنفسي و لكل من قرأها من المسلمين فهي حصن حصين ضد الشيطان و تلبساته و كيده ان شاء الله و السلام عليكم
ـ[عصام عصام]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 02:47]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير .... ولكن اساتذتى الافاضل انى قرأت كثيرا من كتب الفقه وقرأت ايضا اغاثة اللهفان وايضا
تلبيس ابليس ولكن لافائده
وقد استوقفنى رأى للامام مالك فى كتاب الفقه على المذاهب الاربعه بأن ازالة النجاسه سنه وليس واجب واعلم بأن هذا الرأى
مرجوح ليس راجح فهل يجوز لى الاخذ بهذا الرأى
ـ[طالب بصيرة]ــــــــ[04 - Aug-2009, صباحاً 06:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب اغاثة اللهفان جميل في الكلام على التشدد في امور الطهارة.
رايي ... معيار النجاسة هو اللون و الطعم و الرائحة ان تغلب على الماء او الملابس. و لذلك يكفي ان تنضح البول الذي يصيب الملابس او الاثاث بالماء أو رشه بالماء اذا كان بول طفل. حتى ان الرسول صلى الله عليه و سلم كان يشرب من بئر ضاعة و كان يلقى فيه الحيض و الميتتة و غيره من النجاسات, الا ان النجاسات لم تغير في خواص الماء و بقي على طهوريته مع علم الرسول صلى الله عليه و سلم بوجود النجاسة في الماء. الغاية من الكلام ان الطهارة المطلقة الكاملة مستحيلة لان النجاسة في كل مكان. المهم هو طهارة المكان و الثياب في العبادات من النجاسة المغلظة. و غير ذلك من احوال الدنيا كمداعبة الاطفال فلا تتشدد. فامتنا وسطا بين الافراط و التفريط. و لا تشغل نفسك بالتحري عن النجاسة و قد نهى عن ذلك الرسول صلى الله عليه و سلم لانه تكلف حرج. المهم هو الطهارة من النجاسة المغلظة عند القيام بالعبادات و التحقق من ذلك سهل جدا بان تجد رائحة او لون او طعم للنجاسة و لا تتحرى اكثر من ذلك. و دم المذكاة طاهر حتى ان مالك قال بان دم الميتتة طاهر لان الاصل في الحياة عنده الطهارة. و لو ان اصابك من الدم او النجاسة المخففة شيء اغسل يدك قبل الصلاة و ان لم تجد فاغسلهما بالتراب النظيف لانه مطهر.
و الحل ان تقهر نفسك على الصلاة و العبادات و انت تعلم انك لن تحقق الطهارة المطلقة و انت تعلم ان الصلاة مقبولة ان شاء الله. و تبين لي من اهتمامك براي مالك ان المشكلة سببها الظن ان الصلاة غير مقبولة بسبب النجاسة. و لكن اذا علمت ما هو معيار الطهارة و النجاسة فانك سترى ان الطهارة المطلقة مستحيلة و ان ثيابك و جسدك طاهران وقت الصلاة ما لم تجد رائحة او لون للنجاسة مثلا.
و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب بصيرة]ــــــــ[07 - Aug-2009, مساء 02:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب اغاثة اللهفان جميل في الكلام على التشدد في امور الطهارة.
رايي ... معيار النجاسة هو اللون و الطعم و الرائحة ان تغلب على الماء او الملابس. و لذلك يكفي ان تنضح البول الذي يصيب الملابس او الاثاث بالماء أو رشه بالماء اذا كان بول طفل. حتى ان الرسول صلى الله عليه و سلم كان يشرب من بئر ضاعة و كان يلقى فيه الحيض و الميتتة و غيره من النجاسات, الا ان النجاسات لم تغير في خواص الماء و بقي على طهوريته مع علم الرسول صلى الله عليه و سلم بوجود النجاسة في الماء. الغاية من الكلام ان الطهارة المطلقة الكاملة مستحيلة لان النجاسة في كل مكان. المهم هو طهارة المكان و الثياب في العبادات من النجاسة المغلظة. و غير ذلك من احوال الدنيا كمداعبة الاطفال فلا تتشدد. فامتنا وسطا بين الافراط و التفريط. و لا تشغل نفسك بالتحري عن النجاسة و قد نهى عن ذلك الرسول صلى الله عليه و سلم لانه تكلف حرج. المهم هو الطهارة من النجاسة المغلظة عند القيام بالعبادات و التحقق من ذلك سهل جدا بان تجد رائحة او لون او طعم للنجاسة و لا تتحرى اكثر من ذلك. و دم المذكاة طاهر حتى ان مالك قال بان دم الميتتة طاهر لان الاصل في الحياة عنده الطهارة. و لو ان اصابك من الدم او النجاسة المخففة شيء اغسل يدك قبل الصلاة و ان لم تجد فاغسلهما بالتراب النظيف لانه مطهر.
و الحل ان تقهر نفسك على الصلاة و العبادات و انت تعلم انك لن تحقق الطهارة المطلقة و انت تعلم ان الصلاة مقبولة ان شاء الله. و تبين لي من اهتمامك براي مالك ان المشكلة سببها الظن ان الصلاة غير مقبولة بسبب النجاسة. و لكن اذا علمت ما هو معيار الطهارة و النجاسة فانك سترى ان الطهارة المطلقة مستحيلة و ان ثيابك و جسدك طاهران وقت الصلاة ما لم تجد رائحة او لون للنجاسة مثلا.
و الله اعلم
تذكرت الان انني حضرت برنامج على التلفاز كان موضوعه الجراثيم و النجاسات التي حولنا و لا نراها. و احد الامثله انهم فحصوا بطاقات الائتمان و وجدوا عليها اثر غائط انساني (و حيواني ان صحت ذاكرتي). ذلك لان هذه البطاقات توضع في الصراف الالي و تنقل اثر الغائط من شخص الى اخر.
وددت ان اؤكد على ان النجاسات حولنا و علينا دون ان ندركها. فلا داعي للتكلف و يكفي ان نشم رائحة او نجد طعما او نرى اثرا او لونا للحكم على النجاسة التي يجب ازالتها.
و الله اعلم
ـ[عصام عصام]ــــــــ[07 - Aug-2009, مساء 04:15]ـ
بارك الله فيك وانار بصيرتك
ـ[طالب بصيرة]ــــــــ[07 - Aug-2009, مساء 05:38]ـ
بارك الله فيك وانار بصيرتك
بارك الله فيك و لك مثل دعوتك
ارجو الانتباه الى ان ما ذكرته من اجتهادي الخاص(/)
من عوائق التوبة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 07:04]ـ
اخي الكريم يامن تريد التوبة الى الله اعلم ان من عوائق التوبة
قول بعضهم أهل السوء يطاردونني
وقد تقول أريد أن أتوب ولكن أهل السوء من أصحابي يطاردونني في كل مكان وما أن علموا بشيء من التغير عندي حتى شنوا عليّ حملة شعواء وأنا أشعر بالضعف فماذا أفعل؟!
ونقول لك اصبر فهذه سنة الله في ابتلاء المخلصين من عباده ليعلم الصادقين من الكاذبين وليميز الله الخبيث من الطيب.
وما دمت وضعت قدميك على بداية الطريق فاثبت، وهؤلاء شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض لكي يردوك على عقبيك فلا تطعهم، إنهم سيقولون لك في البداية هذا هوس لا يلبث أن يزول عنك، وهذه أزمة عارضة، والعجب أن بعضهم قال لصاحب له في بداية توبته عسى ما شر!!
والعجب أن إحداهن لما أغلق صاحبها الهاتف في وجهها لأنه تاب ولا يريد مزيداً من الآثام اتصلت به بعد فترة وقالت عسى أن يكون زال عنك الوسواس؟
والله يقول: (قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس، من شر الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس، من الجنة والناس) الناس /1 - 6.
فهل ربك أولى بالطاعة أم ندماء السوء؟!
وعليك أن تعلم أنهم سيطاردونك في كل مكان وسيسعون لردك إلى طريق الغواية بكل وسيلة ولقد حدثني بعضهم بعد توبته أنه كانت له قرينة سوء تأمر سائق سيارتها أن يمشي وراءه وهو في طريقه إلى المسجد وتخاطبه من النافذة.
هنالك: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} إبراهيم /27.
سيسعون إلى تذكيرك بالماضي وتزيين المعاصي السابقة لك بكل طريقة، ذكريات .. توسلات .. صور .. ورسائل .. فلا تطعهم واحذرهم أن يفتنوك وتذكر هنا قصة كعب بن مالك الصحابي الجليل، لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة جميعاً بمقاطعته لتخلفه عن غزوة تبوك حتى يأذن الله، أرسل إليه ملك غسان الكافر رسالة يقول فيها: " أما بعد فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك " يريد الكافر استمالة المسلم حتى يخرج من المدينة ويضيع هناك في ديار الكفر.
ما هو موقف الصحابي الجليل قال كعب: " فقلت حين قرأتها وهذه أيضاً من البلاء فتيممت بها التنور أي الفرن فسجرتها أي أحرقتها.
وهكذا اعمد أنت أيها المسلم من ذكر أو أنثى إلى كل ما يرسل إليك من أهل السوء فاحرقه حتى يصير رماداً وتذكر وأنت تحرقه نار الآخرة. (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذي لا يوقنون)
إنهم يهددونني
أريد أن أتوب ولكن أصدقائي القدامى يهددونني بإعلان فضائحي بين الناس، ونشر أسراري على الملأ، إن عندهم صوراً ووثائق، وأنا أخشى على سمعتي، إني خائف!!
ونقول: جاهد أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً، فهذه ضغوط أعوان إبليس تجتمع عليك كلها، ثم لا تلبث أن تتفرق وتتهاوى أمام صبر المؤمن وثباته.
واعلم أنك إن سايرتهم ورضخت لهم فسيأخذون عليك مزيداً من الإثباتات، فأنت الخاسر أولاً وأخيراً، لكن لا تطعهم واستعن بالله عليهم، وقل حسبي الله ونعم الوكيل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خاف قوماً قال: (اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم) رواه أحمد وأبو داود، صحيح الجامع 4582.
صحيح أن الموقف صعب وأن تلك المسكينة التائبة التي اتصل بها قرين السوء يقول مهدداً: لقد سجلت مكالمتك ولديّ صورتك ولو رفضت الخروج معي لأفضحنك عند أهلك!! صحيح أنها في موقف لا تحسد عليه.
وانظر إلى حرب أولياء الشياطين لمن تاب من المغنين والمغنيات والممثلين والممثلات فإنهم يطرحون أسوأ إنتاجهم السابق في الأسواق للضغط والحرب النفسية، ولكن الله مع المتقين، ومع التائبين، وهو ولي المؤمنين، لا يخذلهم ولا يتخلى عنهم، وما لجأ عبد إليه فخاب أبداً، واعلم أن مع العسر يسراً، وأن بعد الضيق فرجاً.
منقول للفائدة
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 07:39]ـ
لا علاجَ لمن يهدد بالفضيحة ونشر الصور , أنفع فيه من الوعظ والتخويف بالله تعالى , فإن أصرَّ واستكبر وعاندَ , فليس لك إلا اللجأ إلى من بيده ناصيتُه , ليكفيكَ إياه بما شاء , وسمعنا عمن قطعت علاقتها بذئبٍ فأصر على فضيحتها , وذهب بالصور متجها لمقر عمل زوجها فاشتعلت عليه سيارتُه ناراً ومات شر ميتة وساءت خاتمه , والله لا يحب الفساد.!!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 09:52]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 10:01]ـ
عندي قصة ممتازة وصلتني عبر الإيميل تناسب هذا الموضوع، ومن أحداثها واضح أنها واقعية.
إن شاء الله أحصلها وأضيفها هنا.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 10:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنفع ما يكون لمثل هذه الحالات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 06:33]ـ
شكرا لكم جميعا. وبارك الله فيكم ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Jul-2009, مساء 02:18]ـ
يرفع للفائدة(/)
فى رأيك .. أىّ العلوم أكثر احتياجا إلى مزيد من المتخصصين فى عصرنا؟
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 10:57]ـ
نرجو المشاركة من الجميع.
بارك الله فيكم و نفع بكم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 08:01]ـ
لدينا متخصصون كثيرون في جميع التخصصات.
ولكن ما نفتقده حقا هو التنسيق بين هذه التخصصات والتعاون بينها.
- فالأصولي المتخصص تجده غالبا ضعيف الاطلاع على السنة، ولذلك لا تجد كتابا في الأصول مبنيا على استقراء السنة.
- والمحدث إذا كان له اطلاع على الفقه والأصول، تجده عادة مقصرا في علوم اللغة.
- والمفسر كثيرا ما يكون بعيدا عن معرفة علوم الحديث.
- واللغوي لا يعرف من الفقه والحديث كبير شيء.
- والبلاغي عادة لا يعرف من علوم الشريعة ما يحجزه عن الوقوع في ضلالات المعتزلة ومن وافقهم.
وهكذا، والأمر أغلبي.
وكثير من الناس يظنون أن (المتفنن) هو من قرأ عشرة كتب في كل فن!
ويحسبون أن المتخصص هو من معه شهادة أكاديمية في تخصصه!
ولا شك أن هذا خطأ؛ إلا أن يكون المقصود بالمتفنن (الأديب) الذي يأخذ من كل بستان زهرة.
والمتخصص لا يكون متخصصا حتى يكون ما يعرفه في فنه أكثر مما يجهله فيه، وما اطلع عليه في فنه أكثر مما لم يطلع عليه.
فالذي ينقصنا هو: الفقيه المؤصل لغويا، والمفسر المؤصل حديثيا، والأصولي المستقري للسنة، والبلاغي المؤصل شرعيا.
لأن تلاقح العلوم هو الذي يولد العجائب.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 11:09]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله الذي أراه يحتاج حاجة ماسة الى تضافر الجهود هو الحديث و علومه و لقد قمت بارهاصات في هذا المجال تبين أننا بحاجة الى تضافر الجهود لتنصب في بوتقة التمحيص و التدقيق ذلك لأن أصل هذه الشريعة الغراء هو القرآن و السنة فالقرآن و علومه لم يبق فيهم ما يحرر الا اذا كان المرء من هواة التكرار و الاجترار أو يحب أن يقال بأنه ألف فلم أجد فيها ما يحتاج الى مزيد الا ما بينته في كتابي اكمال المنه في معرفة النسخ من القرآن و السنه و هو تقديم ما ادعى البعض أنه نسخته آية السيف و أن آخرها نسخ أولها 125 آية ثم تبيين مدارس النسخ و تباينها و أما على مستوى الحديث و علومه فما زالت تحتاج الى تضافر الجهود و لو وجدت من يصغي الى نصيحتي لزودته بخطة تجعل هذا العلم يحتاج الى تضافر جهود على الأقل جيلين أو ثلاثة و أما العلوم الأخرى فهي آلة لا يستغنى عنها لكن تبقى معرفتها معرفة متوسطة كما نص على ذلك الأصوليون تكفي و الله الموفق الى الصواب
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 10:10]ـ
هل هناك متخصص في علوم العربية وصل إلى درجة معرفة مقاصد العرب من خطابها؟؟
وهل من لم يصل إلى هذه الدرجة يصح أن يقال عنه متخصص في اللغة؟
أم قبل ذلك نحتاج أن نعرف ما معنى التخصص؟ وما هو المطلوب منه؟
ومن هو الذي يعتمد عليه في فنه المتخصص فيه؟(/)
هل يلزم للمرتد إعادة النطق بالشهدتين حتى يرجع إلى الإسلام
ـ[أسامة أخوكم في الله]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 08:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي كالآتي:
إذا ترك المسلم الصلاة فصار مرتدا هل يلزمه النطق بالشهادتين كي يرجع إلى الإسلام أم يكتفى بالصلاة؟
مثال آخر: مسلم سب الله _والعياذ بالله_ ,هل يلزمه النطق بالشهادتين كي يرجع إلى الإسلام أم يكفي أن يتوب إلى الله من هذا الكفر؟
جزاكم الله خيرا
ـ[ولد برق]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 08:24]ـ
أرجو من الذين سيجاوبون على سؤال الأخ يجبون على إشكالي المتعلق بالسؤال
و هل الذي يقول يلزمه الشهادتين في الحاله المذكورة هل هذا ناتج عن مقولة من قال (لا يخرج المسلم من الإسلام إلا بجحد ما أدخله فيه) و هل من قال بإلزامه إعادة النطق هل ذلك من قول المرجئة؟؟
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 08:49]ـ
-الشيخ حمد بن إبراهيم الحيدري
السؤال
إذا ارتدّ شخص عن الإسلام هل يجب عليه أن يغتسل وينطق بالشهادة للدخول فيه مرة أخرى؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالمرتد مثل الكافر الأصلي، وقد اختلف في وجوب الغسل على الكافر، فقال قوم: يجب عليه الغسل استدلالاً بأنه –صلى الله عليه وسلم- أمر قيس بن عاصم لما أسلم أن يغتسل بماء وسدر". أخرجه أبو داود (355)، والترمذي (605) وغيرهما، وصححه النووي.
وقال آخرون لا يجب؛ لأنه لو كان واجباً لاشتهر مع كثرة من يسلم، والقول الأول أحوط.
وأما النطق بالشهادتين فلا بد أن يأتي بهما المرتد كالأصلي؛ لقوله –صلى الله عليه وسلم-: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ... " الحديث. صحيح البخاري (25)، وصحيح مسلم (22).
لكن قال العلماء في المرتد: إن ارتدَّ بجحود فرض أو استباحة محرم لم يصح إسلامه حتى يرجع عما اعتقده، ويعيد الشهادتين، وعلى هذا فلابد أن يزيل سبب الردة إن كان يتعلق بسبب من الأسباب التي تقتضي ردة صاحبها ويأتي بالشهادتين، وإن كان ارتدَّ ورجع عن الإسلام مطلقاً فدخوله فيه كدخول الكافر الأصلي يكون بالشهادتين والإقرار بالإسلام وأحكامه.
انظر المهذب في فقه الشافعية (2/ 224)، والروض المربع بحاشية ابن قاسم في فقه الحنابلة (7/ 410، 411). والله تعالى أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=8 3672
ـ[أبو موسى]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 11:32]ـ
جاء في شرح زاد المستقنع للحمد:
قال رحمه الله: [ومن كان كفر بجحد فرض ونحوه]
كأن يكون قد كفر بجحد النبوات أو بححد فريضة من فرائض الإسلام كأن ينكر وجوب الصلاة أو أحل محرماً من المحرمات الظاهرة المجمع عليها كأن يحل الزنا أو حرم حلالاً مجمعاً على حله كأن يحرم الماء.
قال رحمه الله: [فتوبته مع الشهادتين اقراره بالمجحود به]
فتوبته أن يقول: " أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله" ويقر بالمجحود به.
فالشهادتان كان يقر بهما سابقاً وهنا قد أنكر شيئاً آخر فلا يكفي أن يقر بالشهادتين بل لابد أن يقر بما نفاه وجحده فيقول: " وأن الصلاة فرض أو وأن الزنا حرام" ونحو ذلك فلا يقبل منه ذلك إلا بهذا لأنه إنما كفر به.
والقول الثاني: في المسألة: أن الشهادتين لا تجب عليه.
وفي ذلك قوة، لأنه لم ينف ذلك بل هو مقر بهما، وهو على اقراره بهما.
فالأظهر، أنه لو أنكر الصلاة فيكفي في توبته أن يقول رجعت إلى الإسلام فأقول الصلاة فرض وهكذا.
مع أن الإقرار بالشهادتين أحوط، وفيه قوة أيضاً من حيث إنه يقال: إن جحده للصلاة ترتب عليه إبطال شهادته، فأصبحت الشهادتان باطلتين لأنه جحد ما يكفر به وهذا يبطل الشهادتين.
قال رحمه الله: [أو قوله: " أنا برئ من كل دين يخالف الإسلام"].
أو قال: " أنا مسلم، أو " أنا مؤمن" فيكفي هذا في دخوله في الإسلام.
وقال الموفق: ويحتمل- وذكر تفصيلاً قوياً - وهو أن يقال إن كان هذا في إسلام الكافر الأصلي فيكفي أن يقول أسلمت ومن جحد وحدانية الله فيكفي أن يقول "أسلمت".
وأما من جحد نبوة النبي e أو نحو ذلك: فإنه لا يكفي أن يقول "أسلمت" وذلك لأنه قد يعتقد أن هذا الجحد هو الإسلام فمثلاً بعض اليهود الذين ليسوا على عناد يعتقدون أن الإسلام جحد نبوة النبي e لأن دين النبوة قبل أن يبعث النبي e هو الإسلام، فإذا قال اليهودي: " أسلمت" فقد يكون مراده على دين اليهود، فلا بد أن يقول " أقر بنبوة النبي e".
ومما يدل على أن قول " أسلمت" أو "آمنت" يكفي عند الشهادتين، ما ثبت في صحيح مسلم عن المقداد بن عمرو أنه قال للنبي يا رسول الله أرأيت إن جاء أحد الكفار يقاتلني، فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة فلما أردت أن أقتله قال: أسلمت أفأقتله يا رسول الله؟، فقال "لا"، فدل هذا على أنه إذا قال: "أسلمت" أو "آمنت" فإن ذلك يكفي لكن بالتفصيل الذي ذكره الموفق أي حيث كان قوله أسلمت يستلزم الإسلام الذي بعث به النبي.
والمقصود من ذلك كله، أن العبرة بالمعاني لا بالألفاظ، فإذا كان لفظ أسلمت، يدل على معنى الشهادتين فإنه يكفي عنهما وإذا قال قوله: " آمنت بالله ورسوله، يكفي عن الشهادتين وهو كذلك فهو كاف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 01:59]ـ
الأهم من النطق بالشهادتين هو التبرء من سبب ردته
فمن كان سبب ردته جحد واجب أو إنكار شيء من دين الله لا يدل الاسلام إلا بالاقرار بما جحد أو أنكر
ومثال ذلك قوم مسيلمة ... فهم يشهدون بالشهادتين وهم في ردتهم فلا يكون النطق بالشهادتين علامة اسلامهم
بل يلزم الكفر بمسيلمة والتبرء منه للدخول بالاسلام
وقد نقلت أقوال العلماء في ذلك في هذا الموضوع المشاركة رقم 2#
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=158891&posted=1#post158891(/)
ساعدوني: هل عملي رياء؟
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 08:22]ـ
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
إلى الإخوة الأفاضل،،
أتمنى أن تساعدونني فيما أقلقني في هذا اليوم ..
كنت في الأشهر الماضية في اليوم الثاني عشر، (ليلة الثالث عشر)
أكتب ورقة فيها:
شيخنا الفاضل،، أتمنى منكم تذكير إخواننا بأن غداً هو أول أيام البيض
وأضعها في المحراب، فيقرأ إمام المسجد الورقة
ويذكر الإخوة بعد صلاة العشاء
ثم انقطعت فترة عن هذا العمل، ثم عدت مرة أخرى إليه في هذا الشهر
فكتبت ورقة فيها نفس الكلام السابق، ولكن في هذه المرة انتبابني شعور
لا أدرس هل هي من وسوسة الشيطان أم لا ..
ألا وهي أن خشيت أن عملي هذا رياء، لأن إمام المسجد أظنه يعلم (نسبة 90 %)
أني كاتب تلك الورقة لأنه يعرف أسلوبي وخطي وأمور كثيرة.
فترددت هل أضعها أم لا، فقلت في نفسي:
هذا من وسوسة الشيطان ليصدني عن عمل الخير
ولكن لا زال الشعور يراودن فقلت في نفسي - كلام معناه -:
اللهم إن كان هذا العمل رياء وسمعة فلا تجعل الإمام يقرأ الورقة
فلما انتهت الصلاة تفاجأت بأن الإمام لم يقم بتذكر الإخوة مع أنه قام بقراءة الورقة
قبل أن يصلي، وبدأ بشرح كتابه كما هو معتاد بعد كل عشاء
فحينها بدأت أشعر بأن عملي فعلاً رياء، لأني دعوت الله إن كان رياء ألا يقرأه
وحدث ذلك، ووالله إني الآن لا أدري ماذا أفعل؟
هل أتوقف عن هذا العمل؟ أم ماذا؟
أتمنى أن أجد جواباً يشفي عليلاً ويروي غليلاً ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 02:33]ـ
هذا ليس شرطا .. فدعاؤك ليس دعاء نبي
وإن كان عليك أن تكون دائما على حذر من الوقوع في الرياء .. فهذا أمر محمود
ولكن لعل الإمام نسي أو لم يشأ أن يعتاد على هذا التذكير كما لو كان سنة
ولا تلتفت لوسوسة الشيطان الصارفة لك عن الخير
وأما الإخلاص فالزمه بالإكثار من أعمال السر .. والإخبات
وذكر الله تعالى .. فإن طرأ لك أنك فعلت شيئا ما رياءا
فسائل نفسك: هل أريد به وجه الله أم لي من مدح الناس نصيب
فإن أتاك الجواب الجازم أنه ما بعثك على العمل إلا ابتغاء وجهه سبحانه
فأقدم .. وتوكل
والله الموفق
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 09:07]ـ
أستغفر الله العظيم سميت أمراض القلوب لأنها لا يعلم حقيقتها الا صاحبها لأنه أدرى هل فعل هذا الفعل رياء أو سمعة أو مراءاة أو كبرياء الخ ... فالعلماء أجمعوا على أن كل عمل صالح لا يتقبله الله الا اذا توفرت فيه ثلاثة شروط: الأول منها أن يكون نابعا من مسلم صحيح العقيدة و الشرط الثاني أن يكون موافقا لشرع الله لأن الله لا يعبد الا بما شرع و الشرط الثالث أن يكون خالصا لوجه الله بعيدا عن أمراض القلوب من رياء و تسميع و كبرياء و عجب الخ ... فاذا كانت هذه الشروط الثلاثة متوفرة في عملك فقل اللهم بفضلك لا بعملي و هذه الشروط تنطبق علينا جميعا حتى لا يحبط عملنا و نحن لا ندري و أختم قائلا ما قاله الرسول صلى الله عليه و سلم: فتش نفسك و ان أفتاك الناس و أفتوك و الله الموفق(/)
شَرْحُ مَتن القَوَاعِد المُثْلَى،لفضيلةِ الشَّيخِ العلَّامة عبد الرَّحمن البَرَّاك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 09:37]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّهِ وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكُم بكلّ خير:
«شَرْحُ مَتنِ القَوَاعِدِ المُثْلَى فِي صِفَاتِ اللَّهِ وَأَسْمَائِهِ الحُسْنَى
لِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ العَلَّامَةِ عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ نَاصِرٍ البَرَّاك
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ»
وصلة الشَّرْح:
http://islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=5224
أَخُوكُم المحبّ
سَلمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، ولِوَالدَيْهِ، ولِمَشَايخِهِ، ولجَمِيْعِ المُسْلِمِيْنَ(/)
«الدُّعاء ضوابطه وآدابه،لسماحةِ شَيخِنَا العَلاَّمَةِ عَبدِ اللَّهِ بن جِبرِينٍ»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 09:42]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّهِ وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكُم بكلّ خير:
«الدُّعاء ضوابطه وآدابه،
لِسَمَاحَةِ شَيْخِنَا العَلاَّمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ
ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى،ورَعَاهُ ـ.»
وصلة المحاضرة:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=6010
أَخُوكُم المحبّ
سَلمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، ولِوَالدَيْهِ، ولِمَشَايخِهِ، ولجَمِيْعِ المُسْلِمِيْنَ
ـ[معالم السنن]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 10:27]ـ
اخي الفاضل سلمان شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وبارك في عمر شيخنا ابن جبرين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 10:53]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الموقر العزيز / الشَّيْخ (مَعَالم السُّننِ) ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى،ورَعَاهُ ـ:
شَكَرَ اللَّهُ لَكُم مُرُوركُم،وتشريفكُم.
أَخُوكُم المحبّ
سَلمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ(/)
مناقشة ظاهرة تفريغ الأشرطة
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 11:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني أخواتي
رواد هذا الصرح العظيم
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أما بعد
أود طرح عليكم ظاهرة، وأرجو منكم جميعا إبداء رأيكم فيها
و انا اتصفح في بعض المنتديات السلفية، وجدت فيها كما هائلا من التفريغات للأشرطة العلمية، بل كاد أن يكون طابع ذلك المنتدى {تفريغ الاشرطة وبس} الشيء الذي حيرني، هل أصحاب هذه التفريغات استفادوا فعلا من تفريغاتهم للأشرطة، أم أن مرورهم على كلام الشيخ في الدرس أو الشريط كان مجردا، وهل تفريغ الأشرطة صار هواية لبعضهم.
كنت أيام الزمالة أرى بعض الإخوة يفرغون الأشرطة، لكن لا يستفيدون منها، بل تجد تفريغه للشريط حبيس مكتبه.
تجده قد فرغ سلسلة شرح الواسطية، وسلسلة شرح بلوغ المرام ......
هل استفاد من هذا الشرح، وهل ضبط الكتاب؟!!!!!!!!!
هذه التساؤلات قدحت في ذهني من وقت بعيد، وناقشتها مع بعض الزملاء، ووجدنا ان هؤلاء المتفرغون لتفريغ الأشرطة لو أنهم ركزوا على جانب الإستفادة قبل الإفادة لكان خيرا لهم.
لاشك أن تفريغ الشريط ليس امرا سهلا، بل شاق ومتعب إلى الغاية، لكن هل يدرك الشخص الذي يفرغ الشريط مدى الندم الذي سيعتريه يوم يجد نفسه قد فرغ سلسلة عدد أشرطتها 20 ولم يستفد منها شيئا، لأن همه كان منصبا في قالب التفريغ فقط، واهمل جانب الإستفاد.
كثير من الشباب يود لو انه يكمل شريطا واحدا ويستفيد منه، وبالمقابل تجد فئام من الناس يمرون على عديد من الإشرطة و السلاسل ولا يستفيدون منها شيئا، بشهادة احدهم.
قال لي أحد الناس وقد فرغ سلسلة شرح بلوغ المرام قال {فرغت أغلبها، لكني لم أستفد منها}
أترك المجال لكم أيها المباركون لكي تعلقوا وتعطوا الآراء المناسبة.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 12:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أظن أخي الفاضل -أبوحزم-هذه المعضلة تختلف باختلاف: الهمم والنيات ومقصد العبد من التفريغ،لكن العلماء يقررون كثيرا هذه الطريقة من جهة كونها انها تزيد في ترسيخ المعلومة بالكتابة والسمع،فاكتابة والسمع لهما تأثر قوي لمن كان له صدق الطلب وقبل هذا التوفيق من الله جل وعلا.
مشكور اخي الحبيب(/)
هل يجوز للعريس أن يذهب مع موكب الزفاف .. ؟
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 11:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز للعريس أن يذهب مع موكب الزفاف إلى بيت العروس ويركب معها في سيارة مزينة
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 11:50]ـ
هل يجوز للعروس (يطلق على الرجل والمرأة) أن يذهب مع موكب الزفاف إلى بيت العروس ويركب معها في سيارة مزينة(/)
هل يدخل المرء الإسلام بالشهادة الأولى فقط؟؟
ـ[أبو موسى]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 11:55]ـ
جاء في شرح زاد المستقنع للعثيمين:
ولقوله صلّى الله عليه وسلّم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاَّ الله وأن محمداً رسول الله» [(250)]، فهذه الأدلة وأشباهها تدل على أنه لا يتم الإسلام إلا بالشهادتين، ولكن هناك نصوصاً أخرى تدل على أن الإنسان يدخل في الإسلام بالشهادة الأولى فقط، وهي لا إله إلاَّ الله، ومن ذلك حديث أسامة ـ رضي الله عنه ـ في قصة المشرك الذي أرهقه أسامة، فلما أرهقه قال: لا إله إلاَّ الله فقتله، فأَخبرَ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم بذلك، فقال: «أقتلته بعد أن قال: لا إله إلاَّ الله؟!»، قال: نعم، إنما قالها تعوُّذاً، أي: ليعوذ بها من القتل، فقال: «أقتلته بعد أن قال: لا إله إلاَّ الله؟!»، فما زال يكررها حتى قال أسامة: تمنيت لو لم أكن أسلمت بعد [(251)]؛ لأنه إذا أسلم فإن الإسلام يهدم ما قبله.
وهذا يدل على أنه بقوله: «لا إله إلاَّ الله» دخل في الإسلام، وَعَصَم دمه، ولأن النبي صلّى الله عليه وسلّم حضر وفاة عمه أبي طالب، وكان يقول له: «يا عم قل: لا إله إلاَّ الله، كلمةً أحاجّ لك بها عند الله» [(252)]، ولم يذكر الشهادة الثانية، وهي شهادة أن محمداً رسول الله، ومن ثَمَّ اختلف العلماء، هل توبة المرتد والكافر بقول: لا إله إلاَّ الله فقط، ثم يطالب بشهادة أن محمداً رسول الله، فإن شهد وإلا قتل، أو لا يدخل في الإسلام حتى يشهد الشهادتين؟ وينبني على ذلك أننا إذا قلنا بالأول، ثم قال: لا إله إلا الله، فقد دخل في الإسلام، فإذا لم يقل: محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قتلناه؛ لأنه مرتد.
وأما على الثاني: الذي يقول: إن الكافر ـ أي: الأصلي ـ لا يدخل في الإسلام إلا بالشهادتين، فإنه إذا قال: أشهد أن لا إله إلاَّ الله، ثم أبى أن يقول: أشهد أن محمداً رسول الله، فإننا لا نقتله؛ لأنه لم يكن مرتداً حيث إنه لا يدخل في الإسلام إلا إذا شهد الشهادتين، وإذا لم يوجد الشرط وهو شهادة الشهادتين، فإنه لا يوجد المشروط وهو الإسلام، وحينئذٍ يبقى على كفره الأصلي، ثم يعامل بما يقتضيه ذلك الكفر.
وقال بعض العلماء: إذا كان هذا الإنسان مقرّاً بأن محمداً رسول الله، ولكنه مشرك، فإنه يكفي في توبته أن يشهد أن لا إله إلاَّ الله؛ لأنه يشهد أن محمداً رسول الله، وبنوا ذلك على قصة أبي طالب، وقالوا: إن أبا طالب يشهد أن محمداً رسول الله ويقول:
قد علموا أن ابننا لا مكذَّبٌ ... لدينا ولا يُعنَى بقول الأباطل
فيشهد بأنه رسول لكنه مشرك، فلذلك يكتفى منه بشهادة أن لا إله إلاَّ الله، وهذا يوجد كثيراً فيمن ينتسب للإسلام وهو مشرك، يدعو الأموات، ويستغيث بهم، وما أشبه ذلك، فنقول في مثل هذا: يُكتفى لتوبته أن يقول: لا إله إلاَّ الله؛ لأن الكلمة الثانية كان يقر بها، ولا ينكرها، فإذا أتى بالأولى تم إسلامه، وكذلك أيضاً يقولون: من كان يقول: لا إله إلاَّ الله، ولا يشرك بالله، لا عيسى ولا غيره، لكن لا يشهد أن محمداً رسول الله، فإن أتى بشهادة أن محمداً رسول الله، فقد دخل في الإسلام؛ لأنه في الأول كان يشهد أن لا إله إلاَّ الله.
وفي الحقيقة أن هذين القولين لا يخرجان عما سبق؛ لأن لازمهما أن هذا الذي أسلم قد أتى بالشهادتين جميعاً.
والظاهر لي من الأدلة أنه إذا شهد أن لا إله إلاَّ الله فقد دخل في الإسلام، ثم يؤمر بشهادة أن محمداً رسول الله، فإن شهد، وإلا فهو مرتد، يحكم بردته ويقتل مرتداً، فتكون الأولى هي الأصل، والثانية شرطاً في عصمة دمه، وفي صحة الأولى أيضاً، فإن لم يقل: أشهد أن محمداً رسول الله فإنه يعتبر مرتداً عن الإسلام.
وأما المذهب فإن توبته بأن يقول: أشهد أن لا إله إلاَّ الله وأن محمداً رسول الله، فإن قال: أشهد أن لا إله إلاَّ الله، ثم أُغمي عليه فمات، فهو غير مسلم، فلا يغسل، ولا يكفن، ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين.
وعلى القول الثاني: الذي يقول: إن قوله: «أشهد أن لا إله إلاَّ الله» كافٍ للإسلام يكون مسلماً.
انتهى
ما القول الراجح مع الأدلة بارك الله فيكم؟
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 01:51]ـ
ليس في كل الأحوال يكون دخول الاسلام بالنطق بالشهادة الأولى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
- قال الإمام ابن قدامه المقدسي:- _شارحاً لكلام الإمام الخرقي حين قال _: (ومن شهد عليه بالردة فقال ما كفرت، فإن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ?لم يكشف عن شيء) ..
وكلام الخرقي محمول على من كفر بجحد الوحدانية أو بجحد رسالة محمد ? أو جحدهما معاً، فأما من كفر بغير هذا لا يحصل إسلامه إلا بالإقرار بما جحده ..
ومن أقر برسالة محمدا ? وأنكر كونه مبعوثا للعالمين، لا يثبت إسلامه حتى يشهد أن محمد رسول الله ? إلى الخلق أجمعين، أو يتبرأ مع الشهادتين من كل دين يخالف الإسلام .. وإن زعم أن محمداً رسول بعد غير هذا، لزمه الإقرار بأن هذا المبعوث هو رسول الله، لأنه إذا اقتصر على الشهادتين احتمل أنه أراد ما أعتقده .. وإن أرتد بجحود فرض لم يسلم حتى يقر بما جحده، ويعيد الشهادتين لأنه كذب الله ورسوله ? بما اعتقده .. وكذلك إن جحد نبياً أو آية من كتاب الله تعالى أو كتاباً من كتبه أو ملكاً من ملائكته الذين ثبت أنهم ملائكة الله، أو استباح محرماً، فلابد في إسلامه من الإقرار بما جحد .. وأما الكافر بجحد الدين من أصله إذا شهد أن محمداً رسول الله ? وأقتصر على ذلك، ففيه روايتان:
إحداهما: يحكم بإسلامه، لأنه لا يقر برسالة محمد ? إلا وهو مقر بمن أرسله وبتوحيده، لأنه صدق النبي ? فيما جاء به وقد جاء بتوحيده. .
الثاني: إنه إن كان مقراً بالتوحيد كاليهود، حكم بإسلامه لأن توحيد الله ثابتاً في حقه وقد ضم إليه الإقرار برسالة محمد ?، فكمل إسلامه .. وإن كان غير موحد كالنصارى والمجوس والوثنيين، لم يحكم بإسلامه حتى يشهد أن لا إله إلا الله .. وبهذا جاءت أكثر الأخبار وهو الصحيح، لأن من جحد شيئين لا يزول جحدهما إلا بإقراره بهما جميعا .. وإن قال أشهد أن النبي رسول الله ?لم نحكم بإسلامه لأنه يحتمل أن يريد غير نبينا .. وإن قال أنا مؤمن أو أنا مسلم، فقال القاضي .. يحكم بإسلامه بهذا .. وإن لم يلفظ بالشهادتين لأنهما اسمان لشيء معلوم معروف وهو الشهادتان، فإذا أخبر عن نفسه بما تضمنت كان مخبرا بهما .. ويحتمل أن هذا في الكافر الأصلي أو من جحد الوحدانية .. أما من كفر بجحد نبي أو كتاب أو فريضة ونحوها فلا يصير مسلماً بذلك، لأنه ربما اعتقد أن الإسلام ما هو عليه، فإن أهل البدع كلهم يعتقدون أنهم هم المسلمون ومنهم من هو كافر .. ) (المغنى/ ج 8 حكم المرتد)
- ويقول الفقيه الكسائي الحنفي: (الطرق التي بها يكون الشخص مؤمنا ثلاثة: نص، ودلالة، وتبعية.
أما النص: فهو أن يأتي بالشهادة أو بالشهادتين أو يأتي بهما مع التبرئ مما هو عليه صريحاً، وبيان هذه الجملة, أن الكفرة أصناف أربعة:
1 - صنف منهم ينكرون الصانع (الله) أصلاً، وهم الدهرية المعطلة.
2 - وصنف منهم يقرون بالصانع وينكرون توحيده، وهم الوثنية والمجوس.
3 - وصنف منهم يقرون بالصانع وتوحيده وينكرون الرسالة رأساً، وهم قوم من الفلاسفة.
4 - وصنف منهم يقرون بالصانع وتوحيده والرسالة في الجملة، لكنهم ينكرون رسالة محمد ?، وهم اليهود والنصارى.
? فأن كان من الصنف الأول والثاني فقال: (لا إله إلا الله) يحكم بإسلامه، لأن هؤلاء يمتنعون عن الشهادة أصلا. فإذا أقروا بها كان ذلك دليل إيمانهم .. وكذلك إذا قال: (أشهد أن محمدا رسول الله) ? لأنهم يمتنعون من كل واحدة من كلمتي الشهادة، فكان الإتيان بواحدة منهما أيتهم كانت دلالة الإيمان.
? وإن كان من الصنف الثالث فقال: (لا إله إلا الله) لا يحكم بإسلامه، لأن منكر الرسالة لا يمتنع عن هذه المقالة، ولو قال: (أشهد أن محمدا رسول الله) ?يحكم بإسلامه، لأنه يمتنع عن هذه الشهادة، فكان الإقرار بها دليل الإيمان.
? وإن كان من الصنف الرابع فأتى بالشهادتين فقال: (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، لا يحكم بإسلامه حتى يتبرأ من الدين الذي عليه من اليهودية أو النصرانية ... ،لأن من هؤلاء من يقر برسالة الرسول - محمد- ?، لكنه يقول: إنه بعث إلى العرب خاصة دون غيرهم، فلا يكون إتيانه بالشهادتين بدون التبرئ دليلا على إيمانه، وكذا إذا قال يهودي أو نصراني: أنا مؤمن أو مسلم، أو قال: آمنت أو أسلمت، لا يحكم بإسلامه؛ لأنهم يدعون أنهم مؤمنون ومسلمون، والإيمان والإسلام هو الذي هم عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
? ولو قال يهودي أو نصراني: أشهد أن لا إله الله وأتبرأ من اليهودية أو النصرانية، لا يحكم بإسلامه لأنهم لا يمتنعون عن كلمة التوحيد، والتبرؤ من اليهودية والنصرانية لا يكون دليل الدخول في دين الإسلام، لاحتمال أنه تبرأ من ذلك ودخل في دين آخر سوى دين الإسلام، فلا يصلح التبرئ دليل الإيمان مع الاحتمال، ولو أقر مع ذلك فقال: دخلت في دين الإسلام أو في دين محمد ?، حكم بالإسلام لزوال الاحتمال بهذه القرينة، والله سبحانه وتعالى أعلم).) بدائع الصنائع ج 9 (.
- ويقول الإمام محمد حسن الشيباني صاحب أبى حنيفة - رحمهما الله -: في باب الإسلام ص 153/ 155: ? ذكر عن الحسن ? قال: قال رسول الله ?: ((أُمرت أن أقاتل (الناس) حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها فقد عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله)) .. قال: فكان رسول الله ? يقاتل عبدة الأوثان، وهم قوم لا يوحدون الله، فمن قال منهم: لا إله إلا الله كان ذلك دليلاً على إسلامه. (والحاصل أنه يحكم بإسلامه إذا أقر بخلاف ما كان معلوما من اعتقاده، لأنه لا طريق إلى الوقوف على حقيقة الاعتقاد لنا، فنستدل بما نسمع من إقراره على اعتقاده, فإذا أقر بخلاف ما هو معلوم من اعتقاده استدللنا على أنه بدّل اعتقاده).
وعبدة الأوثان كانوا يقرون بالله تعالى, قال الله تعالى: ? ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله?، ولكن كانوا لا يقرون بالوحدانية, قال الله تعالى: ? إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ?، وقال فيما أخبر عنهم: ? أجعل الآلهة إلهاً واحدا إن هذا لشيء عُجاب ? .. فمن قال منهم:" لا إله إلا الله " فقد أقر بما هو مخالف لاعتقاده، فلهذا جعل ذلك دليل إيمانهم، فقال: ((أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا " لا إله إلا الله")). وعلى هذا المانوية وكل من يدعي إلهين؛ إذا قال واحد منهم: "لا إله إلا الله"، فذلك دليل إسلامه.
فأما اليهود والنصارى فهم يقولون: "لا إله إلا الله"، فلا تكون هذه الكلمة دليل إسلامهم .. وهم في عهد رسول الله ? كانوا لا يقرون برسالته، فكان دليل الإسلام في حقهم الإقرار بأن محمدا رسول الله ? , على ما روى عنه أنه دخل على جاره اليهودي يعوده، فقال: (("أشهد أن لا إله إلا الله وإني رسول الله"، فنظر الرجل إلى أبيه فقال له: أجب أبا القاسم، فشهد بذلك ومات، فقال ?: " الحمد لله الذي أعتق بي نسمة من النار" ثم قال لأصحابه لووا أخاكم)) ..
فأما اليهود ببلاد العراق فإنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ?، ولكنهم يزعمون أنه رسول إلى العرب لا إلى بنى إسرائيل، ويتمسكون بظاهر قوله تعالى: ?هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم ?، فمن يقر منهم بأن محمداً رسول الله ? لا يكون مسلماً حتى يتبرأ من دينه مع ذلك، أو يقر بأنه دخل في الإسلام، حتى إذا قال اليهودي أو النصراني: أنا مسلم أو أسلمت، لا يحكم بإسلامه، لأنهم يدّعون ذلك!! فإن المسلم هو: المستسلم للحق المنقاد إليه، وهم يزعمون أن الحق ما هم عليه، فلا يكون مطلق هذا اللفظ في حقهم دليل الإسلام حتى يتبرأ من دينه مع ذلك.
ولو قال المجوسي: أسلمت أو أنا مسلم، يحكم بإسلامه، لأنهم لا يدّعون هذا الوصف لأنفسهم، ويعدونه شتيمة يشتم الواحد منهم بها ولده، فيكون ذلك دليل الإسلام في حقه. (كتاب السير الكبير- للشيبإني- بشرح الإمام محمد السرخسي / ج 1)
(فأنظر يرحمك الله كيف أن مدار قبول الشهادتين هو التبرئ من الشرك والكفر، فإن لم يحصل هذا التبرئ لم يقبل اللفظ، وأن قرائن الأحوال وما أشتهر من اعتقاد عن القوم تعتبر شرطاً أساسيا في الحكم بالإسلام. فتأمل وانتبه لهذه المسألة النافعة جيداً هدانا الله وإياك إلى سبيل الحق والرشاد).
ونقل الإمام الشوكاني قول الإمام البغوي - رحمهما الله -عند الكلام على حديث: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا"لا إله إلا الله")) (قال البغوي: الكافر إذا كان وثنيا أو ثنويا لا يقر بالوحدانية، فإذا قال: "لا إله إلا الله" حكم بإسلامه، ثم يجبر على قبول جميع الأحكام، ويتبرأ من كل دين خالف الإسلام، وأما من كان مقراً بالوحدانية منكراً للنبوة فأنه لا يحكم بإسلامه حتى يقول:" محمد رسول الله " ?، فإن كان يعتقد أن الرسالة المحمدية إلى العرب خاصة، فلابد أن يقول: إلى جميع الخلق، فإن كان كفره بجحود واجب أو استباحة محرم، فيحتاج إلى أن يرجع عن اعتقاده). (نيل الأوطارج9).
وينقل الإمام النووي قول الإمام الخطابي رحمهم الله، في شرحه للحديث: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله فقد عصم منى ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله)) .. (معلوم أن المراد بهذا أهل الأوثان دون أهل الكتاب، لأنهم يقولون: " لا إله إلا الله " ثم يقاتَلون ولا يُرفع عنهم السيف ... )
وقول القاضي عياض: (اختصاص عصمة المال والنفس بمن قال: " لا إله إلا الله " تعبير عن الإجابة إلى الإيمان، وأن المراد بهذا مشركوا العرب وأهل الأوثان ومن لا يوحّد، وهم كانوا أول من دعي إلى الإسلام وقوتل عليه .. فأما غيرهم ممن يقر بالتوحيد فلا يكتفي في عصمته بقوله: "لا إله إلا الله "، إذا كان يقولها في كفره وهي من اعتقاده .. فلذلك جاء في الحديث الآخر: " وإني رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتى الزكاة").
ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: (وقد أجمع العلماء على أن من قال "لا إله إلا الله" ولم يعتقد معناها ولم يعمل بمقتضاها أنه يقاتل حتى يعمل بما دلت عليه من النفي والإثبات). (فتح المجيد - باب تفسير التوحيد)(/)
ما رأيكم في هذه الظاهرة؟ هل توافقون؟ أم تعارضون؟
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 01:43]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعد وعلى آله وصحبه ... ، أما بعد:
فقد كثر في الآونة الأخيرة على كثير من الفضائيات الإسلامية ظهور الأطفال الموهوبين بقوة الحفظ أو حسن الصوت
أو إجادة الخطابة ...
فهل ترون هذه الظاهرة سلبية أم إيجابية؟
هل ترونها ذبحاً مبكراً للإخلاص عند هؤلاء الأطفال؟
أم ترونها تشجعياً للناس على الاهتمام بتربية أبنائهم؟
هل ترونها تربية سطحية وبناءً من غير أساس؟
أم ترونها علامة على وجود الخير في الأمة؟
تساؤلات كثيرة حائرة متضاربة ... تحتاج منا إلى حوار جاد؛ حتى نصل إلى تصور صحيح لهذه القضية.
ننتظر مشاركتكم
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 02:10]ـ
####
موضوعك ينافس موضوعي في ظاهرة {تفريغ الأشرطة} تشارك أشارك، واحدة بواحدة ....
شو رأيك؟؟؟؟
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 07:22]ـ
####
موضوعك ينافس موضوعي في ظاهرة {تفريغ الأشرطة} تشارك أشارك، واحدة بواحدة ....
شو رأيك؟؟؟؟
هل هذا إعلان عن موضوعك في هذه الصفحة (ابتسامة)
ننتظر مشاركات الإخوة الأفاضل
ـ[أبوهناء]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 03:57]ـ
بارك الله فيك: رأي هو أنها:
تشجعياً للناس على الاهتمام بتربية أبنائهم وعلامة على وجود الخير في الأمة ... هذا والله أعلم
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 04:07]ـ
كل على نيته فمن كانت هجرته ونيته لله فنسأل الله ان يبارك له في ما يفعله مع ذريته، ومن كان يرجو الدنيا والسمعة سمع الله به وأذاقه ذل الدنيا قبل الأخرة.
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 08:31]ـ
حتى نصل إلى نظرة متوازنة لهذه القضية
يمكن أن ينتظم الحوار كالتالي:
ماهي السلبيات التي تراها في هذه الظاهرة؟
ما هي الإيجابيات التي تراها في هذه الظاهرة؟
ما هي الصورة الصحيحة التي تراها للتعامل مع هذه الظاهرة؟
ننتظر مشاركتكم ... فلا تبخلوا علينا ...
ـ[الجليس الصالح]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 09:01]ـ
بل أنا أعتبرها ظاهرة طيب ومشجعة في وقت يظهر في الإعلام الفجرة والفسقة يغنون ويصدحون وينعقون
فظهور هذا الجيل الطيب يشجع الأبناء على تقليدهم والمضي قدماً في سبيل الإستفامة
وقد جربت أثر ذلك على أولادي، فكان جلوسهم المباشر مع أحد هؤلاء أكثر تأثيراً في نفوسهم من ألف جلسة معي أنا أو مع أمهم أو مع معلمهم!
فقربه من سنهم وتماثل قدراتهم جعلتهم يتحفزون لمزيد من البذل والتشبه بالصحبة الصالحة التي رأوها باعينهم على أرض الواقع
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 08:30]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً
تم نشر هذا الموضوع في عدة منتديات
واختلفت وجهات النظر حول هذه الظاهرة ...
وحتى تتم الفائدة فإليكم روابط الوضوع في المنتديات الأخرى؛ لكى تجتمع أمامنا وجهات النظر مما يساعد على الوصول إلى تصور شامل لهذه القضية ...
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=317477
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=22395
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=153226
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=90104
http://forum.islamacademy.net/showth...258#post356258
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 08:46]ـ
هناك نقطة لم يتطرق إليها أحد
هؤلاء الأطفال يخشى عليهم جداً من الحسد
نسأل الله أن يحفظ أطفال المسلمين.(/)
أريد أن أستمع لدروس فى المعاملات المالية
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 11:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحثت عن دروس ميسرة فى المعاملات المعاصرة ,فوجدت دورة للشيخ على السالوس ,ووجدت دروس للشيخ يوسف بن عبد الله الشبيلى.
أريد من يتكلم عن المعاملات البنكية بطريقة ميسرة.
أرجو المساعدة ,جزاكم الله خير الجزاء.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 02:05]ـ
أخي الفاضل
اقرأ إن شئت كتاب الشيخ حامد العلي
تيسير المعاملات والبيوع ..
وهو في الأصل دورة بالصوت فرغت في كتيب
تجدها في موقعه وفي الجوجل لو بحثت
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 02:22]ـ
جزاك الله خيراً،
وهل تناول فيها قضايا التأمين والأسهم والتقسيط إلى غير ذلك؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 02:26]ـ
نعم .. وبخاصة التأمين
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 06:10]ـ
استمع لدورة المعاملات المالية المعاصرة للشيخ سعد الخثلان وأغلب الظن أنها مفرغة في موقع تيمية التابع لجامع ابن تيمية الذي تقام فيه الدورات العلمية السنوية وتفرغ في الموقع الشروح ...
وأسأل الله لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح ..(/)
محاضرات في الفرق الإسلامية {خاص بطلاب الجامعة، ومن في حكمهم}
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 01:31]ـ
خاص بطلاب الجامعة، ومن في حكمهم
محاضرات في الفرق الإسلامية
سلسلة محاضرات في الفرق الإسلامية، تتكون من تسع عشرة درسا
للشيخ الدكتور
فلاح بن إسماعيل مندكار
http://www.mandakar.com/To_University_Students_Tapes.a sp?CatID=21(/)
حكم خروج المرأة المحجبة مع امرأة أخرى متبرجة أومتعطرة؟
ـ[أبو إلياس الليبي]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 02:53]ـ
السلام عليكم
إخوتي الكرام لدي سؤال
ما حكم خروج المرأة المحجبة مع امرأة أخرى متبرجة أو متعطرة؟
أرجو أن يكون الكلام مدعما بالأدلة و بأقوال أهل العلم.
بارك الله فيكم
ـ[أبو إلياس الليبي]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 02:14]ـ
أين طلب العلم؟
ـ[أبو إلياس الليبي]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 02:14]ـ
عجيب و الله.
لا أحد يجيب ..............
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 06:16]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا شك أخي الفاضل في أن خروج المرأة من بيتها متعطرة متبرجة محرم بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين، وهو منكر من المنكرات التي يجب إنكارها، ولا يجوز للمسلمة المحتجبة في لباسها أن تجالس المتبرجة إلا منكرة لها أو مكرهة على مجالستها، لذلك لا يجوز لها الخروج معها إلا مع الإنكار عليها وأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، لأن في خروجها معها وعدم الإنكار عليها إقرار بما هي عليه من المنكر. والله تعالى أعلم.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 03:03]ـ
بحث شرعي عن (حكم تعطر المرأة)
أخرج مسلم في صحيحه عن بسر بن سعيد أن زينب الثقفية كانت تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تطيب تلك الليلة». وأخرج في الشواهد من طريق محمد بن عجلان حدثني بكير بن عبد الله بن وعثمان عن بسر بن سعيد عن زينب امرأة عبد الله قالت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا شهدت إحداكن المسجد، فلا تمس طيباً».
رواه باللفظ الأول مخرمة (عند مسلم) عن كتاب أبيه بكير عن بسر بن سعيد، وتابعه محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام (مستور). وأخرجه بلفظه الأول أيضاً يحيى بن سعيد القطان (ثقة ثبت) وجرير بن عبد الحميد (ثقة) وسفيان بن عيينة (ثقة ثبت) عن ابن عجلان (ثقة)، عن بكير بن عبد الله بن وعثمان. أما اللفظ الثاني الذي أخرجه مسلم في الشواهد من طريق يحيى عن ابن عجلان، فهو خطأ حتماً. فقد رواه الجماعة عن يحيى بن سعيد كما في علل الدراقطني (9|85) باللفظ الأول. وقد رواه عبيد الله بن أبي جعفر عن بكير بن عبد الله وعثمان، كما في السنن الكبرى (5|432)، وهو مروي بالمعنى، وقد خالفه الحفاظ. ومتابعة ابن لهيعة ضعيفة لا وزن لها. أما الحديث الذي جاء عن الزهري فقد قال عنه النسائي: «وهذا غير محفوظ من حديث الزهري». فالنهي إذاً خاصٌ بصلاة العشاء بنص الحديث.
قال ابن مالك: «والأظهر أنها (أي العشاء الآخرة) خُصَّت بالنهي، لأنها وقت الظلمة وخلوّ الطريق. والعِطر يهيّج الشهوة، فلا تأمن المرأة في ذلك الوقت من كمال الفتنة. بخلاف الصبح والمغرب، فإنهما وقتان فاضحان». نقل ذلك الشيخ القاري في المرقاة (2|71).
وأخرج أحمد (4|418) (4|400) (4|413) والنسائي (8|153) وأبو داود (4|79) والترمذي (5|106)، وصححه ابن خزيمة (3|91) و ابن حبان (10|270) والحاكم (2|430)، من طرق عن ثابت بن عمارة (جيد الحديث) قال سمعت غنيم بن قيس (ثقة مخضرم) يقول سمعت أبا موسى الأشعري رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها، فهي زانية. وكلُّ عينٍ زانية». وإسناد الحديث يدور على ثابت بن عمارة الحنفي، وفيه خلاف. ولعله جيّد الحديث، والله أعلم.
قال إمام الأئمة ابن خزيمة عن هذا الحديث: «المتعطرة التي تخرج ليوجد ريحها قد سماها النبي صلى الله عليه وسلم زانية. وهذا الفعل لا يوجب جلداً ولا رجماً. ولو كان التشبيه بكون الاسم على الاسم، لكانت الزانية بالتعطر يجب عليها ما يجب على الزانية بالفرْج. ولكن لما كانت العِلة الموجبة للحد في الزنا الوطء بالفرج، لم يجز أن يحكم لمن يقع عليه اسم زان وزانية بغير جماع بالفرج في الفرج بجلدٍ ولا رجم».
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: المقصود أن زنا العينين النظر وزنا اليد اللمس وأمثال ذلك. وليس التعطر زنا بالمعنى الذي يوجب الرجم أو الجلد بلا ريب. ومن ينادي المتعطرة بالزانية (على المعنى المتبادر عند العوام)، فهو قاذِفٌ يجب جلده حدّ الفِرية (وهي ثمانين جلدة). قال المناوي في فيض القدير (5|27): «والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فقد هيجت شهوة الرجال بعطرها وحملتهم على النظر إليها، فكل من ينظر إليها فقد زنى بعينه. ويحصل لها إثمٌ لأنها حملته على النظر إليها وشوشت قلبه. فإذن هي سببُ زناه بالعين. فهي أيضاً زانية».
ومقصود ابن خزيمة والمناوي هو ما دل عليه الحديث الذي أخرجه البخاري (#5889) ومسلم (#2657) عن ابن عباس قال: ما رأيتُ شيئاً أشبه بِاللَّمَمِ (أي صغائر الذنوب) مما قال أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب على بن آدم حظّه من الزنى، أدرك ذلك لا محالة. فزنى العينين النظر. وزنى اللسان النطق. والنفس تَمنّى وتَشتهي. والفَرج يُصدِّق ذلك أو يكذبه». قال الخطابي: «المراد بِاللَّمَمِ، ما ذكره الله في قوله تعالى: {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللَّمَمَ} وهو المعفوُّ عنه. وقال في الآية الأخرى: {إن تجتنبوا كبائر ما تُنهَونَ عنه نُكفّر عنكم سيئاتكم}. فيؤخذ من الآيتين أن اللمَم من الصغائر وأنه يُكَفّر باجتناب الكبائر».
واختلف العلماء في معنى الحديث. فقال بعضهم أن للام في الحديث هي "لام التعليل". أي إن كانت نيتها أن تفتن الرجال بريحها فهي آثمة، وإلا فلا. ولذلك رآى ابن رشد الجد عدم حرمة خروج المرأة متعطرة، إلا إذا كانت نيّتها التعرّض للرجال. وقال البعض: بل هي "لام العاقبة"، كاللام في قوله تعالى: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً} [القصص: 8]. فالتقاط فرعون موسى صلى الله عليه وسلم كان عاقبة له. واحتجوا كذلك بما رواه الدارمي في سننه (2|362): أخبرنا أبو عاصم عن ثابت بن عمار عن غنيم بن قيس عن أبي موسى: «أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فيوجد ريحها فهي زانية وكل عين زان». فلم يأت هنا الحديث مع اللام. وأجيب على هذا بأن هذا الحديث موقوف غير مرفوع، لا حجة فيه. فلو صح إسناده لكان عِلّةً قادحة للحديث المرفوع!
واحتج من أجاز للمرأة بأن تتطيب بما أخرج أبو داود في سننه (2|166): حدثنا الحسين بن الجنيد الدامغاني (ثقة) حدثنا أبو أسامة (حماد بن أسامة، ثقة ثبت) قال أخبرني عمر بن سويد الثقفي (جيد) قال حدثتني عائشة بنت طلحة (ثقة حُجة) أن عائشة أم المؤمنين صلى الله عليه وسلمحدثتها قالت: «كنا نخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة، فنضمد جباهنا بِالسُّكِّ الْمُطَيَّبِ عند الإحرام. فإذا عرقت إحدانا، سال على وجهها. فيراه النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينهاها». ولذلك قال القفّال في "حلية العلماء" (3|235) ما نصه: «منصوص الشافعي رحمه الله في عامة كتبه أن: حكم المرأة في استحباب التطيّب للإحرام كحكم الرجل».
وزعم بعض المتشدّدين بأن هذا محمولٌ على أن ذلك الطيب ليس له رائحة!! وهو قولٌ مخالفٌ للغة العرب. في المعجم "المحيط": «السُّكُّ: ضَرْبٌ من الطّيب يركَّبُ من مسكٍ ورامكٍ». في "القاموس المحيط": «طِيبٌ يُتَّخَذُ من الرامَكِ مَدْقَوقاً مَنْخولاً مَعْجوناً بالماءِ. وُيعْرَكُ شديداً، ويُمْسَحُ بدُهْنِ الخَيْرِيّ لئلاَّ يَلْصَقَ بالإِناءِ. ويُتْرَكُ ليلةً، ثم يُسْحَقُ المِسْكُ، ويُلْقَمُه، ويُعْرَكُ شديداً، ويُقَرَّصُ. ويُتْرَكُ يَومينِ، ثم يُثْقَبُ بمسَلَّةٍ، ويُنْظَمُ في خَيْطِ قِنَّبٍ، ويُتْرَكُ سَنةً. وكلما عَتُقَ، طابتْ رائحتُهُ». وقال السيوطي في الجامع الصغير (1|227): «سُكّة: طيب يتخذ من الرامِك. شيء أسود يخلط بمسك ويفرك ويقرص ويترك يومين، ثم ينظم في خيط. وكلما عتق عبق. كذا في القاموس». فهذا صريحٌ جداً بأن السُّكّ المطيَّب له رائحة مسكيّة عابقة!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأجاب عنه من يرى تحريم تطيب المرأة لغير زوجها بأحاديث ضعيفة منها: ما أخرجه الترمذي (5|107) عن رجلٍ مجهولٍ من الطُفَاوَةَ لم يُسَمّ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه. وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه». وهذا ضعيفٌ لا أصل له. وأخرج كذلك من طريق قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين قال: قال لي النبي r: « إن خير طيب الرجل ما ظهر ريحه وخفي لونه. وخير طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه. ونهى عن ميثرة الأرجوان». وهذا الحديث منقطع ضعيف. ودلالة ضعف هذا الحديث قول الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه». وقال المنذري: «الحسن لم يسمع من عمران بن حصين». وفي لفظ آخر أخرجه أبو داود (4|48) بنفس الإسناد الضعيف: «لا أركب الأرجوان، ولا ألبس المعصفر، ولا ألبس القميص المكفف بالحرير. ألا وطيب الرجال ريح لا لون له. ألا وطيب النساء لون لا ريح له». وكل الأحاديث التي جاءت في النهي عن لبس الأحمر لا تصح.
وأخرج ابن خزيمة في صحيحه (3|92) والبيهقي في سننه (#5158) من طريق الأوزاعي، قال حدثني موسى بن يسار (مرسلاً) عن أبي هريرة قال: مرّت بأبي هريرة امرأة وريحها تعصف، فقال لها: «إلى أين تريدين يا أمَةَ الجبار؟» قالت: «إلى المسجد». قال: «تطيّبْتِ؟». قالت: «نعم». قال: «فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يقبل الله من امرأة صلاة خرجت إلى المسجد وريحها تعصف حتى ترجع فتغتسل"». قال أبو حاتم عن حديث ابن يسار هذا: «مرسَل، ولم يدرك أبا هريرة».
وأخرج النسائي في مجتباه (8|153) عن أبي هريرة مرفوعاً: «إذا خرجت المرأة إلى المسجد، فلتغتسل من الطيب كما تغتسل من الجنابة». وفيه رجلٌ مجهولٌ لم يُسمّ. ورُوِيَ مثله عند أحمد (2|444) وأبي داود (4|79) والبيهقي (3|133) من طريق عبيد بن أبي عبيد مولى لأبي رهم عن أبي هريرة مرفوعاً. وقد رجّح الدارقطني في علله (9|87) أن الحديث عائدٌ إلى عاصم بن عبيد الله، وهو مُنكَر الحديث. فالحديث إذاً ضعيفٌ بكل طرقه.
وبقي حديث جيّد الإسناد أخرجه أبو داود في سننه (1|155): عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، ولكن ليخرجن وهُنّ تَفِلات». محمد بن عمرو جيّد الحديث، إلا عن أبي سلمة ففيه مقال. إلا أنه توبع في تاريخ البخاري (4|79). تفلات أي غير متعطّرات. وفرّق كثير من الفقهاء بين المرأة الشابة وغيرها
ـ[سالم سليم أبوسليم]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 09:42]ـ
ما رأي الفضلاء لو قلنا بالتفريق بين تبرج المتبرجات -وكله حرام, قطعاً- لكن: من المتبرجات من تتبرجت لعادة وضعف تمسك بدين الله وعدم انتشار الحجاب أو حتى استغرابه من أهل بلد ساكنة فيه-وإن كانوا مسلمين-.
وبين من تبرجت لقد إظهار الزينة والتجمل ولفت الأنظار.
فبرأيي: أن الأولى تختلف عن الثانية كثيراً, وكلاهما واقع بالإثم.
حما الله بنات المسلمين من التبرج والسفور.(/)
منهج التعامل مع أخطاء الدعاة
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 05:11]ـ
منهج التعامل مع أخطاء الدعاة
د. سعد بن تركي الخثلان
قد يقع من بعض الناس إساءة ظن ببعض العلماء أو بعض الدعاة نتيجة لتصرف ما صدر من ذلك العالم أو الداعية - وقد يكون ذلك العالم أو الداعية مصيباً في تصرفه أو على الأقل حسن القصد فيه – وهذا النهج غير سديد خاصة إذا وصل الحد إلى أن يتهم في قصده ونيته؟!.،
وقد يجر سوء الظن هذا إلى معاص كثيرة منها:- الغيبة والوقوع في عرض ذلك العالم أوالداعية،وربما جر إلى السخرية والاستهزاء وغيرها .. ، والذي ينبغي لمن لاحظ على أخيه شيئا أن ينصحه في السروربما يتبين له عند نصحه أن ماتوهمه خطأ ليس بخطأ أصلا، وربما يكون خطأ بالفعل،وبالمناصحة يحصل التصحيح والتقويم ..
وهنا أسوق لك قصة حصلت بين عالمين، تتضمن حسن المعاتبة، وبيان ما ينبغي أن يكون عليه المسلم تجاه أخيه المسلم من حسن الظن به، والتماس الأعذار لزلاته.
وقد ساق هذه القصة الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى في "الفتاوى السعدية ص 71 - 73". وحاصلها:
أنّ أحد العلماء كتب لعالم آخر كتاباً ينتقده فيه انتقاداً شديداً في بعض المسائل ويذكر أنّه قد أخطأ فيها، بل أنّه قدح في قصده ونيته، وادعى أنّه يدين الله ببغضه! بناء على ما توهم من خطئه.
فأجاب المكتوب له:
"يا أخي إنّك إذ تركت ما يجب عليك من المودة الدينية، وسلكت ما يحرم عليك من اتهام أخيك بالقصد السيئ - على فرض انه أخطأ - وتجنبت الدعوة إلى الله بالحكمة في مثل هذه الأمور فإني أخبرك - قبل الشروع في جوابي لك، عما انتقدتني عليه - بأنّي لا أترك ما يجب عليّ من الإقامة على مودتك، والاستمرار على محبتك المبنية على ما أعرفه من دينك، انتصاراً لنفسي، بل أزيد على ذلك إقامة العذر لك في قدحك في أخيك، بأن الدافع لك على ذلك قصد حسن، لكن لم يصحبه علم يصححه، ولا معرفة تبين مرتبته، ولا ورع صحيح يوقف العبد عند حده الذي أوجيه الشارع عليه.
فلحسن قصدك عفوت لك عما كان منك لي من الاتهام بالقصد السيئ، فهب أن الصواب معك يقيناً، فهل خطأ الإنسان عنوان على سوء قصده؟!.
لو كان الأمر كذلك للزم رمي جميع علماء الأمة بالقصود السيئة! لأنه لا يسلم من الخطأ أحد، إلا من رحم الله.
وهل هذا الذي تجرأت عليه إلا مخالف لما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يحل رمي المسلم بالقصد السيئ إذا أخطأ، والله تعالى قد عفا عن خطأ المؤمنين في الأقوال والأفعال وجميع الأحوال.
ثم أقول: هب أنه جاز للإنسان القدح في إرادة من دلت القرائن والعلامات على قصده السيئ، أفيحل - فيمن عندك من الأدلة الكثيرة على حسن قصده وبعده عن إرادة السوء - أن تتوهم فيه شيئاً مما رميته به؟!.
والله تعالى قد أمر المؤمنين أن يظنوا بإخوانهم خيراً إذا قيل فيهم خلاف ما يقتضيه الإيمان، فقال تعالى: (لََوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً ... ). [سورة النور، الآية: 12].
واعلم أنّ هذه المقدمة ليس الغرض منها مقابلتك بما قلت، فإني كما أشرت لك قد عفوت عن حقي - إن كان لي حق - ولكن الغرض النصيحة، وبيان موقع هذا الاتهام من العقل والدين والمروءة الإنسانية ... "
ثم شرع في الجواب عما انتقده به.
فهلا كان هذا الأدب وهذا الخلق الرفيع شعاراً لطلاب العلم والدعاة إلى الله تعالى!
http://www.saadalkthlan.net/index.php?option=*******&task=view&id=9780(/)
الليلة تبدأ دروس (أعمال القلوب) للشيخ الدكتور عبدالرحمن المحمود (بث مباشر)
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 05:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بشرى لطلبة العلم
بعد طول انتظار , بداية سلسلة دروس أعمال القلوب , في جامع الأمير سلطان بكلية الملك عبدالعزيز الحربية (العيينة)
لفضيلة الشيخ أ. د عبدالرحمن بن صالح المحمود
الاستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
أول درس للسلسلة اليوم الثلاثاء 13/ 11/1429هـ الموافق 11/ 11/2008م
وذالك بعد صلاة المغرب قرابة الساعة 5.50 بتوقيت الرياض
وسيكون الدرس مرتين في الشهر , ثلاثاء بعد ثلاثاء , بمعنى أن الدرس الثاني سيكون بتاريخ 27/ 11/1429 هـ
وستنقل الدروس عبر غرفة نبض العلم على الرابط التالي:
اضغط هنا ( iv4://server=roomsserver.net:5049&room=35eaaa18&color1=072957&color2=F4F4F4&wbsize=30&tcsize=70&layout=top&prompt= أكتب%20اسمك%20وأترك%20ا لرقم%20فاضي/)
اكتب الاسم , ودع كلمة المرور فارغة.
أو بالدخول لصفحة الغرف العامة , ثم اختيار نبض العلم:
http://www.nabd.net/al-d3ah/voice.htm
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 12:01]ـ
جزاك الله خيرًا، وحفظ الله الشيخ وأطال في عمره ونفع به.(/)
مسألة مد عجوة ـ السفر قبل رمي الوكيل، أفيدوني مأجورين
ـ[قمم]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 07:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي بحث بعنوان (السفر قبل رمي الوكيل) واحتاج لبعض البحوث و المراجع المعاصرة من أجل تصور أبعاد الموضوع ووضع الخطة والاستفادة من الترجيحات وبعض الإحالات.
خصوصا أن الدكتور المشرف على البحث قد أكد على أهمية ذلك.
هذا وقد بحثت في مجلة مجمع الفقه التابع للرابطة بجميع أعدادها عدا التي لم أستطع فتحها وهي العدد 3، 6، 9، 17، 20، ولم أجد شيئا.
وبحثت في بعض الرسائل الجامعية في جامعة الإمام، وفي محركات البحث، وفي مكتبة التدمرية ولم أعثر على نتيجة.
فمن كان باستطاعته مساعدتي وذلك بمراجعة الأعداد التي لم أستطع فتحها، ومراجعة مجلة الفقه التابعة للمنظمة، ومجلة البحوث الإسلامية، وغيرها من البحوث والمراجع المؤلفة في هذا الموضوع فليبادر، وله جزيل الشكر.
فأنا بأشد الحاجة إليها، حيث لم يبق على تسليم البحث إلا أقل من شهر.
ولصديقي بحث في مسألة مد عجوة، يطلب منكم مراجع معاصرة أو بحوث فيها.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 10:58]ـ
أما مسألة (مد عجوة) فكانت مدار بحثي التكميلي الماجستير في المعهد العالي للقضاء
وممكن أفيدك فيه إن شاء الله
ـ[قمم]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 11:02]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك.(/)
الخلل في فهم التيسير وتطبيقه (طلب مساعدة)
ـ[الداعية]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 08:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخواني لدي بحث عن الخلل في فهم التيسير وتطبيقه والأسس التي ينشأ منها الخلل في فهم التيسير
فماهي المحاور المهمة التي أتطرق لها؟
و أريد أسماء كتب ومراجع تفيدني في ذلك.
وجزاكم الله خيرا(/)
دورة (ولله على الناس حج البيت) محاضرات + دورة علمية + معرض الحج بدبي
ـ[العوضي]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 09:14]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=60 944&d=1226424399(/)
ليس كل من أراد الحق ناله , لمن جعل ألحان المجون ألحانا "إسلامية" , فهل من عاقل
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 09:26]ـ
ليس كل من أراد الحق ناله , لمن جعل ألحان المجون ألحانا "إسلامية" , فهل من عاقل
بسم الله الرحمن الرحيم .. والحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين .. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين .. صلى الله عليه وسلم تسليما مباركا إلى يوم الدين .. وبعد
قد علمنا ما اشترطه الشرع علينا من شروط لإخراج نشيد خال من المحرمات والسفور وكل ما يغضب الله جل وعلا , وكان منها الخلو من الإيقاعات الموسيقية وعدم تواجد أصوات النساء وأن تخلو من الكلمات مثيرة الشهوة محركة الغرائز وغيرها ليس محل ذكره الآن.
وقد كان من بينها أن لا تشبه ألحان الكفر والمجون فإذا تحققت فيها كل الشرط جاز ذاك الحداء وصار مباحا , فلما كان من الناس من ضرب بهذا البند عرض الحائط - أعني الأخير - خرجت لنا فئة من الناس تحسب أنها على خير وما درت أنها أضلت أناسا كثيرا , وكما قال بن مسعود رضي الله عنه " كم من مريد للخير لن يصيبه " , فاقتبست هذه الفئة ألحان أغان ماجنة وغيرت كلماتها وخرجت بما تسميه في نظرها بالنشيد الإسلامي – والإسلام منه بريء براءة الذئب من دم يوسف – وكان كلمة الإسلام أصبحت ملاذ كل مستغيث!
وكان من بين هؤلاء جماعة أرادت أن تصور للعالم ما يعانيه قطاع غزة من حصار
فكأنما انقطعت بها السبل فلم تجد سوى لحن لأغنية ماجنة تتلفظ بكلمات الحب والتغزل .. فما كان منها إلا أن غيرت الكلمات وأبقت اللحن والموسيقى كما هي , وبدأت تشتكي لربها بكلمات متعددة وتصف صمود أهل غزة وتشكو همها إلى الله بكلمات يحسبها السامع على خير فأقبل عليها الناس وحفظوا شيئا من كلماتها وتغنوا بها .. حتى أيقظهم أهل المجون والغناء وصححوا خطأهم وأرشدوهم إلى أن هذا اللحن مسروق من لحن ماجن .. فترك الناس أغنية الحصار وعرجوا إلى أغنية الحب ليطربوا بها!! حتى أصبحت نغمات للجوالات في الأسواق والبيوت والشوارع! ونسي القوم الحصار وما قيل في الحصار وكلمات الجنة والاستعاذة من النار وعرجوا إلى كلام المجون .. ولا حول ولا قوة إلا بالله
وترى فيه أن الدعاء والاستبشار بالجنة والدعوة إلى الصبر والثبات واستنهاض الهمم .. مقابلا لكلمات الحب والغرام والعشق والهيام .. والله المستعان
فكان إهمال شرط من شروط النشيد المباح نقمة على صاحبه فبدلا من أن يصف الخير والجنة والدعاء كأنما دعا الناس إلى ذلك المجون .. ثم مزج كلمات الصبر والثبات بموسيقى لا يحسبها السامع إلا للأفراح! فازداد الطين بلة على بلته
" وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم "
فالله المستعان على قومنا حين بدلوا شرع الله واستهانوا بتعاليمه .. فليتهم يقدرون عظم ما يفعلون
ولو رأيت حال القوم وهذه الأغنية تملأ بيوتهم وشوارعهم لقلت على عقول القوم السلام .. ولعملت عظم الذنب أكثر ولكن أين من يسمع ويعقل!
ولعل الذي عايش الأمر في قطاع غزة يعلم الشيء الذي أقصده
وما كان إخفائي لاسم الأغنية إلا خشية من انتشارها فأكون ممن يريد الخير ولا يصيبه
ولأني أعلم أن من الناس فئة تسمع الذكر وتعرض عنه فخشيت أن تسمع كلامي فتأخذ منه ما تشاء وتترك منه ما تشاء
وحينها أكون ممن يرى الموعظة أمامه ولا يعتبر بها
ونسأل الله هداية لأمته .. والله من وراء القصد(/)
التّاريخ الهجري شعارنا أهل الإسلام،العلَّامة عبد الرَّحمن البَرَّاك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 12:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سُئِلَ الشَّيخُ البَرَّاك ـ رفع اللَّهُ قدره ـ:
فضيلة الشيخ / عبدالرحمن بن ناصر البراك حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد،،
فقد انتشر بين المسلمين اليوم استخدام التأريخ الميلادي والاستغناء به عن التأريخ الهجري الإسلامي، ولم يقتصر ذلك على عوام المسلمين والشركات والمؤسسات التجارية بل عمّت البلوى فشملت كثيراً من الجمعيات الإسلامية ووسائل الإعلام الإسلامية خصوصاً خارج هذه البلاد، حتى أصبحت أكثر الجمعيات الإسلامية –فضلاً عن غيرها- تتعامل بالتأريخ الميلادي دون الإشارة إلى التأريخ الهجري، بل أصبحنا نجد كثيراً من أبناء المسلمين لا يعرفون تسلسل الأشهر الهجرية، لذا نرجو من فضيلتكم الإجابة على الأسئلة التالية:
أولاً: هل يجوز استعمال التأريخ الميلادي دون الإشارة إلى التأريخ الهجري؟
ثانياً: هل يجوز البدء بالتأريخ الميلادي ثم يكتب ما يقابله بالتأريخ الهجري؟
ثالثاً: هل استخدام التأريخ الميلادي يدخل في التشبه بالكافرين؟
رابعاً: هل يسوغ استخدام التأريخ الهجري الشمسي، وكذلك الأشهر الهجرية الشمسية؟
خامساً: هل يسوغ صرف المرتبات بالأشهر الميلادية الشمسية بحجة توفير أحد عشر يوماً في السنة؟ وما توجيهكم للشركات والمؤسسات الخيرية والتجارية التي تفعل ذلك؟
كما نرجو من فضيلتكم حث المسلمين في جميع أنحاء العالم على استخدام التأريخ الهجري الإسلامي، وبيان أهميته ومكانته في الدين نظراً لهجر أكثر المسلمين له والله المستعان وعليه التكلان.
أسأل الله جل وعلا أن ينفع بكم الإسلام والمسلمين وأن يجعل منازلكم في عليين وجزاكم الله خيراً، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
= = = =
فأجاب ـ أثابه اللَّهُ تعالى ـ:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمد لله أما بعد،،
فإن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة هو أعظم حدث في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم قامت عليه دولة الإسلام في المدينة، ولهذا اتفق الصحابة رضوان الله عليهم في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أرادوا تحديد بداية تأريخ الحوادث والرسائل والعقود، اتفقوا على اعتبار السنة الأولى لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم بداية التأريخ لهذه الأمة، على أن يكون الشهر الأول من السنة شهر محرم اعتماداً على أن السنة الشرعية هي السنة القمرية لقوله تعالى: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً) آية 36 سورة التوبة، وقوله تعالى: (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج .. ) آية 189 سورة البقرة.
ولم يزل المسلمون على مرّ العصور يعتمدون هذا التأريخ في جميع معاملاتهم ولا يعرفون غيره، حتى استولى النصارى على كثير من بلاد المسلمين في أواخر القرن الثاني عشر الهجري الموافق لأواخر القرن الثامن عشر الميلادي النصراني، ففرضوا تأريخهم على البلاد التي احتلوها وصارت تحت سيطرتهم، كمصر وبلاد الشام والمغرب العربي وبلاد الهند، بل وبعض دول الجزيرة العربية، فصار المسلمون في هذه البلدان لا يعرف أكثرهم إلا التأريخ الميلادي وشهور السنة الإفرنجية الشمسية، فجميع معاملاتهم الدنيوية مرتبطة بالتأريخ الميلادي والسنة الشمسية، وأما السنة القمرية الشرعية فلا يرد ذكرها عندهم إلا لمعرفة شهر رمضان وشهر الحج والأحكام الشرعية المنوطة بالأشهر القمرية، فنشأ على ذلك الصغير، وهرم عليه الكبير.
وعزل المسلمين عن تأريخهم هو أحد ما عمل عليه العدو المحتل الكافر في تغيير هوية المسلمين وإضعاف صلتهم بدينهم وبسلفهم الصالح، وبقي الأمر على هذه الحال حتى بعد خروج المحتل وزوال نفوذه المباشر، وقد سلمت بعض البلاد الإسلامية من بلاء الاحتلال والوقوع تحت ولاية الدول النصرانية كالمملكة العربية السعودية واليمن، فلهذا بقيت السيادة للتأريخ الهجري في هذه البلاد، ولكن بسبب العلاقات الدولية وضعف الثبات على التميز والتفرد والاعتزاز بخصائص الشخصية الإسلامية، بسبب ذلك كله وبسبب جهود المستغربين فكرياً تسرب إلى هذه البلاد كثير من مظاهر التبعية ومن ذلك التأريخ الميلادي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويلاحظ هنا التدرج في إشاعة وإبراز التأريخ الميلادي، فقد كان التأريخ الميلادي لا يذكر إلا أحياناً لبيان الموافقة بينه وبين التأريخ الهجري لحاجة بعض الناس إلى ذلك في معاملاتهم مع البلاد الأخرى، أو القادمين من تلك البلاد، ولذا أثبت في تقويم أم القرى، وكانت الشركات الأجنبية تضطر إلى ذكر التأريخ الهجري مراعاة لعرف البلد (المملكة العربية السعودية)، لذا تذكر التأريخين الهجري والميلادي، ثم آل الأمر إلى أن تتجاهل هذه الشركات التأريخ الهجري ولا تراعي العرف السائد عند أكثر الناس، وتبعها كثير من الشركات المحلية.
ومن ذلك أن ميزانية الدولة كانت تعتبر بالسنة القمرية والتأريخ الهجري ابتداءً من غرة رجب من كل عام هجري، ثم تغيرت الحال فصارت الميزانية تعتبر بالسنة الشمسية والتأريخ الميلادي ابتداءً من واحد يناير من كل عام ميلادي، ومن أجل عدم مفاجأة الناس بهذا التحول قيل إن ابتداء سنة الميزانية من عشرة من برج الجدي الموافق واحد يناير من كل سنة ميلادية.
وبعد فنقول:
أولاً: لا يجوز اعتماد التأريخ الميلادي النصراني في تقويم الدولة على أنه التأريخ الرسمي، بل يجب أن يقرن به التأريخ الهجري مع تقديم الهجري عليه كما هو الحال عليه في تقويم أم القرى في المملكة العربية السعودية، فيجب على جميع الدول الإسلامية أن تعتمد التأريخ الهجري هو التأريخ الرسمي، ولا بأس أن يقرن به التأريخ الميلادي للحاجة إلى ذلك، وأن يعتمد ذلك في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وعامة الناس من خلال تقويم رسمي يراعى فيه ذلك.
ثانياً: لا يجوز تقديم التأريخ الميلادي على التأريخ الهجري في التقويم العام والتأريخ الرسمي كما تقدم، وأما المكاتبات الخاصة كالرسائل والعقود فهي بحسب الأطراف التي تجري بينهم المكاتبات، ولا ينبغي أن يلجأ إلى التأريخ الميلادي إلا مع الحاجة إليه مقروناً بالتأريخ الهجري.
ثالثاً: قد تبين أن اعتماد التأريخ الميلادي في جميع شئون الأمة من أعظم أنواع التشبه بالكفار، والتأريخ به من غير حاجة نوع من ذلك.
رابعاً: وأما استخدام التأريخ الهجري الشمسي فهو ملفق من التأريخ الهجري والتأريخ الميلادي النصراني أو التأريخ المجوسي الفارسي، ولا شك أن هذا مخالف للمنهج الذي سارت عليه الأمة الإسلامية باعتماد السنة القمرية.
خامساً: لا يجوز صرف المرتبات بالأشهر الشمسية إلا إذا كانت العقود مكتوبة على أساس الأشهر الشمسية، ولا ينبغي ذلك إلا مع من لا يعرف إلا الأشهر الميلادية الشمسية، أما إذا كانت مكتوبة على أساس الأشهر القمرية، فإن صرف المرتبات بالأشهر الشمسية ظلم للموظفين والعاملين للفارق بين السنة الشمسية والقمرية وهو أحد عشر يوماً.
وبعد فإننا ننصح الشركات والمؤسسات ألا تعتمد التأريخ الميلادي وأن لا تهمل التأريخ الهجري محافظة على أصالتها وصلتها بتأريخ الأمة الإسلامية، وبعدا ًعن التشبه بالكفار.
والله الموفق والهادي إلى صراطه المستقيم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.
أملاه / عبدالرحمن بن ناصر البراك
15/ 10/1429 هـ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 12:55]ـ
المصدر: موقع الشَّيخِ
( http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=28989&catid=&Itemid=35)(/)
مبروك عليكم يا أمة محمد رسومات دنماركية جديدة في الطريق
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 01:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله منزل الكتاب القائل ولن ترضى عنك اليهود ولا النصرى، وعلى خير البشر قاطبة من آدم إلى آخر من يموت من البشر محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد
ما عدت للمنتدى للنقاش ولكن لما علمته من خطر يحيك بهذه الأمة من ابناء الخنازير الدنمركيين فقد تكلمت صحف وتلفاز البلاد عن إصدار كتاب جديد يستهزاء بالحبيب محمد وبأمة خير البشر وهذا هو الخبر بالغلة العربية كما جاء:
خاص بأخبار. دك
إرسال إلى صديق
كوبنهاجن، خاص بأخبار. دك
في حلقة جديدة من مسلسل الرسومات الدنماركية، من المقرر أن يصدر كتاب جديد في الدنمارك يحتوي على رسومات ساخرة تتناول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وعدد من السياسيين. وفي أول ردة فعل إسلامية اعتبر الإمام عبد الواحد بيدرسن الرسومات الجديدة بأنها جزء من "عاصفة " يواجهها المسلمين في الدنمارك منذ سنوات عدة ولكنها الآن تحولت من كلمات وحروف إلى رسومات.
وكشفت مصادر إعلامية دنماركية، أن الرسام الدنماركي كورت ويستيرغارد قد قام برسم رسومات جديدة لكتاب للمؤرخ والكاتب الدنماركي لارس هيذَكورد سوف يصدر قريبا في الدنمارك، ويتناول ويستيرغارد في رسوماته الجديدة الرسول الكريم إلى جانب العديد من الشخصيات السياسية ورجال الدين والحكام.
ويضم الكتاب تعليقات ومقالات للكاتب لارس هيذَكورد إلى جانب 26 رسما" توضيحا" للرسام كورت ويستيرغارد صاحب أشهر الرسومات المسيئة التي نشرتها صحيفة اليولاند بوسطن الدنماركية في أواخر أيلول 2005.
(صورة مركبة يظهر فيها الإمام عبد الواحد وشعار دار الطباعة)
وفي حديث مع وكالة الأنباء الدنماركية، ريتزاو، بين لارس هيذكورد الرسومات الجديدة بأنها "عديمة الإحترام وساخرة" وأضاف " رسومات كورت تدل على أنه كما كان دائما عديم الإحترام وساخر، فالساسة والمستبدين وغيرهم يصورون بشكل قوي لا لبس فيه".
استفزاز المسلمين
الإمام عبد الواحد بيدرسن اعتبر من جانبه أن الرسومات الجديدة تصرف أحمق وقال في تصريحات لأخبار. دك " هذا عمل أحمق، لم أتوقع أن يقوم كورت بهذه الرسومات وأنا مستاء من هذ العمل" وأضاف بيدرسن بلهجة مستاءة " لا أري أي هدف أو معنى في الرسومات أو توقيت نشرها الآن، لقد خيبت هذه الرسومات أملي في حوار أفضل في الدنمارك". ورأى بيدرسن أن الرسومات الجديدة دليل على أن الرسام كورت لم يتعلم أي شيئ في السنوات الثلاثة الماضية وتساءل قائلا" لا أعلم كيف يفكر كورت، هل يفكر في سلامة الدنمارك والمجتمع الدنماركي".
ومن جانبه اعتبر الرسام كورت ويستيرغارد رسوماته الجديدة بأنها مجرد عمل توضيحي لتعليقات المؤرخ لارس وقال في تصريحات لصحيفة البيرلنزكه تيذنه "آرائي أنا لا تخص أحداً. في هذا الكتاب وجدت أنه من واجبي أن أصوّر آراء لارس هيذَكورد."
إلا أن عبد الواحد بيدرسن رد قائلا " نحن نعرف أن كورت ويستقورد ولارس هيذقورد عندهم أجندة خاصة بهم تهدف إلى استفزازالمسلمين، ولا اعتقد أنه من المعقول أن يستمرهؤلاء وأمثالهم في أخذ المجتمع الدنماركي كرهائن لافكارهم واعمالهم"، ورفض بيدرسين الخوض في ماهية الرد الأفضل على هذه الاستفزازات، ورأى انه من المبكر الحديث عن هذا الأمر، حسب تعبيره.
أما الرسام كورت وفي رد على سؤال حول خوفه على حياته وأمنه قال "لا. أنا عمري 73 سنة، وفي هذا العمر لا شيء يخافه المرء بعد. أنا أحب أن أكون شجاعاً، وإلا فإن المرء لن يستطيع أن يعيش حياته".
و في إجابة على سؤال من جانب صحيفة البريلنزكه تيذنه عما إذا كان يهتم بسلامة وأمن الدنمارك قال كورت "بلى. لكني أعتقد أن ما حصل في العالم آخر مرة كان يتعلق بوجود أنظمة مهترئة أعطت شعوبها مجالاً للتنفيس عن إحباطاتها حول فشل تلك الأنظمة في تلبية مطالب شعوبها."
وحاول كورت التوجه للمسلمين في الدنمارك وطالبهم بالتعود على هذا النوع من الرسومات وأضاف "ليس عندي مشاكل مع الإسلام. أنا مشكلتي مع إرهابيين يستخدمون نموذجاً من الإسلام كديناميت فكري لهم. ومواطنونا المسلمون يجب أن يتعودوا على أننا هنا في الدنمارك لا نهادن، إذا بدا الإعوجاج في شيء – سياسيين، الملكة، الله – نحن لا نستثني أحداً".
وبدوره قال الإمام عبد الواحد "بالرغم من أننا نشهد عاصفة شديد ضد الإسلام فإننا لن نصمت وسنقول رأينا في هذه الرسومات كما رفضنا الرسومات السابقة وإذا كان هناك أي فرصة لملاحقة قضائية فلن نتوانى عن استثمارها"
ومن الجدير بالذكر أن لارس هيذكورد هو رئيس جمعية " حرية الطباعة" التي قامت بدعوة السياسي الهولندي وصاحب فيلم "فتنة" المسيء للقرآن غيرت فيلدرز إلى الدانمارك في حزيران الماضي، ويعتبر هيذقورد من أشد المنتقدين للمسلمين في الدنمارك، وسيصدر كتابه في مطلع الشهر القادم.
وهذا رابط الخبر من شبكة الأخبار الدنمركية المسمات أخبار.دك http://www.akhbar.dk/ar/index.php?op...ews&Itemid=308
فعل كل من يحب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم أن يعين في نشر هذا الخبر وإعلام العلماء خاصة لما يحاول هؤلاء الخنازير فعله، فاللهم هل بلغت فاللهم فشهد ..
أخوكم أبو سالم صلاح سالم باجبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 07:43]ـ
يا أخي: العنوان مستفز وباطل
قال الله عز وجل:
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ
قال الله عز وجل:
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
ـ[معالم السنن]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 08:25]ـ
يا أخي: العنوان مستفز وباطل
قال الله عز وجل:
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ
قال الله عز وجل:
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
صدقت اخي الفاضل عنوان خطأ؟؟؟؟؟؟
نريد حلول عملية علمية لمواجهة هذه الهجمة الشرسة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لا مجرد البكاء والعويل فقط؟؟؟؟؟؟
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 11:34]ـ
إخوتي الافاضل اعلم بأن العنوان مستفز للقلوب السليمة ولكن ما أقول وقد سب الحبيب محمد مرتين ولم نجد صدى ذلك إلا بمقاطعة البضائع، ثم نسي الموضوع وي كان شيئاً لم يكن.
افلا اقول اكثر من هذا ن وقد امتلى قلبي من الغيض والحزن وكلما حدث رجل قال نحن في الفترة المكية؛ وهذا ما زاد حسرتي وتوجعي لعلمي بأن الدين قد كمل ...
فهل هناك من ينقل صرختي وتوجعي للعلماء العاملين؟!!!(/)
ما معنى هذه الكلمة في كلام السخاوي: الأذونية
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 01:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
"الأذونية" هذه الكلمة ذكرها الإمام السخاوي في شرحه على كتاب التقريب والتيسير للنووي.
قال النووي: "وأما مسند الإمام أحمد وأبي داود الطيالسي وغيرهما من المسانيد فلا يلحق بالأصول الخمسة وما أشبهها في الاحتجاج بها والركون إلى ما فيها"
فقال السخاوي في صفحة (79):
"وكون بعضهم نقل عن المنذري تسمية ذاك صحيحا في الاحتجاج بها، والركون إلى ما فيها، لأن عادتهم في المسانيد أن يخرجوا من المسند كل صحابي جميع ما رووه من حديثه صحيحا أو ضعيفا، ولا يعتنون فيها بالصحيح، بخلاف أصحاب الكتب المصنفة على الأبواب، ولكن توقف شيخنا [قال المعلق في الحاشية: كما في النكت على ابن الصلاح 1/ 446 - 448] في الأذونية إلا من جهة الركون للحديث المسبوق بالتبويب له، المشعر بقوله ذكر الحجة لكذا، وإلا فهما مشتركان في إيراد الأقسام الثلاثة".
وقال في صفحة (80):
"ولجلالته [أي مسند الإمام أحمد] قال شيخنا: إن الحديث إذا كان فيه لم يحتج إلى عزوه لمصنف غيره، يعني: من المسانيد ونحوها، ونحوه قول شيخه الهيثمي: أفراد المسند غالبا أصح، على أنه يمكن أن يقال: الأذونية بالنظر لمجموع الكتب التي اندرج فيها كتب الصحاح لا خصوص السنن".
فما معنى هذه الكلمة؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد طلحة مكي]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 04:51]ـ
أظنها (الأَدْوَنِيَّة) كون الشيء دون شيء آخر وأقل منه درجة ورتبة.
يقصد أن الحافظ متوقف في عد المسانيد أقل رتبة من كتب السنن المصنفة على الأبواب، إلا في الأحاديث المسبوقة بترجمة من مصنف السنن، أو أقل منها باعتبار النظر إلى مجموع الكتب التي تضم الصحيح بشمول السنن، أما لو كانت المقارنة بين المسانيد وخصوص كتب السنن، فلا، لاشتراكهما في إيراد أنواع الأحاديث الثلاثة: الصحيح والضعيف وما بينهما.
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 09:28]ـ
جزاك الله خيرا وزادك علما وفهما(/)
هل يوجد فرق عملي بين قول أهل السنة وقول الجبرية في باب القدر؟
ـ[أبو حسانة]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 02:04]ـ
في الحقيقة إنني أحاول تلمس فرق حقيقي وعملي بين القولين لكن أُراني عاجزاً.
فإن القولين يعودان في الحقيقة إلى قول واحد، وهو أن مشيئة الله سبحانه (القدرية الكونية) هي التي تنفذ وتتم سواء شاء العبد أم أبى، فلا أدرى أي معنى لقول أهل العلم: إن لله تعالى مشيئة وللإنسان مشيئة تحت مشيئة الله!
ولكن مشيئة هذا الإنسان لا يوجد لها أي أثر حقيقي!
لأنها ستعود إلى مشيئة الله (القدرية الكونية)، وستكون مشيئة الإنسان مُلغاة كأنها لم تكن!
بانتظار إجابة علمية من الاخوة سلمهم الله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 04:35]ـ
معاذ الله من هذا الكلام المُقف لشعور الموحدين
وأنصحك بعدم إشغال ذهنك في هذا الأمر
فإن العقول عاجزة عن إدراك سر القدر
لكن اعلم أن الله كما أنه قدر الأشياء فهو هو سبحانه من نص على كونه "لا يظلم مثقال ذرة "
بل "وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما"
وكون الله مقدرا للأشياء مع كونه عدلا مطلقا ..
يكفي في إثباته قانون النفي
إذ لولم يكن الله قدر المقادير .. لكان ذلك مطعنا في علمه سبحانه
وحينئذ يكون من جراء ذلك عدم انتظام الكون بل فساده واختلاطه وتصرمه منذ أمد بعيد
فلزم أن يكون الله مقدرا .. لكل شيء
فإن قيل كيف نجمع ذلك مع كونه عدلا
قلنا هذه الحلْقة المفقودة هي سر الله تعالى
وهو على كل شيء قدير ..
وحين سئل رسول الله عن نحو سؤالك لم يزد أن قال: اعملوا .. الحديث
وحيث إنك تستشعر في نفسك القدرة على العمل ولا مانع يحول دونك
فهذا هو الفرق العملي
لأن الجبرية أخلدوا حين نصوا على قاعدتهم الجهنمية
أما الصحابة فكانت أحاديث القدر أعظم الدوافع على مسارعتهم في الخيرات
والجهاد في سبيل الله تعالى والتبذل العظيم في كل مناحي الحياة
وبذلك استحقوا الريادة والسيادة
والله المستعان
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 04:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
الجبرية هنا يراد بها من لم يجعل لفعل العبد بل لجميع الأسباب أثراً أصلاً، بل الأثر يتبعها بحكم العادة، سواءً كان للعبد فعلاً يختص به هو كسب كما تقوله الأشاعرة، أو لم يكن كذلك كما يُنسب إلى الجهمية.
أما أهل السنة فيقولون أن الله جل وعلا جعل لفعل العبد أثراً مترتب على فعله حقيقة، لم يحدث بعده بحكم العادة كما تقوله الأشاعرة.
أما علاقة فعل العبد بفعل الله جل وعلا فسره الذي لا يعلمه أحدٌ سواه، نعلم أن الله خلق أفعالنا ونعلم أننا غير مجبرين على أفعالنا. أما كيف يخلقها ولا يجبرنا عليها. فالله أعلم بذلك.
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 12:19]ـ
يا أخوة هذه من المسأل التي من أنشغل فيها ضل عن سواء السبيل فلا يجعل اللإنسان للشيطان عليه سبيل، فباب القدر معلوم عند أهل السنة فلا يسألك الله هل علمت محواه وهل علمت تأصيله، ولكن يسألك هل تأمن به أم لا، وأخونا الفاضل صاحب الطرح نصحي له أن يرجع لكتاب القدر وما سطره أهل العلم فلا يجعل أقواله في هذا الباب بهذا الشكل لأنها لتبس على من هو قليل البضاعة ومن في قلبه هواء فتقي الله ولا تكن فاتح باب ضلالة جزاك الله خير.
وعلم بأن القدر نوعين كوني وشرعي أما الكوني فهو ما قدره الله ولا يتغير كولادة الكافر كافر والمسلم مسلم، وأما الشرعي فهي كتحريمه الخمر ويعلم الرجل المسلم بهذا فتعدى حدود الله بعد محاربةٍ بينه وبين نفسه إن كان في نفسه خير، فهذا هو تبسيط المسألة جزيت خير والله اعلم.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[14 - Jan-2009, مساء 11:00]ـ
عند التأمل والإنصاف لا فرق بين قول أهل السنة والجبرية في هذا الباب , وهو مقتضى القسمة العقلية الحاصرة.
تحياتي.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 12:24]ـ
أفلاطون .. لا تخبّص
فليس من فرق عندك نعم ..
ومن الفروق أن العبد عندهم لا يفعل على الحقيقة .. بل الله هو الفاعل ..
وأن العبد لا اختيار له ألبتة .. وهذا خلاف قول الله وقول أهل السنة ..
لكن الله هو الخالق لفعله ..
وكذلك الفرق في اللوازم ..
فقولهم مقتض للقول بظلم الله للعباد
وقول أهل السنة لايلزم منه ذلك ..
ـ[أفلااطون]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 12:27]ـ
أفلاطون .. لا تخبّص
فليس من فرق عندك نعم ....
إذا استطعت أن تحدد بدقة ما نتحدث فيه فتعال كي نتكلم.
تحياتي.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 03:09]ـ
القول ما قال أبو القاسم ... فالفرق العملي بين أهل السنة و بين الجبرية و حتى بين القدرية هو ان الأولين مقرون بجهلهم في هذا الموطن و الآخرين لا يقرون ... فان أقررت انت أيضا بجهلك تبين لك الفرق و اندفعت للعمل و ان لم تقر لم يتبين لك و حسبت القولين واحدا ... هذه هي النكتة -ببساطة -التي أشار اليها ابو القاسم جزاه الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام محمود]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 05:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أجاب على هذا التساؤل الأستاذ الشيخ الموفق: توفيق إبراهيم في الملتقى العلمي للعقيدة والمذاهب المعاصرة وفيما يلي نص جوابه:
إجابة على تساؤلك أخي الكريم حول الفرق بين قول أهل السنة والجماعة وقول الجبرية في القدر أكتب لك هذه الفروق
علما بأن في جزء من سؤالك فهم غير صحيح لمذهب أهل السنة وأنهم يقولون لا أثر لمشيئة الإنسان، وهذا مذهب الأشاعرة والمتكلمين
وليس مذهب أهل السنة والجماعة.
لكن دعنا ندخل على الفروق وبها يتضح التباين بين القولين:
أولا: الجبرية:
1 - العبد عندهم لا مشيئة له ولا اختيار، فهو مكره مجبور على أفعاله، تحصل منه بغير رضاها واختياره.
2 - العبد ليس بفاعل حقيقي، بل فاعل مجازي.
3 - الله تعالى عندهم هوالفاعل الحقيقي، فهو الخالق والفاعل، لا خالق ولا فاعل إلا هو.
4 - لا تأثير للعبد لديهم في وجود الفعل أبدا، ولا بشكل من الأشكال، فالتأثير لله تعالى وحده.
أهل السنة:
1 - العبد عندهم له مشيئة واختيار، ليس مكرها عليها، ولا تحصل منه بغير رضاه واختياره.
2 - العبد فاعل حقيقي لفعله.
3 - الله عندهم هو الخالق، والعبد هو الفاعل، فمن الله تعالى الخلق، ومن العبد الفعل.
4 - العبد مؤثر في وجود الفعل، وتأثيره سببي، من جنس تأثير الأسباب في مسبباتها، ولذلك يضاف الفعل إليه من باب إضافة السبب إلى مسببه (باسم الفاعل).
ومن هنا نعلم أن ما ذكرته من قولك: [دون أن يكون هناك أي أثر يذكر لوجود لمشيئة الإنسان] غلط في تقرير مذهب أهل السنة
بل هو مذهب الأشاعرة الذي أثبتوا قدرة للعبد غير مؤثرة، ولهذا أطلق عليهم مسمى الجبرية المتوسطة.
ويبدو أن المشكلة لديك ناتجة عن ظنك أن المشيئة الكونية معناها إلغاء المشيئة البشرية، وهذا غير صحيح،
فالمشيئة البشرية موجودة ومؤثرة تأثيرا سببيا، وهذا التأثير السببي من مشيئة الله تعالى الكونية ومن خلق الله تعالى وإيجاده
وهو من جنس تأثير الدواء في الشفاء، فهل تلغي تأثيره، وتقول المؤثر مشيئة الله الكونية فقط.
إذن عليك أن لا تتعالج عند حصول المرض اكتفاء بالمشيئة الكونية.
وأيضا من جنس تأثير الأكل في الشبع، فهل تلغيه باعتبار المشيئة الكونية،
وتقول: إن شاء الله حصول الشبع حصل وإن لم يأكل الإنسان، وأكل الإنسان لا أثر له.
إذن عليك أن تمتنع عن الأكل وتنتظر حصول الشبع بالمشيئة الكونية!
هل يمكنك هذا؟
ولا شك أن طرد هذا المذهب يؤدي إلى لوازم باطلة عقلا وشرعا.
والله الموفق.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 05:47]ـ
في الحقيقة إنني أحاول تلمس فرق حقيقي وعملي بين القولين لكن أُراني عاجزاً.
فإن القولين يعودان في الحقيقة إلى قول واحد، وهو أن مشيئة الله سبحانه (القدرية الكونية) هي التي تنفذ وتتم سواء شاء العبد أم أبى، فلا أدرى أي معنى لقول أهل العلم: إن لله تعالى مشيئة وللإنسان مشيئة تحت مشيئة الله!
ولكن مشيئة هذا الإنسان لا يوجد لها أي أثر حقيقي!
لأنها ستعود إلى مشيئة الله (القدرية الكونية)، وستكون مشيئة الإنسان مُلغاة كأنها لم تكن!
بانتظار إجابة علمية من الاخوة سلمهم الله
أخي الكريم
الجبرية لم ينفوا المشيئة عن العباد حتى تطرح مثل هذا الإشكال.!
إنما نفوا أفعال العباد ولم يفرقوا بين الفعل و الخلق .. فكان لازم قولهم أن ننسب الكفر والفسوق والزنا ... لله تبارك و تعالى عن قولهم علوا كبيرا.
أما المشيئة فالإنسان له مشيئة تحت مشيئة الله تعالى: "وما تشاؤون إلا أن يشآء الله"
ولا يكون إلا ما قدره الله تعالى.
لذلك كان من فوائد الإيمان بالقدر أن المؤمن لا يصاب بإحباط أبدا، لأنه يعلم بأن عليه أن يبذل الأسباب وأما النتائج فليست إليه.
كالمزارع يبذل الجهد ويفلح الأرض ويضع فيها ما لديه من الذرة، ولا يدري أتنبت ام لا، وإذا نبتت هل تكون رزقه أم رزق الطير.
ونحن مكلفون بالصلاة ولا ندري أتقبل أم ترد، ولا يقتضي منا ذلك تقصيرا فيها.
فنحن مكلفون بالشرع لا بالقدر.
والله تبارك و تعالى قادر على أن يجعل مشيئتنا هي عين مشيئته، وفي هذا المعنى قول العلامة ابن متّالي الشنقيطي رحمه الله تعالى:
العبد في الظاهر ذو اختيار ///////// و الجبر باطنا عليه جاري
فكان من عجائب الجبار ///////// أن يجبر العبد بالاختيار
كفعله لما له فيه ضرر ///////// يفعله طوعا على وجه النظر
والله تعالى أعلم.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 08:44]ـ
هذا كلام من لم يعرف مذهب أهل السنة ولم يعي مذهب الجبرية.
تحياتي.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 08:46]ـ
القول ما قال أبو القاسم ... فالفرق العملي بين أهل السنة و بين الجبرية و حتى بين القدرية هو ان الأولين مقرون بجهلهم في هذا الموطن و الآخرين لا يقرون ... فان أقررت انت أيضا بجهلك تبين لك الفرق و اندفعت للعمل و ان لم تقر لم يتبين لك و حسبت القولين واحدا ... هذه هي النكتة -ببساطة -التي أشار اليها ابو القاسم جزاه الله خيرا
اعذرني أخي الكريم إذا قلت لك: ليته سكت.
وهذا الذي سطرته تسطيح للفكرة , وكلام من لم يدرك حقيقة المذهبين.
تحياتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 09:38]ـ
بل هو عين ادراكه ... العجز عن ادراكه ... و ليتك تبين لنا أخي القسمة العقلية الحاصرة ..
ـ[أفلااطون]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 10:00]ـ
ليتك تبين لنا أخي القسمة العقلية الحاصرة ..
لك ذلك أخي الكريم:
القسمة العقلية تستلزم ضرورة واحدا من أربع خيارات , ومردها جميعا إما إلى الإحالة العقلية , وإما إلى قول الجبرية , وإما إلى قول القدرية , وهي:
إما أن لا ينسبه إلى أحد.
وإما أن ينسبه إلى الله تعالى وإلى العبد.
وإما أن ينسبه إلى الله عز وجل وحده.
وإما أن ينسبه إلى العبد وحده.
والأول والثاني محال عقلا , والثالث رأي الجبرية وأهل السنة , والرابع رأي القدرية.
تحياتي.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 10:16]ـ
هذا كلام من لم يعرف مذهب أهل السنة ولم يعي مذهب الجبرية.
تحياتي.
وهذا كلام عيي لحنة، لم يعرف الأدب.
ترفعاتي. (ابتسامة)
ـ[أفلااطون]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 10:21]ـ
سبق قلم قدره الله لكي يجد الذباب ما يقع عليه.
تحياتي.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 10:25]ـ
سبق قلم قدره الله لكي يجد الذباب ما يقع عليه.
تحياتي.
بل ارجع لمشاركاتك تجد من مثل هذا الخطأ عشرات .. فدع عنك المعاذير فإن أكثرها الكذب!
ـ[أفلااطون]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 10:27]ـ
بل ارجع لمشاركاتك تجد من مثل هذا الخطأ عشرات ..
مثلك يطير بهذا فرحا لو وجد , فدع عنك صريح الكذب.
تحياتي.
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 10:35]ـ
الصواب أن نقر بمشيئة للعبد كما قال الله: {و ما تشاءون} أما كيف يتم ذلك؟ فإذا أدركت كيفية صفة الإرادة عند الله تعالى (وهو محال) أدركت كيف تكون إرادة الإنسان تحت إرادة الله، هذا للكيفية، أما المعنى فنفهمه جميعا {وما تشاءون إلا أن يشاء الله} فلنا مشيئة ولكن تحت مشيئة الله.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 10:55]ـ
وإما أن ينسبه إلى الله تعالى وإلى العبد
هذا لم هو محال عقلا؟؟
ـ[أفلااطون]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 11:01]ـ
لأنه إثبات لمقدور بين قادرين , وهو محال عقلا.
تحياتي.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 11:01]ـ
مثلك يطير بهذا فرحا لو وجد , فدع عنك صريح الكذب.
تحياتي.
الحمد لله.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 11:12]ـ
لأنه إثبات لمقدور بين قادرين , وهو محال عقلا+
فصل وجه الاستحالة تكرما
ـ[أفلااطون]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 12:04]ـ
لأن من ينسبه إلى الله تعالى وإلى العبد:
فهذه النسبة: إما أن تكون إلى كلٍّ على جهة الاستقلال , وهذا محال عقلا لأنه قول بمقدور بين قادرين على جهة الاستقلال , كما أن في هذه النسبة مناقضة صريحة لمبدأ عدم التناقض , إذ في نسبة التأثير لأحدهما استقلالاً رفع له عن الآخر , فيكون منسوبا إلى كلا الجهتين مرفوعا عنها , وهذا عين المحال.
وإما أن تكون إلى كلٍّ على جهة الاشتراك , وهنا لا يخلو الأمر إما أن يكون لكل جهة ما يخصها من التأثير , وبالتالي فما استقل الله به عائد إلى الجبر , وما استقل به العبد عائد إلى قول القدرية , وما اشتركا فيه عائد إلى الإحالة العقلية لأنه قول بمقدور بين قادرين كما بينت لك , وهذا محال عقلا.
وإما أن يقال: بأن الله تعالى أخرج الفعل من العدم إلى الوجود مع توسط القدرة المخلوقة وهي قدرة العبد , فيكون خروج الفعل من العدم إلى الوجود بسبب توسط القدرة الحادثة وذلك وفق مبدأ السببية.
وهذا القول هو الذي يبدو من نظرية أهل السنة في هذا الباب , وهذا عند التأمل مرده إلى القول بالجبر وهو عين الاضطرار , وذلك أن من يرى هذا الرأي يقول: بأن الله تعالى هو خالق القدرة التامة والإرادة الجازمة , ولا يمكن للفعل أن يوجد مع تخلف أحد هذين , كما أن هذين الأمرين إذا وجدا لزم ضرورة ترتب الفعل عليهما دون تخلف , وبالتالي: فـ الإرادة الجازمة مع القدرة التامة تستلزم وجود الأثر ضرورة , فالعبد هنا مضطر في صورة مختار , فعاد هذا القول إلى قول الجبرية.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 12:48]ـ
بأن الله تعالى هو خالق القدرة التامة والإرادة الجازمة , ولا يمكن للفعل أن يوجد مع تخلف أحد هذين
هنا عدنا من حيث بدأنا ... كيف تصبح هذه الارادة جازمة أو غير جازمة بغض النظر عن خلقها ... لأن هناك فرقا بين أن يخلق فيه الارادة و يجبله عليها و بين أن يجبره عليها ففي الأول يبقى الاختيار وفي الثاني لا يبقى .... فارادة الرب متضمنة لارادة العبد ... و لكن كيف يشاء العبد ضمن مشيئة الرب و ان كان الرب هو خالق كل شيء ... ؟؟ كيف نعرف نقطة الالتقاء بين الارادتين؟؟ كيف لارادة أن تشاء ارادة جون أن تلغي احداهما اثر الأخرى بدليل أننا نرى آثارهما معا حسا و اضطرارا؟؟ ستجد أن هذا نفس ما عبر عنه وهب بن منبه أنه نظر فيه ثم نظر ثم نظر و علم أنه سر أخفي ... فلا مجال للقسمة العقلية هنا لأن مقدماتها يستحيل الوقوف عليها ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 04:22]ـ
فرق كبير كبييييييييييييييييييييير بين أهل السنة والجماعة وبين الجهمية الجبرية.
فأهل السنة مؤمنون بأن مشيئة العباد المخلوقة سبب لوجود الفعل منهم عند القدرة وعدم المانع.
وأما الجبرية فمنكرون أصلا لقانون السببة بين مخلوق ومخلوق. ولا فاعل عندهم لجميع الأفعال الموجودة إلا الخالق سبحانه وتعالى.
فغلاتهم جعلوا فاعل الشرب واللص والزنى هو الخالق - تعالى الله عن قول هؤلاء الملحدين علوا كبيرا!
ومتوسطوهم سموا من قام به هذه الأفعال: كاسبا، لكن بمعنى (المحل) لا (الفاعل).
فأي فرق أكبر من هذا؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 04:56]ـ
لك ذلك أخي الكريم:
القسمة العقلية تستلزم ضرورة واحدا من أربع خيارات , ومردها جميعا إما إلى الإحالة العقلية , وإما إلى قول الجبرية , وإما إلى قول القدرية , وهي:
إما أن لا ينسبه إلى أحد.
وإما أن ينسبه إلى الله تعالى وإلى العبد.
وإما أن ينسبه إلى الله عز وجل وحده.
وإما أن ينسبه إلى العبد وحده.
والأول والثاني محال عقلا , والثالث رأي الجبرية وأهل السنة , والرابع رأي القدرية.
تحياتي.
هذا التلبيس الذي ذكرت ليس عقليا!
بل التقسيم العقلي السديد أن نحيث النسبة - قبل البحث عن المنسوب إليه - باعتبارين:
(1) باعتبار الخلق والتقدير
(2) وباعتبار مباشرة الفعل
فأما باعتبار الخلق والتقدير، فالناس:
- إما أن ينسبوا الفعل المخلوق كله إلى العبد وحده (وهو قول القدرية المحضة)،
- وإما أن ينسبوا الخير إلى الخالق والشر إلى الشيطان (وهو قول الجبرية المجوسية)،
- وإما أن ينسبوه إلى العبد والخالق معا (وهو قول أهل الشرك والاتحاد)،
- وإما أن ينسبوه إلى العدم المحض والاتفاق اليتيم (وهو قول اللحدين السفسطائيين)،
- وإما أن ينسبوه إلى الخالق القدير وحده عز وجل (وهو قول أهل العلم والإيمان).
فالأربعة الأول كلها ضلال وأي ضلال. والأخير قول أهل الحق ومقتضى نظر العقل.
وأما باعتبار مباشرة الفعل، فالناس:
- إما أن ينسبوه إلى الخالق مباشرة - وهو قول الجهمية الجبرية،
- وإما أن ينسبوه إلى العبد استقلالا - وهو قول القدرية النفاة،
- وإما أن ينسبوه إلى العبد كسبا من غير تأثير وإلى الخالق فعلا وتأثيرا - وهو قول مخانيث الجبرية،
- وإما أن ينسبوه إلى الوجود المطلق بشرط الإطلاق أو بغيره - وهو قول أهل الوحدة والفلاسفة،
- وإما أن ينسبوه إلى العبد على مقتضي مشيئة الخالق النافذة - وهو قول أهل السنة والجماعة.
وقد أخبر به الله تعالى في كتابه إذ يقول: {لمن شاء منكم أن يستقيم، وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين}.
فقد أثبت للعباد مشيئة وفعلا (هو استقامة)، وعلق وجود تلك المشيئة فيهم = على مشيئة الخالق سبحانه وتعالى.
فـ (سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين).
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 05:20]ـ
قرأتها غير منظمة شيخنا الكريم و قرأتها الآن فاستفدت أكثر .. فعلا التنظيم يزيد من بيان الحق .. شكر الله لكم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 05:21]ـ
[ font=simplified arabic]
وإما أن يقال: بأن الله تعالى أخرج الفعل من العدم إلى الوجود مع توسط القدرة المخلوقة وهي قدرة العبد , فيكون خروج الفعل من العدم إلى الوجود بسبب توسط القدرة الحادثة وذلك وفق مبدأ السببية.
وهذا القول هو الذي يبدو من نظرية أهل السنة في هذا الباب , وهذا عند التأمل مرده إلى القول بالجبر وهو عين الاضطرار , وذلك أن من يرى هذا الرأي يقول: بأن الله تعالى هو خالق القدرة التامة والإرادة الجازمة , ولا يمكن للفعل أن يوجد مع تخلف أحد هذين , كما أن هذين الأمرين إذا وجدا لزم ضرورة ترتب الفعل عليهما دون تخلف , وبالتالي: فـ الإرادة الجازمة مع القدرة التامة تستلزم وجود الأثر ضرورة , فالعبد هنا مضطر في صورة مختار , فعاد هذا القول إلى قول الجبرية.
كلا! بل الجبر الباطل والاضطرار المنكر أن لا مشيئة للعبد مؤثرة في فعله.
وقد أثبت أهل السنة له مشيئة - وإن كانت مخلوقة لله تعالى. فأين الجبر الاضطرار؟؟!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 05:24]ـ
قرأتها غير منظمة شيخنا الكريم و قرأتها الآن فاستفدت أكثر .. فعلا التنظيم يزيد من بيان الحق .. شكر الله لكم
الشكر لله الذي قدر كل ذلك على أيدينا. . وله الحمد في الأولى والآخرة.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 08:08]ـ
أهل السنة مؤمنون بأن مشيئة العباد المخلوقة
هذا الأمر الذي تقوله تأكيد لما بينته لك , وهو أنه لافرق ين المذهبين , لأن كلا الفريقين يقول بأن القدرة مخلوقة , وبالتالي فلولم يخلق الله لك القدرة لم تتمكن من الفعل , وإذا خلق لك القدرة وصرف عنك الموانع وجد الفعل ضرورة , وهذا هو الاضطرار في صورة الاختيار.
تحياتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 09:21]ـ
أفلاطون .. كونك تنفي الفرق هكذا بكل وقاحة
تسفيه لكل علماء السنة ..
وعلى طريقتك:هات لنا من سبقك .. في زعم انعدام الفرق
من أئمة أهل السنة؟
وإذا لم تستطع .. أرجو أن تتحفنا بصمتك .. لأن كلامك ينضح بالغباء
ولست في وارد الشرح لك وردودك هكذا
حيث لا تستطيع التفريق بين قانون السببية عند أهل السنة والجبرية
وبالمناسبة .. كونك تزعم أن لا فرق .. فمقتضى قولك أن الله ظالم لا محالة ..
ومن مقتضى قولك أنه إذا زنى أحد .. فالله هو الزاني في حقيقة الأمر!
تعالى الله عن سخفك
الفاضل ابن الرومية: وإياكم(/)
هل من شرح لصريح السنة للامام ابن جرير الطبري؟
ـ[باعث الخير]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 03:20]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم
اخواني الكرام
هل من احد لديه شرح صوتي او نصي لرسالة صريح السنة لامام الطبري؟
واذا كان هناك شرح مطبوع لها فليخبرنا من يعلم
ارجو ان تفيدونا بارك الله فيكم
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 10:25]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
لقد شُرِحَ هذا الكتاب الصغير حجما الكبير فائدة ونفعا من قبل عدد من أهل العلم؛ وسأذكر - لك - بعضا منهم، والله أسأل أن ينفعك بهذه الشروح، وغيرها.
1 - شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي - حفظه الله - قام بشرحه في مسجد التقوي بالرياض ضمن الدورة التاسعة التي أقيمت بهذا المسجد، وهو في ثلاثة أشرطة.
2 - شرح شيخنا وحبيبنا الشيخ أبي محمد أكرم زيادة الفالوجي - حفظه الله - قام بشرحه في مركز الإمام الألباني ضمن الدورة السادسة من دورات هذا المركز، وهو في خمسة أشرطة.
3 - شرح الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك - حفظه الله - وهو في اثني عشر ملفا.
فائدة: هذه الشروح موجودة على الشبكة ولله الحمد.
والله الموفق
.(/)
العنوان شاركونا بآرائكم في افتتاح مركز قرآني في السويد
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 08:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الإخوة الأكارم هذه مشاركة في بعض المنتديات لأخي وصديقي أبي حسام المهاجر وقد رغب إلي أن أضع كلامه هنا وأنا أرغب إلى الإدارة الفاضلة بتثبيت الموضوع تثبيتا مؤقتا حتى تستكمل الآراء حوله
ونص كلام أبي حسام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الفضلاء المعهد الاسكندنافي في السويد قاب قوسين أو أدنى من افتتاحه ويُعنى بتعليم القرآن الكريم وعلومه وقد وضعت خطة وتصورا عن المعهد حسب جهدي وطاقتي وكما تعلمون المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه لذا فإنني أنتظر آراء الإخوة الإكارم وأخص المتخصصين منهم بعد أن يُحَمِّلوا الموضوع الذي كتبته من المرفقات وأسأل الله العظيم أن يشد أزرنا بكم وفقنا الله وإياكم لكل خير.
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 11:19]ـ
بارك الله في جهودكم أيها الفضلاء النبلاء.
لكني أنصح أن يُستفاد من مشاورة من سبقوكم بمثل هذه الأنشطة في بلاد الغرب , فلا أشكُ في أن عندهم من الخبرة العملية والنظرية ما هو جديرٌ بالإطلاع. ومعلومٌ أن من خاض تجارباً كهذه في مثل تلك البيئات ليس كمن يدلي برأيٍ نظري من بعيد.(/)
كل من يجادل بالباطل فقرينه إبليس - و الله المستعان -
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 12:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
أما بعد
يقول الحق - تبارك وتعالى - {ولاتقف ماليس لك به علم} و قال {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد}.
قيل أن هذه الآية نزلت في النظر بن الحرث، وكان جدلا يقول عن الملائكة بنات الله و القرآن أساطير الأولين، و الذي عليه أكثر المفسرين أنها عامة في الناس الذين تاعطوا الجدال في الله وفي رسول الله وفي الشريعة كلها أصولا وفروعا بالباطل.
قال العلامة الشوكاني {ومعنى اللفظ: ومن الناس: فريق يجادل في الله فيدخل في ذلك كل مجادل في ذات الله، أو صفاته أو شرائعه الواضحة} فتح القدير 3/ 439.
كما هي عامة فيمن لايرجع إلى علم بين من كتاب الله وسنة رسول الله، ولايعض فيه بضرس قاطع، فهو يخبط خبط عشواء من غير فرق بين الحق و الباطل، وبين الهدى و النور.
ومن أكثر الناس دخولا في عموم هذه الآية دخولا كليا أوليا الجهال الذين لايفهمون فحوى الكلام و ارباب البدع و الاهواء، بل هذا الصنف أشد من الشيطان الرجيم، و أقطعهم لطريق الحق، حيث دونوا الضلال في أوراقهم، ونشروا الشقاق في العالم، ولقنوا أشياعهم الزور تلقينا، وكأنهم ساطوه بلحومهم ودمائهم.
فإلى الله المشكى كله.
هذه خاطرة قدحت في ذهني هذه الليلة و انا اقرأ في أحد كتب التفسير، وقفت على هذه الآية الكريمة {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم} وطابقتها بما نحن بصدده من النقاش، فهناك بعض الناس من يخرج بتهوره الكلام عن مقصده، فيهلك النقاش ويصيره عبارة عن ردود أفعال بين المتناقشين.
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 05:04]ـ
بارك الله فيك موضوع جميل للمناقشة(/)
قصيدة أنا المقر بأنني وهابي ............. للملا عمران رحمه الله!
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 01:45]ـ
إن كان تابع أحمد متوهبا ً---- فأنا المقرّ بأنني وهابي
أنفيالشريك عن الإله فليس لي----ربٌّ سوى المتفرد الوهابِ
لا قبةٌ تُرجى ولا وثنٌولا ---- قبرٌ له سبب من الأسبابِ
كلا ولا شجرٌ ولا حجرٌ ولا---- عينٌ ولا نصبٌ منالأنصابِ
أيضاً ولستُ معلقاً لتميمةٍ ---- أو حلقةٍ أو ودعةٍ أو نابِ
لرجاءِ نفعٍ أو لدفعِ بليةٍ ---- الله ينفعني ويدفع ما بي
والابتداع وكل أمرٍ محدثٍ ---- فيالدينِ ينكره أولُو الألبابِ
أرجو بأني لا أقاربُهُ ولا ---- أرضاهُ ديناً وهو غيرصوابِ
وأُمِرُّ آياتِ الصفاتِ كما أتَت ---- بخلافِ كل مؤوِّلٍ مرتابِ
والإستواءُ فإن حسبيقدوةً ---- فيهِ مقالُ السادةِ الأقطابِ
الشافعي ومالكٍ وأبي حنيـ ـفةَ وابن حنبلٍ التقيالأوابِ
وكلامُ ربي لا اقول: عبارةٌ ----كمقالِ ذي التأويلِ في ذا البابِ
بل إنهُ عينُ الكلام أتى بهِ ---- جبريلُ ينسخُ حكم كل كتابِ
هذا الذي جاء الصحيحُ بنصهِ ---- وهو اعتقادُ الآل والأصحابِ
وبعصرِنا من جاء معتقداً بهِ ---- صاحوا عليهِ مجسمٌ وهابي
جاء الحديث بغربةالإسلام فلـ ـيبكِ المُحبُّ لغربةِ الأحبابِ
هذا زمانٌ من أراد نجاتهُ ---- لا يعتمد إلا حضور كتابِ
خيرٌ له من صاحبٍ متجهمٍ ---- ذي بدعةٍ يمشي كمشي غرابِ
مهما تلا القرآن قال: عبارةٌ ---- أي إنه كمترجم لخطابِ
وإذا تلا آي الصفاتِ يخوض في ---- تأويله خوضاً بغير حسابِ
فاللهُ يحمينا ويحفظ ديننا ---- من شر كلمعاند سبابِ
ويُؤيِّدُ الدين الحنيف بعصبةٍ ---- مستمسكين بسنةٍ وكتابِ
لا يأخذونبرأيهم وقياسهم ---- ولهم إلى الوحيينِ خيرُ مئابِ
لا يشربون من المكدر إنما ---- لهم المُصفَّى من ألذِّ شراب
قد أخبر المختارُ عنهم أنهم----- غرباءُ بين الأهلِ والأصحابِ
في معزلٍ عنهم وعن شطحاتهم ---- وعن الغلو وعن بناءِ قبابِ
سلكوا طريق التابعين على الهدى---- ومشوا على منهاجهمبصوابِ
من أجل ذا أهلُ الغلو تنافروا ---- عنهم فقلنا ليس ذا بعجابِ
نفرَ الذيندعاهم خير الورى ---- إذ لقبوه بساحرٍ كذابِ
مع عِلمِهم بأمانةٍ وديانةٍ ---- وصيانةٍ فيه وصدقِ جوابِ
صلى عليهِ اللهُ ما هب الصبا ---- وعلى جميع الآلوالأصحابِ
للشيخ ملا عمران علي آل عمران -رحمه الله-
من علماء القرن الثالث عشر للهجرة
من بلاد لنجه في إيران
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 07:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم ورحم الله الشيخ ملا عمران
والإستواءُ فإن حسبي قدوةً ---- فيهِ مقالُ السادةِ الأقطابِ
أظن الصواب:
والإستواءُ فإن حسبي قدوةً ---- فيهِ مقالُ السادةِ الأنجابِ
فمعلوم كلمة الأقطاب ومعناها لدى المنحرفين عقيدياً.
لا يأخذون برأيهم وقياسهم ---- ولهم إلى الوحيينِ خيرُ مئابِ
يا ليت قومى يعلمون
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 11:11]ـ
قصيدة طيبة على مذهب أهل السنن
لكن قوله:
لا يأخذون برأيهم وقياسهم ---- ولهم إلى الوحيينِ خيرُ مئابِ
إن كان يقصد عند التعارض أو الرأي المذموم والقياس الفاسد فصحيح نسبة ذلك لأهل السنة
وإن كان يقصد الرأي المحمود والقياس الصحيح فلا يصح نسبته لأهل السنة لإجماعهم على العمل بذلك
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 12:33]ـ
..... وإن كان يقصد الرأي المحمود والقياس الصحيح فلا يصح نسبته لأهل السنة لإجماعهم على العمل بذلك
لا يوجد إجماع يا مولانا ... وعديها ومفيش داعى للخلاف:)
محبكم أبو محمد
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 02:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم ورحم الله الشيخ ملا عمران
أظن الصواب:
والإستواءُ فإن حسبي قدوةً ---- فيهِ مقالُ السادةِ الأنجابِ
فمعلوم كلمة الأقطاب ومعناها لدى المنحرفين عقيدياً.
جزاكم الله خيراً أخي أبو محمد وشكراً على مرورك.
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 02:22]ـ
شكراً على مرورك أخي أمجد.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 04:44]ـ
هل من ترجمة تفصيلية للشيخ ملا عمران رحمه الله وطيب ثراه.
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 09:37]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
سأكتب له إن شاء الله ترجمه
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 01:36]ـ
يرفع .....................
ـ[أبو يعلى البيضاوي]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 05:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التعريف بالشيخ عمران
أسمه ونسبه:
هو العلامة الجليل الشيخ مُلاّ عمران بن علي بن رضوان، من علماء القرن الثالث عشر الهجري من بلاد لنجه في إيران كان رحمه الله صاحب عقيدة سلفية، وعلى مذهب الإمام الشافعي في الفقه، وأُسنِدَ إليه القضاء والإفتاء في بلده، وكان شاعراً مجيداً، وله ديوان شعر مشهور، وأفاد منه عددٌ كبير من العلماء بسبب ما أَوجَدَه من حركة علمية حسنة في بلده توفي رحمه الله عام 1280هـ في بلدته لِنجه.
ومما قاله الشيخ سليمان بن سحمان النجدي في الشيخ عمران {في كتابه: الهدية السنية والتحفة الوهابية النجدية ص110. من مطبعة المنار الطبعة الأولى سنة1342هـ.: "قال الشيخ ملا عمران بن رضوان صاحب (لنجة) لما تبين له حقيقة ما دعا إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب من إخلاص العبادة لله رب العالمين، وترك عبادة ما سواه من سائر المعبودين، وأنه على ما كان عليه سلف الأمة وأئمتها في باب معرفة الله وأسمائه وصفاته، قام بتأييده، وجد واجتهد في الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، والذب عن أهل الإسلام الموحدين، فلأجل ذلك لقبوه بالوهابي، فأنشأ منظومة في الرد على أعداء الله من الجهمية، والمنكرين لهذه الدعوة المحمدية، طبعها الأخ في الله عيسى بن رميح مع العقيدة التي كتبناها جواباً على مفتريات صاحب جريدة ((القبلة)) علينا ولا شك إن شاء الله تعالى أنكم قد اطلعتم عليها، فنكتفي بذكر أبيات منها، وهي قوله رحمه الله تعالى:
إن كان تابع أحمد متوهباً فأنا المقر بأنني وهابي
إلخ./ منقول جزى الله كاتبه خيرا
وقال كاتب آخر: هوالشيخ العلامة الملا عمران بن علي بن رضوان بن مالك الحارثي الشافعي
جاء جده مالك الحارثي من عمان إلى لنجه واستقر في منطقة تسمى جشة بالقرب من لنجه فصار قاضيا وخطيبا فيها كان مالك جد أبيه قاضيا وخطيبا في المسجد الجامع هناك ثم تولى بعده إبنه رضوان جد الملا عمران وكان من بعده والد الملا عمران الشيخ علي بن رضوان ثم تولى الخطابة بعده إبنه أحمد بن علي بن رضوان وبقيت الإمامة في عقبه حتى عام 1390 ولد الشيخ عمران في أوائل القرن الثالث عشر وتوفي في عام 1280
انظر تاريخ لنجة لحسين الوحيدي وهو تلميذ إبن أخي الشيخ عمران وانظر ماذكره الشيخ عبد السلام الشويعر في مقدمة تحقيقه لقصيدة (أنا المقر بأنني وهابي) و (تخميسها) و (تضمين الشيخ محمد تقي الدين الهلالي لها في قصيدة له)
وبعد هذه المقدمة الوجيزة السريعة إليك أخي بعض قصائد العلامة الملا عمران التي ذكرها العلامة الشيخ أحمد بن حجر في كتابه: (الشيخ محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه)
وقال أيضا في نفس الكتاب: ((وقال الشيخ عمران بن على بن رضوان من سكان لنجه، من البلدان الساحل رداً على بعض الملحدين ومثنياً على الشيخ: قصيدة أجاد فيها وأفاد. أولها:
جاءت قصيدتهم تروح وتغتدي في سب دين الها شمي محمد
قد زخرفوها للطغام بقولهم إن الكتاب هو الهدى فبه اقتد
لو أن ناظمها تمسك بالذي قد قال فيها أولاً إذ يبتدي
لهدي ووفق ثم جاز سعادة لا شك فيها عند كل موحد
لكنه قد زاغ عما قاله متأولا فيه بتأويل ردي
فأتت كشهد فيه سم ناقع من ذاق منه ففي الهلاك المبعد
الشيخ شاهد بعض أهل جهالة يدعون أصحاب القبور الهُمد
تاجاً وشمساناً ومن ضاهاهما من قبة أو تربة أو مشهد
يرجون منهم قربة وشفاعةٍ ويؤملون كذلك أخذاً باليد
فالشيخ لما أن رأى ذا الشأن من أهل الزمان اشتد غير مقلد
ناداهم يا قوم كيف جعلتم لله أنداداً بغير تعدد
ورأى لُعَّباد القبور تقرباً بالنذر والذبح الشنيع المفسد
ما أنكر القراء والاشياخ ما شهدوا من الفعل الذي لم يحمد
بل جوزوه وشاركوا في أكله من كان يذبح للقبور ويفتدي
فأتاهم الشيخ المشار إليه بالنصـ ـح المبين وبالكلام الجيد
يدعوهم لله أن لا يعبدوا إلا المهيمن ذا الجلال السرمد
لا يشركوا ملكاً ولا من مرسل كلا ولا من صالح أو سيد
فتنافروا عنه وقالوا ليس ذا إلا عجيب عندنا لم يعهد
ما قاله آباؤنا أيضاً ولا أجدادنا أهل الحجى والسؤدد
(يُتْبَعُ)
(/)
إنا وجدنا جملة الآبا على هذا فنحن بما وجدنا نقتدي
لو أنصفوا لرأوا له فضلا على إظهار ما قد ضيعوه من اليد
ودعوا له بالخير بعد مماته ليكافئوه على وفاق المرشد
لكنهم قد عاندوا، وتكبروا ومشوا على منهاج قوم حسد
ورموه بالبهتان والإفك الذي هم يعلمون به ومنهم يبتدي
كمقالهم هو للمتابع قاطع بدخول جنات وحور خرد
حاشا وكلا ليس هذا شأنه بل أنه يرجو بها لموحد
قالوا له يا كافراً يا فاجراً ما ضره قول العداة الحسد
قالت قريش قبلهم للمصطفى ذا ساحر، ذا كاهن، ذا معتدي
قالوا له غشاش أمة أحمد وهو النصيح بكل وجه يبتدي
هل قال إلا وحدوا رب السما وذروا عبادة ما سوى المتفرد
وتمسكوا بالسنة البيضا، ولا تتنطعوا بزيارة وتردد
هذا الذي جعلوه غشا وهو قد بعثت به الرسل الكرام لمن هدى
من عهد آدم ثم نوح هكذا تترى إلى عهد النبي محمد
وكذلك الخلفاء بعد نبيهم والتابعون وكل حبر مهتدي
منهاجهم هذا عليه تمسكوا من كان مستناً بهم فليقتد))
,,,,
الشيخ عمران بن علي آل رضوان المعروف باسم ملا عمران (رحمه الله) من علماء اهل السنة والجماعة في القرن الثالث عشر للهجرة في منطقة لنجة وكان رحمه الله شاعرا لبقا وكان سلفيا ميالاً لنصرة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولذلك له قصائد في التوحيد والعقيدة يمكن الحصول عليها في كتاب مختارات من قصائد الشيخ عمران بن علي آل رضوان - رحمه الله - اختارها واعتنى بها عبد السلام بن عبد الله السليمان
قال عنه المؤرخ حسين بن علي الوحيدي الخنجي عنه في كتابه تاريخ لنجه: حاضرة العرب على الساحل الشرقي للخليج صفحة رقم 40 (من علماء أهل السنة والجماعة العلامة الجليل الشيخ ملا عمران بن علي رضوان، من علماء القرن الهجري الثالث عشر، كان - رحمه الله - صاحب عقيدة سلفية وعلى مذهب الإمام الشافعي في الفقه، وأسند إليه القضاء في لنجه وكذلك الإفتاء، وكان فوق هذا شاعرًا مجيدًا، وله ديوان شعر منشور. توفي عام 1280 هـ بعدما أوجد حركة علمية حسنة في لنجه وتخرج به عدد من العلماء)
وقال الوحيدي عنه ايضاً في صفحة 153 (من شعراء لنجه ومن أدباء ونبطيين:أولهم العلامة الجليل الشيخ ملا عمران بن علي بن رضوان - رحمه الله -، وكان شعره فصيحًا سلسًا، وأكثره في المناسبات، وهو مجموع في ديوان، وعندي نسخه مخطوطة منه، مع أن الكثير من شعره قد ضاع). ومن مثانيه - رحمه الله - في القهوة:
عليك بشرب البن في كل لحظة ... فإن بها يا صاح خمس فوائد
نشاط وهضم ثم قطع بلاغم ... ونور لعينٍ ثم قوت لعابد
من قصائده:
إن كان تابع أحد متوهبا ... فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي ... رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى ولا وثن ولا ... قبر له سبب من الأسباب
علماً ان عائلة ال الرضوان من علماء لنجة الكرام المعروفين وهم اصحاب المدارس السلفية هناك و تاريخهم مرتبط بتاريخ القواسم ويوجد بالشارقة الشيخ عبد الله الرضوان و الشيخ حسن الرضوان و يشغلون مناصب مرموقة خصوصا في المحاكم و الامور الشرعية و القضائية وهم معرفين أنهم من قبيلة الحرث العمانية من منطقة (خصب) العمانية الواقعة في محافظة مسندم على مضيق هرمز انتهى جزى الله كاتبه خيرا
------------
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=50 91&stc=1&d=1277044458
ولهذه القصيدة الفريدة شرح صغير اسمه: تيسير المنعم في شرح عقيدة المسلم تاليف الشيخ محمد بن صالح الحربي وتقديم العلامة صالح بن فوزان الفوزان طبع في دار ابن خزيمة , ان يسر الله تعالى بمنه وكرمه ساصوره وارفعه في سلسلة: عمل من طب لمن حب ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=41067&page=11)
والله الموفق(/)
وأولهن نقضا الحكم؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 03:01]ـ
يا إخوان ما معنى ترك الحكم في هذا الحديث:
" حدثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله أن سليمان بن حبيب حدثهم عن أبي أمامة الباهلي
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لينقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها وأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة "؟ أفيدونا أفادكم الله
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 03:27]ـ
هذه بعض أقوال أهل العلم لعلها تفيدك
قال المناوي _الفيض القدير
أي القضاء وقد كثر ذلك في زمننا حتى في القضية الواحدة تنقض وتبرم مرات بقدر الدراهم
قال الشيخ عبد الرحمان الحجي _شرح كتاب التحذير من البدع_
فأول ما يذهب الحكم، معنى الفصل بين الناس بالشرع، كما قال حذيفة: الأمانة، الحكم بمعنى الفصل بين الناس بالشرع، يصبح يفصل بين الناس بالأهواء، وبالسلوم، وبالعادات، ويذهب الحكم
قال الشيخ ابن باز _مجموع الفتاوى و المقالات_
ومعنى قوله في الحديث: ((وأولها نقضاً الحكم)) معناه ظاهر وهو: عدم الحكم بشرع الله وهذا هو الواقع اليوم في غالب الدول المنتسبة للإسلام. ومعلوم أن الواجب على الجميع هو الحكم بشريعة الله في كل شيء والحذر من الحكم بالقوانين والأعراف المخالفة للشرع المطهر؛ لقوله سبحانه: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} [3]، وقال سبحانه: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [4]، وقال عز وجل: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [5]، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [6]، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [7].
وقد أوضح العلماء رحمهم الله أن الواجب على حكام المسلمين أن يحكموا بشريعة الله في جميع شؤون المسلمين، وفي كل ما يتنازعون فيه، عملاً بهذه الآيات الكريمات، وبينوا أن الحاكم بغير ما أنزل الله إذا استحل ذلك كفر كفراً أكبر مخرجاً له من الملة الإسلامية، أما إذا لم يستحل ذلك وإنما حكم بغير ما أنزل الله لرشوة أو غرض آخر مع إيمانه بأن ذلك لا يجوز، وأن الواجب تحكيم شرع الله، فإنه بذلك يكون كافراً كفراً أصغر، وظالماً ظلماً أصغر، وفاسقاً فسقاً أصغر.
فنسأل الله سبحانه أن يوفق حكام المسلمين جميعاً للحكم بشريعته والتحاكم إليها وإلزام شعوبهم بها، والحذر مما يخالف ذلك، إنه جواد كريم، ولا شك أن في تحكيم الشريعة والتحاكم إليها، والعمل بها صلاح أمر الدنيا والآخرة وعز الدنيا والآخرة، والسلامة من مكائد الأعداء والإعانة على النصر عليهم، كما قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [8]، وقال سبحانه: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [9]، وقال عز وجل: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [10]، وقال عز وجل: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [11] والآيات في هذا المعنى كثيرة.
و الله تعالى أعلم.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 05:18]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم و جزاك الله خيرا
و هل دلالة الحديث على عدم كفر من حكم قوانين الكفر ظاهرة؟ و جزاكم الله خيرا(/)
أدوات العلم الشرعي بإيجاز
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 04:32]ـ
أدوات العلم الشرعي بإيجاز
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى أهله وصحبة وبعد:
فهذه نصيحتي لمن يرد أن يبدأ علم شرعي في الأدوات التي يحتاج إليها في سعيه المبارك فبسم الله أبدأ وبه اهتدي وعليه اتوكل أدوات العلم الشرعي هي
عقيدة و مصطلح حديث وأصول فقه و فقه ويخدمهم علم اللغة مع النحو و معرفة معاني الكلمات
وأشهر كتاب لمعاني الكلمات هو لسان العرب لابن منظور الفقيه المصري الذي كان أعمى، وهو كتاب ممتع يجمع شرح معنى الكلمة مع ذكر بعض الأمور الفقهية لكن صاحبه عنده فكر أشعري كغالب علماء اللغة عدا الخليل الفراهيدي صاحب أول معجم في اللغة العربية كان زاهدا مفسرا لغويا،وانبهر به تلميذه سيبويه
فأقول لك أخي في الله العقيدة أولا
وهي العلم الذي يختص بالعلم بأركان الإيمان الستة،قلت لك العلم بأركان الإيمان لأن بعض المشايخ يقولون معرفة أركان الإيمان وهذا خطأ فالمعرفة لها أربعة مراتب: التوهم والشك والظن والعلم والتوهم معرفة الشيء على غير حقيقته مثلا أقولك ختان الإناث حرام لأنه يضر المرأة فهذا وهم لأن ختانهن المشروع ليس فيه ضرر، والشك ما استوى فيه الترجيح أي لا تستطيع ترجيح أدلة عن أدلة كمسألة عورة الرجل الصريح غير صحيح والصحيح غير صريح والظن ما كان فيه شيئان مع ترجيح الراجح كمسألة عورة المرأة الجمهور الوجه ليس بعورة و البعض الوجه عورة لكن الأدلة مع الجمهور وليست مع غيرهم والعلم هو معرفة الشيء على حقيقته و العقيدة من العقد وهو الإحكام والربط أي أمور جازمة فتعلم العقيدة من كتاب صغير ككتاب الدكتور ياسر برهامي منة الرحمن في نصيحة الإخوان لأنك بتعلم العقيدة الصحيحة سوف لا تقع في الأخطاء العقدية التي وقع فيها بعض الفقهاء كالنووي و ابن حزم والمحدثين كابن حجر و الأصوليين كالشوكاني و المفسرين كالقرطبي و السيوطي و تعلم تعلم مصطلح الحديث وهناك كتاب تبسيط مصطلح الحديث لشيخنا شريف صلاح الدين و كتاب مصطلح الحديث للعلامة ابن عثيمين يكفيك قشور هذا العلم تعرف ما هو الضعيف والحسن والصحيح والمنكر والذي لا أصل له والموضوع .... حتي إذا تكلمت في مسألة تكن فاهما صحة الأحاديث التي تتفوه بها ثم تعلم علم أصول الفقه وهو العلم الذي يختص بكيفية استباط الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية أي يعلمك كيف تفسر الآية كيف تفهم الحديث كيف تستخلص الدرر من الآيات والأحاديث كيف تجعل من الدليل الذي يظنه مخالفك له فيصبح عليه،ولذلك يدرسونه لطلبة الحقوق كي تعرف كيف تتحايل على الحرام ولا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله معظمهم لا يفهمه و أبسط كتب في هذا كتاب الورقات للإمام الجويني الشافعي وشرحه العلامة جلال الدين المحلي شيخ الإمام جلال الدين السيوطي وهو صاحب تفسير الجلالين وعندما مات شيخ السيوطي جاء للسيوطي في المنام وقال له أكمل تفسيري.
أخي طالب العلم بعد ذلك تدرس الفقه على بصيرة حتى لا تسلم عقلك لأحد يقل لك حرام فتقول نعم يقول لك حلال تقول نعم وأنت لاتعرف هل الشيخ محقا في حكمه على الشيء أم لا؟ ومن أجمل و أبسط كتب الفقه كتاب منهاج المسلم لأبي بكر الجزائري رجحه شيخنا محمد إسماعيل من تتلمذنا على أشرطته أو كتاب فقه السنة لسيد سابق رجحه شيخنا الألباني ممن تتلمذنا على أشرطته وكتبه هذا
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 04:39]ـ
أدوات طلب العلم بإيجاز ( http://www.4shared.com/file/44768125/3590b951/___.html?dirPwdVerified=9e1127 23)(/)
مسألة أخذ العلم من الأشرطة والكتب دون التلقي من المشايخ
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 04:58]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبعض من يريدون طلب العلم الشرعي لا يكون عنده وقت لتلقيه من المشايخ فيعتمدون على الأشرطة والكتب وها هي فتوى عالمين بخصوص هذه المسألة المهمة ففي سؤال وجه للشيخ مقبل بن هادي الوادعي في إجابة السائل على أهم المسائل: هل من حقي أن أقول عن الشيخ مقبل بن هادي الوادعي أنه شيخي بمجرد سماع الأشرطة أو قراءة كتبه؟ فقال: ((مسألة الجواز الذي يظهر أنه جائز من حيث الوجادة فأنت وجدت كتابا يباع في السوق،ولم أنكره وعليه اسم مقبل ابن هادي فلا بأس أن تقول بهذا إنه يعتبر شيخا لي أو يعتبر معلما لي لأنني استفدت من كتبه)) ومعنى الوجادة في علم الحديث: هي أخذ العلم من صحيفة من غير سُماعٍ ولا إجازة ولا مناولة، وبعبارة أخرى: أن يجد إنسان كتاباً أو حديثاً بخطّ راوية غير معاصر له، أو كان معاصراً ولم يلقه، أو لقيه ولكن لم يسمع منه هذإ الواجد، ولا له منه إجازة ولا نحوها، فله أن يقول: وجدت أو قرأت بخطّ فلان أو في كتاب فلان بخطّه. وفي سؤال وجه للشيخ بن عثيمين بشأن الاكتفاء بالأشرطة عن الحضور إلى العلماء في لقاءات الباب المفتوح فقال: أما كونهم تكفيهم عن الحضور إلى أهل العلم إذا لاكان يمكنهم الحضور،وإلا فإن الحضور أفضل وأحسن وأقرب للفهم والمناقشة لكن إذا لم يمكنهم فهذا يكفيهم للضرورة ثم هل يمكن أن يكونوا طلبة علم وهم يقتصرون على هذا نقول: نعم يمكن إذا اجتهد الإنسان اجتهادا كثيرا كما يمكن أن يكون عالما إذا أخذ من الكتب لكن الفرق بين أخذ العلم من الكتب والأشرطة وبين بالتلقي من العلماء مباشرة أن التلقي من العلماء مباشرة أقرب إلى حصول العلم لأنه طريق سهل تمكن فيه المناقشة بخلاف المستمع أو القاريء فإنه يحتاج إلى عناء كبير في جمع أطراف العلم والحصول عليه)). ((هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ربيع أحمد بكالوريوس طب عين شمس 31/ 12/ 2007 م
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 05:09]ـ
مسألة أخذ العلم من الأشرطة والكتب دون التلقي من المشايخ ( http://www.4shared.com/file/44768751/7931973d/_________.html?dirPwdVerified= 9e112723)
تعليقات بعض الأخوة في ملتقى المذاهب الفقهية:
مسألة أخذ العلم من الأشرطة والكتب دون التلقي من المشايخ ( http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=240)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 02:48]ـ
جزاكم الله خيرًا.
لعل هذا الأثر له علاقة بهذا الموضوع
جاء في المحدث الفاصل للرامهرمزي:
في الذي يسمع ولا يرى وجه المحدث
حدثني أبو حفص الواسطي، ثنا عباس الدوري، ثنا قراد، قال: سمعت شعبة، يقول: «إذا سمعت من المحدث، ولم تر وجهه فلا ترو عنه»
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:18]ـ
جزاكم الله خيرًا.
لعل هذا الأثر له علاقة بهذا الموضوع
جاء في المحدث الفاصل للرامهرمزي:
في الذي يسمع ولا يرى وجه المحدث
حدثني أبو حفص الواسطي، ثنا عباس الدوري، ثنا قراد، قال: سمعت شعبة، يقول: «إذا سمعت من المحدث، ولم تر وجهه فلا ترو عنه»
بارك الله فيكم على هذه الإضافة،و هذا الأثر أخص من موضوع النزاع فهو خاص بالحديث كما دل، ورواية الأحاديث شيء، و الفقه والأصول و التفسير و خلافه شيء آخر
ـ[العز بن عبد الغني]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 01:08]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل الجلي
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 02:54]ـ
الحمد لله وحده.
لا أرى والله أعلم صحة قياس حال رواة الحديث بالوجادة ونحوها على حال من يطلب العلم من الكتب فضلا عمن يأخذه عن الأشرطة المسجلة! والأثر الأخير الذي ساقه الينا أخونا العبادي يكشف بُعد ذلك القياس بوضوح .. فان قلنا أنه لا يجوز لمن لم ير وجه الراو أن يحدث عنه فهل يصح قياسا أن نقول أنه لا يجوز لمن لم يجلس بين يدي الشيخ ولم ير وجهه وانما تعلم من أشرطته المسجلة وكتبه أن يقول أنه تعلم منه وتتلمذ عليه؟؟
فأين علة القياس وما وجهه وما العلاقة بين الصورتين أصلا، يرحمكم الله؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
انه لمما يؤسف له أن بعض العلماء وطلبة العلم كثيرا ما يقعون في غلو وتشديد في بعض المسائل المتعلقة بمنهج الطلب والتأهل العلمي والحكم على المخالف وما الى ذلك، بسبب أقيسة فاسدة لحال حملة الحديث ونقلته مع رواة الحديث على أحوال طلبة العلم مع مشايخهم في زماننا!! فتجدهم يطبقون منهج نقد الرواة وعلم الرجال - مثلا - على العلماء وطلبة العلم المعاصرين لهم من أهل السنة، فما أن يقع عالم في خطأ أو مخالفة في مسألة من المسائل حتى ينطلق أحدهم بنهشه وهتكه ويطلق عليه لقب البدعة التي رأى أنه وافقها في ذلك - صحت تلك الموافقة أم لم تصح - فيقول فلان هذا مرجئ، فلان هذا جهمي، فلان هذا خارجي، وهكذا، واذا بطلبته يتبعونه على ذلك ويرون وجوب تقليده في حكمه هذا على ذاك المخالف أخذا بما نص عليه بعض المتأخرين من أهل الحديث في وجوب تقليد الأئمة الكبار المتقدمين في علم الرجال والجرح والتعديل!!! فان قال ذاك العالم "الجراح" في فلان مقالته، فقد وُصم فلان هذا بأنه "تكلم فيه" وانتهى أمره .. وحبذا لو أتى الطالب عن ذلك الشيخ بكلامه في فلان هذا بسند عال، حتى يكون أقوى في المحجة!! فلا يوصف ذاك "الجريح" بعد ذلك بأنه طالب علم ولا بما دون ذلك ولا هو من أهل السنة أصلا، بل يصبح من أهل البدعة الذين يجب تحذير الناس منهم مطلقا ورد سائر ما عندهم من خير، هكذا قياسا على جرح الراوي، وكأنه راو حديث قد ثبت جرحه بالسند عن أئمة الجرح فلا تقبل منه رواية قط!!!
فلعله من الآثار والثمرات الواضحة لهذا المنهج المعوج، أن يقاس تتلمذ أحد الطلبة على شيخ من المشايخ عبر الأشرطة المسجلة لذلك الشيخ - مثلا - على الوجادة في الحديث!! فلا يجاز ذلك الطالب في الرواية عن ذلك الشيخ لما تعلمه منه من العلم بقوله "سمعت الشيخ فلان يقول كذا وكذا" كما لا يجاز حامل الوجادة في أن يقول "سمعت عن فلان الراوي حديث كذا" عما بين يديه من الروايات التي وجدها ..
والبون بين الصورتين شاسع والله لمن تأمل!
كيف يقال على من قرأ كتابا لشيخ من المشايخ المعاصرين - بالذات - أن قراءته لذلك الكتاب ودراسته اياه هي من وجادة الحديث؟؟ "وجد كتابا بخط فلان فروى عنه"؟؟؟ أولو كان الشيخ نفسه اليوم حيا بيننا يقر بنسبة ذلك الكتاب اليه ويعلم الناس بالتواتر أنه من تأليفه وكتابته؟؟ تأمل كيف لما كان السؤال الموجه للشيخ الوادعي رحمه الله - فيما نقله عنه أخونا الكريم صاحب الموضوع، والعهدة فيه عليه - هكذا: "هل من حقي أن أقول عن الشيخ مقبل بن هادي الوادعي أنه شيخي بمجرد سماع الأشرطة أو قراءة كتبه؟ "
أجابه الشيخ بقوله:
((مسألة الجواز الذي يظهر أنه جائز من حيث الوجادة فأنت وجدت كتابا يباع في السوق،ولم أنكره وعليه اسم مقبل ابن هادي فلا بأس أن تقول بهذا إنه يعتبر شيخا لي أو يعتبر معلما لي لأنني استفدت من كتبه))
قلت رحم الله الشيخ .. هذا السائل لا يطلب اجازة في رواية الحديث عن الشيخ مقبل!! ولكنه يسأل هل يصح أن أقول أنه شيخي أم لا! فالصواب أنه شيخه وأنه تعلم منه ولا شك! ولكن ان سأله سائل هل عاصرته أو جالسته أو نحو ذلك، فلعله أن يفصل في ذلك بقوله كلا ولكني تعلمت من كتبه وأفدت منها! ..
هذا في شأن الكتب، أما الأشرطة فلا يخفى أن الذي يسمعها فكأنما جالس الشيخ وحضر الدرس مع الحاضرين، غير أنه لم يُحرم الا من امكان توجيه السؤال اليه ومناقشته بعد الدرس أو في خلاله فقط! أما من جهة السماع والتلقي فلا فرق!! فكيف لا يقال أنه تتلمذ عليه؟؟ وهل لا يصح أن يقول الطالب أنه تتلمذ على الشيخ فلان الا ان جالسه وعلم الشيخ بحاله وتابعه متابعة مباشرة، وأجازه اجازة مسندة؟ هناك فرق بين من يقول لقد تتلمذت على الشيخ فلان وتعلمت منه ومن دروسه، وبين من يقول أنا من "تلامذة الشيخ فلان" - هكذا - كأنه يقصد أنه قد أجازه الشيخ فلان هذا، أو أنه قرأ عليه ما قرأ! فلا ينبغي أن يدلس الطالب في كلامه فيوحي بأن هذا هو معنى قوله أنه من "تلامذة" الشيخ!! وهذه كلها على أي حال أمور تظهر في التراجم بوضوح ولا دخل للوجادة وعلم الحديث بشيء منها! والله أعلى وأعلم
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 05:12]ـ
الحمد لله وحده.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا أرى والله أعلم صحة قياس حال رواة الحديث بالوجادة ونحوها على حال من يطلب العلم من الكتب فضلا عمن يأخذه عن الأشرطة المسجلة! والأثر الأخير الذي ساقه الينا أخونا العبادي يكشف بُعد ذلك القياس بوضوح .. فان قلنا أنه لا يجوز لمن لم ير وجه الراو أن يحدث عنه فهل يصح قياسا أن نقول أنه لا يجوز لمن لم يجلس بين يدي الشيخ ولم ير وجهه وانما تعلم من أشرطته المسجلة وكتبه أن يقول أنه تعلم منه وتتلمذ عليه؟؟
فأين علة القياس وما وجهه وما العلاقة بين الصورتين أصلا، يرحمكم الله؟؟؟
انه لمما يؤسف له أن بعض العلماء وطلبة العلم كثيرا ما يقعون في غلو وتشديد في بعض المسائل المتعلقة بمنهج الطلب والتأهل العلمي والحكم على المخالف وما الى ذلك، بسبب أقيسة فاسدة لحال حملة الحديث ونقلته مع رواة الحديث على أحوال طلبة العلم مع مشايخهم في زماننا!! فتجدهم يطبقون منهج نقد الرواة وعلم الرجال - مثلا - على العلماء وطلبة العلم المعاصرين لهم من أهل السنة، فما أن يقع عالم في خطأ أو مخالفة في مسألة من المسائل حتى ينطلق أحدهم بنهشه وهتكه ويطلق عليه لقب البدعة التي رأى أنه وافقها في ذلك - صحت تلك الموافقة أم لم تصح - فيقول فلان هذا مرجئ، فلان هذا جهمي، فلان هذا خارجي، وهكذا، واذا بطلبته يتبعونه على ذلك ويرون وجوب تقليده في حكمه هذا على ذاك المخالف أخذا بما نص عليه بعض المتأخرين من أهل الحديث في وجوب تقليد الأئمة الكبار المتقدمين في علم الرجال والجرح والتعديل!!! فان قال ذاك العالم "الجراح" في فلان مقالته، فقد وُصم فلان هذا بأنه "تكلم فيه" وانتهى أمره .. وحبذا لو أتى الطالب عن ذلك الشيخ بكلامه في فلان هذا بسند عال، حتى يكون أقوى في المحجة!! فلا يوصف ذاك "الجريح" بعد ذلك بأنه طالب علم ولا بما دون ذلك ولا هو من أهل السنة أصلا، بل يصبح من أهل البدعة الذين يجب تحذير الناس منهم مطلقا ورد سائر ما عندهم من خير، هكذا قياسا على جرح الراوي، وكأنه راو حديث قد ثبت جرحه بالسند عن أئمة الجرح فلا تقبل منه رواية قط!!!
فلعله من الآثار والثمرات الواضحة لهذا المنهج المعوج، أن يقاس تتلمذ أحد الطلبة على شيخ من المشايخ عبر الأشرطة المسجلة لذلك الشيخ - مثلا - على الوجادة في الحديث!! فلا يجاز ذلك الطالب في الرواية عن ذلك الشيخ لما تعلمه منه من العلم بقوله "سمعت الشيخ فلان يقول كذا وكذا" كما لا يجاز حامل الوجادة في أن يقول "سمعت عن فلان الراوي حديث كذا" عما بين يديه من الروايات التي وجدها ..
والبون بين الصورتين شاسع والله لمن تأمل!
كيف يقال على من قرأ كتابا لشيخ من المشايخ المعاصرين - بالذات - أن قراءته لذلك الكتاب ودراسته اياه هي من وجادة الحديث؟؟ "وجد كتابا بخط فلان فروى عنه"؟؟؟ أولو كان الشيخ نفسه اليوم حيا بيننا يقر بنسبة ذلك الكتاب اليه ويعلم الناس بالتواتر أنه من تأليفه وكتابته؟؟ تأمل كيف لما كان السؤال الموجه للشيخ الوادعي رحمه الله - فيما نقله عنه أخونا الكريم صاحب الموضوع، والعهدة فيه عليه - هكذا: "هل من حقي أن أقول عن الشيخ مقبل بن هادي الوادعي أنه شيخي بمجرد سماع الأشرطة أو قراءة كتبه؟ "
أجابه الشيخ بقوله:
((مسألة الجواز الذي يظهر أنه جائز من حيث الوجادة فأنت وجدت كتابا يباع في السوق،ولم أنكره وعليه اسم مقبل ابن هادي فلا بأس أن تقول بهذا إنه يعتبر شيخا لي أو يعتبر معلما لي لأنني استفدت من كتبه))
قلت رحم الله الشيخ .. هذا السائل لا يطلب اجازة في رواية الحديث عن الشيخ مقبل!! ولكنه يسأل هل يصح أن أقول أنه شيخي أم لا! فالصواب أنه شيخه وأنه تعلم منه ولا شك! ولكن ان سأله سائل هل عاصرته أو جالسته أو نحو ذلك، فلعله أن يفصل في ذلك بقوله كلا ولكني تعلمت من كتبه وأفدت منها! ..
هذا في شأن الكتب، أما الأشرطة فلا يخفى أن الذي يسمعها فكأنما جالس الشيخ وحضر الدرس مع الحاضرين، غير أنه لم يُحرم الا من امكان توجيه السؤال اليه ومناقشته بعد الدرس أو في خلاله فقط! أما من جهة السماع والتلقي فلا فرق!! فكيف لا يقال أنه تتلمذ عليه؟؟ وهل لا يصح أن يقول الطالب أنه تتلمذ على الشيخ فلان الا ان جالسه وعلم الشيخ بحاله وتابعه متابعة مباشرة، وأجازه اجازة مسندة؟ هناك فرق بين من يقول لقد تتلمذت على الشيخ فلان وتعلمت منه ومن دروسه، وبين من يقول أنا من "تلامذة الشيخ فلان" - هكذا - كأنه يقصد أنه قد أجازه الشيخ فلان هذا، أو أنه قرأ عليه ما قرأ! فلا ينبغي أن يدلس الطالب في كلامه فيوحي بأن هذا هو معنى قوله أنه من "تلامذة" الشيخ!! وهذه كلها على أي حال أمور تظهر في التراجم بوضوح ولا دخل للوجادة وعلم الحديث بشيء منها! والله أعلى وأعلم
جزاكم الله خيرا
لا فوض فوك ولا بُرّ من يجفوك.
أواكم الله وبياكم وسدد خطانا وخطاكم
ـ[أبومنصور]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 10:41]ـ
بارك الله فيك .. موضع غاية في الاهمية .. فجزاكم الله خيرا.
أما الأشرطة فلا يخفى أن الذي يسمعها فكأنما جالس الشيخ وحضر الدرس مع الحاضرين، غير أنه لم يُحرم الا من امكان توجيه السؤال اليه ومناقشته بعد الدرس أو في خلاله فقط! أما من جهة السماع والتلقي فلا فرق!! فكيف لا يقال أنه تتلمذ عليه؟؟ وهل لا يصح أن يقول الطالب أنه تتلمذ على الشيخ فلان الا ان جالسه وعلم الشيخ بحاله وتابعه متابعة مباشرة، وأجازه اجازة مسندة؟ هناك فرق بين من يقول لقد تتلمذت على الشيخ فلان وتعلمت منه ومن دروسه، وبين من يقول أنا من "تلامذة الشيخ فلان" - هكذا - كأنه يقصد أنه قد أجازه الشيخ فلان هذا، أو أنه قرأ عليه ما قرأ! فلا ينبغي أن يدلس الطالب في كلامه فيوحي بأن هذا هو معنى قوله أنه من "تلامذة" الشيخ!! وهذه كلها على أي حال أمور تظهر في التراجم بوضوح ولا دخل للوجادة وعلم الحديث بشيء منها! والله أعلى وأعلم
نعم احيانا قد يدرس الواحد منا كتابا مشروحا بالكامل صوتا وصورة بحيث يرى الشيخ ويسمع شرحه ولا فرق بينه وبين احد من الحاضرين الا امكانيتهم من طرح الاسئلة .. فهل لا يصح بعد ذلك ان يقال عنه انه درس على الشيخ ذلك الكتاب وتتلمذ عليه؟؟؟
فان قيل لا .. فما دليل المنع وما الضابط في هذه المسئلة؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 10:52]ـ
جزاكم الله خيرًا.
لعل هذا الأثر له علاقة بهذا الموضوع
جاء في المحدث الفاصل للرامهرمزي:
في الذي يسمع ولا يرى وجه المحدث
حدثني أبو حفص الواسطي، ثنا عباس الدوري، ثنا قراد، قال: سمعت شعبة، يقول: «إذا سمعت من المحدث، ولم تر وجهه فلا ترو عنه»
هذه المسألة فيها خلاف بين المحدثين؛ وجمهورهم على الجواز، بالشرط المعروف.
وأما الإمام شعبة فقد منعه، وقال: وما يدريه أنه شيطان!
والله أعلم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 04:53]ـ
"نعم احيانا قد يدرس الواحد منا كتابا مشروحا بالكامل صوتا وصورة بحيث يرى الشيخ ويسمع شرحه ولا فرق بينه وبين احد من الحاضرين الا امكانيتهم من طرح الاسئلة .. فهل لا يصح بعد ذلك ان يقال عنه انه درس على الشيخ ذلك الكتاب وتتلمذ عليه؟؟؟
فان قيل لا .. فما دليل المنع وما الضابط في هذه المسئلة؟؟ "
بارك الله فيك، لا يُمنع الطالب والحال كذلك من أن يقول أنه قد تتلمذ على دروس الشيخ وأشرطته، أو من قوله أنه قد "تتلمذ على الشيخ"، ولكن يحسن أن نفرق بين من لازم الشيخ ورافقه وتقرب منه وناقشه كثيرا وكان تحت عنايته ومتابعته، فضلا عن أن ينال منه اجازة أو تزكية، وبين من لم يكن له من الشيخ ذلك الحظ .. فان كنا لا نمانع من أن يقول الطالب أنه تتلمذ على الشيخ بالجملة والحال كما وصفتَ .. الا أننا نفضل أن نزيد قولنا مثلا "وكان من خاصة تلامذته، أو من المقربين اليه" ان كان الطالب قد لازم الشيخ وجالسه على الحقيقة وتقرب اليه وكان من المقدمين عنده .. فان أردنا أن نسأل عن آراء الشيخ في مسألة فاننا نذهب في ذلك الى أقرب طلبته اليه لأنه أعلم به من غيره .. ولعل هذه تكون الفائدة أو الثمرة الوحيدة من وضع هذا التفريق في مكان طالب العلم من شيخه في ترجمته ..
والا فكما هو واضح من كلامي أني لا أرى الذي سمع الدروس المسجلة ودرس الكتب المطبوعة للشيخ الا تلميذا من جملة تلامذته، وله الحق في اثبات ذلك عن نفسه، ولكنه لا يستوي ولا شك بالذي لازم الشيخ ورافقه وكان منه كظله .. فالأخير أعلم بالشيخ وبآرائه وبمنهجه وفقهه من الأول، وفي كل خير .. والا فمن جهة العموم فكلاهما قد تتلمذ على الشيخ وله أن يبين ذلك في ترجمته ولا اشكال ان شاء الله.
وأقول استطرادا أنه من فضل الله على أئمة العلم المعاصرين الذين أدركهم تسجيل الدروس صوتيا، أن صارت أعداد تلامذتهم الذين لا يزالون يتلقون العلم عن حيهم وميتهم عبر تلك التسجيلات، أكبر بكثير مما كان يحظى به الذين سبقوهم وماتوا قبل ظهور التسجيل الصوتي .. ولكن الذي نرجوه من الله ألا تكون الزيادة في الكم على حساب الكيف وحسن التأصيل المهنجي والجودة النوعية لطالب العلم، وألا تغري تلك التسجيلات سفلة الناس على تبوؤ ما ليسوا له بأهل، ولا يأتي رجل يقول أنا من تلاميذ الشيخ فلان المتوفى، مع أنه لو رآه الشيخ في حياته لزجره زجرا ولمنعه من مجالسته ولمنعه من الانتساب اليه جملة وتفصيلا!! والسلف كانت لهم نظرة فيمن يتخذونه تلميذا مقربا اليهم، فليس كل أحد يسوغ أن يُعطى من ذلك العلم الشريف ما به يتقدم بين العامة ويتكلم في أمورهم!! وما أهون ذلك اليوم على الناس الا من رحم ربك، وهذه من أعظم آفات الطلب في زماننا: غياب نموذج الشيخ المربي المدقق الذي يحرص على انتقاء الصفوة ممن يجالسونه ليكونوا تلامذته المقربين، لا يقرب اليه سواهم ولا يمضي في الترقي بالتدريس العلمي الا معهم .. ليجيزهم بعد ذلك للفتيا ونحوها بعد أن يفضي اليهم بما عنده من العلم .. بينما من لا يرى ذلك العالم فيه أن معدنه معدن طالب علم ورع حسن الخلق طيب العبارة والمسلك، يتحلي بآداب الطلب ويخلو من خوارمها ومن خوارم المروءة ونحوها، فانه ينهاه عن العلم الشرعي الكفائي، ويندبه الى غير ذلك من المجالات الدنيوية التي لعله أن يكون أنفع لأمته ان تبوأها! وهذه نظرة تربوية دقيقة قل من يوليها اهتمامه من المشايخ في زماننا هذا بكل أسف .. ولا شك أن انتشار الأشرطة العلمية المتقدمة لدروسهم في الأسواق وعلى الأرصفة، زاد من تفاقم تلك المشكلة، فأصبح أي انسان له أن يسمع أي مادة علمية تقع في يده، سواءا كان مؤهلا لسماعها أو كان دون ذلك!! وها نحن نرى بعض الطلبة المرضى ذوي النفوس السقيمة لا هم لهم سوى جرد الأشرطة لبعض العلماء لا لشيء الا لاخراج هفوة أو زلة من هنا وهناك أو عبارة ساء فهمهم هم لها على بلادتهم، ينزعونها من سياقها نزعا ليجعلوا منها مطعنا في ذلك الشيخ ينقلونها الى شيوخهم في التليفون أو نحوه يسألونهم ما رأيكم فيمن يقول كذا وكذا، فاذا بذلك العالم صاحب الشريط المسأول عنه يرمى بالبدعة وربما يُكفر من حيث لا يدري! ولو أنه يعلم أن من ضباع الأرض ومن المرضى المنسوبين الى الالتزام وطلب العلم زورا، من هكذا همه ودأبه في أشرطته، لربما رأى من الخير أن يُمنع الناس من تسجيل دروسه العلمية وأن يُحصر حضور دروسه على من يتوسم هو فيهم طيب الثمرة من المقربين منه .. فوالله خير للأمة أن يكون فيها عشرة فقط في كل بلد من طلبة العلم المأصلين النجباء الأذكياء ذوي التربية العلمية القويمة المستقيمة، والأخلاق الطيبة والورع والمروءة، من أن يكون في كل بلد مئة من المنسوبين الى العلم، المريضة قلوبهم، الضيقة أفهامهم وصدورهم، البليدة مداركهم، والذين يورثون الناس عنتا فوق عنت ومرض فوق مرض .. والله المستعان ..
لعلك الآن قد تبين لك لماذا نفضل أن يكون هناك تفريق بين من كان مقربا الى الشيخ في الطلب ومن لم يكن كذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 02:09]ـ
جزى الله الأخوة المشاركين خيرا الجزاء
ـ[أبومنصور]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 01:03]ـ
أخي الكريم .. ابوالفداء فصلت وبينت واوضحت ... واقنعتني فجزاك الله خيرا.(/)
عليه دين ويريد أن يحج?
ـ[المشيخي ابو مهند]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 07:53]ـ
فتاوى الإسلام سؤال وجواب - (1/ 4011)
سؤال رقم 3974 - عليه دين ويريد أن يحج
لدي قرض من البنك وأريد أن اذهب للعمرة وأعلم أنني يجب أن أسدد ديوني كلها قبل أن اذهب للحج أو العمرة. فهل يمكن أن تخبرني بالطريقة الصحيحة والحدود في ذلك إسلاميا؟.
الحمد لله
أولاً:
إن كان هذا القرض ربوياً فهو محرم وكبيرة من كبائر الذنوب وموبقة من الموبقات السبعة وقد حرمته الأمم كلها حتى الإغريق عبدة
الأوثان قال أحدهم واسمه صولون: المال كالدجاجة العقيمة فالدرهم لا يلد درهماً.
وجاء في عقيدة النصارى أن آكل الربا لا يكفن إذا مات حتى اليهود فإنهم يحرمون الربا.
وأما الإسلام فقد حرمه بما لا يدع مجالاً لأحد أن يشك في التحريم.
قال الله تعالى {وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب
النار هم فيها خالدون} البقرة / 275.
وقال {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين} البقرة / 278.
وأبي جحيفة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الدم وثمن الكلب وكسب الأمة ولعن الواشمة والمستوشمة
وآكل الربا وموكله ولعن المصور. رواه البخاري (2123).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله. رواه مسلم (1597).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن قال الشرك
بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ". رواه البخاري (
2615) ومسلم (89).
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة فانطلقنا
حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم وعلى وسط النهر رجل بين يديه حجارة فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد الرجل أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه (أي
فمه) فرده حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان فقلت ما هذا فقال الذي رأيته في النهر آكل الربا. رواه البخاري (1979).
فالواجب عليك التوبة إلى الله من هذا العمل أما إن كان هذا القرض قرضاً حسناً لا يدخله الربا فلا بأس به.
ثانياً:
أما الحج: فالذي لا يستطيع أن ينفق على نفسه لضيق ذات اليد لا يجب عليه الحج، ولكن أي الأمرين أولى الحج أم سداد الديون؟
الراجح: أن الدَّين أولى لأن المدين لا يلزمه الحج إذ من شروط الحج الاستطاعة.
فإن تعارض حجك مع قضاء الدين فقدِّم قضاء الدين، ولكن إن لم يتعارض كتأخر وقت السداد، أو صبر صاحب الدين على دينه فالصحيح
أنه لا بأس بالحج أو العمرة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
يجوز أن يحج المدين المُعسر إذا حجّجه غيره و لم يكن في ذلك إضاعة لحق الدين إما لكونه عاجزاً عن الكسب وإما لكون الغريم
غائباً لا يمكن توفيته من الكسب. " مجموع الفتاوى " (26/ 16).
وذلك كله بشرط الاستطاعة التامة مع سداد ديون من يطالبك وقد حل الأجل للقضاء إن كنت مديناً لأكثر من دائن مع تيسر الراحلة
والزاد وما يلزمك لإصلاح شأنك في السفر غير مضيع لعيالك أو من تجب عليك نفقتهم.
بحيث تترك لهم ما يسد حاجتهم وإن لم تفعل فقد أثمت وضيعت من ألزمك الله رعايته.
عن خيثمة قال: كنا جلوسا مع عبد الله بن عمرو إذا جاءه قهرمان له فدخل فقال أعطيت الرقيق قوتهم قال لا قال فانطلق فأعطهم قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته ". صحيح مسلم (996).
وقد جاء عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت ". رواه أبو داود (1692
).
والله أعلم.(/)
هل يأثم من قال بمثل قول مريم عليها السلام؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 10:03]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
إذا أصاب الانسان شيء من البلاء الدنيوي أو الديني، فقال " يا ليتني مت قبل هذا " كقول مريم هل يأثم؟! باعتبار أن في ذلك تمنياً لما لم يقدره الله عز وجل وعدم تحقيق الرضا الكامل بقضاء الله.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 10:11]ـ
/// أول ما يُعترض عليه: أنَّه شرع من قبلنا، وفي شرعنا ما نسخه وحرَّمه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 10:49]ـ
/// وجواب آخر، وهو أنَّ ذلك ممَّا قد يغتفر حال نزول الضُّرِّ واشتداد البلاء على المؤمن، وما حصل من حكاية ذلك عنها لا يلزم منه الإقرار، فقد يحكى الفعل أوالقول المخالف وإن كان لا يُقرُّ صاحبه عليه، نبيًّا كان أومن دونه، كمريم ومن كان دونها أولى، وهذا على المشهور من أقوال أهل العلم على انحصار النبوَّة في الرجال.
/// ومثيل هذا ما في البخاري من كتاب الفتن أنَّ الرجل يمرُّ بقبر أخيه في آخر الزمان حين اشتداد الفتن والبلاء فيقول: "يا ليتني مكانه".
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 11:02]ـ
الكلام عليه من وجوه:
الأول: هل الآية في تمني المستحيل أو الخوف من الفتنة؟
الثاني: الكلام على الآثار التي تمنى أصحابها ما يستحل عادة
الثالث: في التفريق بين أمور الدنيا والدين
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 01:44]ـ
الكلام عليه من وجوه:
الأول: هل الآية في تمني المستحيل أو الخوف من الفتنة؟
الثاني: الكلام على الآثار التي تمنى أصحابها ما يستحل عادة
الثالث: في التفريق بين أمور الدنيا والدين
هل هذه تساؤلات أم عناوين ينبغي فتح النقاش والبت فيها؟!
ولماذا لا تكمل جميلك وتتحدث عنها حتى نستفيد - وجزاك الله خيرا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 01:48]ـ
عناوين ينبغي فتح النقاش والبت فيها
وليس عندي من الوقت الآن ما يسمح بمناقشتها
فلعلي أعود
وإن كان عندك حولها شيء فتفضل به مفيدا(/)
هل أنت مستعد للحج؟
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 10:13]ـ
يتوق الملايين من المسلمين إلى الحج كل عام -حتى أولئك الذين حبسهم العذر- ذلك أن الله قذف في القلوب محبة خاصة لبيته الحرام وجعله مثابة للناس كما قال سبحانه "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا " البقرة 125 أي مرجعا لا يملون منه، وهذه من آيات الله البينات أن يشتاق إليه كل من نطق بالتوحيد مهما كان مذنبا أوبلغت ذنوبه عنان السماء، وإذا أيقنا بتلك الآية الباهرة لتلك المحبة العظيمة التي يحبها المسلم لهذا المكان الطاهر كان حريا به أن يستعد له الإستعداد الكامل الذي يليق بمدى إظهارحبه لهذه الشعائر الربانية، وهذا الإستعداد يتناول عدة نواحي وهي كالآتي:
1 - الإستعداد العلمي: وهو العلم بأحكام الحج قبل دخول موسمه بمدة كافية حتى يتمكن الحاج من أداء نسكه على الوجه المطلوب والموافق للسنة، ولا تخلو دولة مسلمة وخاصة دول الخليج والدول العربية من إقامة دورات متخصصة في هذا الباب، ومن تعذر عليه حضور الدورات العلمية فلا أقل من التواصل مع إخوانه عبر النت أو سماع الأشرطة وقراءة الكتيبات النافعة أوحضورالندوات التي تقام لهذه المناسبة.
2 - الإستعداد المادي: بحيث يوفر المبالغ التي تمكنه من إتمام حجه دون نقص أو تقصير، فكم حصلت أمور أخلت ببعض واجبات الحج أوأركانه بسبب نقص الميزانية لرحلة الحج وغالبية هؤلاء الذين يحجون أفرادا غير ملحقين بحملات بلادهم ..
ومن الإستعداد المادي تفقد الحجوزات والجوازت والتأكد من صلاحيتها، وتوفير ما يلزم توفيره من طعام وشراب وإحرامات إضافية حيث يمكث الحاج في إحرامه ثلاث إلى أربعة أيام قد يضطرلتغييرإحرامه لأي ظرف بأخرى نظيفة، ولابد من أخذ الإحتياط في المزدلفة فقد تكون ليلتها باردة فلا يمنع من التدثر بالفروة أو البطانية بشرط ألا يغطي رأسه.
3 - الإستعداد النفسي: وهو التهيؤ النفسي بمعرفة أجواءالحج وأن فيه مشقة وزحام وتعب، وقد يتأذى من بعض إخوانه بسبب التدافع أو شم روائح كريهة تصدر من بعضهم أوتأخرالحملة لظرف ما .. أو يرى معاملة غليظة من البعض أو نحوها فيقابلها بالصبروالإحتساب والإبتسامة وعدم الرد والتخلق بالخلق الحسن، وأن يمسك لسانه عن كل فحش وسباب، وهذا الذي يدعونا إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله " من حج فلم يرفث أو يفسق رجع كيوم ولدته أمه "
4 - الإستعداد الصحي: وهو أخذ التطعيمات اللازمة والأدوية الضرورية (حقيبة الإسعافات الأولية) خاصة عند ضربات الشمس أو استطلاق البطن أو الإعياء الشديد، وهذه الأمور ينبغي سؤال أهل الإختاص فيها، كما ينبغي الحذر من أكل المطعومات التي يشك فيها والتأكد من أكل الطعام النظيف المغلف غير المكشوف، وينبغي أن أنوه أن الأطفال يحتاج لهم رعاية خاصة، فينبغي بل ويجب على الحاج توفيرالحماية الخاصة بهم فهو مسؤول عنهم مسؤولية كبيرة فلايجب التفريط والتهاون بها.
5 - الإستعداد الديني: وهو البعد عن كل مظاهر الشرك والبدع التي تخدش الحج مثل التمسح بأستار الكعبة بغية الشفاء والبركة أو بمقام إبراهيم أوالدخول في الزحام لدرجة الضرب لتقبيل الحجر الأسود، أو دخول النساء وسطهم وتلصقهم بالرجال كما رأينا وذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله، وقد ذكر العلامة الألباني رحمه الله في كتابه " حجة النبي صلى الله عليه وسلم" ص 105 بدع الحج وزيارة المدينة المنورة وبيت المقدس كما أنوه أن بعض الأخوة الموظفين من دول الخليج يأخذ إجازة مرضية وهو كاذب فيها من أجل الحج وقد أفتى سماحة المفتي وغيرهم من كبار العلماء بعدم جواز فعل ذلك، أو أن بعضهم يقصر في بيته أو أولاده من أجل حجة تطوع -زائدة- وقد قرر وكرر مرارا وتكرارا شيخناالعلامة أبو إسحاق الحويني مسألة المال الزائد عن حاجة الرجل الذي يرغب أن يحج حجة تطوع أو يزوج به مسلما أو يسد عنه دينه أو يطعم به أسرة جائعة فما هو الأفضل في حقه؟ فبين فضيلته عظم أجر من سد دين أخاه المسلم أو ساهم في تزويجه أو أطعم أسرة جائعة أغناها عن ذل المسألة، لأن نفعها متعدي وهذه المسألة متقررة عند علماءنا الكبار بحمدالله وإن فتح الله عليه وهو المأمول أن يقدم بين يدي حجه هذه الأعمال لتزيده شرفا ورفعة وبركة عظيمة على ماله وصحته.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - الإستعداد الإيماني: وهو إخلاص النية في هذا الحج لله تعالى بعيدا عن السمعة والشهرة، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في تعريف الإخلاص لله: " المشايخ الصالحون يذكرون شيئا من تجريد التوحيد وتحقيق إخلاص الدين كله: بحيث لا يكون العبد ملتفتا إلى غير الله، ولا ناظرا إلى ما سواه، لا حبا له، ولا خوفا منه، ولا رجاءله، بل يكون القلب فارغا من المخلوقات، خاليا منها، لا ينظر إليها إلا بنور الله، فبالحق يسمع، وبالحق يبصر، وبالحق يمشي ... " وعليه التأمل والتدبر في كل موقف يراه ويشاهده، فهي لاشك مواقف مهيبة لا ينبغي إغفالها، وأسوق عبارة جميلة للسفير الألماني المسلم مراد هوفمن في أول حجة يحجها متأثرا بهيبة البيت العتيق حيث يقول ص 15 من كتابه " الطريق إلى مكة": بدأنا بعد ذلك نطوف حول الكعبة .. التي يتجه إليها مليار من البشر في صلواتهم اليومية، ولم يغب عن خاطري طوال الطواف أننا نتوجه في طوافنا إلى الله، تذكرت أن هذا البيت كان في سنوات شباب محمد (عليه السلام) مليئا بالأصنام ... إلى أن قال: وساعدني كتاب "أحمد فون دنفر " في ربط مناسك الحج ظاهريا وباطنيا ماديا وروحيا إن التوجه إلى الله في الإسلام لا ينحصر في الروح فقط أو الجسد فقط ... فهو إما أن يكون هو كله حاضرا وإما ألا يكون حاضرا بالمرة وهذا نتاج التوحيد، ألا يمكننا القول إن الإحرام يشير إلى الموت، وإن الطواف يسلم المرء إلى الله؟ أليست زمزم هي الحياة ويوم عرفة ألا يجعلنا نتوقع القيامة؟ والمزدلفة هي الظلام الذي يسبق اليوم الجديد؟ ومنى تمثل الوفاء من خلال نحر الأضحية؟ وخلع ملابس الإحرام بمنى .. ألا تعني الحياة الجديدة .. ورمي الجمرات ألا يرمز لكفاح مدى الحياة ضد كل ماهو شر لكن الله هو محور الحياة .. ).
وأنا أدعو أحبتي لقراءة شيئ من حج السلف والتابعين حتى تستنار بصائرهم وتشحذ هممهم.
7 - الإستعداد الوقتي: وهو أن يهيئ نفسه لإستغلال كل وقته بما فيه فائدة ونفع لنفسه أوغيره وألايمضي وقته بفضول الكلام كالغيبة والسخرية بالناس والقيل والقال، وفضول النوم فيمضي أغلب وقته في النوم أو فضول الطعام فيكون وقته مشغول بأنواع الأطعمة والأشربة خاصة في الحملات غالية الثمن .. ، فلا ينبغي إهمال الوقت بل محاولة ملئه بما هو مفيد من ذكر وقراءة القرآن وحضور المحاضرات التي تنظمها الحملات والهيئات المختصة في هذا الشأن في المملكة العربية السعودية وفقهم الله تعالى للخير .. ووفق الجميع لما يحب ويرضى وأعانهم على أداء نسكهم على الوجه الذي فيه القبول عندالله تعالى .. والحمدلله رب العالمين
كتبه محمد الحجي
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 12:27]ـ
جزاكم الله خيراً ورزقنا جميعاً الحج المبرور
وهناك أمور ينبغي ألا يفعلها من يريد الحج وهى تجاوز الميقات بدون إحرام ليخدع جهات الأمن ويمر بدون تصريح للحج (حتى لو كان هذا التصريح فيه تضييق على الناس)
وهناك من الناس من يكذب ليسمح له بالدخول أو يرشو الحراسة ... تذكر أنك ذاهب لتزور بيت الله وتحج فلا تلوث حجك بالرشوة.
وهناك من الناس من يترك حج التمتع وهو قادر ويحج مفرداً لتوفير الهدي أو للاختصار!
وهناك من الناس (وبخاصة قومنا أهل مصر) من يحاول اختصار المناسك فلا يبيت يوم التروية بمنى ولا ينزل بنمرة أول يوم عرفة بل ينزل بعرفة مباشرة وهو قادر رغم ذلك على أداء المناسك كاملة ويطيع مفتى الجهالة على جمعة!
وبعضهم يصطحب النارجيلة (الشيشة) ويدخن في المشاعر ووإذا نصحته لا يستجيب (بل يقول: اتفضل يا مولانا خد لك نفسين ... قول يا باسط)!!
وهناك من النساء من توكل في الرمي زوجها أو محرمها ثم تذهب إلى السوق لتشترى هدايا!!!
وهناك من لا يبيت في منى وإنما يمكث قليلا من الليل أو لا ينزل بمنى أصلاً بل يبيت بالعزيزية أو مزدلفة أو مكة وهذا يفعله الحجاج غير النظاميين أو من يحجون مع حملات من النصابين والمخادعين!!!
اللهم رزقنا جميعاً الحج المبرور
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 10:54]ـ
للفائدة ...........(/)
اشتراط بلوغ درجة الاجتهاد في اللغة للمجتهد في الشريعة لم يتفرد به الشاطبي
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 02:28]ـ
ما مدى صحة اشتراط الشاطبي بلوغ درجة الاجتهاد في اللغة للمجتهد في الشريعة؟؟
قال الشاطبي رحمه الله في الموافقات 5/ 52:
"وأما الثاني من المطالب: وهو فرض علم تتوقف صحة الاجتهاد عليه، فإن كان ثم علم لا يحصل الاجتهاد في الشريعة إلا بالاجتهاد فيه، فهو لا بد مضطر إليه؛ لأنه إذا فرض كذلك لم يمكن في العادة الوصول إلى درجة الاجتهاد دونه، فلا بد من تحصيله على تمامه، وهو ظاهر، إلا أن هذا العلم مبهم في الجملة فيسأل عن تعيينه.
والأقرب في العلوم إلى أن يكون هكذا علم اللغة العربية، ولا أعني بذلك النحو وحده، ولا التصريف وحده، ولا اللغة، ولا علم المعاني، ولا غير ذلك من أنواع العلوم المتعلقة باللسان، بل المراد جملة علم اللسان ألفاظ أو معاني كيف تصورت، ما عدا الغريب، والتصريف المسمى بالفعل، وما يتعلق بالشعر من حيث هو الشعر كالعروض والقافية، فإن هذا غير مفتقر إليه هنا، وإن كان العلم به كمالًا في العلم بالعربية
وبيان تعين هذا العلم ما تقدم في كتاب المقاصد من أن الشريعة عربية، وإذا كانت عربية؛ فلا يفهمها حق الفهم إلا من فهم اللغة العربية حق الفهم؛ لأنهما سيان في النمط ما عدا وجوه الإعجاز، فإذا فرضنا مبتدئًا في فهم العربية فهو مبتدئ في فهم الشريعة، أو متوسطا؛ فهو متوسط في فهم الشريعة والمتوسط لم يبلغ درجة النهاية، فإن انتهى إلى درجة الغاية في العربية كان كذلك في الشريعة؛ فكان فهمه فيها حجة كما كان فهم الصحابة وغيرهم من الفصحاء الذين فهموا القرآن حجة، فمن لم يبلغ شأوهم؛ فقد نقصه من فهم الشريعة بمقدار التقصير عنهم، وكل من قصر فهمه لم يعد حجة، ولا كان قوله فيها مقبولًا.
فلا بد من أن يبلغ في العربية مبلغ الأئمة فيها؛ كالخليل، وسيبويه، والأخفش، والجرمي، والمازني ومن سواهم
وقد قال الجرمي: "أنا منذ ثلاثين سنة أفتي الناس في الفقه من كتاب سيبويه"
وفسروا ذلك بعد الاعتراف به بأنه كان صاحب حديث، وكتاب سيبويه يتعلم منه النظر والتفتيش، والمراد بذلك أن سيبويه وإن تكلم في النحو، فقد نبه في كلامه على مقاصد العرب، وأنحاء تصرفاتها في ألفاظها ومعانيها، ولم يقتصر فيه على بيان أن الفاعل مرفوع والمفعول منصوب ونحو ذلك، بل هو يبين في كل باب ما يليق به، حتى إنه احتوى على علم المعاني والبيان ووجوه تصرفات الألفاظ والمعاني، ومن هنالك كان الجرمي على ما قال، وهو كلام يروى عنه في صدر "كتاب سيبويه" من غير إنكار.
ولا يقال: إن الأصوليين قد نفوا هذه المبالغة في فهم العربية؛ فقالوا: ليس على الأصولي أن يبلغ في العربية مبلغ الخليل وسيبويه وأبي عبيدة والأصمعي، الباحثين عن دقائق الإعراب ومشكلات اللغة، وإنما يكفيه أن يحصل منها ما تتيسر به معرفة ما يتعلق بالأحكام بالكتاب والسنة.
لأنا نقول: هذا غير ما تقدم تقريره، وقد قال الغزالي في هذا الشرط: "إنه القدر الذي يفهم به خطاب العرب وعادتهم في الاستعمال، حتى يميز بين صريح الكلام وظاهره ومجمله، وحقيقته ومجازه، وعامه وخاصه، ومحكمه ومتشابهه، ومطلقه، ونصه وفحواه ولحنه ومفهمومه".
وهذا الذي اشترط لا يحصل إلا لمن بلغ في اللغة العربية درجة الاجتهاد، ثم قال: "والتخفيف فيه أنه لا يشترط أن يبلغ مبلغ الخليل والمبرد، وأن يعلم جميع اللغة ويتعمق في النحو".
وهذا أيضًا صحيح، فالذي نفي اللزوم فيه ليس هو المقصود في الاشتراط، وإنما المقصود تحرير الفهم حتى يضاهي العربي في ذلك المقدار، وليس من شرط العربي أن يعرف جميع اللغة ولا أن يستعمل الدقائق، فكذلك المجتهد في العربية، فكذلك المجتهد في الشريعة، وربما يفهم بعض الناس أنه لا يشترط أن يبلغ مبلغ الخليل وسيبويه في الاجتهاد في العربية، فيبني في العربية على التقليد المحض، فيأتي في الكلام على مسائل الشرعية بما السكوت أولى به منه، وإن كان ممن تعقد عليه الخناصر جلالة في الدين، وعلمًا في الأئمة المهتدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أشار الشافعي في "رسالته" إلى هذا المعنى، وأن الله خاطب العرب بكتابه بلسانها على ما تعرف من معانيها، ثم ذكر مما يعرف من معانيها اتساع لسانها وأن تخاطب بالعام مرادًا به ظاهره، وبالعام يراد به العام ويدخله الخصوص، ويستدل على ذلك ببعض ما يدخله في الكلام، وبالعام يراد به الخاص، ويعرف بالسياق، وبالكلام ينبئ أوله عن آخره، وآخره عن أوله، وأن تتكلم بالشيء تعرفه بالمعنى دون اللفظ كما تعرف بالإشارة وتسمي الشيء الواحد بالأسماء الكثيرة، والمعاني الكثيرة بالاسم الواحد، ثم قال: "فمن جهل هذا من لسانها- وبلسانها نزل الكتاب وجاءت به السنة؛ فتكلف القول في علمها تكلف ما يجهل بعضه، ومن تكلف ما جهل وما لم تثبته معرفته؛ كانت موافقته للصواب وإن وافقه من حيث لا يعرف غير محمودة، وكان بخطئه غير معذور، إذا نطق فيما لا يحيط علمه بالفرق بين الصواب والخطأ فيه".
هذا قوله، وهو الحق الذي لا محيص عنه، وغالب ما صنف في أصول الفقه من الفنون إنما هو المطالب العربية التي تكفل المجتهد فيها بالجواب عنها، وما سواها من المقدمات؛ فقد يكفي فيه التقليد، كالكلام في الأحكام تصورًا وتصديقًا؛ كأحكام النسخ، وأحكام الحديث، وما أشبه ذلك.
فالحاصل أنه لا غنى للمجتهد في الشريعة عن بلوغ درجة الاجتهاد في كلام العرب، بحيث يصير فهم خطابها له وصفا غير متكلف ولا متوقف فيه في الغالب إلا بمقدار توقف الفطن لكلام اللبيب."ا. هـ
وقال في الاعتصام 2/ 297:
فإذا ثبت هذا _أي سعة لسان العرب وأن القرآن نزل به _ فعلى الناظر في الشريعة والمتكلم فيها أصولا وفروعا أمران:
أحدهما: أن لا يتكلم في شيء من ذلك حتى يكون عربيا أو كالعربي في كونه عارفا بلسان العرب بالغا فيه مبالغ العرب أو مبالغ الأئمة المتقدمين كالخليل وسيبويه والكسائي والفراء ومن أشبههم وداناهم وليس المراد أن يكون حافظا كحفظهم وجامعا كجمعهم وإنما المراد أن تصير فهمه عربيا في الجملة وبذلك امتاز المتقدمون من علماء العربية على المتأخرين إذ بهذا المعنى أخذوا أنفسهم حتى صاروا أئمة فإن لم يبلغ ذلك فحسبه في فهم معاني القرآن التقليد ولا يحسن ظنه بفهمه دون أن يسأل فيه أهل العلم به
قال الشافعي لما قرر معنى ما تقدم: فمن جهل هذا من لسانها يعني لسان العرب ـ وبلسانها نزل القرآن وجاءت السنة به ـ فتكلف القول في علمها تكلف ما يجهل لفظه ومن تكلف ما جهل وما لم يثبته معرفة كانت موافقته للصواب ـ إن وافقه ـ من حيث لا يعرفه غير محمودة وكان في تخطئته غير معذور إذ نظر فيما لا يحيط علمه بالفرق بين الصواب والخطأ فيه.
وما قاله حق فإن القول في القرآن والسنة بغير علم تكلف ـ وقد نهينا عن التكلف ـ ودخول تحت معنى الحديث حيث قال عليه الصلاة و السلام:
"حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا " الحديث.
لأنهم إذا لم يكن لهم لسان عربي يرجعون إليه في كتاب الله وسنة نبيه رجع الأعجمي إلى فهمه وعقله المجرد عن التمسك بدليل يضل عن الجادة
وقد خرج ابن وهب عن الحسن أنه قيل له: أرأيت الرجل يتعلم العربية ليقيم بها لسانه ويصلح بها منطقه؟ قال: نعم فليتعلمها فإن الرجل يقرأ فيعيا بوجهها فيهلك
وعن الحسن قال: أهلكتهم العجمة يتأولون على غير تأويله ".ا. هـ
والكلام عليه من وجوه:
الأول: نفي تفرد الشاطبي بذلك.
الثاني: تقرير برهانه وبيان صحته.
الثالث: ذكر ما يشكل عليه ودفع ما يمكن دفعه.
أما الأول والثاني:
فالشاطبي رحمه الله لا يرى منافاة بين كلامه وكلام الأصوليين
فهو رحمه الله وصف المقدار المطلوب لفهم كلام العرب وخطابها وهو الذي اشترطه الأصوليون
ووصفُ هذا المقدار عنده هو أن يُصيِّر فهمَ الحامل له مضاه لفهم العربي والصحابة رضوان الله عليهم وأهل الفصاحة لخطاب الشارع
فيلزم المجتهد معرفة مقاصد العرب، وأنحاء تصرفاتها في ألفاظها ومعانيها، ولا يقتصر على معرفة أن الفاعل مرفوع والمفعول منصوب ونحو ذلك.
كذلك ليس المقصود معرفة أن معنى (عزين) جماعات متفرقة وأن معنى (الخزيرة) دقيق يخلط بشحم ويطبخ فقط
وإنما المراد ما نبه عليه الشافعي رحمه الله من نحو معرفة العام الذي يراد به الخاص ويعرف من السياق وغير ذلك من أنحاء تصرفاتهم في كلامهم مما تقدم بعضه في كلام الشافعي المنقول من الرسالة
(يُتْبَعُ)
(/)
لأن العرب الذين نزل عليهم القرآن لا تعتبر ألفاظها كل الاعتبار إلا من جهة ما تؤدي المعاني المركبة
ولا يصح أن يقال: إن التمكن في التفقه في الألفاظ والعبارات وسيلة إلى التفقه في المعاني بإجماع العلماء كما نبه عليه الشاطبي في أكثر من موضع
ولذلك كان الصواب عدم إمكان ترجمة القرآن إلا من جهة كون اللغة ألفاظا وعبارات مطلقة، دالة على معان مطلقة لا من جهة كونها ألفاظا وعبارات مقيدة دالة على معان خادمة.
ولا يمكن الوصول إلى هذه الدرجة إلى لمن بلغ رتبة الاجتهاد في هذا العلم
بمعنى آخر:
الغاية المنشودة من اشتراط تعلم هذا العلم للمجتهد هي معرفة مقاصد العرب من خطابها بحيث يكون فهمه لها كفهم العربي والصحابي رضي الله عنهم
فلما كانت أحكام الشريعة موضوعة لتحقيق مقاصد الشارع
صح اشتراط معرفة مقاصد الشريعة للمجتهد
ولما كانت معرفة هذه المقاصد شرط في المجتهد فلا يوثق بفهمه للنصوص إلا بعد معرفتها
وكانت هذه المعرفة لا تحصل إلا ببلوغ درجة الاجتهاد في هذه الأحكام
وكان خطاب الشارع موضوع على مقاصد العرب من خطابها وما تعرفه من معاني لسانها وأنحائه
وكانت قد نزلت على المعهود من لسان الأميين من العرب
صح اشتراط معرفة مقاصد العربية للمجتهد
ولما كانت معرفة مقاصد العرب من خطابها لا تتأتى إلا بالاجتهاد في هذه اللغة
كان اشتراط بلوغ درجة الاجتهاد في لغة العرب للمجتهد في الشرع وجيها صحيحا
بمعنى آخر:
خلاصة ما يدندن حوله الشاطبي هو تحرير الفهم
فمن لم يكن فهمه حجة للنصوص وكلام العرب كيف يوثق بفهمه
وما هو السبيل إلى أن يكون فهم المجتهد حجة للنصوص الشرعية يا شاطبي؟
الجواب: بلوغ درجة الاجتهاد في علم العربية
وأما الثالث:
فإنه يشكل عليه أنه يلزم من اشتراطه انعدام وجود مجتهد واللازم باطل فالملزوم مثله
ويجاب عنه بأنه لا يلزم منه الانعدام بل يلزم منه الندرة ولا مانع من وقوع الثاني عقلا وشرعا
ويشكل عليه أن يكون أهل اللغة أحق بوصف المجتهد في الشرع من غيرهم وليس الأمر كذلك
ويجاب عنه بأن شرطي المجتهد:
العلم بمقاصد الشارع
ومقاصد العرب
وبلوغ درجة الاجتهاد لا تتحقق إلا بالشرطين معا لا بكل واحد منهما على الانفراد
ويشكل عليه انعدام وجود المجتهد في اللغة الذي بلغ فهمه فهم العربي منذ عصور فكيف لمن يطلب هذه الدرجة أن يبلغها بلا تعلمها على يد من وصل إليها
ويمكن أن يسلك في الجواب عنه مسلكان:
الأول البحث عمن بلغ هذه المرتبة فيبطل الاعتراض.
الثاني أن يقال لقد ذلل لنا أئمة اللغة الطريق إلى ذلك في المصنفات فبلوغ هذه الدرجة من هذه الطريق ممكن.
ويشكل عليه شهادة بعض العلماء بالاجتهاد لعلماء لم يتحقق فيهم هذا الشرط
ويجاب عنه بأنه لا إلزام إلا إذا اتفقوا على هذه الشهادة
أو لاحتمال اعتقادهم أنه بلغ هذه الدرجة فيكون الاعتراض في غير محل النزاع
ويشكل عليه انعدام وجود المجتهد في اللغة الذي بلغ فهمه فهم العربي منذ عصور وهو مخالف لما تقرر في الأصول من بطلان خلو العصر من مجتهد
ويجاب عنه أن في المسألة خلاف والجمهور على خلاف هذا القول بل حكي الإجماع على انعدامه من المئة الرابعة
وإذا كان ذلك كذلك بطل الاعتراض لأن المعترض عليه لا يسلم بصحة ما اعترض عليه أصلا فكيف يعترض عليه بأصل هو لا يثبته.
ويشكل عليه أن الثلاثة دون الشافعي لم يتحقق فيهم هذا الشرط وقد اتفقوا على بلوغهم درجة الاجتهاد في الشرع
ويشكل عليه أنه يمكن الاطلاع على مقاصد العربية دون الاجتهاد فيها كما جوزته في باقي العلوم الخادمة إذ قلت: ((الموافقات (5/ 44)):
"لكن هذه المعارف تارة يكون الإنسان عالمًا بها مجتهدًا فيها.
وتارة يكون حافظًا لها متمكنًا من الاطلاع على مقاصدها غير بالغ رتبة الاجتهاد فيها.
وتارة يكون غير حافظ ولا عارف إلا أنه عالم بغايتها وأن له افتقارًا إليها في مسألته التي يجتهد فيها فهو بحيث إذا عنت له مسألة ينظر فيها زاول أهل المعرفة بتلك المعارف المتعلقة بمسألته؛ فلا يقضي فيها إلا بمشورتهم، وليس بعد هذه المراتب الثلاث مرتبة يعتد بها في نيل المعارف المذكورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن كان مجتهدا فيها كما كان مالك في علم الحديث، والشافعي في علم الأصول؛ فلا إشكال، وإن كان متمكنا من الاطلاع على مقاصدها كما قالوا في الشافعي وأبي حنيفة في علم الحديث؛ فكذلك أيضا لا إشكال في صحة اجتهاده، وإن كان القسم الثالث؛ فإن تهيأ له الاجتهاد في استنباط الأحكام مع كون المجتهد في تلك المعارف كذلك فكالثاني وإلا فكالعدم."
وقد قرر الشاطبي عدم اشتراط أن يكون المجتهد في الشرع مجتهدا في كل علم يتعلق به الاجتهاد على الجملة
إلا أنه يستثني من ذلك علم العربية والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 02:42]ـ
تذييلات:
/// من زعم أن أهل الأصول ذكروا في كتبهم القواعد والضوابط لفهم كلام العرب ومقاصدها من خطابها واستعمالاتها التي تغني طالب الاجتهاد في الشرع عن الاجتهاد في علم العربية فقد أبعد وما أصاب
وذلك أن الوصول إلى معرفة مقاصد الشارع من وضعه للأحكام لا يكون إلا بالاجتهاد في تعلمها فردا فردا فيكون ما فاته منها أقل مما عرفه ولا يتأتى ذلك بمعرفة ما ذكره أهل الأصول من قواعد وضوابط فقط
فكذلك لا يمكن معرفة مقاصد العرب من خطابها وما تعرفه من استعمالها للألفاظ والمعاني إلا بما وصفنا في علم الشريعة ومقاصدها
وذلك هو العلم الموروث من جملة معلومات متفرقة اكتسبه العارف بمقاصد العلمين مع الأيام والليالي.
/// للشاطبي كلام متفرق يخدم ما نحن فيه فمنه:
ذكر الشاطبي أن من فوائد كون الشريعة نزلت على الأميين العرب:
أنه لا بد في فهم الشريعة من اتباع معهود الأميين، وهم العرب الذين نزل القرآن بلسانهم، فإن كان للعرب في لسانهم عرف مستمر، فلا يصح العدول عنه في فهم الشريعة، وإن لم يكن ثم عرف، فلا يصح أن يجرى في فهمها على ما لا تعرفه.
وهذا جارٍ في المعاني والألفاظ والأساليب، مثال ذلك أن معهود العرب أن لا ترى الألفاظ تعبدا عند محافظتها على المعاني، وإن كانت تراعيها أيضا، فليس أحد الأمرين عندها بملتزم، بل قد تبنى على أحدهما مرة، وعلى الآخر أخرى، ولا يكون ذلك قادحا في صحة كلامها واستقامته.
والدليل على ذلك أشياء: ألخ ..
وقال أيضا: فإن القرآن والسنة لما كانا عربيين لم يكن لينظر فيهما إلا عربي، كما أن من لم يعرف مقاصدهما لم يحل له أن يتكلم فيهما؛ إذًا لا يصح له نظر حتى يكون عالمًا بهما، فإنه إذا كان كذلك؛ لم يختلف عليه شيء من الشريعة.
ولذلك مثال يتبين به المقصود، وهو أن نافع بن الأزرق سأل ابن عباس فقال له: ... ثم ذكر نفي ابن عباس التناقض عن كلام الله الذي توهمه نافع
وبالجملة لا بد من تدقيق النظر في كلام الشاطبي رحمه الله وتتبعه حول معرفة مقاصد العرب من خطابها وبيانه لبعضها في كتابه الموافقات فلا أحسبه إلا تقصد ذلك كما تقصده في الركن الأول الذي وضع كتابه لشرحه وهو معرفة مقاصد الشارع
أنظر مثلا 4/ 261 و2/ 105 و2/ 138 وما بعدها.
/// الشاطبي يقرر أن الاجتهاد إن تعلق بالاستنباط من النصوص، فلا بد من اشتراط العلم بالعربية، وإن تعلق بالمعاني من المصالح والمفاسد مجردة عن اقتضاء النصوص لها أو مسلَّمة من صاحب الاجتهاد في النصوص، فلا يلزم في ذلك العلم بالعربية، وإنما يلزم العلم بمقاصد الشرع من الشريعة جملة وتفصيلا خاصة. الموافقات (5/ 124)
وبذلك لا يكون لأهل البدع حجة فيما فهموا من النصوص بما تقتضيه اللغة فقط.
/// ومع بلوغه درجة الاجتهاد فلا بد له من يسأل أهل العربية ويرجع إليهم لأنه لا يحيط بلسان العرب إلا نبي
قال الشاطبي في الاعتصام 2/ 299:
والأمر الثاني: أنه إذا أشكل عليه في الكتاب أو في السنة لفظ أو معنى فلا يقدم على القول فيه دون أن يستظهر بغيره ممن له علم بالعربية فقد يكون إماما فيها ولكنه يخفى عليه الأمر في بعض الأوقات فالأولى في حقه الاحتياط إذ قد يذهب على العربي المحض بعض المعاني الخاصة حتى يسأل عنها وقد نقل شيء من هذا عن الصحابة ـ وهم العرب ـ فكيف بغيرهم
نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: كنت لا أدري ما فاطر السموات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها أي أنا ابتدأتها
وفيما يروى عن عمر رضي الله عنه أنه سأل وهو على المنبر عن معنى قوله تعالى:" أو يأخذهم على تخوف " فأخبره رجل من هذيل أن التخوف عندهم هو التنقص وأشباه ذلك كثيرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ذكر كلام الشافعي في سعة لسان العرب ثم قال:
هذا ما قال ولا يخالف فيه أحد فإذا كان الأمر على هذا لزم كل من أراد أن ينظر في الكتاب والسنة أن يتعلم الكلام الذي به أديت وأن لا يحسن ظنه بنفسه قبل الشهادة له من أهل علم العربية بأنه يستحق النظر وأن لا يستقل بنفسه في المسائل المشكلة التي لم يحط بها علمه دون أن يسأل عنها من هو من أهلها فإن ثبت على هذه الوصاة كان ـ إن شاء لله ـ موافقا لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه الكرام.
/// بعد بلوغه درجة الاجتهاد يكون الواجب عليه في هذا المقام إجراء الفهم في الشريعة على وزان الاشتراك الجمهوري الذي يسع الأميين كما يسع غيرهم.
فلا يتكلف فيه فوق ما يقدرون عليه بحسب الألفاظ والمعاني. الموافقات 2/ 138وما قبلها.
/// كنت قبل مدة أعمل الفكر في تعمق الشافعي في لغة العرب وما يروى عنه أنه أقام في علم العربية وأيام الناس عشرين سنة فقيل له في ذلك فقال ما أردت به إلا الاستعانة على الفقه.
وكنت أتساءل عن سبب تخصيصه هذه المدة الطويلة لتعلم هذا العلم من علوم الآلة وأقارن حاله مع حال طلبة العلم اليوم
فلما فهمت كلام الشاطبي هذا وما ذكره عن الشافعي في الرسالة علمت سر ما كنت أسأل عنه وكنهه
وتعجبت من غفلة عامة الطلبة عن ذلك
/// تعبير بعض الأصوليين عن هذا الشرط في كتاب الاجتهاد بقولهم:
" يكفيه منها معرفة ما يتعلق بنصوص الكتاب والسنة"خطأ
لأنه لا يرمي إلى المعنى الذي أراده الشافعي والغزالي والشاطبي
ومن هنا يعلم خطأ من اكتفى في تحقيق هذا الشرط في المجتهد بأن يحفظ مختصرا معينا أو معرفة ما في كتاب معين كأبي محمد ابن حزم مثلا عندما اكتفى في تحقيق هذا الشرط بمعرفة ما في كتاب الجمل للزجاجي فقط كما نقله عنه الزركشي في البحر وكلام ابن حزم في التقريب محتمل
قال الشوكاني إرشاد الفحول 2/ 209: " ومن جعل المقدار المحتاج إليه من هذه الفنون هو معرفة "مختصر من"** ختصراتها، أو كتاب متوسط من المؤلفات الموضوعة فيها، فقد أبعد، بل الاستكثار من الممارسة لها، والتوسع في الاطلاع على مطولاتها مما يزيد المجتهد قوة في البحث، وبصرًا في الاستخراج، وبصيرة في حصول مطلوبه".
/// وبذلك يعلم أن أهم علوم الآلات أو الوسائل هو علم العربية
فتقديم بعض الطلبة علم المصطلح وغيره من علوم الآلات عليه من تقديم المهم على الأهم
واهتمام جمهورهم بذلك على حساب التعمق في هذا العلم من باب الاشتغال بالمفضول عن الفاضل والله أعلم
/// قول الشاطبي: وبذلك امتاز المتقدمون من علماء العربية على المتأخرين، أي لأنهم أفهم لمقاصد العرب منهم.
فيه فضل علم الصحابة على غيرهم
وفضل علم المتقدمين على المتأخرين وأن ابن مالك مثلا ليس بأعلم من سيبويه والكسائي ونحوهم
وفيه تقديم فهم الصحابي ومن قرب من ذلك العهد للنصوص على فهم غيره
وفيه فضل فقه الشافعي وفهمه لأنه أعلم الأربعة باللغة
/// إذا تقرر صحة قول الشاطبي في تعداد كون الشريعة نزلت بلسان الأميين:
"أن تكون التكاليف الاعتقادية والعملية مما يسع الأمي تعقلها، ليسعه الدخول تحت حكمها"
ففيه رد قوي على أهل البدع ممن أوجب النظر في علم الكلام على العوام فإن هذا مما لا يسع الأمي تعقله.
/// يحسن بعد أن عرفنا منزلة كتاب سيبويه في هذا المعنى (معرفة مقاصد العرب من خطابها وأنحاء تصرفاتها) من كلام الشاطبي أن يتتبع بعض المجدين ذلك في كتابه وإفراده وضم ما يقف عليه من كلام الشافعي والشاطبي وغيرهما إليه
/// مما تقدم يعلم مدى الفوضى الاجتهادية التي نعيشها اليوم وسبب كثرة الفتاوى الشاذة
وتأكيد بطلان تصدر المتعالمين للإفتاء وكثرة دعاوى الاجتهاد
هذا ما عنّ لي حول هذه المسألة
وفي انتظار فوائد وتصحيحات الإخوة والمشايخ
والله أعلم
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 05:05]ـ
بارك الله فيك، مقال وبحث ممتع جدًا
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 08:34]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً .. لقد أعجبني حقاً هذا المقال، فلطالما أغاظني بعض من يدّعون الفقه والاجتهاد، ويتصدون للإفتاء، وهم في نفس الوقت لا يحسنون من العربية ما يؤهلهم لهذا المقام العظيم .. فترى الخطأ الشنيع في اللغة في مقالاتهم وكتاباتهم، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر السيوطي في كتابه [صون المنطق والكلام: 15]:
قال أبو الحسن بن مهدي: حدثنا محمد بن هارون، حدثنا هميم بن همام، حدثنا حرملة قال: سمعت الشافعي يقول: ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب وميلهم إلى لسان أرسطاطاليس. أورد هذا النص من هذا الطريق قاضي المسلمين الحافظ عزالدين عبدالعزيز بن قاضي القضاة بدرالدين بن جماعة في تذكرته. وأشار الشافعي بذلك إلى ما حدث في زمن المأمون من القول بخلق القرآن ونفي الرؤية وغير ذلك من البدع وأن سببها الجهل بالعربية والبلاغة الموضوعة فيها من المعاني والبيان والبديع الجامع لجميع ذلك. قوله: "لسان العرب": الجاري عليه نصوص القرآن والسنة. وتخريج ما ورد فيها على لسان يونان ومنطق أرسطاطاليس الذي هو في حيز، ولسان العرب في حيز، ولم ينزل القرآن ولا أتت السنة إلا على مصطلح العرب ومذاهبهم في المحاورة والتخاطب والاحتجاج والاستدلال لا على مصطلح يونان، ولكل قوم لغة واصطلاح. وقد قال تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} فمن عدل عن لسان الشرع إلى لسان غيره، وخرج الوارد من نصوص الشرع عليه، جهل وضل ولم يصب القصد.
وقال السيوطي في نفس الكتاب صفحة 22:
وقد وجدت السلف قبل الشافعي أشاروا إلى ما أشار إليه من أن سبب الابتداع الجهل بلسان العرب. وأخرج البيهقي في البعث عن الأصمعي قال: جاء عمرو بن عبيد إلى أبي عمرو بن العلاء يناظره في وجوب عذاب الفاسق، فقال له: يا أبا عمرو، آلله يخلف وعده؟ فقال: لن يخلف الله وعده. فقال عمرو: فقد قال - وذكر آية وعيد -. فقال أبو عبيد: من العجمة أتيت! الوعيد غير الإيعاد، ثم أنشد:
وإن وإن أوعدته أو وعدته .. لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
وأخرج البخاري في تاريخه الكبير عن الحسن البصري قال: إنما أهلكتهم العجمة.
وقال ابن قتيبة في كتابه ((تأويل مشكل القرآن)): إنما يعرف فضل القرآن من كثر نظره، واتسع علمه، وفهم مذاهب العرب، وافتناننها في الأساليب وما خص الله به لغتها دون جميع اللغات، فإنه ليس في جميع الأمم أمة أوتيت من العارضة والبيان واتساع المجال ما أوتيته العرب خصيصاً من الله، لما أرهصه في الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأراده من إقامة الدليل على نبوته بالكتاب، فجعله علمه، كما جعل علم كل نبي من المرسلين من أشبه الأمور لما في زمانه المنبعث فيه، فكان لموسى - عليه السلام - فلق البحر واليد والعصا وتفجر البحر في التيه بالماء الرواء، إلى سائر أعلامه زمن السحر، وكان لعيسى - عليه السلام - إحياء الموتى وخلق الطير من الطين وإبراء الأكمه والأبرص إلى سائر أعلامه زمن الطب، وكان لمحمد - صلى الله عليه وسلم - الكتاب الذي لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله لم يأتوا بمثله، ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً، إلى سائر أعلامه زمن البيان.
أرجو أن أكون قد أفدتكم بشيء.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 09:24]ـ
لسم الله توكلت على الله و لا حول و لا قوة الا بالله لقد أفاد و أجاد الأخ الكريم أمجد الفلسطيني و لكن لما تدخل الأخ الكريم مدارج السالكين بما كتبه عندئذ لم أتمالك نفسي حتى وقعت في الساحة أرجو الله ألا تكون نفسي من النفوس الأمارة بالسوء و أسأله أن يزكيها هو خير من زكاها و بعد هناك تعقيبات تكون أحيانا ضرورية لتبيين المبهم و تفصيل المجمل فالنص كان يدور حول شرط من شروط الاجتهاد المطلق أو المستقل بينما الاجتهاد درجات عند الأصوليين كما أنه في كل علم مجتهد قال أحد طلاب الشاطبي و هو أقرب طلابه منه منزلة لعلمه و فضله ألا و هو محمد بن محمد بن عاصم الأندلسي في مرتقى الوصول: و ما به التكليف شرط المجتهد#و الفهم و الحفظ و علم ما اعتمد#أوله الكتاب و الحفظ له #أهم ما من علمه حصله#لا سيما ما كان في الأحكام#فانه أكمل في الإحكام#و ليعرف الناسخ و المنسوخا#و ما اقتضى في علمه رسوخا#و الحفظ للحديث أولى ما اعتمد#و للأصول فهي للفقه عمد#و للمهم من لسان العرب#و للفروع فهي لب المطلب#فليعتمد لأهلها ما فصلوا #و فرعوا في كتبهم و أصلوا#فليقتفي آثارهم مصححا#و ينتقي أقوالهم مرجحا#و ما سوى ما مر في التنبيه#وصفي له وصف كمال فيه#و كل علم فله مجتهد#عليه في تقريره يعتمد#و هو
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي أصلح ذاك العلما#و ناله معرفة و فهما#و قال محمد حبيب الله بن مايأبى الجكني في اضاءته: الفصل الثالث: في حد الاجتهاد و ذكر أنواعه الثلاثة: قد قال في ألفية الأصول#العلوي طيب الأصول#في حد الاجتهاد باستقراء#جميع ما له من الأنحاء#يتواصل
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 10:29]ـ
قال الجكني في اضاءته:-بذل الفقيه الوسع أن يحصلا#ظنا بان ذاك حتم مثلا#و ذاك مع مجتهد رديف#و ما له يحقق التكليف#و هو شديد الفهم طبعا و اختلف#فيمن انكار القياس قد عرف #قد عرف التكليف بالدليل #ذي العقل قبل صارف النقول #و النحو و الميزان و اللغة مع#علم الأصول و بلاغة جمع #و موضع الأحكام دون شرط #حفظ المتون عند أهل الضبط #ذو رتبة وسطى بكل ما غبر # و علم الاجماعات بما يعتبر #كشرط الآحاد و ما تواترا #و ما صحيحا أو ضعيفا قد جرى #و ما عليه أو به النسخ وقع #و سبب النزول شرط متبع #كحالة الرواة و الأصحاب #و قلدن في ذا على الصواب #و ليس الاجتهاد ممن قد جهل #علم الفروع و الكلام ينحظل#كالعبد و الأنثى كذا لا تجب #عدالة على الذي ينتخب #هذا هو المطلق و المقيد #منسفل الرتبة عنه يوجد #ملتزم أصول ذاك المطلق #فليس يعدوها على المحقق #مجتهد المذهب من أصوله #منصوصة أم لا حوى معقوله #و شرطه التخريج للأحكام #على نصوص ذلك الإمام #مجتهد الفتيا الذي يرجح #قولا على قول و ذاك أرجح #و قال فيها و هو قول ربما #اليه طبعا مال بعض العلما #يجوز الاجتهاد في فن فقط #أو في قضية و بعض قد ربط #الخ ... فالذي كنت أريد أن أنبه اليه أن ما تناوله مقالة الأخ الفاضل هو تحقيق شرط من شروط المجتهد المطلق لا كل مجتهد فاردت أن أنبه الى أن المجتهد درجات هي:1/المجتهد المطلق أو المستقل يعني استقل عن أصول المذاهب 2/مجتهد المذهب 3/مجتهد الترجيح داخل المذهب و قد أضاف الزحيلي درجة رابعة و هذا ما أردت أن انبه اليه المسألة الثانية التي أردت أن أنبه اليها و هي أساسية معرفة الغريب من الكتاب و السنة و دلالته: قولك:كذلك ليس المقصود معرفة أن معنى عزين جماعات قلت و المعروف عند أهل غريب القرآن أن حبر هذه الأمة و ترجمانها فسرها كما في سؤالات الأزرقيين بالأصحاب أو معنى ذلك ثم اننا نجد في غريب الحديث ما يلي:مثلا كلمة الدخ في حديث ابن صائد فقد اختلف جهابذة أهل صنعة الحديث حول تفسيرها الا أنهم شنعوا على الحاكم في علوم الحديث حيث فسرها بأنها الجماع و قال:سألت بعض الأدباء عن تفسير الدخ فقال:كذا يزخها يعني بالزاي بدل الدال بمعنى واحد:الدخ و الزخ قال:و المعنى الذي أشار اليه ابن صائد خذله الله فيه مفهوم ثم أنشد لعلي رضي الله عنه:طوبى لمن كانت له مزخه ## يزخها و ينام الفخه #فقد نبهت الى أن علماء اللغة العربية لا يعتمد عليهم الا للإستئناس بما عندهم من مادة لذلك كان لزاما على المجتهد أن يبدأ بتعلم المادة قبل الآلة و الله الموفق و أستغفر الله العظيم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 02:56]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
تقرير ما قاله الشاطبي بطريقة أخرى:
1 - النبي صلى الله عليه وسلم مبلغ عن ربه، وقد أمره الله عز وجل أن يبين للناس ما نزل إليهم، ولا نزاع في هذا.
2 - النبي صلى الله عليه وسلم قام بما أمر به، وبين للأمة ما نزل عليه غاية البيان كما أمره ربه، وتركهم على المحجة البيضاء، ولا نزاع في هذا أيضا.
3 - إذا أراد أي إنسان في العالم أن يبين شيئا ما لأحد الأشخاص، فلا بد أن يعمد إلى لسان هذا الشخص فيكلمه به ويبين له بالطريقة التي يفهمها هذا الشخص، وإلا لم يكن مبينا. وهذا لا نزاع فيه كذلك.
4 - إذا اختلف فهمنا للكلام عن فهم العرب للكلام فلا بد أن فهم العرب هو الصواب؛ بناء على ما ذكر في (3) لأن البيان كان موجها إليهم ابتداء، ثم وقع لنا تبعا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم خاطب العرب بما لا يفهمونه.
5 - إذا وجدنا العرب أنفسهم قد اختلفوا في فهم الكلام، فماذا نفعل؟
لدينا احتمالان:
الأول: أن يقال: العبرة بفهم الأكثرين؛ لأن الخطاب وقع للجميع، ولا يحصل البيان بفهم الأقل، كما هو شأن العقلاء.
الثاني: أن يقال: تخرج المسألة حينئذ عن كونها متعلقة باللغة أصلا؛ لأن العرب الخلص لا يتنازعون فيما يتعلق بلغتهم، ويصير الخلاف فيها متعلقا بأشياء أخرى، مثل مقاصد الشريعة، أو دقة فهم السامع، أو غير ذلك.
6 - فإذا ثبت أن العبرة بفهم العرب في معرفة معاني النصوص، ثبت كذلك أن من أراد الاجتهاد في الشرع فعليه أن يتأهل بمثل هذا الفهم؛ لأنه إذا تعين سبيل واحد للوصول إلى شيء ما، كان شرطا في الوصول إليه.
وقد يسأل سائل: كيف نصل إلى هذه الدرجة؟
والجواب أن ذلك يكون بأن تختبر نفسك في كل نص تقرؤه، فتنظر: هل تفهم منه مثل ما يفهم منه العرب؟ فإن كان الجواب بنعم كان فيك شعبة من الفهم الصحيح، وإن كان الجواب بلا كان فيك شعبة من الخطأ، فإذا ما أكثرت من ممارسة ذلك حتى صار فهمك مطابقا لفهمهم في الأغلب الأعم من آحاد النصوص، فقد تحققت فيك هذه الملكة، وإلا فلا، ولمزيد الإيضاح لهذه النقطة ينظر هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=11139
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 05:08]ـ
والمراد بذلك أن سيبويه وإن تكلم في النحو، فقد نبه في كلامه على مقاصد العرب، وأنحاء تصرفاتها في ألفاظها ومعانيها، ولم يقتصر فيه على بيان أن الفاعل مرفوع والمفعول منصوب ونحو ذلك، بل هو يبين في كل باب ما يليق به، حتى إنه احتوى على علم المعاني والبيان ووجوه تصرفات الألفاظ والمعاني ..
قال في الخزانة1/ 370:
"وقد روى في كتابه قطعة من اللغة غريبة لم يدرك أهل اللغة معرفة جميع ما فيها ولا ردوا حرفا منها قال أبو إسحاق إذا تأملت الأمثلة من كتاب سيبويه تبينت أنه أعلم الناس باللغة قال أبو جعفر النحاس وحدثنا علي بن سليمان قال حدثنا محمد بن يزيد أن المفتشين من أهل العربية ومن له المعرفة باللغة تتبعوا على سيبويه الأمثلة فلم يجدوه ترك من كلام العرب إلا ثلاثة أمثلة منها الهُندلِع وهي بقلة والدُّرْداقِس وهو عظم في القفا وشَمَنْصير وهو اسم أرض .....
قال أبو جعفر لم يزل أهل العربية يفضلون كتاب سيبويه حتى لقد قال محمد بن يزيد لم يعمل كتاب في علم من العلوم مثل كتاب سيبويه وذلك أن الكتب المصنفة في العلوم مضطرة إلى غيرها وكتاب سيبويه لا يحتاج من فهمه إلى غيره .........
وقال ابن كيسان نظرنا في كتاب سيبويه فوجدناه في الموضع الذي يستحقه ووجدنا ألفاظه تحتاج إلى عبارة وإيضاح لأنه كتاب ألف في زمان كان أهله يألفون مثل هذه الألفاظ فاختصر على مذاهبهم
قال أبو جعفر ورأيت علي بن سليمان (هو الأخفش الصغير تـ 315 هـ) يذهب إلى غير ما قال ابن كيسان قال: عمل سيبويه كتابه على لغة العرب وخطبها وبلاغتها فجعل فيه بينا مشروحا وجعل فيه مشتبها ليكون لمن استنبط ونظر فضل وعلى هذا خاطبهم الله عز وجل بالقرآن
قال أبو جعفر وهذا الذي قاله علي بن سليمان حسن لأن بهذا يشرف قدر العالم وتفضل منزلته إذ كان ينال العلم بالفكرة واستنباط المعرفة ولو كان كله بينا لاستوى في علمه جميع من سمعه فيبطل التفاضل ولكن يستخرج منه الشيء بالتدبر ولذلك لا يمل لأنه يزداد في تدبره علما وفهما .. "
قال ابن الخياط: سمعت العنزي يقول: سمعت المازني يقول: قرأ علي الرياشي " كتاب سيبويه " فكان ما أفدت منه أكبر مما أفاد مني.
قال ابن الخياط: الذي استفاد منه المازني النصف الآخر من الكتاب لأنَّ آخره لغة.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 12:52]ـ
والمراد بذلك أن سيبويه وإن تكلم في النحو، فقد نبه في كلامه على مقاصد العرب، وأنحاء تصرفاتها في ألفاظها ومعانيها، ولم يقتصر فيه على بيان أن الفاعل مرفوع والمفعول منصوب ونحو ذلك، بل هو يبين في كل باب ما يليق به، حتى إنه احتوى على علم المعاني والبيان ووجوه تصرفات الألفاظ والمعاني
قال ابن خلدون في مقدمة تاريخه1/ 560 بعد أن ذكر الطريق للحصول على ملكة التكلم باللسان المضري وهو أن يحفظ كثيرا من الكلام القديم:
"ولذلك نجد كثيرا من جهابذة النحاة والمهرة في صناعة العربية المحيطين علما بتلك القوانين إذا سئل في كتابة سطرين إلى أخيه أو ذي مودته أو شكوى ظلامة أو قصد من قصوده أخطأ فيها عن الصواب وأكثر من اللحن ولم يجد تأليف الكلام لذلك و العبارة عن المقصود على أساليب اللسان العربي وكذا نجد كثيرا ممن يحسن هذه الملكة ويجيد الفنين من المنظوم والمنثور وهو لا يحسن إعراب الفاعل من المفعول ولا المفعول من المجرور ولا شيئا من قوانين صناعة العربية فمن هذا تعلم أن تلك الملكة هي غير صناعة العربية وأنها مستغنية عنها بالجملة وقد نجد بعض المهرة في صناعة الاعراب بصيرا بحال هذه الملكة وهو قليل واتفاقي وأكثر ما يقع للمخالطين لكتاب سيبويه فانه لم يقتصر على قوانين الاعراب فقط بل ملأ كتابه من أمثال العرب وشواهد أشعارهم وعباراتهم فكان فيه جزء صالح من تعليم هذه الملكة فتجد العاكف عليه والمحصل له قد حصل على حظ من كلام العرب واندرج في محفوظه في أماكنه ومفاصل حاجاته وتنبه به لشأن الملكة فاستوفى تعليمها فكان أبلغ في الإفادة ومن هؤلاء المخالطين لكتاب سيبويه من يغفل عن التفطن لهذا فيحصل على علم اللسان صناعة ولا يحصل عليه ملكة"
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 12:56]ـ
وقد قال الجرمي: "أنا منذ ثلاثين سنة أفتي الناس في الفقه من كتاب سيبويه"
وفسروا ذلك بعد الاعتراف به بأنه كان صاحب حديث، وكتاب سيبويه يتعلم منه النظر والتفتيش
ذكر أبو عبد الله بن عتاب أن القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي سئل عن الحد هل يدخل في المحدود أو لا؟ وذلك إذا باع منه أرضاً وقال حدُّ هذا من جهة كذا الشجرة.
فتوقّف عن الجواب ثم قال بعد للسائل: طالعت هذا الباب من كتاب سيبوية فدلّني على دخولها.(/)
طويلب علم بينكم فعلموه
ـ[أبو يحيى الأركاني]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 07:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخي الأفاضل إخوتي الأكارم:
أطلب منكم طلبا بسيطا وهو أن تدلوني على كتب منهجية مؤصلة في علم أصول الفقه وما رأيكم في الكتاب المسمى بالمصفى لابن الوزير؟
آمل التكرم من المشائخ بالرد.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 01:43]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا منهج من المناهج وهو أشهرها:
حفظ الورقات للجويني أو نظمها للعمريطي مع قراءة شرح العثيمين عليها
ثم مختصر التحرير لابن النجار وشرحه للعثيمبن
أو جمع الجوامع للسبكي وشروحه كثيرة
ولو قرأت قبل ذلك مقدمة في علم الميزان فإنه يعين غلى فهم بعض مباحث الأصول لكان حسنا
فقدم حفظ السلم المنورق مع قراءة شرحه للناظم
ولو أدخلت بين الورقات وما تلاه قراءة بعض الكتب المعاصرة كشرح العثيمين على كتابه الوصول لكان حسنا
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 01:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخي الأفاضل إخوتي الأكارم:
أطلب منكم طلبا بسيطا وهو أن تدلوني على كتب منهجية مؤصلة في علم أصول الفقه وما رأيكم في الكتاب المسمى بالمصفى لابن الوزير؟
آمل التكرم من المشائخ بالرد.
لابد أن تحدد أولاً دراستك أخى الكريم
هل هي شرعية أم لا بمعنى كلية للشريعة أو أصول الدين أو كليات أخرى (هندسة-علوم-آداب .... )
أو غير جامعى
وما قراءاتك السابقة في كتب الشرع وبخاصة الأصول؟
ـ[أبو يحيى الأركاني]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 10:31]ـ
أشكر أخانا أمجد على وضعه لأحد المناهج المطروحة والمنهج في نفسه حسن لكني أريد منهجا تأصيليا فهل هو كذلك يا شيخنا؟ أكرر شكري لك وأتمنى منك الرد.
أما أبو محمد العمري فقد سأل عن دراستي: تخصصي بارك الله فيك كلية الدعوة وأصول الدين، وقد قرأت كتاب إضاءات على متن الورقات وشرح الشيخ عياض بن نامي السلمي (على الأكاديمية الإسلامية المفتوحة). وبدأت أقرأ الآن في المصفى لابن الوزير.
فهل أنا منهجي مستقيم أم فيه خلط أفيدوني بارك الله فيكم.(/)
لمن يقرأ لابن قدامة، عندي سؤال، جزيتم خيراً
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 07:49]ـ
السلام عليكم ..
أذكر كلاما جميلاً لابن قدامة -رحمه الله- سأورد فحواه وأريده نصاً بالمصدر فضلاً لا أمراً، ودونكم فحواه وفكرته:
إنه ليس عبد في عرض البحر بأحوج إلى الله ممن هو جالس في بيته وبين أهله ا. هـ
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 01:37]ـ
:):):)
ما فيه جواب؟؟(/)
تخميس قصيدة أنا المقر بأنني وهابي ........ للملا عمران رحمه الله!
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 09:38]ـ
قل للذي اتخذ التجهم مركباً
ورآهُ ديناً وارتضاهُ مذهباً
ولمذهبِ الأبرارِ صار مُكذباً
إن كان تابع أحمد متوهبا ً---- فأنا المقرّ بأنني وهابي
لا ذنب لي فيما رآهُ المبتلى
إلا اعتمادُ الواحدِ الفردِ العلي
والأخذُ بالقرآنِ والنصِّ الجلي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي----ربٌّ سوى المتفرد الوهابِ
فهو المُرجَّى في الشدائدِ والبَلا
وهو المؤملُ إذ يعمُّ الإبتِلا
مالي سوى ربِّ السماواتِ العُلا
لا قبةٌ تُرجى ولا وثنٌ ولا ---- قبرٌ له سبب من الأسبابِ
فالإلتجاءُ لواحدٍ أحدٍ فلا
ملك ٌ يُلاذُ به ولا من أُرسِلا
أو صالحٌ نال التقرب والولا
كلا ولا شجرٌ ولا حجرٌ ولا---- عينٌ ولا نصبٌ من الأنصابِ
وطلاسمٌ قد أُعجمت كعزيمةٍ
والعقدُ في خيطٍ ولو لِبهيمةٍ
والجامعاتُ بكاغدٍ ورقيمةٍ
أيضاً ولستُ معلقاً لتميمةٍ ---- أو حلقةٍ أو ودعةٍ أو نابِ
أي ضِرسُ وحشٍ قلدُوه بنيةٍ
في جِيدِ مولُودٍ لهم وصبِيَّةٍ
حِرزاً له من عينٍ او جِنيةٍ
لرجاءِ نفعٍ أو لدفعِ بليةٍ ---- الله ينفعني ويدفع ما بي
وزيادةٍ في الدينِ مِن مُتشبِّثٍ
بعبادةٍ معلولةٍ مُتعبِّثٍ
لم يُستند فيها بقولِ محدثٍ
والابتداع وكل أمرٍ محدثٍ ---- في الدينِ ينكره أولُو الألبابِ
إن يفعلوه يُقوِّلوا من أُرسِلا
أو يعملوه يروا عليه معوَّلا
أو يألفُوه يُجاهروا بين الملا
أرجو بأني لا أقاربُهُ ولا ---- أرضاهُ ديناً وهو غير صوابِ
وأقول: للباري صفاتٌ أُثبِتت
وأعوذُ من جهميةٍ عنها عتت
وتأوَّلت بعُقُولها وتعنتت
وأُمِرُّ آياتِ الصفاتِ كما أتَت ---- بخلافِ كل مؤوِّلٍ مرتابِ
لم أتخذ لي غير هذا أُسوةً
حيثُ اقتبستُ من الأئِمة جذوةً
وجعلتُها عند التمسُّكِ عُروةً
والإستواءُ فإن حسبي قدوةً ---- فيهِ مقالُ السادةِ الأقطابِ
الآخذين من الكتاب المستنيـ
رِ الطَّالِبينَ لوجه ذي الفضل الغني
الضاربين بصارمٍ لا ينثني
الشافعي ومالكٍ وأبي حنيـ ـفةَ وابن حنبلٍ التقي الأوابِ
لستُ المجادل مرةً أو تارةً
كمن ابتغى علم الكلامِ تجارةً
واعتاض بالدُرِّ النفيس حِجارةً
وكلامُ ربي لا اقول: عبارةٌ ----كمقالِ ذي التأويلِ في ذا البابِ
لا خوض لي في آيِهِ المُتشابِهِ
وأقول مهما مرَّ آمنا بِهِ
ما قُلتُ ترجمةً أتى في بابهِ
بل إنهُ عينُ الكلام أتى بهِ ---- جبريلُ ينسخُ حكم كل كتابِ
فالجهمُ قال بِرأيهِ وبخَرصِهِ
إذ خالف الأثر الصحيح بقصِّهِ
والختمُ زِينتُه برونقِ فصِّهِ
هذا الذي جاء الصحيحُ بنصهِ ---- وهو اعتقادُ الآل والأصحابِ
ذا منهجُ السلفِ الذي يُرجى بهِ
نيلُ النجاةِ لمن أتى من بابِهِِ
هديُ النبي ومُقتفى أصحابِهِ
وبعصرِنا من جاء معتقداً بهِ ---- صاحوا عليهِ مجسمٌ وهابي
ماذا رأوا فيهم من الأمرِ الخلل
ما شاهدُوا منهُم على ضربِ المَثَل
إلا اتِّباع المُصطفى فيما نقل
جاء الحديث بغربة الإسلام فلـ ـيبكِ المُحبُّ لغربةِ الأحبابِ
وينوحُ من أسفٍ على ما فاتهُ
فيما مضى وليغتنم أوقاتَهُ
من قبلِ أن تدنو إليه وفاتُهُ
هذا زمانٌ من أراد نجاتهُ ---- لا يعتمد إلا حضور كتابِ
مُتدبِّراً أحكامهُ بتفَهُّمٍ
من غيرِ تبديلٍ وغيرِ توهُّمٍ
لو كان في ديجُورِ ليلٍ مبهمٍ
خيرٌ له من صاحبٍ متجهمٍ ---- ذي بدعةٍ يمشي كمشي غرابِ
فكأنهُ لِصٌّ يُدبِّر غَارةً
فيقُومُ حيناً ثم يقعُدُ تارةً
جعل الإلهُ بمُقلتيهِ غُبارةً
مهما تلا القرآن قال: عبارةٌ ---- أي إنه كمترجم لخطابِ
فعسى الإلهُ يجُودُ باللُّطفِ الخفي
ويُعيذُنَا بجنابِهِ البرِّ الوفي
من شرِّ جهميٍّ عنيدٍ مُختفِي
وإذا تلا آي الصفاتِ يخوض في ---- تأويله خوضاً بغير حسابِ
نقمُوا على من قال إن دليلنا
في مُحكم التَّنزِيل وهو سبيلُنا
ما ذاك إلا قصدهم تَشيِينَنا
فاللهُ يحمينا ويحفظ ديننا ---- من شر كل معاند سبابِ
ويخُصُّ أهلَ الحقِّ مِنهُ بِرُتبةٍ
مقرونةٍ بسعادةٍ وبقُربَةٍ
ويُزيلُ عنهم ما لقُوا من كربةٍ
ويُؤيِّدُ الدين الحنيف بعصبةٍ ---- مستمسكين بسنةٍ وكتابِ
هَابَ العِدَى منهُم لشِدَّةِ بأسِهِم
وشِعارُ دين اللهِ خيرُ لباسِهِم
دَانُوا به مُذ حلَّ في أنفاسِهِم
لا يأخذون برأيهم وقياسهم ---- ولهم إلى الوحيينِ خيرُ مئابِ
أخذُوا بما قد جاءَ من وحي السَّما
ونفوا أقاويل الغوايةِ والعَما
وتبرؤوا مِمَّن طغا وتَجَهَّما
لا يشربون من المكدر إنما ---- لهم المُصفَّى من ألذِّ شراب
كُلٌّ لهُ فنٌّ وهُم ذا فَنُّهُم
يَستمسِكُونَ بدينِهِم فكأنَّهُم
قبضُوا على جمرِ الغضا لكنهم
قد أخبر المختارُ عنهم أنهم----- غرباءُ بين الأهلِ والأصحابِ
يتدارسون العلم في غدواتِهِم
والذِّكر والقُرآن في روحاتِهِم
لا يألفُونَ الخلق في عادَاتِهِم
في معزلٍ عنهم وعن شطحاتهم ---- وعن الغلو وعن بناءِ قِبابِ
الذِّكرُ ديدنُهُم على طُولِ المَدَى
ومجالِسُ التَّدريسِ تُشرقُ بالهُدى
ذِكراً وتوحيداً وفِقهاً يُقتدى
سلكوا طريق التابعين على الهدى---- ومشوا على منهاجهم بصوابِ
لهُمُ دَويُّ النحلِ إن يتوافرُوا
إن خَيَّمُوا في أرضِهِم أو سافَرُوا
لا يُخفِرُون ذِمَامَ قومٍ خافَرُوا
من أجل ذا أهلُ الغلو تنافروا ---- عنهم فقلنا ليس ذا بعجابِ
لا تعجبُوا منهُم ومِمَّا قد جَرَى
من كانَ لا يدري فليسَ كمَن دَرَى
ذي سِلعَة قلَّ الذي منها شَرَى
نفرَ الذين دعاهم خير الورى ---- إذ لقبوه بساحرٍ كذابِ
قد كان يُدعى فيهمُ بأمانةٍ
ومقالِ صِدقٍ واجتنابِ خِيانةٍ
فتنقصُوهُ بجِنَّةٍ وكَهَانةٍ
مع عِلمِهم بأمانةٍ وديانةٍ ---- وصيانةٍ فيه وصدقِ جوابِ
عَلَمُ الهُدى ذاكَ النبيُ المجتبى
أسرَى بهِ البَارِي إلى سبعِ الطِّبَا
قِ مُكرماً ومُبجلاً ومُهذَّبا
صلى عليهِ اللهُ ما هب الصبا ---- وعلى جميع الآل والأصحابِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 01:35]ـ
يرفع ...............
ـ[أبو يعلى البيضاوي]ــــــــ[21 - Aug-2010, مساء 08:49]ـ
الهدية (290)
وهي كتاب:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=78 088&stc=1&d=1282412417
تيسير المنعم
في شرح عقيدة المسلم
[وهو شرح لقصيدة أنا وهابي للملا عمران]
تاليف
الشيخ محمد بن صالح الحربي
دار ابن خزيمة
الطبعة الاولى 1423 هـ
رابط التحميل:
http://ia360705.us.archive.org/5/items/muniimharbi/muniim_harbi.pdf
وحيث لم يترجم الشيخ الشارح للشيخ الناظم رحمه الله فقد جمعت له ترجمة مختصره مما عثرث عليه
مع ضميميتن: الاولى تتمة القصيدة , والثانية تخميسها كلاهما للشيخ العلامة محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله
رابط التحميل
http://ia360701.us.archive.org/22/items/tarjamamulla/tarjama_mulla_umran.doc
وزيادة في الفائدة و النفع قمت برفع قراءة صوتية للقصيدة وتخميسها
رابط تحميل قراءة للقصيدة / صوتي
http://www.archive.org/download/ana_wahabi/anawahabi.mp3
ورابط تحميل قراءة تخميس القصيدة / صوتي
http://www.archive.org/download/ana_wahabi/takhmis_anawahabi.mp3
ـــــ
رحم الله امرءا أعجبته هديتي فدعا لوالدتي بالشفاء من مرضها
اللهم أعط منفقا خلفا اللهم أعط ممسكا تلفا
سلسلة عمل من طب لمن حب ( http://amalmantab.blogspot.com/)
تراث شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية رحمه الله ( http://bentaimiya.blogspot.com/)
خزانة المذهب الحنبلي ( http://hanabila.blogspot.com/)
خزانة المذهب المالكي ( http://malikiaa.blogspot.com)
المصطفى من المخطوطات العربية والإسلامية ( http://mostafamakhtot.blogspot.com)
خزانة التراث العربي ( http://khizana.blogspot.com)
ديوان السنة المسندة ( http://diwansunna.blogspot.com)
إسنادنا / مدونة الأثبات والفهارس والمشيخات ( http://isnaduna.blogspot.com/)(/)
علماء أصحاب معتقد سليم
ـ[الصواعق المرسلة]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 10:57]ـ
وأقصد هنا علماء في العلوم الطبيعية , والطب والهندسة وغيرها .. فيمن سبق .. ؟؟
أرجو الإفادة شكر الله لكم ....(/)
هل يصح أن يقال: الشرك بالرسول؟
ـ[القاموس]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 11:33]ـ
بمعنى: أن يقال: الشرك أنواع فمنها: الشرك بالله، والشرك بالرسول؟ [/ size][/font](/)
للمدارسة إشكالات حول التوسل بالعمل الصالح من يحلها؟
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 12:23]ـ
السلام عليكم
معلوم جواز التوسل بالعمل الصالح ولكن حين يتوسل المسلم بعمله الصالح لربه قد تنتابه مخاوف
تعكر عليه صفو مناجاته لمولاه ومن هذه المخاوف
ان تحدثه نفسه انه بهذا يزكى نفسه ويصفها بالصلاح والاخلاص
ومن اين له تأكده بقبول هذا العمل او ذاك
او انه بذكر عمله لربه يصير منانا يمن على ربه بعمله
كيف يتخلص المرء من هذه الهواجس حتى لاتعكر عليه لذة المناجاة
بارك الله فيكم
ـ[ولد برق]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 12:51]ـ
نحن نعبد الله أصلا بكل العبادات و ما نعبده إلا إننا نريد هذه العبادات و سيلة - أي نتوسل بها - لدخولنا الجنة و نجاتنا من النار
يقال في هذه الحاله أشكالاتك موجوده
فكيف يجعلها وسيلة وهو تحدثه نفسه انه بهذا يزكى نفسه ويصفها بالصلاح والاخلاص
ومن اين له تأكده بقبول هذا العمل او ذاك
او انه بذكر عمله لربه يصير منانا يمن على ربه بعمله
كيف يتخلص المرء من هذه الهواجس حتى لاتعكر عليه لذة المناجاة
بارك الله فيك فإن قلت هذا غير موجود فقد فرقت بين متماثلين بل قل بين أمر واحد
هذه محاولة مني لذهاب هذه الهواجس التي تأتي حتى على أصل سبب العبادة
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 12:09]ـ
بارك الله في أخينا الفاضل (ولد برق)؛ ولكني لا أظن جوابه شافيًا؛ وذلك في وجهة نظري.
والجواب المختار -بفضل الله-:
أن من تأمل نص حديث التوسل بالعمل الصالح؛ يجد أن دعاء الثلاثة قد جاء ((مشروطًا)) بعلم الله؛ كما قال أحدهم: «اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا»
فأنت تتوسل إلى الله بعمل (يغلب) على ظنك أنك ما فعلته إلا لله؛ وإلا فالكلمة الأولى والأخيرة في ذلك؛ إنما هي لله وحده؛ فهو يعلم ما في نفسك أكثر من نفسك!.
فأنت -في الحقيقة- لا تعلم: أقُبِلَ منك ذلك العمل أم لا؛ فضلاً عن أن يدخل إلى نفسك العجب من ذلك.
فمقامك؛ إنما هو مقام ذل، ورجاء، وافتقار؛ وليس مقام عز، وغَناء، وافتخار.
فما هذه الأشياء كلها إلا وسوسة؛ يلقيها الشيطان في روع المسلم؛ كي يعرض عن التوسل إلى الله بعمله الصالح؛ فيحوجه بعد ذلك إلى التوسل المحرم. والله أعلم.
الشاهد من الأمر:
أن معرفتك ((لحقيقة المقام)) الذي أنت فيه؛ هو الذي يطرد هذه الوساوس الشيطانية شر طردة!.
فاعرف نفسك، واعرف قدرها، وتضرع إلى الله؛ تفر منك الشياطين كما تفر من الذكر.
والله ورسوله أعلم.
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 08:20]ـ
اخوانى جزاكما الله خيرا
الحمد لله ذهب مافى نفسى
تقبل الله منا صالح العمل
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 08:48]ـ
والجواب المختار -بفضل الله-:
أن من تأمل نص حديث التوسل بالعمل الصالح؛ يجد أن دعاء الثلاثة قد جاء ((مشروطًا)) بعلم الله؛ كما قال أحدهم: «اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا»
فأنت تتوسل إلى الله بعمل (يغلب) على ظنك أنك ما فعلته إلا لله؛ وإلا فالكلمة الأولى والأخيرة في ذلك؛ إنما هي لله وحده؛ فهو يعلم ما في نفسك أكثر من نفسك!.
فأنت -في الحقيقة- لا تعلم: أقُبِلَ منك ذلك العمل أم لا؛ فضلاً عن أن يدخل إلى نفسك العجب من ذلك.
فمقامك؛ إنما هو مقام ذل، ورجاء، وافتقار؛ وليس مقام عز، وغَناء، وافتخار.
فما هذه الأشياء كلها إلا وسوسة؛ يلقيها الشيطان في روع المسلم؛ كي يعرض عن التوسل إلى الله بعمله الصالح؛ فيحوجه بعد ذلك إلى التوسل المحرم. والله أعلم.
الشاهد من الأمر:
أن معرفتك ((لحقيقة المقام)) الذي أنت فيه؛ هو الذي يطرد هذه الوساوس الشيطانية شر طردة!.
فاعرف نفسك، واعرف قدرها، وتضرع إلى الله؛ تفر منك الشياطين كما تفر من الذكر.
والله ورسوله أعلم.
جزاكم الله خيراً ..
فائدة نفيسة ما سمعت بمثلها في الكلام حول هذا الحديث ..(/)
سواء كنت من أهل الأردن أو من غيرها
ـ[نديم الخير]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 01:30]ـ
من يفيدنا من الإخوة المباركين أين وردت لفظة الأردن سواء كان ذلك في السنة النبوية أو في السيرة
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 01:48]ـ
الأخ الفاضل لفظة الأردن ذكرت في حديث الدجال الذي عند الترمذي و هاهو الحديث بأكمله.
عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ
أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَضَحِكَ فَقَالَ إِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ حَدَّثَنِي بِحَدِيثٍ فَفَرِحْتُ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدَّثَنِي أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ رَكِبُوا سَفِينَةً فِي الْبَحْرِ فَجَالَتْ بِهِمْ حَتَّى قَذَفَتْهُمْ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ فَإِذَا هُمْ بِدَابَّةٍ لَبَّاسَةٍ نَاشِرَةٍ شَعْرَهَا فَقَالُوا مَا أَنْتِ قَالَتْ أَنَا الْجَسَّاسَةُ قَالُوا فَأَخْبِرِينَا قَالَتْ لَا أُخْبِرُكُمْ وَلَا أَسْتَخْبِرُكُمْ وَلَكِنْ ائْتُوا أَقْصَى الْقَرْيَةِ فَإِنَّ ثَمَّ مَنْ يُخْبِرُكُمْ وَيَسْتَخْبِرُكُمْ فَأَتَيْنَا أَقْصَى الْقَرْيَةِ فَإِذَا رَجُلٌ مُوثَقٌ بِسِلْسِلَةٍ فَقَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَرَ قُلْنَا مَلْأَى تَدْفُقُ قَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ الْبُحَيْرَةِ قُلْنَا مَلْأَى تَدْفُقُ قَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ الَّذِي بَيْنَ الْأُرْدُنِّ وَفِلَسْطِينَ هَلْ أَطْعَمَ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ النَّبِيِّ هَلْ بُعِثَ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ أَخْبِرُونِي كَيْفَ النَّاسُ إِلَيْهِ قُلْنَا سِرَاعٌ قَالَ فَنَزَّى نَزْوَةً حَتَّى كَادَ قُلْنَا فَمَا أَنْتَ قَالَ أَنَا الدَّجَّالُ وَإِنَّهُ يَدْخُلُ الْأَمْصَارَ كُلَّهَا إِلَّا طَيْبَةَ وَطَيْبَةُ الْمَدِينَةُ
ـ[نديم الخير]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 02:28]ـ
شكر الله لك وهل وردت في موضع آخر؟
ـ[ابو عمر المحيسن]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 06:57]ـ
ورد أيضا أن (ابو سفيان) عندما كان مشركا قال: إن محمدا (صلى الله عليه وسلم) يعدكم بجنان كجنان الأردن.
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 11:33]ـ
لتقاتلن المشركين حتى يقاتل بقيتكم الدجال على نهر الأردن أنتم شرقيه وهم غربيه (الطبرانى عن نهيك بن صريم)
أخرجه الطبرانى كما فى مجمع الزوائد (7/ 349) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، والبزار، ورجال البزار ثقات. وأورده الحافظ فى الإصابة (6/ 476، ترجمة 8824 نهيك بن صريم السكونى) وعزاه للطبرانى وابن منده.
وضعفه الالباني في الضعيفة.
ـ[نديم الخير]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 09:59]ـ
نفع الله بعلمكم و ننتظر مزيدا من التفاعل(/)
ما حكم قولنا فطّوم، زنّوبة، حمّود .. وغيرها؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 10:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كثير من الناس ينادون من اسمها فاطمة: فطّوم .. ومن اسمها زينب: زنوبة .. ومن اسمه محمد أو أحمد: حمّود ..
فهل هذه التسميات محرّمة؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 11:03]ـ
/// وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
/// هذا يسمَّى تدليلًا، ولعلَّه فرع عن الترخيم عند أهل النحو واللغة؛ إذ من مقاصده تدليل المخاطب.
/// ولا بأس به من جهة الشَّرع، فإنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلَّم قد رخَّم اسم عائشة إلى عائش، مع التنبُّه إلى الفارق بين الترخيم والتدليل.
/// كتبته مذاكرة .. والله أعلم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 04:20]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك ..
البعض يقول إن ذلك من باب انتقاص شأن أصحاب هذه الأسماء الأصليين، وأتى ببعض أقوال طلبة العلم في ذلك .. فوددت التثبت من صحة ذلك، إذ أن كلام هؤلاء لا معنى له، وكلامك أقرب إلى الصواب، والله أعلم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 04:43]ـ
أنا سمعت احد الدعاة يقول لابنه يا عبودة
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 07:56]ـ
جزاكم الله خيرا
هل من حرج في إطلاق " موح"على من اسمه "محمد" و موس" على من اسمه "مصطفى"، علما أن أصحاب هذه الإطلاقات من أصول مغربية، و لسان أغلبهم أعجمي؟ أفيدوني أفادكم الله
تنبيه: لا فرق بين حرفي "س" و"ص" في اللغة الفرنسية و لذا ينطق أصحابها " مصطفى" بالسين.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 09:00]ـ
جزاكم الله خيرا
هل من حرج في إطلاق " موح"على من اسمه "محمد" و موس" على من اسمه "مصطفى"، علما أن أصحاب هذه الإطلاقات من أصول مغربية، و لسان أغلبهم أعجمي؟ أفيدوني أفادكم الله
تنبيه: لا فرق بين حرفي "س" و"ص" في اللغة الفرنسية و لذا ينطق أصحابها " مصطفى" بالسين.
لا أرى به بأسا والدليل أننى ناديت أخونا الفاضل) خلوصى * فى احدى المشاركات قائلا
) خلصلص)(/)
أليس نشر فتوى (جواز الاسبال بلا خيلاء) عند العوام يؤدي إلى هجر السنة ?
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 02:26]ـ
أليس نشر فتوى جواز الاسبال بلا خيلاء عند العوام يؤدي إلى هجر السنة (إزرة المؤمن نصف ساقه).
أنا أستغرب من الاخوة الذين تحاملوا على الاخوة في هذه المسألة، هل يريدون هجر السنة؟ ولو كانوا بغير قصد لكن هذا الذي قد يحدث.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 05:11]ـ
أغلب المشايخ وطلبة العلم المعاصرين الذين خالفوا جمهور العلماء وقالوا بحرمة الإسبال مطلقا بلا خيلاء لا يأتزرون إلى نصف الساق
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 05:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا المجلس المبارك-المجلس العلمي-يستفيد منه العامي،طالب علم ... الخ،ولهذا اظن اخي الفاضل يختلف الأمر باختلاف فهوم الناس فليس كل علم يقال خاصة بين عوام المسلمين والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 05:25]ـ
هل تقصد أن مذهب الجمهور في مسألة الإسبال من العلم الذي ينبغي كتمه ولا ينشر للعامة؟؟!!
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 05:57]ـ
أغلب المشايخ وطلبة العلم المعاصرين الذين خالفوا جمهور العلماء وقالوا بحرمة الإسبال مطلقا بلا خيلاء لا يأتزرون إلى نصف الساق
لعلهم يفرقون بين الازرة والثوب
ونصف الساق أليس متجهاً على الازار دون الثوب؟!
وطلاب العلم المخالفين للجمهور في هذه المسألة لايلبسون غالبا الا الثوب.
أما الاسبال مطلقاً فيحرم سواء بالأزرة أو الثوب.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 06:31]ـ
بارك الله فيك ..
ونصف الساق خاصٌ - كما بين هذا الشيخ بكر رحمه الله - بالإزار ..
وقد ابتُلينا بمفتين لم يؤتوا " الحكمة " التي كان عليها علماؤنا الكبار، هذا إن قيل بجواز الخلاف في هذه المسألة وغيرها من مسائل " الشهوات "، فكيف وقد تقحم البعض المحرمات بسبب " الفقه التيسيري الفاسد المفسد " ..
ورحم الله من جعله الله سببًا في تعظيم شعائره، ورفع الناس لأحكام دينه.
ـ[مع الحق]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 08:47]ـ
بارك الله فيك اخي الخراشي ... لك مني كل التقدير والاحترام
ـ[القاموس]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 10:16]ـ
الشيخ / سليمان الخراشي سدده الله
ما الجواب إذاً عن قول ابن عمر كما في سنن أبي داود: ما قيل في الإزار فهو في القميص.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 10:17]ـ
/// المسألة محلَّ خلافٍ شئنا أم أبينا، وهجر السُّنَّة حاصلٌ بإشهار الخلاف وعدمه.
/// وكنظرةٍ منهجيَّةٍ ولمحةٍ موضوعيَّةٍ فتحريم ما أحلَّ الله -في نظر المفتي بالجواز لغير الخيلاء- ليست طريقةً صحيحةً لنشر السُّنَّة.
/// بمعنى: أنَّه لا يصحُّ مطلقًا من جهة الفتوى أوالحكمة في الدَّعوة -ولكل مقام مقال- التَّضييق على النَّاس من أجل نشر سُنَّةٍ أوالخوف عليها من الاندثار والهجر، فالخطأ لا يُعالج بالخطأ.
/// وكثيرًا ما حفظت أذني ووعى قلبي الحكمة التي كان يردِّدها الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله -وما أحوجنا إلى تدبُّرها وفهمها- حين يُسأل المسألة فيقول: الأمر سهل .. ثمُّ يحيل السَّائل إلى ما هو خيرٌ وأولى من فعل السُّنَّة.
/// ولستُ أقول بجواز الإسبال لغير الخيلا .. بل أتكلَّم كنظرةٍ منهجيَّةٍ في التَّعامل مع الخلاف، أومعاناة نشر السُّنَّة. والله المستعان.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 10:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أمجد:لا أقصد إخفاء قول الجمهور أو غيره بين العامة من كتم العلم،وإنما الذي قصدت ان طالب العلم أو الشيخ المفتي يفرق بين إفتاء الناس وإرشادهم إلى سنة النبي عليه الصلاة والسلام وبين مناقشة المسألة بين طلبة العلم أو قل إن شئت بين من له إهتمام بالعلم، وعلى المفتي ان يراعي هذا بحسب من سيفتي،خذ مثلا فتاوى الإمام بن باز -رحمه الله* وحتى الشيخ بن عثيمين-رحمه الله- إذا أفتوا بين العوام تراهم يرشدونهم إلى الأكمل وإلى هدي النبي عليه الصلاة والسلام،أما إثارة الخلاف والمناقشة هذا لا يصلح لعوام المسلمين والله أعلم.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 11:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله على أن الجمهور يقولون بالجواز والا لكان أغلب الأمة واقع في النهي الذي يلزم منه الفسق.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 11:31]ـ
القارئ لكثير من فتاوى و أقوال أهل العلم المعاصرين في هذه المسألة يظن أنها إجماع من جميع الفقهاء و العلماء على تحريم الإسبال و الأمر خلاف ذلك.
و ليس بالضرورة طرح فتوى جواز الإسبال لغير الخيلاء يكون سبب لترك الناس السنة في الإزار, ما دام أن الطرح هو لترجيح القول بعدم التحريم, وهو قول قال به كبار الفقهاء و العلماء. و ليس الهدف من الطرح هو التنفير من السنة أو ما شابه ذلك.
و الله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 11:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا المجلس المبارك-المجلس العلمي-يستفيد منه العامي،طالب علم ... الخ،ولهذا اظن اخي الفاضل يختلف الأمر باختلاف فهوم الناس فليس كل علم يقال خاصة بين عوام المسلمين والله أعلم
بارك الله فيك أخي الكريم
وأحب أن أفرق بين العوام الذين يتلقون فتاوى جاهزة من مواقع رسمية وبين آخرين لايمكن لهم أن يقبلوا من منتديات، ولذلك من كان في هذه الحوارات العلمية غالبا يكون طالب علم.
لكن مارأيك في المواقع الرسمية مثل: الاسلام اليوم وغيرها أليست هناك فتاوى جاهزة؟
فما الظن بالعامي الذي يعمل بمافيها خصوصا ونحن في زمن البعد عن الله، أليس من الأحوط إفتاء العامي بالأحوط (على فرض أن الخلاف معتبر).
ـ[الصادق]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 12:27]ـ
لا تلازم بين ذكر الخلاف , وبين هجر السنة , ثم إن العامي قد يتابع المنتديات الحوارية لطلبة العلم , فهل يصح أن نطالب بإيقاف هذه المنتديات , ياإخوة العالم قد تغيّر وأصبح منفتحاً إلى أبعد درجة.
فمن الصعب اخفاء خلاف العلماء , وما يجب أن نفعله في هذه المرحلة , تعليم العوام كيفية التعامل مع الخلاف بين العلماء وموقفهم من ذلك.
ـ[محمّد حدّاد الجزائري]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 02:16]ـ
السّلام عليكم جميعا و رحمة اللّه و بركاته
مسألة الإسبال و الخلاف القديم حول حمل المطلق فيها على المقيّد معروف، و هي من المسائل الّتي يُقبل فيها الاجتهاد و لا يُنكر؛ ذلك أنّه لا نصّ فيها يفيد قطعية الدّلالة و لا إجماع يعبّر عن القول الواحد ...
فمن أخذ بالتّحريم مطلقا لا يُسمّى متشدّدا في المسألة، و من أخذ بالجواز أو الكراهة (في الإسبال لغير خيلاء) لا يسمّى متساهلا فيها.
و كلا القولين يتقلّب المختار لأحدهما بين الأجر و الأجرين؛ ما قصد الحقّ و باعد الهوى عند الاختيار.
أمّا وصف الفقه التّيسيري بالفقه الفاسد المفسد فهذا يا إخوان ليس بجيّد؛ بل الأولى بهذا الوصف هو الفقه التّساهلي، ذلك أنّ التّيسير و اتّصاف فقهنا به هو الأصل، فإنّ مبنى شريعتنا على التّيسير، و الضّرر يُزال.
بل كما قال العلاّمة ابن عثيمين رحمه اللّه:
إنّما جاء الدّين لسعادة البشر و دفع الشرّ عنهم و الضّرر
و أمّا العوام فإذا كانوا هم السّائلين عن المسألة و ما شابهها فالأصل أنّه يُفتى لهم بما يُعتقد هو الحقّ دون الخوض في تفصيلات و تفريعات و سرد للخلافات ... بلا جدوى، فإنّ ذلك يتعبهم و يشوّش عليهم، لكن مطلب العامّي هو الحكم لا غير، أما ذكر الدّليل لهم فهو جيّد كما قال مشايخنا و إن لم يفهموه، حتّى يُربطون بالوحي لا بالمفتي.
و أمّا إذا نوقشت المسألة أو طُرحت في المجالس و الحلق و نحوها ... ، فلا يضرّ وجود العامّي من عدمه، بل لا يُراعى وجوده أصلا، فإن أعجبه النّقاش استفاد و حرص أن يبلغ إلى مرتبة طالب علم، و إن حار و تعب قام دون أن يُشعَر بقيامه ...
و من ذا الذي وُلد طالب علم أو تزبَّب قبل أن يصبح عنبا!
اللّهم إلا المسائل الّتي تنبني عليها أحكام عقدية أو عملية و يُخشى على العامي من الانحراف لعدم فهمها على وجهها، فهنا تتأكّد الحلق و المجالس الخاصّة الّتي يديرها الشيخ مع طلبته الخواص.
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 03:01]ـ
وليس من الحكمة أن تجعل الناس يعتقدون أنهم يعصون الله في مسألة لا تعدو عن كونها مسألة مرجوحة أو مسألة فيها سعة.
حصل أن أحد العارفين كان يمشي مع تلميذه بلباسه النظيف وهو يتحاشى المواقع الوسخة فحصل أن مر على بركة لم ينتبه لها فتوسخ ثوبه ثم تابع المشي في البركة فقال له تلميذه: يا شيخنا لما تابعت المشي في البركة؟!
فأجابه الشيخ العارف: لأن في البداية توخيت الحذر حفاظا على نظافة ثوبي ولكن بعد تلطخه بالطين لم يبق لدي شيء أخاف عليه، لذا تابعت المشي.
طبعا هذا كان توجيه وتعليم من الشيخ العارف لتلميذه فكأنه شبه الثوب النظيف بالمسلم الطائع الذي لم يوسخ نفسه بالمعاصي أما حينما توسخ ثوبه بالمعاصي تابع غير عابئ بما بقي.
كذلك إذا جعلنا الناس يعتقدون أن المسبل عاصي بله صاحب كبيرة. فماذا ننتظر منهم؟!
إما أن يقعوا تحت عذاب تأنيب ضميرهم ـ وهو قتال في غير حرب ـ أو أن يتحرروا من المسألة بعدم المبالاة. وكلاهما شر!
ـ[عبد فقير]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 03:35]ـ
لا أعلم أحدا من السلف قال بحرمة الإسبال من غير خيلاء ومن عنده علم بهم فليخبرنا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 06:33]ـ
سئل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - كما في مجموع فتاواه (26/ 303):
(متى يُنكر على المخالف في المسائل الخلافية التي بين أهل العلم؟)
فأجاب: (مسائل الخلاف نوعان:
النوع الأول: نوعٌ يكون فيه الدليل فيها واضحًا لا يُمكن فيه الاجتهاد؛ فهذا يُنكر على المخالف فيها لمخالفة النص؛ وذلك كحلق اللحية، وإسبال الثوب أسفل الكعبين، والتفرق في دين الله، وغير ذلك ... - إلى آخر الفتوى).
رسالة: (حد الثوب والأزرة, وتحريم الإسبال ولباس الشهرة)، للشيخ بكر - رحمه الله -
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=8&book=3416
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالم السنن]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 07:24]ـ
أغلب المشايخ وطلبة العلم المعاصرين الذين خالفوا جمهور العلماء وقالوا بحرمة الإسبال مطلقا بلا خيلاء لا يأتزرون إلى نصف الساقاخي الفاضل,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,
من قال لك ان رأي الجمهور هو جواز الاسبال لغير الخيلاء؟
ارجوا منك توثيق الاحالة
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 07:27]ـ
بارك الله فيك ..
ونصف الساق خاصٌ - كما بين هذا الشيخ بكر رحمه الله - بالإزار ..
وقد ابتُلينا بمفتين لم يؤتوا " الحكمة " التي كان عليها علماؤنا الكبار، هذا إن قيل بجواز الخلاف في هذه المسألة وغيرها من مسائل " الشهوات "، فكيف وقد تقحم البعض المحرمات بسبب " الفقه التيسيري الفاسد المفسد " ..
ورحم الله من جعله الله سببًا في تعظيم شعائره، ورفع الناس لأحكام دينه.
أشكرك على مرورك ومشاركتك واهتمامك بذلك في زمن أصبحنا فيه غرباء بين طلبة علم فضلا عن كونهم مسلمين والله المستعان.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 07:36]ـ
لا أعلم أحدا من السلف قال بحرمة الإسبال من غير خيلاء ومن عنده علم بهم فليخبرنا
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 07:40]ـ
الشيخ / سليمان الخراشي سدده الله
ما الجواب إذاً عن قول ابن عمر كما في سنن أبي داود: ما قيل في الإزار فهو في القميص.
هكذا تسأل الشيخ سليمان دون أن تثبت صحة الأثر وتوثقه!!؟
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 08:03]ـ
/// المسألة محلَّ خلافٍ شئنا أم أبينا، وهجر السُّنَّة حاصلٌ بإشهار الخلاف وعدمه.
/// وكنظرةٍ منهجيَّةٍ ولمحةٍ موضوعيَّةٍ فتحريم ما أحلَّ الله -في نظر المفتي بالجواز لغير الخيلاء- ليست طريقةً صحيحةً لنشر السُّنَّة.
/// بمعنى: أنَّه لا يصحُّ مطلقًا من جهة الفتوى أوالحكمة في الدَّعوة -ولكل مقام مقال- التَّضييق على النَّاس من أجل نشر سُنَّةٍ أوالخوف عليها من الاندثار والهجر، فالخطأ لا يُعالج بالخطأ.
/// وكثيرًا ما حفظت أذني ووعى قلبي الحكمة التي كان يردِّدها الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله -وما أحوجنا إلى تدبُّرها وفهمها- حين يُسأل المسألة فيقول: الأمر سهل .. ثمُّ يحيل السَّائل إلى ما هو خيرٌ وأولى من فعل السُّنَّة.
/// ولستُ أقول بجواز الإسبال لغير الخيلا .. بل أتكلَّم كنظرةٍ منهجيَّةٍ في التَّعامل مع الخلاف، أومعاناة نشر السُّنَّة. والله المستعان.
أشكرك على مداخلتك الرائعة والمهمة، لكن هل أحد منا جحد وجود خلاف في المسألة حتى تقول (المسألة محلَّ خلافٍ شئنا أم أبينا)، لكن مانوع هذا الخلاف مع وجود النص الواضح؟
ثم تقول (وهجر السُّنَّة حاصلٌ بإشهار الخلاف وعدمه.)
فمادام أن إشهار الخلاف قد يكون سبباً في هجر السنة فليكن هناك إنكار على المخالف في ذلك حتى لاتُهجر السنة أو بالأصح حتى لايكثر ارتكاب المحرمات.
وتقول (لا يصحُّ مطلقًا من جهة الفتوى أوالحكمة في الدَّعوة -ولكل مقام مقال- التَّضييق على النَّاس من أجل نشر سُنَّةٍ أوالخوف عليها من الاندثار والهجر، فالخطأ لا يُعالج بالخطأ.)
وهل نحن سلمنا بأن الانكار على المخالف في هذه المسألة خطأ حتى تقول (فالخطأ لا يُعالج بالخطأ).؟
ثم أي تضييق على الناس والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (فإنه أنقى وأتقى)، والأولى بالاتهام بالتضييق من أراد أن يشق على الناس ويجيز لهم الاسبال بلا خيلاء لأن فيه تضييق ومشقة تعلق النجاسة في ثوب المسبل، بينما نحن ميسرين ونريد التيسير والراحة للمسلمين فنريد أن يمتثلوا التيسير الصحيح (أنقى وأتقى) وأوفر مالياً عند محلات الخياطة وغيرها وإن زاد شي من ماله يتصدق به، فنحن لانضيق بل نوسع على الناس ونيسر لهم.
ولذلك لايصح اتهامنا بقولك (أنَّه لا يصحُّ مطلقًا من جهة الفتوى أوالحكمة في الدَّعوة -ولكل مقام مقال- التَّضييق على النَّاس من أجل نشر سُنَّةٍ).
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 08:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله على أن الجمهور يقولون بالجواز والا لكان أغلب الأمة واقع في النهي الذي يلزم منه الفسق.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يا أخي إما أن تناقش أو قل كلامك في نفسك.
لكن الحمدلله الذي وفق من شاء لمن يكون سبباً في تعظيم شعائر الله ولقول الحق في زمن الغربة وزمن القابض على دينه كالقابض على الجمر.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 10:59]ـ
ملاحظة: صحيح أن في الإسبال لغير خيلاء خلاف
لكن الذي يشترط على من ينكر على المسبل من غير عذر أن يعرف هل هو أسبل خيلاء أو لا فلا أدري هل هو على مذهب المرجئة الذين يرجئون العمل عن مسمى الإيمان و يشترط معرفة ما في قلبه للإنكار عليه أو ممن لا يرى العمل بالظن كالقياس و نحوه
و ليس مذهب الجمهور لأن هذا مظنة خيلاء و ينكر عليه إلا من احتاج لذلك بينما غيرهم يرى أنه ينكر عليه لأنه محرم لذاته إلا من اضطر لذلك و هذا هو الخلاف المعتبر
و لهذا ورد في الأثر أن ابن مسعود أنكر على مسبل فقال إنك تفعله فبين عذره، و هذا دليل على أنه ينكر سواء كان بخيلاء أو غير خيلاء لأنه مظنة خيلاء إلا على المضطر أو المحتاج
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:49]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بندر الطائي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله على أن الجمهور يقولون بالجواز والا لكان أغلب الأمة واقعا في النهي الذي يلزم منه الفسق.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يا أخي إما أن تناقش أو قل كلامك في نفسك.
لكن الحمدلله الذي وفق من شاء لمن يكون سبباً في تعظيم شعائر الله ولقول الحق في زمن الغربة وزمن القابض على دينه كالقابض على الجمر.
لا أحسنت الرد ولا أحسنت الأدب وكيف تريد النقاش في مثل هذا الكلام الخالي من الصحة " القول بالجواز يؤدي الى هجر السنة "!!!!
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 01:10]ـ
? إلى من يقول بأن هذه (المسألة الخلافية) من مسائل الخلاف (المعتبر):
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=159790&postcount=60
و
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=159836&postcount=62
? ثم كيف يكون الإنكار على المخالف، وما الموقف من تأثيمه:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=160043&postcount=64
وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 02:10]ـ
أشكرك على مداخلتك الرائعة والمهمة، لكن هل أحد منا جحد وجود خلاف في المسألة حتى تقول (المسألة محلَّ خلافٍ شئنا أم أبينا)، لكن مانوع هذا الخلاف مع وجود النص الواضح؟
/// الشكر لك .. لا يلزم من ذكري شيًا نقد كلامك أوكلام من تنتصر لكلامه، وإنَّما كانت هذه إلماحة تصلح تمهيدًا لما عقَّبتُ به في مشاركتي.
/// وإنكار صحَّة الخلاف يبطل بفهم النصِّ من الكتب والسُّنَّة على فهم مجمعٍ عليه.
ثم تقول (وهجر السُّنَّة حاصلٌ بإشهار الخلاف وعدمه.)
فمادام أن إشهار الخلاف قد يكون سبباً في هجر السنة فليكن هناك إنكار على المخالف في ذلك حتى لاتُهجر السنة أو بالأصح حتى لايكثر ارتكاب المحرمات.
/// كلامي ليس على من أراد هجر السُّنَّة بالمعصية -المسلَّم بكونها كذلك-، والتعلُّق بالخلاف -وإن لم يكن مقنعًا له- بل على من رأى أنَّ الإسبال لغير الخيلاء ليس بمعصيةٍ، وأنَّه مباحٌ، فالأخذ بالمباح الذي يحصل به هجر السُّنَّة لا يصيِّره حرامًا! فانتبه لدقَّة كلامي.
/// وهذا نقيض تعبيرك عنه بـ: "يكثر ارتكاب المحرَّمات"؟! وهذا غريبٌ! فمخالفك لا يراه محرِّمًا حتى يسلَّم لك بكون فعل المحرَّم أدَّى لهجر السَّنَّة.
وتقول (لا يصحُّ مطلقًا من جهة الفتوى أوالحكمة في الدَّعوة -ولكل مقام مقال- التَّضييق على النَّاس من أجل نشر سُنَّةٍ أوالخوف عليها من الاندثار والهجر، فالخطأ لا يُعالج بالخطأ.)
وهل نحن سلمنا بأن الانكار على المخالف في هذه المسألة خطأ حتى تقول (فالخطأ لا يُعالج بالخطأ).؟
/// أولًا .. من أنتم؟ إن كنت تريد نفسك أومن يوافقك في القول، فالناس لهم أفهام وفقهٌ لم يحصره الله في فلانٍ من النَّاس، كيف وفي المسألة سلف من الفقهاء؟!
/// ويبدو أنَّنا في دورٍ من النقاش! ذلك يا أخي الكريم أنَّ حاجتنا -أنا وأنت- إلى التَّسليم بكون هذا الأمر من المحرَّمات القطعيَّة -لوجود الخلاف في فهم الحديث- أكثر من حاجتنا إلى تخئطة المنكر على من خالف في هذه المسألة فأجاز الإسبال لغير الخيلاء، واحتجَّ بفعل أبي بكر وقول النَّبيِّ (ص) له. مع غضَّ النَّظر عن صِحَّة هذا في نفس الأمر.
ثم أي تضييق على الناس والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (فإنه أنقى وأتقى)، والأولى بالاتهام بالتضييق من أراد أن يشق على الناس ويجيز لهم الاسبال بلا خيلاء لأن فيه تضييق ومشقة تعلق النجاسة في ثوب المسبل، بينما نحن ميسرين ونريد التيسير والراحة للمسلمين فنريد أن يمتثلوا التيسير الصحيح (أنقى وأتقى) ...
/// أولًا .. هل تثبَّتَّ من نسبة هذا الحديث إلى النَّبيِّ (ص)؟ حتى لا تقع فيما نهيت وعتبت عليه أخاك "القاموس"!
/// ثم قوله: "أتقى" هل تفهم من هذه الجملة إفادتها الوجوب، وخلافها: الحرمة؟ وهلَّا أكملت الحديث ليكون فيه معنىً ينبغي التعليق عليه.
ولذلك لايصح اتهامنا بقولك (أنَّه لا يصحُّ مطلقًا من جهة الفتوى أوالحكمة في الدَّعوة -ولكل مقام مقال- التَّضييق على النَّاس من أجل نشر سُنَّةٍ ..
/// مرَّةً أخرى. من أنتم ومن أنا؟ هل اتَّهمتك بشيءٍ في أصل المسألة حتى تعتبر مشاركتي اتِّهامًا؟
يا أخي .. قد ردَّدتُ مرارًا في مشاركتي المقتبسة المردود عليها أنِّي أتكلَّم على العموم، [ COLOR="Red"] ولا أقول بجواز الإسبال لغير الخيلاء.
والفقه علمٌ دقيقٌ، وليس مجرَّد سرد أحاديث وادِّعاء نصِّيَّتها وفهمها على وجهٍ صحيحٍ أوحد.
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 03:02]ـ
فائدة:
من لم يسوغ الخلاف في هذه المسألة فإن مؤدى قوله يوصل إلى نقض قاعدة من قواعد أهل السنة والجماعة وهي حمل المطلق على المقيد
لأن جماهير أهل العلم قالوا بحمل المطلق على المقيد هنا وجمع من المحققين منهم ابن تيمية والصنعاني والشوكاني
http://www.salmajed.com/artman2/publish/_107/_2113.shtml
دامت غيرتكم لنصرة الإسلام والمسلمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 03:04]ـ
فائدة:
من لم يسوغ الخلاف في هذه المسألة فإن مؤدى قوله يوصل إلى نقض قاعدة من قواعد أهل السنة والجماعة وهي حمل المطلق على المقيد
لأن جماهير أهل العلم قالوا بحمل المطلق على المقيد هنا وجمع من المحققين منهم ابن تيمية والصنعاني والشوكاني
http://www.salmajed.com/artman2/publish/_107/_2113.shtml
دامت غيرتكم لنصرة الإسلام والمسلمين
/// آمين .. ولكن لا يلزم أن يكون مؤدَّى كلامه كذلك؛ إلَّا بعد التسليم بكون هذا مطلقًا وذاك مقيِّدًا له!
ـ[عبد فقير]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 03:21]ـ
لا أعلم أحدا من السلف قال بحرمة الإسبال من غير خيلاء ومن عنده علم بهم فليخبرنا
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 04:58]ـ
السلام عليكم
أخي عبد فقير: وكأنني اجزم انك لست مطلع على المسألة أو حدث لك غلط في نقل مشاركتك؟
قال أبو بكر بن العربي _ رحمه الله _: ((لا يجوز للرجل أن يجاوز بثوبه كعبه، ويقول: لا أجره خيلاء، لأن النهي قد تناوله لفظاً، ولا يجوز لمن تناوله اللفظ حكماً أن يقول لا أمتثله، لأن العلة ليست في، فإنها دعوى غير مسلمة، بل إطالته ذيله دالة على تكبره. {فتح الباري 10/ 275}.
وساق الإمام البخاري _ رحمه الله _ في ((صحيحه)) باباً بعنوان: ((من جر إزاره من غير خيلاء)) وباباً: ((من جر ثوبه من الخيلاء)) ثم ساق عنواناً آخر: ((باب ما أسفل من الكعبين فهو من النار)) وساق أحاديث الوعيد بالنار، وأقر تحريم ما كان أسفل الكعبين لغير الخيلاء.
ومن المعاصرين: الإئمة: بن باز،الالباني،بن عثيمين -رحمهم الله- وغيرهم من إخوانهم الأحياء: الفوزان،المفتي العام،اللحيدان ................ الخ
وفقك الله
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 05:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذَهبَ جَمَاهيرُ العُلَماء إلى جوازِ الإِسبَالِ بِغيرِ خُيَلاء .. ومنهم الإِمامُ أحمدُ ابنُ حنبلٍ - رضيَ اللهُ عنه - وشيخُ الإسلام والصنعاني وجمعٌ لايحصى.
بالتوفيق:)
ـ[عبد فقير]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 05:16]ـ
البخارى أخى حمدان مذهبه عكس ما تقول وابن العربى ليس من السلف
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 05:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إلى من يريد أقوال من السلف ... في تحريم الإسبال مطلقاً بل وبطلان صلاة المسبل.
قال ابن حزم في المحلى مسألة 428
.... حق كل ثوب يلبسه الرجل أن يكون إلى الكعبين لا أسفل ألبتة؛ فإن أسبله فزعا أو نسيانا فلا شيء عليه
حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج ثنا محمد بن المثنى ثنا يحيى بن سعيد هو القطان - عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء " (رواه البخاري: اللباس (5788) , مسلم: اللباس والزينة (2087) , أحمد (2/ 386) , مالك: الجامع (1697).). فهذا عموم للسراويل، والإزار، والقميص وسائر ما يلبس. ورواه أيضا عبد الله بن دينار، وزيد بن أسلم عن ابن عمر مسندا.
ورويناه أيضا من طريق أبي ذر مسندا بوعيد شديد. وروينا عن أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود أنه قال: المسبل إزاره في الصلاة ليس من الله في حل ولا في حرام. وعن ابن عباس: لا ينظر الله إلى مسبل وعن مجاهد: كان يقال: من مس إزاره كعبه لم يقبل الله له صلاة فهذا مجاهد يحكي ذلك عمن قبله، وليسوا إلا الصحابة رضي الله عنهم لأنه ليس من صغار التابعين؛ بل من أواسطهم وعن ذر بن عبد الله المرهبي - وهو من كبار التابعين -: كان يقال: من جر ثيابه لم تقبل له صلاة ولا نعلم لمن ذكرنا مخالفا من الصحابة رضي الله عنهم. قال علي: فمن فعل في صلاته ما حرم عليه فعله فلم يصل كما أمر، ومن لم يصل كما أمر فلا صلاة له. حدثنا عبد الله بن ربيع ثنا محمد بن إسحاق ثنا ابن الأعرابي ثنا أبو داود السجستاني ثنا النفيلي هو عبد الله بن محمد - ثنا محمد ثنا زهير هو ابن معاوية - ثنا موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقال أبو بكر الصديق: إن أحد جانبي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لست ممن يفعله خيلاء " (البخاري: المناقب (3665) اللباس (5783 ,5784 ,5791) , مسلم: اللباس والزينة (2085) ,).
حدثنا عبد الله بن ربيع ثنا محمد بن معاوية ثنا أحمد بن شعيب أخبرنا نوح بن حبيب القومسي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " من جر ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه قالت أم سلمة يا رسول الله فكيف تصنع النساء بذيولهن قال: ترخينه شبرا؛ قالت: إذن تنكشف أقدامهن؛ قال: ترخينه ذراعا لا يزدن عليه ".
حدثنا عبد الله بن ربيع ثنا محمد بن معاوية ثنا أحمد بن شعيب أنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقري ثنا سفيان هو ابن عيينة - ثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه قال: سألت أبا سعيد الخدري فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، وما أسفل ذلك في النار، لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مع الحق]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 05:45]ـ
[ quote= حمدان الجزائري;160575 ((ما أسفل من الكعبين فهو من النار)) [/ quote]
ما توجيه هذا الحديث للذين يرون جواز الاسبال لغير الخيلاء .. سؤال للاستفادة
وكذلك اليس تقييد حرمة الاسبال بالخيلاء فقط يعتبر غير ذي اهمية في وقتنا الراهن فلا احد يجر ثوبه خيلاء ... بل وجدت موضة جديدة ... وهي الملابس القصيرة كالسراويل القصير والشورت وغيرهما
ـ[عبد فقير]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 05:59]ـ
وهل هذه الآثار صحيحة وهل يخالف الإمام أحمد إجماعا سكوتيا للصحابة
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 10:52]ـ
أخي الكريم عدنان البخاري
والله إني أريد الحق في هذه المسألة، ولذلك سأناقشك فإما أقنعك أو تقنعني وأرجوا أن لانصل إلى مرحلة عدم الاقتناع من بعضنا، فأقول وبالله التوفيق:
نحن نتناقش حول الأصل، وهذه المسألة ماهي إلامثال فقط، ولذلك سأذكر مسألة نظيرة لها، وأتمنى أن تجيبني عن موقفك منها حول الانكار من عدمه، وهل هي من الخلاف المعتبر أم لا:
- مسألة تارك الصلاة بالكلية تهاوناً وكسلاً، فالجمهور لايكفرون من فعل ذلك الترك، بغض النظر عن التعيين، وإنما لايكفروا فعله وهو (ترك الصلاة بالكلية تهاوناً وكسلا) وهؤلاء هم الجمهور كماتعلم.
وغيرهم من العلماء كما تعلم يكفروه، وردوا على أدلة الجمهور واحداً واحدا حتى وصلوا إلى حديث (خمس صلوات كتبهن الله على العباد .......... ومن لم يأت بهن فليس له عندالله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة)، وهذا أقوى دليل تمسك به الجمهور من عدم تكفيره حيث إنه دخل تحت المشيئة، وهذا الذي ناقشه - كماتعلم - شيخ الاسلام ابن تيمية ورد عليه رداً لايستطيع أن يصمد أمامه الجمهور من قوته، حيث بيَّن شيخ الاسلام الفرق بين عدم المحافظة والترك .... الخ. فالرد قوي وصاحبه مع النص الصريح الواضح، والمخالفون إنما هم مخالفون للنص ( ... فمن تركها فقد كفر) وغيره من النصوص، بل إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا.
فهل هذا من الخلاف المعتبر؟ مع ان المخالفين هم الجمهور.
وهل يصح للمفتي أن يجيب لمن يسأله عن حكم ترك الصلاة بأنها مسألة خلافية وقد حكى ابن قدامة الاجماع بأنه منافق، وهذا ليس كفرا بل خطأ أن تترك الصلاة فهو محرم (فيفتي بهذا لأنه يرى برأي الجمهور)
أليس في كلامه تهوينا؟
هذه المسألة نظيرة من ناحية أصل الخلاف لمسألتنا، فأتمنى معرفة رأيك.
ـ[الدكتور فيصل]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 11:56]ـ
وقد ابتُلينا بمفتين لم يؤتوا " الحكمة " التي كان عليها علماؤنا الكبار، هذا إن قيل بجواز الخلاف في هذه المسألة وغيرها من مسائل " الشهوات "، فكيف وقد تقحم البعض المحرمات بسبب " الفقه التيسيري الفاسد المفسد " ..
ورحم الله من جعله الله سببًا في تعظيم شعائره، ورفع الناس لأحكام دينه.
ماهكذا تورد الإبل
ـ[عبد فقير]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 02:29]ـ
جمهور العلماء على كفر تارك الصلاة والمقصود بالجمهور غير ما تتصور (ابتسامة)
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 02:37]ـ
جمهور العلماء على كفر تارك الصلاة والمقصود بالجمهور غير ما تتصور (ابتسامة)
وكيف علمتَ عن تصوري حتى تبتسم من علمك به؟ (ابتسامة)
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 03:01]ـ
أخي الكريم عدنان البخاري
والله إني أريد الحق في هذه المسألة، ولذلك سأناقشك فإما أقنعك أو تقنعني وأرجوا أن لانصل إلى مرحلة عدم الاقتناع من بعضنا، فأقول وبالله التوفيق:
نحن نتناقش حول الأصل، وهذه المسألة ماهي إلامثال فقط، ولذلك سأذكر مسألة نظيرة لها، وأتمنى أن تجيبني عن موقفك منها حول الانكار من عدمه، وهل هي من الخلاف المعتبر أم لا:
- مسألة تارك الصلاة بالكلية تهاوناً وكسلاً، فالجمهور لايكفرون من فعل ذلك الترك، بغض النظر عن التعيين، وإنما لايكفروا فعله وهو (ترك الصلاة بالكلية تهاوناً وكسلا) وهؤلاء هم الجمهور كماتعلم.
وغيرهم من العلماء كما تعلم يكفروه، وردوا على أدلة الجمهور واحداً واحدا حتى وصلوا إلى حديث (خمس صلوات كتبهن الله على العباد .......... ومن لم يأت بهن فليس له عندالله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة)، وهذا أقوى دليل تمسك به الجمهور من عدم تكفيره حيث إنه دخل تحت المشيئة، وهذا الذي ناقشه - كماتعلم - شيخ الاسلام ابن تيمية ورد عليه رداً لايستطيع أن يصمد أمامه الجمهور من قوته، حيث بيَّن شيخ الاسلام الفرق بين عدم المحافظة والترك .... الخ. فالرد قوي وصاحبه مع النص الصريح الواضح، والمخالفون إنما هم مخالفون للنص ( ... فمن تركها فقد كفر) وغيره من النصوص، بل إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا.
فهل هذا من الخلاف المعتبر؟ مع ان المخالفين هم الجمهور.
وهل يصح للمفتي أن يجيب لمن يسأله عن حكم ترك الصلاة بأنها مسألة خلافية وقد حكى ابن قدامة الاجماع بأنه منافق، وهذا ليس كفرا بل خطأ أن تترك الصلاة فهو محرم (فيفتي بهذا لأنه يرى برأي الجمهور)
أليس في كلامه تهوينا؟
هذه المسألة نظيرة من ناحية أصل الخلاف لمسألتنا، فأتمنى معرفة رأيك.
وسبب ذكري لهذه المسألة هو ممايُبنى عليها، فلو صرح رجل على قناة بأنه لايصلي تهاوناً وكسلاً وتاركاً للصلاة بالكلية من باب التهاون وليس الجحدان لوجوبها فمات بعد كلامه مباشرة، هل يُصلى عليه وهل يُعامل معاملة المسلمين؟
وهل يجوز الانكار على القائلين بكونه مسلما حتى لولم يصلي؟ وهل الخلاف فيها معتبر.
ذكرتُ ذلك توضيحاً لما سيترتب على المسألة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد فقير]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 03:15]ـ
أخى الكريم المقصود بالجمهور عندى هم جمهور أصحاب الحديث كما نقله عنهم محمد ابن نصر المروزى وليس الجمهور على مصطلح المتأخرين (ابتسامة)
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 03:24]ـ
أخى الكريم المقصود بالجمهور عندى هم جمهور أصحاب الحديث كما نقله عنهم محمد ابن نصر المروزى وليس الجمهور على مصطلح المتأخرين (ابتسامة)
من معك من أهل العلم الفقهاء المعنيين بالمسائل الفقهية الخلافية التي نحن الآن بصددها؟
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 05:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
___ فإن كون الخلاف (معتبرًا) في هذه المسألة -أو غيرها-؛ (لا يتقرر) بقول الإمام أحمد، ولا بقول غيره!؛ بل ولا حتى بقول جماهير أهل العلم!! كذلك. قال تعالى:
{فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ:
_? إِلَى اللّهِ
_? وَالرَّسُولِ
إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}
___ فلم يقل الله تعالى: فردوه إلى أحمد!، أو إلى الجمهور!؛ فضلاً عن غيرهم!!. فالعبرة في كون مسألة خلافية؛ من مسائل الخلاف (المعتبر)؛ إنما يكون بالنصوص الواردة فيها، وبمدى وضوح هذه النصوص؛ ذلك الوضوح الذي:
1 - تنتفي معه الحجج،
2 - وتنقطع معه التأويلات (السائغة)،
3 - أو التوجيهات (المعتبرة).
___ فإذا ظهر نص في مسألة ما من مسائل الخلاف؛ انقطعت معه الحجج!، وانتفت عنه التأويلات (السائغة)، والتوجيهات (المعتبرة)؛ فلا مجال لقول قائل فيها؛ إلا قول من يقول (بعدم) اعتبار المسألة من مسائل الخلاف (المعتبر)؛ وإن كان الخلاف فيها لايزال قائمًا بحكم الواقع فقط!.
___ أما إذا لم يكن ذلك كذلك؛ فقد يكون القول -حينئذٍ- (باعتبار) الخلاف في المسألة؛ قولاً له حظ من النظر. فأما دون ذلك؛ فلا؛ بل و (ألف) «لا»!.
___ وبالنسبة لمسألتنا هذه -مسألة الإسبال-؛ فأحسَم ما ورد فيها: حديث أبي سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -؛ والذي فيه نهى النبي (ص) عن الأمرين (=1 - الإسبال بخيلاء، 2 - وبغير خيلاء) ((معًا)) في ((حديث واحد))؛ في ((موطن واحد))؛ فقد قال النبي (ص):
«1 - إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ
_2 - وَلا حَرَجَ أَوْ لا جُنَاحَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ؛
_3 - مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ فِي النَّارِ، _______ ??? إسبال (بلا) خيلاء.
_4 - وَمَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ» ________ ??? إسبال (بـ) ـخيلاء.
___أخرجه مالك، وأحمد، والحميدي، وأبو داود، وابن ماجة، والطياليسي، وابن حبان، وغيرهم كثير؛ جميعهم من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد الخدري نحوه. والحديث (بهذا لإسناد) صححه النووي في «رياض الصالحين»، وقال الحافظ العراقي في "المغني": «قال محمد بن يحيى الذهلي: كلا الحديثين محفوظ [يقصد حديث أبي هريرة، وحديث أبي سعيد]» اهـ، وصححه الشيخ الألباني في "المشكاة"، و"صحيح الترغيب والترهيب"، و"صحيح أبي داود"، وغيرها.
? والشاهد من الحديث (ظاهر)؛ أن النبي (ص) ذكر الأمرين ((معًا)):
__1 - الإسبال مجردًا عن الخيلاء:
___حيث توعد فاعله بالنار (فقط)؛ فقال: «مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ فِي النَّارِ».
__2 - الإسبال بطرًا (=خيلاء):
___ حيث توعد فاعله بإعراض الله عنه، وأنه لا ينظر له بالرحمة؛ هذا بالإضافة إلى استحقاقه لوعيد المسبل بغير
____خيلاء كذلك! (=النار)؛ فقال: «مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ».
___ فَذِكْرُ الأمرين ((معًا)) في ((حديث واحد))، وفي ((موطن واحد))؛ يقتضى التغاير بينهما -قطعًا-؛ إذ لو كانا أمرًا واحدًا؛ لكان في قوله (ص) تكرار!؛ لا فائدة منه!؛ وحاشاه عن ذلك؛ فهو أبلغ البلغاء، ومعلم الفصحاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
___ فإذا كان الأصل في الكلام -كما يعلمه المبتدئون في علم الأصول- التأسيس؛ لا التأكيد. أي: تأسيس معنى جديد؛ لا التأكيد على المعنى السابق. وكان الأمر -كما في القاعدة المعروفة- «أن الأشياء المشتركة في المعاني؛ تتنوع في معناها إذا اجتمعت في الذكر، وتتحد إذا انفردت»؛ فإن حجة الجمهور -بناءً على هذه القواعد الصحيحة- تبطل بهذا الحديث (يقينًا)؛ إذ الكلام فيه باق على أصله (=للتأسيس)؛ فلا نخرجه عن أصله إلا (بدليل)، ثم إنه قد اجتمع فيه المشتركان (=الإسبال بخيلاء، وبلا خيلاء)؛ فدل ذلك على افترقهما في المعنى، واختلافهما في الحكم كذلك. ولهذا فإن هذا الحديث يعتبر نصًا في المسألة، والله ورسوله أعلم.
___ فأقول -وبالله التوفيق-؛ فهذا الحديث -في نظري- (يجزم) بخروج المسألة من دائرة الاجتهاد السائغ، والخلاف (المعتبر)؛ لأن حجة الجمهور؛ إنما كانت حمل الأحاديث على بعضها (=المطلق في تحريم الإسبال؛ على المقيد ذلك التحريم بالخيلاء)؛ لكونها جاءت في روايات متعددة. أما في حديثنا هذا؛ فقد جاء النص من النبي (ص) على الأمرين ((معًا)) في ((حديث واحد))؛ في ((موطن واحد)). فكيف يصح الحمل -والحال كذلك-؛ أي: حمل المطلق على المقيد -ذلك إن سُلِّمَ بكونه كذلك أصلاً؛ (=أي كون أحد الحديثين مطلقًا، والآخر مقيدًا) - في ضوء حديثنا هذا؟!.
? شبهة جاهل!؛ ليس أكثر:
_ولا يخرج علينا جاهل!؛ فيقول:
___• ألم يك هؤلاء الأعلام يعلمون هذا الحديث؟!؛
___• فلماذا تركوا العمل به؟!.
___• أيعقل أن يعلمه فلان -اي من الأئمة-، ولا يفهمه، أو لم يعمل به؟!. [يريد بذلك إلزامنا بالطعن في الأئمة؛
_____وخسئ! بقولته الجاهلة!!؛ {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ}!؛ {أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ}!].
فالجواب عن ذلك:
• أنه ليس في هذا الكلام! أدنى حجة على خلق الله؛ فالعلم -كما قال ابن القيم-:
___________الْعِلْمُ: (قَالَ اللهُ)؛ (قَالَ رسُولُهُ)؛ ??? (قَالَ الصَّحَابَةُ)؛ لَيْسَ بِالتَّمْوِيهِ!
___________مَا الْعِلْمُ نَصْبُكَ لِلْخِلافِ سَفَاهَةً!! ??? بَيْنَ الرَّسُولِ، وَبَيْنَ قَوْلِ فَقِيهِ!!
• فأهل (الحق) والسنة -كما يقول شيخ الإسلام- «لا يكون متبوعهم إلا رسول الله (ص)؛ الذي (لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)؛ فهو الذي يجب تصديقه في كل ما أخبر، وطاعته في كل ما أمر، وليست هذه المنزلة لغيره من الأئمة؛ بل كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله» اهـ.
• ثم إنَّا لسنا متعبدين باعتبار عمل المسلمين -وإن وافقهم بعض الأئمة! - بحديث رسول الله (ص)؛ فإن لم يعملوا به؛ تركنا العمل! بحديث رسول الله (ص). ولكنا متعبدون بالعمل بحديث رسول الله (ص)؛ وإن فُرِضَ أن أحدًا لم يعمل به (قط) على مر العصور والدهور!.
• ثم إنه قد يكون للواحد من هؤلاء الأئمة عذر في تركه للعمل بهذا الحديث:
__- إما أنه لم يبلغه،
__- أو بلغه؛ فنسيه!،
__- أو بلغه؛ وتذكره، ولكنه لم يتيسر له النظر في المسألة مجددًا، ومات دون ذلك
__- أو بلغه؛ فغفل عن دلالته؛ فظن عدم تعارضه مع مذهبه،
__- أو غير ذلك من الأعذار التي قد تكون معتبرة، وقد تكون غير ذلك!؛ نتيجة لخطإه فيها.
إلى آخر هذه الأسباب؛ والتي ذكرها شيخ الإسلام في كتابه «رفع الملام عن الأئمة الأعلام» -بتفصيل أكبر من هذا-؛ فليرجع إليه من أحب.
___ وأنا ما أقول هذا الكلام؛ إلا لأن البعض! (قد) تبلغ به الجهالة!؛ فيتوقف عن العمل -أو القول- بحديث رسول الله (ص) -وإن كان واضحًا! -؛ لترك بعض الأئمة للعمل بمقتضاه؛ لسبب من الأسباب عندهم؛ وإن لم يكن يعلم -أي هذا المتوقف! - هذا السبب!!.
___ أقول: فهلا علمت سبب تركهم للعمل بالحديث أولاً -يا هذا! -، ثم نظرت فيه (=ثانيًا)؛ فترى إن كان معتبرًا أم لا؟!!. أما أن تترك العمل -والقول- بحديث رسول الله (ص) لمجرد أن خالفه بعض الأئمة؛ دون حتى معرفة حجتهم في تركهم للعمل به؟!، ثم لا تكتفي بذلك؟!؛ بل تحتج علينا به؟!؛ فهذا هو الهوى بعينه!، وهذه هي الجاهلية حقًا؛ بل هذا هو فعل اليهود مع أحبارهم!؛ إذ بدلوا الدين؛ فتركوا الدليل واتبعوا الأحبار والرهبان!!؛ فالله -على مثل هذه الجهالة! - المستعان.
? والخلاصة:
__أن المجتهدين الذين قالوا بقول الجمهور؛ وقد خفي عليهم هذا الحديث، أو علموه وتركوا العمل به لسبب لا نعلمه؛ فلهم أجر واحد، ولا تثريب عليهم إن شاء الله، والله حسيبهم.
___ وأما من وقف على هذا الحديث؛ ولم يجد له تأويلاً سائغًا أو توجيهًا معتبرًا، ثم أراد أن يتشبث بقول الجمهور، ويقول بوجود الخلاف (المعتبر) في هذه المسألة؛ فلا أظنه بين الأجر والأجرين بحال؛ بل ليس له إلا (الإثم)؛ والله ورسوله أعلم.
هذه خلاصة ما أعتقده في هذه المسألة؛ كتبتها على عجالة؛ وإلا فأنا لم أقصد الاستيعاب فيما أكتب.
ولله در القائل:
__________ بِذِكْرِ (النصِ) يُدْفَعُ كلُّ (زَيْفٍ)!! ??? وَيَدْنُو الحَقُّ مِمَّنْ يَرْتَجِيهِ
__________وَلَكِن أينَ مَنْ يَصْغَى وَ يَدْرِى ??? حَقِيقَةَ ما أَقُولُ وَمَنْ يَعيهِ؟!
فالله أسأل للجميع الهداية والسداد؛ إنه ولي ذلك، وهو رب العباد
? للفائدة:
___كيف يكون الإنكار في مثل هذه المسائل؟!، وهل يعني خروج هذه المسألة عن الخلاف (المعتبر)؛ أن يؤثم المخالف من الأئمة والدعاة (بعينه)؟!
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=160043&postcount=64
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 05:34]ـ
/// أبعد جمعٌ من الإخوة النجعة وشرَّق وغرَّب .. فيما ليس من مسألتنا؟!
/// مسألتنا: هل نشر فتوى في مسألة خلافية، وإن كان الخلاف فيها ضعيفًا، يؤدِّي إلى هجر السُّنَّة؟ وبس.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 06:32]ـ
? أما بخصوص ما يتعلق بأصل هذا الموضوع:
__هل نشر مثل هذه الفتاوى -وإن فرض جدلاً أن المسألة من مسائل الخلاف المعتبر- يؤدي إلى هجر السنة؟!
____فالذي أراه -والله ورسوله أعلم- أن الأمر كذلك (بالنسبة) لهذا العصر؛ عصر الغربة القاتلة!؛ بضياع السنن وانتشار البدع. أي أن نشر مثل هذه الفتاوى على العوام، وانتشارها بينهم؛ يؤدي -يقينًا- إلى هجر السنن؛ وذلك ظاهر جدًا من واقعهم المشاهد!. فإن الناس في عصرنا هذا قد تبنوا مذهب التيسير! في كل شيء؛ وإن لم يكن على هذا التيسير أدنى دليل!؛ فتراهم يتركون كثيرًا من السنن؛ لأدنى كلام يصدر من جاهل!؛ فكيف إذا صدر الكلام من طالب علم؟!؛ فضلاً عن أن يصدر من عالم؟!؛ لاشك أن الداعي لتركهم للسنن سيكون كبيرًا؛ لاسيما إذا تبنى هذا الكلام من ينتسب إلى العلم وأهله. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
____ولكني لا أقول بهذا القول (مطلقًا)؛ وهذا -طبعًا- على اعتبار المسألة من مسائل الخلاف المعتبر؛ وإلا فهي ليست كذلك عندي. فعلى اعتبار المسألة من مسائل الخلاف المعتبر؛ فإني أرى أن هذا الرأي هو الصواب من باب سد الذريعة فقط؛ إذ لا يخفى على الجميع أهمية قاعدة سد الذرائع؛ وكيف أنها من وسائل حفظ الدين والسنن.
____وفي نظري أن أهمية حفظ هذه السنة في هذا العصر -عصر الغربة- تفوق أهمية التوسعة على الناس في هذه المسألة (= بالقول بجوازالإسبال بغير خيلاء)؛ لاسيما وهذه التوسعة توسعة فيها بعض الأضرار؛ كلحوق الكبر بفاعلها، والنجاسة بثوبه، وغيرها، ثم هي -وإن خلت من ذلك-؛ فزائدة؛ قد يتركها كثير من الناس أنفة منها؛ بل ويستطيع الجميع الاستغناء عنها. والله ورسوله أعلم.
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 08:01]ـ
/// أبعد جمعٌ من الإخوة النجعة وشرَّق وغرَّب .. فيما ليس من مسألتنا؟!
/// مسألتنا: هل نشر فتوى في مسألة خلافية، وإن كان الخلاف فيها ضعيفًا، يؤدِّي إلى هجر السُّنَّة؟ وبس.
لابد أن أعرف رأيك - فيماقلتُ لك - وبإمكانك قوله في أقل من سطر (إما أن الخلاف معتبر ولا إنكار أو عكسه)، وإذا كان عذرك بأن هذا خارج الموضوع فلامانع لدي بفتح موضوع مستقل لذلك؛ لأن مسألة حكم ترك الصلاة تهاوناً وكسلاً أوضح نظير لمانحن فيه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 02:03]ـ
/// لا جديد عندي. ولك أن تراجع ما تقدَّم في أول مشاركتين لي.
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 02:55]ـ
الأخ الكريم أبو رقية الذهبي:
هذا جواب الشيخ سفر الحوالي في مسألة الخلاف المعتبر ارجو منك أن تتأمله.
السؤال: هناك من يقول: لا إنكار في مسائل الخلاف، فهل هذه القاعدة صحيحة، وتؤخذ على إطلاقها؟ ولماذا يتكئ عليها دعاة العصرنة اليوم؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن القول بأنه لا إنكار في مسائل الخلاف، هو قول قديم مأثور، تداوله بعض العلماء من قبل، ولكنه يستخدم الآن لأغراض خبيثة أوسع وأبعد مما كان من قبل، كغيره من المصطلحات، ومن القواعد التي توسع فيها في هذا الزمن لغرض إفساد هذا الدين.
ولا شك أن هذا المصطلح أو هذه القاعدة ليست على إطلاقها، فإنه ليس كل خلاف يعتبر كما ذكر ذلك العلماء الثقات من علماء أهل السنة والجماعة.
فالخلاف قد يكون غير جائز، كمن يخالف نصاً من كتاب الله أو سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو إجماع السلف الصالح، فإذا كان الخلاف بين رأي أو اجتهاد أو شيء من ذلك، فإن هذا الخلاف لا يعتبر، ولذلك قال بعض العلماء:
وليس كل خلاف جاء معتبراً إلا خلاف له حظ من النظر
فما لم يكن له حظ من النظر في الأدلة الصحيحة، كأن يكون الخلاف في مفهوم حديث أو آية، فهذا معتبر، وما لم يكن كذلك فإنه لا يعتبر.
وإذا كان الخلاف بين نص عام ونص خاص، فلا شك أن الخاص يخصص العام ويقدم عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فعلى هذا -أيضاً- لا ينظر لمن خالف متمسكاً بأدلة العموم في مقابل من تمسك بدليل خاص، أو من تمسك بدليل مطلق في مقابل من يتمسك بالدليل المقيد له. وهذه كلها قواعد مضبوطة عند العلماء في علم الأصول وفي غيره.
وكذلك إذا كان المخالف يعتمد على دليل غير ثابت، كمن يستدل بحديث ضعيف أو موضوع أو قياس فاسد، فكل ذلك لا يعتبر، وإن كان هو في الحقيقة خلافاً.
وهذا لا يعني أن المخالف نفسه لا يكون مأجوراً، بل قد يكون المخالف مأجوراً؛ لأنه بذل وسعه وطاقته وجهده في الوصول إلى الحق، ولكن هذا هو غاية ما وصل إليه بحثه ونظره واجتهاده، لكن لا يجوز لمن علم أنه لا دليل له إلا هذا أن يخالف الدليل الصحيح الثابت، أو إذا كان الخلاف في الدلالة، فلا يجوزله أن يخالف الدليل القطعي الدلالة، لوجود خلاف سابق، ويقول: إن المسألة خلافية، فالرجوع عند الخلاف إنما يكون إلى كتاب الله وسنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأما هؤلاء العصريون وأمثالهم، فهؤلاء ينطبق عليهم أكثر ما ينطبق المقولة السابقة، وهي: أنه من تتبع رخص العلماء تزندق، فهؤلاء يأتون إلى كل مسألة من مسائل العلم، ويقولون هذه خلافية، وهذا فيه خلاف. وتتشعب هذه الأمور حتى لا تنتهي الأمة إلى شيء.
وهذا يذكرني بما يأتي في ديباجة بعض القوانين الوضعية أو الدساتير، فبعد أن يذكروا نصوص القانون فيما يسمونه المصادر الاحتياطية للتقنين، يقولون: يرجع إلى الشريعة الإسلامية على اختلاف بينهم، فبعضهم يجعلها الثالث أو الثاني من المصادر الاحتياطية، فيقولون: يرجع إلى الشريعة الإسلامية دون التقيد بمذهب معين، بل بما يتفق مع روح هذا القانون، دون التقيد بمذهب معين، حتى ولو كان زيدياً، أو رافضياً، أو ظاهرياً، ولو كان قولاً ضعيفاً أو أثر من قبل.
وهذه تفتح باباً عظيماً من أبواب الضلال على الأمة، وتشتت وحدتها العملية، كما أنها شتتت وحدتها الفكرية والنظرية.
وفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 05:18]ـ
الأخ الكريم أبو رقية الذهبي:
هذا جواب الشيخ سفر الحوالي في مسألة الخلاف المعتبر ارجو منك أن تتأمله.
....
وإذا كان الخلاف بين نص عام ونص خاص، فلا شك أن الخاص يخصص العام ويقدم عليه.
فعلى هذا -أيضاً- لا ينظر لمن خالف متمسكاً بأدلة العموم في مقابل من تمسك بدليل خاص، أو من تمسك بدليل مطلق في مقابل من يتمسك بالدليل المقيد له. وهذه كلها قواعد مضبوطة عند العلماء في علم الأصول وفي غيره.
.......
وفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح
بارك الله فيكم يا أخانا على مشاركتكم.
ولكني أود أن ألفت انتباهكم أن كلام الشيخ سفر -سدده الله-؛ لا يخالف ما أنا عليه؛ بل هو عين كلامي تقريبًا.
___فإيرادك إياه في هذا المقام؛ لا يصح -بارك الله فيكم-؛ لأن حمل المطلق على المقيد في هذه المسألة لا يصح؛ بدليل حديث أبي سعيد الخدري1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - -السابق ذكره-؛ والذي جاء النص فيه على الأمرين معًا:
1 - الإسبال بخيلاء.
2 - وبغير خيلاء.
وقد بينت وجهتي في ذلك -كما مر آنفًا-؛ إذ قلتُ:
لأن حجة الجمهور؛ إنما كانت حمل الأحاديث على بعضها (=المطلق في تحريم الإسبال؛ على المقيد ذلك التحريم بالخيلاء)؛ لكونها جاءت في روايات متعددة. أما في حديثنا هذا؛ فقد جاء النص من النبي (ص) على الأمرين ((معًا)) في ((حديث واحد))؛ في ((موطن واحد)). فكيف يصح الحمل -والحال كذلك-؛ أي: حمل المطلق على المقيد -ذلك إن سُلِّمَ بكونه كذلك أصلاً؛ (=أي كون أحد الحديثين مطلقًا، والآخر مقيدًا) - في ضوء حديثنا هذا؟!.
وقد سبق توضيح هذا الأمر بتفصيل أكثر من هذا؛ فلتنظره بارك الله فيكم.
وجزاكم الله خيرًا على تنبيهكم، وإفادتكم.
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 11:42]ـ
وسئل عن حديث عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة عن أبي سعيد قال النبي e إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه ما أسفل الكعبين في النار ولا ينظر الله إلى من جر إزاره
فقال يرويه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد حدث به عنه عبيد الله بن عمر وابن جرير وابن عيينة ومحمد بن إسحاق وورقاء ويزيد بن أبي حبيب ومحمد بن عجلان ومالك بن أنس وغيرهم
واختلف عن شعبة فرواه أبو زيد الهروي عن شعبة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة وغيره يرويه عن شعبة عن العلاء عن أبيه عن أبي سعيد وهو الصواب
أخبرنا إسماعيل الصفار وحمزة بن محمد قالا ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا علي ابن المديني ثنا سفيان ثنا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الجهني عن أبيه قال سألت أبا سعيد قلت أخبرني هل سمعت من رسول الله e شيئا في الإزار وذكر علي الحديث قال علي قال سفيان أرأيت كما يقول زايدة ليس في هذا مثل هذا الإسناد قال سفيان فأنا أقول ليس في الإزار مثل هذا
(العلل الواردة في الأحاديث النبوية للدارقطني 11/ 277)
فالحديث المذكور مختلف في تصحيحه فلا نستطيع أن نقطع بقول دون الآخر وأنه النص الذي لامحيد عنه
بل هي من الخلاف المعتبر الذي لاينكر كلا الفريقين فيه على الآخر لأن مستند كل قول إلى الظن وكل واحد يرجح
الظن الذي عنده بناءا على أدلة غير قطعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 02:00]ـ
وكل واحد يرجح الظن الذي عنده بناءا على أدلة غير قطعية.
لا يا أخي هذا خلاف المنهج الحق في البحث عن الحق لأن الحق جل وعز قد قال {وإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله} ولم يقل ردوه إلى ظنونكم!!
وتأمل هذا البحث لعله يكون مفيداً في هذه النقطة بالذات وفي عين مسألتنا وهو منقول:
=======================
قال صاحب البحث:
" وأما مسألة حمل المطلق على المقيد:
فجوابك المجمل هو أن الإختلاف حاصل في بعض صورها وبحسبها يحمل المطلق على المقيد , وكذلك وقع الإختلاف فيها في تحقيق مناط الحكم والسبب في الأدلة التي يراد تطبيق هذه القاعدة الأصولية عليها.
فكما قرر القائلون بالحمل أن الحكم والسبب اتحدا في ((مسألة الإسبال)) فهناك من قرر أن الحكم والسبب اختلفا في ذات المسألة.
والشريعة الغراء الكاملة والمُقرِرَة لكل خير والناهية عن كل شر , لم تكلنا إلى الإختلاف وعذابه , بل قال تعالى {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء:59]
جاء في إعلام الموقعين (2/ 92):
الرد إلى الله ورسوله دليل على أن كل الأحكام في القرآن والسنة:
قال ابن القيم رحمه الله: ومنها أن قوله فإن تنازعتم في شيء نكرة في سياق الشرط تعم كل ما تنازع فيه المؤمنون من مسائل الدين دقه وجله جليه وخفيه ولو لم يكن في كتاب الله ورسوله بيان حكم ما تنازعوا فيه ولم يكن كافيا لم يأمر بالرد إليه إذ من الممتنع أن يأمر تعالى بالرد عند النزاع إلى من لا يوجد عنده فصل النزاع.أهـ
فإن علمنا ذلك وقد وقع التنازع في حمل المطلق على المقيد لابد من تلمس القول الحق بالرجوع للكتاب والسنة وهدي سلف الأمة لابد أن نقف على الحق في هذا الخلاف وفي كل خلاف.
على الرغم من ذلك فاستعمال قاعدة حمل المطلق على المقيد ضعيف في مسألة الإسبال وذلك لعدة أسباب تمنع هذا الحمل منها:
1 - التفريق بين السببين (الفعلين) والحكمين (الوعيدين) بصريح لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي جاء لفظه بهذا " وما اسفل من الكعبين ففي النار ومن جر ثوبه بطرا لم ينظر الله اليه " أخرجه مالك وأحمد وابن حبان وأصحاب السنن.
2 - قد ذُكر في سياق النهي المقيد قدر زائد من الوعيد , وربما كان القيد لأجل ذلك القدر الزائد , فلا يحمل المطلق على المقيد هاهنا قطعاً , ذكر هذا الشرط الشوكاني في (إرشاد الفحول2/ 10).
3 - يمكن إعمال الجمع بين الأدلة دون الحاجة إلى الحمل وهو الأولى من تعطيل بعض من الأدلة قاله ابن الرفعة في المطلب (أنظر إرشاد الفحول 2/ 10).
4 - قال الشوكاني (إرشاد الفحول 2/ 10) من شروط حمل المطلق على المقيد أن لا يقوم دليل يمنع التقييد وقد ثبت إنكار النبي صلى الله عليه وسلم وإنكار عمر رضي الله عنه على مطلق الإسبال فهذا دليل يمنع التقييد بلا شك.
5 - اشترط بعض أهل العلم أن لا يكون الحمل في باب النهي والنفي ومنهم الشوكاني (إرشاد الفحول2/ 10).
6 - التقييد جاء بمفهوم المخالفة والاستدلال بمفهوم المخالفة هنا لا يصح , لأنه استدلال بالمفهوم في مقابلة منطوق عام هو أقوى منه , إذ من شروط الإحتجاج بمفهوم المخالفة عند القائلين به ألا يعارضه ما هو أقوى منه. (أحكام القرآن للجصاص 3/ 116) وأنظر القطعي والظني لمحمد الخن ص419.
7 - قال أهل الأصول: من موانع العمل بمفهوم المخالفة إذا خرج اللفظ جواباً لسؤال فلا يُعمل بمفهوم ذلك الجواب قاله الشيخ الاثيوبي (المنحة الرضية3/ 424). ". انتهى النقل
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 10:55]ـ
لا يا أخي هذا خلاف المنهج الحق في البحث عن الحق لأن الحق جل وعز قد قال {وإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله} ولم يقل ردوه إلى ظنونكم!!
COLOR="DarkSlateGray"]. انتهى النقل [/ COLOR][/COLOR]
لعلك ذهلت أخي الكريم:
أن المدارك العقلية كما قسمها علماء أصول الفقه تنقسم إلى خمسة أقسام وهي:
1/ العلم:وهو إدراك الشيء على ماهو عليه إدراكا جازما قطعيا
2/ الظن: إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح (وهو مرادي من الظن)
3/ الشك: إدراك الشي مع احتمال ضد مساوي
4/ الوهم إدراك الشيء مع احتمال ضد راجح
5/ الجهل وهو عدم إدراك الشيء بالكلية.
ولك أن ترجع إلى الأصول في علم الأصول لابن عثيمين ـ رحمه الله ـ وأن اردت التوسع أكثر فارجع إلى كتاب (القطع والظن عند الأصولين للدكتور سعد الشثري ـ عضو هيئة كبار العلماء ـ)
والآية التي استدليت بها ليست لك بل هي عليك فالعلماء وضعوا قواعد لفهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فنحن نرجع إليها عند التنازع وليس لفهمنا دون الرجوع إلى العلماء.
وأنا لم أقل بأن الإسبال لغير خيلاء جائز أو محرم وإنما قلت كلا القولين له اعتباره ولا ينكر مجتهد
على مجتهد هذا ما أردت تقريره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 08:29]ـ
لعلك ذهلت أخي الكريم:
أن المدارك العقلية كما قسمها علماء أصول الفقه تنقسم إلى خمسة أقسام وهي:
1/ العلم:وهو إدراك الشيء على ماهو عليه إدراكا جازما قطعيا
2/ الظن: إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح (وهو مرادي من الظن)
3/ الشك: إدراك الشي مع احتمال ضد مساوي
4/ الوهم إدراك الشيء مع احتمال ضد راجح
5/ الجهل وهو عدم إدراك الشيء بالكلية.
ولك أن ترجع إلى الأصول في علم الأصول لابن عثيمين ـ رحمه الله ـ وأن اردت التوسع أكثر فارجع إلى كتاب (القطع والظن عند الأصولين للدكتور سعد الشثري ـ عضو هيئة كبار العلماء ـ)
والآية التي استدليت بها ليست لك بل هي عليك فالعلماء وضعوا قواعد لفهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فنحن نرجع إليها عند التنازع وليس لفهمنا دون الرجوع إلى العلماء.
وأنا لم أقل بأن الإسبال لغير خيلاء جائز أو محرم وإنما قلت كلا القولين له اعتباره ولا ينكر مجتهد
على مجتهد هذا ما أردت تقريره.
أولاً: الظن ظنان فمنه ظن غالب وهو قسيم للنوع الأول الذي هو العلم وما ظننته قطعي فقط!
وأما الظن المحض فهو الذي لا يعول عليه ولا يعتد به في باب الحجاج سلمك الله.
واعلم أن الظن الغالب قد يصل إلى القطع عند البعض دون البعض الأخر وبهذا وغيره ترتفع منازل أهل العلم وتتفاضل.
فمن قطع في حكم شرعي بأدلة توجب له القطع , لا يجوز له الاعتداد بضعف القول المقابل , ويخرج عنده القول المقابل من أن يكون مرجوحاً إلى أن يسمى ضعيف أو شاذ بحسب ضعف الأدلة لذاك القول المقابل.
وأما قائل ذلك القول فيعامل بحسب حاله وقد كفانا أبا رقية الذهيبي سلمه الله التفصيل في هذا الباب وهو نفيس فارجع له تستفد.
وأنا اعلم يأبا سلمان بأنك تتحدث عن تسويغ الاجتهاد في مسألة الإسبال لا عن ترجيح القول الضعيف فيها.
ولا بأس عليك في البحث حول هذه النقطة حتى تعتقد الحق وتدين الله به.
ولكن البأس كل البأس في الاصول التي ينطلق منها الباحث في تسويغ الاختلافات.
وهذا الذي أنكرته عليك.
فأنت رعاك الله أتيت بكلام الإمام الدارقطني من كتابه العلل حول حديث أبي سعيد وزعمت أنهم اختلفوا في تصحيح الحديث وتضعيفه , بحجة قول سفيان بأنه لا يعرف مثل هذا في الإسبال!!
فهل غفلت بأن مجرد عدم العلم لا يصلح لدفع العلم؟
وبمعنى أخر كما يقول أهل العلم: أن المثبت مقدم على النافي.
فحكمت بجهل الإمام سفيان لهذا الحديث وقدمته على علم غيره من الأئمة بما فيهم الدارقطني الذي نقلت عنه ثبوت الحديث عن عدد من الثقات ومنهم حفاظ أثبات وهم:
عبيد الله بن عمر
وابن جرير
وابن عيينة
ومحمد بن إسحاق
وورقاء
ويزيد بن أبي حبيب
ومحمد بن عجلان
ومالك بن أنس
وشعبة بن الحجاج
وغيرهم
ما هكذا يا أبا سلمان تورد الأبل
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 02:19]ـ
فأنت رعاك الله أتيت بكلام الإمام الدارقطني من كتابه العلل حول حديث أبي سعيد وزعمت أنهم اختلفوا في تصحيح الحديث وتضعيفه , بحجة قول سفيان بأنه لا يعرف مثل هذا في الإسبال!!
فهل غفلت بأن مجرد عدم العلم لا يصلح لدفع العلم؟
وبمعنى أخر كما يقول أهل العلم: أن المثبت مقدم على النافي.
فحكمت بجهل الإمام سفيان لهذا الحديث وقدمته على علم غيره من الأئمة بما فيهم الدارقطني الذي نقلت عنه ثبوت الحديث عن عدد من الثقات ومنهم حفاظ أثبات وهم:
عبيد الله بن عمر
وابن جرير
وابن عيينة
ومحمد بن إسحاق
وورقاء
ويزيد بن أبي حبيب
ومحمد بن عجلان
ومالك بن أنس
وشعبة بن الحجاج
وغيرهم
ما هكذا يا أبا سلمان تورد الأبل
سبحان الله!
الإمام سفيان قال ليس في الإزار مثل هذا بعد أن قال يقول زايدة ليس في هذا مثل هذا الإسناد
والناقل لهذا الكلام الإمام علي بن المديني عندما سئل عن هذا الحديث فهل يفيد هذا الكلام الجهل بهذا الحديث أم تضعيفه؟
لاينصرف للذهن من هذا الكلام إلا تضعيفه وليس من الأمام سفيان فحسب بل من زايدة وعلي بن المديني
ونقل الأثبات للحديث لا يستلزم منهم تصحيحه
ولكي يطمئن قلبك
قال الإمام يحيى بن معين عن العلاء بن عبدالرحمن روي الحديث: ضعيف
(ميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي 5/ 126)
فكيف تورد الإبل يا أخي القضاعي؟
ـ[القضاعي]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 03:03]ـ
سبحان الله!
الإمام سفيان قال ليس في الإزار مثل هذا بعد أن قال يقول زايدة ليس في هذا مثل هذا الإسناد
والناقل لهذا الكلام الإمام علي بن المديني عندما سئل عن هذا الحديث فهل يفيد هذا الكلام الجهل بهذا الحديث أم تضعيفه؟
لاينصرف للذهن من هذا الكلام إلا تضعيفه وليس من الأمام سفيان فحسب بل من زايدة وعلي بن المديني
ونقل الأثبات للحديث لا يستلزم منهم تصحيحه
ولكي يطمئن قلبك
قال الإمام يحيى بن معين عن العلاء بن عبدالرحمن روي الحديث: ضعيف
(ميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي 5/ 126)
فكيف تورد الإبل يا أخي القضاعي؟
أهل الحديث لا يوردونها كما أوردتها يا حفظك الله!!
ولا حتى أهل الجرح والتعديل!!
فالعلاء بن عبد الرحمن ثقة عند أحمد وغيره وهو من رجال صحيح مسلم وكلام الإمام ابن معين لا يجعله مردود الرواية فغاية ما يقال أن ينزل من مرتبة الثقة إلى الصدوق ولا يزال حجة مقبول الرواية فاعلم رحمك الله.
ولو أوردها مورد كما أوردتها يا أبا سلمان لضعفنا أحاديث العلاء في صحيح مسلم ولا يقول بهذا عاقل فضلاً عن عالم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 03:19]ـ
سبحان الله!
الإمام سفيان قال ليس في الإزار مثل هذا بعد أن قال يقول زايدة ليس في هذا مثل هذا الإسناد
والناقل لهذا الكلام الإمام علي بن المديني عندما سئل عن هذا الحديث فهل يفيد هذا الكلام الجهل بهذا الحديث أم تضعيفه؟
لاينصرف للذهن من هذا الكلام إلا تضعيفه وليس من الأمام سفيان فحسب بل من زايدة وعلي بن المديني
يا أبا سلمان كلام أهل العلم بالحديث كسفيان وزائدة وعلي بن المديني حجة يجب قبوله وإن كان مجرداً عن الحجة في حال لم يخالفهم غيرهم من أهل الرواية والدراية والنقد.
وأما إن وجدنا من خالفهم بحجة وبرهان فالمصير يكون لكلام صاحب الحجة والبرهان ولا يُدفع إلا بحجة وبرهان.
فالنفي المجرد لوجود هذا الإسناد لا يستلزم تضعيفه وهناك من يثبت نفس الإسناد , وإنما يفيد النفي عدم العلم بوجود مثل هذا الإسناد.
فكيف يُضعف ما ليس بموجود؟!!!
وهنا أمر أخر يجب أن تفهمه وهو: إنكار سفيان وغيره لهذا الإسناد في الإسبال لا يستلزم إنكار المتن لأنه أقتصر على نفي وجود هذا الإسناد في أحاديث الإسبال , لأن الفاظ الحديث ثابتة عن أبي سعيد بإسناد أخر وعن حذيفة وابن عمر وغيرهم من الصحابة رضي الله عن الجميع في أحاديث متفرقة.
ومع ذلك فكل صاحب حديث يفهم هذا الفن إذا تيقن من وجود هذا الإسناد فلا يسعه إلا أن يحكم بصحة رواية العلاء هذه.
وأما من انكر الاسناد فلن يقول هو ضعيف؟!!
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 03:43]ـ
شاكر لك إفادتك أخي الكريم فأنا لست ضليعا في علم الحديث:
ولكن ألا يعتبر من ضعف الحديث له قوله فيكون الحديث مختلف في صحته؟ فمن صححه اخذ به ومن لم يصححه لايلزم به
ولا ينكر عليه من صححه.
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 03:50]ـ
قلت حفظك الله:
وكلام الإمام ابن معين لا يجعله مردود الرواية فغاية ما يقال أن ينزل من مرتبة الثقة إلى الصدوق.
من قال هذا الكلام؟
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 08:28]ـ
أرجوا من الأخ أبا رقية الإجابة على ما أورده الأخ المسلم حول صحة الحديث من عدمه.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأعتذر إليكم أخي الكريم على تأخري في تلبية طلبك، ولكني شُغِلْتُ جدًا بأشياء مهمة قد حالت بيني وبين ذلك.
وأطمئنك أني كنت متابعًا للموضوع، وكنت أطالع ما كان يكتبه! الأخ (أبو سلمان المسلم)؛ ولكني كنت أرى كلامه في غاية الوهاء!؛ فكنت لا أهتم بذلك، وأقول في نفسي: سيكفيني الرد عليه أحد غيري؛ فبطلان كلامه (ظاهر) للجميع، ويعلم بطلانه صغار! الطلبة.
ولكن لما رأيته تمادى في الأمر، وأن أحدًا لم يرد عليه (كما ينبغي)؛ قررت -بإذن الله- أن أكتب ردًا موجزًا على ما كتبه حول حديث أبي سعيد؛ وقد شرعت في ذلك بالفعل؛ ولكني شُغِلْتُ عنه لأشياء عرضت لي؛ فتوقفت عن التحرير.
فالله أسأل أن يعينني، وأن يبارك في وقتي لأتمم ما بدأته، ثم أطرحه عليكم في أقرب وقت إن شاء الله.
أخوكم ومحبكم
أبو رقية الذهبي
عفا الله عنه
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[22 - Nov-2008, صباحاً 12:49]ـ
(يا غلام ارفع ثوبك فإنه أتقى لربك وأنقى لثوبك)
من درر عمر بن الخطاب في مرض موته
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح وزادنا الله وإياكم ثباتاً على الحق ومداومة عليه ...
ـ[القضاعي]ــــــــ[22 - Nov-2008, صباحاً 08:34]ـ
شاكر لك إفادتك أخي الكريم فأنا لست ضليعا في علم الحديث:
ولكن ألا يعتبر من ضعف الحديث له قوله فيكون الحديث مختلف في صحته؟ فمن صححه اخذ به ومن لم يصححه لايلزم به
ولا ينكر عليه من صححه.
الاختلاف في التصحيح والتضعيف كالاختلاف في الأحكام الفقهية , فالعبرة بالحجة والبرهان وهما اللتان بهما يكون الخلاف قوياً معتبر أو ضعيفاً غير معتبر.
والفرق أن المشتغلين بعلم الحديث أقل من القليل , وكلما تقدم الزمان قل الناقد البصير , وأما الفقهيات فالكثير يتكلم فيها.
واعلم رحمك الله بأن لن تعدم من يخالف البخاري ومسلماً في صحيحهما , فهل نطرد قاعدتك ونعتبر هذا الخلاف؟!
وأخشى ما أخشاه أن يكون قد تسرب لك هذا المنهج من حيث لا تدري ببطلانه , فاليوم دعاة الاختلاف وافتاء الناس به كثير , ومنهم عليم اللسان فالحذر الحذر.
وهم هم علماء الحيل في ذاك الزمان قد عادوا باسم فقه التيسير , وبقاعدة (لا انكار في مسائل الخلاف) ويضعونها في غير موضعها , جهلاً من بعضهم , ومكراً من البعض الأخر.
وقطب الرحى في هذا المنهج الفاسد وغايته:
- أن كل مسائل الدين تكون بين راجح ومرجوح , فالقرآن حمال اوجه , والسنة لم يتواتر منها إلا القليل , فلا انكار إلا في القطعيات التي اجتمع عليها أهل الإسلام!!!
فيا مغيث أغثنا وأكفنا علماء السوء بما شئت , والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Nov-2008, صباحاً 09:51]ـ
ممكن تذكر لنا فارقا منضبطا بين الخلاف المعتبر وغير المعتبر؟؟
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 12:44]ـ
الاختلاف في التصحيح والتضعيف كالاختلاف في الأحكام الفقهية , فالعبرة بالحجة والبرهان وهما اللتان بهما يكون الخلاف قوياً معتبر أو ضعيفاً غير معتبر.
والفرق أن المشتغلين بعلم الحديث أقل من القليل , وكلما تقدم الزمان قل الناقد البصير , وأما الفقهيات فالكثير يتكلم فيها.
واعلم رحمك الله بأن لن تعدم من يخالف البخاري ومسلماً في صحيحهما , فهل نطرد قاعدتك ونعتبر هذا الخلاف؟!
وأخشى ما أخشاه أن يكون قد تسرب لك هذا المنهج من حيث لا تدري ببطلانه , فاليوم دعاة الاختلاف وافتاء الناس به كثير , ومنهم عليم اللسان فالحذر الحذر.
وهم هم علماء الحيل في ذاك الزمان قد عادوا باسم فقه التيسير , وبقاعدة (لا انكار في مسائل الخلاف) ويضعونها في غير موضعها , جهلاً من بعضهم , ومكراً من البعض الأخر.
وقطب الرحى في هذا المنهج الفاسد وغايته:
- أن كل مسائل الدين تكون بين راجح ومرجوح , فالقرآن حمال اوجه , والسنة لم يتواتر منها إلا القليل , فلا انكار إلا في القطعيات التي اجتمع عليها أهل الإسلام!!!
فيا مغيث أغثنا وأكفنا علماء السوء بما شئت , والله المستعان.
جزاك الله خيرا يا شيخنا القضاعي على هذه الإفادة والنصيحة
وإنما دفعني إلى هذا النقاش أن قول جواز الإسبال لغير خيلاء هو قول الجمهور وقول شيخ الإسلام ابن تيمية ومن علماء الحديث الشوكاني والصنعاني فاستبعدت أن يكون قولهم شاذا وخطأ وأنه خلاف غير معتبر لوجود النص في ذلك فصدر مني بعض الخطأ في النقاش
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح وعصمنا من الفتن إنه على كل شيء قدير
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 01:54]ـ
وإنما دفعني إلى هذا النقاش أن قول جواز الإسبال لغير خيلاء هو قول الجمهور وقول شيخ الإسلام ابن تيمية ومن علماء الحديث الشوكاني والصنعاني فاستبعدت أن يكون قولهم شاذا وخطأ وأنه خلاف غير معتبر لوجود النص في ذلك
لا يقول هذا عاقل
وكثير من الإخوة لم يعرف ما معنى النص في كلام العلماء عندما عرفوا الخلاف غير المعتبر بأنه ما خالف نصا أو إجماعا
وكثير منهم لا يعرف فارقا منضبطا في التفريق بين الخلافين المعتبر وغيره
وإذا لم نتقيد بفهم العلماء لهذه المصطلحات وقعنا في خلط بين المسائل الاجتهادية والخلافية وتنزيل كلام العلماء في التفريق بينهما على بعض الفروع
ـ[الزنتاني]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 04:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للاخ الفقير الاثار عن السلف بحرمة الاسبال صحيحة عند ابن حزم لشرطه اول كتابه انه لايورد الا ماصح وبه قال شيخ الاسلام ابن تيمية في منهاج السنة في مسالة تتعلق بالعرش وانظر ايظا التمهيد في شرح احاديث الموطا في المسالة
وجزيتم خيرا
واما القول بان الجمهور يرون الجواز لغير خيلاء فنرجوا من يبحثها ويعطينا ملخصا لها على جدولين من قال بالكراهة ومن قال بالحرمة ومن قال بالجواز اي لغير خيلاء
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 02:48]ـ
جمهور العلماء على كفر تارك الصلاة والمقصود بالجمهور غير ما تتصور (ابتسامة)
أهذا تحْرِيرٌ أَمْ تهَكُّمٌ؟ جمهورُ العُلَماءِ (خِلافاً للسَلَفِيينَ المُعاصِرِينَ) عَلى عَدَمِ كُفْرِ تارِكِ الصَّلاةِ!
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 02:52]ـ
/// مسألتنا: هل نشر فتوى في مسألة خلافية، وإن كان الخلاف فيها ضعيفًا، يؤدِّي إلى هجر السُّنَّة؟ وبس.
وأيُّ القَوْلَيْنِ هُوَ القَوِيُّ مُشْرِفَنا الفَاضِلَ؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 05:20]ـ
يعلم الله أن الاسبال من أبغض الأشياء الي، ولكن التنطع وسوء الفقه أبغض!!
يا اخوة وفقكم الله هناك فرق بين أمر الناس باتباع السنة على أنها ذب لهم عن منكر أجمع العلماء على أنه منكر، وبين دعوتهم الى موافقة السنة بترك أمر قد وقع الخلاف المعتبر في نكارته، ما بين اطلاقها وتقييدها بشرط مخصوص ان وجد تحققت النكارة والا بقي على أصل الاباحة! فلا يقال أن من أخذ بالقول الثاني وأفتى به في شأن الاسبال - ولا يزال يفتي به من هو أعلم وأورع منا في قرون الأمة، وان كنت لا أقول به - يكون داعيا الى هجر السنة، أو أن انتشار فتواه العلمية بتقييد نكارة الاسبال بعلة ابطان الخيلاء هو مما يساعد على هجر السنة عند العامة! كيف وهو يرى أن السنة منع الاسبال للخيلاء، وليس منعه مطلقا؟ هو يرى أنه انما يدعو الى السنة ويفتي بها! وان كان الأولى ولا شك أن يذيل من يفتي بهذه الفتيا فتواه - سيما في زمان هجر السنن - بالنصيحة باتباع السنة وتقصير الثياب لأنه هدي النبي عليه السلام وصحابته ... ولا شك أن اتقاء مظنة الخيلاء واتقاء سوء ظن كثير من اخواننا = مطلب شرعي في حد ذاته!
وأنا ظني أن نشر السنة وهدي النبوة هو غاية سائر الأفاضل الذين شاركوا في هذا الموضوع، الموافق منهم والمخالف، وفقهم الله الى مرضاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح العواد]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 09:29]ـ
وكنظرةٍ منهجيَّةٍ ولمحةٍ موضوعيَّةٍ فتحريم ما أحلَّ الله -في نظر المفتي بالجواز لغير الخيلاء- ليست طريقةً صحيحةً لنشر السُّنَّة.
بمعنى: أنَّه لا يصحُّ مطلقًا من جهة الفتوى أوالحكمة في الدَّعوة -ولكل مقام مقال- التَّضييق على النَّاس من أجل نشر سُنَّةٍ أوالخوف عليها من الاندثار والهجر، فالخطأ لا يُعالج بالخطأ.
هذا أكثر تعليق أعجبني من بين هذه التعليقات الكثيرة ...
ـ[أبو هياء]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 11:53]ـ
أليس نشر فتوى جواز الاسبال بلا خيلاء عند العوام يؤدي إلى هجر السنة (إزرة المؤمن نصف ساقه)
أنا أستغرب من الاخوة الذين تحاملوا على الاخوة في هذه المسألة، هل يريدون هجر السنة؟ ولو كانوا بغير قصد لكن هذا الذي قد يحدث.
لالالا يالطيب، الأمر أبسط من ذلك.
كل ما في الأمر: أن الذي ينشر ذلك ينشر السنة (لست ممن يجره خيلاء)، ومن يعارض ذلك يكون معارض للسنة! -النبي صلى الله عليه وسلم أقر أبو بكر رضي الله عنه على الإسبال من غير خيلاء وأخونا بيكون أحرص من النبي صلى الله عليه وسلم-!
شفت كيف تطلع النتيجة إذا بُنيت بتفكير وقبل ذلك على أساس خاطئ كما فعلت في سؤالك!
ومعنى ذلك أيضاً-على تفكيرك- أن كل من يقول عن أي أمرٍ أنه سنة فإنه بذلك يدعو إلى هجر السنة!
وبعدين يا اخوان .. ترى المزايدات من البعض -وفقهم الله- ماهي طيبة في حقهم ولا في حق العلم الذي ينتسبون إليه ولا في حق نقاش يقال عنه: علمي؛ يعني الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أقر أبي بكر رضي الله عنه- مميع وراعي فقه تيسير -معاذ الله- وهكذا دواليك، كل من قال بهذا القول من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذه الدقيقة، فهو مميع وراعي فقه تيسير! وكلام فاضي -عصمنا الله وإياكم-
وترها سهلة على اللسان يا إخوان أن نقول: من حرم الإسبال بغير خيلاء فهو متشدد، وو .. ، وقبل ذلك مخالف السنة. وبس، وانتهى الأمر.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 01:51]ـ
يعلم الله أن الاسبال من أبغض الأشياء الي، ولكن التنطع وسوء الفقه أبغض!!
يا اخوة وفقكم الله هناك فرق بين أمر الناس باتباع السنة على أنها ذب لهم عن منكر أجمع العلماء على أنه منكر، وبين دعوتهم الى موافقة السنة بترك أمر قد وقع الخلاف المعتبر في نكارته، ما بين اطلاقها وتقييدها بشرط مخصوص ان وجد تحققت النكارة والا بقي على أصل الاباحة! فلا يقال أن من أخذ بالقول الثاني وأفتى به في شأن الاسبال - ولا يزال يفتي به من هو أعلم وأورع منا في قرون الأمة، وان كنت لا أقول به - يكون داعيا الى هجر السنة، أو أن انتشار فتواه العلمية بتقييد نكارة الاسبال بعلة ابطان الخيلاء هو مما يساعد على هجر السنة عند العامة! كيف وهو يرى أن السنة منع الاسبال للخيلاء، وليس منعه مطلقا؟ هو يرى أنه انما يدعو الى السنة ويفتي بها! وان كان الأولى ولا شك أن يذيل من يفتي بهذه الفتيا فتواه - سيما في زمان هجر السنن - بالنصيحة باتباع السنة وتقصير الثياب لأنه هدي النبي عليه السلام وصحابته ... ولا شك أن اتقاء مظنة الخيلاء واتقاء سوء ظن كثير من اخواننا = مطلب شرعي في حد ذاته!
وأنا ظني أن نشر السنة وهدي النبوة هو غاية سائر الأفاضل الذين شاركوا في هذا الموضوع، الموافق منهم والمخالف، وفقهم الله الى مرضاته.
نِعْمَ ما قُلْتَ أبا الفِداءِ. أحْسَنَ اللهُ خِتامَكَ.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 02:08]ـ
أظنك شيخنا الكريم الحنفى أبا داود لم تقرأ كلامى بتمعن (ابتسامة)
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 02:44]ـ
أظنك شيخنا الكريم الحنفى أبا داود لم تقرأ كلامى بتمعن (ابتسامة)
العزيز الغالي (عبد فقير) , رزقنا الله وإياكم تمام العبودية والافتقار إليه ..
معذرة أخي فما كنت قد قرأت تعليقك الثاني (وإن كان فيه نظر أيضاً) إلا بعد إرسالي رسالتي.
ملحوظة: لست بحنفي ولا أمت للمذهب الحنفي بصلة. فما الذي دعاك إلى هذا الظن؟
(إن كان الأمر كما أظن, فأهنئك على دقة ملاحظتك (ابتسامة)).
محبكم/ أبو داوود
ـ[عبد فقير]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 09:14]ـ
لماذا فيه نظر. فمنكم نستفيد شيخنا الحبيب
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 07:07]ـ
أجب أولاً عن سؤالي أجبك (ابتسامة)
ولست بشيخ لفاضل مثلك. إنما أنا عبدٌ ظالم لنفسه.
محبك/ أبو داوود
ـ[عبد فقير]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 05:31]ـ
عندما أرى اسمك أتذكر الشيخ الفاضل محمد رشيد (الحنفى) وكذا العكس
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 07:27]ـ
الشيخ محمد رشيد (الحنفي) صديق عزيز وزميل في (شبكة الشريعة) بل هو من رعيلها الأول وكنت أنا الدخيل عليه. وبيننا قواسم كثيرة مشتركة ليس منها المذهب (ابتسامة). وأجيب سؤالك قريباً إن شاء الله حيث إني في عجالة الآن (معذرة -ابتسامة)
أبو داوود
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 09:54]ـ
أخِي الفاضِلُ/ عَبْدُ اللهِ المشيقَح, وَفَّقَهُ اللهُ وَهَداهُ سُبْلَهُ,
طَرْدُ قاعدَتِكَ -أخِي الكَريم- أنْ يُفتى بِتَحْريمِ كُلِّ ما اختُلِفَ في كَراهَتِهِ, وَهَذا لا يَقُولُ بِهِ فَقِيهٌ مِنْ فُقَهاءِ المُسْلِمِينَ قَطُّ.
وَفَّقَكُم اللهُ.
أبو داوود
ـ[التقرتي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 04:38]ـ
السلام عليكم و رحمة الله استأذنكم في اضافة رد بسيط و انبه الاخوة ان اغلب الكلام منقول من رسالة الشيخ عبد الوهاب مهية
ورد في الاسبال عدة احاديث هي
قال رسول الله عليه الصلاة و السلام من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة متفق عليه وهو من حديث عبد الله بن عمر (ر) أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه وكذا مالك وأحمد من طرق كثيرة عن ابن عمر به وقال الترمذي حديث حسن صحيح وزاد البخاري والنسائي وأحمد في رواية لهم (قال أبو بكر يا رسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال النبي (ص) لست ممن يصنعه خيلاء وزاد أحمد في رواية من طريق نافع قال وأخبرني سليمان بن يسار أن أم سلمة ذكرت النساء فقال ترخي شبرا قالت إذن تنكشف قال فذراعا لايزدن عليه.
قال الرسول صلي الله عليه و سلم:
" من جر ثوبه خيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة "البخاري
وقال صلي الله عليه وسلم:
"لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا " البخاري
ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار "رواه البخاري و غيره. راجع الصحيحة: 2037
إزرة المؤمن إلي عضلة ساقيه. ثم إلي الكعبين.فما كان أسفل من ذلك ففي النار " انظر صحيح الجامع
إزرة المؤمن إلي نصف الساق. ولا جناح عليه فيما بينه و بين الكعبين. ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار. من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه " انظر صحيح الجامع
"إن الله لا ينظر إلي مسبل الإزار "انظر الصحيحة: 1656
حديث أبي ذر رضي الله عنه:" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار. قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال:"المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب". رواه مسلم برقم (106).
حديث من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار.صحيح صححه الالباني في صحيح الجامع برقم 6592
قال جابر بن سليم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة) صححه الترمذي رقم 2722
حديث ايضا ما رواه أبي بكرة رضي الله عنه عند البخاري 5785 قال:
خسفت الشمس و نحن عند النبي صلي الله عليه وسلم. فقام يجر ثوبه مستعجلا حتي أتي المسجد. و ثاب الناس (أي رجعوا إلي المسجد بعد أن كانوا خرجوا منه ء الفتح) فصلي ركعتين. فجلي عنها. ثم أقبل علينا و قال:
" إن الشمس و القمر آيتين من آيات الله. فإذا رأيتم منها شيئا فصلوا و ادعوا الله حتي يكشفها "
(من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام) رواه أبو داود، وهو صحيح
المناقشة:
كل الخلاف يدور حول حمل المطلق على المقيد فلننظر ادن حديث ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار
و حديث من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في (التخويف من النار 1/ 118): وفي مسند الإمام أحمد عن هبيب بن المغفل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:" من وطئ إزاره خيلاء وطئه في النار" وهو يبين معنى ما في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار "، أن المراد ما تحت الكعب من البدن والثوب معا وأنه يسحب ثوبه في النار كما يسحبه في الدنيا خيلاء.اهـ
الحكم واحد في كلتا الحالتين ادن يدل ان الخيلاء قيد معتبر و ان الاسبال محمول على الخيلاء
ننظر للحديثين الان "لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا " البخاري
(يُتْبَعُ)
(/)
حديث أبي ذر رضي الله عنه:" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار. قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال:"المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب". رواه مسلم برقم (106).
من قال ان الله لا ينظر اليه عقوبة نقول له كذلك لا يكلمه الله عقوبة لان النظر و الكلام صفتان ادن حسب من قال انه لا يحمل المطلق على المقيد لان الحكم يختلف فالاسبال هنا ليس هو الاسبال للخيلاء و هذا باطل قطعا و منه نفهم ان كلا الاسبالين خيلاء و انه سواء ما تحت قدميه في النار او ان الله لا ينظر اليه و لا يكلمه فهو امر واحد و من قال نفرق لان الحكم ليس واحد الزمناه كذلك باعتبار عدم تكليم الله له حكما جديدا و لا شك ان هذا القول فاسد
حديث من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام
هل سنعتبر ايضا ان قوله عليه الصلاة و السلام فليس من الله في حل ولا حرام حكم اخر!!!!
من هنا يتبين فساد قول من لم يحمل المطلق على المقيد
انبه الاخوة على خطأ كبير و هو ان قاعدة حمل المطلق على المقيد لها شروط ان توفرت حملناه و ان لم تتوفر ??? هذا لا يعني اننا لا نحمله فلم يقل واحد من اهل العلم انه ان لم يتحد الحكم لا نحمل المطلق على المقيد في كل الحالات قطعا انما قالوا لا نطبق قاعدة حمل المطلق على المقيد لكنه قد يقيد الحكم لقرائن او لاسباب اخرى و قولهم اننا نحمله ان اتحد الحكم لا يستفاد منه الضد, قد يحمل ليس حسب القاعدة انما لقرائن كما سنبينه بعد قليل.
و نزيد حديث إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة.
هذا دليل ان المخيلة هي المقصودة من التحريم , هذا يدل ان الصفة خرجت مخرج الغالب ادن لم يقصد التفريق بين الاسبال و الاسبال للخيلاء اد ان المظنة واحدة في ذلك العصر.
و نزيد دليل اخر قوله عليه الصلاة و السلام لابي بكر الصديق لست ممن يصنعه خيلاء.
القاعدة ان العبرة بعموم اللفظ و ليس بخصوص السبب ادن كون الصديق يتعاهده او لا فلا يغير ذلك في اللفظ انه لا يفعله خيلاء و لو لم يكن للخيلاء دور في التحريم لما استقام لفظ الحديث اد انه لو كان يوجد فرق بين الاسبال و الاسبال للخيلاء لكان جواب رسول الله عليه الصلاة و السلام بمعنى ان ابا بكر لا يفعله عمدا لكن الحاق ذالك بالخيلاء رغم ان سقوط ثوبه واضح انه لغير خيلاء لزم ان مناط الحكم هو الخيلاء.
من قال من العلماء بان الاسبال المحرم هو الاسبال للخيلاء ?
جاء في (كشاف القناع للبهوتي 1/ 277):
قال أحمد في رواية حنبل:" جر الإزار وإسبال الرداء في الصلاة إذا لم يرد الخيلاء فلا بأس"
و في (المجموع) شرح (المهذب) للنووي رحمه الله:
" يحرم اطالة الثوب والإزار والسراويل على الكعبين للخيلاء، ويكره لغير الخيلاء، نص عليه الشافعي في (البويطي) وصرح به الأصحاب."
جاء في (الآداب الشرعية) لابن مفلح الحنبلي، في فصل (في مقدار طول الثوب للرجل والمرأة وجر الذيول)؛ قال صاحب 'المحيط ‘ من الحنفية:" وروي أن أبا حنيفة رحمه الله ارتدى برداء ثمين قيمته أربعمائة دينار، وكان يجره على الأرض فقيل له: أولسنا نهينا عن هذا؟ فقال: إنما ذلك لذوي الخيلاء ولسنا منهم ".
واختار الشيخ تقي الدين رحمه الله عدم تحريمه ولم يتعرض لكراهة ولا عدمها. وقال أبو بكر عبد العزيز: يستحب أن يكون طول قميص الرجل إلى الكعبين وإلى شراك النعل وهو الذي في المستوعب , قال أبو بكر: وطول الإزار إلى مد الساقين , قال وقيل إلى الكعبين. اهـ
و قال ابن عبد البر رحمه الله في (التمهيد3/ 244):
الخيلاء: التكبر، وهي الخيلاء، والمخيلة. يقال منه: رجل خال ومختال شديد الخيلاء، وكل ذلك من البطر والكبر والله لا يحب المتكبرين، ولا يحب كل مختال فخور.
وهذا الحديث يدل على أن من جرّ إزاره من غير خيلاء ولا بطر، أنه لا يلحقه الوعيد المذكور. غير أن جرّ الإزار والقميص وسائر الثياب مذموم على كل حال. وأما المستكبر الذي يجر ثوبه فهو الذي ورد فيه ذلك الوعيد الشديد.
وجاء في (شرح صحيح مسلم للنووي رحمه الله 2/ 116):
(يُتْبَعُ)
(/)
"وأما قوله صلى الله عليه وسلم:" المسبل إزاره " فمعناه المرخى له الجار طرفه خيلاء كما جاء مفسرا فى الحديث الآخر" لا ينظر الله الى من يجر ثوبه خيلاء "، والخيلاء الكبر وهذا التقييد بالجر خيلاء يخصص عموم المسبل ازاره ويدل على أن المراد بالوعيد من جره خيلاء. وقد رخص النبىّ صلى الله عليه وسلم فى ذلك لأبي بكر الصديق رضى الله عنه وقال:" لست منهم "، إذ كان جره لغير الخيلاء "
و قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (22\ 138):
والفعل الواحد فى الظاهر يثاب الإنسان على فعله مع النية الصالحة ويعاقب على فعله مع النية الفاسدة. وضرب عدة أمثلة ثم قال: وكذلك اللباس فمن ترك جميل الثياب بخلا بالمال لم يكن له أجر، ومن تركه متعبدا بتحريم المباحات كان آثما، ومن لبس جميل الثياب إظهارا لنعمة الله وإستعانة على طاعة الله كان مأجورا، ومن لبسه فخرا وخيلاء كان آثما، فإن الله لا يحب كل مختال فخور. ولهذا حرم إطالة الثوب بهذه النية كما فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله يوم القيامة إليه " فقال أبوبكر: يا رسول الله إن طرف إزارى يسترخى إلا أن أتعاهد ذلك منه؟ فقال:" يا أبا بكر إنك لست ممن يفعله خيلاء ". وفى الصحيحين عن النبى أنه قال:" بينما رجل يجر إزاره خيلاء إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ". فهذه المسائل ونحوها تتنوع بتنوع علمهم وإعتقادهم.اهـ (أي بحسب نياتهم و مقاصدهم).
وقال رحمه الله في (شرح العمدة 4/ 363):
وهذه نصوص صريحة في تحريم الإسبال على وجه المخيلة، والمطلق منها محمول على المقيد، وإنما أطلق ذلك؛ لأن الغالب أن ذلك إنما يكون مخيلة. ثم قال: ولأن الأحاديث أكثرها مقيدة بالخيلاء فيحمل المطلق عليه، وما سوى ذلك فهو باقٍ على الإباحة، وأحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة. اهـ
و قال الذهبي رحمه الله في (الكبائر ص215): الكبيرة الخامسة والخمسون: إسبال الإزار والثوب واللباس والسراويل تعززا وعجبا وفخرا وخيلاء. قال الله تعالى (ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور).اهـ
و قال الشوكاني رحمه الله في (نيل الأوطار):
الحديث يدل على تحريم جر الثوب خيلاء. والمراد بجره هو جره على وجه الأرض وهو الموافق لقوله صلى الله عليه وسلم:"ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار". وظاهر التقييد بقوله: خيلاء , يدل بمفهومه أن جر الثوب لغير الخيلاء لا يكون داخلا في هذا الوعيد.اهـ
و الشوكاني كما تعلمون ضليع في اصول الفقه و لا تخفى عليه قاعدة المطلق و المقيد.
و قال الصنعاني رحمه الله في (سبل السلام4/ 158):
والمراد: جر الثوب على الأرض، وهو الذي يدل له حديث البخاري " ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار". وتقييد الحديث بالخيلاء دال بمفهومه أنه لا يكون من جره غير خيلاء داخلا في الوعيد. وقد صرح به ما أخرج البخاري وأبو داود والنسائي أنه قال أبو بكر رضي الله عنه لما سمع هذا الحديث: إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم:"إنك لست ممن يفعله خيلاء"، وهو دليل على اعتبار المفاهيم من هذا النوع. اهـ
و جاء في (طرح التثريب) للحافظ أبي زرعة العراقي رحمه الله:
التقييد بالخيلاء يخرج ما إذا جره بغير هذا القصد , ويقتضي أنه لا تحريم فيه وقد تقدم من صحيح البخاري وغيره قول أبي بكر رضي الله عنه:" إن أحد شقي ثوبي يسترخى إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لست تصنع ذلك خيلاء " وبوب البخاري في صحيحه باب: من جر إزاره من غير خيلاء , وأورد فيه هذا الحديث وحديث أبي بكرة:" خسفت الشمس ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام يجر ثوبه مستعجلا حتى أتى المسجد ... الحديث".اهـ
و قال الباجي رحمه الله في (المنتقى7/ 226):
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله صلى الله عليه وسلم " الذي يجر ثوبه خيلاء " يريد كبرا. وقال عيسى بن دينار عن ابن القاسم: الخيلاء الذي يتبختر في مشيه , ويختال فيه ويطيل ثيابه بطرا من غير حاجة إلى أن يطيلها ولو اقتصد في ثيابه ومشيه لكان أفضل له , قال الله عز وجل (والله لا يحب كل مختال فخور). وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أرخص في الخيلاء في الحرب , وقال:" إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموضع ". ومعنى ذلك والله أعلم لما فيه من التعاظم على أهل الكفر والاستحقار لهم والتصغير لشأنهم.
و قال: وقوله صلى الله عليه وسلم " الذي يجر ثوبه خيلاء " يقتضي تعلق هذا الحكم بمن جره خيلاء أما من جره لطول ثوب لا يجد غيره أو عذر من الأعذار فإنه لا يتناوله الوعيد. وقد روي " أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما سمع هذا الحديث قال: يا رسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لست ممن يصنعه خيلاء ". وروى الحسن بن أبي الحسن البصري عن أبي بكرة: " خسفت الشمس ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام يجر ثوبه مستعجلا حتى أتى المسجد ".اهـ
وجاء في (فيض القدير للمناوي رحمه الله 5/ 420):
أي محل الإزار " ففي النار " حيث أسبله تكبرا كما أفهمه خبر " لا ينظر الله إلى من يجر ثوبه خيلاء " فكنى بالثوب عن بدن لابسه ومعناه: أن الذي دون الكعبين من القدم يعذب عقوبة له فهو من تسمية الشيء باسم ما جاوره أو حل فيه.
و فيه أيضا: (المسبل إزاره) الذي يطوّل ثوبه ويرسله إذا مشى تيهاً وفخراً (خيلاء) أي يقصد الخيلاء بخلافه لا بقصدها ولذلك رخص المصطفى صلى اللّه عليه وسلم في ذلك لأبي بكر حيث كان جره لغير الخيلاء. اهـ
و قال السيوطي رحمه الله في (تنوير الحوالك 1/ 217):
" ما أسفل من ذلك "، (ما) موصولة و (أسفل) بالنصب خبر كان محذوفة والجملة صلة. ويجوزكون (ما) شرطية و (أسفل) فعل ماض. (ففي النار) أي محله من الرجل وذلك خاص بمن قصد به الخيلاء.
و في (الديباج 1/ 121):
" المسبل إزاره المرخي له الجار طرفيه خيلاء فهو مخصص بالحديث الآخر "لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء "، وقد رخص صلى الله عليه وسلم في ذلك لأبي بكر حيث كان جره لغير الخيلاء."
وقال السندي في حاشيته على (سنن النسائي) في شرح حديث" ثلاثة لا يكلمهم الله ... ومنهم المسبل": "المسبل" من الإسبال بمعنى الإرخاء عن الحد الذي ينبغي الوقوف عنده والمراد إذا كان عن مخيلة والله تعالى أعلم.
و في حاشيته على (البخاري4/ 24) قال معلقًا على حديث " ما أسفل من الكعبين فهو في النار": أي إذا كان ذلك خيلاء.
و هو اختيار البخاري رحمه الله في جامعه الصحيح حيث عقد بابًا و ترجم له: من جر إزاره من غير خيلاء. و ذكر تحته حديثين؛
أحدهما عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال:" من جر ثوبه خيلاء لم ينظر اللَّه إليه يوم القيامة، فقال أبو بكر: يا رسول اللَّهِ إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: إنك لست ممن يفعله خيلاء ".
و الآخر عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:" خَسَفَتْ الشَّمْسُ وَنَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ مُسْتَعْجِلاً حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ وَثَابَ النَّاسُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَجُلِّيَ عَنْهَا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَالَ:" إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئاً فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يَكْشِفَهَا ".
و أورد أبو عوانة في مسنده الصحيح حديث ابن عمر رضي الله عنهما و خرجه من وجوه و أردفه بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:" إزرة المؤمن ... " و ترجم عليها: (الأخبار الناهية عن جر الرجل إزاره بطرا وخيلاء والتشديد فيه والدليل على أن من لم يرد به خيلاء لم تكن عليه تلك الشدة).
(يُتْبَعُ)
(/)
و ذكر ابن حبان في صحيحه: باب: ذكر الزجر عن إسبال المرء إزاره إذ الله جل وعلا لا ينظر إلى فاعله، وذكرحديث المغيرة بن شعبة قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بحجزة سفيان بن أبي سهيل فقال:" يا سفيان لا تسبل إزارك، فإن الله لا ينظر إلى المسبلين". (رقم5442)
ثم ذكر بعده (باب): ذكر العلة التي من أجلها زجر عن هذا الفعل، و ذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما:" من جر ثيابه من مخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة ". رقم (5443)
وكان قد ذكر في موطن آخر من صحيحه (2/ 281) حديث أبي جري الهجيمي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إنا قوم من أهل البادية، فعلمنا شيئا ينفعنا الله به، فقال: " لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك، ووجهك إليه منبسط. وإياك وإسبال الإزار، فإنه من المخيلة، ولا يحبها الله. وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك، فلا تشتمه بما تعلم فيه، فإن أجره لك، ووباله على من قاله".
قال أبو حاتم (ابن حبان): الأمر بترك استحقار المعروف أمر قصد به الإرشاد. والزجر عن إسبال الإزار زجر حتم لعلة معلومة، وهي الخيلاء، فمتى عدمت الخيلاء، لم يكن بإسبال الإزار بأس. والزجر عن الشتيمة، إذا شوتم المرء، زجر عنه في ذلك الوقت، وقبله، وبعده، وإن لم يشتم. اهـ
ومما يدل على أن قوله "ما أسفل الكعبين .. " داخلة في معنى "من جرّ ثوبه ... "؛ أن الصحابة الذين رووا اللفظ الأول كانوا يحتجّون على المسبلين باللفظ الثاني. فعن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة ورأى رجلا يجر إزاره، فجعل يضرب الأرض برجله وهو أمير على البحرين، وهو يقول: جاء الأمير، جاء الأمير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله لا ينظر إلى من يجر إزاره بطرًا " رواه الشيخان و اللفظ لمسلم.
فالواضح ان احتجاج ابي هريرة باللفظ الثاني يدل على ان الخيلاء قيد و لو كان يوجد فرق بين الاسبال من غير خيلاء او لا في العقوبة لاستدل بحديث اسفل القدمين اد ان الاصل في المسلم براءة الذمة و نحسن الظن به فلا نتهمه بالخيلاء من دون دليل ادن فغضب ابي هريرة يدل على ان الغالب في ذلك الزمان ان الاسبال لا يكون الا لخيلاء لذلك كان نهي رسول الله عليه الصلاة و السلام و غضب ابي هريرة فان كان بلد الناس فيه لا تسبل نعم منع الاسبال لكثرة المظنة ان المسبل لا يفعلها لا للخيلاء لكن ببلد يسبلون من غير خيلاء فالظاهر انه لا مشكل في ذلك و الله اعلم
و قد أُشكل على بعض الأفاضل كون الأمرين وردا جميعًا في حديث واحد؛ و هو حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: " إزرة المؤمن إلى إنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه و بين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار، ما أسفل من ذلك ففي النار. لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا ". و هذا لفظ الإمام مالك رحمه الله في الموطأ، و هو أصحها. و زعم بعضهم أن الجمع بين العقوبتين في لفظ واحد دليل على اختلافهما.
و الجواب: أن قوله " لا ينظر الله يوم القيامة ... " في الحديث هو تذييل لتقرير حكم و تعليله. و لذلك لم تعطف على ما قبلها، كما في الرواية السابقة، و إن كان قد أثبت بعضهم حرف العطف و لكن هذه أرجح. و المعنى: أن من أسبل ثوبه خيلاء وكبرًا، حق له أن يطأ في النار إلى كعبيه، لأن الله لا يرحمه يوم القيامة بل يمقته. و هذا ما فهمه الإمام مالك من الحديث، حيث أورده في (باب) ما جاء في إسبال الرجل ثوبه.
و الدليل " ما أسفل الكعبين " يراد به الإسبال، حديث جابر بن سليم رضي الله عنه الطويل وفيه:" وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيتَ فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة " رواه أحمد (4/ 64) و أبو داود (4084) و ابن حبان في صحيحه (521) و غيرهم.
و نظيره حديث ابن عمر رضي الله عنهما:" الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ". رواه ابن أبي شيبة في المصنف، و أبو داود (4094) والنسائي (8/ 208) وابن ماجة (3576) وغيرهم من طريق عبد العزيز بن أبي رواد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد أجمل الإسبال المنهي عنه ثم بيّن المقصود بالنهي. فهل يصلح أن يقال: أنّ فيه حكمين؛ الإسبال مطلقًا، و الجر خيلاء؟؟؟ لا يمكن ذلك و لا يستقيم، لأنك أنّى توجهت وجدت الإسبال مرادفًا للجرّ و مقيّدًا بالمخيلة.
و من العلماء من قال: أن الوصف بالخيلاء خرج مخرج الغالب، والقيد إذا خرج مخرج الغالب فلا مفهوم له عند عامة الأصوليين - كما قال الشيخ بكر أبو زيد - كما في قوله: (و ربائبكم اللاتي في حجوركم)، فبنت المرأة محرمة على زوجها، ربيبة كانت عنده أم لا، ونحو قوله: (ولا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة)، فالربا قليلُه وكثيرُه حرام.
و الجواب: أن إلحاق هذه المسألة بما ذكر لا يستقيم لوجود الفارق؛ ذلك لأن دليل القيد بالخيلاء ليس بالمفهوم و إنما هو بالمنطوق و هو قوله صلى الله عليه و سلم لأبي بكر رضي الله عنه: " إنك لست ممن يفعله خيلاء ".
و يقطع كلَّ تأويل حديثُ ابن عمر رضي الله عنهما الذي فيه:" من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة " رواه مسلم (2085) و أبو عوانة (8585) و غيرهما.
و هو نص صريح في أن الإسبال لا يحرم إلا إذا قُصد به الإختيال، و فيه أيضًا رد على من يزعم أن الإختيال يحصل بمجرد الإسبال و لو لم يخطر ببال المسبل.
و من الأدلة التي تعلق بها القائلون بحرمة الإسبال مطلقًا، حديث ابن عمر رضي الله عنهما من رواية نافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة: فكيف يصنعن النساء بذيولهن؟ قال: يرخين شبرًا. فقالت: إذا تنكشف أقدامهن؟ قال: فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه." رواه النسائي (5336) و الترمذي (1731) و قال: حسن صحيح.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في (الفتح 10/ 259): ويستفاد من هذا الفهم التعقب على من قال أن الأحاديث المطلقة في الزجر عن الإسبال مقيدة بالأحاديث الأخرى المصرحة بمن فعله خيلاء ... ووجه التعقب أنه لو كان كذلك لما كان في استفسار أم سلمة عن حكم النساء في جر ذيولهن معنى، بل فهمت الزجر عن الإسبال مطلقا سواء كان عن مخيلة أم لا، فسألت عن حكم النساء في ذلك لاحتياجهن إلى الإسبال، من أجل ستر العورة، لأن جميع قدمها عورة. فبين لها أن حكمهن في ذلك خارج عن حكم الرجال في هذا المعنى فقط. وقد نقل عياض الإجماع على أن المنع في حق الرجال دون النساء ومراده منع الإسبال لتقريره صلى الله عليه وسلم أم سلمة على فهمها زاهـ
و قد اغتر بهذا الكلام صاحب (القول المبين في أخطاء المصلين) فقال (ص31): و يستفاد من كلمة "رخص" و من سؤال أم سلمة السابق " فكيف يصنع النساء بذيولهن " بعد سماعها وعيد جر الثوب، التعقب على من قال:-إن الأحاديث المطلقة في الزجر عن الإسبال مقيدة بالأحاديث الأخرى المصرحة بمن فعله خيلاء. و وجه التعقب: أنه لو كان كذلك لما كان في استفسار أم سلمة عن حكم النساء في جر ذيولهن معنى، بل فهمت الزجر عن الإسبال مطلقا، سواء كان عن مخيلة أم لا ... اهـ
قال عبد الوهاب مهية و هذا لعمري أمر عجيب، و أعجب منه صدوره عن الحافظ رحمه الله، فهل يعقل أن يعترض بمثل هذا و صدرُ الحديث نصّ في تقييد الإسبال بالخيلاء؟ كيف استُسيغ مثل هذا التعقب، و مناسبة سؤال أم سلمة إنما هو قوله صلى الله عليه و سلم: " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة "، يقول "خيلاء"، و الحديث واحد فكيف يعارض أوله بآخره؟؟؟ و من أين لهذا المتعقب أنّ أم سلمة رضي الله عنها فهمت الإطلاق في الزجر عن الإسبال؟ و سياق الحديث يأبى ذلك. و كل ما فيه: أنها سألت عمن وقعت من النساء بين الأمرين؛ أعني بين الإسبال المحرم بقيده و بين وجوب ستر القدمين، فأذن لهن بالإسبال على أيّة حال لتأكد التستر في حقهن. و يبيّن ذلك رواية " رخّص"، أي حتى مع وجود هاجس الخيلاء.
فائدة: قال الباجي رحمه الله في (المنتقى 7/ 226):- و هذا يقتضي أن نساء العرب لم يكن من زيهن خفّ و لا جورب. كنّ يلبسن النعال أو يمشين بغير شيء، و يقتصرن من ستر أرجلهن على إرخاء الذيل.اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال عبد الوهاب مهية و من الأدلة التي تعلق بها القائلون بالتحريم على الإطلاق، بعض الأحاديث التي يأمر فيها النبي صلى الله عليه و سلم بعض أصحابه بالتشمير، قال بعضهم: ويكفيك أن تأتي بأي حديث مما صح فيه احتساب النبي ء صلى الله عليه وسلم ء على صحابي قد أطال ثوبه فأمره ء صلى الله عليه وسلم ء بتشميره ليسقط هذا التفريق الذي يذهب إليه جماهير العلماء من فقهاء وشراح للأحاديث، وذلك لأن النبي – صلى الله عليه وسلم ء لم يستفصل منه، وتركُ الاستفصال في مقام الاحتمال ينزل منزلة العموم في المقال كما تعلمون، وبه يتبين أن النبي – صلى الله عليه وسلم ء لم يكن يفرق بين من يفعله خيلاء أو بغيره في وجوب تشمير الثوب فوق الكعبين.اهـ
و الجواب: أن تلك الأحاديث هي من قبيل وقائع الأعيان و الأحوال التي لا تفيد العموم، وترك الإستفصال فيها لظهور الحال. فأنت إذا رأيت شخصًا يمشي المطيطاء و يلتفت إلى عطفيه شامخًا بأنفه، فلا تحتاج إلى أن تسأله إن كان يتخايل أم لا؟؟؟
و من أقوى الدلائل على أن تلك الوقائع لا تفيد العموم؛ حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند الإمام أحمد (6340) بسند رجاله رجال الصحيح، يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه وعليه إزار يتقعقع، يعني جديدًا، فقال: من هذا؟ فقلت: أنا عبد الله. فقال: إن كنت عبد الله فارفع إزارك. قال: فرفعته، قال: زد؟ قال: فرفعته حتى بلغ نصف الساق. قال: ثم التفت إلى أبي بكر فقال: من جرّ ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة. فقال أبو بكر: إنه يسترخي إزاري أحيانًا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لست منهم."
فهذا الحديث نص صريح في إناطة الحكم بعلة المخيلة، فإن قيل: لِم أمر ابن عمر بالتشمير و لم يستفصل؟ فالجواب: أن حال ابن عمر كانت تغني عن الإستفصال؛ شاب حدث، عليه لباس جديد، يتقعقع أي يحدث صوتًا عند تحريكه، قد أسبله، فما ظنك به و هو في مجتمع قد تواطأ على اعتبار مثل تلك المظاهر؟ .. و لذلك بالغ النبي صلى الله عليه و سلم في أمره بالتشمير، و كان يكفيه أن يأمره برفعه إلى الكعبين. و الظاهر أن ابن عمر رضي الله عنهما قد كان في نفسه بعض تلك المعاني، لأنه لم يعتذر بشيء بعد سماعه رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: " من جر ثوبه من الخيلاء " كما اعتذر الصديق رضي الله عنه.
و على هذا الوجه يُنزَل حديث عمر رضي الله عنه مع الشاب الذي قال له: " (يا غلام ارفع إزارك فإنه أتقى لربك و أنقى لثوبك "
و منه كذلك، ما وقع لسالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ قال جرير بن يزيد: كنت جالسًا إلى سالم بن عبد الله على باب داره، فمر به شاب من قريش يسحب إزاره، فصاح به سالم وقال: ارفع إزارك؟ وجعل الشاب يعتذر من استرخاء إزاره، ثم أقبل عليّ سالم فقال: حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" بينما رجل يمشي في حلة له معجب به نفسه فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة". رواه أحمد (9053) و أبو عوانة (8559) و النسائي (9679).
و كذلك كان فهم السلف؛ إنما ينكرون على من ظنوا به العجب و المخيلة بسبب مظهره، ولم يكن إنكارهم على إطلاقه كما يفهم البعض. اهـ
قد ثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فعل ذلك للسبب ذاته.
فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (24816) بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه " أنه كان يسبل إزاره فقيل له في ذلك فقال: إني رجل حمش الساقين ". لكن قال الحافظ في الفتح (10/ 264): (هو محمول على أنه أسبله زيادة على المستحب، وهو أن يكون إلى نصف الساق، ولا يظن به أنه جاوز به الكعبين! والتعليل يرشد إليه، ومع ذلك فلعله لم تبلغه قصة عمرو بن زرارة.) اهـ
قلت حمله على المستحب دعوى تحتاج دليلا اولا و ثانيا لو كان كذلك لما انكره عليه الناس و ثالثا الاسبال هنا لفظ عام لا يجوز اخراجه عن ظاهره الا بقرينة فمن اين للحافظ انه محمول على الزيادة فوق المستحب فهل الزيادة فوق المستحب تسمى اسبالا!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
قال عبد الوهاب مهية الإسبال عند الإطلاق يراد به الإرخاء إلى ما دون الكعبين، و الأصل إبقاء الخبر على ظاهره، هذا من جهة. و من جهة أخرى، فإنه حتى لو لم تبلغه قصة عمرو بن زرارة، فهل يعقل أن يأمر النبي صلى الله عليه و سلم واحدًا من عامة الناس و لا يأمر صاحب وسادته و نعله، و من هو معه صباح مساء، يلازمه و يخدمه حتى أن الغريب ليحسب أنه من أهل البيت؟ اهـ.
روى أبو داود (4096) و ابن أبي شيبة (24831) و البيهقي في الشعب (6147) عن عكرمة قال: رأيت ابن عباس إذا اتزر أرخى مقدم إزاره حتى يقع حاشيته على ظهر قدميه، ويرفع الإزار مما وراءه، فقلت:لم تأتزر هكذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزر هذه الإزرة " وصححه الألباني رحمه الله في الصحيحة (1238).
عن أبي إسحاق قال: رأيت ابن عباس أيام منى طويل الشعر، عليه إزار فيه بعض الإسبال، وعليه رداء أصفر. قال الهيثمي (9/ 285):رواه الطبراني وإسناده حسن. قلت: رواه الطبراني في الكبير (10572) و أبو بكر الشيباني في الأحاد و المثاني (390).
و أخرج ابن أبي شيبة وعنه أبو نعيم في الحلية: (5/ 322) وابن سعد في الطبقات: (5/ 403) عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عمرو بن مهاجر قال: " كان قميص عمر بن عبد العزيز ما بين الكعب والشراك "
و أخرج ابن أبي شيبة في (المصَنَّفِ) (رقم 24845) قال: حدثنا ابن مهدي، عن أبي عوانة، عن مغيرة قال: " كان إبراهيم قميصُه على ظهر القدم ". إسناده صحيحٌ، و ابراهيم هو ابن يزيد النخعي إمام الكوفة.
و أخرج الإمام أحمد في (العلل) – رواية ابنه عبد الله – (رقم 841) قال:حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدَّثنا حماد بن زيد، قال: " أمرَنِي أيّوب (السختياني) أن أقطعَ له قميصاً قال: اجعلْه يضرِبُ ظَهْرَ القدم، و اجعَلْ فَمَ كُمِّهِ شبراً ". وإِسنادٌه صحيحٌ
و قبل الختام ...
تذكَّرْ أنَّ الأحاديث الواردة في الإسبال على ثلاثة أقسام؛
قسم مطلق، مثل قوله " ما أسفل الكعبين في النار "، و قوله في حديث المغيرة رضي الله عنه: " رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ بحجزة سفيان بن أبى سهل فقال: يا سفيان لا تسبل إزارك فان الله لا يحب المسبلين" رواه أحمد و النسائي في الكبرى (9704) و ابن ماجة (3574) و ابن حبان فى صحيحه و هو حديث حسن و له شواهد.
الألف و اللام في (المسبلين) للعهد الذهني، و يعني بهم المختالين. و يؤيده رواية ابن حبان الماضية أول البحث بلفظ:" يا سفيان لا تسبل إزارك، فإن الله لا ينظر إلى المسبلين " و قد مرّ آنفًا بيان مَنْ لا ينظر الله إليهم.
و منه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "بينما رجل يصلي مسبل إزاره، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اذهب فتوضأ ". فذهب فتوضأ ثم جاء فقال: " اذهب فتوضأ "، فقال له رجل: يا رسول الله، مالك أمرته أن يتوضأ ثم سكت عنه؟ قال:" إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره، وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل".
رواه أحمد (4/ 67) و أبو داود (6380 و 4086)
أعله المنذري فقال: فيه أبو جعفر رجل من المدينة لا يعرف. و قال الحافظ في (التقريب 1/ 628):" أبو جعفر المؤذن الأنصاري المدني مقبول من الثالثة ومن زعم أنه محمد بن علي ابن الحسين فقد وهم ".
و قوله " مقبول " يعني عند المتابعة، و لا متابع له في قوله " وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل ". بل الحديث كله على مداره. فالعجب كيف يحكم على صلاة امرئ مسلم و وضوءه بالبطلان بمثل هذه الرواية؟؟؟
و قد روى ابن خزيمة في صحيحه (781) عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا ينظر الله إلى صلاة رجل يجر إزاره بطرًا ". قال ابن خزيمة: قد اختلفوا في هذا الإسناد قال بعضهم عن عبد الله بن عمر. اهـ
و يستفاد من هذا الحديث تقييد الجر بالبطر و هو الكبر و الخيلاء. ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه: " من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حلّ و لا حرام " رواه أبو داود (637)
و قسم مقيِّد بالجر و الخيلاء، و قد ذكرنا طرفًا منه. و بيّنّا بالدليل اتحاد محل العقوبة و مورد الحكم و مقتضى ذلك شرعًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
من اراد الاجابة فلينقد الادلة دليلا دليلا و ارجوا من الاخوة ان لا يجيبوا اجابات ناقصة او خارجة عن ادب النقاش و ارجوا ان لا تستدلوا بكلام مجمل لا اعتراض فيه او فتاوي فلان و علان.
فهل من القائلين بالتحريم من ينشط لذلك و الله المستعان و السلام عليكم
ـ[التقرتي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 10:56]ـ
اسوق هذا الدليل الجديد الذي هداني الله اليه بعد كتابة المقال:
قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. البقرة 174
قال بن جرير الطبري في تفسيره الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّه مِنْ الْكِتَاب} يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِقَوْلِهِ: {إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّه مِنْ الْكِتَاب} أَحْبَار الْيَهُود الَّذِينَ كَتَمُوا النَّاس أَمْر مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنُبُوَّته.
و قال وَأَمَّا قَوْله: {وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه يَوْم الْقِيَامَة} يَقُول: وَلَا يُكَلِّمهُمْ بِمَا يُحِبُّونَ وَيَشْتَهُونَ , فَأَمَّا بِمَا يَسُوءهُمْ وَيَكْرَهُونَ فَإِنَّهُ سَيُكَلِّمُهُمْ ; لِأَنَّهُ قَدْ أَخْبَرَ تَعَالَى ذِكْره أَنَّهُ يَقُول لَهُمْ إذَا قَالُوا: {رَبّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} قَالَ: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} 23 107: 108 لِآيَتَيْنِ.
و قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ال عمران 77
قال بن جرير {أُولَئِكَ لَا خَلَاق لَهُمْ فِي الْآخِرَة} يَقُول: فَإِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ لَا حَظّ لَهُمْ فِي خَيْرَات الْآخِرَة , وَلَا نَصِيب لَهُمْ مِنْ نَعِيم الْجَنَّة , وَمَا أَعَدَّ اللَّه لِأَهْلِهَا فِيهَا. دُون غَيْرهمْ. وَقَدْ بَيَّنَّا اِخْتِلَاف أَهْل التَّأْوِيل فِيمَا مَضَى فِي مَعْنَى الْخَلَاق , وَدَلَّلْنَا عَلَى أَوْلَى أَقْوَالهمْ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ بِمَا فِيهِ الْكِفَايَة. وَأَمَّا قَوْله: {وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه} فَإِنَّهُ يَعْنِي: وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه بِمَا يَسُرّهُمْ وَلَا يَنْظُر إِلَيْهِمْ , يَقُول: وَلَا يَعْطِف عَلَيْهِمْ بِخَيْرٍ مَقْتًا مِنْ اللَّه لَهُمْ كَقَوْلِ الْقَائِل لِآخَرَ: اُنْظُرْ إِلَيَّ نَظَرَ اللَّه إِلَيْك , بِمَعْنَى: تَعَطَّفْ عَلَيَّ تَعَطَّفَ اللَّه عَلَيْك بِخَيْرٍ وَرَحْمَة , وَكَمَا يُقَال لِلرَّجُلِ: لَا سَمِعَ اللَّه لَك دُعَاءَك , يُرَاد: لَا اِسْتَجَابَ اللَّه لَك , وَاَللَّه لَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَة , وَكَمَا قَالَ الشَّاعِر: دَعَوْت اللَّه حَتَّى خِفْت أَنْ لَا يَكُون اللَّه يَسْمَع مَا أَقُول وَقَوْله {وَلَا يُزَكِّيهِمْ} يَعْنِي: وَلَا يُطَهِّرهُمْ مِنْ دَنَس ذُنُوبهمْ وَكُفْرهمْ , {وَلَهُمْ عَذَاب أَلِيم} يَعْنِي: وَلَهُمْ عَذَاب مُوجِع. وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي السَّبَب الَّذِي مِنْ أَجْله أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَة , وَمَنْ عُنِيَ بِهَا؟ فَقَالَ بَعْضهمْ: نَزَلَتْ فِي أَحْبَار مِنْ أَحْبَار الْيَهُود اهـ
ادن كما ترون اخوتي ان, الايتين في اليهود و ان زيادة و لا ينظر الله اليه في الثانية ليست بعقوبة جديدة و تفسير الطبري يدل عليها و من جعلها عقوبة جديدة غير النار فقد خالف ما جاء به القرآن الكريم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 02:04]ـ
جزاك الله خيرا
ونفع بك
وهذا مع ما تقدم في أكثر من موضع اكبر دليل أن المسألة من مسائل الاجتهاد السائغ ولا ينكر فيها على المخالف
بل الإنكار على من خالف السواد الأعظم من الأمة في هذه المسألة أولى
وفيه أن هذا السواد الأعظم من العلماء لم يذهبوا إلى القول بالتقييد عن هوى أو ضعف نظر أو نحوه
بل عند التحقيق والنظر يظهر قوة مأخذهم وضعف مأخذ غيرهم ممن اغتر بظاهر الأحاديث وذهيب يجمع بينها بضرب من التأويل مستكره ومستبعد
والله أعلم(/)
التعريف بالشيخ ملا عمران صاحب (لنجه)!!
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 03:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التعريف بالشيخ عمران
أسمه ونسبه:
هو العلامة الجليل الشيخ مُلاّ عمران بن علي بن رضوان، من علماء القرن الثالث عشر الهجري من بلاد لنجه في إيران.
كان رحمه الله صاحب عقيدة سلفية، وعلى مذهب الإمام الشافعي في الفقه، وأُسنِدَ إليه القضاء والإفتاء في بلده، وكان شاعراً مجيداً، وله ديوان شعر مشهور، وأفاد منه عددٌ كبير من العلماء بسبب ما أَوجَدَه من حركة علمية حسنة في بلده.
توفي رحمه الله عام 1280هـ في بلدته لِنجه.
ما قاله الشيخ سليمان بن سحمان النجدي في الشيخ عمران {في كتابه الهدية السنية والتحفة الوهابية النجدية} ص110. من مطبعة المنار الطبعة الأولى سنة1342هـ.:
"قال الشيخ ملا عمران بن رضوان صاحب (لنجة) لما تبين له حقيقة ما دعا إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب من إخلاص العبادة لله رب العالمين، وترك عبادة ما سواه من سائر المعبودين، وأنه على ما كان عليه سلف الأمة وأئمتها في باب معرفة الله وأسمائه وصفاته، قام بتأييده، وجد واجتهد في الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، والذب عن أهل الإسلام الموحدين، فلأجل ذلك لقبوه بالوهابي، فأنشأ منظومة في الرد على أعداء الله من الجهمية، والمنكرين لهذه الدعوة المحمدية، طبعها الأخ في الله عيسى بن رميح مع العقيدة التي كتبناها جواباً على مفتريات صاحب جريدة ((القبلة)) علينا ولا شك إن شاء الله تعالى أنكم قد اطلعتم عليها، فنكتفي بذكر أبيات منها، وهي قوله رحمه الله تعالى:
إن كان تابع أحمد متوهباً فأنا المقر بأنني وهابي
إلخ.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 10:27]ـ
هل ديوانه مطبوع؟
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 01:31]ـ
نعم ياأخي أبا الوليد(/)
حكم الدعاء بغير العربية في السجود للأعجمي؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 05:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الفضلاء، ما حكم الدعاء بغير العربية في السجود في حق أعجمي اللسان؟ و هل قال أحد إبطال صلاة من دعا بغير العربية؟ أفيدونا أفادكم الله
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 12:19]ـ
جائز إن شاء الله
قال شيخ الإسلام _مجموع الفتاوى_
والدعاء يجوز بالعربية، وبغير العربية، والله سبحانه يعلم قصد الداعي ومراده، وإن لم يقوِّم لسانه، فإنَّه يعلم ضجيج الأصوات، باختلاف اللغات على تنوع الحاجات
-اللجنة الدائمة للبحوث و الإفتاء
يجوز للشخص أن يدعو الله جل وعلا باللغة التي يعرفها من لغة عربية أو إنجليزية أو أوردية أو غيرها من اللغات؛ لقوله تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة:286] وقوله سبحانه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16]. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
و قال شيخ الإسلام _اقتضاء الصراط المستقيم_
ولهذا كان كثير من الفقهاء أو أكثرهم يكرهون في الأدعية التي في الصلاة والذكر أن يدعي الله أو يذكر بغير العربية
وقد اختلف الفقهاء في أذكار الصلاة هل تقال بغير العربية وهي ثلاث درجات أعلاها القرآن ثم الذكر الواجب غير القرآن كالتحريمة بالإجماع وكالتحليل والتشهد عند من أوجبه ثم الذكر غير الواجب من دعاء أو تسبيح أو تكبير وغير ذلك
فأما القرآن فلا يقرؤه بغير العربية سواء قدر عليها أو لم يقدر عند الجمهور وهو الصواب الذي لا ريب فيه بل قد قال غير واحد إنه يمتنع أن يترجم سورة أو ما يقوم به الإعجاز
واختلف أبو حنيفة وأصحابه في القادر على العربية
وأما الأذكار الواجبة فاختلف في منع ترجمة القرآن هل تترجم للعاجز عن العربية وعن تعلمها وفيه لأصحاب أحمد وجهان
أشبههما بكلام أحمد أنه لا يترجم وهو قول مالك وإسحق
والثاني يترجم وهو قول أبي يوسف ومحمد الشافعي
وأما سائر الأذكار فالمنصوص من الوجهين أنه لا يترجمها ومتى فعل طلت صلاته وهو قول مالك وإسحاق وبعض أصحاب الشافعي
والمنصوص عن الشافعي أنه يكره ذلك بغير العربية ولا يبطل
ومن أصحابنا من قال له ذلك إذا لم يحسن العربية
وحكم النطق بالعجمية في العبادات من الصلاة والقراءة والذكر كالتلبية والتسمية على الذبيحة وفي العقود والفسوخ كالنكاح واللعان وغير ذلك معروف في كتب الفقه.
أما عن مسألة إبطال الصلاة فقد أشار إليها شيخ الإسلام في الفتاوى
قال
القراءة والذكر والدعاء باللفظ المنصوص ثم باللفظ العربى فى معنى المنصوص ثم باللفظ العجمى فهذا كرهه أحمد فى الصلاة وفى البطلان به خلاف.
و الله أعلم.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 01:18]ـ
فقد أجدت و أفدت أخي الفاضل ... فجزاك الله خير الجزاء
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 01:26]ـ
فقد أجدت و أفدت أخي الفاضل ... فجزاك الله خير الجزاء
و إياك أخي الكريم.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 03:36]ـ
أخي الفاضل ... هل يمكنك التعرض للراجح مع مع بيان طريقة التوصل إليه و جزاك الله خيرا؟
ـ[آدم علي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 11:16]ـ
ليس هناك دليل يمنع غير العربي أن يدعو الله ويسأله بلغته، ولما لم يرد دليل على المنع فالبقاء على الأصل وهو الجواز هو الذي يتعين. هذا
أولا.
وثانيا: صرح العلماء بأنه يجب على كل قادر أن يتعلم من العربية ما لا تصح الصلاة إلا به، وليس منه الدعاء.
ومن هنا نص بعض أهل العلم على ذلك، ومنهم ابن حزم حيث قال في " المحلى بتحقيق الشيخ أحمد شاكر " (4/ 159): " ومن كانت لغته غير العربية جاز له أن يدعو بها في صلاته، لكن لا يجوز له أن يقرأ بها ".
والله أعلم
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 10:42]ـ
بارك الله فيك(/)
هل تقضي المرأة صلاتي الظهر و العصر إذا تيقنت أنها طهرت عند الظهر؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 05:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الكرام، هل تقضي المرأة صلاتي الظهر و العصر، إذا تيقنت بعد غروب الشمس أنها طهرت عند الظهر؟ أفيدوني أفادكم الله
ـ[حمد]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 07:58]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
نعم
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 08:04]ـ
هل يمكنك ذكر وجه الوجوب حيث إن وقتهما قد خرج ... و جزاك الله خيرا أخي الفاضل ... و إن تفضلت علي بذكر كلام أهل العلم في المسألة فلن أنساه لك إن شاء الله و أجرك على الله.
أخوك و محبك
ـ[حمد]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 08:19]ـ
تفضل أخي الحبيب:
http://www.bab.com/articles/full_article.cfm?id=4401
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 08:43]ـ
جزاك الله خيرا ...
و للفاءدة أنقل الشاهد من الرابط على مسألتنا:
" وإن أخر الصلاة عن وقتها لعذر من نوم أو نسيان أو شغل ظن أنه يبيح له تأخيرها عن وقتها فإنه يصليها متى زال ذلك العذر لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك"
وفي رواية: "من نسي صلاة أو نام عنها" متفق عليه.
وإذا تعددت الصلوات التي فاتته بعذر فإنه يصليها مرتبة من حين زوال عذره، ولا يؤخرها إلى نظيرها من الأيام التالية لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق توضأ بعد ما غربت الشمس فصلى العصر ثم صلى بعدها المغرب. متفق عليه.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: حبسنا يوم الخندق عن الصلاة حتى كان بعد المغرب بهوي من الليل قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً فأقام الظهر فصلاها فأحسن صلاتها كما كان يصليها في وقتها ثم أمره فأقام العصر فصلاها فأحسن صلاتها كما كان يصليها في وقتها ثم أمره فأقام الصلاة للمغرب فصلاها" كذلك روى أحمد.
وفي هذا الحديث دليل على أن الفائتة تصلى كما تصلى في الوقت ويؤيده حديث أبي قتادة رضي الله عنه في قصة نومهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس قل: "ثم أذن بلال بالصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم صلى الغداة فصنع كما كان يصنع كل يوم" الحديث رواه مسلم.
وعلى هذا فإذا صلى في النهار فائتة من صلاة الليل جهر فيها بالقراءة وإذا صلى في الليل فائتة من صلاة النهار أسر فيها بالقراءة كما يدل على الأول حديث أبي قتادة وعلى الثاني حديث أبي سعيد، وإذا صلى الفوائت غير مرتبة لعذر فلا حرج عليه، فإذا جهل أن عليه صلاة فائتة فصلى ما بعدها ثم علم بالفائتة صلاها ولم يعد التي بعدها، وإذا نسي الصلاة الفائتة فصلى ما بعدها ثم ذكر الفائتة صلاها ولم يعد التي بعدها لقوله تعالى:
"ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا". قال أهل العلم: وإذا كان عليه فائتة فذكرها أو علم بها عند خروج وقت الحاضرة صلى الحاضرة أولاً ثم صلى الفائتة لئلا يخرج وقت الحاضرة قبل أن يصليها فتكون الصلاتان كلتاهما فائتتين. "
و بالمناسبة أخي الفاضل، لدي سؤال عن معنى حديث:
"من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك"
إذا استيقظ مثلا عند التاسعة صباحامن غير تعمد و قد خرج وفت الصلاة، فما هي المدة التي يسمح له فيها، بقضاء الصلاة؟ و هل تقدر بوقت؟
و جزاك الله خيرا
ـ[حمد]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 09:08]ـ
و بالمناسبة أخي الفاضل، لدي سؤال عن معنى حديث:
"من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك"
إذا استيقظ مثلا عند التاسعة صباحامن غير تعمد و قد خرج وفت الصلاة، فما هي المدة التي يسمح له فيها، بقضاء الصلاة؟ و هل تقدر بوقت؟
و جزاك الله خيرا
يصلي بعد استيقاظه مباشرة، ولو استيقظ وقت الظهر.
فإن أخّر فهو آثم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 10:46]ـ
يصلي بعد استيقاظه مباشرة، ولو استيقظ وقت الظهر.
فإن أخّر فهو آثم.
جاء في صحيح مسلم:
قال: فمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الطريق. فوضع رأسه. ثم قال: {احفظوا علينا صلاتنا}. فكان أول من استيقظ رسول الله - صلى اله عليه وسلم - والشمس في ظهره. قال فقمنا فزعين. ثم قال: {اركبوا} فركبنا. فسرنا. حتى إذا ارتفعت الشمس نزل. ثم دعا بميضأة، كانت معي فيها شيء من ماء. قال: فتوضأنا منها وضوءاً دون وضوء. قال: وبقي فيها شيء من ماء. ثم قال لأبى قتادة: {احفظ علينا ميضأتك. فسيكون لها نبأ} ثم أذن بلال بالصلاة. فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين. ثم صلى الغداة فصنع كما كان يصنع كل يوم. قال وركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وركبنا معه. قال فجعل بعضنا يهمس إلى بعض: ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا؟ ثم قال: {أما لكم فيّ أسوة؟} ثم قال: {ليس في النوم تفريط. إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى. فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها. فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها} ثم قال: {ما ترون الناس صنعوا؟} قال: ثم قال: أصبح الناس فقلدوا نبيهم.
الشاهد من ذلك أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يصلّ الصلاة فور استيقاظه من النوم .. بل أمر الناس أن يركبوا ويسيروا، حتى إذا أتى موضعاً ما، أمرهم بالصلاة فيه.
فعليه، من كان في حاجة إلى تأخير الصلاة الفائتة شيئاً من الوقت، فله ذلك حتى يقضي حاجته، ثم فليصلها.
هذا، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 12:07]ـ
جزاك الله خيرا ... و هل من مقدار لهذا الوقت؟(/)
دمعة فلبينيٍّ حديث العهد بالإسلام (خوَّفتْني من النفاق)!!!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 06:36]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين , وبعد:
كان هذا الفلبينيُّ النصرانيُّ يعمل في وظيفته التي جاء إليها , وكان مُظلمَ الوجه , سكيراً يترنّحُ بين الفينة والأخرى , إما بآثار المسكر ,أو على أنغام الموسيقى الغربية الصَّاخبة.!!
مرت سنوات , وكان من سعْدِ هذا النصراني أن اختاره الله عز وجلَّ ليخرج من الظلمات إلى النور , ويهتدي إلى الإسلام الذي لا يقبل الله دينا سواه.
وصار اسمه: (عبد الله)
بدأت ملامحُه تتغيّر جذرياً , فأصبح نور وجهه ووضاءتُه تخطف بصر من ينظر إليه , وما أجمل محيَّاهُ وموقفه بين يدي الله , فلا تكاد تراه يتنفل في المسجد إلا ازدريت نفسك في وقوفها بين يدي الله.
علم هذا الفلبيني أن أبا زيد الشنقيطي متَوَهَّمٌ في عداد من يحسبُ الناس أنهم على صلةٍ بالعلم , فصار يأتي مستفسراً بين الحين والآخر عن الوضوء أو الغسل أو السنن الرواتب أو الصوم وغير ذلك.
توطدت الصلة أكثر من حالها قبل ذلك , بدأ يحفظ هذا الفلبينيُّ قصار السور , والأحاديث , مع حرصٍ ملحوظِ على الجمعة و الجماعة والتبكير إليها كما يقول إمام المسجد الذي يسكن بجواره هذا الأخ.
قبل شهر أو زيادة , تعرّف أبو زيد على أحد المصريين - الذي يحسبه والله حسيبه - من جنود الله الأخفياء الذين امتلأت قلوبهم بحمل هم الأمة والدين , وامتلأت حياتهم كذلك بالعمل الجاد المتواصل للإسلام , بعيداً عن كثرة الدعاوى والكلام والتشبع بالمعدومات كحالنا والله المستعان.
سرد عليه أبو زيد خبر هذا الرجل وإعجابه بصلاته وأخلاقه الحسنة التي يقل نظيرها بين كثير من المسلمين , بله طلبة العلم.!!
طلب مقابلته فجمعهما أبو زيد , وتحدثا بالإنجليزية , والتي كان المصري يجيدها بامتيازٍ ملحوظ.
عرفه بعد ذلك على ثلاثة فلبينيين مثله حديثي عهد بالإسلام , وسعى لهم الجندي الخفي هذا ليعينهم بجاهه وعلاقاته ليكونوا هذه السنة في عداد ضيوف الرحمن الوافدين عليه.
وفي بارحة الأولى استطاع أحد الأربعة أخذ الموافقة من مرجعه الوظيفيِّ ليكون حاجاً هذه السَّنةَ, جئتُ له مبشراً ومباركاً له , بذهابه للحج هذه السنة وكان (عبد الله) يقف بجوار هذا الآخر الذي كنتُ أهنِّئُه.
فسألتُهُ - وليتني لم أفعل - هل وافق لك المسؤولون في العمل على أن تحجَّ , فاستعبر (عبد الله) وأرسل دمعةً نائبةً عن الجواب , ثم أتبعها بقوله: المدير قال لي (مُشْ ممكن).!!
فطيبتُ خاطره , وعيناه تغرورقان بدمع الحسرة على فوات الفرصة , وحاولتُ التخفيف عنه بتعليمه بأن من صلى الصبح وقعد في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمسُ يكتب الله له أجر حجة تامة تامة تامة.
هنا قلت لنفسي الأمارة بالسوء:
ويحك أبا زيد , كم من حجة فاتتك لعجز ولغير عجز , فلم تثِر فيك حرارة, ولم تشُقَّ لك مرارة, ولم تجرِ منك دمعة , ولم تظهر عليك لوعة.!!!
ما أقسى قلبك , وأجَفَّ عينكَ و وأنت مولودٌ في الإسلام , لأبوين مسلمين , وتزعمُ حملك للقرآن , ويظن بك مجاوروك خيراً , فأين الألمُ على فوا الطاعة , وأين الحسرة على التخلف عن الجماعة.؟؟
فحذار حذار أبا زيد أن تجرك قسوة القلب وتبلد الإحساس إلى أن ترسخ قدمك في النفاق - أجارك الله - وأنت لا تشعر.
ارجع إلى محفوظك من سورة التوبة وتذكر أن الصحابة بكوا حين لم يجد رسول الله (ص) ما يحملهم عليه فتولوا وأعينهم تفيضُ بالدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون.
اللهم اهدنا لمحابك ومراضيك , وأجرنا من قسوة القلب والغفلة والبعد عن مسالك المهتدين ,أنت ربنا والقادر على ذلك وحدك, نستغفرك ونتوب إليك من كل خطيئة أو رثتنا قسوة القلب وقحط العين واللهو عن الآخرة بالدنيا.
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 10:46]ـ
ما شاء الله، بوركت يا كريم ..
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 05:32]ـ
اللهُ أكبر ..
جُزيتَ خيراً شيخنا
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 04:55]ـ
هذا الفلبيني ذاته أسلم على يده الآن اثنان فهنيئاً له , ويا حسرتاه على أنفسنا.
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 09:39]ـ
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم ..(/)
هل يجوز للأب تقبيل أبناءه الصغار على الفم؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 07:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الفضلاء، هل يجوز للأب تقبيل أبناءه الصغار على الفم؟ و هل من فرق بين الجنسين؟ و هل هنا حد لسن الجواز؟ أفيدوني أفادكم الله أيها
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 08:07]ـ
طفلتك التي من صُلبك, طبعا لك أن تقبلها وتدلعها حتى تحس في نفسك أنها ماعادت صغيرة على ذلك. القرار بيدك وحدك وليس لأحد أن يحدد لك كيف ومتى تتوقف عن إظهار حبك لها.
وطبعا التقبيل من الفمّ بعد سِن البلوغ ممنوع, هذه محسومة طبعا.
ـ[رأفت المعيقلي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 08:15]ـ
السلام عليكم
الملاطفة شئ مطلوب مع الأهل، وهو أمر مستحب، إلا أن ذلك يتحدّد بقواعد لا تخرجه عن إطاره الصحيح إلى ضده.
ومن تلك القواعد:
1 - أن لا يمزح مع الأبناء بحيث تصل إلى درجة التفاهة والخروج عن الوقار إلى مرحلة الوقاحة.
2 - أن يلعب مع الأبناء بما يناسب مرحلتهم العمرية - إذا أمكن ذلك - بشرط أن لا يكون اللعب بالمحرمات من الألعاب.
3 - أن يبتعد عن تقبيل المميزين من الأولاد بدون مناسبة تدعو إلى ذلك، ونعرف التقبيل المناسب من غيره من خلال طبيعة التقبيل، فإن كان لأجل الإحتفال - مثلاً - بمناسبة فوز الولد في المدرسة أو في يوم عيد ميلاده أو في مجيئه من سفر وما شابه ذلك مما ينتفي فيه الحس الجنسي عادة فلا بأس بذلك، وأما أن يكون التقبيل لأجل غير مناسبة
مما يحس فيه الشاب أن التقبيل غير طبيعي فإن الترك حينئذ هو المطلوب في المقام.
إلا أنه يجب على الأب أو القريب أن يمتنع عن تقبيل ابنته ومن هم من أرحامه إذا كانوا مثلاً قد أتوا من سفر أو بمناسبة عرس وما شابه في الخد أو الفم، دون ما إذا كان ذلك في ما بين العينين والرأس، وخصوصاً أما م الطفل المميز القريب، لما له من تاثير على نفسية الطفل فيتأثر به ويحسن وصفه للأخرين من أقرانه.
وقد ورد في الروايات استحباب التقبيل بكثرة من قبل الأب لبناته إلى ما قبل ست سنين، وأما بعد بلوغ ست سنين فقد ورد النهي عن ذلك، وأما الصبيان فإن كثرة تقبيلهم تكون لما قبل بلوغهم سبع سنوات، وأما بعد بلوغهم ذلك فإنه يلزم مراعاة ما مر في رقم
(3)، خصوصاً إذا بلغوا سن التمييز (سن العاشرة فما فوق).
--------------------------------------------------------------------------------
سنكمل الحديث فيما بعد
وتقبلو تحياتي؛؛؛؛
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 08:23]ـ
- أن يبتعد عن تقبيل المميزين من الأولاد بدون مناسبة تدعو إلى ذلك، ونعرف التقبيل المناسب من غيره من خلال طبيعة التقبيل، فإن كان لأجل الإحتفال - مثلاً - بمناسبة فوز الولد في المدرسة أو في يوم عيد ميلاده أو في مجيئه من سفر وما شابه ذلك مما ينتفي فيه الحس الجنسي عادة فلا بأس بذلك، وأما أن يكون التقبيل لأجل غير مناسبة
مما يحس فيه الشاب أن التقبيل غير طبيعي فإن الترك حينئذ هو المطلوب في المقام.
إلا أنه يجب على الأب أو القريب أن يمتنع عن تقبيل ابنته ومن هم من أرحامه إذا كانوا مثلاً قد أتوا من سفر أو بمناسبة عرس وما شابه في الخد أو الفم، دون ما إذا كان ذلك في ما بين العينين والرأس، وخصوصاً أما م الطفل المميز القريب، لما له من تاثير على نفسية الطفل فيتأثر به ويحسن وصفه للأخرين من أقرانه.
الله يهديكم، وفيها شيء إذا العم أو الخال أو الأخ قبل محارمه على الخد؟؟؟ ولم ساويت بين قبلة الفم والخد في الحكم؟
من اين اتيت بهذا المنع يا اخي؟؟
سئل الشيخ ابن باز: هل يجوز أن أقبل أختي أو تقبلني؟
الجواب: لا بأس أن تقبل أختك وتقبلك، وهكذا جميع محارمك كعمتك وخالتك وزوجة أبيك وأمك وبنت أخيك تقبلها مع الخد أو مع الأنف أو جبهتها أو رأسها إن كانت كبيرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل فاطمة إذا دخلت عليه أو دخل عليها يأخذ بيدها عليه الصلاة والسلام، والصديق أبو بكر رضي الله عنه لما دخل على ابنته عائشة وهي مريضة قبلها مع خدها.
==
وأنا اقول إن أغلب آراء الناس في القبل بين المحارم تحكمها العادات والتقاليد!!
ـ[الموحده]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 11:09]ـ
3 - أن يبتعد عن تقبيل المميزين من الأولاد بدون مناسبة تدعو إلى ذلك، ونعرف التقبيل المناسب من غيره من خلال طبيعة التقبيل، فإن كان لأجل الإحتفال - مثلاً - بمناسبة فوز الولد في المدرسة أو في يوم عيد ميلاده أو في مجيئه من سفر وما شابه ذلك مما ينتفي فيه الحس الجنسي عادة فلا بأس بذلك، وأما أن يكون التقبيل لأجل غير مناسبة
وتقبلو تحياتي؛؛؛؛
هداني الله واياك وكفانا تقليد الغرب الكافر انتم ايها العرب تمسكوا بعروبتكم بعد دينكم وليس في دين الله اعياد ميلاد ولا احتفالات كهذه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 01:54]ـ
هل يجوز للأب تقبيل أبناءه الصغار على الفم؟ و هل من فرق بين الجنسين؟ و هل هنا حد لسن الجواز؟ أفيدوني أفادكم الله أيها
العلماء الذين حرموا تقبيل من الفم عموما لانه مظنة الشهوة, بالتالي كل قبلة كانت فيها مجلبة للشهوة فلا يجوز حتى لو كانت على الخد, و الشرع قد جاء بسد الذرائع.
و لكن هل تقبيل الصغار خصوصا الأبناء الذين هم من صلب الأب يكون فيه شهوة أو مظنة شهوة؟
لا اظن ذلك إلا من كان حالة شاذة كما, أن هذه الحالة تنتفي في الأعراف التي تكون فيها سائدة
قال ابن بطال _شرح البخاري_
ويجوز تقبيل الولد الصغير فى سائر جسده
و استدل ابن بطال بحديث تقبيل النبي صلى الله عليه و سلم لزبيبة الحسن إلا أن النووي و الشيخ الألباني و ابن القيسراني و غيرهم ضعفوا الحديث و حسنه الهيثمي.
و الله تعالى أعلم.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 02:16]ـ
كما يمكن الإستدلال بهذا الحديث على جواز تقبيل الأطفال من الفم.
عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُصُّ لِسَانَهُ أَوْ قَالَ شَفَتَهُ يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَنْ يُعَذَّبَ لِسَانٌ أَوْ شَفَتَانِ مَصَّهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {رواه أحمد و الطبراني}
قال الأرناؤوط
إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي فقد روى له أبو داود والنسائي وهو ثقة
{راجع مجمع الزوائد للهيثمي}
و الله أعلم.(/)
القرطبي: هذه من علومهم (الصوفية) الدقيقة التي ليس لها حقيقة= قول "الله" دون "لا إله".
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 09:44]ـ
السلام عليكم
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره:
وحكى عن الشبلي رحمه الله أنه كان يقول: الله، ولا يقول: لا إله، فسئل عن ذلك فقال أخشى أن آخذ في كلمة الجحود ولا أصل إلى كلمة الاقرار.
قلت: وهذا من علومهم الدقيقة، التي ليست لها حقيقة، فإن الله جل اسمه ذكر هذا المعنى في كتابه نفيا وإثباتا وكرره، ووعد بالثواب الجزيل لقائله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، خرجه الموطأ والبخاري ومسلم وغيرهم.
وقال صلى الله عليه وسلم: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة).
خرجه مسلم.
والمقصود القلب لا اللسان، فلو قال: لا إله ومات ومعتقده وضميره الوحدانية وما يجب له من الصفات لكان من أهل الجنة باتفاق أهل السنة. ا. هـ.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 10:29]ـ
/// بارك الله فيكم .. هذه من شطحاتهم الشَّنيعة .. وللشِّبلي ومن كان مثله كلمات نحوها تنكر ولا تذكر.
/// وفي أصل المسألة: لا يصحُّ إيمان عبدٍ حتى يأتي بطرفي النفي والإثبات في كلمة التَّوحيد، فإيمان العبد لا يكفي وحده حتى يكفر بالطَّاغوت المخالف له.(/)
مسألة فى البيوع الرجاء الرد بسرعة
ـ[عبد فقير]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 03:28]ـ
رجل باع لرجل أرضا فدفع المشترى المبلغ إلا100000جنيه مصرى فاتفقا على أن يسدد المشترى باقى المبلغ فى وقت معين فيضعه له فى البنك لحساب البائع وإذا لم يسدد فى هذا الموعد انفسخ العقد (وهذا بند فى العقد) ولم يسدد المشترى فى الموعد المحدد فماذا يفعل البائع؟
ـ[عبد فقير]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 03:16]ـ
إلى الآن لم يجب أحد(/)
الى كل مبتلى ومبتلاة بالمرض وغيره ,,,,,,,,,,,هل قرأت؟؟
ـ[معالم السنن]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 07:39]ـ
كتاب /غاية النفع في شرح حديث تمثيل المؤمن بخامة الزرع _لابن رجب رحمه الله
حري بالمؤمن والمؤمنة ان يقرأه ,,,,,,,,,,,كتاب عجيب عن الابتلاء بالامراض وغيرها
والصبر عليها ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,
اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين يا حي يا قيوم ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,امين
لا بد من التواصي على قراءة الكتاب(/)
إلى الأمة قاطبة والعلماء خاصة
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 08:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي ارسل عبده محمد رحمة للعالمين، ثم الصلاة والسلام على خير البشر أجمعين محمد وآله ومن تبعهُ بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد ..
أمة الإسلام متى يكون إنتمائنا إلى هذا الدين ومتى يكون إنفصالونا عنه، لا يكون الإنتماء إلى هذا الدين إلابمتابعة سيد المرسلين في كل ما أمر وزجر ونبه عنه ونهر.
فإذا كان معلمنا الخير يسب أول مرة ونسمع بعض الضجيّج من بعض الجهلة والمساكين من المستضعفين، وبعض طلاب العلم الذي نحسبهم صادقين مع الله، ترفع الألوية ولكن كانت أولية ليس لها مفعول يذكر إلا على مقاطعة بضائع القوم من الكفرة والحاربين الدنمركيين.
ثم نسمع بعد هذا من ينادي بوجوب انتهى هذه المقاطعة لأنها ليست مجدة من علماء الأسواء والأبواق التي تدعو الناس على أبوب جهنم كما قال الحبيب، وما عطل الدين إلا أحبار السواء وعلماء السلاطين.
ثم تعود الكرة بعد علمهم بخمول الذين يدعون المحبة لخير المرسلين، ولا نسمع للعلماء شيء إلا من بعض الرجال الصدقين ولكن هيهات أن تيقض النيام من المتمسلمين، وعجبت كل العجب عندما تواصلت مع بعض طلاب العلم وأخبرته الخبر في حينها وقبل صدور الرسومات الجديدة بيوم وأحد فقط، فقال: لا تثير فتنة نائمة بيننا وبين الأروبيين ...
عجبت كل العجب من هذا الرد الذي لا يمد للدين بصلة بل نظن أن هذا القول لو جاء من عامي لما لمته لجهله بخطورة اللألفاظ العقدية وبذات في أبواب الولاء والبراء، ولكن سبحان من أعط وأخذ:
ثم نسمع اليوم جهاراً نهاراً تحدي جديد يلوح لا بل هو في طريقه للأسواق كتاب يستهزاء بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، ويستهزاءُ بأمة التوحيد قاطبة من المشرق في أندنيسا إلى المغرب الإسلامي.
فهل من مبلغ القوم عني بأن القوم قد ناموا ونامة عزائمهم، حتى أصبح ابناء الزنا والخذن يتطاولون على خير أمة أخرجة لناس ...
فيا علماء الإسلام ويا أمة محمد إن مل تستيقضو والله لن تقوم لكم بين الأمم قائمة فهذا حبيبكم يهان وتهان زوجاته أمهاتكم فهل من غيرة لديكم على أعراض النبي صلى الله عليه وسلم من قبل من لا يسوا عند الله جناح بعوضة ...
ولا اقول جناح بعوضة لأجد من يقول لي فأنت تقول هو لا يسوى ...
بل أقولها إستحقاراً له ولمن لا ينظر للمسألة على أنها جنة ونار فتقوا النار ياقوم ونافحوا عن حبيبكم ...
يا علماء الامة قوموا بالدفاع عن حبيبكم بما هو أهله أو قولوا نحن أبواق ودعاة على أبوب جهنم وننتهي من المسألة فلا نتعب أنفسنا بعدكم ونبحث عن حل المسألة بطريقةٍ أخرى ننصر بها نبينا ونعز بها ديننا ولو بأرواحنا ...
فمن يدعو للعقلانية والتروي والصبر نقول له إن لم تكن عندك غيرة على نبينا فتركنا نفعل ما في إستطاعتنا، ولا تخذل القوم فتكون من الخاسرين بين يدي رب العالمين ...
يععلماء الأمة قوموا بما كلفكم به الله وتقوا الله ولا تتخاذلوا عن هذه المسألة، اللهم هل بلغت اللهم فشهد.(/)
جمع الهمة لإثبات أن إرسال اليدين بعد الرفع من الركوع هو السنة
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 11:31]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين، و على من أتبعه بإحسان إلى يوم الدين و بعد:
فإن الصلاة أفضل أركان الإسلام بعد الإيمان الصلاة،وهي صلة بين العبد وبين ربه،وقد أمر الله بإقامتها فقال سبحانه: ?وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ? [1]،وليس المقصود بإقامة الصلاة أداء الصلاة و الإتيان بهيئاتها فقط بل أداء الصلاة مع إحسانها بأداء الصلاة بأركانها وشروطها وسننها وهيئاتها،والمداومة عليها يقال: قام الشيء إذا دام وثبت،وقام الحق أي ظهر وثبت [2]،ولا يمكن أن نقيم الصلاة حق الإقامة إلا بتأدية الصلاة حسب ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم فهو المبين للدين،وقد قال صلى الله عليه وسلم: «صلوا كما رأيتموني أصلي» [3]،فنحن مأمورون بالصلاة كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم فمن قال السنة في الصلاة كذا طالبناه بثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم فالعبادة توقيفية لا مجال للرأي فيها،وفي عصرنا اختلف العلماء في وضع اليدين بعد الرفع من الركوع بين قائل بالإرسال،وقائل بالوضع،والمطالب بالدليل في هذه الحالة هو القائل بالوضع فهو يثبت هيئة خاصة فعلها صلى الله عليه وسلم أما القائل بالإرسال فلم يثبت هيئة خاصة،ولذلك هو مستند إلى أن الأصل في العبادة المنع ما لم يأت دليل،وما دام لم يأت دليل بالوضع فالأصل الإرسال كحالة الإنسان قبل الدخول في الصلاة كذلك إذا دخل في الصلاة،ومن يقرأ صفة صلاة النبي في كتب الفقه للعلماء السابقين يجد كثير منها لاتذكر الوضع بعد الرفع من الركوع أصلا،وبعض الكتب إذا ذكرت الوضع بعد الرفع من الركوع تجد قولها بالجواز لا السنية أو من الكتب من ينص على الإرسال بعد الرفع من الركوع لا الوضع،و من يقرأ الأحاديث التي بينت صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لا يجد حديث صريح في ذلك،وإنما يجد أحاديث عامة في وضع اليمنى على اليسرى في قيام الصلاة،وكيف تؤخذ هيئة في الصلاة بدليل عام،والعبادة توقيفية تحتاج لنص صحيح صريح؟!!! والرفع من الركوع لا يسمى قياما بإطلاق بل يقيد بالركوع،ولا يوجد دليل ينص على أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما اعتدل من الركوع وضع اليمنى على اليسرى و من العلماء السابقين من ذكر إرسال اليدين بعد الرفع من الركوع في سنن الصلاة الفعلية،وهذا القول هو الذي تشهد له النصوص بالرجحان ولذلك عزمت على أن أبينه في بحث أسميته: ((جمع الهمة لإثبات أن إرسال اليدين بعد الرفع من الركوع هو السنة))، وكان البحث مكونا من مقدمة و ستة فصول وخاتمة فما كان من توفيق فمن الله، وما كان من خطأ أو نسيان فالله ورسوله منه براء وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه والصلام عليكم و رحمة الله.
[1]- البقرة آية 43
[2]- الصحاح في اللغة للجوهري ومختار الصحاح لزين الدين الرازي والقاموس المحيط للفيروز آبادي ولسان العرب لابن منظور مادة قوم
[3]- رواه البخاري في صحيحه 1/ 226 رقم 605 كتاب الصلاة باب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة والإقامة وكذلك بعرفة وجمع وقول المؤذن الصلاة في الرحال في الليلة الباردة أو المطيرة (الناشر: دار ابن كثير، اليمامة – بيروت الطبعة الثالثة، 1407هـ - 1987 م)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 11:35]ـ
فصل 1:
الأصل في العبادة الحظر والمنع:
الله خلق الإنس والجن ليعبدوه فقال سبحانه: ?وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ? [4] فأرسل الله الرسل حتى يعرفوا الناس ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال والاعتقادات والسلوك ليمتثلوها،ويعرفون ما يبغضه الله ويكره من الأقوال والأفعال والاعتقادات والسلوك ليجتنبوها، و عقول الناس قد تدرك حسن معظم أفعالهم الحسنة وقبح معظم أفعالهم القبيحة لما تترتب عليها الأفعال من المصالح والمفاسد،وبناء على ما في الأفعال من صفات،ولكن لا يلزم من كون الفعل حسنا عند الناس أن يأمر الشرع به،ولا يلزم من كون الفعل قبيحا أن ينهي الشرع عنه فالعقول مهما كانت قاصرة عن معرفة كون الفعل الحسن عقلا حسنا
(يُتْبَعُ)
(/)
عند الله أو الفعل القبيح عقلا قبيح عند الله،فقد يكون الفعل الحسن عندهم قبيحا عند الله،والفعل القبيح عندهم حسن عند الله فالناس قد ترى بهواها النافع ضارا والضار نافعا متأثرين بشهواتهم وتطلعهم للنفع العاجل اليسير دون التفات إلى الضرر الآجل الجسيم،والعقول متفاوتة فقد يكون الحسن عند أحدهم قبيح عند الآخر؛ولذلك الشرع لا يدرك بدون رسل فالرسل هم الذين يعرفون الناس ما يجوز التعبد به لله،وما لا يجوز، ومن هنا لا يجوز أن نتعبد لله إلا بما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم،ولا يجوز لأحدٍ كائنا من كان أن يخترع من عند نفسه قولاً أو فعلاً و يقول هذا عبادة فمن أين عرف أنها عبادة،والعبادة لاتدرك إلا عن طريق الوحي،ولا وحي بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟ كونه قال أنها عبادة فهو يخبر أن الله يحبها فمن أين عرف أن الله يحبها؟ أهو رسول يوحى إليه؟!! وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التعبد لله بما لم يشرعه فقال: « ... وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة،وكل ضلالة في النار» [5] أى فالبدعة في النار أي تكون سبباً فى إدخال صاحبها النار،والذي يفعل ما يظنه عبادة إنما يفعله لأجل ثواب الله ولذلك أخبر النبي أنها لا تقبل حتى لا يكون هناك محفزا لفعلها بل مثبطا عن فعلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث فى أمرنا ما ليس منه فهو رد [6]» [7] قال النووى: (قوله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» أي مردود. فيه دليل على أن العبادات من الغسل والوضوء والصوم والصلاة إذا فعلت على خلاف الشرع تكون مردودة على فاعلها .... وفيه دليل على أن من ابتدع في الدين بدعة لا توافق الشرع فإثمها عليه،و عمله مردود عليه،وإنه يستحق الوعيد) [8].ومن هذه الأدلة وغيرها استدل العلماء بأن الأصل في العبادة المنع والتحريم إلا ما دل الدليل على أنه مشروع [9] فأي إنسان يتعبد لله بقول أو عمل أو عقيدة بدون دليل شرعي فإنه مبتدع وعمله مردود [10]، فمن أدعى في فعل أو قولٍ أنه عبادة طالبناه بالدليل المثبت لها؛ لأن الأصل عدم وجودها،و العبادة لا تتلقى إلا من قبل الشرع. قال الشيخ أبو بكر الجزائري: (كل عمل يراد به التقرب إلى الله تعالى للحصول على الكمال والسعادة بعد النجاة من الشقاء والخسران ينبغي أن يكون أولا مما شرع الله تعالى في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يكون ثانيا مؤدىً على نحو ما أداه عليه رسول صلى الله عليه وسلم مراعى فيه كميته أي عدده بحيث لا يزيد عليه ولا ينقص منه، وكيفيته بحيث لا يقدم فيه بعض أجزائه ولا يؤخر. وزمانه بحيث لا يفعله في غير الوقت المحدد له. ومكانه فلا يؤديه في غير المكان الذي عينه الشارع له. وأن يريد به فاعله طاعة الله تعالى بامتثال أمره. أو التقرّب إليه طَلَبًا لمرضاته والقرب منه، فإن فقد العمل واحدة من هذه الاعتبارات: أن يكون مشروعا، وأن يؤديه على النحو الذي أداه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يريد به وجه الله خاصة بحيث لا يلتفت فيه إلى غير الله سبحانه وتعالى. فإنه يبطل) [11].
[4]- سورة الذاريات آية 56
[5]- صحيح الترغيب والترهيب حديث رقم 37
[6]- الرد مصدر أريد به اسم المفعول فرد بمعنى مردود، يعني غير مقبول
[7]- رواه البخارى في صحيحه رقم2697 ورواه مسلم في صحيحه رقم1718
[8]- الأربعون النووية وشرحها للنووى ص 19 ط. دار المنار سنة 1420 هجرياً
[9]- انظر اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أهل الجحيم لابن تيمية ص70 دار عالم الكتب الناشر: دار عالم الكتب تاريخ النشر: 1419هـ - 1999م،كتاب التوحيد لصالح الفوزان ص160 الباب الرابع البدع الفصل الرابع (الناشر: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد تاريخ النشر: 1423هـ الطبعة الرابعة)
[10]- شرح نظم الورقات لابن العثيمين 198 دار الغد الجديد المنصورة 1423هـ -2002م الطبعة الأولى اعتنى به وخرج أحاديثه صلاح الدين محمود
[11]- الإنصاف فيما قيل في المولد من الغلو والإحجاف لأبي بكر الجزائري ص 8 الناشر: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد تاريخ النشر: 1405هـ الطبعة الأولى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 11:43]ـ
فصل 2: الاستدلال بالعموم على الهيئات التعبدية بلا دليل منفصل لا يجوز:
لا يجوز الاستدلال على هيئة تعبدية بنص عام بل لا بد من دليل منفصل يبين أن هذه الهيئة تدخل في العبادة؛ لأن العبادة الأصل فيها التوقيف،ولا مجال للرأي فيها، وكم من بدع وقعت من أصحابها بسبب الاستدلال بالنصوص العامة على الهيئات التعبدية فهناك بدع تسمى البدع الإضافية،و البدع الإضافية هي ماكان الابتداع فيها مخالفاً للشرع من جهة موافقاً له من جهة أخرى فهي من وجه تضاف إلى الشرع ومن وجه آخر تباين الشرع، وصاحبها يتقرب إلى الله بالمشروع وغير المشروع،وبعض البدع التي يفعلها المبتدعة قد تكون أصولها ثابتة بالكتاب والسنة،ولكن اخترع المبتدعة فيها قيدًا أو شرطًا أو صفة جديدة لم يدل عليها الدليل فإذا أنكرت عليهم ذلك احتجوا عليك بالأدلة التي تثبت أصل العبادة، وكل ما لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، مع قيام المقتضي له، وزوال المانع يدل على أن السنة تركه،وهي مقدمة على كل عموم وكل قياس. ومن الأمثلة على البدع الإضافية الأذكار الجماعية إذا أنكرت على فاعلوها احتج بالأدلة العامة التي تثبت مشروعية الذكر كقوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا? [12] ونحوها من الآيات الدالة على شرعية أصل الذكر، فهذه العبادة تكون مشروعة بأصلها ممنوعة بوصفها، أي إن هذا الوصف الجديد يحتاج إلى دليل جديد،ولا يكتفى فيه بمجرد الأدلة المثبتة له، فالأدلة التي تثبت أصل العبادة شيء، وفعلها على وصفٍ معين شيء آخر، فلابد من دليل زائد يثبت هذا الوصف بعينه؛ لأن الأصل أن العبادة توقيفية وكذلك كيفيتها وشروطها توقيفية،وذلك مثل قولنا إن دليل التحريم لا يستفاد منه النجاسة؛ لأن التحريم شيء والنجاسة شيء آخر، بل لابد من دليل آخر يدل على النجاسة،ولا يكتفى بمجرد دليل التحريم فكذلك هنا فقولنا: الذكر الجماعي بدعة لا نعني به من حيث كونه ذكرًا إذا كانت ألفاظه لا محذور فيها،وإنما نعني أن فعله بهذه الصفة هو البدعة، فعلينا التفريق بين أدلة مشروعية الشيء وأدلة إيقاعها على صفةٍ معينة،فأين الدليل على شرعية هذه الهيئة في الذكر؟ ومن البدع الإضافية مصافحة الناس بعضهم بعضا بعد الصلاة فهناك أدلة عامة تثبت مشروعية المصافحة لكن لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه المصافحة بعد الفراغ من الصلاة،ومن البدع الإضافية رفع اليدين بالدعاء بعد الصلاة فهناك نصوص عامة تثبت مشروعية رفع اليدين والدعاء لكن لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه فعل ذلك بعد الصلاة،ومن البدع الإضافية الأذان في العيدين فقد استدل فاعلوه بأنه ذكر لله ودعاء للخلق إلى عبادة الله، فيدخل في العمومات. كقوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا? [13]، وقوله تعالى: ?وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ ? [14] فيقال لهم لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه الآذان في العيدين،و ترك النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مع وجود ما يعتقد مقتضيا، وزوال المانع، يدل على أن السنة ترك الآذان،وليس لأحد أن يزيد في ذلك، بل الزيادة في ذلك كالزيادة في أعداد الصلوات أو أعداد الركعات، أو صيام الشهر، أو الحج، ومن البدع الإضافية قراءة سورة الإخلاص عقب كل أربع ركعات في صلاة التراويح فهذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، و لا عن أصحابه و إليكم هذا الحديث الذي يقوي القول بأن الاستدلال بالعموم على الهيئة بلا دليل منفصل لا يجوز،وهو عنعمر بن يحيى قال سمعت أبي يحدث عن أبيه قال: كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد قلنا لا فجلس معنا حتى خرج فلما خرج قمنا إليه جميعا فقال له أبو موسى يا أبا عبد الرحمن اني رأيت في المسجد أنفا أمرا أنكرته ولم أر والحمد لله الا خيرا قال فما هو فقال ان عشت فستراه قال رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصا فيقول كبروا مائة فيكبرون مائة فيقول هللوا مائة فيهللون مائة ويقول سبحوا مائة فيسبحون مائة قال فماذا قلت لهم قال ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك أو انتظار أمرك قال أفلا أمرتهم ان يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال ما هذا الذي أراكم تصنعون قالوا يا أبا عبد الله حصا نعد به التكبير والتهليل والتسبيح قال فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون و هذه ثيابه لم تبل وأنيته لم تكسر والذي نفسي بيده أنكم لعلي ملة هي أهدي من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير قال: و كم من مريد للخير لن يصيبه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم فقال عمرو بن سلمة رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج [15] أرأيتم أتت نصوص عامة بمشروعية الذكر والحض على ذكر الله أتت نصوص عامة بمشروعيته لكن هذه الكيفية سبحوا مائة وغيرها لم تردعن النبي صلى الله عليه وسلم، و لا عن أصحابه وهم أعلم بسنته منا فدل هذا على أن هذه الهيئة لاتجوز.
[12]- سورة الأحزاب من الآية 41
[13]- سورة الأحزاب من الآية 41
[14]- سورة فصلت من الآية 33
[15]- سنن الدارمي 1/ 79 حديث رقم 204 باب كراهية أخذ الرأي قال حسين أسد إسناده جيد (الناشر: دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة الأولى، 1407هـ)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 11:49]ـ
فصل 3: أحاديث صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيها وضع اليدين بعد الرفع من الركوع:
الأحاديث التي ذكرت صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيها وضع اليدين بعد الرفع من الركوع فها هو حديث وائل بن حجر في صحيح مسلم و غيره في سنية رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام وعند الركوع والرفع منه فيقول وائل: «أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة كبر، ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى، فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب ثم رفعهما ثم كبر وركع، فلما قال: سمع الله لمن حمده رفع يديه، فلما سجد،سجد بين كفيه» [16] وها هو حديث ابن عمر في الصحيحين وغيرهما في سنية رفع اليدين عند التكبير والركوع والرفع من الركوع،وكيفية رفعهما والقول عند الرفع من الركوع: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة، وإذا كبر للركوع،وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضا وقال: (سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد). وكان لا يفعل ذلك في السجود» [17]،وها هو حديث أبي حميد الساعدي في سنن الترمذي وغيره يصف صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه فإذا أراد أن يركع رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم قال الله أكبر وركع ثم اعتدل فلم يصوب رأسه ولم يقنع ووضع يديه على ركبتيه ثم قال سمع الله لمن حمده ورفع يديه واعتدل حتىيرجع كل عظم في موضعه معتدلا ثم هوى إلى الأرض ساجدا ثم قال الله أكبر ثم جافى عضديه عن إبطيه وفتح أصابع رجليه ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها ثم اعتدل حتى يرجع كل عظم في موضعه معتدلا ثم أهوى ساجدا ثم قال الله أكبر ثم ثنى رجله وقعد واعتدل حتى يرجع كل عظم في موضعهن ثم نهض ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك حتى إذا قام من السجدتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما صنع حين افتتح الصلاة ثم صنع كذلك حتى كانت الركعة التي تنقضي فيها صلاته أخر رجله اليسرى وقعد على شقه متوركا ثم سلم» [18]، وذكر ابن مسعود تكبير النبي صلى الله عليه وسلم للركوع والسجود والرفع من الركوع والقيام للركعة التالية للركعة الأولى فقال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في كل خفض ورفع وقيام وقعود وأبو بكر وعمر» [19] وفي هيئة الركوع قال رفاعة بن رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك وامدد ظهرك» [20] وفي الرفع من الركوع حديث ابي هريرة قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام الى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين ركع ثم يقول (سمع الله لمن حمد). حين يرفع صلبه من الركعة ثم يقول وهو قائم (ربنا ولك الحمد). قال عبد الله (ولك الحمد). ثم يكبر حين يهوي ثميكبر حين يرفع رأسه ثم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفعرأسه ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها،ويكبر من الثنتين بعد الجلوس» [21] وفي النزول للسجود قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه» [22] وفي السجود يضم أصابع يديه ويستقبل بهما القبلة ففي الحديث: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركع فرج أصابعه و إذا سجد ضم أصابعه» [23] وهذا غيض من فيض من الأحاديث،ويلاحظ عدم ذكر الرواة وضع اليدين بعد الرفع من الركوع في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم مع أنهم قد نقلوا كل شيء فعله النبي صلى الله عليه وسلم حتى ما قد يخفى على الناظر،ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم يضع يديه بعد الرفع من الركوع لنقل إلينا نقلا صريحا؛ لأنه أمر وجودي والأمور الوجودية مما تتوافر الههم على نقلها فما دام لم يبنقل نقلا صريحا فهذا دليل على عدم حدوثه، و العلم عند الله سبحانه وتعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
[16]- رواه مسلم في صحيحه 1/ 301 كتاب الصلاة باب وضع يده اليمني على اليسرى بعد تكبيره الإحرام تحت صدره فوق سرته ووضعهما في السجود على الأرض حذو منكبيه حديث رقم 401 (دار إحياء التراث العربي بيروت تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي)، والحديث رواه أيضا أبو عوانة في مسنده 1/ 428 – 429 رقم 1596 باب إباحة الالتحاف بثوبه بعد تكبيرة الافتتاح ووضع يده اليمنى على اليسرى والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغطي يديه في صلاته ويخرجهما إذا كبر وإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه قبل قوله سمع الله لمن حمده (دار المعرفة بيروت 1998م الطبعة الأولى أيمن بن عارف الدمشقي)،والحديث رواه أيضا البيهقي في سننه الكبرى 2/ 71 (مكتبة دار الباز مكة المكرمة 1414هـ - 1994م تحقيق محمد عبد القادر عطا) والحديث رواه أيضا ابن حبان في صحيحه 5/ 170 (مؤسسة الرسالة بيروت 1414هـ - 1993م الطبعة الثانية تحقيق شعيب الأرناؤوط) وكذلك روى الحديث أحمد في مسنده
[17]- رواه البخاري في صحيحه 1/ 257 رقم 702 كتاب صفة الصلاة باب رفع اليدين في التكبيرة،ورواه مسلم في صحيحه 1/ 292 رقم 390 كتاب صفة الصلاة باب استحباب رفع اليدين حذو المنكبين مع تكبيرةالإحرام والركوع وفي الرفع من الركوعوأنه لا يفعله إذا رفع من السجود،والحديث رواه أيضا أبوداود في سننه 1/ 249 رقم 722 (دار الفكر تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد)،والحديث رواه أيضا النسائي في سننه 2/ 206 رقم 1088 (الناشر: مكتب المطبوعات الإسلامية – حلب الطبعة الثانية، 1406 هـ – 1986م تحقيق: عبدالفتاح أبو غدة)
[18]- سنن الترمذي 2/ 105 رقم 304 قال الألباني: إسناده صحيح (دار إحياء التراث العربي بيروت تحقيق أحمد شاكر وآخرون)،وفي صحيح ابن خزيمة 1/ 297 رقم 587 (الناشر المكتب الإسلامي بيروت 1390هـ - 1970 م)،وفي صحيح ابن حبان 5/ 178 رقم 1865 (مؤسسة الرسالة بيروت، الطبعة الثانية، 1414هـ - 1993 م)
[19]- سنن الترمذي 2/ 33 رقم 253 قال الألباني: صحيح و في سنن النسائي 2/ 230 رقم 1142،وفي مسند أحمد 1/ 394 رقم 3736 (الناشر: مؤسسة قرطبة – القاهرة)
[20]- رواه أبوداود في سننه 1/ 289 رقم 859 قال الألباني: حسن
[21]- رواه البخاري في صحيحه 1/ 272 رقم 756 باب إتمام التكبير في السجود ورواه مسلم في صحيحه رقم 1/ 293 رقم 392 باب إثبات التكبير في كل خفض ورفع في الصلاة إلا رفعه من الركوع فيقول فيه سمع الله لمن حمد
[22]- رواه أبوداود في سننه 1/ 283 رقم 840 قال الألباني: صحيح
[23]- رواه البيهقي في سننه الكبرى 2/ 112 رقم 2526 باب يضم أصابع يديه في السجود ويستقبل بها القبلة
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:03]ـ
فصل 4: حجج المخالف ودحضها:
واستدل المخالف بحديث سهل بن سعد: «كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة» [24] قال: وباستقراء وتتبع وضع اليدين في الصلاة نجد ذكر الأحاديث لهيئات أخرى في الركوع والسجود والجلوس،ولم يأت ذكر هيئة أخرى لليدين في القيام بعد الركوع أو قبله فيبقى حال القيام قبل الركوع أو بعد الركوع داخلا في هذا الحكم وإخراج القيام الثاني بلا دليل تحكم،واستدل المخالف أيضا بحديث وائل في سنن النسائي وغيره: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان قائماً في الصلاة قبض بيمينه على شماله رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان قائماً في الصلاة قبض بيمينه على شماله» [25] قال: والاعتدال من الركوع يسمى قياما فيكون داخلا في الحكم فالقيام لغة نقيض الجلوس [26]،واستدل المخالف أيضا بحديث وائل الذي في مسند أحمد: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حين كبر رفع يديه حذاء أذنيه ثم حين ركع ثم حين قال سمع الله لمن حمده رفع يديه ورأيته ممسكا يمينه على شماله في الصلاة فلما جلس حلق بالوسطى والإبهام وأشار بالسبابة ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى» [27] قال: ذكر الراوي الوضع بعد ذكر الرفع من الركوع وفي هذا دلالة أن الوضع كان في القيام الأول والثاني،واستدل المخالف أيضا بحديث آخر لوائل بن حُجر في مسند أحمد: «صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر حين دخل ورفع يديه وحين أراد أن يركع رفع يديه وحين
(يُتْبَعُ)
(/)
رفع رأسه من الركوع رفع يديه ووضع كفيه وجافى وفرش فخذه اليسرى من اليمنى وأشار بأصبعه السبابة» [28] قال: قوله (حين رفع رأسه من الركوع رفع يديه ووضع كفيه) أي عندما اعتدل من الركوع رفع يديه ووضع كفيه.
والجواب على ذلك أما الأحاديث المصرحة بسنية وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة فالمقصود بقول (في الصلاة) أي في قيام الصلاة، وهذا يعرف بالمجاز بالحذف في اللغة،ودلالة الاقتضاء [29] في أصول الفقه فليس المراد في الصلاة أي في كل الصلاة،فالمتعارف عليه أن وضع اليدين يكون في قيام الصلاة،وقد فسرته الأحاديث الأخرى بلفظ (إذا كان قائما في الصلاة)،ولذلك فهذا يدل على أن الوضع سنة القيام،وهذا الفهم هو الذي فهمه العلماء قال ابن عبد البر: (سيأتي القول في وضع اليمنى على اليسرى في قيام الصلاة) [30] وقال ابن حجر: (قوله باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة أي في حال القيام) [31] قال البدر العيني: (باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة أي هذا باب في بيان وضع المصلي يده اليمنى على اليد اليسرى في حالالقيام في الصلاة) [32]
والأحاديث المصرحة بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع يديه وهو قائم في الصلاة تدل أيضا على أن الوضع سنة القيام،فأي قيام تدل عليه الأحاديث؟ ولاشك أن القيام المقصود بالأحاديث هو القيام الأول أي القيام قبل الرفع من الركوع وهو الوضع الكامل، ولا يقيد بشيء أما القيام الثاني فهو مقيد بالركوع، و أطلق عليه الفقهاء الاعتدال من الركوع أو الرفع من الركوع، فالحكم منصب على القيام المطلق أي القيام الأول لا القيام الثاني، و هذا الحكم عام في القيام المطلق لا القيام المقيد، وقد دلت الأحاديث على ذلك فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقبض يديه أو يضع يديه في القيام المطلق في كل ركعة، و لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع يديه في القيام المقيد بالركوع فدل على أنه غير داخل في الحكم،والقول بأن القيام الأول كالثاني في سنية الوضع لعموم النص لتتبع النصوص فلم نجد هيئة أخرى للقيام من الركوع كالقول بأن مطلق الذكر كالذكر الجماعي في السنية لعموم النصوص فكلاهما ذكر،ولا يوجد دليل يدل على حرمة الذكر الجماعي فيبقى الأمر على عمومه، ومن يعلل بمثل هذا يقع في البدع، وكالقول بأن المصافحة بعد الصلاة سنة؛لأن النصوص التي أتت بها عامة فعن قتادة قال: قلت لأنس أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله؟ قال: نعم [33]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا» [34]، ولا يوجد دليل ينفي المصافحة بعد الصلاة فيبقى الأمر على عمومه، ومن يعلل بمثل هذا يقع في البدع و كالقول بأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مع الحمدلة بعد العُطاس مشروعة أي قول البعض الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ لأن الله يقول:?إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ? [35] والآية مطلقة، ولا يوجد دليل يمنع من هذا،ومن يعلل بمثل هذا يقع في البدع،وأمثال هذا كثير، و سر وقوع هؤلاء في البدع أنهم استدلوا بدليل عام [36] على هيئة، والهيئة تحتاج لدليل منفصل يدل أنها مندرجة تحت هذا العموم
ويؤيد لك ما أقول أن في أن القيام الثاني ليس فيه وضع اليدين أن حديث مسلم جاء تفسيرا لأحاديث وضع اليدين فحديث مسلم وائل: «أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة كبر، ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى، فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب ثم رفعهما ثم كبر وركع، فلما قال: سمع الله لمن حمده رفع يديه، فلما سجد،سجد بين كفيه» [37]، تجد أن وائل بن حجر ذكر الوضع قبل رفع اليدين لتكبير للركوع، وسكت عنه بعده أي لم يذكر الوضع بعد الرفع من الركوع فدل هذا أن الوضع قبل رفع اليدين للتكبير للركوع فقط كحديث: «كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة» [38] جاء لفظ: (ذراعه اليسرى) عام فسرته الأحاديث الأخرى بأن المقصود بالذراع ليس كل الذراع بل الكف والرسغ والساعد وائل بن حجر أخبره ففي حديث وائل الذي في سنن النسائي وغيره قال: « ... فنظرت
(يُتْبَعُ)
(/)
إليه فقام فكبر ورفع يديه حتى حاذتا بأذنيه ثم وضع يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد ... الحديث [39] فلماذا في القيام قلتم أنه عام،وحديث وائل بن حجر لا يخصصه، و في مسألة الذراع قلتم حديث عام وحديث وائل بن حُجر خصصه قال المخالف: السكوت ليس ذكراً للعدم، فلا يكون هذا الظاهر الذي مستنده السكوت معارضاً للظاهر الذي مستنده العموم (قلت) هذا عام في القيام المطلق لا القيام المقيد بالركوع، و مثال شبيه بهذا: الشرك عند الإطلاق يقصد به الشرك الأكبر فعندما يقول الله:?إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ? [40] المنصب عليه الحكم الشرك الأكبر لا الأصغر فكل شرك أكبر لا يغفر الله إذا لم يتب صاحبه منه ومات على ذلك،وفي مسألتنا القيام عند الإطلاق القيام المعروف قبل رفع اليدين للتكبير للركوع
ويؤيد ما قلناه ويؤيد ما قلناه أن كل من رووا أحاديث صفة صلاة النبي لم ينقلوا إلينا أن النبي عندما يرفع رأسه من الركوع كان يضع يديه أو يقبضهما لكن المخالف قال كما لم ينقلوا الوضع لم ينقلوا الإرسال وجوابه أن الوضع هيئة تحتاج لدليل فالأصل هو الإرسال كحالة الإنسان قبل الدخول في الصلاة كذلك إذا دخل في الصلاة، الناس وهم واقفون تراهم في الغالب واضعين أيديهم أم مرسليها،و عدم الوضع أو القبض أي الإرسال أمر عدمي،والأمور العدمية لا خبر لها،ولاينقل منها إلا ما ظن وجوده واحتيج إلى معرفته فينقل للحاجة كما لو نقل مشاجرة بالأسلحة في كلية من الكليات أو احتراق مبنى في كلية من الكليات فنقل هذا الخبر واحد أو اثنان أو ثلاثة من الكلية،دون باقي الكلية أيصدقون فيما أخبروا به؟ وهم لا ينقلون عدم المشاجرة ولا عدم احتراق مبنى من الكلية من الأمور العدمية، ويؤيد ما قلناه أن الأدالة أتت بسنية رفع اليدين عند الرفع من الركوع،والمصلي في هذه الحالة مرسل يديه فأين الدليل على أن المصلي إذا أرسل يديه عند الرفع من الركوع يضعهما؟
ويؤيد ما قلناه حديث أبي حميد الساعدي في سنن الترمذي وغيره،وهو يبين صفة صلاة النبي قال: .... ثم قال سمع الله لمن حمده ورفع يديه واعتدل حتىيرجع كل عظم في موضعه معتدلا ثم هوى إلى الأرض ساجدا ثم قال الله أكبر ... الحديث فلفظ: (حتى يرجع كل عظم موضعه) و المصلي قبل الركوع يكون رافعا يديه مرسلهما للتكبير للركوع فيدلا هذا على أن السنة الإرسال بعد الرفع من الركوع نصا فالسابق للركوع التكبير للركوع والتكبير للركوع لا يكون المصلي واضعا يديه،وهو المطلوب إثباته.واستدلال المخالف بحديث وائل الذي في مسند أحمد: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حين كبر رفع يديه حذاء أذنيه ثم حين ركع ثم حين قال سمع الله لمن حمده رفع يديه ورأيته ممسكا يمينه على شماله في الصلاة فلما جلس حلق بالوسطى والإبهام وأشار بالسبابة ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى» [41] قال: (ذكر الراوي الوضع بعد ذكر الرفع من الركوع وفي هذا دلالة أن الوضع كان في القيام الأول والثاني)،وهذا غير مسلم فالواو في اللغة لا تقتضي الترتيب، واستدلال المخالف أيضا بحديث آخر لوائل بن حُجر في مسند أحمد: «صليت خلف رسول الله فكبر حين دخل ورفع يديه وحين أراد أن يركع رفع يديه وحين رفع رأسه من الركوع رفع يديه ووضع كفيه وجافى وفرش فخذه اليسرى من اليمنى وأشار بأصبعه السبابة» [42] قال: (قوله (حين رفع رأسه من الركوع رفع يديه ووضع كفيه) أي عندما اعتدل من الركوع رفع يديه ووضع كفيه)،وهذا غير مسلم فقوله (حين رفع رأسه من الركوع رفع يديه ووضع كفيه) في الحديث أيضا وجافى وفرش فخذه اليسرى،فالحديث يدل أن بعد الرفع من الركوع رفع يديه ووضع كفيه و باعد يديه عن إبطيه وهذا يكون في السجود أي وضع كفيه على الأرض و باعد يديه عن إبطيه، ففى حديث أبي مسعود،وهو يصف صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم: فقام بين أيدينا في المسجد فكبر فلما ركع وضع يديه على ركبتيه وجعل أصابعه أسفل من ذلك وجافى بين مرفقيه حتى استقر كل شىء منه ثم قال سمع الله لمن حمده فقام حتى استقر كل شىء منه ثم كبر وسجد ووضع كفيه على الأرض ثم جافى بين مرفقيه
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى استقر كل شىء منه ثم رفع رأسه فجلس حتى استقر كل شىء منه. ففعل مثل ذلك أيضا ثم صلى أربع ركعات مثل هذه الركعة فصلى صلاته ثم قال هكذا رأينا رسول الله يصلي [43]
وعندئذ لا يبقي للمخالف حجة إلا استلاله بأن بالنهي عن السدل في الصلاة عن أبي هريرة «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن السدل في الصلاة» [44] قال المخالف السدل هو الإرسال وأطلقه الشرع على إرسال الأعضاء والشعر والثياب، وهذا غير مسلم فالسدل في الصلاة هو إرخاء الثياب قال الخطابي: (السدل إرسال الثوب حتى يصيب الأرض) [45]، وهذا غير مسلم فالسدل في الصلاة هو إرخاء الثياب قال الخطابي: (السدل إرسال الثوب حتى يصيب الأرض) [46]، وقال صاحب النهاية: (هو أن يلتحف بثوبهويدخل يديه من داخل فيركع ويسجد وهو كذلكقال وهذا مطرد في القميصوغيره من الثياب) [47] وقال ابن حجر: (السدل في الصلاة إرخاء الثوب) [48] فإن قيل قال المناوي: (نهى عن السدل في الصلاة أي إرسال الثوب حتى يصيب الأرض وخص الصلاة مع أنه منهي عنه مطلقا لأنه من الخيلاء وهي في الصلاة أقبح فالسدل مكروه مطلقا وفي الصلاة أشد والمراد سدل اليد وهو إرسالها أو أن يلتحف بثوبه فيدخل يديه من داخله فيركع ويسجد وهو كذلك كما هو شأن اليهود أو أراد سدل الشعر فإنه ربما ستر الجبهة) [49] وقال الشوكاني: (ولا مانع من حمل الحديث على جميع هذه المعاني إن كان السدل مشتركا بينها وحمل المشترك على جميع معانيه هو المذهب القوي) [50] (يقال) لا يجوز استعمال اللفظ المشترك إلا فى معنى واحد؛ لأنه لم يوضع لجميع ما يدل عليه بوضع واحد بل بأوضاع متعددة أى وضع لكل معنى من معانيه بوضع على حدة،فإرادة جميع معانيه يخالف أصل وضعه، وهذا لا يجوز إلا على سبيل المجاز،ويوضح ذلك أن المشترك يدل على معانيه على سبيل البدل لا العموم [51]،وإليك النقولات من كتب أهل العلم: (حكى الجوينى فى اللفظ المشترك مذهبين أحدهما ذهب اليه ذاهبون من أصحاب العموم الى أنه يحمل على جميع معانيه مالم يمنع منه مانع سواء كان حقيقة فى الكل أو حقيقة فىالبعض مجازا فى البعض قال وهذا اختيار الشافعى والمذهب الثاني أنه لا يجوز حمله على الكل واختاره ابن الباقلانى وأعظم الانكار على من زعم أنه حقيقة فى الجميع لان اللفظة انما تكون حقيقة اذا انطبقت على ما وضعت له فى الاصل وانما تصير مجازا اذا تجوز بها عن مقتضى الوضع فيصير ذلك جمعا بين النقيضين واختار الجوينى أنه لا يحمل ذلك على الكل باطلاقه ولا يفيد العموم لانه صالح لافادة معان على البدل ولم يوضع وضعا مشعرا بالاحتواء فأما ارادة الجميع بقرينة فجائز وسواء) [52]،و قال الجويني: (اللفظ المشترك إذا ورد مطلقا لم يحمل في موجب الإطلاق على المحامل فإنه صالح لاتخاذ معان على البدل ولم يوضع وضعا مشعرا بالاحتواء عليها فادعاء إشعاره بالجميع بعيد عن التحصيل وهذا القول يجري في الحقائق وجهات المجاز فإن قيل يجوز أن يراد به جميع محامله قلنا لا يمنع ذلك مع قرينة متصلة مشعرة بذلك) [53]،و قال السرخسي: (ولا عموم للمشترك عندنا، وقد نص الجصاص في كتابه على أن المذهب في المشترك أنه لا عموم له) [54]،و قال الشاشي: (لا عموم للمشترك أصلا) [55]، وقال الغزالي: (الِاسْمُ الْمُشْتَرَكُ بَيْنَ مُسَمَّيَيْنِ لَا يُمْكِنُ دَعْوَى الْعُمُومِ فِيهِ عِنْدَنَا خِلَافًا لِلْقَاضِي، وَالشَّافِعِيِّ لِأَنَّ الْمُشْتَرَكَ لَمْ يُوضَعْ لِلْجَمْعِ، مِثَالُهُ الْقُرْءُ لِلطُّهْرِ، وَالْحَيْضِ، وَالْجَارِيَةُ لِلسَّفِينَةِ، وَالْأَمَةِ، وَالْمُشْتَرَى لِلْكَوْكَبِ السَّعْدِ وَقَابِلِ الْبَيْعِ، وَالْعَرَبُ مَا وَضَعَتْ هَذِهِ الْأَلْفَاظَ وَضْعًا يُسْتَعْمَلُ فِي مُسَمَّيَاتِهَا إلَّا عَلَى سَبِيلِ الْبَدَلِ، أَمَّا عَلَى سَبِيلِ الْجَمْعِ فَلَا) [56]. قال ابن القيم: (وحكى المتأخرون عن الشافعي والقاضي أبي بكر أنه إذا تجرد عن القرائن وجب حمله على معنييه كالإسم العام لأنه أحوط إذ ليس أحدهما أولى به من الآخر ولا سبيل إلى معنى ثالث وتعطيله غير ممكن ويمتنع تأخير البيان عن وقت الحاجة فإذا جاء وقت العمل ولم يتبين أن أحدهما هو المقصود بعينه علم أن الحقيقة غير مرادة إذ لو أريدت لبينت فتعين المجاز وهو
(يُتْبَعُ)
(/)
مجموع المعنيين ومن يقول: إن الحمل عليهما بالحقيقة يقول: لما لم يتبين أن المراد أحدهما عالم أنه أراد كليهما. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: في هذه الحكاية عن الشافعي والقاضي نظر أما القاضي فمن أصله الوقف في صيغ العموم وأنه لا يجوز حملها على الإستغراق إلا بدليل فمن يقف في ألفاظ العموم كيف يجزم في الألفاظ المشتركة بالإستغراق من غير دليل؟ وإنما الذي ذكره في كتبه إحالة الإشتراك رأسا وما يدعى فيه الإشتراك فهو عنده من قبيل المتواطئ وأما الشافعي فمنصبه في العلم أجل من أن يقول مثل هذا وإنما استنبط هذا من قوله: إذا أوصى لمواليه تناول المولى من فوق ومن أسفل وهذا قد يكون قاله لاعتقاده أن المولى من الأسماء المتواطئة وأن موضعه القدر المشترك بينهما فإنه من الأسماء المتضايقه كقوله من كنت مولاه فعلي مولاه ولا يلزم من هذا أن يحكى عنه قاعدة عامة في الأسماء التي ليس من معانيها قدر مشترك أن تحمل عند الإطلاق على جميع معانيها ثم الذي يدل على فساد هذا الحمول وجوه: أحدها: أن استعمال اللفظ في معنييه إنما هو مجاز إذ وضعه لكل واحد منهما على سبيل الإنفراد هو الحقيقة واللفظ المطلق لا يجوز حمله على المجاز بل يجب حمله على حقيقته. الثاني: أنه لو قدر أنه موضوع لهما منفردين ولكل واحد منهما مجتمعين فإنه يكون له حينئذ ثلاثة مفاهيم فالحمل على أحد مفاهيمه دون غيره بغير موجب ممتنع. الثالث: أنه حينئذ يستحيل حمله على جميع معانيه إذ حمله على هذا وحده وعليهما معا مستلزم للجمع بين النقيضين فيستحيل حمله على جميع معانيه وحمله عليهما معا حمل له على بعض مفهوماته فحمله على جميعها يبطل حمله على جميعها .... الخامس: أنه لو وجب حمله على المعنيين جميعا لصار من صيغ العموم لأن حكم الإسم العام وجوب حمله على جميع مفرداته عند التخصيص ولو كان كذلك لجاز استثناء أحد المعنيين منه ولسبق إلى الذهن عند الإطلاق العموم وكان المستعمل له في أحد معنييه بمنزلة المستعمل للإسم العام في بعض معانيه فيكون متجوزا في خطابه غير متكلم بالحيضة وأن يكون من استعمله في معنييه غير محتاج إلى دليل وإنما يحتاج إليه من المعنى الآخر ولوجب أن يفهم منه الشمول قبل البحث عن التخصيص عند من يقول بذلك في صيغ العموم ولا ينفي الإجمال عنه إذ يصير بمنزلة سائر الألفاظ العامة وهذا باطل قطعا) [57].
[24]- رواه البخاري في صحيحه 1/ 259 رقم 707 باب وضع اليمنى على اليسرى
[25]- رواه النسائي في سننه 2/ 125 رقم 887 قال الألباني: صحيح الإسناد
[26]-الصحاح في اللغة للجوهري ومختار الصحاح لزين الدين الرازي والقاموس المحيط للفيروز آبادي ولسان العرب لابن منظور مادة قوم
[27]- رواه أحمد في مسنده 4/ 314 رقم 18891 قال شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي
[28]- رواه أحمد في مسنده 4/ 311 رقم 18875 قال شعيب الأرناؤوط: رجاله ثقات
[29]- دلالة الاقتضاء هي دلالة اللفظ على مسكوت عنه (كلام مقدر،وليس كلام موجود) يتوقف صدق الكلام وصحته واستقامته على ذلك المسكوت أي على تقديره في الكلام كالقول بأن الأم محرمة أي محرم نكاحها والقول بأن الخمر محرمة أي محرم شربها و قولهم أسأل البيت الفلاني أي أسأل أصحاب البيت الفلاني وقولك قرأت شرح العقيدت الطحاوية أي كتاب شرح العقيدة الطحاوية،وقولك أكلت طبق الأرز أي ما في طبق الأرز،والقول بأن الميتة محرمة أي محرم أكلها.
[30]- التمهيد لابن عبد البر 13/ 193
[31]- فتح الباري لابن حجر 2/ 224 الناشر دار المعرفة بيروت 1379هـ
[32]- عمدة القاري للبدر العيني 5/ 278 باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة
[33]- رواه البخاري في صحيحه 5/ 311 رقم 5908 كتاب الاستئذان باب المصافحة
[34]- رواه أبوداود في سننه 2/ 775 رقم 5212 كتاب الأدب باب المصافحة
[35]- سورة الأحزاب آية 56
[36]- وكذلك المسألة التي نحن بصددها لو سلمنا أن القيام عام في كل ما يطلق عليه قيام أي عام في القيام الأول والثاني يكون استدلال بهيئة بدليل عام
(يُتْبَعُ)
(/)
[37]- رواه مسلم في صحيحه 1/ 301 كتاب الصلاة باب وضع يده اليمني على اليسرى بعد تكبيره الإحرام تحت صدره فوق سرته ووضعهما في السجود على الأرض حذو منكبيه حديث رقم 401 (دار إحياء التراث العربي بيروت تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي)، والحديث رواه أيضا أبو عوانة في مسنده 1/ 428 – 429 رقم 1596 باب إباحة الالتحاف بثوبه بعد تكبيرة الافتتاح ووضع يده اليمنى على اليسرى والدليل على أن النبي r كان يغطي يديه في صلاته ويخرجهما إذا كبر وإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه قبل قوله سمع الله لمن حمده (دار المعرفة بيروت 1998م الطبعة الأولى أيمن بن عارف الدمشقي)،والحديث رواه أيضا البيهقي في سننه الكبرى 2/ 71 (مكتبة دار الباز مكة المكرمة 1414هـ - 1994م تحقيق محمد عبد القادر عطا) والحديث رواه أيضا ابن حبان في صحيحه 5/ 170 (مؤسسة الرسالة بيروت 1414هـ - 1993م الطبعة الثانية تحقيق شعيب الأرناؤوط) وكذلك روى الحديث أحمد في مسنده
[38]- رواه البخاري في صحيحه 1/ 259 رقم 707 باب وضع اليمنى على اليسرى
[39]- رواه النسائي في سننه 2/ 126 رقم 889 قال الألباني: صحيح
[40]- سورة النساء آية 48
[41]- رواه أحمد في مسنده 4/ 314 رقم 18891 قال شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي
[42]- رواه أحمد في مسنده 4/ 311 رقم 18875 قال شعيب الأرناؤوط: رجاله ثقات
[43]- رواه أبو داود في سننه 1/ 290 رقم 863 قال الألباني: صحيح
[44]- رواه أبو داود في سننه 1/ 229 رقم 643 قال الألباني: حسن
[45]- عون المعبود لشمس الحق آبادي 2/ 244 باب السدل في الصلاة
[46]- عون المعبود لشمس الحق آبادي 2/ 244 باب السدل في الصلاة
[47]- عون المعبود لشمس الحق آبادي 2/ 244
[48]- فتح الباري لابن حجر 1/ 131
[49]- فيض القدير للمناوي 6/ 315 الناشر: المكتبة التجارية الكبرى – مصر الطبعة الأولى، 1356 هـ
[50]- نيل الأوطار للشوكاني 2/ 434 باب النهي عن السدل والتلثم في الصلاة (دار الحديث القاهرة الطبعة الأولى 1421هـ - 2000م تحقيق عصام الصباطي)
[51]- انظر الوجيز فى أصول الفقه د. عبد الكريم زيدان ص 329 مؤسسة الرسالة 1421 هـ الطبعة السابعة وانظر أصول الفقه القسم الثانى الحكم الشرعى د. محمود بلال مهران ص 391 - 395 دار الثقافة العربية 1425هـ، وانظر الواضح فى أصول الفقه د. محمد سليمان الأشقرص 212 دار السلام 1422هـ الطبعة الأولى وانظرأصول الفقه للشيخ محمد الخضرى ص147 دار الحديث1422 هـ الطبعة الأولى،وانظر علم أصول الفقه للشيخ عبد الوهاب خلاف 208 - 209 دار الحديث 1423هـ 2003م
[52]- المسودة لأحمد بن عبد الحليم أل تيمية ص 149 دار النشر: المدني القاهرة تحقيق محمد محيي الدين
[53]- البرهان في أصول الفقه 1/ 236 دار الوفاء المنصورة 1418 هـ الطبعة الرابعة تحقيق د. عبد العظيم الديب
[54]- أصول السرخسي 1/ 125 دار المعرفة بيروت 1372هـ تحقيق أبي الوفا الأفغاني
[55]- أصول الشاشي ص 39 دار الكتاب العربي بيروت 1402هـ
[56]- المستصفى للغزالي ص 240 دار الكتب العلمية بيروت 1413 هـ الطبعة الأولى تحقيق: محمد عبد السلام عبد الشافي
[57]- زاد المعاد لابن القيم 5/ 532 (الناشر: مؤسسة الرسالة - مكتبة المنار الإسلامية - بيروت – الكويت الطبعة الرابعة عشر، 1407 هـ - 1986 م)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:09]ـ
فصل 5: كتب الفقه و الوضع بعد الرفع من الركوع:
إن الذي يقرأ كتب الفقه يجد عدم نص الأئمة لسنية وضع اليدين بعد الرفع من الركوع مع أن الفقهاء قد افترضوا مسائل لم تقع،وتحدثوا عنها،وأفتوا فيها على سبيل الافتراض،وعدم النص على سنية هذا الأمر مع مداومة النبي صلى الله عليه وسلم كما يقول المخالف مع أنه أمر وجودي يحتاج إليه كل مصلي كل يوم دليل على أنه ليس بسنة إذ لو كان سنة كيف غفلة كل كتب السابقين عنه فلا تجد عالم من العلماء يقول القيام قبل رفع اليدين للركوع مساويا للقيام بعد الرفع من الركوع في سنية وضع اليدين،والأمة لا تجتمع على باطل، وتجد العلماء عندما يتكلمون عن سنة الوضع بعد تكبيرة الإحرام لا يذكرون الوضع بعد الركوع في الغالب،وبعضهم يذكر جواز الوضع،وليس سنيته كما في بعض كتب الحنابلة،ولو كان سنة عندهم ما قالوا يجوز،وبعض العلماء الأحناف يشترط
(يُتْبَعُ)
(/)
للوضع طول القيام ولو كان القيام الثاني كالأول في سنية الوضع ما اشترطوا هذا الشرط،وتجد في بعض الكتب الإرسال بعد الرفع من الركوع،وهذا مما يؤيد رأي القائلين بالإرسال وإليكم ومن أقوال العلماء الذين ذكروا الوضع في القيام الأول ولم يذكروا الوضع في القيام الثاني قول الشيرازي الشافعي: (فصل: ويستحب إذا فرغ من التكبير وضع اليمنى على اليسرى فيضع اليمنى على بعض الكف وبعض الرسغ لما روى وائل بن حجر رضي الله عنه قال: قلت لأنظرن إلى صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم كيف يصلي فظرت إليه وقد وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد) [58] وقال الشيرازي أيضا: (وسننها أربع وثلاثون رفع اليدين في تكبير الاحرام والركوع والرفع منه ووضع اليمين على الشمال والنظر الى موضع سجوده ودعاء الاستفتاح والتعوذ والتأمين وقراءة السورة والجهر والاسرار والتكبيرات سوى تكبيرة الاحرام والتسميع والتحميد في الرفع من الركوع والتسبيح في الركوع والتسبيح في السجود ووضع اليد على الركبة في الركوع ومد الظهر والعنق فيه والبداية بالركبة ثم باليد في السجود ووضع الأنف في السجود ومجافاة المرفق عن الجنب في الركوع والسجود واقلال البطن عن الفخذ في السجود والدعاء في الجلوس بين السجدتين وجلسة الاستراحة والافتراش في سائر الجلسات والتورك في آخر الصلاة ووضع اليد اليمنى على الفخذ مقبوضة والاشارة بالمسبحة ووضع اليد اليسرى على الفخذ اليسرى مبسوطة والتشهد الأول والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه والصلاة على آله في التشهد الأخير والدعاء في آخر الصلاة والقنوت في الصبح و التسليمة الثانية ونية السلام على الحاضرين) [59] و قال النووي الشافعي: (واستحباب وضع اليمنى على اليسرى بعد تكبيرة الإحرام ويجعلهما تحت صدره فوق سرته هذا مذهبنا المشهور وبه قال الجمهور وقال أبو حنيفة وسفيان الثوري واسحاق بن راهويه وأبو إسحاق المروزي من أصحابنا يجعلهما تحت سرته وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه روايتان كالمذهبين وعن احمد روايتان كالمذهبين ورواية ثالثة أنه مخير بينهما ولا ترجيح وبهذا قال الأوزاعي وبن المنذر وعن مالك رحمه الله روايتان أحداهما يضعهما تحت صدره والثانية يرسلهما ولا يضع إحداهما على الأخرى وهذه رواية جمهور أصحابه وهي الأشهر عندهم) [60] وبعد ذلك ذكر حجة العلماء في ذلك، فقال: (وحجة الجمهور في استحباب وضع اليمين على الشمال حديث وائل المذكور هنا وحديث أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعيه في الصلاة قال أبو حازم ولا اعلمه إلا ينمى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري) [61] وهذا يدل على فهمه أن القيام بعد تكبيرة الإحرام ليس كالقيام بعد الركوع في سنية وضع اليدين وقال الخرقي الحنبلي: (وإذا قام الى الصلاة قال الله أكبر وينوي بها المكتوبة يعني بالتكبيرة ولا نعلم خلافا بين الأمة في وجوب النية للصلاة وأن الصلاة إلا بها فإن تقدمت النية قبل التكبير وبعد دخول الوقت ما لم يفسخا اجزأه ويرفع يديه الى فروع اليسرى أو الى حذو منكبيه ثم يضع يده اليمنى على كوعه اليسرى ويجعلهما تحت سرته ثم يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ثم يستعيذ ويقرأ الحمد لله رب العالمين يبتدئها بـ? بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ?ولا يجهر بها فإذا قال ولا الضالين قال آمين ثم يقرأ سورة في ابتدائها ? بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ? ولا يجهر بها فإذا فرغ كبر للركوع ورفع يديه كرفعه الأول ثم يضع يديه على ركبتيه ويفرج أصابعه ويمد ظهره ولا يرفع رأسه ولا يخفضه ويقول في ركوعه سبحان ربي العظيم ثلاثا وهو أدنى الكمال وإن قال مرة أجزأه ثم يرفع رأسه ثم يقول سمع الله لمن حمده ويرفع يديه كرفعه الأول ثم يقول ربنا ولك الحمد ملء السماء وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد،وإن كان مأموما لم يزد على ربنا ولك الحمد ثم يكبر للسجود) [62] انظر ذكر الخرقي الحنبلي وضع اليدين في القيام الأول فقط،ولم يذكره في القيام الثاني وقال أبو الإخلاص حسن الوفائي: (فصل في سننها: وهي إحدى وخمسون: رفع اليدين للتحريمة حذاء الأذنين ... ووضع الرجل يده اليمنى على اليسرى تحت سرته ...
(يُتْبَعُ)
(/)
والثناء والتعوذ للقراءة والتسمية أول كل ركعة والتأمين والتحميد والإسرار بها والاعتدال ثم التحريمة طأطأة الرأس وجهر الإمام بالتكبير والتسميع وتفريج القدمين في القيام قدر أربع أصابع وأن تكون السورة المضمومة للفاتحة من طوال المفصل في الفجر والظهر ومن أوساطه في العصر والعشاء ومن قصاره في المغرب لو كان مقيما ويقرأ أي سورة شاء لو كان مسافرا وإطالة الأولى في الفجر فقط وتكبيرة الركوع وتسبيحه ثلاثا وأخذ ركبتيه بيديه وتفريج أصابعه والمرأة لا تفرجها ونصب ساقيه وبسط ظهره وتسوية رأسه بعجزه والرفع من الركوع والقيام بعده مطمئنا ووضع ركبتيه ثم يديه) [63] انظر ذكر حسن الشرنبلالي الحنفي سنية وضع اليدين في القيام الأول ولم يذكره في القيام الثاني،و قال ابن ضويان: (وسنن الأفعال وتسمى الهيئات: رفع اليدين مع تكبيرة الإحرام وعند الركوع وعند الرفع منه وحطهما عقب ذلك ..... ووضع اليمين على الشمال وجعلهما تحت سرته) [64] ولم يذكر سنية وضع اليدين بعد الرفع من الركوع، وقال الماوردي: (يرفع يديه إذا أحرم حذو منكبيه ثم يقبض بيمناه كوعه الأيسر ويضعهما تحت صدره وفوق السرة ...... ثم يرفع من ركوعه قائلا سمع الله لمن حمده ويرفع يديه حذم منكبيه فإذا اعتدل قائما قال ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض ما شئت من شيء إماما كان أو مأموما أو منفردا ثم يسجد) [65] ولم يذكر سنية وضع اليدين بعد الرفع من الركوع،وعند قراءة بعض كتب الفقه للعلماء السابقين تجد في سنن الصلاة الإرسال بعد الرفع من الركوع قال النووي: (ويستحب ثم الاعتدال رفع اليدين حذو المنكبين على ما تقدم من صفة الرفع ويكون ابتداء رفعهما مع ابتداء رفع الرأس فإذا اعتدل قائما حطهما) [66] حطهما أي أنزلهما ولم يذكر الوضع بعدها،وهذا دليل على الإرسال كما في قوله: (فرع السنة بعد التكبير حط اليدين ووضع اليمنى على اليسرى فيقبض بكفه اليمنى كوع اليسرى وبعض قال القفال ويتخير بين بسط أصابع اليمنى في عرض المفصل وبين نشرها في صوب الساعد ثم يضع يديه كما ذكرنا تحت صدره وفوق سرته على الصحيح وعلى الشاذ تحت سرته واختلفوا في أنه إذا أرسل يديه هل يرسلهما إرسالا بليغا ثم يستأنف رفعهما إلى تحت صدره ووضع اليمنى على اليسرى أم يرسلهما إرسالا خفيفا إلى تحت صدره فحسب ثم يضع قلت الأصح الثاني) [67] وقال محمد الخطيب الشربيني الشافعي 977هـ: (فإذا انتصب " أرسل يديه و " قال " كل من الإمام والمنفرد والمأموم سرا " ربنا لك الحمد " أو ربنا ولك الحمد أو اللهم ربنا لك الحمد أو ولك الحمد أو ولك الحمد ربنا أو الحمد لربنا والأول أولى لورود السنة به) [68]،وقال نووي الجاوي الشافعي 1316 هـ: (و يسن بعد انتصاب أن يرسل يديه ويقول ربنا لك الحمد) [69]، وقال علاء الدين الكاساني الحنفي 587هـ: (الوضع سنة القيام الذي له قرار في ظاهر المذهب وعن محمد سنة القراءة وأجمعوا على أنه لا يسن الوضع في القيام المتخلل بين الركوع والسجود لأنه لا قرار له ولا قراءة فيه والصحيح جواب ظاهر الرواية) [70] (قلت) والقرار لا يحصل إلا بالامتداد والتطويل وهذا في الغالب في القيام الأول لا الثاني، وظاهر الرواية عدم الوضع وقال المرغيناني الحنفي 593هـ: (الاعتماد سنة القيام عند أبي حنيفة و أبي يوسف رحمهما الله تعالى حتى لا يرسل حالة الثناء والأصل أن كل قيام فيه ذكر مسنون يعتمد وما لا فلا هو الصحيح فيعتمد في حالة القنوت وصلاة الجنازة ويرسل في القومة وبين تكبيرات الأعياد) [71]، وقال البدر العيني الحنفي 855 هـ: (وقت وضع اليدين والأصل فيه أن كل قيام فيه ذكر مسنون يعتمد فيه أعني اعتماد يده اليمنى على اليسرى وما لا فلا فيعتمد في حالة القنوت وصلاة الجنازة ولا يعتمد في القومة عن الركوع وبين تكبيرات العيدين الزوائد وهذا هو الصحيح وعند أبي علي النسفي والإمام أبي عبد الله وغيرهما يعتمد في كل قيام سواء كان فيه ذكر مسنون أو لا) [72] وقال محمد الحصكفي الحنفي 1088هـ: (كما فرغ من التكبير بلا إرسال في الأصح وهو سنة قيام ظاهره أن القاعد لا يضع ولم أره ثم رأيت في مجمع الأنهر المراد من القيام ما هو الأعم لأن القاعد يفعل كذلك له قرار فيه ذكر مسنون فيضع حالة الثناء وفي القنوت وتكبيرات الجنازة لا يسن في قيام
(يُتْبَعُ)
(/)
بين ركوع وسجود لعدم القرار و لا بين تكبيرات العيد لعدم الذكر ما لم يطل القيام فيضع) [73] وقال الطحاوي الحنفي 1231هـ: (وقوله: ويسن وضع الرجل يده اليمنى كما فرع من التكبير للإحرام بلا إرسال ويضع في كل قيام من الصلاة ولو حكما فدخل القاعد ولا بد في ذلك القيام أن يكون فيه ذكر مسنون وما لا فلا كما في السراج وغيره وقال محمد: لا يضع حتى يشرع في القراءة فهو عندهما سنة قيام فيه ذكر مشروع وعنده سنة للقراءة فيرسل عنده حالة الثناء والقنوت وفي صلاة الجنازة وعندهما يعتمد في الكل وأجمعوا أنه يرسل في القومية من الركوع والسجود وبين تكبيرات العيدين لعدم الذكر والقراءة في هذه المواضع) [74] وقال ابن عابدين: (قوله ما لم يطل القيام فيضع أي فإن أطاله لكثرة القوم فإنه يضع) [75] وهنا قيد وضع اليدين بطول القيام،ولوكان القيام الأول كالثاني ما قيده بطول القيام فدل هذا أن السنة الإرسال؛ لأن الإرسال هو الأصل كحالة الإنسان قبل الدخول في الصلاة،قال البهوتي: (وإذا رفع المصلي من الركوع فإن شاء وضع يمينه على شماله أو أرسلهما ثم إذا فرغ من ذكر الاعتدال يخر مكبرا ولا يرفع يديه ساجدا) [76]،وقال ابن مفلح 763هـ: (قال أحمد: إذا رفع رأسه من الركوع: إن شاء أرسل يديه وإن شاء وضع يمينه على شماله واحد كما سبق وفي المذهب والتلخيص يرسلهما) [77]،وقال موسى الحجاوي الحنبلي 968هـ: (ثم بعد رفع من الركوع إن شاء وضع يمينه على شماله أو أرسلهما بجانبيه فيخير نصا) [78] وقال ابن النجار الحنبلي 972هـ: (ثم بعد رفع من الركوع إن شاء وضع يمينه على شماله أو أرسلهما بجانبيه فيخير نصا) [79] قال المرداوي الحنبلي: (قال الإمام أحمد: إذا رفع رأسه من الركوع: إن شاء أرسل يديه وإن شاء وضع يمينه على شماله وقال في الرعاية: فإذا قام أحدهما أو المأموم حطهما وقال (ربنا ولك الحمد) ووضع كل مصل يمينه على شماله تحت سرته وقيل: بل فوقها تحت صدره أو أرسلهما نص عليه كما سبق وعنه إذا قام رفعهما ثم حطهما فقط انتهى وقال في المذهب و الإفادات و التلخيص وغيرهم: إذا انتصب قائما أرسل) [80] أما الظاهرية فعندما تكلموا عن الوضع لم يذكروا الوضع بعد الركوع قال ابن حزم: (ونستحب أن يضع المصلى يده اليمنى على كوع يده اليسرى في الصلاة في وقوفه كله فيها) [81] وكلمة وقوفه كله أي قيامه كله أي كل القيام الأول خلافا لبعض الأحناف القائلين بأن وضع اليدين عند القراءة.
[58]- المهذب لأبي إسحاق الشيرازي 1/ 71 دار الفكر بيروت
[59]- التنبيه إبي إسحاق الشيرازي 33 عالم الكتب بيروت 1403 هـ الطبعة الأولى
[60]- شرح النووي على صحسح مسلم 4/ 114 الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت الطبعة الطبعة الثانية، 1392هـ
[61]- شرح النووي على صحسح مسلم 4/ 115
[62]- مختصر الخرقي 25 كتاب الطهارة باب صفة الصلاة المكتب الإسلامي بيروت 1403 هـ الطبعة الثالثة تحقيق زهير الشاويش
[63]- نور الإيضاح ونجاة الأرواح لأبي الإخلاص حسن الوفائي الشرنبلالي ص 46 دار الحكمة دمشق 1985م
[64]- منار السبيل لابن ضويان 1/ 93 كتاب الصلاة سنن الأفعال مكتبة المعارف الرياض 1405هـ الطبعة الثانية تحقيق عصام القلعجي
[65]- الإقناع للماوردي 38 - 39
[66]- روضة الطالبين للنووي 1/ 252 المكتب الإسلامي بيروت 1405 هـ الطبعة الثانية
[67]- روضة الطالبين للنووي 1/ 232 المكتب الإسلامي بيروت 1405 هـ الطبعة الثانية
[68]- مغني المحتاج للخطيب الشربيني 1/ 166 دار الفكر بيروت
[69]- نهاية الزين لأبي عبد المعطي محمد نووي الجاوي 66 دار الفكر بيروت الطبعة الأولى
[70]- بدائع الصنائع للكاساني 1/ 201 دار الكتاب العربي بيروت 1982هـ الطبعة الثانية
[71]- الهداية شرح البداية لأبي الحسين علي المرغياني 1/ 48 المكتبة الإسلامية بيروت
[72]- عمدة القاري للبدر العيني 5/ 279 باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة
[73]- الدر المختار شرح تنوير الأبصار لعلاء الدين 1/ 487 - 488 دار الفكر بيروت 1386هـ الطبعة الثانية
[74]- حاشية الطحاوي على مراقي الفلاح 1/ 172 مكتبة البابي الحلبي مصر 1318هـ الطبعة الثالثة
[75]- حاشية ابن عابدين 1/ 488 دار الفكر بيروت 1386هـ الطبعة الثانية
[76]- الروض المربع للبهوتي 1/ 176كتاب الصلاة باب صفة الصلاة مكتبة الرياض الحديثة الرياض 1390هـ
[77]- الفروع لابن مفلح 1/ 379 دار الكتب العلمية بيروت 1418هـ الطبعة الأولى تحقيق أبي الزهراء حازم القاضي
[78]- منتهى الإرادات كتاب الصلاة باب صفة الصلاة
[79]- منتهى الإرادات لمحمد بن أحمد الشهير بابن النجار كتاب الصلاة باب صفة الصلاة
[80]- الإنصاف للمرداوي 2/ 63 كتاب الصلاة باب صفة الصلاة دار إحياء التراث العربي بيروت تحقيق محمد حامد الفقي
[81]- المحلى لابن حزم 4/ 112 دار الفكر تحقيق أحمد شاكر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:11]ـ
فصل 6: خلاف المعاصرين في المسألة،وعدم تبديع صاحب القول المرجوح:
اختلف المعاصرين في الوضع بعد الرفع من الركوع فمنهم من قال بالمنع،وعلى رأسهم الشيخ الألباني [82] و أبي إسحاق الحويني [83] ومنهم من قال بالتخيير كالشيخ محمد إسماعيل المقدم [84] ومن العلماء من قال بسنية الوضع وعلى رأسهم الشيخ ابن باز [85] وابن عثيمين [86] وبديع الدين الراشدي السندي [87] ومحمد عبد المقصود [88]، و قد استدلوا هؤلاء الأفاضل بعموم أحاديث وضع اليدين في الصلاة،وأن الرفع من الركوع يسمى قياما،وهذا غير مسلم لأن الأحاديث عامة في القيام الأول لا الثاني المقيد بالركوع،وقد جاء حديث وائل بن حجر في صحيح مسلم مفسرا لهذه الأحاديث فقد ذكر الوضع قبل الرفع اليدين للتكبير للركوع،وسكت عن الوضع بعد الرفع من الركوع، والأحاديث قد جاءت بسنية رفع اليدين عند الرفع من الركوع،ولم تأت بأنه إذا رفعهما وضعهما،ولو كانت هناك وضع لجاءت الأحاديث بأن المصلي إذا وضع يديه بعد الرفع من الركوع أرسلهما مرة أخرى لكي ينزل للسجود،واستدلوا هؤلاء الأفاضل بالأحاديث التي تدل على الاعتدال من الركوع حتى يعود كل عضو موضعه،وموضع اليدين قبل الركوع هو الإرسال لأن المصلي قبل الركوع يكبر رافعا يديه فهل وهو يخفض للركوع يكون واضعا يديه أم مرسلهما؟ واستدلوا بعدم وجود دليل مستقل يقول بأن القيام الأول يخالف القيام الثاني بوضع اليدين،وجوابه بأن الهيئة تحتاج لنص شرعي صريح يدل عليها،والأصل عدمها حتى يأتي ما يثبتها فالأصل في العبادة المنع ما لم يأت دليل،واستدلوا بعدم وجود دليل يدل على الإرسال بعد الرفع من الركوع وجوابه الأصل الإرسال بعد الرفع من الركوع؛ لأن الإنسان قبل الصلاة يكون في الغالب مرسلا يديه والعبرة بالغالب والنادر لاعبرة به،والإرسال عدم الوضع وعدم القبض أمر عدمي،والأمور العدمية لاتنقل إلا ما احتيج إليه فينقل للحاجة،ولا حاجة في نقل الإرسال لأنه الأصل أن الأمر الذي تحتاج لمعرفته هو الذي ينقل أما هذا فمعروف كوجود الشمس فوجود الشمس لا يحتاج لنقل لأنه شيء معروف،وهذا الشخص رأيته حيا فلا تحتاج لقول شخص يقول لك فلان حي لأن الأصل عندك أنه حي والذي تحتاج إليه هو موته لأنه خلاف الأصل،واستدلوا بأن وائل بن حجر سمع النبي r يقول سمع الله لمن حمده ورآه ممسكا يمينه على شماله في الصلاة و الواو لا تقتضي الترتيب،واستدلوا بأن وائلا رأى النبي حين رفع رأسه من الركوع رفع يديه ووضع كفيه وجافى وفرش فخذه اليسرى من اليمنى والجواب بأن وضع اليدين في الحديث وضعهما على الأرض في حال السجود بدليل وجافى أي باعد يديه عن إبطيه،وهذا يكون في السجود،وكيف يحمل على وضع اليدين على الصدر و قوله جافى،وأين موضع اليدين في السجود؟ وهؤلاء الأفاضل اجتهدوا فجانبوا الصواب ونحن ملزمون بما هو صريح السنة والكتاب،وما يرجع إليهما من الأدلة كالإجماع والقياس كما يقول العلماء الأحباب،وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول رب الأرباب الملك الوهاب،ولا نبدع من اجتهد فأخطأ فهذا ليس من هدي نبينا r فكيف يبدع من قضى عمره في محاربة البدع و الدفاع عن السنة و نشر الدين فحدثت منه زلة؟ وإذا بلغ الماء قلتين لا يحمل الخبث،و كيف نجرح من كان نفعه عظيماً- سواء عن طريق الدروس أو التأليف أو الخطب - ونحذر منه لكونه زل فى مسألة من المسائل،وهل تعمد هؤلاء الأفاضل الخطأ؟ و من يشنع على من خالف الرأي الصحيح في نظره، وهو من أهل الفضل والعلم فهذا الفعل ناقض من نواقض الدعوة،وإسهام في تقويض الدعوة، ونكث الثقة، وصرف الناس عن الخير، وبقدر هذا الصد، ينفتح السبيل للزائغين. وهذا ليس من العدل والإنصاف،ويقول تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ? [89] فهذه الآية تعد أصل في الجرح والتعديل،إذ فيها المنهج القويم الذي يجعل العدل لازماً من لوازم الإيمان،و أهل السنة والجماعة لا ينظرون إلى نقطة سوداء في بحر أبيض،ولا يفخمون الأخطاء،ولا يحكمون على كثيراً الإصابة بيسير الخطأ بل المجتهد مغفور الخطأ اليسير فهو غير ناتج عن إهمال وتقصير،ونظن بالعلماء الذين تعلمنا من كتاباتهم وأشرطتهم خيرا،وهم حريصون على تحري الحق أكثر منا ل، وو جعلنا شرط قبول كلام العلماء والدعاة السلامة من الخطأ لما سلم لنا أحد منهم، ولردت أقوال هي في ذاتها صواب بسبب هذا الخطأ اليسير،وهذا مسلك أهل البدع، ولا يفهم من هذا قيول الخطأ الذي جاء به ذلك العالم أو طالب العلم أو الداعية بل نريد أن نبحث عن المعاذير لهذا الخطأ،ونخرجه التخريجات التي تتوافق مع منهج الأدب مع أهل العلم، والدعوة إلى الله ونغض الطرف عن هذه الزلة اليسيرة من بين فيض من الصواب.
[82]- الحاوي من فتاوي العلامة الألباني227 - 229إعداد محمد بن إبراهيم مكتب العلمية للتراث الطبعة الأولى1421هـ 2001م
[83]- استمع لأشرطته في صفة صلاة النبي،وهو محدث مصري من تلامذة الشيخ الألباني والشيخ أبي محمد بديع السندي
[84]- استمع لشريط أسئلة مسجد بكري،وهو شيخ مصري من تلامذة الشيخ أبي محمد بديع السندي
[85]- فتاوى إسلامية حمع محمد بن عبد العزيز1/ 313
[86]- فتاوى العقيدة معه فتاوى الصلاة الصيام الزكاة الحج لابن عثيمين 560 – 562 دار ابن الهيثم
[87]- له كتاب في إثبات سنية وضع اليدين بعد الرفع من الركوع سماه زيادة الخشوع بوضع اليدين بعد الرفع من الركوع
[88]- استمع لأشرطة فقه العبادات له،وهو داعية مصري يقال أنه من تلامذة ابن عثيمين
[89]- سورة المائدة آية 8
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:12]ـ
الخاتمة:
اختلف العلماء المعاصرون في سنية وضع اليدين بعد الرفع من الركوع فمنهم من قال بسنية الوضع ومنهم من قال بسنية الإرسال ومنهم من قال بالتخيير بين الوضع والإرسال،والقول الراجح هو القول بسنية الإرسال لقوة أدلته،وضعف أدلة المخالفين ولا نبدع المخالفين فقد تحروا الصواب وما كانوا للخطأ متعمدين،والحمد لله رب العالمين وكتب ربيع أحمد سيد بكالوريوس الطب والجراحة جامعة عين شمس السبت 26 شعبان 1428هـ 8 سبتمبر2007 م
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:14]ـ
جمع الهمة لإثبات أن إرسال اليدين بعد الرفع من الركوع هو السنة ( http://www.4shared.com/file/44553316/5959339c/___________.html?dirPwdVerifie d=ae493b6a)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 04:58]ـ
البحث على ملف ورد بالمرفقات لكنه مضغوط
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 08:23]ـ
جزاكم الله خيرًا على إثراء المسألة
وهذه مشاركة للمتابعة
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 02:13]ـ
جزاكم الله خيرًا على إثراء المسألة
وهذه مشاركة للمتابعة
وجزاكم الله مثله أواكم الله وبياكم وسدد خطانا وخطاكم(/)
ماحكم قول لاحياء في الدين؟
ـ[السائرة]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 11:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم قول لاحياء في الدين عند السؤال عن شئ يستحيى منه في أمور الدين
وذلك بقصد أنه لاحياء في السؤال عن أمور الدين مهما كانت ليتفقه المسلم في دينه ويعذر عند ربه
ومن ذلك قول عائشة رضي الله عنها: نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء من التفقه في الدين
وهل هذا القول يتعارض مع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: " الحياء شعبة من الإيمان "
أرجو الإفادة
وبارك الله في علمكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:38]ـ
لا بأس في ذلك .. وهذا هو المعنى المتبادر أصلا عند السامعين وهو المقصود لمن قاله وهو على تقدير محذوف: أي لا حياء في نقاش أمور الدين مثلا
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 01:35]ـ
سالة احد طلاب العلم عن هذا الفظ فقال خطء, الدين كله حياء ولاكن يقول لا استحياء في الدين والله اعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 02:56]ـ
لا فرق بين "لا حياء" ولا "استحياء"
لأن المعنى المخوف المحذور محتمل في الإثنين
والراجح ما تقدم من كونه لا بأس به ..
والله أعلم
ـ[ابو عمر المحيسن]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 06:43]ـ
أظن ان أصل اللفظة ... لا حياء في تعلم أمور الدين.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 11:11]ـ
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=3144
ـ[السائرة]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 11:20]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
ألا توجد أقوال أهل العلم في هذه اللفظة؟
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 05:22]ـ
الشيخ الألباني ذهب إلى جواز قول هذه الكلمة إذا كان قولها في سؤال فقهي علمي كما في حديث أم سلمة {إن الله لا يستحي من الحق}
قال الشيخ الألباني _سلسلة الهدى و النور_
هذه نجد دليلها في كلمة مأثورة في صحيح مسلم و إن كان هذا القول, يعني يحتاج إلى تقييد كذاك الكلام تماما, لأن القول المأثور يفسر بعضه بعضا وهو, قالت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن حياءهن أن يتفقهن في الدين, فإذا قيلت هذه الكلمة {لا حياء في الدين} بمناسبة سؤال كأن يقول إنسان 'و الله يا شيخ أنا عندي سؤال و لا حياء في الدين' وضعت في مكانها المناسب, أما أن تقال لا حياء في الدين هذا يخالف الدين لأن الرسول عليه السلام يقول 'الحياء من الإيمان',فكيف يقال لا حياء في الدين؟ ,لكن لا حياء في الدين أي حياءا يمنع صاحبه من أن يتفقه في الدين, إذا وضعت هذه الكلمة المسؤول عنها لا حياء في الدين في جو يشعر السامعين بأنه مقصود أنه بيمنع الإنسان أن يتكلم بكلام يمنعه الحياء عادة, لكنه إذا لم يتكلمه خسر العلم و الفقه, فإذا قيلت هذه الكلمة في مناسبة فلا شيء فيها لأنها ككلمة السيدة عائشة.
و ذهب الشيخ السحيم و الشيخ ابن العثيمين إلى أن الأفضل ترك هذه الكلمة
قال الشيخ عبد الرحمان السحيم _شرح عمدة الأحكام_
قول أم سُليم رضي الله عنها: إن الله لا يستحيي من الحق.
هذا تقديم وتوطئة للسؤال الذي يُستحيا منه.
وهذا يحسن أن يُقدّم به للسؤال الذي يُستحيا منه، بدل قول بعض الناس: لا حياء في الدِّين.
و قال أيضا في فتوى على المشكاة
الأولى أن يُقال كما قالت أم سلمة رضي الله عنها: إن الله لا يستحيي من الحق.
بدلا من قول: لا حياء في الدِّين.
وقال الشيخ بن العثيمين _نقلا عن موقع الإسلام سؤال و جواب_
أما قوله "لا حياء في الدين" فالأحسن أن يقول: إن الله لا يستحيي من الحق، كما قالت أم سليم رضي الله عنها: (يا رسول الله! إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟) أما "لا حياء في الدين" فهذه توهم معنىً فاسداً؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (الحياء من الإيمان) فالحياء في الدين من الإيمان، لكن غرض القائل: "لا حياء في الدين" يقصد أنه لا حياء في مسألة الدين، أي: في أن تسأل عن أمر يستحيا منه، فيقال: إذا كان هذا هو المقصود فخير منه أن يقول: إن الله لا يستحيي من الحق
ز ذهب إلى منع القول بهذه الكلمة مركز الفتوى بالشبكة الإسلامية
جاء في الفتوى
فالعبارات المذكورة لا يجوز استعمالها لما فيها من الخطأ، والإساءة وبيان ذلك:
1 - أن قولهم: لا حياء في الدين، خطأ ظاهر، فإن الحياء شعبة من شعب الإيمان، وهو خير كله، كما أخبر صلى الله عليه وسلم.
روى البخاري ومسلم واللفظ له: "الإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من الإيمان".
وروى مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الحياء خير كله".
وروى الحاكم وغيره بسند صحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الحياء والإيمان قرنا جميعاً، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر".
فكيف يقال مع هذا: لا حياء في الدين!
ولا شك أن قصد القائل هو أن يرفع الحرج عن نفسه، حين يسأل عن شيء يستحي من ذكره. لكنه أخطأ التعبير، والصواب أن يقول حينئذ: إن الله لا يستحيي من الحق. كما قالت الصحابية الفقيهة أم سليم رضي الله عنها "يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق هل على المرأة غسل إذا احتلمت؟ قال: نعم إذا رأت الماء .. " الحديث رواه البخاري.
و الله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السائرة]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 10:22]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أم البشرى]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 01:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكر اخي واستادي ابو البراء الاندلسي علي هذا التوضيح المهم
فعلا الدين كلها حياء والحياء شعبة من شعب الايمان
فماذا لو قلنا لا احراج في الدين بدل لا حياء في الدين
اظن انها جائزة
هذه مداخلة مني ارجو ان استفيد منكم
وجزاكم الله خير الجزاء علي هذا المجهود المميز
اختكم في الله(/)
كلام الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله حول المسعى الجديد.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 11:46]ـ
ملاحظة: هذا الكلام عن الشيخ مفرغٌ من الشريط رقم 368 من شرح سنن الترمذي وهو جزءٌ من آخر الوجه الأول وكامل الوجه الثاني , والشريط موجود عند تسجيلات زاد التقوى بجدة - شارع باخشب - ولو كان عندي هاتفها لوضعته , وهي الوحيدة التي تسجل شرح السنن بتتابع وتسلسل
تنبيهات الشيخ حفظه الله (لطلبة العلم) حول المسألة:
1 - أنَّ من منع الزيادة وهو يتأول السنة ويتأول هدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا يحمل على أسوء المحامل, ومن يغار على سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ويقصر الناس على ما ورد ويقول إن هذا هو الوارد والمحفوظ عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وينصح للناس لم يقل إلا خيراً, وهذا اجتهاده وهذا رأيه وهذه نصيحته لسنة النبي (ص).
فحمله على أنه متشدد وعلى أنه مضيق على المسلمين وعلى أنه لا يفقه ولا يعلم (هذه جنايةٌ على علماء الأمة) ولا يجوز مثل هذا الكلام وننبه عليه لأن على طلبة العلم مسؤولية حينما يقرؤوا في الانترنت أو غيره مثل هذه الكتابات المتهورة والدخول في النيات واتهام العلماء والأجلاء والانتقاص من قدرهم , عليهم أن يذبوا عن أعراض أهل العلم.
ولم ننتقص أحداً يقول بعدم جواز التوسعة ,هذه مسألة محتملة والاجتهاد فيها (مثل ما ذكرنا) وهذا مسلكهم ولهم وجه من السنة , وهذا الذي فهموه وهذا الذي مشوا عليه, ولكن لا يقتضي هذل التثريب عليهم وجملهم على أسوإ المحامل.
وعلى المسلم أن يتقي الله (إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله) ما معنى من سخط الله؟
أي: من الشيء الذي يسخط الله ,والذي يسخط الله قال الله (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول).
يحمل العلماء والأجلاء والفضلاء على أسوء المحامل في الكتابات والمقالات ويُتهمون بأنهم لا يسايرون واقع الناس وأنهم لا يرحمون المسلمين.!!
فمثل هذا تجني , في الحديث الصحيح أن أبا بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , أذكر هؤلاء بحديث أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ثاني رجل في الإسلام بعد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , مرّ على نقر من الصحابة وهو يقولون في أبي سفيان لما مر بهم: (ما أخذت سيوف الإسلام من عدو الله ورسوله) -عندما كان في الجاهلية - فقال أبو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - (أتقولون هذا لشيخ من مشايخ قريش وسيد من ساداتها) فما لبث أن جاء إلى النبي (ص) فقال (ص) له {أأغضبتهم؟ إنك إن أغضبتهم أغضبت ربك}
الله أكبر!!!
أبو بكر الصديق!!
لأنّ هؤلاء لما قالوا هذه المقالة قالوها غيرة على الدين وحميّة للدين , فإذا العلماء تكلموا غيرة على الدين وحميّة للدين , وجاء من يسفههم ويطعن بهم فلا يبعد أن يغضب الله سبحانه وتعالى عليه , فلا يجوز ترك مثل هؤلاء يرتعون في أعراض العلماء , والعكس أيضاً.
البعض يرى تقييد المسعى بالوارد والمعروف فيصف من وسّع بأنه تجنى على السنة وغيّر معالم السنة وغير الشعائر ,وأنّ هذه فتنة وهذا كذا وكذا , فهذا لا يجوز ,وحرامٌ اتهام العلماء والفضلاء الضين يرون جواز هذه التوسعة والنص يحتملها.
ولذلك البعض يقولون: هذه المسألة اجتهادية ,بمعنى أنه ليس فسها نص من الكتاب والسنة.!!
سبجان الله!!
أين هم من هذه الآية الكريمة.؟؟ (يريد الشيخُ آية [فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما].)
ولذلك كثير ممن كتب أغفل دلالة هذه الآية الكريمة , والمنبغي للمسلم في مسائل الخلاف أنه إذا حصل الخلاف أن يرجع إلى نص الآيات والسنن والأحاديث عن رسول الله (ص) كما أمرنا الله تعالى , فيأخذ بالدلالة , فإذا جاء النص في الآية ابحث عن قول المفسرين فيها.
الإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله يقول عند تفسير هذه الآية الكريمة:
(عنى الله بالصفا والمروة الجبلين المشهورين في حرمه (يعني في مكة) .. )
وبيَّن: ما حدد موضع معين لما بين الجبلين لاحِظ)
(ولم يعنِ كل صفاة ومروة في مكة) قال: (عنى الجبلين في حرمه)
(يعني حرم مكة ,جبل الصفا وجبل المروة) فهو يعتد بكلا الجبلين على ظاهر الآية الكريمة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
إذاً: عندك دلالة آية , وعندك تفسير عن إمام معتبر في تفسير القرآن , وهذه ادلالة صحيحة عند علماء الأصول وهي دلالة العموم.
ما يجوز لأحد أن يتهم من يقول بهذه الدلالة بأنه يريد أن يتساهل وأنه ييسر للناس وأنه يتلاعب بالسنن.!!
أبداً!
هذه دلالة صحيحة ويحتاج من يخالفها إلى الجواب عنها , ولا يتهم من يقول بها أنه مضيع للسنن والآثار.
والله لو صح عن رسول الله (ص) أنه حدّ السعي بين الصفا والمروة بموضع , والله ما جاوزناه , وما حلَّ لنا إلى يوم الدين أن نغيرما أقامه عليه الصلاة والسلام وحدده , ولذلك لا ينبغي لأحدٍ أن يتهم من يقولون بجواز السعي أو عدم جواز السعي في المسعى الجديد بالتُّهَم.
علينا أن نرى أن المسألة محتملة للوجهين وأن العمل بظاهر الآية هو الأصل لأنها هي التي بينت فرضية هذا المشعر ,وبينت الطواف به , ودلالتها على المقصود دلالة لغوية صحيحة , ودل عليها فهم الصحابة , حتى فيما ذكرنا عن عائشة رضي الله عنها. قالت: يا رسول الله:
(إني لم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة)
فبيّنت لأن الباء في قوله (يطّوّف بهما) المراد بها البينيّة , ومثل ذلك قول أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ,وقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما , فكان الصحابة يفهمون هذا الفهم , والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعلم أن العرب تفهم هذا الفهم من هذا الحرف في القرآن ,وأئمة الأصول لم يقولوا إن الباء من الحروف المشتركة التي تحتاج إلى بيان لأن الإجمال يقع في المشترك.
ومن هنا نذكر الجميع بالله عز وجل ونوصيهم وأنفسنا بتقوى الله عز وجل , ونقول إنّ الذي ظهر لنا والعلم عند الله عز وجل:
أنّ التوسعة في المسعى إذا تقيدت بما بين الجبلين أنها توسعة صحيحة معتبرة وينبغي أن يحس المسلم مادام أن النص يحتمل هذا الأمر فالحمد لله والشكر لله والحمد لله أنا وجدنا من يوسع هذا المكان.
مرت عصور على المسلمين وكان يقع في السعي بين الصفا والمروة ما يقع , وكانت البيوت , بل كان يُعتَدى حتى على المسعى , ومعروف هذا في التاريخ , ونحمد الله ونشكره أن الله تعالى قيض من يوسع هذه التوسعة.
والناس عندهم إلف لأن بناء المسجد القديم ووضع الجدار ونظرهم للمسعى القديم يجعلهم يظنون أنّ المسعى هو هذا الشيئ, هناك شيء عاطفي ,لكنّ الشرع ما فيه عواطف ,الشرع يوجب على المسلم أن يتمشى مع النص وأن يتبع النص, فهذا هو الأصل وهذا هو الذي يظهر , ونعيد وننبه إلى أنَّ المسألة لا ينبغي التثريب فيها على من قال بالسعي ولا على من قال بعدم السعي , ولذلك:
القول بعموم الآية الكريمة أفضل من القول بأنه يُسعى في الدور الثاني والثالث أو الرابع لأنّ الأخذ بدلالة النص أقوى من الأخذ بالسعي في الدور الثاني لأنّ الخلاف فيه معروف ومشهور , والاحتمال فيه ليس كدلالة العام التي هي من منطوق النص ودلالة النص ,فهي أولى وأحرى فيما ظهر لي.
ومسألة الزائد (هذا القدر الذي هو من آخر المسعى) قد أتوصَّل إلى أنه من المسعى , وقد أتوصل إلى أنه ليس من المسعى , ولكن أكثر الزيادة , والمبدأ في الزيادة مبدأ صحيح , وفي الحقيقة:
الذي رأيته من بعض الأشياء الموثقة , جبلُ المروى لا يبعد عن هذا القدر , بمعنى أن التوسعة تقارب حد جبل المروة , بل قال بعضهم أنه باقي من الجبل جزء وأن التوسعة لم تشمل جميع المروة , ونسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأذكر الجميع بالله عز وجل أن من يتكلم في هذه المسألة ويخوض فيها بدون علم.
خاصة فيما يكتب في الانترنت- مما بلغنا من بعض الثقات – من تساهل البعض في الأحكام وتساهل البعض في الحكم على فتاوى العلماء.
أذكر هؤلاء بالله العظيم الذي لا إله غيره ولا رب سواه , أذكرهم بمن خوفهم من اللسان وزلاته , وأذكرهم بالحذر من القول على الله بدون علم وأن يتركوا هذه الأمة لعلمائها وأن يتركوها لمن يحسن النظر في نصوص كتابها وسنة نبيها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأذكرهم بأن يتقوا الله جل جلاله بعدم التشويش على أهل العلم فيما توصلوا إليه من اجتهادات ما داموا أنهم أهل للنظر والاجتهاد , وأنا أقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الشيء فيما ظهر – والله أعلم – احتملته نصوص الكتاب العزيز , ويُعد نعمة من الله عز وجل , نسأل الله أن يجزي ولي أمر المسلمين خير الجزاء على هذا الأمر وأن يجعله في ميزان حسناته يوم يلقاه وأن يجعله نافعاً له وشافعاً يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتاه بقلب سليم وأن يجزي كل من وسع على المسلمين بهذه التوسعة ويسر عليهم بهذا التيسير أن يجزيه كل خير.
وتؤخذ المسائل كما كان عهد السلف وحال السلف الصالح رحمهم الله والتابعون لهم بإحسان أن الأمور والمسائل الاجتهادية يعذر فيها المخالف ,وإذا أخذ ولي الأمر بأحد القولين (الذي يحتمله النص) أنه يرتفع الخلاف.
فالذي يظهر لي - والله أعلم - ما ذكرناه , وأسأل بعزته وجلاله أن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه, وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ,وأن لا يجعل الحق علينا ملتبساً فنضل.
هناك شبهة نحب أن ننبه عليها:
أن البعض يقول: (إن الزيادة في المسعى مثل الزيادة في عرفة ومنى)
هذا فيه إشكال:
لأنّ عرفة ومنى عُرفَ حدهما , فإذا زيد عليهما مُنع , لكن نحن ف مسألة , لم يُحدَّد موضع السعي , فلا تقاس هذه المسألة على هذه المسألة.
يعني البعض يقول: إذا زدت في المسعى كأنك زدت في عرفة وكأنك زدت في منى.
نقول:
إن الزيادة في عرفة ومنى امتنعت بعد تحديد الحد , ونحن هنا لم نتفق على الحد حتى نقول (إنما زاد) هذه دعوى الشخص نفسه , ولذلك لا يصح إلزام الآخر , هذا يسمونه الإلتزام الذي لا يصح الإلزام به , هذا شيئ يلتزمه هو في خاصته, أنّ الحد هذا الحد والزيادة عليه مثل الزيادة على المحدود المعروف , ومن هنا لا يصح أن يكون إلزاماً للغير , وإنما هو التزام له فيما يعتقده.
المسعى مثل ما ذكرنا:
حدُّه إذا وُضع لا تجوز الزيادة عليه.
الوجه الثاني أن هذا يُقلب ويجاب عنه من وجه ثانٍ وهو أن يقال:
كما أنه لا تجوز الزيادة في عرفة ولا يجوز الانتقاص منها كذلك في المسعى لا تجوز الزيادة عن الحد الوارد ولا يجوز الانتقاص من نفس الحد الوارد ,لأن الانتقاص من الحد الوارد إلغاء لدلالة النص كما بينا , ومن هنا أحببنا أن نجيب عن هذا لأن البعض كان يناقش المسألة فذكر لي هذا وعلى كل حال أياً ما كان:
نلتزم الذي ظهر لنا وهو الالتزام بظاهر الآية الكريمة في الأمر بالسعي بين الصفا والمروة , ولو لقي العبد ربه يوم القيامة وسأله عن سعيه فاستدل بهذه الآية , واحتج بهذا الدليل كان معذرة له بين يدي الله عز وجل , ونسأل الله بعزته وجلاله أن يصلح الحال وأن يحسن العاقبة والمآل إنه ذو الجلال.
انتهى الدرس عند هذا الحد.
وسئل بعده الشيخ عن الطهارة في السعي فذكر أن أصح قولي العلماء عدم اشتراطها في السعي بين الصفا والمروة, وأن الأصل في ذلك حديث عائشة رضي الله عنها لما حاصت بسرِف قال لها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {ما لكِ, أنفستِ} أي ما شأنك , هل أصابك الحيض لأنّ النفاس يطلق بمعنى الدم ويقال: نفست المرأة وحاضت , وهو أحد أسماء الحيض العشرة , وقال (ص) {ذاكِ شيئ كتبه الله على بنات آدم ,اصنعي ما يصنع الحاج غير ألا تطوفي بالبيت}
فدل على أن الحدث الأكبر لا يمنع السعي بين الصفا والمروة ,فو طاف بين الصفا والمروة وهو محدث صح سعيه.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 01:49]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك
وجزا الله الشيخ محمد المختار الشنقيطي خيرالجزاء
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 05:25]ـ
شيخنا أبا زيد ليتك ترفع المادة الصوتية
نحبكم في الله، وأبلغ سلامنا للشيخ المختار حفظهُ الله ..
ـ[العز بن عبد الغني]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 06:26]ـ
الأخ الفاضل أبا زيد الشنقيطي
إن نقلك لفتوى الشيخ حفظه الله ناقصة حيث أنك لم تنقل أدلة الشيخ في تحقيق المناط حول حد المسعى ولا أظن أن هذا يسر الشيخ أبدا، فطالب العلم الذي يقرأ هذا الكلام المجتزئ لن يعلم بم استدل الشيخ لأن استدلال الشيخ هنا كان يتكلم حول حكم السعي وأصله في الكتاب والسنة ولا أحدث ينكر ذلك لكن المناط في تحقيق المناط وهو حد المسعى
فللأمانة العلمية أتمنى أن تنقل أدلة الشيخ كاملة
رحم الله والديك
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 06:32]ـ
/// الأخ العز .. كلام الشيخ وفقه الله وحفظه ظاهرٌ واضحٌ، فهو يقول إنَّ حد المسعى لم يكن موضوعًا زمن رسول الله (ص). فماذا تريد أكثر من هذا؟
ـ[العز بن عبد الغني]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 02:18]ـ
أنا أقصد بقية الأدلة التي استدل بها الشيخ في تحقيق مناط القضية لأن الأصولي إذا نظر هنا فلن يمكنه معرفة كيف استدل الشيخ وأنا اعلم من شيخنا حفظه الله انه يغضب ويتبرأ ممن ينقل كلامه على غير وجهه .... هذا قصدي
الحرص في الأمانة العلمية في النقل حتى تتضح جوانب القضية أخوتي الكرام ولست أقصد شيئا اخر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 07:15]ـ
/// يا أخي الكريم .. الرجل قد أحال لك في أول كلمات موضوعه مرجعه الذي فرَّغ منه كلام الشَّيخ الفقيه محمد المختار الشنقيطي حفظه الله ووفَّقه، فإن كنتَ تشكِّك في كمال نقله فانقل تمام ذلك.
/// بالنسبة لي أرى أنَّ استدلال الشيخ هنا تامٌّ كاف في تقرير المسألة والقول بصحَّة وجواز السَّعي في المسعى الجديد.
/// وقد أعجبني اختيار الشيخ أو -ميله- لقوَّة استدلال من استدلَّ على صحَّة السَّعي وجوازه في الزيادة، وهو من هو منزلةً -وفَّقه الله وحفظه- في دقَّة الفقه وزيادة الورع في الفتوى والتحفُّظ فيه.(/)